صفحه : 1

الجزء السادس والثمانون

تتمة كتاب الصلاة

أبواب القصر وأسبابه وأحكامه
باب 1-وجوب قصر الصلاة في السفر وعلله وشرائطه وأحكامه

الآيات النساءوَ إِذا ضَرَبتُم فِي الأَرضِ فَلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَقصُرُوا مِنَ الصّلاةِ إِن خِفتُم أَن يَفتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوا إِنّ الكافِرِينَ كانُوا لَكُم عَدُوّا مُبِيناً.


صفحه : 2

تفسيروَ إِذا ضَرَبتُم فِي الأَرضِ أي سافرتم فيهافَلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أي حرج وإثم في أَن تَقصُرُوا قال في الكشاف في محل النصب بنزع الخافض وقيل


صفحه : 3

في موضع جر علي تقدير حرف الجر لأن الحرف حذف لطول الكلام و ماحذف لذلك فهو في حكم الثابت وقر‌ئ في الشواذ تُقصِرُوا من الإقصار وتُقَصّرُوا من التقصيرمِنَ الصّلاةِ من زائدة و قال سيبويه صفة موصوف محذوف أي شيئا من الصلاة.


صفحه : 4

إِن خِفتُم أَن يَفتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوا في موضع نصب علي المفعول به وقيل مفعول له أي كراهية أن يفتنكم و في قراءة أبي بن كعب بغيرإِن خِفتُمفقيل المعني أن لايفتنكم أوكراهة أن يفتنكم كقوله تعالي يُبَيّنُ اللّهُ لَكُم أَن تَضِلّوا


صفحه : 5

إِنّ الكافِرِينَ كانُوا لَكُم عَدُوّا مُبِيناً أي ظاهر العداوة قال في الكافرين عدوا لأن لفظة فعول تقع علي الواحد والجماعة. ثم الضرب في الأرض معتبر في القصر بنص الكتاب و قدأجمع علماؤنا علي أن المسافة شرط وسيأتي‌ حدها وحد الترخص و إن كان خلاف ظاهر الآية إذ ظاهرها أنه يكفي‌ الخروج من البيت كماقيل . ونفي‌ الجناح و إن كان يصح في الواجب والمستحب والمباح بل في


صفحه : 6

المرجوح أيضا لكن الرواية المتواترة من طرق الخاصة والعامة توجب الحمل علي الوجوب والتعبير بهذا الوجه لنفي‌ توهم أنه ينقص من ثوابهم شيء أويوجب نقصا في صلاتهم قال في الكشاف كأنهم ألفوا الإتمام فكان مظنة لأن يخطر ببالهم أن عليهم نقصانا في القصر فنفي الجناح لتطيب أنفسهم بالقصر ويطمئنوا إليه وسيأتي‌ في رواية زرارة و محمد بن مسلم إيماء إليه وإطلاق السفر يعم ما كان معصية ولكن رفع الجناح عن القصر إرفاقا يناسب التخصيص بالمباح كما هومقتضي الأخبار والإجماع . و قال في مجمع البيان إن في المراد من قصر الصلاة هنا أقوالا الأول أن معناه أن يقصروا الرباعيات ركعتين ركعتين عن مجاهد وجماعة من المفسرين و هوقول الفقهاء ومذهب أهل البيت ع .الثاني‌ وذهب إليه جماعة من الصحابة والتابعين منهم جابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت و ابن عباس و أبوهريرة وكعب و ابن عمر و ابن جبير والسدي‌ أن المعني قصر صلاة الخوف من صلاة السفر لا من صلاة الإقامة لأن صلاة السفر عندهم ركعتان تمام غيرقصر قال فهنا قصران قصر الأمن من أربع إلي ركعتين وقصر الخوف من ركعتين إلي ركعة واحدة و قدرواه أصحابنا أيضا.الثالث أن المراد القصر من حدود الصلاة عن ابن عباس وطاوس و هو ألذي


