صفحه : 9
1] 7284/[- إبن بابويه: بإسناده عن فضيل الرسان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من قرأ سورة يونس في کل شهرين أو ثلاثة لم يخف عليه أن يکون من الجاهلين، و کان يوم القيامة من المقربين».
العياشي: عن فضيل الرسان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) الحديث بعينه«1».
2] 8284/[- عن أبان بن عثمان، عن محمّد، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «اقرأ». قلت: من أي شيء أقرأ! قال:
2» «اقرأ من السورة السابعة»«.
قال: فجعلت ألتمسها، فقال: «اقرأ سورة يونس» فقرأت حتي انتهيت إلي لِلَّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌ وَ لا يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ
«3» ثم قال: «حسبك، قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): اني لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن؟».
3] 9284/[- و من كتاب (خواص القرآن): عن النبي (صلي الله عليه و آله)، أنه قال: «من قرأ هذه السورة اعطي من الأجر و الحسنات بعدد من كذب يونس (عليه السلام) و صدق به، و من كتبها و جعلها في منزله و سمي جميع من في الدار و کان بهم عيوب ظهرت، و من كتبها في طست و غسلها بماء نظيف و عجن بها دقيقا علي أسماء المتهمين و خبزه، و كسر لكل واحد منهم قطعة و أكلها المتهم، فلا يكاد يبلعها، و لا يبلعها أبدا و يقر بالسرقة».
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 106. 2- تفسير العياشي 2: 119/ 1. 3- خواص القران: 2 «قطعة منه».
(1) تفسير العياشي 2: 119/ 2.
(2) قوله (السابعة) تصحيف (التاسعة) يؤيّده ما في الكافي 2: 462 حيث روي نفس الحديث و فيه (التاسعة) و ذلک بجعل الأنفال و التوبة سورة واحدة.
(3) يونس 10: 26.
صفحه : 11
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ الحَكِيمِ- إلي قوله تعالي- وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم [1- 2]
1] 0384/[- إبن بابويه، قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن هارون الزنجاني، فيما كتب إلي علي يدي علي بن أحمد البغدادي الوراق، قال: حدثنا معاذ بن المثني العنبري، قال: حدثنا عبد الله بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، عن سفيان بن سعيد الثوري، قال: قلت لجعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام): يا بن رسول الله، ما معني الر
! قال (عليه السلام): «معناه أنا الله الرءوف».
4831/[2]- علي بن إبراهيم، قال: الر هو حرف من حروف الاسم الأعظم المقطع«1» في القرآن، فإذا ألفه الرسول أو الإمام فدعا به أجيب. ثم قال: أَ كانَ لِلنّاسِ عَجَباً أَن أَوحَينا إِلي رَجُلٍ مِنهُم يعني رسول الله (صلي الله عليه و آله): أَن أَنذِرِ النّاسَ وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم.
4832/[3]- العياشي: عن يونس، عمن ذكره، في قول الله وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا إلي آخر الاية.
قال: «الولاية».
4] 3384/[- عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم
، قال: «الولاية».
-----------------------------------
1- معاني الأخبار: 22/ 1. 2- تفسير القمّي 1: 308. 3- تفسير العيّاشي 2: 119/ 3. 4- تفسير العيّاشي 2: 119/ 4. [.....]
(1) في المصدر: المنقطع.
صفحه : 12
5] 4384/[- عن إبراهيم بن عمر، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم
، قال: «هو رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
6] 5384/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله تبارك و تعالي: قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم
، قال: «هو رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
7] 6384/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله تبارك و تعالي: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم
، قال: «هو رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
8] 7384/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن يونس، قال:
أخبرني من رفعه، إلي أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُم قَدَمَ صِدقٍ عِندَ رَبِّهِم.
قال: «ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)».
9] 8384/[- الطبرسي: قيل: إن معني قَدَمَ صِدقٍ
شفاعة محمّد (صلي الله عليه و آله) لهم يوم القيامة.علي قال: و هو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام).
قوله تعالي:
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ استَوي عَلَي العَرشِ [3]
1] 9384/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إبن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن الله خلق الخير يوم الأحد، و ما کان ليخلق الشر قبل الخير، و في يوم الأحد و الاثنين خلق الأرضين، و خلق أقواتها في يوم الثلاثاء، و خلق السماوات يوم الأربعاء و يوم الخميس، و خلق أقواتها يوم الجمعة، و ذلک قول الله عز و جل: خَلَقَ السَّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ
«1»».
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 120/ 5. 6- تفسير القمّي 1: 308. 7- الكافي 8: 364/ 554. 8- الكافي 1: 349/ 50. 9- مجمع البيان 5: 134. 1- الكافي 8: 145/ 117.
(1) الفرقان 25، 59، السجدة 32: 4.
صفحه : 13
2] 0484/[- العياشي: عن أبي جعفر، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن الله خلق السماوات و الإرض في ستة أيام، فالسنة تنقص ستة أيام».
3] 1484/[- عن الصباح بن سيابة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:1» إن الله خلق الشهور اثني عشر شهرا، و هي ثلاثمائة و ستون يوما، فحجز عنها« ستة أيام خلق فيها السماوات و الإرض، فمن ثم تقاصرت الشهور».
4] 2484/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):2» «إن الله جل ذكره و تقدست أسماؤه خلق الإرض قبل السماء، ثم استوي علي العرش لتدبير الأمور». و معني استوي يأتي- إن شاء الله تعالي- في سورة طه«.
قوله تعالي:
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَ القَمَرَ نُوراً وَ قَدَّرَهُ مَنازِلَ [5]
1] 3484/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي نعيم البلخي، عن مقاتل بن حيان، عن عبد الرحمن بن أبي ذر، عن أبي ذر الغفاري (رحمه الله)، قال: كنت آخذا بيد النبي (صلي الله عليه و آله) و نحن نتماشي جميعا، فما زلنا ننظر إلي الشمس حتي غابت، فقلت: يا رسول الله، أين تغيب!
3» قال: «في السماء، ثم ترفع من سماء إلي سماء، حتي ترفع إلي السماء السابعة العليا، حتي تكون تحت العرش، فتخر ساجدة، فتسجد معها الملائكة الموكلون بها، ثم تقول: يا رب، من أين تأمرني أن أطلع، أ من مشرقي أو من مغربي«! فذلك قوله عز و جل: وَ الشَّمسُ تَجرِي لِمُستَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ
«4» يعني بذلك صنع الرب العزيز في ملكه، العليم بخلقه- قال- فيأتيها جبرئيل (عليه السلام) بحلة ضوء من نور العرش، علي مقدار ساعات النهار، علي طوله في أيام الصيف، أو قصره في الشتاء، أو ما بين ذلک في الخريف و الربيع- قال- فتلبس تلك الحلة کما يلبس أحدكم ثيابه، ثم ينطلق بها في جو السماء حتي تطلع من مطلعها». قال
-----------------------------------
2- تفسير العيّاشي 2: 120/ 6. 3- تفسير العيّاشي 2: 120/ 7. 4- تفسير العيّاشي 2: 120/ 7. 1- التوحيد: 280/ 7.
(1) في المصدر و «ط»: فخرج منها.
(2) يأتي في تفسير الآية (5) من سورة طه. [.....]
(3) في المصدر: أمن مغربي أم من مطلعي.
(4) يس 36: 38. 1»
صفحه : 14
اللهالنبي (صلي الله عليه و آله): «فكأني بها و قد حبست مقدار ثلاث«، ثم لا تكسي ضوءا و تؤمر أن تطلع من مغربها، فذلك قوله عز و جل: إِذَا الشَّمسُ كُوِّرَت وَ إِذَا النُّجُومُ انكَدَرَت
«2».
و القمر كذلك من مطلعه و مجراه في أفق السماء و مغربه، و ارتفاعه إلي السماء السابعة، و يسجد تحت العرش، ثم يأتيه جبرئيل بالحلة من نور الكرسي، فذلك قوله عز و جل: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَ القَمَرَ نُوراً
». قال أبو ذر (رحمه الله): ثم اعتزلت مع رسول الله (صلي الله عليه و آله) و صلينا المغرب.
2] 4484/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد، عن علي بن العباس، عن علي بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ النَّجمِ إِذا هَوي
«3» قال: «اقسم بقبض محمّد إذا قبض. ما ضَلَّ صاحِبُكُم«4» بتفضيله أهل بيته وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي«5» يقول ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه، و هو قول الله عز و جل: إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يُوحي«6».
و قال الله عز و جل لمحمد (صلي الله عليه و آله): قُل لَو أَنَّ عِندِي ما تَستَعجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمرُ بَينِي وَ بَينَكُم
«7» قال: لو أني أمرت أن أعلمكم ألذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي، فكان مثلكم کما قال الله عز و جل: كَمَثَلِ الَّذِي استَوقَدَ ناراً فَلَمّا أَضاءَت ما حَولَهُ«8» يقول:
أضاءت الإرض بنور محمّد (صلي الله عليه و آله) کما تضيء الشمس، فضرب الله مثل محمّد (صلي الله عليه و آله) الشمس، و مثل الوصي القمر، و هو قول الله عز و جل: جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَ القَمَرَ نُوراً
، و قوله وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيلُ نَسلَخُ مِنهُ النَّهارَ فَإِذا هُم مُظلِمُونَ«9»، و قوله عز و جل: ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِم وَ تَرَكَهُم فِي ظُلُماتٍ لا يُبصِرُونَ«10»، يعني قبض محمّد (صلي الله عليه و آله)، و ظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته، و هو قوله عز و جل: وَ إِن تَدعُوهُم إِلَي الهُدي لا يَسمَعُوا وَ تَراهُم يَنظُرُونَ إِلَيكَ وَ هُم لا يُبصِرُونَ«11»».
3] 5484/[- و عنه: بإسناده عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان، عن علي بن أبي النوار، عن محمّد بن مسلم، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك، لأي شيء صارت الشمس أشد حرارة من القمر! فقال: «إن الله خلق الشمس من نور النار، و صفو الماء، طبقا من هذا و طبقا من هذا، حتي إذا كانت سبعة أطباق ألبسها لباسا
-----------------------------------
2- الكافي 8: 380/ 574. 3- الكافي 8: 241/ 332.
(1) في المصدر زيادة: ليال.
(2) التكوير 81: 1- 2.
(3) النجم 53: 1- 2.
(4) النجم 53: 1- 2.
(5) النجم 53: 1- 2.
(6) النجم 53: 1- 2.
(7) الأنعام 6: 58.
(8) البقرة 2: 17.
(9) يس 36: 37.
(10) البقرة 2: 17. [.....]
(11) الأعراف 7: 198.
صفحه : 15
اللهمن نار، فمن ثم صارت أشد حرارة من القمر».}
قلت: جعلت فداك، و القمر! قال: «إن الله تعالي ذكره خلق القمر من ضوء نور النار و صفو الماء، طبقا من هذا و طبقا من هذا، حتي إذا كانت سبعة أطباق ألبسها لباسا من ماء، فمن ثم صار القمر أبرد من الشمس».
روي إبن بابويه هذا الحديث في (الخصال): عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن عيسي بن محمّد، عن علي بن مهزيار«1»، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم، قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام)، و ذكر الحديث«2».
قوله تعالي:
إِنَّ الَّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنا وَ رَضُوا بِالحَياةِ الدُّنيا وَ اطمَأَنُّوا بِها وَ الَّذِينَ هُم عَن آياتِنا غافِلُونَ [7] 4846/[1]- و قال علي بن إبراهيم: قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنا أي لا يؤمنون به وَ رَضُوا بِالحَياةِ الدُّنيا وَ اطمَأَنُّوا بِها وَ الَّذِينَ هُم عَن آياتِنا غافِلُونَ قال: الآيات: أمير المؤمنين و الائمة (عليهم السلام)، و الدليل علي ذلک
قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «ما لله آية أكبر مني».
2] 7484/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أبي عمير أو غيره، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك، إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الاية: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ العَظِيمِ
«3». قال: «ذلک إلي إن شئت أخبرتهم و إن شئت لم أخبرهم- ثم قال:- لكني أخبرك بتفسيرها».
قلت: عَمَّ يَتَساءَلُونَ
! قال: فقال: «هي في أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، کان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يقول: ما لله عز و جل آية هي أكبر مني، و لا لله من نبأ أعظم مني».
و سيأتي- إن شاء الله تعالي- تفسير الآيات بالائمة (عليهم السلام) بالرواية في آخر السورة، في قوله تعالي: قُلِ انظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ الاية«4».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 309. 2- الكافي 1: 161/ 3.
(1) زاد في المصدر: عن عليّ بن حسّان.
(2) الخصال: 356/ 39.
(3) النبأ 78: 1- 2.
(4) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآية (101) من هذه السورة.
صفحه : 16
قوله تعالي:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهدِيهِم رَبُّهُم بِإِيمانِهِم تَجرِي مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ دَعواهُم فِيها سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُم فِيها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمِينَ- إلي قوله تعالي- لَقُضِيَ إِلَيهِم أَجَلُهُم [9- 11]
1] 8484/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق و محمّد بن أحمد السناني، و علي بن أحمد بن محمّد (رضي الله عنهم)، قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن جعفر بن سليمان البصري، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) عن قول الله عز و جل: مَن يَهدِ اللّهُ فَهُوَ المُهتَدِ وَ مَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرشِداً
«1».
فقال: «إن الله تبارك و تعالي يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته، و يهدي أهل الايمان و العمل الصالح إلي جنته، کما قال عز و جل: وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ
«2» و قال عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهدِيهِم رَبُّهُم بِإِيمانِهِم تَجرِي مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ».
2] 9484/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن محبوب، عن محمّد بن إسحاق المدني، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) سئل عن قول الله عز و جل: يَومَ نَحشُرُ المُتَّقِينَ إِلَي الرَّحمنِ وَفداً
«3».
4» فقال: يا علي، إن الوفد لا يكونون إلا ركبانا، أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره و اختصهم و رضي أعمالهم فسماهم المتقين. ثم قال له: يا علي، أما و ألذي فلق الحبة و برأ النسمة إنهم ليخرجون من قبورهم، و إن الملائكة تستقبلهم بنوق من نوق الجنة«. عليها رحال الذهب، مكللة بالدر و الياقوت، و جلائلها الإستبرق و السندس، و خطمها جدل الأرجوان، تطير بهم إلي المحشر، مع کل رجل منهم ألف ملك من قدامه و عن يمينه
-----------------------------------
1- التوحيد: 241/ 1. 2- الكافي 8: 95/ 69.
(1) الكهف 18: 17.
(2) إبراهيم 14: 27.
(3) مريم 19: 85.
(4) في المصدر: العز. 1»
صفحه : 17
اللهو عن شماله، يزفونهم زفا حتي ينتهوا بهم إلي باب الجنة الأعظم. و علي باب الجنة شجرة، إن الورقة منها ليستظل تحتها ألف« رجل من النّاس، و عن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية- قال- فيسقون منها شربة شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، و يسقط عن أبشارهم الشعر و ذلک قوله عز و جل: وَ سَقاهُم رَبُّهُم شَراباً طَهُوراً
«2» من تلك العين المطهرة. قال: ثم يصرفون إلي عين اخري عن يسار الشجرة، فيغتسلون فيها، و هي عين الحياة فلا يموتون أبدا.
قال: ثم يوقف بهم قدام العرش، و قد سلموا من الآفات و الأسقام و الحر و البرد أبدا.
قال: فيقول الجبار جل ذكره للملائكة الّذين معهم: احشروا أوليائي إلي الجنة، و لا توقفوهم مع الخلائق، فقد سبق رضاي عنهم، و وجبت رحمتي لهم، و كيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات و السيئات؟ قال:
فتسوقهم الملائكة إلي الجنة».
و ساق الحديث بطوله إلي أن قال في آخره ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): «أما الجنان المذكورة، في الكتاب، فإنهن: جنة عدن، و جنة الفردوس، و جنة النعيم، و جنة المأوي». قال: «فإن لله عز و جل جنانا محفوفة بهذه الجنات، و إن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحب و اشتهي، يتنعم فيهن كيف يشاء، و إذا أراد المؤمن شيئا أو اشتهي إنما دعواه فيها إذا أراد، أن يقول: سبحانك اللهم، فإذا قالها تبادرت إليه الخدم بما اشتهي من غير أن يکون طلبه منهم أو أمر به، و ذلک قوله عز و جل: دَعواهُم فِيها سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُم فِيها سَلامٌ
يعني الخدام.
قال: وَ آخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمِينَ
يعني بذلك عند ما يقضون من لذاتهم من الجماع و الطعام و الشراب يحمدون الله عز و جل عند فراغهم».
و الحديث طويل، يأتي بطوله- إن شاء الله تعالي- في قوله تعالي: يَومَ نَحشُرُ المُتَّقِينَ إِلَي الرَّحمنِ وَفداً من سورة مريم«3».
3] 0584/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبد الله، عن أبي، عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال: «سأل يهودي رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقال: أخبرني عن تفسير (سبحان الله، و الحمد لله، و لا اله إلا الله، و الله اكبر)، قال النبي (صلي الله عليه و آله): علم الله عز و جل أن بني آدم يكذبون علي الله عز و جل، فقال: (سبحان الله) تنزيها عما يقولون. و أما قوله (الحمد لله) فإنه علم أن العباد لا يؤدون شكر نعمته، فحمد نفسه قبل أن يحمدوه، و هو أول الكلام، لولا ذلک لما أنعم الله علي أحد بنعمته. و قوله (لا إله إلا الله) يعني وحدانيته، لا يقبل الله الأعمال إلا بها،
-----------------------------------
3- الأمالي: 157/ 1. [.....]
(1) في «ط»: مائة ألف.
(2) الإنسان 76: 21.
(3) يأتي في الحديث (11) من تفسير الآيات (73- 98) من سورة مريم. 1»
صفحه : 18
اللهو هي كلمة التقوي، يثقل الله بها الموازين يوم القيامة. و أما قوله تعالي: و الله أكبر فهي كلمة أعلي الكلمات، و أحبها إلي الله عز و جل، يعني أنه ليس شيء أكبر مني، لا تصح« الصلاة إلا بها لكرامتها علي الله، و هو الاسم الأكرم.
قال اليهودي: صدقت- يا محمّد- فما جزاء قائلها!
قال: إذا قال العبد: (سبحان الله) سبح معه مادون العرش، فيعطي قائلها عشر أمثالها، و إذا قال: (الحمد لله) أنعم الله عليه بنعيم الدنيا موصولا بنعيم الاخرة، و هي الكلمة الّتي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها، و ينقطع الكلام ألذي يقولونه في الدنيا ما خلا (الحمد لله) و ذلک قوله جل و عز: دَعواهُم فِيها سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُم فِيها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمِينَ
، و أما قوله: (لا إله إلا الله) فالجنة جزاؤه، و ذلک قوله عز و جل:
هَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلَّا الإِحسانُ
«2» يقول: هل جزاء لا إله إلا الله إلا الجنة.
فقال اليهودي: صدقت يا محمّد».
و روي هذا الحديث الشيخ المفيد في كتاب (الاختصاص)«3».
4] 1584/[- العياشي: عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن التسبيح! فقال: «هو اسم من أسماء الله، و دعوي أهل الجنة».
5] 2584/[- المفيد في (الاختصاص): بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، عن النبي (صلي الله عليه و آله)- في حديث طويل مع يهودي، و قد سأله عن مسائل- قال (صلي الله عليه و آله): «إذا قال العبد: (سبحان الله) سبح کل شيء معه ما دون العرش، فيعطي قائلها عشر أمثالها، و إذا قال: (الحمد لله) أنعم الله عليه بنعيم الدنيا حتي يلقاه بنعيم الاخرة، و هي الكلمة الّتي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها، و الكلام ينقطع في الدنيا ما خلا الحمد لله، و ذلک قوله: تَحِيَّتُهُم فِيها سَلامٌ
».
4853/[6]- علي بن إبراهيم: قوله تعالي: وَ لَو يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنّاسِ الشَّرَّ استِعجالَهُم بِالخَيرِ لَقُضِيَ إِلَيهِم أَجَلُهُم، قال: لو عجل الله لهم الشر کما يستعجلون الخير لقضي إليهم أجلهم، أي فرغ من أجلهم.
قوله تعالي:
وَ إِذا مَسَّ الإِنسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنبِهِ أَو قاعِداً أَو قائِماً فَلَمّا كَشَفنا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَم يَدعُنا إِلي ضُرٍّ مَسَّهُ [12]
-----------------------------------
4- تفسير العياشي 2: 120/ 9. 5- الاختصاص: 34. 6- تفسير القمي 1: 309.
(1) في «ط»: لا تصلح، و في المصدر: لا تفتتح.
(2) الرحمن 55: 60.
(3) الاختصاص: 34.
صفحه : 19
4854/[1]- علي بن إبراهيم، قال: دَعانا لِجَنبِهِ العليل ألذي لا يقدر أن يجلس أَو قاعِداً، قال: ألذي لا يقدر أن يقوم أَو قائِماً، قال: الصحيح. و قوله: فَلَمّا كَشَفنا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ أي ترك و مر و نسي كَأَن لَم يَدعُنا إِلي ضُرٍّ مَسَّهُ.
قوله تعالي:
وَ لَقَد أَهلَكنَا القُرُونَ مِن قَبلِكُم لَمّا ظَلَمُوا وَ جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّناتِ- إلي قوله تعالي- فَقَد لَبِثتُ فِيكُم عُمُراً مِن قَبلِهِ أَ فَلا تَعقِلُونَ [13- 16] 4855/[2]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ لَقَد أَهلَكنَا القُرُونَ مِن قَبلِكُم لَمّا ظَلَمُوا وَ جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيِّناتِ، قال: يعني عادا و ثمود و من أهلكه الله، ثم قال: ثُمَّ جَعَلناكُم خَلائِفَ فِي الأَرضِ مِن بَعدِهِم لِنَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ يعني حتي نري، فوضع النظر مكان الرؤية.
و قال: و قوله: وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنَا ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا أَو بَدِّلهُ قُل ما يَكُونُ لِي أَن أُبَدِّلَهُ مِن تِلقاءِ نَفسِي إِن أَتَّبِعُ إِلّا ما يُوحي إِلَيَّ، قال: فإن قريشا قالت لرسول الله (صلي الله عليه و آله):
ائتنا بقرآن غير هذا، فإن هذا شيء تعلمته من اليهود و النصاري، قال الله: قُل لهم لَو شاءَ اللّهُ ما تَلَوتُهُ عَلَيكُم وَ لا أَدراكُم بِهِ فَقَد لَبِثتُ فِيكُم عُمُراً مِن قَبلِهِ أَ فَلا تَعقِلُونَ أي لقد لبثت فيكم أربعين سنة قبل أن يوحي إلي و لم أتكلم«1» بشيء منه حتي أوحي إلي.
3] 6584/[- ثم قال علي بن إبراهيم: و أما قوله أَو بَدِّلهُ فإنه حدثني الحسن بن علي، عن أبيه، عن حماد ا بن عيسي، عن أبي السفاتج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
، في قول الله عز و جل ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا أَو بَدِّلهُ:
«يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قُل ما يَكُونُ لِي أَن أُبَدِّلَهُ مِن تِلقاءِ نَفسِي إِن أَتَّبِعُ إِلّا ما يُوحي إِلَيَّ
يعني في علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام)».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 309. 2- تفسير القمّي 1: 309. 3- تفسير القمّي 1: 310.
(1) في المصدر: آتكم.
صفحه : 20
3] 7584/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن الحسين، عن عمر بن يزيد، عن محمّد بن جمهور، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالي: ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا أَو بَدِّلهُ
، قال: «قالوا: أو بدل عليا (عليه السلام)».
4] 8584/[- العياشي: عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله تعالي: وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرجُونَ لِقاءَنَا ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا أَو بَدِّلهُ قُل ما يَكُونُ لِي أَن أُبَدِّلَهُ مِن تِلقاءِ نَفسِي إِن أَتَّبِعُ إِلّا ما يُوحي إِلَيَّ
: «قالوا: لو بدل مكان علي أبو بكر أو عمر اتبعناه».
5] 9584/[- عن أبي السفاتج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله: ائتِ بِقُرآنٍ غَيرِ هذا أَو بَدِّلهُ
:
«يعني أمير المؤمنين (عليه السلام)».
6] 0684/[- عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لم يزل رسول (صلي الله عليه و آله) يقول: إِنِّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبِّي عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ
حتي نزلت سورة الفتح فلم يعد إلي ذلک الكلام».
قوله تعالي:
وَ يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرُّهُم وَ لا يَنفَعُهُم وَ يَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِندَ اللّهِ- إلي قوله تعالي- وَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ لَقُضِيَ بَينَهُم [18- 19] 4861/[1]- قال علي بن إبراهيم: كانت قريش تعبد الأصنام و يقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلي الله زلفي، فإنا لا نقدر علي عبادة الله. فرد الله عليهم، فقال: قل لهم، يا محمّد: أَ تُنَبِّئُونَ اللّهَ بِما لا يَعلَمُ أي ليس يعلم، فوضع حرفا مكان حرف، أي ليس له شريك يعبد.
و قال: قوله: وَ ما كانَ النّاسُ إِلّا أُمَّةً واحِدَةً أي علي مذهب واحد فَاختَلَفُوا وَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ لَقُضِيَ بَينَهُم أي کان ذلک في علم الله السابق أن يختلفوا، و بعث فيهم الأنبياء و الأئمة بعد الأنبياء، و لولا ذلک لهلكوا عند اختلافهم.
-----------------------------------
3- الكافي 1: 347/ 37. [.....] 4- تفسير العيّاشي 2: 120/ 10. 5- تفسير العيّاشي 2: 120/ 11. 6- تفسير العيّاشي 2: 120/ 12. 1- تفسير القمّي 1: 310.
صفحه : 21
قوله تعالي:
وَ يَقُولُونَ لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ فَقُل إِنَّمَا الغَيبُ لِلّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ [20]
1] 2684/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد الدقاق (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن علي بن أبي حمزة، عن يحيي بن أبي القاسم، قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: الم ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فِيهِ هُديً لِلمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ
«1».
فقال: «المتقون: شيعة علي (عليه السلام)، و الغيب: هو الحجة القائم، و شاهد ذلک قول الله عز و جل:
وَ يَقُولُونَ لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ فَقُل إِنَّمَا الغَيبُ لِلّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ
».
2] 3684/[- و عنه: بإسناده عن محمّد بن مسعود، قال: حدثني أبو صالح خلف بن حماد الكشي«2»، قال:
حدثنا سهل بن زياد، قال: حدثني محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال الرضا (عليه السلام):3» «ما أحسن الصبر و انتظار الفرج؟ أما سمعت قول الله عز و جل: وَ ارتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُم رَقِيبٌ« و فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ، فعليكم بالصبر، فإنه إنما يجيء الفرج علي اليأس، فقد کان الّذين من قبلكم أصبر منكم».
3] 4684/[- و عنه: بإسناده عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سألته عن الفرج.
قال: «إن الله عز و جل يقول: فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ
».
قوله تعالي:
يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّما بَغيُكُم عَلي أَنفُسِكُم [23]
4] 5684/[- العياشي: عن منصور بن يونس، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «ثلاث يرجعن علي صاحبهن:
-----------------------------------
1- كمال الدين و تمام النعمة: 17. 2- كمال الدين و تمام النعمة: 645/ 5. 3- كمال الدين و تمام النعمة: 645/ 4. 4- تفسير العيّاشي 2: 121/ 13.
(1) البقرة 2: 1- 2.
(2) في «س، ط»: بن حامد الكنجي، تصحيف صوابه ما في المتن، ترجم له الشيخ الطوسي في رجاله: 472 و قال: خلف بن حمّاد يكنّي أبا صالح، من أهل كش.
(3) هود 11: 93.
صفحه : 22
اللهالنكث، و البغي، و المكر، قال الله: يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّما بَغيُكُم عَلي أَنفُسِكُم}
».
قوله تعالي:
إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ مِمّا يَأكُلُ النّاسُ وَ الأَنعامُ حَتّي إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها- إلي قوله تعالي- يَتَفَكَّرُونَ [24]
1] 6684/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك، بلغنا أن لآل جعفر راية، و لآل العباس رايتين، فهل انتهي إليك من علم ذلک شيء!
1»2» قال: «أما آل جعفر فليس بشيء، و لا إلي شيء، و أما آل العباس فإن لهم ملكا مبطئا«، يقربون فيه البعيد، و يباعدون فيه القريب، و سلطانهم عسر ليس فيه يسر، حتي إذا أمنوا مكر الله و أمنوا عقابه، صيح فيهم صيحة لا يبقي لهم منال يجمعهم و لا رجال تمنعهم«، و هو قول الله: حَتّي إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها
» الاية.
قلت: جعلت فداك، متي يکون ذلک!
قال: «أما إنه لم يوقت لنا فيه وقت، و لكن إذا حدثناكم بشيء فكان کما نقول، فقولوا: صدق الله و رسوله و إن کان بخلاف ذلک، فقولوا: صدق الله و رسوله تؤجروا مرتين، و لكن إذا اشتدت الحاجة و الفاقة و أنكر النّاس بعضهم بعضا، فعند ذلک توقعوا هذا الأمر صباحا و مساء».
فقلت: جعلت فداك، الحاجة و الفاقة قد عرفناهما، فما إنكار النّاس بعضهم بعضا!
قال: «يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه ألذي کان يلقاه فيه، و يكلمه بغير الكلام ألذي کان يكلمه».
2] 7684/[- العياشي: عن الفضل بن يسار، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك، إنا نتحدث أن لآل جعفر راية، و لآل فلان راية، فهل في ذلک شيء!
فقال: «أما لآل جعفر فلا، و أما راية بني فلان فإن لهم ملكا مبطئا، يقربون فيه البعيد، و يبعدون فيه القريب، و سلطانهم عسر ليس فيه يسر، لا يعرفون في سلطانهم من أعلام الخير شيئا، يصيبهم فيه فزعات ثم فزعات، کل
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 310. 2- تفسير العيّاشي 2: 121/ 14.
(1) في المصدر: مبطنا. [.....]
(2) في «ط»: لأي بقي لهم منال يجمعهم و لا يسعهم. و الظاهر أنّها تصحيف ناد- يجمعهم و لا يسعهم. 1»
صفحه : 23
اللهذلک يتجلي عنهم، حتي إذا أمنوا مكر الله، و أمنوا عذابه، و ظنوا أنهم قد استقروا، صيح فيهم صيحة لم يكن لهم فيها مناد يسمعهم و لا يجمعهم«، و ذلک قول الله عز و جل: حَتّي إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها
إلي قوله لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ ألا إنه ليس أحد من الظلمة إلا و لهم بقيا، إلا آل فلان فإنهم لا بقيا لهم».
قال: جعلت فداك، أ ليس لهم بقيا!
قال: «بلي، و لكنهم يصيبون منا دما، فبظلمهم نحن و شيعتنا فلا بقيا لهم».
و قد مضي حديث في معني الآية بذلك في قوله تعالي: فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحنا عَلَيهِم أَبوابَ كُلِّ شَيءٍ
الآية، من سورة الأنعام«2».
3] 8684/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي و علي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، قال: کان علي بن الحسين (عليهما السلام) يعظ النّاس و يزهدهم في الدنيا، و يرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في کل جمعة، في مسجد رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و حفظ عنه و كتب.
کان يقول: «أيها النّاس- و ساق الحديث إلي أن قال فيه- فاتقوا الله عباد الله، و اعلموا أن الله عز و جل لم يحب زهرة الدنيا و عاجلها لأحد من أوليائه، و لم يرغبهم فيها و في عاجل زهرتها، و ظاهر بهجتها، و إنما خلق الدنيا و خلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته.
و ايم الله، لقد ضرب لكم فيها الأمثال، و صرف الأيام لقوم يعقلون، و لا قوة إلا بالله، فازهدوا فيما زهدكم الله عز و جل فيه من عاجل الحياة الدنيا، فإن الله عز و جل يقول و قوله الحق: إِنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ مِمّا يَأكُلُ النّاسُ وَ الأَنعامُ حَتّي إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها وَ ازَّيَّنَت وَ ظَنَّ أَهلُها أَنَّهُم قادِرُونَ عَلَيها أَتاها أَمرُنا لَيلًا أَو نَهاراً فَجَعَلناها حَصِيداً كَأَن لَم تَغنَ بِالأَمسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ
.
فكونوا عباد الله من القوم الّذين يتفكرون: و لا تركنوا إلي الدنيا، فإن الله عز و جل قال لمحمد (صلي الله عليه و آله):
وَ لا تَركَنُوا إِلَي الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ
«3» و لا تركنوا إلي زهرة الدنيا و ما فيها، ركون من اتخذها دار قرار و منزل استيطان، فانها دار بلغة«4»، و منزل قلعة«5»، و دار عمل، فتزودوا الأعمال الصالحة فيها قبل تفرق أيامها، و قبل الإذن من الله في خرابها، فكأن قد أخربها ألذي عمرها أول مرة و ابتدأها، و هو ولي ميراثها، فأسأل الله العون
-----------------------------------
3- الكافي 8: 75: 29.
(1) في «ط»: منال يسعهم و لا يجمعهم.
(2) تقدّم في الحديث (4) من تفسير الآيتين (44- 45) من سورة الأنعام.
(3) هود 11: 113.
(4) البلغة: ما يتبلّغ به من العيش و لا فضل فيه. «لسان العرب- بلغ- 8: 421».
(5) منزل قلعة: أي تحوّل و ارتحال. «النهاية 4: 102».
صفحه : 24
اللهلنا و لكم علي تزود التقوي و الزهد فيها، جعلنا الله و إياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنيا، الراغبين لأجل ثواب الآخرة، فإنما نحن له و به، و صلي الله علي محمّد النبي و آله و سلّم، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته».}
قوله تعالي:
وَ اللّهُ يَدعُوا إِلي دارِ السَّلامِ وَ يَهدِي مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ [25]
1] 9684/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا العباس ا بن سعد«1» الأزرق- و کان من العامة- قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح، قال: حدثنا شريك بن عبد الله، عن العلاء ا بن عبد الكريم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله عز و جل: وَ اللّهُ يَدعُوا إِلي دارِ السَّلامِ
، فقال: «إن السلام، هو الله عز و جل، و داره الّتي خلقها لأوليائه الجنة».
4870/[2]- و عنه، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ، قال: حدثنا موسي بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ظبيان، عن ا بن عباس، أنه قال: دار السلام الجنة، و أهلها لهم السلامة من جميع الآفات و العاهات و الأمراض و الأسقام، و لهم السلامة من الهرم و الموت و تغير الأحوال عليهم، فهم المكرمون الّذين لا يهانون أبدا، و هم الأعزاء الّذين لا يذلون أبدا، و هم الأغنياء الّذين لا يفتقرون أبدا، و هم السعداء الّذين لا يسقون أبدا، و هم الفرحون المسرورون«2» الّذين لا يغتمون و لا يهتمون أبدا، و هم الأحياء الّذين لا يموتون أبدا، فهم في قصور الدر و المرجان، أبوابها مشرعة إلي عرش الرحمن وَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِ«3».
3] 1784/[- إبن شهر آشوب: عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، و زيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) ، في قوله تعالي: وَ اللّهُ يَدعُوا إِلي دارِ السَّلامِ
: «يعني به الجنة يَهدِي مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ يعني به
-----------------------------------
1- معاني الأخبار: 176/ 2. 2- معاني الأخبار: 176/ 1. 3- المناقب 3: 74، شواهد التنزيل 1: 263/ 358.
(1) في المصدر: العباس بن سعيد.
(2) في المصدر: المستبشرون.
(3) الرعد 13: 23 و 24.
صفحه : 25
اللهولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)».}
قوله تعالي:
لِلَّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌ وَ لا يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنَّةِ هُم فِيها خالِدُونَ [26]
1] 2784/[- الشيخ في (أماليه)، قال: حدثنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه الله)، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيش الكتاب، قال: أخبرنا الحسن بن علي الزعفراني، قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم إبن محمّد الثقفي، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان، قال: حدثنا علي بن محمّد بن أبي سيف، عن فضيل بن خديج«1»، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيما كتب إلي محمّد بن أبي بكر حين ولاه مصر، و أمره أن يقرأه علي أهل مصر، و فيما كتب (عليه السلام): «قال الله تعالي: لِلَّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌ
فأما الحسني فهي الجنة، و الزيادة هي الدنيا».
2] 3784/[- علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: لِلَّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌ
: «فأما الحسني فهي الجنة، و أما الزيادة فالدنيا، ما أعطاهم الله فيها لم يحاسبهم به في الآخرة، و يجمع الله لهم ثواب الدنيا و الآخرة، و يثيبهم بأحسن أعمالهم في الدنيا و الآخرة، يقول الله: وَ لا يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنَّةِ هُم فِيها خالِدُونَ».
3] 4784/[- الطبرسي: عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): «الزيادة: هي أن ما أعطاهم الله تعالي [من النعم] في الدنيا لا يحاسبهم به في الآخرة».
4] 5784/[- و عن علي (عليه السلام): «أن الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب».
5] 6784/[- و روي في (نهج البيان): عن علي بن إبراهيم، قال: قال: الزيادة هبة الله عز و جل: وَ لا يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ
، قال: القتر: الجوع و الفقر، و الذلة: الخوف.
-----------------------------------
1- الأمالي 1: 25، أمالي المفيد: 262/ 3. [.....] 2- تفسير القمّي 1: 311. 3- مجمع البيان 5: 158. 4- مجمع البيان 5: 158. 5- تفسير القمّي 1: 311 و ليس فيه (الزيادة هبة اللّه عزّ و جلّ) و لم نجد الحديث في نهج البيان المخطوط.
(1) في سند الحديث اختلافات سبقت الإشارة إليها في الحديث (10) من تفسير الآية (32) من سورة الأعراف.
صفحه : 26
6] 7784/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن محمّد بن مروان«1»، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما من شيء إلا و له كيل أو وزن إلا الدموع، فإن القطرة تطفئ بحارا من نار، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجها قتر و لا ذلة، فإذا فاضت حرمه الله علي النار، و لو أن باكيا بكي في أمة لرحمها الله».
7] 8784/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إبن فضال، عن أبي جميلة و منصور بن يونس، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «ما من عين إلا و هي باكية يوم القيامة، إلا عينا بكت من خوف الله، و ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله عز و جل إلا حرم الله عز و جل سائر جسدها علي النار، و لا فاضت علي خده فرهق ذلک الوجه قتر و لا ذلة، و ما من شيء إلا و له كيل أو وزن إلا الدمعة، فإن الله عز و جل يطفئ باليسير منها البحار من النار، فلو أن عبدا بكي في أمة لرحم الله عز و جل تلك الامة ببكاء ذلک العبد».
8] 9784/[- العياشي: عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): ما من عبد اغرورقت عيناه بمائها إلا حرم الله ذلک الجسد علي النار، و ما فاضت عين من خشية الله إلا لم يرهق ذلک الوجه قتر و لا ذلة».
9] 0884/[- عن محمّد بن مروان، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «ما من شيء إلا و له وزن أو ثواب إلا الدموع، فإن القطرة تطفئ البحار من النار، فإذا اغرورقت عيناه بمائها حرم الله عز و جل سائر جسده علي النار، و إن سالت الدموع علي خديه لم يرهق وجهه قتر و لا ذلة، و لو أن عبدا بكي في امة لرحمها الله».
قوله تعالي:
وَ الَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثلِها وَ تَرهَقُهُم ذِلَّةٌ ما لَهُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍ- إلي قوله تعالي- خالِدُونَ [27]
1] 1884/[- علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثلِها وَ تَرهَقُهُم ذِلَّةٌ ما لَهُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍ
.
-----------------------------------
6- الكافي 2: 349/ 1. 7- الكافي 2: 349/ 2. 8- تفسير العيّاشي 1: 121/ 15. 9- تفسير العيّاشي 2: 122/ 16. 1- تفسير القمّي 1: 311.
(1) في «س، ط»: محمّد بن مسلم، تصحيف صحيحه ما أثبتناه من المصدر.
صفحه : 27
اللهقال: «هؤلاء أهل البدع و الشبهات و الشهوات يسود الله وجوههم، ثم يلقونه، يقول الله: كَأَنَّما أُغشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً مِنَ اللَّيلِ مُظلِماً}
يسود الله وجوههم يوم القيامة، و يلبسهم الذلة و الصغار، يقول الله: أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ».
2] 2884/[- محمّد بن يعقوب: بإسناده، عن يحيي الحلبي، عن المثني، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: كَأَنَّما أُغشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً مِنَ اللَّيلِ مُظلِماً
، قال: «أ ما تري البيت إذا کان الليل کان أشد سوادا من خارج، فلذلك هم يزدادون سوادا».
3] 3884/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله: كَأَنَّما أُغشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً مِنَ اللَّيلِ مُظلِماً
، قال: «أما تري البيت إذا کان الليل کان أشد سوادا من خارج، فكذلك وجوههم تزداد سوادا».
قوله تعالي:
وَ يَومَ نَحشُرُهُم جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشرَكُوا مَكانَكُم أَنتُم وَ شُرَكاؤُكُم فَزَيَّلنا بَينَهُم- إلي قوله تعالي- قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَ الأَرضِ [28- 31] 4884/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ يَومَ نَحشُرُهُم جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشرَكُوا مَكانَكُم أَنتُم وَ شُرَكاؤُكُم فَزَيَّلنا بَينَهُم قال: يبعث الله نارا تزيل بين الكفار و المؤمنين.
قال: قوله تعالي: هُنالِكَ تَبلُوا كُلُّ نَفسٍ ما أَسلَفَت أي تتبع ما قدمت وَ رُدُّوا إِلَي اللّهِ مَولاهُمُ الحَقِّ وَ ضَلَّ عَنهُم ما كانُوا يَفتَرُونَ أي بطل عنهم ما كانوا يفترون.
و قوله: قُل مَن يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَ الأَرضِ إلي قوله: وَ ادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُم صادِقِينَ«1» فإنه محكم.
قوله تعالي:
قُل هَل مِن شُرَكائِكُم مَن يَهدِي إِلَي الحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهدِي لِلحَقِّ
-----------------------------------
2- الكافي 8: 252/ 355. 3- تفسير العيّاشي 2: 122/ 17. 1- تفسير القمّي 1: 312. [.....]
(1) يونس 10: 38.
صفحه : 28
أَ فَمَن يَهدِي إِلَي الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ [35]
1] 5884/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لقد قضي أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بقضية، ما قضي بها أحد کان قبله، و كانت أول قضية قضي بها بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و ذلک أنه لما قبض رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أفضي الأمر إلي أبي بكر أتي برجل قد شرب الخمر، فقال له أبو بكر: أشربت الخمر! فقال الرجل: نعم. فقال: و لم شربتها و هي محرمة! فقال: إني لما أسلمت و منزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر و يستحلونها، و لو أعلم أنها حرام اجتنبتها».
قال: «فالتفت أبو بكر إلي عمر، فقال: ما تقول- يا أبا حفص- في أمر هذا الرجل! فقال: معضلة و أبو الحسن لها. فقال أبو بكر: يا غلام، ادع لنا عليا. فقال عمر: بل يؤتي الحكم في منزله.
1» فأتوه و معهم سلمان الفارسي، فأخبروه بقضية« الرجل، فاقتص عليه قصته، فقال علي (عليه السلام) لأبي بكر:
ابعث معه من يدور به علي مجالس المهاجرين و الأنصار، فمن کان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه، فإن لم يكن تلي عليه آية التحريم فلا شيء عليه. ففعل أبو بكر بالرجل ما قال علي (عليه السلام)، فلم يشهد عليه أحد، فخلي سبيله. فقال سلمان لعلي (عليه السلام): لقد أرشدتهم! فقال علي (عليه السلام): إنما أردت أن أجدد تأكيد هذه الآية في و فيهم أَ فَمَن يَهدِي إِلَي الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ
».
و روي السيد الرضي هذا الحديث في كتاب (الخصائص) عن الإمام الصادق (عليه السلام)«2».
2] 6884/[- و عنه: عن أبي محمّد القاسم بن العلاء (رحمه الله)، بإسناده عن عبد العزيز بن مسلم، عن الرضا (عليه السلام)- في حديث- قال فيه: «إن الأنبياء و الأئمة (صلوات الله عليهم) يوفقهم الله و يؤتيهم من مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله تعالي: أَ فَمَن يَهدِي إِلَي الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ
».
و الحديث طويل ذكرناه بطوله في قوله تعالي: وَ رَبُّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَ يَختارُ من سورة القصص«3».
-----------------------------------
1- الكافي 7: 249/ 4. 2- الكافي 1: 157/ 1، معاني الأخبار: 100.
(1) في المصدر: فأخبره بقصّة.
(2) خصائص الأئمة: 81.
(3) يأتي في الحديث (2) من تفسير الآيتين (68- 69) من سورة القصص.
صفحه : 29
3] 7884/[- و عنه: عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن إبن فضال و الحجال جميعا، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن بن مسلمة الحريري«1»، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يوبخوننا و يكذبوننا أنا نقول: إن صيحتين تكونان، يقولون: من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا!
قال: «فما تردون عليهم!» قلت: ما نرد عليهم شيئا. قال: «قولوا: يصدق بها- إذا كانت- من يؤمن بها من قبل، إن الله عز و جل يقول: أَ فَمَن يَهدِي إِلَي الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ
».
4888/[4]- و عنه: عن أبي علي الأشعري، عن محمّد، عن إبن فضال و الحجال، عن داود بن فرقد، قال: سمع رجل من العجلية«2» هذا الحديث، قوله: «ينادي مناد: ألا إن فلان بن فلان و شيعته هم الفائزون. أول النهار و ينادي آخر النهار: ألا إن عثمان و شيعته هم الفائزون»«3». فقال الرجل: فما يدرينا أيما الصادق من الكاذب!
فقال: يصدقه عليها من کان يؤمن بها قبل أن ينادي، إن الله عز و جل يقول: أَ فَمَن يَهدِي إِلَي الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ.
5] 9884/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن الحارث بن المغيرة، عن ميمون البان، قال:4» كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)« في فسطاطه فرفع جانب الفسطاط، فقال: «إن أمرنا قد کان أبين من هذه الشمس- ثم قال- ينادي مناد من السماء: إن فلان بن فلان هو الإمام. و ينادي باسمه، و ينادي إبليس لعنه الله من الإرض کما نادي برسول الله (صلي الله عليه و آله) ليلة العقبة».
6] 0984/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ينادي مناد باسم القائم (عليه السلام)».
قلت: خاص أو عام! قال: «عام، يسمع کل قوم بلسانهم».
قلت: فمن يخالف القائم (عليه السلام) و قد نودي باسمه! قال: «لا يدعهم إبليس حتي ينادي فيشكك النّاس».
7] 1984/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه (رحمه الله)، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن
-----------------------------------
3- الكافي 8: 208/ 252. 4- الكافي 8: 209/ 253. 5- كمال الدين و تمام النعمة: 650/ 4. 6- كمال الدين و تمام النعمة: 650/ 8. 7- كمال الدين و تمام النعمة: 652/ 13.
(1) كذا في النسخ و رجال البرقي: 24، و في المصدر و غيبة النعماني الآتي تحت الرقم (8) و تنقيح المقال 2: 148: الجريري، بالمعجمة.
(2) العجليّة: طائفة من الغلاة، و هم أتباع عمير بن بيان العجلي- «معجم الفرق الاسلامية: 170».
(3) في المصدر زيادة: قال: و ينادي أول الهار منادي آخر النهار. [.....]
(4) في المصدر: أبي جعفر، و ميمون البان معدود في أصحاب الأئمّة السجّاد و الباقر و الصادق (عليهم السلام)، انظر معجم رجال الحديث 19: 112.
صفحه : 30
اللهعليعلي الكوفي، عن أبيه، عن أبي المغرا، عن المعلي بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «صوت جبرئيل من السماء، و صوت إبليس من الإرض، فاتبعوا الصوت الأول، و إياكم و الأخير أن تفتنوا به».
1»2» قلت: الأحاديث في المناديين مستفيضة، و ذكر منها إبن بابويه في آخر كتاب (كمال الدين و تمام النعمة)«، و محمّد بن إبراهيم النعماني في آخر كتاب (الغيبة)«، و سيأتي من ذلک- إن شاء الله تعالي- في قوله تعالي: إِن نَشَأ نُنَزِّل عَلَيهِم مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّت أَعناقُهُم لَها خاضِعِينَ
من سورة الشعراء«3».
8] 2984/[- محمّد بن إبراهيم النعماني، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدثني علي بن الحسن التيملي، عن أبيه، عن محمّد بن خالد، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن بن مسلمة الحريري«4»، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن النّاس يوبخونا و يقولون: من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا!
قال: «فما تردون عليهم! قلت: ما نرد عليهم شيئا، فقال: «قولوا لهم: يصدق بها- إذا كانت- من يؤمن بها قبل أن تكون، إن الله عز و جل يقول: أَ فَمَن يَهدِي إِلَي الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ
».
9] 3984/[- العياشي: عن عمرو بن أبي القاسم، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) و ذكر أصحاب النبي (صلي الله عليه و آله)، ثم قرأ: أَ فَمَن يَهدِي إِلَي الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ
إلي قوله: تَحكُمُونَ فقلنا: من هو أصلحك الله! فقال: «بلغنا أن ذلک علي (عليه السلام)».
10] 4984/[- علي بن إبراهيم، قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: أَ فَمَن يَهدِي إِلَي الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إِلّا أَن يُهدي فَما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ
فأما مَن يَهدِي إِلَي الحَقِّ فهم محمّد (صلي الله عليه و آله) و آل محمّد (عليهم السلام) من بعده، و أما من لا يَهِدِّي إِلّا أَن يُهدي فهو من خالف- من قريش و غيرهم- أهل بيته من بعده».
قوله تعالي:
بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ- إلي قوله تعالي-
-----------------------------------
8- كتاب الغيبة: 266/ 32. 9- تفسير العيّاشي 2: 122/ 18. 10- تفسير القمّي 1: 312.
(1) كمال الدين و تمام النعمة: 649 باب (57).
(2) كتاب الغيبة: 247 باب (14).
(3) يأتي في تفسير الآية (4) من سورة الشعراء.
(4) في المصدر: الجريري، بالمعجمة، انظر هامش الحديث الثالث المتقدّم.
صفحه : 31
فَإِلَينا مَرجِعُهُم ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلي ما يَفعَلُونَ [39- 46] 4895/[1]- قال علي بن إبراهيم: قوله تعالي: بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ أي لم يأتهم تأويله. كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم، قال: نزلت في الرجعة كذبوا بها، أي أنها لا تكون، ثم قال:
وَ مِنهُم مَن يُؤمِنُ بِهِ وَ مِنهُم مَن لا يُؤمِنُ بِهِ وَ رَبُّكَ أَعلَمُ بِالمُفسِدِينَ.
2] 6984/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: وَ مِنهُم مَن لا يُؤمِنُ بِهِ
«فهم أعداء محمّد و آل محمّد من بعده وَ رَبُّكَ أَعلَمُ بِالمُفسِدِينَ الفساد: المعصية لله و لرسوله».
3] 7984/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن يونس، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:1»2» «إن الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا ما لا يعلمون« و لا يردوا ما لا يعلمون«». ثم قرأ أَ لَم يُؤخَذ عَلَيهِم مِيثاقُ الكِتابِ أَن لا يَقُولُوا عَلَي اللّهِ إِلَّا الحَقَّ
«3»، و قال:
بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ
.
4] 8984/[- سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات): عن أحمد بن محمّد بن عيسي و محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الأمور العظام من الرجعة و أشباهها. فقال: «إن هذا ألذي تسألون عنه لم يجئ أوانه، و قد قال الله عز و جل:
بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ
».
5] 9984/[- العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:4» سئل عن الأمور العظام الّتي تكون مما لم يكن، فقال: «لم يئن« أو ان كشفها بعد، و ذلک قوله: بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ
».
6] 0094/[- عن حمران، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الأمور العظام من الرجعة و غيرها، فقال: «إن هذا ألذي تسألون عنه لم يأت أوانه، قال الله: بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ
».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 312. 2- تفسير القمّي 1: 312. 3- الكافي 1: 34/ 8. 4- مختصر بصائر الدرجات: 24. 5- تفسير العيّاشي 2: 122/ 19. 6- تفسير العيّاشي 2: 122/ 20. [.....]
(1) في المصدر: حتّي يعلموا.
(2) في المصدر: ما لم يعلموا.
(3) الأعراف 7: 169.
(4) في «ط»: لم يكن.
صفحه : 32
7] 1094/[- عن أبي السفاتج، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):1» «آيتان في كتاب الله خص« الله النّاس ألا يقولوا ما لا يعلمون، قول الله: أَ لَم يُؤخَذ عَلَيهِم مِيثاقُ الكِتابِ أَن لا يَقُولُوا عَلَي اللّهِ إِلَّا الحَقَّ
«2» و قوله: بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ».
8] 2094/[- عن إسحاق بن عبد العزيز، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن الله خص هذه الامة بآيتين من كتابه أن لا يقولوا ما لا يعلمون و لا يردوا ما لا يعلمون». ثم قرأ أَ لَم يُؤخَذ عَلَيهِم مِيثاقُ الكِتابِ
«3» الآية، و قوله: بَل كَذَّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ إلي قوله: الظّالِمِينَ.
4903/[9]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ إِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِي عَمَلِي وَ لَكُم عَمَلُكُم إلي قوله: وَ ما كانُوا مُهتَدِينَ أنه محكم. ثم قال: وَ إِمّا نُرِيَنَّكَ يا محمّد بَعضَ الَّذِي نَعِدُهُم من الرجعة و قيام القائم (عليه السلام) أَو نَتَوَفَّيَنَّكَ من قبل ذلک فَإِلَينا مَرجِعُهُم ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلي ما يَفعَلُونَ.
قوله تعالي:
وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُم قُضِيَ بَينَهُم بِالقِسطِ وَ هُم لا يُظلَمُونَ [47]
1] 4094/[- العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن تفسير هذه الآية: لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُم قُضِيَ بَينَهُم بِالقِسطِ وَ هُم لا يُظلَمُونَ
، قال: «تفسيرها بالباطن: أن لكل قرن من هذه الامة رسولا من آل محمّد يخرج إلي القرن ألذي هو إليهم رسول، و هم الأولياء، و هم الرسل».
و أما قوله: فَإِذا جاءَ رَسُولُهُم قُضِيَ بَينَهُم بِالقِسطِ
، قال: «معناه أن الرسل يقضون بالقسط وَ هُم لا يُظلَمُونَ کما قال الله».
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 122/ 21. 8- تفسير العيّاشي 2: 123/ 22. 9- تفسير القمّي 1: 312. 1- تفسير العيّاشي 2: 123/ 23.
(1) في «ط»: حظر.
(2) الأعراف 7: 169.
(3) الأعراف 7: 169
صفحه : 33
قوله تعالي:
إِذا جاءَ أَجَلُهُم فَلا يَستَأخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَستَقدِمُونَ- إلي قوله تعالي- وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ وَ قُضِيَ بَينَهُم بِالقِسطِ وَ هُم لا يُظلَمُونَ [49- 54]
1] 5094/[- العياشي: عن حمران، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: إِذا جاءَ أَجَلُهُم فَلا يَستَأخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَستَقدِمُونَ
، قال: «هو ألذي سمي لملك الموت (عليه السلام) في ليلة القدر».
و قد تقدمت روايات في ذلک، في قوله تعالي: ثُمَّ قَضي أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّي عِندَهُ من أول سورة الأنعام«1».
2] 6094/[- علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: قُل أَ رَأَيتُم إِن أَتاكُم عَذابُهُ بَياتاً
: «يعني ليلا أو نهارا ما ذا يَستَعجِلُ مِنهُ المُجرِمُونَ فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان علي فسقة أهل القبلة و هم يجحدون نزول العذاب عليهم».
4907/[3]- و قال علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: أَ ثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنتُم بِهِ أي صدقتم في الرجعة، فيقال لهم: آلآنَ تؤمنون يعني بأمير المؤمنين (عليه السلام) وَ قَد كُنتُم بِهِ من قبل تَستَعجِلُونَ، ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا آل محمّد حقهم ذُوقُوا عَذابَ الخُلدِ هَل تُجزَونَ إِلّا بِما كُنتُم تَكسِبُونَ. ثم قال:
وَ يَستَنبِئُونَكَ يا محمّد، أهل مكة في علي أَ حَقٌّ هُوَ أي إمام هو قُل إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ إمام.
4] 8094/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ يَستَنبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ
، قال: «ما تقول في علي! قُل إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَ ما أَنتُم بِمُعجِزِينَ».
5] 9094/[- العياشي: عن يحيي بن سعيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه ، في قول الله: وَ يَستَنبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ
، قال: «يستنبئك- يا محمّد- أهل مكة عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، إمام هو! قُل إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ».
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 123/ 24. 2- تفسير القمّي 1: 312. 3- تفسير القمّي 1: 312. [.....] 4- الكافي 1: 356/ 87. 5- تفسير العيّاشي 2: 123/ 25.
(1) تقدّمت في تفسير الآية (2) من سورة الأنعام.
صفحه : 34
6] 0194/[- إبن شهرآشوب: عن الباقر (عليه السلام) ، في قوله: وَ يَستَنبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ
، قال: «يسألونك- يا محمّد- علي وصيك! قل: إي و ربي إنه لوصيي».
4911/[7]- علي بن إبراهيم: قوله تعالي: وَ لَو أَنَّ لِكُلِّ نَفسٍ ظَلَمَت آل محمّد حقهم ما فِي الأَرضِ جميعا لَافتَدَت بِهِ في ذلک الوقت، يعني الرجعة.
8] 2194/[- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ وَ قُضِيَ بَينَهُم بِالقِسطِ وَ هُم لا يُظلَمُونَ1» ، قال: حدثني محمّد بن جعفر، قال حدثني محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن صالح بن أبي حماد«، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن رجل، عن حماد بن عيسي، عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سئل عن قول الله تبارك و تعالي: وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ، قال: قيل له: ما ينفعهم إسرار الندامة و هم في العذاب! قال: «كرهوا شماتة الأعداء».
العياشي: عن حماد بن عيسي، عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سئل عن قول الله: وَ أَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ2» و ذكر الحديث«.
قوله تعالي:
أَلا إِنَّ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ أَلا إِنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ وَ لكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ- إلي قوله تعالي- فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ [55- 58] 4913/[1]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: أَلا إِنَّ لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ أَلا إِنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ وَ لكِنَّ أَكثَرَهُم لا يَعلَمُونَ هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ إنه محكم. قال: ثم قال: يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَ هُديً وَ رَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ، قال: رسول الله (صلي الله عليه و آله) و القرآن. ثم قال: قُل لهم يا محمّد بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ [قال: الفضل رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و رحمته أمير المؤمنين (عليه السلام)] فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا، قال: فليفرح شيعتنا هُوَ خَيرٌ مِمّا أعطوا أعداؤنا من الذهب
-----------------------------------
6- المناقب 3: 61، شواهد التزيل 1: 267/ 363 و 364. 7- تفسير القمّي 1: 313. 8- تفسير القمّي 1: 313. 1- تفسير القمّي 1: 313.
(1) في المصدر: صالح بن أبي عمّار، و هو خطأ حسبما أشار له في معجم رجال الحديث 9: 54.
(2) تفسير العيّاشي 2: 123/ 26.
صفحه : 35
و الفضة.
2] 4194/[- العياشي: عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: «شكا رجل إلي النبي (صلي الله عليه و آله) وجعا في صدره، فقال: استشف بالقرآن، لأن الله يقول: وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ
».
3] 5194/[- عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، في قول الله: قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا
، قال: «فليفرح شيعتنا هو خير مما أعطي عدونا من الذهب و الفضة».
4] 6194/[- عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت: قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ
! قال: «الإقرار بنبوة محمّد (عليه و آله السلام) و الائتمام بأمير المؤمنين (عليه السلام) هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم».
5] 7194/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن محمّد بن الفضيل، عن الرضا (عليه السلام)، قال: قلت: قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ
! قال: «بولاية محمّد و آل محمّد (عليهم السلام) هو خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم».
6] 8194/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، قال: حدثنا سهل بن المرزبان الفارسي، قال: حدثنا محمّد بن منصور، عن عبد الله بن جعفر، عن محمّد بن الفيض بن المختار، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: «خرج رسول (صلي الله عليه و آله) ذات يوم و هو راكب، و خرج علي (عليه السلام) و هو يمشي، فقال له: يا أبا الحسن، إما أن تركب و إما أن تنصرف، فإن الله عز و جل أمرني أن تركب إذا ركبت، و تمشي إذا مشيت، و تجلس إذا جلست، إلا أن يکون حد من حدود الله لا بد لك من القيام و القعود فيه. و ما أكرمني الله بكرامة إلا و قد أكرمك بمثلها، و خصني بالنبوة و الرسالة، و جعلك وليي في ذلک، تقوم في حدوده و في صعب أموره.
1»2» و ألذي بعث محمدا بالحق نبيا، ما آمن بي من أنكرك، و لا أقر بي من جحدك، و لا آمن بي« من كفر بك، و إن فضلك لمن فضلي، و إن فضلي« لفضل الله، و هو قول الله عز و جل: قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ
ففضل الله نبوة نبيكم، و رحمته ولاية علي بن أبي طالب فَبِذلِكَ قال: بالنبوة و الولاية
-----------------------------------
2- تفسير العيّاشي 1: 124/ 27. 3- تفسير العيّاشي 2: 124/ 28. 4- تفسير العيّاشي 2: 124/ 29. 5- الكافي 1: 350/ 55. 6- الأمالي: 399/ 13. [.....]
(1) في المصدر: باللّه.
(2) زاد في المصدر: لك.
صفحه : 36
اللهفَليَفرَحُوا}
يعني الشيعة هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ يعني مخالفيهم، من الأهل و المال و الولد في دار الدنيا.
و الله- يا علي- ما خلقت إلا لتعبد ربك، و لتعرف بك معالم الدين، و يصلح بك دارس السبيل، و لقد ضل من ضل عنك، و لن يهتدي إلي الله عز و جل من لم يهتد إليك و إلي ولايتك، و هو قول ربي عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي
«1» يعني إلي ولايتك.
و لقد أمرني ربي تبارك و تعالي أن أفترض من خلقك ما أفترضه من حقي، و إن حقك لمفروض علي من آمن بي، و لولاك لم يعرف حزب الله، و بك يعرف عدو الله، و من لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء، و لقد أنزل الله عز و جل إلي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ
يعني في ولايتك يا علي وَ إِن لَم تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسالَتَهُ«2» و لو لم ابلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي، و من لقي الله عز و جل بغير ولايتك فقد حبط عمله، و عد ينجز لي، و ما أقول إلا قول ربي تبارك و تعالي، و إن ألذي أقول لمن الله عز و جل أنزله فيك».
7] 9194/[- الطبرسي، قال: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): «فضل الله: رسول الله، و رحمته: علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)».
4920/[8]- الشيخ في (أماليه): قال: أخبرنا أبو عمر، قال: أخبرنا أحمد، قال: حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، قال: حدثنا نصر بن مزاحم، قال: حدثنا محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن إبن عباس، قال:
بِفَضلِ اللّهِ النبي (صلي الله عليه و آله) وَ بِرَحمَتِهِ علي (عليه السلام).
4921/[9]- إبن الفارسي: قال إبن عباس: قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ فالفضل من الله النبي (صلي الله عليه و آله)، و برحمته علي (عليه السلام).
قوله تعالي:
قُل أَ رَأَيتُم ما أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِن رِزقٍ فَجَعَلتُم مِنهُ حَراماً وَ حَلالًا قُل آللّهُ أَذِنَ لَكُم أَم عَلَي اللّهِ تَفتَرُونَ [59] 4922/[1]- علي بن إبراهيم: و هو ما أحلته و حرمته أهل الكتاب لقوله:
-----------------------------------
7- مجمع البيان 5: 178. 8- الأمالي 1: 260. 9- روضة الواعظين: 106، تاريخ بغداد 5: 15، شواهد التنزيل 1: 268/ 365، ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ إبن عساكر 2: 426/ 934، كفاية الطالب: 237. 1- تفسير القمي 1: 313.
(1) طه 20: 82.
(2) المائدة 5: 67.
صفحه : 37
وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الأَنعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَ مُحَرَّمٌ عَلي أَزواجِنا«1»، و قوله: وَ جَعَلُوا لِلّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الحَرثِ وَ الأَنعامِ نَصِيباً الآية«2»، فاحتج الله عليهم، فقال: قُل آللّهُ أَذِنَ لَكُم أَم عَلَي اللّهِ تَفتَرُونَ.
قوله تعالي:
وَ ما تَكُونُ فِي شَأنٍ وَ ما تَتلُوا مِنهُ مِن قُرآنٍ- إلي قوله تعالي- كِتابٍ مُبِينٍ [61] 4923/[1]- علي بن إبراهيم: مخاطبة لرسول الله (صلي الله عليه و آله): وَ لا تَعمَلُونَ مِن عَمَلٍ إِلّا كُنّا عَلَيكُم شُهُوداً قال: کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) إذا قرأ هذه الآية بكي بكاء شديدا. و معني قوله: وَ ما تَكُونُ فِي شَأنٍ أي في عمل تعمله خيرا أو شرا وَ ما يَعزُبُ عَن رَبِّكَ أي لا يغيب عنه مِن مِثقالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرضِ وَ لا فِي السَّماءِ وَ لا أَصغَرَ مِن ذلِكَ وَ لا أَكبَرَ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ.
قوله تعالي:
أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ [62- 64]
2] 4294/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إبن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): « يا عقبة، لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الأمر ألذي أنتم عليه، و ما بين أحدكم و بين أن يري ما تقربه عينه إلا أن تبلغ نفسه إلي هذه». ثم أهوي بيده إلي الوريد، ثم اتكأ.
و کان معي المعلي فغمزني أن أسأله، فقلت: يا بن رسول الله، فإذا بلغت نفسه هذه، أي شيء يري! فقلت له بضع عشرة مرة: أي شيء! فقال في كلها: «يري»، و لا يزيد عليها، ثم جلس في آخرها، فقال: « يا عقبة». فقلت:
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 313. 2- الكافي 3: 128/ 1.
(1) الأنعام 6: 139.
(2) الأنعام 6: 136. 1»2»
صفحه : 38
اللهلبيك و سعديك. فقال: «أبيت إلا أن تعلم!» فقلت: نعم- يا بن رسول الله- إنما ديني مع دينك، فإذا ذهب ديني کان ذلک«، كيف لي بك- يا بن رسول الله- کل ساعة«! و بكيت، فرق لي، فقال: «يراهما، و الله». فقلت: بأبي و أمي، من هما! قال: «ذلک رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و علي (عليه السلام)- يا عقبة- لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتي تراهما».
قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن، أ يرجع إلي الدنيا! فقال: «لا، يمضي أمامه، إذا نظر إليهما».
فقلت له: يقولان شيئا! قال: «نعم، يدخلان جميعا علي المؤمن، فيجلس رسول الله (صلي الله عليه و آله) عند رأسه، و علي (عليه السلام) عند رجليه، فيكب عليه رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فيقول: يا ولي- الله، أبشر، أنا رسول الله، إني خير لك مما تركت من الدنيا. ثم ينهض رسول الله (صلي الله عليه و آله) فيقوم علي (عليه السلام) حتي يكب عليه، فيقول:
3» يا ولي الله، أبشر أنا علي بن أبي طالب ألذي كنت تحب« أما لأنفعنك». ثم قال: «إن هذا في كتاب الله عز و جل».
فقلت: أين- جعلني الله فداك- هذا من كتاب الله! قال: «في يونس، قول الله عز و جل ها هنا: الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ
».
2] 5294/[- و عنه: بإسناده عن أبان بن عثمان، عن عقبة أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:4» «إن الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يري». قلت: جعلت فداك، و ما يري! قال: «يري رسول الله (صلي الله عليه و آله) فيقول له رسول الله (صلي الله عليه و آله): أنا رسول الله: أبشر. ثم يري علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيقول أنا علي بن أبي طالب ألذي كنت تحب، أما لأنفعنك« اليوم».
5» قال: قلت له: أ يکون أحد من النّاس يري هذا ثم يرجع إلي الدنيا! قال: قال: «لا، إذا رأي هذا أبدا مات، و أعظم ذلک»« قال: «و ذلک في القرآن قول الله عز و جل: الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ
».
3] 6294/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إبن فضال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال رجل لرسول الله (صلي الله عليه و آله): أخبرني عن قول الله عز و جل: لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا
، قال: «هي الرؤيا الحسنة، يري المؤمن فيبشر بها في دنياه».
-----------------------------------
2- الكافي 3: 133/ 8. 3- الكافي 8: 90/ 60. [.....]
(1) قال المجلسي في (البحار 6: 186): أي إنّ ديني إنّما يستقيم إذا کان موافقا لدينك، فإذا ذهب ديني لعدم علمي بما تعتقده کان ذلک، أي الخسران و الهلاك و العذاب الأبديّ، أشار إليه مبهما لتفخيمه.
(2) أي لا يتيسّر لي السؤال منك كلّ ساعة.
(3) في المصدر: تحبّه.
(4) في المصدر: كنت تحبّه، تحبّ أن أنفع.
(5) قال المجلسي في (البحار 6: 294): قوله: «و أعظم ذلک» يحتمل أن يکون هذا كلامه (عليه السّلام) و المراد أنّ الميّت يعدّ ذلک أمرا عظيما، أو من كلام الراوي، و المراد أنّه (عليه السّلام) أعظم كلامي و استغرب ما قلت له من جواز الرجوع إلي الدنيا بعد رؤية ذلک، و هو أظهر.
صفحه : 39
4] 7294/[- إبن بابويه مرسلا، قال: أتي رسول الله (صلي الله عليه و آله) رجل من أهل البادية له حشم و جمال، فقال:
يا رسول الله، أخبرني عن قول الله عز و جل: الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ
.
فقال: «أما قوله تعالي: لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا
فهي الرؤيا الحسنة، يراها المؤمن فيبشر بها في دنياه، و أما قول الله عز و جل: وَ فِي الآخِرَةِ فإنها بشارة المؤمن عند الموت، يبشر بها عند موته، إن الله قد غفر لك و لمن يحملك إلي قبرك».
5] 8294/[- المفيد في (أماليه): قال: أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني، قال: حدثنا محمّد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا إبن أبي خيثمة، قال: حدثنا عبد الله«1» بن داهر، عن الأعمش، عن عباية الأسدي، عن إبن عباس رحمه الله، قال: سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن قوله تعالي: أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ
. فقيل له: من هؤلاء الأولياء! فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «هم قوم أخلصوا لله تعالي في عبادته، و نظروا الي باطن الدنيا حين نظر النّاس إلي ظاهرها، فعرفوا آجلها حين غر الخلق سواهم بعاجلها، فتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم، و أماتوا منها ما علموا أنه سيميتهم».
2» ثم قال: «أيها المعلل نفسه بالدنيا، الراكض علي حبائلها، المجتهد في عمارة ما سيخرب منها، ألم تر إلي مصارع آبائك في البلي«، و مضاجع أبنائك تحت الجنادل و الثري، كم مرضت بيديك و عللت بكفيك، تستوصف لهم الأطباء و تستعتب لهم الأحباء، فلم يغن عنهم غناؤك، و لا ينجع فيهم دواؤك».
6] 9294/[- العياشي: عن عبد الرحمن بن سالم الأشل، عن بعض الفقهاء، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ
، ثم قال: «تدرون من أولياء الله!» قالوا: من هم، يا أمير المؤمنين! فقال: «هم نحن و أتباعنا فمن تبعنا من بعدنا، طوبي لنا و طوبي لهم، و طوباهم أفضل من طوبانا».
قيل: يا أمير المؤمنين، ما شأن طوباهم أفضل من طوبانا! ألسنا نحن و هم علي أمر! قال: «لا، لأنهم حملوا ما لم تحملوا، و أطاقوا ما لم تطيقوا».
7] 0394/[- عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «وجدنا في كتاب علي بن الحسين (عليه السلام):
أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ
قال: إذا أدوا فرائض الله، و أخذوا بسنن رسول
-----------------------------------
4- من لا يحضره الفقيه 1: 79/ 356، الدر المنثور 4: 375. 5- الأمالي: 86/ 2. 6- تفسير العيّاشي 2: 124/ 30. 7- تفسير العيّاشي 2: 124/ 31.
(1) في «س، ط»: و بعض نسخ المصدر: عبد الملك، و الظاهر صحّة ما في المتن، و هو عبد اللّه بن داهر بن يحيي الرازي الأحمري، روي عنه أحمد إبن أبي خيثمة، و روي هو عن أبيه عن الأعمش، تاريخ بغداد 9: 453.
(2) البلي: الفناء.
صفحه : 40
اللهالله (صلي الله عليه و آله)، و تورعوا عن محارم الله، و زهدوا في عاجل زهرة الدنيا، و رغبوا فيما عند الله، و اكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون به التفاخر و التكاثر، ثم أنفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الّذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا، و يثابون علي ما قدموا لآخرتهم».}
8] 1394/[- عن عبد الرحيم، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «إنما أحدكم حين تبلغ نفسه هاهنا، فينزل عليه ملك الموت، فيقول له: أما ما كنت ترجو فقد أعطيته، و أما ما كنت تخافه فقد أمنت منه، و يفتح له باب إلي منزله من الجنة، و يقال له: انظر إلي مسكنك من الجنة، و انظر هذا رسول الله و علي و الحسن و الحسين (عليهم السلام) رفقاؤك، و هو قول الله: الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ
».
9] 2394/[- عن عقبة بن خالد، قال: دخلت أنا و المعلي علي أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: « يا عقبة، لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الدين ألذي أنتم عليه، و ما بين أحدكم و بين أن يري ما تقربه عينه إلا أن تبلغ نفسه إلي هذه» و أومأ بيده إلي الوريد، ثم اتكأ.
و غمزني المعلي أن سله، فقلت: يا بن رسول الله، إذا بلغت نفسه إلي هذه، فأي شيء يري. فقال: «يري».
1» فقلت له بضع عشرة مرة: أي شيء يري! فقال [في] آخرها: « يا عقبة» فقلت: لبيك و سعديك، فقال: «أبيت إلا أن تعلم!» فقلت: نعم- يا بن رسول الله- إنما ديني مع دينك«، فإذا ذهب ديني کان ذلک، فكيف بك، يا بن رسول الله، کل ساعة! و بكيت، فرق لي، فقال: «يراهما، و الله» فقلت: بأبي و أمي، من هما! فقال: «رسول الله (صلي الله عليه و آله) و علي (عليه السلام). يا عقبة، لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتي تراهما».
قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن، أ يرجع إلي الدنيا! قال: «لا، مضي أمامه».
فقلت له: يقولان له شيئا، جعلت فداك! فقال: «نعم، يدخلان جميعا علي المؤمن فيجلس رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن رأسه، و علي (عليه السلام) عن رجليه، فيكب عليه رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فيقول: يا ولي الله، أبشر فإني رسول الله، إني خير لك مما تترك من الدنيا. ثم ينهض رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فيقوم علي (عليه السلام) حتي يكب عليه، فيقول: يا ولي الله، أبشر أنا علي بن أبي طالب ألذي كنت تحبني، أما لأنفعنك». ثم قال: «أما إن هذا في كتاب الله».
قال: جعلت فداك، أين في كتاب الله! قال: «في يونس الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ
إلي قوله: العَظِيمُ».
10] 3394/[- عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما يصنع بأحد عند الموت!
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 124/ 32. 9- تفسير العيّاشي 2: 125/ 33. 10- تفسير العيّاشي 2: 126/ 34. [.....]
(1) في المصدر: مع دمي. قال المجلسي في (البحار 6: 186): المراد بالدم الحياة، أي لا أترك طلب الدين ما دمت حيّا. و قوله: «فإذا ذهب ديني کان ذلک» فالمعني أنّ ديني مقرون بحياتي، فمع عدم الدين فكأنّي لست بحيّ، و قوله: «کان ذلک» أي کان الموت.
صفحه : 41
اللهقال: «أما و الله- يا أبا حمزة- ما بين أحدكم و بين أن يري مكانه من الله و مكانه مما تقربه عينه إلا أن تبلغ نفسه ها هنا- ثم أهوي بيده إلي نحره- ألا أبشرك، يا أبا حمزة!» فقلت: «بلي، جعلت فداك.}
فقال: «إذا کان ذلک أتاه رسول الله (صلي الله عليه و آله) و علي (عليه السلام) معه، فقعد عند رأسه، فقال له- إذا کان ذلک- رسول الله (صلي الله عليه و آله): أما تعرفني! أنا رسول الله، هلم إلينا، فما أمامك خير لك مما خلفت، أما ما كنت تخاف فقد أمنته، و أما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه، أيتها الروح اخرجي إلي روح الله و رضوانه. و يقول له علي (عليه السلام) مثل قول رسول الله (صلي الله عليه و آله)». ثم قال: « يا أبا حمزة، ألا أخبرك بذلك من كتاب الله! قوله:
الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ
الآية».
11] 4394/[- سليم بن قيس الهلالي، قال:1» سألت علي بن أبي طالب (عليه السلام) قلت: أصلحك الله، من لقي الله مؤمنا عارفا بإمامه مطيعا له، من أهل الجنة هو! قال: «نعم، إذا لقي الله و هو« من الّذين قال الله تعالي: الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ
«2» الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يَلبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلمٍ«3»».
قلت: فمن لقي الله منهم علي الكبائر! قال: «هو في مشيئة الله، إن عذبه فبذنبه، و إن تجاوز عنه فبرحمته».
قلت: فيدخله النار و هو مؤمن! قال: «نعم، لأنه ليس من المؤمنين الّذين عني الله أنه ولي المؤمنين، لأن الّذين عني الله أنه لهم ولي، و أنه لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، هم المؤمنون الّذين يتقون الله، و الّذين عملوا الصالحات، و الّذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم».
12] 5394/[- إبن شهر آشوب: عن زريق، عن الصادق (عليه السلام) ، في قوله تعالي: لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا
، قال: «هو أن يبشراه بالجنة عند الموت». يعني محمدا و عليا (عليهما السلام).
13] 6394/[- الطبرسي: في معني لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ ، عن أبي جعفر (عليه السلام)
في معني البشارة: «أنها في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو تري له، و في الآخرة الجنة، و هي ما يبشرهم به الملائكة عند خروجهم من القبور، و في القيامة إلي أن يدخلوا الجنة يبشرونهم بها حالا بعد حال».
ثم قال: و روي ذلک في حديث مرفوع عن النبي (صلي الله عليه و آله).
14] 7394/[- و في (نهج البيان) في معني ذلک: روي عن الباقر و الصادق (عليهما السلام) قالا: «هي الرؤيا الصالحة
-----------------------------------
11- كتاب سليم بن قيس: 56. 12- المناقب 3: 223. 13- مجمع البيان 5: 182. 14- نهج البيان 2: 144 «مخطوط».
(1) في المصدر زيادة: مؤمن.
(2) البقرة 2: 25.
(3) الأنعام 6: 82.
صفحه : 42
اللهيراها المؤمن، و في الآخرة الجنة مما أعده الله له من النعم عند الموت، و هو قول الله تعالي: الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيكُم ادخُلُوا الجَنَّةَ}
«1» أبدا ثم في الجنة».
15] 8394/[- الطبرسي: في معني أَولِياءَ اللّهِ عن علي بن الحسين (عليه السلام):
«أنهم الّذين أدوا فرائض الله، و أخذوا بسنن رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و تورعوا عن محارم الله، و زهدوا في عاجل هذه الدنيا، و رغبوا فيما عند الله، و اكتسبوا الطيب من رزق الله لمعاشهم، لا يريدون به التكاثر و التفاخر، ثم أنفقوه فيما يلزمهم من الحقوق الواجبة، فأولئك الّذين يبارك الله لهم فيما اكتسبوا، و يثابون علي ما قدموا منه لآخرتهم».
4939/[16]- و قال علي بن إبراهيم، في معني الآية، قال: البشري في الحياة الدنيا هي الرؤيا الصالحة«2» يراها المؤمن، و في الآخرة الجنة عند الموت، و هو قول الله: الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيكُم ادخُلُوا الجَنَّةَ«3».
ثم قال: و قوله: لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ أي لا تغيير للامامة، و الدليل علي أن الكلمات الإمامة، قوله:
وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ«4» يعني الإمامة.
قوله تعالي:
وَ لا يَحزُنكَ قَولُهُم إِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً- إلي قوله تعالي- ثُمَّ لا يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غُمَّةً ثُمَّ اقضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنظِرُونِ [65- 71] 4940/[1]- علي بن إبراهيم قال في قوله: وَ لا يَحزُنكَ قَولُهُم إِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً إلي قوله تعالي بِما كانُوا يَكفُرُونَ فإنه محكم، و قوله: وَ اتلُ عَلَيهِم مخاطبة لمحمد (صلي الله عليه و آله) نَبَأَ نُوحٍ أي خبر نوح إِذ قالَ لِقَومِهِ يا قَومِ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكُم مَقامِي وَ تَذكِيرِي بِآياتِ اللّهِ فَعَلَي اللّهِ تَوَكَّلتُ فَأَجمِعُوا أَمرَكُم وَ شُرَكاءَكُم الّذين تعبدون ثُمَّ لا يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غُمَّةً أي لا تغتموا ثُمَّ اقضُوا إِلَيَّ أي ادعوا علي وَ لا تُنظِرُونِ.
-----------------------------------
15- مجمع البيان 5: 181. 16- تفسير القمّي 1: 314. 1- تفسير القمّي 1: 314.
(1) النحل 16: 32.
(2) في المصدر: الحسنة.
(3) النحل 16: 32. [.....]
(4) الزخرف 43: 28.
صفحه : 43
قوله تعالي:
ثُمَّ بَعَثنا مِن بَعدِهِ رُسُلًا- إلي قوله تعالي- فَما كانُوا لِيُؤمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبلُ [74]
1] 1494/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمّد الجعفي و عقبة جميعا، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إن الله عز و جل خلق الخلق، فخلق من أحب، مما أحب، و کان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة. و خلق من أبغض مما أبغض، و کان ما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال».
فقلت: و أي شيء الظلال! فقال: «ألم تر إلي ظلك في الشمس شيئا و ليس بشيء! ثم بعث منهم النبيين، فدعوهم إلي الإقرار بالله عز و جل، و هو قوله عز و جل وَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَهُم لَيَقُولُنَّ اللّهُ
«1»، ثم دعوهم إلي الإقرار بالنبيين، فأقر بعض و أنكر بعض، ثم دعوهم إلي ولايتنا، فأقر بها و الله من أحب، و أنكرها من أبغض، و هو قوله: فَما كانُوا لِيُؤمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبلُ». ثم قال: أبو جعفر (عليه السلام): «کان التكذيب ثم»«2».
و روي هذا الحديث إبن بابويه في (العلل): عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد إبن إسماعيل بن بزيع، بباقي السند و المتن«3».
2] 2494/[- العياشي: عن زرارة و حمران، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام)، قالا: إن الله خلق الخلق و هي أظلة، فأرسل رسوله محمدا (صلي الله عليه و آله) فمنهم من آمن به، و منهم من كذبه، ثم بعثه في الخلق الآخر فآمن به من کان آمن به في الأظلة، و جحده من جحد به يومئذ، فقال: فَما كانُوا لِيُؤمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبلُ
».
3] 3494/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: ثُمَّ بَعَثنا مِن بَعدِهِ رُسُلًا إِلي قَومِهِم
إلي قوله بِما كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبلُ، قال: «بعث الله الرسل إلي الخلق و هم في أصلاب الرجال و أرحام النساء، فمن صدق حينئذ صدق بعد ذلک، و من كذب حينئذ كذب بعد ذلک».
4] 4494/[- عن عبد الله بن محمّد الجعفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن الله خلق الخلق، فخلق من
-----------------------------------
1- الكافي 2: 8/ 3. 2- تفسير العيّاشي 2: 126/ 35. 3- تفسير العيّاشي 2: 126/ 36. 4- تفسير العيّاشي 2: 126/ 37.
(1) الزخرف 43: 87.
(2) ثمّ هنا: ظرف لا يتصرّف، بمعني هنالك.
(3) علل الشرائع: 118/ 3. 1»
صفحه : 44
اللهأحب مما أحب، و کان ما أحب أن يخلقه من طينة من الجنة، و خلق من أبغض، مما أبغض، و کان ما أبغض أن خلقه من طينة من« النار، ثم بعثهم في الظلال».
2» فقلت: و أي شيء الظلال! فقال: «أما تري ظلك في الشمس شيئا و ليس بشيء! ثم بعث فيهم النبيين يدعونهم إلي الإقرار بالله، فأقر بعض و أنكر بعض، ثم دعوهم إلي ولايتنا، فأقربها- و الله- من أحب«، و أنكرها من أبغض، و هو قوله: فَما كانُوا لِيُؤمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبلُ
». ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): «کان التكذيب ثم».
قوله تعالي:
وَ قالَ مُوسي يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُسلِمِينَ- إلي قوله تعالي- وَ نَجِّنا بِرَحمَتِكَ مِنَ القَومِ الكافِرِينَ [84- 86]
1] 5494/[- قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ قالَ مُوسي يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُسلِمِينَ فَقالُوا عَلَي اللّهِ تَوَكَّلنا رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمِينَ
: «فإن قوم موسي استعبدهم آل فرعون، و قالوا: لو کان لهؤلاء علي الله كرامة کما يقولون ما سلطنا عليهم. فقال موسي لقومه: يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُسلِمِينَ فَقالُوا عَلَي اللّهِ تَوَكَّلنا رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمِينَ وَ نَجِّنا بِرَحمَتِكَ مِنَ القَومِ الكافِرِينَ».
2] 6494/[- العياشي: عن زرارة و حمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) ، عن قوله:
رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمِينَ
، قال: «لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا».
قوله تعالي:
وَ أَوحَينا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَن تَبَوَّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ [87]
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 314. 2- تفسير العيّاشي 2: 127/ 38.
(1) (من) ليس في المصدر.
(2) في المصدر زيادة: اللّه.
صفحه : 45
4947/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً، قال: يعني بيت المقدس.
2] 8494/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن جعفر، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك، عن عباد بن يعقوب، عن محمّد بن يعقوب، عن أبي جعفر الأحول، عن منصور، عن أبي إبراهيم (عليه السلام)، قال: «لما خافت بنو إسرائيل جبابرتها، أوحي الله إلي موسي و هارون (عليهما السلام) أَن تَبَوَّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً
- قال- أمروا أن يصلوا في بيوتهم».
3] 9494/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمّد بن مسرور (رضي الله عنهما)، قالا: حدثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، قال:1»2» حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون«، و قد اجتمع في مجلسه جماعة من العلماء و الفقهاء و المتكلمين«، فسألته العلماء عن الفرق بين العترة و الامة و شرف العترة، و ذكر اثني عشر موطنا في تفسير الاصطفاء من القرآن- إلي أن قال:- «و أخرج محمّد (صلي الله عليه و آله) النّاس من مسجده ما خلا العترة حتي تكلم النّاس في ذلک، و تكلم العباس، فقال: يا رسول الله، لم تركت عليا و أخرجتنا! فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): ما أنا تركته و أخرجتكم، و لكن الله عز و جل تركه و أخرجكم، و في هذا تبيان قوله (صلي الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسي».
قالت العلماء: و أين هذا من القرآن! قال الرضا (عليه السلام): «أوجدكم في ذلک قرانا و أقرؤه عليكم!» قالوا:
هات. قال: «قول الله عز و جل: وَ أَوحَينا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَن تَبَوَّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً
ففي هذه الاية منزلة هارون من موسي، و فيها أيضا منزلة علي (عليه السلام) من رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و مع هذا دليل ظاهر«3» في قول رسول الله (صلي الله عليه و آله) حين قال: ألا إن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد و آله».
قالت العلماء يا أبا الحسن، هذا الشرح و هذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله). فقال (عليه السلام): «و من ينكر لنا ذلک، و رسول الله يقول: أنا مدينة العلم و علي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها! و فيما أوضحنا و شرحنا من الفضل و الشرف و التقدمة و الاصطفاء و الطهارة، ما لا ينكره إلا معاند لله عز و جل».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 314. 2- تفسير القمّي 1: 314. [.....] 3- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 232/ 1.
(1) في المصدر زيادة: بمرو.
(2) في المصدر: جماعة من علماء أهل العراق و خراسان.
(3) في المصدر: واضح.
صفحه : 46
4] 0594/[- العياشي: عن أبي رافع، قال: إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) خطب النّاس، فقال: «أيها النّاس، إن الله أمر موسي و هارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا، و أمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب، و لا يقرب فيه النساء إلا هارون و ذريته، و إن عليا مني بمنزلة هارون و ذريته من موسي، فلا يحل لأحد أن يقرب النساء في مسجدي، و لا يبيت فيه جنب إلا علي و ذريته، فمن ساءه ذلک فهاهنا». و أشار بيده نحو الشام.
5] 1594/[- و من طريق المخالفين: ما رواه إبن المغازلي الشافعي في (المناقب): يرفعه إلي حذيفة بن أسيد الغفاري، قال:1»2»3» لما قدم أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله) المدينة، لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد فيحتلمون، فقال لهم رسول الله (صلي الله عليه و آله): «لا تبيتوا في المسجد، فتحتلموا». ثم إن القوم بنوا بيوتا حول المسجد، و جعلوا أبوابها إلي المسجد، و إن النبي (صلي الله عليه و آله) بعث إليهم معاذ بن جبل، فنادي أبا بكر، فقال: إن رسول الله« يأمرك أن تسد بابك ألذي في المسجد، و تخرج من المسجد. فقال: سمعا و طاعة، فسد بابه و خرج من المسجد ثم أرسل إلي عمر، فقال: إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) يأمرك أن تسد بابك ألذي في المسجد و تخرج منه، فقال: سمعا و طاعة لله و لرسوله، غير أني راغب إلي الله في خوخة« في المسجد. فأبلغه معاذ ما قال عمر، ثم أرسل إلي عثمان و عنده رقية، فقال: سمعا و طاعة، فسد بابه، و خرج من المسجد، ثم أرسل إلي حمزة فسد بابه، و قال: سمعا و طاعة لله و لرسوله. و علي في ذلک متردد«، لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، و کان النبي (صلي الله عليه و آله) قد بني له بيتا في المسجد بين أبياته، فقال له النبي (صلي الله عليه و آله): «اسكن طاهرا مطهرا».
فبلغ حمزة قول النبي (صلي الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام)، فقال: يا محمّد، تخرجنا و تمسك غلمان بني عبد المطلب؟ فقال النبي (صلي الله عليه و آله): «لو کان الأمر إلي ما جعلت دونكم من أحد، و الله ما أعطاه إياه إلا الله، و إنك لعلي خير من الله و رسوله، أبشر» بشره النبي (صلي الله عليه و آله) فقتل يوم احد شهيدا.
4»5» و نفس« ذلک رجال علي علي (عليه السلام)، فوجدوا« في أنفسهم، و تبين فضله عليهم و علي غيرهم من أصحاب النبي (صلي الله عليه و آله)، فبلغ ذلک النبي (صلي الله عليه و آله)، فقام خطيبا، فقال: «إن رجالا يجدون في أنفسهم في أني أسكنت عليا في المسجد، و الله ما أخرجتهم و لا أسكنته، إن الله عز و جل أوحي إلي موسي و أخيه: أَن تَبَوَّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ
و أمر موسي أن لا يسكن مسجده و لا ينكح فيه و لا يدخله جنب إلا هارون و ذريته، و إن عليا مني بمنزلة هارون و موسي، و هو أخي دون أهلي، و لا يحل
-----------------------------------
4- تفسير العيّاشي 2: 127/ 39. 5- مناقب عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): 254/ 303.
(1) في «ط»: إنّ اللّه تبارك و تعالي.
(2) في «ط»: فرجة، و الخوخة: باب صغير كالنافذة الكبيرة، و تكون بين بيتين ينصب عليها باب. «النهاية 2: 86».
(3) في المصدر: و عليّ علي ذلک يتردّد.
(4) نفس الشيء علي فلان، حسده عليه و لم يره أهلا له. «المعجم الوسيط- نفس- 2: 940».
(5) وجدوا: غضبوا أو حزنوا.
صفحه : 47
اللهمسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي و ذريته، فمن ساءه فها هنا» و أومأ بيده نحو الشام.}
6] 2594/[- و من (مناقب إبن المغازلي الشافعي) أيضا: يرفعه إلي عدي بن ثابت، قال:1» خرج رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي المسجد، فقال: «إن الله أوحي إلي نبيه موسي أن إبن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنت و هارون و ابنا هارون، و إن الله أوحي إلي أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا انا و علي و فاطمة« و ابنا علي».
قوله تعالي:
وَ قالَ مُوسي رَبَّنا إِنَّكَ- إلي قوله تعالي- سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعلَمُونَ [88- 89] 4953/[1]- و قال علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ قالَ مُوسي رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَ مَلَأَهُ زِينَةً أي ملكا وَ أَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ أي يفتنوا النّاس بالأموال و العطايا ليعبدوه و لا يعبدوك رَبَّنَا اطمِس عَلي أَموالِهِم أي أهلكها وَ اشدُد عَلي قُلُوبِهِم فَلا يُؤمِنُوا حَتّي يَرَوُا العَذابَ الأَلِيمَ فقال الله عز و جل: قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما فَاستَقِيما وَ لا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعلَمُونَ أي لا تتبعا سبيل فرعون و أصحابه.
2] 4594/[- قال الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): «قال أمير المؤمنين (عليه السلام)- في حديث طويل ، يذكر فيه أن لرسول الله (صلي الله عليه و آله) مثل آيات موسي (عليه السلام): و أما الطمس علي أموال قوم فرعون فقد کان مثله لمحمد و علي (عليهما السلام)، و ذلک أن شيخا كبيرا جاء بابنه إلي رسول الله (صلي الله عليه و آله) و الشيخ يبكي و يقول: يا رسول الله، ابني هذا غذوته صغيرا، و ربيته طفلا غريرا، و أعنته بمالي كثيرا حتي اشتد أزره، و قوي ظهره، و كثر ماله، و فنيت قوتي، و ذهب مالي عليه، و صرت من الضعف إلي ما تري، قعد بي فلا يواسيني بالقوت الممسك لرمقي.
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله) للشاب: ماذا تقول! فقال: يا رسول الله، لا فضل معي عن قوتي و قوت عيالي.
2» فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله) للشيخ: ما تقول! فقال: يا رسول الله، إن له أنابير« حنطة و شعير و تمر و زبيب
-----------------------------------
6- مناقب عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): 252/ 301. 1- تفسير القمّي 1: 314. 2- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري (عليه السّلام): 421/ 288، 289. [.....]
(1) (فاطمة) ليس في المصدر.
(2) الأنبار: أكداس البرّ واحدها: نبر، و جمعها: أنابير. «المعجم الوسيط- نبر- 2: 897». 1»
صفحه : 48
اللهو بدر« الدراهم و الدنانير و هو غني.
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله) للابن: ما تقول! فقال: يا رسول الله، ما لي شيء مما قال.
قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): اتق الله- يا فتي- و أحسن إلي والدك المحسن إليك، يحسن الله إليك. قال: لا شيء لي.
قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): فنحن نعطيه عنك في هذا الشهر، فأعطه أنت فيما بعده. و قال لاسامة: أعط الشيخ مائة درهم نفقة شهره لنفسه و عياله، ففعل.
2» فلما کان رأس الشهر جاء الشيخ و الغلام، فقال الغلام، لا شيء لي. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لك مال كثير، و لكنك تمسي اليوم و أنت فقير و قير«، أفقر من أبيك هذا، لا شيء لك.
فانصرف الشاب، فإذا جيران أنابيره قد اجتمعوا عليه، يقولون: حول هذه الأنابير عنا، فجاء إلي أنابيره فإذا الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب قد نتن جميعه، و ففسد و هلك، و أخذوه بتحويل ذلک عن جوارهم، فاكتري اجراء بأموال كثيرة فحولوها و أخرجوها بعيدا عن المدينة، ثم ذهب ليخرج إليهم الكراء من أكياسه الّتي فيها دراهمه و دنانيره فإذا هي قد طمست و مسخت حجارة، و أخذه الحمالون بالاجرة، فباع ما کان له من كسوة و فرش و دار و أعطاها في الكبراء و خرج من ذلک كله صفراء، ثم بقي فقيرا و قيرا لا يهتدي إلي قوت يومه، فسقم لذلك جسده و ضني، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا أيها العاقون للآباء و الأمهات، اعتبروا و اعلموا أنه کما طمس في الدنيا علي أمواله، فكذلك جعل بدل ما کان أعده له في الجنة من الدرجات معدا له في النار من الدركات».
3» قال الإمام العسكري: «و أما نظيرها لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فإن رجلا من محبيه كتب إليه من الشام: يا أمير المؤمنين، إني بعيالي مثقل، و عليهم إن خرجت خائف، و بأموالي الّتي اخلفها إن خرجت ضنين، و أحب اللحاق بك، و الكون في جملتك، و الحضور« في خدمتك، فجد لي يا أمير المؤمنين.
4» فبعث إليه علي (عليه السلام): اجمع أهلك و عيالك، و اجعل« عندهم مالك، وصل علي ذلک كله علي محمّد و آله الطيبين، ثم قل: اللهم هذه كلها ودائعي عندك، بأمر عبدك و وليك علي بن أبي طالب. ثم قم و انهض إلي ففعل الرجل ذلک، و اخبر معاوية بهربه إلي علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأمر معاوية أن يسبي عياله و يسترقوا، و أن تنهب أمواله. فذهبوا فألقي الله تعالي عليهم شبه عيال معاوية و حاشيته، و شبه أخص حاشية ليزيد بن معاوية، يقولون: نحن أخذنا هذا المال و هو لنا، و أما عياله فقد استرققناهم و بعثناهم إلي السوق. فكفوا لما رأوا ذلک، و عرف الله عياله أنه قد ألقي عليهم شبه عيال معاوية و عيال خاصة يزيد، فأشفقوا من أموالهم أن يسرقها اللصوص، فمسخ الله المال عقارب و حيات، كلما قصد اللصوص ليأخذوا منه لدغوا و لسعوا، فمات منهم قوم
-----------------------------------
(1) البدر: جمع بدرة، كمية من المال تقدّر بعشرة آلاف درهم. «الصحاح- بدر- 2: 587».
(2) الوفير: الذليل المهان. «لسان العرب- وقر- 5: 292».
(3) في المصدر: و الحفوف.
(4) في المصدر: و حصّل.
صفحه : 49
اللهو ضني آخرون».}
3] 5594/[- محمّد بن يعقوب: بإسناده عن إبن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «کان بني قول الله عز و جل: قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما
و بين أخذ فرعون أربعون عاما».
4] 6594/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
«قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): دعا موسي (عليه السلام) و أمن هارون (عليه السلام) و أمنت الملائكة (عليهم السلام)، فقال الله تعالي: قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما فَاستَقِيما و من غزا في سبيل الله استجيب له کما أستجيب لكما يوم القيامة».
5] 7594/[- العياشي: عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «کان بين قوله: قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما
و بين أن أخذ فرعون أربعون سنة».
6] 8594/[- المفيد في (الاختصاص): قال الصادق (عليه السلام) ، في قول الله تبارك و تعالي: قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما
، قال: «کان بين أن قال: قَد أُجِيبَت دَعوَتُكُما و بين أخذ فرعون أربعون سنة».
7] 9594/[- الطبرسي: مكث فرعون بعد هذا الدعاء أربعين سنة، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
قوله تعالي:
وَ جاوَزنا بِبَنِي إِسرائِيلَ البَحرَ فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ وَ جُنُودُهُ بَغياً وَ عَدواً حَتّي إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ- إلي قوله تعالي- وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ عَن آياتِنا لَغافِلُونَ [90- 92]
1] 0694/[- علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ جاوَزنا بِبَنِي إِسرائِيلَ البَحرَ فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ وَ جُنُودُهُ بَغياً وَ عَدواً
إلي قوله: وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ: «فإن بني إسرائيل قالوا: يا موسي، ادع الله أن يجعل لنا مما نحن فيه فرجا. فدعا، فأوحي الله إليه: أن أسر بهم. قال: يا رب، البحر أما مهم. قال: امض، فإني آمره أن يطيعك و ينفرج لك.
فخرج موسي ببني إسرائيل، و أتبعهم فرعون حتي إذا كاد أن يلحقهم، و نظروا إليه و قد أظلهم، قال موسي
-----------------------------------
3- الكافي 2: 355/ 5. 4- الكافي 2: 370/ 8. 5- تفسير العيّاشي 2: 127/ 40. 6- الاختصاص: 266. 7- مجمع البيان 5: 196. 1- تفسير القمّي 1: 315.
صفحه : 50
اللهللبحر: انفرج لي. قال: ما كنت لأفعل. و قال بنو إسرائيل لموسي: غررتنا و أهلكتنا، فليتك تركتنا يستعبدنا آل فرعون، و لم نخرج إلي أن نقتل قتلة. قال: كلا، إن معي ربي سيهديني.}
و اشتد علي موسي ما کان يصنع به عامة قومه، و قالوا: يا موسي، إنا لمدركون، و زعمت أن البحر ينفرج لنا حتي نمضي و نذهب، فقد رهقنا فرعون و قومه، و هم هؤلاء نراهم قد دنوا منا. فدعا موسي ربه، فأوحي الله إليه:
أَنِ اضرِب بِعَصاكَ البَحرَ
«1» فضربه فانفلق البحر، فمضي موسي و أصحابه حتي قطعوا البحر، و أدركهم آل فرعون، فلما نظروا إلي البحر، قالوا لفرعون: ما تعجب مما تري! قال: أنا فعلت هذا. فمروا و مضوا فيه، فلما توسط فرعون و من معه أمر الله البحر فأطبق عليهم، فأغرقهم أجمعين، فلما أدرك فرعون الغرق قالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ يقول الله: آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ يقول: كنت من العاصين فَاليَومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ- قال- إن قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر، فلم ير منهم أحد، هووا في البحر إلي النار، و أما فرعون فنبذه الله وحده فألقاه بالساحل لينظروا إليه و ليعرفوه، ليكون لمن خلفه آية، و لئلا يشك أحد في هلاكه، لأنهم كانوا اتخذوه ربا، فأراهم الله إياه جيفة ملقاة بالساحل، ليكون لمن خلفه عبرة و عظة، يقول الله: وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ عَن آياتِنا لَغافِلُونَ».
2] 1694/[- و قال علي بن إبراهيم: قال الصادق (عليه السلام): «ما أتي جبرئيل رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلا كئيبا حزينا، و لم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون، فلما أمره الله بنزول هذه الآية: آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ
نزل عليه و هو ضاحك مستبشر، فقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله) ما أتيتني- يا جبرئيل- إلا و تبينت الحزن في وجهك حتي الساعة! قال: نعم- يا محمّد- لما أغرق الله فرعون قال: آمنت أنه لا إله إلا ألذي آمنت به بنو إسرائيل و أنا من المسلمين، فأخذت حمأة«2» فوضعتها في فيه، ثم قلت له: آلان و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين!؟ و عملت ذلک من غير أمر الله، خفت أن تلحقه الرحمة من الله، و يعذبني علي ما فعلت، فلما کان الآن و أمرني الله أن أؤدي إليك ما قلته أنا لفرعون، أمنت و علمت أن ذلک کان لله رضا».
و قال أيضا، في قوله تعالي: فَاليَومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
: «فإن موسي (عليه السلام) أخبر بني إسرائيل أن الله قد أغرق فرعون فلم يصدقوه، فأمر الله البحر فلفظ به علي ساحل البحر حتي رأوه ميتا».
3] 2694/[- إبن بابويه، قال: حدثنا عبد الواحد بن عبدوس«3» النيسابوري العطار (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي إبن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، قال: حدثنا إبراهيم بن محمّد الهمداني، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): لأي علة أغرق الله عز و جل فرعون و قد آمن به و أقر بتوحيده!
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 1: 316. 3- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 77/ 7. [.....]
(1) الشعراء 26: 62.
(2) الحمأة: الطين الأسود المنتن. «القاموس المحيط- حمأ- 1: 14».
(3) نسبة إلي جدّه عبدوس، و و عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس، انظر معجم رجال الحديث 11: 36 و ما بعدها.
صفحه : 51
اللهقال: «لأنه آمن عند رؤية البأس، و الإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، و ذلک حكم الله تعالي في السلف و الخلف، قال الله تعالي: فَلَمّا رَأَوا بَأسَنا قالُوا آمَنّا بِاللّهِ وَحدَهُ وَ كَفَرنا بِما كُنّا بِهِ مُشرِكِينَ فَلَم يَكُ يَنفَعُهُم إِيمانُهُم لَمّا رَأَوا بَأسَنا}
«1» و قال عز و جل: يَومَ يَأتِي بَعضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفساً إِيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمانِها خَيراً«2» و هكذا فرعون حَتّي إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ فقيل له آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ فَاليَومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً و قد کان فرعون من قرنه إلي قدمه في الحديد، و قد لبسه علي بدنه، فلما غرق ألقاه الله تعالي علي نجوة«3» من الإرض ببدنه، ليكون لمن بعده علامة، فيرونه مع تثقله بالحديد علي مرتفع من الإرض، و سبيل الثقيل أن يرسب و لا يرتفع، فكان ذلک آية و علامة.
و لعلة أخري أغرق الله عز و جل فرعون، و هي أنه استغاث بموسي (عليه السلام) لما أدركه الغرق و لم يستغث بالله، فأوحي الله تعالي إليه: يا موسي، لم تغث فرعون لأنك لم تخلقه، و لو استغاث بي لأغثته».
4] 3694/[- و عنه، قال: حدثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري (رضي الله عنه)، عن عمه أبي عبد الله محمّد بن شاذان، قال: حدثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري (رضي الله عنه)، عن عمه أبي عبد الله محمّد بن شاذان، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن محمّد بن أبي عمير، قال: قلت لموسي بن جعفر (عليه السلام): أخبرني عن قول الله عز و جل لموسي و هارون (عليهما السلام): اذهَبا إِلي فِرعَونَ إِنَّهُ طَغي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشي
«4».
فقال: «أما قوله فَقُولا لَهُ قَولًا لَيِّناً
أي كنياه، و قولا له: يا أبا مصعب، و کان اسم فرعون أبا مصعب الوليد إبن مصعب و أما قوله: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشي فإنما قال ليكون أحرص لموسي علي الذهاب، و قد علم الله عز و جل أن فرعون لا يتذكر و لا يخشي إلا عند رؤية البأس، ألا تسمع الله عز و جل يقول: حَتّي إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ فلم يقبل الله إيمانه، و قال:
آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ
».
5] 4694/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، قال: حدثنا محمّد بن زكريا الجوهري، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن سفيان بن سعيد، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)- و کان و الله صادقا کما سمي- يقول: « يا سفيان، عليك بالتقية فإنها سنة إبراهيم الخليل (عليه السلام)، و إن الله عز و جل قال لموسي و هارون (عليهما السلام): اذهَبا إِلي فِرعَونَ إِنَّهُ طَغي
-----------------------------------
4- علل الشرائع: 67/ 1. 5- معاني الآخبار: 385/ 20.
(1) غافر 40: 84- 85.
(2) الأنعام 6: 158.
(3) النجوة: المكان المرتفع. «لسان العرب- نجا- 15: 305».
(4) طه 20: 43- 44.
صفحه : 52
اللهفَقُولا لَهُ قَولًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشي}
«1» يقول الله عز و جل: كنياه و قولا له: يا أبا مصعب، و إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان إذا أراد سفرا وري بغيره، و قال: أمرني ربي بمداراة النّاس، کما أمرني«2» بأداء الفرائض، و لقد أدبه الله عز و جل بالتقية، فقال: ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ«3».
يا سفيان من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من العز، إن عز المؤمن في حفظ لسانه، و من لم يملك لسانه ندم».
قال سفيان: فقلت له: يا بن رسول الله، هل يجوز أن يطمع الله تعالي عباده في كون ما لا يکون! قال: «لا».
قال: فقلت: فكيف قال الله عز و جل لموسي و هارون (عليه السلام): لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشي
و قد علم أن فرعون لا يتذكر و لا يخشي! فقال: «إن فرعون قد تذكر و خشي، و لكن عند رؤية البأس حيث لم ينفعه الإيمان، ألا تسمع الله عز و جل يقول: «حَتّي إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ فلم يقبل الله عز و جل إيمانه، و قال: آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ فَاليَومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً يقول: نلقيك علي نجوة من الإرض لتكون لمن بعدك علامة و عبرة».
6] 5694/[- العياشي: عن إبن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، يرفعه، قال:4» «لما صار موسي في البحر أتبعه فرعون و جنوده، قال: فتهيب فرس فرعون أن يدخل البحر، فتمثل له جبرئيل (عليه السلام) علي رمكة«، فلما رأي الفرس الرمكة أتبعها فدخل البحر هو و أصحابه فغرقوا».
7] 6694/[- المفيد في (الاختصاص): عن عبد الله بن جندب، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال:5»6» «کان علي مقدمة فرعون ست مائة ألف و مائتا ألف، و علي ساقته« ألف ألف- قال- لما صار موسي (عليه السلام) في البحر أتبعه فرعون و جنوده- قال- فتهيب فرس فرعون أن يدخل البحر، فتمثل له جبرئيل (عليه السلام) علي ماديانة«، فلما رأي فرس فرعون الماديانة أتبعها، فدخل البحر هو و أصحابه فغرقوا».
و ستأتي- إن شاء الله تعالي- روايات في القصة في سورة الشعراء زيادة علي ما هنا«7».
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 127/ 41. 7- الاختصاص: 266.
(1) طه 20: 43- 44.
(2) في «ط»: کان إذا يتذكر أو يخشي قريشا يقول لهم قولا لينا، قال: و إنّما أمره.
(3) فصّلت 41: 34- 35. [.....]
(4) الرّمكة: الأنثي من البراذين. «الصحاح- رمك- 4: 1588».
(5) ساقة الجيش: مؤخّره. «الصحاح- سوق- 4: 1499».
(6) الماديانة: الرّمكة.
(7) تأتي في تفسير الآيات (10- 63) من سورة الشعراء.
صفحه : 53
قوله تعالي:
وَ لَقَد بَوَّأنا بَنِي إِسرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدقٍ [93] 4967/[1]- علي بن إبراهيم، قال: ردهم إلي مصر، و غرق فرعون.
قوله تعالي:
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ لَقَد جاءَكَ الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمتَرِينَ [94]
2] 8694/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن عمرو بن سعيد الراشدي، عن إبن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:1» «لما أسري برسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي السماء، فأوحي الله إليه في علي (صلوات الله عليه) ما أوحي« من شرفه و عظمه عند الله، و رد إلي البيت المعمور، و جمع له النبيين فصلوا خلفه، عرض في نفس رسول الله (صلي الله عليه و آله) من عظم ما أوحي الله إليه في علي (عليه السلام)، فأنزل الله: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ
يعني الأنبياء، فقد أنزلنا عليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا في كتابك لَقَد جاءَكَ الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمتَرِينَ، وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخاسِرِينَ«2»». فقال الصادق (عليه السلام): «فوالله ما شك و ما سأل».
3] 9694/[- إبن بابويه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد إبن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن عبد الله، عن بكر بن صالح، عن أبي الخير«3»، عن محمّد بن حسان، عن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن إسماعيل الداري، عن محمّد بن سعيد الإذخري- و کان ممن يصحب موسي بن محمّد بن علي الرضا (عليه السلام)- أن موسي أخبره، أن يحيي بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل، فيها: و أخبرني عن قول الله عز و جل: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ
من المخاطب
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 316. 2- تفسير القمّي 1: 316. 3- علل الشرائع: 129/ 1.
(1) في المصدر زيادة: ما يشاء.
(2) يونس 10: 95.
(3) في «ط»: الحسن.
صفحه : 54
اللهبالاية! فإن کان المخاطب بها النبي (صلي الله عليه و آله) أليس قد شك فيما أنزل الله عز و جل إليه! و إن کان المخاطب غيره فعلي غيره إذن أنزل القرآن!}
قال موسي: فسألت أخي علي بن محمّد (عليهما السلام) عن ذلک، فقال: «أما قوله: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ
فإن المخاطب بذلك رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و لم يكن في شك مما أنزل الله عز و جل، و لكن قالت الجهلة: كيف لا يبعث إلينا نبيا من الملائكة! إنه لم يفرق بينه و بين غيره في الاستغناء عن المأكل و المشرب و المشي في الأسواق. فأوحي الله عز و جل إلي نبيه (صلي الله عليه و آله): فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ بمحضر من الجهلة، هل بعث الله رسولا قبلك إلا و هو يأكل الطعام و يمشي في الأسواق! و لك بهم أسوة، و إنما قال: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ و لم يكن«1»، و لكن لينصفهم، کما قال له (صلي الله عليه و آله):
فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ
«2» و لو قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم. لم يكونوا يجيبون للمباهلة و قد عرف أن نبيه (صلي الله عليه و آله) مؤد عنه رسالته، و ما هو من الكاذبين، و كذلك عرف النبي (صلي الله عليه و آله) أنه صادق فيما يقول، و لكن أحب أن ينصف من نفسه».
3] 0794/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن (رضي الله عنه)، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر«3»، رفعه إلي أحدهما (عليهما السلام) ، في قول الله عز و جل لنبيه (صلي الله عليه و آله): فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ
.
قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا أشك و لا أسأل».
4] 1794/[- العياشي: عن محمّد بن سعيد الأسدي«4»: أن موسي بن محمّد بن الرضا (عليه السلام) أخبره: أن يحيي بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل: أخبرني عن قول الله تبارك و تعالي: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ
من المخاطب بالآية! فإن کان المخاطب بها النبي (صلي الله عليه و آله) أليس قد شك فيما أنزل الله! و إن کان المخاطب بها غيره فعلي غيره إذن انزل الكتاب!
قال موسي: فسألت أخي عن ذلک، فقال: «فأما قوله: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ
فإن المخاطب بذلك رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و لم يك في شك مما أنزل الله، و لكن
-----------------------------------
3- علل الشرائع: 130/ 2. 4- تفسير العيّاشي 2: 128/ 42.
(1) في المصدر: و لم يقل.
(2) آل عمران 3: 61. [.....]
(3) في المصدر: عمير، تصحيف صوابه ما في المتن، و هو إبراهيم بن عمر اليماني، روي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه (عليهما السلام)، و له أصل رواه عنه حمّاد بن عيسي، رجال النجاشي: 20، فهرست الطوسي: 9.
(4) في المصدر: محمّد بن سعيد الأزدي، و تقدّم في الحديث (2) الإذخري، عن علل الشرائع.
صفحه : 55
اللهقالت الجهلة: كيف لم يبعث إلينا نبيا من الملائكة! إنه لم يفرق بينه و بين غيره في الاستغناء عن المأكل و المشرب و المشي في الأسواق. فأوحي الله إلي نبيه: فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ}
بمحضر الجهلة: هل بعث الله رسولا قبلك إلا و هو يأكل الطعام و يشرب و يمشي في الأسواق! و لك بهم أسوة، و إنما قال: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ و لم يكن، و لكن ليتبعهم، کما قال له (عليه السلام): فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَ«1» و لو قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم. لم يكونوا يجيبون«2» للمباهلة، و قد عرف أن نبيكم مؤد عنه رسالته، و ما هو من الكاذبين، و كذلك عرف النبي (صلي الله عليه و آله) أنه صادق فيما يقول، و لكن أحب أن ينصف من نفسه».
5] 2794/[- و عنه: عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ
.
قال: «لما أسري بالنبي (صلي الله عليه و آله) ففرغ من مناجاة ربه، رد إلي البيت المعمور- و هو بيت في السماء الرابعة، بحذاء الكعبة- فجمع الله النبيين و الرسل و الملائكة، و أمر جبرئيل فأذن و أقام، فتقدم فصلي بهم، فلما فرغ التفت إليه، فقال: فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ
إلي قوله: مِنَ المُمتَرِينَ».
6] 3794/[- إبن شهر آشوب: سئل الباقر (عليه السلام) عن قوله تعالي: فَسئَلِ الَّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ
.
3» فقال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لما أسري بي إلي السماء الرابعة أذن جبرئيل و أقام، و جمع النبيين و الصديقين و الشهداء و الملائكة، ثم تقدمت و صليت بهم، فلما انصرفت« قال لي جبرئيل: قل لهم: بم تشهدون!
قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، و أنك رسول الله، و أن عليا أمير المؤمنين».
7] 4794/[- (تفسير الثعلبي) و (أربعين الخطيب) بإسنادهما عن الحسين بن محمّد الدينوري، بإسناده عن علقمة، عن إبن مسعود، عن النبي (صلي الله عليه و آله)، قال: «لما عرج بي إلي السماء، انتهيت مع جبرئيل إلي السماء الرابعة، فرأيت بيتا من ياقوت أحمر، فقال جبرئيل: هذا هو البيت المعمور، خلقه الله تعالي قبل السماوات و الإرض بخمسين ألف عام، ثم قال: قم- يا محمّد- فصل. و جمع الله النبيين فصليت بهم، فلما سلمت أتاني ملك من عند ربي، و قال يا محمّد، ربك يقرئك السلام، و يقول لك: سل الرسل علي ماذا أرسلتهم من قبلك! فسألهم، فقالوا: علي ولايتك و ولاية علي بن أبي طالب».
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 128/ 43. 6- ....، البحار 37: 338/ 79 عن تأول الآيات، و لم نجده في مناقب إبن شهر آشوب. 7- ....، مائة منقبة: 150/ 82 عن إبن عباس، ينابيع المودة: 82 عن إبن مسعود.
(1) آل عمران 3: 61.
(2) في المصدر و «ط»: يجيئون.
(3) في «س»: انصرف.
صفحه : 56
قوله تعالي:
إِنَّ الَّذِينَ حَقَّت عَلَيهِم كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤمِنُونَ وَ لَو جاءَتهُم كُلُّ آيَةٍ حَتّي يَرَوُا العَذابَ الأَلِيمَ [96- 97] 4975/[1]- علي بن إبراهيم، قال: الّذين جحدوا أمير المؤمنين (عليه السلام)، و قوله: حَقَّت عَلَيهِم كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤمِنُونَ قال: عرضت عليهم الولاية، و قد فرض الله عليهم الإيمان بها، فلم يؤمنوا بها.
قوله تعالي:
فَلَو لا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إِيمانُها إِلّا قَومَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ مَتَّعناهُم إِلي حِينٍ [98]
2] 6794/[- محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إبن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:1» «إن لله عز و جل رياح رحمة و رياح عذاب، فإن شاء الله أن يجعل العذاب من الرياح رحمة فعل- قال- و لن يجعل الرحمة من الريح عذابا- قال- و ذلک أنه لم يرحم قوما قط أطاعوه، و كانت طاعتهم إياه وبالا عليهم، إلا من بعد تحولهم عن طاعته«».
قال: «و كذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم الله بعد ما قد کان قدر عليهم العذاب و قضاه، ثم تداركهم برحمته، فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة، فصرفه عنهم، و قد أنزله عليهم و غشيهم، و ذلک لما آمنوا به و تضرعوا إليه».
3] 7794/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لأي علة صرف الله عز و جل العذاب عن قوم يونس و قد أظلهم، و لم يفعل
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 317. 2- الكافي 8: 92/ 64. 3- علل الشرائع: 77/ 1.
(1) كذا، و الظاهر أنّ المراد «أنّه لم يعذّب قوما- قطّط- أطاعوه، و ما كانت طاعتهم إيّاه وبالا عليهم إلّا من بعد تحوّلهم عن طاعته» و اللّه العالم.
صفحه : 57
اللهذلک بغيرهم من الأمم!}
فقال: «لأنه کان في علم الله عز و جل أنه سيصرفه عنهم لتوبتهم، و إنما ترك إخبار يونس بذلك، لأنه عز و جل أراد أن يفرغه لعبادته في بطن الحوت، فيستوجب بذلك ثوابه و كرامته».
3] 8794/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي المغرا حميد بن المثني العجلي، عن سماعة أنه سمعه (عليه السلام) و هو يقول: «ما رد الله العذاب عن قوم قد أظلهم إلا قوم يونس».
فقلت: أ کان قد أظلهم! قال: «نعم، قد نالوه بأكفهم».
فقلت: كيف کان ذلک! قال: «کان في العلم المثبت عند الله عز و جل ألذي لم يطلع عليه أحد أنه سيصرفه عنهم».
4] 9794/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن جميل، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):1» «ما رد الله العذاب إلا عن قوم يونس، و کان يونس يدعوهم إلي الإسلام فيأبون ذلک، فهم أن يدعو عليهم، و کان فيهم رجلان: عابد، و عالم، و کان اسم أحدهما تنوخا«، و الآخر اسمه روبيل، فكان العابد يشير علي يونس بالدعاء عليهم، و کان العالم ينهاه، و يقول: لا تدع عليهم، فإن الله يستجيب لك، و لا يحب هلاك عباده. فقبل قول العابد، و لم يقبل قول العالم، فدعا عليهم، فأوحي الله عز و جل إليه: يأتيهم العذاب في سنة كذا و كذا، في شهر كذا و كذا، في يوم كذا و كذا.
فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد و بقي العالم فيها، فلما کان في ذلک اليوم نزل العذاب، فقال العالم لهم: يا قوم، افزعوا إلي الله فلعله يرحمكم و يرد العذاب عنكم. فقالوا: كيف نصنع! قال: اجتمعوا و اخرجوا إلي المفازة، و فرقوا بين النساء و الأولاد، و بين الإبل و أولادها، و بين البقر و أولادها، و بين الغنم و أولادها، ثم ابكوا و أدعوا. فذهبوا و فعلوا ذلک، و ضجوا و بكوا، فرحمهم الله و صرف عنهم العذاب، و فرق العذاب علي الجبال، و قد کان نزل و قرب منهم.
فأقبل يونس لينظر كيف أهلكهم الله، فرأي الزارعين يزرعون في أرضهم، قال لهم: ما فعل قوم يونس! فقالوا له، و لم يعرفوه: إن يونس دعا عليهم فاستجاب الله له، و نزل العذاب عليهم، فاجتمعوا و بكوا و دعوا فرحمهم الله، و صرف ذلک عنهم، و فرق العذاب علي الجبال، فهم إذن يطلبون يونس ليؤمنوا به.
فغضب يونس، و مر علي وجهه مغاضبا، کما حكي الله تعالي، حتي انتهي إلي ساحل البحر، فإذا سفينة قد شحنت، و أرادوا أن يدفعوها، فسألهم يونس أن يحملوه فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما، فحبس عليهم السفينة من قدامها، فنظر إليه يونس ففزع منه، و صار إلي مؤخر السفينة فدار إليه الحوت و فتح فاه،
-----------------------------------
3- علل الشرائع: 77/ 2. 4- تفسير القمّي 1: 317. [.....]
(1) في المصدر: مليخا. 1»
صفحه : 58
اللهفخرج أهل السفينة، فقالوا: فينا عاص. فتساهموا« فخرج سهم يونس، و هو قول الله عز و جل:عنعنبه فَساهَمَ فَكانَ مِنَ المُدحَضِينَ
«2» فأخرجوه فألقوه في البحر، فالتقمه الحوت و مر به في الماء.
3» و قد سأل بعض اليهود أمير المؤمنين (عليه السلام) عن سجن طاف أقطار الإرض بصاحبه. قال: يا يهودي، أما السجن ألذي طاف أقطار الإرض بصاحبه، فإنه الحوت ألذي حبس يونس في بطنه، فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلي بحر مصر، ثم دخل في بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغور«، ثم مرت به تحت الإرض حتي لحقت بقارون، و کان قارون هلك في أيام موسي (عليه السلام)، و وكل [الله] به ملكا يدخله في الإرض کل يوم قامة رجل، و کان يونس في بطن الحوت يسبح الله و يستغفره، فسمع قارون صوته، فقال للملك الموكل به: أنظرني فإني أسمع كلام آدمي. فأوحي الله إلي الملك الموكل به: أنظره. فأنظره، ثم قال قارون: من أنت! قال يونس، أنا المذنب الخاطئ يونس بن متي.
قال: فما فعل الشديد الغضب لله موسي بن عمران! قال: هيهات؟ هلك.
قال: فما فعل الرءوف الرحيم علي قومه هارون بن عمران! قال: هلك.
قال: فما فعلت كلثم بنت عمران الّتي كانت سميت لي! قال: هيهات؟ ما بقي من آل عمران أحد.
فقال قارون: وا أسفا علي آل عمران. فشكر الله له ذلک، فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا، فرفع عنه.
4»5» فلما رأي يونس ذلک نادي في الظلمات: أن لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين. فاستجاب الله له، و أمر الحوت أن يلفظه فلفظه علي ساحل البحر، و قد ذهب جلده و لحمه. و أنبت الله عليه شجرة من يقطين- و هي الدباء«- فأظلته عن الشمس فشكر«، ثم أمر الله الشجرة فتنحت عنه، و وقعت الشمس عليه فجزع، فأوحي الله إليه: يا يونس، لم لم ترحم مائة ألف أو يزيدون، و أنت تجزع من ألم ساعة! فقال: يا رب، عفوك عفوك، فرد الله عليه بدنه و رجع إلي قومه و آمنوا به، و هو قوله: فَلَو لا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إِيمانُها إِلّا قَومَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ مَتَّعناهُم إِلي حِينٍ
». و قالوا: مكث يونس في بطن الحوت تسع ساعات.
5] 0894/[- ثم قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «لبث يونس (عليه السلام) في بطن الحوت ثلاثة أيام، و نادي في الظلمات الثلاث- ظلمة بطن الحوت، و ظلمة الليل، و ظلمة البحر- أن لا إله إلا أنت
-----------------------------------
5- تفسير القمّي 1: 319.
(1) تساهموا: تقارعوا. «الصحاح- سهم- 5: 1957».
(2) الصافات 37: 141.
(3) في المصدر: دجلة الغوراء، و في معجم البلدان: دجلة العوراء: اسم لدجلة البصرة، علم لها.
(4) الدّبّاء: القرع. «المعجم الوسيط- دب- 1: 268».
(5) في «ط»: فسكن.
صفحه : 59
اللهسبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجاب له ربه، فأخرجه الحوت إلي الساحل، ثم قذفه فألقاه بالساحل، و أنبت الله عليه شجرة من يقطين- و هو القرع- فكان يمصه و يستظل به و بورقه، و کان تساقط شعره ورق جلده.}
1»2» و کان يونس يسبح و يذكر الله الليل و النهار، فلما أن قوي و اشتد بعث الله دودة، فأكلت أسفل القرع فذبلت القرعة ثم يبست، فشق ذلک علي يونس، فظل حزينا، فأوحي الله إليه: مالك حزينا، يا يونس، قال: يا رب، هذه الشجرة الّتي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست، فقال: يا يونس، أحزنت لشجرة لم تزرعها و لم تسقها و لم تعي« بها أن يبست حين استغنيت عنها و لم تجزع لمائة ألف أو يزيدون« أردت أن ينزل عليهم العذاب!؟ إن أهل نينوي قد آمنوا و اتقوا فارجع إليهم.
3» فانطلق يونس إلي قومه، فلما دنا من نينوي استحيا أن يدخل، فقال لراع لقيه: ائت أهل نينوي فقل لهم: إن هذا يونس قد جاء. قال الراعي أ تكذب، أما تستحيي، و يونس قد غرق في البحر و ذهب. قال له يونس: إن نطقت الشاة بأني يونس، قبلت مني! فقال الراعي: بلي. قال يونس: اللهم أنطق هذه الشاة حتي تشهد له بأني يونس فانطقت« الشاة له بأنه يونس.
فلما أتي الراعي قومه و أخبرهم، أخذوه و هموا بضربه، فقال: إن لي بينة لما أقول. قالوا: من يشهد! قال:
هذه الشاة تشهد. فشهدت بأنه صادق و أن يونس قد رده الله إليهم، فخرجوا يطلبونه، فوجدوه فجاءوا به، و آمنوا و حسن إيمانهم، فمتعهم الله إلي حين و هو الموت، و أجارهم من ذلک العذاب».
6] 1894/[- العياشي: عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:4» «وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: حدثني رسول الله (صلي الله عليه و آله) أن جبرئيل (عليه السلام) حدثه أن يونس بن متي (عليه السلام) بعثه الله إلي قومه و هو إبن ثلاثين سنة، و کان رجلا تعتريه الحدة و کان قليل الصبر علي قومه و المداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة و أعلامها، و أنه تفسخ تحتها کما يتفسخ تحتها کما يتفسخ الجذع تحت حمله«.
و أنه أقام فيهم يدعوهم إلي الإيمان بالله و التصديق به و اتباعه ثلاثا و ثلاثين سنة، فلم يؤمن به و لم يتبعه من قومه إلا رجلان اسم أحدهما روبيل، و اسم الآخر تنوخا، و کان روبيل من أهل بيت العلم و النبوة و الحكمة، و کان قديم الصحبة ليونس بن متي من قبل أن يبعثه الله بالنبوة. و کان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا، منهمكا في العبادة، و ليس له علم و لا حكم، و کان روبيل صاحب غنم يرعاها و يتقوت منها، و کان تنوخا رجلا حطابا يحتطب علي رأسه، و يأكل من كسبه. و کان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا، لعلم روبيل و حكمته و قديم صحبته.
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 129/ 44.
(1) في «ط»: و لم تعبأ.
(2) في المصدر: و لم تحزن لأهل نينوي أكثر من مائة ألف.
(3) في المصدر: و ذهب. قال له: اللهمّ إنّ هذه الشاة تشهد لك أنّي يونس. فنطقت.
(4) الجذع: الشاب من الإبل، و الكلام كناية عن عدم التحمّل لما يعرض لها.
صفحه : 60
اللهفلما رأي يونس أن قومه لا يجيبونه و لا يؤمنون ضجر، و عرف من نفسه قله الصبر، فشكا ذلک إلي ربه، و کان فيما شكا أن قال: يا رب، إنك بعثتني إلي قومي و لي ثلاثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلي الإيمان بك و التصديق برسالاتي، و أخوفهم عذابك و نقمتك ثلاثا و ثلاثين سنة، فكذبوني و لم يؤمنوا بي، و جحدوا نبوتي و استخفوا برسالاتي، و قد تواعدوني و خفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم قوم لا يؤمنون».}
1»2» قال: «فأوحي الله إلي يونس: أن فيهم الحمل و الجنين و الطفل، و الشيخ الكبير و المرأة الضعيفة و المستضعف المهين، و أنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي، لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، و هم- يا يونس- عبادي و خلقي و بريتي في بلادي و في عيلتي، أحب أن أتأناهم و أرفق بهم و أنتظر توبتهم، و إنما بعثتك إلي قومك لتكون حيطا عليهم، تعطف عليهم لسخاء الرحم الماسة منهم، و تتأناهم و برأفة النبوة، و تصبر معهم بأحلام الرسالة، و تكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الداء، فخرقت بهم«، و لم تستعمل قلوبهم بالرفق، و لم تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني عن« سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، و عبدي نوح کان أصبر منك علي قومه، و أحسن صحبة، و أشد تأنيا في الصبر عندي، و أبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي، و أجبته حين دعاني.
فقال يونس: يا رب، إنما غضبت عليهم فيك، و إنما دعوت عليهم حين عصوك، فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا، و لا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم و تكذيبهم إياي، و جحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك، فإنهم لا يؤمنون أبدا.
3» فقال الله: يا يونس، إنهم مائة ألف أو يزيدون من خلقي، يعمرون بلادي، و يلدون عبادي، و محبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم و فيك، و تقديري و تدبيري غير علمك و تقديرك، و أنت المرسل و أنا الرب الحكيم، و علمي فيهم- يا يونس- باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، و علمك فيهم ظاهر لا باطن له. يا يونس، قد أجبتك إلي ما سألت من إنزال العذاب عليهم، و ما ذلک- يا يونس- بأوفر لحظك عندي، و لا أحمد« لشأنك، و سيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلک».
قال: «فسر ذلک يونس و لم يسؤه، و لم يدر ما عاقبته، فانطلق يونس إلي تنوخا العابد، فأخبره بما أوحي الله إليه من نزول العذاب علي قومه في ذلک اليوم، و قال له: انطلق حتي أعلمهم بما أوحي الله إلي من نزول العذاب.
فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم و معصيتهم حتي يعذبهم الله تعالي.
فقال له يونس: بل نلقي روبيل فنشاوره، فإنه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة، فانطلقا إلي روبيل، فأخبره يونس بما أوحي الله إليه من نزول العذاب علي قومه في شوال يوم الأربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فقال له: ما تري! انطلق بنا حتي أعلمهم ذلک.
-----------------------------------
(1) أي لم ترفق بهم و تحسن معاملتهم.
(2) في «ط» نسخة بدل: مع. [.....]
(3) في المصدر: و لا أجمل.
صفحه : 61
اللهفقال له روبيل: ارجع إلي ربك رجعة نبي حكيم و رسول كريم، و سله أن يصرف عنهم العذاب فإنه غني عن عذابهم، و هو يحب الرفق بعباده، و ما ذلک بأضر لك عنده و لا أسوأ لمنزلتك لديه، و لعل قومك بعد ما سمعت و رأيت من كفرهم و جحودهم يؤمنون يوما، فصابرهم و تأنهم.}
فقال له تنوخا: و يحك يا روبيل؟ ما أشرف علي يونس و أمرته به بعد كفرهم بالله، و جحدهم لنبيه، و تكذيبهم إياه، و إخراجهم إياه من مساكنه، و ما هموا به من رجمه؟ فقال روبيل لتنوخا: اسكت، فانك رجل عابد، لا علم لك، ثم أقبل علي يونس، فقال: أ رأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب علي قومك، أ ينزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا و يبقي بعضا! فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا، و كذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأراجع الله فيها و أسأله أن يصرف عنهم.
فقال له روبيل: أ تدري- يا يونس- لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به أن يتوبوا إليه و يستغفروا فيرحمهم، فإنه أرحم الراحمين، و يكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله أنه ينزل عليهم العذاب يوم الأربعاء، فتكون بذلك عندهم كذابا.
فقال له تنوخا: ويحك- يا روبيل- لقد قلت عظيما، يخبرك النبي المرسل أن الله أوحي إليه بأن العذاب ينزل عليهم، فترد قول الله و تشك فيه و في قول رسوله!؟ اذهب فقد حبط عملك.
فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك، ثم أقبل علي يونس، فقال: إذا نزل الوحي و الأمر من الله فيهم علي ما انزل عليك فيهم من إنزال العذاب عليهم و قوله الحق، أ رأيت إذا کان ذلک فهلك قومك كلهم و خربت قريتهم، أليس يمحوا الله اسمك من النبوة، و تبطل رسالتك، و تكون كبعض ضعفاء النّاس، و يهلك علي يديك مائة ألف أو يزيدون من النّاس!
فأبي يونس أن يقبل وصيته، فانطلق و معه تنوخا إلي قومه، فأخبرهم أن الله أوحي إليه أنه منزل العذاب عليكم يوم الأربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس. فردوا عليه قوله، فكذبوه و أخرجوه من قريتهم إخراجا عنيفا. فخرج يونس و معه تنوخا من القرية، و تنحيا عنهم غير بعيد، و أقاما ينتظران العذاب.
1» و أقام روبيل مع قومه في قريتهم، حتي إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل بأعلي صوته في رأس الجبل إلي القوم: أنا روبيل، شفيق عليكم، رحيم بكم، هذا شوال قد دخل عليكم، و قد أخبركم يونس نبيكم و رسول ربكم أن الله أوحي إليه أن العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس، و لن يخلف الله وعده رسول، فانظروا ما أنتم صانعون! فأفزعهم كلامه و وقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فأجفلوا نحو روبيل، و قالوا له: ماذا أنت مشير به علينا- يا روبيل- فإنك رجل عالم حكيم، لم نزل نعرفك بالرأفة« علينا و الرحمة لنا، و قد بلغنا ما أشرت به علي يونس فينا، فمرنا بأمرك و أشر علينا برأيك.
فقال لهم روبيل: فإني أري لكم و أشير عليكم أن تنظروا و تعمدوا إذا طلع الفجر يوم الأربعاء في وسط الشهر
-----------------------------------
(1) في المصدر: بالرقة.
صفحه : 62
اللهأن تعزلوا الأطفال عن الأمهات في أسفل الجبل في طريق الأودية، و توقفوا النساء و کل المواشي جميعا عن أطفالها في سفح الجبل، و يکون هذا كله قبل طلوع الشمس، فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق، فعجوا عجيجا، الكبير منكم و الصغير بالصراخ و البكاء، و التضرع إلي الله، و التوبة إليه و الاستغفار له، و ارفعوا رؤوسكم إلي السماء، و قولوا: ربنا ظلمنا أنفسنا و كذبنا نبيك و تبنا إليك من ذنوبنا، و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا و ارحمنا يا أرحم الراحمين. ثم لا تملوا من البكاء و الصراخ و التضرع إلي الله و التوبة إليه حتي تتواري الشمس بالحجاب، أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلک. فأجمع رأي القوم جميعا علي أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل.}
1»2» فلما کان يوم الأربعاء ألذي توقعوا فيه العذاب، تنحي روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم و يري العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الأربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به، فلما بزغت الشمس أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة، لها صرير و حفيف و هدير، فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ و البكاء و التضرع إلي الله، و تابوا إليه و استغفروه، و صرخت الأطفال بأصواتها تطلب أمهاتها، و عجت سخال« البهائم تطلب الثدي، و عجت الانعام تطلب الرعي، فلم يزالوا بذلك و يونس و تنوخا يسمعان ضجيجهم« و صراخهم، و يدعوان الله بتغليظ العذاب عليهم، و روبيل في موضعه يسمع صراخهم و عجيجهم، و يري ما نزل، و هو يدعو الله بكشف العذاب عنهم.
فلما أن زالت الشمس، و فتحت أبواب السماء، و سكن غضب الرب تعالي، رحمهم الرحمن فاستجاب دعاءهم، و قبل توبتهم، و أقالهم عثرتهم، و أوحي الله إلي إسرافيل (عليه السلام): أن اهبط إلي قوم يونس، فإنهم قد عجوا إلي بالبكاء و التضرع، و تابوا إلي و استغفروني، فرحمتهم و تبت عليهم، و أنا الله التواب الرحيم، أسرع إلي قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، و قد کان عبدي يونس و رسولي سألني نزول العذاب علي قومه، و قد أنزلته عليهم، و أنا الله أحق من وفي بعهده، و قد أنزلته عليهم، و لم يكن اشترط يونس حين سألني أن انزل عليهم العذاب أن اهلكهم، فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي.
فقال إسرافيل: يا رب، إن عذابك قد بلغ أكتافهم، و كاد أن يهلكهم، و ما أراه إلا و قد نزل بساحتهم، فإلي أين أصرفه!
3» فقال الله: كلا إني قد أمرت ملائكتي أن يصرفوه، و لا ينزلوه عليهم حتي يأتيهم أمري فيهم و عزيمتي، فاهبط- يا إسرافيل- عليهم، و اصرفه عنهم، و اضرب به إلي الجبال بناحية مفايض العيون و مجاري السيول في الجبال العاتية، المستطيلة علي الجبال، فأذلها به و لينها حتي تصير ملتئمة« حديدا جامدا. فهبط إسرافيل عليهم فنشر أجنحته فاستاق بها ذلک العذاب، حتي ضرب بها تلك الجبال الّتي أوحي الله إليه أن يصرفه إليها- قال أبو
-----------------------------------
(1) السخال: جمع سخلة، ولد الغنم ذكرا کان أو أنثي. «الصحاح- سخل- 5: 18728».
(2) في «ط»: صيحتهم.
(3) في المصدر: مليّنة.
صفحه : 63
اللهجعفر (عليه السلام): و هي الجبال الّتي بناحية الموصل اليوم- فصارت حديدا إلي يوم القيامة. فلما رأي قوم يونس أن العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلي منازلهم من رؤوس الجبال، و ضموا إليهم نساءهم و أولادهم و أموالهم، و حمدوا الله علي ما صرف عنهم.}
1»2»3» و أصبح يونس و تنوخا يوم الخميس في موضعهما ألذي كانا فيه، لا يشكان أن العذاب قد نزل بهم و أهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس، ينظران إلي ما صار إليه القوم، فلما دنوا من القوم و استقبلهم الحطابون و الحمارة« و الرعاة بأغنامهم، و نظروا إلي أهل القرية مطمئنين، قال يونس لتنوخا: يا تنوخا، كذبني الوحي، و كذبت و عدي لقومي، لا و عزة ربي لا يرون لي وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي« فانطلق يونس هاربا علي وجهه، مغاضبا لربه«، ناحية بحر أيلة متنكرا، فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ
«4» الآية.
و رجع تنوخا إلي القرية، فلقي روبيل، فقال له: يا تنوخا، أي الرأيين کان أصوب و أحق أن يتبع: رأيي، أو رأيك!
فقال له تنوخا: بل رأيك کان أصوب، و لقد كنت أشرت برأي الحكماء و العلماء.
و قال له تنوخا: أما إني لم أزل أري أني أفضل منك لزهدي و فضل عبادتي، حتي استبان فضلك لفضل علمك، و ما أعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوي أفضل من الزهد و العبادة بلا علم. فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما، و مضي يونس علي وجهه مغاضبا لربه، فكان من قصته ما أخبر الله به في كتابه إلي قوله: فَآمَنُوا فَمَتَّعناهُم إِلي حِينٍ
«5»».
قال أبو عبيدة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): كم کان غاب يونس عن قومه حتي رجع إليهم بالنبوة و الرسالة فآمنوا به و صدقوه!
قال: «أربعة أسابيع: سبعا منها: في ذهابه إلي البحر، و سبعا منها في رجوعه إلي قومه».
فقلت له: و ما هذه الأسابيع شهور، أو أيام، أو ساعات!
فقال: « يا أبا عبيدة، إن العذاب أتاهم يوم الأربعاء، في النصف من شوال، و صرف عنهم من يومهم ذلک، فانطلق يونس مغاضبا فمضي يوم الخميس، سبعة أيام في مسيره إلي البحر، و سبعة أيام في بطن الحوت، و سبعة أيام تحت الشجرة بالعراء، و سبعة أيام في رجوعه إلي قومه، فكان ذهابه و رجوعه مسير ثمانية و عشرين يوما، ثم
-----------------------------------
(1) الحمّارة: أصحاب الحمير في السفر. «الصحاح- حمر- 2: 637».
(2) قال المجلسي (رحمه اللّه): قوله (عليه السّلام): «بعد ما كذبني الوحي» أي باعتقاد القوم، البحار 17: 399.
(3) قال المجلسي (رحمه اللّه): قوله: «مغاضبا لربّه» أي علي قومه لربّه تعالي، أي کان غضبه للّه تعالي لا للهوي، أو خائفا عن تكذيب قومه لما تخلّف عنه من وعد ربّه، البحار 17: 399.
(4) الأنبياء 21: 87.
(5) الصافات 37: 148.
صفحه : 64
اللهأتاهم فآمنوا به و صدقوه و اتبعوه، فلذلك قال الله: فَلَو لا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إِيمانُها إِلّا قَومَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ}
».
7] 2894/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لما أضل قوم يونس العذاب دعوا الله فصرفه عنهم». قلت: كيف ذلک! قال: «کان في العلم أنه يصرفه عنهم».
8] 3894/[- عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:1» «إن يونس لما آذاه قومه دعا الله عليهم، فأصبحوا أول يوم و وجوههم صفر، و أصبحوا اليوم الثاني و وجوههم سود». قال: «و کان الله واعدهم أن يأتيهم العذاب، فأتاهم العذاب حتي نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء و أولادهن و البقر و أولادها، و لبسوا المسوح و الصوف، و وضعوا الحبال في أعناقهم، و الرماد علي رؤوسهم، و صاحوا صيحة« واحدة إلي ربهم، و قالوا آمنا بإله يونس».
2» قال: «فصرف الله عنهم العذاب إلي جبال آمد«- قال- و أصبح يونس و هو يظن أنهم هلكوا، فوجدهم في عافية، فغضب و خرج کما قال الله: مُغاضِباً
«3» حتي ركب سفينة فيها رجلان، فاضطربت السفينة، فقال الملاح: يا قوم، في سفينتي مطلوب. فقال يونس: أنا هو، و قام ليلقي نفسه، فأبصر السمكة و قد فتحت فاها، فها بها، و تعلق به الرجلان، و قالا له: أنت و حدك و نحن رجلان نتساهم. فتساهموا«4» فوقعت السهام عليه، فجرت السنة بأن السهام إذا كانت ثلاث مرات فإنها لا تخطئ، فألقي نفسه فالتقمه الحوت، فطاف به البحار السبعة حتي صار إلي البحر المسجور، و به يعذب قارون، فسمع قارون صوتا«5»، فسأل الملك عن ذلک، فأخبره أنه يونس، و أن الله قد حبسه في بطن الحوت. فقال له قارون: أ تأذن لي أن أكلمه! فأذن له.
فقال: يا يونس، فما فعل الشديد الغضب لله موسي بن عمران! فأخبره أنه مات فبكي.
6»7» قال: فما فعل الرؤوف العطوف علي قومه هارون بن عمران! فأخبره أنه مات، فبكي و جزع جزعا شديدا، و سأله عن أخته كلثم، و كانت سميت« له، فأخبره أنها ماتت، فقال: وا أسفا علي آل عمران- قال- فأوحي الله إلي الملك الموكل به: أن ارفع عنه العذاب بقية الدنيا لرقته علي قومه»«.
9] 4894/[- عن معمر، قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): «إن يونس لما أمره الله بما أمره، فأعلم قومه
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 136/ 45. 8- تفسير العيّاشي 2: 136/ 46. 9- تفسير العيّاشي 2: 137/ 47.
(1) في المصدر: و ضجوا ضجة. [.....]
(2) آمد: بلد قديم حصين من أعظم مدن ديار بكر و أجلّها قدرا و أشهرها ذكرا. «معجم البلدان 1: 56».
(3) الأنبياء 21: 87.
(4) في المصدر: فساهمهم.
(5) في المصدر: دويّا.
(6) في المصدر: مسّماة.
(7) في المصدر: قرابته.
صفحه : 65
اللهفأظلهم العذاب، ففرقوا بينهم و بين أولادهم و بين البهائم و أولادها، ثم عجوا إلي الله و ضجوا، فكف الله العذاب عنهم، فذهب يونس مغاضبا فالتقمه الحوت، فطاف به سبعة أبحر».}
فقلت له: كم بقي في بطن الحوت! قال: «ثلاثة أيام، ثم لفظه الحوت و قد ذهب جلده و شعره، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين فأظلته، فلما قوي أخذت في اليبس، فقال: يا رب، شجرة أظلتني يبست، فأوحي الله إليه: يا يونس، تجزع لشجرة أظلتك و لا تجزع لمائة ألف أو يزيدون من العذاب!؟»
و ستأتي- إن شاء الله تعالي- روايات في ذلک في سورة الأنبياء و سورة الصافات«1».
قوله تعالي:
وَ لَو شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَمِيعاً أَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّي يَكُونُوا مُؤمِنِينَ وَ ما كانَ لِنَفسٍ أَن تُؤمِنَ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ وَ يَجعَلُ الرِّجسَ عَلَي الَّذِينَ لا يَعقِلُونَ [99- 100] 4985/[1]- علي بن إبراهيم: ثم قال الله لنبيه (صلي الله عليه و آله): وَ لَو شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَمِيعاً أَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّي يَكُونُوا مُؤمِنِينَ يعني لو شاء الله أن يجبر النّاس كلهم علي الإيمان لفعل.
2] 6894/[- إبن بابويه، قال: حدثنا تميم عن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، في مسائل سألها المأمون أبا الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السلام)، فكان فيما سأله أن قال له المأمون: فما معني قول الله تعالي: وَ لَو شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَمِيعاً أَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّي يَكُونُوا مُؤمِنِينَ وَ ما كانَ لِنَفسٍ أَن تُؤمِنَ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ
!.
فقال الرضا (عليه السلام): «حدثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: إن المسلمين قالوا لرسول الله (صلي الله عليه و آله): لو أكرهت- يا رسول الله- من قدرت عليه من النّاس علي الإسلام لكثر عددنا و قوينا علي عدونا. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): ما كنت لألقي الله تعالي ببدعة لم يحدث لي فيها شيئا، و ما أنا من المتكلفين.
فأنزل الله تبارك و تعالي عليه: يا محمّد وَ لَو شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَمِيعاً
علي سبيل الإلجاء و الاضطرار في الدنيا، کما يؤمنون عند المعاينة و رؤية البأس في الآخرة، و لو فعلت ذلک بهم لم يستحقوا مني ثوابا
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 319. 2- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 134/ 33.
(1) تأتي في تفسير الآية (87) من سورة الأنبياء، و تفسير الآيات (139- 177) من سورة الصافات.
صفحه : 66
اللهو لا مدحا، لكني أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين، ليستحقوا مني الزلفي و الكرامة و دوام الخلود في جنة الخلد أَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّي يَكُونُوا مُؤمِنِينَ}
.
و أما قوله تعالي: وَ ما كانَ لِنَفسٍ أَن تُؤمِنَ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ
فليس ذلک علي سبيل تحريم الإيمان عليها، و لكن علي معني أنها ما كانت لتؤمن إلا بإذن الله، و إذنه أمره لها بالإيمان ما كانت مكلفة متعبدة، و إلجاؤه إياها إلي الإيمان عند زوال التكليف و التعبد عنها».
فقال المأمون: فرجت عني- يا أبا الحسن- فرج الله عنك.
3] 7894/[- العياشي: عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «اجعلوا أمركم هذا لله و لا تجعلوه للناس، فإنه ما کان لله فهو لله، و ما کان للناس فلا يصعد إلي الله، و لا تخاصموا النّاس بدينكم، فإن الخصومة ممرضة للقلب، إن الله قال لنبيه (صلي الله عليه و آله): يا محمّد إِنَّكَ لا تَهدِي مَن أَحبَبتَ وَ لكِنَّ اللّهَ يَهدِي مَن يَشاءُ
«1» و قال: أَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّي يَكُونُوا مُؤمِنِينَ ذروا النّاس، فإن النّاس أخذوا من النّاس، و إنكم أخذتم من رسول الله و علي، و لا سواء، إني سمعت أبي (عليه السلام) و هو يقول: إن الله إذا كتب إلي عبد أن يدخل في هذا الأمر کان أسرع إليه من الطير إلي وكره».
4] 8894/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس و علي بن محمّد، عن سهل بن زياد أبي سعيد، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن إبن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «الرجس هو الشك، و الله لا نشك في ربنا أبدا».
و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن خالد و الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيي بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحر و عمران بن علي الحلبي، عن أبي بصير«2»، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثل ذلک«3».
5] 9894/[- محمّد بن الحسن الصفار: عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «الرجس هو الشك، و لا نشك في ديننا أبدا.»
و ستأتي إن شاء الله تعالي زيادة رواية في ذلک، في قوله تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهِّرَكُم تَطهِيراً«4».
-----------------------------------
3- تفسير العيّاشي 2: 137/ 48. 4- الكافي 1: 226/ 1. 5- بصائر الدرجات: 226/ 13.
(1) القصص 28: 56.
(2) (عن أبي بصير) ليس في المصدر. [.....]
(3) الكافي 1: 228/ 1.
(4) تأتي في الحديث (4) من تفسير الآية (33) من سورة الأحزاب.
صفحه : 67
قوله تعالي:
قُلِ انظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما تُغنِي الآياتُ وَ النُّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَ [101]
1] 0994/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي، عن داود الرقي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك و تعالي:
وَ ما تُغنِي الآياتُ وَ النُّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَ
. قال: «الآيات هم آل محمّد«1»، و النذر هم الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين)».
و روي هذا الحديث علي بن إبراهيم، في تفسيره، بعين السند و المتن«2».
2] 1994/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن يحيي الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ ما تُغنِي الآياتُ وَ النُّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَ
.
قال: «لما أسري برسول الله (صلي الله عليه و آله) أتاه جبرئيل (عليه السلام) بالبراق فركبها، فأتي بيت المقدس، فلقي من لقي من إخوانه من الأنبياء (صلوات الله عليهم)، ثم رجع فحدث أصحابه: إني أتيت بيت المقدس و رجعت من الليلة، و قد جاءني جبرئيل بالبراق فركبتها، و آية ذلک أني مررت بعير لأبي سفيان علي ماء لبني فلان، و قد أضلوا جملا لهم أحمر، و قد هم القوم في طلبه.
فقال بعضهم لبعض: إنما جاء الشام و هو راكب سريع، و لكنكم قد أتيتم الشام و عرفتموها، فسلوه عن أسواقها و أبوابها و تجارها. فقالوا: يا رسول الله، كيف الشام، و كيف أسواقها!» قال: «و کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) إذا سئل عن الشيء لا يعرفه شق ذلک عليه حتي يري ذلک في وجهه- قال- فبينما هو كذلك إذ أتاه جبرئيل (عليه السلام)، فقال: يا رسول الله، هذه الشام قد رفعت لك. فالتفت رسول الله (صلي الله عليه و آله) فإذا هو بالشام بأبوابها و أسواقها و تجارها، و قال: أين السائل عن الشام! فقالوا له: فلان و فلان، فأجابهم رسول الله (صلي الله عليه و آله) في کل ما سألوه، فلم يؤمن منهم إلا قليل، و هو قول الله تبارك و تعالي: وَ ما تُغنِي الآياتُ وَ النُّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَ
» ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «نعوذ بالله أن لا نؤمن بالله و برسوله، آمنا بالله و برسوله (صلي الله عليه و آله)».
3] 2994/[- العياشي: عن عبد الله بن يحيي الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «لما أسري
-----------------------------------
1- الكافي 1: 16/ 1. 2- الكافي 8: 364/ 555. 3- تفسير العيّاشي 2: 137/ 49.
(1) في المصدر: هم الأئمة.
(2) تفسير القمّي 1: 320.
صفحه : 68
اللهبرسول الله (صلي الله عليه و آله) أتاه جبرئيل (عليه السلام) بالبراق فركبها، فأتي بيت المقدس، فلقي من لقي من الأنبياء، ثم رجع فأصبح يحدث أصحابه: إني أتيت بيت المقدس الليلة، و لقيت إخواني من الأنبياء. فقالوا: يا رسول الله، و كيف أتيت بيت المقدس الليلة! فقال: جاءني جبرئيل (عليه السلام) بالبراق، فركبته، و آية ذلک أني مررت بعير لأبي سفيان علي ماء لبني فلان، و قد أضلوا جملا لهم و هم في طلبه».}
1» قال: «فقال القوم بعضهم لبعض: إنما جاء راكبا سريعا، و لكنكم قد أتيتم الشام و عرفتموها، فسلوه عن أسواقها و أبوابها و تجارها». قال: «فسألوه، فقالوا: يا رسول الله، كيف الشام و كيف أسواقها! و کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) إذا سئل عن الشيء لا يعرفه يشق عليه حتي يري ذلک في وجهه- قال- فبينا هو كذلك إذ أتاه جبرئيل (عليه السلام)، فقال: يا رسول الله، هذه الشام قد رفعت لك، فالتفت رسول الله (صلي الله عليه و آله) فإذا هو بالشام و أبوابها و تجارها، فقال: أين السائل عن الشام! فقالوا: أين بيت فلان و مكان فلان«! فأجابهم عن کل ما سألوه عنه- قال- فلم يؤمن منهم إلا قليل، و هو قول الله: وَ ما تُغنِي الآياتُ وَ النُّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَ
فنعوذ بالله أن لا نؤمن بالله و رسوله، آمنا بالله و برسوله، آمنا بالله و برسوله».
قوله تعالي:
قُل فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ [102]
1] 3994/[- العياشي: عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن شيء في الفرج.
فقال: «أو ليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج! إن الله يقول: فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ
».
قوله تعالي:
كَذلِكَ حَقًّا عَلَينا نُنجِ المُؤمِنِينَ- إلي قوله تعالي- وَ اتَّبِع ما يُوحي إِلَيكَ وَ اصبِر حَتّي يَحكُمَ اللّهُ وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ [103- 109]
2] 4994/[- العياشي: عن مصقلة الطحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما يمنعكم أن تشهدوا علي من مات منكم علي هذا الأمر أنه من أهل الجنة!؟ إن الله يقول: كَذلِكَ حَقًّا عَلَينا نُنجِ المُؤمِنِينَ
».
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 138/ 50. 2- تفسير العيّاشي 2: 138/ 51.
(1) في «ط»: فقالوا: أين فلان و أين فلان.
صفحه : 69
4995/[2]- و قال علي بن إبراهيم: في قوله: قُل يا محمّد يا أَيُّهَا النّاسُ إِن كُنتُم فِي شَكٍّ مِن دِينِي فَلا أَعبُدُ الَّذِينَ تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَ لكِن أَعبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفّاكُم فإنه محكم.
ثم قال: و قوله: وَ لا تَدعُ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَنفَعُكَ وَ لا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظّالِمِينَ فإنه مخاطبة للنبي (صلي الله عليه و آله) و المعني للناس. ثم قال: قُل يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَكُمُ الحَقُّ مِن رَبِّكُم فَمَنِ اهتَدي فَإِنَّما يَهتَدِي لِنَفسِهِ وَ مَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها وَ ما أَنَا عَلَيكُم بِوَكِيلٍ أي لست بوكيل عليكم أحفظ أعمالكم، إنما علي أن أدعوكم. ثم قال: وَ اتَّبِع يا محمّد ما يُوحي إِلَيكَ وَ اصبِر حَتّي يَحكُمَ اللّهُ وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ.
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 1: 320.
صفحه : 70
قوله تعالي:
إِنَّ فِي اختِلافِ اللَّيلِ وَ النَّهارِ [6]
1] [- الزمخشري في (ربيع الأبرار): عن علي (عليه السلام): «من اقتبس علما من علم النجوم من حملة القرآن، ازداد به إيمانا و يقينا». ثم تلا: إِنَّ فِي اختِلافِ اللَّيلِ وَ النَّهارِ
الآية.
قوله تعالي:
وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخاسِرِينَ [95][2]- إبن شهر آشوب: عن أبي القاسم الكوفي، في قوله تعالي: وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخاسِرِينَ يعني بالآيات ها هنا الأوصياء المتقدمين و المتأخرين.
-----------------------------------
1- ربيع الأبرار 1: 117. 2- المناقب 2: 253.
صفحه : 71
1] 6994/[- إبن بابويه: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «من قرأ سورة هود في کل جمعة بعثه الله تعالي يوم القيامة في زمرة النبيين، و لم تعرف له خطيئة عملها يوم القيامة».
2] 7994/[- العياشي: عن إبن سنان، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:1» «من قرأ سورة هود في کل جمعة بعثه الله« في زمرة المؤمنين و النبيين، و حوسب حسابا يسيرا، و لم يعرف خطيئة عملها يوم القيامة».
3] 8994/[- و من كتاب (خواص القرآن): روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة اعطي من الأجر و الثواب بعدد من صدق هودا و الأنبياء (عليهم السلام) و من كذب بهم، و کان يوم القيامة في درجة الشهداء، و حوسب حسابا يسيرا».
4] 9994/[- و روي عن الصادق (عليه السلام): «من كتب هذه السورة علي رق ظبي» و يأخذها معه أعطاه الله قوة و نصرا، و لو حاربه مائة رجل لانتصر عليهم و غلبهم، و إن صاح بهم انهزموا، و کل من رآه يخاف منه».
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 106. [.....] 2- تفسير العيّاشي 2: 139/ 1. 3- عنه جامع الأخبار و الآثار 2: 194/ 4. 4- خواص القرآن: 42 «مخطوط».
(1) في المصدر زيادة: يوم القيامة.
صفحه : 73
سورة هود
صفحه : 77
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ الر كِتابٌ أُحكِمَت آياتُهُ- إلي قوله تعالي- كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ [1- 6]
1] 0005/[- إبن بابويه: في رواية سفيان بن سعيد الثوري ، في معني الر
: قال الصادق (عليه السلام): «معناه:
أنا الله الرؤوف».
5001/[2]- قال علي بن إبراهيم: الر كِتابٌ أُحكِمَت آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَت مِن لَدُن حَكِيمٍ خَبِيرٍ يعني من عند الله تعالي.
أَلّا تَعبُدُوا إِلَّا اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِنهُ نَذِيرٌ وَ بَشِيرٌ وَ أَنِ استَغفِرُوا رَبَّكُم ثُمَّ تُوبُوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعاً حَسَناً إِلي أَجَلٍ مُسَمًّي وَ يُؤتِ كُلَّ ذِي فَضلٍ فَضلَهُ و هو محكم.
3] 2005/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) الر كِتابٌ أُحكِمَت آياتُهُ
قال: «هو القرآن» مِن لَدُن حَكِيمٍ خَبِيرٍ قال: «من عند حكيم خبير» وَ أَنِ استَغفِرُوا رَبَّكُم «يعني المؤمنين» و قوله:
وَ يُؤتِ كُلَّ ذِي فَضلٍ فَضلَهُ
«هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
4] 3005/[- إبن شهر آشوب: روي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي: وَ يُؤتِ كُلَّ ذِي فَضلٍ فَضلَهُ
: «أن المعني علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
5004/[5]- و من طريق المخالفين: إبن مردويه، بإسناده عن إبن عباس، قال: قوله تعالي: وَ يُؤتِ كُلَّ ذِي فَضلٍ فَضلَهُ
-----------------------------------
1- معاني الآخبار: 22/ 1. 2- تفسير القمي 1: 321. 3- تفسير القمي 1: 321. 4- المناقب 3: 98، شواهد التنزيل 1: 271/ 367. 5- تأويل الآيات 1: 223/ 1 عن إبن مردويه.
صفحه : 78
أن المعني به علي بن أبي طالب (عليه السلام).
5005/[6]- و قال علي بن إبراهيم: قوله تعالي: وَ إِن تَوَلَّوا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبِيرٍ قال:
الدخان و الصيحة.
ثم قال: و قوله: أَلا إِنَّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ يقول: يكتمون ما في صدورهم من بغض علي (عليه السلام). و
قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):1» «إن آية المنافق بغض علي». فكان قوم يظهرون المودة لعلي (عليه السلام) عند النبي (صلي الله عليه و آله)« و يسرون بغضه. فقال: أَلا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيابَهُم فإنه کان إذا حدث بشيء من فضل علي (عليه السلام)، أو تلا عليهم ما أنزل الله فيه، نفضوا ثيابهم و قاموا. يقول الله تعالي يَعلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعلِنُونَ حين قاموا إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.
7] 6005/[- محمّد بن يعقوب: بإسناده عن إبن محبوب، عن جميل بن صالح، عن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أخبرني جابر بن عبد الله: أن المشركين كانوا إذا مروا برسول الله (صلي الله عليه و آله) حول البيت طأطأ أحدهم رأسه و ظهره- هكذا- و غطي رأسه بثوبه حتي لا يراه رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فأنزل الله عز و جل:
أَلا إِنَّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ أَلا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيابَهُم يَعلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعلِنُونَ
».
8] 7005/[- العياشي: عن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أخبرني جابر بن عبد الله: أن المشركين كانوا إذا مروا برسول الله (صلي الله عليه و آله) طأطأ أحدهم رأسه و ظهره- هكذا- و غطي رأسه بثوبه حتي لا يراه رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فأنزل الله أَلا إِنَّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم
إلي قوله: وَ ما يُعلِنُونَ».
9] 8005/[- الطبرسي: روي عن علي بن الحسين، و أبي جعفر، و جعفر بن محمّد (عليهم السلام): (يثنوني) علي مثال (يفعوعل).
5009/[10]- و قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ ما مِن دَابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَي اللّهِ رِزقُها يقول: تكفل بأرزاق الخلق. قال: قوله: وَ يَعلَمُ مُستَقَرَّها يقول: حيث تأوي بالليل وَ مُستَودَعَها حيث تموت.
11] 0105/[- العياشي: عن محمّد بن الفضيل، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أتي رسول الله (صلي الله عليه و آله) رجل من أهل البادية، فقال: يا رسول الله، إن لي بنين و بنات، و إخوة و أخوات، و بني بنين و بني بنات، و بني إخوة و بني أخوات، و المعيشة علينا خفيفة، فإن رأيت- يا رسول الله- أن تدعوا الله أن يوسع علينا!-
-----------------------------------
6- تفسير القمّي 1: 321. 7- الكافي 8: 144/ 115. 8- تفسير العيّاشي 2: 139/ 2. 9- مجمع البيان 5: 215. 10- تفسير القمّي 1: 321. [.....] 11- تفسير العيّاشي 2: 139/ 3.
(1) (عند النبيّ (صلي اللّه عليه و آله) ليس في «ط».
صفحه : 79
اللهقال:- و بكي، فرق له المسلمون، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): وَ ما مِن دَابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَي اللّهِ رِزقُها وَ يَعلَمُ مُستَقَرَّها وَ مُستَودَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ}
من كفل بهذه الأفواه المضمونة علي الله رزقها صب الله عليه الرزق صبا كالماء المنهمر، إن قليلا فقليلا، و إن كثيرا فكثيرا- قال:- ثم دعا رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أمن له المسلمون».
قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «فحدثني من رأي الرجل في زمن عمر فسأله عن حاله، فقال: من أحسن من خوله حلالا و أكثرهم مالا».
قوله تعالي:
وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ وَ كانَ عَرشُهُ عَلَي الماءِ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا [7]
1] 1105/[- العياشي: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «إن الله خلق الخير يوم الأحد، و ما کان ليخلق الشر قبل الخير، و خلق يوم الأحد و الاثنين الأرضين و خلق يوم الثلاثاء أقواتها، و خلق يوم الأربعاء السماوات، و خلق يوم الخميس أقواتها، و الجمعة«، و ذلک في قوله تعالي: خَلَقَ السَّماواتِ وَ الأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ
فلذلك أمسكت اليهود يوم السبت».
و روي محمّد بن يعقوب هذا الحديث، بإسناده، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)«2».
و تقدم في أول سورة يونس«3»، و يأتي أيضا في غيرها إن شاء الله تعالي«4».
2] 2105/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن إبن محبوب، عن عبدالرحمن إبن كثير، عن داود الرقي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ كانَ عَرشُهُ عَلَي الماءِ
فقال:
«ما يقولون!» قلت: يقولون: إن العرش کان علي الماء، و الرب فوقه؟ فقال (عليه السلام): «كذبوا، من زعم هذا فقد صير الله محمولا، و وصفه بصفة المخلوقين، و لزمه أن الشيء ألذي يحمله أقوي منه».
قلت: بين لي، جعلت فداك، فقال: «إن الله حمل دينه و علمه الماء، قبل أن تكون أرض أو سماء، أو جن أو
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 140/ 4. 2- الكافي 1: 103/ 7.
(1) (و الجمعة) ليس في «ط» و ألذي في (الكافي 8: 145/ 118): «و خلق السماوات يوم الأربعاء و يوم الخميس، و خلق أقواتها يوم الجمعة».
(2) الكافي 8: 145/ 117.
(3) تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآية (3) من سورة يونس.
(4) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآية (59) من سورة الفرقان، و الحديث (1) من تفسير الآية (4) من سورة السجدة، و الحديث (1) من تفسير الآية (4) من سورة الحديد.
صفحه : 80
اللهإنس، أو شمس أو قمر، فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه، فقال لهم: من ربكم! فأول من نطق رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أمير المؤمنين و الأئمة (عليهم السلام) فقالوا: أنت ربنا، فحملهم العلم و الدين. ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني و علمي، و أمنائي في خلقي، و هم المسؤولون. ثم قال لبني آدم: أقروا لله بالربوبية، و لهؤلاء النفر بالولاية و الطاعة، فقالوا: نعم- ربنا- أقررنا. فقال الله للملائكة: اشهدوا فقالت الملائكة: شهدنا علي أن لا يقولوا غدا: إنا كنا عن هذا غافلين، أو يقولوا: إنما أشرك آباؤنا من قبل، و كنا ذرية من بعدهم أ فتهلكنا بما فعل المبطلون.}
يا داود، ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق».
و روي هذا الحديث إبن بابويه، في كتاب (التوحيد) هكذا: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق، قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا جدعان بن نصر أبو نصر الكندي، قال: حدثني سهل بن زياد الآدمي، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن كثير، عن داود الرقي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ كانَ عَرشُهُ عَلَي الماءِ1» فقال لي: «ما يقولون!» و ذكر مثله«.
3] 3105/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إبن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم و الحجال، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام):2» «کان کل شيء ماء، و کان عرشه علي الماء، فأمر الله عز ذكره الماء فاضطرم نارا، ثم أمر النار فخمدت، فارتفع من خمودها دخان، فخلق الله عز و جل السماوات من ذلک الدخان، و خلق الله الإرض من الرماد«، ثم اختصم الماء و النار و الريح، فقال الماء: أنا جند الله الأكبر، و قالت النار: أنا جند الله الأكبر، و قالت الريح: أنا جند الله الأكبر، فأوحي الله عز و جل إلي الريح: أنت جندي الأكبر».
4] 4105/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا
.
3» قال: «ليس يعني أكثر عملا، و لكن أصوبكم عملا، و إنما الإصابة خشية الله و النية الصادقة»«.
ثم قال: «الإبقاء علي العمل حتي يخلص أشد من العمل، و العمل الخالص ألذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز و جل، و النية أفضل من العمل، ألا إن النية هي العمل- ثم تلا قوله عز و جل- قُل كُلٌّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ
«4» يعني علي نيته».
-----------------------------------
3- الكافي 3: 153/ 142 و: 95/ 68. 4- الكافي 2: 13/ 4.
(1) التوحيد: 319/ 1.
(2) في «ط»: الماء.
(3) في المصدر زيادة: و الحسنة.
(4) الإسراء 17: 84. [.....]
صفحه : 81
5] 5105/[- إبن بابويه، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال: سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ وَ كانَ عَرشُهُ عَلَي الماءِ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا
.
فقال: «إن الله تبارك و تعالي خلق العرش و الماء و الملائكة قبل خلق السموات و الإرض، و كانت الملائكة تستدل بأنفسها و بالعرش و بالماء علي الله عز و جل، ثم جعل عرشه علي الماء، ليظهر بذلك قدرته للملائكة، فيعلمون أنه علي کل شيء قدير، ثم رفع العرش بقدرته و نقله فجعله فوق السماوات السبع، و خلق السماوات و الإرض في ستة أيام، و هو مستول علي عرشه، و کان قادرا علي أن يخلقها في طرفة عين، و لكنه عز و جل خلقها في ستة أيام، ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شيء، فيستدل بحدوث ما يحدث علي الله تعالي مرة بعد اخري، و لم يخلق الله عز و جل العرش لحاجة به إليه، لأنه غني عن العرش و عن جميع ما خلق، و لا يوصف بالكون علي العرش، لأنه ليس بجسم، تعالي الله عن صفة خلقه علوا كبيرا، و أما قوله عز و جل: لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا
فإنه عز و جل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته و عبادته، لا علي سبيل الامتحان و التجربة، لأنه لم يزل عليما بكل شيء».
فقال المأمون: فرجت عني- يا أبا الحسن- فرج الله عنك.
6] 6105/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال:1» «إن الله عز و جل خلق العرش أرباعا، لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء: الهواء، و القلم، و النور، ثم خلقه من أنوار مختلفة، فمن ذلک النور نور أخضر اخضرت منه الخضرة، و نور أصفر اصفرت منه الصفرة، و نور أحمر احمرت منه الحمرة، و نور أبيض و هو نور الأنوار، و منه ضوء النهار. ثم جعله سبعين ألف طبق، غلظ کل طبق كأول العرش إلي أسفل السافلين، ليس من ذلک طبق إلا يسبح بحمد ربه، و يقدسه بأصوات مختلفة، و ألسنة غير مشتبهة، و لو أذن للسان منها فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال و المدائن و الحصون، و لخسف البحار، و لأهلك ما دونه. له ثمانية أركان، علي کل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا الله عز و جل، يسبحون في الليل و النهار لا يفترون، و لو أحسن شيء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين، بينه و بين الإحساس الجبروت و الكبرياء و العظمة و القدس و الرحمة ثم العلم، و ليس وراء هذا مقال»«.
7] 7105/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «کان الله تبارك و تعالي کما وصف
-----------------------------------
5- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 134/ 33. 6- التوحيد: 324/ 1. 7- تفسير العيّاشي 2: 140/ 5.
(1) في «ط»: ممّا فوقه لما زال عن ذلک طرفة عين بينه و بين إحساسه.
صفحه : 82
اللهنفسه، و کان عرشه علي الماء، و الماء علي الهواء: و الهواء لا يجري».}
8] 8105/[- قال محمّد بن عمران العجلي: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أي شيء کان موضع البيت حيث کان الماء في قول الله: وَ كانَ عَرشُهُ عَلَي الماءِ
! قال: «كانت مهاة بيضاء» يعني درة.
9] 9105/[- و روي عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سئل عن مدة ما کان عرشه علي الماء قبل أن يخلق الإرض و السماء! فقال (عليه السلام): «تحسن أن تحسب!» فقيل له: نعم.
فقال: «لو أن الإرض من المشرق إلي المغرب و من الإرض إلي السماء حب خردل، ثم كلفت علي ضعفك أن تحمله حبة حبة من المشرق إلي المغرب حتي أفنيته، لكان ربع عشر جزء من سبعين ألف جزء من بقاء عرش ربنا علي الماء، قبل أن يخلق الإرض و السماء- ثم قال (عليه السلام):- إنما مثلت لك مثالا».
و ستأتي إن شاء الله تعالي زيادة علي ما هنا في سورة طه، في قوله تعالي: الرَّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي«1».
قوله تعالي:
وَ لَئِن أَخَّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ- إلي قوله تعالي- إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ [8- 11]
10] 0205/[- محمّد بن إبراهيم النعماني، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا علي بن الصباح، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمّد الحضرمي قال: حدثنا جعفر بن محمّد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن إسحاق بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: وَ لَئِن أَخَّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ
. قال: «العذاب خروج القائم (عليه السلام)، و الامة المعدودة [عدة] أهل بدر، أصحابه».
11] 1205/[- علي بن إبراهيم، قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن سيف، عن حسان، عن هاشم بن عمار، عن أبيه- و کان من أصحاب علي (عليه السلام)- عن علي) (صلوات الله عليه) في قوله تعالي: وَ لَئِن أَخَّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحبِسُهُ
.
قال: «الامة المعدودة: أصحاب القائم (عليه السلام) الثلاثمائة و البضعة عشر».
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 140/ 6. 9- إرشاد القلوب: 377 «نحوه». 10- الغيبة: 241/ 36. 11- تفسير القمّي 1: 323.
(1) يأتي في الأحاديث (1- 12) من تفسير الآية (5) من سورة طه.
صفحه : 83
5022/[3]- قال علي بن إبراهيم: و الامة في كتاب الله علي وجوه كثيرة، فمنها: المذهب، و هو قوله: كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً«1» أي علي مذهب واحد. و منها: الجماعة من النّاس، و هو قوله: وَجَدَ عَلَيهِ أُمَّةً مِنَ النّاسِ يَسقُونَ«2» أي جماعة. و منها: الواحد، قد سماه الله امة، و هو قوله: إِنَّ إِبراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً«3».
و منها: جميع أجناس الحيوان، و هو قوله: وَ إِن مِن أُمَّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ«4». و منها: أمة محمّد (صلي الله عليه و آله)، و هو قوله: كَذلِكَ أَرسَلناكَ فِي أُمَّةٍ قَد خَلَت مِن قَبلِها أُمَمٌ«5» و هي أمة محمّد (صلي الله عليه و آله). و منها: الوقت، و هو قوله: وَ قالَ الَّذِي نَجا مِنهُما وَ ادَّكَرَ بَعدَ أُمَّةٍ«6» أي بعد وقت. و قوله: إِلي أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ يعني به الوقت. و منها: الخلق كله، و هو قوله: وَ تَري كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدعي إِلي كِتابِهَا اليَومَ«7» و قوله: وَ يَومَ نَبعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ لا هُم يُستَعتَبُونَ«8» و مثله كثير.
4] 3205/[- العياشي: عن أبان بن مسافر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: وَ لَئِن أَخَّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ
«يعني عدة كعدة بدر» لَيَقُولُنَّ ما يَحبِسُهُ أَلا يَومَ يَأتِيهِم لَيسَ مَصرُوفاً عَنهُم قال:
«العذاب».
5] 4205/[- عن عبد الأعلي الحلبي، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): أصحاب القائم (عليه السلام) الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا، هم و الله الامة المعدودة الّتي قال الله في كتابه: وَ لَئِن أَخَّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ
- قال- يجمعون له في ساعة واحدة قزعا«9» كقزع الخريف».
6] 5205/[- عن الحسين، عن الخزاز«10»، عن أبي عبد الله (عليه السلام): وَ لَئِن أَخَّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ
. قال: «هو القائم (عليه السلام) و أصحابه».
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 1: 323. 4- تفسير العيّاشي 2: 140/ 7. 5- تفسير العيّاشي 2: 140/ 8. 6- تفسير العيّاشي 2: 141/ 9.
(1) البقرة 2: 213. [.....]
(2) القصص 28: 28: 23.
(3) النحل 16: 120.
(4) فاطر 35: 24.
(5) الرعد 13: 30.
(6) يوسف 12: 45.
(7) الجاثية 45: 28.
(8) النحل 16: 84.
(9) القزع: قطع من السّحاب رقيقة. «الصحاح- قزع- 3: 1265».
(10) في «ط» الحسين عن الحرّ، و الظاهر أنّه تصحيف الحسين بن الحرّ، انظر رجال البرقي: 26، معجم رجال الحديث 5: 211.
صفحه : 84
7] 6205/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام)«1» في قول الله عز و جل: فَاستَبِقُوا الخَيراتِ أَينَ ما تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً
«2».
[قال: «الخيرات: الولاية، و قوله تبارك و تعالي: أَينَ ما تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً
] يعني أصحاب القائم (عليه السلام) الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا- قال- هم و الله الامة المعدودة- قال- يجتمعون و الله في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف».
8] 7205/[- الطبرسي: قيل: إن الامة المعدودة هم أصحاب المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا، كعدة أهل بدر، يجتمعون في ساعة واحدة کما يجتمع قزع الخريف. قال: و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام).
9] 8205/[- قال شرف الدين النجفي: و يؤيده ما رواه محمّد بن جمهور، عن حماد بن عيسي، عن حريز، قال:
روي بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: وَ لَئِن أَخَّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ.
قال: «العذاب هو القائم (عليه السلام)، و هو عذاب علي أعدائه، و الامة المعدودة هم الّذين يقومون معه، بعدد أهل بدر».
5029/[10]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ لَئِن أَخَّرنا عَنهُمُ العَذابَ إِلي أُمَّةٍ مَعدُودَةٍ.
قال: إن متعناهم في هذه الدنيا إلي خروج القائم (عليه السلام) فنردهم و نعذبهم لَيَقُولُنَّ ما يَحبِسُهُ أي يقولون: ألا لا يقوم القائم، و لا يخرج! علي حد الاستهزاء، فقال الله: أَلا يَومَ يَأتِيهِم لَيسَ مَصرُوفاً عَنهُم وَ حاقَ بِهِم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ.
5030/[11]- و قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ لَئِن أَذَقنَا الإِنسانَ مِنّا رَحمَةً ثُمَّ نَزَعناها مِنهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ وَ لَئِن أَذَقناهُ نَعماءَ بَعدَ ضَرّاءَ مَسَّتهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي قال: إذا أغني الله العبد ثم افتقر أصابه اليأس و الجزع و الهلع، و إذا كشف الله عنه ذلک فرح، و قال: ذهب السيئات عني إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ثم قال: إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ قال: صبروا في الشدة، و عملوا الصالحات في الرخاء.
-----------------------------------
7- في المصدر: 8: 313/ 487، ينابيع المودة: 421. 8- مجمع البيان 5: 218، ينابيع المودة: 424. 9- تأويل الآيات 1: 223/ 3. 10- تفسير القمّي 1: 322. 11- تفسير القمّي 1: 323. [.....]
(1) في «س، ط»: أبي عبد اللّه (عليه السّلام)، راجع معجم رجال الحديث 21: 384.
(2) البقرة 2: 148.
صفحه : 85
قوله تعالي:
فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ أَن يَقُولُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ كَنزٌ أَو جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنتَ نَذِيرٌ وَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيءٍ وَكِيلٌ [12]
1] 1305/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، و الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن إبن مسكان، عن عمار بن سويد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في هذه الآية: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ أَن يَقُولُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ كَنزٌ أَو جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ
.
1» فقال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) لما نزل قديدا«، قال لعلي (عليه السلام): يا علي، إني سألت ربي أن يوالي بيني و بينك ففعل، و سألت ربي أن يؤاخي بيني و بينك ففعل، و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل.
2»3» فقال رجلان من قريش: و الله لصاع من تمر في شن« بال أحب إلينا مما سأل محمّد ربه، فهلا سأل ربه ملكا يعضده علي عدوه، أو كنزا يستغني به عن فاقته!؟ و الله ما دعاه« إلي حق و لا باطل إلا أجابه إليه. فأنزل الله تبارك و تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ
إلي آخر الآية».
2] 2305/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن إبن مسكان، عن عمارة بن سويد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «سبب نزول هذه الآية أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) خرج ذات يوم، فقال لعلي (عليه السلام): يا علي، إني سألت الله الليلة، أن يجعلك وزيري ففعل، و سألته أن يجعلك وصيي ففعل، و سألته أن يجعلك خليفتي في أمتي ففعل.
فقال رجل من الصحابة: و الله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمّد ربه، ألا سأله ملكا يعضده أو مالا يستعين به علي فاقته!؟ فو الله ما دعا عليا قط إلي حق أو إلي باطل إلا أجابه. فأنزل الله علي رسوله:
فَلَعَلَّكَ تارِكٌ
الآية».
3] 3305/[- الشيخ في (أماليه): روي هذا الحديث، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد، قال: حدثنا أبو
-----------------------------------
1- الكافي 8: 378/ 572. 2- تفسير القمّي 1: 324. 3- الأمالي 1: 106.
(1) قديد: موضع قرب مكة. «معجم البلدان 4: 313».
(2) الشنّ: القربة الخلق. «الصحاح- شنن- 5: 2146».
(3) في «ط»: ما دعا عليا.
صفحه : 86
اللهعليحفص عمر بن محمّد المعروف بابن الزيات، قال: حدثنا أبو علي بن همام الإسكافي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن عيسي، قال: حدثني أبي، عن عبد الله بن المغيرة، عن إبن مسكان، عن عمار بن يزيد«1»، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليه السلام) قال: «لما نزل رسول الله (صلي الله عليه و آله) بطن قديد، قال لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): يا علي، إني سألت الله عز و جل أن يوالي بيني و بينك ففعل، و سألته أن يؤاخي بيني و بينك ففعل، و سألته أن يجعلك وصيي ففعل.
فقال رجل من القوم: و الله لصاع من تمر في شن بال خير مما سأل محمّد ربه، هلا سأله ملكا يعضده علي عدوه، أو كنزا يستعين به علي فاقته، و الله ما دعاه إلي باطل إلا أجابه إليه. فأنزل الله تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ أَن يَقُولُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ كَنزٌ أَو جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنتَ نَذِيرٌ وَ اللّهُ عَلي كُلِّ شَيءٍ وَكِيلٌ
».
و روي أيضا هذا الحديث المفيد في (أماليه)، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمّد المعروف با بن الزيات (رحمه الله)، و ساق الحديث بباقي السند و المتن، إلا أن في آخر السند: عن إبن مسكان، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام)«2»، و ساق الحديث إلي آخره کما في أمالي الشيخ.
4] 4305/[- العياشي: عن عمار بن سويد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام): يقول في هذه الآية: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ
إلي قوله: أَو جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ.
3» قال: «إن رسول اللّه (صلي اللّه عليه و آله) لما نزل قديدا«، قال: لعلي (عليه السّلام): إني سألت ربي أن يوالي بيني و بينك ففعل، و سألت ربي أن يؤاخي بيني و بينك ففعل، و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل.
4» فقال رجل« من قريش: و الله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمّد ربه، فهلا سأله ملكا يعضده علي عدوه، أو كنزا يستعين به علي فاقته!؟ و الله ما دعاه إلي باطل إلا أجابه إليه. فأنزل الله عليه: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ
إلي آخر الآية».
قال: «و دعا رسول الله (صلي الله عليه و آله) لأمير المؤمنين في آخر صلاته، رافعا بها صوته، يسمع النّاس: اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين، و الهيبة و العظمة في صدور المنافقين، فأنزل الله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا
-----------------------------------
4- تفسير العياشي 2: 141/ 11.
(1) كذا، و قد تقدم في الحديث (1) و يأتي في الحديث (4) عمار بن سويد، و في الحديث (2) عمارة بن سويد، و كلاهما ممن روي عن الصادق (عليه السلام)، و روي عنهما إبن مسكان، و يأتي عن أمالي المفيد في ذيل هذا الحديث: عمر بن يزيد، و هو أيضا ممن روي عن الصادق (عليه السلام) و روي عنه إبن مسكان، و لا دليل علي التعيين.
(2) الأمالي: 279/ 5.
(3) في المصدر: غديرا.
(4) في المصدر: رجلان.
صفحه : 87
اللهفَإِنَّما يَسَّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِ قَوماً لُدًّا}
«1» بني امية.
قال رجل: و الله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمّد ربه، أ فلا سأله ملكا يعضده، أو كنزا يستظهر به علي فاقته!؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود، أولها: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ
إلي أَم يَقُولُونَ افتَراهُ ولاية علي قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَياتٍ إلي فَإِلَّم يَستَجِيبُوا لَكُم في ولاية علي (عليه الصلاة و السلام) فَاعلَمُوا أَنَّما أُنزِلَ بِعِلمِ اللّهِ وَ أَن لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَ«2» لعلي ولايته مَن كانَ يُرِيدُ الحَياةَ الدُّنيا وَ زِينَتَها يعني فلانا و فلانا نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فِيها«3»، أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ رسول الله (صلي الله عليه و آله) وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ أمير المؤمنين (عليه السلام) وَ مِن قَبلِهِ كِتابُ مُوسي إِماماً وَ رَحمَةً«4»- قال- كانت ولاية علي في كتاب موسي أُولئِكَ يُؤمِنُونَ بِهِ وَ مَن يَكفُر بِهِ مِنَ الأَحزابِ فَالنّارُ مَوعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِريَةٍ مِنهُ«5» في ولاية علي إِنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّكَ إلي قوله: وَ يَقُولُ الأَشهادُ«6» هم الأئمة (عليهم السلام) هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلي رَبِّهِم إلي قوله: هَل يَستَوِيانِ مَثَلًا أَ فَلا تَذَكَّرُونَ»«7».
5] 5305/[- عن جابر بن أرقم، عن أخيه زيد بن أرقم، قال: إن جبرئيل الروح الأمين نزل علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) عشية عرفة، فضاق بذلك صدر رسول الله (صلي الله عليه و آله) مخافة تكذيب أهل الإفك و النفاق، فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلک ليقوم به في الموسم، فلم ندر ما نقول له و بكي (صلي الله عليه و آله)، فقال له جبرئيل يا محمّد، أ جزعت من أمر الله! فقال: «كلا- يا جبرئيل- و لكن قد علم ربي ما لقيت من قريش، إذ لم يقروا لي بالرسالة حتي أمرني بجهادهم، و أهبط إلي جنودا من السماء فنصروني، فكيف يقرون لعلي من بعدي!؟» فانصرف عنه جبرئيل فنزل: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ
.
6] 6305/[- إبن بابويه في (أماليه): قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عباس، قال: إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) لما أسري به إلي السماء، انتهي به جبرئيل إلي نهر، يقال له:
النور، و هو قول الله عز و جل: وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ
«8» فلما انتهي به إلي ذلک النهر، قال له جبرئيل (عليه السلام) يا محمّد، اعبر علي بركة الله، قد نور الله لك بصرك، و مد لك أمامك، فإن هذا نهر لم يعبره أحد، لا
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 141/ 10، شواهد التنزيل 1: 272/ 368. [.....] 6- الأمالي: 290/ 10.
(1) مريم 19: 96- 97.
(2) هود 11: 13- 14.
(3) هود 11: 15.
(4، 5) هود 11: 17.
(6) هود 11: 17- 18.
(7) هود 11: 18- 24.
(8) الأنعام 6: 1.
صفحه : 88
اللهملك مقرب و لا نبي مرسل، غير أن لي في کل يوم اغتماسة فيه، ثم أخرج منه فأنفض اجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك و تعالي منها ملكا مقربا، له عشرون ألف وجه و أربعون ألف لسان، کل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر. فعبر رسول الله (صلي الله عليه و آله) حتي انتهي به إلي الحجب، و الحجب خمسمائة حجاب، من الحجاب إلي الحجاب مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: تقدم، يا محمّد. فقال له: « يا جبرئيل، و لم لا تكون معي!» قال: ليس لي أن أجوز هذا المكان.}
1» فتقدم رسول الله (صلي الله عليه و آله) ما شاء الله أن يتقدم حتي سمع ما قال الرب تبارك و تعالي: أنا المحمود و أنت محمّد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، و من قطعك بتكته«، انزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، و أني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، و أنك رسولي، و أن عليا وزيرك. فهبط رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فكره أن يحدث النّاس بشيء، كراهية أن يتهموه، لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية، حتي مضي لذلك ستة أيام، فأنزل الله تبارك و تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ
فاحتمل رسول الله (صلي الله عليه و آله) ذلک حتي کان يوم الثامن، فأنزل الله تبارك و تعالي عليه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ وَ إِن لَم تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ«2» فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «تهديد بعد وعيد، لأمضين لأمر«3» الله عز و جل، فإن يتهموني و يكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني الله العقوبة الموجعة في الدنيا و الآخرة».
قال: و سلّم جبرئيل (عليه السلام) علي علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين، فقال علي (عليه السلام) « يا رسول الله، أسمع الكلام و لم أحس الرؤية». فقال: « يا علي، هذا جبرئيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني. ثم أمر رسول الله (صلي الله عليه و آله) رجلا فرجلا من أصحابه حتي سلموا عليه بإمرة المؤمنين».
4» ثم قال: « يا بلال، ناد في النسا: أن لا يبقي غدا أحد- إلا عليل- إلا خرج إلي غدير خم». فلما کان من الغد خرج رسول الله (صلي الله عليه و آله) بجماعة من« أصحابه، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال:
«أيها النّاس، إن الله تبارك و تعالي أرسلني إليكم برسالة، و إني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني و تكذبوني، حتي أنزل الله علي و عيدا بعد وعيد، فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة الله تعالي. إن الله تبارك و تعالي أسري بي و أسمعني، و قال لي: يا محمّد، أنا المحمود و أنت محمّد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، و من قطعك بتكته، انزل إلي عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، و أني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، و أنك رسولي، و أن عليا وزيرك». ثم أخذ رسول الله (صلي الله عليه و آله) بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرفعها حتي نظر النّاس إلي بياض إبطيهما، و لم ير قبل ذلک، ثم قال:
«أيها النّاس، إن الله تبارك و تعالي مولاي، و أنا مولي المؤمنين، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من
-----------------------------------
(1) البتك: القطع. «الصحاح- بتك- 4: 1574».
(2) المائدة 5: 67.
(3) في المصدر: أمر.
(4) (من) ليس في المصدر.
صفحه : 89
اللهوالاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله». فقال الشكاك و المنافقون و الّذين في قلوبهم مرض و زيغ: نبرأ إلي الله من مقالته، ليس بحتم، و لا نرضي أن يکون علي وزيره، هذه منه عصبية فقال سلمان و المقداد و أبو ذر و عمار بن ياسر: و الله ما برحنا العرصة حتي نزلت هذه الآية اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَ أَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً}
«1» فكرر رسول الله (صلي الله عليه و آله) ذلک ثلاثا، ثم قال: «إن كمال الدين و تمام النعمة و رضي الرب بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)».
قوله تعالي:
أَم يَقُولُونَ افتَراهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَياتٍ وَ ادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُم صادِقِينَ- إلي قوله تعالي- أَنَّما أُنزِلَ بِعِلمِ اللّهِ [13- 14] تقدم في الاية السابقة عن الصادق (عليه السلام) منها إلي عشر آيات، إلي قوله تعالي: هَل يَستَوِيانِ مَثَلًا أَ فَلا تَذَكَّرُونَ«2» فليؤخذ معناها من الحديث المذكور في الآية السابقة«3».
5037/[1]- و قال علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: أَم يَقُولُونَ إلي قوله: صادِقِينَ: يعني قولهم: إن الله لم يأمره بولاية علي، و إنما يقول من عنده فيه.
فقال الله عز و جل فَإِلَّم يَستَجِيبُوا لَكُم فَاعلَمُوا أَنَّما أُنزِلَ بِعِلمِ اللّهِ أي بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) من عند الله.
قوله تعالي:
مَن كانَ يُرِيدُ الحَياةَ الدُّنيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فِيها وَ هُم فِيها لا يُبخَسُونَ- إلي قوله تعالي- وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعمَلُونَ [15- 16] 5038/[2]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: مَن كانَ يُرِيدُ الحَياةَ الدُّنيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فِيها وَ هُم فِيها لا يُبخَسُونَ
-----------------------------------
1- تفسير القمي 1: 324. 2- تفسير القمي 1: 324. [.....]
(1) المائدة 5: 3.
(2) هود 11: 24.
(3) تقدم في الحديث (4) من تفسير الآية (12) من هذه السورة.
صفحه : 90
أُولئِكَ الَّذِينَ لَيسَ لَهُم فِي الآخِرَةِ إِلَّا النّارُ.
قال: من عمل الخير علي أن يعطيه الله ثوابه في الدنيا، أعطاه ثوابه في الدنيا، و کان له في الآخرة النار.
2] 9305/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه و علي بن محمّد القاساني جميعا، عن القاسم إبن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «سأل رجل أبي بعد منصرفه من الموقف، فقال: أ تري يجيب« الله هذا الخلق كله!
فقال أبي: ما وقف بهذا الموقف أحد إلا غفر الله له، مؤمنا کان أو كافرا، إلا أنهم في مغفرتهم علي ثلاث منازل- و ذكر المنازل الثلاث فقال في الثالثة- و كافر وقف هذا الموقف، زينة الحياة الدنيا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، إن تاب من الشرك فيما بقي من عمره، و إن لم يتب وفاه أجره و لم يحرمه أجر هذا الموقف، و ذلک قوله عز و جل: مَن كانَ يُرِيدُ الحَياةَ الدُّنيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فِيها وَ هُم فِيها لا يُبخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيسَ لَهُم فِي الآخِرَةِ إِلَّا النّارُ وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعمَلُونَ
».
و قد تقدم الحديث بتمامه في قوله تعالي فَإِذا قَضَيتُم مَناسِكَكُم فَاذكُرُوا اللّهَ كَذِكرِكُم آباءَكُم«2».
3] 0405/[- العياشي: عن عمار بن سويد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «مَن كانَ يُرِيدُ الحَياةَ الدُّنيا وَ زِينَتَها
يعني فلانا و فلانا نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فِيها».
قوله تعالي:
أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ وَ مِن قَبلِهِ كِتابُ مُوسي إِماماً وَ رَحمَةً أُولئِكَ يُؤمِنُونَ بِهِ- إلي قوله تعالي- لا يُؤمِنُونَ [17]
4] 1405/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن يحيي بن أبي عمران، عن يونس، عن أبي بصير و الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: «إنما نزلت: (أ فمن کان علي بينة من ربه- يعني رسول الله (صلي الله عليه و آله)-، و يتلوه شاهد منه إماما و رحمة و من قبله كتاب موسي أولئك يؤمنون به) فقدموا و أخروا في التأليف».
-----------------------------------
2- الكافي 4: 521/ 10. 3- تفسير العيّاشي 2: 142/ 11. 4- تفسير القمّي 1: 324.
(1) في المصدر: يخيب.
(2) تقدّم في الحديث (3) من تفسير الآيات (200- 202) من سورة البقرة.
صفحه : 91
2] 2405/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن أحمد إبن عمر الحلال، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
.
فقال: «أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) الشاهد من رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي بينة من ربه».
3] 3405/[- محمّد بن الحسن الصفار: عن محمّد بن الحسين، عن عبد الله بن حماد، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لو كسرت لي الوسادة فقعدت عليها، لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، و أهل الإنجيل بإنجيلهم، و أهل الزبور بزبورهم، و أهل الفرقان بفرقانهم، بقضاء يصعد إلي الله يزهر. و الله ما نزلت آية في كتاب الله، في ليل أو نهار، إلا و قد علمت فيمن أنزلت، و لا أحد ممن مرت علي رأسه المواسي من قريش إلا و قد أنزلت فيه آية من كتاب الله، تسوقه إلي الجنة أو النار».
فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، ما الآية الّتي نزلت فيك! قال: «أما سمعت الله يقول: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
فرسول الله (صلي الله عليه و آله) علي بينة من ربه، و أنا الشاهد له، و أتلوه منه»«1».
4] 4405/[- الشيخ في (أماليه): بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه کان يوم الجمعة يخطب علي المنبر، فقال: «و ألذي فلق الحبة و برأ النسمة، ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا و قد أنزلت فيه آية من كتاب الله عز و جل، أعرفها کما أعرفه».
فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين ما آيتك الّتي نزلت فيك! فقال: «إذا سألت فافهم، و لا عليك ألا تسأل عنها غيري، أقرأت سورة هود!» فقال: نعم، يا أمير المؤمنين، قال: «أ فسمعت الله عز و جل يقول: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
!». قال: نعم قال: «فالذي علي بينة من ربه محمّد (صلي الله عليه و آله)، و يتلوه شاهد منه- و هو الشاهد، و هو منه«2»- أنا علي بن أبي طالب و أنا الشاهد و الله لنبيه، و أنا منه (صلي الله عليه و آله)».
5] 5405/[- و عنه، في (مجالسه)، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة، قال: حدثني محمّد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري، قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده
-----------------------------------
2- الكافي 1: 147/ 3. 3- بصائر الدرجات: 152/ 2. 4- الأمالي 1: 381. 5- الأمالي 2: 174، ينابيع المودة: 480.
(1) في المصدر: و أنا شاهد له فيه و أتلوه معه.
(2) الظاهر أنّ قوله: «و هو الشاهد، و هو منه» من كلام الراوي، و «هو» يعود علي عليّ (عليه السّلام)، و الهاء في «منه» تعود إلي الرسول (صلي اللّه عليه و آله). [.....]
صفحه : 92
اللهعليعلي بن الحسين، عن الحسن (عليهم السلام)- في خطبة طويلة خطبها بمحضر معاوية- و قال فيها:1» «أقول معشر الخلائق- فاسمعوا، و لكم أفئدة و أسماع فعوا، إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام، و اختارنا و اصطفانا و اجتبانا، فأذهب عنا الرجس و طهرنا تطهيرا- و الرجس: هو الشك- فلا نشك في الله الحق و دينه أبدا، و طهرنا من کل أفن« و عيبة، مخلصين إلي آدم نعمة منه. لم يفترق النّاس قط فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما، فأدت الأمور، و أفضت الدهور، إلي أن بعث الله محمدا (صلي الله عليه و آله) بالنبوة، و اختاره للرسالة، و أنزل عليه كتابه، ثم أمره بالدعاء إلي الله عز و جل، فكان أبي (عليه السلام) أول من استجاب لله تعالي و لرسوله (صلي الله عليه و آله)، و أول من آمن و صدق الله و رسوله. و قد قال الله تعالي في كتابه المنزل علي نبيه المرسل: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ فرسول الله ألذي علي بينة من ربه، و أبي ألذي يتلوه، و هو شاهد منه». و ساق الخطبة و هي طويلة.
6] 6405/[- الشيخ المفيد (في أماليه)، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد الإصفهاني، قال: حدثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا الصباح بن يحيي المزني، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله، قال: قام«2» رجل إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول الله تعالي: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
.
قال: قال: «رسول الله (صلي الله عليه و آله) ألذي کان علي بينة من ربه، و أنا الشاهد له و منه، و ألذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلا و قد أنزل الله فيه من كتابه طائفة. و ألذي نفسي بيده لئن تكونوا تعلمون ما قضي الله لنا أهل البيت علي لسان النبي الامي أحب إلي من أن يکون لي ملء هذه الرحبة ذهبا، و الله ما مثلنا في هذه الامة إلا كمثل سفينة نوح و كباب حطة في بني إسرائيل».
7] 7405/[- سليم بن قيس الهلالي:3» و من كتابه نسخت عن قيس بن سعد بن عبادة«- في حديث له مع معاوية- قال قيس: لقد قبض رسول الله (صلي الله عليه و آله) فاجتمعت الأنصار إلي أبي، ثم قالوا: نبايع سعدا. فجاءت قريش فخاصمونا بحجة علي و أهل بيته (عليهم السلام)، و خاصمونا بحقه و قرابته، فلم يعد قريش أن يكونوا ظلموا الأنصار و آل محمّد (عليهم السلام)، و لعمري ما لأحد من الأنصار و لا من قريش و لا من العرب و لا من العجم في الخلافة
-----------------------------------
6- الأمالي: 145/ 5، شواهد التنزيل 1: 276/ 375، منتخب كنز العمال 1: 449.
(7) كتاب سليم بن قيس: 163.
(1) الأفن: النقص، و الأفن: ضعف الرأي. «الصحاح- أفن- 5: 2071».
(2) في المصدر: قدم.
(3) هو قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري، الخزرجي المدني، وال، صحابي، کان شريف قومه غير مدافع، و کان يحمل راية الأنصار مع النبيّ (صلي اللّه عليه و آله)، و صحب عليا (عليه السّلام) في خلافته و استعمله علي مصر، و کان علي مقدّمته يوم صفين، ثمّ کان مع الحسن (عليه السّلام)، و رجع بعد الصلح إلي المدينة و توفّي بها سنة (60 ه). و قيل: هرب من معاوية سنة (58 ه) و سكن تفليس فمات فيها. المحبّر: 155، الجرح و التعديل 7: 99، اسد الغابة 4: 215، سير أعلام النبلاء 3: 102، تهذيب التهذيب 8: 395.
صفحه : 93
اللهحق و لا نصيب مع علي بن أبي طالب و ولده من بعده (عليهم السلام). فغضب معاوية، و قال: يا بن سعد، عمن أخذت هذا، و عمن ترويه، و ممن سمعته، أبوك حدثك هذا و عنه أخذته!}
فقال قيس بن سعد: أخذته عمن هو خير من أبي، و أعظم علي حقا من أبي. قال: من هو! قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام) عالم هذه الامة و ربانيها، و صديقها و فاروقها، ألذي أنزل الله فيه: قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
«1» فلم يدع في علي (عليه السلام) آية نزلت في علي (عليه السلام)«2» إلا ذكرها.
3» فقال معاوية: إن صديقها أبو بكر، و فاروقها عمر، و ألذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام«.
4» قال قيس: أحق بهذه الأشياء« و أولي بها ألذي أنزل الله فيه: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
و ألذي أنزل الله فيه: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ«5» و ألذي نصبه رسول الله (صلي الله عليه و آله) يوم غدير خم، فقال: «من كنت أولي به من نفسه فعلي أولي به من نفسه» و قال في غزوة تبوك: «أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي».
8] 8405/[- العياشي: عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «ألذي علي بينة من ربه رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و ألذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم أوصياؤه واحدا بعد واحد».
9] 9405/[- عن جابر بن عبد الله بن يحيي، قال: سمعت عليا (عليه السلام) و هو يقول: «ما من رجل من قريش إلا و قد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب الله». فقال له رجل من القوم: فما نزل فيك، يا أمير المؤمنين! فقال: «أما تقرأ الآية الّتي في هود: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
محمّد (صلي الله عليه و آله) علي بينة من ربه، و أنا الشاهد».
10] 0505/[- (كشف الغمة): قال عباد بن عبد الله الأسدي: سمعت عليا يقول و هو علي المنبر: «ما من رجل من قريش إلا و قد نزلت فيه آية أو آيتان». فقال رجل ممن تحته: فما نزلت فيك أنت! فغضب ثم قال: «أما إنك لو لم تسألني علي رؤوس الأشهاد ما حدثتك. و يحك، هل تقرأ سورة هود.- ثم قرأ علي (عليه السلام) أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي بينة، و أنا الشاهد منه».
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 142/ 12. 9- تفسير العيّاشي 2: 142/ 13، تفسير الطبري 12: 11، فرائد السمطين 1: 340/ 262، الدر المنثور 4: 409. 10- كشف الغمة 1: 315، النور المشتعل: 106/ 26- 28.
(1) الرعد 13: 43.
(2) في المصدر: فلم يدع آية نزلت في عليّ.
(3) عبد اللّه بن سلام بن الحارث الاسرائيلي، صحابي، أسلم عند قدوم النبيّ (صلي اللّه عليه و آله) المدينة، اتّخذ في صفّين سيفا من خشب و اعتزلها، و أقام بالمدينة إلي أن مات سنة (43 ه). الجرح و التعديل 5: 62، اسد الغابة 3: 176، سير أعلام النبلاء 2: 413، تهذيب التهذيب 5: 249، الاصابة 2: 320.
(4) في المصدر: الأسماء.
(5) الرعد 13: 7.
صفحه : 94
5051/[11]- و عنه: قال إبن عباس في معني الآية: هو علي (عليه السلام) شهد للنبي (صلي الله عليه و آله) و هو منه.
12] 2505/[- إبن شهر آشوب: عن الطبري بإسناده، عن جابر بن عبد الله، عن علي (عليه السلام) و روي الأصبغ و زين العابدين و الباقر و الصادق و الرضا (عليهم السلام) أنه قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ
رسول الله (صلي الله عليه و آله) وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ أنا».
13] 3505/[- عن الحافظ أبي نعيم بثلاثة طرق، قال: سمعت عليا يقول: «قول الله تعالي: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي بينة من ربه، و أنا الشاهد».
5054/[14]- حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ قال: هو رسول الله (صلي الله عليه و آله) وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ قال: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، کان- و الله- لسان رسول الله (صلي الله عليه و آله).
15] 5505/[- كتاب (فصيح الخطيب): أنه سأله إبن الكواء، فقال: و ما أنزل فيك! قال: «قوله تعالي: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
علي و قد روي زاذان نحوا من ذلک.
5056/[16]- الثعلبي: عن الكلبي، عن أبي صالح، عن إبن عباس: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ رسول الله (صلي الله عليه و آله) وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ الشاهد علي (عليه السلام).
و رواه القاضي أبو عمر، و عثمان بن أحمد، و أبو نصر القشيري، في كتابيهما. و رواه الفلكي المفسر، عن مجاهد، و عن عبد الله بن شداد.
17] 7505/[- و من طريق المخالفين: إبن المغازلي الشافعي ، في تفسير قوله: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
قال: قال علي (عليه السلام): «رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي بينة من ربه، و أنا الشاهد منه، أتلوه و اتبعه».
18] 8505/[- و روي إبن المغازلي الشافعي: بإسناده عن علي بن عابس، قال:1» دخلت أنا و أبو مريم علي عبد الله بن عطاء، قال أبو مريم: حدث عليا بالحديث ألذي حدثتني به عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) جالسا إذ مر علينا إبن عبد الله بن سلام، قلت: جعلت فداك، هذا إبن ألذي عنده علم« الكتاب!
-----------------------------------
11- كشف الغمة 1: 3087. [.....] 12- المناقب 3: 85. 13- المناقب 3: 85. 14- المناقب 3: 85، شواهد التنزيل 1: 280/ 383. 15- المناقب 3: 86. 16- المناقب 3: 86، شواهد التنزيل 1: 279/ 381. 17- المناقب للمغازلي: 270/ 318. 18- المناقب للمغازلي: 313/ 358.
(1) في المصدر زيادة: من.
صفحه : 95
اللهقال: «لا، و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ألذي نزلت فيه آيات من كتاب الله تعالي: وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ}
«1»، أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ، إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ«2» الآية».
5059/[19]- موفق بن أحمد، قال: قوله تعالي: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ قال إبن عباس: هو علي (عليه السلام) أول من يشهد للنبي (صلي الله عليه و آله)، و هو منه.
5060/[20]- الثعلبي في (تفسيره) يرفعه إلي إبن عباس أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ علي خاصة.
21] 1605/[- و بإسناده عن الشعبي، يرفعه إلي علي (عليه السلام)- في حديث طويل- قال علي (عليه السلام): «ما من رجل من قريش إلا و قد نزلت فيه الآية أو الآيتان، فقال له رجل: فأي شيء نزل فيك! فقال: أما تقرأ الآية الّتي في هود: وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
».
22] 2605/[- أبو بكر بن مردويه، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد السري بن يحيي التميمي، حدثنا المنذر بن محمّد بن المنذر، حدثنا أبي، حدثنا عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، حدثنا أبي، عن أبان بن تغلب، عن مسلم، قال: سمعت أبا ذرّ، و المقداد بن الأسود و سلمان الفارسي، قالوا:3» كنا قعودا عند رسول الله (صلي الله عليه و آله) ما معنا غيرنا، إذ أقبل ثلاثة رهط من المهاجرين البدريين، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «تفترق امتي بعدي ثلاث فرق: فرقة أهل حق لا يشوبه باطل، مثلهم كمثل الذهب، كلما فتنته« بالنار ازداد جودة و طيبا، و إمامهم هذا- لأحد الثلاثة- و هو ألذي أمر الله به في كتابه إماما و رحمة. و فرقة أهل باطل لا يشوبونه بحق، مثلهم كمثل خبث الحديد، كلما فتنته بالنار ازداد خبثا، و إمامهم هذا- لأحد الثلاثة-. و فرقة أهل ضلالة، مذبذبين بين ذلک، لا إلي هؤلاء و لا إلي هؤلاء، و إمامهم هذا- لأحد الثلاثة-».
قال: فسألتهم عن أهل الحق و إمامهم. فقالوا: هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) إمام المتقين، و أمسكوا عن الاثنين، فجهدت أن يسموهما فلم يفعلوا.
و روي هذا الحديث أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد، و رواه أيضا أبو الفرج المعافي، و هو شيخ البخاري«4».
-----------------------------------
19- المناقب للخوارزمي: 197. 20- ... مناقب إبن شهر آشوب 3: 86. 21- ... تفسير الطبري 12: 11، فرائد السمطين 1: 340/ 362. 22- ... الطرائف: 241/ 246.
(1) الرعد 13: 43.
(2) المائدة 5: 55. [.....]
(3) الفتنة: الاختبار. و فتنه بالنار: أي أدخلها فيها ليتميّز. «مجمع البحرين- فتن- 6: 291».
(4) ... الطرائف: 241/ 346، اليقين: 181/ 184.
صفحه : 96
23] 3605/[- إبن المغازلي الشافعي: يرفعه إلي عباد بن عبد الله، قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: «ما نزلت آية من كتاب الله جل و عز إلا و قد علمت متي أنزلت و فيمن أنزلت، و ما من قريش رجل إلا و قد أنزلت فيه آية من كتاب الله عز و جل، تسوقه إلي جنة أو نار». فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، فما نزل فيك! قال: «لو لا أنك سألتني علي رؤوس الأشهاد لما حدثتك، أما تقرأ: أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ
رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي بينة من ربه، و أنا الشاهد منه».
و من (كتاب الحبري) مثله«1»، و من (رموز الكنوز) للرسعني مثله«2».
24] 4605/[- محمّد بن يعقوب: بإسناده عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)- في خطبة له- قال: «و قال في محكم كتابه: مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَ وَ مَن تَوَلّي فَما أَرسَلناكَ عَلَيهِم حَفِيظاً
«3» فقرن طاعته بطاعته، و معصيته بمعصيته، فكان ذلک دليلا علي ما فوض إليه، و شاهدا له علي من اتبعه و عصاه. و بين ذلک في غير موضع من الكتاب العظيم، فقال تبارك و تعالي، في التحريض علي اتباعه، و الترغيب في تصديقه و القبول لدعوته: قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّهُ وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم«4» فاتباعه (صلي الله عليه و آله) محبة الله، و رضاه غفران الذنوب و كمال الفوز و وجوب الجنة، و في التولي عنه و الإعراض محادة الله و غضبه و سخطه. و البعد منه سكن النار، و ذلک قوله تعالي: وَ مَن يَكفُر بِهِ مِنَ الأَحزابِ فَالنّارُ مَوعِدُهُ يعني الجحود به و العصيان له».
و قد مضي حديث في معني الآية، عن العياشي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ5» الآية فليطلب هناك«.
قوله تعالي:
وَ مَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعرَضُونَ عَلي رَبِّهِم [18]
1] 5605/[- العياشي: عن أبي عبيدة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله:
-----------------------------------
23- المناقب: 270/ 318. 24- الكافي 8: 26/ 4. 1- لم نجده في العياشي المطبوع.
(1) تفسير الحبري: 276/ 36 عن زاذان نحوه»، و في مستدرك تفسير الحبري: 340/ 79 بروآية فرات في تفسيره ص 69 عن الحبري بالإسناد عن عباد بن عبد الله الأسدي.
(2) ... عنه تحفة الأبرار: 110 (مخطوط).
(3) النساء 4: 80.
(4) آل عمران 3: 31.
(5) تقديم في الحديث (4) من تفسير الآية (12) من هذه السورة.
صفحه : 97
اللهوَ مَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعرَضُونَ عَلي رَبِّهِم}
إلي قوله: يَبغُونَها عِوَجاً«1».
قال: « أي يطلبون لسبيل الله زيغا عن الاستقامة، يحرفونها بالتأويل و يصفونها بالانحراف عن الحق و الصواب».
1] 6605/[- و عن النبي (صلي الله عليه و آله) في خبر: «أن الله تعالي فرض علي الخلق خمسة، فأخذوا أربعة و تركوا واحدا، فسألوا عن الأربعة، قال: الصلاة و الزكاة و الحج و الصوم». قالوا: فما الواحد ألذي تركوا! قال: «ولاية علي بن أبي طالب» قالوا: هي واجبة من الله تعالي! قال: «نعم، قال الله: وَ مَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً
» الآيات.
قوله تعالي:
وَ يَقُولُ الأَشهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلي رَبِّهِم- إلي قوله تعالي- أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَ ضَلَّ عَنهُم ما كانُوا يَفتَرُونَ [18- 21]
2] 7605/[- العياشي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: وَ يَقُولُ الأَشهادُ
.
قال: «هم الأئمة (عليهم السلام): هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلي رَبِّهِم
».
5068/[3]- علي بن إبراهيم، في معني الآية: يعني بالأشهاد الأئمة (عليهم السلام)، أَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ لآل محمّد (صلي الله عليه و آله) حقهم. ثم قال: و قوله: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ يَبغُونَها عِوَجاً يعني يصدون عن طريق الله، و هي الإمامة وَ يَبغُونَها عِوَجاً يعني حرفوها إلي غيرها.
ثم قال: و قوله: ما كانُوا يَستَطِيعُونَ السَّمعَ قال: ما قدروا أن يسمعوا بذكر أمير المؤمنين (عليه السلام). ثم قال: و قوله: أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَ ضَلَّ أي بطل عَنهُم ما كانُوا يَفتَرُونَ يعني يوم القيامة، بطل ألذي يدعونه«2» غير أمير المؤمنين (عليه السلام).
-----------------------------------
1- مناقب إبن شهر آشوب 3: 199. 2- تفسير العيّاشي 2: 142/ 11. 3- تفسير القمّي 1: 325.
(1) هود 11: 19. [.....]
(2) في المصدر: الّذين دعوا.
صفحه : 98
قوله تعالي:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَخبَتُوا إِلي رَبِّهِم [23] 5069/[1]- علي بن إبراهيم قال: و قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَخبَتُوا إِلي رَبِّهِم أي تواضعوا لله و عبدوه.
2] 0705/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد إبن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إن عندنا رجلا يقال له: كليب، فلا يجيء عنكم شيء إلا قال: أنا اسلم، فسميناه: كليب تسليم! قال: فترحم عليه، ثم قال: «أ تدرون ما التسليم!» فسكتنا، فقال: «هو و الله الإخبات، قول الله عز و جل: الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَخبَتُوا إِلي رَبِّهِم
».
3] 1705/[- سعد بن عبد الله: عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إن عندنا رجلا يسمي كليبا، فلا يخرج عنكم حديث و لا شيء إلا قال: أنا اسلم، فسميناه: كليب تسليم! قال: فترحم عليه، و قال:
«أ تدرون ما التسليم!» فسكتنا، فقال: «هو و الله الإخبات، قول الله عز و جل: الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَخبَتُوا إِلي رَبِّهِم
».
4] 2705/[- العياشي: عن أبي اسامة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن عندنا رجلا يسمي كليبا، لا يجيء عنكم شيء إلا قال: أنا اسلم، فسميناه: كليب تسليم! قال: فترحم عليه، ثم قال: «أ تدرون ما التسليم!» فسكتنا، فقال: «هو و الله الإخبات، قول الله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَخبَتُوا إِلي رَبِّهِم
».
الكشي: عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسي، عن حسين بن المختار، عن أبي اسامة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن عندنا رجلا يسمي كليبا، فلا يجيء عنكم شيء إلا قال: أنا اسلم. و ذكر الحديث«1».
قوله تعالي:
مَثَلُ الفَرِيقَينِ كَالأَعمي وَ الأَصَمِّ وَ البَصِيرِ وَ السَّمِيعِ هَل يَستَوِيانِ
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 325. 2- الكافي 1: 321/ 3. 3- مختصر بصائر الدرجات: 75. 4- تفسير العيّاشي 2: 143/ 15.
(1) رجال الكشي: 339/ 627.
صفحه : 99
- إلي قوله تعالي- اللّهُ أَعلَمُ بِما فِي أَنفُسِهِم إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ [24- 31] 5073/[1]- علي بن إبراهيم: يعني المؤمنين و الكافرين«1».
و قال في قوله تعالي: وَ ما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُم أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأيِ: يعني الفقراء و المساكين الّذين نراهم بادي الرأي.
ثم قال: و قوله: فَعُمِّيَت عَلَيكُم الأنبياء: أي اشتبهت عليكم حتي لم تعرفوها و لم تفهموها وَ يا قَومِ لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ مالًا إِن أَجرِيَ إِلّا عَلَي اللّهِ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُم مُلاقُوا رَبِّهِم أي الفقراء الّذين آمنوا به.
ثم قال: و قوله: وَ يا قَومِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إلي قوله: لِلَّذِينَ تَزدَرِي أَعيُنُكُم أي تقصر أعينكم عنهم و تستحقرونهم لَن يُؤتِيَهُمُ اللّهُ خَيراً اللّهُ أَعلَمُ بِما فِي أَنفُسِهِم إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ.
و قد تقدم في الآية [24] حديث في قوله تعالي: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ الآية«2».
قوله تعالي:
وَ لا يَنفَعُكُم نُصحِي إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم إِن كانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغوِيَكُم [34]
2] 4705/[- العياشي: عن إبن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال:3» «قال الله في« نوح (عليه السلام): وَ لا يَنفَعُكُم نُصحِي إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم إِن كانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغوِيَكُم
.- قال:- الأمر إلي الله يهدي و يضل».
3] 5705/[- عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) في قوله: وَ لا يَنفَعُكُم نُصحِي إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم
. قال: «نزلت في العباس».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 325. 2- تفسير العيّاشي 2: 143/ 16. 3- تفسير العيّاشي 2: 144/ 17.
(1) في المصدر: و الخاسرين.
(2) تقدّم في الحديث (4) من تفسير الآية (12) من هذه السورة.
(3) في المصدر زيادة: قوم.
صفحه : 100
و سيأتي إن شاء الله تعالي في قوله تعالي: وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي حديث مسند«1».
1] 6705/[- عن علي بن إبراهيم: بإسناده عن أبي الطفيل، عن علي بن الحسين (عليهما السلام): «أنه نزلت وَ لا يَنفَعُكُم نُصحِي
في العباس».
قوله تعالي:
أَم يَقُولُونَ افتَراهُ [35]
2] 7705/[- الشيباني في (نهج البيان): عن مقاتل، قال: إن كفار مكة قالوا: إن محمدا افتري القرآن. قال: و روي مثل ذلک عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام).
قوله تعالي:
وَ أُوحِيَ إِلي نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلّا مَن قَد آمَنَ فَلا تَبتَئِس بِما كانُوا يَفعَلُونَ وَ اصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَ وَحيِنا وَ لا تُخاطِبنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُغرَقُونَ- إلي قوله تعالي- فَاصبِر إِنَّ العاقِبَةَ لِلمُتَّقِينَ [36- 49]
3] 8705/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:2» «کان اسم نوح (عليه السلام) عبد الغفار، و إنما سمي نوحا لأنه کان ينوح علي قومه»«.
4] 9705/[- و عنه: عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار،
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 23. 2- نهج البيان 2: 146 (مخطوط). [.....] 3- علل الشرائع: 28/ 1. 4- علل الشرائع: 28/ 2.
(1) يأتي في الحديث (4) من تفسير الاية (72) من سورة الإسراء.
(2) في المصدر: علي نفسه.
صفحه : 101
اللهعليعن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «کان اسم نوح عبد الملك، و إنما سمي نوحا لأنه بكي خمسمائة سنة».
3] 0805/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن اورمة، عمن ذكره، عن سعيد بن جناح، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «کان اسم نوح عبد الأعلي، و إنما سمي نوحا لأنه بكي خمسمائة عام».
ثم قال إبن بابويه: الأخبار في اسم نوح (عليه السلام) كلها متفقة غير مختلفة، تثبت له التسمية بالعبودية، و هو عبد الغفار و الملك و الأعلي.
4] 1805/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن الرضا (عليه السلام) قال: قلت له: لأي علة أغرق الله عز و جل الدنيا كلها في زمن نوح (عليه السلام)، و فيهم الأطفال و من لا ذنب له!
فقال: «ما کان فيهم الأطفال، لأن الله عز و جل أعقم أصلاب قوم نوح و أرحام نسائهم أربعين عاما، فانقطع نسلهم، فاغرقوا و لا طفل فيهم، ما کان الله عز و جل ليهلك بعذابه من لا ذنب له. و أما الباقون من قوم نوح (عليه السلام) فاغرقوا لتكذيبهم نبي الله نوحا (عليه السلام)، و سائرهم اغرقوا برضاهم تكذيب المكذبين، و من غاب عن أمر فرضي به کان كمن شاهده و أتاه».
5] 2805/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن بعض أصحابه، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): «إن سفينة نوح كانت مأمورة، طافت بالبيت حيث غرقت الإرض، ثم أتت مني في أيامها، ثم رجعت السفينة و كانت مأمورة، و طافت بالبيت طواف النساء».
6] 3805/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن محبوب، عن الحسن بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يحدث عطاء، قال: «کان طول سفينة نوح ألف ذراع و مائتي ذراع، و عرضها ثمانمائة ذراع، و طولها في السماء مائتي ذراع، و طافت بالبيت و سعت بين الصفا و المروة سبعة أشواط، ثم استوت علي الجودي».
7] 4805/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن محبوب، عن هشام الخراساني، عن المفضل بن عمر، قال:1»2» كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) بالكوفة أيام قدم علي أبي العباس«، فلما انتهينا إلي الكناسة«، قال:
-----------------------------------
3- علل الشرائع: 28/ 3. 4- علل الشرائع: 30/ 1. 5- الكافي 4: 212/ 1. 6- الكافي 4: 212/ 2. 7- الكافي 8: 279/ 421.
(1) هو أبو العباس، عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب، أوّل ملوك العبّاسيين، ولد و منشأ بالشّراة سنة 104 ه، و تولي-- الخلافة في 132 ه، و توفّي في 136 ه. المحبّر: 33، تاريخ اليعقوبي 3: 73، تاريخ الطبري 9: 123، تاريخ بغداد 10: 46.
(2) الكناسة: محلّة مشهورة بالكوفة. «المعجم البلدان 4: 481».
صفحه : 102
الله «هاهنا صلب عمي زيد (رحمه الله)» ثم مضي حتي انتهي إلي طاق الزياتين، و هو آخر السراجين، فنزل، و قال: «انزل، فإن هذا الموضع کان مسجد الكوفة الأول، ألذي خطه آدم (عليه السلام)، و أنا أكره أن أدخله راكبا».}
1» قال: قلت: فمن غيره عن خطته! قال: «أما أول ذلک فالطوفان في زمن نوح (عليه السلام)، ثم غيره أصحاب كسري و النعمان«، ثم غيره بعد زياد بن أبي سفيان».
فقلت: و كانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح (عليه السلام)! فقال لي: «نعم- يا مفضل- و کان منزل نوح و قومه في قرية علي منزل من الفرات مما يلي غربي الكوفة- قال- و کان نوح (عليه السلام) رجلا نجارا، فجعله الله عز و جل نبيا و انتجبه، و نوح (عليه السلام) أول من عمل سفينة تجري علي ظهر الماء- قال- و لبث نوح (عليه السلام) في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، يدعوهم إلي الله عز و جل، فيهزءون به و يسخرون منه، فلما رأي ذلک منهم دعا عليهم، فقال:
رَبِّ لا تَذَر عَلَي الأَرضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراً إِنَّكَ إِن تَذَرهُم يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلّا فاجِراً كَفّاراً
«2» فأوحي الله عز و جل إلي نوح: أن اصنع سفينة و أوسعها، و عجل عملها، فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده، فأتي بالخشب من بعد حتي فرغ منها».
3» قال المفضل: ثم انقطع حديث أبي عبد الله (عليه السلام) عند زوال الشمس، فقام أبو عبد الله (عليه السلام) فصلي الظهر و العصر، ثم انصرف من المسجد، فالتفت عن يساره، و أشار بيده إلي موضع الداريين«، و هو موضع دار إبن حكيم، و ذلک فرات اليوم، فقال لي: « يا مفضل، و هاهنا نصبت أصنام قوم نوح (عليه السلام) يغوث، و يعوق، و نسر». ثم مضي حتي ركب دابته، فقلت: جعلت فداك، في كم عمل نوح سفينته حتي فرغ منها! قال: «في دورين».
قلت: و كم الدوران! قال: «ثمانون سنة».
قلت: فإن العامة يقولون: عملها في خمسمائة عام! فقال: «كلا، كيف و الله يقول: وَ وَحيِنا
»!
قال: قلت: فأخبرني عن قول الله عز و جل: حَتّي إِذا جاءَ أَمرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ
فأين کان موضعه، و كيف کان! فقال: «کان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد».
فقلت له: فأين ذلک! قال: «موضع زاوية باب الفيل اليوم».
ثم قلت له: و کان بدء خروج الماء من ذلک التنور! فقال: «نعم، إن الله عز و جل أحب أن يري قوم نوح آية، ثم إن الله تبارك و تعالي أرسل عليهم المطر يفيض فيضا، و فاض الفرات فيضا، و العيون كلهن فيضا، فأغرقهم الله عز و جل و أنجي نوحا و من معه في السفينة».
-----------------------------------
(1) هو النعمان بن المنذر اللّخمي، أبو قابوس: من أشهر ملوك الحيرة في الجاهلية. و الّتي كانت تابعة للفرس، عز له كسري في نهاية أمره و نفاه إلي خانقين، فسجن فيها حتّي مات سنة 15 ق ه. المحبرّ: 359، تاريخ اليعقوبي 1: 244، تاريخ الطبري 2: 115.
(2) نوح 71: 26- 27.
(3) في «ط»: موضع دار الدارين. [.....] 1»
صفحه : 103
اللهفقلت له: كم لبث نوح في السفينة حتي نضب الماء فنزل« منها! فقال: «لبث فيها سبعة أيام و لياليها، و طافت بالبيت أسبوعا، ثم استوت علي الجودي و هو فرات الكوفة».
فقلت له: مسجد الكوفة قديم! فقال: «نعم، و هو مصلي الأنبياء، و لقد صلي فيه رسول الله (صلي الله عليه و آله) حين أسري به إلي السماء، فقال له جبرئيل (عليه السلام): يا محمّد، هذا مسجد أبيك آدم (عليه السلام)، و مصلي الأنبياء (عليهم السلام)، فانزل فصل فيه. فنزل رسول الله (صلي الله عليه و آله) فصلي فيه، ثم إن جبرئيل (عليه السلام) عرج به إلي السماء».
8] 5805/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي رزين الأسدي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:2» «إن نوحا (صلي الله عليه) لما فرغ من السفينة، و کان ميعاده فيما بينه و بين ربه في إهلاك قومه أن يفور التنور، ففار التنور في بيت امرأته، فقالت: إن التنور قد فار، فقام إليه فختمه، فقام الماء«، و أدخل من أراد أن يدخل، و أخرج من أراد أن يخرج، ثمّ جاء إلي خاتمه فنزعه، يقول الله عز و جل: فَفَتَحنا أَبوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنهَمِرٍ وَ فَجَّرنَا الأَرضَ عُيُوناً فَالتَقَي الماءُ عَلي أَمرٍ قَد قُدِرَ وَ حَمَلناهُ عَلي ذاتِ أَلواحٍ وَ دُسُرٍ
«3»».
قال: «و کان نجرها في وسط مسجدكم، و لقد نقص عن ذرعه سبعمائة ذراع».
9] 6805/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «جاءت امرأة نوح (عليه السلام) و هو يعمل السفينة، فقالت له: إن التنور قد خرج منه ماء.
فقام إليه مسرعا حتي جعل الطبق عليه و ختمه بخاتمه، فقام الماء، فلما فرغ من السفينة جاء إلي الخاتم ففضه، و كشف الطبق، ففار الماء».
10] 7805/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «كانت شريعة نوح (عليه السلام) أن يعبد الله بالتوحيد و الإخلاص و خلع الأنداد، و هي الفطرة الّتي فطر النّاس عليها، و أخذ الله ميثاقه علي نوح (عليه السلام) و علي النبيين (عليهم السلام) أن يعبدوا الله (تبارك و تعالي)، و لا يشركوا به شيئا، و أمر بالصلاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الحلال و الحرام، و لم يفرض عليه أحكام حدود و لا فرائض مواريث، فهذه شريعته، فلبث فيهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاما،
-----------------------------------
8- الكافي 8: 281/ 422. 9- الكافي 8: 282/ 423. 10- الكافي 8: 282/ 424.
(1) في المصدر: و خرجوا، و في «ط»: و خرج.
(2) قام الماء: جمد. «الصحاح- قوم- 5: 2016».
(3) القمر 54: 11- 13. 1»
صفحه : 104
اللهيدعوهم سرا و علانية، فلا أبو و عتوا، قال: رب إني مغلوب فانتصره«. فأوحي الله عز و جل اليه: لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلّا مَن قَد آمَنَ فَلا تَبتَئِس بِما كانُوا يَفعَلُونَ
فلذلك قال نوح (عليه السلام): وَ لا يَلِدُوا إِلّا فاجِراً كَفّاراً«2» فأوحي الله عز و جل إليه: أَنِ اصنَعِ الفُلكَ»«3».
11] 8805/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه و محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد جميعا، عن الحسن بن علي عن عمر بن أبان، عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن نوحا (عليه السلام) لما غرس النوي مر عليه قومه، فجعلوا يضحكون و يسخرون، و يقولون: قد قعد غراسا. حتي إذا طال النخل و کان جبارا طوالا، قطعه ثم نحته، فقالوا: قد قعد نجارا. ثم ألفه و جعله سفينة، فمروا عليه فجعلوا يضحكون و يسخرون، و يقولون: قد قعد ملاحا في فلاة من الإرض. حتي فرغ منها (صلي الله عليه و آله)».
12] 9805/[- و عنه: عن محمّد بن أبي عبد الله، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن إسماعيل الجعفي و عبد الكريم بن عمرو، و عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «حمل نوح (عليه السلام) في السفينة الأزواج الثمانية الّتي قال الله عز و جل: ثَمانِيَةَ أَزواجٍ مِنَ الضَّأنِ اثنَينِ وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِ
وَ مِنَ الإِبِلِ اثنَينِ وَ مِنَ البَقَرِ اثنَينِ«4» فكان من الضأن اثنين: زوج داجنة تربيها النّاس، و الزوج الآخر الضأن الّتي تكون في الجبال الوحشية، أحل لهم صيدها و من المعز اثنين: زوج داجنة يربيها النّاس، و الزوج الآخر الظباء الوحشية الّتي تكون في المفاوز و من الإبل اثنين: البخاتي، و العراب«5» و من البقر اثنين: زوج داجنة يربيها النّاس«6»، و الزوج الآخر البقر الوحشية و کل طير طيب: وحشي أو إنسي، ثم غرقت الإرض».
13] 0905/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن داود بن أبي يزيد، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ارتفع الماء علي کل جبل، و علي کل سهل خمسة عشر ذراعا».
14] 1905/[- الشيخ: بإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله (عليهم السلام) قال: «إن الله عز و جل أوحي إلي نوح (عليه السلام)- و ذكر الحديث و قال فيه- ثم ورد إلي باب الكوفة،
-----------------------------------
11- الكافي 8: 283/ 425. 12- الكافي 8: 283/ 427. 13- الكافي 8: 284/ 428. 14- التهذيب 6: 22/ 51.
(1) تضمين من سورة القمر 54: 10.
(2) نوح 71: 27.
(3) المؤمنون 23: 27.
(4) الأنعام 6: 143 و 144. [.....]
(5) البخاتي: الإبل الخراسانيّة، و العرب: خلافها، و واحدها عربيّ. «الصحاح- عرب- 1: 179 و لسان العرب- بخت- 2: 9».
(6) في المصدر: داجنة للناس.
صفحه : 105
اللهفي وسط مسجدها، ففيها قال الله تعالي للأرض: ابلَعِي ماءَكِ}
فبلعت ماءها من مسجد الكوفة، کما بدأ الماء منه«1»، و تفرق الجمع ألذي کان مع نوح (عليه السلام) في السفينة».
15] 2905/[- إبن بابويه: عن أبيه (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن موسي بن عمر، عن جعفر بن محمّد بن يحيي، عن غالب، عن أبي خالد، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَلِيلٌ
. قال: «كانوا ثمانية».
16] 3905/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قال الرضا (عليه السلام): «لما هبط نوح (عليه السلام) إلي الإرض، کان هو و ولده و من تبعه ثمانين نفسا، فبني حيث نزل قرية، فسماها قرية فسماها قرية الثمانين، لأنهم كانوا ثمانين».
17] 4905/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن علي الوشاء، عن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «قال أبي (عليه السلام): قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز و جل قال لنوح (عليه السلام): يا نُوحُ إِنَّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ
لأنه کان مخالفا له، و جعل من اتبعه من أهله»«2».
3» قال: و سألني «كيف يقرءون هذه الآية في إبن نوح!». فقلت: يقرؤها النّاس علي وجهين: (إنه عمل غير صالح) و (إنه عمل غير صالح)«. فقال: كذبوا هو ابنه، و لكن الله عز و جل نفاه عنه حين خالفه في دينه».
-----------------------------------
15- معاني الأخبار: 151/ 1. 16- علل الشرائع: 30/ 1. 17- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 75/ 3.
(1) في «ط»: منها.
(2) في «س»: من أمته.
(3) قرأ الكسائي و يعقوب و سهل: (إنّه عمل غير صالح) و قرأ الباقون: (عمل غير صالح). قال أبو عليّ الطبرسي: من قرأ: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍفالمراد أنّ سؤالك ما ليس لك به علم عمل غير صالح. و يحتمل أن يکون الضمير في (إنّه) لما دلّ عليه قوله: اركَب مَعَنا وَ لا تَكُن مَعَ الكافِرِينَهود: 42، فيكون تقدره: أنّ كونّك مع الكافرين و انحيازك إليهم و تركك الركوب معنا و الدخول في جملتنا، عمل غير صالح. و يجوز أن يکون الضمير لابن نوح، كانّه جعل عملا غير صالح، کما يجعل الشيء الشيء لكثرة ذلک منه، كقولهم: الشعر زهير. أو يکون المراد أنّه ذو عمل غير صالح صالح فحذف المضاف. و من قرأ: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍفيكون في المعني كقراءة من قرأ: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍو هو يجعل الضمير لابن نوح. و تكون القراءتان متّفقتين في المعني، و إن اختلفتا في اللفظ. و من ضعّف هذه القراءة بانّ العرب لا تقول: هو يعمل غير حسن، حتّي يقولوا: عمل غير حسن، فالقول فيه: إنّهم يقيمون الصفة مقام الموصوف عند ظهور المعني، فيقول القائل: قد فعلت صوابا، و قلت حسنا، بمعني فعلت فعلا صوابا، و قلت قولا حسنا. قال عمر بن أبي ربيعة: أيّها القائل غير الصواب || أخر النّصح و أقلل عتابي مجمع البيان 5: 251.
صفحه : 106
18] 5905/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن إبن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1»2» «بقي نوح في قومه ثلاثمائة سنة يدعوهم إلي الله عز و جل فلم يجيبوه، فهم أن يدعو عليهم، فوافاه عند طلوع الشمس اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا، و هم العظماء من الملائكة، فقال لهم نوح (عليه السلام): من أنتم«! فقالوا: نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة سماء الدنيا، و إن مسيرة غلظ سماء الدنيا خمسمائة عام، و من سماء الدنيا إلي الدنيا مسيرة خمسمائة عام، و خرجنا عند طلوع الشمس، و وافيناك في هذا الوقف، فنسألك أن لا تدعو علي قومك. فقال نوح: قد أجلتهم« ثلاثمائة سنة.
3» فلما أتي عليهم ستمائة سنة و لم يؤمنوا، هم أن يدعو عليهم، فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية، فقال نوح: من أنتم! فقالوا نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية، و غلظ السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام، و من السماء الثانية إلي سماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، و من سماء الدنيا إلي الدنيا مسيرة خمسمائة عام، خرجنا عند طلوع الشمس، و وافيناك ضحوة نسألك أن لا تدعو علي قومك. فقال نوح: قد أجلتهم« ثلاثمائة سنة.
فلما أتي عليهم تسعمائة سنة و لم يؤمنوا، هم أن يدعو عليهم، فأنزل الله عز و جل: أَنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلّا مَن قَد آمَنَ فَلا تَبتَئِس بِما كانُوا يَفعَلُونَ
فقال نوح: رَبِّ لا تَذَر عَلَي الأَرضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراً إِنَّكَ إِن تَذَرهُم يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلّا فاجِراً كَفّاراً«4».
فأمره الله أن يغرس النخل، فأقبل يغرس، فكان قومه يمرون به فيسخرون منه و يستهزئون به، و يقولون:
شيخ قد أتي له تسعمائة سنة يغرس النخل؟ و كانوا يرمونه بالحجارة، فلما أتي لذلك خمسون سنة و بلغ النخل و استحكم أمر بقطعه، فسخروا منه، و قالوا: بلغ النخل مبلغه، و هو قوله: وَ كُلَّما مَرَّ عَلَيهِ مَلَأٌ مِن قَومِهِ سَخِرُوا مِنهُ قالَ إِن تَسخَرُوا مِنّا فَإِنّا نَسخَرُ مِنكُم كَما تَسخَرُونَ فَسَوفَ تَعلَمُونَ
.
5» فأمره الله أن ينحت السفينة، و أمر جبرئيل أن ينزل عليه و يعلمه كيف يتخذها«، فقدر طولها في الإرض ألف و مائتا ذراع، و عرضها ثمانمائة ذراع، و طولها في السماء ثمانون ذراعا. فقال: يا رب من يعينني علي اتخاذها!
6» فأوحي الله إليه: ناد في قومك: من أعانني عليها و نجر منها شيئا صار ما ينجره ذهبا و فضة، فنادي نوح فيهم بذلك فأعانوه عليها، و كانوا يسخرون منه و يقولون يتخذ« سفينة في البر؟».
-----------------------------------
18- تفسير القمّي 1: 325.
(1) في «ط»: ما أنتم.
(2) في «ط» نسخة بدل: احتملتهم.
(3) في «ط» نسخة بدل: احتملتهم.
(4) نوح 71: 26- 27.
(5) في «ط»: ينحتها. [.....]
(6) في المصدر: ينحت.
صفحه : 107
19] 6905/[- و عنه، قال: حدثني أبي، عن صفوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما أراد الله عز و جل هلاك قوم نوح عقم أرحام النساء أربعين سنة، فلم يولد فيهم مولود، فلما فرغ نوح من اتخاذ السفينة أمره الله أن ينادي بالسريانية فلا تبقي بهيمة و لا حيوان إلا حضر، فأدخل من کل جنس من أجناس الحيوان زوجين في السفينة، و کان الّذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانين رجلا. فقال الله عز و جل: احمِل فِيها مِن كُلٍّ زَوجَينِ اثنَينِ وَ أَهلَكَ إِلّا مَن سَبَقَ عَلَيهِ القَولُ وَ مَن آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَلِيلٌ
و کان نجر السفينة في مسجد الكوفة، فلما کان في اليوم ألذي أراد الله إهلاكهم، كانت امرأة نوح تخبز في الموضع ألذي يعرف ب (فار التنور) في مسجد الكوفة، و قد کان نوح اتخذ لكل ضرب من أجناس الحيوان موضعا في السفينة، و جمع لهم فيها جميع ما يحتاجون من الغذاء، فصاحت امرأته لما فار التنور، فجاء نوح إلي التنور فوضع عليه طينا و ختمه، حتي أدخل جميع الحيوان السفينة.
ثم جاء إلي التنور ففض الخاتم و رفع الطين، و انكسفت الشمس، و جاء من السماء ماء منهمر، صب بلا قطر، و تفجرت الإرض عيونا، و هو قوله عز و جل: فَفَتَحنا أَبوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنهَمِرٍ وَ فَجَّرنَا الأَرضَ عُيُوناً فَالتَقَي الماءُ عَلي أَمرٍ قَد قُدِرَ وَ حَمَلناهُ عَلي ذاتِ أَلواحٍ وَ دُسُرٍ
«1» و قال الله عز و جل: اركَبُوا فِيها بِسمِ اللّهِ مَجراها وَ مُرساها يقول: مجراها: أي مسيرها، و مرساها: أي موقفها.
فدارت السفينة، و نظر نوح إلي ابنه يقع و يقوم، فقال له: يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا وَ لا تَكُن مَعَ الكافِرِينَ
فقال ابنه، کما حكي الله عز و جل: سَآوِي إِلي جَبَلٍ يَعصِمُنِي مِنَ الماءِ فقال نوح: لا عاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللّهِ إِلّا مَن رَحِمَ ثم قال نوح: رَبِّ إِنَّ ابنِي مِن أَهلِي وَ إِنَّ وَعدَكَ الحَقُّ وَ أَنتَ أَحكَمُ الحاكِمِينَ فقال الله: يا نُوحُ إِنَّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍ فَلا تَسئَلنِ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجاهِلِينَ فقال نوح، کما حكي الله: رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَسئَلَكَ ما لَيسَ لِي بِهِ عِلمٌ وَ إِلّا تَغفِر لِي وَ تَرحَمنِي أَكُن مِنَ الخاسِرِينَ فكان کما حكي الله: وَ حالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكانَ مِنَ المُغرَقِينَ».
2» فقال: أبو عبد الله (عليه السلام): «فدارت السفينة، فضربها الموج حتي وافت مكة و طافت بالبيت، و غرق جميع الدنيا إلا موضع البيت و إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق، فبقي الماء ينصب من السماء أربعين صباحا، و من الإرض عيونا، حتي ارتفعت السفينة، فسحت« السماء- قال- فرفع نوح (عليه السلام) يده، فقال: يا دهمان، أيقن.
3» و تفسيرها يا رب احبس«. فأمر الله الإرض أن تبلغ ماءها، و هو قوله: وَ قِيلَ يا أَرضُ ابلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقلِعِي
أي أمسكي وَ غِيضَ الماءُ وَ قُضِيَ الأَمرُ وَ استَوَت عَلَي الجُودِيِّ فبلعت الإرض ماءها، فأراد ماء السماء أن يدخل في الإرض، فامتنعت الإرض عن قبوله، و قالت: إنما أمرني الله عز و جل أن أبلع مائي، فبقي ماء
-----------------------------------
19- تفسير القمّي 1: 326.
(1) القمر 54: 11- 13.
(2) سحّ الماء: صبّ، و سال من فوق. «الصحاح- سحح- 1: 373».
(3) في المصدر: يا رهمان اخفرس (أ تغرك) تفسيرها ربّ أحسن.
صفحه : 108
اللهالسماء علي وجه الإرض، و استوت السفينة علي جبل الجودي، و هو بالموصل جبل عظيم، فبعث الله جبرئيل فساق الماء إلي البحار حول الدنيا. و أنزل الله علي نوح: يا نُوحُ اهبِط بِسَلامٍ مِنّا وَ بَرَكاتٍ عَلَيكَ وَ عَلي أُمَمٍ مِمَّن مَعَكَ وَ أُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُم ثُمَّ يَمَسُّهُم مِنّا عَذابٌ أَلِيمٌ}
فنزل نوح- بالموصل- من السفينة مع الثمانين، و بنوا مدينة الثمانين، و کان لنوح بنت ركبت معه في السفينة، فتناسل النّاس منها، و ذلک قول النبي (صلي الله عليه و آله): نوح أحد الأبوين. ثم قال الله تعالي لنبيه: تِلكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيها إِلَيكَ ما كُنتَ تَعلَمُها أَنتَ وَ لا قَومُكَ مِن قَبلِ هذا فَاصبِر إِنَّ العاقِبَةَ لِلمُتَّقِينَ».
20] 7905/[- علي بن إبراهيم: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن موسي بن أكيل النميري، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: وَ نادي نُوحٌ ابنَهُ
.
فقال: «ليس بابنه، إنما هو ابنه من زوجته، و هو علي لغة طيئ، يقولون لا بن المرأة (أبنه). فقال نوح: رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَسئَلَكَ ما لَيسَ لِي بِهِ عِلمٌ وَ إِلّا تَغفِر لِي وَ تَرحَمنِي أَكُن مِنَ الخاسِرِينَ
».
21] 8905/[- محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري: بإسناده عن بكر بن محمّد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وَ نادي نُوحٌ ابنَهُ
أي ابنها، و هي لغة طيئ».
22] 9905/[- إبن بابويه في (الفقيه): بإسناده عن كثير النواء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «إن نوحا (عليه السلام) ركب السفينة أول يوم من رجب، فأمر من معه أن يصوموا ذلک اليوم، و قال: من صام ذلک اليوم تباعدت عنه النيران« مسيرة سنة».
الشيخ في (أماليه) قال: حدثنا والدي، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد (رحمه الله)، قال: حدثني محمّد بن الحسن بن مت الجوهري، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعري، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن كثير النواء، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، الحديث بعينه إلا أن فيه: «تباعدت عنه النار»«2».
23] 0015/[- العياشي: عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «كانت شريعة نوح (عليه السلام) أن يعبد الله بالتوحيد و الإخلاص و خلع الأنداد، و هي الفطرة الّتي فطر النّاس عليها، و أخذ ميثاقه علي نوح و النبيين أن يعبدوا الله و لا يشركوا به شيئا، و أمره بالصلاة و الأمر و النهي و الحلال و الحرام، و لم يفرض عليه أحكام حدود و لا
-----------------------------------
20- تفسير القمّي 1: 328. 21- قرب الاسناد: 20. 22- من لا يحضره الفقيه 2: 55/ 243. 23- تفسير العيّاشي 2: 144/ 18.
(1) في المصدر: النار.
(2) الأمالي 1: 43.
صفحه : 109
اللهفرض مواريث، فهذه شريعته، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، يدعوهم سرا و علانية، فلما أبوا و عتوا قال:}
1» رب اني مغلوب فانتصر«. فأوحي الله: أَنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلّا مَن قَد آمَنَ فَلا تَبتَئِس بِما كانُوا يَفعَلُونَ
فلذلك قال نوح: وَ لا يَلِدُوا إِلّا فاجِراً كَفّاراً«2» و أوحي الله إليه: أَنِ اصنَعِ الفُلكَ»«3».
24] 1015/[- عن المفضل بن عمر، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالكوفة أيام قدم علي أبي العباس، فلما انتهينا إلي الكناسة، نظر عن يساره، ثم قال: « يا مفضل، ها هنا صلب عمي زيد (رحمه الله)». ثم مضي حتي أتي طاق الزياتين و هو آخر السراجين، فنزل، فقال لي: «انزل، فإن هذا الموضع کان مسجد الكوفة الأول، ألذي خطه آدم، و أنا أكره أن أدخله راكبا».
فقلت له: فمن غيره عن خطته فقال: «أما أول ذلک فالطوفان في زمن نوح، ثم غيره بعد أصحاب كسري و النعمان بن المنذر، ثم غيره زياد بن أبي سفيان».
4» فقلت له: جعلت فداك، و كانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح! فقال: «نعم- يا مفضل- و کان منزل نوح و قومه في قرية علي متن الفرات، مما يلي غربي الكوفة- قال- و کان نوح رجلا نجارا، فأرسله« الله و انتجبه، و نوح أول من عمل سفينة تجري علي ظهر الماء و إن نوحا لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، يدعوهم إلي الهدي، فيمرون به و يسخرون منه، فلما رأي ذلک منهم دعا عليهم، فقال: رَبِّ لا تَذَر عَلَي الأَرضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراً
إلي قوله: إِلّا فاجِراً كَفّاراً«5».- قال- فأوحي الله إليه: يا نوح، أن اصنع الفلك و أوسعها، و عجل علمها بأعيننا. و وحينا، فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده، يأتي بالخشب من بعد حتي فرغ منها».
6» قال المفضل: ثم انقطع حديث أبي عبد الله (عليه السلام) عند ذلک، عند زوال الشمس، فقام فصلي الظهر ثم العصر، ثم انصرف من المسجد، فالتفت عن يساره، و أشار بيده إلي موضع دار الداريين، و هي« في موضع دار إبن حكيم، و ذلک فرات اليوم، ثم قال لي: « يا مفضل ها هنا نصبت أصنام قوم نوح: يغوث، و يعوق، و نسر». ثم مضي حتي ركب دابته، فقلت له: جعلت فداك، في كم عمل نوح سفينته حتي فرغ منها! قال: «في دورين».
فقلت: و كم الدوران! قال: «ثمانون سنة».
قلت: فإن العامة تقول: عملها في خمسمائة عام! فقال: «كلا، كيف و الله يقول: وَ وَحيِنا
!؟».
-----------------------------------
24- تفسير العيّاشي 2: 144/ 19.
(1) تضمين من سورة القمر 54: 10.
(2) نوح 71: 27. [.....]
(3) المؤمنون 23: 27.
(4) في «ط»: فانتباه.
(5) نوح 71: 26- 27.
(6) في «س»: دار الدارين، و هو.
صفحه : 110
25] 2015/[- عن عيسي بن عبد الله العلوي، عن أبيه، قال:1»2» كانت السفينة طولها أربع و أربعون في أربعين سمكها، و كانت مطبقة« بطبق، و کان معه خرزتان، تضيء إحداهما بالنار ضوء الشمس، و تضيء إحداهما بالليل ضوء القمر، فكانوا يعرفون وقت الصلاة، و كانت عظام آدم معه في السفينة، فلما خرج من السفينة صير قبره تحت المنارة الّتي بمسجد مني«.
26] 3015/[- عن المفضل، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أ رأيت قول الله: حَتّي إِذا جاءَ أَمرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ
ما هذا التنور، و أين کان موضعه، و كيف کان! فقال: «کان التنور حيث و صفت لك».
3» فقلت: فكان بدء خروج الماء من ذلک التنور! فقال: نعم، إن الله أحب أن يري قوم نوح الآية، ثم إن الله بعده أرسل عليهم مطرا يفيض فيضا، و فاض الفرات فيضا أيضا، و العيون كلهن«، فغرقهم الله و أنجي نوحا و من معه في السفينة».
فقلت له: و كم لبث نوح و من معه في السفينة حتي نضب الماء و خرجوا منها! فقال: «لبثوا فيها سبعة أيام و لياليها، و طافت بالبيت، ثم استوت علي الجودي، و هو فرات الكوفة».
فقلت له: إن مسجد الكوفة لقديم! فقال: «نعم، و هو مصلي الأنبياء، و لقد صلي فيه رسول الله (صلي الله عليه و آله) حيث انطلق به جبرئيل علي البراق، فلما انتهي به إلي دار السلام، و هو ظهر الكوفة، و هو يريد بيت المقدس، قال له: يا محمّد، هذا مسجد أبيك آدم، و مصلي الأنبياء، فانزل فصل فيه. فنزل رسول الله (صلي الله عليه و آله) فصلي، ثم انطلق به إلي بيت المقدس فصلي، ثم إن جبرئيل عرج به إلي السماء».
27] 4015/[- عن الحسن بن علي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت امرأة نوح إليه و هو يعمل السفينة، فقالت له: إن التنور قد خرج منه ماء، فقام إليه مسرعا حتي جعل الطبق عليه، فختمه بخاتمه، فقام الماء، فلما فرغ نوح من السفينة جاء إلي خاتمه ففضه، و كشف الطبق، ففار الماء».
28] 5015/[- أبو عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «مسجد الكوفة فيه فار التنور، و نجرت السفينة، و هو سرة بابل، و مجمع الأنبياء».
29] 6015/[- عن سلمان الفارسي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث له في فضل مسجد الكوفة- «فيه
-----------------------------------
25- تفسير العيّاشي 2: 145/ 20. 26- تفسير العيّاشي 2: 146/ 21. 27- تفسير العيّاشي 2: 147/ 22. 28- تفسير العيّاشي 2: 147/ 23. 29- تفسير العيّاشي 2: 147/ 24.
(1) في «ط»: منطبقة.
(2) قال المجلسي (رحمه اللّه): و أكثر أخبارنا تدلّ علي كون قبره (عليه السّلام) في الغريّ. البحار 11: 333.
(3) زاد في المصدر و «ط»: عليها.
صفحه : 111
اللهنجرت سفينة نوح، و فيه فار التنور، و به کان بيت نوح و مسجده، و في الزاوية اليمني فار التنور». يعني بمسجد الكوفة.}
30] 7015/[- عن الأعمش، رفعه إلي علي (عليه السلام) في قوله: حَتّي إِذا جاءَ أَمرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ
.
فقال: «أما و الله ما هو تنور الخبز» ثم أومأ بيده إلي الشمس، فقال: «طلوعها».
31] 8015/[- عن إسماعيل بن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «صنعها في مائة سنة، ثم أمره أن يحمل فيها من کل زوجين اثنين، الأزواج الثمانية الحلال الّتي خرج بها آدم من الجنة، ليكون معيشة لعقب نوح في الإرض، کما عاش عقب آدم، فإن الإرض تغرق و ما فيها إلا ما کان معه في السفينة».
قال: «فحمل نوح في السفينة من الأزواج الثمانية الّتي قال الله: وَ أَنزَلَ لَكُم مِنَ الأَنعامِ ثَمانِيَةَ أَزواجٍ
«1»، مِنَ الضَّأنِ اثنَينِ وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِ ... وَ مِنَ الإِبِلِ اثنَينِ وَ مِنَ البَقَرِ اثنَينِ«2» فكان زوجين من الضأن: زوج يربيها النّاس و يقومون بأمرها، و زوج من الضأن الّتي تكون في الجبال الوحشية، أحل لهم صيدها و من المعز اثنين: زوج يربيه النّاس، و زوج من الظباء، و من البقر اثنين. زوج يربيه النّاس، و زوج هو البقر الوحشي، و من الإبل زوجين و هي: البخاتي و العراب، و کل طير وحشي أو إنسي، ثم غرقت الإرض».
32] 9015/[- عن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) «أن نوحا حمل الكلب في السفينة، و لم يحمل ولد الزنا».
33] 0115/[- عن عبيد الله الحلبي، عنه (عليه السلام)، قال: «ينبغي لولد الزنا أن لا تجوز له شهادة، و لا يؤم بالناس، لم يحمله نوح في السفينة و قد حمل فيها الكلب و الخنزير».
34] 1115/[- عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَلِيلٌ
.
قال: «كانوا ثمانية».
35] 2115/[- عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وَ نادي نُوحٌ ابنَهُ
.
قال: «إنما في لغة طيئ (أبنه) بنصب الألف يعني إبن امرأته».
36] 3115/[- عن موسي، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: وَ نادي نُوحٌ ابنَهُ
.
-----------------------------------
30- تفسير العيّاشي 2: 147/ 25. 31- تفسير العيّاشي 2: 147/ 26. [.....] 32- تفسير العيّاشي 2: 148/ 27. 33- تفسير العيّاشي 2: 148/ 28. 34- تفسير العيّاشي 2: 148/ 29. 35- تفسير العيّاشي 2: 148/ 30. 36- تفسير العيّاشي 2: 148/ 31.
(1) الزمر 39: 6.
(2) الأنعام 6: 143- 144.
صفحه : 112
اللهقال: «ليس بابنه، إنما هو إبن امرأته، و هي لغة طيئ يقولون لابن المرأة (أبنه) قال نوح: رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ}
إلي الخاسِرِينَ».
37] 4115/[- عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول نوح: ( يا بني اركب معنا)، قال: «ليس بابنه».
قال: قلت: إن نوحا قال: يا بني! قال: «فإن نوحا قال ذلک و هو لا يعلم».
38] 5115/[- عن إبراهيم بن أبي العلاء، عن غير واحد، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: «لما قال الله: يا أَرضُ ابلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقلِعِي
قالت الإرض: إنما أمرت أن أبلع مائي أنا فقط، و لم أؤمر أن أبلع ماء السماء،- قال- فبلعت الإرض ماءها، و بقي ماء السماء فصير بحرا حول الدنيا»«1».
39] 6115/[- عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: يا أَرضُ ابلَعِي ماءَكِ
.
قال: «نزلت بلغة الهند: اشربي».
40] 7115/[- و في رواية عباد، عنه (عليه السلام): يا أَرضُ ابلَعِي ماءَكِ
حبشية».
41] 8115/[- عن الحسن بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «سمعت أبا جعفر (عليه السلام)، يحدث عطاء، قال: کان [طول] سفينة نوح ألف ذراع و مائتي ذراع، و عرضها ثمانمائة ذراع، و طولها في السماء ثمانين ذراعا، و طافت بالبيت سبعا، وسعت بين الصفا و المروة سبعة أشواط، ثم استوت علي الجودي».
42] 9115/[- عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «استوت علي الجودي، هو فرات الكوفة».
43] 0215/[- عن أبي بصير، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال:2»3» « يا أبا محمّد، إن الله أوحي إلي الجبال أني واضع« سفينة نوح علي جبل منكن في الطوفان، فتطاولت و شمخت، و تواضع جبل عندكم بالموصل، يقال له الجودي، فمرت السفينة تدور في الطوفان علي الجبال كلها حتي انتهت إلي الجودي فوقعت عليه، فقال نوح بالسريانية بارات قني بارات قني«». قال: قلت له: جعلت فداك، أي شيء هذا الكلام! فقال: «اللهم أصلح، اللهم أصلح».
-----------------------------------
37- تفسير العيّاشي 2: 149/ 32. 38- تفسير العيّاشي 2: 149/ 33. 39- تفسير العيّاشي 2: 149/ 34. 40- تفسير العيّاشي 2: 149 ذيل الحديث 34. 41- تفسير العيّاشي 2: 149/ 35. 42- تفسير العيّاشي 2: 149/ 36. 43- تفسير العيّاشي 2: 15/ 37. [.....]
(1) في المصدر: حول السماء و حول الدنيا.
(2) في المصدر: إنّي مهرق.
(3) في «ط» بالسريانيّة كلاما، و في المصدر: يا راتقي يا راتقي.
صفحه : 113
44] 1215/[- عن أبي بصير، عن أبي الحسن موسي (عليه السلام) قال:1» «کان نوح في السفينة، فلبث فيها ما شاء الله، و كانت مأمورة فخلي سبيلها نوح، فأوحي الله إلي الجبال: أني واضع سفينة عبدي نوح علي جبل منكم، فتطاولت الجبال و شمخت غير الجودي، و هو جبل بالموصل، فضرب جؤجؤ السفينة« الجبل، فقال نوح عند ذلک: رب أتقن. و هو بالعربية: رب أصلح».
45] 2215/[- و روي كثير النواء عن أبي جعفر (عليه السلام)، يقول:2» «سمع نوح صرير السفينة علي الجودي، فخاف عليها، فأخرج رأسه من كوة كانت فيها، فرفع يده و أشار بإصبعه، و هو يقول: يا رهمان« أتقن، تأويلها: رب أحسن».
46] 3215/[- عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما ربك نوح في السفينة قيل: بعدا للقوم الظالمين».
47] 4215/[- عن الحسن بن علي الوشاء، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: «قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله قال لنوح: إِنَّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ
لأنه کان مخالفا له، و جعل من اتبعه من أهله».
قال: و سألني: «كيف يقرءون هذه الآية في نوح!». قلت: يقرؤها النّاس علي وجهين: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍ
، و إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالِحٍ فقال: «كذبوا، هو ابنه، و لكن الله نفاه عنه حين خالفه في دينه».
قوله تعالي:
وَ إِلي عادٍ أَخاهُم هُوداً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ إِن أَنتُم إِلّا مُفتَرُونَ يا قَومِ لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِن أَجرِيَ إِلّا عَلَي الَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلا تَعقِلُونَ- إلي قوله تعالي- وَ ما نَحنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَن قَولِكَ وَ ما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنِينَ [50- 53]
1] 5215/[- إبن شهر آشوب: قيل لزين العابدين (عليه السلام): إن جدك کان يقول: «إخواننا بغوا علينا».
-----------------------------------
44- تفسير العيّاشي 2: 150/ 38. 45- تفسير العيّاشي 2: 151/ 39. 46- تفسير العيّاشي 2: 151/ 40. 47- تفسير العيّاشي 2: 151/ 41. 1- المناقب 3: 218، الاحتجاج: 312.
(1) جؤجؤ السفينة: صدرها. «الصحاح- جأجأ- 1: 39».
(2) في المصدر: و «ط»: ربعمان.
صفحه : 114
اللهفقال (عليه السلام): «أما تقرأ كتاب الله: وَ إِلي عادٍ أَخاهُم هُوداً}
! فهو«1» مثلهم، أنجاه الله و الّذين معه، و أهلك عادا بالريح العقيم».
2] 6215/[- علي بن إبراهيم، قال: قال:2»3»4» إن عادا كانت بلادهم في البادية، من المشرق« إلي الأفجر«، أربعة منازل، و کان لهم زرع و نخيل كثير، و لهم أعمار طويلة و أجسام طويلة، فعبدوا الأصنام فبعث الله إليهم هودا يدعوهم إلي الإسلام و خلع الأنداد، فأبوا و لم يؤمنوا بهود و آذوه، فكفت عنهم السماء سبع سنين حتي قحطوا، و کان هود زراعا، و کان يسقي الزرع، فجاء قوم إلي بابه يريدونه فخرجت عليهم امرأة شمطاء« عوراء، فقالت لهم:
من أنتم! فقالوا: نحن من بلاد كذا و كذا، أجدبت بلادنا فجئنا إلي هود نسأله أن يدعو الله لنا حتي نمطر و تخصب بلادنا فقالت: لو استجيب لهود لدعا لنفسه، فقد احترق زرعه لقلة الماء.
فقالوا: و أين هو! قالت: هو في موضع كذا و كذا. فجاءوا إليه، فقالوا يا نبي الله، قد أجدبت بلادنا و لم نمطر، فاسئل الله أن تخصب بلادنا و تمطر. فتهيأ للصلاة و صلي و دعا لهم، فقال لهم: «ارجعوا فقد أمطرتم و أخصبت بلادكم».
فقالوا: يا نبي الله، إنا رأينا عجبا. قال: «و ما رأيتم!» قالوا: رأينا في منزلك امرأة شمطاء عوراء، قالت لنا: من أنتم، و ما تريدون! قلنا: جئنا إلي نبي الله هود ليدعو الله لنا فنمطر. فقالت: لو کان هود داعيا لدعا لنفسه، فإن زرعه قد احترق.
فقال هود: «تلك أهلي، و أنا أدعو الله لها بطول العمر و البقاء» قالوا. و كيف ذاك؟ قال: «لأنه ما خلق الله مؤمنا إلا و له عدو يؤذيه، و هي عدوي، فلئن يکون عدوي ممن أملكه خير من أن يکون عدوي ممن يملكني».
فبقي هود في قومه يدعوهم إلي الله، و ينهاهم عن عبادة الأصنام حتي خصبت بلادهم، و أنزل الله عليهم المطر، و هو قوله عز و جل: وَ يا قَومِ استَغفِرُوا رَبَّكُم ثُمَّ تُوبُوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدراراً وَ يَزِدكُم قُوَّةً إِلي قُوَّتِكُم وَ لا تَتَوَلَّوا مُجرِمِينَ
قالوا، کما حكي الله: يا هُودُ ما جِئتَنا بِبَيِّنَةٍ وَ ما نَحنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَن قَولِكَ وَ ما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنِينَ الآية، فلما لم يؤمنوا أرسل الله عليهم الريح الصرصر، يعني الباردة، و هو قوله في سورة القمر:
كَذَّبَت عادٌ فَكَيفَ كانَ عَذابِي وَ نُذُرِ إِنّا أَرسَلنا عَلَيهِم رِيحاً صَرصَراً فِي يَومِ نَحسٍ مُستَمِرٍّ
«5» و حكي في سورة الحاقة، فقال: وَ أَمّا عادٌ فَأُهلِكُوا بِرِيحٍ صَرصَرٍ عاتِيَةٍ
-----------------------------------
2- تفسير القمي 1: 329.
(1) في المصدر: فهم.
(2) في المصدر: الشقيق، و في تفسير القمي 2: 298 (سورة الأحقاف) قال: و الأحقاف بلاد عاد من الشقوق إلي الأجفر. و جميعا تطلق علي عدة مواضع في البادية. انظر «معجم البلدان 3: 356 و 5: 133».
(3) الأجفر: موضع بين فيد و الخزيمية. «معجم البلدان 1: 102». [.....]
(4) الشمط: بياض شعر الرأس يخالطه سواده. «الصحاح- شمط- 3: 1138».
(5) القمر 54: 18- 19.
صفحه : 115
اللهسَخَّرَها عَلَيهِم سَبعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيّامٍ حُسُوماً}
«1» قال: کان القمر منحوسا بزحل سبع ليال و ثمانية أيام.
3] 7215/[- ثم قال علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «الريح العقيم تخرج من تحت الأرضين السبع، و ما يخرج منها شيء قط إلا علي قوم عاد حين غضب الله عليهم، فأمر الخزان أن يخرجوا منها مثل سعة الخاتم، فعصت علي الخزنة، فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا منها علي قوم عاد، فضج الخزنة إلي الله من ذلک، و قالوا: يا ربنا، إنها قد عتت علينا، و نحن نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك و عمار بلادك، فبعث الله عز و جل جبرئيل فردها بجناحه، و قال لها: اخرجي علي ما أمرت به. فرجعت و خرجت علي ما أمرت به، فأهلكت قوم عاد و من کان بحضرتهم».
4] 8215/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إبن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام)- في حديث- قال: قال:2» «و أما الريح العقيم فإنها ريح عذاب، لا تذر« شيئا من الأرحام، و لا شيئا من النبات، و هي ريح تخرج من تحت الأرضين السبع، و ما خرجت منها ريح قط، إلا علي قوم عاد حين غضب الله تعالي عليهم».
و ذكر الحديث کما تقدم بتغيير يسير في بعض الألفاظ.
قوله تعالي:
إِنَّ رَبِّي عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ [56]
1] 9215/[- العياشي: عن أبي معمر السعدي، قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام) في قوله: إِنَّ رَبِّي عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ
: «يعني أنه علي حق، يجزي بالإحسان إحسانا، و بالسيء سيئا، و يعفو عمن يشاء و يغفر سبحانه و تعالي».
قوله تعالي:
وَ إِلي ثَمُودَ أَخاهُم صالِحاً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَ استَعمَرَكُم فِيها فَاستَغفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ [61]
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 1: 330. 4- الكافي 8: 92/ 64. 1- تفسير العيّاشي 2: 151/ 42.
(1) الحاقّة 69: 6- 7.
(2) في المصدر: لا تلقح.
صفحه : 116
1] 0315/[- العياشي: عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن علي بن الحسين (صلوات الله عليه) کان في المسجد الحرام جالسا، فقال له رجل من أهل الكوفة. قال علي (عليه السلام): «إن إخواننا بغوا علينا»!
فقال له علي بن الحسين (صلوات الله عليه): يا عبد الله، أما تقرأ كتاب الله: وَ إِلي عادٍ أَخاهُم هُوداً
«1»! فأهلك الله عادا، و أنجي هودا: وَ إِلي ثَمُودَ أَخاهُم صالِحاً فأهلك الله ثمودا و أنجي صالحا».
2] 1315/[- عن يحيي بن المساور الهمداني، عن أبيه، قال: جاء رجل من أهل الشام إلي علي بن الحسين (عليه السلام) فقال: أنت علي بن الحسين! قال: «نعم». قال: أبوك ألذي قتل المؤمنين، فبكي علي بن الحسين ثم مسح عينيه، فقال: «ويلك، كيف قطعت علي أبي أنه قتل المؤمنين!» قال: قوله: «إخواننا قد بغوا علينا، فقاتلناهم علي بغيهم».
فقال: «ويلك، أما تقرأ القرآن! قال: بلي، قال: «فقد قال الله: وَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً
«2»، وَ إِلي ثَمُودَ أَخاهُم صالِحاً فكانوا إخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم!» قال له الرجل: لا، بل في عشيرتهم.
قال: «فهؤلاء إخوانهم في عشيرتهم و ليسوا إخوانهم في دينهم». قال: فرجت عني، فرج الله عنك.
3] 2315/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) سأل جبرئيل (عليه السلام) كيف کان مهلك قوم صالح (عليه السلام)! فقال: يا محمّد، إن صالحا بعث إلي قومه و هو إبن ست عشرة سنة، فلبث فيهم حتي بلغ عشرين و مائة سنة، لا يجيبونه إلي خير، قال: و کان لهم سبعون صنما يعبدونها من دون الله عز ذكره فلما رأي ذلک منهم، قال: يا قوم، بعثت إليكم و أنا إبن ست عشرة سنة، و قد بلغت عشرين و مائة سنة، و أنا أعرض عليكم أمرين: إن شئتم فاسألوني حتي أسأل إلهي فيجيبكم فيما سألتموني الساعة، و إن شئتم سألت آلهتكم، فإن أجابتني بالذي سألت خرجت عنكم، فقد سئمتكم و سئمتموني.
قالوا: لقد أنصفت، يا صالح. فاتعدوا ليوم يخرجون فيه، قال: فخرجوا بأصنامهم إلي ظهرهم، ثم قربوا طعامهم و شرابهم فأكلوا و شربوا، فلما أن فرغوا دعوه، فقالوا: يا صالح اسأل، فقال لكبيرهم: ما اسم هذا! قالوا:
فلان. فقال له صالح: يا فلان، أجب. فلم يجبه، فقال صالح: ماله لا يجيب! قالوا: ادع غيره. فدعاها كلها بأسمائها فلم يجبه منها شيء، فأقبلوا علي أصنامهم، فقالوا لها: مالك لا تجيبين صالحا! فلم تجب.
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 151/ 43. 2- تفسير العيّاشي 2: 20/ 53. 3- الكافي 8: 185/ 213.
(1) الأعراف 7: 65، هود 11: 50.
(2) الأعراف 7: 85، هود 11: 84، العنكبوت 29: 36. 1»
صفحه : 117
اللهفقالوا: تنح عنا، و دعنا و آلهتنا ساعة. ثم نحوا بسطهم و فرشهم، و نحوا ثيابهم، و تمرغوا علي التراب، و طرحوا التراب علي رؤوسهم، و قالوا لأصنامهم: لئن لم تجبن صالحا اليوم ليفضحنا«. قال: ثم دعوه فقالوا: يا صالح، ادعها. فدعاها فلم تجبه.
فقال لهم: يا قوم، قد ذهب صدر النهار، و لا أري آلهتكم تجيبني، فسألوني حتي أدعوا إلي فيجيبكم الساعة. فانتدب له منهم سبعون رجلا من كبرائهم و المنظور إليهم منهم، فقالوا: يا صالح، نحن نسألك، فإن أجابك ربك اتبعناك و أجبناك، و يبايعك جميع أهل قريتنا.
2» فقال لهم صالح (عليه السلام): سلوني ما شئتم. فقالوا: تقدم بنا إلي هذا الجبل. و کان الجبل قريبا منهم، فانطلق معهم صالح، فلما انتهوا إلي الجبل، قالوا: يا صالح، ادع لنا ربك يخرج لنا من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء، بين جنبيها ميل«، فقال لهم صالح: قد سألتموني شيئا يعظم علي و يهون علي ربي جل و عز و تعالي.
قال: فسأل الله تبارك و تعالي صالح ذلک، فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا ذلک، ثم اضطرب ذلک الجبل اضطرابا شديدا، كالمرأة إذا أخذها المخاض، ثم لم يفجأهم إلا رأسها قد طلع عليهم من ذلک الصدع، فما استتمت رقبتها حتي اجترت، ثم خرج سائر جسدها، ثم استوت قائمة علي الإرض، فلما رأوا ذلک، قالوا يا صالح، ما أسرع ما أجابك ربك؟ ادع لنا ربك يخرج لنا فصيلها، فسأل الله عز و جل، فرمت به، فدب حولها.
فقال لهم: يا قوم، أبقي شيء قالوا: لا، انطلق بنا إلي قومنا نخبرهم بما رأينا و يؤمنون بك. قال: فرجعوا، فلم يبلغ السبعون إليهم حتي ارتد منهم أربعة و ستون رجلا، قالوا: سحر و كذب. قال: فانتهوا إلي الجميع، فقال الستة:
حق، و قال الجميع: كذب و سحر، قال: فانصرفوا علي ذلک ثم ارتاب من الستة واحد، فكان فيمن عقرها».
قال إبن محبوب: فحدثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا، يقال له: سعيد بن يزيد، فأخبرني أنه رأي الجبل ألذي خرجت منه بالشام، قال: فرأيت جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه، و جبل آخر بينه و بين هذا ميل.
4] 3315/[- و عنه: عن علي بن محمّد، عن علي بن العباس، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: كَذَّبَت ثَمُودُ بِالنُّذُرِ فَقالُوا أَ بَشَراً مِنّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَ سُعُرٍ أَ أُلقِيَ الذِّكرُ عَلَيهِ مِن بَينِنا بَل هُوَ كَذّابٌ أَشِرٌ
«3»!
قال: «هذا فيما كذبوا به صالحا، و ما أهلك الله عز و جل قوما قط حتي يبعث إليهم قبل ذلک الرسل، فيحتجوا عليهم، فبعث الله إليهم صالحا فدعاهم إلي الله، فلم يجيبوه و عتوا عليه، و قالوا: لن نؤمن لك حتي تخرج
-----------------------------------
4- الكافي 8: 187/ 214.
(1) في المصدر: لتفضحن. [.....]
(2) أي المسافة بين جنبيها قدر ميل.
(3) القمر 54: 23- 25. 1»2»
صفحه : 118
اللهلنا من هذه الصخرة ناقة عشراء، و كانت الصخرة يعظمونها و يعبدونها، و يذبحون« عندها في رأس کل سنة، و يجتمعون عندها، فقالوا له: إن كنت کما تزعم نبيا رسولا، فادع لنا إلهك حتي يخرج لنا من هذه الصخرة الصماء ناقة عشراء«، فأخرجها الله کما طلبوا منه.
ثم أوحي الله تبارك و تعالي إليه: أن- يا صالح- قال لهم: إن الله قد جعل لهذه الناقة من الماء شرب يوم، و لكم شرب يوم. و كانت الناقة إذا کان يوم شربها شربت الماء ذلک اليوم، فيحلبونها فلا يبقي صغير و لا كبير إلا شرب من لبنها يومهم ذلک فإذا کان الليل و أصبحوا، غدوا إلي مائهم فشربوا منه ذلک اليوم، و لم تشرب الناقة ذلک اليوم، فمكثوا بذلك ما شاء الله.
3» ثم إنهم عتوا علي الله، و مشي بعضهم إلي بعض، و قالوا: اعقروا هذه الناقة و استريحوا منها، لا نرضي أن يکون لنا شرب يوم و لها شرب يوم. ثم قالوا: من ألذي يلي قتلها، و نجعل له جعلا ما أحب! فجاءهم رجل أحمر أشقر أزرق، ولد زنا، لا يعرف له أب، يقال له: قدار«، شقي من الأشقياء، مشؤوم عليهم، فجعلوا له جعلا، فلما توجهت الناقة إلي الماء ألذي كانت ترده، تركها حتي شربت و أقبلت راجعة، فقعد لها في طريقها، فضربها بالسيف ضربة فلم تعمل شيئا، فضربها ضربة اخري فقتلها، و خرت إلي الإرض علي جنبها، و هرب فصيلها حتي صعد إلي الجبل، فرغا ثلاث مرات إلي السماء. و أقبل قوم صالح، فلم يبق منهم أحد إلا شركه في ضربته، و اقتسموا لحمها فيما بينهم، فلم يبق منهم صغير و لا كبير إلا أكل منها.
فلما رأي ذلک صالح أقبل إليهم، فقال: يا قوم، ما دعاكم إلي ما صنعتم، أ عصيتم أمر ربكم! فأوحي الله تبارك و تعالي إلي صالح (عليه السلام): إن قومك قد طغوا و بغوا، و قتلوا ناقة بعثتها إليهم حجة عليهم، و لم يكن عليهم فيها ضرر، و کان لهم منها أعظم المنفعة، فقل لهم: إني مرسل عليهم عذابي إلي ثلاثة أيام، فإن هم تابوا و رجعوا قبلت توبتهم، و صددت عنهم، و إن هم لم يتوبوا و لم يرجعوا بعثت عليهم عذابي في اليوم الثالث.
فأتاهم صالح (عليه السلام)، فقال لهم: يا قوم، إني رسول ربكم إليكم، و هو يقول لكم: إن أنتم تبتم و رجعتم و استغفرتم غفرت لكم، و تبت عليكم، فلما قال لهم ذلک كانوا أعتي ما كانوا و أخبث، و قالوا: يا صالح، ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين.
قال: يا قوم، إنكم تصبحون غدا و وجوهكم مصفرة، و اليوم الثاني وجوهكم محمرة، و اليوم الثالث وجوهكم مسودة. فلما أن کان أول يوم أصبحوا و وجوههم مصفرة، فمشي بعضهم إلي بعض، و قالوا: قد جاءكم ما قال لكم صالح، فقال العتاة منهم: لا نسمع قول صالح و لا نقبل قوله، و إن کان عظيما فلما کان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرة، فمشي بعضهم إلي بعض، فقالوا: يا قوم، قد جاءكم ما قال لكم صالح. فقال العتاة منهم: لو أهلكنا جميعا ما سمعنا قول صالح، و لا تركنا آلهتنا الّتي کان آباؤنا يعبدونها، و لم يتوبوا و لم يرجعوا فلما کان اليوم الثالث
-----------------------------------
(1) في «س»: و يدعون.
(2) في «س»: حمراء.
(3) في «س»: قذار. 1»
صفحه : 119
اللهأصبحوا و وجوههم مسودة، فمشي بعضهم إلي بعض، فقالوا: يا قوم، أتاكم ما قال لكم صالح. فقال العتاة منهم: قد أتانا ما قال لنا صالح فلما کان نصف الليل أتاهم جبرئيل (عليه السلام)، فصرخ بهم صرخة خرقت تلك الصرخة أسماعهم، و فلقت«. قلوبهم، و صدعت أكبادهم، و قد كانوا في تلك الثلاثة أيام قد تحنطوا و تكفنوا، و علموا أن العذاب نازل بهم، فماتوا جميعا في طرفة عين، صغيرهم و كبيرهم، فلم يبق لهم ناعقة و لا راغية و لا شيء إلا أهلكه الله، فأصبحوا في ديارهم و مضاجعهم موتي أجمعين، ثم أرسل الله عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقتهم أجمعين، و كانت هذه قصتهم».
2» قد تقدم حديث أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) من طريق العياشي [في معني الآية]، في سورة الأعراف«.
قوله تعالي:
وَ لَقَد جاءَت رُسُلُنا إِبراهِيمَ بِالبُشري قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍ- إلي قوله تعالي- وَ أَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ مَنضُودٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَ ما هِيَ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ [69- 83]
1] 4315/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن فضال، عن داود بن فرقد، عن أبي يزيد الحمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله تعالي بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط: جبرئيل، و ميكائيل، و إسرافيل، و كروبيل (عليهم السلام)، فمروا بإبراهيم (عليه السلام) و هم معتمون، فسلموا عليه فلم يعرفهم، و رأي هيئة حسنة، فقال: لا يخدم هؤلاء أحد إلا أنا بنفسي، و کان صاحب ضيافة، فشوي لهم عجلا سمينا حتي أنضجه ثم قربه إليهم، فلما وضعه بين أيديهم رأي أيديهم لا تصل إليه، نكرهم و أوجس منهم خيفة، فلما رأي ذلک جبرئيل (عليه السلام) حسر العمامة عن وجهه و عن رأسه فعرفه إبراهيم (عليه السلام)، فقال: أنت هو! قال: نعم:
و مرت امرأته سارة، فبشرها بإسحاق، و من وراء إسحاق يعقوب. فقالت ما قال الله عز و جل، و أجابوها بما في الكتاب العزيز.
فقال لهم إبراهيم (عليه السلام): لماذا جئتم! قالوا: في إهلاك قوم لوط. فقال لهم: إن کان فيها مائة من المؤمنين.
-----------------------------------
1- الكافي 8: 327/ 505.
(1) في «س»: و قلعت.
(2) تقدم في الحديث (2) من تفسير الآيتين (75- 76) من سورة الأعراف.
صفحه : 120
اللهأ تهلكونهم! قال جبرئيل لا. قال: و إن کان فيهم خمسون! قال: لا. قال: و إن کان فيهم ثلاثون! قال: لا. قال: و إن کان کان فيهم عشرون! قال: لا. قال: و إن کان فيهم عشرة! قال: لا. قال: و إن کان فيهم خمسة! قال: لا. قال: فإن فيها لوطا. قالوا: نحن أعلم بمن فيها، لننجينه و أهله إلا امرأته كانت من الغابرين. ثم مضوا».}
1»2» قال: و قال الحسن بن علي«: لا أعلم هذا القول إلا و هو يستبقيهم«، و هو قول الله عز و جل: يُجادِلُنا فِي قَومِ لُوطٍ
.
«فأتوا لوطا و هو في زراعة له قرب المدينة، فسلموا عليه و هم معتمون، فلما رآهم رأي هيئة حسنة، عليهم عمائم بيض و ثياب بيض، فقال لهم: المنزل! فقالوا: نعم فتقدمهم و مشوا خلفه، فندم علي عرضه المنزل عليهم، فقال: أي شيء صنعت، آتي بهم قومي و أنا أعرفهم!
3» فالتفت إليهم، فقال: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله. قال جبرئيل (عليه السلام)«: لا تعجل عليهم حتي يشهد عليهم ثلاث مرات. فقال جبرئيل (عليه السلام): هذه واحدة. ثم مشي ساعة ثم التفت إليهم، فقال: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله. فقال جبرئيل (عليه السلام): هذه اثنتان. ثم مضي فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم، فقال: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل (عليه السلام): هذه الثالثة.
4» ثم دخل و دخلوا معه. حتي دخل منزله، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة، فصعدت فوق السطح فصفقت«، فلم يسمعوا، فدخنت، فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون، حتي جاءوا إلي الباب، فنزلت إليهم، فقالت:
عندنا قوم ما رأيت قوما قط أحسن منهم هيئة. فجاءوا إلي الباب ليدخلوا، فلما رآهم لوط قام إليهم، فقال لهم يا قوم: فَاتَّقُوا اللّهَ وَ لا تُخزُونِ فِي ضَيفِي أَ لَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ
ثم قال: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فدعاهم كلهم إلي الحلال، فقالوا: لَقَد عَلِمتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَ إِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُرِيدُ فقال لهم: لَو أَنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أَو آوِي إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ- قال- فقال جبرئيل (عليه السلام): لو يعلم أي قوة له؟ فكاثروه«5» حتي دخلوا الباب، فصاح به: جبرئيل، و قال: يا لوط، دعهم يدخلون، فلما دخلوا أهوي جبرئيل بإصبعه نحوهم، فذهبت أعينهم، و هو قول الله عز و جل: فَطَمَسنا أَعيُنَهُم«6».
ثم ناداه جبرئيل، فقال له: إِنّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللَّيلِ
و قال له جبرئيل:
إنا بعثنا في إهلاكهم. فقال: يا جبرئيل، عجل. فقال: إِنَّ مَوعِدَهُمُ الصُّبحُ أَ لَيسَ الصُّبحُ بِقَرِيبٍ
فأمره فتحمل و من معه إلا امرأته، ثم اقتلعها- يعني المدينة- جبرئيل بجناحه من سبع أرضين، ثم رفعها حتي سمع أهل السماء
-----------------------------------
(1) قال المجلسي (رحمه اللّه): أي إبن فضّال. البحار 12: 19، و في المصدر: الحسن العسكري أبو محمّد.
(2) قال المجلسي (رحمه اللّه): أي أظنّ غرض إبراهيم (عليه السّلام) کان استبقاء و الشفاعة لهم، لا محض إنجاء لوط من بينهم. البحار 12: 169.
(3) كذا، و الظاهر فقال اللّه لجبرئيل.
(4) في المصدر: و صعقت.
(5) كاثره: غلبه بالكثرة. «الصحاح- كثر- 2: 803».
(6) القمر 54: 37. [.....]
صفحه : 121
اللهالدنيا نباح الكلاب و صراخ الديوك، ثم قلبها و أمطر عليها و علي من حول المدينة حجارة من سجيل».}
2] 5315/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن سعيد، قال: أخبرني زكريا بن محمّد، عن أبيه، عن عمرو، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:1» «کان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله، فطلبهم إبليس الطلب الشديد، و کان من فضلهم و خيرتهم أنهم إذا خرجوا إلي العمل خرجوا بأجمعهم، و تبقي النساء خلفهم، فلم يزل إبليس يعتادهم«، فكانوا إذا رجعوا خرب إبليس ما يعملون، فقال بعضهم لبعض: تعالوا نرصد هذا ألذي يخرب متاعنا.
2»3»4» فرصدوه فإذا هو غلام أحسن ما يکون من الغلمان، فقالوا له: أنت ألذي تخرب متاعنا مرة بعد اخري، فاجتمع رأيهم علي أن يقتلوه، فبيتوه عند رجل، فلما کان الليل صاح، فقال له: ما لك! فقال: کان أبي ينومني علي بطنه. فقال له: تعال فنم علي بطني- قال- فلم يزل يدلك الرجل حتي علمه أن« يفعل بنفسه، فأولا علمه إبليس، و الثانية علمه هو«، ثم انسل ففر منهم، و أصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام، و يعجبهم منه، و هم لا يعرفونه، فوضعوا أيديهم فيه حتي اكتفي الرجال بعضهم ببعض. ثم جعلوا يرصدون مارة الطريق فيفعلون بهم، حي تنكب« مدينتهم النّاس، ثم تركوا نساءهم و أقبلوا علي الغلمان، فلما رأي أنه قد أحكم أمره في الرجال جاء إلي النساء، فصير نفسه امرأة، فقال: إن رجالكن يفعل بعضهم ببعض: قلن: نعم قد رأينا ذلک، و کل ذلک يعظهم لوط و يوصيهم، و إبليس يغويهم حتي استغني النساء بالنساء.
فلما كملت عليهم الحجة، بعث الله جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل (عليهم السلام) في زي غلمان عليهم أقبية، فمروا بلوط و هو يحرث، فقال: أين تريدون، ما رأيت أجمل منكم قط؟ فقالوا: إنا رسل سيدنا إلي رب هذه المدينة.
قال: أ و لم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة! يا بني إنهم و الله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتي يخرج الدم. فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمر وسطها.
5» قال: فلي إليكم حاجة! قالوا: و ما هي! قال: تصبرون ها هنا إلي اختلاط الظلام- قال- فجلسوا- قال- فبعث ابنته، و قال: جيئي لهم بخبز، و جيئي لهم بماء في القربة«، و جيئي لهم عباء يتغطون بها من البرد.
فلما أن ذهبت الابنة أقبل المطر بالوادي، فقال لوط: الساعة يذهب بالصبيان الوادي. فقال: قوموا حتي نمضي. و جعل لوط يمشي في أصل الحائط، و جعل جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل يمشون وسط الطريق. فقال: يا
-----------------------------------
2- الكافي 5: 544/ 5.
(1) أي يعتاد المجيء إليهم كلّ يوم.
(2) في المصدر: أنّه.
(3) قال المجلسي: لعلّ المعني أنّه کان- إبليس- أوّلا معلّم هذا الفعل حيث علّمه ذلک الرجل، ثمّ صار ذلک الرجل معلّم النّاس. و استظهر كونها تصحيف (عمله). مرآة العقول 20: 391.
(4) تنكّب: عدل. «الصحاح- نكب- 1: 228».
(5) في المصدر: القرعة.
صفحه : 122
اللهبني، امشوا هاهنا. فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها. و کان لوط يستغنم الظلام، و مر إبليس، فأخذ من حجر امرأة صبيا فطرحه في البئر، فتصايح أهل المدينة كلهم علي باب لوط، فلما أن نظروا إلي الغلمان في منزل لوط، قالوا: يا لوط، قد دخلت في عملنا. فقال: هؤلاء ضيفي، فلا تفضحوني في ضيفي. قالوا: هم ثلاثة، خذ واحدا و أعطنا اثنين- قال- فأدخلهم الحجرة، و قال لو أن لي أهل بيت يمنعونني منكم».}
قال: «و تدافعوا علي الباب، و كسروا باب لوط، و طرحوا لوطا، فقال له جبرئيل: إِنّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ
فأخذ كفا من بطحاء، فضرب بها وجوههم، و قال: شاهت الوجوه«1»، فعمي أهل المدينة كلهم، و قال لهم لوط: يا رسل ربي، فما أمركم ربي فيهم! قالوا: أمرنا أن نأخذهم بالسحر. قال: فلي إليكم حاجة قالوا: و ما حاجتك!
قال: تأخذونهم الساعة، فاني أخاف أن يبدو لربي فيهم، فقالوا يا لوط: إِنَّ مَوعِدَهُمُ الصُّبحُ أَ لَيسَ الصُّبحُ بِقَرِيبٍ
لمن يريد أن يأخذ، فخذ أنت بناتك و امض ودع امرأتك».
فقال أبو جعفر (عليه السلام): رحم الله لوطا، لو يدري من معه في الحجرة لعلم أنه منصور حيث يقول: لَو أَنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أَو آوِي إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ
أي ركن أشد من جبرئيل معه في الحجرة؟ فقال الله عز و جل لمحمد (صلي الله عليه و آله) وَ ما هِيَ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ من ظالمي أمتك، إن علموا ما عمل قوم لوط». قال: «و قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): من ألح في وطء الرجال لم يمت حتي يدعو الرجال إلي نفسه».
3] 6315/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن محمّد بن أبي حمزة، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول لوط (عليه السلام): هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم
.
قال: «عرض عليهم التزويج».
4] 7315/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن سعيد، عن محمّد بن سليمان، عن ميمون البان، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقرئ عنده آيات من هود، فلما بلغ وَ أَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ مَنضُودٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَ ما هِيَ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ
قال: فقال: «من مات مصرا علي اللواط لم يمت حتي يرميه الله بحجر من تلك الحجارة، تكون فيه منيته، و لا يراه أحد».
5] 8315/[- الشيخ: بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن موسي بن عبد الملك، و الحسين بن علي بن يقطين، و موسي بن عبد الملك، عن رجل، قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن إتيان الرجل المرأة من خلفها.
فقال: «أحلتها آية من كتاب الله عز و جل، قول لوط: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم
و قد علم أنهم لا يريدون الفرج».
-----------------------------------
3- الكافي 5: 548/ 7. 4- الكافي 5: 548/ 9. 5- التهذيب 7: 414/ 1659.
(1) شاهت الوجوه: قبحت. «الصحاح- شوه- 6: 2238».