صفحه : 7

رواه أصحابنا في صلاة شدة الخوف وإنما يصلي‌ إيماء والسجود أخفض من الركوع فإن لم يقدر علي ذلك فالتسبيح المخصوص كاف عن ركعة.الرابع أن المراد به الجمع بين الصلاتين قال والصحيح الأول . ثم لايخفي أن ظاهر الآية أن الخوف أيضا شرط للقصر فلايقصر مع الأمن لمفهوم الشرط لكن قدعلم جواز القصر ببيان النبي ص فنقول المفهوم و إن كان حجة لكن بشرط عدم ظهور فائدة للتقييد سوي المفهوم ويحتمل أن يكون ذكر الخوف في الآية لوجود الخوف عندنزولها أو يكون قدخرج مخرج الأعم الأغلب عليهم في أسفارهم فإنهم كانوا يخافون الأعداء في غايتها كماقيل ومثله في القرآن كثير مثل وَ لا تُكرِهُوا فَتَياتِكُم عَلَي البِغاءِ إِن أَرَدنَ تَحَصّناً وربما يدعي لزوم الخوف للسفر غالبا ويؤيد ذلك القراءة بترك إِن خِفتُم. علي أن المفهوم إنما يعتبر إذا لم يعارضه أقوي منه والمعارض هنا من الإجماع ومنطوق الأخبار من الخاصة والعامة أقوي . قال البيضاوي‌ و قدتظافرت السنن علي جوازه أيضا في حال الأمن فترك المفهوم بالمنطوق و إن كان المفهوم حجة لأنه أقوي . وقيل قوله إِن خِفتُممنفصل عما قبله روي‌ عن أبي أيوب الأنصاري‌ أنه قال نزلت إلي قوله أَن تَقصُرُوا مِنَ الصّلاةِ ثم بعدحول سألوا رسول الله ص


صفحه : 8

عن صلاة الخوف فنزل إِن خِفتُم أَن يَفتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُواالآية هو في الظاهر كالمتصل به و هومنفصل عنه .


صفحه : 9

و علي هذافيجوز أن يكون التقدير اقصروا من الصلاة إن خفتم أو لاجناح عليكم أن تقصروا من الصلاة إن خفتم بقرينة السؤال ووقوعه في المصحف بعد ذلك .قيل و علي هذايتوجه القول الثاني‌ أوالثالث في القصر بالنسبة إلي الخوف مع الأول بالنسبة إلي السفر ويتوجه أيضا قول أصحابنا إن كلا من السفر والخوف موجب للقصر كمايتوجه علي قراءة ترك إِن خِفتُم. علي أن الإجماع والأخبار تكفي‌ في ذلك كماتقدم وربما أمكن فهم


صفحه : 10

القصر مع الخوف وحده من الآية الآتية أيضا كماسيأتي‌ بيانه . قوله تعالي أَن يَفتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُواقيل أي في الصلاة وقيل في أنفسكم أودينكم والفتنة قيل القتل وقيل العذاب والأظهر أنه هنا التعريض للمكروه

1- الكشَيّ‌ّ فِي الرّجَالِ، عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ وَ غَيرِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ التّقصِيرُ يَجِبُ فِي بَرِيدَينِ

2- تُحَفُ العُقُولِ، عَنِ الرّضَا ع فِي كِتَابِهِ إِلَي المَأمُونِ قَالَ وَ التّقصِيرُ فِي أَربَعَةِ فَرَاسِخَ بَرِيدٌ ذَاهِباً وَ بَرِيدٌ جَائِياً اثنَا عَشَرَ مِيلًا وَ إِذَا قَصّرتَ أَفطَرتَ

3- المُقنِعَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع وَيلٌ لِهَؤُلَاءِ القَومِ الّذِينَ يُتِمّونَ الصّلَاةَ بِعَرَفَاتٍ أَ مَا يَخَافُونَ اللّهَ فَقِيلَ لَهُ وَ هُوَ سَفَرٌ قَالَ وَ أَيّ سَفَرٍ أَشَدّ مِنهُ