صفحه : 123
6] 9315/[- إبن بابويه: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن إبن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: فَضَحِكَت فَبَشَّرناها بِإِسحاقَ
.
قال: «حاضت».
7] 0415/[- علي بن إبراهيم، قال: أخبرنا الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما بعث الله نبيا بعد لوط إلا في عز من قومه».
8] 1415/[- و عنه، قال: حدثني محمّد بن جعفر، قال: حدثنا محمّد بن أحمد، عن محمّد بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في قوله تعالي: قُوَّةً
.
قال: «القوة: القائم (عليه السلام)، و الركن الشديد: ثلاثمائة و ثلاثة عشر».
9] 2415/[- و عنه، قال: حدثني أبي، عن سليمان الديلمي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله:
وَ أَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ مَنضُودٍ مُسَوَّمَةً
.
قال: «ما من عبد يخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط إلا رماه الله جندلة من تلك الحجارة، تكون منيته فيها، و لكن الخلق لا يرونه».
10] 3415/[- العياشي: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن الله تبارك و تعالي لما قضي عذاب قوم لوط و قدره، أحب أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم، يسلي به مصابه بهلاك قوم لوط- قال- فبعث الله رسلا إلي إبراهيم يبشرونه بإسماعيل- قال- فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم و خاف أن يكونوا سراقا، فلما رأته الرسل فزعا مذعورا فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنّا مِنكُم وَجِلُونَ قالُوا لا تَوجَل إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ
«1»» قال أبو جعفر (عليه السلام): «و الغلام العليم هو إسماعيل من«2» هاجر.
فقال إبراهيم للرسل: أَ بَشَّرتُمُونِي عَلي أَن مَسَّنِيَ الكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرناكَ بِالحَقِّ فَلا تَكُن مِنَ القانِطِينَ
«3» قال إبراهيم للرسل: فَما خَطبُكُم بعد البشارة قالُوا إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومٍ مُجرِمِينَ«4» قوم لوط إنهم كانوا قوما فاسقين لننذرهم عذاب رب العالمين». قال أبو جعفر (عليه السلام): «قال إبراهيم:
-----------------------------------
6- معاني الآخبار: 224/ 1. 7- تفسير القمي 1: 335. 8- تفسير القمي 1: 335. 9- تفسير القمي 1: 336. [.....] 10- تفسير العياشي 2: 152/ 44 و 45.
(1) الحجر 15: 52- 53.
(2) في المصدر: بن.
(3) الحجر 15: 54- 55.
(4) الحجر 15: 57- 58.
صفحه : 124
اللهإِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهلَهُ إِلَّا امرَأَتَهُ}
«1»، قَدَّرنا إِنَّها لَمِنَ الغابِرِينَ«2».
فلما عذبهم الله أرسل إلي إبراهيم رسلا يبشرونه بإسحاق، و يعزونه بهلاك قوم لوط، و ذلک قوله: وَ لَقَد جاءَت رُسُلُنا إِبراهِيمَ بِالبُشري قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ
قوم منكرون«3» فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍ يعني زكيا مشويا نضيجا فَلَمّا رَأي أَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُم وَ أَوجَسَ مِنهُم خِيفَةً قالُوا لا تَخَف إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومِ لُوطٍ وَ امرَأَتُهُ قائِمَةٌ». قال أبو جعفر (عليه السلام): «إنما عني سارة قائمة فَبَشَّرناها بِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَ فضحكت«4» يعني فعجبت من قولهم- و في رواية أبي عبد الله (عليه السلام): فَضَحِكَت قال: حاضت- و قالت: يا وَيلَتي أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بَعلِي شَيخاً إِنَّ هذا لَشَيءٌ عَجِيبٌ إلي قوله: حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
فلما جاءت إبراهيم البشارة بإسحاق، فذهب عنه الروح، أقبل يناجي ربه في قوم لوط و يسأله كشف البلاء عنهم، فقال الله تعالي: يا إِبراهِيمُ أَعرِض عَن هذا إِنَّهُ قَد جاءَ أَمرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُم آتِيهِم عَذابٌ
بعد طلوع الشمس من يومك محتوما غَيرُ مَردُودٍ».
11] 4415/[- عن أبي يزيد الحمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله بعث أربعة أملاك بإهلاك قوم لوط:
جبرئيل، و ميكائيل، و إسرافيل، و كروبيل، فمروا بإبراهيم و هم معتمون، فسلموا عليه فلم يعرفهم، و رأي هيئة حسنة، فقال: لا يخدم هؤلاء إلا أنا بنفسي، و کان صاحب أضياف، فشوي لهم عجلا سمينا حتي أنضجه، ثم قربه إليهم، فلما وضعه بين أيديهم رأي أيديهم لا تصل إليه نكرهم و أوجس منهم خيفة. فلما رأي ذلک جبرئيل حسر العمامة عن وجهه، فعرفه إبراهيم، فقال له: أنت هو! قال: نعم، و مرت امرأته سارة فبشرها بإسحاق، و من وراء إسحاق يعقوب، قالت ما قال الله، و أجابوها بما في الكتاب.
فقال إبراهيم: فيما جئتم! قالوا، في هلاك قوم لوط. فقال لهم: إن کان فيها مائة من المؤمنين، أ تهلكونهم!
فقال له جبرئيل: لا. قال: فإن كانوا خمسين! قال: لا. قال: فإن كانوا ثلاثين! قال: لا. قال: فإن كانوا عشرين! قال: لا قال: فإن كانوا عشرة! قال: لا. قال: فإن كانوا خمسة! قال: لا. قال: فإن كانوا واحدا! قال: لا. قال: إن فيها لوطا. قالوا نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهلَهُ إِلَّا امرَأَتَهُ كانَت مِنَ الغابِرِينَ
«5» ثم مضوا».
قال: و قال الحسن بن علي: لا أعلم هذا القول إلا و هو يستبقيهم، و هو قول الله: يُجادِلُنا فِي قَومِ لُوطٍ
.
عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله، و زاد فيه: «فقال: كلوا، فقالوا: إنا لا نأكل حتي تخبرنا ما ثمنه، فقال: إذا أكلتم فقولوا: بسم الله، و إذا فرغتم فقولوا: الحمد لله». قال: «فالتفت جبرئيل إلي أصحابه، و كانوا
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 153/ 46.
(1) العنكبوت 29: 32.
(2) الحجر 15: 60.
(3) هذا اللفظ في سورة الذاريات 51: 25.
(4) قوله: (فضحكت) في الآية مقدّم علي قوله (فبشّرناها) و أخّر هنا للتفسير.
(5) العنكبوت 29: 32. 1»
صفحه : 125
اللهأربعة رئيسهم جبرئيل، فقال: حق الله أن يتخذه خليلا»«.
12] 5415/[- عن عبد الله بن سنان، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول: جاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍ
.
قال: «مشويا نضيجا.»
13] 6415/[- عن الفضل بن أبي قرة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «أوحي الله إلي إبراهيم: أنه سيولد لك. فقال لسارة، فقالت: أ ألد و أنا عجوز! فأوحي الله إليه: أنها ستلد و يعذب أولادها أربعمائة سنة بردها الكلام علي». قال: «فلما طال علي بني إسرائيل العذاب ضجوا و بكوا إلي الله أربعين صباحا، فأوحي الله إلي موسي و هارون أن يخلصهم من فرعون، فحط عنهم سبعين و مائة سنة».
قال: و قال أبو عبد الله (عليه السلام): «هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا، فأما إذا لم تكونوا فإن الأمر ينتهي إلي منتهاه».
14] 7415/[- عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) مر بقوم فسلم عليهم، فقالوا: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته و رضوانه، فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تجاوزوا بنا ما قالت الأنبياء لأبينا إبراهيم (عليه السلام)، إنما قالوا: رَحمَتُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
».
و روي الحسن بن محمّد مثله، غير أنه قال: «ما قالت الملائكة لأبينا (عليه السلام)».
15] 8415/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن إبن محبوب، عن جميل، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «مر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بقوم فسلم عليهم، فقالوا:
عليك السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته و رضوانه. فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تجاوزوا بنا مثل ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم (عليه السلام)، إنما قالوا: رَحمَتُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ
».
16] 9415/[- العياشي: عن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: إِنَّ إِبراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ
. قال: «دعاء».
عن زرارة، و حمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام)، مثله.
17] 0515/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن زرارة،
-----------------------------------
12- تفسير العيّاشي 2: 154/ 48. 13- تفسير العيّاشي 2: 154/ 49. 14- تفسير العيّاشي 2: 154/ 50. [.....] 15- الكافي 2: 472/ 13. 16- تفسير العيّاشي 2: 154/ 51. 17- الكافي 2: 338/ 1.
(1) تفسير العيّاشي 2: 153/ 47.
صفحه : 126
اللهعليعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «الأواه هو الدعاء».
18] 1515/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: «إن إبراهيم (عليه السلام) جادل في قوم لوط، و قال: إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيها
«1» فزاده إبراهيم، فقال جبرئيل: يا إِبراهِيمُ أَعرِض عَن هذا إِنَّهُ قَد جاءَ أَمرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُم آتِيهِم عَذابٌ غَيرُ مَردُودٍ».
19] 2515/[- عن أبي يزيد الحمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله تعالي بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط: جبرئيل، و ميكائيل، و إسرافيل، و كروبيل، فأتوا لوطا و هو في زراعة قرب القرية، فسلموا عليه و هم معتمون، فلما رآهم رأي هيئة حسنة، عليهم ثياب بيض، و عمائم بيض، فقال لهم: المنزل! فقالوا: نعم. فتقدمهم و مشوا خلفه، فندم علي عرضه المنزل عليهم، فقال: أي شيء صنعت، آتي بهم قومي و أنا أعرفهم!؟.
2» فالتفت إليهم فقال لهم: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله. فقال جبرئيل«: لا تعجل عليهم حتي يشهد عليهم ثلاث مرات. فقال جبرئيل: هذه واحدة. ثم مضي ساعة، ثم التفت إليهم، فقال: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله.
فقال جبرئيل: هذه الثانية، ثم مشي، فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم، فقال: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله. فقال جبرئيل: هذه الثالثة.
3» ثم دخل و دخلوا معه حتي دخل منزله، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة، فصعدت فوق السطح فصفقت«، فلم يسمعوا، فدخنت، فلما رأو الدخان أقبلوا يهرعون حتي جاءوا إلي الباب، فنزلت المرأة إليهم و قالت: عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم. فجاءوا إلي الباب ليدخلوها، فلما رآهم لوط قام إليهم، فقال لهم: يا قوم فَاتَّقُوا اللّهَ وَ لا تُخزُونِ فِي ضَيفِي أَ لَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشِيدٌ
و قال: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فدعاهم إلي الحلال، فقالوا: ما لَنا فِي بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَ إِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُرِيدُ قال لهم: لَو أَنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أَو آوِي إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ- قال- فقال جبرئيل: لو يعلم أي قوة له.- فقال- فكاثروه حتي دخلوا المنزل، فصاح به جبرئيل، و قال: يا لوط دعهم يدخلون، فلما دخلوا أهوي جبرئيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم، و هو قول الله:
فَطَمَسنا أَعيُنَهُم
«4».
ثم ناداه جبرئيل: إِنّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوا إِلَيكَ فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللَّيلِ
و قال له جبرئيل: إنا بعثنا في إهلاكهم فقال: يا جبرئيل، عجل، فقال: إِنَّ مَوعِدَهُمُ الصُّبحُ أَ لَيسَ الصُّبحُ بِقَرِيبٍ فأمره فتحمل و من معه إلا امرأته، ثم اقتلعها- يعني المدينة- جبرئيل بجناحه من سبع أرضين، ثم رفعها حتي سمع أهل السماء الدنيا نباح
-----------------------------------
18- تفسير العيّاشي 2: 154/ 52. 19- تفسير العيّاشي 2: 155/ 53.
(1) العنكبوت 29: 32.
(2) كذا، و الظاهر فقال اللّه لجبرئيل.
(3) في المصدر: فصعقت.
(4) القمر 54: 37.
صفحه : 127
اللهالكلاب و صراخ الديوك، ثم قلبها و أمطر عليها و علي من حول المدينة حجارة من سجيل».}
20] 3515/[- عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: «إن جبرئيل لما أتي لوطا في هلاك قومه، و دخلوا عليه، و جاءه قومه يهرعون إليه- قال- فوضع يده علي الباب، ثم ناشدهم، فقال: فَاتَّقُوا اللّهَ وَ لا تُخزُونِ فِي ضَيفِي
، قالُوا أَ وَ لَم نَنهَكَ عَنِ العالَمِينَ«1» ثم عرض عليهم بناته بنكاح، فقالوا: ما لَنا فِي بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَ إِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُرِيدُ. قال: فما منكم رجل رشيد!- قال- فأبوا، فقال: لَو أَنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أَو آوِي إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ- قال- و جبرئيل ينظر إليهم فقال: لو يعلم أي قوة له؟ ثم دعاه و أتاه، ففتحوا الباب و دخلوا، فأشار جبرئيل بيده، فرجعوا عميان يلتمسون الجدران بأيديهم، يعاهدون الله لئن أصبحنا لا نستبقي أحدا من آل لوط».
فقال: «فلما قال جبرئيل: إِنّا رُسُلُ رَبِّكَ
قال له لوط: يا جبرئيل، عجل. قال: نعم. ثم قال: يا جبرئيل، عجل. قال: الصبح موعدهم، أليس الصبح بقريب! ثم قال جبرئيل: يا لوط، اخرج منها أنت و ولدك حتي تبلغ موضع كذا و كذا. فقال: جبرئيل، إن حمراتي حمرات ضعاف. قال: ارتحل فاخرج منها. فارتحل حتي إذا کان السحر نزل إليها جبرئيل، فأدخل جناحه تحتها حتي إذا استقلت«2» قلبها عليهم، و رمي جبرئيل المدينة بحجارة من سجيل، و سمعت امرأة لوط الهدة، فهلكت منها».
21] 4515/[- عن صالح بن سعد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: لَو أَنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أَو آوِي إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ
.
3» قال: «قوة: القائم (عليه السلام)، و الركن الشديد: الثلاثمائة و ثلاثة عشر أصحابه»«.
22] 5515/[- عن الحسين بن علي بن يقطين، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن إتيان الرجل المرأة من خلفها.
قال: «أحلتها آية في كتاب الله، قول لوط: هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم
و قد علم أنهم ليس الفرج يريدون».
23] 6515/[- عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) سأل جبرئيل (عليه السلام): كيف کان مهلك قوم لوط!
فقال: يا محمّد، إن قوم لوط كانوا أهل قرية لا يتنظفون من الغائط، و لا يتطهرون من الجنابة، بخلاء أشحاء
-----------------------------------
20- تفسير العيّاشي 2: 156/ 54. 21- تفسير العيّاشي 2: 156/ 55. 22- تفسير العيّاشي 2: 157/ 56. 23- تفسير العيّاشي 2: 157/ 57. [.....]
(1) الحجر 15 70.
(2) أي ارتفعت.
(3) أي إنّه تمنّي قوّة مثل قوّة القائم (عليه السّلام) و أصحابنا مثل أصحابه، يدلّ عليه الحديث الآتي برقم (27) عن كمال الدين: 673/ 26.
صفحه : 128
اللهعلي الطعام، و إن لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة، و إنما کان نازلا عليهم و لم يكن منهم، و لا عشيرة له فيهم و لا قوم، و إنه دعاهم إلي الإيمان بالله و اتباعه، و کان ينهاهم عن الفواحش، و يحثهم علي طاعة الله فلم يجيبوه، و لم يتبعوه.}
1» و إن الله لما هم بعذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا و نذرا، فلما عتوا عن أمره بعث الله إليهم ملائكة ليخرجوا من کان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا« فيها غير بيت من المسلمين فأخرجوهم منها، و قالوا للوط: فَأَسرِ بِأَهلِكَ
في هذه الليلة بِقِطعٍ مِنَ اللَّيلِ وَ اتَّبِع أَدبارَهُم وَ لا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ وَ امضُوا حَيثُ تُؤمَرُونَ«2».
قال: فلما انتصف الليل سار لوط ببناته، و تولت امرأته مدبرة فانطلقت إلي قومها تسعي بلوط، و تخبرهم أن لوطا قد سار ببناته.
و إني نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر: يا جبرئيل، حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط اليوم، فاهبط إلي قرية قوم لوط و ما حوت فاقتلعها من تحت سبع أرضين، ثم اعرج بها إلي السماء، ثم أوقفها حتي يأتيك أمر الجبار في قلبها، ودع منها آية بينة- منزل لوط- عبره للسيارة.
3»4» فهبطت علي أهل القرية الظالمين، فضربت بجناحي الأيمن علي ما حوي عليه شرقها، و ضربت بجناحي الأيسر علي ما حوي غربها، فاقتلعتها- يا محمّد- من تحت سبع أرضين إلا منزل لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها في خوافي« جناحي إلي السماء، و أوقفتها حتي سمع أهل السماء زقاء« ديوكها و نباح كلابها فلما أن طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش: يا جبرئيل، اقلب القرية علي القوم المجرمين، فقلبتها عليهم حتي صار أسفلها أعلاها، و أمطر الله عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك، و ما هي- يا محمّد- من الظالمين من أمتك ببعيد».
5»6» قال: «فقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا جبرئيل، و أين كانت قريتهم من البلاد! قال: کان موضع قريتهم إذ ذلک في موضع« بحيرة طبرية« اليوم، و هي في نواحي الشام.
فقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا جبرئيل، أ رأيت حيث قلبتها عليهم في أي موضع من الإرض وقعت القرية و أهلها! فقال: يا محمّد، وقعت فيما بين الشام إلي مصر، فصارت تلالا في البحر».
-----------------------------------
(1) في «س»: وجدنا.
(2) الحجر 15: 65.
(3) الخوافي: الريش الصغار الّتي في جناح الطير عند القوادم. «مجمع البحرين- خفا- 1: 129».
(4) زقا الصّدي يزقو و يزقي زقاء: أي صاح. «الصحاح- زقا- 6: 2368».
(5) في «ط» و المصدر زيادة: الحيرة و.
(6) بحيرة طبريّة: بركة تحيط بها الجبال، تصب إليها فضلات أنهار كثيرة، و مدينة طبريّة مشرفة عليها، و هي من أعمال الأردن. «معجم البلدان 1: 351 و 4: 17».
صفحه : 129
24] 7515/[- عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: «إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل مظلما قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «و هكذا قراءة أمير المؤمنين (عليه السلام)».
25] 8515/[- عن ميمون البان، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقرئ عنده آيات من هود، فلما بلغ وَ أَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجِّيلٍ مَنضُودٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَ ما هِيَ مِنَ الظّالِمِينَ بِبَعِيدٍ
قال: «من مات مصرا علي اللواط لم يمت حتي يرميه الله بحجر من تلك الحجارة، تكون فيه منيته، و لا يراه أحد».
26] 9515/[- عن السكوني، عن أبي جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال: «قال النبي (صلي الله عليه و آله): لما عمل قوم لوط ما عملوا، بكت الإرض إلي ربها حتي بلغت دموعها إلي السماء، و بكت السماء حتي بلغت دموعها العرش، فأوحي الله إلي السماء أن احصبيهم، و أوحي إلي الإرض أن اخسفي بهم».
27] 0615/[- إبن بابويه: بإسناده عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «ما کان قول لوط (عليه السلام) لقومه: لَو أَنَّ لِي بِكُم قُوَّةً أَو آوِي إِلي رُكنٍ شَدِيدٍ
إلا تمنيا لقوة القائم (عليه السلام)، و ما الركن«1» إلا شدة أصحابه، فإن الرجل منهم ليعطي قوة أربعين رجلا، و إن قلبه أشد من زبر الحديد، و لو مروا بجبال الحديد لتدكدكت، و لا يكفون سيوفهم حتي يرضي الله عز و جل».
5161/[28]- و قال علي بن إبراهيم، في قوله: وَ جاءَهُ قَومُهُ يُهرَعُونَ إِلَيهِ أي يسرعون و يعدون. و قال في قوله تعالي مُسَوَّمَةً: أي منقطة«2».
قوله تعالي:
وَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ وَ لا تَنقُصُوا المِكيالَ وَ المِيزانَ إِنِّي أَراكُم بِخَيرٍ وَ إِنِّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحِيطٍ وَ يا قَومِ أَوفُوا المِكيالَ وَ المِيزانَ بِالقِسطِ وَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ- إلي قوله
-----------------------------------
24- تفسير العيّاشي 2: 158/ 58. 25- تفسير العيّاشي 2: 158/ 59. 26- تفسير العيّاشي 2: 159/ 60. 27- كمال الدين و تمام النعمة: 673/ 26. 28- تفسير القمّي 1: 335 و 336. [.....]
(1) في المصدر: و لا ذكر.
(2) في المصدر: منقوطة.
صفحه : 130
تعالي- وَ ما زادُوهُم غَيرَ تَتبِيبٍ [84- 101] 5162/[1]- علي بن إبراهيم، قال: بعث الله شعيبا إلي مدين، و هي قرية علي طريق الشام، فلم يؤمنوا به، و حكي الله قولهم، قال: يا شُعَيبُ أَ صَلاتُكَ تَأمُرُكَ أَن نَترُكَ ما يَعبُدُ آباؤُنا إلي قوله: الحَلِيمُ الرَّشِيدُ.
قال: قالوا: إنك لأنت السفيه الجاهل. فكني الله عز و جل قولهم فقال: إِنَّكَ لَأَنتَ الحَلِيمُ الرَّشِيدُ و إنما أهلكهم الله بنقص المكيال و الميزان، قال: يا قَومِ أَ رَأَيتُم إِن كُنتُ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّي وَ رَزَقَنِي مِنهُ رِزقاً حَسَناً وَ ما أُرِيدُ أَن أُخالِفَكُم إِلي ما أَنهاكُم عَنهُ إِن أُرِيدُ إِلَّا الإِصلاحَ مَا استَطَعتُ وَ ما تَوفِيقِي إِلّا بِاللّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَ إِلَيهِ أُنِيبُ.
ثم قال علي بن إبراهيم: ثم ذكرهم و خوفهم بما نزل بالأمم الماضية، فقال: يا قَومِ لا يَجرِمَنَّكُم شِقاقِي أَن يُصِيبَكُم مِثلُ ما أَصابَ قَومَ نُوحٍ أَو قَومَ هُودٍ أَو قَومَ صالِحٍ وَ ما قَومُ لُوطٍ مِنكُم بِبَعِيدٍ، قالُوا يا شُعَيبُ ما نَفقَهُ كَثِيراً مِمّا تَقُولُ وَ إِنّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً و کان قد ضعف بصره وَ لَو لا رَهطُكَ لَرَجَمناكَ وَ ما أَنتَ عَلَينا بِعَزِيزٍ إلي قوله: إِنِّي مَعَكُم رَقِيبٌ. أي انتظروا. فبعث الله عليهم صيحة فماتوا، و هو قوله: وَ لَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا شُعَيباً وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَ أَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحُوا فِي دِيارِهِم جاثِمِينَ كَأَن لَم يَغنَوا فِيها أَلا بُعداً لِمَديَنَ كَما بَعِدَت ثَمُودُ.
2] 3615/[- العياشي: عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: إِنِّي أَراكُم بِخَيرٍ
.
قال: «کان سعرهم رخيصا».
3] 4615/[- عن محمّد بن الفضيل، عن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن انتظار الفرج.
فقال: «أو ليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج!- ثم قال- إن الله تبارك و تعالي يقول: وَ ارتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُم رَقِيبٌ
».
4] 5615/[- إبن بابويه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن مسعود، قال: حدثني أبو صالح خلف بن حماد الكشي، قال: حدثنا سهل بن زياد، قال: حدثني محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال الرضا (عليه السلام): «ما أحسن الصبر و انتظار الفرج، أما سمعت قول الله عز و جل: وَ ارتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُم رَقِيبٌ
و فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ«1» فعليكم
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 337. 2- تفسير العيّاشي 2: 159/ 61. 3- تفسير العيّاشي 2: 159/ 62. 4- كمال الدين و تمام النعمة: 645/ 5.
(1) الأعراف 7: 71، يونس 10: 102.
صفحه : 131
اللهبالصبر فإنه إنما يجيء الفرج علي اليأس، فقد کان الّذين من قبلكم اصبر منكم».}
5] 6615/[- و عنه: عن علي بن عبد الله الوراق، و محمّد بن أحمد السناني، و علي بن أحمد بن محمّد (رضي الله عنهم)، قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن جعفر بن سليمان البصري، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد (عليه السلام)، قال: قلت: فقوله عز و جل: وَ ما تَوفِيقِي إِلّا بِاللّهِ
و قوله عز و جل: إِن يَنصُركُمُ اللّهُ فَلا غالِبَ لَكُم وَ إِن يَخذُلكُم فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِن بَعدِهِ«1».
2» فقال: «إذا فعل العبد ما أمره الله عز و جل به من الطاعة، کان فعله وفقا لأمر الله عز و جل، و سمي العبد به موفقا، و إذا أراد العبد أن يدخل في شيء من معاصي الله، فحال الله تبارك و تعالي بينه و بين تلك المعصية فتركها، کان تركه لها بتوفيق الله تعالي ذكره، و متي خلي بينه و بين تلك المعصية فلم يحل بينه و بينها حتي يرتكبها«، فقد خذله و لم ينصره و لم يوفقه».
5167/[6]- و قال علي بن إبراهيم: ثم ذكر عز و جل قصة موسي (عليه السلام): فقال: وَ لَقَد أَرسَلنا مُوسي بِآياتِنا وَ سُلطانٍ مُبِينٍ إلي قوله تعالي وَ أُتبِعُوا فِي هذِهِ لَعنَةً يعني الهلاك و الغرق وَ يَومَ القِيامَةِ بِئسَ الرِّفدُ المَرفُودُ أي يرفدهم الله بالعذاب. ثم قال لنبيه (صلي الله عليه و آله): ذلِكَ مِن أَنباءِ القُري أي أخبارها نَقُصُّهُ عَلَيكَ يا محمّد مِنها قائِمٌ وَ حَصِيدٌ إلي قوله: وَ ما زادُوهُم غَيرَ تَتبِيبٍ أي غير تخسير.
7] 8615/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قرأ «فمنها قائما و حصيدا» بالنصب، ثم قال:
« يا أبا محمّد، لا يکون حصيدا إلا بالحديد».
و
في رواية اخري:3» «فمنها قائم و حصيد. أ يکون الحصيد إلا بالحديد»«.
قوله تعالي:
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَن خافَ عَذابَ الآخِرَةِ ذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ [103] 5169/[1]- علي بن إبراهيم: أي يشهد عليهم الأنبياء و الرسل.
-----------------------------------
5- التوحيد: 241/ 1. 6- تفسير القمّي 1: 337. 7- تفسير العيّاشي 2: 159/ 63. 1- تفسير القمّي 1: 338.
(1) آل عمران 3: 160.
(2) في «س»، «ط»: يتركها.
(3) تفسير العيّاشي 2: 159/ 64. و في نور الثقلين 2: 394/ 205 هذه الرواية بالنصب أيضا. [.....]
صفحه : 132
2] 0715/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيي و محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن صفوان بن يحيي، عن إسماعيل بن جابر، عن رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في قول الله عز و جل: ذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ
.
قال: «المشهود: يوم عرفة، و المجموع له النّاس: يوم القيامة».
3] 1715/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن محمّد بن هاشم، عمن روي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عز و جل: وَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ
«1».
فقال: أبو جعفر (عليه السلام): «و ما قيل لك!» فقال: قالوا: الشاهد: يوم الجمعة، و المشهود: يوم عرفة. فقال أبو جعفر (عليه السلام): ليس کما قيل لك، الشاهد: يوم عرفة، و المشهود: يوم القيامة، أما تقرأ القرآن! قال الله عز و جل:
ذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ
».
4] 2715/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال: في قول الله عز و جل: ذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ
.
قال: «فذلك يوم القيامة، و هو اليوم الموعود».
قوله تعالي:
يَومَ يَأتِ لا تَكَلَّمُ نَفسٌ إِلّا بِإِذنِهِ فَمِنهُم شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُم فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الجَنَّةِ- إلي قوله تعالي- غَيرَ مَجذُوذٍ [105- 108]
1] 3715/[- الحسين بن سعيد الأهوازي، في كتاب (الزهد): عن النضر بن سويد، عن درست، عن أبي جعفر الأحول، عن حمران، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنه بلغنا أنه يأتي علي جهنم حتي تصفق أبوابها. فقال: «لا
-----------------------------------
2- معاني الأخبار: 298/ 1. 3- معاني الأخبار: 1: 299/ 5. 4- تفسير العيّاشي 2: 159/ 65. 1- كتاب الزهد: 98/ 265.
(1) البروج 85: 3.
صفحه : 133
اللهو الله إنه الخلود».}
قلت: خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ
! فقال: «هذه في الّذين يخرجون من النار».
2] 4715/[- و عنه، قال: حدثنا فضالة، عن القاسم بن بريد، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الجهنميين.
فقال: «کان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: يخرجون منها فينتهي بهم إلي عين عند باب الجنة. تسمي عين الحيوان، فينضح عليهم من مائها، فينبتون کما ينبت الزرع، تنبت لحومهم و جلودهم و شعورهم».
3] 5715/[- و عنه: عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان، عن أديم أخي أيوب، عن حمران، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنهم يقولون: لا تعجبون من قوم يزعمون أن الله يخرج قوما من النار فيجعلهم من أصحاب الجنة مع أوليائه.
فقال: «أما يقرءون قول الله تبارك و تعالي: وَ مِن دُونِهِما جَنَّتانِ
«1» إنها جنة دون جنة، و نار دون نار، إنهم لا يساكنون أولياء الله- و قال- إن بينهما و الله منزلة«2»، و لكن لا أستطيع أن أتكلم، إن أمرهم لأضيق من الحلقة، إن القائم إذ اقام بدأ بهؤلاء».
4] 6715/[- و عنه: عن فضالة، عن عمر بن أبان، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عمن ادخل في النار، ثم اخرج منها: ثم ادخل الجنة.
3» فقال: «إن شئت حدثتك بما کان يقول فيه أبي، قال: إن أناسا يخرجون من النار بعد ما كانوا حمما«، فينطلق بهم إلي نهر عند باب الجنة، يقال له: الحيوان، فينضح عليهم من مائه فتنبت لحومهم و دماؤهم و شعورهم».
5] 7715/[- و عنه: عن فضالة، عن عمر بن أبان، قال: سمعت عبدا صالحا يقول في الجهنميين: «إنهم يدخلون النار بذنوبهم، و يخرجون بعفو الله».
6] 8715/[- و عنه: عن عثمان بن عيسي، عن إبن مسكان، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)
-----------------------------------
2- كتاب الزهد: 95/ 256. 3- كتاب الزهد: 95/ 257. 4- كتاب الزهد: 96/ 258. 5- كتاب الزهد: 96/ 259. 6- كتاب الزهد: 96/ 260.
(1) الرحمن 55: 62.
(2) في المصدر نسخة بدل: منزلتين.
(3) في المصدر نسخة بدل: حميما.
صفحه : 134
اللهعلييقول:1»2» «إن قوما يحرقون بالنار حتي إذا صاروا حمما« أدركتهم الشفاعة- قال- فينطلق بهم إلي نهر يخرج من رشح أهل الجنة فيغتسلون فيه، فتنبت لحومهم و دماؤهم، و يذهب عنهم قشف« النار، و يدخلون الجنة، فيسمون الجهنميين فينادون بأجمعهم: اللهم أذهب عنا هذا الاسم- قال- فيذهب عنهم».
ثم قال: « يا أبا بصير، إن أعداء علي هم الخالدون في النار لا تدركهم الشفاعة».
7] 9715/[- و عنه: عن فضالة، عن ربعي، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:3»4» «إن آخر من يخرج من النار لرجل يقال له: همام«، فينادي: يا رباه«، يا حنان، يا منان».
8] 0815/[- و عنه: عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن الأحول، عن حمران، قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:5»6» «إن الكفار و المشركين يرون« أهل التوحيد في النار، فيقولون: ما نري توحيدكم أغني عنكم شيئا، و ما نحن و أنتم إلا سواء- قال- فيأنف لهم الرب عز و جل، فيقول للملائكة: اشفعوا، فيشفعون لمن شاء الله، و يقول للمؤمنين مثل ذلک، حتي إذا لم يبق أحد إلا تبلغه الشفاعة، قال الله تبارك و تعالي: أنا أرحم الراحمين، اخرجوا برحمتي، فيخرجون کما يخرج الفراش»«.
9] 1815/[- العياشي: عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الجَنَّةِ
إلي آخر الآيتين.
قال: «هاتان الآيتان في غير أهل الخلود من أهل الشقاوة و السعادة، إن شاء الله يجعلهم خارجين. و لا تزعم- يا زرارة- إني أزعم ذلک».
10] 2815/[- عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك، قول الله تعالي: خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ
. [لأهل النار، أ فرأيت قوله لأهل الجنة: خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ]! قال: «نعم، إن شاء جعل لهم دينا فردهم، و ما شاء».
و سألته عن قول الله: خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ
. قال: «هذه في الّذين يخرجون من النار».
-----------------------------------
7- كتاب الزهد: 96/ 261. [.....] 8- كتاب الزهد: 97/ 264. 9- تفسير العيّاشي 1: 160/ 67. 10- تفسير العيّاشي 2: 160/ 68.
(1) في المصدر نسخة بدل: حميما.
(2) قشف قشفا: إذا لوّحته الشمس فتغيّر. «الصحاح- قشف- 4: 1616».
(3) و في المصدر نسخة بدل: هام.
(4) في المصدر: ينادي فيها عمرا.
(5) في «ط»: يعبّرون.
(6) في المصدر زيادة: قال ثمّ قال أبو جعفر (عليه السّلام)، ثمّ مدّت العمد و أعمدت (و أصمدت) عليهم و کان و اللّه الخلود.
صفحه : 135
11] 3815/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: فَمِنهُم شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ
.
1» قال: «في ذكر أهل النار استثناء، و ليس في ذكر أهل الجنة استثناء« وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍ
».
2» و في رواية اخري: عن حماد، عن حريز عن أبي عبد الله (عليه السلام) «عطاء غير مجدود» بالدال«.
12] 4815/[- عن مسعدة بن صدقة، قال:3» قص أبو عبد الله (عليه السلام) قصص أهل الميثاق، من أهل الجنة و أهل النار، فقال في صفات أهل الجنة: «فمنهم من لقي الله شهيدا لرسله». ثم مر« في صفتهم حتي بلغ من قوله: «ثم جاء الاستثناء من الله في الفريقين جميعا، فقال الجاهل بعلم التفسير: إن هذا الاستثناء من الله إنما هو لمن دخل الجنة و النار، و ذلک أن الفريقين جميعا يخرجان منهما، فيبقيان و ليس فيهما أحد. و كذبوا، لكن عني بالاستثناء أن ولد آدم كلهم و ولد الجان معهم علي الإرض، و السماوات تظلهم، فهو ينقل المؤمنين حتي يخرجهم إلي ولاية الشياطين، و هي النار، فذلك ألذي عني الله في أهل الجنة و أهل النار: ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ
يقول:
في الدنيا، و الله تبارك و تعالي ليس بمخرج أهل الجنة منها أبدا، و لا کل أهل النار منها أبدا، و كيف يکون ذلک و قد قال الله في كتابه: ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً
«4» ليس فيها استثناء!؟ و كذلك قال أبو جعفر (عليه السلام): من دخل في ولاية آل محمّد (عليهم السلام) دخل الجنة، و من دخل في ولاية عدوهم دخل النار، و هذا ألذي عني الله من الاستثناء في الخروج من الجنة و النار و الدخول».
13] 5815/[- إبن بابويه، قال: حدثنا الحسين بن يحيي، عن ضريس البجلي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو جعفر محمّد بن عمارة السكري السرياني، قال: حدثنا إبراهيم بن عاصم بقزوين، قال: حدثنا عبد الله بن هارون الكرخي، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن زيد بن سلام بن عبد الله، قال: حدثني أبي عبد الله بن زيد، قال:
حدثني أبي زيد بن سلام، عن أبيه سلام بن عبد الله، عن عبد الله بن سلام مولي رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنه قال: سألت رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقلت: أخبرني أ يعذب الله عز و جل خلقا بلا حجة! فقال: «معاذ الله عز و جل».
قلت: فأولاد المشركين في الجنة أم في النار! فقال: «إن الله تبارك و تعالي أولي بهم، إنه إذا کان يوم القيامة، و جمع الله عز و جل الخلائق لفصل القضاء يأتي بأولاد المشركين، فيقول لهم: عبيدي و إمائي، من ربكم، و ما
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 160/ 69. 12- تفسير العيّاشي 2: 159/ 66. 13- التوحيد: 390/ 1.
(1) قال المجلسي: ظاهر خبر أبي بصير أنّ في مصحف أهل البيت (عليهم السّلام) لم يكن الاستثناء في حال أهل الجنّة بل کان فيه (خالدين فيها ما دامت السماوات و الإرض عطاء غير مجذوذ) و إنّما زيد في الخبر من النسّاخ «بحار الأنوار 8: 349/ 10. و سيأتي عن الصادق (عليه السّلام) تفسير للاستثناء في الحديث (12).
(2) تفسير العيّاشي 2: 161/ 70. [.....]
(3) في المصدر: من.
(4) الكهف 18: 3. 1»2»
صفحه : 136
اللهدينكم، و ما أعمالكم!- قال- فيقولون: اللهم ربنا أنت خلقتنا«، و أنت أمتنا«، و لم تجعل لنا ألسنة ننطق بها، و لا أسماعا نسمع بها، و لا كتابا نقرؤه، و لا رسولا فنتبعه، و لا علم لنا إلا ما علمتنا».
قال: «فيقول لهم عز و جل: عبيدي و إمائي، إن أمرتكم بأمر أ تفعلونه! فيقولون: السمع و الطاعة لك، يا ربنا.
فيأمر الله عز و جل نارا يقال لها الفلق، أشد شيء في جهنم عذابا، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل و الأغلال، فيأمرها الله عز و جل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة، فتنفخ، فمن شدة نفختها تنقطع السماء، و تنطمس النجوم، و تجمد البحار، و تزول الجبال، و تظلم الأبصار، و تضع الحوامل حملها، و تشيب الولدان من هولها يوم القيامة، ثم يأمر الله تبارك و تعالي أطفال المشركين أن يلقوا أنفسهم في تلك النار، فمن سبق له في علم الله عز و جل أن يکون سعيدا، ألقي نفسه فيها، فكانت النار عليه بردا و سلاما، کما كانت علي إبراهيم (عليه السلام)، و من سبق له في علم الله عز و جل أن يکون شقيا، امتنع فلم يلق نفسه في النار، فيأمر الله تبارك و تعالي النار فتلتقطه لتركه أمر الله، و امتناعه من الدخول فيها، فيكون تبعا لآبائه في جهنم، و ذلک قوله عز و جل: فَمِنهُم شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُم فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍ
».
5186/[14]- و قال علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: يَومَ يَأتِ لا تَكَلَّمُ نَفسٌ إِلّا بِإِذنِهِ فَمِنهُم شَقِيٌّ وَ سَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُم فِيها زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها: فهذا في نار الدنيا قبل يوم القيامة: ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ قال: و قوله: وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها يعني في جنان الدنيا الّتي تنقل إليها أرواح المؤمنين ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍ يعني غير مقطوع من نعيم الآخرة في الجنة يکون متصلا به، و هو رد علي من ينكر عذاب القبر و الثواب و العقاب في الدنيا في البرزخ قبل يوم القيامة.
قوله تعالي:
وَ إِنَّ كُلًّا لَمّا لَيُوَفِّيَنَّهُم رَبُّكَ أَعمالَهُم- إلي قوله تعالي- فَاستَقِم كَما أُمِرتَ وَ مَن تابَ مَعَكَ وَ لا تَطغَوا [111- 112] 5187/[1]- علي بن إبراهيم، قال في قوله تعالي: وَ إِنَّ كُلًّا لَمّا لَيُوَفِّيَنَّهُم رَبُّكَ أَعمالَهُم قال: في القيامة،
-----------------------------------
14- تفسير القمّي 1: 338. 1- تفسير القمّي 1: 338.
(1) في المصدر زيادة: و لم نخلق شيئا.
(2) في المصدر زيادة: و لم نمت شيئا.
صفحه : 137
ثم قال لنبيه (صلي الله عليه و آله): فَاستَقِم كَما أُمِرتَ وَ مَن تابَ مَعَكَ وَ لا تَطغَوا أي في الدنيا لا تطغوا.
قوله تعالي:
وَ لا تَركَنُوا إِلَي الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ [113]
1] 8815/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد رفعه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ لا تَركَنُوا إِلَي الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ
.
قال: «هو الرجل يأتي السلطان فيحب بقاءه إلي أن يدخل يده إلي كيسه فيعطيه».
5189/[2]- علي بن إبراهيم، قال: ركون مودة و نصيحة و طاعة.
3] 0915/[- العياشي: عن بعض أصحابنا: قال أحدهم: إنه سئل عن قوله الله: وَ لا تَركَنُوا إِلَي الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ
.
قال: «هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلاء الجائرين».
4] 1915/[- عن عثمان بن عيسي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام): وَ لا تَركَنُوا إِلَي الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ
.
قال: «أما إنه لم يجعلها خلودا و لكن تمسكم النار، فلا تركنوا إليهم».
قوله تعالي:
وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ [114]
5] 2915/[- الشيخ: بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عما فرض الله من الصلاة. فقال: «خمس صلوات في الليل و النهار».
-----------------------------------
1- الكافي 5: 108/ 12. 2- تفسير القمّي 1: 338. 3- تفسير العيّاشي 2: 161/ 71. 4- تفسير العيّاشي 2: 161/ 72. 5- التهذيب 2: 241/ 954.
صفحه : 138
اللهفقلت: هل سماهن و بينهن في كتابه! فقال: «نعم، قال الله عز و جل لنبيه (صلي الله عليه و آله): أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلي غَسَقِ اللَّيلِ}
«1» و دلوكها: زوالها، ففي ما بين دلوك الشمس إلي غسق الليل أربع صلوات، سماهن و بينهن و وقتهن، و غسق الليل: انتصافه. ثم قال: وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً«2» فهذه الخامسة.
و قال في ذلک: وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ
و طرفاه: المغرب و الغداة وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيلِ و هي صلاة العشاء الآخرة، و قال: حافِظُوا عَلَي الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الوُسطي«3» و هي صلاة الظهر، و هي أول صلاة صلاها رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و هي وسط النهار، و وسط صلاتين بالنهار: صلاة الغداة، و صلاة العصر».
و في بعض القراءات: «حافظوا علي الصلوات و الصلاة الوسطي صلاة لعصر و قوموا لله قانتين».
قال: «و نزلت هذه الآية يوم الجمعة، و رسول الله (صلي الله عليه و آله) في سفر، فقنت فيها و تركها علي حالها في السفر و الحضر، و أضاف للمقيم ركعتين، و إنما وضعت الركعتان اللتان أضافهما النبي (صلي الله عليه و آله) يوم الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع الإمام، فمن صلي يوم الجمعة في غير جماعة فليصلها أربع ركعات كصلاة الظهر في سائر الأيام».
2] 3915/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن الفضل بن عثمان المرادي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أربع من كن فيه لم يهلك علي الله بعد هن إلا هالك: يهم العبد بالحسنة أن يعملها، فإن هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته، و إن هو عملها كتب الله له عشرا و يهم بالسيئة أن يعملها، فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء، و إن هو عملها اجل سبع ساعات، و قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات، و هو صاحب الشمال: لا تعجل، عسي أن يتبعها بحسنة تمحوها، فإن الله عز و جل يقول: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ
. أو استغفار، فإن هو قال: أستغفر الله ألذي لا إله إلا هو، عالم الغيب و الشهادة، العزيز الحكيم، الغفور الرحيم، ذا الجلال و الإكرام و أتوب إليه. لم يكتب عليه شيء، و إن مضت سبع ساعات و لم يتبعها بحسنة أو استغفار، قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات:
اكتب علي الشقي المحروم».
3] 4915/[- و عنه: عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ
.
4»5»6» قال: «صلوات« المؤمن بالليل يذهبن« بما عمل من ذنب النهار»«.
-----------------------------------
2- الكافي 2: 313/ 4. 3- الكافي 3: 266/ 10.
(1) الإسراء 17: 78. [.....]
(2) الإسراء 17: 78.
(3) البقرة 2: 238.
(4) في المصدر: صلاة.
(5) في المصدر: تذهب.
(6) في المصدر: بالنهار.
صفحه : 139
4] 5915/[- إبن بابويه، قال: حدثني أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ
، قال: «صلوات المؤمن بالليل يذهبن بما عمل من ذنب النهار».
5] 6915/[- و عنه، قال: حدثني أبي (رحمه الله)، قال: حدثني محمّد بن يحيي، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عمن رواه، عن الحارث بن الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لا يغرنك النّاس من نفسك، فإن الأمر يصل إليك من دونهم، لا تقطع النهار بكذا و كذا، فإن معك من يحفظ عليك. و لم أر شيئا قط أشد طلبا و لا أسرع دركا من الحسنة للذنب العظيم القديم. و لا تستصغر شيئا من الخير فإنك تراه غدا حيث يسرك، و لا تستصغر شيئا من الشر فإنك تراه غدا حيث يسوؤك، إن الله عز و جل يقول:
إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ
».
و روي هذا الحديث المفيد في (أماليه): عن الصادق (عليه السلام)«1».
6] 7915/[- و عنه، قال: حدثني محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر، رفعه إلي أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ
.
قال: «صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار».
7] 8915/[- الحسين بن سعيد، في كتاب (الزهد): عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن يزيد، عن علي بن يعقوب، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):2» «لا يغرنك النّاس من نفسك، فإن الأمر« يصل إليك دونهم، و لا تقطع عنك النهار بكذا و كذا، فإن معك من يحفظ عليك. و لا تستقل قليل الخير فإنك تراه غدا بحيث يسرك، و لا تستقل قليل الشر فإنك تراه غدا بحيث يسوؤك، و أحسن فإني لم أر شيئا أشد طلبا و لا أسرع دركا من حسنة لذنب قديم، فإن الله تبارك و تعالي يقول: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ
».
8] 9915/[- الشيخ في (أماليه) قال: حدثنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه الله)، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيش الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان، قال: حدثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: لما ولي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) محمّد بن
-----------------------------------
4- علل الشرائع: 363/ 7. 5- ثواب الأعمال: 134، الاختصاص: 231. 6- ثواب الأعمال: 42. 7- كتاب الزهد: 16/ 31. 8- الأمالي 1: 24، الغارات: 147.
(1) الأمالي: 67/ 3.
(2) في المصدر: الأجر.
صفحه : 140
اللهأبي بكر مصر و أعمالها، كتب له كتابا، و أمره أن يقرأه علي أهل مصر، و ليعمل بما وصاه به فيه، و کان الكتاب:}
«بسم الله الرحمن الرحيم.
من عبد الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلي أهل مصر، و محمّد بن أبي بكر. سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله ألذي لا إله إلا هو.
أما بعد: فإني أوصيكم بتقوي الله فيما أنتم عنه مسئولون، و إليه تصيرون، فإن الله تعالي يقول: كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهِينَةٌ
«1» و يقول: وَ يُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ وَ إِلَي اللّهِ المَصِيرُ«2» و يقول: فَوَ رَبِّكَ لَنَسئَلَنَّهُم أَجمَعِينَ عَمّا كانُوا يَعمَلُونَ«3» و اعلموا- عباد الله- أن الله عز و جل سائلكم عن الصغير من عملكم و الكبير، فإن يعذب فنحن أظلم، و إن يعف فهو أرحم الراحمين.
يا عباد الله، إن أقرب ما يکون العبد الي المغفرة و الرحمة حين يعمل لله بطاعته و ينصحه بالتوبة، عليكم بتقوي الله فإنها تجمع الخير و لا خير غيرها، و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا و خير الآخرة، قال الله عز و جل: وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوا ما ذا أَنزَلَ رَبُّكُم قالُوا خَيراً لِلَّذِينَ أَحسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ وَ لَنِعمَ دارُ المُتَّقِينَ
«4».
5» اعلموا- عباد الله- أن المؤمن من يعمل لثلاث من الثواب إما لخير [الدنيا]« فإن الله يثيبه بعمله في دنياه، قال الله سبحانه لإبراهيم (عليه السلام): وَ آتَيناهُ أَجرَهُ فِي الدُّنيا وَ إِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ
«6» فمن عمل لله تعالي آتاه أجره في الدنيا و الآخرة، و كفاه المهم فيهما، و قد قال الله تعالي: يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُم لِلَّذِينَ أَحسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَ أَرضُ اللّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّي الصّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ«7» فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الاخرة، قال الله تعالي: لِلَّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌ«8» و الحسني هي الجنة، و الزيادة هي الدنيا.
9» [و إما لخير الآخرة]«، فإن الله تعالي يكفر بكل حسنة سيئة، قال الله عز و جل: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ
حتي إذا کان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم، ثم أعطاهم بكل واحدة عشرة
-----------------------------------
(1) المدثر 74: 38.
(2) آل عمران 3: 28. [.....]
(3) الحجر 15: 92- 93.
(4) النحل 16: 30.
(5) من الغارات.
(6) العنكبوت 29: 27.
(7) الزمر 39: 10.
(8) يونس 10: 26.
(9) من الغارات.
صفحه : 141
اللهأمثالها إلي سبعمائة ضعف، و قال الله عز و جل: جَزاءً مِن رَبِّكَ عَطاءً حِساباً}
«1» و قال: فَأُولئِكَ لَهُم جَزاءُ الضِّعفِ بِما عَمِلُوا وَ هُم فِي الغُرُفاتِ آمِنُونَ«2» فارغبوا في هذا يرحمكم الله، و اعملوا له، و تحاضوا عليه.
و اعلموا- يا عباد الله- أن المتقين حازوا عاجل الخير و آجله، و شاركوا أهل الدنيا في دنياهم، و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، أباحهم الله في الدنيا ما كفاهم به و أغناهم، قال الله عز و جل: قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزقِ قُل هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدُّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمُونَ
«3» سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، و أكلوها بأفضل ما أكلت، و شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات، ما يأكلون، و شربوا من طيبات ما يشربون، و لبسوا من أفضل ما يلبسون، و سكنوا من أفضل ما يسكنون، و تزوجوا من أفضل ما يتزوجون، و ركبوا من أفضل ما يركبون، أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا، و هم غدا جيران الله تعالي، يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون، لا ترد لهم دعوة، و لا ينقص لهم نصيب من اللذة، فإلي هذا- يا عباد الله- يشتاق من کان له عقل، و يعمل له بتقوي الله، و لا حول و لا قوة إلا بالله.
يا عباد الله، إن اتقيتم و حفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد، و ذكرتموه بأفضل ما ذكر، و شكرتموه بأفضل ما شكر، و أخذتم بأفضل الصبر و الشكر، و اجتهدتم أفضل الاجتهاد و إن کان غيركم أطول منكم صلاة، و أكثر منكم صياما، فأنتم أتقي لله منه، و أنصح لاولي الأمر.
احذروا- يا عباد الله- الموت و سكرته، فأعدوا له عدته، فإنه يفجأكم بأمر عظيم، بخير لا يکون معه شر أبدا، و بشر لا يکون معه خيرا أبدا، فمن أقرب إلي الجنة من عاملها! و من أقرب إلي النار من عاملها! إنه ليس أحد من النّاس تفارق روحه جسده حتي يعلم إلي أي المنزلين يصير: إلي الجنة، أم إلي النار، أعدو هو لله أم ولي! فإن کان وليا لله فتحت له أبواب الجنة و شرعت له طرقها، و رأي ما أعد الله له فيها، ففرغ من کل شغل، و وضع عنه کل ثقل، و إن کان عدوا لله فتحت له أبواب النار، و شرعت له طرقها، و نظر إلي ما أعد الله له فيها، و فاستقبل کل مكروه، و ترك کل سرور، کل هذا يکون عند الموت، و عنده يکون بيقين، قال الله تعالي: الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيكُم ادخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنتُم تَعمَلُونَ
«4»، و يقول: الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمِي أَنفُسِهِم فَأَلقَوُا السَّلَمَ ما كُنّا نَعمَلُ مِن سُوءٍ بَلي إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِما كُنتُم تَعمَلُونَ فَادخُلُوا أَبوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئسَ مَثوَي المُتَكَبِّرِينَ«5».
6» يا عباد الله، إن الموت ليس منه فوت، فاحذروه قبل وقوعه، و أعدوا له عدته، فإنكم طرائد« الموت، إن أقمتم له أخذكم، و إن فررتم منه أدرككم، و هو ألزم لكم من ظلكم، الموت معقود بنواصيكم، و الدنيا تطوي خلفكم،
-----------------------------------
(1) النباء 78: 36.
(2) سبأ 34: 37.
(3) الأعراف 7: 32.
(4) النحل 16: 32.
(5) النحل 16: 28- 29.
(6) الطرائد: جمع طريدة، ما طردت من صيد و غيره. «لسان العرب- طرد- 3: 267».
صفحه : 142
اللهفأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات، و كفي بالموت واعظا، و کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت، فيقول أكثروا ذكر الموت، فإنه هادم اللذات، حائل بينكم و بين الشهوات.}
1»2» يا عباد الله، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت، القبر، فاحذروا ضيقه« و ضنكه و ظلمته و غربته، إن القبر يقول کل يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت التراب، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود و الهوام. و القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الإرض: مرحبا و أهلا، قد كنت ممن أحب أن يمشي علي ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك، فيتسع له مد البصر، و إن الكفار إذا دفن قالت له الإرض: لا مرحبا بك و لا أهلا، لقد كنت ممن أبغض أن يمشي« علي ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك، فتضمه حتي تلتقي أضلاعه. و إن المعيشة الضنك الّتي حذر الله منها عدوه: عذاب القبر، إنه يسلط علي الكافر في قبره تسعة و تسعين تنينا، فينهشن لحمه و يكسرن عظمه، و يترددن عليه كذلك إلي يوم يبعث، لو أن تنينا منها نفخ في الإرض لم تنبت زرعا أبدا.
يا عباد الله، إن أنفسكم الضعيفة و أجسادكم الناعمة الرقيقة الّتي يكفيها اليسير تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم و أنفسكم مما لا طاقة لكم به و لا صبر لكم عليه، فاعملوا بما أحب الله، و اتركوا ما كره الله.
3»4»5» يا عباد الله، إن بعد البعث ما هو أشد من القبر، يوم يشيب فيه الصغير، و يسكر منه الكبير، و يسقط فيه الجنين، و تذهل کل مرضعة عما أرضعت، يوم عبوس قمطرير، يوم کان شره مستطيرا، إن فزع ذلک اليوم ليرهب الملائكة الّذين لا ذنب لهم، و ترعد« منه السبع الشداد، و الجبال الأوتاد، و الإرض المهاد، و تنشق السماء فهي يومئذ واهية، و تتغير فكأنها وردة كالدهان، و تكون الجبال كثيبا« مهيلا بعد ما كانت صما صلابا، و ينفخ في الصور فيفزع من في السماوات و من في الإرض إلا من شاء الله، فكيف من عصي بالسمع و البصر و اللسان و اليد و الرجل و الفرج و البطن، إن لم يغفر الله له و يرحمه« من ذلک اليوم؟ لأنه يقضي و يصير إلي غيره، إلي نار قعرها بعيد، و حرها شديد، و شرابها صديد، و عذابها جديد، و مقامعها حديد، لا يفتر عذابها، و لا يموت ساكنها، دار ليس فيها رحمة، و لا يسمع لأهلها دعوة.
و اعلموا- يا عباد الله- أن مع هذا رحمة الله الّتي لا تعجز عن العباد، و جنة عرضها كعرض السماوات و الإرض أعدت للمتقين، لا يکون معها شر أبدا، لذاتها لا تمل، و مجتمعها لا يتفرق، سكانها قد جاوروا الرحمن، و قام بين أيديهم الغلمان بصحاف من الذهب، فيها الفاكهة و الريحان. ثم اعلم- يا محمّد بن أبي بكر- أني قد وليتك». و ساق الحديث إلي آخره.
و روي هذا الحديث المفيد في (أماليه)، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيش الكاتب، قال:
أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان، قال: حدثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني، قال:
لما ولي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) محمّد بن أبي بكر مصر و أعمالها، كتب إليه كتابا، و أمره أن يقرأه
-----------------------------------
(1) في المصدر: ضيهته. [.....]
(2) في المصدر: من أبغض من يمشي.
(3) في «س» و المصدر: و ترغب.
(4) في المصدر: سرابا.
(5) في الغارات زيادة: و اعلموا- عباد اللّه- أن ما بعد ذلک اليوم أشدّ و أدهي علي من لم يغفر اللّه له.
صفحه : 143
اللهعليعلي أهل مصر، و ليعمل بما وصاه فيه. فكان الكتاب: «بسم الله الرحمن الرحيم» و ساق الحديث إلي آخره«1».
9] 0025/[- و عنه: بإسناده، قال: قال الصادق (عليه السلام) في قوله تعالي: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ
.
قال: «صلاة الليل تذهب بذنوب النهار».
10] 1025/[- العياشي: عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ
و طرفاه:
المغرب و الغداة وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيلِ
و هي صلاة العشاء الآخرة».
11] 2025/[- عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أحدهما (عليهما السلام) يقول: «إن عليا (عليه السلام) أقبل علي النّاس، فقال: أي آية في كتاب الله أرجي عندكم! فقال بعضهم: إِنَّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ
«2». قال: حسنة، و ليست إياها. فقال بعضهم: يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسرَفُوا عَلي أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللّهِ«3» قال: حسنة، و ليست إياها. و قال بعضهم: وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللّهَ فَاستَغفَرُوا لِذُنُوبِهِم«4» قال: حسنة، و ليست إياها».
قال: «ثم أحجم النّاس، فقال: ما لكم، يا معشر المسلمين! قالوا: لا و الله، ما عندنا شيء. قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقول: أرجي آية في كتاب الله: وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيلِ
و قرأ الآية كلها، و قال: يا علي، و ألذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا، إن أحدكم ليقوم إلي وضوئه فتساقط من جوارحه الذنوب، فإذا استقبل الله بوجهه و قلبه لم ينفتل عن صلاته و عليه من ذنوبه شيء، کما ولدته أمه، فإذا أصاب شيئا بين الصلاتين کان له مثل ذلک حتي عد الصلوات الخمس. ثم قال: يا علي، إنما منزلة الصلوات الخمس لامتي كنهر جار علي باب أحدكم، فما ظن أحدكم لو کان في جسده درن ثم اغتسل في ذلک النهر خمس مرات في اليوم، أ کان يبقي في جسده درن! فكذلك و الله الصلوات الخمس لامتي».
12] 3025/[- عن إبراهيم الكرخي، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه مولي له. فقال: « يا فلان، متي جئت!» فسكت. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «جئت من هاهنا و من هاهنا، انظر بما تقطع به يومك، فإن معك ملكا موكلا، يحفظ عليك ما تعمل، فلا تحتقر سيئة، و إن كانت صغيرة، فإنها ستسوؤك يوما، و لا تحتقر حسنة فإنه ليس شيء- أشد طلبا و لا أسرع دركا من الحسنة، إنها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به، و قال الله في كتابه:
إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ
- قال: قال- صلاة الليل تذهب بذنوب النهار- قال- تذهب بما جرحتم».
-----------------------------------
9- الأمالي 1: 300. 10- تفسير العيّاشي 2: 161/ 73. 11- تفسير العيّاشي 2: 161/ 74. 12- تفسير العيّاشي 2: 162/ 75.
(1) الأمالي: 260/ 3.
(2) النساء 4: 48 و 116.
(3) الزمر 39: 53.
(4) آل عمران 3: 135.
صفحه : 144
13] 4025/[- عن إبراهيم بن عمر، رفعه إلي أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ
- إلي- السَّيِّئاتِ، فقال: «صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب النهار».
14] 5025/[- عن سماعة بن مهران، قال: سأل أبا عبد الله (عليه السلام) رجل من أهل الجبال عن رجل أصاب مالا من أعمال السلطان، فهو يتصدق منه، و يصل قرابته، و يحج ليغفر له ما اكتسب، و هو يقول: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ
.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن الخطيئة لا تكفر الخطيئة، و لكن الحسنة تكفر الخطيئة». ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن کان خلط الحلال حراما فاختلط جميعا فلم يعرف الحلال من الحرام، فلا بأس».
15] 6025/[- و عنه: في رواية المفضل بن سويد، أنه قال: «انظر ما أصبت به فعد به علي إخوانك، فإن الله يقول: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ
».
1» قال المفضل: كنت خليفة أخي علي الديوان، قال: و قد قلت جعلت فداك، قد تري مكاني من هؤلاء القوم، فما تري! قال: لو لم يكن كتب»«.
16] 7025/[- عن المفضل بن مزيد الكاتب، قال: دخل علي أبو عبد الله (عليه السلام) و قد أمرت أن اخرج لبني هاشم جوائز، فلم أعلم إلا و هو علي رأسي، و أنا مستخل، فوثبت إليه، فسألني عما أمر لهم، فناولته الكتاب، فقال:
«ما أري لإسماعيل هاهنا شيئا»! فقلت: هذا ألذي خرج إلينا.
ثم قلت له: جعلت فداك، قد تري مكاني من هؤلاء القوم! فقال لي: «انظر ما أصبت به فعد به علي إخوانك، فإن الله يقول: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ
».
17] 8025/[- عن إبراهيم الكرخي، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): « يا فلان، من أين جئت!» فسكت. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «جئت من هاهنا و هاهنا، لغير معاش تطلبه، و لا لعمل آخرة، انظر بما تقطع به يومك و ليلتك، و اعلم أن معك ملكا كريما موكلا بك، يحفظ عليك ما تفعل، و يطلع علي سرك ألذي تخفيه من النّاس، فاستحي و لا تحقرن سيئة، فإنها ستسوؤك يوما، و لا تحقرن حسنة و إن صغرت عندك، و قلت في عينك، فإنها ستسرك يوما.
و اعلم أنه ليس شيء أضر عاقبة و لا أسرع ندامة من الخطيئة، و أنه ليس شيء أشد طلبا و لا أسرع دركا للخطيئة من الحسنة، أما إنها لتدرك الذنب العظيم القديم [المنسي عند عامله] فتحذفه و تسقطه و تذهب به بعد إساءته، و ذلک قول الله إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ
».
-----------------------------------
13- تفسير العيّاشي 2: 162/ 76. 14- تفسير العيّاشي 2: 162/ 77. [.....] 15- تفسير العيّاشي 2: 163/ 78. 16- تفسير العيّاشي 2: 163/ 79. 17- تفسير العيّاشي 2: 163/ 80.
(1) أي ليت أنّ أخاك ما اشتغل في كتابة الديوان، و لم تكن خليفته. و في نسخة من رجال الكشّي: 374/ 701 (لو لم يكن كيت) و هو ينصرف إلي نفس المعني. أي ليت الأمر لم يكن کما ذكرت.
صفحه : 145
18] 9025/[- عن إبن خراش، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ
.
قال: «صلاة الليل تكفر ما کان من ذنوب النهار».
قوله تعالي:
وَ لَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً- إلي قوله تعالي- وَ لِلّهِ غَيبُ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ إِلَيهِ يُرجَعُ الأَمرُ كُلُّهُ فَاعبُدهُ وَ تَوَكَّل عَلَيهِ وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ [118- 123] 5210/[1]- علي بن إبراهيم: وَ لَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً أي علي مذهب واحد وَ لا يَزالُونَ مُختَلِفِينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُم.
2] 1125/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الاستطاعة و قول النّاس، فقال و تلا هذه الآية: وَ لا يَزالُونَ مُختَلِفِينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُم
« يا أبا عبيدة، النّاس مختلفون في إصابة القول، و كلهم هالك».
قال: قلت: قوله: إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ
! قال: «هم شيعتنا، و لرحمته خلقهم، و هو قوله: وَ لِذلِكَ خَلَقَهُم يقول: لطاعة الإمام، الرحمة الّتي يقول: وَ رَحمَتِي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ«1» يقول: علم الإمام، و وسع علمه ألذي هو من علمه کل شيء، هم شيعتنا.
ثم قال: فَسَأَكتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ
«2» يعني ولاية غير الإمام و طاعته، ثم قال: يَجِدُونَهُ مَكتُوباً عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَ الإِنجِيلِ«3» يعني النبي (صلي الله عليه و آله) و الوصي و القائم، يَأمُرُهُم بِالمَعرُوفِ«4» إذا قام وَ يَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ«5» و المنكر من أنكر فضل الإمام و جحده وَ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ«6» و هو«7» أخذ العلم من أهله وَ يُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ«8» و الخبائث: قول من خالف وَ يَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم«9» و هي الذنوب الّتي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام وَ الأَغلالَ الَّتِي كانَت عَلَيهِم«10» و الأغلال: ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام، فلما عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم و الإصر الذنب، و هي الآصار.
ثم نسبهم، فقال: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ
«11» يعني بالإمام
-----------------------------------
18- تفسير العياشي 2: 164 ذيل الحديث 80. 1- تفسير القمي 1: 338. 2- الكافي 1: 355/ 83.
(1) الأعراف 7: 156.
(2) الأعراف 7: 156.
(3) الأعراف 7: 157.
(4) الأعراف 7: 157.
(5) الأعراف 7: 157.
(6) الأعراف 7: 157.
(7) (و هو) ليس في المصدر. [.....]
(8) الأعراف 7: 157.
(9) الأعراف 7: 157.
(10) الأعراف 7: 157.
(11) الأعراف 7: 157.
صفحه : 146
اللهوَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ}
«1» يعني الّذين اجتنبوا الجبت و الطاغوت أن يعبدونها، و الجبت و الطاغوت: فلان و فلان و فلان، و العبادة: طاعة النّاس لهم.
ثم قال: وَ أَنِيبُوا إِلي رَبِّكُم وَ أَسلِمُوا لَهُ
«2» ثم جزاهم فقال: لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ«3» و الإمام يبشرهم بقيام القائم و بظهوره، و بقتل أعدائهم، و بالنجاة في الآخرة، و الورود علي محمّد (صلي الله عليه و آله الصادقين) علي الحوض».
3] 2125/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالي: وَ لَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا يَزالُونَ مُختَلِفِينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ
.
فقال: «كانوا امة واحدة، فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة».
إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، قال:
سئل أبو عبد الله (عليه السلام)، مثله«4».
4] 3125/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن أحمد الشيباني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ ما خَلَقتُ الجِنَّ وَ الإِنسَ إِلّا لِيَعبُدُونِ
«5» قال: «خلقهم ليأمرهم بالعبادة».
قال: و سألته عن قوله عز و جل: وَ لا يَزالُونَ مُختَلِفِينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُم
قال: «خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمته فيرحمهم».
5] 4125/[- علي بن إبراهيم: عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «لا يزالون مختلفين- في الدين- إلا من رحم ربك، يعني آل محمّد و أتباعهم، يقول الله: وَ لِذلِكَ خَلَقَهُم
يعني أهل رحمة لا يختلفون في الدين».
6] 5125/[- العياشي: عن عبد الله بن سنان، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قوله الله: وَ لَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً
- إلي- مَن رَحِمَ رَبُّكَ.
-----------------------------------
3- الكافي 8: 379/ 573. 4- علل الشرائع: 13/ 10. 5- تفسير القمّي 1: 338. 6- تفسير العيّاشي 2: 164/ 81.
(1) الأعراف 7: 157.
(2) الزمر 39: 54.
(3) يونس 10: 64.
(4) علل الشرائع: 120/ 2.
(5) الذاريات 51: 56.
صفحه : 147
اللهقال: «كانوا امة واحدة، فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة».}
7] 6125/[- عن عبد الله بن غالب، عن أبيه، عن رجل، قال: سألت علي بن الحسين (عليه السلام) عن قول الله:
وَ لا يَزالُونَ مُختَلِفِينَ
قال: «عني بذلك من خالفنا من هذه الامة، و كلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم، و أما قوله: إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُم فأولئك أولياؤنا من المؤمنين، و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة، أما تسمع لقول إبراهيم: رَبِّ اجعَل هذا بَلَداً آمِناً وَ ارزُق أَهلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَن آمَنَ مِنهُم بِاللّهِ«1»- قال- إيانا عني و أولياءه و شيعته و شيعة وصيه، قال: وَ مَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضطَرُّهُ إِلي عَذابِ النّارِ«2»- قال- عني بذلك و الله من جحد وصيه و لم يتبعه من أمته، و كذلك و الله حال هذه الامة».
8] 7125/[- عن يعقوب بن سعيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: وَ ما خَلَقتُ الجِنَّ وَ الإِنسَ إِلّا لِيَعبُدُونِ
«3» قال: «خلقهم للعبادة».
قال: قلت: و قوله: وَ لا يَزالُونَ مُختَلِفِينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُم
! فقال: «نزلت هذه بعد تلك».
9] 8125/[- عن سعيد بن المسيب، عن علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله: وَ لا يَزالُونَ مُختَلِفِينَ إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُم
.
قال: «أولئك هم أولياؤنا من المؤمنين، و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة أما تسمع لقول إبراهيم: رَبِّ اجعَل هذا بَلَداً آمِناً وَ ارزُق أَهلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَن آمَنَ مِنهُم بِاللّهِ
«4»- قال- إيانا عني بذلك و أولياءه و شيعته و شيعة وصيه وَ مَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضطَرُّهُ إِلي عَذابِ النّارِ«5» عني بذلك- و الله- من جحد وصيه و لم يتبعه من أمته، و كذلك و الله حال هذه الامة».
5219/[10]- علي بن إبراهيم: قوله تعالي: وَ تَمَّت كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَملَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ هم الّذين سبق الشقاء لهم، فحق عليهم القول أنهم للنار خلقوا، و هم الّذين حقت عليهم كلمة ربك أنهم لا يؤمنون.
قال علي بن إبراهيم: ثم خاطب الله نبيه، فقال: وَ كُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ أي أخبارهم ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَ جاءَكَ فِي هذِهِ الحَقُّ في القرآن، و هذه السورة من أخبار الأنبياء و هلاك الأمم. ثم قال: وَ قُل لِلَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ اعمَلُوا عَلي مَكانَتِكُم إِنّا عامِلُونَ أي نعاقبكم وَ انتَظِرُوا إِنّا مُنتَظِرُونَ وَ لِلّهِ غَيبُ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ إِلَيهِ يُرجَعُ الأَمرُ كُلُّهُ فَاعبُدهُ وَ تَوَكَّل عَلَيهِ وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ.
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 164/ 82. [.....] 8- تفسير العيّاشي 2: 164/ 83. 9- تفسير العيّاشي 2: 164/ 84. 10- تفسير القمّي 1: 338.
(1) البقرة 2: 126.
(2) البقرة 2: 126.
(3) الذاريات 51: 56.
(4) البقرة 2: 126.
(5) البقرة 2: 126.
صفحه : 148
1] 0225/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، في حديث مرفوع إلي النبي (صلي الله عليه و آله) قال: «جاء جبرئيل (عليه السلام) إلي النبي (صلي الله عليه و آله)، فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك و تعالي أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك، قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): قلت: و ما هي! قال:
1» الصبر، و أحسن منه. قلت: و ما هو! قال: الرضا، و أحسن منه. قلت: و ما هو! قال: الزهد، و أحسن منه. قلت: و ما هو! قال: الإخلاص، و أحسن منه. قلت: و ما هو! قال: اليقين، و أحسن منه، قلت: و ما هو، يا جبرئيل! قال: إن مدرجة« ذلک التوكل علي الله عز و جل فقلت: و ما التوكل علي الله عز و جل! فقال: العلم بأن المخلوق لا يضر و لا ينفع، و لا يعطي و لا يمنع، و استعمال اليأس من الخلق، فإذا کان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوي الله، و لم يرج و لم يخف سوي الله، و لم يطمع في أحد سوي الله، فهذا هو التوكل.
قال: قلت: يا جبرئيل، فما تفسير الصبر! قال: تصبر في الضراء کما تصبر في السراء، و في الفاقة کما تصبر في الغناء، و في البلاء کما تصبر في العافية، و لا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء.
قلت: و ما تفسير القناعة! قال: يقنع بما يصيبه من الدنيا، يقنع بالقليل و يشكر اليسير.
2» قلت: فما تفسير الرضا! فقال: الرضا أن« لا يسخط علي سيده، أصاب من الدنيا أو لم يصب، و لا يرضي لنفسه باليسير من العمل.
3» قلت: يا جبرئيل، فما تفسير الزهد! قال: الزاهد يحب من يحب خالقه، و يبغض من يبغض خالقه، و يتحرج من حلال الدنيا و لا يلتفت إلي حرامها، فإن حلالها حساب و حرامها عقاب، و يرحم جميع المسلمين کما يرحم نفسه، و يتحرج من الكلام کما يتحرج من الميتة الّتي قد اشتد نتنها، و يتحرج عن حطام الدنيا و زينتها کما يجتنب النار أن يغشاها« و أن يقصر أمله و كأن بين عينيه أجله.
قلت: يا جبرئيل، فما تفسير الإخلاص! قال: المخلص ألذي لا يسأل النّاس شيئا حتي يجد، و إذا وجد رضي، و إذا بقي عنده شيء أعطاه في الله، فإن من لم يسأل المخلوق فقد أقر لله عز و جل بالعبودية، و إذا وجد فرضي، فهو عن الله راض، و الله تبارك و تعالي عنه راض، و إذا أعطي لله عز و جل فهو علي حد الثقة بربه عز و جل.
قلت: فما تفسير اليقين! قال: الموقن يعمل لله كأنه يراه، فإن لم يكن يري الله فإن الله يراه، و أن يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، و إن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، و هذا كله أغصان التوكل، و مدرجة الزهد».
-----------------------------------
1- معاني الأخبار: 260/ 1.
(1) المدرجة: الطريق، و ممرّ الأشياء علي الطريق.
(2) في المصدر: قال الراضي.
(3) في المصدر: تغشاه.
صفحه : 149
قوله تعالي:
فَلَو لا كانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبلِكُم- إلي قوله تعالي- وَ كانُوا مُجرِمِينَ [116]
1] [- فرات بن إبراهيم الكوفي في (تفسيره) معنعنا عن زيد بن علي (عليه السلام) في قوله تعالي: فَلَو لا كانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبلِكُم أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنهَونَ عَنِ الفَسادِ فِي الأَرضِ
إلي آخر الآية، قال: تخرج الطائفة منا، و مثلنا كمن کان قبلنا من القرون، فمنهم من يقتل، و تبقي منهم بقية ليحيوا ذلک الأمر يوما ما.
2] [- و عنه، قال: حدثني جعفر بن محمّد الفزاري معنعنا عن زيد بن علي (عليه السلام) ، في قوله: فَلَو لا كانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبلِكُم
قال: نزلت هذه فينا.
قوله تعالي:
وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهلِكَ القُري بِظُلمٍ وَ أَهلُها مُصلِحُونَ [117]
3] [- الطبرسي في (مكارم الأخلاق)، في موعظة رسول الله (صلي الله عليه و آله) لابن مسعود قال: قال له: « يا إبن مسعود: أنصف النّاس من نفسك، و انصح الأمة و ارحمهم، فإذا كنت كذلك و غضب الله علي أهل بلدة أنت فيها، و أراد أن ينزل عليهم العذاب، نظر إليك فرحمهم بك، يقول الله تعالي: وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهلِكَ القُري بِظُلمٍ وَ أَهلُها مُصلِحُونَ
».
-----------------------------------
1- تفسير فرات: 63. 2- تفسير فرات: 63. [.....] 3- مكارم الأخلاق: 457.
صفحه : 151
صفحه : 153
1] 1225/[- إبن بابويه: بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من قرأ سورة يوسف (عليه السلام) في کل يوم أو في کل ليلة، بعثه الله تعالي يوم القيامة و جماله مثل جمال يوسف (عليه السلام)، و لا يصيبه فزع يوم القيامة، و کان من خيار عباد الله الصالحين». و قال: «إنها كانت في التوراة مكتوبة».
2] 2225/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «من قرأ سورة يوسف (عليه السلام) في کل يوم أو في کل ليلة، بعثه الله يوم القيامة و جماله علي جمال يوسف (عليه السلام)، و لا يصيبه يوم القيامة ما يصيب النّاس من الفزع، و کان جيرانه من عباد الله الصالحين». ثم قال: «إن يوسف کان من عباد الله الصالحين و أومن في الدنيا أن يکون زانيا أو فحاشا».
3] 3225/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):1» لا تنزلوا النساء بالغرف، و لا تعلموهن الكتابة، و لا تعلموهن سورة يوسف«، و علموهن المغزل و سورة النور».
4] 4225/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا تعلموا نساءكم سورة يوسف، و لا تقرئوهن إياها فإن فيها الفتن،
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 106. 2- تفسير العيّاشي 2: 166/ 1. 3- الكافي 5: 516/ 1. 4- الكافي 5: 516/ 2.
(1) (و لا تعلموهنّ سورة يوسف) ليس في المصدر.
صفحه : 154
اللهو علموهن سورة النور فإن فيها المواعظ».}
5] 5225/[- (مجمع البيان): عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «علموا أرقاءكم سورة يوسف، فإنه أيما مسلم تلاها و علمها أهله و ما ملكت يمينه، هون الله تعالي عليه سكرات الموت، و أعطاه من القوة أن لا يحسده مسلم».
6] 6225/[- و من (خواص القرآن) في سورة يوسف: قال الصادق (عليه السلام):1» «من كتبها و جعلها في منزله ثلاثة أيام و أخرجها منه إلي جدار من جدران من خارج البيت و دفنها« لم يشعر إلا و رسول السلطان يدعوه إلي خدمته، و يصرفه إلي حوائجه بإذن الله تعالي. و أحسن من هذا كله أن يكتبها و يشربها يسهل الله له الرزق، و يجعل له الحظ بإذن الله تعالي».
-----------------------------------
5- مجمع البيان 5: 315. 6- خواص القرآن: 3 «مخطوط».
(1) (و دفنها) ليس في المصدر.
صفحه : 155
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ المُبِينِ- إلي قوله تعالي- وَ إِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلِينَ [1- 3] 5227/[1]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ المُبِينِ إِنّا أَنزَلناهُ قُرآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ: أي كي تعقلوا. قال: ثم خاطب الله نبيه، فقال: نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هذَا القُرآنَ وَ إِن كُنتَ مِن قَبلِهِ لَمِنَ الغافِلِينَ.
قوله تعالي:
إِذ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشَّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَ- إلي قوله تعالي- أَصبُ إِلَيهِنَّ وَ أَكُن مِنَ الجاهِلِينَ [4- 33] 5228/[2]- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا محمّد بن جعفر، قال: حدثنا محمّد بن أحمد، قال: حدثنا علي بن محمّد، عمن حدثه، عن المنقري، عن عمرو بن شمر، عن إسماعيل السدي، عن عبد الرحمن بن سابط القرشي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، في قول الله عز و جل: إِنِّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشَّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَ.
-----------------------------------
1- تفسير القمي 1: 339. 2- تفسير القمي 1: 339.
صفحه : 156
قال في تسمية النجوم: هي الطارق و حوبان«1» و الذيال«2» و ذو الكتفين«3» و وثاب و قابس و عمودان و فليق«4» و مصبح و الصرح و الفروع«5» و الضياء و النور- يعني الشمس و القمر- و کل هذه النجوم محيطة بالسماء.
2] 9225/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «تأويل هذه الرؤيا أنه سيملك مصر، و يدخل عليه أبواه و إخوته، فأما الشمس فأم يوسف راحيل، و القمر يعقوب، و أما الأحد عشر كوكبا فإخوته، فلما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله و حده حين نظروا إليه، و کان ذلک السجود لله».
3] 0325/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن الثمالي، قال:6» صليت مع علي بن الحسين (عليهما السلام) الفجر بالمدينة يوم جمعة، فلما فرغ من صلاته و سبحته«، نهض إلي منزله و أنا معه، فدعا مولاة له تسمي سكينة، فقال لها: «لا يعبر علي بابي سائل إلا أطعمتموه فإن اليوم يوم الجمعة».
قلت له: ليس کل من يسأل مستحقا! فقال: « يا ثابت، أخاف أن يکون بعض من يسألنا محقا فلا نطعمه و نرده، فينزل بنا- أهل البيت- ما نزل بيعقوب و آله، أطعموهم أطعموهم.
7» إن يعقوب کان يذبح کل يوم كبشا فيتصدق منه، و يأكل هو و عياله منه، و إن سائلا مؤمنا صواما محقا، له عند الله منزلة، و کان مجتازا غريبا اعتر« علي باب يعقوب عشية جمعة عند أوان إفطاره يهتف علي بابه: أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم. يهتف بذلك علي بابه مرارا، و هم يسمعونه و قد جهلوا حقه، و لم يصدقوا قوله، فلما أيس أن يطعموه و غشيه الليل استرجع و استعبر و شكا جوعه إلي الله عز و جل، و بات طاويا، و أصبح صائما جائعا صابرا حامدا لله تعالي و بات يعقوب و آل يعقوب شباعا بطانا، و أصبحوا و عندهم فضل من طعامهم».
قال: «فأوحي الله عز و جل إلي يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت- يا يعقوب- عبدي ذلة استجررت بها غضبي، و استوجبت بها أدبي، و نزول عقوبتي و بلواي عليك و علي ولدك. يا يعقوب، إن أحب أنبيائي إلي و أكرمهم علي من رحم مساكين عبادي، و قربهم إليه، و أطعمهم، و کان له مأوي و ملجأ. يا يعقوب، أما رحمت
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 1: 339. 3- علل الشرائع: 45/ 1.
(1) في «س»، «ط»: و خربان. [.....]
(2) في المصدر نسخة بدل: الدبال.
(3) في المصدر نسخة بدل: ذو الكنفين.
(4) في المصدر نسخة بدل: فيلق.
(5) في المصدر نسخة بدل: القروع. و يأتي ذكرها في الحديث (13) مع بعض الاختلاف.
(6) السبحة: النافلة. «مجمع البحرين- سبح- 2: 370» و في «ط»: و تسبيحه.
(7) اعتّر: تعرّض للسؤال. «مفردات ألفاظ القرآن- عرّ-: 328». 1»2»
صفحه : 157
اللهذميال عبدي، المجتهد في عبادته، القانع باليسير من ظاهر« الدنيا، عشاء أمس، لما اعتر« ببابك عند أوان إفطاره، و هتف بكم: أطعموا السائل الغريب المجتاز القانع. فلم تطعموه شيئا، فاسترجع و استعبر و شكا ما به إلي، و بات طاويا، حامدا لي، و أصبح لي صائما، و أنت- يا يعقوب- و ولدك شباع، و أصبحت و عندكم فضل من طعامكم.
أو ما علمت- يا يعقوب- أن العقوبة و البلوي إلي أوليائي أسرع منها إلي أعدائي! و ذلک حسن النظر مني لأوليائي، و استدراج مني لأعدائي، أما و عزتي لأنزلن بك بلواي، و لأجعلنك و ولدك غرضا لمصابي، و لأؤدبنك بعقوبتي، فاستعدوا لبلواي، و ارضوا بقضائي، و اصبروا للمصائب».
فقلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): جعلت فداك، متي رأي يوسف الرؤيا! فقال: «في تلك الليلة الّتي بات فيها يعقوب و آل يعقوب شباعا، و بات فيها ذميال طاويا جائعا، فلما رأي يوسف الرؤيا و أصبح يقصها علي أبيه يعقوب، فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف و بقي مغتما، فأوحي الله عز و جل إليه: أن استعد للبلاء. فقال يعقوب ليوسف: لا تقصص رؤياك علي إخوتك فإني أخاف أن يكيدوا لك كيدا، فلم يكتم يوسف رؤياه و قصها علي إخوته».
3» قال: علي بن الحسين (عليه السلام): «و كانت أول بلوي نزلت بيعقوب و آل يعقوب الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا- قال- فاشتدت رقة يعقوب علي يوسف، و خاف أن يکون ما أوحي الله عز و جل إليه من الاستعداد للبلاء هو في يوسف خاصة، فاشتدت رقته عليه من بين ولده، فلما رأي إخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف و تكرمته إياه و إيثاره إياه عليهم، اشتد ذلک عليهم و بدأ البلاء منهم« فتآمروا فيما بينهم و قالوا: لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلي أَبِينا مِنّا وَ نَحنُ عُصبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ اقتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطرَحُوهُ أَرضاً يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبِيكُم وَ تَكُونُوا مِن بَعدِهِ قَوماً صالِحِينَ
أي تتوبون، فعند ذلک قالوا: يا أَبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا عَلي يُوسُفَ وَ إِنّا لَهُ لَناصِحُونَ أَرسِلهُ مَعَنا غَداً يَرتَع الآية. فقال يعقوب: إِنِّي لَيَحزُنُنِي أَن تَذهَبُوا بِهِ وَ أَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذِّئبُ وَ أَنتُم عَنهُ غافِلُونَ فانتزعه حذرا عليه من أن تكون البلوي من الله عز و جل علي يعقوب في يوسف خاصة لموقعه من قلبه و حبه له».
4»5» قال: «فغلبت قدرة الله و قضاؤه و نافذ أمره في يعقوب و يوسف و إخوته، فلم يقدر يعقوب علي دفع البلاء عن نفسه، و لا عن يوسف و ولده، فدفعه إليهم و هو لذلك كاره متوقع للبلوي من الله في يوسف، فلما خرجوا من منزلهم لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم و ضمه إليه و اعتنقه و بكي و دفعه إليهم، فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم و لا يدفعه إليهم، فلما أمعنوا« به أتوا به غيضة« أشجار، فقالوا: نذبحه و نلقيه تحت هذه الشجرة
-----------------------------------
(1) في «س»: طاهر.
(2) في «ط»: عبر.
(3) في «ط» و المصدر: فيهم.
(4) أمعن: أبعد. «لسان العرب- معن- 13: 409».
(5) الغيضة: مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر. «لسان العرب- غيض- 7: 202».
صفحه : 158
اللهفيأكله الذئب الليلة. فقال كبيرهم: لا تَقتُلُوا يُوسُفَ}
و لكن أَلقُوهُ فِي غَيابَتِ الجُبِّ يَلتَقِطهُ بَعضُ السَّيّارَةِ إِن كُنتُم فاعِلِينَ فانطلقوا به إلي الجب فألقوه فيه، و هم يظنون أنه يغرق فيه، فلما صار في قعر الجب ناداهم: يا ولد رومين، أقرئوا يعقوب مني السلام. فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض: لا تزولوا من هنا حتي تعلموا أنه قد مات.
1» فلم يزالوا بحضرته حتي أيسوا« وَ جاؤُ أَباهُم عِشاءً يَبكُونَ قالُوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَ تَرَكنا يُوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ
فلما سمع مقالتهم استرجع و استعبر، و ذكر ما أوحي الله عز و جل إليه من الاستعداد للبلاء، فصبر و أذعن للبلوي، و قال لهم: بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً و ما کان الله ليطعم لحم يوسف الذئب من قبل أن أري تأويل رؤياه الصادقة».
قال أبو حمزة: ثم انقطع حديث علي بن الحسين (عليه السلام) عند هذا.
4] 1325/[- الشيخ عمر بن إبراهيم الأوسي«2»، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) لجبرئيل (عليه السلام): «أنت مع قوتك هل أعييت قط!» يعني أصابك تعب و مشقة، قال: نعم- يا محمّد- ثلاث مرات: يوم ألقي إبراهيم في النار، أوحي الله إلي، أن أدركه، فوعزتي و جلالي لئن سبقك إلي النار لأمحون اسمك من ديوان الملائكة. فنزلت إليه بسرعة و أدركته بين النار و الهواء، فقلت: يا إبراهيم، هل لك حاجة! قال: إلي الله فنعم، و أما إليك فلا.
و الثانية: حين امر إبراهيم بذبح ولده إسماعيل، أوحي الله إلي: أن أدركه، فوعزتي و جلالي لئن سبقك السكين إلي حلقه لأمحون اسمك من ديوان الملائكة. فنزلت بسرعة حتي حولت السكين و قلبتها في يده و أتيته بالفداء.
و الثالثة: حين رمي يوسف في الجب، فأوحي الله تعالي إلي: يا جبرئيل، أدركه، فو عزتي و جلالي إن سبقك إلي قعر الجب لأمحون اسمك من ديوان الملائكة. فنزلت إليه بسرعة و أدركته إلي الفضاء، و رفعته إلي الصخرة الّتي كانت في قعر الجب، و أنزلته عليها سالما فعييت، و کان الجب مأوي الحيات و الأفاعي، فلما حست به، قالت کل واحدة لصاحبتها: إياك أن تتحركي، فإن نبيا كريما نزل بنا و حل بساحتنا، فلم تخرج واحدة من وكرها إلا الأفاعي فإنها خرجت و أرادت لدغه فصحت بهن صيحة صمت آذانهن إلي يوم القيامة.
قال إبن عباس: لما استقر يوسف (عليه السلام) في قعر الجب سالما و اطمأن من المؤذيات، جعل ينادي إخوته:
«إن لكل ميت وصية، و وصيتي إليكم إذا رجعتم فاذكروا وحدتي، و إذا أمنتم فاذكروا وحشتي، و إذا طعمتم فاذكروا جوعتي، و إذا شربتم فاذكروا عطشي، و إذا رأيتم شابا فاذكروا شبابي».
-----------------------------------
4- ......
(1) في المصدر: أمسوا.
(2) و هو عمر بن إبراهيم الأنصاري الأوسي المالكي المتوفّي نحو سنة (751 ه)، له كتاب (زهر الكمال) في قصّة يوسف (عليه الصلاة السّلام)، مرتّب علي سبعة عشر مجلسا و كلّ مجلس يبدأ بخطبة و أشار و حكايات و أخبار، و نقل عنه السيد البحراني (رحمه اللّه). كشف الظنون 2: 961، هدية العارفين 5: 796، رياض العلماء 4: 299، الذريعة 12: 71 و فيه: «زهر الكلام». [.....]
صفحه : 159
اللهفقال له جبرئيل (عليه السلام): يا يوسف، أمسك عن هذا، و اشتغل بالدعاء، و قل: يا كاشف کل كربة، و يا مجيب کل دعوة، و يا جابر کل كسير، و يا حاضر کل بلوي، و يا مؤنس کل وحيد، و يا صاحب کل غريب، و يا شاهد کل نجوي، أسألك بحق لا إله إلا أنت أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا، و أن تجعل في قلبي حبك حتي لا يکون لي هم و شغل سواك، برحمتك يا أرحم الراحمين.}
فقالت الملائكة: يا ربنا، نسمع صوتا و دعاء، أما الصوت فصوت نبي، و أما الدعاء فدعاء نبي، فأوحي الله تعالي إليهم: هو نبيي يوسف، و أوحي تعالي إلي جبرئيل: أن اهبط علي يوسف، و قل له: لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هذا وَ هُم لا يَشعُرُونَ
.
و سئل إبن عباس عن الموثق ألذي أخذه يعقوب علي أولاده. فقال: قال لهم: «معشر أولادي، إن جئتموني بولدي و إلا فأنتم براء من النبي الأمي ألذي يکون في آخر الزمان، له أمة يهدون بالحق و به يعدلون، أهل كلمة عظيمة، أعظم من السماوات و الإرض، لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي ولي الله، صاحب الناقة و القضيب، ألذي سماه الله حبيب، ذو الوجه الأقمر، و الجبين الأزهر، و الحوض و الكوثر، و المقام المشهود، له إبن عم يسمي حيدرة، زوج ابنته، و خليفته علي قومه، علي بن أبي طالب، تأتونه و هو معرض عنكم بوجهه يوم القيامة، إن خنتموني في ولدي». قالوا: نعم قال: يعقوب: فَاللّهُ خَيرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ
«1»» قالوا: نعم: فَاللّهُ خَيرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ.
و سئل إبن عباس: بم عرفوا يوسف، يعني إخوته! قال: كانت له علامة بقرنه، و ليعقوب مثلها و لإسحاق و لسارة، و هي شامة، قد جاء فرفع التاج من رأسه و فيه رائحة المسك فشموها فعرفوه.
5] 2325/[- نرجع إلي رواية أبي حمزة«2» عن علي بن الحسين (عليه السلام): قال أبو حمزة: فلما کان من الغد غدوت عليه، فقلت له: جعلت فداك، إنك حدثتني أمس بحديث يعقوب و ولده ثم قطعته، فما کان من قصة إخوة يوسف و قصة يوسف بعد ذلک! فقال: «إنهم لما أصبحوا، قالوا: انطلقوا بنا حتي ننظر ما حال يوسف، أمات أم هو حي! فلما انتهوا إلي الجب وجدوا بحضرة الجب سيارة، و قد أرسلوا واردهم فأدلي دلوه، فملأ جذب دلوه فإذا هو غلام متعلق بدلوه، فقال لأصحابه يا بُشري هذا غُلامٌ
فلما أخرجوه أقبل إليهم إخوة يوسف، فقالوا: هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب، و جئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم، و تنحوا به ناحية، فقالوا: إما أن تقر لنا أنك عبد لنا فنبيعك علي بعض هذه السيارة أن تقتلك! فقال لهم يوسف: لا تقتلوني و اصنعوا ما شئتم. فأقبلوا به إلي السيارة، فقالوا: من منك يشتري منا هذا العبد فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما، و کان إخوته فيه من الزاهدين، و سار به ألذي اشتراه من البدو حتي أدخله مصر، فباعه ألذي اشتراه من البدو من ملك مصر، و ذلک قول الله عز و جل: وَ قالَ الَّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ لِامرَأَتِهِ أَكرِمِي مَثواهُ عَسي أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَداً».
-----------------------------------
5- علل الشرائع: 48/ 1.
(1) يوسف 12: 64.
(2) المتقدمة في الحديث (3) من تفسير هذه الآيات.
صفحه : 160
اللهقال أبو حمزة: فقلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): إبن كم کان يوسف يوم ألقوه في الجب! فقال: کان إبن تسع سنين».}
فقلت: كم کان بين منزل يعقوب يومئذ و بين مصر! فقال: «مسيرة اثني عشر يوما».
قال: «و کان يوسف من أجمل أهل زمانه، فلما راهق يوسف راودته امرأة الملك عن نفسه، فقال لها: معاذ الله، إنا من أهل بيت لا يزنون، فغلقت الأبواب عليها و عليه، و قالت: لا تخف. و ألقت نفسها عليه، فأفلت منها هاربا إلي الباب ففتحه فلحقته، فجذبت قميصه من خلفه فأخرجته منه، فأفلت يوسف منها في ثيابه وَ أَلفَيا سَيِّدَها لَدَي البابِ قالَت ما جَزاءُ مَن أَرادَ بِأَهلِكَ سُوءاً إِلّا أَن يُسجَنَ أَو عَذابٌ أَلِيمٌ
- قال- فهم الملك بيوسف ليعذبه، فقال له يوسف: و اله يعقوب، ما أردت بأهلك سوءا، بل هي راودتني عن نفسي، فسل هذا الصبي: أينا راود صاحبه عن نفسه!- قال- و کان عندها من أهلها صبي زائر لها. فأنطق الله الصبي لفصل القضاء، فقال: أيها الملك انظر إلي قميص يوسف، فإن کان مقدودا من قدامه فهو ألذي راودها، و إن کان مقدودا من خلفه فهي الّتي راودته.
فلما سمع الملك كلام الصبي و ما اقتصه، أفزعه ذلک فزعا شديدا، فجيء بالقميص فنظر إليه، فلما رآه مقدودا من خلفه، قال لها: إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظِيمٌ
و قال ليوسف: أَعرِض عَن هذا و لا يسمعه منك أحد، و اكتمه- قال- فلم يكتمه يوسف، و أذاعه في المدينة حتي قالت نسوة منهن: امرَأَتُ العَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَن نَفسِهِ فبلغها ذلک، فأرسلت إليهن، و هيأت لهن طعاما و مجلسا، ثم أتتهن بأترج و أتت کل واحدة منهن سكينا، ثم قالت ليوسف: اخرُج عَلَيهِنَّ فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ وَ قَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ وَ قُلنَ ما قلن، فقالت لهن:
فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمتُنَّنِي فِيهِ
يعني في حبه. و خرجت النسوة من عندها، فأرسلت کل واحدة منهن إلي يوسف سرا من صاحبتها تسأله الزيارة فأبي عليهن، و قال: إِلّا تَصرِف عَنِّي كَيدَهُنَّ أَصبُ إِلَيهِنَّ وَ أَكُن مِنَ الجاهِلِينَ فصرف الله عنه كيدهن. فلما شاع أمر يوسف و امرأة العزيز و النسوة في مصر، بدا للملك بعد ما سمع قول الصبي ليسجنن يوسف، فسجنه في السجن، و دخل السجن مع يوسف فتيان، و کان من قصتهما و قصة يوسف ما قصه الله في الكتاب».
قال أبو حمزة: ثم انقطع حديث علي بن الحسين (عليه السلام).
6] 3325/[- و روي إبن بابويه، قال: روي في خبر عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «دخل يوسف السجن و هو إبن اثنتي عشرة سنة، و مكث فيه ثماني عشرة سنة، و مكث بعد خروجه ثمانين سنة فذلك مائة و عشر سنين».
7] 4325/[- العياشي: عن مسعدة بن صدقة، قال: قال جعفر بن محمّد (عليهما السلام): «قال والدي (عليه السلام): و الله إني لأصانع بعض ولدي، و أجلسه علي فخذي، و اكثر له المحبة، و اكثر له الشكر، و إن الحق لغيره من ولدي، و لكن
-----------------------------------
6- أمالي الصدوق: 208 ذيل الحديث (7). 7- تفسير العيّاشي 2: 166/ 2. 1»
صفحه : 161
اللهمخافة« عليه من غيره، لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف و إخوته، و ما أنزل الله سورة يوسف إلا أمثالا لكي لا يحسد بعضنا بعضا کما حسد يوسف إخوته و بغوا عليه، فجعلها رحمة علي من تولانا و دان بحبنا و جحد أعداءنا، و حجة علي من نصب لنا الحرب و العداوة».
8] 5325/[- عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:2» «الأنبياء علي خمسة أنواع: منهم من يسمع الصوت مثل صوت السلسلة فيعلم ما عني به، و منهم من ينبأ في منامه مثل يوسف و إبراهيم، و منهم من يعاين، و منهم من ينكت في قلبه، و يوقر« في اذنه».
9] 6325/[- عن أبي خديجة، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:3» «إنما ابتلي يعقوب بيوسف أنه ذبح كبشا سمينا، و رجل من أصحابه يدعي (بقوم)« محتاج لم يجد ما يفطر عليه، فأغفله و لم يطعمه، فابتلي بيوسف، و کان بعد ذلک کل صباح مناديه ينادي: من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب. فإذا کان المساء نادي:
من کان صائما فليشهد عشاء يعقوب».
10] 7325/[- عن أبي حمزة الثمالي، قال: صليت مع علي بن الحسين (صلوات الله عليه) الفجر بالمدينة في يوم جمعة، فدعا مولاة له يقال لها: سكينة، و قال لها: «لا يقفن علي بابي اليوم سائل إلا أعطيتموه، فإن اليوم الجمعة».
فقلت: ليس کل من يسأل محق، جعلت فداك! فقال: « يا ثابت، أخاف أن يکون بعض من يسألنا محقا فلا نطعمه و نرده، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب و آله، أطعموهم، أطعموهم».
ثم قال: «إن يعقوب کان کل يوم يذبح كبشا يتصدق منه و يأكل هو و عياله، و إن سائلا مؤمنا صواما قواما، له عند الله منزلة، مجتازا غريبا اعتر بباب يعقوب عشية جمعة، عند أوان إفطاره، فهتف ببابه: أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم. يهتف بذلك علي بابه مرارا و هم يسمعونه، جهلوا حقه و لم يصدقوا قوله. فلما أيس منهم أن يطعم و تغشاه الليل استرجع و استعبر و شكا جوعه إلي الله، و بات طاويا، و أصبح صائما جائعا صابرا، حامدا لله، و بات يعقوب و أولاده شباعا بطانا، و أصبحوا و عندهم فضلة من طعامهم».
قال: «فأوحي الله إلي يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت عبدي ذلة استجررت بها غضبي، و استوجبت بها أدبي و نزول عقوبتي و بلواي عليك و علي ولدك. يا يعقوب، أما علمت أن أحب أنبيائي إلي، و أكرمهم علي، من رحم مساكين عبادي، و قربهم إليه، و أطعمهم، و کان لهم مأوي و ملجأ. يا يعقوب، أما رحمت ذميال عبدي، المجتهد في عبادتي، القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء أمس لما اعتر ببابك عند أوان إفطاره،
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 166/ 3. 9 تفسير العيّاشي 2: 167/ 4. 10- تفسير العيّاشي 2: 167/ 5.
(1) في المصدر: محافظة.
(2) وقر في أذنه: سكن فيها و ثبت و بقي أقره.
(3) في نسخة من «ط»: بيوم. و تقدّم في الحديث (3). و يأتي في الحديث (10) أنّ اسمه (ذميال).
صفحه : 162
اللهيهتف بكم. أطعموا السائل الغريب المجتاز. فلم تطعموه شيئا، و استرجع و استعبر و شكا ما به إلي، و بات طاويا حامدا صابرا، و أصبح لي صائما، و بت- يا يعقوب- و ولدك ليلكم شباعا و أصبحتم و عندكم فضلة من طعامكم.}
أو ما علمت- يا يعقوب- أني بالعقوبة و البلوي إلي أوليائي أسرع مني بها إلي أعدائي، و ذلک مني حسن نظر إلي أوليائي، و استدراج مني لأعدائي، أما و عزتي لأنزلن بك بلواي، و لأجعلنك و ولدك غرضا لمصائبي، و لأؤدبنك بعقوبتي، فاستعدوا لبلائي و ارضوا بقضائي، و اصبروا للمصائب».
قال: أبو حمزة: فقلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): متي رأي يوسف الرؤيا! فقال: «في تلك الليلة الّتي بات فيها يعقوب و ولده شباعا، و بات فيها ذميال جائعا، رآها فأصبح فقصها علي يعقوب من الغد، فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا مع ما أوحي إليه: أن استعد للبلاء، فقال ليوسف: لا تقصص رؤياك هذه علي إخوتك، فإني أخاف أن يكيدوا لك، فلم يكتم يوسف رؤياه، و قصها علي إخوته».
فقال علي بن الحسين (عليه السلام): «فكانت أول بلوي نزلت بيعقوب و آله الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا الّتي رآها- قال- و اشتدت رقة يعقوب علي يوسف، و خاف أن يکون ما أوحي الله إليه من الاستعداد للبلاء إنما ذلک في يوسف، فاشتدت رقته عليه و خاف أن ينزل به البلاء في يوسف من بين ولده. فلما أن رأي إخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من إكرامه و إيثاره إياه عليهم، اشتد ذلک عليهم، و ابتدأ البلاء فيهم، فتأمروا فيما بينهم، و قالوا: لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلي أَبِينا مِنّا وَ نَحنُ عُصبَةٌ
، اقتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطرَحُوهُ أَرضاً يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبِيكُم وَ تَكُونُوا مِن بَعدِهِ قَوماً صالِحِينَ أي تتوبون، فعند ذلک قالوا: يا أَبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا عَلي يُوسُفَ، أَرسِلهُ مَعَنا غَداً يَرتَع وَ يَلعَب قال يعقوب: إِنِّي لَيَحزُنُنِي أَن تَذهَبُوا بِهِ وَ أَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذِّئبُ وَ أَنتُم عَنهُ غافِلُونَ حذرا منه عليه أن تكون البلوي من الله علي يعقوب في يوسف و کان يعقوب مستعدا للبلوي في يوسف خاصة».
قال: «فغلبت قدرة الله و قضاؤه و نافذ أمره في يعقوب و يوسف و إخوته، فلم يقدر يعقوب علي دفع البلاء عن نفسه و لا عن يوسف و إخوته، فدفعه إليهم و هو لذلك كاره، متوقع البلاء من الله في يوسف خاصة، لموقعه من قلبه و حبه له فلما خرجوا به من منزله لحقهم مسرعا، فانتزعه من أيديهم و ضمه إليه، و اعتنقه و بكي، ثم دفعه إليهم و هو كاره، فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم ثم لا يدفعه إليهم، فلما أمعنوا مالوا به إلي غيضة أشجار، فقالوا: نذبحه و نلقيه تحت هذا الشجر فيأكله الذئب الليلة. فقال كبيرهم: لا تَقتُلُوا يُوسُفَ وَ أَلقُوهُ فِي غَيابَتِ الجُبِّ يَلتَقِطهُ بَعضُ السَّيّارَةِ إِن كُنتُم فاعِلِينَ
. فانطلقوا به إلي الجب، فألقوه في غيابت الجب و هم يظنون أنه يغرق فيه، فلما صار في قعر الجب ناداهم، يا ولد رومين«1» أقرئوا يعقوب مني السلام، فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض: لا تفرقوا من هنا حتي تعلموا- أنه قد مات- قال- فلم يزالوا بحضرته حتي أيسوا وَ جاؤُ أَباهُم عِشاءً يَبكُونَ قالُوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَ تَرَكنا يُوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ. فلما
-----------------------------------
(1) في «س»: يا ولد رسول اللّه.
صفحه : 163
اللهسمع مقالتهم استرجع و استعبر، و ذكر ما أوحي الله عز و جل إليه من الاستعداد للبلاء، فصبروا و أذعن للبلوي، و قال لهم: بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً فَصَبرٌ جَمِيلٌ}
و ما کان الله ليطعم لحم يوسف الذئب من قبل أن أري تأويل رؤياه الصادقة».
قال أبو حمزة ثم انقطع حديث علي بن الحسين (عليه السلام) عند هذا الموضع.
11] 8325/[- عن مسمع أبي سيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما القي يوسف في الجب نزل عليه جبرئيل (عليه السلام)، فقال له: يا غلام، ما تصنع هاهنا! من طرحك في هذا الجب! فقال: إخوتي، لمنزلتي من أبي حسدوني، و لذلك في هذا الجب طرحوني، فقال له جبرئيل (عليه السلام): أ تحب أن تخرج من هذا الجب! فقال: ذلک إلي إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب.
فقال له جبرئيل: فإن إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب يقول لك: قل: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات و الإرض، ذو الجلال و الإكرام، أن تصلي علي محمّد و آل محمّد، و أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا، و ترزقني من حيث لا أحتسب. فقالها يوسف، فجعل الله له من الجب يومئذ فرجا، و من كيد المرأة مخرجا، و آتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب».
و
من رواية أخري عنه (عليه السلام): «و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب».
12] 9325/[- عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هذا وَ هُم لا يَشعُرُونَ
. قال: «کان إبن سبع سنين».
13] 0425/[- عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، في قول الله: إِنِّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَباً وَ الشَّمسَ وَ القَمَرَ رَأَيتُهُم لِي ساجِدِينَ
.
1»2» قال في تسمية النجوم: هي الطارق و حوبان و أمان و ذو الكتاف و وابس و وثاب و عروان« و فليق و فصيح و الصرح و الفروع« و الضياء و النور- يعني الشمس و القمر- و کل هذه النجوم محيطة بالسماء.
14] 1425/[- عن أبي جميلة، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما أتي بقميص يوسف إلي يعقوب قال: اللهم لقد کان ذئبا رفيقا حين لم يشق القميص- قال- و کان به نضح من دم».
15] 2425/[- عن أبي حمزة، قال:3» ثم انقطع ما قال علي بن الحسين (عليه السلام) عند هذا الموضع«، فلما کان
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 170/ 6. 12- تفسير العيّاشي 2: 170/ 7. [.....] 13- تفسير العيّاشي 2: 179/ 8. 14- تفسير العيّاشي 2: 171/ 9. 15- تفسير العيّاشي 2: 171/ 10.
(1) في المصدر: و حوبان و الريان و ذو الكنفان و وابس (قابس) و وثاب و عمران.
(2) في المصدر: و البدوع. و قد تقدّم ذكرها في الحديث (1) مع بعض الاختلاف.
(3) تقدّم في الحديث (10) من تفسير هذه الآيات، رواية أبي حمزة.
صفحه : 164
اللهمن غد غدوت إليه، فقلت له: جعلت فداك، إنك حدثتني أمس حديث يعقوب و ولده ثم قطعته، فما کان من قصة يوسف بعد ذلک!}
فقال: «إنهم لما أصبحوا قالوا: انطلقوا بنا حتي ننظر ما حال يوسف، مات أم هو حي! فلما انتهوا إلي الجب وجدوا بحضرة الجب السيارة قد أرسلوا واردهم فأدلي دلوه، فلما جذب دلوه فإذا هو بغلام متعلق به، فقال لأصحابه: يا بُشري هذا غُلامٌ
فلما أخرجه أقبل إليه إخوة يوسف، فقالوا: هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب، و جئنا اليوم لنخرجه. فانتزعوه من أيديهم و تنحوا به ناحية، ثم قالوا له: إما أن تقر لنا أنك عبد لنا فنبيعك من بعض هذه السيارة، أو نقتلك! فقال لهم يوسف: لا تقتلوني و اصنعوا ما شئتم. فأقبلوا به إلي السيارة، فقالوا: هل منكم أحد يشتري منا هذا العبد! فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما، و کان إخوته فيه من الزاهدين، و سار به ألذي اشتراه حتي دخل مصر، فباعه ألذي اشتراه من البدو من ملك مصر، و ذلک قول الله: وَ قالَ الَّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ لِامرَأَتِهِ أَكرِمِي مَثواهُ عَسي أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَداً».
16] 3425/[- عن الحسن، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: وَ شَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَةٍ
، قال: «كانت عشرين درهما».
17] 4425/[- عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) مثله، و زاد فيه: «البخس: النقص، و هي قيمة كلب الصيد، إذا قتل كانت ديته عشرين درهما».
18] 5425/[- عن عبد الله بن سليمان، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: «قد کان يوسف بين أبويه مكرما، ثم صار عبدا حتي بيع بأبخس و أوكس الثمن، ثم لم يمنع الله أن بلغ به حتي صار ملكا».
19] 6425/[- عن إبن حصين، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: وَ شَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَةٍ
.
قال: «كانت الدراهم ثمانية عشر درهما».
20] 7425/[- و بهذا الإسناد، عن الرضا (عليه السلام) قال: «كانت الدراهم عشرين درهما، و هي قيمة كلب الصيد إذا قتل، و البخس: النقص».
21] 8425/[- قال أبو حمزة: قلت لعلي بن الحسين (عليهما السلام): إبن كم کان يوسف يوم القي في الجب! قال:
«إبن سبع سنين».
-----------------------------------
16- تفسير العيّاشي 2: 172/ 11. 17- تفسير العيّاشي 2: 172/ 12. 18- تفسير العيّاشي 2: 172/ 13. 19- تفسير العيّاشي 2: 172/ 14. 20- تفسير العيّاشي 2: 172/ 15. 21- تفسير العيّاشي 2: 172/ 16.
صفحه : 165
اللهقلت: فكم کان بين منزل يعقوب يومئذ و بين مصر! قال: «مسيرة ثمانية عشر يوما».}
قال: «و کان يوسف من أجمل أهل زمانه، فلما راهق راودته امرأة الملك عن نفسه فقال لها: معاذ الله، أنا من أهل بيت لا يزنون، فغلقت الأبواب عليها و عليه، و قالت: لا تخف، و ألقت نفسها عليه، فأفلت منها هاربا إلي الباب ففتحه، و لحقته فجذبت قميصه من خلفه فأخرجته منه، و أفلت يوسف منها في ثيابه».
22] 9425/[- عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما همت به و هم بها، قالت: کما أنت. قال:
و لم! قالت: حتي اعطي وجه الصنم لا يرانا. فذكر الله عند ذلک، و قد علم أن الله يراه، ففر منها هاربا».
23] 0525/[- عن محمّد بن قيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «إن يوسف لما حل سراويله رأي مثال يعقوب قائما عاضا علي إصبعه، و هو يقول له: يا يوسف؟ فهرب».
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لكني و الله ما رأيت عورة أبي قط، و لا رأي أبي عورة جدي قط، و لا رأي جدي عورة أبيه قط- قال- و هو عاض علي إصبعه، فوثب و خرج الماء من إبهام رجله».
24] 1525/[- عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: « أي شيء يقول النّاس في قول الله عز و جل:
لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبِّهِ
»! قلت: يقولون: رأي يعقوب عاضا علي إصبعه، فقال: «لا، ليس کما يقولون».
قلت: فأي شيء رأي! قال: «لما همت به و هم بها، قامت إلي صنم معها في البيت، فألقت عليه ثوبا، فقال لها يوسف: ما صنعت! قالت: طرحت عليه ثوبا، أستحي أن يرانا، فقال يوسف: فأنت تستحين من صنمك و هو لا يسمع و لا يبصر، و لا أستحي أنا من ربي!؟».
25] 2525/[- عمر بن إبراهيم الأوسي، قال: روي عن رسول الله (صلي الله عليه و آله): «إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان، لأن الله قال: إِنَّ كَيدَ الشَّيطانِ كانَ ضَعِيفاً
»«1».
26] 3525/[- نرجع إلي حديث أبي حمزة«2»: «و أفلت يوسف منها في ثيابه وَ أَلفَيا سَيِّدَها لَدَي البابِ قالَت ما جَزاءُ مَن أَرادَ بِأَهلِكَ سُوءاً إِلّا أَن يُسجَنَ أَو عَذابٌ أَلِيمٌ
- قال- فهم الملك بيوسف ليعذبه، فقال له يوسف:
و إله يعقوب ما أردت بأهلك سواء هي راودتني عن نفسي، فاسأل هذا الصبي، أينا راود صاحبه عن نفسه!- قال- و کان عندها صبي من أهلها زائرا لها في المهد، فقال: هذا طفل لم ينطق. فقال: كلمه ينطقه الله. فكلمه فأنطق الله الصبي بفصل القضاء، فقال للملك: انظر أيها الملك إلي القميص، فإن کان مقدودا من قدامه فهو راودها، و إن کان
-----------------------------------
22- تفسير العيّاشي 2: 173/ 17. 23- تفسير العيّاشي 2: 173/ 18. [.....] 24- تفسير العيّاشي 2: 174/ 19. 25- .... 26- تفسير العيّاشي 2: 174.
(1) النساء 4: 76.
(2) المتقدّم في الحديث (15) من تفسير هذه الآيات.
صفحه : 166
اللهمقدودا من خلفه فهي الّتي راودته عن نفسه، و صدق و هي من الكاذبين».}
فلما سمع الملك كلام الصبي و ما اقتص به، أفزعه ذلک فزعا شديدا، فدعا بالقميص فنظر إليه، فلما رأي القميص مقدودا من خلفه، قال لها: إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظِيمٌ
و قال ليوسف: أَعرِض عَن هذا فلا يسمعه منك أحد و اكتمه، فلم يكتمه يوسف، و أذاعه في المدينة حتي قال نسوة منهن: امرَأَتُ العَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَن نَفسِهِ فبلغها ذلک، فأرسلت إليهن و هيأت لهن طعاما و مجلسا، ثم أتتهن بأترج و آتت کل واحدة منهن سكينا، و قالت ليوسف: اخرُج عَلَيهِنَّ فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ وَ قَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ وَ قُلنَ ما قلن، فقالت لهن: فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمتُنَّنِي فِيهِ في حبه- قال- فخرج النسوة من عندها، فأرسلت کل واحدة منهن إلي يوسف سرا من صواحبها، تسأله الزيارة، فأبي عليهن، و قال: رَبِّ ... إِلّا تَصرِف عَنِّي كَيدَهُنَّ أَصبُ إِلَيهِنَّ وَ أَكُن مِنَ الجاهِلِينَ فلما ذاع أمر يوسف و أمر امرأة العزيز و النسوة في مصر، بدا للملك بعد ما سمع من قول الصبي ما سمع ليسجنن يوسف، فحبسه في السجن، و دخل مع يوسف في السجن فتيان، فكان من قصتهما و قصة يوسف ما قصه الله في كتابه».
قال أبو حمزة: ثم انقطع حديث علي بن الحسين (عليه السلام) عند ذلک.
27] 4525/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام): «أنه کان من خبر يوسف (عليه السلام)، أنه کان له أحد عشر أخا، و کان له من امه أخ، واحد يسمي بنيامين، و کان يعقوب إسرائيل الله، و معني إسرائيل الله: أي خالص الله، إبن إسحاق نبي الله بن إبراهيم خليل الله، فرأي يوسف هذه الرؤيا و له تسع سنين، فقصها علي أبيه، فقال يعقوب: يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلي إِخوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيداً
أي يحتالون عليك، و قال يعقوب ليوسف وَ كَذلِكَ يَجتَبِيكَ رَبُّكَ وَ يُعَلِّمُكَ مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ وَ يُتِمُّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَ عَلي آلِ يَعقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلي أَبَوَيكَ مِن قَبلُ إِبراهِيمَ وَ إِسحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
و کان يوسف من أحسن النّاس وجها، و کان يعقوب يحبه و يؤثره علي أولاده، فحسده إخوته علي ذلک، و قالوا فيما بينهم ما حكي الله عز و جل: إِذ قالُوا لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلي أَبِينا مِنّا وَ نَحنُ عُصبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ
فعمدوا علي قتل يوسف، فقالوا: نقتله حتي يخلو لنا وجه أبينا. فقال لا وي: لا يجوز قتله، و لكن نغيبه عن أبينا و نخلو نحن به. فقالوا کما حكي الله عز و جل: يا أَبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا عَلي يُوسُفَ وَ إِنّا لَهُ لَناصِحُونَ أَرسِلهُ مَعَنا غَداً يَرتَع أي يرعي الغنم وَ يَلعَب وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ فأجري الله علي لسان يعقوب: إِنِّي لَيَحزُنُنِي أَن تَذهَبُوا بِهِ وَ أَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذِّئبُ وَ أَنتُم عَنهُ غافِلُونَ فقالوا کما حكي الله عز و جل: لَئِن أَكَلَهُ الذِّئبُ وَ نَحنُ عُصبَةٌ إِنّا إِذاً لَخاسِرُونَ و العصبة: عشرة إلي ثلاثة عشر فَلَمّا ذَهَبُوا بِهِ وَ أَجمَعُوا أَن يَجعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الجُبِّ وَ أَوحَينا إِلَيهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هذا وَ هُم لا يَشعُرُونَ أي لتخبرنهم بما هموا به».
-----------------------------------
27- تفسير القمّي 1: 339. 28]
صفحه : 167
الله5525/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هذا وَ هُم لا يَشعُرُونَ
.
يقول: «لا يشعرون أنك أنت يوسف، أتاه جبرئيل و أخبره بذلك».
5256/[29]- و قال علي بن إبراهيم: فقال لاوي: أَلقُوهُ فِي غَيابَتِ الجُبِّ يَلتَقِطهُ بَعضُ السَّيّارَةِ إِن كُنتُم فاعِلِينَ فأدنوه من رأس الجب، فقالوا له: انزع قميصك، فبكي، و قال: يا إخوتي، لا تجردوني. فسل واحد منهم عليه السكين، و قال: لئن لم تنزعه لأقتلنك. فنزعه، فدلوه في البئر و تنحوا عنه، فقال يوسف في الجب: يا إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب، ارحم ضعفي و قلة حيلتي و صغري. فنزلت سيارة من أهل مصر، فبعثوا رجلا ليستقي لهم الماء من الجب، فلما أدلي الدلو علي يوسف تشبث بالدلو، فجروه فنظروا إلي غلام من أحسن النّاس وجها، فعدوا إلي صاحبهم فقالوا: يا بشري هذا غلام، فنخرجه و نبيعه و نجعله بضاعة لنا. فبلغ إخوته فجاءوا و قالوا: هذا عبد لنا. ثم قالوا ليوسف: لئن لم تقر لنا بالعبودية لنقتلنك. فقالت السيارة ليوسف: ما تقول! قال: نعم أنا عبدهم.
فقالت السيارة: فتبيعونه منا! قالوا: نعم. فباعوه منهم علي أن يحملوه إلي مصر وَ شَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَةٍ وَ كانُوا فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ قال: الثمن ألذي بيع به يوسف ثمانية عشر درهما، و کان عندهم کما قال الله تعالي: وَ كانُوا فِيهِ مِنَ الزّاهِدِينَ.
30] 7525/[- و قال علي بن إبراهيم: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) في قول الله: وَ شَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدُودَةٍ
.
قال: «كانت عشرين درهما- و البخس: النقص- و هي قيمة كلب الصيد، إذا قتل كانت قيمته عشرين درهما».
31] 8525/[- و قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ جاؤُ عَلي قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ
. قال: «إنهم ذبحوا جديا علي قميصه».
5259/[32]- قال علي بن إبراهيم: و رجع إخوته فقالوا: نعمد إلي قميصه فنلطخه بالدم، و نقول لأبينا: إن الذئب أكله. فلما فعلوا ذلک قال لهم لاوي: يا قوم، ألسنا بني يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق نبي الله بن إبراهيم خليل الله، فتظنون أن الله يكتم هذا الخبر عن أنبيائه!
فقالوا: و ما الحيلة! فقال: نقوم و نغتسل و نصلي جماعة و نتضرع إلي الله تعالي أن يكتم ذلک عن نبيه فإنه جواد كريم. فقاموا و اغتسلوا، و کان في سنة إبراهيم و إسحاق و يعقوب أنهم لا يصلون جماعة حتي يبلغوا أحد عشر رجلا، فيكون واحد منهم إماما و عشرة يصلون خلفه، فقالوا: كيف نصنع و ليس لنا إمام! فقال لاوي: نجعل
-----------------------------------
28- تفسير القمّي 1: 340. 29- تفسير القمّي 1: 340. 30- تفسير القمّي 1: 341. 31- تفسير القمّي 1: 341. 32- تفسير القمّي 1: 341.
صفحه : 168
الله إمامنا. فصلوا و تضرعوا و بكوا، و قالوا: يا رب اكتم علينا هذا. ثم وَ جاؤُ أَباهُم عِشاءً يَبكُونَ و معهم القميص قد لطخوه بالدم قالُوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ أي نعدو وَ تَرَكنا يُوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَ ما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَ لَو كُنّا صادِقِينَ إلي قوله: عَلي ما تَصِفُونَ ثم قال يعقوب: ما کان أشد غضب ذلک الذئب علي يوسف و أشفقه علي قميصه، حيث أكل يوسف و لم يمزق قميصه؟ قال: فحملوا يوسف إلي مصر و باعوه من عزيز مصر، فقال العزيز لِامرَأَتِهِ أَكرِمِي مَثواهُ أي مكانه عَسي أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَداً و لم يكن له ولد، فأكرموه و ربوه، فلما بلغ أشده هوته امرأة العزيز، و كانت لا تنظر إلي يوسف امرأة إلا هوته، و لا رجل إلا أحبه، و کان وجهه مثل القمر ليلة البدر. فراودته امرأة العزيز، و هو قوله:
وَ راوَدَتهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيتِها عَن نَفسِهِ وَ غَلَّقَتِ الأَبوابَ وَ قالَت هَيتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمُونَ فما زالت تخدعه، حتي کان کما قال الله عز و جل: وَ لَقَد هَمَّت بِهِ وَ هَمَّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبِّهِ فقامت امرأة العزيز و غلقت الأبواب، فلما هما رأي يوسف صورة يعقوب في ناحية البيت عاضا علي إصبعه، يقول: يا يوسف، أنت في السماء مكتوب في النبيين، و تريد أن تكتب في الإرض من الزناة!؟ فعلم أنه قد أخطأ.
33] 0625/[- الشيخ في (أماليه): بإسناده ، في قوله عز و جل، في قول يعقوب: فَصَبرٌ جَمِيلٌ
قال: «بلا شكوي».
قلت: هذا الحديث في (الأمالي) مسبوق بحديث عن الصادق (عليه السلام).
34] 1625/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، و علي بن عبد الله الوراق (رضي الله عنهم)، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا القاسم بن محمّد البرمكي، قال: حدثنا أبو الصلت الهروي، قال: لما جمع المأمون لعلي بن موسي الرضا (عليه السلام) أهل المقالات، من أهل الإسلام و الديانات من اليهود و النصاري و المجوس و الصابئين و سائر أهل المقالات، فلم يقم أحد إلا و قد ألزمه حجته، كأنه القم حجرا، قام إليه علي بن محمّد بن الجهم، فقال: يا بن رسول الله، أتقول بعصمة الأنبياء! قال: «نعم». فقال له: فما تقول في قوله عز و جل في يوسف. وَ لَقَد هَمَّت بِهِ وَ هَمَّ بِها
!
فقال (عليه السلام): «أما قوله تعالي في يوسف (عليه السلام): وَ لَقَد هَمَّت بِهِ وَ هَمَّ بِها
فإنها همت بالمعصية، و هم يوسف بقتلها إن أجبرته، لعظم ما تداخله، فصرف الله عنه قتلها و الفاحشة، و هو قوله عز و جل: كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السُّوءَ وَ الفَحشاءَ و السوء: القتل، و الفحشاء: الزنا».
35] 2625/[- و عنه، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبي، عن حمدان بن سليمان النيشابوري، عن علي بن محمّد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي بن
-----------------------------------
33- الأمالي 1: 300. 34- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 191/ 1. 35- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 201/ 1. [.....]
صفحه : 169
اللهموسي (عليهما السلام) فقال له المأمون: يا بن رسول الله، أليس من قولك: «إن الأنبياء معصومون»! قال: «بلي». و ذكر الحديث، إلي أن قال فيه: فأخبرني عن قول الله تعالي: وَ لَقَد هَمَّت بِهِ وَ هَمَّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبِّهِ}
.
فقال الرضا (عليه السلام): «لقد همت به، و لو لا أن رأي برهان ربه لهم بها کما همت به، لكنه کان معصوما، و المعصوم لا يهم بذنب و لا يأتيه. و لقد حدثني أبي، عن أبيه الصادق (عليه السلام)، أنه قال: همت بأن تفعل، و هم بأن لا يفعل». فقال المأمون: لله درك، يا أبا الحسن.
36] 3625/[- و عنه: عن أبيه (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن خلف بن حماد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام): كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السُّوءَ وَ الفَحشاءَ
«يعني أن يدخل في الزنا».
37] 4625/[- و عنه: بإسناده عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال في قول الله تعالي: لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبِّهِ
.
قال: «قامت امرأة العزيز إلي الصنم فألقت عليه ثوبا، فقال لها يوسف: ما هذا! فقال: أستحي من الصنم أن يرانا. فقال لها يوسف: أ تستحين ممن لا يسمع و لا يبصر و لا يفقه و لا يأكل و لا يشرب، و لا أستحي أنا ممن خلق الإنسان و علمه!؟ فذلك قوله عز و جل: لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبِّهِ
».
و روي هذا الحديث في (صحيفة الرضا (عليه السلام)) عن علي بن الحسين (عليهما السلام) ببعض الاختلاف اليسير«1».
38] 5625/[- عن إبن بسطام، في كتاب (طب الأئمة (عليهم السلام) عن محمّد بن القاسم بن منجاب، قال: حدثنا خلف بن حماد، عن عبد الله بن مسكان، عن جابر بن يزيد، قال: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): «قال جل جلاله:
وَ لَقَد هَمَّت بِهِ وَ هَمَّ بِها لَو لا أَن رَأي بُرهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السُّوءَ وَ الفَحشاءَ
فالسوء ها هنا الزنا».
39] 6625/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن محمّد بن سنان، عن محمّد بن عبد الله بن رباط، عن محمّد بن النعمان الأحول، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في قول الله عز و جل: وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً
، قال: «أشده: ثماني عشرة سنة، و استوي: التحي».
40] 7625/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن بعض رجاله، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لما
-----------------------------------
36- معاني الأخبار: 172/ 1. 37- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 45/ 162. 38- طب الأئمة (عليهم السلام): 55. 39- معاني الأخبار: 226/ 1. 40- تفسير القمّي 1: 342.
(1) صحيفة الرضا (عليه السّلام): 257/ 186. 1»
صفحه : 170
اللههمت به و هم بها، قامت إلي صنم في بيتها، فألقت عليه ملاءة« لها، فقال لها يوسف: ما تعملين! قالت: القي علي هذا الصنم ثوبا لا يرانا، فإني أستحي منه، فقال يوسف: فأنت تستحين من صنم لا يسمع و لا يبصر، و لا أستحي أنا من ربي!؟ فوثب وعدا، و عدت من خلفه، و أدركهما العزيز علي هذه الحالة، و هو قول الله تعالي: وَ استَبَقَا البابَ وَ قَدَّت قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَ أَلفَيا سَيِّدَها لَدَي البابِ
.
فبادرت امرأة العزيز، فقالت للعزيز: ما جَزاءُ مَن أَرادَ بِأَهلِكَ سُوءاً إِلّا أَن يُسجَنَ أَو عَذابٌ أَلِيمٌ
فقال يوسف للعزيز: هِيَ راوَدَتنِي عَن نَفسِي وَ شَهِدَ شاهِدٌ مِن أَهلِها فألهم الله يوسف أن قال للملك: سل هذا الصبي في المهد، فإنه يشهد أنها راودتني عن نفسي، فقال العزيز للصبي، فأنطق الله الصبي في المهد ليوسف، حتي قال: إِن كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَت وَ هُوَ مِنَ الكاذِبِينَ وَ إِن كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَت وَ هُوَ مِنَ الصّادِقِينَ فلما رأي قميصه قد تخرق من دبر قال لامرأته: إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظِيمٌ ثم قال ليوسف:
أَعرِض عَن هذا وَ استَغفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الخاطِئِينَ
و شاع الخبر بمصر، و جعل النساء يتحدثن بحديثها و يعذلنها«2» و يذكرنها، و هو قوله تعالي: وَ قالَ نِسوَةٌ فِي المَدِينَةِ امرَأَتُ العَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَن نَفسِهِ قَد شَغَفَها حُبًّا».
41] 8625/[- علي بن إبراهيم، قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: قَد شَغَفَها حُبًّا
يقول: «قد حجبها حبه عن النّاس، فلا تعقل غيره» و الحجاب: هو الشغاف، و الشغاف: هو حجاب القلب.
5269/[42]- ثم قال علي بن إبراهيم: فبلغ ذلک امرأة العزيز، فبعثت إلي کل امرأة رئيسة، فجمعتهن في منزلها، و هيأت لهن مجلسا، و دفعت إلي کل امرأة اترجة و سكينا. فقالت: اقطعن. ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن- و کان في بيت- فخرج يوسف عليهن، فلما نظرن إليه، أقبلن يقطعن أيديهن، و قلن کما حكي الله عز و جل: فَلَمّا سَمِعَت بِمَكرِهِنَّ أَرسَلَت إِلَيهِنَّ وَ أَعتَدَت لَهُنَّ مُتَّكَأً أي أترجة وَ آتَت كُلَّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ سِكِّيناً وَ قالَتِ اخرُج عَلَيهِنَّ فَلَمّا رَأَينَهُ أَكبَرنَهُ إلي قوله: إِن هذا إِلّا مَلَكٌ كَرِيمٌ.
فقالت امرأة العزيز: فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمتُنَّنِي فِيهِ أي في حبه وَ لَقَد راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ أي دعوته فَاستَعصَمَ أي امتنع، ثم قالت: وَ لَئِن لَم يَفعَل ما آمُرُهُ لَيُسجَنَنَّ وَ لَيَكُوناً مِنَ الصّاغِرِينَ فما أمسي يوسف في ذلک اليوم«3» حتي بعثت إليه کل امرأة رأته تدعوه إلي نفسها، فضجر يوسف، فقال: رَبِّ السِّجنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدعُونَنِي إِلَيهِ وَ إِلّا تَصرِف عَنِّي كَيدَهُنَّ أي حيلتهن أَصبُ إِلَيهِنَّ أي : أميل إليهن. و أمرت امرأة العزيز بحبسه، فحبس في السجن.
-----------------------------------
41- تفسير القمّي 1: 357. 42- تفسير القمّي 1: 343.
(1) الملاءة: کل ثوب ليّن رقيق «مجمع البحرين 1: 398».
(2) في المصدر: ز يعيّرنها.
(3) في المصدر، و «ط» نسخة بدل: البيت.
صفحه : 171
قوله تعالي:
ثُمَّ بَدا لَهُم مِن بَعدِ ما رَأَوُا الآياتِ- إلي قوله تعالي- يَتَبَوَّأُ مِنها حَيثُ يَشاءُ [35- 56]
1] 0725/[- ثم قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: ثُمَّ بَدا لَهُم مِن بَعدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَيَسجُنُنَّهُ حَتّي حِينٍ
: «فالآيات: شهادة الصبي، و القميص المخرق من دبر، و استباقهما الباب حتي سمع مجاذبتها إياه علي الباب، فلما عصاها لم تزل ملحة«1» بزوجها حتي حبسه وَ دَخَلَ مَعَهُ السِّجنَ فَتَيانِ يقول: عبدان للملك، أحدهما خباز، و الآخر صاحب الشراب، و ألذي كذب و لم ير المنام هو الخباز».
2] 1725/[- رجع إلي حديث علي بن إبراهيم«2»، قال: و وكل الملك بيوسف رجلين يحفظانه، فلما دخلا السجن، قالا له: ما صناعتك! قال: اعبر الرؤيا. فرأي أحد الموكلين في منامه، کما قال الله عز و جل: أَعصِرُ خَمراً
قال يوسف: تخرج، و تصير علي شراب الملك، و ترتفع«3» منزلتك عنده: وَ قالَ الآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحمِلُ فَوقَ رَأسِي خُبزاً تَأكُلُ الطَّيرُ مِنهُ و لم يكن رأي ذلک، فقال له يوسف: أنت يقتلك الملك و يصلبك، و تأكل الطير من رأسك. فضحك«4» الرجل، و قال: إني لم أر ذلک. فقال يوسف، کما حكي الله تعالي: يا صاحِبَيِ السِّجنِ أَمّا أَحَدُكُما فَيَسقِي رَبَّهُ خَمراً وَ أَمَّا الآخَرُ فَيُصلَبُ فَتَأكُلُ الطَّيرُ مِن رَأسِهِ قُضِيَ الأَمرُ الَّذِي فِيهِ تَستَفتِيانِ.
و قال أبو عبد الله (عليه السلام)، في قوله: إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَ
قال: «کان يقوم علي المريض، و يلتمس المحتاج، و يوسع علي المحبوس». فلما أراد- من رأي في نومه يعصر خمرا- الخروج من الحبس، قال له يوسف:
اذكُرنِي عِندَ رَبِّكَ
فكان کما قال الله عز و جل: فَأَنساهُ الشَّيطانُ ذِكرَ رَبِّهِ.
3] 2725/[- ثم قال علي بن إبراهيم: أخبرنا الحسن بن علي، عن أبيه، عن إسماعيل بن عمر، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن يوسف أتاه جبرئيل، فقال له: يا يوسف، إن رب العالمين يقرئك
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 344. 2- تفسير القمّي 1: 344. 3- تفسير القمّي 1: 344. [.....]
(1) في «ط»: مولعة.
(2) حديث (42) المتقدّم آنفا.
(3) في «س، ط»: نسخة بدل: ترفع.
(4) في المصدر: من دماغك، فجحد.
صفحه : 172
اللهالسلام، و يقول لك: من جعلك في أحسن خلقه! قال: فصاح و وضع خده علي الإرض، ثم قال: أنت يا رب ثم قال له: و يقول لك: من حببك إلي أبيك دون إخوتك!- قال:- فصاح و وضع خده علي الإرض، و قال: أنت يا رب قال:}
و يقول لك: و من أخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها، و أيقنت بالهلكة!- قال:- فصاح و وضع خده علي الإرض، ثم قال: أنت يا رب. قال: فإن ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره فَلَبِثَ فِي السِّجنِ بِضعَ سِنِينَ
».
قال: «فلما انقضت المدة، و أذن الله له في دعاء الفرج، فوضع خده علي الإرض، ثم قال: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك، فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب.
ففرج الله عنه».
قلت: جعلت فداك، أ ندعوا نحن بهذا الدعاء! فقال: «أدع بمثله: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك، فإني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمّد (صلي الله عليه و آله) و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة (عليهم السلام)».
5273/[4]- و قال علي بن إبراهيم: ثم إن الملك رأي رؤيا، فقال لوزرائه: إني رأيت في نومي سَبعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهُنَّ سَبعٌ عِجافٌ أي مهازيل، و رأيت سَبعَ سُنبُلاتٍ خُضرٍ وَ أُخَرَ يابِساتٍ و
1»2» قرأ« أبو عبد الله (عليه السلام): «سبع سنابل«».
ثم قال: يا أَيُّهَا المَلَأُ أَفتُونِي فِي رُءيايَ إِن كُنتُم لِلرُّءيا تَعبُرُونَ فلم يعرفوا تأويل ذلک، فذكر ألذي کان علي رأس الملك رؤياه الّتي رآها، و ذكر يوسف بعد سبع سنين، و هو قوله: وَ قالَ الَّذِي نَجا مِنهُما وَ ادَّكَرَ بَعدَ أُمَّةٍ أي بعد حين أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأوِيلِهِ فَأَرسِلُونِ فجاء إلي يوسف فقال: أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفتِنا فِي سَبعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأكُلُهُنَّ سَبعٌ عِجافٌ وَ سَبعِ سُنبُلاتٍ خُضرٍ وَ أُخَرَ يابِساتٍ!
قال يوسف: تَزرَعُونَ سَبعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدتُم فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلّا قَلِيلًا مِمّا تَأكُلُونَ أي لا يدوسوه فإنه يفسد في طول سبع سنين، و إذا کان في سنبله لا يفسد ثُمَّ يَأتِي مِن بَعدِ ذلِكَ سَبعٌ شِدادٌ يَأكُلنَ ما قَدَّمتُم لَهُنَّ أي سبع سنين مجاعة شديدة، يأكلن ما قدمتم لهن في السبع سنين الماضية.
قال الصادق (عليه السلام):3» «إنما نزل: ما قربتم لهن«».
ثُمَّ يَأتِي مِن بَعدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النّاسُ وَ فِيهِ يَعصِرُونَ أي يمطرون.
قال أبو عبد الله (عليه السلام):4» «قرأ رجل علي أمير المؤمنين (عليه السلام): ثُمَّ يَأتِي مِن بَعدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النّاسُ وَ فِيهِ يَعصِرُونَ« علي البناء للفاعل، فقال: و يحك، أي شيء يعصرون، يعصرون الخمر!؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين، كيف أقرأها! فقال: إنما نزلت وَ فِيهِ يَعصِرُونَ أي يمطرون بعد سني المجاعة، و الدليل علي ذلک، قوله:
-----------------------------------
4- تفسير القمي 1: 345.
(1) في «س، ط»: قال.
(2) انظر مجمع البيان 5: 361.
(3) انظر مجمع البيان 5: 361.
(4) قرأ الصادق (عليه السلام)، و الأعرج، و عيسي بن عمر (يعصرون) بياء مضمومة و صاد مفتوحة، و قرأ حمزة و الكسائي و خلف (تعصرون) بتاء-
صفحه : 173
اللهوَ أَنزَلنا مِنَ المُعصِراتِ ماءً ثَجّاجاً}
»«1».
فرجع الرجل إلي الملك فأخبره بما قال يوسف، فقال الملك: ائتُونِي بِهِ فَلَمّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ ارجِع إِلي رَبِّكَ يعني إلي الملك فَسئَلهُ ما بالُ النِّسوَةِ اللّاتِي قَطَّعنَ أَيدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيدِهِنَّ عَلِيمٌ فجمع الملك النسوة، فقال لهن: ما خَطبُكُنَّ إِذ راوَدتُنَّ يُوسُفَ عَن نَفسِهِ قُلنَ حاشَ لِلّهِ ما عَلِمنا عَلَيهِ مِن سُوءٍ قالَتِ امرَأَةُ العَزِيزِ الآنَ حَصحَصَ الحَقُّ أَنَا راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ وَ إِنَّهُ لَمِنَ الصّادِقِينَ ذلِكَ لِيَعلَمَ أَنِّي لَم أَخُنهُ بِالغَيبِ وَ أَنَّ اللّهَ لا يَهدِي كَيدَ الخائِنِينَ أي لا أكذب عليه الآن کما كذبت عليه من قبل. ثم قالت: وَ ما أُبَرِّئُ نَفسِي إِنَّ النَّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ أي تأمر بالسوء إِلّا ما رَحِمَ رَبِّي فقال الملك:لاکه ائتُونِي بِهِ أَستَخلِصهُ لِنَفسِي فلما نظر إلي يوسفلاکه قالَ إِنَّكَ اليَومَ لَدَينا مَكِينٌ أَمِينٌ فاسأل حاجتك! قالَ اجعَلنِي عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ يعني: علي الكناديج«2» و الأنابير«3»، فجعله عليها، و هو قوله: وَ كَذلِكَ مَكَّنّا لِيُوسُفَ فِي الأَرضِ يَتَبَوَّأُ مِنها حَيثُ يَشاءُ.
5] 4725/[- الطبرسي في كتاب (النبوة): بالإسناد عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن علي بن بنت إلياس، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: «و أقبل يوسف (عليه السلام) علي جمع الطعام، فجمع في السبع سنين المخصبة، فكبسه في الخزائن، فلما مضت تلك السنون، و أقبلت السنون المجدبة، أقبل يوسف علي بيع الطعام، فباعهم في السنة الأولي بالدراهم و الدنانير، حتي لم يبق بمصر و ما حولها دينار و لا درهم إلا صار في ملك يوسف:
و باعهم في السنة الأولي بالدراهم و الدنانير، حتي لم يبق بمصر و ما حولها حلي و لا جواهر إلا صار في ملكه. و باعهم في السنة الثانية بالحلي و الجواهر، حتي لم يبق بمصر و ما حولها حلي و لا جواهر إلي صار في ملكه. و باعهم في السنة الثالثة بالدواب و المواشي، حتي لم يبق بمصر و ما حولها دابة و ماشية إلا صار في ملكه، و باعهم في السنة الرابعة بالعبيد و الإماء، حتي لم يبق بمصر و ما حولها عبد و لا أمة إلا صار في ملكه و باعهم في السنة الخامسة بالدور و العقار، حتي لم يبق بمصر و ما حولها دار و لا عقار إلا صار في ملكه و باعهم في السنة السادسة بالمزارع و الأنهار، حتي لم يبق بمصر و ما حولها نهر و لا مزرعة إلا صار في ملكه، و باعهم في السنة السابعة برقابهم، حتي لم يبق بمصر و ما حولها عبد و لا حر إلا صار عبدا ليوسف. فملك أحرارهم و عبيدهم و أموالهم، و قال النّاس:
ما رأينا و لا سمعنا بملك أعطاه الله من الملك ما أعطي هذا الملك حكما و علما و تدبيرا.
4» ثم قال يوسف للملك: أيها الملك، ما تري فيما خولني ربي من ملك مصر و ما حولها«! أشر علينا برأيك، فإني لم أصلحهم لافسدهم و لم أنجهم من البلاء لأكون بلاء عليهم، و لكن الله تعالي أنجاهم علي يدي. قال الملك:
-----------------------------------
5- مجمع البيان 5: 372. - مفتوحة و صاد مكسورة، و الباقون بالياء، مجمع البيان 5: 361، النشر في القراءات العشر 2: 295، كتاب التيسير في القراءات السبع: 129.
(1) النبأ 78: 14.
(2) الكندوج: شبه المخزن، معرّب كندو. «القاموس المحيط 1: 212».
(3) الأنابير: جمع أنبار: أكداس الطعام. «تاج العروس- نبر- 3: 553». [.....]
(4) في المصدر: و أهلها.
صفحه : 174
اللهالرأي رأيك.}
1» قال يوسف: إني اشهد الله و أشهدك أيها الملك أني قد أعتقت أهل مصر كلهم، و رردت عليهم أموالهم و عبيدهم، و رددت عليك أيها الملك خاتمك« و سريرك و تاجك، علي أن لا تسير إلا بسيرتي، و لا تحكم إلا بحكمي.
قال له الملك: إن ذلک لزيني و فخري أن لا أسير إلا بسيرتك، و لا أحكم إلا بحكمك، و لولاك ما قويت عليه و لا اهتديت له، و لقد جعلت سلطاني عزيزا لا يرام، و أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، و أنك رسوله، فأقم علي ما وليتك، فإنك لدينا مكين أمين».
6] 5725/[- إبن بابويه، في كتاب (الغيبة): في حديث مسند، قال: رؤي بلاطة مكتوب عليها بالحبشة، قرأها الأسقف، و فسر ما فيها بالحبشية، ثم نقلت إلي العربية، فإذا فيها مكتوب: أنا الريان بن دومغ، فسئل أبو عبد الله المديني عن الريان، من کان! فقال: هو والد العزيز الملك ألذي کان في زمان يوسف النبي (عليه السلام)، و اسمه الريان إبن دومغ، و قد کان عمر العزيز سبعمائة سنة، و عمر الريان والده ألف و سبعمائة سنة، و عمر دومغ ثلاثة آلاف سنة.
فإذا فيها: أنا الريان بن دومغ، خرجت في طلب النيل الأعظم لأعلم فيضه و منبعه، إذ كنت أري مفيضه، فخرجت و معي ممن صحبت أربعة آلاف ألف رجل، فسرت ثمانين سنة، إلي أن انتهيت إلي الظلمات و البحر المحيط بالدنيا، فرأيت النيل يقطع البحر المحيط و يعبر فيه، و لم يكن لي منفذ، و تماوت أصحابي، و بقيت في أربعة آلاف رجل، فخشيت علي ملكي، فرجعت إلي مصر، و بنيت الأهرام و البراني، و بنيت الهرمين و أودعتهما كنوزي و ذخائري، و قلت في ذلک شعرا- و ذكر الأشعار، و هي كثيرة، و من جملتها-:
ازأنا صاحب الأهرام في مصر كلها و باني برانيها بها و المقدم
ازتركت بها آثار كفي و حكمتي علي الدهر لا تبلي و لا تتهدم
2» ازو فيها كنوز جمة و عجائب و للدهر إمر« مرة و تهجم
ازسيفتح أقفالي و يبدي عجائبي ولي لربي آخر الدهر ينجم
ازبأكناف بيت الله تبدو أموره و لا بد أن يعلو و يسمو به السم
قال إبن بابويه: قال أبو الجيش خمارويه«3» بن أحمد بن طولون: هذا شيء ليس لأحد فيه حيلة إلا القائم من آل محمّد (عليه السلام). وردت البلاطة کما كانت مكانها.
-----------------------------------
6- کما الدين و تمام النعمة: 563.
(1) في «ط»: عليك الملك و خاتمك.
(2) الإمر: الأمر العظيم الشنيع. «لسان العرب- أمر 4: 33».
(3) في «ط» أبو الحسن حمدويه، تصحيف صحيحه ما أثبتناه، انظر أنساب السمعاني 5: 160، النجم الزاهرة 3: 49.
صفحه : 175
7] 6725/[- العياشي: عن محمّد بن مروان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن يوسف خطب امرأة جميلة كانت في زمانه، فردت عليه: إن عبد الملك إياي يطلب؟- قال- فطلبها إلي أبيها، فقال له أبوها: إن الأمر أمرها.- قال- فطلبها إلي ربه، و بكي، فأوحي الله إليه إني قد زوجتكها، ثم أرسل إليها: إني أريد أن أزوركم.
فأرسلت إليه: أن تعال. فلما دخل عليها، أضاء البيت لنوره، فقالت: ما هذا إلا ملك كريم. فاستسقي، فقامت إلي الطاس لتسقيه، فجعل يتناول الطاس من يدها، فتناوله فاها، فجعل يقول: انتظري و لا تجعلي- قال- فتزوجها».
8] 7725/[- عن العباس بن هلال، قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: «إن يوسف النبي، قال له السجان: إني لأحبك. فقال له يوسف: لا تقل هكذا. فإن عمتي أحبتني فسرقتني، و إن أبي أحبني فحسدني إخوتي فباعوني، و إن امرأة العزيز أحبتني فحبستني».
9] 8725/[- عن إبن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «جاء جبرئيل إلي يوسف في السجن، فقال: قل في دبر کل صلاة فريضة: اللهم اجعل لي فرجا و مخرجا، و ارزقني من حيث أحتسب، و من حيث لا أحتسب».
10] 9725/[- عن طربال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن، ألهمه الله تأويل الرؤيا، فكان يعبر لأهل السجن رؤياهم، و إن فتيين أدخلا معه السجن يوم حبسه، فلما باتا، أصبحا فقالا له:
إنا رأينا رؤيا، فعبرها لنا.
قال: و ما رأيتما! قال أحدهما: إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه. و قال الآخر: إني رأيت أني أسقي الملك خمرا. فعبر لهما رؤياهما علي ما في الكتاب، ثم قال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك- قال- و لم يفزع يوسف في حاله إلي الله فيدعوه، فلذلك قال الله: فَأَنساهُ الشَّيطانُ ذِكرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجنِ بِضعَ سِنِينَ
».
قال: فأوحي الله إلي يوسف في ساعته تلك: يا يوسف، من أراك الرؤيا الّتي رأيتها! فقال: أنت يا رب. قال:
فمن حببك إلي أبيك! قال: أنت يا رب. قال: فمن وجه السيارة إليك! فقال: أنت يا رب. قال: فمن علمك الدعاء ألذي دعوت به حتي جعل لك من الجب فرجا! قال: أنت يا رب. قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا! قال:
أنت يا رب. قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا! قال: أنت يا رب. قال: فكيف استغثت بغيري، و لم تستغث بي و تسألني أن أخرجك من السجن، و استغثت و أمك عبدا من عبادي، ليذكرك إلي مخلوق من خلقي، في قبضتي، و لم تفزع إلي!؟ البث في السجن بذنبك بضع سنين، بإرسالك عبدا إلي عبد».
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 175/ 20. 8- تفسير العيّاشي 2: 175/ 21. 9- تفسير العيّاشي 2: 176/ 22. 10- تفسير العيّاشي 2: 176/ 23.
صفحه : 176
5280/[11]- قال إبن أبي عمير: قال إبن أبي حمزة: فمكث في السجن عشرين سنة.
5281/[12]- سماعة، عن قول الله: اذكُرنِي عِندَ رَبِّكَ قال: هو العزيز.
13] 2825/[- إبن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قالَ الآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحمِلُ فَوقَ رَأسِي خُبزاً
.
قال: أحمل فوق رأسي جفنة فيها خبز، تأكل الطير منه».
14] 3825/[- يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال الله ليوسف: أ لست ألذي حببتك إلي أبيك، و فضلتك علي النّاس بالحسن! أ و لست ألذي سقت إليك السيارة، فأنقدتك و أخرجتك من الجب! أ و لست ألذي صرفت عنك كيد النسوة! فما حملك علي أن ترفع رغبتك، أو تدعو مخلوقا هو دوني!؟ فالبث لما قلت، في السجن بضع سنين».
15] 4825/[- عن عبد الله بن عبد الرحمن، عمن ذكره، عنه (عليه السلام) قال: «لما قال للفتي: اذكرني عند ربك.
أتاه جبرئيل (عليه السلام)، فضرب برجله حتي كشط له عن الإرض السابعة، فقال له: يا يوسف، انظر ماذا تري! قال:
أري حجرا صغيرا، ففلق الحجر، فقال: ماذا تري! قال: أري دودة صغيرة. قال: فمن رازقها! قال: الله. قال: فإن ربك يقول: لم أنس هذه الدودة، في ذلک الحجر، في قعر الإرض السابعة، أ ظننت أني أنساك، حتي تقول للفتي: اذكرني عند ربك!؟ لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين- قال- فبكي يوسف عند ذلک، حتي بكت لبكائه الحيطان، قال: فتأذي به أهل السجن، فصالحهم علي أن يبكي يوما، و يسكت يوما، فكان في اليوم ألذي يسكت أسوء حالا».
16] 5825/[- عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما بكي أحد بكاء ثلاثة: آدم، و يوسف، و داود».
فقلت: ما بلغ من بكائهم! فقال: «أما آدم، فبكي حين اخرج من الجنة، و کان رأسه في باب من أبواب السماء، فبكي حتي تأذي به أهل السماء، فشكوا ذلک إلي الله، فحط من قامته. و أما داود، فإنه بكي حتي هاج العشب من دموعه، و إنه کان ليزفر الزفرة، فتحرق ما نبت من دموعه. و أما يوسف، فإنه کان يبكي علي أبيه يعقوب، و هو في السجن، فتأذي به أهل السجن، فصالحهم علي أن يبكي يوما، و يسكت يوما».
17] 6825/[- عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «إن يوسف أتاه جبرئيل، فقال: يا يوسف إن
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 176 ذيل الحديث 23. 12- تفسير العيّاشي 2: 177/ 24. 13- تفسير العيّاشي 2: 177/ 25. 14- تفسير العيّاشي 2: 177/ 26. 15- تفسير العيّاشي 177: 27. [.....] 16- تفسير العيّاشي 2: 177/ 28. 17- تفسير العيّاشي 2: 178/ 29.
صفحه : 177
اللهرب العالمين يقرئك السلام، و يقول لك: من جعلك أحسن خلقه!- قال- فصاح، و وضع خده علي الإرض، ثم قال: أنت يا رب، ثم قال له: و يقول لك: من حببك إلي أبيك دون إخوتك!- قال- فصاح، و وضع خده علي الإرض، ثم قال: أنت يا رب. قال: و يقول لك: من أخرجك من الجب، بعد أن طرحت فيها، و أيقنت بالهلكة! قال: فصاح، و وضع خده علي الإرض، ثم قال: أنت يا رب، ثم قال: فإن ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره، فالبث في السجن بضع سنين».}
قال: «فلما انقضت المدة، أذن له في دعاء الفرج، و وضع خده علي الإرض، ثم قال: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك، فإني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين، إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب، قال:
ففرج الله عنه».
قال: فقلت له: جعلت فداك، أ ندعو نحن بهذا الدعاء! فقال: «ادع بمثله، اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك، فإني أتوجه إليك بوجه نبيك نبي الرحمة (صلي الله عليه و آله) و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة (عليهم السلام)».
18] 7825/[- عن يعقوب بن يزيد، رفعه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في قول الله تعالي: فَلَبِثَ فِي السِّجنِ بِضعَ سِنِينَ
، قال: «سبع«1» سنين».
19] 8825/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «رأت فاطمة (عليها السلام) في النوم، كأن الحسن و الحسين (عليهما السلام) ذبحا، أو قتلا، فأحزنها ذلک- قال- فأخبرت به رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقال: يا رؤيا. فتمثلت، بين يديه، فقال: أريت فاطمة هذا البلاء! فقالت: لا، يا رسول الله. فقال: يا أضغاث، أنت أريت فاطمة هذا البلاء!
فقالت: نعم، يا رسول الله. قال: فما أردت بذلك! قالت: أردت أن أحزنها، فقال لفاطمة (عليها السلام): اسمعي، ليس هذا بشيء».
20] 9825/[- عن أبان، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما«2» (عليهما السلام) قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال:
لو كنت بمنزلة يوسف، حين أرسل إليه الملك يسأله عن رؤياه، ما حدثته حتي أشترط عليه أن يخرجني من السجن، و عجبت لصبره عن شأن امرأة الملك، حتي أظهر الله عذره».
21] 0925/[- عن إبن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقرأ:3» «سبع سنابل« خضر».
-----------------------------------
18- تفسير العيّاشي 2: 178/ 30. 19- تفسير العيّاشي 2: 178/ 31. 20- تفسير العيّاشي 2: 179/ 32. 21- تفسير العيّاشي 2: 179/ 33.
(1) في «ط»: تسع.
(2) في المصدر: عنهما.
(3) في «ط»: سنبلات.
صفحه : 178
22] 1925/[- عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1»2» «كانت سنين« يوسف و الغلاء ألذي أصاب النّاس، و لم يتمن« الغلاء لأحد قط- قال- فأتاه التجار، فقالوا: بعنا. فقال: اشتروا. فقالوا: نأخذ كذا بكذا.
فقال: خذوا. و أمر فكالوهم، فحملوا و مضوا، حتي دخلوا المدينة، فلقيهم قوم تجار. فقالوا لهم: كيف أخذتم!
قالوا: كذا بكذا. و أضعفوا الثمن- قال- فقدموا أولئك علي يوسف، فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، كيف تأخذون! قالوا:
بعنا کما بعت كذا بكذا. فقال: ما هو کما تقولون، و لكن خذوا. فأخذوا، ثم مضوا حتي دخلوا المدينة، فلقيهم آخرون، فقالوا: كيف أخذتم! فقالوا: كذا بكذا. و أضعفوا الثمن- قال- فعظم النّاس ذلک الغلاء، و قالوا: اذهبوا بنا حتي نشتري- قال- فذهبوا إلي يوسف، فقالوا: بعنا. فقال: اشتروا. فقالوا: بعنا کما بعت. فقال: و كيف بعت! قالوا:
كذا بكذا. فقال: ما هو كذلك، و لكن خذوا- قال- فأخذوا، و رجعوا إلي المدينة، فأخبروا النّاس. و قالوا: فيما بينهم:
تعالوا حتي نكذب في الرخص کما كذبنا في الغلاء- قال- فذهبوا إلي يوسف، فقالوا له: بعنا. فقال: اشتروا. فقالوا:
بعنا کما بعت. قال: و كيف بعت! قالوا: كذا بكذا- بالحط من السعر- فقال: ما هو هكذا، و لكن خذوا. قال: فأخذوا، و ذهبوا إلي المدينة، فلقيهم النّاس، فسألوهم: بكم اشتريتم! فقالوا: كذا بكذا. بنصف الحط الأول. فقال الآخرون:
اذهبوا بنا حتي نشتري. فذهبوا إلي يوسف فقالوا: بعنا فقال: اشتروا، فقالوا: بعنا کما بعت. فقال: و كيف بعت!
فقالوا: كذا بكذا.- بالحط من النصف- فقال: ما هو کما تقولون، و لكن خذوا. فلم يزالوا يتكاذبون، حتي رجع السعر إلي الأمر الأول، کما أراد الله تعالي».
23] 2925/[- عن محمّد بن علي الصيرفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «عام فيه يغاث النّاس و فيه يعصرون» بضم الياء: يمطرون، ثم قال: أما سمعت قوله: وَ أَنزَلنا مِنَ المُعصِراتِ ماءً ثَجّاجاً
»«3».
24] 3925/[- عن علي بن معمر، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله: «عام فيه يغاث النّاس و فيه يعصرون» مضمومة، ثم قال: «أما سمعت قول الله: وَ أَنزَلنا مِنَ المُعصِراتِ ماءً ثَجّاجاً
»«4».
25] 4925/[- عن سماعة، قال: سألته عن قول الله: ارجِع إِلي رَبِّكَ فَسئَلهُ ما بالُ النِّسوَةِ
، قال: «يعني العزيز».
26] 5925/[- عن الحسن بن موسي، قال: روي أصحابنا، عن الرضا (عليه السلام) قال له رجل: أصلحك الله، كيف
-----------------------------------
22- تفسير العيّاشي 2: 179/ 34. 23- تفسير العيّاشي 2: 180/ 35 .. 24- تفسير العيّاشي 2: 180/ 36 .. 25- تفسير العيّاشي 2: 180/ 37. 26- تفسير العيّاشي 2: 180/ 38 و 39. [.....]
(1) في المصدر نسخة بدل: کان سبق.
(2) في «ط»: يمرّ.
(3) النبأ 78: 14.
(4) النبأ 78: 14.
صفحه : 179
اللهصرت إلي ما صرت إليه من المأمون! فكأنه أنكر ذلک عليه، فقال له أبو الحسن (عليه السلام): « يا هذا، أيهما أفضل، النبي أو الوصي!» فقال: لا بل النبي. قال: «فأيهما أفضل، مسلم أو مشرك!» قال: لا بل مسلم. قال: «فإن العزيز- عزيز مصر- کان مشركا، و کان يوسف نبيا، و إن المأمون مسلم، و أنا وصي، و يوسف سأل العزيز أن يوليه، حتي قال:}
استعملني علي خزائن الإرض إني حفيظ عليم. و المأمون أخبرني علي ما أنا فيه».
قال: و قال في قوله: حَفِيظٌ عَلِيمٌ
قال: «حافظ لما في يدي، عالم بكل لسان».
27] 6925/[- قال سليمان: قال سفيان: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يجوز أن يزكي الرجل نفسه! قال: «نعم، إذا اضطر إليه، أما سمعت قول يوسف: اجعَلنِي عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
و قول العبد الصالح:
أَنَا لَكُم ناصِحٌ أَمِينٌ
»«1».
28] 7925/[- إبن بابويه: قال: حدثنا محمّد بن الحسن (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن شريف بن سابق التفليسي، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول يوسف: اجعَلنِي عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
، قال: «حفيظ بما تحت يدي، عليم بكل لسان».
29] 8925/[- و عنه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي (رضي الله عنه)، قال: حدثني جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي، عن أبيه، قال: حدثنا محمّد بن نصير، عن الحسن بن موسي، قال روي أصحابنا، عن الرضا (عليه السلام) أنه قال له رجل: أصلحك الله، كيف صرت إلي ما صرت إليه من المأمون! فكأنه أنكر ذلک عليه، فقال له أبو الحسن الرضا (عليه السلام): « يا هذا أيهما أفضل، النبي أو الوصي!» فقال: لا، بل النبي. قال:
2» «فأيهما أفضل، مسلم أو مشرك!» قال: لإبل مسلم قال: «فإن عزيز مصر کان مشركا، و کان يوسف (عليه السلام) نبيا، و إن المأمون مسلم، و أنا وصي، و يوسف سأل العزيز أن يوليه، حتي« قال: اجعَلنِي عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
و المأمون أجبرني علي ما أنا فيه»«3».
قال: و قال (عليه السلام) في قوله تعالي: حَفِيظٌ عَلِيمٌ
قال: «حافظ لما في يدي، عالم بكل لسان».
30] 9925/[- قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، قال: دخلت علي علي بن موسي الرضا (عليه السلام) فقلت له: يا بن رسول الله، إن النّاس يقولون: إنك قبلت ولاية العهد، مع إظهارك الزهد في الدنيا.
-----------------------------------
27- تفسير العيّاشي 2: 181/ 40. 28- علل الشرائع: 125/ 4. 29- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 138/ 1. 30- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 139/ 2.
(1) الأعراف 7: 68.
(2) في المصدر: حين.
(3) في المصدر: و أنا أجبرت علي ذلک.
صفحه : 180
اللهقال (عليه السلام): «قد علم الله تعالي كراهتي لذلك، فلما خيرت بين قبول ذلک، و بين القتل، اخترت القبول علي القتل. ويحهم، أما علموا أن يوسف (عليه السلام) کان نبيا و رسولا، و لما دفعته الضرورة إلي تولي خزائن العزيز، قال له: اجعَلنِي عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}
و دفعتني الضرورة إلي قبول ذلک علي إكراه و إجبار، و بعد الإشراف علي الهلاك، علي أني ما دخلت في هذا الأمر إلا دخول خارج منه. فإلي الله المشتكي و هو المستعان».
قوله تعالي:
وَ جاءَ إِخوَةُ يُوسُفَ- إلي قوله تعالي- وَ إِنّا لَصادِقُونَ [58- 82] 5300/[1]- رجعت رواية علي بن إبراهيم«1»، قال: فأمر يوسف أن تبني كناديج من صخر، و طينها بالكلس، ثم أمر بزروع مصر، فحصدت، و دفع إلي کل إنسان حصة، و ترك الباقي في سنبله، و لم يدسه، و وضعها في الكناديج، ففعل ذلک سبع سنين.
فلما جاءت سني الجدب، کان يخرج السنبل، فيبيع بما شاء، و کان بينه و بين أبيه ثمانية عشر يوما، و كانوا في بادية، و کان النّاس من الآفاق يخرجون إلي مصر ليمتاروا طعاما، و کان يعقوب و ولده نزولا في بادية فيها مقل«2»، فأخذ إخوة يوسف من ذلک المقل، و حملوه إلي مصر، ليمتاروا طعاما، و کان يوسف يتولي البيع بنفسه، فلما دخل إخوته عليه، عرفهم و لم يعرفوه، کما حكي الله عز و جل: وَ هُم لَهُ مُنكِرُونَ وَ لَمّا جَهَّزَهُم بِجَهازِهِم فأعطاهم، و أحسن إليهم في الكيل، قال لهم: «من أنتم!» قالوا: نحن بنو يعقوب بن ابراهيم، خليل الله ألذي ألقاه نمرود في النار فلم يحترق، و جعلها الله عليه بردا و سلاما، قال: «فما فعل أبوكم»!
قالوا: شيخ ضعيف، قال: «فلكم أخ غيركم»! قالوا: لنا أخ من أبينا، لا من امنا. قال: «فإذا رجعتم إلي فائتوني به» و هو قوله: ائتُونِي بِأَخٍ لَكُم مِن أَبِيكُم أَ لا تَرَونَ أَنِّي أُوفِي الكَيلَ وَ أَنَا خَيرُ المُنزِلِينَ فَإِن لَم تَأتُونِي بِهِ فَلا كَيلَ لَكُم عِندِي وَ لا تَقرَبُونِ قالُوا سَنُراوِدُ عَنهُ أَباهُ وَ إِنّا لَفاعِلُونَ.
ثم قال يوسف لقومه: «ردوا هذه البضاعة الّتي حملوها إلينا، و اجعلوها فيما بين رحالهم، حتي إذا رجعوا إلي منازلهم و رأوها، رجعوا إلينا و هو قوله: وَ قالَ لِفِتيانِهِ اجعَلُوا بِضاعَتَهُم فِي رِحالِهِم لَعَلَّهُم يَعرِفُونَها إِذَا انقَلَبُوا إِلي أَهلِهِم لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ يعني: كي يرجعوا: فَلَمّا رَجَعُوا إِلي أَبِيهِم قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الكَيلُ
-----------------------------------
1- تفسير القمي 1: 346.
(1) المتقدمة في الحديث (4) من تفسير الآيات (35- 56) من هذه السورة.
(2) المقل: ثمر الدوم، و الدوم: شجر عظام من الفصيلة النخلية، يكثر في صعيد مصر و بلاد العرب. «الصحاح- مقل- 5: 1820، المعجم الوسيط- دوم- 1: 305». [.....]
صفحه : 181
فَأَرسِل مَعَنا أَخانا نَكتَل وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ فقال يعقوب: هَل آمَنُكُم عَلَيهِ إِلّا كَما أَمِنتُكُم عَلي أَخِيهِ مِن قَبلُ فَاللّهُ خَيرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ وَ لَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُم وَجَدُوا بِضاعَتَهُم رُدَّت إِلَيهِم في رحالهم الّتي حملوها إلي مصر قالُوا يا أَبانا ما نَبغِي أي ما نريد هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّت إِلَينا وَ نَمِيرُ أَهلَنا وَ نَحفَظُ أَخانا وَ نَزدادُ كَيلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيلٌ يَسِيرٌ فقال يعقوب: لَن أُرسِلَهُ مَعَكُم حَتّي تُؤتُونِ مَوثِقاً مِنَ اللّهِ لَتَأتُنَّنِي بِهِ إِلّا أَن يُحاطَ بِكُم فَلَمّا آتَوهُ مَوثِقَهُم قالَ يعقوب: اللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌ فخرجوا، و قال لهم يعقوب: يا بَنِيَّ لا تَدخُلُوا مِن بابٍ واحِدٍ وَ ادخُلُوا مِن أَبوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَ ما أُغنِي عَنكُم مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَ عَلَيهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ إلي قوله لا يَعلَمُونَ.
2] 1035/[- إبن بابويه في (الفقيه) مرسلا، عن الصادق (عليه السلام): في قول الله عز و جل: وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ
، قال: «الزارعون»«1».
3] 2035/[- العياشي: عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «ملك يوسف مصر و براريها، لم يجاوزها إلي غيرها».
4] 3035/[- عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يحدث، قال: «لما فقد يعقوب يوسف اشتد حزنه عليه و بكاؤه حتي ابيضت عيناه من الحزن، و احتاج حاجة شديدة و تغيرت حاله، و کان يمتار القمح من مصر لعياله في السنة مرتين، للشتاء و الصيف، و إنه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلي مصر مع رفقة خرجت، فلما دخلوا علي يوسف، و ذلک بعد ما ولاه العزيز مصر، فعرفهم يوسف و لم يعرفه إخوته لهيبة الملك و عزته. فقال لهم:
هلموا بضاعتكم قبل الرفاق. و قال لفتيانه: عجلوا لهؤلاء الكيل و أوفوهم، فإذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في رحالهم، و لا تعلموهم بذلك. ففعلوا.
ثم قال لهم يوسف: قد بلغني أنه قد کان لكم أخوان لأبيكم، فما فعلا! قالوا: أما الكبير منهما فإن الذئب أكله، و أما الصغير فخلفناه عند أبيه و هو به ضنين و عليه شفيق. قال: فإني أحب أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتاروا فَإِن لَم تَأتُونِي بِهِ فَلا كَيلَ لَكُم عِندِي وَ لا تَقرَبُونِ قالُوا سَنُراوِدُ عَنهُ أَباهُ وَ إِنّا لَفاعِلُونَ
فلما رجعوا إلي أبيهم و فتحوا متاعهم، وجدوا بضاعتهم في رحالهم، قالوا: يا أَبانا ما نَبغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّت إِلَينا و كيل لنا كيل قد زاد حمل بعير فَأَرسِل مَعَنا أَخانا نَكتَل وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ قالَ هَل آمَنُكُم عَلَيهِ إِلّا كَما أَمِنتُكُم عَلي أَخِيهِ مِن قَبلُ.
2» فلما احتاجوا إلي الميرة بعد ستة أشهر، بعثهم يعقوب، و بعث معهم بضاعة يسيرة، و بعث معهم بنياميل«
-----------------------------------
2- من لا يحضره الفقيه 3: 160/ 703. 3- تفسير العيّاشي 2: 181/ 41. 4- تفسير العيّاشي 2: 81/ 42.
(1) إبراهيم 14: 12.
(2) كذا و في الرواية الآتية في ذيل هذه الرواية (بنيامين) و هو الموافق لأغلب المصادر، انظر تاريخ اليعقوبي 1: 33، الكامل في التاريخ 1: 126.
صفحه : 182
اللهو أخذ عليهم بذلك موثقا من الله، لتأتنني به إلا أن يحاط بكم أجمعين، فانطلقوا مع الرفاق حتي دخلوا علي يوسف، فقال لهم: معكم بنياميل! قالوا: نعم هو في الرحل. قال لهم: فائتوني به.}
فأتوا به و هو في دار الملك. قال: أدخلوه وحده. فأدخلوه عليه، فضمه إليه و بكي، و قال له: أنا أخوك يوسف فلا تبتئس بما تراني أعمل، و اكتم ما أخبرتك به و لا تحزن و لا تخف. ثم أخرجه إليهم و أمر فتيته أن يأخذوا بضاعتهم و يعجلوا لهم الكيل، فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل بنياميل، ففعلوا به ذلک.
و ارتحل القوم مع الرفقة فمضوا، فلحقهم يوسف و فتيته فنادوا فيهم قال: أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ قالُوا وَ أَقبَلُوا عَلَيهِم ما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَ لِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ قالُوا تَاللّهِ لَقَد عَلِمتُم ما جِئنا لِنُفسِدَ فِي الأَرضِ وَ ما كُنّا سارِقِينَ قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِن كُنتُم كاذِبِينَ قالُوا جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ
قال: فَبَدَأَ بِأَوعِيَتِهِم قَبلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ استَخرَجَها مِن وِعاءِ أَخِيهِ، قالُوا إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ فقال لهم يوسف: ارتحلوا عن بلادنا: قالُوا يا أَيُّهَا العَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيخاً كَبِيراً و قد أخذ علينا موثقا من الله لنرد به إليه: فَخُذ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَ إن فعلت قالَ مَعاذَ اللّهِ أَن نَأخُذَ إِلّا مَن وَجَدنا مَتاعَنا عِندَهُ فقال كبيرهم: إني لست أبرح الإرض حتي يأذن لي أبي أو يحكم الله لي.
و مضي إخوة يوسف حتي دخلوا علي يعقوب، فقال لهم: فأين بنياميل! قالوا: بنياميل سرق مكيال الملك، فأخذه الملك بسرقته، فحبس عنده، فاسأل أهل القرية و العير حتي يخبروك بذلك، فاسترجع و استعبر و اشتد حزنه، حتي تقوس ظهره».
عن أبي حمزة، عن أبي بصير، عنه (عليه السلام) ذكر فيه (بنيامين) و لم يذكر فيه (بنياميل)«1».
5] 4035/[- عن أبان الأحمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما دخل إخوة يوسف عليه- و قد جاءوا بأخيهم معهم وضع لهم الموائد، ثم قال: يمتار کل واحد منكم مع أخيه لأمه علي الخوان، فجلسوا، و بقي أخوه قائما.
فقال له: مالك لا تجلس مع إخوتك! قال: ليس لي منهم أخ من امي. قال: فلك أخ من أمك، زعم هؤلاء أن الذئب أكله! قال: نعم. قال: فاقعد و کل معي- قال- فترك إخوته الأكل، و قالوا: إنا نريد أمرا، و يأبي الله إلا أن يرفع ولد يامين علينا».
2» قال: «ثم حين فرغوا من جهازهم، أمر أن يوضع الصاع« في رحل أخيه، فلما فصلوا نادي مناد: أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
- قال- فرجعوا، فقالوا: ما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ إلي قوله: جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ يعنون السنة الّتي تجري فيهم، أن يحبسه، فَبَدَأَ بِأَوعِيَتِهِم قَبلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ استَخرَجَها مِن وِعاءِ أَخِيهِ فقالوا: إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ».
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 183/ 44.
(1) تفسير العيّاشي 2: 183/ 43.
(2) الصاع: ألذي يكال به، و هو أربعة أمداد، و الصوع: لغة في الصاع، و يقال: هو إناء يشرب فيه. «الصحاح- صوع- 2: 1247».
صفحه : 183
قال الحسن بن علي الوشاء: فسمعت الرضا (عليه السلام) يقول:1» «يعنون المنطقة«. فلما فرغ من غذائه، قال: ما بلغ من حزنك علي أخيك! فقال: ولد لي عشرة أولاد، فكلهم شققت لهم اسما من اسمه- قال- فقال له: ما أراك حزنت عليه حيث اتخذت النساء من بعده. قال: أيها العزيز، إن لي أبا شيخا كبيرا صالحا، فقال: يا بني، تزوج، لعلك تصيب ولدا يثقل الإرض بشهادة أن لا إله إلا الله».
قال أبو محمّد عبد الله بن محمّد: هذا من رواية الرضا (عليه السلام).
6] 5035/[- عن علي بن مهزيار، عن بعض أصحابنا، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «و قد کان هيأ لهم طعاما. فلما دخلوا عليه، قال: ليجلس کل بني أم علي مائدة- قال- فجلسوا، و بقي بنيامين قائما، فقال له يوسف:
مالك لا تجلس! قال له: إنك قلت: ليجلس کل بني أم علي مائدة، و ليس لي منهم إبن ام. فقال يوسف: أ ما کان لك إبن ام! قال له بنيامين: بلي. قال يوسف: فما فعل! قال: زعم هؤلاء أن الذئب أكله. قال: فما بلغ من حزنك عليه!
قال: ولد لي أحد عشر ابنا، كلهم شققت له اسما من أسمه. فقال له يوسف: أراك قد عانقت النساء و شممت الولد من بعده. قال له بنيامين: إن لي أبا صالحا، و إنه قال: تزوج، لعل الله أن يخرج منك ذرية تثقل الإرض بالتسبيح!
فقال له: تعال فاجلس معي علي مائدتي! فقال أخوة يوسف: لقد فضل الله يوسف و أخاه، حتي أن الملك قد أجلسه معه علي مائدته».
7] 6035/[- عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك، لم سمي أمير المؤمنين (أمير المؤمنين)! قال: «لأنه يميرهم العلم، أما سمعت كلام الله: وَ نَمِيرُ أَهلَنا
».
8] 7035/[- عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «لا خير فيمن لا تقية له، و لقد قال يوسف:
أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
و ما سرقوا».
9] 8035/[- و في رواية أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)«2» قال: قيل له، و أنا عنده: إن سالم بن حفصة يروي عنك: أنك تكلم علي سبعين وجها لك منها المخرج!
فقال: «ما يريد سالم مني، أ يريد أن أجيء بالملائكة، فو الله ما جاء بهم النبيون، و لقد قال إبراهيم: إِنِّي سَقِيمٌ
«3». و و الله ما کان سقيما، و ما كذب، و لقد قال: بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم«4». و ما فعله كبيرهم، و ما كذب، و لقد قال يوسف: أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ. و الله ما كانوا سرقوا، و ما كذب».
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 183/ 45. 7- تفسير العيّاشي 2: 184/ 46. 8- تفسير العيّاشي 2: 184/ 47. 9- تفسير العيّاشي 2: 184/ 49.
(1) المنطقة: ما يشدّ به الوسط، و سيأتي بيانها في الأحاديث (13) و (14) و (28) و (29) و (30).
(2) في المصدر: أبي جعفر (عليه السّلام). [.....]
(3) الصافات 37: 89.
(4) الأنبياء 21: 63.
صفحه : 184
10] 9035/[- عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله في يوسف: أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
.
قال: «إنهم سرقوا يوسف من أبيه، ألا تري أنه قال لهم، حين قالوا و أقبلوا عليهم: ماذا تفقدون! قالوا: نفقد صواع الملك. و لم يقولوا: سرقتم صواع الملك. إنما عني، أنكم سرقتم يوسف من أبيه».
11] 0135/[- عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «صُواعَ المَلِكِ
طاسه ألذي يشرب فيه».
12] 1135/[- عن محمّد بن أبي حمزة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: صُواعَ المَلِكِ
.
1» قال: «کان قدحا من ذهب- و قال- کان صواع يوسف إذا« كيل به قال: لعن الله الخوان، و لا تخونوا به، بصوت حسن».
13] 2135/[- عن إسماعيل بن همام، قال: قال الرضا (عليه السلام) في قول الله تعالي: إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم
.
2» قال: «كانت لإسحاق النبي (عليه السلام) منطقة، يتوارثها الأنبياء و الأكابر، فكانت عند عمة يوسف، و کان يوسف عندها، و کان تحبه، فبعث إليها أبوه: أن ابعثيه إلي، و أرده إليك. فبعثت إليه: أن دعه عندي الليلة، لأشمه ثم أرسله إليك غدوة. فلما أصبحت، أخذت المنطقة فربطتها في حقوه«، و ألبسته قميصا، و بعثت به إليه، و قالت:
سرقت المنطقة. فوجدت عليه، و کان إذا سرق أحد في ذلک الزمان، دفع إلي صاحب السرقة، فأخذته، فكان عندها».
14] 3135/[- عن الحسن بن علي الوشاء، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: «كانت الحكومة في بني إسرائيل، إذا سرق أحد شيئا استرق به، و کان يوسف عند عمته و هو صغير، و كانت تحبه، و كانت لإسحاق منطقة ألبسها يعقوب، و كانت عند أخته، و إن يعقوب طلب يوسف أن يأخذه من عمته، فاغتمت لذلك، و قالت له: دعه، حتي أرسله إليك. فأرسلته، و أخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب، فلما أتي يوسف أباه، جاءت فقالت: سرقت المنطقة. ففتشته، فوجدتها في وسطه. فلذلك قال إخوة يوسف، حيث جعل الصاع في وعاء أخيه فقال لهم يوسف: ما جزاء من وجد في رحله!
-----------------------------------
10- تفسير العيّاشي 2: 185/ 50. 11- تفسير العيّاشي 2: 185/ 51. 12- تفسير العيّاشي 2: 185/ 52. 13- تفسير العيّاشي 2: 185/ 53. 14- تفسير العيّاشي 2: 186/ 54.
(1) في المصدر: إذ.
(2) الحقو: الخصر و مشدّ الإزار. «الصحاح- حقا- 6: 2317».
صفحه : 185
اللهقالوا [هو] جزاؤه. بإجراء السنة الّتي تجري فيهم، فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه، ثم استخرجها من وعاء أخيه، فلذلك قال إخوة يوسف: إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ}
يعنون المنطقة فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم».
عن الحسن بن علي الوشاء، عن الرضا (عليه السلام)، و ذكر مثله«1».
15] 4135/[- عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر بني يعقوب، قال: «كانوا إذا غضبوا، اشتد غضبهم حتي تقطر جلودهم دما أصفر، و هم يقولون: خذ أحدنا مكانه، يعني جزاءه، فأخذ ألذي وجد الصاع عنده».
16] 5135/[- عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما استيأس إخوة يوسف من أخيهم، قال لهم يهودا، و کان أكبرهم: فَلَن أَبرَحَ الأَرضَ حَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ
- قال- و رجع إلي يوسف يكلمه في أخيه، فكلمه حتي ارتفع الكلام بينهما، حتي غضب يهودا، و کان إذا غضب قامت شعرة في كتفه و خرج منها الدم».
قال: «و کان بين يدي يوسف إبن له صغير، معه رمانة من ذهب، و کان الصبي يلعب بها- قال- فأخذها يوسف من الصبي، فدحرجها نحو يهودا، و حبا الصبي نحو يهودا ليأخذها، فمس يهودا، فسكن يهودا. ثم عاد إلي يوسف، فكلمه في أخيه حتي ارتفع الكلام بينهما حتي غضب يهودا، و قامت الشعرة، و سال منها الدم، فأخذ يوسف الرمانة من الصبي فد حرجها نحو يهودا، و حبا الصبي نحو يهودا فسكن يهودا. و قال يهودا: إن في البيت معنا لبعض ولد يعقوب».
قال: «فعند ذلک قال لهم يوسف: هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَ
»«2».
17] 6135/[- و في رواية هشام بن سالم، عنه (عليه السلام) قال: «لما أخذ يوسف أخاه، اجتمع عليه إخوته، و قالوا له: خذ أحدنا مكانه، و جلودهم تقطر دما أصفر. و هم يقولون: خذ أحدنا مكانه- قال- فلما أبي عليهم و خرجوا من عنده قال لهم يهودا: قد علمتم ما فعلتم بيوسف: فَلَن أَبرَحَ الأَرضَ حَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ
».
قال: «فرجعوا إلي أبيهم، و تخلف يهودا- قال- فدخل علي يوسف و كلمه في أخيه، حتي ارتفع الكلام بينه و بينه، فغضب، و کان علي كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة، فلا تزال تقذف بالدم حتي يمسه بعض ولد يعقوب».
-----------------------------------
15- تفسير العيّاشي 2: 186/ 55. 16- تفسير العيّاشي 2: 176/ 56. 17- تفسير العيّاشي 2: 187/ ذيل الحديث (56).
(1) تفسير العيّاشي 2: 186/ ذيل الحديث 54.
(2) يوسف 12: 89. [.....]
صفحه : 186
اللهقال: «فكان بين يدي يوسف إبن له صغير، في يده رمانة من ذهب، يلعب بها، فلما رآه يوسف قد غضب و قامت الشعرة تقذف بالدم، أخذ الرمانة من يد الصبي، ثم دحرجها نحو يهودا، و اتبعها الصبي ليأخذها، فوقعت يده علي يهودا- قال- فذهب غضبه- قال- فارتاب يهودا، و رجع الصبي بالرمانة إلي يوسف. ثم ارتفع الكلام بينهما حتي غضب و قامت الشعرة، فجعلت تقذف بالدم، فلما رآه يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا و اتبعها الصبي ليأخذها، فوقعت يده علي يهودا، فسكن غضبه- قال- فقال يهودا: إن في البيت لمن ولد يعقوب، حتي صنع ذلک ثلاث مرات».}
18] 7135/[- نرجع إلي رواية علي بن إبراهيم«1»: فخرجوا و خرج معهم بنيامين، فكان لا يؤاكلهم و لا يجالسهم و لا يكلمهم، فلما وافوا مصر، و دخلوا علي يوسف و سلموا، نظر يوسف إلي أخيه فعرفه، فجلس منهم بالبعد. فقال يوسف: «أنت أخوهم!». قال: نعم. قال: فلم لا تجلس معهم!» قال: لأنهم أخرجوا أخي من أبي و أمي، فرجعوا و لم يردوه، و زعموا أن الذئب أكله، فآليت علي نفسي ألا أجتمع معهم علي أمر ما دمت حيا.
قال: فهل تزوجت! قال: بلي، قال: «فولد لك ولد!» قال: بلي، قال: «كم ولد لك!» قال: ثلاث بنين. قال: «فما سميتهم!» قال: سميت واحدا منهم الذئب، و واحدا القميص، و واحدا الدم. قال: «و كيف اخترت هذه الأسماء!» قال: لئلا أنسي أخي، كلما دعوت واحدا من ولدي ذكرت أخي، قال يوسف لهم: «أخرجوا» و حبس بنيامين عنده.
فلما خرجوا من عنده، قال يوسف لأخيه: «أنا أخوك يوسف فَلا تَبتَئِس بِما كانُوا يَعمَلُونَ
». ثم قال له:
«أنا أحب أن تكون عندي». قال: لا يدعني إخوتي، فإن أبي قد أخذ عليهم عهد الله و ميثاقه أن يردوني إليه. قال:
فأنا أحتال بحيلة، فلا تنكر إذا رأيت شيئا، و لا تخبرهم». فقال: لا. فَلَمّا جَهَّزَهُم بِجَهازِهِم
و أعطاهم و أحسن إليهم، قال لبعض قوامه: «اجعلوا هذا الصاع في رحل هذا». و کان الصاع ألذي يكيلون به من ذهب، فجعلوه في رحله، من حيث لم يقف عليه إخوته. فلما ارتحلوا، بعث إليهم يوسف و حبسهم، ثم أمر مناديا ينادي: أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ. فقال إخوة يوسف: ما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَ لِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعِيرٍ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ أي كفيل.
19] 8135/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حماد إبن عثمان، عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا قد روينا عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول يوسف (عليه السلام): أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
! فقال: «و الله ما سرقوا، و ما كذب، و قال إبراهيم (عليه السلام): بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ«2» فقال- و الله ما فعلوا، و ما كذب».
قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «ما عندكم فيها، يا صيقل!» قال: فقلت: ما عندنا فيها إلا التسليم. قال: فقال:
-----------------------------------
18- تفسير القمّي 1: 348. 19- الكافي 2: 255/ 17.
(1) المتقدّمة في الحديث (1) من تفسير هذه الآيات.
(2) الأنبياء 21: 63. 1»
صفحه : 187
الله «إن الله أحب اثنين، و أبغض اثنين: أحب الخطر« فيما بين الصفين، و أحب الكذب في الإصلاح، و أبغض الخطر في الطرقات، و أبغض الكذب في غير الإصلاح. إن إبراهيم (عليه السلام) إنما قال: بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا
إرادة الإصلاح، و دلالة علي أنهم لا يفعلون، و قال يوسف (عليه السلام) إرادة الإصلاح».
20] 9135/[- و عنه: عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن الحجال«2»، عن ثعلبة بن ميمون، عن معمر بن عمر«3»، عن عطاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا كذب علي مصلح.
ثم تلا: أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
ثم قال: و الله ما سرقوا و ما كذب. ثم تلا: بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ«4» ثم قال: و الله ما فعلوه و ما كذب».
21] 0235/[- و عنه: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسي، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «التقية من دين الله». قلت: من دين الله! قال: «إي و الله من دين الله، و لقد قال يوسف (عليه السلام): أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
- ثم قال- و الله ما كانوا سرقوا شيئا، و لقد قال إبراهيم (عليه السلام): إِنِّي سَقِيمٌ«5» و الله ما کان سقيما».
22] 1235/[- إبن بابويه: قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا إبراهيم بن علي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «لا خير فيمن لا تقية له، و لقد قال يوسف: أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
و ما سرقوا».
23] 2235/[- و عنه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا محمّد بن أبي نصر، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسي عن سماعة، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «التقية من دين الله عز و جل». قلت: من دين الله! قال فقال: «إي و الله من دين الله، لقد قال يوسف (عليه السلام): أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
و الله ما كانوا سرقوا شيئا».
-----------------------------------
20- الكافي 2: 256/ 22. 21- الكافي 2: 172/ 3. 22- علل الشرائع: 51/ 1. 23- علل الشرائع: 51/ 2.
(1) الخطر: التبختر في المشي «الصحاح- خطر: 2: 648».
(2) في المصدر: الحجّاج.
(3) في المصدر: معمر بن عمرو، و يحتمل كونه معمر بن عمر بن عطاء. انظر رجال البرقي: 11، معجم رجال الحديث 3: 404 و 18: 267.
(4) الأنبياء 21: 63.
(5) الصافات 37: 89.
صفحه : 188
24] 3235/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول يوسف (عليه السلام): أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
قال: «ما سرقوا و ما كذب».
25] 4235/[- و عنه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد إبن مسعود، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن صالح بن سعيد، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز و جل في يوسف (عليه السلام): أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
.
قال: «إنهم سرقوا يوسف من أبيه، ألا تري أنه قال لهم حين قالوا: ما ذا تفقدون! قالوا: نفقد صواع الملك.
و لم يقولوا: سرقتم صواع الملك. إنما عني أنكم سرقتم يوسف من أبيه».
26] 5235/[- و عنه، عن أبيه (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن محمّد بن أحمد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم، عن صالح بن سعيد، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قلت قوله في يوسف (عليه السلام): أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
قال: «إنهم سرقوا يوسف من أبيه».
27] 6235/[- نرجع إلي رواية علي بن إبراهيم«1»: فقال إخوة يوسف: تَاللّهِ لَقَد عَلِمتُم ما جِئنا لِنُفسِدَ فِي الأَرضِ وَ ما كُنّا سارِقِينَ
، قال يوسف (عليه السلام): فَما جَزاؤُهُ إِن كُنتُم كاذِبِينَ قالُوا جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِ فخذه و احبسه فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجزِي الظّالِمِينَ فَبَدَأَ بِأَوعِيَتِهِم قَبلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ استَخرَجَها مِن وِعاءِ أَخِيهِ فتشبثوا بأخيه و حبسوه، و هو قوله: كَذلِكَ كِدنا لِيُوسُفَ أي احتلنا له: ما كانَ لِيَأخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ المَلِكِ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ وَ فَوقَ كُلِّ ذِي عِلمٍ عَلِيمٌ.
فسئل الصادق (عليه السلام) عن قوله: أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
قال: «ما سرقوا و ما كذب يوسف (عليه السلام) فإنما عني سرقتم يوسف من أبيه».
و قوله: أَيَّتُهَا العِيرُ
أي يا أهل العير، و مثله قولهم لأبيهم: وَ سئَلِ القَريَةَ الَّتِي كُنّا فِيها وَ العِيرَ الَّتِي أَقبَلنا فِيها يعني: أهل العير. فلما اخرج ليوسف الصواع من رحل أخيه، قال إخوته: إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ يعنون يوسف (عليه السلام): فتغافل يوسف عليهم، و هو قوله: فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم قالَ أَنتُم شَرٌّ مَكاناً وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما تَصِفُونَ.
-----------------------------------
24- علل الشرائع: 52/ 3. [.....] 25- علل الشرائع: 52/ 4. 26- معاني الأخبار: 209/ 1. 27- تفسير القمّي 1: 348.
(1) المتقدّمة في الحديث (18) من تفسير هذه الآيات.
صفحه : 189
28] 7235/[- إبن بابويه قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله العلوي، قال: حدثني علي بن محمّد العلوي العمري، قال: حدثني إسماعيل بن همام، قال: قال الرضا (عليه السلام) في قول الله عز و جل: قالُوا إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم
.
قال: «كانت لإسحاق النبي (عليه السلام) منطقة يتوارثها الأنبياء و الأكابر، و كانت عند عمة يوسف، و کان يوسف عندها، و كانت تحبه، فبعث إليها أبوه و قال: ابعثيه إلي و أرده إليك. فبعثت إليه: دعه عندي الليلة أشمه، ثم أرسله إليك غدوة- قال- فلما أصبحت أخذت المنطقة، فربطتها في حقوه، و لبسته قميصا، و بعثت به إليه، فلما خرج من عندها طلبت المنطقة، و قالت: سرقت المنطقة، فوجدت عليه، و کان إذا سرق أحد في ذلک الزمان، دفع إلي صاحب السرقة، و کان عبده».
29] 8235/[- و عنه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد إبن مسعود، عن أبيه، عن عبد الله بن محمّد بن خالد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، قال: سمعت علي بن موسي الرضا (عليه السلام) يقول: «كانت الحكومة في بني إسرائيل، إذا سرق أحد شيئا استرق به، و کان يوسف (عليه السلام) عند عمته و هو صغير، و كانت تحبه، و كانت لإسحاق (عليه السلام) منطقة ألبسها يعقوب، و كانت عند ابنته، و أن يعقوب طلب يوسف أن يأخذه من عمته، فاغتمت لذلك، و قالت له: دعه حتي أرسله إليك، فأرسلته و أخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب، فلما أتي يوسف أباه، جاءت و قالت: سرقت المنطقة، ففتشته، فوجدتها في وسطه. فلذلك قال إخوة يوسف حيث جعل الصاع في وعاء أخيه: إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ
فقال لهم يوسف: فما جزاء من وجدنا في رحله! قالوا: هو جزاؤه. کما جرت السنة الّتي تجري فيهم، فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه، ثم استخرجها من وعاء أخيه، و لذلك قال إخوة يوسف: إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ يعنون المنطقة: فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم».
30] 9235/[- علي بن إبراهيم: قال: أخبرنا الحسن بن علي، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن بنت إلياس و إسماعيل بن همام، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: كانت الحكومة في بني إسرائيل، إذا سرق أحد شيئا استرق به و کان يوسف عند عمته و هو صغير، و كانت تحبه، و كانت لإسحاق منطقة ألبسها يعقوب، و كانت عند أخته، و أن يعقوب طلب يوسف ليأخذه من عمته، فاغتمت لذلك، و قالت: دعه حتي أرسله إليك، و أخذت المنطقة، و شدت بها وسطه تحت الثياب، فلما أتي يوسف أباه، جاءت فقالت: قد سرقت المنطقة. ففتشته، فوجدتها معه في وسطه، فلذلك قال إخوة يوسف، لما حبس يوسف أخاه، حيث جعل الصواع في وعاء أخيه، فقال يوسف: ما جزاء من وجد في رحله! قالوا: [هو] جزاؤه.- السنة الّتي تجري فيهم- فلذلك قال إخوة يوسف: إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفسِهِ وَ لَم يُبدِها لَهُم
.
-----------------------------------
28- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 76/ 5. 29- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 76/ 6. 30 تفسير القمّي 1: 355.
صفحه : 190
31] 0335/[- نرجع إلي رواية علي بن إبراهيم«1»: قال: فاجتمعوا إلي يوسف، و جلودهم تقطر دما أصفر، فكانوا يجادلونه في حبسه- و کان ولد يعقوب إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر و يقطر من رؤوسهم دم أصفر- و هم يقولون: يا أَيُّهَا العَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيخاً كَبِيراً فَخُذ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَ
فأطلق عن هذا. فلما رأي يوسف ذلک، قال: مَعاذَ اللّهِ أَن نَأخُذَ إِلّا مَن وَجَدنا مَتاعَنا عِندَهُ و لم يقل: إلا من سرق متاعنا: إِنّا إِذاً لَظالِمُونَ فَلَمَّا استَيأَسُوا مِنهُ و أرادوا الانصراف إلي أبيهم، قال لهم لاوي بن يعقوب: أَ لَم تَعلَمُوا أَنَّ أَباكُم قَد أَخَذَ عَلَيكُم مَوثِقاً مِنَ اللّهِ في هذا وَ مِن قَبلُ ما فَرَّطتُم فِي يُوسُفَ فارجعوا أنتم إلي أبيكم، فأما أنا، فلا ارجع إليه حَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ ثم قال لهم: ارجِعُوا إِلي أَبِيكُم فَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابنَكَ سَرَقَ وَ ما شَهِدنا إِلّا بِما عَلِمنا وَ ما كُنّا لِلغَيبِ حافِظِينَ وَ سئَلِ القَريَةَ الَّتِي كُنّا فِيها وَ العِيرَ الَّتِي أَقبَلنا فِيها أي أهل القرية و أهل العير وَ إِنّا لَصادِقُونَ.
قال: فرجع إخوة يوسف إلي أبيهم و تخلف يهودا، فدخل علي يوسف، فكلمه حتي ارتفع الكلام بينه و بين يوسف و غضب، و كانت علي كتف يهودا شعرة، فقامت الشعرة فأقبلت تقذف بالدم، و کان لا يسكن حتي يمسه بعض أولاد يعقوب- قال- و کان بين يدي يوسف إبن له، في يده رمانة من ذهب يلعب بها، فلما رأي يوسف أن يهودا قد غضب و قامت الشعرة تقذف بالدم، أخذ الرمانة من الصبي، ثم دحرجها نحو يهودا و تبعها الصبي ليأخذها، فوقعت يده علي يهودا، فذهب غضبه. قال: فارتاب يهودا، و رجع الصبي بالرمانة إلي يوسف، ثم ارتفع الكلام بينهما حتي غضب يهودا، و قامت الشعرة تقذف بالدم، فلما رأي ذلک يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا فتبعها الصبي ليأخذها، فوقعت يده علي يهودا، فسكن غضبه، و قال: إن في البيت لمن ولد يعقوب. حتي صنع ذلک ثلاث مرات.
32] 1335/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَ
.
قال: «کان يوسف يوسع المجلس، و يستقرض للمحتاج، و يعين الضعيف».
قوله تعالي:
قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم- إلي قوله تعالي- وَ أَلحِقنِي بِالصّالِحِينَ [83- 101]
1] 2335/[- نرجع إلي رواية علي بن إبراهيم«2»: فلما رجع إخوة يوسف إلي أبيهم، و أخبروه بخبر أخيهم،
-----------------------------------
31- تفسير القمّي 1: 349. 32- الكافي 2: 465/ 3. 1- تفسير القمّي 1: 350.
(1) المتقدّمة في الحديث (27) من تفسير هذه الآيات.
(2) المتقدّمة في الحديث (31) من تفسير الآيات (58- 82) من هذه السورة.
صفحه : 191
اللهقال يعقوب: بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً فَصَبرٌ جَمِيلٌ عَسَي اللّهُ أَن يَأتِيَنِي بِهِم جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ}
ثم تَوَلّي عَنهُم وَ قالَ يا أَسَفي عَلي يُوسُفَ وَ ابيَضَّت عَيناهُ مِنَ الحُزنِ يعني عميتا من البكاء فَهُوَ كَظِيمٌ أي محزون، و الأسف أشد الحزن.
و سئل أبو عبد الله (عليه السلام): ما بلغ من حزن يعقوب علي يوسف! قال: «حزن سبعين ثكلي بأولادها- و قال- إن يعقوب لم يعرف الاسترجاع، و من هنا قال: يا أَسَفي عَلي يُوسُفَ
فقالوا له: تَاللّهِ تَفتَؤُا تَذكُرُ يُوسُفَ أي لا تفتؤ عن ذكر يوسف حَتّي تَكُونَ حَرَضاً أي ميتا أَو تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ قالَ إِنَّما أَشكُوا بَثِّي وَ حُزنِي إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ».
2] 3335/[- الحسين بن سعيد، في كتاب (التمحيص): عن جابر، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) ما الصبر الجميل!
1» قال: «ذلک صبر ليس فيه شكوي إلي أحد من النّاس، إن إبراهيم بعث يعقوب« إلي راهب من الرهبان عابد من العباد في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم، فوثب إليه فاعتنقه ثم قال له: مرحبا بخليل الرحمن.
فقال له يعقوب: إني لست بخليل الرحمن، و لكن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. قال له الراهب: فما ألذي بلغ بك ما أري من الكبر! قال: الهم و الحزن و السقم- قال- فما جاز عتبة الباب حتي أوحي الله إليه: يا يعقوب، شكوتني إلي العباد. فخر ساجدا عند عتبة الباب، يقول: رب لا أعود. فأوحي الله إليه: إني قد غفرت لك، فلا تعد إلي مثلها.
فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا، إلا أنه قال يوما: إِنَّما أَشكُوا بَثِّي وَ حُزنِي إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ
».
3] 4335/[- إبن بابويه: قال: حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن اورمة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن الحسن الواسطي، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قدم أعرابي علي يوسف (عليه السلام) ليشتري منه طعاما، فباعه، فلما فرغ قال له يوسف (عليه السلام): أين منزلك! قال له: بموضع كذا و كذا. فقال له: فإذا مررت بوادي كذا و كذا، فقف و ناد:
2» يا يعقوب، يا يعقوب، فإنه سيخرج لك رجل عظيم جميل« و سيم، فقل له: لقيت رجلا بمصر و هو يقرئك السلام، و يقول لك: إن وديعتك عند الله عز و جل لن تضيع».
قال: «فمضي الأعرابي حتي انتهي إلي الموضع، فقال لغلمانه: احفظوا علي الإبل. ثم نادي: يا يعقوب، يا
-----------------------------------
2- التمحيص: 63/ 143. 3- كمال الدين و تمام النعمة: 141/ 9. [.....]
(1) قال المجلسي: بعث إبراهيم يعقوب (عليهما السلام) بعد كبر يعقوب، غريب، و لعلّه کان بعد فوت إبراهيم، و کان البعث علي سبيل الوصيّه، و في بعض النسخ: «إن اللّه بعث» و هو الصواب. بحار الأنوار 12: 311.
(2) في المصدر زيادة: جسيم.
صفحه : 192
اللهيعقوب. فخرج إليه رجل أعمي طويل جسيم جميل يتقي الحائط بيده حتي أقبل، فقال له الرجل: أنت يعقوب!}
قال: نعم، فأبلغه ما قال يوسف، فسقط مغشيا عليه، ثم أفاق، و قال للأعرابي: يا أعرابي، أ لك حاجة إلي الله عز و جل! فقال له: نعم، إني رجل كثير المال، و لي ابنة عم ليس يولد لي منها، و أحب ان تدعو الله أن يرزقني ولدا.- قال- فتوضأ يعقوب، و صلي ركعتين، ثم دعا الله عز و جل، فرزق أربعة بطون- أو قال: ستة أبطن- في کل بطن اثنان.
فكان يعقوب (عليه السلام) يعلم أن يوسف (عليه السلام) حي لم يمت، و أن الله تعالي ذكره سيظهره له بعد غيبته، و کان يقول لبنيه: إِنِّي أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ
و کان بنوه و أهله و أقرباؤه يفندونه علي ذكره ليوسف، حتي إنه لما وجد ريح يوسف، قال: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنِّدُونِ قالُوا تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ القَدِيمِ فَلَمّا أَن جاءَ البَشِيرُ و هو يهودا ابنه، فألقي قميص يوسف عَلي وَجهِهِ فَارتَدَّ بَصِيراً قالَ أَ لَم أَقُل لَكُم إِنِّي أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ».
4] 5335/[- محمّد بن يعقوب: بإسناده، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: أخبرني عن قول يعقوب (عليه السلام) لبنيه: اذهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ
أ کان يعلم أنه حي، و قد فارقه منذ عشرين سنة! قال: «نعم».
1»2» قال: قلت: كيف علم! قال: «إنه دعا في السحر، و سأل الله عز و جل أن يهبط عليه ملك الموت، فهبط عليه تربال« و هو ملك الموت، فقال له تربال: ما حاجتك، يا يعقوب! قال: أخبرني عن الأرواح، تقبضها مجتمعة أو متفرقة! قال: بل أقبضها متفرقة روحا روحا. قال له: فأخبرني هل مر بك« روح يوسف فيما مر بك! قال: لا. فعلم يعقوب أنه حي، فعند ذلک قال لولده: اذهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ
».
إبن بابويه: قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا محمّد بن نصير، عن أحمد بن محمّد، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أخبرني عن يعقوب حين قال لولده: اذهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ3» و ساق الحديث بنحو ما تقدم«.
5] 6335/[- علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: أخبرني عن يعقوب حين قال لولده: اذهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ
، أ کان علم أنه حي، و قد فارقه منذ عشرين سنة، و ذهبت عيناه من البكاء عليه!
-----------------------------------
4- الكافي 8: 199/ 238. 5- تفسير القمّي 1: 350.
(1) في «س» في الموضعين: قربال، و المصدر في الموضعين: بريال.
(2) في «ط»: قال: فمرّ بك روح يوسف.
(3) علل الشرائع: 52/ 1.
صفحه : 193
اللهقال: «نعم، علم أنه حي، إنه دعا ربه في السحر أن يهبط عليه ملك الموت، فهبط عليه ملك الموت في أطيب رائحة و أحسن صورة، فقال له: من أنت! قال: أنا ملك الموت، أليس سألت الله أن ينزلني عليك! قال: نعم.}
قال: ما حاجتك، يا يعقوب!
قال له: أخبرني عن الأرواح، تقبضها جملة أو تفاريقا! قال: يقبضها أعواني متفرقة ثم تعرض علي مجتمعة.
قال يعقوب: فأسألك بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب، هل عرض عليك في الأرواح روح يوسف! فقال: لا. فعند ذلک علم أنه حي، فقال لولده: اذهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللّهِ إِلَّا القَومُ الكافِرُونَ
».
1» و كتب عزيز مصر إلي يعقوب: أما بعد فهذا ابنك قد اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة- و هو يوسف- و اتخذته عبدا، و هذا ابنك بنيامين أخذته- و قد سرق«- و اتخذته عبدا. فما ورد علي يعقوب شيء کان أشد عليه من ذلک الكتاب. فقال للرسول: «مكانك حتي أجيبه» فكتب إليه يعقوب (عليه السلام):
2» بسم الله الرحمن الرحيم: من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله. أما بعد. فقد فهمت كتابك تذكر فيه: أنك اشتريت ابني و اتخذته عبدا، فإن البلاء موكل ببني آدم، إن جدي إبراهيم ألقاه نمرود ملك الدنيا في النار، فلم يحترق، و جعلها الله عليه بردا و سلاما، و إن أبي إسحاق« أمر الله تعالي جدي أن يذبحه بيده، فلما أراد أن يذبحه، فداه الله بكبش عظيم.
3» و إنه کان لي ولد لم يكن في الدنيا أحد أحب إلي منه. و کان قرة عيني و ثمرة فؤادي، فأخرجه إخوته ثم رجعوا إلي، و زعموا أن الذئب أكله، فاحدودب لذلك ظهري، و ذهب من كثرة البكاء عليه بصري. و کان له أخ من امه كنت آنس به، فخرج مع إخوته إلي ما قبلك« ليمتاروا لنا طعاما، فرجعوا و ذكروا أنه سرق صواع الملك، و أنك حبسته، و إنا أهل بيت لا يليق بنا السرق و لا الفاحشة، و أنا أسألك بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب إلا ما مننت علي به و تقربت إلي الله، و رددته إلي».
فلما ورد الكتاب علي يوسف، أخذه و وضعه علي وجهه، و قبله و بكي بكاء شديدا، ثم نظر إلي إخوته فقال لهم: هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَ قالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أَخِي قَد مَنَّ اللّهُ عَلَينا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَ يَصبِر فَإِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ
فقالوا له کما حكي الله عز و جل: لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا وَ إِن كُنّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ أي لا تخليط يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ».
6] 7335/[- العياشي: عن جابر، قال ، قلت لأبي جعفر (عليه السلام): رحمك الله، ما الصبر الجميل!
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 188/ 57.
(1) في المصدر: بنيامين، و قد وجدت متاعي عنده.
(2) ألذي عليه أغلب الروايات أنّ الذبيح هو إسماعيل (عليه السّلام)، راجع مجمع البيان 8: 707، تفسير الميزان 17: 155.
(3) في المصدر: إلي ملكك.
صفحه : 194
اللهفقال: «ذاك صبر ليس فيه شكوي إلي النّاس، إن إبراهيم بعث يعقوب إلي راهب من الرهبان، عابد من العباد في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم، فوثب إليه فاعتنقه، ثم قال: مرحبا بخليل الرحمن، قال يعقوب:}
إني لست بإبراهيم، و لكني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فقال له الراهب: فما بلغ بك ما أري من الكبر! قال: اللهم و الحزن و السقم. فما جاوز عتبة الباب حتي أوحي الله إليه: أن يا يعقوب شكوتني إلي العباد؟ فخر ساجدا عند عتبة الباب يقول: رب لا أعود. فأوحي الله إليه: أني قد غفرتها لك، فلا تعودن إلي مثلها، فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا، إلا أنه قال يوما إِنَّما أَشكُوا بَثِّي وَ حُزنِي إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ
».
7] 8335/[- عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال له بعض أصحابنا: ما بلغ من حزن يعقوب علي يوسف! قال: «حزن سبعين ثكلي حري».
8] 9335/[- و بهذا الإسناد عنه، قال: قيل له: كيف يحزن يعقوب علي يوسف و قد أخبره جبرئيل أنه لم يمت و أنه سيرجع إليه! فقال: «إنه نسي ذلک».
9] 0435/[- محمّد بن سهل البحراني، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «البكاءون خمسة:
آدم، و يعقوب، و يوسف، و فاطمة بنت محمّد، و علي بن الحسين (عليهم السلام)، و أما يعقوب فبكي علي يوسف حتي ذهب بصره، و حتي قيل له: تَفتَؤُا تَذكُرُ يُوسُفَ حَتّي تَكُونَ حَرَضاً أَو تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ
».
10] 1435/[- عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «إن يعقوب أتي ملكا بناحيتهم يسأله الحاجة، فقال له الملك: أنت إبراهيم! قال: لا. قال: و أنت إسحاق بن إبراهيم! قال: لا. قال: فمن أنت! قال: أنا يعقوب بن إسحاق. قال: فما بلغ بك ما أري مع حداثة السن! قال: الحزن علي ابني يوسف. قال: لقد بلغ بك الحزن- يا يعقوب- کل مبلغ؟ فقال: إنا معاشر الأنبياء أسرع شيء البلاء إلينا، ثم الأمثل فالأمثل من النّاس. فقضي حاجته، فلما جاوز صغير بابه« هبط عليه جبرئيل، فقال له: يا يعقوب، ربك يقرئك السلام، و يقول لك: شكوتني إلي النّاس؟ فعفر و وجهه في التراب، و قال: يا رب زلة أقلنيها فلا أعود بعد هذا أبدا. ثم عاد إليه جبرئيل، فقال: يا يعقوب، ارفع رأسك، إن ربك يقرئك السلام، و يقول لك: قد أقلتك، فلا تعد تشكوني إلي خلقي. فما رؤي ناطقا بكلمة مما کان فيه، حتي أتاه بنوه، فصرف وجهه إلي الحائط، و قال إِنَّما أَشكُوا بَثِّي وَ حُزنِي إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ
و
في حديث آخر عنه: جاء يعقوب إلي نمرود في حاجة، فلما دخل عليه- و کان أشبه النّاس بإبراهيم- قال
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 188/ 58. 8- تفسير العيّاشي 2: 188/ 59. 9- تفسير العيّاشي 2: 188/ 60. [.....] 10- تفسير العيّاشي 2: 189/ 61.
(1) أي بابه الصّغير، بإضافة الصفة إلي الموصوف. 1»
صفحه : 195
اللهله: أنت إبراهيم خليل الرحمن! قال لا، الحديث«.
11] 2435/[- الفضيل بن يسار. قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إنما أشكو بثي و حزني إلي الله منصوبة».
12] 3435/[- عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أخبرني عن يعقوب حين قال:
اذهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ
أ کان علم أنه حي، و قد فارقه منذ عشرين سنة، و ذهبت عيناه من الحزن! قال: «نعم، علم أنه حي».
2» قال: و كيف علم! قال: «إنه دعا في السحر أن يهبط عليه ملك الموت، فهبط عليه، تربال«، و هو ملك الموت، فقال له تربال: ما حاجتك، يا يعقوب! قال: أخبرني عن الأرواح، تقبضها مجتمعة أو متفرقة! قال: بل متفرقة، روحا روحا. قال: فمر بك روح يوسف! قال: لا. قال: فعند ذلک علم أنه حي، فقال لولده: اذهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ
».
و في خبر أخر: «عزرائيل و هو ملك الموت» و ذكر نحوه عنه.
13] 4435/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)- عاد إلي الحديث الأول«3»- قال: «و اشتد حزنه- يعني يعقوب- حتي تقوس ظهره، و أدبرت الدنيا عن يعقوب و ولده، حتي احتاجوا حاجة شديدة و فنيت ميرتهم، فعند ذلک، قال يعقوب لولده: اذهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللّهِ إِلَّا القَومُ الكافِرُونَ
فخرج منهم نفر و بعث معهم ببضاعة يسيرة، و كتب معهم كتابا إلي عزيز مصر يتعطفه علي نفسه و ولده، و أوصي ولده أن يبدءوا بدفع كتابه قبل البضاعة، فكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم: إلي عزيز مصر، و مظهر العدل و موفي الكيل، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله، صاحب نمرود ألذي جمع لإبراهيم الحطب و النار ليحرقه بها، فجعلها الله عليه بردا و سلاما و أنجاه منها: أخبرك- أيها العزيز- إنا أهل بيت قديم، لم يزل البلاء إلينا سريعا من الله، ليبلونا بذلك عند السراء و الضراء، و أن مصائب تتابعت علي منذ عشرين سنة أولها: أنه کان لي إبن سميته يوسف، و کان سروري من بين ولدي، و قرة عيني و ثمرة فؤادي، و أن إخوته من غير امه سألوني أن أبعثه معهم يرتع و يلعب، فبعثته معهم بكرة، و أنهم جاءوني عشاء يبكون، و جاءوني علي قميصه بدم كذب، فزعموا أن الذئب أكله فاشتد لفقده حزني، و كثر علي
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 189/ 63. 12- تفسير العيّاشي 2: 189/ 64. 13- تفسير العيّاشي 2: 190/ 65.
(1) تفسير العيّاشي 2: 189/ 62.
(2) في «س» في موضعين: قربال.
(3) الحديث (4) من تفسير الآيات (58- 82) من هذه السورة. 1»
صفحه : 196
اللهفراقه بكائي، حتي ابيضت عيناي من الحزن. و أنه کان له أخ من خالته«، و كنت به معجبا و عليه رفيقا، و کان لي أنيسا، و كنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلي صدري، فيسكن بعض ما أجد في صدري، و أن إخوته ذكروا لي أنك- أيها العزيز- سألتهم عنه و أمرتهم أن يأتوك به، و إن لم يأتوك به منعتهم الميرة لنا من القمح من مصر، فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا، فرجعوا إلي فليس هو معهم، و ذكروا أنه سرق مكيال الملك، و نحن أهل بيت لا نسرق، و قد حبسته و فجعتني به، و قد اشتد لفراقه حزني حتي تقوس لذلك ظهري و عظمت به مصيبتي، مع مصائب متتابعات علي. فمن علي بتخلية سبيله و إطلاقه من حبسك، و طيب لنا القمح، و اسمح لنا في السعر، و عجل بسراح آل يعقوب.
فلما مضي ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه، نزل جبرئيل علي يعقوب فقال له: يا يعقوب، إن ربك يقول لك: من ابتلاك بمصائبك الّتي كتبت بها إلي عزيز مصر! قال يعقوب: أنت بلوتني بها عقوبة منك و أدبا لي، قال الله: فهل کان يقدر علي صرفها عنك أحد غيري! قال يعقوب: اللهم لا. قال: أ فما استحييت مني حين شكوت مصائبك إلي غيري، و لم تستغث بي و تشكو ما بك إلي! فقال يعقوب: أستغفرك يا إلهي و أتوب إليك. و أشكو بثي و حزني إليك.
فقال الله تبارك و تعالي: قد بلغت بك- يا يعقوب- و بولدك الخاطئين الغاية في أدبي، و لو كنت- يا يعقوب- شكوت مصائبك إلي عند نزولها بك، و استغفرت و تبت إلي من ذنبك، لصرفتها عنك بعد تقديري إياها عليك، و لكن الشيطان أنساك ذكري، فصرت إلي القنوط من رحمتي و أن الله الجواد الكريم، أحب عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إلي فيما عندي. يا يعقوب، أنا راد إليك يوسف و أخاه، و معيد إليك ما ذهب من مالك و لحمك و دمك، و راد إليك بصرك، و مقوم لك ظهرك، و طب نفسا، و قر عينا، و إن ألذي فعلته بك کان أدبا مني لك، فاقبل أدبي.
قال: و مضي ولد يعقوب بكتابه نحو مصر، حتي دخلوا علي يوسف في دار المملكة، فقالوا: يا أَيُّهَا العَزِيزُ مَسَّنا وَ أَهلَنَا الضُّرُّ وَ جِئنا بِبِضاعَةٍ مُزجاةٍ فَأَوفِ لَنَا الكَيلَ وَ تَصَدَّق عَلَينا
بأخينا بنيامين، و هذا كتاب أبينا يعقوب إليك في أمره. يسألك تخلية سبيله، و أن تمن به عليه،- قال- فأخذ يوسف كتاب يعقوب، فقبله، و وضعه علي عينيه، و بكي و انتحب حتي بلت دموعه القميص ألذي عليه. ثم أقبل عليهم، فقال: هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ من قبل وَ أَخِيهِ من بعد! قالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أَخِي قَد مَنَّ اللّهُ عَلَينا، قالُوا تَاللّهِ لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا فلا تفضحنا، و لا تعاقبنا اليوم، و اغفر لنا، قالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم.
و في رواية أخري عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) نحوه.
-----------------------------------
(1) هذا الخبر يدلّ علي أنّ بنيامين لم يكن من أمّ يوسف بل من خالته، و يأتي في الحديث (51) ما يؤيّد أنّه من خالته أيضا. و في بعض كتب التاريخ أنّهما من أمّ واحدة و هي راحيل.
صفحه : 197
14] 5435/[- عن عمرو بن عثمان، عن بعض أصحابنا، قال: لما قال إخوة يوسف: يا أَيُّهَا العَزِيزُ مَسَّنا وَ أَهلَنَا الضُّرُّ
قال يوسف: لا صبر علي ضر آل يعقوب، فقال عند ذلک: هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إلي آخر الآية.
15] 6435/[- عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن قوله: وَ جِئنا بِبِضاعَةٍ مُزجاةٍ
قال: «المقل».
1» و في هذه الرواية: (و جئنا ببضاعة مزجئة)« قال: «كانت المقل، و كانت بلادهم بلاد المقل، و هي البضاعة».
16] 7435/[- عن إبن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، رفعه، قال: «كتب يعقوب النبي إلي يوسف: من يعقوب إبن إسحاق ذبيح الله إبن إبراهيم خليل الله، إلي عزيز مصر. أما بعد، فإنا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا إلينا، ابتلي جدي إبراهيم، فألقي في النار، ثم ابتلي أبي إسحاق بالذبح، فكان لي إبن و کان قرة عيني، و كنت أسر به، فابتليت بأن أكله الذئب، فذهب بصري حزنا عليه من البكاء، و کان له أخ، و كنت أسر به بعده، فأخذته في سرق، و إنا أهل بيت لم نسرق قط، و لا يعرف لنا سرق، فإن رأيت أن تمن علي به فعلت».
قال: «فلما أوتي يوسف بالكتاب، فتحه و قرأه فصاح، ثم قام و دخل منزله فقرأه و بكي، ثم غسل وجهه ثم خرج إلي إخوته، ثم عاد فقرأه فصاح و بكي، ثم قام فدخل منزله، فقرأه و بكي، ثم غسل وجهه و عاد إلي إخوته، فقال لهم: هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذ أَنتُم جاهِلُونَ
و أعطاهم قميصه، و هو قميص إبراهيم، و کان يعقوب بالرملة، فلما فصلوا بالقميص من مصر، قال يعقوب: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنِّدُونِ قالُوا تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ القَدِيمِ».
17] 8435/[- عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ليس رجل من ولد فاطمة يموت و لا يخرج من الدنيا، حتي يقر للإمام بإمامته، کما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا: تَاللّهِ لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا
».
18] 9435/[- عن أخي مرازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ لَمّا فَصَلَتِ العِيرُ
.
قال: «وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم، حين فصلت العير من مصر و هو بفلسطين».
19] 0535/[- عن مفضل الجعفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «أ تدري ما کان قميص
-----------------------------------
14- تفسير العيّاشي 2: 192/ 66. 15- تفسير العيّاشي 2: 192/ 67. 16- تفسير العيّاشي 2: 192/ 68. 17- تفسير العيّاشي 2: 193/ 69. 18- تفسير العيّاشي 2: 193/ 70. [.....] 19- تفسير العيّاشي 2: 193/ 71.
(1) قال المجلسي (رحمه اللّه): و في رواية اخري لعله (عليه السّلام) قرأ (مزجّاة» بتشديد الجيم، أو «مزجيّة» بكسر الجيم و تشديد الياء، و لم ينقل في القراءة الشاذّة غير القراءة المشهورة. البحار 12: 315.
صفحه : 198
اللهيوسف!» قال: قلت: لا. قال: «إن إبراهيم لما أوقدوا النار له، أتاه جبرئيل من ثياب الجنة فألبسه إياه، فلم يضره معه حر و لا برد، فلما حضر إبراهيم الموت، جعله في تميمة، و علقه علي إسحاق، و علقه إسحاق علي يعقوب، فلما ولد ليعقوب يوسف. علقه عليه، و کان في عضده حتي کان من أمره ما کان، فلما أخرج يوسف القميص من التميمة وجد يعقوب ريحه، و هو قوله: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنِّدُونِ}
فهو ذلک القميص ألذي انزل من الجنة».
قلت: جعلت فداك، فإلي من صار ذلک القميص! فقال: «إلي أهله- ثم قال- کل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهي إلي محمّد (صلي الله عليه و آله)».
20] 1535/[- عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، رفعه بإسناد له، قال: «إن يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشر ليال، و کان يعقوب ببيت المقدس و يوسف بمصر، و هو القميص ألذي نزل علي إبراهيم من الجنة، فدفعه إبراهيم إلي إسحاق، و إسحاق إلي يعقوب، و دفعه يعقوب إلي يوسف (عليهم السلام)».
21] 2535/[- عن نشيط بن صالح العجلي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أ کان إخوة يوسف (صلوات الله عليه) أنبياء!
قال: «لا، و لا بررة أتقياء، و كيف و هم يقولون لأبيهم: تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ القَدِيمِ
».
22] 3535/[- عن سليمان بن عبد الله الطلحي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حال بني يعقوب، هل خرجوا من الإيمان! فقال: «نعم».
قلت له: فما تقول في آدم! قال: «دع آدم».
23] 4535/[- عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «إن بني يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف أذنبوا، فكانوا أنبياء!؟«».
24] 5535/[- عن نشيط، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته، أ کان ولد يعقوب أنبياء!
قال: «لا، و لا بررة أتقياء، كيف يكونون كذلك و هم يقولون ليعقوب: تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ القَدِيمِ
».
25] 6535/[- عن مقرن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كتب عزيز مصر إلي يعقوب: أما بعد فهذا ابنك يوسف اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة و اتخذته عبدا، و هذا ابنك بنيامين أخذته، قد سرق و اتخذته عبدا-
-----------------------------------
20- تفسير العيّاشي 2: 194/ 73. 21- تفسير العيّاشي 2: 194/ 74. 22- تفسير العيّاشي 2: 194/ 75. 23- تفسير العيّاشي 2: 194/ 76. 24- تفسير العيّاشي 2: 195/ 77. 25- تفسير العيّاشي 2: 195/ 78.
(1) قال المجلسي (رحمه اللّه): استفهام علي الإنكار، البحار 12: 316.
صفحه : 199
اللهقال- فما ورد علي يعقوب شيء أشد عليه من ذلک الكتاب، فقال للرسول: مكانك حتي أجيبه، فكتب إليه يعقوب:}
أما بعد، فقد فهمت كتابك بأنك أخذت ابني بثمن بخس و اتخذته عبدا، و أنك اتخذت ابني بنيامين و قد سرق فاتخذته عبدا، فإنا أهل بيت لا نسرق، و لكنا أهل بيت نبتلي، و قد ابتلي أبونا إبراهيم بالنار، فوقاه الله، و ابتلي أبونا إسحاق بالذبح، فوقاه الله، و اني قد ابتليت بذهاب بصري، و ذهاب ابني، و عسي الله أن يأتيني بهم جميعا».
1»2» قال: «فلما ولي الرسول عنه، رفع يده إلي السماء، ثم قال: يا حسن الصحبة، يا كريم« المعونة، يا خير كلمة«، ائتني بروح و فرج من عندك- قال- فهبط عليه جبرئيل، فقال ليعقوب: ألا أعلمك دعوات يرد الله بها بصرك، و يرد عليك ابنيك! فقال: بلي. فقال: قل: يا من لا يعلم أحد كيف هو و حيث هو و قدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، و كبس الإرض علي الماء، و اختار لنفسه أحسن الأسماء، ائتني بروح منك و فرج من عندك. فما انفجر عمود الصبح، حتي أتي بالقميص، فطرح علي وجهه، فرد الله عليه بصره و رد عليه ولده».
26] 7535/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)-3» عاد إلي الحديث الأول ألذي قطعناه«: «قالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم
، اذهَبُوا بِقَمِيصِي هذا ألذي بلته دموع عيني فَأَلقُوهُ عَلي وَجهِ أَبِي يَأتِ بَصِيراً لو قد شم بريحي وَ أتُونِي بِأَهلِكُم أَجمَعِينَ و ردهم إلي يعقوب في ذلک اليوم، و جهزهم بجميع ما يحتاجون إليه، فلما فصلت عيرهم من مصر، وجد يعقوب ريح يوسف، فقال لمن بحضرته من ولده:
إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنِّدُونِ
».
قال: «و أقبل ولده يحثون السير بالقميص، فرحا و سرورا بما رأوا من حال يوسف، و الملك ألذي أعطاه الله، و العز ألذي صاروا إليه في سلطان يوسف، و کان مسيرهم من مصر إلي بلد يعقوب تسعة أيام، فلما أن جاء البشير، ألقي القميص علي وجهه فارتد بصيرا، و قال لهم: ما فعل بنيامين! قالوا: خلفناه عند أخيه صالحا.- قال- فحمد الله يعقوب عند ذلک، و سجد لربه سجدة الشكر، و رجع إليه بصره، و تقوم له ظهره، و قال لولده: تحملوا إلي يوسف في يومكم هذا بأجمعكم. فساروا إلي يوسف و معهم يعقوب و خالة يوسف (ياميل) فأحثوا السير فرحا و سرورا، فساروا تسعة أيام إلي مصر».
27] 8535/[- الشيخ، في (أماليه): قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني محمّد بن جعفر بن رباح الأشجعي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: أخبرنا أرطاة بن حبيب، عن زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) قال: «لما أصابت امرأة العزيز الحاجة، قيل لها: لو أتيت يوسف! فشاورت في
-----------------------------------
26- تفسير العيّاشي 2: 196/ 79. 27- الأمالي 2: 71.
(1) في البحار 12: 316/ 138 نسخة بدل: يا كثير.
(2) في المصدر: يا خيرا كلّه.
(3) الحديث (13) من تفسير هذه الآيات. [.....]
صفحه : 200
اللهذلک، فقيل لها: إنا نخافه عليك، قالت: كلا، إني لا أخاف من يخاف الله. فلما دخلت عليه فرأته في ملكه، قالت:}
الحمد لله ألذي جعل العبيد ملوكا بطاعته، و جعل الملوك عبيدا بمعصيته، فتزوجها فوجدها بكرا، فقال لها: أليس هذا أحسن، أليس هذا أجمل! فقالت: إني كنت بليت منك بأربع خلال، كنت أجمل أهل زماني، و كنت أجمل أهل زمانك، و كنت بكرا، و کان زوجي عنينا.
فلما کان من أمر إخوة يوسف ما کان، كتب يعقوب إلي يوسف (عليهما السلام) و هو لا يعلم أنه يوسف:
بسم الله الرحمن الرحيم، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله عز و جل إلي عزيز آل فرعون: سلام عليك، فإني أحمد الله إليك ألذي لا إله إلا هو. أما بعد، فإنا أهل بيت مولعة بنا أسباب البلاء، کان جدي إبراهيم (عليه السلام) القي في النار في طاعة ربه، فجعلها الله عز و جل عليه بردا و سلاما، و أمر الله جدي أن يذبح أبي، ففداه بما فداه به، و کان لي إبن و کان من أعز النّاس علي، ففقدته، فأذهب حزني عليه نور بصري، و کان له أخ من امه، فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلي صدري، فيذهب عني بعض وجدي، و هو المحبوس عندك في السرقة، فإني أشهدك أني لم أسرق و لم ألد سارقا. فلما قرأ يوسف الكتاب، بكي و صاح، و قال: اذهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلقُوهُ عَلي وَجهِ أَبِي يَأتِ بَصِيراً وَ أتُونِي بِأَهلِكُم أَجمَعِينَ
».
5359/[28]- و عنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عبد الخالق، قال:
حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع السكوني، قال: حدثنا مخلد بن الحسين، بالمصيصة«1»، عن موسي بن سعيد«2» الرقاشي، قال: لما قدم يعقوب علي يوسف (عليهما السلام)، خرج يوسف (عليه السلام) فاستقبله في موكبه، فمر بامرأة العزيز و هي تعبد في غرفة لها، فلما رأته عرفته، فنادته بصوت حزين: أيها الذاهب«3»، طالما أحزنتني، ما أحسن التقوي، كيف حررت العبيد؟ و ما أقبح الخطيئة، كيف عبدت الأحرار؟
29] 0635/[- إبن بابويه: قال: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني- مولي بني هاشم- قال: أخبرنا المنذر بن محمّد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الخزاز، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال: قلت لجعفر بن محمّد (عليهما السلام): أخبرني عن يعقوب (عليه السلام)، لما قال له بنوه: يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِينَ قالَ سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبِّي
فأخر الاستغفار لهم، و يوسف (عليه السلام) لما قالوا له: تَاللّهِ لَقَد آثَرَكَ اللّهُ عَلَينا وَ إِن كُنّا لَخاطِئِينَ قالَ لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ!
قال: «لأن قلب الشاب أرق من قلب الشيخ، و كانت جناية ولد يعقوب علي يوسف، و جنايتهم علي يعقوب
-----------------------------------
28- الأمالي 2: 72. 29- علل الشرائع: 54/ 1.
(1) و هي بلدة كبيرة علي ساحل بحر الشام. أنساب السمعاني 5: 315، تهذيب التهذيب 10: 72.
(2) لعلّه تصحيف موسي بن عقبة، انظر تهذيب التهذيب 10: 72.
(3) في المصدر: الراكب.
صفحه : 201
اللهإنما كانت بجنايتهم علي يوسف، فبادر يوسف إلي العفو عن حقه، و أخر يعقوب العفو لأن عفوه إنما کان عن حق غيره، فأخرهم إلي السحر ليلة الجمعة».}
30] 1635/[- نرجع إلي رواية علي بن إبراهيم«1»: قال:2» «فلما ولي الرسول إلي الملك بكتاب يعقوب، رفع يعقوب يديه إلي السماء فقال: يا حسن الصحبة، يا كريم المعونة، يا خير كلمة«، ائتني بروح منك و فرج من عندك. فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا يعقوب، ألا أعلمك دعوات يرد الله عليك بصرك و ابنيك! قال: نعم.
3» قال: قل: يا من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو، يا من سد« السماء بالهواء، و كبس الإرض علي الماء، و اختار لنفسه أحسن الأسماء، ائتني بروح منك و فرج من عندك. قال: فما انفجر عمود الصبح، حتي أتي بالقميص فطرح عليه، و رد الله عليه بصره و ولده».
قال: «و لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن، ألهمه الله تأويل الرؤيا. فكان يعبر لأهل السجن، فلما سأله الفتيان الرؤيا: و عبر لهما، و قال للذي ظن أنه ناج منهما: اذكُرنِي عِندَ رَبِّكَ
«4». و لم يفزع في تلك الحالة إلي الله، فأوحي الله إليه: من أراك الرؤيا الّتي رأيتها! قال يوسف: أنت يا رب. قال: فمن حببك إلي أبيك! قال: أنت يا رب. قال: فمن وجه إليك السيارة الّتي رأيتها! قال: أنت يا رب. قال: فمن علمك الدعاء ألذي دعوت به حتي جعلت لك من الجب فرجا! قال: أنت يا رب. قال: فمن أنطق لسان الصبي بعذرك! قال: أنت يا رب. قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا! قال: أنت يا رب. قال: فكيف استعنت بغيري و لم تستعن بي، و أملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلي مخلوق من خلقي و في قبضتي، و لم تفزع إلي! فالبث في السجن بضع سنين.
فقال يوسف: أسألك بحق آبائي عليك إلا فرجت عني. فأوحي الله إليه: يا يوسف و أي حق لآبائك علي، إن کان أبوك آدم، خلقته بيدي، و نفخت فيه من روحي، و أسكنته جنتي، و أمرته أن لا يقرب شجرة منها، فعصاني و سألني فتبت عليه و إن کان أبوك نوح، انتجبته من بين خلقي، و جعلته رسولا إليهم، فلما عصوا دعاني فاستجبت له فأغرقتهم و أنجيته و من معه في الفلك، و إن کان أبوك إبراهيم، اتخذته خليلا، و أنجيته من النار، و جعلتها عليه بردا و سلاما، و إن کان أبوك يعقوب، و هبت له اثني عشر ولدا، فغيبت عنه واحدا، فما زال يبكي حتي ذهب بصره، و قعد علي الطريق يشكوني إلي خلقي، فأي حق لآبائك علي!
5» قال «فقال له: جبرئيل يا يوسف، قل: أسألك بمنك العظيم، و إحسانك« القديم، و لطفك العميم، يا رحمن يا رحيم. فقالها، فرأي الملك الرؤيا فكان فرجه فيها».
-----------------------------------
30- تفسير القمّي 1: 352.
(1) الحديث (5) من تفسير هذه الآيات.
(2) في المصدر: يا خيرا كله.
(3) في المصدر: شيّد.
(4) يوسف 12: 42.
(5) في المصدر: و سلطانك.
صفحه : 202
31] 2635/[- قال علي بن إبراهيم: و حدثني أبي عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: «قال السجان ليوسف: إني لأحبك، فقال يوسف: ما أصابني بلاء إلا من الحب، إن كانت عمتي أحبتني، سرقتني.
و إن کان أبي أحبني، حسدني إخوتي، و إن كانت امرأة العزيز أحبتني، حبستني».
ثم قال: «و شكا يوسف في السجن إلي الله تعالي، فقال: رب بماذا استحققت السجن! فأوحي الله إليه أنت اخترته حين قلت: رَبِّ السِّجنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّا يَدعُونَنِي إِلَيهِ
«1» هلا قلت: العافية أحب إلي مما يدعونني إليه!».
32] 3635/[- قال علي بن إبراهيم: و حدثني أبي عن الحسن بن محبوب، عن الحسن بن عمارة، عن أبي سيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما طرح إخوة يوسف يوسف في الجب، دخل عليه جبرئيل و هو في الجب، فقال: يا غلام، من طرحك في هذا الجب! فقال له يوسف: إخوتي، لمنزلتي من أبي حسدوني، و لذلك في الجب طرحوني، قال: فتحب أن تخرج منها! فقال له يوسف: ذلک إلي إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب، قال: فإن إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب يقول لك، قل: اللهم إني اسألك فإن لك الحمد كله، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات و الإرض، ذو الجلال و الإكرام، صل علي محمّد و آل محمّد، و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا، و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب. فدعا ربه، فجعل الله له من الجب فرجا، و من كيد المرأة مخرجا، و آتاه ملك مصر من حيث لا يحتسب».
33] 4635/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر، عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:2» «أ تدري ما کان قميص يوسف (عليه السلام)!» قال: قلت: لا. قال: «إن إبراهيم (عليه السلام) لما أوقدت له النار، أتاه جبرئيل (عليه السلام) بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه، فلم يضره معه حر و لا برد، فلما حضر إبراهيم الموت جعله في تميمة« و علقه علي إسحاق، و علقة إسحاق علي يعقوب، فلما ولد يوسف (عليه السلام)، علقه عليه فكان في عضده حتي کان من أمره ما کان، فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة، وجد يعقوب ريحه، و هو قوله: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنِّدُونِ
فهو ذلک القميص ألذي أنزله الله من الجنة».
3» قلت: جعلت فداك، فإلي من صار ذلک القميص! قال: «إلي أهله- ثم قال- کل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهي إلي محمّد (صلي الله عليه و آله)»«.
-----------------------------------
31- تفسير القمّي 1: 354. 32- تفسير القمّي 1: 354. 33- الكافي 1: 181/ 5. [.....]
(1) يوسف 12: 33.
(2) التّميمة: عوذة تعلّق علي صغار الإنسان مخافة العين. و مراده هنا الخرقة الّتي توضع فيها التميمة.
(3) في المصدر: آل محمّد (صلي اللّه عليه و آله).
صفحه : 203
الله}و روي محمّد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) هذا الحديث، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر، عن مفضل الجعفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله«1».
و رواه أيضا إبن بابويه: في (العلل) هكذا: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن محمّد بن نصير، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمّد بن إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر، عن مفضل الجعفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «أ تدري ما کان قميص يوسف!» و ذكر مثله«2».
34] 5635/[- إبن بابويه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن محمّد بن نصير، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «کان القميص ألذي أنزل به علي إبراهيم من الجنة في قصبة من فضة، و کان إذا لبس کان واسعا كبيرا، فلما فصلوا بالقميص، و يعقوب بالرملة و يوسف بمصر، قال يعقوب: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ
عني ريح الجنة حين فصلوا بالقميص لأنه کان من الجنة».
35] 6635/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حفص أخي مرازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ لَمّا فَصَلَتِ العِيرُ قالَ أَبُوهُم إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنِّدُونِ
.
قال: «وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فصلت العير من مصر و هو بفلسطين».
36] 7635/[- علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن علي بن مهزيار، عن إسماعيل السراج، عن يونس بن يعقوب، عن المفضل الجعفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال: «أخبرني ما کان قميص يوسف!» قلت: لا أدري.
قال: «إن إبراهيم لما أوقدت له النار، أتاه جبرئيل بثوب من ثياب الجنة فألبسه إياه، فلم يصبه معه حر و لا برد، فلما حضر إبراهيم الموت، جعله في تميمة و علقه علي إسحاق، و علقه إسحاق علي يعقوب، فلما ولد ليعقوب يوسف، علقه عليه فكان في عنقه، حتي کان من أمره ما کان، فلما أخرج يوسف القميص من التميمة، وجد يعقوب ريحه، و هو قوله: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنِّدُونِ
و هو ذلک القميص ألذي انزل من الجنة».
قلت له: جعلت فداك، فإلي من صار ذلک القميص! فقال: «إلي أهله- ثم قال- کل نبي ورث علما أو غيره
-----------------------------------
34- علل الشرائع: 53/ 1. 35- علل الشرائع: 53/ 3. 36- تفسير القمّي 1: 354.
(1) بصائر الدرجات: 209/ 58.
(2) علل الشرائع: 53/ 2.
صفحه : 204
اللهفقد انتهي إلي محمّد (عليه السلام)- و کان يعقوب بفلسطين و فصلت العير من مصر فوجد يعقوب ريحه، و هو من ذلک القميص ألذي اخرج من الجنة- و نحن ورثته (صلي الله عليه و آله)».}
37] 8635/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين، عن إبن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف (عليه السلام)». قال: قلت له: كأنك تذكر حياته أو غيبته!
قال: فقال لي: «و ما تنكر من ذلک هذه الأمة أشباه الخنازير! إن إخوة يوسف (عليه السلام) كانوا أسباطا أولاد الأنبياء، تاجروا يوسف و بايعوه و خاطبوه و هم إخوته و هو أخوهم، فلم يعرفوه حتي قال: أنا يوسف، و هذا أخي، فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز و جل بحجته في وقت من الأوقات کما فعل بيوسف (عليه السلام)»!
إن يوسف (عليه السلام) کان إليه ملك بمصر، و کان بينه و بين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلمه لقدر علي ذلک، لقد سار يعقوب (عليه السلام) و ولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلي مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله عز و جل بحجته کما فعل بيوسف! أن يمشي في أسواقهم، و يطأ بسطهم، حتي يأذن الله في ذلک له، کما أذن ليوسف، قالوا: أَ إِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ
!».
38] 9635/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): خير وقت دعوتم الله عز و جل فيه الأسحار، و تلا هذه الآية في قول يعقوب (عليه السلام): سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبِّي
قال: أخرهم إلي السحر».
39] 0735/[- إبن بابويه في (الفقيه): بإسناده عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول يعقوب لبنيه: سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبِّي
، قال: «أخرهم إلي السحر من ليلة الجمعة».
و قد مر أيضا حديث إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن الصادق (عليه السلام) في معني ذلک«1».
40] 1735/[- الطبرسي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «وجد يعقوب ريح قميص يوسف حين فصلت العير من مصر و هو بفلسطين، من مسيرة عشر ليال».
41] 2735/[- نرجع إلي رواية علي بن إبراهيم«2»: «ثم رحل يعقوب و أهله من البادية، بعد ما رجع إليه بنوه بالقميص، فألقوه علي وجهه فارتد بصيرا، فقال له: أَ لَم أَقُل لَكُم إِنِّي أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ
-----------------------------------
37- الكافي 1: 271/ 4. 38- الكافي 2: 346/ 6. 39- من لا يحضره الفقيه 1: 272/ 1240. 40- مجمع البيان 5: 402. 41- تفسير القمي 1: 355.
(1) تقدم في الحديث (29) من تفسير هذه الآيات. [.....]
(2) المتقدمة في الحديث (36) من تفسير هذه الآيات.
صفحه : 205
اللهقالُوا يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنُوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئِينَ قالَ سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ}
قال: أخرهم إلي السحر، لأن الدعاء و الاستغفار فيه مستجاب.
فلما وافي يعقوب و أهله و ولده مصر، قعد يوسف علي سريره، و وضع تاج الملك علي رأسه، فأراد أن يراه أبوه علي تلك الحالة، فلما دخل أبوه لم يقم له، فخروا له كلهم سجدا، فقال يوسف: يا أَبَتِ هذا تَأوِيلُ رُءيايَ مِن قَبلُ قَد جَعَلَها رَبِّي حَقًّا وَ قَد أَحسَنَ بِي إِذ أَخرَجَنِي مِنَ السِّجنِ وَ جاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَينِي وَ بَينَ إِخوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ
».
42] 3735/[- ثم قال علي بن إبراهيم: و حدثني محمّد بن عيسي ، أن يحيي بن أكثم سأل موسي بن محمّد بن علي بن موسي مسائل، فعرضها علي أبي الحسن (عليه السلام)، و کان أحدها: أخبرني عن قول الله عز و جل: وَ رَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَي العَرشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً
أسجد يعقوب و ولده ليوسف و هم أنبياء!
فأجاب أبو الحسن (عليه السلام): «أما سجود يعقوب و ولده ليوسف، فإنه لم يكن ليوسف، و إنما کان ذلک من يعقوب و ولده طاعة لله، و تحية ليوسف، کما کان السجود من الملائكة لادم و لك يكن لادم، و إنما کان ذلک منهم طاعة لله و تحية لادم، فسجد يعقوب و ولده و سجد يوسف معهم شكرا لله تعالي لاجتماع شملهم، ألم تر أنه يقول في شكره ذلک الوقت: رَبِّ قَد آتَيتَنِي مِنَ المُلكِ وَ عَلَّمتَنِي مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الأَرضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنيا وَ الآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسلِماً وَ أَلحِقنِي بِالصّالِحِينَ
.
فنزل عليه جبرئيل، فقال له: يا يوسف، أخرج يدك، فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور، فقال: ما هذا النور، يا جبرئيل! فقال: هذه النبوة، أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم لأبيك. فحط الله نوره، و محا النبوة من صلبه، و جعلها في ولد لاوي أخي يوسف، و ذلک لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال: لا تَقتُلُوا يُوسُفَ وَ أَلقُوهُ فِي غَيابَتِ الجُبِّ
«1» فشكر الله له ذلک، و لما أرادوا ان يرجعوا إلي أبيهم من مصر و قد حبس يوسف أخاه، قال:
فَلَن أَبرَحَ الأَرضَ حَتّي يَأذَنَ لِي أَبِي أَو يَحكُمَ اللّهُ لِي وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ
«2» فشكر الله له ذلک، فكان أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي، و کان موسي من ولده، و هو موسي بن عمران بن يصهر بن واهث بن لاوي بن يعقوب إبن إسحاق بن إبراهيم.
فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي! قال: يا أبت أعفني من ذلک. قال: فأخبرني ببعضه، فقال: يا أبت، إنهم لما أدنوني من الجب قالوا: انزع قميصك. فقلت لهم: يا إخوتي، اتقوا الله و لا تجردوني. فسلوا علي السكين، و قالوا: لئن لم تنزع لنذبحنك. فنزعت القميص، فألقوني في الجب عريانا- قال- فشهق يعقوب شهقة و اغمي عليه، فلما أفاق، قال: يا بني حدثني فقال: يا أبت، أسألك بإله إبراهيم و إسحاق و يعقوب إلي أعفيتني. فأعفاه».
-----------------------------------
42- تفسير القمّي 1: 356.
(1) يوسف 12: 10.
(2) يوسف 12: 80.
صفحه : 206
43] 4735/[- إبن بابويه: قال أبي (رحمه الله): حدثنا أحمد بن إدريس، و محمّد بن يحيي العطار، عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن يعقوب بن يزيد، عن غير واحد، رفعوه إلي أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما تلقي يوسف يعقوب، ترجل له يعقوب و لم يترجل له يوسف، فلم ينفصلا من العناق حتي أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال له: يا يوسف، ترجل لك الصديق و لم تترجل له، ابسط يدك. فبسطها، فخرج نور من راحته، فقال له يوسف: ما هذا!
1»2» قال: هذا أنه« لا يخرج من صلبك« نبي عقوبة».
44] 5735/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه، عن محمّد بن يحيي العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن اورمة، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:3»4» «لما أقبل يعقوب (عليه السلام) إلي مصر، خرج يوسف (عليه السلام) ليستقبله، فلما رآه يوسف، هم بأن يترجل ليعقوب، ثم نظر إلي ما هو فيه من الملك فلم يفعل، فلما سلّم علي يعقوب، نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال له: يا يوسف، إن الله تبارك و تعالي يقول لك: ما منعك أن تنزل إلي عبدي الصالح«! ما أنت فيه! ابسط يدك. فبسطها، فخرج من بين أصابعه نور، فقال: ما هذا، يا جبرئيل! فقال: هذا أنه« لا يخرج من صلبك نبي أبدا، عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه».
45] 6735/[- نرجع إلي رواية علي بن إبراهيم«5» قال: «و لما مات العزيز- و ذلک في السنين المجدبة- افتقرت امراة العزيز و احتاجت حتي سألت النّاس، فقالوا لها: ما يضرك لو قعدت للعزيز- و کان يوسف يسمي العزيز- فقالت: أستحي منه، فلم يزالوا بها حتي قعدت له علي الطريق فأقبل يوسف في موكبه، فقامت إليه، و قالت:
سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيدا، و جعل العبيد بالطاعة ملوكا.
6» فقال لها يوسف: أنت هاتيك! فقالت: نعم- و کان اسمها زليخا- فقال لها: هل لك في! قالت: أني؟ بعد ما كبرت، أ تهزأ بي! قال: لا«. فأمر بها، فحولت إلي منزله، و كانت هرمة، فقال لها يوسف: أ لست فعلت بي كذا و كذا!
فقالت: يا نبي الله، لا تلمني، فإني بليت ببلية لم يبل بها أحد.
7» قال: و ما هي! قالت: بليت بحبك، و لم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا، و بليت« بأنه لم تكن بمصر امرأة
-----------------------------------
43- علل الشرائع: 55/ 1. 44- علل الشرائع: 55/ 2. 45- تفسير القمّي 1: 357.
(1) في المصدر: آية.
(2) في المصدر: عقبك.
(3) زاد في المصدر: إلّا.
(4) في المصدر: آية.
(5) المتقدّمة في الحديث (42) من تفسير هذه الآيات.
(6) في المصدر: قالت: دعني بعد ما كبرت، أ تهزأ بي! قال: لا، قالت: نعم.
(7) في المصدر زيادة: بحسني. [.....]
صفحه : 207
اللهأجمل مني، و لا أكثر مالا مني، نزع عني مالي و ذهب عني جمالي، و بليت بزوج عنين.}
فقال لها يوسف: و ما حاجتك! قالت: تسأل الله أن يرد علي شبابي. فسأل الله، فرد عليها شبابها، فتزوجها و هي بكر». قالوا: إن العزيز ألذي کان زوجها أولا کان عنينا.
46] 7735/[- إبن بابويه: أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الله بن المغيرة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «استأذنت زليخا علي يوسف، فقيل لها: إنا نكره أن نقدم، بك عليه لما کان منك إليه، قالت: إني لا أخاف من يخاف الله. فلما دخلت قال: يا زليخا، ما لي أراك قد تغير لونك!
قالت: سبحان ألذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا، و جعل العبيد بطاعتهم ملوكا.
قال لها: ما ألذي دعاك- يا زليخا- إلي ما کان منك! قال: حسن وجهك، يا يوسف.
فقال لها: كيف لو رأيت نبيا يقال له محمّد (صلي الله عليه و آله)، يکون في آخر الزمان، أحسن مني وجها، و أحسن مني خلقا، و أسمح مني كفا! قالت: صدقت.
قال: و كيف علمت أني صدقت! قالت: لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي. فأوحي الله عز و جل إلي يوسف: أنها قد صدقت، و أني قد أحببتها لحبها محمدا، فأمره الله تبارك و تعالي أن يتزوجها».
47] 8735/[- العياشي: عن محمّد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله:
سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبِّي
.
1» فقال: «أخرهم إلي السحر ليلة الجمعة«، قال: يا رب، إنما ذنبهم فيما بيني و بينهم، فأوحي الله عز و جل:
أني قد غفرت لهم».
48] 9735/[- عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبِّي
.
قال: «أخرهم إلي السحر ليلة الجمعة».
49] 0835/[- عن محمّد بن سعيد الأزدي، صاحب موسي بن محمّد بن الرضا (عليه السلام) عن موسي: أنه قال لأخيه: إن يحيي بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل» فقال: أخبرني عن قول الله: وَ رَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَي العَرشِ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً
أسجد يعقوب و ولده ليوسف!
قال: فسألت أخي عن ذلک، فقال: «أما سجود يعقوب و ولده ليوسف، فشكرا لله تعالي لاجتماع شملهم، ألا تري أنه يقول في شكر ذلک الوقت: رَبِّ قَد آتَيتَنِي مِنَ المُلكِ وَ عَلَّمتَنِي مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ
الآية».
-----------------------------------
46- علل الشرائع: 55/ 1. 47- تفسير العيّاشي 2: 196/ 80. 48- تفسير العيّاشي 2: 196/ 81. 49- تفسير العيّاشي 2: 197/ 82.
(1) (ليلة الجمعة) ليس في المصدر.
صفحه : 208
50] 1835/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)-1»2» عاد إلي الحديث الأول«- قال: «فساروا تسعة أيام إلي مصر، فلما دخلوا علي يوسف في دار الملك، اعتنق أباه فقبله و بكي و رفعه و رفع خالته علي سرير الملك، ثم دخل منزله، فادهن و اكتحل و لبس ثياب العز و الملك، ثم رجع« إليهم. فما رأوه سجدوا جميعا إعظاما و شكرا لله، فعند ذلک قال: يا أَبَتِ هذا تَأوِيلُ رُءيايَ مِن قَبلُ
إلي قوله: بَينِي وَ بَينَ إِخوَتِي- قال- و لم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن و لا يكتحل و لا يتطيب و لا يضحك و لا يمس النساء حتي جمع الله ليعقوب شمله، و جمع بينه و بين يعقوب و إخوته».
51] 2835/[- عن الحسن بن أسباط، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) في كم دخل يعقوب من ولده علي يوسف! قال: «في أحد عشر ابنا له»، فقيل له: أسباط! قال: «نعم».
و سألته عن يوسف و أخيه، أ کان أخاه لامه، أم إبن خالته! قال: «إبن خالته».
52] 3835/[- عن إبن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: وَ رَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَي العَرشِ
قال: «العرش: السرير».
و في قوله: وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً
قال: «کان سجودهم ذلک عبادة لله».
53] 4835/[- عن محمّد بن بهروز، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: «إن يعقوب قال ليوسف حيث التقيا:
أخبرني- يا بني- كيف صنع بك! فقال له يوسف: انطلق بي فأقعدت علي رأس الجب، فقيل لي: انزع القميص.
فقلت لهم: إني أسألكم بوجه أبي الصديق يعقوب، لا تبدوا عورتي و لا تسلبوني قميصي، قال: فأخرج علي فلان السكين. فغشي علي يعقوب، فلما أفاق، قال له يعقوب: حدثني كيف صنع بك! فقال له يوسف: «إني أطالب- يا أبتاه- لما كففت. فكف».
54] 5835/[- عن محمّد بن مسلم، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر بعد ما جمع الله ليعقوب شمله، و أراه تأويل رؤيا يوسف الصادقة! قال: «عاش حولين».
قلت: فمن کان يومئذ الحجة لله في الإرض، يعقوب أم يوسف! قال: «کان يعقوب الحجة، و کان الملك ليوسف، فلما مات يعقوب حمل يوسف عظام يعقوب في تابوت إلي أرض الشام، فدفنه في بيت المقدس، ثم کان يوسف بن يعقوب الحجة».
-----------------------------------
50- تفسير العيّاشي 2: 197/ 83. 51- تفسير العيّاشي 2: 197/ 84. 52- تفسير العيّاشي 2: 197/ 85. 53- تفسير العيّاشي 2: 198/ 86. 54- تفسير العيّاشي 2: 198/ 87.
(1) المتقدّم في الحديث (26) من تفسير هذه الآيات.
(2) في «س، ط»: نسخة بدل: خرج.
صفحه : 209
55] 6835/[- عن إسحاق بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:1»2»3»4» «إن الله بعث إلي يوسف- و هو في السجن- يا بن يعقوب، ما أسكنك مع الخطائين! قال: جرمي- قال- فاعترف بجرمه فاخرج« و اعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله«، فقال له: ادع بهذا الدعاء: يا كبير کل كبير، يا من لا شريك له و لا وزير، يا خالق الشمس و القمر المنير، يا عصمة المضطر الضرير، يا قاصم کل جبار مبير«، يا مغني البائس الفقير، يا جابر العظم الكسير، يا مطلق المكبل الأسير، أسألك بحق محمّد و آل محمّد، أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا، و ترزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب- قال- فلما أصبح، دعابة« الملك، فخلي سبيله، و ذلک قوله: وَ قَد أَحسَنَ بِي إِذ أَخرَجَنِي مِنَ السِّجنِ
».
56] 7835/[- عن عباس بن يزيد، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:5» «بينا رسول الله (صلي الله عليه و آله) جالس في أهل بيته، إذ قال: أحب يوسف أن يستوثق لنفسه، قال: فقيل: بماذا، يا رسول الله! قال: لما عزل له عزيز مصر عن مصر، لبس ثوبين جديدين- أو قال: لطيفين«- و خرج إلي فلاة من الإرض، فصلي ركعات، فلما فرغ رفع يده إلي السماء، فقال: رَبِّ قَد آتَيتَنِي مِنَ المُلكِ وَ عَلَّمتَنِي مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الأَرضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنيا وَ الآخِرَةِ
- قال- فهبط إليه جبرئيل، فقال له: يا يوسف، ما حاجتك! قال: رب تَوَفَّنِي مُسلِماً وَ أَلحِقنِي بِالصّالِحِينَ» فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «خشي الفتن».
57] 8835/[- محمّد بن يعقوب: بإسناده عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسي، عن العباس بن هلال الشامي مولي أبي الحسن (عليه السلام) عنه، قال: قلت له: جعلت فداك، ما أعجب إلي النّاس من يأكل الجشب و يلبس الخشن و يتخشع!
6» فقال: «أما علمت أن يوسف (عليه السلام) نبي إبن نبي، کان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب، و يجلس في مجالس آل فرعون« يحكم، فلم يحتج النّاس إلي لباسه، و إنما احتاجوا إلي قسطه، و إنما يحتاج من الإمام في أن إذا قال صدق، و إذا وعد أنجز، و إذا حكم عدل، لأن الله لا يحرم طعاما و لا شرابا من حلال، و إنما حرم الحرام
-----------------------------------
55- تفسير العيّاشي 2: 198/ 88. 56- تفسير العيّاشي 2: 199/ 89. [.....] 57- الكافي 6: 453/ 5.
(1) الظاهر أنّ الصحيح: فاعترف بجرمك فاخرج.
(2) في الحديث غرابة، و هو يخالف عصمة يوسف (عليه السّلام) المؤكّدة في الكتاب الكريم، كقوله تعالي: وَ لَقَد راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ فَاستَعصَمَ يوسف: 32، و كذلك في سائر روايات هذا الباب.
(3) أي مهلك يسرف في إهلاك النّاس. «أقرب الموارد- بور- 1: 67».
(4) في المصدر: دعاه.
(5) في المصدر: نظيفين.
(6) المراد ملك مصر، و هو غير فرعون موسي کما يستفاد من السير.
صفحه : 210
اللهقل أو كثر، و قد قال الله عز و جل: قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزقِ}
«1»».
و قد تقدم هذا الحديث من طريق العياشي في قوله تعالي: قُل مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ
«2» الآية.
58] 9835/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال:3» دخل سفيان الثوري علي أبي عبد الله (عليه السلام) فرأي عليه ثيابا بيضا كأنها غرقئ« البيض، فقال له: إن هذا اللباس ليس من لباسك!
فقال له: «اسمع مني و ع ما أقول لك، فإنه خير لك عاجلا و آجلا، إن أنت مت علي السنة و الحق و لم تمت علي بدعة، أخبرك أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان في زمان مقفر جدب، فأما إذا أقبلت الدنيا، فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها، و مؤمنوها لا منافقوها، و مسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثوري! فو الله إنني لمع ما تري ما أتي علي مذ عقلت، صباح و لا مساء و لله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا إلا وضعته».
قال: و أتاه قوم ممن يظهرون الزهد و يدعون النّاس أن يكونوا معهم علي مثل ألذي هم عليه من التقشف.
و أظهروا الاحتجاج بينهم و بينه (عليه السلام) و أبطل حجتهم، و قال (عليه السلام): «أعلموا- أيها النفر- أني سمعت أبي يروي عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال يوما: ما عجبت من شيء كعجبي من المؤمن أنه إن قرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض کان خيرا له، و إن ملك ما بين مشارق الإرض و مغاربها کان خيرا له، و کل ما يصنع الله عز و جل به فهو خير له. و أخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود (عليه السلام)، حيث سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه الله جل اسمه ذلک، و کان يقول الحق و يعمل به، ثم لم نجد الله عز و جل عاب عليه ذلک، و لا أحدا من المؤمنين، و داود النبي (عليه السلام) قبله في ملكه و شدة سلطانه، ثم يوسف النبي (عليه السلام) حيث قال لملك مصر: اجعَلنِي عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
«4» فكان من أمره ألذي کان، أن اختار مملكة الملك و ما حولها إلي اليمن، و كانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم، و کان يقول الحق و يعمل به، فلم نجد أحدا عاب ذلک عليه ثم ذي القرنين، کان عبدا أحب الله فأحبه الله، و طوي له الأسباب، و ملكه مشارق الإرض و مغاربها، و کان يقول الحق و يعمل به، ثم لم نجد أحدا عاب ذلک عليه».
5390/[59]- عمر بن إبراهيم الأوسي: عن عبد الله، قال: عاش يعقوب و العيص مائة سنة و سبعة و أربعين سنة، فلما جمع الله ليوسف شمله، و أقر عينيه بمراده، تمني الموت خلف أبيه، فقال: رَبِّ قَد آتَيتَنِي مِنَ المُلكِ وَ عَلَّمتَنِي مِن تَأوِيلِ الأَحادِيثِ
قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «ما تمني أحد من الأنبياء الموت إلا
-----------------------------------
58- الكافي 5: 65 و 69/ 1. 59- ... قصص الأنبياء للثعلبي: 124 «نحوه».
(1) الأعراف 7: 32.
(2) تقدّم في الحديث (14) من تفسير الآية (7) من سورة الأعراف.
(3) الغرقي: القشرة الملتزقة ببياض البيض «لسان العرب- غرق- 10: 286».
(4) يوسف 12: 44.
صفحه : 211
اللهيوسف».}
فلما حضره الموت، أوصي إخوته أن يحملوه إلي الشام، و يدفنوه مع آبائه، ثم استخلف من بعده يهودا، ثم روبيل، ثم ريالون، ثم شمعون، ثم معجز«1» ثم معمائيل، ثم دان، ثم لاوي، ثم شدخ، ثم خبير«2» و کان هارون و موسي (علي نبينا و آله و عليهما السلام) من نسل لاوي، و کان بين دخول يوسف مصر و دخول موسي أربعمائة سنة و ثمانون سنة.
قوله تعالي:
ذلِكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ أَجمَعُوا أَمرَهُم وَ هُم يَمكُرُونَ- إلي قوله تعالي- وَ هُم عَنها مُعرِضُونَ [102- 105] 5391/[1]- قال علي بن إبراهيم: ثم قال الله لنبيه: ذلِكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ أَجمَعُوا أَمرَهُم وَ هُم يَمكُرُونَ ثم قال: وَ ما أَكثَرُ النّاسِ وَ لَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ.
قال: و قوله تعالي: وَ كَأَيِّن مِن آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ يَمُرُّونَ عَلَيها وَ هُم عَنها مُعرِضُونَ قال:
الكسوف و الزلزلة و الصواعق.
قوله تعالي:
وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ [106]
2] 2935/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيي بن المبارك، عن عبد الله إبن جبلة، عن سماعة، عن أبي بصير، و إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ
، قال: «يطيع الشيطان من حيث لا يعلم، فيشرك».
3] 3935/[- و عنه: عن علي بن ابراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن إبن بكير، عن ضريس، عن أبي
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 357. [.....] 2- الكافي 2: 292/ 3. 3- الكافي 2: 292/ 4.
(1) في «س»: سجر.
(2) في «س»: خيبر.
صفحه : 212
اللهعليعبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ، قال: «شرك طاعة، و ليس شرك عبادة».
3] 4935/[- علي بن إبراهيم، قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن موسي بن بكر، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله تعالي: وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ
.
قال: «شرك طاعة و ليس شرك عبادة، و المعاصي الّتي يرتكبون فهي شرك طاعة، أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا بالله في الطاعة لغيره، و ليس بإشراك عبادة، أن يعبدوا غير الله».
4] 5935/[- العياشي: عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ
.
قال: «من ذلک قول الرجل: لا، و حياتك».
5] 6935/[- عن يعقوب بن شعيب، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ
، قال: «كانوا يقولون: نمطر بنوء«1» كذا، و بنوء كذا لا نمطر«2». و منهم أنهم كانوا يأتون الكهان فيصدقونهم بما يقولون».
6] 7935/[- عن محمّد بن الفضيل، عن الرضا (عليه السلام)، قال: «شرك لا يبلغ به الكفر».
7] 8935/[- عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:3» «شرك طاعة، قول الرجل: لا و الله و فلان. و لو لا الله فلان«، و المعصية منه».
5399/[8]- أبو بصير، عن أبي إسحاق، قال: هو قول الرجل: لو لا الله و أنت ما فعل بي كذا و كذا، و أشباه ذلک.
9] 0045/[- عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «شرك طاعة و ليس بشرك عبادة، و المعاصي الّتي
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 1: 358. 4- تفسير العيّاشي 2: 199/ 90. 5- تفسير العيّاشي 2: 199/ 91. 6- تفسير العيّاشي 2: 199/ 92. 7- تفسير العيّاشي 2: 199/ 93. 8- تفسير العيّاشي 2: 199/ 94. 9- تفسير العيّاشي 2: 199/ 95.
(1) النوء: سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر و طلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كلّ ليلة إلي ثلاثة عشر يوما، و كانت العرب تضيف الأمطار و الرباح و الحرّ و البرد إلي الساقط منها، و قال الأصمعي: إلي الطالع منها في سلطانه، فتقول: مطرنا بنوء كذا، و الجمع، أنواء و نوءان. «الصحاح- نوأ- 1: 79».
(2) في المصدر: لأعطي.
(3) في «ط» و المصدر: لو لا اللّه لو كلت فلانا. [.....]
صفحه : 213
اللهيرتكبون مما أوجب الله عليها النار، شرك طاعة، أطاعوا الشيطان و أشركوا بالله في طاعته، و لم يكن بشرك عبادة، فيعبدون مع الله غيره».}
10] 1045/[- عن مالك بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ
.
قال: «هو الرجل يقول: لو لا فلان لهلكت، و لو لا فلان لأصبت كذا و كذا، و لو لا فلان لضاع عيالي، ألا تري أنه قد جعل لله شريكا في ملكه، يرزقه و يدفع عنه».
قال: قلت: فيقول: لو لا أن الله من علي بفلان لهلكت! قال: «نعم، لا بأس بهذا».
11] 2045/[- عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «شرك طاعة و ليس شرك عبادة في المعاصي الّتي يرتكبون، فهي شرك طاعة، أطاعوا فيها الشيطان، فأشركوا في الله في طاعة غيره، و ليس بإشراك عبادة أن يعبدوا غيره».
12] 3045/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد إبن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثني أبي، عن حنان بن سدير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العرش و الكرسي، و ذكر الحديث إلي أن قال: «و له الأسماء الحسني الّتي لا يسمي بها غيره، و هي الّتي وصفها في الكتاب، فقال: فَادعُوهُ بِها وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلحِدُونَ فِي أَسمائِهِ
«1» جهلا بغير علم، فالذي يلحد في أسمائه بغير علم، يشرك و هو لا يعلم، و يكفر به و هو يظن أنه يحسن، فذلك قال: وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ فهم الّذين يلحدون في أسمائه بغير علم، فيضعونها بغير مواضعها».
و الحديث بتمامه يأتي- إن شاء الله تعالي- في قوله تعالي: هُوَ رَبُّ العَرشِ العَظِيمِ«2» من سورة النمل.
قوله تعالي:
قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي وَ سُبحانَ اللّهِ وَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَ [108]
1] 4045/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن محبوب، عن
-----------------------------------
10- تفسير العيّاشي 2: 200/ 96. 11- تفسير العيّاشي 2: 200/ 98. 12- التوحيد: 321/ 1. 1- الكافي 1: 342/ 66.
(1) الأعراف 7: 180.
(2) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآية (26) من سورة النمل.
صفحه : 214
اللهعليالأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي، قال: «ذلک رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أمير المؤمنين و الأوصياء من بعدهما (عليهم السلام)».
2] 5045/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: قال علي بن حسان لأبي جعفر (عليه السلام): يا سيدي، إن النّاس ينكرون عليك حداثة سنك.
1» فقال: «و ما ينكرون من ذلک«! لقد قال الله عز و جل لنبيه (صلي الله عليه و آله): قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي
فو الله ما تبعه إلا علي (عليه السلام) و له تسع سنين، و أنا إبن تسع سنين».
3] 6045/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تبارك و تعالي: قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي
.
قال: «يعني عليا (عليه السلام) أول من اتبعه علي الإيمان به و التصديق له بما جاء به من عند الله عز و جل، من الأمة الّتي بعث فيها و منها و إليها قبل الخلق، ممن لم يشرك بالله قط، و لم يلبس إيمانه بظلم و هو الشرك».
4] 7045/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن علي بن أسباط، قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): يا سيدي، إن النّاس ينكرون عليك حداثة سنك.
قال: «و ما ينكرون علي من ذلک! فو الله لقد قال الله لنبيه (صلي الله عليه و آله): قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي
فما اتبعه غير علي (عليه السلام)، و کان إبن تسع سنين- قال- و أنا إبن تسع سنين».
5] 8045/[- و في رواية أبي الجارود: عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي
، فقال: «يعني نفسه، و من اتبعه علي بن أبي طالب (عليه السلام)«2»».
6] 9045/[- العياشي: عن إسماعيل الجعفي، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي
.
قال: فقال: «علي بن أبي طالب (عليه السلام) خاصة» و إلا فلا أصابتني شفاعة محمّد (صلي الله عليه و آله).
7] 0145/[- عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الثاني (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك، إنهم يقولون في
-----------------------------------
2- الكافي 1: 315/ 8. 3- الكافي 5: 14/ 1. 4- تفسير القمّي 1: 358. 5- تفسير القمّي 1: 358. 6- تفسير العيّاشي 2: 200/ 99. 7- تفسير العيّاشي 2: 200/ 100.
(1) في المصدر زيادة: قوله اللّه عزّ و جلّ.
(2) في المصدر زيادة: و آل محمّد (عليهم السلام). [.....]
صفحه : 215
اللهحداثة سنك.}
1» قال: «ليس شيء يقولون«، إن الله تعالي يقول: قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي
فو الله ما کان اتبعه إلا علي (عليه السلام) و هو إبن تسع سنين، و مضي أبي و أنا إبن تسع سنين، فما عسي أن يقولوا!؟ إن الله يقول: فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكِّمُوكَ إلي قوله: وَ يُسَلِّمُوا تَسلِيماً«2»».
8] 1145/[- عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي
، قال: «ذاك رسول الله (صلي الله عليه و آله) و علي (عليه السلام)، و الأوصياء من بعدهما».
9] 2145/[- إبن شهر آشوب: عن الباقر (عليه السلام) قال: «قُل هذِهِ سَبِيلِي
يعني نفس رسول الله (صلي الله عليه و آله) و عليا (عليه السلام) [و] من تبعه: آل محمّد».
10] 3145/[- و في رواية: «يعني بالسبيل عليا (عليه السلام) و لا ينال ما عند الله إلا بولايته».
11] 4145/[- إبن الفارسي في (الروضة): قال: قال الباقر (عليه السلام): قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي
. قال: «علي اتبعه».
12] 5145/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن سُبحانَ اللّهِ
قال: «أنفة«3» الله».
13] 6145/[- و عنه: عن أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن علي بن أسباط، عن سليمان مولي طربال، عن هشام الجواليقي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: سُبحانَ اللّهِ
ما يعني به! قال: «تنزيهه».
14] 7145/[- إبن بابويه، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن سُبحانَ اللّهِ
فقال: (عليه السلام):
«أنفة الله عز و جل».
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 201/ 101. 9- المناقب 3: 72. 10- المناقب 3: 72. 11- روضة الواعظين: 105، شواهد التنزيل 1: 286/ 391 و 392. 12- الكافي 1: 92/ 10. 13- الكافي 1: 92/ 11. 14- التوحيد 312/ 2.
(1) في البحار 25: 101/ 2، أي شيء يقولون.
(2) النساء 4: 65.
(3) الانفة: علزّة و الحميّة.
صفحه : 216
15] 8145/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن سليمان مولي طربال، عن هشام الجواليقي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: سُبحانَ اللّهِ
ما يعني به! قال: «تنزيهه».
16] 9145/[- و عنه، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن حمزة الشعراني العماري، من ولد عمار بن ياسر (رحمه الله)، قال: حدثنا أبو محمّد عبيد الله بن يحيي بن عبد الباقي الأذني بأذنه«1»، قال: حدثنا علي بن الحسن المعاني، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، عن يحيي بن عقبة بن أبي العيزار، قال: حدثنا محمّد بن حجار«2»، عن يزيد بن الأصم، قال: سأل رجل عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين، ما تفسير سُبحانَ اللّهِ
!
3» فقال: إن في هذا الحائط رجلا کان إذا سئل أنبأ، و إذا سكت ابتدأ«. فدخل الرجل فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: يا أبا الحسن ما تفسير سُبحانَ اللّهِ
! قال: «هو تعظيم جلال الله عز و جل. و تنزيهه عما قال فيه کل مشرك، فإذا قالها العبد صلي عليه کل ملك».
قوله تعالي:
وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلّا رِجالًا نُوحِي إِلَيهِم مِن أَهلِ القُري [109]
1] 0245/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا يوسف بن محمّد بن زياد و علي بن محمّد بن سيار، عن أبو يهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد (عليهم السلام)- في حديث- قال فيه مخاطبا: «أو لست تعلم أن الله تعالي لم يخل الدنيا من نبي قط أو إمام من البشر! أو ليس الله تعالي يقول: وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ
يعني إلي الخلق: إِلّا رِجالًا نُوحِي إِلَيهِم مِن أَهلِ القُري! فأخبر أنه لم يبعث الملائكة إلي الإرض، فيكونوا أئمة و حكاما، و إنما أرسلوا إلي أنبياء الله».
-----------------------------------
15- معاني الأخبار: 9/ 2. 16- التوحيد: 311/ 1. 1- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 270/ 1.
(1) أذنة: بلد من الثّغور قرب المصّيصة- من ثغور الشام- خرج منه جماعة من أهل العلم و سكنه آخرون. «معجم البلدان 1: 133». [.....]
(2) الظاهر أنّه محمّد بن جحادة. انظر تاريخ بغداد 14: 112.
(3) في «ط»: أنبأ.
صفحه : 217
قوله تعالي:
حَتّي إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُم قَد كُذِبُوا جاءَهُم نَصرُنا [110]
1] 1245/[- قال علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «و كلهم إلي أنفسهم، فظنوا أن الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملائكة».
2] 2245/[- إبن بابويه، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمّد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي بن موسي (عليه السلام)، فقال له المأمون: يا بن رسول الله، أليس من قولك، إن الأنبياء معصومون! قال: «بلي» و ذكر الحديث إلي أن قال فيه: فقال المأمون لأبي الحسن (عليه السلام): فأخبرني عن قول الله تعالي: حَتّي إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُم قَد كُذِبُوا جاءَهُم نَصرُنا
.
قال الرضا (عليه السلام): «يقول الله تعالي حتي إذا استيأس الرسل من قومهم، و ظن قومهم أن الرسل قد كذبوا، جاء الرسل نصرنا».
3] 3245/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) في قول الله: حَتّي إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُم قَد كُذِبُوا
. مخففة، قال: «ظنت الرسل أن الشياطين تمثل لهم علي صورة الملائكة».
4] 4245/[- عن إبن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «و كلهم الله إلي أنفسهم أقل من طرفة عين».
5] 5245/[- عن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: أما أهل الدنيا فقد أظهروا الكذب، و ما كانوا إلا من الّذين و كلهم الله إلي أنفسهم ليمن عليهم».
6] 6245/[- عن محمّد بن هارون، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «ما علم رسول الله (صلي الله عليه و آله) أن جبرئيل من عند الله إلا بالتوفيق».
7] 7245/[- عن زرارة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله (صلي الله عليه و آله) فيما يأتيه من
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 358. 2- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 201/ 1. 3- تفسير العيّاشي 2: 201/ 102. 4- تفسير العيّاشي 2: 201/ 103. 5- تفسير العيّاشي 2: 201/ 104. 6- تفسير العيّاشي 2: 201/ 105. 7- تفسير العيّاشي 2: 201/ 106.
صفحه : 218
اللهقبل الله أن يکون ذلک مما ينزغ به الشيطان!}
قال: فقال: «إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا أنزل عليه السكينة و الوقار، فكان ألذي يأتيه من قبل الله مثل ألذي يراه بعينه».
8] 8245/[- أبو جعفر بن جرير الطبري: بإسناده إلي أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد القاساني، قال: حدثنا محمّد بن سليمان، قال: حدثنا علي بن يوسف، قال: حدثني أبي، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «جاء رجل إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) فشكا إليه طول دولة الجور، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): و الله لا يکون ما تأملون حتي يهلك المبطلون، و يضمحل الجاهلون، و يأمن المتقون، و قليل ما يکون حتي لا يکون لأحدكم موضع قدمه، و حتي تكونوا علي النّاس أهون من الميتة عند صاحبها، فبينا أنتم كذلك إذ جاء نصر الله و الفتح و هو قول ربي عز و جل في كتابه: حَتّي إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُم قَد كُذِبُوا جاءَهُم نَصرُنا
».
ذكر هذا الحديث الطبري في كتابه في أبواب القائم (عليه السلام).
قوله تعالي:
لَقَد كانَ فِي قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ- إلي قوله تعالي- يُؤمِنُونَ [111] 5429/[1]- و قال علي بن إبراهيم: ثم قال الله عز و جل: لَقَد كانَ فِي قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ يعني لاولي العقول: ما كانَ حَدِيثاً يُفتَري يعني القرآن لكِن تَصدِيقَ الَّذِي بَينَ يَدَيهِ يعني من كتب الأنبياء وَ تَفصِيلَ كُلِّ شَيءٍ وَ هُديً وَ رَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنُونَ.
-----------------------------------
8- دلائل الإمامة: 251. 1- تفسير القمّي 1: 358.
صفحه : 219
صفحه : 221
1] 0345/[- إبن بابويه: بإسناده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «من أكثر من قراءة سورة الرعد لم يصبه الله بصاعقة أبدا، و لو کان ناصبيا، و إذا کان مؤمنا أدخله الجنة بغير حساب، و يشفع في جميع من يعرفه من أهل بيته و إخوانه».
2] 1345/[- العياشي: عن عثمان بن عيسي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من أكثر قراءة سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا، و إن کان ناصبيا، فإنه لا يکون أشر من الناصب، و إن کان مؤمنا أدخله الله الجنة بغير حساب، و يشفع في جميع من يعرف من أهل بيته و إخوانه من المؤمنين».
3] 2345/[- و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة کان له من الأجر عشر حسنات بوزن کل سحاب مضي، و کل سحاب يکون، و يبعث يوم القيامة من الموفين بعهد الله، و من كتبها و علقها في ليلة مظلمة بعد صلاة العشاء الآخرة علي ضوء نار، و جعلها من ساعته علي باب سلطان جائر و ظالم، هلك و زال ملكه».
4] 3345/[- و عن الصادق (عليه السلام): «من كتبها في ليلة مظلمة بعد صلاة العتمة، و جعلها من ساعته علي باب السلطان الجائر الظالم، قام عليه عسكره و رعيته، فلا يسمع كلامه، و يقصر عمره و قوله، و يضيق صدره، و إن جعلت علي باب ظالم أو كافر أو زنديق، فهي تهلكه بإذن الله تعالي».
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 106. 2- تفسير العيّاشي 2: 202/ 1. 3- خواص القرآن: 3، مجمع البيان 6: 419. [.....] 4- خواص القرآن: 42 «مخطوط».
صفحه : 223
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ المر [1]
1] 4345/[- إبن بابويه، قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن هارون الزنجاني، فيما كتب إلي علي يدي علي بن أحمد البغدادي الوراق، قال: حدثنا معاذ بن المثني العنبري، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، عن سفيان بن سعيد الثوري، قال: قلت لجعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام): يا بن رسول الله، ما معني قول الله عز و جل: المر
!
قال: «المر
معناه: أنا الله المحيي المميت الرزاق».
2] 5345/[- العياشي: عن أبي لبيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: « يا أبا لبيد، إن في حروف القرآن لعلما جما، إن الله تبارك و تعالي أنزل الم ذلِكَ الكِتابُ
«1» فقام محمّد (صلي الله عليه و آله) حتي ظهر نوره، و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد و قد مضي من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين- ثم قال:- و تبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه إلا و قائم من بني هاشم عند انقضائه- ثم قال- الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون«2»، فذلك مائة و إحدي و ستون«3»، ثم کان بدء خروج الحسين بن علي (عليه السلام): الم اللّهُ«4» فلما بلغت مدتها«5» قام قائم من ولد العباس عند
-----------------------------------
1- معاني الأخبار: 22/ 1. 2- تفسير العيّاشي 2: 202/ 2.
(1) البقرة 2: 1- 2.
(2) في المصدر: ستّون.
(3) في المصدر: و ثلاثون.
(4) آل عمران 3: 1- 2.
(5) في المصدر: مدّته.
صفحه : 224
اللهالمص}
«1» و يقوم قائمنا عند انقضائها. المر فافهم ذلک و عه و اكتمه».
قوله تعالي:
اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها [2] 5436/[1]- علي بن إبراهيم: يعني بغير اسطوانة.
2] 7345/[- ثم قال: حدثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: قلت له:
أخبرني عن قول الله عز و جل: وَ السَّماءِ ذاتِ الحُبُكِ
«2». فقال: «هي محبوكة إلي الإرض» و شبك بين أصابعه.
فقلت كيف تكون محبوكة إلي الإرض، و الله يقول: رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها
! فقال: «سبحان الله؟ أ ليس الله يقول: بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها!» فقلت: بلي. فقال (عليه السلام): «ثم عمد، و لكن لا ترونها».
قلت: كيف ذلک، جعلني الله، فداك! قال: فبسط كفه اليسري، ثم وضع اليمني عليها، فقال: «هذه أرض الدنيا، و السماء الدنيا عليها فوقها قبة، و الإرض الثانية فوق السماء الدنيا، و السماء الثانية فوقها قبة، و الإرض الثالثة فوق السماء الثانية، و السماء الثالثة فوقها قبة، و الإرض الرابعة فوق السماء الثالثة، و السماء الرابعة فوقها قبة، و الإرض الخامسة فوق السماء الرابعة، و السماء الخامسة فوقها قبة، و الإرض السادسة فوق السماء الخامسة، و السماء السادسة فوقها قبة، و الإرض السابعة فوق السماء السادسة، و السماء السابعة فوقها قبة، و عرش الرحمن تبارك و تعالي فوق السماء السابعة، و هو قوله عز و جل: خَلَقَ سَبعَ سَماواتٍ
طباقا وَ مِنَ الأَرضِ مِثلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمرُ بَينَهُنَّ«3» فأما صاحب الأمر فهو رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و الوصي بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله) قائم علي وجه الإرض، فإنما يتنزل الأمر إليه من فوق السماء من بين السماوات و الأرضين».
4» قلت: فما تحتنا إلا أرض واحدة! فقال: «ما تحتنا إلا أرض واحدة، و إن الست لهن فوقنا»«.
3] 8345/[- العياشي: عن الحسين بن خالد، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أخبرني عن قول الله:
وَ السَّماءِ ذاتِ الحُبُكِ
«5» قال: «محبوكة إلي الإرض» و شبك بين أصابعه.
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 359. 2- تفسير القمّي 2: 328. 3- تفسير العيّاشي 2: 203/ 3.
(1) الأعراف 7: 1.
(2) الذاريات 51: 7.
(3) الطلاق 65: 12. [.....]
(4) في المصدر: فوقها.
(5) الذاريات 51: 7.
صفحه : 225
اللهفقلت: كيف تكون محبوكة إلي الإرض، و هو يقول: رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها}
! فقال: «سبحان الله؟ أ ليس يقول: بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها!؟».
فقلت: بلي. فقال: «ثم عمد و لكن لا تري».
فقلت: كيف ذاك! فبسط كفه اليسري ثم وضع اليمني عليها، فقال: هذه الإرض الدنيا و السماء الدنيا عليها قبة».
قوله تعالي: ثُمَّ استَوي عَلَي العَرشِ سيأتي- إن شاء الله تعالي- معني ذلک في سورة طه«1».
قوله تعالي:
وَ فِي الأَرضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَ جَنّاتٌ مِن أَعنابٍ- إلي قول تعالي- وَ يَستَعجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ وَ قَد خَلَت مِن قَبلِهِمُ المَثُلاتُ [4- 6]
1] 9345/[- إبن شهر آشوب: عن الخركوشي في (شرف المصطفي) و الثعلبي في (الكشف و البيان) و الفضل إبن شاذان في (الأمالي) و اللفظ له، بإسنادهم عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقول لعلي (عليه السلام): «النّاس من شجر شتي، و أنا و أنت من شجرة واحدة- ثم قرأ- وَ جَنّاتٌ مِن أَعنابٍ وَ زَرعٌ وَ نَخِيلٌ صِنوانٌ وَ غَيرُ صِنوانٍ يُسقي بِماءٍ واحِدٍ
بالنبي و بك».
قال: و رواه النطنزي في (الخصائص) عن سلمان
، و
في رواية: «أنا و علي من شجرة، و النّاس من أشجار شتي».
قلت: و روي حديث جابر بن عبد الله، الطبرسي، و علي بن عيسي في (كشف الغمة)«2».
2] 0445/[- العياشي: عن الخطاب الأعور، رفعه إلي أهل العلم و الفقه من آل محمّد (عليه و آله السلام)، قال: «وَ فِي الأَرضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ
يعني: هذه الإرض الطيبة مجاورة لهذه الإرض المالحة و ليست منها، کما يجاور القوم القوم و ليسوا منهم».
5441/[3]- و قال علي بن إبراهيم: و قوله: وَ فِي الأَرضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ أي متصلة بعضها ببعض
-----------------------------------
1- ...، المناقب لا بن المغازلي: 400/ 454، شواهد التنزيل 1: 288/ 395، ترجمة الإمام علي (عليه السّلام) من تاريخ إبن عساكر 1: 142/ 178، تفسير القرطبي 9: 283، فرائد السمطين 1: 52/ 17، الدرّ المنثور 4: 605، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 136، الصواعق المحرقة: 123. 2- تفسير العيّاشي 2: 203/ 4. 3- تفسير القمّي 1: 359.
(1) يأتي في تفسير الآية (5) من سورة طه.
(2) مجمع البيان 6: 424، كشف الغمة 1: 295.
صفحه : 226
وَ جَنّاتٌ مِن أَعنابٍ أي بساتين وَ زَرعٌ وَ نَخِيلٌ صِنوانٌ و الصنوان: التالة«1» الّتي تنبت من أصل الشجرة وَ غَيرُ صِنوانٍ يُسقي بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعضَها عَلي بَعضٍ فِي الأُكُلِ فمنه حلو، و منه حامض، و منه مر، يسقي بماء واحد إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلُونَ.
ثم حكي الله عز و جل قول الدهرية من قريش، فقال: وَ إِن تَعجَب فَعَجَبٌ قَولُهُم أَ إِذا كُنّا تُراباً أَ إِنّا لَفِي خَلقٍ جَدِيدٍ ثم قال: أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِم وَ أُولئِكَ الأَغلالُ فِي أَعناقِهِم وَ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ و كانوا يستعجلون بالعذاب، فقال الله عز و جل: وَ يَستَعجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ وَ قَد خَلَت مِن قَبلِهِمُ المَثُلاتُ أي العذاب.
قوله تعالي:
وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلي ظُلمِهِم [6]
1] 2445/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي بنيسابور، سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة، قال: أخبرنا محمّد بن يحيي الصولي، قال: حدثنا إبن ذكوان، قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول: كنا في مجلس الرضا (عليه السلام) فتذاكرنا الكبائر، و قول المعتزلة فيها: إنها لا تغفر، فقال الرضا (عليه السلام): «قال أبو عبد الله (عليه السلام): قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة، قال الله جل جلاله: وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلي ظُلمِهِم
».
قوله تعالي:
وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَةٌ مِن رَبِّهِ إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ [7]
2] 3445/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسي بن مسلم، عن مسعدة، قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) إذ أتاه شيخ كبير قد انحني متكئا علي عصاه، فسلم فرد عليه أبو عبد الله (عليه السلام) الجواب، ثم قال: يا بن رسول الله، ناولني يدك لاقبلها. فأعطاه يده
-----------------------------------
1- التوحيد: 406/ 4. 2- كفاية الأثر: 260.
(1) التال: صغار النّخل. «المعجم الوسيط- تال- 1: 90». 1»
صفحه : 227
اللهفقبلها ثم بكي، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «ما يبكيك يا شيخ!» فقال: جعلت فداك، أقمت علي قائمكم منذ مائة سنة، أقول: هذا الشهر، و هذه السنة. و قد كبر سني ورق جلدي و دق عظمي و اقترب أجلي، و لا أري فيكم ما أحب، أراكم مقتولين« مشردين، و أري أعداءكم يطيرون بالأجنحة، فكيف لا أبكي!؟ فدمعت عينا أبي عبد الله (عليه السلام) ثم قال: « يا شيخ، إن أبقاك الله حتي تري قائمنا كنت معنا في السنام الأعلي، و إن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمّد (صلي الله عليه و آله)، و نحن ثقله، فقال (صلي الله عليه و آله): إني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا: كتاب الله، و عترتي أهل بيتي». فقال الشيخ: لا ابالي بعد ما سمعت هذا الخبر.
ثم قال: « يا شيخ، اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن، و الحسن يخرج من صلب علي، و علي يخرج من صلب محمّد، و محمّد يخرج من صلب علي، و علي يخرج من صلب ابني هذا- و أشار إلي ابنه موسي (عليه السلام)- و هذا خرج من صلبي. نحن اثنا عشر، كلنا معصومون مطهرون».
فقال الشيخ: يا سيدي، بعضكم أفضل من بعض! فقال: «لا، نحن في الفضل سواء، و لكن بعضنا أعلم من بعض». ثم قال: « يا شيخ، و الله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلک اليوم حتي يخرج قائمنا أهل البيت، ألا و إن شيعتنا يقعون في فتنة و حيرة في غيبته، هناك يثبت الله علي هداه المخلصين، اللهم أعنهم علي ذلک».
2] 4445/[- و عنه، قال: حدثنا علي بن الحسن بن محمّد، قال: حدثنا عتبة بن عبد الله الحمصي«2» بمكة قراءة عليه سنة ثمانين و ثلاثمائة، قال: حدثنا علي بن موسي الغطفاني، قال: حدثنا أحمد بن يوسف الحمصي، قال:
حدثني محمّد بن عكاشة، قال: حدثنا حسين بن زيد بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن الحسن (عليه السلام)، قال: «خطب رسول الله (صلي الله عليه و آله) يوما، فقال بعد ما حمد الله و أثني عليه:
معاشر النّاس، كأني ادعي فأجيب، و إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله و عترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، فتعلموا منهم، و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، لا تخلو الإرض منهم، و لو خلت إذن لساخت بأهلها.
ثم قال (عليه السلام): اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد و لا ينقطع، و أنك لا تخلي الإرض من حجة لك علي خلقك، ظاهر ليس بالمطاع، أو خائف مغمور كي لا تبطل حجتك، و لا يضل أو لياؤك بعد إذ هديتهم، أولئك الأقلون عددا، الأعظمون قدرا عند الله.
فلما نزل عن منبره قلت له: يا رسول الله، أما أنت الحجة علي الخلق كلهم! قال: يا حسن، إن الله يقول:
إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
فأنا المنذر، و علي الهادي.
قلت: يا رسول الله، فقولك: إن الإرض لا تخلو من حجة! قال: نعم، علي هو الإمام و الحجة بعدي و أنت الإمام و الحجة بعده و الحسين الإمام و الحجة و الخليفة بعدك و لقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب
-----------------------------------
2- كفاية الأثر: 162.
(1) في المصدر: معتلين. العتل: أن تأخذ بتلبيب الرجل فتجرّه جرّا عنيفا و تذهب به إلي حبس أو بليّة. «لسان العرب- عتل- 11: 424».
(2) في «س»: الجعفي.
صفحه : 228
اللهالحسين ولد يقال له علي سمي جده علي، فإذا مضي الحسين قام بالأمر بعده علي ابنه، و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج الله من صلب علي ولدا سميي، و أشبه النّاس بي علمه علمي، و حكمه حكمي، و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج الله تعالي من صلب محمّد مولودا يقال له جعفر، أصدق النّاس قولا و فعلا، و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج الله تعالي من صلب جعفر مولودا يقال له موسي، سمي موسي بن عمران (عليه السلام)، أشد النّاس تعبدا، فهو الإمام و الحجة بعد أبيه، و يخرج الله تعالي من صلب موسي ولدا يقال له علي، معدن علم الله، و موضع حكمه، و هو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج الله من صلب علي مولدا يقال له محمّد، فهو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج الله تعالي من صلب محمّد ولدا يقال له علي، فهو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج الله تعالي من صلب علي مولودا يقال له الحسن، فهو الإمام و الحجة بعد أبيه و يخرج الله تعالي من صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته، و منقذ أوليائه، يغيب حتي لا يري، فيرجع عن أمره قوم، و يثبت عليه آخرون وَ يَقُولُونَ مَتي هذَا الوَعدُ إِن كُنتُم صادِقِينَ}
«1» و لو لم يكن«2» من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز و جل ذلک اليوم حتي يخرج قائمنا، فيملأ الإرض قسطا و عدلا، کما ملئت ظلما و جورا، فلا تخلو الإرض منكم، أعطاكم الله علمي و فهمي، و لقد دعوت الله تبارك و تعالي أن يجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و زرعي و زرع زرعي».
3] 5445/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر إبن سويد، و فضالة بن أيوب، عن موسي بن بكر، عن الفضيل، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
، فقال: «کل إمام هاد للقرن ألذي هو فيهم».
4] 6445/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز و جل: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
.
فقال: «رسول الله (صلي الله عليه و آله) المنذر، و لكل زمان منا هاد يهديهم إلي ما جاء به النبي (صلي الله عليه و آله)، ثم الهداة من بعده علي (عليه السلام)، ثم الأوصياء واحدا بعد واحد».
5] 7445/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلي بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن محمّد إبن إسماعيل، عن سعدان، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
!
3» فقال: «رسول الله (صلي الله عليه و آله) المنذر، و علي (عليه السلام) الهادي، يا أبا محمّد، هل من هاد اليوم!» قلت: بلي- جعلت فداك- ما زال منكم هاد من نور هاد حتي رفعت« إليك، فقال: «رحمك الله- يا أبا محمّد- لو کان إذا نزلت
-----------------------------------
3- الكافي 1: 147/ 1، بصائر الدرجات: 50/ 6. [.....] 4- الكافي 1: 148/ 2، بصائر الدرجات: 49/ 1. 5- الكافي 1: 148/ 3، بصائر الدرجات: 51/ 9.
(1) يونس 10: 48، الأنبياء 21: 38، النمل 27: 71، سبأ 34: 29، يس 36: 48، الملك 67: 25.
(2) في المصدر: يبق.
(3) في المصدر: هاد بعد هاد حتّي دفعت.
صفحه : 229
اللهآية علي رجل ثم مات ذلک الرجل، ماتت الآية، مات الكتاب، و لكنه حي يجري فيمن بقي کما جري فيمن مضي».}
6] 8445/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن منصور، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك و تعالي: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
.
فقال: «رسول الله (صلي الله عليه و آله) المنذر، و علي (عليه السلام) الهادي، أما و الله ما ذهبت منا، و ما زالت فينا إلي الساعة».
و روي محمّد بن الحسن الصفار، في كتاب (بصائر الدرجات) هذه الأحاديث«1».
7] 9445/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله)، قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيي البصري، قال: حدثنا المغيرة بن محمّد، قال: حدثني إبراهيم بن محمّد بن عبد الرحمن الأزدي سنة ست عشرة و مائة«2»، قال: حدثنا قيس بن الربيع و منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد إبن عبد الله، قال: قال علي (عليه السلام): «ما نزلت من القرآن آية إلا و قد علمت أين نزلت، و فيمن نزلت، و في أي شيء نزلت، و في سهل نزلت أو في جبل».
قيل: فما نزل فيك! فقال: «لو لا أنكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت في هذه الآية: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
فرسول الله (صلي الله عليه و آله) المنذر، و أنا الهادي إلي ما جاء به».
8] 0545/[- و عنه، قال: حدثنا أبي و محمّد بن الحسن (رضي الله عنهما)، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد جميعا، عن حماد بن عيسي، عن حريز بن عبد الله، عن محمّد بن مسلم، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
.
قال: «کل إمام هاد لكل قوم في زمانهم».
9] 1545/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
.
فقال: «المنذر رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و علي (عليه السلام) الهادي، و في کل وقت و زمان إمام منا يهديهم إلي ما
-----------------------------------
6- الكافي 1: 148/ 4، ينابيع المودّة: 100. 7- الأمالي: 227/ 13، شواهد التنزيل 1: 300/ 413. 8- كمال الدين و تمام النعمة: 667/ 9، ينابيع المودة: 100. 9- كمال الدين و تمام النعمة: 667/ 10.
(1) بصائر الدرجات: 49- 51/ 1، 6، 7، 9.
(2) في المصدر: و مائتين.
صفحه : 230
اللهجاء به رسول الله (صلي الله عليه و آله)».}
10] 2545/[- محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «دعا رسول الله (صلي الله عليه و آله) بطهور فلما فرغ أخذ بيد علي (عليه السلام) فألزمها يده، ثم قال: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ
ثم ضم يده إلي صدره، و قال: وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ ثم قال: يا علي، أنت أصل الدين، و منار الإيمان، و غاية الهدي، و قائد الغر المحجلين، أشهد لك بذلك».
11] 3545/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن حماد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «المنذر: رسول (صلي الله عليه و آله)، و الهادي: أمير المؤمنين (عليه السلام)، و بعده الأئمة (عليهم السلام)، و هو قوله: وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
أي في کل زمان إمام هدي«1» مبين» فهو رد علي من أنكر أن في کل عصر و زمان إماما، و أنه لا تخلو الإرض من حجة، کما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا تخلو الإرض من إمام قائم بحجة الله، إمام ظاهر مشهور، و إما خائف مغمور، لئلا تبطل حجج الله و بيناته».
و الهدي في كتاب الله علي وجوه، فمنه: الأئمة (عليهم السلام)، و هو قوله: وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
أي إمام مبين و منه: البيان و هو قوله تعالي: أَ وَ لَم يَهدِ لَهُم«2» أي يبين لهم و قوله تعالي: وَ أَمّا ثَمُودُ فَهَدَيناهُم«3» أي بينا لهم، و مثله كثير و منه: الثواب، و هو قوله تعالي: وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَ إِنَّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ«4» أي لنثيبنهم و منه: النجاة، و هو قوله تعالي: كَلّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهدِينِ«5» أي سينجيني و منه: الدلالة، و هو قوله تعالي: وَ أَهدِيَكَ إِلي رَبِّكَ«6» أي أدلك.
12] 4545/[- الشيخ في (مجالسه): بإسناده عن الحسين، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما بعث الله نبيا أكرم من محمّد (صلي الله عليه و آله)، و لا خلق قبله أحدا، و لا أنذر الله خلقه بأحد من خلقه قبل محمّد (صلي الله عليه و آله)، فذلك قوله تعالي: هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولي
«7». و قال: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ فلم يكن قبله مطاع في الخلق، و لا يکون بعده إلي أن تقوم الساعة، في کل قرن، إلي أن يرث الله الإرض و من عليها».
-----------------------------------
10- بصائر الدرجات: 50/ 8. 11- تفسير القمّي 1: 359. 12- الأمالي 2: 282. [.....]
(1) في المصدر: هاد.
(2) السجدة 32: 26.
(3) فصلت 41: 17.
(4) العنكبوت 29: 69.
(5) الشعراء 26: 62.
(6) النازعات 79: 19.
(7) النجم 43: 56.
صفحه : 231
13] 5545/[- سليم بن قيس الهلالي: في حديث قيس بن سعد مع معاوية، قال قيس: أنزل الله في أمير المؤمنين (عليه السلام): إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
.
14] 6545/[- العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «فينا نزلت هذه الآية: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أنا المنذر و أنت الهادي- يا علي- فمنا الهادي و النجاة و السعادة إلي يوم القيامة».
15] 7545/[- عن عبد الرحيم القصير، قال: كنت يوما من الأيام عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال: « يا عبد الرحيم» قلت: لبيك: قال: «قول الله: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
إذ قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أنا المنذر و علي الهادي، فمن الهادي اليوم!» قال: فسكت طويلا، ثم رفعت رأسي، فقلت: جعلت فداك، هي فيكم، توارثونها رجل فرجل حتي انتهت إليك، فأنت- جعلت فداك- الهادي، قال: «صدقت- يا عبد الرحيم- إن القرآن حي لا يموت، و الآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في أقوام فماتوا مات القرآن، و لكن هي جارية في الباقين کما جرت في الماضين».
و قال عبد الرحيم: قال: أبو عبد الله (عليه السلام): «إن القرآن حي لم يمت، و إنه يجري کما يجري الليل و النهار، و کما تجري الشمس و القمر، و يجري علي آخرنا کما يجري علي أولنا».
16] 8545/[- عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول في قول الله تبارك و تعالي: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
فقال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أنا المنذر و علي الهادي، و کل إمام هاد للقرن ألذي هو فيه».
17] 9545/[- عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
.
فقال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أنا المنذر و في کل زمان إمام منا يهديهم إلي ما جاء به نبي الله (صلي الله عليه و آله)، و الهداة من بعده: علي (عليه السلام)، ثم الأوصياء من بعده، واحد بعد واحد، أما و الله ما ذهبت منا، و ما زالت فينا إلي الساعة، رسول الله (صلي الله عليه و آله) المنذر، و بعلي (عليه السلام) يهتدي المهتدون».
18] 0645/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال النبي (صلي الله عليه و آله): أنا المنذر، و علي الهادي إلي أمري».
-----------------------------------
13- ...، ينابيع المودة: 104. عن كتاب سليم بن قيس. 14- تفسير العيّاشي 2: 203/ 5. 15- تفسير العيّاشي 2: 203/ 6. 16- تفسير العيّاشي 2: 204/ 7. 17- تفسير العيّاشي 2: 204/ 8. 18- تفسير العيّاشي 2: 204/ 9.
صفحه : 232
19] 1645/[- أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان: بإسناده عن عبد الله بن عمر، قال:
قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «بي أنذرتم، و بعلي بن أبي طالب اهتديتم- و قرأ: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ- و بالحسن أعطيتم الإحسان و بالحسين تسعدون و به تشقون، ألا و إن الحسين باب من أبواب الجنة، من عاداه حرم الله عليه ريح الجنة».
20] 2645/[- الحاكم أبو القاسم الحسكاني، بإسناده عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن حكيم بن جبير، عن أبي برزة الأسلمي، قال: دعا رسول الله (صلي الله عليه و آله) بالطهور، و عنده علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأخذ رسول الله (صلي الله عليه و آله) بيد علي (عليه السلام) بعد ما تطهر فألصقها بصدره، ثم قال: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ
- و يعني نفسه- ثم ردها إلي صدر علي (عليه السلام) ثم قال: وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ ثم قال: «إنك منار الأنام، و غاية الهدي، و أمير القراء، أشهد علي ذلک أنك كذلك».
21] 3645/[- إبن الفارسي في (الروضة) قال: قال علي (عليه السلام): «إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
المنذر: محمّد (صلي الله عليه و آله)، و لكل قوم هاد: أنا».
22] 4645/[- إبن شهرآشوب، عن الحسكاني في (شواهد التنزيل)، و المرزباني في (ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين (عليه السلام))، قال أبو برزة: دعا رسول الله (صلي الله عليه و آله) بالطهور، و عنده علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخذ بيد علي بعد ما تطهر، فألصقها بصدره، ثم قال: «إنما أنا منذر». ثم ردها إلي صدر علي (عليه السلام)، ثم قال:
وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ
، ثم قال: «أنت منار الأنام، و رواية الهدي، و أمين القرآن، و أشهد علي ذلک أنك كذلك».
23] 5645/[- الثعلبي في (الكشف) عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن إبن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية، وضع رسول الله (صلي الله عليه و آله) يده علي صدره، و قال: «أنا المنذر» و أومأ بيده إلي منكب علي (عليه السلام) فقال: «أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون بعدي».
24] 6645/[- عبد الله بن عطاء، عن أبي جعفر (عليه السلام): «فالنبي المنذر، و بعلي (عليه السلام) يهتدي المهتدون».
25] 7645/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «النبي المنذر، و علي الهادي».
26] 8645/[- سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: سألت رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن هذه الآية، فقال لي:
-----------------------------------
19- مائة منقبة: 22/ 4، مقتل الحسين (عليه السّلام) للخوارزمي 1: 145. [.....] 20- شواهد التنزيل 1: 301/ 414. 21- روضة الواعظين: 104، 116. 22- المناقب 3: 83. 23- المناقب 23: 84. 24- المناقب 3: 84 «نحوه». 25- لمن نجده في المناقب. 26- المناقب 3: 84.
صفحه : 233
الله «هادي هذه الامة علي بن أبي طالب».}
27] 9645/[- الثعلبي، عن السدي، عن عبد خير، عن علي (عليه السلام) قال: «المنذر: النبي (صلي الله عليه و آله)، و الهادي: رجل من بني هاشم». يعني نفسه (عليه السلام).
5470/[28]- إبن عباس و الضحاك و الزجاج: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ رسول الله (صلي الله عليه و آله) وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ علي بن أبي طالب (عليه السلام).
قلت: و الرواية عن إبن عباس في هذه الآية بهذا المعني مستفيضة من طرق الخاصة و العامة، يطول الكتاب بذكرها.
5471/[29]- قال إبن شهر آشوب: صنف أحمد بن محمّد بن سعيد كتابا في قوله تعالي: إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَومٍ هادٍ أنها نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام).
قوله تعالي:
اللّهُ يَعلَمُ ما تَحمِلُ كُلُّ أُنثي وَ ما تَغِيضُ الأَرحامُ وَ ما تَزدادُ وَ كُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ عالِمُ الغَيبِ وَ الشَّهادَةِ الكَبِيرُ المُتَعالِ [8- 9]
1] 2745/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد إبن عيسي، عن حريز، عمن ذكره، عن أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عز و جل: اللّهُ يَعلَمُ ما تَحمِلُ كُلُّ أُنثي وَ ما تَغِيضُ الأَرحامُ وَ ما تَزدادُ
.
قال: «الغيض: کل حمل دون تسعة أشهر: وَ ما تَزدادُ
: کل شيء يزداد علي تسعة أشهر، فكلما رأت المرأة الدم الخالص في حملها، فإنها تزداد بعدد الأيام الّتي رأت في حملها من الدم».
2] 3745/[- العياشي: عن حريز، رفعه إلي أحدهما (عليهما السلام) في قول الله: اللّهُ يَعلَمُ ما تَحمِلُ كُلُّ أُنثي وَ ما تَغِيضُ الأَرحامُ وَ ما تَزدادُ
.
قال: «الغيض: کل حمل دون تسعة أشهر وَ ما تَزدادُ
: کل شيء يزداد علي تسعة أشهر، و كلما رأت الدم
-----------------------------------
27- المناقب 3: 84، مسند أحمد بن حنبل 1: 126، شواهد التنزيل 1: 299/ 410 و: 300/ 412، ينابيع المودّة: 99. 28- المناقب 3: 83، تفسير الحبري: 281/ 38. 29- المناقب 3: 83. 1- الكافي 6: 12/ 2. 2- تفسير العيّاشي 2: 204/ 10.
صفحه : 234
اللهفي حملها من الحيض يزداد بعدد الأيام الّتي رأت في حملها من الدم».}
3] 4745/[- عن زرارة، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) في قوله: ما تَحمِلُ كُلُّ أُنثي
«يعني الذكر و الأنثي وَ ما تَغِيضُ الأَرحامُ- قال- الغيض: ما کان أقل من الحمل وَ ما تَزدادُ: ما زاد علي الحمل، فهو مكان ما رأت من الدم في حملها».
4] 5745/[- عن محمّد بن مسلم، و حمران، و زرارة، عنهما (عليهما السلام) قالا: «ما تَحمِلُ كُلُّ أُنثي
من أنثي أو ذكر وَ ما تَغِيضُ الأَرحامُ- قال- ما لم يكن حملا وَ ما تَزدادُ من أنثي أو ذكر».
5] 6745/[- عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: اللّهُ يَعلَمُ ما تَحمِلُ كُلُّ أُنثي وَ ما تَغِيضُ الأَرحامُ
.
قال: ما لم يكن حملا وَ ما تَزدادُ
- قال- الذكر و الأنثي جميعا».
6] 7745/[- عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: اللّهُ يَعلَمُ ما تَحمِلُ كُلُّ أُنثي
قال: «الذكر و الأنثي» وَ ما تَغِيضُ الأَرحامُ قال: «ما کان دون التسعة فهو غيض» وَ ما تَزدادُ قال: «كلما رأت الدم في حال حملها ازداد به علي التسعة أشهر، إن كانت رأت الدم خمسة أيام أو أقل أو أكثر، زاد ذلک علي التسعة أشهر».
7] 8745/[- إبن بابويه: قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: عالِمُ الغَيبِ وَ الشَّهادَةِ
.
فقال: «الغيب: ما لم يكن، و الشهادة: ما قد کان».
قوله تعالي:
سَواءٌ مِنكُم مَن أَسَرَّ القَولَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ وَ مَن هُوَ مُستَخفٍ بِاللَّيلِ وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ [10]
1] 9745/[- قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي:
-----------------------------------
3- تفسير العياشي 2: 204/ 11. 4- تفسير العياشي 2: 204/ 12. [.....] 5- تفسير العياشي 2: 205/ 13. 6- تفسير العياشي 2: 205/ 14. 7- معاني الآخبار: 146/ 1. 1- تفسير القمي 1: 360.
صفحه : 235
اللهسَواءٌ مِنكُم مَن أَسَرَّ القَولَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ}
، قال: «فالسر و العلانية عنده سواء».
5480/[2]- و قال علي بن إبراهيم في قوله تعالي: وَ مَن هُوَ مُستَخفٍ بِاللَّيلِ مستخف في جوف بيته.
وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ يعني تحت الإرض، فذلك كله عند الله عز و جل واحد يعلمه.
قوله تعالي:
لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ [11]
3] 1845/[- علي بن إبراهيم: إنها قرئت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لقارئها: «أ لستم عربا، فكيف تكون المعقبات من بين يديه!؟ و إنما المعقب من خلفه».
فقال الرجل: جعلت فداك، كيف هذا! فقال: «إنما نزلت (له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله) و من ذا ألذي يقدر أن يحفظ الشيء من أمر الله! و هم الملائكة الموكلون بالناس».
4] 2845/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ
.
1» يقول: «بأمر الله، من أن يقع في ركي«، أو يقع عليه حائط، أو يصيبه شيء حتي إذا جاء القدر، خلوا بينه و بينه، يدفعونه إلي المقادير، و هما ملكان يحفظانه بالليل، و ملكان بالنهار يتعاقبانه».
و تقدم حديث جابر عن النبي (صلي الله عليه و آله) في قوله تعالي: يَعِدُهُم وَ يُمَنِّيهِم وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيطانُ إِلّا غُرُوراً
من سورة النساء، أن إبن آدم له ملكان يحفظانه«2».
5] 3845/[- العياشي: عن بريد العجلي، قال: سمعني أبو عبد الله (عليه السلام) و أنا أقرأ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ
فقال: «مه، و كيف تكون المعقبات من بين يديه! إنما تكون المعقبات من خلفه إنما أنزلها الله (له رقيب من بين يديه و معقبات من خلفه. يحفظونه بأمر الله)».
6] 4845/[- عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالي: يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ
.
قال: «بأمر الله- ثم قال- ما من عبد إلا و معه ملكان يحفظانه، فإذا جاء الأمر من عند الله، خليا بينه و بين أمر
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 1: 360. 3- تفسير القمّي 1: 360. 4- تفسير القمّي 1: 360. 5- تفسير العيّاشي 2: 205/ 15. 6- تفسير العيّاشي 2: 205/ 16.
(1) الرّكيّ: جنس للرّكيّة، و هي البئر، و جمعها، ركايا «النهاية- ركا- 2: 261».
(2) تقدم في الحديث (1) من تفسير الآية (120) من سورة النساء.
صفحه : 236
اللهالله».}
5] 5845/[- عن فضيل بن عثمان سكرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال في هذه الآية لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ
الآية، قال: «هن المقدمات المؤخرات المعقبات الباقيات الصالحات».
قوله تعالي:
إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِم وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَ ما لَهُم مِن دُونِهِ مِن والٍ [11] 5486/[1]- قال علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَ ما لَهُم مِن دُونِهِ مِن والٍ أي من دافع.
2] 7845/[- عبد الله بن جعفر الحميري: عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سمعته- يعني الرضا (عليه السلام)- يقول ، في قول الله تبارك و تعالي: إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِم وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ
.
فقال: «إن القدرية يحتجون بأولها، و ليس کما يقولون، ألا تري أن الله تعالي يقول: وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ
و قال نوح: وَ لا يَنفَعُكُم نُصحِي إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم إِن كانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغوِيَكُم«1»- قال- الأمر إلي الله يهدي من يشاء».
3] 8845/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان، قال:
حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه، قال:
سمعت أبا خالد الكابلي يقول: سمعت زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: «الذنوب الّتي تغير النعم:
البغي علي النّاس، و الزوال عن العادة في الخير و اصطناع المعروف، و كفران النعم، و ترك الشكر، قال الله عز و جل:
إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِم
».
4] 9845/[- العياشي: عن سليمان بن عبد الله، قال: كنت عند أبي الحسن موسي (عليه السلام) قاعدا، فأتي بامرأة
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 205/ 17. 1- تفسير القمّي 1: 360. 2- قرب الإسناد: 158. [.....] 3- معاني الأخبار: 270/ 2. 4- تفسير العيّاشي 2: 205/ 18.
(1) هود 11: 34.
صفحه : 237
اللهقد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمني في جبينها، و يده اليسري من خلف ذلک، ثم عصر وجهها عن اليمين، ثم قال: إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِم}
فرجع وجهها، و قال: «احذري أن تفعلي کما فعلت».
فقالوا: يا بن رسول الله، و ما فعلت! فقال: «ذلک مستور إلا أن تتكلم به» فسألوها، فقالت: كانت لي ضرة، فقمت اصلي، فظننت أن زوجي معها، فالتفت إليها فرأيتها قاعدة و ليس هو معها. فرجع وجهها علي ما کان.
5] 0945/[- عن أبي عمرو المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن أبي کان يقول: إن الله قضي قضاء حتما لا ينعم علي عبد بنعمة فيسلبها إياه قبل أن يحدث العبد ذنبا يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة، و ذلک قول الله: إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِم
».
6] 1945/[- عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في قول الله: إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِم وَ إِذا أَرادَ اللّهُ بِقَومٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ
«فصار الأمر إلي الله تعالي».
7] 2945/[- عن الحسين بن سعيد المكفوف، كتب إليه (عليه السلام) في كتاب له: جعلت فداك، يا سيدي، علم مولاك ما لا يقبل لقائله دعوة، و ما لا يؤخر لفاعله دعوة، و ما حد الاستغفار ألذي وعد عليه نوح، و الاستغفار ألذي لا يعذب قائله، و كيف يلفظ بهما! و معني قوله: وَ مَن يَتَّقِ اللّهَ
«1» وَ مَن يَتَوَكَّل عَلَي اللّهِ«2» و قوله: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ«3»، وَ مَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي«4» و إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِم! و كيف يغير القوم ما بأنفسهم!
فكتب (صلوات الله عليه): «كافأكم الله عني بتضعيف الثواب، و الجزاء الحسن الجميل، و عليكم جميعا السلام و رحمة الله و بركاته، الاستغفار ألف، و التوكل: من توكل علي الله فهو حسبه، و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب، و أما قوله: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ
أي من قال بالأئمة و اتبع أمرهم بحسن طاعتهم، و أما التغير فإنه لا يسيء إليهم حتي يتولوا ذلک بأنفسهم بخطاياهم، و ارتكابهم ما نهي عنه» و كتب بخطه.
قوله تعالي:
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرقَ خَوفاً وَ طَمَعاً وَ يُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 206/ 19. 6- تفسير العيّاشي 2: 206/ 20. 7- تفسير العيّاشي 2: 206/ 21.
(1) الطلاق 65: 2، 4، 5.
(2) الأنفال 8: 49.
(3) طه 20: 123.
(4) طه 20: 124.
صفحه : 238
وَ يُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَ المَلائِكَةُ مِن خِيفَتِهِ وَ يُرسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ وَ هُم يُجادِلُونَ فِي اللّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ [12- 13]
1] 3945/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، و محمّد بن بكران النقاش، و محمّد بن إبراهيم إبن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنهم)، قالوا: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، قال: قال الرضا (عليه السلام) في قوله تعالي: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرقَ خَوفاً وَ طَمَعاً
.
قال (عليه السلام): «خوفا للمسافر، و طمعا للمقيم».
2] 4945/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «کان علي (عليه السلام) يقوم في المطر أول ما تمطر حتي يبتل رأسه و لحيته و ثيابه، فقيل له: يا أمير المؤمنين، الكن« الكن، فقال: إن هذا ماء قريب العهد بالعرش، ثم أنشأ يحدث، فقال: إن تحت العرش بحرا فيه ماء ينبت أرزاق الحيوانات، فإذا أراد الله (عز ذكره) أن ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه لهم، أوحي الله إليه فمطر ما شاء من سماء إلي سماء، حتي يصير إلي سماء الدنيا- فيما أظن- فيلقيه إلي السحاب، و السحاب بمنزلة الغربال، ثم يوحي الله إلي الريح أن اطحنيه و أذيبيه ذوبان الماء، ثم انطلقي به إلي موضع كذا و كذا فامطري عليهم.
فيكون كذا و كذا عبابا و غير ذلک، فتقطر عليهم علي النحو ألذي يأمرها به، فليس من قطرة تقطر إلا و معها ملك حتي يضعها موضعها، و لم تنزل من السماء قطرة من مطر إلا بعدد و وزن معلوم، إلا ما کان من يوم الطوفان علي عهد نوح (عليه السلام)، فإنه نزل ماء منهمر بلا وزن و لا عدد».
3] 5945/[- قال: و حدثني أبو عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال لي أبي (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إن الله عز و جل جعل السحاب غرابيل للمطر، هي تذيب البرد حتي يصير ماء كي لا يضر به شيئا يصيبه، و ألذي ترون فيه من البرد و الصواعق نقمة من الله عز و جل يصيب بها من يشاء من عباده. ثم قال:
قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا تشيروا إلي المطر، و لا إلي الهلال، فإن الله يكره ذلک».
و روي ذلک الحميري في (قرب الإسناد) بإسناده، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)«2».
-----------------------------------
1- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 294/ 51. 2- الكافي 8: 239/ 326. 3- الكافي 8: 240 ذيل الحديث (326).
(1) الكنّ: ما يرد الحرّ و البرد من الأبنية و المساكن. «النهاية- كنن- 4: 206». [.....]
(2) قرب الإسناد: 35.
صفحه : 239
4] 6945/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد إبن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «يموت المؤمن بكل ميتة إلا الصاعقة، لا تأخذه و هو يذكر الله عز و جل».
5] 7945/[- و عنه: عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ميتة المؤمن!
قال: «يموت المؤمن بكل ميتة، يموت غرقا، و يموت بالهدم، و يبتلي بالسبع، و يموت بالصاعقة، و لا تصيب ذاكر الله عز و جل».
6] 8945/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن الصواعق لا تصيب ذاكرا» قال: قلت: و ما الذاكر! قال: «من قرأ مائة آية».
7] 9945/[- العياشي: عن يونس بن عبد الرحمن، أن داود قال: كنا عنده فأرعدت السماء، فقال هو: «سبحان من يسبح له الرعد بحمده و الملائكة من خيفته» فقال له أبو بصير: جعلت فداك، إن للرعد كلاما! فقال: « يا أبا محمّد، سل عما يعنيك، و دع ما لا يعنيك».
8] 0055/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرعد، أي شيء يقول! قال: «إنه بمنزلة الرجل يکون في الإبل فيزجرها، هاي هاي، كهيئة ذلک».
1» قلت: فما البرق! قال لي: «تلك من مخاريق« الملائكة، تضرب السحاب فتسوقه إلي الموضع ألذي قضي الله فيه المطر».
9] 1055/[- محمّد بن إبراهيم النعماني: بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت عليا (عليه السلام)- في حديث، فيه- في قوله تعالي: وَ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ
قال: «يريد المكر».
5502/[10]- قال علي بن إبراهيم: قوله: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرقَ خَوفاً وَ طَمَعاً يعني يخافه قوم، و يطمع فيه قوم، أن يمطروا: وَ يُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ يعني يرفعها من الإرض. وَ يُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ و هو الملك ألذي يسوق السحاب وَ المَلائِكَةُ مِن خِيفَتِهِ وَ يُرسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ وَ هُم يُجادِلُونَ فِي اللّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ
-----------------------------------
4- الكافي 2: 363/ 1. 5- الكافي 2: 363/ 3. 6- الكافي 2: 363/ 2. 7- تفسير العياشي 2: 207/ 22. 8- تفسير العياشي 2: 207/ 23. 9- الغيبة: 278/ 62. 10- تفسير القمي 1: 361.
(1) المخراق: منديل أو نحوه يلوي فيضرب به، أو يلف فيفزع به، و أراد هنا أنها آلة تزجر بها الملائكة السحاب و تسوقه، انظر «لسان العرب- خرق- 10: 76».
صفحه : 240
أي شديد الغضب.
11] 3055/[- الشيخ في (الأمالي)، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا نصر بن القاسم بن نصر أبو ليث الفرائضي، و عمرو بن أبي حسان«1» الزيادي، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا ديلم بن غزوان العبدي، و علي بن أبي سارة الشيباني، قالا: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) بعث رجلا إلي فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلي الله عز و جل، فقال لرسول النبي (صلي الله عليه و آله): أخبرني عن هذا ألذي تدعوني إليه، أمن فضة هو، أم من ذهب، أم من حديد! فرجع إلي النبي (صلي الله عليه و آله)، و أخبره بقوله، فقال النبي (صلي الله عليه و آله): «ارجع إليه فادعه»، قال: يا نبي الله، إنه أعتي من ذلک.
قال: «إرجع إليه» فرجع إليه، فقال كقوله، فبينا هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة فألقت علي رأسه صاعقة ذهبت بقحف رأسه، فأنزل الله جل ثناؤه: وَ يُرسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ وَ هُم يُجادِلُونَ فِي اللّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ
.
قوله تعالي:
لَهُ دَعوَةُ الحَقِّ وَ الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَستَجِيبُونَ لَهُم بِشَيءٍ إِلّا كَباسِطِ كَفَّيهِ إِلَي الماءِ لِيَبلُغَ فاهُ وَ ما هُوَ بِبالِغِهِ وَ ما دُعاءُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ [14]
1] 4055/[- علي بن إبراهيم، قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَستَجِيبُونَ لَهُم بِشَيءٍ
«فهذا مثل ضربه الله للذين يعبدون الأصنام، و الّذين يعبدون آلهة من دون الله، فلا يستجيبون لهم بشيء، و لا ينفعهم إِلّا كَباسِطِ كَفَّيهِ إِلَي الماءِ ليبلغ فاه ليتناوله من بعيد و لا يناله».
5505/[2]- و قال علي بن إبراهيم في قوله: وَ ما دُعاءُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ أي في بطلان.
3] 6055/[- ثم قال: حدثني أبي، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «جاء رجل إلي النبي (صلي الله عليه و آله)، فقال: يا رسول الله، رأيت أمرا عظيما، فقال: و ما رأيت! قال: کان لي
-----------------------------------
11- الأمالي 2: 99. 1- تفسير القمّي 1: 361. 2- تفسير القمّي 1: 361. 3- تفسير القمّي 1: 361.
(1) في المصدر: عمرو بن أبي هشام. [.....] 1»2»
صفحه : 241
اللهمريض، و نعت له ماء من بئر بالأحقاف« يستشفي به في برهوت«، قال: فانتهيت و معي قربة و قدح لآخذ من مائها و أصب في القربة و إذا بشيء قد هبط من جو السماء كهيئة السلسلة، و هو يقول: يا هذا، اسقني، الساعة أموت. فرفعت رأسي، و رفعت إليه القدح لأسقيه، فإذا رجل في عنقه سلسلة، فلما ذهبت أناوله القدح، اجتذب مني حتي علق بالشمس، ثم أقبلت علي الماء أغترف إذ أقبل الثانية و هو يقول: العطش العطش، يا هذا، اسقني، الساعة أموت. فرفعت القدح لأسقيه، فاجتذب مني حتي علق بالشمس، حتي فعل ذلک الثالثة، فقمت و شددت قربتي و لم أسقه.
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): ذاك قابيل بن آدم ألذي قتل أخاه، و هو قوله عز و جل: وَ الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَستَجِيبُونَ لَهُم بِشَيءٍ
إلي قوله: إِلّا فِي ضَلالٍ».
قوله تعالي:
وَ لِلّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ ظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَ الآصالِ [15] 5507/[1]- قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ لِلّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ ظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَ الآصالِ قال: بالعشي، قال: ظل المؤمن يسجد طوعا، و ظل الكافر يسجد كرها، و هو نموهم و حركتهم و زيادتهم و نقصانهم.
2] 8055/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ لِلّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً
الآية: «أما من يسجد من أهل السماوات طوعا، فالملائكة يسجدون لله طوعا، أما من يسجد من أهل الإرض طوعا، فمن«3» ولد في الإسلام فهو يسجد له طوعا، و أما من يسجد له كرها، فمن اجبر علي الإسلام، و أما من لم يسجد فظله يسجد له بالغداة و العشي».
3] 9055/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن غالب بن عبد الله، عن
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 361. 2- تفسير القمّي 1: 362. 3- الكافي 2: 379/ 1.
(1) في «س»: بين الأحقاف.
(2) برهوت: بفتح الأول و الثاني و ضمّ الهاء و سكون الواو، باليمن يوضع فيه أرواح الكفار، و قيل: بئر بحضرموت، و قيل: هو اسم للبلد ألذي فيه هذا البئر. «معجم البلدان 1: 405».
(3) في «س» و «ط»: الإرض ممن.
صفحه : 242
اللهعليأبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك و تعالي: وَ ظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَ الآصالِ.
قال: «هو الدعاء قبل طلوع الشمس و قبل غروبها، و هي ساعة إجابة».
5510/[4]- العياشي: عن عبد الله بن ميمون القداح، قال: سمعت زيد بن علي يقول: يا معشر من يحبنا، ألا ينصرنا«1» من النّاس أحد! فإن النّاس لو يستطيعون أن يحبونا لأحبونا، و الله لأحبتنا أشد خزانة من الذهب و الفضة، إن الله خلق ما هو خالق ثم جعلهم أظلة، ثم تلا هذه الآية وَ لِلّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً الآية، ثم أخذ ميثاقنا و ميثاق شيعتنا، فلا ينقص منها واحد، و لا يزداد فينا واحد.
قوله تعالي:
قُل مَن رَبُّ السَّماواتِ وَ الأَرضِ- إلي قوله تعالي- قُلِ اللّهُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَ هُوَ الواحِدُ القَهّارُ [16] 5511/[5]- قال علي بن إبراهيم: قُل مَن رَبُّ السَّماواتِ وَ الأَرضِ قُلِ اللّهُ قُل أَ فَاتَّخَذتُم مِن دُونِهِ أَولِياءَ لا يَملِكُونَ لِأَنفُسِهِم نَفعاً وَ لا ضَرًّا قُل هَل يَستَوِي الأَعمي وَ البَصِيرُ يعني المؤمن و الكافر أَم هَل تَستَوِي الظُّلُماتُ وَ النُّورُ أما الظلمات فالكفر، و أما النور فهو الإيمان، ثم قال في قوله: قُل مَن رَبُّ السَّماواتِ وَ الأَرضِ قُلِ اللّهُ: الآية محكمة.
قوله تعالي:
أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ- إلي قوله تعالي- وَ مَأواهُم جَهَنَّمُ وَ بِئسَ المِهادُ [17- 18] 5512/[6]- و قال علي بن إبراهيم: قوله: أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِها يقول: الكبير علي قدر كبره، و الصغير علي قدر صغره: فَاحتَمَلَ السَّيلُ زَبَداً رابِياً وَ مِمّا يُوقِدُونَ عَلَيهِ فِي النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أَو مَتاعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ.
-----------------------------------
4- تفسير العيّاشي 2: 207/ 24. 5- تفسير القمّي 1: 362. 6- تفسير القمّي 1: 362.
(1) في المصدر: لا ينصرنا.
صفحه : 243
ثم قال: قول الله: أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً يقول: أنزل الحق من السماء فاحتملته القلوب بأهوائها، ذو اليقين علي قدر يقينه، و ذو الشك علي قدر شكه، فاحتمل الهوي باطلا كثيرا و جفاء، فالماء هو الحق، و الأودية هي القلوب، و السيل هو الهوي، و الزبد هو الباطل، و الحلية و المتاع هو الحق، قال الله: كَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الحَقَّ وَ الباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَ أَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ فالزبد و خبث الحديد«1» هو الباطل، و المتاع و الحلية هو الحق، من أصاب الزبد و خبث الحديد«2» في الدنيا لم ينتفع به، و كذلك صاحب الباطل يوم القيامة لا ينتفع به، و أما المتاع و الحلية فهو الحق، من أصاب الحلية و المتاع في الدنيا انتفع به، و كذلك صاحب الحق يوم القيامة ينتفع به، كَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الأَمثالَ.
5513/[2]- ثم قال أيضا: قوله: أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحتَمَلَ السَّيلُ زَبَداً رابِياً أي مرتفعا، وَ مِمّا يُوقِدُونَ عَلَيهِ فِي النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أَو مَتاعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ يعني ما يخرج من الماء من الجواهر و هو مثل، أي يثبت الحق في قلوب المؤمنين، و في قلوب الكفار لا يثبت كَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الحَقَّ وَ الباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً يعني يبطل وَ أَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ و هذا مثل للمؤمنين و المشركين، و قال الله عز و جل: كَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الأَمثالَ لِلَّذِينَ استَجابُوا لِرَبِّهِمُ الحُسني وَ الَّذِينَ لَم يَستَجِيبُوا لَهُ لَو أَنَّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ مِثلَهُ مَعَهُ لَافتَدَوا بِهِ أُولئِكَ لَهُم سُوءُ الحِسابِ وَ مَأواهُم جَهَنَّمُ وَ بِئسَ المِهادُ فالمؤمن إذا سمع الحديث ثبت في قلبه و أجابه«3» و آمن به، فهو مثل الماء ألذي يبقي«4» في الإرض فينبت النبات، و ألذي لا ينتفع به يکون مثل الزبد ألذي تضربه الرياح فيبطل.
3] 4155/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، في حديث يذكره في«5» أحوال الكفار: «و ضرب مثلهم بقوله: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَ أَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ
فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الّذين أثبتوه في القرآن، فهو يضمحل و يبطل و يتلاشي عند التحصيل، و ألذي ينفع النّاس منه فالتنزيل الحقيقي ألذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و القلوب تقبله، و الإرض في هذا الموضع هي محل العلم و قراره».
4] 5155/[- و قال الطبرسي في معني سوء الحساب، عن أبي عبد الله (عليه السلام):6» «هو أن« لا يقبل منهم
-----------------------------------
2- تفسير العيّاشي 1: 363. 3- الاحتجاج: 249. 4- مجمع البيان 6: 442.
(1) في المصدر: الحلية. [.....]
(2) في المصدر: الحلية.
(3) في «س»: و رجا ربه.
(4) في «ط»: يقع.
(5) في «س»: يذكر من.
(6) في «س»: هؤلاء.
صفحه : 244
اللهحسنة، و لا يغفر لهم سيئة».}
5516/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله: وَ بِئسَ المِهادُ قال: يمتهدون«1» في النار.
قوله تعالي:
أَ فَمَن يَعلَمُ أَنَّما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ كَمَن هُوَ أَعمي إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلبابِ [19]
2] 7155/[- إبن شهر آشوب: عن أبي الورد، عن أبي جعفر (عليه السلام) أَ فَمَن يَعلَمُ أَنَّما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ
. قال: «علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
5518/[3]- عن محمّد بن مروان، عن السدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن إبن عباس، في قوله تعالي:
أَ فَمَن يَعلَمُ أَنَّما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ،
قال: علي (عليه السلام) كَمَن هُوَ أَعمي قال: الأول.
4] 9155/[- محمّد بن يعقوب: عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا رفعه، عن هشام بن الحكم، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام) في حديث طويل- قال:2» « يا هشام، ثم ذكر اولي الألباب بأحسن الذكر، و حلاهم بأحسن التحلية«، و قال: أَ فَمَن يَعلَمُ أَنَّما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ كَمَن هُوَ أَعمي إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلبابِ
.
5] 0255/[- و قال الحسن بن علي (عليهما السلام):3» «إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها، قيل: يا بن رسول الله، و من أهلها! قال: «الّذين قص« الله في كتابه و ذكرهم، فقال: إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلبابِ
- قال- هم أولو العقول».
6] 1255/[- العياشي: عن عقبة بن خالد، قال: دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) فأذن لي، و ليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه و ليس عليه جلباب، فلما نظر إلينا، قال: «أحب لقاءكم» ثم
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 363. 2- المناقب 3: 61. 3- المناقب 3: 60. 4- الكافي 1: 12. 5- الكافي 1: 15/ 12. 6- تفسير العيّاشي 2: 207/ 25.
(1) في «س»: يتمهّدون، و في المصدر: يمهدون. و المهاد: الفراض، و مهد لنفسه: كسب و عمل، و مهد لنفسه خيرا و امتهده: هيّأه و توطأه «لسان العرب- مهد- 3: 410» و التمهّد: التمكّن «الصحاح- مهد- 3: 541».
(2) في المصدر: الحلية.
(3) في «ط»: خصّ. [.....]
صفحه : 245
اللهجلس، ثم قال: «أنتم أولو الألباب في كتاب الله، قال الله: إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلبابِ}
».
6] 2255/[- عن أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «تفكر ساعة خير من عبادة سنة، قال الله: إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلبابِ
».
قوله تعالي:
الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهدِ اللّهِ وَ لا يَنقُضُونَ المِيثاقَ وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَ يَخشَونَ رَبَّهُم وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ [20- 21]
1] 3255/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «إن الرحم معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني، و هي رحم آل محمّد، و هو قول الله عز و جل: وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
و رحم کل ذي رحم».
2] 4255/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، قال: وقع بين أبي عبد الله (عليه السلام) و بين عبد الله بن الحسن كلام، حتي وقعت الضوضاء بينهم، و اجتمع النّاس، فافترقا عشيتهما بذلك، و غدوت في حاجة، فإذا أنا بأبي عبد الله (عليه السلام) علي باب عبد الله بن الحسن، و هو يقول: « يا جارية، قولي لأبي محمّد يخرج» قال: فخرج فقال: يا أبا عبد الله، ما بكر بك! فقال: «إني تلوت آية في كتاب الله عز و جل البارحة، فأقلقتني». قال: و ما هي! قال: «قول الله جل و عز ذكره: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَ يَخشَونَ رَبَّهُم وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
» فقال: صدقت، لكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله جل و عز قط، فاعتنقا و بكيا.
3] 5255/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إبن فضال، عن إبن بكير، عن عمر بن يزيد، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
فقال:
«قرابتك».
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 208/ 26. 1- الكافي 2: 121/ 7. 2- الكافي 2: 124/ 23. 3- الكافي 2: 125/ 27.
صفحه : 246
4] 6255/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن حماد بن عثمان و هشام بن الحكم، و درست بن أبي منصور، عن عمر بن يزيد، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
!
1» قال: «نزلت في رحم آل محمّد (عليه السلام) و قد تكون في قرابتك» ثم قال: «فلا تكونن ممن يقول للشيء إنه في شيء واحد»«.
5] 7255/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسي، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «و مما فرض الله عز و جل أيضا في المال من غير الزكاة، قوله عز و جل: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
».
6] 8255/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن حماد بن عثمان قال:2» دخل رجل علي أبي عبد الله (عليه السلام) فشكا إليه رجلا من أصحابه، فلم يلبث أن جاء المشكو، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «ما لفلان يشكوك!» فقال له: يشكوني أني أستقضيت« منه حقي. قال: فجلس أبو عبد الله (عليه السلام) مغضبا، ثم قال: «كأنك إذا استقضيت حقك لم تسئ!؟ أ رأيت ما حكي الله عز و جل في كتابه:
يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
! أ تري أنهم خافوا الله أن يجور عليهم! لا و الله ما خافوا إلا الاستقضاء، فسماه الله عز و جل: سوء الحساب، فمن استقضي فقد أساء».
7] 9255/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: «إن رحم آل محمّد (صلي الله عليه و آله) معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني، و هي تجري في کل رحم، و نزلت هذه الآية في آل محمّد، و ما عاهدهم عليه، و ما أخذ عليهم من الميثاق في الذر من ولاية أمير المؤمنين و الأئمة (عليهم السلام) بعده، و هو قوله: الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهدِ اللّهِ وَ لا يَنقُضُونَ المِيثاقَ
الآية، ثم ذكر أعداهم، فقال:
وَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهدَ اللّهِ مِن بَعدِ مِيثاقِهِ
«3» يعني في أمير المؤمنين (عليه السلام)، و هو ألذي أخذ الله عليهم في الذر، و أخذ عليهم رسول الله (صلي الله عليه و آله) بغدير خم ثم قال: أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعنَةُ وَ لَهُم سُوءُ الدّارِ«4»».
-----------------------------------
4- الكافي 2: 125/ 28. 5- الكافي 3: 498/ 8. 6- الكافي 5: 100/ 1، تفسير القمّي 1: 363. 7- تفسير القمّي 1: 363.
(1) قال الفيض الكاشاني (رحمه اللّه): يعني إذا نزلت آية في شيء خاصّ، فلا تخصّص حكمها بذلك الأمر بل عمّمه في نظائره، الوافي 5: 505/ 442.
(2) في تفسير القمّي: بالصاد المهملة في المواضع كافة، و معني استقضيت منه: طلبت منه حقّي أن يقضيه. و استقصي المسألة: بلغ النهاية في طلبها.
(3) الرعد 13: 25.
(4) الرعد 13: 25.
صفحه : 247
8] 0355/[- إبن بابويه، عن أبيه (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن يحيي، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لرجل: « يا فلان، ما لك و لأخيك!» فقال:
1» جعلت فداك، کان لي عليه شيء فاستقصيت« في حقي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «أخبرني عن قول الله عز و جل: وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
أ تراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم! لا، و لكنهم خافوا الاستقصاء و المداقة»«2».
9] 1355/[- الحسين بن سعيد: عن القاسم، عن عبد الصمد بن بشير، عن معاوية، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): «إن صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة» ثم قرأ: يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَ يَخشَونَ رَبَّهُم وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
.
10] 2355/[- العياشي: عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «الرحم معلقة بالعرش، تقول:
اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني، و هي رحم آل محمّد و رحم کل مؤمن، و هو قول الله: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
».
11] 3355/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): بر الوالدين و صلة الرحم يهون الحساب. ثم تلا هذه الآية وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَ يَخشَونَ رَبَّهُم وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
.
12] 4355/[- عن محمّد بن الفضيل، قال: سمعت العبد الصالح (عليه السلام) يقول: وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
قال: «هي رحم آل محمّد، معلقة بالعرش تقول: اللهم صل من وصلني، و اقطع من قطعني، و هي تجري في کل رحم».
13] 5355/[- عن عمر بن مريم، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
.
قال: «من ذلک، صلة الرحم، و غاية تأويلها صلتك إيانا».
14] 6355/[- عن صفوان بن مهران الجمال، قال: وقع بين عبد الله بن الحسن و بين أبي عبد الله (صلوات الله عليه)
-----------------------------------
8- معاني الأخبار: 246/ 1. 9- الزهد: 37/ 99. [.....] 10- تفسير العيّاشي 2: 208/ 27. 11- تفسير العيّاشي 2: 208/ 28. 12- تفسير العيّاشي 2: 208/ 29. 13- تفسير العيّاشي 2: 208/ 30. 14- تفسير العيّاشي 2: 208/ 31.
(1) في «ط» زيادة: عليه.
(2) داقّه في الحساب: أي حاسبه بالدقّة. «المعجم الوسيط 1: 291».
صفحه : 248
اللهكلام، حتي ارتفعت أصواتهما، و اجتمع النّاس، ثم افترقا تلك العشية، فلما أصبحت غدوت في حاجة لي، فإذا أبو عبد الله (عليه السلام) علي باب عبد الله بن الحسن، و هو يقول: «قولي- يا جارية- لأبي محمّد: هذا أبو عبد الله بالباب» فخرج عبد الله بن الحسن و هو يقول: يا أبا عبد الله، ما بكر بك! قال: «إني تلوت البارحة آية من كتاب الله فأقلقتني».}
قال: و ما هي! قال: «قوله عز و جل: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَ يَخشَونَ رَبَّهُم وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
». قال: فاعتنقا و بكيا جميعا ثم قال عبد الله بن الحسن: صدقت- و الله- يا أبا عبد الله، كأن لم تمر بي هذه الآية قط.
15] 7355/[- و كتب إلينا الفضل بن شاذان، عن أبي عبد الله قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد، عن سالمة- مولاة ام ولد كانت لأبي عبد الله- قالت: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)، حين حضرته الوفاة، فأغمي عليه، فلما أفاق، قال: «اعطوا الحسن بن علي بن الحسين- و هو الأفطس- سبعين دينارا».
1» قلت: أ تعطي رجلا حمل عليك بالشفرة«! قال: «ويحك، أما تقرئين القرآن!». قالت: بلي، قال: «أما سمعت قول الله تبارك و تعالي: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَ يَخشَونَ رَبَّهُم وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
» قال: «و قال: يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ- قال- هو صلة الإمام».
16] 8355/[- عن الحسن بن موسي قال: روي أصحابنا أنه سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قول تعالي:
وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
.
قال: «هو صلة الامام في کل سنة بما قل أو كثر» ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «و ما أريد بذلك إلا تزكيتكم».
17] 9355/[- عن سماعة، قال: سألته عن قول الله: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
.
فقال: «هو ما افترض الله في المال غير الزكاة، و من أدي ما فرض الله عليه، فقد قضي ما عليه».
18] 0455/[- عن سماعة، قال: إن الله فرض للفقراء من أموال الأغنياء فريضة، لا يحمدون بأدائها، و هي الزكاة، بها حقنوا دماءهم، و بها سموا مسلمين، و لكن الله فرض في الأموال حقوقا غير الزكاة، و مما فرض الله في المال غير الزكاة، قوله: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
و من أدي ما فرض الله عليه فقد قضي ما عليه، و أدي شكر ما أنعم الله عليه من ماله، إذا هو حمده علي ما أنعم عليه، بما فضله به من السعة علي غيره، و لما وفقه لأداء ما افترض الله، و أعانه عليه.
19] 1455/[- عن أبي إسحاق، قال: سمعته يقول في سُوءَ الحِسابِ
: «لا تقبل حسناتهم، و يؤخذون
-----------------------------------
15- تفسير العيّاشي 2: 209/ 32 و 33. 16- تفسير العيّاشي 2: 209/ 34. 17- تفسير العيّاشي 2: 209/ 35. 18- تفسير العيّاشي 2: 210/ 36، الكافي 3: 498/ 8. 19- تفسير العيّاشي 2: 210/ 37.
(1) الشّفرة- بالفتح: السكّين العظيم. «الصحاح- شفر- 2: 701».
صفحه : 249
اللهبسيئاتهم».}
20] 2455/[- عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
.
1» قال: «تحسب عليهم السيئات، و لا« تحسب لهم الحسنات، و هو الاستقصاء».
21] 3455/[- عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
.
قال: «الاستقصاء و المداقة» و قال: «تحسب عليهم السيئات، و لا تحسب لهم الحسنات».
22] 4455/[- عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لرجل: « يا فلان، مالك و لأخيك!» قال:
جعلت فداك، کان لي عليه حق فاستقصيت منه حقي. قال أبو عبد الله (عليه السلام): «أخبرني عن قول الله: وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
أ تراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم! لا و الله، خافوا الاستقصاء و المداقة».
23] 5455/[- قال محمّد بن عيسي: و بهذا الإسناد ، أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال لرجل شكاه بعض إخوانه: «ما لأخيك فلان يشكوك!» قال: أ يشكوني إذا استقصيت حقي! قال: فجلس مغضبا ثم قال: «كأنك إذا استقصيت لم تسئ!؟ أ رأيت ما حكي الله تبارك و تعالي: وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ
أخافوا أن يجور عليهم الله! لا و الله ما خافوا إلا الاستقصاء، فسماه الله عز و جل: سُوءَ الحِسابِ فمن استقصي فقد أساء».
24] 6455/[- عن الحسين بن عثمان، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:2» «إن صلة الرحم تزكي الأعمال، و تنمي الأموال، و تيسر الحساب، و تدفع البلوي، و تزيد في العمر»«.
25] 7455/[- إبن شهر آشوب: عن محمّد بن الفضيل«3»، عن موسي بن جعفر (عليهما السلام) في قوله تعالي:
وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
، قال: «هي رحم آل محمّد (عليهم السلام)».
26] 8455/[- الطبرسي: عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «سوء الحساب أن يحسب عليهم السيئات، و لا يحسب لهم الحسنات، و هو الاستقصاء».
-----------------------------------
20- تفسير العيّاشي 2: 210/ 38. [.....] 21- تفسير العيّاشي 2: 210/ 39. 22- تفسير العيّاشي 2: 210/ 40. 23- تفسير العيّاشي 2: 210/ 41. 24- تفسير العيّاشي 2: 210/ 41. 25- المناقب 2: 168. 26- مجمع البيان 6: 444.
(1) (لا) ليس في «س».
(2) في المصدر: الأعمار.
(3) في المصدر: محمّد بن المفضّل. و كلاهما روي عن الامام موسي بن جعفر (عليه السّلام).
صفحه : 250
قوله تعالي:
وَ الَّذِينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِم وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَنفَقُوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَ عَلانِيَةً وَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُم عُقبَي الدّارِ [22] 5549/[1]- علي بن إبراهيم: وَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ يعني يدفعون.
2] 0555/[- و عنه، قال: و حدثني أبي، عن حماد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) لعلي (صلوات الله عليه): يا علي، ما من دار فيها فرحة إلا تبعتها ترحة، و ما من هم إلا و له فرج، إلا هم أهل النار، فإذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا، و عليك بصنائع الخير، فإنها تدفع مصارع السوء. و إنما قال رسول (صلي الله عليه و آله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) علي حد التأديب للناس، لا بأن لأمير المؤمنين (عليه السلام) سيئات عملها».
3] 1555/[- و عنه، قال: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن محمّد بن قيس، عن أبي سيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «أقبل رسول الله (صلي الله عليه و آله) يوما، واضعا يده علي كتف العباس، فاستقبله أمير المؤمنين (عليه السلام)، فعانقه رسول الله (صلي الله عليه و آله) و قبل ما بين عينيه، ثم سلّم العباس علي علي (عليه السلام) فرد عليه ردا خفيفا«، فغضب العباس، فقال: يا رسول الله، لا يدع علي زهوه. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا عباس، لا تقل ذلک في علي، فإني لقيت جبرئيل آنفا، فقال لي: لقيني الملكان الموكلان بعلي الساعة، فقالا: ما كتبنا عليه ذنبا منذ ولد إلي هذا اليوم».
قوله تعالي:
جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَها وَ مَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَ أَزواجِهِم وَ ذُرِّيّاتِهِم وَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 364. 2- تفسير القمّي 1: 364. 3- تفسير القمّي 1: 364.
(1) في «ص»: خفيا.
صفحه : 251
سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِ [23- 24] 5552/[1]- علي بن إبراهيم: قال: نزلت في الأئمة (عليهم السلام) و شيعتهم الّذين صبروا.
2] 3555/[- و عنه، قال: و حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «نحن صبر و شيعتنا أصبر منا، لأنا صبرنا بعلم، و صبروا علي ما لا يعلمون».
3] 4555/[- محمّد بن يعقوب: عن أبي علي الأشعري، عن معلي بن محمّد، عن الوشاء، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنا صبر و شيعتنا أصبر منا»، قلت: جعلت فداك، كيف صارت شيعتكم أصبر منكم!
قال: «لأنا نصبر علي ما نعلم، و شيعتنا يصبرون علي ما لا يعلمون».
4] 5555/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إبن سنان، عن أبي الجارود، عن الأصبغ، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل، و أحسن من ذلک الصبر عند ما حرم الله عز و جل عليك، و الذكر ذكران: ذكر الله عز و جل عند المصيبة، و أفضل من ذلک ذكر الله عند ما حرم عليك فيكون حاجزا».
5] 6555/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، قال: أخبرني يحيي بن سليم الطائفي، قال: أخبرني عمرو بن شمر اليماني، يرفع الحديث إلي علي (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، و صبر علي الطاعة، و صبر المعصية فمن صبر علي المصيبة حتي يردها بحسن عزائها، كتب الله له ثلاثمائة درجة، ما بين الدرجة، إلي الدرجة، کما بين السماء إلي الإرض و من صبر علي الطاعة، كتب الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجة إلي الدرجة، کما بني تخوم الإرض إلي العرش و من صبر عن المعصية، كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجة إلي الدرجة، کما بين تخوم الإرض إلي منتهي العرش».
6] 7555/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):1» «من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه، کان له من الأجر مثل« ألف شهيد».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 365. [.....] 2- تفسير القمّي 1: 365. 3- الكافي 2: 76/ 25. 4- الكافي 2: 74/ 11. 5- الكافي 2: 75/ 15. 6- الكافي 2: 75/ 17.
(1) في المصدر: له مثل أجر.
صفحه : 252
7] 8555/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن محبوب، عن عبد الله بن مرحوم، عن أبي سيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا دخل المؤمن في قبره، كانت الصلاة عن يمينه، و الزكاة عن يساره، و البر مطل عليه، و يتنحي الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته، قال الصبر للصلاة و الزكاة و البر: دونكم صاحبكم، فإن عجزتم عنه فأنا دونه».
8] 9555/[- العياشي: عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك، إن رجلا من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلاة، قد ابتلي بحب اللهو، و هو يسمع الغناء! فقال: «أ يمنعه ذلک من الصلاة لوقتها، أو من صوم، أو من عبادة مريض، أو حضور جنازة، أو زيارة أخ!» قال: قلت: لا، ليس يمنعه ذلک من شيء من الخير و البر. قال: فقال: «هذا من خطوات الشيطان، مغفور له ذلک إن شاء الله».
1»2»3» ثم قال: «إن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات و الشهوات، أعني لكم الحلال ليس الحرام،- قال- فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم- قال- فألقي الله في هم أولئك الملائكة اللذات و الشهوات، كيلا يعيبوا المؤمنين- قال- فلما جري ذلک في« همهم، عجوا إلي الله من ذلک، فقالوا: ربنا عفوك عفوك، ردنا إلي ما خلقتنا له و اخترتنا« عليه، فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج«- قال- فنزع الله ذلک من همهم- قال- فإذا کان يوم القيامة، و صار أهل الجنة في الجنة، استأذن أولئك الملائكة علي أهل الجنة، فيؤذن لهم، فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم، و يقولون لهم: سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم
في الدنيا عن اللذات و الشهوات الحلال».
9] 0655/[- عن محمّد بن الهيثم، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام): سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم
علي الفقر في الدنيا فَنِعمَ عُقبَي الدّارِ- قال- يعني الشهداء».
و سيأتي- إن شاء الله تعالي- معني قوله: وَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ في سورة مريم، في قوله تعالي: يَومَ نَحشُرُ المُتَّقِينَ إِلَي الرَّحمنِ وَفداً«4».
قوله تعالي:
وَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهدَ اللّهِ مِن بَعدِ مِيثاقِهِ وَ يَقطَعُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ [25]
-----------------------------------
7- الكافي 2: 73/ 8. 8- تفسير العيّاشي 2: 211/ 42. 9- تفسير العيّاشي 2: 211/ 43.
(1) في المصدر: فلمّا أحسوا ذلک من.
(2) في المصدر: أجبرتنا.
(3) مرج الأمر و مروجا، مرجا: التبس و اختلط فهو مارج، و مريج. «المعجم الوسيط- مرج- 2: 860».
(4) مريم 19: 85.
صفحه : 253
تقدم عن قريب حديث في معني هذه الآية، في قوله تعالي: الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهدِ اللّهِ وَ لا يَنقُضُونَ المِيثاقَ وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ رواية محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام)«1».
قوله تعالي:
الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكرِ اللّهِ- إلي قوله تعالي- طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ [28- 29] 5561/[1]- علي بن إبراهيم، قال: الَّذِينَ آمَنُوا: الشيعة، و ذكر الله: أمير المؤمنين و الأئمة (عليهم السلام)، ثم قال:
أَلا بِذِكرِ اللّهِ تَطمَئِنُّ القُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ أي حسن مرجع.
2] 2655/[- العياشي: عن خالد بن نجيح، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) ، في قوله: أَلا بِذِكرِ اللّهِ تَطمَئِنُّ القُلُوبُ
.
فقال: «بمحمد (عليه و آله السلام) تطمئن القلوب، و هو ذكر الله و حجابه».
3] 3655/[- و عن أنس بن مالك، أنه قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكرِ اللّهِ أَلا بِذِكرِ اللّهِ تَطمَئِنُّ القُلُوبُ
ثم قال لي: «أ تدري يا بن ام سليم، من هم!» قلت: من هم، يا رسول الله! قال:
«نحن أهل البيت، و شيعتنا».
4] 4655/[- علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «طوبي: شجرة في الجنة، في دار أمير المؤمنين (عليه السلام)، و ليس أحد من شيعته إلا و في داره غصن من أغصانها، و الورقة من أوراقها تستظل تحتها امة من الأمم».
و قال: «کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يكثر تقبيل فاطمة (عليها السلام)، فأنكرت ذلک عائشة، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا عائشة، إني لما أسري بي إلي السماء، دخلت الجنة، فأدناني جبرئيل من شجرة طوبي،
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 365. [.....] 2- تفسير العيّاشي 2: 211/ 44. 3- ... خصائص الوحي المبين: 185/ 138، تأويل الآيات 1: 233/ 11 و فيه: عن إبن عباس، و لا يصحّ، لأنّ أمّ سليم الوارد ذكرها في الخبر هي أمّ أنس و ليست أمّ إبن عباس. 4- تفسير القمّي 1: 365.
(1) تقدم في الحديث (7) من تفسير الآيات (20- 21) من سورة الرعد.
صفحه : 254
اللهو ناولني من ثمارها فأكلته، فحول الله تعالي ذلک ماء، في ظهري، فلما هبطت إلي الإرض، واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبي منها».}
5] 5655/[- و عنه: عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في حديث الإسراء بالنبي (صلي الله عليه و آله)-، قال فيما رأي ليلة الإسراء، قال:1»2» «فإذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها، ما دارها سبعمائة« سنة، و ليس في الجنة منزل إلا و فيه فنن« منها. فقلت: ما هذه يا جبرئيل! فقال: هذه شجرة طوبي، قال الله تعالي: طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ
».
6] 6655/[- إبن بابويه: قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد إبن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود العياشي، عن جعفر بن أحمد، عن العمركي البوفكي، عن الحسن بن علي إبن فضال، عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير، قال: قال الصادق (عليه السلام): «طوبي لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا، فلم يزغ قلبه بعد الهداية».
فقلت له: جعلت فداك، و ما طوبي! قال: «شجرة في الجنة، أصلها في دار علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و ليس من مؤمن الا و في داره غصن من أغصانها، و ذلک قول الله عز و جل: طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ
».
7] 7655/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث، و أداء الأمانة و وفاء العهد، و صلة الأرحام، و رحمة الضعفاء، و قلة المراقبة للنساء- أو قال: قلة المؤاتاة للنساء- و بذل المعروف، و حسن الخلق، و سعة الخلق، و اتباع العلم و ما يقرب إلي الله عز و جل زلفي طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ
و طوبي: شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمّد (صلي الله عليه و آله)، و ليس من مؤمن إلا و في داره عصن منها، لا يخطر علي قلبه شهوة شيء إلا أتاه به ذلک، و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام، ما خرج منه، و لو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتي يسقط هرما. ألا ففي هذا فارغبوا، إن المؤمن من نفسه في شغل، و النّاس منه في راحة، إذا جن عليه الليل افترش وجهه و سجد لله عز و جل بمكارم بدنه، يناجي ألذي خلقه في فكاك رقبته، ألا فهكذا كونوا».
و روي هذا الحديث، إبن بابويه، في (أماليه)، قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) مثله، إلا أن فيه: «و قلة المؤاتاة للنساء» و ساق الحديث بتغيير
-----------------------------------
5- تفسير القمّي 2: 11. 6- معاني الأخبار: 112/ 1، و نحوه في تفسير الحبري: 284/ 40، و خصائص الوحي المبين: 231/ 177، و العمدة: 351/ 675. 7- في المصدر: 2: 187/ 30.
(1) في المصدر: تسعمائة.
(2) في «ط»: غصن، و في المصدر: فيها فرع، و جميعها بمعني.
صفحه : 255
اللهعلييسير في بعض الألفاظ.
هذا مما يحضرني من نسخة الكتاب، و هو في المجلس التاسع و الثلاثين«1».
8] 8655/[- العياشي: عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال:2» «بينا رسول الله (صلي الله عليه و آله) جالس ذات يوم، إذ دخلت عليه ام أيمن و في ملحفتها« شيء، فقال لها رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا ام أيمن، أي شيء في ملحفتك! فقالت: يا رسول الله، فلانة بنت فلانة أملكوها فنثروا عليها، فأخذت من نثارها شيئا. ثم إن ام أيمن بكت، فقال لها رسول الله (صلي الله عليه و آله): ما يبكيك! فقالت:
فاطمة زوجتها فلم تنثر عليها شيئا؟ فقال لها رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا تبكي، فو ألذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا، لقد شهد إملاك فاطمة جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل في ألوف من الملائكة، و لقد أمر الله طوبي فنثرت عليهم من حللها و سندسها و إستبرقها و درها و زمردها و ياقوتها و عطرها، فأخذوا منه حتي ما دروا ما يصنعون به، و لقد نحل الله طوبي في مهر فاطمة، فهي في دار علي بن أبي طالب».
9] 9655/[- عن أبان بن تغلب، قال: کان النبي (صلي الله عليه و آله): يكثر تقبيل فاطمة (صلوات الله عليها)، قال: فعاتبته علي ذلک عائشة، فقالت: يا رسول الله، إنك لتكثر تقبيل فاطمة! فقال لها: «ويلك، لما أن عرج بي إلي السماء، مر بي جبرئيل علي شجرة طوبي، فناولني من ثمرها فأكلتها، فحول الله ذلک إلي ظهري، فلما أن هبطت إلي الإرض، واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فما قبلت فاطمة إلا وجدت رائحة شجرة طوبي منها».
10] 0755/[- عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «طوبي: شجرة تخرج من جنة عدن، قد غرسها ربنا بيده».
5571/[11]- عن أبي قتيبة تميم بن ثابت، عن إبن سيرين، في قوله: طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ قال:
طوبي: شجرة في الجنة، أصلها في حجرة علي (عليه السلام)، و ليس في الجنة حجرة إلا فيها غصن من أغصانها.
12] 2755/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن المؤمن إذا لقي أخاه و تصافحا، لم تزل الذنوب تتحات عنهما ما داما متصافحين، كتحات الورق عن الشجر، فإذا افترقا، قال ملكاهما: جزا کما الله خيرا عن أنفسكما، فإذا التزم کل واحد منهما صاحبه، ناداهما مناد، طوبي لكما و حسن مآب، و طوبي: شجرة في الجنة،
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 211/ 45. 9- تفسير العيّاشي 2: 212/ 46، و نحوه في ذخائر العقبي: 36، و ينابيع المودة: 197. 10- تفسير العيّاشي 2: 212/ 47. 11- تفسير العيّاشي 2: 212/ 48، مناقب إبن المغازلي: 268/ 315، الدر المنثور 4: 644. 12- تفسير العيّاشي 2: 212/ 49. [.....]
(1) الأمالي: 183/ 7.
(2) الملحفة: اللباس ألذي فوق سائر اللباس، من دثار البرد و نحوه «لسان العرب- لحف- 9: 314».
صفحه : 256
اللهأصلها في دار أمير المؤمنين (عليه السلام)، و فرعها في منازل أهل الجنة، فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان: أبشرا يا وليي الله بكرامة الله، و الجنة من ورائكما».}
13] 3755/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «کان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن لأهل التقوي علامات يعرفون بها: صدق الحديث، و أداء الأمانة، و وفاء العهد، و قلة العجز و البخل، و صلة الأرحام، و رحمة الضعفاء، و قلة المؤاتاة للنساء، و بذل المعروف، و حسن الخلق، و سعة الحلم، و اتباع العلم فيما يقرب إلي الله زلفي: طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ
و طوبي: شجرة في الجنة، أصلها في دار رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فليس من مؤمن إلا و في داره غصن من أغصانها، لا ينوي في قلبه شيئا إلا أتاه به ذلک الغصن، و لو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام، ما خرج منها، و لو أن غرابا طار من أصلها، ما بلغ أعلاها حتي يبياض هرما، ألا ففي هذا فارغبوا. إن للمؤمن في نفسه شغلا، و النّاس منه في راحة، إذا جن عليه الليل فرش وجهه، و سجد لله بمكارم بدنه، يناجي ألذي خلقه في فكاك رقبته، ألا فهكذا فكونوا».
14] 4755/[- الطبرسي: روي الحاكم أبو القاسم الحسكاني، بالإسناد عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: «سئل رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن طوبي، قال: شجرة أصلها في داري، و فروعها علي أهل الجنة، ثم سئل عنها مرة اخري، فقال: في دار علي. فقيل له في ذلک، فقال: إن داري و دار علي في الجنة بمكان واحد».
15] 5755/[- و في كتاب (صفة الجنة و النار)«1» بالإسناد عن عوف، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن النبي (صلي الله عليه و آله) في قول الله تبارك و تعالي: طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ
«يعني و حسن مرجع، فأما طوبي فإنها شجرة في الجنة، ساقها في دار محمّد (صلي الله عليه و آله)، و لو أن طائرا طار من ساقها لم يبلغ فرعها حتي يقتله الهرم، علي کل ورقة منها ملك يذكر الله، و ليس في الجنة دار إلا و فيها غصن من أغصانها، و إن أغصانها لتري من وراء سور الجنة، تحمل لهم ما يشاءون من حليها و حللها و ثمارها، لا يؤخذ منها شيء إلا أعاده الله کما کان، بأنهم كسبوا طيبا، و أنفقوا قصدا، و قدموا فضلا، فقد أفلحوا و أنجحوا».
16] 6755/[- الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، في (مناقب أمير المؤمنين): بإسناده عن بلال بن حمامة«2»، قال: طلع علينا النبي (صلي الله عليه و آله) ذات يوم و وجهه مشرق كدائرة
-----------------------------------
13- تفسير العيّاشي 2: 213/ 50. 14- مجمع البيان 6: 448، شواهد التنزيل 1: 304/ 417، ينابيع المودة: 96، تفسير القرطبي 9: 317. 15- الاختصاص: 358. 16- مائة منقبة: 166/ 92.
(1) من كتاب (الاختصاص).
(2) هو بلال بن رباح الحبشي، أبو عبد اللّه، مؤذّن رسول اللّه (صلي اللّه عليه و آله) و خازنه علي بيت المال. و حمامة امّه، و هو أحد السابقين للإسلام، شهد المشاهد كلّها مع رسول اللّه (صلي اللّه عليه و آله). توفّي في دمشق سنة 20 ه. تقريب التهذيب 1: 110، الأعلام للزّركلي 2: 73.
صفحه : 257
اللهالقمر، فقام عبد الرحمن بن عوف، فقال: يا رسول الله، ما هذا النور!}
1»2» فقال: «بشارة أتتني من ربي في أخي و إبن عمي، و ابنتي، و إن الله قد زوج عليا بفاطمة، و أمر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبي، فحملت رقاعا- يعني صكاكا- بعدد محبي أهل بيتي، و أنشأ من تحتها ملائكة من نور، و دفع إلي کل ملك صكا، فإذا استوت القيامة بأهلها، نادت الملائكة في الخلائق: يا محبي علي بن أبي طالب، هلموا خذوا ودائعكم. فلا تلقي محبا« لنا أهل البيت إلا دفعت الملائكة إليه صكا فيه فكاكه من النار، فبأخي و إبن عمي و ابنتي فكاك رجال و نساء من النار«.
و سيأتي هذا الحديث من طريق الجمهور«3».
17] 7755/[- كتاب (الخرائج): إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال: « يا فاطمة، إن بشارة أتتني من ربي في أخي و إبن عمي، و ابنتي، بأن الله عز و جل زوج عليا بفاطمة، و أمر رضوان- خازن الجنة- فهز شجرة طوبي، فحملت رقاعا بعدد محبي أهل بيتي، و أنشأ ملائكة من تحتها من نور، و دفع إلي کل ملك خطا، فإذا استقرت القيامة بأهلها، فلا تلقي تلك الملائكة محبا لنا إلا دفعت إليه صكا فيه براءة من النار».
18] 8755/[- إبن بابويه: بإسناده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من أطعم ثلاثة نفر من المؤمنين، أطعمه الله من ثلاث جنان ملكوت السماء: الفردوس، و جنة عدن، و طوبي، و هي شجرة من جنة عدن غرسها ربي بيده».
19] 9755/[- و عنه: بإسناده، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله)- و ذكر تفسير حروف (أبجد) إلي آخرها- فقال: و أما الطاء، ف طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ
و هي شجرة غرسها الله عز و جل، و نفخ فيها من روحه، و إن أغصانها لتري من وراء سور الجنة، تنبت بالحلي و الحلل، و الثمار متدلية علي أفواهم».
20] 0855/[- و عنه: بإسناده، عن الحسين بن أبي العلاء، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): دخلت أم أيمن علي النبي (صلي الله عليه و آله) و في ملحفتها شيء، فقال لها رسول الله (صلي الله عليه و آله): ما معك يا أم أيمن! فقالت: إن فلانة أملكوها فنثروا عليها، فأخذت من نثارها. ثم بكت أم أيمن، فقالت: يا رسول الله، فاطمة زوجتها و لم تنثر عليها شيئا؟ فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا أم أيمن، لم تبكين! إن الله تبارك و تعالي لما زوجت فاطمة عليا، أمر أشجار
-----------------------------------
17- الخرائج و الجرائح 2: 536/ 11. 18- ثواب الأعمال: 136. 19- معاني الأخبار: 46، ينابيع المودة: 96 و 132. 20- امالي الصدوق: 236/ 3.
(1) في المصدر: فلا يبقي محبّ.
(2) في المصدر: فكاكه من الرجال و النساء بعوض حبّ علي بن أبي طالب و فاطمة ابنتي و أولادهما. [.....]
(3) يأتي في الحديث (28) من تفسير هذه الآيات.
صفحه : 258
اللهالجنة أن تنثر عليهم من حليها و حللها و ياقوتها و درها و زمردها و إستبرقها، فأخذوا منها ما لا يعلمون، و لقد نحل الله طوبي في مهر فاطمة، فجعلها في منزل علي».}
21] 1855/[- إبن شهر آشوب: عن إبن بطة، و إبن المؤذن، و السمعاني، في كتبهم، بالإسناد، عن إبن عباس، و أنس بن مالك، قالا: بينا رسول الله (صلي الله عليه و آله) جالس، إذ جاء علي (عليه السلام) فقال: « يا علي، ما جاء بك!» قال:
«جئت اسلم عليك»، قال: «هذا جبرئيل يخبرني أن الله تعالي زوجك فاطمة، و أشهد علي ذلک أربعين ألف ملك، و أوحي الله إلي شجرة طوبي أن انثري عليهم الدر و الياقوت. فنثرت عليهم الدر و الياقوت، فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدر و الياقوت، و هن يتهادين بينهن إلي يوم القيامة، و كانوا يتهادون و يقولون: هذه تحفة خير النساء».
و
في رواية إبن بطة عن عبد الله: «فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذه صاحبه أو أحسن، افتخر به علي صاحبه إلي يوم القيامة».
22] 2855/[- و عن خباب بن الأرت، في حديث: «أن الله تعالي أوحي إلي جبرئيل: زوج النور من النور، فكان الولي الله، و الخطيب جبرئيل، و المنادي ميكائيل، و الداعي إسرافيل، و الناثر عزرائيل، و الشهود ملائكة السماوات و الأرضين. ثم أوحي إلي شجرة طوبي: أن انثري ما عليك، فنثرت الدر الأبيض، و الياقوت الأحمر، و الزبرجد الأخضر و اللؤلؤ الرطب، فبادرت الحور العين يلتقطن و يهدين بعضهن إلي بعض».
23] 3855/[- (كشف الغمة): عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):1» «أيها النّاس، هذا علي بن أبي طالب، و أنتم تزعمون أني زوجته ابنتي فاطمة، و لقد خطبها إلي أشراف قريش فلم أزوجها«، کل ذلک أتوقع الخبر من السماء، حتي جاءني جبرئيل ليلة أربع و عشرين من شهر رمضان، فقال: يا محمّد، العلي الأعلي يقرأ عليك السلام، و قد جمع الروحانيين و الكروبيين في واد يقال له: الأفيح، تحت شجرة طوبي، و زوج فاطمة عليا، و أمرني فكنت الخاطب، و الله تعالي الولي، و أمر شجرة طوبي فحملت الحلي و الدر و الياقوت، ثم نثرته، و أمر الحور العين فاجتمعن و التقطن [فهن] يتهادينه إلي يوم القيامة، و يقلن: هذا نثار فاطمة».
5584/[24]- و عن محمّد بن سيرين في قوله تعالي: طُوبي لَهُم قال: هي شجرة في الجنة، أصلها في حجرة علي (عليه السلام)، و ليس في الجنة حجرة إلا و فيها غصن من أغصانها.
5585/[25]- إبن الفارسي في (الروضة)، قال: قال إبن عباس: طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ طوبي شجرة
-----------------------------------
21- المناقب 3: 346، نزهة المجالس 2: 223. 22- المناقب 3: 346. 23- كشف الغمة 1: 367. 24- كشف الغمة 1: 323، مناقب إبن المغازلي: 268/ 315. 25- روضة الواعظين: 105.
(1) في المصدر: فلم أجب.
صفحه : 259
في الجنة، في دار علي (عليه السلام)، ما في الجنة دار إلا و فيها غصن من أغصانها، ما خلق الله من شيء إلا و هو تحت طوبي، و تحتها مجمع أهل الجنة، يذكرون نعمة الله عليهم، لما تحت طوبي من كثبان المسك کما تحت«1» شجر الدنيا من الرمل.
26] 6855/[- إبن بابويه في (أماليه): بإسناده، عن عبد الله بن سليمان- و کان قارئا للكتب- في حديث يذكر فيه صفة النبي (صلي الله عليه و آله)، حديث قدسي عن الله عز و جل، قال فيه لعيسي (عليه السلام) في صفة النبي (صلي الله عليه و آله)، قال سبحانه في الصفة: لم ير قبله مثله و لا بعده، طيب الريح، نكاح النساء، ذو النسل القليل، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة، لا صخب فيه و لا نصب، يكفلها في آخر الزمان کما كفل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان، كلامه القرآن، و دينه الإسلام و أنا السلام، طوبي لمن أدرك زمانه، و شهد أيامه، و سمع كلامه.
قال عيسي: يا رب، و ما طوبي! قال: شجرة في الجنة، أنا غرستها، تظل الجنان، أصلها من رضوان، ماؤها من تسنيم، برده برد الكافور، و طعمه طعم الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لم يظمأ بعدها أبدا.
فقال عيسي: أللهم اسقني منها. قال: حرام- يا عيسي- علي البشر أن يشربوا منها حتي يشرب ذلک النبي، و حرام علي الأمم أن يشربوا حتي تشرب امة ذلک النبي، أرفعك إلي، ثم أهبطك في آخر الزمان لتري من امة ذلک النبي العجائب، و لتعينهم علي اللعين الدجال، أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم، إنهم امة مرحومة.
27] 7855/[- و من طريق المخالفين، ما رواه موفق بن أحمد، في كتاب (المناقب): بإسناده عن أحمد بن عامر بن سليمان، عن الرضا علي بن موسي (عليه السلام)، قال: «حدثني موسي بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمّد، حدثني أبي محمّد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أتاني ملك فقال: يا محمّد، إن الله عز و جل يقرأ عليك السلام، و يقول: قد زوجت فاطمة من علي، فزوجها منه، و قد أمرت شجرة طوبي أن تحمل الدر و الياقوت و المرجان، و إن أهل السماء قد فرحوا بذلك، و سيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة، و بهما يزين أهل الجنة، فأبشر يا محمّد، فإنك خير الأولين و الآخرين».
و روي هذا الحديث من طريق الخاصة إبن بابويه، عن الرضا (عليه السلام)«2».
28] 8855/[- و عن موفق بن أحمد: بإسناده، عن بلال بن حمامة، قال: طلع علينا النبي ذات يوم، و وجهه مشرق كدارة القمر، فقام عبد الرحمن بن عوف، فقال: يا رسول الله، ما هذا النور!
فقال: «بشارة أتتني من ربي في أخي و إبن عمي، و ابنتي، أن الله تعالي قد زوج عليا من فاطمة، و أمر رضوان
-----------------------------------
26- الامالي: 224/ 8. 27- المناقب: 246. 28- المناقب: 246.
(1) في المصدر: المسك أكثر ممّا تحت.
(2) عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 27/ 12.
صفحه : 260
الله- خازن الجنان- فهز شجرة طوبي، فحملت رقاعا- يعني صكاكا- بعدد محبي أهل بيتي، و أنشأ من تحتها ملائكة من نور، و دفع إلي کل ملك صكا، فإذا کان يوم القيامة، و استوت القيامة بأهلها، نادت الملائكة في الخلائق، فلا تلقي محبا لنا أهل البيت إلا دفعت إليه صكا فيه فكاكه من النار، فبأخي و إبن عمي و ابنتي فكاك رقاب رجال و نساء من امتي من النار».}
29] 9855/[- و عنه أيضا: بإسناده عن أم سلمة، و سلمان الفارسي، و علي بن أبي طالب (عليه السلام) و کل قالوا- و ذكر حديث تزويج علي من فاطمة (عليهما السلام)- و إن الله (عز و جل) لما أشهد علي تزويج فاطمة من علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ملائكته، أمر شجرة طوبي أن تنثر حملها و ما فيها من الحلي و الحلل، فنثرت الشجرة ما فيها، و التقطته الملائكة و الحور العين، و إن الحور و الملائكة ليتهادينه و يفتخرن به إلي يوم القيامة.
30] 0955/[- و عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «إن في الجنة شجرة يقال لها طوبي، ما في الجنة دار و لا قصر و لا حجرة و لا بيت إلا و فيه غصن من تلك الشجرة، و إن أصلها في داري».
1» ثم أتي عليه ما شاء الله، ثم حدثهم يوما آخر، فقال: «إن في الجنة شجرة يقال لها طوبي، ما في الجنة قصر و لا بيت و لا دار إلا و فيه من تلك الشجرة غصن، و إن أصلها في دار علي» فقام عمر فقال: يا رسول الله، أو ليس حدثنا عن هذه، و قلت: أصلها في داري! ثم حدثتنا ثانيا و تقول: أصلها في دار علي! فرفع النبي (صلي الله عليه و آله) رأسه و قال: «أو ما علمت بأن داري و دار علي واحدة، و حجرتي و حجرة علي واحدة، و قصري و قصر علي واحد، و درجتي و درجة علي واحدة و ستري و ستر« علي واحد».
فقال: إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله، كيف يصنع! قال النبي (صلي الله عليه و آله): «إذا أراد أن يأتي أحدنا أهله، ضرب الله بيني و بينه حجابا من نور، فإذا فرغنا من تلك الحاجة، رفع الله عنا ذلک الحجاب» فعرف عمر حق علي (عليه السلام).
31] 1955/[- و من تفسير الثعلبي: يرفع الإسناد إلي جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «سئل رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن طوبي، فقال: شجرة في الجنة، أصلها في دار علي، و فرعها علي أهل الجنة.
فقالوا: يا رسول الله، سألناك فقلت: أصلها في داري، و فرعها علي أهل الجنة!؟ فقال: داري و دار علي واحدة في الجنة، بمكان واحد».
قوله تعالي:
وَ لَو أَنَّ قُرآناً سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ أَو قُطِّعَت بِهِ الأَرضُ أَو كُلِّمَ بِهِ المَوتي [31]
-----------------------------------
29- المناقب: 251. 30- جامع الآخبار: 174. [.....] 31- ... العمدة: 351/ 676، ينابيع المودة: 96.
(1) في «س، ط» نسخة بدل: و سرّي و سرّ.
صفحه : 261
5592/[1]- علي بن إبراهيم، قال: لو کان شيء من القرآن كذلك، لكان هذا.
2] 3955/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن أبي زاهر- أو غيره- عن محمّد بن حماد، عن أخيه أحمد بن حماد، عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك، أخبرني عن النبي (صلي الله عليه و آله)، ورث النبيين كلهم! قال: «نعم».
قلت: من لدن آدم حتي انتهي إلي نفسه! قال: «ما بعث الله نبيا إلا و محمّد (صلي الله عليه و آله) أعلم منه».
قال: قلت: إن عيسي بن مريم کان يحيي الموتي بإذن الله! قال: «صدقت، و سليمان بن داود کان يفهم منطق الطير، و کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقدر علي هذه المنازل».
قال: و قال: «إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره، فقال: ما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَ أَم كانَ مِنَ الغائِبِينَ
«1» حين فقده فغضب عليه، فقال: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَو لَأَذبَحَنَّهُ أَو لَيَأتِيَنِّي بِسُلطانٍ مُبِينٍ«2» و إنما غضب لأنه کان يدله علي الماء، فهذا و هو طائر قد اعطي ما لم يعط سليمان، و قد كانت الريح و النمل و الإنس و الجن و الشياطين و المردة له طائعين، و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء، و کان الطير يعرفه. و إن الله يقول في كتابه وَ لَو أَنَّ قُرآناً سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ أَو قُطِّعَت بِهِ الأَرضُ أَو كُلِّمَ بِهِ المَوتي و قد ورثنا نحن هذا القرآن ألذي فيه ما تسير به الجبال و تقطع به البلدان و تحيا به الموتي، و نحن نعرف الماء تحت الهواء. و إن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به، مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، و جعله الله لنا في ام الكتاب، إن الله يقول: وَ ما مِن غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الأَرضِ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ«3» ثم قال: ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا«4» فنحن الّذين اصطفانا الله عز و جل و أورثنا هذا ألذي فيه تبيان کل شيء».
و روي هذا الحديث محمّد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن محمّد بن الحسين«5»، عن حماد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) ببعض التغيير اليسير«6».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 365. 2- الكافي 1: 176/ 7.
(1) النمل 27: 20.
(2) النمل 27: 21.
(3) النمل 27: 75.
(4) فاطر 35: 32.
(5) في المصدر: محمّد بن الحسن، أنظر معجم رجال الحديث 6: 190.
(6) بصائر الدرجات: 134/ 3.
صفحه : 262
قوله تعالي:
أَ فَلَم يَيأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَو يَشاءُ اللّهُ لَهَدَي النّاسَ جَمِيعاً- إلي قوله تعالي- وَ مِنَ الأَحزابِ مَن يُنكِرُ بَعضَهُ [31- 36] 5594/[1]- قال علي بن إبراهيم في قوله تعالي: أَ فَلَم يَيأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَو يَشاءُ اللّهُ لَهَدَي النّاسَ جَمِيعاً يعني جعلهم كلهم مؤمنين. و قوله: وَ لا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أي عذاب.
2] 5955/[- و عنه، قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ لا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ
: «و هي النقمة أَو تَحُلُّ قَرِيباً مِن دارِهِم فتحل بقوم غيرهم، فيرون ذلک و يسمعون به، و الّذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم، و لا يتعظ بعضهم ببعض، و لا يزالون كذلك حتي يأتي وعد الله ألذي وعد المؤمنين من النصر، و يخزي الله الكافرين».
5596/[3]- ثم قال علي بن إبراهيم، في قوله: فَأَملَيتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذتُهُم أي طولت لهم الأمل، ثم أهلكتهم.
4] 7955/[- ثم قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: أَ فَمَن هُوَ قائِمٌ عَلي كُلِّ نَفسٍ بِما كَسَبَت وَ جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ قُل سَمُّوهُم أَم تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعلَمُ فِي الأَرضِ أَم بِظاهِرٍ مِنَ القَولِ
«الظاهر من القول هو الرزق».
5598/[5]- ثم قال علي بن إبراهيم في قوله: وَ ما لَهُم مِنَ اللّهِ مِن واقٍ أي من دافع وَ عُقبَي الكافِرِينَ النّارُ أي عاقبة ثوابهم النار.
6] 9955/[- و عنه: قال: أبو عبد الله (عليه السلام): «إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، و قد أطفئت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، و لو لا ذلک ما استطاع آدمي أن يطفئها، و إنها ليؤتي بها يوم القيامة حتي توضع علي النار، فتصرخ صرخة لا يبقي ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا جثا علي ركبتيه فزعا من صرختها».
7] 0065/[- ثم قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله:
-----------------------------------
1- تفسير القمي 1: 365. 2- تفسير القمي 1: 365. 3- تفسير القمي 1: 366. 4- تفسير القمي 1: 366. [.....] 5- تفسير القمي 1: 366. 6- تفسير القمي 1: 366. 7- تفسير القمي 1: 366.
صفحه : 263
اللهالَّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَفرَحُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ}
«فرحوا بكتاب الله إذا تلي عليهم، و إذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من الفزع و الحزن، و هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
و هي في قراءة إبن مسعود: (و ألذي أنزلنا إليك الكتاب هو الحق، و من يؤمن به) أي علي بن أبي طالب (عليه السلام) يؤمن به وَ مِنَ الأَحزابِ مَن يُنكِرُ بَعضَهُ أنكروا من تأويله ما أنزله في علي و آل محمّد (صلوات الله عليهم)، و آمنوا ببعضه، فأما المشركون، فأنكروه كله، أوله و آخره، و أنكروا أن محمدا رسول الله.
قوله تعالي:
وَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرِّيَّةً [38]
1] 1065/[- محمّد بن يعقوب: بإسناده عن سهل، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن الوليد الكندي، قال: دخلنا علي أبي عبد الله (عليه السلام) في زمن مروان، فقال: «من أنتم!» فقلنا: من أهل الكوفة، فقال: «ما من بلدة من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة، و لا سيما هذه العصابة، إن الله جل ذكره هداكم لأمر جهله النّاس، و أحببتمونا و أبغضنا النّاس، و اتبعتمونا و خالفنا النّاس، و صدقتمونا و كذبنا النّاس، فأحياكم الله محيانا، و أماتكم مماتنا، فأشهد علي أبي أنه کان يقول: ما بين أحدكم و بين أن يري ما يقر الله به عينيه و يغتبط إلا أن تبلغ نفسه إلي هذه- و أهوي بيده إلي حلقه- و قد قال الله عز و جل في كتابه: وَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرِّيَّةً
فنحن ذرية رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
و روي هذا الحديث الشيخ في (أماليه)، بإسناده عن العباس، عن عبد الله بن الوليد، قال: دخلنا علي أبي عبد الله (عليه السلام) فسلمنا عليه، و جلسنا بين يديه، فسألنا: «من أنتم!» فقلنا: من أهل الكوفة، و ذكر الحديث«1».
2] 2065/[- العياشي: عن معاوية بن وهب، قال: سمعته يقول:2» «الحمد لله، نافع عبد آل عمر« کان في بيت حفصة و يأتيه النّاس وفودا، فلا يعاب ذلک عليهم، و لا يقبح عليهم، و إن أقواما يأتونا صلة لرسول الله (صلي الله عليه و آله)، فيأتونا خائفين مستخفين، يعاب ذلک و يقبح عليهم، و لقد قال الله في كتابه: وَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرِّيَّةً
فما کان لرسول الله (صلي الله عليه و آله) إلا كأحد أولئك، جعل الله له أزواجا، و جعل له ذرية، ثم لم يسلم مع أحد من الأنبياء [مثل] من أسلم مع رسول الله (صلي الله عليه و آله) من أهل بيته، أكرم الله بذلك رسوله (صلي الله عليه و آله)».
-----------------------------------
1- الكافي 8: 81/ 38. 2- تفسير العيّاشي 2: 213/ 51.
(1) الأمالي 2: 291.
(2) في «ط»: و المصدر: الحمد للّه ألذي قدح عند آل عمر.
صفحه : 264
3] 3065/[- عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما آتي الله أحدا من المرسلين شيئا، إلا و قد آتاه محمدا (صلي الله عليه و آله)، و قد آتي الله محمدا کما آتي المرسلين من قبله» ثم تلا هذه الآية: وَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرِّيَّةً
.
4] 4065/[- عن علي بن عمر بن أبان الكلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أشهد علي أبي أنه کان يقول: ما بين أحدكم و بين أن يغبط أو يري ما تقربه عينه، إلا أن تبلغ نفسه هذه- و أهوي إلي حلقه-، قال الله في كتابه:
وَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرِّيَّةً
فنحن ذرية رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
5] 5065/[- عن المفضل بن صالح، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): خلق الله الخلق قسمين، فألقي قسما، و أمسك قسما، ثم قسم ذلک القسم علي ثلاثة أثلاث، فألقي ثلثين و أمسك ثلثا، ثم اختار من ذلک الثلث قريشا، ثم اختار من قريش بني عبد المطلب، ثم اختار من بني عبد المطلب رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فنحن ذريته، فإن قلت للناس: لرسول الله ذرية، جحدوا، و لقد قال الله: وَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرِّيَّةً
فنحن ذريته».
قال: فقلت: أنا أشهد أنكم ذريته. ثم قلت له: ادع الله لي- جعلت فداك- أن يجعلني معكم في الدنيا و الآخرة. فدعا لي ذلک، قال: و قبلت باطن يده.
6] 6065/[- و في رواية شعيب، عنه (عليه السلام) أنه قال: «نحن ذرية رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و الله ما أدري علي ما يعادوننا؟ إلا لقرابتنا من رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
قوله تعالي:
يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ [39]
1] 7065/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن هشام بن سالم، و حفص إبن البختري و غيرهما، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في هذه الآية: يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ
قال: فقال:
«و هل يمحي إلا ما کان ثابتا، و هل يثبت إلا ما لم يكن!».
-----------------------------------
3- تفسير العيّاشي 2: 214/ 52. 4- تفسير العيّاشي 2: 214/ 53. 5- تفسير العيّاشي 2: 214/ 54. 6- تفسير العيّاشي 2: 214/ 55. 1- الكافي 1: 113/ 2.
صفحه : 265
2] 8065/[- و عنه: عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسي، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «العلم علمان: فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، و علم علمه ملائكته و رسله، فما عليه ملائكته و رسله فإنه سيكون، لا يكذب نفسه و لا ملائكته و لا رسله و علم عنده مخزون، يقدم منه ما يشاء، و يؤخر منه ما يشاء، و يثبت ما يشاء».
3] 9065/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن عبد الله بن سنان قال:1»2» لما قدم أبو عبد الله (عليه السلام) علي أبي العباس، و هو بين الحيرة« و الكوفة« و معه إبن شبرمة القاضي، فقال له: إلي أين يا أبا عبد الله! فقال: «أردتك» فقال: قد قصر الله خطاك. قال: فمضي معه.
فقال له إبن شبرمة: ما تقول يا أبا عبد الله، في شيء سألني عنه الأمير، فلم يكن عندي فيه شيء! فقال: «و ما هو!» قال: سألني عن أول كتاب كتب في الإرض. فقال: «نعم، إن الله عز و جل عرض علي آدم (عليه السلام) ذريته عرض العين في صور الذر، نبيا فنبيا، و ملكا فملكا، و مؤمنا فمؤمنا، و كافرا فكافرا، فلما انتهي إلي داود (عليه السلام)، قال: من هذا ألذي نبأته و كرمته و فصرت عمره!- قال- فأوحي الله عز و جل إليه: هذا ابنك داود، عمره أربعون سنة، و إني قد كتبت الآجال و قسمت الأرزاق، و أنا أمحو ما أشاء و اثبت و عندي أم الكتاب، فإن جعلت له شيئا من عمرك، ألحقته له. قال: يا رب، قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة،- قال- فقال الله عز و جل لجبرئيل و ميكائيل و ملك الموت: اكتبوا عليه كتابا فإنه سينسي- قال- فكتبوا عليه كتابا و ختموه بأجنحتهم من طينة عليين».
قال: «فلما حضرت آدم الوفاة، أتاه ملك الموت، فقال آدم: يا ملك الموت، ما جاء بك! قال: جئت لأقبض روحك. قال: قد بقي من عمري ستون سنة، فقال: إنك جعلتها لا بنك داود- قال- و نزل عليه جبرئيل، و أخرج له الكتاب» فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «فمن أجل ذلک، إذا اخرج الصك علي المديون ذل المديون، فقبض روحه».
4] 0165/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل (رحمه الله)، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «إن الله عز و جل، عرض علي آدم أسماء الأنبياء و أعمارهم- قال- فمر بآدم اسم داود النبي، فإذا عمره في العالم أربعون سنة، فقال آدم (عليه السلام): يا رب، ما أقل عمر داود و ما أكثر عمري؟ يا رب، إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة، أثبت ذلک له! قال: نعم يا آدم. قال: فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة، فأنفذ ذلک له، و أثبتها له عندك و اطرحها من عمري».
-----------------------------------
2- الكافي 1: 114/ 6. 3- الكافي 7: 378/ 1. [.....] 4- علل الشرائع: 553/ 1.
(1) الحيرة: مدينة كانت علي ثلاثة أميال من الكوفة. «معجم البلدان 2: 328».
(2) في المصدر: و هو بالحيرة، خرج يوما يريد عيسي بن موسي فاستقبله بين الحيرة و الكوفة.
صفحه : 266
اللهقال أبو جعفر (عليه السلام): «فأثبت الله عز و جل لداود في عمره ثلاثين سنة، و كانت له عند الله مثبتة، و ذلک قول الله عز و جل: يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ}
- قال- فمحا الله ما کان عنده مثبتا لآدم، و أثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا».
قال: «فمضي عمر آدم، فهبط عليه ملك الموت ليقبض روحه، فقال له آدم: يا ملك الموت، إنه قد بقي من عمري ثلاثون سنة. فقال له ملك الموت: يا آدم، ألم تجعلها لا بنك داود النبي، و طرحتها من عمرك حين عرض عليك أسماء الأنبياء من ذريتك، و عرضت عليك أعمارهم، و أنت يومئذ بوادي الروحاء!- قال- فقال له آدم: ما أذكر هذا- قال- فقال له ملك الموت: يا آدم، لا تجحد، ألم تسأل الله عز و جل أن يثبتها لداود، و يمحوها من عمرك، فأثبتها لداود في الزبور و محاها من عمرك في الذكر! قال آدم: حتي أعلم ذلک».
قال أبو جعفر (عليه السلام): «و کان آدم صادقا، لم يذكر و لم يجحد، فمن ذلک اليوم أمر الله تبارك و تعالي العباد، أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا و تعاملوا إلي أجل مسمي، لنسيان آدم و جحوده ما جعل علي نفسه».
5] 1165/[- علي بن إبراهيم: قال حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا كانت ليلة القدر، نزلت الملائكة و الروح و الكتبة إلي سماء الدنيا، فيكتبون ما يکون من قضاء الله تبارك و تعالي في تلك السنة، فإذا أراد الله أن يقدم أو يؤخر أو ينقص شيئا أو يزيده، أمر الملك أن يمحو ما يشاء، ثم أثبت ألذي أراد».
قلت: و کل شيء عنده بمقدار مثبت في كتابه! قال: «نعم».
قلت: فأي شيء يکون بعد! قال: «سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما يشاء، تبارك الله و تعالي».
6] 2165/[- الشيخ في (أماليه): عن شيخه (رحمه الله)، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، قال: سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن ليلة القدر، فقال:
1» «تنزل فيها الملائكة و الروح و الكتبة إلي سماء الدنيا، فيكتبون ما هو كائن في أمر السنة، و ما يصيب العباد فيها، و أمر موقوف لله تعالي فيه« المشيئة، يقدم فيه ما يشاء، و يؤخر ما يشاء، و هو قوله تعالي: يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
».
7] 3165/[- و عنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسي الهاشمي بسر من رأي، قال: حدثني أبي عبد الصمد بن موسي، قال: حدثني عمي عبد الوهاب بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه محمّد بن إبراهيم، قال: بعث أبو جعفر المنصور إلي أبي عبد الله جعفر بن محمّد
-----------------------------------
5- تفسير القمّي 1: 366. 6- الأمالي 1: 59. 7- الأمالي 2: 94.
(1) في المصدر: منه.
صفحه : 267
اللهالصادق (عليهما السلام)، و أمر بفرش فطرحت إلي جانبه، فأجلسه عليها، ثم قال: علي بمحمد، علي بالمهدي. يقول ذلک مرارا، فقيل له: الساعة يأتي يا أمير المؤمنين، ما يحبسه إلا أنه يتبخر. فما لبث أن وافي، و قد سبقته رائحته، فأقبل المنصور علي جعفر (عليه السلام)، فقال: يا أبا عبد الله، حديث حدثنيه في صلة الرحم، اذكره يسمعه المهدي.}
قال: «نعم، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إن الرجل ليصل رحمه و قد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصيرها الله عز و جل ثلاثين سنة، و يقطعها و قد بقي من عمره ثلاثون سنة، فيصيرها الله عز و جل ثلاث سنين، ثم تلا (عليه السلام): يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
» الآية.
قال: هذا حسن- يا أبا عبد الله- و ليس إياه أردت، قال أبو عبد الله: «نعم، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): صلة الرحم تعمر الديار، و تزيد في الأعمار، و إن کان أهلها غير أخيار».
قال: هذا حسن يا أبا عبد الله، و ليس هذا أردت، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «نعم، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): صلة الرحم تهون الحساب، و تقي ميتة السوء» قال المنصور: نعم إياه أردت.
8] 4165/[- العياشي: عن علي بن عبد الله بن مروان، عن أيوب بن نوح، قال: قال لي أبو الحسن العسكري (عليه السلام)- و أنا واقف بين يديه بالمدينة- ابتداء من غير مسألة: « يا أيوب، إنه ما نبأ الله من نبي إلا بعد أن يأخذ عليه ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله، و خلع الأنداد من دون الله، و أن لله المشيئة يقدم ما يشاء، و يؤخر ما يشاء، أما إنه إذا جري الاختلاف بينهم، لم يزل الاختلاف بينهم إلي أن يقوم صاحب الأمر».
9] 5165/[- عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «ما بعث الله نبيا حتي يأخذ عليه ثلاث خلال: الإقرار لله بالعبودية، و خلع الأنداد، و أن الله يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء».
10] 6165/[- عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن ليلة القدر. فقال: «ينزل فيها الملائكة و الكتبة، إلي السماء الدنيا فيكتبون ما يکون من أمر السنة، و ما يصيب العباد، و أمر عنده موقوف، له فيه المشيئة، فيقدم منه ما يشاء، و يؤخر ما يشاء، و يمحو و يثبت، و عنده أم الكتاب».
11] 7165/[- عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: کان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: «لو لا آية في كتاب الله، لحدثتكم بما يکون إلي يوم القيامة».
فقلت له: أية آية! فقال: «قول الله: يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
».
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 215/ 56. 9- تفسير العيّاشي 2: 215/ 57. 10- تفسير العيّاشي 2: 215/ 58. 11- تفسير العيّاشي 215/ 59.
صفحه : 268
12] 8165/[- عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
.
قال: «هل يثبت إلا ما لم يكن، و هل يمحو إلا ما کان».
13] 9165/[- عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن الله لم يدع شيئا کان أو يکون إلا كتبه في كتاب، فهو موضوع بين يديه ينظر إليه، فما شاء منه قدم، و ما شاء منه أخر، و ما شاء منه محا، و ما شاء منه کان، و ما لم يشأ لم يكن».
14] 0265/[- عن حمران، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
!
فقال: « يا حمران، إنه إذا کان ليلة لقدر، و نزلت الملائكة الكتبة إلي السماء الدنيا، فيكتبون ما يقضي في تلك السنة من أمر، فإذا أراد الله أن يقدم شيئا أو يؤخره، أو ينقص منه أو يزيد، أمر الملك فمحا ما يشاء، ثم أثبت ألذي أراد».
قال: فقلت له عند ذلک: فكل شيء يکون فهو عند الله في كتاب! قال: «نعم».
قلت: فيكون كذا و كذا، ثم كذا و كذا حتي ينتهي إلي آخره! قال: «نعم».
قلت: فأي شيء يکون بيده بعد! قال: «سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما شاء، تبارك الله و تعالي».
15] 1265/[- عن الفضيل، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «العلم علمان: علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه، و علم عنده مخزون، لم يطلع عليه أحد، يحدث فيه ما يشاء».
16] 2265/[- عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله تبارك و تعالي كتب كتابا فيه ما کان و ما هو كائن، فوضعه بين يديه، فما شاء منه قدم، و ما شاء منه آخر، و ما شاء منه محا، و ما شاء منه أثبت، و ما شاء منه کان، و ما لم يشأ لم يكن».
17] 3265/[- عن الفضيل، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «من الأمور أمور محتومة كائنة لا محالة، و من الأمور امور موقوفة عند الله، يقدم فيها ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت منها ما يشاء، لم يطلع علي ذلک أحدا- يعني الموقوفة- فأما ما جاءت به الرسل، فهي كائنة، لا يكذب نفسه و لا نبيه و لا ملائكته».
-----------------------------------
12- تفسير العيّاشي 215/ 60. 13- تفسير العيّاشي 215/ 61. 14- تفسير العيّاشي 216/ 62. [.....] 15- تفسير العيّاشي 216/ 63. 16- تفسير العيّاشي 216/ 64. 17- تفسير العيّاشي 217/ 65.
صفحه : 269
18] 4265/[- عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو جعفر و أبو عبد الله (عليهما السلام): « يا أبا حمزة، إن حدثناك بأمر أنه يجيء من ها هنا فجاء من ها هنا، فإن الله يصنع ما يشاء، و إن حدثناك اليوم بحديث، و حدثناك غدا بخلافه، فإن الله يمحو ما يشاء و يثبت».
19] 5265/[- عن حماد بن عيسي، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:1» «العلم علمان: فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه و علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه، فما علم ملائكته [و رسله]« فإنه سيكون، لا يكذب نفسه و لا ملائكته و لا رسله، علم عنده مخزون، يقدم فيه ما يشاء، و يؤخر ما يشاء، و يمحو ما يشاء، و يثبت ما يشاء».
20] 6265/[- عن عمرو بن الحمق، قال: دخلت علي أمير المؤمنين (عليه السلام) حين ضرب علي قرنه، فقال لي:
« يا عمرو، إني مفارقكم»، ثم قال: «سنة إلي السبعين فيها بلاء» قالها ثلاثا.
فقلت فهل بعد البلاء رخاء! فلم يجبني، و اغمني عليه، فبكت ام كلثوم فأفاق فقال: يا ام كلثوم لا تؤذيني، فانك لو قد ترين ما اري لم تبكي، ان الملائكة في السماوات السبع بعضهم خلف بعض و النبيين خلفهم و هذا محمّد (صلي الله عليه و آله) أخذ بيدي، يقول: انطلق يا علي فما امامك خير لك مما أنت فيه فقلت: بأبي أنت و أمي، قلت لي: إلي السبعين بلاء، فهل بعد السبعين رخاء! فقال: «نعم يا عمرو، و إن بعد البلاء رخاء و يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
».
21] 7265/[- قال أبو حمزة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن عليا کان يقول: «إلي السبعين بلاء، و بعد السبعين رخاء» و قد مضت السبعون و لم يروا رخاء!
فقال لي أبو جعفر (عليه السلام): « يا ثابت، إن الله کان قد وقت هذا الأمر في السبعين، فلما قتل الحسين (صلوات الله عليه)، اشتد غضب الله علي أهل الإرض، فأخره إلي أربعين و مائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث و كشفتم قناع الستر، فأخره الله و لم يجعل لذلك عندنا وقتا» ثم قال: يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
.
22] 8265/[- عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن الله إذا أراد فناء قوم، أمر الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يريد من النقصان، فإذا أراد الله بقاء قوم، أمر الفلك فأبطأ الدور بهم، فكان ما يريد من الزيادة، فلا تنكروا، فإن الله يمحو ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب».
-----------------------------------
18- تفسير العيّاشي 217/ 66. 19- تفسير العيّاشي 217/ 67. 20- تفسير العيّاشي 217/ 68. 21- تفسير العيّاشي 218/ 69. 22- تفسير العيّاشي 218/ 70.
(1) من الكافي 1: 114/ 6، و قد تقدّمت الرواية في الحديث (2) من تفسير هذه الآيات.
صفحه : 270
23] 9265/[- عن إبن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن الله يقدم ما يشاء، و يؤخر ما يشاء، و يمحو ما يشاء، و يثبت ما يشاء، و عنده ام الكتاب،- و قال- لكل أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه، و ليس شيء يبدو له إلا و قد کان في علمه، إن الله لا يبدو له من جهل».
24] 0365/[- عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن الله تبارك و تعالي أهبط إلي الإرض ظللا من الملائكة علي آدم (عليه السلام) و هو بواد يقال له الروحاء، و هو واد بين الطائف و مكة- قال- فمسح علي ظهر آدم ثم صرخ بذريته و هم ذر- قال- فخرجوا کما يخرج النحل من كورها، فاجتمعوا علي شفير الوادي. فقال الله تعالي لآدم (عليه السلام): انظر ما ذا تري! فقال آدم (عليه السلام): ذرا كثيرا علي شفير الوادي. فقال الله: يا آدم، هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لأخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية، و لمحمد بالنبوة، کما أخذت عليهم في السماء.
قال آدم (عليه السلام): يا رب، و كيف وسعتهم ظهري! قال الله تعالي: يا آدم، بلطف صنعي و نافذ قدرتي. قال آدم: يا رب، فما تريد منهم في الميثاق! فقال الله: أن لا يشركوا بي شيئا. قال آدم: فمن أطاعك منهم يا رب، فما جزاؤه! قال الله: اسكنه جنتي، قال آدم: فمن عصاك فما جزاؤه! قال: اسكنه ناري. قال آدم: يا رب، لقد عدلت فيهم، و ليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم».
قال أبو جعفر (عليه السلام): «ثم عرض الله علي آدم أسماء الأنبياء، و أعمارهم- قال- فمر آدم باسم داود النبي (عليه السلام)، فإذا عمره أربعون سنة، فقال: يا رب، ما أقل عمر داود و أكثر عمري؟ يا رب، إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة، أ ينفذ ذلک له. قال: نعم يا آدم. قال: فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة فأنفذ ذلک له، و أثبتها له عندك، و اطرحها من عمري».
قال: «فأثبت الله لداود من عمره ثلاثين سنة، و لم تكن له عند الله مثبتة، و محا من عمر آدم ثلاثين سنة، و كانت له عند الله مثبتة». فقال أبو جعفر (عليه السلام): «فذلك قول الله: يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
- قال- فمحا الله ما کان عنده مثبتا لآدم، و أثبت لداود (عليه السلام) ما لم يكن عنده مثبتا».
قال: «فلما دنا عمر آدم (عليه السلام)، هبط عليه ملك الموت (عليه السلام) ليقبض روحه، فقال له آدم (عليه السلام): يا ملك الموت، قد بقي من عمري ثلاثون سنة.
فقال له ملك الموت: أ لم تجعلها لابنك داود النبي، و طرحتها من عمرك حيث عرض الله عليك أسماء الأنبياء من ذريتك، و عرض عليك أعمارهم، و أنت يومئذ بوادي الروحاء! فقال آدم: يا ملك الموت، ما أذكر هذا.
فقال له ملك الموت: يا آدم، لا تجهل، أ لم تسأل الله أن يثبتها لداود و يمحوها من عمرك، فأثبتها لداود في الزبور، و محاها من عمرك من الذكر!- قال- فقال آدم: فأحضر الكتاب حتي أعلم ذلک».
قال أبو جعفر (عليه السلام): «و کان آدم صادقا، لم يذكر و لم يجحد». قال أبو جعفر (عليه السلام): «فمن ذلک اليوم،
-----------------------------------
23- تفسير العيّاشي 218/ 71. 24- تفسير العيّاشي 218/ 73.
صفحه : 271
اللهأمر الله العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا و تعاملوا إلي أجل مسمي، لنسيان آدم و جحوده ما جعل علي نفسه».}
25] 1365/[- عن عمار بن موسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) سئل عن قول الله: يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
.
قال: «إن ذلک الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء و يثبت، فمن ذلک ألذي يرد الدعاء القضاء، و ذلک الدعاء مكتوب عليه: ألذي يرد به القضاء، حتي إذا صار إلي أم الكتاب، لم يغن الدعاء فيه شيئا».
26] 2365/[- عن الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إن المرء ليصل رحمه و ما بقي من عمره إلا ثلاث سنين فيمدها الله إلي ثلاث و ثلاثين سنة، و إن المرء ليقطع رحمه و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة، فيقصرها الله ثلاث سنين أو أدني» قال الحسين: و کان جعفر (عليه السلام) يتلو هذه الآية يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
.
27] 3365/[- صاحب (الثاقب في المناقب) عن أبي هاشم الجعفري، قال: سأل محمّد بن صالح الأرضي أبا محمّد، يعني الحسن العسكري (عليه السلام) عن قول الله: يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الكِتابِ
.
فقال (عليه السلام): «هل يمحو إلا ما کان، و هل يثبت إلا ما لم يكن!؟».
فقلت في نفسي: هذا خلاف قول هشام، إنه لا يعلم بالشيء حتي يکون. فنظر إلي أبو محمّد (عليه السلام)، و قال: «الله تعالي، الجبار، العالم بالأشياء قبل كونها، الخالق إذ لا مخلوق، و الرب إذ لا مربوب، و القادر قبل المقدور عليه»، فقلت: أشهد أنك حجة الله، و وليه بقسط، و أنك علي منهاج أمير المؤمنين (عليه السلام).
قوله تعالي:
أَ وَ لَم يَرَوا أَنّا نَأتِي الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها- إلي قوله تعالي- وَ سَيَعلَمُ الكُفّارُ لِمَن عُقبَي الدّارِ [41- 42]
1] 4365/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن علي، عمن ذكره، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «کان علي بن الحسين (عليهما السلام)، يقول: إنه يسخي نفسي في سرعة الموت أو القتل فينا، قول الله عز و جل: أَ وَ لَم يَرَوا أَنّا نَأتِي الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها
و هو فقد«1» العلماء».
-----------------------------------
25- تفسير العيّاشي 220/ 74. 26- تفسير العيّاشي 220/ 75. 27- الثاقب في المناقب: 566/ 507. [.....] 1- الكافي 1: 30/ 6.
(1) في المصدر و هو: ذهاب.
صفحه : 272
2] 5365/[- الطبرسي: عن أبي عبد الله (عليه السلام): «ننقصها بذهاب علمائها و فقهائها و خيار أهلها».
5636/[3]- إبن شهر آشوب: عن تفسير وكيع، و سفيان، و السدي، و أبي صالح، أن عبد الله بن عمر قرأ قوله تعالي: أَ وَ لَم يَرَوا أَنّا نَأتِي الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها يوم قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، و قال: يا أمير المؤمنين، لقد كنت الطرف الأكبر في العلم، اليوم نقص علم الإسلام، و مضي ركن الإيمان.
5637/[4]- الزعفراني، عن المزني، عن الشافعي، عن مالك، السدي، عن أبي صالح، قال: لما قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال إبن عباس: هذا اليوم نقص«1» العلم من أرض المدينة. ثم قال: إن نقصان الإرض، نقصان علمائها و خيار أهلها، إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال، و لكنه يقبض العلم بقبض العلماء، حتي إذا لم يبق عالم، اتخذ النّاس رؤساء جهالا، فيسألوا فيفتوا بغير علم، فضلوا و أضلوا.
5] 8365/[- إبن بابويه في (الفقيه) مرسلا: عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله عز و جل: أَ وَ لَم يَرَوا أَنّا نَأتِي الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها
فقال: «فقد العلماء».
5639/[6]- علي بن إبراهيم: في معني الآية، قال: موت علمائها. و قال: قوله: وَ اللّهُ يَحكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِ أي لا مدافع«2». و قوله وَ قَد مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلِلّهِ المَكرُ جَمِيعاً قال: المكر من الله هو العذاب وَ سَيَعلَمُ الكُفّارُ لِمَن عُقبَي الدّارِ أي ثواب القيامة.
قوله تعالي:
وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَستَ مُرسَلًا قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ [43]
1] 0465/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسن، عمن ذكره، جميعا عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن بريد بن معاوية، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
-----------------------------------
2- مجمع البيان 6: 461. 3- المناقب 3: 308. 4- المناقب 3: 308. 5- من لا يحضره الفقيه 1: 118/ 560. 6- تفسير القمي 1: 367. 1- الكافي 1: 179/ 6.
(1) في المصدر: هذا نقص الفقه و.
(2) في المصدر: لا مانع.
صفحه : 273
اللهقُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ}
، قال: «إيانا عني، و علي (عليه السلام) أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي (صلي الله عليه و آله)».
2] 1465/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن عباد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير قال: كنت أنا و أبو بصير و يحيي البزاز و داود بن كثير في مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) إذ خرج إلينا و هو مغضب، فلما أخذ مجلسه قال: « يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب؟ ما يعلم الغيب إلا الله عز و جل، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني، فما علمت في أي بيوت الدار هي».
قال سدير: فلما أن قام من مجلسه و صار في منزله، دخلت أنا أبو بصير و ميسر، و قلنا له: جعلنا فداك، سمعناك و أنت تقول كذا و كذا في أمر جاريتك، و نحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا، و لا ننسبك إلي علم الغيب؟ قال:
فقال: « يا سدير، أما تقرأ القرآن!» قلت: بلي. قال: «فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز و جل «قالَ الَّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدَّ إِلَيكَ طَرفُكَ
«1»» قال: قلت: جعلت فداك، قد قرأته. قال: «فهل عرفت الرجل، و هل علمت ما کان عنده من علم الكتاب!» قال: قلت: أخبرني به، قال: «قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر، فما يکون ذلک من علم الكتاب!» قال: قلت: جعلت فداك، ما أقل هذا؟ فقال: « يا سدير، ما أكثر هذا أن ينسبه الله عز و جل إلي العلم ألذي أخبرك به؟ يا سدير، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز و جل أيضا:
قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
»! قال: قلت: قد قرأته، جعلت فداك، قال: «أ فمن عنده علم الكتاب كله أفهم، أم من عنده علم الكتاب بعضه!». قلت: لا، بل من عنده علم الكتاب كله، فأومأ بيده إلي صدره، و قال: «علم الكتاب و الله كله عندنا، علم الكتاب و الله كله عندنا».
و روي هذا الحديث الصفار: في (بصائر الدرجات) بتغيير يسير بزيادة و نقصان«2».
3] 2465/[- علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ألذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين (عليه السلام)».
و سئل عن ألذي عنده علم من الكتاب أعلم، أم ألذي عنده علم الكتاب! فقال: «ما کان علم ألذي عنده علم من الكتاب عند ألذي عنده علم الكتاب، إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر. و قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا إن العلم ألذي هبط به آدم (عليه السلام) من السماء إلي الإرض، و جميع ما فضلت به النبيون إلي خاتم النبيين، في عترة خاتم النبيين (صلي الله عليه و آله)».
4] 3465/[- محمّد بن الحسن الصفار: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن
-----------------------------------
2- الكافي 1: 200/ 3. 3- تفسير القمّي 1: 367. 4- بصائر الدرجات: 232/ 1.
(1) النمل 27: 40. [.....]
(2) بصائر الدرجات: 233/ 3.
صفحه : 274
اللهعليبكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كنت عنده فذكروا سليمان و ما أعطي من العلم، و ما اوتي من الملك، فقال لي:
«و ما اعطي سليمان بن داود! إنما کان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم، و صاحبكم ألذي قال الله: قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
کان و الله عند علي (عليه السلام) علم الكتاب».
فقلت: صدقت و الله، جعلت فداك.
5] 4465/[- و عنه: عن أحمد بن موسي، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قالَ الَّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدَّ إِلَيكَ طَرفُكَ
«1» قال:
ففرج أبو عبد الله (عليه السلام) بين أصابعه، فوضعها علي صدره، ثم قال: «و الله عندنا علم الكتاب كله».
6] 5465/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول في قول الله تبارك و تعالي: وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
.
قال: «ألذي عنده علم الكتاب هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
7] 6465/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جابر، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) في هذه الآية قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
.
قال: «هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
8] 7465/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين، و يعقوب بن يزيد، عن إبن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن بريد إبن معاوية، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
.
9] 8465/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن بعض أصحابنا، قال: كنت مع أبي جعفر (عليه السلام) في المسجد أحدثه، إذ مر بعض ولد عبد الله بن سلام، فقلت: جعلت فداك، هذا إبن ألذي يقول النّاس: عنده علم الكتاب.
فقال: «لا، إنما ذاك علي بن أبي طالب (عليه السلام) نزلت فيه خمس آيات، إحداها: قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
».
-----------------------------------
5- بصائر الدرجات: 232/ 2. 6- بصائر الدرجات: 236/ 19. 7- بصائر الدرجات: 233/ 4. 8- بصائر الدرجات: 234/ 12. 9- بصائر الدرجات: 234/ 11.
(1) النمل 27: 40.
صفحه : 275
10] 9465/[- و عنه: عن عبد الله، بن محمّد، عمن رواه، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن محمّد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز و جل: قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
.
قال: «نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، إنه عالم هذه الامة بعد النبي (صلي الله عليه و آله)».
11] 0565/[- و عنه: عن أبي الفضل العلوي، قال: حدثني سعيد بن عيسي الكريزي البصري، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن شريك بن عبد الله، عن عبد الأعلي الثعلبي، عن أبي تمام، عن سلمان الفارسي (رحمه الله)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله تبارك و تعالي: قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
.
1» فقال: «أنا هو ألذي عنده علم الكتاب». و قد صدقه الله و أعطاه الوسيلة في الوصية، فلا تخلي أمته« من وسيلة إليه و إلي الله، فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ ابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ
«2».
12] 1565/[- إبن بابويه: قال: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، قال:
حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن القاسم بن يحيي، عن جده الحسن بن راشد، عن عمرو بن مغلس، عن خلف، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سألت رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن قول الله جل ثناؤه:
قالَ الَّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ
«3» قال: «ذاك وصي أخي سليمان بن داود».
فقلت له: يا رسول الله، فقول الله عز و جل: قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
قال: «ذاك أخي علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
13] 2565/[- العياشي: عن بريد بن معاوية العجلي، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
.
قال: «إيانا عني، و علي أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي (صلي الله عليه و آله)».
14] 3565/[- عن عبد الله بن عطاء، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) هذا إبن عبد الله بن سلام، يزعم أن أباه ألذي يقول الله: قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
! قال: «كذب، هو علي بن أبي
-----------------------------------
10- بصائر الدرجات: 236/ 18. 11- بصائر الدرجات: 236/ 21. 12- أمالي الصدوق: 453/ 3. 13- تفسير العيّاشي 2: 220/ 76. 14- تفسير العيّاشي 2: 220/ 77.
(1) في المصدر: امّة.
(2) المائدة 5: 35. [.....]
(3) النمل 27: 40.
صفحه : 276
اللهطالب (عليه السلام)».}
15] 4565/[- عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
.
فقال: «نزلت في علي (عليه السلام) بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و في الأئمة بعده، و علي (عليه السلام) عنده علم الكتاب».
16] 5565/[- و عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
.
قال: «نزلت في علي (عليه السلام)، إنه عالم هذه الامة بعد النبي (صلي الله عليه و آله)».
17] 6565/[- إبن الفارسي في (الروضة)، قال: قال الباقر (عليه السلام): «وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
علي بن أبي طالب (عليه السلام) عنده علم الكتاب، الأول و الآخر».
18] 7565/[- الطبرسي في كتاب (الاحتجاج): روي عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن الوليد السمان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «ما تقول النّاس في اولي العزم، و عن صاحبكم!» يعني أمير المؤمنين (عليه السلام). قال:
قلت: ما يقدمون علي اولي العزم أحدا.
قال: فقال: «إن الله تبارك و تعالي قال عن موسي: وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلِّ شَيءٍ مَوعِظَةً
«1» و لم يقل:
کل شيء. و قال عن عيسي: وَ لِأُبَيِّنَ لَكُم بَعضَ الَّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِ
«2» و لم يقل: کل ألذي تختلفون، و قال عن صاحبكم- يعني أمير المؤمنين (عليه السلام)-: قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ و قال الله عز و جل: وَ لا رَطبٍ وَ لا يابِسٍ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ«3» و علم هذا الكتاب عنده».
19] 8565/[- إبن شهر آشوب: عن محمّد بن مسلم، و أبي حمزة الثمالي، و جابر بن يزيد، عن الباقر (عليه السلام)، و علي بن فضال و الفضيل بن يسار، و أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام)، و أحمد بن عمر الحلبي، و محمّد بن الفضيل، عن الرضا (عليه السلام)، و قد روي عن موسي بن جعفر ، و عن زيد بن علي (عليهم السلام)، و عن محمّد بن الحنفية، و عن سلمان الفارسي، و عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنهم) و عن إسماعيل السدي: أنهم قالوا في قوله تعالي: قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بَينِي وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
: «هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
-----------------------------------
15- تفسير العيّاشي 2: 221/ 78. 16- تفسير العيّاشي 2: 221/ 79. 17- روضة الواعظين: 105. 18- الاحتجاج: 375. 19- المناقب 2: 29.
(1) الأعراف 7: 145.
(2) الزخرف 43: 63.
(3) الأنعام 6: 59.
صفحه : 277
20] 9565/[- و الثعلبي في (تفسيره) بإسناده عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن إبن عباس، و روي عن عبد الله بن عطاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، أنه قيل لهما، زعموا أن ألذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام!
قال: «لا، ذلک علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
21] 0665/[- و روي أنه سئل سعيد بن جبير وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
عبد الله بن سلام! قال: لا، و كيف و هذه السورة مكية!
5661/[22]- و قد روي عن إبن عباس: لا و الله، ما هو إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لقد کان عالما بالتفسير و التأويل و الناسخ و المنسوخ و الحلال و الحرام.
5662/[23]- و روي عن إبن الحنفية: أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عنده علم الكتاب، الأول و الآخر، رواه النطنزي في (الخصائص).
5663/[24]- و من طريق المخالفين: ما رواه الثعلبي بطريقين في معني وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ أنه علي إبن أبي طالب (عليه السلام)».
25] 4665/[- و ما رواه الفقيه إبن المغازلي الشافعي بإسناده، عن علي بن عابس، قال: دخلت أنا و أبو مريم علي عبد الله بن عطاء، قال أبو مريم: حدث عليا بالحديث ألذي حدثتني عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) جالسا إذ مر عليه إبن عبد الله بن سلام، قلت: جعلني الله فداك، هذا إبن ألذي عنده علم الكتاب! قال: «لا، و لكنه صاحبكم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ألذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز و جل وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ
، أَ فَمَن كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِن رَبِّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُ«1»، إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ«2» الآية.
-----------------------------------
20- المناقب 2: 29، شواهد التنزيل 1: 308/ 425. 21- المناقب 2: 29، شواهد التنزيل 1: 310/ 427، ينابيع المودّة: 104. 22- المناقب 2: 29. 23- المناقب 2: 29. 24- المناقب 2: 29، و نحوه في النور المشتعل: 125، و خصائص الوحي المبين: 210/ 158 و 159، و العمدة: 291/ 477. [.....] 25- المناقب: 314.
(1) هود 11: 17.
(2) المائدة 5: 55.
صفحه : 279
قوله تعالي:
وَ فَرِحُوا بِالحَياةِ الدُّنيا وَ مَا الحَياةُ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا مَتاعٌ [26]
1] [- الطبرسي في (مكارم الأخلاق) عن عبد الله بن مسعود- في حديث طويل- عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنه قال له: « يا إبن مسعود: ما ينفع من يتنعم في الدنيا إذا أخلد في النار يَعلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدُّنيا وَ هُم عَنِ الآخِرَةِ هُم غافِلُونَ
«1» يبنون الدور و يشيدون القصور، و يزخرفون المساجد، ليست همتهم إلا الدنيا، عاكفون عليها، معتمدون فيها، آلهتهم بطونهم، قال الله تعالي: وَ تَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُم تَخلُدُونَ وَ إِذا بَطَشتُم بَطَشتُم جَبّارِينَ فَاتَّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُونِ«2». و قال الله تعالي: أَ فَرَأَيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلي عِلمٍ وَ خَتَمَ عَلي سَمعِهِ وَ قَلبِهِ إلي قوله: أَ فَلا تَذَكَّرُونَ«3» و ما هو إلا منافق، جعل دينه هواه و إلهه بطنه، کل ما اشتهي من الحلال و الحرام لم يمتنع منه، قال الله تعالي: وَ فَرِحُوا بِالحَياةِ الدُّنيا وَ مَا الحَياةُ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا مَتاعٌ».
قوله تعالي:
كَذلِكَ أَرسَلناكَ فِي أُمَّةٍ- إلي قوله تعالي- بِالرَّحمنِ [30]
2] [- الطبرسي في (مجمع البيان): عن قتادة و مقاتل و إبن جريج ، في قوله تعالي: كَذلِكَ أَرسَلناكَ فِي أُمَّةٍ ...
-----------------------------------
1- مكارم الآخلاق: 449. 2- مجمع البيان 6: 450.
(1) الروم 30: 7.
(2) الشعراء 26: 129- 131.
(3) الجاثية 45: 23.
صفحه : 280
اللهنزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصلح فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام): «اكتب:}
بسم الله الرحمن الرحيم». فقال: سهيل بن عمرو و المشركون: ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة- يعنون مسيلمة الكذاب- اكتب: باسمك اللهم. و هكذا کان أهل الجاهلية يكتبون.
ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «اكتب هذا ما صالح عليه محمّد رسول الله». فقال مشركو قريش: لئن كنت رسول الله ثم قاتلناك و صددناك لقد ظلمناك، و لكن اكتب: هذا ما صالح محمّد بن عبد الله. فقال اصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله): دعنا نقاتلهم. قال: «لا، و لكن اكتبوا کما يريدون» فأنزل الله عز و جل كَذلِكَ أَرسَلناكَ فِي أُمَّةٍ
الآية.
و
عن إبن عباس: انها نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي (صلي الله عليه و آله): اسجدوا للرحمن قالوا: و ما الرحمن؟.
صفحه : 281
صفحه : 283
1] 5665/[- إبن بابويه: بإسناده عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: «من قرا سورة ابراهيم و الحجر في ركعتين جميعا في کل جمعة، لم يصبه فقر ابدا، و لا جنون و لا بلوي».
2] 6665/[- العياشي: عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من قرا سورة ابراهيم و الحجر في ركعتين جميعا في کل جمعة، لم يصبه فقر ابدا، و لا جنون، و لا بلوي».
3] 7665/[- و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) انه قال: «من قرا هذه السورة اعطي من الحسنات بعدد من عبد الأصنام، و عدد من لم يعبدها، و من كتبها في خرقة بيضاء و علقها علي طفل، امن عليه من البكاء و الفزع، و مما يصيب الصبيان».
4] 8665/[- و قال الصادق (عليه السلام): «من كتبها علي خرقة بيضاء و جعلها علي عضد طفل صغير، امن من البكاء و الفزع و التوابع، و سهل الله فطامه عليه بإذن الله تعالي».
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 107. 2- تفسير العياشي 2: 222/ 1. 3- ... 4- خواص القرآن: 43 (مخطوط).
صفحه : 285
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ الر كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ لِتُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ- الي قوله تعالي- وَ وَيلٌ لِلكافِرِينَ مِن عَذابٍ شَدِيدٍ [1- 2] 5669/[1]- قال علي بن ابراهيم: في قوله تعالي: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ الر كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ يا محمّد لِتُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ بِإِذنِ رَبِّهِم يعني من الكفر الي الإيمان إِلي صِراطِ العَزِيزِ الحَمِيدِ و الصراط: الطريق الواضح، و امامة الأئمة (عليهم السلام).
ثم قال: و قوله: اللّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ وَيلٌ لِلكافِرِينَ مِن عَذابٍ شَدِيدٍ انه محكم.
قوله تعالي:
وَ ما أَرسَلنا مِن رَسُولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُم [4]
2] 0765/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن ابراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا ابو العباس احمد بن إسحاق الماذرائي بالبصرة، قال: حدثنا ابو قلابة عبد الملك بن محمّد، قال: حدثنا غانم بن الحسن السعدي، قال حدثنا مسلم بن خالد المكي، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، قال: «ما انزل الله تبارك و تعالي كتابا و لا وحيا الا بالعربية، و کان يقع في مسامع الأنبياء (عليهم السلام)، بألسنة قومهم، و کان يقع في مسامع نبينا (صلي الله عليه و آله) بالعربية، فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية، فيقع في مسامعهم بلسانهم، و کان احد لا يخاطب رسول
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 367. 2- علل الشرائع: 126/ 8. [.....]
صفحه : 286
اللهالله (صلي الله عليه و آله) بأي لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية، کل ذلک يترجم له جبرئيل (عليه السلام)، تشريفا من الله عز و جل له (صلي الله عليه و آله)».}
قوله تعالي:
وَ ذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ- الي قوله تعالي- صَبّارٍ شَكُورٍ [5]
1] 1765/[- إبن بابويه، قال: حدثنا احمد بن محمّد بن يحيي العطار، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال:
حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن الحسن الميثمي، عن مثني الحناط، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «ايام الله عز و جل ثلاثة: يوم يقوم القائم، و يوم الكرة، و يوم القيامة».
2] 2765/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن مثني الحناط، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: «ايام الله عز و جل ثلاثة: يوم يقوم القائم، و يوم الكرة، و يوم القيامة».
3] 3765/[- سعد بن عبد الله: عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، و يعقوب بن يزيد، عن احمد بن الحسن الميثمي، عن ابان بن عثمان، عن مثني الحناط، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «ايام الله ثلاثة: يوم يقوم القائم، و يوم الكرة، و يوم القيامة».
4] 4765/[- الشيخ في (اماليه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا ابو احمد عبيد الله بن الحسين بن ابراهيم العلوي النصيبي (رحمه الله) ببغداد، قال: سمعت جدي ابراهيم بن علي يحدث، عن أبيه علي بن عبيد الله، قال: حدثني شيخان بران من أهلنا سيدان، عن موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه (عليهم السلام)، و حدثنيه الحسين بن زيد بن علي ذو الدمعة، قال: حدثني عمي عمر بن علي، قال: حدثني اخي محمّد بن علي، عن أبيه، عن جده الحسين (صلي الله عليهم). قال ابو جعفر (عليه السلام):1» «و حدثني عبد الله بن العباس و جابر بن عبد الله الأنصاري، و کان بدريا أحديا شجريا، و ممن محض من اصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله) في مودة امير المؤمنين (عليه السلام)، قالوا: بينا رسول الله (صلي الله عليه و آله) في مسجده في رهط من الصحابة، فيهم: ابو بكر، و ابو عبيدة«، و عمر، و عثمان، و عبد الرحمن، و رجلان من قراء الصحابة، هما: من
-----------------------------------
1- الخصال: 108/ 75، ينابيع المودة: 424. 2- معاني الأخبار: 365/ 1، ينابيع المودة: 424. 3- مختصر بصائر الدرجات: 18، ينابيع المودة: 424. 4- الأمالي 2: 105.
(1) (و أبو عبيدة) ليس في المصدر.
صفحه : 287
اللهالمهاجرين عبد الله بن ام عبد، و من الأنصار أبي بن كعب، و كانا بدريين، فقرا عبد الله من السورة الّتي يذكر فيها لقمان حتي أتي علي هذه الآية: وَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً}
الآية«1»، و قرا أبي من السورة الّتي يذكر فيها ابراهيم (عليه السلام): وَ ذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ قالوا: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): ايام الله نعماؤه و بلاؤه، و هي مثلاته«2» سبحانه.
3» ثم اقبل (صلي الله عليه و آله) علي من شهده من الصحابة، فقال: اني لأتخولكم بالموعظة« تخولا مخالفة السآمة عليكم، و قد اوحي الي ربي جل جلاله ان أذكركم بالنعمة، و أنذركم بما اقتص عليكم من كتابه، و تلا: وَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ
الآية. ثم قال لهم: قولوا الآن قولكم، ما أول نعمة رغبكم الله فيها و بلاكم بها! فخاض القوم جميعا فذكروا نعم الله الّتي أنعم عليهم و احسن إليهم بها، من المعاش و الرياش و الذرية و الأزواج، الي سائر ما بلاهم الله عز و جل به من أنعمه الظاهرة.
فلما امسك القوم اقبل رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي علي (عليه السلام)، فقال: يا أبا الحسن، قل، فقد قال أصحابك. فقال: و كيف لي بالقول- فداك أبي و امي- و انما هدانا الله بك! قال: و مع ذلک فهات. قل ما أول نعمة بلاك الله عز و جل، و أنعم عليك بها! قال: ان خلقني جل ثناؤه و لم أك شيئا مذكورا. قال: صدقت، فما الثانية! قال:
الله احسن بي إذ خلقني فجعلني حيا لا مواتا. قال: صدقت، فما الثالثة! قال: ان انشأني- فله الحمد- في احسن صورة و اعدل تركيب. قال: صدقت، فما الرابعة! قال: ان جعلني متفكرا واعيا لا ابله ساهيا. قال: صدقت، فما الخامسة! قال: ان جعل لي مشاعر أدرك ما ابتغيت بها، و جعل لي سراجا منيرا. قال: صدقت، فما السادسة! قال:
ان هداني لدينه، و لم يضلني عن سبيله. قال: صدقت، فما السابعة! قال: ان جعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها.
قال: صدقت، فما الثامنة! قال: ان جعلني ملكا مالكا لا مملوكا. قال: صدقت، فما التاسعة! قال: ان سخر لي سماءه و ارضه و ما فيهما و ما بينهما من خلقه، قال صدقت، فما العاشرة! قال: ان جعلنا سبحانه ذكرانا قواما علي حلائلنا لا إناثا، قال: صدقت، فما بعد هذا! قال: كثرت نعم الله- يا نبي الله- فطابت، و تلا وَ إِن تَعُدُّوا نِعمَتَ اللّهِ لا تُحصُوها
«4». فتبسم رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و قال: لتهنئك الحكمة، ليهنئك العلم- يا أبا الحسن- و أنت وارث علمي، و المبين لامتي ما اختلفت فيه من بعدي، من أحبك لدينك و أخذ بسبيلك فهو ممن هدي الي صراط مستقيم، و من رغب عن هداك، و أبغضك و تخلاك، لقي الله يوم القيامة لا خلاق له».
5] 5765/[- العياشي: عن ابراهيم بن عمر، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: وَ ذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ
.
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 222/ 2.
(1) لقمان 31: 20.
(2) المثلات: جمع مثلة، بفتح الميم و ضم الفاء: العقوبة. «لسان العرب- مثل- 11: 615».
(3) أتخوّلكم بالموعظة: أي أتعهّدكم. «النهاية 2: 88».
(4) إبراهيم 14: 34، النحل 16: 18.
صفحه : 288
اللهقال: «بآلاء الله» يعني نعمه.}
5676/[6]- و قال علي بن ابراهيم: ايام الله ثلاثة: يوم القائم (صلوات الله عليه)، و يوم الموت، و يوم القيامة.
7] 7765/[- الطبرسي: المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام): «ذكرهم بنعم الله سبحانه في سائر أيامه».
قوله تعالي:
وَ إِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم وَ لَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ [7]
1] 8765/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيي بن المبارك، عن عبد الله إبن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من اعطي الشكر اعطي الزيادة، يقول الله عز و جل:
لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم
».
2] 9765/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن احمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن هشام، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «شكر النعمة: اجتناب المحارم، و تمام الشكر: قول الرجل: الحمد لله رب العالمين».
3] 0865/[- و عنه: عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار، عن رجلين من أصحابنا سمعاه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:1» «ما أنعم الله علي عبد من نعمة فعرفها بقلبه، و حمد الله ظاهرا بلسانه، فتم كلامه بالحمد« حتي امر له بالمزيد».
4] 1865/[- و عنه: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن علي بن عيينة، عن عمر بن يزيد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «شكر کل نعمة- و ان عظمت- ان تحمد الله عز و جل عليها».
5] 2865/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن احمد بن محمّد بن عيسي، عن معمر بن خلاد، قال: سمعت أبا
-----------------------------------
6- تفسير القمّي 1: 367. 7- مجمع البيان 6: 467. 1- الكافي 2: 78/ 8. 2- الكافي 2: 78/ 10. [.....] 3- الكافي 2: 78/ 9. 4- الكافي 2: 78/ 11. 5- الكافي 2: 78/ 13.
(1) (بالحمد) ليس في «س» و المصدر.
صفحه : 289
اللهعليالحسن (عليه السلام) يقول: «من حمد الله علي النعمة فقد شكره، و کان الحمد أفضل من تلك النعمة».
6] 3865/[- و عنه: بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: «ما أنعم الله علي عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال: الحمد لله. إلا أدي شكرها».
7] 4865/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان، قال: خرج أبو عبد الله (عليه السلام) من المسجد، و قد ضاعت دابته، فقال: «لئن ردها الله علي لأشكرن الله حق شكره» قال: «فما لبث أن أتي بها، فقال: «الحمد لله» فقال قائل له: جعلت فداك، أ لست قلت: لأشكرن الله حق شكره!؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «ألم تسمعني قلت: الحمد لله!».
8] 5865/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف إبن عميرة، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هل للشكر حد إذا فعله العبد کان شاكرا! قال: «نعم».
قلت: و ما هو! قال: «يحمد الله علي کل نعمة عليه في أهل و مال، و ان کان فيما أنعم الله عليه في ماله حق أداه، و منه قوله عز و جل: سُبحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ
«1». و منه قوله تعالي: رَبِّ أَنزِلنِي مُنزَلًا مُبارَكاً وَ أَنتَ خَيرُ المُنزِلِينَ«2». و قوله: رَبِّ أَدخِلنِي مُدخَلَ صِدقٍ وَ أَخرِجنِي مُخرَجَ صِدقٍ وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً«3»».
9] 6865/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عز و جل! قال: «الكفر في كتاب الله علي خمسة أوجه». و ذكر الحديث، و قد ذكرناه بتمامه في قوله تعالي: سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ
من سورة البقرة«4».
و
قال في الحديث:5» «الوجه الثالث من وجوه الكفر: كفر النعم، و ذلک قول الله تعالي يحكي قول سليمان (عليه السلام): هذا مِن فَضلِ رَبِّي لِيَبلُوَنِي أَ أَشكُرُ أَم أَكفُرُ وَ مَن شَكَرَ فَإِنَّما يَشكُرُ لِنَفسِهِ وَ مَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ«». و قال: لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم وَ لَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ و قال:
-----------------------------------
6- الكافي 2: 79/ 14. 7- الكافي 2: 79/ 18. 8- الكافي 2: 78/ 12. 9- الكافي 2: 287/ 1.
(1) الزخرف 43: 13.
(2) المؤمنون 23: 29.
(3) الإسراء 17: 80.
(4) تقدم في الحديث (1) من تفسير الآية (6) من سورة البقرة.
(5) النمل 27: 40.
صفحه : 290
اللهفَاذكُرُونِي أَذكُركُم وَ اشكُرُوا لِي وَ لا تَكفُرُونِ}
«1»».
10] 7865/[- الشيخ في (أماليه) قال: حدثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري (رحمه الله)، عن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبري، قال: حدثنا محمّد بن همام، قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني، قال:
حدثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، عن داود بن سرحان، قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه سدير الصيرفي، فسلم و جلس، فقال له: « يا سدير، ما كثر مال رجل قط الا عظمت الحجة لله تعالي عليه، فإن قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا. فقال له: يا بن رسول الله، بماذا! قال: «بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم».
ثم قال: «تلقوا النعم- يا سدير- بحسن مجاورتها، و اشكروا من أنعم عليكم، و أنعموا علي من شكركم، فإنكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله تعالي الزيادة، و من إخوانكم المناصحة». ثم تلا: لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم
.
11] 8865/[- و عنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمّد بن جعفر بن هشام بن بلاس«2» المعدل البغدادي النميري بدمشق، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل بن عليه، قال: حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر محمّد بن علي (صلوات الله عليهما)، قال: «من اعطي الدعاء لم يحرم الإجابة، و من أعطي الشكر لم يمنع الزيادة» و تلا أبو جعفر (عليه السلام): وَ إِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم
.
12] 9865/[- و عنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا حيان بن بشر أبو بشر«3» الأسدي القاضي بالمصيصة«4»، قال: حدثني خالي أبو عكرمة عامر بن عمران الضبي الكوفي، قال: حدثني محمّد بن المفضل بن سلمة الضبي، عن أبيه المفضل بن سلمة، عن مالك بن أعين الجهني، قال: أوصي علي بن الحسين (عليه السلام) بعض ولده، فقال: « يا بني، اشكر الله لما أنعم عليك، و أنعم علي من شكرك، فإنه لا زوال للنعمة إذا شكرت، و لا بقاء لها إذا كفرت، و الشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة الّتي وجب عليه الشكر بها»- و تلا- يعني علي إبن الحسين (عليه السلام)- قول الله تعالي: وَ إِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم
الي آخر الآية.
13] 0965/[- العياشي: عن أبي عمرو المدائني، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «أيما عبد أنعم الله
-----------------------------------
10- الأمالي 1: 309. [.....] 11- الأمالي 2: 67. 12- الأمالي 2: 114. 13- تفسير العيّاشي 2: 222/ 3.
(1) البقرة 2: 152.
(2) في المصدر: ملابس.
(3) في «س، ط»: أبو سرحان بن بشير، و في المصدر: أبو بشر حنان بن بشر. انظر تاريخ بغداد 8: 284.
(4) المصّيصة: مدينة علي شاطئ نهر جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية و بلاد الروم. «معجم البلدان 5: 144».
صفحه : 291
اللهعليه بنعمة فعرفها بقلبه- و في رواية اخري: فأقربها بقلبه- و حمد الله عليها بلسانه، لم ينفد كلامه حتي يأمر الله له بالزيادة- و في رواية أبي إسحاق المدائني: حتي يأذن الله له بالزيادة- و هو قوله: لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم}
».
14] 1965/[- و عن أبي ولاد، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أ رأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله، أ ليس ان شكرناه عليها و حمدناه زادنا، کما قال الله في كتابه: لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنَّكُم
!
فقال: «نعم، من حمد الله علي نعمه و شكره، و علم أن ذلک منه لا من غيره، زاد الله نعمه».
قوله تعالي:
أَ لَم يَأتِكُم نَبَؤُا الَّذِينَ مِن قَبلِكُم قَومِ نُوحٍ- الي قوله تعالي- وَ إِنّا لَفِي شَكٍّ مِمّا تَدعُونَنا إِلَيهِ مُرِيبٍ [9] 5692/[15]- قال علي بن ابراهيم، قوله: أَ لَم يَأتِكُم نَبَؤُا الَّذِينَ مِن قَبلِكُم قَومِ نُوحٍ الي قوله: فَرَدُّوا أَيدِيَهُم فِي أَفواهِهِم يعني في أفواه الأنبياء قالُوا إِنّا كَفَرنا بِما أُرسِلتُم بِهِ وَ إِنّا لَفِي شَكٍّ مِمّا تَدعُونَنا إِلَيهِ مُرِيبٍ.
قوله تعالي:
وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ [12]
16] 3965/[- العياشي: الحسن بن ظريف، عن محمّد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ
قال: «الزارعون».
17] 4965/[- إبن بابويه في (الفقيه) مرسلا عن الصادق (عليه السلام) في قوله عز و جل: وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ
. قال: «الزارعون».
-----------------------------------
14- تفسير العيّاشي 2: 222/ 5. 15- تفسير القمّي 1: 368. 16- تفسير العيّاشي 2: 222/ 6. 17- من لا يحضره الفقيه 3: 160/ 703.
صفحه : 292
قوله تعالي:
وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِم لَنُخرِجَنَّكُم مِن أَرضِنا أَو لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا- الي قوله تعالي- وَ لَنُسكِنَنَّكُمُ الأَرضَ مِن بَعدِهِم [13- 14]
1] 5965/[- علي بن ابراهيم، قال: حدثني أبي رفعه الي النبي (صلي الله عليه و آله) قال: «من آذي جاره طمعا في مسكنه ورثه الله داره، و هو قوله: وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِم
- الي قوله- فَأَوحي إِلَيهِم رَبُّهُم لَنُهلِكَنَّ الظّالِمِينَ وَ لَنُسكِنَنَّكُمُ الأَرضَ مِن بَعدِهِم».
قوله تعالي:
وَ استَفتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ [15]
2] 6965/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عنه (عليه السلام) قال: «بينا رسول الله (صلي الله عليه و آله) ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): ان فيك شبها من عيسي بن مريم، و لو لا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصاري في عيسي بن مريم، لقلت فيك قولا لا تمر بملإ من النّاس الا أخذوا التراب من تحت قدميك، يلتمسون بذلك البركة».
قال: «فغضب الأعرابيان و المغيرة بن شعبة و عدة من قريش معهم، فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا الا عيسي بن مريم، فأنزل الله علي نبيه (صلي الله عليه و آله): وَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيرٌ أَم هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلّا جَدَلًا بَل هُم قَومٌ خَصِمُونَ إِن هُوَ إِلّا عَبدٌ أَنعَمنا عَلَيهِ وَ جَعَلناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسرائِيلَ وَ لَو نَشاءُ لَجَعَلنا مِنكُم
- يعني من بني هاشم- مَلائِكَةً فِي الأَرضِ يَخلُفُونَ«1»».
قال: «فغضب الحارث بن عمرو الفهري، فقال: «اللهم ان کان هذا هو الحق من عندك- أن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل- فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فأنزل الله عليه مقالة الحارث، و نزلت هذه الآية: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَ
«2»».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 368. 2- الكافي 8: 57/ 18.
(1) الزخرف 43: 57- 60. [.....]
(2) الأنفال 8: 33. 1»
صفحه : 293
اللهثم قال له: يا بن عمرو، اما تبت و اما رحلت. فقال: يا محمّد، بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يدك، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب و العجم. فقال له النبي (صلي الله عليه و آله): ليس ذلک الي، ذلک الي الله تبارك و تعالي، فقال: يا محمّد، قلبي ما يتابعني علي التوبة، و لكن أرحل عنك. فدعا براحلته فركبها، فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت« هامته، ثم أتي الوحي الي النبي (صلي الله عليه و آله)، فقال: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلكافِرينَ
بولاية علي لَيسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ ذِي المَعارِجِ«2»».
قال: قلت: جعلت فداك، انا لا نقرؤها هكذا. فقال: «هكذا أنزل الله بها جبرئيل علي محمّد (صلي الله عليه و آله)، و هكذا هو و الله مثبت في مصحف فاطمة (عليها السلام)، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله) لمن حوله من المنافقين: انطلقوا الي صاحبكم، فقد أتاه ما استفتح به، قال الله عز و جل: وَ استَفتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ
».
5697/[2]- علي بن ابراهيم: قوله تعالي: وَ استَفتَحُوا أي دعوا وَ خابَ كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ أي خسر.
3] 8965/[- ثم قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «العنيد: المعرض عن الحق».
قوله تعالي:
مِن وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَ يُسقي مِن ماءٍ صَدِيدٍ- الي قوله تعالي- مِن وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ [16- 17] 5699/[4]- قال علي بن ابراهيم، في قوله تعالي: مِن وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَ يُسقي مِن ماءٍ صَدِيدٍ قال: ماء يخرج من فروج الزواني.
5] 0075/[- الطبرسي: عن أبي عبد الله (عليه السلام): « أي و يسقي مما يسيل من الدم و القيح من فروج الزواني في النار».
5701/[6]- قال علي بن ابراهيم: و قوله: يَتَجَرَّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأتِيهِ المَوتُ مِن كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ قال: يقرب اليه فيكرهه، فإذا دنا منه شوي و جهه، و وقعت فروة رأسه، فإذا شرب تقطعت أمعاؤه
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 1: 368. 3- تفسير القمّي 1: 368. 4- تفسير القمّي 1: 368. 5- مجمع البيان 6: 474. 6- تفسير القمّي 1: 368.
(1) في المصدر: فرضخت.
(2) المعارج 70: 1- 3.
صفحه : 294
و مزقت«1» تحت قدميه، و انه ليخرج من أحدهم مثل الوادي صديدا و قيحا. ثم قال: و انهم ليبكون حتي تسيل دموعهم فوق وجوههم جداول، ثم تنقطع الدموع فتسيل الدماء حتي لو أن السفن أجريت فيها لجرت، و هو قوله:
وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمعاءَهُم«2».
4] 2075/[- العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام):3» ان أهل النار لما غلي الزقوم و الضريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب، فاتوا بشراب غساق« و صديد يَتَجَرَّعُهُ وَ لا يَكادُ يُسِيغُهُ وَ يَأتِيهِ المَوتُ مِن كُلِّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيِّتٍ وَ مِن وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ
و حميم تغلي به جهنم منذ خلقت، كَالمُهلِ يَشوِي الوُجُوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَ ساءَت مُرتَفَقاً«4».
قوله تعالي:
مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِم أَعمالُهُم كَرَمادٍ- الي قوله تعالي- هُوَ الضَّلالُ البَعِيدُ [18] 5703/[1]- قال علي بن ابراهيم: و قوله: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِم أَعمالُهُم كَرَمادٍ اشتَدَّت بِهِ الرِّيحُ فِي يَومٍ عاصِفٍ قال: من لم يقر بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) بطل عمله، مثل الرماد ألذي تجيء الريح فتحمله.
2] 4075/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:5»6» «کل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه و لا امام له من الله، فسعيه غير مقبول، و هو ضال متحير، و الله شانئ لأعماله، و مثله كمثل شاة ضلت عن راعيها و قطيعها، فهجمت ذاهبة و جائية يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع من غير راعيها، فحنت إليها و اغترت بها، فباتت معها في مربضها«، فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها و قطيعها، فضلت« متحيرة تطلب راعيها، و قطيعها، فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها، و اغترت بها، فصاح بها الراعي: الحقي براعيك و قطيعك، فإنك
-----------------------------------
4- تفسير العيّاشي 2: 223/ 7. 1- تفسير القمّي 1: 368. 2- الكافي 1: 306/ 2.
(1) زاد في المصدر: إلي.
(2) محمّد 47: 15.
(3) الغسّاق: ما يغسق من صديد أهل النار، أي يسيل. «مجمع البحرين- غسق- 5: 223». [.....]
(4) الكهف 18: 29.
(5) في «س»: مربطها.
(6) في «س»: و المصدر: فهجمت. 1»
صفحه : 295
اللهتائهة متحيرة عن راعيك و قطيعك، فهجمت ذعرة متحيرة نادة«، لا راعي لها يرشدها الي مرعاها أو يردها، فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها.
و كذلك و الله- يا محمّد- من أصبح من هذه الامة لا امام له من الله عز و جل ظاهرا عادلا، أصبح ضالا تائها، و ان مات علي هذه الحال مات ميتة كفر و نفاق، و اعلم- يا محمّد- أن أئمة الجور و أتباعهم لمعزولون عن دين الله، قد ضلوا و أضلوا، فأعمالهم الّتي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون مما كسبوا علي شيء، ذلک هو الضلال البعيد».
قوله تعالي:
وَ بَرَزُوا لِلّهِ جَمِيعاً- الي قوله تعالي- إِنِّي كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمُونِ مِن قَبلُ [21- 22] 5705/[1]- علي بن ابراهيم: قوله تعالي: وَ بَرَزُوا لِلّهِ جَمِيعاً معناه مستقبل، أنهم يبرزون، و لفظه ماض.
5706/[2]- ثم قال: و قوله: لَو هَدانَا اللّهُ لَهَدَيناكُم فالهدي ها هنا هو الثواب سَواءٌ عَلَينا أَ جَزِعنا أَم صَبَرنا ما لَنا مِن مَحِيصٍ أي مفر. قال: قوله: وَ قالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ أي لما فرغ من أمر الدنيا من أوليائه إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَ وَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَ ما كانَ لِي عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لِي فَلا تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنفُسَكُم ما أَنَا بِمُصرِخِكُم أي بمغيثكم وَ ما أَنتُم بِمُصرِخِيَّ أي بمغيثي إِنِّي كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمُونِ مِن قَبلُ يعني في الدنيا.
3] 7075/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام). قال: «قال عز و جل يذكر إبليس و تبريه من أوليائه من الإنس يوم القيامة:
إِنِّي كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمُونِ مِن قَبلُ
».
4] 8075/[- العياشي: عن حريز، عمن ذكره، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: وَ قالَ الشَّيطانُ لَمّا قُضِيَ الأَمرُ
، قال: «هو الثاني، و ليس في القرآن وَ قالَ الشَّيطانُ الا و هو الثاني».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 368. 2- تفسير القمّي 1: 368. 3- الكافي 2: 287 ضمن الحديث 1. 4- تفسير العيّاشي 2: 223/ 8.
(1) ندّ: نفر و ذهب علي وجهه شاردا. «الصحا- ندد- 2: 543».
صفحه : 296
5] 9075/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام):1» «أنه إذا کان يوم القيامة يؤتي بإبليس في سبعين غلا و سبعين كبلا«، فينظر الأول الي زفر في عشرين و مائة كبل و عشرين و مائة غل، فينظر إبليس، فيقول: من هذا ألذي أضعف الله له العذاب، و أنا أغويت هذا الخلق جميعا! فيقال: هذا زفر. فيقول: بما حدد له هذا العذاب!
فيقال: ببغيه علي علي (عليه السلام). فيقول له إبليس: ويل لك و ثبور لك، أما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم فعصيته، و سألته أن يجعل لي سلطانا علي محمّد و أهل بيته و شيعته، فلم يجبني الي ذلک و قال: إِنَّ عِبادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ إِلّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغاوِينَ
«2» و ما عرفتهم حين«3» استثناهم، إذ قلت وَ لا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرِينَ«4»! فمنتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدي الخلائق. ثم قال له: ما ألذي کان منك الي علي و الي الخلق ألذي اتبعوك علي الخلاف! فيقول الشيطان- و هو زفر- لإبليس: أنت أمرتني بذلك.
فيقول له إبليس: فلم عصيت ربك و أطعتني! فيرد زفر عليه ما قال الله: إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَ وَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَ ما كانَ لِي عَلَيكُم مِن سُلطانٍ
الي آخر الآية».
قوله تعالي:
أَ لَم تَرَ كَيفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السَّماءِ تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها وَ يَضرِبُ اللّهُ الأَمثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ- الي قوله تعالي- ما لَها مِن قَرارٍ [24- 26]
1] 0175/[- محمّد بن يعقوب: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن سيف، عن أبيه، عن عمرو بن حريث، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالي: كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السَّماءِ
.
قال: فقال: «رسول الله (صلي الله عليه و آله) أصلها، و أمير المؤمنين (عليه السلام) فرعها، و الأئمة من ذريتهما أغصانها،
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 223/ 9. 1- الكافي 1: 355/ 80.
(1) الكبل: القيد الضخم. «الصحاح- كبل- 5: 1808».
(2) الحجر 15: 42.
(3) في «س» و «ط» نسخة بدل: حتي.
(4) الأعراف 7: 17. [.....] 1»
صفحه : 297
اللهو علم الأئمة ثمرتها، و شيعتهم المؤمنون ورقها، هل فيها فضل«!» قال: قلت: لا و الله. قال: «و الله إن المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها، و إن المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها».
2] 1175/[- محمّد بن الحسن الصفار: عن الحسن بن موسي الخشاب، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله تبارك و تعالي: كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السَّماءِ تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها
.
فقال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أنا أصلها، و علي فرعها، و الأئمة أغصانها، و علمنا ثمرها، و شيعتنا ورقها. يا أبا حمزة، هل تري فيها فضلا!» قال: «قلت: لا و الله، لا اري فيها. قال: فقال: « يا أبا حمزة، و الله ان المولود ليولد من شيعتنا فتورق ورقة منها، و يموت فتسقط ورقة منها».
3] 2175/[- و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن محبوب، عن الأحول، عن سلام بن المستنير، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله تبارك و تعالي: كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السَّماءِ تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها
، فقال: «الشجرة رسول الله (صلي الله عليه و آله)، نسبة ثابت في بني هاشم، و فرع الشجرة علي (عليه السلام)، و عنصر الشجرة فاطمة (عليها السلام) و أغصانها الأئمة، و ورقها الشيعة، و ان الرجل منهم ليموت فتسقط منها ورقة«2»، و ان المولود منهم ليولد فتورق ورقة«3»».
قال: قلت له: جعلت فداك، قوله تعالي: تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها
! قال: «هو ما يخرج من الإمام من الحلال و الحرام في کل سنة الي شيعته».
4] 3175/[- و عنه: عن احمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن المفضل بن صالح، عن محمّد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك و تعالي: كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السَّماءِ
.
قال: «النبي (صلي الله عليه و آله) و الأئمة هم الأصل الثابت، و الفرع: الولاية لمن دخل فيها».
5] 4175/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن ابراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه الله)، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيي، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد الضبي، قال: حدثنا محمّد بن هلال، قال: حدثنا نائل بن نجيح، قال: حدثنا
-----------------------------------
2- بصائر الدرجات: 78/ 1. 3- بصائر الدرجات: 79/ 2. 4- بصائر الدرجات: 80/ 1. 5- معاني الأخبار: 400/ 61.
(1) قال المجلسي قوله: «فضل» أي شيء آخر غير ما ذكرنا، فلا يدخل في هذه الشجرة، و لا يلحق بالنبيّ (صلي اللّه عليه و آله) غير من ذكّر، فالمخالفون و سائر الخلق داخلون في الشجرة الخبيثة، و ملحقون بها. و قيل: أي هل في هذه الكلمة فضل عن الحقّ، و في بعض النسخ: «شوب» مكان «فضل» أي هل فيها شوب خطأ و بطلان، أو شوب حقّ بالباطل أو خلط شيء غير ما ذكر. مرآة القول 5: 104.
(2) في «س»: ورقته.
(3) في «س»: ورقته.
صفحه : 298
اللهعليعمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر (عليهما السلام) عن قول الله عز و جل:
كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السَّماءِ تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها
».
قال: «اما الشجرة فرسول الله (صلي الله عليه و آله)، و فرعها علي (عليه السلام)، و غصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله (صلوات الله عليهما)، و ثمرها أولادها (عليهم السلام)، و ورقها شيعتنا» ثم قال (عليه السلام): «ان المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة، و ان المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة».
6] 5175/[- و عنه، قال: حدثنا جماعة من أصحابنا، قالوا: حدثنا محمّد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، قال: حدثني جعفر بن إسماعيل الهاشمي، قال: سمعت خالي محمّد بن علي، يروي عن عبد الرحمن بن حماد، عن عمر بن سالم بياع السابري، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الآية أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السَّماءِ
قال: «أصلها رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و فرعها امير المؤمنين (عليه السلام)، و الحسن و الحسين ثمرها، و تسعة من ولد الحسين أغصانها، و الشيعة ورقها، و الله ان الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة».
قلت: قوله تعالي: تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها
! قال: «ما يخرج من علم الإمام إليكم في کل سنة من حج و عمرة».
7] 6175/[- علي بن ابراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله: مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً
الآية. قال: «الشجرة رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أصلها نسبه ثابت في بني هاشم، و فرع الشجرة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و غصن الشجرة فاطمة (عليها السلام)، و ثمرها الأئمة من ولد علي و فاطمة (عليهم السلام)، و شيعتهم ورقها، و ان المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقه، و ان المؤمن ليولد فتورق الشجرة ورقة».
قلت: أ رأيت قوله تعالي: تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها
! قال: «يعني بذلك ما يفتي به الأئمة شيعتهم في کل حج و عمرة من الحلال و الحرام». ثم ضرب الله لأعداء آل محمّد مثلا، فقال: وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجتُثَّت مِن فَوقِ الأَرضِ ما لَها مِن قَرارٍ.
8] 7175/[- ثم قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام): «كذلك الكافرون لا تصعد اعمالهم الي السماء، و بنو امية لا يذكرون الله في مجلس و لا في مسجد، و لا تصعد اعمالهم الي السماء الا قليل منهم».
9] 8175/[- الطبرسي، قال: روي ابو الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام): «ان هذا مثل بني امية».
-----------------------------------
6- كمال الدين و تمام النعمة: 345/ 30. 7- تفسير القمّي 1: 369. 8- تفسير القمّي 1: 369. 9- مجمع البيان 6: 481.
صفحه : 299
10] 9175/[- العياشي: عن محمّد بن علي الحلبي، عن زرارة و حمران، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) في قول الله: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السَّماءِ
.
قال: «يعني النبي (صلي الله عليه و آله) و الأئمة من بعده، و هم الأصل الثابت، و الفرع الولاية لمن دخل فيها».
11] 0275/[- عن محمّد بن يزيد، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) فرعها، و الأئمة من ذريتهما أغصانها، و علم الأئمة ثمرها، و شيعتهم ورقها، فهل تري فيها فضلا!» قلت: لا و الله. قال: «و الله ان المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة، و انه ليولد فتورق ورقة فيها».
قال: قلت: تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها
قال: «يعني ما يخرج الي النّاس من علم الإمام في کل حين يسأل عنه».
12] 1275/[- عن عبد الرحمن بن سالم الأشل، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
الآيتان، قال: «هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه، و لمن عاداهم هو مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجتُثَّت مِن فَوقِ الأَرضِ ما لَها مِن قَرارٍ».
13] 2275/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام): «ان عليا (صلوات الله عليه) قال في رجل نذر ان يصوم زمانا، قال: الزمان خمسة أشهر، و الحين ستة أشهر، ان الله عز و جل يقول: تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها
».
14] 3275/[- و عنه: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه سئل عن رجل قال: لله علي ان أصوم حينا، و ذلک في شكر.
فقال ابو عبد الله (عليه السلام): «قد أتي علي (عليه السلام) في مثل هذا، فقال: صم ستة أشهر، فإن الله عز و جل يقول:
تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها
يعني ستة أشهر».
15] 4275/[- العياشي: عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام): ان عليا (عليه السلام) قال في رجل نذر ان يصوم زمانا، قال: الزمان خمسة أشهر، و الحين ستة أشهر، لأن الله يقول: تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ
».
-----------------------------------
10- تفسير العيّاشي 2: 224/ 10. 11- تفسير العيّاشي 2: 224/ 11. 12- تفسير العيّاشي 2: 225/ 15. [.....] 13- الكافي 4: 142/ 5. 14- الكافي 4: 142/ 6. 15- تفسير العيّاشي 2: 224/ 12.
صفحه : 300
16] 5275/[- عن الحلبي، قال: سئل ابو عبد الله (عليه السلام)، عن رجل جعل لله عليه صوما حينا في شكر.
قال: فقال: «قد سئل علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن هذا، فقال: فليصم ستة أشهر، ان الله يقول: تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذنِ رَبِّها
و الحين ستة أشهر».
17] 6275/[- عن خالد بن جرير، قال: سئل ابو عبد الله (عليه السلام) عن رجل قال: لله علي ان أصوم حينا، و ذلک في شكر.
فقال ابو عبد الله (عليه السلام): «قد أتي علي (عليه السلام) في مثل هذا، فقال: صم ستة أشهر، فإن الله يقول: تُؤتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ
يعني ستة أشهر».
قوله تعالي:
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ [27]
1] 7275/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان، ملك عن يمينه و ملك عن يساره، و أقيم الشيطان بين عينيه، عيناه من نحاس، فيقال له: كيف تقول في الرجل ألذي کان بين ظهرانيكم!- قال- فيفزع له فزعة، فيقول إذا کان مؤمنا: أ عن محمّد رسول الله (صلي الله عليه و آله) تسألان! فيقولان له:
نم نومة لا حلم فيها، و يفسح له في قبره تسعة اذرع، و يري مقعده من الجنة، و هو قول الله عز و جل: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ
و إذا کان كافرا، قالا له: من هذا الرجل ألذي خرج بين ظهرانيكم! فيقول: لا ادري. فيخليان بينه و بين الشيطان».
و روي هذا الحديث الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) قال: حدثنا النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إذا وضع الرجل في قبره» و ساق الحديث الي آخره«1».
2] 8275/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن احمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم
-----------------------------------
16- تفسير العيّاشي 2: 224/ 13. 17- تفسير العيّاشي 2: 224/ 14. 1- الكافي 3: 28/ 10. 2- الكافي 3: 239/ 12.
(1) الزهد: 86/ 231.
صفحه : 301
اللهعليإبن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «ان المؤمن إذا اخرج من بيته شيعته الملائكة الي قبره، يزدحمون عليه، حتي إذا انتهي به الي قبره، قالت له الإرض: مرحبا بك و أهلا، اما و الله لقد كنت أحب ان يمشي علي مثلك، لترين ما اصنع بك. فيوسع له مد بصره، و يدخل عليه في قبره ملكا القبر و هما قعيدا القبر: منكر و نكير، فيلقيان فيه الروح الي حقويه«، فيقعدانه و يسألانه، فيقولان له: من ربك! فيقول:
الله. فيقولان: ما دينك! فيقول: الإسلام. فيقولان: و من نبيك! فيقول: محمّد (صلي الله عليه و آله). فيقولان: و من امامك!
فيقول: فلان- قال- فينادي مناد من السماء: صدق عبدي، افرشوا له في قبره من الجنة، و افتحوا له في قبره بابا الي الجنة، و البسوه من ثياب الجنة، حتي يأتينا و ما عندنا خير له، ثم يقال له: نم نومة العروس، لا حلم فيها.
قال: و ان کان كافرا خرجت الملائكة تشيعه الي قبره يلعنونه، حتي إذا انتهي به الي قبره، قالت له الإرض:
لا مرحبا بك و لا أهلا، اما و الله لقد كنت ابغض ان يمشي علي مثلك، لا جرم لترين ما اصنع بك اليوم. فتضيق عليه حتي تلتقي جوانحه- قال- ثم يدخل عليه ملكا القبر، و هما قعيدا القبر: منكر و نكير».
قال ابو بصير: جعلت فداك، يدخلان علي المؤمن و الكافر في صورة واحدة! فقال: «لا».
قال: «فيقعدانه فيلقيان فيه الروح الي حقويه، فيقولان له: من ربك! فيتلجلج، و يقول: قد سمعت النّاس يقولون. فيقولان له: لا دريت. و يقولان له: ما دينك! فيتلجلج، فيقولان له: لا دريت. و يقولان له: من نبيك! فيقول:
2» قد سمعت النّاس يقولون، فيقولان له: لا دريت. و يسألانه عن امام زمانه- قال-: فينادي مناد من السماء: كذب عبدي، افرشوا له في قبره من النار، و البسوه من ثياب النار، و افتحوا له بابا الي النار، حتي يأتينا، و ما عندنا شر له، فيضربانه بمرزبة« ثلاث ضربات، ليس منها ضربة الا يتطاير قبره نارا، لو ضربت بتلك المرزبة جبال تهامة لكانت رميما».
و قال ابو عبد الله (عليه السلام): «و يسلط الله عليه في قبره الحيات تنهشه نهشا، و الشيطان يغمه غما- قال- و يسمع عذابه من خلق الله الا الجن و الإنس- قال- و انه ليسمع خفق نعالهم و نفض أيديهم، و هو قول الله عز و جل:
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ
».
3] 9275/[- و عنه: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، و عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن احمد بن محمّد بن أبي نصر، و الحسن بن علي، جميعا، عن أبي جميلة مفضل بن صالح، عن جابر، عن عبد الأعلي و علي بن ابراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن ابراهيم بن عبد الأعلي، عن سويد بن غفلة، قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام): «ان إبن آدم إذا کان في آخر يوم من ايام الدنيا، و أول يوم من ايام الآخرة، مثل له ماله و ولده و عمله، فيلتفت الي ماله فيقول له: و الله اني كنت عليك حريصا شحيحا، فمالي عندك! فيقول: خذ
-----------------------------------
3- الكافي 3: 231/ 1.
(1) الحقو: الخصر و مشدّ الإزار. «الصحاح- حقا- 6: 2317».
(2) المرزبّة: المطرقة الكبيرة تكسر بها الحجارة. «المعجم الوسيط- رزب- 1: 341».
صفحه : 302
اللهمني كفنك- قال- فيلتفت الي ولده، فيقول: و الله اني كنت لكم محبا، و اني كنت عليكم محاميا فما ذا لي عندكم!}
فيقولون: نؤديك الي حفرتك، نواريك فيها- قال- فيلتفت الي عمله فيقول: و الله اني كنت فيك الزاهدا، و ان كنت علي لثقيلا، فما لي عندك! فيقول: انا قرينك في قبرك و يوم نشرك، حتي اعرض انا و أنت علي ربك».
1»2»3» قال: «فإن کان لله وليا، أتاه أطيب النّاس ريحا و أحسنهم منظرا، و أحسنهم رياشا«، فيقول: ابشر بروح و ريحان و جنة نعيم و مقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت! فيقول: انا عملك الصالح، ارتحل من الدنيا الي الجنة، و انه ليعرف غاسله و يناشد حامله ان يعجله، فإذا ادخل قبره، أتاه ملكا القبر يجران اشعارهما، و يخدان« الإرض بأقدامهما، أصواتهما كالرعد القاصف«، و أبصارهما كالبرق الخاطف، فيقولان له: من ربك! و ما دينك!
و من نبيك! فيقول الله ربي، و ديني الإسلام، و نبيي محمّد (صلي الله عليه و آله)، فيقولان له: ثبتك الله فيما تحب و ترضي.
و هو قول الله عز و جل: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ
ثم يفسحان له في قبره مد بصره، ثم يفتحان له بابا الي الجنة، ثم يقولان له: نم قرير العين، نوم الشاب الناعم، فإن الله عز و جل يقول: أَصحابُ الجَنَّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرًّا وَ أَحسَنُ مَقِيلًا«4»».
5»6» قال: «و إذا کان لربه عدوا، فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زيا و رؤيا، و أنتنه ريحا، فيقول له: ابشر بنزل من حميم، و تصلية جحيم. و انه ليعرف غاسله، و يناشد حملته ان يحبسوه، فإذا ادخل القبر أتاه ممتحنا القبر فألقيا عنه أكفانه، ثم يقولان له: من ربك! و ما دينك! و من نبيك! فيقول: لا ادري. فيقولان: لا دريت و لا هديت. فيضربان يأفوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله عز و جل من دابة الا و تذعر لها، ما خلا الثقلين، ثم يفتحان له بابا الي النار، ثم يقولان له: نم بشر حال، فيه من الضيق مثل ما فيه القنا« من الزج«، حتي ان دماغه ليخرج من بين ظفره و لحمه، و يسلط الله عليه حيات الإرض و عقاربها و هوامها، فتنهشه حتي يبعثه الله من قبره و انه ليتمني قيام الساعة فيما هو فيه من الشر».
و
قال جابر: قال ابو جعفر (عليه السلام): «قال النبي (صلي الله عليه و آله):7» اني كنت انظر الي الإبل و الغنم و انا أرعاها، و ليس من نبي الا و قد رعي الغنم، و كنت انظر إليها قبل النبوة و هي متمكنة في المكينة«، ما حولها شيء يهيجها، حتي تذعر و تطير، فأقول: ما هذا! و اعجب، حتي حدثني جبرئيل (عليه السلام): ان الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا الا سمعها و يذعر لها، الا الثقلين، فقلت: ذلک لضربة الكافر، فنعوذ بالله من عذاب القبر».
-----------------------------------
(1) الرّياش: اللّباس الفاخر «المجم الوسيط- راش- 1: 385».
(2) خدّ الإرض: حفرها «المعجم الوسيط- خدّ- 1: 220».
(3) قصف الرّعد: اشتدّ صوته «المعجم الوسيط- قصف- 2: 740». [.....]
(4) الفرقان 25: 24.
(5) القنا: اسم الجنس الجمعي من (القناة) و هي الرمح الأجوف، انظر «المعجم الوسيط- قنا- 2: 764».
(6) الزّج: الحديدة في أسفل الرّمح «المعجم الوسيط- زج- 1: 389».
(7) أي في مكان استقرارها و تمكّنها، و لعلّها تصحيف (المكنة) بمعني المكان.
صفحه : 303
الله}و روي هذا الحديث علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، عن عمرو بن عثمان، عن المفضل بن صالح، عن جابر، عن ابراهيم بن عبد الأعلي، عن سويد بن غفلة، عن امير المؤمنين (عليه السلام)، الا ان في رواية محمّد بن يعقوب زيادة في آخر الحديث ذكرناها«1».
و روي ايضا هذا الحديث الشيخ في (اماليه)، بإسناده عن عباد، عن عمه، عن أبيه، عن جابر، عن ابراهيم إبن عبد الأعلي، عن سويد بن غفلة، ذكر ان علي بن أبي طلاب (عليه السلام)، و عبد الله بن عباس، ذكر ان إبن آدم إذا کان في آخر يوم من الدنيا، و أول يوم من الآخرة، و ساق الحديث الي آخره«2».
4] 0375/[- الشيخ في (اماليه): عن الحفار، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا اخي دعبل، قال: حدثنا شعبة بن الحجاج، عن علقمة بن مرشد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب، عن النبي (صلي الله عليه و آله) في قوله تعالي: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ
.
قال: «في القبر إذا سئل الموتي».
5] 1375/[- العياشي: عن صفوان بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ان الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا فيأتيه عند موته، يأتيه عن يمينه و عن يساره ليصده عما هو عليه، فيأبي الله له ذلک، و كذلك قال الله:
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ
».
6] 2375/[- عن زرارة، و حمران، و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: «إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان: ملك عن يمينه، و ملك عن شماله، و أقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس، فيقال له:
ما تقول في هذا الرجل ألذي خرج من بين ظهرانيكم يزعم انه رسول الله! فيفزع لذلك فزعة فيقول- ان کان مؤمنا-: محمّد رسول الله. فيقال له عند ذلک: نم نومة لا حلم فيها، و يفسح له في قبره تسعة اذرع، و يري مقعده من الجنة، و هو قول الله: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ
. و ان کان كافرا، قالوا: من هذا الرجل ألذي کان بين ظهرانيكم يقول انه رسول الله! فيقول: ما ادري. فيخلي بينه و بين الشيطان».
7] 3375/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «ان الميت إذا اخرج من بيته شيعته الملائكة الي قبره يترحمون عليه، حتي إذا انتهي به الي قبره، قالت الإرض له: مرحبا بك و أهلا و سهلا، و الله لقد كنت أحب ان يمشي علي مثلك، لا جرم لتري ما اصنع بك، فيوسع له مد بصره، و يدخل عليه في قبره قعيدا القبر منكر و نكير، فيلقيان فيه الروح الي حقويه، فيقعدانه فيسألانه، فيقولان له: من ربك! فيقول: الله. فيقولان: و ما دينك! فيقول:
-----------------------------------
4- الأمالي 1: 386. 5- تفسير العيّاشي 2: 225/ 16. 6- تفسير العيّاشي 2: 225/ 17. 7- تفسير العيّاشي 2: 225/ 18.
(1) تفسير القمّي 1: 369.
(2) الأمالي 1: 357.
صفحه : 304
اللهالإسلام. فيقولان: و من نبيك! فيقول: محمّد (صلي الله عليه و آله). فيقولان: و من امامك! فيقول: علي. فينادي مناد من السماء: صدق عبدي، افرشوا له في القبر من الجنة، و البسوه من ثياب الجنة، و افتحوا له في قبره بابا الي الجنة، حتي يأتينا و ما عندنا خير له. ثم يقولان له: نم نومة العروس، نم نومة لا حلم فيها.}
و ان کان كافرا، أخرجت له ملائكة يشيعونه الي قبره يلعنونه، حتي إذا انتهي الي الإرض، قالت الإرض: لا مرحبا بك و لا أهلا، اما و الله لقد كنت ابغض ان يمشي علي مثلك، لا جرم لترين ما اصنع بك اليوم، فتضايق عليه حتي تلتقي جوانحه. و يدخل عليه ملكا القبر، و هما قعيدا القبر منكر و نكير- قال: قلت له: جعلت فداك، يدخلان علي المؤمن و الكافر في صورة واحدة! فقال: «لا». فيقعدانه فيقولان له: من ربك! فيقول: سمعت النّاس يقولون، [فيقولان: لا دريت، فما دينك! فيقول: سمعت النّاس يقولون.] و يتلجلج لسانه. فيقولان: لا دريت، فمن نبيك!
فيقول: سمعت النّاس يقولون، و يتلجلج لسانه. فيقولان: لا دريت. فينادي مناد. من السماء: كذب عبدي، افرشوا له في قبره من النار، و البسوه من ثياب النار، و افتحوا له بابا الي النار، حتي يأتينا و ما له عندنا شر له- قال- ثم يضربانه بمرزبة معهما ثلاث ضربات ليس منها ضربة الا تطاير قبره نارا، و لو ضربت تلك الضربة علي جبال تهامة، لكانت رميما».
قال ابو عبد الله (عليه السلام): «و يسلط الله عليه في قبره الحيات و العقارب تنهشه نهشا، و الشياطين تغمه غما، يسمع عذابه من خلق الله الا الجن و الإنس، و انه ليسمع خفق نعالهم، و نفض أيديهم، و هو قول الله: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا
- قال- عند موته وَ فِي الآخِرَةِ- قال- في قبره وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ».
8] 4375/[- عن سويد بن غفلة، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: «ان إبن آدم إذا کان في آخر يوم من الدنيا و أول يوم من الآخرة، مثل له ماله و ولده و عمله، فيلتفت الي ماله، فيقول: و الله اني كنت عليك لحريصا شحيحا، فما عندك! فيقول: خذ مني كفنك. فيلتفت الي ولده، فيقول: و الله اني كنت لكم محبا، و اني كنت عليكم لمحاميا، فما ذا عندكم! فيقولون: نؤديك الي حفرتك و نواريك فيها. فيلتفت الي عمله، فيقول: و الله اني كنت لكم محبا، و اني كنت عليكم لمحاميا، فما ذا عندكم! فيقولون: نؤديك الي حفرتك و نواريك فيها. فيلتفت الي عمله، فيقول: و الله اني كنت فيك لزاهدا، و ان كنت علي لثقيلا، فما عندك! فيقول: انا قرينك في قبرك و يوم نشرك حين اعرض انا و أنت علي ربك.
فإن کان لله وليا، أتاه أطيب النّاس ريحا و أحسنهم رياشا، فيقول: ابشر بروح و ريحان و جنة نعيم، قدمت خير مقدم، فيقول: من أنت! فيقول: انا عملك الصالح، ارتحل من الدنيا الي الجنه و انه ليعرف غاسله و يناشد حامله ان يعجله، فإذا ادخل قبره أتاه اثنان، هما فتانا القبر، يجران اشعارهما، و يبحثان الإرض بأنيابهما، أصواتهما كالرعد العاصف، و أبصارهما كالبرق الخاطف، ثم يقولان: من ربك، و ما دينك، و من نبيك! فيقول: الله ربي، و ديني الإسلام، و نبيي محمّد. فيقولان: ثبتك الله فيما يحب و يرضي. و هو قول الله: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ
. ثم يفسحان له في قبره مد بصره، و يفتحان له بابا الي الجنة، ثم يقولان له:
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 227/ 10 و 21.
صفحه : 305
اللهنم قرير العين، نوم الشاب الناعم، فإنه يقول الله: أَصحابُ الجَنَّةِ يَومَئِذٍ خَيرٌ مُستَقَرًّا وَ أَحسَنُ مَقِيلًا}
«1».
و أما إن کان لربه عدوا، فإنه يأتيه أقبح من خلق الله رياشا، و أنتنهم ريحا فيقول: أبشر ينزل من حميم و تصلية جحيم. و انه ليعرف غاسله و يناشد حامله ان يحبسه، فإذا ادخل في قبره أتاه ممتحنا القبر، فألقيا أكفانه، ثم قالا له:
من ربك، و ما دينك، و من نبيك! فيقول: لا ادري. فيقولان: لا دريت و لا هديت. فيضربان يأفوخه بمرزبة ضربة ما خلق الله من دابة الا تذعر لها، ما خلا الثقلين، ثم يفتح له باب الي النار، ثم يقولان له: نم بشر حال، فإنه من الضيق مثل ما فيه القناة من الزج، حتي ان دماغه ليخرج مما بين ظفره و لحمه، و يسلط الله عليه حيات الإرض و عقاربها و هو أمها فتنهشه حتي يبعثه من قبره، و انه ليتمني قيام الساعة مما هو فيه من الشر».
2» قال جابر«: قال ابو جعفر (عليه السلام): «قال النبي (صلي الله عليه و آله): اني كنت لأنظر الي الغنم و الإبل و انا أرعاها، و ليس من نبي الا قد رعي، فكنت انظر إليها قبل النبوة و هي متمكنة فيه المكنية، ما حولها شيء يهيجها حتي تذعر، فأنظر فأقول: ما هذا! و اعجب، حتي حدثني جبرئيل (عليه السلام): ان الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا الا سمعها و يذعر لها الا الثقلان، فعلمت ان ذلک انما کان بضربة الكافر، فنعوذ بالله من عذاب القبر».
9] 5375/[- عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:3» «إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان: ملك عن يمينه، و ملك عن شماله، و أقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس، فيقال له: كيف تقول في هذا الرجل ألذي خرج بين ظهرانيكم!- قال- فيفزع لذلك، فيقول- ان کان مؤمنا-: عن محمّد تسألاني! فيقولان له عند ذلک: نم نومة لا حلم فيها. و يفسح له في قبره تسعة« اذرع، و يري مقعدة من الجنة.
و ان کان كافرا، قيل له: ما تقول في هذا الرجل ألذي خرج بين ظهرانيكم! فيقول: ما أدري، و يخلي بينه و بين الشيطان، و يضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته کل شيء، و هو قول الله: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ فِي الآخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ
».
5736/[10]- و من طريق المخالفين: ما رواه النطنزي، عن إبن عباس، في قوله: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثّابِتِ، قال: بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
11] 7375/[- إبن بابويه: قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، و محمّد بن احمد السناني، و علي بن احمد بن محمّد بن عمران الدقاق (رحمه الله)، قالوا: حدثنا ابو العباس احمد بن يحيي بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن
-----------------------------------
9- تفسير العيّاشي 2: 227/ 19. 10- ... تفسير الحبري: 288/ 42، شواهد التنزيل 1: 314/ 434. 11- التوحيد: 241/ 1. [.....]
(1) الفرقان 25: 24.
(2) وقع جابر في السند المتقدّم في أول هذا الحديث و قد حذف من أسانيد العيّاشي، انظر أسانيد الحديث (3) من تفسير هذه الآيات، عن الكافي و تفسير القمّي و أمالي الشيخ.
(3) في «ط»: سبعة، و في المصدر: خمسة.
صفحه : 306
اللهعليعبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن جعفر بن سليمان البصري، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال:1» سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) عن قول الله عز و جل: مَن يَهدِ اللّهُ فَهُوَ المُهتَدِ وَ مَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرشِداً«.
فقال: «ان الله تبارك و تعالي يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته، و يهدي اهل الإيمان و العمل الصالح الي جنته، کما قال عز و جل: وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ
و قال عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهدِيهِم رَبُّهُم بِإِيمانِهِم تَجرِي مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ«2»».
قوله تعالي:
أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ جَهَنَّمَ يَصلَونَها وَ بِئسَ القَرارُ [28- 29]
1] 8375/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن بسطام بن مرة، عن إسحاق إبن حسان، عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسين العبدي، عن سعد الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام): «ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و عدلوا عن وصيه، لا يتخوفون ان ينزل بهم العذاب!» ثم تلا هذه الآية: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ جَهَنَّمَ
ثم قال: «نحن النعمة الّتي أنعم الله بها علي عباده، و بنا يفوز من فاز يوم القيامة».
2] 9375/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن محمّد بن اورمة، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً
الآية.
قال: «عني بها قريشا قاطبة، الّذين عادوا رسول الله (صلي الله عليه و آله) و نصبوا له الحرب، و جحدوا وصية وصيه».
3] 0475/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلي بن محمّد، عن الوشاء، عن ابان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً
-----------------------------------
1- الكافي 1: 169/ 1. 2- الكافي 1: 169/ 4. 3- الكافي 8: 103/ 77.
(1) الكهف 18: 17.
(2) يونس 20: 9.
صفحه : 307
اللهقال: «ما تقولون في ذلک!». قلت: نقول: هم الأفجران من قريش: بنو امية و بنو المغيرة.}
قال: ثم قال: «هي و الله قريش قاطبة، ان الله تبارك و تعالي خاطب نبيه (صلي الله عليه و آله) فقال: اني فضلت قريشا علي العرب، و أتممت عليهم نعمتي، و بعثت إليهم رسولي، فبدلوا نعمتي كفرا و أحلوا قومهم دار البوار».
4] 1475/[- علي بن ابراهيم: قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن عثمان بن عيسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً
.
قال: «نزلت في الأفجرين من قريش: بني امية و بني المغيرة، فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر، و اما بنو امية فمتعوا الي حين- ثم قال- و نحن و الله نعمة الله الّتي أنعم بها علي عباده، و بنا يفوز من فاز، ثم قال لهم:
تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُم إِلَي النّارِ
«1»».
5] 2475/[- ثم قال: حدثني أبي، عن إسحاق بن الهيثم، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال:2» «ما بال قوم غيروا سنة رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و عدلوا عن وصيه«، لا يخافون ان ينزل بهم العذاب!» ثم تلا هذه الآية الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ جَهَنَّمَ يَصلَونَها وَ بِئسَ القَرارُ
ثم قال: «نحن- و الله- نعمة الله الّتي أنعم بها علي عباده، و بنا فاز من فاز».
6] 3475/[- العياشي: عن عمرو بن سعيد، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ
قال: فقال: «ما تقولون في ذلک!» فقلت: نقول: هما الأفجران من قريش: بنو امية و بنو المغيرة.
فقال: «بلي، هي قريش قاطبة، ان الله خاطب نبيه (صلي الله عليه و آله) فقال: اني قد فضلت قريشا علي العرب، و أتممت عليهم نعمتي، و بعث إليهم رسولا، فبدلوا نعمتي و كذبوا رسولي».
7] 4475/[- و في رواية زيد الشحام، عنه (عليه السلام)، قال: قلت له: بلغني ان امير المؤمنين (عليه السلام) سئل عنها، فقال: «عني بذلك الأفجرين من قريش: امية و محزوم، فأما مخزوم فقتلها الله يوم بدر، و اما امية فمتعوا الي حين»!
فقال ابو عبد الله (عليه السلام): «عني الله و الله بها قريشا قاطبة، الّذين عادوا رسول الله و نصبوا له الحرب».
8] 5475/[- عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالي: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً
.
-----------------------------------
4- تفسير القمّي 1: 371. 5- تفسير القمّي 1: 86. 6- تفسير العيّاشي 2: 229/ 22. 7- تفسير العيّاشي 2: 229/ 23. 8- تفسير العيّاشي 2: 229/ 24.
(1) إبراهيم 14: 30. [.....]
(2) في المصدر: عن وصيته في حق علي و الأئمة (عليهم السلام) و.
صفحه : 308
اللهقال: «نحن نعمة الله الّتي أنعم الله بها علي العباد».}
9] 6475/[- عن ذريح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: «جاء إبن الكواء الي امير المؤمنين (عليه السلام) فسأله عن قول الله: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ
. قال:
تلك قريش، بدلوا نعمة الله كفرا، و كذبوا نبيه (صلي الله عليه و آله) يوم بدر».
10] 7475/[- عن محمّد بن سابق بن طلحة الأنصاري، قال: کان مما قال هارون لأبي الحسن موسي (عليه السلام) حين ادخل عليه ما هذه الدار، و دار من هي! قال: «لشيعتنا فترة، و لغيرهم فتنة». قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها! قال: «أخذت منه عامرة، و لا يأخذها الا معمورة» فقال: اينکه شيعتكم! فقرا ابو الحسن (عليه السلام): لَم يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ المُشرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتّي تَأتِيَهُمُ البَيِّنَةُ
«1» قال له: فنحن كفار! قال: «لا، و لكن کما قال الله عز و جل: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ» فغضب عند ذلک و غلظ عليه.
5748/[11]- علي بن حاتم، قال: وجدت في كتاب أبي، عن حمزة الزيات، عن عمر بن مرة، قال: قال إبن عباس لعمر: يا امير المؤمنين، هذه الآية: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ قال: هما الأفجران من قريش، أخوالي و أعمامك، فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر، و اما أعمامك فأملي الله لهم الي حين.
12] 9475/[- عن مسلم المشوف، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في قوله: وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ
.
قال: «هما الأفجران من قريش: بنو امية و بنو المغيرة».
5750/[13]- إبن شهر آشوب: عن مجاهد، في قوله تعالي: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً:
كفرت بنو امية بمحمد (صلي الله عليه و آله) و اهل بيته.
14] 1575/[- عن أبي الطفيل: عن امير المؤمنين (عليه السلام)، قال: يقول الله: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ جَهَنَّمَ يَصلَونَها
، قال: «تلك في الأفجرين من قريش».
-----------------------------------
9- تفسير العيّاشي 2: 229/ 25. 10- تفسير العيّاشي 2: 229/ 26. 11- تفسير العيّاشي 2: 230/ 27. 12- تفسير العيّاشي 2: 230/ 28. 13- المناقب 3: 99. 14- تفسير العيّاشي 2: 283/ 31، فرائد السمطين 1: 395/ 331 ضمن حديث طويل.
(1) البيّنة 98/ 1.
صفحه : 309
قوله تعالي:
قُل لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَ يُنفِقُوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَ عَلانِيَةً مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ يَومٌ لا بَيعٌ فِيهِ وَ لا خِلالٌ [31]
1] 2575/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن احمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسي، عن سماعة إبن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ان الله عز و جل فرض للفقراء له في اموال الأغنياء فريضة لا يحمدون الا بأدائها، و هي الزكاة، بها حقنوا دماءهم، و بها سموا مسلمين، و لكن الله عز و جل فرض في اموال الأغنياء حقوقا غير الزكاة، فقال عز و جل: وَ الَّذِينَ فِي أَموالِهِم حَقٌّ مَعلُومٌ لِلسّائِلِ وَ المَحرُومِ
«1» فالحق المعلوم غير الزكاة، و هو شيء يفرضه الإنسان علي نفسه في ماله، يجب عليه ان يفرضه علي قدر طاقته و سعة حاله«2»، فيؤدي ألذي فرض علي نفسه کل يوم، و ان شاء في کل جمعة، و ان شاء في کل شهر. و قال الله عز و جل ايضا: أَقرَضُوا اللّهَ قَرضاً حَسَناً«3» و هذا غير الزكاة، و قد قال الله عز و جل ايضا يُنفِقُوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَ عَلانِيَةً و الماعون ايضا، و هو القرض يقرضه، و المتاع يعيره، و المعروف يصنعه. و مما فرض الله عز و جل ايضا في المال من غير الزكاة، قوله عز و جل: الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ«4» و من ادي ما فرض الله عليه فقد قضي ما عليه، و ادي شكر ما أنعم الله عليه في ماله، إذا هو حمده علي ما أنعم الله عليه فيه مما فضله به من السعة علي غيره، و لما وفقه لأداء ما فرض الله عز و جل، و أعانه عليه».
5753/[2]- العياشي: عن زرعة، عن سماعة، قال: ان الله فرض للفقراء في اموال الأغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها و هي الزكاة، بها حقنوا دماءهم، و بها سموا مسلمين و لكن الله فرض في الأموال حقوقا غير الزكاة، و قد قال الله تبارك و تعالي: وَ يُنفِقُوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَ عَلانِيَةً.
5754/[3]- علي بن ابراهيم: قوله: يَومٌ لا بَيعٌ فِيهِ وَ لا خِلالٌ اي لا صداقة.
-----------------------------------
1- الكافي 3: 498/ 8. 2- تفسير العيّاشي 2: 230/ 29. 3- تفسير القمّي 1: 371.
(1) المعارج 70: 24.
(2) في المصدر: ماله.
(3) الحديد 57: 18. [.....]
(4) الرعد 13: 21.
صفحه : 310
قوله تعالي:
اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الأَرضَ وَ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ- الي قوله تعالي- وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمسَ وَ القَمَرَ دائِبَينِ [32- 33] 5755/[1]- علي بن ابراهيم: و قوله: وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمسَ وَ القَمَرَ دائِبَينِ اي علي الولاء.
و كيفية خلق السماوات و الإرض تقدم في أول سورة هود، في قوله تعالي: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ وَ كانَ عَرشُهُ عَلَي الماءِ«1». و قوله: وَ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً تقدم الحديث في أول سورة البقرة، في قوله تعالي الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ فِراشاً وَ السَّماءَ بِناءً وَ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً«2». و قوله وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمسَ وَ القَمَرَ تقدم حديثها في سورة يونس، في قوله تعالي: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَ القَمَرَ نُوراً«3».
قوله تعالي:
وَ آتاكُم مِن كُلِّ ما سَأَلتُمُوهُ وَ إِن تَعُدُّوا نِعمَتَ اللّهِ لا تُحصُوها- الي قوله تعالي- وَ مَن عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [34- 36]
2] 6575/[- العياشي: عن حسين بن هارون- شيخ من اصحاب أبي جعفر (عليه السلام)- عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقرا هذه الآية: وَ آتاكُم مِن كُلِّ ما سَأَلتُمُوهُ
. قال: ثم قال ابو جعفر (عليه السلام): «الثوب، و الشيء لم تسأله إياه أعطاك».
3] 7575/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد، عن بعض أصحابه، رفعه، قال: کان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا قرا هذه الآية: وَ إِن تَعُدُّوا نِعمَتَ اللّهِ لا تُحصُوها
يقول: «سبحان من لم يجعل في احد
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 371. 2- تفسير العيّاشي 2: 230/ 30. 3- الكافي 8: 394/ 592.
(1) تقدّم في الأحاديث (1، 2، 3، 5، 6) من تفسير الآية (7) من سورة هود.
(2) تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآية (22) من سورة البقرة.
(3) تقدّم في الأحاديث (1- 3) من تفسير الآية (5) من سورة يونس. 1»
صفحه : 311
اللهمن معرفة نعمه الا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، کما لم يجعل في احد من معرفة إدراكه اكثر من العلم انه لا يدركه، فشكر جل و عز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره، فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا، کما علم علم العالمين انهم لا يدركونه فجعله ايمانا، علما منه انه قد« وسع العباد، فلا يتجاوز ذلک، فإن شيئا من خلقه لا يبلغ مدي عبادته، و كيف يبلغ مدي عبادته من لا مدي له و لا كيف!؟ تعالي الله عن ذلک علوا كبيرا».
و تقدم حديث في معني الآية في قوله تعالي: وَ ذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ«2».
5758/[3]- علي بن ابراهيم: قال: و قوله يحكي قول ابراهيم: وَ إِذ قالَ إِبراهِيمُ رَبِّ اجعَل هَذَا البَلَدَ آمِناً يعني مكة وَ اجنُبنِي وَ بَنِيَّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضلَلنَ كَثِيراً مِنَ النّاسِ فإن الأصنام لم تضل، و انما ضل النّاس بها.
4] 9575/[- العياشي: عن الزهري، قال: أتي رجل أبا عبد الله (عليه السلام) فسأله عن شيء فلم يجبه، فقال له الرجل: فإن كنت إبن أبيك، فإنك من أبناء عبدة الأصنام، فقال له: «كذبت، ان الله امر ابراهيم (عليه السلام) ان ينزل إسماعيل (عليه السلام) بمكة ففعل، فقال ابراهيم (عليه السلام): رَبِّ اجعَل هَذَا البَلَدَ آمِناً وَ اجنُبنِي وَ بَنِيَّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ
فلم يعبد احد من ولد إسماعيل صنما قط، و لكن العرب عبدة الأصنام، و قالت بنو إسماعيل: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، فكفرت و لم تعبد الأصنام».
5] 0675/[- عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «من أحبنا فهو منا اهل البيت». فقلت: جعلت فداك، منكم! قال: «منا و الله، اما سمعت قول ابراهيم (عليه السلام): فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي
!».
6] 1675/[- عن محمّد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من اتقي الله منكم و أصلح فهو منا اهل البيت» قال: منكم اهل البيت! قال: «منا اهل البيت، قال فيها ابراهيم (عليه السلام): فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي
«3»».
قال عمر بن يزيد: قلت له: من آل محمّد! قال: «اي و الله من آل محمّد، اي و الله من أنفسهم، اما تسمع الله يقول: إِنَّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ
«4»! و قول ابراهيم (عليه السلام): فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي!».
7] 2675/[- عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:5» «من أحب« آل محمّد و قدمهم علي
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 1: 371. 4- تفسير العيّاشي 2: 230/ 31. 5- تفسير العيّاشي 2: 231/ 32. 6- تفسير العيّاشي 2: 231/ 33. 7- تفسير العيّاشي 2: 231/ 34.
(1) القدّ: المقدار «المعجم الوسيط- قدّ- 2: 718».
(2) تقدم في الحديث (4) من تفسير الآية (5) من هذه السورة. [.....]
(3) في «س»: فأحبنا.
(4) آل عمران 3: 68.
(5) في المصدر: تولّي.
صفحه : 312
اللهجميع النّاس بما قدمهم من قرابة رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فهو من آل محمّد (عليه السلام) لتوليه آل محمّد (عليهم السلام)، لأنه من القوم بأعيانهم، و انما هو منهم بتوليه و اتباعه إياهم، و كذلك حكم الله في كتابه وَ مَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم}
«1» و قول ابراهيم: فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَن عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ».
8] 3675/[- إبن شهر آشوب: قال النبي (صلي الله عليه و آله) في قوله تعالي: وَ اجنُبنِي وَ بَنِيَّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ
:
«فانتهت الدعوة الي و الي علي» و في خبر: «انا دعوة ابراهيم» و انما عني بذلك الطاهرين، لقوله (صلي الله عليه و آله):
2» «نقلت من أصلاب الطاهرين الي أرحام الطاهرات لم يمسني سفاح الجاهلية»«.
و قد تقدمت رواية عبد الله بن مسعود في معني الآية عن النبي (صلي الله عليه و آله) في قوله تعالي: إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً- الآية- من سورة البقرة، من طريق أصحابنا و الجمهور«3».
قوله تعالي:
رَبَّنا إِنِّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيرِ ذِي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوِي إِلَيهِم وَ ارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرُونَ [37]
1] 4675/[- علي بن ابراهيم، قال: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ان ابراهيم (عليه السلام) کان نازلا في بادية الشام، فلما ولد له من هاجر إسماعيل (عليه السلام)، اغتمت سارة من ذلک غما شديدا لأنه لم يكن له منها ولد، فكانت تؤذي ابراهيم (عليه السلام) في هاجر و تغمه، فشكا ابراهيم (عليه السلام) ذلک الي الله عز و جل فأوحي الله اليه: انما مثل المراة مثل الضلع العوجاء، ان تركتها استمتعت بها، و ان أقمتها كسرتها، ثم امره ان يخرج إسماعيل و امه. فقال ابراهيم: يا رب، الي اي مكان! قال: الي حرمي و امني و أول بقعة خلقتها من الإرض، و هي مكة. فأنزل الله عليه جبرئيل بالبراق، فحمل هاجر و إسماعيل و ابراهيم (عليهما السلام)، و کان ابراهيم (عليه السلام) لا يمر بموضع حسن فيه شجر و نخل و زرع الا قال: يا جبرئيل، الي ها هنا، الي ها هنا. فيقول جبرئيل: لا، امض امض، حتي وافي مكة، فوضعه في موضع البيت.
و قد کان ابراهيم (عليه الصلاة و السلام) عاهد سارة ان لا ينزل حتي يرجع إليها، فلما نزلوا في ذلک المكان کان فيه
-----------------------------------
8- مناقب إبن شهر آشوب 2: 176. 1- تفسير القمّي 1: 60.
(1) المائدة: 5: 51.
(2) يأتي في تفسير الآية التالية (37) من هذه السورة الحديث 6) و هو تابع إلي تفسير الآية (36) فموضعه الصحيح هنا.
(3) تقدّم في الحديثين (13 و 14) من تفسير الآية (124) من سورة البقرة.
صفحه : 313
اللهشجر، فألقت هاجر علي ذلک الشجر كساء کان معها، فاستظلوا تحته، فلما سرحهم إبراهيم (عليه السلام) و وضعهم و أراد الانصراف عنهم إلي سارة، قالت له هاجر: يا إبراهيم، لم تدعنا في موضع ليس فيه أنيس و لا ماء و لا زرع!}
فقال إبراهيم (عليه السلام): الله ألذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان و هو يكفيكم، ثم انصرف عنهم. فلما بلغ كدي،- و هو جبل بذي طوي- التفت إليهم إبراهيم (عليه السلام)، فقال: رَبَّنا إِنِّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيرِ ذِي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوِي إِلَيهِم وَ ارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرُونَ
ثم مضي، و بقيت هاجر» و الحديث طويل ذكرناه في سورة البقرة عند قوله تعالي: وَ إِذ يَرفَعُ إِبراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ وَ إِسماعِيلُ«1».
2] 5675/[- و عنه، قال: حدثني أبي، عن حنان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: رَبَّنا إِنِّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي
الآية، قال: «نحن و الله بقية تلك العترة».
3] 6675/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: نظر إلي النّاس يطوفون حول الكعبة، فقال: «هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم و مودتهم، و يعرضوا علينا نصرتهم» ثم قرأ هذا الآية: فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوِي إِلَيهِم
.
4] 7675/[- إبن بابويه: قال: حدثنا علي بن حاتم، قال: حدثني محمّد بن جعفر و علي بن سليمان، قالا:
حدثنا أحمد بن محمّد، قال: قال الرضا (عليه السلام): «أ تدري لم سميت (الطائف) الطائف!» قلت: لا. قال: «لأن الله عز و جل لما دعاه إبراهيم (عليه السلام) أن يرزق أهله من کل الثمرات، أمر قطعة من الأردن فسارت بثمارها حتي طافت بالبيت، ثم أمرها أن تنصرف إلي هذا الموضع ألذي سمي الطائف، فلذلك سميت الطائف».
5] 8675/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بإسناده، قال: قال: أبو الحسن (عليه السلام) في الطائف: «أ تدري لم سمي الطائف!» قلت: لا. فقال: «إن إبراهيم (عليه السلام) دعا ربه أن يرزق أهله من کل الثمرات، فقطع لهم قطعة من الأردن فأقبلت حتي طافت بالبيت سبعا، ثم أقرها الله عز و جل في موضعها، فإنما سميت الطائف للطواف بالبيت».
6] 9675/[- المفيد: في (الإختصاص)، قال: حدثني أبو عبد الله محمّد بن أحمد الكوفي الخزاز، قال:
حدثني أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي، عن إبن فضال، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي مسروق النهدي، عن
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 1: 371. 3- الكافي 1: 322/ 1. 4- علل الشرائع: 442/ 2. 5- علل الشرائع: 442/ 1. 6- الاختصاص: 85، و هذا الحديث تابع إلي تفسير الآية (36) من هذه السورة، و قد أشرنا إليه في محلّه.
(1) تقدم في الحديث (4) من تفسير الآيات (126- 129) من سورة البقرة. [.....]
صفحه : 314
اللهعليمالك بن عطية، عن أبي حمزة، قال:1» دخل سعد بن عبد الملك- و کان أبو جعفر (عليه السلام) يسميه سعد الخير، و هو من ولد عبد العزيز بن مروان- علي أبي جعفر (عليه السلام)، فنشج« کما تنشج النساء- قال- فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «ما يبكيك يا سعد!» قال: و كيف لا أبكي و أنا من الشجرة الملعونة في القرآن!
فقال له: «لست منهم، أنت أموي منا أهل البيت، أما سمعت قول الله عز و جل يحكي عن إبراهيم: فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي
«2»».
7] 0775/[- العياشي: عن رجل ذكره، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: إِنِّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيرِ ذِي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ
إلي قوله: لَعَلَّهُم يَشكُرُونَ.
قال: فقال أبو جعفر (عليه السلام): «نحن منهم، و نحن بقية تلك الذرية».
8] 1775/[- و في رواية اخري، عن حنان بن سدير، عنه (عليه السلام): «نحن بقية تلك العترة».
9] 2775/[- عن الفضل بن موسي الكاتب، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام) قال: «إن إبراهيم (عليه السلام) لما أسكن إسماعيل (عليه السلام) و هاجر مكة و ودعهما لينصرف عنهما بكيا، فقال لهما إبراهيم (عليه السلام): ما يبكيكما! فقد خلفتكما في أحب الإرض إلي الله، و في حرم الله. فقالت له هاجر: يا إبراهيم، ما كنت أري أن نبيا مثلك يفعل ما فعلت. قال: و ما فعلت! فقالت: إنك خلفت امرأة ضعيفة و غلاما ضعيفا، لا حيلة لهما، بلا أنيس من بشر، و لا ماء يظهر، و لا زرع قد بلغ، و لا ضرع يحلب؟ قال: فرق إبراهيم (عليه السلام) و دمعت عيناه عند ما سمع منها، فأقبل حتي انتهي إلي باب بيت الله الحرام، فأخذ بعضادتي الكعبة، ثم قال: اللهم إِنِّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيرِ ذِي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوِي إِلَيهِم وَ ارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرُونَ
».
قال أبو الحسن (عليه السلام): «فأوحي الله إلي إبراهيم (عليه السلام) أن اصعد أبا قبيس فناد في النّاس: يا معشر الخلائق، إن الله يأمركم بحج هذا البيت ألذي بمكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة من الله!- قال- فصعد إبراهيم (عليه السلام) أبا قبيس، فنادي في النّاس بأعلي صوته، يا معشر الخلائق، إن الله يأمركم بحج هذا البيت ألذي بمكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة من الله- قال- فمد الله لإبراهيم في صوته، حتي أسمع به أهل المشرق و المغرب و ما بينهما من جميع ما قدر الله و قضي في أصلاب الرجال من النطف، و جميع ما قدر الله و قضي في أرحام النساء إلي يوم القيامة، فهناك- يا فضل- وجب الحج علي جميع الخلائق، فالتلبية من الحاج في أيام الحج هي إجابة لنداء إبراهيم (عليه السلام) يومئذ بالحج عن الله».
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 231/ 35. 8- تفسير العيّاشي 2: 232/ 36. 9- تفسير العيّاشي 2: 232/ 37.
(1) نشج الباكي، نشجا و نشيجا: تردّد البكاء في صدره من غير انتحاب. «المعجم الوسيط- نشج- 2: 921».
(2) إبراهيم 14: 36.
صفحه : 315
10] 3775/[- عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «إن إبراهيم خليل الرحمن (صلوات الله عليه)، سأل ربه حين أسكن ذريته الحرم، فقال: رب ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون، فأمر الله تبارك و تعالي قطعة من الأردن حتي جاءت فطافت بالبيت سبعا، ثم أمر الله أن تقول: الطائف، فسميت الطائف لطوافها بالبيت».
11] 4775/[- عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوِي إِلَيهِم
: «أما أنه لم يعن النّاس كلهم، أنتم أولئك و نظراؤكم، إنما مثلكم في النّاس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو متل العشرة السوداء في الثور الأبيض، ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت و يعظموه لتعظيم الله إياه، و إن يلقونا حيث كنا، نحن الأدلاء علي الله».
12] 5775/[- عن ثعلبة بن ميمون، عن ميسر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن أبانا إبراهيم کان مما اشترط علي ربه أن قال: فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوِي إِلَيهِم
».
13] 6775/[- و في رواية اخري عنه، قال: كنا في الفسطاط عند أبي جعفر (عليه السلام) نحوا من خمسين رجلا، قال: فجلس بعد سكوت کان منا طويلا فقال: «ما لكم لا تنطقون، لعلكم ترون أني نبي! لا و الله ما أنا كذلك، و لكن في قرابة من رسول الله (صلي الله عليه و آله) قريبة، و ولادة، من وصلها وصله الله، و من أحبها أحبه الله، و من أكرمها أكرمه الله، أ تدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة!». فلم يتكلم أحد، فكان هو الراد علي نفسه، فقال: «تلك مكة الحرام، الّتي رضيها لنفسه حرما، و جعل بيته فيها».
ثم قال: «أ تدرون أي البقاع أفضل من مكة!» فلم يتكلم أحد، فكان هو الراد علي نفسه، فقال: «ما بين الحجر الأسود إلي باب الكعبة، ذلک حطيم إبراهيم (عليه السلام) نفسه ألذي کان يذود فيه غنمه و يصلي فيه، فو الله لو أن عبدا صف قدميه في ذلک المكان، قام النهار مصليا حتي يجنه الليل، و قام الليل مصليا حتي يجنه النهار، ثم لم يعرف لنا حقا أهل البيت و حرمنا حقنا، لم يقبل الله منه شيئا أبدا.
إن أبانا إبراهيم (صلوات الله عليه) کان فيما اشترط علي ربه أن قال: فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوِي إِلَيهِم
أما إنه لم يقل: النّاس كلهم، أنتم أولئك رحمكم الله و نظراؤكم، فإنما مثلكم في النّاس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو الشعرة السوداء في الثور الأبيض، و ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت، و أن يعظموه لتعظيم الله إياه، و أن يلقونا أينما كنا، نحن الأدلاء علي الله».
و
في خبر آخر: «أ تدرون أي بقعة أعظم حرمة عند الله!» فلم يتكلم أحد، و کان هو الراد علي نفسه، فقال:
«ذلک ما بين الركن الأسود و المقام، إلي باب الكعبة، ذلک حطيم إسماعيل (عليه السلام) ألذي کان يذود فيه غنمه». ثم
-----------------------------------
10- تفسير العيّاشي 2: 232/ 38. 11- تفسير العيّاشي 2: 232/ 39. 12- تفسير العيّاشي 1: 233/ 40. 13- تفسير العيّاشي 2: 233/ 41. 1»
صفحه : 316
اللهذكر الحديث«.
14] 7775/[- عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: نظر إلي النّاس يطوفون حول الكعبة، فقال:
«هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يطوفوا ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم، و يعرضون علينا نصرتهم» ثم قرأ هذه الآية: فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوِي إِلَيهِم
فقال: «آل محمّد، ثم قال- إلينا إلينا».
2» و تقدم حديث الباقر (عليه السلام) مع قتادة، في باب مقدمات الكتاب«، و يأتي في قوله تعالي: وَ قَدَّرنا فِيهَا السَّيرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيّاماً آمِنِينَ
«3».
و تقدم في قوله تعالي: وَ اعتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا من سورة آل عمران، حديث جابر بن عبد الله، عن رسول الله (صلي الله عليه و آله)«4».
قوله تعالي:
رَبَّنا إِنَّكَ تَعلَمُ ما نُخفِي وَ ما نُعلِنُ- إلي قوله تعالي- وَ إِن كانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبالُ [38- 46]
1] 8775/[- العياشي: عن السري، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقرأ: «رَبَّنا إِنَّكَ تَعلَمُ ما نُخفِي وَ ما نُعلِنُ وَ ما يَخفي عَلَي اللّهِ مِن شَيءٍ
شأن إسماعيل، و ما أخفي أهل البيت».
2] 9775/[- عن حريز بن عبد الله، عمن ذكره، عن أحدهما (عليهما السلام) ، أنه کان يقرأ هذه الآية: «رب اغفر لي و لولدي» يعني إسماعيل و إسحاق.
3] 0875/[- و في رواية اخري: عمن ذكره، عن أحدهما (عليهما السلام) ، أنه قرأ: رَبَّنَا اغفِر لِي وَ لِوالِدَيَّ
قال:
«آدم و حواء».
4] 1875/[- عن جابر، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله تعالي: رَبَّنَا اغفِر لِي وَ لِوالِدَيَّ
.
-----------------------------------
14- تفسير العيّاشي 2: 234/ 43. 1- تفسير العيّاشي 2: 234/ 44. 2- تفسير العيّاشي 2: 234/ 45. 3- تفسير العيّاشي 2: 234/ 46. 4- تفسير العيّاشي 2352/ 47. [.....]
(1) تفسير العيّاشي 2: 233/ 42.
(2) تقدّم في الحديث (3) باب (6) في النهي عن تفسير القرآن بالرأي و النهي عن الجدال.
(3) يأتي في الحديث (4) من تفسير الآيات (15- 19) من سورة سبأ.
(4) تقدّم في الحديث (2) من تفسير الآية (103) من سورة آل عمران.
صفحه : 317
اللهقال: «هذه كلمة صحفها الكتاب، إنما کان استغفار إبراهيم (عليه السلام) لأبيه عن موعدة وعدها إياه، و إنما قال:}
رب اغفر لي و لولدي. يعني إسماعيل و إسحاق. و الحسن و الحسين و الله ابنا رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
5782/[5]- علي بن إبراهيم: و أما قوله رَبَّنَا اغفِر لِي وَ لِوالِدَيَّ قال: إنما أنزلت: (و لولدي) إسماعيل و إسحاق، و قوله: وَ لا تَحسَبَنَّ اللّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فِيهِ الأَبصارُ قال:
تبقي أعينهم مفتوحة من هول جهنم، لا يقدرون أن يطرفوها. قال: وَ أَفئِدَتُهُم هَواءٌ قال: قلوبهم تتصدع من الخفقان. ثم قال: وَ أَنذِرِ النّاسَ يا محمّد يَومَ يَأتِيهِمُ العَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِب دَعوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَ وَ لَم تَكُونُوا أَقسَمتُم مِن قَبلُ أي حلفتم ما لَكُم مِن زَوالٍ أي لا تهلكون وَ سَكَنتُم فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم يعني ممن قد هلكوا من بني امية وَ تَبَيَّنَ لَكُم كَيفَ فَعَلنا بِهِم وَ ضَرَبنا لَكُمُ الأَمثالَ وَ قَد مَكَرُوا مَكرَهُم وَ عِندَ اللّهِ مَكرُهُم وَ إِن كانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبالُ قال: مكر بني فلان.
6] 3875/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن أبي الصباح بن عبد الحميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:1» «و الله للذي صنعه الحسن بن علي (عليهما السلام) کان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس، فو الله، فيه« نزلت هذه الآية: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفُّوا أَيدِيَكُم وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ
«2» إنما هي طاعة الإمام، و طلبوا القتال فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ«3» مع الحسين (عليه السلام) قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ لَو لا أَخَّرتَنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ«4»، نُجِب دَعوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ أرادوا تأخير ذلک إلي القائم (عليه السلام)».
7] 4875/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفُّوا أَيدِيَكُم وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ
«5» «إنما هي طاعة الإمام، و طلبوا القتال فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ«6» مع الحسين (عليه السلام) قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ لَو لا أَخَّرتَنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ«7»، نُجِب دَعوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ أرادوا تأخير ذلک إلي القائم (عليه السلام)».
8] 5875/[- عن سعد بن عمر، عن غير واحد ممن حضر أبا عبد الله (عليه السلام)، و رجل يقول: قد ثبت دار صالح و دار عيسي بن علي- ذكر دور العباسين- فقال رجل: أراناها الله خرابا، أو خربها بأيدينا. فقال له أبو
-----------------------------------
5- تفسير القمّي 1: 372. 6- الكافي 8: 330/ 506. 7- تفسير العيّاشي 2: 235/ 48. 8- تفسير العيّاشي 2: 235/ 49.
(1) في المصدر: و اللّه لقد.
(2) النساء 4: 77.
(3) النساء 4: 77.
(4) النساء 4: 77.
(5) النساء 4: 77.
(6) النساء 4: 77. [.....]
(7) النساء 4: 77.
صفحه : 318
اللهعبد الله (عليه السلام): «لا تقل هكذا، بل تكون مساكن القائم و أصحابه، أما سمعت الله يقول: وَ سَكَنتُم فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم}
!».
9] 6875/[- عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «وَ إِن كانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبالُ
و إن کان مكر بني العباس بالقائم لتزول منه قلوب الرجال».
10] 7875/[- عن الحارث، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:1» «إن نمرود أراد أن ينظر إلي ملك السماء، فأخذ نسورا أربعة فرباهن حتي كن نشاطا، و جعل تابوتا من خشب، و أدخل فيه رجلا، ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت، ثم أطارهن، ثم جعل في وسط التابوت عمودا، و جعل في رأس العمود لحما، فلما رأي النسور اللحم طرن، و طرن بالتابوت و الرجل، فارتفعن إلي السماء، فمكثن ما شاء الله. ثم إن الرجل أخرج من التابوت رأسه فنظر إلي السماء فإذا هي علي حالها، و نظر إلي الإرض فإذا هو لا يري الجبال إلا كالذر، ثم مكث ساعة فنظر إلي السماء فإذا هي علي حالها، و نظر إلي الإرض فإذا هو لا يري إلا الماء، ثم مكث ساعة فنظر إلي السماء فإذا هي علي حالها، و نظر إلي الإرض فإذا هو لا يري شيئا فلما نزل اللحم« إلي سفل العمود، و طلبت النسور اللحم، سمعت الجبال هدة النسور فخافت من أمر السماء، و هو قول الله: وَ إِن كانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبالُ
».
11] 8875/[- الشيخ في (مجالسه): قال: أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، قال: حدثنا أبو عبد الله محمّد إبن وهبان، قال: حدثنا أبو القاسم علي بن حبشي، قال: حدثنا أبو الفضل العباس بن محمّد بن الحسين، قال:
حدثنا أبي، قال: حدثنا صفوان بن يحيي، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «اتقوا الله، و عليكم بالطاعة لأئمتكم، قولوا ما يقولون، و اصمتوا عما صمتوا، فإنكم في سلطان من قال الله تعالي: وَ إِن كانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبالُ- يعني بذلك ولد العباس- فاتقوا الله فإنكم في هدنة، صلوا في عشائرهم، و اشهدوا جنائزهم، و أدوا الأمانة إليهم، و عليكم بحج هذا البيت فأدمنوه، فإن في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم و أهوال يوم القيامة».
قوله تعالي:
يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السَّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلّهِ الواحِدِ القَهّارِ [48]
-----------------------------------
9- تفسير العيّاشي 2: 235/ 50. 10- تفسير العيّاشي 2: 235/ 51. 11- الأمالي 2: 280.
(1) في البحار 12: 44/ 36: لا يري شيئا، ثمّ وقع في ظلمة لم ير ما فوقه و ما تحته، ففزع فألقي اللحم، فأتبعته النسور منقضّات.
صفحه : 319
1] 9875/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن سليمان بن جعفر، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عز و جل: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ
. قال: «تبدل خبزة نقية يأكل النّاس منها حتي يفرغ من الحساب».
فقال الأبرش: فقلت: إن النّاس يومئذ لفي شغل عن الأكل؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): «هم في النار لا يشتغلون عن أكل الضريع و شرب الحميم و هم في العذاب، فكيف يشتغلون عنه في الحساب!».
2] 0975/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن القاسم بن عروة، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال:1» سألت أبا عبد الله« (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ
. قال: «تبدل خبزا نقيا يأكل منه النّاس حتي يفرغوا من الحساب».
فقال له قائل: إنهم لفي شغل يومئذ عن الأكل و الشرب؟ فقال: «إن الله عز و جل خلق إبن آدم أجوف، و لا بد له من الطعام و الشراب، أهم أشد شغلا يومئذ أم من في النار و قد استغاثوا! و الله عز و جل يقول: وَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجُوهَ بِئسَ الشَّرابُ
«2»!».
3] 1975/[- و عنه: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي، و أبو منصور، عن أبي الربيع، قال سأل نافع أبا جعفر (عليه السلام) فقال: أخبرني عن قول الله عز و جل: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السَّماواتُ
أي أرض تبدل يومئذ! فقال أبو جعفر (عليه السلام):
«أرض تبقي خبزة يأكلون منها حتي يفرغ الله عز و جل من الحساب».
فقال نافع: إنهم عن الأكل لمشغولون! فقال أبو جعفر (عليه السلام): «أهم يومئذ أشغل، أم إذ هم في النار!» فقال نافع: بل إذ هم في النار. قال: «و الله ما شغلهم إذ دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم، و دعوا بالشراب فسقوا الحميم».
فقال: صدقت، يا بن رسول الله.
4] 2975/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد البزاز، قال: حدثنا إبراهيم بن موسي الفراء، قال: حدثنا محمّد بن ثور، عن معمر، عن يحيي بن أبي كثير، عن عبد الله بن مرة، عن ثوبان: أن يهوديا جاء إلي النبي (صلي الله عليه و آله) فقال له: يا
-----------------------------------
1- الكافي 6: 286/ 1. 2- الكافي 6: 286/ 4. 3- الكافي 8: 120/ 93. 4- علل الشرائع: 96/ 5.
(1) في المصدر: أبا جعفر.
(2) الكهف 18: 29.
صفحه : 320
اللهمحمّد، أسألك فتخبرني فيه. فرفسه ثوبان برجله، و قال له: قل يا رسول الله. فقال: لا أدعوه إلا بما سماه أهله. قال:}
أ رأيت قول الله عز و جل: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السَّماواتُ
أين النّاس يومئذ! قال: «في الظلمة دون المحشر».
قال: فما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها! قال: «كبد الحوت». قال: فما شرابهم علي أثر ذلک! قال:
«السلسبيل» قال: صدقت، يا محمّد.
5] 3975/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن عبد الله بن هلال، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «لقد خلق الله عز و جل في الإرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الإرض، فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله عز و جل آدم أبا هذا البشر، و خلق ذريته منه، و لا و الله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها، و لا خلت النار من أرواح الكفار و العصاة منذ خلقها عز و جل، لعلكم ترون إذا کان يوم القيامة و صير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، و صير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار، أن الله تعالي لا يعبد في بلاده، و لا يخلق خلقا يعبدونه و يوحدونه و يعظمونه؟ بلي و الله، ليخلقن الله خلقا من غير فحولة و لا إناث، يعبدونه و يوحدونه و يعظمونه، و يخلق لهم أرضا تحملهم، و سماء تظلهم، أليس الله عز و جل يقول: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السَّماواتُ
، و قال الله عز و جل: أَ فَعَيِينا بِالخَلقِ الأَوَّلِ بَل هُم فِي لَبسٍ مِن خَلقٍ جَدِيدٍ»«1».
6] 4975/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن النعمان الأحول، عن سلام بن المستنير، عن ثوير بن أبي فاختة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) في حديث يصف فيه المحشر، قال: «تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ
يعني بأرض لم تكسب عليها الذنوب، بارزة ليس عليها جبال و لا نبات، کما دحاها أول مرة».
7] 5975/[- المفيد في (إرشاده) قال: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد، قال: حدثني جدي، قال:
حدثني الزبير بن أبي بكر، قال حدثني عبد الرحمن بن عبيد الله الزهري، قال: حج هشام بن عبد الملك، فدخل المسجد الحرام متكئا علي يد سالم مولاه، و محمّد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) جالس في المسجد، فقال له سالم مولاه: يا أمير المؤمنين، هذا محمّد بن علي بن الحسين. قال هشام: المفتون به أهل العراق! قال: نعم. فقال:
اذهب إليه، فقل له، يقول لك أمير المؤمنين: ما ألذي يأكل النّاس و يشربون إلي أن يفصل بينهم يوم القيامة! فقال أبو جعفر (عليه السلام): «يحشر النّاس علي مثل قرص نقي، فيها أنهار متفجرة، يأكلون و يشربون حتي يفرغ من
-----------------------------------
5- الخصال: 358/ 45. 6- تفسير القمّي 2: 252. 7- الإرشاد: 264. [.....]
(1) سورة ق 50: 15.
صفحه : 321
اللهالحساب».}
1» قال: فرأي هشام أنه قد ظفر به، فقال: الله أكبر، اذهب إليه فقل له: يقول لك ما أشغلهم عن الأكل و الشرب يومئذ!؟ فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «هم في النار أشغل، و لم يشتغلوا عن أن« قالوا: أَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أَو مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ
«2»». فسكت هشام لا يرجع كلاما.
الطبرسي في (الإحتجاج): عن عبد الرحمن بن عبيد الله الزهري، قال: حج هشام بن عبد الملك، و ذكر الحديث بعينه«3».
8] 6975/[- العياشي: عن ثوير بن أبي فاختة، عن علي بن الحسين (عليه السلام). قال: «تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ
يعني بأرض لم تكتسب عليها الذنوب، بارزة ليست عليها جبال و لا نبات، کما دحاها أول مرة».
9] 7975/[- عن زرارة، قال:4» سألت أبا عبد الله« (عليه السلام) عن قول الله: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ
.
قال: «تبدل خبزة نقية، يأكل النّاس منها حتي يفرغ من الحساب، قال الله وَ ما جَعَلناهُم جَسَداً لا يَأكُلُونَ الطَّعامَ
«5»».
10] 8975/[- عن محمّد، عن محمّد بن هاشم، عمن أخبره، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال له الأبرش الكلبي: بلغني أنك قلت في قول الله: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ
أنها تبدل خبزة!
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «صدقوا، تبدل الإرض خبزة نقية في الموقف، يأكلون منها». فضحك الأبرش، و قال: أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز! فقال: «ويحك، في أي المنزلتين هم أشد شغلا و أسوء حالا، إذ هم في الموقف، أو في النار يعذبون»! فقال: لا، في النار. فقال: «ويحك، و إن الله يقول: لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِن زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنهَا البُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيهِ مِنَ الحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُربَ الهِيمِ
«6»» قال: فسكت.
11] 9975/[- و في خبر آخر عنه (عليه السلام) قال: «و هم في النار لا يشغلون عن أكل الضريع و شرب الحميم و هم في العذاب، فكيف يشتغلون عنه في الحساب!».
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 236/ 52. 9- تفسير العيّاشي 2: 327/ 53. 10- تفسير العيّاشي 2: 237/ 54. 11- تفسير العيّاشي 2: 237/ 55.
(1) في المصدر: يشغلوا إلي أن.
(2) الأعراف 7: 50.
(3) الإحتجاج 2: 323.
(4) في المصدر: أبا جعفر.
(5) الأنبياء 21: 8.
(6) الواقعة 56: 52- 55.
صفحه : 322
12] 0085/[- عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ
قال: «تبدل خبزة نقية، يأكل النّاس منها حتي يفرغ من الحساب».
فقال له قائل: «إنهم يومئذ في شغل عن الأكل و الشرب!؟ فقال له: «إبن آدم خلق أجوف، لا بد له من الطعام و الشراب، أهم أشد شغلا، أم و هم في النار و قد استغاثوا! فقال: وَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ
«1»!».
13] 1085/[- عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «لقد خلق الله في الإرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الإرض، فأسكنوها واحدا بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله آدم أبا هذا البشر، و خلق ذريته منه، و لا و الله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها الله، و لا خلت النار من أرواح الكافرين منذ خلقها الله. لعلكم ترون أنه إذا کان يوم القيامة، و صير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، و صير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار، أن الله تبارك و تعالي لا يعبد في بلاده، و لا يخلق خلقا يعبدونه و يوحدونه؟ بلي و الله، ليخلقن خلقا من غير فحولة و لا إناث، يعبدونه و يوحدونه و يعظمونه، و يخلق لهم أرضا تحملهم و سماء تظلهم، أليس الله يقول: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَ السَّماواتُ
و قال الله:
أَ فَعَيِينا بِالخَلقِ الأَوَّلِ بَل هُم فِي لَبسٍ مِن خَلقٍ جَدِيدٍ
«2»».
5802/[14]- قال علي بن إبراهيم: قوله: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ قال: تبدل خبزة بيضاء نقية في الموقف، يأكل منها المؤمنون.
قوله تعالي:
وَ تَرَي المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصفادِ- إلي قوله تعالي- وَ لِيَذَّكَّرَ أُولُوا الأَلبابِ [49- 52] 5803/[1]- قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ تَرَي المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصفادِ قال: مقيدين بعضهم إلي بعض: سَرابِيلُهُم مِن قَطِرانٍ قال: السرابيل: القمص.
-----------------------------------
12- تفسير العيّاشي 2: 238/ 56. 13- تفسير العيّاشي 2: 238/ 57. 14- تفسير القمّي 1: 372. [.....] 1- تفسير القمّي 1: 372.
(1) الكهف 18: 29.
(2) سورة ق 50: 15.
صفحه : 323
2] 4085/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: سَرابِيلُهُم مِن قَطِرانٍ
: «و هو الصفر الحار الذائب، انتهي حره، يقول الله عز و جل: وَ تَغشي وُجُوهَهُمُ النّارُ سربلوا ذلک الصفر فتغشي وجوههم النار».
5805/[3]- و قال في قوله: هذا بَلاغٌ لِلنّاسِ: يعني محمدا وَ لِيُنذَرُوا بِهِ وَ لِيَعلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَ لِيَذَّكَّرَ أُولُوا الأَلبابِ أي أولو العقول.
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 1: 372. 3- تفسير القمّي 1: 372.
صفحه : 325
قوله تعالي:
ذلِكَ لِمَن خافَ مَقامِي وَ خافَ وَعِيدِ [14]
1] [- تحف العقول: عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال- في حديث طويل-: «فخافوا الله أيها المؤمنون من البيات خوف أهل التقوي، فإن الله يقول: ذلِكَ لِمَن خافَ مَقامِي وَ خافَ وَعِيدِ
فاحذروا زهرة الحياة الدنيا و غرورها و شرورها، و تذكروا ضرر عاقبة الميل إليها، فإن زينتها فتنة، و حبها خطيئة».
-----------------------------------
1- تحف العقول: 273.
صفحه : 327
صفحه : 329
1] 6085/[- خواص القرآن: روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة اعطي من الحسنات بعدد المهاجرين و الأنصار، و من كتبها بزعفران و سقاها امرأة قليلة اللبن كثر لبنها، و من كتبها و جعلها في عضده، و هو يبيع و يشتري، كثر بيعه و شراؤه، و يحب النّاس معاملته، و كثر رزقه بإذن الله تعالي ما دامت عليه».
2] 7085/[- و قال الصادق (عليه السلام): «من كتبها بزعفران و سقاها امرأة قليلة اللبن كثر لبنها، و من كتبها و جعلها في خزينته أو جيبه، و غدا و خرج و هي في صحبته فإنه يكثر كسبه، و لا يعدل أحد عنه بما يکون عنده مما يبيع و يشتري، و تحب النّاس معاملته».
-----------------------------------
1- خواص القرآن: 3 «قطعة منه». 2- خواص القرآن: 3.
صفحه : 331
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ الر تِلكَ آياتُ الكِتابِ وَ قُرآنٍ مُبِينٍ رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَ- إلي قوله تعالي- يَعلَمُونَ [1- 3] معني الر قد تقدم«1».
1] 8085/[- علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن رفاعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا کان يوم القيامة، نادي مناد من عند الله: لا يدخل الجنة إلا مسلم. فيومئذ يود الّذين كفروا لو كانوا مسلمين. ثم قال: ذَرهُم يَأكُلُوا وَ يَتَمَتَّعُوا وَ يُلهِهِمُ الأَمَلُ
أي يشغلهم فَسَوفَ يَعلَمُونَ».
2] 9085/[- سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن سنان، عن عمار إبن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، قال: قال أبو عبد الله«2» (عليه السلام): «قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله عز و جل: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَ
قال: هو إذا خرجت أنا و شيعتي، و خرج عثمان و شيعته، و نقتل بني امية، فعندها يود الّذين كفروا لو كانوا مسلمين».
3] 0185/[- و عنه، قال: حدثنا الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه، عن عبد الله بن مسكان، عن كامل التمار، قال: و قال أبو عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَ
بفتح السين
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 372. 2- مختصر بصائر الدرجات: 18. 3- مختصر بصائر الدرجات: 71.
(1) تقدّم في الحديث (1 و 2) من تفسير الآيات (1- 2) من سورة يونس، و الحديث (1) من تفسير الآيات (1- 6) من سورة هود.
(2) في المصدر: أبو جعفر.
صفحه : 332
اللهمثقلة اللام، هكذا قرأها.}
4] 1185/[- الإمام العسكري (عليه السلام)، قال: «قال الله عز و جل: وَ اتَّقُوا يَوماً لا تَجزِي نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئاً
«1» لا تدفع عنها عذابا قد استحقته عند النزع وَ لا يُقبَلُ مِنها شَفاعَةٌ«2» يشفع لها بتأخير الموت عنها وَ لا يُؤخَذُ مِنها عَدلٌ«3» لا يقبل منها فداء مكانه، يمات و يترك هو فداء.«4»
قال الصادق (عليه السلام): و هذا اليوم يوم الموت، فإن الشفاعة و الفداء لا يغني عنه، فأما في القيامة، فإنا و أهلنا نجزي عن شيعتنا کل جزاء، ليكونن علي الأعراف- بين الجنة و النار- محمّد، و علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين (عليهم السلام)، و الطيبون من آلهم، فنري بعض شيعتنا في تلك العرصات، ممن کان مقصرا، في بعض شدائدها، فنبعث عليهم خيار شيعتنا، كسلمان، و المقداد، و أبي ذر، و عمار، و نظرائهم في العصر ألذي يليهم، ثم في کل عصر إلي يوم القيامة، فينقضون عليهم كالبزاة و الصقور، و يتناولونهم کما تتناول البزاة و الصقور صيدها، فيزفونهم إلي الجنة زفا. و إنا لنبعث علي آخرين من محبينا من خيار شيعتنا كالحمام، فيلتقطونهم من العرصات کما يلتقط الطير الحب، و ينقلونهم إلي الجنان بحضرتنا. و سيؤتي بالواحد من مقصري شيعتنا في أعماله، بعد أن قد حاز الولاية و التقية و حقوق إخوانه، و يوقف بإزائه ما بين مائه و أكثر من ذلک، إلي مائة ألف من النصاب، فيقال له:
هؤلاء- فداؤك من النار فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة، و أولئك النصاب النار، و ذلک ما قال الله عز و جل: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
يعني بالولاية: لَو كانُوا مُسلِمِينَ في الدنيا، منقادين للإمامة، ليجعل مخالفوهم فداءهم من النار».
5] 2185/[- العياشي: عن عبد الله بن عطاء المكي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَ
.
قال: «ينادي مناد يوم القيامة يسمع الخلائق: أنه لا يدخل الجنة إلا مسلم. ثم يود سائر الخلق أنهم كانوا مسلمين».
6] 3185/[- و بهذا الإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام): «فثم يود الخلق أنهم كانوا مسلمين».
قوله تعالي:
وَ ما أَهلَكنا مِن قَريَةٍ إِلّا وَ لَها كِتابٌ مَعلُومٌ- إلي قوله تعالي- وَ ما كانُوا إِذاً مُنظَرِينَ [4- 8]
-----------------------------------
4- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري (عليه السّلام): 241. [.....] 5- تفسير العيّاشي 2: 239/ 1. 6- تفسير العيّاشي 2: 239/ 2.
(1) البقرة 2: 48.
(2) البقرة 2: 48.
(3) البقرة 2: 48.
(4) «فداء» ليس في المصدر.
صفحه : 333
5814/[1]- و قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ ما أَهلَكنا مِن قَريَةٍ إِلّا وَ لَها كِتابٌ مَعلُومٌ أي أجل مكتوب. ثم حكي قول قريش لرسول الله (صلي الله عليه و آله): يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيهِ الذِّكرُ إِنَّكَ لَمَجنُونٌ لَو ما تَأتِينا بِالمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ أي هلا تأتينا بالملائكة! فرد الله عز و جل عليهم، فقال: ما نُنَزِّلُ المَلائِكَةَ إِلّا بِالحَقِّ وَ ما كانُوا إِذاً مُنظَرِينَ قال: لو أنزلنا الملائكة لم ينظروا و هلكوا.
قوله تعالي:
وَ لَو فَتَحنا عَلَيهِم باباً- إلي قوله تعالي- شِهابٌ مُبِينٌ [14- 18] 5815/[2]- علي بن إبراهيم قال: وَ لَو فَتَحنا أيضا عَلَيهِم باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعرُجُونَ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَت أَبصارُنا بَل نَحنُ قَومٌ مَسحُورُونَ وَ لَقَد جَعَلنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً قال: منازل الشمس و القمر.
وَ زَيَّنّاها لِلنّاظِرِينَ بالكواكب.
و رواه الطبرسي عن أبي عبد الله (عليه السلام)«1».
وَ حَفِظناها مِن كُلِّ شَيطانٍ رَجِيمٍ معني الرجيم تقدم حديثه في سورة آل عمران، في قوله تعالي:
وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ«2».
5816/[3]- علي بن إبراهيم: إِلّا مَنِ استَرَقَ السَّمعَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ قال: لم تزل الشياطين تصعد إلي السماء و تتجسس، حتي ولد النبي (صلي الله عليه و آله).
4] 7185/[- قال علي بن إبراهيم: و روي عن آمنة ام النبي (صلي الله عليه و آله) أنها قالت: لما حملت برسول الله (صلي الله عليه و آله): لم أشعر بالحمل، و لم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل، و رأيت في نومي كأن آتيا أتاني، فقال لي: قد حملت بخير الأنام. ثم وضعته يتقي الإرض بيديه و ركبتيه، و رفع رأسه إلي السماء، و خرج مني نور،
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 373. 2- تفسير القمّي 1: 373. 3- تفسير القمّي 1: 373. 4- تفسير القمّي 1: 373.
(1) مجمع البيان 6: 509. و فيه: بالكواكب النيّرة.
(2) آل عمران 3: 36. و لم يرد هناك حديث في معني الرجيم، و الرجيم: هو المرجوم باللعن، المشؤوم، المطرود من مواضع الخير: إذ لا يذكره مؤمن إلّا لعنه. و قيل: المرمي بالشهب. انظر التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري (عليه السّلام): 16، مجمع البيان 2: 509، مجمع البحرين- رجم- 6: 68. و ستأتي أحاديث بهذا المعني في تفسير الآيات (98- 100) من سورة النحل.
صفحه : 334
اللهأضاء ما بين السماء و الإرض.}
و رميت الشياطين بالنجوم، و حجبوا من السماء، و رأت قريش الشهب تتحرك و تزول و تسير في السماء ففزعوا، و قالوا: هذا قيام الساعة. و اجتمعوا إلي الوليد بن المغيرة، و کان شيخا كبيرا مجربا، فسألوه عن ذلک، فقال:
انظروا إلي هذه النجوم الّتي تهتدون بها في ظلمات البر و البحر، فإن كانت قد زالت فهي الساعة، و إن كانت ثابتة فهو لأمر قد حدث.
و کان بمكة رجل يهودي يقال له: يوسف، فلما رأي النجوم تتحرك و تسير في السماء، خرج إلي نادي قريش و قال: يا معشر قريش، هل ولد الليلة فيكم مولود! فقالوا: لا، فقال: أخطأتم و التوراة، قد ولد في هذه الليلة آخر الأنبياء و أفضلهم، و هو ألذي نجده في كتبنا، أنه إذا ولد ذلک النبي رجمت الشياطين، و حجبوا من السماء. فرجع کل واحد إلي منزله يسأل أهله، فقالوا: قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب إبن. فقال اليهودي: اعرضوه علي. فمشوا معه إلي باب آمنة، فقالوا لها: أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي، فأخرجته في قماطه، فنظر في عينيه، و كشف عن كتفه، فرأي شامة سوداء عليها شعرات، فسقط إلي الإرض مغشيا عليه، فضحكوا منه، فقال: أ تضحكون، يا معشر قريش! هذا نبي السيف، ليبيدنكم، و ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلي آخر الأبد. و تفرق النّاس يتحدثون بخير اليهودي.
1» فلما رميت الشياطين بالنجوم أنكرت ذلک، و اجتمعوا إلي إبليس، فقالوا: قد منعنا من السماء، و قد رمينا بالشهب؟ فقال: اطلبوا، فإن أمرا قد حدث في الدنيا. فتفرقوا، فرجعوا، و قالوا: لم نر شيئا. فقال إبليس: أنا لها بنفسي. فجال ما بين المشرق و المغرب، حتي انتهي إلي الرحم فرآه محفوفا بالملائكة، و جبرئيل علي باب الحرم بيده حربة، فأراد إبليس أن يدخل، فصاح به جبرئيل، فقال: اخسأ يا ملعون. فجاء من قبل حراء، فصار مثل الصر«، ثم قال: يا جبرئيل حرف أسألك عنه. قال: و ما هو! قال: ما هذا، و ما اجتماعكم في الدنيا! فقال: نبي هذه الأمة قد ولد، و هو آخر الأنبياء و أفضلهم. قال: هل لي فيه نصيب! قال: لا. قال: ففي أمته! قال: بلي. قال: قد رضيت.
4] 8185/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال:2» «کان إبليس (لعنة الله) يخترق السماوات السبع، فلما ولد عيسي (عليه السلام)، حجب عن ثلاث سماوات، و کان يخترق أربع سماوات، فلما ولد رسول الله (صلي الله عليه و آله)، حجب عن السبع كلها، و رميت الشياطين بالنجوم، و قالت قريش: هذا قيام الساعة، كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه. و قال عمرو بن أمية، و کان من أزجر« أهل الجاهلية: انظروا هذه النجوم الّتي يهتدي بها، و يعرف بها أزمان الشتاء و الصيف، فإن کان رمي بها،
-----------------------------------
4- الأمالي: 235/ 1.
(1) الصّرّ: طائر كالعصفور أصفر. «أقرب الموارد- صرر-: 643» و في الحديث الآتي: ثمّ صار مثل الصّرّ، و هو العصفور. [.....]
(2) الزّجر: العيافة، و هو ضرب من التّكهّن. «لسان العرب- زجر- 4: 319».
صفحه : 335
اللهفهو هلاك کل شيء، و إن كانت ثبتت و رمي بغيرها، فهو أمر حدث.}
1»2»3»4» و أصبحت الأصنام كلها صبيحة مولد النبي ليس منها صنم إلا و هو منكب علي وجهه، و ارتجس« في تلك الليلة إيوان كسري، و سقطت منه أربعة عشر شرفة، و غاضت بحيرة ساوة، و فاض وادي السماوة، و خمدت نيران فارس، و لم تخمد قبل ذلک بألف عام، و رأي الموبذان« في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، و قد قطعت دجلة و انتشرت« في بلادهم، و انقصم طاق الملك كسري من وسطه، و انخرقت عليه دجلة العوراء«، و انتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز، ثم استطار حتي بلغ المشرق، و لم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا، و الملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلک، و انتزع علم الكهنة، و بطل سحر السحرة، و لم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها، و عظمت قريش في العرب، سموا آل الله عز و جل- قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام)- إنما سموا آل الله عز و جل لأنهم في بيت الله الحرام.
و قالت آمنة: إن ابني- و الله- سقط فاتقي الإرض بيده، ثم رفع رأسه إلي السماء فنظر إليها، ثم خرج مني نور أضاء له کل شيء، و سمعت في الضوء قائلا يقول: إنك قد ولدت سيد النّاس، فسميه محمدا. و أتي به عبد المطلب لينظر إليه، و قد بلغه ما قالت امه، فأخذه و وضعه في حجره، ثم قال:
ازالحمد لله ألذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان
5» ازقد ساد في المهد علي الغلمان وفاق شأنه جميع الشان«
ثم عوذه بأركان الكعبة، و قال فيه أشعارا».
6»7» قال: «و صاح إبليس (لعنه الله) في أبالستة، فاجتمعوا إليه، و قالوا: ما ألذي أفزعك يا سيدنا! فقال لهم: ويلكم، لقد أنكرت السماوات و الإرض منذ الليلة، لقد حدث في الإرض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع« عيسي بن مريم، فاخرجوا و انظروا ما هذا الحدث ألذي قد حدث. فافترقوا، ثم اجتمعوا إليه، فقالوا: ما وجدنا شيئا. فقال إبليس (لعنه الله)، أنا لهذا الأمر، ثم انغمس في الدنيا، فجالها حتي انتهي إلي الحرم، فوجد الحرم محفوفا« بالملائكة، فذهب ليدخل، فصاحوا به فرجع، ثم صار مثل الصر- و هو العصفور- فدخل من قبل حراء، فقال له جبرئيل:
وراءك، لعنك الله. فقال له: حرف أسألك عنه يا جبرئيل، ما هذا الحدث ألذي حدث منذ الليلة في الإرض! فقال له: ولد محمّد (صلي الله عليه و آله). فقال له: هل لي فيه نصيب! قال: لا، قال: ففي أمته! قال: نعم. قال: رضيت».
-----------------------------------
(1) الرّجس: الصّوت الشديد، و ارتجس البناء: رجف. انظر «المعجم الوسيط- رجس- 1: 330».
(2) الموبذان للمجوس: كقاضي القضاة عند المسلمين، و الموبذ: القاضي. «لسان العرب- موبذ- 3: 511».
(3) في المصدر: و انسربت.
(4) دجلة العوراء: اسم لدجلة البصرة، علم لها. «معجم البلدان 2: 442».
(5) (وفاق ... الشأن) ليس في «س، و المصدر».
(6) في المصدر: ولد.
(7) في المصدر: محفوظا.
صفحه : 336
1] 9185/[- العياشي: عن بكر بن محمّد الأزدي، عن عمه عبد السلام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « يا عبد السلام، احذر النّاس و نفسك».
فقلت: بأبي أنت و أمي، أما النّاس فقد أقدر علي أن أحذرهم، فأما نفسي فكيف!
قال: «إن الخبيث المسترق السمع يجيئك فيسترق، ثم يخرج في صورة آدمي، فيقول: قال عبد السلام».
فقلت: بأبي أنت و أمي، هذا ما لا حيلة له. قال: «هو ذلک».
قوله تعالي:
وَ الأَرضَ مَدَدناها وَ أَلقَينا فِيها رَواسِيَ- إلي قوله تعالي- وَ مَن لَستُم لَهُ بِرازِقِينَ [19- 20] 5820/[2]- علي بن إبراهيم، قال: قوله: وَ الأَرضَ مَدَدناها وَ أَلقَينا فِيها رَواسِيَ أي الجبال: وَ أَنبَتنا فِيها مِن كُلِّ شَيءٍ مَوزُونٍ وَ جَعَلنا لَكُم فِيها مَعايِشَ وَ مَن لَستُم لَهُ بِرازِقِينَ قال: لكل ضرب من الحيوان قدرنا شيئا مقدرا.
3] 1285/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ أَنبَتنا فِيها مِن كُلِّ شَيءٍ مَوزُونٍ
: «فإن الله تبارك و تعالي أنبت في الجبال الذهب و الفضة و الجوهر و الصفر و النحاس و الحديد و الرصاص و الكحل و الزرنيخ، و أشباه ذلک لا يباع إلا وزنا».
قوله تعالي:
وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا عِندَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلّا بِقَدَرٍ مَعلُومٍ [21] 5822/[4]- علي بن إبراهيم، في قوله: وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا عِندَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزِّلُهُ إِلّا بِقَدَرٍ مَعلُومٍ قال:
الخزانة: الماء ألذي ينزل من السماء فينبت لكل ضرب من الحيوان ما قدر الله له من الغذاء.
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 239/ 3. 2- تفسير القمّي 1: 374. 3- تفسير القمّي 1: 374. 4- تفسير القمّي 1: 375.
صفحه : 337
2] 3285/[- إبن الفارسي في (الروضة): روي عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) أنه قال: «في العرش تمثال جميع ما خلق الله في البر و البحر- قال- و هذا تأويل قوله: وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا عِندَنا خَزائِنُهُ
و إن بين القائمة من قوائم العرش، و القائمة الثانية خفقان الطير المسرع مسيرة ألف عام، و العرش يكسي کل يوم.
1» سبعين« لونا من النور، لا يستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق الله، و الأشياء كلها في العرش كحلقة في فلاة.
و إن کان لله ملكا يقال له: حزقائيل، له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلي الجناح خمسمائة عام، فخطر له خاطر بأن قال: هل فوق العرش شيء! فزاده الله مثلها أجنحة اخري، فكان له ست و ثلاثون ألف جناح، ما بين الجناح، إلي الجناح خمسمائة عام، ثم أوحي الله إليه: أيها الملك، طر، فطار مقدار عشرين ألف عام و لم ينل رأس قائمة من قوائم العرش، ثم ضاعف الله له في الجناح و القوة، و أمره أن يطير، فطار مقدار عشرين ألف عام، و لم ينل أيضا، فأوحي الله إليه: أيها الملك، لو طرت إلي نفخ الصور مع أجنحتك و قوتك، لم تبلغ إلي ساق العرش. فقال الملك: سبحان ربي الأعلي، فأنزل الله عز و جل: سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأَعلَي
«2» فقال النبي (صلي الله عليه و آله):
اجعلوها في سجودكم».
3] 4285/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:3» «کان علي (عليه السلام) يقوم في المطر أول ما تمطر حتي يبتل رأسه و لحيته و ثيابه. فقيل له: يا أمير المؤمنين، الكن الكن. فقال: إن هذا ماء قريب عهد بالعرش. ثم أنشأ يحدث، فقال: إن تحت العرش بحرا فيه ماء، ينبت أرزاق الحيوانات، فإذا أراد الله عز و جل أن ينبت به لهم ما يشاء، رحمة منه لهم، أوحي إليه فمطر ما شاء من سماء إلي سماء، حتي يصير إلي سماء الدنيا- فيما أظن- فيلقيه إلي السحاب، و السحاب بمنزلة الغربال، ثم يوحي الله إلي الريح أن اطحنيه و أذيبيه ذوبان الماء، ثم انطلقي به إلي موضع كذا و كذا فامطري عليهم. فيكون كذا و كذا عبابا« و غير ذلک، فتقطر عليهم علي النحو ألذي يأمرها به، فليس من قطرة تقطرا إلا و معها ملك، حتي يضعها موضعها، و لم تنزل من السماء قطرة من مطر إلا بعدد معدود و وزن معلوم، إلا ما کان من يوم الطوفان علي عهد نوح (عليه السلام)، فإنه نزل ماء منهمر بلا وزن و لا عدد».
4] 5285/[- و عنه، قال: و حدثني أبو عبد الله (عليه السلام) قال: «قال لي أبي (عليه السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام) قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إن الله عز و جل جعل السحاب غرابيل للمطر، هي تذيب البرد حتي يصير ماء لكيلا يضربه شيئا يصيبه، و ألذي ترون فيه من البرد و الصواعق نقمة من الله عز و جل، يصيب بها من يشاء من عباده. ثم
-----------------------------------
2- روضة الواعظين 47. 3- الكافي 8: 239/ 326. [.....] 4- الكافي 8: 240/ 326.
(1) في المصدر زيادة: ألف.
(2) الأعلي 87: 1.
(3) العباب: المطر الكثير. «لسان العرب- عبب- 1: 573».
صفحه : 338
اللهقال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا تشيروا إلي المطر، و لا إلي الهلال، فإن الله يكره ذلک».}
و روي ذلک الحميري في (قرب الإسناد) بإسناده، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)«1».
5] 6285/[- إبن بابويه، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه الله)، قال: حدثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر«2»، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان، قال: قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): «لما صعد موسي (عليه السلام) الطور، فنادي ربه عز و جل، قال: رب أرني خزائنك قال: يا موسي:
إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له: لكن: فيكون».
قوله تعالي:
وَ أَرسَلنَا الرِّياحَ لَواقِحَ [22] 5827/[1]- علي بن إبراهيم، قال: الّتي تلقح الأشجار.
2] 8285/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، و هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) حين سأله عن الرياح، قال: «و لله عز ذكره رياح رحمة لواقح و غير ذلک، ينشرها بين يدي رحمته، منها ما يهيج السحاب للمطر، و منها رياح تحبس السحاب بين السماء و الإرض، و رياح تعصر السحاب فتمطره بإذن الله».
3] 9285/[- العياشي: عن إبن وكيع، عن رجل، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):3» لا تسبوا الريح، فإنها بشر«، و إنها نذر، و إنها لواقح، فاسألوا الله من خيرها، و تعوذوا به من شرها».
4] 0385/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «لله رياح رحمة لواقح، ينشرها بين يدي رحمته».
-----------------------------------
5- التوحيد: 133/ 17. 1- تفسير القمّي 1: 375. 2- الكافي 8: 91/ 63. 3- تفسير العيّاشي 2: 239/ 4. 4- تفسير العيّاشي 2: 239/ 5.
(1) قرب الاسناد: 35.
(2) (عن عمه عبد اللّه بن عامر) ليس في «ط».
(3) البشور، من الرياح: الّتي تبشّر بالمطر. جمعها بشر. «المعجم الوسيط- بشر- 1: 58».
صفحه : 339
قوله تعالي:
فَأَنزَلنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسقَيناكُمُوهُ وَ ما أَنتُم لَهُ بِخازِنِينَ وَ إِنّا لَنَحنُ نُحيِي وَ نُمِيتُ وَ نَحنُ الوارِثُونَ [22- 23] 5831/[1]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: فَأَنزَلنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسقَيناكُمُوهُ وَ ما أَنتُم لَهُ بِخازِنِينَ أي لا تقدرون أن تخزنوه: وَ إِنّا لَنَحنُ نُحيِي وَ نُمِيتُ وَ نَحنُ الوارِثُونَ أي نرث الإرض و من عليها.
قوله تعالي:
وَ لَقَد عَلِمنَا المُستَقدِمِينَ مِنكُم وَ لَقَد عَلِمنَا المُستَأخِرِينَ [24]
2] 2385/[- العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وَ لَقَد عَلِمنَا المُستَقدِمِينَ مِنكُم وَ لَقَد عَلِمنَا المُستَأخِرِينَ
، قال: «هم المؤمنون من هذه الامة».
3] 3385/[- الشيباني في (نهج البيان) قال: روي عن الصادق (عليه السلام): «أن المستقدمين أصحاب الحسنات، و المستأخرين أصحاب السيئات».
قوله تعالي:
وَ لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنُونٍ [26] 5834/[4]- علي بن إبراهيم: وَ لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن صَلصالٍ قال: الماء المتصلصل بالطين: مِن حَمَإٍ مَسنُونٍ قال: حمأ متغير.
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 375. 2- تفسير العيّاشي 2: 240/ 6. [.....] 3- نهج البيان 2: 161. «مخطوط». 4- تفسير القمّي 1: 375.
صفحه : 340
2] 5385/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن عبد الغفار الجازي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله عز و جل خلق المؤمن من طينة الجنة، و خلق الكافر من طينة النار- و قال- إذا أراد الله عز و جل بعبد خيرا، طيب روحه و جسده، فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه، و لا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره».
قال: و سمعته يقول: «الطينات ثلاث: طينة الأنبياء، و المؤمن من تلك الطينة، إلا أن الأنبياء من صفوتها، هم الأصل و لهم فضلهم، و المؤمنون الفرع من طين لازب، كذلك لا يفرق الله عز و جل بينهم و بين شيعتهم- و قال- طينة الناصب من حمأ مسنون، و أما المستضعفون فمن تراب، لا يتحول مؤمن عن إيمانه، و لا ناصب عن نصبه، و لله المشيئة فيهم».
3] 6385/[- العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال الله للملائكة:
إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنُونٍ فَإِذا سَوَّيتُهُ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ
«1» قال:
2» و کان ذلک من الله تقدمة منه إلي الملائكة احتجاجا منه عليهم، و ما کان الله ليغير ما بقوم إلا بعد الحجة عذرا و نذرا، فاغترف الله غرفة بيمينه- و كلتا يديه يمين«- من الماء العذب الفرات، فصلصلها في كفه فجمدت، ثم قال: منك أخلق النبيين و المرسلين و عبادي الصالحين، الأئمة المهديين، الدعاة إلي الجنة، و أتباعهم إلي يوم القيامة و لا ابالي، و لا اسأل عما أفعل و هم يسألون.
ثم اغترف الله غرفة بكفه الاخري من الماء الملح الأجاج، فصلصلها في كفه فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق الجبارين، و الفراعنة، و العتاة، و إخوان الشياطين، و أئمة الكفر، و الدعاة إلي النار، و أتباعهم إلي يوم القيامة، و لا ابالي، و لا أسأل عما أفعل و هم يسألون. و اشترط في ذلک البداء فيهم، و لم يشترط في أصحاب اليمين البداء لله فيهم، ثم خلط الماءين في كفه جميعا فصلصلهما، ثم أكفأهما قدام عرشه، و هما بلة من طين».
قوله تعالي:
وَ الجَانَّ خَلَقناهُ مِن قَبلُ مِن نارِ السَّمُومِ وَ إِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنُونٍ
-----------------------------------
2- الكافي 2: 2/ 2. 3- تفسير العيّاشي 2: 240/ 7.
(1) الحجر 15: 28 و 29.
(2) قال المجلسي (رحمه اللّه): لمّا كانت اليد كناية عن القدرة، فيحتمل أن يکون المراد باليمين القدرة علي الرحمة و النعمة و الفضل، و بالشمال القدرة علي العذاب و القهر و الابتلاء، فالمعني: أنّ عذابه و قهره و إمراضه و إماتته و سائر المصائب و العقوبات لطف و رحمة لاشتماله علي الحكم الخفيّة و المصالح العامة، و به يمكن أن يفسّر ما ورد في الدعاء: و الخير في يديك. بحار الأنوار 5: 238.
صفحه : 341
فَإِذا سَوَّيتُهُ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ- إلي قوله تعالي- إِلي يَومِ الدِّينِ [27- 35]
1] 7385/[- (تحفة الإخوان) قال: ذكر بعض المفسرين، بحذف الإسناد، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، أنه قال: أخبرني عن خلق آدم، كيف خلقه الله تعالي!
قال: «إن الله تعالي لما خلق نار السموم، و هي نار لا حر لها و لا دخان، فخلق منها الجان، فذلك معني قوله تعالي: وَ الجَانَّ خَلَقناهُ مِن قَبلُ مِن نارِ السَّمُومِ
و سماه مارجا، و خلق منه زوجه و سماها مارجة، فواقعها فولدت الجان، ثم ولد الجان ولدا و سماه الجن، و منه تفرعت قبائل الجن، و منهم إبليس اللعين، و کان يولد الجان الذكر و الأنثي، و يولد الجن كذلك توأمين، فصاروا تسعين ألفا ذكرا و أنثي، و ازدادوا حتي بلغوا عدة الرمال.
1»2»3»4»5»6» و تزوج إبليس بامرأة من ولد الجان يقال لها: لهبا بنت روحا« بن سلساسل«، فولدت منه بيلقيس« و طونة في بطن واحد، ثم شعلا و شعيلة في بطن واحد، ثم دوهر و دوهرة في بطن واحد، ثم شوظا و شيظة في بطن واحد، ثم فقطس و فقطسة في بطن واحد، فكثر أولاد إبليس (لعنة الله) حتي صاروا لا يحصون، و كانوا يهيمون علي وجوههم كالذر، و النمل، و البعوض، و الجراد، و الطير، و الذباب. و كانوا يسكنون المفاوز« و القفار، و الحياض، و الآجام، و الطرق، و المزابل، و الكنف«، و الأنهار، و الآبار، و النواويس«، و کل موضع وحش، حتي امتلأت الإرض منهم. ثم تمثلوا بولد آدم بعد ذلک، و هم علي صور الخيل، و الحمير، و البغال، و الإبل، و المعز، و البقر، و الغنم، و الكلاب، و السباع، و السلاحف.
فلما امتلأت الإرض من ذرية إبليس (لعنه الله) أسكن الله الجان الهواء دون السماء، و أسكن ولد الجن في سماء الدنيا، و أمرهم بالعبادة و الطاعة و هو قوله تعالي: وَ ما خَلَقتُ الجِنَّ وَ الإِنسَ إِلّا لِيَعبُدُونِ
«7».
و كانت السماء تفتخر علي الإرض، و تقول: إن ربي رفعني فوقك، و أنا مسكن الملائكة، و في العرش و الكرسي و الشمس و القمر و النجوم، و خزائن الرحمة، و مني ينزل الوحي. فقالت الإرض: إن ربي بسطني و استودعني عروق الأشجار و النبات و العيون، و خلق في الثمرات و الأنهار و الأشجار. فقالت لها السماء: ليس
-----------------------------------
1- تحفة الإخوان: 62 «مخطوط».
(1) في المصدر: دوحا.
(2) في المصدر: سلبائيل.
(3) في المصدر: بلقيس.
(4) المفاوز: جمع مفازة، البرّيّة القفر. «لسان العرب- فوز- 5: 393».
(5) الكنف: واحدها الكنيف، و هو الحضيرة المتّخذة للإبل و الغنم، و المرحاض. «المعجم الوسيط- كنف- 2: 801».
(6) النواويس: جمع ناووس أو ناءوس، مقبرة النصاري. و يطلق علي حجر منقور تجعل فيه جثّة الميّت. «أقرب الموارد- نوس- 2: 1358».
(7) الذاريات 51: 56. [.....]
صفحه : 342
اللهعليك أحد يذكر الله تعالي!}
1» فقالت الإرض: يا رب، إن السماء تفتخر علي، إذ ليس علي أحد يذكرك. فنوديت الإرض: أن اسكني، فإني أخلق من أديمك صورة لا مثل لها من الجن«، و أرزقه العقل و العلم و الكتاب و اللسان، و انزل عليه من كلامي، ثم أملأ بطنك و ظهرك و شرقك و غربك علي مزاج تربك في اللون، و الحرية، و السرية، و افتخري يا أرض علي السماء بذلك.
ثم استقرت الإرض و سألت ربها أن يهبط إليها خلقا، فأذن لها بذلك، علي أن يعبدوه و لا يعصوه- قال- و هبط الجن و إبليس اللعين و سكنا الإرض، فأعطوا علي ذلک العهد، و نزلوا و هم سبعون ألف قبيلة يعبدون الله حق عبادته دهرا طويلا.
ثم رفع الله إبليس إلي سماء الدنيا لكثرة عبادته، فعبد الله تعالي فيها ألف سنة، ثم رفع إلي السماء الثانية، فعبد الله تعالي فيها ألف سنة، و لم يزل يعبد الله في کل سماء ألف سنة حتي رفعه الله إلي السماء السابعة، و کان أول يوم في السماء الأولي السبت، و الأحد في الثانية، حتي کان يوم الجمعة صير في السماء السابعة، و کان يعبد الله حق عبادته، و يوحده حق توحيده، و کان بمنزلة عظيمة حتي إذا مر به جبرئيل و ميكائيل، يقول بعضهم لبعض:
لقد أعطي هذا العبد من القوة علي طاعة الله و عبادته ما لم يعط أحد من الملائكة.
فلما کان بعد ذلک بدهر طويل، أمر الله تعالي جبرئيل أن يهبط إلي الإرض، و يقبض من شرقها و غربها و قعرها و بسطها قبضة، ليخلق منها خلقا جديدا، ليجعله أفضل الخلائق».
2] 8385/[- و عنه: قال إبن عباس: فنزل إبليس (لعنه الله) فوقف وسط الإرض، و قال: يا أيتها الإرض، إني جئتك ناصحا لك، إن الله تعالي يريد أن يخلق منك خلقا يفضله علي جميع الخلق، و أخاف أن يعصيه، و قد أرسل الله إليك جبرئيل، فإذا جاءك فاقسمي عليه أن لا يقبض منك شيئا. فلما هبط جبرئيل بإذن ربه، نادته الإرض، و قالت:
يا جبرئيل، بحق من أرسلك إلي، لا تقبض مني شيئا، فإني أخاف أن يعصيه ذلک الخلق، فيعذبه في النار. قال:
2» فارتعد جبرئيل من هذا القسم، و رجع إلي السماء و لم يقبض منها شيئا، فأخبر الله تعالي بذلك، فبعث الله تعالي ميكائيل ثانية، فجري له مثل ما جري لجبرئيل، فبعث الله عزرائيل ملك الموت، فلما هم بها أن يقبض منها، قالت له مثل ما قالت لهما، فقال: و عزة ربي لا أعصي له أمرا. ثم قبض منها قبضة من شرقها و غربها و حلوها و مرها و طيبها و مالحها و خسيسها« و قعرها و بسطها، فقدم ملك الموت بالقبضة، و وقف أربعين عاما لا ينطق، فأتاه النداء أن يا ملك الموت، ما صنعت! فأخبره بجميع القضية. قال الله تعالي: و عزتي و جلالي لاسلطنك علي قبض أرواح هذا الخلق ألذي أخلقه لقلة رحمتك. فجعل الله نصف تلك القبضة في الجنة، و النصف الآخر في النار. قال:
و خلق الله آدم من سبع أرضين: فرأسه من الإرض و الاولي، و عنقه من الثانية، و صدره من الثالثة، و يداه من الرابعة،
-----------------------------------
2- تحفة الإخوان: 63 «مخطوط».
(1) في «س»: الحسن.
(2) في المصدر: و حسنها.
صفحه : 343
اللهو بطنه و ظهره من الخامسة، و فخذاه و عجزه من السادسة، و ساقاه و قدماه من السابعة.}
5839/[3]- و عنه: قال إبن عباس: خلق الله آدم (عليه السلام) علي الأقاليم: فرأسه من تربة الكعبة، و صدره من تربة الدهناء«1»، و بطنه و ظهره من تربة الهند، و يداه من تربة المشرق، و رجلاه من تربة المغرب. و فيه تسعة أبواب: سبعة في رأسه، و هي: عيناه و أذناه و منخراه و فمه، و اثنان في بدنه، و هما: قبله و دبره. و خلق فيه الحواس: ففي العينين حاسة البصر، و في الأذنين حاسة السمع، و في منخرية الشم، و في فمه الذوق، و في يديه اللمس، و في رجليه المشي، و خلق الله له لسانا ينطق، و خلق له أسنانا: أربع ثنيات، و أربع رباعيات، و أربعة أنياب، و ستة عشر ضرسا.
ثم ركب في رقبته ثمان فقرات، و في ظهره أربع عشرة فقرة، و في جنبه الأيمن ثمانية أضلاع، و في الأيسر سبعة، و واحد أعوج للعلم السابق، لأنه خلق منه حواء (عليها السلام).
ثم خلق القلب فجعله في الجانب الأيسر من الصدر، و خلق المعدة أمام القلب، و خلق الرية، و هي كالمروحة للقلب، و خلق الكبد و جعله في الجانب الأيمن، و ركب فيها المرارة، و خلق الطحال في الجانب الأيسر محاذي الكبد، و خلق الكليتين إحداهما فوق الكبد و الاخري فوق الطحال، و خلق ما بين ذلک حجبا و أمعاء، و ركب سن«2» الصدر و دخله في الأضلاع، و خلق العظام، ففي الكتف عظم، و في الساعدين عظمين، و في الكف خمسة أعظم و في کل إصبع ثلاثة أعظم، إلا الإبهام ففيه عظمان، و جعل في الوركين عظمين.
ثم ركب فيها العروق و جعل أصلها الوتين، و هو بيت الدم ألذي ينفجر منه إلي البدن، و هي عروق مختلفة، أربعة تسقي الدماغ، و أربعة تسقي العينين، و أربعة تسقي الأذنين، و أربعة تسقي المنخرين، و أربعة تسقي الشفتين، و اثنان يسقيان الصدغين، و عرقان في اللسان، و عرقان في الفم يسقيان الأسنان إلي الدماغ، و سبعة تسقي العنق، و سبعة تسقي الصدر، و عشرة تسقي الظهر، و عشرة تسقي البطن، و سائر العروق تسقي سائر البدن متفرقة، لا يعلم عددها إلا الله تعالي خالقها.
و اللسان ترجمان، و العينان سراجان، و الأذنان سماعان، و المنخران نقيبان، و اليدان جناحان، و الرجلان سياران، و الكبد فيه الرحمة، و الطحال فيه الضحك، و الكليتان فيهما المكر، و الرئة فيها الخفة، و هي مروحة القلب، و المعدة خزانة، و القلب عماد الجسد، فإذا صلح صلح الجسد.
قال: فلما خلق الله تعالي آدم علي هذه الصورة، أمر الملائكة فحملوه، و وضعوه علي باب الجنة عدة من الملائكة، و کان جسدا لا روح فيه، و كانت الملائكة تتعجب منه و من صفته و صورته، لأنهم لم يكونوا رأوا مثله، فذلك قوله تعالي: هَل أَتي عَلَي الإِنسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئاً مَذكُوراً«3» يعني لم يكن إنسانا موصوفا. و کان إبليس ممن يطيل النظر إليه، و يقول: ما خلق الله تعالي هذا إلا لأمر، فربما أدخل في فيه و أخرج،
-----------------------------------
3- تحفة الإخوان: 63 «مخطوط».
(1) الدّهناء: الفلاة و الدّهناء: موضع كلّه رمل. «لسان العرب- دهن- 13: 163».
(2) السّنّ: حرف الفقار، و في «ط»: سيف.
(3) الإنسان 76: 1.
صفحه : 344
فإنه خلق ضعيف خلق من طين، و هو أجوف، و الأجوف لا بد له من مطعم. و قيل: إنه قال يوما للملائكة: أما تعلمون أنتم لم فضل هذا الخلق عليكم! قالوا: نطيع ربنا و لا نعصيه، و هو يقول في ذلک: لئن فضل هذا الخلق علي لأعصينه، و إن فضلت عليه لاهلكنه.
قال: فلما أراد الله أن ينفخ فيه الروح، خلق روح آدم (عليه السلام) ليست كالأرواح، و هي روح فضلها الله تعالي علي جميع أرواح الخلق من الملائكة و غيرها، فذلك قوله تعالي: فَإِذا سَوَّيتُهُ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ، و قال الله تعالي: وَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي«1». قال: فلما خلق الله تعالي روح آدم (عليه السلام) أمر بغمسها في جميع الأنوار، ثم أمرها أن تدخل في جسد آدم (عليه السلام) بالتأني دون الاستعجال، فرأت الروح مدخلا ضيقا و منافذ ضيقة، فقالت: يا رب، كيف أدخل من الفضاء إلي الضيق! فنوديت: أن ادخلي كرها. فدخلت الروح من يافوخه إلي عينيه ففتحهما آدم (عليه السلام)، فجعل ينظر إلي بدنه و لا يقدر علي الكلام، و نظر إلي سرادق العرش مكتوبا عليه: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فصارت الروح إلي أذنيه، فجعل يسمع تسبيح الملائكة. ثم جعلت الروح تدور في رأسه و دماغه، و الملائكة قبل خلقه بذلك، قوله تعالي:
إِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ فَإِذا سَوَّيتُهُ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ«2». ثم صارت الروح إلي الخياشيم، ففتحت العطسة المجاري المسدودة و سارت إلي اللسان، فقال آدم (عليه السلام):
«الحمد لله ألذي لم يزل». فهي أول كلمة قالها، فناداه الرب: يرحمك ربك- يا آدم- لهذا خلقتك، و هذا لك و لذريتك، و لمن قال مثل مقالتك.
قال النبي (صلي الله عليه و آله): «ليس علي إبليس أشد من تسميت العاطس».
قال:
فصارت الروح في جسد آدم (عليه السلام) حتي بلغت الساقين و القدمين، فاستوي آدم قائما علي قدميه في يوم الجمعة، عند زوال الشمس.
قال جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام): «كانت الروح في رأس آدم (عليه السلام) مائة عام، و في صدره مائة عام، و في ظهرة مائة عام، و في بطنه مائة عام، و في عجزه و في وركيه مائة عام، و في ساقيه و قدميه مائة عام».
فلما استوي آدم قائما، نظرت إليه الملائكة كأنه الفضة البيضاء، فأمرهم الله بالسجود له، فأول من بارد إلي السجود جبرئيل، ثم ميكائيل، ثم عزرائيل، ثم إسرافيل، ثم الملائكة المقربون. و کان السجود لآدم يوم الجمعة عند الزوال، فبقيت الملائكة في سجودها إلي العصر، فجعل الله تعالي هذا اليوم عيدا لآدم (عليه السلام) و لأولاده، و أعطاه الله تعالي فيه الإجابة في الدعاء، و في يوم الجمعة و ليلتها أربع و عشرون ساعة، في کل ساعة يعتق سبعون ألف عتيق من النار.
4] 0485/[- و عنه: قال جعفر الصادق (عليه السلام): «و أبي إبليس (لعنه الله) من أن يسجد لآدم (عليه السلام) استكبارا
-----------------------------------
4- تحفة الإخوان: 65 «مخطوط».
(1) الإسراء 17: 85.
(2) سورة ص 38: 71 و 72.
صفحه : 345
اللهو حسدا، فقال الله تعالي: ما مَنَعَكَ أَن تَسجُدَ لِما خَلَقتُ بِيَدَيَّ أَستَكبَرتَ أَم كُنتَ مِنَ العالِينَ قالَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَنِي مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ}
«1» و النار تأكل الطين، و أنا ألذي عبدتك دهرا طويلا قبل أن تخلقه، و أنا ألذي كسوتني الريش و النور، و أنا ألذي عبدتك في أكناف السماوات مع الكروبيين و الصافين و المسبحين«2» و الروحانيين و المقربين. قال الله تعالي: لقد علمت في سابق علمي من ملائكتي الطاعة و منك المعصية، فلم ينفعك طول العبادة لسابق العلم فيك، و قد أبلستك«3» من الخير كله إلي آخر الأبد، و جعلتك مذموما مدحورا شيطانا رجيما لعينا. فعند ذلک تغيرت خلقته الحسنة إلي خلقة كريهة مشوهة، فوثب عليه الملائكة بحرابها و هم يلعنونه، و يقولون له: رجيم ملعون، رجيم ملعون. فأول من طعنه جبرئيل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم عزرائيل، ثم جميع الملائكة، من کل ناحية و هو هارب من بين أيديهم، حتي ألقوه في البحر المسجور، فبادرت إليه الملائكة بحراب من نار، فلم يزالوا يطعنونه حتي بلغوه القرار، و غاب عن عيون الملائكة، و الملائكة في اضطراب و السماوات في رجفان من جرأة إبليس اللعين و عصيانه أمر الله. قال الله تعالي: وَ عَلَّمَ آدَمَ الأَسماءَ كُلَّها«4» حتي عرف اللغات كلها، حتي لغات الحيات و الضفادع، و جميع ما في البر و البحر».
5» قال إبن عباس: لقد تكلم آدم (عليه السلام) بسبعمائة« ألف ألف لغة، أفضلها العربية ثم أمر الله تعالي الملائكة أن يحملوا آدم (عليه السلام) علي أكتافهم ليكون عاليا عليهم، و هم يقولون: سبوح قدوس لا خروج عن طاعتك.
و سارت به في طرق السماوات و قد اصطفت حوله الملائكة، فلا يمر آدم (عليه السلام) علي صف إلا و يقول: «السلام عليكم و رحمة الله، يا ملائكة ربي». فيجيبونه: و عليك السلام و رحمة الله و بركاته، يا صفوة الله و روحه و فطرته.
6» و ضرب له في الصفيح الأعلي قبابا من الياقوت الأحمر، و من الزبرجد الأخضر، فما مر آدم (عليه السلام) بموقف من الملائكة و مقام النبيين إلا و سماه باسمه و اسم أصحابه، و علي آدم (عليه السلام) يومئذ ثياب السندس الأخضر في رقة الهواء، و له ظفيرتان مرصعتان بالدر و الجواهر، محشوتان بالمسك الأذفر« و العنبر علي قامة آدم (عليه السلام) من رأسه إلي قدميه، و علي رأسه تاج من ذهب مرصع بالجوهر و العنبر و الفيروزج الأخضر، له أربعة أركان، و في کل ركن منها درة عظيمة يغلب ضوؤها علي ضوء الشمس و القمر، و في أصابعه خواتيم الكرامة، و في وسطه منطقة الرضوان، و لها نور يسطع في کل غرفة، فوقف آدم علي المنبر في هذه الزينة، و قد علمه الأسماء كلها، و أعطاه قضيبا من نور، فتحير الملائكة فيه، فقالوا: إلهنا، خلقت خلقا أكرم من هذا! فقال الله تعالي: «ليس من خلقته بيدي كمن قلت له: كن فيكون».
-----------------------------------
(1) سورة ص 38: 75 و 76.
(2) في المصدر: و الحافّين.
(3) الإبلاس: الانكسار و الحزن. و إبليس من رحمة اللّه: أي يئس. «الصحاح- بلس- 3: 909».
(4) البقرة 2: 31. [.....]
(5) في المصدر: بتسعمائة.
(6) الذّفر: كلّ ريح ذكيّة من طيب أو نتن. يقال: مسك أذفر. «الصحاح- ذفر- 2: 663».
صفحه : 346
اللهفانتصب آدم علي منبره قائما، و سلّم علي الملائكة، و قال: «السلام عليكم، يا ملائكة ربي و رحمة الله و بركاته» فأجابه الملائكة: و عليك السلام و رحمة الله و بركاته. فإذا النداء: يا آدم، لهذا خلقتك، و هذا السلام تحية لك و لذريتك إلي يوم القيامة».}
قال النبي (صلي الله عليه و آله) «ما فشا السلام في قوم إلا أمنوا من العذاب، فإن فعلتموه دخلتم الجنة».
و قال النبي (صلي الله عليه و آله) «ألا أدلكم علي شيء إن فعلتموه دخلتم الجنة» قالوا: بلي يا رسول الله، قال:
«أطعموا الطعام، و أفشوا السلام، و صلوا في الليل و النّاس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».
و قال النبي (صلي الله عليه و آله): «إذا سلّم المؤمن علي أخيه، يبكي إبليس لعنه الله، و يقول: يا ويلتاه. و لم يفترقا حتي يغفر الله لهما».
قال: فأخذ آدم في خطبته فبدأ يقول: «الحمد لله» فصار ذلک سنة لأولاده، و أثني علي الله تعالي بما هو أهله، ثم ذكر علم السماوات و الأرضين و ما فيها من خلق رب العالمين، فعند ذلک قال الله تعالي للملائكة:
أَنبِئُونِي بِأَسماءِ هؤُلاءِ إِن كُنتُم صادِقِينَ
«1» فشهدت الملائكة علي أنفسها و أقرت، و قالت: سُبحانَكَ لا عِلمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمتَنا إِنَّكَ أَنتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ«2» قال الله تعالي: يا آدَمُ أَنبِئهُم بِأَسمائِهِم«3» فجعل آدم يخبرهم بأسماء کل شيء، خفيها و ظاهرها، برها و بحرها، حتي الذرة و البعوضة، فتعجبت الملائكة من ذلک، قال الله تعالي: أَ لَم أَقُل لَكُم إِنِّي أَعلَمُ غَيبَ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ أَعلَمُ ما تُبدُونَ وَ ما كُنتُم تَكتُمُونَ«4» يعني ما كتم إبليس من إضمار المعصية.
5» قال: و نزل آدم (عليه السلام) من منبره، و زاد الله في حسنه أضعافا زيادة علي ما کان عليه من الحسن و الجمال، فلما نزل قرب إليه قطف« من عنب أبيض فأكله، و هو أول شيء أكله من طعام الجنة، فلما استوفاه، قال: «الحمد لله رب العالمين»، فقال الله تعالي: يا آدم، لهذا خلقتك، و هو سنتك و سنة ذريتك إلي آخر الدهر. ثم أخذته السنة، أي النعاس، مبادئ النوم، لأنه لا راحة لبدن يأكل إلا النوم، ففزعت الملائكة، و قالت: النوم هو الموت. فلما سمع إبليس بأكل آدم (عليه السلام) فرح و تسلي ببعض ما فيه، و قال: سوف أغويه.
قال النبي (صلي الله عليه و آله): «من علامة الموت النوم، و من علامة القيامة اليقظة».
و قال: «سألت بنو إسرائيل موسي (عليه السلام): هل ينام ربنا! فأوحي الله إليه: لو نمت لسقطت السماوات علي الإرض».
و سألت اليهود نبينا محمدا (صلي الله عليه و آله): هل ينام ربك! فأنزل الله تعالي جبرئيل بهذه الآية:
-----------------------------------
(1) البقرة 2: 31.
(2) البقرة 2: 32.
(3، 4) البقرة 2: 33.
(5) القطف: العنقود ساعة يقطف. «أقرب الموارد- قطف- 2: 1016».
صفحه : 347
اللهاللّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَومٌ}
«1». فقالوا: أ ينام أهل الجنة! فقال النبي (صلي الله عليه و آله): «لا ينامون، لأن النوم أخو الموت، و أهل الجنة لا يموتون، و كذلك أهل النار لا يموتون لأنهم معذبون دائما».
5] 1485/[- و عنه: قال جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام):2» «فلما نام آدم (عليه السلام)، خلق الله من ضلع جنبه الأيسر ما يلي الشراسيف« و هو ضلع أعوج، فخلق منه حواء، و إنما سميت بذلك لأنها خلقت من حي، و ذلک قوله تعالي: يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنها زَوجَها
«3» فكانت حواء علي خلق آدم (عليه السلام)، و علي حسنه و جماله، و لها سبعمائة ظفيرة مرصعات بالياقوت و اللؤلؤ و الجواهر و الدر، محشوة بالمسك، شكلاء«4»، دعجاء«5»، غنجاء«6»، غضة«7»، بيضاء، مخضوبة الكفين، تسمع لذوائبها خشخشة، و هي نفيسة«8» متوجة، و هي علي صورة آدم (عليه السلام) غير أنها أرق منه جلدا، و أصفي منه لونا، و أحسن منه صوتا، و أدعج منه عينا، و أقني منه أنفا، و أصفي منه سنا، و أصغر منه سنا، و ألطف منه نباتا«9»، و ألين منه كفا، فلما خلقها الله تعالي، أجلسها عند رأس آدم و قد رآها في نومه، و قد تمكن حبها في قلبه- قال- فانتبه آدم (عليه السلام) من نومته فقال: يا رب، من هذه! فقال الله تعالي: هذه أمتي حواء. قال: يا رب، لمن خلقتها! قال: لمن أخذ بها الأمانة، و أصدقها الشكر. قال: يا رب، أقبلها علي هذا. فتزوجها- قال- فزوجه إياها قبل دخول الجنة».
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): «رأي هذا في المنام و هي تكلمه، و هي تقول له: أنا أمة الله و أنت عبد الله، فاخطبني من ربك».
و
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «طيبوا النكاح، فإن النساء عند الرجال لا يملكن لأنفسهن ضرا و لا نفعا، و إنهن أمانة الله عندكم فلا تضاروهن و لا تعضلوهن».
6] 2485/[- و عنه: قال جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام): «إن آدم (عليه السلام) رأي حواء في المنام، فلما انتبه، قال: يا رب، من هذه الّتي أنست بقربها! قال الله تعالي: هذه أمتي، و أنت عبدي، يا آدم، ما خلقت خلقا هو أكرم علي منكما، إذا أنتما عبدتماني و أطعتماني، و قد خلقت لكما دارا، و سميتها جنتي، فمن دخلها کان وليي حقا،
-----------------------------------
5- تحفة الإخوان: 66 «مخطوط». 6- تحفة الإخوان: 67 «مخطوط».
(1) البقرة 2: 255.
(2) الشّرسوف: الطرف اللّيّن من الضّلع ممّا يلي البطن، جمعها شراسيف. «المعجم الوسيط- شرس- 1: 478».
(3) النساء 4: 1.
(4) الشكلاء: مؤنث الأشكل، و هو ما فيه حمرة و بياض مختلطان. «أقرب الموارد- شكل- 1: 606- 607».
(5) دعجت العين: اشتدّ سوادها و بياضها و اتّسعت، فهي دعجاء. «المعجم الوسيط»- دعج- 1: 284».
(6) غنجت المرأة: تدلّلت علي زوجها بملاحة، كأنها تخالفه و ليس بها خلاف. «المعجم الوسيط- غنج- 2: 664». [.....]
(7) الغضّ: الطريّ الحديث من كلّ شيء. «المعجم الوسيط- غضّ- 2: 654».
(8) في المصدر: نسقة.
(9) في المصدر: بيانا.
صفحه : 348
اللهو من لم يدخلها کان عدوي حقا. فقال آدم (عليه السلام): و لك يا رب، عدو و أنت رب السماوات! قال الله تعالي: يا آدم، لو شئت أجعل الخلق كلهم أوليائي لفعلت و لكني أفعل ما أشاء، و أحكم ما أريد. قال آدم (عليه السلام): يا رب، فهذه أمتك حواء قد رق لها قلبي، فلمن خلقتها! قال الله تعالي: خلقتها لك لتسكن الدنيا فلا تكن وحيدا في جنتي قال:}
فأنكحنيها يا رب. قال: أنكحتكها بشرط أن تعلمها مصالح ديني، و تشكرني عليها، فرضي آدم بذلك، فاجتمعت الملائكة، فأوحي الله تعالي إلي جبرئيل أن اخطب. فكان الولي رب العالمين، و الخطيب جبرئيل الأمين، و الشهود الملائكة المقربين، و الزوج آدم (عليه السلام) أبا النبيين، فتزوج آدم (عليه السلام) بحواء علي الطاعة و التقي و العمل الصالح، فنثرت الملائكة عليهما من نثار الجنة».
قال إبن عباس: أعلموا بالنكاح فإنه سنة أبيكم آدم (عليه السلام) و قال: ليس شيء مباح أحب إلي الله من النكاح، فإذا اغتسل المؤمن من حلاله بكي إبليس، و قال: يا ويلتاه، هذا العبد أطاع ربه و غفر له ذنبه، و لا شيء مباح أبغض إلي الله تعالي من الطلاق. قال الصادق (عليه السلام): «لعن الله الذواق و الذواقة».
7] 3485/[- و عنه: قال أبو بصير: أخبرني كيف کان خروج آدم (عليه السلام) من الجنة!
فقال الصادق (عليه السلام):1» «لما تزوج آدم (عليه السلام) بحواء أوحي الله تعالي إليه: يا آدم، أن اذكر نعمتي عليك، فإني جعلتك بديع فطرتي، و سويتك بشرا علي مشيئتي، و نفخت فيك من روحي، و أسجدت لك ملائكتي، و حملتك علي أكتافهم، و جعلتك خطيبهم، و أطلقت لسانك بجميع اللغات، و جعلت ذلک كله شرفا لك و فخرا، و هذا إبليس اللعين قد أبلسته و لعنته حين أبي أن يسجد لك و قد خلقتك كرامة لأمتي، و خلقت أمتي نعمة لك، و ما نعمة أكرم من زوجة صالحة، تسرك إذا نظرت إليها، و قد بنيت لكما دار الحيوان من قبل أن أخلقكما بألف« عام، علي أن تدخلاها بعهدي و أمانتي.
و کان الله تعالي عرض هذه الأمانة علي السماوات و الأرضين، و علي الملائكة جميعا، و هي أن تكافئوا علي الإحسان، و تعدلوا عن الإساءة. فأبوا عن قبولها، فعرضها علي آدم (عليه السلام)، فتقبلها، فتعجبت الملائكة من جرأة آدم (عليه السلام) في قبول الأمانة، يقول الله تعالي: إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَي السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ الجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَ أَشفَقنَ مِنها وَ حَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا
«2» و ما کان بين أن قبل الأمانة آدم و بين أن عصي ربه إلا کما بين الظهر و العصر، ثم مثل الله تعالي لآدم (عليه السلام) و لحواء، اللعين إبليس، حتي نظر إلي سماجته«3»، فقيل له: هذا عَدُوٌّ لَكَ وَ لِزَوجِكَ فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشقي«4» ثم ناداه الرب: إن من عهدي إليكما أن تدخلا الجنة، و تأكلا منها رغدا حيث شئتما، و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين، فقبلا هذا العهد كله، فقال:
-----------------------------------
7- تحفة الإخوان: 67 «مخطوط».
(1) في المصدر: بألفي.
(2) الأحزاب 33: 72.
(3) سمج الشيء: قبح، يسمج سماجة، إذا لم يكن فيه ملاحة. «لسان العرب- سمج- 2: 300».
(4) طه 20: 117.
صفحه : 349
الله يا آدم، أنت عندي أكرم من ملائكتي إذا أطعتني و رعيت عهدي، و لم تكن جبارا كفورا. و في کل ذلک يقبل الأمانة و العهد، و لا يسأل ربه التوفيق و العصمة، و شهد الملائكة عليه.}
1» ثم مكث آدم (عليه السلام) و حواء مكللين متوجين مكرمين لما دخلا الجنة حتي كانا في وسط جنات عدن، نظر آدم و إذا هو بسرير من جوهر، له سبعمائة قائمة من أنواع الجواهر، و له سرادقات« كثيرة، و علي ذلک السرير فرش من السندس و الإستبرق، و بين الفراشين كثبان من المسك و الكافور و العنبر، و علي السرير أربع قباب: فيه الرضوان و الغفران و الخلد و الكرم، فناداه السرير: إلي يا آدم، فلك خلقت، و لك زينت. فنزل آدم عن فرسه، و حواء عن ناقتها، و جلسا علي السرير بعد أن طافا علي جميع نواحي الجنة، ثم قدم لهما من عنب الجنة و فواكهها فأكلا منها، ثم تحولا إلي قبة الكرم، و هي أزين القباب، و عن يمين السرير يومئذ جبل من مسك، و عن يساره جبل من عنبر، و شجرة طوبي قد أظلت علي السرير، فأحب أدم (عليه السلام) أن يدنو من حواء، فأسبلت القباب ستورها، و انظمت الأبواب، و تغشاها و کان معها كأهل الجنة في الجنة خمسمائة عام من أعوام الدنيا في أتم السرور و أنعم الأحوال. و کان آدم (عليه السلام) ينزل عن السرير، و يمشي في منابر الجنة، و حواء خلفه تسحب سندسها، و كلما تقدما من قصر نثرت عليهما من ثمار الجنة حتي يرجعا إلي السرير، و إبليس (لعنه الله) خائف لما جري عليه من طعنهم له بالحراب و رجمهم إياه، و صار مختفيا عن آدم (عليه السلام) و حواء، فبينما هو كذلك و إذا هو بصوت عال: يا أهل السماوات، قد سكن آدم و حواء الجنة بالعهد و الميثاق، و أبحت لهما جميع ما في الجنة إلا شجرة الخلد، فإن قرباها و أكلا منها كانا من الظالمين».