4- المُقنِعُ، سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ أَتَي سُوقاً يَتَسَوّقُ بِهَا وَ هيِ‌َ مِن مَنزِلِهِ عَلَي أَربَعِ فَرَاسِخَ فَإِن هُوَ أَتَاهَا عَلَي الدّابّةِ أَتَاهَا فِي بَعضِ يَومٍ وَ إِن رَكِبَ السّفُنَ لَم يَأتِهَا فِي يَومٍ قَالَ يُتِمّ الرّاكِبُ ألّذِي يَرجِعُ مِن يَومِهِ صَوماً وَ يُقَصّرُ صَاحِبُ السّفُنِ

بيان اعلم أنه أجمع العلماء كافة علي أن المسافة شرط في القصر وإنما اختلفوا في تقديرها فذهب علماؤنا أجمع إلي أن القصر يجب في مسيرة يوم هي‌ بريدان ثمانية فراسخ أربعة وعشرون ميلا وتدل عليه روايات كثيرة.


صفحه : 11

واختلف الأصحاب في مسيرة أربعة فراسخ فذهب جماعة من الأصحاب منهم المرتضي و ابن إدريس وكثير من المتأخرين إلي أنه يجب عليه التقصير إذاأراد الرجوع من يومه والمنع منه إن لم يرد ذلك . و قال الصدوق في الفقيه و إذا كان سفره أربعة فراسخ وأراد الرجوع من يومه فالتقصير عليه واجب و إن كان سفره أربعة فراسخ و لم يرد الرجوع من يومه فهو بالخيار إن شاء أتم و إن شاء قصر ونحوه قال المفيد والشيخ في النهاية إلا أنه منع من التقصير في الصوم فيما إذا لم يرد الرجوع من يومه . و قال الشيخ في كتابي‌ الأخبار إن المسافر إذاأراد الرجوع من يومه فقد وجب عليه التقصير في أربعة فراسخ ثم قال علي أن ألذي نقوله في ذلك أنه إنما يجب عليه التقصير إذا كان مقدار المسافة ثمانية فراسخ و إذا كان أربعة فراسخ كان بالخيار في ذلك إن شاء أتم و إن شاء قصر. وظاهر هذاالكلام العدول إلي القول بالتخيير و إن أراد الرجوع ليومه ولهذا نقل الشهيد في الذكري عن الشيخ في التهذيب القول بالتخيير في تلك الصورة ونقل ذلك عن المبسوط و عن ابن بابويه في كتابه الكبير وقواه .أقول النقل من المبسوط لعله اشتباه إذ فيما عندنا من نسخه هكذا وحد المسافة التي‌ يجب فيهاالتقصير ثمانية فراسخ أربعة وعشرون ميلا فإن كانت أربعة فراسخ وأراد الرجوع من يومه وجب أيضا التقصير و إن لم يرد الرجوع من يومه كان مخيرا بين التقصير والإتمام انتهي والكتاب الكبير للصدوق لم نظفر عليه نعم ظاهر كتابي‌ الأخبار ذلك و إن كانا قابلين للتأويل . و قال ابن أبي عقيل كل سفر كان مبلغه بريدين و هوثمانية فراسخ وبريد ذاهبا وبريد جائيا و هوأربعة فراسخ في يوم واحد أو مادون عشرة أيام فعلي من سافره عندآل الرسول إذاخلف حيطان مصره أوقريته وراء ظهره وغاب عنه منها صوت الأذان أن يصلي‌ صلاة السفر ركعتين ونقل في المختلف عن سلار أنه إن كانت المسافة


صفحه : 12

أربعة فراسخ و كان راجعا من يومه قصر واجبا و إن كان من غده فهو مخير بين القصر والإتمام ونقله عن ابن بابويه .فمرادهم بالغد إن كان معناه الحقيقي‌ كان قولا آخر و إن كان المراد به ماعدا اليوم كان بعينه قول المفيد وحد المسافة ابن الجنيد بمسير يوم للماشي‌ وراكب السفينة. ومنشأ هذاالاختلاف اختلاف الأخبار ففي‌ كثير منها إناطة التقصير بثمانية فراسخ و في كثير منها بأربعة فراسخ واختلفوا في الجمع بينها فحمل الشيخ في أحد وجهيه وجماعة أخبار الأربعة علي ما إذاأراد المسافر الرجوع ليومه . وَ احتَجّوا عَلَي ذَلِكَ بِصَحِيحَةِ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ التّقصِيرِ فَقَالَ بَرِيدٌ ذَاهِبٌ وَ بَرِيدٌ جَاءٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَتَي ذُبَاباً قَصّرَ وَ ذُبَابٌ عَلَي بَرِيدٍ وَ إِنّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِأَنّهُ إِذَا رَجَعَ كَانَ سَفَرُهُ بَرِيدَينِ ثَمَانِيَةَ فَرَاسِخَ