2»3» قال: «فلما سمع إبليس اللعين ذلک فرح فرحا شديدا، و قال: لأخرجنهما من الجنة. ثم أتي مستخفيا في طرق السماوات. حتي وقع علي باب الجنة، و إذا بالطاوس و قد خرج من الجنة، و له جناحان، إذا نشر أحدهما غطي به سدرة المنتهي، و له ذنب من زمردة صفراء، و هو من الجواهر، و علي کل جوهر منه ريشة بيضاء، و هو أطيب طيور الجنة صوتا و تغريدا، و أحسنها ألحانا بالتسبيح و الثناء لله رب العالمين، و کان يخرج في وقت و يمر صفح« السماوات السبع، يخطر في مشيه، و يرجع في تسبيحه، فيعجب جميع الملائكة من حسن صورته و تسبيحه، فيرجع إلي الجنة. فلما رآه إبليس دعا به بكلام لين، و قال: أيها الطائر العجيب الخلقة، حسن الألوان، طيب الصوت، أي طائر أنت من طيور الجنة! قال: أنا طاوس الجنة، و لكن مالك- أيها الشخص- مذعور، كأنك تخاف طالبا يطلبك! فقال إبليس: أنا ملك من ملائكة الصفيح« الأعلي، مع الملائكة الكروبين الّذين لا يفترون عن التسبيح ساعة و لا طرفة عين، جئت أنظر إلي الجنة و إلي ما أعد الله لأهلها فيها، فهل لك أن تدخلني الجنة و أعلمك ثلاث كلمات، من قالهن لا يهرم و لا يسقم و لا يموت! فقال الطاوس: و يحك- أيها الشخص- أهل الجنة يموتون! قال إبليس: نعم، يموتون و يهرمون و يسقمون إلا من كانت عنده هذه الكلمات. و حلف علي ذلک، فوثق
-----------------------------------
(1) السرادقات: جمع سرادق، ما أحاط بالبناء. «لسان العرب- سردق- 10: 157».
(2) صفح كلّ شيء: وجهه و ناحيته. «لسان العرب- صفح- 2: 516».
(3) الصّفيح: من أسماء السّماء. «النهاية- صفح- 3: 35».
صفحه : 350
اللهبه الطاوس و لم يظن أن أحدا يحلف بالله كاذبا، فقال: أيها الشخص، ما أحوجني إلي هذه الكلمات، غير أني أخاف أن رضوان خازن الجنان يستخبرني عنك، لكن أبعث إليك بالحية، فإنها سيدة دواب الجنة».}
1» قال: «و دخل الطاوس الجنة، و ذكر للحية جميع ذلک فقالت: و ما أحوجني و إياك إلي هذه الكلمات. قال الطاوس: قد ضمنت له أن أبعث بك إليه، فانطلقي إليه سريعا قبل أن يسبقك سواك، فكانت الحية يومئذ علي صورة الجمل، و لها قوائم، و لها زغب مثل العبقري« ما بين أسود و أبيض و أحمر و أخضر و أصفر، و لها رائحة كرائحة المسك المشاب بالعنبر، و کان مسكنها في جنة المأوي، و مبركها علي ساحل نهر الكوثر، و كلامها التسبيح و الثناء لله رب العالمين، و قد خلقها الله تعالي قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) بمائة عام، و كانت تأنس بحواء و آدم (عليه السلام) و تخبرهما بكل شجرة في الجنة.
فخرجت الحية مسرعة من باب الجنة فرأت إبليس لعنه الله علي ما وصفه الطاوس، فتقدم إليها إبليس بالكلام الطيب، و قال لها مثل ما قال للطاوس، فقالت الحية: و كيف أدخلك و لا يحل لك ركوبي! فقال لها إبليس:
إني أري بين نابيك فرجة واسعة، و اعلمي أنها تسعني، و اجعليني فيها و أدخليني الجنة حتي أعلمك هذه الكلمات الثلاث. فقالت الحية: إذا حملتك في فمي، فكيف أتكلم إذا كلمني رضوان! فقال لها اللعين: لا عليك، فإن معي أسماء ربي، إذا قلتها لا ينطق بي و لا بك أحد من الملائكة. فدخلت و الملائكة ساهون عن محاورتهما، غير أن حواء كانت قد افتقدت الحية فلم تجدها، و كانت مؤتلفة بها لحسن حديثها، و الحية مع إبليس يحلف لها و يخادعها- قال- و لم يزل إبليس يحلف لها و يخدعها، حتي وثقت به و فتحت فاها، فوثب إبليس و قعد بين أنيابها، و خرج منه ريح فصار نابها سما إلي آخر الأبد- قال- فضمته الحية و دخلت الجنة، و لم يكلمها رضوان للقدر و القضاء السابق بعلم الرحمن، حتي إذا توسطت الحية الجنة، قالت له: اخرج فمي و عجل قبل أن يفطن بك رضوان. قال إبليس: لا تعجلي، فإنما حاجتي في الجنة آدم و حواء، فإني أريد أن أكلمهما من فيك، فإن فعلت ذلک علمتك الكلمات الثلاث. فقالت الحية: هاتيك قبة حواء فاخرج إليها و كلمها. قال: لا أكلمها إلا من فيك، فحملته الحية إلي قبة حواء، فقال إبليس من فم الحية: يا حواء، يا زينة الجنة، أ لست تعلمين أني معك في الجنة، و أني أحدثك و أخبرك بكل ما في الجنة، و أني صادقة في کل ما أحدثك به! فقالت حواء: نعم، و ما عرفتك إلا بصدق الحديث. قال إبليس: يا حواء، أخبريني ما ألذي أحل لكما في الجنة، و حرم عليكما! فأخبرته بما نهاهما عنه.
2» فقال إبليس: و لماذا نهاكما ربكما عن شجرة الخلد! قالت: لا علم لي بذلك. قال إبليس: أنا أعلم، إنما نهاكما ربكما لأنه أراد أن يفعل بكما مثل ما فعل بذلك العبد ألذي مأواه تحت الشجرة، ألذي أدخله قبل دخولكما بألف« عام».
قال: «فوثبت حواء من سريرها لتنظر ذلک العبد، فخرج إبليس من فم الحية كالبرق الخاطف، حتي قعد
-----------------------------------
(1) العبقريّ: ضرب من البسط. «تاج العروس- عبقر- 3: 379».
(2) في المصدر: بألفي.
صفحه : 351
اللهتحت الشجرة، فأقبلت حواء فرأته، فلما قربت منه، نادته: أيها الشخص، من أنت! قال: أنا خلق من خلق الله تعالي، و أنا في هذه الجنة منذ ألف عام، خلقني کما خلقكما بيده، و نفخ في روحه، و أسجد لي ملائكته و أسكنني جنته، و نهاني عن أكل هذه الشجرة، فكنت لا آكل منها حتي نصحني بعض الملائكة، و قال لي: کل منها، فإن من أكل منها کان مخلدا في الجنة أبدا و حلف لي أنه لمن الناصحين، فوثقت بيمينه و أكلت منها، فأنا في الجنة إلي يومي هذا کما ترين، و قد أمنت من الهرم و السقم و الموت و الخروج من الجنة. فقال لها إبليس بعد ما حكي لها:}
1» و الله ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين. فناداها: يا حواء، كلي منها، فإنها أطيب ما أكلت من ثمار الجنة، فأسرعي إليها و اسبقي زوجك، فإن من سبق کان له الفضل علي صاحبه، أما تنظرين إلي كيف آكل منها! هذا و الحية واقفة تسمع ما يقول إبليس (لعنه الله) لحواء، فالتفتت حواء للحية، و قالت: أنت معي منذ أدخلني الله الجنة، و لم تخبريني بهذا الكلام!؟ و سكتت الحية، و لم تدر ما يقول إبليس اللعين في جواب حواء«، و رغبت عن الكلام، و ما کان من أمرها ألذي قد ضمن لها إبليس أن يعلمها الثلاث كلمات.
فأقبلت حواء إلي آدم (عليه السلام)، و كانت مسرورة بقول الحية لها، و مقالة إبليس تحت الشجرة، و أخبرته بخبر الحية و الشخص و قد حلف لهما نصحا، و ذلک قوله تعالي: وَ قاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَ
«2» و قرب القدر المقدور و القضاء المبرم، و خروجهم من الجنة، و هو الأمر المحتوم، فركنا جميعا إلي قول إبليس اللعين و قسمه فتقدمت حواء إلي تلك الشجرة، و لها أغصان لا تحصي، و علي الأغصان سنابل، کل حبة منها مثل القلة، و لها رائحة كالمسك الأذفر، أشد بياضا من اللبن، و أحلي من العسل، فأخذت سبع سنابل من سبعة أغصان، فقال اللعين: كلي منها يا حواء، يا زينة الجنة. فأكلت واحدة، و ادخرت لها واحدة، و جاءت بخمس منها إلي آدم (عليه السلام)، و لم يكن لآدم (عليه السلام) في ذلک أمر و لا نهي، بل کان ذلک في سابق علم الله تعالي حين افتخرت السماء علي الإرض، و شكت الإرض إلي ربها، و قال: يا أرض اسكني. و قال للملائكة: إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً«3». فتناول آدم (عليه السلام) من السنابل سنبلة واحدة من يدها، و قد نسي العهد المأخوذ عليه، فذلك قوله تعالي: فَنَسِيَ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً«4»، أي جزما- قال- فذاق آدم (عليه السلام) من الشجرة کما ذاقت حواء، فذلك قوله تعالي: فَلَمّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَت لَهُما سَوآتُهُما«5».
8] 4485/[- و عنه: قال إبن عباس (رضي الله عنه) سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقول: «و ألذي نفسي بيده، ما ساغ آدم (عليه السلام) من تلك السنابل إلا سنبلة واحدة حتي طار التاج عن رأسه، و تعاري من لباسه، و انتزعت
-----------------------------------
8- تحفة الإخوان: 70 «مخطوط». [.....]
(1) في المصدر: ما تقول و خافت من رضوان.
(2) الأعراف 7: 21.
(3) البقرة 2: 30.
(4) طه 20: 115.
(5) الأعراف 7: 22.
صفحه : 352
اللهخواتيمه، و سقط کل ما کان علي حواء من لباسها، و حليها، و زينتها، و کل شيء طار عنها، و ناداه لباسه و تاجه: يا آدم، طال حزنك، و كثرت حسرتك، و عظمت مصيبتك، فعليك السلام، و هذه الساعة الفراق إلي يوم التلاق، فإن رب العزة عهد إلينا أن لا نكون إلا علي عبد مطيع خاشع. و انتفض السرير من فراشه و طار في الهواء، و هو ينادي:}
آدم المصطفي قد عصي الرحمن و أطاع الشيطان، و حواء قد انتفضت ذوائبها عنها، و ما کان فيها من الدهر و الجواهر و اللؤلؤ، و انحلت المنطقة من وسطها، و هي تقول: لقد عظمت مصيبتكما و طال حزنكما، و لم يبق عليهما من لباسهما شيء وَ طَفِقا
أي أقبلا: يَخصِفانِ عَلَيهِما أي يرقعان عليهما مِن وَرَقِ الجَنَّةِ أي ورق التين وَ ناداهُما رَبُّهُما أَ لَم أَنهَكُما عَن تِلكُمَا الشَّجَرَةِ وَ أَقُل لَكُما إِنَّ الشَّيطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ«1».
قال إبن عباس: إن الله تعالي حذر أولاد آدم کما حذر آدم (عليه السلام) في قوله تعالي: يا بَنِي آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ يَنزِعُ عَنهُما لِباسَهُما«2». قال: و جعل کل واحد منهما ينظر إلي عورة صاحبه، و هرب إبليس مبادرا، و صار مختفيا في بعض طرق السماوات، و لم يبق شيء إلا نادي آدم: يا عاصي.
و غض أهل الجنة أبصارهم عنهما، و قالوا: أخرجتما من جنتكما؟ و ناداه فرسه الميمون- و قد خلقه الله من مسك الجنة و جميع طيبها من الكافور و الزعفران و العنبر و غير ذلک، و عجن بماء الحيوان، و عرفه من المرجان، و ناصيته من الياقوت، و حافره من الزبرجد الأخضر، و سرجه من الزمرد، و لجامه من الياقوت، و له أجنحة من أنواع الجواهر، و ليس في الجنة دابة أحسن من فرس آدم (عليه السلام) إلا البراق،
قال النبي (صلي الله عليه و آله): «فضل البراق علي سائر دواب الجنة، كفضلي علي سائر النبيين»
، و قال إبن عباس: قد خلق الله الميمون فرس آدم (عليه السلام) قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) بخمسمائة عام-: يا آدم، هكذا العهد بينك و بين الله تعالي!؟ و انقبضت أشجار الجنة عنهما حتي لم يتمكنا أن يستترا بشيء منها، فكلما قرب من شجرة، نادته: إليك عني يا عاصي. فلما كثرت عليه الملامة و التوبيخ، مر هاربا، و إذا هو بشجرة الطلح قد التفت علي ساقيه فمسكته بأغصانها، و نادته إلي أين تهرب، يا عاصي! فوقف آدم فزعا مرعوبا مبهوتا، و ظن أن العذاب قد أتاه، و جعل ينادي: الأمان، الأمان، و حواء مجتهدة أن تستر نفسها بشعرها، و هو ينكشف عنها، فلما أكثرت عليه، ناداها: يا بادية السوء، هل تقدرين علي أن تستري بي، و قد عصيت ربك! فقعدت حواء عند ذلک، و وضعت ذقنها علي ركبتها كيلا يراها أحد، و هي تحت الشجرة و آدم واقف قد قبضت عليه شجرة الطلح.
قال إبن عباس: فنودي جبرئيل: «ألا تري إلي بديع فطرتي آدم، كيف عصاني! يا جبرئيل، ألا تري إلي حواء أمتي، كيف عصتني، و طاوعت عدوي إبليس!» فاضطرب جبرئيل الأمين لما سمع نداء رب العالمين، و داخله الخوف و خر ساجدا، و حملة العرش قد سكنت حركاتهم، و هم يقولون: سبحانك، قدوس قدوس، سبوح سبوح، الأمان الأمان. فأخذ جبرئيل (عليه السلام) يعد علي آدم (عليه السلام) ما أنعم الله تعالي به عليه، و يعاتبه علي المعصية،
-----------------------------------
(1) الأعراف 7: 22.
(2) الأعراف 7: 27.
صفحه : 353
فاضطرب آدم (عليه السلام) فزعا، و ارتعد خوفا، حتي ذهب كلامه، و جعل يشير إلي جبرئيل (عليه السلام): «دعني أهرب من الجنة خوفا من ربي، و حياء منه». قال جبرئيل (عليه السلام): إلي أين تهرب- يا آدم- و ربك أقرب الأقربين، و مدرك الهاربين! فقال آدم (عليه السلام) « يا جبرئيل، ردني أنظر إلي الجنة نظرة الوداع». فجعل آدم (عليه السلام) ينظر عن يمينه و عن شماله، و جبرئيل لا يفارقه، حتي صار قريبا من باب الجنة، و قد أخرج رجله اليمني و بقيت رجله اليسري، فنودي:
« يا جبرئيل، قف به علي باب الجنة حتي يخرج معه أعداؤه الّذين حملوه علي أكل الشجرة، يراهم و يري ما يفعل بهم». فأوقفه جبرئيل، و ناداه الرب: « يا آدم، و خلقتك لتكون عبدا شكورا، لا لتكون عبدا كفورا».
فقال آدم (عليه السلام): « يا رب، أسألك أن تعيدني إلي تربتي الّتي خلقت منها ترابا کما كنت أولا». فأجابه الرب: « يا آدم، قد سبق في علمي، و كتبت في اللوح أن أملأ من ظهرك الجنة و النار». فسكت آدم.
قال إبن عباس: لما أمرت حواء بالخروج، و ثبت إلي ورقة من ورق تين الجنة، طولها و عرضها لا يعلمه إلا الله تعالي لتستتر بها، فلما أخذتها، سقطت من يدها، و نطقت: يا حواء، إنك لفي غرور، إنه لا يسترك شيء في الجنة بعد أن عصيت الله تعالي. فعندها بكت حواء بكاء شديدا، و أمر الله الورقة أن تجيبها، فاستترت بها، فقبض جبرئيل (عليه السلام) بناصيتها حتي أتي بها إلي آدم (عليه السلام) و هو علي باب الجنة، فلما رأت آدم (عليه السلام)، صاحت صيحة عظيمة، و قالت: يا لها من حسرة، يا جبرئيل، ردني أنظر إلي الجنة نظر الوداع. فجعلت تومئ بنظرها إلي الجنة يمينا و شمالا، و تنظر إليها بحسرة، فاخرجا من الجنة، و الملائكة صفوف لا يعلم عددهم إلا الله تعالي، ينظرون إليهما. ثم أتي بالطاوس، و قد طعنته الملائكة حتي سقطت أرياشه، و جبرئيل يجره، و يقول له: اخرج من الجنة خروج آيس، فإنك مشؤوم أبدا ما بقيت، و سلبه تاجه، و اجتث أجنحته.
قال إبن عباس: أحب الطيور إلي إبليس الطاوس، و أبغضها إليه الديك.
و
قال النبي (صلي الله عليه و آله):1» «أكثروا في بيوتكم الديوك، فإن إبليس لا يدخل بيتا فيه ديك أفرق»«.
و
قال (صلي الله عليه و آله): «ما أحب من الدنيا إلا أربعة: فرسا أجاهد بها في سبيل الله، و شاة أفطر علي لبنها، و سيفا أدفع به عن عيالي، و ديكا يوقظني عند الصلاة».
و
قال (صلي الله عليه و آله): «إذا صاح الديك في السحر، نادي مناد من الجنان: أين الخاشعون، الذاكرون، الراكعون، الساجدون، السائحون، المستغفرون! فأول من يسمع ذلک ملك من الملائكة في السماوات، و هو علي صورة الديك، له زغب و ريش أبيض، و رأسه تحت العرش، و رجلاه تحت الإرض السفلي، و جناحاه منشوران، فإذا سمع ذلک النداء من الجنة، ضرب جناحيه ضربة، و قال: يا غافلين، اذكروا الله تعالي ألذي وسعت رحمته کل شيء».
و
روي أن النبي سليمان بن داود (عليه السلام) لما حشر الطير، و أحب أن يستنطق الطير، و کان حاشرها جبرئيل و ميكائيل، فأما جبرئيل فكان يحشر طيور المشرق و المغرب من البراري، و أما ميكائيل فكان يحشر طيور الهواء و الجبال، فنظر سليمان (عليه السلام) إلي عجائب خلقتها، و اختلاف صورها، و جعل يسأل کل صنف منهم، و هم
-----------------------------------
(1) يقال: ديك أفرق، للذي عرفه مفروق. «الصحاح- فرق- 4: 1542». 1»2»
صفحه : 354
اللهيجيبونه بمساكنهم، و معايشهم، و أوكارهم، و أعشاشهم، و كيف تبيض، و كيف تحيض، و کان آخر من تقدم بين يديه الديك، فوقف بين يديه في حسنه و جماله و بهائه، و مد عنقه، و ضرب بجناحه، و صاح صيحة أسمع الملائكة و الطيور و جميع من حضر: يا غافلين، اذكروا الله. ثم قال: يا نبي الله، إني كنت مع أبيك آدم (عليه السلام) أوقظه لوقت الصلاة، و كنت مع نوح (عليه السلام) في الفلك، و كنت مع إبراهيم الخليل (عليه السلام)، حين أظفره الله بعدوه نمرود، و نصره عليه بالبعوض«، و كنت أكثر ما أسمع أباك إبراهيم (عليه السلام)« يقرأ آية الملك: قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ المُلكِ تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ وَ تَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ
«3» إلي آخر الآية، و أعلم يا نبي الله، أني لا أصيح صيحة في ليل أو نهار إلا أفزعت بها الجن و الشياطين، و أما إبليس فإنه يذوب کما يذوب الرصاص في النار.
قال: ثم أتي بالحية، و قد جذبتها الملائكة جذبة هائلة، و قد قطعوا يديها و رجليها، و إذا هي مسحوبة علي وجهها، مبطوحة علي بطنها، لا قوائم لها، و صارت ممدودة، و منعت النطق فصارت خرساء مشقوقة اللسان، فقالت لها الملائكة: لا رحمك الله تعالي و لا رحم الله من يرحمك، و نظر إليها آدم و حواء، و الملائكة يرجمونها من کل ناحية.
و
روي عن النبي (صلي الله عليه و آله): أنه قال:4» «من قتل الحية فله سبع حسنات، و من تركها و لم يقتلها مخافة شرها لم يكن في ذلک له أجر، و من قتل وزغا« فله حسنة، و من قتل حية فله حسنات مضاعفة».
و قال إبن عباس (رضي الله عنه): قتل حية أحب إلي من قتل كافر.
قال: ثم اخرج آدم (عليه السلام) من الجنة، و أبرزه جبرئيل إلي السماوات، و حجبت عنه حواء فلم يرها و نظرت الملائكة إلي آدم (عليه السلام) و هو عريان، ففزعت منه، و جعلت تقول: إلهنا، و هذا آدم بديع فطرتك، أقله و لا تخذله.
و آدم (عليه السلام) قد وضع يده اليمني علي باب الجنة«5»، و اليسري علي سوأته، و دموعه تجري علي خديه، فوقف آدم (عليه السلام)، و ناداه الرب جل و علا: « يا آدم». قال: «لبيك يا ربي و سيدي و مولاي و خالقي، تراني و لا أراك، و أنت علام الغيوب». قال الله تعالي: « يا آدم، قد سبق في علمي، إذا تاب العاصي تبت عليه، و أتفضل عليه برحمتي. يا آدم، ما أهون الخلق علي إذا عصوني، و ما أكرمهم علي إذا أطاعوني».
فقال آدم (عليه السلام): «بحق من هو الشرف الأكبر، إلا ما أقلت عثرتي، و عفوت عني» فأتاه النداء، « يا آدم، من ألذي سألتني بحقه!».
فقال آدم (عليه السلام): «إلهي و سيدي و مولاي و ربي، هذا صفيك و حبيبك و خاصتك و خالصتك و رسولك محمّد بن عبد الله، فلقد رأيت اسمه مكتوبا علي العرش، و في اللوح المحفوظ، و علي صفح السماوات، و علي
-----------------------------------
(1) (بالبعوض): ليس في المصدر.
(2) في المصدر: آدم.
(3) آل عمران 3: 26.
(4) الوزغ: حيوان صغير يقال له: سام أبرص. «مجمع البحرين- وزغ- 5: 18».
(5) في المصدر: علي رأسه.
صفحه : 355
أبواب الجنان، و قد علمت- يا رب- أنك لا تفعل به ذلک إلا و هو أكرم الخليقة عندك».
قال إبن عباس: فنوديت حواء: « يا حواء»، قالت: «لبيك لبيك، يا سيدي و مولاي و ربي، لا إله إلا أنت، قد ذهبت زينتي، و عظمت مصيبتي، و حلت شقوتي، و بقيت عريانة لا يسترني شيء من جنتك، يا رب». فنوديت: « يا حواء، من ألذي صرف عنك هذه الخيرات الّتي كنت فيها، و الزينة الّتي كنت عليها!».
قالت: إلهي و سيدي، ذلک خطيئتي، و قد خدعني إبليس بغروره و أغواني، و أقسم لي بحقك و عزتك إنه لمن الناصحين لي، و ما ظننت أن عبدا يحلف بك كاذبا.
قال: «الآن اخرجي أبدا، فقد جعلتك ناقصة العقل و الدين و الميراث و الشهادة و الذكر، معوجة الخلقة«1»، شاخصة البصر، و جعلتك أسيرة أيام حياتك، و أحرمتك أفضل الأشياء: الجمعة، و الجماعة، و السلام، و التحية، و قضيت عليك بالطمث- و هو الدم- و جهد الحبل، و الطلق، و الولادة، فلا تلدين حتي تذوقي طعم الموت، فأنت أكثر حزنا، و أكسر قلبا، و أكثر دمعة، و جعلتك دائمة الأحزان، و لم أجعل منكن حاكما، و لا أبعث منكن نبيا».
فقال آدم: « يا رب، إنك أخرجتني من الجنة، و تريد أن تجمع بيني و بين عدوي إبليس اللعين، فقوني عليه، يا رب».
فقال له: « يا آدم، تقوا عليه بتقواي و توحيدي و ذكري، و هو أن تقول: لا إله إلا الله محمّد رسول الله و أكثر من ذلک، فإنها لعدوي و عدوك مثل الشهاب القاتل. يا آدم، قد جعلت مسكنك المساجد، و طعامك الحلال ألذي ذكر عليه اسمي، و شرابك ما أجريته من ماء معين، و ليكن شعارك ذكري، و دثارك ما أنسجته بيدك».
فقال آدم: «زدني، يا رب». قال: «أحفظك بملائكتي» فقال: « يا رب، زدني». فقال: «لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملائكة يحرسونه». قال: « يا رب، زدني» قال: «لا أنزع التوبة منك و لا من ذريتك ما تابوا إلي». قال: «زدني، يا رب».
قال: «أغفر لك و لولدك و لا أبالي، و أنا الرب العلي المتعالي».
قال: فعندها تكلمت حواء، و قالت: إلهي، خلقتني من ضلع أعوج، و جعلتني ناقصة العقل و الدين و الشهادة و الميراث و الذكر، و حرمتني أفضل الأشياء، و ألزمتني الحبل و الطلق، و صيرتني بالنجاسة، و كيف أخرج من الجنة و قد حرمتني جميع الخيرات! فنوديت: «أن اخرجي، فإني ارفق قلوب عبادي عليكن».
قال إبن عباس: لقد جعل بين الرجال و النساء الالفة و الانس، فاحبسوهن في البيوت، و أحسنوا إليهن ما استطعتم.
قال النبي (صلي الله عليه و آله): «المرأة ضلع مكسور فاجبروه».
و
قال (عليه السلام): «المرأة ريحانة، و ليست بقهرمانة».
و
قال النبي (صلي الله عليه و آله): «کل امرأة صالحة عبدت ربها، و أدت فرضها، و أطاعت زوجها، دخلت الجنة».
فنوديت: «اخرجي، فإني مخرج منكما ما يملأ الجنة و النار، فأما الّذين يملؤون الجنة فمن نبي و صديق
-----------------------------------
(1) في «س»: الخلق. [.....]
صفحه : 356
و شهيد و مستغفر، و من يصلي عليكما، و يستغفر لكما». قال (عليه السلام): «ما من مؤمن و لا مؤمنة يستغفر لآدم و حواء إلا عرض الاستغفار عليهما، فيفرحان، و يقولان: يا رب، هذا ولدنا فلان قد استغفر لنا، و صلي علينا، فتفضل عليه، و زد من كرمك و إحسانك إليه». و روي: أن من لم يصل عليهما عند ذكرهما، فقد عقهما.
فقالت حواء: أسألك- يا رب- أن تعطيني کما أعطيت آدم. فقال الرب عز و جل: «إني قد وهبتك الحياء و الرحمة و الأنس، و كتبت لك من ثواب الاغتسال و الولادة ما لو رأيته من الثواب الدائم، و النعيم المقيم، و الملك الكبير، لقرت به عينك. يا حواء، أيما امرأة ماتت في ولادتها حشرتها مع الشهداء، يا حواء، أيما امرأة أخذها الطلق إلا كتبت لها أجر شهيد، فإن تحملت«1» و ولدت، غفرت لها ذنوبها و لو كانت مثل زبد البحر و رمل البر و ورق الشجر، و إن ماتت فهي شهيدة، و حضرتها الملائكة عند قبض روحها، و بشروها بالجنة، و تزف إلي بعلها في الآخرة، و تفضل علي سائر الحور العين بسبعين درجة» فقالت حواء: حسبي ما أعطيت.
قال: و تكلم إبليس اللعين، و قال: يا رب إنك أغويتني و أبلستني، و کان ذلک في سابق علمك، فأنظرني إلي يوم يبعثون. قال: فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ«2» و هي النفخة الاولي. قال: فَبِما أَغوَيتَنِي لَأَقعُدَنَّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِن بَينِ أَيدِيهِم وَ مِن خَلفِهِم وَ عَن أَيمانِهِم وَ عَن شَمائِلِهِم وَ لا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرِينَ«3» قال: اخرُج مِنها مَذؤُماً مَدحُوراً لَمَن تَبِعَكَ مِنهُم لَأَملَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُم أَجمَعِينَ«4».
قال: إنك أنظرتني، فأين مسكني إذا هبطت إلي الإرض! قال: «المزابل». قال: فما قراءتي! قال: «الشعر» قال:
فما مؤذني! قال: «المزمار». قال: فما طعامي! قال: «ما لم يذكر عليه اسمي». قال: فما شرابي! قال: «الخمور جميعها». قال: فما بيتي! قال: «الحمام». قال: فما مجلسي! قال: «الأسواق، و محافل النساء النائحات». قال: فما شعاري! قال: «الغناء» قال: فما دثاري! قال: «سخطي» قال: فما مصائدي! قال: «النساء».
قال إبليس: لا خرجت محبة النساء من قلبي، و لا من قلوب بني آدم، فنودي. « يا ملعون، إني لا أنزع التوبة من بني آدم حتي ينزعوا بالموت، فاخرج منها فإنك رجيم، و إن عليك لعنتي إلي يوم الدين».
فقال آدم: يا رب، هذا عدوي و عدوك أعطيته النظرة، و قد أقسم بعزتك أنه يغوي أولادي، فبم أحترز عن مصائده و مكائده!» فنودي: « يا آدم، قد مننت عليك بثلاث خصال: واحدة لي، و واحدة لك، و واحدة بيني و بينك أما الّتي لي، فهي أن تعبدني و لا تشرك بي شيئا، و أما الّتي لك، فهو ما عملت من صغيرة و كبيرة من الحسنات، فلك الحسنة بعشر أمثالها، و العشر بمائة، و المائة بألف، و أضعفها لك كالجبال الرواسي، و إن عملت سيئة، فواحدة بواحدة، و إن أنت استغفرتني، غفرتها لك، و أنا الغفور الرحيم و أما الّتي بيني و بينك فلك الدعاء
-----------------------------------
(1) في المصدر: سلمت.
(2) الحجر 15: 37 و 38.
(3) الأعراف 7: 16 و 17.
(4) الأعراف 7: 18.
صفحه : 357
و المسألة، و مني الإجابة، فابسط يديك فادعني، فإني قريب مجيب».
قال: فلما سمع بذلك اللعين، صاح بأعلي صوته، حسدا لآدم (عليه السلام)، قال: كيف أكيد بولد آدم الآن!
فنودي: « يا ملعون أَجلِب عَلَيهِم بِخَيلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ وَ عِدهُم وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيطانُ إِلّا غُرُوراً«1»» قال إبليس: يا رب، زدني. قال: «لا يولد لآدم ولد إلا و يولد لك سبعة». قال: يا رب، زدني. قال:
«زدتك أن تجري بهم مجري الدم في عروقهم و توسوس و تسكن في صدورهم، و تخنس«2» في قلوبهم» قال إبليس: يا رب، فبم أهبط إلي الإرض! قال: «علي اليأس من رحمتي».
قال النبي (صلي الله عليه و آله): «أخلفوا ظن إبليس اللعين فيما سأل ربه، فإن شركه في الأموال المكتسبة من غير حلها، و شركه في الأولاد الحرام، فطيبوا النكاح، و ازدجروا عن الزنا».
و
قال (عليه السلام): «إذا جامعتم أزواجكم فاذكروا الله تعالي علي کل حال، و إلا يدخل إبليس اللعين ذكره کما يدخل الرجل ذكره في فرج امرأته، و يفعل بها کما يفعل زوجها».
و
قال (عليه السلام): «إذا سمع إبليس ذكر الله أو تسبيحه، ذاب کما يذوب الملح في الماء».
و
قال (عليه السلام): «لقد أعطي الله هذه الامة سورتين، من قرأهما قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و لي عنه إبليس، و انصرف و له نبيح كنبيح الكلاب، و هما المعوذتان».
و قال إبن عباس: لما نزلت: قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ«3» قال جبرئيل: يا محمّد، لا تخف علي أمتك منذ نزلت هذه السورة الشريفة. يا محمّد، ما من أحد من أمتك يقرأها موقنا بثوابها، إلا دخل الجنة. يا محمّد، من قرأها کان بينه و بين الشياطين حجاب. يا محمّد، من قرأها أمن من الخسف و المسخ و الغرق و الرجف.
قال: فلما اعطي کل واحد منهم ما سأل، نظر آدم (عليه السلام) إلي الحية، فقال: « يا رب، هذه اللعينة الّتي أعانت عدوي، فبماذا أتقوي عليها إذا أهبطتها إلي الإرض!». فنودي: « يا آدم، إني جعلت مسكنها الظلمات، و طعامها التراب، فلا أمانة لها، فإذا رأيتها فاشدخ رأسها».
قال إبن عباس: لو لا قعود إبليس ما بين نابيها ما کان لها سم، فاقتلوها حيث وجدتموها، و قال: رحم الله من قتل حية، و قيل للطاوس: «مسكنك أطراف الدنيا، و رزقك ما أنبتت الإرض، و القي عليك المحبة في قلوب بني آدم».
9] 5485/[- و عنه: قال جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام): «فلما اعطي هؤلاء ما اعطوا، أمروا أن يهبطوا إلي الإرض، فقال تعالي: اهبِطُوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَ لَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍ
«4» فالمستقر:
-----------------------------------
9- تحفة الإخوان: 74 «مخطوط».
(1) الاسراء 17: 64.
(2) أي تتواري، و في «ط»: تجلس.
(3) الإخلاص 112: 1.
(4) الأعراف 7: 24.
صفحه : 358
اللهالقبر، و الحين: القيامة، فهبط آدم (عليه السلام) من الجنة من باب التوبة، و حواء من باب الرحمة، و إبليس من باب اللعنة، و الطاوس من باب الغضب، و الحية من باب السخط، و کان نزولهم وقت العصر فمن هذه الأبواب، تنزل التوبة و الرحمة و اللعنة و الغضب و السخط».}
و
قال (عليه السلام):1»2» «خلق الله تعالي آدم (عليه السلام) يوم الجمعة، و فيها جمع بين روحه و جسده، و فيها زوجه حواء، و فيها دخل الجنة و أقام فيها نصف يوم مقدار خمسمائة عام من أعوام الدنيا، و هبط ما بين الظهر و العصر من باب يقال له: المبرم، و هو حذاء البيت المعمور، و قيل من باب المعارج«، فهبط آدم (عليه السلام) إلي بلاد الهند علي جبل من جبالها، يقال له: بود، و هو جبل معلوم محيط بأرض الهند، و هبطت حواء بجدة برستمسام«، و الحية بأصفهان، و الطاوس بأطراف البحر، فلم ير بعضهم بعضا حين اهبطوا، و لم يكن علي آدم (عليه السلام) حين اهبط إلا ورقة من أوراق الجنة ملتصقة إلي جلده، فرمتها الريح في بلاد الهند فصارت معدن الطيب جميعه.
و أخذ آدم في البكاء مائة عام شوقا إلي الجنة، و هو واقف منكس رأسه خوفا من الله تعالي، و خرج من عينه اليمني ماء يملأ دجلة، و من عينه اليسري ماء يملأ الفرات، و صار لدموعه مجار في الإرض، و رسخت عروق رجليه في الإرض، و عاش تسعمائة سنة و ثلاثين سنة، و ما فرغ من حزنه علي الجنة، و مات حزينا عليها.
3» و قد أنبت الله من دموعه العود الرطب و الصندل« و الكافور، و جميع أنواع الطيب، و امتلأت الأودية بالأشجار الطيبة، و بكت حواء كذلك حتي أنبت من دموعها الزنجبيل و القرنفل و الهيل، و جميع أنواع ذلک. و كانت الريح تحمل كلام آدم إلي حواء و حواء إلي آدم (عليهما السلام)، فيصير کل واحد منهما قريبا من صاحبه و بينهما البلاد البعيدة. و كانا يبكيان حتي رحمهما الملائكة، و بقيت حواء شاخصة بصرها إلي الله تعالي أعواما، و قد وضعت يدها علي رأسها، فأورثت ذلک بناتها».
5846/[10]- و عنه: قال إبن عباس: أول من علم هبوط آدم (عليه السلام) النسر، فأتاه و بكي معه، و کان النسر وحشيا، فسقط علي ساحل البحر، فنظر إلي حوت يضطرب في الماء، فأنس إليه لأنه لم يكن له انس، فلما علم النسر بنزول آدم (عليه السلام) أخبر الحوت به، و قال له: إني رأيت اليوم خلقا عظيما، يقبض و يبسط، و يقوم و يقعد، و يأكل و يشرب، و ينام و يستيقظ، و يبول و يتغوط، و يجيء و يذهب، معتدل القامة، بادي البشرة، حسن الصورة؟ فقال الحوت: إن کان کما تقول فقد كاد أن لا يکون لي معه مستقر في البحر، و لا لك معه مستقر في البر، و هذا الوداع بيني و بينك. و في بعضها: أن الحوت قال: إنك لتخبرني عن خلق عظيم يأكل و يشرب، فإن كنت صادقا فإنه سيجرني من بحري، و يأخذك من برك.
و في بعضها: إن آدم (عليه السلام) لما هبط من الجنة نادي ملك: أيتها الإرض و من عليها و فيها من الخلق، قد
-----------------------------------
10- تحفة الإخوان: 75 «مخطوط».
(1) في المصدر (المعراج).
(2) في المصدر: برستمام.
(3) الصّندل: شجر خشبه طيّب الرائحة، و له ألوان مختلفة: حمر و بيض و صفر. «لسان العرب 11: 386».
صفحه : 359
هبط إليكم إنسان نسي عهد ربه، فسماه إنسانا، فأول ما سمع النسر بذلك انفض إلي الحوت و أخبره بذلك ففزع، و قال کل واحد منهما لصاحبه: هذا وقت الوداع بيني و بينك، فويل لأهل البحر و البر من هذا الإنسان.
قال: و بقي آدم (عليه السلام) باكيا ساجدا لله تعالي حتي شربت الطير من دموعه، و نبتت الأشجار و رسخت عروق رجليه في الإرض کما ترسخ الأشجار، و بكت معه السباع، فلما لقيته ولت عنه هاربة، و قالت: نحن سكان الإرض قبلك يا آدم، و قد أفزعتنا و أبكيتنا لبكائك، و أورثتنا حزنا طويلا. فمن ذلک«1» صارت لا تأنس ببني آدم، و يقال: تفرقت عنه جميع الطيور أيضا إلا النسر، فإنه کان يساعده.
ثم أنبت الله له الشعر و اللحية، فكان آدم (عليه السلام) قبل ذلک اليوم أمرد كأنه الفضة البيضاء، فلما نظر آدم (عليه السلام) إلي اللحية، قال: « يا رب، ما هذا ألذي لم أعهده منك في الجنة!». قال: «هذه لحيتك، غير أنها زينتك، ليعرف الذكر من الأنثي».
و
روي أنه أقام علي البكاء ثلاثمائة عام لا يرفع رأسه نحو السماء، و هو يقول: «بأي وجه أنظر إلي السماء، و هبطت منها عريانا عاصيا!» فبكت الأنعام و الطيور و السباع، و لقد أبكي الكروبيين و الروحانيين، و قالوا: إلهنا، أقل عثرته فإنه في حرقة من الذنب.
و
قال (عليه السلام): «لو وضع بكاء يعقوب علي يوسف، و بكاء جميع الخلق إلي آخر الأبد لرجح بكاء آدم علي بكائهم، و ذلک لأنه بقي من دموعه في الإرض بعد أن كف عن البكاء مائة عام، تشرب منه الوحوش و السباع و الطيور، و لدموعه رائحة كرائحة المسك الأذفر، و لذلك كثر الطيب في بلاد الهند».
فعند ذلک أمر الله تعالي جبرئيل: «أن آدم بديع فطرتي، قد أبكي السماوات السبع و الأرضين السبع، و لم يذكر أحدا غيري و لا يخاف سواي، و لقد أحرقت قلبه خطيئته، و هو أول من عبدني، و أول من دعاني بأسمائي الحسني، و أنا الرحمن«2» ألذي سبقت رحمتي غضبي، و لقد قضيت في سابق علمي أن من دعاني نادما علي ذنبه متضرعا، أن تدركه رحمتي، و ها أنا قد خصصته بكلمات تكون له توبة، تخرجه من الظلمات إلي النور». فنزل بها جبرئيل و له نور، و هو ضاحك مستبشر علي آدم (عليه السلام)، فقال: السلام عليك يا طويل الحزن و البكاء، فلم يسمع آدم (عليه السلام) ذلک لغليان صدره، حتي ناداه بصوت رفيع: السلام عليك يا آدم، قد قبل الله توبتك و غفر لك خطيئتك، ثم أمر بجناحه علي صدره و وجهه حتي هذأ من بكائه، و سكن غليان صدره، و سمع الصوت. فقال آدم (عليه السلام): «و عليك السلام يا خليلي، ابتداء سخط أم ابتداء إحسان و غفران!» قال جبرئيل: بل ابتداء رحمة و غفران- يا آدم- لقد أبكيت أهل السماوات و الأرضين، فدونك هذه الكلمات، فإنها كلمات التوبة و الرحمة و الغفران.
قيل: هذه الكلمات الّتي قالها يونس (عليه السلام) في ظلمات ثلاث:
-----------------------------------
(1) في المصدر: يومئذ. [.....]
(2) في المصدر: أنا الله الرحمن الرحيم.
صفحه : 360
لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ«1». و قال عبد الله بن عمرو بن العاص«2»: کان قوله: رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا وَ إِن لَم تَغفِر لَنا وَ تَرحَمنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ«3» و قيل: کان قوله: سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا و ظلمت نفسي، فتب علي يا خير التوابين، قال: فهذه الكلمات الّتي قالها الله تعالي: فَتَلَقّي آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيهِ«4» قال: فلما قالها آدم (عليه السلام) في سجوده نشر صوته«5» في الآفاق، فجعلت الإرض و الجبال و البحار و الأشجار و الأطيار، يقولون له: يا آدم، قرت عيناك، و هناك في توبتك.
ثم أمر الله تعالي أن يبعث هذه الكلمات إلي حواء، فذكرها آدم (عليه السلام) فحملتها الريح إلي حواء فلما سمعتها استبشرت، و قالت: هذه كلمات و لغات لم أسمعهن قط و قد جعلهن توبة و رحمة، و هو أرحم الراحمين.
قال: فتكلمت بها و سجدت، و كانت توبتها، فلما فرغت من الكلمات، قال لها جبرئيل: ارفعي رأسك، فرفعته، فإذا لها حجاب من نور، و فتحت لها أبواب السماوات، و نودي لها بالتوبة و الغفران.
و قيل له: يا آدم، إن الله قبل توبتك. ثم ذهب ليقوم يمشي فلم يقدر، لأن رجليه رسخت في الإرض كعروق الشجر، حتي اقتلعه جبرئيل (عليه السلام) كاقتلاع العرق، فصاح آدم (عليه السلام) من الألم ألذي داخله، و قال: «ما ذا تفعل الخطيئة؟». فنظرت إليه الملائكة، و قد تغير لونه، و نحل جسمه، و ذهب نوره و بهاؤه، و قد حفرت الدموع في وجنتيه نهرين، فقالت الملائكة: يا آدم، ما ألذي نزل بك من تغير الحال بعد الزينة و الحسن و الجمال، أين نور الجنان! أين لباس الرضوان! قال آدم: «هذا ألذي وعدني فيه ربي، حين قال: إِنَّ لَكَ أَلّا تَجُوعَ فِيها وَ لا تَعري وَ أَنَّكَ لا تَظمَؤُا فِيها وَ لا تَضحي«6»». فقال جبرئيل (عليه السلام) للملائكة، كفوا عن آدم، و لا تعيروه بخطيئته، و لا توبخوه بذنبه، فقد محيت خطيئته، و غفر ذنبه. فعند ذلک استغفرت له الملائكة، فضرب جبرئيل بجناح الرحمة، فانفجرت عين ماء أشد رائحة من المسك، فاغتسل آدم (عليه السلام) بذلك الماء، و هو يقول: «اللهم طهرتني من خطيئتي، و أخرجتني من كربي». فكساه حلتين من سندس الجنة.
و بعث الله ميكائيل إلي حواء، فبشرها و كساها، فلما عرفت قبول توبتها، انطلقت إلي الساحل و اغتسلت، و هي تبكي شوقا إلي آدم (عليه السلام)، فكل قطرة سقطت من دموعها في البحر انقلبت لؤلؤة و مرجانة و دررا و يواقيت، فانصرفت إلي موضعها تنتظر قدوم آدم (عليه السلام)، فجعل آدم (عليه السلام) يسأل جبرئيل (عليه السلام) عن
-----------------------------------
(1) الأنبياء 21: 87.
(2) هو عبد اللّه بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم، صحابي، کان يكنّي أبا محمّد، و قيل: أبو عبد الرحمن، أسلم قبل أبيه، و شهد صفين مع معاوية، و ولاه معاوية الكوفة لفترة قصيرة، و مات سنة خمس و ستّين عن اثنتين و سبعين سنة. «طبقات إبن سعد 4: 261، الإصابة 2: 351، حيلة الأولياء 1: 283».
(3) الأعراف 7: 23.
(4) البقرة 2: 37.
(5) في «ط» و المصدر: دعوته.
(6) طه 20: 118 و 119.
صفحه : 361
حواء، فأخبره أن الله تعالي قد قبل توبتها، و بشره بأن الله تعالي يجمع بينهما في أشرف«1» البقاع و أكرم الأعياد، و أعلمه أن الله تعالي أمره أن يبني له بيتا فيطوف به و يسعي، و يؤدي صلاته فيه، کما رأي الملائكة يفعلون حول البيت المعمور، و أنه سيعرض عليه إبليس هناك فيرجمه کما رجمته الملائكة حين امتنع من السجود، فعند ذلک ضحك آدم (عليه السلام)، و وثب قائما، و کان رأسه في الهواء، فأمر الله تعالي الملائكة و الحيوانات حتي النمل و الجراد و البعوض أن يهنئوه بالتوبة، ففعلوا ذلک، و أمر الله تعالي جبرئيل (عليه السلام) أن يضع قدمه علي رأس آدم من طوله، فاغتم آدم (عليه السلام) من ذلک، لما فاته من تسبيح الملائكة. فقال له الأمين جبرئيل: لا يغمك ذلک، فإن الله تعالي يفعل ما يريد. فأمره ببناء بيت يشبه البيت المعمور بحذائه، ليطوف به هو و أولاده کما تطوف الملائكة حول البيت المعمور، و هو في السماء الرابعة بحذاء الكعبة و بقدرها.
ثم سار جبرئيل مع آدم (عليه السلام) إلي موضع البيت، و کان كلما وضع قدمه في موضع، صار ذلک المكان عمارة، و بين الخطوتين مفازة، إلي أن وصل مكة فبناها، و هي أول قرية بنيت، و أول بيت بني، فأوحي الله إليه: « يا آدم، إبن لي الآن بيتا ألذي وضعته في الإرض قبل أن تخلق بألف عام، و قد أمرت الملائكة أن تعينك علي بنائه، فإذا بنيته فطف حوله و سبحني، و اذكرني، و قد سني، و لا تجزع علي زوجتك حواء، فإني سأجمع بينكما في مشاعر بيتي، و أجعل هذا البيت القبلة الكبري، قبلة للنبي محمّد، فحسبك- يا آدم- بمحمد شرفا، و قد علمت- يا آدم- ما بقلبك من حواء، و ما بقلبها منك من المحبة و الوداد، فإذا رأيتها فكن بها لطيفا، فإني جعلتها أم النبيين».
قال: فخر آدم ساجدا لربه، و هو يقول: حسبي ربي ما أوحيت إلي من فضائل هذا البيت و مناسكه. فبناه آدم و ساعدته الملائكة، فلما تم بناؤه، علمه جبرئيل (عليه السلام) جميع المناسك، و جمع الله تعالي بين آدم (عليه السلام) و حواء علي جبل عرفات، فتعارفا فيه، و ذلک يوم الجمعة، و الحمد لله رب العالمين.
11] 7485/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن القاسم- المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني (رضي الله عنه)- قال: حدثنا يوسف بن محمّد بن زياد، و علي بن محمّد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي إبن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد (عليهم السلام)، و ذكر الحديث، قالا: فقلنا له: فعلي هذا لم يكن إبليس لعنه الله أيضا ملكا!
فقال: لا، بل کان من الجن، أما تسمعان الله تعالي يقول: وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ كانَ مِنَ الجِنِّ
«2» فأخبر عز و جل أنه کان من الجن، و هو ألذي قال الله تعالي: وَ الجَانَّ خَلَقناهُ مِن قَبلُ مِن نارِ السَّمُومِ».
12] 8485/[- و قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالي: وَ الجَانَّ خَلَقناهُ مِن قَبلُ مِن نارِ السَّمُومِ
.
-----------------------------------
11- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 266/ 1. 12- تفسير القمّي 1: 375.
(1) في المصدر: أبرك.
(2) الكهف 18: 50. 1»
صفحه : 362
اللهقال: هو أبو إبليس، و قال: الجن من ولد الجان، منهم مؤمنون و منهم كافرون و يهود و نصاري، و تختلف أديانهم، و الشياطين من ولد إبليس، و ليس فيهم مؤمن إلا واحد اسمه هام بن هيم بن لا قيس بن إبليس، جاء إلي رسول الله (صلي الله عليه و آله) فرآه جسيما عظيما و امرءا مهولا، فقال له: «من أنت!» قال: أنا هام بن هيم بن لا قيس بن إبليس، قد كنت يوم قتل قابيل هابيل غلاما إبن أعوام أنهي عن الاعتصام، و آمر بإفساد الطعام. فقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): «بئس- لعمري- الشاب المؤمل، و الكهل المؤمر»«. فقال: دع عنك هذا- يا محمّد- فقد جرت توبتي علي يد نوح، و لقد كنت معه في السفينة، فعاتبته علي دعائه علي قومه، و لقد كنت مع إبراهيم حيث ألقي في النار، فجعلها الله عليه بردا و سلاما، و لقد كنت مع موسي حين أغرق الله فرعون، و نجي بني إسرائيل، و لقد كنت مع هود حين دعا علي قومه فعاتبته، و لقد كنت مع صالح فعاتبته علي دعائه علي قومه، و لقد قرأت الكتب كلها، فكلها تبشرني بك، و الأنبياء يقرءونك السلام، و يقولون: أنت أفضل الأنبياء و أكرمهم، فعلمني مما أنزل الله عليك شيئا. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): «علمه». فقال هام: يا محمّد، إنا لا نطيع إلا نبيا أو وصي نبي، فمن هذا! قال: «هذا أخي و وصيي و وزيري و وارثي علي بن أبي طالب». قال نعم، نجدا اسمه في الكتب: إليا، فعلمه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما كانت ليلة الهرير بصفين، جاء إلي أمير المؤمنين (عليه السلام).
قلت: حديث الهام بن الهيم بن لا قيس بن إبليس متكرر في الكتب رواه الصفار في (البصائر)«2»: عن الصادق (عليه السلام)، و رواه غيره أيضا، ليس هذا موضع ذكره.
13] 9485/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن الأحول، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الروح الّتي في آدم (عليه السلام) في قوله: فَإِذا سَوَّيتُهُ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي
. قال: «هذه روح مخلوقة، و الروح الّتي في عيسي (عليه السلام) مخلوقة».
14] 0585/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحجال، عن ثعلبة، عن حمران، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ رُوحٌ مِنهُ
«3». قال: «هي روح الله مخلوقة، خلقها الله في آدم و عيسي (عليهما السلام)».
15] 1585/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد الطائي، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي
-----------------------------------
13- الكافي 1: 103/ 1. 14- الكافي 1: 103/ 2. 15- الكافي 1: 103/ 3. [.....]
(1) قال المجلسي (رحمه الله): المؤمل، علي بناء المفعول، أي بئس حالك عند شبابك حيث كانوا يأملون منك الخير، و في حال كونك كهلا حيث أمروك عليهم. «بحار الأنوار 27: 14».
(2) بصائر الدرجات: 118/ 8.
(3) النساء 4: 171.
صفحه : 363
اللهكيف هذا النفخ!}
1» فقال: «إن الروح متحرك كالريح، و إنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه من الريح، و إنما أخرجه علي لفظ« الريح لأن الأرواح مجانسة للريح، و إنما أضافه إلي نفسه لأنه اصطفاه علي سائر الأرواح، کما قال لبيت من البيوت:
2» بيتي و لرسول من الرسل: رسولي« و أشباه ذلک، و کل ذلک مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر».
16] 2585/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن بحر، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عما يروون: أن الله تعالي خلق آدم (عليه السلام) علي صورته؟ فقال: «هي صورة محدثة مخلوقة، اصطفاها الله و اختارها علي سائر الصور المختلفة، و فأضافها إلي نفسه کما أضاف الكعبة إلي نفسه، و الروح إلي نفسه، فقال: بيتي، و نفخت فيه من روحي».
17] 3585/[- إبن بابويه، قال: حدثنا حمزة بن محمّد العلوي (رحمه الله)، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي
.
قال: «روح اختاره الله و اصطفاه و خلقه، و أضافه إلي نفسه، و فضله علي جميع الأرواح، فأمر فنفخ منه في آدم (عليه السلام)».
18] 4585/[- و عنه: عن أبيه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن فضال، عن الحلبي و زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله تبارك و تعالي أحد صمد، ليس له جوف، و إنما الروح خلق من خلقه، نصر و تأييد و قوة، يجعله الله في قلوب الرسل و المؤمنين».
19] 5585/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبي جعفر الأصم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الروح الّتي في آدم (عليه السلام) و الّتي في عيسي (عليه السلام)، ما هما!
قال: «روحان مخلوقان، اختارهما الله و اصطفاهما، روح آدم و روح عيسي (صلوات الله عليهما)».
20] 6585/[- و عنه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن
-----------------------------------
16- الكافي 1: 104/ 4. 17- التوحيد: 170/ 1. 18- التوحيد: 171/ 2. 19- التوحيد: 171/ 4. 20- التوحيد 172/ 5.
(1) في المصدر: عن لفظة.
(2) في المصدر: خليلي.
صفحه : 364
اللهعليأبي عبد الله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا علي بن العباس، قال: حدثنا علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي.
قال: «من قدرتي».
21] 7585/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن أحمد السناني، و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، و علي بن أحمد بن محمّد بن عمران (رضي الله عنه)، قالوا: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا علي بن العباس، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز و جل: فَإِذا سَوَّيتُهُ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي
.
1» قال: «إن الله عز و جل خلق خلقا و خلق روحا، ثم أمر ملكا فنفخ فيه، و ليست بالتي نقصت« من قدرة الله شيئا، هي من قدرته».
22] 8585/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ
، قال: «روح خلقها الله فنفخ في آدم منها».
23] 9585/[- عن محمّد بن اورمة، عن أبي جعفر الأحول، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الروح الّتي في آدم (عليه السلام) في قوله: فَإِذا سَوَّيتُهُ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي
.
قال: «هذه روح مخلوقة لله، و الروح الّتي في عيسي بن مريم (عليهما السلام) مخلوقة لله».
24] 0685/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: فَإِذا سَوَّيتُهُ وَ نَفَختُ فِيهِ مِن رُوحِي
.
قال: «خلق خلقا و خلق روحا، ثم أمر الملك فنفخ فيه، و ليست بالتي نقصت من الله شيئا، هي من قدرته تبارك و تعالي».
25] 1685/[- و في رواية سماعة، عنه (عليه السلام): «خلق آدم فنفخ فيه». و سألته عن الروح، قال: «هي من قدرته من الملكوت».
قوله تعالي:
قالَ رَبِّ فَأَنظِرنِي إِلي يَومِ يُبعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ
-----------------------------------
21- التوحيد: 172/ 6. 22- تفسير العيّاشي 2: 241/ 8. 23- تفسير العيّاشي 2: 241/ 9. 24- تفسير العيّاشي 2: 241/ 10. [.....] 25- تفسير العيّاشي 2: 241/ 11.
(1) في «ط»: انقضت.
صفحه : 365
إِلي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ [36- 38]
1] 2685/[- إبن بابويه، قال: أخبرنا علي بن حبشي بن قوني (رحمه الله) فيما كتب إلي، قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل، قال: حدثنا محمّد بن سلمة، عن يحيي بن أبي العلاء الرازي: أن رجلا دخل علي أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: جعلت فداك، أخبرني عن قول الله عز و جل لإبليس: فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ
.
قال: «إلي يوم الوقت المعلوم، يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة، فيموت إبليس ما بين النفخة الاولي و الثانية».
2] 3685/[- علي بن إبراهيم، قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يونس، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك و تعالي: فَأَنظِرنِي إِلي يَومِ يُبعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ
.
قال: «يوم الوقت المعلوم، يوم يذبحه رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي الصخرة الّتي في بيت المقدس».
3] 4685/[- سعد بن عبد الله: عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إبليس قال:
أنظرني إلي يوم يبعثون، فأبي الله ذلک عليه، فقال: فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ
فإذا کان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم (عليه السلام) إلي يوم الوقت المعلوم، و هي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين (عليه السلام)».
1» قلت: و إنها لكرات! قال: «نعم، إنها لكرات و كرات، ما من إمام في قرن إلا و يكر في قرنه، و يكر معه البر و الفاجر في دهره، حتي يديل الله عز و جل المؤمن من الكافر، فإذا کان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين (عليه السلام) في أصحابه، و جاء إبليس في أصحابه، و يکون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها (الروحاء) قريبا من كوفتكم، فيقتتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عز و جل العالمين، فكأني أنظر إلي أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) قد رجعوا إلي خلفهم القهقري مائة قدم، و كأني أنظر إليهم و قد وقعت بعض أرجلهم في الفرات، فعند ذلک يهبط الجبار« عز و جل فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ وَ المَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الأَمرُ
«2» و رسول الله (صلي الله عليه و آله) أمامه، بيده حربة من نور، فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقري ناكصا علي عقبيه، فيقولون له
-----------------------------------
1- علل الشرائع: 402/ 2. 2- تفسير القمّي 2: 245. 3- مختصر بصائر الدرجات: 26.
(1) تقدّم تأويلها في الحديث (1) من تفسير الآية (210) من سورة البقرة.
(2) البقرة 2: 210.
صفحه : 366
اللهأصحابه: أين تريد و قد ظفرت! فيقول: إني أري مالا ترون، إني أخاف الله رب العالمين، فيلحقه النبي (صلي الله عليه و آله)، فيطعنه طعنة بين كتفيه، فيكون هلاكه و هلاك جميع أشياعه، فعند ذلک يعبد الله عز و جل و لا يشرك به شيء، و يملك أمير المؤمنين (عليه السلام) أربعا و أربعين ألف سنة، حتي يلد الرجل من شيعة علي (عليه السلام) ألف ولد من صلبه ذكر، في کل سنة ذكر، و عند ذلک تظهر الجنتان المدهامتان، عند مسجد الكوفة و ما حوله بما شاء الله».}
4] 5685/[- العياشي: عن أبان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):1» «إن علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أتي الملتزم«، قال: اللهم إن عندي أفواجا من ذنوب و أفواجا من خطايا، و عندك أفواجا من رحمة و أفواجا من مغفرة، يا من استجاب لأبغض خلقه إليه إذ قال: فَأَنظِرنِي إِلي يَومِ يُبعَثُونَ
استجب لي، و افعل بي كذا و كذا».
5] 6685/[- عن الحسن بن عطية، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن إبليس عبد الله في السماء الرابعة في ركعتين ستة آلاف سنة، و کان من إنظار الله إياه إلي يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة».
6] 7685/[- عن وهب بن جميع مولي إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول إبليس:
رَبِّ فَأَنظِرنِي إِلي يَومِ يُبعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ
قال له وهب: جعلت فداك، أي يوم هو!
قال: « يا وهب، أ تحسب أنه يوم يبعث الله فيه النّاس! إن الله أنظره إلي يوم يبعث فيه قائمنا، فإذا بعث الله قائمنا کان في مسجد الكوفة، و جاء إبليس حتي يجثو بين يديه علي ركبتيه، فيقول: يا ويله من هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك اليوم هو الوقت المعلوم».
7] 8685/[- شرف الدين النجفي: بحذف الإسناد، مرفوعا إلي وهب بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن إبليس و قوله: رَبِّ فَأَنظِرنِي إِلي يَومِ يُبعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ إِلي يَومِ الوَقتِ المَعلُومِ
أي يوم هو!
قال: « يا وهب، أ تحسب أنه يوم يبعث الله النّاس! لا، و لكن الله عز و جل أنظره إلي يوم يبعث قائمنا، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك اليوم هو الوقت المعلوم».
8] 9685/[- (تحفة الإخوان): بحذف الإسناد، عن محمّد بن يونس، عن رجل، عن أبي عبد الله جعفر بن
-----------------------------------
4- تفسير العيّاشي 2: 241/ 12. 5- تفسير العيّاشي 2: 241/ 13. 6- تفسير العيّاشي 2: 242/ 14. 7- تأويل الآيات 2: 509/ 12. 8- تحفة الإخوان: 77. «مخطوط».
(1) الملتزم: هو ما بين الحجر الأسود و الساب، من الكعبة المعظمة بمكة، و يقال له: المدعي و المتعوذ. «مراصد الاطلاع 3: 1305».
صفحه : 367
اللهعليمحمّد (عليهما السلام) قال:1» «يوم الوقت المعلوم، يوم يذبحه رسول الله (صلي الله عليه و آله)« علي الصخرة الّتي في بيت المقدس».
9] 0785/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن أمير المؤمنين (عليه السلام)- في حديث طويل- قال فيه:2» «و من سلّم الأمور لمالكها، لم يستكبره عن أمره کما استكبر إبليس عن السجود لآدم (عليه السلام)، و استكبر أكثر الأمم عن طاعة أنبيائهم، فلم ينفعهم التوحيد کما لم ينفع إبليس ذلک السجود الطويل، فإنه سجد سجدة واحدة أربعة آلاف عام، لم يرد بها غير زخرف الدنيا، و التمكين من النظرة. فلذلك لا تنفع الصلاة و الصيام« إلا مع الاهتداء إلي سبيل النجاة و طريق الحق، و قد قطع الله عذر عباده بتبيين آياته و إرسال رسله لئلا يکون للناس علي الله حجة بعد الرسل، و لم يخل أرضه من عالم تحتاج الخليقة إليه، و متعلم علي سبيل نجاة، أولئك هم الأقلون عددا».
قوله تعالي:
قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ إِنَّ عِبادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ إِلّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغاوِينَ [41- 42]
1] 1785/[- محمّد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن عبد العظيم، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «هذا صراط علي مستقيم».
2] 2785/[- سعد بن عبد الله، قال: حدثنا موسي بن جعفر بن وهب البغدادي، عن علي بن أسباط، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز و جل: قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ
، قال: «هو- و الله- علي (عليه السلام)، هو- و الله- الميزان و الصراط المستقيم».
3] 3785/[- أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان، في (مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) المائة) قال: الخامس و الثمانون: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام)، قال: «قام عمر بن الخطاب إلي النبي (صلي الله عليه و آله)، فقال: إنك لا تزال تقول لعلي بن أبي طالب: أنت مني بمنزلة هارون من موسي و قد ذكر الله هارون في القرآن و لم يذكر عليا! فقال النبي (صلي الله عليه و آله): يا غليظ، يا أعرابي، إنك
-----------------------------------
9- الاحتجاج: 247. [.....] 1- الكافي 1: 351/ 63. 2- مختصر بصائر الدرجات: 68. 3- مائة منقبة: 160/ 85.
(1) زاد في المصدر: بيده الشريفة.
(2) في «ط» و المصدر: و الصدقة.
صفحه : 368
اللهما تسمع الله يقول: هذا صراط علي مستقيم».}
4] 4785/[- العياشي: عن أبي جميلة، عن عبد الله بن أبي جعفر، عن أخيه جعفر الصادق (عليه السلام) ، عن قوله:
هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ
، قال: «هو أمير المؤمنين (عليه السلام)».
5] 5785/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت: أ رأيت قول الله: إِنَّ عِبادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ
ما تفسير هذا! قال: «قال الله: إنك لا تملك أن تدخلهم جنة و لا نارا».
6] 6785/[- عن علي بن النعمان، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: إِنَّ عِبادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ
، قال: «ليس علي هذه العصابة خاصة سلطان».
قال: قلت و كيف- جعلت فداك- و فيهم ما فيهم! قال: «ليس حيث تذهب، إنما قوله: لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ
أن يجيب إليهم الكفر و يبغض إليهم الإيمان».
7] 7785/[- عن أبي بصير، قال: سمعت جعفر بن محمّد (عليهما السلام) و هو يقول: «نحن أهل بيت الرحمة و بيت النعمة و بيت البركة، و نحن في الإرض بنيان، و شيعتنا عري الإسلام، و ما كانت دعوة إبراهيم (عليه السلام) إلا لنا و لشيعتنا، و لقد استثني الله إلي يوم القيامة علي إبليس، فقال: إِنَّ عِبادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ
».
8] 8785/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، قال:1» كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)، إذ دخل عليه أبو بصير و قد حفزه« النفس، فلما أخذ مجلسه، قال له أبو عبد الله (عليه السلام): « يا أبا محمّد، ما هذا النفس العالي!» و ذكر الحديث إلي أن قال: قال: « يا أبا محمّد، لقد ذكركم الله عز و جل في كتابه، فقال: إِنَّ عِبادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ
و الله، ما أراد بهذا إلا الائمة (عليهم السلام) و شيعتهم».
و روي هذا الحديث إبن بابويه في (فضائل الشيعة»«2».
9] 9785/[- إبن بابويه: عن أبيه، عن محمّد بن يحيي العطار، عن محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن النعمان، عن بعض أصحابنا، رفعه إلي أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز و جل: إِنَّ عِبادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ
قال: «ليس له علي هذه العصابة خاصة سلطان».
-----------------------------------
4- تفسير العيّاشي 2: 242/ 15. 5- تفسير العيّاشي 2: 242/ 16. 6- تفسير العيّاشي 2: 242/ 17. 7- تفسير العيّاشي 2: 243/ 18. 8- الكافي 8: 33/ 6. 9- معاني الأخبار: 158.
(1) الحفز: الحث و الإعجال. «لسان العرب- حفز- 5: 337».
(2) فضائل الشيعة: 62/ 18.
صفحه : 369
اللهقال: قلت: و كيف- جعلت فداك- و فيهم ما فيهم! قال: «ليس حيث تذهب، إنما قوله: لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ}
أن يحبب لهم الكفر، و يبغض لهم الإيمان».
قوله تعالي:
وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعِينَ لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌ [43- 44]
1] 0885/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثني محمّد بن عبد الله، قال: حدثني علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن الفضيل الزرقي، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال:1» «للنار سبعة أبواب: باب يدخل منه فرعون و هامان و قارون، و باب يدخل منه المشركون و الكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين، و باب يدخل منه بنو امية، هو لهم خاصة لا يزاحمهم فيه أحد، و هو باب لظي، و هو باب سقر، و هو باب الهاوية، تهوي بهم سبعين خريفا، فكلما فارت بهم فورة، قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا«، فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين، و باب يدخل منه مبغضونا و محاربونا و خاذلونا، و إنه لأعظم الأبواب و أشدها حرا».
قال محمّد بن الفضيل الزرقي: فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الباب ألذي ذكرته- عن أبيك عن جدك (عليهما السلام)- أنه يدخل منه بنو امية، يدخل منه من مات منهم علي الشرك، أو من أدرك منهم الإسلام! فقال:
2» «لا ام لك، ألم تسمعه يقول: و باب يدخل منه المشركون و الكفار، فهذا الباب يدخل منه کل مشرك و کل كافر لا يؤمن بيوم الحساب، و هذا الباب الآخر يدخل منه بنو امية لأنه هو لأبي سفيان و معاوية و آل مروان خاصة، يدخلون من ذلک الباب، فتحطبهم النار حطبا«، لا تسمع لهم فيها واعية، و لا يحيون فيها و لا يموتون».
2] 1885/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان، قال:
حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا محمّد بن عبد الله قال: حدثنا علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن الفضيل الزرقي، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليهم السلام)، قال: «إن للجنة ثمانية أبواب: باب يدخل منه النبيون و الصديقون، و باب يدخل منه الشهداء و الصالحون، و خمسة أبواب يدخل منها شيعتنا و محبونا، فلا أزال واقفا علي الصراط أدعو و أقول: رب سلّم شيعتي و محبي و أنصاري، و من تولاني في دار
-----------------------------------
1- الخصال: 361/ 51. [.....] 2- الخصال: 407/ 6.
(1) في المصدر زيادة: ثمّ تهوي بهم كذلك سبعين خريفا.
(2) في المصدر: فتحطمهم النار حطما. 1»
صفحه : 370
اللهالدنيا فإذا النداء من بطنان العرش: قد أجبت دعوتك، و شفعتك في شيعتك و يشفع کل رجل من شيعتي، و من تولاني و نصرني، و حارب من حاربني بفعل أو قول، في سبعين ألفا من جيرانه و أقربائه. و باب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلا الله، و لم يكن في قلبه مثقال« ذرة من بغضنا أهل البيت».
3] 2885/[- العياشي: عن أبي بصير، عن جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: «يؤتي بجهنم لها سبعة أبواب: بابها الأول للظالم و هو زريق، و بابها الثاني لحبتر، و الباب الثالث للثالث، و الرابع لمعاوية، و الباب الخامس لعبد الملك، و الباب السادس لعسكر بن هوسر، و الباب السابع لأبي سلامة، فهم أبواب لمن تبعهم».
4] 3885/[- عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سأله رجل، عن الجزء و جزء الشيء.
فقال: «من سبعة»، إن الله يقول: لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌ
».
5] 4885/[- عن إسماعيل بن همام الكوفي، قال: قال الرضا (عليه السلام) في رجل أوصي بجزء من ماله. فقال:
«جزء من سبعة، إن الله يقول في كتابه: لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌ
».
5885/[6]- علي بن إبراهيم، في معني الآية قال: يدخل في کل باب أهل مذهب«2»، و للجنة ثمانية أبواب.
7] 6885/[- ثم قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي: وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعِينَ
«فوقوفهم علي الصراط».
و أما: لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌ
فبلغني- و الله أعلم- أن الله جعلها سبع درجات، أعلاها الجحيم، يقوم أهلها علي الصفا منها، تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها.
و الثانية: لظي: نَزّاعَةً لِلشَّوي تَدعُوا مَن أَدبَرَ وَ تَوَلّي وَ جَمَعَ فَأَوعي
«3».
و الثالثة: سقر لا تُبقِي وَ لا تَذَرُ لَوّاحَةٌ لِلبَشَرِ عَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ
«4».
و الرابعة: الحطمة تَرمِي بِشَرَرٍ كَالقَصرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفرٌ
«5» تذر کل من صار إليها مثل الكحل، فلا تموت الروح، كلما صاروا مثل الكحل عادوا.
-----------------------------------
3- تفسير العيّاشي 2: 243/ 19. 4- تفسير العيّاشي 2: 243/ 20. 5- تفسير العيّاشي 2: 244/ 21. 6- تفسير القمّي 1: 376. 7- تفسير القمّي 1: 376.
(1) في المصدر: مقدار.
(2) في المصدر: ملّة.
(3) المعارج 70: 16- 18.
(4) المدثر 74: 28- 30.
(5) المرسلات 77: 32 و 33. 1»2»
صفحه : 371
اللهو الخامسة: الهاوية، فيها مالك، و يدعون: يا مالك، أغثنا فإذا أغاثهم جعل لهم آنية« من صفر من نار، فيها صديد: ماء يسيل من جلودهم- كأنه مهل«، فإذا رفعوه ليشربوا منه، تساقط لحم وجوههم فيها من شدة حرها، و هو قول الله: وَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجُوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَ ساءَت مُرتَفَقاً
«3» و من هوي فيها هوي سبعين عاما في النار، كلما احترق جلده، بدل جلدا غيره.
و السادسة: السعير، فيها ثلاثمائة سرادق من نار، في کل سرادق ثلاثمائة قصر، ثلاثمائة بيت من نار، في کل بيت ثلاثمائة لون من عذاب النار، فيها حيات من نار، و جوامع من نار، و عقارب من نار، و سلاسل من نار، و أغلال من نار، و هو ألذي يقول الله تعالي: إِنّا أَعتَدنا لِلكافِرِينَ سَلاسِلَ وَ أَغلالًا وَ سَعِيراً
«4».
و السابعة: جهنم، و فيها الفلق، و هو جب في جهنم، إذا فتح أسعر النار سعرا، و هو أشد النار عذابا و أما صعود، فجبل من صفر من نار وسط جهنم و أما أثام، فهو واد من صفر مذاب، يجري حول الجبل، فهو أشد النار عذابا.
8] 7885/[- إبن طاوس في (الدروع الواقية)، قال: في كتاب (زهد النبي (صلي الله عليه و آله)) لأبي محمّد جعفر بن أحمد القمي، قال: إنه لما نزلت هذه الآية علي النبي (صلي الله عليه و آله) وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُم أَجمَعِينَ لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسُومٌ
بكي النبي (صلي الله عليه و آله) بكاء شديدا، و بكي أصحابه لبكائه، فلم يدروا ما نزل به جبرئيل (عليه السلام)، و لم يستطع أحد من أصحابه أن يكلمه. و کان النبي (صلي الله عليه و آله) إذا رأي فاطمة (عليها السلام) فرح بها، فانطلق بعض أصحابه إلي باب بيتها، فوجد بين يديها شعيرا و هي تطحن فيه، و تقول: وَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وَ أَبقي«5» فسلم عليها، و أخبرها بخبر النبي (صلي الله عليه و آله) و بكائه، فنهضت و التفت بشملة«6» لها خلق«7»، قد خيطت في اثني عشر مكانا بسعف النخل. فلما خرجت نظر سلمان الفارسي إلي الشملة و بكي، و قال: وا حزناه، إن قيصر و كسري في الحرير و السندس، و ابنة محمّد رسول الله (صلي الله عليه و آله) عليها شملة صوف خلق قد خيطت في اثني عشر مكانا؟ فلما دخلت فاطمة (عليها السلام) علي النبي (صلي الله عليه و آله)، قالت: « يا رسول الله، إن سلمان تعجب من لباسي، فو ألذي بعثك بالحق نبيا، ما لي و لعلي منذ خمس سنين إلا مسك«8» كبش نعلف عليه بالنهار بعيرنا، فإذا کان الليل
-----------------------------------
8- الدروع الواقية: 58 «مخطوط». [.....]
(1) في «س» و «ط»: نسخة بدل: أكنّة.
(2) المهل: ما ذاب من صفر أو حديد، و ضرب من القطران. «لسان العرب- مهل- 11: 633».
(3) الكهف 18: 29.
(4) الإنسان 76: 4.
(5) القصص 28: 60.
(6) الشّملة: كساء من صوف أو شعر. «المعجم الوسيط- شمل- 1: 495».
(7) الخلق: البالي من الثياب و الجلد و غيرهما. «المعجم الوسيط- خلق- 1: 252».
(8) المسك: الجلد. «المعجم الوسيط- مسك- 2: 869». 1»
صفحه : 372
اللهافترشناه، و إن مرفقتنا« لمن أدم حشوها ليف». فقال النبي (صلي الله عليه و آله): « يا سلمان، إن ابنتي لفي الخيل السبق».
ثم قالت: « يا أبت- فدتك نفسي- ما ألذي أبكاك!». فذكر لها ما نزل به جبرئيل (عليه السلام) من الآيتين المتقدمتين. قال: فسقطت فاطمة (عليها السلام) علي وجهها، و هي تقول: «الويل ثم الويل لمن دخل النار». فسمع سلمان، فقال: يا ليتني كنت كبشا لأهلي، فأكلوا لحمي و مزقوا جلدي، و لم أسمع بذكر النار.
و قال أبو ذر: يا ليت امي كانت عاقرا و لم تلدني، و لم أسمع بذكر النار، و قال عمار: يا ليتني كنت طائرا أطير في القفار، و لم يكن علي حساب و لا عقاب، و لم أسمع بذكر النار.
2» و قال علي (عليه السلام): « يا ليت السباع مزقت« لحمي، و ليت امي لم تلدني، و لم أسمع بذكر النار» ثم وضع علي (عليه السلام) يده علي رأسه و جعل يبكي، و يقول: وا بعد سفراه، وا قلة زاداه، في سفر القيامة يذهبون، و في النار يترددون، و بكلاليب النار يتخطفون، مرضي لا يعاد سقيمهم، و جرحي لا يداوي جريحهم، و أسري لا يفك أسيرهم. من النار يأكلون، و منها يشربون، و بين أطباقها يتقلبون، و بعد لبس القطن و الكتان مقطعات النيران يلبسون، و بعد معانقة الأزواج مع الشياطين مقرنون».
قوله تعالي:
وَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلٍّ إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ [47] 5888/[1]- علي بن إبراهيم، قال: العداوة.
2] 9885/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه أبو بصير- و ذكر حديثا- قال له: « يا أبا محمّد، لقد ذكركم الله في كتابه، فقال: إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
و الله، ما أراد بهذا غيركم».
و رواه إبن بابويه في كتاب (فضائل الشيعة)«3».
3] 0985/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «خرجت أنا و أبي، حتي إذا كنا بين القبر و المنبر، إذا هو بأناس من الشيعة، فسلم عليهم،
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 377. 2- الكافي 8: 35. 3- الكافي 8: 212/ 259.
(1) المرفقة: المتّكأ و المخدّة. «أقرب الموارد- رفق- 1: 420».
(2) في «ط» و المصدر: فرّقت.
(3) فضائل الشيعة: 61/ 18. [.....]
صفحه : 373
اللهثم قال: إني- و الله- لأحب أرياحكم و أرواحكم، فأعينوني علي ذلک بورع و اجتهاد، و اعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع و الاجتهاد. و من ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، أنتم شيعة الله، و أنتم أنصار الله، و أنتم السابقون الأولون، و السابقون الآخرون، و السابقون في الدنيا، و السابقون في الآخرة إلي الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز و جل، و ضمان رسول الله (صلي الله عليه و آله).}
و الله، ما علي درجة الجنة أكثر أرواحا منكم، فتنافسوا في فضائل الدرجات، أنتم الطيبون، و نساؤكم الطيبات، کل مؤمنة حوراء عيناء، و کل مؤمن صديق، و لقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لقنبر: يا قنبر، أبشر و بشر و استبشر، فو الله لقد مات رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و هو علي أمته ساخط إلا الشيعة.
ألا و إن لكل شيء عزا، و عز الإسلام الشيعة، ألا و إن لكل شيء دعامة، و دعامة الإسلام الشيعة، ألا و إن لكل شيء ذروة، و ذروة الإسلام الشيعة،. لا و إن لكل شيء شرفا، و شرف الإسلام الشيعة، ألا و إن لكل شيء سيدا، و سيد المجالس مجلس الشيعة، ألا و إن لكل شيء إماما، و إمام الإرض أرض تسكنها الشيعة. و الله، لولا ما في الإرض منكم، ما رأيت بعين عشبا أبدا. و الله، لو لا ما في الإرض منكم، ما أنعم الله علي أهل خلافكم، و لا أصابوا الطيبات، ما لهم في الدنيا و لا لهم في الآخرة من نصيب، کل ناصب و إن تعبد و اجتهد منسوب إلي هذه الآية عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً
«1» فكل ناصب مجتهد فعمله هباء، شيعتنا ينطقون بنور«2» الله عز و جل، و من يخالفهم ينطقون بتفلت«3».
و الله، ما عن عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز و جل روحه إلي السماء، فيبارك عليها، فإن کان قد أتي عليها أجلها، جعلها في كنوز من رحمته، و في رياض جنته، و في ظل عرشه، و إن کان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة، ليردوها إلي الجسد ألذي خرجت منه، لتسكن فيه- و الله- إن حاجكم و عماركم لخاصة الله عز و جل، و إن فقراءكم لأهل الغني، و إن أغنياءكم لأهل القناعة، و إنكم كلكم لأهل دعوته، و أهل إجابته».
4] 1985/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مثله، و زاد فيه: «ألا و أن لكل شيء جواهرا، و جوهر ولد آدم محمّد (صلي الله عليه و آله)، و نحن، و شيعتنا بعدنا. حبذا شيعتنا ما أقربهم من عرش الله عز و جل و أحسن صنع الله إليهم يوم القيامة.
و الله- لولا أن يتعاظم النّاس ذلک أو يدخلهم زهو، لسلمت عليهم الملائكة قبلا. و الله ما من عبد من شيعتنا يتلو القرآن في صلاته قائما إلا و له بكل حرف مائة حسنة، و لا قرأ في صلاته جالسا إلا و له بكل حرف خمسون حسنة، و لا في غير صلاة إلا و له بكل حرف عشر حسنات، و إن للصامت من شيعتنا لأجر من قرأ القرآن ممن
-----------------------------------
4- الكافي 8: 214/ 260.
(1) الغاشية 88: 3 و 4.
(2) في «ط»: بأمر.
(3) في «ط»: بتغلّب.
صفحه : 374
اللهخالفه. أنتم- و الله- علي فرشكم نيام، لكم أجر المجاهدين، و أنتم- و الله- في صلاتكم لكم أجر الصافين في سبيله، و أنتم- و الله- الّذين قال الله عز و جل: وَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلٍّ إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ}
إنما شيعتنا أصحاب الأربعة أعين عينين في الرأس، و عينين في القلب، ألا و الخلائق كلهم كذلك، ألا إن الله عز و جل فتح أبصاركم، و أعمي أبصارهم».
5] 2985/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
.
قال: «و الله ما عني غيركم».
6] 3985/[- عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: «أنتم- و الله- الّذين قال الله: وَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلٍّ إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
إنما شيعتنا أصحاب الأربعة أعين: عينين في الرأس، و عينين في القلب، ألا و الخلائق كلهم كذلك، إلا أن الله فتح أبصاركم و أعمي أبصارهم».
7] 4985/[- عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ليس منكم رجل و لا امرأة إلا و ملائكة الله يأتونه بالسلام، و أنتم الّذين قال الله: وَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلٍّ إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
».
8] 5985/[- و من طريق المخالفين، ما نقله أبو نعيم الحافظ، عن رجاله، عن أبي هريرة، قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): « يا رسول الله، أيما أحب إليك، أنا أم فاطمة! قال: فاطمة أحب إلي منك، و أنت أعز علي منها.
و قال: و كأني بك و أنت علي حوضي تذود عنه النّاس، و إن عليه أباريق عدد نجوم السماء، و إني و أنت و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر في الجنة: إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
و أنت معي و شيعتك، ثم قرأ رسول الله (صلي الله عليه و آله): وَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلٍّ إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ لا ينظر أحدكم في قفا صاحبه».
9] 6985/[- أحمد بن حنبل في (مسنده): يرفعه إلي زيد بن أبي أوفي، قال: دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) في مسجده، فذكر قصة مؤاخاة رسول الله (صلي الله عليه و آله) بين أصحابه، فقال علي (عليه السلام) له- يعني لرسول الله (صلي الله عليه و آله):: «لقد ذهبت روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت، بأصحابك ما فعلت، غيري، فإن کان هذا من سخط علي فلك العتبي و الكرامة». فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «و ألذي بعثني بالحق نبيا، ما أخرتك إلا لنفسي، فأنت مني بمنزلة هارون من موسي، إلا أنه لا نبي بعدي، و أنت أخي و وارثي».
قال: «و ما أرث منك يا رسول الله!» قال: «ما أورث الأنبياء قبلي». قال: «ما أورث الأنبياء قبلك!» قال: «كتاب الله و سنة نبيهم و أنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة، و أنت أخي و رفيقي» ثم تلا رسول
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 244/ 22. 6- تفسير العيّاشي 2: 244/ 23. 7- تفسير العيّاشي 2: 244/ 24. 8- ... مجمع الزوائد 9: 173. 9- ... فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 2: 638/ 1085، فرائد السمطين 1: 115/ 80 و 1: 121/ 83، ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ إبن عساكر 1: 123/ 138.
صفحه : 375
اللهالله (صلي الله عليه و آله): إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ}
، «المتحابون في الله ينظر بعضهم إلي بعض».
10] 7985/[- إبن المغازلي الشافعي في (المناقب) يرفعه إلي زيد بن أرقم، قال: دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقال: «إني مؤاخ بينكم کما آخي الله بين الملائكة». ثم قال لعلي: «أنت أخي و رفيقي». ثم تلا هذه الآية إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
«الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلي بعض».
قوله تعالي:
لا يَمَسُّهُم فِيها نَصَبٌ وَ ما هُم مِنها بِمُخرَجِينَ- إلي قوله تعالي- لَعَمرُكَ إِنَّهُم لَفِي سَكرَتِهِم يَعمَهُونَ [48- 72] 5898/[1]- علي بن إبراهيم: قوله تعالي: لا يَمَسُّهُم فِيها نَصَبٌ أي تعب و عناء قوله تعالي: نَبِّئ عِبادِي أي أخبرهم أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنَّ عَذابِي هُوَ العَذابُ الأَلِيمُ وَ نَبِّئهُم عَن ضَيفِ إِبراهِيمَ فقد كتبنا خبرهم في سورة هود (عليه السلام)«1» و نزيد هنا من طريق العياشي«2».
5899/[2]- علي بن إبراهيم: و قوله تعالي: وَ قَضَينا إِلَيهِ ذلِكَ الأَمرَ أي أعلمناه أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ يعني قوم لوط مَقطُوعٌ مُصبِحِينَ و قوله: لَعَمرُكَ أي و حياتك يا محمّد إِنَّهُم لَفِي سَكرَتِهِم يَعمَهُونَ فهذه فضيلة لرسول الله (صلي الله عليه و آله) علي الأنبياء.
3] 0095/[- العياشي: عن محمّد بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن سارة قالت لإبراهيم (عليه السلام):
3» قد كبرت، فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا فتقر أعيننا، فإن الله قد اتخذك خليلا، و هو مجيب دعوتك إن شاء الله، فسأل إبراهيم (عليه السلام) ربه أن يرزقه غلاما عليما«. فأوحي الله إليه: أني واهب لك غلاما حليما، ثم أبلوك فيه بالطاعة لي- قال أبو عبد الله (عليه السلام):- فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين، ثم جاءته البشارة من الله بإسماعيل مرة اخري بعد ثلاث سنين».
-----------------------------------
10- ... العمدة لابن بطريق: 170/ 263، تحفة الأبرار: 87. 1- تفسير القمّي 1: 377. 2- تفسير القمّي 1: 377. 3- تفسير العيّاشي 2: 244/ 25.
(1) تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآيات (69- 83) من سورة هود. [.....]
(2) الحديث (3، 4) من تفسير هذه الآيات.
(3) في المصدر: حليما.
صفحه : 376
4] 1095/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: أصلحك الله، أ کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يتعوذ من البخل! قال: «نعم- يا أبا محمّد- في کل صباح و مساء، و نحن نعوذ بالله من البخل، إن الله يقول في كتابه:
وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ
«1» و سأنبئك عن عاقبة البخل، إن قوم لوط كانوا أهل قرية بخلاء أشحاء علي الطعام، فأعقبهم الله داء لا دواء له في فروجهم».
2» قلت: و ما أعقبهم! قال: «إن قرية قوم لوط كانت علي طريق السيارة إلي الشام و مصر، فكانت المارة تنزل بهم فيضيفونهم، فلما أن كثر ذلک عليهم، ضاقوا بهم ذرعا و بخلا و لؤما، فدعاهم البخل إلي أن کان إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلي ذلک، و إنما كانوا يفعلون ذلک بالضيف حتي تنكل النازعة عنهم، فشاع أمرهم في القري، و حذرتهم المارة، فأورثهم البخل بلاء لا يدفعونه عن أنفسهم، من غير شهوة لهم إلي ذلک«، حتي صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد، و يعطونهم عليه الجعل، فأي داء أعدي من البخل، و لا أضر عاقبة، و لا أفحش عند الله».
قال أبو بصير، فقلت له: أصلحك الله، هل کان أهل قرية لوط كلهم هكذا مبتلين! قال: «نعم، إلا أهل بيت من المسلمين، أما تسمع لقوله: فَأَخرَجنا مَن كانَ فِيها مِنَ المُؤمِنِينَ فَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَ
«3»».
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): «إن لوطا لبث مع قومه ثلاثين سنة، يدعوهم إلي الله و يحذرهم عقابه- قال- و كانوا قوما لا يتنظفون من الغائط، و لا يتطهرون من الجنابة، و کان لوط و آله يتنظفون من الغائط، و يتطهرون من الجنابة، و کان لوط إبن خالة إبراهيم، و إبراهيم إبن خالة لوط (عليهما السلام)، و كانت امرأة إبراهيم (عليه السلام) سارة اخت لوط (عليه السلام)، و کان إبراهيم و لوط (عليهما السلام) نبيين مرسلين منذرين، و کان لوط (عليه السلام) رجلا سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به و يحذره قومه- قال- فلما رأي قوم لوط ذلک، قالوا: إنا ننهاك عن العالمين، لا تقر ضيفا نزل بك، فإنك إن فعلت فضحنا ضيفك، و أخزيناك فيه. و کان لوط (عليه السلام) إذا نزل به الضيف كتم أمره، مخافة أن يفضحه قومه، و ذلک أن لوطا (عليه السلام) کان فيهم لا عشيرة له- قال- و إن لوطا و إبراهيم (عليهما السلام) يتوقعان نزول العذاب علي قوم لوط، و كانت لإبراهيم و لوط (عليهما السلام) منزلة من الله شريفة، و إن الله تبارك و تعالي کان إذا هم بعذاب قوم لوط، أدركته فيهم مودة إبراهيم (عليه السلام) و خلته، و محبة لوط (عليه السلام)، فيراقبهم فيه فيؤخر عذابهم».
4» قال أبو جعفر (عليه السلام): «فلما اشتد أسف الله تعالي« علي قوم لوط و قدر عذابهم و قضاه، أحب أن يعوض إبراهيم (عليه السلام) من عذاب قوم لوط بغلام حليم، فيسلي به مصابه بهلاك قوم لوط، فبعث الله رسلا إلي
-----------------------------------
4- تفسير العيّاشي 2: 244/ 26.
(1) الحشر 59: 9، التغابن 64: 16.
(2) في «ط، س» و المصدر: في شهوة بهم إليه. و ما أثبتناه من بحار الأنوار 12: 147/ 1، علل الشرايع: 549/ 4.
(3) الذاريات 51: 35 و 36.
(4) أي غضبه.
صفحه : 377
اللهإبراهيم (عليه السلام) يبشرونه بإسماعيل، فدخلوا عليه ليلا، ففزع منهم، و خاف أن يكونوا سراقا، فلما أن رأته الرسل فزعا وجلا قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ}
«1»، قالَ إِنّا مِنكُم وَجِلُونَ قالُوا لا تَوجَل إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ» قال أبو جعفر (عليه السلام): «و الغلام العليم هو إسماعيل من هاجر، فقال إبراهيم للرسل: أَ بَشَّرتُمُونِي عَلي أَن مَسَّنِيَ الكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرناكَ بِالحَقِّ فَلا تَكُن مِنَ القانِطِينَ فقال إبراهيم (عليه السلام) للرسل: فَما خَطبُكُم! بعد البشارة قالُوا إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومٍ مُجرِمِينَ قوم لوط، إنهم كانوا قوما فاسقين، لننذرهم عذاب رب العالمين، قال أبو جعفر (عليه السلام): «فقال إبراهيم (عليه السلام) للرسل: إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحنُ أَعلَمُ بِمَن فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهلَهُ إِلَّا امرَأَتَهُ كانَت مِنَ الغابِرِينَ«2» قال: فَلَمّا جاءَ آلَ لُوطٍ المُرسَلُونَ قالَ إِنَّكُم قَومٌ مُنكَرُونَ قالُوا بَل جِئناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمتَرُونَ يقول: من عذاب الله، لتنذر قومك العذاب فَأَسرِ بِأَهلِكَ- يا لوط- إذا مضي من يومك هذا سبعة أيام بلياليها بِقِطعٍ مِنَ اللَّيلِ [إذا مضي نصف الليل]«3» وَ لا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ إِلَّا امرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُم«4».
قال أبو جعفر (عليه السلام): «فقضوا إلي لوط ذلِكَ الأَمرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقطُوعٌ مُصبِحِينَ
- قال أبو جعفر (عليه السلام)- فلما کان اليوم الثامن مع طلوع الفجر، قدم الله رسلا إلي إبراهيم (عليه السلام) يبشرونه بإسحاق، و يعزونه بهلاك قوم لوط، و ذلک قول الله في سورة هود: وَ لَقَد جاءَت رُسُلُنا إِبراهِيمَ بِالبُشري قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍ«5» يعني ذكيا مشويا نضيجا فَلَمّا رَأي أَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُم وَ أَوجَسَ مِنهُم خِيفَةً قالُوا لا تَخَف إِنّا أُرسِلنا إِلي قَومِ لُوطٍ وَ امرَأَتُهُ قائِمَةٌ«6»- قال أبو جعفر (عليه السلام)- إنما عني امرأة إبراهيم (عليه السلام) سارة قائمة فبشروها بِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَ قالَت يا وَيلَتي أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ وَ هذا بَعلِي شَيخاً إلي قوله: إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ«7»».
قال أبو جعفر (عليه السلام): «فلما أن جاءت البشارة بإسحاق ذهب عنه الروع، و أقبل يناجي ربه في قوم لوط، و يسأله كشف العذاب عنهم، قال الله: يا إِبراهِيمُ أَعرِض عَن هذا إِنَّهُ قَد جاءَ أَمرُ رَبِّكَ وَ إِنَّهُم آتِيهِم عَذابٌ غَيرُ مَردُودٍ
«8» بعد طلوع الشمس من يومك هذا، محتوم غير مردود».
قلت: سيأتي هذا الحديث- إنشاء الله تعالي- مسندا من طريق إبن بابويه، في سورة الذاريات«9».
-----------------------------------
(1) هود 11: 69.
(2) العنكبوت 29: 32.
(3) أثبتناه من علل الشرايع: 549/ 4، و بحار الأنوار 12: 149/ 1.
(4) هود 11: 81.
(5) هود 11: 69.
(6) هود 11: 70 و 71.
(7) هود 11: 71- 73. [.....]
(8) هود 11: 76.
(9) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآيات (24- 47) من سورة الذاريات.
صفحه : 378
5] 2095/[- عن صفوان الجمال، قال: صليت خلف أبي عبد الله (عليه السلام) فأطرق، ثم قال: «اللهم لا تقنطني من رحمتك، ثم جهر، فقال: وَ مَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّالُّونَ
».
قوله تعالي:
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ [75- 76]
1] 3095/[- محمّد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن إبن أبي عمير، عن أسباط بياع الزطي، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسأله رجل عن قول الله عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ
، قال: فقال: «نحن المتوسمون، و السبيل فينا مقيم».
2] 4095/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، عن يحيي بن إبراهيم، قال: حدثني أسباط بن سالم، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه رجل من أهل هيت، فقال له: أصلحك الله، ما تقول في قول الله عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ
، قال: «نحن المتوسمون، و السبيل فينا مقيم».
3] 5095/[- و عنه: عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسي، عن ربعي بن عبد الله، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
.
قال: «هم الأئمة (عليهم السلام)، قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله عز و جل في قول الله تعالي: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
».
و روي محمّد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات): عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسي، عن ربعي، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله«1».
و رواه أيضا المفيد في (الاختصاص)«2» بالسند و المتن.
4] 6095/[- و عنه: عن أحمد بن إدريس و محمّد بن يحيي، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الإمام، فوض الله إليه کما فوض إلي
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 247/ 27. 1- في المصدر: 1: 169/ 1. 2- الكافي 1: 170/ 2. 3- الكافي 1: 170/ 3. 4- الكافي 1: 364/ 3.
(1) بصائر الدرجات: 375/ 4.
(2) الاختصاص: 307. 1»
صفحه : 379
اللهسليمان بن داود! فقال: «نعم، و ذلک أن رجلا سأله عن مسألة، فأجابه فيها، و سأله آخر عن تلك المسألة، فأجابه بغير جواب الأول، ثم سأله آخر عنها، فأجابه بغير جواب الأولين، ثم قال: (هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب)« و هكذا [هي] في قراءة علي (عليه السلام)».
قال: قلت: أصلحك الله، فحين أجابهم بهذا الجواب، يعرفهم الإمام! قال: «سبحان الله، ألم تسمع الله يقول:
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
! و هم الأئمة، و إنها لبسبيل مقيم لا يخرج منها أبدا- ثم قال- نعم، إن الإمام إذا أبصر إلي الرجل عرفه و عرف لونه، و إن سمع كلامه من خلف حائط عرفه و عرف ما هو، إن الله تعالي يقول:
وَ مِن آياتِهِ خَلقُ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اختِلافُ أَلسِنَتِكُم وَ أَلوانِكُم إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمِينَ
«2» و هم العلماء، فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلا عرفه، ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم».
و روي الصفار هذا الحديث في (بصائر الدرجات): بالإسناد عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في عدة مواضع من الكتاب«3».
5] 7095/[- محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدثني سندي بن الربيع، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي إبن رئاب، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «ليس مخلوق إلا و بين عينيه مكتوب: مؤمن أو كافر و ذلک محجوب عنكم، و ليس بمحجوب عن الأئمة من آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، ثم ليس يدخل عليهم أحد إلا عرفوه مؤمن هو أو كافر» ثم تلا هذه الآية: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
«فهم المتوسمون».
6] 8095/[- عن أحمد بن الحسين، عن أحمد بن إبراهيم، و الحسن بن البراء، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، قال: حججت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فلما صرنا في بعض الطريق صعد علي جبل، فأشرف ينظر إلي النّاس، فقال: «ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج؟». فقال له داود الرقي: يا بن رسول الله، هل يستجيب الله دعاء هذا الجمع ألذي أري! قال: «ويحك- يا أبا سليمان- إن الله لا يغفر أن يشرك به، إن الجاحد لولاية علي (عليه السلام) كعابد وثن».
قلت: جعلت فداك، هل تعرفون محبيكم و مبغضيكم! قال: «ويحك- يا أبا سليمان- إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه: مؤمن أو كافر [و إن الرجل ليدخل إلينا بولايتنا و بالبراءة من أعدائنا، فنري مكتوبا بين عينيه:
مؤمن أو كافر قال الله] عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
نعرف عدونا من ولينا».
7] 9095/[- إبن بابويه، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني
-----------------------------------
5- بصائر الدرجات: 374/ 1. 6- بصائر الدرجات: 378/ 15. 7- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 200/ 1.
(1) سورة ص 38: 39 و هي في المصحف الشريف: هذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ
(2) الروم 30: 22. [.....]
(3) بصائر الدرجات: 381/ 1 و 407/ 13.
صفحه : 380
اللهعليأحمد بن علي الأنصاري، عن الحسن بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون يوما و عنده علي بن موسي الرضا (عليه السلام) و قد اجتمع الفقهاء، و أهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم، فقال له: يا إبن رسول الله، بأي شيء تصح الإمامة لمدعيها! قال: «بالنص و الدليل».
قال له: فدلالة الإمام فيما هي! قال: «في العلم، و استجابة الدعوة».
قال: فما وجه إخباركم بما يکون! قال: «ذلک بعهد معهود إلينا من رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
قال: فما وجه إخباركم بما في قلوب النّاس! قال (عليه السلام) له: «أما بلغك قول رسول الله (صلي الله عليه و آله): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله!». قال: بلي. قال: «فما من مؤمن إلا و له فراسة، ينظر بنور الله علي قدر إيمانه، و مبلغ استبصاره و علمه، و قد جمع الله للأئمة منا ما فرقه في جميع المؤمنين، و قال الله تعالي في كتابه العزيز: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
فأول المتوسمين رسول الله (صلي الله عليه و آله)، ثم أمير المؤمنين (عليه السلام) من بعده، ثم الحسن و الحسين و الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) إلي يوم القيامة».
8] 0195/[- و عنه، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن يحيي المكتب، قال: حدثنا أحمد بن محمّد الوراق، قال:
حدثنا بشر بن سعيد بن قيلويه«1» المعدل بالرافقة«2»، قال: حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني، قال: سمعت محمّد بن حرب الهلالي- أمير المدينة- يقول: سألت جعفر بن محمّد (عليه السلام) فقلت: له: يا بن رسول الله، في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها. فقال: «إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني، و إن شئت فسل».
قال: قلت له: يا بن رسول الله، و بأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي! فقال: «بالتوسم و التفرس، أما سمعت قول الله عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
، و قول رسول الله (صلي الله عليه و آله): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله!؟».
قال: فقلت له: يا بن رسول الله، فأخبرني بمسألتي. قال: «أردت أن تسألني عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) لم لم يطق حمله علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند حط الأصنام عن سطح الكعبة!» و ساق الحديث إلي أن قال: هذا و الله ما أردت أن أسألك يا بن رسول الله. و الحديث طويل.
9] 1195/[- إبن الفارسي في (روضة الواعظين): قال الصادق (عليه السلام): «إذا قام قائم آل محمّد (عليهم السلام) حكم بين النّاس بحكم داود (عليه السلام)، لا يحتاج إلي بينة، يلهمه الله تعالي فيحكم بعلمه، و يخبر کل قوم بما استبطنوه، و يعرف وليه من عدوه بالتوسم، قال الله تعالي: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ
».
-----------------------------------
8- علل الشرائع: 173/ 1. 9- روضة الواعظين: 266.
(1) في المصدر (قلبويه).
(2) الرافقة: بلد متّصل البناء بالرّقّة، و هما علي ضفة الفرات، و الرافقة أيضا: من قري البحرين. «معجم البلدان 3: 15».
صفحه : 381
10] 2195/[- الشيخ، في (أماليه): عن أبي محمّد الفحام، بإسناده، قال: قال الباقر (عليه السلام): «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله» ثم تلا هذه الآية: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
.
11] 3195/[- الشيخ المفيد في كتاب (الاختصاص): عن السندي بن الربيع البغدادي، عن الحسن بن علي إبن فضال، عن علي بن غراب، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «ما من مخلوق إلا و بين عينيه مكتوب: مؤمن أو كافر، و ذلک محجوب عنكم و ليس بمحجوب عن الأئمة من آل محمّد (صلوات الله عليهم)، ثم ليس يدخل عليهم أحد إلا عرفوه، مؤمنا أو كافرا» ثم تلا هذه الآية: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
«فهم المتوسمون».
12] 4195/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب و إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة مستعدية علي زوجها فقضي لزوجها عليها فغضبت، و قالت:
1»2» لا و الله ما الحق فيما قضيت، و ما تقضي بالسوية، و لا تعدل في الرعية، و لا قضيتك عند الله بالمرضية- قال- «فنظر إليها مليا، ثم قال: كذبت يا جرية، يا بذية، يا سلفع«، يا سلقلقية«، يا الّتي لا تحمل من حيث تحمل النساء».
قال: «فولت المرأة هاربة مولولة و تقول: ويلي ويلي ويلي، لقد هتكت- يا بن أبي طالب- سترا کان مستورا- قال- فلحقها عمرو بن حريث، فقال: يا أمة الله، لقد استقبلت عليا بكلام سررتني به، ثم إنه نزع لك بكلام فوليت عنه هاربة تولولين! فقالت: إن عليا- و الله- أخبرني بالحق و بما أكتمه من زوجي منذ و لي عصمتي و من أبوي. فعاد عمرو إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأخبره بما قالت له المرأة، و قال له فيما يقول: ما أعرفك بالكهانة؟ فقال له علي (عليه السلام): ويلك، إنها ليست بالكهانة مني، و لكن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، فلما ركب الأرواح في أبدانها كتب بين أعينهم: كافر و مؤمن و ما هو مبتلين به، و ما هم عليه من سيء عملهم و حسنه في قدر اذن الفأرة، ثم أنزل بذلك قرآنا علي نبيه (صلي الله عليه و آله) فقال: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
فكان رسول الله (صلي الله عليه و آله) المتوسم، ثم أنا من بعده، و الأئمة من ذريتي هم المتوسمون، فلما تأملتها عرفت ما فيها و ما هي عليه بسيماها».
و روي هذا الحديث، الصفار في (بصائر الدرجات)«3».
-----------------------------------
10- الأمالي 1: 300. 11- الاختصال: 302. 12- الاختصاص: 302، شواهد التنزيل 1: 323/ 447.
(1) السّلفع: الجريئة السّليطة. «الصحاح- سلفع- 3: 1231».
(2) السّلقلقيّة: المرأة الّتي تحيض من دبرها. «لسان العرب- سلق- 10: 163».
(3) بصائر الدرجات: 374/ 2.
صفحه : 382
13] 5195/[- الحسن بن موسي الخشاب، عن علي بن حسان و أحمد بن الحسين، عن أحمد بن إبراهيم، و الحسن بن البراء، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، قال: حججت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فأنا معه في بعض الطريق إذ صعد علي جبل فنظر إلي النّاس، فقال: «ما أكثر الضجيج، و أقل الحجيج؟» فقال له داود بن كثير الرقي: يا بن رسول الله، هل يستجيب الله دعاء الجمع ألذي أري! فقال: «ويحك- يا أبا سليمان- إن الله لا يغفر أن يشرك به، إن الجاحد لولاية علي (عليه السلام) كعابد وثن».
فقلت له: جعلت فداك هل تعرفون محبيكم من مبغضيكم! فقال: «ويحك- يا أبا سليمان- إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه: مؤمن أو كافر و إن الرجل ليدخل إلينا يتولانا و يتبرأ من عدونا فنري مكتوبا بين عينيه:
مؤمن، قال الله عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
فنحن نعرف عدونا من ولينا».
14] 6195/[- يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أسباط بن سالم بياع الزطي، قال:1» كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسأله رجل من أهل هيت« عن قول الله عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ
.
فقال: «نحن المتوسمون، و السبيل فينا مقيم».
15] 7195/[- الحسن بن علي بن المغيرة، عن عبيس بن هشام، عن عبد الصمد بن بشير، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:2» سألته عن الإمام، أفوض الله إليه کما فوض إلي سليمان! فقال: «نعم، و ذلک أن رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها و سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأول، ثم سأله آخر عنها فأجابه بغير جواب الأولين، ثم قال: «هذا عطاؤنا فأمسك أو أعط بغير حساب»«، و هكذا هي في قراءة علي (عليه السلام)».
قلت: أصلحك الله، حين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام! فقال: «سبحان الله، أما تسمع الله يقول في كتابه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
و هم الأئمة وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ لا تخرج منهم أبدا- ثم قال لي- نعم، إن الإمام إذا نظر إلي الرجل عرفه و عرف ما هو عليه و عرف لونه، و إن سمع كلامه من وراء حائط عرفه و عرف ما هو، إن الله يقول: وَ مِن آياتِهِ خَلقُ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اختِلافُ أَلسِنَتِكُم وَ أَلوانِكُم إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمِينَ«3» فهم العلماء، و ليس يسمع شيئا من الألسن تنطق إلا عرفه ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به».
-----------------------------------
13- الاختصاص: 303. 14- الاختصاص: 303. 15- الاختصاص: 306. [.....]
(1) هيت: بلدة علي الفرات فوق الأنبار، و هيت أيضا: من قري حوران من أعمال دمشق. «معجم البلدان 5: 421».
(2) سورة ص 38: 39 و هي في المصحف الشريف: هذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ
(3) الروم 30: 22.
صفحه : 383
16] 8195/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
، قال: «هم الأئمة. قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، لقوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ».
17] 9195/[- عن أسباط بن سالم قال: سأل رجل من أهل هيت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ
، قال: «نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم».
18] 0295/[- عن عبد الرحمن بن سالم الأشل، رفعه في قوله: لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
، قال: «هم آل محمّد الأوصياء (عليهم السلام)».
19] 1295/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «إن في الإمام آية للمتوسمين، و هو السبيل المقيم، ينظر بنور الله و ينطق عن الله، لا يعزب عنه شيء مما أراد».
20] 2295/[- عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):1»2» «بينما أمير المؤمنين (عليه السلام) جالس في مسجد الكوفة قد احتبي« بسيفه، و القي برنسه« وراء ظهره إذ أتته امرأة مستعدية علي زوجها، فقضي للزوج علي المرأة، فغضبت، فقالت: لا و الله ما هو کما قضيت، لا و الله ما تقضي بالسوية، و لا تعدل في الرعية، و لا قضيتك عند الله بالمرضية- قال- فنظر إليها أمير المؤمنين (عليه السلام) فتأملها، ثم قال لها: كذبت يا جرية، يا بذية، يا سلسع، يا سلفع يا الّتي تحيض من حيث لا تحيض النساء».
3» قال: «فولت هاربة، و هي تولول و تقول: يا ويلي يا ويلي يا ويلي ثلاثا- قال- فلحقها عمرو بن حريث، فقال لها: يا أمة الله، أسألك! فقالت: ما للرجال و النساء في الطرقات! فقال: إنك استقبلت أمير المؤمنين عليا بكلام سررتني به، ثم قرعك« أمير المؤمنين بكلمة فوليت مولولة! فقالت: إن إبن أبي طالب- و الله- استقبلني فأخبرني بما هو في، و بما كتمته من بعلي منذ و لي عصمتي، لا و الله ما رأيت طمثا قط من حيث تراه النساء- قال- فرجع عمرو بن حريث إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له: و الله يا أمير المؤمنين، ما نعرفك بالكهانة! فقال له: و ما ذلک يا بن حريث! فقال له: يا أمير المؤمنين، إن هذه المرأة ذكرت أنك أخبرتها بما هو فيها، و أنها لم تر طمثا قط من حيث تراه النساء. فقال له: ويلك- يا بن حريث- إن الله تبارك و تعالي خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، و ركب
-----------------------------------
16- تفسير العيّاشي 2: 247/ 28. 17- تفسير العيّاشي 2: 247/ 29. 18- تفسير العيّاشي 2: 247/ 30. 19- تفسير العيّاشي 2: 248/ 31. 20- تفسير العيّاشي 2: 248/ 32.
(1) الاحيباء: ضمّ الساقين إلي البطن بالثوب أو اليدين. «مجمع البحرين- حبا- 1: 94».
(2) البرنس: قلنسوة طويلة، و کان النسّاك يلبسونها في صدر الإسلام. «الصحاح- برنس- 3: 908».
(3) في «ط»: فزعك.
صفحه : 384
اللهالأرواح في الأبدان، فكتب بين أعينها: كافر و مؤمن. و ما هي مبتلاه به إلي يوم القيامة، ثم أنزل بذلك قرآنا علي محمّد (صلي الله عليه و آله)، فقال: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ}
و کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) المتوسم، ثم أنا من بعده، ثم الأوصياء من ذريتي من بعدي، إني لما رأيتها تأملتها، فأخبرتها بما هو فيها، و لم أكذب».
21] 3295/[- شرف الدين النجفي، قال: روي الفضل بن شاذان (رحمه الله) بإسناده عن رجاله، عن عمار بن أبي مطروف، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «ما من أحد إلا و مكتوب بين عينيه: مؤمن أو كافر.
1» محجوبة« عن الخلائق إلا الأئمة و الأوصياء، فليس بمحجوب عنهم» ثم تلا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ
ثم قال: «نحن المتوسمون، و ليس- و الله- أحد يدخل علينا إلا عرفناه بتلك السمة».
5924/[22]- علي بن إبراهيم، في معني الآية قال: قال: «نحن المتوسمون، و السبيل فينا مقيم، و السبيل:
طريق الجنة».
قوله تعالي:
وَ إِن كانَ أَصحابُ الأَيكَةِ لَظالِمِينَ [78] 5925/[1]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ إِن كانَ أَصحابُ الأَيكَةِ يعني: أصحاب الغيضة«2»، و هم قوم شعيب لَظالِمِينَ.
قوله تعالي:
وَ لَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلِينَ [80] 5926/[2]- علي بن إبراهيم، قال: کان لقريتهم ماء، و هي الحجر الّتي ذكرها الله في كتابه في قوله تعالي:
وَ لَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلِينَ.
-----------------------------------
21- تأويل الآيات 1: 251/ 10. 22- تفسير القمّي 1: 377. 1- تفسير القمّي 1: 377. [.....] 2- تفسير القمّي 1: 331.
(1) في المصدر: محجوب.
(2) الغيضة: الأجمة، و هي مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر. «الصحاح- غيض- 3: 1097».
صفحه : 385
و قد تقدمت قصة قوم صالح في سورة هود«1».
قوله تعالي:
فَاصفَحِ الصَّفحَ الجَمِيلَ [85]
1] 7295/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، قال: قال الرضا (عليه السلام) في قول الله عز و جل فَاصفَحِ الصَّفحَ الجَمِيلَ
، قال: «العفو من غير عتاب».
قوله تعالي:
وَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المَثانِي وَ القُرآنَ العَظِيمَ [87]
2] 8295/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العباس، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن السبع المثاني و القرآن العظيم، هي فاتحة الكتاب! قال: «نعم».
قلت: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
من السبع! قال: «نعم، هي أفضلهن».
3] 9295/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني (رضي الله عنه)، قال حدثني يوسف بن محمّد بن زياد، و علي بن محمّد بن سيار، عن أبيهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمّد، عن أبيه، محمّد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسي، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) أنه قال: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
آية من فاتحة الكتاب، و هي سبع آيات تمامها بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقول: إن الله تعالي قال لي: يا محمّد وَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المَثانِي وَ القُرآنَ العَظِيمَ فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب، و جعلها بإزاء القرآن العظيم».
4] 0395/[- علي بن إبراهيم، قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثني أحمد بن محمّد، عن محمّد بن
-----------------------------------
1- معاني الأخبار: 373/ 1. 2- التهذيب 2: 289/ 1157. 3- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 301/ 60. 4- تفسير القمّي 1: 377.
(1) تقدّمت في الحديثين (3 و 4) من تفسير الآية (61) من سورة هود.
صفحه : 386
اللهعليسنان، عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «نحن المثاني الّتي أعطاها الله تعالي نبينا، و نحن وجه الله تعالي، نتقلب في الإرض بين أظهركم، من عرفنا فأمامه اليقين، و من جهلنا فأمامه السعير».
4] 1395/[- العياشي: عن سورة بن كليب، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «نحن المثاني الّتي اعطي نبينا (صلي الله عليه و آله)».
5] 2395/[- عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته، عن قوله تعالي: وَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المَثانِي
.
قال: «فاتحة الكتاب يثني فيها القول».
6] 3395/[- عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: «إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثاني و سورة اخري، و صل ركعتين و ادع الله».
قلت: أصلحك الله، و ما المثاني! قال: «فاتحة الكتاب: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمِينَ
«1»».
7] 4395/[- عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «نحن المثاني الّتي اعطي نبينا، و نحن وجه الله تعالي في الإرض نتقلب بين أظهركم، من عرفنا فأمامه اليقين، و من أنكرنا فأمامه السعير».
8] 5395/[- عن يونس بن عبد الرحمن، عمن ذكره، رفعه، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله:
وَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المَثانِي وَ القُرآنَ العَظِيمَ
، قال: «إن ظاهرها الحمد، و باطنها ولد الولد، و السابع منها القائم (عليه السلام)».
9] 6395/[- قال حسان العامري: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: وَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المَثانِي وَ القُرآنَ العَظِيمَ
، قال: «ليس هكذا تنزيلها«2»، إنما هي وَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المَثانِي نحن هم وَ القُرآنَ العَظِيمَ ولد الولد».
10] 7395/[- عن القاسم بن عروة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله: وَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المَثانِي وَ القُرآنَ العَظِيمَ
، قال: «سبعة أئمة و القائم».
-----------------------------------
4- تفسير العيّاشي 2: 249/ 33. 5- تفسير العيّاشي 2: 249/ 34. 6-- تفسير العيّاشي 2: 249/ 25. 7- تفسير العيّاشي 2: 249/ 36. 8- تفسير العيّاشي 2: 250/ 37. 9- تفسير العيّاشي 2: 250/ 38. [.....] 10- تفسير العيّاشي 2: 250/ 39.
(1) الفاتحة 1: 1 و 2.
(2) أي ليس معناها ظننت.
صفحه : 387
11] 8395/[- عن السدي، عمن سمع عليا (عليه السلام) يقول: «سَبعاً مِنَ المَثانِي
فاتحة الكتاب».
12] 9395/[- عن سماعة، قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): وَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المَثانِي وَ القُرآنَ العَظِيمَ
، قال: «لم يعط الأنبياء إلا محمّد، و هم السبعة الأئمة الّذين يدور عليهم الفلك، و القرآن العظيم:
محمّد (صلي الله عليه و آله)».
قوله تعالي:
لا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلي ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ اخفِض جَناحَكَ لِلمُؤمِنِينَ [88]
1] 0495/[- علي بن إبراهيم، قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما نزلت هذه الآية لا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلي ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ اخفِض جَناحَكَ لِلمُؤمِنِينَ
قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه علي الدنيا حسرات، و من رمي ببصره إلي ما في يدي غيره كثر همه، و لم يشف غيظه، و من لم يعلم أن لله عليه نعمة، لا في مطعم و لا في مشرب و لا في ملبس«1»، فقد قصر عمله و دنا عذابه، و من أصبح علي الدنيا حزينا أصبح علي الله ساخطا، و من شكا مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه، و من دخل النار من هذه الامة ممن قرأ القرآن فهو ممن يتخذ آيات الله هزوا، و من أتي ذا ميسرة فتخشع له طلبا لما في يديه ذهب ثلثا دينه. ثم قال: و لا تعجل، و ليس يکون الرجل ينال«2» من الرجل الرفق فيبجله و يوقره، فقد يجب ذلک له عليه، و لكن تراه أنه يريد بتخشعه ما عند الله، و يريد أن يحيله«3» عما في يديه».
2] 1495/[- العياشي: عن حماد، عن بعض أصحابه عن أحدهما (عليهما السلام) ، في قول الله: لا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلي ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم
.
قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) نزل به ضيقة، [فاستسلف من يهودي] فقال اليهودي: و الله ما لمحمد ثاغية
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 251/ 40. 12- تفسير العيّاشي 2: 251/ 41. 1- تفسير القمّي 1: 381. 2- تفسير العيّاشي 2: 251/ 42.
(1) في البحار 73: 89. إلّا في مطعم أو ملبس.
(2) في المصدر: و «ط»: يسأل.
(3) في «ط» نسخة بدل: يخليه. 1»2»
صفحه : 388
اللهو لا راغية«، فعلام أسلفه! فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إني لأمين الله في سمائه و أرضه، و لو ائتمنني علي شيء لأديته إليه- قال- فبعث بدرقة« له، فرهنها عنده، فنزلت عليه وَ لا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلي ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا
«3»».
3] 2495/[- الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد): عن النضر، عن درست، عن إسحاق بن عمار، عن ميسر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «لما نزلت هذه الآية: وَ لا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلي ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا
«4» استوي رسول الله (صلي الله عليه و آله) جالسا، ثم قال: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه حسرات علي الدنيا، و من أتبع بصره ما في أيدي النّاس طال همه و لم يشف غيظه، و من لم يعرف لله عليه نعمة، إلا في مطعم أو مشرب، فقد قصر عمله و دنا عذابه».
قوله تعالي:
الَّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ- إلي قوله تعالي- عَمّا كانُوا يَعمَلُونَ [91- 93] 5943/[4]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: الَّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ قال: قسموا القرآن و لم يؤلفوه علي ما أنزل الله، فقال: لَنَسئَلَنَّهُم أَجمَعِينَ عَمّا كانُوا يَعمَلُونَ.
5] 4495/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما، قال في الَّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ
قال: هم قريش».
6] 5495/[- عن زرارة و حمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) ، عن قوله الَّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَ
. قال: «هم قريش».
-----------------------------------
3- كتاب الزهد: 46/ 125. 4- تفسير القمّي 1: 377. 5- تفسير العيّاشي 2: 251/ 43. 6- تفسير العيّاشي 2: 252/ 44. [.....]
(1) الثاغية: الشاة. «الصحاح- ثغا- 6: 2293»، و الراغية: الناقة. «الصحاح- رغا- 4: 2360».
(2) الدرقة: ترس من المجلد. «لسان العرب- درق- 10: 95».
(3) طه 20: 131.
(4) طه 20: 131.
صفحه : 389
قوله تعالي:
فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ [94- 95]
1] 6495/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، و محمّد بن الحسن الصفار جميعا، قالا: حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب و محمّد بن عيسي بن عبيد، قالا: حدثنا صفوان بن يحيي، عن عبد الله بن مسكان، عن محمّد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «اكتتم رسول الله (صلي الله عليه و آله) بمكة مختفيا خائفا خمس سنين، ليس يظهر أمره، و علي (عليه السلام) معه و خديجة، ثم أمره الله عز و جل أن يصدع بما امر به، فظهر رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أظهر أمره».
2] 7495/[- و عنه، قال: حدثنا أبي، و محمّد بن الحسن (رضي الله عنه)، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري و محمّد بن يحيي العطار و أحمد بن إدريس جميعا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي و محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب و إبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عبيد الله بن علي الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «مكث رسول الله (صلي الله عليه و آله) بمكة بعد ما جاءه الوحي عن الله تبارك و تعالي ثلاث عشرة سنة، منها ثلاث سنين مختفيا خائفا لا يظهر حتي أمره الله عز و جل أن يصدع بما أمره به، فأظهر حينئذ الدعوة».
3] 8495/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان الأحمر، رفعه، قال: «المستهزئون برسول الله (صلي الله عليه و آله) خمسة: الوليد بن المغيرة المخزومي، و العاص بن وائل السهمي، و الأسود بن عبد يغوث الزهري، و الأسود بن المطلب، و الحارث بن الطلاطلة الثقفي».
4] 9495/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد الحسيني، قال: حدثنا أبو العباس محمّد بن علي الخراساني، قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن صالح العباسي، عن أبيه و إبراهيم بن عبد الرحمن الآملي«1»، قال: حدثنا موسي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: حدثنا جعفر بن محمّد، قال: حدثني أبي محمّد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال:
-----------------------------------
1- كمال الدين و تمام النعمة: 344/ 28. 2- كمال الدين و تمام النعمة: 344/ 29. 3- الخصال: 278/ 24. 4- الخصال: 279/ 25.
(1) في «س» و المصدر: الأيلي، في «ط»: الأبلي، تصحيف صحيحه ما أثبتناه، انظر الجامع في الرجال 1: 48، الخصال: 532/ 10.
صفحه : 390
اللهعليحدثني أبي الحسين بن علي (عليهم السلام):1»2»3»4»5» «أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال ليهودي من يهود الشام و أحبارهم، و قد أخبره فيما أجاب عنه من جواب مسائله: فأما المستهزئون، فقال الله عز و جل: إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ فقتل الله خمستهم، قد قتل کل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد أما الوليد بن المغيرة، فإنه مر بنبل لرجل من بني خزاعة قد راشه« في الطريق، فأصابته شظية منه فانقطع أكحله« حتي أدماه، فمات و هو يقول: قتلني رب محمّد و أما العاص بن وائل السهمي، فإنه خرج في حاجة له إلي كداء«، فتدهده« تحته حجر، فسقط فتقطع قطعة قطعة، فمات و هو يقول: قتلني رب محمّد و أما الأسود بن عبد يغوث، فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة«، و معه غلام له، فاستظل بشجرة تحت كداء، فأتاه جبرئيل (عليه السلام)، فأخذ رأسه فنطح به الشجرة، فقال لغلامه:
امنع عني هذا فقال: ما أري أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك. فقتله و هو يقول: قتلني رب محمّد».
قال مصنف هذا الكتاب: و في خبر آخر في الأسود، يقال: «إن النبي (صلي الله عليه و آله) کان قد دعا عليه أن يعمي الله بصره، و أن يثكله بولده. فلما کان في ذلک اليوم، جاء حتي صار إلي كداء، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) بورقة خضراء، فضرب بها وجهه فعمي، و بقي حتي أثكله الله عز و جل بولده يوم بدر، ثم مات».
«و أما الحارث بن الطلاطلة، فإنه خرج من بيته في السموم، فتحول حبشيا، فرجع إلي أهله، فقال: أنا الحارث. فغضبوا عليه و قتلوه، و هو يقول: قتلني رب محمّد و أما الأسود بن المطلب، فإنه أكل حوتا مالحا، فأصابه غلبة العطش، فلم يزل يشرب الماء حتي انشق بطنه فمات، و هو يقول: قتلني رب محمّد. و کل ذلک في ساعة واحدة، و ذلک انهم كانوا بين يدي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقالوا له: يا محمّد، ننتظر بك إلي الظهر، فإن رجعت عن قولك و إلا قتلناك. فدخل النبي (صلي الله عليه و آله) منزله، فأغلق عليه بابه مغتما بقولهم، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) ساعته، فقال له: يا محمّد، السلام يقرئك السلام، و هو يقول: فَاصدَع بِما تُؤمَرُ
يعني أظهر أمرك لأهل مكة و ادع، وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ. قال: يا جبرئيل، كيف أصنع بالمستهزئين و ما أو عدوني!
قال: إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ
. قال: يا جبرئيل، كانوا عندي الساعة بين يدي. فقال: قد كفيتهم. فأظهر أمره عند ذلک».
5] 0595/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
«6»، قال: «نسختها فَاصدَع بِما تُؤمَرُ».
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 252/ 45.
(1) راش السهم: ركّب عليه الرّيش. «المعجم الوسيط- ريش- 1: 385».
(2) الأكحل: وريد في وسط الذراع. «المعجم الوسيط- كحل- 2: 778».
(3) كداء: ثنية بأعلي مكّة عند المحصّب. «معجم البلدان- كداء- 4: 439».
(4) تدهده: تدحرج. «المعجم الوسيط- دهده- 1: 299». [.....]
(5) في «س»: إبن ربيعة.
(6) الاسراء 17: 110.
صفحه : 391
6] 1595/[- عن أبان بن عثمان الأحمر، رفعه، قال: کان المستهزئون خمسة من قريش: الوليد بن المغيرة المخزومي، و العاص بن وائل السهمي، و الحارث بن حنظلة، و الأسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري، و الأسود إبن المطلب بن أسد، فلما قال الله: إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ
علم رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنه قد أخزاهم، فأماتهم الله بشر ميتات».
7] 2595/[- عن محمّد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «اكتتم رسول الله (صلي الله عليه و آله) بمكة سنين، ليس يظهر، و علي (عليه السلام) معه و خديجة، ثم أمره الله أن يصدع بما يؤمر، فظهر رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فجعل يعرض نفسه علي قبائل العرب، فإذا أتاهم، قالوا: كذاب، امض عنا».
8] 3595/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، عن الحسين (عليه السلام) قال:1»2» «إن يهوديا من يهود الشام و أحبارهم کان قد قرأ التوراة و الإنجيل و الزبور و صحف الأنبياء (عليهم السلام)، و عرف دلائلهم، أتي إلي المسجد فجلس، و فيه أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و فيهم علي إبن أبي طالب (عليه السلام)، و إبن عباس«، و أبو معبد الجهني، فقال: يا امة محمّد، ما تركتم لنبي درجة، و لا لمرسل فضيلة إلا نحلتموها نبيكم، فهل تجيبوني عما أسألكم عنه! فكاع القوم« عنه، فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام):
نعم، ما أعطي الله عز و جل نبيا درجة، و لا مرسلا فضيلة إلا و قد جمعها لمحمد (صلي الله عليه و آله)، و زاد محمدا (صلي الله عليه و آله) علي الأنبياء أضعافا مضاعفة.
فقال له اليهودي: فهل أنت مجيبي! قال: نعم، سأذكر لك اليوم من فضائل رسول الله (صلي الله عليه و آله) ما يقر الله به أعين المؤمنين، و يکون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله (صلي الله عليه و آله)، إنه کان إذا ذكر لنفسه فضيلة، قال: و لا فخر و أنا أذكر لك فضائله غير مزر بالأنبياء، و لا منتقص لهم، و لكن شكرا لله علي ما أعطي محمدا (صلي الله عليه و آله) مثل ما أعطاهم، و ما زاده الله، و ما فضله عليهم.
فقال اليهودي: اني أسألك فأعد له جوابا. قال له علي (عليه السلام): هات. فذكر له اليهودي ما أعطي الله عز و جل الأنبياء، فذكر له أمير المؤمنين (عليه السلام) ما أعطي الله عز و جل محمدا (صلي الله عليه و آله) في مقابلة ما أعطي الله تعالي الأنبياء و زاد محمدا (صلي الله عليه و آله) عليهم.
و کان فيما قال له اليهودي: فإن هذا موسي بن عمران (عليه السلام) قد أرسله الله إلي فرعون، و أراه الآية الكبري.
قال له علي (عليه السلام): لقد کان كذلك، و محمّد (صلي الله عليه و آله) أرسله إلي فراعنة شتي مثل: أبي جهل بن هشام، و عتبة إبن ربيعة، و شيبة، و أبي البختري، و النضر بن الحارث، و أبي بن خلف، و منبه و نبيه ابني الحجاج، و إلي الخمسة
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 252/ 46. 7- تفسير العيّاشي 2: 252/ 47. 8- الاحتجاج: 210.
(1) في المصدر زيادة: و إبن مسعود.
(2) كعت عن الشيء أكيع لغة كععت عنه أكعّ إذا هبته و جبنت عنه. «لسان العرب- كوع- 8: 317».
صفحه : 392
اللهالمستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومي، و العاص بن وائل السهمي، و الأسود بن عبد يغوث الزهري، و الأسود إبن المطلب، و الحارث بن الطلاطلة. فأراهم الآيات في الآفاق و في أنفسهم، حتي تبين لهم أنه الحق.}
قال له اليهودي، لقد انتقم الله عز و جل لموسي (عليه السلام) من فرعون. قال له علي (عليه السلام): لقد کان كذلك، و لقد انتقم الله جل اسمه لمحمد (صلي الله عليه و آله) من الفراعنة، فأما المستهزئون، فقال الله عز و جل: إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ
فقتل الله خمستهم، کل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد فأما الوليد بن المغيرة فمر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه و وضعه في الطريق، فأصابته شظية منه، فانقطع أكحله حتي أدماه، فمات و هو يقول: قتلني رب محمّد و أما العاص بن وائل السهمي، فإنه خرج في حاجة له إلي موضع فتدهده تحته حجر، فسقط فتقطع قطعة قطعة، فمات و هو يقول: قتلني رب محمّد و أما الأسود بن عبد يغوث، فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة، فاستظل بشجرة، فأتاه جبرئيل، فأخذ رأسه فنطح به الشجرة، فقال لغلامه: امنع هذا عني فقال: ما أري أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك، فقتله و هو يقول: قتلني رب محمّد و أما الأسود بن المطلب، فإن النبي (صلي الله عليه و آله) دعا عليه أن يعمي الله بصره، و أن يثكله بولده، فلما کان في ذلک اليوم، خرج حتي صار إلي موضع، أتاه جبرئيل بورقة خضراء، فضرب بها وجهه فعمي، و بقي حتي أثكله الله عز و جل بولده و أما الحارث بن الطلاطلة، فإنه خرج من بيته في السموم، فتحول حبشيا، فرجع إلي أهله، فقال: أنا الحارث، فغضبوا عليه و قتلوه، و هو يقول: قتلني رب محمّد».
و
روي أن الأسود بن الحارث أكل حوتا مالحا، فأصابه غلبة العطش، فلم يزل يشرب الماء حتي انشق بطنه فمات و هو يقول: قتلني رب محمّد.
«کل ذلک في ساعة واحدة، و ذلک أنهم كانوا بين يدي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقالوا له: يا محمّد، ننتظر بك إلي الظهر، فإن رجعت عن قولك و إلا قتلناك. فدخل النبي (صلي الله عليه و آله)، فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) عن الله من ساعته، فقال: « يا محمّد، السلام يقرأ عليك السلام، و هو يقول لك: فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ
يعني أظهر أمرك لأهل مكة، و ادعهم إلي الإيمان. قال: يا جبرئيل، كيف أصنع بالمستهزئين و ما أو عدوني! فقال له: إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ. قال: يا جبرئيل، كانوا الساعة بين يدي! قال:
كفيتهم. فأظهر أمره عند ذلک، و أما بقيتهم من الفراعنة، فقتلوا يوم بدر بالسيف، و هزم الله الجمع و ولوا الدبر».
5954/[9]- علي بن إبراهيم، في معني الآية: في معني الآية: فإنها نزلت بمكة، بعد أن نبئ رسول الله (صلي الله عليه و آله) بثلاث سنين، و ذلک أن النبوة نزلت علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) يوم الاثنين، و أسلم علي (عليه السلام) يوم الثلاثاء، ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوج النبي (صلي الله عليه و آله). ثم دخل أبو طالب إلي النبي (صلي الله عليه و آله) و هو يصلي، و علي (عليه السلام) بجنبه، و کان مع أبي طالب جعفر، فقال له أبو طالب: صل جناح إبن عمك فوقف جعفر عن يسار رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فبدر رسول الله (صلي الله عليه و آله) من بينهما، فكان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يصلي،
-----------------------------------
9- تفسير القمّي 1: 378.
صفحه : 393
و علي (عليه السلام) و جعفر و زيد بن حارثة و خديجة يأتمون به فلما أتي لذلك ثلاث سنين«1» أنزل الله عليه: فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ.
و کان المستهزئون برسول الله (صلي الله عليه و آله) خمسة: الوليد بن المغيرة، و العاص بن وائل، و الأسود بن المطلب، و الأسود بن عبد يغوث، و الحارث بن الطلاطلة الخزاعي. أما الوليد فكان رسول الله (صلي الله عليه و آله) دعا عليه لما کان يبلغه من إيذائه و استهزائه،
فقال: «اللهم أعم بصره، و أثكله بولده»
فعمي بصره، و قتل ولده ببدر، و كذلك دعا علي الأسود بن عبد يغوث و الحارث بن طلاطلة الخزاعي، فمر الوليد بن المغيرة برسول الله (صلي الله عليه و آله) و معه جبرئيل (عليه السلام)، فقال جبرئيل (عليه السلام): يا محمّد، هذا الوليد بن المغيرة، و هو من المستهزئين بك. قال: نعم. و قد کان مر برجل من خزاعة علي باب المسجد و هو يريش نبلا، فوطئ علي بعضها، فأصاب عقبه قطعة من ذلک فدميت، فلما مر بجبرئيل (عليه السلام) أشار إلي ذلک الموضع، فرجع الوليد إلي منزله، و نام علي سريره، و كانت ابنته نائمة أسفل منه، فانفجر الموضع ألذي أشار إليه جبرئيل (عليه السلام) أسفل عقبه، فسال منه الدم حتي صار إلي فراش ابنته، فانتبهت ابنته، فقالت: يا جارية، انحل وكاء«2» القربة. قال الوليد: ما هذا وكاء القربة، و لكنه دم أبيك، فاجمعي لي ولدي و ولد أخي فإني ميت. فجمعتهم، فقال لعبد الله بن أبي ربيعة: إن عمارة بن الوليد بأرض الحبشة بدار مضيقة«3»، فخذ كتابا من محمّد إلي النجاشي أن يرده. ثم قال لابنه هاشم، و هو أصغر ولده: يا بني، أوصيك بخمس خصال فاحفظها: أوصيك بقتل أبي درهم الدوسي، فإنه غلبني علي امرأتي و هي بنته، و لو تركها و بعلها كانت تلد لي ابنا مثلك، و دمي في خزاعة، و ما تعمدوا قتلي، و أخاف أن تنسوا بعدي، و دمي في بني خزيمة بن عامر، و دياتي في ثقيف فخذها، و لأسقف نجران علي مائتا دينار فاقضها، ثم فاضت نفسه.
و مر الأسود بن المطلب برسول الله (صلي الله عليه و آله)، فأشار جبرئيل (عليه السلام) إلي بصره فعمي و مات. و مر به الأسود بن عبد يغوث، فأشار جبرئيل (عليه السلام) إلي بطنه، فلم يزل يستسقي حتي انشق بطنه. و مر العاص بن وائل، فأشار جبرئيل (عليه السلام) إلي رجليه، فدخل عود في أخمص قدمه، و خرج من ظاهره و مات. و مر الحارث بن الطلاطلة، فأشار جبرئيل (عليه السلام) إلي وجهه، فخرج إلي جبال تهامة، فأصابتها من السماء ديم، فاستسقي حتي انشق بطنه، و هو قول الله: إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَ.
فخرج رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقام علي الحجر، فقال: « يا معشر قريش، يا معشر العرب، أدعوكم إلي شهادة أن لا إله إلا الله و أني رسول الله، و آمركم بخلع الأنداد و الأصنام، فأجيبوني تملكوا بها العرب، و تدين لكم العجم، و تكونوا ملوكا في الجنة»
فاستهزءوا منه، و قالوا: جن محمّد بن عبد الله، و لم يجسروا عليه لموضع أبي طالب. فاجتمعت قريش إلي أبي طالب، فقالوا: يا أبا طالب، إن إبن أخيك قد سفه أحلامنا، و سب آلهتنا، و أفسد
-----------------------------------
(1) في «ط»: سنتين.
(2) الوكاء: خيط يشدّ به السّرّة و الكيس و القربة و نحوها. «مجمع البحرين- وكأ- 1: 453».
(3) في المصدر: مضيعة.
صفحه : 394
شباننا، و فرق جماعتنا فإن کان يحمله علي ذلک العدم، جمعنا له مالا، فيكون أكثر قريش مالا، و نزوجه أي امرأة شاء من قريش.
فقال له أبو طالب: ما هذا، يا بن أخي!
فقال: « يا عم، هذا دين الله، ألذي ارتضاه لأنبيائه و رسله، بعثني الله رسولا إلي النّاس».
فقال: يا بن أخي، إن قومك قد أتوني يسألوني أن أسألك أن تكف عنهم. فقال: « يا عم، لا أستطيع أن أخالف أمر ربي»
فكف عنه أبو طالب.
ثم اجتمعوا إلي أبي طالب، فقالوا: أنت سيد من ساداتنا، فادفع إلينا محمدا لنقتله، و تملك علينا. فقال أبو طالب قصيدته الطويلة، منها:
و لما رأيت القوم لا ود عندهم | و قد قطعوا أكل العري و الوسائل |
كذبتم و بيت الله يبزي«1» محمّد | و لما نطاعن دونه و نناضل |
و نسلمه حتي نصرع حوله | و نذهل عن أبنائنا و الحلائل |
فلما اجتمعت قريش علي قتل رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و كتبوا الصحيفة القاطعة، جمع أبو طالب بني هاشم«2»، و حلف لهم بالبيت و الركن و المقام و المشاعر في الكعبة، لئن شاكت محمدا شوكة لآتين عليكم يا بني هاشم. فأدخله الشعب، و کان يحرسه بالليل و النهار، قائما علي رأسه بالسيف أربع سنين.
فلما خرجوا من الشعب حضرت أبا طالب الوفاة، فدخل عليه رسول الله (صلي الله عليه و آله) و هو يجود بنفسه،
فقال: « يا عم، ربيت صغيرا و كفلت يتيما، فجزاك الله عني خيرا، أعطني كلمة أشفع لك بها عند ربي» فروي أنه لم يخرج من الدنيا حتي أعطي رسول الله (صلي الله عليه و آله) الرضا، و قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «لو قمت المقام المحمود لشفعت في أبي و أمي و عمي، و أخ کان لي مؤاخيا في الجاهلية».
10] 5595/[- ثم قال علي بن إبراهيم: و حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن سيف بن عميرة و عبد الله بن سنان و أبي حمزة الثمالي، قالوا: سمعنا أبا عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، يقول: «لما حج رسول الله (صلي الله عليه و آله) حجة الوداع نزل بالأبطح، و وضعت له وسادة فجلس عليها، ثم رفع يده إلي السماء، و بكي بكاء شديدا، ثم قال: يا رب، إنك وعدتني في أبي و امي و عمي ألا تعذبهم بالنار- قال- فأوحي الله إليه: أني آليت علي نفسي ألا يدخل جنتي إلا من شهد أن لا إله إلا الله و أنك عبدي و رسولي، و لكن ائت الشعب فنادهم، فإن أجابوك فقد وجبت لهم رحمتي. فقام النبي (صلي الله عليه و آله) إلي الشعب، فناداهم، و قال: يا أبتاه، و يا أماه، و يا عماه، فخرجوا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فقال لهم رسول الله (صلي الله عليه و آله): ألا ترون إلي هذه الكرامة الّتي أكرمني الله بها!
فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله حقا حقا، و أن جميع ما أتيت به من عند الله فهو الحق. فقال: ارجعوا
-----------------------------------
10- تفسير القمّي 1: 380.
(1) يبزي: أي يقهر و يغلب، أراد لا يبزي فحذف (لا) من جواب القسم، و هي مراده، أي لا يقهر و لم نقاتل عنه و ندافع. «النهاية 1: 125».
(2) في المصدر: لأبثنّ عليكم بني هاشم. [.....]
صفحه : 395
اللهإلي مضاجعكم.}
و دخل رسول الله (صلي الله عليه و آله) مكة و قدم عليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) من اليمن، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): ألا أبشرك، يا علي! فقال: بأبي أنت و أمي، لم تزل مبشرا. فقال: ألا تري إلي ما رزقنا الله تبارك و تعالي في سفرنا هذا! و أخبره الخبر. فقال علي (عليه السلام): الحمد لله- قال- فأشرك رسول الله (صلي الله عليه و آله) في بدنته أباه و أمه و عمه».
قوله تعالي:
وَ لَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَ [97- 98]
1] 6595/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، و علي بن محمّد القاساني جميعا، عن القاسم إبن محمّد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): « يا حفص إن من صبر صبر قليلا، و من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك، فإن الله عز و جل بعث محمدا (صلي الله عليه و آله)، فأمره بالصبر و الرفق، فقال: وَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًا وَ ذَرنِي وَ المُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعمَةِ
«1»، و قال تبارك و تعالي: ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ«2» فصبر رسول الله (صلي الله عليه و آله) حتي نالوه بالعظائم و رموه بها، فضاق صدره، فأنزل الله عز و جل عليه: وَ لَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَ».
5957/[2]- و قال علي بن إبراهيم: ثم قال الله: وَ لَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدرُكَ بِما يَقُولُونَ أي بما يكذبونك، و يذكرون الله فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَ
-----------------------------------
1- الكافي 2: 71/ 3. 2- تفسير القمّي 1: 381.
(1) المزمل 73: 10 و 11.
(2) فصلت 41: 34 و 35.
صفحه : 397
قوله تعالي:
إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ [9][1]- إبن شهر آشوب، في قوله تعالي: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ«1» و قوله تعالي: إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ.
قال: في تفسير يوسف القطان، و وكيع بن الجراح، و إسماعيل السدي، و سفيان الثوري، أنه: قال الحارث: سألت أمير المؤمنين (عليه السلام) عن هذه الآية! فقال: «و الله إنا نحن أهل الذكر، نحن أهل العلم، نحن معدن التأويل و التنزيل».
قوله تعالي:
وَ لَقَد أَرسَلنا مِن قَبلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ [10][2]- الطبرسي: في (مجمع البيان) عن عطاء، عن إبن عباس، في قوله تعالي فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ: في أمم الأولين.
-----------------------------------
1- مناقب إبن شهر آشوب 4: 179. 2- مجمع البيان 6: 508.
(1) النحل 16: 43، الأنبياء 21: 7.
صفحه : 398
قوله تعالي:
رَبِّ بِما أَغوَيتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُم [39]
1] [- (نهج البلاغة): قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة القاصعة: «فاحذروا عباد الله عدو الله أن يعديكم بدائه، و أن يستفزكم بندائه، و أن يجلب عليكم بخيله و رجله، فلعمري لقد فوق لكم سهم الوعيد، و أغرق إليكم بالنزع الشديد، و رماكم من مكان قريب، فقال: رَبِّ بِما أَغوَيتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُم فِي الأَرضِ وَ لَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعِينَ
.
قوله تعالي:
ادخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ [46]
2] [- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن محبوب، عن علي بن رئاب و يعقوب السراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب النّاس فقال فيها: ألا و إن التقوي مطايا ذلل حمل عليها أهلها، و اعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة، و فتحت لهم أبوابها، و وجدوا ريحها و طيبها، و قيل لهم: ادخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ
.
قوله تعالي:
وَ اعبُد رَبَّكَ حَتّي يَأتِيَكَ اليَقِينُ [99]
3] [- في كتاب (مصباح الشريعة): قال الصادق (عليه السلام): «هلك العاملون إلا العابدون، و هلك العابدون إلا العالمون، و هلك العالمون إلا الصادقون، و هلك الصادقون إلا المخلصون، و هلك المخلصون إلا المتقون، و هلك المتقون إلا الموقنون، و إن الموقنين لعلي خلق عظيم، قال الله تعالي: وَ اعبُد رَبَّكَ حَتّي يَأتِيَكَ اليَقِينُ
.
-----------------------------------
1- نهج البلاغة: 287 الخطبة 192. 2- الكافي 8: 67/ 23. 3- مصباح الشريعة: 37.
صفحه : 399
صفحه : 401
1] 8595/[- إبن بابويه: بإسناده، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «من قرأ سورة النحل في کل شهر، كفي المغرم في الدنيا. و سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونه الجنون و الجذام و البرص، و کان مسكنه في جنة عدن، و هي وسط الجنان».
2] 9595/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:1» «من قرأ سورة النحل في کل شهر دفع الله عنه المغرم« في الدنيا و سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونه الجنون و الجذام و البرص، و کان مسكنه في جنة عدن». و قال أبو عبد الله (عليه السلام): «و جنة عدن هي وسط الجنان».
3] 0695/[- و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة لم يحاسبه الله تعالي بما أنعم عليه، و إن مات يومه أو ليلته و تلاها کان له من الأجر كالذي مات و أحسن الوصية، و من كتبها و دفنها في بستان احترق جميعه، و إن تركت في منزل قوم هلكوا قبل السنة جميعهم».
4] 1695/[- و عن الصادق (عليه السلام) قال:2» «من كتبها و جعلها في حائط البستان لم تبق شجرة تحمل إلا و سقط حملها و تنثر، و إن جعلها في منزل قوم بادوا و انقرضوا« من أولهم إلي آخرهم في تلك السنة، فاتق الله- يا فاعله- و لا تعمله إلا لظالم».
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 107. 2- تفسير العيّاشي 2: 254/ 1. 3- ... مجمع البيان 6: 535 مثله. 4- خواص القرآن: 43 (مخطوط). [.....]
(1) في المصدر: المعرّة.
(2) في «ط»: و انصرفوا.
صفحه : 403
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِن أَمرِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ أَن أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاتَّقُونِ [1- 2]
1] 2695/[- محمّد بن إبراهيم النعماني، قال: أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسي العلوي، قال:
حدثنا علي بن الحسين، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز و جل:
ماکهأَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ
.
1» قال: «هو أمرنا، أمر الله عز و جل أن لا يستعجل« به حتي يؤيده الله بثلاثة أجناد: الملائكة، و المؤمنين، و الرعب، و خروجه كخروج رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و ذلک قوله عز و جل: كَما أَخرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقِّ
«2»».
و رواه المفيد في كتاب (الغيبة): بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)«3».
2] 3695/[- أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في (مسند فاطمة): قال: أخبرني أبو المفضل محمّد بن
-----------------------------------
1- الغيبة: 243/ 43. 2- دلائل الإمامة: 252.
(1) في المصدر: ألّا تستعجل.
(2) الأنفال 8: 5.
(3) أخرجه في تأويل الآيات عن المفيد في (الغيبة) 1: 252/ 1 و لعلّ مراد صاحب تأويل الآيات من المفيد: النعماني.
صفحه : 404
اللهعليعبد الله، قال: أخبرنا محمّد بن همام، قال: أخبرنا جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدثنا علي بن يونس الخزاز، عن إسماعيل بن عمر بن أبان، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا أراد الله قيام القائم (عليه السلام)، بعث جبرئيل (عليه السلام) في صورة طائر أبيض، فيضع إحدي رجليه علي الكعبة و الاخري علي بيت المقدس، ثم ينادي بأعلي صوتهماکه أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ
- قال- فيحضر القائم فيصلي عند مقام إبراهيم ركعتين، ثم ينصرف و حواليه أصحابه، و هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، إن فيهم لمن يسري من فراشه ليلا فيخرج و معه الحجر، فيلقيه فتعشب الإرض».
3] 4695/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن أول من يبايع القائم (عليه السلام) جبرئيل (عليه السلام) ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه، ثم يضع رجلا علي بيت الله الحرام و رجلا علي بيت المقدس، ثم ينادي بصوت طلق يسمعه الخلائق:ماکه أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ
».
4] 5695/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن الحسين بن أبي العلاء، عن سعد الإسكاف، قال: أتي رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) يسأله عن الروح، أليس هو جبرئيل!
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): «جبرئيل (عليه السلام) من الملائكة، و الروح غير جبرئيل» فكرر ذلک علي الرجل، فقال له: لقد قلت عظيما من القول، ما أحد يزعم أن الروح غير جبرئيل.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): «إنك ضال تروي عن أهل الضلال، يقول الله عز و جل لنبيه (صلي الله عليه و آله):
أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ
و الروح غير الملائكة».
5] 6695/[- سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمّد بن عيسي بن عبيد و محمّد بن الحسين، و موسي بن عمر بن يزيد الصيقل، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز و جل: يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِن أَمرِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ
.
1»2» فقال: «جبرئيل ألذي انزل علي الأنبياء، و الروح يکون معهم و مع الأوصياء، لا يفارقهم، يفقههم« و يسددهم من عند الله، و أنه لا إله إلا هو، محمّد رسول الله، و بهما عبد الله و استعبد الخلق« علي هذا، الجن
-----------------------------------
3- كمال الدين و تمام النعمة: 671/ 18. 4- الكافي 1: 215/ 6. 5- مختصر بصائر الدرجات: 3.
(1) (يفقّههم) ليس في المصدر.
(2) في «ط» و بهما قد استعبد. الخلق. 1»
صفحه : 405
اللهو الإنس و الملائكة، و لم يعبد الله ملك« و لا إنس و لا جان إلا بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و ما خلق الله عز و جل خلقا إلا لعبادته».
6] 7695/[- العياشي: عن هشام بن سالم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول اللهماکه أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ
.
قال: «إذا أخبر الله النبي (صلي الله عليه و آله) بشيء إلي الوقت فهو قولهماکه أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ
حتي يأتي ذلک الوقت». و قال: «إن الله إذا أخبر أن شيئا كائن فكأنه قد کان».
7] 8695/[- عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «أن أول من يبايع القائم جبرئيل (عليه السلام)، ينزل عليه في صورة طير أبيض فيبايعه، ثم يضع رجلا علي البيت الحرام و رجلا علي بيت المقدس، ثم ينادي بصوت رفيع يسمع الخلائق:ماکه أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ
».
و في رواية اخري عن أبان، عن أبي جعفر (عليه السلام)، نحوه«2».
5969/[8]- و قال علي بن إبراهيم: نزلت لما سألت قريش رسول الله (صلي الله عليه و آله) أن ينزل عليهم العذاب، فأنزل الله تبارك و تعالي:که أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ و قوله: يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِن أَمرِهِ يعني بالقوة الّتي جعلها الله فيهم.
9] 0795/[- ثم قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ أَن أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاتَّقُونِ
يقول: «بالكتاب و النبوة».
قوله تعالي:
خَلَقَ الإِنسانَ مِن نُطفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ- إلي قوله تعالي- حِينَ تُرِيحُونَ وَ حِينَ تَسرَحُونَ [4- 6] 5971/[1]- و قال علي بن إبراهيم، في قوله: خَلَقَ الإِنسانَ مِن نُطفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ قال: خلقه من
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 254/ 2. 7- تفسير العيّاشي 2: 254/ 3. [.....] 8- تفسير القمّي 1: 382. 9- تفسير القمّي 1: 382. 1- تفسير القمّي 1: 382.
(1) زاد في المصدر: و لا نبيّ.
(2) تفسير العيّاشي 2: 254/ 4.
صفحه : 406
قطرة من ماء مهين«1»، فيكون خصيما متكلما بليغا.
5972/[2]- ثم قال: و قال أبو الجارود في قوله: وَ الأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فِيها دِفءٌ وَ مَنافِعُ و الدفء:
حواشي الإبل، و يقال: بل هي الأدفاء من البيوت و الثياب.
5973/[3]- ثم قال علي بن إبراهيم في قوله: دِفءٌ أي ما يستدفئون به، مما يتخذ من صوفها و وبرها.
5974/[4]- ثم قال: و قوله: وَ لَكُم فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَ حِينَ تَسرَحُونَ قال: حين ترجع من المرعي، وَ حِينَ تَسرَحُونَ حين تخرج إلي المرعي.
قوله تعالي:
وَ تَحمِلُ أَثقالَكُم إِلي بَلَدٍ لَم تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ [7]
5] 5795/[- محمّد بن يعقوب: عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الله بن يحيي الكاهلي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول- و ذكر الحج- فقال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):2» هو أحد الجهادين، و هو جهاد الضعفاء و نحن الضعفاء، أما إنه ليس شيء أفضل من الحج إلا الصلاة، و في الحج ها هنا صلاة، و ليس في الصلاة قبلكم حج، لا تدع الحج و أنت تقدر عليه، أما تري أنه يشعث فيه رأسك، و يقشف« فيه جلدك، و تمنع فيه من النظر إلي النساء.
و إنا نحن لها هنا، و نحن قريب، و لنا مياه متصلة، ما نبلغ الحج حتي يشق علينا، فكيف أنتم في بعد البلاد!
و ما من ملك و لا سوقة يصل إلي الحج إلا بمشقة، من تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها، و ذلک قوله عز و جل: وَ تَحمِلُ أَثقالَكُم إِلي بَلَدٍ لَم تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ
».
6] 6795/[- العياشي: عن الكاهلي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يذكر الحج، فقال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال: هو أحد الجهادين، هو جهاد الضعفاء، و نحن الضعفاء، إنه ليس شيء أفضل من الحج إلا
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 1: 382. 3- تفسير القمّي 1: 382. 4- تفسير القمّي 1: 382. 5- الكافي 4: 253/ 7. 6- تفسير العيّاشي 2: 254/ 5.
(1) في المصدر: قطرة ماء منتن.
(2) القشف: قدّر الجلد. قشف يقشف: لم يتعهّد الغسل و النظافة. «لسان العرب- قشف- 9: 282».
صفحه : 407
اللهالصلاة، و في الحج ها هنا صلاة، و ليس في الصلاة قبلكم حج، لا تدع الحج و أنت تقدر عليه، ألا تري أنه يشعث فيه رأسك، و يقشف فيه جلدك، و تمنع فيه من النظر إلي النساء، إنا ها هنا و نحن قريب، و لنا مياه متصلة، فما نبلغ الحج حتي يشق علينا، فكيف أنتم في بعد البلاد! و ما من ملك و لا سوقة يصل إلي الحج إلا بمشقة، من تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها، و ذلک قول الله: وَ تَحمِلُ أَثقالَكُم إِلي بَلَدٍ لَم تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ}
».
5977/[3]- علي بن إبراهيم في معني الآية، قال: إلي مكة و المدينة و جميع البلدان.
قوله تعالي:
وَ الخَيلَ وَ البِغالَ وَ الحَمِيرَ لِتَركَبُوها وَ زِينَةً- إلي قوله تعالي- وَ أَلقي فِي الأَرضِ رَواسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم وَ أَنهاراً وَ سُبُلًا لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ [8- 15]
1] 8795/[- العياشي: عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال: سألته عن أبوال الخيل و البغال و الحمير. قال:
فكرهها. قلت: أليس لحمها حلالا! قال: فقال: «أليس قد بين الله لكم: وَ الأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فِيها دِفءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنها تَأكُلُونَ
«1» و قال في الخيل و البغال و الحمير: لِتَركَبُوها وَ زِينَةً فجعل للأكل الأنعام الّتي قص الله في الكتاب، و جعل للركوب الخيل و البغال و الحمير، و ليس لحومها بحرام و لكن النّاس عافوها».
2] 9795/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن القاسم بن عروة، عن إبن بكير، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام) في أبوال الدواب تصيب الثوب، فكرهه، فقلت: أليس لحومها حلالا! قال: «بلي، و لكن ليس مما جعله الله للأكل».
5980/[4]- علي بن إبراهيم: قال: وَ الخَيلَ وَ البِغالَ وَ الحَمِيرَ لِتَركَبُوها و لم يقل عز و جل لتركبوها و تأكلوها، کما قال في الأنعام. وَ يَخلُقُ ما لا تَعلَمُونَ قال: العجائب الّتي خلقها الله في البر و البحر وَ عَلَي اللّهِ قَصدُ السَّبِيلِ وَ مِنها جائِرٌ يعني الطريق«2» و قوله: هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُم مِنهُ شَرابٌ وَ مِنهُ شَجَرٌ
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 1: 382. 1- تفسير العيّاشي 2: 255/ 6. [.....] 2- التهذيب 1: 264/ 772. 4- تفسير القمّي 1: 382.
(1) النحل 16: 5.
(2) في المصدر زيادة: وَ لَو شاءَ لَهَداكُم أَجمَعِينَيعني الطريق.
صفحه : 408
فِيهِ تُسِيمُونَ أي تزرعون و قوله: يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرعَ وَ الزَّيتُونَ وَ النَّخِيلَ وَ الأَعنابَ وَ مِن كُلِّ الثَّمَراتِ يعني بالمطر: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ.
ثم قال: قوله تعالي: وَ ما ذَرَأَ لَكُم فِي الأَرضِ أي خلق فأخرج مُختَلِفاً أَلوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَذَّكَّرُونَ قوله: وَ هُوَ الَّذِي سَخَّرَ البَحرَ لِتَأكُلُوا مِنهُ لَحماً طَرِيًّا وَ تَستَخرِجُوا مِنهُ حِليَةً تَلبَسُونَها يعني ما يخرج من البحر من أنواع الجواهر وَ تَرَي الفُلكَ مَواخِرَ فِيهِ يعني السفن. قال: و قوله: وَ أَلقي فِي الأَرضِ رَواسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُم يعني الجبال وَ أَنهاراً وَ سُبُلًا يعني طرقا لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ يعني كي تهتدوا.
قوله تعالي:
وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ [16]
1] 1895/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلي بن محمّد، عن أبي داود المسترق، قال: حدثنا داود الجصاص، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
، قال: «النجم: رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و العلامات: الأئمة (عليهم السلام)».
2] 2895/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن الوشاء، عن أسباط بن سالم، قال: سأل الهيثم أبا عبد الله (عليه السلام)- و أنا عنده- عن قوله عز و جل: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
.
فقال: «رسول الله (صلي الله عليه و آله): النجم، و العلامات: الأئمة (عليهم السلام)».
3] 3895/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن الوشاء، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
، قال: «نحن العلامات، و النجم: رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
4] 4895/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن معلي بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «النجم: رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و العلامات: الأئمة (عليهم السلام)».
5] 5895/[- و عنه، قال: حدثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
، قال: «العلامات: الأوصياء، و النجم: رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
-----------------------------------
1- الكافي 1: 160/ 1. 2- الكافي 1: 161/ 2. 3- الكافي 1: 161/ 3. 4- تفسير القمّي 1: 383. 5- تفسير القمّي 2: 343.
صفحه : 409
6] 6895/[- الشيخ في (أماليه)، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه الله)، قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن منصور بن بزرج، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
، قال: «النجم: رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و العلامات: الأئمة من بعده (عليه و عليهم السلام)».
7] 7895/[- العياشي: عن المفضل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن أحدهما (عليهما السلام) ، في قوله:
وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
قال: «هو أمير المؤمنين (عليه السلام)».
8] 8895/[- عن معلي بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
.
قال: «النجم: رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و العلامات: الأوصياء، بهم يهتدون».
9] 9895/[- عن أبي مخلد الخياط، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
.
قال: «النجم: محمّد (صلي الله عليه و آله)، و العلامات: الأوصياء (صلوات الله عليهم)».
10] 0995/[- عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام) ، في قول الله: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
، قال: «نحن العلامات، و النجم: رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
11] 1995/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
.
قال: «هم الأئمة».
12] 2995/[- عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
قال: هو الجدي، لأنه نجم لا يزول«1»، و عليه بناء القبلة، و به يهتدي أهل البر و البحر».
13] 3995/[- عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ
.
قال: «ظاهر و باطن، الجدي، عليه تبني القبلة، و به يهتدي أهل البر و البحر لأنه لا يزول».
-----------------------------------
6- الأمالي 1: 164. 7- تفسير العيّاشي 2: 255/ 7، شواهد التنزيل 1: 327/ 453. 8- تفسير العيّاشي 2: 255/ 8. 9- تفسير العيّاشي 2: 256/ 9، شواهد التنزيل 1: 327/ 454. 10- تفسير العيّاشي 2: 256/ 10. [.....] 11- تفسير العيّاشي 2: 256/ 11. 12- تفسير العيّاشي 2: 256/ 12. 13- تفسير العيّاشي 2: 256/ 13.
(1) في «ط»: لا يدور.
صفحه : 410
14] 4995/[- الطبرسي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «نحن العلامات، و النجم رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و لقد قال: إن الله جعل النجوم أمانا لأهل السماء، و جعل أهل بيتي أمانا لأهل الإرض».
قوله تعالي:
وَ إِن تَعُدُّوا نِعمَةَ اللّهِ لا تُحصُوها إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [18]
1] 5995/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد، عن بعض أصحابه، رفعه، قال: کان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا قرأ هذه الآية: وَ إِن تَعُدُّوا نِعمَةَ اللّهِ لا تُحصُوها
يقول: «سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، کما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم أنه لا يدركه، فشكر جل و عز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره، فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا. کما علم علم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله إيمانا، علما منه أنه قد«1» وسع العباد فلا يتجاوز ذلک، فإن شيئا من خلقه لا يبلغ مدي عبادته، و كيف يبلغ مدي عبادته من لا مدي له و لا كيف! تعالي الله قدرا عن ذلک علوا كبيرا».
و قد تقدم في هذه الآية هذا الحديث و غيره في قوله تعالي: وَ آتاكُم مِن كُلِّ ما سَأَلتُمُوهُ وَ إِن تَعُدُّوا نِعمَتَ اللّهِ لا تُحصُوها من سورة إبراهيم«2».
قوله تعالي:
وَ الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لا يَخلُقُونَ شَيئاً وَ هُم يُخلَقُونَ أَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍ وَ ما يَشعُرُونَ أَيّانَ يُبعَثُونَ- إلي قوله تعالي- أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ [20- 25] 5996/[2]- علي بن إبراهيم: إنه رد علي عبدة الأصنام، قال: و قوله: وَ إِذا قِيلَ لَهُم ما ذا أَنزَلَ رَبُّكُم في علي قالُوا أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ يعني أكاذيب الأولين.
-----------------------------------
14- مجمع البيان 5: 545. 1- الكافي 8: 394/ 592. 2- تفسير القمّي 1: 383.
(1) القد: قدر الشيء و تقطيعه. «لسان العرب- قدد- 3: 345».
(2) تقدّم في الحديث (2) من تفسير الآيات (34- 36) من سورة إبراهيم.
صفحه : 411
2] 7995/[- علي، بن إبراهيم، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قوله:
فَالَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ
: «يعني أنهم لا يؤمنون بالرجعة أنها حق قُلُوبُهُم مُنكِرَةٌ يعني أنها كافرة وَ هُم مُستَكبِرُونَ يعني أنهم عن ولاية علي (عليه السلام) مستكبرون لا جَرَمَ أَنَّ اللّهَ يَعلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُستَكبِرِينَ عن ولاية علي (عليه السلام)».
و قال: «نزلت هذه الآية هكذا: وَ إِذا قِيلَ لَهُم ما ذا أَنزَلَ رَبُّكُم
في علي قالُوا أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ».
3] 8995/[- العياشي: عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن هذه الآية وَ الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لا يَخلُقُونَ شَيئاً وَ هُم يُخلَقُونَ أَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍ وَ ما يَشعُرُونَ أَيّانَ يُبعَثُونَ
.
قال: «الّذين يدعون من دون الله: الأول و الثاني و الثالث، كذبوا رسول الله (صلي الله عليه و آله) بقوله: والوا عليا و اتبعوه. فعادوا عليا (عليه السلام) و لم يوالوه، و دعوا النّاس إلي ولاية أنفسهم، فذلك قول الله: وَ الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ
».
قال: «و أما قوله: لا يَخلُقُونَ شَيئاً
فإنه يعني لا يعبدون شيئا وَ هُم يُخلَقُونَ فإنه يعني و هم يعبدون، و أما قوله: أَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍ يعني كفارا غير مؤمنين، و أما قوله: وَ ما يَشعُرُونَ أَيّانَ يُبعَثُونَ فإنه يعني أنهم لا يؤمنون، أنهم يشركون إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فإنه کما قال الله. و أما قوله: فَالَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ فإنه يعني عن ولاية علي (عليه السلام) مستكبرون، قال الله لمن فعل ذلک وعيدا منه: لا جَرَمَ أَنَّ اللّهَ يَعلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُستَكبِرِينَ عن ولاية علي (عليه السلام)».
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، مثله سواء«1».
4] 9995/[- عن مسعدة بن صدقة، قال: مر الحسين بن علي (عليه السلام) بمساكين قد بسطوا كساء لهم، فألقوا عليه كسرا، فقالوا: هلم يا بن رسول الله، فثني وركه فأكل معهم، ثم تلا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُستَكبِرِينَ
ثم قال: «قد أجبتكم فأجيبوني» قالوا: نعم- يا إبن رسول الله- و تعمي عين، فقاموا معه حتي أتوا منزله، فقال للرباب: «أخرجي ما كنت تدخرين».
5] 0006/[- عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «نزل جبرئيل هذه الآية هكذا: وَ إِذا قِيلَ لَهُم ما ذا أَنزَلَ رَبُّكُم
في علي قالُوا أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ يعنون بني إسرائيل».
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 1: 383. 3- تفسير العيّاشي 2: 256/ 14. 4- تفسير العيّاشي 2: 257/ 15. 5- تفسير العيّاشي 2: 257/ 17، شواهد التنزيل 1: 331/ 456.
(1) تفسير العيّاشي 2: 257/ ذيل حديث (14). [.....]
صفحه : 412
6] 1006/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ إِذا قِيلَ لَهُم ما ذا أَنزَلَ رَبُّكُم
في علي قالُوا أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ: «سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم، فذلك قوله: أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ، و أما قوله: لِيَحمِلُوا أَوزارَهُم كامِلَةً يَومَ القِيامَةِ فإنه يعني ليستكملوا«1» الكفر يوم القيامة، و أما قوله: وَ مِن أَوزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيرِ عِلمٍ يعني يتحملون كفر الّذين يتولونهم، قال الله: أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ».
6002/[7]- علي بن إبراهيم: قال الله عز و جل: لِيَحمِلُوا أَوزارَهُم كامِلَةً يَومَ القِيامَةِ وَ مِن أَوزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيرِ عِلمٍ قال: يحملون آثامهم، يعني الّذين غصبوا أمير المؤمنين (عليه السلام)، و آثام کل من اقتدي بهم، و هو
قول الصادق (عليه السلام): «و الله ما أهريقت محجمة من دم، و لا قرع عصا بعصا، و لا غصب فرج حرام، و لا أخذ مال من غير حله، إلا و وزر ذلک في أعناقهما، من غير أن ينقص من أوزار العاملين شيئا».
8] 3006/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلي بن محمّد، عن الوشاء، عن أبان، عن عقبة بن بشير الأسدي، عن الكميت بن زيد الأسدي، قال: دخلت علي أبي جعفر (عليه السلام) فقال: «و الله- يا كميت- لو کان عندنا مال لأعطيناك منه، و لكن لك ما قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) لحسان بن ثابت: لن يزال معك روح القدس ما ذببت عنا».
قال: قلت: خبرني عن الرجلين! قال: فأخذ الوسادة فكسرها في صدره، ثم قال: «و الله- يا كميت- ما أهريقت محجمة من دم، و لا أخذ مال من غير حله، و لا قلب حجر عن حجر، إلا ذاك في أعناقهما».
9] 4006/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ما بويع له بخمسة أيام خطبة، فقال فيها: و اعلموا أن لكل حق طالبا، و لكل دم ثائرا، و الطالب لحقنا كقيام الثائر بدمائنا، و الحاكم في حق نفسه هو العادل ألذي لا يحيف، و الحاكم ألذي لا يجوز، و هو الله الواحد القهار.
2»3»4»5»6» و اعلموا أن علي کل شارع بدعة وزره و وزر کل مقتد« به من بعده، من غير أن ينقص من أوزار العاملين شيئا، و سينتقم الله من الظلمة مأكلا بمأكل و مشربا بمشرب، من لقم العلقم و مشارب الصبر الأدهم«، فليشربوا بالصب« من الراح« السم المداف، و ليلبسوا دثار« الخوف دهرا طويلا، و لهم بكل ما أتوا و عملوا من
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 257/ 18. 7- تفسير القمّي 1: 383. 8- الكافي 8: 102/ 75. 9- تفسير القمّي 1: 384.
(1) في المصدر: ليتكلّموا.
(2) في «ط»: معتقد.
(3) الأدهم: الأسود. «لسان العرب- دهم- 12: 209».
(4) في «ط»: معتقد.
(5) الراح: الخمر. «الصحاح- روح- 1: 368».
(6) الدثار: كلّ ما کان من الثياب فوق الشعار. «الصحاح- دثر- 2: 655». 1»
صفحه : 413
اللهأفاويق« الصبر الأدهم فوق ما أتوا و عملوا، أما إنه لم يبق إلا الزمهرير من شتائهم، و ما لهم من الصيف إلا رقدة، ويحهم ما تزودوا و جمعوا علي ظهورهم من الآثام و الخطايا.
فيا مطايا الخطايا، و يا زور الزور، و أوزار الآثام مع الّذين ظلموا، اسمعوا و اعقلوا و توبوا، و ابكوا علي أنفسكم، فسيعلم الّذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
فاقسم ثم اقسم، لتحملنها بنو امية من بعدي، و ليعرفنها في دار غيرهم عما قليل، فلا يبعد الله إلا من ظلم، و علي البادي- يعني الأول- ما سهل لهم من سبيل الخطايا مثل أوزارهم و أوزار کل من عمل بوزرهم إلي يوم القيامة، و من أوزار الّذين يضلونهم بغير علم، ألا ساء ما يزرون».
10] 5006/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن محمّد السياري، قال: حدثنا محمّد بن عبد الله بن مهران الكوفي، قال: حدثني حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي إسحاق الليثي، قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن علي الباقر (عليه السلام): يا بن رسول الله، أخبرني عن المؤمن المستبصر إذا بلغ في المعرفة و كمل، هل يزني! قال: «اللهم لا». قلت: فيلوط! قال: «اللهم لا». قلت: فيسرق! قال:
«لا». قلت: فيشرب الخمر! قال: «لا». قلت: فيأتي بكبيرة من هذه الكبائر أو فاحشة من هذه الفواحش! قال: «لا».
قلت: فيذنب ذنبا! قال: «نعم، هو مؤمن مذنب ملم». قلت: ما معني ملم! قال: «الملم بالذنب لا يلزمه و لا يصير عليه».
قال: فقلت: سبحان الله؟ ما أعجب هذا، لا يزني، و لا يلوط، و لا يسرق، و لا يشرب الخمر، و لا يأتي بكبيرة من الكبائر و لا فاحشة؟ فقال: «لا تعجب من أمر الله، إن الله عز و جل يفعل ما يشاء، و لا يسأل عما يفعل و هم يسألون، فمم عجبت يا إبراهيم! سل و لا تستنكف و لا تستح، فإن هذا العلم لا يتعلمه مستكبر و لا مستحيي».
2» قلت: يا بن رسول الله، إني أجد من شيعتكم من يشرب الخمر، و يقطع الطريق، و يخيف السبيل، و يزني، و يلوط، و يأكل الربا، و يرتكب الفواحش، و يتهاون بالصلاة و الصيام و الزكاة، و يقطع الرحم، و يأتي الكبائر، فكيف هذا، و لم ذاك! فقال: « يا إبراهيم، هل يختلج في صدرك شيء غير هذا!» قلت: نعم- يا بن رسول الله- اخري أعظم من ذلک. فقال: «و ما هو، يا أبا إسحاق!» قال: فقلت: يا بن رسول الله، و أجد من أعدائكم، و من مناصبيكم من يكثر من الصلاة و من الصيام، و يخرج الزكاة، و يتابع بين الحج و العمرة، و يحرص علي الجهاد، و يأثر« علي البر و علي صلة الأرحام، و يقضي حقوق إخوانه، و يواسيهم من ماله، و يتجنب شرب الخمر و الزنا و اللواط، و سائر الفواحش، فمم ذاك! و لم ذلک! فسره لي با بن رسول الله و برهنه و بينه، فقد- و الله- كثر فكري، و أسهر ليلي و ضاق ذرعي.
قال: فتبسم الباقر (صلوات الله عليه)، ثم قال: « يا إبراهيم، خذ إليك بيانا شافيا فيما سألت، و علما مكنونا من
-----------------------------------
10- علل الشرائع: 606/ 81.
(1) الأفاويق: ما اجتمع من الماء في السحاب، فهو يمطر ساعة بعد ساعة. و الأفاويق أيضا جميع (الفيقة) اسم اللبن ألذي يجتمع في الضّرع بين الحلبتين. و كنيّ به هنا عن استمرار العذاب.
(2) أثر أن يفعل ذلک الأمر: أي فرغ له و عزّم عليه. «لسان العرب- أثر- 4: 8».
صفحه : 414
اللهخزائن علم الله و سره، أخبرني- يا إبراهيم- كيف تجد اعتقادهما!».}
قلت: يا بن رسول الله، أجد محبيكم و شيعتكم علي ما هم فيه مما و صفته من أفعالهم، لو أعطي أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا و فضة أن يزول عن ولايتكم و محبتكم إلي موالاة غيركم و محبتهم، ما زال، و لو ضربت خياشيمه بالسيوف فيكم، و لو قتل فيكم ما ارتدع و لا رجع عن محبتكم و ولايتكم. و أري الناصب علي ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم، لو اعطي أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا و فضة أن يزول عن محبة الطواغيت و موالاتهم إلي موالاتكم، ما فعل و لا زال، و لو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم، و لو قتل فيهم، ما ارتدع و لا رجع، و إذا سمع أحدهم منقبة لكم و فضلا اشمأز من ذلک و تغير لونه، و رؤي كراهية ذلک في وجهه، بغضا لكم و محبة لهم.
قال: فتبسم الباقر (عليه السلام)، ثم قال: « يا إبراهيم، ها هنا هلكت العاملة الناصبة، تصلي نارا حامية، تسقي من عين آنية، و من أجل ذلک قال الله عز و جل: وَ قَدِمنا إِلي ما عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلناهُ هَباءً مَنثُوراً
«1» ويحك- يا إبراهيم- أ تدري ما السبب و القصة في ذلک، و ما ألذي قد خفي علي النّاس منه»!
قلت: يا بن رسول الله، فبينه لي و اشرحه و برهنه.
2»3» قال: « يا إبراهيم، إن الله تبارك و تعالي لم يزل عالما قديما، خلق الأشياء لا من شيء، و من زعم أن الله عز و جل خلق الأشياء من شيء فقد كفر، لأنه لو کان ذلک الشيء ألذي خلق منه الأشياء قديما معه في أزليته و هويته، کان ذلک الشيء أزليا، بل خلق الله عز و جل الأشياء كلها لا من شيء، فكان مما خلق الله عز و جل أرضا طيبة، ثم فجر منها ماء عذبا زلالا، فعرض عليها ولايتنا أهل البيت فقبلتها، فأجري ذلک الماء عليها سبعة أيام فطبقها« و عمها، ثم نضب ذلک الماء عنها، فأخذ من صفوة ذلک الطين طينا، فجعله طين الأئمة (عليهم السلام)، ثم أخذ ثفل« ذلک الطين، فخلق منه شيعتنا، و لو ترك طينتكم- يا إبراهيم- علي حالها کما ترك طينتنا، لكنتم و نحن شيئا واحدا».
قلت: يا بن رسول الله، فما فعل بطينتنا!
4» قال: «أخبرك- يا إبراهيم- خلق الله عز و جل بعد ذلک أرضا سبخة خبيثة منتنة، ثم فجر منها ماء أجاجا آسنا« مالحا، فعرض عليها ولايتنا أهل البيت، فلم تقبلها، فأجري ذلک الماء عليها سبعة أيام حتي طبقها و عمها، ثم نضب ذلک الماء عنها، ثم أخذ من ذلک الطين، فخلق منه الطغاة و أئمتهم، ثم مزجه بثفل طينتكم، و لو ترك طينتهم علي حالها و لم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشهادتين، و لا صلوا و لا صاموا و لا زكوا و لا حجوا و لا أدوا
-----------------------------------
(1) الفرقان 25: 23. [.....]
(2) طبقها: غشاها و عمّها. «المعجم الوسيط- طبق- 2: 550».
(3) الثّفل: ما استقرّ تحت الماء و نحوه من كدر. «المعجم الوسيط- ثفل- 1: 97».
(4) في «س»: منتنا. 1»
صفحه : 415
اللهأمانة، و لا أشبهوكم في الصور، و ليس شيء أشد« علي المؤمن من أن يري صورة عدوه مثل صورته».
قلت: يا بن رسول الله، فما صنع بالطينتين!
2» قال: «مزج بينهما بالماء الأول و الماء الثاني، ثم عركها عرك الأديم، ثم أخذ من ذلک قبضة، فقال: هذه إلي الجنة و لا ابالي و أخذ قبضة اخري، و قال: هذه إلي النار و لا ابالي ثم خلط بينهما، فوقع من سنخ المؤمن و طينته علي سنخ الكافر و طينته، و وقع من سنخ الكافر و طينته علي سنخ المؤمن و طينته. فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلاة أو صيام أو حج أو جهاد، أو جناية«، أو كبيرة من هذه الكبائر، فهو من طينة الناصب و عنصره ألذي قد مزج فيه، لأن من سنخ الناصب و عنصره و طينته اكتساب المآثم و الفواحش و الكبائر، و ما رأيت من الناصب، و مواظبته علي الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج و الجهاد و أبواب البر، فهو من طينة المؤمن و سنخه ألذي قد مزج فيه، لأن من سنخ المؤمن و عنصره و طينته اكتساب الحسنات و استعمال الخير و اجتناب المآثم.
فإذا عرضت هذه الأعمال كلها علي الله عز و جل، قال: أنا عدل لا أجور، و منصف لا أظلم، و حكم لا أحيف و لا أميل و لا أشطط، ألحقوا الأعمال السيئة الّتي اجترحها المؤمن بسنخ الناصب و طينته، و ألحقوا الأعمال الحسنة الّتي اكتسبها الناصب بسنخ المؤمن و طينته، ردوها كلها إلي أصلها، فإني أنا الله لا إله إلا أنا عالم السر و أخفي، و أنا المطلع علي قلوب عبادي، لا أحيف و لا أظلم، و لا الزم أحدا إلا بما عرفته منه قبل أن أخلقه».
ثم قال الباقر (عليه السلام): « يا إبراهيم، اقرأ هذه الآية» قلت: يا بن رسول الله، أية آية! قال: «قوله تعالي: قالَ مَعاذَ اللّهِ أَن نَأخُذَ إِلّا مَن وَجَدنا مَتاعَنا عِندَهُ إِنّا إِذاً لَظالِمُونَ
«3» هو في الظاهر ما تفهمونه، و هو- و الله- في الباطن هذا بعينه. يا إبراهيم، إن للقرآن ظاهرا و باطنا، و محكما و متشابها، و ناسخا و منسوخا».
ثم قال: «أخبرني- يا إبراهيم- عن الشمس إذا طلعت، و بدأ شعاعها في البلدان، أهو بائن من القرص!» قلت: في حال طلوعه بائن. قال: «أليس إذا غابت الشمس اتصل ذلک الشعاع بالقرص حتي يعود إليه!» قلت: نعم.
قال: «كذلك يعود کل شيء إلي سنخه و جوهره و أصله، فإذا کان يوم القيامة، نزع الله عز و جل سنخ الناصب و طينته مع أثقاله و أوزاره من المؤمن، فيلحقها كلها بالناصب، و ينزع سنخ المؤمن و طينته مع حسناته و أبواب بره و اجتهاده من الناصب، فيلحقها كلها بالمؤمن، أفتري ها هنا ظلما أو عدوانا!» قلت: لا، يا بن رسول الله.
قال: «هذا- و الله- القضاء الفاصل، و الحكم القاطع، و العدل البين، لا يسأل عما يفعل و هم يسألون، هذا- يا إبراهيم- الحق من ربك، فلا تكن من الممترين، و هذا من حكم الملكوت».
قلت: يا بن رسول الله، و ما حكم الملكوت!
قال: «حكم الله و حكم أنبيائه، و قصة الخضر و موسي (عليهما السلام) حين استصحبه، فقال: إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً
-----------------------------------
(1) في المصدر: أكبر.
(2) في المصدر: أو خيانة.
(3) يوسف 12: 79.
صفحه : 416
اللهوَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً}
«1» افهم- يا إبراهيم- و اعقل، أنكر موسي علي الخضر، و استفظع أفعاله حتي قال له الخضر: يا موسي، ما فعلته عن أمري، إنما فعلته عن أمر الله عز و جل. من هذا- ويحك يا إبراهيم- قرآن يتلي، و أخبار تؤثر عن الله عز و جل، من رد منها حرفا فقد كفر و أشرك، و رد علي الله عز و جل».
قال الليثي: فكأني لم أعقل الآيات و أنا أقرأها أربعين سنة إلا ذلک اليوم، فقلت: يا بن رسول الله، ما أعجب هذا، تؤخذ حسنات أعدائكم فترد علي شيعتكم، و تؤخذ سيئات محبيكم فترد علي مبغضيكم!
قال: «إي و الله ألذي لا إله إلا هو، فالق الحبة و بارئ النسمة و فاطر الإرض و السماء، ما أخبرتك إلا بالحق، و ما أنبأتك إلا الصدق، و ما ظلمهم الله، و ما الله بظلام للعبيد، و إن ما أخبرتك لموجود في القرآن كله».
قلت: هذا بعينه يوجد في القرآن!
قال: «نعم، يوجد في أكثر من ثلاثين موضعا في القرآن، أ تحب أن أقرأ ذلک عليك!» قلت: بلي، يا بن رسول الله. فقال: «قال الله عز و جل: وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لنَحمِل خَطاياكُم وَ ما هُم بِحامِلِينَ مِن خَطاياهُم مِن شَيءٍ إِنَّهُم لَكاذِبُونَ وَ لَيَحمِلُنَّ أَثقالَهُم وَ أَثقالًا مَعَ أَثقالِهِم
«2» الآية. أزيدك، يا إبراهيم!» قلت: بلي، يا بن رسول الله. قال: «لِيَحمِلُوا أَوزارَهُم كامِلَةً يَومَ القِيامَةِ وَ مِن أَوزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيرِ عِلمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ أ تحب أن أيدك!» قلت: بلي، يا بن رسول الله. قال: «فَأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللّهُ سَيِّئاتِهِم حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً«3» يبدل الله سيئات شيعتنا حسنات، و يبدل الله حسنات أعدائنا سيئات، و جلال الله و وجه الله«4» إن هذا لمن عدله و إنصافه، لا راد لقضائه، و لا معقب لحكمه، و هو السميع العليم، ألم أبين لك أمر المزاج و الطينتين من القرآن!» قلت: بلي، يا بن رسول الله. قال: «اقرأ- إبراهيم- الَّذِينَ يَجتَنِبُونَ كَبائِرَ الإِثمِ وَ الفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ المَغفِرَةِ هُوَ أَعلَمُ بِكُم إِذ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ«5» يعني من الإرض الطيبة، و الإرض المنتنة فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُم هُوَ أَعلَمُ بِمَنِ اتَّقي«6» يقول: لا يفتخر أحدكم بكثرة صلاته و صيامه و زكاته و نسكه، لأن الله عز و جل أعلم بمن اتقي منكم، فإن ذلک من قبل اللمم، و هو المزاج، أزيدك يا إبراهيم!» قلت: بلي، يا بن رسول الله قال: «كَما بَدَأَكُم تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدي وَ فَرِيقاً حَقَّ عَلَيهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ اللّهِ«7» يعني أئمة الجور، دون أئمة الحق، و يحسبون أنهم مهتدون، خذها إليك- يا أبا إسحاق- فو الله إنه لمن غرر أحاديثنا، و بواطن سرائرنا، و مكنون خزائننا، انصرف و لا تطلع علي سرنا أحدا إلا مؤمنا مستبصرا، فإنك إن أذعت سرنا بليت في نفسك و مالك و أهلك و ولدك».
-----------------------------------
(1) الكهف 18: 67- 68.
(2) العنكبوت 29: 12- 13.
(3) الفرقان 25: 70.
(4) (و وجه اللّه) ليس في المصدر.
(5، 6) النجم 53: 32.
(7) الأعراف 7: 29- 30.
صفحه : 417
قوله تعالي:
قَد مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَأَتَي اللّهُ بُنيانَهُم مِنَ القَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقفُ مِن فَوقِهِم وَ أَتاهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ [26]
1] 6006/[- إبن بابويه: بإسناده عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: «يوم الأربعاء خر عليهم السقف من فوقهم».
2] 7006/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: قَد مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَأَتَي اللّهُ بُنيانَهُم مِنَ القَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقفُ مِن فَوقِهِم وَ أَتاهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ
.
1» قال: «بيت مكرهم، أي ماتوا فألقاهم« الله في النار، و هو مثل لأعداء آل محمّد (عليه و عليهم السلام)».
3] 8006/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: فَأَتَي اللّهُ بُنيانَهُم مِنَ القَواعِدِ
، قال: «کان بيت غدر يجتمعون فيه».
4] 9006/[- عن أبي السفاتج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قرأ «فأتي الله بيتهم من القواعد يعني بيت مكرهم».
5] 0106/[- عن كليب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: فَأَتَي اللّهُ بُنيانَهُم مِنَ القَواعِدِ
.
قال: «لا، فأتي الله بيتهم من القواعد و إنما کان بيتا».
6] 1106/[- عن الحسن بن زياد الصيقل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «قَد مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم
و لم يعلم الّذين آمنوا فَأَتَي اللّهُ بُنيانَهُم مِنَ القَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقفُ» قال محمّد بن كليب، عن أبيه، قال: قال: «إنما کان بيتا»«2».
-----------------------------------
1- الخصال: 388/ 78. 2- تفسير القمّي 1: 384. [.....] 3- تفسير العيّاشي 2: 258/ 19. 4- تفسير العيّاشي 2: 258/ 20. 5- تفسير العيّاشي 2: 258/ 21. 6- تفسير العيّاشي 2: 258/ 22.
(1) في «ط»: و أبقاهم. قال المجلسي (رضوان اللّه عليه): قوله: بيت مكرهم، أي المراد بالبنيان بيت مكرهم ألذي بنوه مجازا. قال في مجمع البيان: قيل: مثل ضربه اللّه لاستيصالهم، و المعني: فأتي اللّه مكرهم من أصله، أي عاد ضرر المكر إليهم. «بحار الأنوار 8 (الطبعة الحجرية): 365».
(2) في المصدر: قال: أتي بيتا.
صفحه : 418
7] 2106/[- عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: فَأَتَي اللّهُ بُنيانَهُم مِنَ القَواعِدِ
.
قال: «کان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر».
قوله تعالي:
ثُمَّ يَومَ القِيامَةِ يُخزِيهِم- إلي قوله تعالي- فَلَبِئسَ مَثوَي المُتَكَبِّرِينَ [27- 29] 6013/[1]- قال علي بن إبراهيم: قوله تعالي: ثُمَّ يَومَ القِيامَةِ يُخزِيهِم وَ يَقُولُ أَينَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنتُم تُشَاقُّونَ فِيهِم قالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ إِنَّ الخِزيَ اليَومَ وَ السُّوءَ عَلَي الكافِرِينَ قال: الّذين أوتوا العلم:
الأئمة (عليهم السلام) يقولون لأعدائهم: أين شركاؤكم، و من أطعتموهم في الدنيا! ثم قال فيهم أيضا: الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمِي أَنفُسِهِم فَأَلقَوُا السَّلَمَ سلموا لما أصابهم من البلاء، ثم يقولون: ما كُنّا نَعمَلُ مِن سُوءٍ فرد الله عليهم، فقال: بَلي إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِما كُنتُم تَعمَلُونَ فَادخُلُوا أَبوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئسَ مَثوَي المُتَكَبِّرِينَ.
قوله تعالي:
وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوا ما ذا أَنزَلَ رَبُّكُم قالُوا خَيراً لِلَّذِينَ أَحسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ وَ لَنِعمَ دارُ المُتَّقِينَ- إلي قوله تعالي- إِن تَحرِص عَلي هُداهُم فَإِنَّ اللّهَ لا يَهدِي مَن يُضِلُّ [30- 37]
2] 4106/[- الشيخ في (أماليه) قال: حدثنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه الله)، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيش الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان، قال: حدثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما كتب لمحمد بن أبي بكر، و لأهل
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 258/ 23. 1- تفسير القمّي 1: 384. 2- الأمالي 1: 24.
صفحه : 419
اللهعليمصر حين ولاه مصر- في حديث طويل- قال (عليه السلام): « يا عباد الله، إن أقرب ما يکون العبد من المغفرة و الرحمة حين يعمل [لله] بطاعته و ينصحه في توبته، عليكم بتقوي الله فإنها تجمع الخير، و لا خير غيرها، و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا و خير الآخرة، قال الله عز و جل: وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوا ما ذا أَنزَلَ رَبُّكُم قالُوا خَيراً لِلَّذِينَ أَحسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ وَ لَنِعمَ دارُ المُتَّقِينَ».
2] 5106/[- العياشي: عن إبن مسكان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ لَنِعمَ دارُ المُتَّقِينَ
.
قال: «الدنيا».
6016/[3]- و قال علي بن إبراهيم: ثم ذكر المؤمنين فقال: الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ قوله:
طَيِّبِينَ قال: هم المؤمنون الّذين طابت مواليدهم في الدنيا. ثم قال: قوله: هَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن تَأتِيَهُمُ المَلائِكَةُ أَو يَأتِيَ أَمرُ رَبِّكَ [من العذاب و الموت، و خروج القائم (عليه السلام) كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَ ما ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ، و قوله: فَأَصابَهُم سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَ حاقَ بِهِم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ] من العذاب في الرجعة.
ثم قال: قوله: وَ قالَ الَّذِينَ أَشرَكُوا لَو شاءَ اللّهُ ما عَبَدنا مِن دُونِهِ مِن شَيءٍ نَحنُ وَ لا آباؤُنا وَ لا حَرَّمنا مِن دُونِهِ مِن شَيءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم فَهَل عَلَي الرُّسُلِ إِلَّا البَلاغُ المُبِينُ [فإنه محكم] ثم قال: قوله:
وَ لَقَد بَعَثنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعبُدُوا اللّهَ وَ اجتَنِبُوا الطّاغُوتَ يعني الأصنام فَمِنهُم مَن هَدَي اللّهُ وَ مِنهُم مَن حَقَّت عَلَيهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ أي انظروا في أخبار من هلك من قبل.
4] 7106/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد إبن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «کل راية ترفع قبل قيام القائم، فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز و جل».
5] 8106/[- العياشي: عن خطاب بن مسلمة، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «ما بعث الله نبيا قط إلا بولايتنا و البراءة من أعدائنا، و ذلک قول الله عز و جل في كتابه: وَ لَقَد بَعَثنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعبُدُوا اللّهَ وَ اجتَنِبُوا الطّاغُوتَ فَمِنهُم مَن هَدَي اللّهُ وَ مِنهُم مَن حَقَّت عَلَيهِ الضَّلالَةُ
بتكذيبهم آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، ثم قال:
فَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ
».
6019/[6]- و قال علي بن إبراهيم: و قوله: إِن تَحرِص عَلي هُداهُم مخاطبة للنبي (صلي الله عليه و آله)
-----------------------------------
2- تفسير العياشي 2: 258/ 24. 3- تفسير القمي 1: 385. 4- الكافي 8: 295/ 452. 5- تفسير العياشي 2: 258/ 25. 6- تفسير القمي 1: 385. [.....]
صفحه : 420
فَإِنَّ اللّهَ لا يَهدِي أي لا يثيب، مَن يُضِلُّ أي من يعذب.
قوله تعالي:
وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلي وَعداً عَلَيهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ- إلي قوله تعالي- وَ لِيَعلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُم كانُوا كاذِبِينَ [38- 39]
1] 0206/[- محمّد بن يعقوب: بإسناده عن سهل، عن محمّد، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله تبارك و تعالي: وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلي وَعداً عَلَيهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ
!
1» قال: فقال لي: « يا أبا بصير، ما تقول في هذه الآية!» قال: قلت: إن المشركين يزعمون و يحلفون لرسول الله (صلي الله عليه و آله) أن الله لا يبعث الموتي. قال: فقال: «تبا لمن قال هذا«، هل کان المشركون يحلفون بالله أم باللات و العزي!».
2» قال: قلت: جعلت فداك، فأوجدنيه! قال: فقال لي: « يا أبا بصير، لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا، قبائع« سيوفهم علي عواتقهم، فيبلغ ذلک قوما من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون: بعث فلان و فلان و فلان من قبورهم، و هم مع القائم. فيبلغ ذلک قوما من عدونا، فيقولون: يا معشر الشيعة، ما أكذبكم؟ هذه دولتكم و أنتم تقولون فيها الكذب؟ لا و الله ما عاش هؤلاء و لا يعيشون إلي يوم القيامة- قال- فحكي الله قولهم فقال: وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ
».
6021/[2]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلي وَعداً عَلَيهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ
قال: حدثني أبي، عن بعض رجاله، رفعه إلي أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما تقول النّاس فيها!». قال: يقولون: نزلت في الكفار.
فقال: «إن الكفار كانوا لا يحلفون بالله، و إنما نزلت في قوم من امة محمّد (صلي الله عليه و آله)، قيل لهم: ترجعون بعد الموت قبل القيامة، فحلفوا أنهم لا يرجعون، فرد الله عليهم فقال: لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَختَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُم كانُوا كاذِبِينَ
-----------------------------------
1- الكافي 8: 50/ 14. 2- تفسير القمي 1: 385.
(1) في المصدر زيادة: سلهم.
(2) قبائع: جمع قبيعة، و هي ما علي طرف مقبض السيف من فضة أو ذهب. «الصحاح- قبع- 3: 1260».
صفحه : 421
اللهيعني في الرجعة، يردهم فيقتلهم و يشفي صدور المؤمنين منهم».}
3] 2206/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ
.
قال: «ما يقولون فيها!». قلت: يزعمون أن المشركين كانوا يحلفون لرسول الله (صلي الله عليه و آله): أن الله لا يبعث الموتي. قال: «تبا لمن قال هذا، ويلهم، هل کان المشركون يحلفون بالله أم باللات و العزي!».
قلت: جعلت فداك، فأوجدنيه أعرفه. قال: «لو قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا، قبائع سيوفهم علي عواتقهم، فيبلغ ذلک قوما من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون: بعث فلان و فلان من قبورهم مع القائم. يبلغ ذلک قوما من أعدائنا، فيقولون: يا معشر الشيعة، ما أكذبكم؟ هذه دولتكم و أنتم تكذبون فيها؟ لا و الله ما عاشوا و لا يعيشون إلي يوم القيامة. فحكي الله قولهم فقال: وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم
».
4] 3206/[- عن أبي عبد الله صالح بن ميثم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله تعالي: وَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً
«1».
قال: «ذلک حين يقول علي (عليه السلام): أنا أولي النّاس بهذه الآية وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلي وَعداً عَلَيهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَختَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُم كانُوا كاذِبِينَ
».
5] 4206/[- عن سيرين، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ قال: «ما يقول النّاس في هذه الآية وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ
!» قال: يقولون: لا قيامة و لا بعث و لا نشور.
فقال: «كذبوا و الله، إنما ذلک إذا قام القائم، و كر معه المكرون، فقال أهل خلافكم: قد ظهرت دولتكم، يا معشر الشيعة، و هذا من كذبكم، تقولون: رجع فلان و فلان و فلان. لا و الله لا يبعث الله من يموت، ألا تري أنه قال:
وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم
کان المشركون أشد تعظيما للات و العزي من أن يقسموا بغيرها، فقال الله: بَلي وَعداً عَلَيهِ حَقًّا، لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَختَلِفُونَ فِيهِ وَ لِيَعلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُم كانُوا كاذِبِينَ إِنَّما قَولُنا لِشَيءٍ إِذا أَرَدناهُ أَن نَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ«2»».
6] 5206/[- عن الفضيل، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): [إن خرج السفياني ما تأمرني! قال: «إذا کان ذلک
-----------------------------------
3- تفسير العيّاشي 2: 259/ 26. 4- تفسير العيّاشي 2: 259/ 27. 5- تفسير العيّاشي 2: 259/ 28. 6- تفسير العيّاشي 2: 260/ 29.
(1) آل عمران 3: 83.
(2) النحل 16: 39 و 40. 1»2»
صفحه : 422
اللهكتبت إليك». قلت:]« أعلمني آية كتابك! قال: «أكتب إليك بعلامة كذا و كذا» و قرأ« آية من القرآن.
قلت لفضيل: و ما تلك الآية! قال: ما حدثت بها أحدا غير بريد العجلي. قال زرارة: أنا أحدثك بها:
وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم
إلي آخر الآية، قال: فسكت الفضيل، و لم يقل لا، و لا نعم.
7] 6206/[- أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في (مسند فاطمة (عليها السلام) قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي، قال: حدثنا أبي عن سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن فضيل بن يسار، قال:3» قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن خرج السفياني ما تأمرني! قال: «إذا کان ذلک كتبت إليك». قلت: أعلمني آية كتابك«! قال: «أكتب إليك بعلامة كذا و كذا» و قرأ آية من القرآن.
قال: فقلت لفضيل: ما تلك الآية! قال: ما حدثت بها أحدا غير بريد العجلي. قال زرارة: أنا أحدثك بها، هي:
وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلي وَعداً عَلَيهِ حَقًّا
قال: فسكت الفضيل و لم يقل لا، و لا نعم.
قوله تعالي:
إِنَّما قَولُنا لِشَيءٍ إِذا أَرَدناهُ أَن نَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ- إلي قوله تعالي- وَ لَأَجرُ الآخِرَةِ أَكبَرُ لَو كانُوا يَعلَمُونَ [40- 41]
1] 7206/[- محمّد بن يعقوب: عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي، قال:
قلت لأبي الحسن (عليه السلام): أخبرني عن الإرادة، من الله و من الخلق!
قال: فقال: «الإرادة من الخلق الضمير، و ما يبدو لهم بعد ذلک من الفعل و أما من الله تعالي فإرادته إحداثه، لا غير ذلک، لأنه لا يروي و لا يهم، و لا يتفكر، و هذه الصفات منفية عنه، و هي صفات الخلق، فإرادة الله الفعل، لا غير ذلک، يقول له: كن فيكون، بلا لفظ و لا نطق بلسان، و لا همة، و لا تفكر، و لا كيف لذلك، کما أنه لا كيف له».
6028/[2]- علي بن إبراهيم، قال: قوله تعالي: وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللّهِ أي هاجروا و تركوا الكفار في الله
-----------------------------------
7- دلائل الإمامة: 248. 1- الكافي 1: 85/ 3. 2- تفسير القمّي 1: 385.
(1) أثبتناه من الحديث الآتي عن محمّد بن جرير الطبري. [.....]
(2) في «س»: و هو.
(3) في المصدر: قلت: فكيف أعلم أنّه كتابك.
صفحه : 423
لَنُبَوِّئَنَّهُم أي لنؤتينهم فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَ لَأَجرُ الآخِرَةِ أَكبَرُ لَو كانُوا يَعلَمُونَ.
قوله تعالي:
وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلّا رِجالًا نُوحِي إِلَيهِم فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ بِالبَيِّناتِ وَ الزُّبُرِ وَ أَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ [43- 44]
1] 9206/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن الوشاء، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز و جل: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): الذكر أنا، و الأئمة (عليهم السلام)، أهل الذكر».
و قوله عز و جل: وَ إِنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ وَ سَوفَ تُسئَلُونَ
«1» قال أبو جعفر (عليه السلام): «نحن قومه، و نحن المسؤولون».
2] 0306/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد عن معلي بن محمّد، عن محمّد بن اورمة، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
! قال:
«الذكر: محمّد (صلي الله عليه و آله)، و نحن أهله المسؤولون».
قال: قلت: قوله: وَ إِنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ وَ سَوفَ تُسئَلُونَ
«2»! قال: «إيانا عني، و نحن أهل الذكر، و نحن المسؤولون».
3] 1306/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن الوشاء، قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
! فقال: «نحن أهل الذكر، و نحن المسؤولون».
قلت: فأنتم المسؤولون، و نحن السائلون! قال: «نعم». قلت: حقا علينا أن نسألكم! قال: «نعم». قلت: حقا عليكم أن تجيبونا! قال: «لا، ذاك إلينا، إن شئنا فعلنا، و إن شئنا لم نفعل، أما تسمع قول الله تبارك و تعالي: هذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ
«3»».
-----------------------------------
1- الكافي 1: 163/ 1. 2- الكافي 1: 164/ 2. 3- الكافي 1: 164/ 3.
(1) الزخرف 43: 44.
(2) الزخرف 43: 44.
(3) سورة ص 38: 39.
صفحه : 424
4] 2306/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي بكر الحضرمي، قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) و دخل عليه الورد أخو الكميت، فقال: جعلني الله فداك، اخترت لك سبعين مسألة، ما يحضرني منها مسألة واحدة. قال: «و لا واحدة يا ورد!» قال: بلي، قد حضرني منها واحدة. قال: «و ما هي!».
قال: قول الله تبارك و تعالي: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
من هم! قال: «نحن أهل الذكر، و نحن مسئولون».
1»2» قلت: فأنتم المسؤولون، و نحن السائلون«! قال: «نعم». قلت: علينا« أن نسألكم! قال: «نعم». قلت:
عليكم أن تجيبونا! قال: «ذاك إلينا».
و روي هذا الحديث محمّد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات): عن محمّد بن الحسين، و ساق السند و المتن بعينه بتغيير يسير في المتن«3».
5] 3306/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن من عندنا يزعمون أن قول الله عز و جل: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
أنهم اليهود و النصاري، قال: «إذن يدعونكم إلي دينهم» ثم قال بيده إلي صدره: «نحن أهل الذكر، و نحن المسؤولون».
و روي هذا الحديث محمّد بن العباس، قال: حدثنا علي بن سليمان الرازي، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن العلاء بن رزين القلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) و ذكر الحديث بعينه«4».
6] 4306/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشاء، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «قال علي بن الحسين (عليه السلام): علي الأئمة من الفرض ما ليس علي شيعتهم، و علي شيعتنا ما ليس علينا، أمرهم الله عز و جل أن يسألونا، قال: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
- قال- فأمرهم أن يسألونا، و ليس علينا الجواب، إن شئنا أجبنا، و إن شئنا أمسكنا».
7] 5306/[- أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال:5» كتبت إلي الرضا (عليه السلام) مسائل«،
-----------------------------------
4- الكافي 1: 164/ 6. 5- الكافي 1: 165/ 7. 6- الكافي 1: 165/ 8. 7- الكافي 1: 165/ 9.
(1) (نحن أهل الذكر ... و نحن السائلون) لم يرد في المصدر.
(2) في المصدر: من هم! قال: نحن. قلت: علينا. [.....]
(3) بصائر الدرجات: 58/ 1.
(4) تأويل الآيات 1: 324/ 3.
(5) في المصدر: كتابا.
صفحه : 425
اللهفكان في بعض ما كتب: «قال الله عز و جل: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ}
و قال الله عز و جل: وَ ما كانَ المُؤمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَو لا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنذِرُوا قَومَهُم إِذا رَجَعُوا إِلَيهِم لَعَلَّهُم يَحذَرُونَ«1» فقد فرضت عليكم المسألة، و لم يفرض علينا الجواب، قال الله عز و جل: فَإِن لَم يَستَجِيبُوا لَكَ فَاعلَم أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهواءَهُم وَ مَن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُديً مِنَ اللّهِ«2»».
و روي هذين الحديثين الصفار أيضا، عن أحمد بن محمّد بباقي السند و المتن«3».
8] 6306/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين و غيره، عن سهل، عن محمّد بن عيسي و محمّد بن يحيي و محمّد إبن الحسين، جميعا عن محمّد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، و عبد الكريم بن عمرو، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال جل ذكره: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
.
قال: «الكتاب: الذكر، و أهله: آل محمّد (عليهم السلام)، أمر الله عز و جل بسؤالهم و لم يأمر بسؤال الجهال، و سمي الله عز و جل القرآن ذكرا، فقال تبارك و تعالي: وَ أَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ
و قال عز و جل: وَ إِنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَ لِقَومِكَ وَ سَوفَ تُسئَلُونَ«4»».
9] 7306/[- و عنه: عن محمّد، عن أحمد، عن إبن فضال، عن إبن بكير، عن حمزة بن الطيار ، أنه عرض علي أبي عبد الله (عليه السلام) بعض خطب أبيه، حتي إذا بلغ موضعا منها، قال له: «كف و اسكت». ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه و التثبت، و الرد إلي أئمة الهدي حتي يحملوكم فيه علي القصد، و يجلوا عنكم العمي، و يعرفوكم فيه الحق، قال الله تبارك و تعالي: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
».
10] 8306/[- سعد بن عبد الله: عن إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسي، عن حماد الطنافسي، عن الكلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قوله تعالي: فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الأَلبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًا
«5»! قال: «الذكر: اسم من أسماء محمّد (صلي الله عليه و آله)، و نحن أهل الذكر، فاسأل- يا كلبي- عما بدا لك». فقال: نسيت- و الله- القرآن كله، فما حفظت حرفا أسأله عنه.
11] 9306/[- محمّد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب،
-----------------------------------
8- الكافي 1: 234/ 3. قطعة منه. 9- الكافي 1: 40/ 10. 10- مختصر بصائر الدرجات: 68. 11- بصائر الدرجات: 62/ 23.
(1) التوبة 9: 122.
(2) القصص 28: 50.
(3) بصائر الدرجات: 58/ 2 و 3.
(4) الزخرف 43: 44.
(5) الطلاق 65: 10- 11.
صفحه : 426
اللهعليعن أبان بن عثمان، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالي: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ.
قال: «الذكر: القرآن، و آل رسول الله (صلي الله عليه و آله) أهل الذكر، و هم المسؤولون».
12] 0406/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين، عن أبي داود سليمان بن سفيان، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قول الله تبارك و تعالي: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
من المعنون بذلك! قال: «نحن».
قال: قلت: فأنتم المسؤولون! قال: «نعم» قلت: و نحن السائلون! قال: «نعم» قلت: فعلينا ان نسألكم! قال:
«نعم» قلت: و عليكم أن تجيبونا! قال: «لا، ذلک إلينا، إن شئنا فعلنا، و إن شئنا لم نفعل، ثم قال: هذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ
«1»».
و روي هذا الحديث، علي بن إبراهيم، قال: حدثني محمّد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد، عن أبي داود سليمان بن سفيان، عن ثعلبة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ2» من المعنون بذلك! فقال: «نحن و الله». فقلت: و أنتم المسؤولون! قال: «نعم» و ساق الحديث إلي آخره، إلا أن فيه: «و إن شئنا تركنا» الحديث«.
13] 1406/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمّد بن مسرور (رضي الله عنهما)، قالا: حدثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء العراق و خراسان، و ذكر الحديث إلي أن قال فيه الرضا (عليه السلام): «نحن أهل الذكر الّذين قال الله في كتابه: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
فنحن أهل الذكر، فاسألونا إن كنتم لا تعلمون».
فقالت العلماء: إنما عني الله بذلك اليهود و النصاري. فقال أبو الحسن (عليه السلام): «سبحان الله، و هل يجوز ذلک! إذن يدعونا إلي دينهم، و يقولون: هو أفضل من دين الإسلام».
فقال المأمون: فهل عندك في ذلک شرح بخلاف ما قالوا، يا أبا الحسن! فقال (عليه السلام): «نعم، الذكر: رسول الله (صلي الله عليه و آله) و نحن أهله، و ذلک بين في كتاب الله تعالي حيث يقول في سورة الطلاق: فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الأَلبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً رَسُولًا يَتلُوا عَلَيكُم آياتِ اللّهِ مُبَيِّناتٍ
«3» فالذكر: رسول الله، و نحن أهله».
-----------------------------------
12- بصائر الدرجات: 62: 25. 13- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 228/ 1. [.....]
(1) سورة ص 38: 39.
(2) تفسير القمّي 2: 68.
(3) الطلاق 65: 10- 11.
صفحه : 427
14] 2406/[- الشيخ في (أماليه): بإسناده عن هشام، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالي:
فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
من هم! قال: «نحن».
قلت: علينا أن نسألكم! قال: «نعم». قال: قلت: فعليكم أن تجيبونا! قال: «ذاك إلينا».
15] 3406/[- المفيد في (إرشاده)، قال: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد، قال: حدثني جدي، قال: حدثني شيخ من أشياخ الري«1»، قال: حدثني يحيي بن عبد الحميد الحماني، عن معاوية بن عمار الدهني، عن محمّد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) ، في قوله جل اسمه: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
.
قال: «نحن أهل الذكر».
قال الشيخ المفيد: قال الشيخ الرازي«2»: و قد سألت محمّد بن مقاتل«3» عن هذا، فتكلم فيه برأيه، و قال:
أهل الذكر: العلماء كافة، فذكرت ذلک لأبي زرعة«4»، فبقي متعجبا من قوله، و أوردت عليه ما حدثني به يحيي بن عبد الحميد. قال: صدق محمّد بن علي (عليهما السلام)، إنهم أهل الذكر، و لعمري إن أبا جعفر (عليه السلام) لمن أكبر العلماء، و قد روي أبو جعفر (عليه السلام) أخبار المبتدأ، و أخبار الأنبياء، و كتب عنه النّاس المغازي، و أثروا عنه السنن، و اعتمدوا عليه في مناسك الحج الّتي رواها عن رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و كتبوا عنه تفسير القرآن، و روت عنه الخاصة و العامة الأخبار، و ناظر من کان يرد عليه من أهل الآراء، و حفظ عنه النّاس كثيرا من علم الكلام.
16] 4406/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن الحصين بن المخارق، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله عز و جل: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
، قال: «نحن أهل الذكر».
17] 5406/[- العياشي: عن حمزة بن محمّد الطيار، قال: عرضت علي أبي عبد الله (عليه السلام) كلاما لأبي، فقال:
«اكتب، فإنه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف [عنه] و التثبت فيه و رده إلي أئمة الهدي حتي يحملوكم فيه علي القصد، و يجلوا عنكم فيه العمي، قال الله: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
».
-----------------------------------
14- الأمالي 2: 278. 15- الإرشاد: 264، شواهد التنزيل 1: 335/ 460، العمدة لابن بطريق: 288/ 468. 16- تأويل الآيات 1: 324/ 2. 17- تفسير العيّاشي 2: 260/ 30، شواهد التنزيل 1: 336/ 463، ينابيع المودة: 119.
(1) في المصدر: من أهل الرأي قد علت سنّه.
(2) الشيخ الرازي: هو محمّد بن إدريس الحنظليّ، أبو حاتم الرازي، أحد الحفّاظ من الحادية عشرة. و کان رفيقه أبو زرعة الرازي، توفّي في شعبان 277 ه. تهذيب التهذيب 9: 31/ 40، معجم رجال الحديث 15: 62/ 10186.
(3) محمّد بن مقاتل الرازي: هو إمام أصحاب الرأي بالرّي، و وفاته سنة 248 ه، و قيل: 249 ه. تهذيب التهذيب 9: 469/ 760، لسان الميزان 5: 388/ 1261.
(4) أبو زرعة: هو عبيد اللّه بن عبد الكريم بن يزيد بن فرّوخ، أبو زرعة الرازي، من حفّاظ الحديث، من أهل الريّ، کان رفيقه أبو حاتم الرازي، وفاته 264 ه. سير أعلام النبلاء 13: 65/ 48.
صفحه : 428
18] 6406/[- عن حمزة بن الطيار، قال: عرضت علي أبي عبد الله (عليه السلام) بعض خطب أبيه حتي انتهي إلي موضع، فقال: «كف». فأمسكت، ثم قال لي: «اكتب» و أملي علي «أنه لا يسعكم» الحديث الأول.
19] 7406/[- عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: إن من عندنا يزعمون أن قول الله تعالي: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
أنهم اليهود و النصاري. فقال: «إذن يدعونكم إلي دينهم» قال: ثم قال بيده إلي صدره: «نحن أهل الذكر و نحن المسؤولون». قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «الذكر: القرآن».
20] 8406/[- عن أحمد بن محمّد، قال: كتب إلي أبو الحسن الرضا (عليه السلام): «عافانا الله و إياك أحسن عافية، إنما شيعتنا من تابعنا و لم يخالفنا و إذا خفنا خاف، و إذا أمنا أمن، قال الله: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
قال: فَلَو لا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنذِرُوا قَومَهُم«1» الآية، فقد فرضت عليكم المسألة و الرد إلينا، و لم يفرض علينا الجواب، أو لم تنهوا عن كثرة المسائل، فأبيتم أن تنتهوا! إياكم و ذاك، فإنه إنما هلك من کان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم، قال الله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسئَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم«2»».
21] 9406/[- إبن شهر آشوب، قال: ذكر في (تفسير يوسف القطان)، عن وكيع، عن الثوري، عن السدي، قال: كنت عند عمر بن الخطاب إذ أقبل عليه كعب بن الأشرف و مالك بن الصيف و حيي بن أخطب، فقالوا: إن في كتابكم: وَ جَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَ الأَرضُ
«3» إذا کان سعة جنة واحدة كسبع سماوات و سبع أرضين، فالجنان كلها يوم القيامة أين تكون! فقال عمر: لا أعلم. فبيناهم في ذلک إذ دخل علي (عليه السلام)، فقال: «في أي شيء أنتم!» فألقي اليهود المسألة عليه، فقال (عليه السلام) لهم: «خبروني أن النهار إذا أقبل الليل أين يکون [و الليل إذا أقبل النهار أين يکون]!» قالوا له: في علم الله تعالي يکون. فقال علي (عليه السلام): «كذلك الجنان تكون في علم الله».
فجاء علي (عليه السلام) إلي النبي (صلي الله عليه و آله) و أخبره بذلك، فنزل فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
.
22] 0506/[- شرف الدين النجفي: روي جابر بن يزيد و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: «نحن أهل الذكر».
6051/[23]- و من طريق المخالفين، ما رواه الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي في (المستخرج من التفاسير
-----------------------------------
18- تفسير العيّاشي 2: 260/ 31. 19- تفسير العيّاشي 2: 260/ 32. 20- تفسير العيّاشي 2: 261/ 33. [.....] 21- المناقب 2: 352. 22- تأويل الآيات 1: 255/ 7. 23- ... عنه الطرائف: 93/ 131 و إحقاق الحقّ 3: 482.
(1) التوبة 9: 122.
(2) المائدة 5: 101.
(3) آل عمران 3: 133.
صفحه : 429
الاثني عشر) في تفسير قوله تعالي: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ يعني أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة، و مختلف الملائكة، و الله ما سمي المؤمن مؤمنا إلا كرامة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام).
قوله تعالي:
أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ- إلي قوله تعالي- فَإِنَّ رَبَّكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ [45- 47]
1] 2506/[- العياشي: عن إبراهيم بن عمر، عمن سمع أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «إن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم صار عند محمّد بن علي (عليه السلام)، ثم يفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة رجل، و معه راية رسول الله (صلي الله عليه و آله)، عامدا إلي المدينة حتي يمر بالبيداء فيقول: هذا مكان القوم الّذين خسف بهم، و هي الآية الّتي قال الله: أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ أَو يَأخُذَهُم فِي تَقَلُّبِهِم فَما هُم بِمُعجِزِينَ
».
2] 3506/[- عن إبن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) سئل عن قول الله تعالي: أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ
، قال: «هم أعداء الله، و هم يمسخون و يقذفون و يسيحون في الإرض».
3] 4506/[- عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)- في حديث طويل- قال له: «و إياكم و شذاذا من آل محمّد، فإن لآل محمّد و علي (عليهم السلام) راية، و لغيرهم رايات [فالزم الإرض، و لا تتبع منهم رجلا أبدا حتي تري رجلا من ولد الحسين، معه عهد نبي الله و رايته و سلاحه، فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين، ثم صار عند محمّد بن علي، و يفعل الله ما يشاء]، فالزم هؤلاء أبدا، و إياك و من ذكرت لك.
فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة و بضعة عشر رجلا، و معه راية رسول الله (صلي الله عليه و آله) عامدا إلي المدينة حتي يمر بالبيداء، حتي يقول: هذا مكان القوم الّذين خسف بهم، و هي الآية الّتي قال الله تعالي: أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ أَو يَأخُذَهُم فِي تَقَلُّبِهِم فَما هُم بِمُعجِزِينَ
».
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 261/ 34. 2- تفسير العيّاشي 2: 261/ 35. 3- تفسير العيّاشي 1: 65/ 117.
صفحه : 430
6055/[4]- علي بن إبراهيم، قال: قوله: أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ يا محمّد، و هو استفهام أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ أَو يَأخُذَهُم فِي تَقَلُّبِهِم فَما هُم بِمُعجِزِينَ قال: إذا جاءوا و ذهبوا في التجارات و في أعمالهم، فيأخذهم في تلك الحالة: أَو يَأخُذَهُم عَلي تَخَوُّفٍ قال:
علي تيقظ فَإِنَّ رَبَّكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ.
قوله تعالي:
أَ وَ لَم يَرَوا إِلي ما خَلَقَ اللّهُ مِن شَيءٍ- إلي قوله تعالي- إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيّايَ فَارهَبُونِ [48- 51] 6056/[1]- علي بن إبراهيم، قال قوله: أَ وَ لَم يَرَوا إِلي ما خَلَقَ اللّهُ مِن شَيءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ اليَمِينِ وَ الشَّمائِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَ هُم داخِرُونَ قال: تحويل کل ظل خلقه الله هو سجوده لله، لأنه ليس شيء إلا له ظل يتحرك، فتحريكه و تحويله سجوده.
قال: و قوله: وَ لِلّهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَ المَلائِكَةُ وَ هُم لا يَستَكبِرُونَ يَخافُونَ رَبَّهُم مِن فَوقِهِم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ. قال: الملائكة ما قدر الله لهم، يأمرون«1» فيه. ثم احتج الله عز و جل علي الثنوية، فقال: لا تَتَّخِذُوا إِلهَينِ اثنَينِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيّايَ فَارهَبُونِ.
2] 7506/[- الطبرسي في (الاحتجاج): قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) قيل له: و لم لا يجوز أن يکون صانع العالم أكثر من واحد!
قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لا يخلو قولك أنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين، أو يکون أحدهما قويا و الآخر ضعيفا، فإن كانا قويين، فلم لا يدفع کل واحد منهما صاحبه و يتفرد بالربوبية! و إن زعمت أن أحدهما قوي و الآخر ضعيف ثبت أنه واحد کما تقول للعجز الظاهر في الثاني، و إن قلت: إنهما اثنان لم يخل من أن يكونا متفقين من کل جهة أو مفترقين من کل جهة، فلما رأينا الخلق منتظما، و الفلك جاريا، و اختلاف الليل و النهار و الشمس و القمر، دل ذلک علي صحة الأمر و التدبير و ائتلاف الأمور، و أن المدبر واحد».
3] 8506/[- العياشي: عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «لا تَتَّخِذُوا إِلهَينِ اثنَينِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ
-----------------------------------
4- تفسير القمي 1: 385. 1- تفسير القمي 1: 386. 2- الاحتجاج: 333. 3- تفسير العياشي 2: 261/ 36.
(1) في المصدر: يمرون. [.....]
صفحه : 431
اللهيعني بذلك و لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد».}
قوله تعالي:
وَ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لَهُ الدِّينُ واصِباً- إلي قوله تعالي- وَ يَجعَلُونَ لِلّهِ ما يَكرَهُونَ وَ تَصِفُ أَلسِنَتُهُمُ الكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الحُسني لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النّارَ وَ أَنَّهُم مُفرَطُونَ [52- 62]
1] 9506/[- العياشي: عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: وَ لَهُ الدِّينُ واصِباً
.
قال: «واجبا».
6060/[2]- علي بن إبراهيم، قوله: وَ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لَهُ الدِّينُ واصِباً أي واجبا. ثم ذكر تفضله«1» فقال: وَ ما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيهِ تَجئَرُونَ أي تفزعون و ترجعون. و النعمة:
في الصحة و السعة و العافية ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُم إِذا فَرِيقٌ مِنكُم بِرَبِّهِم يُشرِكُونَ لِيَكفُرُوا بِما آتَيناهُم فَتَمَتَّعُوا فَسَوفَ تَعلَمُونَ.
قال: و قوله: وَ يَجعَلُونَ لِما لا يَعلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقناهُم و هم ألذي وصفنا، مما کان العرب يجعلون للأصنام نصيبا في زرعهم، و إبلهم و غنمهم، فرد الله عليهم فقال: تَاللّهِ لَتُسئَلُنَّ عَمّا كُنتُم تَفتَرُونَ وَ يَجعَلُونَ لِلّهِ البَناتِ سُبحانَهُ وَ لَهُم ما يَشتَهُونَ.
6061/[3]- و عنه، قال: قالت قريش، إن الملائكة بنات الله، فنسبوا مالا يشتهون إلي الله، فقال الله عز و جل:
وَ يَجعَلُونَ لِلّهِ البَناتِ سُبحانَهُ وَ لَهُم ما يَشتَهُونَ يعني من البنين. ثم قال وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثي ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ يَتَواري مِنَ القَومِ مِن سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَ يُمسِكُهُ عَلي هُونٍ أي : يستهين به أَم يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحكُمُونَ. ثم رد الله عليهم فقال: لِلَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوءِ وَ لِلّهِ المَثَلُ الأَعلي وَ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ.
4] 2606/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثني أبي،
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 262/ 37. 2- تفسير القمّي 1: 386. 3- تفسير القمّي 1: 386. 4- التوحيد: 321/ 1.
(1) في «س، ط»: تفصيله.
صفحه : 432
اللهعليعن حنان بن سدير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العرش و الكرسي- و ذكر الحديث- إلي أن قال: وَ لِلّهِ المَثَلُ الأَعلي ألذي لا يشبهه شيء، و لا يوصف، و لا يتوهم، فذلك المثل الأعلي.
و الحديث طويل يأتي بطوله- إن شاء الله تعالي- في قوله تعالي: هُوَ رَبُّ العَرشِ العَظِيمِ
من سورة النمل«1».
5] 3606/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا حميد بن زياد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيي، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام) ، في حديث تفسير قوله تعالي: اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الأَرضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكاةٍ فِيها مِصباحٌ المِصباحُ
«2» الآية، و في آخر الحديث: قلت لجعفر بن محمّد: جعلت فداك- يا سيدي- إنهم يقولون: مثل نور الرب! قال: «سبحان الله؟ ليس لله مثل، قال الله: فَلا تَضرِبُوا لِلّهِ الأَمثالَ»«3».
6064/[6]- علي بن إبراهيم، قال: قوله: وَ لَو يُؤاخِذُ اللّهُ النّاسَ بِظُلمِهِم أي عند معصيتهم و ظلمهم ما تَرَكَ عَلَيها مِن دَابَّةٍ وَ لكِن يُؤَخِّرُهُم إِلي أَجَلٍ مُسَمًّي فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَستَقدِمُونَ.
7] 5606/[- العياشي: عن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «الأجل ألذي سمي في ليلة القدر، هو الأجل ألذي قال الله: فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرُونَ ساعَةً وَ لا يَستَقدِمُونَ
».
و قد مضي حديث لحمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في معني الأجل، في قوله تعالي: قَضي أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّي عِندَهُ من سورة الأنعام«4».
6066/[8]- و قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ يَجعَلُونَ لِلّهِ ما يَكرَهُونَ وَ تَصِفُ أَلسِنَتُهُمُ الكَذِبَ يقول:
ألسنتهم الكاذبة أَنَّ لَهُمُ الحُسني لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النّارَ وَ أَنَّهُم مُفرَطُونَ أي : معذبون.
قوله تعالي:
وَ ما أَنزَلنا عَلَيكَ الكِتابَ إِلّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اختَلَفُوا فِيهِ [64]
1] 7606/[- العياشي: عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) لي: « يا أنس، اسكب لي وضوءا»
-----------------------------------
5- تفسير القمّي 2: 103. 6- تفسير القمّي 1: 386. 7- تفسير العيّاشي 2: 262/ 38. 8- تفسير القمّي 1: 386. 1- تفسير العيّاشي 2: 262/ 39.
(1) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآية 26) من سورة النمل.
(2) يأتي في الحديث (9) من تفسير الآية (35) من سورة النور.
(3) النحل 16: 74.
(4) تقدّم في الحديث (6) من تفسير الآية (2) من سورة الأنعام. [.....]
صفحه : 433
اللهقال: فعمدت فسكبت للنبي (صلي الله عليه و آله) الوضوء في البيت، فأعلمته فخرج و توضأ ثم عاد إلي البيت إلي مجلسه، ثم رفع رأسه إلي، فقال: « يا أنس، أول من يدخل علينا أمير المؤمنين، و سيد المرسلين، و قائد الغر المحجلين».}
قال أنس: فقلت- بيني و بين نفسي-: اللهم اجعله رجلا من قومي، قال: فإذا أنا بباب الدار يقرع، فخرجت ففتحت فإذا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فدخل فتمشي فرأيت رسول الله (صلي الله عليه و آله) حين رآه و ثب علي قدميه مستبشرا، فلم يزل قائما و علي (عليه السلام) يمشي حتي دخل عليه البيت فاعتنقه رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فرأيت رسول الله (صلي الله عليه و آله) يمسح بكفه وجهه فيمسح به وجه علي (عليه السلام)، بكفه فيمسح به وجهه، يعني: وجه نفسه. فقال له علي (عليه السلام): « يا رسول الله، لقد صنعت بي اليوم شيئا ما صنعت بي قط». فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «و ما يمنعني و أنت وصيي، و ألذي يبين لهم ما يختلفون فيه بعدي، و تؤدي عني، و تسمعهم نبوتي».
2] 8606/[- و من طريق العامة: روي الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بسنده في (حليته):
عن أنس، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): « يا أنس، أسكب لي وضوءا». ثم قام فصلي ركعتين، ثم قال: « يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، و سيد المسلمين، و قائد الغر المحجلين، و خاتم الوصيين».
قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، و كتمته، إذ جاء علي (عليه السلام)، فقال: «من هذا، يا أنس!» فقلت: علي، فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، و يمسح عرق علي (عليه السلام) بوجهه.
1» فقال علي (عليه السلام): « يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل». قال: «و ما يمنعني و أنت تؤدي عني، و تسمعهم صوتي«، و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي».
و روي هذا الحديث من علماء العامة أيضا، موفق بن أحمد، في كتاب (فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أنس بصورة ما في كتاب (الحلية) بغير تغيير«2».
قوله تعالي:
وَ اللّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها- إلي قوله تعالي- وَ مِن ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَ الأَعنابِ تَتَّخِذُونَ مِنهُ سَكَراً وَ رِزقاً حَسَناً [65- 67]
-----------------------------------
2- حلية الأولياء 1: 63، ترجمة الامام عليّ (عليه السّلام) من تاريخ إبن عساكر 2: 486/ 1014.
(1) في «ط»: نبوّتي.
(2) المناقب للخوارزمي: 42.
صفحه : 434
6069/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ اللّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً: الآية محكمة، ثم قال: قوله:
وَ إِنَّ لَكُم فِي الأَنعامِ لَعِبرَةً نُسقِيكُم مِمّا فِي بُطُونِهِ مِن بَينِ فَرثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشّارِبِينَ قال: الفرث:
ما في الكرش.
2] 0706/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)«1»: «ليس أحد يغص بشرب اللبن، لأن الله عز و جل: يقول: لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشّارِبِينَ
».
6071/[3]- علي بن إبراهيم، قال: قوله: وَ مِن ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَ الأَعنابِ تَتَّخِذُونَ مِنهُ سَكَراً قال: الخل وَ رِزقاً حَسَناً قال: الزبيب.
4] 2706/[- العياشي: عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:2»3» «إن الله أمر نوحا (عليه السلام) أن يحمل في السفينة من کل زوجين اثنين. فحمل الفحل« و العجوة«، فكانا زوجا، فلما نضب الماء أمر الله نوحا أن يغرس الحبلة و هي الكرم، فأتاه إبليس فمنعه من غرسها، و أبي نوح (عليه السلام) إلا أن يغرسها، و أبي إبليس أن يدعه يغرسها، و قال: ليست لك و لا لأصحابك، إنما هي لي و لأصحابي فتنازعا ما شاء الله. ثم إنهما اصطلحا علي أن جعل نوح (عليه السلام) لإبليس ثلثيها و لنوح (عليه السلام) ثلثها، و قد أنزل الله لنبيه (صلي الله عليه و آله) في كتابه ما قد قرأتموه:
وَ مِن ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَ الأَعنابِ تَتَّخِذُونَ مِنهُ سَكَراً وَ رِزقاً حَسَناً
فكان المسلمون [يشربون]«4» بذلك، ثم أنزل الله آية التحريم، هذه الآية: إِنَّمَا الخَمرُ وَ المَيسِرُ وَ الأَنصابُ وَ الأَزلامُ- إلي- مُنتَهُونَ«5» يا سعيد، فهذه آية التحريم، و هي نسخت الآية الاخري».
قوله تعالي:
وَ أَوحي رَبُّكَ إِلَي النَّحلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمّا يَعرِشُونَ
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 387. 2- الكافي 6: 336/ 5. 3- تفسير القمّي 1: 387. 4- تفسير العيّاشي 2: 262/ 40.
(1) في المصدر: ع أبي عبد اللّه (عليه السّلام)، قال: قال رسول اللّه (صلي اللّه عليه و آله).
(2) في المصدر: النخل.
(3) العجوة: ضرب من أجود التمر بالمدينة. «لسان العرب- عجا- 15: 31».
(4) من بحار الأنوار 66: 489/ 4.
(5) المائدة 5: 90- 91.
صفحه : 435
ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَراتِ- إلي قوله تعالي- يَتَفَكَّرُونَ [68- 69]
1] 3706/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن علي الوشاء، عن رجل، عن حريز بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ أَوحي رَبُّكَ إِلَي النَّحلِ
.
قال: «نحن النحل ألذي أوحي الله إليها: أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً
أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة وَ مِنَ الشَّجَرِ يقول: من العجم وَ مِمّا يَعرِشُونَ من الموالي، و ألذي يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ العلم ألذي يخرج منا إليكم».
2] 4706/[- العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ أَوحي رَبُّكَ إِلَي النَّحلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمّا يَعرِشُونَ
إلي إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ: «فالنحل:
الأئمة، و الجبال: العرب، و الشجر: الموالي عتاقة، و مما يعرشون: يعني الأولاد و العبيد ممن لم يعتق و هو يتولي الله و رسوله و الأئمة. و الثمرات المختلف ألوانها: فنون العلم ألذي قد يعلم الأئمة شيعتهم: فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ
يقول: في العلم شفاء للناس، و الشيعة هم النّاس، و غيرهم الله أعلم بهم ما هم».
قال: «و لو کان کما يزعم أنه العسل ألذي يأكله النّاس، إذن ما أكل منه و لا شرب ذو عاهة إلا برئ، لقول الله:
فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ
و لا خلف لقول الله، و إنما الشفاء في علم القرآن، لقوله: وَ نُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ«1» فهو شفاء و رحمة لأهله لا شك فيه و لا مرية، و أهله: أئمة الهدي الّذين قال الله: ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا»«2».
3] 5706/[- و في رواية أبي الربيع الشامي، عنه (عليه السلام) في قول الله: وَ أَوحي رَبُّكَ إِلَي النَّحلِ
فقال:
«رسول الله (صلي الله عليه و آله)» أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً
قال: «تزوج من قريش» وَ مِنَ الشَّجَرِ قال: «في العرب» وَ مِمّا يَعرِشُونَ، قال: «في الموالي» يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ قال: «أنواع العلم فيه شفاء للناس».
4] 6706/[- إبن شهر آشوب: عن الرضا (عليه السلام) في هذه الآية: «قال النبي (صلي الله عليه و آله): علي أمير بني
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 387. 2- تفسير العيّاشي 2: 263/ 43. [.....] 3- تفسير العيّاشي 2: 264/ 44. 4- المناقب 2: 315.
(1) الإسراء 17: 82.
(2) فاطر 35: 32. 1»
صفحه : 436
اللههاشم«، فسمي أمير النحل».
5] 7706/[- (أغاني أبي الفرج): في حديث، أن المعلي بن طريف قال: ما عندكم في قوله تعالي: وَ أَوحي رَبُّكَ إِلَي النَّحلِ
!
فقال بشار بن برد: النحل المعهود. قال: هيهات، يا أبا معاذ، النحل: بنو هاشم يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ
يعني العلم.
6] 8706/[- الحسن بن أبي الحسن الديلمي، بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز و جل: وَ أَوحي رَبُّكَ إِلَي النَّحلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمّا يَعرِشُونَ
.
قال: «ما بلغ بالنحل أن يوحي إليها، بل فينا نزلت، و نحن النحل، و نحن المقيمون لله في أرضه بأمره، و الجبال: شيعتنا، و الشجر: النساء المؤمنات».
7] 9706/[- العياشي: عن محمّد بن يوسف، عن أبيه، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: وَ أَوحي رَبُّكَ إِلَي النَّحلِ
قال: «إلهام».
8] 0806/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لعقة العسل فيها شفاء، قال: مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ
».
9] 1806/[- عن سيف بن عميرة، عن شيخ من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كنا عنده، فسأله شيخ، فقال: بي وجع و أنا أشرب له النبيذ، و وصفه لي الشيخ! فقال له: «ما يمنعك من الماء ألذي جعل الله منه کل شيء حي!» قال: لا يوافقني. قال له أبو عبد الله (عليه السلام): «فما يمنعك من العسل! قال الله: فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ
قال: لا أجده. قال: «فما يمنعك من اللبن ألذي نبت منه لحمك، و اشتد عظمك». قال: لا يوافقني. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «أ تريد أن آمرك بشرب الخمر!؟ لا و الله، لا آمرك».
10] 2806/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيي، عن جده الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام):2» لعقة« العسل شفاء من کل داء، قال الله عز و جل: يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ
و هو مع قراءة
-----------------------------------
5- الأغاني 3: 30، مناقب إبن شهر آشوب 2: 315. 6- تأويل الآيات 1: 256/ 12 عن الديلمي في تفسيره. 7- تفسير العيّاشي 2: 263/ 41. 8- تفسير العيّاشي 2: 263/ 42. 9- تفسير العيّاشي 2: 264/ 45. 10- الكافي 6: 332/ 2.
(1) في المصدر: علي أميرها.
(2) في المصدر: لعق. 1»
صفحه : 437
اللهالقرآن و مضغ اللبان«، يذيب البلغم».
قوله تعالي:
وَ اللّهُ خَلَقَكُم ثُمَّ يَتَوَفّاكُم وَ مِنكُم مَن يُرَدُّ إِلي أَرذَلِ العُمُرِ [70]
1] 3806/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا محمّد بن جعفر، قال: حدثنا محمّد بن أحمد، عن العباس، عن إبن أبي نجران، عن محمّد بن القاسم، عن علي بن المغيرة، عن أبي عبد الله«2» (عليه السلام) قال: «إذا بلغ العبد مائة سنة فذلك أرذل العمر».
2] 4806/[- الطبرسي: روي عن علي (عليه السلام): «إن أرذل العمر خمس و سبعون سنة». و روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) مثل ذلک.
قوله تعالي:
لِكَي لا يَعلَمَ بَعدَ عِلمٍ شَيئاً- إلي قوله تعالي- وَ جَعَلَ لَكُم مِن أَزواجِكُم بَنِينَ وَ حَفَدَةً [70- 72] 6085/[3]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: لِكَي لا يَعلَمَ بَعدَ عِلمٍ شَيئاً قال: إذا كبر لا يعلم ما«3» علمه قبل ذلک. ثم قال: قوله: وَ اللّهُ فَضَّلَ بَعضَكُم عَلي بَعضٍ فِي الرِّزقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزقِهِم عَلي ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَهُم فِيهِ سَواءٌ قال: لا يجوز للرجل أن يختص نفسه بشيء من المأكول دون عياله.
قال: قوله: وَ اللّهُ جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجاً يعني حواء خلقت من آدم (عليه السلام) وَ حَفَدَةً قال:
الأختان.
4] 6806/[- الطبرسي: في معني الحفدة: هم أختان الرجل علي بناته. قال: و هو المروي عن أبي
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 78. 2- مجمع البيان 5: 574. [.....] 3- تفسير القمّي 1: 387. 4- مجمع البيان 5: 5786.
(1) اللّبان: ضرب من العلك، يؤخذ من نبات يفرز مادّة صمغية، و يسمّي الكندر أيضا.
(2) في المصدر زيادة: عن أبيه (عليهما السلام).
(3) في «س، ط»: ممّا.
صفحه : 438
اللهعليعبد الله (عليه السلام).
1] 7806/[- العياشي: عن عبد الرحمن الأشل، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: وَ جَعَلَ لَكُم مِن أَزواجِكُم بَنِينَ وَ حَفَدَةً
.
قال: «الحفدة: بنو البنت، و نحن حفدة رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
2] 8806/[- عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: وَ جَعَلَ لَكُم مِن أَزواجِكُم بَنِينَ وَ حَفَدَةً
، قال: «هم الحفدة و هم العون منهم» يعني البنين.
قوله تعالي:
ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ- إلي قوله تعالي- هَل يَستَوِي هُوَ وَ مَن يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ هُوَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ [75- 76]
3] 9806/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل ينكح أمته من رجل، أ يفرق بينهما إذا شاء!
فقال: «إن کان مملوكه، فليفرق بينهما إذا شاء، إن الله تعالي يقول: عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ
فليس للعبد شيء من الأمر، و إن کان زوجها حرا فإن طلاقها عتقها»«1».
4] 0906/[- و عنه: بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن شعيب بن يعقوب العقرقوفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل- و أنا عنده أسمع- عن طلاق العبد. قال: «ليس له طلاق و لا نكاح، أما تسمع الله تعالي يقول: عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ
» قال: «لا يقدر علي طلاق و لا علي نكاح إلا بإذن مولاه».
5] 1906/[- و عنه: بإسناده عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن المفضل بن صالح، عن ليث المرادي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العبد، هل يجوز طلاقه!
فقال: «إن كانت أمتك فلا، إن الله تعالي يقول: عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ
و إن كانت أمة قوم
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 264/ 46. 2- تفسير العيّاشي 2: 264/ 47. 3- التهذيب 7: 340/ 1392. 4- التهذيب 7: 347/ 1421. 5- التهذيب 7: 348/ 1423.
(1) في المصدر: صفقتها.
صفحه : 439
اللهآخرين أو حرة جاز طلاقها».}
4] 2906/[- و عنه: بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن إبن بكير، عن الحسن العطار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل أمر مملوكه أن يتمتع بالعمرة إلي الحج، أ عليه أن يذبح عنه!
قال: «لا، إن الله يقول: عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ
».
5] 3906/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل ينكح أمته من رجل.
قال: «إن کان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء، لأن الله يقول: عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ
فليس للعبد من الأمر شيء، و إن کان زوجها حرا فإن طلاقها عتقها«1»».
6] 4906/[- عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:2» مر عليه غلام له، فدعاه إليه، ثم قال: « يا فتي، أرد عليك فلانة و تطعمنا بدرهم خربز«». قال: فقلت: جعلت فداك، إنا نروي عندنا: أن عليا (عليه السلام) أهديت له أو اشتريت [له جارية]. فقال لها: أ فارغة أنت أم مشغولة! قالت: مشغولة. قال: فأرسل، فاشتري بضعها من زوجها بخمسمائة درهم. فقال: «كذبوا علي علي (عليه السلام)، و لم يحفظوا. أما تسمع إلي قول الله و هو يقول: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ
».
7] 5906/[- عن زرارة، عن أبي جعفر و عن أبي عبد الله (عليهما السلام) قال: «المملوك لا يجوز طلاقه و لا نكاحه إلا بإذن سيده».
قلت: فإن کان السيد زوجه، بيد من الطلاق! قال: «بيد السيد ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ
ما شيء الطلاق!؟».
6096/[8]- عن أبي بصير، في الرجل ينكح أمته لرجل، أله أن يفرق بينهما إذا شاء!
قال: «إن کان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء، لأن الله يقول: عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ فليس للعبد من الأمر شيء، و إن کان زوجها حرا فرق بينهما إذا شاء المولي».
9] 7906/[- عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:3» «إذا زوج الرجل غلامه جاريته فرق بينهما إذا« شاء».
-----------------------------------
4- التهذيب 5: 200/ 665. 5- تفسير العيّاشي 2: 264/ 48. 6- تفسير العيّاشي 2: 265/ 49. [.....] 7- تفسير العيّاشي 2: 265/ 50. 8- تفسير العيّاشي 2: 265/ 51. 9- تفسير العيّاشي 2: 265/ 52.
(1) في «س»: صفقتها.
(2) الخربز: البطّيخ بالفارسيّة. «لسان العرب- خربز- 5: 345».
(3) في المصدر: متي.
صفحه : 440
10] 8906/[- عن الحلبي، عنه (عليه السلام)1» ، عن الرجل ينكح عبده أمته، قال: «يفرق بينهما« إذا شاء بغير طلاق، فإن الله يقول: عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ
».
11] 9906/[- عن أحمد بن عبد الله العلوي، عن الحسن بن الحسين، عن الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر إبن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: «کان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ
و يقول: للعبد لا طلاق و لا نكاح، ذلک إلي سيده، و النّاس يرون«2» خلاف ذلک، إذا أذن السيد لعبده لا يرون له أن يفرق بينهما».
12] 0016/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده، عن الحسين بن سعيد، عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: «المملوك لا يجوز طلاقه و لا نكاحه إلا بإذن سيده».
قلت: فإن السيد کان زوجه، بيد من الطلاق! فقال: «بيد السيد ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ
الشيء: الطلاق».
6101/[13]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا عَبداً مَملُوكاً لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ قال: لا يتزوج و لا يطلق. قال: ثم ضرب الله مثلا في الكفار، قوله: وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا رَجُلَينِ أَحَدُهُما أَبكَمُ لا يَقدِرُ عَلي شَيءٍ وَ هُوَ كَلٌّ عَلي مَولاهُ أَينَما يُوَجِّههُ لا يَأتِ بِخَيرٍ هَل يَستَوِي هُوَ وَ مَن يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ هُوَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قال: كيف يستوي هذا، و هذا ألذي يأمر بالعدل أمير المؤمنين و الأئمة (عليهم السلام)،!؟
14] 2016/[- إبن شهر آشوب: عن حمزة بن عطاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي: هَل يَستَوِي هُوَ وَ مَن يَأمُرُ بِالعَدلِ
.
قال: «هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، يأمر بالعدل، و هو علي صراط مستقيم».
قوله تعالي:
وَ اللّهُ أَخرَجَكُم مِن بُطُونِ أُمَّهاتِكُم- إلي قوله تعالي-
-----------------------------------
10- تفسير العيّاشي 2: 265/ 53. 11- تفسير العيّاشي 2: 266/ 54. 12- التهذيب 7: 347/ 1419. 13- تفسير القمّي 1: 387. 14- المناقب 2: 107.
(1) في المصدر: قال: ينزعها.
(2) في «ط»: يروون.
صفحه : 441
وَ جَعَلَ لَكُم سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَّ وَ سَرابِيلَ تَقِيكُم بَأسَكُم [78- 81] 6103/[1]- علي بن إبراهيم: قوله تعالي: وَ اللّهُ أَخرَجَكُم مِن بُطُونِ أُمَّهاتِكُم إلي قوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ: إنه محكم.
ثم قال: قوله: وَ اللّهُ جَعَلَ لَكُم مِن بُيُوتِكُم سَكَناً يعني المساكن وَ جَعَلَ لَكُم مِن جُلُودِ الأَنعامِ بُيُوتاً يعني الخيم و المضارب: تَستَخِفُّونَها يَومَ ظَعنِكُم أي يوم سفركم: وَ يَومَ إِقامَتِكُم يعني في مقامكم وَ مِن أَصوافِها وَ أَوبارِها وَ أَشعارِها أَثاثاً وَ مَتاعاً إِلي حِينٍ.
2] 4016/[- قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود ، في قوله: أَثاثاً
قال: «المال»، وَ مَتاعاً قال: «المنافع»، إِلي حِينٍ: « أي إلي حين بلاغها».
6105/[3]- قال علي بن إبراهيم في قوله: وَ اللّهُ جَعَلَ لَكُم مِمّا خَلَقَ ظِلالًا قال: ما يستظل به وَ جَعَلَ لَكُم مِنَ الجِبالِ أَكناناً وَ جَعَلَ لَكُم سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَّ يعني القمص، و إنما جعل ما يجعل منه. وَ سَرابِيلَ تَقِيكُم بَأسَكُم يعني الدروع.
4] 6016/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سليمان بن خالد، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحر و البرد، مما يكونان!
1» فقال: « يا أبا أيوب، إن المريخ كوكب حار، و زحل كوكب بارد، فإذا بدأ المريخ في الارتفاع انحط زحل و ذلک في الربيع، فلا يزالان كذلك، كلما ارتفع المريخ درجة انحط زحل درجة ثلاثة أشهر، حتي ينتهي المريخ في الارتفاع و ينتهي زحل في الهبوط فيجلوا المريخ، فلذلك يشتد الحر، فإذا کان آخر الصيف و أول« الخريف بدأ زحل في الارتفاع و بدأ المريخ في الهبوط، فلا يزالان كذلك، كلما ارتفع زحل درجة انحط المريخ درجة، حتي ينتهي المريخ في الهبوط و ينتهي زحل في الارتفاع فيجلو زحل، و ذلک في أول الشتاء و آخر الخريف و لذلك يشتد البرد، و كلما ارتفع هذا هبط هذا، و كلما هبط هذا ارتفع هذا، فإذا کان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلک للقمر، و إذا کان في الشتاء يوم حار فالفعل في ذلک للشمس، و هذا هبط هذا، و كلما هبط هذا بتقدير العزيز العليم، و أنا عبد رب العالمين».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 387. [.....] 2- تفسير القمّي 1: 388. 3- تفسير القمّي 1: 388. 4- الكافي 8: 306/ 474.
(1) في «ط»: و أوان.
صفحه : 442
قوله تعالي:
يَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَها وَ أَكثَرُهُمُ الكافِرُونَ [83]
1] 7016/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محمّد الهاشمي، قال: حدثني أبي، عن أحمد بن عيسي، قال: حدثني جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) في قوله عز و جل: يَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَها
.
قال: «لما نزلت: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزَّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ
«1» اجتمع نفر من أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله) في مسجد المدينة، فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية! فقال بعضهم: إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها، و إن آمنا فهذا ذل حين يتسلط«2» علينا إبن أبي طالب فقالوا: قد علمنا أن محمدا (صلي الله عليه و آله) صادق فيما يقول، و لكن نتولاه و لا نطيع عليا فيما أمرنا، فنزلت هذه الآية: يَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَها«3» يعني ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وَ أَكثَرُهُمُ الكافِرُونَ بالولاية».
2] 8016/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إسحاق بن الهيثم، عن سعد بن ظريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال:4» «ما بال قوم غيروا سنة رسول الله (صلي الله عليه و آله) و عدلوا عن وصيه«، لا يخافون أن ينزل بهم العذاب، ثم تلا هذه الآية الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ جَهَنَّمَ يَصلَونَها وَ بِئسَ القَرارُ
«5»». ثم قال: «نحن- و الله- نعمة الله الّتي أنعم الله بها علي عباده، و بنا فاز من فاز».
3] 9016/[- إبن شهر آشوب: عن الباقر (عليه السلام) في قوله تعالي: يَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِ
الآية.
قال: «عرفهم ولاية علي (عليه السلام) و أمرهم بولايته، ثم أنكروا بعد وفاته».
4] 0116/[- العياشي: عن جعفر بن أحمد، عن العمركي النيسابوري، عن علي بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسي بن جعفر (عليهما السلام) أنه سئل عن هذه الآية يَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِ
الآية، فقال: «عرفوه ثم أنكروه».
-----------------------------------
1- الكافي 1: 354/ 77. 2- تفسير القمّي 1: 86. 3- المناقب 3: 99. 4- تفسير العيّاشي 2: 266/ 55.
(1) المائدة 5: 55.
(2) في المصدر: يسلّط.
(3) في المصدر زيادة: يعرفون.
(4) في «س»: وصيّته.
(5) إبراهيم 14: 28- 29.
صفحه : 443
قوله تعالي:
وَ يَومَ نَبعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً- إلي قوله تعالي- وَ جِئنا بِكَ شَهِيداً عَلي هؤُلاءِ [84- 89] 6111/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ يَومَ نَبعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً قال: لكل زمان [و أمة] إمام، تبعث کل أمة مع إمامها. و قوله: الَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدناهُم عَذاباً فَوقَ العَذابِ قال: كفروا بعد النبي، و صدوا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) زِدناهُم عَذاباً فَوقَ العَذابِ بِما كانُوا يُفسِدُونَ. ثم قال: وَ يَومَ نَبعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيهِم مِن أَنفُسِهِم يعني من الأئمة. ثم قال لنبيه (صلي الله عليه و آله): وَ جِئنا بِكَ يا محمّد شَهِيداً عَلي هؤُلاءِ يعني علي الأئمة، فرسول الله شهيد علي الأئمة، و الأئمة شهداء علي النّاس.
2] 2116/[- الطبرسي: عن الصادق (عليه السلام) قال:1» «لكل زمان و أمة إمام«، تبعث کل امة مع إمامها».
قوله تعالي:
وَ نَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلِّ شَيءٍ وَ هُديً وَ رَحمَةً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ [89]
3] 3116/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن عبد الجبار، عن إبن فضال، عن حماد بن عثمان، عن عبد الأعلي بن أعين، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «قد ولدني رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أنا أعلم كتاب الله، و فيه بدء الخلق و ما هو كائن إلي يوم القيامة، و فيه خبر السماء و خبر الإرض، و خبر الجنة و خبر النار، و خبر ما کان و خبر ما هو كائن، أعلم ذلک کما أنظر إلي كفي، إن الله عز و جل يقول: فيه تبيان کل شيء».
4] 4116/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث بن المغيرة، و عدة من أصحابنا منهم عبد الأعلي، و أبو عبيدة، و عبد الله بن بشر الخثعمي، سمعوا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إني لأعلم ما في السماوات و ما في الإرض، و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار، و أعلم
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 388. [.....] 2- مجمع البيان 6: 584. 3- الكافي 1: 50/ 8. 4- الكافي 1: 204/ 2.
(1) في «ط»: شهيد.
صفحه : 444
اللهما کان و ما يکون».}
قال: ثم مكث هنيئة، فرأي أن ذلک كبر علي من سمعه منه، فقال: «علمت ذلک من كتاب الله عز و جل، إن الله عز و جل يقول: فيه تبيان کل شيء».
3] 5116/[- محمّد بن الحسن الصفار: عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن عمر، عن عبد الله بن الوليد السمان، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): « يا عبد الله، ما تقول الشيعة في علي و موسي و عيسي (عليهم السلام)»!
قال: قلت: جعلت فداك، و عن أي حالات تسألني! قال: «أسألك عن العلم». قلت: يقولون: إن موسي و عيسي (عليهما السلام) أفضل من أمير المؤمنين (عليه السلام).
1» قال: «هو- و الله-« أعلم منهما، أليس يقولون: إن لعلي (عليه السلام) ما لرسول الله (صلي الله عليه و آله) من العلم!» قال: قلت: بلي. قال: «فخاصمهم فيه، إن الله تبارك و تعالي قال لموسي (عليه السلام): وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلِّ شَيءٍ
«2» فأعلمنا أنه لم يبين له الأمر كله، و قال الله تبارك و تعالي لمحمد (صلي الله عليه و آله): وَ جِئنا بِكَ شَهِيداً عَلي هؤُلاءِ وَ نَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلِّ شَيءٍ».
4] 6116/[- و عنه: عن علي بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو الزيات، عن عبد الله بن الوليد، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): « أي شيء تقول الشيعة في عيسي و موسي و أمير المؤمنين (عليه السلام)»! قلت: يقولون: إن موسي و عيسي (عليهما السلام) أفضل من أمير المؤمنين (عليه السلام).
فقال: «أ يزعمون أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد علم ما علم رسول الله (صلي الله عليه و آله)»! قلت: نعم، و لكن لا يقدمون علي اولي العزم من الرسل أحدا. قال أبو عبد الله (عليه السلام): «فخاصمهم بكتاب الله». قلت: و في أي موضع منه أخاصمهم! قال: «قال الله تبارك و تعالي لموسي (عليه السلام): وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلِّ شَيءٍ
«3» فعلمنا أنه لم يكتب لموسي (عليه السلام) کل شيء، و قال الله تبارك و تعالي [لعيسي (عليه السلام) وَ لِأُبَيِّنَ لَكُم بَعضَ الَّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِ«4» و قال الله تعالي] لمحمد (صلي الله عليه و آله): وَ جِئنا بِكَ شَهِيداً عَلي هؤُلاءِ وَ نَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلِّ شَيءٍ».
5] 7116/[- و عنه: عن علي بن محمّد بن سعد، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمّد اليماني، عن مسلم بن الحجاج، عن يونس، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله خلق
-----------------------------------
3- بصائر الدرجات: 248/ 3. 4- بصائر الدرجات: 247/ 1. 5- بصائر الدرجات: 247/ 2.
(1) في المصدر: عن العلم، فأمّا الفضل فهم سواء. قال: قلت: جعلت فداك، فما عسي أن أقول فيهم! فقال: هو و اللّه.
(2) الأعراف: 7: 145.
(3) الأعراف 7: 145.
(4) الزخرف 43: 63.
صفحه : 445
اللهاولي العزم من الرسل، و فضلهم بالعلم، و أورثنا علمهم و فضلهم، و فضلنا عليهم في علمهم، و علم رسول الله (صلي الله عليه و آله) ما لم يعلموا، و علمنا علم الرسول و علمهم».}
6] 8116/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن أبي بشر، عن كثير بن أبي حمران، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «لقد سأل موسي (عليه السلام) العالم مسألة، لم يكن عنده جوابها. و لقد سأل العالم موسي (عليه السلام) مسألة، لم يكن عنده جوابها، و لو كنت بينهما لأخبرت کل واحد منهما بجواب مسألته، و لسألتهما عن مسألة لم يكن عندهما جوابها».
7] 9116/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين، عن عثمان بن عيسي، عن إبن مسكان، عن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «لما لقي موسي (عليه السلام) العالم، و كلمه و سأله، نظر إلي خطاف يصفر و يرتفع في السماء، و يسفل في البحر، فقال العالم لموسي (عليه السلام): أ تدري ما يقول هذا الخطاف! قال: و ما يقول! قال: يقول: و رب السماء و الإرض، ما علمكما من علم ربكما إلا مثل ما أخذت بمنقاري من هذا البحر».
قال: فقال أبو جعفر (عليه السلام): «أما إني لو كنت عندهما لسألتهما عن مسألة، لا يکون عندهما فيها علم».
8] 0216/[- و عنه: عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن سيف التمار، قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) و نحن جماعة في الحجر، فقال: «و رب هذه البنية، و رب هذه الكعبة- ثلاث مرات- لو كنت بين موسي و الخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، و لأنبأتهما بما ليس في أيديهما».
9] 1216/[- و عنه: عن أحمد بن الحسين، عن الحسن بن راشد، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، قال: و حدثوني جميعا، عن بعض أصحابنا، عن عبد الله بن حماد، عن سيف التمار، قال: كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) في الحجر، فقال: «أعلينا عين!» فالتفتنا يمنة و يسرة و قلنا: لا، ليس علينا عين. فقال: «و رب هذه الكعبة- ثلاث مرات- لو كنت بين موسي و الخضر (عليهما السلام) لأخبرتهما أني أعلم منهما، و لأنبأتهما بما ليس في أيديهما».
10] 2216/[- محمّد بن يعقوب: عن أحمد بن محمّد، و محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد الله بن حماد، عن سيف التمار، قال: كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة من الشيعة في الحجر، فقال: «علينا عين!» فالتفتنا يمنة و يسرة فلم نر أحدا، فقلنا: ليس علينا عين. فقال: «و رب الكعبة، و رب البنية- ثلاث مرات- لو كنت بين موسي و الخضر (عليهما السلام) لأخبرتهما أني أعلم منهما، و لأنبأتهما بما ليس في أيديهما، لأن موسي و الخضر (عليهما السلام) أعطيا علم ما کان، و لم يعطيا علم ما يکون و ما هو كائن حتي
-----------------------------------
6- بصائر الدرجات: 249/ 1. 7- بصائر الدرجات: 250/ 2. 8- بصائر الدرجات: 250/ 3. [.....] 9- بصائر الدرجات: 250/ 4. 10- الكافي 1: 203/ 1.
صفحه : 446
اللهتقوم الساعة، و قد ورثناه من رسول الله (صلي الله عليه و آله) وراثة».}
11] 3216/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن عبد الله بن سليمان، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن جبرئيل (عليه السلام) أتي رسول الله (صلي الله عليه و آله) برمانتين، فأكل رسول الله (صلي الله عليه و آله) إحداهما و كسر الأخري بنصفين، فأكل نصفا و أطعم عليا (عليه السلام) نصفا. ثم قال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا أخي، هل تدري ما هاتان الرمانتان! قال: لا. قال: أما الأولي فالنبوة ليس لك فيها نصيب، و أما الاخري فالعلم و أنت شريكي فيه».
فقلت: أصلحك الله، كيف کان شريكه فيه! قال: «لم يعلم الله محمدا (صلي الله عليه و آله) علما إلا و أمره أن يعلمه عليا (عليه السلام)».
12] 4216/[- و عنه: عن علي، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «نزل جبرئيل (عليه السلام) علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) برمانتين من الجنة فأعطاه إياهما، فأكل واحدة و كسر الاخري بنصفين، فأعطي عليا (عليه السلام) نصفها فأكلها. فقال: يا علي، أما الرمانة الأولي الّتي أكلتها فالنبوة، ليس لك فيها شيء، و أما الأخري فهو العلم و أنت شريكي فيه».
13] 5216/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن إبن أذينة، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «نزل جبرئيل (عليه السلام) علي محمّد (صلي الله عليه و آله) برمانتين من الجنة فلقيه علي (عليه السلام)، فقال: ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك! فقال: أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب، و أما هذه فالعلم. ثم فلقها رسول الله (صلي الله عليه و آله) بنصفين، فأعطاه نصفها و أخذ رسول الله (صلي الله عليه و آله) نصفها، ثم قال: أنت شريكي فيه و أنا شريكك فيه» قال: «فلم يعلم- و الله- رسول الله (صلي الله عليه و آله) حرفا مما علمه الله عز و جل إلا قد علمه عليا (عليه السلام)، ثم انتهي العلم إلينا». ثم وضع يده علي صدره.
14] 6216/[- العياشي: عن يونس، عن عدة من أصحابنا، قالوا: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إني لأعلم خبر السماء و خبر الإرض، و خبر ما کان و خبر ما هو كائن كأنه في كفي». ثم قال: «من كتاب الله أعلمه، إن الله يقول: فيه تبيان کل شيء».
15] 7216/[- عن منصور، عن حماد اللحام، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «نحن- و الله- نعلم ما في السماوات و ما في الإرض، و ما في الجنة و ما في النار، و ما بين ذلک». قال: فبهت أنظر إليه، فقال: « يا حماد، إن ذلک
-----------------------------------
11- الكافي 1: 205/ 1. 12- الكافي 1: 206/ 2. 13- الكافي 1: 206/ 3. 14- تفسير العيّاشي 2: 266/ 56. 15- تفسير العيّاشي 2: 266/ 57.
صفحه : 447
اللهفي كتاب الله- ثلاث مرات- ثم تلا هذه الآية وَ يَومَ نَبعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيهِم مِن أَنفُسِهِم وَ جِئنا بِكَ شَهِيداً عَلي هؤُلاءِ وَ نَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلِّ شَيءٍ وَ هُديً وَ رَحمَةً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ}
إنه من كتاب فيه تبيان کل شيء».
16] 8216/[- عن عبد الله بن الوليد، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «قال الله لموسي (عليه السلام): وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلِّ شَيءٍ
«1» فعلمنا أنه لم يكتب لموسي (عليه السلام) الشيء كله، و قال الله لعيسي (عليه السلام): وَ لِأُبَيِّنَ لَكُم بَعضَ الَّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِ«2»، و قال الله لمحمد (صلي الله عليه و آله): وَ جِئنا بِكَ شَهِيداً عَلي هؤُلاءِ وَ نَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلِّ شَيءٍ».
6129/[17]- عن عبد الملك بن سليمان: أنه وجد في دفين الزمازي رق مكتوب فيه تأريخه ألف و مائتا سنة بخط السريانية، و تفسيره بالعربية، قال: لما وقعت المشاجرة بين موسي بن عمران و الخضر (عليهما السلام) في قوله عز و جل في سورة الكهف في قصة السفينة و الغلام و الجدار، و رجع إلي قومه فسأله أخوه هارون عما استعمله من الخضر، فقال له: علم ما لم يضر جهله، و لكن کان ما هو أعجب من ذلک. قال: و ما هو! قال: بينما نحن علي شاطئ البحر وقوف إذ أقبل طائر علي هيئة الخطاف فنزل علي البحر، فأخذ في منقاره ماء فرمي به إلي المشرق، ثم أخذ ثانية و رمي به إلي المغرب، ثم أخذ ثالثة فرمي به [إلي الجنوب، ثم أخذ رابعة فرمي به إلي الشمال، ثم أخذ فرمي به] إلي السماء، ثم أخذ فرمي به إلي الإرض، ثم أخذ مرة أخري فرمي به إلي البحر، ثم جعل يرفرف و طار، فبقينا مبهوتين لا نعلم ما أراد الطائر بفعله.
فبينما نحن كذلك إذ بعث الله علينا ملكا في صورة آدمي، فقال: ما لي أراكما مبهوتين! قلنا: فيما أراد الطائر بفعله، قال: أو ما تعلمان ما أراد! قلنا له: الله أعلم. قال: إنه يقول: و حق من شرق المشرق و غرب المغرب، و رفع السماء و دحا الإرض، ليبعثن الله في آخر الزمان نبيا اسمه محمّد (صلي الله عليه و آله)، له وصي اسمه علي (عليه السلام)، و علمكما جميعا في علمهما مثل هذه القطرة في هذا البحر.
قوله تعالي:
إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذِي القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ [90] 6130/[1]- علي بن إبراهيم، قال: العدل: شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله (صلي الله عليه و آله).
-----------------------------------
16- تفسير العيّاشي 2: 266/ 58. 17- الروضة لابن شاذان: 26، عنه البحار 40: 177/ 60. 1- تفسير القمّي 1: 388.
(1) الأعراف 7: 145.
(2) الزخرف 43: 63.
صفحه : 448
و الإحسان: أمير المؤمنين (عليه السلام). و الفحشاء و المنكر و البغي: فلان و فلان و فلان.
2] 1316/[- و عنه، قال: حدثنا، محمّد بن أبي عبد الله، قال: حدثنا موسي بن عمران، قال: حدثني، الحسين بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم، قال: جاء رجل إلي أبي عبد الله جعفر بن محمّد (صلوات الله عليهما) و أنا عنده، فقال: يا بن رسول الله، إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذِي القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ
و قوله: أَمَرَ أَلّا تَعبُدُوا إِلّا إِيّاهُ«1»!
فقال: «نعم، ليس لله في عباده أمر إلا العدل و الإحسان، فالدعاء من الله عام، و الهدي خاص، مثل قوله:
وَ يَهدِي مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ
»«2».
3] 2316/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله، قال: حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عن صباح بن خاقان، عن عمرو بن عثمان التيمي القاضي، قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) علي أصحابه، و هم يتذاكرون المروءة. فقال: «أين أنتم من كتاب الله!» قالوا: يا أمير المؤمنين، في أي موضع! فقال: «في قوله عز و جل: إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ
فالعدل: الإنصاف، و الإحسان:
التفضل».
4] 3316/[- العياشي: عن سعد، عن أبي جعفر (عليه السلام): إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ
قال: « يا سعد، إن الله يأمر بالعدل و هو محمّد (صلي الله عليه و آله)، و الإحسان و هو علي (عليه السلام) و إيتاء ذي القربي و هو قرابتنا، أمر الله العباد بمودتنا و إيتائنا، و نهاهم عن الفحشاء و المنكر، من بغي علي أهل البيت و دعا إلي غيرنا».
5] 4316/[- عن إسماعيل الحريري، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله: إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذِي القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البَغيِ
! قال: «اقرأ کما أقول لك- يا إسماعيل- إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربي حقه».
فقلت: جعلت فداك، إنا لا نقرأ هكذا في قراءة زيد. قال: «و لكنا نقرؤها هكذا في قراءة علي (عليه السلام)».
3» قلت: فما يعني بالعدل! قال: «شهادة أن لا إله إلا الله». قلت: و الإحسان! قال: «شهادة أن محمدا رسول الله (صلي الله عليه و آله)». قلت: فما يعني بإيتاء ذي القربي حقه! قال: «أداء إمام« إلي إمام بعد إمام» وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ
-----------------------------------
2- تفسير القمي 1: 388. 3- معاني الآخبار: 257/ 1. [.....] 4- تفسير العياشي 2: 267/ 59. 5- تفسير العياشي 2: 2687/ 60.
(1) يوسف 12: 40.
(2) يونس 10: 25.
(3) في المصدر: أداء إمامة.
صفحه : 449
اللهقال: «ولاية فلان و فلان».}
6] 5316/[- عن عمرو بن عثمان، قال: خرج علي (عليه السلام) علي أصحابه، و هم يتذاكرون المروءة. فقال: «أين أنتم، أنسيتم من كتاب الله قرآنا ذكر ذلک!» قالوا: يا أمير المؤمنين، في أي موضع! قال: «في قوله: إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذِي القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ
فالعدل: الإنصاف، و الإحسان: التفضل».
7] 6316/[- عن عامر بن كثير، و کان داعية الحسين بن علي«1»، عن موسي بن أبي الغدير، عن عطاء الهمداني، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذِي القُربي
.
قال: «العدل: شهادة أن لا إله إلا الله، و الإحسان: ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، و ينهي عن الفحشاء: الأول، و المنكر: الثاني، و البغي: الثالث».
8] 7316/[- و في رواية سعد الإسكاف، عنه، قال: « يا سعد إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ
و هو محمّد (صلي الله عليه و آله) فمن أطاعه فقد عدل وَ الإِحسانِ علي (عليه السلام)، فمن تولاه فقد أحسن، و المحسن في الجنة، وَ إِيتاءِ ذِي القُربي فمن«2» قرابتنا، أمر الله العباد بمودتنا و إيتائنا، و نهاهم عن الفحشاء و المنكر، من بغي علينا أهل البيت و دعا إلي غيرنا».
9] 8316/[- الحسن بن أبي الحسن الديلمي: بإسناده إلي عطية بن الحارث، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذِي القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البَغيِ
.
قال: «العدل: شهادة الإخلاص، و أن محمدا رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و الإحسان: ولاية أمير المؤمنين (عليهم السلام)، و الإتيان بطاعتهما (صلوات الله عليهما). و إيتاء ذي القربي: الحسن و الحسين و الأئمة من ولده (عليهم السلام)، وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البَغيِ
و هو من ظلمهم و قتلهم و منع حقوقهم و موالاة أعدائهم، فهو المنكر الشنيع و الأمر الفظيع».
قوله تعال:
وَ أَوفُوا بِعَهدِ اللّهِ إِذا عاهَدتُم وَ لا تَنقُضُوا الأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 267/ 61. 7- تفسير العيّاشي 2: 267/ 62. 8- تفسير العيّاشي 2: 268/ 63. 9- ... تأويل الآيات 1: 261/ 20، عنه البحار 24: 188/ 7.
(1) هو الحسين بن عليّ بن الحسن (المثلّث) بن الحسن (المثنّي) بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) المعروف بصاحب فخّ. مقاتل الطالبيين: 285، الأعلام للزركل 2: 244.
(2) (فمن) ليس في المصدر.
صفحه : 450
جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًا إِنَّ اللّهَ يَعلَمُ ما تَفعَلُونَ وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكاثاً- إلي قوله تعالي- ما عِندَكُم يَنفَدُ وَ ما عِندَ اللّهِ باقٍ [91- 96]
1] 9316/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس عن زيد بن الجهم الهلالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «لما نزلت ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و کان من قول رسول الله (صلي الله عليه و آله): سلموا علي علي بإمرة المؤمنين. فكان مما أكده الله عليهما في ذلک اليوم- يا زيد- قول رسول الله (صلي الله عليه و آله) لهما: قوما فسلما عليه بإمرة المؤمنين. فقالا: أمن الله أو من رسوله، يا رسول الله! فقال لهما رسول الله (صلي الله عليه و آله): من الله و من رسوله فأنزل الله عز و جل وَ لا تَنقُضُوا الأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًا إِنَّ اللّهَ يَعلَمُ ما تَفعَلُونَ
يعني قول رسول الله (صلي الله عليه و آله) لهما، و قولهما: أمن الله أو من رسوله وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم أن تكون أئمة هي أزكي من أئمتكم.
قال: قلت: جعلت فداك، أئمة! قال: «إي و الله أئمة». قلت: فإنا نقرأ أربي! فقال: «ويحك، ما أربي!؟- و أومأ بيده فطرحها- إِنَّما يَبلُوكُمُ اللّهُ بِهِ
يعني بعلي (عليه السلام) وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُم يَومَ القِيامَةِ ما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ وَ لَو شاءَ اللّهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِن يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَ يَهدِي مَن يَشاءُ وَ لَتُسئَلُنَّ يوم القيامة عَمّا كُنتُم تَعمَلُونَ وَ لا تَتَّخِذُوا أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعدَ ثُبُوتِها يعني بعد مقالة رسول الله (صلي الله عليه و آله) في علي (عليه السلام) وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدتُم عَن سَبِيلِ اللّهِ يعني به عليا (عليه السلام) وَ لَكُم عَذابٌ عَظِيمٌ».
2] 0416/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لما نزلت الولاية، و کان من قول رسول الله (صلي الله عليه و آله) بغدير خم: سلموا علي علي بإمرة المؤمنين. فقالوا: أمن الله أو من رسوله! فقال:
اللهم نعم، حقا من الله و من رسوله. فقال: إنه أمير المؤمنين و إمام المتقين، و قائد الغر المحجلين، يقعده الله يوم القيامة علي الصراط، فيدخل أولياءه الجنة، و يدخل أعداءه النار. و أنزل الله عز و جل وَ لا تَنقُضُوا الأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًا إِنَّ اللّهَ يَعلَمُ ما تَفعَلُونَ
يعني: قول رسول الله (صلي الله عليه و آله): من الله و رسوله. ثم ضرب لهم مثلا، فقال: وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم».
3] 1416/[- ثم قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «الّتي نقضت
-----------------------------------
1- الكافي 1: 231/ 1. 2- تفسير القمّي 1: 389. 3- تفسير القمّي 1: 389. [.....]
صفحه : 451
اللهغزلها: امرأة من بني تيم بن مرة يقال لها ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن كعب بن لؤي بن غالب، كانت حمقاء تغزل الشعر، فإذا غزلته نقضته ثم عادت فغزلته، فقال الله: كَالَّتِي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم}
- قال- إن الله تبارك و تعالي أمر بالوفاء و نهي عن نقض العهد، فضرب لهم مثلا».
4] 2416/[- نرجع إلي رواية علي بن إبراهيم«1»، قال: في قوله (عليه السلام): «أن تكون أئمة هي أزكي من أئمتكم». فقيل: يا بن رسول الله، نحن نقرأها: هِيَ أَربي مِن أُمَّةٍ
. قال: «ويحك، و ما أربي!؟- و أومأ بيده فطرحها- إِنَّما يَبلُوكُمُ اللّهُ بِهِ يعني بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) يختبركم وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُم يَومَ القِيامَةِ ما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ وَ لَو شاءَ الله لَجَعَلَكُم أُمَّةً واحِدَةً- قال- علي مذهب واحد و أمر واحد وَ لكِن يُضِلُّ مَن يَشاءُ- قال- يعذب بنقض العهد وَ يَهدِي مَن يَشاءُ- قال- يثيب وَ لَتُسئَلُنَّ عَمّا كُنتُم تَعمَلُونَ وَ لا تَتَّخِذُوا أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم- قال- هو مثل لأمير المؤمنين (عليه السلام): فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعدَ ثُبُوتِها يعني بعد مقالة النبي (صلي الله عليه و آله) فيه وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدتُم عَن سَبِيلِ اللّهِ يعني عن علي (عليه السلام) وَ لَكُم عَذابٌ عَظِيمٌ».
وَ لا تَشتَرُوا بِعَهدِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلًا
معطوف علي قوله: وَ أَوفُوا بِعَهدِ اللّهِ إِذا عاهَدتُم. ثم قال: ما عِندَكُم يَنفَدُ وَ ما عِندَ اللّهِ باقٍ أي ما عندكم من الأموال و النعمة يزول، و ما عند الله مما تقدمونه من خير أو شر فهو باق.
5] 3416/[- العياشي: عن زيد بن الجهم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «لما سلموا علي علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين، قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) للأول: قم فسلم عن علي بإمرة المؤمنين. فقال: أمن الله و من رسوله، يا رسول الله! فقال: نعم، من الله و من رسوله ثم قال لصاحبه: قم فسلم علي علي بإمرة المؤمنين.
فقال: أمن الله و من رسوله! قال: نعم، من الله و من رسوله ثم قال لصاحبه: قم فسلم علي علي بإمرة المؤمنين.
فقال: أمن الله و من رسوله! قال: نعم، من الله و من رسوله ثم قال: يا مقداد، قم فسلم علي علي بإمرة المؤمنين- قال- فقام و سلّم، و لم يقل ما قال صاحباه ثم قال: قم- يا أبا ذرّ- فسلم علي علي بإمرة المؤمنين. فقام و سلّم ثم قال:
قم- يا سلمان- و سلّم علي علي بإمرة المؤمنين. فقام و سلّم».
قال: «حتي إذا خرجا، و هما يقولان: لا و الله، لا نسلم له ما قال أبدا، فأنزل الله تبارك و تعالي علي نبيه: وَ لا تَنقُضُوا الأَيمانَ بَعدَ تَوكِيدِها وَ قَد جَعَلتُمُ اللّهَ عَلَيكُم كَفِيلًا
بقولكم: أمن الله و من رسوله! إِنَّ اللّهَ يَعلَمُ ما تَفعَلُونَ وَ لا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم أن تكون أئمة هي أزكي من أئمتكم».
قال: قلت: جعلت فداك، إنما نقرؤها أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَربي مِن أُمَّةٍ
فقال: «ويحك- يا زيد- و ما أربي!؟ أن تكون أئمة هي أزكي من أئمتكم إِنَّما يَبلُوكُمُ اللّهُ بِهِ يعني عليا (عليه السلام) وَ لَيُبَيِّنَنَّ لَكُم يَومَ القِيامَةِ ما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ
-----------------------------------
4- تفسير القمي 1: 389. 5- تفسير العياشي 2: 268/ 64.
(1) المتقدمة في الحديث (2) من تفسير هذه الآيات.
صفحه : 452
اللهوَ لَو شاءَ اللّهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِن يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَ يَهدِي مَن يَشاءُ وَ لَتُسئَلُنَّ عَمّا كُنتُم تَعمَلُونَ وَ لا تَتَّخِذُوا أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعدَ ثُبُوتِها}
بعد ما سلمتم علي علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين وَ تَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدتُم عَن سَبِيلِ اللّهِ يعني عليا (عليه السلام) وَ لَكُم عَذابٌ عَظِيمٌ».
ثم قال لي: «لما أخذ رسول الله (صلي الله عليه و آله) بيد علي (عليه السلام) فأظهر ولايته، قالا جميعا: و الله، ليس هذا من تلقاء الله، و ما هو إلا شيء أراد أن يشرف به إبن عمه. فأنزل الله عليه وَ لَو تَقَوَّلَ عَلَينا بَعضَ الأَقاوِيلِ لَأَخَذنا مِنهُ بِاليَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعنا مِنهُ الوَتِينَ فَما مِنكُم مِن أَحَدٍ عَنهُ حاجِزِينَ وَ إِنَّهُ لَتَذكِرَةٌ لِلمُتَّقِينَ وَ إِنّا لَنَعلَمُ أَنَّ مِنكُم مُكَذِّبِينَ
يعني فلانا و فلانا وَ إِنَّهُ لَحَسرَةٌ عَلَي الكافِرِينَ وَ إِنَّهُ لَحَقُّ اليَقِينِ يعني عليا (عليه السلام) فَسَبِّح بِاسمِ رَبِّكَ العَظِيمِ»«1».
6] 4416/[- عن عبد الرحمن بن سالم الأشل، عنه (عليه السلام)، قال: «الّتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا عائشة هي نكثت أيمانها».
قوله تعالي:
مَن عَمِلَ صالِحاً مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً [97] 6145/[1]- علي بن إبراهيم، قال: القنوع بما رزقه الله.
2] 6416/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل له: إن أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت.
فقال: «لعن الله أبا الخطاب- و الله- ما قلت له هكذا، و لكني قلت: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك، إن الله عز و جل يقول: مَن عَمِلَ صالِحاً مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ يُرزَقُونَ فِيها بِغَيرِ حِسابٍ
«2» و يقول تبارك و تعالي: مَن عَمِلَ صالِحاً مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً».
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 269/ 65. 1- تفسير القمّي 1: 390. 2- معاني الأخبار: 388/ 26.
(1) الحاقة 69: 44- 52.
(2) غافر 40: 40.
صفحه : 453
3] 7416/[- الشيخ، في (أماليه): قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيي الفحام بسر من رأي، قال:
حدثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله بن المنصور، قال: حدثني الإمام علي بن محمّد، قال: حدثني أبي محمّد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن موسي، قال: حدثني أبي موسي بن جعفر (عليهم السلام)، قال: قال سيدنا الصادق (عليه السلام) في قوله: فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً قال: «القنوع».
قوله تعالي:
فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلي رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ- إلي قوله تعالي- مُشرِكُونَ [98- 100] 6148/[4]- علي بن إبراهيم، قال: الرجيم: أخبث الشياطين، فقلت له: و لم سمي رجيما! قال: لأنه يرجم.
و قد تقدم حديث مسند في معني الرجيم، في قوله تعالي: وَ إِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَ ذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ من سورة آل عمران«1».
5] 9416/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبو أحمد هانئ بن محمّد بن محمود العبدي، قال: حدثنا أبي محمّد بن محمود، بإسناده، رفعه إلي موسي بن جعفر (عليه السلام) في حديث سؤال الرشيد له. فقال (عليه السلام) في جواب سؤاله: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
» ثم قرأ آية، و الحديث طويل تقدم في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يُهاجِرُوا ما لَكُم مِن وَلايَتِهِم مِن شَيءٍ من آخر سورة الأنفال«2».
6150/[6]- علي بن إبراهيم، قال: قوله: إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلي رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ قال: ليس له أن يزيلهم عن الولاية، فأما الذنوب فإنهم ينالون منه کما ينالون من غيره.
7] 1516/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد، عن علي بن الحسن، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ
-----------------------------------
3- الأمالي 1: 281. 4- تفسير القمي 1: 390. 5- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 81/ 9. 6- تفسير القمي 1: 390. 7- الكافي 8: 288/ 433.
(1) آل عمران 3: 36، و لم يرد هناك حديث في هذا المعني، و قد سبقت الإشارة إلي ذلک في تفسير الآيات (14- 18) من سورة الحجر. [.....]
(2) تقدم في الحديث (1) من تفسير الآية (72) من سورة الأنفال.
صفحه : 454
اللهإِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلي رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ}
! فقال: « يا أبا محمّد، يسلط- و الله- من المؤمن علي بدنه و لا يسلط علي دينه، قد سلط علي أيوب (عليه السلام) فشوه خلقه و لم يسلط علي دينه، و قد يسلط من المؤمنين علي أبدانهم و لا يسلط علي دينهم».
قلت له: عز و جل: إِنَّما سُلطانُهُ عَلَي الَّذِينَ يَتَوَلَّونَهُ وَ الَّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ
! قال: «الّذين هم بالله مشركون، يسلط علي أبدانهم و علي أديانهم».
5] 2516/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلي رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ إِنَّما سُلطانُهُ عَلَي الَّذِينَ يَتَوَلَّونَهُ وَ الَّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ
. قال: فقال: « يا أبا محمّد، يسلط من المؤمنين علي أبدانهم و لا يسلط علي أديانهم، قد سلط علي أيوب فشوه خلقه و لم يسلط علي دينه». و قوله: إِنَّما سُلطانُهُ عَلَي الَّذِينَ يَتَوَلَّونَهُ وَ الَّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ قال: «الّذين هم بالله مشركون، يسلط علي أبدانهم و علي أبدانهم و علي أديانهم».
6] 3516/[- عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ
قلت: كيف أقول! قال: «تقول: أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم». و قال: «إن الرجيم أخبث الشياطين».
قال: قلت له: لم سمي الرجيم! قال: «لأنه يرجم». قلت: فانفلت منها بشيء! قال: «لا». قلت: فكيف سمي الرجيم و لم يرجم بعد! قال: «يکون في العلم أنه رجيم».
7] 4516/[- عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن التعوذ من الشيطان عند کل سورة نفتحها!
قال: «نعم، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم».
و ذكر أن الرجيم أخبث الشياطين، فقلت: لم سمي الرجيم! قال: «لأنه يرجم». فقلت: هل ينقلب شيئا إذا رجم! قال: «لا، و لكن يکون في العلم أنه رجيم».
8] 5516/[- عن حماد بن عيسي، رفعه إلي أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَي الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلي رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ إِنَّما سُلطانُهُ عَلَي الَّذِينَ يَتَوَلَّونَهُ وَ الَّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ
.
قال: «ليس له أن يزيلهم عن الولاية، فأما الذنوب و أشباه ذلک فإنه ينال منهم کما ينال من غيرهم».
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 269/ 66. 6- تفسير العيّاشي 2: 270/ 67. 7- تفسير العيّاشي 2: 270/ 68. 8- تفسير العيّاشي 2: 270/ 69.
صفحه : 455
قوله تعالي:
وَ إِذا بَدَّلنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنتَ مُفتَرٍ- إلي قوله تعالي- وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ [101- 102] 6156/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ إِذا بَدَّلنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنتَ مُفتَرٍ إلي قوله تعالي: وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ قال: إذا نسخت آية قالوا لرسول الله (صلي الله عليه و آله): أنت مفتر. فرد الله عليهم، فقال: قل لهم- يا محمّد- نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ يعني جبرئيل (عليه السلام) لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هُديً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ.
2] 7516/[- و عنه، قال: و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: رُوحُ القُدُسِ
. قال: «هو جبرئيل (عليه السلام)، و القدس: الطاهر لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا هم آل محمّد (عليهم السلام) وَ هُديً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ».
3] 8516/[- العياشي: عن محمّد بن عذافر الصيرفي، عمن أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله تبارك و تعالي خلق روح القدس، فلم يخلق خلقا أقرب إلي الله منها، و ليست بأكرم خلقه عليه، فإذا أراد أمرا ألقاه إليها، فألقاه إلي النجوم فجرت به».
قوله تعالي:
وَ لَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلحِدُونَ إِلَيهِ أَعجَمِيٌّ وَ هذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [103] 6159/[4]- علي بن إبراهيم، قال: و هو لسان أبي فكيهة«1» مولي بني الحضرمي، کان أعجمي اللسان، و کان
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 390. 2- تفسير القمّي 1: 390. 3- تفسير العيّاشي 2: 270/ 70. 4- تفسير القمّي 1: 390.
(1) و اسمه أفلح و قيل: يسار، مولي بني عبد الدار، و قيل: کان مولي لصفوان بن اميّة بن خلف أسلم قديما بمكة، و کان من المستضعفين ممّن عذّب في اللّه. عذّبه المشركون ليرجع عن دينه فلم يرجع عن دينه، و هاجر و مات قبل بدر. «الكامل لابن الأثير 2: 68، أسد الغابة 5: 273، البداية و النهاية 3: 102».
صفحه : 456
قد اتبع نبي الله و آمن به، و کان من أهل الكتاب، فقالت قريش: هذا- و الله- يعلم محمدا، علمه«1» بلسانه، يقول الله:
وَ هذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ.
قوله تعالي:
إِنَّما يَفتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِآياتِ اللّهِ [105]
1] 0616/[- العياشي: عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): أنه ذكر رجلا كذابا ثم قال: «قال الله: إِنَّما يَفتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ
».
قوله تعالي:
مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعدِ إِيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ وَ لكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدراً فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللّهِ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ- إلي قوله تعالي- ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِن بَعدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَ صَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [106- 110]
2] 1616/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد، قال:
حدثنا أبو عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في حديث طويل- «فأما ما فرض علي القلب من الإيمان:
فالإقرار، و المعرفة، و العقد، و الرضا، و التسليم بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا لم يتخذ صاحبة و لا ولدا، و أن محمدا عبده و رسوله (صلوات الله عليه و علي آله)، و الإقرار بما جاء به من عند الله من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله علي القلب من الإقرار و المعرفة و هو عمله، و هو قول الله عز و جل: إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ وَ لكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدراً
».
3] 2616/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال: قيل لأبي
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 271/ 71. 2- الكافي 2: 28/ 1. 3- الكافي 2: 173/ 10.
(1) (علمه) ليس في المصدر. [.....]
صفحه : 457
اللهعبد الله (عليه السلام): إن النّاس يروون: أن عليا (عليه السلام) قال علي منبر الكوفة: أيها النّاس، إنكم ستدعون إلي سبي، فسبوني، ثم تدعون إلي البراءة مني فلا تبرءوا مني.}
قال: «ما أكثر ما يكذب النّاس علي علي (عليه السلام)؟؟» ثم قال: «إنما قال: إنكم ستدعون إلي سبي فسبوني، ثم تدعون إلي البراءة مني و إني لعلي دين محمّد (صلي الله عليه و آله)، و لم يقل: و لا تبرءوا مني».
فقال له السائل: أ رأيت إن اختار القتل دون البراءة.
1» فقال: «و الله، ما ذاك عليه، و ما له« إلا ما مضي عليه عمار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة و قلبه مطمئن بالإيمان، فأنزل الله عز و جل [فيه]: إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ
، فقال له النبي (صلي الله عليه و آله) عندها:
يا عمار، إن عادوا فعد، فقد أنزل الله عز و جل عذرك، و أمرك أن تعود إن عادوا».
3] 3616/[- و عنه: عن علي، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن جميل، عن محمّد بن مروان، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): «ما منع ميثم التمار (رحمه الله) من التقية! فو الله، لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار و أصحابه:
إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ
».
4] 4616/[- الحميري عبد الله بن جعفر: بإسناده عن بكر بن محمّد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن التقية ترس المؤمن، و لا إيمان لمن لا تقية له».
فقلت له: جعلت فداك، أ رأيت قول الله تبارك و تعالي: إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ
قال: «و هل التقية إلا هذا».
5] 5616/[- العياشي: عن محمّد بن مروان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «ما منع ميثم (رحمه الله) من التقية!
فو الله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار و أصحابه إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ
».
6] 6616/[- العياشي: عن معمر بن يحيي بن سام«2»، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن أهل الكوفة يروون عن علي (عليه السلام) أنه قال: ستدعون إلي سبي و البراءة مني، فإن دعيتم إلي سبي فسبوني، و إن دعيتم إلي البراءة مني فلا تتبرءوا مني فإني علي دين محمّد (صلي الله عليه و آله).
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «ما أكثر ما يكذبون علي علي (عليه السلام) إنما قال: إنكم ستدعون إلي سبي و البراءة مني، فإذا دعيتم إلي سبي فسبوني، و إذا دعيتم إلي البراءة مني فإني علي دين محمّد (صلي الله عليه و آله)، و لم يقل: فلا تتبرءوا مني».
-----------------------------------
3- الكافي 2: 174/ 15. 4- قرب الاسناد: 17. 5- تفسير العيّاشي 2: 271/ 72. 6- تفسير العيّاشي 2: 271/ 73.
(1) في «ط»: عليه.
(2) في «ط» و المصدر: سالم، انظر الكاشف للذهبي 3: 165، تهذيب التهذيب 10: 249، تقريب التهذيب 2: 266، جامع الرواة 2: 254. 1»
صفحه : 458
اللهقال: قلت: جعلت فداك، فإن أراد رجل« أن يمضي علي القتل و لا يتبرأ!
فقال: «لا و الله، إلا علي ألذي مضي عليه عمار، إن الله يقول: إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ
».
2» قال: ثم كسع« هذا الحديث بواحد: «و التقية في کل ضرورة».
7] 7616/[- عن أبي بكر، قال:3» قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): و ما الحرورية، إنا قد كنا و هم منا بعيد« فهم اليوم في دورنا، أ رأيت إن أخذونا بالأيمان! قال: فرخص لي في الحلف لهم بالعتاق و الطلاق، فقال بعضنا: مد الرقاب أحب إليك أم البراءة من علي!
فقال: «الرخصة أحب إلي، أما سمعت قول الله في عمار: إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ
!».
8] 8616/[- عن عمرو بن مروان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):4» رفعت عن أمتي أربع خصال: ما أخطأوا، و ما نسوا، و ما اكرهوا عليه، و ما لم يطيقوا، و ذلک في كتاب الله«: إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ
مختصر».
9] 9616/[- عن عبد الله بن عجلان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته فقلت له: إن الضحاك قد ظهر بالكوفة، و يوشك أن ندعي إلي البراءة من علي، فكيف نصنع! قال: «فابرأ منه».
قال: قلت له: أي شيء أحب إليك! قال: «أن يمضوا في علي (عليه السلام) علي ما مضي عليه عمار بن ياسر (رحمه الله)، أخذ بمكة فقالوا له: ابرأ من رسول الله، فبريء منه، فأنزل الله عذره: إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ
».
6170/[10]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعدِ إِيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإِيمانِ، قال: هو عمار بن ياسر، أخذته قريش بمكة، فعذبوه بالنار حتي أعطاهم بلسانه ما أرادوا، و قلبه مقر«5» بالإيمان.
قال: و أما قوله: وَ لكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدراً فهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث«6» من بني
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 272/ 74. 8- تفسير العيّاشي 2: 272/ 75. 9- تفسير العيّاشي 2: 272/ 76. 10- تفسير القمّي 1: 390.
(1) في المصدر: الرجل.
(2) كسعه بكذا: إذا جعله تابعا له. «أقرب الموارد- كسع- 2: 1084».
(3) في المصدر: متتابعين، و في «ط»: متابعين، و الظاهر صحّة ما أثبتناه.