وأمثالها و لادلالة فيها علي رجوع اليوم بوجه بل تدل علي أن الذهاب والمجي‌ء محسوبان معا في مسافة البريدين . مع أن الروايات المتضمنة لتوبيخ أهل عرفات علي عدم التقصير تأبي عن هذاالحمل إذ الظاهر أن خروجهم للحج بل بعضها صريح في ذلك و لايتحقق معه رجوع اليوم نعم في فقه الرضا مايدل علي هذاالوجه ولعل الصدوق أخذه منه وتبعه القوم . وجمع الشيخ وغيره بينها بوجه آخر و هوتنزيل أخبار الثمانية علي الوجوب والأربعة علي الجواز وحمل الشهيد الثاني‌ أخبار الأربعة علي الاستحباب و له وجه فإنه أنسب بالتوبيخ علي الترك والأمر بالفعل و إن كان بعيدا أيضا إذ التهديد بالويل والتخويف بالعذاب لايناسب ترك المستحب إلا أن يقال التوبيخ والتهديد لاعتقادهم تعين الإتمام وإيقاعهم ذلك علي وجه التعيين واللزوم .


صفحه : 13

والأظهر في الجمع بينها أن يقال المعتبر في السفر الموجب للتقصير أن تكون المسافة التي‌ أرادها المسافر ثمانية فراسخ و إن كان بحسب الذهاب والعود معا فلو أراد السفر أربعة فراسخ وأراد الرجوع إلي المحل ألذي سافر منه من غير أن ينقطع سفره بالوصول إلي منزله أوإقامة عشرة فيما بين ذلك كان عليه التقصير و إن لم يرد الرجوع من يومه لقصد المسافة التي‌ هي‌ ثمانية فراسخ . و به تتطابق الأخبار وتتصالح من غيرمنافرة

وَ يُؤَيّدُهُ مُرسَلَةُ صَفوَانَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ خَرَجَ مِن بَغدَادَ يُرِيدُ أَن يَلحَقَ رَجُلًا عَلَي رَأسِ مِيلٍ فَلَم يَزَل يَتبَعُهُ حَتّي بَلَغَ النّهرَوَانَ وَ هيِ‌َ أَربَعَةُ فَرَاسِخَ مِن بَغدَادَ أَ يُفطِرُ إِذَا أَرَادَ الرّجُوعَ وَ يُقَصّرُ قَالَ لَا يُقَصّرُ وَ لَا يُفطِرُ لِأَنّهُ خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ وَ لَيسَ يُرِيدُ السّفَرَ ثَمَانِيَةَ فَرَاسِخَ إِنّمَا خَرَجَ يُرِيدُ أَن يَلحَقَ صَاحِبَهُ فِي بَعضِ الطّرِيقِ فَتَمَادَي بِهِ المَسِيرُ إِلَي المَوضِعِ ألّذِي بَلَغَهُ وَ لَو أَنّهُ خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ يُرِيدُ النّهرَوَانَ ذَاهِباً وَ جَائِياً لَكَانَ عَلَيهِ أَن ينَويِ‌َ مِنَ اللّيلِ سَفَراً وَ الإِفطَارَ فَإِن هُوَ أَصبَحَ وَ لَم يَنوِ السّفَرَ فَبَدَا لَهُ مِن بَعدُ أَن يُصبِحَ فِي السّفَرِ قَصّرَ وَ لَم يُفطِر يَومَهُ ذَلِكَ