(4) في المصدر زيادة: قوله: رَبَّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا رَبَّنا وَ لا تَحمِل عَلَينا إِصراً كَما حَمَلتَهُ عَلَي الَّذِينَ مِن قَبلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِالبقرة: 286، و قوله اللّه. [.....]
(5) في المصدر: مطمئنّ.
(6) هو عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح بن الحارث العامري، أخو عثمان من الرّضاعة، أسلم قبل الفتح، ثمّ ارتدّ مشركا فصار إلي قريش، فلمّا کان يوم- الفتح أمر رسول اللّه (صلي اللّه عليه و آله) بقتله، ثمّ عفا عنه بعد ما استأمن له عثمان. ثمّ ولاه عثمان بعد ذلک مصر سنة 25 ه، و بعد مقتل عثمان صار إلي معاوية، و مات بعسقلان سنة 37 ه. «تهذيب إبن عساكر 7: 435، أسد الغابة 3: 173، الكامل لابن الأثير 3: 88، البداية و النهاية 7: 157».
صفحه : 459
لؤي.
يقول الله: فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللّهِ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ ذلِكَ بِأَنَّهُمُ استَحَبُّوا الحَياةَ الدُّنيا عَلَي الآخِرَةِ وَ أَنَّ اللّهَ لا يَهدِي القَومَ الكافِرِينَ ذلک بأن الله ختم علي سمعهم و أبصارهم و قلوبهم و أولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون هكذا في قراءة إبن مسعود، و قوله أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ سَمعِهِم وَ أَبصارِهِم الآية، هكذا في القراءة المشهورة.
هذا كله في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، کان عاملا لعثمان بن عفان علي مصر، و نزل فيه أيضا: وَ مَن قالَ سَأُنزِلُ مِثلَ ما أَنزَلَ اللّهُ وَ لَو تَري إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ المَوتِ«1».
11] 1716/[- العياشي: عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان يدعو أصحابه، فمن أراد به خيرا سمع و عرف ما يدعوه إليه، و من أراد به شرا طبع عليه قلبه فلا يسمع و لا يعقل، و هو قوله: أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ سَمعِهِم وَ أَبصارِهِم وَ أُولئِكَ هُمُ الغافِلُونَ
».
6172/[12]- علي بن إبراهيم: ثم قال أيضا في عمار: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِن بَعدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَ صَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ.
قوله تعالي:
وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتِيها رِزقُها رَغَداً مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الجُوعِ وَ الخَوفِ بِما كانُوا يَصنَعُونَ [112] 6173/[1]- علي بن إبراهيم، قال: نزلت في قوم کان لهم نهر يقال له (الثرثار) و كانت بلادهم خصبة كثيرة الخير، و كانوا يستنجون بالعجين، و يقولون: هو ألين لنا، فكفروا بأنعم الله و استخفوا، فحبس الله عنهم الثرثار، فجدبوا حتي أحوجهم الله إلي أكل ما كانوا يستنجون به، حتي كانوا يتقاسمون عليه.
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 273/ 77. 12- تفسير القمّي 1: 391. 1- تفسير القمّي 1: 391.
(1) الأنعام 6: 93.
صفحه : 460
2] 4716/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عمرو بن شمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول:1»2» «إني لألحس أصابعي من الأدم حتي أخاف أن يراني جاري« فيري أن ذلک من التجشع، و ليس ذلک كذلك، و إن قوما أفرغت عليهم النعمة- و هم أهل الثرثار- فعمدوا إلي مخ الحنطة فجعلوه خبزا هجاء«، و جعلوا ينجون به صبيانهم حتي اجتمع من ذلک جبل عظيم».
قال: «فمر بهم رجل صالح، و إذا امرأة تفعل ذلک بصبي لها، فقال لهم: ويحكم، اتقوا الله عز و جل، و لا تغيروا ما بكم من نعمة. فقالت له: كأنك تخوفنا بالجوع، أما ما دام ثرثارنا يجري فإنا لا نخاف الجوع.
قال: فأسف الله عز و جل، فأضعف لهم الثرثار، و حبس عنهم قطر السماء و نبات الإرض- قال- فاحتاجوا إلي ذلک الجبل، و إنه کان يقسم بينهم بالميزان».
3] 5716/[- العياشي: عن حفص بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:3»4» «إن قوما كانوا من« بني إسرائيل، يؤتي لهم من طعامهم حتي جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلادهم يستنجون بها، فلم يزل الله بهم حتي اضطروا إلي التماثيل ينقونها« و يأكلون منها، و هو قول الله: وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتِيها رِزقُها رَغَداً مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الجُوعِ وَ الخَوفِ بِما كانُوا يَصنَعُونَ
».
4] 6716/[- عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:5» «کان أبي بكره أن يمسح يده بالمنديل و فيه شيء من الطعام تعظيما له، إلا أن يمصها أو يکون إلي جانبه صبي فيمصها له». قال: «و إني أجد اليسير يقع من« الخوان فأتفقده فيضحك الخادم».
ثم قال: «إن أهل قرية- ممن کان قبلكم- کان الله قد أوسع عليهم حتي طغوا، فقال بعضهم لبعض: لو عمدنا إلي شيء من هذا النقي فجعلنا نستنجي به کان ألين علينا من الحجارة- قال- فلما فعلوا ذلک بعث الله علي أرضهم دوابا أصغر من الجراد فلم يدع لهم شيئا خلقه الله يقدر عليه إلا أكله من شجر أو غيره، فبلغ بهم الجهد إلي أن أقبلوا علي ألذي كانوا يستنجون به فأكلوه، و هي القرية الّتي قال الله: ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً
إلي قوله: بِما كانُوا يَصنَعُونَ».
-----------------------------------
2- الكافي 6: 301/ 1. 3- تفسير العيّاشي 2: 273/ 78. 4- تفسير العيّاشي 2: 273/ 79.
(1) في المصدر: خادمي.
(2) هجا جوعه: سكن و ذهب، و هجا الطعام: أكله «القاموس المحيط 1- هجا- 34»، و قد يکون المراد من قوله: فجعلوه خبزا هجاء، أي : صالحا للأكل أو صالحا لرفع الجوع، و قد تكون (هجاء) مصحّفة من (هجانا) أي خيارا صالحا، أو من (منجا) أي خيارا صالحا، أو من (منجا) و هي الآلة الّتي يستنجي بها، کما ذكر ذلک الطريحي (رحمه اللّه) في مادة (نجا).
(3) في المصدر: في.
(4) في «ط» و المصدر: يتبعونها.
(5) في «ط»: في. [.....]
صفحه : 461
قوله تعالي:
فَمَنِ اضطُرَّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [115]
1] 7716/[- العياشي: عن منصور بن حازم، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): محرم مضطر إلي الصيد و إلي ميتة، من أيهما يأكل! قال: «يأكل من الصيد».
قلت: أليس قد أحل الله الميتة لمن اضطر إليها! قال: «بلي، و لكن ألا تري أنه يأكل من ماله! يأكل الصيد و عليه الفداء».
2] 8716/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن موسي بن القاسم، عن محمّد، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، قال:1» سألته عن محرم اضطر إلي أكل الصيد و الميتة، قال: «أيهما أحب إليك أن تأكل«!» قلت:
الميتة، لأن الصيد محرم علي المحرم.
فقال: «أيهما أحب إليك، أن تأكل من مالك أو من الميتة!» قلت: آكل من مالي. قال: «فكل الصيد وافده».
و تفسير الآية قد تقدم«2».
قوله تعالي:
وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفتَرُوا عَلَي اللّهِ الكَذِبَ- إلي قوله تعالي- فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ [116- 124] 6179/[3]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفتَرُوا عَلَي اللّهِ الكَذِبَ قال: هو ما كانت اليهود تقول: ما فِي بُطُونِ هذِهِ الأَنعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَ مُحَرَّمٌ عَلي أَزواجِنا«3».
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 274/ 80. 2- التهذيب 5: 368/ 1272. 3- تفسير القمّي 1: 391.
(1) في المصدر زيادة: من الصيد أو الميتة.
(2) تقدّم في تفسير قوله تعالي: فَمَنِ اضطُرَّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثمَ عَلَيهِالآية (173) من سورة البقرة.
(3) الأنعام 6: 139.
صفحه : 462
قال: و قوله: إِنَّ إِبراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً أي طاهرا اجتَباهُ: أي اختاره وَ هَداهُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ قال: إلي الطريق الواضح. ثم قال لنبيه (صلي الله عليه و آله): ثُمَّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتَّبِع مِلَّةَ إِبراهِيمَ حَنِيفاً و هي الحنيفية العشر الّتي جاء بها إبراهيم (عليه السلام): خمسة في البدن، و خمسة في الرأس، فأما الّتي في البدن:
فالغسل من الجنابة، و الطهور بالماء، و تقليم الأظفار، و حلق الشعر من البدن، و الختان و أما الّتي في الرأس: فطم الشعر«1»، و أخذ الشارب، و إعفاء اللحي، و السواك، و الخلال، فهذه لم تنسخ إلي يوم القيامة.
2] 0816/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران، قال: قال لي عبد صالح (صلوات الله عليه): « يا سماعة، أمنوا علي فرشهم و أخافوني، أما و الله لقد كانت الدنيا، و ما فيها إلا واحد يعبد الله، و لو کان معه غيره لأضافه الله عز و جل إليه حيث يقول: إِنَّ إِبراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَ لَم يَكُ مِنَ المُشرِكِينَ
فصبر«2» بذلك ما شاء الله، ثم إن الله آنسه بإسماعيل و إسحاق فصاروا ثلاثة، أما و الله إن المؤمن لقليل، و إن أهل الكفر لكثير، أ تدري لم ذلک!» فقلت: لا أدري، جعلت فداك. فقال: «صيروا أنسا للمؤمنين، يبثون إليهم ما في صدورهم فيستريحون إلي ذلک و يسكنون إليه».
3] 1816/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «الامة واحد فصاعدا، کما قال الله عز و جل: إِنَّ إِبراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ
يقول: مطيعا لله عز و جل».
4] 2816/[- علي بن إبراهيم، قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: إِنَّ إِبراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً
.
قال: «و ذلک أنه کان علي دين لم يكن عليه أحد غيره، فكان امة واحدة، و أما قانِتاً
: فالمطيع، و أما حَنِيفاً: فالمسلم».
5] 3816/[- العياشي: عن زرارة و حمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) عن قوله:
إِنَّ إِبراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً
، قال: «شيء فضله«3» الله به».
-----------------------------------
2- الكافي 2: 190/ 5. 3- الكافي 5: 60/ 16. 4- تفسير القمّي 1: 392. 5- تفسير العيّاشي 2: 274/ 81.
(1) طمّ الشعر: جزّه أو قصّة. «مجمع البحرين- طمم- 6: 107».
(2) في المصدر: فغبر.
(3) في «ط» و المصدر: فضّل.
صفحه : 463
6] 4816/[- و عن أبي بصير، قال أبو عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: إِنَّ إِبراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً
:
«سماه الله امة».
7] 5816/[- و عن يونس بن ظبيان، عنه (عليه السلام): إِنَّ إِبراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً
: «أمة واحدة».
8] 6816/[- و عن سماعة بن مهران، قال: سمعت العبد الصالح (عليه السلام)«1» يقول: «لقد كانت الدنيا، و ما کان فيها إلا واحد يعبد الله، و لو کان معه غيره إذن لأضافه إليه حيث يقول: إِنَّ إِبراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَ لَم يَكُ مِنَ المُشرِكِينَ
فصبر بذلك ما شاء الله، ثم إن الله تبارك و تعالي آنسه بإسماعيل و إسحاق فصاروا ثلاثة».
6187/[9]- و قال علي بن إبراهيم: قوله: إِنَّما جُعِلَ السَّبتُ عَلَي الَّذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَيَحكُمُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَختَلِفُونَ و ذلک أن موسي أمر قومه أن يتفرغوا إلي الله في کل سبعة أيام يوما يجعله الله عليهم، و هو ألذي«2» اختلفوا فيه.
قوله تعالي:
ادعُ إِلي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جادِلهُم بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ [125] 6188/[1]- علي بن إبراهيم، قال في قوله تعالي: وَ جادِلهُم بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ قال: بالقرآن.
2] 9816/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: ادعُ إِلي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جادِلهُم بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ
.
قال: «بالقرآن».
3] 0916/[- الإمام أبو محمّد العسكري (عليه السلام) قال: «قال الصادق (عليه السلام) و قد ذكر عنده الجدال في
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 274/ 81. [.....] 7- تفسير العيّاشي 2: 274/ 83. 8- تفسير العيّاشي 2: 274/ 84. 9- تفسير القمّي 1: 392. 1- تفسير القمّي 1: 392. 2- الكافي 5: 13/ 1. 3- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري (عليه السلام): 527/ 322.
(1) في «ط»: أبا عبد اللّه (عليه السّلام).
(2) في المصدر: و هم الّذين.
صفحه : 464
اللهالدين، و أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و الأئمة (عليهم السلام) قد نهوا عنه، فقال الصادق (عليه السلام): لم ينه عنه مطلقا و لكنه نهي عن الجدال بغير الّتي هي أحسن، أما تسمعون الله عز و جل يقول: وَ لا تُجادِلُوا أَهلَ الكِتابِ إِلّا بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ}
«1» و قوله تعالي: ادعُ إِلي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جادِلهُم بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ!
فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين، و الجدال بغير الّتي هي أحسن محرم، حرمه الله تعالي علي شيعتنا، و كيف يحرم الله الجدال جملة و هو يقول: وَ قالُوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلّا مَن كانَ هُوداً أَو نَصاري
و قال الله: تِلكَ أَمانِيُّهُم قُل هاتُوا بُرهانَكُم إِن كُنتُم صادِقِينَ«2»! فجعل الله علم الصدق و الإيمان بالبرهان، و هل يؤتي بالبرهان إلا في الجدال بالتي هي أحسن!
قيل: يا بن رسول الله، فما الجدال بالتي هي أحسن و الّتي ليست بأحسن!
قال: أما الجدال بغير الّتي هي أحسن، بأن تجادل مبطلا فيورد عليك باطلا فلا ترده بحجة قد نصبها الله، و لكن تجحد قوله، أو تجحد حقا يريد ذلک المبطل أن يعين به باطله، فتجحد ذلک الحق مخافة أن يکون له عليك فيه حجة، لأنك لا تدري كيف المخلص منه، فذلك حرام علي شيعتنا أن يصيروا فتنة علي ضعفاء إخوانهم و علي المبطلين، أما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطي مجادلته و ضعف [ما] في يده حجة له علي باطله، و أما الضعفاء فتغم قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل.
و أما الجدال بالتي هي أحسن، فهو ما أمر الله تعالي به نبيه (صلي الله عليه و آله) أن يجادل به من جحد البعث بعد الموت و إحياءه له، فقال الله تعالي حاكيا عنه: وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلقَهُ قالَ مَن يُحيِ العِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ
«3» فقال الله في الرد عليه: قُل يا محمّد يُحيِيهَا الَّذِي أَنشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأَخضَرِ ناراً فَإِذا أَنتُم مِنهُ تُوقِدُونَ«4» إلي آخر السورة، فأراد الله من نبيه (صلي الله عليه و آله) أن يجادل المبطل ألذي قال: كيف يجوز أن يبعث الله هذه العظام و هي رميم! فقال الله تعالي: قُل يُحيِيهَا الَّذِي أَنشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ أ فيعجز من ابتدأه لا من شيء أن يعيده بعد أن يبلي!؟ بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته، ثم قال: الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأَخضَرِ ناراً أي : إذا کان قد أكمن النار الحارة في الشجر الأخضر الرطب يستخرجها، فعرفكم أنه علي إعادة ما يبلي أقدر، ثم قال: أَ وَ لَيسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الأَرضَ بِقادِرٍ عَلي أَن يَخلُقَ مِثلَهُم بَلي وَ هُوَ الخَلّاقُ العَلِيمُ«5» أي إذا کان خلق السماوات و الإرض أعظم و أبعد في أوهامكم و قدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي، فكيف جوزتم من الله خلق هذا الأعجب عندكم، و الأصعب لديكم، و لم تجوزوا ما هو أسهل عندكم من إعادة البالي!
-----------------------------------
(1) العنكبوت 29: 46.
(2) البقرة 2: 111.
(3) يس 36: 78.
(4) يس 36: 79- 80.
(5) يس 36: 81. 1»
صفحه : 465
اللهقال الصادق (عليه السلام): فهذا الجدال بالتي هي أحسن، لأن فيها انقطاع عري« الكافرين، و إزالة شبهتهم و أما الجدال بغير الّتي هي أحسن فأن تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه و بين باطل من تجادله، و إنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق، فهذا هو المحرم لأنك مثله، جحد هو حقا، و جحدت أنت حقا آخر».
قال: «فقام إليه رجل فقال: يا بن رسول الله، أ فجادل رسول الله (صلي الله عليه و آله)! فقال الصادق (عليه السلام): مهما ظننت برسول الله (صلي الله عليه و آله) من شيء فلا تظن به مخالفة الله، أ و ليس الله تعالي قال: وَ جادِلهُم بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ
، و قال: قُل يُحيِيهَا الَّذِي أَنشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ«2» لمن ضرب الله مثلا، أ فتظن أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) خالف ما أمره الله، فلم يجادل بما أمره الله به، و لم يخبر عن الله بما أمره أن يخبر به!؟».
قوله تعالي:
وَ إِن عاقَبتُم فَعاقِبُوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَ لَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصّابِرِينَ [126] 6191/[1]- علي بن إبراهيم: ذلک أن المشركين يوم احد مثلوا بأصحاب النبي (صلي الله عليه و آله) الّذين استشهدوا، منهم حمزة، فقال المسلمون: أما و الله لئن أدالنا«3» الله عليهم لنمثلن بأخيارهم، فذلك قول الله: وَ إِن عاقَبتُم فَعاقِبُوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ يقول: بالأموات وَ لَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصّابِرِينَ.
2] 2916/[- العياشي: عن الحسين بن حمزة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «لما رأي رسول الله (صلي الله عليه و آله) ما صنع بحمزة بن عبد المطلب، قال: اللهم لك الحمد، و إليك المشتكي، و أنت المستعان علي ما أري. ثم قال: لئن ظفرت لأمثلن و لأمثلن. قال: فأنزل الله: وَ إِن عاقَبتُم فَعاقِبُوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَ لَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصّابِرِينَ
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أصبر، أصبر».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 392. [.....] 2- تفسير العيّاشي 2: 274/ 85.
(1) في المصدر: قطع عذر.
(2) يس 36: 79.
(3) في المصدر: أولانا.
صفحه : 467
قوله تعالي:
وَ اصبِر وَ ما صَبرُكَ إِلّا بِاللّهِ [127]
1] [- في (الفقه المنسوب إلي الإمام الرضا (عليه السلام)): «أن رجلا سأل العالم (عليه السلام): أكلف الله العباد ما لا يطيقون! فقال: كلف الله جميع الخلق ما لا يطيقونه، إن لم يعنهم عليه، فإن أعانهم عليه أطاقوه، قال الله جل و عز لنبيه (صلي الله عليه و آله): وَ اصبِر وَ ما صَبرُكَ إِلّا بِاللّهِ
».
-----------------------------------
1- الفقه المنسوب إلي الإمام الرضا (عليه السّلام): 349.
صفحه : 469
صفحه : 471
1] 3916/[- إبن بابويه: بإسناده عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما من عبد قرأ سورة بني إسرائيل في کل ليلة جمعة، لم يمت حتي يدرك القائم (عليه السلام)، و يکون من أصحابه».
2] 4916/[- العياشي: عن الحسن بن علي بن أبي حمزة الثمالي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من قرأ سورة بني إسرائيل في کل ليلة جمعة، لم يمت حتي يدرك القائم (عليه السلام)، و يکون من أصحابه».
3] 5916/[- و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة ورق قلبه عند ذكر الوالدين، کان له قنطار في الجنة، و القنطار ألف و مائتا اوقية، و الاوقية خير من الدنيا و ما فيها، و من كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء و حرز عليها و رمي بالنبال، أصاب و لم يخطئ، و إن كتبها في إناء و شرب ماءها لم يتعذر عليه كلام، و انطلق لسانه بالصواب، و ازداد فهما».
4] 6916/[- و عن الصادق (عليه السلام): «من كتبها في خرقة حرير خضراء، و تحرز عليها و علقها عليه و رمي بالنشاب أصاب، و لم يخطئ أبدا، و إن كتبها لصغير تعذر عليه الكلام، يكتبها بزعفران و يسقي ماءها، أنطق الله لسانه بإذنه و تكلم».
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 107. 2- تفسير العيّاشي 2: 276/ 1. 3- خواص القرآن: 3 «قطعة منه» و مجمع البيان 6: 607 «قطعة منه». 4- خواص القرآن: 43 (مخطوط).
صفحه : 473
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ سُبحانَ الَّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَي المَسجِدِ الأَقصَي الَّذِي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [1]
1] 7916/[- علي بن إبراهيم، قال: حكي أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «جاء جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل بالبراق إلي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فأخذ واحد باللجام و واحد بالركاب، و سوي الآخر عليه ثيابه، فتضعضعت البراق فلطمها جبرئيل (عليه السلام)، ثم قال لها: اسكني يا براق، فما ركبك نبي قبله، و لا يركبك بعده مثله- قال- فرقت به و رفعته ارتفاعا ليس بالكثير، و معه جبرئيل (عليه السلام) يريه الآيات من السماء و الإرض.
قال (صلي الله عليه و آله): فبينا أنا في مسيري، إذ نادي مناد عن يميني: يا محمّد. فلم أجبه، و لم ألتفت إليه، ثم نادي مناد عن يساري: يا محمّد. فلم أجبه، و لم ألتفت إليه، ثم استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها، و عليها من کل زينة الدنيا، فقالت: يا محمّد، انظرني حتي أكلمك. فلم ألتفت إليها، ثم سرت فسمعت صوتا أفزعني، فجاوزت، فنزل بي جبرئيل، فقال: صل. فنزلت و صليت. فقال لي: أ تدري أين صليت! فقلت: لا. فقال: صليت بطيبة، و إليها مهاجرتك. ثم ركبت فمضينا ما شاء الله، ثم قال لي: انزل و صل. فنزلت و صليت، فقال لي: أ تدري أين صليت!
فقلت: لا. فقال: صليت بطور سيناء، حيث كلم الله موسي تكليما. ثم ركبت فمضينا ما شاء الله، ثم قال: انزل فصل.
فنزلت و صليت. فقال لي: أ تدري أين صليت! فقلت: لا. فقال: صليت في بيت لحم. و بيت لحم بناحية بيت
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 3.
صفحه : 474
اللهالمقدس، حيث ولد عيسي بن مريم (عليه السلام).}
ثم ركبت فمضينا حتي أتينا إلي بيت المقدس، فربطت البراق بالحلقة الّتي كانت الأنبياء تربط بها، فدخلت المسجد، و معي جبرئيل (عليه السلام) إلي جنبي، فوجدنا إبراهيم و موسي و عيسي (عليهم السلام)، فيمن شاء الله من أنبياء الله، قد جمعوا إلي، و أقيمت الصلاة، و لا أشك إلا و جبرئيل يستقدمنا، فلما استووا أخذ جبرئيل بعضدي، فقدمني فأممتهم و لا فخر.
ثم أتاني الخازن بثلاثة أوان: إناء فيه لبن، و إناء فيه ماء، و إناء فيه خمر، فسمعت قائلا يقول: إن أخذ الماء غرق و غرقت أمته، و إن أخذ الخمر غوي و غوت أمته، و إن أخذ اللبن هدي و هديت أمته. فأخذت اللبن فشربت منه، فقال جبرئيل: هديت و هديت أمتك. ثم قال لي: ماذا رأيت في مسيرك! قلت: ناداني مناد عن يميني. فقال لي: أ و أجبته! فقلت: لا، و لم ألتفت إليه. فقال: ذلک داعي اليهود، لو أجبته لتهودت أمتك من بعدك. ثم قال: ماذا رأيت! قلت: ناداني مناد عن يساري. فقال: أو أجبته! فقلت: لا، و لم ألتفت إليه. فقال: ذلک داعي النصاري، لو أجبته لتنصرت أمتك من بعدك. ثم قال: ماذا استقبلك! فقلت: لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها، عليها من کل زينة الدنيا، فقالت: يا محمّد، انظرني حتي أكلمك. فقال لي: أ فكلمتها! فقلت: لم أكلمها، و لم ألتفت إليها. فقال: تلك الدنيا، و لو كلمتها لاختارت أمتك الدنيا علي الآخرة. ثم سمعت صوتا أفزعني، فقال لي جبرئيل: أ تسمع، يا محمّد! قلت: نعم. قال: هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين سنة، فهذا حين استقرت.
قالوا: فما ضحك رسول الله (صلي الله عليه و آله) حتي قبض.
قال (صلي الله عليه و آله): فصعد جبرئيل و صعدت معه إلي السماء الدنيا، و عليها ملك يقال له: إسماعيل، و هو صاحب الخطفة الّتي قال الله عز و جل: إِلّا مَن خَطِفَ الخَطفَةَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ
«1» و تحته سبعون ألف ملك، تحت کل ملك سبعون ألف ملك، فقال: يا جبرئيل، من هذا ألذي معك! فقال: محمّد رسول الله. قال: و قد بعث! قال: نعم. ففتح الباب، فسلمت عليه و سلّم علي، و استغفرت له و استغفر لي، و قال: مرحبا بالأخ [الناصح و النبي] الصالح. و تلقتني الملائكة حتي دخلت سماء الدنيا، فما لقيني ملك إلا ضاحكا مستبشرا حتي لقيني ملك من الملائكة، لم أر خلقا أعظم منه، كريه المنظر، ظاهر الغضب، فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء، إلا أنه لم يضحك، و لم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممن ضحك من الملائكة، فقلت: من هذا- يا جبرئيل- فإني قد فزعت منه! فقال: يجوز أن تفزع منه، و كلنا نفزع منه، إن هذا مالك خازن النار، لم يضحك قط، و لم يزل منذ ولاه الله جهنم يزداد کل يوم غضبا و غيظا علي أعداء الله، و أهل معصيته، فينتقم الله به منهم، و لو ضحك إلي أحد کان قبلك أو کان ضاحكا إلي أحد بعدك لضحك إليك، و لكنه لا يضحك. فسلمت عليه، فرد علي السلام و بشرني بالجنة، فقلت لجبرئيل، و جبرئيل بالمكان ألذي وصفه الله: مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ«2»: ألا تأمره أن يريني النار! فقال له
-----------------------------------
(1) الصافات 37: 10.
(2) التكوير 81: 21. 1»
صفحه : 475
اللهجبرئيل: يا مالك، أر محمدا النار. فكشف عنها غطاءها، و فتح بابا منها، فخرج منها لهب ساطع في السماء، و فارت فارتفعت« حتي ظننت ليتناولني مما رأيت، فقلت: يا جبرئيل، قل له فليرد عليها غطاءها. فأمرها فقال لها: ارجعي. فرجعت إلي مكانها ألذي خرجت منه.
2» ثم مضيت فرأيت رجلا آدما« جسيما، فقلت: من هذا، يا جبرئيل! فقال: هذا أبوك آدم. فإذا هو تعرض عليه ذريته، فيقول: روح طيب و ريح طيبة، من جسد طيب، ثم تلا رسول الله (صلي الله عليه و آله) سورة المطففين علي رأس سبع عشرة آية: كَلّا إِنَّ كِتابَ الأَبرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَ ما أَدراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرقُومٌ
«3» إلي آخرها.
قال: فسلمت علي أبي آدم و سلّم علي، و استغفرت له و استغفر لي، و قال: مرحبا بالابن الصالح، و النبي الصالح، و المبعوث في الزمن الصالح.
ثم مررت بملك من الملائكة و هو جالس علي مجلس، و إذا جميع الدنيا بين ركبتيه، و إذا بيده لوح من نور، مكتوب فيه كتاب ينظر فيه، و لا يلتفت يمينا و لا شمالا، مقبلا عليه كهيئة الحزين، فقلت: من هذا، يا جبرئيل!
فقال: هذا ملك الموت، دائب في قبض الأرواح. فقلت: يا جبرئيل، أدنني منه حتي أكلمه. فأدناني منه، فسلمت عليه، و قال له جبرئيل: هذا محمّد نبي الرحمة ألذي أرسله الله إلي العباد، فرحب بي و حياني بالسلام، و قال: أبشر- يا محمّد- فإني أري الخير كله في أمتك. فقلت: الحمد لله المنان ذي النعم و الإحسان علي عباده، ذلک من فضل ربي و رحمته علي. فقال جبرئيل: هو أشد الملائكة عملا. فقلت: أكل من مات، أو هو ميت فيما بعد هذا، تقبض روحه! قال: نعم. قلت: تراهم حيث كانوا و تشهدهم بنفسك! فقال: نعم. و قال ملك الموت: ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي و مكنني منها، إلا كالدرهم في كف الرجل، يقلبه كيف يشاء، و ما من دار إلا و أنا أتصفحها في کل يوم خمس مرات، و أقول إذا بكي أهل الميت علي ميتهم: لا تبكوا عليه، فإن لي فيكم عودة و عودة حتي لا يبقي منكم أحد. قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): كفي بالموت طامة، يا جبرئيل. فقال جبرئيل: إن ما بعد الموت أطم و أطم من الموت.
قال: ثم مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيب و لحم خبيث، يأكلون اللحم الخبيث و يدعون الطيب، فقلت: من هؤلاء، يا جبرئيل! فقال: هؤلاء الّذين يأكلون الحرام و يدعون الحلال، و هم من أمتك، يا محمّد.
و قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): ثم رأيت ملكا من الملائكة، جعل الله أمره عجبا، نصف جسده من النار و النصف الآخر ثلج، فلا النار تذيب الثلج و لا الثلج يطفئ النار، و هو ينادي بصوت رفيع: سبحان ألذي كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، و كف برد هذا الثلج فلا يطفئ حر هذه النار، اللهم يا مؤلف بين الثلج و النار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين. فقلت: من هذا يا جبرئيل! فقال: هذا ملك و كله الله بأكناف السماوات و أطراف الأرضين،
-----------------------------------
(1) في المصدر: فارتعدت.
(2) الادم من النّاس: الأسمر. «لسان العرب- أدم- 12: 11». [.....]
(3) المطففين 83: 18- 20.
صفحه : 476
اللهو هو أنصح ملائكة الله تعالي لأهل الإرض من عباده المؤمنين، يدعو لهم بما تسمع منه منذ خلق، و ملكان يناديان في السماء، أحدهما يقول: اللهم أعط کل منفق خلفا، و الآخر يقول: اللهم أعط کل ممسك تلفا.}
1» ثم مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر« الإبل، يقرض اللحم من جنوبهم و يلقي في أفواههم، فقلت:
من هؤلاء يا جبرئيل! فقال: هؤلاء الهمازون اللمازون.
ثم مضيت، فإذا أنا بأقوام ترضخ رؤوسهم بالصخر، فقلت: من هؤلاء، يا جبرئيل! فقال: هؤلاء الّذين ينامون عن صلاة العشاء.
ثم مضيت، فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم، و تخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء، يا جبرئيل!
فقال: هؤلاء الَّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنَّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَ سَيَصلَونَ سَعِيراً
«2».
ثم مضيت، فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم، و تخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء، يا جبرئيل!
فقال: هؤلاء الَّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنَّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَ سَيَصلَونَ سَعِيراً
.
ثم مضيت، فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء، يا جبرئيل! قال:
هؤلاء الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيطانُ مِنَ المَسِّ
«3» و إذا هم بسبيل«4» آل فرعون، يعرضون علي النار غدوا و عشيا، يقولون: ربنا متي تقوم الساعة!
5» قال: ثم مضيت، فإذا أنا بنسوان معلقات بأثدائهن، فقلت: من هؤلاء، يا جبرئيل! فقال: هؤلاء الزواني«، يورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم. ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): اشتد غضب الله علي امرأة أدخلت علي قوم في نسبهم من ليس منهم، فاطلع علي عوراتهم و أكل خزائنهم.
6» قال: ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عز و جل، خلقهم الله كيف شاء، و وضع وجوههم كيف شاء، ليس شيء من أطباق أجسادهم« إلا و يسبح الله و يحمده من کل ناحية، بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد و البكاء من خشية الله، فسألت جبرئيل عنهم، فقال: کما تري خلقوا، إن الملك منهم إلي جنب صاحبه ما كلمه قط، و لا رفعوا رؤوسهم إلي ما فوقها، و لا خفضوها إلي ما تحتهم خوفا من الله و خشوعا. فسلمت عليهم، فردوا علي إيماء برؤوسهم، لا ينظرون إلي من الخشوع، فقال لهم جبرئيل: هذا محمّد نبي الرحمة أرسله الله إلي العباد رسولا و نبيا، و هو خاتم النبيين و سيدهم، أ فلا تكلمونه! قال: فلما سمعوا ذلک من جبرئيل، أقبلوا علي بالسلام و أكرموني و بشروني بالخير لي و لأمتي.
قال (صلي الله عليه و آله): ثم صعدنا إلي السماء الثانية، فإذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان، يا جبرئيل!
-----------------------------------
(1) المشافر: جمع مشفر، و المشفر كالشّفة للإنسان. «لسان العرب- شفر- 4: 419».
(2) النساء 4: 10.
(3) البقرة 2: 275.
(4) في المصدر: مثل.
(5) في المصدر: اللواتي.
(6) قال المجلسي (رضوان اللّه عليه): قوله: أطباق أجسادهم، أي أعضاؤهم مجازا، أو أغشية أجسادهم من أجنحتهم و ريشهم. قال الفيروزآبادي: الطبق محركة: غطاء كلّ شيء، و عظم رقيق يفصل بين كلي فقارين. بحار الأنوار 18: 322.
صفحه : 477
اللهفقال لي: ابنا الخالة يحيي و عيسي. فسلمت عليهما و سلما علي، فاستغفرت لهما و استغفرا لي، و قالا: مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح، و إذا فيها من الملائكة مثل ما في السماء الأولي، و عليهم الخشوع، قد وضع الله وجوههم كيف شاء، ليس منهم ملك إلا يسبح الله و يحمده بأصوات مختلفة.}
ثم صعدنا إلي السماء الثالثة، فإذا فيها رجل فضل حسنه علي سائر الخلق كفضل القمر ليلة البدر علي سائر النجوم، فقلت: من هذا، يا جبرئيل! فقال: هذا أخوك يوسف. فسلمت عليه و سلّم علي، و استغفرت له و استغفر لي، فقال: مرحبا بالنبي الصالح و الأخ الصالح و المبعوث في الزمن الصالح. و إذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الأولي و الثانية، و قال لهم جبرئيل في أمري مثل ما قال للآخرين، و صنعوا بي مثل ما صنع الآخرون.
ثم صعدنا إلي السماء الرابعة، و إذا فيها رجل، فقلت: من هذا، يا جبرئيل! قال: هذا إدريس، رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه و سلّم علي و استغفرت له و استغفر لي، و إذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما في السماوات، فبشروني بالخير لي و لامتي. ثم رأيت ملكا جالسا علي سرير، تحت يديه سبعون ألف ملك، تحت کل ملك سبعون ألف ملك. فوقع في نفس رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنه هو، فصاح به جبرئيل، فقال: قم. فهو قائم إلي يوم القيامة.
1» ثم صعدنا إلي السماء الخامسة، فإذا فيها رجل كهل، عظيم العين، لم أر كهلا أعظم منه، حوله ثلة« من أمته فأعجبتني كثرتهم، فقلت: من هذا، يا جبرئيل! فقال: هذا المحبب في قومه هارون بن عمران. فسلمت عليه و سلّم علي، و استغفرت له و استغفر لي، و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات.
2»3» ثم صعدنا إلي السماء السادسة، و إذا فيها رجل آدم، طويل، كأنه من شبوة«، و لو أن« عليه قميصين لنفذ شعره فيهما، فسمعته يقول: تزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم علي الله، و هذا رجل أكرم علي الله مني.
فقلت: من هذا، يا جبرئيل! فقال: هذا أخوك موسي بن عمران. فسلمت عليه و سلّم علي، و استغفرت له و استغفر لي، و إذا فيها من ملائكة الخشوع مثل ما في السماوات.
4» قال (صلي الله عليه و آله): ثم صعدنا إلي السماء السابعة، فما مررت بملك من الملائكة إلا قالوا: يا محمّد، احتجم و أمر أمتك بالحجامة. و إذا فيها رجل أشمط الرأس« و اللحية جالس علي كرسي، فقلت: يا جبرئيل، من هذا ألذي في السماء السابعة علي باب البيت المعمور في جوار الله! فقال: هذا- يا محمّد- أبوك إبراهيم، و هذا محلك
-----------------------------------
(1) في «ط»: ثلاثة.
(2) قال المجلسي (رحمه اللّه): قوله (صلي اللّه عليه و آله): كأنّه من شبوة، أقوال: شبوة: أبو قبيلة، موضع بالبادية، و حصن باليمن، و ذكر الثعلبي في وصفه (صلي اللّه عليه و آله): كأنّه من رجال أزد شنوءة، و قال الفيروزآبادي: أزد شنوءة، و قد تشدّد الواو: قبيلة، سميت لشنئان بينهم، انتهي. و علي التقادير شبّهه (صلي اللّه عليه و آله) بإحدي تلك الطوائف في الأدمة و طول القامة. الحار 18: 332.
(3) في المصدر: و لو لا أنّ.
(4) الشّمط في الرأس: اختلاف بلونين من سواد و بياض. «لسان العرب- شمط- 7: 335».
صفحه : 478
اللهو محل من اتقي من أمتك. ثم قرأ رسول الله (صلي الله عليه و آله): إِنَّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ وَلِيُّ المُؤمِنِينَ}
«1»، فسلمت عليه و سلّم علي، و قال: مرحبا بالنبي الصالح، و الابن الصالح، و المبعوث في الزمن الصالح. و إذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات، فبشروني بالخير لي و لامتي.
2» قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): و رأيت في السماء السابعة بحارا من نور يتلألأ، يكاد تلألؤه يخطف بالأبصار، و فيها بحار مظلمة و بحار ثلج ترعد، فكلما فزعت« و رأيت هؤلاء سألت جبرئيل، فقال: أبشر يا محمّد، و اشكر كرامة ربك، و اشكر الله بما صنع إليك. قال: فثبتني الله بقوته و عونه حتي كثر قولي لجبرئيل و تعجبي، فقال جبرئيل:
3» يا محمّد، تعظم ما تري! إنما هذا خلق من خلق ربك، فكيف بالخالق ألذي خلق ما تري، و ما لا تري أعظم من هذا من خلق ربك! إن بين الله و بين خلقه تسعين« ألف حجاب، و أقرب الخلق إلي الله أنا و إسرافيل، و بيننا و بينه أربعة حجب: حجاب من نور، و حجاب من ظلمة، و حجاب من غمام، و حجاب من الماء.
قال (صلي الله عليه و آله): و رأيت من العجائب الّتي خلق الله و سخره علي ما أراده، ديكا رجلاه في تخوم الأرضين السابعة، و رأسه عند العرش، و ملكا من ملائكة الله، خلقه الله کما أراد، رجلاه في تخوم الأرضين السابعة، ثم أقبل مصعدا حتي خرج في الهواء إلي السماء السابعة، و انتهي فيها مصعدا حتي انتهي قرنه إلي قرب العرش، و هو يقول: سبحان ربي حيثما كنت، لا تدري أين ربك من عظم شأنه، و له جناحان في منكبيه إذا نشرهما جاوزا المشرق و المغرب، فإذا کان في السحر، نشر ذلک الديك جناحيه و خفق بهما و صرخ بالتسبيح، يقول: سبحان الله الملك القدوس، سبحان الله الكبير المتعال، لا إله إلا الله الحي القيوم. و إذا قال ذلک سبحت ديوك الإرض كلها، و خفقت بأجنحتها، و أخذت في الصراخ، فإذا سكت ذلک الديك في السماء سكتت ديوك الإرض كلها، و لذلك الديك زغب أخضر و ريش أبيض كأشد بياض، ما رأيته قط، و له زغب أخضر أيضا تحت ريشه الأبيض كأشد خضرة، ما رأيتها قط.
4»5» قال (صلي الله عليه و آله): ثم مضيت مع جبرئيل (عليه السلام)، فدخلت البيت المعمور، فصليت فيه ركعتين، و معي أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد، و آخرون عليهم ثياب خلقان«، فدخل أصحاب الجدد و جلس« أصحاب الخلقان، ثم خرجت، فانقاد لي نهران: نهر يسمي الكوثر، و نهر يسمي الرحمة، فشربت من الكوثر و اغتسلت من الرحمة، ثم انقادا لي جميعا حتي دخلت الجنة فإذا علي حافتيها بيوتي و بيوت أزواجي، و إذا ترابها كالمسك، فإذا جارية تنغمس في أنهار الجنة، فقلت: لمن أنت، يا جارية! قالت: لزيد بن حارثة. فبشرته بها حين
-----------------------------------
(1) آل عمران 3: 68.
(2) في المصدر و «ط»: فرغت.
(3) في المصدر: سبعين. [.....]
(4) الخلقان: جمع خلق، أي بال. «لسان العرب- خلق- 10: 88».
(5) في المصدر: و حبس. 1»2»3»4»
صفحه : 479
اللهأصبحت، و إذا بطيرها كالبخت«، و إذا رمانها مثل الدلاء« العظام، و إذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمائة« سنة، و ليس في الجنة منزل إلا و فيه فنن« منها، فقلت: ما هذه، يا جبرئيل! فقال: هذه شجرة طوبي، قال الله: طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ
«5».
قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): فلما دخلت الجنة، رجعت إلي نفسي فسألت جبرئيل عن تلك البحار و هولها و أعاجيبها، قال: هي سرادقات الحجب الّتي احتجب الله بها، و لو لا تلك الحجب لهتك نور العرش کل شيء فيه.
و انتهيت إلي سدرة المنتهي، فإذا الورقة منها تظل أمة من الأمم، فكنت منها کما قال الله تبارك و تعالي: قابَ قَوسَينِ أَو أَدني
«6» فناداني آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ«7»- و قد كتبنا ذلک في سورة البقرة«8»- فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا رب أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني، فقال الله: قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي: لا حول و لا قوة إلا بالله، لا منجي منك إلا إليك.
قال (صلي الله عليه و آله): و علمتني الملائكة قولا أقوله إذا أصبحت و أمسيت: اللهم إن ظلمي أصبح مستجيرا بعفوك، و ذنبي أصبح مستجيرا بمغفرتك، و ذلي أصبح مستجيرا بعزك، و فقري أصبح مستجيرا بغناك، و وجهي الفاني البالي أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقي ألذي لا يفني.
ثم سمعت الأذان، فإذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة، فقال: الله أكبر، الله أكبر. فقال الله: صدق عبدي، أنا أكبر. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. فقال الله تعالي: صدق عبدي، أنا الله لا إله غيري.
فقال: أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله. فقال الله: صدق عبدي، إن محمدا عبدي و رسولي، أنا بعثته و انتجبته. ثم قال: حي علي الصلاة، حي علي الصلاة. فقال الله: صدق عبدي و دعا إلي فريضتي، فمن مشي إليها راغبا فيها محتسبا، كانت له كفارة لما مضي من ذنوبه. فقال: حي علي الفلاح، حي علي الفلاح. فقال الله: هي الصلاح و النجاح و الفلاح. ثم أممت الملائكة في السماء کما أممت الأنبياء في بيت المقدس، قال: ثم غشيتني ضبابة فخررت ساجدا، فناداني ربي: أني قد فرضت علي کل نبي کان قبلك خمسين صلاة، و فرضتها عليك و علي أمتك، فقم بها أنت في أمتك.
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): فانحدرت حتي مررت بإبراهيم فلم يسألني عن شيء، حتي انتهيت إلي
-----------------------------------
(1) البخت: الإبل الراسانيّة. «لسان العرب- بخت- 2: 9».
(2) الدلاء: جمع دلو.
(3) في المصدر: تسعمائة.
(4) الفنن: الغصن. «لسان العرب- فنن- 13: 327».
(5) الرعد 13: 29.
(6) النجم 53: 9.
(7) البقرة 2: 285.
(8) تقدّم في الحديث (2) من تفسير الآيات (284- 286) من سورة البقرة.
صفحه : 480
اللهموسي، فقال: ما صنعت، يا محمّد! فقلت: قال ربي: فرضت علي کل نبي کان قبلك خمسين صلاة، و فرضتها عليك و علي أمتك. فقال موسي: يا محمّد، إن أمتك آخر الأمم و أضعفها، و إن ربك لا يرد عليك شيئا، و إن أمتك لا تستطيع أن تقوم بها، فارجع إلي ربك فسله التخفيف لامتك. فرجعت إلي ربي حتي انتهيت إلي سدرة المنتهي، فخررت ساجدا، ثم قلت: فرضت علي و علي امتي خمسين صلاة، و لا أطيق ذلک و لا امتي، فخفف عني. فوضع عني عشرا فرجعت إلي موسي فأخبرته، فقال: إرجع، لا تطيق. فرجعت إلي ربي فسألته، فوضع عني عشرا، فرجعت إلي موسي فأخبرته، فقال: إرجع، و في کل رجعة أرجع إليه أخر ساجدا، حتي رجع إلي عشر صلوات.}
فرجعت إلي موسي فأخبرته، فقال: لا تطيق. فرجعت إلي ربي فوضع عني خمسا، فرجعت إلي موسي فأخبرته، فقال: لا تطيق. فقلت: قد استحييت من ربي، و لكن أصبر عليها. فناداني مناد: کما صبرت عليها، فهذه الخمس بخمسين، کل صلاة بعشر، من هم من أمتك بحسنة يعملها فعملها كتبت له عشرا، و إن لم يعملها كتبت له عشرا، و إن لم يعملها كتبت له واحدة، و من هم من أمتك بسيئة فعملها كتبت عليه واحدة، و إن لم يعملها لم أكتب عليه شيئا».
فقال الصادق (عليه السلام): «جزي الله موسي عن هذه الامة خيرا». فهذا تفسير قوله تعالي: سُبحانَ الَّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا
إلي آخر الآية.
2] 8916/[- ثم قال علي بن إبراهيم: و روي الصادق (عليه السلام)، عن رسول الله (صلي الله عليه و آله)، أنه قال:1» «بينا أنا راقد في الأبطح و علي عن يميني، و جعفر عن يساري، و حمزة بين يدي، إذا أنا بحفيف« أجنحة الملائكة، و قائل يقول: إلي أيهم بعثت يا جبرئيل! فقال: إلي هذا- و أشار إلي- ثم قال: هو سيد ولد آدم، و هذا وصيه و وزيره و ختنه و خليفته في أمته، و هذا عمه سيد الشهداء حمزة، و هذا إبن عمه جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة مع الملائكة، دعه فلتنم عيناه، و لتسمع أذناه، و ليع قلبه، و اضربوا له مثلا: ملك بني دارا و اتخذ مأدبة و بعث داعيا.
فقال النبي (صلي الله عليه و آله): فالملك الله، و الدار الدنيا، و المأدبة الجنة، و الداعي أنا».
قال: «ثم أدركه جبرئيل بالبراق و أسري به إلي بيت المقدس، و عرض عليه محاريب الأنبياء و آيات الأنبياء، فصلي فيها و رده من ليلته إلي مكة، فمر في رجوعه بعير لقريش، و إذا لهم ماء في آنية، فشرب منه و صب باقي الماء، و قد كانوا أضلوا بعيرا لهم، و كانوا يطلبونه فلما أصبح، قال لقريش: إن الله قد أسري بي في هذه الليلة إلي بيت المقدس، فعرض علي محاريب الأنبياء و آيات الأنبياء، و إني مررت بعير لكم في موضع كذا و كذا، و إذا لهم ماء في آنية فشربت منه و أهرقت باقي ذلک الماء، و قد كانوا أضلوا بعيرا لهم.
فقال أبو جهل: قد أمكنتكم الفرصة من محمّد، سلوه كم الأساطين فيها و القناديل! فقالوا: يا محمّد، إن ها هنا من قد دخل بيت المقدس، فصف لنا كم أساطينه و قناديله و محاريبه! فجاء جبرئيل فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه، فجعل يخبرهم بما يسألونه، فلما أخبرهم، قالوا: حتي تجيء العير، و نسألهم عما قلت.
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 2: 13.
(1) في المصدر: بخفق.
صفحه : 481
اللهفقال لهم: و تصديق ذلک أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس، يقدمها جمل أحمر. فلما أصبحوا أقبلوا ينظرون إلي العقبة و يقولون: هذه الشمس تطلع الساعة فبيناهم كذلك إذ طلعت العير مع طلوع الشمس يقدمها جمل أحمر، فسألوهم عما قال رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقالوا: لقد کان هذا، ضل جمل لنا في موضع كذا و كذا، و وضعنا ماء و أصبحنا و قد أهرق الماء. فلم يزدهم ذلک إلا عتوا».}
3] 9916/[- محمّد بن الحسن الصفار: عن علي بن محمّد بن سعيد، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمّد اليماني، عن منيع، عن يونس، عن صباح المزني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «عرج بالنبي (صلي الله عليه و آله) مائة و عشرين مرة، ما من مرة إلا و قد أوصي الله النبي (صلي الله عليه و آله) بولاية علي (عليه السلام) و الأئمة من بعده، أكثر مما أوصاه بالفرائض».
4] 0026/[- العياشي: عن هشام بن الحكم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: سُبحانَ
، فقال:
«أنفة الله».
و في رواية اخري عن هشام، عنه (عليه السلام)، مثله.
5] 1026/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: «ما تروي هذه الناصبة»! فقلت: جعلت فداك، في ماذا! فقال: «في أذانهم و ركوعهم و سجودهم». فقلت: إنهم يقولون: إن أبي بن كعب، رآه في النوم. «فقال: كذبوا، إن دين الله عز و جل أعز من أن يري في النوم».
قال: فقال له سدير الصيرفي: جعلت فداك، فأحدث لنا من ذلک ذكرا! فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن الله عز و جل لما عرج بنبيه (صلي الله عليه و آله) إلي سماواته السبع، أما أولهن فبارك عليه، و الثانية علمه فرضه، فأنزل الله محملا من نور، فيه أربعون نوعا من أنواع النور، كانت محدقة بعرش الله، تغشي أبصار الناظرين، أما واحد منها فأصفر، فمن أجل ذلک اصفرت الصفرة، و واحد منها أحرم، فمن أجل ذلک احمرت الحمرة، و واحد منها أبيض، فمن أجل ذلک أبيض البياض، و الباقي علي سائر عدد الخلق من النور، و الألوان في ذلک المحمل حلق و سلاسل من فضة.
ثم عرج به إلي السماء، فنفرت الملائكة إلي أطراف السماء، و خرت سجدا، و قالت: سبوح قدوس ما أشبه هذا النور بنور ربنا؟ فقال جبرئيل (عليه السلام): الله أكبر، الله أكبر، ثم فتحت أبواب السماء و اجتمعت الملائكة فسلمت علي النبي (صلي الله عليه و آله) أفواجا، و قالت: يا محمّد، كيف أخوك! إذا نزلت فأقرئه السلام. قال النبي (صلي الله عليه و آله):
أ فتعرفونه! قالوا: و كيف لا نعرفه و قد أخذ ميثاقك و ميثاقه منا و ميثاق شيعته إلي يوم القيامة علينا، و إنا لنتصفح وجوه شيعته في کل يوم و ليلة خمسا- يعنون في وقت کل صلاة- و إنا لنصلي عليك و عليه!
-----------------------------------
3- بصائر الدرجات: 99/ 10. 4- تفسير العيّاشي 2: 276/ 2. [.....] 5- الكافي 2: 482/ 1. 1»
صفحه : 482
اللهقال: ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور، لا تشبه النور الأول، و زادني حلقا و سلاسل، و عرج بي إلي السماء الثانية، فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلي« أطراف السماء و خرت سجدا، و قالت:
سبوح قدوس رب الملائكة و الروح، ما أشبه هذا النور بنور ربنا؟ فقال جبرئيل (عليه السلام): أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. فاجتمعت الملائكة و قالت: يا جبرئيل، من هذا معك! قال: هذا محمّد (صلي الله عليه و آله). قالوا:
2» و قد بعث! قال: نعم. قال النبي (صلي الله عليه و آله): فخرجوا إلي شبه المعانيق« فسلموا علي، و قالوا: أقرئ أخاك السلام، قلت: أ تعرفونه! قالوا: و كيف لا نعرفه، و قد أخذ ميثاقك و ميثاقه و ميثاق شيعته إلي يوم القيامة علينا، و إنا لنتصفح وجوه شيعته في کل يوم و ليلة خمسا! يعنون: في وقت کل صلاة.
قال: ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور، لا تشبه الأنوار الأولي، ثم عرج بي إلي السماء الثالثة، فنفرت الملائكة و خرت سجدا، و قالت: سبوح قدوس رب الملائكة و الروح ما هذا النور ألذي يشبه نور ربنا؟ فقال جبرئيل (عليه السلام): أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله. فاجتمعت الملائكة و قالت: مرحبا بالأول و مرحبا بالآخر، و مرحبا بالحاشر، و مرحبا بالناشر، محمّد خير النبيين، و علي خير الوصيين. قال النبي (صلي الله عليه و آله): ثم سلموا علي و سألوني عن أخي، قلت: هو في الإرض، أ فتعرفونه! قالوا: و كيف لا نعرفه و قد نحج البيت المعمور کل سنة! و عليه رق أبيض فيه اسم محمّد و اسم علي و الحسن و الحسين و الأئمة (عليهم السلام) و شيعتهم إلي يوم القيامة، و إنا لنبارك عليهم کل يوم و ليلة خمسا- يعنون في وقت کل صلاة- و يمسحون رؤوسهم بأيديهم.
قال: ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه تلك الأنوار الاولي، ثم عرج بي حتي انتهيت إلي السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئا، و سمعت دويا كأنه في الصدور، فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء و خرجت إلي شبه المعانيق، فقال جبرئيل (عليه السلام): حي علي الصلاة، حي علي الصلاة، حي علي الفلاح، حي علي الفلاح. فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان. فقال جبرئيل (عليه السلام): قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة. فقالت الملائكة: هي لشيعته إلي يوم القيامة. ثم اجتمعت الملائكة و قالوا: كيف تركت أخاك! فقلت لهم:
و تعرفونه! قالوا: نعرفه و شيعته، و هم نور حول عرش الله، و إن في البيت المعمور لرقا من نور، فيه كتاب من نور، فيه اسم محمّد و علي و الحسن و الحسين و الأئمة و شيعتهم إلي يوم القيامة، لا يزيد فيهم رجل، و لا ينقص منهم رجل، و إنه لميثاقنا، و إنه ليقرأ علينا کل يوم جمعة.
ثم قيل لي: ارفع رأسك يا محمّد. فرفعت رأسي، فإذا أطباق السماء قد خرقت، و الحجب قد رفعت، ثم قال لي: طأطئ رأسك، انظر ما تري! فطأطأت رأسي فنظرت إلي بيت مثل بيتكم هذا، و حرم مثل حرم هذا البيت، لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع إلا عليه، فقيل لي: يا محمّد، إن هذا الحرم و أنت الحرام، و لكل مثل مثال.
-----------------------------------
(1) في «ط»: في.
(2) المعانيق: جمع المعناق، و المعناق: الفرس الجيد العنق، و في الخبر: «فانطلقنا إلي النّاس معانيق» أي مسرعين. «مجمع البحرين- عنق- 5: 219». 1»
صفحه : 483
اللهثم أوحي الله إلي: يا محمّد، ادن من صاد فاغسل مساجدك و طهرها و صل لربك. فدنا رسول الله (صلي الله عليه و آله) من صاد: و هو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن، فتلقي رسول الله (صلي الله عليه و آله) الماء بيده اليمني، فمن أجل ذلک صار الوضوء باليمني، ثم أوحي الله عز و جل إليه: أن أغسل وجهك فإنك تنظر إلي عظمتي، ثم اغسل ذراعيك اليمني و اليسري، فإنك تلقي بيدك كلامي، ثم أمسح رأسك بفضل ما بقي في يدك«، و رجليك إلي كعبيك، فإني أبارك عليك و أوطئك موطئا لم يطأه أحد غيرك. فهذه علة الأذان و الوضوء.
ثم أوحي الله عز و جل إليه: يا محمّد، استقبل الحجر الأسود و كبرني علي عدد حجبي. فمن أجل ذلک صار التكبير سبعا لأن الحجب سبع، فافتتح عند انقطاع الحجب، فمن أجل ذلک صار الافتتاح سنة، و الحجب متطابقة، بينهن بحار النور و ذلک النور ألذي أنزله الله علي محمّد (صلي الله عليه و آله)، فمن أجل ذلک صار الافتتاح ثلاث مرات لا فتتاح الحجب ثلاث مرات، فصار التكبير سبعا و الافتتاح ثلاثا، فلما فرغ من التكبير و الافتتاح أوحي الله إليه: سم باسمي. فمن أجل ذلک جعل بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
في أول السورة.
ثم أوحي الله إليه: أن احمدني، فلما قال: الحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمِينَ
. قال النبي (صلي الله عليه و آله)- في نفسه-:
شكرا، فأوحي الله عز و جل إليه: قطعت حمدي فسم باسمي. فمن أجل ذلک جعل في الحمد الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
مرتين، فلما بلغ وَ لَا الضّالِّينَ قال النبي (صلي الله عليه و آله): الحمد لله رب العالمين شكرا، فأوحي الله إليه: قطعت ذكري فسم باسمي، فمن أجل ذلک جعل بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ في أول السورة.
ثم أوحي الله عز و جل إليه: اقرأ يا محمّد، نسبة ربك تبارك و تعالي: قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ لَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ
«2»، ثم أمسك عنه الوحي. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): الواحد الأحد الصمد، فأوحي الله إليه: لَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، ثم أمسك عنه الوحي. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): كذلك الله ربنا، كذلك الله ربنا. فلما قال ذلک أوحي الله إليه: اركع لربك يا محمّد. فركع، فأوحي الله إليه و هو راكع، قل: سبحان ربي العظيم. ففعل ذلک ثلاثا، ثم أوحي الله إليه: أن ارفع رأسك يا محمّد. ففعل رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقام منتصبا، فأوحي الله عز و جل إليه: أن اسجد لربك يا محمّد. فخر رسول الله (صلي الله عليه و آله) ساجدا، فأوحي الله عز و جل إليه: قل سبحان ربي الأعلي. ففعل (صلي الله عليه و آله) ذلک ثلاثا، ثم أوحي الله إليه: أن استو جالسا يا محمّد. ففعل، فلما رفع رأسه من سجوده و استوي جالسا نظر إلي عظمته تجلت له فخر ساجدا من تلقاء نفسه، لا لأمر امر به، فسبح أيضا ثلاثا، فأوحي الله إليه: أن انتصب قائما. ففعل فلم ير ما کان يري من العظمة، فمن أجل ذلک صارت الصلاة ركعة و سجدتين.
ثم أوحي الله عز و جل إليه: أن اقرأ بالحمد لله. فقرأها مثل ما قرأ أولا، ثم أوحي الله عز و جل إليه: اقرأ إِنّا أَنزَلناهُ
«3» فإنها نسبتك و نسبة أهل بيتك إلي يوم القيامة. و فعل في الركوع مثل ما فعل في المرة الاولي، ثم سجد
-----------------------------------
(1) في المصدر: يديك.
(2) الإخلاص 112: 1- 4.
(3) القدر 97: 1. 1»
صفحه : 484
اللهسجدة واحدة، فلما رفع رأسه تجلت له العظمة فخر ساجدا من تلقاء نفسه، لا لأمير امر به، فسبح أيضا. ثم أوحي الله إليه: ارفع رأسك يا محمّد، ثبتك ربك. فلما ذهب ليقوم، قيل: يا محمّد، اجلس. فجلس، فأوحي الله إليه: يا محمّد، إذا ما أنعمت عليك فسبح« باسمي. فالهم أن قال: بسم الله و بالله، و لا إله إلا الله، و الأسماء الحسني كلها لله. ثم أوحي الله إليه: يا محمّد، صل علي نفسك و علي أهل بيتك. فقال: صلي الله علي و علي أهل بيتي، و قد فعل.
ثم التفت فإذا بصفوف من الملائكة و المرسلين و النبيين، فقيل: يا محمّد، سلّم عليهم. فقال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. فأوحي الله إليه: أن السلام و التحية و الرحمة و البركات أنت و ذريتك. ثم أوحي الله إليه: أن لا تلتفت يسارا. و أول آية سمعها بعد قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ
و إِنّا أَنزَلناهُ آية أَصحابُ اليَمِينِ«2» و أَصحابُ الشِّمالِ«3» فمن أجل ذلک کان السلام واحدة تجاه القبلة، و من أجل ذلک کان التكبير في السجود شكرا.
و قوله: سمع الله لمن حمده. لأن النبي (صلي الله عليه و آله) سمع ضجة الملائكة بالتسبيح و التحميد و التهليل، فمن أجل ذلک قال: سمع الله لمن حمده. و من أجل ذلک صارت الركعتان الأوليان كلما أحدث فيهما حدث کان علي صاحبهما إعادتهما، فهذا الفرض الأول في صلاة الزوال، يعني صلاة الظهر».
و روي هذا الحديث إبن بابويه في (العلل) قال: حدثنا أبي و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قالا:
حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن أبي عمير و محمّد بن سنان، عن الصباح المزني، و سدير الصيرفي، و محمّد بن النعمان مؤمن الطاق، و عمر بن أذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
و حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد الله، قالا: حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد و محمّد بن عيسي، عن عبد الله بن جبلة، عن الصباح المزني و سدير الصيرفي و محمّد بن النعمان الأحول و عمر بن أذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)«4»: أنهم حضروه، و ساق الحديث، إلا أن في رواية إبن بابويه: «فقال: يا محمّد سلّم، فقلت: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. فقال: يا محمّد، إني أنا السلام، و التحية و الرحمة و البركات أنت و ذريتك»«5».
6] 2026/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن إبن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام)، قال: «لما أسري برسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي بيت المقدس حمله جبرئيل علي البراق، فأتيا بيت المقدس، و عرض عليه محاريب الأنبياء
-----------------------------------
6- أمالي الصدوق: 363/ 1.
(1) في «س»: فسم.
(2، 3) الواقعة 56: 27 و 41.
(4) في «س، ط»: أبي جعفر (عليه السّلام).
(5) علل الشرائع: 312/ 1.
صفحه : 485
اللهفصلي بها و رده، فمر رسول الله (صلي الله عليه و آله) في رجوعه بعير لقريش و إذا لهم ماء في آنية، و قد أضلوا بعيرا لهم و كانوا يطلبونه، فشرب رسول الله (صلي الله عليه و آله) من ذلک الماء و أهرق باقيه.}
فلما أصبح رسول الله (صلي الله عليه و آله)، قال لقريش: إن الله جل جلاله قد أسري بي إلي بيت المقدس و أراني آثار الأنبياء و منازلهم، و إني مررت بعير لقريش في موضع كذا و كذا، و قد أضلوا بعيرا لهم، فشربت من مائهم و أهرقت باقي ذلک. فقال أبو جهل: قد أمكنتكم الفرصة منه، فاسألوه كم الأساطين فيها و القناديل!
فقالوا: يا محمّد، إن هاهنا من قد دخل بيت المقدس فصف لنا كم أساطينه و قناديله و محاريبه! فجاء جبرئيل (عليه السلام) فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه، فجعل يخبرهم بما يسألونه عنه، فلما أخبرهم قالوا: حتي تجيء العير و نسألهم عما قلت.
1» فقال لهم رسول الله (صلي الله عليه و آله): تصديق ذلک أن العير تطلع عليكم مع طلوع الشمس، يقدمها جمل أورق«. فلما کان من الغد أقبلوا ينظرون إلي العقبة و يقولون: هذه الشمس تطلع الساعة، فبينا هم كذلك إذ طلعت عليهم العير حين طلع القرص، يقدمها جمل أورق، فسألوهم عما قال رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقالوا: لقد کان هذا، ضل جمل لنا في موضع كذا و كذا و وضعنا ماء فأصبحنا و قد أهرق الماء. فلم يزدهم ذلک إلا عتوا».
7] 3026/[- و عنه: بإسناده عن عبد الرحمن بن غنم، قال: جاء جبرئيل (عليه السلام) إلي رسول الله (صلي الله عليه و آله) بدابة دون البغل و فوق الحمار، رجلاها أطول من يديها، خطوها مد البصر، فلما أراد النبي (صلي الله عليه و آله) أن يركب امتنعت. فقال جبرئيل (عليه السلام): إنه محمّد، فتواضعت حتي لصقت بالأرض. قال: فركب، فكلما هبطت ارتفعت يداها و قصرت رجلاها، و إذا صعدت ارتفعت رجلاها و قصرت يداها، فمرت به في ظلمة الليل علي عير محملة، فنفرت العير من دفيف البراق، فنادي رجل في آخر العير غلاما له في أول العير أن يا فلان، إن العير قد نفرت، و إن فلانة ألقت حملها و انكسرت يدها. و كانت العير لأبي سفيان.
2» قال: ثم مضي حتي إذا کان ببطن البلقاء«، قال (صلي الله عليه و آله): « يا جبرئيل، قد عطشت» فتناول جبرئيل (عليه السلام) قصعة فيها ماء فناوله و شرب، ثم مضي فمر علي قوم معلقين بعراقيبهم بكلاليب من نار، فقال:
«ما هؤلاء يا جبرئيل!» قال: هؤلاء الّذين أغناهم الله بالحلال فيبتغون الحرام. قال: ثم مر علي قوم تخاط جلودهم بمخائط من نار، فقال: «ما هؤلاء، يا جبرئيل!». فقال: هؤلاء الّذين يأخذون عذرة النساء بغير حل. ثم مضي و مر برجل يرفع حزمة من حطب، كلما لم يستطع أن يرفعها زاد فيها، فقال: « يا جبرئيل، من هذا!». قال: هذا صاحب الدين يريد أن يقضي، فإذا لم يستطع زاد عليه.
ثم مضي حتي إذا کان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارة و سمع صوتا، قال: «ما هذه الريح- يا جبرئيل- الّتي أجدها، و هذا الصوت ألذي أسمع!» قال: هذه جهنم. فقال النبي (صلي الله عليه و آله): «أعوذ بالله من
-----------------------------------
7- أمالي الصدوق: 364/ 2.
(1) الأورق من الإبل: ألذي في لونه بياض إلي سواد. «لسان العرب- ورق- 10: 376».
(2) البلقاء: كورة من أعمال دمشق، بين الشام و وادي القري. «معجم البلدان 1: 489». [.....]
صفحه : 486
اللهجهنم». ثم وجد ريحا عن يمينه طيبة و سمع صوتا، فقال: «ما هذه الريح الّتي أجدها، و هذا الصوت ألذي أسمع!» قال: هذه الجنة. فقال (صلي الله عليه و آله): «أسأل الله الجنة».}
قال: ثم مضي حتي انتهي إلي باب مدينة بيت المقدس و فيها هرقل، و كانت أبواب المدينة تغلق کل ليلة و يؤتي بالمفاتيح و توضع عند رأسه، فلما كانت تلك الليلة امتنع الباب أن ينغلق فأخبروه، فقال: ضاعفوا عليها من الحرس. قال: فجاء رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فدخل بيت المقدس، فجاء جبرئيل إلي الصخرة فرفعها، فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح: قدحا من لبن، و قدحا من عسل، و قدحا من خمر، فناوله قدح اللبن فشربه، ثم ناوله قدح العسل فشربه، ثم ناوله قدح الخمر، فقال: «قد رويت، يا جبرئيل» قال: أما أنك لو شربته، ضلت أمتك و تفرقت عنك. قال: ثم أم رسول الله (صلي الله عليه و آله) في بيت المقدس بسبعين نبيا.
قال: و هبط مع جبرئيل (عليه السلام) ملك لم يطأ الإرض قط، معه مفاتيح خزائن الإرض، قال: [ يا محمّد، إن ربك يقرئك السلام، و يقول: هذه مفاتيح خزائن الإرض] فإن شئت فكن نبيا عبدا، و إن شئت نبيا ملكا. فأشار إليه جبرئيل (عليه السلام): أن تواضع يا محمّد، فقال: «بل أكون نبيا عبدا.»
ثم صعد إلي السماء فلما انتهي إلي باب السماء استفتح جبرئيل (عليه السلام) فقالوا: من هذا! قال: محمّد.
قالوا: نعم المجيء جاء، فدخل، فما مر علي ملأ من الملائكة إلا سلموا عليه، و دعوا له و شيعه مقربوها، فمر علي شيخ قاعد تحت شجرة، و حوله أطفال، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «من هذا الشيخ، يا جبرئيل!» قال: هذا أبوك إبراهيم (عليه السلام). قال: «فما هؤلاء الأطفال حوله!». قال: هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم.
ثم مضي فمر علي شيخ قاعد علي كرسي، إذا نظر عن يمينه ضحك و فرح، و إذا نظر عن يساره حزن و بكي، فقال: «من هذا يا جبرئيل!» قال: هذا أبوك آدم، إذا رأي من يدخل الجنة من ذريته ضحك و فرح، و إذا رأي من يدخل النار من ذريته حزن و بكي.
قال: ثم مضي، فمر علي ملك قاعد علي كرسي فسلم عليه، فلم ير [منه] من البشر ما رأي من الملائكة، فقال: « يا جبرئيل، ما مررت بأحد من الملائكة إلا رأيت منه ما أحب إلا هذا، فمن هذا الملك!» قال: هذا مالك خازن النار، أما إنه قد کان أحسن الملائكة بشرا، و أطلقهم وجها، فلما جعل خازن النار أطلع فيها اطلاعة فرأي ما أعد الله فيها لأهلها فلم يضحك بعد ذلک.
ثم مضي حتي إذا انتهي حيث انتهي، فرضت عليه خمسون صلاة، قال: فأقبل، فمر علي موسي (عليه السلام)، فقال: « يا محمّد، كم فرض علي أمتك!» قال: «خمسون صلاة». قال: «ارجع إلي ربك فسله أن يخفف عن أمتك»، قال: ثم مر علي موسي (عليه السلام)، فقال: «كم فرض علي أمتك!» قال: كذا و كذا. فقال: «إن أمتك أضعف الأمم، إرجع إلي ربك فسله أن يخفف عن أمتك، فإني كنت في بني إسرائيل فلم يكونوا يطيقون إلا دون هذا» فلم يزل يرجع إلي ربه عز و جل حتي جعلها خمس صلوات. قال: ثم مر علي موسي (عليه السلام)، فقال: «كم فرض علي أمتك!» قال: «خمس صلوات» قال: «إرجع إلي ربك فسله أن يخفف عن أمتك». قال: «قد استحييت من ربي مما أرجع إليه».
صفحه : 487
ثم مضي فمر علي إبراهيم خليل الرحمن، فناداه من خلفه فقال: « يا محمّد، أقرئ أمتك مني السلام، و أخبرهم أن الجنة ماؤها عذب، و تربتها طيبة، [فيها] قيعان بيض، غرسها سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله، و الله أكبر، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فمر أمتك فليكثروا من غرسها».
ثم مضي حتي مر بعير يقدمها جمل أورق، ثم أتي إلي أهل مكة فأخبرهم بمسيره، و قد کان بمكة قوم من قريش قد أتوا بيت المقدس فأخبرهم. ثم قال: «آية ذلک أنها تطلع عليكم الساعة عير مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق». قال: فنظروا فإذا هي قد طلعت، و أخبرهم [أنه] قد مر بأبي سفيان، و أن إبله قد نفرت في بعض الليل، و أنه نادي غلاما له في أول العير: يا فلان، إن الإبل قد نفرت، و إن فلانة قد ألقت حملها و انكسرت يدها، فسألوه عن الخبر فوجدوه کما قال النبي (صلي الله عليه و آله).
قال مصنف الكتاب: رجوع الخمسين صلاة إلي خمس صلوات بشفاعة موسي (عليه السلام) في خبر الإسراء متكرر في أحاديث خبر الإسراء«1»، اقتصرنا علي ما أوردنا مخافة إلا طالة، و أما العلة في ذلک:
8] 4026/[- فقد روي محمّد بن علي بن بابويه في (من لا يحضره الفقيه): عن زيد بن علي بن الحسين، أنه قال: سألت أبي سيد العابدين (عليه السلام)، فقلت له: يا أبت، أخبرني عن جدنا رسول الله (صلي الله عليه و آله) لما عرج به إلي السماء، و أمره ربه عز و جل بخمسين صلاة، كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتي قال له موسي بن عمران (عليه السلام): «ارجع إلي ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلک»! فقال: « يا بني، إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) لا يقترح علي ربه عز و جل، و لا يراجعه في شيء يأمره به، فلما سأله موسي (عليه السلام) ذلک، و صار شفيعا لامته إليه لم يجز له أن يرد شفاعة أخيه موسي (عليه السلام)، فرجع إلي ربه عز و جل فسأله التخفيف، إلي أن ردها إلي خمس صلوات».
قال: فقلت له: يا أبت، فلم لم يرجع إلي ربه عز و جل، و لم يسأله التخفيف من خمس صلوات، و قد سأله موسي (عليه السلام) أن يرجع إلي ربه عز و جل و يسأله التخفيف! فقال: « يا بني، أراد (عليه السلام) أن يحصل لامته التخفيف مع أجر خمسين صلاة، لقول الله عز و جل: مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها
«2» ألا تري أنه (صلي الله عليه و آله) لما هبط إلي الإرض نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمّد، إن ربك يقرئك السلام و يقول: إنها خمس بخمسين ما يُبَدَّلُ القَولُ لَدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ«3»».
قال: فقلت له: يا أبت، أليس الله جل ذكره لا يوصف بمكان! فقال: «بلي، تعالي الله عن ذلک علوا كبيرا».
قلت: فما معني قول موسي (عليه السلام) لرسول الله (صلي الله عليه و آله): «ارجع إلي ربك»! فقال: «معناه معني قول
-----------------------------------
8- من لا يحضره الفقيه 1: 126/ 603.
(1) انظر: علل الشرائع: 132/ 1، أمالي الصدوق: 371/ 6، التوحيد: 176/ 8.
(2) الأنعام 6: 160.
(3) سورة ق 50: 29.
صفحه : 488
اللهإبراهيم (عليه السلام): إِنِّي ذاهِبٌ إِلي رَبِّي سَيَهدِينِ}
«1» و معني قول موسي (عليه السلام): وَ عَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضي«2» و معني قوله عز و جل: فَفِرُّوا إِلَي اللّهِ«3» يعني: حجوا إلي بيت الله. يا بني، إن الكعبة بيت الله فمن حج بيت الله فقد قصد إلي الله، و المساجد بيوت الله، فمن سعي إليها فقد سعي إلي الله و قصد إليه، و المصلي ما دام في صلاته فهو واقف بين يدي الله عز و جل، فإن لله تبارك و تعالي بقاعا في سماواته فمن عرج به إلي بقعة منها فقد عرج به إلي الله، ألا تسمع الله عز و جل يقول: تَعرُجُ المَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيهِ«4» و يقول عز و جل في قصة عيسي بن مريم (عليه السلام): بَل رَفَعَهُ اللّهُ إِلَيهِ«5» و يقول الله عز و جل: إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ العَمَلُ الصّالِحُ يَرفَعُهُ«6»».
9] 5026/[- و عنه: بإسناده عن ثابت بن دينار، قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) عن الله عز و جل هل يوصف بمكان! فقال: «لا، تعالي الله عن ذلک».
قلت: فلم أسري بنبيه (صلي الله عليه و آله) إلي السماء! قال: «ليريه ملكوت السماوات و ما فيها من عجائب صنعه و بدائع خلقه».
قلت: فقول الله عز و جل: ثُمَّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني
«7»! قال: «ذاك رسول الله (صلي الله عليه و آله) دنا من حجب النور فرأي ملكوت السماوات، ثم تدلي (صلي الله عليه و آله) فنظر من تحته إلي ملكوت الإرض حتي ظن أنه في القرب من الإرض كقاب قوسين أو أدني».
10] 6026/[- و عنه: بإسناده عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):8» «لما عرج بي إلي السماء السابعة، و منها إلي سدرة المنتهي، و من السدرة إلي حجب النور، ناداني ربي جل جلاله: يا محمّد، أنت عبدي و أنا ربك فلي فاخضع« و إياي فاعبد و علي فتوكل و بي فثق، فإني قد رضيت بك عبدا و حبيبا و رسولا و نبيا، و بأخيك علي خليفة و بابا، فهو حجتي علي عبادي و إمام خلقي، و به يعرف أوليائي من أعدائي، و به يميز حزب الشيطان من حزبي، و به يقام ديني و تحفظ حدودي و تنفذ أحكامي، و بك و به و بالأئمة من ولده أرحم عبادي و إمائي،
-----------------------------------
9- علل الشرائع: 131/ 1. 10- الأمالي: 504/ 4.
(1) الصافات 37: 99.
(2) طه 20: 84.
(3) الذاريات 51: 50.
(4) المعارج 70: 4.
(5) النساء 4: 158.
(6) فاطر 35: 10.
(7) النجم 53: 8- 9.
(8) في «ط»: فاخشع. [.....] 1»2»
صفحه : 489
اللهو بالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي و تهليلي و تقديسي و تكبيري و تحميدي«، و به أطهر الإرض من أعدائي و أورثها أوليائي، و به اجعل كلمة الّذين كفروا السفلي و كلمتي العليا، و به احيي عبادي و بلادي بعلمي به، و له اظهر الكنوز و الذخائر بمشيئتي، و إياه اظهر علي الأسرار و الضمائر بإرادتي، و أمده بملائكتي، لتؤيده علي إنفاذ أمري، و إعلاء« ديني، ذلک وليي حقا، و مهدي عبادي صدقا».
11] 7026/[- و عنه، قال: حدثنا حمزة بن محمّد العلوي (رحمه الله)، قال حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن محمّد بن حمزة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لأي علة يجهر في صلاة الفجر و صلاة المغرب و صلاة العشاء الآخرة، و سائر الصلوات مثل: الظهر و العصر لا يجهر فيها!
و لأي علة صار التسبيح في الركعتين الأخيرتين أفضل من القراءة!
قال (عليه السلام): «لأن النبي (صلي الله عليه و آله) لما أسري به إلي السماء، کان أول صلاة فرضها الله عليه صلاة الظهر يوم الجمعة، فأضاف الله عز و جل إليه الملائكة تصلي خلفه، و أمر الله عز و جل نبيه (صلي الله عليه و آله) أن يجهر بالقراءة، ليبين لهم فضله، ثم افترض عليه العصر، و لم يضف إليه أحدا من الملائكة، و أمره أن يخفي القراءة، لأنه لم يكن وراءه أحد، ثم افترض عليه المغرب، ثم أضاف إليه الملائكة، فأمره بالإجهار و كذلك العشاء الآخرة، فلما قرب الفجر افترض الله تعالي عليه الفجر فأمره بالإجهار ليبين للناس فضله کما بين للملائكة، فلهذه العلة يجهر فيها».
فقلت: لأي شيء صار التسبيح في الأخيرتين أفضل من القراءة!
قال: «لأنه لما کان في الأخيرتين ذكر ما يظهر له من عظمة الله عز و جل، فدهش و قال: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فلتلك العلة صار التسبيح أفضل من القراءة».
12] 8026/[- و عنه، قال: أخبرني علي بن حاتم، قال: حدثني القاسم بن محمّد، قال: حدثنا حمدان بن الحسين، عن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن إبراهيم، عن محمّد بن زياد، عن هشام بن الحكم، عن أبي الحسن موسي (عليه السلام) قال: قلت له: لأي علة صار التكبير في الافتتاح سبع تكبيرات أفضل! و لأي علة يقال في الركوع:
سبحان ربي العظيم و بحمده، و يقال في السجود: سبحان ربي الأعلي و بحمده!
قال: « يا هشام، إن الله تبارك و تعالي خلق السماوات سبعا و الأرضين، سبعا و الحجب سبعا، فلما أسري بالنبي (صلي الله عليه و آله) و کان من ربه كقاب قوسين أو أدني رفع له حجاب من حجبه، فكبر رسول الله (صلي الله عليه و آله) و جعل يقول الكلمات الّتي تقال في الافتتاح، فلما رفع له الثاني كبر، فلم يزل كذلك حتي بلغ سبع حجب و كبر سبع تكبيرات، فلتلك العلة يكبر في الافتتاح في الصلاة سبع تكبيرات، فلما ذكر ما رأي من عظمة الله ارتعدت فرائصه فابترك علي ركبتيه و أخذ يقول: سبحان ربي العظيم و بحمده. فلما اعتدل من ركوعه قائما، نظر إليه في
-----------------------------------
11- علل الشرائع: 322/ 1. 12- علل الشرائع: 332/ 4.
(1) في المصدر: و تمجيدي.
(2) في المصدر: و إعلان.
صفحه : 490
اللهموضع أعلي من ذلک الموضع، خر علي وجهه و هو يقول: سبحان ربي الأعلي و بحمده. فلما قالها سبع مرات سكن ذلک الرعب، فلذلك جرت به السنة».}
13] 9026/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن صباح الحذاء، عن إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام) كيف صارت الصلاة ركعة و سجدتين، و كيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين!
فقال: «إذا سألت عن شيء ففرغ قلبك لتفهم، إن أول صلاة صلاها رسول الله (صلي الله عليه و آله) إنما صلاها في السماء بين يدي الله تبارك و تعالي قدام عرشه جل جلاله، و ذلک أنه لما أسري به و صار عند عرشه تبارك و تعالي، قال: يا محمّد، ادن من صاد فاغسل مساجدك و طهرها و صل لربك، فدنا رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي حيث أمره تبارك و تعالي، فتوضأ و أسبغ وضوءه، ثم استقبل الجبار تبارك و تعالي قائما، فأمره بافتتاح الصلاة ففعل. فقال:
يا محمّد، اقرأ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمِينَ
إلي آخرها ففعل ذلک، ثم أمره أن يقرأ نسبة ربه تبارك و تعالي: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ ثم أمسك عنه القول، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصَّمَدُ فقال: قل: لَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. فأمسك عنه القول فقال رسول الله: كذلك الله ربي، كذلك الله ربي. فلما قال ذلک، قال: اركع- يا محمّد- لربك. فركع رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقال له و هو راكع: قل سبحان ربي العظيم و بحمده. ففعل ذلک ثلاثا. ثم قال:
ارفع رأسك يا محمّد. ففعل ذلک رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقام منتصبا بين يدي الله عز و جل. فقال: اسجد لربك يا محمّد. فخر رسول الله (صلي الله عليه و آله) ساجدا، فقال: قل سبحان ربي الأعلي و بحمده. ففعل ذلک رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقال له: استو جالسا، يا محمّد. ففعل، فلما استوي جالسا ذكر جلال ربه جل جلاله، فخر رسول الله (صلي الله عليه و آله) ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربه عز و جل، فسبح أيضا ثلاثا، فقال: انتصب قائما، ففعل، فلم ير ما کان رأي من عظمة ربه جل جلاله، فقال له: اقرأ- يا محمّد- و افعل کما فعلت في الركعة الأولي. ففعل ذلک رسول الله (صلي الله عليه و آله)، ثم سجد سجدة واحدة، فلما رفع رأسه ذكر جلالة ربه تبارك و تعالي الثانية، فخر رسول الله (صلي الله عليه و آله) ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر أمره ربه عز و جل فسبح أيضا، ثم قال له: ارفع رأسك ثبتك الله و اشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، و أن الساعة آتية لا ريب فيها، و أن الله يبعث من في القبور، اللهم صل علي محمّد و آل محمّد و أرحم محمدا و آل محمّد، کما صليت و باركت و ترحمت و مننت علي إبراهيم و آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم تقبل شفاعته في أمته و ارفع درجته. ففعل، فقال: سلّم يا محمّد. و استقبل رسول الله (صلي الله عليه و آله) ربه تبارك و تعالي و تقدس وجهه، مطرقا، فقال: السلام عليك. فأجابه الجبار جل جلاله فقال:
1» و عليك السلام- يا محمّد- بنعمتي قويت علي طاعتي، و برحمتي« إياك اتخذتك نبيا و حبيبا».
-----------------------------------
13- علل الشرائع: 334/ 1.
(1) في المصدر: و بعصمتي.
صفحه : 491
اللهثم قال أبو الحسن (عليه السلام): «و إنما كانت الصلاة الّتي امر بها ركعتين و سجدتين، و هو (صلي الله عليه و آله) إنما سجد سجدتين في کل ركعة عما أخبرتك من تذكرة لعظمة ربه تبارك و تعالي، فجعله الله عز و جل فرضا».}
قلت:- جعلت فداك- و ما صاد ألذي أمره أن يغتسل منه!
فقال: «عين تنفجر من ركن من أركان العرش، يقال له: ماء الحياة، و هو ما قال الله عز و جل: ص وَ القُرآنِ ذِي الذِّكرِ
«1» إنما أمره أن يتوضأ و يقرأ و يصلي».
14] 0126/[- و عنه، قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب، و علي بن عبد الله الوراق و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن يحيي بن أبي عمران و صالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قلت لأبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام): لأي علة عرج الله بنبيه (صلي الله عليه و آله) إلي السماء، و منها إلي سدرة المنتهي، و منها إلي حجب النور و خاطبه و ناجاه هناك، و الله لا يوصف بمكان!
فقال (عليه السلام): «إن الله لا يوصف بمكان، و لا يجري عليه زمان، و لكنه عز و جل أراد أن يشرف به ملائكته و سكان سماواته، و يكرمهم بمشاهدته، و يريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه، و ليس ذلک علي ما يقوله المشبهون، سبحانه و تعالي عما يصفون».
15] 1126/[- العياشي: عن عبد الله بن عطاء، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إن جبرئيل (عليه السلام) أتي بالبراق إلي النبي (صلي الله عليه و آله) و کان أصغر من البغل و أكبر من الحمار، مضطرب الأذنين، عيناه في حوافره، خطوته مد البصر».
16] 2126/[- عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لما أسري بالنبي (صلي الله عليه و آله) أتي بالبراق و معها جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل، قال: فأمسك له واحد بالركاب، و أمسك الآخر باللجام، و سوي عليه الآخر ثيابه، فلما ركبها تضعضعت، فلطمها جبرئيل (عليه السلام) و قال لها: قري يا براق، فما ركبك أحد قبله مثله، و لا يركبك أحد بعده مثله، إلا أنه تضعضعت عليه».
17] 3126/[- و في رواية اخري: عن هشام، عنه (عليه السلام) قال: «لما أسري برسول الله (صلي الله عليه و آله) حضرت الصلاة، فأذن جبرئيل و أقام للصلاة، فقال: يا محمّد، تقدم. فقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): تقدم يا جبرئيل.
فقال له: إنا لا نتقدم الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم».
-----------------------------------
14- علل الشرائع: 132/ 2. 15- تفسير العيّاشي 2: 276/ 3. 16- تفسير العيّاشي 2: 276/ 4. 17- تفسير العيّاشي 2: 277/ 5.
(1) سورة ص 38: 1.
صفحه : 492
18] 4126/[- عن هارون بن خارجة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):1» « يا هارون، كم بين منزلك و بين المسجد الأعظم!». قلت: قريب. قال: «يکون ميلا!». فقلت: لكنه أقرب فقال: «فما تشهد الصلاة كلها فيه!». فقلت: لا و الله- جعلت فداك- ربما شغلت« فقال لي: «أما إني لو كنت بحضرته ما فاتني فيه صلاة». قال: ثم قال هكذا بيده: «ما من ملك مقرب و لا نبي مرسل، و لا عبد صالح إلا و قد صلي في مسجد كوفان، حتي محمّد (صلي الله عليه و آله) ليلة أسري به أمره به جبرئيل، فقال: يا محمّد، هذا مسجد كوفان، فقال: استأذن لي حتي اصلي فيه ركعتين، فاستأذن له فهبط به و صلي فيه ركعتين.
2»3» ثم قال: أما علمت أن عن يمينه روضة من رياض الجنة، و عن يساره روضة من رياض الجنة، أما علمت أن الصلاة المكتوبة فيه تعدل ألف صلاة في غيره، و النافلة خمسمائة صلاة، و الجلوس« فيه من غير قراءة القرآن عبادة». قال: ثم قال هكذا بإصبعه فحركها: «ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان»«.
19] 5126/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «إن جبرئيل احتمل رسول الله (صلي الله عليه و آله) حتي انتهي به إلي مكان من السماء، ثم تركه و قال له: ما وطئ شيء قط مكانك».
20] 6126/[- عن إبن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) لما أسري برسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملائكة إلا استبشر به، إلا مالك خازن جهنم، فقال لجبرئيل: يا جبرئيل، ما مررت بملك من الملائكة إلا استبشر بي إلا هذا الملك، فمن هذا! قال: هذا مالك خازن جهنم، و هكذا جعله الله.»
قال: «فقال له النبي (صلي الله عليه و آله): يا جبرئيل، سله أن يرينيها؟ فقال جبرئيل: يا مالك، هذا محمّد رسول الله، و قد شكا إلي و قال: ما مررت بأحد من الملائكة إلا استبشر بي و سلّم علي إلا هذا. فأخبرته أن الله تعالي هكذا جعله، و قد سألني أن أسألك أن تريه جهنم». قال: «فكشف له عن طبق من أطباقها، فما رؤي رسول الله (صلي الله عليه و آله) ضاحكا حتي قبض (صلي الله عليه و آله)».
21] 7126/[- عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما أسري برسول الله (صلي الله عليه و آله) حضرت الصلاة فأذن جبرئيل (عليه السلام)، فلما قال: الله أكبر، الله أكبر. قالت الملائكة: الله أكبر، الله أكبر. فلما قال:
أشهد أن لا إله إلا الله قالت الملائكة: خلع الأنداد. فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله قالت: نبي بعث. فلما قال: حي علي الصلاة قالت: حث علي عبادة ربه. فلما قال: حي علي الفلاح قالت: أفلح من تبعه».
-----------------------------------
18- تفسير العيّاشي 2: 277/ 6. 19- تفسير العيّاشي 2: 277/ 7. 20-- تفسير العيّاشي 2: 277/ 8. [.....] 21- تفسير العيّاشي 2: 278/ 9.
(1) في «ط»: ربما ثقلت.
(2) في «س»: و الحاضر.
(3) في «ط»: من الكوفة.
صفحه : 493
22] 8126/[- عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:1»2» «لما أخبرهم أنه أسري به، قال بعضهم لبعض: قد ظفرتم به فاسألوه عن أيلة«- قال- فسألوه عنها- قال- فأطرق و مكث«، فأتاه جبرئيل (عليه السلام)، فقال:
3»4» يا رسول الله، ارفع رأسك فإن الله قد رفع إليك أيلة، و قد أمر الله کل منخفض من الإرض فارتفع، و کل مرتفع فانخفض. فرفع رأسه فإذا أيلة قد رفعت له، فجعلوا يسألونه، و يخبرهم و هو ينظر إليها، ثم قال: إن علامة ذلک عير لأبي سفيان تحمل برا يقدمها جمل أحمر مجمع«، تدخل غدا مع الشمس، فأرسلوا الرسل، و قالوا لهم: حيث ما لقيتم العير فاحبسوها، ليكذبوا بذلك قوله- قال- فضرب الله وجوه الإبل فأقرت« علي الساحل، و أصبح النّاس فأشرفوا». فقال أبو عبد الله: «فما رؤيت مكة أكثر مشرفا و لا مشرفة منها يومئذ، لينظروا ما قال رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فأقبلت الإبل [من] ناحية الساحل، فكان يقول القائل: الإبل الشمس، الشمس الإبل- قال- فطلعتا جميعا».
23] 9126/[- عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) صلي العشاء الآخرة و صلي الفجر في الليلة الّتي أسري به فيها بمكة».
24] 0226/[- عن زرارة و حمران بن أعين و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «حدث أبو سعيد الخدري أن رسول الله (صلي الله عليه و آله)، قال:5» إن جبرئيل أتاني ليلة أسري بي و حين رجعت، فقلت: يا جبرئيل، هل لك من حاجة! فقال: حاجتي أن تقرأ علي خديجة من الله و مني السلام. و حدثنا عند« ذلک أنها قالت حين لقيها نبي الله (صلي الله عليه و آله) فقال لها بالذي قال جبرئيل، قالت: إن الله هو السلام، و منه السلام، و إليه السلام، و علي جبرئيل السلام».
25] 1226/[- عن سالم«6» الحناط، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المساجد الّتي لها الفضل، فقال: «المسجد الحرام، و مسجد الرسول».
قلت: و المسجد الأقصي، جعلت فداك! فقال: «ذاك في السماء، إليه أسري برسول الله (صلي الله عليه و آله)».
فقلت: إن النّاس يقولون: إنه بيت المقدس! فقال: «مسجد الكوفة أفضل منه».
-----------------------------------
22- تفسير العيّاشي 2: 378/ 10. 23- تفسير العيّاشي 2: 279/ 11. 24- تفسير العيّاشي 2: 279/ 12. 25- تفسير العيّاشي 2: 279/ 13.
(1) أيلة: بالفتح، مدينة علي ساحل بحر القلزم ممّا يلي الشام. «معجم البلدان 1: 292».
(2) في «ط»: و سكت.
(3) رجل مجمع: بلغ أشدّه. «أقرب الموارد- جمع- 1: 138».
(4) في المصدر: فأقربت.
(5) في «ط»: عن.
(6) في المصدر: سلّام. [.....]
صفحه : 494
26] 2226/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «لما أسري بالنبي (صلي الله عليه و آله) فانتهي إلي موضع، قال له جبرئيل: قف، إن ربك يصلي».
قال: قلت: جعلت فداك، و ما کان صلاته! فقال: «کان يقول: سبوح قدوس رب الملائكة و الروح، سبقت رحمتي غضبي».
27] 3226/[- عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:1» «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) لما أسري به رفعه جبرئيل بإصبعيه، و وضعهما في ظهره حتي وجد بردهما« في صدره، فكان رسول الله (صلي الله عليه و آله) دخله شيء، فقال: يا جبرئيل، أفي هذا الموضع! قال: نعم، إن هذا الموضع لم يطأه أحد قبلك و لا يطأه أحد بعدك».
قال: «و فتح الله له من العظمة مثل مسام الإبرة، فرأي من العظمة ما شاء الله، فقال له جبرئيل: قف يا محمّد» و ذكر مثل الحديث الأول سواء.
28] 4226/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حماد إبن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما عرج برسول الله (صلي الله عليه و آله) انتهي به جبرئيل إلي مكان فخلي عنه. فقال له: يا جبرئيل، أ تخليني علي هذه الحال!؟ فقال: أمضه، فو الله، لقد وطئت مكانا ما وطئه بشر و ما مشي فيه بشر قبلك».
29] 5226/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة، قال سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) و أنا حاضر، فقال: جعلت فداك، كم عرج برسول الله (صلي الله عليه و آله)! فقال: «مرتين، فأوقفه جبرئيل (عليه السلام) موقفا فقال له: مكانك- يا محمّد- فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط و لا نبي، إن ربك يصلي. فقال: يا جبرئيل، و كيف يصلي! قال: يقول: سبوح قدوس أنا رب الملائكة و الروح، سبقت رحمتي غضبي. فقال: اللهم عفوك عفوك- قال- و کان کما قال الله: قابَ قَوسَينِ أَو أَدني
«2»».
3» فقال له أبو بصير: جعلت فداك، و ما قاب قوسين أو أدني! قال: «ما بين سيتها« إلي رأسها، فقال: کان بينهما حجاب يتلألأ- و لا أعلمه إلا و قد قال: زبرجد- فنظر في مثل سم الإبرة إلي ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك و تعالي: يا محمّد، قال: لبيك ربي. قال: من لامتك من بعدك! قال: الله أعلم. قال: علي بن أبي طالب أمير
-----------------------------------
26- تفسير العيّاشي 2: 280/ 14. 27- تفسير العيّاشي 2: 280/ 15. 28- الكافي 1: 367/ 12. 29-- الكافي 1: 367/ 13.
(1) في «ط» و المصدر: بإصبعه وضعها في ظهره حتّي وجد بردها.
(2) النجم 53: 9.
(3) سية القوس: ما عطف من طرفيها. «انظر لسان العرب- سوا- 14: 417».
صفحه : 495
اللهالمؤمنين، و سيد المسلمين، و قائد العز المحجلين».}
قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبي بصير: « يا أبا محمّد، و الله ما جاءت ولاية علي (عليه السلام) من الإرض، و لكن جاءت من السماء».
30] 6226/[- الخصيبي في (هدايته): بإسناده عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «لما أسري برسول الله (صلي الله عليه و آله)، رأي في طريق الشام عيرا لقريش بمكان، فقال لقريش حين أصبح: يا معشر قريش، إن الله تبارك و تعالي قد أسري بي في هذه الليلة من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي- يعني بيت المقدس- حتي ركبت علي البراق، و قد أتاني به جبرئيل (عليه السلام)، و هو دابة أكبر من الحمار و أصغر من البغل و خطوتها مد البصر، فلما صرت عليه صعدت إلي السماء و صليت بالنبيين أجمعين، و الملائكة كلهم و رأيت الجنة و ما فيها، و النار و ما فيها، و اطلعت علي الملك كله.
1»2» فقالوا: يا محمّد، كذب بعد كذب يأتينا منك مرة بعد مرة، لئن لم تنته عما تقول و تدعي لنقتلنك شر قتلة، تريد أن تأفكنا عن آلهتنا، و تصدنا عما کان يعبد آباؤنا الشم« الغطاريف«!
فقال: يا قوم، إنما أتيتكم بالخير، إن قبلتموه، فإن لم تقبلوه فارجعوا، و تربصوا بي، إني متربص بكم، و إني لأرجوا أن أري فيكم ما آمله من الله، فسوف تعلمون.
فقال له أبو سفيان: يا محمّد، إن كنت صادقا فيما تقول، فإنا قد دخلنا الشام و مررنا علي طريق الشام، فخبرنا عن طريق الشام و ما رأيت فيه، و نحن نعلم أنك لم تدخل الشام، فإن أنت أعطيتنا علامته علمنا أنك نبي و رسول.
3»4» فقال: و الله لأخبرنكم بما رأت عيناي الساعة، رأيت عيرا لك يا أبا سفيان، و هي ثلاثة و عشرون جملا يقدمها جمل أرمك«، عليه عباءتان قطوانيتان«، و فيهما غلامان لك: أحدهما صبيح، و الآخر رياح، في موضع كذا و كذا، و رأيت لك يا هشام بن المغيرة عيرا في موضع كذا و كذا، و هي ثلاثون بعيرا يقدمها جمل أحمر، فيها ثلاثة مما ليك: أحدهم ميسرة، و الآخر سالم و الثالث يزيد، و قد وقع لهم بعير، و يأتونكم يوم كذا و كذا في ساعة كذا و كذا، و وصف لهم جميع ما رأوه في بيت المقدس.
قال أبو سفيان: أما في بيت المقدس فقد وصفت لنا إياه، و أما العير فقد ادعيت أمرا، فإن لم يوافق قولك، علمنا أنك كذاب، و أن ما تدعيه الباطل.
فلما کان ذلک اليوم ألذي أخبرهم أن العير تأتيهم فيه، خرج أبو سفيان و هشام بن المغيرة حتي لقيا العير و قد أقبلت في الوقت ألذي وعده النبي (صلي الله عليه و آله)، فسألا غلمانهم عن جميع ما كانوا فيه، فأخبروهم مثل ما
-----------------------------------
30- الهداية الكبري: 57/ 12.
(1) الشّمّ: جمع أشم، و هو السيّد ذو الأنفة الشريف النفس. «تاج العروس- شمم- 8: 360».
(2) الغطريف: السيد الشريف السخيّ و الكثير الخير. «لسان العرب- غطرف- 9: 269».
(3) الجمل الارمك: هو ألذي في لونه كدورة. «لسان العرب- رمك- 10: 434»
(4) القطوانيّة: عباءة بيضاء قصيرة الخمل. «النهاية 4: 85».
صفحه : 496
اللهأخبرهم به النبي (صلي الله عليه و آله).}
فلما أقبلا قال لهما: ما صنعتما! فقالا جميعا: لقد رأينا جميع ما قلت، و ما يعلم أحد السحر إلا إياك، و إن لك شيطانا عالما يخبرك بجميع ذلک، و الله لو رأينا ملائكة من السماء تنزل عليك ما صدقناك و لا قلنا إنك رسول الله و لا آمنا بما تقول، فهو علينا سواء، أو عظت أم لم تكن من الواعظين».
31] 7226/[- العياشي: عن عبد الصمد بن بشير، قال: ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) بدء الأذان، فقيل: إن رجلا من الأنصار رأي في منامه الأذان فقصه علي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و أمره رسول الله (صلي الله عليه و آله) أن يعلمه بلالا. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «كذبوا، إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان نائما في ظل الكعبة فأتاه جبرئيل (عليه السلام) و معه طاس فيه ماء من الجنة، فأيقظه و أمره أن يغتسل به، ثم وضع في محمل له ألف ألف لون من نور، ثم صعد به حتي انتهي إلي أبواب السماء» الحديث.
32] 8226/[- عن عبد الصمد بن بشير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول:1»2»3» «جاء جبرئيل رسول الله (صلي الله عليه و آله) و هو بالأبطح بالبراق، أصغر من البغل و أكبر من الحمار، عليه ألف ألف محفة« من نور، فشمس« البراق حين أدناه منه ليركبه، فلطمه جبرئيل (عليه السلام) لطمة عرق البراق منها، ثم قال: اسكن، فإنه محمّد، ثم زف« به من بيت المقدس إلي السماء» الحديث.
و هذا الحديث و سابقه قد تقدما بطولهما عند قوله تعالي: لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ إِن تُبدُوا ما فِي أَنفُسِكُم أَو تُخفُوهُ يُحاسِبكُم بِهِ اللّهُ من آخر سورة البقرة«4».
33] 9226/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن موسي بن جعفر (عليهما السلام) عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام) [في احتجاجه علي] يهودي يخبره عما اوتي الأنبياء من الفضائل، و يأتيه أمير المؤمنين (عليه السلام) بما أوتي رسول الله (صلي الله عليه و آله) بما هو أفضل مما اوتي الأنبياء من الفضائل، فكان فيما ذكر له اليهودي أن قال له: فإن هذا سليمان بن داود قد سخرت له الرياح فسارت به في بلاده غدوها شهر و رواحها شهر.
فقال له علي (عليه السلام): «لقد کان كذلك، و محمّد (صلي الله عليه و آله) اعطي ما هو أفضل من هذا، إنه أسري به من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي مسيرة شهر، و عرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في
-----------------------------------
31- تفسير العيّاشي 1: 157/ 530. 32- تفسير العيّاشي 1: 159/ 531. [.....] 33- الاحتجاج: 220.
(1) المحفة: مركب من مراكب النساء كالهودج. «مجمع البحرين- حفف- 5: 39».
(2) الشّموس من الدوابّ: إذا شردت و جمحت و منعت ظهرها. «لسان العرب- شمس- 6: 113».
(3) زفّ: أسرع. «لسان العرب- زفف- 9: 136».
(4) تقدّما في الحديثين (8 و 9) من تفسير الآيات (284- 286) من سورة البقرة.
صفحه : 497
اللهأقل من ثلث ليلة حتي انتهي إلي ساق العرش» الحديث}
، و قد تقدم بطوله في قوله تعالي: لِلّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ الآية«1».
34] 0326/[- علي بن إبراهيم: بإسناده عن أبي برزة الأسلمي، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقول لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): « يا علي، إن الله تعالي أشهدك معي في سبعة مواطن.
أما أول ذلک: فليلة أسري بي إلي السماء، قال لي جبرئيل: أين أخوك! فقلت: خلفته ورائي قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله فإذا مثالك معي، و إذا الملائكة وقوف صفوف، فقلت: يا جبرئيل، من هؤلاء! قال: هم الّذين يباهيهم الله بك يوم القيامة، فدنوت فنطقت بما کان و بما يکون إلي يوم القيامة.
2» و الثاني: حين أسري بي في المرة الثانية فقال لي جبرئيل: أين أخوك! قلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا مثالك معي، فكشط« لي عن سبع سماوات حتي رأيت سكانها و عمارها و موضع کل ملك منها.
و الثالث: حين بعثت إلي الجن، فقال لي جبرئيل: أين أخوك! قلت: خلفته ورائي، فقال: ادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا أنت معي، فما قلت لهم شيئا و لا ردوا علي شيئا إلا سمعته.
و الرابع: خصصنا بليلة القدر، و أنت معي فيها، و ليست لأحد غيرنا.
و الخامس: دعوت الله فيك فأعطاني فيك کل شيء إلا النبوة، فإنه قال: خصصتك- يا محمّد- بها و ختمتها بك.
و أما السادس: لما أسري بي إلي السماء جمع الله لي النبيين، و صليت بهم و مثالك خلفي.
و السابع: هلاك الأحزاب بأيدينا».
و رواه محمّد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن أبي داود السبيعي«3»، عن بريدة الأسلمي«4».
35] 1326/[- الشيخ في (مجالسه)، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن عبد الله الموسوي في داره بمكة بعشرين«5» و ثلاثمائة، قال: حدثني مؤدبي عبيد الله بن أحمد بن نهيك الكوفي، قال: حدثنا محمّد بن زياد بن أبي عمير، قال: حدثني علي بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
-----------------------------------
34- تفسير القمّي 2: 335. 35- الأمالي 2: 255.
(1) تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآيات (284- 286) من سورة البقرة.
(2) الكشط: القلع و الكشف. «لسان العرب- كشط- 7: 387».
(3) في المصدر: السبعي، تصحيف صحيحه ما أثبتناه، و هو نفيع بن الحارث، أبو داود الأعمي الهمداني السّبيعي الكوفي، روي عن بريدة الأسلمي و أبي برزة الأسلمي. تهذيب الكمال 30: 10/ 6466.
(4) بصائر الدرجات: 127/ 3.
(5) في المصدر: بثمان و عشرين.
صفحه : 498
اللهعليجعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: قال لي رسول الله (صلي الله عليه و آله): « يا علي، إنه لما أسري بي إلي السماء تلقاني الملائكة بالبشارات في کل سماء حتي لقيني جبرئيل (عليه السلام) في محفل من الملائكة، قال: يا محمّد، لو اجتمعت أمتك علي حب علي، ما خلق الله عز و جل النار.
يا علي، إن الله تعالي أشهدك معي في سبعة مواطن حتي أنست بك.
أما أول ذلک: فليلة أسري بي إلي السماء، قال لي جبرئيل (عليه السلام): أين أخوك يا محمّد! فقلت: خلفته ورائي، فقال: ادع الله عز و جل فليأتك به فدعوت الله عز و جل فإذا مثالك معي، و إذا الملائكة وقوف صفوف، فقلت: يا جبرئيل، من هؤلاء! فقال: هؤلاء الّذين يباهيهم الله عز و جل بك يوم القيامة، فدنوت فنطقت بما کان و بما يکون إلي يوم القيامة.
و الثاني: حين أسري بي إلي ذي العرش عز و جل، قال جبرئيل: أين أخوك يا محمّد! فقلت: خلفته ورائي.
فقال: ادع الله عز و جل فليأتك به فدعوت الله عز و جل فإذا مثالك معي، و كشط لي عن سبع سماوات حتي رأيت سكانها و عمارها و موضع کل ملك منها.
و الثالثة: حين بعثت إلي الجن، فقال لي جبرئيل (عليه السلام): أين أخوك! فقلت: خلفته ورائي. فقال: ادع الله عز و جل فليأتك به فدعوت الله عز و جل فإذا أنت معي، فما قلت لهم شيئا و لا ردوا علي شيئا إلا سمعته و وعيته.
و الرابعة: خصصنا بليلة القدر، و أنت معي فيها، و ليست لأحد غيرنا.
و الخامسة: ناجيت الله عز و جل و مثالك معي، فسألت فيك خصالا أجابني إليها إلا النبوة، فإنه قال:
خصصتها بك، و ختمتها بك.
و السادسة: لما طفت بالبيت المعمور کان مثالك معي.
و السابعة: هلاك الأحزاب علي يدي و أنت معي.
يا علي، إن الله أشرف إلي الدنيا فاختارني علي رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك علي رجال العالمين، ثم اطلع الثالثة فاختار فاطمة علي نساء العالمين، ثم اطلع الرابعة فاختار الحسن و الحسين و الأئمة من ولده علي رجال العالمين.
يا علي، إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن فأنست بالنظر إليه: إني لما بلغت بيت المقدس في معارجي إلي السماء وجدت علي صخرتها: لا إله إلا الله، محمّد رسول الله أيدته بوزيره و نصرته به. فقلت: يا جبرئيل: و من وزيري! فقال: علي بن أبي طالب (عليه السلام). فلما انتهيت إلي سدرة المنتهي وجدت مكتوبا عليها: لا إله إلا الله، أنا وحدي، و محمّد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره و نصرته به. فقلت يا جبرئيل و من وزيري! فقال:
علي بن أبي طالب. فلما جاوزت السدرة و انتهيت إلي عرش رب العالمين وجدت مكتوبا علي قائمة من قوائم العرش: أنا الله، لا إله إلا أنا وحدي، محمّد حبيبي و صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره و أخيه و نصرته به.
يا علي، إن الله عز و جل أعطاني فيك سبع خصال: أنا أول من يشق القبر و أنت معي، و أنت أول من يقف
صفحه : 499
معي علي الصراط، فتقول للنار: خذي هذا فهو لك، و ذري هذا فليس هولك و أنت أول من يكسي إذا كسيت، و يحيا إذا حييت، و أنت أول من يقف معي عن يمين العرش، و أول من يقرع معي باب الجنة، و أول من يسكن معي في عليين، و أول من يشرب معي من الرحيق المختوم ألذي ختامه مسك، و في ذلک فليتنافس المتنافسون».
36] 2326/[- الشيخ في (أماليه): بإسناده عن الحفار، قال: حدثني إبن الجعابي، قال: حدثنا أبو عثمان سعيد إبن عبد الله بن عجب الأنباري، قال: حدثنا خلف بن درست، قال: حدثنا القاسم بن هارون، قال: حدثنا سهل بن سفيان، عن همام، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «لما عرج بي إلي السماء دنوت من ربي عز و جل حتي کان بيني و بينه قاب قوسين أو أدني، فقال: يا محمّد، من تحب من الخلق! قلت: يا رب، عليا.
قال: التفت يا محمّد، فالتفت عن يساري فإذا علي بن أبي طالب».
37] 3326/[- البرسي: عن إبن عباس: أن النبي (صلي الله عليه و آله) ليلة المعراج رأي عليا و فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام) في السماء فسلم عليهم، و قد فارقهم في الإرض.
38] 4326/[- المفيد في (الاختصاص): عن أحمد بن عبد الله، عن عبيد الله بن محمّد العيشي، قال: أخبرني حماد بن سلمة، عن الأعمش، عن زياد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: أتيت (فاطمة (صلوات الله عليها))، فقلت لها: أين بعلك! فقالت: «عرج به جبرئيل (عليه السلام) إلي السماء». فقلت: في ماذا! فقالت: «إن نفرا من الملائكة تشاجروا في شيء فسألوا حكما من الآدميين، فأوحي الله إليهم أن تخيروا، فاختاروا علي بن أبي طالب».
1] 5326/[- في (صحيفة الرضا (عليه السلام)): قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «إن الله تعالي سخر لي البراق، و هي:
دابة من دواب الجنة، ليست بالطويل و لا بالقصير، فلو أن الله عز و جل أذن لها لجالت الدنيا و الآخرة في جرية واحدة، و هي أحسن الدواب لونا».
2] 6326/[- إبن الفارسي في (روضته): في حديث عن رسول الله (صلي الله عليه و آله)، في صفة البراق:1»2» «وجهها كوجه الإنسان، و خدها كخد الفرس، عرفها من لؤلؤ مسموط«، و أذناها« زبرجدتان خضراوان، و عيناها مثل
-----------------------------------
36- الأمالي 1: 362. 37- ....... [.....] 38- الاختصاص: 213. 1- صحيفة الإمام الرضا (عليه السّلام): 154/ 95. 2- روضة الواعظين: 108.
(1) السمط: الخيط الواحد المنظوم. «تاج العروس- سمط- 5: 160».
(2) في المصدر زيادة: من. 1»
صفحه : 500
اللهكوكب الزهرة يتوقدان مثل النجمين المضيئين، لها شعاع مثل شعاع الشمس، منحدر عن نحرها الجمان«، منظومة الخلق، طويلة اليدين و الرجلين، لها نفس كنفس الآدميين، تسمع الكلام و تفهمه، و هي فوق الحمار و دون البغل».
3] 7326/[- البرسي: عن إبن عباس:2» أن النبي (صلي الله عليه و آله) لما جاء جبرئيل (عليه السلام) ليلة الإسراء بالبراق و أمره عن أمر الله بالركوب قال: «ما هذه»! فقال: دابة خلقت لأجلك و لها في جنة عدن ألف سنة. فقال له النبي (صلي الله عليه و آله): «و ما سير هذه الدابة!» فقال: إن شئت أن تجوز بها السماوات السبع و الأرضين السبع فتقطع سبعين ألف عام ألف مرة« كلمح البصر قدرت.
قوله تعالي:
وَ آتَينا مُوسَي الكِتابَ وَ جَعَلناهُ هُديً لِبَنِي إِسرائِيلَ أَلّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا [2] 6238/[1]- علي بن إبراهيم: إنه محكم.
قوله تعالي:
ذُرِّيَّةَ مَن حَمَلنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبداً شَكُوراً [3]
2] 9326/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن نوحا (عليه السلام) إنما سمي عبدا شكورا لأنه کان يقول إذا أمسي و أصبح: اللهم إني أشهدك أنه ما أمسي و أصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك، وحدك لا شريك لك، لك الحمد و لك الشكر بها
-----------------------------------
3- مشارق أنوار اليقين: 218. 1- تفسير القمّي 244 «حجري»، و لم نعثر عليه في المطبوع. 2- علل الشرائع: 29/ 1.
(1) الجمان: اللؤلؤ الصّغار. «لسان العرب- جمن- 13: 92».
(2) في «ط»: ألف عام و سبعين ألف مدّة. 1»
صفحه : 501
اللهعلي حتي ترضي و بعد الرضا»«.
2] 0426/[- علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «کان نوح (عليه السلام) إذا أصبح و أمسي يقول: أشهد أنه ما أمسي بي من نعمة في دين أو دنيا فإنها من الله، وحده لا شريك له، له الحمد علي بها و الشكر كثيرا، فأنزل الله: إِنَّهُ كانَ عَبداً شَكُوراً
فهذا کان شكره».
3] 1426/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن إبن رئاب، عن إسماعيل بن الفضل، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إذا أصبحت و أمسيت فقل عشر مرات: اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دينا فمنك، وحدك لا شريك لك، لك الحمد و لك الشكر بها علي يا رب حتي ترضي و بعد الرضا. فإنك إذا قلت ذلک كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلک اليوم و في تلك الليلة».
4] 2426/[- و عن إبن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:2» «کان نوح (عليه السلام) يقول ذلک« إذا أصبح، فسمي بذلك عبدا شكورا». و قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): من صدق الله نجا».
5] 3426/[- و عنه: عن علي بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن سنان، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: فما عني بقوله في نوح (عليه السلام): إِنَّهُ كانَ عَبداً شَكُوراً
! قال:
«كلمات بالغ فيهن».
قلت: و ما هن! قال: «کان إذا أصبح قال: أصبحت أشهدك ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فإنها منك، وحدك لا شريك لك، فلك الحمد علي ذلک، و لك الشكر كثيرا. کان يقولها إذا أصبح ثلاثا، و إذا أمسي ثلاثا».
6] 4426/[- العياشي: عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «کان نوح (عليه السلام) إذا أصبح قال: اللهم إنه ما کان من نعمة و عافية في دين أو دينا فإنها منك، وحدك لا شريك لك، لك الملك و لك الشكر بها علي يا رب حتي ترضي و بعد الرضا».
7] 5426/[- عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنما سمي نوح (عليه السلام) عبدا شكورا
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 2: 14. 3- الكافي 2: 81/ 28. 4- الكافي 2: 81/ 29. 5- الكافي 2: 388/ 38. [.....] 6- تفسير العيّاشي 2: 280/ 16. 7- تفسير العيّاشي 2: 280/ 17.
(1) في المصدر زيادة: إلهنا.
(2) أي الدعاء المذكور في الحديث السابق.
صفحه : 502
اللهلأنه کان يقول إذا أصبح و أمسي: اللهم إنه ما أصبح و أمسي بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك، وحدك لا شريك لك، لك الحمد و لك الشكر به علي يا رب حتي ترضي و بعد الرضا. يقولها إذا أصبح عشرا و إذا أمسي عشرا».}
8] 6426/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: كانَ عَبداً شَكُوراً
.
قال: «کان إذا أمسي و أصبح يقول: أمسيت أشهدك أنه ما أمست بي من نعمة في دين أو دنيا فإنها من الله، وحده لا شريك له، له الحمد بها و الشكر كثيرا».
9] 7426/[- عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: ما عني الله بقوله لنوح (عليه السلام):
إِنَّهُ كانَ عَبداً شَكُوراً
!
فقال: «كلمات بالغ فيهن- و قال- کان إذا أصبح و أمسي قال: اللهم إني أصبحت أشهدك أنه ما أصبح بي من نعمة في دين أو دنيا فإنه منك وحدك لا شريك لك، و لك الشكر بها علي يا رب حتي ترضي و بعد الرضا. فسمي بذلك عبدا شكورا».
قوله تعالي:
وَ قَضَينا إِلي بَنِي إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ وَ لَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً- إلي قوله تعالي- وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً [4- 6]
1] 8426/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن القاسم البطل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي:
وَ قَضَينا إِلي بَنِي إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ
.
قال: «قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) و طعن الحسن (عليه السلام) وَ لَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً
- قال- قتل الحسين (عليه السلام) فَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما فإذا جاء نصر دم الحسين (عليه السلام) بَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم (عليه السلام)، فلا يدعون وترا«1» لآل محمّد إلا قتلوه وَ كانَ وَعداً مَفعُولًا خروج القائم (عليه السلام) ثُمَّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيهِم عليهم خروج الحسين (عليه السلام) في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب، لكل بيضة و جهان، المؤدون إلي النّاس: أن هذا
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 280/ 18. 9- تفسير العيّاشي 2: 280/ 19. 1- الكافي 8: 206/ 250.
(1) من معاني الوتر: الجناية و الظلم، قال المجلسي: «قوله: لا يدعون وترا، أي ذا وتر و جناية، ففي الكلام تقدير مضاف». بحار الأنوار 51: 57.
صفحه : 503
اللهالحسين قد خرج. [حتي] لا يشك المؤمنون فيه، و أنه ليس بدجال و لا شيطان، و الحجة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين (عليه السلام) جاء الحجة الموت، فيكون ألذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده في حفرته الحسين بن علي (عليهما السلام)، و لا يلي الوصي إلا الوصي».}
2] 9426/[- أبو جعفر محمّد بن جرير في (مسند فاطمة (عليها السلام))، قال: حدثنا أبو المفضل، قال: حدثني علي بن الحسن المنقري الكوفي، قال: حدثني أحمد بن زيد الدهان، عن مخول بن إبراهيم، عن رستم بن عبد الله إبن خالد المخزومي، عن سليمان الأعمش، عن محمّد بن خلف الطاطري، عن زاذان، عن سلمان، قال: قال لي رسول الله (صلي الله عليه و آله): «إن الله تبارك و تعالي لم يبعث نبيا و لا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا». فقلت: يا رسول الله، لقد عرفت هذا من أهل الكتابين.
فقال: « يا سلمان، هل علمت من نقبائي، و من الاثني عشر الّذين اختارهم الله للامة من بعدي»! فقلت: الله و رسوله أعلم.
1»2»3» فقال: « يا سلمان، خلقني الله من صفوة نوره و دعاني فأطعته، و خلق من نوري عليا و دعاه فأطاعه، و خلق مني و من علي« فاطمة و دعاها فأطاعته، و خلق مني و من علي و فاطمة الحسن و دعاه فأطاعه، و خلق مني و من علي و فاطمة الحسين و دعاه فأطاعه، ثم سمانا بخمسة أسماء من أسمائه: فالله المحمود و أنا محمّد، و الله العلي و هذا علي، و الله الفاطر و هذه فاطمة، و لله الإحسان« و هذا الحسن، و الله المحسن و هذا الحسين، ثم خلق منا و من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنية و لا أرضا مدحية و لا ملكا و لا بشرا، و كنا نورا« نسبح الله و نسمع له و نطيع».
4» قال سلمان: فقلت: يا رسول الله- بأبي أنت و أمي- فما لمن عرف هؤلاء! فقال: « يا سلمان، من عرفهم حق معرفتهم و اقتدي بهم و والي وليهم و تبرأ من عدوهم«، فهو و الله منا، يرد حيث نرد، و يسكن حيث نسكن».
فقلت: يا رسول الله، فهل يکون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم و أنسابهم! فقال: «لا، يا سلمان».
فقلت: يا رسول الله، فأني لي بهم و قد عرفت إلي الحسين! قال: «ثم سيد العابدين علي بن الحسين، ثم ابنه محمّد بن علي باقر علم الأولين و الآخرين من النبيين و المرسلين، ثم جعفر بن محمّد لسان الصادق، ثم موسي إبن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله عز و جل، ثم علي بن موسي الرضا لأمر الله، ثم محمّد بن علي المختار من خلق الله، ثم علي بن محمّد الهادي إلي الله، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله، ثم محمّد بن الحسن
-----------------------------------
2- دلائل الإمامة: 237.
(1) في المصدر: و خلق من نور عليّ.
(2) في المصدر: و اللّه ذو الإحسان.
(3) في «س» و «ط»: دوننا نور.
(4) في المصدر: و عادي عدوّهم. 1»
صفحه : 504
اللهالهادي المهدي الناطق القائم بأمر« الله» ثم قال: « يا سلمان، إنك مدركه، و من کان مثلك و من توالاه بحقيقة المعرفة».
قال سلمان: فشكرت الله كثيرا، ثم قلت: يا رسول الله، و إني مؤجل إلي عهده! فقال: يا سلمان، اقرأ: فَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما بَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَ كانَ وَعداً مَفعُولًا ثُمَّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً
.
2»3» قال سلمان: فاشتد بكائي و شوقي، ثم قلت: يا رسول الله، بعهد منك! فقال: «إي و الله ألذي أرسلني« بالحق، مني و من علي و فاطمة و الحسن و الحسين و التسعة، و کل من هو منا و معنا و مضام فينا إي و الله- يا سلمان- و ليحضرن إبليس و جنوده، و کل من محض الإيمان محضا و محض الكفر محضا، حتي يؤخذ له بالقصاص و الأوتار و لا يظلم ربك أحدا، و ذلک« تأويل هذه الآية: وَ نُرِيدُ أَن نَمُنَّ عَلَي الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكِّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَ نُرِيَ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنهُم ما كانُوا يَحذَرُونَ
«4»».
قال: سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله (صلي الله عليه و آله) و ما يبالي سلمان متي لقي الموت أو الموت لقيه.
3] 0526/[- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، قال: حدثني محمّد بن جعفر القرشي الرزاز، قال: حدثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسي بن سعدان الحناط، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن صالح إبن سهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ قَضَينا إِلي بَنِي إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ
.
قال: «قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، و طعن الحسن بن علي (عليه السلام) وَ لَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً
- قال- قتل الحسين (عليه السلام) فَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما- قال- إذا جاء نصر الحسين (عليه السلام): بَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ قوما يبعثهم الله قبل قيام القائم (عليه السلام) لا يدعون لآل محمّد وترا إلا أخذوه وَ كانَ وَعداً مَفعُولًا».
4] 1526/[- و عنه، قال: حدثني محمّد بن جعفر الكوفي الرزاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك و تعالي: وَ قَضَينا إِلي بَنِي إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ
.
-----------------------------------
3- كامل الزيارات: 62/ 1. [.....] 4- كامل الزيارات: 64/ 7.
(1) في المصدر: بحقّ.
(2) في «س» و «ط»: أرسل محمّدا.
(3) في «ط»: و تحقّق.
(4) القصص 28: 5- 6.
صفحه : 505
اللهقال: «قتل علي (عليه السلام)، و طعن الحسن (عليه السلام): وَ لَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً}
- قال- قتل الحسين (عليه السلام)».
5] 2526/[- أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في (مسند فاطمة (عليها السلام))، قال: روي أبو عبد الله محمّد بن سهل الجلودي، قال: حدثنا أبو الخير أحمد بن محمّد بن جعفر الطائي الكوفي، في مسجد أبي إبراهيم موسي بن جعفر (عليه السلام) قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن يحيي الحارثي، قال: [حدثنا] علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي- و ذكر حديثه مع القائم (عليه السلام)- قال القائم (عليه السلام):1» «ألا أنبئك بالخبر: أنه إذا قعد« الصبي، و تحرك المغربي، و سار العماني، و بويع السفياني، يأذن الله لي فأخرج بين الصفا و المروة في الثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا سواء، فأجيء إلي الكوفة و أهدم مسجدها و أبنيه علي بنائه الأول، و أهدم ما حوله من بناء الجبابرة، و أحج بالناس حجة الإسلام، و أجيء إلي يثرب و أهدم الحجرة و اخرج من بها و هما طريان، فأمر بهما تجاه البقيع، و آمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورق من تحتهما، فيفتتن النّاس بهما أشد من الفتنة الأولي، فينادي مناد من السماء: يا سماء أبيدي، و يا أرض خذي فيومئذ لا يبقي علي وجه الإرض إلا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان».
قلت: يا سيدي، ما يکون بعد ذلک! قال: «الكرة الكرة، الرجعة الرجعة» ثم تلا هذه الآية: ثُمَّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً
.
6] 3526/[- العياشي: عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ قَضَينا إِلي بَنِي إِسرائِيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ
«قتل علي، و طعن الحسن وَ لَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً قتل الحسين فَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما فإذا جاء نصر دم الحسين (عليه السلام) بَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم لا يدعون وترا لآل محمّد إلا أخذوه وَ كانَ وَعداً مَفعُولًا قيام القائم (عليه السلام) ثُمَّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً: خروج الحسين (عليه السلام) في الكرة في سبعين رجلا من أصحابه الّذين قتلوا معه، عليهم البيض المذهبة، لكل بيضة وجهان، المؤدي إلي النّاس: أن الحسين قد خرج في أصحابه. حتي لا يشك فيه المؤمنون، و أنه ليس بدجال و لا شيطان، و الحجة القائم بين أظهر النّاس يومئذ، فإذا استقر عند المؤمن أنه الحسين (عليه السلام) و لا يشكون فيه، و صدقه المؤمنون بذلك، جاء الحجة الموت، فيكون ألذي يغسله و يكفنه و يحنطه و يلحده في حفرته الحسين (عليه السلام)، و لا يلي الوصي إلا الوصي».
و زاد إبراهيم: ثم يملكهم الحسين (عليه السلام) حتي يقع حاجباه علي عينيه.
7] 4526/[- عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: کان يقرأ: بَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ
ثم قال: «هو القائم و أصحابه اولي بأس شديد».
-----------------------------------
5- دلائل الإمامة: 296. 6- تفسير العيّاشي 2: 281/ 20. 7- تفسير العيّاشي 2: 281/ 21.
(1) في المصدر: فقد.
صفحه : 506
8] 5526/[- عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته:1» يا أيها النّاس سلوني قبل أن تفقدوني، فإن بين جوانحي علما جما، فاسألوني قبل أن تشغر« برجلها فتنة شرقية، تطأ في خطامها، ملعون ناعقها، و مولاها، و قائدها، و سائقها، و المتحرز فيها، فكم عندها من رافعة ذيلها، تدعو بويلها، بدجلة أو حولها، لا مأوي يكنها، و لا أحد يرحمها، فإذا استدار الفلك قلتم:
مات أو هلك و أي واد سلك فعندها توقعوا الفرج، و هو تأويل هذه الآية: ثُمَّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً
و ألذي فلق الحبة و برأ النسمة، ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمين، و لا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتي يولد لصلبه ألف ذكر، آمنين من کل بدعة و آفة، عاملين بكتاب الله و سنة رسوله، قد اضمحلت عنهم الآفات و الشبهات».
9] 6526/[- عن رفاعة بن موسي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):2» «إن أول من يكر إلي الدنيا الحسين بن علي (عليه السلام) و أصحابه، و يزيد بن معاوية و أصحابه، فيقتلهم حذوا القذة بالقذة»«. ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام):
ثُمَّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراً
.
10] 7526/[- سعد بن عبد الله: عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل، عن جميل بن دراج، عن المعلي بن خنيس و زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قالا: سمعناه يقول:3» «إن أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي (عليهما السلام)، و يمكث في الإرض أربعين« سنة حتي يسقط حاجباه علي عينيه من كبره».
11] 8526/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد بن عيسي و محمّد بن عبد الجبار و أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عنهم عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي المغرا حميد بن المثني، عن داود بن راشد، عن حمران بن أعين، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) لنا: «و لسوف يرجع جاركم الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) ألفا، فيملك حتي يقع حاجباه علي عينيه من الكبر».
12] 9526/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد بن عيسي و محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن محمّد بن مسلم، قال: سمعت حمران بن أعين و أبا الخطاب
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 282/ 22. 9- تفسير العيّاشي 2: 282/ 23. 10- مختصر بصائر الدرجات: 18. 11- مختصر بصائر الدرجات: 22. 12- مختصر بصائر الدرجات: 24. [.....]
(1) شغر الكلب: إذا رفع إحدي رجليه ليبول. «النهاية 2: 482».
(2) أي مثلا بمثل، يضرب في السويّة بين الشيئين. «مجمع الآمال 1: 195/ 1030».
(3) زاد في «ط»: ألف.
صفحه : 507
اللهعلييحدثان جميعا- قبل أن يحدث أبو الخطاب ما أحدث- أنهما سمعا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «أول من تنشق الإرض عنه و يرجع إلي الدنيا، الحسين بن علي (عليهما السلام)، و إن الرجعة ليست بعامة و هي خاصة، لا يرجع إلا من محض الإيمان محضا أو محض الشرك محضا».
13] 0626/[- و عنه: عن أيوب بن نوح و الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر القصباني، عن سعد، عن داود بن راشد، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن أول من يرجع لجاركم الحسين بن علي (عليهما السلام)، فيملك حتي يقع حاجباه علي عينيه [من الكبر]».
14] 1626/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد و محمّد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيي بن عمران الحلبي، عن المعلي بن عثمان، عن المعلي بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «أول من يرجع إلي الدنيا الحسين بن علي (عليهما السلام)، فيملك حتي يسقط حاجباه علي عينيه من الكبر».
قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادُّكَ إِلي مَعادٍ
«1» قال: «نبيكم (صلي الله عليه و آله) راجع إليكم».
15] 2626/[- و عنه: عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن الحسين بن سفيان البزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:2»3» «إن لعلي (عليه السلام) في الإرض كرة مع الحسين ابنه (صلوات الله عليهما)، يقبل برايته حتي ينتقم له من بني امية و معاوية و آل ثقيف و من شهد حربه، ثم يبعث الله إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلاثين ألفا، و من سائر النّاس سبعين ألفا، فيلقاهم بصفين مثل المرة الاولي حتي يقتلهم و لا يبقي منهم مخبرا، ثم يبعثهم الله عز و جل فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون و آل فرعون. ثم كرة اخري مع رسول الله (صلي الله عليه و آله) حتي يکون خليفة في الإرض، و يکون الأئمة (عليهم السلام) عماله، حتي يبعثه الله« علانية، و تكون عبادته علانية في الإرض»«.
ثم قال: «إي و الله، و أضعاف ذلک- ثم عقد بيده- أضعافا، يعطي الله نبيه (صلي الله عليه و آله) ملك جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله الدنيا إلي يوم يفنيها، و حتي ينجز له موعده في كتابه کما قال: لِيُظهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ
»«4».
-----------------------------------
13- مختصر بصائر الدرجات: 27. 14- مختصر بصائر الدرجات: 28. 15- مختصر بصائر الدرجات: 29.
(1) القصص 28: 85.
(2) في المصدر: حتّي يعبد اللّه.
(3) في المصدر زيادة: کما عبد اللّه سرا في الإرض.
(4) التوبة 9: 33، الصف 61: 9.
صفحه : 508
16] 3626/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن الحسين بن أحمد المعروف بالمنقري، عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن ألذي يلي حساب النّاس قبل يوم القيامة الحسين بن علي (عليه السلام)، فأما يوم القيامة، فإنما هو بعث إلي الجنة و بعث إلي النار».
قوله تعالي:
إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَ إِن أَسَأتُم فَلَها [7]
1] 4626/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، و محمّد بن بكران النقاش، و محمّد بن إبراهيم إبن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنهم)، قالوا: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال: قال الرضا (عليه السلام):1» «من تذكر مصابنا فبكي أو أبكي« لم تبك عينه يوم تبكي العيون، و من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب».
قال: و قال الرضا (عليه السلام) في قوله تعالي: إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَ إِن أَسَأتُم فَلَها
قال (عليه السلام): «إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها رب يغفر لها».
قوله تعالي:
فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ- إلي قوله تعالي- وَ جَعَلنا جَهَنَّمَ لِلكافِرِينَ حَصِيراً [7- 8] 6265/[2]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ يعني القائم (عليه السلام) و أصحابه لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُم يعني: ليسودوا وجوهكم وَ لِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ يعني: رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أصحابه و أمير المؤمنين (عليه السلام) و أصحابه وَ لِيُتَبِّرُوا ما عَلَوا تَتبِيراً: أي يعلوا عليكم و يقتلوكم، ثم عطف علي آل محمّد (عليه و عليهم السلام)، فقال: عَسي رَبُّكُم أَن يَرحَمَكُم: أي ينصركم علي
-----------------------------------
16- مختصر بصائر الدرجات: 27. 1- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 294/ 48 و 49. 2- تفسير القمّي 2: 14.
(1) في المصدر: و أبكي. [.....]
صفحه : 509
عدوكم. ثم خاطب بني امية فقال: وَ إِن عُدتُم عُدنا يعني: عدتم بالسفياني عدنا بالقائم من آل محمّد (عليهم السلام) وَ جَعَلنا جَهَنَّمَ لِلكافِرِينَ حَصِيراً: أي حبسا يحصرون فيه.
قوله تعالي:
إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدِي لِلَّتِي هِيَ أَقوَمُ [9]
1] 6626/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدِي لِلَّتِي هِيَ أَقوَمُ
.
قال: « أي يدعو».
2] 7626/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن موسي إبن أكيل النميري، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدِي لِلَّتِي هِيَ أَقوَمُ
.
قال: «يهدي إلي الإمام».
3] 8626/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا أبو عمرو محمّد بن جعفر المقرئ«1» الجرجاني، قال: حدثنا أبو بكر محمّد بن الحسن«2» الموصلي ببغداد، قال: حدثنا محمّد«3» بن عاصم الطريفي، قال: حدثنا عباس«4» بن يزيد بن الحسن الكحال مولي زيد بن علي، قال: حدثني أبي، قال:
حدثني موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: «الإمام منا لا يکون إلا معصوما، و ليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، فلذلك لا يکون إلا منصوصا».
فقيل له: يا بن رسول الله، فما معني المعصوم! فقال: «هو المعتصم بحبل الله، و حبل الله هو القرآن لا يفترقان إلي يوم القيامة، فالإمام يهدي إلي القرآن، و القرآن يهدي إلي الإمام، و ذلک قول الله عز و جل: إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدِي لِلَّتِي هِيَ أَقوَمُ
».
-----------------------------------
1- الكافي 5: 13/ 1. 2- الكافي 1: 169/ 2. 3- معاني الأخبار: 132/ 1.
(1) في «ط»: المنقري.
(2) في «ط» و «س»: ابو بكر محمّد إبن ابي الحسن.
(3) في «ط» و «س»: أحمد.
(4) في «ط»: عيّاش.
صفحه : 510
4] 9626/[- سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن موسي بن أكيل النميري، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل:
إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدِي لِلَّتِي هِيَ أَقوَمُ
، قال: «يهدي إلي الإمام».
6270/[5]- العياشي: عن أبي إسحاق إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدِي لِلَّتِي هِيَ أَقوَمُ، قال: يهدي إلي الإمام.
6] 1726/[- عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام): إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدِي لِلَّتِي هِيَ أَقوَمُ
، قال:
«يهدي إلي الولاية».
قوله تعالي:
وَ يُبَشِّرُ المُؤمِنِينَ الَّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجراً كَبِيراً- إلي قوله تعالي- وَ كانَ الإِنسانُ عَجُولًا [9- 11] 6272/[1]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ يُبَشِّرُ المُؤمِنِينَ الَّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجراً كَبِيراً يعني آل محمّد (عليهم السلام). ثم عطف علي بني امية، فقال: وَ أَنَّ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعتَدنا لَهُم عَذاباً أَلِيماً.
ثم قال: قوله: وَ يَدعُ الإِنسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالخَيرِ وَ كانَ الإِنسانُ عَجُولًا قال: يدعو علي أعدائه بالشر کما يدعو لنفسه بالخير، و يستعجل الله بالعذاب، و هو قوله وَ كانَ«1» وَ كانَ الإِنسانُ عَجُولًا و إن الله لما خلق آدم و نفخ فيه، لم يلبث أن تناول عنقود العنب فأكله.
3] 4726/[- عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما خلق الله آدم و نفخ فيه من روحه، وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط، فقال الله عز و جل: وَ كانَ الإِنسانُ عَجُولًا
».
-----------------------------------
4- مختصر بصائر الدرجات: 5. 5- تفسير العيّاشي 2: 282/ 24. 6- بصائر الدرجات: 2: 283/ 25. 1- تفسير القمّي 2: 14. 2- تفسير العيّاشي 2: 283/ 26. 3- تفسير العيّاشي 2: 283/ 27.
(1) في «ط، س» و المصدر: و خلق. و كذا في الحديثين الآتين (3) و (4). [.....]
صفحه : 511
4] 5726/[- الشيخ في (أماليه): بإسناده عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله لما خلق آدم و نفخ فيه من روحه، وثب ليقوم قبل أن تستتم فيه الروح فسقط، فقال الله عز و جل: وَ كانَ الإِنسانُ عَجُولًا
».
قوله تعالي:
وَ جَعَلنَا اللَّيلَ وَ النَّهارَ آيَتَينِ فَمَحَونا آيَةَ اللَّيلِ وَ جَعَلنا آيَةَ النَّهارِ مُبصِرَةً- إلي قوله تعالي- تَفصِيلًا [12]
1] 6726/[- إبن بابويه، قال: حدثنا الحسين«1» بن يحيي بن ضريس البجلي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو جعفر [محمّد بن]«2» عمارة السكري السرياني، قال: حدثنا إبراهيم بن عاصم بقزوين، قال: حدثنا عبد الله بن هارون الكرخي، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يزيد بن سلام بن عبيد الله مولي رسول الله، قال:
حدثني أبي عبد الله بن يزيد، قال: حدثني يزيد بن سلام«3» ، أنه سأل رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقال له: لم سمي الفرقان فرقانا! قال: «لأنه متفرق الآيات و السور، أنزلت في غير الألواح [و غيره من الصحف و التوراة و الإنجيل و الزبور نزلت كلها جملة في الألواح] و الورق».
قال: فما بال الشمس و القمر لا يستويان في الضوء و النور! قال: «لما خلقهما الله عز و جل أطاعا و لم يعصيا شيئا، فأمر الله عز و جل جبرئيل (عليه السلام) أن يمحو [ضوء] القمر فمحاه، فأثر المحو في القمر خطوطا سوداء، و لو أن القمر ترك علي حاله بمنزلة الشمس لم يمح، لما عرف الليل من النهار، و لا النهار من الليل، و لا علم الصائم كم يصوم، و لا عرف النّاس عدد السنين و الحساب، و ذلک قول الله عز و جل: وَ جَعَلنَا اللَّيلَ وَ النَّهارَ آيَتَينِ فَمَحَونا آيَةَ اللَّيلِ وَ جَعَلنا آيَةَ النَّهارِ مُبصِرَةً لِتَبتَغُوا فَضلًا مِن رَبِّكُم وَ لِتَعلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الحِسابَ
».
4» قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني، لم سمي الليل ليلا! قال: «لأنه يلايل« الرجال من النساء، و جعله
-----------------------------------
4- الأمالي 2: 273. 1- علل الشرائع: 470/ 33.
(1) في «ط»: الحسن انظر نوابغ الرواة: 122.
(2) أثبتناه من التوحيد: 390/ 1، و نوابغ الرواة: 122.
(3) زاد في سند التوحيد: عن أبيه سلّام بن عبيد اللّه، عن عبد اللّه بن سلّام مولي رسول اللّه (صلي اللّه عليه و آله) و الظاهر صحّته.
(4) قال المجلسي (رحمه اللّه): قوله : «لأنّه يلايل الرجال» يظهر منه أنّ ملايلة كانت في الأصل بمعني الملابسة أو نحوها، و ليس هذا المعني فيما عندنا من كتب اللغة، قال الفيروزآبادي: لايلته: استأجرته لليلة، و عاملته ملايلة، كمياومة. «بحار الأنوار 9: 306».
صفحه : 512
اللهالله عز و جل الفة و لباسا، و ذلک قول الله عز و جل: وَ جَعَلنَا اللَّيلَ لِباساً وَ جَعَلنَا النَّهارَ مَعاشاً}
«1»». قال:
صدقت.
6277/[2]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: فَمَحَونا آيَةَ اللَّيلِ قال: المحو في القمر.
3] 8726/[- و عنه، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن الحكم بن المستنير، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: «إن [من] الأوقات الّتي قدرها الله للناس مما يحتاجون إليه، البحر ألذي خلقه الله بين السماء و الإرض، فإن الله قدر فيه مجاري الشمس و القمر و النجوم و الكواكب، ثم قدر ذلک كله علي الفلك، ثم وكل بالفلك ملكا معه سبعون ألف ملك يديرون الفلك، فإذا دارت الشمس و القمر و النجوم و الكواكب معه نزلت في منازلها الّتي قدرها الله فيها ليومها و ليلتها.
و إذا كثرت ذنوب العباد، و أراد الله أن يستعتبهم بآية من آياته، أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك ألذي عليه مجاري الشمس و القمر و النجوم و الكواكب، فيأمر الملك أولئك السبعين ألف ملك أن يزيلوا الفلك عن مجاريه- قال- فيزيلونه، فتصير الشمس في ذلک البحر ألذي يجري فيه الفلك، فيطمس حرها و يتغير لونها.
و إذا أراد الله أن يعظم الآية طمست الشمس في البحر علي ما يحب الله أن يخوف خلقه بالآية، فذلك عند شدة انكساف الشمس، و كذلك يفعل بالقمر، فإذا أراد الله أن يخرجهما و يردهما إلي مجراهما، أمر الملك الموكل بالفلك أن يرد الشمس إلي مجراها، فيرد الملك الفلك إلي مجراه، فتخرج من الماء و هي كدرة، و القمر مثل ذلک».
ثم قال علي بن الحسين (عليهما السلام): «إنه لا يفزع لهما و لا يرهب إلا من کان من شيعتنا، فإذا کان ذلک فافزعوا إلي الله و ارجعوا».
قال: «و قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الإرض مسيرة خمسمائة عام، الخراب منها مسيرة أربعمائة عام، و العمران منها مسيرة مائة عام، و الشمس ستون فرسخا في ستين فرسخا، و القمر أربعون فرسخا في أربعين فرسخا، بطونهما يضيئان لأهل السماء، و ظهورهما يضيئان لأهل الإرض، و الكواكب كأعظم جبل علي الإرض، و خلق الشمس قبل القمر».
4] 9726/[- و قال سلام بن المستنير: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): لم صارت الشمس أحر من القمر! قال: «إن الله خلق الشمس من نور النار و صفو الماء، طبقا من هذا، و طبقا من هذا، حتي إذا صارت سبعة أطباق ألبسها لباسا من نار، فمن هنالك صارت الشمس أحر من القمر».
2» قلت: فالقمر! قال: «إن الله خلق القمر من ضوء« النار و صفو الماء، طبقا من هذا، و طبقا من هذا، حتي إذا
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 2: 14. 3- تفسير القمّي 2: 14. 4- تفسير القمّي 2: 17.
(1) النبأ 78: 10- 11.
(2) في «ط»: نور.
صفحه : 513
اللهصارت سبعة أطباق ألبسها الله لباسا من ماء، فمن هنالك صار القمر أبرد من الشمس».}
5] 0826/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) فَمَحَونا آيَةَ اللَّيلِ
، قال: «هو السواد ألذي في جوف القمر».
6] 1826/[- عن نصر بن قابوس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «السواد ألذي في القمر: محمّد رسول الله (صلي الله عليه و آله)».
7] 2826/[- عن أبي الطفيل، قال: كنت في مسجد الكوفة، فسمعت عليا (عليه السلام) و هو علي المنبر، و ناداه إبن الكواء و هو في مؤخر المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن هذا السواد في القمر! فقال: «هو قول الله:
فَمَحَونا آيَةَ اللَّيلِ
».
8] 3826/[- عن أبي الطفيل، قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): «سلوني عن كتاب الله، فإنه ليس من آية إلا و قد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أو في جبل». فقال له إبن الكواء: فما هذا السواد في القمر! فقال:
«أعمي سأل عن عمياء، أما سمعت الله يقول: وَ جَعَلنَا اللَّيلَ وَ النَّهارَ آيَتَينِ فَمَحَونا آيَةَ اللَّيلِ وَ جَعَلنا آيَةَ النَّهارِ مُبصِرَةً
فذلك محوها».
قال: يقول الله: أَ لَم تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلُّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ جَهَنَّمَ يَصلَونَها
«1»!
قال (عليه السلام): «تلك في الأفجرين من قريش».
قوله تعالي:
وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ [13] 6284/[1]- علي بن إبراهيم قال: قدره ألذي قدر عليه.
2] 5826/[- العياشي: عن زرارة و حمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) عن قوله:
وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
، قال: «قدره ألذي قدر عليه».
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 283/ 28. 6- تفسير العيّاشي 2: 283/ 29. 7- تفسير العيّاشي 2: 283/ 30. [.....] 8- تفسير العيّاشي 2: 283/ 31. 1- تفسير القمّي 2: 17. 2- تفسير العيّاشي 2: 284/ 32.
(1) إبراهيم 14: 28- 29.
صفحه : 514
1] 6826/[- و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
، يقول: «خيره و شره معه حيث کان، لا يستطيع فراقه، حتي يعطي كتابه يوم القيامة بما عمل».
2] 7826/[- إبن بابويه: بإسناده عن سدير الصيرفي، قال: دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب علي مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام)- و ذكر الحديث- و قال فيه: «قال الله تقدس ذكره: وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
يعني الولاية».
قوله تعالي:
وَ نُخرِجُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ كِتاباً يَلقاهُ مَنشُوراً اقرَأ كِتابَكَ كَفي بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسِيباً [13- 14]
3] 8826/[- الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد): عن القاسم، عن علي، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن المؤمن يعطي يوم القيامة كتابا منشورا مكتوبا فيه: كتاب الله العزيز الحكيم، أدخلوا فلانا الجنة».
4] 9826/[- العياشي: عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: اقرَأ كِتابَكَ كَفي بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسِيباً
، قال: «يذكر العبد جميع ما عمل و ما كتب عليه، حتي كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا:
يا وَيلَتَنا ما لِهذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاها
»«1».
5] 0926/[- (بستان الواعظين): روي عن النبي (صلي الله عليه و آله)، أنه قال: «الكتب كلها تحت العرش، فإذا کان يوم القيامة بعث الله تبارك و تعالي ريحا تطيرها بالأيمان و الشمائل، أول حرفه: اقرَأ كِتابَكَ كَفي بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسِيباً
».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 17. 2- كمال الدين و تمام النعمة: 354/ 50، ينابيع المودة: 45. 3- كتاب الزهد: 92/ 247. 4- تفسير العيّاشي 2: 284/ 33. 5- ...
(1) الكهف 18: 49.
صفحه : 515
قوله تعالي:
وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري [15] تقدم ما فيها من الأحاديث في آخر سورة الأنعام«1».
قوله تعالي:
وَ إِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفِيها فَفَسَقُوا فِيها- إلي قوله تعالي- لا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقعُدَ مَذمُوماً مَخذُولًا [16- 22]
1] 1926/[- العياشي: عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: «و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها» مشددة منصوبة: «تفسيرها: كثرنا- و قال- لا قرأتها مخففة».
2] 2926/[- عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ إِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفِيها
، قال: «تفسيرها أمرنا أكابرها».
6293/[3]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ إِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفِيها أي كثرنا جبابرتها، ثم قال: قوله: مَن كانَ يُرِيدُ العاجِلَةَ- يعني أموال الدنيا- عَجَّلنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَن نُرِيدُ- في الدنيا- ثُمَّ جَعَلنا لَهُ جَهَنَّمَ- في الآخرة- يَصلاها مَذمُوماً مَدحُوراً يعني: يلقي في النار، ثم ذكر من عمل للآخرة فقال: وَ مَن أَرادَ الآخِرَةَ وَ سَعي لَها سَعيَها وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعيُهُم مَشكُوراً ثم قال قوله تعالي: كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَ هَؤُلاءِ مِن عَطاءِ رَبِّكَ يعني: من أراد الدنيا و أراد الآخرة، و معني نمد: أي نعطي وَ ما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحظُوراً: أي ممنوعا.
ثم قال: قوله تعالي: لا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقعُدَ مَذمُوماً مَخذُولًا أي في النار، و هو مخاطبة للنبي و المعني للناس، قال: و هو
قول الصادق (عليه السلام): «إن الله بعث نبيه بإياك أعني و اسمعي يا جارة».
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 284/ 34. 2- تفسير العيّاشي 2: 284/ 35. 3- تفسير القمّي 2: 17.
(1) تقدّم في الأحاديث (8- 10) من تفسير الآيات (161- 165) من سورة الأنعام. [.....]
صفحه : 516
قوله تعالي:
وَ قَضي رَبُّكَ أَلّا تَعبُدُوا إِلّا إِيّاهُ وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً- إلي قوله تعالي- وَ قُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً [23- 24]
1] 4926/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، قال:
حدثنا محمّد بن زكريا الجوهري، قال: حدثنا العباس بن بكار الضبي، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن إبن عباس، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)- في حديث- قال الشيخ: يا أمير المؤمنين، فما القضاء و القدر اللذان ساقانا، و ما هبطنا واديا و لا علونا تلعة إلا بهما!
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «الأمر من الله و الحكم- ثم تلا هذه الآية-: وَ قَضي رَبُّكَ أَلّا تَعبُدُوا إِلّا إِيّاهُ وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً
أي أمر ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا».
2] 5926/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن يزيد بن عمير بن معاوية الشامي، قال: دخلت علي علي بن موسي الرضا (عليه السلام) بمرو، فقلت له: يا بن رسول الله، روي لنا عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، أنه قال:
«لا جبر و لا تفويض، بل أمر بين أمرين» ما معناه! فقال: «من زعم أن الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر، و من زعم أن الله فوض أمر الخلق و الرزق إلي حججه (عليهم السلام) فقد قال بالتفويض، و القائل بالجبر كافر، و القائل بالتفويض مشرك».
فقلت: يا بن رسول الله، فما أمر بين أمرين! فقال: «وجود السبيل إلي إتيان ما أمروا به، و ترك ما نهوا عنه».
قلت له: و هل لله مشيئة و إرادة في ذلک! فقال: «أما الطاعات فإرادة الله تعالي و مشيئته فيها الأمر بها، و الرضا لها، و المعاونة عليها، و إرادته و مشيئته في المعاصي النهي عنها، و السخط لها، و الخذلان عليها».
قلت: فلله عز و جل [فيها] القضاء! قال: «نعم، ما من فعل يفعله العباد من خير أو شر إلا و لله فيه قضاء».
قلت: فما معني هذا القضاء! قال: «الحكم عليهم بما يستحقونه من الثواب و العقاب في الدنيا و الآخرة».
3] 6926/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي و علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:
وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً
ما هذا الإحسان!
فقال: «الإحسان: أن تحسن صحبتهما، و لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه، و إن كانا مستغنيين،
-----------------------------------
1- التوحيد: 382 ذيل حديث 28. 2- الاحتجاج: 414. 3- الكافي 2: 126/ 1.
صفحه : 517
اللهأليس الله عز و جل يقول: لَن تَنالُوا البِرَّ حَتّي تُنفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ}
«1»!».
قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «و أما قول الله عز و جل: إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنهَرهُما
- قال- إن أضجراك فلا تقل لهما أف، و لا تنهرهما إن ضرباك- قال- وَ قُل لَهُما قَولًا كَرِيماً- قال- إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما فذلك منك قول كريم- قال- وَ اخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ- قال- لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة و رقة، و لا ترفع صوتك فوق أصواتهما، و لا يدك فوق أيديهما، و لا تتقدم قدامهما».
و روي هذا الحديث إبن بابويه في (الفقيه): بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، قال:
سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام)، عن قول الله تعالي: وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً و ذكر الحديث بعينه«2».
4] 7926/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن سنان، عن حديد بن حكيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أدني العقوق أف، و لو علم الله عز و جل شيئا أهون منه لنهي عنه».
5] 8926/[- و عنه بإسناده عن يحيي بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لو علم الله شيئا أدني من أف لنهي عنه و هو من أدني العقوق، و من العقوق أن ينظر الرجل إلي والديه فيحد النظر إليهما».
6] 9926/[- و عنه: عن أبي علي الأشعري، عن أحمد بن محمّد، عن محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن حديد بن حكيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «أدني العقوق أف، و لو علم الله أيسر منه لنهي عنه».
7] 0036/[- الحسين بن سعيد في (كتاب الزهد): عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لو علم الله شيئا أدني من أف لنهي عنه، و هو أدني العقوق، و من العقوق: أن ينظر الرجل إلي أبويه فيحد إليهما النظر».
8] 1036/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام): أنه ذكر الوالدين، فقال: «هما اللذان قال الله:
وَ قَضي رَبُّكَ أَلّا تَعبُدُوا إِلّا إِيّاهُ وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً
».
-----------------------------------
4- الكافي 2: 260/ 1. 5- الكافي 2: 261/ 7. 6- الكافي 2: 261/ 9. 7- كتاب الزهد: 38: 103. 8- تفسير العيّاشي 2: 284/ 36.
(1) آل عمران 3: 92.
(2) من لا يحضره الفقيه 4: 291/ 880.
صفحه : 518
9] 2036/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنهَرهُما
، قال: «هو أدني الأدني، حرمه الله فما فوقه».
10] 3036/[- عن حريز، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «أدني العقوق أف، و لو علم الله أن شيئا أهون منه لنهي عنه».
11] 4036/[- عن أبي ولاد الحناط، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً
.
فقال: «الإحسان: أن تحسن صحبتهما، و لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه، و إن كانا مستغنيين، أليس الله يقول: لَن تَنالُوا البِرَّ حَتّي تُنفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ
«1»!».
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «و أما قوله: إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ
- قال- إن أضجراك فلا تقل لهما أف، و لا تنهرهما إن ضرباك- و قال- وَ قُل لَهُما قَولًا كَرِيماً- قال- يقول لهما:
غفر الله لكما، فذلك منه قول كريم- و قال- وَ اخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ
- قال- لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، و لا ترفع صوتك فوق أصواتهما، و لا يديك فوق أيديهما، و لا تتقدم قدامهما».
12] 5036/[- الطبرسي: روي عن علي بن موسي الرضا (عليه السلام) عن أبيه، عن جده أبي عبد الله (عليهما السلام) قال:2» «لو علم الله كلمة« أوجز في ترك عقوق الوالدين من (أف) لأتي بها».
13] 6036/[- قال: و في رواية اخري عنه (عليه السلام)، قال: «أدني العقوق (أف) و لو علم الله شيئا أيسر و أهون منه لنهي عنه».
قوله تعالي:
فَإِنَّهُ كانَ لِلأَوّابِينَ غَفُوراً [25]
1] 7036/[- الطبرسي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) «الأواب: التواب المتعبد، الراجع عن ذنبه».
-----------------------------------
9- تفسير العيّاشي 2: 285/ 37. 10- تفسير العيّاشي 2: 285/ 38. 11- تفسير العيّاشي 2: 285/ 39. 12- مجمع البيان 6: 631. [.....] 13- مجمع البيان 6: 631. 1- مجمع البيان 6: 632.
(1) آل عمران 3: 92.
(2) في المصدر: لفظة.
صفحه : 519
2] 8036/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن إسماعيل القمي، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، رفعه، قال: «مر أمير المؤمنين (عليه السلام) برجل يصلي الضحي في مسجد الكوفة، فغمز جنبه بالدرة، و قال: نحرت صلاة الأوابين نحرك الله. قال: فأتركها!- قال- فقال: أَ رَأَيتَ الَّذِي يَنهي عَبداً إِذا صَلّي
«1»».
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «و كفي بإنكار علي (عليه السلام) نهيا».
3] 9036/[- العياشي: عن الأصبغ، قال: خرجنا مع علي (عليه السلام) فتوسط المسجد، فإذا ناس يتنفلون«2» حين طلعت الشمس، فسمعته يقول: «نحروا صلاة الأوابين نحرهم الله» قال: قلت: فما نحروها! قال: «عجلوها».
قال: قلت: يا أمير المؤمنين، ما صلاة الأوابين! قال: «ركعتان».
4] 0136/[- عن عبد الله بن عطاء المكي، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):3» «أنطلق بنا إلي حائط لنا» فدعا بحمار و بغل، فقال: «أيهما أحب إليك!» فقلت: الحمار، فقال: «إني أحب أن تؤثرني بالحمار» فقلت: البغل أحب إلي، فركب الحمار و ركبت البغل. فلما مضينا اختال الحمار في مشيته حتي هز منكبي أبي جعفر (عليه السلام) فلزم قربوس« السرج، فقلت: جعلت فداك، كأني أراك تشتكي بطنك، قال: «و فطنت إلي هذا مني! إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان له حمار يقال له: عفير، إذا ركبه اختال في مشيته سرورا برسول الله (صلي الله عليه و آله) حتي يهز منكبيه فيلزم قربوس السرج، فيقول: اللهم ليس مني و لكن ذا من عفير و إن حماري من سروري اختال في مشيه فلزمت قربوس السرج، و قلت: اللهم هذا ليس مني و لكن هذا من حماري».
قال: فقال: « يا بن عطاء، تري زاغت الشمس!» فقلت: جعلت فداك، و ما علمي بذلك و أنا معك! فقال: «لا، لم تفعل و أوشكت» قال: فسرنا، قال: فقال: «قد فعلت». قلت: هذا المكان الأحمر! قال: «ليس يصلي ها هنا، هذه أودية و ليس يصلي». قال: فمضينا إلي أرض بيضاء، قال: «هذه سبخة، و ليس يصلي بالسباخ» قال: فمضينا إلي أرض حصباء، قال: «ها هنا» فنزل و نزلت.
فقال: « يا إبن عطاء، أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السواري في مسجد الكوفة!» قال: قلت:
نعم، فقال: «أولئك شيعة أبي علي، هذه صلاة الأوابين، إن الله يقول: فَإِنَّهُ كانَ لِلأَوّابِينَ غَفُوراً
».
5] 1136/[- عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قوله: فَإِنَّهُ كانَ لِلأَوّابِينَ غَفُوراً
.
-----------------------------------
2- الكافي 3: 452/ 8. 3- تفسير العيّاشي 2: 285/ 40. 4- تفسير العيّاشي 2: 285/ 41. 5- تفسير العيّاشي 2: 286/ 42.
(1) العلق 96: 9- 10.
(2) في المصدر: يصلون.
(3) القربوس: حنو السرج، و للسرج قربوسان: مقدّم السرج، و مؤخّره. «لسان العرب- قربس- 6: 172».
صفحه : 520
اللهقال: «هم التوابون المتعبدون».}
6] 2136/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: « يا أبا محمّد، عليكم بالورع و الاجتهاد، و أداء الأمانة، و صدق الحديث، و حسن الصحبة لمن صحبكم، و طول السجود، کان ذلک من سنن الأوابين».
قال أبو بصير: الأوابون: التوابون.
7] 3136/[- و عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من صلي أربع ركعات، فقرأ في کل ركعة خمسين مرة قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ
كانت صلاة فاطمة (عليها السلام)، و هي صلاة الأوابين».
8] 4136/[- عن محمّد بن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كانت صلاة الأوابين خمسين صلاة كلها ب قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ
».
9] 5136/[- إبن بابويه في (الفقيه) قال: محمّد بن مسعود العياشي (رحمه الله) روي في كتابه عن عبد الله بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن سماك، عن إبن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من صلي أربع ركعات، فقرأ في کل ركعة خمسين مرة قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ
كانت صلاة فاطمة (عليها السلام)، و هي صلاة الأوابين».
قوله تعالي:
وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ وَ المِسكِينَ وَ ابنَ السَّبِيلِ وَ لا تُبَذِّر تَبذِيراً إِنَّ المُبَذِّرِينَ كانُوا إِخوانَ الشَّياطِينِ وَ كانَ الشَّيطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً- إلي قوله تعالي- فَقُل لَهُم قَولًا مَيسُوراً [26- 28]
1] 6136/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد بن عبد الله، عن بعض أصحابنا- أظنه السياري-، عن علي إبن أسباط، قال: لما ورد أبو الحسن (عليه السلام) علي المهدي، رآه يرد المظالم، فقال: « يا أمير المؤمنين، ما بال مظلمتنا لا ترد»!
فقال له: و ما ذاك، يا أبا الحسن! قال: «إن الله تبارك و تعالي لما فتح علي نبيه (صلي الله عليه و آله) فدك و ما والاها، لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب، فأنزل الله علي نبيه (صلي الله عليه و آله): وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ
فلم يدر رسول
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 286/ 43. 7- تفسير العيّاشي 2: 286/ 44. 8- تفسير العيّاشي 2: 287/ 45. [.....] 9- من لا يحضره الفقيه 1: 356/ 1560. 1- الكافي 1: 456/ 5. 1»
صفحه : 521
اللهالله (صلي الله عليه و آله) من هم، فراجع في ذلک جبرئيل (عليه السلام)، و راجع جبرئيل (عليه السلام) ربه، فأوحي الله إليه: أن ادفع فدك إلي فاطمة. فدعاها رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقال لها: يا فاطمة، إن الله أمرني أن أدفع إليك فدك. فقالت: قد قبلت- يا رسول الله- من الله و منك. فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فلما ولي أبو بكر أخرج عنها و كلاءها، فأتته فسألته أن يردها عليها، فقال لها: ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك. فجاءت بأمير المؤمنين (عليه السلام)، و ام أيمن فشهدا لها، فكتب لها بترك التعرض، فخرجت و الكتاب معها، فلقيها عمر، فقال: ما هذا معك يا بنت محمّد! قالت: كتاب كتبه لي إبن أبي قحافة، قال: أرينيه. فأبت، فانتزعه من يدها و نظر فيه، ثم تفل فيه و محاه و خرقه، فقال لها: هذا لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب، فضعي الحبال« في رقابنا».
2»3»4» فقال له المهدي: يا أبا الحسن، حدها لي. فقال: «حد منها جبل احد، و حد منها عريش مصر«، و حد منها سيف البحر«، و حد منها دومة الجندل«». فقال له: کل هذا! قال: «نعم- يا أمير المؤمنين- هذا كله، إن هذا كله مما لم يوجف علي أهله رسول الله (صلي الله عليه و آله) بخيل و لا ركاب». فقال: كثير، و أنظر فيه.
2] 7136/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمّد بن مسرور (رضي الله عنهما)، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، عن الرضا (عليه السلام) قال: «قوله تعالي: وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ
خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها، و اصطفاهم علي الامة- قال- فلما نزلت هذه الآية علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال: ادعوا لي فاطمة فدعيت له، فقال: يا فاطمة. قالت: لبيك يا رسول الله. فقال (صلي الله عليه و آله): هذه فدك و هي مما لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب، و هي لي خاصة دون المسلمين، و قد جعلتها لك لما أمرني الله تعالي به، فخذيها لك و لولدك».
3] 8136/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله)، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيي البصري، قال: حدثنا محمّد بن زكريا، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن يزيد، قال: حدثني أبو نعيم، قال: حدثني حاجب عبيد الله بن زياد، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال لرجل من أهل الشام: «أما قرأت وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ
!» قال: بلي. قال: «فنحن أولئك»«5».
-----------------------------------
2- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 233/ 1. 3- الأمالي: 141/ 3.
(1) في البحار 48: 157/ 29: الجبال. قال المجلسي (رحمه اللّه): قوله: فضعي الجبال، في بعض النسخ المهملة، و يحتمل أن يکون حينئذ كناية عن الترافع إلي الحكّام بأن يکون قال ذلک تعجيزا لها و تحقيرا لشأنها، أو المعني أنّك إذا أعطيت ذلک وضعت الحبال علي رقابنا بالعبوديّة، أو أنّك إذا حكمت علي ما لم يوجف عليها بخيل بأنّها ملكك فاحكمي علي رقابنا أيضا بالملكية، و في بعض النسخ بالجيم، أي إن قدرت علي وضع الجبال علي رقابنا جزاء بما صنعنا فافعلي.
(2) عريش مصر: مدينة كانت أوّل عمل مصر من ناحية الشام علي ساحل بحر الروم. «مراصد الاطلاع 2: 935».
(3) سيف البحر، ساحله. «الصحاح- سيف- 4: 1379».
(4) دومة الجندل: قيل: هي من أعمال المدينة، حصن علي سبعة مراحل من دمشق، بينها و بين المدينة. «مراصد الاطلاع 2: 542».
(5) في المصدر: فنحن هم.
صفحه : 522
4] 9136/[- و من طريق المخالفين: ما رواه الثعلبي، عن السدي، عن إبن الديلمي، قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام) لرجل من أهل الشام: «أقرأت القرآن!» قال: نعم، قال: «فما قرأت في بني إسرائيل وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ
!» قال: و إنكم القرابة الّتي أمر الله تعالي أن يؤتي حقه! قال: «نعم».
5] 0236/[- العياشي: عن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لما أنزل الله تعالي وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ وَ المِسكِينَ
قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا جبرئيل، قد عرفت المسكين، فمن ذو القربي! قال: هم أقاربك، فدعا حسنا و حسينا و فاطمة، فقال: إن ربي أمرني أن أعطيكم مما أفاء علي- قال- أعطيتكم فداك».
6] 1236/[- عن أبان بن تغلب، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) أعطي فاطمة فدك! قال: «کان وقفها، فأنزل الله وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ
فأعطاها رسول الله (صلي الله عليه و آله) حقها».
قلت: رسول الله (صلي الله عليه و آله) أعطاها! قال: «بل الله أعطاها».
7] 2236/[- عن أبان بن تغلب، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أ کان رسول الله أعطي فاطمة فدك!
قال: «کان لها من الله».
8] 3236/[- عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك، فقال: هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك- قال- فأتت بأم أيمن، فقال لها: بم تشهدين! قالت: أشهد أن جبرئيل (عليه السلام) أتي محمدا (صلي الله عليه و آله)، فقال: إن الله يقول: وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ
فلم يدر محمّد (صلي الله عليه و آله) من هم، فقال: يا جبرئيل، سل ربك من هم، فقال: فاطمة ذو القربي، فأعطاها فدك، فزعموا أن عمر محا الصحيفة و قد کان كتبها أبو بكر».
9] 4236/[- عن عطية العوفي، قال: لما فتح رسول الله (صلي الله عليه و آله) خيبر، و أفاء الله عليه فدك، و أنزل عليه وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ
قال: « يا فاطمة، لك فدك».
6325/[10]- عن عبد الرحمن بن صالح: كتب المأمون إلي عبيد الله بن موسي العبسي يسأله عن قصة فدك، فكتب إليه عبيد الله بن موسي بهذا الحديث«1»، رواه عن الفضل بن مرزوق، عن عطية، فرد المأمون فدك علي ولد
-----------------------------------
4- تفسير الطبري 15: 53. الدر المنثور 5: 271. 5- تفسير العيّاشي 2: 287/ 46. 6- تفسير العيّاشي 2: 287/ 47. 7- تفسير العيّاشي 2: 287/ 48. 8- تفسير العيّاشي 2: 287/ 49. [.....] 9- تفسير العيّاشي 2: 287/ 50. 10- تفسير العيّاشي 2: 287/ 51.
(1) الظاهر أنّ المراد الحديث المتقدّم آنفا، إلّا أنّ المروي في مجمع البيان 6: 634 بالإسناد عن أبي سعيد الخدري، قال: لما نزل قوله تعالي: وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُأعطي رسول اللّه (صلي اللّه عليه و آله) فاطمة فدك، قال عبد الرحمن بن صالح: كتب المأمون إلي عبيد اللّه بن موسي يسأله عن قصّة فدك، فكتب إليه عبيد اللّه بهذا الحديث. رواه الفضيل بن مرزوق، عن عطية، فردّ المأمون فدك إلي ولد فاطمة (عليها السلام).
صفحه : 523
فاطمة (صلوات الله عليها).
11] 6236/[- عن أبي الطفيل، عن علي (عليه السلام)، قال: قال يوم الشوري: «أ فيكم أحد تم نوره من السماء حين قال: وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ وَ المِسكِينَ
!» قالوا: لا.
12] 7236/[- عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله: وَ لا تُبَذِّر تَبذِيراً
.
قال: «من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر، و من أنفق في سبيل الخير فهو مقتصد».
13] 8236/[- عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في قوله وَ لا تُبَذِّر تَبذِيراً
، قال: «بذل الرجل ماله، و يقعد ليس له مال».
قال: فيكون تبذير في حلال! قال: «نعم».
14] 9236/[- عن عامر بن جذاعة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «اتق الله و لا تسرف و لا تقتر، و كن بين ذلک قواما، إن التبذير من الإسراف، و قال الله: وَ لا تُبَذِّر تَبذِيراً
إن الله لا يعذب علي القصد».
15] 0336/[- عن جميل، عن إسحاق بن عمار، عن عامر بن جذاعة، قال:1» دخل علي أبي عبد الله (عليه السلام) رجل، فقال: يا أبا عبد الله، قرضا إلي ميسرة. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «إلي غلة تدرك!» فقال: لا و الله. فقال: «إلي تجارة تؤدي!» فقال: لا و الله. قال: «فإلي عقدة« تباع!» فقال: لا و الله. فقال: «أنت إذن ممن جعل الله له في أموالنا حقا». فدعا أبو عبد الله (عليه السلام) بكيس فيه دراهم، فأدخل يده فناوله قبضة، ثم قال: «اتق الله، و لا تسرف و لا تقتر، و كن بين ذلک قواما، إن التبذير من الإسراف، قال الله: وَ لا تُبَذِّر تَبذِيراً
» و قال: «إن الله لا يعذب علي القصد».
6331/[16]- عن جميل، عن إسحاق بن عمار، في قوله: وَ لا تُبَذِّر تَبذِيراً.
قال: لا تبذر في ولاية علي (عليه السلام).
17] 2336/[- عن بشر بن مروان، قال: دخلنا علي أبي عبد الله (عليه السلام) فدعا برطب، فأقبل بعضهم يرمي بالنوي، قال: فأمسك أبو عبد الله (عليه السلام) يده، فقال: «لا تفعل، إن هذا من التبذير، و إن الله لا يحب الفساد».
18] 3336/[- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي. عن أبيه، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: وَ لا تُبَذِّر تَبذِيراً
.
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 288/ 52. 12- تفسير العيّاشي 2: 288/ 53. 13- تفسير العيّاشي 2: 288/ 54. 14- تفسير العيّاشي 2: 288/ 55. 15- تفسير العيّاشي 2: 288/ 56. 16- تفسير العيّاشي 2: 288/ 57. 17- تفسير العيّاشي 2: 288/ 58. 18- المحاسن: 257/ 298.
(1) العقدة: الضيعة، و العقار ألذي اعتقده صاحبه ملكا. «أقرب الموارد- عقد- 2: 808».
صفحه : 524
اللهقال: «لا تبذروا ولاية علي (عليه السلام)».}
6334/[19]- قال علي بن إبراهيم: قوله تعالي: وَ آتِ ذَا القُربي حَقَّهُ وَ المِسكِينَ وَ ابنَ السَّبِيلِ يعني قرابة رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أنزلت في فاطمة (عليها السلام) فجعل لها فدك، و المسكين من ولد فاطمة (عليها السلام)، و إبن السبيل من آل محمّد (صلي الله عليه و آله)، و ولد فاطمة (عليها السلام).
قال: و قوله: وَ لا تُبَذِّر تَبذِيراً أي لا تنفق المال في غير طاعة الله إِنَّ المُبَذِّرِينَ كانُوا إِخوانَ الشَّياطِينِ و المخاطبة للنبي (صلي الله عليه و آله) و المعني النّاس، ثم عطف بالمخاطبة علي الوالدين، فقال: وَ إِمّا تُعرِضَنَّ عَنهُمُ يعني: عن الوالدين إذا کان لك عيال، أو كنت عليلا أو فقيرا، فقل لهما قولا ميسورا: أي حسنا، إذا لم تقدر علي برهم و خدمتهم، فارج لهم من الله الرحمة.
قوله تعالي:
وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً [29]
1] 5336/[- علي بن إبراهيم، قال:1» فإنه کان سبب نزولها أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان لا يرد أحدا يسأله شيئا عنده، فجاءه رجل فسأله فلم يحضره شيء، فقال: «يکون إن شاء الله». فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك و کان (عليه السلام) لا يرد أحدا عما عنده«، فأعطاه قميصه، فأنزل الله وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ
الآية، فنهاه أن يبخل أو يسرف و يقعد محسورا من الثياب.
قال: فقال الصادق (عليه السلام): «المحسور: العريان».
2] 6336/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن موسي بن بكر، عن عجلان، قال:2» كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فجاء سائل فقام إلي مكتل« فيه تمر، فملأ يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر [فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر] فقال: «الله رازقنا و إياك». ثم قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان لا يسأله أحد
-----------------------------------
19- تفسير القمّي 2: 18. 1- تفسير القمّي 2: 18. [.....] 2- الكافي 4: 55/ 7.
(1) في «ط»: کان سبب نزولها أنّ رسول اللّه (صلي اللّه عليه و آله) کان لا يردّ أحدا عمّا عنده، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها، فقالت: انطلق إليه فاسأله فإن قال: ليس عندنا شيء، فقل: اعطني قميصك.
(2) المكتل: شبه الزنبيل، يسع خمسة عشر صاعا. «الصحاح- كتل- 5: 1809».
صفحه : 525
اللهمن الدنيا شيئا إلا أعطاه، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها، فقالت: انطلق إليه فاسأله، فإن قال لك: ليس عندنا شيء، فقل:}
أعطني قميصك- قال- فأخذ قميصه فرمي به إليه، فأدبه الله تبارك و تعالي علي القصد فقال: وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً
».
3] 7336/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً
، قال: «الإحسار: الفاقة».
4] 8336/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «ثم علم الله عز و جل نبيه (صلي الله عليه و آله) كيف ينفق، و ذلک أنه كانت عنده اوقية من الذهب، فكره أن تبيت عنده فتصدق بها، فأصبح و ليس عنده شيء، و جاءه من يسأله، فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل، و اغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، و کان رحيما رقيقا، فأدب الله عز و جل نبيه (صلي الله عليه و آله) بأمره فقال: وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً
يقول: إن النّاس قد يسألونك و لا يعذرونك، فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت«1» من المال».
5] 9336/[- العياشي: عن عجلان، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فجاءه سائل، فقام إلي مكتل فيه تمر فملأ يده ثم ناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام و أخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله، فقال: «رزقنا الله و إياك» ثم قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلا أعطاه- قال- فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليه فاسأله، فإن قال: ليس عندنا شيء فقل: أعطني قميصك. فأتاه الغلام فسأله، فقال النبي (صلي الله عليه و آله): ليس عندنا شيء. قال: فأعطني قميصك. فأخذ قميصه فرمي به إليه، فأدبه الله علي القصد فقال: وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً
».
6] 0436/[- عن إبن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ
، قال:
فضم يده و قال: «هكذا» فقال: وَ لا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ
فبسط راحته و قال: «هكذا».
7] 1436/[- عن محمّد بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً
، قال: الإحسار: الإقتار».
-----------------------------------
3- الكافي 4: 55/ 6. 4- الكافي 5/ 67/ 1. 5- تفسير العيّاشي 2: 289/ 59. 6- تفسير العيّاشي 2: 289/ 60. 7- تفسير العيّاشي 2: 289/ 61.
(1) يقال: حسر القوم فلانا: سألوه فأعطاهم حتيّ لم يبق عنده شيء. «المعجم الوسيط- حسر- 1: 172».
صفحه : 526
8] 2436/[- إبن شهر آشوب: روي أنه (عليه السلام) بذل جميع ماله حتي قميصه، و بقي في داره عريانا علي حصيرة، إذ أتاه بلال و قال: يا رسول الله، الصلاة فنزل وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً
و أتاه بحلة فردوسية.
قوله تعالي:
وَ لا تَقتُلُوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ- إلي قوله تعالي- وَ لا تَقرَبُوا الزِّني إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ ساءَ سَبِيلًا [31- 32] 6343/[1]- علي بن إبراهيم، قال في قوله تعالي: وَ لا تَقتُلُوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ يعني مخافة الفقر و الجوع، فإن العرب كانوا يقتلون أولادهم لذلك، فقال الله عز و جل: نَحنُ نَرزُقُهُم وَ إِيّاكُم إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطأً كَبِيراً.
2] 4436/[- العياشي: عن إسحاق بن عمار، عن أبي إبراهيم (عليه السلام)، قال: «لا يملق حاج أبدا»، قال: قلت:
و ما الإملاق! قال: «الإفلاس» ثم قال: «قول الله: وَ لا تَقتُلُوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ
».
3] 5436/[- و عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «الحاج لا يملق أبدا»، قال: قلت: و ما الإملاق! قال: «الإفلاس»، ثم قال: وَ لا تَقتُلُوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُهُم وَ إِيّاكُم
.
6346/[4]- علي بن إبراهيم، قال: قوله: وَ لا تَقرَبُوا الزِّني إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ ساءَ سَبِيلًا إنه محكم.
5] 7436/[- ثم قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ لا تَقرَبُوا الزِّني إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً
.
يقول: «معصية و مقتا، فإن الله يمقته و يبغضه، و قوله: وَ ساءَ سَبِيلًا
و هو أشد النّاس«1» عذابا، و الزنا من أكبر الكبائر».
-----------------------------------
8- حلية الأبرار 1: 156. 1- تفسير القمّي 2: 19. 2- تفسير العيّاشي 2: 289/ 62. 3- تفسير العيّاشي 2: 289/ 63. 4- تفسير القمّي 2: 19. [.....] 5- تفسير القمّي 2: 19.
(1) في المصدر: النار.
صفحه : 527
قوله تعالي:
وَ لا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلّا بِالحَقِّ وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً [33] 6348/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله: وَ لا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلّا بِالحَقِّ وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً أي سلطانا علي القاتل، فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً أي ينصر ولد المقتول علي القاتل.
2] 9436/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس و غيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا اجتمعت العدة علي قتل رجل واحد، حكم الوالي أن يقتل أيهم شاءوا، و ليس لهم أن يقتلوا أكثر من واحد، إن الله عز و جل يقول: وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ
».
3] 0536/[- و عنه: عن علي بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن سليمان، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إن الله عز و جل يقول في كتابه: وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً
فما هذا الإسراف ألذي نهي الله عز و جل عنه! قال: «نهي أن يقتل غير قاتله، أو يمثل بالقاتل».
قلت: فما معني قوله: إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً
! قال: «و أي نصرة أعظم من أن يدفع القاتل إلي أولياء المقتول فيقتله، و لا تبعة تلزمه من قتله في دين و لا دنيا!».
4] 1536/[- و عنه: عن علي بن محمّد، عن صالح، عن الحجال، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز و جل: وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ
!
قال: «نزلت في الحسن (عليه السلام)، لو قتل أهل الإرض به ما کان سرفا».
5] 2536/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده، عن الحسين بن سعيد، عن إبن أبي عمير، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس و غيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا اجتمع العدة علي قتل رجل واحد، حكم الوالي أن يقتل أيهم شاءوا، و ليس لهم أن يقتلوا أكثر من واحد، إن الله عز و جل يقول: وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ
-----------------------------------
1- تفسير القمي 2: 19. 2- الكافي 7: 284/ 9. 3- الكافي 7: 370/ 7. 4- الكافي 8: 255/ 364. 5- التهذيب 10: 218/ 858. 1»
صفحه : 528
اللهو إذا قتل الثلاثة واحدا، خير الوالي أي الثلاثة شاء« أن يقتل، و يضمن الآخران ثلثي الدية لورثة المقتول».
6] 3536/[- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، قال: حدثني محمّد بن الحسن بن أحمد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن محمّد بن سنان، عن رجل، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالي: وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً
.
قال: «ذلک قائم آل محمّد (عليه و عليهم السلام)، يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام)، فلو قتل أهل الإرض لم يكن مسرفا. و قوله: فَلا يُسرِف فِي القَتلِ
أي لم يكن ليصنع شيئا يکون سرفا«2»» ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام):
«يقتل- و الله- ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها».
7] 4536/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت لأبي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السلام):3» يا بن رسول الله، ما تقول في حديث روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: «إذا قام« القائم (عليه السلام) قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائهم!» فقال (عليه السلام): «هو كذلك».
قلت: و قول الله عز و جل: وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري
«4» ما معناه! فقال: «صدق الله في جميع أقواله، لكن ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) يرضون بأفعال آبائهم و يفتخرون بها، و من رضي شيئا، کان كمن أتاه، و لو أن رجلا قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب، لكان الراضي عند الله عز و جل شريك القاتل، و إنما يقتلهم القائم (عليه السلام) إذا خرج، لرضاهم بفعل آبائهم».
قال: فقلت له: بأي شيء يبدأ القائم (عليه السلام) منكم إذا قام! قال: «يبدأ ببني شيبة و يقطع أيديهم، لأنهم سراق بيت الله عز و جل».
8] 5536/[- علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن عثمان بن سعيد، عن المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً
، قال: «نزلت في قتل الحسين (عليه السلام)».
-----------------------------------
6- كامل الزيارات: 63/ 5. 7- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 273/ 5، ينابيع المودة: 424. 8- لم نجده في تفسير القمّي، و رواه عنه في تأويل الآيات 1: 279/ 9.
(1) في «ط»: شاءوا.
(2) في «ط»: فيكون مسرفا.
(3) في «ط»: خرج.
(4) الإسراء 17: 15، فاطر 35: 18، الزمر 39: 7. [.....]
صفحه : 529
9] 6536/[- العياشي: عن المعلي بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «من قتل النفس الّتي حرم الله فقد قتل الحسين في أهل بيته (عليهم السلام)».
10] 7536/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «نزلت هذه الآية في الحسين (عليه السلام): وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ
قاتل الحسين إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً- قال-:
الحسين (عليه السلام)».
11] 8536/[- عن أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا اجتمع العدة علي قتل رجل، حكم الوالي بقتل أيهم شاء، و ليس له أن يقتل أكثر من واحد، إن الله يقول: وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً
و إذا قتل واحدا ثلاثة، خير الوالي أي الثلاثة شاء أن يقتل، و يضمن الآخران ثلثي الدية لورثة المقتول».
12] 9536/[- عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً
.
1» قال: «هو الحسين بن علي (عليه السلام) قتل مظلوما و نحن أولياؤه، و القائم منا إذا قام طلب بثار الحسين، فيقتل حتي يقال: قد أسرف في القتل- و قال-« المقتول: الحسين (عليه السلام) و وليه: القائم، و الإسراف في القتل: أن يقتل غير قاتله إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً
فإنه لا يذهب من الدنيا حتي ينتصر برجل من آل الرسول (صلي الله عليهم) يملأ الإرض قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جوار».
13] 0636/[- عن أبي العباس، قال:2» سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجلين قتلا رجلا، فقال: «يخير وليه أن يقتل أيهما شاء، و يغرم الباقي نصف الدية- أعني دية المقتول- فترد علي ورثته«، و كذلك إن قتل رجل امرأة، إن قبلوا دية المرأة فذاك، و إن أبي أولياؤها إلا قتل قاتلها غرموا نصف دية الرجل و قتلوه، و هو قول الله: فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ
».
14] 1636/[- عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: يا بن رسول الله، زعم ولد الحسن (عليه السلام) أن القائم منهم، و أنهم أصحاب الأمر، و يزعم ولد إبن الحنفية مثل ذلک، فقال: «رحم الله عمي الحسن (عليه السلام)، لقد
-----------------------------------
9- تفسير العيّاشي 2: 290/ 64. 10- تفسير العيّاشي 2: 290/ 65. 11- تفسير العيّاشي 2: 290/ 66. 12- تفسير العيّاشي 2: 290/ 67، ينابيع المودة: 425. 13- تفسير العيّاشي 2: 290/ 68. 14- تفسير العيّاشي 2: 291/ 69.
(1) زاد في «ط»: الشيء.
(2) في المصدر: ذرّيته. 1»
صفحه : 530
اللهأغمد« أربعين ألف سيف حين أصيب أمير المؤمنين (عليه السلام) و أسلمها إلي معاوية، و محمّد بن علي سبعين ألف سيف قاتله، لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منها حتي يموتوا جميعا، و خرج الحسين (عليه السلام) فعرض نفسه علي الله في سبعين رجلا، من أحق بدمه منا! نحن- و الله- أصحاب الأمر، و فينا القائم، و من السفاح و المنصور، و قد قال الله: وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً
نحن أولياء الحسين بن علي (عليهما السلام)، و علي دينه».
15] 2636/[- شرف الدين النجفي، قال: روي بعض الثقات، بإسناده عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز و جل: وَ مَن قُتِلَ مَظلُوماً فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطاناً فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كانَ مَنصُوراً
.
قال: «نزلت في الحسين (عليه السلام)، لو قتل وليه أهل الإرض [به] ما کان مسرفا، و وليه القائم (عليه السلام)».
قوله تعالي:
وَ لا تَقرَبُوا مالَ اليَتِيمِ إِلّا بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ حَتّي يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوفُوا بِالعَهدِ- إلي قوله تعالي- وَ أَوفُوا الكَيلَ إِذا كِلتُم وَ زِنُوا بِالقِسطاسِ المُستَقِيمِ [34- 35]
1] 3636/[- العياشي: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام):2» «أن نجدة الحروري كتب إلي إبن عباس يسأله عن أشياء: عن اليتيم، متي« ينقطع يتمه! فكتب إليه إبن عباس: أما اليتيم، فانقطاع يتمه إذا بلغ أشده، و هو الاحتلام».
2] 4636/[- و في رواية اخري عن عبد الله بن سنان، عنه قال: «سئل أبي و أنا حاضر عن اليتيم، متي يجوز أمره! فقال: حين يبلغ أشده.
قلت: و ما أشده! قال: الاحتلام.
قلت: قد يکون الغلام إبن ثماني عشرة سنة لا يحتلم، أو أقل أو أكثر! قال: إذا بلغ ثلاث عشرة سنة كتب له الحسن و كتب عليه السيء، و جاز أمره إلا أن يکون سفيها أو ضعيفا».
-----------------------------------
15- تأويل الآيات 1: 280/ 10. 1- تفسير العيّاشي 2: 291/ 70. 2- تفسير العيّاشي 2: 291/ 71.
(1) في «س» و «ط»: عمل.
(2) في «س» و «ط»: حتّي.
صفحه : 531
3] 5636/[- عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إذا بلغ العبد ثلاثا و ثلاثين سنة فقد بلغ أشده، و إذا بلغ أربعين فقد انتهي منتهاه، فإذا بلغ إحدي و أربعين فهو في النقصان، و ينبغي لصاحب الخمسين أن يکون كمن هو في النزع».
4] 6636/[- عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا بلغ أشده: الاحتلام، ثلاث عشرة سنة».
6367/[5]- قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ لا تَقرَبُوا مالَ اليَتِيمِ إِلّا بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ يعني: بالمعروف، و لا يسرف. قال: و قوله: وَ أَوفُوا بِالعَهدِ يعني: إذا عاهدت إنسانا، فأوف له. قال: و قوله: إِنَّ العَهدَ كانَ مَسؤُلًا يعني: يوم القيامة. قال: و قوله: وَ أَوفُوا الكَيلَ إِذا كِلتُم وَ زِنُوا بِالقِسطاسِ المُستَقِيمِ أي بالاستواء«1».
6] 8636/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «القسطاس المستقيم فهو الميزان ألذي له لسان».
قوله تعالي:
وَ لا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا [36] 6369/[1]- قال علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ لا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ قال: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم،
قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «من بهت مؤمنا أو مؤمنة أقيم في طينة خبال، أو يخرج مما قال».
2] 0736/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن إبن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله في طينة خبال حتي يخرج مما قال».
قلت: و ما طينة خبال! قال: «صديد يخرج من فروج المومسات».
-----------------------------------
3- تفسير العيّاشي 2: 292/ 72. [.....] 4- تفسير العيّاشي 2: 292/ 73. 5- تفسير القمّي 2: 19. 6- تفسير القمّي 2: 19. 1- تفسير القمّي 2: 19. 2- الكافي 2: 266/ 5.
(1) في المصدر: بالسواء.
صفحه : 532
3] 1736/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، قال:1» كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل: بأبي أنت و امي، إني أدخل كنيفا« لي، و لي جيران عندهم جوار يتغنين و يضربن بالعود، فربما أطلت الجلوس استماعا مني لهن، فقال: «لا تفعل».
فقال الرجل: و الله، ما أتيتهن، إنما هو سماع أسمعه باذني. فقال: «لله أنت؟ أما سمعت الله عز و جل يقول:
إِنَّ السَّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا
!؟» فقال: بلي و الله، لكأني لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله من أعجمي و لا عربي، لا جرم أني لا أعود إن شاء الله، و إني لأستغفر الله.
فقال له: «قم فاغتسل وصل ما بدا لك، فإنك كنت مقيما علي أمر عظيم، ما کان أسوأ حالك لو مت علي ذلک؟ احمد الله و اسأله التوبة من کل ما يكره، فإنه لا يكره إلا کل قبيح، و القبيح دعه لأهله فإن لك أهلا».
4] 2736/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد، قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في حديث طويل- قال: «و فرض علي السمع أن يتنزه عن الاستماع إلي ما حرم الله، و أن يعرض عما لا يحل له مما نهي الله عز و جل عنه، و الإصغاء إلي ما أسخط الله عز و جل، فقال في ذلک:
فيفيبهوَ قَد نَزَّلَ عَلَيكُم فِي الكِتابِ أَن إِذا سَمِعتُم آياتِ اللّهِ يُكفَرُ بِها وَ يُستَهزَأُ بِها فَلا تَقعُدُوا مَعَهُم حَتّي يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيرِهِ
«2»، ثم استثني الله عز و جل موضع النسيان، فقال: وَ إِمّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيطانُ فَلا تَقعُد بَعدَ الذِّكري مَعَ القَومِ الظّالِمِينَ«3»، و قال: فَبَشِّر عِبادِ الَّذِينَ يَستَمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللّهُ وَ أُولئِكَ هُم أُولُوا الأَلبابِ«4»، و قال عز و جل: قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ الَّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَ وَ الَّذِينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضُونَ وَ الَّذِينَ هُم لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ«5»، و قال: وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغوَ أَعرَضُوا عَنهُ وَ قالُوا لَنا أَعمالُنا وَ لَكُم أَعمالُكُم«6»، و قال: وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغوِ مَرُّوا كِراماً«7» فهذا ما فرض الله علي السمع من الإيمان أن لا يصغي إلي ما لا يحل له و هو عمله، و هو من الإيمان.
و فرض علي البصر أن لا ينظر إلي ما حرم الله عليه، و أن يعرض عما نهي الله عنه مما لا يحل له، و هو عمله، و هو من الإيمان، فقال تبارك و تعالي: قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أَبصارِهِم وَ يَحفَظُوا فُرُوجَهُم
«8» فنهاهم أن
-----------------------------------
3- الكافي 6: 432/ 10. 4- الكافي 2: 28/ 1.
(1) الكنيف: الظلّة تشرع فوق باب الدار، و المرحاض. «المعجم الوسيط- كنف- 2: 801».
(2) النساء 4: 140.
(3) الأنعام 6: 68.
(4) الزمر 39: 17- 18.
(5) المؤمنون 23: 1- 4.
(6) القصص 28: 55. [.....]
(7) الفرقان 25: 72.
(8) النور 24: 30.
صفحه : 533
اللهينظروا إلي عوراتهم، و أن ينظر المرء إلي فرج أخيه، و يحفظ فرجه أن ينظر إليه، و قال: وَ قُل لِلمُؤمِناتِ يَغضُضنَ مِن أَبصارِهِنَّ وَ يَحفَظنَ فُرُوجَهُنَّ}
«1» من أن تنظر إحداهن إلي فرج أختها، و تحفظ فرجها من أن ينظر إليها- و قال- کل شيء في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلا هذه الآية، فإنها من النظر.
ثم نظم ما فرض علي القلب و اللسان و السمع و البصر في آية اخري، فقال: وَ ما كُنتُم تَستَتِرُونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَ لا أَبصارُكُم وَ لا جُلُودُكُم
«2» يعني بالجلود الفروج و الأفخاذ، و قال: وَ لا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا فهذا ما فرض الله علي العينين عن غض البصر عما حرم الله عز و جل، و هو علمهما، و هو من الإيمان». و الحديث طويل، ذكرناه بتمامه في قوله: وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقُولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إِيماناً من آخر سورة براءة«3».
5] 3736/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه)، قال:
حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال:
حدثني سيدي علي بن محمّد بن علي الرضا (عليه السلام) عن أبيه، عن آبائه، عن الحسن«4» بن علي (عليهم السلام)، قال:
«قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):5» إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، و إن عمر مني بمنزلة البصر، و إن عثمان مني بمنزلة الفؤاد- قال- فلما کان من الغد دخلت عليه و عنده أمير المؤمنين (عليه السلام)، و أبو بكر، و عمر، و عثمان فقلت له: يا أبت، سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا، فما هو! فقال (صلي الله عليه و آله): نعم ثم أشار بيده إليهم، فقال: هم السمع و البصر و الفؤاد، و سيسألون عن ولاية وصيي هذا و أشار إلي علي بن أبي طالب (عليه السلام). ثم قال: إن الله عز و جل يقول: إِنَّ السَّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا ثم قال (صلي الله عليه و آله): و عزة ربي إن جميع امتي لموقوفون يوم القيامة، و مسئولون عن ولايته، و ذلک قول الله عز و جل: وَ قِفُوهُم إِنَّهُم مَسؤُلُونَ«».
6] 4736/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا تزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله عز و جل، حتي يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، و جسدك فيما أبليته، و مالك من أين اكتسبته و أين وضعته! و عن حبنا
-----------------------------------
5- في «ط»: الحسين. 6- تفسير القمّي 2: 19، مناقب إبن المغازلي: 119/ 157، كفاية الطالب: 324، المناقب للخوارزمي: 35، مقتل الحسين (عليه السّلام) للخوارزمي 1: 42، مجمع الزوائد 10: 346، ينابيع المودة: 106 و 113 و 271.
(1) النور 24: 31.
(2) فصلت 41: 22.
(3) تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآيتين (124- 125) من سورة التوبة.
(4) في «ط»: الحسين.
(5) الصافات 37: 24.
صفحه : 534
اللهأهل البيت».}
7] 5736/[- العياشي: عن الحسن، قال: كنت أطيل القعود في المخرج«1» لأسمع غناء بعض الجيران، قال: فدخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال لي: « يا حسن، إِنَّ السَّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا
السمع و ما وعي، و البصر و ما رأي، و الفؤاد و ما عقد عليه».
8] 6736/[- عن الحسين بن هارون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: إِنَّ السَّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا
.
قال: «يسأل السمع عما يسمع و البصر عما يطرف، و الفؤاد عما يعقد عليه».
9] 7736/[- عن أبي جعفر، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل: بأبي أنت و أمي، إني أدخل كنيفا لي، و لي جيران و عندهم جوار يغنين و يضربن بالعود، فربما أطيل الجلوس استماعا مني لهن! فقال: «لا تفعل».
فقال الرجل: و الله، ما أتيتهن، إنما هو سماع أسمعه باذني. فقال له: «أما سمعت الله يقول: إِنَّ السَّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا
!؟». قال: بلي و الله، فكأني لم أسمع هذه الآية قط من كتاب الله من عجمي و لا عربي، لا جرم أني لا أعود إن شاء الله، و إني أستغفر الله. فقال: «قم و اغتسل و صل ما بدا لك، فإنك كنت مقيما علي أمر عظيم، ما کان أسوأ حالك لو مت علي ذلک. أحمد الله و اسأله التوبة من کل ما يكره، فإنه لا يكره إلا کل قبيح، و القبيح دعه لأهله، فإن لك أهلا».
10] 8736/[- عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله تبارك و تعالي فرض الإيمان علي جوارح بني آدم و قسمه عليها، فليس من جوارحه جارحة إلا و قد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها، فمنها عيناه اللتان ينظر بهما، و رجلاه اللتان يمشي بهما ففرض علي العين أن لا تنظر إلي ما حرم الله عليه، و أن تغض عما نهاه الله عنه مما لا يحل له و هو عمله، و هو من الإيمان، قال الله تبارك و تعالي: وَ لا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا
فهذا ما فرض الله من غض البصر عما حرم الله و هو عمله«2»، و هو من الإيمان.
و فرض الله علي الرجلين ألا يمشي بهما إلي شيء من معاصي الله، و فرض عليهما المشي فيما فرض الله
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 292/ 74. 8- تفسير العيّاشي 2: 292/ 75. 9- تفسير العيّاشي 2: 292/ 76. 10- تفسير العيّاشي 2: 293/ 77.
(1) المخرج: مكان خروج الفضلات- أعني الكنيف- «مجمع البحرين- خرج- 2: 294». [.....]
(2) في المصدر: عملها.
صفحه : 535
اللهفقال: وَ لا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَ لَن تَبلُغَ الجِبالَ طُولًا}
«1»، و قال: وَ اقصِد فِي مَشيِكَ وَ اغضُض مِن صَوتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصواتِ لَصَوتُ الحَمِيرِ«2»».
11] 9736/[- الشيخ، في (التهذيب): عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن رجلا جاء إليه فقال له: إن لي جيرانا و لهم جوار يتغنين و يضربن بالعود، فربما دخلت المخرج فأطيل الجلوس استماعا مني لهن! فقال له (عليه السلام): «لا تفعل».
فقال: و الله، ما هو شيء أتيته برجلي، إنما هو سماع أسمعه بأذني. فقال الصادق (عليه السلام): «لله أنت؟ أما سمعت الله عز و جل يقول: إِنَّ السَّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًا
»!؟ فقال الرجل: كأني لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله عز و جل من عربي و لا عجمي، لا جرم إني قد تركتها، و إني أستغفر الله تعالي. فقال له الصادق (عليه السلام): «قم فاغتسل و صل ما بدا لك، فلقد كنت مقيما علي أمر عظيم، ما کان أسوأ حالك لو مت علي ذلک؟ استغفر الله و اسأله التوبة من کل ما يكره، فإنه لا يكره إلا القبيح، و القبيح دعه لأهله، فإن لكل أهلا».
قوله تعالي:
وَ لا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَ لَن تَبلُغَ الجِبالَ طُولًا- إلي قوله تعالي- أَ فَأَصفاكُم رَبُّكُم بِالبَنِينَ وَ اتَّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِناثاً [37- 40] 6380/[1]- علي بن إبراهيم، قال في قوله تعالي: وَ لا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً: أي بطرا و فرحا إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ أي لم تبلغها كلها: وَ لَن تَبلُغَ الجِبالَ طُولًا أي لا تقدر أن تبلغ قلل الجبال.
2] 1836/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد، قال:
حدثنا أبو عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «فرض الله علي الرجلين أن لا يمشي بهما إلي شيء من معاصي الله، و فرض عليهما المشيء إلي ما يرضي الله عز و جل فقال: وَ لا تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَ لَن تَبلُغَ الجِبالَ طُولًا، و قال:
-----------------------------------
11- التهذيب 1: 116/ 304. 1- تفسير القمي 2: 20. 2- الكافي 2: 28/ 1.
(1) الإسراء 17: 37.
(2) لقمان 31: 19.
صفحه : 536
اللهوَ اقصِد فِي مَشيِكَ وَ اغضُض مِن صَوتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصواتِ لَصَوتُ الحَمِيرِ}
«1»».
6382/[3]- و قال علي بن إبراهيم: قوله: ذلِكَ مِمّا أَوحي إِلَيكَ رَبُّكَ مِنَ الحِكمَةِ يعني القرآن و ما فيه من الأنباء«2»، ثم قال: وَ لا تَجعَل مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلقي فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدحُوراً فالمخاطبة للنبي و المعني للناس.
قال: و قوله: أَ فَأَصفاكُم رَبُّكُم بِالبَنِينَ وَ اتَّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِناثاً و هو رد علي قريش فيما قالوا: إن الملائكة هن بنات الله.
قوله تعالي:
وَ لَقَد صَرَّفنا فِي هذَا القُرآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَ ما يَزِيدُهُم إِلّا نُفُوراً- إلي قوله تعالي- سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً [41- 43]
4] 3836/[- العياشي: عن علي بن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام): وَ لَقَد صَرَّفنا فِي هذَا القُرآنِ لِيَذَّكَّرُوا
: «يعني و لقد ذكرنا عليا (عليه السلام) في القرآن و هو الذكر فما زادهم إلا نفورا».
6384/[5]- قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ ما يَزِيدُهُم إِلّا نُفُوراً قال: إذا سمعوا القرآن، ينفرون عنه و يكذبونه، ثم احتج عز و جل علي الكفار الّذين يعبدون الأوثان، فقال: قُل لهم يا محمّد لَو كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابتَغَوا إِلي ذِي العَرشِ سَبِيلًا قال: لو كانت الأصنام آلهة کما يزعمون لصعدوا إلي العرش، ثم قال الله لذلك: سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً.
قوله تعالي:
تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبعُ وَ الأَرضُ وَ مَن فِيهِنَّ وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَ لكِن لا تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً [44]
6] 5836/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن داود الرقي،
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 2: 20. 4- تفسير العيّاشي 2: 293/ 78. 5- تفسير القمّي 2: 20. 6- الكافي 6: 531/ 4.
(1) لقمان 31: 19.
(2) في «ط»: الأخبار.
صفحه : 537
اللهعليعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» سألته عن قول الله عز و جل: وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَ لكِن لا تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم. قال: «تنقض« الجدر تسبيحها».
2] 6836/[- العياشي: عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قول الله: وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَ لكِن لا تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم
! قال: «کل شيء يسبح بحمده- و قال- إنا لنري أن تنقض الجدار هو تسبيحه».
3] 7836/[- و في رواية الحسين بن سعيد، عنه: وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَ لكِن لا تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم
.
قال: «کل شيء يسبح بحمده- و قال- إنا لنري أن تنقض الجدار هو تسبيحها».
4] 8836/[- عن الحسن، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: «نهي رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن أن توسم البهائم في وجوهها، و أن تضرب وجوهها، فإنها تسبح بحمد ربها».
5] 9836/[- عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما من طير يصاد في بر و لا بحر، و لا شيء يصاد من الوحش إلا بتضييعه التسبيح».
6] 0936/[- عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام) أنه دخل عليه رجل فقال له:
فداك أبي و امي، إني أجد الله يقول في كتابه: وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَ لكِن لا تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم
!
فقال له: «هو کما قال الله تعالي».
2» قال: أ تسبح الشجرة اليابسة! فقال: «نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقصف«، و ذلک تسبيحه، فسبحان الله علي کل حال؟».
7] 1936/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «للدابة علي صاحبها ستة حقوق: لا يحملها فوق طاقتها، و لا يتخذ ظهرها مجلسا يتحدث عليها، و يبدأ بعلفها إذا نزل، و لا يسمها في وجهها، و لا يضربها فإنها تسبح، و يعرض عليها الماء إذا مر به».
8] 2936/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيي، عن جده الحسن بن
-----------------------------------
2- تفسير العيّاشي 2: 293/ 79. 3- تفسير العيّاشي 2: 293/ 80. [.....] 4- تفسير العيّاشي 2: 294/ 82. 5- تفسير العيّاشي 2: 294/ 83. 6- تفسير العيّاشي 2: 294/ 84. 7- الكافي 6: 537/ 1. 8- الكافي 6: 538/ 4.
(1) تنقض البيت: تشقق و سمع له صوت. «أقرب الموارد- نقض- 2: 1337».
(2) انقصف الشيء: انكسر، و في المصدر: ينقض.
صفحه : 538
اللهعليراشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا تضربوا الدواب علي وجوهها فإنها تسبح بحمد الله».
قال: و في حديث آخر: «لا تسموها في وجوهها».
قوله تعالي:
وَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراً- إلي قوله تعالي- وَ إِذا ذَكَرتَ رَبَّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلَّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً [45- 46] 6393/[1]- علي بن إبراهيم، قال في قوله تعالي: وَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراً يعني يحجب الله عنك الشياطين وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنَّةً أي غشاوة أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً يعني صمما.
قال: قوله: وَ إِذا ذَكَرتَ رَبَّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلَّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً قال: کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) إذا تهجد بالقرآن تستمع له قريش لحسن صوته«1»، و کان إذا قرأ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ فروا عنه.
2] 4936/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن موسي بن جعفر (عليهما السلام): «قال يهودي لأمير المؤمنين (عليه السلام): إن إبراهيم حجب عن نمرود بحجب ثلاث، قال علي (عليه السلام): لقد کان كذلك، و محمّد (صلي الله عليه و آله) حجب عمن أراد قتله بحجب خمس، فثلاثة بثلاثة و اثنان فضل، قال الله عز و جل و هو يصف أمر محمّد (صلي الله عليه و آله): وَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدًّا
فهذا الحجاب الأول وَ مِن خَلفِهِم سَدًّا فهذا الحجاب الثاني فَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَ«2» فهذا الحجاب الثالث ثم قال: وَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراً فهذا الحجاب الرابع، ثم قال: فَهِيَ إِلَي الأَذقانِ فَهُم مُقمَحُونَ«3» فهذه حجب خمس».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 20. 2- الاحتجاج 1: 213.
(1) في «ط»: قراءته.
(2) يس 36: 9.
(3) يس 36. 8.
صفحه : 539
3] 5936/[- العياشي: عن زيد بن علي، قال: دخلت علي أبي جعفر (عليه السلام) فذكر بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
فقال: «تدري ما نزل في بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ!» فقلت: لا، فقال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان أحسن النّاس صوتا بالقرآن، و کان يصلي بفناء الكعبة فرفع صوته، و کان عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و أبو جهل بن هشام و جماعة منهم يسمعون قراءته- قال و کان يكثر قراءة بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ فيرفع بها صوته- قال- فيقولون: إن محمدا ليردد اسم ربه ترددا، إنه ليحجه، فيأمرون من يقوم فيستمع إليه، و يقولون: إذا جاز بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ فأعلمنا حتي نقوم فنستمع قراءته، فأنزل الله في ذلک وَ إِذا ذَكَرتَ رَبَّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ- بسم الله الرحمن الرحيم- وَلَّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً».
4] 6936/[- عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال في بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
. قال: «هو أحق ما جهر به، فأجهر به«1»، و هي الآية الّتي قال الله: وَ إِذا ذَكَرتَ رَبَّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ- بسم الله الرحمن الرحيم- وَلَّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً کان المشركون يستمعون إلي قراءة النبي (صلي الله عليه و آله)، فإذا قرأ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ نفروا و ذهبوا، فإذا فرغ منه عادوا و تسمعوا».
5] 7936/[- عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) إذا صلي بالناس جهر ب بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف، فإذا جازها في السورة عادوا إلي مواضعهم و قال بعضهم لبعض: إنه ليردد اسم ربه تردادا، إنه ليحب ربه، فأنزل الله وَ إِذا ذَكَرتَ رَبَّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلَّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً».
6] 8936/[- عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام):2» « يا ثمالي، إن الشيطان ليأتي قرين الإمام فيسأله، هل ذكر ربه! فإن قال: نعم اكتسع« فذهب، و إن قال: لا ركب علي كتفيه، و کان إمام القوم حتي ينصرفوا».
قال: قلت: جعلت فداك، و ما معني قوله: ذكر ربه! قال: «الجهر ب بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
».
قوله تعالي:
نَحنُ أَعلَمُ بِما يَستَمِعُونَ بِهِ إِذ يَستَمِعُونَ إِلَيكَ وَ إِذ هُم نَجوي- إلي
-----------------------------------
3- تفسير العيّاشي 2: 295/ 85. 4- تفسير العيّاشي 2: 295/ 86. [.....] 5- تفسير العيّاشي 2: 295/ 87. 6- تفسير العيّاشي 2: 296/ 88.
(1) في «ط»: هو الحقّ فاجهر به.
(2) اكتسع الفحل: خطر فضرب فخذّيه بذنبه. «القاموس المحيط- كسع- 3: 81».
صفحه : 540
قوله تعالي- قَرِيباً [47- 51] 6399/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: نَحنُ أَعلَمُ بِما يَستَمِعُونَ بِهِ إِذ يَستَمِعُونَ إِلَيكَ وَ إِذ هُم نَجوي يعني إذ هم في السر يقولون: هو ساحر و هو قوله: إِذ يَقُولُ الظّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلّا رَجُلًا مَسحُوراً».
ثم حكي لرسول الله (صلي الله عليه و آله) قول الدهرية، فقال: وَ قالُوا أَ إِذا كُنّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنّا لَمَبعُوثُونَ خَلقاً جَدِيداً. ثم قال لهم: قُل كُونُوا حِجارَةً أَو حَدِيداً أَو خَلقاً مِمّا يَكبُرُ فِي صُدُورِكُم فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنغِضُونَ إِلَيكَ رُؤُسَهُم و النغض: تحريك الرأس وَ يَقُولُونَ مَتي هُوَ قُل عَسي أَن يَكُونَ قَرِيباً.
2] 0046/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «الخلق ألذي يكبر في صدوركم:
الموت».
3] 1046/[- العياشي: عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «جاء أبي بن خلف، فأخذ عظما باليا من حائط، ففته ثم قال: يا محمّد، إذا كنا عظاما و رفاتا أ ءنا لمبعوثون!؟ فأنزل الله مَن يُحيِ العِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُل يُحيِيهَا الَّذِي أَنشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلقٍ عَلِيمٌ
«1»».
قوله تعالي:
وَ قُل لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحسَنُ- إلي قوله تعالي- وَ آتَينا داوُدَ زَبُوراً [53- 55] 6402/[4]- و قال علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ قُل لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم أي يدخل بينهم و يحملهم«2» علي المعاصي.
قال: و قوله: رَبُّكُم أَعلَمُ بِكُم إِن يَشَأ يَرحَمكُم إلي قوله زَبُوراً فهو محكم.
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 20. 2- تفسير القمّي 2: 21. 3- تفسير العيّاشي 2: 296/ 89. 4- تفسير القمّي 2: 21.
(1) يس 36: 78- 79.
(2) في «س»: بحملهم، و في المصدر: و يحثّهم.
صفحه : 541
6403/[2]- إبن شهر آشوب: عن أبي معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، في قوله تعالي: وَ لَقَد فَضَّلنا بَعضَ النَّبِيِّينَ عَلي بَعضٍ قال: فضل الله محمدا (صلي الله عليه و آله) بالعلم و العقل علي جميع الرسل، و فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) علي جميع الصديقين بالعلم و العقل.
قوله تعالي:
وَ إِن مِن قَريَةٍ إِلّا نَحنُ مُهلِكُوها قَبلَ يَومِ القِيامَةِ أَو مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الكِتابِ مَسطُوراً [58] 6404/[3]- علي بن إبراهيم، قال: قوله: وَ إِن مِن قَريَةٍ إِلّا نَحنُ مُهلِكُوها أي أهلها قَبلَ يَومِ القِيامَةِ أَو مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً يعني بالخسف و الموت و الهلاك كانَ ذلِكَ فِي الكِتابِ مَسطُوراً أي مكتوبا.
4] 5046/[- إبن بابويه: مرسلا، عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن قوله تعالي: وَ إِن مِن قَريَةٍ إِلّا نَحنُ مُهلِكُوها قَبلَ يَومِ القِيامَةِ أَو مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً
قال: «هو الفناء بالموت».
5] 6046/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) وَ إِن مِن قَريَةٍ إِلّا نَحنُ مُهلِكُوها قَبلَ يَومِ القِيامَةِ أَو مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً
، قال: «إنما أمة محمّد من الأمم، فمن مات فقد هلك».
6] 7046/[- عن إبن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: وَ إِن مِن قَريَةٍ إِلّا نَحنُ مُهلِكُوها قَبلَ يَومِ القِيامَةِ
، قال: «هو الفناء بالموت أو غيره».
7] 8046/[- و في رواية اخري، عنه (عليه السلام): وَ إِن مِن قَريَةٍ إِلّا نَحنُ مُهلِكُوها قَبلَ يَومِ القِيامَةِ
.
قال: «بالقتل و الموت أو غيره».
قوله تعالي:
وَ ما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ إِلّا أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ- إلي قوله تعالي-
-----------------------------------
2- المناقب 3: 99. 3- تفسير القمّي 2: 21. 4- من لا يحضره الفقيه 1: 118/ 562. 5- تفسير العيّاشي 2: 297/ 90. [.....] 6- تفسير العيّاشي 2: 297/ 91. 7- تفسير العيّاشي 2: 297/ 92.
صفحه : 542
إِلّا تَخوِيفاً [59] 6409/[1]- و قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ ما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ إِلّا أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ نزلت في قريش، و قوله: وَ آتَينا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَ ما نُرسِلُ بِالآياتِ إِلّا تَخوِيفاً فعطف علي قوله: وَ ما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ.
2] 0146/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ ما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ
.
قال: «و ذلک أن محمدا (صلي الله عليه و آله) سأله قومه أن يأتيهم بآية، فنزل جبرئيل (عليه السلام)، فقال: إن الله عز و جل يقول: وَ ما مَنَعَنا أَن نُرسِلَ بِالآياتِ
إلي قومك إِلّا أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ و كنا إذا أرسلنا إلي قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم، فلذلك أخرنا عن قومك الآيات».
قوله تعالي:
وَ ما جَعَلنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيناكَ إِلّا فِتنَةً لِلنّاسِ وَ الشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ وَ نُخَوِّفُهُم فَما يَزِيدُهُم إِلّا طُغياناً كَبِيراً [60]
3] 1146/[- العياشي: عن حريز، عمن سمع، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وَ ما جَعَلنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيناكَ إِلّا فِتنَةً
لهم ليعمهوا فيها وَ الشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ يعني بني امية».
4] 2146/[- علي بن سعيد، قال: كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ، فقال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): «إن عليا (عليه السلام) قال لعمر: يا أبا حفص، ألا أخبرك بما نزل في بني أمية! قال: بلي. قال: فإنه نزل فيهم وَ الشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ
فغضب عمر و قال: كذبت، بنو أمية خير منك، و أوصل للرحم».
5] 3146/[- عن الحلبي، عن زرارة و حمران و محمّد بن مسلم، قالوا: سألناه عن قوله: وَ ما جَعَلنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيناكَ
.
قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) رأي أن رجالا علي المنابر، يردون النّاس ضلالا: زريق، و زفر».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 21. 2- تفسير القمّي 2: 21. 3- تفسير العيّاشي 2: 297/ 93. 4- تفسير العيّاشي 2: 297/ 94. 5- تفسير العيّاشي 2: 297/ 95.
صفحه : 543
اللهو قوله: وَ الشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ}
، قال: «هم بنو امية».
4] 4146/[- و في رواية اخري، عنه (عليه السلام): «أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قد رأي رجالا من نار علي منابر من نار، يردون النّاس علي أعقابهم القهقري، و لسنا نسمي أحدا».
5] 5146/[- و في رواية سلام الجعفي، عنه (عليه السلام)، أنه قال: «إنا لا نسمي الرجال بأسمائهم، و لكن رسول الله (صلي الله عليه و آله) رأي قوما علي منبره يضلون النّاس بعده عن الصراط القهقري».
6] 6146/[- عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أصبح رسول الله (صلي الله عليه و آله) يوما حاسرا حزينا، فقيل له: مالك، يا رسول الله! فقال: إني رأيت الليلة صبيان بني أمية يرقون علي منبري هذا، فقلت:
يا رب معي! فقال: لا، و لكن بعدك».
7] 7146/[- عن أبي الطفيل، قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا (عليه السلام) يقول، و هو علي المنبر و ناداه إبن الكواء، و هو في مؤخر المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول الله: وَ الشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ
، فقال: «الأفجران من قريش، و من بني امية».
8] 8146/[- عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ ما جَعَلنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيناكَ إِلّا فِتنَةً لِلنّاسِ
، قال: «أري رجالا من بني تيم و عدي علي المنابر يردون النّاس عن الصراط القهقري».
قلت: وَ الشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ
! قال: «هم بنو أمية، يقول الله: وَ نُخَوِّفُهُم فَما يَزِيدُهُم إِلّا طُغياناً كَبِيراً».
9] 9146/[- عن يونس، عن عبد الرحمن الأشل، قال: سألته عن قول الله: وَ ما جَعَلنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيناكَ إِلّا فِتنَةً لِلنّاسِ
الآية.
فقال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) نام فرأي أن بني امية يصعدون المنابر، فكلما صعد منهم رجل رأي رسول الله (صلي الله عليه و آله) الذلة و المسكنة، فاستيقظ جزوعا من ذلک، و کان الّذين رآهم اثني عشر رجلا من بني امية، فأتاه جبرئيل بهذه الآية، ثم قال جبرئيل: إن بني امية لا يملكون شيئا إلا ملك أهل البيت ضعفيه».
10] 0246/[- الطبرسي: إن ذلک رؤيا رآها النبي في منامه، أن قرودا تصعد منبره و تنزل، فساءه ذلک و اغتم به. رواه سهل بن سعيد، عن أبيه، ثم قال: و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام).
و قالوا علي هذا
-----------------------------------
4- تفسير العيّاشي 2: 298/ 96. 5- تفسير العيّاشي 2: 298/ 97. 6- تفسير العيّاشي 2: 298/ 98. 7- تفسير العيّاشي 2: 298/ 99. 8- تفسير العيّاشي 2: 298/ 100. 9- تفسير العيّاشي 2: 298/ 101. 10- مجمع البيان 6: 654. [.....]
صفحه : 544
التأويل: إن الشَّجَرَةَ المَلعُونَةَ فِي القُرآنِ هم«1» بنو امية.
11] 1246/[- و في (نهج البيان): جاء في أخبارنا، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): «أن النبي (صلي الله عليه و آله) رأي ذات ليلة- و هو بالمدينة- كأن قرودا أربعة عشر قد علوا منبره واحدا بعد واحد، فلما أصبح قص رؤياه علي أصحابه، فسألوه عن ذلک. فقال: يصعد منبري هذا بعدي جماعة من قريش ليسوا لذلك أهلا». قال الصادق (عليه السلام): «هم بنو أمية».
6422/[12]- علي بن إبراهيم، قال: نزلت لما رأي النبي (صلي الله عليه و آله) في نومه كأن قرودا تصعد منبره، فساءه ذلک و غمه غما شديدا، فأنزل الله: «و ما جعلنا الرؤيا الّتي أريناك إلا فتنة للناس«2» ليعمهوا فيها، و الشجرة الملعونة في القرآن». كذا نزلت، و هم بنو امية.
13] 3246/[- و من طريق المخالفين، روي الثعلبي في (تفسيره): يرفعه إلي الرشيد، عن سعيد بن المسيب ، في قوله تعالي: وَ ما جَعَلنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيناكَ إِلّا فِتنَةً لِلنّاسِ
الآية، قال: رأي رسول الله (صلي الله عليه و آله) بني امية علي المنابر فساءه ذلک، فقيل له: إنها الدنيا [يعطونها] فسري«3» بها عنه إِلّا فِتنَةً لِلنّاسِ بلاء للناس.
14] 4246/[- و من (تفسير الثعلبي) أيضا يرفعه إلي سهل بن سعد، قال: رأي رسول الله (صلي الله عليه و آله) بني امية ينزون علي منبره نزو القردة، فساءه ذلک، فما استجمع ضاحكا حتي مات، فنزلت هذه الآية.
15] 5246/[- و في كتاب (فضيلة الحسين و حكاية مصيبته و قتله): يرفعه إلي أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «رأيت في النوم بني الحكم أو بني العاص ينزون علي منبري کما تنزو القردة» فأصبح كالمتغيظ، فما رؤي رسول الله (صلي الله عليه و آله) مستجمعا ضاحكا بعد ذلک حتي مات.
قوله تعالي:
وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ- إلي قوله تعالي-
-----------------------------------
11- نهج البيان 2: 170 «مخطوط». 12- تفسير القمّي 2: 21. 13- ... عنه إبن البطريق في العمدة: 452/ 942، الدر المنثور 5: 310، تحفة الأبرار: 188. 14- ... عنه إبن البطريق في العمدة: 453/ 943، و الدر المنثور 5: 309، تحفة الأبرار: 188. 15- ... عنه تحفة الأبرار: 188.
(1) في المصدر: هي.
(2) في المصدر: لهم.
(3) سرّي عنه: تجلّي همّه و انكشف. «لسان العرب- سرا- 14: 380».
صفحه : 545
وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ [61- 64] 6426/[1]- و قال علي بن إبراهيم: ثم حكي الله عز و جل خبر إبليس، فقال: وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ إلي قوله لَأَحتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلّا قَلِيلًا أي لأفسدنهم إلا قليلا، فقال الله عز و جل:
اذهَب فَمَن تَبِعَكَ مِنهُم فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُم جَزاءً مَوفُوراً و هو محكم وَ استَفزِز أي اخدع مَنِ استَطَعتَ مِنهُم بِصَوتِكَ وَ أَجلِب عَلَيهِم بِخَيلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ قال: ما کان من مال حرام فهو شرك الشيطان، فإذا اشتري به الإماء و نكحهن و ولد له، فهو شرك«1» الشيطان، کما«2» تلد«3» منه، و يکون مع الرجل إذا جامع، فيكون الولد من نطفته و نطفة الرجل إذا کان حراما.
و
في حديث آخر: إذا جامع الرجل أهله و لم يسم، شاركه الشيطان.
2] 7246/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي و عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن القاسم بن يحيي، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)«4» في معني: و لا تجعله شرك الشيطان، قال: قلت: و كيف يکون من شرك الشيطان!
قال: «إذا ذكر اسم الله تنحي الشيطان، و إن فعل و لم يسم أدخل ذكره، و کان العمل منهما جميعا و النطفة واحدة».
3] 8246/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد و عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله جميعا، عن الوشاء، عن موسي بن بكر، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): « يا أبا محمّد، أي شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته!». قلت: جعلت فداك، أ يستطيع الرجل أن يقول شيئا! فقال: «ألا أعلمك ما تقول!» قلت: بلي. قال: «تقول: بكلمات الله استحللت فرجها، و في أمانة الله أخذتها، اللهم إن قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا، و اجعله مسلما سويا، و لا تجعل فيه شركا للشيطان».
قلت: و بأي شيء يعرف ذلک! قال له: «أما تقرأ كتاب الله عز و جل، ثم ابتدأ هو: وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ
فإن الشيطان يجيء حتي يقعد من المرأة کما يقعد الرجل منها، و يحدث کما يحدث، و ينكح کما ينكح».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 21. 2- الكافي 5: 501/ 3. 3- الكافي 5: 502/ 2.
(1) في «س»: شريك.
(2) في «س»: كلّما.
(3) زاد في المصدر: يلزمه. [.....]
(4) في المصدر: عن أبي جعفر (عليه السّلام).
صفحه : 546
اللهقلت: بأي شيء يعرف ذلک، قال: «بحبنا و بغضنا، فمن أحبنا کان من نطفة العبد، و من أبغضنا کان من نطفة الشيطان».}
4] 9246/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن أبي الوليد، عن أبي بصير، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): « يا أبا محمّد، إذا أتيت أهلك، فأي شيء تقول!» قال: قلت: جعلت فداك، و أطيق أن أقول شيئا! قال: «بلي، قل: اللهم إني بكلماتك استحللت فرجها، و بأمانتك أخذتها، فإن قضيت في رحمها شيئا فاجعله تقيا زكيا، و لا تجعل للشيطان فيه شركا».
قال: قلت: جعلت فداك، و يکون فيه شرك للشيطان! قال: «نعم، أما تسمع قول الله عز و جل: وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ
فإن الشيطان يجيء فيقعد کما يقعد الرجل، و ينزل کما ينزل الرجل».
قال: قلت: بأي شيء يعرف ذلک! قال: «بحبنا و بغضنا».
5] 0346/[- الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد): عن عثمان بن عيسي، عن عمر بن أذينة، عن سليمان بن قيس، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):1» إن الله حرم الجنة علي کل فحاش بذيء قليل الحياء، لا يبالي ما قال و ما قيل له، فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية« أو شرك الشيطان.
فقال رجل: يا رسول الله، و في النّاس شرك شيطان! فقال: أما تقرأ قول الله عز و جل: وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ
.
2» فقيل: و في النّاس من لا يبالي ما قال و ما قيل له! فقال: نعم، من تعرض للناس فقال فيهم و هو يعلم أنهم« لا يتركونه، فذلك ألذي لا يبالي ما قال و ما قيل له».
6] 1346/[- العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن شرك الشيطان: قوله:
وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ
.
3» قال: «ما کان من مال حرام فهو شرك« الشيطان- قال- و يکون مع الرجل حتي يجامع، فيكون من نطفته و نطفة الرجل إذا کان حراما».
7] 2346/[- عن زرارة، قال: کان يوسف أبو الحجاج صديقا لعلي بن الحسين (عليه السلام) و أنه دخل علي امرأته
-----------------------------------
4- الكافي 5: 503/ 5. 5- كتاب الزهد: 7/ 12. 6- تفسير العيّاشي 2: 299/ 102. 7- تفسير العيّاشي 2: 299/ 3.
(1) يقال: هو لغيّة و لغيّة: أي لزنية، و هو نقيض قولك: لرشدة. «لسان العرب- غوي- 15: 142».
(2) في «س» و «ط»: أنّه.
(3) في المصدر: شريك. 1»2»
صفحه : 547
اللهفأراد أن يضمها- أعني ام الحجاج- قال: فقالت له«: إنما عهدك بذاك الساعة، قال: فأتي علي بن الحسين (عليه السلام) فأخبره، فأمره أن يمسك عنها، فأمسك عنها، فولدت بالحجاج، و هو إبن شيطان ذي الردهة«.
8] 3346/[- عن عبد الملك بن أعين، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «إذا زني الرجل أدخل الشيطان ذكره، ثم عملا جميعا ثم تختلط النطفتان، فيخلق الله منهما، فيكون شركة الشيطان».
9] 4346/[- عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إن الله حرم الجنة علي کل فاحش بذيء قليل الحياء، لا يبالي بما قال و لا ما قيل له، فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك الشيطان.
قيل: يا رسول الله، و في النّاس شرك الشيطان! فقال: أو ما تقرأ قول الله: وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ
».
10] 5346/[- عن يونس، عن أبي الربيع الشامي، قال: كنت عنده ليلة، فذكر شرك الشيطان فعظمه حتي أفزعني، فقلت: جعلت فداك، فما المخرج منها، و ما نصنع!
3»4» قال: «إذا أردت المجامعة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، ألذي لا إله إلا هو، بديع السماوات و الإرض، اللهم إن قضيت شيئا خلقته في هذه الليلة«، فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا، و لا شركا، و لا حظا، و اجعله عبدا صالحا خالصا مخلصا مصيبا« و ذريته، جل ثناؤك».
11] 6346/[- عن سليمان بن خالد، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما قول الله: وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ
! قال: فقال: «قل في ذلک قولا: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم».
12] 7346/[- عن العلاء بن رزين، عن محمّد، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال:5» «شرك الشيطان، ما کان من مال حرام فهو من شركه«، و يکون مع الرجل حين يجامع، فتكون نطفته من نطفته إذا کان حراما- قال- فإن كلتيهما جميعا تختلطان- و قال- ربما خلق من واحدة، و ربما خلق منهما جميعا».
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 299/ 104. 9- تفسير العيّاشي 2: 299/ 105. 10- تفسير العيّاشي 2: 300/ 106. 11- تفسير العيّاشي 2: 300/ 107. 12- تفسير العيّاشي 2: 300/ 108.
(1) في «ط»: فقالت لي. و زاد في المصدر: أليس. [.....]
(2) الرّدهة: النّقرة في الجبل يستنقع فيها الماء و قيل: قلّة الرابية. «النهاية 2: 216» و قيل: إنّ شيطان الرّدهة أحد الأبالسة المردة من أعوان عدو اللّه إبليس، و قيل: هو عفريت مارد يتصوّر في صورة حيّة و يکون علي الرّدهة. «شرح إبن أبي الحديد 13: 184».
(3) في المصدر: اللّهم إن قصدت تصب منّي في هذه الليلة خليفة.
(4) في المصدر: مصفيّا، و في نور الثقلين 3: 185/ 300: مصغيا.
(5) في «ط»: شركة الشيطان.
صفحه : 548
13] 8346/[- صفوان الجمال، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذن عيسي بن منصور عليه، فقال له:
1» «ما لك و لفلان، يا عيسي، أما إنه ما يحبك«؟» فقال: بأبي و امي، يقول قولنا، و هو يتولي من نتولي. فقال: «إن فيه نخوة إبليس».
فقال: بأبي و امي، أليس يقول إبليس: خَلَقتَنِي مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ
«2»! فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
«أليس الله يقول: وَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِ
فالشيطان يباضع إبن آدم هكذا» و قرن بين إصبعيه.
14] 9346/[- عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول:3»4» «کان الحجاج إبن شيطان يباضع ذي الردهة»«. ثم قال: «إن يوسف دخل علي ام الحجاج، فأراد أن يصيبها، فقالت: أليس إنما عهدك« بذلك الساعة!
فأمسك عنها، فولدت الحجاج».
قوله تعالي:
إِنَّ عِبادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ وَ كَفي بِرَبِّكَ وَكِيلًا [65]
1] 0446/[- العياشي: عن جعفر بن محمّد الخزاعي، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يذكر في حديث غدير خم: «أنه لما قال النبي (صلي الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام) ما قال، و أقامه للناس، صرخ إبليس صرخة، فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: يا سيدنا، ما هذه الصرخة! فقال: ويلكم، يومكم كيوم عيسي- و الله- لأضلن فيه الخلق».
قال: «فنزل القرآن: وَ لَقَد صَدَّقَ عَلَيهِم إِبلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلّا فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ
«5»- قال- فصرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت، فقالوا: يا سيدنا، ما هذه الصرخة الاخري! فقال: ويحكم، حكي الله- و الله- كلامي قرآنا، و أنزل عليه: وَ لَقَد صَدَّقَ عَلَيهِم إِبلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلّا فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ ثم رفع رأسه إلي السماء، ثم قال: و عزتك و جلالك لألحقن الفريق بالجميع».
قال: «فقال النبي (صلي الله عليه و آله): بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ عِبادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ- قال-
-----------------------------------
13- تفسير العيّاشي 2: 300/ 109. 14- تفسير العيّاشي 2: 301/ 110. 1- تفسير العيّاشي 2: 301/ 111.
(1) في «ط»: ما يحبّ.
(2) الأعراف 7: 12، سورة ص 38: 76.
(3) يباضع: يجامع، و ذو الرّدهة نعت أو عطف بيان للشيطان، إن لم يكن في الكلام تصحيف. «بحار الأنوار 63: 256».
(4) في «ط»: عهدتك.
(5) سبأ 34: 20.
صفحه : 549
اللهفصرخ إبليس صرخة، فرجعت إليه العفاريت، فقالوا: يا سيدنا، ما هذه الصرخة الثالثة! قال: و الله، من أصحاب علي، و لكن و عزتك و جلالك- يا رب- لأزينن لهم المعاصي حتي ابغضهم إليك».}
1» قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «و ألذي بعث بالحق محمدا، للعفاريت و الأبالسة علي المؤمن أكثر من الزنابير علي اللحم، و المؤمن أشد من الجبل، و الجبل تدنو إليه« بالفأس فتنحت منه، و المؤمن لا يستقل عن دينه».
6441/[2]- عن عبد الرحمن بن سالم، في قول الله: إِنَّ عِبادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ وَ كَفي بِرَبِّكَ وَكِيلًا، قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و نحن نرجو أن تجري لمن أحب الله من عباده المسلمين.
قوله تعالي:
رَبُّكُمُ الَّذِي يُزجِي لَكُمُ الفُلكَ فِي البَحرِ- إلي قوله تعالي- ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُم عَلَينا بِهِ تَبِيعاً [66- 69] 6442/[3]- علي بن إبراهيم: ثم قال: رَبُّكُمُ الَّذِي يُزجِي لَكُمُ الفُلكَ فِي البَحرِ إي السفن في البحر لِتَبتَغُوا مِن فَضلِهِ إِنَّهُ كانَ بِكُم رَحِيماً وَ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي البَحرِ ضَلَّ مَن تَدعُونَ إِلّا إِيّاهُ أي بطل من تدعون غير الله فَلَمّا نَجّاكُم إِلَي البَرِّ أَعرَضتُم وَ كانَ الإِنسانُ كَفُوراً ثم أرهبهم، فقال: أَ فَأَمِنتُم أَن يَخسِفَ بِكُم جانِبَ البَرِّ أَو يُرسِلَ عَلَيكُم حاصِباً أي عذابا و هلاكا ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُم وَكِيلًا أَم أَمِنتُم أَن يُعِيدَكُم فِيهِ تارَةً أُخري أي مرة اخري فَيُرسِلَ عَلَيكُم قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ أي تجيء من کل جانب فَيُغرِقَكُم بِما كَفَرتُم ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُم عَلَينا بِهِ تَبِيعاً.
4] 3446/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ
قال: «هي العاصف» و قوله: تَبِيعاً يقول: وكيلا، و يقال: كفيلا، و يقال: ثائرا.
قوله تعالي:
وَ لَقَد كَرَّمنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلناهُم فِي البَرِّ وَ البَحرِ وَ رَزَقناهُم مِنَ
-----------------------------------
2- تفسير العيّاشي 2: 301/ 112. 3- تفسير القمّي 2: 22. [.....] 4- تفسير القمّي 2: 22.
(1) في «ط»: تواليه.
صفحه : 550
الطَّيِّباتِ وَ فَضَّلناهُم عَلي كَثِيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضِيلًا [70]
1] 4446/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم، قال: حدثنا محمّد بن علي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن الله لا يكرم روح كافر، و لكن يكرم أرواح المؤمنين، و إنما كرامة النفس و الدم بالروح، و الرزق الطيب هو العلم».
2] 5446/[- الشيخ في (أماليه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا علي بن محمّد بن الحسن إبن كاس القاضي النخعي بالرملة«1»، قال: حدثني جدي سليم بن إبراهيم بن عبيد المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحم المنقري، قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ لَقَد كَرَّمنا بَنِي آدَمَ
.
يقول: «فضلنا بني آدم علي سائر الخلق». وَ حَمَلناهُم فِي البَرِّ وَ البَحرِ
يقول: «علي الرطب و اليابس».
وَ رَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ
يقول: «من طيبات الثمار كلها» وَ فَضَّلناهُم يقول: «ليس من دابة و لا طائر إلا هي تأكل و تشرب بفيها، لا ترفع بيدها إلي فيها طعاما و لا شرابا غير إبن آدم، فإنه يرفع إلي فيه بيده طعامه، فهذا من التفضيل».
6446/[3]- و عنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن العبد العزيز البغوي، قال: حدثنا يحيي بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا حجاج بن تميم، قال: حدثنا ميمون بن مهران، عن إبن عباس (رحمه الله)، في قوله عز و جل: وَ لَقَد كَرَّمنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلناهُم فِي البَرِّ وَ البَحرِ وَ رَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ وَ فَضَّلناهُم عَلي كَثِيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضِيلًا.
قال: ليس من دابة إلا و هي تأكل بفيها إلا إبن آدم فإنه يأكل بيده.
6447/[4]- و عنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الصباحي، قال: حدثنا يحيي بن السري الضرير، قال: حدثنا محمّد بن خازم«2» أبو معاوية الضرير، قال: دخلت علي هارون الرشيد- و كانت بين يديه المائدة- فسألني عن تفسير هذه الآية: وَ لَقَد كَرَّمنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلناهُم فِي البَرِّ وَ البَحرِ وَ رَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ الآية.
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 22. 2- الأمالي 2: 103. 3- الأمالي 2: 103. 4- الأمالي 2: 104.
(1) الرّملة: مدينة بفلسطين. «معجم البلدان 3: 69».
(2) في المصدر: محمّد بن مزاحم، و في «س، ط»: محمّد بن حازم، تصحيف، صوابه ما في المتن، راجع تقريب التهذيب 2: 157.
صفحه : 551
فقلت: يا أمير المؤمنين، قد تأولها جدك عبد الله بن العباس، أخبرني الحجاج بن إبراهيم الخوزي«1»، عن ميمون بن مهران، عن إبن عباس، في هذه الآية: وَ لَقَد كَرَّمنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلناهُم فِي البَرِّ وَ البَحرِ وَ رَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ قال: کل دابة تأكل بفيها إلا إبن آدم فإنه يأكل بالأصابع.
قال أبو معاوية: فبلغني أنه رمي بملعقة كانت بيده من فضة و تناول من الطعام بإصبعه.
5] 8446/[- العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ فَضَّلناهُم عَلي كَثِيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضِيلًا
، قال: «خلق کل شيء منكبا غير الإنسان، خلق منتصبا».
قوله تعالي:
يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم- إلي قوله تعالي- كِتابَهُم وَ لا يُظلَمُونَ فَتِيلًا [71]
1] 9446/[- علي بن إبراهيم، قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
.
2» قال: «يجيء رسول الله (صلي الله عليه و آله) في قومه«، و علي (عليه السلام) في قومه، و الحسن في قومه، و الحسين في قومه، و کل من مات بين ظهراني قوم جاءوا معه».
2] 0546/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: «لما نزلت هذه الآية يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
قال المسلمون: يا رسول الله، أ لست إمام النّاس كلهم أجمعين!- قال- فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أنا رسول الله إلي النّاس أجمعين، و لكن سيكون من بعدي أئمة علي النّاس من الله من أهل بيتي، يقومون في النّاس فيكذبون، و يظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم، فمن والاهم و اتبعهم و صدقهم فهو مني و معي و سيلقاني، ألا و من ظلمهم و كذبهم فليس مني و لا معي، و أنا منه بريء».
محمّد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر،
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 302/ 113. 1- تفسير القمّي 2: 22. 2- الكافي 1: 168/ 1.
(1) الجزري.
(2) في المصدر في جميع المواضع: فرقة.
صفحه : 552
اللهعليعن أبي جعفر (عليه السلام) مثله«1».
و رواه أيضا أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن إبن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)«2».
3] 1546/[- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي: عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن إبن مسكان، عن يعقوب بن شعيب، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
! فقال: «يدعو کل قرن من هذه الأمة بإمامهم».
قلت: فيجيء رسول الله (صلي الله عليه و آله) في قرنه، و علي (عليه السلام) في قرنه، و الحسن (عليه السلام) في قرنه، و الحسين (عليه السلام) في قرنه، و کل إمام في قرنه ألذي هلك بين أظهرهم! قال: «نعم».
4] 2546/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الشاه الفقيه المروروذي بمروالروذ«3». في داره، قال: حدثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة، قال: حدثني أبي في سنة ستين و مائتين، قال: حدثني علي بن موسي الرضا (عليه السلام) سنة أربع و تسعين و مائة بنيسابور.
و حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي بنيسابور، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن هارون الخوزي، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوزي بنيسابور، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني، عن الرضا علي بن موسي الرضا (عليه السلام).
و حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد الأشناني الرازي العدل ببلخ، قال: حدثنا علي بن محمّد بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفراء، عن علي بن موسي الرضا (عليه السلام)، قال: حدثني أبي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) ، في قوله تعالي: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم. قال:
«يدعي کل قوم بإمام زمانهم، و كتاب ربهم، و سنة نبيهم».
5] 3546/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن محمّد بن جمهور«4»، عن صفوان بن يحيي، عن محمّد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك و تعالي: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
.
-----------------------------------
3- المحاسن: 144/ 44. [.....] 4- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 2: 32/ 61. 5- الكافي 1: 303/ 2.
(1) بصائر الدرجات: 53/ 1، و فيه: عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام).
(2) المحاسن: 155/ 84.
(3) مرو الرّوذ: مدينة قريبة من مرور الشاهجان، و مرو الشاهجان هي أشهر مدن خراسان. «مراصد الاطلاع 3: 1262».
(4) في «ط»: محمّد بن محمود، و الصواب ما في المتن. انظر معجم رجال الحديث 9: 133.
صفحه : 553
اللهفقال: « يا فضيل، اعرف إمامك، فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، و من عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر، کان بمنزلة من کان قاعدا في عسكره، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه».}
قال: و قال بعض أصحابه: بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلي الله عليه و آله).
6] 4546/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حماد، عن عبد الأعلي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «السمع و الطاعة أبواب الخير، السامع المطيع لا حجة عليه، و السامع العاصي لا حجة له، و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقي الله عز و جل- ثم قال- يقول الله تبارك و تعالي: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
».
7] 5546/[- و عنه: عن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن القاسم البطل، عن عبد الله بن سنان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
، قال: «إمامهم ألذي بين أظهرهم، و هو قائم أهل زمانه».
8] 6546/[- العياشي: عن الفضيل، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
، فقال: «يجيء رسول الله (صلي الله عليه و آله) في قومه، و علي (عليه السلام) في قومه، و علي (عليه السلام) في قومه، و الحسن (عليه السلام) في قومه، و الحسين (عليه السلام) في قومه، و کل من مات بين ظهراني إمام جاء معه».
9] 7546/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «أنه إذا کان يوم القيامة يدعي کل بإمامه ألذي مات في عصره، فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه لقوله: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم فَمَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقرَؤُنَ كِتابَهُم
و اليمين: إثبات الإمام لأنه كتاب يقرؤه، إن الله يقول: فَأَمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقرَؤُا كِتابِيَه إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَه«1» الآية، و الكتاب: الإمام، فمن نبذه وراء ظهره کان کما قال: فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِم«2» و من أنكره کان من أصحاب الشمال الّذين قال الله: ما أَصحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ وَ ظِلٍّ مِن يَحمُومٍ«3» إلي آخر الآية».
10] 8546/[- عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال: سألته عن قوله: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
، قال: «من کان يأتمون به في الدنيا، و يؤتي بالشمس و القمر فيقذفان في جهنم«4»، و من يعبدهما».
-----------------------------------
6- الكافي 1: 146/ 17. 7- الكافي 1: 451/ 3. 8- تفسير العيّاشي 2: 302/ 114. 9- تفسير العيّاشي 2: 302/ 115. 10- تفسير العيّاشي 2: 302/ 116. و يأتي في الحديث (17) من تفسير هذه الآية.
(1) الحاقة 69: 19- 20.
(2) آل عمران 3: 187.
(3) الواقعة 56: 41- 43. [.....]
(4) في «ط» نسخة بدل: حميم.
صفحه : 554
الله}و عن جعفر بن أحمد، عن الفضل بن شاذان، أنه وجد مكتوبا بخط أبيه، مثله«1».
11] 9546/[- عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «الإسلام بدأ غريبا، و سيعود غريبا کما کان، فطوبي للغرباء».
فقال: « يا أبا محمّد، يستأنف الداعي منا دعاء جديدا کما دعا إليه رسول الله (صلي الله عليه و آله)». فأخذت بفخذه، فقلت: أشهد أنك إمامي. فقال: «أما أنه سيدعي کل أناس بإمامهم: أصحاب الشمس بالشمس، و أصحاب القمر بالقمر، و أصحاب النار بالنار، و أصحاب الحجارة بالحجارة».
12] 0646/[- عن عمار الساباطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لا تترك الإرض بغير إمام يحل حلال الله و يحرم حرامه، و هو قول الله: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
». ثم قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية» فمدوا أعناقهم و فتحوا أعينهم، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «ليست الجاهلية الجهلاء».
فلما خرجنا من عنده، قال لنا سليمان: هو- و الله- الجاهلية الجهلاء، و لكن لما رآكم مددتم أعناقكم و فتحتم أعينكم، قال لكم كذلك.
13] 1646/[- عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أنتم- و الله- علي دين الله» ثم تلا يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
ثم قال: «علي إمامنا، و رسول الله (صلي الله عليه و آله) إمامنا، كم من إمام يجيء يوم القيامة يلعن أصحابه و يلعنونه، و نحن ذرية محمّد (صلي الله عليه و آله) و امنا فاطمة (عليها السلام)».
14] 2646/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام): «لما نزلت هذه الآية: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
قال المسلمون: يا رسول الله، أ و لست إمام المسلمين أجمعين!» قال: «فقال: أنا رسول الله إلي النّاس أجمعين، و لكن سيكون بعدي أئمة علي النّاس من الله من أهل بيتي، يقومون في النّاس فيكذبون و يظلمون، ألا فمن تولاهم فهو مني و معي و سيلقاني، ألا و من ظلمهم أو أعان علي ظلمهم و كذبهم فليس مني و لا معي، و أنا منه بريء».
و زاد في رواية اخري مثله: «و يظلمهم«2» أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم».
15] 3646/[- عن عبد الأعلي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «السمع و الطاعة أبواب الجنة، السامع المطيع لا حجة عليه، و إمام المسلمين تمت حجته و احتجاجه يوم يلقي الله، لقول الله: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
».
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 303/ 118. 12- تفسير العيّاشي 2: 303/ 119. 13- تفسير العيّاشي 2: 303/ 120. 14- تفسير العيّاشي 2: 204/ 121. 15- تفسير العيّاشي 2: 304/ 122.
(1) تفسير العيّاشي 2: 303/ 117.
(2) في «ط»: يوم يظلمهم.
صفحه : 555
16] 4646/[- عن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنه کان يقول:1» «ما بين أحدكم و بين أن يغتبط إلا« أن تبلغ نفسه هاهنا». و أشار بإصبعه إلي حنجرته، قال: ثم تأول بآيات من الكتاب، فقال: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الأَمرِ مِنكُم
«2» و مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَ«3» و إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّهُ«4» قال: ثم قال: «يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم فرسول الله (صلي الله عليه و آله) إمامكم، و كم من إمام يوم القيامة يجيء يلعن أصحابه و يلعنونه».
17] 5646/[- عن محمّد، عن أحدهما (عليهما السلام) ، أنه سئل عن قوله: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
.
فقال: «ما كانوا يأتمون به في الدنيا، و يؤتي بالشمس و القمر فيقذفان في جهنم، و من کان يعبدهما».
18] 6646/[- عن إسماعيل بن همام، قال: قال الرضا (عليه السلام) ، في قول الله: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
، قال: «إذا کان يوم القيامة قال الله: أليس عدل من ربكم أن نولي کل قوم من تولوا! قالوا: بلي- قال:- فيقول: تميزوا فيتميزون».
19] 7646/[- عن محمّد بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة، لا يلعن بعضكم بعضا، فاتقوا الله و أطيعوا، فإن الله يقول: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
».
20] 8646/[- إبن شهر آشوب: روي الخاص و العام عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلي الله عليه و آله) قال: «يدعي کل أناس بإمام زمانهم، و كتاب ربهم، و سنة نبيهم».
21] 9646/[- و عن الصادق (عليه السلام):5» «ألا تحمدون الله أنه إذا کان يوم القيامة يدعي کل قوم إلي من يتولونه، و فزعنا إلي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و فزعتم أنتم إلينا»«.
6470/[22]- عن يوسف القطان في (تفسيره): عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن جبير، عن إبن عباس، في قوله تعالي: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم.
-----------------------------------
16- تفسير العيّاشي 2: 304/ 123. 17- تفسير العيّاشي 2: 304/ 124. و تقدّم في الحديث (10) من تفسير هذه الآية بطريقين. 18- تفسير العيّاشي 2: 304/ 125. 19- تفسير العيّاشي 2: 305/ 126. 20- المناقب 3: 65. 21- المناقب 3: 65. [.....] 22- المناقب 3: 65.
(1) في «ط»: إلي.
(2) النساء 4: 59.
(3) النساء 4: 80.
(4) آل عمران 3: 31.
(5) في المصدر زيادة: «فإلي أين ترّون أن نذهب بكم! إلي الجنة و ربّ الكعبة» قالها ثلاثا.
صفحه : 556
قال: إذا کان يوم القيامة دعا الله عز و جل أئمة الهدي و مصابيح الدجي و أعلام التقي: أمير المؤمنين، و الحسن، و الحسين، ثم يقال لهم: جوزوا علي الصراط أنتم و شيعتكم، و ادخلوا الجنة بغير حساب ثم يدعوا أئمة الفسق، و إن- و الله- يزيدا منهم، فيقال له: خذ بيد شيعتك، و انطلقوا إلي النار بغير حساب.
23] 1746/[- الراوندي في (الخرائج): عن أبي هاشم، عن أبي محمّد العسكري (عليه السلام) ، و قد سأله عن قوله تعالي: ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَ مِنهُم مُقتَصِدٌ وَ مِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ
«1».
2» قال (عليه السلام): «كلهم من آل محمّد (صلي الله عليه و آله)، و الظالم لنفسه: ألذي لا يقر بالإمام، و المقتصد: العارف بالإمام، و السابق بالخيرات«: الإمام». فجعلت أفكر في نفسي [عظم] ما أعطي الله آل محمّد و بكيت، فنظر إلي فقال: «الأمر أعظم مما حدثت به نفسك من عظم شأن آل محمّد (صلي الله عليه و آله)، فاحمد الله أن جعلك مستمسكا بحبلهم، تدعي يوم القيامة بهم إذا دعي کل أناس بإمامهم، إنك لعلي خير».
6472/[24]- الطبرسي، بعد ما جمع عدة أقوال في ذلک، قال: هذه الأقوال ما رواه الخاص و العام،
عن علي إبن موسي الرضا (عليه السلام)، بالأسانيد الصحيحة: أنه روي عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال فيه: «يدعي کل أناس بإمام زمانهم، و كتاب ربهم، و سنة نبيهم».
25] 3746/[- المفيد في (الاختصاص): عن المعلي بن محمّد البصري، عن بسطام بن مرة، عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسن العبدي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال:3»4» أمرنا أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمسير إلي المدائن من الكوفة، فسرنا يوم الأحد، و تخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا إلي مكان بالحيرة، يسمي الخورنق«، فقالوا: نتنزه، فإذا کان يوم الأربعاء خرجنا و لحقنا عليا قبل أن يجمع، فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فضربوه«، فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه، فقال: بايعوا، هذا أمير المؤمنين فبايعه السبعة و عمرو ثامنهم، و ارتحلوا ليلة الأربعاء، و نزلوا المدائن يوم الجمعة، و أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب، و لم يفارق بعضهم بعضا، كانوا جميعا حتي نزلوا علي باب المسجد، فلما دخلوا، نظر إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: « يا أيها النّاس، إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) أسر إلي ألف حديث، في کل حديث ألف باب، في کل باب ألف مفتاح، و إني سمعت الله يقول: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم
و إني أقسم
-----------------------------------
23- الخرائج و الجرائح 2: 687/ 9. 24- مجمع البيان 6: 663. 25- الاختصاص: 283.
(1) فاطر 35: 32.
(2) زاد في المصدر: بإذن اللّه.
(3) الخورنق: موضع بالكوفة، و المعروف أنّه القصر الكائن بظهر الحيرة «مراصد الاطلاع 1: 489».
(4) في المصدر: فصادوه. 1»2»
صفحه : 557
اللهلكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم و هو ضب، و لو شئت أن أسميهم لفعلت». قال: فلو رأيت عمرو بن حريث يتنفط« مثل السعفة رعبا«.
6474/[26]- علي بن إبراهيم، في قوله: يَومَ نَدعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم قال: ذلک يوم القيامة ينادي مناد:
ليقم أبو بكر و شيعته، و عمر و شيعته، و عثمان و شيعته، و علي و شيعته. قال: و قوله: وَ لا يُظلَمُونَ فَتِيلًا قال:
الجلدة الّتي في ظهر النواة.
قوله تعالي:
وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا [72]
1] 5746/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:
وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
، قال: «ذلک ألذي يسوف نفسه الحج- يعني حجة الإسلام- حتي يأتيه الموت».
2] 6746/[- إبن بابويه: عن أبيه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي: وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
«3».
قال: «من لم يدله خلق السماوات و الإرض، و اختلاف الليل و النهار، و دوران الفلك [و الشمس و القمر]، و الآيات العجيبات علي أن وراء ذلک أمرا أعظم منه فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
».
3] 7746/[- و عنه، قال: حدثنا أبو محمّد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي الإيلاقي (رضي الله عنه)، قال:
-----------------------------------
26- تفسير القمّي 2: 23. [.....] 1- الكافي 4: 268/ 2. 2- التوحيد: 455/ 6. 3- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 175/ 1، التوحيد: 438/ 1.
(1) نفط الرجل: غضب، و إنّه لينفط غضبا: أي يتحرّك، مثل ينفت. «لسان العرب- نفط- 7: 416».
(2) في المصدر: سقط کما تسقط السعفة وجيبا.
(3) زاد في المصدر: قال: فهو عمّا لم يعاين أعمي و أضلّ سبيلا. 1»2»
صفحه : 558
اللهأخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن« علي بن صدقة القمي، قال: حدثني أبو عمرو محمّد بن عمرو« بن عبد العزيز الأنصاري، قال: حدثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلي ثم الهاشمي، عن الرضا (عليه السلام) أنه قال لعمران الصابي: «إياك و قول الجهال من أهل العمي و الضلال الّذين يزعمون أن الله تعالي موجود في الآخرة للحساب و الثواب و العقاب، و ليس بموجود في الدنيا للطاعة و الرجاء، و لو کان في الوجود لله عز و جل نقص و اهتضام لم يوجد في الآخرة أبدا، و لكن القوم تاهوا و عموا و صموا عن الحق من حيث لا يعلمون، و ذلک قوله عز و جل: وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
يعني أعمي عن الحقائق الموجودة، و قد علم ذوو الألباب أن الاستدلال علي ما هناك لا يکون إلا بما ها هنا، و من أخذ علم ذلک برأيه، و طلب وجوده و إدراكه عن نفسه دون غيرها، لم يزدد من علم ذلک إلا بعدا، لأن الله تعالي جعل علم ذلک خاصة عند قوم يعقلون و يعلمون و يفقهون»«3».
4] 8746/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «جاء رجل إلي أبي علي بن الحسين (عليهما السلام)، فقال: إن إبن عباس يزعم أنه يعلم کل آية نزلت في القرآن، في أي يوم نزلت، و فيمن نزلت، فقال أبي (عليه السلام): سلمه فيمن نزلت: وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
، و فيمن نزلت: وَ لا يَنفَعُكُم نُصحِي إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم إِن كانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغوِيَكُم«4»، و فيمن نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا«5»!
فأتاه الرجل فسأله، فقال: وددت أن ألذي أمرك بهذا، واجهني به فأسأله عن العرش، مم خلقه الله، و متي خلق، و كم هو، و كيف هو! فانصرف الرجل إلي أبي، فقال أبي: فهل أجابك بالآيات! قال: لا. قال أبي: لكن أجيبك فيها بعلم و نو غير المدعي و لا المنتحل، أما قوله: وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
ففيه نزلت و في أبيه، و أما قوله: وَ لا يَنفَعُكُم نُصحِي إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم ففي أبيه نزلت، و أما الاخري ففي ابنه«6» نزلت و فينا، و لم يكن الرباط«7» ألذي أمرنا به، و سيكون ذلک من نسلنا المرابط، و من نسله المرابط.
و أما ما سأل عنه، من العرش مم خلقه الله، فإن الله خلقه أرباعا، لم يخلق قبله إلا ثلاثة: الهواء، و القلم،
-----------------------------------
4- تفسير القمّي 2: 23.
(1) (محمّد بن) ليس في «ط».
(2) في التوحيد و العيون: عمر.
(3) في التوحيد و العيون: و يفهمون.
(4) هود 11: 34.
(5) آل عمران 3: 200.
(6) في المصدر: أبيه.
(7) في «ط»: المرابط. [.....]
صفحه : 559
اللهو النور، ثم خلقه من ألوان أنوار مختلفة: و من ذلک النور نور أخضر و منه اخضرت الخضرة، و نور أصفر و منه اصفرت الصفرة، و نور أحمر و منه احمرت الحمرة، و نور أبيض و هو نور الأنوار، و منه ضوء النهار.}
1»2» ثم جعله سبعين ألف طبق، غلظ کل طبق كأول العرش إلي أسفل السافلين، و ليس من ذلک طبق إلا و يسبح بحمد ربه، و يقدسه بأصوات مختلفة و ألسنة غير مشتبهة، لو اذن للسان واحد فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال و المدائن و الحصون، و كشف« البحار، و لهلك« ما دونه.
له ثمانية أركان، يحمل کل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا الله، يسبحون الليل و النهار لا يفترون، و لو أحس شيء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين، و بينه و بين الإحساس الجبروت و الكبرياء و العظمة و القدس و الرحمة و العلم، و ليس وراء هذا مقال، فقد طمع الحائر في غير مطمع، أما إن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم، فيخرجون أقواما من دين الله، و ستصبغ الإرض بدماء فراخ من فراخ آل محمّد (صلي الله عليه و آله)، تنهض تلك الفراخ في غير وقت و تطلب غير مدرك، و يرابط الّذين آمنوا، و يصبرون و يصابرون حتي يحكم الله بيننا و هو خير الحاكمين».
و روي المفيد هذا الحديث في (الاختصاص): إلي «و هو خير الحاكمين» عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «أتي رجل إلي أبي» الحديث بعينه«3».
5] 9746/[- قال علي بن إبراهيم: قال أبو عبد الله (عليه السلام) أيضا: وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
، قال: «نزلت فيمن يسوف الحج حتي مات و لم يحج«4»، فعمي عن فريضة من فرائض الله».
6] 0846/[- سعد بن عبد الله: عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن علي بن الحكم، عن المثني بن الوليد الحناط، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
، قال: «في الرجعة».
7] 1846/[- العياشي: عن أبي بصير، قال: سألته عن قول الله: وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
. فقال: «ذاك ألذي يسوف الحج- يعني حجة الإسلام- يقول: العام أحج، العام أحج حتي يجيئه الموت».
-----------------------------------
5- تفسير القمّي 2: 24. 6- مختصر بصائر الدرجات: 20. 7- تفسير العيّاشي 2: 305/ 127.
(1) في «س» و «ط»: و كسف.
(2) في «ط»: و لهدم.
(3) الاختصاص: 71.
(4) في المصدر زيادة: فهو أعمي.
صفحه : 560
الله}عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام)، مثله«1».
8] 2846/[- عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «جاء رجل إلي أبي، فقال: إبن عباس يزعم أنه يعلم کل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت، و فيمن نزلت، فقال أبي (عليه السلام): فسله: فيمن نزلت: وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
، و فيمن نزلت: وَ لا يَنفَعُكُم نُصحِي إِن أَرَدتُ أَن أَنصَحَ لَكُم إِن كانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغوِيَكُم«2» و فيمن نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا«3»!
فأتاه الرجل، فغضب و قال: وددت أن ألذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله، و لكن سله: مع العرش، و فيم خلق، و كم هو، و كيف هو! فانصرف الرجل إلي أبي، فقال ما قيل له، فقال أبي: و هل أجابك في الآيات! قال: لا.
4» قال: لكني أجيبك فيها بنور و علم غير المدعي و لا المنتحل، أما الأوليان فنزلتا فيه و في أبيه، و أما الاخري فنزلت في أبيه« و فينا، و لم يكن الرباط ألذي أمرنا به بعد، و سيكون من نسلنا المرابط، و من نسله المرابط».
9] 3846/[- عن كليب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سأله أبو بصير و أنا أسمع، فقال له: رجل له مائة ألف، فقال: العام أحج، العام أحج فأدركه الموت و لم يحج حجة الإسلام!
فقال: « يا أبا بصير، أو ما سمعت قول الله: وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
عمي عن فريضة من فرائض الله».
10] 4846/[- عن علي بن الحلبي، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) ، في قول الله وَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلُّ سَبِيلًا
، فقال: «في الرجعة».
قوله تعالي:
وَ إِن كادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوحَينا إِلَيكَ لِتَفتَرِيَ عَلَينا غَيرَهُ وَ إِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا- إلي قوله تعالي- إِلّا قَلِيلًا [73- 76] 6485/[1]- محمّد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار، بالياء بعد الهاء و الراء أخيرا، أبو عبد الله البزاز،
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 305/ 129. 9- تفسير العيّاشي 2: 306/ 130. 10- تفسير العيّاشي 2: 306/ 131. 1- تأويل الآيات 1: 284/ 20.
(1) تفسير العيّاشي 2: 305/ 128.
(2) هود 11: 34.
(3) آل عمران 3: 200. [.....]
(4) في «ط» نسخة بدل: أبي.
صفحه : 561
بالزاي بعد الألف و قبلها، المعروف با بن الجحام، بالجيم المضمومة و الحاء المهملة بعدها، ثقة ثقة«1» في أصحابنا، عين سديد، كثير الحديث، له كتاب (ما نزل من القرآن في أهل البيت (عليهم السلام) قال جماعة من أصحابنا«2»: إنه كتاب لم يصنف مثله في معناه، و قيل: إنه ألف ورقة«3»، [
روي المشار إليه (رحمه الله)] عن أحمد بن القاسم (رحمه الله)، قال: حدثنا أحمد بن محمّد السياري، عن محمّد بن خالد البرقي، عن إبن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «وَ إِن كادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوحَينا إِلَيكَ في علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
2] 6846/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار، عن أبي الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه (صلوات الله عليهما)، قال: «کان القوم قد أرادوا النبي (صلي الله عليه و آله) [ليريبوا] رأيه في علي (عليه السلام) و ليمسك عنه بعض الإمساك حتي أن بعض نسائه ألححن عليه في ذلک، فكاد يركن إليهم بعض الركون، فأنزل الله عز و جل: وَ إِن كادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوحَينا إِلَيكَ
في علي لِتَفتَرِيَ عَلَينا غَيرَهُ وَ إِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا وَ لَو لا أَن ثَبَّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا».
4» قال محمّد بن العباس«: رسول الله (صلي الله عليه و آله) معصوم، و لكن هذا تخويف لامته لئلا يركن أحد من المؤمنين إلي أحد من المشركين.
6487/[3]- علي بن إبراهيم، قال: قوله: وَ إِن كادُوا لَيَفتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوحَينا إِلَيكَ لِتَفتَرِيَ عَلَينا غَيرَهُ قال: يعني أمير المؤمنين (عليه السلام): وَ إِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا أي صديقا لو أقمت غيره. ثم قال: وَ لَو لا أَن ثَبَّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا إِذاً لَأَذَقناكَ ضِعفَ الحَياةِ وَ ضِعفَ المَماتِ من يوم الموت إلي أن تقوم الساعة. ثم قال: وَ إِن كادُوا لَيَستَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرضِ يعني أهل مكة وَ إِذاً لا يَلبَثُونَ خِلافَكَ إِلّا قَلِيلًا حتي قتلوا ببدر.
4] 8846/[- إبن بابويه، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمّد بن الجهم، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، مما سأله المأمون، فقال له: أخبرني عن قول الله عز و جل: عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم
«5».
-----------------------------------
2- تأويل الآيات 1: 284/ 21. 3- تفسير القمّي 2: 24. 4- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 202/ 1.
(1) في «ط»: ثقة، عين.
(2) في «س»: قال أحمد بن المسيّب.
(3) في المصدر زيادة: و قال الحسن بن داود (رحمه اللّه)، في كتابه، [الرجال: 175/ 1415] عن اسمه و نسبه مثل ما ذكر أولا، ثمّ قال: إنّه ثقة ثقة عين كثير الحديث سديده. هذا كتابه المذكور لم أقف عليه كلّه بل نصفه، من هذه الآية إلي آخر القرآن.
(4) في المصدر: قال إبن عباس (رضي اللّه عنه).
(5) التوبة 9: 43.
صفحه : 562
اللهقال الرضا (عليه السلام): «هذا مما نزل بإياك أعني و اسمعي يا جارة خاطب الله عز و جل بذلك نبيه (صلي الله عليه و آله) و أراد به أمته، و كذلك قوله تعالي: لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ}
«1» و قوله تعالي: وَ لَو لا أَن ثَبَّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا». قال: صدقت، يا بن رسول الله.
5] 9846/[- العياشي: عن أبي يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «سألته عن قول الله: وَ لَو لا أَن ثَبَّتناكَ لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا
.
قال: «لما کان يوم الفتح أخرج رسول الله (صلي الله عليه و آله) أصناما من المسجد، و کان منها صنم علي المروة، فطلبت إليه قريش أن يتركه، و کان مستحيا فهم بتركه ثم أمر بكسره، فنزلت هذه الآية».
6] 0946/[- عن عبد الله بن عثمان البجلي، عن رجل:2»3» أن النبي (صلي الله عليه و آله) اجتمع عنده رؤساؤهم« فتكلموا في علي (عليه السلام)، و کان من النبي (صلي الله عليه و آله) أن يلين لهم« في بعض القول، فأنزل الله لَقَد كِدتَ تَركَنُ إِلَيهِم شَيئاً قَلِيلًا إِذاً لَأَذَقناكَ ضِعفَ الحَياةِ وَ ضِعفَ المَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَينا نَصِيراً
ثم لا تجد بعدك مثل علي (عليه السلام) وليا.
قوله تعالي:
سُنَّةَ مَن قَد أَرسَلنا قَبلَكَ مِن رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحوِيلًا [77]
1] 1946/[- العياشي: عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال: «إن الله قضي الاختلاف علي خلقه، و کان أمرا قد قضاه في علمه کما قضي علي الأمم من قبلكم، و هي السنن و الأمثال تجري علي النّاس، فجرت علينا کما جرت علي الأمم من قبلنا، و قول الله حق، قال الله تبارك و تعالي لمحمد (صلي الله عليه و آله): سُنَّةَ مَن قَد أَرسَلنا قَبلَكَ مِن رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحوِيلًا
«4»، و قال: فَهَل يَنظُرُونَ إِلّا سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللّهِ تَبدِيلًا وَ لَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللّهِ تَحوِيلًا، و قال: فَهَل يَنتَظِرُونَ إِلّا مِثلَ أَيّامِ الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلِهِم قُل فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرِينَ«5» و قال: لا تَبدِيلَ لِخَلقِ اللّهِ«6».
-----------------------------------
5- تفسير العيّاشي 2: 306/ 132. 6- تفسير العيّاشي 2: 306/ 133. 1- تفسير العيّاشي 2: 306/ 134.
(1) الزمر 39: 65.
(2) في «ط» نسخة بدل: اجتمعا عنده و ابنتيهما. [.....]
(3) في «س» و المصدر: لهما.
(4) فاطر 35: 43.
(5) يونس 10: 102.
(6) الروم 30: 30. 1»
صفحه : 563
اللهو قد قضي الله علي موسي (عليه السلام) و هو مع قومه يريهم الآيات و العبر«، ثم مروا علي قوم يعبدون أصناما قالُوا يا مُوسَي اجعَل لَنا إِلهاً كَما لَهُم آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُم قَومٌ تَجهَلُونَ
«2» و استخلف موسي هارون (عليهما السلام) فنصبوا عِجلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُم وَ إِلهُ مُوسي«3» و تركوا هارون، فقال: يا قَومِ إِنَّما فُتِنتُم بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحمنُ فَاتَّبِعُونِي وَ أَطِيعُوا أَمرِي قالُوا لَن نَبرَحَ عَلَيهِ عاكِفِينَ حَتّي يَرجِعَ إِلَينا مُوسي«4» فضرب لكم أمثالهم، و بين لكم كيف صنع بهم».
5»6» و قال: «إن نبي الله (صلي الله عليه و آله) لم يقبض حتي أعلم النّاس أمر علي (عليه السلام)، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. و قال: إنه مني بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي. و کان صاحب راية رسول الله (صلي الله عليه و آله) في المواطن كلها، و کان معه في المسجد يدخله علي کل حال، و کان أول النّاس إيمانا به، فلما قبض نبي الله (صلي الله عليه و آله) کان ألذي کان، لما قد قضي من الاختلاف، و عمد عمر فبايع أبا بكر و لم يدفن رسول الله (صلي الله عليه و آله) بعد، فلما رأي ذلک علي (عليه السلام)، و رأي النّاس قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن النّاس ففرغ إلي كتاب الله و أخذ بجمعه في مصحف، فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع، فقال علي (عليه السلام): لا أخرج حتي أجمع القرآن فأرسل إليه مرة اخري، فقال: لا أخرج حتي أفرغ، فأرسل إليه الثالثة عمر رجلا يقال له«: قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله (صلوات الله عليهما) تحول بينه و بين علي (عليه السلام) فضربها، فانطلق قنفذ و ليس معه علي (عليه السلام)، فخشي أن يجمع علي (عليه السلام) النّاس، فأمر بحطب فجعل الحطب حوالي« بيته، ثم انطلق عمر بنار، فأراد أن يحرق علي علي (عليه السلام) بيته و علي فاطمة و الحسن و الحسين (صلوات الله عليهم)، فلما رأي علي (عليه السلام) ذلک خرج فبايع كارها غير طائع».
2] 2946/[- عن أبي العباس: عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: سُنَّةَ مَن قَد أَرسَلنا قَبلَكَ مِن رُسُلِنا
.
قال: «هي سنة محمّد (صلي الله عليه و آله) و من کان قبله من الرسل، و هو الإسلام».
قوله تعالي:
أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلي غَسَقِ اللَّيلِ وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً [78]
-----------------------------------
2- تفسير العيّاشي 2: 308/ 135.
(1) في «ط»: و المثل، و في المصدر: و النذر.
(2) الأعراف 7: 138.
(3) طه 20: 88.
(4) طه 20: 90- 91.
(5) في المصدر: إبن عمّ له يقال.
(6) في المصدر: الحطب علي باب.
صفحه : 564
1] 3946/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي و محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عما فرض الله عز و جل من الصلاة. فقال: «خمس صلوات في الليل و النهار».
فقلت: فهل سماهن الله و بينهن في كتابه! قال: «نعم، قال الله تبارك و تعالي لنبيه (صلي الله عليه و آله) أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلي غَسَقِ اللَّيلِ
و دلوكها: زوالها، ففيما بين دلوك الشمس إلي غسق الليل أربع صلوات، سماهن الله و بينهن و وقتهن، و غسق الليل هو انتصافه، ثم قال تبارك و تعالي: وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً».
و روي هذا الحديث إبن بابويه في (العلل) قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن حديد و عبد الرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عيسي، عن حريز بن عبد الله السجستاني، عن زرارة بن أعين، قال: سئل أبو جعفر، (عليه السلام) و ذكر الحديث«1».
و رواه أيضا في (الفقيه): بإسناده عن زرارة، قال: قيل لأبي جعفر (عليه السلام)، و ذكر الحديث«2».
2] 4946/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن يزيد بن خليفة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «إذن لا يكذب علينا».
قلت: ذكر أنك قلت: «إن أول صلاة افترضها الله علي نبيه (صلي الله عليه و آله) الظهر، و هو قول الله عز و جل: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ
فإذا زالت الشمس لا يمنعك إلا سبحتك، ثم لا تزال في وقت إلي أن يصير الظل قامة، و هو آخر الوقت، فإذا صار الظل قامة دخل وقت العصر، فلم تزل في وقت العصر حتي يصير الظل قامتين، و ذلک المساء».
فقال: «صدق».
3] 5946/[- و عنه: بإسناده عن إبن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، قال: سألت علي بن الحسين (عليه السلام): إبن كم کان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم أسلم!
فقال: «أو کان كافرا قط، إنما کان لعلي (عليه السلام) يوم بعث الله عز و جل رسول الله (صلي الله عليه و آله) عشر سنين،
-----------------------------------
1- الكافي 3: 271/ 1. 2- الكافي 3: 275/ 1. 3- الكافي 8: 338/ 536. [.....]
(1) علل الشرائع: 354/ 1.
(2) من لا يحضره الفقيه 1: 124/ 600.
صفحه : 565
اللهو لم يكن يومئذ كافرا، و لقد آمن بالله تبارك و تعالي و برسوله (صلي الله عليه و آله)، و سبق النّاس كلهم إلي الإيمان بالله و برسوله (صلي الله عليه و آله)، و إلي الصلاة بثلاث سنين.}
1» و كانت أول صلاة صلاها مع رسول الله (صلي الله عليه و آله) الظهر ركعتين، و كذلك فرضها الله تبارك و تعالي علي من أسلم بمكة ركعتين ركعتين و کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يصليها بمكة ركعتين، و يصليها علي (عليه السلام) معه بمكة ركعتين، مدة عشر سنين، حتي هاجر رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي المدينة، و خلف عليا (عليه السلام) في امور لم يكن يقوم بها« أحد غيره.
2»3» و کان خروج رسول الله (صلي الله عليه و آله) من مكة« في أول يوم من ربيع الأول، و ذلک يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث، و قدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول مع زوال الشمس، فنزل بقبا« فصلي الظهر ركعتين و العصر ركعتين، ثم لم يزل مقيما ينتظر عليا (عليه السلام) يصلي الخمس صلوات ركعتين ركعتين، و کان نازلا علي بني عمرو بن عوف، فأقام عندهم بضعة عشر يوما، يقولون له: أ تقيم عندنا فنتخذ لك منزلا و مسجدا! فيقول: لا، إني أنتظر قدوم علي بن أبي طالب، و قد أمرته أن يلحقني، و ما أنا بمقيم حتي يلحقني، و لست مستوطنا منزلا حتي يقدم علي، و ما أسرعه؟ إن شاء الله، فقدم علي (عليه السلام)، و النبي (صلي الله عليه و آله) في بيت عمرو بن عوف، فنزل معه، ثم إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) لما قدم عليه علي (عليه السلام) تحول من قبال إلي بني سالم بن عوف، و علي (عليه السلام) معه يوم الجمعة مع طلوع الشمس، فخط لهم مسجدا، و نصب قبلته، فصلي بهم فيه الجمعة ركعتين، و خطب خطبتين.
4»5» ثم راح من يومه إلي المدينة علي ناقته الّتي کان قدم عليها، و علي (عليه السلام) معه لا يفارقه، يمشي بمشيه، و ليس يمر رسول الله (صلي الله عليه و آله) ببطن من بطون الأنصار إلا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم، فيقول لهم: خلوا سبيل الناقة فإنها مأمورة فانطلقت به و رسول الله (صلي الله عليه و آله) واضع لها زمامها حتي انتهت إلي الموضع ألذي تري- و أشار بيده إلي باب مسجد رسول الله (صلي الله عليه و آله) ألذي يصلي عنده بالجنائز- فوقفت عنده و بركت، و وضعت جرانها« علي الإرض، فنزل رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و أقبل أبو أيوب مبادرا حتي احتمل رحله فأدخله منزله، و دخل« رسول الله (صلي الله عليه و آله) و علي (عليه السلام) معه حتي بني له مسجده، و بنيت له مساكنه و منزل علي (عليه السلام)، فتحولا إلي منازلهما». فقال سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين (عليه السلام): جعلت فداك، کان أبو بكر مع رسول الله (صلي الله عليه و آله) حين أقبل إلي المدينة، فأين فارقه!
-----------------------------------
(1) في «ط»: يقدر لها.
(2) في «ط»: يوم خرج مهاجرا.
(3) قبا، بالضم: قرية قرب المدينة، و أصله اسم بئر عرفت القرية بها، و هي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار، تقع علي ميلين من المدينة علي يسار القاصد إلي مكّة، و فيها مسجد التقوي. «مراصد الاطلاع 3: 1061».
(4) جران البعير: مقدّم عنقه من مذبحه إلي منحره. «الصحاح- جرن- 5: 2091».
(5) في المصدر: و نزل.
صفحه : 566
اللهفقال: «إن أبا بكر لما قدم رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي قبا فنزل بهم ينتظر قدوم علي (عليه السلام)، فقال له أبو بكر: انهض بنا إلي المدينة فإن القوم قد فرحوا بقدومك، و هم ينتظرون إقبالك إليهم، فانطلق بنا و لا تقم هاهنا تنتظر قدوم علي، فما أظنه يقدم عليك إلي شهر. فقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): كلا، ما أسرعه؟ و لست أريم حتي يقدم إبن عمي و أخي في الله عز و جل، و أحب أهل بيتي إلي، فقد وقاني بنفسه من المشركين».}
1» قال: «فغضب عند ذلک أبو بكر و اشمأز، و داخله من ذلک حسد لعلي (عليه السلام)، و کان ذلک أول عداوة بدت منه لرسول الله (صلي الله عليه و آله) في علي (عليه السلام)«، و أول خلاف علي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فانطلق حتي دخل المدينة، و تخلف رسول الله (صلي الله عليه و آله) بقبا ينتظر قدوم علي (عليه السلام)».
قال: فقلت لعلي بن الحسين (عليه السلام): متي زوج رسول الله (صلي الله عليه و آله) فاطمة من علي (عليه السلام)!
فقال: «في المدينة بعد الهجرة بسنة، و کان لها يومئذ تسع سنين».
قال علي بن الحسين (عليه السلام): «و لم يولد لرسول الله (صلي الله عليه و آله) من خديجة علي فطرة الإسلام إلا فاطمة (عليها السلام)، و قد كانت خديجة ماتت قبل الهجرة بسنة، و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة، فلما فقدهما رسول الله (صلي الله عليه و آله) سئم المقام بمكة، و دخله حزن شديد، و أشفق علي نفسه من كفار قريش، فشكا إلي جبرئيل (عليه السلام) ذلک، فأوحي الله عز و جل إليه: اخرج من القرية الظالم أهلها، و هاجر إلي المدينة، فليس لك اليوم بمكة ناصر، و انصب للمشركين حربا، فعند ذلک توجه رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي المدينة».
2» فقلت له فمتي فرضت الصلاة علي المسلمين علي ما هو« عليه اليوم!
فقال: «بالمدينة حين ظهرت الدعوة و قوي الإسلام، و كتب الله عز و جل علي المسلمين الجهاد، زاد رسول الله (صلي الله عليه و آله) سبع ركعات: في الظهر ركعتين، و في العصر ركعتين، و في المغرب ركعة، و في العشاء الآخرة ركعتين، و أقر الفجر علي ما فرضت لتعجيل نزول ملائكة النهار من السماء، و لتعجيل عروج ملائكة الليل إلي السماء، و کان ملائكة الليل و ملائكة النهار يشهدون مع رسول الله (صلي الله عليه و آله) صلاة الفجر، فلذلك قال الله عز و جل: وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً
يشهده المسلمون، و تشهده ملائكة النهار و ملائكة الليل».
إبن بابويه، قال: حدثني أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، قال: حدثنا هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، قال: سألت علي بن الحسين (عليه السلام)، فقلت له: متي فرضت الصلاة علي المسلمين علي ما هو اليوم عليه!
قال: فقال: «بالمدينة، حين ظهرت الدعوة و قوي الإسلام» الحديث إلي آخر ما تقدم في آخر الحديث السابق«3».
-----------------------------------
(1) في «ط»: و عليّ.
(2) في المصدر: هم.
(3) علل الشرائع: 324/ 1.
صفحه : 567
4] 6946/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الضحاك بن يزيد، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلي غَسَقِ اللَّيلِ
.
1» قال: «إن الله تعالي افترض أربع صلوات: أول وقتها من زوال الشمس إلي انتصاف الليل، منها صلاتان، أول وقتهما عند« زوال الشمس إلي غروب الشمس».
5] 7946/[- و عنه: بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الرحمن بن سالم، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن أفضل المواقيت في صلاة الفجر!
قال: «مع طلوع الفجر، إن الله تعالي يقول: إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً
يعني صلاة«2» الفجر، تشهده ملائكة الليل و ملائكة النهار، فإذا صلي العبد صلاة الصبح مع طلوع الفجر أثبتت له مرتين تثبته ملائكة الليل، و ملائكة النهار».
و رواه إبن بابويه في (العلل): قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، و ساق الحديث إلي آخره بالسند و المتن«3».
و رواه الكليني: عن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، و ساق الحديث بعينه«4».
6] 8946/[- الشيخ في (مجالسه): بإسناده عن رزيق، قال:5» کان أبو عبد الله (عليه السلام) يصلي الغداة بغلس« عند طلوع الفجر الصادق، أول ما يبدوا قبل أن يستعرض، و کان يقول: «وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً
إن ملائكة الليل تصعد و ملائكة النهار تنزل عند طلوع الفجر، فأنا أحب أن تشهد ملائكة الليل و ملائكة النهار صلاتي».
قال: و کان يصلي المغرب عند سقوط القرص قبل أن تظهر النجوم.
7] 9946/[- العياشي: عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)«6» قال: سألته عما فرض الله من الصلوات! قال:
-----------------------------------
4- التهذيب 2: 25/ 72. 5- التهذيب 2: 37/ 116. 6- الأمالي 2: 306. 7- تفسير العيّاشي 2: 308/ 136. [.....]
(1) في المصدر: من عند.
(2) في «ط»: يعني قرآن.
(3) علل الشرائع: 336/ 1.
(4) الكافي 3: 282/ 2.
(5) الغلس: ظلمة آخر الليل. «الصحاح- غلس- 3: 956».
(6) في «ط»: عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام).
صفحه : 568
الله «خمس صلوات في الليل و النهار».}
قلت: سماهن الله، و بينهن في كتابه لنبيه (صلي الله عليه و آله)! قال: «نعم، قال الله لنبيه (صلي الله عليه و آله): أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلي غَسَقِ اللَّيلِ
و دلوكها: زوالها، فيما بين دلوك الشمس إلي غسق الليل أربع صلوات، سماهن و بينهن و وقتهن، و غسق الليل: انتصافه، و قال: وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً هذه الخامسة».
8] 0056/[- عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الآية: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلي غَسَقِ اللَّيلِ
.
قال: «دلوك الشمس: زوالها عند كبد السماء، إِلي غَسَقِ اللَّيلِ
إلي انتصاف الليل، فرض الله فيما بينهما أربع صلوات: الظهر، و العصر، و المغرب، و العشاء وَ قُرآنَ الفَجرِ يعني القراءة إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً- قال- يجتمع في صلاة الغداة حرس الليل و النهار من الملائكة- قال- و إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين، ليس نفل«1» إلا السبحة«2» الّتي جرت بها السنة أمامها». وَ قُرآنَ الفَجرِ قال: «ركعتا الفجر، وضعهن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و وقتهن للناس».
9] 1056/[- عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ
قال: «زوالها إِلي غَسَقِ اللَّيلِ إلي نصف الليل، و ذلک أربع صلوات، وضعهن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و وقتهن للناس وَ قُرآنَ الفَجرِ صلاة الغداة».
10] 2056/[- عن محمّد الحلبي، عن أحدهما (عليهما السلام): «و غسق الليل نصفها بل زوالها، و أفرد الغداة، و قال: وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً
فركعتا الفجر يحضرهما ملائكة الليل و ملائكة النهار».
11] 3056/[- عن سعيد الأعرج، قال: دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام) و هو مغضب و عنده نفر من أصحابنا، و هو يقول: «تصلون قبل أن تزول الشمس!» قال: و هم سكوت، قال: فقلت: أصلحك الله، ما نصلي حتي يؤذن مؤذن مكة، قال: «فلا بأس، أما أنه إذا أذن فقد زالت الشمس». ثم قال: «إن الله يقول: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلي غَسَقِ اللَّيلِ
فقد دخلت أربع صلوات فيما بين هذين الوقتين، و أفرد صلاة الفجر، قال: وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً فمن صلي قبل أن تزول الشمس فلا صلاة له».
-----------------------------------
8- تفسير العيّاشي 2: 308/ 137. 9- تفسير العيّاشي 2: 309/ 138. 10- تفسير العيّاشي 2: 309/ 139. 11- تفسير العيّاشي 2: 309/ 140.
(1) في المصدر: يعمل.
(2) السبحة: النافلة. «مجمع البحرين- سبح- 2: 370».
صفحه : 569
12] 4056/[- عن زرارة و حمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) عن قول الله:
أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلي غَسَقِ اللَّيلِ
.
قال: «جمعت الصلوات كلهن، و دلوك الشمس: زوالها، و غسق الليل: انتصافه». و قال: «إنه ينادي مناد من السماء کل ليلة إذا انتصف الليل: من رقد عن صلاة العشاء إلي هذه الساعة فلا نامت عيناه وَ قُرآنَ الفَجرِ
قال:
«صلاة الصبح». و أما قوله: كانَ مَشهُوداً
قال: «تحضره ملائكة الليل و ملائكة النهار».
13] 5056/[- عن سعيد بن المسيب، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قلت له: متي فرضت الصلاة علي المسلمين علي ما هم اليوم عليه!
قال: «بالمدينة، حين ظهرت الدعوة و قوي الإسلام، و كتب الله علي المسلمين الجهاد، زاد في الصلوات رسول الله (صلي الله عليه و آله) سبع ركعات: في الظهر ركعتين، و في العصر ركعتين، و في المغرب ركعة، و في العشاء ركعتين، و أقر الفجر علي ما فرضت عليه بمكة لتعجيل نزول ملائكة النهار إلي الإرض، و تعجيل عروج ملائكة الليل إلي السماء، فكان ملائكة الليل و ملائكة النهار يشهدون مع رسول الله (صلي الله عليه و آله) الفجر، فلذلك قال الله:
وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً
يشهده المسلمون و يشهده ملائكة الليل و ملائكة النهار».
14] 6056/[- عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلي غَسَقِ اللَّيلِ
.
قال: «إن الله افترض أربع صلوات، أول وقتها من زوال الشمس إلي انتصاف الليل، منها صلاتان أول وقتهما من عند زوال الشمس إلي غروبها، إلا أن هذه قبل هذه، و منها صلاتان أول وقتهما من غروب الشمس إلي انتصاف الليل، إلا أن هذه قبل هذه».
15] 7056/[- عن أبي هاشم الخادم، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام) قال: «ما بين غروب الشمس إلي سقوط القرص غسق».
قوله تعالي:
وَ مِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحمُوداً [79]
-----------------------------------
12- تفسير العيّاشي 2: 309/ 141. 13- تفسير العيّاشي 2: 309/ 142. [.....] 14- تفسير العيّاشي 2: 310/ 143. 15- تفسير العيّاشي 2: 310/ 144.
صفحه : 570
6508/[1]- علي بن إبراهيم، قال: صلاة الليل، و قال: سبب النور في القيامة الصلاة في جوف الليل.
2] 9056/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن عثمان بن عبد الملك، عن أبي بكر، قال:
قال لي أبو جعفر (عليه السلام):1» «أ تدري لأي شيء وضع التطوع!» قلت: لا أدري، جعلت فداك. قال: «إنه تطوع لكم، و نافلة للأنبياء، أو تدري لم وضع التطوع!». [قلت: لا أدري جعلت فداك. قال:] «لأنه إن کان في الفريضة نقص صبت« النافلة علي الفريضة حتي تتم، إن الله عز و جل يقول لنبيه (صلي الله عليه و آله): وَ مِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ».
3] 0156/[- الشيخ في (أماليه): قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، قال: حدثنا يحيي بن علي بن عبد الجبار السدوسي بالسيرجان«2»، قال: حدثني عمي محمّد بن عبد الجبار، قال: حدثنا حماد بن عيسي، عن عمر بن أذينة، عن عبد الرحمن بن أذينة العبدي، عن أبيه و أبان مولاهم، عن أنس بن مالك، قال: رأيت رسول الله (صلي الله عليه و آله) يوما مقبلا علي علي بن أبي طالب (عليه السلام) و هو يتلو هذه الآية وَ مِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحمُوداً
فقال: « يا علي، إن ربي عز و جل ملكني الشفاعة في أهل التوحيد من امتي، و حظر ذلک علي من ناصبك أو ناصب ولدك من بعدك».
4] 1156/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن إبن فضال، عن مروان، عن عمار الساباطي، قال: كنا جلوسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) بمني، فقال له رجل:
ما تقول في النوافل! فقال: «فريضة» قال: ففزعنا و فزع الرجل، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «إنما أعني صلاة الليل علي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، إن الله يقول: وَ مِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ
».
5] 2156/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن شفاعة النبي (صلي الله عليه و آله) يوم القيامة.
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 25. 2- علل الشرائع 2: 327/ 1. 3- الأمالي 2: 70. 4- التهذيب 2: 242/ 959. 5- تفسير القمّي 2: 25.
(1) في المصدر: نقصان قضيت، و في «ط»: فصبّ.
(2) في «ط»: جرجان، و سيرجان: مدينة بين كرمان و فارس. «معجم البلدان 3: 295». 1»2»
صفحه : 571
اللهفقال: «يلجم النّاس يوم القيامة العرق«، فيقولون: انطلقوا بنا إلي آدم ليشفع لنا عند ربنا فيأتون آدم (عليه السلام)، فيقولون: يا آدم اشفع لنا عند ربك فيقول: إن لي ذنبا و خطيئة فعليكم بنوح، فعليكم بنوح، فيأتون نوحا (عليه السلام) فيردهم إلي من يليه، فيردهم کل نبي إلي من يليه حتي ينتهوا إلي عيسي (عليه السلام)، فيقول: عليكم بمحمد رسول الله (صلي الله عليه و آله) فيعرضون أنفسهم عليه و يسألونه، فيقول: انطلقوا فينطلق بهم إلي باب الجنة، و يستقبل باب الرحمة«، و يخر ساجدا، فيمكث ما شاء الله، فيقول الله: أرفع رأسك، و اشفع تشفع، و اسأل تعط و ذلک قوله: عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحمُوداً
».
6] 3156/[- و عنه، قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية و هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):3» لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في أبي، و امي«، و أخ کان لي في الجاهلية».
7] 4156/[- الشيخ في (أماليه): عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، قال: حدثني الإمام علي بن محمّد، بإسناده عن الباقر، عن جابر، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): «سمعت النبي (صلي الله عليه و آله) يقول: إذا حشر النّاس يوم القيامة ناداني مناد: يا رسول الله، إن الله جل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك و محبي أهل بيتك، الموالين لهم فيك و المعادين لهم فيك، فكافهم بما شئت فأقول: يا رب، الجنة فأنادي: بوئهم منها حيث شئت فذلك المقام المحمود ألذي وعدت به».
8] 5156/[- إبن بابويه، بإسناده عن إبن عباس، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام):4» « يا علي، شيعتك« هم الفائزون يوم القيامة، فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك، و من أهانك فقد أهانني، و من أهانني أدخله الله تعالي نار جهنم خالدا فيها و بئس المصير.
يا علي، أنت مني، و أنا منك، روحك من روحي، و طينتك من طينتي، و شيعتك خلقوا من فضل طينتنا، فمن أحبهم فقد أحبنا، و من أبغضهم فقد أبغضنا، و من عاداهم فقد عادانا، و من ودهم فقد ودنا.
يا علي، إن شيعتك مغفور لهم علي ما کان فيهم من ذنوب و عيوب. يا علي، أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام المحمود فبشرهم بذلك.
يا علي، شيعتك شيعة الله، و أنصارك أنصار الله، و أولياؤك أولياء الله، و حزبك حزب الله. يا علي، سعد من
-----------------------------------
6- تفسير القمّي 2: 25. 7- الأمالي 1: 304. 8- أمالي الصدوق: 23/ 8.
(1) أي يصل إلي أفواهم، فيصير لهم بمنزلة اللّجام، يمنعهم عن الكلام. «النهاية 4: 234».
(2) في «ط» باب الرحمن. [.....]
(3) في المصدر زيادة: و عميّ.
(4) في «س» و «ط»: شيعتنا.
صفحه : 572
اللهتولاك و شقي من عاداك. يا علي، لك كنز في الجنة و أنت ذو قرنيها».}
9] 6156/[- العياشي: عن خيثمة الجعفي، قال:1» كنت عند جعفر بن محمّد (عليهما السلام)، أنا و مفضل بن عمر ليلا ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفي: جعلت فداك، حدثنا حديثا نسر به. قال: «نعم، إذا کان يوم القيامة حشر الله الخلائق في صعيد واحد حفاة عراة غرلا«».
قال: فقلت: جعلت فداك، ما الغرل! قال: فقال: «کما خلقوا أول مرة، فيقفون حتي يلجمهم العرق، فيقولون:
ليت الله يحكم بيننا و لو إلي النار، يرون أن في النار راحة فيما هم فيه، ثم يأتون آدم (عليه السلام)، فيقولون: أنت أبونا و أنت نبي، فسل ربك يحكم بيننا و لو إلي النار، فيقول آدم: لست بصاحبكم، خلقني ربي بيده، و حملني علي عرشه، و أسجد لي ملائكته، ثم أمرني فعصيت، و لكني أدلكم علي ابني الصديق ألذي مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم، كلما كذبوا اشتد تصديقه، نوح- قال- فيأتون نوحا (عليه السلام) فيقولون: سل ربك يحكم بيننا و لو إلي النار. قال: فيقول: لست بصاحبكم، إني قلت: إن ابني من أهلي و لكني أدلكم إلي من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا، ائتوا إبراهيم- قال- فيأتون إبراهيم (عليه السلام) فيقول: لست بصاحبكم، إني قلت: إني سقيم و لكني أدلكم علي من كلمه الله تكليما، موسي- قال- فيأتون موسي (عليه السلام) فيقولون له، فيقول لست: بصاحبكم، إني قتلت نفسا، و لكني أدلكم علي من کان يخلق بإذن الله، و يبرئ الأكمه و الأبرص بإذن الله، عيسي فيأتونه، فيقول:
لست بصاحبكم، و لكني أدلكم علي من بشرتكم به في دار الدنيا، أحمد».
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «ما من نبي ولد من آدم إلي محمّد (صلوات الله عليهم) إلا و هم تحت لواء محمّد (صلي الله عليه و آله). قال: فيأتونه، ثم قال: فيقولون: يا محمّد، سل ربك يحكم بيننا و لو إلي النار- قال- فيقول:
2»3»4» نعم، أنا صاحبكم فيأتي دار الرحمن و هي عدن، و إن بابها سعته« ما بين المشرق و المغرب، فيحرك حلقة من الحلق، فيقال: من هذا! و هو أعلم به، فيقول: أنا محمّد فيقال: افتحوا له قال: فيفتح لي« قال: فإذا نظرت إلي ربي مجدته تمجيدا لم يمجده أحد کان قبلي، و لا يمجده أحد کان بعدي، ثم أخر ساجدا، فيقول: يا محمّد، ارفع رأسك، و قل يسمع قولك، و اشفع تشفع، و سل تعط قال: فإذا رفعت رأسي و نظرت إلي ربي مجدته تمجيدا أفضل من الأول، ثم أخر ساجدا، فيقول: ارفع رأسك، و قل يسمع قولك، و اشفع تشفع، و سل تعط فإذا رفعت رأسي و نظرت إلي ربي« مجدته تمجيدا أفضل من الأول و الثاني، ثم أخر ساجدا، فيقول: ارفع رأسك، و قل يسمع قولك، و اشفع تشفع، و سل تعط فإذا رفعت رأسي أقول: رب احكم بين عبادك و لو إلي النار فيقول: نعم، يا محمّد.
-----------------------------------
9- تفسير العيّاشي 2: 310/ 145.
(1) الغرل: جمع الأغرل، و هو الأقلف. «النهاية 3: 362».
(2) في المصدر زيادة: بعد.
(3) في «ط»: له.
(4) قال المجلسي في بحار الأنوار 8: 47: قوله (صلي اللّه عليه و آله): نظرت إلي ربّي، أي إلي عرشه، أو إلي كرامته، أو إلي نور من أنوار عظمته. 1»
صفحه : 573
اللهقال: ثم يؤتي بناقة من ياقوت أحمر، و زمامها زبرجد أخضر، حتي أركبها، ثم آتي المقام المحمود حتي أقف« عليه، و هو تل من مسك أذفر بحيال العرش ثم يدعي إبراهيم (عليه السلام) فيحمل علي مثلها، فيجيء حتي يقف عن يمين رسول الله (صلي الله عليه و آله)، ثم يرفع رسول الله (صلي الله عليه و آله) يده فيضرب علي كتف علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ثم قال: ثم تؤتي- و الله- بمثلها فتحمل عليها، ثم تجيء حتي تقف بيني و بين أبيك إبراهيم.
ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلائق، أليس العدل من ربكم أن يولي کل قوم ما كانوا يتولون في دار الدنيا! فيقولون: بلي، و أي شيء عدل غيره! قال: فيقوم الشيطان ألذي أضل فرقة من النّاس حتي زعموا أن عيسي (عليه السلام) هو الله و إبن الله فيتبعونه إلي النار، و يقوم الشيطان ألذي أضل فرقة من النّاس حتي زعموا أن عزيرا إبن الله حتي يتبعونه إلي النار، فيقوم کل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلي النار حتي تبقي هذه الامة.
2» ثم يخرج مناد من عند الله فيقول: يا معشر الخلائق، أليس العدل من ربكم أن يولي کل فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا! فيقولون: بلي، و أي شيء عدل غيره! فيقوم شيطان فيتبعه من کان يتولاه، ثم يقوم شيطان فيتبعه من کان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من کان يتولاه، ثم يقوم معاوية فيتبعه من کان يتولاه، و يقوم علي فيتبعه من کان يتولاه، ثم يقوم يزيد بن معاوية فيتبعه من کان يتولاه، و يقوم الحسن فيتبعه من کان يتولاه، و يقوم الحسين فيتبعه من کان يتولاه، ثم يقوم مروان بن الحكم و عبد الملك فيتبعهما من کان يتولاهما، ثم يقوم علي بن الحسين فيتبعه من کان يتولاه، ثم يقوم الوليد بن عبد الملك، و يقوم محمّد بن علي فيتبعهما من کان يتولاهما، ثم أقوم أنا فيتبعني من کان يتولاني، و كأني بكما معي، ثم يؤتي بنا فنجلس علي عرش ربنا«، و يؤتي بالكتب فتوضع، فتشهد علي عدونا، و نشفع لمن کان من شيعتنا مرهقا».
قال: قلت: جعلت فداك، فما المرهق! قال: «المذنب، فأما الّذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله بمفازتهم، لا يمسهم السوء و لا هم يحزنون».
قال: ثم جاءته جارية له، فقالت: إن فلان القرشي بالباب، فقال: «ائذنوا له» ثم قال لنا: «اسكتوا».
10] 7156/[- عن محمّد بن حكيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):3» لو قد قمت المقام المحمود، شفعت لأبي و امي و عمي و أخ کان لي موافيا« في الجاهلية».
11] 8156/[- عن عيص بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «أن أناسا من بني هاشم أتوا رسول الله (صلي الله عليه و آله) فسألوه أن يستعملهم علي صدقات المواشي، و قالوا: يکون لنا هذا السهم ألذي جعلته للعاملين
-----------------------------------
10- تفسير العيّاشي 2: 313/ 146. 11- تفسير العيّاشي 2: 313/ 147.
(1) في المصدر: أقضي.
(2) في بحار الأنوار 8: 47: فيجلس علي العرش ربّنا. و علّق عليها بقوله: الجلوس علي العرش كناية عن ظهور الحكم و الأمر من عند العرش و خلق الكلام هناك.
(3) في «ط»: مواليا.
صفحه : 574
اللهعليها، فنحن أولي به، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا بني عبد المطلب، إن الصدقة لا تحل لي و لا لكم، و لكني وعدت بالشفاعة- ثم قال: و الله، أشهد أنه قد وعدها- فما ظنكم- يا بني عبد المطلب- إذا أخذت بحلقة الباب، أ تروني مؤثرا عليكم غيركم!}
1» ثم قال: إن الجن و الإنس يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة، فيقولون: إلي من! فيأتون نوحا (عليه السلام) فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات، قد رفعت حاجتي« فيقولون إلي من!
فيقال: إلي إبراهيم فيأتون إبراهيم (عليه السلام) فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات، قد رفعت حاجتي. فيقولون: إلي من! فيقال: ائتوا موسي فيأتونه فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات، قد رفعت حاجتي. فيقولون: إلي من! فيقال:
ائتوا عيسي فيأتونه و يسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات، قد رفعت حاجتي. فيقولون: إلي من! فيقال: ائتوا محمدا فيأتونه فيسألونه الشفاعة، فيقوم مدلا حتي يأتي باب الجنة، فيأخذ بحلقة الباب، ثم يقرعه، فيقال: من هذا!
2» فيقول: أحمد. فيرحبون« و يفتحون الباب، فإذا نظر إلي الجنة خر ساجدا يمجد ربه و يعظمه، فيأتيه ملك، فيقول:
ارفع رأسك، و سل تعط، و اشفع تشفع فيقوم فيرفع رأسه، و يدخل من باب الجنة، فيخر ساجدا يمجد ربه و يعظمه، فيأتيه ملك، فيقول: ارفع رأسك، و سل تعط، و اشفع تشفع فيقوم، فيمشي في الجنة ساعة، ثم يخر ساجدا يمجد ربه و يعظمه، فيأتيه ملك، فيقول: ارفع رأسك، و سل تعط، و اشفع تشفع فيقوم، فما يسأل شيئا إلا أعطاه إياه».
12] 9156/[- عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال في قوله: عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحمُوداً
، قال: «هي الشفاعة».
13] 0256/[- عن صفوان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إني استوهبت من ربي أربعة: آمنة بنت وهب، و عبد الله بن عبد المطلب، و أبا طالب، و رجلا جرت بيني و بينه أخوة، فطلب إلي أن أطلب إلي ربي أن يهبه لي».
14] 1256/[- عن عبيد بن زرارة، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن المؤمن، هل له شفاعة! قال: «نعم».
فقال له رجل من القوم: هل يحتاج المؤمن إلي شفاعة محمّد (صلي الله عليه و آله) يومئذ! قال: «نعم، للمؤمنين خطايا و ذنوب، و ما من أحد إلا و يحتاج إلي شفاعة محمّد (صلي الله عليه و آله) يومئذ».
قال: و سأله رجل عن قول رسول الله (صلي الله عليه و آله): «أنا سيد ولد آدم و لا فخر». قال: «نعم، يأخذ حلقة باب
-----------------------------------
12- تفسير العيّاشي 2: 314/ 148. 13- تفسير العيّاشي 2: 314/ 149. [.....] 14- تفسير العيّاشي 2: 314/ 150.
(1) قال المجلسي في البحار 8: 48: قوله (عليه السّلام) قد رفعت حاجتي، أي إلي غيري، و الحاصل أنّي أيضا استشفع من غيري، فلا أستطيع شفاعتكم، و يمكن أن يقرأ علي بناء المفعول، كناية عن رفع الرجاء، أي رفع عنّي طلب الحاجة لما صدر منّي من ترك الأولي.
(2) في «ط»: فيجيئون.
صفحه : 575
اللهالجنة فيفتحها، فيخر ساجدا، فيقول الله: ارفع رأسك، اشفع تشفع، اطلب تعط، فيرفع رأسه، ثم يخر ساجدا، فيقول الله: ارفع رأسك، اشفع تشفع، و اطلب تعط ثم يرفع رأسه، فيشفع فيشفع، و يطلب فيعطي».}
15] 2256/[- عن سماعة بن مهران، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) في قول الله: عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحمُوداً
.
1» قال: «يقوم النّاس يوم القيامة مقدار أربعين يوما«، و تؤمر الشمس فتركب علي رؤوس العباد، و يلجمهم العرق، و تؤمر الإرض فلا تقبل من عرقهم شيئا، فيأتون آدم (عليه السلام) فيتشفعون منه، فيدلهم علي نوح (عليه السلام)، و يدلهم نوح علي إبراهيم، و يدلهم إبراهيم (عليه السلام) علي موسي، و يدلهم موسي (عليه السلام) علي عيسي (عليه السلام)، و يدلهم عيسي علي محمّد (صلي الله عليه و آله) فيقول: عليكم بمحمد خاتم النبيين فيقول محمّد (صلي الله عليه و آله): أنا لها فينطلق حتي يأتي باب الجنة فيدق، فيقال له: من هذا!- و الله أعلم- فيقول: محمّد. فيقال: افتحوا له، فإذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا، فلا يرفع رأسه حتي يقال له: تكلم، و سل تعط، و اشفع تشفع فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا، فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتي أنه ليشفع لمن قد احرق بالنار، فما أحد من النّاس يوم القيامة في جميع الأمم أوجه من محمّد (صلي الله عليه و آله)، و هو قول الله تعالي: عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحمُوداً
.
قوله تعالي:
وَ قُل رَبِّ أَدخِلنِي مُدخَلَ صِدقٍ وَ أَخرِجنِي مُخرَجَ صِدقٍ وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً [80] 6523/[1]- علي بن إبراهيم: فإنها نزلت يوم فتح مكة لما أراد رسول الله (صلي الله عليه و آله) دخولها: أنزل الله:
وَ قُل يا محمّد رَبِّ أَدخِلنِي مُدخَلَ صِدقٍ وَ أَخرِجنِي مُخرَجَ صِدقٍ الآية. قال: قوله: سُلطاناً نَصِيراً أي : معينا.
2] 4256/[- العياشي: عن أبي الجارود، عن زيد بن علي (عليه السلام) ، في قول الله وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً
قال: السيف.
6525/[3]- إبن شهر آشوب: من كتاب أبي بكر الشيرازي، قال إبن عباس: وَ قُل رَبِّ أَدخِلنِي مُدخَلَ صِدقٍ وَ أَخرِجنِي مُخرَجَ صِدقٍ
-----------------------------------
15- تفسير العياشي 2: 315/ 151. 1- تفسير القمي 2: 26. 2- تفسير العياشي 2: 315/ 152. 3- المناقب 2: 67، شواهد التنزيل 1: 348/ 479.
(1) في المصدر: عاما.
صفحه : 576
يعني مكة. وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً قال: لقد استجاب الله لنبيه (صلي الله عليه و آله) دعاءه، فأعطاه علي بن أبي طالب (عليه السلام) سلطانا ينصره علي أعدائه.
قوله تعالي:
وَ قُل جاءَ الحَقُّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً [81]
1] 6256/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد، عن علي بن العباس، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله عز و جل: وَ قُل جاءَ الحَقُّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً
، قال: «إذا قام القائم أذهب«1» دولة الباطل».
2] 7256/[- شرف الدين النجفي، قال: ذكر الشيخ الطوسي (رحمه الله)«2» حديثا، بإسناده عن رجاله، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم الثقفي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «انطلق بي رسول الله (صلي الله عليه و آله) حتي أتي بي إلي الكعبة، فقال لي: اجلس فجلست إلي جنب الكعبة فصعد رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي منكبي، ثم قال لي:
3»4» انهض فنهضت، فلما رأي مني ضعفا قال: اجلس فنزل«، ثم قال لي: يا علي اصعد علي منكبي فصعدت علي منكبه، ثم نهض بي رسول الله (صلي الله عليه و آله) و خيل لي أن لو شئت لنلت أفق السماء، فصعدت فوق الكعبة و تنحي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و قال لي: ألق صنمهم الأكبر«، و کان من نحاس موتدا بأوتاد حديد إلي الإرض. فقال لي رسول الله (صلي الله عليه و آله): عالجه فعالجته و رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقول: جاءَ الحَقُّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً
فلم أزل أعالجه حتي استمكنت منه، فقال لي: اقذفه فقذفته فتكسر، فنزلت من فوق الكعبة، و انطلقت أنا و رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و خشينا أن يرانا أحد من قريش و غيرهم».
3] 8256/[- إبن بابويه: حدثنا أبو علي أحمد بن يحيي المكتب، قال حدثنا أحمد بن محمّد الوراق، قال:
حدثنا بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالرافقة، قال: حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني، قال: سمعت محمّد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول: سألت جعفر بن محمّد (عليه السلام)، فقلت له: يا بن رسول الله، في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها! فقال: إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني، و إن شئت قل!»
-----------------------------------
1- الكافي 8: 287/ 432. 2- تأويل الآيات 1: 286/ 26. 3- علل الشرائع: 173/ 1.
(1) في المصدر: ذهبت.
(2) في المصدر زيادة: في معني تأويله.
(3) في المصدر زيادة: و جلس. [.....]
(4) في المصدر زيادة: صنم قريش.
صفحه : 577
اللهقال: قلت له: يا بن رسول الله، و بأي شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي! فقال: «بالتوسم و التفرس، أما سمعت قول الله عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمِينَ}
«1» و قول رسول الله (صلي الله عليه و آله): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله!».
قال: فقلت له: يا بن رسول الله، فأخبرني بمسألتي! قال: «أردت أن تسألني عن رسول الله (صلي الله عليه و آله): لم لم يطق حمله علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند حط الأصنام عن سطح الكعبة مع قوته و شدته، و ما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر، و الرمي به إلي ورائه أربعين ذراعا، و کان لا يطيق حمله أربعون رجلا، و قد کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يركب الناقة و الفرس و الحمار، و ركب البراق ليلة المعراج، و کل ذلک دون علي (عليه السلام) في القوة و الشدة».
قال: فقلت له: عن هذا و الله أردت أن أسألك- يا بن رسول الله- فأخبرني. قال: «نعم، إن عليا (عليه السلام) برسول الله (صلي الله عليه و آله) تشرف، و به ارتفع، و به وصل إلي أن أطفأ نار الشرك، و أبطل کل معبود من دون الله عز و جل، و لو علاه النبي (صلي الله عليه و آله) لحط الأصنام لكان (عليه السلام) بعلي مرتفعا و متشرفا و واصلا إلي حط الأصنام، و لو کان ذلک كذلك لكان أفضل منه، ألا تري أن عليا (عليه السلام) قال: لما علوت ظهر رسول الله (صلي الله عليه و آله) شرفت و ارتفعت حتي لو شئت أن أنال السماء لنلتها! أما علمت أن المصباح هو ألذي يهتدي به في الظلمة، و انبعاث فرعه من أصله! و قد قال علي (عليه السلام): أنا من أحمد (صلي الله عليه و آله) كالضوء من الضوء، أما علمت أن محمدا و عليا (صلوات الله عليهما) كانا نورا بين يدي الله عز و جل قبل خلق الخلق بألفي عام! و أن الملائكة لما رأت ذلک النور رأت له أصلا قد تشعب منه شعاع لامع، فقالوا: إلهنا و سيدنا، ما هذا النور! فأوحي الله تبارك و تعالي إليهم: هذا نور من نوري، أصله نبوة و فرعه إمامة، أما النبوة فلمحمد عبدي و رسولي، و أما الإمامة فلعلي حجتي و وليي، و لولاهما ما خلقت خلقي، أما علمت أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) رفع يد علي (عليه السلام) بغدير خم حتي نظر النّاس إلي بياض إبطيهما، فجعله مولي المسلمين و إمامهم، و قد أحتمل الحسن و الحسين (عليهما السلام) بغدير خم حتي نظر النّاس إلي بياض إبطيهما، فجعله مولي المسلمين و إمامهم، و قد أحتمل الحسن و الحسين (عليهما السلام) يوم حظيرة بني النجار، فلما قال له بعض أصحابه: ناولني أحدهما، يا رسول الله (صلي الله عليه و آله). قال: نعم الراكبان، و أبوهما خير منهما، و أنه (صلي الله عليه و آله) کان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته، فلما سلّم قيل له: يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة! فقال: إن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعاجله حتي ينزل و إنما أراد بذلك (صلي الله عليه و آله) رفعهم و تشريفهم، فالنبي (صلي الله عليه و آله) إمام و نبي، و علي (عليه السلام) إمام ليس بنبي و لا رسول، فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة.
قال: محمّد بن حرب الهلالي: فقلت له زدني، يا بن رسول الله. فقال: «انك لأهل للزيادة، إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) حمل عليا (عليه السلام) علي ظهره، يريد بذلك أنه أبو ولده، و إمام الأئمة من صلبه، کما حول رداءه في صلاة الاستسقاء، و أراد أن يعلم أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا».
-----------------------------------
(1) الحجر 15: 75.
صفحه : 578
اللهقال: قلت له: زدني، يا بن رسول الله. فقال: «حمل رسول الله (صلي الله عليه و آله) عليا (عليه السلام) يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو ألذي يخفف عن ظهر رسول الله (صلي الله عليه و آله) ما عليه من الدين و العدات، و الأداء عنه من بعده».}
1» قال: فقلت له: يا بن رسول الله، زدني. فقال: «احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله، و ما حمل إلا لأنه« معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند النّاس حكمة و صوابا، و قد قال النبي (صلي الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام): يا علي إن الله تبارك و تعالي حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي، و ذلک قوله عز و جل: لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ
«2»، و لما أنزل الله عز و جل عليه: عَلَيكُم أَنفُسَكُم«3» قال النبي (صلي الله عليه و آله): أيها النّاس عليكم أنفسكم، لا يضركم من ضل إذا اهتديتم«4»، و علي نفسي و أخي، أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل و لا يشقي ثم تلا هذه الآية قُل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيكُم ما حُمِّلتُم وَ إِن تُطِيعُوهُ تَهتَدُوا وَ ما عَلَي الرَّسُولِ إِلَّا البَلاغُ المُبِينُ«5»».
قال محمّد بن حرب الهلالي: ثم قال جعفر بن محمّد (عليه السلام): «أيها الأمير، لو أخبرتك بما في حمل النبي (صلي الله عليه و آله) عليا (عليه السلام) عند حط الأصنام عن سطح الكعبة من المعاني الّتي أرادها به لقلت: إن جعفر بن محمّد لمجنون، فحسبك من ذلک ما قد سمعت». فقمت إليه، و قبلت رأسه، و قلت له: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
4] 9256/[- إبن شهر آشوب: ذكر أبو بكر الشيرازي في (نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين (عليه السلام)): عن قتادة، عن إبن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال لي جابر بن عبد الله: دخلنا مع النبي (صلي الله عليه و آله) مكة، و في البيت و حوله ثلاثمائة و ستون صنما، فأمر بها رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فألقيت كلها علي وجوهها، و کان علي البيت صنم طويل يقال له هبل فنظر النبي (صلي الله عليه و آله) إلي علي (صلي الله عليه و آله)، و قال له: « يا علي، تركب علي أو أركب عليك لا لقي هبل عن ظهر الكعبة! قال (عليه السلام): « يا رسول الله، بل تركبني».
قال (عليه السلام): «فلما جلس علي ظهري لم أستطع حمله لثقل الرسالة، فقلت: يا رسول الله بل أركبك، فضحك و نزل و طأطأ ظهره و استويت عليه، فو ألذي فلق الحب و برأ النسمة لو أردت أن أمسك السماء لمسكتها بيدي، فألقيت هبل عن ظهر الكعبة، فأنزل الله: وَ قُل جاءَ الحَقُّ وَ زَهَقَ الباطِلُ
». الآية.
6530/[5]- و قال إبن شهر آشوب: و قد استنابه يوم الفتح في أمر عظيم، فإنه وقف حتي صعد علي كتفيه
-----------------------------------
4- المناقب 2: 135، شواهد التنزيل 1: 350/ 480. 5- المناقب 2: 135.
(1) في «ط»: إلّا إنه.
(2) الفتح 48: 2.
(3) المائدة 5: 105.
(4) تضمين من سورة المائدة 5: 105.
(5) النور 24: 54.
صفحه : 579
و تعلق بسطح الكعبة«1»، و صعد، و کان يقلع الأصنام بحيث تهتز حيطان البيت، ثم يرمي بها فتنكسر.
رواه أحمد بن حنبل و أبو يعلي الموصلي في (مسنديهما)«2» و أبو بكر الخطيب في (تاريخه)«3»، و الخطيب الخوارزمي في (أربعينه)«4»، و محمّد بن الصباح«5» الزعفراني في (الفضائل)«6»، و أبو عبد الله النطنزي في (الخصائص)«7».
6] 1356/[- السيد الرضي في كتاب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة): بإسناده عن مجاهد، عن إبن عباس:8»9» أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) مر داخلا إلي الكعبة و إذا هو بإداوات« لابن مسعود معلقة، فقال لأمير المؤمنين (عليه السلام): « يا علي، ائتني بإداوة من تلك الإداوات» فأتاه بواحدة فشرب منها و توضأ، ثم نظر إلي إبن مسعود، قال له: «ما هذه الأخلاق« الّتي أجدها في إداوتك!». فقال إبن مسعود: فداك أبي و امي- يا رسول الله- ثقل علي الماء بمكة فأخذت تميرات، فمرستهن في إداواتي ليعذب الماء. فقال (صلي الله عليه و آله): «حلال و ماء طهور».
ثم قام و أخذ المفتاح من شيبة و فتح الباب، فقال العباس بن عبد المطلب: يا رسول الله، أليس أنا عمك و صنوا أبيك! فقال: «بلي، فما حاجتك، يا عم!». فقال: تعطيني مفتاح الكعبة. فقال: «هو لك، يا عم». فهبط جبرئيل (عليه السلام)، و قال: إن الله يقرئك السلام، و يقول لك أن تؤدي الأمانات إلي أهلها، فاستعاد المفتاح من العباس و أعاده إلي شيبة، و دخل رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي الكعبة فإذا هو بصورة إبراهيم (عليه السلام)، فقال:
10» «لا تعبدوا الصور و التماثيل، فإن الله عز و جل يبغضها و يبغض صانعها، و جعل يحلها« بطرف ردائه، فلما خرج قال لشيبة: «أغلق الباب».
ثم رفع رأسه فإذا هو بصنم علي ظهر الكعبة، فقال لعلي (عليه السلام): « يا علي، كيف لي بهذا الصنم!». فقال:
« يا رسول الله، أنكب لك فارق علي ظهري و تناوله». فقال النبي (صلي الله عليه و آله): « يا علي، لو جهدت امتي من أولها إلي
-----------------------------------
6- .....
(1) في المصدر: البيت.
(2) مسند أحمد بن حنبل 1: 84، مسند أبي يعلي الموصلي 1: 251/ 292.
(3) تاريخ بغداد 13: 302.
(4) ... مناقب الخوارزمي: 71. [.....]
(5) في «ط»: الصبّاغ.
(6) الصراط المستقيم 1: 178 عن الزعفراني.
(7) الصراط المستقيم 1: 178 عن النطنزي، بحار الأنوار 38: 76 عن مناقب إبن شهر آشوب.
(8) الإداوة: إناء صغير من جلد يتّخد للماء. «لسان العرب- أدا- 14: 25».
(9) الأخلاق: جمع خلق، و هو البالي من الثياب و الجلد و غيرها. «المعجم الوسيط- خلق- 1: 252». و لعلّها تصحيف. الإخلاف أو الخلوقة، يقال: خلف اللبن و الطعام خلوفا و خلوفة، و أخلف إخلافا: إذا تغيّر طعمه أو رائحته.
(10) في «ط»: يحيلها.
صفحه : 580
اللهآخرها أن يحملوا عضوا من أعضائي ما قدروا علي ذلک، و لكن ادن مني يا علي- قال- فدنوت منه فضرب بيده إلي ساقي. فأقلعني من الإرض، و انتصب بي فإذا أنا علي كتفيه، فقال لي: يا علي، سم و خذه، فأخذت الصنم فضربت به الإرض، فتفتت ثلاثا.}
فقال النبي (صلي الله عليه و آله): يا علي، ما تري و أنت علي كتفي! قلت: خيرا- فداك أبي و امي، يا رسول الله- لو أردت أن أمس السماء بيدي لقدرت، فقال لي: يا علي، زادك الله شرفا إلي شرفك.
ثم انحسر من تحتي فوقعت علي الإرض و ضحكت، فقال: ما يضحكك يا علي! فقلت: فداك أبي امي- يا رسول الله- وقعت من أعلي الكعبة إلي الإرض فلم أتألم من الوقع. فقال: يا علي، كيف تتألم و قد حملك محمّد، و أنزلك جبرئيل (عليه السلام)».
و مضي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقال العباس يفتخر: أنا سيد قريش و أكرمها حسبا، و أفخرها مركبا، و بيدي سقاية الحاج لا يليها غيري. فقال شيبة: لا، بل أنا سيد قريش، و بيدي سدانة الكعبة لا يليها غيري. فقال علي (عليه السلام): أبغضتماني بمقالتكما، أنا سيدكما، و سيد أهل الإرض بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله)، أنا ألذي ضربت وجوهكما حتي آمنتما و أقررتما أن محمدا رسول الله (صلي الله عليه و آله)». فغضبا من قوله، و أتيا النبي (صلي الله عليه و آله) فأخبراه بما قال علي (عليه السلام) لهما، فهبط جبرئيل (عليه السلام) و قال: يا محمّد، الحق يقرئك السلام، و يقول لك: قل لشيبة و العباس: أَ جَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَ عِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَستَوُونَ عِندَ اللّهِ
«1» الآية- يا محمّد- علي خير منهما».
7] 2356/[- العياشي: عن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن بعض أصحابنا، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن اللعب بالشطرنج! فقال: «الشطرنج من الباطل».
قوله تعالي:
وَ نُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظّالِمِينَ إِلّا خَساراً [82]
1] 3356/[- عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنما الشفاء في علم القرآن، لقوله: ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ
لأهله، لا شك فيه و لا مرية، فأهله أئمة الهدي الّذين قال الله
-----------------------------------
7- تفسير العياشي 2: 315/ 153. 1- تفسير العياشي 2: 315/ 154.
(1) التوبة 9: 19.
صفحه : 581
اللهثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا}
«1».
2] 4356/[- عن محمّد بن أبي حمزة، رفعه الي أبي جعفر (عليه السلام) قال: «نزل جبرئيل علي محمّد (صلي الله عليه و آله) بهذه الآية وَ لا يَزِيدُ الظّالِمِينَ
آل محمّد حقهم إِلّا خَساراً».
3] 5356/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن خالد البرقي، عن محمّد بن علي الصيرفي، عن إبن الفضيل، عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وَ نُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظّالِمِينَ
آل محمّد حقهم إِلّا خَساراً».
4] 6356/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن دواد، عن أبي الحسن موسي، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: «نزلت هذه الآية وَ نُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظّالِمِينَ
لآل محمّد إِلّا خَساراً».
قوله تعالي:
قُل كُلٌّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُم أَعلَمُ بِمَن هُوَ أَهدي سَبِيلًا [84]
5] 7356/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: «النية أفضل من العمل، ألا و إن النية هي العمل، ثم قرأ قوله عز و جل قُل كُلٌّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ
يعني علي نيته».
6] 8356/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقري، عن أحمد بن يونس، عن أبي هاشم، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، و إنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء و هؤلاء». ثم تلا قوله تعالي: قُل كُلٌّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ
قال: «علي نيته».
7] 9356/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن جعفر بن إبراهيم، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: «إذا کان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه، فيكون هو ألذي يتولي حسابه، فيعرض عليه عمله في صحيفته، فأول
-----------------------------------
2- تفسير العيّاشي 2: 315/ 155. 3- تأويل الآيات 1: 290/ 28. 4- تأويل الآيات 1: 290/ 29. 5- الكافي 2: 13/ 4. 6- الكافي 2: 69/ 5. [.....] 7- تفسير القمّي 2: 26.
(1) فاطر 35: 32.
صفحه : 582
اللهما يري سيئاته فيتغير لذلك لونه، و ترتعش فرائصه، و تفزع نفسه، ثم يري حسناته فتقر عينه، و تسر نفسه، و تفرح روحه، ثم ينظر إلي ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول الله للملائكة: هلموا الصحف الّتي فيها الأعمال الّتي لم يعملوها- قال- فيقرءونها ثم يقولون: و عزتك، إنك لتعلم أنا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتم، نويتموها فكتبناها لكم، ثم يثابون عليها».}
4] 0456/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حماد الناب، عن الحكم إبن الحكم، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول ، و قد سئل عن الصلاة في البيع و الكنائس! فقال: «صل فيها، قد رأيتها و ما أنظفها؟».
1» قلت: اصلي« فيها و إن كانوا يصلون فيها! فقال: «نعم، أما تقرأ القرآن: قُل كُلٌّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُم أَعلَمُ بِمَن هُوَ أَهدي سَبِيلًا
صل علي القبلة و دعهم»«2».
5] 1456/[- العياشي: عن حماد، عن صالح بن الحكم، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول ، و قد سئل عن الصلاة في البيع و الكنائس! فقال: «صل فيها فقد رأيتها و ما أنظفها؟».
قال: فقلت: اصلي فيها و إن كانوا يصلون فيها! فقال: «صل فيها و إن كانوا يصلون فيها، أما تقرأ القرآن: قُل كُلٌّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُم أَعلَمُ بِمَن هُوَ أَهدي سَبِيلًا
صل إلي القبلة و دعهم».
6] 2456/[- عن أبي هاشم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الخلود في الجنة و النار!
فقال: «إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم کان في الدنيا أن لو خلدوا فيها، أن يعصو الله أبدا، و إنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا أن يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء و هؤلاء».
ثم تلا قوله: قُل كُلٌّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ
قال: «علي نيته».
قوله تعالي:
وَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَلِيلًا [85]
1] 3456/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن إبن مسكان، عن
-----------------------------------
4- التهذيب 2: 222/ 876. 5- تفسير العيّاشي 2: 316/ 157. 6- تفسير العيّاشي 2: 316/ 158. 1- الكافي 1: 215/ 3.
(1) في المصدر: أ يصلّي.
(2) في «س» و المصدر: و غربهم.
صفحه : 583
اللهعليأبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي، قال: «خلق أعظم من جبرئيل (عليه السلام) و ميكائيل، کان مع رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و هو مع الأئمة، و هو من الملكوت».
2] 4456/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي
، قال: «خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل، لم يكن مع أحد ممن مضي غير محمّد (صلي الله عليه و آله)، و هو مع الأئمة (عليهم السلام) يسددهم، و ليس كلما طلب وجد».
3] 5456/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن الحسين بن أبي العلاء، عن سعد الإسكاف، قال: أتي رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) يسأله عن الروح، أليس هو جبرئيل!
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): «جبرئيل (عليه السلام) من الملائكة، و الروح غير جبرئيل». فكرر ذلک علي الرجل، فقال له: لقد قلت عظيما من القول، ما أحد يزعم أن الروح غير جبرئيل. فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام):
«إنك ضال تروي عن أهل الضلال، يقول الله عز و جل لنبيه (صلي الله عليه و آله): أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرُّوحِ
«1» و الروح غير الملائكة».
4] 6456/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «هو ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل، کان مع رسول الله (صلي الله عليه و آله) و هو مع الأئمة (عليهم السلام)».
5] 7456/[- سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي.
2»3» قال: «خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل، لم يكن مع أحد ممن مضي غير محمّد (صلي الله عليه و آله)، و هو مع الأئمة (عليهم السلام) يوفقهم و يسددهم، و ليس كلما« طلبه وجده«».
6] 8456/[- العياشي: عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: يَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي
، قال: «خلق من خلق الله، و الله يزيد في الخلق ما يشاء».
-----------------------------------
2- الكافي 1: 215/ 4. 3- الكافي 1: 215/ 6. 4- تفسير القمّي 2: 26. 5- مختصر بصائر الدرجات: 3. 6- تفسير العيّاشي 2: 316/ 159.
(1) النحل 16: 1- 2. [.....]
(2) في «س»: و كلّما.
(3) في المصدر: طلب وجد.
صفحه : 584
7] 9456/[- عن زرارة و حمران، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) ، عن قوله تعالي: يَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ
.
قالا: «إن الله تبارك و تعالي أحد صمد، و الصمد: الشيء ألذي ليس له جوف، فإنما الروح خلق من خلقه، له بصر و قوة و تأييد، يجعله في قلوب الرسل و المؤمنين».
8] 0556/[- عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي
، قال: «خلق عظيم أعظم من جبرئيل و ميكائيل، لم يكن مع أحد ممن مضي غير محمّد (عليه و آله السلام)، و مع الأئمة يسددهم، و ليس كلما طلب وجد».
9] 1556/[- و في رواية أبي أيوب الخزاز، قال: «أعظم من جبرئيل، و ليس، کما ظننت».
10] 2556/[- عن أبي بصير، عن أحدهما، (عليهما السلام)، قال سألته عن قوله: وَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أَمرِ رَبِّي
، ما الروح! قال: «الّتي في الدواب و النّاس».
قلت: و ما هي! قال: «هي من الملكوت، من القدرة».
11] 3556/[- عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: وَ ما أُوتِيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَلِيلًا
، قال: «تفسيرها في الباطن أنه لم يؤت العلم إلا أناس يسير فقال: وَ ما أُوتِيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَلِيلًا منكم».
12] 4556/[- عن أسباط بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل مع الأئمة يفقههم، و هو من الملكوت».
قوله تعالي:
قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنُّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً [88] 6555/[1]- علي بن إبراهيم: أي معينا.
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 316/ 160. 8- تفسير العيّاشي 2: 317/ 161. 9- تفسير العيّاشي 2: 317/ 162. 10- تفسير العيّاشي 2: 317/ 163. 11- تفسير العيّاشي 2: 317/ 164. 12- تفسير العيّاشي 2: 317/ 165. 1- تفسير القمّي 2: 25.
صفحه : 585
قوله تعالي:
وَ لَقَد صَرَّفنا لِلنّاسِ فِي هذَا القُرآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبي أَكثَرُ النّاسِ إِلّا كُفُوراً [89]
1] 6556/[- محمّد بن يعقوب: عن أحمد، عن عبد العظيم، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا: فَأَبي أَكثَرُ النّاسِ
بولاية علي إِلّا كُفُوراً».
2] 7556/[- محمّد بن العباس (رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم الثقفي، عن علي بن هلال الأحمسي، عن الحسن بن وهب بن علي بن بحيرة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله تعالي:
فَأَبي أَكثَرُ النّاسِ إِلّا كُفُوراً
، قال: «نزلت في ولاية علي (عليه السلام)».
3] 8556/[- و عنه: عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أنه قال: فَأَبي أَكثَرُ النّاسِ
بولاية علي (عليه السلام) إِلّا كُفُوراً».
4] 9556/[- العياشي: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا: فَأَبي أَكثَرُ النّاسِ
بولاية علي إِلّا كُفُوراً».
قوله تعالي:
وَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً أَو تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهارَ خِلالَها تَفجِيراً- إلي قوله تعالي- مَلَكاً رَسُولًا [90- 95]
5] 0656/[- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) قال: «قلت لأبي علي بن محمّد (عليهما السلام): فهل کان
-----------------------------------
1- الكافي 1: 351/ 64. 2- تأويل الآيات 1: 290/ 30، شواهد التنزيل 1: 353/ 482. 3- تأويل الآيات 1: 291/ 31. 4- تفسير العيّاشي 2: 317/ 166. 5- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكري (عليه السّلام): 500/ 314. [.....]
صفحه : 586
اللهرسول الله (صلي الله عليه و آله) يناظرهم إذا عانتوه و يحاجهم!}
قال: بلي، مرارا كثيرة: منها ما حكي الله من قولهم: وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأكُلُ الطَّعامَ وَ يَمشِي فِي الأَسواقِ لَو لا أُنزِلَ إِلَيهِ مَلَكٌ
إلي قوله: مَسحُوراً«1» وَ قالُوا لَو لا نُزِّلَ هذَا القُرآنُ عَلي رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍ«2» وَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً إلي قوله كِتاباً نَقرَؤُهُ.
3»4» ثم قيل له في آخر ذلک: لو كنت نبيا كموسي لنزلت علينا الصاعقة في مسألتنا إياك، لأن مسألتنا أشد من مسائل« قوم موسي لموسي (عليه السلام)، قال: و ذلک أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان قاعدا ذات يوم بمكة بفناء الكعبة إذا اجتمع جماعة من رؤساء قريش منهم: الوليد بن المغيرة المخزومي، و أبو البختري بن هشام، و أبو جهل إبن هشام، و العاص بن وائل السهمي، و عبد الله بن أبي امية المخزومي، و جمع ممن يليهم كثير، و رسول الله (صلي الله عليه و آله) في نفر من أصحابه يقرأ عليهم كتاب الله، و يؤدي إليهم« عن الله أمره و نهيه. فقال المشركون بعضهم لبعض: لقد استفحل أمر محمّد و عظم خطبه، فتعالوا نبدأ بتقريعه و تبكيته و توبيخه، و الاحتجاج عليه، و إبطال ما جاء به، ليهون خطبه علي أصحابه، و يصغر قدره عندهم، فلعله ينزع عما هو فيه من غيه و باطله و تمرده و طغيانه، فإن انتهي و إلا عاملناه بالسيف الباتر.
5»6»7»8» فقال أبو جهل: فمن ذا ألذي يلي كلامه و مجادلته«! قال عبد الله بن أبي امية المخزومي: أنا لذلك أما ترضاني له قرنا« حسيبا، و مجادلا« كفيا! قال أبو جهل: بلي، فأتوه بأجمعهم، فابتدأ عبد الله بن أبي امية المخزومي، فقال: يا محمّد، لقد ادعيت دعوي عظيمة، و قلت مقالا هائلا، زعمت أنك رسول الله رب العالمين، و ما ينبغي لرب العالمين و خالق الخلق [أجمعين] أن يکون مثلك رسولا له، بشر مثلنا تأكل کما نأكل و تشرب کما نشرب، و تمشي في الأسواق کما نمشي، فهذا ملك الروم و هذا ملك الفرس لا يبعثان رسولا إلا كثير مال، عظيم حال، له قصور و دور« و فساطيط و خيام و عبيد و خدم، و رب العالمين فوق هؤلاء كلهم أجمعين فهم عبيده، و لو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك و نشاهده، بل و لو أراد الله أن يبعث إلينا نبيا لكان إنما يبعث إلينا ملكا لا بشرا مثلنا، ما أنت- يا محمّد- إلا مسحورا و لست بنبي.
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): هل بقي من كلامك شيء! قال: بلي، لو أراد الله أن يبعث إلينا رسولا لبعث
-----------------------------------
(1) الفرقان 25: 7- 8.
(2) الزخرف 43: 31.
(3) في المصدر: مسألة.
(4) في «ط»: و يذكّرهم.
(5) في «ط»: و محاورته.
(6) القرن للإنسان: مثله في الشجاعة و الشدّة و العلم و القتال و غير ذلک. و في «ط»: قويّا.
(7) في نسخة من «ط»: و محاورا.
(8) في المصدر زيادة: و بساتين.
صفحه : 587
اللهأجل من فيما بيننا مالا، و أحسن حالا، فهلا نزل هذا القرآن ألذي تزعم أن الله أنزله عليك و بعثك به رسولا علي رجل من القريتين عظيم! إما الوليد بن المغيرة بمكة و إما عروة بن مسعود الثقفي بالطائف.}
1» فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): فهل بقي من كلامك شيء، يا عبد الله! قال: بلي، لن نؤمن لك حتي تفجر لنا من الإرض ينبوعا بمكة هذه، فإنها ذات أحجار و عرة و جبال، تكسح أرضها و تحفرها و تجري فيها العيون فإنا إلي ذلک محتاجون، أو تكون لك جنة من نخيل و عنب فنأكل منها و نطعمها«، و تفجر الأنهار خلالها- خلال ذلک النخيل و الأعناب- تفجيرا أو تسقط السماء کما زعمت علينا كسفا، فإنك قلت لنا: وَ إِن يَرَوا كِسفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَركُومٌ
«2» فلعلنا نقول ذلک. ثم قال: و لن نؤمن لك، أو تأتي بالله و الملائكة قبيلا، تأتي«3» بهم و هم لنا مقابلون أو يکون لك بيت من زخرف تعطينا منه و تغنينا به فلعلنا نطغي، فإنك قلت لنا: كَلّا إِنَّ الإِنسانَ لَيَطغي أَن رَآهُ استَغني«4» ثم قال: أَو تَرقي فِي السَّماءِ أي تصعد في السماء وَ لَن نُؤمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتّي تُنَزِّلَ عَلَينا كِتاباً نَقرَؤُهُ، من الله العزيز الحكيم إلي عبد الله بن أبي امية المخزومي و من معه بأن آمنوا بمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب فإنه رسولي، و صدقوه في مقاله، فإنه من عندي، ثم لا أدري- يا محمّد- إذا فعلت هذا كله أؤمن بك أولا أؤمن بك، بل لو رفعتنا إلي السماء و فتحت أبوابها و دخلناها«5»، لقلنا: إنما سكرت أبصارنا، و سحرتنا.
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا عبد الله، أبقي شيء من كلامك! قال: يا محمّد، أو ليس فيما أوردت عليك كفاية و بلاغ! ما بقي شيء، فقل ما بدا لك، و أفصح عن نفسك، إن كانت لك حجة، أو ائتنا بما سألناك.
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): اللهم أنت السامع لكل صوت، و العالم بكل شيء، تعلم ما قاله عبادك، فأنزل الله عليه: يا محمّد وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأكُلُ الطَّعامَ
إلي قوله: رَجُلًا مَسحُوراً، ثم قال الله تعالي:
انظُر كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمثالَ فَضَلُّوا فَلا يَستَطِيعُونَ سَبِيلًا
«6»، ثم قال الله: يا محمّد تَبارَكَ الَّذِي إِن شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيراً مِن ذلِكَ جَنّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَ يَجعَل لَكَ قُصُوراً«7»، و أنزل عليه: يا محمّد فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعضَ ما يُوحي إِلَيكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدرُكَ الآية«8»، و أنزل عليه يا محمّد: وَ قالُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ مَلَكٌ وَ لَو أَنزَلنا مَلَكاً لَقُضِيَ الأَمرُ إلي قوله: وَ لَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَ«9».
-----------------------------------
(1) في «ط»: فتأكل منها و تطعمها، و في المصدر: و تطعمنا.
(2) الطور 52: 44.
(3) في المصدر زيادة: به و.
(4) العلق 96: 6- 7.
(5) في «س» و المصدر: و أخلتناها.
(6) الإسراء 17: 48، الفرقان 25: 9. [.....]
(7) الفرقان 25: 10.
(8) هود 11: 12.
(9) الانعام 6: 8- 9.
صفحه : 588
اللهفقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا عبد الله، أما ما ذكرت من أني آكل الطعام کما تأكلون، و زعمت أنه لا يجوز لأجل هذه أن أكون لله رسولا، فإن الأمر لله يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد، و هو محمود، و ليس لك و لا لأحد الاعتراض عليه، بلم و كيف، ألم تر أن الله تعالي كيف أفقر بعضا و أغني بعضا، و أعز بعضا و أذل بعضا، و أصح بعضا و أسقم بعضا، و شرف بعضا و وضع بعضا و كلهم ممن يأكل الطعام! ثم ليس للفقراء أن يقولوا: لم أفقرتنا و أغنيتهم!}
1» و لا للوضعاء أن يقولوا: لم وضعتنا و شرفتهم! و لا للزمني«، و الضعفاء أن يقولوا: لم أزمنتنا و أضعفتنا و صححتهم! و لا للأذلاء أن يقولوا: لم أذللتنا و أعززتهم! و لا للقباح الصور أن يقولوا: لم أقبحتنا و جملتهم! بل إن أبوا و قالوا ذلک، كانوا علي ربهم رادين، و له في أحكامه منازعين، و به كافرين، و لكان جوابه لهم: إني أنا الملك الرافع الخافض المغني المفقر المعز المذل المصح المسقم، و أنتم العبيد ليس لكم إلا التسليم لي و الانقياد لحكمي، فإن سلمتم كنتم عبادا مؤمنين، و إن أبيتم كنتم بي كافرين، و بعقوباتي من الهالكين.
ثم أنزل الله تعالي: يا محمّد: قُل إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم
«2»، يعني آكل الطعام يُوحي إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ«3» يعني قل لهم: أنا في البشرية مثلكم و لكن ربي خصني بالنبوة دونكم، کما يخص بعض البشر بالغناء، و الصحة و الجمال دون بعض من البشر، فلا تنكروا أن يخصني أيضا بالنبوة.
ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أما قولك: إن هذا ملك الروم و ملك الفرس لا يبعثان رسولا إلا كثير المال، عظيم الحال، له قصور و دور و فساطيط و خيام و عبيد و خدام، و رب العالمين فوق هؤلاء كلهم فهم عبيده فإن الله تعالي له التدبير و الحكم، لا يفعل علي ظنك و حسبانك و اقتراحك، بل يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد و هو محمود.
يا عبد الله، إنما بعث الله نبيه ليعلم النّاس دينهم، و يدعوهم إلي ربهم، و يكد نفسه في ذلک آناء الليل و أطراف النهار، فلو کان صاحب قصور يحتجب فيها، و عبيد و خدم يسترونه عن النّاس، أليس كانت الرسالة تضيع و الأمور تتباطأ! أو ما رأيت الملوك إذا احتجبوا كيف يجري الفساد و القبائح من حيث لا يعلمون و لا يشعرون!
4» يا عبد الله، إنما بعثني الله و لا مال لي ليعرفكم قوته و قدرته، و أنه هو الناصر« لرسوله، لا تقدرون علي قتله و لا منعه من رسالته، فهذا أبين في قدرته و في عجزكم، و سوف يظفرني الله بكم فأوسعكم قتلا و أسرا، ثم يظفرني الله ببلادكم، و يستولي عليها المؤمنون من دونكم، و دون من يوافقكم علي دينكم.
ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أما قولك لي: و لو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك و نشاهده، بل لو أراد الله أن يبعث إلينا نبيا لكان إنما يبعث إلينا ملكا لا بشرا مثلنا، فالملك لا تشاهده حواسكم، لأنه من جنس هذا الهواء لا عيان منه، و لو شاهدتموه- بأن يزاد في قوي أبصاركم- لقلتم: ليس هذا ملكا، بل هذا بشر، لأنه إنما کان يظهر لكم بصورة البشر ألذي ألفتموه لتفهموا عنه مقاله، و لتعرفوا خطابه و مراده، فكيف كنتم تعلمون صدق الملك و أن ما يقوله حق! بل إنما بعث الله بشرا رسولا، و ظهر علي يده المعجزات الّتي ليست في طبائع البشر
-----------------------------------
(1) الزّمني: جمع زمن، و هو المصاب بعاهة أو مرض مزمن.
(2، 3) الكهف 18: 110، فصلت 41: 6.
(4) في «س» و «ط»: الناظر. 1»
صفحه : 589
اللهالّذين قد علمتم ضمائر قلوبهم، فتعلمون بعجزكم عما جاء به أنه معجزة، و أن ذلک شهادة من الله تعالي بالصدق له، و لو ظهر لكم ملك و ظهر علي يده ما يعجز عنه البشر، لم« يكن فيه فائدة لكم، إن ذلک ليس في طبائع سائر أجناسه من الملائكة حتي يصير ذلک معجزا، ألا ترون أن الطيور الّتي تطير ليس ذلک منها بمعجز، لأن لها أجناسا يقع منها مثل طيرانها، و لو أن إنسانا طار كطيرانها لكان ذلک معجزا، فالله عز و جل سهل عليكم الأمر، و جعله بحيث تقوم عليكم الحجة، و أنتم تقترحون العمل الصعب ألذي لا حجة فيه.
2»3»4» ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): و أما قولك: ما أنت إلا رجلا مسحورا، فكيف أكون كذلك، و أنتم تعلمون أني في« التمييز و العقل فوقكم! فهل جربتم علي مذ نشأت إلي أن استكملت أربعين سنة جريرة« أو كذبة أو خنا« أو خطأ من القول، أو سفها من الرأي! أ تظنون أن رجلا يعتصم طول هذه المدة بحول نفسه و قوتها أو بحول الله و قوته! و ذلک ما قال الله تعالي: انظُر كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمثالَ فَضَلُّوا فَلا يَستَطِيعُونَ سَبِيلًا
«5» إلي أن يثبتوا عليك عمي بحجه أكثر من دعاويهم الباطلة الّتي تبين عليك تحصيل بطلانها.
ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): و أما قولك: لَو لا نُزِّلَ هذَا القُرآنُ عَلي رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍ
«6»، الوليد بن المغيرة بمكة، أو عروة بن مسعود بالطائف فإن الله تعالي ليس يستعظم مال الدنيا کما تستعظمه أنت، و لا خطر له عنده کما له عندك، بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة لما سقي كافرا به مخالفا له شربة منها«7»، و ليس قسمة رحمة الله إليك، بل الله القاسم للرحمات، و الفاعل لما يشاء في عبيده و إمائه، و ليس هو عز و جل ممن يخاف أحدا کما تخافه أنت لماله أو حاله، و لا ممن يطمع في أحد في ماله أو حاله فيخصه بالنبوة لذلك، و لا ممن يحب أحدا محبة الهوي کما تحب، فتقدم من لا يستحق التقديم، و إنما معاملته بالعدل، فلا يؤثر بأفضل مراتب الدين و خلاله«8»، إلا الأفضل في طاعته و الأجد في خدمته، و كذلك لا يؤخر في مراتب الدين و خلاله إلا أشدهم تباطؤا عن طاعته، و إذا کان هذا صفته لم ينظر إلي مال و لا إلي حال، بل هذا المال و الحال من فضله، و ليس لأحد من عباده عليه ضربة لازب«9»، فلا يقال له: إذا تفضلت بالمال علي عبد فلا بد أن تتفضل عليه بالنبوة أيضا، لأنه ليس لأحد إكراهه علي خلاف مراده، و لا إلزامه تفضلا، لأنه تفضل قبله بنعمه، ألا تري- يا عبد الله- كيف أغني واحدا و قبح صورته! و كيف حسن صورة واحد و أفقره! و كيف شرف واحدا أفقره! و كيف
-----------------------------------
(1) في المصدر: لم يكن في ذلک ما يدلّكم.
(2) في المصدر زيادة: صحة.
(3) في المصدر زيادة: أو زلّة.
(4) الخنا: الفحش في القول. «لسان العرب- خنا- 14: 244».
(5) الإسراء 17: 48، الفرقان 25: 9.
(6) الزخرف 43: 31.
(7) في المصدر: شربة ماء.
(8) في «ط»، في الموضعين: رجلا له. و في المصدر: و جلاله. [.....]
(9) هذا الأمر ضربة لازب، أي لازم شديد. «لسان العرب- لزب- 1: 738». و في «ط»: ضريبة لازب. 1»
صفحه : 590
اللهأغني واحدا و وضعه، ثم ليس لهذا الغني أن يقول: هلا أضيف إلي يساري جمال فلان، و لا للجميل أن يقول: هلا أضيف إلي جمالي مال فلان، و لا للشريف أن يقول: هلا أضيف إلي شرفي مال فلان، و لا للوضيع أن يقول: هلا أضيف إلي ضعتي شرف فلان، و لكن الحكم لله يقسم كيف« يشاء و يفعل كيف يشاء، و هو حكيم في أفعاله، محمود في أعماله، و ذلک قوله تعالي: وَ قالُوا لَو لا نُزِّلَ هذَا القُرآنُ عَلي رَجُلٍ مِنَ القَريَتَينِ عَظِيمٍ
قال الله تعالي: أَ هُم يَقسِمُونَ رَحمَتَ رَبِّكَ يا محمّد نَحنُ قَسَمنا بَينَهُم مَعِيشَتَهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا«2»، فأحوجنا بعضا إلي بعض و أحوجنا هذا إلي مال ذاك، و أحوجنا ذاك إلي سلعة هذا أو إلي خدمته، فتري أجل الملوك و أغني الأغنياء محتاجا إلي أفقر الفقراء في ضرب من الضروب: إما سلعة معه ليست معه، و إما خدمة يصلح لها لا يتهيأ لذلك الملك إلا أن يستعين به، و إما باب من المعلوم و الحكم هو فقير إلي أن يستفيدها من هذا الفقير، و هذا الفقير يحتاج إلي مال ذلک الملك الغني، و ذلک الملك يحتاج إلي علم هذا الفقير أو رأيه أو معرفته، ثم ليس للملك أن يقول: هلا اجتمع إلي ملكي، و مالي علمه و رأيه! و لا لذلك الفقير أن يقول: هلا أجتمع إلي رأيي و علمي و ما أتصرف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغني! ثم قال: وَ رَفَعنا بَعضَهُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعضُهُم بَعضاً سُخرِيًّا«3» ثم قال: يا محمّد، قل لهم: وَ رَحمَتُ رَبِّكَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعُونَ«4» يجمع هؤلاء من أموال الدنيا.
ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): و أما قولك: لن نؤمن لك حتي تفجر لنا من الإرض ينبوعا، إلي آخر ما قلته، فإنك اقترحت علي محمّد رسول الله أشياء: منها مالو جاءك به لم يكن برهانا لنبوته، و رسول الله يرتفع عن أن يغتنم جهل الجاهلين، و يحتج عليهم بما لا حجة فيه و منها ما لو جاءك به لكان معه هلاكك، و إنما يؤتي بالحجج و البراهين ليلزم عباد الله الإيمان لا ليهلكوا بها، فإنما اقترحت هلاكك، و رب العالمين أرحم بعباده و أعلم بمصالحهم من أن يهلكهم کما يقترحون، و منها المحال ألذي لا يصح و لا يجوز كونه، و رسول رب العالمين يعرفك ذلک، و يقطع معاذيرك، و يضيق عليك سبيل مخالفتك، و يلجئك بحجج الله إلي تصديقه حتي لا يکون لك عنه محيد و لا محيص و منها ما قد اعترفت علي نفسك أنك فيه معاند متمرد لا تقبل حجة و لا تصغي إلي برهان، و من کان كذلك فدواؤه عذاب الله النازل من سمائه أو في جحيمه أو بسيوف أوليائه.
و أما قولك، يا عبد الله: لن نؤمن لك حتي تفجر لنا من الإرض ينبوعا بمكة، فإنها ذات حجارة و صخور و جبال، تكسح أرضها و تحفرها تجري فيها العيون فإننا إلي ذلک محتاجون، فإنك سألت هذا و أنت جاهل بدلائل الله تعالي- يا عبد الله- أ رأيت لو فعلت هذا كنت من أجل هذا نبيا! أ رأيت الطائف الّتي لك فيها بساتين، أما کان هناك مواضع فاسدة صعبة أصلحتها و ذللتها و كسحتها و أجريت فيها عيونا استنبطتها! قال: بلي، قال: فهل لك في
-----------------------------------
(1) في «س» و المصدر: کما.
(2) الزخرف 43: 32.
(3) الزخرف 43: 32.
(4) الزخرف 43: 32.
صفحه : 591
اللههذا نظراء! قال: بلي، قال: أ فصرت بذلك أنت و هم أنبياء! قال: لا قال: فكذلك لا يصير هذا حجة لمحمد لو فعله، علي نبوته، فما هو إلا كقولك: لن نؤمن لك حتي تقوم و تمشي علي الإرض أو حتي تأكل الطعام کما يأكل النّاس.}
و أما قولك يا عبد الله: أو تكون لك جنة من نخيل و عنب فتأكل منها و تطعمنا و تفجر الأنهار خلالها تفجيرا!
أ و ليس لك و لأصحابك جنان من نخيل و عنب بالطائف تأكلون و تطعمون منها و تفجرون الأنهار خلالها تفجيرا!
أ فصرتم أنبياء بهذا! قال: لا، قال: فما بال اقتراحكم علي رسول الله أشياء لو كانت کما تقترحون لما دلت علي صدقه، بل لو تعاطاها لدل تعاطيه إياها علي كذبه، لأنه حينئذ يحتج بما لا حجة فيه، و يخدع الضعفاء عن عقولهم و أديانهم. و رسول رب العالمين يجل و يرتفع عن هذا.
ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا عبد الله، و أما قولك: أو تسقط السماء کما زعمت علينا كسفا، فإنك قلت:
وَ إِن يَرَوا كِسفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَركُومٌ
فإن في سقوط السماء عليكم موتكم و هلاككم، فإنما تريد بهذا من رسول الله أن يهلكك، و رسول«1» رب العالمين أرحم بك من ذلک، و لا يهلك، لكنه يقيم عليك حجج الله، و ليس حجج الله لنبيه وحده علي حسب الاقتراح من عباده، لأن العباد جهال بما يجوز من الصلاح، و بما لا يجوز من الفساد، و قد يختلف اقتراحهم و يتضاد حتي يستحيل وقوعه، إذ لو كانت اقتراحاتهم واقعة لجاز أن تقترح أنت أن تسقط السماء عليكم، و يقترح غيرك أن لا تسقط عليكم السماء بل أن ترفع الإرض إلي السماء و تقع السماء عليها، فكان ذلک يتضاد و يتنافي و يستحيل وقوعه، و الله تعالي لا يجري تدبيره علي ما يلزم به المحال.
ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): و هل رأيت- يا عبد الله- طبيبا کان دواؤه للمرضي علي حسب اقتراحاتهم!
و إنما يفعل بهم ما يعلم صلاحهم فيه، أحبه العليل أو كرهه، فأنتم المرضي و الله طبيبكم، فان انقدتم لدوائه شفاكم، و إن تمردتم عليه أسقمكم و بعد، فمتي رأيت- يا عبد الله- مدعي حق من قبل رجل أوجب عليه حاكم من حكامهم- فيما مضي- بينة علي دعواه علي حسب اقتراح المدعي عليه! إذن ما کان يثبت لأحد علي أحد دعوي و لا حق، و لا کان بين ظالم و مظلوم و لا بين صادق و كاذب فرق.
ثم قال: يا عبد الله، و أما قولك: أو تأتي بالله و الملائكة قبيلا يقابلوننا و نعاينهم فإن هذا من المحال ألذي لا خفاء به، إن ربنا عز و جل ليس كالمخلوقين يجيء و يذهب و يتحرك و يقابل شيئا حتي يؤتي به، فقد سألتم بهذا المحال، و إنما هذا ألذي دعوت إليه صفة أصنامكم الضعيفة المنقوصة الّتي لا تسمع و لا تبصر و لا تعلم، و لا تغني عنكم شيئا و لا عن أحد. يا عبد الله، أو ليس لك ضياع و جنان بالطائف و عقار بمكة و قوام عليها! قال: بلي، قال:
أ فتشاهد جميع أحوالها بنفسك أو بسفراء بينك و بين معامليك! قال: بسفراء، قال: أ رأيت لو قال معاملوك و أكرتك و خدمك لسفرائك: لا نصدقكم في هذه السفارة إلا أن تأتونا بعبد الله بن أبي امية لنشاهده فنسمع ما تقولون عنه شفاها، كنت تسوغهم هذا، أو کان يجوز لهم عندك ذلک! قال: لا، قال: فما ألذي يجب علي سفرائك! أ ليس أن
-----------------------------------
(1) (رسول) ليس في «س». 1»2»
صفحه : 592
اللهيأتوهم عنك بعلامة صحيحة تدلهم علي صدقهم فيجب عليهم أن يصدقوهم! قال: بلي، قال: يا عبد الله، أ رأيت سفيرك لو أنه لما سمع منهم هذا عاد إليك و قال قم معي فإنهم قد اقترحوا علي مجيئك، أليس يکون لك مخالفا، و تقول له: إنما أنت رسول، لا مشير و لا آمر«! قال: بلي، قال: كيف صرت تقترح علي رسول رب العالمين مالا تسوغ لأكرتك و معامليك أن يقترحوه علي رسولك إليهم، و كيف أردت من رسول رب العالمين مالا تسوغ لأكرتك« و قوامك! هذه حجة قاطعة لإبطال جميع ما ذكرته في کل ما اقترحته، يا عبد الله.
و أما قولك، يا عبد الله: أو يکون لك بيت من زخرف- و هو الذهب- أما بلغك أن لعظيم مصر بيوتا من زخرف! قال: بلي، قال: أ فصار بذلك نبيا! قال: لا، قال: فكذلك لا يوجب ذلک لمحمد- لو کان له- نبوة، و محمّد لا يغتنم جهلك بحجج الله.
3» و أما قولك يا عبد الله: أو ترقي في السماء، ثم قلت: و لن نؤمن لرقيك حتي تنزل علينا كتابا نقرؤه، يا عبد الله، الصعود إلي السماء أصعب من النزول عنها، و إذا اعترفت علي نفسك أنك لا تؤمن إذا صعدت، فكذلك حكم النزول، ثم قلت: حتي تنزل علينا كتابا نقرؤه، و من بعد ذلک، لا أدري أؤمن بك أو لا أؤمن بك فأنت- يا عبد الله- مقر بأنك تعاند حجة الله عليك، فلا دواء لك إلا تأديبه [لك] علي يد أوليائه من البشر أو ملائكته الزبانية، و قد أنزل الله تعالي علي كلمة« جامعة لبطلان کل ما اقترحته، فقال تعالي قُل
يا محمّد سُبحانَ رَبِّي هَل كُنتُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا! ما أبعد ربي عن أن يفعل الأشياء علي قدر ما يقترحه الجهال بما يجوز و بما لا يجوز؟ هَل كُنتُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا لا يلزمني إلا إقامة حجة الله الّتي أعطاني، و ليس لي أن آمر علي ربي و أنهي و لا أشير، فأكون كالرسول ألذي بعثه«4» ملك إلي قوم من مخالفيه فرجع إليه يأمره أن يفعل بهم ما اقترحوه عليه.
5» فقال أبو جهل: يا محمّد ها هنا واحدة: أ لست زعمت أن قوم موسي احترقوا بالصاعقة لما سألوه أن يريهم الله جهرة! قال: بلي قال: و لو كنت نبيا لاحترقنا نحن أيضا، فقد سألنا أشد مما قال« قوم موسي، لأنهم قالوا: أرنا الله جهرة و نحن قلنا: لن نؤمن لك حتي تأتي بالله و الملائكة قبيلا نعاينهم.
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله) يا أبا جهل، أو ما علمت قصة ابراهيم الخليل (عليه السلام) لما رفع في الملكوت، و ذلک قول الله تبارك و تعالي: وَ كَذلِكَ نُرِي إِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ
«6» قوي الله بصره لما رفعه دون السماء حتي نظر إلي الإرض و من عليها ظاهرين و مستترين، فرأي رجلا و امرأة علي فاحشة، فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثم رأي آخرين، فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثم رأي آخرين، فهم بالدعاء
-----------------------------------
(1) في «ط» رسول مبشر مأمور.
(2) في المصدر: رسول ربّ العالمين أن يستذم إلي ربّه بأن يأمر عليه و ينهي، و أن لا تسوّغ مثل هذا لرسولك إلي أكرتك.
(3) في المصدر: حكمة.
(4) في «س»: يبعثه.
(5) في المصدر: سأل.
(6) الأنعام 6: 75. 1»2»
صفحه : 593
اللهعليهما، فأوحي الله إليه. يا إبراهيم، اكفف دعوتك عن عبادي و إمائي، أنا الغفور الرحيم، الجبار« الحليم، لا تضرني ذنوب عبادي، کما لا تنفعني طاعتهم، و لست أسوسهم بشفاء الغيظ كسياستك، فاكفف دعوتك عن عبادي و إمائي فإنما أنت عبد نذير، لا شريك لي في المملكة، و لا مهيمن علي، و لا علي عبادي، و عبادي معي بين خلال ثلاث: اما أن تابوا إلي فتبت عليهم و غفرت ذنوبهم و سترت عيوبهم، و إما كففت عنهم عذابي لعلمي بأنه سيخرج من أصلابهم، ذريات مؤمنون«، فأرفق بالآباء الكافرين، و أتأني بالأمهات الكافرات، فأرفع عذابي عنهم ليخرج ذلک المؤمن من أصلابهم، فإذا تزايلوا حل بهم عذابي، و حاق بهم بلائي، فإن لم يكن هذا و لا هذا فإن ألذي أعددته لهم من عذابي أعظم مما تريده بهم، فإن عذابي لعبادي علي حسب جلالي و كبريائي. يا إبراهيم، خل بيني و بين عبادي فإني أرحم بهم منك، و خل بيني و بين عبادي فإني أنا الجبار الحليم العلام الحكيم، ادبرهم بعلمي و انفذ فيهم قضائي و قدري.
3»4» ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إن الله تعالي- يا أبا جهل- إنما دفع عنك العذاب لعلمه بأنه سيخرج من صلبك ذرية طيبة، عكرمة« ابنك، و سيلي من امور المسلمين ما إن، أطاع الله فيه، کان عند الله جليلا، و إلا فالعذاب نازل عليك، و كذلك سائر قريش السائلين، لما سألوا من هذا، إنما أمهلوا لأن الله علم أن بعضهم سيؤمن بمحمد، و ينال به السعادة، فهو تعالي لا يقتطعه عن تلك السعادة و لا يبخل بها عليه، أو من يولد منه مؤمن فهو ينظر أباه لإيصال ابنه إلي السعادة، و لو لا ذلک لنزل العذاب بكفاتكم، فانظر نحو السماء، فنظر فإذا أبوابها مفتحة، و إذا النيران نازلة منها مسامتة« لرءوس القوم تدنو منهم، حتي وجدوا حرها بين أكتافهم، فارتعدت فرائص أبي جهل و الجماعة، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا تروعنكم، فإن الله لا يهلككم بها، و إنما أظهرها عبرة ثم نظروا فإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها و رفعتها و دفعتها حتي أعادتها في السماء کما جاءت منها. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): بعض هذه الأنوار أنوار من قد علم الله أنه سيسعده بالإيمان بي منكم من بعد، بعضها أنوار ذرية طيبة ستخرج من بعضكم ممن لا يؤمن و هم يؤمنون».
2] 1656/[- علي بن إبراهيم: إنها نزلت في عبد الله بن أبي امية أخي ام سلمة (رحمة الله عليها)، و ذلک أنه قال هذا لرسول الله (صلي الله عليه و آله) بمكة قبل الهجرة، فلما خرج رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي فتح مكة استقبله عبد الله بن أبي امية فسلم علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) فلم يرد عليه السلام، فأعرض عنه فلم يجبه بشيء، و كانت أخته أم سلمة
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 2: 26.
(1) في المصدر: الحنّان. [.....]
(2) في «س»: يؤمنون.
(3) عكرمة بن أبي جهل عمرو بن هشام المخزومي القريشي، من صناديد قريش في الجاهلية و الإسلام. کان هو و أبوه من أشدّ النّاس عداوة للنبيّ (صلي اللّه عليه و آله)، و أسلم عكرمة بعد فتح مكّة، فشهد الوقائع، و ولي الأعمال، و ولي الأعمال، و قتل في اليرموك أو يوم برج الصفر، سنة 13: ه. الطبقات الكبري 7: 404، صفة الصفوة 1: 730/ 111، سير أعلام النبلاء 1: 323/ 66، الإصابة 2: 496.
(4) سامته مسامتة: قابله و وازاه. «تاج العروس- سمت- 1: 555».
صفحه : 594
اللهمع رسول الله (صلي الله عليه و آله) فدخل عليها فقال: يا أختي، إن رسول الله قد قبل إسلام النّاس كلهم، ورد علي إسلامي فليس يقبلني کما قبل غيري.}
فلما دخل رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي ام سلمة قالت: بأبي أنت و امي يا رسول الله، سعد بك جميع النّاس إلا أخي من بين قريش و العرب رددت إسلامه، و قبلت إسلام النّاس كلهم!
فقال: « يا ام سلمة، إن أخاك كذبني تكذيبا لم يكذبني أحد من النّاس، هو ألذي قال لي: لن نؤمن لك حتي تفجر لنا من الإرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل و عنب، فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا، أو تسقط السماء کما زعمت علينا كسفا، أو تأتي بالله و الملائكة قبيلا، أو يکون لك بيت من زخرف، أو ترقي في السماء، و لن نؤمن لرقيك حتي تنزل علينا كتابا نقرؤه».
قالت ام سلمة: بأبي أنت و أمي- يا رسول الله- ألم تقل أن الإسلام يجب ما کان قبله! قال: «نعم»، فقبل رسول الله (صلي الله عليه و آله) إسلامه.
3] 2656/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً
يعني عينا أَو تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ يعني بستانا مِن نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهارَ خِلالَها تَفجِيراً من تلك العيون أَو تُسقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاً و ذلک أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال: إنه ستسقط السماء كسفا لقوله: وَ إِن يَرَوا كِسفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَركُومٌ«1».
قوله تعالي: أَو تَأتِيَ بِاللّهِ وَ المَلائِكَةِ قَبِيلًا
و القبيل: الكثير أَو يَكُونَ لَكَ بَيتٌ مِن زُخرُفٍ أي مزخرف بالذهب أَو تَرقي فِي السَّماءِ وَ لَن نُؤمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتّي تُنَزِّلَ عَلَينا كِتاباً نَقرَؤُهُ يقول: من الله إلي عبد الله بن أبي أمية أن محمدا صادق، و أني أنا بعثته، و يجيء معه أربعة من الملائكة يشهدون أن الله هو كتبه. فأنزل الله عز و جل: قُل سُبحانَ رَبِّي هَل كُنتُ إِلّا بَشَراً رَسُولًا».
4] 3656/[- العياشي: عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قالُوا أَ بَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَسُولًا
قالوا: إن الجن كانوا في الإرض قبلنا فبعث الله إليهم ملكا، فلو أراد الله أن يبعث إلينا لبعث ملكا من الملائكة، و هو قول الله تبارك و تعالي: وَ ما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنُوا إِذ جاءَهُمُ الهُدي إِلّا أَن قالُوا أَ بَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَسُولًا».
5] 4656/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «بينا رسول الله (صلي الله عليه و آله) جالس و عنده جبرئيل (عليه السلام) إذ حانت من جبرئيل نظرة نحو
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 2: 27. 4- تفسير العيّاشي 2: 317/ 167. 5- تفسير القمّي 2: 27.
(1) الطور 52: 44. 1»2»3»4»
صفحه : 595
اللهالسماء فامتقع لونه« حتي صار كأنه الكركمة«، ثم لاذ برسول الله (صلي الله عليه و آله)، فنظر رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي حيث نظر جبرئيل فإذا شيء قد ملأ ما بين الخافقين مقبلا حتي کان كقاب« من الإرض، ثم قال: يا محمّد، إني رسول الله إليك أخيرك أن تكون ملكا رسولا أحب إليك، أو تكون عبدا رسولا فالتفت رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي جبرئيل (عليه السلام) و قد رجع إليه لونه. فقال جبرئيل: بل كن عبدا رسولا فرفع الملك رجله اليمني فوضعها في كبد السماء الدنيا، ثم رفع الاخري فوضعها في الثانية، ثم رفع اليمني فوضعها في الثالثة، ثم هو هكذا حتي انتهي إلي السماء السابعة، کل سماء خطوة، و كلما ارتفع صغر، حتي صار آخر ذلک مثل الصر«، فالتفت رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي جبرئيل (عليه السلام) فقال: لقد رأيتك ذعرا و ما رأيت شيئا کان أذعر لي من تغير لونك!
فقال: يا نبي الله، لا تلمني، أ تدري من هذا! قال: لا، قال: هذا إسرافيل حاجب الرب، فلم ينزل من مكانه منذ خلق الله السماوات و الإرض، فلما رأيته منحطا ظننت أنه جاء بقيام الساعة، فكان ألذي رأيت من تغير لوني لذلك، فلما رأيت ما اصطفاك الله به رجع إلي لوني و نفسي، أما رأيته كلما ارتفع صغر، إنه ليس شيء يدنو من الرب إلا يصغر لعظمته، إن هذا حاجب الرب و أقرب خلق الله منه، و اللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فإذا تكلم الرب تبارك و تعالي بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه، ثم يلقيه إلينا فنسعي به في السماوات و الإرض، إنه لأدني خلق الرحمن منه، و بينه و بينه سبعون حجابا من نور تقطع من دونها الأبصار ما لا يعد و لا يوصف، و إني لأقرب الخلق منه، و بيني و بينه مسيرة ألف عام».
6565/[6]- قال علي بن إبراهيم: و قوله: وَ ما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنُوا إِذ جاءَهُمُ الهُدي إِلّا أَن قالُوا أَ بَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَسُولًا.
قال: قال الكفار: لم لم يبعث الله إلينا الملائكة! فقال الله عز و جل: و لو بعثنا إليهم ملكا لما آمنوا و لهلكوا، و لو كانت الملائكة في الإرض يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا».
قوله تعالي:
وَ نَحشُرُهُم يَومَ القِيامَةِ عَلي وُجُوهِهِم عُمياً وَ بُكماً وَ صُمًّا مَأواهُم جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَت زِدناهُم سَعِيراً [97]
-----------------------------------
6- تفسير القمّي 2: 27.
(1) امتقع لونه: إذا تغيّر من حزن أو فزع. «لسان العرب- مقع- 8: 341».
(2) الكركمة: واحدة الكركم، و هو الزّعفران، و قيل: العصفر، و قيل: شيء كالورس، هو فارسي معرّب. «النهاية 4: 166».
(3) القاب: المقدار، و من القوس: ما بين المقبض و طرف القوس. «المعجم الوسيط- قاب 2: 765».
(4) في المصدر: الذّر، و الصّرّ: عصفور أو طائر في قدّه، أصفر اللون: «مجمع البحرين- صرر- 3: 365».
صفحه : 596
6566/[1]- علي بن إبراهيم، قال: و قوله تعالي: وَ نَحشُرُهُم يَومَ القِيامَةِ عَلي وُجُوهِهِم عُمياً وَ بُكماً وَ صُمًّا قال: علي جباههم مَأواهُم جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَت زِدناهُم سَعِيراً: أي كلما انطفت.
2] 7656/[- ثم قال علي بن إبراهيم: حدثني أبي عن إبن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، يرفعه إلي علي بن الحسين (عليه السلام) قال: «إن في جهنم واديا يقال له سعير، إذا خبث جهنم فتح سعيرها، و هو قوله: كُلَّما خَبَت زِدناهُم سَعِيراً
أي كلما انطفت».
3] 8656/[- العياشي: عن إبراهيم بن عمر، رفعه إلي أحدهما (عليهما السلام) ، في قوله تعالي: وَ نَحشُرُهُم يَومَ القِيامَةِ عَلي وُجُوهِهِم
، قال: «علي جباههم».
4] 9656/[- عن بكر بن بكر«1»، رفع الحديث إلي علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: «إن في جهنم لواديا يقال له: سعيرا إذا خبت جهنم فتح سعيرها، و هو قول الله: كُلَّما خَبَت زِدناهُم سَعِيراً
».
قوله تعالي:
قُل لَو أَنتُم تَملِكُونَ خَزائِنَ رَحمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمسَكتُم خَشيَةَ الإِنفاقِ وَ كانَ الإِنسانُ قَتُوراً [100] 6570/[5]- علي بن إبراهيم، قال: لو كانت الأموال بيد النّاس لما أعطوا النّاس شيئا مخافة الفقر«2». وَ كانَ الإِنسانُ قَتُوراً أي بخيلا.
قوله تعالي:
وَ لَقَد آتَينا مُوسي تِسعَ آياتٍ بَيِّناتٍ- إلي قوله تعالي- وَ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرعَونُ مَثبُوراً [101- 102]
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 29. 2- تفسير القمّي 2: 29. [.....] 3- تفسير العيّاشي 2: 318/ 168. 4- تفسير العيّاشي 2: 318/ 169. 5- تفسير القمّي 2: 29.
(1) لعلّه بكر بن أبي بكر. انظر معجم رجال الحديث 3: 340.
(2) في المصدر و «ط» نسخة بدل: النفاد.
صفحه : 597
1] 1756/[- عبد الله بن جعفر الحميري، عن الحسن بن ظريف، عن معمر، عن الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر (عليهم السلام)، قال: «كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم و أنا طفل خماسي، إذ دخل عليه نفر من اليهود- و ذكر الحديث إلي أن قال- قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع الّتي أوتيها موسي بن عمران.
قلت: العصا، و إخراجه يده من جيبه بيضاء، و الجراد، و القمل، و الضفادع، و الدم، و رفع الطور، و المن و السلوي آية واحدة، و فلق البحر. قالوا: صدقت».
2] 2756/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن النعمان، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ لَقَد آتَينا مُوسي تِسعَ آياتٍ بَيِّناتٍ
، قال: «الطوفان، و الجراد، و القمل، و الضفادع، و الدم، و الحجر، و البحر، و العصا، و يده».
3] 3756/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا أبو إسحاق يزيد بن إسحاق- و لقبه شعر- قال: حدثني هارون بن حمزة الغنوي الصيرفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن التسع آيات الّتي اوتي موسي (عليه السلام). فقال: «الجراد، و القمل، و الضفادع، و الدم، و الطوفان، و البحر، و الحجر، و العصا، و يده».
6574/[4]- علي بن إبراهيم، قال: الطوفان، و الجراد، و القمل، و الضفادع، و الدم و الحجر و العصا، و يده، و البحر.
5] 5756/[- العياشي: عن سلام، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ لَقَد آتَينا مُوسي تِسعَ آياتٍ بَيِّناتٍ
، قال: «الطوفان، و الجراد، و القمل، و الضفادع، و الدم، و الحجر، و البحر، و العصا، و يده».
6576/[6]- علي بن إبراهيم: قال يحكي قول موسي: وَ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرعَونُ مَثبُوراً أي هالكا يدعو بالثبور.
7] 7756/[- العياشي: عن العباس بن معروف، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ذكر قول الله عز و جل:
-----------------------------------
1- قرب الاسناد: 133. 2- الخصال: 423/ 25. 3- الخصال: 423/ 24. 4- تفسير القمّي 2: 29. 5- تفسير العيّاشي 2: 318/ 170. 6- تفسير القمّي 2: 29. 7- تفسير العيّاشي 2: 318/ 171.
صفحه : 598
اللهيا فِرعَونُ}
: « يا عاصي».
قوله تعالي:
فَأَرادَ أَن يَستَفِزَّهُم مِنَ الأَرضِ- إلي قوله تعالي- وَ يَخِرُّونَ لِلأَذقانِ يَبكُونَ وَ يَزِيدُهُم خُشُوعاً [103- 109]
1] 8756/[- علي بن إبراهيم، قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: فَأَرادَ أَن يَستَفِزَّهُم مِنَ الأَرضِ
: « أي أراد أن يخرجهم من الإرض، و قد علم فرعون و قومه أن ما أنزل تلك الآيات إلا الله، و أما قوله: فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ جِئنا بِكُم لَفِيفاً يقول: جميعا».
6579/[2]- في رواية علي بن إبراهيم: فَأَرادَ يعني فرعون أَن يَستَفِزَّهُم مِنَ الأَرضِ أي يخرجهم من مصر فَأَغرَقناهُ وَ مَن مَعَهُ جَمِيعاً وَ قُلنا مِن بَعدِهِ لِبَنِي إِسرائِيلَ اسكُنُوا الأَرضَ فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ جِئنا بِكُم لَفِيفاً: أي من کل ناحية.
قال: قوله تعالي وَ قُرآناً فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَي النّاسِ عَلي مُكثٍ: أي علي مهل وَ نَزَّلناهُ تَنزِيلًا ثم قال: يا محمّد، قُل آمِنُوا بِهِ أَو لا تُؤمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ يعني من أهل الكتاب الّذين آمنوا برسول الله (صلي الله عليه و آله): إِذا يُتلي عَلَيهِم يَخِرُّونَ لِلأَذقانِ سُجَّداً قال: الوجه وَ يَقُولُونَ سُبحانَ رَبِّنا إِن كانَ وَعدُ رَبِّنا لَمَفعُولًا وَ يَخِرُّونَ لِلأَذقانِ يَبكُونَ وَ يَزِيدُهُم خُشُوعاً و هم قوم من أهل الكتاب آمنوا بالله.
3] 0856/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد، بإسناده، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عمن بجبهته علة لا يقدر علي السجود عليها.
قال: «يضع ذقنه علي الإرض، إن الله عز و جل يقول: يَخِرُّونَ لِلأَذقانِ سُجَّداً
».
4] 1856/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الصباح، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له رجل بين عينية قرحة لا يستطيع أن يسجد عليها! قال: يسجد ما بين طرف شعره، فإن لم يقدر سجد علي حاجبه الأيمن، فإن لم يقدر فعلي حاجبه الأيسر، فإن لم يقدر فعلي ذقنه».
قلت: علي ذقنه! قال: «نعم، أما تقرأ كتاب الله عز و جل: يَخِرُّونَ لِلأَذقانِ سُجَّداً
».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 29. 2- تفسير القمّي 2: 29. [.....] 3- الكافي 3: 334/ 6. 4- تفسير القمّي 2: 3.
صفحه : 599
قوله تعالي:
وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها وَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا [110]
1] 2856/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسي، عن سماعة، قال: سألته عن قول الله عز و جل: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
قال: «المخافتة: ما دون سمعك، و الجهر: أن ترفع صوتك شديدا».
و رواه الشيخ في (التهذيب) بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسي، عن سماعة قال: سألته عن قول الله عز و جل، و ساق الحديث إلي آخره«1».
2] 3856/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): علي الإمام أن يسمع من خلفه و إن كثروا!
فقال: «ليقرأ قراءة وسطا، يقول الله تبارك و تعالي: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
».
3] 4856/[- علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن الصباح، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله:
وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
، قال: «الجهر بها: رفع الصوت، و التخافت: ما لم تسمع بأذنك، و اقرأ ما بين ذلک».
4] 5856/[- و عنه قال: حدثني أبي، عن الصباح، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله:
وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
، قال: «رفع الصوت عاليا، و المخافتة: ما لم تسمع نفسك».
5] 6856/[- قال علي بن إبراهيم: و روي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قوله: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
، قال: «الإجهار أن ترفع صوتك يسمعه من بعد عنك، و المخافتة. أن لا تسمع من معك إلا يسيرا».
6] 7856/[- العياشي: عن المفضل قال: سمعته (عليه السلام) يقول ، و سئل عن الإمام هل عليه أن يسمع من خلفه و إن كثروا! قال: يقرأ قراءة وسطا، يقول الله تبارك و تعالي: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
».
-----------------------------------
1- الكافي 3: 315/ 21. 2- الكافي 3: 317/ 27. 3- تفسير القمّي 2: 30. 4- تفسير القمّي 2: 30. 5- تفسير القمّي 2: 30. 6- تفسير العيّاشي 2: 318/ 172.
(1) التهذيب 2: 290/ 1164
صفحه : 600
7] 8856/[- عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
، قال: «المخافتة: ما دون سمعك، و الجهر: أن ترفع صوتك شديدا».
8] 9856/[- عن عبد الله بن سنان، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإمام، هل عليه أن يسمع من خلفه و إن كثروا! قال: «ليقرأ قراءة وسطا، إن الله يقول: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
».
9] 0956/[- عن زرارة و حمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام): في قوله تعالي:
وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها وَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا
، قال: «کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) إذا کان بمكة جهر بصوته، فيعلم بمكانه المشركون، فكانوا يؤذونه، فأنزلت هذه الآية عند ذلک».
10] 1956/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)«1» في قوله: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
.
قال: «نسختها فَاصدَع بِما تُؤمَرُ
«2»».
11] 2956/[- عن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالي: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
.
فقال: «الجهر بها: رفع الصوت، و المخافتة: ما لم تسمع اذناك، و ما بين ذلک قدر ما يسمع اذنك».
12] 3956/[- عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها وَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا
، قال: تفسيرها: و لا تجهر بولاية علي (عليه السلام) و لا بما أكرمته به حتي آمرك بذلك وَ لا تُخافِت بِها يعني و لا تكتمها عليا (عليه السلام) و أعلمه بما أكرمته به».
13] 4956/[- عن الحلبي، عن بعض أصحابنا، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) لأبي عبد الله (عليه السلام): « يا بني عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوها». قال: «و كيف ذاك، يا أبت!» قال: «مثل قول الله عز و جل: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها
لا تَجهَر بِصَلاتِكَ سيئة، وَ لا تُخافِت بِها سيئة وَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا حسنة، و مثل قوله: وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ«3»، و مثل قوله: وَ الَّذِينَ إِذا أَنفَقُوا لَم يُسرِفُوا وَ لَم يَقتُرُوا إذا أسرفوا سيئة، و إذا أقتروا
-----------------------------------
7- تفسير العيّاشي 2: 318/ 173. 8- تفسير العيّاشي 2: 318/ 174. 9- تفسير العيّاشي 2: 318/ 175. 10- تفسير العيّاشي 2: 319/ 176. 11- تفسير العيّاشي 2: 319/ 177. [.....] 12- تفسير العيّاشي 2: 319/ 178. 13- تفسير العيّاشي 2: 319/ 179.
(1) في المصدر: عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام).
(2) الحجر 15: 94.
(3) الإسراء 17: 29.
صفحه : 601
اللهسيئة وَ كانَ بَينَ ذلِكَ قَواماً}
«1» حسنة، فعليك بالحسنة بين السيئتين».
14] 5956/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الآية في قول الله وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها وَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا
.
2» قال: «لا تجهر بولاية علي (عليه السلام) فهو الصلاة، و لا بما أكرمته به حتي انزل به«، و ذلک قوله: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها وَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا
.
قال: «لا تجهر بولاية علي (عليه السلام) فهو الصلاة، و لا بما أكرمته به حتي انزل به، و ذلک قوله: وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ
و أما قوله: وَ لا تُخافِت بِها فإنه يقول: و لا تكتم ذلک عليا (عليه السلام)، يقول: أعلمه بما أكرمته به فأما قوله: وَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا، يقول: تسألني أن آذن لك أن تجهر بأمر علي (عليه السلام)، بولايته. فأذن له بإظهار ذلک يوم غدير خم، فهو قوله يومئذ: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه».
قوله تعالي:
وَ قُلِ الحَمدُ لِلّهِ الَّذِي لَم يَتَّخِذ وَلَداً وَ لَم يَكُن لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلكِ وَ لَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرهُ تَكبِيراً [111] 6596/[1]- علي بن إبراهيم، قال: لم يذل فيحتاج إلي ولي ينصره.
2] 7956/[- العياشي: عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: «قال النبي (صلي الله عليه و آله) و قد فقد رجلا، فقال: ما أبطأ بك عنا! فقال: السقم و العيال. فقال: ألا أعلمك بكلمات تدعو بهن، و يذهب الله عنك السقم و ينفي عنك الفقر! تقول: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، توكلت علي الحي ألذي لا يموت، و الحمد لله ألذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك، و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا».
3] 8956/[- عن عبد الله بن سنان، قال: شكوت إلي أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: «ألا أعلمك شيئا إذا قلته قضي الله دينك و أنعشك و أنعش حالك!» فقلت: ما أحوجني إلي ذلک. فعلمه هذا الدعاء: «قل في دبر صلاة الفجر:
توكلت علي الحي ألذي لا يموت، و الحمد لله ألذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك، و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا، اللهم إني أعوذ بك من البؤس و الفقر، و من غلبة الدين و السقم، و أسألك أن تعينني علي أداء حقك إليك و إلي النّاس».
-----------------------------------
14- تفسير العيّاشي 2: 319/ 180. 1- تفسير القمّي 2: 30. 2- تفسير العيّاشي 2: 320/ 181. 3- تفسير العيّاشي 2: 320/ 182.
(1) الفرقان 25: 67.
(2) في المصدر: آمرك.
صفحه : 603
قوله تعالي:
وَ إِمّا تُعرِضَنَّ عَنهُمُ ابتِغاءَ رَحمَةٍ مِن رَبِّكَ تَرجُوها فَقُل لَهُم قَولًا مَيسُوراً [28]
1] [- إبن شهر آشوب: نقلا عن كتاب الشيرازي: أن فاطمة (عليها السلام) لما ذكرت حالها و سألت جارية، بكي رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقال: « يا فاطمة، و ألذي بعثني بالحق، إن في المسجد أربعمائة رجل ما لهم طعام و لا ثياب، و لولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت: يا فاطمة، إني لا أريد أن ينفك عنك أجرك إلي الجارية، و إني أخاف أن يخصمك علي بن أبي طالب يوم القيامة بين يدي الله عز و جل إذا طلب حقه منك». ثم علمها صلاة التسبيح، فقال أمير المؤمنين: «مضيت تريدين من رسول الله الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة».
قال أبو هريرة فلما خرج رسول الله من عند فاطمة أنزل الله علي رسوله: وَ إِمّا تُعرِضَنَّ عَنهُمُ ابتِغاءَ رَحمَةٍ مِن رَبِّكَ تَرجُوها
يعني عن قرابتك و ابنتك فاطمة ابتِغاءَ يعني طلب رَحمَةٍ مِن رَبِّكَ يعني رزقا من ربك تَرجُوها فَقُل لَهُم قَولًا مَيسُوراً يعني قولا حسنا. فلما نزلت هذه الآية أنفذ رسول الله (صلي الله عليه و آله) جارية إليها للخدمة و سماها فضة.
قوله تعالي:
قُلِ ادعُوا الَّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِهِ فَلا يَملِكُونَ كَشفَ الضُّرِّ عَنكُم وَ لا تَحوِيلًا [56]
-----------------------------------
1- المناقب 3: 341.
صفحه : 604
1] [- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران و إبن فضال، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: کان يقول عند العلة «اللهم إنك عيرت أقواما فقلت:
قُلِ ادعُوا الَّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِهِ فَلا يَملِكُونَ كَشفَ الضُّرِّ عَنكُم وَ لا تَحوِيلًا
فيا من لا يملك كشف ضري و لا تحويله عني أحد غيره، صل علي محمّد و آل محمّد، و اكشف ضري، و حوله إلي من يدعو معك إلها آخر لا إله غيرك».
[2]- الطبرسي: عن إبن عباس، و الحسن، في قوله تعالي: ادعُوا الَّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِهِ المراد بالذين من دونه هم الملائكة و المسيح و عزير.
قوله تعالي:
وَ لَئِن شِئنا لَنَذهَبَنَّ بِالَّذِي أَوحَينا إِلَيكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَينا وَكِيلًا [86]
3] [- السيوطي في (الدر المنثور) يرفعه إلي إبن عباس، أنه قال: قدم وفد اليمن علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقالوا: أبيت اللعن. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «سبحان الله؟ إنما يقال هذا للملك و لست ملكا، أنا محمّد بن عبد الله». فقالوا: إنا لا ندعوك باسمك. قال (صلي الله عليه و آله): «فأنا أبو القاسم».
فقالوا: يا أبا القاسم، إنا قد خبأنا لك خبيئا. فقال: «سبحان الله؟ إنما يفعل هذا بالكاهن، و الكاهن و المتكهن و الكهانة في النار».
فقال له أحدهم: فمن يشهد لك أنك رسول الله! فضرب بيده إلي حفنة حصا فأخذها فقال: «هذا يشهد أني رسول الله» فسبحن في يده فقلن: نشهد أنك رسول الله. فقالوا له: أسمعنا بعض ما انزل عليك. فقرأ: وَ الصَّافّاتِ صَفًّا
حتي انتهي إلي قوله فَأَتبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ«1» فإنه لساكن ما ينبض منه عرق و إن دموعه لتسبقه إلي لحيته، فقالوا له: إنا نراك تبكي؟ أمن خوف ألذي بعثك تبكي!؟ قال: «بل من خوف ألذي بعثني أبكي، إنه بعثني علي طريق مثل حد السيف، إن زغت عنه هلكت». ثم قرأ وَ لَئِن شِئنا لَنَذهَبَنَّ بِالَّذِي أَوحَينا إِلَيكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَينا وَكِيلًا.
-----------------------------------
1- الكافي 2: 410/ 1. 2- مجمع البيان 6: 651. [.....] 3- الدر المنثور 5: 334.
(1) الصافات 37: 1- 10.
صفحه : 605
2] [- إبن بابويه، قال: حدثنا أبو محمّد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه (رضي الله عنه)، قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن علي بن صدقة القمي، قال: حدثني أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي، قال: حدثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلي يقول في حديث طويل: أن سليمان المروزي متكلم خراسان قال للإمام الرضا (عليه السلام) في الإرادة: قد وصف نفسه بأنه مريد. قال الرضا (عليه السلام): «ليس صفته نفسه أنه مريد إخبارا عن أنه إرادة، و لا إخبارا عن أن الإرادة اسم من أسمائه». قال سليمان: لأن إرادته علمه.
قال الرضا (عليه السلام): «فإذا علم الشيء فقد أراده!». قال سليمان: أجل.
قال (عليه السلام): «فإذا لم يرده لم يعلمه» قال سليمان: أجل.
قال (عليه السلام): «من أين قلت ذلک، و ما الدليل علي أن إرادته علمه! و قد يعلم ما لا يريده أبدا، و ذلک قوله عز و جل: وَ لَئِن شِئنا لَنَذهَبَنَّ بِالَّذِي أَوحَينا إِلَيكَ
فهو يعلم كيف يذهب به و هو لا يذهب به أبدا».
قوله تعالي:
إِلّا رَحمَةً مِن رَبِّكَ إِنَّ فَضلَهُ كانَ عَلَيكَ كَبِيراً [87][1]- الطبرسي في (مجمع البيان): عن إبن عباس في قوله تعالي: إِنَّ فَضلَهُ كانَ عَلَيكَ كَبِيراً.
قال: يريد حيث جعلك سيد ولد آدم و ختم بك النبيين و أعطاك المقام المحمود.
-----------------------------------
2- التوحيد 451. 1- مجمع البيان 6: 676.
صفحه : 607
صفحه : 609
1] 9956/[- محمّد بن يعقوب: عن أحمد بن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن أحمد النهدي، عن محمّد بن الوليد، عن أبان، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما من عبد يقرأ آخر الكهف إلا تيقظ في الساعة الّتي يريد».
2] 0066/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن علي بن مهزيار، عن أيوب بن نوح، عن محمّد بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «من قرأ سورة الكهف في کل ليلة جمعة كانت كفارة لما بين الجمعة إلي الجمعة».
3] 1066/[- إبن بابويه، قال: حدثني أحمد بن محمّد قال: حدثني أبي، عن محمّد بن هلال، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «ما من عبد يقرأ: قُل إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحي إِلَيَّ أَنَّما
«1» إلي آخر السورة إلا کان له نورا من مضجعه إلي بيت الله الحرام، فإن من کان له نور في بيت الله الحرام کان له نور إلي بيت المقدس».
4] 2066/[- و عنه، في (الفقيه): و قال النبي (صلي الله عليه و آله): «من قرأ هذه الآية عند منامه: قُل إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحي إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ
«2» إلي آخرها، سطع له نور إلي المسجد الحرام، حشو ذلک النور
-----------------------------------
1- الكافي 2: 462/ 21. 2- التهذيب 3: 8/ 26. 3- ثواب الأعمال: 107. 4- من لا يحضره الفقيه 2: 297/ 1358.
(1) الكهف 18: 110.
(2) الكهف 18: 110.
صفحه : 610
اللهملائكة يستغفرون له حتي يصبح».}
5] 3066/[- ثم قال: روي عامر بن عبد الله بن جذاعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما من عبد يقرأ آخر الكهف حين ينام إلا استيقظ من منامه في الساعة الّتي يريد».
6] 4066/[- و عنه، قال: حدثني محمّد بن موسي بن المتوكل، قال: حدثني محمّد بن يحيي، قال: حدثني محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، قال: حدثني الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «من قرأ سورة الكهف کل ليلة جمعة، لم يمت إلا شهيدا، و يبعثه« الله من الشهداء، و وقف يوم القيامة مع الشهداء».
7] 5066/[- العياشي: عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من قرأ سورة الكهف في کل ليلة جمعة، لم يمت إلا شهيدا، و يبعثه الله مع الشهداء، و أوقف يوم القيامة مع الشهداء».
8] 6066/[- و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة يوم الجمعة، غفر الله له من الجمعة إلي الجمعة، و زيادة ثلاثة أيام، و اعطي نورا يبلغ إلي السماء، و من كتبها و جعلها في إناء زجاج ضيق الرأس و جعله في منزله، أمن من الفقر و الدين هو و أهله، و أمن من أذي النّاس».
9] 7066/[- و عن الصادق (عليه السلام) قال:2» من كتبها و جعلها في إناء زجاج ضيق الرأس و جعله في منزله، أمن من الفقر و الدين هو و أهله، و أمن« من أذي النّاس، و لا يحتاج إلي أحد أبدا، و إن كتبت و جعلت في مخازن الحبوب من القمح و الشعير و الأرز و الحمص و غير ذلک، دفع الله عنه بإذن الله تعالي کل مؤذ مما يطرق الحبوب».
-----------------------------------
5- من لا يحضره الفقيه 1: 298/ 1359. 6- ثواب الأعمال: 107. 7- تفسير العيّاشي 2: 321/ 1. 8- خواص القرآن: 4 «مخطوط» مجمع البيان 6: 690. [.....] 9- خواص القرآن: 4 «مخطوط».
(1) في المصدر: أو يبعثه.
(2) في «س»: و يأمن.
صفحه : 611
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلي عَبدِهِ الكِتابَ وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً- إلي قوله تعالي- وَ إِنّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيها صَعِيداً جُرُزاً [1- 8] 6608/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: الحَمدُ لِلّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلي عَبدِهِ الكِتابَ وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً قَيِّماً قال: هذا مقدم و مؤخر، لأن معناه: ألذي أنزل علي عبده الكتاب قيما، و لم يجعل له عوجا، فقد قدم حرف علي حرف، لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِن لَدُنهُ يعني: يخوفهم و يحذرهم عذاب الله عز و جل: وَ يُبَشِّرَ المُؤمِنِينَ الَّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجراً حَسَناً ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً يعني في الجنة: وَ يُنذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ قال: ما قالت قريش حين زعموا أن الملائكة بنات الله و ما قالت اليهود و النصاري في قولهم: عزير إبن الله، و المسيح إبن الله فرد الله تعالي عليهم، فقال: ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ وَ لا لِآبائِهِم كَبُرَت كَلِمَةً تَخرُجُ مِن أَفواهِهِم إِن يَقُولُونَ إِلّا كَذِباً.
2] 9066/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن محمّد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِن لَدُنهُ
.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «البأس الشديد: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و هو من لدن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و قاتل عدوه، فذلك قوله تعالي: لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِن لَدُنهُ
، و معني قوله تعالي:
لِيُنذِرَ
، يعني رسول الله (صلي الله عليه و آله): بَأساً شَدِيداً».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 30. 2- تأويل الآيات 1: 291/ 1.
صفحه : 612
3] 0166/[- العياشي: عن البرقي، عمن رواه، رفعه، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِن لَدُنهُ
، قال: «البأس الشديد: علي (عليه السلام) و هو من لدن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قاتل معه عدوه، فذلك قوله: لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِن لَدُنهُ».
4] 1166/[- عن الحسن بن صالح، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): «لا تقرأ يُبَشِّرَ
إنما البشر بشر الأديم«1»». قال: فصليت بعد ذلک خلف الحسن فقرأ يُبَشِّرَ«2».
5] 2166/[- إبن شهر آشوب: عن الباقر و الصادق (عليهما السلام) في قوله تعالي: لِيُنذِرَ بَأساً شَدِيداً مِن لَدُنهُ
، «البأس الشديد: علي بن أبي طالب (عليه السلام) و هو لدن رسول الله (صلي الله عليه و آله)، يقاتل معه عدوه».
6613/[6]- و قال علي بن إبراهيم: قوله: فَلَعَلَّكَ يا محمّد باخِعٌ نَفسَكَ عَلي آثارِهِم إِن لَم يُؤمِنُوا بِهذَا الحَدِيثِ أَسَفاً. ثم قال: و
في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفسَكَ يقول: «قاتل نفسك علي آثارهم و أما أَسَفاً يقول: حزنا».
6614/[7]- و قال علي بن إبراهيم: في قوله: إِنّا جَعَلنا ما عَلَي الأَرضِ زِينَةً لَها، يعني الشجر و النبات و کل ما خلقه الله في الإرض، لِنَبلُوَهُم أي لنختبرهم أَيُّهُم أَحسَنُ عَمَلًا وَ إِنّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيها صَعِيداً جُرُزاً يعني خرابا.
8] 5166/[- قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي: صَعِيداً جُرُزاً
.
قال (عليه السلام): « أي لا نبات فيها».
قوله تعالي:
أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباً- إلي قوله تعالي- وَ لا تَستَفتِ فِيهِم مِنهُم أَحَداً [9- 22]
1] 6166/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل عنده:
-----------------------------------
3- تفسير العيّاشي 2: 321/ 2. 4- تفسير العيّاشي 2: 321/ 3. 5- المناقب 2: 81. 6- تفسير القمّي 2: 31. 7- تفسير القمّي 2: 31. 8- تفسير القمّي 2: 31. 1- الكافي 8: 395/ 595.
(1) بشرت الأديم أبشره بشرا: إذا أخذت بشرته. «الصحاح- بشر- 2: 590».
(2) قرأ حمزة و الكسائي بالتخفيف و الباقون بالتشديد. انظر: تفسير النيسابوري- هامش تفسير الطبري- 15: 107- و روح المعاني للآلوسي 15: 203. [.....]
صفحه : 613
الله «ما الفتي عندكم»! فقال له: الشاب، فقال: «لا، الفتي: المؤمن، إن أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسماهم الله عز و جل فتية بإيمانهم».}
2] 7166/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف، أسروا الإيمان و أظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين».
3] 8166/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن خالد بن عمارة، عن سدير الصيرفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)- في حديث- قال له: «أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة!؟».
4] 9166/[- العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن أصحاب الكهف أسروا الإيمان و أظهروا الكفر، فآجرهم الله مرتين».
5] 0266/[- عن محمّد: عن أحمد بن علي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباً
.
1» قال: «هم قوم فروا، و كتب ملك ذلک الزمان« أسماءهم و أسماء آبائهم و عشائرهم في صحف من رصاص، فهو قوله: أَصحابَ الكَهفِ وَ الرَّقِيمِ
».
6] 1266/[- عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «خرج أصحاب الكهف علي غير معرفة و لا ميعاد، فلما صاروا في الصحراء أخذ بعضهم علي بعض العهود و المواثيق، فأخذ هذا علي هذا، و هذا علي هذا، ثم قالوا أظهروا أمركم فأظهروه فإذا هم علي أمر واحد».
7] 2266/[- عن درست، عن أبي عبد الله (عليه السلام)2» أنه ذكر أصحاب الكهف، فقال: «كانوا صيارفة كلام« و لم يكونوا صيارفة دراهم».
8] 3266/[- عن عبيد الله بن يحيي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه ذكر أصحاب الكهف، فقال: «لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم؟».
-----------------------------------
2- الكافي 1: 373/ 28. 3- الكافي 5: 113/ 2. 4- تفسير العيّاشي 2: 321/ 4. 5- تفسير العيّاشي 2: 321/ 5. 6- تفسير العيّاشي 2: 322/ 6. 7- تفسير العيّاشي 2: 322/ 7. 8- تفسير العيّاشي 2: 323/ 9.
(1) في «ج» و «س» و «ط»: الديار.
(2) أي يميّزون كلام الحقّ عن الباطل.
صفحه : 614
اللهفقيل له: و ما كلفهم قومهم! فقال: «كلفوهم الشرك بالله العظيم، فأظهروا لهم الشرك و أسروا الأيمان حتي جاءهم الفرج».}
9] 4266/[- عن درست، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «ما بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف، كانوا ليشدون الزنانير«، و يشهدون الأعياد، و أعطاهم الله أجرهم مرتين».
10] 5266/[- عن الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن أصحاب الكهف كانوا أسروا الإيمان و أظهروا الكفر، و كانوا علي إجهار الكفر أعظم أجرا منهم علي إسرار الإيمان».
11] 6266/[- عن سليمان بن جعفر الهمداني«2»، قال: قال لي جعفر بن محمّد (عليه السلام): « يا سليمان، من الفتي! قال: فقلت: له: جعلت فداك، الفتي عندنا الشاب، قال لي: «أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كهولا فسماهم الله فتية بإيمانهم. يا سليمان، من آمن بالله و اتقي فهو الفتي».
12] 7266/[- عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قد فهمت نقصان الإيمان و تمامه، فمن أين جاءت زيادته، و ما الحجة فيها!
قال: «قول الله عز و جل وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقُولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إِيماناً
إلي قوله:
رِجساً إِلَي رِجسِهِم
«3»، و قال: نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقِّ إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِم وَ زِدناهُم هُديً و لو کان كله واحدا لا زيادة فيه و لا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل علي أحد، و لا تستوي النعمة فيه و لا يستوي النّاس، و بطل التفضيل، و لكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة، و بالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله و بالنقصان منه دخل المفرطون النار».
و روي هذا الحديث محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد، قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، و الحديث طويل تقدم بطوله في قوله تعالي: وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ فَمِنهُم مَن يَقُولُ أَيُّكُم زادَتهُ هذِهِ إِيماناً4» من آخر سورة براءة«.
13] 8266/[- عن محمّد بن سنان عن البطيخي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: لَوِ اطَّلَعتَ عَلَيهِم لَوَلَّيتَ مِنهُم فِراراً وَ لَمُلِئتَ مِنهُم رُعباً
.
-----------------------------------
9- تفسير العيّاشي 2: 323/ 9. 10- تفسير العيّاشي 2: 323/ 10. 11- تفسير العيّاشي 2: 32/ 11. 12- تفسير العيّاشي 2: 323/ 12. 13- تفسير العيّاشي 2: 324/ 13. [.....]
(1) الزنانير: جمع زنّار، و هو شيء يشدّه الذمّي علي وسطه. «لسان العرب- زنر- 4: 330».
(2) في المصدر، و «ط» نسخة بدل: النهدي.
(3) التوبة 9: 124- 125.
(4) الكافي 2: 28/ 1، و تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآية (124- 125) من سورة التوبة.
صفحه : 615
اللهقال: «إن ذلک لم يعن به النبي (صلي الله عليه و آله) إنما عني به المؤمنون بعضهم لبعض، لكنه حالهم الّتي هم عليها».}
14] 9266/[- إبن شهر آشوب: عن جابر و أنس:1» أن جماعة تنقصوا عليا (عليه السلام) عند عمر، فقال سلمان: أما تذكر- يا عمر- اليوم ألذي كنت فيه و أبو بكر و أنا و أبو ذر عند رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و بسط لنا شملة« و أجلس کل واحد منا علي طرف، و أخذ بيد علي و أجلسه وسطها، ثم قال: «قم- يا أبا بكر- و سلّم علي علي بالإمامة و خلافة المسلمين». و هكذا کل واحد منا، ثم قال: «قم يا علي، و سلّم علي هذا النور». يعني الشمس، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أيتها الآية المشرقة، السلام عليك» فأجابت القرصة و ارتعدت و قالت: و عليك السلام، يا ولي الله و وصي رسوله.
2» ثم رفع رسول الله (صلي الله عليه و آله) يده إلي السماء، فقال: «اللهم إنك أعطيت لأخي سليمان صفيك منك ملكا و ريحا غدوها شهر و رواحها شهر، اللهم أرسل تلك لتحملهم إلي أصحاب الكهف و أمرنا أن نسلم علي أصحاب الكهف. فقال علي: « يا ريح، احملينا» فإذا نحن في الهواء فسرنا ما شاء الله، ثم قال: « يا ريح، ضعينا» فوضعتنا عند الكهف، فقام کل واحد منا و سلّم فلم يرد« الجواب، فقام علي (عليه السلام) فقال: «السلام عليكم يا أصحاب الكهف» فسمعنا: و عليك السلام يا وصي محمّد، إنا قوم محبوسون هاهنا من زمن دقيانوس. فقال لهم: «لم لم تردوا سلام القوم». فقالوا: نحن فتية لا نرد إلا علي نبي، أو وصي نبي، و أنت وصي خاتم النبيين و خليفة رسول رب العالمين. ثم قال: «خذوا مجالسكم». فأخذنا مجالسنا.
3» ثم قال: « يا ريح، احملينا». فإذا نحن في الهواء، فسرنا ما شاء الله، ثم قال: « يا ريح ضعينا» فوضعتنا، ثم ركض« برجله الإرض فنبعت عين ماء فتوضأ و توضأنا، ثم قال: «ستدركون الصلاة مع النبي أو بعضها، ثم قال: « يا ريح، احملينا»، ثم قال: «ضعينا» فوضعتنا فإذا نحن في مسجد رسول الله (صلي الله عليه و آله) و قد صلي من الغداة ركعة.
قال أنس: فاستشهدني علي و هو علي منبر الكوفة فداهنت، فقال: «إن كنت كتمتها مداهنة بعد وصية رسول الله (صلي الله عليه و آله) إياك، فرماك الله ببياض في جسمك، و لظي في جوفك، و عمي في عينيك» فما برحت حتي برصت و عميت و کان أنس لا يطيق الصيام في شهر رمضان و لا غيره.
و البساط أهداه أهل هربوق و الكهف في بلاد الروم في موضع يقال له: اركدي، و کان في ملك باهندق، و هو اليوم اسم الضيعة.
و في خبر: أن الكساء أتي به خطي بن الأشرف أخو كعب، فلما رأي شرف معجزات علي (عليه السلام) أسلم و سماه النبي (صلي الله عليه و آله) محمدا.
-----------------------------------
14- المناقب 2: 337.
(1) الشّملة: كساء من صوف أو شعر يتغطّي به يتلفّف. «المعجم الوسيط 1: 495».
(2) في «س، ط»:: يرد.
(3) ركض الإرض: ضربها برجله. «لسان العرب- ركض- 7: 159».
صفحه : 616
15] 0366/[- و في رواية اخري عن شاذان في (الفضائل): بالإسناد يرفعه إلي سالم بن أبي الجعد، أنه قال:1» حضرت مجلس أنس بن مالك بالبصرة و هو يحدث، فقام إليه رجل من القوم، و قال: يا صاحب رسول الله (صلي الله عليه و آله) ما هذه النمشة« الّتي أري بك! فإنه حدثني أبي عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «البرص و الجذام لا يبلو الله تعالي به مؤمنا». قال: فعند ذلک أطرق أنس بن مالك إلي الإرض و عيناه تذرفان بالدموع، ثم رفع رأسه، و قال: دعوة العبد الصالح علي بن أبي طالب (عليه السلام) نفذت في.
قال: فعند ذلک قام النّاس من حوله، و قصدوه و قالوا: يا أنس، حدثنا ما کان السبب! فقال لهم: الهوا عن هذا قالوا له: لا بد أن تخبرنا بذلك. فقال: اجلسوا مواضعكم و اسمعوا مني حديثا کان هو السبب لدعوة علي (عليه السلام).
2» اعلموا أن النبي (صلي الله عليه و آله) قد اهدي له بساط شعر من قرية كذا و كذا من قري المشرق، يقال لها: هندق«، فأرسلني رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي أبي بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و سعد و سعيد و عبد الرحمن بن عوف الزهري، فأتيته بهم و عنده إبن عمه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال لي: « يا أنس ابسط البساط و اجلس حتي تخبرني بما يکون منهم». ثم قال: « يا علي، قل: يا ريح احملينا». قال: فقال الإمام علي (عليه السلام): « يا ريح، احملينا» فإذا نحن في الهواء فقال: «سيروا علي بركة الله» قال: فسرنا ما شاء الله، ثم قال: « يا ريح، ضعينا» فوضعتنا، فقال:
«أ تدرون أين أنتم»! قلنا: الله و رسوله و علي أعلم، فقال: «هؤلاء أصحاب الكهف و الرقيم الّذين كانوا من آيات الله عجبا، قوموا بنا- يا أصحاب رسول الله- حتي نسلم عليهم»، فعند ذلک قام أبو بكر و عمر فقالا: السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم. قال: فلم يجبهما أحد، قال: فقام طلحة و الزبير فقالا: السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم. فلم يجبهما أحد، قال أنس: فقمت أنا و عبد الرحمن بن عوف فقلت: أنا أنس خادم رسول الله (صلي الله عليه و آله)، السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم، فلم يجبنا أحد.
قال: فعند ذلک قام الإمام علي (عليه السلام) و قال: «السلام عليكم يا أصحاب الكهف و الرقيم الّذين كانوا من آيات الله عجبا». فقالوا: و عليك السلام و رحمة الله و بركاته يا وصي رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقال: « يا أصحاب الكهف لم لا رددتم علي أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله) السلام»! فقالوا: يا خليفة رسول الله، إنا فتية آمنوا بربهم و زادهم الله هدي، و ليس معنا إذن أن نرد السلام إلا علي نبي أو وصي نبي، و أنت وصي خاتم النبيين، و أنت سيد الوصيين. ثم قال: «أسمعتم، يا أصحاب رسول الله»! قلنا: نعم يا أمير المؤمنين. قال: «فخذوا مواضعكم و اقعدوا في مجالسكم». قال: فقعدنا في مجالسنا.
3»4» ثم قال: « يا ريح، احملينا» فحملتنا و سرنا ما شاء الله، إلي أن غربت الشمس، ثم قال: « يا ريح، ضعينا»، فإذا نحن في أرض« كالزعفران ليس بها حسيس و لا أنيس، نباتها القيصوم و الشيح« و ليس فيها ماء، فقلنا يا أمير
-----------------------------------
15- الفضائل: 164.
(1) النمش: نقط بيض و سود، تقع علي الجلد في الوجه تخالف لونه. «لسان العرب- نمش- 6: 359».
(2) في المصدر: هندف.
(3) في المصدر: روضة.
(4) القيصوم: من نبات السهل، و هو من الإمرار، طيّب الرائحة، من رياحين البرّ. و الشّيح: نبات سهليّ يتّخذ من بعضه المكانس، و هو من الإمرار، له رائحة طيبة و طعم مرّ، و هو مرعي للخيل و النّعم، و منابته القيعان و الرياض. «لسان العرب- شيح- 2: 502 و- قصم- 12: 486». 1»
صفحه : 617
اللهالمؤمنين دنت الصلاة و ليس عندنا ماء نتوضأ به! ثم قام و جاء إلي موضع من تلك الإرض، فركض« برجله فنبعت عين ماء عذب فقال: «دونكم و ما طلبتم، و لولا طلبتكم لجاءنا جبرئيل (عليه السلام) بماء من الجنة». قال:
فتوضأنا به و صلينا، و وقف (عليه السلام) يصلي إلي أن انتصف الليل، ثم قال: «فخذوا مواضعكم، ستدركون الصلاة مع رسول الله (صلي الله عليه و آله) أو بعضها».
ثم قال: « يا ريح، احملينا». فإذا نحن في الهواء، ثم سرنا ما شاء الله، فإذا نحن بمسجد رسول الله (صلي الله عليه و آله) و قد صلي من صلاة الغداة ركعة واحدة، فقضينا ما کان قد سبقنا بها رسول الله (صلي الله عليه و آله)، ثم التفت إلينا فقال لي:
2» « يا أنس، تحدثني أم أحدثك«»! قلت: بل من فيك أحلي، يا رسول الله. قال: فابتدأ بالحديث من أوله إلي آخره كأنه کان معنا.
3» قال (صلي الله عليه و آله): « يا أنس، أ تشهد لابن عمي بها إذا استشهدك»! فقلت: نعم يا رسول الله. قال: فلما ولي أبو بكر الخلافة أتي علي (عليه السلام) إلي و كنت حاضرا عند أبي بكر و النّاس حوله، فقال لي: « يا أنس، أ لست تشهد بفضيلة البساط، و يوم عين الماء« و يوم الجب»! فقلت له: يا علي، قد نسيت لكبري، فعندها قال لي: « يا أنس، إن كنت كتمتها مداهنة بعد وصية رسول الله (صلي الله عليه و آله) لك، رماك الله ببياض في وجهك، و لظي في جوفك، و عمي في عينيك». فما قمت من مقامي حتي برصت و عميت، و أنا الآن لا أقدر علي الصيام في شهر رمضان و لا غيره، لأن الزاد لا يبقي في جوفي. و لم يزل علي ذلک حتي مات بالبصرة.
6631/[16]- و قال علي بن إبراهيم، في قوله تبارك و تعالي: أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباً يقول: قد آتيناك من الآيات ما هو أعجب منه، و هم فتية كانوا في الفترة بين عيسي بن مريم (عليه السلام) و محمّد (صلي الله عليه و آله) و أما الرقيم: فهما لوحان من نحاس مرقوم، أي مكتوب فيهما أمر الفتية و أمر إسلامهم، و ما أراد منهم دقيانوس الملك، و كيف کان أمرهم و حالهم.
17] 2366/[- ثم قال علي بن إبراهيم، حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «کان سبب نزول سورة الكهف، أن قريشا بعثوا ثلاثة نفر إلي نجران: النضر بن الحارث بن كلدة، و عقبة بن أبي معيط، و العاص بن وائل السهمي، ليتعلموا من اليهود و النصاري مسائل يسألونها رسول الله (صلي الله عليه و آله) فخرجوا إلي نجران، إلي علماء اليهود فسألوهم، فقالوا: سلوه عن ثلاث مسائل، فإن أجابكم فيها
-----------------------------------
16- تفسير القمّي 2: 31-. [.....] 17- تفسير القمّي 2: 31.
(1) في «س» و المصدر: فرفس.
(2) في المصدر زيادة: بما وقع من المشاهدة الّتي شاهدتها أنت.
(3) (و يوم عين الماء) ليس في المصدر.
صفحه : 618
اللهعلي ما عندنا فهو صادق ثم سلوه عن مسألة واحدة فإن ادعي علمها فهو كاذب.}
قالوا: و ما هذه المسائل! قالوا: سلوه عن فتية كانوا في الزمن الأول، فخرجوا و غابوا و ناموا، كم بقوا في نومهم حتي انتبهوا، و كم کان عددهم، و أي شيء کان معهم من غيرهم، و ما کان قصتهم! و سلوه عن موسي حين أمره الله أن يتبع العالم و يتعلم منه، من هو، و كيف تبعه و ما کان قصته معه! و سلوه عن طائف طاف من مغرب الشمس و مطلعها حتي بلغ سد يأجوج و مأجوج، من هو، و كيف کان قصته! ثم أملوا عليهم أخبار هذه الثلاث مسائل و قالوا: لهم إن أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق و إن أخبركم بخلاف ذلک فلا تصدقوه.
قالوا: فما المسألة الرابعة! قالوا: سلوه متي تقوم الساعة! فإن ادعي علمها فهو كاذب، فإن قيام الساعة لا يعلمها إلا الله تبارك و تعالي.
1» فرجعوا إلي مكة و اجتمعوا إلي أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب، إن إبن أخيك يزعم أن خبر السماء يأتيه، و نحن نسأله عن مسائل، فإن أجابنا عنها علمنا أنه صادق، و إن لم يجبنا علمنا أنه كاذب، فقال أبو طالب: سلوه عما بدا لكم فسألوه عن الثلاث مسائل فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): غدا أخبركم- و لم يستثن«- فاحتبس الوحي عنه أربعين يوما حتي أغتم النبي (صلي الله عليه و آله) و شك أصحابه الّذين كانوا آمنوا به، و فرحت قريش و استهزءوا و آذوا، و حزن أبو طالب.
فلما کان بعد أربعين يوما نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) بسورة الكهف. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا جبرئيل لقد أبطأت! فقال: إنا لا نقدر أن ننزل إلا بإذن الله. فأنزل الله تبارك و تعالي: أَم حَسِبتَ
يا محمّد أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباً ثم قص قصتهم فقال: إِذ أَوَي الفِتيَةُ إِلَي الكَهفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَ هَيِّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشَداً».
2» قال: فقال الصادق (عليه السلام): «إن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا في زمن ملك جبار عات و کان يدعو أهل مملكته إلي عبادة الأصنام، فمن لم يجبه قتله، و کان هؤلاء قوما مؤمنين يعبدون الله عز و جل، و وكل الملك بباب المدينة وكلاء، و لم يدع أحدا يخرج حتي يسجد للأصنام، و خرج هؤلاء بعلة« الصيد، و ذلک أنهم مروا براع في طريقهم فدعوه إلي أمرهم فلم يجبهم، و کان مع الراعي كلب فأجابهم الكلب و خرج معهم- قال الصادق (عليه السلام):
3»4»5» لا يدخل الجنة من البهائم إلا ثلاث: حمارة« بلعم بن باعوراء، و ذئب يوسف، و كلب أصحاب الكهف«- فخرج أصحاب الكهف من المدينة بعلة« الصيد هربا من دين ذلک الملك، فلما أمسوا دخلوا ذلک الكهف و الكلب
-----------------------------------
(1) إن لم يقل: ان شاء اللّه.
(2) في المصدر: بحيلة.
(3) في المصدر: حمار.
(4) كذا، و في الحديث عن الرضا (عليه السّلام): لا يدخل الجنّة من البهائم إلّا ثلاثة: حمارة بلعم، و كلب أصحاب الكهف، و الذئب، و کان سبب الذئب أنّه بعث ملك ظالم شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين و يعذّبهم، و کان للشرطي إبن يحبّه، فجاء ذئب فأكل ابنه، فحزن الشرطي عليه، فأدخل اللّه ذلک الجنّة لمّا أحزن الشرطي. تفسير القمّي 1: 248.
(5) في المصدر: بحيلة.
صفحه : 619
اللهمعهم، فألقي الله عليهم النعاس کما قال الله تبارك و تعالي: فَضَرَبنا عَلَي آذانِهِم فِي الكَهفِ سِنِينَ عَدَداً}
فناموا حتي أهلك الله ذلک الملك و أهل مملكته، و ذهب ذلک الزمان و جاء زمان آخر و قوم آخرون.
1» ثم انتبهوا فقال: بعضهم لبعض: كم نمنا هاهنا! فنظروا إلي الشمس قد ارتفعت، فقالوا: نمنا يوما أو بعض يوم. ثم قالوا لواحد منهم: خذ هذا الورق« و ادخل المدينة متنكرا ألا يعرفوك فاشتر لنا طعاما، فإنهم إن علموا بنا و عرفونا قتلونا أو ردونا في دينهم، فجاء ذلک الرجل فرأي مدينة بخلاف الّتي عهدها، و رأي قوما بخلاف أولئك، لم يعرفهم و لم يعرفوا لغته و لم يعرف لغتهم، فقالوا له: من أنت، و من أين جئت! فأخبرهم، فخرج ملك تلك المدينة مع أصحابه و الرجل معهم حتي وقفوا علي باب الكهف، و أقبلوا يتطلعون فيه فقال بعضهم: هؤلاء ثلاثة و رابعهم كلبهم، و قال بعضهم: خمسة و سادسهم كلبهم و قال بعضهم: سبعة و ثامنهم كلبهم و حجبهم الله بحجاب من الرعب فلم يكن أحد يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم، فإنه لما دخل عليهم وجدهم خائفين أن يكونوا أصحاب دقيانوس شعروا بهم، فأخبرهم صاحبهم أنهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل، و أنهم آية للناس، فبكوا و سألوا الله تعالي أن يعيدهم إلي مضاجعهم نائمين کما كانوا، ثم قال الملك: ينبغي أن نبني هاهنا مسجدا نزوره، فإن هؤلاء قوم مؤمنون.
2»3»4» و لهم في کل سنة تقلبان«: ينامون ستة أشهر علي جنوبهم اليمني« و ستة أشهر علي جنوبهم اليسري« و الكلب معهم قد بسط ذراعيه بفناء الكهف، و ذلک قوله: نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقِّ
أي خبرهمکه إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِم وَ زِدناهُم هُديً وَ رَبَطنا عَلي قُلُوبِهِم إِذ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَ الأَرضِ لَن نَدعُوَا مِن دُونِهِ إِلهاً لَقَد قُلنا إِذاً شَطَطاً هؤُلاءِ قَومُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَو لا يَأتُونَ عَلَيهِم بِسُلطانٍ بَيِّنٍ فَمَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً وَ إِذِ اعتَزَلتُمُوهُم وَ ما يَعبُدُونَ إِلَّا اللّهَ فَأوُوا إِلَي الكَهفِ يَنشُر لَكُم رَبُّكُم مِن رَحمَتِهِ وَ يُهَيِّئ لَكُم مِن أَمرِكُم مِرفَقاً إلي قوله تبارك و تعالي وَ كَلبُهُم باسِطٌ ذِراعَيهِ بِالوَصِيدِ: أي بالفناء لَوِ اطَّلَعتَ عَلَيهِم لَوَلَّيتَ مِنهُم فِراراً وَ لَمُلِئتَ مِنهُم رُعباً وَ كَذلِكَ بَعَثناهُم أي أنبهناهم لِيَتَسائَلُوا بَينَهُم قالَ قائِلٌ مِنهُم كَم لَبِثتُم إلي قوله وَ لَن تُفلِحُوا إِذاً أَبَداً وَ كَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم و هم الّذين ذهبوا إلي باب الكهف لِيَعلَمُوا أَنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ إلي قوله: سَبعَةٌ وَ ثامِنُهُم كَلبُهُم فقال الله لنبيه: قل لهم رَبِّي أَعلَمُ بِعِدَّتِهِم ما يَعلَمُهُم إِلّا قَلِيلٌ.
ثم انقطع خبرهم، فقال: فَلا تُمارِ فِيهِم إِلّا مِراءً ظاهِراً وَ لا تَستَفتِ فِيهِم مِنهُم أَحَداً وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ
أخبره أنه إنما أحتبس الوحي عنه أربعين صباحا لأنه قال لقريش: غدا أخبركم بجواب مسائلكم و لم يستثن، فقال الله: وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ إلي
-----------------------------------
(1) في «س، ط»: هذه الورقة.
(2) في المصدر: نقلتان.
(3) في «س، ط»: الأيمن.
(4) في «س، ط»: الأيسر.
صفحه : 620
اللهقوله: رَشَداً}
«1».
ثم عطف علي الخبر الأول ألذي حكي عنهم أنهم يقولون: ثلاثة رابعهم كلبهم، فقال: وَ لَبِثُوا فِي كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازدَادُوا تِسعاً
«2» و هو حكاية عنهم و لفظه خبر، و الدليل علي أنه حكاية عنهم قوله: قُلِ اللّهُ أَعلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَ الأَرضِ»«3».
18] 3366/[- علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: لَن نَدعُوَا مِن دُونِهِ إِلهاً لَقَد قُلنا إِذاً شَطَطاً
: «يعني جورا علي الله إن قلنا إن له شريكا».
6634/[19]- علي بن إبراهيم، قال في قوله تبارك و تعالي: لَو لا يَأتُونَ عَلَيهِم بِسُلطانٍ بَيِّنٍ يعني بحجة بينة أن معه شريكا، و قوله: وَ تَحسَبُهُم أَيقاظاً وَ هُم رُقُودٌ يقول: تري أعينهم مفتوحة وَ هُم رُقُودٌ أي نيام وَ نُقَلِّبُهُم ذاتَ اليَمِينِ وَ ذاتَ الشِّمالِ في کل عام مرتين لئلا تأكلهم الإرض.
و قوله تعالي: فَليَنظُر أَيُّها أَزكي طَعاماً يقول: أيها أطيب طعاما فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ إلي قوله:
وَ كَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم يعني أطلعنا علي الفتية لِيَعلَمُوا أَنَّ وَعدَ اللّهِ حَقٌّ في البعث وَ أَنَّ السّاعَةَ لا رَيبَ فِيها يعني لا شك فيها بأنها كائنة، و قوله: رَجماً بِالغَيبِ يعني: ظنا بالغيب ما يستفتونهم، و قوله:
فَلا تُمارِ فِيهِم إِلّا مِراءً ظاهِراً يقول: حسبك ما قصصنا عليك من أمرهم، وَ لا تَستَفتِ فِيهِم مِنهُم أَحَداً يقول: لا تسأل عن أصحاب الكهف أحدا من أهل الكتاب.
20] 5366/[- إبن الفارسي: قال الصادق (عليه السلام):4» «يخرج القائم (عليه السلام) من ظهر الكعبة مع سبعة و عشرين رجلا: خمسة عشر من قوم موسي (عليه السلام) الّذين كانوا يهدون بالحق و به يعدلون، و سبعة من أهل الكهف، و يوشع بن نون، و سلمان، و أبو دجانة الأنصاري، و المقداد بن الأسود، و مالك الأشتر، فيكونون بين يديه أنصارا و حكاما»«.
21] 6366/[- الحسن بن أبي الحسن الديلمي: بحذف الإسناد، مرفوعا إلي إبن عباس (رضي الله عنه)، قال: لما ولي عمر بن الخطاب الخلافة أتاه قوم من أحبار اليهود، فقالوا: يا عمر، أنت ولي الأمر من بعد محمّد! قال: نعم، قالوا: إنا نريد أن نسألك عن خصال إن أخبرتنا بها دخلنا في الإسلام، و علمنا أن دين الإسلام حق، و أن محمدا کان
-----------------------------------
18- تفسير القمّي 2: 24. [.....] 19- تفسير القمّي 2: 34. 20- روضة الواعظين 2: 266. 21- إرشاد القلوب: 358.
(1) الكهف 8: 23- 24.
(2) الكهف 8: 25.
(3) الكهف 8: 26.
(4) في المصدر: أو حكّاما.
صفحه : 621
اللهنبيا، و إن لم تخبرنا بها علمنا أن دين الإسلام باطل و أن محمدا- لم يكن نبيا. فقال عمر: سلونا عما بدا لكم، فسألوه عن مسائل- مذكورة في الحديث حذفناها للاختصار- قال: فنكس عمر رأسه في الإرض، ثم رفع رأسه إلي علي إبن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: يا أبا الحسن، ما أري جوابهم إلا عندك، فإن کان لها جواب فأجب.}
فقال لهم علي (عليه السلام): «سلوا عما بدا لكم، ولي عليكم شريطة». قالوا فما شريطتك! قال (عليه السلام): «إذا أخبرتكم بما في التوراة دخلتم في ديننا». قالوا: نعم. قال: «سلوني عن خصلة خصلة». فأجابهم عما سألوه، و هو مذكور في الحديث.
قال: و كانت الأحبار ثلاثة فوثب اثنان فقالا: نشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا عبده و رسوله. قال: و وقف الحبر الآخر، فقال: يا علي لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوب أصحابي، و لكن بقيت خصلة: أخبرني عن قوم كانوا في أول الزمان فماتوا ثلاث مائة سنة و تسع سنين ثم أحياهم الله، ما كانت قصتهم! فابتدأ علي (عليه السلام) فقال:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلي عَبدِهِ الكِتابَ
«1» و لما أراد أن يقرأ سورة الكهف قال اليهودي: ما أكثر ما سمعنا قرآنكم؟ إن كنت فاعلا«2» فأخبرنا عن قصة هؤلاء و بأسمائهم و عددهم، و اسم كلبهم، و اسم كهفهم، و اسم ملكهم، و اسم مدينتهم.
3»4»5»6»7» قال علي (عليه السلام): «لا حول و لا قوة إلا بالله، يا أخا اليهود، حدثني حبيبي محمّد (صلي الله عليه و آله) أنه کان في أرض الروم مدينة يقال لها: أفسوس، و کان لها ملك صالح، فمات ملكهم و تشتت أمرهم و اختلفت كلمتهم، فسمع بهم ملك من ملوك فارس يقال له: دقيوس«، فأقبل في مائة ألف رجل حتي دخل مدينة أفسوس فاتخذها دار مملكته، و اتخذ فيها قصرا طوله فرسخ في عرض فرسخ، و اتخذ في ذلک القصر مجلسا طوله ألف ذراع في عرض ذلک من الزجاج الممرد، و اتخذ في المجلس أربعة آلاف اسطوانة من ذهب، و اتخذ ألف قنديل من ذهب له سلاسل من لجين«، تسرج بأطيب الأدهان، و اتخذ في شرق المجلس ثمانين كوة«، و في غربيه ثمانين كوة، و كانت الشمس إذا طلعت تدور في المجلس كيف ما دارت، و اتخذ له سريرا من ذهب«، له قوائم من فضة مرصعة بالجواهر، و علاه بالنمارق، و اتخذ عن يمين السرير ثمانين كرسيا من الذهب مرصعة بالزبرجد الأخضر، فأجلس عليها بطارقته«، و اتخذ عن يسار السرير ثمانين كرسيا من الفضة مرصعة بالياقوت الأحمر، فأجلس عليها هراقلته، ثم علا السرير فوضع التاج علي رأسه».
-----------------------------------
(1) الكهف 18: 1.
(2) في المصدر: عالما.
(3) في المصدر في جميع المواضع: دقيانوس.
(4) اللّجين: الفضّة. «لسان العرب- لجن- 13: 379».
(5) الكوّة: الخرق في الحائط و الثّقب في البيت و نحوه. «لسان العرب- كوي- 15: 236».
(6) في المصدر زيادة: طوله ثمانون ذراعا في أربعين ذراعا.
(7) البطريق: القائد. «لسان العرب- بطرق- 10: 21». [.....] 1»2»3»
صفحه : 622
اللهقال: فوثب اليهودي، فقال: يا أمير المؤمنين، مم کان تاجه! فقال: (عليه السلام): «لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، کان تاجه من الذهب المشبك، له سبعة أركان علي کل ركن لؤلؤة بيضاء تضيء كضوء المصباح في الليلة الظلماء، و اتخذ خمسين غلاما من أولاد الهراقلة، فقرطهم بقراط« الديباج الأحمر، و سرولهم بسراويلات من الفرند« الأخضر، و توجهم و دملجهم« و خلخلهم، و أعطاهم أعمدة من الذهب، و أوقفهم علي رأسه، و اتخذ ستة أغلمة من أولاد العلماء، فاتخذهم وزراء: فأقام ثلاثة عن يمينه، و ثلاثة عن يساره».
4»5»6»7» قال اليهودي: ما کان أسماء الثلاثة الّذين عن يمينه، و الثلاثة الّذين عن يساره! فقال علي (عليه السلام): «أما الثلاثة الّذين كانوا عن يمينه فكانت أسماؤهم تمليخا، و مكسلينا، و محسمينا«، و أما الثلاثة الّذين كانوا عن يساره فكانت أسماؤهم: مرطوس«، و كينظوس«، و ساربيوس«، و کان يستشيرهم في جميع أموره».
8»9» قال: «و کان يجلس في کل يوم في صحن داره، البطارقة عن يمينه، و الهراقلة عن يساره- قال- و يدخل ثلاثة أغلمة في يد أحدهم جام« من ذهب مملوء من المسك المسحوق«، و في يد الآخر جام من فضة مملوء من ماء الورد، و في يد الآخر طائر أبيض له منقار أحمر، فإذا نظر إلي ذلک الطائر صفر به، فيطير الطائر حتي يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه، فيحمل ما في الجام بريشه و جناحيه، ثم يصفر به الثانية فيطير الطائر حتي يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه، فيحمل ما في الجام بريشه و جناحيه، ثم يصفر الثالثة فيطير الطائر حتي يقع في جام المسك فيتمرغ فيه، فيحمل ما في الجام بريشه و جناحيه، ثم يصفر الثالثة فيطير الطائر علي رأس الملك، فلما نظر الملك إلي ذلک عتا و تجبر و ادعي الربوبية من دون الله عز و جل».
10»11» قال: «فدعا إلي ذلک وجوه قومه، فكل من أطاعه علي ذلک أعطاه و حباه و كساه، و کل من لم يتابعه قتله، فاستجاب له أناس، فاتخذ لهم عيدا في کل سنة مرة، فبينما هو ذات يوم في عيده«، و البطارقة عن يمينه و الهراقلة عن يساره، و إذا ببطريق من بطارقته قد أقبل و أخبره أن، عساكر الفرس قد غشيته، فاغتم لذلك غما شديدا حتي سقط التاج عن ناصبيته، فنظر إليه أحد الفتية الثلاثة الّذين كانوا عن يمينه، يقال له: تمليخا، فقال في نفسه: لو کان دقيوس إلها کما يزعم ما کان يغتم، و لا کان يفرح«، و لا کان يبول و لا کان يتغوط، و لا کان ينام و لا
-----------------------------------
(1) في «ط، ج»: فبرطقهم براطق.
(2) الفرند: ثوب من حرير. «تاج العروس 2: 451».
(3) دملج الشيء: إذا سوّاه و أحسن صنعته، و الدّملوج: المعضد من الحليّ. «لسان العرب- دملج- 2: 276».
(4) في المصدر: مكسلمينا و مجلسينا.
(5) في المصدر: مرنوس.
(6) في «ج»: كينطوس، و في «س»: كيظوس، و في المصدر: ديرنوس.
(7) في المصدر: شاذرنوس.
(8) الجام: إناء من فضّة. «لسان العرب- جوم- 12: 112».
(9) في «س»: المشرق. و المشرق: الملقي في الشمس ليجفّ.
(10) في المصدر: عيدهم.
(11) في المصدر: يفزع.
صفحه : 623
اللهيستيقظ، و ليس هذا من فعل الإله».}
1» قال: «و کان الفتية الستة کل يوم عند أحدهم يأكلون و يشربون، و كانوا في ذلک اليوم عند تمليخا فاتخذ لهم من أطيب الطعام و أعذب الشراب فطعموا و شربوا، ثم قال: يا إخوتاه، قد وقع في نفسي شيء قد منعني الطعام و الشراب و المنام قالوا: و ما ذلک يا تمليخا، فقال تمليخا: لقد أطلت فكري في هذه السماء فقلت: من رفع سقفها محفوظة بلا علاقة من فوقها و لا دعامة من تحتها، و من أجري فيها شمسا و قمرا نيرين مضيئين«، و من زينها بالنجوم! ثم أطلت فكري في هذه الإرض، فقلت: من سطحها علي صميم الماء الزاخر، و من حبسها بالجبال أن تميد علي کل شيء! و أطلت فكري في نفسي، فقلت: من أخرجني جنينا من بطن امي، و من غذاني، و من رباني في بطنها! إن لهذا صانعا و مدبرا غير دقيوس الملك، و ما هذا إلا ملك الملوك و جبار السماوات».
2» قال: «فانكب الفتية علي رجليه فقبلوها، و يقولون: قد هدانا الله من الضلالة بك إلي الهدي فأشر علينا- قال- فوثب تمليخا فباع تمرا من حائط له ثلاثة دراهم«، و صرها في كمه، و ركبوا علي خيولهم و خرجوا من المدينة، فلما ساروا ثلاثة أميال، قال تمليخا: يا إخوتاه جاء ملك الآخرة و ذهب ملك الدنيا و زال أمرها، انزلوا عن خيولكم و امشوا علي أرجلكم لعل الله يجعل لكم من أمركم فرجا و مخرجا فنزلوا عن خيولهم فمشوا سبع فراسخ في ذلک اليوم فجعلت أرجلهم تقطر دما».
قال: «فاستقبلهم راع، فقالوا، أيها الراعي، هل من شربة لبن! هل من شربة ماء! فقال الراعي عندي ما تحبون، و لكن أري وجوهكم وجوه الملوك، و ما أظنكم إلا هرابا من دقيوس الملك! قالوا: أيها الراعي، لا يحل لنا الكذب، فينجينا منك الصدق! قال: نعم، فأخبروه بقصتهم، فانكب علي أقدامهم يقبلها، و قال: يا قوم، لقد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم، و لكن أمهلوني حتي أرد الأغنام إلي أربابها و ألحق بكم، فوقفوا له فرد الأغنام و أقبل يسعي فتبعه كلبه.»
3»4»5» فقال اليهودي: يا علي، ما کان لون الكلب، و ما اسمه! قال علي (عليه السلام): « يا أخا اليهود«، أما لون الكلب فكان أبلق بسواد، و أما اسمه فكان قطمير«. فلما نظر الفتية إلي الكلب، قال بعضهم لبعض: إنا نخاف أن يفضحنا هذا الكلب بنباحه فألحوا عليه بالحجارة، فلما نظر الكلب إليهم قد ألحوا عليه بالطرد أقعي علي ذنبه و تمطي و نطق بلسان ذلق«، و هو ينادي: يا قوم، لم تردوني و أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ذروني أحرسكم من عدوكم،- قال- فجعلوا يبتدرونه، فحملوه علي أعناقهم- قال- فلم يزل الراعي يسير بهم حتي علابهم جبلا فانحط بهم علي كهف يقال له: الوصيد، فإذا بإزاء الكهف عين، و أشجار مثمرة، فأكلوا من الثمرة و شربوا من الماء، و جهنم
-----------------------------------
(1) في المصدر: آيتين مبصرتين.
(2) في المصدر: ثلاثة آلاف درهم.
(3) في المصدر: قال عليّ (عليه السّلام): لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم. [.....]
(4) في المصدر: قمطير.
(5) في المصدر: طلق. 1»
صفحه : 624
اللهالليل فأووا إلي الكهف، فأوحي الله جل جلاله إلي ملك الموت: أن يقبض أرواحهم، و وكل الله عز و جل بكل رجل منهم ملكين يقلبانه ذات اليمين إلي ذات الشمال، و ذات الشمال إلي ذات اليمين، و أوحي الله إلي خازن« الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين، و تقرضهم ذات الشمال.
فلما رجع دقيوس من عيده سأل عن الفتية، فأخبر أنهم ذهبوا هربا، فركب في ثمانين ألف حصان، فلم يزل يقفوا أثرهم حتي علا الجبل، و انحط إلي الكهف، فلما نظر إليهم إذا هم نيام فقال الملك: لو أردت أن أعاقبهم بشيء لما عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم، و لكن ائتوني بالبنائين، و سد باب الكهف بالكلس و الحجارة، ثم قال لأصحابه: قولوا لهم يقولون لإلههم ألذي في السماء لينجيهم مما بهم إن كانوا صادقين، و أن يخرجهم من هذا الموضع».
ثم قال علي (عليه السلام): « يا أخا اليهود، فمكثوا ثلاثمائة و تسع سنين، فلما أراد الله أن يحييهم أمر إسرافيل الملك أن ينفخ فيهم الروح- قال- فنفخ فقاموا من رقدتهم، فلما بزغت الشمس قال بعضهم لبعض: قد غفلنا في هذه الليلة عن عبادة إله السماوات فقاموا فإذا العين قد غارت و الأشجار قد جفت، فقال بعضهم لبعض: إن في أمرنا لعجبا، مثل تلك العين الغزيرة قد غارت في ليلة واحدة، و مثل تلك الأشجار قد جفت في ليلة واحدة؟».
2» قال: «و مسهم الجوع فقالوا: ابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلي المدينة، فلينظر أيها أزكي طعاما فليأتكم برزق منه و ليتلطف و لا يشعرن بكم أحدا: فقال تمليخا: لا يذهب في حوائجكم غيري، و لكن ادفع إلي- أيها الراعي- ثيابك قال: فدفع الراعي إليه ثيابه و مضي إلي المدينة، فجعل يري مواضع لا يعرفها و طرقا ينكرها، حتي أتي باب المدينة، فإذا عليه علم أخضر مكتوب عليه بالصفرة: لا إله إلا الله، عيسي رسول الله و روحه- قال (عليه السلام)- فجعل ينظر إلي العلم و يمسح عينيه و يقول: كأني نائم ثم دخل المدينة حتي أتي السوق فإذا رجل خباز، فقال: أيها الخباز ما اسم مدينتكم هذه! قال: أفسوس. قال: و ما اسم ملككم! قال: عبد الرحمن، قال: يا هذا حركني كأني نائم فقال الخباز: أ تهزأ بي، تكلمني و أنت نائم!؟ فقال تمليخا للخباز: فادفع إلي بهذا الورق طعاما. قال: فتعجب الخباز من نقش« الدرهم و من كبره».
قال: فوثب اليهودي و قال: يا علي و ما کان وزن کل درهم! قال علي (عليه السلام): « يا أخا اليهود، کان وزن کل درهم منها عشرة دراهم و ثلثي درهم».
قال: «فقال له الخباز: يا هذا، إنك أصبت كنزا! فقال تمليخا: ما هذا إلا ثمن تمرة بعتها منذ ثلاثة أيام و خرجت من هذه المدينة و تركت، النّاس يعبدون دقيوس الملك فغضب الخباز و قال: ألا تعطيني بعضها و تنجو، أتذكر رجلا خمارا کان يدعي الربوبية قد مات منذ أكثر من ثلاثمائة سنة!».
قال: فثبت تمليخا حتي أدخله الخباز علي الملك، فقال: ما شأن هذا الفتي! فقال: الخباز: هذا رجل أصاب
-----------------------------------
(1) في المصدر: خزّان.
(2) في المصدر: ثقل.
صفحه : 625
اللهكنزا. فقال له الملك: لا تخف- يا فتي- فإن نبينا عيسي بن مريم (عليه السلام) أمرنا أن لا نأخذ من الكنوز إلا خمسها، فأعطني خمسها و امض سالما. فقال تمليخا: انظر- أيها الملك- في أمري، ما أصبت كنزا، أنا من أهل هذه المدينة.}
قال: له الملك: أنت من أهلها! قال: نعم. قال: فهل تعرف منها أحدا! قال: نعم، قال: فسم، فسمي تمليخا نحوا من ألف رجل لا يعرف منهم رجل واحد. قال: ما أسمك! قال: اسمي تمليخا. قال: ما هذه الأسماء! قال: أسماء أهل زماننا.
1» قال: فهل لك في هذه المدينة دار! قال: نعم، اركب أيها الملك معي- قال-: فركب النّاس معه، فأتي بهم إلي أرفع باب دار في المدينة، فقال تمليخا: هذه الدار داري، فقرع الباب فخرج إليهم شيخ قد وقع حاجباه علي عينيه من الكبر، فقال: ما شأنكم! قال: له الملك: أتينا بالعجب، هذا الغلام يزعم أن هذه الدار داره. فقال له الشيخ: من أنت! قال: أنا تمليخا بن قسطنطين«. قال: فانكب الشيخ علي رجليه يقبلها و يقول: هو جدي و رب الكعبة. فقال:
أيها الملك، هؤلاء الستة الّذين خرجوا هرابا من دقيوس الملك».
قال: «فنزل الملك عن فرسه، و حمله علي عاتقه، و جعل النّاس يقبلون يديه و رجليه، فقال: يا تمليخا، ما فعل أصحابك! فأخبرهم أنهم في الكهف، فكان يومئذ بالمدينة ملكان: ملك مسم، و مل نصراني، فركبا و أصحابهما، فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا: يا قوم، إني أخاف أن يسمع أصحابي أصوات حوافر الخيول فيظنون أن دقيوس الملك قد جاء في طلبهم، و لكن أمهلوني حتي أتقدم فأخبرهم- قال- فوقف النّاس و أقبل تمليخا حتي دخل الكهف، فلما نظروا إليه أعتقوه و قالوا: الحمد لله ألذي نجاك من دقيوس.
فقال تمليخا: دعوني عنكم و عن دقيوس، كم لبثتم! قالوا: لبثنا يوما أو بعض يوم. قال تمليخا: بل لبثتم ثلاثمائة و تسع سنين، و قد مات دقيوس و ذهب قرن بعد قرن، بعث الله عز و جل نبيا يقال له: المسيح عيسي بن مريم و رفعه الله عز و جل إليه، و قد أقبل إلينا الملك و النّاس معه قالوا: يا تمليخا، أ تريد أن تجعلنا فتنة للعالمين!
قال تمليخا: فما تريدون! قالوا: تدعو الله و ندعوه معك أن يقبض أرواحنا، و يجعل عشاءنا معه في الجنة- قال- فرفعوا أيديهم و قالوا: إلهنا، بحق ما آتيتنا من الدين فمر بقبض أرواحنا فأمر الله عز و جل بقبض أرواحهم، و طمس الله عز و جل علي باب الكهف عن النّاس، فأقبل الملكان يطوفان علي باب الكهف سبعة أيام لا يجدان للكهف بابا فقال الملك المسلم: ماتوا علي ديننا، أبني علي باب الكهف مسجدا. و قال النصراني لا، بل ماتوا علي ديننا أبني علي باب الكهف ديرا. فاقتتلا، فغلب المسلم النصراني، و بني علي باب الكهف مسجدا».
ثم قال علي (عليه السلام) «سألتك بالله- يا يهودي- أ يوافق ما في توراتكم»! فقال اليهودي: و الله ما زدت حرفا و لا نقصت حرفا، و أنا أشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، و أنك- يا أمير المؤمنين وصي رسول الله حقا».
22] 7366/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق و محمّد بن أحمد السناني و علي بن أحمد بن
-----------------------------------
22- التوحيد: 241/ 1.
(1) في «ج» و «ق»: قسطيطين، و في المصدر: قسطين.
صفحه : 626
اللهعليمحمّد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه)، قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيي بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن جعفر بن سليمان البصري، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: مَن يَهدِ اللّهُ فَهُوَ المُهتَدِ وَ مَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرشِداً.
فقال: «إن الله تبارك و تعالي يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته، و يهدي أهل الإيمان و العمل الصالح إلي جنته، کما قال عز و جل وَ يُضِلُّ اللّهُ الظّالِمِينَ وَ يَفعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ
«1»، و قال عز و جل إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهدِيهِم رَبُّهُم بِإِيمانِهِم تَجرِي مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ«2»».
23] 8366/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إبراهيم بن عقبة، عن ميسر، عن محمّد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: فَليَنظُر أَيُّها أَزكي طَعاماً فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ
، قال: «أزكي طعاما: التمر».
قوله تعالي:
وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَ قُل عَسي أَن يَهدِيَنِ رَبِّي لِأَقرَبَ مِن هذا رَشَداً [23- 24]
1] 9366/[- و عنه، عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبي جميلة المفضل إبن صالح، عن محمّد الحلبي و زرارة و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) في قول الله عز و جل: وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
، قال: «إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني، فليستثن إذا ذكر».
2] 0466/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد و علي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن إبن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً
«3».
-----------------------------------
23- الكافي 6: 345/ 1. 1- الكافي 7: 447/ 1. 2- الكافي 7: 447/ 2.
(1) إبراهيم: 14: 27.
(2) يونس 10: 9.
(3) طه: 20: 115.
صفحه : 627
اللهقال: فقال: «إن الله عز و جل لما قال لآدم (عليه السلام): ادخل الجنة، قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة- قال- و أراه إياها. فقال آدم (عليه السلام) لربه: كيف أقربها و قد نهيتني عنها أنا و زوجي- قال- فقال لهما: لا تقرباها، يعني: لا تأكلا منها. فقال آدم (عليه السلام) و زوجته: نعم يا ربنا، لا نقربها و لا نأكل منها، و لم يستثنيا في قولهما: نعم فوكلهما الله في ذلک إلي أنفسهما و إلي ذكرهما».}
قال: «و قد قال الله عز و جل لنبيه (صلي الله عليه و آله) في الكتاب: وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ
أن لا أفعله، فتسبق مشيئة الله في أن لا أفعله، فلا أقدر علي أن أفعله- قال- و لذلك قال الله عز و جل:
وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
أي استثن مشيئة الله في فعلك».
3] 1466/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد و محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد جميعا، عن إبن محبوب، عن إبن رئاب، عن حمزة بن حمران، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:
وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
.
قال: «ذلک في اليمين، إذا قلت: و الله لا أفعل كذا و كذا، فإذا ذكرت أنك لم تستثن فقل: إن شاء الله».
4] 2466/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن إبن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الاستثناء في اليمين متي ما ذكر، و إن کان بعد أربعين صباحا، ثم تلا هذه الآية: وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
».
5] 3466/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحسن، عن علي بن أسباط، عن الحسين بن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
».
فقال: «إذا حلفت علي يمين و نسيت أن تستثني، فاستثن إذا ذكرت».
6] 4466/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم، قال: أمر أبو عبد الله (عليه السلام) بكتاب في حاجة فكتب، ثم عرض عليه و لم يكن فيه استثناء، فقال: «كيف رجوتم أن يتم هذا و ليس فيه استثناء! [انظروا کل موضع لا يکون فيه استثناء] فاستثنوا فيه».
7] 5466/[- الشيخ في (التهذيب) بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن علي بن حديد، عن مرازم، قال: دخل أبو عبد الله (عليه السلام) يوما إلي منزل معتب، و هو يريد العمرة، فتناول لوحا فيه كتاب فيه تسمية أرزاق العيال و ما يخرج لهم فإذا فيه: لفلان و فلان و فلان و ليس فيه استثناء، فقال (عليه السلام): «من كتب هذا الكتاب و لم يستثن فيه، كيف ظن أنه يتم»: ثم دعا بالدواة فقال: «ألحق فيه إن شاء الله» فألحق فيه في کل اسم: إن شاء الله.
-----------------------------------
3- الكافي 7: 448/ 3. 4- الكافي 7: 448/ 6. [.....] 5- الكافي 7: 449/ 8. 6- الكافي 2: 494/ 7. 7- التهذيب 8: 281/ 1030.
صفحه : 628
8] 6466/[- العياشي: عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:1»2» «إذا حلف الرجل بالله فله ثنياها« إلي أربعين يوما، و ذلک أن قوما من اليهود سألوا النبي (صلي الله عليه و آله)، عن شيء فقال: القوني« غدا- و لم يستثن- حتي أخبركم فاحتبس عنه جبرئيل (عليه السلام) أربعين يوما، ثم أتاه، و قال: وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
».
9] 7466/[- عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام): «ذكر أن آدم (عليه السلام) لما أسكنه الله الجنة فقال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة فقال: نعم، يا رب و لم يستثن، فأمر الله نبيه (صلي الله عليه و آله) فقال: وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
و لو بعد سنة».
10] 8466/[- و في رواية عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: «وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
أن تقول إلا من بعد الأربعين، فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه و بين أربعين يوما إذا نسي».
11] 9466/[- عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال الله: وَ لا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ
أن لا أفعله، فتسبق مشيئة الله في أن لا أفعله، فلا أقدر علي أن أفعله- قال- فلذلك قال الله: وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ أي استثن مشيئة الله في فعلك».
12] 0566/[- عن زرارة و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) في قول الله عز و جل:
وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
، قال: «إذا حلف الرجل فنسي أن يستثني، فليستثن إذا ذكر».
13] 1566/[- عن حمزة بن حمران، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
، فقال: «أن تستثني، ثم ذكرت بعد، فاستثن حين تذكر».
14] 2566/[- عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
، قال: «هو الرجل يحلف فينسي أن يقول: إن شاء الله فليقلها إذا ذكر».
15] 3566/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز و جل:
-----------------------------------
8- تفسير العياشي 2: 324/ 14. 9- تفسير العياشي 2: 324/ 15. 10- تفسير العياشي 2: 324/ 16. 11- تفسير العياشي 2: 325/ 17. 12- تفسير العياشي 2: 325/ 18. 13- تفسير العياشي 2: 325/ 19. 14- تفسير العياشي 2: 325/ 20. 15- تفسير العياشي 2: 325/ 21.
(1) الثنيا: الاستثناء. «مجمع البحرين- ثنا- 1: 76».
(2) في «ط»: ائتوني.
صفحه : 629
اللهوَ لا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ}
، قال: «هو الرجل يحلف علي الشيء و ينسي أن يستثني، فيقول: لأفعلن كذا و كذا غدا أو بعد غد عن قوله: وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ».
16] 4566/[- عن حمزة بن حمران، قال: سألته عن قول الله: وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
، قال: «إذا حلفت ناسيا ثم ذكرت بعد، فاستثن حين تذكر».
17] 5566/[- عن القداح، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام) قال: «الاستثناء في اليمين متي ما ذكر، و إن کان بعد أربعين صباحا». ثم تلا هذه الآية: وَ اذكُر رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ
.
قوله تعالي:
وَ لَبِثُوا فِي كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازدَادُوا تِسعاً [25]
1] 6566/[- العياشي: عن جابر، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: «و الله، ليملكن رجل منا أهل البيت الإرض بعد موته ثلاثمائة سنة و يزداد تسعا». قال: قلت: و متي ذلک! قال: «بعد موت القائم».
قال: قلت: و كم يقوم القائم في عالمه حتي يموت! قال: «تسع عشرة سنة، من يوم قيامة إلي يوم موته».
1»2» قال: قلت: فيكون بعد موته هرج! قال: «نعم، خمسين سنة- قال- ثم يخرج المنتصر« إلي الدنيا فيطلب بدمه و دم أصحابه، فيقتل و يسبي حتي يقال: لو کان هذا من ذرية الأنبياء ما قتل النّاس کل هذا القتل فيجتمع النّاس عليه أبيضهم و أسودهم فيكثرون عليه حتي يلجئوه إلي حرم الله، فإذا اشتد البلاء عليه مات المنتصر« و خرج السفاح إلي الدنيا غضبا للمنتصر، فيقتل کل عدونا جائر و يملك الإرض كلها، فيصلح الله له أمره، و يعيش ثلاثمائة سنة و يزداد تسعا».
ثم قال: أبو جعفر (عليه السلام): « يا جابر، و هل تدري من المنتصر و السفاح! يا جابر، المنتصر الحسين، و السفاح أمير المؤمنين (صلوات الله عليهما)».
2] 7566/[- محمّد بن إبراهيم النعماني، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثنا محمّد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري، و سعدان بن إسحاق بن سعيد، و أحمد بن الحسين بن
-----------------------------------
16- تفسير العيّاشي 2: 325/ 22. [.....] 17- تفسير العيّاشي 2: 325/ 23. 1- تفسير العيّاشي 2: 326/ 24. 2- الغيبة: 331/ 3.
(1) في «ط» و المصدر: المنصور.
(2) في «ق»: المنصور.
صفحه : 630
اللهعليعبد الملك الزيات، و محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن ثابت، عن جابر إبن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي (عليهما السلام) يقول: «و الله، ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاثمائة سنة و يزداد تسعا». قال فقلت له: و متي يکون ذلک! فقال: «بعد موت القائم (عليه السلام)».
قلت له و كم يقوم القائم (عليه السلام) في عالمه حتي يموت! فقال: «تسع عشرة سنة من يوم قيامة إلي يوم موته».
قوله تعالي:
وَ اصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَ العَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ وَ لا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُرِيدُ زِينَةَ الحَياةِ الدُّنيا- إلي قوله تعالي- عَن ذِكرِنا [28]
1] 8566/[- العياشي: عن زرارة و حمران، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) في قوله: وَ اصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَ العَشِيِّ
، قال: «إنما عني بها الصلاة».
6659/[2]- علي بن إبراهيم: فهذه الآية: نزلت في سلمان الفارسي، کان عليه كساء فيه يکون طعامه و هو دثاره و رداؤه، و کان كساء من صوف، فدخل عيينة بن حصن«1» علي النبي (صلي الله عليه و آله) و سلمان عنده، فتأذي عيينة بريح كساء سلمان، و قد کان عرق فيه و کان يومئذ شديد الحر، فعرق في الكساء، فقال: يا رسول الله، إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا و حزبه«2» من عندك، فإذا نحن خرجنا فأدخل من شئت فأنزل الله: وَ لا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا و هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري.
قوله تعالي:
وَ قُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر- إلي قوله
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 2: 326/ 25. 2- تفسير القمّي 2: 34.
(1) عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، يكني أبا مالك، أسلم بعد الفتح، و کان من المؤلّفة قلوبهم و من الأعراب الجفاة، انظر اسد الغابة 4: 166.
(2) في المصدر: و اصرفه.
صفحه : 631
تعالي- نِعمَ الثَّوابُ وَ حَسُنَت مُرتَفَقاً [29- 31]
1] 0666/[- محمّد بن يعقوب: عن أحمد، عن عبد العظيم، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية هكذا: وَ قُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم
في ولاية علي فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمِينَ آل محمّد حقهم ناراً».
2] 1666/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد السياري، عن محمّد بن خالد البرقي، عن الحسين بن سيف، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قوله تعالي:
وَ قُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم
في ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمِينَ آل محمّد حقهم ناراً أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها».
3] 2666/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود، عن أبي الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه (صلوات الله عليهم أجمعين) ، في قوله تعالي وَ قُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم
: «في ولاية علي (عليه السلام) فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر». و قرأ إلي قوله: أَحسَنَ عَمَلًا.
ثم قال: «قيل للنبي (صلي الله عليه و آله) فَاصدَع بِما تُؤمَرُ
«1» في أمر علي، أنه الحق من ربك، فمن شاء فليؤمن، و من شاء فليكفر، فجعل الله تركه معصية و كفرا». قال: ثم قرأ: إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمِينَ لآل محمّد ناراً أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها- الآية، ثم قرأ:- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضِيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا، يعني بهم آل محمّد (صلوات الله عليهم)».
4] 3666/[- العياشي: عن عاصم الكوزي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: في قول الله: فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر
، قال: «وعيد».
5] 4666/[- عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:2» «ظلم لا يغفره الله، و ظلم لا يدعه فأما الظلم ألذي لا يغفره الله، الشرك، و أما الظلم ألذي يغفره الله تعالي فظلم الرجل نفسه، و أما الظلم ألذي لا يدعه فالذنب« بين العباد».
و رواه محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن
-----------------------------------
1- الكافي 1: 351/ 64. 2- تأويل الآيات 1: 292/ 2. 3- تأويل الآيات 1: 292/ 3. 4- تفسير العيّاشي 2: 326/ 26. 5- تفسير العيّاشي 2: 326/ 27. [.....]
(1) الحجر 15: 94.
(2) في الكافي: فالمداينة.
صفحه : 632
اللهعليالجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «الظلم ثلاثة» الحديث«1».
6] 5666/[- عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا علي محمّد (صلي الله عليه و آله) فقال: وَ قُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمِينَ
آل محمّد حقهم ناراً».
6666/[7]- علي بن إبراهيم: في قوله: وَ قُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم.
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «نزلت هذه الآية هكذا: وَ قُلِ الحَقُّ مِن رَبِّكُم يعني ولاية علي (عليه السلام) فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمِينَ آل محمّد حقهم ناراً أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها وَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ.- قال- المهل: ألذي يبقي في أصل الزيت المغلي يَشوِي الوُجُوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَ ساءَت مُرتَفَقاً». ثم ذكر ما أعد الله للمؤمنين، فقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضِيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا إلي قوله: وَ حَسُنَت مُرتَفَقاً.
8] 7666/[- العياشي: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إبن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام و الشراب، فقال: وَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجُوهَ
».
9] 8666/[- و عنه (عليه السلام) في قوله تعالي: يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ
«2» قال: «تبدل خبزة بيضاء نقية يأكل النّاس منها حتي يفرغ من الحساب».
قال له قائل: إنهم يومئذ لفي شغل عن الأكل و الشرب!؟ فقال له: «إن إبن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام و الشراب، أهم أشد شغلا أمن في النار قد استغاثوا! قال الله: وَ إِن يَستَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالمُهلِ
».
قوله تعالي:
وَ اضرِب لَهُم مَثَلًا رَجُلَينِ جَعَلنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَينِ مِن أَعنابٍ وَ حَفَفناهُما بِنَخلٍ وَ جَعَلنا بَينَهُما زَرعاً- إلي قوله تعالي- وَ ما كانَ مُنتَصِراً [32- 43]
1] 9666/[- محمّد بن العباس (رحمه الله)، قال: حدثنا الحسين بن عامر، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن
-----------------------------------
6- تفسير العيّاشي 2: 326/ 28. 7- تفسير القمّي 2: 35. 8- تفسير العيّاشي 2: 327/ 29. 9- تفسير العيّاشي 2: 327/ 30. 1- تأويل الآيات 1: 293/ 5.
(1) الكافي 2: 248/ 1.
(2) إبراهيم 14: 48.
صفحه : 633
اللهعليمحمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن القاسم بن عروة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل:
وَ اضرِب لَهُم مَثَلًا رَجُلَينِ جَعَلنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَينِ مِن أَعنابٍ وَ حَفَفناهُما بِنَخلٍ وَ جَعَلنا بَينَهُما زَرعاً كِلتَا الجَنَّتَينِ آتَت أُكُلَها وَ لَم تَظلِم مِنهُ شَيئاً
، قال: «هما علي (عليه السلام) و رجل آخر».
2] 0766/[- المفيد في (الاختصاص): عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمّد المسلي، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1»2» «لما اخرج علي ملببا« وقف عند قبر النبي (صلي الله عليه و آله) قال: يا بن عم«، إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني- قال- فخرجت يد من قبر رسول الله (صلي الله عليه و آله) يعرفون أنها يده، و صوت يعرفون أنه صوته، نحو أبي بكر: يا هذا: أَ كَفَرتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلًا
».
3] 1766/[- و من هذا الكتاب أيضا: أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن خالد بن ماد القلانسي و محمّد بن حماد، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:3» «لما استخلف أبو بكر أقبل عمر علي علي (عليه السلام) فقال: أما علمت أن أبا بكر قد استخلف! فقال له علي (عليه السلام): فمن جعله كذلك«! قال: المسلمون رضوا بذلك.
فقال علي: (عليه السلام): و الله، ما أسرع ما خالفوا رسول الله (صلي الله عليه و آله) و نقضوا عهده؟ و لقد سموه بغير اسمه، و الله ما استخلفه رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقال له عمر: كذبت، فعل الله بك و فعل.
فقال: له: إن تشأ أن أريك برهان ذلک فعلت. فقال عمر: ما تزال تكذب علي رسول الله في حياته و بعد موته فقال له: انطلق بنا- يا عمر- لتعلم أينا الكذاب علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) في حياته و بعد موته فانطلق معه حتي أتي القبر، فإذا كف فيها مكتوب: أَ كَفَرتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلًا
!؟ فقال له علي (عليه السلام): أرضيت! لقد فضحك رسول الله (صلي الله عليه و آله)«4» في حياته و بعد موته».
4] 2766/[- و من الكتاب أيضا: أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن حماد، عن أبي علي، عن أحمد بن موسي، عن زياد بن المنذر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «لقي علي (عليه السلام) أبا بكر في بعض سكك المدينة، فقال له: ظلمت و فعلت! فقال: و من يعلم ذلک! فقال: يعلمه رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال: و كيف لي برسول الله حتي يعلمني ذلک! لو أتاني في المنام فأخبرني لقبلت ذلک.
-----------------------------------
2- الاختصاص: 274. 3- الاختصاص: 274. 4- الاختصاص: 274.
(1) لببت الرجل تلبيبا: إذا جمعت ثيابه عند صدره و نحوه عند الخصومة ثمّ جررته. «مجمع البحرين- لبب- 2: 165».
(2) في المصدر: يا إبن امّ. [.....]
(3) في المصدر: لذلك.
(4) في المصدر: فضحك اللّه.
صفحه : 634
اللهقال: فأنا أدخلك علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) فأدخله مسجد قبا، فإذا هو برسول الله (صلي الله عليه و آله) في مسجد قبا، فقال له (صلي الله عليه و آله): اعتزل عن ظلم أمير المؤمنين- قال- فخرج من عنده فلقيه عمر، فأخبره بذلك، فقال: اسكت، أما عرفت قديما سحر بني عبد المطلب!؟».}
5] 3766/[- و من الكتاب أيضا: سعد، قال: حدثنا عباد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه سليمان، عن عيثم بن أسلم، عن معاوية بن عمار الدهني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «دخل أبو بكر علي علي (عليه السلام) فقال له: إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) لم يحدث إلينا في أمرك حدثا بعد يوم الولاية، و أنا أشهد أنك مولاي، مقر لك بذلك، و قد سلمت عليك علي عهد رسول الله (صلي الله عليه و آله) بإمرة« المؤمنين، و أخبرنا رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنك وصيه و وارثه و خليفته في أهله و نسائه و لم يحل بينك و بين ذلک، و صار ميراث رسول الله (صلي الله عليه و آله) إليك و أمر نسائه، و لم يخبرنا بأنك خليفته من بعده، و لا جرم لنا في ذلک، فيما بيننا و بينك، و لا ذنب بيننا و بين الله عز و جل.
2» فقال: له علي (عليه السلام): أ رأيتك« إن رأيت رسول الله (صلي الله عليه و آله) حتي يخبرك بأني أولي بالمجلس ألذي أنت فيه، و أنك إن لم تنح عنه كفرت، فما تقول! فقال: إن رأيت رسول الله (صلي الله عليه و آله) حتي يخبرني ببعض هذا اكتفيت به. قال: فوافني إذا صليت المغرب».
3» قال: فرجع بعد المغرب فأخذ بيده، و أخرجه إلي مسجد قبا، فإذا رسول الله (صلي الله عليه و آله) جالس في القبلة، فقال: يا عتيق، وثبت علي علي، و جلست مجلس النبوة، و قد تقدمت إليك في ذلک!؟ فانزع هذا السربال« ألذي تسربلته و خله لعلي (عليه السلام) و إلا فموعدك النار».
4» قال: «ثم أخذ بيده فأخرجه، فقام النبي (صلي الله عليه و آله) عنهما، و انطلق أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي سلمان، فقال له: يا سلمان، أما علمت أنه کان من الأمر كذا و كذا! فقال سلمان: ليشهرن بك و ليبدينه إلي صاحبه و ليخبرنه بالخبر، فضحك أمير المؤمنين (عليه السلام)، و قال: أما أن يخبر صاحبه فيفعل، ثم لا و الله لا يذكر انه أبدا إلي يوم القيامة، هما أنظر لأنفسهما« من ذلک.
فلقي أبو بكر عمر، فقال: إن عليا أتي كذا و كذا، و صنع كذا و كذا، و قال رسول الله: كذا و كذا. فقال له عمر:
5» ويلك، ما أقل عقلك؟ فو الله، ما أنت فيه الساعة إلا من بعض سحر إبن أبي كبشة، قد نسيت سحر بني هاشم!؟ و من أين يرجع محمّد! و لا يرجع من مات، إن ما أنت فيه أعظم من سحر بني هاشم، فتقلد هذا السربال و مر« فيه».
-----------------------------------
5- الاختصاص: 272.
(1) في «ج» زيادة: أمير.
(2) في المصدر: إن أريتك.
(3) السّربال: القميص، و كني به عن الخلافة. «لسان العرب- سربل- 11: 335».
(4) في «ق»: ممّا نظر لأنفسهما، و في «ط»: ممّا نظر إلي أنفسهما.
(5) في «ق» و «ط»: و من فيه.
صفحه : 635
6] 4766/[- و من الكتاب المذكور أيضا: محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لقي أبا بكر، فقال له: أما أمرك رسول الله (صلي الله عليه و آله) أن تطيع لي! فقال: لا، و لو أمرني لفعلت.
قال: فامض بنا إلي رسول الله (صلي الله عليه و آله) فانطلق به إلي مسجد قبا، فإذا رسول الله (صلي الله عليه و آله) يصلي، فلما انصرف، قال له علي (عليه السلام): يا رسول الله، إني قلت لأبي بكر: أما أمرك رسول الله (صلي الله عليه و آله) أن تطيعني!
فقال: لا، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): قد أمرتك، فأطعه».
قال: «فخرج و لقي عمر و هو ذعر فقام عمر و قال له: مالك!، فقال له: قال رسول الله كذا و كذا. فقال عمر: تبا لامة ولوك أمرهم، أما تعرف سحر بني هاشم!؟».
7] 5766/[- محمّد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات): عن محمّد بن عيسي، عن إبن أبي عمير و علي إبن الحكم، عن الحكم بن مسكين، عن أبي عمارة، عن أبي عبد الله و عثمان بن عيسي، عن إبن أبي عمير و علي إبن الحكم، عن الحكم بن مسكين، عن أبي عمارة، عن أبي عبد الله و عثمان بن عيسي، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام):1» «أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أتي« أبا بكر فاحتج عليه، ثم قال له: أ ترضي برسول الله (صلي الله عليه و آله) بيني و بينك! فقال: فكيف لي به! فأخذ بيده، و أتي به مسجد قبا، فإذا رسول الله (صلي الله عليه و آله) فيه، فقضي علي أبي بكر، فرجع أبو بكر مذعورا، فلقي عمر فأخبره، فقال: مالك؟ أما علمت سحر بني هاشم!؟».
8] 6766/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي و محمّد بن أبي عبد الله و محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، جميعا، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام): «أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يوما لأبي بكر وَ لا تَحسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرزَقُونَ
«2» و أشهد أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) مات شهيدا، و الله ليأتينك، فأيقن إذا جاءك فإن الشيطان غير متخيل به، فأخذ علي (عليه السلام) بيد أبي بكر فأراه النبي (صلي الله عليه و آله)، فقال له: يا أبا بكر، آمن بعلي و بأحد عشر من ولده، إنهم مثلي إلا النبوة، و تب إلي الله مما في يدك، فإنه لا حق لك فيه- قال- ثم ذهب فلم يره».
9] 7766/[- صاحب (درر المناقب): عن إبن عباس، أنه قال: بينما أمير المؤمنين (عليه السلام) يدور في سكك المدينة إذ استقبله أبو بكر، فأخذ علي (عليه السلام) بيده، ثم قال: « يا أبا بكر، اتق الله ألذي خلقك من تراب، ثم من نطفة، ثم سواك رجلا، و اذكر معادك يا إبن أبي قحافة، و اذكر ما قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) و قد علمتم ما تقدم به إليكم في غدير خم فإن رددت إلي الأمر دعوت الله أن يغفر لك ما فعلته، و إن لم تفعل فما يکون جوابك لرسول
-----------------------------------
6- الاختصاص: 273. 7- بصائر الدرجات: 294/ 2. 8- الكافي 1: 448/ 13. 9- .... مدينة المعاجز: 168.
(1) في المصدر: لقي.
(2) آل عمران 3: 169. [.....]
صفحه : 636
اللهالله (صلي الله عليه و آله)». فقال له: أرني رسول الله في المنام، يردني عما أنا فيه، فإني أطيعه. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):}
«كيف ذلک و أنا أريكه في اليقظة!».
ثم أخذ علي (عليه السلام) بيده حتي أتي به مسجد قبا، فرأي رسول الله (صلي الله عليه و آله) جالسا في محرابه و عليه أكفانه و هو يقول: « يا أبا بكر، ألم أقل لك ذلک مرة بعد مرة و تارة بعد تارة إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) خليفتي و وصيي، و طاعته طاعتي، و معصيته معصيتي، و طاعته طاعة الله، و معصيته معصية الله!؟».
1» قال: فخرج أبو بكر و هو فزع مرعوب، و قد عزم أن يرد الأمر إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ استقبله رجل من أصحابه فأخبره بما رأي، فقال: هذا سحر من سحر بني هاشم، دم« علي ما أنت عليه، و احفظ مكانك. و لم يزل به حتي صده عن المراد.
10] 8766/[- و ذكر بعض العلماء، في كتاب له، قال: روت الشيعة بأسرهم: أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما قعد أبو بكر مقعده و دعا إلي نفسه بالإمامة، احتج عليه بما قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) في مواطن كثيرة من أن عليا (عليه السلام) خليفته و وصيه و وزيره و قاضي دينه و منجز وعده، و أنه (صلي الله عليه و آله) أمرهم باتباعه في حياته و بعد وفاته، و کان من جواب أبي بكر أنه قال: وليتكم و لست بخيركم، أقيلوني.
2»3» فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): «من يقيلك! الزم بيتك و سلّم الأمر إلي ألذي جعله الله و رسوله له، و لا يغرنك من قريش أوغادها، فإنهم عبيد الدنيا، يزيلون الحق عن مقره طمعا منهم في الولاية بعدك، و لينالوا في حياتك من دنياك». فتلجلج في الجواب، و جعل يعده بتسليم الأمر إليه، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما إن أريتك رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أمرك باتباعي و تسليم الأمر إلي أما تقبل قوله!» فتبسم ضاحكا متعجبا من قوله (عليه السلام) و قال: نعم، فأخذ« بيده و أدخله المسجد- و هو مسجد قبا بالمدينة- فأراه رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقول له: « يا أبا بكر، أنسيت ما أقوله في علي!؟ فسلم إليه هذا الأمر، و اتبعه و لا تخالفه» فلما سمع ذلک ابو بكر و غاب رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن بصره بهت و تحير، و أخذه الأفكل« و عزم علي تسليم الأمر إليه فدخل في رأيه الثاني.
أقول: ما رواه أصحاب الحديث و الروايات في هذا المعني كثيرة، اقتصرنا علي ذلک مخافة الإطالة.
6679/[11]- إبن شهر آشوب: من مناقب إسحاق العدل، أنه کان في خلافة هشام خطيب يلعن عليا (عليه السلام) علي المنبر، قال: فخرجت كف من قبر رسول الله (صلي الله عليه و آله)، يري الكف و لا يري الذراع، عاقدة
-----------------------------------
10- عيون المعجزات: 42. 11- المناقب 2: 344.
(1) في «ط»: ثبت.
(2) في «ج»: فأخذه.
(3) الأفكل: الرّعدة من برد أو خوف. «لسان العرب- فكل- 11: 529».
صفحه : 637
علي ثلاث و ستين، و إذا كلام من قبر النبي (صلي الله عليه و آله): «ويلك من أمري«1» أَ كَفَرتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلًا!» و ألقت ما فيها فإذا دخان أزرق، قال: فما نزل عن المنبر إلا و هو أعمي يقاد، قال: فما مضت له ثلاثة أيام حتي مات.
6680/[12]- قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ اضرِب لَهُم مَثَلًا رَجُلَينِ جَعَلنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَينِ مِن أَعنابٍ وَ حَفَفناهُما بِنَخلٍ وَ جَعَلنا بَينَهُما زَرعاً قال: نزلت في رجل کان له بستانان كبيران عظيمان كثيرا الثمار، کما حكي الله عز و جل، و فيهما نخل و زرع و ماء، و کان له جار فقير، فافتخر الغني علي ذلک الفقير، و قال له: أَنَا أَكثَرُ مِنكَ مالًا وَ أَعَزُّ نَفَراً ثم دخل بستانه و قال: ما أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً وَ ما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِن رُدِدتُ إِلي رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيراً مِنها مُنقَلَباً.
فقال له الفقير: أَ كَفَرتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلًا لكِنَّا هُوَ اللّهُ رَبِّي وَ لا أُشرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ثم قال الفقير للغني: وَ لَو لا إِذ دَخَلتَ جَنَّتَكَ قُلتَ ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مالًا وَ وَلَداً.
ثم قال الفقير: فَعَسي رَبِّي أَن يُؤتِيَنِ خَيراً مِن جَنَّتِكَ وَ يُرسِلَ عَلَيها حُسباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصبِحَ صَعِيداً زَلَقاً أي محترقا أَو يُصبِحَ ماؤُها غَوراً فَلَن تَستَطِيعَ لَهُ طَلَباً. فوقع فيها ما قال الفقير في تلك الليلة فَأَصبَحَ الغني، يقلب كفيه علي ما أنفق فيها و هي خاوية علي عروشها و يقول: يا ليتني لم أشرك بربي أحدا وَ لَم تَكُن لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَ ما كانَ مُنتَصِراً فهذه عقوبة البغي.
13] 1866/[- إبن بابويه، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، قال: حدثني جماعة من مشايخنا، منهم: أبان بن عثمان و هشام بن سالم و محمّد بن حمران، عن الصادق (عليه السلام) قال: عجبت لمن فزع من أربع، كيف لا يفزع إلي أربع!
عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلي قوله عز و جل: حَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ
«2»! فإني سمعت الله عز و جل يقول بعقبها: فَانقَلَبُوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضلٍ لَم يَمسَسهُم سُوءٌ«3». و عجبت لمن اغتم، كيف لا يفزع إلي قوله عز و جل لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ«4» فإني سمعت الله عز و جل يقول بعقبها:
فَاستَجَبنا لَهُ وَ نَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنجِي المُؤمِنِينَ
«5». و عجبت لمن مكر به، كيف لا يفزع إلي قوله تعالي:
-----------------------------------
12- تفسير القمّي 2: 35. 13- الخصال: 218/ 43.
(1) في المصدر: اموي.
(2) آل عمران 3: 173.
(3) آل عمران 3: 174.
(4) الأنبياء 21: 87.
(5) الأنبياء 21: 88.
صفحه : 638
اللهوَ أُفَوِّضُ أَمرِي إِلَي اللّهِ إِنَّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ}
«1»! فإني سمعت الله عز و جل يقول بعقبها: فَوَقاهُ اللّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا«2». و عجبت لمن أراد الدنيا و زينتها، كيف لا يفزع إلي قوله تعالي: ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللّهِ! و فإني سمعت الله عز و جل يقول بعقبها: إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مالًا وَ وَلَداً فَعَسي رَبِّي أَن يُؤتِيَنِ خَيراً مِن جَنَّتِكَ، و عسي موجبة».
قوله تعالي:
هُنالِكَ الوَلايَةُ لِلّهِ الحَقِّ هُوَ خَيرٌ ثَواباً وَ خَيرٌ عُقباً [44]
1] 2866/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن محمّد بن اورمة و محمّد بن عبد الله، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام). عن قوله تعالي: هُنالِكَ الوَلايَةُ لِلّهِ الحَقِّ
، قال: «ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)».
2] 3866/[- محمّد بن العباس (رحمه الله): عن محمّد بن همام، عن عبد الله بن جعفر، عن محمّد بن عبد الحميد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: قوله تعالي: هُنالِكَ الوَلايَةُ لِلّهِ الحَقِّ هُوَ خَيرٌ ثَواباً وَ خَيرٌ عُقباً
! قال: «هي ولاية علي (عليه السلام)، هي«3» خير ثوابا و خير عقبا».
قوله تعالي:
وَ اضرِب لَهُم مَثَلَ الحَياةِ الدُّنيا كَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السَّماءِ- إلي قوله تعالي- وَ الباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيرٌ أَمَلًا [45- 46]
3] 4866/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن بكر بن محمّد الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
-----------------------------------
1- الكافي 1: 346/ 34، شواهد التنزيل 1: 356/ 487. 2- تأويل الآيات 1: 296/ 6. [.....] 3- تفسير القمّي 2: 36.
(1) غافر 40: 44.
(2) غافر 40: 45.
(3) في «ط»: هو.
صفحه : 639
اللهعليسمعته يقول:1»2»3»4»5» «أيها النّاس، آمروا بالمعروف، و انهوا عن المنكر، فإن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لم يقربا أجلا، و لم يباعدا رزقا، فإن الأمر، ينزل من السماء إلي الإرض كقطر المطر في کل يوم إلي کل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان، في أهل أو مال أو نفس، و إذا أصاب أحدكم مصيبة في مال أو نفس و رأي عند أخيه عفوة« فلا يكونن له فتنة، فإن المرء المسلم ما لم يفش« دناءة تظهر و يخشع لها إذا ذكرت« و يغري بها لئام« النّاس، کان كالياسر الفالج ألذي ينتظر أول« فوز من قداحه، يوجب له بها المغنم، و يدفع عنه المغرم، كذلك المرء المسلم البريء من الكذب و الخيانة، ينتظر إحدي الحسنيين: إما داعيا من الله، فما عند الله خير له، و إما رزقا من الله، فهو ذو أهل و مال و معه دينه و حسبه، و المال و البنون حرث الدنيا، و العمل الصالح حرث الآخرة، و قد يجمعهما الله لأقوام».
2] 5866/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «مر رسول الله (صلي الله عليه و آله) برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف عليه، و قال: ألا أدلك علي غرس أثبت أصلا و أسرع إيناعا و أطيب ثمرا و أبقي! قال: بلي، فدلني يا رسول الله.
6» قال: إذا أصبحت و أمسيت فقل: سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله، و الله أكبر، فإن لك- إن قلته- بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، و هن« من الباقيات الصالحات».
قال: «فقال الرجل: إني أشهدك- يا رسول الله- أن حائطي هذا صدقة مقبوضة علي فقراء المسلمين من أهل الصدقة، فأنزل الله عز و جل الآيات من القرآن: فَأَمّا مَن أَعطي وَ اتَّقي وَ صَدَّقَ بِالحُسني فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسري
«7»».
و روي هذا الحديث إبن بابويه، في (أماليه): حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطار، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام): مثله، إلا أن فيه: «علي فقراء المسلمين من أهل الصفة»«8».
-----------------------------------
2- الكافي 2: 367/ 4.
(1) عفو المال: ما يفضل عن النفقة: «لسان العرب- عفا- 15: 76». و في «ج» و «ط» و «ق»: عثرة.
(2) في «ق» و «ط» و المصدر: يغش.
(3) في «ط»: تظهر فتخشع إذا ذكر.
(4) في «ج» و «ق»: آثام.
(5) في «ج» و «ق»: إحدي.
(6) في «ج»: و هو.
(7) الليل 92: 5- 7.
(8) الأمالي: 169/ 16.
صفحه : 640
3] 6866/[- الشيخ في (التهذيب) بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن عمر بن علي بن عمر، عن عمه محمّد بن عمر، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «إن کان الله عز و جل قال: المالُ وَ البَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الدُّنيا
فإن الثمانية ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الآخرة».
4] 7866/[- العياشي: عن إدريس القمي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الباقيات الصالحات، فقال:
«هي الصلاة، فحافظوا عليها- قال- لا تصل الظهر أبدا حتي تزول الشمس».
5] 8866/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): خذوا جننكم. فقالوا:
يا رسول الله، عدو حضر! قال: لا و لكن خذوا جننكم من النار. فقالوا: بم نأخذ جنننا يا رسول الله من النار! قال:
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة و لهن مقدمات و مؤخرات و منجيات و معقبات، و هن الباقيات الصالحات».
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): وَ لَذِكرُ اللّهِ أَكبَرُ
«1» قال: ذكر الله عند ما أحل أو حرم، و شبه هذا و مؤخرات».
6] 9866/[- عن محمّد بن عمرو، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «قال الله عز و جل: المالُ وَ البَنُونَ زِينَةُ الحَياةِ الدُّنيا
کما أن ثماني ركعات يصليها العبد آخر الليل«2» زينة الآخرة».
7] 0966/[- الشيخ: بإسناده عن إبن فضال، عن العباس، عن فضيل بن عثمان، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) في ملأ من أصحابه، فقال: خذوا جننكم. قالوا: يا رسول الله، حضر عدو! قال: لا، خذوا جننكم من النار قال: قولوا: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم. فإنهن يوم القيامة مقدمات و منجيات و معقبات، و هن عند الله الباقيات الصالحات».
8] 1966/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن فضيل، عن أبيه، عن النعمان بن عمرو الجعفي، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي، قال: دخلت أنا و عمي الحصين بن عبد الرحمن علي أبي عبد الله (عليه السلام). فسلم عليه فرد عليه السلام و أدناه، فقال: «إبن من هذا معك»!
3» قال: إبن أخي إسماعيل. قال: «رحم الله إسماعيل و تجاوز عن سيئ عمله، كيف مخلفوه»!« قال: نحن جميعا
-----------------------------------
3- التهذيب 2: 120/ 223. [.....] 4- تفسير العيّاشي 2: 327/ 31. 5- تفسير العيّاشي 2: 327/ 32. 6- تفسير العيّاشي 2: 327/ 33. 7- الأمالي 2: 290. 8- تأويل الآيات 1: 297/ 8.
(1) العنكبوت 29: 45.
(2) في «ط» و «ق» و المصدر: الليلة.
(3) في «ق» و «ط» و المصدر: تخلّفوه.
صفحه : 641
اللهبخير ما أبقي الله لنا مودتكم قال: « يا حصين، لا تستصغرن مودتنا، فإنها من الباقيات الصالحات».}
1» فقال: يا بن رسول الله، ما أستصغرها، و لكن أحمد الله عليها، لقولهم (صلوات الله عليهم أجمعين): «من حمد الله فليقل: الحمد لله علي اولي« النعم».
قيل و ما اولي النعم! قال: «ولايتنا أهل البيت».
قوله تعالي:
وَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداً- إلي قوله تعالي- وَ يَقُولُونَ يا وَيلَتَنا ما لِهذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاها وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَ لا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [47- 49]
1] 2966/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما يقول النّاس في هذه الآية وَ يَومَ نَحشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوجاً
«2»!». قلت: يقولون: إنها في القيامة.
قال: أبو عبد الله (عليه السلام): «ليس کما يقولون، إنما ذلک في الرجعة، يحشر الله في القيامة من کل امة فوجا و يدع الباقين!؟ إنما آية القيامة قوله: وَ حَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَداً
».
2] 3966/[- العياشي: عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا کان يوم القيامة دفع إلي الإنسان كتابه، ثم قيل له: اقرأ».
قلت: فيعرف ما فيه! فقال: «إنه يذكره، فما من لحظة و لا كلمة و لا نقل قدم و لا شيء فعله إلا ذكره، كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا: يا وَيلَتَنا ما لِهذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاها
».
3] 4966/[- عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: اقرَأ كِتابَكَ كَفي بِنَفسِكَ اليَومَ
«3»، قال: «يذكر العبد جميع ما عمل و ما كتب عليه كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا: يا وَيلَتَنا ما لِهذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاها».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 1: 24. 2- تفسير العيّاشي 2: 328/ 34. 3- تفسير العيّاشي 2: 328/ 35.
(1) في «ق» و «ط»: أوّل، في الموضعين.
(2) النمل 27: 83.
(3) الاسراء 17: 14. [.....]
صفحه : 642
6695/[4]- قال علي بن إبراهيم: وَ عُرِضُوا عَلي رَبِّكَ صَفًّا إلي قوله: مَوعِداً فهو محكم.
و سيأتي- إن شاء الله تعالي- حديث المحشر، في قوله تعالي: وَ أَشرَقَتِ الأَرضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وُضِعَ الكِتابُ من آخر سورة الزمر«1».
6696/[5]- و قال في قوله تعالي: وَ وُضِعَ الكِتابُ فَتَرَي المُجرِمِينَ مُشفِقِينَ مِمّا فِيهِ- إلي قوله تعالي:- وَ لا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَداً قال: يجدون کل ما عملوا مكتوبا.
قوله تعالي:
وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ كانَ مِنَ الجِنِّ [50]
1] 7966/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا يوسف بن محمّد بن زياد، و علي بن محمّد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي، عن أبيه، علي بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد (عليهم السلام)- في حديث- قالا: قلنا له: فعلي هذا لم يكن إبليس (لعنه الله) أيضا ملكا.
فقال: «لا، بل کان من الجن، أما تسمعان الله تعالي يقول: وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ كانَ مِنَ الجِنِّ
فأخبر عز و جل أنه کان من الجن، و هو ألذي قال الله تعالي: وَ الجَانَّ خَلَقناهُ مِن قَبلُ مِن نارِ السَّمُومِ«2»».
و الحديث طويل ذكرناه في قوله تعالي: وَ اتَّبَعُوا ما تَتلُوا الشَّياطِينُ عَلي مُلكِ سُلَيمانَ«3».
2] 8966/[- العياشي: عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن إبليس، أ کان من الملائكة! و هل کان يلي من أمر السماء شيئا!
قال: «إنه لم يكن من الملائكة، و لم يكن يلي من أمر السماء شيئا، کان من الجن، و کان مع الملائكة، و كانت
-----------------------------------
4- تفسير القمّي 2: 36. 5- تفسير القمّي 2: 37. 1- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 270/ 1. 2- تفسير العيّاشي 2: 328/ 36.
(1) يأتي في الحديث (2) من تفسير الآية (9) من سورة الزمر.
(2) الحجر 15: 27.
(3) تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآية (102) من سورة البقرة.
صفحه : 643
اللهالملائكة تراه أنه منها، و کان الله يعلم أنه ليس منها، فلما امر بالسجود کان منه ألذي کان».}
3] 9966/[- عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «أمر الله إبليس بالسجود لآدم مشافهة. فقال:
و عزتك لئن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدها خلق من خلقك».
4] 0076/[- و في رواية اخري، عن هشام، عنه (عليه السلام): «و لما خلق الله آدم (عليه السلام) قبل أن ينفخ فيه الروح کان إبليس يمر به فيضربه برجله فيدب، فيقول إبليس: لأمر ما خلقت».
و قد تقدمت الروايات في سورة البقرة بما فيه مزيد علي ما هاهنا«1».
قوله تعالي:
ما أَشهَدتُهُم خَلقَ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لا خَلقَ أَنفُسِهِم وَ ما كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً [51] 6701/[5]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ ما كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً: أي ناصرا.
6] 2076/[- العياشي: عن محمّد بن مروان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: ما أَشهَدتُهُم خَلقَ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لا خَلقَ أَنفُسِهِم وَ ما كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً
.
قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال: اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام فأنزل الله:
وَ ما كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً
يعنيهما».
7] 3076/[- عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك، قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب»! فقال: « يا محمّد، قد- و الله- قال ذلک، و کان علي أشد من ضرب العنق».
ثم أقبل علي فقال: «هل تدري ما أنزل الله يا محمّد»! قلت: أنت أعلم، جعلت فداك، قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان في دار الأرقم، فقال: اللهم أعز الإسلام، بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب، فأنزل الله:
ما أَشهَدتُهُم خَلقَ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لا خَلقَ أَنفُسِهِم وَ ما كُنتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً
يعنيهما».
-----------------------------------
3- تفسير العيّاشي 2: 328/ 37. 4- تفسير العيّاشي 2: 328/ 38. 5- تفسير القمّي 2: 37. 6- تفسير العيّاشي 2: 328/ 39. 7- تفسير العيّاشي 2: 329/ 40.
(1) تقدّمت الروايات في تفسير الآية (34) من سورة البقرة.
صفحه : 644
قوله تعالي:
وَ جَعَلنا بَينَهُم مَوبِقاً- إلي قوله تعالي- وَ رَأَي المُجرِمُونَ النّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُواقِعُوها [52- 53] 6704/[1]- علي بن إبراهيم، قال: في قوله تعالي: وَ جَعَلنا بَينَهُم مَوبِقاً: أي سترا.
قال: قوله: وَ رَأَي المُجرِمُونَ النّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُواقِعُوها أي علموا، فهذا ظن يقين.
2] 5076/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان (رحمه الله)، قال: حدثنا أحمد بن يحيي، عن بكر إبن عبد الله بن حبيب، قال: حدثني أحمد بن يعقوب بن مطر، قال: حدثني محمّد بن الحسن بن عبد العزيز الأحدب الجنديسابوري، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا طلحة بن يزيد، عن عبد الله«1» بن عبيد، عن أبي معمر السعداني، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: «قوله: وَ رَأَي المُجرِمُونَ النّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُواقِعُوها
أي أيقنوا أنهم داخلوها».
قوله تعالي:
وَ كانَ الإِنسانُ أَكثَرَ شَيءٍ جَدَلًا [54]
3] 6076/[- إبن شهر آشوب: عن أبي بكر الشيرازي في (كتابه) عن مالك بن أنس، عن إبن شهاب، و أبي يوسف يعقوب بن سفيان في (تفسيره) و أحمد بن حنبل و أبي يعلي الموصلي في (مسنديهما) قال إبن شهاب:
أخبرني علي بن الحسين (عليه السلام) أن أباه الحسين بن علي (عليه السلام) ذكر أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخبره: أن النبي (صلي الله عليه و آله) طرقه و فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقال: «ألا تصلون! فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا- أي يكثر اللطف بنا- فانصرف حين قلت ذلک و لم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته و هو مول يضرب فخذيه و يقول: وَ كانَ الإِنسانُ يعني: علي بن أبي طالب أَكثَرَ شَيءٍ جَدَلًا أي متكلما بالحق و الصدق».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 37. [.....] 2- التويد: 267/ 5. 3- المناقب 2: 45، مسند أحمد بن حنبل 1: 112.
(1) في المصدر: عبيد اللّه.
صفحه : 645
قوله تعالي:
وَ يُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالباطِلِ لِيُدحِضُوا بِهِ الحَقَّ- إلي قوله تعالي- ذلِكَ تَأوِيلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبراً [56- 82] 6707/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ يُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالباطِلِ لِيُدحِضُوا بِهِ الحَقَّ. أي يدفعوه وَ اتَّخَذُوا آياتِي وَ ما أُنذِرُوا هُزُواً إلي قوله: بَل لَهُم مَوعِدٌ فهو محكم.
قال: و قوله تعالي: لَن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوئِلًا أي ملجأ: وَ تِلكَ القُري أَهلَكناهُم لَمّا ظَلَمُوا وَ جَعَلنا لِمَهلِكِهِم مَوعِداً أي يوم القيامة يدخلون النار، فلما أخبر رسول الله (صلي الله عليه و آله) قريشا خبر أصحاب الكهف، قالوا: أخبرنا عن العالم ألذي أمر الله موسي أن يتبعه، و ما قصته! فأنزل الله عز و جل: وَ إِذ قالَ مُوسي لِفَتاهُ لا أَبرَحُ حَتّي أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أَمضِيَ حُقُباً.
2] 8076/[- إبن بابويه، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، قال:
حدثني محمّد بن زكريا الجوهري البصري، قال: حدثنا جعفر بن عمارة، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد (عليه السلام) أنه قال:1» «إن الخضر کان نبيا مرسلا، بعثه الله تبارك و تعالي إلي قومه، فدعاهم إلي توحيده، و الإقرار بأنبيائه و رسله و كتبه، و كانت آيته أنه کان لا يجلس علي خشبة يابسة و لا أرض بيضاء إلا أزهرت خضراء، و إنما سمي خضرا لذلك، و کان اسمه تاليا« بن ملكان بن عابر بن أرفخشد بن سام بن نوح (عليه السلام)، و إن موسي لما كلمه الله تكليما، و أنزل عليه التوراة و كتب له في الألواح من کل شيء موعظة و تفصيلا لكل شيء، و جعل آيته في يده و في عصاه، و في الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم، و فلق البحر، و أغرق الله عز و جل فرعون و جنوده، و عملت البشرية فيه حتي قال في نفسه: ما أري أن الله عز و جل خلق خلقا أعلم مني. فأوحي الله عز و جل إلي جبرئيل (عليه السلام): يا جبرئيل، أدرك عبدي موسي قبل أن يهلك، و قل: له: إن عند ملتقي البحرين رجلا عابدا فاتبعه و تعلم منه، فهبط جبرئيل (عليه السلام) علي موسي (عليه السلام) بما أمره به ربه عز و جل، فعلم موسي (عليه السلام) أن ذلک لما حدثته به نفسه.
فمضي هو و فتاه يوشع بن نون (عليه السلام) حتي انتهيا إلي ملتقي البحرين، فوجدا هناك الخضر (عليه السلام) يعبد الله عز و جل، کما قال الله عز و جل في كتابه فَوَجَدا عَبداً مِن عِبادِنا آتَيناهُ رَحمَةً مِن عِندِنا وَ عَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلماً قالَ لَهُ مُوسي هَل أَتَّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشداً
! قال له الخضر (عليه السلام): إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً لأني وكلت بعلم لا تطيقه، و وكلت أنت بعلم لا أطيقه. قال موسي: بل أستطيع معك صبرا. فقال
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 37. 2- علل الشرائع: 59/ 1.
(1) في المصدر: باليا، و في «ق»: إليا.
صفحه : 646
اللهالخضر: إن القياس لا مجال له في علم الله و أمره وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً}
! قال له موسي:
سَتَجِدُنِي إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أَعصِي لَكَ أَمراً
فلما استثني المشيئة قبله. قال: فَإِنِ اتَّبَعتَنِي فَلا تَسئَلنِي عَن شَيءٍ حَتّي أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكراً فقال موسي (عليه السلام): لك ذلک علي. فانطلقا حتي إذا ركبا في السفينة خرقها الخضر (عليه السلام)، فقال له موسي (عليه السلام): أَ خَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها لَقَد جِئتَ شَيئاً إِمراً قال: أَ لَم أَقُل إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً!؟ قال موسي (عليه السلام): لا تُؤاخِذنِي بِما نَسِيتُ أي بما تركت من أمرك وَ لا تُرهِقنِي مِن أَمرِي عُسراً.
فَانطَلَقا حَتّي إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ
الخضر (عليه السلام)، فغضب موسي (عليه السلام) و أخذ بتلابيبه و قال له:
أَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئاً نُكراً
!؟ قال له الخضر: إن العقول لا تحكم علي أمر الله تعالي ذكره، بل أمر الله يحكم عليها، فسلم لما تري مني و اصبر عليه، فقد كنت علمت أنك لن تستطيع معي صبرا. قال موسي (عليه السلام): إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تُصاحِبنِي قَد بَلَغتَ مِن لَدُنِّي عُذراً.
فَانطَلَقا حَتّي إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ
و هي الناصرة، و إليها تنسب النصاري استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فوضع الخضر (عليه السلام) يده عليه فأقامه فقال له موسي (عليه السلام):
لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجراً
! قال له الخضر (عليه السلام): هذا فِراقُ بَينِي وَ بَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأوِيلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبراً فقال: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَت لِمَساكِينَ يَعمَلُونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعِيبَها وَ كانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صالحة غَصباً فأردت بما فعلت أن تبقي لهم، و لا يغصبهم الملك عليها، فنسب إلا بانة«1» في هذا الفعل إلي نفسه لعلة ذكر التعييب، لأنه أراد أن يعيبها عند الملك حتي إذا شاهدها فلا يغصب المساكين عليها، و أراد الله عز و جل صلاحهم بما أمره به من ذلک.
ثم قال: وَ أَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ
فطبع«2» كافرا، و علم الله تعالي ذكره أنه إن بقي كفر أبواه و افتتنا به و ضلا بإضلاله إياهما، فأمرني الله تعالي ذكره بقتله، و أراد بذلك نقلهم إلي محل كرامته في العاقبة، فاشترك«3» في الإبانة بقوله: فَخَشِينا أَن يُرهِقَهُما طُغياناً وَ كُفراً فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيراً مِنهُ زَكاةً وَ أَقرَبَ رُحماً و إنما اشترك في الإبانة لأنه خشي، و الله لا يخشي لأنه لا يفوته شيء، و لا يمتنع عليه أحد أراده، و إنما خشي الخضر من أن يحال بينه و بين ما أمر فيه فلا يدرك ثواب الإمضاء فيه، و وقع في نفسه أن الله تعالي ذكره جعله سببا لرحمة أبوي الغلام، فعمل فيه وسط الأمر من البشرية مثل ما کان عمل في موسي (عليه السلام)، لأنه صار في الوقت مخبرا، و كليم الله موسي (عليه السلام) مخبرا، و لم يكن ذلک باستحقاق الخضر (عليه السلام) للرتبة علي موسي (عليه السلام) و هو أفضل من الخضر، بل کان لاستحقاق موسي للتبيين.
ثم قال: وَ أَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً
و لم
-----------------------------------
(1) في المصدر في جميع المواضع: الأنانيّة، و الظاهر أنّ المراد الإرادة.
(2) في «ق» و «ج»: فطلع.
(3) في «ق» و «ط»: فأشرك، في الموضعين. 1»
صفحه : 647
اللهيكن ذلک الكنز بذهب و لا فضة، و لكن کان لوحا من ذهب مكتوب فيه: عجب« لمن أيقن بالموت كيف يفرح، عجب لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، عجب لمن أيقن أن البعث حق كيف يظلم، عجب لمن يري الدنيا و تصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها، و کان أبوهما صالحا، و کان بينهما و بين هذا الأب الصالح سبعون أبا، فحفظهما الله بصلاحه، ثم قال: فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَ يَستَخرِجا كَنزَهُما
فتبرأ من الإبانة في آخر القصص، و نسب الإرادة كلها إلي الله تعالي ذكره في ذلک لأنه لم يكن بقي شيء مما فعله فيخبر به بعد و يصير موسي (عليه السلام) به مخبرا و مصغيا إلي كلامه تابعا له، فتجرد من الإبانة و الإرادة تجرد العبد المخلص، ثم صار متنصلا مما أتاه من نسبة الإبانة في أول القصة، و من ادعائه الاشتراك في ثاني القصة، فقال: رَحمَةً مِن رَبِّكَ وَ ما فَعَلتُهُ عَن أَمرِي ذلِكَ تَأوِيلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبراً.
ثم قال جعفر بن محمّد (عليهما السلام): «إن أمر الله تعالي ذكره لا يحمل علي المقاييس، و من حمل أمر الله علي المقاييس هلك و أهلك، إن أول معصية ظهرت، الإبانة من إبليس اللعين، حين أمر الله تعالي ذكره ملائكته بالسجود لآدم فسجدوا، و أبي إبليس اللعين أن يسجد، فقال عز و جل: ما مَنَعَكَ أَلّا تَسجُدَ إِذ أَمَرتُكَ قالَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَنِي مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ
«2» فكان أول كفره قوله: أَنَا خَيرٌ مِنهُ ثم قياسه بقوله: خَلَقتَنِي مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ فطرده الله عز و جل عن جواره و لعنه و سماه رجيما، و أقسم بعزته لا يقيس أحد في دينه إلا قرنه مع عدوه إبليس في أسفل درك من النار».
6709/[3]- علي بن إبراهيم، قال: و کان سبب ذلک أنه لما كلم الله موسي (عليه السلام) تكليما، و أنزل عليه الألواح، و فيها کما قال الله تعالي: وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلِّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا لِكُلِّ شَيءٍ«3» رجع موسي (عليه السلام) إلي بني إسرائيل، فصعد المنبر فأخبرهم أن الله قد أنزل عليه التوراة و كلمه، قال في نفسه: ما خلق الله خلقا أعلم مني، فأوحي الله عز و جل إلي جبرئيل (عليه السلام) أن أدرك موسي فقد هلك، و أعلمه أن عند ملتقي البحرين عند الصخرة رجلا أعلم منك فصر إليه، و تعلم من علمه فنزل جبرئيل (عليه السلام) علي موسي (عليه السلام) و أخبره فذل موسي (عليه السلام) في نفسه، و علم أنه أخطأ و دخله الرعب، و قال لوصيه يوشع بن نون: إن الله قد أمرني أن أتبع رجلا عند ملتقي البحرين و أتعلم منه. فتزود يوشع بن نون حوتا مملوحا و خرجا، فلما خرجا و بلغا ذلک المكان وجدا رجلا مستلقيا علي قفاه فلم يعرفاه، فأخرج وصي موسي الحوت و غسله بالماء و وضعه علي الصخرة، و مضيا و نسيا الحوت، و کان ذلک الماء ماء الحيوان، فحيي الحوت و دخل الماء، فمضي موسي (عليه السلام) و يوشع بن نون معه حتي عييا«4»: فقال لوصيه: آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقِينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَباً أي عناء«5» فذكر
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 2: 37.
(1) في «ط» في جميع المواضع: عجبت.
(2) الأعراف 7: 12.
(3) الأعراف 7: 145.
(4) في المصدر: عشيا، و في «ق»: جيعا. [.....]
(5) في «ج» و «ق»: عيّا.
صفحه : 648
وصيه السمكة، فقال لموسي (عليه السلام): إني نسيت الحوت علي الصخرة. فقال موسي: ذلک الرجل ألذي رأيناه عند الصخرة هو ألذي نريده، فرجعا علي آثارهما قصصا، إلي الرجل و هو في الصلاة، فقعد موسي (عليه السلام) حتي فرغ من صلاته فسلم عليهما.
4] 0176/[- و قال علي بن إبراهيم: حدثني محمّد بن علي بن بلال، عن يونس، قال: اختلف يونس و هشام بن إبراهيم في العالم ألذي أتاه موسي (عليه السلام) أيهما کان أعلم! و هل يجوز أن يکون علي موسي (عليه السلام) حجة في وقته و هو حجة الله علي خلقه! قال قاسم الصيقل: فكتبوا ذلک إلي أبي الحسن الرضا (عليه السلام) يسألونه عن ذلک، فكتب في الجواب: «أتي موسي (عليه السلام) العالم فأصابه و هو في جزيرة من جزائر البحر إما جالسا و إما متكئا، فسلم عليه موسي (عليه السلام) فأنكر السلام، إذ کان بأرض ليس فيها سلام، قال: من أنت! قال: أنا موسي بن عمران. قال:
أنت موسي بن عمران ألذي كلمه الله تكليما! قال: نعم. قال: فما حاجتك! قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا.
قال: إني وكلت بأمر لا تطيقه، و وكلت أنت بأمر لا أطيقه.
ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمّد (عليهم السلام) من البلاء و كيد الأعداء حتي اشتد بكاؤهما، ثم حدثه عن فضل آل محمّد (عليهم السلام) حتي جعل موسي (عليه السلام) يقول: يا ليتني كنت من آل محمّد، و حتي ذكر فلانا و فلانا، و فلانا، و مبعث رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي قومه، و ما يلقي منهم و من تكذيبهم إياه، و ذكر له تأويل هذه الآية:
وَ نُقَلِّبُ أَفئِدَتَهُم وَ أَبصارَهُم كَما لَم يُؤمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
«1» حين أخذ عليهم الميثاق (عليه السلام) فقال موسي:
هَل أَتَّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشداً
فقال الخضر (عليه السلام): إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً! فقال موسي (عليه السلام): سَتَجِدُنِي إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أَعصِي لَكَ أَمراً قال الخضر (عليه السلام): فَإِنِ اتَّبَعتَنِي فَلا تَسئَلنِي عَن شَيءٍ حَتّي أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكراً يقول: لا تسألني عن شيء أفعله، و لا تنكره علي حتي أخبرك أنا بخبره، قال: نعم.
فمروا ثلاثتهم حتي انتهوا إلي ساحل البحر، و قد شحنت سفينة و هي تريد أن تعبر، فقال أرباب السفينة:
نحمل هؤلاء الثلاثة نفر فإنهم قوم صالحون فحملوهم، فلما جنحت السفينة في البحر قام الخضر (عليه السلام) إلي جوانب السفينة فكسرها و حشاها بالخرق و الطين، فغضب موسي (عليه السلام) غضبا شديدا، و قال للخضر (عليه السلام):
أَ خَرَقتَها لِتُغرِقَ أَهلَها لَقَد جِئتَ شَيئاً إِمراً
فقال له الخضر: أَ لَم أَقُل إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً. قال موسي (عليه السلام) لا تُؤاخِذنِي بِما نَسِيتُ وَ لا تُرهِقنِي مِن أَمرِي عُسراً.
فخرجوا من السفينة و مروا فنظر الخضر (عليه السلام) إلي غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة قمر، و في أذنيه درتان، فتأمله الخضر (عليه السلام)، ثم أخذه فقتله فوثب موسي (عليه السلام) علي الخضر (عليه السلام) و جلد به
-----------------------------------
4- تفسير القمّي 2: 38.
(1) الأنعام 6: 110. 1»
صفحه : 649
اللهالإرض«، فقال: أَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئاً نُكراً
!؟.
فقال الخضر (عليه السلام) أَ لَم أَقُل لَكَ إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً
!؟ قال موسي (عليه السلام): إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تُصاحِبنِي قَد بَلَغتَ مِن لَدُنِّي عُذراً.
فَانطَلَقا حَتّي إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها
[بالعشي] تسمي الناصرة، و إليها تنسب النصاري، و لم يضيفوا أحدا قط، و لم يطعموا غريبا، فاستطعموهم فلم يطعموهم و لم يضيفوهم، فنظر الخضر (عليه السلام) إلي حائط قد زال لينهدم فوضع الخضر يده عليه، و قال: قم بإذن الله تعالي، فقام. فقال موسي (عليه السلام): لم ينبغ لك أن تقيم الجدار حتي يطعمونا و يؤوونا و هو قوله: لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجراً!
فقال له الخضر (عليه السلام): هذا فِراقُ بَينِي وَ بَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأوِيلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبراً أَمَّا السَّفِينَةُ
الّتي فعلت بها ما فعلت فَكانَت لِمَساكِينَ يَعمَلُونَ فِي البَحرِ فَأَرَدتُ أَن أَعِيبَها وَ كانَ وَراءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صالحة غَصباً- كذا نزلت- و إذا كانت السفينة معيوبة، لم يأخذ منها شيئا، وَ أَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ و طبع كافرا- كذا نزلت- فنظرت إلي جبينه و عليه مكتوب: طبع كافرا: فَخَشِينا أَن يُرهِقَهُما طُغياناً وَ كُفراً فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيراً مِنهُ زَكاةً وَ أَقرَبَ رُحماً فأبدل الله والديه بنتا ولدت سبعين نبيا وَ أَمَّا الجِدارُ ألذي أقمته فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما وَ يَستَخرِجا كَنزَهُما إلي قوله: ذلِكَ تَأوِيلُ ما لَم تَسطِع عَلَيهِ صَبراً».
5] 1176/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عدة من أصحابه، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن الحسن بن سعيد اللخمي، قال: ولد لرجل من أصحابنا جارية، فدخل علي أبي عبد الله (عليهم السلام) فرآه متسخطا، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «أ رأيت لو أن الله تبارك و تعالي أوحي إليك أن أختار لك أو تختار لنفسك، ما كنت تقول!». قال: كنت أقول: يا رب، تختار لي. قال: «فإن الله قد اختار لك؟».
قال: ثم قال: «إن الغلام ألذي قتله العالم ألذي کان مع موسي (عليه السلام) و هو قول الله عز و جل: فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيراً مِنهُ زَكاةً وَ أَقرَبَ رُحماً
أبدلهما الله به بنتا، ولدت سبعين نبيا».
6] 2176/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:2» «کان ذلک الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله، محمّد رسول الله [و الأئمة حجج الله]، عجب لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح، عجب لمن يؤمن بالقدر كيف يفرق«، عجب لمن يذكر النار كيف يضحك، عجب لمن يري الدنيا و تصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها؟».
-----------------------------------
5- الكافي 6: 6/ 11. 6- تفسير القمّي 2: 40.
(1) جلدت به الإرض: أي صرعته. «لسان العرب- جلد- 3: 125».
(2) في «ط»: يحزن، و فرق: فزع و أشفق. «لسان العرب- فرق- 10: 304».
صفحه : 650
7] 3176/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ أَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما
.
فقال: «أما إنه ما کان ذهبا و لا فضة، و إنما کان أربع كلمات: لا إله إلا أنا، من أيقن بالموت لم يضحك، و من أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، و من أيقن بالقدر لم يخش إلا الله».
8] 4176/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن (رحمه الله) قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن محمّد إبن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن علي، رفعه إلي عمرو بن جميع، رفعه إلي علي (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل:
وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما
و ذكر مثل ما في رواية معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) السابقة«1».
9] 5176/[- علي بن إبراهيم، و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: وَ إِذ قالَ مُوسي لِفَتاهُ
قال: «هو يوشع بن نون و قوله: لا أَبرَحُ يقول: لا أزال حَتّي أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أَمضِيَ حُقُباً- قال- الحقب ثمانون سنة و قوله: لَقَد جِئتَ شَيئاً إِمراً هو المنكر، و کان موسي (عليه السلام) ينكر الظلم، فأعظم ما رأي».
10] 6176/[- العياشي: عن زرارة و حمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام)، قال:2»3» «لما کان من أمر موسي (عليه السلام) ألذي کان، اعطي مكتلا« فيه حوت مملح، و قيل له: هذا يدلك علي صاحبك عند عين مجمع البحرين، لا يصيب منها شيء ميتا إلا حيي، يقال لها: الحياة، فانطلقا حتي بلغا« الصخرة، فانطلق الفتي يغسل الحوت في العين، فاضطرب الحوت في يده حتي خدشه، فانفلت منه، و نسيه الفتي، فلما جاوز الوقت ألذي وقت فيه أعيا موسي (عليه السلام): قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقِينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَباً
قال:
أَ رَأَيتَ
إلي قوله تعالي: عَلي آثارِهِما قَصَصاً فلما أتاها وجد الحوت قد خر في البحر، فاقتصا الأثر حتي أتيا صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر، إما متكئا و إما جالسا في كساء له، فسلم عليه موسي (عليه السلام)، و عجب من السلام، و هو في أرض ليس فيها سلام، فقال: من أنت! قال: أنا موسي. قال: أنت موسي بن عمران ألذي كلمه الله تكليما! قال: نعم. قال: فما حاجتك! قال: أَتَّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشداً.
-----------------------------------
7- الكافي 2: 48/ 6. 8- معاني الأخبار: 200/ 1. 9- تفسير القمّي 2: 40. 10- تفسير العيّاشي 2: 329/ 41.
(1) في «ط» زيادة: إلّا أنّ فيها: «أنّه کان بينهما و بين الأب الصالح سبعة آباء» و قال (عليه السّلام): «إنّ اللّه يصلح بصلاح الرجل المؤمن ولده و ولد ولده، و أهل دويرته و دويرات حوله، فلا يزالون في حفظ اللّه».
(2) المكتل: الزّبيل الكبير. «لسان العرب- كتل- 11: 583».
(3) في «ج» و «ط»: فانظر إلي حين تلقي. [.....]
صفحه : 651
اللهقال: إني وكلت بأمر لا تطيقه، و وكلت بأمر لا أطيقه و قال له: إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً قالَ سَتَجِدُنِي إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أَعصِي لَكَ أَمراً}
فحدثه عن آل محمّد (عليهم السلام)، و عما يصيبهم حتي اشتد بكاؤهما، ثم حدثه عن رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، و عن ولد فاطمة (عليهم السلام)، و ذكر له من فضلهم و ما اعطوا، حتي جعل، يقول: يا ليتني من آل محمّد و عن رجوع رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي قومه، و ما يلقي منهم، و من تكذيبهم إياه، و تلا هذه الآية:
وَ نُقَلِّبُ أَفئِدَتَهُم وَ أَبصارَهُم كَما لَم يُؤمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
«1» فإنه أخذ عليهم الميثاق».
11] 7176/[- عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «کان وصي موسي بن عمران (عليه السلام) يوشع بن نون، و هو فتاه ألذي ذكره الله في كتابه».
12] 8176/[- عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «کان موسي (عليه السلام) أعلم من الخضر (عليه السلام)».
13] 9176/[- عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول موسي (عليه السلام) لفتاه آتِنا غَداءَنا
و قوله: رَبِّ إِنِّي لِما أَنزَلتَ إِلَيَّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ«2»، فقال: «إنما عني الطعام». و قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن موسي لذو جوعات»«3».
14] 0276/[- عن بريد، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال: قلت له: ما منزلتكم في الماضين، و من تشبهون منهم!
قال: «الخضر و ذو القرنين كانا عالمين و لم يكونا نبيين».
15] 1276/[- عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنما مثل علي (عليه السلام) و مثلنا من بعده من هذه الامة كمثل موسي (عليه السلام) و العالم، حين لقيه و استنطقه و سأله الصحبة، فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه (صلي الله عليه و آله) في كتابه، و ذلک أن الله قال لموسي: إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَي النّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ
«4»، ثم قال: وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلِّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا لِكُلِّ شَيءٍ«5».
و قد کان عند العالم علم لم يكتب لموسي في الألواح، و کان موسي يظن أن جميع الأشياء الّتي يحتاج إليها
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 330/ 42. 12- تفسير العيّاشي 2: 330/ 43. 13- تفسير العيّاشي 2: 330/ 44. 14- تفسير العيّاشي 2: 330/ 45. 15- تفسير العيّاشي 2: 330/ 46.
(1) الأنعام 6: 110.
(2) القصص 28: 24.
(3) في «ط»: إنّ موسي جوعان.
(4) الأعراف 7: 144.
(5) الأعراف 7: 145.
صفحه : 652
اللهفي تابوته، و جميع العلم قد كتب له في الألواح، کما يظن هؤلاء الّذين يدعون أنهم فقهاء و علماء، و أنهم قد أثبتوا جميع العلم و الفقه في الدين مما تحتاج هذه الامة إليه، و صح لهم عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و علموه و حفظوه، و ليس کل علم رسول الله (صلي الله عليه و آله) علموه، و لا صار إليهم عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و لا عرفوه، و ذلک أن الشيء من الحلال و الحرام و الأحكام يرد عليهم فيسألون عنه، و لا يکون عندهم فيه أثر عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و يستحيون أن ينسبهم النّاس إلي الجهل، و يكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا فيطلب النّاس العلم من معدنه، فلذلك استعملوا الرأي و القياس في دين الله، و تركوا الآثار، و دانوا الله بالبدع، و قد قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): کل بدعة ضلالة.}
فلو أنهم إذا سئلوا عن شيء من دين الله، فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله، ردوه إلي الله و إلي الرسول و إلي أولي الأمر منهم، لعلمه الّذين يستنبطونه منهم- من آل محمّد (عليهم السلام)- و ألذي منعهم من طلب العلم منا العداوة و الحسد لنا، لا و الله ما حسد موسي (عليه السلام) العالم- و موسي نبي الله يوحي الله إليه- حيث لقيه و استنطقه و عرفه بالعلم، و لم يحسده کما حسدتنا هذه الامة بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي ما علمنا و ما ورثنا عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) و لم يرغبوا إلينا في علمنا کما رغب موسي (عليه السلام) إلي العالم و سأله الصحبة، ليتعلم منه، و يرشده، فلما أن سأل العالم ذلک، علم العالم أن موسي (عليه السلام) لا يستطيع صحبته، و لا يحتمل علمه، و لا يصير معه، فعند ذلک قال العالم: وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً
فقال موسي (عليه السلام) له، و هو خاضع له يستعطفه علي نفسه كي يقبله: سَتَجِدُنِي إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أَعصِي لَكَ أَمراً و قد کان العالم يعلم أن موسي (عليه السلام) لا يصبر علي علمه.
فكذلك- و الله، يا إسحاق بن عمار- حال قضاة هؤلاء و فقهائهم و جماعتهم اليوم، لا يحتملون- و الله- علمنا و لا يقبلونه و لا يطيقونه، و لا يأخذون به، و لا يصبرون عليه، کما لم يصبر موسي (عليه السلام) علي علم العالم حين صحبه و رأي ما رأي من علمه، و کان ذلک عند موسي (عليه السلام) مكروها، و کان عند الله رضا و هو الحق، و كذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ، و هو عند الله الحق».
16] 2276/[- عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «إن موسي (عليه السلام) صعد المنبر، و کان منبره ثلاث مراق«، فحدث نفسه أن الله لم يخلق خلقا أعلم منه، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال له: إنك قد ابتليت، فانزل فإن في الإرض من هو أعلم منك فاطلبه فأرسل إلي يوشع: إني قد ابتليت، فاصنع لنا زادا و انطلق بنا فاشتري حوتا من الحيتان الحية، فخرج بأذربيجان، ثم شواه، ثم حمله في مكتل، ثم انطلقا يمشيان في ساحل البحر، و النبي إذا مر في مكان لم يعي أبدا حتي يجوز ذلک الوقت».
قال: فبينما هما يمشيان إذ انتهيا إلي شيخ مستلق، معه عصاه موضوعة إلي جانبه، و عليه كساء إذا قنع رأسه
-----------------------------------
16- تفسير العيّاشي 2: 332/ 47.
(1) المرقاة: الدرجة، واحدة من مراقي الدّرج. «لسان العرب- رقا- 14: 332». 1»
صفحه : 653
اللهخرجت رجلاه، و إذا غطي رجليه خرج رأسه- قال- فقام موسي (عليه السلام) يصلي، و قال ليوشع: احفظ علي- قال- فقطرت قطرة من السماء في المكتل، فاضطرب الحوت، ثم جعل يجر« المكتل إلي البحر،- قال:- و هو قوله:
فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي البَحرِ سَرَباً
- قال- ثم إنه جاء طير فوقع علي ساحل البحر، ثم أدخل منقاره، فقال: يا موسي، ما أخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر- قال- ثم قام يمشي فتبعه يوشع، فقال موسي (عليه السلام) لما أعيا حيث جاز الوقت فيه: آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقِينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَباً إلي قوله: فِي البَحرِ عَجَباً».
2» قال: فرجع موسي (عليه السلام) يقص« أثره حتي انتهي إليه، و هو علي حاله مستلق، فقال له موسي (عليه السلام):
السلام عليك. فقال: و عليك السلام يا عالم بني إسرائيل- قال- ثم وثب فأخذ عصاه بيده- قال- فقال له موسي (عليه السلام): إني قد أمرت أن أتبعك علي أن تعلمني مما علمت رشدا. فقال کما قص عليكم: إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً
».
قال: «فانطلقا حتي انتهيا إلي معبر، فلما نظر إليهم أهل المعبر قالوا: و الله، لا نأخذ من هؤلاء أجرا، اليوم نحملهم، فلما ذهبت السفينة وسط الماء خرقها، فقال له موسي (عليه السلام) کما أخبرتهم، ثم قال: أَ لَم أَقُل إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً قالَ لا تُؤاخِذنِي بِما نَسِيتُ وَ لا تُرهِقنِي مِن أَمرِي عُسراً
».
3» قال: و خرجا علي ساحل البحر، فإذا غلام يلعب مع غلمان عليه قميص حرير أخضر، في أذنيه درتان، فتوركه« العالم فذبحه، فقال له موسي (عليه السلام): أَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئاً نُكراً
».
قال: فَانطَلَقا حَتّي إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجراً
خبزا نأكله فقد جعنا- قال- و هي قرية علي ساحل البحر، و يقال لها: ناصرة، و بها تسمي النصاري نصاري: فلم يضيفوهما و لا يضيفون بعدهما أحدا حتي تقوم الساعة، و کان مثل السفينة فيكم وفينا، ترك الحسين (عليه السلام) البيعة لمعاوية، و کان مثل الغلام فيكم قول الحسن بن علي (عليه السلام) لعبد الله بن علي: لعنك الله من كافر فقال له: قد قتلته، يا أبا محمّد و کان مثل الجدار فيكم علي و الحسن و الحسين (عليهم السلام)»«4».
17] 3276/[- عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام)، قال: «بينما موسي (عليه السلام) قاعد في ملأ من بني إسرائيل، إذ قال له رجل: ما أري أحدا أعلم بالله منك، قال موسي (عليه السلام):
-----------------------------------
17- تفسير العيّاشي 2: 334/ 48.
(1) في المصدر: يثب من. [.....]
(2) في «ط»: يقتفي، و في المصدر: يقفي.
(3) تورّك الصبيّ: جعله في وركه معتمدا عليها. «لسان العرب- ورك- 10: 511».
(4) ذكر المجلسي (رحمه اللّه) بيانا لمفردات الحديث في (بحار الأنوار 13: 308). 1»
صفحه : 654
اللهما أري فأوحي الله إليه: بلي« عبدي الخضر فاسأل السبيل إليه، و کان له آية الحوت، إن افتقده فكان من شأنه ما قص الله».
18] 4276/[- عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «کان سليمان (عليه السلام) أعلم من آصف، و کان موسي (عليه السلام) أعلم من ألذي اتبعه».
19] 5276/[- عن ليث بن أبي سليم، عن أبي جعفر (عليه السلام): «شكا موسي (عليه السلام) إلي ربه الجوع في ثلاثة مواضع: آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقِينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَباً
و لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجراً، رَبِّ إِنِّي لِما أَنزَلتَ إِلَيَّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ«2»».
6726/[20]- عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني«3»، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن إبن عباس، قال: ما وجدت للناس«4» و لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) شبها إلا موسي (عليه السلام) و صاحب السفينة، تكلم موسي (عليه السلام) بجهل، و تكلم صاحب السفينة بعلم، و تكلم النّاس بجهل، و تكلم علي (عليه السلام) بعلم.
6727/[21]- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن الأعمش، عن عباية الأسدي، قال: کان عبد الله بن عباس جالسا علي شفير زمزم يحدث النّاس، فلما فرغ من حديثه جاء رجل فسلم عليه، ثم قال: يا عبد الله، إني رجل من أهل الشام فقال: أعوان کل ظالم إلا من عصم الله منكم، سل عما بدا لك.
فقال: يا عبد الله بن عباس، إني جئتك أسألك عمن قتله علي بن أبي طالب من أهل لا إله إلا الله، لم يكفروا بصلاة، و لا بحج، و لا بصوم شهر رمضان، و لا بزكاة!.
فقال له عبد الله: ثكلتك أمك، سل عما يعنيك، و دع ما لا يعنيك. فقال: ما جئتك أضرب إليك من حمص للحج و لا للعمرة، و لكن آتيتك لتشرح لي أمر علي بن أبي طالب و فعاله.
فقال له: ويلك، إن علم العالم صعب لا تحتمله و لا تقر به القلوب الصدئة أخبرك أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) کان مثله في هذه الامة كمثل موسي و العالم (عليهما السلام) و ذلک أن الله تبارك و تعالي قال في كتابه:
-----------------------------------
18- تفسير العيّاشي 2: 334/ 49. 19- تفسير العيّاشي 2: 335/ 50. 20- تفسير العيّاشي 2: 335/ 51. 21- علل الشرائع: 64/ 3.
(1) في «ط» و «ق»: إئت.
(2) القصص 28: 24.
(3) في المصدر: الكوفي.
(4) في «ج»: لنا.
صفحه : 655
يا مُوسي إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَي النّاسِ بِرِسالاتِي وَ بِكَلامِي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَ وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلِّ شَيءٍ مَوعِظَةً وَ تَفصِيلًا لِكُلِّ شَيءٍ«1» فكان موسي (عليه السلام) يري أن جميع الأشياء قد أثبتت له، کما ترون أنتم أن علماءكم قد أثبتوا جميع الأشياء، فلما انتهي موسي (عليه السلام) إلي ساحل البحر، و لقي العالم، استنطق موسي ليصل علمه و لا يحسده، کما حسدتم أنتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) و أنكرتم فضله، فقال له موسي (عليه السلام): هَل أَتَّبِعُكَ عَلي أَن تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمتَ رُشداً! فعلم العالم أن موسي (عليه السلام) لا يطيق صحبته، و لا يصبر علي علمه، فقال له: إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبراً وَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراً!
فقال له موسي (عليه السلام): سَتَجِدُنِي إِن شاءَ اللّهُ صابِراً وَ لا أَعصِي لَكَ أَمراً فعلم العالم، أن موسي (عليه السلام) لا يصبر علي علمه، فقال: فَإِنِ اتَّبَعتَنِي فَلا تَسئَلنِي عَن شَيءٍ حَتّي أُحدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكراً.
قال: فركبا في السفينة فخرقها العالم، و کان خرقها لله عز و جل رضا، و سخط ذلک موسي، و لقي الغلام فقتله، و کان قتله لله عز و جل رضا، و سخط ذلک موسي، و أقام الجدار و كانت إقامته لله عز و جل رضا، و سخط ذلک موسي، كذلك کان علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يقتل إلا من کان لله في قتله رضا و لأهل الجهالة من النّاس سخطا.
و الحديث بتمامه يأتي- إن شاء الله- في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم إِلي طَعامٍ غَيرَ ناظِرِينَ إِناهُ من سورة الأحزاب«2».
22] 8276/[- العياشي: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام):3» «أن نجدة الحروري« كتب إلي إبن عباس، يسأله عن سبي الذراري، فكتب إليه: أما الذراري فلم يكن رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقتلهم، و کان الخضر (عليه السلام) يقتل كافرهم و يترك مؤمنهم، فإن كنت تعلم ما يعلم الخضر (عليه السلام) فاقتلهم».
23] 9276/[- عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «بينما العالم يمشي مع موسي (عليه السلام) إذا هم بغلام يلعب- قال- فوكزه العالم فقتله، فقال له موسي: أَ قَتَلتَ نَفساً زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئاً نُكراً
- قال- فأدخل العالم يده فاقتلع كتفه، فإذا عليه مكتوب: كافر مطبوع».
24] 0376/[- عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه کان يقرأ: «و کان وراءهم ملك- يعني أمامهم- يأخذ کل
-----------------------------------
22- تفسير العيّاشي 2: 335/ 53. 23- تفسير العيّاشي 2: 335/ 53. 24- تفسير العيّاشي 2: 335/ 54. [.....]
(1) الأعراف 7: 144/ 145.
(2) يأتي في الحديث (2) من تفسير الآية (53) من سورة الأحزاب.
(3) هو نجدة بن عامر الحروري: من رؤوس الخوارج، زائغ عن الحقّ، خرج باليمامة عقب موت يزيد بن معاوية، و قدم مكّة، و له مقالات معروفة و أتباع انقرضوا، كاتب إبن عباس يسأله عن سهم ذي القربي و عن قتل الأطفال الّذين يخالفونه و غير ذلک. «الكامل في التاريخ 4: 201، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 136، لسان الميزان 6: 148».
صفحه : 656
اللهسفينة صالحة غصبا».}
25] 1376/[- عن حريز، عمن ذكره عن أحدهما (عليهما السلام)«1» ، أنه قرأ: « (و کان أبواه مؤمنين و طبع كافرا)».
26] 2376/[- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: فَخَشِينا
خشي إن أدرك الغلام أن يدعوا أبويه إلي الكفر، فيجيبانه من فرط حبهما له».
27] 3376/[- عن عبد الله بن خالد، رفعه، قال: «کان في كتف الغلام ألذي قتله العالم مكتوب: كافر».
28] 4376/[- عن محمّد بن عمر، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله ليحفظ ولد المؤمن إلي ألف سنة، و إن الغلامين کان بينهما و بين أبويهما سبعمائة سنة».
29] 5376/[- عن عثمان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيراً مِنهُ زَكاةً وَ أَقرَبَ رُحماً
، قال: «إنه ولدت لهما جارية، فولدت غلاما، و کان نبيا».
30] 6376/[- عن الحسن بن سعيد اللخمي، قال: ولدت لرجل من أصحابنا جارية، فدخل علي أبي عبد الله (عليه السلام)، فرآه متسخطا لها، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): «أ رأيت لو أن الله أوحي إليك: إني أختار لك أو تختار لنفسك، ما كنت تقول!».
قال: كنت أقول: يا رب، تختار لي. قال: «فإن الله قد أختار لك».
ثم قال: «إن الغلام ألذي قتله العالم حين کان مع موسي (عليه السلام) في قول الله: فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما خَيراً مِنهُ زَكاةً وَ أَقرَبَ رُحماً
، قال: فأبدلهما جارية ولدت سبعين نبيا».
31] 7376/[- عن أبي يحيي الواسطي، رفعه إلي أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عز و جل وَ أَمَّا الغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤمِنَينِ
إلي قوله: وَ أَقرَبَ رُحماً قال: «أبدلهما مكان الابن بنتا، فولدت سبعين نبيا».
32] 8376/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)«2»: «كم من إنسان له حق لا يعلم به؟» قال: قلت: و ما ذاك، أصلحك الله! قال: «إن صاحبي الجدار کان لهما كنز تحته، أما إنه لم يكن ذهبا و لا فضة».
قال: قلت: فأيهما کان أحق به! فقال: «الأكبر، كذلك نقول».
-----------------------------------
25- تفسير العيّاشي 2: 336/ 55. 26- تفسير العيّاشي 2: 336/ 56. 27- تفسير العيّاشي 2: 336/ 57. 28- تفسير العيّاشي 2: 336/ 58. 29- تفسير العيّاشي 2: 336/ 59. 30- تفسير العيّاشي 2: 337/ 60. 31- تفسير العيّاشي 2: 337/ 61. 32- تفسير العيّاشي 2: 337/ 62.
(1) في «ط»- عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام).
(2) في المصدر: عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام).
صفحه : 657
33] 9376/[- عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن الله ليصلح بصلاح الرجل المؤمن ولده و ولد ولده، و يحفظه في دويرته و دويرات حوله، فلا يزالون في حفظ الله لكرامته علي الله».
ثم ذكر الغلامين فقال: «وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً
ألم تر أن الله شكر صلاح أبويهما لهما».
34] 0476/[- عن يزيد بن رومان«1»، قال:2»3»4» دخل نافع بن الأزرق« المسجد الحرام و الحسين بن علي (عليهما السلام) مع عبد الله بن عباس جالسان في الحجر، فجلس إليهما، ثم قال: يا بن عباس، صف لي إلهك ألذي تعبده، فأطرق إبن عباس طويلا متبطئا« بقوله، فقال له الحسين (عليه السلام): «إلي يا بن الأزرق، المتورط في الضلالة، المرتكس« في الجهالة، أجيبك عما سألت عنه». فقال: ما إياك سألت فتجيبني.
فقال له إبن عباس: مه عن إبن رسول الله، فإنه من أهل بيت النبوة و معدن الحكمة. فقال له: صف لي.
5»6» فقال له: «أصفه بما وصف به نفسه، و أعرفه بما عرف به نفسه: لا يدرك بالحواس، و لا يقاس بالناس، قريب غير ملتزق« و بعيد غير مقصي، يوحد و لا يبعض«، لا إله إلا هو الكبير المتعال» قال: فبكي إبن الأزرق بكاء شديدا. فقال له الحسين (عليه السلام): «ما يبكيك»! فقال: بكيت من حسن وصفك.
7» قال: « يا بن الأزرق، إني أخبرت أنك تكفر أبي و أخي و تكفرني» قال له نافع: لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكماء« و معالم الإسلام، فلما بدلتم استبدلنا بكم.
فقال: له الحسين (عليه السلام): « يا بن الأزرق، أسألك عن مسألة، فأجبني عن قول الله لا إله إلا هو: وَ أَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ
إلي قوله: كَنزٌ لَهُما من حفظ فيهما»! قال: «فأيهما أفضل أبوهما أم رسول الله (صلي الله عليه و آله) و فاطمة (عليها السلام)!». قال: لا، بل رسول الله و فاطمة بنت رسول الله قال: «فما حفظنا حتي حيل بيننا«8» و بين الكفر!». فنهض، ثم نفض ثوبه، ثم قال: قد نبأنا الله عنكم- معشر قريش- أنتم قوم خصمون.
-----------------------------------
33- تفسير العيّاشي 2: 337/ 63. [.....] 34- تفسير العيّاشي 2: 337/ 64.
(1) في «ق»: زوبان، و في المصدر و «ج، ط»: رويان، و ما أثبتناه هو الصحيح راجع تقريب التهذيب 2: 364/ 249.
(2) هو نافع بن الأزرق الحروري، من رؤوس الخوارج و إليه تنسب طائفة الأزارقة، و کان قد خرج في أواخر دولة يزيد بن معاوية. «لسان الميزان 6: 144/ 506».
(3) في المصدر: مستبطئا.
(4) في المصدر: المرتكن
(5) في «ط»: غير بعيد ملتزق، و في «ج»: غير بعيد غير ملتزق.
(6) في المصدر: و لا يتبعّض.
(7) في المصدر: الحكّام.
(8) في «ط»: فما حفظهما حتّي حيل بينهما.
صفحه : 658
35] 1476/[- عن زرارة و حمران، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام): قال: «يحفظ الأطفال بأعمال آبائهم، کما حفظ الله الغلامين بصلاح أبيهما».
36] 2476/[- عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز و جل وَ أَمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما
، فقال: «أما إنه ما کان ذهبا و لا فضة، و إنما کان أربع كلمات: إني أنا الله لا إله إلا أنا، من أيقن بالموت لم تضحك سنة، و من أقر بالحساب لم يفرح قلبه، و من آمن بالقدر«1» لم يخش إلا ربه».
37] 3476/[- عن إبن أسباط، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: «کان في الكنز ألذي قال الله عز و جل:
وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما
لوح من ذهب، فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، محمّد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، و عجبت لمن رأي الدنيا و تقلبها بأهلها كيف يركن إليها؟ و ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله في قضائه، و لا يستبطئه في رزقه».
38] 4476/[- عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد. عن آبائه (عليهم السلام): «أن النبي (صلي الله عليه و آله) قال: إن الله ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله و ماله، و إن کان أهله أهل سوء، ثم قرأ هذه الآية إلي قوله: وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً
».
39] 5476/[- عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، أنه سمع هذا الكلام من الرضا (عليه السلام):2» «عجبا لمن عقل« عن الله، كيف يستبطئ الله في رزقه!؟ و كيف اصطبر علي قضائه؟».
40] 6476/[- عن محمّد بن عمرو الكوفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «يحفظ ولد المؤمن لأبيه إلي ألف سنة، و إن الغلامين کان بينهما و بين أبيهما سبعمائة سنة».
41] 7476/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده، عن محمّد بن عبيد الله الحلبي و العباس بن عامر، عن عبد الله إبن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «كم من إنسان له حق لا يعلم به؟» قلت:
و ما ذاك أصلحك الله! قال: «إن صاحبي الجدار کان لهما كنز تحته لا يعلمان به، أما إنه لم يكن بذهب و لا فضة».
قلت: فما کان! قال: «کان علما». قلت: فأيهما أحق به! قال: «الكبير، كذلك نقول نحن».
-----------------------------------
35- تفسير العيّاشي 2: 338/ 65. 36- تفسير العيّاشي 2: 338/ 66. 37- تفسير العيّاشي 2: 338/ 67. 38- تفسير العيّاشي 2: 338/ 68. 39- تفسير العيّاشي 2: 339/ 69. [.....] 40- تفسير العيّاشي 2: 339/ 70. 41- التهذيب 9: 276/ 1000.
(1) في «ط»: و من أقرّ بالقبر.
(2) في المصدر: غفل.
صفحه : 659
42] 8476/[- و عنه: بإسناده عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سمعناه- و ذكر كنز اليتيمين- فقال: «کان لوحا من ذهب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، و عجبت لمن رأي الدنيا و تقلبها بأهلها كيف يركن إليها:
و ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئ الله في رزقه، و لا يتهمه في قضائه».
فقال له الحسين بن أسباط: فإلي من صار، إلي أكبرهما! قال: «نعم».
قوله تعالي:
وَ يَسئَلُونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلُوا عَلَيكُم مِنهُ ذِكراً- إلي قوله تعالي- وَ كانَ وَعدُ رَبِّي حَقًّا [83- 98]
1] 9476/[- إبن بابويه: عن أبيه، عن محمّد بن يحيي العطار«1»، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد إبن اورمة، قال: حدثني القاسم بن عروة، عن بريد العجلي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قام إبن الكواء إلي علي (عليه السلام) و هو علي المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن ذي القرنين، أنبياء کان أم ملكا!
و أخبرني عن قرنيه، أمن ذهب أم من فضة!
فقال له (عليه السلام): «لم يكن نبيا و لا ملكا و لم يكن قرناه من ذهب و لا فضة، و لكنه کان عبدا أحب الله فأحبه الله، و نصح لله فنصحه الله، و إنما سمي ذا القرنين لأنه دعا قومه إلي الله عز و جل فضربوه علي قرنه، فغاب عنهم حينا، ثم عاد إليهم، فضرب علي قرنه الآخر، و فيكم مثله». يعني نفسه.
2] 0576/[- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن محمّد بن عيسي اليقطيني، عن عبيد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام) قال: «ملك ذو القرنين و هو إبن اثنتي عشرة سنة، و مكث في ملكه ثلاثين سنة».
3] 1576/[- قال علي بن إبراهيم: فلما أخبر رسول الله (صلي الله عليه و آله) بخبر موسي و فتاه و الخضر، قالوا له:
فأخبرنا عن طائف طاف المشرق و المغرب، من هو، و ما قصته! فأنزل الله وَ يَسئَلُونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلُوا عَلَيكُم مِنهُ ذِكراً إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَ آتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَباً
.
-----------------------------------
42- التهذيب 9: 276/ 1001. 1- كمال الدين و تمام النعمة: 393/ 3. 2- المحاسن: 193/ 9. 3- تفسير القمّي 2: 40.
(1) في المصدر: حدّثنا أحمد بن محمّد بن العطّار، قال: حدّثنا أبي.
صفحه : 660
4] 2576/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن الصادق (عليه السلام)1» و قد سأله زنديق، فقال: أخبرني أين تغيب الشمس! قال (عليه السلام): «إن بعض العلماء قال: إذا انحدرت أسفل القبة دار بها الفلك إلي بطن السماء صاعدة أبدا إلي أن تنحط إلي موضع مطلعها، يعني أنها تغيب في عين حمئة« ثم تخرق الإرض راجعة إلي موضع مطلعها، فتخر تحت العرش حتي يؤذن لها بالطلوع، و يسلب نورها کل يوم و تجلل نورا آخر».
5] 3576/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة«2»، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله وَ يَسئَلُونَكَ عَن ذِي القَرنَينِ قُل سَأَتلُوا عَلَيكُم مِنهُ ذِكراً
.
قال: «إن ذا القرنين بعثه الله إلي قومه، فضربوه علي قرنه الأيمن، فأماته الله خمسمائة عام، ثم بعثه إليهم بعد ذلک فضربوه علي قرنه الأيسر، فأماته الله خمسمائة عام، ثم بعثه إليهم، بعد ذلک، فملكه مشارق الإرض و مغاربها، من حيث تطلع الشمس إلي حيث تغرب، فهو قوله: حَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشَّمسِ وَجَدَها تَغرُبُ فِي عَينٍ حَمِئَةٍ
إلي قوله عَذاباً نُكراً- قال- في النار، فجعل ذو القرنين بينهم بابا من نحاس و حديد، و زفت و قطران، فحال بينهم و بين الخروج».
ثم قال: أبو عبد الله (عليه السلام): «ليس منهم رجل يموت حتي يولد له من صلبه ألف ولد ذكر- ثم قال- هم أكثر خلق خلقوا بعد الملائكة».
6] 4576/[- و سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ذي القرنين، أنبياء کان أم ملكا!
فقال: «لا نبي و لا ملك، بل إنما هو عبد أحب الله فأحبه، و نصح لله فبعثه الله إلي قومه، فضربوه علي قرنه الأيمن، فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب، ثم بعثه الثانية، فضرب علي قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب، ثم بعثه الثالثة، فمكن الله له في الإرض، و فيكم مثله- يعني نفسه- فبلغ مغرب الشمس فوجدها تَغرُبُ فِي عَينٍ حَمِئَةٍ وَ وَجَدَ عِندَها قَوماً قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَ إِمّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِم حُسناً
.
قال: ذو القرنين: أَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلي رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكراً
إلي قوله ثُمَّ أَتبَعَ سَبَباً أي دليلا حَتّي إِذا بَلَغَ مَطلِعَ الشَّمسِ وَجَدَها تَطلُعُ عَلي قَومٍ لَم نَجعَل لَهُم مِن دُونِها سِتراً- قال- لم يعلموا صنعة الثياب ثُمَّ أَتبَعَ سَبَباً أي دليلا حَتّي إِذا بَلَغَ بَينَ السَّدَّينِ وَجَدَ مِن دُونِهِما قَوماً لا يَكادُونَ يَفقَهُونَ قَولًا قالُوا يا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ مُفسِدُونَ فِي الأَرضِ فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجاً عَلي أَن تَجعَلَ بَينَنا وَ بَينَهُم سَدًّا فقال ذو القرنين ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَ بَينَهُم رَدماً
-----------------------------------
4- الاحتجاج: 351. 5- تفسير القمي 2: 40. 6- تفسير القمي 2: 41.
(1) في «ق» و المصدر: حامية.
(2) في نسخة من المصدر: عن أبي حمزة. [.....]
صفحه : 661
اللهآتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ}
فأتوا به، فوضعه ما بين الصدفين- يعني بين الجبلين- حتي سوي بينهما، ثم أمرهم أن يأتوا بالنار فأتوا بها، فأشعلوا فيه و نفخوا تحت الحديد حتي صار الحديد مثل النار، ثم صب عليه القطر- و هو الصفر- حتي سده، و هو قوله: حَتّي إِذا ساوي بَينَ الصَّدَفَينِ قالَ انفُخُوا حَتّي إِذا جَعَلَهُ ناراً إلي قوله نَقباً قال ذو القرنين: هذا رَحمَةٌ مِن رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَ كانَ وَعدُ رَبِّي حَقًّا- قال- إذا کان قبل يوم القيامة في آخر الزمان انهدم ذلک السد، و خرج يأجوج و مأجوج إلي الدنيا و أكلوا النّاس، و هو قوله: حَتّي إِذا فُتِحَت يَأجُوجُ وَ مَأجُوجُ وَ هُم مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ«1»».
قال: «فسار ذو القرنين إلي ناحية المغرب، فكان إذا مر بقرية زأر فيها کما يزأر الأسد المغضب، فتنبعث في القرية ظلمات و رعد و برق و صواعق، تهلك من ناوأه و خالفه، فلم يبلغ مغرب الشمس حتي دان له أهل المشرق و المغرب» قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «و ذلک قوله عز و جل: إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَ آتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَباً
: أي دليلا، فقيل له: إن لله في أرضه عينا يقال لها: عين الحياة، لا يشرب منها ذو روح إلا لم يمت حتي الصيحة فدعا ذو القرنين الخضر (عليه السلام)، و کان أفضل أصحابه عنده، و دعا بثلاث مائة و ستين رجلا، و دفع إلي کل واحد منهم سمكة، و قال لهم: اذهبوا إلي موضع كذا و كذا، فإن هناك ثلاثمائة و ستين عينا، فليغسل کل واحد منكم سمكته في عين غير عين صاحبه، فذهبوا يغسلون، و قعد الخضر (عليه السلام) يغسل، فانسابت السمكة منه في العين، و بقي الخضر (عليه السلام) متعجبا مما رأي، و قال في نفسه: ما أقول لذي القرنين! ثم نزع ثيابه يطلب السمكة، فشرب من مائها، و لم يقدر علي السمكة، فرجعوا إلي ذي القرنين، فأمر ذو القرنين بقبض السمك من أصحابه، فلما انتهوا إلي الخضر (عليه السلام) لم يجدوا معه شيئا، فدعاه و قال له: ما حال السمكة! فأخبره الخبر. فقال له:
فصنعت ماذا! فقال: اغتمست فيها، فجعلت أغوص و أطلبها فلم أجدها قال: فشربت من مائها! قال: نعم- قال- فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها، فقال للخضر (عليه السلام): أنت صاحبها».
7] 5576/[- إبن بابويه: عن المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن الحسن بن علي بن فضال، قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السلام) يقول: «إن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة، فهو حي لا يموت حتي ينفخ في الصور، و إنه ليأتينا فيسلم علينا، فنسمع صوته و لا نري شخصه، و إنه ليحضر حيثما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه، و أنه ليحضر الموسم کل سنة فيقضي جميع المناسك، و يقف بعرفة فيؤمن علي دعاء المؤمنين، و سيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته، و يصل به وحدته».
8] 6576/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن النعمان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن ذا القرنين لم يكن نبيا،
-----------------------------------
7- كمال الدين و تمام النعمة: 390/ 4. 8- كمال الدين و تمام النعمة: 393/ 1.
(1) الأنبياء 21: 96.
صفحه : 662
اللهو لكنه کان عبدا صالحا أحب الله فأحبه، و ناصح لله فناصحه، أمر قومه بتقوي الله فضربوه علي قرنه، فغاب عنهم زمانا، ثم رجع إليهم فضربوه علي قرنه الآخر، و فيكم من هو علي سنته».}
9] 7576/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن الحسين البزاز، قال: حدثنا محمّد بن يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق بن يسار المدني، عن عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب، عن رجل من بني أسد، قال: سأل رجل عليا (عليه السلام): أ رأيت ذا القرنين، كيف استطاع أن يبلغ المشرق و المغرب!
قال: «سخر الله له السحاب، و مد له في الأسباب، و بسط له النور، فكان الليل و النهار عليه سواء».
10] 8576/[- و عنه، قال: حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي، قال: حدثنا جعفر إبن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثني محمّد بن نصير، قال: حدثني محمّد بن عيسي، عن حماد بن عيسي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقول: «إن ذا القرنين کان عبدا صالحا، جعله الله حجة علي عباده فدعا قومه إلي الله عز و جل، و أمرهم بتقواه، فضربوه علي قرنه فغاب عنهم زمانا حتي قيل: مات أو هلك، بأي واد سلك! ثم ظهر و رجع إلي قومه، فضربوه علي قرنه الآخر، و فيكم من هو علي سنته، و إن الله عز و جل مكن له في الإرض، و آتاه من کل شيء سببا، و بلغ المشرق و المغرب، و إن الله تبارك و تعالي سيجري سنته في القائم من ولدي، و يبلغه شرق الإرض و غربها حتي لا يبقي سهل و لا موضع من سهل و لا جبل وطئه ذو القرنين إلا يطؤه و يظهر الله له كنوز الإرض و معادنها، و ينصره بالرعب، فيملأ الإرض به عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما.»
11] 9576/[- و في كتاب (الاختصاص) للشيخ المفيد: عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن سنان، عمن حدثه، عن عبد الرحيم«1» القصير، قال: ابتدأني أبو جعفر (عليه السلام) فقال: «أما إن ذا القرنين قد خير السحابتين فاختار الذلول، و ذخر لصاحبكم الصعب».
فقلت: و ما الصعب! فقال: «و ما کان من سحاب فيه رعد و صاعقة و برق، فصاحبكم يركبه، أما إنه سيركب السحاب و يرقي في الأسباب، أسباب السماوات السبع و الأرضين السبع، خمس عوامر، و اثنتان خراب».
و روي هذا الحديث الصفار في (بصائر الدرجات): بإسناده عن عبد الرحيم، قال: ابتدأني أبو جعفر (عليه السلام) فقال: «أما إن ذا القرنين» الحديث«2».
-----------------------------------
9- كمال الدين و تمام النعمة: 393/ 2. 10- كمال الدين و تمام النعمة: 394/ 4. 11- الإختصاص: 199.
(1) في «ط»: عبد الرحمن.
(2) بصائر الدرجات: 428/ 1.
صفحه : 663
12] 0676/[- و في كتاب (الاختصاص) أيضا: أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان إبن عيسي، عن سماعة بن مهران و غيره«1»، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:2» «إن عليا (عليه السلام) ملك ما فوق الإرض و ما تحتها، فعرضت له سحابتان: إحداهما الصعب«، و الاخري الذلول، و کان في الصعب ملك ما تحت الإرض، و في الذلول ما فوق الإرض، فاختار الصعب علي الذلول، فدارت به سبع أرضين، فوجده ثلاثا خرابا و أربعا عوامر».
روي الصفار في كتاب (بصائر الدرجات) هذا الحديث: عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسي، عن سماعة بن مهران و غيره«3»، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن عليا (صلوات الله عليه) ملك ما فوق الإرض و ما تحتها- الحديث بعينه إلي قوله- و اختار الصعب علي الذلول»«4».
13] 1676/[- و في كتاب (الاختصاص) أيضا: عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن سنان، عن أبي خالد القماط و أبي سلام الحناط«5» عن سورة بن كليب، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «أما ذا القرنين قد خير في السحابتين، فاختار الذلول، و ذخر لصاحبكم الصعب».
قلت: و ما الصعب! فقال: «ما کان من سحاب فيه رعد و صاعقة و برق فصاحبكم يركبه، أما إنه سيركب السحاب و يرقي في الأسباب، أسباب السماوات السبع و الأرضين السبع، خمس عوامر، و اثنتان خراب».
14] 2676/[- و في (الاختصاص) أيضا: عن محمّد بن هارون، عن أبي يحيي سهيل بن زياد الواسطي، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله تبارك و تعالي خير ذا القرنين في السحابتين: الذلول، و الصعب، فاختار الذلول، و هو ما ليس فيه برق و لا رعد- و لو اختار الصعب لم يكن له ذلک لأن الله ادخره للقائم (عليه السلام)».
15] 3676/[- و في (الاختصاص) أيضا: عن إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسي، عن أبي أيوب الخزار، عن أبي بصير و غيره«6» عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:7» «إن عليا (عليه السلام) حين خير الملك ما فوق الإرض، و ما تحتها، عرضت له« سحابتان: إحداهما صعبة، و الاخري ذلول، و کان في الصعبة ملك ما تحت الإرض و في الذلول ملك
-----------------------------------
12- الاختصاص: 199. 13- بصائر الدرجات: 429/ 2. 14- الاختصاص: 326. 15- الاختصاص: 327.
(1) في المصدر: أو غيره.
(2) في «ج» و المصدر في جميع المواضع: الصعبة. [.....]
(3) في «ج»: أو غيره.
(4) بصائر الدرجات: 429/ 2.
(5) في «ج»: الخيّاط.
(6) في «ج» و المصدر: أو غيره.
(7) في «ط»: سخّر اللّه له.
صفحه : 664
اللهما فوق الإرض، فاختار الصعبة علي الذلول، فركبها فدارت به سبع أرضين، فوجد فيها ثلاثا خرابا و أربعا عوامر».}
16] 4676/[- و في (الاختصاص) أيضا: عن المعلي بن محمّد البصري، عن سليمان بن سماعة. عن عبد الله إبن القاسم، عن سماعة بن مهران، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأرعدت السماء و أبرقت، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «أما أنه ما کان من هذا الرعد و من هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم». قلت: من صاحبنا! قال: «أمير المؤمنين (عليه السلام)».
17] 5676/[- العياشي: عن الأصبغ بن نباتة، قال: قام إبن الكواء إلي أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن ذي القرنين، أ ملكا کان أم نبيا! و أخبرني عن قرنيه ذهب أم فضة!
قال: «إنه لم يكن نبيا و لا ملكا، و لم يكن قرناه ذهبا و لا فضة، و لكنه کان عبدا أحب الله فأحبه، و نصح لله فنصح له، و إنما سمي ذا القرنين، لأنه دعا قومه فضربوه علي قرنه، فغاب عنهم، ثم عاد إليهم فدعاهم، فضربوه بالسيف علي قرنه الآخر، و فيكم مثله».
18] 6676/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:1» «إن ذا القرنين لم يكن نبيا، و لكن کان عبدا صالحا أحب الله فأحبه، و ناصح الله فناصحه، أمر قومه بتقوي الله، فضربوه علي قرنه فغاب عنهم زمانا، ثم رجع إليهم فضربوه علي قرنه الآخر، و فيكم من هو علي سنته، و إنه خير بين السحاب الصعب و السحاب الذلول، فاختار الذلول فركب الذلول، فكان إذا انتهي إلي قوم« کان رسول نفسه إليهم، لكيلا يكذب الرسل».
19] 7676/[- عن أبي الطفيل، قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: «إن ذا القرنين لم يكن نبيا و لا رسولا، و لكن کان عبدا أحب الله فأحبه و ناصح الله فنصح، دعا قومه فضربوه علي أحد قرنيه فقتلوه، ثم بعثه الله فضربوه علي قرنه الآخر فقتلوه».
20] 8676/[- عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) جميعا، قال لهما: ما منزلتكم، و من تشبهون ممن مضي! قالا: «صاحب موسي (عليه السلام) و ذا القرنين، كانا عالمين، و لم يكونا نبيين».
21] 9676/[- عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن الله لم يبعث أنبياء ملوكا في الإرض إلا أربعة بعد نوح (عليه السلام) أولهم ذو القرنين و اسمه عياش، و داود، و سليمان، و يوسف. فأما عياش فملك ما بين المشرق و المغرب، و أما داود فملك ما بين الشامات إلي بلاد إصطخر، و كذلك کان ملك سليمان، و أما يوسف
-----------------------------------
16- الاختصاص: 327. 17- تفسير العيّاشي 2: 339/ 71. 18- تفسير العيّاشي 2: 339/ 72. 19- تفسير العيّاشي 2: 340/ 74. 20- تفسير العيّاشي 2: 340/ 74. 21- تفسير العيّاشي 2: 340/ 75.
(1) في «ج»: قومه. 1»
صفحه : 665
اللهفملك مصر و براريها لم يتجاوزها إلي غيرها»«.
22] 0776/[- عن إبن الورقاء، قال: سألت أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ذي القرنين، ما کان قرناه!
فقال: «لعلك تحسب کان قرنه ذهبا أو فضة، أو کان نبيا! بل کان عبدا صالحا بعثه الله إلي أناس فدعاهم إلي الله و إلي الخير، فقام رجل منهم، فضرب قرنه الأيسر فمات، ثم بعثه فأحياه و بعثه إلي أناس، فقام رجل فضرب قرنه الأيمن فمات، فسماه الله ذا القرنين».
23] 1776/[- عن إبن هشام، عن أبيه، عمن حدثه، عن بعض آل محمّد (عليهم السلام) قال:2» «إن ذا القرنين کان رجلا صالحا، طويت له الأسباب، و مكن له في البلاد، و کان قد وصف له عين الحياة، و قيل له: من يشرب منها شربة لم يمت حتي يسمع الصوت، و إنه قد خرج في طلبها حتي أتي موضعها، و کان في ذلک الموضع ثلاث مائة و ستون عينا، و کان الخضر (عليه السلام) علي مقدمته، و کان من أفضل« أصحابه عنده، فدعاه و أعطاه، و أعطي قوما من أصحابه کل رجل منهم حوتا مملحا، فقال: انطلقوا إلي هذه المواضع، فليغسل کل رجل منكم حوته عند عين، و لا يغسل معه أحد، فانطلقوا فلزم کل رجل منهم عينا، فغسل فيها حوته، و إن الخضر (عليه السلام) انتهي إلي عين من تلك العيون، فلما غمس الحوت و وجد الحوت ريح الماء حيي فانساب في الماء، فلما رأي ذلک الخضر (عليه السلام) رمي بثيابه و سقط، و جعل يرتمس في الماء و يشرب و يجتهد أن يصيبه فلا يصيبه، فلما رأي ذلک رجع، فرجع أصحابه.
و أمر ذو القرنين بقبض السمك، فقال: انظروا، فقد تخلفت سمكة، فقالوا: الخضر صاحبها- قال- فدعاه، فقال: ما خلف سمكتك!- قال- فأخبره الخبر، فقال: له فصنعت ماذا! قال: سقطت عليها، فجعلت أغوص فأطلبها فلم أجدها. قال: فشربت من الماء! قال: نعم- قال- فطلب ذو القرنين العين و لم يجدها، فقال للخضر (عليه السلام):
أنت صاحبها».
24] 2776/[- عن حارث بن حبيب، قال: أتي رجل عليا (عليه السلام)، فقال له: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن ذي القرنين، فقال له: «سخر له السحاب، و قربت له الأسباب، و بسط له في النور».
فقال له الرجل: كيف بسط له في النور! فقال علي (عليه السلام): «کان يبصر بالليل کما يبصر بالنهار». ثم قال علي (عليه السلام): للرجل «أزيدك فيه»! فسكت.
25] 3776/[- عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: سئل عن ذي القرنين! قال: «کان عبدا
-----------------------------------
22- تفسير العيّاشي 2: 340/ د 7. 23- تفسير العيّاشي 2: 340/ 77. [.....] 24- تفسير العيّاشي 2: 341/ 78. 25- تفسير العيّاشي 2: 341/ 79.
(1) في «ج» و «ق»: ثمّ تجاوزها إلي غيرها.
(2) في «ج»: أسرّ، و في المصدر: أشدّ.
صفحه : 666
اللهصالحا و اسمه عياش، و اختاره الله و ابتعثه إلي قرن من القرون الاولي في ناحية المغرب، و ذلک بعد طوفان نوح (عليه السلام)، فضربوه علي قرن رأسه الأيمن، فمات منها، ثم أحياه الله بعد مائة عام، ثم بعثه إلي قرن من القرون الأولي في ناحية المشرق (عليه السلام)، فكذبوه فضربوه ضربة علي قرنه الأيسر فمات منها، ثم أحياه الله بعد مائة عام، و عوضه من الضربتين اللتين علي رأسه قرنين في موضع الضربتين أجوفين، و جعل عز ملكه آية نبوته في قرنيه.}
ثم رفعه الله إلي السماء الدنيا، فكشط له عن الإرض كلها، جبالها و سهولها و فجاجها حتي أبصر ما بين المشرق و المغرب، و آتاه الله من کل شيء علما يعرف به الحق و الباطل، و أيده في قرنيه بكسف من السماء فيه ظلمات و رعد و برق، ثم اهبط إلي الإرض، و أوحي الله إليه: أن سر في ناحية غرب الإرض و شرقها، و قد طويت لك البلاد، و ذللت لك العباد، و أرهبتهم منك.
فسار ذو القرنين إلي ناحية المغرب، فكان إذا مر بقرية زأر فيها کما يزأر الأسد المغضب، فينبعث من قرنيه ظلمات و رعد و برق، و صواعق تهلك من ناوأه و خالفه، فلم يبلغ مغرب الشمس حتي دان له أهل المشرق و المغرب- قال- و ذلک قول الله: إِنّا مَكَّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَ آتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَباً
فسار حَتّي إِذا بَلَغَ مَغرِبَ الشَّمسِ وَجَدَها تَغرُبُ فِي عَينٍ حَمِئَةٍ إلي قوله أَمّا مَن ظَلَمَ و لم يؤمن بربه فَسَوفَ نُعَذِّبُهُ في الدنيا بعذاب الدنيا ثُمَّ يُرَدُّ إِلي رَبِّهِ في مرجعه فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكراً إلي قوله: وَ سَنَقُولُ لَهُ مِن أَمرِنا يُسراً ثُمَّ أَتبَعَ ذو القرنين من الشمس سَبَباً».
1» ثم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن ذا القرنين لما انتهي مع الشمس إلي العين الحمئة«، وجد الشمس تغرب فيها، و معها سبعون ألف ملك يجرونها بسلاسل الحديد و الكلاليب، يجرونها من قعر البحر في قطر الإرض الأيمن کما تجري السفينة علي ظهر الماء، فلما انتهي معها إلي مطلع الشمس سببا وَجَدَها تَطلُعُ عَلي قَومٍ
إلي قوله بِما لَدَيهِ خُبراً».
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن ذا القرنين ورد علي قوم، قد أحرقتهم الشمس، و غيرت أجسادهم و ألوانهم حتي صيرتهم كالظلمة، ثم أتبع ذو القرنين سببا في ناحية الظلمة: حَتّي إِذا بَلَغَ بَينَ السَّدَّينِ وَجَدَ مِن دُونِهِما قَوماً لا يَكادُونَ يَفقَهُونَ قَولًا قالُوا يا ذَا القَرنَينِ إِنَّ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ
خلف هذين الجبلين، و هم يفسدون في الإرض، إذا کان إبان زروعنا و ثمارنا خرجوا علينا من هذين السدين فرعوا في ثمارنا و زروعنا، حتي لا يبقوا منها شيئا فَهَل نَجعَلُ لَكَ خَرجاً نؤديه إليك في کل عام عَلي أَن تَجعَلَ بَينَنا وَ بَينَهُم سَدًّا إلي قوله: زُبَرَ الحَدِيدِ».
2» قال: «فاحتفر له جبل حديد، فقلعوا له أمثال اللبن، فطرح بعضه علي بعض فيما بين الصدفين، و کان ذو القرنين هو أول من بني بناء« علي الإرض، ثم جمع عليه الحطب و ألهب فيه النار، و وضع عليه المنافيخ، فنفخوا
-----------------------------------
(1) في «» و المصدر: الحامية.
(2) في المصدر: ردما.
صفحه : 667
اللهعليه، فلما ذاب قال: آتوني بقطر- و هو المس الأحمر، قال- فاحتفروا له جبلا من مس فطرحوه علي الحديد، فذاب معه و اختلط به- قال- فَمَا اسطاعُوا أَن يَظهَرُوهُ وَ مَا استَطاعُوا لَهُ نَقباً}
يعني يأجوج و مأجوج قالَ هذا رَحمَةٌ مِن رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَ كانَ وَعدُ رَبِّي حَقًّا». إلي ها هنا رواية علي بن الحسين و رواية محمّد بن نصر.
و زاد جبرئيل بن أحمد، في حديثه بأسانيد عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام):1»2» «وَ تَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعضٍ« يعني يوم القيامة، و کان ذو القرنين عبدا صالحا، و کان من الله بمكان، نصح لله فنصح له و أحب الله فأحبه، و کان قد سبب له في البلاد، و مكن له فيها حتي ملك ما بين المشرق و المغرب، و کان له خليلا من الملائكة يقال له: رقائيل«، ينزل إليه فيحدثه و يناجيه، فبينا هو ذات يوم عنده إذ قال له ذو القرنين: يا رقائيل، كيف عبادة أهل السماء، و أين هي من عبادة أهل الإرض! قال رقائيل: يا ذا القرنين، و ما عبادة أهل الإرض! فقال: أما عبادة أهل السماء، ما في السماوات موضع قدم إلا و عليه ملك قائم لا يقعد أبدا، أو راكع لا يسجد أبدا أو ساجد لا يرفع رأسه أبدا فبكي ذو القرنين بكاء شديدا، و قال: يا رقائيل، إني أحب أن أعيش حتي أبلغ من عبادة ربي و حق طاعته بما هو أهله.
3» قال رقائيل: يا ذا القرنين، إن لله في الإرض عينا تدعي عين الحياة، فيها عزيمة من الله« أنه من يشرب منها لم يمت حتي يکون هو ألذي يسأل الله الموت، فإن ظفرت بها تعيش ما شئت. قال: و أين تلك العين، و هل تعرفها!
قال: لا، غير أنا نتحدث في السماء أن لله في الإرض ظلمة لم يطأها إنس و لا جان. فقال ذو القرنين: و أين تلك الظلمة! قال رقائيل: ما أدري.
ثم صعد رقائيل فدخل ذا القرنين حزن طويل من قول رقائيل، و مما أخبره عن العين و الظلمة، و لم يخبره بعلم ينتفع به منها فجمع ذو القرنين فقهاء أهل مملكته و علماءهم و أهل دراسة الكتب و آثار النبوة، فلما اجتمعوا عنده، قال ذو القرنين: يا معشر الفقهاء، و أهل الكتب و آثار النبوة، هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله أو في كتب من کان قبلكم من الملوك أن لله عينا تدعي عين الحياة، فيها من الله عزيمة أنه من يشرب منها لم يمت حتي يکون هو ألذي يسأل الله الموت! قالوا: لا، يا أيها الملك. قال: فهل وجدتم فيما قرأتم من الكتب أن الله في الإرض ظلمة لم يطأها إنس و لا جان! قالوا: لا، يا أيها الملك. فحزن ذو القرنين حزنا شديدا و بكي إذ لم يخبر عن العين و الظلمة بما يحب.
و کان فيمن حضره غلام من الغلمان من أولاد الأوصياء، أوصياء الأنبياء و کان ساكتا لا يتكلم حتي إذا أيس ذو القرنين منهم. قال له الغلام: أيها الملك، إنك تسأل هؤلاء عن أمر ليس لهم به علم، و علم ما تريد عندي، ففرح ذو القرنين فرحا شديدا، حتي نزل عن فراشه، و قال له: ادن مني. فدنا منه، فقال: أخبرني. قال: نعم أيها الملك، إني
-----------------------------------
(1) الكهف 18: 99.
(2) في المصدر في جميع المواضع: رفائيل.
(3) في «ط»: من أسمائه.
صفحه : 668
اللهوجدت في كتاب آدم (عليه السلام) ألذي كتب يوم سمي له ما في الإرض من عين أو شجر، فوجدت فيه أن الله عينا تدعي عين الحياة، فيها من الله عزيمة أنه من يشرب منها لم يمت حتي يکون هو ألذي يسأل الله الموت، بظلمة لم يطأها إنس و لا جان. ففرح ذو القرنين، و قال: ادن مني أيها الغلام، تدري أين موضعها! قال: نعم، وجدت في كتاب آدم (عليه السلام) أنها علي قرن الشمس،- يعني مطلعها- ففرح ذو القرنين و بعث إلي أهل مملكته، فجمع أشرافهم و فقهاءهم و علماءهم و أهل الحكم منهم، و اجتمع إليه ألف حكيم و عالم و فقيه، فلما اجتمعوا إليه تهيأ للمسير و تأهب له بأعد العدة و أقوي القوة، فسار بهم يريد مطلع الشمس، يخوض البحار و يقطع الجبال و الفيافي و الأرضين و المفاوز، فسار اثنتي عشرة سنة، حتي انتهي إلي طرف الظلمة، فإذا هي ليست بظلمة ليل و لا دخان، و لكنها هواء يفور مد ما بين الأفقين، فنزل بطرفها و عسكر عليها، و جمع علماء أهل عسكره و فقهاءهم و أهل الفضل منهم، و قال يا معشر الفقهاء، و العلماء، إني أريد أن أسلك هذه الظلمة. فخروا له سجدا، و قالوا: أيها الملك، إنك لتطلب أمرا ما طلبه و لا سلكه أحد ممن کان قبلك من النبيين و المرسلين و لا من الملوك. قال: إنه لا بد لي من طلبها.}
1» قالوا: يا أيها الملك، إنا لنعلم أنك إذا سلكتها ظفرت بحاجتك بغير منة« عليك لأمرنا، و لكنا نخاف أن يعلق بك منها أمر يکون فيه هلاك ملكك و زوال سلطانك، و فساد من في الإرض! فقال: لا بد من أن أسلكها. فخروا سجدا لله، و قالوا: إنا نتبرأ إليك مما يريد ذو القرنين.
فقال: ذو القرنين: يا معشر العلماء، أخبروني بأبصر الدواب! قالوا: الخيل الإناث الأبكار أبصر الدواب، فانتخب من عسكره، فأصاب ستة آلاف فرس إناثا أبكارا، و انتخب من أهل العلم و الفضل و الحكمة ستة آلاف رجل، فدفع إلي کل رجل فرسا، و عقد لافسحر- و هو الخضر- علي ألف فرس، فجعلهم علي مقدمته، و أمرهم أن يدخلوا الظلمة، و سار ذو القرنين في أربعة آلاف، و أمر أهل عسكره أن يلزموا معسكره اثنتي عشرة سنة، فإن رجع هو إليهم إلي ذلک الوقت، و إلا تفرقوا في البلاد، و لحقوا ببلادهم، أو حيث شاءوا، فقال الخضر (عليه السلام): أيها الملك، إنا نسلك في الظلمة، لا يري بعضنا بعضا كيف نصنع بالضلال إذا أصابنا! فأعطاه ذو القرنين خرزة حمراء كأنها مشعلة لها ضوء، و قال: خذ هذه الخرزة فإذا أصابكم الضلال فارم بها إلي الإرض فإنها تصيح، فإذا صاحت رجع أهل الضلال إلي صوتها. فأخذها الخضر (عليه السلام) و مضي في الظلمة، و کان الخضر (عليه السلام): يرتحل، و ينزل ذو القرنين، فبينما الخضر يسير ذات يوم، إذا عرض له واد في الظلمة، فقال لأصحابه: قفوا في هذا الموضع، لا يتحركن أحد منكم من موضعه. و نزل عن فرسه، فتناول الخرزة، فرمي بها في الوادي، فابطأت عنه بالإجابة حتي ساء ظنه أو خاف أن لا تجيبه، ثم أجابته، فخرج إلي صوتها فإذا هي علي جانب العين الّتي يقفوها، و إذا ماؤها أشد بياضا من اللبن، و أصفي من الياقوت، و أحلي من العسل، فشرب منه، ثم خلع ثيابه و اغتسل منها، ثم لبس ثيابه ثم رمي بالخرزة نحو أصحابه، فأجابته فخرج إلي أصحابه، و ركب و أمرهم بالمسير فساروا.
-----------------------------------
(1) في المصدر: منها بغير عنت. 1»2»3»4»5»
صفحه : 669
اللهو مر ذو القرنين بعده، فأخطؤوا الوادي، و سلكوا تلك الظلمة أربعين يوما و أربعين ليلة، ثم خرجوا بضوء ليس بضوء نهار و لا شمس و لا قمر، و لكنه نور، فخرجوا إلي أرض حمراء و رملة خشخاشة« فركة« كأن حصاها اللؤلؤ، فإذا هو بقصر مبني علي طول فرسخ، فجاء ذو القرنين إلي الباب فعسكر عليه، ثم توجه بوجهه وحده إلي القصر، فإذا طائر و إذا حديدة طويلة قد وضع طرفاها علي جانبي القصر، و الطير الأسود معلق« في تلك الحديدة بين السماء و الإرض مزموم«، كأنه الخطاف« أو صورة الخطاف أو شبيه بالخطاف، أو هو خطاف، فلما سمع خشخشة ذي القرنين، قال: من هذا! قال: أنا ذو القرنين، فقال الطائر: يا ذا القرنين، أما كفاك ما وراءك حتي وصلت إلي حد بابي هذا! ففرق ذو القرنين فرقا شديدا، فقال: يا ذا القرنين، لا تخف و أخبرني. قال سل قال: هل كثر بنيان الآجر و الجص في الإرض! قال: نعم، قال: فانتفض الطير، و امتلأ حتي ملأ من الحديدة ثلثها، ففرق ذو القرنين، فقال: لا تخف، و أخبرني. قال: سل. قال: هل كثرت المعازف! قال: نعم. قال: فانتفض الطير و امتلأ حتي امتلأ من الحديدة ثلثيها، ففرق ذو القرنين، فقال: لا تخف، و أخبرني. قال: سل. قال: هل ارتكب النّاس شهادة الزور في الإرض! قال: نعم. فانتفض انتفاضة و انتفخ، فسد ما بين جداري القصر، قال: فامتلأ ذو القرنين عند ذلک فرقا منه، فقال له: لا تخف و أخبرني. قال: سل: قال: هل ترك النّاس شهادة ان لا إله إلا الله! قال: لا. فانضم ثلثه، ثم قال: يا ذا القرنين، لا تخف و أخبرني. قال: سل. قال: هل ترك النّاس الغسل من الجنابة! قال: لا.
قال: فانضم حتي عاد إلي الحالة الاولي، فإذا هو بدرجة مدرجة إلي أعلي القصر، فقال الطير: يا ذا القرنين، اسلك هذه الدرجة فسلكها و هو خائف لا يدري ما يهجم عليه، حتي استوي علي ظهرها، فإذا هو بسطح ممدود مد البصر، و إذا رجل شاب أبيض مضيء الوجه، عليه ثياب بيض، كأنه رجل، أو في صورة رجل، أو شبيه بالرجل، أو هو رجل، و إذا هو رافع رأسه إلي السماء ينظر إليها، واضع يده علي فيه، فلما سمع خشخشة ذي القرنين، قال:
من هذا! قال: أنا ذو القرنين. قال: يا ذا القرنين، ما كفاك ما وراءك حتي وصلت إلي! قال ذو القرنين: ما لي أراك واضعا يدك علي فيك! قال: يا ذا القرنين، أنا صاحب الصور، و إن الساعة قد اقتربت، و أنا أنتظر أن أؤمر بالنفخ فأنفخ ثم ضرب بيده، فتناول حجرا فرمي به إلي ذي القرنين، كأنه حجر، أو شبه حجر، أو هو حجر، فقال:
يا ذا القرنين، خذها، فإن جاع جعت، و إن شبع شبعت، فارجع.
فرجع ذو القرنين بذلك الحجر، حتي خرج به إلي أصحابه، فأخبرهم بالطير و ما سأله عنه، و ما قال له،
-----------------------------------
(1) الخشخاش: كلّ شيء يابس إذا حكّ بعضه ببعض صوت. «المعجم الوسيط 1: 235».
(2) قال المجلسي رحمة اللّه: فركة: أي لينّة. بحيث يمكن فركها باليد، البحار 12: 206.
(3) في «ط»: معلق بأنفه.
(4) زمّ الشيء: شدّه «لسان العرب- زمم- 12: 272». [.....]
(5) الخطّاف: السّنونو، و هو ضرب من الطيور القواطع. «المعجم الوسيط- خلف- 1: 245». 1»2»
صفحه : 670
اللهو ما کان من أمره، و أخبرهم بصاحب الصور«، و ما قال له، و ما أعطاه، ثم قال لهم: إنه أعطاني هذا الحجر، و قال لي إن جاع جعت، و إن شبع شبعت. قال: أخبروني بأمر هذا الحجر فوضع الحجر في إحدي الكفتين، و وضع حجرا مثله في الكفة الاخري، ثم رفع الميزان، فإذا الحجر ألذي جاء به أرجح بمثل الآخر، فوضعوا آخر، فمال به، حتي وضعوا ألف حجر كلها مثله، ثم رفعوا الميزان فمال بها و لم يمل به« الألف حجر، فقالوا: يا أيها الملك، لا علم لنا بهذا، فقال: له الخضر (عليه السلام): يا أيها الملك، إنك تسأل هؤلاء عما لا علم لهم به،. قد أتيت علي هذا الحجر. فقال ذو القرنين: فأخبرنا به، و بينه لنا فتناول الخضر (عليه السلام) الميزان، فوضع الحجر ألذي جاء به ذو القرنين في كفة الميزان، ثم وضع حجرا آخر في كفة اخري، ثم وضع كفا من تراب علي حجر ذي القرنين يزيده ثقلا، ثم رفع الميزان فاعتدل، و عجبوا و خروا سجدا لله، و قالوا: يا أيها الملك، هذا أمر لم يبلغه علمنا، و إنا لنعلم أن الخضر ليس بساحر، فكيف هذا و قد وضعنا معه ألف حجر كله مثله فمال بها، و هذا قد اعتدل به و زاده ترابا!؟ قال ذو القرنين: بين- يا خضر- لنا أمر هذا الحجر، قال الخضر: أيها الملك، إن أمر الله نافذ في عباده، و سلطانه قاهر و حكمه فاصل، و إن الله ابتلي عباده بعضهم ببعض، و ابتلي العالم بالعالم، و الجاهل بالجاهل، و العالم بالجاهل، و الجاهل بالعالم، و إنه ابتلاني بك، و ابتلاك بي.
فقال ذو القرنين: يرحمك الله يا خضر، إنما تقول: ابتلاني بك حين جعلت أعلم مني، و جعلت تحت يدي، أخبرني- يرحمك الله- عن أمر هذا الحجر. فقال الخضر (عليه السلام): أيها الملك، إن هذا الحجر مثل ضربه لك صاحب الصور، يقول: إن مثل بني آدم مثل هذا الحجر ألذي وضع و وضع معه ألف حجر فمال بها، ثم إذا وضع عليه التراب، شبع و عاد حجرا مثله، فيقول: كذلك مثلك، أعطاك الله من الملك ما أعطاك، فلم ترض به حتي طلبت أمرا لم يطلبه أحد کان قبلك، و دخلت مدخلا لم يدخله إنس و لا جان، يقول: كذلك إبن آدم، لا يشبع حتي يحثي عليه التراب. قال: فبكي ذو القرنين بكاء شديدا، و قال: صدقت يا خضر، يضرب لي هذا المثل، لا جرم أني لا أطلب أثرا في البلاد بعد مسلكي هذا.
ثم انصرف راجعا في الظلمة، فبينما هم يسيرون، إذ سمعوا خشخشة تحت سنابك خيلهم، فقالوا أيها الملك، ما هذا! فقال: خذوا منه، فمن أخذ منه ندم، و من تركه ندم فأخذ بعض، و ترك بعض، فلما خرجوا من الظلمة إذا هم بالزبرجد، فندم الآخذ و التارك، و رجع ذو القرنين إلي دومة الجندل، و کان بها منزله، فلم يزل بها حتي قبضه الله إليه».
قال: «و کان (صلي الله عليه و آله) إذا حدث بهذا الحديث، قال: رحم الله أخي ذا القرنين، ما کان مخطئا إذ سلك ما سلك، و طلب ما طلب، و لو ظفر بوادي الزبرجد في مذهبه، لما ترك فيه شيئا إلا أخرجه للناس لأنه کان راغبا، و لكنه ظفر به بعد ما رجع، و قد زهد عن الدنيا بعد».
-----------------------------------
(1) في «ج» و «ق» و المصدر: صاحب السطح.
(2) في المصدر: يستمل.
صفحه : 671
26] 4776/[- جبرئيل بن أحمد، عن موسي بن جعفر، رفعه إلي أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير، ثم حمل في مسيره ما شاء الله، ثم ركب البحر، فلما انتهي إلي موضع منه، قال لأصحابه.
دلوني، فإذا حركت الحبل فأخرجوني، و إن لم أحرك الحبل فأرسلوني إلي آخره. فأرسلوه في البحر، و أرسلوا الحبل مسيرة أربعين يوما، فإذا ضارب يضرب جنب الصندوق، و يقول: يا ذا القرنين، أين تريد! قال: أريد أن أنظر إلي ملك ربي في البحر، کما رأيته في البر. فقال: يا ذا القرنين، إن هذا الموضع ألذي أنت فيه مر فيه نوح زمان الطوفان، فسقط منه قدوم، فهو يهوي في قعر البحر إلي الساعة لم يبلغ قعره. فلما سمع ذو القرنين ذلک، حرك الحبل و خرج».
27] 5776/[- عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «کان اسم ذي القرنين عياش، و کان أول الملوك من الأنبياء، و کان بعد نوح (عليه السلام)، و کان ذو القرنين قد ملك ما بين المشرق و المغرب».
28] 6776/[- عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» سألته عن الزلزلة، فقال: «أخبرني أبي، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إن ذا القرنين لما انتهي إلي السد جاوزه فدخل الظلمة، فإذا هو بملك قائم، طوله خمسمائة ذراع، فقال له الملك: يا ذا القرنين، أما کان خلفك منفذ لك«!
فقال له ذو القرنين: و من أنت! قال: أنا ملك من ملائكة الرحمن، موكل بهذا الجبل، و ليس من جبل خلقه الله إلا وله عرق إلي هذا الجبل، فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة، أوحي إلي ربي فزلزلتها».
29] 7776/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين (عليه السلام):2»3» تغرب الشمس في عين حمئة« في بحر دون المدينة الّتي تلي مما يلي المغرب» يعني جابلق«.
30] 8776/[- عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: لَم نَجعَل لَهُم مِن دُونِها سِتراً كَذلِكَ
قال: «لم يعلموا صنعة البيوت».
31] 9776/[- عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)«4» قال: أَجعَل بَينَكُم وَ بَينَهُم رَدماً
قال: «التقية» فَمَا اسطاعُوا أَن يَظهَرُوهُ وَ مَا استَطاعُوا لَهُ نَقباً قال: «هو التقية».
-----------------------------------
26- تفسير العيّاشي 2: 349/ 80. 27- تفسير العيّاشي 2: 350/ 81. 28- تفسير العيّاشي 2: 350/ 82. 29- تفسير العيّاشي 2: 350/ 83. 30- تفسير العيّاشي 2: 350/ 84. 31- تفسير العيّاشي 2: 351/ 85.
(1) في المصدر: مسلك.
(2) في «ج، ق»: حامية.
(3) جابلق: مدينتان، إحداهما بأقصي المغرب، و الاخري رستاق بأصفهان. «معجم البلدان 2: 91».
(4) في نسخة من «ط»: عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام).
صفحه : 672
32] 0876/[- عن المفضل قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن قوله أَجعَل بَينَكُم وَ بَينَهُم رَدماً
قال:
«التقية» فَمَا اسطاعُوا أَن يَظهَرُوهُ وَ مَا استَطاعُوا لَهُ نَقباً
، قال: «ما استطاعوا له نقبا، إذا عمل بالتقية لم يقدروا في ذلک علي حيلة، و هو الحصن الحصين، و صار بينك و بين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا».
قال: و سألته عن قوله فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكّاءَ
، قال: «رفع التقية عند الكشف فينتقم من أعداء الله».
33] 1876/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن يوسف بن أبي حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لما أسري برسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي السماء وجد ريحا مثل المسك الأذفر، فسأل جبرئيل (عليه السلام) عنها، فأخبره أنها تخرج من بيت عذب فيه قوم في الله حتي ماتوا. ثم قال له: إن الخضر (عليه السلام) کان من أبناء الملوك، فآمن بالله، و تخلي في بيت في دار أبيه يعبد الله، و لم يكن لأبيه ولد غيره، فأشاروا علي أبيه أن يزوجه، فلعل الله أن يرزقه ولدا، فيكون الملك فيه و في عقبه، فخطب له امرأة بكرا، و أدخلها عليه، فلم يلتفت الخضر (عليه السلام) إليها، فلما کان في اليوم الثاني، قال لها: تكتمين علي أمري! فقالت: نعم. قال لها: إن سألت أبي: هل کان مني إليك ما يکون من الرجال إلي النساء، فقولي: نعم. فقالت: أفعل. فسألها الملك عن ذلک، فقالت: نعم. و أشار عليه النّاس أن يأمر النساء أن يفتشنها فأمر بذلك فكانت علي حالها.
1» فقالوا: أيها الملك زوجت الغر من الغرة« زوجه امرأة ثيبا فزوجه، فلما أدخلت عليه، سألها الخضر (عليه السلام) أن تكتم عليه أمره، فقالت: نعم. فلما سألها الملك، قالت: أيها الملك، إن ابنك امرأة، فهل تلد المرأة من المرأة! فغضب عليه، و أمر بردم الباب عليه، فردم، فلما کان اليوم الثالث، حركته رقة الآباء، فأمر بفتح الباب، ففتح فلم يجدوه، و أعطاه الله من القوة أن يتصور كيف يشاء، ثم کان علي مقدمة ذي القرنين، و شرب من الماء ألذي من شرب منه بقي إلي الصيحة».
قال: «فخرج من مدينة أبيه رجلان في تجارة في البحر، حتي وقعا إلي جزيرة من جزائر البحر، فوجدا فيها الخضر (عليه السلام). قائما يصلي، فلما انفتل، دعاهما فسألهما عن خبرهما، فأخبراه، فقال لهما: هل تكتمان علي أمري إن أنا رددتكما في يومكما هذا إلي منازلكما! فقالا: نعم. فنوي أحدهما أن يكتم أمره، و نوي الآخر إن رده إلي منزله أخبر أباه بخبره فدعا الخضر (عليه السلام) سحابة، و قال لها. احملي هذين إلي منازلهما فحملتهما السحابة حتي وضعتهما في بلدهما من يومهما فكتم أحدهما أمره، و ذهب الآخر إلي الملك فأخبره بخبره، فقال له الملك:
من يشهد لك بذلك! قال: فلان التاجر فدل علي صاحبه، فبعث الملك إليه، فلما حضر، أنكره و أنكر معرفة صاحبه، فقال له الأول: أيها الملك، ابعث معي خيلا إلي هذه الجزيرة، و احبس هذا حتي آتيك بابنك فبعث معه خيلا، فلم يجدوه، فأطلق عن الرجل ألذي كتم عليه.
-----------------------------------
32- تفسير العيّاشي 2: 351/ 86. [.....] 33- تفسير القمّي 2: 42.
(1) رجل غرّ، بالكسر، و غرير، أي غير مجرّب. و جارية غرّة و غريرة. «الصحاح 2: 768».
صفحه : 673
اللهثم إن القوم عملوا بالمعاصي، فأهلكهم الله و جعل مدينتهم عاليها سافلها، و ابتدرت الجارية الّتي كتمت عليه أمره، و الرجل ألذي كتم عليه، کل واحد منهما ناحية من المدينة، فلما أصبحا التقيا، فأخبر کل واحد منهما صاحبه بخبره، فقالا: ما نجونا إلا بذلك فآمنا برب الخضر، و حسن إيمانهما، و تزوج بها الرجل، و وقعا إلي مملكة ملك آخر، و توصلت المرأة إلي بيت الملك، و كانت تزين بنت الملك، فبينما هي تمشطها يوما، إذا سقط من يدها المشط، فقالت: لا حول و لا قوة إلا بالله، فقالت لها بنت الملك: ما هذه الكلمة! فقالت: إن لي إلها تجري الأمور كلها بحوله و قوته.}
فقالت لها بنت الملك: أ لك إله غير أبي! فقالت: نعم، و هو إلهك و إله أبيك. فدخلت بنت الملك علي أبيها، فأخبرت أباها بما سمعت من هذه المرأة، فدعاها الملك، و سألها عن خبرها، فأخبرته، فقال لها: من علي دينك!
قالت: زوجي و ولدي، فدعاهما الملك و أمرهم بالرجوع عن التوحيد، فأبوا عليه، فدعا بمرجل من ماء، فأسخنه و ألقاهم فيه، فأدخلهم بيتا و هدم عليهم البيت، فقال جبرئيل لرسول الله (صلي الله عليه و آله): فهذه الرائحة الّتي تشمها من ذلک البيت».
34] 2876/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: «أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) و معه ابنه الحسن بن علي (عليهما السلام) و هو متكئ علي يد سلمان، فدخل المسجد الحرام، فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلم علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أسألك عن ثلاث مسائل، إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضي عليهم، و أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم، و إن تكن الاخري، علمت أنك و هم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): سلني عما بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام، أين تذهب روحه!
و عن الرجل، كيف يذكر و ينسي! و عن الرجل، كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال! فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي الحسن، فقال: يا أبا محمّد، أجبه. فأجابه الحسن (عليه السلام)، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أن محمدا رسول الله، و لم أزل أشهد بذلك و أشهد أنك وصي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و القائم بحجته- و أشار إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)- و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته- و أشار إلي الحسن (عليه السلام)- و أشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجته بعده، و أشهد علي علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، و أشهد علي محمّد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد علي جعفر بن محمّد أنه القائم بأمر محمّد بن علي، و أشهد علي موسي بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمّد، و أشهد علي علي بن موسي أنه القائم بأمر موسي بن جعفر، و أشهد علي محمّد بن علي أنه القائم بأمر
-----------------------------------
34- الكافي 1: 441/ 1.
صفحه : 674
اللهعلي بن موسي، و أشهد علي علي بن محمّد أنه القائم بأمر محمّد بن علي، و أشهد علي الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمّد، و أشهد علي رجل من ولد الحسن، لا يكني و لا يسمي حتي يظهر أمره فيملؤها عدلا کما ملئت جورا، و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته، ثم قام فمضي.}
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا محمّد، اتبعه فانظر أين يقصد! فخرج الحسن بن علي (عليهما السلام)، فقال:
ما کان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد، فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلي أمير المؤمنين، فأعلمته، فقال: يا أبا محمّد، أتعرفه! قلت: الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم. قال: هو الخضر (عليه السلام)».
35] 3876/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد و محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري، عن عبد الله بن حماد، عن سيف التمار، قال:1» كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) جماعة من الشيعة في الحجر، فقال: «علينا عين!»، فالتفتنا يمنة و يسرة، فلم نر أحدا، فقلنا: ليس علينا عين. فقال: «و رب الكعبة و رب البنية«- ثلاث مرات- لو كنت بين موسي و الخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، و لأنبأتهما عما ليس في أيديهما، لأن موسي و الخضر (عليهما السلام) أعطيا علم ما کان، و لم يعطيا علم ما يکون، و ما هو كائن، حتي تقوم الساعة، و قد ورثناه من رسول الله (صلي الله عليه و آله) وراثة».
36] 4876/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمّد بن خالد بإسناده، رفعه إلي أبي عبد الله (عليه السلام) قال:2» «ملك الإرض كلها أربعة: مؤمنان و كافران، فأما المؤمنان: فسليمان بن داود (عليهما السلام)، و ذو القرنين، و الكافران: نمرود، و بخت نصر، و اسم ذي القرنين عبد الله بن ضحاك بن سعد«».
37] 5876/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا الحسن بن علي بن عاصم، عن الهيثم بن عبد الله، قال: حدثني مولاي علي بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أتاني جبرئيل (عليه السلام) عن ربه عز و جل، و هو يقول: ربي يقرئك السلام، و يقول لك: يا محمّد بشر المؤمنين الّذين يعملون الصالحات و يؤمنون بك و بأهل بيتك بالجنة، فلهم عندي جزاء الحسني، يدخلون الجنة». و جزاء الحسني و هي ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، دخول الجنة، و الخلود فيها في جوارهم (صلوات الله عليهم).
-----------------------------------
35- الكافي 1: 203/ 1. 36- الخصال: 255/ 130. 37- تأويل الآيات 1: 297/ 9.
(1) البنيّة: الكعبة. «أقرب الموارد- بني- 1: 63».
(2) في «ج» و المصدر: معد.
صفحه : 675
1] 6876/[- الشيخ في أماليه، قال: أخبرنا إبن الصلت، قال أخبرنا إبن عقدة، قال أخبرنا أبو الحسن القاسم بن جعفر بن أحمد بن عمران«1» المعروف بابن الشامي قراءة، قال: حدثنا عباد بن أحمد العرزمي«2»، قال: حدثني عمي عن أبيه، عن جابر، عن الشعبي، عن أبي رافع، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي (صلي الله عليه و آله) ، عن أهل يأجوج و مأجوج، قال: «إن القوم لينقرون السد بمعاولهم دائبين، فإذا کان الليل، قالوا: غدا نفرغ فيصبحون و هو أقوي منه بالأمس، حتي يسلم منهم رجل حين يريد الله أن يبلغ أمره، فيقول المؤمن: غدا نفتحه إن شاء الله، فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتحه الله، فو ألذي نفسي بيده ليمرن الرجل منهم علي شاطئ الوادي ألذي بكوفان، و قد شربوه حتي نزحوه، فيقول و الله لقد رأيت هذا الوادي مرة، و إن الماء ليجري في عرضه».
3» قيل: يا رسول الله، و متي هذا! قال: «حين لا يبقي من الدنيا إلا مثل صبابة« الإناء».
2] 7876/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد إبن عبد الله، عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن إبن عباس، قال سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الخلق. فقال:
«خلق الله ألفا و مائتين في البر، و ألفا و مائتين في البحر، و أجناس بني آدم سبعون جنسا، و النّاس ولد آدم، ما خلا يأجوج و مأجوج».
3] 8876/[- و روي بعض علمائنا الإمامية في كتاب له سماه: (منهج التحقيق إلي سواء الطريق): عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال: كنا جلوسا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) بمنزله لما بويع عمر بن الخطاب، قال: كنت أنا، و الحسن و الحسين (عليهما السلام)، و محمّد بن الحنفية، و محمّد بن أبي بكر، و عمار بن ياسر، و المقداد بن الأسود الكندي (رضي الله عنهم)، فقال: قال له ابنه الحسن (عليه السلام): « يا أمير المؤمنين، إن سليمان (عليه السلام) سأل ربه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه ذلک، فهل ملكت مما ملك سليمان بن داود (عليه السلام)»!
فقال (عليه السلام): «و ألذي فلق الحبة و برأ النسمة، إن سليمان بن داود (عليه السلام) سأل الله عز و جل الملك فأعطاه، و إن أباك ملك ما لم يملكه بعد جدك رسول الله (صلي الله عليه و آله) أحد قبله، و لا يملكه أحد بعده».
فقال الحسن (عليه السلام): «نريد أن ترينا مما فضلك الله تعالي به من الكرامة»!
-----------------------------------
1- الأمالي 1: 355. 2- الكافي 8: 22/ 274. 3- .... المحتضر: 71، مدينة المعاجز: 91.
(1) في «ط»: إبن زياد، و في «ق»: إبن حمران.
(2) في «ط»: و «ق» و المصدر: القزويني. انظر أنساب السمعاني 4: 179.
(3) الصبابة: البقية من الماء في الإناء. «الصحاح- صبب- 1: 161». [.....]
صفحه : 676
اللهفقال: «أفعل، إن شاء الله تعالي»، فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) فتوضأ و صلي ركعتين، و دعا الله عز و جل بدعوات لم يفهمها أحد، ثم أومأ الي جهة المغرب، فما کان بأسرع من أن جاءت سحابة، فوقعت علي الدار، و إذا بجانبها سحابة أخري، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «أيتها السحابة، اهبطي بإذن الله تعالي»، فهبطت، و هي تقول أشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، و أنك خليفته و وصيه، من شك فيك فقد ضل سبيل النجاة».}
قال: ثم انبسطت السحابة علي وجه الإرض حتي كأنها بساط موضوع، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
«اجلسوا علي الغمامة» فجلسنا، و أخذنا مواضعنا، فأشار إلي السحابة الاخري فهبطت، و هي تقول كمقالة الأولي، و جلس أمير المؤمنين عليها ثم تكلم بكلام، و أشار إليهما بالمسير نحو المغرب، و إذا بالريح قد دخلت تحت السحابتين، فرفعتهما رفعا رفيقا، فتمايلت نحو أمير المؤمنين (عليه السلام)، و إذا به علي كرسي، و النور يسطع من وجهه، و وجهه أنور من القمر.
فقال الحسن (عليه السلام) «: يا أمير المؤمنين، إن سليمان بن داود (عليه السلام) کان مطاعا بخاتمه، و أمير المؤمنين بماذا يطاع!».
فقال (عليه السلام): «أنا عين الله في أرضه، و لسانه الناطق في خلقه، أنا نور الله ألذي لا يطفأ، أنا باب الله ألذي يؤتي منه، و حجته علي عباده».
ثم قال: «أ تحبون أن أريكم خاتم سليمان بن داود (عليه السلام)!» قلنا: نعم، فأدخل يده إلي جيبه، فأخرج خاتما من ذهب فصه من ياقوتة حمراء، عليه مكتوب: محمّد و علي، قال سلمان: فتعجبنا من ذلک، فقال: «من أي شيء تعجبون! و ما العجب من مثلي! أنا أريكم اليوم ما لم تروه أبدا».
فقال الحسن (عليه السلام): «أريد أن تريني يأجوج و مأجوج و السد ألذي بيننا و بينهم»، فسارت الريح تحت السحاب، فسمعنا لها دويا كدوي الرعد، و علت في الهواء، و أمير المؤمنين (عليه السلام) يقدمنا، حتي انتهينا إلي جبل شامخ في العلو، و إذا شجرة جافة قد تساقطت أوراقها، و جفت أغصانها، فقال الحسن (عليه السلام): «ما بال هذه الشجرة قد يبست!» فقال له: «سلها، فإنها تجيبك»، فقال الحسن (عليه السلام): «أيتها الشجرة، مالك قد حدث بك ما نراه من الجفاف!» فلم تجبه! فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إلا ما أجبته»، قال الراوي: و الله لقد سمعتها تقول لبيك لبيك يا وصي رسول الله و خليفته، ثم قالت: يا أبا محمّد، إن أباك أمير المؤمنين (عليه السلام) کان يجيئني في کل ليلة وقت السحر، و يصلي عندي ركعتين، و يكثر من التسبيح، فإذا فرغ من دعائه جاءته غمامة بيضاء، ينفح منها رائحة المسك، و عليها كرسي، فيجلس عليه فتسير به، فكنت أعيش بمجلسه و بركته، فانقطع عني منذ أربعين يوما، فهذا سبب ما تراه مني. فقام أمير المؤمنين (عليه السلام)، و صلي ركعتين، و مسح بكفه عليها، فاخضرت و عادت إلي حالها.
و أمر الريح فسارت بنا، و إذا نحن بملك يده في المغرب، و الاخري بالمشرق، فلما نظر الملك إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده، و رسوله، أرسله بالهدي و دين الحق، ليظهره علي الدين كله و لو كره المشركون، و أشهد أنك وصيه و خليفته حقا و صدقا. فقلت: يا أمير
صفحه : 677
المؤمنين، من هذا ألذي يده في المغرب، و يده الاخري في المشرق!
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «هذا الملك ألذي وكله الله تعالي بظلمة الليل وضوء النهار، و لا يزول إلي يوم القيامة، و إن الله تعالي جعل أمر الدنيا إلي، و إن أعمال العباد تعرض علي في کل يوم، ثم ترفع إلي الله تعالي».
1» ثم سرنا حتي وقفنا علي سد يأجوج و مأجوج فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) للريح «اهبطي بنا مما يلي هذا الجبل» و أشار بيده إلي جبل شامخ في العلو، و هو جبل الخضر (عليه السلام)، فنظرنا إلي السد، و إذا ارتفاعه ما يحد البصر، و هو أسود كقطعة الليل الدامس« يخرج من أرجائه الدخان، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): « يا أبا محمّد، أنا صاحب هذا الأمر علي هؤلاء العبيد»، قال سلمان: فرأيت أصنافا ثلاثة طول أحدهم مائة و عشرون ذراعا، و الثاني طول کل واحد منهم ستون ذراعا، و الثالث يفرش أحد أذنيه تحته، و الاخري يلتحف بها.
2»3» ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) أمر الريح فسارت بنا إلي جبل قاف«، فانتهينا إليه و إذا هو من زمردة خضراء، و عليها ملك علي صورة النسر، ثم نظر إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال الملك: السلام عليك، يا وصي رسول رب العالمين و خليفته، أ تأذن لي في الرد! فرد (عليه السلام)، و قال له: «إن شئت تكلم، و إن شئت أخبرتك عما تسألني عنه». فقال الملك: بل تقول يا أمير المؤمنين. قال: «تريد أن آذن لك أن تزور الخضر (عليه السلام)». فقال: نعم. قال: «قد أذنت لك» فأسرع الملك بعد أن قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تمشينا علي الجبل هنيئة، فإذا بالملك قد عاد إلي مكانه بعد زيارة الخضر (عليه السلام)، فقال سلمان: يا أمير المؤمنين، رأيت الملك ما زار الخضر إلا حين أخذ إذنك! فقال (عليه السلام): «و ألذي رفع السماء بغير عمد، لو أن أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد لما زال حتي آذن له، و كذلك يصير حال ولدي« الحسن، و بعده الحسين، و تسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائمهم».
4» فقلنا: ما اسم الملك الموكل بقاف! فقال (عليه السلام): «ترجائيل«».
فقلنا: يا أمير المؤمنين، كيف تأتي کل ليلة إلي هذا الموضع و تعود! فقال: «کما أتيت بكم، و ألذي فلق الحبة و برأ النسمة، إني لأملك ملكوت السماوات و الإرض، ما لو علمتم ببعضه لما أحتمله جنانكم، إن اسم الله الأعظم ثلاث و سبعون حرفا، و کان عند آصف بن برخيا حرف واحد، فتكلم به فخسف الله تعالي ما بينه و بين عرش بلقيس، حتي تناول السرير، ثم عادت الإرض کما كانت أسرع من طرف النظر، و عندنا نحن- و الله- اثنان و سبعون حرفا، و حرف واحد عند الله تعالي أستأثر به في علم الغيب، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، عرفنا من عرفنا، و أنكرنا من أنكرنا».
ثم قام (عليه السلام): و قمنا، و إذا نحن بشاب في الجبل يصلي بين قبرين، فقلنا: يا أمير المؤمنين، من هذا الشاب! فقال (عليه السلام): «صالح النبي (عليه السلام)، و هذان القبران لامه و أبيه، و إنه يعبد الله بينهما، فلما نظر إليه
-----------------------------------
(1) دمس الظلام: أي اشتدّ، و ليل دامس، أي مظلم. «مجمع البحرين- دمس- 4: 71».
(2) قاف: قيل: هو الجبل المحيط بالأرض. «معجم البلدان 4: 298».
(3) في «ق»: وارثي.
(4) في «ق»: ترجابيل. و في المدينة: ترحائيل.
صفحه : 678
اللهصالح، لم يتمالك نفسه حتي بكي، و أومأ بيده إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم عاد إلي صلاته و هو يبكي، فوقف أمير المؤمنين (عليه السلام) عنده حتي فرغ من صلاته، فقلنا له: مم بكاؤك! فقال صالح: «إن أمير المؤمنين (عليه السلام) کان يمر بي عند کل غداة، فيجلس، فتزداد عبادتي بنظري إليه، فقطع ذلک منذ عشرة أيام، فأقلقني ذلک» فتعجبنا من ذلک.}
فقال (عليه السلام): «تريدون أن أريكم سليمان بن داود (عليه السلام)»! فقلنا: نعم فقام و نحن معه، فدخل بنا بستانا ما رأينا أحسن منه، و فيه من جميع الفواكه و الأعناب، و أنهاره تجري، و الأطيار يتجاوبن علي الأشجار، فحين رأته الأطيار، أتت ترفرف حوله حتي توسطنا البستان، و إذا سرير عليه شاب ملقي علي ظهره، واضع يده علي صدره، فأخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) الخاتم من جيبه و جعله في إصبع سليمان (عليه السلام)، فنهض قائما، و قال: «السلام عليك يا أمير المؤمنين، و وصي رسول رب العالمين، أنت و الله الصديق الأكبر، و الفاروق الأعظم، قد أفلح من تمسك بك، و قد خاب و خسر من تخلف عنك، و إني سألت الله تعالي بكم أهل البيت، فأعطيت ذلک الملك».
قال سلمان: فلما سمعنا كلام سليمان بن داود (عليه السلام)، لم أتمالك نفسي حتي وقعت علي أقدام أمير المؤمنين (عليه السلام) أقبلها، و حمدت الله تعالي علي جزيل عطائه، بهدايته إلي ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، الّذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و فعل أصحابي کما فعلت، ثم سألت أمير المؤمنين (عليه السلام): و ما وراء قال! قال (عليه السلام): «وراءه مالا يصل إليكم علمه».
فقلنا: تعلم ذلک يا أمير المؤمنين! فقال (عليه السلام): «علمي بما وراءه كعلمي بحال هذه الدنيا و ما فيها» و إني الحفيظ الشهيد عليها بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و كذلك الأوصياء من ولدي بعدي».
ثم قال (عليه السلام): «إني لأعرف بطرق السماوات من طرق الإرض، نحن الاسم المخزون المكنون، نحن الأسماء الحسني الّتي إذا سئل الله تعالي به أجاب، نحن الأسماء المكتوبة علي العرش و الكرسي و الجنة و النار، و منا تعلمت الملائكة التسبيح و التقديس، و التوحيد و التهليل و التكبير، و نحن الكلمات الّتي تلقاها آدم (عليه السلام) من ربه، فتاب عليه».
قال: «أ تريدون أن أريكم عجبا!» قلنا: نعم. قال: «غضوا أعينكم» ففعلنا، ثم قال: «افتحوها»، ففتحناها، فإذا نحن بمدينة ما رأينا أكبر منها، الأسواق فيها قائمة، و فيها أناس ما رأينا أعظم من خلقهم، علي طول النخل، قلنا:
يا أمير المؤمنين، من هؤلاء! قال: «بقية قوم عاد، كفار لا يؤمنون بالله تعالي، أحببت أن أريكم إياهم، و هذه المدينة و أهلها أريد أن اهلكهم و هم لا يشعرون»، قلنا: يا أمير المؤمنين، تهلكهم بغير حجة! قال: «لا، بل بحجة عليهم»، فدنا منهم، و تراءي لهم، فهموا أن يقتلوه، و نحن نراهم و هم يروننا، ثم تباعد عنهم، و دنا منا، ثم مسح بيده علي صدورنا، و صعق فيهم صعقة، قال سلمان: لقد ظننا أن الإرض قد انقلبت، و السماء قد سقطت و أن الصواعق من فيه قد خرجت، فلم يبق منهم في تلك الساعة أحد، قلنا: يا أمير المؤمنين، ما صنع الله بهم! قال: «هلكوا، و صاروا كلهم في النار» قلنا: هذا معجز ما رأينا و لا سمعنا بمثله.
صفحه : 679
فقال (عليه السلام): «أ تريدون أن أريكم أعجب من ذلک!» قلنا: لا نطيق بأسرنا علي احتمال شيء آخر، فعلي من لا يتولاك و يؤمن بفضلك و عظيم قدرك عند الله تعالي لعنة الله، و لعنة اللاعنين، و النّاس و الملائكة أجمعين إلي يوم الدين.
ثم سألناه الرجوع إلي أوطاننا، فقال: «أفعل ذلک، إن شاء الله تعالي»، و أشار إلي السحابتين فدنتا منا، فقال:
1» «خذوا مواضعكم» فجلسنا علي سحابة، و جلس (عليه السلام) علي اخري، و أمر الريح فحملتنا حتي صرنا في الجو، حتي رأينا الإرض كالدرهم، ثم حطتنا في دار أمير المؤمنين (عليه السلام)، في أقل من طرف النظر، و کان وصولنا إلي المدينة وقت الظهر و المؤذن يؤذن، و کان خروجنا منها وقت علت الشمس، فقلت: أيا لله العجب، كنا في جبل قاف، مسيرة خمس سنين«، وعدنا في خمس ساعات من النهار!
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لو أنني أردت أن أخرق الدنيا بأسرها و السماوات السبع و أرجع في أقل من الطرف لفعلت، بما عندي من اسم الله الأعظم»، فقلنا: يا أمير المؤمنين، أنت و الله الآية العظمي، و المعجزة الباهرة، بعد أخيك و إبن عمك رسول الله (صلي الله عليه و آله).
4] 9876/[- و روي بالإسناد، عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، قال: كنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقلت له:
يا أمير المؤمنين، أحب أن أري من معجزاتك شيئا! قال: « يا سلمان، ما تريد! قلت: أريد أن تريني ناقة ثمود، و شيئا من معجزاتك! فقال: «أفعل، إن شاء الله تعالي».
2»3»4» ثم قام و دخل منزله، و خرج و تحته حصان أدهم«، و عليه قباء« أبيض، و قلنسوة« بيضاء، ثم نادي:
5»6»7» « يا قنبر، أخرج إلي ذلک الفرس»، فأخرج إليه حصانا أدهم أنمر«، فقال: «اركب، يا أبا عبد الله». قال سلمان: فركبته، فإذا له جناحان ملتصقان إلي جنبه، قال: فصاح به الإمام (عليه السلام): فتعلق في الهواء، و كنت أسمع و الله خفق« أجنحة الملائكة و تسبيحها تحت العرش، ثم حضرنا علي ساحل البحر، و إذا هو بحر عجاج«، متغطغط بالأمواج، فنظر إليه الإمام (عليه السلام) شزرا، فسكن البحر من غليانه، فقلت له: يا مولاي، سكن البحر من نظرك إليه! فقال:
«خشي أن آمر فيه بأمر».
-----------------------------------
4- ... بحار الأنوار 42: 50/ 1، مدينة المعاجز: 88.
(1) في «ج»: خمسين سنة.
(2) الأدهم: الأسود. «لسان العرب- دهم- 12: 209».
(3) القباء: الثوب يلبس فوق الثياب، أو القميص يمنطق عليه. «المعجم الوسيط- قباه- 2: 713».
(4) القلنسوة: لباس للرأس. «المعجم الوسيط- قلس- 2: 754».
(5) الأنمر: ما فيه نمرة بيضاء و اخري علي أيّ لون کان. «المعجم الوسيط- نمر- 2: 954».
(6) في «ج»: حفيف.
(7) نهر عجّاج: كثير الماء. «لسان العرب- عج- 2: 318».
صفحه : 680
اللهثم قبض علي يدي و سار علي وجه الماء، و الخيل تتبعنا، لا يقودها أحد، فو الله ما ابتلت أقدامنا و لا حوافر الخيل، قال سلمان: فعبرنا ذلک البحر، فدفعنا إلي جزيرة كثيرة الأشجار و الأثمار و الأطيار و الأنهار، و إذا بشجرة عظيمة بلا جذع و لا زهر، فهزها صلوات الله عليه بقضيب کان في يده، فانشقت، و خرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعا، و عرضها أربعون ذراعا، و خلفها قلوص، فقال لي: «ادن منها، و اشرب من لبنها حتي تروي» فدنوت منها، و شربت حتي رويت، و کان لبنها أعذب من الشهد، و ألين من الزبد، فقال لي « يا سلمان، هذا حسن»! فقلت يا مولاي، و ما أحسن منها؟ فقال: «تريد أن أريك ما هو أحسن منها!» فقلت: نعم يا أمير المؤمنين فنادي (عليه السلام):}
بهما «1»بهما «2» «اخرجي يا حسناء[» فخرجت إلينا ناقة طولها مائة ذراع و عشرون ذراعا، و عرضها ستون ذراعا، و رأسها من الياقوت الأحمر، و صدرها من العنبر الأشهب، و قوائمها من الزبرجد الأخضر، و زمامها من الياقوت الأخضر، و جنبها الأيمن من الذهب، و جنبها الأيسر من الفضة، و عرضها من اللؤلؤ الرطب، فقال لي: « يا سلمان، اشرب من لبنها»، قال سلمان: فالتقمت[ الضرع، فإذا هي تحلب عسلا صافيا محضا، فقلت: يا سيدي هذه لمن! قال: «هذه لك يا سلمان، و لسائر المؤمنين من اوليائي». ثم قال (عليه السلام): «ارجعي إلي الشجرة» فرجعت من الوقت.
و ساقني إلي تلك الجزيرة و حتي ورد بي إلي شجرة، و في أصلها مائدة عظيمة فيها طعام، تفوح منها رائحة المسك، و إذا بطائر في صورة النسر العظيم، قال سلمان: فوثب ذلک الطير، فسلم عليه و رجع إلي موضعه، فقلت:
يا أمير المؤمنين ما هذه المائدة! فقال: «هذه منصوبة في هذا الموضع لشيعتنا» فقلت: ما هذا الطائر! قال: «ملك موكل بها إلي يوم القيامة» فقلت: وحده يا سيدي! فقال: «يجتاز به الخضر (عليه السلام) کل يوم مرة».
بهما «3»بهما «4»بهما «5» ثم قبض بيدي ثم سار إلي بحر آخر فعبرنا إذا بجزيرة عظيمة فيها قصر، لبنة من ذهب، و لبنة من فضة، و شرافها من عقيق أصفر، و علي کل ركن من القصر سبعون صفا[ من الملائكة، فسلموا عليه» ثم أذن لهم، فرجعوا إلي أماكنهم، قال سلمان (رضي الله عنه): ثم دخل أمير المؤمنين (عليه السلام) إلي القصر، و إذا فيه أشجار، و أثمار، و أنهار، و أطيار، و ألوان النبات، فجعل أمير المؤمنين (عليه السلام) يمشي فيه، حتي وصل إلي آخره، فوقف (عليه السلام) علي بركة في البستان، ثم صعد علي سطحه، و إذا بكرسي من الذهب الأحمر، فجلس عليه، و أشرفنا علي القصر، و إذا ببحر أسود يتغطغط بأمواجه كالجبال الراسيات، فنظر إليه شزرا، فسكن من غليانه، حتي كأنه المذنب، فقلت: سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه؟ فقال: «خشي أن آمر فيه بأمر، أ تدري- يا سلمان- أي بحر هذا»! فقلت: لا، يا سيدي. فقال: «هذا البحر ألذي غرق[ فيه فرعون و ملؤه، إن المدينة حملت علي جناح جبرئيل (عليه السلام)، ثم زخ[ بها في الهواء، فهوت إلي قراره إلي يوم القيامة».
-----------------------------------
(1) في «ج»: يا حسن.
(2) في «ق»: فالتمست. [.....]
(3) في «ج»: ألفا.
(4) في «ط»: عذّب.
(5) زخّه: دفعه. و في «ج»: زجّ، و زجّ بالشيء من يده يزج زجّا: رمي به. «لسان العرب- زجج- 2: 286».
صفحه : 681
اللهفقلت: يا أمير المؤمنين، هل سرنا فرسخين! فقال: « يا سلمان، لقد سرت خمسين ألف فرسخ، و درت حول الدنيا عشرين ألف مرة».}
فقلت: يا سيدي، و كيف هذا! قال: « يا سلمان، إذا کان ذو القرنين طاف شرقها و غربها، و بلغ إلي سد يأجوج و مأجوج، فأنا يتعذر علي و أنا أمير المؤمنين، و خليفة رسول رب العالمين!؟ يا سلمان، ما قرأت قوله تعالي عالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ
[بهما «1»!» فقلت: بلي، يا أمير المؤمنين. فقال:
« يا سلمان، أنا المرتضي من الرسول ألذي أظهره الله عز و جل علي غيبه، أنا العالم الرباني، أنا ألذي هون الله علي الشدائد و طوي لي البعيد». قال سلمان (رضي الله عنه): فسمعت صائحا يصيح في السماء، أسمع الصوت و لا أري الشخص، و هو يقول: صدقت صدقت، أنت الصادق الصديق صلوات الله عليك.
ثم وثب قائما و ركب فرسه و ركبت معه، و صاح بهما، فطارا في الهواء، و إذا نحن علي باب الكوفة، هذا كله و قد مضي من الليل ثلاث ساعات، فقال لي: « يا سلمان، الويل ثم الويل لمن لا يعرفنا حق معرفتنا، و أنكر ولايتنا- يا سلمان- أيهما أفضل، محمّد (صلي الله عليه و آله) أم سليمان بن داود (عليه السلام)»! فقلت: بل محمّد أفضل.
قال: « يا سلمان، آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس إلي سليمان في طرفة عين، و عنده علم من الكتاب، فكيف لا أفعل أنا ذلک و عندي ألف كتاب، و أربعة و عشرون ألف كتاب، أنزل الله تعالي علي شيث بن آدم خمسين صحيفة، و علي إدريس (عليه السلام) ثلاثين، و علي إبراهيم الخليل (عليه السلام) عشرين، و التوراة، و الإنجيل، و الزبور، و الفرقان العظيم»! فقلت: صدقت يا أمير المؤمنين، هكذا يکون الإمام.
بهما «2» فقال: «اعلم يا سلمان، الشاك في أمورنا و علومنا كالممتري في معرفتنا و حقوقنا، و قد فرض الله عز و جل في كتابه في غير موضع، و بين فيه ما وجب العلم به، و هو غير مكنون»[.
بهما [1] 0976/[- محمّد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات): عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن أبي خالد، عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما موضع العلماء منكم! قال: «مثل ذي القرنين، و صاحب سليمان، و صاحب موسي (عليه السلام)».
-----------------------------------
1- بصائر الدرجات: 385/ 1.
(1) الجن 72: 26 و 27.
(2) في «ج، ق»: مكشوف.
صفحه : 682
بهما [2] 1976/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن الحارث بن المغيرة عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إن عليا (عليه السلام) کان محدثا» قلت:
فيكون نبيا! قال: فحرك يده هكذا، ثم قال: «أو كصاحب سليمان، أو كصاحب موسي، أو كذي القرنين، أو ما بلغكم أنه قال: و فيكم مثله!».
بهما [3] 2976/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن الحارث، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أ لست حدثتني أن عليا (عليه السلام) کان محدثا! قال: «بلي». قلت: من يحدثه! قال: «ملك يحدثه» قلت: فأقول: إنه نبي، أو رسول! قال: «لا، بل مثله مثل صاحب سليمان، و مثل صاحب موسي (عليهما السلام)، و مثل ذي القرنين، أو ما بلغكم أن عليا (عليه السلام) سئل عن ذي القرنين، فقيل: کان نبيا! قال: لا، بل کان عبدا أحب الله فأحبه، و نصح لله فنصحه، و هذا فيكم مثله».
بهما [4] 3976/[- و عنه، قال: حدثني أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن رجلا منا صلي العتمة بالمدينة، و أتي قوم موسي في شيء شجر بينهم، و عاد من ليلته، و صلي الغداة بالمدينة».
بهما [5] 4976/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) حيث دخل عليه رجل من علماء أهل اليمن، فقال: أبو عبد الله (عليه السلام): « يا يماني، أ فيكم علماء!» قال: نعم قال: «فأي شيء يبلغ من علم علمائكم!» قال: إنه ليسير في ليلة واحدة مسير شهرين، يزجر الطير، و يقفو الآثار.
فقال له: «فعالم المدينة أعلم من عالمكم»، قال: فأي شيء يبلغ من علم عالم المدينة! قال: «إنه يسير في صباح واحد مسيرة سنة، كالشمس إذا أمرت، إنها اليوم غير مأمورة، و لكن إذا أمرت أن تقطع اثنتي عشرة شمسا، و اثني عشر قمرا، و اثني عشر مشرقا، و اثني عشر مغربا، و اثني عشر برا، و اثني عشر بحرا، و اثني عشر عالما» قال:
فما دري اليماني ما يقول.
بهما [6] 5976/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن إبن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبان إبن تغلب، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه رجل من أهل اليمن، فقال له: « يا أخا اليمن، عندكم علماء!» قال: نعم. قال: «فما بلغ من علم عالمكم!» قال: يسير في ليلة واحدة مسيرة شهرين، يزجر الطير، و يقفو الأثر.
-----------------------------------
2- بصائر الدرجات: 386/ 2. 3- بصائر الدرجات: 387/ 7. 4- بصائر الدرجات: 417/ 1. 5- بصائر الدرجات: 421/ 14. 6- بصائر الدرجات: 421/ 15. بهما «1»
صفحه : 683
اللهفقال أبو عبد الله (عليه السلام): «عالم المدينة أعلم من عالمكم» قال: فما بلغ من علم عالم المدينة! قال: «يسير في ساعة من النهار مسيرة الشمس سنة، حتي يقطع ألف عالم[ مثل عالمكم هذا، ما يعلمون أن الله خلق آدم و لا إبليس» قال: يعرفونكم! قال: «نعم، ما افترض الله عليهم إلا ولايتنا، و البراءة من أعدائنا».
بهما [7] 6976/[- و عنه: عن أحمد بن الحسين، قال: حدثني الحسن بن برة، و الحسين بن براء، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن، فسلم عليه، فرد عليه السلام، ثم قال له: «هل عندكم علماء!» قال: نعم، قال: «فما بلغ من علم عالمكم!» قال: يزجر الطير، و يقفو الأثر، و يسير في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب.
فقال له: [أبو عبد الله (عليه السلام): «إن عالم المدينة أعلم من عالمكم». قال: و ما بلغ من علم عالم المدينة!
قال]: «إن عالم المدينة ينتهي إلي أن لا يقفو الأثر، و لا يزجر الطير، يسير في اللحظة الواحدة مسيرة سنة، كالشمس تقطع اثني عشر برجا، و اثني عشر برا، و اثني عشر بحرا، و اثني عشر عالما». فقال له اليماني: جعلت فداك، ما ظننت أن يعلم هذا أحد و يقدر عليه.
بهما [8] 7976/[- و عنه: عن محمّد بن حسان، عن علي بن خالد- و کان زيديا- قال: كنت في العسكر، فبلغني أن هناك رجلا محبوسا، أتي به من ناحية الشام مكبولا، و قالوا: إنه تنبأ قال علي: فداريت البوابين و الحجة، حتي وصلت إليه، فإذا هو رجل له فهم، فقلت له: يا هذا ما قصتك، و ما أمرك!
بهما «2» فقال: كنت بالشام، أعبد الله عند قبر رأس الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) فبينا أنا في عبادتي، إذ أتاني شخص، فقال لي: قم بنا فقمت معه، فبينا أنا معه في مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد! قلت: نعم، هذا مسجد الكوفة. قال: فصلي و صليت معه، فبينا أنا معه إذ أنا في مسجد الرسول (صلي الله عليه و آله) بالمدينة، فسلم علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) و سلمت و صلي و صليت، فصلي علي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و دعا له، فبينا أنا معه إذ أنا بمكة فلم أزل معه حتي قضي مناسكه، و قضيت مناسكي معه، قال: فبينا أنا معه إذ أنا بموضعي ألذي كنت أعبد الله فيه بالشام، و مضي، فلما کان عام قابل في أيام الموسم، إذا أنا به، ففعل بي مثل فعله، الأول، فلما فرغنا من مناسكنا، و ردني إلي الشام، و هم بمفارقتي، قلت له: سألتك بحق ألذي أقدرك علي ما رأيت، إلا أخبرتني من أنت! فأطرق مليا، فقال: أنا محمّد بن علي بن موسي، فتراقي[ الخبر إلي محمّد بن عبد الملك الزيات، فبعث إلي، و أخذني و كبلني، بالحديد، و حملني إلي العراق، و حبسني کما تري، قال: قلت له: أرفع قصتكم إلي محمّد بن عبد الملك! فقال: و من لي يأتيه بالقصة! قال: فأتيته بقرطاس و دوات، فكتب قصته إلي محمّد بن عبد الملك، فذكر في قصته ما کان، قال: فوقع في القصة: قل للذي أخرجك في ليلة من الشام إلي الكوفة، و من الكوفة إلي
-----------------------------------
7- .... الاختصاص: 319، و لم نجده في البصائر. 8- بصائر الدرجات: 422/ 1.
(1) في المصدر: اثني عشر ألف. [.....]
(2) تراقي: ارتقي و تسامي. «المعجم الوسيط- رقا- 1: 367».
صفحه : 684
اللهالمدينة، و من المدينة إلي مكة، و ردك من مكة إلي المكان ألذي أخرجك منه أن يخرجك من حبسك.}
قال علي: فغمني أمره، و رققت له، فأمرته بالعزاء و الصبر، قال: ثم بكرت عليه يوما، فإذا الجند، و صاحب الحرس، و صاحب السجن، و خلق عظيم يتفحصون حاله، فقلت: ما هذا الأمر! قالوا: المحمول من الشام ألذي تنبأ، افتقد البارحة، لا ندري خسفت به الإرض، أو اختطفه الطير في الهواء.
و قال علي بن خالد: هذا زيدي فقال بالإمامة بعد ذلک، و حسن اعتقاده.
و روي هذا الحديث محمّد بن يعقوب: عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن حسان، عن علي بن خالد، قال محمّد- و کان زيديا- قال: كنت بالعسكر، فبلغني أن هناك رجلا محبوسا، أتي به من ناحية الشام، و ذكر الحديث بعينه[بهما «1».
بهما [9] 8976/[- الشيخ المفيد في (الاختصاص): عن محمّد بن عبد الله الرازي الجاموراني، عن إسماعيل بن موسي، عن أبيه، عن جده، عن عبد الصمد بن علي: قال: دخل رجل علي علي بن الحسين (عليهما السلام)، فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): «من أنت!» قال: أنا رجل منجم قائف عراف. قال: فنظر إليه، ثم قال: «هل أدلك علي رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالما، کل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات، لم يتحرك من مكانه!».
قال: من هو! قال: «أنا و إن شئت أنبأتك عما أكلت، و ما ادخرت في بيتك».
و قد تقدم حديث جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)[بهما «2»، و الحديث طويل، و أنه دخل معه في الظلمة الّتي فيها عين الحياة الّتي سلكها ذو القرنين، و قد وردا خمسة عوالم، تقدم في قوله تعالي: وَ كَذلِكَ نُرِي إِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ و الروايات في ذلک كثيرة، اقتصرنا علي ذلک مخافة الإطالة.
بهما [10] 9976/[- علي بن إبراهيم، قال: فلما أخبر رسول الله (صلي الله عليه و آله) قريشا بخبر أصحاب الكهف، و خبر الخضر و موسي و خبر ذي القرنين، قالوا: قد بقيت مسألة واحدة! فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «ما هي!» قالوا:
متي تقوم الساعة! فأنزل الله تبارك و تعالي يَسئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ رَبِّي
[بهما «3» الآية، فهذا کان سبب نزول سورة الكهف، و هذه الآية: يَسئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها
في سورة الأعراف، و کان الواجب أن تكون في هذه السورة.
-----------------------------------
9- الاختصاص: 319. 10- تفسير القمّي 2: 45.
(1) الكافي 1: 411/ 1.
(2) تقدّم في الحديث (8) من تفسير الآية (74- 81) من سورة الأنعام.
(3) الأعراف 7: 187.
صفحه : 685
قوله تعالي:
وَ تَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعضٍ وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعناهُم جَمعاً [99] 6800/[بهما [1]- قال علي بن إبراهيم: قوله: وَ تَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعضٍ أي يختلطون وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعناهُم جَمعاً.
بهما [2] 1086/[- العياشي: عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: وَ تَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعضٍ
«يعني يوم القيامة».
قوله تعالي:
الَّذِينَ كانَت أَعيُنُهُم فِي غِطاءٍ عَن ذِكرِي وَ كانُوا لا يَستَطِيعُونَ سَمعاً- إلي قوله تعالي- إِنّا أَعتَدنا جَهَنَّمَ لِلكافِرِينَ نُزُلًا [101- 102]
بهما [3] 2086/[- إبن بابويه، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، بفرغانة[بهما «1»، قال: حدثنا أبي، عن أحمد إبن علي الأنصاري، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سأل المأمون الرضا علي بن موسي (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: الَّذِينَ كانَت أَعيُنُهُم فِي غِطاءٍ عَن ذِكرِي وَ كانُوا لا يَستَطِيعُونَ سَمعاً
.
فقال (عليه السلام): «إن غطاء العين لا يمنع من الذكر، و الذكر لا يري بالعيون، و لكن الله عز و جل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالعميان، لأنهم كانوا يستقلون قول النبي (صلي الله عليه و آله) فيه، فلا يستطيعون له سمعا». فقال المأمون: فرجت عني، فرج الله عنك.
بهما [4] 3086/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسي، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، و الحسين بن أبي العلاء، و عبد الله بن وضاح و شعيب العقرقوفي جميعهم: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قلت: قوله: الَّذِينَ كانَت أَعيُنُهُم فِي غِطاءٍ عَن ذِكرِي
! قال: «يعني بالذكر ولاية علي
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 45. 2- تفسير العيّاشي 2: 351/ 87. 3- عيون أخبار الرّضا 1: 136/ 33. 4- تفسير القمّي 2: 47.
(1) فرغانة: مدينة واسعة بما وراء النهر، متآخمة لبلاد تركستان. «معجم البلدان 4: 253».
صفحه : 686
اللهأمير المؤمنين (عليه السلام)، و هو قوله: ذِكرِي}
» قلت: قوله لا يَستَطِيعُونَ سَمعاً! قال: «كانوا لا يستطيعون إذا ذكر علي (عليه السلام) عندهم أن يسمعوا ذكره لشدة بغض له، و عداوة منهم له و لأهل بيته».
قلت قوله: أَ فَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبادِي مِن دُونِي أَولِياءَ إِنّا أَعتَدنا جَهَنَّمَ لِلكافِرِينَ نُزُلًا
!
بهما «1» قال (عليه السلام): «يعنيهما و أشياعهما[ الّذين اتخذوهما من دون الله أولياء، و كانوا يرون أنهم بحبهم إياهما، أنهما ينجيانهم من عذاب الله، و كانوا بحبهما كافرين».
قلت: قوله إِنّا أَعتَدنا جَهَنَّمَ لِلكافِرِينَ نُزُلًا
! قال: « أي منزلا، فهي لهما و لأشياعهما[بهما «2» عتيدة[بهما «3» عند الله».
قلت: قوله نُزُلًا
قال: «مأوي و منزلا».
بهما [3] 4086/[- العياشي: عن محمّد بن حكيم، قال: كتبت رقعة إلي أبي عبد الله (عليه السلام) فيها: أ تستطيع النفس المعرفة! قال: فقال: «لا».
فقلت: يقول الله عز و جل: الَّذِينَ كانَت أَعيُنُهُم فِي غِطاءٍ عَن ذِكرِي وَ كانُوا لا يَستَطِيعُونَ سَمعاً
!
قال: «هو كقوله: ما كانُوا يَستَطِيعُونَ السَّمعَ وَ ما كانُوا يُبصِرُونَ
«4»».
5»6»7» قلت: فعابهم«! قال: «لم يعبهم« بما صنع في قلوبهم، و لكن عابهم« بما صنعوا، و لو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شيء».
6805/[بهما [4]- علي بن إبراهيم، في قوله أَ فَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبادِي مِن دُونِي أَولِياءَ إِنّا أَعتَدنا جَهَنَّمَ لِلكافِرِينَ نُزُلًا: أي منزلا.
قوله تعالي:
قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمالًا
-----------------------------------
3- تفسير العيّاشي 2: 351/ 88. 4- تفسير القمّي 2: 46.
(1) في «ط»: و أشباههما. [.....]
(2) في «ط»: و لأشباههما.
(3) العتيد: الشيء الحاضر المهيّأ. «الصحاح- عتد- 2: 505» و في نسخة من «ط» معدة.
(4) هود 11: 20.
(5) في «ط»: يعاتبهم.
(6) في «ط»: لا يعتبهم.
(7) في «ط»: يعاتبهم.
صفحه : 687
الَّذِينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ هُم يَحسَبُونَ أَنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً [103- 104]
1] 6086/[- علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «هم النصاري، و القسيسون، و الرهبان، و أهل الشبهات و الأهواء من أهل القبلة، و الحرورية، و أهل البدع».
6807/[2]- و قال علي بن إبراهيم: نزلت في اليهود، و جرت في الخوارج.
3] 8086/[- العياشي: عن إمام بن ربعي، قال: قام إبن الكواء إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: أخبرني عن قول الله: قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَ هُم يَحسَبُونَ أَنَّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً
.
قال: «أولئك أهل الكتاب، كفروا بربهم، و ابتدعوا في دينهم، فحبطت أعمالهم، و ما أهل النهر- أي النهروان- منهم ببعيد».
6809/[4]- عن أبي الطفيل، قال: «منهم أهل النهر».
5] 0186/[- و في رواية أبي الطفيل: «أولئك هم أهل حروراء».
6] 1186/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن أمير المؤمنين (عليه السلام) و قد سأله سائل، قال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن قول الله عز و جل: قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمالًا
الآية. قال: «كفرة أهل الكتاب، اليهود و النصاري، و قد كانوا علي الحق، فابتدعوا في أديانهم، و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا».
قوله تعالي:
أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِم وَ لِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناً- إلي قوله تعالي- خالِدِينَ فِيها لا يَبغُونَ عَنها حِوَلًا [105- 108] 6812/[7]- علي بن إبراهيم، قال: أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِم وَ لِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناً:
-----------------------------------
1- تفسير القمي 2: 46. 2- تفسير القمي 2: 46. 3- تفسير العياشي 2: 352/ 89. 4- تفسير العياشي 2: 352/ 90. 5- تفسير العياشي 2: 352/ 90. 6- الاحتجاج 1: 260. 7- تفسير القمي 2: 46.
صفحه : 688
أي حسنة: ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَ اتَّخَذُوا آياتِي وَ رُسُلِي هُزُواً يعني بالآيات الأوصياء اتخذوها هزوا. ثم ذكر المؤمنين بهذه الآيات: فقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا خالِدِينَ فِيها لا يَبغُونَ عَنها حِوَلًا، أي لا يحولون، و لا يسألون التحويل عنها.
2] 3186/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام بن سهيل، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار، قال: حدثنا مولاي موسي بن جعفر (عليهما السلام) قال: سألت أبي عن قول الله عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا خالِدِينَ فِيها لا يَبغُونَ عَنها حِوَلًا
.
قال: «نزلت في آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)».
3] 4186/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسين الخثعمي، عن محمّد بن يحيي الحجري، عن عمر بن صخر الهذلي، عن الصباح بن يحيي، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي (عليه السلام) أنه قال: «لكل شيء ذروة، و ذروة الجنة الفردوس، و هي لمحمد و آل محمّد (صلوات الله عليه و عليهم أجمعين)».
6815/[4]- العياشي: عن عكرمة عن إبن عباس، قال: ما في القرآن آية: الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ إلا و علي (عليه السلام) أميرها و شريفها، و ما من أصحاب محمّد (صلي الله عليه و آله) رجل إلا و قد عاتبه الله، و ما ذكر عليا (عليه السلام) إلا بخير.
قال عكرمة: إني لأعلم لعلي (عليه السلام) منقبة، لو حدثت بها لبعدت أقطار السماوات و الإرض.
5] 6186/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: خالِدِينَ فِيها لا يَبغُونَ عَنها حِوَلًا
، قال:
«خالدين فيها لا يخرجون منها» و لا يَبغُونَ عَنها حِوَلًا
، قال: «لا يريدون بها بدلا».
قلت: قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا
، قال: «نزلت في أبي ذر، و سلمان الفارسي، و المقداد، و عمار بن ياسر، جعل الله لهم جنات الفردوس نزلا، أي مأوي و منزلا».
قوله تعالي:
قُل لَو كانَ البَحرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَداً- إلي قوله تعالي- وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [109- 110]
-----------------------------------
2- تأويل الآيات 1: 298/ 10. [.....] 3- تأويل الآيات 1: 298/ 11. 4- تفسير العيّاشي 2: 352/ 91. 5- تفسير القمّي 2: 46.
صفحه : 689
1] 7186/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قلت: قوله: قُل لَو كانَ البَحرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَ لَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَداً
!
قال: «قد أخبرك أن كلام الله ليس له آخر، و لا غاية، و لا ينقطع أبدا».
قال: «ثم قال: قل يا محمّد: إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحي إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
، فهذا الشرك شرك رياء.
2] 8186/[- الإمام أبو محمّد العسكري (عليه السلام)، عن أبيه، علي بن محمّد (عليهما السلام) في حديث طويل، في مناظرة جماعة من قريش، عن رسول الله (صلي الله عليه و آله): «ثم أنزل الله تعالي: يا محمّد، قل: إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم
يعني آكل الطعام يُوحي إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ يعني قل لهم: أنا في البشرية مثلكم، و لكن خصني ربي بالنبوة دونكم، کما يخص بعض البشر بالغني و الصحة و الجمال، دون بعض من البشر، فلا تنكروا أن يخصني أيضا بالنبوة».
تقدم الحديث بطوله، في قوله تعالي: وَ قالُوا لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي تَفجُرَ لَنا مِنَ الأَرضِ يَنبُوعاً«1».
3] 9186/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدايني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل:
فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
.
قال: «الرجل يعمل شيئا من الثواب، لا يطلب به وجه الله، إنما يطلب تزكية النّاس، يشتهي أن يسمع به النّاس، فهذا ألذي أشرك بعبادة ربه». ثم قال: «ما من عبد أسر خيرا فذهبت الأيام أبدا، حتي يظهر الله له خيرا، و ما من عبد أسر شرا فذهبت الأيام أبدا، حتي يظهر الله له شرا».
4] 0286/[- و عنه: عن علي بن محمّد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: دخلت علي الرضا (عليه السلام) و بين يديه إبريق، يريد أن يتهيأ للصلاة، فدنوت منه لأصب عليه، فأبي ذلک، و قال: «مه، يا حسن»، فقلت: لم تنهاني ان أصب علي يدك، تكره أن أوجر! قال: «تؤجر أنت، و أوزر أنا».
فقلت له: كيف ذلک! فقال: «أما سمعت الله عز و جل يقول: فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
-----------------------------------
1- تفسير القمي 2: 46. 2- التفسير المنسوب إلي الامام العسكري (عليه السلام): 504. 3- الكافي 2: 222/ 4. 4- الكافي 3: 69/ 1.
(1) تقدم في الحديث (1) من تفسير الآية (90- 95) من سورة الإسراء.
صفحه : 690
الله. و ها أنا ذا أتوضأ للصلاة، و هي العبادة، فأكره أن يشركني فيها أحد».}
5] 1286/[- علي بن إبراهيم، قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «سئل رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن تفسير قول الله عز و جل: فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
.
فقال: من صلي مراءاة النّاس فهو مشرك، و من زكي مراءاة النّاس فهو مشرك، و من صام مراءاة النّاس فهو مشرك، و من حج مراءاة النّاس فهو مشرك، و من عمل عملا مما أمر الله به مراءاة النّاس فهو مشرك، و لا يقبل الله عمل مراء».
6] 2286/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، و الحسين بن أبي العلاء، و عبد الله بن وضاح، و شعيب العقرقوفي، جميعهم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالي: قُل إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم
قال: «يعني في الخلق، أنه مثلهم مخلوق».
يُوحي إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
.
قال: «لا يتخذ مع ولاية آل محمّد ولاية غيرهم، و ولايتهم العمل الصالح، فمن أشرك بعبادة ربه أحدا، فقد أشرك بولايتنا، و كفر بها، و جحد أمير المؤمنين (عليه السلام) حقه و ولايته».
7] 3286/[- العياشي: عن جراح، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «أنه ليس من رجل يعمل شيئا من البر و لا يطلب به وجه الله، إنما يطلب به تزكية النّاس، يشتهي أن يسمع به النّاس، فذاك ألذي أشرك بعبادة ربه».
8] 4286/[- عن العلاء بن فضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الآية فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
.
قال: «من صلي، أو صام، أو أعتق، أو حج يريد محمدة النّاس، فقد أشرك في عمله، و هو شرك مغفور».
9] 5286/[- عن علي بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال الله تبارك و تعالي: أنا خير شريك، من أشرك بي في عمله لن أقبله، إلا ما کان لي خالصا».
10] 6286/[- و في رواية اخري عنه (عليه السلام) قال: «إن الله يقول: أنا خير شريك، من عمل لي و لغيري، فهو لمن عمل له دوني».
-----------------------------------
5- تفسير القمّي 2: 47. 6- تفسير القمّي 2: 47. 7- تفسير العيّاشي 2: 352/ 93. 8- تفسير العيّاشي 2: 352/ 92. 9- تفسير العيّاشي 2: 353/ 94. 10- تفسير العيّاشي 2: 353/ 95. [.....]
صفحه : 691
11] 7286/[- عن زرارة، و حمران، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: «لو أن عبدا عمل عملا يطلب به وجه الله، و الدار الآخرة، ثم أدخل فيه رضا أحد من النّاس، کان مشركا».
12] 8286/[- عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
.
قال: «العمل الصالح: المعرفة بالأئمة، وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
: التسليم لعلي (عليه السلام)، لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلک له، و لا هو من أهله».
-----------------------------------
11- تفسير العيّاشي 2: 353/ 96. 12- تفسير العيّاشي 2: 353/ 97.
صفحه : 693
صفحه : 695
1] 9286/[- إبن بابويه: بإسناده المتقدم في فضل سورة الكهف، عن الحسن، عن عمر، عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:1» «من أدمن قراءة سورة مريم لم يمت حتي يصيب ما يغنيه في نفسه و ماله و ولده، و کان في الآخرة من أصحاب عيسي بن مريم (عليه السلام)، و اعطي في الآخرة« مثل ملك سليمان بن داود (عليهما السلام) في الدنيا».
2] 0386/[- و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة اعطي من الحسنات بعدد من ادعي لله ولدا سبحانه لا إله إلا هو، و بعدد من صدق زكريا و يحيي و عيسي و موسي و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب (عليهم السلام) عشر حسنات، و عدد من كذب بهم، و يبني له في الجنة قصر أوسع من السماء و الإرض في أعلي جنة الفردوس، و يحشر مع المتقين في أول زمرة السابقين، و لا يموت حتي يستغني هو و ولده، و يعطي في الجنة مثل ملك سليمان (عليه السلام): و من كتبها و علقها عليه لم ير في منامه إلا خيرا، و إن كتبها في حائط البيت منعت طوارقه، و حرست ما فيه، و إن شربها الخائف أمن».
3] 1386/[- و عن الصادق (عليه السلام): «من كتبها و جعلها في إناء زجاج ضيق الرأس نظيف، و جعلها في منزله كثر خيره، و يري الخيرات في منامه، کما يري أهله في منزله، و إذا كتبت علي حائط البيت منعت طوارقه و حرست ما فيه، و إذا شربها الخائف أمن بإذن الله تعالي».
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 108. 2- .... 3- خواص القرآن: 44 (مخطوط).
(1) في «ط»: من الأجر.
صفحه : 697
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ كهيعص [1]
1] 2386/[- إبن بابويه، قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن هارون الزنجاني- فيما كتب إلي علي يدي علي بن أحمد البغدادي الوراق- قال: حدثنا معاذ بن المثني العنبري، قال: حدثنا عبد الله بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، عن سفيان بن سعيد الثوري، قال: قلت لجعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام): يا بن رسول الله، ما معني قول الله عز و جل كهيعص
! قال: «معناه: أنا الكافي، الهادي، الولي، العالم، الصادق الوعد».
2] 3386/[- و عنه: عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيي الجلودي، قال: أخبرنا محمّد بن زكريا، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، قال: حضرت عند جعفر إبن محمّد (عليهما السلام)، فدخل عليه رجل فسأله عن كهيعص
، فقال (عليه السلام): «كاف: كاف لشيعتنا، هاء: هاد لهم، ياء: ولي لهم، عين: عالم بأهل طاعتنا، صاد: صادق لهم وعده، حتي يبلغ بهم المنزلة الّتي وعدها إياهم في بطن القرآن».
3] 4386/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن علي بن محمّد، بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسي الوشاء البغدادي، قال: حدثنا أحمد بن طاهر«1» القمي، قال: حدثنا محمّد بن بحر بن سهل الشيباني، قال: حدثنا أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد الله القمي، في حديث له مع أبي محمّد الحسن بن
-----------------------------------
1- معاني الأخبار: 22. 2- معاني الأخبار: 28/ 6. 3- كمال الدين و تمام النعمة: 454/ 21.
(1) في «ج»: أحمد بن ظاهر.
صفحه : 698
اللهعليعلي العسكري (عليهما السلام): قال له: «ما جاء بك، يا سعد!» فقلت: شوقني أحمد بن إسحاق إلي لقاء مولانا.
قال: «و المسائل الّتي أردت أن تسأل عنها!». قلت: علي حالها، يا مولاي. قال: «فسل قرة عيني عنها». و أومأ بيده إلي الغلام- يعني ابنه القائم (عليه السلام)- فقال لي الغلام: «سل عما بدا لك». و ذكر المسائل إلي أن قال: قلت:
فأخبرني- يا بن رسول الله- عن تأويل كهيعص
!
قال: «هذه الحروف من أنباء الغيب، أطلع الله عليها عبده زكريا، ثم قصها علي محمّد (صلي الله عليه و آله)، و ذلک أن زكريا (عليه السلام) سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة، فأهبط الله عليه جبرئيل (عليه السلام) فعلمه إياها، فكان زكريا إذا ذكر محمدا و عليا و فاطمة و الحسن (عليهم السلام)، سري عنه همه و انجلي كربه، و إذا ذكر الحسين (عليه السلام) خنقته العبرة، و وقعت عليه البهرة.
فقال ذات يوم: إلهي، مالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي، و إذا ذكرت الحسين تدمع عيني و تثور زفرتي! فأنبأه الله تبارك و تعالي عن قصته، فقال: كهيعص
فالكاف: اسم كربلاء، و الهاء: هلاك العترة، و الياء: يزيد (لعنه الله)، و هو ظالم الحسين (عليه السلام)، و العين: عطشه، و الصاد: صبره. فلما سمع بذلك زكريا (عليه السلام) لم يفارق مسجده ثلاثة أيام، و منع فيها النّاس من الدخول عليه، و أقبل علي البكاء و النحيب، و كانت ندبته: إلهي، أ تفجع خير خلقك بولده. إلهي أ تنزل بلوي هذه الرزية بفنائه، إلهي، أ تلبس عليا و فاطمة ثياب هذه المصيبة، إلهي أ تحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما.
ثم کان يقول: إلهي، ارزقني ولدا تقر به عيني علي الكبر، و اجعله وارثا وصيا، و اجعل محله مني محل الحسين، فإذا رزقتنيه فافتني بحبه، ثم افجعني به کما تفجع محمدا حبيبك بولده، فرزقه الله يحيي (عليه السلام) و فجعه به، و کان حمل يحيي (عليه السلام) ستة أشهر، و حمل الحسين (عليه السلام) كذلك».
4] 5386/[- علي بن إبراهيم: عن جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كهيعص
هذه أسماء مقطعة». و أما قوله كهيعص، قال: «الله هو الكافي، الهادي، العالم، الصادق، ذو الأيادي العظام«1»، و هو قوله کما وصف نفسه تبارك و تعالي».
قوله تعالي:
ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا- إلي قوله تعالي- أَلّا تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا [2- 10]
1] 6386/[- علي بن إبراهيم: روي أبو الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قوله تعالي: ذِكرُ رَحمَتِ رَبِّكَ عَبدَهُ زَكَرِيّا
-----------------------------------
4- تفسير القمي 2: 48. 1- تفسير القمي 2: 48.
(1) في «ط» زيادة: الصابر علي الأعادي، و في المصدر نسخة بدل: ذو الأيادي الصابر علي الأعادي.
صفحه : 699
اللهيقول: «ذكر ربك عبده فرحمه»، إِذ نادي رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ العَظمُ مِنِّي}
يقول:
«ضعف» وَ لَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا
يقول: «لم يكن دعائي خائبا عندك».
وَ إِنِّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائِي
يقول: «خفت الورثة من بعدي» وَ كانَتِ امرَأَتِي عاقِراً يقول: «لم يكن لزكريا يومئذ ولد يقوم مقامه، و يرثه، و كانت هدايا بني إسرائيل و نذورهم للأحبار، و کان زكريا رئيس الأحبار، و كانت امرأة زكريا اخت مريم بنت عمران بن ماثان«1»، و بنو ماثان، إذ ذاك رؤساء بني إسرائيل و بنو ملوكهم، و هم من ولد سليمان بن داود، فقال زكريا: فَهَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِن آلِ يَعقُوبَ وَ اجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيي لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا يقول: لم يسم باسم يحيي أحد قبله قالَ رَبِّ أَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ كانَتِ امرَأَتِي عاقِراً وَ قَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا فهو اليؤوس«2» قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَ قَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَ لَم تَكُ شَيئاً قالَ رَبِّ اجعَل لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا صحيحا من غير مرض».
2] 7386/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام بن سهيل، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار، قال حدثني أبو الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام)، قال: «كنت عند أبي يوما قاعدا، حتي أتي رجل فوقف به، و قال: أ فيكم باقر العلم و رئيسه محمّد بن علي! قيل له: نعم. فجلس طويلا، ثم قام إليه، فقال:
يا بن رسول الله، أخبرني عن قول الله عز و جل في قصة زكريا: وَ إِنِّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائِي وَ كانَتِ امرَأَتِي عاقِراً
الآية!
3» قال: «نعم. الموالي بنو العم، و أحب الله أن يهب له وليا من صلبه، و ذلک أنه فيما کان علم من فضل محمّد (صلي الله عليه و آله)، قال: يا رب، أما شرفت محمدا و كرمته و رفعت ذكره حتي قرنته بذكرك، فما يمنعك- يا سيدي- أن تهب له ذرية من صلبه« فتكون فيها النبوة!
قال: يا زكريا، قد فعلت ذلک بمحمد و لا نبوة بعده، و هو خاتم الأنبياء، و لكن الإمامة لابن عمه و أخيه علي إبن أبي طالب من بعده، و أخرجت الذرية من صلب علي إلي بطن فاطمة بنت محمّد، و صيرت بعضها من بعض، فخرجت منه الأئمة حججي علي خلقي، و إني مخرج من صلبك ولدا يرثك و يرث من آل يعقوب، فوهب الله له يحيي (عليه السلام)».
3] 8386/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا حميد بن زياد، عن أحمد بن الحسين بن بكر، قال: حدثنا الحسن إبن علي بن فضال، بإسناده إلي عبد الخالق، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، يقول في قول الله عز و جل:
-----------------------------------
2- تأويل الآيات 1: 301/ 2. [.....] 3- تأويل الآيات 1: 302/ 3.
(1) في «ج» زيادة: و يعقوب بن ماثان.
(2) في «ي»: اليبوس.
(3) في «ي، ط» نسخة بدل: صلبي.
صفحه : 700
اللهلَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا}
قال: «ذلک يحيي بن زكريا، لم يكن له من قبل سميا، و كذلك الحسين (عليه السلام) لم يكن له من قبل سميا، و لم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا».
قلت: فما کان بكاؤها! قال: «تطلع الشمس حمراء- قال- و کان قاتل الحسين (عليه السلام) ولد زنا، و قاتل يحيي إبن زكريا ولد زنا».
4] 9386/[- محمّد بن العباس: عن محمّد بن خالد، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن عبد الخالق، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قوله تعالي: لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا.
فقال: «الحسين (عليه السلام) لم يكن له من قبل سميا و يحيي بن زكريا لم يكن له من قبل سميا، و لم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا».
قلت: فما کان بكاؤها! قال: «كانت تطلع الشمس حمراء و تغيب حمراء، و کان قاتل الحسين (عليه السلام) ولد زنا، و قاتل يحيي بن زكريا ولد زنا».
5] 0486/[- و عنه: ما رواه محمّد بن العباس، مسندا عن الصادق (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا
قال: «ذلک يحيي بن زكريا (عليه السلام) لم يكن له من قبل سميا، و كذلك الحسين (عليه السلام) لم يكن له من قبل سميا، و لم تبك السماء إلا عليهما».
قلت: فما بكاؤها! قال: «تطلع الشمس حمراء و تغيب حمراء- قال- و کان قاتل الحسين ولد زنا، و قاتل يحيي بن زكريا ولد زنا».
و عنه: ما رواه علي بن إبراهيم، عن الصادق (عليه السلام) بأدني تفاوت«1».
6] 1486/[- و من ذلک، ما رواه من المخالفين إبن شيرويه الديلمي في كتاب (الفردوس) في الجزء الثاني، في باب القاف: عن إبن عباس، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) ، في قول الله عز و جل: لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا
، قال: «ذلک يحيي، و قرة عيني الحسين».
7] 2486/[- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، قال: حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن إبن بكير، عن زرارة، عن عبد الخالق بن عبد ربه، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا
، الحسين بن علي و يحيي بن زكريا، لم يكن لهما من قبل سميا، و لم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا».
قال: قلت: و ما بكاؤها! قال: «كانت تطلع حمراء و تغرب حمراء».
-----------------------------------
4- تأويل الآيات 1: 302/ 4. 5- تأويل الآيات 1: 303/ 5. 6- .... 7- كامل الزيارات: 90/ 8.
(1) تأويل الآيات 1: 303/ 5.
صفحه : 701
8] 3486/[- و عنه، قال: حدثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن وهيب بن حفص النحاس، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن الحسين (عليه السلام) بكت لقتله السماء و الإرض و احمرتا، و لم تبكيا علي أحد قط، إلا علي يحيي بن زكريا، و الحسين بن علي (عليهم السلام)».
و عنه، قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين بإسناده مثله.
9] 4486/[- و عنه قال: حدثني علي بن الحسين بن موسي بن بابويه و غيره، عن سعد بن عبد الله، عن محمّد إبن عبد الجبار، عن الحسن بن علي بن فضال، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن هلال، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: «إن السماء بكت علي الحسين بن علي، و يحيي بن زكريا (عليهما السلام)، و لم تبك علي أحد غيرهما»، قلت:
و ما بكاؤها!، قال: «مكثت أربعين يوما تطلع الشمس بحمرة و تغرب بحمرة» قلت: جعلت فداك، هذا بكاؤها!
قال: «نعم».
10] 5486/[- و عنه، قال: حدثني علي بن الحسين بن موسي، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن إبن فضال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالي فَما بَكَت عَلَيهِمُ السَّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ
«1».
قال: «لم تبك السماء علي أحد منذ قتل يحيي بن زكريا، حتي قتل الحسين (عليه السلام)، فبكت عليه».
11] 6486/[- و عنه، قال: حدثني محمّد بن جعفر القرشي الرزاز، قال: حدثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيي، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «احمرت السماء حين قتل الحسين (عليه السلام) سنة- قال- ثم بكت السماء و الإرض علي الحسين بن علي (عليهما السلام)، و علي يحيي بن زكريا، و حمرتها بكاؤها».
12] 7486/[- و عنه، قال: حدثني علي بن الحسين بن موسي، عن علي بن إبراهيم و سعد بن عبد الله، جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبن فضال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «ما بكت السماء علي أحد بعد يحيي بن زكريا، إلا علي الحسين بن علي (عليهما السلام)، فإنها بكت عليه أربعين يوما».
13] 8486/[- و عنه، قال: حدثني محمّد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن كليب بن معاوية الأسدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لم تبك السماء إلا علي الحسين
-----------------------------------
8- كامل الزيارات: 89/ 3. 9- كامل الزيارات: 89/ 4. 10- كامل الزيارات: 90/ 6. 11- كامل الزيارات: 90/ 7. 12- كامل الزيارات: 90/ 9. [.....] 13- كامل الزيارات: 90/ 10.
(1) الدخان 44: 29.
صفحه : 702
اللهإبن علي و يحيي بن زكريا (عليهم السلام)».}
14] 9486/[- و عنه، قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن محمّد بن أبي عمير، عن الحسن بن عيسي«1»، عن أسلم بن القاسم، قال: أخبرنا عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليه السلام)، قال: «إن السماء لم تبك منذ رفعت، إلا علي يحيي بن زكريا، و الحسين بن علي (عليهم السلام)».
قلت: أي شيء کان بكاؤها! قال: «كانت إذا استقبلت بثوب وقع عليه شبه أثر البراغيث من الدم».
15] 0586/[- و عنه، قال: حدثني أبي (رحمه الله)، و علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد إبن عيسي، قال: حدثنا موسي بن الفضل، عن حنان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في زيارة قبر أبي عبد الله (عليه السلام)، إنه بلغنا عن بعضهم أنها تعدل حجة و عمرة!
2» قال: «لا تعجب، ما أصاب بالقول هذا كله«، و لكن زره و لا تجفه، فإنه سيد الشهداء، و سيد شباب أهل الجنة، و شبيه يحيي بن زكريا، و عليهما بكت السماء و الإرض».
و عنه، قال: حدثني أبي و محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن عبد الصمد بن محمّد، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مثله.
و عنه، قال: حدثني أبي (رحمه الله) و جماعة من مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مثله.
16] 1586/[- و عنه، بهذا الإسناد: عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن غير واحد، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن عامر بن معقل، عن الحسن بن زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «کان قاتل يحيي بن زكريا ولد زنا، و قاتل الحسين بن علي (عليهما السلام) ولد زنا، و لم تبك السماء علي أحد، إلا عليهما».
قال: قلت: و كيف تبكي! قال: «تطلع الشمس في حمرة و تغيب في حمرة».
17] 2586/[- و عنه، قال: و حدثني أبي، و علي بن الحسين، جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن علي الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «سمعته يقول: إن السماء بكت علي الحسين بن علي (عليهما السلام) و يحيي بن زكريا، و لم تبك علي أحد غيرهما».
-----------------------------------
14- كامل الزيارات: 90/ 12. 15- كامل الزيارات: 91/ 13، البحار 101: 35/ 44. 16- كامل الزيارات: 91/ 14. 17- كامل الزيارات: 91/ 15.
(1) في «ط، ي»: الحسين بن عيسي، راجع تهذيب التهذيب 2: 213 و 8: 9.
(2) في المصدر: لا تعجب بالقول هذا كله. قال المجلسي رحمه اللّه: لعلّ المراد أنّها لا تعدل الواجبين من الحج و العمرة، و الأظهر أنّه محمول علي التقيّة.
صفحه : 703
اللهقلت: و ما بكاؤها! قال: «مكثت أربعين يوما تطلع الشمس بحمرة و تغرب بحمرة». قلت: جعلت فداك، هذا بكاؤها! قال: «نعم».}
18] 3586/[- و عنه، قال: و حدثني أبي (رحمه الله)، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن البرقي محمّد إبن خالد، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الحسن، عن أبي سلمة، قال: قال جعفر بن محمّد (عليهما السلام):1» «ما بكت السماء«، إلا علي يحيي بن زكريا و الحسين (عليهما السلام)».
19] 4586/[- و عنه، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن مهزيار، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «کان ألذي قتل الحسين (عليه السلام) ولد زنا، و ألذي قتل يحيي بن زكريا ولد زنا».
و قال: احمرت السماء حين قتل الحسين سنة، ثم قال: «بكت السماء و الإرض علي الحسين بن علي و علي يحيي بن زكريا (عليهم السلام)، و حمرتها بكاؤها».
قوله تعالي:
يا يَحيي خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا وَ حَناناً مِن لَدُنّا وَ زَكاةً وَ كانَ تَقِيًّا وَ بَرًّا بِوالِدَيهِ- إلي قوله تعالي- وَ سَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيًّا [12- 15]
1] 5586/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا علي بن سليمان الرازي، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف إبن عميرة، عن حكم بن أيمن، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام): يقول: «و الله، لقد اوتي علي (عليه السلام) الحكم صبيا، کما اوتي يحيي بن زكريا الحكم صبيا».
2] 6586/[- العياشي: عن علي بن أسباط، قال: قدمت المدينة و أنا أريد مصر، فدخلت علي أبي جعفر محمّد بن علي الرضا (عليهما السلام)، و هو إذ ذاك خماسي، فجعلت أتأمله لأصفه لأصحابنا بمصر، فنظر إلي، و قال:
« يا علي، إن الله قد أخذ في الإمامة کما أخذ في النبوة، فقال سبحانه عن يوسف (عليه السلام):
-----------------------------------
18- كامل الزيارات: 92/ 17. 19- كامل الزيارات: 93/ 21. 1- تأويل الآيات 1: 303/ 6. 2- ... مجمع البيان 6: 781، تأويل الآيات 1: 303/ 7.
(1) في المصدر زيادة: و الإرض.
صفحه : 704
اللهوَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً}
«1»، و قال عن يحيي (عليه السلام): وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا».
3] 7586/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن محبوب، عن هشام بن سالم، عن يزيد الكناسي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): أ کان عيسي بن مريم (عليه السلام) حين تكلم في المهد حجة الله علي أهل زمانه! فقال: «کان يومئذ نبيا حجة لله غير مرسل، أما تسمع لقوله حين قال: إِنِّي عَبدُ اللّهِ آتانِيَ الكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أَوصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا
«2»».
قلت: فكان يومئذ حجة لله علي زكريا في تلك الحال و هو في المهد! فقال: «کان عيسي في تلك الحال آية للناس، و رحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها، و کان نبيا حجة علي من سمع كلامه في تلك الحال، ثم صمت فلم يتكلم حتي مضت له سنتان، و کان زكريا الحجة لله عز و جل علي النّاس بعد ما صمت عيسي سنتين، ثم مات زكريا (عليه السلام)، فورثه ابنه يحيي الكتاب و الحكمة، و هو صبي صغير، أما تسمع لقوله عز و جل يا يَحيي خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا
، فلما بلغ عيسي (عليه السلام) سبع سنين تكلم بالنبوة و الرسالة حين أوحي الله تعالي إليه، فكان عيسي الحجة علي يحيي و علي النّاس أجمعين».
و الحديث يأتي بتمامه- ان شاء الله تعالي- في قوله تعالي: قالَ إِنِّي عَبدُ اللّهِ آتانِيَ الكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أَوصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا«3»».
4] 8586/[- و عنه: عن علي بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن محمّد بن سنان، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت: فما عني الله بقوله في يحيي: وَ حَناناً مِن لَدُنّا وَ زَكاةً وَ كانَ تَقِيًّا
! قال: «تحنن الله».
قال: قلت: فما بلغ من تحنن الله عليه! قال: «کان إذا قال: يا رب، قال الله عز و جل: لبيك يا يحيي».
5] 9586/[- أحمد بن محمّد بن خالد، قال: و في رواية أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله تبارك و تعالي في كتابه: وَ حَناناً مِن لَدُنّا
!
قال: «کان يحيي إذا دعا و قال في دعائه: يا رب، يا الله ناداه الله من السماء: لبيك يا يحيي، سل حاجتك».
6] 0686/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن حمزة الأشعري، قال: حدثني ياسر الخادم، قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: «إن أوحش ما
-----------------------------------
3- الكافي 1: 313/ 1. [.....] 4- الكافي 2: 388/ 38. 5- المحاسن: 35/ 30. 6- الخصال: 107/ 71.
(1) يوسف 12: 22.
(2) مريم 19: 30 و 31.
(3) يأتي في الحديث (13) من تفسير الآيات (16- 34) من هذه السورة.
صفحه : 705
اللهيکون هذا الخلق في ثلاثة مواطن: يوم ولد و يخرج من بطن امه فيري الدنيا، و يوم يموت فيعاين الآخرة و أهلها، و يوم يبعث حيا فيري أحكاما لم يرها في دار الدنيا، و قد سلّم الله عز و جل علي يحيي (عليه السلام) في هذه الثلاثة مواطن و آمن روعته، فقال: وَ سَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَ يَومَ يَمُوتُ وَ يَومَ يُبعَثُ حَيًّا}
و قد سلّم عيسي بن مريم (عليه السلام) علي نفسه في هذه الثلاثة مواطن، فقال: وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَ يَومَ أَمُوتُ وَ يَومَ أُبعَثُ حَيًّا«1»».
7] 1686/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن علي بن أسباط، قال: خرج إلي محمّد بن علي الرضا (عليهما السلام)، فنظرت إلي رأسه و رجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فبينما أنا كذلك حتي قعد، و قال: « يا علي، إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة، فقال: وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا
و قال: فلما بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَربَعِينَ سَنَةً«2» فقد يجوز أن يعطي الحكم صبيا، و يجوز أن يعطاها و هو إبن أربعين سنة».
قوله تعالي:
وَ اذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكاناً شَرقِيًّا- إلي قوله تعالي- ذلِكَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ قَولَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمتَرُونَ [16- 34] 6862/[1]- قال علي بن إبراهيم: ثم قص الله عز و جل خبر، مريم بنت عمران (عليها السلام)، فقال: وَ اذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكاناً شَرقِيًّا قال: خرجت إلي النخلة اليابسة فَاتَّخَذَت مِن دُونِهِم حِجاباً قال: في محرابها فَأَرسَلنا إِلَيها رُوحَنا يعني جبرئيل (عليه السلام) فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا قالَت إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا يعني إن كنت ممن يتقي الله.
قال لها جبرئيل (عليه السلام): إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا فأنكرت ذلک، لأنها لم يكن في العادة أن تحمل المرأة من غير فحل، فقالت: أَنّي يَكُونُ لِي غُلامٌ وَ لَم يَمسَسنِي بَشَرٌ وَ لَم أَكُ بَغِيًّا و لم يعلم جبرئيل (عليه السلام) أيضا كيفية القدرة، فقال لها: كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَ لِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَ رَحمَةً مِنّا وَ كانَ أَمراً مَقضِيًّا.
قال: فنفخ في جيبها، فحملت بعيسي (عليه السلام) بالليل و وضعته بالغداة، و کان حملها تسع ساعات من
-----------------------------------
7- الكافي 1: 315/ 7. 1- تفسير القمّي 2: 48.
(1) مريم 19: 33.
(2) الأحقاف 46: 15.
صفحه : 706
النهار، جعل الله لها الشهور ساعات، ثم ناداها جبرئيل (عليه السلام): وَ هُزِّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ أي هزي النخلة اليابسة، فهزت، و کان ذلک اليوم سوقا، فاستقبلها الحاكة، و كانت الحياكة أنبل صناعة في ذلک الزمان، فأقبلوا علي بغال شهب، فقالت لهم مريم: أين النخلة اليابسة! فاستهزءوا بها و زجروها، فقالت لهم: جعل الله كسبكم نزرا«1»، و جعلكم في النّاس عارا، ثم استقبلها قوم من التجار، فدلوها علي النخلة اليابسة، فقالت لهم: جعل الله البركة في كسبكم، و أحوج النّاس إليكم، فلما بلغت النخلة أخذها المخاض، فوضعت عيسي (عليه السلام)، فلما نظرت إليه:
قالت: يا لَيتَنِي مِتُّ قَبلَ هذا وَ كُنتُ نَسياً مَنسِيًّا ماذا أقول لخالي، و ماذا أقول لبني إسرائيل!
فَناداها عيسي مِن تَحتِها أَلّا تَحزَنِي قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا أي نهرا وَ هُزِّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ أي حركي النخلة تُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيًّا أي طيبا، و كانت النخلة قد يبست منذ دهر طويل، فمدت يدها إلي النخلة، فأورقت و أثمرت، و سقط عليها الرطب الطري، فطابت نفسها.
فقال لها عيسي! قمطيني و سويني، ثم افعلي كذا و كذا، فقمطته و سوته، و قال لها عيسي: فَكُلِي وَ اشرَبِي وَ قَرِّي عَيناً فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرتُ لِلرَّحمنِ صَوماً و صمتا- كذا نزلت- فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا.
ففقدوها في المحراب، فخرجوا في طلبها، و خرج خالها زكريا، فأقبلت و هو في صدرها، و أقبلت مؤمنات بني إسرائيل يبزقن في وجهها، فلم تكلمهن حتي دخلت في محرابها، فجاء إليها بنو إسرائيل و زكريا فقالوا لها:
يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئاً فَرِيًّا أي عظيما من المناهي يا أُختَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَ ما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا.
و معني قولهم يا أُختَ هارُونَ أن هارون کان رجلا فاسقا زانيا فشبهوها به. من أين هذا البلاء ألذي جئت به، و العار ألذي ألزمته لبني إسرائيل! فأشارت إلي عيسي (عليه السلام) في المهد، فقالوا لها: كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيًّا؟! فأنطق الله عيسي بن مريم (عليه السلام)، فقال إِنِّي عَبدُ اللّهِ آتانِيَ الكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أَوصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا وَ بَرًّا بِوالِدَتِي وَ لَم يَجعَلنِي جَبّاراً شَقِيًّا وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَومَ وُلِدتُ وَ يَومَ أَمُوتُ وَ يَومَ أُبعَثُ حَيًّا ذلِكَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ قَولَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمتَرُونَ أي يخاصمون.
2] 3686/[- قال علي بن إبراهيم: قال الصادق (عليه السلام) ، في قوله وَ أَوصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ
.
قال: «زكاة الرؤوس، لأن کل النّاس ليس لهم أموال، و إنما الفطرة علي الفقير و الغني و الصغير و الكبير».
3] 4686/[- الشيخ في (التهذيب): عن محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدثنا سعد بن عمرو الزهري، قال: حدثنا بكر بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي،
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 2: 50. 3- التهذيب 6: 73/ 139.
(1) في «ط» نسخة بدل و المصدر: بورا.
صفحه : 707
اللهعليعن علي بن الحسين (عليهما السلام) ، في قوله: فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكاناً قَصِيًّا.
قال: «خرجت من دمشق حتي أتت كربلاء، فوضعته في موضع قبر الحسين (عليه السلام)، ثم رجعت من ليلتها».
4] 5686/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه و علي بن محمّد جميعا، عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يتخلل بساتين الكوفة، فانتهي إلي نخلة، فتوضأ عندها، ثم ركع و سجد، فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة، ثم استند إلي النخلة، فدعا بدعوات، ثم قال: « يا حفص، إنها- و الله- النخلة الّتي قال الله عز و جل لمريم: وَ هُزِّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيًّا
».
5] 6686/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، رفعه إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب، فإن الله عز و جل قال لمريم (عليها السلام) وَ هُزِّي إِلَيكِ بِجِذعِ النَّخلَةِ تُساقِط عَلَيكِ رُطَباً جَنِيًّا
.
1» قيل: يا رسول الله، فإن لم يكن أوان« الرطب! قال: سبع تمرات من تمر المدينة، فإن لم يكن فسبع تمرات من تمور أمصاركم، فإن الله عز و جل يقول: و عزتي و جلالي و عظمتي و ارتفاع مكاني، لا تأكل النفساء يوم تلد الرطب، فيكون غلاما إلا کان حليما، فإن كانت جارية كانت حليمة».
6] 7686/[- و عنه: بإسناده، عن أبان، عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن مريم (عليها السلام) حملت بعيسي (عليه السلام) تسع ساعات، کل ساعة شهر».
7] 8686/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن علي بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو الزيات، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لم يولد لستة أشهر إلا عيسي بن مريم و الحسين بن علي (عليهم السلام)».
8] 9686/[- و عنه: عن أحمد بن مهران، و علي بن إبراهيم جميعا، عن محمّد بن علي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم، قال:2» كنت عند أبي الحسن موسي (عليه السلام)، إذ أتاه رجل نصراني و نحن معه بالعريض«- و ذكر الحديث بطوله- إلي أن قال أبو الحسن (عليه السلام) للنصراني: «أعجلك أيضا خبرا لا يعرفه إلا
-----------------------------------
4- الكافي 8: 143/ 111. [.....] 5- الكافي 6: 22/ 4. 6- الكافي 8: 332/ 516. 7- الكافي 1: 386 ذيل الحديث 4. 8- الكافي 1: 398/ 4.
(1) في «ط» نسخة بدل: إبّان.
(2) العريض: واد بالمدينة. «معجم البلدان 4: 114».
صفحه : 708
اللهقليل ممن قرأ الكتب أخبرني ما اسم ام مريم، و أي يوم نفخت فيه مريم، و لكم ساعة من النهار، و أي يوم وضعت فيه مريم عيسي (عليه السلام)، و لكم ساعة من النهار!». فقال النصراني: لا أدري.}
فقال أبو إبراهيم (عليه السلام): «أما ام مريم، فاسمها مرثي، و هي وهيبة بالعربية، و أما اليوم ألذي حملت فيه مريم، فهو يوم الجمعة عند الزوال، و هو اليوم ألذي هبط فيه الروح الأمين، و ليس للمسلمين عيد کان أولي منه عند الله، عظمه الله تبارك و تعالي، و عظمه محمّد (صلي الله عليه و آله)، فأمره أن يجعله عيدا، فهو يوم الجمعة، و أما اليوم ألذي ولدت فيه مريم، فهو يوم الثلاثاء لأربع- ساعات و نصف من النهار.
1»2» و النهر ألذي ولدت عليه مريم عيسي (عليه السلام) هل تعرفه»! قال: لا. قال: «هو الفرات، و عليه شجر النخل و الكرم، و ليس يساوي بالفرات شيء للكروم و النخيل، فأما اليوم ألذي حجبت فيه لسانها«، و نادي قيدوس« ولده و أشياعه، فأعانوه و أخرجوا آل عمران لينظروا إلي مريم، فقالوا لها ما قص الله عليك في كتابه، و علينا في كتابه!» الحديث،
و يأتي بتمامه في سورة الدخان قوله تعالي حم وَ الكِتابِ المُبِينِ إِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنذِرِينَ فِيها يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكِيمٍ«3».
9] 0786/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر إبن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الصيام ليس من الطعام و الشراب وحده- ثم قال- قالت مريم: إِنِّي نَذَرتُ لِلرَّحمنِ صَوماً
أي صمتا».
10] 1786/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)- في حديث- قال: فأخبرني عن صلاة مفروضة تصلي بغير وضوء، و عن صوم لا يحجز عن أكل و لا شرب!
قال: «أما الصلاة بغير وضوء، فالصلاة علي النبي و آله، و أما الصوم، فقول الله عز و جل إِنِّي نَذَرتُ لِلرَّحمنِ صَوماً فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا فَأَتَت بِهِ قَومَها تَحمِلُهُ قالُوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئاً فَرِيًّا يا أُختَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ وَ ما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا
».
11] 2786/[- إبن بابويه: عن أبيه، قال: حدثنا علي بن محمّد بن قتيبة، عن همدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة عن علقمة، عن الصادق (عليه السلام)- في حديث- قال فيه: «ألم ينسبوا مريم بنت عمران (عليها السلام) إلي أنها حملت بعيسي من رجل نجار اسمه يوسف!؟».
-----------------------------------
9- الكافي 4: 87/ 3. 10- الاحتجاج: 329. 11- أمالي الصدوق: 92/ 3.
(1) في «ي»: لنسائها.
(2) في «ي»: أقيدوس.
(3) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآيات (1- 4) من سورة الدخان.
صفحه : 709
6873/[12]- السيد المرتضي في كتاب (الغرر و الدرر)، قال: و علي قول من قال: أنه کان أخاها- يعني هارون- يکون معني قولهم: إنك من أهل بيت الصلاح و السداد، لأن أباك لم يكن امرأ سوء، و لا كانت أمك بغيا، و أنت مع ذلک اخت هارون المعروف بالصلاح و العفة، فكيف أتيت بما لا يشبه نسبك، و لا يعرف من مثلك!؟ ثم قال: و يقوي هذا القول
ما رواه المغيرة بن شعبة، قال:1» لما أرسلني رسول الله (صلي الله عليه و آله) إلي أهل نجران، قال لي أهلها: أليس نبيكم يزعم أن هارون أخو موسي، و قد علم الله تعالي ما کان بين موسي و عيسي من السنين«!
فلم أدر ما أرد عليهم، حتي رجعت إلي النبي (صلي الله عليه و آله) فذكرت له ذلک، فقال لي: «فهلا قلت: إنهم كانوا يدعون بأنبيائهم و الصالحين قبلهم».
و منها أن يکون معني قوله يا أُختَ هارُونَ: يا من هي من نسل«2» هارون أخي موسي (عليه السلام)، کما يقال للرجل: يا أخا بني تميم، و يا أخا بني فلان.
ثم قال: و ذكر مقاتل بن سليمان في قوله تعالي يا أُختَ هارُونَ قال:
روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «هارون هذا ألذي ذكروه هو هارون أخو موسي (عليه السلام)».
ثم قال مقاتل: و تأويل يا أُختَ هارُونَ يا من هي من نسل«3» هارون، کما قال تعالي: وَ إِلي عادٍ أَخاهُم هُوداً«4»، وَ إِلي ثَمُودَ أَخاهُم صالِحاً«5» يعني بأخيهم أنه من نسلهم و جنسهم.
قلت: قد تقدمت عن قريب رواية علي بن إبراهيم في هارون هذا«6».
قوله تعالي: فَأَشارَت إِلَيهِ قالُوا كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيًّا قالَ إِنِّي عَبدُ اللّهِ آتانِيَ الكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أَوصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا.
13] 4786/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن محبوب، عن هشام بن سالم، عن يزيد الكناسي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): أ کان عيسي بن مريم (عليه السلام) حين تكلم في المهد حجة لله علي أهل زمانه! فقال: «کان يومئذ نبيا حجة لله غير مرسل، أما تسمع لقوله حين قال: إِنِّي عَبدُ اللّهِ آتانِيَ الكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أَوصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا
»!
قلت: فكان يومئذ حجة لله علي زكريا في تلك الحال و هو في المهد! فقال: «کان عيسي (عليه السلام) في تلك الحال آية للناس، و رحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها، و کان نبيا حجة علي من سمع كلامه في تلك الحال،
-----------------------------------
12- أمالي المرتضي 2: 197. 13- الكافي 1: 313/ 1. [.....]
(1) في «ط»: النبيين.
(2) في «ج»: نساء.
(3) في «ج»: نساء.
(4) الأعراف 7: 65.
(5) الأعراف 7: 73.
(6) تقدّم عن تفسير القمّي في الحديث (1) من تفسير هذه الآيات.
صفحه : 710
اللهثم صمت فلم يتكلم حتي مضت له سنتان، و کان زكريا الحجة لله عز و جل علي النّاس بعد ما صمت عيسي (عليه السلام) سنتين، ثم مات زكريا (عليه السلام) فورثه ابنه يحيي الكتاب و الحكمة و هو صبي صغير، أما تسمع لقوله عز و جل يا يَحيي خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا}
«1»، فلما بلغ عيسي (عليه السلام) سبع سنين تكلم بالنبوة و الرسالة، حين أوحي الله تعالي إليه، فكان عيسي (عليه السلام) الحجة علي يحيي و علي النّاس أجمعين، و ليس تبقي الإرض- يا أبا خالد- يوما واحدا بغير حجة لله علي النّاس منذ يوم خلق الله آدم (عليه السلام)، و أسكنه الإرض».
فقلت: جعلت فداك، أ کان علي (عليه السلام) حجة من الله و رسوله علي هذه الامة في حياة رسول الله (صلي الله عليه و آله)! فقال: «نعم، يوم أقامه للناس، و نصبه علما، و دعاهم إلي ولايته، و أمرهم بطاعته».
قلت: و كانت طاعة علي (عليه السلام) واجبة علي النّاس في حياة رسول الله (صلي الله عليه و آله) و بعد وفاته! فقال: «نعم»، و لكنه صمت فلم يتكلم مع رسول الله (صلي الله عليه و آله) و كانت الطاعة لرسول الله (صلي الله عليه و آله) علي أمته و علي علي (عليه السلام) في حياة رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و كانت الطاعة من الله و من رسوله علي النّاس كلهم لعلي (عليه السلام) بعد وفاة رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و کان علي (عليه السلام) حكيما عالما».
14] 5786/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن صفوان بن يحيي، قال: قلت للرضا (عليه السلام): قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر (عليه السلام)، فكنت تقول: يهب الله لي غلاما، فقد وهب الله لك، فقر عيوننا، فلا أرانا الله يومك، فإن کان كون فإلي من! فأشار بيده إلي أبي جعفر (عليه السلام) و هو قائم بين يديه.
فقلت: جعلت فداك، هذا إبن ثلاث سنين! قال: «و ما يضر من ذلک، قد قام عيسي (عليه السلام)، بالحجة و هو إبن ثلاث سنين».
15] 6786/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيي بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في قول الله عز و جل وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ
. قال: «نفاعا».
16] 7786/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل ما يتقرب به العباد إلي ربهم، و أحب ذلک إلي الله عز و جل، ما هو!
فقال: «ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة، ألا تري أن العبد الصالح عيسي بن مريم (عليه السلام)، قال: وَ أَوصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا
».
-----------------------------------
14- الكافي 1: 314/ 2. 15- الكافي 2: 132/ 11. 16- الكافي 3: 264/ 1.
(1) مريم (عليها السلام) 19: 12.
صفحه : 711
17] 8786/[- و عنه: عن عدة عن أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن شريف بن سابق، عن الفضل إبن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): مر عيسي بن مريم (عليه السلام) بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من قابل، فإذا هو لا يعذب، فقال: يا رب، مررت بهذا القبر عام أول و کان يعذب، و مررت به العام فإذا هو ليس يعذب فأوحي الله إليه: أنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا و آوي يتيما، فلهذا غفرت له بما فعل ابنه، ثم قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): ميراث الله عز و جل من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده». ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) آية زكريا (عليه السلام): رب فَهَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِن آلِ يَعقُوبَ وَ اجعَلهُ رَبِّ رَضِيًّا
«1»».
18] 9786/[- علي بن إبراهيم: عن محمّد بن جعفر، قال: حدثني محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن يحيي بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ
. قال: «نفاعا».
19] 0886/[- إبن بابويه: قال: حدثنا أبي عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن يحيي بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ
، قال: «نفاعا».
20] 1886/[- و عنه: بإسناده، عن وهب بن منبه اليماني، قال: إن يهوديا سأل النبي (صلي الله عليه و آله)، فقال:
يا محمّد، أ كنت في ام الكتاب نبيا قبل أن تخلق! قال: «نعم». قال: و هؤلاء أصحابك المؤمنون مثبتون معك قبل أن يخلقوا! قال: «نعم».
قال: فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن أمك، کما تكلم عيسي بن مريم علي زعمك، و قد كنت قبل ذلک نبيا! فقال النبي (صلي الله عليه و آله): «إنه ليس أمري كأمر عيسي بن مريم، إن عيسي بن مريم خلقه الله عز و جل من ام ليس له أب، کما خلق الله آدم من غير أب و لا أم، و لو أن عيسي حين خرج من بطن امه لم ينطق بالحكمة، لم يكن لامه عذر عند النّاس، و قد أتت به من غير أب و كانوا يأخذونها کما يؤخذ به مثلها من المحصنات، فجعل الله عز و جل منطقه عذرا لامه».
21] 2886/[- و عنه: عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن محمّد الهمداني مولي بني هاشم، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمّد بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال:
-----------------------------------
17- الكافي 6: 3/ 12. 18- تفسير القمّي 2: 50. 19- معاني الأخبار: 212/ 1. 20- علل الشرائع: 79/ 1. [.....] 21- التوحيد: 236/ 1.
(1) مريم (عليها السلام) 19: 5 و 6.
صفحه : 712
اللهعليحدثنا كثير بن عياش القطان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر (عليه السلام)، قال: «لما ولد عيسي بن مريم (عليه السلام) کان إبن يوم كأنه إبن شهرين، فلما کان إبن سبعة أشهر، أخذت والدته بيده و جاءت به إلي الكتاب، فأقعدته بين يدي المؤدب، فقال له المؤدب: قل بسم الله الرحمن الرحيم. فقال عيسي (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم. فقال له المؤدب: قل أبجد فرفع عيسي (عليه السلام) رأسه، فقال: و هل تدري ما أبجد! فعلاه بالدرة ليضربه، فقال: يا مؤدب، لا تضربني إن كنت تدري، و إلا فسلني حتي أفسر لك. قال:
فسره لي.
فقال: عيسي (عليه السلام): الألف: آلاء الله، و الباء: بهجة الله، و الجيم: جمال الله، و الدال: دين الله، هوز، الهاء:
هول جهنم، و الواو: ويل لأهل النار، و الزاي: زفير جهنم، حطي: حطت الخطايا عن المستغفرين، كلمن: كلام الله لا مبدل لكلماته، سعفص: صاع و الجزاء بالجزاء، قرشت: قرشهم فحشرهم.
فقال المؤدب: أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم و لا حاجة له في المؤدب».
قوله تعالي:
فَاختَلَفَ الأَحزابُ مِن بَينِهِم فَوَيلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَشهَدِ يَومٍ عَظِيمٍ [37]
1] 3886/[- العياشي: عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، يقول:1» «الزم الإرض لا تحرك يدك و لا رجلك أبدا حتي تري علامات أذكرها لك في سنة، و تري مناديا ينادي بدمشق، و خسفا بقرية من قراها، و تسقط طائفة من مسجدها، فإذا رأيت الترك جازوها، فأقبلت الترك حتي نزلت الجزيرة، و أقبل الروم حتي نزلت الرملة، و هي سنة اختلاف في کل أرض من أرض العرب«، و أن أهل الشام يختلفون عند ذلک علي ثلاث رايات:
2» الأصهب«، و الأبقع، و السفياني، مع بني ذنب الحمار مضر، و مع السفياني أخواله من كلب، فيظهر السفياني، و من معه علي بني ذنب الحمار، حتي يقتلوا قتلا لم يقتله شيء قط و يحضر رجل بدمشق، فيقتل هو و من معه قتلا لم يقتله شيء قط، و هو من بني ذنب الحمار، و هي الآية الّتي يقول الله تبارك و تعالي: فَاختَلَفَ الأَحزابُ مِن بَينِهِم
إلي آخره«3».
-----------------------------------
1- تفسير العيّاشي 1: 64/ 117.
(1) في «ي، ط»: المغرب.
(2) في «ي»: الأشهب.
(3) تقدّم في الحديث (10) من تفسير الآية (148) من سورة البقرة.
صفحه : 713
قوله تعالي:
وَ أَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِ إِذ قُضِيَ الأَمرُ وَ هُم فِي غَفلَةٍ وَ هُم لا يُؤمِنُونَ [39]
1] 4886/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سئل عن قوله تعالي: وَ أَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِ
.
قال: «ينادي مناد من عند الله، و ذلک بعد ما صار أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار: يا أهل الجنة، و يا أهل النار، هل تعرفون الموت في صورة من الصور! فيقولون: لا فيؤتي بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة و النار، ثم ينادون جميعا: أشرفوا و انظروا إلي الموت، فيشرفون، ثم يأمر الله به فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت أبدا، و يا أهل النار خلود فلا موت أبدا، و هو قوله تعالي وَ أَنذِرهُم يَومَ الحَسرَةِ إِذ قُضِيَ الأَمرُ وَ هُم فِي غَفلَةٍ
أي قضي علي أهل الجنة بالخلود فيها، و علي أهل النار بالخلود فيها».
2] 5886/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله)- في حديث- إن الموت فخر في نفسه، فقال تعالي:
لا تفخر فإني ذابحك بين الفريقين: أهل الجنة و أهل النار، ثم لا أحييك أبدا فترجي أو تخاف».
3] 6886/[- إبن بابويه: عن أبيه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمّد الأصبهاني، عن سليمان إبن داود، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «يوم التلاق: يوم يلتقي أهل السماء و أهل الإرض، و يوم التناد: يوم ينادي أهل النار أهل الجنة: أَن أَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أَو مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ
«1»، و يوم التغابن:
يوم يغبن أهل الجنة أهل النار، و يوم الحسرة: يوم يؤتي بالموت فيذبح».
قوله تعالي:
إِنّا نَحنُ نَرِثُ الأَرضَ وَ مَن عَلَيها وَ إِلَينا يُرجَعُونَ- إلي قوله تعالي- صِدِّيقاً نَبِيًّا [40- 41] 6887/[4]- علي بن إبراهيم، قال: کل شيء خلقه الله يرثه الله يوم القيامة.
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 50. 2- الكافي 8: 149/ 129. 3- معاني الأخبار: 156/ 1. 4- تفسير القمّي 2: 51.
(1) الأعراف 7: 50.
صفحه : 714
قوله تعالي:
إِذ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ ما لا يَسمَعُ وَ لا يُبصِرُ وَ لا يُغنِي عَنكَ شَيئاً- إلي قوله تعالي- وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيًّا [42- 50]
1] 8886/[- إبن بابويه، قال: حدثني علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق، قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي الفزاري، قال: حدثنا محمّد بن الحسين بن زيد الزيات، قال: حدثنا محمّد بن زياد الأزدي، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام)- و ذكر الحديث فيما ابتلي إبراهيم ربه بكلمات- فقال (عليه السلام) فيما ذكر: «ثم العزلة عن أهل البيت و العشيرة مضمن معناه في قوله: وَ أَعتَزِلُكُم وَ ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ
الآية.
و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، بيان ذلک في قوله تعالي: يا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ ما لا يَسمَعُ وَ لا يُبصِرُ وَ لا يُغنِي عَنكَ شَيئاً يا أَبَتِ إِنِّي قَد جاءَنِي مِنَ العِلمِ ما لَم يَأتِكَ فَاتَّبِعنِي أَهدِكَ صِراطاً سَوِيًّا يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطانَ إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلرَّحمنِ عَصِيًّا يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيطانِ وَلِيًّا
.
و دفع السيئة بالحسنة، و ذلک لما قال له أبوه: أَ راغِبٌ أَنتَ عَن آلِهَتِي يا إِبراهِيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنَّكَ وَ اهجُرنِي مَلِيًّا
فقال في جواب أبيه سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا.
ثم الحكم و الانتماء إلي الصالحين في قوله: رَبِّ هَب لِي حُكماً وَ أَلحِقنِي بِالصّالِحِينَ
«1» يعني بالصالحين الّذين لا يحكمون إلا بحكم الله عز و جل، و لا يحكمون بالآراء و المقاييس حتي يشهد له من يکون بعده من الحجج بالصدق، بيان ذلک في قوله: وَ اجعَل لِي لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرِينَ«2» أراد في هذه الامة الفاضلة، فأجابه الله، و جعل له و لغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين، و هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و ذلک قوله عز و جل وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيًّا».
2] 9886/[- إبن بابويه، قال: حدثني أبي و محمّد بن الحسن (رضي الله عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «کان أبو إبراهيم منجما لنمرود بن كنعان، و کان نمرود لا يصدر إلا عن رأيه، فنظر في النجوم ليلة من الليالي، فأصبح، فقال: لقد رأيت في ليلتي هذه عجبا، فقال له نمرود: و ما هو!
-----------------------------------
1- معاني الأخبار: 126/ 1. 2- كمال الدين و تمام النعمة: 138/ 7.
(1) الشعراء 26: 83. [.....]
(2) الشعراء 26: 84. 1»
صفحه : 715
اللهفقال: رأيت مولودا يولد في أرضنا هذه، فيكون هلاكنا علي يديه، و لا يلبث إلا قليلا حتي يحمل به. فعجب من ذلک نمرود، و قال: هل حملت به النساء! فقال: لا، و کان فيما اوتي به من العلم أنه سيحرق بالنار، و لم يكن اوتي أن الله تعالي سينجيه- قال- فحجب النساء عن الرجال، فلم يترك امرأة إلا جعلت« بالمدينة، حتي لا يخلص إليهن الرجال».
2» قال: «و باشر أبو إبراهيم امرأته« فحملت به، فظن أنه صاحبه، فأرسل إلي النساء من القوابل لا يکون في البطن شيء إلا علمن به، فنظرن إلي ام إبراهيم، فألزم الله تبارك و تعالي ذكره ما في الرحم الظهر، فقلن: ما نري شيئا في بطنها.
3» فلما وضعت ام إبراهيم به، أراد أبوه أن يذهب به إلي نمرود، فقالت له امرأته: لا تذهب بابنك إلي نمرود فيقتله، دعني أذهب به إلي بعض الغيران«، أجعله فيه حتي يأتي عليه أجله، و لا تكون أنت تقتل ابنك، فقال لها:
فاذهبي به فذهبت به إلي غار، ثم أرضعته، ثم جعلت علي باب الغار صخرة، ثم انصرفت عنه، فجعل الله عز و جل رزقه في إبهامه، فجعل يمصها فيشرب لبنا، و جعل يشب في اليوم کما يشب غيره في الجمعة، و يشب في الجمعة کما يشب غيره في الشهر، و يشب في الشهر کما يشب غيره في السنة، فمكث ما شاء الله أن يمكث.
ثم إن امه قالت لأبيه: لو أذنت لي أن أذهب إلي ذلک الصبي فأراه، فعلت، قال: فافعلي. فأتت الغار، فإذا هي بإبراهيم (عليه السلام)، و إذا عيناه تزهران كأنهما سراجان، فأخذته و ضمته إلي صدرها، و أرضعته، ثم انصرفت عنه، فسألها أبوه عن الصبي، فقالت له: قد واريته في التراب، فمكثت تعتل و تخرج في الحاجة و تذهب إلي إبراهيم (عليه السلام)، فتضمه إليها، و ترضعه ثم تنصرف.
فلما تحرك أتته امه کما كانت تأتيه، و صنعت کما كانت تصنع، فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها، فقالت له:
مالك! فقال لها: اذهبي بي معك، فقالت له: حتي استأمر أباك، فلم يزل إبراهيم (عليه السلام) في الغيبة مخفيا لشخصه، كاتما لأمره حتي ظهر فصدع بأمر الله تعالي ذكره، و أظهر الله تعالي قدرته فيه، ثم غاب (عليه السلام) الغيبة الثانية، و ذلک حين نفاه الطاغوت عن المصر، فقال: وَ أَعتَزِلُكُم وَ ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَ أَدعُوا رَبِّي عَسي أَلّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا
قال الله جل ذكره فَلَمَّا اعتَزَلَهُم وَ ما يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلنا نَبِيًّا وَ وَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنا وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيًّا يعني به علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لأن إبراهيم (عليه السلام) کان قد دعا الله عز و جل أن يجعل له لسان صدق في الآخرين، فجعل الله تبارك و تعالي له و لإسحاق و يعقوب لسان صدق عليا، فأخبر علي (عليه السلام) بأن القائم (عليه السلام) هو الحادي عشر من ولده، و أنه المهدي ألذي يملأ الإرض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما، و أنه تكون له غيبة و حيرة يضل فيها أقوام،
-----------------------------------
(1) (إلّا جعلت) ليس في «ي».
(2) في المصدر و «ط» نسخة بدل: و وقع أبو إبراهيم علي امرأته.
(3) الغّار: كالكهف في الجبل، و الجمع غير ان. «الصحاح- غور- 2: 773». 1»
صفحه : 716
اللهو يهتدي فيها آخرون، و أن هذا كائن کما هو« مخلوق».
3] 0986/[- عنه، قال: حدثنا أبي و محمّد بن الحسن (رضي الله عنهما)، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله بن جعفر الحميري، جميعا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: خرج إبراهيم (عليه السلام) ذات يوم يسير في البلاد ليعتبر، فمر بفلاة من الإرض، فإذا هو برجل قائم يصلي، قد قطع إلي السماء صوته، و لباسه شعر، فوقف عليه إبراهيم (عليه السلام)، و عجب منه، و جلس ينتظر فراغه، فلما طال ذلک عليه حركه بيده، و قال له: إن لي إليك حاجة قال: فخفف الرجل، و جلس عند إبراهيم (عليه السلام)، فقال له إبراهيم (عليه السلام): لمن تصلي! فقال: لإله إبراهيم. فقال له: و من إله إبراهيم! فقال:
2» ألذي خلقك و خلقني. فقال له إبراهيم: لقد أعجبني نحوك، و أنا أحب أن اؤاخيك في الله عز و جل، فأين منزلك إذا أردت زيارتك و لقاءك! فقال له الرجل: منزلي خلف هذه النطفة« و أشار بيده إلي البحر، و أما مصلاي فهذا الموضع، تصيبني فيه إذا أردتني إن شاء الله تعالي.
ثم قال الرجل لإبراهيم (عليه السلام): لك حاجة! فقال إبراهيم (عليه السلام): نعم. قال: و ما هي! قال له: تدعو الله و أؤمن علي دعائك، أو أدعو الله أنا و تؤمن علي دعائي. فقال له الرجل: و فيم تدعو الله! فقال إبراهيم (عليه السلام):
للمذنبين المؤمنين. فقال الرجل: لا. فقال إبراهيم (عليه السلام): و لم! فقال: لأني دعوت الله منذ ثلاث سنين بدعوة لم أر إجابتها إلي الساعة، و أنا أستحي من الله عز و جل أن أدعوه بدعوة حتي أعلم أنه قد أجابني. فقال إبراهيم (عليه السلام): و فيما دعوته!
3»4» فقال له الرجل: إني لفي مصلاي هذا ذات يوم، إذ مربي غلام أروع«، النور يطلع من جبينه، له ذؤابة من خلفه، و معه بقر يسوقها، كأنما دهنت دهنا، و غنم يسوقها كأنما دخست« دخسا- قال- فأعجبني ما رأيت منه، فقلت: يا غلام، لمن هذا البقر و الغنم! فقال: لي، فقلت: و من أنت! فقال: أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عز و جل، فدعوت الله عز و جل عند ذلک، و سألته أن يريني خليله، فقال له إبراهيم (عليه السلام): فأنا إبراهيم خليل الرحمن، و ذلک الغلام ابني.
5» فقال الرجل عند ذلک: الحمد لله رب العالمين ألذي أجاب دعوتي. قال: ثم قبل الرجل صفحتي وجه إبراهيم (عليه السلام) و عانقه، ثم قال: الآن فنعم، فادع الله حتي أؤمن علي دعائك، فدعا إبراهيم (عليه السلام) للمؤمنين و المؤمنات« من يومه ذلک إلي يوم القيامة بالمغفرة و الرضا عنهم- قال- و أمن الرجل علي دعائه».
-----------------------------------
3- كمال الدين و تمام النعمة: 140/ 8.
(1) في المصدر: کما أنّه.
(2) في «ج» المطبقة، و النّطفة: الماء الصافي. «المعجم الوسيط- نطف- 2: 931».
(3) الأروع من الرجال: ألذي يعجبك حسنه. «الصحاح- روع- 3: 1223».
(4) دخس دخسا: اكتنز. «المعجم الوسيط- دخس- 1: 274».
(5) في المصدر زيادة: المذنبين.
صفحه : 717
اللهفقال أبو جعفر (عليه السلام): «فدعوة إبراهيم (عليه السلام) بالغة للمؤمنين المذنبين من شيعتنا إلي يوم القيامة».}
4] 1986/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن إبن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): رحم الله عبدا طلب من الله عز و جل حاجة فألح في الدعاء، استجيب له أو لم يستجب» و تلا هذه الآية: وَ أَدعُوا رَبِّي عَسي أَلّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا
.
5] 2986/[- علي بن إبراهيم: قوله تعالي فَلَمَّا اعتَزَلَهُم
يعني إبراهيم (عليه السلام) وَ ما يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلنا نَبِيًّا وَ وَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنا يعني لإبراهيم و إسحاق و يعقوب، من رحمتنا: رسول الله (صلي الله عليه و آله) وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيًّا يعني أمير المؤمنين (عليه السلام).
قال علي بن إبراهيم: حدثني بذلك أبي، عن الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام).
6] 3986/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن القاسم، قال: حدثنا أحمد بن محمّد السياري، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إن قوما طالبوني باسم أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتاب الله عز و جل، فقلت لهم: من قوله تعالي وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيًّا
. فقال: «صدقت، هو هكذا».
7] 4986/[- إبن شهر آشوب: عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام)، في خبر: «أن إبراهيم (عليه السلام) کان قد دعا الله أن يجعل له لسان صدق في الآخرين، فقال الله تعالي: وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلنا نَبِيًّا وَ وَهَبنا لَهُم مِن رَحمَتِنا وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيًّا
يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام)».
قوله تعالي:
وَ نادَيناهُ مِن جانِبِ الطُّورِ الأَيمَنِ وَ قَرَّبناهُ نَجِيًّا [52]
1] 5986/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «جاء إبليس (لعنه الله) إلي موسي (عليه السلام)، و هو يناجي ربه، فقال له ملك من الملائكة: ويلك، ما ترجو منه، و هو علي هذه الحالة، يناجي ربه! فقال: أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم و هو في الجنة.
-----------------------------------
4- الكافي 2: 345/ 6. 5- تفسير القمّي 2: 51. 6- تأويل الآيات 1: 304/ 10. 7- مناقب إبن شهر آشوب: 3: 107. [.....] 1- تفسير القمّي 1: 242.
صفحه : 718
اللهو کان مما ناجي الله موسي (عليه السلام): يا موسي، إني لا أقبل الصلاة إلا ممن تواضع لعظمتي، و ألزم قلبه خوفي، و قطع نهاره بذكري، و لم يبت مصرا علي الخطيئة، و عرف حق أوليائي و أحبائي.}
فقال موسي (عليه السلام): يا رب، تعني بأوليائك و أحبائك، إبراهيم و إسحاق و يعقوب! قال: هو كذلك، إلا أني أردت بذلك من من أجله خلقت آدم و حواء، و من أجله خلقت الجنة و النار.
فقال: و من هو يا رب! قال: محمّد، أحمد، شققت أسمه من اسمي، لأني أنا المحمود، و هو محمّد.
1» فقال موسي (عليه السلام): يا رب، اجعلني من أمته. فقال له: يا موسي، أنت من أمته إذا عرفته، و عرفت منزلته، و منزلة أهل بيته، إن مثله و مثل أهل بيته فيمن خلقت كمثل الفردوس في الجنان، لا ينتثر ورقها، و لا يتغير طعمها، فمن عرفهم، و عرف حقهم جعلت له عند الجهل علما«، و عند الظلمة نورا، أجيبه قبل أن يدعوني، و أعطيه قبل أن يسألني. يا موسي، إذا رأيت الفقر مقبلا، فقل: مرحبا بشعار الصالحين، و إذا رأيت الغني مقبلا، فقل: ذنب تعجلت عقوبته. يا موسي، إن الدنيا دار عقوبة، عاقبت فيها آدم، عند خطيئته، و جعلتها ملعونة بمن فيها، إلا ما کان فيها لي، يا موسي، إن عبادي الصالحين زهدوا فيها بقدر علمهم بها، و سائرهم من خلقي رغبوا فيها بقدر جهلهم، و ما من خلقي أحد عظمها فقرت عينه فيها، و لم يحقرها أحد إلا تمتع بها».
2» ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن قدرتم أن لا تعرفوا فافعلوا، و ما عليك إن لم يثن عليك النّاس، و ما عليك أن تكون مذموما عند النّاس، و كنت عند الله محمودا، إن أمير المؤمنين (عليه السلام) کان يقول: لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل يزداد کل يوم إحسانا، و رجل يتدارك منيته بالتوبة، و أني له بالتوبة! و الله لو سجد حتي ينقطع عنقه، ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت، ألا و من عرف حقنا و رجا الثواب فينا، رضي بقوته نصف مد« کل يوم، و ما يستر عورته و ما أكن رأسه، و هم في ذلک خائفون وجلون».
قوله تعالي:
وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا [54]
1] 6986/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: أ تدري لم سمي إسماعيل صادق الوعد!» قال: قلت: لا أدري قال: «وعد رجلا، فجلس له حولا ينتظره».
-----------------------------------
1- علل الشرائع: 77/ 1.
(1) في «ج، ي»: حلما.
(2) المدّ: مكيال قديم، يعادل نحو 687 غراما.
صفحه : 719
2] 7986/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، و محمّد بن سنان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن إسماعيل ألذي قال الله عز و جل في كتابه: وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
لم يكن إسماعيل بن إبراهيم، بل کان نبيا من الأنبياء، بعثه الله عز و جل إلي قومه، فأخذوه فسلخوا فروة رأسه و وجهه، فأتاه ملك، فقال: إن الله جل جلاله بعثني إليك، فمرني بما شئت. فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين (عليه السلام)».
3] 8986/[- و عنه، قال: حدثني أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد إبن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «إن إسماعيل کان رسولا نبيا، سلط عليه قومه، فقشروا جلدة وجهه و فروة رأسه، و أتاه رسول من رب العالمين، فقال له: ربك يقرئك السلام، و يقول: قد رأيت ما صنع بك، و قد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت، فقال: يکون لي بالحسين بن علي (عليه السلام) أسوة».
4] 9986/[- المفيد في (أماليه) قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد إبن محمّد بن سعيد، قال: حدثنا يحيي بن زكريا، قال: حدثنا عثمان بن عيسي، عن أحمد بن سليمان، و عمران بن مروان، عن سماعة بن مهران، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن ألذي قال الله في كتابه: وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
سلط عليه قومه، فكشطوا وجهه و فروة رأسه، فبعث الله إليه ملكا، فقال له: إن رب العالمين يقرئك السلام: و يقول: قد رأيت ما صنع بك قومك، فسلني ما شئت، فقال:
يا رب العالمين، لي بالحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) أسوة».
قال أبو عبد الله (عليه السلام): «و ليس هو إسماعيل بن إبراهيم، (علي نبينا و عليهما السلام)».
5] 0096/[- أبو القاسم بن قولويه، قال: حدثني أبي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن أحمد إبن محمّد بن عيسي، و محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، و يعقوب بن يزيد، جميعا، عن محمّد بن سنان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن إسماعيل ألذي قال الله تعالي في كتابه: وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
، لم يكن إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، بل کان نبيا من الأنبياء، بعثه الله إلي قومه، فأخذوه فسلخوا فروة رأسه و وجهه، فأتاه ملك عن الله تبارك و تعالي، فقال: إن الله بعثني إليك فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين (عليه السلام)».
و عنه، قال: و حدثني أبي (رحمه الله)، عن سعد بن عبد الله، عنهما، جميعا، عن محمّد بن سنان، عن عمار بن
-----------------------------------
2- علل الشرائع: 77/ 2. 3- علل الشرائع: 78/ 3. 4- الأمالي 39/ 7. 5- كامل الزيارات: 64/ 1.
صفحه : 720
اللهعليمروان، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إنه کان رسولا نبيا». و ذكر الحديث مثله«1».
6] 1096/[- و عنه، قال: حدثني محمّد بن جعفر الرزاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، و أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن مروان بن مسلم، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يا إبن رسول الله، أخبرني عن إسماعيل ألذي ذكره الله في كتابه، حيث يقول: وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
أ کان إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، فإن النّاس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)!
فقال (عليه السلام): «إسماعيل مات قبل إبراهيم، و إن إبراهيم کان حجة لله قائما، صاحب شريعة، فإلي من أرسل إسماعيل إذن».
فقلت: جعلت فداك، فمن کان!
2»3» فقال (عليه السلام): «ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي بعثه الله إلي قومه، فكذبوه و قتلوه و سلخوا وجهه، فغضب الله عليهم، فوجه إليه سطاطائيل« ملك العذاب، فقال له: يا إسماعيل: أنا سطاطائيل ملك العذاب، وجهني إليك رب العزة لأعذب قومك بأنواع العذاب إن شئت. فقال له إسماعيل: لا حاجة لي في ذلک يا سطاطائيل فأوحي الله إليه: فما حاجتك يا إسماعيل! فقال إسماعيل: يا رب، إنك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية، و لمحمد بالنبوة، و لوصيه« بالولاية، و أخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي (عليهما السلام) بعد نبيها، و إنك وعدت الحسين (عليه السلام) أن تكره إلي الدنيا، حتي ينتقم بنفسه ممن فعل ذلک به، فحاجتي إليك- يا رب- أن تكرني إلي الدنيا، حتي أنتقم ممن فعل ذلک بي کما تكر الحسين (عليه السلام). فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلک، فهو يكر مع الحسين بن علي (صلوات الله عليهما)».
7] 2096/[- و عنه، قال: حدثني محمّد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن محمّد بن سنان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن إسماعيل ألذي قال الله تعالي في كتابه وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
أخذ فسلخت فروة وجهه و رأسه، فأتاه ملك، فقال: إن الله بعثني إليك، فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بالحسين بن علي (عليهما السلام)».
8] 3096/[- صاحب (الأربعين) عن (الأربعين)، بإسناده عن أنس بن مالك، عن رسول الله (صلي الله عليه و آله)- في حديث- قال (صلي الله عليه و آله) فيه: « يا أنس، من أراد أن ينظر إلي إسماعيل في صدقه- هو إسماعيل بن حزقيل، و هو
-----------------------------------
6- كامل الزيارات: 65/ 3. 7- كامل الزيارات: 65/ 4. 8- الأربعين عن الأربعين للخزاعي: 27/ 27.
(1)- كامل الزيارات: 64/ 2.
(2) في المصدر: اسطاطائيل، في جميع المواضع.
(3) في المصدر: و لأوصيائه. [.....]
صفحه : 721
اللهألذي ذكره الله في القرآن: وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ}
- فلينظر إلي علي بن أبي طالب».
9] 4096/[- المفيد في (الاختصاص): أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
علمنا الرسول من النبي! فقال: «النبي: هو ألذي يري في منامه، و يسمع الصوت، و لا يعاين الملك، و الرسول: يعاين الملك و يكلمه».
1» قلت: فالإمام، ما منزلته! قال: «يسمع الصوت، و لا يري، و لا يعاين الملك»، ثم تلا هذه الآية: «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث»«.
قوله تعالي:
وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِدرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا وَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيًّا [56- 57]
1] 5096/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن مفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):2» أخبرني جبرئيل (عليه السلام)، أن ملكا من ملائكة الله كانت له منزلة عند الله عز و جل منزلة عظيمة، فغضب« عليه، فاهبط من السماء إلي الإرض، فأتي إدريس (عليه السلام)، فقال: إن لك من الله منزلة، فاشفع لي عند ربك، فصلي ثلاث ليال لا يفتر، و صام أيامها لا يفطر، ثم طلب إلي الله عز و جل في السحر، في الملك.
فقال الملك: إنك قد أعطيت سؤلك، و قد اطلق لي جناحي، و أنا أحب أن اكافئك، فاطلب إلي حاجة، فقال: تريني ملك الموت لعلي آنس به، فإنه ليس يهنئني مع ذكره شيء فبسط جناحه، ثم قال: اركب فصعد به يطلب ملك الموت في السماء الدنيا، فقيل له: اصعد فاستقبله بين السماء الرابعة و الخامسة، فقال الملك: يا ملك الموت، مالي أراك قاطبا! قال: العجب إني تحت ظل العرش حيث أمرت أن اقبض روح آدمي بين السماء الرابعة و الخامسة فسمع إدريس (عليه السلام) فامتعض، فخر من جناح الملك، فقبض روحه مكانه، و قال الله عز و جل وَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيًّا
».
-----------------------------------
9- الاختصاص: 328. 1- الكافي 3: 257/ 26.
(1) الحج 22: 52، و لكن لفظة «و لا محدّث» ليست في الآية، إنّما هو في قراءة أهل البيت (عليهم السلام)، و في تفسير القرطبي 12: 79 و الدر المنثور 6: 65 عن إبن عباس أيضا، و المحدّث، بفتح الدال المشدّدة: ألذي يحدّثه الملك، انظر «الوافي 2: 74».
(2) في «ط» و المصدر: فتعتّب، أي وجد.
صفحه : 722
2] 6096/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن الله تبارك و تعالي غضب علي ملك من الملائكة، فقطع جناحه، و ألقاه في جزيرة من جزائر البحر، فبقي ما شاء الله في ذلک البحر، فلما بعث الله إدريس (عليه السلام)، جاء ذلک الملك إليه، فقال: يا نبي الله، ادع الله لي أن يرضي عني، و يرد علي جناحي. قال: نعم فدعا له إدريس (عليه السلام)، فرد عليه جناحه، و رضي عنه.
فقال الملك لإدريس: أ لك إلي حاجة! قال: نعم، أحب أن ترفعني إلي السماء، حتي أنظر إلي ملك الموت، فإنه لا عيش لي مع ذكره، فأخذه الملك علي جناحه، حتي انتهي به إلي السماء الرابعة، فإذا ملك الموت يحرك رأسه تعجبا، فسلم إدريس علي ملك الموت، و قال له: مالك تحرك رأسك! قال: إن رب العزة أمرني أن أقبض روحك بين السماء الرابعة و الخامسة فقلت: يا رب، و كيف هذا، و غلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام، و من السماء الرابعة إلي السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام، و غلظ السماء الثالثة خمسمائة عام، و من السماء الثالثة إلي السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام، و کل سماء و ما بينهما كذلك، فكيف يکون هذا! ثم قبض روحه بين السماء الرابعة و الخامسة، و هو قوله: وَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيًّا
». قال: «و سمي إدريس لكثرة دراسته للكتب»«1».
3] 7096/[- و عنه: عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن رسول الله (صلي الله عليه و آله) في حديث الإسراء، قال (صلي الله عليه و آله): «ثم صعدت إلي السماء الرابعة، و إذا فيها رجل، فقلت: من هذا، يا جبرئيل! قال: هذا إدريس رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه و سلّم علي، و استغفرت له و استغفر لي».
قوله تعالي:
أُولئِكَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم- إلي قوله تعالي- مَن كانَ تَقِيًّا [58- 63] 6908/[1]- علي بن إبراهيم، قال: قوله تعالي فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ و هو الرديء«بهما «2»، و الدليل علي ذلک قوله تعالي أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا. ثم استثني عز و جل، فقال: إِلّا مَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ وَ لا يُظلَمُونَ شَيئاً.
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 2: 51. 3- تفسير القمّي 2: 8. 1- تفسير القمّي 2: 52.
(1) في «ج، ي»: للحديث.
(2) في المصدر: الدنيء.
صفحه : 723
بهما [2] 9096/«- محمّد بن العباس، قال: حدثنا جعفر بن محمّد الرازي، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «کان علي بن الحسين (عليهما السلام) يسجد في سورة مريم، حين يقول: وَ مِمَّن هَدَينا وَ اجتَبَينا إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُ الرَّحمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِيًّا
و يقول: نحن عنينا، و نحن أهل الهدي«بهما «1» و الصفوة».
بهما [3] 0196/«- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن همام بن سهيل، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: أُولئِكَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَ مِمَّن حَمَلنا مَعَ نُوحٍ وَ مِن ذُرِّيَّةِ إِبراهِيمَ وَ إِسرائِيلَ وَ مِمَّن هَدَينا وَ اجتَبَينا إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُ الرَّحمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِيًّا
.
قال: «نحن ذرية إبراهيم، و نحن المحمولون مع نوح، و نحن صفوة الله، و أما قوله: وَ مِمَّن هَدَينا وَ اجتَبَينا
فهم- و الله- شيعتنا الّذين هداهم الله لمودتنا و اجتباهم لديننا، فحيوا عليه، و ماتوا عليه، و وصفهم الله بالعبادة، و الخشوع، و رقة القلب، فقال: إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُ الرَّحمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِيًّا، ثم قال عز و جل: فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا. و هو جبل من صفر يدور في جهنم، ثم قال عز و جل: إِلّا مَن تابَ من غش آل محمّد وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ وَ لا يُظلَمُونَ شَيئاً إلي قوله: كانَ تَقِيًّا».
6911/«بهما [4]- علي بن إبراهيم، قال: و قوله: جَنّاتِ عَدنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحمنُ عِبادَهُ بِالغَيبِ إِنَّهُ كانَ وَعدُهُ مَأتِيًّا لا يَسمَعُونَ فِيها- يعني في الجنة- لَغواً إِلّا سَلاماً وَ لَهُم رِزقُهُم فِيها بُكرَةً وَ عَشِيًّا قال: ذلک في جنات الدنيا قبل القيامة، و الدليل علي ذلک قوله: بُكرَةً وَ عَشِيًّا فالبكرة و العشي لا تكون في الآخرة في جنات الخلد، و إنما يکون الغدو و العشي في جنات الدنيا الّتي تنتقل إليها أرواح المؤمنين، و تطلع فيها الشمس و القمر.
بهما [5] 2196/«- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد و سهل بن زياد و علي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن إبن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ضريس الكناسي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)، إن النّاس يذكرون أن فراتنا يخرج من الجنة، فكيف و هو يقبل من المغرب، و تصب فيه العيون و الأودية!؟ قال: فقال أبو جعفر (عليه السلام) و أنا أسمع: «إن لله جنة خلقها في المغرب، و ماء فراتكم يخرج منها، و إليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند کل مساء، فتسقط علي ثمارها، و تأكل منها، و تتنعم فيها، و تتلاقي
-----------------------------------
2- تأويل الآيات 1: 305/ 11. 3- تأويل الآيات 1: 305/ 12. 4- تفسير القمّي 2: 52. 5- الكافي 3: 246/ 1.
(1) في «ج»: الحبوة. [.....] بهما «1»
صفحه : 724
اللهو تتعارف«، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنة، فكانت في الهواء، فيما بين السماء و الإرض، تطير ذاهبة و جائية، و تعهد حفرها إذا طلعت الشمس، و تتلاقي في الهواء، و تتعارف- قال- و إن لله نارا في المشرق، خلقها ليسكنها أرواح الكفار، و يأكلون من زقومها، و يشربون من حميمها ليلهم، فإذا طلع الفجر هاجت إلي واد باليمن، يقال له برهوت، أشد حرا من نيران الدنيا، كانوا فيها يتلاقون، و يتعارفون، فإذا کان المساء عادوا إلي النار، فهم كذلك إلي يوم القيامة».
قال: قلت: أصلحك الله، فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمّد (صلي الله عليه و آله) من المسلمين المذنبين، الّذين يموتون و ليس لهم إمام، و لا يعرفون ولايتكم!
فقال: «أما هؤلاء فإنهم في حفرهم، لا يخرجون منها، فمن کان له عمل صالح، و لم تظهر منه عداوة، فإنه يخد له خد إلي الجنة الّتي خلقها الله في المغرب، فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلي يوم القيامة، فيلقي الله، فيحاسبه بحسناته و سيئاته، فإما إلي الجنة، و إما إلي النار، فهؤلاء موقوفون لأمر الله، و كذلك يفعل الله بالمستضعفين، و البله، و الأطفال، و أولاد المسلمين الّذين لم يبلغوا الحلم.
فأما النصاب من أهل القبلة، فإنهم يخد لهم خد إلي النار الّتي خلقها الله بالمشرق، فيدخل عليهم منها اللهب و الشرر و الدخان و فورة الحميم، إلي يوم القيامة، ثم مصيرهم إلي الجحيم، ثم في النار يسجرون، ثم قيل لهم: أين ما كنتم تدعون من دون الله، أين إمامكم ألذي اتخذتموه دون الإمام ألذي جعله الله للناس إماما!».
بهما [6] 3196/«- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن مثني الحناط، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنة، يأكلون من طعامها، و يشربون من شرابها، و يقولون: ربنا أقم الساعة لنا، و أنجز لنا ما وعدتنا، و ألحق آخرنا بأولنا».
بهما [7] 4196/«- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن درست بن أبي منصور، عن إبن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:بهما «2» «إن الأرواح في صفة الأجساد، في شجرة في الجنة، تتعارف و تتساءل، فإذا قدمت الروح علي الأرواح، تقول: دعوها فإنها قد أقبلت« من هول عظيم ثم يسألونها، ما فعل فلان، و ما فعل فلان! فإن قالت لهم: تركته حيا ارتجوه، و إن قالت: قد هلك قالوا: قد هوي هوي».
بهما [8] 5196/«- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن محمّد بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أرواح المؤمنين.
-----------------------------------
6- الكافي 3: 244/ 2. 7- الكافي 3: 244/ 3. 8- الكافي 3: 244/ 4.
(1) في «ي، ط»: و تتفارق.
(2) في المصدر: أفلتت.
صفحه : 725
اللهفقال: «في حجرات في الجنة، يأكلون من طعامها، و يشربون من شرابها، و يقولون: ربنا أقم لنا الساعة، و أنجز لنا ما وعدتنا، و ألحق آخرنا بأولنا».}
بهما [9] 6196/«- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن علي بن الصلت، عن إبن أخي شهاب بن عبد ربه، قال: شكوت إلي أبي عبد الله (عليه السلام) ما ألقي من الأوجاع و التخم، فقال لي: «تغد و تعش، و لا تأكل بينهما شيئا، فإن فيه فساد البدن، أما سمعت الله عز و جل يقول: وَ لَهُم رِزقُهُم فِيها بُكرَةً وَ عَشِيًّا
».
بهما [10] 7196/«- الحسين بن بسطام في كتاب (طب الأئمة (عليهم السلام)): عن محمّد بن عبد الله العسقلاني، قال:
حدثنا النضر بن سويد، عن علي بن الصلت، عن إبن أخي شهاب، قال: شكوت إلي أبي عبد الله (عليه السلام) الأوجاع و التخم!
فقال: «تغد و تعش، و لا تأكل بينهما شيئا، فإن فيه فساد البدن، أما سمعت الله تعالي يقول: وَ لَهُم رِزقُهُم فِيها بُكرَةً وَ عَشِيًّا
!».
قوله تعالي:
وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [64]
بهما [1] 8196/«- إبن بابويه: بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام)- في حديثه في جواب الشاك- قال: «و أما قوله:
وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
، فإن ربنا تبارك و تعالي علوا كبيرا ليس بالذي ينسي، و لا يغفل، بل هو الحفيظ العليم، و قد يقول العرب في باب النسيان: قد نسينا فلان فلا يذكرنا أي إنه لا يأمر لنا«بهما «1» بخير، و لا يذكرنا به».
و سيأتي الحديث بطوله مسندا في آخر الكتاب إن شاء الله تعالي«بهما «2»».
قوله تعالي:
وَ يَقُولُ الإِنسانُ أَ إِذا ما مِتُّ- إلي قوله تعالي- وَ لَم يَكُ شَيئاً [66- 67] 6919/«بهما [2]- و قال علي بن إبراهيم: قوله عز و جل يحكي قول الدهرية الّذين أنكروا البعث، فقال:
-----------------------------------
9- الكافي 6: 288/ 2. 10- طب الأئمة: 59. 1- التوحيد: 260. 2- تفسير القمي 2: 52.
(1) في «ي، ط»: يأمرنا.
(2) يأتي في الباب الأول من خاتمة الكتاب (باب في رد متشابه القرآن إلي تأويله).
صفحه : 726
وَ يَقُولُ الإِنسانُ أَ إِذا ما مِتُّ لَسَوفَ أُخرَجُ حَيًّا أَ وَ لا يَذكُرُ الإِنسانُ أَنّا خَلَقناهُ مِن قَبلُ وَ لَم يَكُ شَيئاً أي لم يكن ثم ذكره.
بهما [2] 0296/«- محمّد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن علي بن أسباط، عن خلف بن حماد، عن إبن مسكان، عن مالك الجهني، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالي:
أَ وَ لا يَذكُرُ الإِنسانُ أَنّا خَلَقناهُ مِن قَبلُ وَ لَم يَكُ شَيئاً
. فقال: «لا مقدرا، و لا مكونا».
قال: و سألته عن قوله: هَل أَتي عَلَي الإِنسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئاً مَذكُوراً
«بهما «1» قال: «کان مقدرا غير مذكور».
بهما [3] 1296/«- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي: عن أبيه: عن إسماعيل بن إبراهيم، و محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن حمران، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): عن قول الله عز و جل: هَل أَتي عَلَي الإِنسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئاً مَذكُوراً
«بهما «2» فقال: «کان شيئا، و لم يكن مذكورا».
قلت: فقوله: أَ وَ لا يَذكُرُ الإِنسانُ أَنّا خَلَقناهُ مِن قَبلُ وَ لَم يَكُ شَيئاً
! قال: «لم يكن شيئا في كتاب، و لا علم».
قوله تعالي:
فَوَ رَبِّكَ لَنَحشُرَنَّهُم وَ الشَّياطِينَ- إلي قوله تعالي- وَ نَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا [68- 72] 6922/«بهما [1]- علي بن إبراهيم: ثم أقسم عز و جل بنفسه، فقال: فَوَ رَبِّكَ يا محمّد لَنَحشُرَنَّهُم وَ الشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحضِرَنَّهُم حَولَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا قال: علي ركبهم.
قال: قوله: وَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها كانَ عَلي رَبِّكَ حَتماً مَقضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَ نَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا يعني في البحار إذا تحولت نيرانا يوم القيامة. و في حديث آخر بأنها منسوخة بقوله: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنَّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ«بهما «3».
-----------------------------------
2- الكافي 1: 114/ 5. 3- المحاسن: 243/ 234. 1- تفسير القمّي: 266 الطبعة الحجرية. [.....]
(1) الدهر 76: 1.
(2) الدهر: 76: 1.
(3) الأنبياء 21: 101.
صفحه : 727
بهما [2] 3296/«- ثم قال علي بن إبراهيم: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: وَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها
.
بهما «1» قال: «أما تسمع الرجل يقول: وردنا ماء بني فلان، فهو الورود«، و لم يدخله».
قوله تعالي:
وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الفَرِيقَينِ خَيرٌ مَقاماً وَ أَحسَنُ نَدِيًّا- إلي قوله تعالي- أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزاً [73- 98]
بهما [1] 4296/«- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الفَرِيقَينِ خَيرٌ مَقاماً وَ أَحسَنُ نَدِيًّا
.
قال: «کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) دعا قريشا إلي ولايتنا، فنفروا و أنكروا، قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا
من قريش لِلَّذِينَ آمَنُوا، الّذين أقروا لأمير المؤمنين (عليه السلام) و لنا أهل البيت أَيُّ الفَرِيقَينِ خَيرٌ مَقاماً وَ أَحسَنُ نَدِيًّا، تعييرا منهم، فقال الله ردا عليهم: وَ كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ من الأمم السالفة هُم أَحسَنُ أَثاثاً وَ رِءياً».
قلت: قوله: قُل مَن كانَ فِي الضَّلالَةِ فَليَمدُد لَهُ الرَّحمنُ مَدًّا
! قال: «كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، و لا بولايتنا، فكانوا ضالين مضلين، فيمد لهم في ضلالتهم و طغيانهم حتي يموتوا، فيصيرهم شرا مكانا و أضعف جندا».
قلت: قوله: حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَ إِمَّا العَذابَ وَ إِمَّا السّاعَةَ فَسَيَعلَمُونَ مَن هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضعَفُ جُنداً
! قال: «أما قوله حَتّي إِذا رَأَوا ما يُوعَدُونَ فهو خروج القائم (عليه السلام)، و الساعة، فسيعلمون ذلک اليوم، و ما نزل بهم من الله علي يدي وليه«بهما «2»، فذلك قوله: مَن هُوَ شَرٌّ مَكاناً يعني عند القائم (عليه السلام) وَ أَضعَفُ جُنداً».
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 2: 52. 1- الكافي 1: 357/ 90.
(1) في المصدر: الورد.
(2) في المصدر، و «ط» نسخة بدل: قائمه.
صفحه : 728
اللهقلت: قوله: وَ يَزِيدُ اللّهُ الَّذِينَ اهتَدَوا هُديً}
! قال: «يزيدهم ذلک اليوم هدي علي هدي، باتباعهم القائم (عليه السلام) حيث لا يجحدونه، و لا ينكرونه».
قلت: قوله تعالي لا يَملِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمنِ عَهداً
! قال: «إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، و الأئمة من بعده، فهو العهد عند الله».
قلت: قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا
! قال: «ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) هي الود ألذي قال الله تعالي».
قلت: قوله: فَإِنَّما يَسَّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِ قَوماً لُدًّا
! قال: «إنما يسره الله علي لسانه حين أقام أمير المؤمنين (عليه السلام) علما، فبشر به المؤمنين، و أنذر به الكافرين، و هم الّذين ذكرهم الله في كتابه لدا، أي كفارا».
6925/«بهما [2]- علي بن إبراهيم، في قوله: وَ كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هُم أَحسَنُ أَثاثاً وَ رِءياً. قال: عني به الثياب، و الأكل، و الشرب.
بهما [3] 6296/«- قال: و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «الأثاث: المتاع، و أما الرئيا: فالجمال و المنظر الحسن».
قال: و قوله: وَ يَزِيدُ اللّهُ الَّذِينَ اهتَدَوا هُديً
، رد علي من زعم أن الإيمان لا يزيد و لا ينقص، و قوله:
وَ الباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَواباً وَ خَيرٌ مَرَدًّا
قال: الباقيات الصالحات، و هو قول المؤمن: سبحان الله، و الحمد لله و لا إله إلا الله، و الله أكبر.
بهما [4] 7296/«- ثم قال علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):بهما «1» لما أسري بي إلي السماء دخلت الجنة، فرأيتها قيعانا يققا«، و رأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب و لبنة من فضة، و ربما أمسكوا، فقلت لهم: ما لكم: ربما بنيتم و ربما أمسكتم! فقالوا: حتي تجيئنا النفقة، قلت لهم: و ما نفقتكم! فقالوا: قول المؤمن في الدنيا: سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله، و الله أكبر، فإذا قال بنينا، و إذا أمسك أمسكنا».
و عنه، قال: حدثني أبي، عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قال النبي (صلي الله عليه و آله): لما أسري بي إلي السماء دخلت الجنة، فرأيت فيها قيعانا يققا، و رأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب، و لبنة من فضة»، و ساق الحديث«بهما «2».
-----------------------------------
2- تفسير القمّي 2: 52. 3- تفسير القمّي 2: 52. 4- تفسير القمّي 2: 53.
(1) اليقق: الشديد البياض. «لسان العرب- يقق- 10: 387».
(2) تفسير القمّي 1: 21.
صفحه : 729
الشيخ في (أماليه): بإسناده عن حماد بن عثمان، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (صلوات الله عليهم)، عن علي (عليه السلام): «أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال:1» لما أسري بي إلي السماء دخلت الجنة، فرأيت فيها قيعانا يققا من مسك، و رأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب، و لبنة من فضة»، الحديث إلي آخره«.
5] 8296/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لما أسري بي إلي السماء دخلت الجنة، فرأيت قصرا من ياقوتة حمراء، يري داخلها من خارجها، و خارجها من داخلها من ضيائها، و فيها بنيان من در و زبرجد، فقلت: يا جبرئيل، لمن هذا القصر! فقال: هذا لمن أطاب الكلام، و أدام الصيام، و أطعم الطعام، و تهجد بالليل و النّاس نيام.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا رسول الله، و في أمتك من يطيق هذا! فقال: ادن مني يا علي فدنا منه، فقال:
أ تدري ما إطابة الكلام! قال: الله و رسوله أعلم. قال: من قال: سبحان الله، و الحمد لله و لا إله إلا الله، و الله أكبر. ثم قال:
أ تدري ما إدامة الصيام! قال: الله و رسوله أعلم. قال: من صام شهر رمضان، و لم يفطر منه يوما. أو تدري ما إطعام الطعام! قال: الله و رسوله أعلم. قال: من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن النّاس. أو تدري ما التهجد بالليل و النّاس نيام! قال: الله و رسوله أعلم. قال: من لم ينم حتي يصلي العشاء الآخرة، و يعني بالناس نيام: اليهود و النصاري، فإنهم ينامون فيما بينهما».
6] 9296/[- علي بن إبراهيم، قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي:
أَ فَرَأَيتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَ قالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَ وَلَداً
.
قال: «و ذلک أن العاص بن وائل القرشي ثم السهمي، و هو أحد المستهزئين، و کان لخباب بن الأرت علي العاص بن وائل حق، فأتاه يتقاضاه، فقال له العاص: ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب و الفضة و الحرير! قال:
بلي، قال: فموعد ما بيني و بينك الجنة، فو الله لأوتين فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا: يقول الله أَطَّلَعَ الغَيبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمنِ عَهداً كَلّا سَنَكتُبُ ما يَقُولُ وَ نَمُدُّ لَهُ مِنَ العَذابِ مَدًّا وَ نَرِثُهُ ما يَقُولُ وَ يَأتِينا فَرداً وَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُم عِزًّا كَلّا سَيَكفُرُونَ بِعِبادَتِهِم وَ يَكُونُونَ عَلَيهِم ضِدًّا
، و الضد: القرين ألذي يقرن«2» به».
7] 0396/[- قال علي بن إبراهيم: حدثنا جعفر بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن موسي، قال: حدثنا الحسن إبن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: وَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُم عِزًّا كَلّا سَيَكفُرُونَ بِعِبادَتِهِم وَ يَكُونُونَ عَلَيهِم ضِدًّا
. قال: «يوم القيامة، أي يکون هؤلاء الّذين
-----------------------------------
5- تفسير القمّي 1: 21. 6- تفسير القمّي 2: 54. [.....] 7- تفسير القمّي 2: 55.
(1) الأمالي 2: 88.
(2) في المصدر: يقترن.
صفحه : 730
اللهاتخذوهم آلهة من دون الله عليهم ضدا يوم القيامة، و يتبرءون منهم، و من عبادتهم إلي يوم القيامة».}
ثم قال: «ليست العبادة هي الركوع و السجود، و إنما هي طاعة الرجال، من أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد عبده».
6931/[8]- علي بن إبراهيم: قوله تعالي أَنّا أَرسَلنَا الشَّياطِينَ عَلَي الكافِرِينَ تَؤُزُّهُم أَزًّا.
قال: لما طغوا فيها و في فتنتها«1»، و في طاعتهم، مد لهم في طغيانهم و ضلالهم، و أرسل عليهم شياطين الإنس و الجن: تَؤُزُّهُم أَزًّا أي تحثهم حثا«2»، و تحضهم علي طاعتهم و عبادتهم، فقال الله: فَلا تَعجَل عَلَيهِم إِنَّما نَعُدُّ لَهُم عَدًّا أي في طغيانهم، و فتنتهم، و كفرهم.
9] 2396/[- علي بن إبراهيم أيضا، قال: نزلت في ما نعي الخمس و الزكاة و المعروف، يبعث الله عليهم سلطانا أو شيطانا، فينفق ما يجب عليه من الزكاة و الخمس في غير طاعة الله، و يعذبه الله علي ذلک.
و قوله تعالي: فَلا تَعجَل عَلَيهِم إِنَّما نَعُدُّ لَهُم عَدًّا
فقال لي: «ما هو عندك!» قلت: عد الأيام، قال: «لا، إن الآباء و الأمهات ليحصون ذلک، و لكن عدد الأنفاس»«3».
10] 3396/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن عبد الأعلي مولي آل سام، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله عز و جل: إِنَّما نَعُدُّ لَهُم عَدًّا
! قال: «ما هو عندك!» قلت: عد الأيام. قال: «إن الآباء و الأمهات يحصون ذلک- قال- لا، و لكنه عدد الأنفاس».
11] 4396/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن محبوب، عن محمّد بن إسحاق المدني، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) سئل عن قول الله تعالي: يَومَ نَحشُرُ المُتَّقِينَ إِلَي الرَّحمنِ وَفداً
، فقال: يا علي إن الوفد لا يکون إلا ركبانا، أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره، و اختصهم، و رضي أعمالهم فسماهم المتقين.
4» ثم قال له: يا علي، أما و ألذي فلق الحبة و برأ النسمة، إنهم ليخرجون من قبورهم و إن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز، عليها رحائل الذهب، مكللة بالدر و الياقوت، و جلالها الإستبرق و السندس، و خطمها«
-----------------------------------
8- تفسير القمّي 2: 55. 9- تفسير القمّي 2: 53. 10- الكافي 3: 259/ 33. 11- الكافي 8: 95/ 69.
(1) في «ج، ي»: فتنهم.
(2) في المصدر: تنخسهم نخسا.
(3) الحديث عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) و الظاهر من المصدر أنّه معطوف من حيث السند علي الحديث (4) المتقدّم، و انظر الحديث الآتي.
(4) الخطام: الزمام. «المعجم الوسيط- خطم- 1: 245». 1»
صفحه : 731
اللهجدل« الأرجوان، تطير بهم إلي المحشر، مع کل رجل منهم ألف ملك، من قدامه، و عن يمينه، و عن شماله، يزفونهم زفا حتي ينتهوا بهم إلي باب الجنة الأعظم.
و علي باب الجنة شجرة، إن الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من النّاس، و عن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية- قال- فيسقون منها شربة، فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، و يسقط من أبشارهم الشعر، و ذلک قول الله عز و جل: وَ سَقاهُم رَبُّهُم شَراباً طَهُوراً
«2» من تلك العين المطهرة، قال: ثم يصرفون إلي عين اخري عن يسار الشجرة، فيغتسلون فيها، و هي عين الحياة، فلا يموتون أبدا.
قال: ثم يوقف بهم قدام العرش، و قد سلموا من الآفات و الأسقام و الحر و البرد أبدا، قال: فيقول الجبار جل ذكره للملائكة الّذين معهم: احشروا أوليائي إلي الجنة، و لا توقفوهم مع الخلائق، فقد سبق رضاي عنهم، و وجبت رحمتي لهم، و كيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات و السيئات!
3» قال: فتسوقهم الملائكة إلي الجنة، فإذا انتهوا بهم إلي باب الجنة الأعظم، ضرب الملائكة الحلقة ضربة، فتصر صريرا، فيبلغ صوت صريرها کل حوراء أعدها الله عز و جل لأوليائه في الجنان، فيتباشرن بهم، إذا سمعن صرير« الحلقة، فيقول بعضهن لبعض: قد جاءنا أولياء الله. فيفتح لهم الباب، فيدخلون الجنة، و تشرف عليهم أزواجهم من الحور العين و الآدميين، فيقلن: مرحبا بكم، فما کان أشد شوقنا إليكم. و يقول لهن أولياء الله مثل ذلک.
فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله، أخبرنا عن قول الله عز و جل: غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنِيَّةٌ
«4» بماذا بنيت يا رسول الله،!
فقال: يا علي، تلك غرف بناها الله تعالي لأوليائه بالدر و الياقوت و الزبرجد، سقوفها الذهب، محبوكة بالفضة، لكل غرفة منها ألف باب من ذهب، علي کل باب منها ملك موكل به، فيها فرش مرفوعة، بعضها فوق بعض، من الحرير و الديباج، بألوان مختلفة، و حشوها المسك و الكافور و العنبر، و ذلک قوله عز و جل وَ فُرُشٍ مَرفُوعَةٍ
«5».
إذا ادخل المؤمن إلي منزله في الجنة، و وضع علي رأسه تاج الملك و الكرامة، ألبس حلل الذهب و الفضة و الياقوت و الدر المنظوم في الإكليل تحت التاج. قال: و ألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة، و ضروب مختلفة، منسوجة بالذهب و الفضة و اللؤلؤ و الياقوت الأحمر، فذلك قوله عز و جل: يُحَلَّونَ فِيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَ لُؤلُؤاً وَ لِباسُهُم فِيها حَرِيرٌ
«6».
-----------------------------------
(1) الجدل: جمع جديل: الزمام المجدول من أدم. «الصحاح- جدل- 4: 1653».
(2) الإنسان 76: 21.
(3) في «ي، ط»: صوت. [.....]
(4) الزمر 39: 20.
(5) الواقعة 56: 34.
(6) الحجّ 22: 23.
صفحه : 732
اللهفإذا جلس المؤمن علي سريره اهتز سريره فرحا.}
فإذا استقر لولي الله منازله في الجنان، استأذن عليه الملك الموكل بجنانه، ليهنئه بكرامة الله عز و جل إياه، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء و الوصائف: مكانك، فإن ولي الله قد اتكأ علي أريكته و زوجته الحوراء تهيأ له، فاصبر لولي الله. قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشي مقبلة، و حولها و صائفها، و عليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت و اللؤلؤ و الزبرجد، و هي من مسك و عنبر، و علي رأسها تاج الكرامة، و عليها نعلان من ذهب، مكللتان بالياقوت و اللؤلؤ، شراكهما ياقوت أحمر، فإذا دنت من ولي الله فهم أن يقوم إليها شوقا، فتقول له: يا ولي الله ليس هذا يوم تعب و لا نصب، فلا تقم، أنا لك و أنت لي، قال: فيعتنقان مقدار خمس مائة عام من أعوام الدنيا، لا يملها و لا تمله، قال: فإذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلي عنقها فإذا عليها قلائد من قصب من ياقوت أحمر، وسطها لوح، صفحته درة مكتوب فيها، أنت- يا ولي الله- حبيبي، و أنا الحوراء حبيبتك، إليك تاقت نفسي، و إلي تاقت نفسك.
ثم يبعث الله إليه ألف ملك يهنئونه بالجنة، و يزوجونه بالحوراء، قال: فينتهون إلي أول باب من جنانه، فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه: استأذن لنا علي ولي الله، فإن الله بعثنا إليه نهنئه. فيقول لهم الملك: حتي أقول للحاجب، فيعلمه بمكانكم. قال: فيدخل الملك إلي الحاجب، و بينه و بين الحاجب ثلاث جنان حتي ينتهي إلي أول باب، فيقول للحاجب: إن علي باب العرصة ألف ملك، أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولي الله، و قد سألوني أن آذن لهم عليه. فيقول الحاجب: إنه ليعظم علي أن أستأذن لأحد علي ولي الله و هو مع زوجته الحوراء، قال:
و بين الحاجب و بين ولي الله جنتان، قال: فيدخل الحاجب إلي القيم، فيقول له: إن علي باب العرصة، ألف ملك، أرسلهم رب العزة يهنئون ولي الله فاستأذن لهم، فيتقدم القيم إلي الخدام، فيقول لهم: إن رسل الجبار علي باب العرصة و هم ألف ملك، أرسلهم الله يهنئون ولي الله، فأعلموه بمكانهم. قال: فيعلمونه، فيؤذن للملائكة فيدخلون علي ولي الله و هو في الغرفة، و لها ألف باب، و علي کل باب من أبوابها ملك موكل به، فإذا اذن للملائكة بالدخول علي ولي الله. فتح کل ملك بابه الموكل به.
قال: فيدخل القيم کل ملك من باب من أبواب الغرفة، قال: فيبلغونه رسالة الجبار جل و عز، و ذلک قول الله عز و جل: وَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلِّ بابٍ
- من أبواب الغرفة- سَلامٌ عَلَيكُم«1». إلي آخر الآية، و ذلک قوله عز و جل: وَ إِذا رَأَيتَ ثَمَّ رَأَيتَ نَعِيماً وَ مُلكاً كَبِيراً«2» يعني بذلك ولي الله، و ما هو فيه من الكرامة و النعيم، و الملك العظيم الكبير، و إن الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه، فلا يدخلون عليه إلا بإذنه، فذلك الملك العظيم الكبير.
قال: و الأنهار تجري من تحت مساكنهم، و ذلک قول الله عز و جل: تَجرِي مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ
«3»،
-----------------------------------
(1) الرعد 13: 23 و 24.
(2) الإنسان 76: 20.
(3) الأعراف 7: 43، يونس 10: 9، الكهف 18: 31.
صفحه : 733
اللهو الثمار دانية منهم، و هو قوله عز و جل: وَ دانِيَةً عَلَيهِم ظِلالُها وَ ذُلِّلَت قُطُوفُها تَذلِيلًا}
«1» من قربها منهم، يتناول المؤمن من النوع ألذي يشتهيه من الثمار بفيه و هو متكئ، و إن الأنواع من الفاكهة ليقلن لولي الله: يا ولي الله، كلني قبل أن تأكل هذا قبلي.
قال: و ليس من مؤمن في الجنة إلا و له جنان كثيرة، معروشات و غير معروشات، و أنهار من خمر، و أنهار من ماء، و أنهار من لبن، و أنهار من عسل مصفي، فإذا دعا ولي الله بغذائه أتي بما تشتهي نفسه عند طلبه الغذاء من غير أن يسمي شهوته.
قال: ثم يتخلي مع إخوانه، و يزور بعضهم بعضا، و يتنعمون في جناتهم في ظل ممدود، في مثل ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس، و أطيب من ذلک، لكل مؤمن سبعون زوجة حوراء، و أربع نسوة من الآدميين، و المؤمن ساعة مع الحوراء، و ساعة مع الآدمية، و ساعة يخلو بنفسه علي الأرائك متكئا، ينظر بعضهم إلي بعض.
و إن المؤمن ليغشاه شعاع نور، و هو علي أريكته، و يقول لخدامه: ما هذا الشعاع اللامع، لعل الجبار لحظني!
فيقول له خدامه: قدوس قدوس، جل جلال الله، بل هذه حوراء من نسائك ممن لم تدخل بها بعد. قد أشرفت عليك من خيمتها شوقا إليك. و قد تعرضت لك و أحبت لقاءك، فلما أن رأتك متكئا علي سريرك تبسمت نحوك شوقا إليك، فالشعاع ألذي رأيت، و النور ألذي غشيك هو من بياض ثغرها و صفائه، و نقائه و رقته. فيقول ولي الله:
2» ائذنوا لها فتنزل إلي، فيبتدر إليها ألف وصيف، و ألف وصيفة، يبشرونها بذلك فتنزل إليه من خيمتها، و عليها سبعون حلة منسوجة بالذهب و الفضة، مكللة بالدر و الياقوت و الزبرجد، صبغهن المسك و العنبر بألوان مختلفة، كاعب مقطومة« خميصة، يري مخ ساقها من وراء سبعين حلة، طولها سبعون ذراعا، و عرض ما بين منكبيها عشرة أذرع. فإذا دنت من ولي الله أقبل الخدام بصحائف الذهب و الفضة. فيها الدر و الياقوت و الزبرجد فينثرونها عليها، ثم يعانقها و تعانقه، لا يمل و لا تمل».
3» قال: ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): «أما الجنان المذكورة في الكتاب، فإنهن: جنة عدن، و جنة الفردوس، و جنة نعيم، و جنة المأوي- قال- و إن لله جنانا محفوفة بهذه الجنان، و إن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحب، و اشتهي، يتنعم فيهن كيف شاء، و إذا أراد المؤمن شيئا« إنما دعواه فيها- إذا أراد- أن يقول: سُبحانَكَ اللّهُمَّ
«4»، فإذا قالها تبادرت إليه الخدم بما اشتهي، من غير أن يکون طلبه منهم أو أمر به، و ذلک قول الله عز و جل: دَعواهُم فِيها سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُم فِيها سَلامٌ«5» يعني الخدام، قال: وَ آخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمِينَ«6» يعني بذلك: عند ما يقضون من لذاتهم، من الجماع و الطعام و الشراب يحمدون الله عز و جل عند
-----------------------------------
(1) الإنسان 76: 14.
(2) القطم: شهوة اللحم و الضراب و النكاح. «لسان العرب- قطم- 12: 488».
(3) في المصدر زيادة أو أشتهي.
(4) يونس 10: 10.
(5) يونس 10: 10.
(6) يونس 10: 10.
صفحه : 734
اللهفراغهم». و أما قوله: أُولئِكَ لَهُم رِزقٌ مَعلُومٌ}
«1» قال: «يعلمه الخدام، فيأتون به إلي أولياء الله قبل أن يسألوهم إياه». و أما قوله تعالي: فَواكِهُ وَ هُم مُكرَمُونَ«2»، قال: «فإنهم لا يشتهون شيئا في الجنة إلا أكرموا به».
12] 5396/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن شريك العامري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «سأل علي (عليه السلام) رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن تفسير قوله: يَومَ نَحشُرُ المُتَّقِينَ إِلَي الرَّحمنِ وَفداً
قال: يا علي إن الوفد لا يکون إلا ركبانا، أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم، و اختصهم و رضي أعمالهم، فسماهم الله المتقين، ثم قال: يا علي، أما و ألذي فلق الحبة و برأ النسمة، إنهم ليخرجون من قبورهم و بياض وجوههم كبياض الثلج، عليهم ثياب، بياضها كبياض اللبن، عليهم نعال الذهب، شراكها من لؤلؤ يتلألأ».
13] 6396/[- ثم قال علي بن إبراهيم: و في حديث آخر، قال (صلي الله عليه و آله): «إن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق الجنة، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر و الياقوت، و جلالها الإستبرق و السندس، و خطامها جدل الأرجوان، و أزمتها من زبرجد، فتطير بهم إلي المحشر، مع کل رجل منهم ألف ملك من قدامه، و عن يمينه، و عن شماله، يزفونهم زفا حتي ينتهوا بهم إلي باب الجنة الأعظم.
3» و علي باب الجنة شجرة، الورقة منها يستظل تحتها ألف« من النّاس، و عن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية، فيسقون منها شربة، فيطهر الله قلوبهم من الحسد، و يسقط عن أبشارهم الشعر، و ذلک قوله تعالي:
وَ سَقاهُم رَبُّهُم شَراباً طَهُوراً
«4» من تلك العين المطهرة، ثم يرجعون إلي عين اخري عن يسار الشجرة، فيغتسلون منها، و هي عين الحياة، فلا يموتون أبدا.
ثم يوقف بهم قدام العرش، و قد سلموا من الآفات و الأسقام، و الحر و البرد أبدا. قال: فيقول الجبار للملائكة الّذين معهم: احشروا أوليائي إلي الجنة، و لا توقفوهم مع الخلائق، فقد سبق رضاي عنهم، و وجبت رحمتي لهم، فكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات و السيئات!؟ فتسوقهم الملائكة إلي الجنة، فإذا انتهوا إلي باب الجنة الأعظم ضرب الملائكة الحلقة ضربة، فتصر صريرا، فيبلغ صوت صريرها کل حوراء خلقها الله و أعدها لأوليائه، فيتباشرن إذا سمعن صرير الحلقة، و يقول بعضهن لبعض: قد جاءنا أولياء الله، فيفتح لهم الباب، فيدخلون الجنة.
و يشرف عليهم أزواجهم من الحور العين و الآدميات، فيقلن: مرحبا بكم، فما کان أشد شوقنا إليكم؟ و يقول لهن أولياء الله مثل ذلک.
فقال علي (عليه السلام): من هؤلاء، يا رسول الله! فقال (صلي الله عليه و آله): يا علي، هؤلاء شيعتك و المخلصون في
-----------------------------------
12- تفسير القمّي 2: 53. 13- تفسير القمّي 2: 53. [.....]
(1) الصافات 37: 41.
(2) الصافات 37: 42.
(3) في المصدر: مائة ألف.
(4) الإنسان 76: 21. 1»
صفحه : 735
اللهولايتك«، و أنت إمامهم، و هو قول الله عز و جل يَومَ نَحشُرُ المُتَّقِينَ إِلَي الرَّحمنِ وَفداً
علي الرحائل وَ نَسُوقُ المُجرِمِينَ إِلي جَهَنَّمَ وِرداً».
14] 7396/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن علي بن إسحاق، عن الحسن بن حازم الكلبي، إبن اخت هشام بن سالم، عن سليمان بن جعفر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): من لم يحسن وصيته عند الموت کان نقصا في مروءته و عقله.
قيل: يا رسول الله، و كيف يوصي الميت!
2» قال: إذا حضرته وفاته و اجتمع النّاس إليه، قال: اللهم فاطر السماوات و الإرض، عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم، اللهم إني أعهد إليك في دار الدنيا، أني أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، و أن محمدا عبدك و رسولك، و أن الجنة حق، و أن النار حق، و أن البعث حق، و أن الحساب حق، و القدر و الميزان حق، و أن الدين کما وصفت، و أن الإسلام کما شرعت، و أن القول کما حدثت، و أن القرآن کما أنزلت، و أنك أنت الله« الحق المبين، جزي الله محمدا (صلي الله عليه و آله) خير الجزاء، و حيي محمدا و آل محمّد بالسلام.
اللهم يا عدتي عند كربتي، و يا صاحبي عند شدتي و يا ولي نعمتي، إلهي و إله آبائي لا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبدا، طرفة عين أقرب من الشر و أبعد من الخير، فآنس في القبر وحشتي، و اجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا. ثم يوصي بحاجته، و تصديق هذه الوصية في القرآن في السورة الّتي يذكر فيها مريم في قول الله عز و جل:
لا يَملِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمنِ عَهداً
فهذا عهد الميت، و الوصية حق علي، کل مسلم أن يحفظ هذه الوصية، و يعلمها. و قال أمير المؤمنين (عليه السلام) علمنيها رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): علمنيها جبرئيل (عليه السلام)».
15] 8396/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن سليمان بن جعفر، عن أبيه، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): من لم يحسن وصيته عند الموت کان نقصا في مروءته.
قلت: يا رسول الله، و كيف يوصي الميت عند الموت!
قال: إذا حضرته الوفاة و اجتمع النّاس إليه، قال: اللهم فاطر السماوات و الإرض، عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم، إني أعهد إليك في دار الدنيا، أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، و أن محمدا عبدك و رسولك، و أن الجنة حق، و النار حق، و أن البعث حق، و الحساب حق، و القدر و الميزان حق، و أن الدين کما
-----------------------------------
14- الكافي 7: 2/ 1. 15- تفسير القمّي 2: 55.
(1) (و المخلصون في ولايتك) ليس في «ج، ي».
(2) في «ط» زيادة: الملك. 1»
صفحه : 736
اللهوصفت، و أن الإسلام کما شرعت، و أن القول کما حدثت، و أن القرآن کما أنزلت، و أنك أنت الله« الحق المبين، جزي الله محمدا خير الجزاء، و حيا الله محمدا و آله بالسلام.
2»3» اللهم يا عدتي عند كربتي، و يا صاحبي عند شدتي، و يا وليي في نعمتي، إلهي و إله النّاس«، لا تكلني إلي نفسي طرفة عين، فإنك إن تكلني الي نفسي كنت أقرب من الشر، و أبعد من الخير فآنس في القبر وحدتي«، و اجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا، ثم يوصي بحاجته، و تصديق هذه الوصية في سورة مريم، في قوله:
لا يَملِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمنِ عَهداً
، فهذا عهد الميت، و الوصية حق علي کل مسلم أن يحفظ هذه الوصية، و يتعلمها«4». و قال علي (عليه السلام): علمنيها رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) علمنيها جبرئيل (عليه السلام)».
إبن بابويه في (الفقيه): بإسناده عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن إسحاق، عن الحسن بن حازم الكلبي إبن اخت هشام بن سالم، عن سليمان بن جعفر- و ليس الجعفري- عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): من لم يحسن وصيته عند الموت کان نقصا في مروءته و عقله». و ساق الحديث مثل رواية محمّد بن يعقوب«5».
و رواه الشيخ في التهذيب«6» مثل رواية محمّد بن يعقوب سندا و متنا.
16] 9396/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: لا يَملِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمنِ عَهداً
.
قال: «لا يشفع و لا يشفع لهم، و لا يشفعون إِلّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمنِ عَهداً
إلا من أذن له بولاية علي أمير المؤمنين و الأئمة (عليهم السلام) من بعده، فهو العهد عند الله».
17] 0496/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن عبد الله بن موسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله: وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحمنُ وَلَداً
.
قال: «هذا حيث قالت قريش: إن لله ولدا، و إن الملائكة إناث، فقال الله تبارك و تعالي ردا عليهم:
-----------------------------------
16- تفسير القمي 2: 56. 17- تفسير القمي 2: 57.
(1) في «ط» زيادة: الملك.
(2) في المصدر: يا إلهي و إله آبائي.
(3) في المصدر: وحشتي.
(4) في «ج، ي»: و خطها. [.....]
(5) من لا يحضره الفقيه 4: 138/ 482، و حديث الكافي (14) المتقدم.
(6) التهذيب 9: 174/ 711.
صفحه : 737
اللهلَقَد جِئتُم شَيئاً إِدًّا}
أي ظلما«1». تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرنَ مِنهُ، يعني مما قالوا و مما رموه«2». وَ تَنشَقُّ الأَرضُ وَ تَخِرُّ الجِبالُ هَدًّا مما قالوا أَن دَعَوا لِلرَّحمنِ وَلَداً فقال الله تبارك و تعالي: وَ ما يَنبَغِي لِلرَّحمنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً إِن كُلُّ مَن فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ إِلّا آتِي الرَّحمنِ عَبداً لَقَد أَحصاهُم وَ عَدَّهُم عَدًّا وَ كُلُّهُم آتِيهِ يَومَ القِيامَةِ فَرداً واحدا واحدا».
18] 1496/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا
، قال: «ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) هي الود ألذي قال الله تعالي».
19] 2496/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن، عبد الله بن موسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا
! قال: «ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) هي الود ألذي ذكره الله».
6943/[20]- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عون بن سلام، عن بشر بن عمارة الخثعمي، عن أبي روق، عن الضحاك، عن إبن عباس، قال: نزلت هذه الآية في علي (عليه السلام): إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا، قال: محبة في قلوب المؤمنين.
21] 4496/[- و عنه، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيي، عن محمّد بن زكريا، عن يعقوب بن جعفر بن سليمان، عن علي بن عبد الله بن العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا
، قال: «نزلت في علي (عليه السلام)، فما من مؤمن إلا و في قلبه حب لعلي (عليه السلام)».
22] 5496/[- علي بن إبراهيم، قال: قال الصادق (عليه السلام): «کان سبب نزول هذه الآية، أن أمير المؤمنين (عليه السلام) کان جالسا بين يدي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فقال له: قل- يا علي- اللهم اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا، فأنزل الله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا
».
23] 6496/[- الطبرسي، قال: و في تفسير أبي حمزة الثمالي، حدثني أبو جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: «قال
-----------------------------------
18- الكافي 1: 357/ 90. 19- تفسير القمّي 2: 57. 20- تأويل الآيات 1: 308/ 17، النور المشتعل: 129/ 34، شواهد التنزيل 1: 364/ 500 و 501، مجمع الزوائد 9: 125، الدر المنثور 5: 544. 21- تأويل الآيات 1: 309/ 18، النور المشتعل 132/ 26. 22- تفسير القمّي 2: 56، و نحوه في شواهد التنزيل 1: 360/ 490 و الكشاف 3: 47 و العمدة: 289/ 472 و تذكرة الخواص: 17، و تفسير القرطبي 11: 161، و فرائد السمطين 1: 80/ 51، و تفسير النيشابوري بهامش تفسير الطبري 16: 74، و الدر المنثور 5: 544. 23- مجمع البيان 6: 822.
(1) في نسخة من «ط»: عظيما.
(2) في المصدر: موهوا به.
صفحه : 738
اللهعليرسول الله (صلي الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام): قال: اللهم اجعل لي عندك عهدا، و اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا [فقالها علي (عليه السلام)]، فنزلت هذه الآية».
و روي نحوه جابر بن عبد الله«1».
24] 7496/[- شرف الدين النجفي: قال علي بن إبراهيم: روي فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ
قال: «آمنوا بأمير المؤمنين (عليه السلام)، و عملوا الصالحات بعد المعرفة».
6948/[25]- السيد الرضي في (الخصائص): بإسناده مرفوعا إلي عبد الله بن العباس (رحمه الله)، قال: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا قال: محبة في قلوب المؤمنين.
6949/[26]- إبن شهر آشوب قال: قال أبو روق: عن الضحاك و شعبة، عن الحكم، عن عكرمة و الأعمش، عن سعيد بن جبير، و العزيزي السجستاني في (غريب القرآن) عن إبن عمر«2»، كلهم، عن إبن عباس، أنه سئل عن قوله تعالي: سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا فقال: نزلت في علي (عليه السلام)، لأنه ما من مسلم إلا و لعلي (عليه السلام) في قلبه محبة.
27] 0596/[- أبو نعيم الأصفهاني و أبو المفضل الشيباني و إبن بطة العكبري، بالإسناد عن محمّد بن الحنفية، و عن الباقر (عليه السلام)- في خبر- قال: «لا تلقي مؤمنا إلا و في قلبه ود لعلي بن أبي طالب و لأهل بيته (عليهم السلام)».
28] 1596/[- زيد بن علي: إن عليا (عليه السلام) أخبر رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنه قال له رجل: إني أحبك في الله تعالي. فقال: «لعلك- يا علي- اصطنعت له معروفا!» قال: «لا- و الله- ما اصطنعت له معروفا». فقال: «الحمد لله ألذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة» فنزلت هذه الآيات.
و روي هذا الحديث من طريق المخالفين عن زيد بن علي أيضا«3».
29] 2596/[- إبن الفارسي في (الروضة): قال الباقر (عليه السلام): مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها
،
-----------------------------------
24- تأويل الآيات 1: 308/ 16. 25- خصائص الأئمة: 71. 26- المناقب 3: 93، فرائد السمطين 1: 80/ 50. 27- المناقب 3: 93، النور المشتعل: 132/ 36، شواهد التنزيل 1: 366/ 505 و 508، ذخائر العقبي: 89، الرياض النضرة 3: 179، الصواعق المحرقة: 172. [.....] 28- المناقب 3: 93. 29- روضة الواعظين: 106.
(1) في المصدر زيادة: الأنصاري.
(2) في المصدر: عن أبي عمرو.
(3) المناقب للخوارزمي: 197.
صفحه : 739
اللهوَ مَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّت وُجُوهُهُم فِي النّارِ}
«1»: «الحسنة: «ولاية علي (عليه السلام) و حبه، و السيئة: عداوته و بغضه، و لا يرفع معهما عمل.
و قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا
هو علي فَإِنَّما يَسَّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ قال: هو علي وَ تُنذِرَ بِهِ قَوماً لُدًّا، قال: بني امية قوما ظلمة».
30] 3596/[- و من طريق المخالفين ما رواه موفق بن أحمد في كتاب (فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام): قال: قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا
قال إبن عباس: هو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
31] 4596/[- ثم قال: و روي زيد بن علي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: «لقيني رجل، فقال لي: يا أبا الحسن، أما- و الله- إني أحبك في الله، فرجعت إلي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فأخبرته بقول الرجل».
و ذكر الحديث إلي آخره و قد تقدم«2».
و روي غيره من المخالفين هذين الحديثين«3».
32] 5596/[- إبن المغازلي في (مناقبه): يرفعه إلي البراء بن عازب، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام): « يا علي، قال: اللهم اجعل لي عندك عهدا، و اجعل لي عندك ودا، و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة» فنزلت: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا
. نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام).
و عن الحبري، عن إبن عباس، أنها نزلت في علي (عليه السلام) خاصة«4».
33] 6596/[- إبن المغازلي في (المناقب): يرفعه إلي إبن عباس، قال: أخذ رسول الله (صلي الله عليه و آله) بيدي، و أخذ بيد علي، فصلي أربع ركعات، ثم رفع يده إلي السماء، فقال: «اللهم سألك موسي بن عمران، و أنا محمّد أسألك أن تشرح لي صدري، و تيسر لي أمري، و تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا، اشدد به أزري، و أشركه في أمري».
-----------------------------------
30- المناقب: 197. 31- المناقب: 197. 32- المناقب: 327/ 374. 33- المناقب: 328/ 375.
(1) النمل 27: 90.
(2) تقدّم في الحديث (28) من تفسير هذه الآيات.
(3) انظر تفسير الحبري: 289 نحوه، شواهد التنزيل 1: 364/ 501، فرائد السمطين 1: 80/ 50.
(4) تفسير الحبري 289/ 43.
صفحه : 740
اللهقال إبن عباس: فسمعت مناديا ينادي: يا أحمد، قد أعطيت ما سألت، فقال النبي (صلي الله عليه و آله): « يا أبا الحسن، ارفع يديك إلي السماء و ادع ربك، و اسأله يعطك» فرفع علي (عليه السلام) يده إلي السماء، و هو يقول: «اللهم اجعل لي عندك عهدا، و اجعل لي عندك ودا» فأنزل الله تعالي علي نبيه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرَّحمنُ وُدًّا}
، فتلاها النبي (صلي الله عليه و آله) علي أصحابه، فعجبوا من ذلک عجبا شديدا، فقال النبي (صلي الله عليه و آله) مم تعجبون!؟ إن القرآن أربعة أرباع: فربع فينا أهل البيت خاصة، و ربع حلال، و ربع حرام، و ربع فضائل«1» و أحكام، و الله أنزل فينا«2» كرائم القرآن».
34] 7596/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): فَإِنَّما يَسَّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِ قَوماً لُدًّا
!
قال: «إنما يسره الله علي لسانه (صلي الله عليه و آله) حين أقام أمير المؤمنين (عليه السلام) علما، فبشر به المؤمنين، و أنذر به الكافرين، و هم الّذين ذكرهم الله في كتابه لُدًّا
، أي كفارا».
35] 8596/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبد الله بن موسي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: قوله: فَإِنَّما يَسَّرناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَ تُنذِرَ بِهِ قَوماً لُدًّا
!
3» قال: «إنما يسره الله علي لسان نبيه (صلي الله عليه و آله) حين« أقام أمير المؤمنين (عليه السلام) علما، فبشر به المؤمنين، و أنذر به الكافرين، و هم القوم الّذين ذكرهم الله: قَوماً لُدًّا
أي كفارا».
قلت قوله: وَ كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هَل تُحِسُّ مِنهُم مِن أَحَدٍ أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزاً
!
قال: «أهلك الله من الأمم مالا يحصون، فقال: يا محمّد هَل تُحِسُّ مِنهُم مِن أَحَدٍ أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزاً
أي ذكرا».
-----------------------------------
34- الكافي 1: 358/ 90. [.....] 35- تفسير القمّي 2: 57.
(1) في المصدر: خاصّة، و ربع في أعدائنا، و ربع حلال و حرام، و ربع فرائض.
(2) في المصدر: في علي.
(3) في المصدر: حتّي.
صفحه : 741
قوله تعالي:
فَخَرَجَ عَلي قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحي إِلَيهِم أَن سَبِّحُوا بُكرَةً وَ عَشِيًّا [11]
1] [- (تفسير النعماني) بإسناده: عن الصادق (عليه السلام): «قال أمير المؤمنين (عليه السلام) حين سألوه عن معني الوحي، فقال: منه وحي النبوة، و منه وحي الإلهام، و منه وحي الإشارة- و ساقه إلي أن قال- و أما وحي الإشارة فقوله عز و جل فَخَرَجَ عَلي قَومِهِ مِنَ المِحرابِ فَأَوحي إِلَيهِم أَن سَبِّحُوا بُكرَةً وَ عَشِيًّا
أي أشار إليهم، لقوله تعالي: أَلّا تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلّا رَمزاً«1»».
قوله تعالي:
وَ كانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ وَ كانَ عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّا [55]
2] [- (دعائم الإسلام): عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: «لما نزلت هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَ أَهلِيكُم ناراً
«2»، قال النّاس: يا رسول الله، كيف نقي أنفسنا و أهلينا! قال: اعملوا الخير، و ذكروا به
-----------------------------------
1- المحكم و المتشابه: 16. 2- دعائم الإسلام 1: 82.
(1) آل عمران 3 و 41.
(2) التحريم 66: 6.
صفحه : 742
اللهأهليكم فأدبوهم علي طاعة الله».}
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): «ألا تري أن الله يقول لنبيه (صلي الله عليه و آله): وَ أمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها
«1» و قال: وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَ كانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ وَ كانَ عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّا».
-----------------------------------
(1) طه 20: 132.
صفحه : 743
صفحه : 745
1] 9596/[- إبن بابويه: بإسناده المتقدم في سورة الكهف، عن الحسن، عن صباح الحذاء، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «لا تدعوا قراءة سورة طه، فإن الله يحبها و يحب من يقرأها، و من أدمن قراءتها أعطاه الله يوم القيامة كتابه بيمينه، و لم يحاسبه بما عمل في الإسلام، و اعطي في الآخرة من الأجر حتي يرضي»
2] 0696/[- و من (خواص القرآن): عن النبي (صلي الله عليه و آله)، أنه قال:1» «من قرأ هذه السورة اعطي يوم القيامة مثل ثواب المهاجرين و الأنصار، و من كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء، و قصد إلي قوم يريد التزويج، لم يرد و قضيت حاجته، و إن مشي بين عسكرين يقتتلان افترقوا و لم يقاتل أحد منهم الآخر، و إن دخل علي سلطان كفاه الله شره، و قضي له جميع حوائجه، و کان عنده جليل القدر»«.
3] 1696/[- و عن الصادق (عليه السلام)، قال: «من كتبها و جعلها في خرقة حرير خضراء، و راح إلي قوم يريد التزويج منهم، تم له ذلک و وقع، و إن قصد في إصلاح قوم تم له ذلک، و لم يخالفه أحد منهم، و إن مشي بين عسكرين افترقا و لم يقاتل بعضهم بعضا، و إذا شرب ماءها المظلوم من السلطان، و دخل علي من ظلمه من أي السلاطين، زال عنه ظلمه بقدرة الله تعالي، و خرج من عنده مسرورا، و إذا اغتسلت بمائها من لا طالب لعرسها خطبت، و سهل عرسها بإذن الله تعالي».
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 108. 2- خواصّ القرآن: 4 «قطعة منه». 3- خواصّ القرآن: 4: «قطعة منه».
(1) في نسخة من «ط»: و إذا اغتسلت بمائها أنثي طالت عزوبتها، تزوّجت سريعا، و سهل اللّه تعالي عليها ذلک.
صفحه : 747
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي إِلّا تَذكِرَةً لِمَن يَخشي [1- 3]
1] 2696/[- سعد بن عبد الله: عن إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسي، عن حماد الطنافسي، عن الكلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لي: « يا كلبي، كم لمحمد (صلي الله عليه و آله) من اسم في القرآن!» فقلت: اسمان أو ثلاثة.
1» فقال: « يا كلبي، له عشرة« أسماء وَ ما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ
«2» و قوله: وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأتِي مِن بَعدِي اسمُهُ أَحمَدُ«3»، و لَمّا قامَ عَبدُ اللّهِ يَدعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيهِ لِبَداً«4»، و طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي، و يس وَ القُرآنِ الحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ«5»، و ن وَ القَلَمِ وَ ما يَسطُرُونَ ما أَنتَ بِنِعمَةِ رَبِّكَ بِمَجنُونٍ«6»، و يا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ«7»، و يا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ«8»، و قوله: فَاتَّقُوا اللّهَ يا أُولِي الأَلبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً«9»، قال: «الذكر: اسم
-----------------------------------
1- مختصر بصائر الدرجات: 67. [.....]
(1) و المذكور في هذه الرواية تسعة أسماء.
(2) آل عمران 3: 144.
(3) الصفّ 61: 6.
(4) الجنّ 72: 19.
(5) يس 36: 1- 4.
(6) القلم 68: 1 و 2.
(7) المدّثّر 74: 1.
(8) المزمّل 73: 1.
(9) الطلاق 65: 10.
صفحه : 748
اللهمن أسماء محمّد (صلي الله عليه و آله)، و نحن أهل الذكر، فاسأل- يا كلبي- عما بدا لك». قال: نسيت- و الله- القرآن كله، فما حفظت منه حرفا أسأله عنه.}
2] 3696/[- إبن بابويه، قال: أخبرنا أبو الحسن محمّد بن هارون الزنجاني، فيما كتب إلي علي يدي علي بن أحمد البغدادي الوراق، قال: حدثنا معاذ بن المثني العنبري، قال: حدثنا عبد الله بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، عن سفيان بن سعيد الثوري، قال: قلت لجعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام): يا بن رسول الله، ما معني قول الله عز و جل: طه
!
قال: «طه: اسم من أسماء النبي (صلي الله عليه و آله)، و معناه: يا طالب الحق الهادي إليه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي
بل لتسعد به».
6964/[3]- و من طريق المخالفين، (تفسير الثعلبي) في قوله تعالي: طه.
قال:
قال جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام):1» «طهارة أهل بيت محمّد (صلي الله عليه و آله)- ثم قرأ-: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهِّرَكُم تَطهِيراً»«.
4] 5696/[- محمّد بن يعقوب: عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله، لم تتعب نفسك، و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر! فقال: يا عائشة، أ فلا أكون عبدا شكورا!» قال: «و کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقوم علي أطراف أصابع رجليه، فأنزل الله سبحانه تعالي: طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي
».
5] 6696/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله و أبي جعفر (عليهما السلام)، قالا: «کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) إذا صلي قام علي أصابع رجليه حتي تورمت، فأنزل الله تبارك و تعالي: طه
بلغة طيئ، يا محمّد ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي إِلّا تَذكِرَةً لِمَن يَخشي».
6] 7696/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، و قد سأله بعض اليهود، قال له اليهودي:
فإن هذا داود (عليه السلام)، بكي علي خطيئته حتي سارت الجبال معه لخوفه.
قال له علي (عليه السلام): «لقد کان كذلك، و محمّد (صلي الله عليه و آله) اعطي ما هو أفضل من هذا، إنه کان إذا قام إلي
-----------------------------------
2- معاني الأخبار: 22/ 1. 3- تفسير الثعلبي: 75 «مخطوط»، العمدة: 38/ 19، خصائص الوحي المبين: 76/ 46. 4- الكافي 2: 77/ 6. 5- تفسير القمّي 2: 57. 6- الاحتجاج: 219. [.....]
(1) الأحزاب 33: 33. 1»2»
صفحه : 749
اللهالصلاة، سمع لصدره« أزير كأزير المرجل علي الأثافي« من شدة البكاء، و قد آمنه الله عز و جل من عقابه، فأراد أن يتخشع لربه ببكائه، و يکون إماما لمن اقتدي به، و لقد قام (صلي الله عليه و آله) عشر سنين علي أطراف أصابعه، حتي تورمت قدماه، و اصفر وجهه، يقوم الليل أجمع، حتي عوتب في ذلک، فقال الله عز و جل: طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي
بل لتسعد به، و لقد کان يبكي حتي يغشي عليه، فقيل له: يا رسول الله، أليس الله عز و جل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر! قال: بلي، أ فلا أكون عبدا شكورا!».
7] 8696/[- الطبرسي: روي أن النبي (صلي الله عليه و آله) کان يرفع إحدي رجليه في الصلاة ليزيد تعبه، فأنزل الله تعالي: طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي
فوضعها، قال: و روي ذلک عن أبي عبد الله (عليه السلام).
8] 9696/[- الشيخ في (أماليه): عن الحفار، قال: حدثنا علي بن أحمد الحلواني، قال: حدثنا أبو عبد الله محمّد بن القاسم المقري، قال: حدثنا الفضل بن حباب الجمحي، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن أبان، عن قتادة، عن أبي العالية، عن إبن عباس، قال:3» كنا جلوسا مع النبي (صلي الله عليه و آله)، إذ هبط عليه الأمين جبرئيل (عليه السلام)، و معه جام« من البلور الأحمر مملوءة مسكا و عنبرا، و کان إلي جنب رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) و ولداه الحسن و الحسين (عليهما السلام)، فقال له، السلام عليك، الله يقرأ عليك السلام، و يحييك بهذه التحية، و يأمرك أن تحيي بها عليا و ولديه، قال إبن عباس: فلما صارت في كف رسول الله (صلي الله عليه و آله) هلل ثلاثا و كبر ثلاثا، ثم قالت بلسان ذرب طلق- يعني الجام-: بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي
فاشتمها النبي (صلي الله عليه و آله)، و حيي بها عليا (عليه السلام)، فلما صارت في كف علي (عليه السلام)، قالت: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزَّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ«4» فاشتمها علي (صلوات الله عليه)، و حيي بها الحسن (عليه السلام)، فلما صارت في كف الحسن (عليه السلام)، قالت: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ العَظِيمِ الَّذِي هُم فِيهِ مُختَلِفُونَ«5» فاشتمها الحسن (عليه السلام) و حيي بها الحسين (عليه السلام)، فلما صارت في كف الحسين (عليه السلام)، قالت: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُربي وَ مَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَزِد لَهُ فِيها حُسناً إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ«6» ثم ردت إلي النبي (صلي الله عليه و آله)، فقالت:
-----------------------------------
7- مجمع البيان 7: 4. 8- الأمالي 1: 366.
(1) في «ط» نسخة بدل: لصوته. و زاد في «ط»: و جوفه.
(2) الأثافي: واحدتها اثفية، و هي الحجر يوضع عليه القدر. «أقرب الموارد- ألف- 1: 4».
(3) الجام: إناء للشراب و الطعام من فضة أو نحوها، و هي مؤنثة. «المعجم الوسيط- 1: 149».
(4) المائدة 5: 55.
(5) النبأ 78: 1- 3.
(6) الشوري 42: 23.
صفحه : 750
اللهبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ}
اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الأَرضِ«1».
قال إبن عباس: فلا أدري، إلي السماء صعدت، أم في الإرض توارت بقدرة الله عز و جل.
قوله تعالي:
الرَّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي [5]
1] 0796/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد، و محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أنه سئل عن قول الله عز و جل: الرَّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي
. فقال: «استوي علي کل شيء، فليس شيء أقرب إليه من شيء».
و رواه إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن بعض رجاله، رفعه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مثله«2».
2] 1796/[- و عنه، بهذا الإسناد: عن سهل، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن مارد: أن أبا عبد الله (عليه السلام) سئل عن قول الله عز و جل: الرَّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي
فقال: «استوي علي«3» کل شيء، فليس أقرب إليه من شيء».
و رواه علي بن إبراهيم: عن محمّد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن مارد، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام)، و ذكر مثله«4».
و رواه إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن سهل بن زياد الآدمي، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن مارد: أن أبا عبد الله (عليه السلام)، و ذكر مثله«5».
3] 2796/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: الرَّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي
فقال:
«استوي في کل شيء، فليس شيء أقرب إليه من شيء، لم يبعد منه بعيد و لم يقرب منه قريب، استوي في کل
-----------------------------------
1- الكافي 1: 99/ 6. 2- الكافي 1: 99/ 7. 3- الكافي 1: 99/ 8.
(1) النور 24: 35.
(2) التوحيد: 316/ 4. [.....]
(3) في «ط، ج»: من.
(4) تفسير القمّي 2: 59.
(5) التوحيد: 315/ 1.
صفحه : 751
اللهشيء».}
و رواه إبن بابويه عن أبيه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) مثله«1».
4] 3796/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من زعم أن الله من شيء، أو في شيء، أو علي شيء، فقد كفر».
قلت فسر لي. قال: «أعني بالحواية من الشيء له، أو بإمساك له، أو من شيء سبقه».
و
في رواية أخري: «من زعم أن الله من شيء فقد جعله محدثا، و من زعم أنه في شيء فقد جعله محصورا، و من زعم أنه علي شيء فقد جعله محمولا».
و رواه أيضا إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله)، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، مثله«2».
5] 4796/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقي، رفعه، قال: سأل الجاثليق أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له: أخبرني عن الله عز و جل، يحمل العرش أم العرش يحمله!
فقال: أمير المؤمنين (عليه السلام): «الله تعالي حامل العرش و السماوات و الإرض، و ما فيهما و ما بينهما، و ذلک قول الله عز و جل: إِنَّ اللّهَ يُمسِكُ السَّماواتِ وَ الأَرضَ أَن تَزُولا وَ لَئِن زالَتا إِن أَمسَكَهُما مِن أَحَدٍ مِن بَعدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً
«3».
قال: فأخبرني عن قوله: وَ يَحمِلُ عَرشَ رَبِّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمانِيَةٌ
«4» فكيف قال ذلک، و قلت: إنه يحمل العرش و السماوات و الإرض!
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن العرش خلقه الله تعالي من أنوار أربعة: نور أحمر منه احمرت الحمرة، و نور أخضر منه اخضرت الخضرة، و نور أصفر منه اصفرت الصفرة، و نور أبيض منه ابيض البياض، و هو العلم ألذي حمله الله الحملة، و ذلک نور من عظمته، فبعظمته و نوره أبصر قلوب المؤمنين، و بعظمته و نوره عاداه الجاهلون، و بعظمته و نوره ابتغي من في السماوات و الإرض، من جميع خلائقه إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة، و الأديان،
-----------------------------------
4- الكافي 1: 99/ 9. 5- الكافي 1: 100/ 1.
(1) التوحيد: 315/ 2.
(2) التوحيد: 317/ 5، 6.
(3) فاطر 35: 41.
(4) الحاقة 69: 17. 1»
صفحه : 752
اللهالمشتبهة، و کل محمول يحمله الله بنوره و عظمته و قدرته، لا يستطيع لنفسه ضرا و لا نفعا، و لا موتا و لا حياة و لا نشورا فكل شيء محمول، و الله تبارك و تعالي الممسك لهما أن تزولا، و المحيط بهما«، و هو حياة کل شيء، و نور کل شيء، سبحانه و تعالي عما يقول الظالمون علوا كبيرا».
قال له: فأخبرني عن الله عز و جل أين هو!
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «هو هاهنا و هاهنا، و فوق و تحت، و محيط بنا و معنا، و هو قوله: ما يَكُونُ مِن نَجوي ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُم وَ لا خَمسَةٍ إِلّا هُوَ سادِسُهُم وَ لا أَدني مِن ذلِكَ وَ لا أَكثَرَ إِلّا هُوَ مَعَهُم أَينَ ما كانُوا
«2» فالكرسي محيط بالسماوات و الإرض، و ما بينهما و ما تحت الثري، و إن تجهر بالقول فإنه يعلم السر و أخفي، و ذلک قوله تعالي: وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الأَرضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفظُهُما وَ هُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ«3».
فالذين يحملون العرش هم العلماء الّذين حملهم الله علمه، و ليس يخرج عن هذه الأربعة شيء خلق في ملكوته، و هو الملكوت ألذي أراه الله أصفياءه، و أراه خليله (عليه السلام)، فقال: وَ كَذلِكَ نُرِي إِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ
«4» و كيف يحمل حملة العرش الله، و بحياته حييت قلوبهم، و بنوره اهتدوا إلي معرفته!؟».
6] 5796/[- و عنه: عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي، قال: سألني أبو قرة المحدث، أن ادخله علي أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، فاستأذنته فأذن لي، فدخل فسأله عن الحلال و الحرام، ثم قال له: أفتقر أن الله محمول!
5» فقال أبو الحسن (عليه السلام): «کل محمول مفعول به، مضاف إلي غيره، محتاج، و المحمول: اسم نقص في اللفظ، و الحامل فاعل، و هو في اللفظ مدحة، و كذلك قول القائل: فوق و تحت، و أعلي و أسفل، و قد قال الله: (و له الأسماء الحسني فادعوه بها)« و لم يقل في كتبه أنه المحمول، بل قال: هو الحامل في البر و البحر، و الممسك للسماوات و الإرض أن تزولا، و المحمول ما سوي الله، و لم يسمع أحد آمن بالله و عظمته قط قال في دعائه:
يا محمول».
قال أبو قرة فإنه قال: وَ يَحمِلُ عَرشَ رَبِّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمانِيَةٌ
«6»، و قال:
-----------------------------------
6- الكافي 1: 101/ 2.
(1) في «ج، ط» و المصدر زيادة: من شيء.
(2) المجادلة 58: 7.
(3) البقرة 2: 255.
(4) الأنعام 6: 75. [.....]
(5) في الأعراف (7: 180): وَ لِلّهِ الأَسماءُ الحُسنيالآية.
(6) الحاقة 69: 17.
صفحه : 753
اللهالَّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ}
«1»!
2»3» فقال أبو الحسن (عليه السلام): «العرش ليس هو الله، و العرش اسم علم«، و قدرة، و عرش فيه کل شيء، ثم أضاف الحمل إلي غيره، خلق من خلقه، لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه و هم حملة علمه، و خلق يسبحون حول عرشه، و هم يعملون« بعلمه، و ملائكة يكتبون أعمال عباده، و استعبد أهل الإرض بالطواف حول بيته، و الله علي العرش استوي کما قال، و العرش و من يحمله و من حول العرش، و الله الحامل لهم، الحافظ لهم، الممسك، القائم علي کل نفس، و فوق کل شيء، و علي کل شيء، و لا يقال: محمول، و لا أسفل، قولا مفردا لا يوصل بشيء، فيفسد اللفظ و المعني».
4» قال أبو قرة: فتكذب بالرواية الّتي جاءت أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه، أن الملائكة الّذين يحملون العرش يجدون ثقله علي كواهلهم، فيخرون سجدا، و إذا ذهب الغضب خف، و رجعوا إلي مواقعهم«!
فقال أبو الحسن (عليه السلام): «أخبرني عن الله تبارك و تعالي منذ لعن إبليس إلي يومك هذا هو غضبان عليه، فمتي رضي، و هو في صفتك لم يزل غضبان عليه، و علي أوليائه، و علي أتباعه! كيف تجتري أن تصف ربك بالتغير من حال إلي حال، و أنه يجري عليه ما يجري علي المخلوقين!؟ سبحانه و تعالي، لم يزل مع الزائلين، و لم يتغير مع المتغيرين، و لم يتبدل مع المتبدلين، و من دونه في يده و تدبيره، و كلهم إليه محتاج، و هو غني عمن سواه».
7] 6796/[- و عنه: عن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسي، قال:5» كتبت إلي أبي الحسن علي بن محمّد (عليهما السلام): جعلني الله فداك يا سيدي، قد روي لنا أن الله في موضع دون موضع علي العرش استوي، و أنه ينزل کل ليلة في النصف الآخر من الليل إلي السماء الدنيا، و روي أنه ينزل عشية عرفة، ثم يرجع إلي موضعه فقال بعض مواليك في ذلک: إذا کان في موضع دون موضع، فقد يلاقيه الهواء و يتكيف« عليه، و الهواء جسم رقيق يتكيف علي کل شيء بقدره، فكيف يتكيف عليه جل ثناؤه علي هذا المثال!
6» فوقع (عليه السلام): «علم ذلک عنده، هو المقدر له بما هو أحسن تقديرا، و اعلم أنه إذا کان في سماء الدنيا فهو کما علي العرش، و الأشياء كلها معه« سواء، علما و قدرة و ملكا و إحاطة».
-----------------------------------
7- الكافي 1: 98/ 4.
(1) غافر 40: 7.
(2) في «ي»: و عرشه اسم علمه.
(3) في «ط»: يعلمون.
(4) في «ج»: مواقفهم.
(5) في المصدر، و كذا في الموضع الآتي: و يتكنّف. و كنّف الشيء: أحاط به. «المعجم الوسيط- كنف- 2: 801».
(6) في المصدر: له.
صفحه : 754
8] 7796/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل (رضي الله عنه)، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، قال: حدثني مقاتل بن سليمان، قال: سألت جعفر بن محمّد (عليهما السلام) عن قول الله عز و جل: الرَّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي
فقال: «استوي من کل شيء، فليس شيء أقرب إليه من شيء».
9] 8796/[- و عنه: بهذا الإسناد، عن الحسن بن محبوب، عن حماد، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «كذب من زعم أن الله عز و جل من شيء، أو في شيء، أو علي شيء».
10] 9796/[- و عنه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثني أبي، عن حنان بن سدير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العرش و الكرسي.
فقال: «إن للعرش صفات كثيرة مختلفة، له في کل سبب وضع في القرآن صفة علي حدة، فقوله: رَبُّ العَرشِ العَظِيمِ
يقول: رب الملك العظيم، و قوله: الرَّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي يقول: علي الملك احتوي».
و سيأتي الحديث بطوله- إن شاء الله تعالي- في سورة النمل، عند قوله تعالي: رَبُّ العَرشِ العَظِيمِ«1».
11] 0896/[- الطبرسي في (الاحتجاج): روي هشام بن الحكم ، أنه کان من سؤال الزنديق ألذي أتي أبا عبد الله (عليه السلام)، قال: ما الدليل علي صانع العالم!
فقال: أبو عبد الله (عليه السلام): «وجود الأفاعيل الّتي دلت علي أن صانعها صنعها، ألا تري أنك إذا نظرت إلي بناء مشيد مبني علمت أن له بانيا، و إن كنت لا تري الباني، و لم تشاهد!».
قال: فما هو!
2» قال: «هو شيء بخلاف الأشياء، ارجع بقولي شيء إلي إثباته، و إنه شيء بحقيقته الشيئية، غير أنه لا جسم و لا صورة، و لا يجس«، و لا يدرك بالحواس الخمس، لا تدركه الأوهام، و لا تنقصه الدهور، و لا يغيره الزمان».
قال: السائل: فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا!
قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لو کان ذلک کما تقول، لكان التوحيد منا مرتفعا، بأنا لم نكلف أن نعتقد غير موهوم، لكنا نقول: کل موهوم بالحواس مدرك بها، تحده الحواس ممثلا فهو مخلوق و لا بد من إثبات كون صانع
-----------------------------------
8- التوحيد: 317/ 7. 9- التوحيد: 317/ 8. 10- التوحيد: 321/ 1. 11- الاحتجاج: 332.
(1) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآية (26) من سورة النّمل. [.....]
(2) في «ط» نسخة بدل: يمسّ. 1»
صفحه : 755
اللهالأشياء خارجا من الجهتين المذمومتين: إحداهما النفي، إذ کان النفي هو الإبطال و العدم. و الجهة الثانية التشبيه بصفة المخلوق الظاهر التركيب و التأليف، فلم يكن بد من إثبات الصانع لوجود المصنوعين، و الاضطرار منهم إليه أنهم مصنوعون، و أن صانعهم غيرهم و ليس مثلهم، إذ کان مثلهم شبيها بهم في ظاهر التركيب و التأليف، و فيما يجري عليهم من حدوثهم بعد أن لم يكونوا، و تنقلهم« من صغر إلي كبر، و سواد إلي بياض، و قوة إلي ضعف، و أحوال موجودة لا حاجة بنا إلي تفسيرها لثباتها و وجودها».
قال السائل: فأنت قد حددته إذ أثبت وجوده!
قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لم أحدده، و لكن أثبته إذا لم يكن بين النفي و الإثبات منزلة».
قال السائل: فقوله: الرَّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي
!
قال أبو عبد الله (عليه السلام): «بذلك وصف نفسه، و كذلك هو مستول علي العرش، بائن من خلقه، من غير أن يکون العرش حاملا له، و لا أن العرش حاوله، و لا أن العرش محل له، لكنا نقول: هو حامل العرش، و ممسك للعرش و نقول في ذلک ما قال: وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الأَرضَ
«2»، فثبتنا من العرش و الكرسي ما ثبته، و نفينا أن يکون العرش و الكرسي حاويا له، و أن يکون عز و جل محتاجا إلي مكان، أو إلي شيء مما خلق، بل خلقه محتاجون إليه».
قال السائل: فما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلي السماء، و بين أن تخفضوها نحو الإرض!
قال أبو عبد الله (عليه السلام): «ذلک في علمه و إحاطته و قدرته سواء، لكنه عز و جل أمر أولياءه و عباده برفع أيديهم إلي السماء نحو العرش، لأنه جعله معدن الرزق، فثبتنا ما ثبته القرآن و الأخبار عن الرسول (صلي الله عليه و آله) حين قال: ارفعوا أيديكم إلي الله عز و جل، و هذا تجمع عليه فرق الأمة كلها».
12] 1896/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن الصادق (عليه السلام) ، و قد سأله (عليه السلام) زنديق، فقال: فأخبرني عن الشمس، أين تغيب!
قال (عليه السلام): «إن بعض العلماء قال: إذا انحدرت أسفل القبة دار بها الفلك إلي بطن السماء صاعدة أبدا، إلي أن تنحط إلي موضع مطلعها، يعني أنها تغيب في عين حامية، ثم تخرق الإرض راجعة إلي موضع مطلعها، فتخر تحت العرش حتي يؤذن لها بالطلوع، و يسلب نورها کل يوم، و تجلل نورا آخر».
قال: فالكرسي أكبر أم العرش!
قال (عليه السلام): «کل شيء خلقه الله في جوف الكرسي ما خلا عرشه، فإنه أعظم من أن يحيط به الكرسي» قال: فخلق النهار قبل الليل!
قال (عليه السلام): «نعم، خلق النهار قبل الليل، و الشمس قبل القمر، و الإرض قبل السماء، و وضع الإرض علي
-----------------------------------
12- الاحتجاج: 351.
(1) في «ط» نسخة بدل: و تقلّبهم.
(2) البقرة 2: 255.
صفحه : 756
اللهالحوت، و الحوت في الماء، و الماء في صخرة مجوفة، و الصخرة علي عاتق ملك، و الملك علي الثري، و الثري علي الريح العقيم، و الريح علي الهواء، و الهواء تمسكه القدرة، و ليس تحت الريح العقيم، إلا الهواء و الظلمات، و لا وراء ذلک سعة، و لا ضيق، و لا شيء يتوهم، ثم خلق الكرسي فحشاه السماوات و الإرض، و الكرسي أكبر من کل شيء خلق، ثم خلق العرش فجعله أكبر من الكرسي».}
قوله تعالي:
لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ ما بَينَهُما وَ ما تَحتَ الثَّري [6]
1] 2896/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن أحمد، عن إبن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن الإرض، علي أي شيء و هي! قال: «علي الحوت». قلت: فالحوت علي أي شيء هو! قال: «علي الماء». قلت: فالماء، علي أي شيء هو! قال: «علي الصخرة». قلت: فعلي أي شيء الصخرة! قال: «علي قرن ثور أملس». قلت: فعلي أي شيء الثور! قال: «علي الثري». قلت: فعلي أي شيء الثري!
قال: «هيهات، عند ذلک ضل علم العلماء».
و رواه علي بن إبراهيم، عن محمّد بن أبي عبد الله، عن سهل، عن الحسن بن محبوب، عن، جميل بن صالح، عن أبان بن تغلب، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) مثله«1».
2] 3896/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن علي بن مهزيار، عن العلاء المكفوف، عن بعض أصحابه، عن أبا عبد الله (عليه السلام)، قال: سئل عن الإرض، علي أي شيء هي! قال: «علي الحوت» فقيل له:
فالحوت، علي أي شيء هو! قال: «علي الماء». فقيل له: فالماء، علي أي شيء هو! قال: «علي الثري» قيل له:
فالثري، علي أي شيء هو! قال: «عند ذلک انقضي علم العلماء».
قوله تعالي:
وَ إِن تَجهَر بِالقَولِ فَإِنَّهُ يَعلَمُ السِّرَّ وَ أَخفي [7]
3] 4896/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه (رحمه الله)، قال: حدثني عمي محمّد بن أبي
-----------------------------------
1- الكافي 8: 89/ 55. 2- تفسير القمّي 2: 58. 3- معاني الأخبار: 143/ 1.
(1) تفسير القمّي 2: 59.
صفحه : 757
اللهعليالقاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، قال: حدثني موسي بن سعدان الحناط، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن مسكان، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: يَعلَمُ السِّرَّ وَ أَخفي.
1» قال: «السر: ما أكننته« في نفسك، و أخفي: ما خطر ببالك ثم أنسيته».
1] 5896/[- الطبرسي: روي عن السيدين الباقر و الصادق (عليهما السلام): «السر: ما أخفيته في نفسك، و أخفي:
ما خطر ببالك ثم أنسيته».
6986/[2]- علي بن إبراهيم، قال: السر: ما أخفيته، و أخفي: ما خطر ببالك ثم أنسيته. ثم قص عز و جل قصة موسي، و نكتب خبرها في سورة القصص إن شاء الله تعالي«2».
قوله تعالي:
آتِيكُم مِنها بِقَبَسٍ- إلي قوله تعالي- وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخري [10- 18]
3] 7896/[- علي بن إبراهيم، قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: آتِيكُم مِنها بِقَبَسٍ
يقول: «آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد». و قوله: أَو أَجِدُ عَلَي النّارِ هُديً کان قد أخطأ الطريق، يقول: أو أجد علي النار طريقا و قوله: أَهُشُّ بِها عَلي غَنَمِي يقول: أخبط بها الشجر لغنمي وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخري فمن الفرق«3» لم يستطع الكلام، فجمع كلامه فقال: وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخري يقول:
حوائج أخري.
4] 8896/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال الله عز و جل لموسي (عليه السلام): فَاخلَع نَعلَيكَ
لأنها كانت من جلد حمار ميت».
-----------------------------------
1- مجمع البيان 7: 6. 2- تفسير القمّي 2: 59. 3- تفسير القمّي 2: 60. 4- علل الشرائع: 66/ 1.
(1) في المصدر: كتمته.
(2) يأتي في تفسير الآيات (4- 35) من سورة القصص. [.....]
(3) الفرق: الخوف. «الصحاح- فرق- 4: 1541».
صفحه : 758
3] 9896/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن علي بن نصر البخاري المقرئ، قال: حدثنا أبو عبد الله الكوفي الفقيه بفرغانة«1»، بإسناد متصل إلي الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام)، أنه قال في قوله عز و جل لموسي (عليه السلام):
فَاخلَع نَعلَيكَ
: «يعني ارفع خوفيك، يعني خوفه من ضياع أهله، و قد خلفها تمخض، و خوفه من فرعون».
4] 0996/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن علي بن محمّد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسي الوشاء البغدادي، قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمي، قال: حدثنا محمّد بن بحر بن سهل الشيباني، قال: حدثنا أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد الله القمي، عن القائم الحجة (عليه السلام)- في حديث طويل يتضمن مسائل كثيرة- قال: قلت: فأخبرني، يا بن رسول الله، عن أمر الله تعالي لنبيه موسي (عليه السلام):
فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُويً
فإن فقهاء الفريقين يزعمون أنها كانت من إهاب الميتة.
2» فقال (عليه السلام): «من قال ذلک فقد افتري علي موسي (عليه السلام)، و استجهله في نبوته، لأنه ما خلا الأمر فيها من خصلتين«: إما أن تكون صلاة موسي فيها جائزة أو غير جائزة، فإن كانت صلاته جائزة، جاز له لبسها في تلك البقعة إذ لم تكن مقدسة، و إن كانت مقدسة مطهرة، فليست بأقدس و أطهر من الصلاة، و إن كانت صلاته غير جائزة فيها، فقد أوجب علي موسي (عليه السلام) أنه لم يعرف الحلال من الحرام، و ما علم ما تجوز فيه الصلاة و ما لم تجز، و هذا كفر».
قلت: فأخبرني- يا مولاي- عن التأويل فيها!
قال: «إن موسي (عليه السلام) ناجي ربه بالوادي المقدس، فقال: يا رب، إني قد أخلصت لك المحبة مني، و غسلت قلبي عمن سواك- و کان شديد الحب لأهله- فقال الله تبارك و تعالي: فَاخلَع نَعلَيكَ
أي انزع حب أهلك من قبلك إن كانت محبتك لي خالصة، و قلبك من الميل إلي من سواي مغسولا».
6991/[5]- علي بن إبراهيم، قال: و قوله: فَاخلَع نَعلَيكَ قال: كانتا من جلد حمار ميت وَ أَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يُوحي إِنَّنِي أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاعبُدنِي وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكرِي قال: إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها.
6] 2996/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، و محمّد إبن خالد، جميعا، عن القاسم بن عروة، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إذا فاتتك صلاة فذكرتها في وقت اخري، فإن كنت تعلم أنك إذا صليت الّتي فاتتك، كنت من الأخري في وقت، فابدأ بالتي
-----------------------------------
3- علل الشرائع: 66/ 2. 4- كمال الدين و تمام النعمة: 460. 5- تفسير القمّي 2: 60. 6- الكافي 3: 293/ 4.
(1) فرغانة: مدينة، و كورة واسعة بما وراء النهر، متآخمة لبلاد تركستان، و بينها و بين سمرقند خمسون فرسخا، و يقال: فرغانة قرية من قري فارس. «معجم البلدان 4: 253».
(2) في «ج» و المصدر: خطيئتين.
صفحه : 759
اللهفاتتك، فإن الله عز و جل يقول: وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكرِي}
. و إن كنت تعلم أنك إذا صليت الّتي فاتتك، فاتتك الّتي بعدها، فابدأ بالتي أنت في وقتها فصلها، ثم أقم الاخري».
و رواه الشيخ في (التهذيب) بإسناده: عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن عروة، بباقي السند و المتن، إلا أن في آخر الرواية: «و أقم للأخري»«1».
7] 3996/[- الطبرسي، قيل: معناه أقم الصلاة متي ذكرت أن عليك صلاة، كنت في وقتها أم لم تكن، عن أكثر المفسرين قال: و هو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام).
8] 4996/[- قال علي بن إبراهيم ، في قوله: إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخفِيها
قال: قال: «من نفسي هكذا نزلت».
قيل: كيف يخفيها من نفسه! قال: «جعلها من غير وقت».
9] 5996/[- الطبرسي: عن إبن عباس: أكاد أخفيها من نفسي، فهو كذلك في قراءة أبي، قال: و روي ذلک عن الصادق (عليه السلام).
10] 6996/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن محمّد، عن منيع بن الحجاج البصري، عن مجاشع، عن معلي، عن محمّد بن الفيض، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «كانت عصا موسي لآدم، فصارت إلي شعيب، ثم صارت إلي موسي بن عمران، و إنها لعندنا، و إن عهدي بها آنفا، و هي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، و إنها لتنطق إذا استنطقت، أعدت لقائمنا (عليه السلام)، يصنع بها ما کان يصنع بها موسي (عليه السلام)، و إنها لتروع و تلقف ما يأفكون، و تصنع ما تؤمر به، إنها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون، يفتح لها شعبتان: إحداهما في الإرض، و الأخري في السقف، و بينهما أربعون ذراعا، تلقف ما يأفكون بلسانها».
و رواه إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، و ساق السند و المتن«2».
و رواه محمّد بن الحسن الصفار في (بصائره) عن سلمة بن الخطاب، و ساق الحديث سندا و متنا«3».
11] 7996/[- محمّد بن إبراهيم النعماني، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثنا محمّد
-----------------------------------
7- مجمع البيان 7: 10. 8- تفسير القمّي 2: 60. 9- مجمع البيان 7: 11. 10- الكافي 1: 180/ 1. 11- الغيبة: 238/ 27.
(1) التهذيب 2: 268/ 1070.
(2) كمال الدين و تمام النعمة: 673/ 27. [.....]
(3) بصائر الدرجات: 203/ 36.
صفحه : 760
اللهعليإبن المفضل بن إبراهيم، و سعدان بن إسحاق بن سعيد، و أحمد بن الحسين بن عبد الملك، و محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني، قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «كانت عصا موسي قضيب آس من غرس الجنة، أتاه به جبرئيل (عليه السلام) لما توجه تلقاء مدين، و هي و تابوت آدم (عليه السلام) في بحيرة طبرية، و لن يبليا و لن يتغيرا حتي يخرجهما القائم (عليه السلام) إذا قام».
12] 8996/[- محمّد بن يعقوب: عن أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسي، عن موسي بن جعفر البغدادي، عن علي بن أسباط، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سمعته يقول: «ألواح موسي (عليه السلام) عندنا، و عصا موسي عندنا، و نحن ورثة النبيين».
13] 9996/[- و عنه: محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن أبي الحسين الأسدي، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات ليلة بعد عتمة، و هو يقول: همهمة و ليلة مظلمة، خرج عليكم الإمام عليه قميص آدم، و في يده خاتم سليمان و عصا موسي».
14] 0007/[- محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن عبد الجبار، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن أبي الحسين الأسدي، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «خرج علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات ليلة علي أصحابه بعد عتمة و هم في الرحبة، و هو يقول: همهمة في ليلة مظلمة، خرج عليكم الإمام و عليه قميص آدم، و في يده خاتم سليمان، و عصا موسي».
15] 1007/[- و عنه: عن محمّد بن الحسين، عن إبن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل، عن جابر، قال:
قال أبو جعفر (عليه السلام):1» «ألم تسمع قول رسول الله (صلي الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام)«: و الله لتؤتين خاتم سليمان، و الله لتؤتين عصا موسي».
و الروايات في ذلک كثيرة.
16] 2007/[- عمر بن إبراهيم الأوسي، قال: روي عن رسول الله (صلي الله عليه و آله)، أنه قال: «لما كانت الليلة الّتي أسري بي إلي السماء، وقف جبرئيل في مقامه، و غبت عن تحية کل ملك و كلامه، و صرت بمقام انقطع عني فيه الأصوات، و تساوي عندي الأحياء و الأموات، اضطرب قلبي و تضاعف كربي، فسمعت مناديا ينادي بلغة علي إبن أبي طالب: قف- يا محمّد- فإن ربك يصلي. قلت: كيف يصلي، و هو غني عن الصلاة لأحد! و كيف بلغ علي هذا المقام!
-----------------------------------
12- الكافي 1: 180/ 2. 13- الكافي 1: 181/ 4. 14- بصائر الدرجات: 208/ 52. 15- بصائر الدرجات: 207/ 51. 16- ...
(1) في المصدر زيادة: في عليّ (عليه السّلام).
صفحه : 761
اللهفقال الله تعالي: اقرأ يا محمّد: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيكُم وَ مَلائِكَتُهُ لِيُخرِجَكُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ}
«1» و صلاتي رحمة لك و لامتك، فأما سماعك صوت علي، فإن أخاك موسي بن عمران لما جاء جبل الطور و عاين ما عاين من عظم الأمور، أذهله ما رآه عما يلقي إليه، فشغلته عن الهيبة بذكر الله أحب الأشياء إليه و هي العصا، إذ قلت له: وَ ما تِلكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسي- و لما کان علي أحب النّاس إليك، ناديناك بلغته و كلامه، ليسكن ما بقلبك من الرعب، و لتفهم ما يلقي إليك- قال: وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخري بها ألف معجزة»
ليس هذا موضع ذكرها.
17] 3007/[- علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام): «قوله أَهُشُّ بِها عَلي غَنَمِي
يقول: أخبط بها الشجر لغنمي وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخري فمن الفرق لم يستطع الكلام، فجمع كلامه، فقال: وَ لِيَ فِيها مَآرِبُ أُخري يقول: حوائج اخري».
18] 4007/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «جاء إبليس (لعنه الله) إلي موسي (عليه السلام) و هو يناجي ربه، فقال له ملك من الملائكة: ويلك، ما ترجو منه و هو علي هذه الحالة يناجي ربه! فقال له: أرجو منه ما أرجو من أبيه آدم و هو في الجنة».
و الحديث بطوله، تقدم في قوله تعالي: وَ قَرَّبناهُ نَجِيًّا من سورة مريم«2».
قوله تعالي:
وَ اضمُم يَدَكَ إِلي جَناحِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ آيَةً أُخري [22]
1] 5007/[- إبن بابويه: عن أبيه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن خلف بن حماد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال الله تبارك و تعالي لموسي (عليه السلام):
قالقالبهأَدخِل يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ
«3» قال: «من غير برص».
2] 6007/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن
-----------------------------------
17- تفسير القمّي 2: 60. 18- تفسير القمّي 1: 242. 1- معاني الأخبار: 172/ 1. 2- تفسير القمّي 2: 140.
(1) الأحزاب 33: 43.
(2) تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآية (52) من سورة مريم.
(3) النمل 27: 12. [.....]
صفحه : 762
اللهعليمسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «کان موسي شديد السمرة، فأخرج يده من جيبه، فأضاءت له الدنيا».
قوله تعالي:
قالَ رَبِّ اشرَح لِي صَدرِي وَ يَسِّر لِي أَمرِي وَ احلُل عُقدَةً مِن لِسانِي- إلي قوله تعالي- إِنَّكَ كُنتَ بِنا بَصِيراً [25- 35]
1] 7007/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الخثعمي، عن عباد بن يعقوب، عن علي بن هاشم، عن عمر«1» بن حارث، عن عمران بن سليمان، عن حصين«2» التغلبي«3»، عن أسماء بنت عميس، قالت:4» رأيت رسول الله (صلي الله عليه و آله) بإزاء ثبير«، و هو يقول: «أشرق ثبير أشرق ثبير، اللهم إني أسألك ما سألك أخي موسي، أن تشرح لي صدري، و أن تيسر لي أمري، و أن تحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، و أن تجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي، اشدد به أزري، و أشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا، و نذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا».
2] 8007/[- و من طريق المخالفين: ما رواه أبو نعيم الحافظ، بإسناده عن رجاله، عن إبن عباس، قال: أخذ رسول الله (صلي الله عليه و آله) بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) و بيدي و نحن بمكة و صلي أربع ركعات، ثم رفع يديه إلي السماء، و قال: «اللهم، إن نبيك موسي بن عمران سألك، فقال: رَبِّ اشرَح لِي صَدرِي وَ يَسِّر لِي أَمرِي
الآية، و أنا محمّد نبيك أسألك، رب اشرح لي صدري، و يسر لي أمري، و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، و اجعل لي وزيرا من أهلي، عليا أخي، اشدد به أزري، و أشركه في أمري».
قال إبن عباس: فسمعت مناديا ينادي: يا أحمد، قد أوتيت ما سألت.
قوله تعالي:
وَ أَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنِّي [39]
3] 9007/[- العياشي: عن المفضل، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله: فالِقُ الحَبِّ وَ النَّوي
«5».
-----------------------------------
1- تأويل الآيات 1: 310/ 2، شواهد التنزيل 1: 369/ 511- 513، ترجمة الإمام عليّ (عليه السّلام) من تاريخ إبن عساكر 1: 120/ 147. 2- النور المشتعل: 138/ 37. 3- تفسير العيّاشي 1: 37/ 65.
(1) في المصدر: عمرو.
(2) في «ط» نسخة بدل: حفص.
(3) في «ج، ط»: الثعلبي.
(4) ثبير: جبل بمكّة. «الصحاح- ثبر- 2: 604».
(5) الأنعام 6: 95.
صفحه : 763
اللهقال: «الحب: المؤمن، و ذلک قوله تعالي وَ أَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنِّي}
و النوي هو الكافر ألذي نأي عن الحق، فلم يقبله».
قوله تعالي:
وَ فَتَنّاكَ فُتُوناً- إلي قوله تعالي- وَ لا تَنِيا فِي ذِكرِي [40- 42] 7010/[1]- علي بن إبراهيم: وَ فَتَنّاكَ فُتُوناً أي اختبرناك اختبارا، قوله تعالي: فَلَبِثتَ سِنِينَ فِي أَهلِ مَديَنَ يعني عند شعيب، و قوله تعالي: وَ اصطَنَعتُكَ لِنَفسِي أي اخترتك، و قوله: اذهَب أَنتَ وَ أَخُوكَ بِآياتِي وَ لا تَنِيا فِي ذِكرِي أي لا تضعفا.
قوله تعالي:
اذهَبا إِلي فِرعَونَ إِنَّهُ طَغي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشي [43 و 44]
2] 1107/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة إبن صدقة، قال: حدثني شيخ من ولد عدي بن حاتم، عن أبيه، عن جده عدي بن حاتم ، و کان مع علي (عليه السلام) في حروبه، أن عليا (عليه السلام) قال يوم التقي هو و معاوية بصفين، و رفع بها صوته يسمع أصحابه: «و الله، لأقتلن معاوية و أصحابه»، ثم قال في آخر قوله: «إن شاء الله تعالي» خفض بها صوته، و كنت قريبا منه. فقلت: يا أمير المؤمنين، إنك حلفت علي ما قلت ثم استثنيت، فما أردت بذلك!
فقال: «إن الحرب خدعة، و أنا عند المؤمنين غير كذوب، فأردت أن أحرض أصحابي عليهم، لئلا يفشلوا و لكي يطمعوا فيهم، فافهم فإنك تنتفع بها بعد اليوم إن شاء الله، و اعلم أن الله عز و جل قال لموسي (عليه السلام)، حين أرسله إلي فرعون: فأتياه فَقُولا لَهُ قَولًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشي
و قد علم أنه لا يتذكر و لا يخشي، و لكن ليكون ذلک أحرص لموسي (عليه السلام) علي الذهاب».
و رواه الكليني: عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، و ساق الحديث إلي آخره، و فيه بعض التغيير
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 60. 2- التهذيب 6: 163/ 299.
صفحه : 764
اللهعلياليسير«1».
و رواه أيضا علي بن إبراهيم: عن هارون بن مسلم بباقي السند و المتن«2».
2] 2107/[- إبن بابويه، قال: حدثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري (رضي الله عنه)، عن عمه أبي عبد الله محمّد بن شاذان، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن محمّد بن أبي عمير، قال: قلت لموسي بن جعفر (عليه السلام): أخبرني عن قول الله عز و جل لموسي و هارون (عليهما السلام): اذهَبا إِلي فِرعَونَ إِنَّهُ طَغي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشي
.
فقال: «أما قوله تعالي: فَقُولا لَهُ قَولًا لَيِّناً
أي كنياه، و قولا له: يا أبا مصعب، و کان اسم فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب. و أما قوله تعالي: يَتَذَكَّرُ أَو يَخشي فإنما قال، ليكون أحرص لموسي علي الذهاب، و قد علم الله عز و جل أن فرعون لا يتذكر و لا يخشي إلا عند رؤية البأس، ألا تسمع الله عز و جل يقول: حَتّي إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ«3» فلم يقبل الله إيمانه، و قال: آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ«4»».
3] 3107/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، قال: حدثنا محمّد بن زكريا الجوهري، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن سفيان بن سعيد، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليهما السلام)- و کان و الله صادقا کما سمي- يقول: « يا سفيان، عليك بالتقية، فإنها سنة إبراهيم الخليل (عليه السلام)، و إن الله عز و جل قال لموسي و هارون (عليهما السلام): اذهَبا إِلي فِرعَونَ إِنَّهُ طَغي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشي
يقول الله عز و جل: كنياه، و قولا له: يا أبا مصعب».
إلي أن قال: قال: سفيان: فقلت له: يا بن رسول الله، هل يجوز أن يطمع الله عز و جل عباده في كون ما لا يکون! قال: «لا».
فقلت: فكيف قال الله عز و جل لموسي و هارون (عليهما السلام): لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشي
و قد علم أن فرعون لا يتذكر و لا يخشي.
فقال: «إن فرعون قد تذكر و خشي، و لكن عند رؤية البأس، حيث لم ينفعه الإيمان، ألا تسمع الله عز و جل يقول: حَتّي إِذا أَدرَكَهُ الغَرَقُ قالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَت بِهِ بَنُوا إِسرائِيلَ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ
«5»، فلم
-----------------------------------
2- علل الشرائع: 67/ 1. 3- معاني الأخبار: 385/ 20.
(1) الكافي 7: 460/ 1.
(2) تفسير القمّي 2: 60. [.....]
(3) يونس 10: 90.
(4) يونس 10: 91.
(5) يونس 10: 90.
صفحه : 765
اللهيقبل الله عز و جل إيمانه، و قال: آلآنَ وَ قَد عَصَيتَ قَبلُ وَ كُنتَ مِنَ المُفسِدِينَ فَاليَومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً}
«1»، يقول: نلقيك علي نجوة«2» من الإرض، لتكون لمن بعدك علامة و عبرة».
قوله تعالي:
قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعطي كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدي [50]
1] 4107/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن إبراهيم بن ميمون، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:
أَعطي كُلَّ شَيءٍ خَلقَهُ ثُمَّ هَدي
قال: «ليس [شيء] من خلق الله إلا و هو يعرف من شكله الذكر من الأنثي».
قلت: ما معني ثُمَّ هَدي
! قال: هداه للنكاح، و السفاح من شكله».
و سيأتي- إن شاء الله تعالي- خبر قصة فرعون و موسي و هارون، في حديثين عن الباقر و الصادق (عليهما السلام)، في سورة الشعراء«3» و سورة القصص«4».
قوله تعالي:
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي [54]
2] 5107/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي
قال: «نحن- و الله- اولوا النهي».
فقلت: جعلت فداك، و ما معني اولي النهي! قال: «ما أخبر الله به رسوله (صلي الله عليه و آله) مما يکون من بعده، من ادعاء أبي فلان الخلافة و القيام بها، و الآخر من بعده، و الثالث من بعدهما، و بني امية، فأخبر رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فكان ذلک کما أخبر الله به نبيه (صلي الله عليه و آله)، و کما أخبر رسول الله (صلي الله عليه و آله) عليا (عليه السلام)،
-----------------------------------
1- الكافي 5: 567/ 49. 2- تفسير القمّي 2: 61.
(1) يونس 10: 91 و 92.
(2) النّجوة: المرتفع من الإرض. «المعجم الوسيط 2: 905».
(3) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآيات (10- 63) من سورة الشعراء.
(4) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآيات (7- 13) من سورة القصص.
صفحه : 766
اللهو کما انتهي إلينا من علي (عليه السلام)، فيما يکون من بعده من الملك، في بني امية و غيرهم، فهذه الآية الّتي ذكرها الله تعالي في الكتاب إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي}
ألذي انتهي إلينا علم ذلک كله، فصبرنا لأمر الله، فنحن قوام الله علي خلقه، و خزانه علي دينه، نخزنه و نستره، و نكتم به من عدونا، کما كتم رسول الله (صلي الله عليه و آله) حتي أذن الله له في الهجرة، و جاهد المشركين، فنحن علي منهاج رسول الله (صلي الله عليه و آله)، حتي يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف، و ندعو النّاس إليه، فنضربهم«1» عليه عودا، کما ضربهم«2» رسول الله (صلي الله عليه و آله) بدءا».
و رواه محمّد بن العباس: عن أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عمار بن مروان، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي3» و ساق الحديث إلي آخره«.
و رواه سعد بن عبد الله القمي: عن علي بن إسماعيل بن عيسي، عن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عمار بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله عز و جل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي قال: «نحن- و الله اولي النهي» و ساق الحديث إلي آخره«4».
2] 6107/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي
. قال:
«هم الأئمة من آل محمّد (عليهم السلام)، و ما کان في القرآن مثلها».
3] 7107/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير و فضالة، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي
، قال: «نحن اولوا النهي».
قوله تعالي:
مِنها خَلَقناكُم وَ فِيها نُعِيدُكُم وَ مِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخري [55]
1] 8107/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «دخل عبد الله بن قيس الماصر علي أبي جعفر (عليه السلام)-
-----------------------------------
2- تأويل الآيات 1: 320/ 19. 3- تفسير القمّي 2: 66. 1- الكافي 3: 161/ 1.
(1) في «ط، ج، ي»: فنصيّرهم.
(2) في «ط، ج، ي»: صيّرهم. [.....]
(3) تأويل الآيات 1: 314/ 7.
(4) مختصر بصائر الدرجات: 66. 1»
صفحه : 767
اللهالحديث، و فيه- إن الله تعالي خلق خلاقين«، فإذا أراد أن يخلق خلقا أمرهم فأخذوا من التربة الّتي قال الله في كتابه: مِنها خَلَقناكُم وَ فِيها نُعِيدُكُم وَ مِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخري
، فعجنوا النطفة بتلك التربة الّتي يخلق منها، بعد أن أسكنها الرحم أربعين ليلة، فإذا تمت لها أربعة أشهر، قالوا: يا رب، نخلق ماذا! فيأمرهم بما يريد، من ذكر أو أنثي، أبيض أو أسود، فإذا خرجت الروح من البدن، خرجت هذه النطفة بعينها منه، كائنا ما کان، صغيرا أو كبيرا، ذكرا أو أنثي، فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة».
1] 9107/[- إبن بابويه، قال: حدثني الحسين بن أحمد (رحمه الله)، عن أبيه، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن عبد الرحمن بن حماد، قال: سألت أبا إبراهيم (عليه السلام) عن الميت، لم يغسل غسل الجنابة!
قال: «إن الله تبارك و تعالي أعلي و أخلص من أن يبعث الأشياء بيده، إن لله تبارك و تعالي ملكين خلاقين، فإذا أراد أن يخلق خلقا أمر أولئك الخلاقين فأخذوا من التربة الّتي قال الله عز و جل في كتابه: مِنها خَلَقناكُم وَ فِيها نُعِيدُكُم وَ مِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخري
، فعجنوها بالنطفة المسكنة في الرحم، فإذا عجنت النطفة بالتربة، قالا: يا رب، ما نخلق!- قال-: فيوحي الله تبارك و تعالي إليهما ما يريد، ذكرا أو أنثي، مؤمنا أو كافرا، أسود أو أبيض، شقيا أو سعيدا، فإذا مات سالت عنه تلك النطفة بعينها، لا غيرها، فمن ثم صار الميت يغسل غسل الجنابة».
قوله تعالي:
فَيُسحِتَكُم بِعَذابٍ [61] 7020/[2]- علي بن إبراهيم: أي يصيبكم«2».
قوله تعالي:
فَأَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً مُوسي قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلي [67 و 68]
3] 1207/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن جعفر
-----------------------------------
1- علل الشرائع: 300/ 5. 2- تفسير القمّي (الطبعة الحجرية): 268. 3- الأمالي 521/ 2.
(1) خلّاقين: أي ملائكة خلاقين، و الخلق بمعني التقدير. «مرآة العقول 13: 345».
(2) في «ط» نسخة بدل: يفنيكم.
صفحه : 768
اللهعليالأسدي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الشامي، قال: حدثنا إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال: سألت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) عن موسي، بن عمران (عليه السلام) ، لما رأي حبالهم و عصيهم، كيف أوجس في نفسه خيفة، و لم يوجسها إبراهيم (عليه السلام) حين وضع في المنجنيق و قذف به علي النار!
فقال (عليه السلام): «إن إبراهيم (عليه السلام) حين وضع في المنجنيق، کان مستندا إلي ما في صلبه من أنوار حجج الله عز و جل، و لم يكن موسي (عليه السلام) كذلك، فلذلك أوجس في نفسه خيفة، و لم يوجسها إبراهيم (عليه السلام)».
2] 2207/[- و عنه: عن محمّد بن علي ما جيلويه، قال: حدثني عمي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دكين، عن معمر بن راشد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «أتي يهودي إلي النبي (صلي الله عليه و آله)، فقام بين يديه يحد النظر إليه. فقال النبي (صلي الله عليه و آله): يا يهودي، ما حاجتك! قال: أنت أفضل أم موسي بن عمران النبي ألذي كلمه الله، و أنزل عليه التوراة و العصا، و فلق له البحر، و أظله بالغمام!
فقال له النبي (صلي الله عليه و آله): إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه، و لكني أقول: إن آدم (عليه السلام) لما أصاب الخطيئة، كانت توبته أن قال: اللهم إني أسألك بحق محمّد و آل محمّد لما غفرتها لي فغفرها له، و إن نوحا (عليه السلام) لما ركب السفينة، و خاف الغرق، و قال: اللهم إني أسألك بحق محمّد و آل محمّد لما أنجيتني من الغرق، فأنجاه الله منه، و إن إبراهيم (عليه السلام) لما ألقي في النار، قال: اللهم إني أسألك بحق محمّد و آل محمّد لما أنجيتني منها فجعلها الله عليه بردا و سلاما، و إن موسي (عليه السلام) لما ألقي عصاه، و أوجس في نفسه خيفة، قال: اللهم إني أسألك بحق محمّد و آل محمّد لما آمنتني فقال الله جل جلاله: لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلي
.
1» يا يهودي، إن موسي (عليه السلام) لو أدركني، ثم لم يؤمن بي و بنبوتي، ما نفعه إيمانه« شيئا و لا نفعته النبوة، يا يهودي، و من ذريتي المهدي، إذا خرج نزل عيسي بن مريم لنصرته، فقدمه و صلي خلفه».
قوله تعالي:
وَ مَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبِي فَقَد هَوي [81]
1] 3207/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن محمّد بن عيسي، عن المشرقي حمزة بن المرتفع، عن بعض أصحابنا، قال: كنت في مجلس أبي جعفر (عليه السلام)، إذ دخل عليه عمرو بن عبيد، فقال له: جعلت فداك، قول الله تبارك و تعالي: وَ مَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبِي فَقَد هَوي
ما ذلک الغضب!
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «هو العقاب يا عمرو، إنه من زعم أن الله قد زال من شيء إلي شيء، فقد وصفه
-----------------------------------
2- الأمالي: 181/ 4. 1- الكافي 1: 86/ 5.
(1) في «ي، ط»: ما قبل اللّه منه.
صفحه : 769
اللهبصفة مخلوق، و إن الله عز و جل لا يستفزه شيء فيغيره».}
إبن بابويه، رواه في كتاب (التوحيد) قال: حدثني أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمّد بن عيسي اليقطيني، عن المشرقي، عن حمزة بن الربيع، عمن ذكره، قال: كنت في مجلس أبي جعفر (عليه السلام)، و ذكر مثله بتغيير لا يضر بالمعني«1».
و رواه أيضا في (معاني الأخبار) بهذا الإسناد، إلا أن فيه: عن المشرقي حمزة بن الربيع، و في آخر الحديث:
و لا يغيره«2»- بالواو- کما هو في كتاب (التوحيد)«3».
2] 4207/[- المفيد في (إرشاده) قال: روي العلماء أن عمرو بن عبيد وفد علي محمّد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) ليمتحنه بالسؤال، فقال له: جعلت فداك، ما معني قوله تعالي: أَ وَ لَم يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الأَرضَ كانَتا رَتقاً فَفَتَقناهُما
«4»، ما هذا الرتق و الفتق!
5» فقال أبو جعفر (عليه السلام): «كانت السماء رتقا لا تنزل المطر«، و كانت الإرض رتقا لا تخرج النبات». فانقطع عمرو و لم يجد اعتراضا، و مضي ثم عاد إليه، فقال له: أخبرني- جعلت فداك- عن قوله عز و جل: وَ مَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبِي فَقَد هَوي
ما غضب الله!
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «غضب الله عقابه- يا عمرو- و من ظن أن الله يغيره شيء فقد كفر».
قوله تعالي:
وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي [82]
1] 5207/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير و محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن فضال، جميعا، عن أبي جميلة، عن خالد بن عمار، عن سدير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) و هو داخل و أنا خارج، و أخذ بيدي، ثم استقبل البيت، فقال: « يا سدير، إنما امر النّاس أن يأتوا هذه الأحجار، فيطوفوا بها، ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، و هو قول الله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي
- ثم أومأ بيده إلي صدره- إلي ولايتنا».
-----------------------------------
2- الإرشاد: 265. 1- الكافي 1: 323/ 3.
(1) التوحيد: 168/ 1.
(2) في المصدر: و لا يعزّه شيء. [.....]
(3) معاني الأخبار: 18/ 1.
(4) الأنبياء 21: 30.
(5) في المصدر: القطر.
صفحه : 770
اللهثم قال: « يا سدير، فأريك الصادين عن دين الله» ثم نظر إلي أبي حنيفة و سفيان الثوري في ذلک الزمان، و هم حلق في المسجد، فقال: هؤلاء الصادون عن دين الله بلا هدي من الله، و لا كتاب منير، إن هؤلاء الأخابيث لو جلسوا في بيوتهم، فجال النّاس، فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك و تعالي، و عن رسول الله (صلي الله عليه و آله)، حتي يأتونا، فنخبرهم عن الله تبارك و تعالي، و عن رسول الله (صلي الله عليه و آله)».}
2] 6207/[- محمّد بن الحسن الصفار: عن محمّد بن عيسي، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك و تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي
.
قال: «من تاب من ظلم، و آمن من كفر، و عمل صالحا، ثم اهتدي إلي ولايتنا» و أومأ بيده إلي صدره.
3] 7207/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد البرقي، قال: حدثنا سهل بن المرزبان«1» الفارسي، قال:
حدثنا محمّد بن منصور، عن عبد الله بن جعفر، عن محمّد بن الفيض بن المختار، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد إبن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال:2»3» «خرج رسول الله (صلي الله عليه و آله) ذات يوم و هو راكب، و خرج علي (عليه السلام) و هو يمشي، فقال له: يا أبا الحسن، إما أن تركب، و إما أن تنصرف- و ذكر الحديث إلي أن قال فيه- و الله يا علي، ما خلقت إلا لتعبد« ربك، و لتعرف« بك معالم الدين، و يصلح بك دارس السبيل، و لقد ضل من ضل عنك، و لن يهتدي إلي الله عز و جل من لم يهتد إليك و إلي ولايتك، و هو قول ربي عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي يعني إلي ولايتك».
و قد ذكر الحديث بتمامه في سورة المائدة، في قوله تعالي: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ«4».
4] 8207/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن علي، قال: حدثنا الحسن بن عبد الله، عن السندي بن محمّد، عن أبان، عن الحارث بن يحيي، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي
.
قال: «ألا تري كيف اشترط، و لم تنفعه التوبة و لا الإيمان و العمل الصالح حتي اهتدي. و الله، لو جهد أن يعمل بعمل، ما قبل منه حتي يهتدي».
-----------------------------------
2- بصائر الدرجات: 98/ 6. 3- الأمالي: 399/ 13، شواهد التنزيل 1: 376/ 521 (نحوه)، ينابيع المودة: 110. 4- تفسير القمّي 2: 61.
(1) في «ج، ي» سهل بن زياد، و الظاهر أنّه: سهل بن الهرمزان، و هو قميّ ثقة، راجع رجال النجاشي: 185/ 491.
(2) في نسخة من المصدر: ليعبد.
(3) في «ج، ي»: و لتشرف.
(4) تقدّم في الحديث (2) من تفسير الآية (67) من سورة المائدة.
صفحه : 771
اللهقال: قلت: إلي من، جعلني الله فداك! قال: «إلينا».}
5] 9207/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا علي بن العباس البجلي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، عن علي بن هاشم، عن جابر بن الحر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي
، قال: «إلي ولايتنا».
6] 0307/[- و عنه، قال: حدثنا الحسين بن عامر، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي
، قال: «إلي ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)».
7] 1307/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام) ، في قوله عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي
، قال: «إلي ولايتنا».
8] 2307/[- الشيخ في (أماليه) قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مهدي، قال: أخبرنا أحمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع، قال: حدثنا القاسم بن الضحاك، قال: أخبرنا شهر بن حوشب أخو العوام، عن أبي سعيد الهمداني، عن أبي جعفر (عليه السلام): إِلّا مَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً
«1».
قال: «و الله، لو أنه تاب و آمن و عمل صالحا، و لم يهتد إلي ولايتنا و مودتنا و معرفة فضلنا، ما أغني ذلک عنه شيئا».
9] 3307/[- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسي- فيما أعلم- عن يعقوب بن شعيب، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي
.
قال: «إلي ولايتنا و الله، أما تري كيف اشترط الله عز و جل».
10] 4307/[- أبو علي الطبرسي: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): «ثم اهتدي إلي ولايتنا أهل البيت. فو الله، لو أن رجلا عبد الله عمره ما بين الركن و المقام، ثم مات و لم يجيء بولايتنا، لأكبه الله في النار علي وجهه».
-----------------------------------
5- تأويل الآيات 1: 316/ 11، شواهد التنزيل 1: 375/ 518 و 519، الصواعق المحرقة: 153. 6- تأويل الآيات 1: 316/ 12. 7- تأول الآيات 1: 323/ 26. 8- الأمالي 1: 265. [.....] 9- المحاسن: 142/ 35. 10- مجمع البيان 7: 39.
(1) مريم 19: 60.
صفحه : 772
الله}و رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده«1»، و أورده العياشي في (تفسيره) من عدة طرق«2».
11] 5307/[- إبن بابويه: بالإسناد عن سليمان، عن داود بن كثير الرقي، قال: دخلت علي أبي عبد الله (عليه السلام)، فقلت له: جعلت فداك، قوله تعالي: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي
فما هذا الاهتداء بعد التوبة و الإيمان و العمل الصالح!
قال: فقال: «معرفة الأئمة- و الله- إمام بعد إمام».
12] 6307/[- و روي علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن الفضيل، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: ثُمَّ اهتَدي
، قال: «اهتدي إلينا».
قوله تعالي:
قالَ فَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ مِن بَعدِكَ وَ أَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ- إلي قوله تعالي- وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلماً [85- 98] 7037/[1]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: فَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ مِن بَعدِكَ وَ أَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ قال:
اختبرناهم و أضلهم السامري، قال: بالعجل ألذي عبدوه، و کان سبب ذلک أن موسي لما وعده الله أن ينزل عليه التوراة و الألواح إلي ثلاثين يوما أخبر بني إسرائيل بذلك، و ذهب إلي الميقات، و خلف هارون في قومه، فلما جاءت الثلاثون يوما و لم يرجع موسي (عليه السلام) إليهم غضبوا و أرادوا أن يقتلوا هارون، و قالوا: إن موسي كذبنا و هرب منا. فجاءهم إبليس في صورة رجل، فقال لهم: إن موسي قد هرب منكم و لا يرجع إليكم أبدا، فاجمعوا لي حليكم حتي أتخذ لكم إلها تعبدونه.
و کان السامري علي مقدمة موسي يوم أغرق الله فرعون و أصحابه، فنظر إلي جبرئيل و کان علي حيوان في صورة رمكة«3»، فكانت كلما وضعت حافرها علي موضع من الإرض تحرك ذلک الموضع، فنظر إليه السامري و کان من خيار أصحاب موسي (عليه السلام)، فأخذ التراب من تحت حافر رمكة جبرئيل و کان يتحرك فصره في صرة و کان عنده يفتخر به علي بني إسرائيل فلما جاءهم إبليس و اتخذوا العجل، قال للسامري: هات التراب ألذي
-----------------------------------
11- فضائل الشيعة: 65/ 22. 12- ...، تأويل الآيات 1: 316/ 10. 1- تفسير القمّي 2: 61.
(1) شواهد التنزيل 1: 375/ 518 و: 375/ 519. إلي قوله: أهل البيت.
(2) عنه: مجمع البيان 7: 39.
(3) الرمكة: الفرس. «لسان العرب- ربم- 1: 434».
صفحه : 773
معك. فجاء به السامري فألقاه إبليس في جوف العجل، فلما وقع التراب في جوفه تحرك، و خار، و نبت عليه الوبر و الشعر، فسجد له بنو إسرائيل، و کان عدد الّذين سجدوا سبعين ألفا من بني إسرائيل، فقال لهم هارون کما حكي الله: يا قَومِ إِنَّما فُتِنتُم بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحمنُ فَاتَّبِعُونِي وَ أَطِيعُوا أَمرِي قالُوا لَن نَبرَحَ عَلَيهِ عاكِفِينَ حَتّي يَرجِعَ إِلَينا مُوسي، فهموا بهارون فهرب من بينهم، و بقوا في ذلک حتي تم ميقات موسي أربعين ليلة، فلما کان يوم عشرة من ذي الحجة أنزل الله عليه الألواح فيها التوراة و ما يحتاجون إليه من أحكام السير و القصص، ثم أوحي الله إلي موسي: فَإِنّا قَد فَتَنّا قَومَكَ مِن بَعدِكَ وَ أَضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ و عبدوا العجل و له خوار. فقال موسي (عليه السلام):
يا رب، العجل من السامري، فالخوار ممن! فقال: «مني- يا موسي- إني لما رأيتهم قد فاءوا«1» عني إلي العجل أحببت أن أزيدهم فتنة».
فَرَجَعَ مُوسي کما حكي الله عز و جل إِلي قَومِهِ غَضبانَ أَسِفاً قالَ يا قَومِ أَ لَم يَعِدكُم رَبُّكُم وَعداً حَسَناً أَ فَطالَ عَلَيكُمُ العَهدُ أَم أَرَدتُم أَن يَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبٌ مِن رَبِّكُم فَأَخلَفتُم مَوعِدِي، ثم رمي بالألواح و أخذ بلحية أخيه هارون و رأسه يجره إليه قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلُّوا أَلّا تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيتَ أَمرِي فقال هارون کما حكي الله: يَا بنَ أُمَّ لا تَأخُذ بِلِحيَتِي وَ لا بِرَأسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقتَ بَينَ بَنِي إِسرائِيلَ وَ لَم تَرقُب قَولِي.
2] 8307/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد، و محمّد بن أحمد الشيباني، و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام (رضي الله عنه)، قالوا حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي الأسدي، قال: حدثنا موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
أخبرني عن هارون لم قال لموسي (عليه السلام): يا بن ام لا تأخذ بلحيتي و لا برأسي. و لم يقل يا بن أبي!
2» فقال: «إن العداوة بين الإخوة أكثر ما تكون إذا كانوا بني علات«، و متي كانوا بني ام قلت العداوة إلا أن ينزغ الشيطان بينهم فيطيعوه، فقال هارون لأخيه: يا أخي ألذي ولدته امي، و لم تلدني غير امه، لا تأخذ بلحيتي و لا برأسي، و لم يقل يا بن أبي لأن بني الأب إذا كانت أمهاتهم شتي لم تستبعد العداوة بينهم إلا من عصمه الله منهم، و إنما تستبعد العداوة بين بني ام واحدة».
قال: «قلت: فلم أخذ برأس أخيه يجره إليه و بلحيته، و لم يكن له في اتخاذهم العجل و عبادتهم له ذنب.
فقال: «إنما فعل ذلک به لأنه لم يفارقهم لما فعلوا ذلک، و لم يلحق بموسي، و کان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب، ألا تري أنه قال له موسي: يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلُّوا أَلّا تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيتَ أَمرِي
!؟ قال هارون: لو فعلت ذلک لتفرقوا، و إني خشيت أن تقول: فرقت بين بني إسرائيل و لم ترقب قولي».
-----------------------------------
2- علل الشرائع: 68/ 1.
(1) في المصدر: ولّوا.
(2) أولاد العلّات: الّذين أمّهاتهم مختلفة و أبوهم واحد. «النهاية 3: 291».
صفحه : 774
3] 9307/[- سليم بن قيس الهلالي: قال الأشعث بن قيس: يا بن أبي طالب، ما منعك حين بويع أخو بني تيم بن مرة، و أخو بني عدي، و أخو بني امية بعدهم أن تقاتل و تضرب بسيفك، فإنك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلا قلت فيها قبل أن تنزل من المنبر: «و الله إني لأولي النّاس بالناس، و ما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله (صلي الله عليه و آله)». فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك!
1» قال: « يا بن قيس قد قلت فاستمع الجواب، لم يمنعني من ذلک الجبن، و لا كراهية للقاء ربي و أن لا أكون أعلم بأن ما عند الله خير لي من الدنيا بما فيها«، و لكن منعني من ذلک أمر رسول الله (صلي الله عليه و آله) و عهده إلي أخبرني رسول الله (صلي الله عليه و آله) بما الأمة صانعة بعده، فلم أكن بما صنعوا حين عاينته بأعلم و لا أشد استيقانا مني به قبل ذلک، بل أنا بقول رسول الله (صلي الله عليه و آله) أشد يقينا مني بما عاينت و شاهدت.
فقلت لرسول الله (صلي الله عليه و آله): فما تعهد إلي إذا کان ذلک! قال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم، و إن لم تجد أعوانا فكف يدك و احقن دمك، حتي تجد علي إقامة الدين و كتاب الله و سنتي أعوانا».
و أخبرني (صلي الله عليه و آله) أن الامة ستخذلني و تتبع غيري، و أخبرني (صلي الله عليه و آله) أني منه بمنزلة هارون من موسي، و أن الأمة سيصيرون بعده بمنزلة هارون و من تبعه، و العجل و من تبعه، إذ قال له موسي: يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلُّوا أَلّا تَتَّبِعَنِ أَ فَعَصَيتَ أَمرِي قالَ يَا بنَ أُمَّ لا تَأخُذ بِلِحيَتِي وَ لا بِرَأسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقتَ بَينَ بَنِي إِسرائِيلَ وَ لَم تَرقُب قَولِي
. و إنما يعني أن موسي أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا ثم وجد أعوانا أن يجاهدهم، و إن لم يجد أعوانا أن يكف يده و يحقن دمه، و لا يفرق بينهم، و إني خشيت أن يقول أخي رسول الله (صلي الله عليه و آله) لم فرقت بين الامة و لم ترقب قولي و قد عهدت إليك أنك إن لم تجد أعوانا فكف يدك و احقن دمك و دم أهل بيتك و شيعتك».
2» فلما قبض رسول الله (صلي الله عليه و آله) قام النّاس إلي أبي بكر فبايعوه و أنا مشغول برسول الله (صلي الله عليه و آله) بغسله، و دفنه، ثم شغلت بالقرآن فآليت يمينا أن لا أرتدي برداء إلا للصلاة حتي أجمعه في كتاب ففعلت، ثم حملت فاطمة و أخذت بيدي الحسن و الحسين فلم أدع أحدا من أهل بدر و أهل السابقة من المهاجرين و الأنصار إلا ناشدتهم الله في حقي، و دعوتهم إلي نصرتي، فلم يستجب لي من جميع النّاس إلا أربعة رهط: الزبير، و سلمان، و أبو ذر، و المقداد، و لم يكن معي من أهل بيتي أحد أصول به و أقوي، أما حمزة فقتل يوم أحد، و جعفر قتل يوم مؤتة، و بقيت بين خلفين خائفين ذليلين: العباس و عقيل«، فأكرهوني و قهروني، فقلت کما قال هارون لأخيه: يا بن ام إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني، فلي بهارون أسوة حسنة، ولي بعهد رسول الله (صلي الله عليه و آله) حجة قوية».
و تقدم في ذلک حديث في قوله تعالي: إِن يَكُن مِنكُم عِشرُونَ صابِرُونَ يَغلِبُوا مِائَتَينِ من سورة
-----------------------------------
3- كتاب سليم بن قيس: 90.
(1) في «ط» نسخة بدل، المصدر: الدنيا و البقاء. [.....]
(2) في «ط» زيادة: و هما حديثا عهد بإسلام.
صفحه : 775
الأنفال«1»، فليؤخذ من هناك.
7040/[4]- نرجع إلي رواية علي بن إبراهيم: قال له بنو إسرائيل: ما أَخلَفنا مَوعِدَكَ بِمَلكِنا قال:
ما خالفناك وَ لكِنّا حُمِّلنا أَوزاراً مِن زِينَةِ القَومِ يعني من حليهم فَقَذَفناها قال: يعني التراب ألذي جاء به السامري طرحناه في جوفه ثم أخرج السامري العجل و له خوار. فقال له موسي: فَما خَطبُكَ يا سامِرِيُّ! قال السامري: بَصُرتُ بِما لَم يَبصُرُوا بِهِ فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن أَثَرِ الرَّسُولِ يعني من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر فَنَبَذتُها أي أمسكتها وَ كَذلِكَ سَوَّلَت لِي نَفسِي أي زينت.
فأخرج موسي العجل و أحرقه بالنار و ألقاه في البحر، ثم قال موسي (عليه السلام) للسامري: فَاذهَب فَإِنَّ لَكَ فِي الحَياةِ أَن تَقُولَ لا مِساسَ، أي ما دمت حيا و عقبك، هذه العلامة فيكم قائمة أن تقولوا: لا مساس، حتي تعرفوا أنكم سامرية لا يقربكم«2» النّاس. فهم إلي الساعة بمصر و الشام معروفون ب (لا مساس).
ثم هم موسي (عليه السلام) بقتل السامري فأوحي الله إليه: «لا تقتله- يا موسي- فإنه سخي». فقال له موسي (عليه السلام) انظُر إِلي إِلهِكَ الَّذِي ظَلتَ عَلَيهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسفاً إِنَّما إِلهُكُمُ اللّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلماً.
5] 1407/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي إبن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: قلت له: عن كم تجزئ البدنة! قال: «عن نفس واحدة» قلت: فالبقرة! قال: «تجزئ عن خمسة إذا كانوا يأكلون علي مائدة واحدة».
قلت: كيف صارت البدنة لا تجزئ إلا عن واحدة، و البقرة تجزئ عن خمسة!
3» قال: «لأن البدنة لم يكن فيها من العلة ما في البقرة، إن الّذين أمروا قوم موسي (عليه السلام) بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس، و كانوا أهل بيت يأكلون علي خوان واحد و هم: أديبويه«، و أخوه مذويه، و إبن أخيه، و ابنته، و امرأته، هم الّذين أمروا بعبادة العجل و هم الّذين ذبحوا البقرة الّتي أمر الله تبارك و تعالي بذبحها».
6] 2407/[- نرجع إلي رواية علي بن إبراهيم: قيل: و إن من عبد العجل أنكر عند موسي (عليه السلام): أنه لم يسجد له، فأمر موسي (عليه السلام) أن يبرد العجل بالمبارد، و ألقي برادته في الماء، ثم أمر بني إسرائيل أن يشرب کل واحد منهم من ذلک الماء، فالذين كانوا سجدوا يظهر له من البرادة شيء فعند ذلک استبان من خالف ممن ثبت علي إيمانه.
-----------------------------------
4- تفسير القمّي 2: 63. 5- علل الشرائع: 440/ 1. 6- تفسير القمّي 2: 63.
(1) تقدم في الحديث (3) من تفسير الآيتين (65 و 66) من سورة الأنفال.
(2) في المصدر: يغتر بكم.
(3) في المصدر، و «ط» نسخة بدل: أذيبويه.
صفحه : 776
7] 3407/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:1»2» «ما بعث الله رسولا إلا و في وقته شيطانان يؤذيانه و يفتنانه و يضلان النّاس بعده، فأما الخمسة أولو العزم من الرسل: نوح و إبراهيم و موسي و عيسي و محمّد (صلي الله عليه و آله و عليهم)، فأما صاحبا نوح فطنطينوس و خرام«، و أما صاحبا إبراهيم فمكيل و رذام، و أما صاحبا موسي فالسامري و مر عقيبا، و أما صاحبا عيسي فينواس« و مريسون، و أما صاحبا محمّد (صلي الله عليه و آله) فحبتر و زريق».
و قد تقدم هذا الحديث في تفسير: وَ كَذلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الإِنسِ وَ الجِنِّ من سورة الأنعام«3».
قوله تعالي:
وَ نَحشُرُ المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ زُرقاً- إلي قوله تعالي- يَومَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ [102- 108] 7044/[1]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي وَ نَحشُرُ المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ زُرقاً فقال: تكون أعينهم مزرقة لا يقدرون أن يطرفوها، و قوله تعالي: يَتَخافَتُونَ بَينَهُم قال: يوم القيامة يسر«4» بعضهم إلي بعض أنهم لم يلبثوا إلا عشرا قال الله: نَحنُ أَعلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذ يَقُولُ أَمثَلُهُم طَرِيقَةً قال: أعلمهم و أصلحهم، يقولون: إِن لَبِثتُم إِلّا يَوماً.
ثم خاطب الله نبيه (صلي الله عليه و آله)، فقال: وَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الجِبالِ فَقُل يَنسِفُها رَبِّي نَسفاً فَيَذَرُها قاعاً صَفصَفاً) لا تَري فِيها عِوَجاً وَ لا أَمتاً قال: الأمت: الارتفاع، و العوج: الحزون«5» و الذكوات.
2] 5407/[- و عنه، قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: قاعاً صَفصَفاً
. قال:
«و القاع: ألذي لا تراب فيه، و الصفصف: ألذي لا نبات له».
-----------------------------------
7- تفسير القمّي 269 «الطبعة الحجرية». 1- تفسير القمّي 2: 64. 2- تفسير القمّي 2: 67.
(1) في «ط» نسخة بدل: فقنطيفوس و خوام.
(2) في «ط» نسخة بدل: فبولس.
(3) تقدّم في الحديث (2) من تفسير الآيات (112- 114) من سورة الأنعام.
(4) في المصدر: بشير. [.....]
(5) الحزن من الإرض: ما غلظ. «الصحاح 5: 2098».
صفحه : 777
7046/[3]- و عنه، في قوله تعالي: يَومَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ قال: مناديا من عند الله.
4] 7407/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام بن سهيل، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، عن أبي الحسن موسي بن جعفر، عن أبيه (عليهم السلام)، قال: «سألت أبي عن قول الله عز و جل:
يَومَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ
قال: الداعي أمير المؤمنين (عليه السلام)».
قوله تعالي:
وَ خَشَعَتِ الأَصواتُ لِلرَّحمنِ فَلا تَسمَعُ إِلّا هَمساً
[108]
1] 8407/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمّد الوابشي، عن أبي الورد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إذا کان يوم القيامة جمع الله النّاس في صعيد واحد و هم حفاة عراة، فيوقفون في المحشر حتي يعرقوا عرقا شديدا و تشتد أنفاسهم، فيمكثون في ذلک خمسين عاما، و هو قول الله وَ خَشَعَتِ الأَصواتُ لِلرَّحمنِ فَلا تَسمَعُ إِلّا هَمساً
.
1» قال: ثم ينادي مناد من تلقاء العرش: أين النبي الامي! فيقول النّاس: قد أسمعت، فسم باسمه. فينادي أين نبي الرحمة، أين محمّد بن عبد الله الامي! فيتقدم رسول الله (صلي الله عليه و آله) أمام النّاس كلهم حتي ينتهي إلي حوض طوله ما بين أيلة إلي صنعاء، فيقف عليه فينادي بصاحبكم فيتقدم« أمام النّاس فيقف معه، ثم يؤذن للناس فيمرون، فبين وارد الحوض يومئذ و بين مصروف عنه، فإذا رأي رسول الله (صلي الله عليه و آله) من يصرف عنه محبينا يبكي، و يقول: يا رب، شيعة علي، قال: فيبعث الله إليه ملكا فيقول له: ما يبكيك يا محمّد! فيقول: أبكي لأناس من شيعة علي، أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار و منعوا ورود حوضي.
فيقول الملك: إن الله يقول قد وهبتهم لك- يا محمّد- و صفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك و لعترتك، و ألحقتهم بك و بمن كانوا يتولون به، و جعلناهم في زمرتك فأوردهم حوضك».
قال: أبو جعفر (عليه السلام): «فكم باك يومئذ و باكية ينادون: يا محمّد إذا رأوا ذلک، و لا يبقي أحد يومئذ يتولانا و يحبنا و يتبرأ من عدونا و يبغضهم إلا كانوا في حزبنا و معنا و يردون حوضنا».
و رواه الشيخ في (أماليه) قال: أخبرني أبو عبد الله محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه الله)، عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلي بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور العمي،
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 2: 64. 4- تأويل الآيات 1: 316/ 13. 1- تفسير القمّي 2: 64.
(1) في المصدر: فيقدّم عليّ (عليه السّلام).
صفحه : 778
اللهعليقال: حدثنا أبو علي الحسن بن محبوب، قال: سمعت أبا محمّد الوابشي، رواه عن أبي الورد، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر (عليه السلام) يقول: «إذا کان يوم القيامة جمع الله النّاس في صعيد واحد من الأولين عراة حفاة فيوقفون علي طريق المحشر حتي يعرقوا عرقا شديدا، و تشتد أنفاسهم». و ساق الحديث إلي آخره«1».
و رواه الشيخ المفيد في (أماليه) قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رحمه الله) قال: حدثني الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلي بن محمّد البصري، عن محمّد بن جمهور العمي، قال حدثنا أبو علي الحسن بن محبوب، قال: سمعت أبا محمّد الوابشي، رواه عن أبي الورد، قال سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر (عليه السلام) يقول: «إذا کان يوم القيامة جمع الله النّاس في صعيد واحد من الأولين و الآخرين عراة حفاة فيوقفون علي طريق المحشر حتي يعرقوا عرقا شديدا، و تشتد أنفاسهم» و ساق الحديث إلي آخره«2».
قوله تعالي:
يَومَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفاعَةُ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَولًا- إلي قوله تعالي- فَلا يَخافُ ظُلماً وَ لا هَضماً [109- 112] 7049/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلماً قال:
ما بين أيديهم: ما مضي من أخبار الأنبياء، و ما خلفهم، من أخبار القائم (عليه السلام).
2] 0507/[- محمّد بن يعقوب: عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي، قال سألني أبو قرة المحدث أن ادخله علي أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، فاستأذنته في ذلک فأذن لي فدخل عليه، فسأله عن الحلال و الحرام و الأحكام حتي بلغ سؤاله إلي التوحيد، فقال أبو قرة: إنا روينا أن الله قسم الرؤية و الكلام بين نبيين: فقسم الكلام لموسي، و لمحمد (صلي الله عليه و آله) الرؤية!
فقال أبو الحسن (عليه السلام): «فمن المبلغ عن الله إلي الثقلين من الجن و الإنس: لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ
«3» و وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلماً و لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ«4» أليس محمّد (صلي الله عليه و آله)!» قال: بلي.
قال (عليه السلام): «كيف يجيء رجل إلي الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله و أنه يدعوهم إلي الله بأمر
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 65. 2- الكافي 2: 74/ 2.
(1) أمالي الطوسي 1: 64.
(2) أمالي المفيد: 290/ 8.
(3) الأنعام 6: 103.
(4) الشوري 42: 11.
صفحه : 779
اللهالله فيقول: لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ}
و وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلماً و لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ، ثم يقول: أنا رأيته بعيني و أحطت به علما و هو علي صورة البشر، أما يستحيون!؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا، أن يکون يأتي من عند الله بشيء ثم يأتي بخلافه من وجه آخر».
قال أبو قرة. فإنه يقول: وَ لَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخري
«1»!
فقال أبو الحسن (عليه السلام): «إن بعد هذه الآية ما يدل علي ما رأي، حيث قال: ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأي
«2» يقول: ما كذب فؤاد محمّد (صلي الله عليه و آله) ما رأته عيناه، ثم أخبر بما رأي، فقال: لَقَد رَأي مِن آياتِ رَبِّهِ الكُبري«3»، فآيات الله غير الله، و قد قال الله: وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلماً فإذا رأته الأبصار فقد أحاط به العلم و وقعت المعرفة».
فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات!
فقال أبو الحسن (عليه السلام): «إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها، و ما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علما، و لا تدركه الأبصار، و ليس كمثله شيء».
7051/[3]- علي بن إبراهيم: و قوله: وَ عَنَتِ الوُجُوهُ لِلحَيِّ القَيُّومِ أي ذلت.
4] 2507/[- محمّد بن العباس (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، قال: «سمعت أبي يقول و رجل يسأله عن قول الله عز و جل: يَومَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفاعَةُ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَولًا
، قال: لا ينال شفاعة محمّد (صلي الله عليه و آله) يوم القيامة إلا من أذن له الرحمن بطاعة آل محمّد، و رضي له قولا و عملا، فحيي علي مودتهم و مات عليها، فرضي الله قوله و عمله فيهم، ثم قال: (و عنت الوجوه للحي القيوم و قد خاب من حمل ظلما لآل محمّد)، كذا نزلت، ثم قال: وَ مَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلماً وَ لا هَضماً قال: مؤمن بمحبة آل محمّد و مبغض لعدوهم».
5] 3507/[- علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: فَلا يَخافُ ظُلماً وَ لا هَضماً
يقول: «لا ينقص من عمله شيء، و أما ظلما يقول: لن يذهب به».
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 2: 65. 4- تأويل الآيات 1: 318/ 15. 5- تفسير القمّي 2: 67. [.....]
(1) النجم 53: 13.
(2) النجم 53: 11.
(3) النجم 53: 18.
صفحه : 780
قوله تعالي:
أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكراً [113] 7054/[1]- علي بن إبراهيم: يعني ما يحدث من أمر القائم (عليه السلام) و السفياني.
قوله تعالي:
وَ لا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضي إِلَيكَ وَحيُهُ وَ قُل رَبِّ زِدنِي عِلماً [114] 7055/[2]- علي بن إبراهيم، قال: کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) إذا نزل عليه القرآن بادر بقراءته قبل نزول تمام الآية و المعني، فأنزل الله: وَ لا تَعجَل بِالقُرآنِ مِن قَبلِ أَن يُقضي إِلَيكَ وَحيُهُ أي يفرغ من قراءته وَ قُل رَبِّ زِدنِي عِلماً.
قوله تعالي:
وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً [115]
3] 6507/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم عن مفضل إبن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً
.
قال: «عهدنا إليه في محمّد (صلي الله عليه و آله) و الأئمة (عليهم السلام) من بعده فترك و لم يكن له عزم أنهم هكذا، و إنما سمي اولوا العزم لأنه عهد إليهم في محمّد (صلي الله عليه و آله) و الأوصياء من بعده و المهدي و سيرته و اجتمع عزمهم علي أن ذلک كذلك، و الإقرار به».
و رواه علي بن إبراهيم: عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن المفضل بن
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 65. 2- تفسير القمّي 2: 65. 3- الكافي 1: 344/ 22.
صفحه : 781
اللهعليصالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله«1».
و رواه إبن بابويه: عن أبيه (رحمه الله)، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قول الله عز و جل: وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ و ذكر الحديث إلي آخره«2».
2] 7507/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أحمد بن محمّد الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر (عليهم السلام)، قال: «إن الله تبارك و تعالي عهد إلي آدم (عليه السلام) أن لا يقرب الشجرة، فلما بلغ الوقت ألذي کان في علم الله تبارك و تعالي أن يأكل منها، نسي فأكل منها، و هو قول الله تبارك و تعالي: وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً
».
3] 8507/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله، عن محمّد بن عيسي القمي، عن محمّد بن سليمان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: «و لقد عهدنا إلي آدم من قبل، كلمات في محمّد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ذريتهم (عليهم السلام) فنسي و لم نجد له عزما. هكذا و الله نزلت علي محمّد (صلي الله عليه و آله)».
4] 9507/[- المفيد: بإسناده عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال3» أخذ الله الميثاق علي النبيين، و قال أ لست بربكم، و أن هذا محمّد رسولي و أن عليا أمير المؤمنين«! قالوا: بلي فثبتت لهم النبوة.
4» ثم أخذ الميثاق علي اولي العزم أني ربكم و محمّد رسولي و علي أمير المؤمنين و الأوصياء من بعده ولاة أمري و خزان علمي، و أن المهدي أنتصر به لديني، و أظهر به دولتي، و أنتقم به من أعدائي، و اعبد به طوعا أو كرها«. قالوا: أقررنا- يا ربنا- و شهدنا. لم يجحد آدم (عليه السلام)، و لم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي (عليه السلام)، و لم يكن لآدم عزيمة علي الإقرار، و هو قول الله تبارك و تعالي: وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فَنَسِيَ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً
».
5] 0607/[- إبن شهر آشوب: عن الباقر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ
. قال:
-----------------------------------
2- كمال الدين و تمام النعمة: 213/ 2. 3- الكافي 1: 334/ 23. 4- بصائر الدرجات: 90/ 2، تأويل الآيات 1: 319/ 18. و لم نجده في كتب الشيخ المفيد (رحمه اللّه). 5- المناقب 3: 32.
(1) تفسير القمّي 2: 66.
(2) علل الشرائع: 122/ 1.
(3) (و أن هذا ... أمير المؤمنين) ليس في «ج، ي».
(4) في «ج»، «ط» نسخة بدل: و كرها. [.....]
صفحه : 782
الله «كلمات في محمّد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ذريتهم. كذا نزلت علي محمّد (صلي الله عليه و آله)».}
قوله تعالي:
وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ أَبي [116]
1] 1607/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عمن أخبره، عن علي بن جعفر، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: «لما رأي رسول الله (صلي الله عليه و آله) تيما و عديا و بني امية يركبون منبره أفظعه، فأنزل الله تعالي قرآنا يتأسي به: وَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ أَبي
ثم أوحي إليه:
يا محمّد، إني أمرت فلم أطع، فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك».
1» و قصة آدم (عليه السلام)، قد تقدمت الروايات فيها في سورة البقرة و الأعراف«.
قوله تعالي:
وَ عَصي آدَمُ رَبَّهُ فَغَوي ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَ هَدي [121- 122]
2] 2607/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، و علي بن عبد الله الوراق (رضي الله عنه)، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا القاسم بن محمّد البرمكي، قال: حدثنا أبو الصلت الهروي، قال: لما جمع المأمون لعلي بن موسي الرضا (عليهما السلام) أهل المقالات من أهل الإسلام و من الديانات: من اليهود و النصاري و المجوس و الصابئين و سائر أهل المقالات، فلم يقم أحد الا و قد ألزمه حجته كأنه القم حجرا، قام إليه علي بن محمّد بن الجهم، فقال: يا بن رسول الله، أتقول بعصمة الأنبياء! قال: «نعم».
قال: فما تقول في قول الله تعالي: وَ عَصي آدَمُ رَبَّهُ فَغَوي
!
2» فقال الرضا (عليه السلام): «ويحك- يا علي- اتق الله، و لا تنسب إلي أنبياء« الله الفواحش، و لا تتأول كتاب الله
-----------------------------------
1- الكافي 1: 353/ 73. 2- عيون أخبار الرّضا 1: 191/ 1.
(1) تقدّمت في تفسير الآيات (30- 36) من سورة البقرة، و الآيات (19- 21) من سورة الأعراف.
(2) في «ج، ي»: أولياء.
صفحه : 783
اللهبرأيك، فإن الله عز و جل قد قال: وَ ما يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلَّا اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ}
«1»». و قال (عليه السلام): «أما قوله عز و جل في آدم: وَ عَصي آدَمُ رَبَّهُ فَغَوي فإن الله عز و جل خلق آدم (عليه السلام) حجة في أرضه و خليفة في بلاده، لم يخلقه للجنة، و كانت المعصية من آدم (عليه السلام) في الجنة لا في الإرض [و عصمته يجب أن تكون في الإرض] لتتم مقادير أمر الله عز و جل«2»، فلما اهبط إلي الإرض و جعله حجة و خليفة، عصمه بقوله عز و جل: إِنَّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ«3»». الحديث بطوله.
2] 3607/[- و عنه، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمّد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي بن موسي (عليهما السلام)، فقال له المأمون: يا بن رسول الله، أليس من قولك أن الأنبياء معصومون! قال: «بلي».
قال: فما تقول في قول الله عز و جل: وَ عَصي آدَمُ رَبَّهُ فَغَوي
!
قال (عليه السلام): «إن الله تعالي قال لآدم (عليه السلام): اسكُن أَنتَ وَ زَوجُكَ الجَنَّةَ وَ كُلا مِنها رَغَداً حَيثُ شِئتُما وَ لا تَقرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ
«4» و أشار لهما إلي شجرة الحنطة فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ«5»، و لم يقل لهما لا تأكلا من هذه الشجرة و لا مما کان من جنسها، فلم يقربا تلك الشجرة، و لم يأكلا منها، و إنما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما، و قال: ما نَهاكُما رَبُّكُما عَن هذِهِ الشَّجَرَةِ«6»، و إنما نهاكما عن ان تقربا غيرها، و لم ينهكما عن الأكل منها إِلّا أَن تَكُونا مَلَكَينِ أَو تَكُونا مِنَ الخالِدِينَ وَ قاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحِينَ«7»، و لم يكن آدم و حواء شاهدا قبل ذلک من يحلف بالله كاذبا فَدَلّاهُما بِغُرُورٍ«8»، فأكلا منها ثقة بيمينه بالله، و کان ذلک من آدم (عليه السلام) قبل النبوة، و لم يكن ذلک بذنب كبير يستحق به دخول النار، و إنما کان من الصغائر الموهوبة الّتي تجوز علي الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالي و جعله نبيا کان معصوما لا يذنب صغيرة و لا كبيرة، قال الله عز و جل: وَ عَصي آدَمُ رَبَّهُ فَغَوي ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَ هَدي و قال عز و جل: إِنَّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ«9»».
-----------------------------------
2- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 195/ 1.
(1) آل عمران 3: 7.
(2) (لا في الإرض ... اللّه عزّ و جلّ) ليس في «ج، ي».
(3) آل عمران 3: 33.
(4) البقرة 2: 35.
(5) البقرة 2: 35.
(6) الأعراف 7: 20.
(7) الأعراف 7: 20 و 21.
(8) الأعراف 7: 22.
(9) آل عمران 3: 33. [.....]
صفحه : 784
قوله تعالي:
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشقي وَ مَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمي وَ قَد كُنتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ اليَومَ تُنسي- إلي قوله تعالي- وَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبقي [123- 127]
1] 4607/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن السياري، عن علي بن عبد الله، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشقي
.
1» قال: «من قال بالأئمة و اتبع أمرهم و لم يجز« طاعتهم».
2] 5607/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ مَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً
، قال: «يعني ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)».
قلت: وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي
! قال: «يعني أعمي البصر في القيامة، أعمي القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)- قال- و هو متحير في القيامة، يقول: قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمي وَ قَد كُنتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا، قال: الآيات الأئمة (عليهم السلام)، فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ اليَومَ تُنسي يعني تركتها، و كذلك اليوم تترك في النار کما تركت الأئمة (عليهم السلام)، فلم تطع أمرهم، و لم تسمع قولهم».
قلت: وَ كَذلِكَ نَجزِي مَن أَسرَفَ وَ لَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبقي
! قال: «يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) غيره، و لم يؤمن بآيات ربه، و ترك الأئمة معاندة فلم يتبع آثارهم و لم يتولهم».
3] 6607/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار«2»، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام)، قال: أنه سأل أباه عن قول الله عز و جل: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشقي
.
-----------------------------------
1- الكافي 1: 342/ 10. 2- الكافي 1: 361/ 92. 3- تأويل الآيات 1: 320/ 19.
(1) في «ج»: يخن.
(2) في جميع النسخ: عن داود النجار، و ما أثبتناه هو الصحيح، أنظر رجال النجاشي: 294/ 797.
صفحه : 785
اللهقال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا أيها النّاس، اتبعوا هدي الله تهتدوا و ترشدوا، و هو هداي، و هداي هدي علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فمن أتبع هداه في حياتي و بعد موتي فقد اتبع هداي، و من اتبع هداي فقد اتبع هدي الله، و من اتبع هدي الله فلا يضل و لا يشقي، قال عز و جل: وَ مَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمي وَ قَد كُنتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ اليَومَ تُنسي وَ كَذلِكَ نَجزِي مَن أَسرَفَ}
في عداوة محمّد (صلي الله عليه و آله)، وَ لَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبقي».
4] 7607/[- العياشي: عن الحسين بن سعيد المكفوف ، كتب إليه (عليه السلام) في كتاب له: جعلت فداك يا سيدي، قوله: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ
وَ مَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي!
قال: «أما قوله: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ
، أي من قال بالأئمة و اتبع أمرهم بحسن طاعتهم».
5] 8607/[- سعد بن عبد الله: عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل، عن إبراهيم إبن المستنير، عن معاوية بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يقول الله عز و جل: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً
!
فقال: «هي و الله للنصاب».
قلت: قد رأيناهم دهرهم الأطول في الكفاية حتي ماتوا: فقال: «ذلک- و الله- في الرجعة، يأكلون العذرة».
6] 9607/[- علي بن إبراهيم، قال: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن المستنير، عن معاوية بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً
!
قال: «هي- و الله- للنصاب».
قال: جعلت فداك، قد رأيناهم دهرهم الأطول في كفاية، حتي ماتوا، قال: «ذلک- و الله- في الرجعة، يأكلون العذرة».
و رواه السيد المعاصر في كتاب (الرجعة): عن أحمد بن محمّد بن عيسي، بالإسناد عن إبراهيم بن المستنير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام)، الحديث«1».
7070/[7]- إبن شهر آشوب: عن أبي صالح، عن إبن عباس، في قوله تعالي: وَ مَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً أي من ترك ولاية علي (عليه السلام) أعماه الله و أصمه عن الهدي.
-----------------------------------
4- تفسير العيّاشي 2: 206/ 21. 5- مختصر بصائر الدرجات: 18. 6- تفسير القمّي 2: 65. 7- المناقب 3: 97، شواهد التنزيل 1: 380/ 525.
(1) الرجعة للميرزا محمّد مؤمن الأسترآبادي: 6 «مخطوط».
صفحه : 786
8] 1707/[- إبن شهر آشوب أيضا: قال أبو بصير: عن أبي عبد الله (عليه السلام): «يعني ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)» قلت: وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي
!
قال: «يعني أعمي البصيرة في الآخرة، أعمي القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)- قال- و هو متحير في الآخرة، يقول: رَبِّ لِمَ حَشَرتَنِي أَعمي وَ قَد كُنتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا
قال: الآيات الأئمة (عليهم السلام) فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ اليَومَ تُنسي يعني تركتها و كذلك اليوم تترك في النار کما تركت الأئمة (عليهم السلام) و لم تطع أمرهم، و لم تسمع قولهم».
9] 2707/[- الشيخ في (أماليه) قال: حدثنا أبو عبد الله محمّد بن النعمان (رحمه الله)، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، قال أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان، قال: حدثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما كتبه إلي محمّد بن أبي بكر يقرأه علي أهل مصر، و فيما كتب (عليه السلام):
1» « يا عبد الله، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت، القبر فاحذروا ضيقه«، و ضنكه و ظلمته، و غربته، إن القبر يقول کل يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت التراب، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود و الهوام.
2» و القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الإرض: مرحبا و أهلا، قد كنت ممن أحب أن يمشي علي ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك فيتسع له مد البصر، و إن الكافر إذا دفن قالت له الإرض: لا مرحبا، و لا أهلا، لقد كنت من أبغض من يمشي علي ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك فتضمه حتي تلتقي أضلاعه، و إن المعيشة الضنك الّتي حذر الله منها عدوه عذاب القبر، إذ يسلط علي الكافر في قبره تسعة و تسعين تنينا« فينهشن لحمه، و يكسرن عظمه، و يترددن عليه كذلك إلي يوم يبعث، لو أن تنينا منها نفخ في الإرض لم تنبت زرعا أبدا، اعلموا- يا عباد الله- أن أنفسكم الضعيفة و أجسادكم الناعمة الرقيقة الّتي يكفيها اليسير، تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم و أنفسكم مما لا طاقة لكم به و لا صبر لكم عليه، فاعملوا بما أحب الله، و اتركوا ما كره الله».
10] 3707/[- و في رواية إبن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) في هذا الحديث: «و اعلموا أن المعيشة الضنك الّتي قالها تعالي: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً
هي عذاب القبر».
-----------------------------------
8- المناقب 3: 97. 9- الأمالي 1: 24. 10- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 69.
(1) في المصدر: ضيعته. [.....]
(2) التّنّين: الحيّة العظيمة. «أقرب الموارد- تنن- 1: 11».
صفحه : 787
11] 4707/[- محمّد بن يعقوب: عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «من مات و هو صحيح موسر، و لم يحج، فهو ممن قال الله عز و جل: وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي
».
قال: «قلت: سبحان الله، أعمي؟ قال: «نعم، إن الله عز و جل أعماه عن طريق الحق».
و رواه الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن محمّد بن يعقوب«1»، و ساق الحديث بالسند و المتن إلا أن في آخر الحديث: «أعماه الله عن طريق الجنة«2»».
12] 5707/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن موسي بن القاسم، عن معاوية بن عمار، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل له مال و لم يحج قط. قال: «هو ممن قال الله عز و جل: وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي
».
3» قال: قلت: سبحان الله، أعمي؟ قال: «أعماه الله عن طريق الحق«».
13] 6707/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، و فضالة، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن رجل لم يحج قط و له مال. قال: «هو- و الله- ممن قال الله عز و جل: وَ نَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمي
».
قلت: سبحان الله، أعمي؟ قال: «أعماه الله عن طريق الجنة».
قوله تعالي:
أَ فَلَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرُونِ يَمشُونَ فِي مَساكِنِهِم إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي وَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَ أَجَلٌ مُسَمًّي- إلي قوله تعالي- وَ رِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَ أَبقي [128- 131] 7077/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي أَ فَلَم يَهدِ لَهُم: أي يبين لهم.
-----------------------------------
11- الكافي 4: 269/ 6. 12- التهذيب 5: 18/ 53. 13- تفسير القمّي 2: 66. 1- تفسير القمّي 2: 67.
(1) التهذيب 5: 18/ 51.
(2) ألذي في آخر حديث التهذيب هو عين ما في رواية الكافي، و لعلّ الاختلاف کان في نسخته رحمه اللّه.
(3) في المصدر: الجنّة.
صفحه : 788
2] 8707/[- محمّد بن العباس (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام)«1»: «قال الله عز و جل: أَ فَلَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرُونِ يَمشُونَ فِي مَساكِنِهِم إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي
و هم الأئمة من آل محمّد (عليهم السلام)، و ما کان في القرآن مثلها، و يقول الله عز و جل: وَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَ أَجَلٌ مُسَمًّي فَاصبِر، يا محمّد، نفسك و ذريتك عَلي ما يَقُولُونَ وَ سَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلُوعِ الشَّمسِ وَ قَبلَ غُرُوبِها».
و معني قوله: «و ما کان في القرآن مثلها» أي مثل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي
، و کل ما يجيء في القرآن من ذكر اولي النهي فهم الأئمة (عليهم السلام).
3] 9707/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير و فضالة، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في قوله تعالي: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهي
قال: «نحن أولو النهي».
و قوله تعالي: وَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً
قال: «کان ينزل بهم العذاب، و لكن قد أخرهم إلي أجل مسمي». و قوله: وَ مِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَ أَطرافَ النَّهارِ قال: «الغداة و العشي».
و قوله تعالي وَ لا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلي ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فِيهِ وَ رِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَ أَبقي
، قال أبو عبد الله (عليه السلام): «لما نزلت هذه الآية، استوي رسول الله (صلي الله عليه و آله) جالسا، ثم قال: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه علي الدنيا حسرات، و من أتبع بصره ما في أيدي النّاس طال همه و لم يشف غيظه، و من لم يعرف أن لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب قصر أجله و دنا عذابه».
4] 0807/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت: آناءَ اللَّيلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحذَرُ الآخِرَةَ وَ يَرجُوا رَحمَةَ رَبِّهِ
«2»، قال: «يعني صلاة الليل».
قال: قلت: وَ أَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضي
! قال: «يعني تطوع بالنهار».
قال: قلت: وَ إِدبارَ النُّجُومِ
!«3» قال: «ركعتان قبل الصبح».
قلت: وَ أَدبارَ السُّجُودِ
!«4» قال: «ركعتان بعد المغرب».
-----------------------------------
2- تأويل الآيات 1: 320/ 19. 3- تفسير القمّي 2: 66. 4- الكافي 3: 444/ 11.
(1) في المصدر زيادة: قال: إنّه سأل أباه عن قول اللّه عزّ و جلّ.
(2) الزمر 39: 9.
(3) الطور 52: 49. [.....]
(4) سورة ق 50: 40.
صفحه : 789
5] 1807/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، قال: حدثنا إسماعيل بن الفضل، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ سَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلُوعِ الشَّمسِ وَ قَبلَ غُرُوبِها
.
فقال: «فريضة علي کل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات و قبل غروبها عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيي و يميت، و هو حي لا يموت، و هو علي کل شيء قدير».
قال: فقلت: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيي و يميت، و يميت و يحيي،! فقال:
« يا هذا لا شك في أن الله يحيي و يميت، و يميت و يحيي، و لكن قل کما أقول».
6] 2807/[- علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: أَ فَلَم يَهدِ لَهُم
، يقول: «يبين لهم». و قوله: لَكانَ لِزاماً، قال: «اللزام الهلاك».
قوله تعالي:
وَ أمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها- إلي قوله تعالي- وَ مَنِ اهتَدي [132- 135]
1] 3807/[- إبن بابويه، قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب، و جعفر بن محمّد بن مسرور (رضي الله عنهما)، قالا: حدثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو، و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق و خراسان- و ساق الحديث إلي أن قال- فقال المأمون: هل فضل الله العترة علي سائر النّاس! فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن الله تعالي فضل العترة علي سائر النّاس في محكم كتابه».
فقال له المأمون: و أين ذلک من كتاب الله! فقال الرضا (عليه السلام): «في قوله تعالي إِنَّ اللّهَ اصطَفي آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبراهِيمَ وَ آلَ عِمرانَ عَلَي العالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعضُها مِن بَعضٍ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
«1»، و قال عز و جل في موضع آخر: أَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ إِبراهِيمَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماً«2» ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلي سائر المؤمنين، فقال:
-----------------------------------
5- الخصال: 452/ 58. 6- تفسير القمي 2: 67. 1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 228/ 1.
(1) آل عمران 3: 33 و 34.
(2) النساء 4: 54.
صفحه : 790
اللهيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الأَمرِ مِنكُم}
«1» يعني الّذين يرثهم الكتاب«2» و الحكمة و حسدوا عليها، فقوله تعالي:
أَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَقَد آتَينا آلَ إِبراهِيمَ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ وَ آتَيناهُم مُلكاً عَظِيماً
، يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك هاهنا هو الطاعة لهم».
قالت العلماء: فأخبرنا: هل فسر الله تعالي الاصطفاء في الكتاب!
فقال الرضا (عليه السلام): «فسر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موطنا و موضعا- و ساق الحديث بذكر المواضع إلي أن قال- و أما الثانية عشر، فقوله عز و جل: وَ أمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها
فخصصنا الله تعالي بهذه الخصوصية، إذ أمرنا مع الامة بإقامة الصلاة ثم خصصنا من دون الأمة، فكان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يجيء إلي باب علي و فاطمة (صلوات الله عليهما)، بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر، کل يوم عند حضور کل صلاة، خمس مرات، فيقول: الصلاة رحمكم الله، و ما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء (عليهم السلام) بمثل هذه الكرامة الّتي أكرمنا بها و خصصنا من دون جميع أهل بيتهم».
فقال المأمون و العلماء: جزاكم الله- أهل بيت نبيكم- عن هذه الامة خيرا، فما نجد الشرح و البيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم.
2] 4807/[- محمّد بن العباس (رحمه الله)، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيي، عن محمّد بن عبد الرحمن بن سلام، عن أحمد بن عبد الله بن عيسي«3» بن مصقلة القمي، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السلام) في قول الله عز و جل: وَ أمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها
.
4» قال: «نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام)، کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يأتي باب فاطمة (عليها السلام) کل سحرة«، فيقول: السلام عليكم أهل البيت و رحمة الله و بركاته، الصلاة يرحمكم الله إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهِّرَكُم تَطهِيراً
«5»».
3] 5807/[- الشيخ ورام، قال: يروي عن رسول الله (صلي الله عليه و آله)6» أنه کان إذا أصاب أهله خصاصة« قال:
«قوموا إلي الصلاة»، و يقول: «بهذا أمرني ربي، قال الله تعالي وَ أمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها لا نَسئَلُكَ رِزقاً نَحنُ نَرزُقُكَ وَ العاقِبَةُ لِلتَّقوي
».
-----------------------------------
2- تأويل الآيات 1: 322/ 22، شواهد التنزل 1: 381/ 526. 3- تنبيه الخواطر 1: 222.
(1) النساء 4: 59.
(2) في المصدر: قرنهم بالكتاب.
(3) في النسخ: عبد اللّه بن عيسي، صحيحه ما أثبتناه من رجال النجاشي: 101/ 252.
(4) السّحرة: السّحر، و هو آخر الليل قبيل الصبح. «لسان العرب- سحر- 4: 350».
(5) الأحزاب 33: 333.
(6) الخصاصة: الفقر و سوء الحال. [.....]
صفحه : 791
4] 6807/[- علي بن إبراهيم: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قوله: وَ أمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها
.
قال: «فإن الله أمره أن يخص أهله دون النّاس ليعلم النّاس أن لأهل محمّد (صلي الله عليه و آله) عند الله منزلة خاصة ليست للناس، إذ أمرهم مع النّاس عامة ثم أمرهم خاصة، فلما نزلت هذه الآية کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) يجيء کل يوم عند صلاة الفجر حتي يأتي باب علي و فاطمة (عليهما السلام)، فيقول: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. فيقول علي و فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام): و عليك السلام- يا رسول الله- و رحمة الله و بركاته. ثم يأخذ بعضادتي الباب و يقول: الصلاة يرحمكم الله: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهِّرَكُم تَطهِيراً
«1» فلم يزل يفعل ذلک کل يوم إذا شهد«2» المدينة حتي فارق الدنيا. و قال أبو الحمراء خادم النبي (صلي الله عليه و آله): أنا أشهد به يفعل ذلک».
7087/[5]- علي بن إبراهيم أيضا: قوله تعالي: وَ أمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ أي أمتك وَ اصطَبِر عَلَيها لا نَسئَلُكَ رِزقاً نَحنُ نَرزُقُكَ وَ العاقِبَةُ لِلتَّقوي قال: المتقين، فوضع الفعل مكان المفعول.
قال: و أما قوله: قُل كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا أي انتظروا أمرا فَسَتَعلَمُونَ مَن أَصحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهتَدي.
6] 8807/[- ثم قال علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «نحن- و الله- سبيل الله ألذي أمر الله باتباعه، و نحن- و الله- الصراط المستقيم، و نحن- و الله- الّذين أمر الله العباد بطاعتهم، فمن شاء فليأخذ من هنا، و من شاء فليأخذ من هناك، و لا تجدون و الله عنا محيصا».
7] 9807/[- علي بن إبراهيم: عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: قُل كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ
إلي قوله تعالي: وَ مَنِ اهتَدي. قال: «إلي ولايتنا».
8] 0907/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن راشد، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إبراهيم بن محمّد بن ميمون، عن عبد الكريم بن يعقوب، عن جابر، قال: سئل محمّد بن علي الباقر (عليهما السلام) عن قول الله عز و جل: فَسَتَعلَمُونَ مَن أَصحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهتَدي
، قال: «اهتدي إلي ولايتنا».
-----------------------------------
4- تفسير القمّي 2: 67. 5- تفسير القمّي 2: 66. 6- تفسير القمّي 2: 66. 7- تأويل الآيات 1: 322/ 23 عن عليّ بن إبراهيم، و لم نجده في تفسيره. 8- تأويل الآيات 1: 323/ 24.
(1) الأحزاب 33: 33.
(2) في «ج، ي، ط»: شاهد.
صفحه : 792
9] 1907/[- و عنه: عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد، عن إسماعيل بن بشار، عن علي بن جعفر الحضرمي، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالي: فَسَتَعلَمُونَ مَن أَصحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهتَدي
.
قال: «علي (عليه السلام) صاحب الصراط السوي وَ مَنِ اهتَدي
أي إلي ولايتنا أهل البيت».
10] 2907/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام)، قال: «سألت أبي عن قول الله عز و جل: فَسَتَعلَمُونَ مَن أَصحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهتَدي
قال: الصِّراطِ السَّوِيِّ: هو القائم (عليه السلام)، و المهدي: من اهتدي إلي طاعته، و مثلها في كتاب الله عز و جل: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهتَدي«1»- قال- إلي ولايتنا».
11] 3907/[- سعد بن عبد الله: عن المعلي بن محمّد البصري، قال: حدثنا أبو الفضل المدني، عن أبي مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، قال: سمعته يقول: «إذا دخل الرجل حفرته أتاه ملكان، اسمهما: منكر و نكير، فأول ما يسألانه عن ربه، ثم عن نبيه، ثم عن وليه، فإن أجاب نجا، و ان تحير عذباه».
فقال رجل: فما حال من عرف ربه و نبيه، و لم يعرف وليه! قال «مذبذب لا إلي هؤلاء و لا إلي هؤلاء وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا
«2»، فذلك لا سبيل له.
3» و قد قيل للنبي (صلي الله عليه و آله): من ولينا« يا نبي الله! فقال: وليكم في هذا الزمان علي (عليه السلام) و من بعده وصيه و لكل زمان عالم يحتج الله به، لئلا يکون کما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم: رَبَّنا لَو لا أَرسَلتَ إِلَينا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أَن نَذِلَّ وَ نَخزي
، بما کان من ضلالتهم و هي جهالتهم بالآيات و هم الأوصياء، فأجابهم الله عز و جل: قُل كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعلَمُونَ مَن أَصحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهتَدي.
و إنما کان تربصهم أن قالوا: نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتي نعرف إماما، فعيرهم الله بذلك، فالأوصياء هم أصحاب الصراط، وقوفا عليه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النار إلا من أنكرهم و أنكروه، لأنهم عرفاء الله عز و جل: عرفهم عليهم عند أخذه المواثيق عليهم، و وصفهم في كتابه، فقال عز و جل:
-----------------------------------
9- تأويل الآيات 1: 323/ 25. 10- تأويل الآيات 1: 323/ 26. 11- مختصر بصائر الدرجات: 53.
(1) طه 20: 82.
(2) النساء 4: 88 و 143.
(3) في المصدر: من وليّ اللّه.
صفحه : 793
اللهوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُم}
«1»، و هم الشهداء علي أوليائهم و النبي (صلي الله عليه و آله) الشهيد عليهم، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة، و أخذ النبي عليهم الميثاق بالطاعة، فجرت نبوته عليهم، و ذلک قول الله عز و جل: فَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً يَومَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَو تُسَوّي بِهِمُ الأَرضُ وَ لا يَكتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً«2»».
7094/[12]- إبن شهر آشوب: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن إبن عباس، في قوله تعالي: فَسَتَعلَمُونَ مَن أَصحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ هو- و الله- محمّد و أهل بيته (عليهم السلام) وَ مَنِ اهتَدي فهم أصحاب محمّد (صلي الله عليه و آله).
-----------------------------------
12- المناقب 3: 73، شواهد التنزيل 1: 383/ 527. [.....]
(1) الأعراف 7: 46.
(2) النساء 4: 41 و 42.
صفحه : 795
قوله تعالي:
وَ عَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضي [84]
1] [- في (مصباح الشريعة): قال الصادق (عليه السلام): المشتاق لا يشتهي طعاما، و لا يلتذ شرابا، و لا يستطيب رقادا، و لا يأنس حميما، و لا يأوي دارا، و لا يسكن عمرانا، و لا يلبس ثيابا، و لا يقر قرارا، و يعبد الله ليلا و نهارا، راجيا بأن يصل إلي ما يشتاق إليه، و يناجيه بلسان الشوق، معبرا عما في سريرته، کما أخبر الله تعالي عن موسي (عليه السلام) في ميعاد ربه: وَ عَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضي
.
-----------------------------------
1- مصباح الشريعة: 196.
صفحه : 797
صفحه : 799
1] 5907/[- إبن بابويه: بإسناده المتقدم في سورة الكهف، عن الحسن، عن يحيي بن مساور، عن فضيل الرسان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «من قرأ سورة الأنبياء حبا لها کان كمن« رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم، و کان مهيبا في أعين النّاس حياة الدنيا».
2] 6907/[- و من خواص القرآن: روي عن النبي (صلي الله عليه و آله)، أنه قال: «من قرأ هذه السورة حاسبه الله حسابا يسيرا، و صافحه و سلّم عليه کل نبي ذكر فيها، و من كتبها في رق ظبي و جعلها في وسطه و نام، لم يستيقظ من رقاده إلا و قد رأي عجائب مما يسر بها قلبه بإذن الله تعالي».
3] 7907/[- و عن الصادق (عليه السلام): «من كتبها في رق ظبي و جعلها في وسطه و نام، لم يستيقظ حتي يرفع الكتاب عن وسطه، و هذا يصلح للمرضي، و من طال سهره من فكر، أو خوف، أو مرض، فإنه يبرأ بإذن الله تعالي».
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 018. 2- ... مجمع البيان 7: 61 «قطعة منه». 3- خواصّ القرآن: 45 «مخطوط».
(1) في «ط»: ممّن.
صفحه : 801
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ اقتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُم- إلي قوله تعالي- وَ هُم يَلعَبُونَ [1- 2] 7098/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي اقتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُم وَ هُم فِي غَفلَةٍ مُعرِضُونَ، قال:
قربت القيامة و الساعة و الحساب، ثم كني عن قريش، فقال: ما يَأتِيهِم مِن ذِكرٍ مِن رَبِّهِم مُحدَثٍ إِلَّا استَمَعُوهُ وَ هُم يَلعَبُونَ قال: من التلهي.
قوله تعالي:
وَ أَسَرُّوا النَّجوَي- إلي قوله تعالي- مِن قَريَةٍ أَهلَكناها أَ فَهُم يُؤمِنُونَ [3- 6]
2] 9907/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن القاسم، عن أحمد بن محمّد السياري، عن محمّد بن خالد البرقي، عن محمّد بن علي، عن علي بن حماد الأزدي، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز و جل: وَ أَسَرُّوا النَّجوَي الَّذِينَ ظَلَمُوا
، قال: «الّذين ظلموا آل محمّد (عليهم السلام) حقهم».
3] 0017/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن محمّد، عن علي بن العباس، عن علي بن حماد، عن عمرو بن
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 67. 2- تأويل الآيات 1: 324/ 1. 3- الكافي 8: 379/ 574.
صفحه : 802
اللهعليشمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: يقول: «ما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك و الظلم بعدك، و هو قول الله عز و جل: وَ أَسَرُّوا النَّجوَي الَّذِينَ ظَلَمُوا هَل هذا إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم أَ فَتَأتُونَ السِّحرَ وَ أَنتُم تُبصِرُونَ».
7101/[1]- علي بن إبراهيم: قوله تعالي: أَ فَتَأتُونَ السِّحرَ وَ أَنتُم تُبصِرُونَ: أي تأتون محمدا (صلي الله عليه و آله) و هو ساحر، ثم قال: قل لهم، يا محمّد رَبِّي يَعلَمُ القَولَ فِي السَّماءِ وَ الأَرضِ أي ما يقال في السماء و الإرض، ثم حكي الله قول قريش، فقال بَل قالُوا أَضغاثُ أَحلامٍ بَلِ افتَراهُ أي هذا ألذي يخبرنا به محمّد يراه في النوم، و قال بعضهم: بل افتراه. أي يكذب، و قال بعضهم: بَل هُوَ شاعِرٌ فَليَأتِنا بِآيَةٍ كَما أُرسِلَ الأَوَّلُونَ، فرد الله عليهم، فقال: ما آمَنَت قَبلَهُم مِن قَريَةٍ أَهلَكناها أَ فَهُم يُؤمِنُونَ قال: كيف يؤمنون و لم يؤمن من کان قبلهم بالآيات حتي هلكوا؟
قوله تعالي:
فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ [7] 7102/[2]- علي بن إبراهيم، قال: آل محمّد (عليهم السلام) هم أهل الذكر.
3] 3017/[- ثم قال: حدثنا محمّد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد، عن أبي داود سليمان بن سفيان، عن ثعلبة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
من المعنون بذلك! فقال: «نحن و الله». فقلت: فأنتم المسؤولون! قال: «نعم». قلت: و نحن السائلون! قال: «نعم». قلت: فعلينا أن نسألكم! قال: «نعم» قلت: و عليكم أن تجيبونا! قال: «لا، ذاك إلينا، إن شئنا فعلنا، و إن شئنا تركنا- ثم قال- هذا عَطاؤُنا فَامنُن أَو أَمسِك بِغَيرِ حِسابٍ«1»».
4] 4017/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن الحصين بن مخارق، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، في قوله عز و جل:
فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
. قال: «نحن أهل الذكر».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 67. 2- تفسير القمّي 2: 68. 3- تفسير القمّي 2: 68. 4- تأويل الآيات 1: 324/ 2، شواهد التنزيل 1: 336/ 463 «نحوه»، ينابيع المودة: 119. [.....]
(1) سورة ص 38: 39.
صفحه : 803
4] 5017/[- و عنه: عن سليمان الزراري، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن العلاء بن رزين القلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت له: إن من عندنا يزعمون أن قول الله عز و جل: فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ
، أنهم اليهود و النصاري!
قال: «إذن يدعونكم إلي دينهم». ثم قال: ثم أومأ بيده إلي صدره، و قال: «نحن أهل الذكر، و نحن المسؤولون».
و للذكر معنيان: النبي (صلي الله عليه و آله) فقد سمي ذكرا، لقوله تعالي: ذِكراً رَسُولًا
«1». و القرآن، لقوله تعالي: إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ«2» و هم (صلوات الله عليهم) أهل القرآن و أهل النبي (صلي الله عليه و آله).
3» و قد تقدمت الروايات بكثرة في هذه الآية في سورة النحل«، فليؤخذ من هناك.
قوله تعالي:
لَقَد أَنزَلنا إِلَيكُم كِتاباً فِيهِ ذِكرُكُم أَ فَلا تَعقِلُونَ [10]
1] 6017/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود النجار، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام) ، في قول الله عز و جل: لَقَد أَنزَلنا إِلَيكُم كِتاباً فِيهِ ذِكرُكُم أَ فَلا تَعقِلُونَ
، قال: «الطاعة للإمام بعد النبي (صلي الله عليه و آله)».
قال بعض العلماء: معني ذلک أن ألذي ذكركم و شرفكم و عزكم هو طاعة الإمام الحق بعد النبي (صلي الله عليه و آله).
قوله تعالي:
وَ كَم قَصَمنا مِن قَريَةٍ كانَت ظالِمَةً وَ أَنشَأنا بَعدَها قَوماً آخَرِينَ فَلَمّا أَحَسُّوا بَأسَنا إِذا هُم مِنها يَركُضُونَ
-----------------------------------
4- تأويل الآيات 1: 324/ 3. 1- تأويل الآيات 1: 325/ 5.
(1) الطلاق 65: 10 و 11.
(2) الحجر 15: 9.
(3) تقدّمت في تفسير الآيات (43- 44) من سورة النّحل.
صفحه : 804
لا تَركُضُوا وَ ارجِعُوا إِلي ما أُترِفتُم فِيهِ وَ مَساكِنِكُم لَعَلَّكُم تُسئَلُونَ- إلي قوله تعالي- خامِدِينَ [11- 15]
1] 7017/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بدر بن خليل الأسدي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله عز و جل: فَلَمّا أَحَسُّوا بَأسَنا إِذا هُم مِنها يَركُضُونَ لا تَركُضُوا وَ ارجِعُوا إِلي ما أُترِفتُم فِيهِ وَ مَساكِنِكُم لَعَلَّكُم تُسئَلُونَ
.
قال: «إذا قام القائم (عليه السلام) و بعث إلي بني امية بالشام، هربوا إلي الروم، فيقول لهم الروم: لا ندخلنكم حتي تنتصروا، فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم، فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم (عليه السلام)، طلبوا الأمان و الصلح، فيقول أصحاب القائم (عليه السلام): لا نفعل حتي تدفعوا إلينا من قبلكم منا- قال- فيدفعونهم إليهم، فذلك قوله: لا تَركُضُوا وَ ارجِعُوا إِلي ما أُترِفتُم فِيهِ وَ مَساكِنِكُم لَعَلَّكُم تُسئَلُونَ
، قال: يسألونهم الكنوز، و لهم علم«1» بها- قال- فيقولون: يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَما زالَت تِلكَ دَعواهُم حَتّي جَعَلناهُم حَصِيداً خامِدِينَ بالسيف»«2».
2] 8017/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن إسماعيل بن بشار، عن علي بن جعفر الحضرمي، عن جابر، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:
فَلَمّا أَحَسُّوا بَأسَنا إِذا هُم مِنها يَركُضُونَ
، قال: «ذلک عند قيام القائم (عجل الله فرجه)».
3] 9017/[- و عنه، قال: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن منصور، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: فَلَمّا أَحَسُّوا بَأسَنا
، قال: «و ذلک عند قيام القائم (عليه السلام)، إِذا هُم مِنها يَركُضُونَ. قال: «الكنوز الّتي كانوا يكنزون قالُوا يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَما زالَت تِلكَ دَعواهُم حَتّي جَعَلناهُم حَصِيداً. بالسيف خامِدِينَ لا تبقي منهم عين تطرف».
4] 0117/[- العياشي: عن عبد الأعلي الحلبي، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) في حديث يذكر فيه خروج القائم (عليه السلام): «لكأني أنظر إليهم- يعني القائم (عليه السلام) و أصحابه- مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا كأن قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره، يسير الرعب أمامه شهرا و خلفه شهرا،
-----------------------------------
1- الكافي 8: 51/ 15. 2- تأويل الآيات 1: 326/ 6. 3- تأويل الآيات 1: 326/ 7. 4- تفسير العيّاشي 2: 56/ 49.
(1) في المصدر: يسألهم الكنوز و هو أمام.
(2) زاد في النسخ: و هو سعيد بن عبد الملك الأموي، صاحب سعيد بالرحبة.
صفحه : 805
اللهأمده الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، حتي إذا صعد النجف قال لأصحابه: تعبدوا ليلتكم هذه، فيبيتون بين راكع و ساجد يتضرعون إلي الله، حتي إذا أصبح قال: خذوا بنا طريق النخيلة، و علي الكوفة جند مجندة» قلت:}
و جند مجندة! قال: «إي و الله، حتي ينتهي إلي مسجد إبراهيم (عليه السلام) بالنخيلة، فيصلي فيه ركعتين، فيخرج إليه من کان بالكوفة من مرجئيها و غيرهم من جيش السفياني، فيقول لأصحابه: استطردوا لهم. ثم يقول: كروا عليهم،- قال أبو جعفر (عليه السلام)- و لا يجوز- و الله- الخندق منهم مخبر.
ثم يدخل الكوفة فلا يبقي مؤمن إلا کان فيها، أوحن إليها، و هو قول أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم يقول لأصحابه: سيروا إلي هذا الطاغية، فيدعوه إلي كتاب الله و سنة نبيه (صلي الله عليه و آله) فيعطيه السفياني من البيعة مسلما، فيقول له كلب، و هم أخواله: ما هذا ألذي صنعت! و الله ما نبايعك علي هذا أبدا. فيقول ما أصنع! فيقولون:
استقبله فيستقبله، ثم يقول له القائم (عليه السلام): خذ حذرك فإنني أديت إليك، و أنا مقاتلك. فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أكتافهم، و يأخذ السفياني أسيرا، فينطلق به و يذبحه بيده.
1» ثم يرسل جريدة خيل« إلي الروم فيستحذرون بقية بني امية، فإذا انتهوا إلي الروم قالوا: أخرجوا إلينا أهل ملتنا عندكم- فيأبون، و يقولون: و الله لا نفعل: فيقول الجريدة: و الله لو أمرنا لقاتلناكم، ثم ينطلقون إلي صاحبهم فيعرضون ذلک عليه، فيقول انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم، فإن هؤلاء قد أتوا بسلطان. و هو قول الله عز و جل:
فَلَمّا أَحَسُّوا بَأسَنا إِذا هُم مِنها يَركُضُونَ لا تَركُضُوا وَ ارجِعُوا إِلي ما أُترِفتُم فِيهِ وَ مَساكِنِكُم لَعَلَّكُم تُسئَلُونَ
قال: يعني الكنوز الّتي كنتم تكنزون، قالُوا يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَما زالَت تِلكَ دَعواهُم حَتّي جَعَلناهُم حَصِيداً خامِدِينَ لا يبقي منهم مخبر».
و الحديث طويل تقدم بطوله في قوله تعالي: وَ قاتِلُوهُم حَتّي لا تَكُونَ فِتنَةٌ من سورة الأنفال«2».
و قد مضي حديث في معني الآية في قوله تعالي: فَلَمّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحنا عَلَيهِم أَبوابَ كُلِّ شَيءٍ في سورة الأنعام بهذا المعني«3».
5] 1117/[- محمّد بن يعقوب، قال: حدثني محمّد بن يحيي، عن أحمد بن عيسي، و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، قال: کان علي بن الحسين (عليهما السلام) يعظ النّاس، و يزهدهم في الدنيا، و يرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في کل جمعة في مسجد رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و حفظ عنه و كتب- و ذكر الحديث إلي أن قال (عليه السلام): «و لقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القري قبلكم، حيث قال: وَ كَم قَصَمنا مِن قَريَةٍ كانَت ظالِمَةً
،
-----------------------------------
5- الكافي 8: 72/ 29.
(1) يقال: ندب القائد جريدة من الخيل: إذا لم ينهض معهم راجلا، و الجريدة من الخيل: الجماعة جرّدت من سائرها لوجه. «لسان العرب- جرد- 3: 118». [.....]
(2) تقدّم في الحديث (3) من تفسير الآية (39) من سورة الأنفال.
(3) تقدّم في الحديث (4) من تفسير الآية (44- 45) من سورة الأنعام.
صفحه : 806
اللهو إنما عني بالقرية أهلها، حيث يقول وَ أَنشَأنا بَعدَها قَوماً آخَرِينَ}
فقال الله عز و جل: فَلَمّا أَحَسُّوا بَأسَنا إِذا هُم مِنها يَركُضُونَ يعني يهربون، قال: لا تَركُضُوا وَ ارجِعُوا إِلي ما أُترِفتُم فِيهِ وَ مَساكِنِكُم لَعَلَّكُم تُسئَلُونَ، فلما أتاهم العذاب قالُوا يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ فَما زالَت تِلكَ دَعواهُم حَتّي جَعَلناهُم حَصِيداً خامِدِينَ و ايم الله إن هذه موعظة لكم و تخويف إن اتعظتم و خفتم.
ثم رجع القول من الله في الكتاب علي أهل المعاصي و الذنوب، فقال الله عز و جل: وَ لَئِن مَسَّتهُم نَفحَةٌ مِن عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ
«1». فإن قلتم- أيها النّاس- إن الله عز و جل إنما عني بهذا أهل الشرك، فكيف ذلک و هو يقول: وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً وَ إِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَ كَفي بِنا حاسِبِينَ«2»!
اعلموا- عباد الله- أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين، و لا تنشر لهم الدواوين، و إنما يحشرون إلي جهنم زمرا، و إنما نصب الموازين و نشر الدواوين لأهل الإسلام، فاتقوا الله، عباد الله».
قوله تعالي:
وَ ما خَلَقنَا السَّماءَ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما لاعِبِينَ- إلي قوله تعالي- وَ لَكُمُ الوَيلُ مِمّا تَصِفُونَ [16- 18]
1] 2117/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إبن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الأعلي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الغناء، و قلت: إنهم يزعمون أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) رخص في أن يقال: جيناكم جيناكم، حيونا حيونا نحييكم!
فقال: «كذبوا، إن الله عز و جل يقول: وَ ما خَلَقنَا السَّماءَ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما لاعِبِينَ لَو أَرَدنا أَن نَتَّخِذَ لَهواً لَاتَّخَذناهُ مِن لَدُنّا إِن كُنّا فاعِلِينَ بَل نَقذِفُ بِالحَقِّ عَلَي الباطِلِ فَيَدمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَ لَكُمُ الوَيلُ مِمّا تَصِفُونَ
»، ثم قال: «ويل لفلان مما يصف»- رجل لم يحضر المجلس-.
2] 3117/[- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي: عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «ليس من باطل يقوم بإزاء الحق إلا غلب الحق الباطل، و ذلک قوله تعالي: بَل نَقذِفُ بِالحَقِّ عَلَي الباطِلِ فَيَدمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ
».
-----------------------------------
1- الكافي 6: 433/ 12. 2- المحاسن: 226/ 152.
(1) الأنبياء 21: 46.
(2) الأنبياء 21: 47.
صفحه : 807
1] 4117/[- و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن رجل، عن الحكم بن مسكين، عن أيوب بن الحر بياع الهروي«1» قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):2» « يا أيوب، ما من أحد إلا و قد يرد« عليه الحق حتي يصدع قلبه، قبله أم تركه، و ذلک قول الله عز و جل في كتابه: بَل نَقذِفُ بِالحَقِّ عَلَي الباطِلِ فَيَدمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَ لَكُمُ الوَيلُ مِمّا تَصِفُونَ
».
قوله تعالي:
وَ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ- إلي قوله تعالي- يُسَبِّحُونَ اللَّيلَ وَ النَّهارَ لا يَفتُرُونَ [19- 20] 7115/[2]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي وَ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ مَن عِندَهُ، قال: يعني الملائكة لا يَستَكبِرُونَ عَن عِبادَتِهِ وَ لا يَستَحسِرُونَ أي لا يضعفون.
3] 6117/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمّد إبن عيسي، عن العباس بن موسي الوراق، عن يونس بن عبد الرحمن، عن داود بن فرقد العطار، قال: قال لي بعض أصحابنا: أخبرني عن الملائكة، أ ينامون! فقلت: لا أدري. فقال: يقول الله عز و جل: يُسَبِّحُونَ اللَّيلَ وَ النَّهارَ لا يَفتُرُونَ
. ثم قال: ألا أطرفك عن أبي عبد الله (عليه السلام) فيه بشيء! قال: قلت: بلي.
فقال: سئل عن ذلک، فقال: «ما من حي إلا و ينام ما خلا الله وحده عز و جل، و الملائكة ينامون».
فقلت: يقول الله عز و جل: يُسَبِّحُونَ اللَّيلَ وَ النَّهارَ لا يَفتُرُونَ
! قال: «أنفاسهم تسبيح».
4] 7117/[- إبن بابويه: بإسناده، عن الحسن بن علي، عن أبيه، علي بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، قال: «قال الله عز و جل: وَ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَ الأَرضِ وَ مَن عِندَهُ
، يعني الملائكة: لا يَستَكبِرُونَ عَن عِبادَتِهِ وَ لا يَستَحسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيلَ وَ النَّهارَ لا يَفتُرُونَ، و قال الله تعالي في الملائكة: بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ
-----------------------------------
1- المحاسن: 276/ 391. 2- تفسير القمي 2: 68. 3- كمال الدين و تمام النعمة: 666/ 8. 4- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1: 266/ 1.
(1) الهروي: نوع من الثياب منسوب إلي هراة، بلد من خراسان سابقا، و هي الآن من مدن أفغانستان. «أقرب الموارد 2: 1387».
(2) في المصدر: برز.
صفحه : 808
اللهلا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ}
إلي قوله تعالي: مُشفِقُونَ«1»».
قوله تعالي:
لَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللّهُ لَفَسَدَتا إلي قوله تعالي- وَ هُم يُسئَلُونَ [22 و 23]
1] 8117/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن العباس بن عمرو الفقيمي، عن هشام بن الحكم، في حديث الزنديق ألذي أتي أبا عبد الله (عليه السلام)، و کان من قول أبي عبد الله (عليه السلام): «لا يخلو، قولك:
إنهما اثنان من أن يكونا قد يمين قويين، أو يكونا ضعيفين، أو يکون أحدهما قويا و الآخر ضعيفا، فإن كانا قويين فلم لا يدفع کل واحد منهما صاحبه و يتفرد بالتدبير! و إن زعمت أن أحدهما قوي و الآخر ضعيف، ثبت أنه واحد کما نقول، للعجز الظاهر في الثاني. فإن قلت: إنهما اثنان لم يخل من أن يكونا متفقين من کل جهة، أو متفرقين من کل جهة، فلما رأينا الخلق منتظما، و الفلك جاريا، و التدبير واحدا، و الليل و النهار و الشمس و القمر، دل صحة الأمر و التدبير و ائتلاف الأمر علي أن المدبر واحد.
ثم يلزمك إن ادعيت اثنين، فرجة ما بينهما، حتي يكونا اثنين، فصارت الفرجة ثالثا بينهما، قديما معهما فيلزمك ثلاثة، فإن ادعيت ثلاثة لزمك ما قلت في الاثنين حتي تكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة، ثم يتناهي في العدد إلي ما لا نهاية له في الكثرة».
قال هشام: فكان من سؤال الزنديق أن قال: فما الدليل عليه!
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «وجود الأفاعيل دلت علي أن صانعا صنعها، ألا تري أنك إذا نظرت إلي بناء مشيد مبني، علمت أن له بانيا، و إن كنت لم تر الباني و لم تشاهده!» قال: فما هو! قال: شيء بخلاف الأشياء، ارجع بقولي إلي إثبات معني، و أنه شيء بحقيقة الشيئية، غير أنه لا جسم و لا صورة و لا يحس و لا يجس و لا يدرك بالحواس الخمس، لا تدركه الأوهام، و لا تنقصه الدهور، و لا تغيره الأزمان».
2] 9117/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما الدليل عن أن الله واحد! قال: «اتصال التدبير، و تمام الصنع، کما قال الله عز و جل:
-----------------------------------
1- الكافي 1: 63/ 5. 2- التوحيد: 250/ 2. [.....]
(1) الأنبياء 21: 26- 28.
صفحه : 809
اللهلَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللّهُ لَفَسَدَتا}
».
7120/[3]- علي بن إبراهيم: رد علي الثنوية، ثم قطع عز و جل حجة الخلق، فقال: لا يُسئَلُ عَمّا يَفعَلُ وَ هُم يُسئَلُونَ.
4] 1217/[- إبن بابويه، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الوهاب«1»، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حمزة الشعراني العماري من ولد عمار بن ياسر، قال: حدثنا أبو محمّد عبيد الله بن يحيي بن عبد الباقي الأذني، بأذنة، قال: حدثنا علي بن الحسن المعاني، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، عن يحيي بن عقبة بن أبي العيزار، قال: حدثنا محمّد بن حجار، عن يزيد بن الأصم، قال: سأل رجل عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين، ما تفسير (سبحان الله)!
قال: إن في هذا الحائط رجلا إذا سئل أنبأ، و إذا سكت ابتدأ. فدخل الرجل فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: يا أبا الحسن، ما تفسير (سبحان الله)! قال: «هو تعظيم الله عز و جل و تنزيهه عما قال فيه کل مشرك، فإذا قالها العبد صلي عليه کل ملك».
و قد تقدمت الأحاديث في معني (سبحان الله) في قوله تعالي: قُل هذِهِ سَبِيلِي أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ«2» إلي آخر الآية.
5] 2217/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن الوليد (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال:3» «إن الله عز و جل خلق العرش أرباعا لم يخلق قبله إلا ثلاثة أشياء: الهواء و القلم و النور، ثم خلقه من أنوار« مختلفة فمن ذلک النور نور أخضر اخضرت منه الخضرة، و نور اصفر اصفرت منه الصفرة، و نور أحمر احمرت منه الحمرة، و نور أبيض منه ابيض البياض و هو نور الأنوار و منه ضوء النهار.
ثم جعله سبعين ألف طبق، غلظ کل طبق كأول العرش إلي أسفل السافلين، ليس من ذلک طبق إلا يسبح بحمد ربه و يقدسه بأصوات مختلفة، و ألسنة غير مشتبهة، و لو أذن للسان منها فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال و المدائن و الحصون، و لخسف البحار و لأهلك ما دونه.
4» له ثمانية أركان، يحمل« کل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا الله عز و جل، يسبحون بالليل و النهار
-----------------------------------
3- تفسير القمّي 2: 69. 4- معاني الأخبار: 9/ 3. 5- التوحيد: 324/ 1.
(1) الظاهر أنّه القرشي الرازي نزيل نيسابور، راجع سير أعلام النبلاء 16: 427.
(2) تقدّمت الأحاديث في تفسير الآية (108) من سورة يوسف.
(3) في «ج، ي»: أنواع.
(4) في «ج، ي» و المصدر: علي.
صفحه : 810
اللهلا يفترون، و لو حس شيء مما فوق ما قام لذلك طرفة عين، بينه و بين الإحساس الجبروت و الكبرياء و العظمة و القدس و الرحمة و العلم، و ليس وراء هذا مقال».}
6] 3217/[- و عنه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن عمران الدقاق (رحمه الله)، «قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثني أبي، عن حنان بن سدير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العرش و الكرسي- و ذكر الحديث إلي أن قال (عليه السلام)-: «فمن اختلاف صفات العرش أنه قال تبارك و تعالي: رَبِّ العَرشِ عَمّا يَصِفُونَ
، و هو وصف عرش الوحدانية، لأن قوما أشركوا کما قلت لك، قال تبارك و تعالي: رَبِّ العَرشِ، رب الوحدانية عَمّا يَصِفُونَ و قوما وصفوه بيدين، فقالوا: يد الله مغلولة. و قوما و صفوه بالرجلين، فقالوا: وضع رجله علي صخرة بيت المقدس، فمنها ارتقي إلي السماء. و قوما و صفوه بالأنامل، فقالوا: إن محمدا (صلي الله عليه و آله) قال: إني وجدت برد أنامله علي قلبي.
فلمثل هذه الصفات قال: رَبِّ العَرشِ عَمّا يَصِفُونَ
يقول: رب المثل الأعلي عما به مثلوه، و لله المثل الأعلي ألذي لا يشبهه شيء، و لا يوصف و لا يتوهم، فذلك المثل الأعلي. و وصف الّذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم، فوصفوا ربهم بأدني الأمثال، و شبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به، فلذلك قال: وَ ما أُوتِيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَلِيلًا«1».
فليس له شبه و لا مثل و لا عدل، و له الأسماء الحسني الّتي لا يسمي بها غيره، و هي الّتي وصفها الله في الكتاب، فقال: فَادعُوهُ بِها وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلحِدُونَ فِي أَسمائِهِ
«2» جهلا بغير علم، فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك، و هو لا يعلم، و يكفر به و هو يظن أنه يحسن، فلذلك قال: وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ«3»، فهم الّذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها.
يا حنان، إن الله تبارك و تعالي أمر أن يتخذ قوم أولياء فهم الّذين أعطاهم الفضل و خصهم بما لم يخص به غيرهم، فأرسل محمدا (صلي الله عليه و آله) فكان الدليل علي الله بإذن الله عز و جل حتي مضي دليلا هاديا، فقام من بعده وصيه (عليه السلام) دليلا هاديا علي ما کان هو دل عليه من أمر ربه من ظاهر علمه، ثم الأئمة الراشدون (عليهم السلام)».
و الحديث طويل يأتي بتمامه في قوله تعالي: هُوَ رَبُّ العَرشِ العَظِيمِ من سورة النمل«4» إن شاء الله تعالي.
-----------------------------------
6- التوحيد: 323/ 1.
(1) الإسراء 17: 85.
(2) الأعراف 7: 180.
(3) يوسف 12: 106.
(4) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآية (26) من سورة النخل.
صفحه : 811
قوله تعالي:
هاتُوا بُرهانَكُم هذا ذِكرُ مَن مَعِيَ وَ ذِكرُ مَن قَبلِي [24] 7124/[1]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: هاتُوا بُرهانَكُم، قال: أي حجتكم هذا ذِكرُ مَن مَعِيَ أي خبر وَ ذِكرُ مَن قَبلِي أي خبرهم.
2] 5217/[- الطبرسي: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «بذكر من معي: من معه و ما هو كائن، و بذكر من قبلي: ما قد کان».
3] 6217/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار، عن مولانا أبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام) في قوله عز و جل: هذا ذِكرُ مَن مَعِيَ وَ ذِكرُ مَن قَبلِي
، قال: «ذكر من معي: علي بن أبي طالب (عليه السلام)، و ذكر من قبلي: الأنبياء و الأوصياء (عليهم السلام)».
قوله تعالي:
وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحمنُ وَلَداً سُبحانَهُ بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي وَ هُم مِن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَ [26- 28] 7127/[4]- علي بن إبراهيم، قال: هو ما قالت النصاري: إن المسيح إبن الله: و ما قالت اليهود: عزيز إبن الله و قالوا في الأئمة (عليهم السلام) ما قالوا، فقال الله عز و جل أنفة«1» له: بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ يعني هؤلاء الّذين زعموا أنهم ولد الله، و جواب هؤلاء الّذين زعموا ذلک في سورة الزمر، في قوله: لَو أَرادَ اللّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصطَفي مِمّا يَخلُقُ ما يَشاءُ«2».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 69. [.....] 2- مجمع البيان 7: 71. 3- تأويل الآيات 1: 327/ 9. 4- تفسير القمّي 2: 69.
(1) في المصدر: إبطالا.
(2) الزمر 39: 4.
صفحه : 812
2] 8217/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن علي بن مهزيار، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عن أبي السفاتج، عن جابر الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحمنُ وَلَداً سُبحانَهُ بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ
، و أومأ بيده إلي صدره، و قال: لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي وَ هُم مِن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَ».
7129/[3]- إبن بابويه: بإسناده عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد (عليهم السلام)، قال: قال الله تعالي في الملائكة: بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ- إلي قوله-: مُشفِقُونَ في حديث طويل تقدم بإسناده في قوله تعالي: وَ اتَّبَعُوا ما تَتلُوا الشَّياطِينُ عَلي مُلكِ سُلَيمانَ، من سورة البقرة«1».
4] 0317/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، و من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي- ثم قال (صلي الله عليه و آله)- إنما شفاعتي لأهل الكبائر من امتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل».
قال: الحسين بن خالد: فقلت للرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله، فما معني قول الله عز و جل: وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي
! قال: «لا يشفعون إلا لمن ارتضي الله دينه».
5] 1317/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، قال: سمعت موسي بن جعفر (عليهما السلام) يقول: «لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر و الجحود و أهل الضلال و أهل الشرك، و من اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر، قال الله تبارك و تعالي: إِن تَجتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنهَونَ عَنهُ نُكَفِّر عَنكُم سَيِّئاتِكُم وَ نُدخِلكُم مُدخَلًا كَرِيماً
«2»».
3» قال: فقلت له: يا بن رسول الله، فالشفاعة لمن تجب من المؤمنين«!
فقال: «حدثني أبي، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقول: إنما شفاعتي
-----------------------------------
2- تأويل الآيات 1: 327/ 10. 3- عيون أخبار الرّضا 1: 266/ 1. 4- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 136/ 35. 5- التوحيد: 407/ 6.
(1) تقدم في الحديث (1) من تفسير الآية (102) من سورة البقرة، عن التفسير المنسوب للإمام العسكري (عليه السّلام).
(2) النساء 4: 31.
(3) في المصدر: المذنبين.
صفحه : 813
اللهلأهل الكبائر من امتي، فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل».}
قال إبن أبي عمير: فقلت له: يا بن رسول الله، فيكف تكون الشفاعة لأهل الكبائر، و الله تعالي ذكره يقول:
وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي
و من يرتكب الكبائر لا يکون مرتضي به!
فقال: « يا أبا أحمد، ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءه ذلک، و ندم عليه، و قد قال النبي (صلي الله عليه و آله): كفي بالندم توبة. و قال (عليه السلام): من سرته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن. فمن لم يندم علي ذنب يرتكبه فليس بمؤمن، و لم تجب له الشفاعة، و کان ظالما، و الله- تعالي ذكره- يقول: ما لِلظّالِمِينَ مِن حَمِيمٍ وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُ
«1»».
فقلت له: يا بن رسول الله، و كيف لا يکون مؤمنا من لم يندم علي ذنب يرتكبه!
فقال: « يا أبا أحمد، ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي، و هو يعلم أنه سيعاقب عليها إلا ندم علي ما ارتكب، و متي ندم کان تائبا مستحقا للشفاعة، و متي لم يندم عليها کان مصرا، و المصر لا يغفر له لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب، و لو کان مؤمنا بالعقوبة لندم، و قد قال النبي (صلي الله عليه و آله): لا كبيرة مع الاستغفار، و لا صغيرة مع الإصرار.
و أما قول الله عز و جل: وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي
، فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضي الله دينه، و الدين: الإقرار بالجزاء علي الحسنات و السيئات، فمن ارتضي الله دينه ندم علي ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بمعاقبته«2» في القيامة».
قوله تعالي:
وَ مَن يَقُل مِنهُم إِنِّي إِلهٌ مِن دُونِهِ فَذلِكَ نَجزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجزِي الظّالِمِينَ [29] 7132/[1]- علي بن إبراهيم، قال: قال: من زعم أنه إمام و ليس هو بإمام.
قوله تعالي:
أَ وَ لَم يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الأَرضَ كانَتا رَتقاً فَفَتَقناهُما
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 69.
(1) غافر 40: 18. [.....]
(2) في المصدر: بعاقبته.
صفحه : 814
وَ جَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤمِنُونَ [30]
1] 3317/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد إبن داود، عن محمّد بن عطية، قال: جاء رجل إلي أبي جعفر (عليه السلام) من أهل الشام من علمائهم، فقال: يا أبا جعفر جئت أسألك عن مسألة قد أعيت علي أن أجد أحدا يفسرها، و قد سألت عنها ثلاثة أصناف من النّاس، فقال کل صنف منهم شيئا غير ألذي قال الصنف الآخر، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «ما ذاك!».
قال: إني أسألك عن أول ما خلق الله من خلقه، فإن بعض من سألته قال: القدر و قال: بعضهم: القلم و قال بعضهم الروح.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «ما قالوا شيئا، أخبرك أن الله تبارك و تعالي کان و لا شيء غيره، و کان عزيزا و لا أحد کان قبل عزه. و ذلک قوله: سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ
«1» و کان الخالق قبل المخلوق، و لو کان أول ما خلق من خلقه الشيء من الشيء إذن لم يكن له انقطاع أبدا، و لم يزل الله إذن و معه شيء ليس هو يتقدمه، و لكنه کان إذ لا شيء غيره، و خلق الشيء ألذي جميع الأشياء منه. و هو (الماء) ألذي خلق الأشياء منه، فجعل نسب کل شيء إلي الماء، و لم يجعل للماء نسبا يضاف إليه.
و خلق الريح من الماء، ثم سلط الريح علي الماء، فشققت الريح متن الماء حتي ثار من الماء زبد علي قدر ما شاء الله أن يثور، فخلق من ذلک الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع و لا نقب و لا صعود و لا هبوط، و لا شجرة، ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء، فشققت النار متن الماء حتي ثار من الماء دخان علي قدر ما شاء الله أن يثور، فخلق من ذلک الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع و لا نقب، و ذلک قوله: السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمكَها فَسَوّاها وَ أَغطَشَ لَيلَها وَ أَخرَجَ ضُحاها
«2». قال: و لا شمس، و لا قمر، و لا نجوم، و لا سحاب، ثم طواها فوضعها فوق الإرض، ثم نسب«3» الخلقتين فرفع السماء قبل الإرض، فذلك قوله عز ذكره: وَ الأَرضَ بَعدَ ذلِكَ دَحاها«4» يقول: بسطها».
فقال له الشامي: يا أبا جعفر، قول الله عز و جل: أَ وَ لَم يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الأَرضَ كانَتا رَتقاً فَفَتَقناهُما
!
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «فلعلك تزعم أنهما كانتا رتقا متلازقتين متلاصقتين ففتقت إحداهما من الاخري!». فقال: نعم.
-----------------------------------
1- الكافي 8: 94/ 67.
(1) الصافّات 37: 180.
(2) النازعات 79: 28- 29.
(3) في نسخة من «ط» زيادة: إلي.
(4) النازعات 79: 30.
صفحه : 815
اللهفقال أبو جعفر (عليه السلام): «استغفر ربك، فإن قول الله عز و جل: كانَتا رَتقاً}
يقول كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، و كانت الإرض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك و تعالي الخلق، و بث فيها من کل دابة، فتق السماء بالمطر، و الإرض بنبات الحب».
فقال الشامي: أشهد أنك من ولد الأنبياء، و أن علمك علمهم».
2] 4317/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي، و أبي منصور، عن أبي الربيع، قال: حججنا مع أبي جعفر (عليه السلام) في السنة الّتي حج فيها هشام بن عبد الملك، و کان معه نافع مولي عمر بن الخطاب، فنظر نافع إلي أبي جعفر (عليه السلام) في ركن البيت، و قد اجتمع عليه النّاس فقال نافع: يا أمير المؤمنين، من هذا ألذي قد تداك عليه النّاس! فقال: هذا نبي أهل الكوفة، هذا محمّد بن علي. فقال: أشهد لآتينه فلأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي، أو إبن نبي، أو وصي نبي.
قال: فاذهب إليه و سله لعلك تخجله. فجاء نافع حتي اتكأ علي النّاس، ثم أشرف علي أبي جعفر (عليه السلام)، فقال: يا محمّد بن علي، إني قرأت التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان، و قد عرفت حلالها و حرامها، و قد جئت أسألك عن مسائل لا يجيب فيها إلا نبي أو وصي نبي أو إبن نبي. قال فرفع أبو جعفر (عليه السلام) رأسه. فقال: «سل عما بدا لك». و ذكر المسائل، و أجابه (عليه السلام) عنها، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن قول الله عز و جل:
أَ وَ لَم يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الأَرضَ كانَتا رَتقاً فَفَتَقناهُما
!
1»2» فقال (عليه السلام): «إن الله تبارك و تعالي أهبط آدم إلي الإرض و كانت السماوات رتقا لا تمطر شيئا، و كانت الإرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عز و جل علي آدم (عليه السلام): أمر السماء فتقطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها«، ثم أمر الإرض فانبتت الأشجار، و أثمرت الثمار، و تفهقت« بالأنهار، فكان ذلک رتقها و هذا فتقها». فقال نافع: صدقت، يا بن رسول الله.
و قد ذكرت الحديث بتمامه في سورة الأعراف، في قوله تعالي: وَ نادي أَصحابُ النّارِ أَصحابَ الجَنَّةِ أَن أَفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ«3».
3] 5317/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا و معه الأبرش الكلبي، فلقيا أبا عبد الله (عليه السلام) في المسجد الحرام، فقال هشام للأبرش: تعرف هذا! قال: لا. قال: هذا ألذي تزعم الشيعة أنه نبي
-----------------------------------
2- الكافي 8: 120/ 93. 3- تفسير القمّي 2: 69.
(1) العزالي: جمع العزلاء، و هو مصبّ الماء من القربة و نحوها. و أرخت السماء عزاليها، انهمرت بالمطر. «المعجم الوسيط- عزل- 3: 599».
(2) الفهق: الامتلاء «الصحاح- فهق- 4: 1545».
(3) تقدّم في الحديث (31) من تفسير الآية (46- 50) من سورة الأعراف.
صفحه : 816
اللهمن كثرة علمه، فقال الأبرش: لأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي. فقال هشام: وددت أنك فعلت ذلک.}
فلقي الأبرش أبا عبد الله (عليه السلام)، فقال: يا أبا عبد الله، أخبرني عن قول الله عز و جل: أَ وَ لَم يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الأَرضَ كانَتا رَتقاً فَفَتَقناهُما
فبما کان رتقهما، و بما کان فتقهما!
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): « يا أبرش، هو کما وصف نفسه، و کان عرشه علي الماء، و الماء علي الهواء، و الهواء لا يحد، و لم يكن يومئذ خلق غيرهما، و الماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد الله أن يخلق الإرض أمر الرياح فضربت الماء حتي صار موجا، ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحا الإرض من تحته، فقال الله تبارك و تعالي: إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً
«1» ثم مكث الرب تبارك و تعالي ما شاء، فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور، حتي أزبدتها، فخرج من ذلک الموج و الزبد، من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء، و جعل فيها البروج و النجوم و منازل الشمس و القمر، و أجراها في الفلك، و كانت السماء خضراء علي لون الماء الأخضر، و كانت الإرض غبراء علي لون الماء العذب، و كانتا مرتقتين ليس لهما أبواب، و لم يكن للأرض أبواب، و هي النبت، و لم تمطر السماء عليها فتنبت، ففتق السماء بالمطر، و فتق الإرض بالنبات، و ذلک قوله تعالي: أَ وَ لَم يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الأَرضَ كانَتا رَتقاً فَفَتَقناهُما.
فقال الأبرش: و الله ما حدثني بمثل هذا الحديث أحد قط، أعد علي، فأعاد عليه، و کان الأبرش ملحدا فقال: أنا أشهد أن لا إله إلا الله، و أشهد أنك إبن نبي. قالها ثلاث مرات.
4] 6317/[- المفيد في (الاختصاص) قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الحسين بن مهران، قال: حدثني الحسين بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم)، قال: «جاء يهودي إلي النبي (صلي الله عليه و آله) فقال: يا محمّد، أنت ألذي تزعم أنك رسول الله، و أنه أوحي إليك کما أوحي إلي موسي بن عمران! قال: نعم، أنا سيد ولد آدم و لا فخر، أنا خاتم النبيين، و إمام المتقين، و رسول رب العالمين.
فقال: يا محمّد، إلي العرب أرسلت، أم إلي العجم، أم إلينا! قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إني رسول الله إلي النّاس كافة. و سأله اليهودي عن مسائل، و أجابه (صلي الله عليه و آله) عنها، و في کل جواب مسألة يقول اليهودي له:
صدقت. فكان فيما سأله أن قال: أخبرني عن فضلك علي النبيين، و فضل عشيرتك علي النّاس.
-----------------------------------
4- الاختصاص: 33.
(1) آل عمران 3: 96. 1»
صفحه : 817
اللهفقال النبي (صلي الله عليه و آله): أما فضلي علي النبيين فما من نبي إلا دعا علي قومه، و أنا أخرت« دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة، و أما فضل عشيرتي و أهل بيتي و ذريتي كفضل الماء علي کل شيء، و بالماء يبقي کل شيء، و يحيا، کما قال ربي تبارك و تعالي: وَ جَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤمِنُونَ
، و بمحبة أهل بيتي و عشيرتي و ذريتي يستكمل الدين. قال: صدقت يا محمّد».
5] 7317/[- عبد الله بن جعفر الحميري: بإسناده عن الحسين بن علوان، عن جعفر (عليه السلام)، قال:2» كنت عنده جالسا إذ جاء رجل فسأله عن طعم الماء، و كانوا يظنون أنه زنديق، فأقبل أبو عبد الله (عليه السلام) يصوب« فيه و يصعد، ثم قال له: «ويلك، طعم الماء طعم الحياة، إن الله عز و جل يقول: وَ جَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤمِنُونَ
».
6] 8317/[- الطبرسي: روي العياشي بإسناده عن الحسين بن علوان، قال3» سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن طعم الماء، فقال: «سل تفقها و لا تسأل تعنتا«، طعم الماء طعم الحياة، قال الله سبحانه: وَ جَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤمِنُونَ
».
7] 9317/[- المفيد في (الإرشاد): روي العلماء أن عمرو بن عبيد وفد علي محمّد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) ليمتحنه بالسؤال، فقال له: جعلت فداك، ما معني قوله تعالي: أَ وَ لَم يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الأَرضَ كانَتا رَتقاً فَفَتَقناهُما
، ما هذا الرتق و الفتق!
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «كانت السماء رتقا لا تنزل القطر، و كانت الإرض رتقا لا تخرج النبات». فانقطع عمرو و لم يجد اعتراضا، و مضي ثم عاد إليه، فقال له: أخبرني- جعلت فداك- عن قوله عز و جل: وَ مَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبِي فَقَد هَوي
«4»، ما غضب الله عز و جل!
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «غضب الله: عقابه- يا عمرو- و من ظن أن الله يغيره شيء فقد كفر».
و رواه الطبرسي في (الاحتجاج) قال: روي أن عمرو بن عبيد وفد علي محمّد بن علي الباقر (عليه السلام) لامتحانه بالسؤال«5»، و ذكر الحديث بعينه.
-----------------------------------
5- قرب الإسناد: 55. [.....] 6- مجمع البيان 7: 72. 7- الإرشاد: 265.
(1) في المصدر: اخترت.
(2) صوب رأسه: خفضه. «أقرب الموارد- صوب- 1: 667».
(3) في «ج، ي»: تعسّفا.
(4) طه 20: 81.
(5) الاحتجاج: 326.
صفحه : 818
قوله تعالي:
وَ جَعَلنَا السَّماءَ سَقفاً مَحفُوظاً- إلي قوله تعالي- وَ إِلَينا تُرجَعُونَ [32- 35] 7140/[1]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ جَعَلنَا السَّماءَ سَقفاً مَحفُوظاً، يعني من الشياطين، أي لا يسترقون السمع. قال: و أما قوله: وَ ما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَ فَإِن مِتَّ فَهُمُ الخالِدُونَ، فانه لما أخبر الله نبيه (صلي الله عليه و آله) بما يصيب أهل بيته من بعده، و ادعاء من ادعي الخلافة دونهم، اغتم رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فأنزل الله عز و جل: وَ ما جَعَلنا لِبَشَرٍ مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَ فَإِن مِتَّ فَهُمُ الخالِدُونَ كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ نَبلُوكُم بِالشَّرِّ وَ الخَيرِ فِتنَةً أي نختبركم وَ إِلَينا تُرجَعُونَ فأعلم ذلک رسول الله (صلي الله عليه و آله)، أنه لا بد أن تموت کل نفس.
و
قال أمير المؤمنين (عليه السلام)1»2» يوما، و قد تبع جنازة فسمع رجلا يضحك، فقال: «كأن الموت فيها علي غيرنا كتب، و كأن الحق فيها علي غيرنا وجب، و كأن الّذين نشيع من الأموات سفر« عما قليل إلينا راجعون. ننزلهم أجداثهم، و نأكل تراثهم، كأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا کل واعظة، و رمينا بكل جائحة«.
3» أيها النّاس، طوبي لمن شغله عيبه عن عيوب النّاس، و تواضع من غير منقصة، و جالس أهل الفقه« و الرحمة، و خالط أهل الذل و المسكنة، و أنفق مالا جمعه في غير معصية.
أيها النّاس، طوبي لمن ذلت نفسه، و طاب كسبه، و صلحت سريرته، و حسنت خليقته، و أنفق الفضل من ما له، و أمسك الفضل من كلامه، و عدل عن النّاس شره، و وسعته السنة، و لم يتعد إلي البدعة.
4» أيها النّاس، طوبي لمن لزم بيته، و أكل كسرته، و بكي علي خطيئته، و کان من نفسه في تعب«، و النّاس منه في راحة».
2] 1417/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حفص بن قرط، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): من زعم أن الله تبارك و تعالي يأمر بالسوء و الفحشاء فقد كذب علي الله، و من زعم أن الخير و الشر بغير مشيئة الله فقد أخرج
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 70. 2- التوحيد: 359/ 2.
(1) السفر: المسافر، للواحد و الجمع. «المعجم الوسيط- سفر- 1: 433».
(2) الجائحة: الآفة الّتي تهلك الثمار و الأموال و تستأصلها. «النهاية 1: 311».
(3) في «ج»: الثقة.
(4) في المصدر، و «ط» نسخة بدل: في شغل.
صفحه : 819
اللهالله من سلطانه، و من زعم أن المعاصي بغير قوة الله فقد كذب علي الله، و من كذب علي الله أدخله الله النار».}
يعني بالخير و الشر: الصحة و المرض، و ذلک قوله عز و جل: وَ نَبلُوكُم بِالشَّرِّ وَ الخَيرِ فِتنَةً
.
3] 2417/[- الطبرسي: روي عن أبي عبد الله (عليه السلام): «أن أمير المؤمنين (عليه السلام) مرض، فعاده إخوانه، فقالوا كيف تجدك، يا أمير المؤمنين! فقال: بشر. فقالوا: ما هذا كلام مثلك. فقال: إن الله تعالي يقول: وَ نَبلُوكُم بِالشَّرِّ وَ الخَيرِ فِتنَةً
فالخير: الصحة و الغني، و الشر: المرض و الفقر».
قوله تعالي:
خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلٍ سَأُرِيكُم آياتِي فَلا تَستَعجِلُونِ [37] 7143/[1]- علي بن إبراهيم، قال: لما أجري الله عز و جل في آدم روحه من قدميه فبلغت ركبتيه، أراد أن يقوم فلم يقدر، فقال عز و جل: خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلٍ.
2] 4417/[- الطبرسي: هو آدم، هم بالوثوب، قال: ذلک عن أبي عبد الله (عليه السلام).
و تقدم حديث هشام عن أبي عبد الله (عليه السلام) في هذا المعني في قوله تعالي: وَ كانَ الإِنسانُ عَجُولًا.«1»
قوله تعالي:
أَ فَلا يَرَونَ أَنّا نَأتِي الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها [44] تقدمت الروايات في معني الآية في سورة الرعد«2».
قوله تعالي:
وَ لَئِن مَسَّتهُم نَفحَةٌ مِن عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ
-----------------------------------
3- مجمع البيان 7: 74. [.....] 1- تفسير القمّي 2: 71. 2- مجمع البيان 7: 76.
(1) تقدّم في الحديثين (3 و 4) من تفسير الآيات (9- 11) من سورة الاسراء.
(2) تقدمت في الأحاديث (1- 5) من تفسير الآيات (41- 42) من سورة الرعد.
صفحه : 820
وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ- إلي قوله تعالي- وَ كَفي بِنا حاسِبِينَ [46- 47]
1] 5417/[- محمّد بن يعقوب، قال: حدثني محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، و علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن الحسين (عليه السلام)، في حديث يعظ فيه النّاس، قال فيه (عليه السلام): «ثم رجع القول من الله في الكتاب علي أهل المعاصي و الذنوب، فقال الله عز و جل: وَ لَئِن مَسَّتهُم نَفحَةٌ مِن عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيلَنا إِنّا كُنّا ظالِمِينَ
، فإن قلتم- أيها النّاس- إن الله عز و جل إنما عني بهذا أهل الشرك، فكيف ذلک، و هو يقول: وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً وَ إِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَ كَفي بِنا حاسِبِينَ!
اعلموا- عباد الله- أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين، و لا تنشر لهم الدواوين، و إنما يحشرون إلي جهنم زمرا، و إنما نصب الموازين و نشر الدواوين لأهل الإسلام، فاتقوا الله، عباد الله».
و الحديث تقدم بتمامه في قوله تعالي: وَ كَم قَصَمنا مِن قَريَةٍ كانَت ظالِمَةً وَ أَنشَأنا بَعدَها قَوماً آخَرِينَ«1».
2] 6417/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم الهمداني، يرفعه إلي أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً
، قال:
«الأنبياء، و الأوصياء (عليهم السلام)».
3] 7417/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسيني، قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن عيسي بن أبي مريم البلخي«2»، عن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العزرمي، قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري، عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:
وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ
. قال: «هم الأنبياء و الأوصياء (عليهم السلام)».
4] 8417/[- إبن شهر آشوب: عن إبن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ
. قال: «الرسل، و الأئمة من آل بيت محمّد (عليهم السلام)».
-----------------------------------
1- الكافي 8: 72/ 29 (قطعة منه). 2- الكافي 1: 347/ 36. 3- معاني الأخبار: 31/ 1. 4- المناقب 2: 151.
(1) تقدّم في الحديث (5) من تفسير الآيات (11- 15) من هذه السورة.
(2) في المصدر: العجلي.
صفحه : 821
7149/[5]- البرسي، قال: وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ قال إبن عباس الموازين: الأنبياء، و الأولياء.
6] 0517/[- الطبرسي، في (الاحتجاج): عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، في حديث له مع زنديق، في جواب مسائله، قال (عليه السلام): «و أما قوله عز و جل: وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئاً
فهو ميزان العدل، تؤخذ به الخلائق يوم القيامة، يدين الله تعالي بعضهم من بعض، و يجزيهم بأعمالهم، و يقتص للمظلوم من الظالم.
و معني قوله تعالي: فَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ
«1» و مَن خَفَّت مَوازِينُهُ«2» فهو قلة الحساب، و كثرته، و النّاس يومئذ علي طبقات و منازل: فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا، و ينقلب إلي أهله مسرورا، و منهم الّذين يدخلون الجنة بغير حساب، لأنهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا بشيء، و إنما الحساب هناك علي من تلبس بها ها هنا، و منهم من يحاسب علي النقير«3»، و القطمير«4»، و يصير إلي عذاب السعير، و منهم أئمة الكفر، و قادة الضلال، فأولئك لا يقيم لهم وزنا، و لا يعبأ بهم لأنهم لم يعبأوا بأمره و نهيه يوم القيامة، فهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار، و هم فيها كالحون».
7] 1517/[- و في (الاحتجاج) أيضا: عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في حديث له مع سائل يسأله، قال: أ و ليس توزن الأعمال!
قال (عليه السلام): «لا، إن الأعمال ليست بأجسام، و إنما هي صفة ما عملوا، و إنما يحتاج إلي وزن الشيء من جهل عدد الأشياء، و لا يعرف ثقلها أو خفتها، و إن الله لا يخفي عليه شيء».
قال: فما معني الميزان! قال (عليه السلام): «العدل».
قال: فما معناه في كتابه: فَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ
«5»! قال (عليه السلام): «فمن رجح عمله».
7152/[8]- الأوسي عمر بن إبراهيم: قال إبن عباس: يجمع الله الخلائق في صعيد واحد، و تمد الإرض، و يزداد في سعتها بمقدارها، فبينما الخلائق وقوف إذ سمعوا فوق رؤوسهم وجبة«6» عظيمة، فيرفعون رؤوسهم
-----------------------------------
5- مشارق أنوار اليقين: 63. 6- الاحتجاج: 244. 7- الاحتجاج: 351. 8- .... [.....]
(1) الأعراف 7: 8.
(2) الأعراف 7: 9.
(3) النّقير: نقرة في ظهر النواة. «لسان العرب- نقر- 5: 228».
(4) القطمير: شقّ النواة، أو القشرة الدقيقة الّتي علي النواة. «لسان العرب 5: 108».
(5) الأعراف 7: 8.
(6) الوجبة: صوت السّقوط. «النهاية 5: 154».
صفحه : 822
و إذا بالسماء انشقت، و نزلت الملائكة، فيقولون: أ فيكم ربنا! و هم أكثر عددا من أهل الإرض، فيقولون: هو آت. ثم تنشق السماء الثانية، فتنزل الملائكة أكثر مما ذكرنا، فيأتيهم الخلائق، و يقولون: أ فيكم ربنا! فيقولون: هو آت، جل و علا.
و ساق الحديث، إلي أن قال: فيه: فعندها يكشف عن ساق و تطير القلوب، و تشخص الأبصار، و ينادي منادي الملك الخلاق: يا معشر الخلائق، ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، أين الحامدون لله علي کل حال!
فيقوم أناس قليلون إلي الجنة بغير حساب. ثم ينادي مناد ثان: أين الّذين لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله! فيقوم أناس قليلون، فينطلقون إلي الجنة بغير حساب. ثم ينادي مناد ثالث: أين الّذين تتجافي جنوبهم عن المضاجع، يدعون ربهم خوفا و طمعا و مما رزقناهم ينفقون! فيقوم أناس قليلون، فينطلقون إلي الجنة بغير حساب.
ثم يخرج من النار عنق أسود، له عينان ينظر بهما، و لسان يتكلم به، يعلو الخلائق، فينادي بصوت يسمعه القريب و البعيد: يا معشر الخلائق، إني وكلت اليوم علي من زعم أن مع الله إلها آخر، فيلتقطهم من الصفوف کما يلتقط الطير الحب المنثور فيلقيهم في النار، ثم يخرج، فينادي: إني وكلت بالمصورين. فيلتقطهم، و يرميهم إلي النار، ثم يخرج، فيقول: إني وكلت علي من قال: إن لله صاحبة و ولدا. فيرميهم إلي النار، فإذا حصل هؤلاء إلي الجنة، و هؤلاء إلي النار، علقت«1» الموازين و نصبت، و نشرت الدواوين، و تجلي رب العالمين للفصل بين العالمين.
7153/[9]- قال الشيخ أبو عبد الله محمّد بن النعمان المفيد في شرحه لاعتقادات الشيخ أبي جعفر محمّد إبن علي بن الحسين بن بابويه القمي، قال: و الموازين: هي التعديل بين الأعمال، و الجزاء عليها، و وضع کل جزاء في موضعه، و إيصال کل ذي حق إلي حقه فليس الأمر في معني ذلک علي ما ذهب إليه أهل الحشو من أن في القيامة موازين كموازين الدنيا، لكل ميزان كفتان توضع الأعمال فيها، إذ الأعمال أعراض، و الأعراض لا يصح وزنها، و إنما توصف بالثقل و الخفة علي وجه المجاز، و المراد بذلك: أن ما ثقل منها: هو ما كثر، و استحق عليه عظيم الثواب، و ما خف منها: ما قل قدره، و لم يستحق عليه جزيل الثواب.
و الخبر الوارد أن أمير المؤمنين، و الأئمة من ذريته (عليهم السلام) هم الموازين، فالمراد: أنهم المعدلون بين الأعمال فيما يستحق عليها، و الحاكمون فيها بالواجب و العدل. و ما قاله- (رحمه الله)- هو الصواب.
7154/[10]- و قال علي بن إبراهيم: وَ نَضَعُ المَوازِينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ، قال: المجازاة: وَ إِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها، أي جازينا بها، و هي ممدودة آتينا بها.
و ستأتي- إن شاء الله تعالي- أحاديث في صفة المحشر، في آخر سورة الزمر«2»، و غيرها.
-----------------------------------
9- تصحيح الاعتقاد: 93. 10- تفسير القمّي 2: 71.
(1) في «ط»: غلقت.
(2) يأتي في تفسير الآية (69) من سورة الزمر.
صفحه : 823
قوله تعالي:
وَ لَقَد آتَينا إِبراهِيمَ رُشدَهُ مِن قَبلُ- إلي قوله تعالي- فِيها لِلعالَمِينَ [51- 71] 7155/[1]- و قال علي بن إبراهيم: ثم حكي الله عز و جل قول إبراهيم لقومه و أبيه فقال: وَ لَقَد آتَينا إِبراهِيمَ رُشدَهُ مِن قَبلُ إلي قوله تعالي بَعدَ أَن تُوَلُّوا مُدبِرِينَ.
قال: فلما نهاهم إبراهيم (عليه السلام)، و احتج عليهم في عبادتهم الأصنام فلم ينتهوا، فحضر عيد لهم، فخرج نمرود، و جميع أهل مملكته إلي عيدهم، و كره أن يخرج معه إبراهيم، فوكله ببيت الأصنام فلما ذهبوا، عمد إبراهيم إلي طعام فأدخله بيت الأصنام، فكان يدنو من صنم صنم، و يقول له: کل، و تكلم فإذا لم يجبه أخذ القدوم«1» فكسر يده و رجله، حتي فعل ذلک بجميع الأصنام، ثم علق القدوم في عنق الكبير منهم، ألذي کان في الصدر.
فلما رجع الملك و من معه من العيد نظروا إلي الأصنام مكسرة، فقالوا: مَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظّالِمِينَ قالُوا سَمِعنا فَتًي يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ إِبراهِيمُ، و هو إبن آزر، فجاءوا به إلي نمرود، فقال نمرود لآزر خنتني، و كتمت هذا الولد عني! فقال: أيها الملك، هذا عمل امه، و ذكرت أنها تقوم بحجته.
فدعا نمرود ام إبراهيم، فقال لها: ما حملك علي أن كتمتني أمر هذا الغلام حتي فعل بآلهتنا ما فعل! فقالت:
أيها الملك، نظرا مني لرعيتك. قال: و كيف ذلک! قالت: رأيتك تقتل أولاد رعيتك، فكان يذهب النسل، فقلت: إن کان هذا ألذي يطلبه دفعته إليه ليقتله، و يكف عن قتل أولاد النّاس، و إن لم يكن ذلک بقي لنا ولدنا، و قد ظفرت به، فشأنك، و كف عن أولاد النّاس، فصوب رأيها، ثم قال لإبراهيم (عليه السلام): مَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا يا إبراهيم!
قال (عليه السلام): فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ.
قال الصادق (عليه السلام): «و الله ما فعله كبيرهم، و ما كذب إبراهيم (عليه السلام) فقيل له: كيف ذلک! فقال: «إنما قال: فعله كبيرهم هذا إن نطق، و إن لم ينطق فلم يفعل كبيرهم هذا شيئا».
فاستشار نمرود قومه في إبراهيم (عليه السلام)، فقالوا له حَرِّقُوهُ وَ انصُرُوا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فاعِلِينَ
فقال الصادق (عليه السلام):2» «کان فرعون إبراهيم و أصحابه لغير رشدة، فإنهم قالوا لنمرود: حَرِّقُوهُ وَ انصُرُوا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فاعِلِينَ و کان فرعون موسي و أصحابه لرشدة، فإنه لما استشار أصحابه في موسي قالوا: أَرجِه وَ أَخاهُ وَ ابعَث فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ يَأتُوكَ بِكُلِّ سَحّارٍ عَلِيمٍ«».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 71.
(1) القدوم: آلة للنّجر. «المعجم الوسيط- قدم- 2: 72».
(2) الشعراء 26: 36 و 37.
صفحه : 824
فحبس إبراهيم (عليه السلام)، و جمع له الحطب، حتي إذا کان اليوم ألذي ألقي فيه نمرود إبراهيم (عليه السلام) في النار. برز نمرود و جنوده- و قد کان بني لنمرود بناء ينظر منه إلي إبراهيم (عليه السلام) كيف تأخذه النار- فجاء إبليس و اتخذ لهم المنجنيق، لأنه لم يقدر أحد أن يقرب من تلك النار، و کان الطائر إذا مر في الهواء يحترق، فوضع إبراهيم (عليه السلام) في المنجنيق، و جاء أبوه فلطمه لطمة، و قال له: ارجع عما أنت عليه.
و أنزل الرب ملائكة إلي السماء الدنيا، و لم يبق شيء إلا طلب إلي ربه، و قالت الإرض: يا رب ليس علي ظهري أحد يعبدك غيره، فيحرق! و قالت الملائكة: يا رب خليلك إبراهيم يحرق! فقال الله عز و جل: أما إنه إن دعاني كفيته. و قال جبرئيل (عليه السلام): يا رب، خليلك إبراهيم ليس في الإرض أحد يعبدك غيره، فسلطت عليه عدوه يحرقه بالنار! فقال: اسكت، إنما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت، و هو عبدي آخذه إن شئت، فإذا دعاني أجبته.
فدعا إبراهيم (عليه السلام) ربه بسورة الإخلاص: « يا الله، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد، نجني من النار برحمتك». قال: فالتقي جبرئيل معه في الهواء و قد وضع في المنجنيق، فقال: يا إبراهيم، هل لك إلي من حاجة! فقال إبراهيم (عليه السلام) أما إليك فلا، و أما إلي رب العالمين فنعم. فدفع إليه خاتما مكتوبا عليه: «لا إله إلا الله محمّد رسول الله، ألجأت ظهري إلي الله، و أسندت أمري إلي الله، و فوضت أمري إلي الله». فأوحي الله إلي النار: كُونِي بَرداً فاضطربت أسنان إبراهيم (عليه السلام) من البرد حتي قال: وَ سَلاماً عَلي إِبراهِيمَ.
و انحط جبرئيل، و جلس معه يحدثه في النار«1»، فنظر إليه نمرود، فقال: من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم. فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود: إني عزمت علي النار أن لا تحرقه. فخرج عمود من النار و نحو الرجل فأحرقه، فآمن له لوط و خرج معه مهاجرا إلي الشام، و نظر نمرود إلي إبراهيم (عليه السلام) في روضة خضراء في النار، و معه شيخ يحدثه، فقال لآزر: ما أكرم ابنك علي ربه؟ قال: و کان الوزغ ينفخ في نار إبراهيم، و کان الضفدع يذهب بالماء ليطفئ به النار. قال: و لما قال الله للنار:
كُونِي بَرداً وَ سَلاماً لم تعمل النار في الدنيا ثلاثة أيام، ثم قال الله عز و جل: وَ أَرادُوا بِهِ كَيداً فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرِينَ، و قال الله عز و جل: وَ نَجَّيناهُ وَ لُوطاً إِلَي الأَرضِ الَّتِي بارَكنا فِيها لِلعالَمِينَ يعني الشام، و سواد الكوفة، و كوثي ربا«2».
2] 6517/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن حجر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «خالف إبراهيم (عليه السلام) قومه، و عاب آلهتهم حتي ادخل علي
-----------------------------------
2- الكافي 8: 368/ 559. [.....]
(1) في نسخة من «ط» زيادة: و هم في روضة خضراء.
(2) كوثي- بالعراق- في موضعين: كوثي الطريق: و كوثي ربا، و بها مشهد إبراهيم الخليل (عليه السّلام)، و هما قريتان، و بينهما تلول من رماد يقال إنّها رماد النار الّتي أوقدها نمرود لإحراقه. مراصد الإطلاق 3: 1185.
صفحه : 825
اللهنمرود، فخاصمه، فقال إبراهيم (عليه السلام). رَبِّيَ الَّذِي يُحيِي وَ يُمِيتُ}
«1». قال: أَنَا أُحيِي وَ أُمِيتُ«2» قال:
إبراهيم: فَإِنَّ اللّهَ يَأتِي بِالشَّمسِ مِنَ المَشرِقِ فَأتِ بِها مِنَ المَغرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَ اللّهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمِينَ
«3».
قال أبو جعفر (عليه السلام): عاب آلهتهم: فَنَظَرَ نَظرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ
«4»، قال أبو جعفر (عليه السلام): و الله ما کان سقيما، و ما كذب.
فلما تولوا عنه مدبرين إلي عيد لهم، دخل إبراهيم (صلي الله عليه و آله) إلي آلهتهم بقدوم، فكسرها إلا كبيرا لهم، و وضع القدوم في عنقه، فرجعوا إلي آلهتهم، فنظروا إلي ما صنع بها، فقالوا: لا و الله، ما اجترأ عليها، و لا كسرها إلا الفتي ألذي کان يعيبها و يبرأ منها. فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار، فجمع له الحطب و استجادوه، حتي إذا کان اليوم ألذي يحرق فيه، برز له نمرود و جنوده، و قد بني له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النار، و وضع إبراهيم (صلي الله عليه) في منجنيق، و قالت الإرض: يا رب، ليس علي ظهري أحد يعبدك غيره، يحرق بالنار! فقال الرب: إذا دعاني كفيته».
3] 7517/[- عن أبان، عن محمّد بن مروان، عمن رواه عن أبي جعفر (عليه السلام): «أن دعاء إبراهيم (عليه السلام) يومئذ کان: يا أحد، يا أحد، يا صمد، يا صمد، يا من لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد. ثم توكلت علي الله. فقال الرب تبارك و تعالي: كفيت، فقال للنار: كُونِي بَرداً
فاضطربت أسنان إبراهيم (صلي الله عليه) من البرد، حتي قال الله عز و جل: وَ سَلاماً عَلي إِبراهِيمَ.
و انحط جبرئيل (عليه السلام) فإذا هو جالس مع إبراهيم (صلي الله عليه) يحدثه في النار، قال نمرود: من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم- قال- فقال عظيم من عظمائهم: إني عزمت علي النار أن لا تحرقه. فأخذ عنق من النار نحوه حتي أحرقه- قال- فآمن له لوط، و خرج مهاجرا إلي الشام هو و سارة و لوط».
4] 8517/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن موسي بن المتوكل (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن جعفر الأسدي، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الشامي، قال: حدثنا إسماعيل بن الفضل الهاشمي، قال: سألت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) عن موسي بن عمران (عليه السلام) لما رأي حبالهم و عصيهم، كيف أوجس في نفسه خيفة و لم يوجسها إبراهيم (عليه السلام) حين وضع في المنجنيق و قذف به علي النار!
فقال (عليه السلام): «إن إبراهيم (عليه السلام) حين وضع في المنجنيق، و قذف به في النار کان مستندا علي ما في صلبه من أنوار حجج الله عز و جل، و لم يكن موسي (عليه السلام) كذلك، فلذلك أوجس في نفسه خيفة، و لم يوجسها
-----------------------------------
3- الكافي 8: 369/ 559. 4- أمالي الصدوق: 521/ 2.
(1) البقرة 2: 258.
(2) البقرة 2: 258.
(3) البقرة 2: 258.
(4) الصافات 37: 88 و 89.
صفحه : 826
اللهإبراهيم (عليه السلام)».}
5] 9517/[- و عنه: عن محمّد بن علي ماجيلويه، قال: حدثني عمي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن هلال، عن الفضل بن دكين، عن معمر بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في حديث- قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): إن إبراهيم (عليه السلام) لما ألقي في النار، قال: اللهم إني أسألك بحق محمّد و آل محمّد لما نجيتني منها، فجعلها الله عليه بردا و سلاما».
6] 0617/[- و عنه، قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق (رضي الله عنه)، قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي الفزاري، قال: حدثنا محمّد بن الحسين بن زيد الزيات، قال: حدثنا محمّد بن زياد الأزدي، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام)- في حديث يذكر فيه ما ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن- قال: «و منها الشجاعة، و قد كشفت الأيام عنه، بدلالة قوله عز و جل: إِذ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَومِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنتُم لَها عاكِفُونَ قالُوا وَجَدنا آباءَنا لَها عابِدِينَ قالَ لَقَد كُنتُم أَنتُم وَ آباؤُكُم فِي ضَلالٍ مُبِينٍ قالُوا أَ جِئتَنا بِالحَقِّ أَم أَنتَ مِنَ اللّاعِبِينَ قالَ بَل رَبُّكُم رَبُّ السَّماواتِ وَ الأَرضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَ أَنَا عَلي ذلِكُم مِنَ الشّاهِدِينَ وَ تَاللّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصنامَكُم بَعدَ أَن تُوَلُّوا مُدبِرِينَ فَجَعَلَهُم جُذاذاً إِلّا كَبِيراً لَهُم لَعَلَّهُم إِلَيهِ يَرجِعُونَ
و مقاومة الرجل الواحد الوفا من أعداء الله عز و جل تمام الشجاعة».
7] 1617/[- الشيخ في (أماليه) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الهنائي البصري، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد، قال: أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر، قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «کان لنمرود مجلس يشرف منه علي النار، فلما کان بعد ثلاثة، أشرف علي النار هو و آزر، فإذا إبراهيم (عليه السلام) مع شيخ يحدثه في روضة خضراء- قال- فالتفت نمرود إلي آزر، فقال: يا آزر، ما أكرم ابنك علي ربه؟- قال- ثم قال نمرود لإبراهيم (عليه السلام): اخرج عني، و لا تساكني».
8] 2617/[- عمر بن إبراهيم الأوسي: قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) لجبرئيل (عليه السلام): «أنت مع قوتك هل عييت قط- يعني أصابك تعب و مشقة-!» قال: نعم- يا محمّد- ثلاث مرات: يوم القي إبراهيم (عليه السلام) في النار، أوحي الله تعالي إلي: أن أدركه، فوعزتي و جلالي لئن سبقك إلي النار لأمحون اسمك من ديوان الملائكة: فنزلت إليه بسرعة، و أدركته بين النار و الهواء، فقلت: يا إبراهيم، هل لك حاجة! قال: إلي الله فنعم، و أما إليك فلا.
و الثانية: حين أمر إبراهيم بذبح ولده إسماعيل أوحي الله تعالي إلي: أن أدركه، فوعزتي و جلالي لئن سبقتك
-----------------------------------
5- أمالي الصدوق: 181/ 4. 6- معاني الأخبار: 126/ 1. 7- الأمالي 2: 273. 8- ...
صفحه : 827
اللهالسكين إلي حلقه لأمحون اسمك من ديوان الملائكة. فنزلت بسرعة حتي حولت السكين و أقبلتها في يده و أتيته بالفداء.}
و الثالثة: حين رمي يوسف (عليه السلام) في الجب، أوحي الله تعالي إلي: يا جبرئيل أدركه فو عزتي و جلالي لئن سبقك إلي قعر الجب لأمحون اسمك من ديوان الملائكة. فنزلت إليه بسرعة، و أدركته إلي الفضاء، و رفعته إلي الصخرة الّتي كانت في قعر الجب، و أنزلته عليها سالما، فعييت.
و کان الجب مأوي الحيات و الأفاعي فلما حست به، قالت کل واحدة لصاحبتها: إياك أن تتحركي، فإن نبيا كريما انزل بنا، و حل بساحتنا. فلم تخرج واحدة من وكرها إلا الأفاعي، فإنها خرجت و أرادت لدغه، فصحت بهن صيحة صمت آذانهن إلي يوم القيامة».
9] 3617/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، و علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن عمارة، عن نعيم القضاعي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: أصبح إبراهيم (عليه السلام) فرأي في لحيته شعرة بيضاء، فقال: الحمد لله رب العالمين ألذي أبلغني هذا المبلغ، لم أعص الله طرفة عين».
10] 4617/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن الحسن الصيقل، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا قد روينا عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول يوسف (عليه السلام): أَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ
«1»، فقال: «و الله ما سرقوا، و ما كذب». و قال إبراهيم (عليه السلام):
بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ
، فقال: «و الله ما فعلوا، و ما كذب».
قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «ما عندكم فيها، يا صيقل!» قلت: ما عندنا فيها إلا التسليم.
2» قال: فقال: «إن الله أحب اثنين، و أبغض اثنين: أحب الخطر« فيما بين الصفين، و أحب الكذب في الإصلاح، و أبغض الخطر في الطرقات، و أبغض الكذب في غير الإصلاح. إن إبراهيم (عليه السلام) إنما قال: بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا
إرادة الإصلاح، و دلالة علي أنهم لا يفعلون«3»، و قال يوسف (عليه السلام) إرادة الإصلاح».
11] 5617/[- و عنه: عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن الحجال، عن ثعلبة، عن معمر بن عمرو، عن عطاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا كذب علي مصلح، ثم تلا:
-----------------------------------
9- الكافي 8: 391/ 588. 10- الكافي 2: 255/ 17. [.....] 11- الكافي 2: 256/ 22.
(1) يوسف 12: 70.
(2) خطر في مشيه خطرا: اهتزّ و تبختر. «المعجم الوسيط- خطر- 1: 243». في «ط»: الخطوة، في الموضعين.
(3) في «ط»: يعقلون.
صفحه : 828
اللهأَيَّتُهَا العِيرُ إِنَّكُم لَسارِقُونَ}
«1»، ثم قال: و الله ما سرقوا، و ما كذب. ثم تلا: بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ. ثم قال: و الله ما فعلوه، و ما كذب».
12] 6617/[- إبن بابويه: عن أبيه (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن محمّد بن أحمد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم، عن صالح بن سعيد، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل في قصة إبراهيم (عليه السلام): قالَ بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ
. قال: «ما فعله كبيرهم، و ما كذب إبراهيم (عليه السلام)».
قلت: و كيف ذاك! قال: «إنما قال إبراهيم (عليه السلام): فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ
، إن نطقوا فكبيرهم فعله، و إن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا، فما نطقوا، و ما كذب إبراهيم (عليه السلام)».
قوله تعالي:
وَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلنا صالِحِينَ [72] 7167/[1]- علي بن إبراهيم، قال: ولد الولد، و هو يعقوب.
2] 8617/[- إبن بابويه: عن أبيه (رحمه الله)، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن عيسي بن محمّد«2»، عن علي بن مهزيار، عن أحمد بن محمّد البزنطي، عن يحيي بن عمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَ نافِلَةً
، قال: «ولد الولد نافلة».
قوله تعالي:
وَ جَعَلناهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا وَ أَوحَينا إِلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ- إلي قوله تعالي- وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ [73]
3] 9617/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبو المفضل (رحمه الله)، قال: حدثني محمّد بن علي بن شاذان بن خباب«3»
-----------------------------------
12- معاني الأخبار: 209/ 1. 1- تفسير القمّي 2: 73. 2- معاني الأخبار: 224. 3- كفاية الأثر: 297.
(1) يوسف 12: 70.
(2) في المصدر: محمّد بن أحمد بن عيسي بن محمّد.
(3) في المصدر: إبن حباب.
صفحه : 829
اللهعليالأزدي الخلال بالكوفة، قال: حدثني الحسن بن محمّد بن عبد الواحد، قال: حدثني الحسن بن الحسين العرني، قال: حدثني يحيي بن يعلي الأسلمي، عن عمر بن موسي الوجيهي، عن زيد بن علي (عليه السلام)، قال: كنت عند أبي علي بن الحسين (عليهما السلام)، إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري، فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي محمّد من بعض الحجر، فأشخص جابر ببصره نحوه، ثم قال له: يا غلام، أقبل. فأقبل، ثم قال: أدبر. فأدبر، فقال: شمائل كشمائل رسول الله (صلي الله عليه و آله)، ما اسمك، يا غلام! قال: «محمّد». قال: إبن من! قال: «إبن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)». قال: إذن أنت الباقر، فانكب عليه، و قبل رأسه و يديه، ثم قال: يا محمّد، إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) يقرئك السلام. قال: «و علي رسول الله أفضل السلام، و عليك يا جابر بما فعلت السلام».
ثم عاد إلي مصلاه، فأقبل يحدث أبي، و يقول: إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال لي يوما: « يا جابر، إذا أدركت ولدي محمدا فأقرئه مني السلام، أما أنه سميي، و أشبه النّاس بي، علمه علمي، و حكمه حكمي، سبعة من ولده أمناء معصومون، أئمة أبرار، و السابع منهم: مهديهم ألذي يملأ الإرض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما». ثم تلا رسول الله (صلي الله عليه و آله): وَ جَعَلناهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا وَ أَوحَينا إِلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ
.
2] 0717/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، و محمّد بن الحسين، عن محمّد إبن يحيي، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن الأئمة في كتاب الله عز و جل إمامان: قال الله تعالي: وَ جَعَلناهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا
، لا بأمر النّاس، يقدمون أمر الله قبل أمرهم، و حكم الله قبل حكمهم.
و قال: وَ جَعَلناهُم أَئِمَّةً يَدعُونَ إِلَي النّارِ
«1» يقدمون أمرهم قبل أمر الله، و حكمهم قبل حكم الله، و يأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عز و جل».
و رواه المفيد في (أماليه) عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: «الأئمة في كتاب الله إمامان» و ذكر الحديث إلي آخره، ببعض التغيير اليسير في بعض الألفاظ بما لا يغير المعني«2».
3] 1717/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مالك، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله عز و جل: وَ جَعَلناهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا
.
قال أبو جعفر (عليه السلام): «يعني الأئمة من ولد فاطمة (عليهم السلام) يوحي إليهم بالروح في صدورهم، ثم ذكر ما
-----------------------------------
2- الكافي 1: 168/ 2. 3- تأويل الآيات 1: 328/ 12.
(1) القصص 28: 41. [.....]
(2) الاختصاص: 21.
صفحه : 830
اللهأكرمهم الله به فقال: فِعلَ الخَيراتِ}
».
قوله تعالي:
وَ لُوطاً آتَيناهُ حُكماً وَ عِلماً وَ نَجَّيناهُ مِنَ القَريَةِ الَّتِي كانَت تَعمَلُ الخَبائِثَ [74] 7172/[1]- علي بن إبراهيم، قال: كانوا ينكحون الرجال.
تقدمت أخبار قوم لوط في سورة هود، و الحجر«1»، و ستأتي- إن شاء الله تعالي- أخبار في ذلک في سورة الصافات، و غير ذلک«2».
قوله تعالي:
وَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فِيهِ غَنَمُ القَومِ وَ كُنّا لِحُكمِهِم شاهِدِينَ فَفَهَّمناها سُلَيمانَ وَ كُلًّا آتَينا حُكماً وَ عِلماً [78- 79]
2] 3717/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن المعلي أبي عثمان، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فِيهِ غَنَمُ القَومِ
.
3» فقال: «لا يکون النفش إلا بالليل، إن علي صاحب الحرث أن يحفظه بالنهار، و ليس علي صاحب الماشية حفظها بالنهار، و إنما رعيها بالنهار و أرزاقها، فما أفسدت فليس عليها، و علي صاحب الماشية حفظ الماشية بالليل عن حرث النّاس، فما أفسدت بالليل فقد ضمنوا، و هو النفش، و إن داود (عليه السلام) حكم للذي أصاب« زرعه
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 73. 2- الكافي 5: 301/ 2.
(1) تقدم في تفسير الآيات (69- 83) من سورة هود، و في تفسير الآيات (48- 72) من سورة الحجر.
(2) يأتي في الحديث (1) من تفسير الآيتين (137، 138) من سورة الصافات، و في تفسير الآيات (27- 35) من سورة العنكبوت، و في تفسير الآيات (24- 47) من سورة الذاريات.
(3) كذا، و الظاهر: أصيب.
صفحه : 831
اللهرقاب الغنم، و حكم سليمان (عليه السلام) الرسل و الثلة، و هو اللبن و الصوف في ذلک العام».}
و رواه الشيخ في (التهذيب) بإسناده عن الحسين بن سعيد بباقي السند و المتن، إلا أن فيه المعلي بن عثمان«1»، عن أبي بصير، و فيه أيضا: «إنما رعيها و أرزاقها بالنهار، فما أفسدت فليس عليها و لا علي صاحبها شيء»«2».
2] 4717/[- و عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن بحر، عن إبن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: وَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ
قلت: حين حكما في الحرث كانت قضية واحدة!
فقال: «إنه کان أوحي الله عز و جل إلي النبيين قبل داود (عليه السلام) إلي أن بعث الله داود (عليه السلام): أي غنم نفشت في الحرث فلصاحب الحرث رقاب الغنم، و لا يکون النفش إلا بالليل، فإن علي صاحب الزرع أن يحفظه بالنهار، و علي صاحب الغنم حفظ الغنم بالليل، فحكم داود (عليه السلام) بما حكمت به الأنبياء (عليهم السلام) من قبله.
و أوحي الله عز و جل إلي سليمان (عليه السلام): أي غنم نفشت في زرع فليس لصاحب الزرع إلا ما خرج من بطونها، و كذلك جرت السنة بعد سليمان (عليه السلام)، و هو قول الله عز و جل: وَ كُلًّا آتَينا حُكماً وَ عِلماً
فحكم کل واحد منهما بحكم الله عز و جل».
3] 5717/[- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي: عن بعض أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله تبارك و تعالي: وَ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ
، قال: «لم يحكما، إنما كانا يتناظران: فَفَهَّمناها سُلَيمانَ».
4] 6717/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن عبد الله بن يحيي، عن إبن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «کان في بني إسرائيل رجل له كرم، و نفشت فيه غنم لرجل آخر بالليل، و قضمته و أفسدته، فجاء صاحب الكرم إلي داود (عليه السلام) فاستعدي علي صاحب الغنم، فقال داود (عليه السلام): اذهبا إلي سليمان ليحكم بينكما. فذهبا إليه، فقال سليمان (عليه السلام): إن كانت الغنم أكلت الأصل و الفرع فعلي صاحب الغنم أن يدفع إلي صاحب الكرم الغنم و ما في بطنها، و إن كانت ذهبت بالفرع و لم تذهب بالأصل فإنه يدفع ولدها إلي صاحب الكرم.
و قد کان هذا حكم داود (عليه السلام)، و إنما أراد أن يعرف بني إسرائيل أن سليمان (عليه السلام) وصيه بعده، و لم يختلفا في الحكم، و لو اختلف حكمهما لقال: كنا لحكمهما شاهدين».
-----------------------------------
2- الكافي 5: 302/ 3. 3- المحاسن: 277/ 397. 4- تفسير القمّي 2: 73.
(1) في التهذيب: عن المعلّي أبي عثمان، و الاختلاف في نسخة المصنّف (رحمه اللّه).
(2) التهذيب 7: 224/ 982.
صفحه : 832
5] 7717/[- الطبرسي ، قيل: کان كرما و قد بدت عناقيده، فحكم داود (عليه السلام) بالغنم لصاحب الكرم، فقال سليمان (عليه السلام): «غير هذا، يا نبي الله» قال: «و ما ذاك»، قال: «يدفع الكرم إلي صاحب الغنم فيقوم عليه حتي يعود کما کان، و تدفع الغنم إلي صاحب الكرم فيصيب منها، حتي إذا عاد الكرم کما کان» ثم دفع کل واحد منهما إلي صاحبه ماله. قال: روي ذلک عن أبي جعفر، و أبي عبد الله (عليهما السلام).
قوله تعالي:
وَ عَلَّمناهُ صَنعَةَ لَبُوسٍ لَكُم لِتُحصِنَكُم مِن بَأسِكُم [80] 7178/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ عَلَّمناهُ صَنعَةَ لَبُوسٍ لَكُم قال: يعني الدرع لِتُحصِنَكُم مِن بَأسِكُم.
2] 9717/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن أحمد بن أبي عبد الله، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «أوحي الله عز و جل إلي داود (عليه السلام): إنك نعم العبد لولا أنك تأكل من بيت المال و لا تعمل بيدك شيئا- قال- فبكي داود (عليه السلام) أربعين صباحا، فأوحي الله عز و جل إلي الحديد أن: لن لعبدي داود. فألان الله تعالي له الحديد، فكان يعمل کل يوم درعا، فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمائة و ستين درعا، فباعها بثلاثمائة و ستين ألفا، و استغني عن بيت المال».
قوله تعالي:
وَ لِسُلَيمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجرِي بِأَمرِهِ إِلي الأَرضِ الَّتِي بارَكنا فِيها [81] 7180/[3]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ لِسُلَيمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً قال: تجري من کل جانب إِلي الأَرضِ الَّتِي بارَكنا فِيها قال: إلي بيت المقدس، و الشام.
-----------------------------------
5- مجمع البيان 7: 91. 1- تفسير القمّي 2: 74. 2- التهذيب 6: 326/ 896. [.....] 3- تفسير القمّي 2: 74.
صفحه : 833
قوله تعالي:
وَ آتَيناهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم [84]
1] 1817/[- محمّد بن يعقوب، بإسناده عن يحيي بن عمران، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ آتَيناهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم
قلت: ولده كيف اوتي مثلهم معهم!
قال: «أحيا له من ولده الّذين كانوا ماتوا قبل البلية، و أحيا له أهله الّذين ماتوا قبل ذلک بآجالهم، مثل الّذين هلكوا يومئذ».
2] 2817/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني محمّد بن جعفر، قال: حدثني محمّد بن عيسي بن زياد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، و غيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ آتَيناهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم
.
قال: «أحيا الله له أهله الّذين كانوا قبل البلية، و أحيا أهله الّذين ماتوا و هو في البلية».
و ستأتي- أن شاء الله تعالي- الروايات في قصة أيوب في سورة ص«1».
قوله تعالي:
وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فَنادي فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ [87] 7183/[3]- علي بن إبراهيم، قال: هو يونس، وَ ذَا النُّونِ أي ذا الحوت.
4] 4817/[- إبن بابويه، قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمّد بن الجهم، عن الرضا (عليه السلام) ، فيما سأله المأمون عن عصمة
-----------------------------------
1- الكافي 8: 252/ 354. 2- تفسير القمّي 2: 74. 3- تفسير القمّي 2: 74. 4- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 201/ 1.
(1) يأتي في تفسير الآيات (41- 44) من سورة ص.
صفحه : 834
اللهقال الرضا (عليه السلام): «ذلک يونس بن متي (عليه السلام)، ذهب مغاضبا لقومه فَظَنَّ}
بمعني استيقن أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ أي لن نضيق عليه رزقه، و منه قول الله تعالي: وَ أَمّا إِذا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ«1» أي ضيق و قتر، فَنادي فِي الظُّلُماتِ أي : ظلمة الليل، و ظلمة البحر، و ظلمة بطن الحوت: أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ لتركي مثل هذه العبادة الّتي قد فرغتني لها في بطن الحوت، فاستجاب الله له، و قال تعالي: فَلَو لا أَنَّهُ كانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطنِهِ إِلي يَومِ يُبعَثُونَ«2»».
فقال المأمون: لله درك، يا أبا الحسن.
3] 5817/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام، و علي بن عبد الله الوراق (رضي الله عنه)، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا القاسم بن محمّد البرمكي، قال: حدثنا أبو الصلت الهروي، عن الرضا (عليه السلام) ، فيما أجاب به علي بن محمّد بن الجهم في عصمة الأنبياء، فقال له: يا بن رسول الله، أتقول بعصمة الأنبياء! فقال: «نعم، فقل ما تعلم» فذكر الآي، إلي أن قال:
و قوله عز و جل: وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ
.
فقال (عليه السلام): «و أما قوله عز و جل: وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ
إنما ظن- بمعني استيقن- أن الله لن يضيق عليه رزقه، ألا تسمع قول الله عز و جل: وَ أَمّا إِذا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ«3» أي ضيق عليه، و لو ظن أن الله لن يقدر عليه لكان قد كفر».
4] 6817/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن عبد الله بن سيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) في بيت ام سلمة في ليلتها» فقدته من الفراش، فدخلها من ذلک ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت، حتي انتهت إليه و هو في جانب من البيت قائم رافع يديه يبكي، و هو يقول: اللهم لا تنزع عني صالح ما أعطيتني أبدا، و لا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبدا، اللهم لا تشمت بي عدوا، و لا حاسدا أبدا، اللهم و لا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا.
فانصرفت ام سلمة تبكي حتي انصرف رسول الله (صلي الله عليه و آله) لبكائها، فقال لها: ما يبكيك، يا ام سلمة!
فقالت: بأبي أنت و امي- يا رسول الله- و لم لا أبكي و أنت بالمكان ألذي أنت به من الله، و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر، تسأله أن لا يشمت بك عدوا أبدا و أن لا يكلك إلي نفسك طرفة عين أبدا، و أن لا يردك في سوء استنقذك منه أبدا، و أن لا ينزع عنك صالح ما أعطاك أبدا!
فقال: يا ام سلمة، و ما يؤمنني! و إنما و کل الله يونس بن متي إلي نفسه طرفة عين فكان منه ما کان».
-----------------------------------
3- عيون أخبار الرّضا (عليه السّلام) 1: 191/ 1. 4- تفسير القمّي 2: 74.
(1) الفجر 89: 16.
(2) الصافات 37: 143 و 144.
(3) الفجر 89: 16.
صفحه : 835
5] 7817/[- قال علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله: وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً
يعني من أعمال قومه: فَظَنَّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ يقول: ظن أن لن يعاقب بما«1» صنع».
6] 8817/[- محمّد بن يعقوب: عن أحمد بن محمّد العاصمي، عن علي بن الحسن التيملي، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال له رجل من أهل خراسان بالربذة: جعلت فداك، لم أرزق ولدا.
فقال له: «إذا رجعت إلي بلادك و أردت أن تأتي أهلك فاقرأ إذا أردت ذلک: وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فَنادي فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ
إلي ثلاث آيات، فإنك ترزق ولدا إن شاء الله تعالي».
قوله تعالي:
وَ زَكَرِيّا إِذ نادي رَبَّهُ- إلي قوله تعالي- وَ يَدعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً [89- 90] 7189/[1]- و في رواية علي بن إبراهيم في قوله تعالي: وَ زَكَرِيّا إِذ نادي رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرنِي فَرداً وَ أَنتَ خَيرُ الوارِثِينَ فَاستَجَبنا لَهُ وَ وَهَبنا لَهُ يَحيي وَ أَصلَحنا لَهُ زَوجَهُ قال: كانت لا تحيض فحاضت.
2] 0917/[- إبن بابويه في (أماليه) قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا محمّد بن سعيد بن أبي شحمة، قال: حدثنا أبو محمّد عبد الله بن هاشم«2» القناني البغدادي«3»، قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا حسان بن عبد الله الواسطي، قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله):4» «من زهد يحيي بن زكريا (عليهما السلام) أنه أتي بيت المقدس، فنظر إلي المجتهدين من الأحبار و الرهبان عليهم مدارع الشعر، و برانس« الصوف، و إذا هم قد خرقوا تراقيهم، و سلكوا فيها السلاسل، و شدوها إلي سواري المسجد، فلما نظر إلي ذلک أتي امه، فقال: يا أماه، انسجي لي مدرعة من شعر، و برنسا من صوف،
-----------------------------------
5- تفسير القمّي 2: 75. 6- الكافي 6: 10/ 10. 1- تفسير القمّي 2: 75. [.....] 2- الأمالي: 33/ 2.
(1) في «ط»: فيما.
(2) في «ج» و المصدر: أبو محمّد عبد اللّه بن سعيد بن هاشم.
(3) في المصدر زيادة: سنة خمس و ثمانين و مائتين.
(4) البرنس: كلّ ثوب رأسه منه ملزوق به. «مجمع البحرين- برس- 4: 52». 1»
صفحه : 836
اللهحتي آتي بيت المقدس فأعبد الله مع الأحبار و الرهبان. فقالت له امه: حتي يأتي نبي الله و استأمره« في ذلک.
2» فلما دخل زكريا (عليه السلام) أخبرته بمقالة يحيي، فقال له زكريا: يا بني، ما يدعوك إلي هذا، و إنما أنت صبي صغير! فقال له: يا أبت، أما رأيت من هو أصغر سنا مني و قد أدركه« الموت! قال: بلي، ثم قال لأمه: انسجي له مدرعة من شعر، و برنسا من صوف. ففعلت، فتدرع المدرعة علي بدنه، و وضع البرنس علي رأسه، ثم أتي بيت المقدس، فأقبل يعبد الله عز و جل مع الأحبار حتي أكلت مدرعة الشعر لحمه.
3» فنظر ذات يوم إلي ما قد نحل من جسمه، فبكي، فأوحي الله عز و جل إليه، يا يحيي، أ تبكي مما قد نحل من جسمك؟ و عزتي و جلالي لو اطلعت إلي النار اطلاعة لتدرعت مدرعة الحديد فضلا عن المنسوج«. فبكي حتي أكلت الدموع لحم خديه، و بدت للناظرين أضراسه، فبلغ ذلک امه، فدخلت عليه، و أقبل زكريا (عليه السلام)، و اجتمع الأحبار و الرهبان فأخبروه بذهاب لحم خديه، فقال: ما شعرت بذلك.
فقال زكريا (عليه السلام): يا بني، ما يدعوك إلي هذا! إنما سألت ربي أن يهبك لي لتقر بك عيني. قال: أنت أمرتني بذلك، يا أبت. قال: و متي ذلک، يا بني. قال: أ لست القائل: إن بين الجنة و النار لعقبة لا يجوزها إلا البكاءون من خشية الله! قال: بلي! فجد و اجتهد، و شأنك غير شأني.
فقام يحيي فنفض مدرعته، فأخذته امه، فقالت: أ تأذن لي- يا بني- أن أتخذ لك قطعتي لبود تواريان أضراسك، و تنشفان دموعك! قال لها: شأنك، فاتخذت له قطعتي لبود تواريان أضراسه، و تنشفان دموعه، فبكي حتي ابتلتا من دموع عينيه. فحسر عن ذراعيه، ثم أخذهما فعصرهما، فتحدرت الدموع من بين أصابعه، فنظر زكريا إلي ابنه، و إلي دموع عينيه، فرفع رأسه إلي السماء، فقال: اللهم إن هذا ابني، و هذه دموع عينيه، و أنت أرحم الراحمين.
و کان زكريا (عليه السلام) إذا أراد أن يعظ بني إسرائيل يلتفت يمينا و شمالا، فإن رأي يحيي (عليه السلام) لم يذكر جنة و لا نارا، فجلس ذات يوم يعظ بني إسرائيل، و أقبل يحيي و قد لف رأسه بعباءة، فجلس في غمار النّاس، و التفت زكريا يمينا و شمالا فلم ير يحيي (عليه السلام)، فأنشأ يقول: حدثني حبيبي جبرئيل عن الله تبارك و تعالي: أن في جهنم جبلا يقال له السكران، و في أصل ذلک الجبل واد يقال له الغضبان، لغضب الرحمن تبارك و تعالي، في ذلک الوادي جب قامته مائة عام، في ذلک الجب توابيت من نار، في تلك التوابيت صناديق من نار، و ثياب من نار، و سلاسل من نار، و أغلال من نار.
فرفع يحيي (عليه السلام) رأسه، فقال: وا غفلتاه عن (السكران). ثم أقبل هائما علي وجهه، فقام زكريا (عليه السلام) من مجلسه، فدخل علي ام يحيي، فقال لها: يا ام يحيي، قومي فاطلبي يحيي، فإني قد تخوفت أن لا نراه إلا و قد ذاق الموت. فقامت، فخرجت في طلبه حتي مرت بفتيان من بني إسرائيل، فقالوا لها: يا ام يحيي، أين تريدين!
-----------------------------------
(1) أي أستشيره.
(2) في «ط» نسخة بدل و المصدر: و قد ذاق.
(3) في «ج»: المسوح. و هي الألبسة المتّخذة من الشعر.
صفحه : 837
اللهقالت: أريد أن أطلب ولدي يحيي، ذكرت النار بين يديه، فهام علي وجهه.}
فمضت ام يحيي و الفتية معها، حتي مرت براعي غنم، فقالت له: يا راعي، هل رأيت شابا من صفته كذا و كذا! فقال لها: لعلك تطلبين يحيي بن زكريا! قالت: نعم، ذاك ولدي، ذكرت النار بين يديه، فهام علي وجهه، فقال: إني تركته الساعة علي عقبة ثنية كذا و كذا، ناقعا قدميه في الماء، رافعا نظره إلي السماء، يقول: و عزتك- يا مولاي- لا ذقت بارد الشراب حتي أنظر إلي منزلتي منك.
فأقبلت امه، فلما رأته ام يحيي دنت منه، فأخذت برأسه، فوضعته بين يديها، و هي تناشده بالله ينطلق معها إلي المنزل، فانطلق معها حتي أتي المنزل، فقالت له امه: هل لك أن تخلع مدرعة الشعر، و تلبس مدرعة الصوف، فإنه ألين! ففعل، و طبخ له عدس، فأكل و استوفي، فنام، فذهب به النوم فلم يقم لصلاته، فنودي في منامه: يا يحيي بن زكريا أردت دارا خيرا من داري، و جوارا خيرا من جواري! فاستيقظ فقام، فقال: يا رب، أقلني عثرتي، إلهي فو عزتك لا أستظل [بظل] سوي بيت المقدس.
و قال لامه: ناوليني مدرعة الشعر، فقد علمت أنكما ستورداني المهالك. فتقدمت امه فدفعت إليه المدرعة، و تعلقت به، فقال لها زكريا (عليه السلام): يا ام يحيي، دعيه، فإن ولدي قد كشف له عن قناع قلبه، و لن ينتفع بالعيش. فقام يحيي (عليه السلام)، فلبس مدرعته، و وضع البرنس علي رأسه، ثم أتي بيت المقدس، فجعل يعبد الله عز و جل مع الأحبار حتي کان من أمره ما کان».
3] 1917/[- سليم بن قيس الهلالي في (كتابه): في حديث لأمير المؤمنين (عليه السلام) مع معاوية، قال له:1» « يا معاوية، إنا أهل بيت« اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا، و لم يرض لنا الدنيا ثوابا، و قد سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله) أنت و وزيرك و صويحبك، يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا كتاب الله دخلا، و عباد الله خولا، و مال الله دولا، يا معاوية، إن نبي الله زكريا قد نشر بالمناشير، و يحيي بن زكريا قتله قومه و هو يدعوهم إلي الله عز و جل، و ذلک لهوان الدنيا علي الله. إن أولياء الشيطان قد حاربوا أولياء الرحمن، و قد قال الله عز و جل في كتابه: إِنَّ الَّذِينَ يَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ يَقتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيرِ حَقٍّ وَ يَقتُلُونَ الَّذِينَ يَأمُرُونَ بِالقِسطِ مِنَ النّاسِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَلِيمٍ
«2».
3» يا معاوية، إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قد أخبرني أن أمته ستخضب لحيتي من دم رأسي، و أني مستشهد، و ستلي الامة من بعدي«، و أنك ستقتل ابني حسنا عدوانا بالسم، و ابنك سيقتل ابني حسينا، يلي ذلک منه إبن زانية».
-----------------------------------
3- كتاب سليم بن قيس: 158.
(1) في «ط»: البيت.
(2) آل عمران 3: 21.
(3) في «ج، ي، ط»: و انّك ستبلي بي.
صفحه : 838
7192/[4]- إبن بابويه: بإسناده عن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه اليماني، قال: انطلق إبليس يستقرئ مجالس بني إسرائيل أجمع ما يكونون، و يقول في مريم، و يقذفها بزكريا (عليه السلام)، حتي التحم الشر، و شاعت الفاحشة علي زكريا (عليه السلام).
فلما رأي زكريا (عليه السلام) ذاك هرب، و اتبعه سفهاؤهم و شرارهم، و سلك في واد كثير النبت، حتي إذا توسطه انفرج له جذع شجرة، فدخل فيه (عليه السلام)، و انطبقت عليه الشجرة، و أقبل إبليس يطلبه معهم حتي انتهي إلي الشجرة الّتي دخل فيها زكريا (عليه السلام)، فقاس لهم إبليس الشجرة من أسفلها إلي أعلاها، حتي إذا وضع يده علي موضع القلب من زكريا، أمرهم فنشروا بمناشيرهم، و قطعوا الشجرة، و قطعوه في وسطها، ثم تفرقوا عنه و تركوه، و غاب عنهم إبليس حين فرغ مما أراد، فكان آخر العهد منهم به، و لم يصب زكريا (عليه السلام) من ألم المنشار شيء، ثم بعث الله عز و جل الملائكة، فغسلوا زكريا و صلوا عليه ثلاثة أيام من قبل أن يدفن و كذلك الأنبياء (عليهم السلام) لا يتغيرون، و لا يأكلهم التراب، و يصلي عليهم ثلاثة أيام، ثم يدفنون.
5] 3917/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن يحيي الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في حديث بخت نصر، و قتله بني إسرائيل، قال: «فلما وافي- يعني بخت نصر- بيت المقدس نظر إلي جبل من تراب وسط المدينة، و إذا دم يغلي وسطه، كلما ألقي عليه التراب خرج و هو يغلي، فقال بخت نصر: ما هذا! فقالوا: هذا دم نبي کان لله قتله ملوك بني إسرائيل، و دمه يغلي، و كلما ألقينا عليه التراب خرج و هو يغلي. فقال بخت نصر: لأقتلن بني إسرائيل أبدا حتي يسكن هذا الدم.
و کان ذلک الدم دم يحيي بن زكريا (عليه السلام)، و کان في زمانه ملك جبار يزني بنساء بني إسرائيل، و کان يمر بيحيي بن زكريا (عليه السلام)، فقال له يحيي (عليه السلام): اتق الله- أيها الملك- لا يحل لك هذا. فقالت له امرأة من اللواتي کان يزني بهن حين سكر: أيها الملك، اقتل هذا، فأمر أن يؤتي برأسه، فأتي برأس يحيي (عليه السلام) في طست، و کان الرأس يكلمه، و يقول له: يا هذا، اتق الله، لا يحل لك هذا، ثم علا الدم في الطست حتي فاض إلي الإرض، فخرج يغلي و لا يسكن.
و کان بين قتل يحيي و خروج بخت نصر، مائة سنة، و لم يزل بخت نصر يقتلهم، و کان يدخل قرية قرية فيقتل الرجال، و النساء، و الصبيان، و کل حيوان، و الدم يغلي و لا يسكن، حتي أفناهم، فقال: أبقي أحد في هذه البلاد!
فقالوا: عجوز في موضع كذا و كذا، فبعث إليها، فضرب عنقها علي الدم، فسكن، و كانت آخر من بقي».
و الحديث طويل، ذكرناه بطوله في قوله تعالي: أَو كَالَّذِي مَرَّ عَلي قَريَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها، من سورة البقرة«1».
-----------------------------------
4- علل الشرائع: 80/ 1. 5- تفسير القمّي 1: 88. [.....]
(1) تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآية (259) من سورة البقرة.
صفحه : 839
و الحديث طويل، ذكرناه بطوله في قوله تعالي: أَو كَالَّذِي مَرَّ عَلي قَريَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها، من سورة البقرة«1».
6] 4917/[- إبن شهر آشوب: عن الحسن بن علي (عليهما السلام)- في خبر وفاة أبيه-: «و لقد صعد بروحه- يعني بروح أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام)- في الليلة الّتي صعد فيها بروح يحيي بن زكريا (عليه السلام)».
7195/[7]- علي بن إبراهيم، قال: قوله تعالي: يَدعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً قال: راغبين راهبين.
8] 6917/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن موسي النوفلي، بإسناده عن علي بن داود، قال: حدثني رجل من ولد ربيعة بن عبد مناف: أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) لما بارز علي (عليه السلام) عمرا رفع يديه، ثم قال: «اللهم إنك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر، و أخذت مني حمزة يوم احد، و هذا علي فلا تذرني فردا و أنت خير الوارثين».
قوله تعالي:
وَ الَّتِي أَحصَنَت فَرجَها- إلي قوله تعالي- فَلا كُفرانَ لِسَعيِهِ [91- 94] 7197/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ الَّتِي أَحصَنَت فَرجَها قال: مريم، لم ينظر إليها بشر، قال:
قوله تعالي: فَنَفَخنا فِيها مِن رُوحِنا قال«2»: ريح مخلوقة، قال: يعني من أمرنا. قال: قوله تعالي: فَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلا كُفرانَ لِسَعيِهِ أي لا يبطل سعيه.
قوله تعالي:
وَ حَرامٌ عَلي قَريَةٍ أَهلَكناها أَنَّهُم لا يَرجِعُونَ [95] 7198/[2]- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن إبن سنان، عن أبي بصير، و محمّد بن
-----------------------------------
6- المناقب 3: 313. 7- تفسير القمّي 2: 75. 8- تأويل الآيات 1: 329/ 13. 1- تفسير القمّي 2: 75. 2- تفسير القمّي 2: 75.
(1) تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآية (259) من سورة البقرة.
(2) في المصدر: روح مخلوقة بأمر اللّه.
صفحه : 840
7199/[1]- بعض المعاصرين في كتاب له في الرجعة: بالإسناد، في قوله تعالي: وَ حَرامٌ عَلي قَريَةٍ أَهلَكناها أَنَّهُم لا يَرجِعُونَ.
قال الصادق (عليه السلام):1» «کل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في« الرجعة، و أما في القيامة فيرجعون، و من محض الإيمان محضا، و غيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب و محضوا الكفر محضا يرجعون».
قوله تعالي:
حَتّي إِذا فُتِحَت يَأجُوجُ وَ مَأجُوجُ وَ هُم مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ [96]
2] 0027/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن عبيد الله بن موسي، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير- في حديث خبر ذي القرنين2» ، و قد تقدم في سورة الكهف«- قال فيه: «إذا کان قبل يوم القيامة في آخر الزمان انهدم ذلک السد، و خرج يأجوج و مأجوج إلي الدنيا، و أكلوا النّاس، و هو قوله تعالي:
حَتّي إِذا فُتِحَت يَأجُوجُ وَ مَأجُوجُ وَ هُم مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ
».
7201/[3]- علي بن إبراهيم، قال: إذا کان في آخر الزمان خرج يأجوج و مأجوج إلي الدنيا، و يأكلون النّاس.
و قد تقدم حديث يأجوج و مأجوج في سورة الكهف«3».
قوله تعالي:
إِنَّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ- إلي قوله تعالي- هذا يَومُكُمُ الَّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ [98- 103] 7202/[4]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: إِنَّكُم وَ ما تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ إلي قوله
-----------------------------------
1- الرجعة للميرزا محمّد مؤمن الأسترآبادي: 20 «مخطوط». 2- تفسير القمّي 2: 40. 3- تفسير القمّي 2: 76. 4- تفسير القمّي 2: 76.
(1) في «ط»: إلي.
(2) تقدّم في الحديث (5) من تفسير الآيات (83- 98) من سورة الكهف. [.....]
(3) تقدّم في تفسير سورة الكهف (باب في يأجوج و مأجوج).
صفحه : 841
تعالي: وَ هُم فِيها لا يَسمَعُونَ.
قال:
في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:1»2» «لما نزلت هذه الآية وجد« منها أهل مكة وجدا شديدا، فدخل عليهم عبد الله بن الزبعري«، و كفار قريش يخوضون في هذه الآية، فقال إبن الزبعري: أ محمّد تكلم بهذه الآية! قالوا: «نعم». قال: لئن اعترف بهذه لأخصمنه. فجمع بينهما فقال: يا محمّد، أ رأيت الآية الّتي قرأت آنفا، أ فينا و في آلهتنا خاصة، أم في امم من الأمم الماضية و آلهتهم!
قال (صلي الله عليه و آله): بل فيكم و في آلهتكم، و في الأمم الماضية و في آلهتهم. إلا من استثني الله.
فقال إبن الزبعري: لأخصمنك- و الله- أ لست تثني علي عيسي خيرا، و قد عرفت أن النصاري يعبدون عيسي و امه، و أن طائفة من النّاس يعبدون الملائكة، أ فليس هؤلاء مع الآلهة في النار!
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): لا. فضجت قريش و ضحكوا، و قالوا: خصمك إبن الزبعري. فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): قلتم الباطل، أما قلت إلا من استثني الله و هو قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنَّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ لا يَسمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَ
».
قال: «قوله تعالي: حَصَبُ جَهَنَّمَ
يقول: يقذفون فيها قذفا». قال: «قوله تعالي: أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ يعني الملائكة و عيسي بن مريم (عليهما السلام)».
7203/[2]- و قال علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنَّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ ناسخة لقوله: وَ إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها«3».
3] 4027/[- عبد الله بن جعفر الحميري، بإسناده عن مسعدة بن زياد، قال: حدثني جعفر، عن أبيه، أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال: «إن الله تبارك و تعالي يأتي يوم القيامة بكل شيء يعبد من دونه، من شمس أو قمر أو غير ذلک، ثم يسأل کل إنسان عما کان يعبد، فيقول کل من عبد غيره: ربنا إنا كنا نعبدها لتقربنا إليك زلفي. فيقول الله تبارك و تعالي للملائكة: اذهبوا بهم، و بما كانوا يعبدون إلي النار ما خلا من استثنيت، فأولئك عنها مبعدون».
4] 5027/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي بن الوليد الفسوي، بإسناده عن النعمان إبن بشير، قال: كنا ذات ليلة عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) سمارا إذ قرأ هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنَّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ
،
-----------------------------------
2- تفسير القمي 2: 77. 3- قرب الاسناد: 41. 4- تأويل الآيات 1: 329/ 14، تفسير البيضاوي 2: 79، الدر المنثور 5: 681، روح المعاني 17: 97.
(1) وجد: حزن. «الصحاح- وجد- 2: 547».
(2) عبد الله بن الزبعري بن قيس السهمي القرشي، أبو سعد، شاعر قريش في الجاهلية. کان شديدا علي المسلمين إلي أن كفتحت مكة، فهرب إلي نجران، فقال فيه حسان أبياتا، فلما بلغته عاد إلي مكة، فأسلم و اعتذر، و مدح النبي (صلي الله عليه و آله) فأمر له بحلة. الأغاني 14: 11، شرح شواهد المغني 2: 551، أعلام الزركلي 4: 87.
(3) مريم 19: 71.
صفحه : 842
اللهفقال: «أنا منهم» و أقيمت الصلاة فوثب و دخل المسجد و هو يقول:}
لا يَسمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَ
ثم كبر للصلاة.
و رواه أيضا صاحب (كشف الغمة): عن النعمان بن بشير، و ذكر الحديث بعينه«1».
5] 6027/[- و عنه، قال: حدثنا إبراهيم بن محمّد بن سهل النيسابوري، حديثا يرفعه بإسناده إلي ربيع بن بزيع«2»، قال:3» كنا عند عبد الله بن عمر، فقال له رجل من بني تيم الله، يقال له حسان بن راضية«: يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت رجلين ذكرا عليا و عثمان فنالا منهما.
4» فقال إبن عمر: إن كانا لعناهما فلعنهما الله تعالي، ثم قال: ويلكم- يا أهل العراق- كيف تسبون رجلا هذا منزله من منزل رسول الله (صلي الله عليه و آله). و أشار بيده إلي بيت علي (عليه السلام) في المسجد فقال: فورب هذه الحرمة إنه من الّذين سبقت لهم منا الحسني«. يعني بذلك عليا (عليه السلام).
6] 7027/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه، بإسناده عن جميل بن دراج، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «يبعث الله شيعتنا يوم القيامة علي ما فيهم من ذنوب و عيوب مبيضة مسفرة وجوههم، مستورة عوراتهم، آمنة روعاتهم، قد سهلت لهم الموارد، و ذهبت عنهم الشدائد، يركبون نوقا من ياقوت فلا يزالون يدورون خلال الجنة، عليهم شراك من نور يتلألأ، توضع لهم الموائد، فلا يزالون يطعمون و النّاس في الحساب، و هو قول الله عز و جل: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنَّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ لا يَسمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَ
».
7] 8027/[- إبن بابويه، قال: حدثني أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمّد إبن خالد، عن القاسم بن يحيي، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم)، قال: «قال لي رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي منبره: يا علي، إن الله عز و جل وهب لك حب المساكين و المستضعفين في الإرض، فرضيت بهم إخوانا، و رضوا بك إماما، فطوبي لمن أحبك و صدق عليك، و الويل لمن أبغضك و كذب عليك.
5» يا علي، أنت العلم« لهذه الامة، من أحبك فاز، و من أبغضك هلك.
-----------------------------------
5- تأويل الآيات 1: 329/ 15. 6- تأويل الآيات 1: 33/ 16. 7- الأمالي: 45/ 2.
(1) كشف الغمة 1: 320.
(2) في المصدر: ربيع بن قريع.
(3) في «ج، ي» و المصدر: حسان بن رابضة.
(4) في المصدر زيادة: مالها مردود. [.....]
(5) في «ط»: العالم.
صفحه : 843
اللهعليك، و الويل لمن أبغضك و كذب عليك.}
1» يا علي، أنت العلم« لهذه الامة، من أحبك فاز، و من أبغضك هلك.
يا علي، أنا مدينة العلم و أنت بابها، و هل تؤتي المدينة إلا من بابها.
2» يا علي، أهل مودتك کل أواب حفيظ، و کل ذي طمرين«، لو أقسم علي الله لأبر قسمه.
يا علي، إخوانك کل طاهر زاك مجتهد، يحب فيك و يبغض فيك، محقر عند الخلق، عظيم المنزلة عند الله عز و جل.
3» يا علي، محبوك جيران الله عز و جل في دار الفردوس، لا يأسفون علي ما خلفوا«.
يا علي، أنا ولي لمن واليت، و عدو لمن عاديت.
يا علي، من. حبك فقد أحبني، و من أبغضك فقد أبغضني.
يا علي، إخوانك ذبل الشفاه، تعرف الرهبانية في وجوههم.
يا علي، إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن: عن خروج أنفسهم، و أنا شاهدهم و أنت، و عند المساءلة في قبورهم، و عند العرض الأكبر، و عند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا.
يا علي، حربك حربي، و سلمك سلمي، و حربي حرب الله، و سلمي سلّم الله، فمن سالمك فقد سالمني، و من سالمتني فقد سالم الله عز و جل.
يا علي، بشر إخوانك، فإن الله عز و جل قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائدا و رضوا بك وليا.
يا علي، أنت أمير المؤمنين، و قائد الغر المحجلين.
4» يا علي، شيعتك المنتجبون، و لو لا أنت و شيعتك ما قام لله عز و جل دين، و لو لا من« في الإرض منكم لما أنزلت السماء قطرها.
يا علي، لك كنز في الجنة و أنت ذو قرنيها، و شيعتك تعرف بحزب الله عز و جل.
5» يا علي، أنت و شيعتك القائمون« بالقسط، و خيرة الله من خلقه.
يا علي، أنا أول من ينفض التراب عن رأسه و أنت معي، ثم سائر الخلق.
يا علي، أنت و شيعتك علي الحوض تسقون من أحببتم و تمنعون من كرهتم، و أنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش، يفزع النّاس و لا تفزعون، و يحزن النّاس و لا تحزنون، و فيكم نزلت هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنَّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ
، و فيكم نزلت: لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ
-----------------------------------
(1) في «ط»: العالم.
(2) الطّمر: الثوب الخلق. «الصحاح- طمر- 2: 726»، و في المصدر: كلّ طمر، و المراد به: ألذي لا يملك شيئا، و في «ط» نسخة بدل: كلّ طمر.
(3) في «ط»: نسخة بدل: ما فاتهم.
(4) في «ج، ي»: ما.
(5) في «ط» نسخة بدل: الفائزون.
صفحه : 844
اللهو يسألون الله لمحبيكم، و يفرحون بمن قدم عليهم منكم، کما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة.}
يا علي، شيعتك الّذين يخافون الله في السر، و ينصحونه في العلانية.
يا علي، شيعتك الّذين يتنافسون في الدرجات، لأنهم يلقون الله عز و جل و ما عليهم من ذنب.
يا علي، أعمال شيعتك تعرض علي في کل يوم جمعة فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم، و أستغفر لسيئاتهم.
يا علي، ذكرك في التوراة، و ذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير، و كذلك في الإنجيل، فاسأل أهل الإنجيل و أهل الكتاب عن أليا يخبروك مع علمك بالتوراة و الإنجيل، و ما أعطاك الله عز و جل من علم الكتاب، و إن أهل الإنجيل ليتعاظمون أليا و ما يعرفونه و ما يعرفون شيعته، و إنما يعرفونهم بما يجدونه في كتبهم.
يا علي، إن أصحابك ذكرهم في السماء أكبر و أعظم من ذكر أهل الإرض لهم بالخير، فليفرحوا بذلك و ليزدادوا اجتهادا.
يا علي إن أرواح شيعتك تصعد إلي السماء في رقادهم و وفاتهم، فتنظر الملائكة إليها کما ينظر النّاس إلي الهلال شوقا إليهم، و لما يرون من منزلتهم عند الله عز و جل.
1» يا علي، قل لأصحابك العارفين بك يتنزهون« عن الأعمال الّتي يقارفها عدوهم، فما من يوم و ليلة إلا و رحمة من الله تبارك و تعالي تغشاهم فليجتنبوا الدنس.
يا علي، اشتد غضب الله عز و جل علي من قلاهم و بريء منك و منهم، و استبدل بك و بهم، و مال إلي عدوك، و تركك و شيعتك و اختار الضلال، و نصب الحرب لك و لشيعتك، و أبغضنا أهل البيت، و أبغض من والاك و نصرك و اختارك و بذل مهجته و ماله فينا.
2» يا علي، اقرأهم مني السلام، من لم أر منهم و لم يرني و أعلمهم أنهم إخواني الّذين أشتاق إليهم، فليلقوا علمي إلي من يبلغ القرون من بعدي، و ليتمسكوا بحبل الله و ليعتصموا به، و ليجتهدوا في العمل، فإنا لم نخرجهم من هدي إلي ضلالة، و أخبرهم أن الله عز و جل راض عنهم، و أنه يباهي بهم ملائكته، و ينظر إليهم في کل جمعة برحمته«، و يأمر الملائكة أن تستغفر لهم.
يا علي، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني أحبك فأحبوك لحبي إياك، و دانوا الله عز و جل بذلك، و أعطوك صفو المودة في قلوبهم، و اختاروك علي الآباء و الإخوة و الأولاد و سلكوا طريقك، و قد حملوا علي المكاره فينا، فأبوا إلا نصرنا و بذلك المهج فينا مع الأذي و سوء القول، و ما يقاسونه من مضاضة ذلک، فكن بهم رحيما و اقنع بهم، فإن الله تبارك و تعالي اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق، و خلقهم من طينتنا، و استودعهم سرنا، و ألزم قلوبهم معرفة حقنا، و شرح صدورهم، و جعلهم مستمسكين بحبلنا، لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول
-----------------------------------
(1) في «ج، ي»: يتنزعون.
(2) في «ي»: برحمة.
صفحه : 845
اللهمن الدنيا عنهم، أيدهم الله، و سلك بهم طريق الهدي، فاعتصموا به و النّاس في غمة الضلالة، متحيرون في الأهواء، عموا عن الحجة و ما جاء من عند الله عز و جل، فهم يصبحون و يمسون في سخط الله، و شيعتك علي منهاج الحق و الاستقامة، لا يستأنسون إلي من خالفهم، و ليست الدنيا منهم، و ليسوا منها، أولئك مصابيح الدجي أولئك مصابيح الدجي».}
8] 9027/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن عمرو بن أبي شيبة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول ابتداء منه:1» «إن الله إذا بدا له أن يبين خلقه و يجمعهم لما لا بد منه، أمر مناديا ينادي فيجتمع الإنس و الجن في أسرع من طرفة عين، ثم أذن لسماء الدنيا فتنزل و كانت من وراء النّاس، و أذن للسماء الثانية فتنزل و هي ضعف الّتي تليها، فإذا رآها أهل السماء الدنيا قالوا: جاء ربنا. قالوا: و هو« آت- يعني أمره- حتي تنزل کل سماء، تكون کل واحدة منها من وراء الاخري، و هي ضعف الّتي تليها.
ثم ينزل أمر الله في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الأمر و إلي الله ترجع الأمور، ثم يأمر الله مناديا ينادي:
يا مَعشَرَ الجِنِّ وَ الإِنسِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذُوا مِن أَقطارِ السَّماواتِ وَ الأَرضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍ
«2»».
قال: و بكي (عليه السلام) حتي إذا سكت، قال: قلت: جعلني الله فداك يا أبا جعفر، و أين رسول الله (صلي الله عليه و آله) و أمير المؤمنين (عليه السلام). و شيعته!
3» فقال أبو جعفر (عليه السلام): «رسول الله و علي (عليهما السلام) و شيعته علي كثبان من المسك الأذفر«، علي منابر من نور، يحزن النّاس و لا يحزنون، و يفزع النّاس و لا يفزعون». ثم تلا هذه الآية: مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها وَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَ
«4» فالحسنة- و الله- ولاية علي (عليه السلام). ثم قال: لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ الَّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ.
9] 0127/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيفا، کان حقا علي الله أن يكسوه من ثياب الجنة، و أن يهون عليه سكرات الموت و أن يوسع عليه في قبره و أن يلقي الملائكة إذا خرج من قبره بالبشري، و هو قول الله عز و جل في كتابه: وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ الَّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ
».
-----------------------------------
8- تفسير القمّي 2: 77. 9- الكافي 2: 163/ 1.
(1) في «ط»: لا، هو.
(2) الرحمن 55: 33.
(3) الذفر: شدّة ذكاء الريح، و المسك الأذفر: أي جيّد بيّن الذفّر «مجمع البحرين- ذفر- 3: 309».
(4) النمل 27: 89. [.....]
صفحه : 846
10] 1127/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا حميد بن زياد، بإسناد يرفعه إلي أبي جميلة، عن عمرو بن رشيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال- في حديث-: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) قال: إن عليا و شيعته يوم القيامة علي كثبان المسك الأذفر، يفزع النّاس و لا يفزعون، و يحزن النّاس، و لا يحزنون، و هو قول الله عز و جل:
لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ الَّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ
».
11] 2127/[- إبن بابويه، قال: حدثني أبي (رحمه الله)، قال: حدثني سعد بن عبد الله، يرفعه إلي أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام)، في حديث طويل مثل ما تقدم من رواية الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)«1» ببعض التغيير اليسير، و في الحديث-: « يا علي، أنت و شيعتك القائمون بالقسط، و خيرة الله من خلقه.
يا علي، أنا أول من ينفض التراب عن رأسه و أنت معي، ثم سائر الخلق.
يا علي، أنت و شيعتك علي الحوض، تسقون من أحببتم، و تمنعون من كرهتم، و أنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش، يفزع النّاس و لا تفزعون، و يحزن النّاس و لا تحزنون، فيكم نزلت هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنَّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ لا يَسمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَ لا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ الَّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ
.
يا علي، أنت و شيعتك تطلبون في الموقف، و أنتم في الجنان تتنعمون» و ساق الحديث بطوله.
و إبن بابويه: أورد حديث الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) السابق في كتاب (الأمالي)«2».
و حديث أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) هذا أورده في كتاب (فضائل الشيعة)«3».
قوله تعالي:
يَومَ نَطوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلكُتُبِ [104]
1] 3127/[- الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) قال: حدثنا محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن حمران، عن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «ما من أحد إلا و معه ملكان يكتبان ما يلفظه، ثم يرفعان ذلک إلي
-----------------------------------
10- تأويل الآيات 1: 33/ 17. 11- فضائل الشيعة: 55/ 17. 1- الزهد: 53/ 141.
(1) تقدّم في الحديث (7) من تفسير هذه الآيات.
(2) الأمالي: 450/ 2.
(3) فضائل الشيعة: 55/ 17.
صفحه : 847
اللهملكين فوقهما، فيثبتان ما کان من خير و شر، و يلقيان ما سوي ذلک».}
و سيأتي- إن شاء الله تعالي- في سورة (ق) من الروايات في ذلک«1».
1] 4127/[- و عنه: عن النضر بن سويد، عن الحسين بن موسي، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إن في الهواء ملكا يقال له: إسماعيل، علي ثلاث مائة ألف ملك، کل واحد منهم علي مائة ألف، يحصون أعمال العباد، فإذا کان رأس السنة بعث الله إليهم ملكا، يقال له: السجل، فانتسخ ذلک منهم، و هو قول الله تبارك و تعالي:
يَومَ نَطوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلكُتُبِ
.
7215/[2]- علي بن إبراهيم، قال: السجل: اسم الملك ألذي يطوي الكتب، و معني نطويها: أي نفنيها، فتتحول دخانا و الإرض نيرانا.
قوله تعالي:
وَ لَقَد كَتَبنا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَومٍ عابِدِينَ [105- 106]
3] 6127/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أنه سأله عن قول الله عز و جل: وَ لَقَد كَتَبنا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ
ما الزبور، و ما الذكر!
قال: «الذكر عند الله، و الزبور ألذي انزل علي داود، و کل كتاب نزل فهو عند أهل العلم، و نحن هم».
4] 7127/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن الحسين بن مخارق، عن أبي الورد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «قوله عز و جل: أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ
هو آل محمّد (صلي الله عليه و آله)».
5] 8127/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن علي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن سفيان بن إبراهيم الجريري، عن أبي صادق، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:
-----------------------------------
1- الزهد: 54/ 145. 2- تفسير القمي 2: 77. 3- الكافي 1: 176/ 6. 4- تأويل الآيات 1: 332/ 19. 5- تأويل الآيات 1: 332/ 20.
(1) يأتي في تفسير الآيتين (17، 18) من سورة ق.
صفحه : 848
اللهوَ لَقَد كَتَبنا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ}
قال: «هم نحن».
قال: قلت: إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَومٍ عابِدِينَ
! قال: «هم شيعتنا».
4] 9127/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود، عن أبي الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ لَقَد كَتَبنا فِي الزَّبُورِ مِن بَعدِ الذِّكرِ أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ
.
قال: آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، و من تابعهم علي منهاجهم، و الإرض أرض الجنة».
5] 0227/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، عن«1» أحمد بن الحسن، عن أبيه«2»، عن الحسين بن محمّد إبن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «قوله عز و جل: أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ
هم أصحاب المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان»«3».
7221/[6]- علي بن إبراهيم: في معني الآية، قال: الكتب كلها ذكر، و أَنَّ الأَرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ قال: القائم (عليه السلام) و أصحابه.
7] 2227/[- الطبرسي قال أبو جعفر (عليه السلام): «هم أصحاب المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان».
7223/[8]- علي بن إبراهيم، قال: الزبور فيه ملاحم و تحميد و تمجيد و دعاء.
قوله تعالي:
قالَ رَبِّ احكُم بِالحَقِّ [112] 7224/[9]- علي بن إبراهيم، قال: معناه لا تدع للكفار، و الحق: الانتقام من الظالمين. و مثله في سورة آل عمران لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتُوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظالِمُونَ«4».
-----------------------------------
4- تأويل الآيات 1: 332/ 21. 5- تأويل الآيات 1: 332/ 22. [.....] 6- تفسير القمّي 2: 77، ينابيع المودة: 425. 7- مجمع البيان 7: 106. 8- تفسير القمّي 2: 77. 9- تفسير القمّي 2: 78.
(1) في «ط، ي»: بن.
(2) (أبيه) ليس في «ج، ط» نسخة بدل: عن أبيه الحسين.
(3) في «ط» زيادة: هذا ألذي يحضرني من سند الحديث، و فيه ما فيه، و اللّه أعلم.
(4) آل عمران 3: 128.
صفحه : 849
صفحه : 851
1] 5227/[- إبن بابويه: بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:1» «من قرأ سورة الحج في کل ثلاثة أيام لم تخرج سنته« حتي يخرج إلي بيت الله الحرام، و إن مات في سفره دخل الجنة».
قلت: فإن کان مخالفا! قال: يخفف عنه بعض ما هو فيه».
2] 6227/[- و من (خواص القرآن): روي عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «من قرأ هذه السورة اعطي من الحسنات بعدد من حج و اعتمر، فيما مضي و فيما بقي، و من كتبها في رق ظبي و جعلها في مركب، جاءت له الريح من کل جانب و ناحية، و أصيب ذلک المركب من کل جانب، و احيط به و بمن فيه، و کان هلاكهم و بوارهم، و لم ينج منهم أحد، و لا يحل أن يكتب إلا في الظالمين قاطعين السبيل محاربين».
3] 7227/[- و عن الصادق (عليه السلام)، قال:2» «من كتبها في رق غزال و جعلها في صحن مركب، جاءت إليه الريح من کل مكان، و اجتثت« المركب، و لم يسلم، و إذا كتبت ثم محيت و رشت في موضع سلطان جائر، زال ملكه بإذن الله تعالي».
-----------------------------------
1- ثواب الأعمال: 108. 2- .... مجمع البيان 7: 109 «قطعة منه». 3- خواصّ القرآن: 4.
(1) في «ج، ط»: سنة.
(2) في المصدر: و أصيب.
صفحه : 853
قوله تعالي:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إِنَّ زَلزَلَةَ السّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ- إلي قوله تعالي- وَ نُقِرُّ فِي الأَرحامِ ما نَشاءُ [1- 5]
1] 8227/[- الشيخ في (أماليه) قال: حدثنا أبو عبد الله محمّد بن النعمان (رحمه الله)، قال:1» أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيش الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني، قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدثنا عبد الله بن محمّد بن عثمان، قال: حدثنا علي بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيما كتب إلي محمّد بن أبي بكر حين ولاه مصر، و أمره أن يقرأه علي أهلها، و في الحديث: « يا عباد الله، إن بعد البعث ما هو أشد من القبر، يوم يشيب فيه الصغير، و يسكر منه« الكبير، و يسقط فيه الجنين، و تذهل کل مرضعة عما أرضعت، يوم عبوس قمطرير، يوم کان شره مستطيرا.
2»3»4» إن فزع ذلک اليوم ليرهب الملائكة الّذين لا ذنب لهم، و ترعد« منه السبع الشداد، و الجبال الأوتاد«، و الإرض المهاد، و تنشق السماء فهي يومئذ واهية، و تتغير فكأنها وردة كالدهان، و تكون الجبال كثيبا« مهيلا بعد ما كانت صما صلابا، و ينفخ في الصور، فيفزع من في السماوات، و من في الإرض إلا من شاء الله، فكيف من
-----------------------------------
1- الأمالي 1: 24. [.....]
(1) في «ط»: فيه.
(2) في المصدر: و ترعب.
(3) في «ي»: و الأوتاد.
(4) في «ط» نسخة بدل و المصدر: سرابا. 1»
صفحه : 854
اللهعصي بالسمع و البصر و اللسان و اليد و الرجل و الفرج و البطن، إن لم يغفر الله له و يرحمه من ذلک اليوم، لأنه« يصير إلي غيره، إلي نار قعرها بعيد، و حرها شديد، و شرابها صديد، و عذابها جديد، و مقامعها حديد، لا يفتر عذابها، و لا يموت ساكنها، دار ليس فيها رحمة، و لا يسمع لأهلها دعوة.
و اعلموا- يا عباد الله- أن مع هذا رحمة الله الّتي لا تعجز العباد، جنة عرضها كعرض السماوات و الإرض أعدت للمتقين، لا يکون معها شر أبدا، لذاتها لا تمل، و مجتمعها لا يتفرق، و سكانها قد جاوروا الرحمن، و قام بين أيديهم الغلمان بصحاف من الذهب، فيها الفاكهة و الريحان».
و قد تقدم لهذا الحديث زيادة في قوله تعالي: إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ من سورة هود«2».
2] 9227/[- و عنه، قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمّد العلوي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن صالح الصوفي الخزاز، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن علي، عن أبيه«3» محمّد بن علي بن موسي (عليهم السلام)، عن أبيه علي بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر (عليهم السلام)، قال:4» «قيل للصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام): صف لنا الموت! قال: للمؤمن كأطيب طيب يشمه فينعش« لطيبه، و ينقطع التعب و الألم عنه و للكافر كلسع الأفاعي و لدغ العقارب و أشد».
3] 0327/[- و عنه، قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمّد العلوي، قال: حدثني محمّد بن موسي الرقي، قال: حدثنا علي بن محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن أبيه، عن أبان مولي زيد بن علي«5»، عن عاصم بن بهدله، عن شريح القاضي، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه يوما و هو يعظهم:6»7»8» «ترصدوا مواعيد الآجال، و باشروها بمحاسن الأعمال، و لا تركنوا إلي ذخائر الأموال فتحليكم« خدائع الآمال، إن الدنيا خداعة صراعة، مكارة غرارة« سحارة، أنهارها لامعة، و ثمراتها يانعة، ظاهرها سرور، و باطنها غرور، تأكلكم بأضراس المنايا، و تبيركم بإتلاف الرزايا، لهم بها أولاد الموت، آثروا زينتها، و طلبوا رتبتها، جهل الرجل، و من ذلک الرجل! المولع بلذاتها، و الساكن إلي فرحتها«، و الآمن لغدرتها، دارت عليكم بصروفها، و رمتكم بسهام حتوفها، فهي تنزع أرواحكم نزعا، و أنتم تجمعون لها
-----------------------------------
2- الأمالي 2: 265. 3- الأمالي 2: 265.
(1) في المصدر زيادة: يقضي و.
(2) تقدّم في الحديث (8) من تفسير الآية (114) من سورة هود.
(3) في المصدر: عن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن.
(4) في المصدر: فينعس.
(5) في «ي»: زيد بن أرقم.
(6) في المصدر: فتخليكم.
(7) في «ج، ي» غدّارة.
(8) في «ج»: فرجتها. [.....] 1»
صفحه : 855
اللهجمعا، للموت تولدون، و إلي القبور تنقلون، و علي التراب تتوسدون«، و إلي الدود تسلمون، و إلي الدود تسلمون، و إلي الحساب تبعثون.
يا ذوي الحيل و الآراء، و الفقه و الأنباء، اذكروا مصارع الآباء، فكأنكم بالنفوس قد سلبت، و بالأبدان قد عريت، و بالمواريث قد قسمت، فتصير- يا ذا الدلال، و الهيبة و الجمال- إلي منزلة شعثاء، و محلة غبراء، فتنوم علي خدك في لحدك، في منزل قل زواره، و مل عماله، حتي يشق عن القبور، و تبعث إلي النشور، فإن ختم لك بالسعادة صرت إلي حبور، و أنت ملك مطاع، و آمن لا يراع، يطوف عليكم ولدان كأنهم الجمان، بكأس من معين، بيضاء لذة للشاربين.
2»3» أهل الجنة فيها يتنعمون، و أهل النار فيها يعذبون، هؤلاء في السندس و الحرير يتبخترون«، و هؤلاء في الجحيم و السعير يتقلبون، هؤلاء تحشي جماجمهم بمسك الجنان و هؤلاء يضربون بمقامع النيران، هؤلاء يعانقون الحور في الحجال، و هؤلاء يطوقون أطواقا في النار بالأغلال، فله«، فزع قد أعيي الأطباء، و به داء لا يقبل الدواء.
يا من يسلم إلي الدود، و يهدي إليه، اعتبر بما تسمع و تري، و قل لعينك تجفو لذة الكري، و تفيض من الدموع بعد الدموع تتري، بيتك القبر بيت الأهوال و البلي، و غايتك الموت يا قليل الحياء.
4»5»6» اسمع- يا ذا الغفلة و التصريف- من ذوي« الوعظ و التعريف، جعل يوم الحشر يوم العرض و السؤال، و الحباء« و النكال، يوم تقلب إليه« أعمال الأنام، و تحصي فيه جميع الآثام، يوم تذوب من النفوس أحداق عيونها، و تضع الحوامل ما في بطونها، و يفرق بين کل نفس و حبيبها، و يحار في تلك الأهوال عقل لبيبها، إذ تنكرت الإرض بعد حسن عمارتها، و تبدلت بالخلق بعد أنيق زهرتها، أخرجت من معادن الغيب أثقالها، و نفضت إلي الله أحمالها.
7» يوم لا ينفع الجد، إذا« عاينوا الهول الشديد فاستكانوا، و عرف المجرمون بسيماهم فاستبانوا، فانشقت القبور بعد طول انطباقها، و استسلمت النفوس إلي الله بأسبابها، كشف عن الآخرة غطاؤها، و ظهر للخلق أبناؤها، فدكت الإرض دكا دكا، و مدت لأمر يراد بها مدا مدا، و اشتد المثارون إلي الله شدا شدا، و تزاحفت الخلائق إلي المحشر زحفا زحفا، و رد المجرمون علي الأعقاب ردا ردا، وجد الأمر- ويحك، يا إنسان؟- جدا جدا، و قربوا للحساب فردا فردا، و جاء ربك و الملك صفا صفا، يسألهم عما عملوا حرفا حرفا، فجيء بهم عراة الأبدان، خشعا
-----------------------------------
(1) في المصدر: تنوّمون.
(2) في «ج»: يتحبرون، وفي «ط»: يتجبرون.
(3) في المصدر: في قلبه.
(4) في المصدر: ذي.
(5) حبوت الرّجل حباء: أعطيته الشيء بغير عوض. «مجمع البحرين- حبا- 1: 94».
(6) في «ط»: فيه.
(7) في المصدر: الحذر إذ.
صفحه : 856
اللهأبصارهم، أمامهم الحساب، و من ورائهم جهنم، يسمعون زفيرها، و يرون سعيرها، فلم يجدوا ناصرا و لا وليا يجيرهم من الذل، فهم يعدون سراعا إلي مواقف الحشر، يساقون سوقا.}
فالسماوات مطويات بيمينه كطي السجل للكتب، و العباد علي الصراط و جلت قلوبهم، يظنون أنهم لا يسلمون، و لا يؤذن لهم فيتكلمون، و لا يقبل منهم فيعتذرون، قد ختم علي أفواههم و استنطقت أيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون.
يا لها من ساعة، ما أشجي مواقعها من القلوب، حين ميز بين الفريقين: فريق في الجنة، و فريق في السعير؟ من مثل هذا فليهرب الهاربون، إذا كانت الدار الآخرة لها يعمل العاملون».
7231/[4]- علي بن إبراهيم: في معني الآية، قال: مخاطبة للناس عامة يَومَ تَرَونَها تَذهَلُ كُلُّ مُرضِعَةٍ عَمّا أَرضَعَت أي تبقي و تتحير و تتغافل وَ تَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَملٍ حَملَها قال: کل امرأة تموت حاملة عند زلزلة الساعة تضع حملها يوم القيامة.
و قوله تعالي: وَ تَرَي النّاسَ سُكاري قال: يعني ذاهلة«1» عقولهم من الخوف و الفزع، متحيرين وَ ما هُم بِسُكاري وَ لكِنَّ عَذابَ اللّهِ شَدِيدٌ. قال قوله: وَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ أي يخاصم وَ يَتَّبِعُ كُلَّ شَيطانٍ مَرِيدٍ قال: المريد: الخبيث.
ثم خاطب الله عز و جل الدهرية، و احتج عليهم فقال: يا أَيُّهَا النّاسُ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِنَ البَعثِ أي في شك: فَإِنّا خَلَقناكُم مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ مِن عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُضغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيرِ مُخَلَّقَةٍ قال المخلقة: إذا صارت دما، و غير مخلقة، قال: السقط.
5] 2327/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، و علي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن النعمان، عن سلام بن المستنير، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: مُخَلَّقَةٍ وَ غَيرِ مُخَلَّقَةٍ
.
فقال: «المخلقة: الذر الّذين خلقهم الله في صلب آدم (عليه السلام)، أخذ عليهم الميثاق، ثم أجراهم من أصلاب الرجال و أرحام النساء، و هم الّذين يخرجون إلي الدنيا حتي يسألوا عن الميثاق. و أما قوله: وَ غَيرِ مُخَلَّقَةٍ
فهم کل نسمة لم يخلقهم الله في صلب آدم (عليه السلام) حين خلق الذر، و أخذ عليهم الميثاق، و هم النطف من العزل و السقط قبل أن تنفخ فيه الروح و الحياة و البقاء».
6] 3327/[- علي بن إبراهيم، قال: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام): «لِنُبَيِّنَ لَكُم
كذلك
-----------------------------------
4- تفسير القمّي 2: 78. 5- الكافي 6: 12/ 1. 6- تفسير القمّي 2: 78.
(1) في «ط، ي»: ذاهبة.
صفحه : 857
اللهكنتم في الأرحام وَ نُقِرُّ فِي الأَرحامِ ما نَشاءُ}
فلا يخرج«1» سقطا».
قوله تعالي:
وَ مِنكُم مَن يُتَوَفّي وَ مِنكُم مَن يُرَدُّ إِلي أَرذَلِ العُمُرِ- إلي قوله تعالي- ثانِيَ عِطفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللّهِ [5- 9]
1] 4327/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثنا محمّد بن جعفر، قال: حدثنا محمّد بن أحمد، عن العباس، عن إبن أبي نجران، عن محمّد بن القاسم، عن علي بن المغيرة، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: «إذا بلغ العبد مائة سنة فذلك أرذل العمر».
7235/[2]- و قال علي بن إبراهيم: ثم ضرب الله للبعث و النشور مثلا، فقال: وَ تَرَي الأَرضَ هامِدَةً أي يابسة ميتة فَإِذا أَنزَلنا عَلَيهَا الماءَ اهتَزَّت وَ رَبَت وَ أَنبَتَت مِن كُلِّ زَوجٍ بَهِيجٍ أي حسن ذلِكَ بِأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ وَ أَنَّهُ يُحيِ المَوتي وَ أَنَّهُ عَلي كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنَّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ.
و قوله: وَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ لا هُديً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ قال: نزلت في أبي جهل ثانِيَ عِطفِهِ قال: تولي عن الحق لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللّهِ قال: عن طريق الله و الإيمان.
3] 6327/[- شرف الدين النجفي: تأويله جاء في باطن تفسير أهل البيت (صلوات الله عليهم)، عن حماد بن عيسي، قال: حدثني بعض أصحابنا حديثا يرفعه إلي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: وَ مِنَ النّاسِ مَن يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ لا هُديً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ ثانِيَ عِطفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللّهِ
قال: هو الأول، ثاني عطفه إلي«2» الثاني، و ذلک لما أقام رسول الله (صلي الله عليه و آله) الإمام عليا علما للناس، و قالا: و الله لا نفي له بهذا أبدا.
قوله تعالي:
وَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ- إلي قوله تعالي- ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ البَعِيدُ [11- 12]
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 78. 2- تفسير القمّي 2: 79. 3- تأويل الآيات 1: 333/ 1. [.....]
(1) في «ط»: نخرج.
(2) في المصدر: أي .
صفحه : 858
7237/[1]- علي بن إبراهيم: وَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ قال: علي شك.
2] 8327/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن إبن بكير، عن ضريس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: وَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ
، قال: «إن الآية تنزل في الرجل، ثم تكون في أتباعه».
ثم قلت: کل من نصب دونكم شيئا فهو ممن يعبد الله علي حرف! فقال: «نعم، و قد يکون محضا».
3] 9327/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن الفضيل و زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنَّ بِهِ وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ خَسِرَ الدُّنيا وَ الآخِرَةَ
.
1» قال زرارة: سألت عنها أبا جعفر (عليه السلام)، فقال: «هؤلاء قوم عبدوا الله، و خلعوا« عبادة من يعبد من دون الله، و شكوا في محمّد (صلي الله عليه و آله) و ما جاء به، فتكلموا في الإسلام، و شهدوا أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و أقروا بالقرآن، و هم في ذلک شاكون في محمّد (صلي الله عليه و آله) و ما جاء به، و ليسوا شكاكا في الله عز و جل، قال الله عز و جل: وَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ
يعني علي شك في محمّد (صلي الله عليه و آله) و ما جاء به فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ يعني عافية في بدنه«2» و ماله و ولده اطمَأَنَّ بِهِ و رضي به وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ يعني بلاء في جسده و ماله، تطير و كره المقام علي الإقرار بالنبي (صلي الله عليه و آله)، فرجع إلي الوقوف و الشك، و نصب العداوة لله و لرسوله، و الجحود بالنبي (صلي الله عليه و آله) و ما جاء به».
4] 0427/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن موسي بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: وَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ
.
3» قال: «هم قوم وحدوا الله، و خلعوا« عبادة من يعبد من دون الله، فخرجوا من الشرك، و لم يعرفوا أن محمدا (صلي الله عليه و آله) رسول الله، فهم يعبدون الله علي شك في محمّد (صلي الله عليه و آله) و ما جاء به، فأتوا رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و قالوا: ننظر، فإن كثرت أموالنا و عوفينا في أنفسنا و أولادنا علمنا أنه صادق، و أنه رسول الله، و إن
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 79. 2- الكافي 2: 292/ 4. 3- الكافي 2: 303/ 1. 4- الكافي 2: 303/ 2.
(1) في «ج»: و خلفوا.
(2) في المصدر: نفسه.
(3) في «ج»: و خلفوا.
صفحه : 859
اللهکان غير ذلک نظرنا قال الله عز و جل: فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنَّ بِهِ}
يعني عافية في الدنيا وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ يعني بلاء في نفسه و ماله انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ انقلب علي شكه إلي الشرك خَسِرَ الدُّنيا وَ الآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَ ما لا يَنفَعُهُ- قال- ينقلب مشركا، يدعو غير الله و يعبد غيره، فمنهم من يعرف و يدخل الإيمان قلبه فيؤمن و يصدق، و يزول عن منزلته من الشك إلي الإيمان، و منهم من يثبت علي شكه، و منهم من ينقلب إلي الشرك».
و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن رجل، عن زرارة، مثله.
5] 1427/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن يحيي بن أبي عمران، عن يونس، عن حماد، عن إبن الطيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:1» «نزلت هذه الآية في قوم وحدوا الله، و خلعوا« عبادة من دون الله، و خرجوا من الشرك، و لم يعرفوا أن محمدا (صلي الله عليه و آله) رسول الله، فهم يعبدون الله علي شك في محمّد (صلي الله عليه و آله) و ما جاء به، فأتوا رسول الله (صلي الله عليه و آله) فقالوا: ننظر إن كثرت أموالنا و عوفينا في أنفسنا و أولادنا علمنا أنه صادق، و أنه لرسول الله، و إن کان غير ذلک نظرنا فأنزل الله: فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنَّ بِهِ وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ خَسِرَ الدُّنيا وَ الآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَ ما لا يَنفَعُهُ
انقلب مشركا، يدعو غير الله و يعبد غيره، فمنهم من يعرف و يدخل الإيمان قلبه، فهو مؤمن و يصدق، و يزول عن منزلته من الشك إلي الإيمان، و منهم من يلبث علي شكه، و منهم من ينقلب إلي الشرك».
قوله تعالي:
مَن كانَ يَظُنُّ أَن لَن يَنصُرَهُ اللّهُ فِي الدُّنيا وَ الآخِرَةِ- إلي قوله تعالي- إِنَّ اللّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ [15- 18]
1] 2427/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود النجار، قال: قال الإمام موسي بن جعفر (عليه السلام): «حدثني أبي، عن أبيه- أبي جعفر- (صلوات الله عليهم أجمعين): «أن النبي (صلي الله عليه و آله) قال ذات يوم: إن ربي و عدني نصرته، و أن يمدني بملائكته، و أنه ناصري بهم و بعلي أخي خاصة من بين أهلي فاشتد ذلک علي القوم أن خص عليا بالنصرة، و أغاظهم ذلک، فأنزل الله عز و جل: مَن كانَ يَظُنُّ أَن لَن يَنصُرَهُ اللّهُ فِي الدُّنيا وَ الآخِرَةِ فَليَمدُد بِسَبَبٍ إِلَي السَّماءِ ثُمَّ ليَقطَع فَليَنظُر هَل يُذهِبَنَّ كَيدُهُ ما يَغِيظُ
- قال- ليضع حبلا في عنقه إلي سماء بيته يمده حتي يختنق فيموت فينظر هل يذهبن كيده غيظه»!
-----------------------------------
5- تفسير القمّي 2: 79. 1- تأويل الآيات 1: 333/ 2.
(1) في «ج»: و خلفوا.
صفحه : 860
7243/[2]- علي بن إبراهيم: في معني الآية، قال: إن الظن في كتاب الله علي وجهين. ظن يقين، و ظن شك، فهذا ظن شك. قال: من شك أن الله لن يثيبه في الدنيا و الآخرة: فَليَمدُد بِسَبَبٍ إِلَي السَّماءِ أي يجعل بينه و بين الله دليلا، و الدليل علي أن السبب هو الدليل، قول الله في سورة الكهف: وَ آتَيناهُ مِن كُلِّ شَيءٍ سَبَباً فَأَتبَعَ سَبَباً«1» أي دليلا، و قال: ثُمَّ ليَقطَع أي يميز، و الدليل علي أن القطع هو التمييز قوله: وَ قَطَّعناهُمُ اثنَتَي عَشرَةَ أَسباطاً أُمَماً«2» أي ميزناهم، فقوله: ثُمَّ ليَقطَع أي يميز فَليَنظُر هَل يُذهِبَنَّ كَيدُهُ ما يَغِيظُ أي حيلته، و الدليل علي أن الكيد هو الحيلة قوله: كَذلِكَ كِدنا لِيُوسُفَ«3» أي احتلنا له حتي حبس أخاه، و قوله يحكي قول فرعون: فَأَجمِعُوا كَيدَكُم«4» أي حيلتكم. قال: فإذا وضع لنفسه سببا، و ميز، دله علي الحق، فأما العامة فإنهم رووا في ذلک أنه من لم يصدق بما قال الله، فليلق حبلا إلي سقف البيت، ثم ليختنق.
ثم ذكر عز و جل عظيم كبريائه و آلائه فقال: أَ لَم تَرَ أي ألم تعلم يا محمّد أَنَّ اللّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ وَ الشَّمسُ وَ القَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الجِبالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ و لفظ الشجر واحد و معناه جمع وَ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ وَ كَثِيرٌ حَقَّ عَلَيهِ العَذابُ وَ مَن يُهِنِ اللّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ.
3] 4427/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، و عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن أبي الصباح الكناني، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):5» «إن للشمس ثلاث مائة و ستين برجا، کل برج منها مثل جزيرة من جزائر العرب، و تنزل کل يوم علي برج منها، فإذا غابت انتهت إلي حد« بطنان العرش، فلم تزل ساجدة إلي الغد، ثم ترد إلي موضع مطلعها و معها ملكان يهتفان معها، و إن وجهها لأهل السماء، و قفاها لأهل الإرض، و لو کان وجهها لأهل الإرض لأحرقت الإرض و من عليها من شدة حرها، و معني سجودها ما قال الله سبحانه و تعالي: أَ لَم تَرَ أَنَّ اللّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ وَ الشَّمسُ وَ القَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الجِبالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ وَ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ
».
4] 5427/[- المفيد في (الاختصاص): عن محمّد بن أحمد العلوي، قال: حدثنا أحمد بن زياد، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الصباح الكناني، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: أَ لَم تَرَ أَنَّ اللّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ وَ الشَّمسُ
-----------------------------------
2- تفسير القمي 2: 79. 3- الكافي 8: 157/ 148. [.....] 4- الاختصاص: 213.
(1) الكهف 18: 84 و 85.
(2) الأعراف 7: 160.
(3) يوسف 12: 76.
(4) طه 20: 64.
(5) في «ط، ي»: أحد.
صفحه : 861
اللهوَ القَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الجِبالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ}
الآية.
فقال: «إن للشمس أربع سجدات کل يوم و ليلة: فأول سجدة إذا صارت في طرف الأفق حين يخرج الفلك من الإرض إذا رأيت البياض المضيء في طول السماء قبل أن يطلع الفجر» قلت: بلي، جعلت فداك. قال: «ذاك الفجر الكاذب، لأن الشمس تخرج ساجدة و هي في طرف الإرض، فإذا ارتفعت من سجودها طلع الفجر، و دخل وقت الصلاة.
و أما السجدة الثانية، فإنها إذا صارت في وسط القبة و ارتفع النهار، ركدت الشمس قبل الزوال، فإذا صارت بحذاء العرش ركدت و سجدت، فإذا ارتفعت من سجودها زالت عن وسط القبة فيدخل وقت صلاة الزوال.
و أما السجدة الثالثة: إنها إذ غابت من الأفق خرت ساجدة، فإذا ارتفعت من سجودها زال الليل، کما أنها حين زالت وسط القبة دخل وقت الزوال، زوال النهار».
قلت: هذه صورة ما وقفت عليه من هذا الحديث، و الله سبحانه أعلم، و قد تقدم في حديث أبي ذر، عن رسول الله (صلي الله عليه و آله): «سجود الشمس مع الملائكة الموكلين بها و القمر» في قوله تعالي: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَ القَمَرَ نُوراً من سورة يونس«1».
قوله تعالي:
هذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍ- إلي قوله تعالي- وَ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ [19- 22]
1] 6427/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله تعالي: هذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم فَالَّذِينَ كَفَرُوا
بولاية علي قُطِّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍ.
2] 7427/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبو محمّد عمار بن الحسين الأسروشني«2»، قال: حدثني علي بن محمّد إبن عصمة، قال: حدثنا أحمد بن محمّد الطبري بمكة، قال: حدثنا أبو الحسن بن أبي شجاع البجلي، عن جعفر بن
-----------------------------------
1- الكافي 1: 349/ 51. 2- الخصال: 42/ 35.
(1) تقدّم في الحديث (1) من تفسير الآية (5) من سورة يونس.
(2) منسوب إلي أسروشنة: بلدة وراء سمرقند دون سيحون کما في أنساب السمعاني 1: 141، معجم البلدان 1: 177، و في معجم رجال الحديث 12: 251 الأشروسي.
صفحه : 862
اللهعليعبيد الله بن محمّد«1» الحنفي، عن يحيي بن هاشم، عن محمّد بن جابر، عن صدقة بن سعيد، عن النضر بن مالك، قال: قلت للحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام): يا أبا عبد الله، حدثني عن قول الله عز و جل: هذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم.
قال: «نحن و بنو أمية، اختصمنا في الله عز و جل، قلنا: صدق الله و قالوا: كذب الله فنحن و إياهم الخصمان يوم القيامة».
3] 8427/[- محمّد بن العباس: عن إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، عن حجاج بن المنهال، بإسناده عن قيس بن سعد بن عبادة، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أنه قال: «أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الرحمن»، و قال قيس: و فيهم نزلت: هذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم
و هم الّذين تبارزوا يوم بدر، علي (عليه السلام) و حمزة و عبيدة، و شيبة و عتبة و الوليد.
4] 9427/[- الشيخ في (أماليه): قال أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمّد، قال:
حدثنا أبو بكر أحمد بن إسماعيل بن هامان«2»، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا عروة بن خالد، قال: حدثنا سليمان التميمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن سعد بن عبادة، قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: «أنا أول من يجثو بين يدي الله عز و جل للخصومة يوم القيامة».
5] 0527/[- (كشف الغمة): عن مسلم و البخاري- في حديث- في قوله تعالي: هذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم
نزلت في علي، و حمزة، و عبيدة بن الحارث الّذين بارزوا المشركين يوم بدر: عتبة و شيبة ابنا ربيعة، و الوليد بن عتبة.
7251/[6]- علي بن إبراهيم: في معني الآية، قال: نحن و بنو امية، نحن قلنا: صدق الله و رسوله و قال بنو امية:
كذب الله و رسوله فَالَّذِينَ كَفَرُوا يعني بني امية قُطِّعَت لَهُم ثِيابٌ مِن نارٍ إلي قوله: حَدِيدٍ قال تغشاه«3» النار، فتسترخي شفته السفلي حتي تبلغ سرته، و تتقلص شفته العليا حتي تبلغ وسط رأسه وَ لَهُم مَقامِعُ مِن حَدِيدٍ قال: الأعمدة الّتي يضربون بها.
7] 2527/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي
-----------------------------------
3- تأويل الآيات 1: 334/ 3. 4- الأمالي 1: 83، صحيح البخاري 6: 181، تفسير الرازي 23: 21، مستدرك الحاكم 2: 386، النور المشتعل: 144، جامع الأصول 2: 322، تفسير القرطبي 12: 25، تلخيص المستدرك 2: 386. 5- كشف الغمّة 1: 313، صحيح مسلم 4: 2323/ 3033، صحيح البخاري 6: 181/ 264. 6- تفسير القمّي 2: 80. [.....] 7- تفسير القمّي 2: 81.
(1) في «ج، ي»: عن جعفر بن محمّد.
(2) في «ج»: ماهان.
(3) في «ط» نسخة بدل و المصدر: تشويه.
صفحه : 863
اللهعليعبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: يا بن رسول الله، خوفني فإن قلبي قد قسا.
فقال: « يا أبا محمّد، استعد للحياة الطويلة، فإن جبرئيل (عليه السلام) جاء إلي رسول الله (صلي الله عليه و آله) و هو قاطب، و قد کان قبل ذلک يجيء و هو مبتسم، فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): يا جبرئيل، جئتني اليوم قاطبا؟ فقال: يا محمّد، قد وضعت منافخ النار، فقال: و ما منافخ النار، يا جبرئيل! فقال: يا محمّد، إن الله عز و جل أمر بالنار، فنفخ عليها ألف عام حتي ابيضت، ثم نفخ عليها ألف عام حتي احمرت، ثم نفخ عليها ألف عام حتي اسودت، فهي سوداء مظلمة، لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، و لو أن حلقة واحدة من السلسلة الّتي طولها سبعون ذراعا وضعت علي الدنيا لذابت من حرها، و لو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء و الإرض لمات أهل الإرض من ريحه و وهجه».
1» قال: «فبكي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و بكي جبرئيل، فبعث الله إليهما ملكا، فقال لهما: إن ربكما يقرئكما السلام، و يقول: قد أمنتكما أن تذنبا ذنبا أعذبكما« عليه».
2» فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «فما رأي رسول الله (صلي الله عليه و آله) جبرئيل مبتسما بعد ذلک» ثم قال: «إن أهل النار يعظمون النار، و إن أهل الجنة يعظمون الجنة و النعيم، و إن أهل جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما، فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد، و أعيدوا في دركها«، هذه حالهم، و هو قول الله عز و جل: كُلَّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها مِن غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ
ثم تبدل جلودهم جلودا غير الجلود الّتي كانت عليهم».
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): «حسبك، يا أبا محمّد!» قلت: حسبي، حسبي.
8] 3527/[- الشيخ المفيد في (أماليه) قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد (رحمه الله)، عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن أبي عمير، عن عمر بن أذينة«3»، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:4»5» «مر سلمان (رضي الله عنه) علي الحدادين بالكوفة فرأي شابا قد صعق، و النّاس قد اجتمعوا حوله، فقالوا: يا أبا عبد الله، هذا الشاب قد صرع، فإن قرأت في آذانه«- قال- فدنا منه سلمان، فلما رآه الشاب أفاق، و قال: يا أبا عبد الله، ليس بي ما يقول هؤلاء القوم، و لكني مررت بهؤلاء الحدادين، و هم يضربون بالمرزبات«، فذكرت قوله تعالي: وَ لَهُم مَقامِعُ مِن حَدِيدٍ
فذهب عقلي خوفا من عقاب الله تعالي، فاتخذه سلمان أخا، و دخل قلبه حلاوة محبته في الله تعالي، فلم يزل معه حتي مرض الشاب، فجاءه سلمان فجلس عند
-----------------------------------
8- الأمالي: 136.
(1) في «ج»: يعذبكما.
(2) في «ج، ي، ط»: ذلک.
(3) في المصدر: عمر بن يزيد.
(4) في «ط» و المصدر: اذنه.
(5) المرزبات، جمع مرزبة: المطرقة الكبيرة الّتي تكون للحدّاد. «النهاية 2: 219».
صفحه : 864
اللهرأسه و هو يجود بنفسه، فقال: يا ملك الموت، أرفق بأخي فقال ملك الموت: يا أبا عبد الله، إني بكل مؤمن رفيق».}
9] 4527/[- إبن طاوس في (الدروع الواقية): قال: ذكر أبو جعفر أحمد القمي في كتاب (زهد النبي (صلي الله عليه و آله):1» أن جبرئيل (عليه السلام) جاء إلي النبي (صلي الله عليه و آله) عند الزوال، في ساعة لم يأته فيها، و هو متغير اللون، و کان النبي (صلي الله عليه و آله) يسمع حسه و جرسه«، فلم يسمعه يومئذ، فقال له النبي (صلي الله عليه و آله): « يا جبرئيل، مالك جئتني في ساعة لم تجئني فيها، و أري لونك متغيرا، و كنت أسمع حسك و جرسك فلم أسمعه؟».
فقال: إني جئت حين أمر الله بمنافخ النار، فوضعت علي النار.
فقال النبي (صلي الله عليه و آله): «فأخبرني عن النار- يا أخي جبرئيل- حين خلقها الله تعالي!».
2» فقال: إنه سبحانه أوقد عليها ألف عام فاحمرت، ثم أوقد عليها ألف عام فابيضت، ثم أوقد عليها ألف عام فاسودت، فهي سوداء مظلمة، لا يضيء جمرها، و لا ينطفئ لهبها، و ألذي بعثك بالحق نبيا، لو أن مثل خرق إبرة خرج منها علي أهل الإرض لاحترقوا عن آخرهم، و لو أن رجلا ادخل جهنم ثم اخرج منها، لهلك أهل الإرض جميعا حين ينظرون إليه لما يرون به، و لو أن ذراعا من السلسلة الّتي ذكرها الله في كتابه وضع علي جميع جبال الدنيا لذابت عن آخرها، و لو أن بعض خزان جهنم التسعة عشر نظر إليه أهل الإرض لماتوا حين نظروا إليه، و لو أن ثوبا من ثياب أهل جهنم اخرج« إلي الإرض لمات أهل الإرض من نتم ريحه. فانكب النبي (صلي الله عليه و آله) و أطرق يبكي، و كذلك جبرئيل، فلم يزالا يبكيان حتي ناداهما ملك من السماء: يا جبرئيل، و يا محمّد، إن الله قد آمنكما من أن تعصيا فيعذبكما.
10] 5527/[- ثم قال إبن طاوس في الكتاب المذكور أيضا: عن النبي (صلي الله عليه و آله) أنه قال: «و ألذي نفس محمّد بيده، لو أن قطرة من الزقوم قطرت علي جبال الإرض لساخت إلي أسفل سبع أرضين، و لما أطاقته، فكيف بمن هو طعامه؟ و ألذي نفسي بيده، لو أن قطرة من الغسلين قطرت علي جبال الإرض لساخت إلي أسفل سبع أرضين، و لما أطاقته، فكيف بمن هو شرابه؟ و ألذي نفسي بيده لو أن مقماعا واحدا مما ذكره الله في كتابه وضع علي جبال الإرض لساخت إلي أسفل سبع أرضين، و لما أطاقته، فكيف بمن يقمع به يوم القيامة في النار».
قوله تعالي:
إِنَّ اللّهَ يُدخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ- إلي قوله تعالي-
-----------------------------------
9- الدروع الواقية: 58. 10- الدروع الواقية: 58.
(1) الجرس و الجرس: الصوت الخفيّ. «الصحاح- جرس- 3: 911».
(2) في «ج، ي»: خرج. [.....]
صفحه : 865
وَ لِباسُهُم فِيها حَرِيرٌ [23]
1] 6527/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك- يا بن رسول الله- شوقني.
1»2» فقال: « يا أبا محمّد، إن من أدني نسيم« الجنة أن يوجد ريحها علي قلوب أهلها يوم الأخذ بالكظم و الخناق من مسيرة ألف عام من مسافة أهل الدنيا، و إن أدني أهل الجنة منزلا لو نزل به أهل الثقلين الجن و الإنس لوسعهم طعاما و شرابا، و لا ينقص مما عنده شيء، و إن أيسر أهل الجنة منزلا يدخل« الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فإذا دخل أدناهن رأي فيها من الأزواج و الخدم و الأنهار و الثمار ما شاء الله مما يملأ عينيه قرة، و قلبه مسرة.
3»4» فإذا شكر الله و حمده« قيل له: أرفع رأسك إلي الحديقة الثانية، ففيها ما ليس في الأخري فيقول: يا رب أعطني هذه فيقول الله تعالي: إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول: رب، هذه هذه فإذا دخلها شكر الله و حمده» قال: «فيقال: افتحوا له بابا إلي الجنة و يقال له: ارفع رأسك فإذا قد فتح له باب من الخلد، و يري أضعاف ما کان هو فيه فيما قبل، فيقول عند مضاعفة« مسراته: رب لك الحمد ألذي لا يحصي إذ مننت علي بالجنان، و أنجيتني من النيران».
قال أبو بصير: فبكيت، و قلت له: جعلت فداك، زدني، قال: « يا أبا محمّد إن في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات، إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها، و أنبت الله مكانها أخري».
قلت: جعلت فداك، زدني. قال: المؤمن يزوج ثمان مائة عذراء، و أربعة آلاف ثيب، و زوجتين من الحور العين».
قلت: جعلت فداك، ثمان مائة عذراء؟ قال: «نعم، ما يفترش منهن شيئا إلا وجدها كذلك».
قلت: جعلت فداك، من أي شيء خلقت الحور العين! قال: «من تربة الجنة النورانية، و يري مخ ساقيها من وراء سبعين حلة، كبدها مرآته، و كبده مرآتها».
قلت: جعلت فداك، أ لهن كلام يكلمن به أهل الجنة! قال: «نعم، كلام يتكلمن به، لم يسمع الخلائق بمثله و أعذب منه».
قلت: ما هو! قال: «يقلن بأصوات رخيمة: نحن الخالدات فلا نموت، و نحن الناعمات فلا نيبس، و نحن المقيمات فلا نظعن، و نحن الراضيات فلا نسخط، طوبي لمن خلق لنا، و طوبي لمن خلقنا له، و نحن اللواتي لو أن
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 81.
(1) في «ي، ط» و المصدر: نعيم.
(2) في المصدر: منزلة من يدخل.
(3) في «ج، ي»: سعيه.
(4) في «ط» و المصدر: تضاعف. 1»
صفحه : 866
اللهقرن إحدانا علق في جو السماء لأغشي« نوره الأبصار».
فهاتان الآيتان تفسيرهما«2» رد علي من أنكر خلق الجنة و النار، و سيأتي- إن شاء الله تعالي- في صفة الجنة و الحور العين في قوله تعالي: هاؤُمُ اقرَؤُا كِتابِيَه«3» و غيرها من الآيات«4»، و تقدم من ذلک في قوله تعالي:
يَومَ نَحشُرُ المُتَّقِينَ إِلَي الرَّحمنِ وَفداً من سورة مريم«5».
قوله تعالي:
وَ هُدُوا إِلَي الطَّيِّبِ مِنَ القَولِ وَ هُدُوا إِلي صِراطِ الحَمِيدِ [24]
1] 7527/[- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي: عن أبيه، عمن ذكره عن أبي علي، عن ضريس الكناسي، قال:6» سألت أبا جعفر« (عليه السلام) عن قول الله: وَ هُدُوا إِلَي الطَّيِّبِ مِنَ القَولِ وَ هُدُوا إِلي صِراطِ الحَمِيدِ
.
فقال: «هو- و الله- هذا الأمر ألذي أنتم عليه».
2] 8527/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن محمّد بن اورمة، عن علي إبن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير: عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ هُدُوا إِلَي الطَّيِّبِ مِنَ القَولِ وَ هُدُوا إِلي صِراطِ الحَمِيدِ
.
قال: «ذلک جعفر و حمزة و عبيدة و سلمان و أبو ذر و المقداد بن الأسود و عمار، هدوا إلي أمير المؤمنين (عليه السلام)».
إبن شهر آشوب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)، و ذكر الحديث بعينه«7».
7259/[3]- علي بن إبراهيم: في معني الآية، قال: التوحيد و الإخلاص وَ هُدُوا إِلي صِراطِ الحَمِيدِ قال:
إلي الولاية.
-----------------------------------
1- المحاسن: 169/ 133. 2- الكافي 1: 352/ 71، شواهد التنزيل 1: 394/ 546. 3- تفسير القمّي 2: 83.
(1) في «ج»: لأعشي.
(2) في المصدر: و تفسيرهما.
(3) يأتي في تفسير الآيات (19- 23) من سورة الحاقة.
(4) يأتي في تفسير الآية (20) من سورة الزمر و تفسير الآيات (46- 62) و (66- 72) من سورة الرحمن.
(5) تقدم في تفسير الآيات (73- 98) من سورة مريم.
(6) في المصدر: أبا عبد اللّه. [.....]
(7) المناقب 3: 96.
صفحه : 867
قوله تعالي:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ المَسجِدِ الحَرامِ الَّذِي جَعَلناهُ لِلنّاسِ سَواءً العاكِفُ فِيهِ وَ البادِ [25] 7260/[1]- علي بن إبراهيم، قال: نزلت في قريش، حين صدوا رسول الله (صلي الله عليه و آله) عن مكة.
2] 1627/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن الحسين إبن أبي العلاء، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن معاوية أول من علق علي بابه مصراعين بمكة، فمنع حاج بيت الله ما قال الله عز و جل: سَواءً العاكِفُ فِيهِ وَ البادِ
و کان النّاس إذا قدموا مكة نزل البادي علي الحاضر حتي يقضي حجة، و کان معاوية صاحب السلسلة الّتي قال الله تعالي: فِي سِلسِلَةٍ ذَرعُها سَبعُونَ ذِراعاً فَاسلُكُوهُ إِنَّهُ كانَ لا يُؤمِنُ بِاللّهِ العَظِيمِ«1» و کان فرعون هذه الامة».
3] 2627/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن يحيي بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام)، قال:2»3» «لم يكن لدور مكة أبواب، و کان أهل البلدان« يأتون بقطرانهم« فيدخلون فيضربون بها، و کان أول من بوبها معاوية».
4] 3627/[- الشيخ: بإسناده عن موسي بن القاسم، عن صفوان بن يحيي، عن حسين بن أبي العلاء، قال: ذكر أبو عبد الله (عليه السلام) هذه الآية: سَواءً العاكِفُ فِيهِ وَ البادِ
، فقال: «كانت مكة ليس علي شيء منها باب، و کان أول من علق علي بابه المصراعين معاوية بن أبي سفيان، و ليس ينبغي لأحد أن يمنع الحاج شيئا من الدور و منازلها».
5] 4627/[- و عنه: بإسناده عن يعقوب بن يزيد، عن إبن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «ليس ينبغي لأهل مكة أن يجعلوا علي دورهم أبوابا، و ذلک أن الحاج ينزلون معهم في ساحة الدار حتي يقضوا حجهم».
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 83. 2- الكافي 4: 243/ 1. 3- الكافي 4: 244/ 2. 4- التهذيب 5: 420/ 1458. 5- التهذيب 5: 463/ 1615.
(1) الحاقة 69: 32 و 33.
(2) في «ي»: البوادي.
(3) قال المجلسي (رحمه اللّه): قوله (عليه السّلام): «بقطرانهم» كأنه جمع القطار علي غير القياس، أو هو تصحيف قطرات. قال في مصباح اللغة: القطار من الإبل عدد علي نسق واحد، و الجمع قطر مثل: كتاب و كتب، و القطرات جمع الجمع. «مرآة العقول 17: 109».
صفحه : 868
6] 5627/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد، و عبد الله ابني محمّد بن عيسي، عن محمّد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان الناب، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال سألته عن قول الله عز و جل: سَواءً العاكِفُ فِيهِ وَ البادِ
.
1»2» فقال: «لم يكن ينبغي أن توضع« علي دور مكة أبواب، لأن للحاج أن ينزلوا معهم« في ساحة الدار حتي يقضوا مناسكهم، و إن أول من جعل لدور مكة أبوابا معاوية».
7] 6627/[- الحميري عبد الله بن جعفر: بإسناده عن جعفر، عن أبيه، و عن علي (عليهم السلام) ، أنه كره إجارة بيوت مكة، و قرأ: سَواءً العاكِفُ فِيهِ وَ البادِ
.
8] 7627/[- و عنه: بإسناده عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليه السلام): أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) نهي أهل مكة عن إجارة بيوتهم، و أن يغلقوا عليها أبوابا، و قال: سَواءً العاكِفُ فِيهِ وَ البادِ
. قال: و فعل ذلک أبو بكر و عمر و عثمان [و علي (عليه السلام)] حتي کان في زمن معاوية.
9] 8627/[- علي بن جعفر في (مسائله): عن أخيه موسي بن جعفر (عليهما السلام)، قال: «ليس ينبغي لأحد من أهل مكة أن يمنع الحاج شيئا من الدور ينزلونها».
قوله تعالي:
وَ مَن يُرِد فِيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذابٍ أَلِيمٍ [25]
1] 9627/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن إبن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، قال: أتي أبو عبد الله (عليه السلام) في المسجد، فقيل له: إن سبعا من سباع الطير علي الكعبة، ليس يمر به شيء من حمام الحرم إلا ضربه. فقال: «انصبوا له و اقتلوه، فإنه قد ألحد».
2] 0727/[- و عنه: إبن أبي عمير عن، معاوية بن عمار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:
وَ مَن يُرِد فِيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ
.
-----------------------------------
6- علل الشرائع: 396/ 1. 7- قرب الاسناد: 65. 8- قرب الاسناد: 52. 9- مسائل علي بن جعفر: 143/ 168. 1- الكافي 4: 227/ 1. [.....] 2- الكافي 4: 227/ 2.
(1) في المصدر: يصنع.
(2) في المصدر زيادة: في دورهم.
صفحه : 869
اللهقال: «کل ظلم إلحاد، و ضرب الخادم في غير ذنب، من ذلک الإلحاد».}
3] 1727/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ مَن يُرِد فِيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذابٍ أَلِيمٍ
.
فقال: کل ظلم يظلمه الرجل نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد، أو شيء من الظلم، فإني أراه إلحادا» و لذلك کان يتقي أن يسكن الحرم.
4] 2727/[- و عنه: باسناده عن إبن محبوب، عن أبي ولاد و غيره من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز ذكره: وَ مَن يُرِد فِيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ
.
فقال: «من عبد فيه غير الله عز و جل، أو تولي فيه غير أولياء الله، فهو ملحد بظلم، و علي الله تبارك و تعالي أن يذيقه من عذاب أليم».
5] 3727/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، بإسناده إلي عبد الرحمن بن كثير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ مَن يُرِد فِيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذابٍ أَلِيمٍ
.
قال: «نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة، فتعاهدوا و تعاقدوا علي كفرهم و جحودهم بما نزل في أمير المؤمنين (عليه السلام)، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول (صلي الله عليه و آله) و وليه (عليه السلام)، فبعدا للقوم الظالمين».
6] 4727/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ مَن يُرِد فِيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذابٍ أَلِيمٍ
.
فقال: «کل ظلم يظلم به الرجل نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد، أو شيء من الظلم، فإني أراه إلحادا».
و لذلك کان ينهي أن يسكن الحرم.
7] 5727/[- الشيخ: بإسناده عن موسي بن القاسم، عن إبن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ مَن يُرِد فِيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذابٍ أَلِيمٍ
.
فقال: «کل ظلم فيه إلحاد، حتي لو ضربت خادمك ظلما خشيت أن يکون إلحادا». فلذلك کان الفقهاء يكرهون سكني مكة.
-----------------------------------
3- الكافي 4: 227/ 3. 4- الكافي 8: 337/ 533. 5- الكافي 1: 348/ 44. 6- علل الشرائع: 445/ 1. 7- التهذيب 5: 420/ 1457.
صفحه : 870
7276/[8]- علي بن إبراهيم: في معني الآية، قال: قال نزلت فيمن يلحد في أمير المؤمنين (عليه السلام) و يظلمه.
قوله تعالي:
وَ طَهِّر بَيتِيَ لِلطّائِفِينَ وَ القائِمِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ [26]
1] 7727/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، قال: قال الإمام موسي بن جعفر (عليهما السلام): «قوله تعالي: وَ طَهِّر بَيتِيَ لِلطّائِفِينَ وَ القائِمِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ
يعني بهم آل محمّد (صلوات الله عليهم)».
و قد تقدمت الروايات في ذلک في سورة البقرة«1».
قوله تعالي:
وَ أَذِّن فِي النّاسِ بِالحَجِّ يَأتُوكَ رِجالًا وَ عَلي كُلِّ ضامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [27] 7278/[2]- علي بن إبراهيم، يقول: الإبل المهزولة. و قرء: «يأتون من کل فج عميق».
قال: و لما فرغ إبراهيم (عليه السلام) من بناء البيت، أمره الله أن يؤذن في النّاس بالحج، فقال: يا رب، و ما يبلغ صوتي! فقال الله تعالي: عليك الأذان و علي البلاغ. و ارتفع علي المقام و هو يومئذ يلاصق البيت، فارتفع به المقام حتي كأنه«2» أطول من الجبال، فنادي، و أدخل إصبعيه في أذنيه«3»، و أقبل بوجهه شرقا و غربا، يقول: أيها النّاس كتب عليكم الحج إلي البيت العتيق فأجيبوا ربكم» فأجابوه من تحت البحور السبعة، و من بين المشرق و المغرب إلي منقطع التراب من أطراف الإرض كلها، و من أصلاب الرجال و أرحام النساء بالتلبية: لبيك اللهم لبيك. أولا ترونهم يأتون يلبون! فمن حج من يومئذ إلي يوم القيامة فهم ممن استجاب لله، و ذلک: قوله:
-----------------------------------
8- تفسير القمي 2: 83. 1- تأويل الآيات 1: 335/ 7. 2- تفسير القمي 2: 83.
(1) تقدمت في تفسير الآية (125) من سورة البقرة.
(2) في «ج» و المصدر: کان.
(3) في «ج، ي، ط»: إصبعه في أذنه. [.....]
صفحه : 871
فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبراهِيمَ«1» يعني نداء إبراهيم (عليه السلام) علي المقام بالحج.
قال: و کان إساف و نائلة رجلا و امرأة، زنيا في البيت فمسخا حجرين، و اتخذتهما قريش صنمين يعبدونهما، فلم يزالا يعبدان حتي فتحت مكة، فخرجت منها امرأة عجوز شمطاء، تخمش وجهها و تدعو بالويل،
فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «تلك نائلة، يئست أن تعبد ببلادكم هذه».
2] 9727/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن إبن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن رسول الله (صلي الله عليه و آله) أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله عز و جل عليه: وَ أَذِّن فِي النّاسِ بِالحَجِّ يَأتُوكَ رِجالًا وَ عَلي كُلِّ ضامِرٍ يَأتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ
فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلي أصواتهم، بأن رسول الله (صلي الله عليه و آله) يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة و أهل العوالي و الأعراب، فاجتمعوا لحج رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و إنما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون به و يتبعونه، أو يصنع شيئا فيصنعونه.
2»3»4» فخرج رسول الله (صلي الله عليه و آله) في أربع بقين من ذي القعدة، فلما انتهي إلي ذي الحليفة« زالت الشمس، فاغتسل ثم خرج حتي أتي المسجد ألذي عند الشجرة، فصلي فيه الظهر، و عزم بالحج مفردا، و خرج حتي انتهي إلي البيداء« عند الميل الأول، فصف له سماطان، فلبي بالحج مفردا، و ساق الهدي ستا و ستين أو أربعا و ستين، حتي انتهي إلي مكة في سلخ أربع من ذي الحجة«، فطاف بالبيت سبعة أشواط، ثم صلي ركعتين خلف مقام إبراهيم (عليه السلام).
5» ثم عاد إلي الحجر فاستلمه، و قد کان استلمه في أول طوافه، ثم قال: إن الصفا و المروة من شعائر الله، فابدأ بما بدأ الله عز و جل« و إن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا و المروة شيء صنعه المشركون، فأنزل الله عز و جل: إِنَّ الصَّفا وَ المَروَةَ مِن شَعائِرِ اللّهِ فَمَن حَجَّ البَيتَ أَوِ اعتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِما
«6».
ثم أتي الصفا فصعد عليه، و استقبل الركن اليماني، فحمد الله و أثني عليه، و دعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة مترسلا، ثم انحدر إلي المروة فوقف عليها، کما توقف علي الصفا، ثم انحدر و عاد إلي الصفا فوقف عليها، ثم انحدر إلي المروة حتي فرغ من سعيه.
فلما فرغ من سعيه و هو علي المروة، أقبل علي النّاس بوجهه، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: إن هذا
-----------------------------------
2- الكافي 4: 245/ 4.
(1) آل عمران 3: 97.
(2) و هي قرية بينها و بين المدينة ستّة أميال أو سبعة، منها ميقات أهل المدينة. «معجم البلدان 2: 295».
(3) و هي أرض ملساء بين مكّة و المدينة. «معجم البلدان 1: 423».
(4) في سلخ أربع من ذي الحجّة: أي بعد مضي أربع منه. «مجمع البحرين- سلخ- 2: 434».
(5) في المصدر زيادة: به.
(6) البقرة 2: 158.
صفحه : 872
اللهجبرئيل- و أومأ بيده إلي خلفه- يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل، و لو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم، و لكني سقت الهدي، و لا ينبغي لسائق الهدي أن يحل حتي يبلغ الهدي محله».}
قال: «فقال له رجل من القوم: لنخرجن حجاجا و رؤوسنا و شعورنا تقطر. فقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): أما إنك لن تؤمن بهذا أبدا.
1» فقال: سراقة بن مالك بن جعشم الكناني«: يا رسول الله، علمنا ديننا كأنا خلقنا اليوم، فهذا ألذي أمرتنا به لعامنا هذا، أم لما يستقبل! فقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): بل هو للأبد إلي يوم القيامة. ثم شبك أصابعه، و قال:
دخلت العمرة في الحج إلي يوم القيامة».
قال: «و قدم علي (عليه السلام) من اليمن علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) و هو بمكة، فدخل علي فاطمة (عليها السلام) و قد أحلت، فوجد ريحا طيبا، و وجد عليها ثيابا مصبوغة، فقال: ما هذا، يا فاطمة! فقالت: أمرنا بهذا رسول الله (صلي الله عليه و آله). فخرج علي (عليه السلام) إلي رسول الله (صلي الله عليه و آله) مستفتيا، فقال: يا رسول الله، إني رأيت فاطمة قد أحلت، و عليها ثياب مصبوغة! فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): أنا أمرت النّاس بذلك، فأنت- يا علي- بما أهللت! قال: يا رسول الله، إهلالا كإهلال النبي (صلي الله عليه و آله). فقال له رسول الله (صلي الله عليه و آله): قر علي إحرامك مثلي، و أنت شريكي في هديي».
قال: «و نزل رسول الله (صلي الله عليه و آله) بمكة بالبطحاء هو و أصحابه، و لم ينزل الدور، فلما کان يوم التروية عند زوال الشمس أمر النّاس أن يغتسلوا و يهلوا بالحج، و هو قول الله عز و جل ألذي انزل علي نبيه (صلي الله عليه و آله):
فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ
أبيكم إِبراهِيمَ«2» فخرج النبي (صلي الله عليه و آله) و أصحابه مهلين بالحج حتي أتي مني، فصلي الظهر و العصر و المغرب و العشاء الآخرة و الفجر، ثم غدا و النّاس معه، و كانت قريش تفيض من المزدلفة، و هي جمع، و يمنعون النّاس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول الله (صلي الله عليه و آله) و قريش ترجو أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون، فأنزل الله عز و جل: ثُمَّ أَفِيضُوا مِن حَيثُ أَفاضَ النّاسُ وَ استَغفِرُوا اللّهَ«3» يعني إبراهيم و إسماعيل و إسحاق (عليهم السلام) في إفاضتهم منها، و من کان بعدهم، فلما رأت قريش أن قبة رسول الله (صلي الله عليه و آله) قد مضت، كأنه دخل في أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم، حتي انتهي إلي نمرة، و هي بطن عرفة«4» بحيال الأراك، فضربت قبته، و ضرب النّاس أخبيتهم عندها.
فلما زالت الشمس خرج رسول الله (صلي الله عليه و آله) و معه قريش، و قد اغتسل و قطع التلبية حتي وقف
-----------------------------------
(1) سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي الكناني: أبو سفيان، صحابي، له شعر، کان ينزل قديدا، و کان في الجاهلية قائفا- أي يقتصّ الأثر، و يصيب الفراسة، و قد اشتهر بهذا من العرب آل كنانة، و من كنانة آل مدلج- أخرجه أبو سفيان ليقتاف أثر رسول (صلي اللّه عليه و آله) حين خرج إلي الغار، و أسلم بعد غزوة الطاف سنة (8) ه، و توفّي سنة (24) ه، طبقات إبن سعد 1: 232، الإصابة 3: 19.
(2) آل عمران 3: 95.
(3) البقرة 2: 199.
(4) في «ي» و نسخة من «ط» و المصدر: عرنة. 1»2»3»4»5»
صفحه : 873
اللهبالمسجد، فوعظ النّاس و أمرهم و نهاهم، ثم صلي الظهر و العصر بأذان و إقامتين، ثم مضي إلي الموقف فوقف به فجعل النّاس يبتدرون أخفاف ناقته، يقفون إلي جانبها، فنحاها، ففعلوا مثل ذلک، فقال: أيها النّاس، ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف، و لكن هذا كله. و أومأ بيديه« إلي الموقف، فتفرق النّاس، و فعل مثل ذلک بالمزدلفة، فوقف النّاس« حتي وقع« قرص الشمس، ثم أفاض، و أمر« النّاس بالدعة حتي انتهي إلي المزدلفة، و هو المشعر الحرام، فصلي المغرب و العشاء الآخرة بأذان واحد و إقامتين، ثم أقام حتي صلي فيها الفجر، و عجل ضعفاء بني هاشم بليل، و أمرهم أن لا يرموا« جمرة العقبة حتي تطلع الشمس، فلما أضاء له النهار أفاض، حتي انتهي إلي مني، فرمي جمرة العقبة.
6»7» و کان الهدي ألذي جاء به رسول الله (صلي الله عليه و آله) أربعة و ستين، أو ستة و ستين، و جاء علي (عليه السلام) بأربعة و ثلاثين، أو ستة و ثلاثين، فنحر رسول الله (صلي الله عليه و آله) ستة و ستين، فنحر رسول الله (صلي الله عليه و آله) ستة و ستين، و نحر علي (عليه السلام) أربعة و ثلاثين بدنة، فأمر رسول الله (صلي الله عليه و آله) أن يؤخذ من کل بدنة منها جذوة« من لحم، ثم تطرح في برمة«، ثم تطبخ فأكل رسول الله (صلي الله عليه و آله) و علي (عليه السلام) و حسيا من مرقها، و لم يعطيا الجزارين جلودها و لا جلالها و لا قلائدها، و تصدق به، و حلق و زار البيت، و رجع إلي مني، و أقام بها حتي کان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق، ثم رمي الجمار، و نفر حتي انتهي إلي الأبطح، فقالت له عائشة: يا رسول الله، ترجع نساؤك بحجة و عمرة معا، و أرجع بحجة! فأقام بالأبطح، و بعث معها عبد الرحمن بن أبي بكر إلي التنعيم، فأهلت بعمرة، ثم جاءت و طافت بالبيت و صلت ركعتين عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، و سعت بين الصفا و المروة، ثم أتت النبي (صلي الله عليه و آله) فارتحل من يومه، و لم يدخل المسجد الحرام، و لم يطف بالبيت، و دخل من أعلي مكة من عقبة المدنيين، و خرج من أسفل مكة من ذي طوي».
3] 0827/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبد الله إبن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته: لم جعلت التلبية! فقال: «إن الله عز و جل أوحي إلي إبراهيم (عليه السلام): وَ أَذِّن فِي النّاسِ بِالحَجِّ يَأتُوكَ رِجالًا
فنادي فأجيب من کل فج عميق يلبون».
-----------------------------------
3- علل الشرائع: 416/ 1.
(1) في المصدر: بيده.
(2) في «ط» زيادة: بالدعاء. [.....]
(3) في «ط» و المصدر زيادة: القرص.
(4) في «ج، ي»: و أفاض.
(5) في «ط» و المصدر زيادة: الجمرة.
(6) أي قطعة.
(7) البرمة: القدر مطلقا، و هي في الأصل المتّخذة من الحجّر. «النهاية 1: 121».
صفحه : 874
قوله تعالي:
لِيَشهَدُوا مَنافِعَ لَهُم وَ يَذكُرُوا اسمَ اللّهِ فِي أَيّامٍ مَعلُوماتٍ عَلي ما رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعامِ فَكُلُوا مِنها وَ أَطعِمُوا البائِسَ الفَقِيرَ [28]
1] 1827/[- محمّد بن يعقوب: عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن أبي المغرا، عن سلمة بن محرز، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ جاءه رجل، يقال له: أبو الورد، فقال لأبي عبد الله (عليه السلام): رحمك الله، إنك لو كنت أرحت بدنك من المحمل.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): « يا أبا الورد، إني أحب أن أشهد المنافع الّتي قال الله تبارك و تعالي: لِيَشهَدُوا مَنافِعَ لَهُم
إنه لا يشهدها أحد إلا نفعه الله، أما أنتم فترجعون مغفورا لكم، و أما غيركم فيحفظون في أهاليهم و أموالهم».
2] 2827/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ أَطعِمُوا البائِسَ الفَقِيرَ
، قال: «هو الزمن ألذي لا يستطيع أن يخرج من زمانته»«1».
3] 3827/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عبد الله بن يحيي، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام)، قول الله عز و جل: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَ المَساكِينِ
«2».
3» قال: «الفقير: ألذي لا يسأل النّاس، و المسكين أجهد منه، و البائس أجهدهم، فكل ما فرض الله عز و جل عليك فإعلانه أفضل من إسراره، و کل ما کان تطوعا فإسراره أفضل من إعلانه، و لو أن رجلا يحمل زكاة ماله علي عاتقه فيقسمها«، کان ذلک حسنا جميلا».
4] 4827/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «البائس هو الفقير».
-----------------------------------
1- الكافي 4: 263/ 46. 2- الكافي 4: 46/ 4. 3- الكافي 3: 501/ 16. 4- الكافي 4: 500/ 6.
(1) في المصدر: لزمانته. و الزّمانة: المرض ألذي يدوم.
(2) التوبة 9: 60.
(3) في المصدر: فقسمها علانية.
صفحه : 875
5] 5827/[- الشيخ في (التهذيب): بإسناده عن موسي بن القاسم، عن النخعي، عن صفوان بن يحيي، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «البائس: الفقير».
6] 6827/[- و عنه: بإسناده عن العباس بن معروف و علي بن السندي جميعا، عن حماد بن عيسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:1» سمعته يقول« في قول الله عز و جل: وَ يَذكُرُوا اسمَ اللّهِ فِي أَيّامٍ مَعلُوماتٍ
قال: «أيام العشر».
و قوله: وَ اذكُرُوا اللّهَ فِي أَيّامٍ مَعدُوداتٍ
«2» قال: «أيام التشريق».
7] 7827/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله)، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: «قال علي (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ يَذكُرُوا اسمَ اللّهِ فِي أَيّامٍ مَعلُوماتٍ
قال: أيام العشر».
8] 8827/[- و عنه: بهذا الإسناد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ يَذكُرُوا اسمَ اللّهِ فِي أَيّامٍ مَعلُوماتٍ
. قال: «هي أيام التشريق».
9] 9827/[- و عنه: عن أبيه، قال: حدثنا محمّد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس بن عبد الرحمن، عن المفضل بن صالح، عن زبد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله تبارك و تعالي: وَ اذكُرُوا اللّهَ فِي أَيّامٍ مَعدُوداتٍ
«3»، قال: «المعلومات و المعدودات واحدة، و هن«4» أيام التشريق».
قوله تعالي:
ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم وَ ليَطَّوَّفُوا بِالبَيتِ العَتِيقِ [29]
1] 0927/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، و محمّد بن إسماعيل، عن
-----------------------------------
5- التهذيب 5: 223/ 751. 6- التهذيب 5: 487/ 1736. [.....] 7- معاني الأخبار: 296/ 1. 8- معاني الأخبار: 297/ 2. 9- معاني الأخبار: 297/ 3. 1- الكافي 4: 337/ 3.
(1) في المصدر زيادة: قال علي (عليه السّلام).
(2) البقرة 2: 203.
(3) البقرة 2: 203.
(4) في المصدر: و هي.
صفحه : 876
اللهعليالفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيي، و إبن أبي عمير جميعا، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)، في حديث من تمام الحج و العمرة: «اتق المفاخرة، و عليك بورع يحجزك عن معاصي الله، فإن الله عز و جل يقول: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم وَ ليَطَّوَّفُوا بِالبَيتِ العَتِيقِ».
قال أبو عبد الله (عليه السلام): «من التفث أن تتكلم في إحرامك بكلام قبيح، فإذا دخلت مكة و طفت بالبيت و تكلمت بكلام طيب، فكان ذلک كفارة».
2] 1927/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال في قول الله عز و جل: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم
.
قال: «هو الحلق، و ما في جلد الإنسان».
3] 2927/[- و عنه: بإسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم
، قال: «التفث: تقليم الأظفار، و طرح الوسخ، و طرح الإحرام».
4] 3927/[- و عنه: عن حميد بن زياد، عن إبن سماعة، عن غير واحد، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله جل ثناؤه: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم
، قال: «هو ما يکون من الرجل في إحرامه، فإذا دخل مكة فتكلم بكلام طيب، کان ذلک كفارة لذلك ألذي کان منه».
5] 4927/[- و عنه: عن الحسين، بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم وَ ليَطَّوَّفُوا بِالبَيتِ العَتِيقِ
، قال: «طواف النساء».
6] 5927/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن أبان بن عثمان، عمن أخبره، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت له: لم سمي البيت العتيق! قال: «هو بيت حر، عتيق من النّاس، لم يملكه أحد».
7] 6927/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن الحسين بن علي بن مروان، عن عدة من أصحابنا، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) في المسجد الحرام: لأي شيء سماه الله العتيق!
1» فقال: «إنه ليس من بيت وضعه الله علي وجه الإرض إلا له رب، و سكان يسكنونه، غير هذا البيت، فإنه لا رب له إلا الله عز و جل، و هو الحر«» ثم قال: «إن الله عز و جل خلقه قبل الإرض، ثم خلق الإرض من بعده،
-----------------------------------
2- الكافي 4: 503/ 8. 3- الكافي 4: 503/ 12. 4- الكافي 4: 543/ 15. 5- الكافي 4: 513/ 2. 6- الكافي 4: 189/ 6. 7- الكافي 4: 189/ 5. [.....]
(1) في «ط»: الحرم.
صفحه : 877
اللهفدحاها من تحته».}
8] 7927/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد، قال: قال أبو الحسن (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ ليَطَّوَّفُوا بِالبَيتِ العَتِيقِ
، قال: «طواف الفريضة طواف النساء».
9] 8927/[- و عنه: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن علي بن أسباط، عن داود بن النعمان، عن أبي عبيدة، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) ، و رأي النّاس بمكة و ما يعملون، قال: فقال: «فعال كفعال الجاهلية، أما و الله ما أمروا بهذا، و ما أمروا إلا أن يقضوا تفثهم، و ليوفوا نذورهم، فيمروا بنا فيمروا بنا فيخبرونا بولايتهم، و يعرضوا علينا نصرتهم».
10] 9927/[- الشيخ: بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن حماد، عن ربعي، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) ، في قول الله عز و جل: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم
: «حفوف«1» الرجل من الطيب».
11] 0037/[- إبن بابويه في (الفقيه): بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل:
ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم
، قال: «ما يکون من الرجل في حال إحرامه، فإذا دخل مكة و طاف و تكلم بكلام طيب، کان ذلک كفارة لذلك ألذي کان منه».
12] 1037/[- و عنه: بإسناده عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله تعالي: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم
. قال: «التفث: لقاء الإمام».
13] 2037/[- و عنه: بإسناده عن عبد الله بن سنان، قال أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) ، فقلت له: جعلت فداك، ما معني قول الله عز و جل: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم
! قال: «أخذ الشارب، و قص الأظفار، و ما أشبه ذلک».
قال قلت: جعلت فداك، فإن ذريحا المحاربي حدثني عنك بحديث، أنك قلت: «ليَقضُوا تَفَثَهُم
لقاء الإمام وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم تلك المناسك»! قال: «صدق ذريح و صدقت، إن القرآن له ظاهر و باطن، و من يحتمل ما يحتمل ذريح!».
14] 3037/[- و عنه: عن أبيه، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، عن سهل بن زياد الآدمي، عن علي بن سليمان، عن زياد القندي، عن عبد الله بن سنان، عن ذريح المحاربي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الله
-----------------------------------
8- الكافي 4: 512/ 1. 9- الكافي 2: 323/ 2. 10- التهذيب 5: 298/ 1010. 11- من لا يحضره الفقيه 2: 290/ 1431. 12- من لا يحضره الفقيه 2: 290/ 1432. 13- من لا يحضره الفقيه 2: 290/ 1437. 14- معاني الأخبار: 340/ 10.
(1) حفّ رأس الإنسان و غيره حفوفا: شعث و بعد عهده بالدّهن. «لسان العرب- حفف- 9: 50». 1»
صفحه : 878
اللهأمرني في كتابه بأمر، فأحب أن أعلمه، قال: و ما ذاك«!». قلت: قول الله عز و جل: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم
. قال: ليَقضُوا تَفَثَهُم لقاء الإمام وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم تلك المناسك».
قال عبد الله بن سنان: فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام)، فقلت: جعلت فداك، قول الله عز و جل ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم
! قال: «أخذ الشارب، و قص الأظفار، و ما أشبه ذلک».
قال: قلت: جعلت فداك، فإن ذريحا المحاربي حدثني عنك، أنك قلت له: «ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم
لقاء الإمام: وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم تلك المناسك»! فقال: «صدق ذريح، و صدقت، إن للقرآن ظاهرا و باطنا، و من يحتمل ما يحتمل ذريح!».
15] 4037/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله)، قال: حدثنا الحسين بن الحسن إبن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن ربعي، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم
. قال: «قص الشارب و الأظفار».
16] 5037/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين، عن النضر بن سويد، عن إبن سنان، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله عز و جل: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم
. قال: «هو الحلق، و ما في جلد الإنسان».
17] 6037/[- و عنه، بإسناده في (الفقيه): عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام): «أن التفث حفوف الرجل عن الطيب، فإذا قضي نسكه حل له الطيب».
18] 7037/[- و عنه: عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله)، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم
، قال: «التفث، حفوف الرجل من الطيب، فإذا قضي نسكه حل له الطيب».
19] 8037/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، قال: قال أبو الحسن (عليه السلام) في قول الله عز و جل: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم
، قال: «التفث: تقليم الأظفار، و طرح الوسخ، و طرح الإحرام عنه».
20] 9037/[- و عنه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود،
-----------------------------------
15- معاني الأخبار: 338/ 1، من لا يحضره الفقيه 2: 290/ 1433. 16- معاني الأخبار: 338/ 2، من لا يحضره الفقيه 2: 290/ 1434. 17- من لا يحضره الفقيه 2: 290/ 1435. 18- معاني الأخبار: 338/ 3، من لا يحضره الفقيه 2: 290/ 1051. 19- معاني الأخبار: 339/ 4، من لا يحضره الفقيه 2: 290/ 1436. [.....] 20- معاني الأخبار: 339/ 8، من لا يحضره الفقيه 2: 214/ 974 «نحوه».
(1) في «ج»: ذلک.
صفحه : 879
اللهعليعن أبيه، قال: حدثنا إبراهيم بن علي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم.
1» قال: «الحفوف و الشعث- قال- و من التفث أن يتكلم« بكلام قبيح، فإذا دخلت مكة و طفت بالبيت و تكلمت بكلام طيب، کان ذلک كفارته».
21] 0137/[- و عنه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رحمه الله)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن حمدويه، قال: حدثنا محمّد بن عبد الحميد، عن أبي جميلة، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن التفث، قال: «هو حفوف الرأس».
22] 1137/[- و عنه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي (رحمه الله)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا محمّد بن نصير، قال: حدثنا محمّد بن عيسي، عن إبن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن التفث! فقال: «هو الحلق، و ما في جلد الإنسان».
23] 2137/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: لم سمي البيت العتيق!
2» قال: «إن الله عز و جل أنزل الحجر الأسود لآدم (عليه السلام) من الجنة، و کان البيت درة بيضاء، فرفعه الله إلي السماء و بقي أسه«، فهو بحيال هذا البيت، يدخله کل يوم سبعون ألف ملك، لا يرجعون إليه أبدا، فأمر الله إبراهيم و إسماعيل (عليهما السلام) يبنيان البيت علي القواعد، و إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق».
24] 3137/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله)، قال: حدثنا محمّد بن يحيي العطار، و أحمد بن إدريس جميعا، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران، عن الحسن بن علي، عن مروان بن مسلم، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) في المسجد الحرام: لأي شيء سماه الله العتيق!
3» قال: «ليس من بيت وضعه الله علي وجه الإرض إلا له رب، و سكان يسكنونه، غير هذا البيت، فإنه لا يسكنه أحد، و لا رب له إلا الله، و هو الحرم«». و قال: «إن الله خلقه قبل الخلق، ثم خلق الله الإرض من بعده، فدحاها من تحته».
-----------------------------------
21- معاني الأخبار: 339/ 6. 22- معاني الأخبار: 339/ 7. 23- علل الشرائع: 398/ 1. 24- علل الشرائع: 399/ 2.
(1) في المصدر: تتكلّم في إحرامك.
(2) الاسّ: الأصل، انظر «المعجم الوسيط- أسس- 1: 17».
(3) في المصدر: الحرام.
صفحه : 880
25] 4137/[- و عنه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه، عن حماد، عن أبان بن عثمان، عمن أخبره، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قلت له: لم سمي البيت العتيق!
قال: «لأنه بيت حر عتيق من النّاس، و لم يملكه أحد».
26] 5137/[- و عنه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحسن الطويل، عن عبد الله بن المغيرة، عن ذريح بن يزيد المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إن الله عز و جل أغرق الإرض كلها يوم نوح إلا البيت، فيومئذ سمي العتيق، لأنه أعتق يومئذ من الغرق».
فقلت له: أصعد إلي السماء! فقال: «لا، لم يصل إليه الماء، و رفع عنه».
27] 6137/[- و عنه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:1» «إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق، و أعتق الحرم من« معه، كف عنه الماء».
28] 7137/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن هوذة، بإسناده يرفعه إلي عبد الله بن سنان، عن ذريح المحاربي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله تعالي: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم
، قال: «هو لقاء الإمام (عليه السلام)».
29] 8137/[- و روي عنه (عليه السلام)، و قد نظر إلي النّاس يطوفون بالبيت، فقال: «طواف كطواف الجاهلية، أما و الله ما بهذا أمروا، و لكنهم أمروا أن يطوفوا بهذه الأحجار، ثم ينصرفوا إلينا و يعرفونا مودتهم، و يعرضوا علينا نصرتهم». و تلا هذه الآية: ثُمَّ ليَقضُوا تَفَثَهُم وَ ليُوفُوا نُذُورَهُم
و قال: «التفث: الشعث، و النذر: لقاء الإمام (عليه السلام)».
قوله تعالي:
ذلِكَ وَ مَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ [30]
1] 9137/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن
-----------------------------------
25- علل الشرائع: 399/ 3. 26- علل الشرائع: 399/ 5. 27- علل الشرائع: 399/ 4. 28- تأويل الآيات 1: 336/ 8. 29- تأويل الآيات 1: 336/ 9. [.....] 1- تأويل الآيات 1: 336/ 10.
(1) (من) ليس في المصدر، و في «ج»: و من.
صفحه : 881
اللهعليداود النجار، عن الإمام موسي، عن أبيه جعفر (عليهما السلام) ، في قول الله تعالي: وَ مَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ.
قال: «هي ثلاث حرمات واجبة، فمن قطع منها حرمة فقد أشرك بالله: الأولي: انتهاك حرمة الله في بيته الحرام، و الثانية: تعطيل الكتاب و العمل بغيره، و الثالثة: قطيعة ما أوجب الله من فرض طاعتنا و مودتنا».
قوله تعالي:
فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثانِ وَ اجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ حُنَفاءَ لِلّهِ غَيرَ مُشرِكِينَ بِهِ- إلي قوله تعالي- فِي مَكانٍ سَحِيقٍ [30- 31]
1] 0237/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيي بن المبارك، عن عبد الله إبن جبلة، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك و تعالي:
فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثانِ وَ اجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ
، قال: «الغناء».
2] 1237/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، و الحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن درست، عن زيد الشحام، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل:
فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثانِ وَ اجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ
، فقال: «الرجس من الأوثان: الشطرنج، و قول الزور:
الغناء».
3] 2237/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثانِ وَ اجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ
.
قال: «الرجس من الأوثان: الشطرنج، و قول الزور: الغناء».
4] 3237/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: حُنَفاءَ لِلّهِ غَيرَ مُشرِكِينَ بِهِ
.
1» قال: «الحنيفية من الفطرة الّتي فطر الله النّاس عليها، لا تبديل لخلق الله- قال- فطرهم علي معرفته«».
5] 4237/[- إبن بابويه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن
-----------------------------------
1- الكافي 6: 431/ 1. 2- الكافي 6: 435/ 2. 3- الكافي 6: 436/ 7. 4- الكافي 2: 10/ 4. 5- معاني الأخبار: 349/ 1.
(1) في المصدر: علي المعرفة به.
صفحه : 882
اللهعليمسعود، عن أبيه، قال: حدثنا الحسين بن أشكيب، قال: حدثنا محمّد بن السري، عن الحسين بن سعيد، عن أبي أحمد محمّد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن عبد الأعلي، قال: سألت جعفر بن محمّد (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثانِ وَ اجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ قال: «الرجس من الأوثان: الشطرنج، و قول الزور: الغناء».
قلت: قوله عز و جل: وَ مِنَ النّاسِ مَن يَشتَرِي لَهوَ الحَدِيثِ
«1»! قال: «منه الغناء».
6] 5237/[- و عنه، قال: حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن يحيي الخزاز، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «سألته عن قول الزور.
قال: «منه: قول الرجل للذي يغني: أحسنت».
7] 6237/[- و عنه: عن أبيه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: حُنَفاءَ لِلّهِ غَيرَ مُشرِكِينَ بِهِ
. قلت: ما الحنيفية! قال: «هي الفطرة».
8] 7237/[- و عنه: عن أبيه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم و محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد جميعا، عن إبن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل: حُنَفاءَ لِلّهِ غَيرَ مُشرِكِينَ بِهِ
و عن الحنيفية.
2» قال: «هي الفطرة الّتي فطر الله النّاس عليها، لا تبديل لخلق الله- و قال- فطرهم الله علي التوحيد»«.
9] 8237/[- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «الرجس من الأوثان: الشطرنج، و قول الزور: الغناء. و قوله: حُنَفاءَ
أي طاهرين، و قوله: فِي مَكانٍ سَحِيقٍ أي بعيد».
10] 9237/[- الشيخ في (أماليه) بإسناده ، في قوله: فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثانِ وَ اجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ
.
قال: «الرجس: الشطرنج، و قول الزور: الغناء».
قلت: هذا الحديث مسبوق بحديث عن الباقر (عليه السلام) في (الأمالي).
-----------------------------------
6- معاني الأخبار: 349/ 2. 7- معاني الأخبار: 349/ 1. 8- التوحيد: 440/ 9. 9- تفسير القمّي 2: 84. 10- الأمالي 1: 330.
(1) لقمان 31: 6. [.....]
(2) في المصدر: المعرفة.
صفحه : 883
قوله تعالي:
ذلِكَ وَ مَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَي القُلُوبِ [32] 7330/[1]- علي بن إبراهيم، قال: تعظيم البدن و جودتها.
2] 1337/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:1» «إنما يکون الجزاء مضاعفا فيما دون البدنة«، فإذا بلغ البدنة فلا تضاعف لأنه أعظم ما يکون، قال الله عز و جل: وَ مَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَي القُلُوبِ
».
قوله تعالي:
لَكُم فِيها مَنافِعُ إِلي أَجَلٍ مُسَمًّي ثُمَّ مَحِلُّها إِلَي البَيتِ العَتِيقِ [33]
3] 2337/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: لَكُم فِيها مَنافِعُ إِلي أَجَلٍ مُسَمًّي
. قال: «إن احتاج إلي ظهرها ركبها من غير أن يعنف عليها، و إن کان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها».
4] 3337/[- إبن بابويه، في (الفقيه): بإسناده عن أبي بصير، عنه (عليه السلام) في قول الله عز و جل: لَكُم فِيها مَنافِعُ إِلي أَجَلٍ مُسَمًّي
. قال: «إن احتاج إلي ظهرها ركبها من غير أن يعنف عليها، و إن کان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها».
7334/[5]- علي بن إبراهيم، قال: البدن يركبها المحرم من موضعه«2» ألذي يحرم فيه غير مضر بها، و لا معنف عليها، و إن کان لها لبن يشرب من لبنها إلي يوم النحر، و هو قوله تعالي: ثُمَّ مَحِلُّها إِلَي البَيتِ العَتِيقِ.
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 84. 2- الكافي 4: 395/ 5. 3- الكافي 4: 492/ 1. 4- من لا يحضره الفقيه 2: 300/ 1493. 5- تفسير القمّي 2: 84.
(1) في المصدر زيادة: حتّي يبلغ البدنة.
(2) في «ط»: موضعها.
صفحه : 884
قوله تعالي:
وَ بَشِّرِ المُخبِتِينَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم وَ الصّابِرِينَ عَلي ما أَصابَهُم وَ المُقِيمِي الصَّلاةِ وَ مِمّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَ [34- 35]
1] 5337/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، قال: قال موسي بن جعفر (عليه السلام): «سألت أبي عن قول الله عز و جل: وَ بَشِّرِ المُخبِتِينَ
الآية، قال:
نزلت فينا خاصة».
7336/[2]- علي بن إبراهيم: في قوله تعالي: وَ بَشِّرِ المُخبِتِينَ قال: العابدين.
قوله تعالي:
وَ البُدنَ جَعَلناها لَكُم مِن شَعائِرِ اللّهِ لَكُم فِيها خَيرٌ فَاذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَت جُنُوبُها فَكُلُوا مِنها وَ أَطعِمُوا القانِعَ وَ المُعتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرناها لَكُم لَعَلَّكُم تَشكُرُونَ [36]
3] 7337/[- محمّد بن يعقوب: عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: فَاذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيها صَوافَّ
.
1» قال: «ذلک حين تصف للنحر، تربط يديها ما بين الخف و« الركبة، و وجوب جنوبها إذا وقعت علي الإرض».
4] 8337/[- و عنه: عن حميد بن زياد، عن إبن سماعة، عن غير واحد، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز و جل: فَإِذا وَجَبَت جُنُوبُها
قال: «إذا وقعت علي
-----------------------------------
1- تأويل الآيات 1: 337/ 11. 2- تفسير القمّي 2: 84. 3- الكافي 4: 497/ 1. 4- الكافي 4: 499/ 2.
(1) في المصدر: إلي.
صفحه : 885
اللهالإرض». فَكُلُوا مِنها وَ أَطعِمُوا القانِعَ وَ المُعتَرَّ}
قال: «القانع: ألذي يرضي بما أعطيته، و لا يسخط، و لا يكلح«1»، و لا يلوي شدقه غضبا، و المعتر: المار بك لتعطيه»«2».
3] 9337/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله جل ثناؤه: فَإِذا وَجَبَت جُنُوبُها فَكُلُوا مِنها وَ أَطعِمُوا القانِعَ وَ المُعتَرَّ
، قال: «القانع: ألذي يقنع بما أعطيته، و المعتر: ألذي يعتريك، و السائل: ألذي يسألك في يديه، و البائس: هو الفقير».
4] 0437/[- و عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن مولي لأبي عبد الله (عليه السلام)، قال: رأيت أبا الحسن الأول (عليه السلام) دعا ببدنة فنحرها، فلما ضرب الجزارون عراقيبها، فوقعت علي الإرض، و كشفوا شيئا من سنامها، قال: «اقطعوا و كلوا منها، فإن الله عز و جل يقول: فَإِذا وَجَبَت جُنُوبُها فَكُلُوا مِنها وَ أَطعِمُوا
».
5] 1437/[- الشيخ: بإسناده عن موسي بن القاسم، عن النخعي، عن صفوان بن يحيي، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إذا ذبحت أو نحرت فكل و أطعم، کما قال الله تعالي: فَكُلُوا مِنها وَ أَطعِمُوا القانِعَ وَ المُعتَرَّ
» و قال: «القانع: ألذي يقنع بما أعطيته، و المعتر: ألذي يعتريك، و السائل: ألذي يسألك في يديه، و البائس: الفقير».
6] 2437/[- و عنه بإسناده: عن موسي بن القاسم، عن إبن أبي عمير، عن سيف التمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن سعد بن عبد الملك قدم حاجا فلقي أبي، فقال: إني سقت هديا، فكيف أصنع! فقال له أبي:
أطعم أهلك ثلثا، و أطعم القانع و المعتر ثلثا، و أطعم المساكين ثلثا.
فقلت: المساكين هم السؤال! فقال: نعم، و قال: القانع ألذي يقنع بم أرسلت إليه من البضعة فما فوقها، و المعتر ينبغي له أكثر من ذلک، و هو أغني من القانع ألذي يعتريك فلا يسألك».
7] 3437/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: فَإِذا وَجَبَت جُنُوبُها
قال: «إذا وقعت علي
-----------------------------------
3- الكافي 4: 500/ 6. [.....] 4- الكافي 4: 501/ 9. 5- التهذيب 5: 223/ 751. 6- التهذيب 5: 223/ 753. 7- معاني الأخبار: 208/ 1.
(1) الكلوح: تكشر في عبوس. «الصحاح- كلح- 1: 399».
(2) في المصدر: لتطعمه.
صفحه : 886
اللهالإرض» فَكُلُوا مِنها وَ أَطعِمُوا القانِعَ وَ المُعتَرَّ}
قال: «القانع: ألذي يرضي بما أعطيته، و لا يسخط، و لا يكلح، و لا يزبد«1» شدقه غضبا، و المعتر: المار بك لتطعمه».
8] 4437/[- و عنه: بهذا الإسناد عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن سيف التمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إن سعد بن عبد الملك قدم حاجا، فلقي أبي (عليه السلام)، فقال: إني سقت هديا، فكيف أصنع! فقال: أطعم أهلك ثلثا، و أطعم القانع ثلثا، و أطعم المسكين ثلثا.
قلت: المسكين هو السائل! قال: نعم، و القانع: ألذي يقنع بما أرسلت إليه من البضعة فما فوقها، و المعتر:
ألذي يعتريك لا يسألك».
7345/[9]- علي بن إبراهيم، قال: القانع: ألذي يسأل فتعطيه، و المعتر: ألذي يعتريك فلا يسأل.
قوله تعالي:
لَن يَنالَ اللّهَ لُحُومُها وَ لا دِماؤُها وَ لكِن يَنالُهُ التَّقوي مِنكُم [37] 7346/[1]- علي بن إبراهيم، أي لا يبلغ ما يتقرب به إلي الله، و إن نحرها، إذا لم يتق الله، و إنما يتقبل الله من المتقين.
قوله تعالي:
لِتُكَبِّرُوا اللّهَ عَلي ما هَداكُم وَ بَشِّرِ المُحسِنِينَ [37] 7347/[2]- علي بن إبراهيم، قال: التكبير أيام التشريق: في الصلاة بمني في عقيب خمس عشرة صلاة، و في الأمصار عقيب عشر صلوات.
3] 8437/[- محمّد بن يعقوب: عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي، عن
-----------------------------------
8- معاني الأخبار: 208/ 2. 9- تفسير القمّي 2: 84. 1- تفسير القمّي 2: 84. 2- تفسير القمّي 2: 84. 3- الكافي 4: 516/ 3.
(1) زبّد شدقه: خرج زبده. «أقرب الموارد- زبد- 1: 453».
صفحه : 887
اللهعليمنصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)1» ، في قول الله عز و جل: وَ اذكُرُوا اللّهَ فِي أَيّامٍ مَعدُوداتٍ«.
قال: «هي أيام التشريق- و ساق الحديث إلي أن قال (عليه السلام)- و التكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله و الله أكبر، الله أكبر و لله الحمد، الله أكبر علي ما هدانا، الله أكبر علي ما رزقنا من بهيمة الأنعام».
3] 9437/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ اذكُرُوا اللّهَ فِي أَيّامٍ مَعدُوداتٍ
«2».
3» قال: «التكبير في أيام التشريق: من صلاة الظهر يوم النحر إلي صلاة الفجر من اليوم الثالث، و في الأمصار« عشر صلوات، فإذا نفر بعد الاولي أمسك أهل الأمصار، و من أقام بمني فصلي بها الظهر و العصر فليكبر».
قوله تعالي:
إِنَّ اللّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا [38]
1] 0537/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن علي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: إِنَّ اللّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا
.
قال: «نحن الّذين آمنوا، و الله يدافع عنا ما أذاعت عنا شيعتنا».
قوله تعالي:
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ إِلّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللّهُ [39 و 40]
2] 1537/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبن محبوب، عن
-----------------------------------
3- الكافي 4: 516/ 1. 1- تأويل الآيات 1: 337/ 12. [.....] 2- الكافي 8: 337/ 534.
(1) البقرة 2: 203.
(2) البقرة 2: 203.
(3) في «ط» زيادة: عقيب.
صفحه : 888
اللهعليأبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله تبارك و تعالي: الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ إِلّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللّهُ، قال: «نزلت في رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و علي، و جعفر، و حمزة، و جرت في الحسين (عليهم السلام) أجمعين».
2] 2537/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، قال: حدثنا موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: «نزلت هذه الآية في آل محمّد (عليهم السلام) خاصة أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ إِلّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللّهُ
- ثم تلا إلي قوله تعالي- وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ»«1».
3] 3537/[- و عنه، قال: حدثنا الحسين بن عامر، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن صفوان بن يحيي، عن حكيم الحناط، عن ضريس، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ
، قال: «الحسن و الحسين (عليهما السلام)».
4] 4537/[- و عنه، قال: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن مثني الحناط، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ
، قال: «هي في القائم (عليه السلام) و أصحابه».
5] 5537/[- و عنه، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيي، عن محمّد بن عبد الرحمن، عن المفضل«2»، عن جعفر إبن الحسين الكوفي، عن محمّد بن زيد مولي أبي جعفر (عليه السلام)، عن أبيه، قال: سألت مولاي أبا جعفر (عليه السلام)، قلت: قوله عز و جل: الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ إِلّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللّهُ
! قال: «نزلت في علي، و حمزة، و جعفر (عليهم السلام)، ثم جرت في الحسين (عليه السلام)».
6] 6537/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود النجار، قال:
حدثنا مولانا موسي بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) ، في قول الله تعالي: الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ.
قال: «نزلت فينا خاصة، في أمير المؤمنين و ذريته (عليهم السلام)، و ما ارتكب من أمر فاطمة (عليها السلام)».
7] 7537/[- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، قال: حدثني أبي (رحمه الله)، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
-----------------------------------
2- تأويل الآيات 1: 338/ 14. 3- تأويل الآيات 1: 338/ 15. 4- تأويل الآيات 1: 338/ 16. 5- تأويل الآيات 1: 339/ 17، شواهد التنزيل 1: 399/ 552. 6- تأويل الآيات 1: 339/ 18. 7- كامل الزيارات: 63/ 4.
(1) الحج 22: 41.
(2) في المصدر: محمّد بن عبد الرحمن بن الفضل.
صفحه : 889
اللهعليإبن محمّد بن عيسي، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيي، عن حكيم الحناط، عن ضريس، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ قال: «علي، و الحسن، و الحسين (عليهم السلام)».
8] 8537/[- و عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): «أنها نزلت في المهاجرين، و جرت في آل محمّد (عليهم السلام) الّذين اخرجوا من ديارهم، و أخيفوا».
7359/[9]- علي بن إبراهيم، قال: نزلت في علي (عليه السلام) و جعفر، و حمزة (رضي الله عنهما) ثم جرت. و قوله:
الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ قال: الحسين (عليه السلام)، حين طلبه يزيد لعنه الله ليحمله إلي الشام فهرب إلي الكوفة، و قتل بالطف.
10] 0637/[- ثم قال علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن إبن أبي عمير، عن إبن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، في قوله: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ
.
قال: «إن العامة يقولون: نزلت في رسول الله (صلي الله عليه و آله) لما أخرجته قريش من مكة، و إنما هو القائم (عليه السلام) إذا خرج يطلب بدم الحسين (عليه السلام)، و هو قوله: نحن أولياء الدم، و طلاب الدية. ثم ذكر عبادة الأئمة (عليهم السلام)، و سيرتهم، فقال: الَّذِينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَ نَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ
»«1».
و تقدم حديث في ذلک في قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اشتَري مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَ أَموالَهُم«2» الآية، من سورة براءة.
قوله تعالي:
وَ لَو لا دَفعُ اللّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَهُدِّمَت صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللّهِ كَثِيراً وَ لَيَنصُرَنَّ اللّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [40]
1] 1637/[- الطبرسي، قال: قرأ الصادق (عليه السلام) «و صلوات» بضم الصاد و اللام، و فسرها بالحصون،
-----------------------------------
8- مجمع البيان 7: 138. 9- تفسير القمّي 2: 84. [.....] 10- تفسير القمّي 2: 84. 1- جوامع الجامع: 301.
(1) الحج 22: 41.
(2) التوبة 9: 111، تقدّم في الحديث (2) من تفسير الآيتين (111 و 112) من سورة التوبة. 1»
صفحه : 890
اللهو الآطام«.
2] 2637/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن صفوان بن يحيي، عن إبن مسكان، عن حجر بن زائدة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز و جل:
وَ لَو لا دَفعُ اللّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَهُدِّمَت صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللّهِ كَثِيراً
.
2» فقال: «کان قوم صالحون، و هم مهاجرون قوم سوء خوفا أن يفسدوهم، فيدفع الله أيديهم عن الصالحين، و لم يأجر أولئك بما يقع« بهم، و فينا مثلهم».
3] 3637/[- و عنه: عن محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود، عن أبي الحسن موسي إبن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) ، في قوله عز و جل: وَ لَو لا دَفعُ اللّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَهُدِّمَت صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللّهِ كَثِيراً
، قال: «هم الأئمة الأعلام، و لو لا صبرهم، و انتظارهم الأمر أن يأتيهم من الله لقتلوا جميعا. قال الله عز و جل: وَ لَيَنصُرَنَّ اللّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ».
قال شرف الدين النجفي: بيان معني هذا التأويل الأول:
قوله: «کان قوم صالحون، و هم مهاجرون قوم سوء خوفا أن يفسدوهم»
أي يفسدوا عليهم دينهم، فهاجروهم لأجل ذلک، فالله تعالي يدفع أيدي القوم السوء عن الصالحين.
و قوله: «و فينا مثلهم» قوم صالحون و هم الأئمة الراشدون، و قوم سوء و هم المخالفون، و الله تعالي يدفع أيدي المخالفين عن الأئمة الراشدين، و الحمد لله رب العالمين«3».
ثم قال: و أما معني التأويل الثاني: قوله: «هم الأئمة». بيانه: أن الله سبحانه يدفع بعض النّاس عن بعض، فالمدفوع عنهم: [هم] الأئمة (عليهم السلام)، و المدفوعون: هم الظالمون.
و
قوله: «و لو لا صبرهم و انتظارهم الأمر أن يأتيهم من الله لقتلوا جميعا»
معناه: و لولا صبرهم علي الأذي و التكذيب، و انتظارهم أمر الله أن يأتيهم بفرج آل محمّد، و قيام القائم (عليه السلام)، لقاموا کما قام غيرهم [بالسيف]، و لو قاموا لقتلوا جميعا، [و لو قتلوا جميعا] لهدمت صوامع، و بيع، و صلوات، و مساجد.
-----------------------------------
2- تأويل الآيات 1: 340/ 19. 3- تأويل الآيات 1: 340/ 20، و قطعة منه في شواهد التنزيل 1: 280/ 384 و تذكرة الخواص: 16 و فرائد السمطين 1: 339/ 261 و ينابيع المودة: 70 و 72 و 74 و 120.
(1) الآطام: جمع أطم، بسكون الطاء و ضمّها: الحصن و البيت المرتفع.
(2) في المصدر: بما يدفع.
(3) قال المجلسي (رحمه اللّه) في تفسير ذلک: أي کان قوم صالحون هجروا قوم سوء خوفا أن يفسدوا عليهم دينهم، فاللّه تعالي يدفع بهذا القوم السوء عن الصالحين شرّ الكفّار، کما کان الخلفاء الثلاثة و بنو اميّة و أضرابهم يقاتلون المشركين و يدفعونهم عن المؤمنين الّذين لا يخالطونهم و لا يعاونونهم خوفا من أن يفسدوا عليهم دينهم لنفاقهم و فجورهم، و لم يأجر اللّه هؤلاء المنافقين بهذا الدفع، لأنّه لم يكن غرضهم إلّا الملك و السلطنة و الاستيلاء علي المؤمنين و أئمّتهم، کما قال النبيّ (صلي اللّه عليه و آله): «إنّ اللّه يؤيّد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم» و أمّا قوله (عليه السّلام): «و فينا مثلهم» يعني نحن أيضا نهجر المخالفين لسوء فعالهم، فيدفع اللّه ضرر الكافرين و شرّهم عنّا بهم. «البحار 24: 361».
صفحه : 891
و الصوامع: عبارة [عن مواضع عبادة] النصاري في الجبال، و البيع في القري، و الصلوات: أي مواضعها، و يشترك فيها المسلمون و اليهود، فاليهود لهم الكنائس، و المسلمون المساجد، فيكون قتلهم جميعا سببا لهدم هذه المواضع، و هدمها سببا لتعطيل الشرائع الثلاث: شريعة موسي، و عيسي، و محمّد (صلي الله عليه و عليهم أجمعين) لأن الشرائع لا تقوم إلا بالكتاب، و الكتاب يحتاج إلي التأويل، و التأويل لا يعلمه إلا الله و الراسخون في العلم، و هم الأئمة (صلوات الله عليهم)، لأنهم يعلمون تأويل كتاب موسي، و عيسي، و محمّد (صلي الله عليه و عليهم أجمعين)،
لقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم، و بين أهل الفرقان بفرقانهم، حتي تنطق الكتب، و تقول: صدق».
و قوله: «هم الأعلام». الأعلام: الأدلة الهادية إلي دار السلام، فعليهم من الله أفضل التحية و الإكرام و لما علم الله سبحانه و تعالي منهم الصبر و عدهم النصر، فقال: وَ لَيَنصُرَنَّ اللّهُ مَن يَنصُرُهُ [ أي ينصر دينه] إِنَّ اللّهَ لَقَوِيٌّ في سلطانه عَزِيزٌ في جبروت شأنه.
قلت: قد تقدمت
رواية محمّد بن العباس بإسناده إلي عيسي بن داود، عن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام):1» «نزلت آية: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ إلي قوله تعالي وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ في آل محمّد (عليهم السلام) خاصة»«.
قوله تعالي:
الَّذِينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَ نَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ وَ إِن يُكَذِّبُوكَ فَقَد كَذَّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَ عادٌ وَ ثَمُودُ- إلي قوله تعالي- نَكِيرِ [41- 44]
1] 4637/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قوله تعالي: الَّذِينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَ نَهَوا عَنِ المُنكَرِ
قال: «نحن هم».
2] 5637/[- و عنه، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن حصين بن مخارق، عن
-----------------------------------
1- تأويل الآيات 1: 342/ 22. 2- تأويل الآيات 1: 342/ 23، شواهد التنزيل 1: 400/ 554.
(1) تقدّمت في الحديث (2) من تفسير الآيتين (39- 40) من هذه السورة.
صفحه : 892
اللهعليعمرو«1» بن ثابت، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن«2»، عن امه، عن أبيها (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل:
الَّذِينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَ نَهَوا عَنِ المُنكَرِ
.
قال: «هذه نزلت فينا أهل البيت».
3] 6637/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، عن الإمام أبي الحسن موسي بن جعفر (عليهما السلام)، قال: «كنت عند أبي يوما في المسجد إذ أتاه رجل، فوقف أمامه، و قال: يا بن رسول الله، أعيت علي آية في كتاب الله عز و جل، سألت عنها جابر بن يزيد فأرشدني إليك. فقال: و ما هي! قال: قوله عز و جل: الَّذِينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَ نَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ
.
فقال أبي: نعم، فينا نزلت، و ذلک أن فلانا، و فلانا، و طائفة معهما- و سماهم- اجتمعوا إلي النبي (صلي الله عليه و آله)، فقالوا: يا رسول الله، إلي من يصير هذا الأمر بعدك، فو الله لئن صار إلي رجل من أهل بيتك، إنا لنخافهم علي أنفسنا و لو صار إلي غيرهم فلعل غيرهم أقرب و أرحم بنا منهم. فغضب رسول الله (صلي الله عليه و آله) من ذلک غضبا شديدا، ثم قال: أما و الله لو آمنتم بالله و برسوله ما أبغضتموهم، لأن بغضهم بغضي، و بغضي هو الكفر بالله، ثم نعيتم إلي نفسي، فو الله لئن مكنهم الله في الإرض ليقيموا الصلاة، و ليؤتوا الزكاة، و ليأمروا بالمعروف، و لينهوا عن المنكر، إنما يرغم الله انوف رجال يبغضوني، و يبغضون أهل بيتي و ذريتي فأنزل الله عز و جل:
الَّذِينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَ نَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ
فلم يقبل القوم ذلک، فأنزل الله سبحانه: وَ إِن يُكَذِّبُوكَ فَقَد كَذَّبَت قَبلَهُم قَومُ نُوحٍ وَ عادٌ وَ ثَمُودُ وَ قَومُ إِبراهِيمَ وَ قَومُ لُوطٍ وَ أَصحابُ مَديَنَ وَ كُذِّبَ مُوسي فَأَملَيتُ لِلكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذتُهُم فَكَيفَ كانَ نَكِيرِ».
4] 7637/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن الحسين بن حميد، عن جعفر بن عبد الله، عن كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: الَّذِينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَ نَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ
.
قال: «هذه الآية لآل محمّد المهدي (عليه السلام) و أصحابه، يملكهم الله مشارق الإرض و مغاربها، و يظهر الدين، و يميت الله عز و جل به و بأصحابه البدع و الباطل کما أمات السفهة الحق، حتي لا يري أثر من الظلم، و يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر، و لله عاقبة الأمور».
5] 8637/[- و عنه، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، قال:
-----------------------------------
3- تأويل الآيات 1: 342/ 24. 4- تأويل الآيات 1: 343/ 25. [.....] 5- تأويل الآيات 1: 338/ 14.
(1) في «ي، ط»: عمر.
(2) في «ج، ي، ط»: عبد اللّه بن الحسن بن الحسين، راجع معجم رجال الحديث 10: 159.
صفحه : 893
اللهعليحدثنا موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: «نزلت هذه الآية في آل محمّد (عليهم السلام) خاصة:
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّهَ عَلي نَصرِهِم لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم بِغَيرِ حَقٍّ إِلّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللّهُ
«1»- ثم تلا إلي قوله تعالي- وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ».
6] 9637/[- علي بن إبراهيم، قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام): «الَّذِينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ
فهذه لآل محمّد (عليهم السلام) إلي آخر الآية، و المهدي و أصحابه (عليه السلام) يملكهم الله مشارق الإرض و مغاربها، و يظهر الدين، و يميت الله به و بأصحابه البدع و الباطل کما أمات السفهة الحق، حتي لا يري أثر للظلم، و يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر».
قوله تعالي:
فَكَأَيِّن مِن قَريَةٍ أَهلَكناها- إلي قوله تعالي- وَ قَصرٍ مَشِيدٍ [45] 7370/[1]- علي بن إبراهيم، قال: و أما قوله: فَكَأَيِّن مِن قَريَةٍ أَهلَكناها وَ هِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها العروش: سقف البيت و حولها و جوانبها.
قال: و أما قوله: وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ قال: هو مثل جري لآل محمّد (عليهم السلام) قوله: وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ: هي الّتي لا يستقي منها، و هو الإمام ألذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلي وقت ظهوره«2»، و القصر المشيد: هو المرتفع، و هو مثل لأمير المؤمنين و الأئمة (عليهم السلام)، و فضائلهم«3» المنتشرة في العالمين، المشرفة علي الدنيا، و تستطار ثم تشرق علي الدنيا«4»، و هو قوله: لِيُظهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ«5» و قال الشاعر في ذلک:
بئر معطلة و قصر مشرف | مثل لآل محمّد مستطرف |
فالقصر مجدهم ألذي لا يرتقي | و البئر علمهم ألذي لا ينزف«6» |
-----------------------------------
6- تفسير القمّي 2: 87. 1- تفسير القمّي 2: 85 و 87.
(1) سورة الحج 22: 39 و 40.
(2) (إلي وقت ظهوره) ليس في المصدر.
(3) في «ج، ي، ط»: و قضاياهم.
(4) في المصدر: و فضائلهم المشرفة علي الدنيا.
(5) التوبة 9: 33، الفتح 48: 28، الصف 61: 9.
(6) أي لا يفني.
صفحه : 894
2] 1737/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن الحسن، و علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن موسي بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر (عليهما السلام) ، في قوله تعالي: وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ
، قال: «البئر المعطلة: الإمام الصامت، و القصر المشيد: الإمام الناطق».
3] 2737/[- إبن بابويه، قال: حدثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس الليثي، قال: حدثنا أحمد بن محمّد إبن سعيد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن إبراهيم بن زياد، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ
، قال: «البئر المعطلة: الإمام الصامت، و القصر المشيد: الإمام الناطق».
4] 3737/[- و عنه، قال: حدثني أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن علي بن السندي، عن محمّد بن عمرو، عن بعض أصحابنا، عن نصر بن قابوس، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ
، قال: «البئر المعطلة: الإمام الصامت، و القصر المشيد: الإمام الناطق».
7374/[5]- و عنه، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي (رحمه الله)، قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، إسحاق بن محمّد، قال: أخبرني محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن القاسم البطل، عن صالح بن سهل، أنه قال: أمير المؤمنين (عليه السلام) هو القصر المشيد، و البئر المعطلة: فاطمة و ولدها (عليهم السلام)، معطلين من الملك.
و قال محمّد بن الحسن بن أبي خالد الأشعري، معطلين بشنبولة.
بئر معطلة و قصر مشرف | مثل لآل محمّد مستطرف |
فالناطق القصر المشيد منهم | و الصامت البئر الّتي لا تنزف |
6] 5737/[- سعد بن عبد الله: عن علي بن إسماعيل بن عيسي، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن بعض أصحابه، عن نصر بن قابوس، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ ظِلٍّ مَمدُودٍ وَ ماءٍ مَسكُوبٍ وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍ
«1» قال: « يا نصر، إنه- و الله- ليس حيث يذهب النّاس، إنما هو العالم«2» و ما يخرج منه».
-----------------------------------
2- الكافي 1: 353/ 75. 3- معاني الأخبار: 111/ 1. 4- معاني الأخبار: 111/ 2. [.....] 5- معاني الأخبار: 111/ 3. 6- مختصر بصائر الدرجات: 57.
(1) الواقعة 56: 30- 33.
(2) في «ج، ي، ط»: العلم.
صفحه : 895
اللهو سألته عن قول الله عز و جل: وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ}
قال: «البئر المعطلة: الإمام الصامت، و القصر المشيد: الإمام الناطق».
7] 6737/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا الحسين بن عامر، عن محمّد بن الحسين، عن الربيع بن محمّد، عن صالح بن سهل، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «قول الله عز و جل: وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ
أمير المؤمنين (عليه السلام): القصر المشيد، و البئر المعطلة: فاطمة (عليها السلام) و ولدها، معطلون من الملك».
8] 7737/[- إبن شهر آشوب: عن جعفر الصادق (عليه السلام) ، في قوله تعالي: وَ بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصرٍ مَشِيدٍ
أنه قال: «رسول الله (صلي الله عليه و آله) القصر المشيد، و البئر المعطلة علي (عليه السلام)».
9] 8737/[- علي بن جعفر: عن أخيه موسي (عليه السلام)، قال: «البئر المعطلة: الإمام الصامت، و القصر المشيد:
الإمام الناطق».
قوله تعالي:
وَ يَستَعجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَ لَن يُخلِفَ اللّهُ وَعدَهُ وَ إِنَّ يَوماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ [47] 7379/[1]- علي بن إبراهيم: و ذلک أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) أخبرهم أن العذاب قد أتاهم، فقالوا: فأين العذاب! استعجلوه، فقال الله: وَ إِنَّ يَوماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ.
2] 0837/[- الشيخ في (أماليه) قال: أخبرنا محمّد بن محمّد بن النعمان، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمّد القاساني«1»، عن سليمان بن داود«2» المنقري، عن حفص بن غياث، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام): «إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه فلييأس من النّاس كلهم، و لا يکون له رجاء إلا من
-----------------------------------
7- تأويل الآيات 1: 344/ 26. 8- المناقب 3: 88. 9- المناقب 3: 88. 1- تفسير القمّي 2: 88. 2- الأمالي 1: 34.
(1) الظاهر أنّه سقط من سند الحديث القاسم بن محمّد، بدليل السند الآتي في ذيل هذا الحديث، و انظر: فهرست الطوسي: 77، معجم رجال الحديث 12: 173.
(2) في «ج، ي»: داود بن سليمان.
صفحه : 896
اللهعند الله عز و جل، فإذا علم الله ذلک من قبله لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فإن في القيامة خمسين موقفا، کل موقف [مثل] ألف سنة مما تعدون- ثم تلا هذه الآية- فِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ}
«1»».
و رواه محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، و علي بن محمّد جميعا، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه» و ساق الحديث إلي آخره، إلا أن فيه: «مقداره ألف سنة» ثم تلا، إلي آخره«2».
و سيأتي- إن شاء الله تعالي- في قوله تعالي: فِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ من سورة المعارج«3».
3] 1837/[- محمّد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عنهم (عليهم السلام)، في حديث ما وعظ الله عز و جل به عيسي (عليه السلام)، و فيه:4» « يا عيسي، تب إلي، فإني لا يتعاظمني ذنب أن أغفره، و أنا أرحم الراحمين: اعمل لنفسك في مهلة من أجلك، قبل أن لا تعمل لها«، و اعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون، فيه أجزي بالحسنة أضعافها، و إن السيئة توبق صاحبها».
قوله تعالي:
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُم مَغفِرَةٌ وَ رِزقٌ كَرِيمٌ وَ الَّذِينَ سَعَوا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصحابُ الجَحِيمِ [50- 51]
1] 2837/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، عن الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) ، في قوله عز و جل: فَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُم مَغفِرَةٌ وَ رِزقٌ كَرِيمٌ
.
قال: «أولئك آل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)، و الّذين سعوا في قطع مودة آل محمّد (عليهم السلام) معاجزين
-----------------------------------
3- الكافي 8: 131/ 103. 1- تأويل الآيات 1: 345/ 29.
(1) المعارج 70: 4. [.....]
(2) الكافي 2: 119/ 2.
(3) يأتي في الحديث (13) من تفسير الآية (4) من سورة المعارج.
(4) في المصدر: لا يعمل لها غيرك.
صفحه : 897
اللهأولئك أصحاب الجحيم- قال- هم الأربعة نفر: التيمي، و العدوي، و الأمويان».}
قوله تعالي:
وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ- إلي قوله تعالي- عَذابُ يَومٍ عَقِيمٍ [52- 55]
1] 3837/[- علي بن إبراهيم: إن العامة رووا أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان في الصلاة، فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام، و قريش يستمعون لقراءته، فلما انتهي إلي هذه الآية: أَ فَرَأَيتُمُ اللّاتَ وَ العُزّي وَ مَناةَ الثّالِثَةَ الأُخري
«1» أجري إبليس علي لسانه: فإنها للغرانيق الأولي، و إن شفاعتهن لترجي. ففرحت قريش، و سجدوا، و کان في القوم الوليد بن المغيرة المخزومي و هو شيخ كبير، فأخذ كفا من حصي، فسجد عليه و هو قاعد، و قالت قريش: قد أقر محمّد بشفاعة اللات و العزي، قال: فنزل جبرئيل (عليه السلام)، فقال له: قد قرأت ما لم أنزل به عليك، و أنزل عليه: وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلّا إِذا تَمَنّي أَلقَي الشَّيطانُ فِي أُمنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ ما يُلقِي الشَّيطانُ.
و
أما الخاصة فإنهم رووا عن أبي عبد الله (عليه السلام):2» «أن رسول الله (صلي الله عليه و آله) أصابته خصاصة، فجاء إلي رجل من الأنصار، فقال له: هل عندك من طعام! فقال: نعم، يا رسول الله. و ذبح له عناقا«، و شواه، فلما أدناه منه تمني رسول الله (صلي الله عليه و آله) أن يکون معه علي و فاطمة و الحسن، و الحسين (عليهم السلام).
فجاء أبو بكر و عمر، ثم جاء علي (عليه السلام) بعدهما، فأنزل الله في ذلک: وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ
و لا محدث إِلّا إِذا تَمَنّي أَلقَي الشَّيطانُ فِي أُمنِيَّتِهِ يعني فلانا و فلانا فَيَنسَخُ اللّهُ ما يُلقِي الشَّيطانُ يعني لما جاء علي (عليه السلام) بعدهما ثُمَّ يُحكِمُ اللّهُ آياتِهِ يعني بنصرة أمير المؤمنين (عليه السلام)».
ثم قال: لِيَجعَلَ ما يُلقِي الشَّيطانُ فِتنَةً
يعني فلانا و فلانا لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ قال: الشك وَ القاسِيَةِ قُلُوبُهُم إلي قوله: إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ يعني إلي الإمام المستقيم. ثم قال: وَ لا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِريَةٍ مِنهُ أي في شك من أمير المؤمنين (عليه السلام) حَتّي تَأتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغتَةً أَو يَأتِيَهُم عَذابُ يَومٍ عَقِيمٍ قال: العقيم: ألذي لا مثل له في الأيام.
2] 4837/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن الحسن بن علي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن حماد
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 85. 2- تأويل الآيات 1: 347/ 33.
(1) الآية: 19 و 20.
(2) العناق: بالفتح، الأنثي من ولد المعز قبل استكمالها الحول. «مجمع البحرين- عنق- 5: 219».
صفحه : 898
اللهعليإبن عيسي، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قوله عز و جل: وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلّا إِذا تَمَنّي أَلقَي الشَّيطانُ فِي أُمنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ ما يُلقِي الشَّيطانُ الآية.
قال أبو جعفر (عليه السلام): «خرج رسول الله (صلي الله عليه و آله) و قد أصابه جوع شديد، فأتي رجلا من الأنصار، فذبح له عناقا، و قطع له عذق بسر و رطب، فتمني رسول الله عليا (عليه السلام)، و قال: يدخل عليكم رجل من أهل الجنة» قال: «فجاء أبو بكر، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان، ثم جاء علي (عليه السلام)، فنزلت هذه الآية: وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلّا إِذا تَمَنّي أَلقَي الشَّيطانُ فِي أُمنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ ما يُلقِي الشَّيطانُ ثُمَّ يُحكِمُ اللّهُ آياتِهِ وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
».
3] 5837/[- و عنه، قال: حدثنا جعفر بن محمّد الحسني، عن إدريس بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن زياد بن سوقة، عن الحكم بن عتيبة، قال: قال لي علي بن الحسين (عليهما السلام): « يا حكم، هل تدري ما كانت الآية الّتي کان يعرف بها علي (عليه السلام)، صاحب قتله، و يعرف بها الأمور العظام الّتي کان يحدث بها النّاس!» قال: قلت: لا و الله. فأخبرني بها، يا بن رسول الله. قال: «هي قول الله عز و جل: وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ
و لا محدث».
قلت: فكان علي (عليه السلام) محدثا! قال: «نعم، و کل إمام منا أهل البيت محدث».
4] 6837/[- و عنه، قال: حدثنا الحسين بن عامر، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيي، عن داود بن فرقد، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: قال لي الحكم بن عتيبة: إن مولاي علي بن الحسين (عليه السلام) قال لي: «إنما علم علي (عليه السلام) كله في آية واحدة». قال: فخرج عمران بن أعين ليسأله، فوجد عليا (عليه السلام) قد قبض، فقال لأبي جعفر (عليه السلام): إن الحكم حدثنا عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال: «إن علم علي (عليه السلام) كله في آية واحدة»!
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «و ما تدري ما هي!» قلت: لا. قال: «هي قوله تعالي: وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ
و لا محدث، ثم أبان شأن الرسول، و النبي، و المحدث (صلوات الله عليهم أجمعين)».
5] 7837/[- و عنه، قال: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسي، عن القاسم بن عروة، عن بريد العجلي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)، عن الرسول، و النبي، و المحدث.
فقال: «الرسول: ألذي تأتيه الملائكة، و يعاينهم، و تبلغه الرسالة من الله. و النبي: ألذي يري في المنام، فما رأي فهو کما رأي، و المحدث: ألذي يسمع صوت الملائكة و حديثهم، و لا يري شيئا، بل ينقر في أذنيه، و ينكت في قلبه».
-----------------------------------
3- تأويل الآيات 1: 345/ 30. 4- تأويل الآيات 1: 346/ 31. 5- تأويل الآيات 1: 346/ 32.
صفحه : 899
6] 8837/[- محمّد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي، قال: حدثني عبيس بن هشام، قال: حدثنا كرام إبن عمرو الخثعمي، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال:1» قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أ کان علي (عليه السلام) ينكت في قلبه، أو يوقر« في صدره و اذنه! قال: «إن عليا (عليه السلام) کان محدثا».
قال: فلما أكثرت عليه، قال: «إن عليا (عليه السلام) يوم بني قريظة و بني النضير کان جبرئيل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، يحدثانه».
7] 9837/[- و عنه: عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيي، عن الحارث بن المغيرة، عن حمران، قال:
حدثنا الحكم بن عتيبة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال: «إن علم علي (عليه السلام) في آية من القرآن» قال:
و كتمنا الآية.
قال: فكنا نجتمع فنتدارس القرآن فلا نعرف الآية- قال- فدخلت علي أبي جعفر (عليه السلام)، فقلت له: إن الحكم بن عتيبة حدثنا عن علي بن الحسين (عليه السلام): «أن علم علي (عليه السلام) في آية من القرآن» و كتمنا الآية.
قال: «اقرأ يا حمران» فقرأت: وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ
فقال أبو جعفر (عليه السلام): «و ما أرسلنا من رسول و لا نبي و لا محدث» قلت: و کان علي (عليه السلام) محدثا! قال: «نعم».
فجئت إلي أصحابنا، فقلت: قد أصبت ألذي کان الحكم يكتمنا. قال: قلت: قال أبو جعفر (عليه السلام): «کان يقول: علي (عليه السلام) محدث». فقالوا لي: ما صنعت شيئا، ألا كنت تسأله من يحدثه!
[قال: فبعد ذلک إني أتيت أبا جعفر (عليه السلام) فقلت: أ ليس حدثتني أن عليا (عليه السلام) کان محدثا! قال:
«بلي»] قلت: من يحدثه! قال: «ملك يحدثه».
قال: قلت: أقول إنه نبي، أو رسول! قال: «لا، و لكن قل: مثله مثل صاحب سليمان، و صاحب موسي، و مثله مثل ذي القرنين».
8] 0937/[- و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: الأئمة علماء صادقون، مفهمون، محدثون».
9] 1937/[- و عنه: عن أبي طالب، عن عثمان بن عيسي، عن سماعة، قال: كنت أنا، و أبو بصير، و محمّد بن عمران ننزل بمكة، فقال محمّد بن عمران: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول «نحن اثنا عشر محدثا» فقال له أبو بصير: و الله لقد سمعت من أبي عبد الله (عليه السلام)! قال: فحلفه مرة أو مرتين أنه سمعه. فقال أبو بصير: كذا سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول.
-----------------------------------
6- بصائر الدرجات: 341/ 2. 7- بصائر الدرجات: 343/ 10 و 11. 8- بصائر الدرجات: 339/ 1. 9- بصائر الدرجات: 339/ 2. [.....]
(1) وقر في قلبي كذا: وقع و بقي أثره. «أقرب الموارد- وقر- 2: 1474». و في المصدر: ينقر.
صفحه : 900
7392/[10]- و عنه: عن عبد الله بن محمّد، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن أحمد بن محمّد الثقفي، عن أحمد بن يونس الحجال، عن أيوب بن حسن، عن قتادة، أنه کان يقرأ: «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث»«1».
11] 3937/[- و عنه: عن علي بن إسماعيل، عن صفوان، عن الحارث بن المغيرة، عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أ لست أخبرتني أن عليا (عليه السلام) کان محدثا! قال: «بلي» قلت: من يحدثه! قال: «ملك يحدثه».
قلت: فأقول إنه نبي، أو رسول! قال: «لا، بل مثله مثل صاحب سليمان، و مثل صاحب موسي، و مثل ذي القرنين، أما بلغك أن عليا (عليه السلام) سئل عن ذي القرنين، فقيل: کان نبيا! فقال: لا، بل کان عبدا أحب الله فأحبه، و نصح لله فنصحه. فهذا مثله».
12] 4937/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن الحارث بن المغيرة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إن عليا (عليه السلام) کان محدثا».
قلت: فيكون نبيا! قال: فحرك يده هكذا، ثم قال: «أو كصاحب سليمان، أو كصاحب موسي، أو كذي القرنين، أو ما بلغكم أنه (عليه السلام) قال: و فيكم مثله!».
13] 5937/[- محمّد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
«2» ما الرسول، و ما النبي! قال: «النبي: ألذي يري في منامه، و يسمع الصوت، و لا يعاين الملك، و الرسول: ألذي يسمع الصوت، و يري في المنام، و يعاين الملك».
قلت: الإمام، ما منزلته! قال: «يسمع الصوت، و لا يري، و لا يعاين الملك» ثم تلا هذه الآية: «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث».
14] 6937/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، قال: كتب الحسن بن العباس المعروفي إلي الرضا (عليه السلام): جعلت فداك، أخبرني: ما الفرق بين الرسول، و النبي، و الإمام!
فكتب- أو قال-: «الفرق بين الرسول و النبي و الإمام، أن الرسول: ألذي ينزل عليه جبرئيل فيراه، و يسمع
-----------------------------------
10- بصائر الدرجات: 341/ 8. 11- بصائر الدرجات: 386/ 6. 12- بصائر الدرجات: 386/ 2. 13- الكافي 1: 134/ 1. 14- الكافي 1: 134/ 2.
(1) و رويت هذه القراءة عن عبد اللّه بن عباس و سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، کما في الدر المنثور 6: 65.
(2) مريم 19: 51 و 54.
صفحه : 901
اللهكلامه، و ينزل عليه الوحي، و ربما رأي في منامه نحو رؤيا إبراهيم (عليه السلام)، و النبي: ربما سمع الكلام، و ربما رأي الشخص و لم يسمع. و الإمام: هو ألذي يسمع الكلام، و لا يري الشخص».}
15] 7937/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن الأحول، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرسول، و النبي، و المحدث!
فقال: «الرسول: ألذي يأتيه جبرئيل قبلا فيراه، و يكلمه، فهذا الرسول، و أما النبي: فهو ألذي يري في منامه، نحو رؤيا إبراهيم (عليه السلام)، و نحو ما کان رأي رسول الله (صلي الله عليه و آله) من أسباب النبوة قبل الوحي، حتي أتاه جبرئيل (عليه السلام) من عند الله بالرسالة، و کان محمّد (صلي الله عليه و آله) حين جمع له النبوة، و يري في منامه، و يأتيه الروح، و يكلمه، و يحدثه، من غير أن يکون يراه في اليقظة. و أما المحدث: فهو ألذي يحدث، فيسمع، و لا يعاين، و لا يري في منامه».
16] 8937/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحجال، عن القاسم بن محمّد، عن عبيد بن زرارة، قال: أرسل أبو جعفر (عليه السلام) إلي زرارة أن يعلم الحكم بن عتيبة، أن أوصياء محمّد (عليه و عليهم السلام) محدثون.
17] 9937/[- و عن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن إبن محبوب، عن جميل بن صالح، عن زياد بن سوقة، عن الحكم بن عتيبة، قال: دخلت علي علي بن الحسين (عليهما السلام) يوما، فقال: « يا حكم، هل تدري الآية الّتي کان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يعرف قالته بها، و يعلم بها الأمور العظام الّتي کان يحدث بها النّاس!».
قال الحكم: فقلت في نفسي: قد وقعت علي علم من علم علي بن الحسين (عليهما السلام)، أعلم بذلك تلك الأمور العظام. قال: فقلت: لا و الله، لا أعلم. قال: ثم قلت: الآية، تخبرني بها، يا بن رسول الله! قال: «هو- و الله- قول الله عز ذكره: وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ
و لا محدث، و کان علي بن أبي طالب (عليه السلام) محدثا».
فقال له رجل يقال له: عبد الله بن زيد، کان أخا علي لامه: سبحان الله، محدثا!؟ كأنه ينكر ذلک. فأقبل عليه أبو جعفر (عليه السلام)، فقال: «أما و الله إن إبن أمك بعد قد کان يعرف ذلک». قال: فلما قال ذلک سكت الرجل، فقال:
«هي الّتي هلك فيها أبو الخطاب، فلم يدر ما تأويل المحدث و النبي».
18] 0047/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد، و محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن إسماعيل، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: «الأئمة علماء، صادقون، مفهمون، محدثون».
-----------------------------------
15- الكافي 1: 135/ 3. 16- الكافي 1: 212/ 1. 17- الكافي 1: 212/ 2. 18- الكافي 1: 213/ 3.
صفحه : 902
19] 1047/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن رجل، عن محمّد بن مسلم، قال: ذكر المحدث عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال: «إنه يسمع الصوت و لا يري الشخص».
فقلت له: جعلت فداك، كيف يعلم أنه كلام الملك! قال: «إنه يعطي السكينة و الوقار حتي يعلم أنه كلام الملك».
20] 2047/[- و عنه: عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار، عن الحارث بن المغيرة، عن حمران بن أعين، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): «إن عليا (عليه السلام) کان محدثا».
فخرجت إلي أصحابي، فقلت: جئتكم بعجيبة. فقالوا: و ما هي! قلت: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
«کان علي (عليه السلام) محدثا» فقالوا: ما صنعت شيئا، ألا سألته من کان يحدثه!
فرجعت إليه، فقلت: إني حدثت أصحابي بما حدثتني، فقالوا: ما صنعت شيئا، ألا سألته من کان يحدثه!
فقال لي: «يحدثه ملك» قلت: تقول: «إنه نبي!» قال: فحرك يده هكذا: «أو كصاحب سليمان، أو كصاحب موسي، أو كذي القرنين، أو ما بلغكم أنه (عليه السلام) قال: و فيكم مثله!».
21] 3047/[- و عنه: عن أحمد بن محمّد، و محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن حسان، عن إبن فضال، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن مروان بن مسلم، عن بريد، عن أبي جعفر، و أبي عبد الله (عليهما السلام) ، في قوله عز و جل: «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث».
قلت: جعلت فداك، ليس هذه قرائتنا، فما الرسول، و النبي، و المحدث! قال: «الرسول: ألذي يظهر له الملك، و يكلمه. و النبي: هو ألذي يري في منامه، و ربما اجتمعت النبوة و الرسالة لواحد. و المحدث: ألذي يسمع الصوت و لا يري الصورة».
1» قال: قلت: أصلحك الله، كيف يعلم أن ألذي رأي في النوم حق، و أنه من الملك! قال: «يوفق لذلك« حتي يعرفه، و لقد ختم الله بكتابكم الكتب، و ختم بنبيكم الأنبياء».
22] 4047/[- أحمد بن محمّد بن عيسي: عن أبيه، و محمّد بن خالد البرقي، و العباس بن معروف، عن
-----------------------------------
19- الكافي 1: 213/ 4. 20- الكافي 1: 213/ 5. [.....] 21- الكافي 1: 135/ 4. 22- الاختصال: 328.
(1) في «ط» نسخة بدل: يوقع علم ذلک.
صفحه : 903
اللهعليالقاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرسول، و النبي، و المحدث.
1» فقال: «الرسول: ألذي تأتيه الملائكة، و يعاينهم، و تبلغه عن الله تعالي، و النبي: ألذي يري في منامه، فما رأي فهو کما رأي، و المحدث: ألذي يسمع الكلام- كلام الملائكة- ينقر« في اذنه، و ينكت في قلبه».
23] 5047/[- أحمد بن محمّد بن عيسي: عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: كانَ رَسُولًا نَبِيًّا
«2»، قلت: ما هو الرسول من النبي! فقال:
«النبي: هو ألذي يري في منامه، و يسمع الصوت، و لا يري، و لا يعاين الملك» ثم تلا هذه الآية: «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث».
24] 6047/[- الهيثم بن أبي مسروق النهدي، و إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مهران، قال: كتب الحسن إبن العباس المعروفي إلي أبي الحسن الرضا (عليه السلام): جعلت فداك، أخبرني، ما الفرق بين الرسول، و النبي، و الإمام!
قال: فكتب إليه- أو قال له-: الفرق بين الرسول و النبي و الإمام، أن الرسول: هو ألذي ينزل عليه جبرئيل، فيراه، و يكلمه و يسمع كلامه، و ينزل عليه الوحي، و ربما أتي في منامه، نحو رؤيا إبراهيم (عليه السلام). و النبي: ربما سمع الكلام، و ربما رأي الشخص و لم يسمع الكلام. و الإمام: هو ألذي يسمع الكلام، و لا يري الشخص».
25] 7047/[- إبراهيم بن محمّد الثقفي، قال: حدثني إسماعيل بن بشار«3»، عن علي بن جعفر الحضرمي، عن زرارة بن أعين، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالي: «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث».
فقال: «الرسول: ألذي يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه، فيراه کما يري الرجل صاحبه. و أما النبي: فهو ألذي يؤتي في منامه، نحو رؤيا إبراهيم (عليه السلام)، و نحو ما کان يري محمّد (عليه السلام)، و منهم من يجتمع له الرسالة و النبوة، و کان محمّد (صلي الله عليه و آله) ممن جمعت له الرسالة و النبوة. و أما المحدث: فهو ألذي يسمع كلام الملك و لا يراه، و لا يأتيه في المنام».
26] 8047/[- و عنه، قال: حدثني إسماعيل بن بشار، قال: حدثني علي بن جعفر الحضرمي، عن سليم بن
-----------------------------------
23- الاختصاص: 328. 24- الاختصاص: 328. 25- الاختصاص: 329. 26- الاختصاص: 329.
(1) في «ح، ي» يوقر.
(2) مريم 19: 51 و 54.
(3) في المصدر: يسار، و كذلك في الحديث الآتي.
صفحه : 904
اللهعليقيس الشامي، أنه سمع عليا (عليه السلام) يقول:1» «إني و أوصيائي من ولدي أئمة مهتدون«، كلنا محدثون».
قلت: يا أمير المؤمنين، من هم! قال: «الحسن، و الحسين، ثم ابني علي بن الحسين- قال: و علي يومئذ رضيع- ثم ثمانية من بعده، واحدا بعد واحد، و هم الّذين أقسم الله بهم، فقال: وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ
«2» أما الوالد فرسول الله (صلي الله عليه و آله)، و ما ولد يعني هؤلاء الأوصياء».
فقلت: يا أمير المؤمنين، أ يجتمع إمامان! فقال: «لا، إلا و أحدهما صامت، لا ينطق حتي يمضي الأول».
قال سليم الشامي: سألت محمّد بن أبي بكر، فقلت: أ کان علي (عليه السلام) محدثا! فقال: نعم. قلت: و هل يحدث الملائكة الأئمة! فقال أو ما تقرأ: «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث!
قلت: فأمير المؤمنين (عليه السلام) محدث! فقال: نعم، و فاطمة (عليها السلام) كانت محدثة، و لم تكن نبية.
7409/[27]- إبن شهر آشوب: قرأ إبن عباس: «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث».
7410/[28]- و عن سليم، قال: سمعت محمّد بن أبي بكر قرأ: «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث».
قلت: و هل تحدث الملائكة إلا الأنبياء! قال: نعم، مريم، و لم تكن نبية و كانت محدثة و ام موسي كانت محدثة و لم تكن نبية و سارة قد عاينت الملائكة، فبشروها بإسحاق، و من وراء إسحاق يعقوب، و لم تكن نبية و فاطمة (عليها السلام) كانت محدثة، و لم تكن نبية.
29] 1147/[- الطبرسي في (الاحتجاج) في حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: «فذكر عز ذكره لنبيه (صلي الله عليه و آله) ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده، بقوله: وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلّا إِذا تَمَنّي أَلقَي الشَّيطانُ فِي أُمنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ ما يُلقِي الشَّيطانُ ثُمَّ يُحكِمُ اللّهُ آياتِهِ
يعني أنه ما من نبي يتمني مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه و عقوقهم، و الانتقال عنهم إلي دار الإقامة، إلا ألقي الشيطان المعرض بعداوته- عند فقده- في الكتاب ألذي انزل إليه ذمه، و القدح فيه، و الطعن عليه، فينسخ الله ذلک من قلوب المؤمنين فلا تقبله، و لا تصغي إليه غير قلوب المنافقين و الجاهلين، و يحكم الله آياته بأن يحمي أولياءه من الضلال و العدوان، و متابعة أهل الكفر و الطغيان، الّذين لم يرض الله أن يجعلهم كالأنعام، حتي قال: بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلًا«3»».
-----------------------------------
27- المناقب 3: 336. 28- المناقب 3: 336. 29- الاحتجاج: 257.
(1) في «ط» نسخة بدل: مهدتون. [.....]
(2) البلد 90: 3.
(3) الفرقان 25: 44.
صفحه : 905
قوله تعالي:
وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا- إلي قوله تعالي- إِنَّ اللّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ [57- 59] 7412/[1]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا قال: و لم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين و الأئمة (عليهم السلام) فَأُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ. ثم ذكر النبي«1» و المهاجرين من أصحاب النبي (صلي الله عليه و آله)، فقال: وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَو ماتُوا لَيَرزُقَنَّهُمُ اللّهُ رِزقاً حَسَناً- إلي قوله- لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ.
2] 3147/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود، عن موسي بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَو ماتُوا
إلي قوله: إِنَّ اللّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ.
قال: «نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) خاصة».
قوله تعالي:
ذلِكَ وَ مَن عاقَبَ بِمِثلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ [60] 7414/[3]- علي بن إبراهيم: فهو رسول الله (صلي الله عليه و آله)، لما أخرجته قريش من مكة، و هرب منهم إلي الغار، و طلبوه ليقتلوه، فعاقبهم الله يوم بدر، فقتل عتبة، و شيبة، و الوليد، و أبو جهل، و حنظلة بن أبي سفيان و غيرهم، فلما قبض رسول الله (صلي الله عليه و آله) طلب بدمائهم، فقتل الحسين (عليه السلام)، و آل محمّد (عليهم السلام) بغيا و عدوانا، و هو قول يزيد، حين تمثل بهذا الشعر:
ليت أشياخي ببدر شهدوا | جزع الخزرج من وقع الأسل«2» |
-----------------------------------
1- تفسير القمّي 2: 86. 2- تأويل الآيات 1: 348/ 35. 3- تفسير القمّي 2: 86.
(1) في المصدر: أمير المؤمنين.
(2) الأسل: الرماح.
صفحه : 906
لأهلوا و استهلوا فرحا | ثم قالوا: يا يزيد، لا تشل |
لست من خندف«1» إن لم أنتقم | من بني أحمد ما کان فعل |
قد قتلنا القرم«2» من ساداتهم | و عدلناه ببدر فاعتدل |
و قال الشاعر في مثل ذلک:
و كذلك الشيخ أوصاني به | فاتبعت الشيخ فيما قد سأل |
و قال أيضا شعرا:
يقول و الرأس مطروح يقلبه | يا ليت أشياخنا الماضين بالحضر |
حتي يقيسوا قياسا لا يقاس به | أيام بدر لكان الوزن بالقدر |
فقال الله تبارك و تعالي: وَ مَن عاقَبَ يعني رسول الله (صلي الله عليه و آله) بِمِثلِ ما عُوقِبَ بِهِ حين أرادوا أن يقتلوه ثُمَّ بُغِيَ عَلَيهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللّهُ يعني بالقائم (عليه السلام) من ولده.
1] 5147/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود، عن الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: «سمعت أبي محمّد بن علي (عليه السلام) كثيرا ما يردد هذه الآية:
وَ مَن عاقَبَ بِمِثلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللّهُ
قلت: يا أبت- جعلت فداك- أحسب هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) خاصة! [قال: «نعم».]
قوله تعالي:
لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلنا مَنسَكاً هُم ناسِكُوهُ- إلي قوله تعالي- عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ [67- 70] 7416/[2]- علي بن إبراهيم، في قوله تعالي: لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلنا مَنسَكاً هُم ناسِكُوهُ أي مذهبا يذهبون فيه فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الأَمرِ وَ ادعُ إِلي رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلي هُديً مُستَقِيمٍ إلي قوله تعالي: عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ.
3] 7147/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود، قال: حدثنا الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: «لما نزلت هذه الآية: لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلنا مَنسَكاً هُم ناسِكُوهُ
-----------------------------------
1- تأويل الآيات 1: 349/ 36. 2- تفسير القمي 2: 87. 3- تأويل الآيات 1: 349/ 37.
(1) خندف: لقب ليلي بنت عمران بن قضاعة زوجة إلياس بن مضر بن نزار، و يفتخرون بها لأن نسب قريش ينتهي إليها. «محيط المحيط: 257».
(2) في «ط»: القوم: و القرم: السيد العظيم.
صفحه : 907
اللهجمعهم رسول الله (صلي الله عليه و آله)، ثم قال: يا معاشر المهاجرين و الأنصار، إن الله تعالي يقول: لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلنا مَنسَكاً هُم ناسِكُوهُ}
و المنسك هو الإمام لكل امة بعد نبيها، حتي يدركه نبي، ألا و إن لزوم الإمام و طاعته هو الدين، و هو المنسك، و هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) إمامكم بعدي، فإني أدعوكم إلي هداه فإنه علي هدي مستقيم. فقام القوم يتعجبون من ذلک، و يقولون: و الله إذن لننازعن الأمر، و لا نرضي طاعته أبدا، و إن کان رسول الله (صلي الله عليه و آله) المفتون به. فأنزل الله عز و جل: وَ ادعُ إِلي رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلي هُديً مُستَقِيمٍ وَ إِن جادَلُوكَ فَقُلِ اللّهُ أَعلَمُ بِما تَعمَلُونَ اللّهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَةِ فِيما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَ أَ لَم تَعلَم أَنَّ اللّهَ يَعلَمُ ما فِي السَّماءِ وَ الأَرضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ».
قوله تعالي:
وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيِّناتٍ تَعرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا المُنكَرَ يَكادُونَ يَسطُونَ بِالَّذِينَ يَتلُونَ عَلَيهِم آياتِنا قُل أَ فَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِن ذلِكُمُ النّارُ وَعَدَهَا اللّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ بِئسَ المَصِيرُ [72]
1] 8147/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، قال: حدثنا الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) ، في قول الله عز و جل: وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيِّناتٍ تَعرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا المُنكَرَ يَكادُونَ يَسطُونَ بِالَّذِينَ يَتلُونَ عَلَيهِم آياتِنا
الآية.
1» قال: «کان القوم إذا نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) آية في كتاب الله، فيها فرض طاعته، أو فضيلة فيه، أو في أهله سخطوا ذلک، و كرهوا، حتي هموا به، و أرادوا به العظيم«، و أرادوا برسول الله (صلي الله عليه و آله) أيضا ليلة العقبة، غيظا، و حنقا، و غضبا، و حسدا، حتي نزلت هذه الآية».
قوله تعالي:
يا أَيُّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ- إلي قوله تعالي- ضَعُفَ الطّالِبُ وَ المَطلُوبُ [73] 7419/[2]- و قال علي بن إبراهيم: ثم احتج الله عز و جل علي قريش، و الملحدين الّذين يعبدون غير الله،
-----------------------------------
1- تأويل الآيات 1: 350/ 38. 2- تفسير القمّي 2: 87. [.....]
(1) في «ط»: العزم.
صفحه : 908
فقال: يا أَيُّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاستَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ يعني الأصنام لَن يَخلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجتَمَعُوا لَهُ وَ إِن يَسلُبهُمُ الذُّبابُ شَيئاً لا يَستَنقِذُوهُ مِنهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَ المَطلُوبُ يعني الذباب.
1] 0247/[- محمّد بن يعقوب: عن محمّد بن يحيي، عن بعض أصحابه، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن عبد الرحمن بن الأشل بياع الأنماط، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «كانت قريش تلطخ الأصنام الّتي كانت حول الكعبة بالمسك و العنبر، و کان يغوث قبال الباب، و کان يعوق عن يمين الكعبة، و کان نسر عن يسارها، و كانوا إذا دخلوا، خروا سجدا ليغوث، و لا ينحنون، ثم يستديرون بحيالهم إلي يعوق، ثم يستديرون بحيالهم إلي نسر، ثم يلبون، فيقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه و ما ملك».
قال: «فبعث الله ذبابا أخضر، له أربعة أجنحة، فلم يبق من ذلک المسك و العنبر شيئا إلا أكله، فأنزل الله عز و جل: يا أَيُّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاستَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لَن يَخلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجتَمَعُوا لَهُ وَ إِن يَسلُبهُمُ الذُّبابُ شَيئاً لا يَستَنقِذُوهُ مِنهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَ المَطلُوبُ
».
قوله تعالي:
اللّهُ يَصطَفِي مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النّاسِ [75] 7421/[2]- علي بن إبراهيم: أي يختار، و هو: جبرئيل، و ميكائيل، و إسرافيل، و ملك الموت، و من النّاس:
الأنبياء، و الأوصياء فمن الأنبياء: نوح، و إبراهيم، و موسي، و عيسي، و محمّد (صلي الله عليهم أجمعين)، و من هؤلاء الخمسة: رسول الله (صلي الله عليه و آله) و من الأوصياء أمير المؤمنين، و الأئمة (عليهم السلام). و فيه تأويل غير هذا.
3] 2247/[- الطبرسي في (الاحتجاج): عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، في جواب سؤال زنديق، قال (عليه السلام):
«أما قول الله: اللّهُ يَتَوَفَّي الأَنفُسَ حِينَ مَوتِها
«1» و قوله: يَتَوَفّاكُم مَلَكُ المَوتِ«2» و تَوَفَّتهُ رُسُلُنا«3» و تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ«4» و الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمِي أَنفُسِهِم«5» فهو تبارك و تعالي، أجل و أعظم من أن يتولي ذلک بنفسه، و فعل رسله و ملائكته فعله، لأنهم بأمره يعملون، فاصطفي جل ذكره من
-----------------------------------
1- الكافي 4: 542/ 11. 2- تفسير القمّي 2: 87. 3- الاحتجاج: 247.
(1) الزمر 39: 42.
(2) السجدة 32: 11.
(3) الأنعام 6: 61.
(4) النحل 16: 32.
(5) النحل 16: 28.
صفحه : 909
اللهالملائكة رسلا و سفرة بينه و بين خلقه، و هم الّذين قال الله فيهم: اللّهُ يَصطَفِي مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النّاسِ}
فمن کان من أهل الطاعة تولي قبض روحه ملائكة الرحمة، و من کان من أهل المعصية تولي قبض روحه ملائكة النقمة.
و لملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة و النقمة يصدرون عن أمره، و فعلهم فعله، و کل ما يأتون به منسوب إليه، و إذن کان فعلهم فعل ملك الموت، و فعل ملك الموت فعل الله لأنه يتوفي الأنفس علي يد من يشاء، و يعطي و يمنع، و يثيب و يعاقب علي يد من يشاء، و إن فعل امنائه فعله، کما قال: وَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ
«1»».
3] 3247/[- إبن بابويه، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الأسواري، قال: حدثنا أبو يوسف أحمد بن محمّد بن قيس الشجري«2» المذكر، قال: حدثنا أبو عمرو و عمرو«3» بن حفص، قال: حدثنا أبو محمّد عبد الله«4» بن محمّد بن أسد ببغداد، قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم أبو علي، قال: حدثنا يحيي بن سعيد البصيري، قال: حدثنا إبن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذر (رحمة الله عليه)، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله) في حديث طويل: «النبيون مائة ألف و أربعة و عشرون ألف نبي».
قلت: كم المرسلون منهم! قال: «ثلاثمائة و ثلاثة عشر، جما غفيرا».
و الحديث- إن شاء الله تعالي- يأتي بتمامه في قوله تعالي: إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأُولي صُحُفِ إِبراهِيمَ وَ مُوسي في سورة الأعلي«5».
قوله تعالي:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا- إلي قوله تعالي- فَنِعمَ المَولي وَ نِعمَ النَّصِيرُ [77 و 78] 7424/[1]- و قال علي بن إبراهيم: ثم خاطب الله الأئمة (عليهم السلام) فقال:
-----------------------------------
3- الخصال: 523/ 13. 1- تفسير القمي 2: 87.
(1) الإنسان 76: 30 و التكوير 81: 29.
(2) في المصدر: السجزي.
(3) في «ج، ي»: أبو عمر و عمرو، و في المصدر: أبو الحسن عمر. [.....]
(4) في المصدر: عبيد الله.
(5) يأتي في الحديث (4) من تفسير الآيات (16- 19) من سورة الأعلي.
صفحه : 910
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا وَ اعبُدُوا رَبَّكُم وَ افعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ إلي قوله: وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم يا معشر الأئمة وَ تَكُونُوا أنتم شُهَداءَ عَلَي المؤمنين و النّاسِ.
2] 5247/[- الشيخ، بإسناده: عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن الحسن، عن الحسين، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة، قال: سألته عن الركوع و السجود: هل نزل في القرآن! فقال: «نعم، قول الله عز و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا
».
فقلت: فكيف حد الركوع و السجود! فقال: «أما ما يجزيك من الركوع فثلاث تسبيحات، تقول: سبحان الله، سبحان الله ثلاثا، و من کان يقوي علي أن يطول الركوع و السجود فليطول ما استطاع، يکون ذلک في تسبيح الله، و تحميده، و تمجيده، و الدعاء، و التضرع، فإن أقرب ما يکون العبد إلي ربه و هو ساجد، و أما الإمام فإنه إذا أقام بالناس فلا ينبغي أن يطول بهم، فإن في النّاس الضعيف، و من له الحاجة، فإن رسول الله (صلي الله عليه و آله) کان إذا صلي بالناس خفف بهم».
3] 6247/[- محمّد بن يعقوب: عن الحسين بن محمّد، عن معلي بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن عمر بن أذينة، عن بريد العجلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: قول الله عز و جل: مِلَّةَ أَبِيكُم إِبراهِيمَ
.
قال: «إيانا عني خاصة: هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ مِن قَبلُ
في الكتب الّتي مضت وَ فِي هذا القرآن لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ فرسول الله (صلي الله عليه و آله) الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عز و جل، و نحن الشهداء علي النّاس، فمن صدق صدقناه يوم القيامة، و من كذب كذبناه يوم القيامة».
4] 7247/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن إبن أذينة، عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قلت: قوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا وَ اعبُدُوا رَبَّكُم وَ افعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُم
!
قال: «إيانا عني، و نحن المجتبون، و لم يجعل الله تبارك و تعالي في الدين من حرج، فالحرج أشد من الضيق، مِلَّةَ أَبِيكُم إِبراهِيمَ
إيانا عني خاصة هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ [الله سمانا المسلمين] مِن قَبلُ في الكتب الّتي مضت وَ فِي هذا القرآن لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ فرسول الله (صلي الله عليه و آله) الشهيد علينا بما بلغنا عن الله تبارك و تعالي، و نحن الشهداء علي النّاس يوم القيامة، فمن صدق يوم القيامة صدقناه، و من كذب كذبناه».
5] 8247/[- و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن
-----------------------------------
2- التهذيب 2: 77/ 287. 3- الكافي 1: 146/ 2. 4- الكافي 1: 147/ 4. 5- الكافي 1: 147/ 5.
صفحه : 911
اللهعليسليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: «إن الله تبارك و تعالي طهرنا، و عصمنا، و جعلنا شهداء علي خلقه، و حجته في أرضه، و جعلنا مع القرآن، و جعل القرآن معنا، لا نفارقه و لا يفارقنا».
6] 9247/[- محمّد بن العباس، قال: حدثنا محمّد بن همام، عن محمّد بن إسماعيل العلوي، عن عيسي بن داود، قال: حدثنا الإمام موسي بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) ، في قول الله عز و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا
الآية: «أمركم بالركوع و السجود، و عبادة الله، و قد افترضها عليكم، و أما فعل الخير، فهو طاعة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله) وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُم يا شيعة آل محمّد وَ ما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجٍ قال: من ضيق مِلَّةَ أَبِيكُم إِبراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ مِن قَبلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم يا آل محمّد، يا من قد استودعكم المسلمين، و افترض طاعتكم عليهم وَ تَكُونُوا أنتم شُهَداءَ عَلَي النّاسِ بما قطعوا من رحمكم، و ضيعوا من حقكم، و مزقوا من كتاب الله، و عدلوا حكم غيركم بكم، فالزموا الإرض فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ وَ اعتَصِمُوا بِاللّهِ يا آل محمّد، و أهل بيته هُوَ مَولاكُم أنتم و شيعتكم فَنِعمَ المَولي وَ نِعمَ النَّصِيرُ».
7] 0347/[- عبد الله بن جعفر الحميري، عن مسعدة بن زياد، قال: حدثني جعفر، عن أبيه (عليهما السلام)، عن النبي (صلي الله عليه و آله)، قال: «مما أعطي الله امتي و فضلهم به علي سائر الأمم، أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها إلا نبي، و ذلک أن الله تبارك و تعالي کان إذا بعث نبيا، قال له: اجتهد في دينك، و لا حرج عليك، و أن الله تبارك و تعالي أعطي ذلک امتي، حيث يقول: ما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجٍ
يقول: من ضيق. و کان إذا بعث نبيا قال له:
إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني، أستجب لك و أنه أعطي امتي ذلک، حيث يقول: ادعُونِي أَستَجِب لَكُم
«1».
و کان إذا بعث نبيا جعله شهيدا علي قومه، و أن الله تبارك و تعالي جعل امتي شهداء علي الخلق، حيث يقول:
لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ
».
8] 1347/[- أحمد بن محمّد بن خالد البرقي: عن إبن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، في قول الله عز و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا وَ اعبُدُوا رَبَّكُم وَ افعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُم وَ ما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجٍ
«في الصلاة، و الزكاة، و الصوم، و الخير، إذا تولوا الله و رسوله (صلي الله عليه و آله) و اولي الأمر منا أهل البيت قبل الله أعمالهم».
9] 2347/[- سليم بن قيس الهلالي، في (كتابه): عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، في حديث يناشد فيه جمعا من الصحابة، قال (عليه السلام): «و أنشدتكم الله، ألستم تعلمون أن الله عز و جل أنزل في سورة الحج:
-----------------------------------
6- تأويل الآيات 1: 351/ 41. 7- قرب الاسناد: 41. 8- المحاسن: 166/ 124. 9- كتاب سليم بن قيس: 151.
(1) غافر 40: 60.
صفحه : 912
اللهيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا وَ اعبُدُوا رَبَّكُم وَ افعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُم وَ ما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُم إِبراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ مِن قَبلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ}
فقام سلمان، فقال: يا رسول الله، من هؤلاء الّذين أنت عليهم شهيد، و هم شهداء علي النّاس، الّذين اجتباهم الله، و ما جعل عليهم في الدين من حرج، ملة أبيهم إبراهيم! فقال رسول الله (صلي الله عليه و آله): عني بذلك ثلاثة عشر إنسانا: أنا، و أخي علي، و أحد عشر من ولد علي!» فقالوا: نعم- اللهم- سمعنا ذلک من رسول الله (صلي الله عليه و آله).
7433/[10]- علي بن إبراهيم: قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا وَ اعبُدُوا رَبَّكُم وَ افعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُم وَ ما جَعَلَ عَلَيكُم فِي الدِّينِ مِن حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُم إِبراهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمِينَ مِن قَبلُ فهذه خاصة لآل محمّد (عليهم السلام).
قال: و قوله: لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيكُم يعني يکون علي آل محمّد وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ أي آل محمّد يكونوا شهداء علي النّاس بعد النبي (صلي الله عليه و آله)، و قال عيسي بن مريم: وَ كُنتُ عَلَيهِم شَهِيداً ما دُمتُ فِيهِم فَلَمّا تَوَفَّيتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيهِم«1» يعني الشهيد وَ أَنتَ عَلي كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ«2» و أن الله جعل علي هذه الامة بعد النبي (صلي الله عليه و آله) شهداء من أهل بيته و عترته ما کان في الدنيا منهم أحد، فإذا فنوا هلك أهل الإرض.
قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): «جعل الله النجوم أمانا لأهل السماء، و جعل أهل بيتي أمانا لأهل الإرض».
-----------------------------------
10- تفسير القمّي 2: 88.
(1) المائدة 5: 117.
(2) المائدة 5: 117. [.....]
صفحه : 913
قوله تعالي:
ذلِكَ بِما قَدَّمَت يَداكَ وَ أَنَّ اللّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ [10]
1] [- الطبرسي في (الاحتجاج)، يرفعه إلي الإمام الهادي (عليه السلام) في حديث: قال (عليه السلام): فأما الجبر: فهو قول من زعم أن الله عز و جل جبر العباد علي المعاصي و عاقبهم عليها و من قال بهذا القول فقد ظلم الله و كذبه، و رد عليه قوله: وَ لا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَداً
«1» و قوله جل ذكره: ذلِكَ بِما قَدَّمَت يَداكَ وَ أَنَّ اللّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ، فمن زعم أنه مجبور علي المعاصي فقد أحال بذنبه علي الله و ظلمه في عظمته له، و من ظلم ربه فقد كذب كتابه، و من كذب كتابه لزمه الكفر بإجماع الأمة.
قوله تعالي:
لَبِئسَ المَولي وَ لَبِئسَ العَشِيرُ [13]
2] [- في كتاب (مصباح الشريعة): قال الصادق (عليه السلام): أحسن الموعظة ما لا يجاوز القول حد الصدق، و الفعل حد الإخلاص، فان مثل الواعظ و المتعظ كاليقظان و الراقد، فمن استيقظ عن رقدته و غفلته و مخالفته و معاصيه، صلي أن يوقظ غيره من ذلک الرقاد، و أما السائر في مفاوز الاعتداء، و الخائض في مراتع الغي و ترك الحياء، باستحباب السمعة و الرياء، و الشهرة و التصنع في الخلق، المتزيي بزي الصالحين، المظهر بكلامه عمارة
-----------------------------------
1- الاحتجاج: 451. 2- مصباح الشريعة: 160، بحار الأنوار 100: 84/ 53.
(1) الكهف 18: 49.
صفحه : 914
اللهباطنه، و هو في الحقيقة خال عنها، قد غمرتها وحشة حب المحمدة، و غشيتها ظلمة الطمع، فما أفتنه بهواه، و أضل النّاس بمقاله؟ قال الله عز و جل: لَبِئسَ المَولي وَ لَبِئسَ العَشِيرُ}
.
و أما من عصمه الله بنور التأييد، و حسن التوفيق و طهر قلبه من الدنس، فلا يفارق المعرفة و التقي، فيستمع الكلام من الأصل و يترك قائله كيفما کان، قالت الحكماء: خذ الحكمة و لو من أفواه المجانين قال عيسي (عليه السلام):
جالسوا من تذكركم الله رؤيته و لقاؤه، فضلا عن الكلام، و لا تجالسوا من يوافقه ظاهركم، و يخالفه باطنكم، فإن ذلک المدعي بما ليس له إن كنتم صادقين في استفادتكم، فإذا لقيت من فيه ثلاث خصال فاغتنم رؤيته و لقاءه و مجالسته و لو ساعة، فإن ذلک يؤثر في دينك و قلبك و عبادتك بركاته، و من کان قوله لا يجاوز فعله، و فعله لا يجاوز صدقه، و صدقه لا ينازع ربه، فجالسه بالحرمة، و انتظر الرحمة و البركة، و احذر لزوم الحجة عليك، و راع وقته كيلا تلومه فتخسر، و انظر إليه بعين فضل الله عليه، و تخصيصه له، و كرامته إياه.
قوله تعالي:
أَ فَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ [46][1]- الطبرسي في (مجمع البيان): في قوله تعالي: أَ فَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ أي أو لم يسر قومك يا محمّد في أرض اليمن و الشام عن إبن عباس.
قوله تعالي:
فَإِنَّها لا تَعمَي الأَبصارُ وَ لكِن تَعمَي القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [46]
2] [- السيوطي في (الدر المنثور): يرفعه إلي عبد الله بن جراد، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله): ليس الأعمي من يعمي بصره، و لكن الأعمي من تعمي بصيرته.
تم بحمد الله و منه الجزء الثالث من تفسير البرهان، و يتلوه الجزء الرابع، أوله تفسير سورة المؤمنون
-----------------------------------
1- مجمع البيان 7: 142. 2- الدر المنثور 6: 62.
2- الدر المنثور 6: 62.