و أما ماذكره ابن أبي عقيل رحمه الله فإن كان مراده ماذكرنا فنسبته إلي آل الرسول ص حسن لأنه الظاهر من أخبارهم و إلا فلاوجه لتخصيص العشرة أيضا إذ يمكن أن يرجع بعدعشرين يوما مثلا و لم يقطع سفره بقصد إقامة العشرة في موضع . ويؤيد الأربعة أن أحدا من المخالفين لم يقل به ومنهم من قال بالثمانية فالتعبير عن الأربعة بالثمانية يمكن أن يكون لنوع من التقية أولمن يريد الرجوع كماعرفت . و أماالمخالفون فالأوزاعي‌ قال هي‌ ثمانية فراسخ و قال الشافعي‌ ستة عشر


صفحه : 14

فرسخا ومنهم من قال ستة وأربعون ميلا و قال أبوحنيفة وأصحابه والثوري‌


صفحه : 15

أربعة وعشرون فرسخا و قال داود يلحق الحكم بالسفر القصير كالطويل لما

روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّ ص كَانَ إِذَا سَافَرَ فَرسَخاً قَصّرَ الصّلَاةَ

عَن أَنَسٍ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةَ أَميَالٍ أَو ثَلَاثَةَ فَرَاسِخَ صَلّي رَكعَتَينِ.

و قال الحسين بن مسعود في شرح السنة ذهب قوم إلي إباحة القصر في السفر القصير

روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ خَرَجَ إِلَي النّخَيلَةِ فَصَلّي بِهِمُ الظّهرَ رَكعَتَينِ ثُمّ رَجَعَ مِن يَومِهِ

قال عمرو بن دينار قال لي جابر بن زيد أقصر بعرفة و أماعامة الفقهاء فلايجوزون القصر في السفر القصير واختلفوا في حده قال الأوزاعي‌ عامة الفقهاء يقولون مسيرة يوم تام وبهذا نأخذ. قلت وروي سالم أن عبد الله بن عمر كان يقصر في مسيرة اليوم التام و قال محمد بن إسماعيل سمي النبي ص يوما وليلة سفرا

وَ أَرَادَ بِهِ مَا روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَا تَحِلّ لِامرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ أَن تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَومٍ وَ لَيلَةٍ لَيسَ مَعَهَا حُرمَةٌ

ثم نقل سائر الأخبار المتقدمة. و أماحديث المقنع ففيه دلالة علي أن من سافر أربعة فراسخ لايفطر إن رجع من يومه و إلافيقصر ويمكن حمله علي أن الراكب يمكنه أن يرجع قبل الزوال فيصوم بخلاف راكب السفينة وسيأتي‌ الكلام فيه في كتاب الصوم


صفحه : 16

إن شاء الله تعالي . ثم اعلم أنه ورد في كثير من الروايات مسيرة يوم واعتبره المحقق في المعتبر والعلامة في المنتهي وغيرهما وقيدوه بسير الإبل السير العام فيجوز التعويل علي كل منهما في القصر و لواعتبرت المسافة بهما واختلفا فمنهم من اكتفي ببلوغ أحدهما واحتمل الشهيد الثاني‌ ره تقديم السير وربما لاح من الذكري تقديم التقدير ولعله أقوي لأنه تحقيق والآخر تقريب و إن كان الأول لايخلو من قوة والأحوط حينئذ فيما به الاختلاف الجمع . ثم إنه نقل جماعة من الأصحاب اتفاق العلماء علي أن الفرسخ ثلاثة أميال و هومروي‌ في الأخبار

وَ أَمّا المِيلُ فَقَد رَوَي الصّدُوقُ مُرسَلًا عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ أَلفٌ وَ خَمسُ مِائَةِ ذِرَاعٍ

و هومتروك والظاهر أنه سقط من النساخ شيء ويرشد إليه

أَنّ فِي الكاَفيِ‌ روُيِ‌َ أَنّهُ ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَ خَمسُ مِائَةٍ

فالظاهر سقوط الثلاثة من الفقيه ويؤيده أيضا أنه قال في المعتبر و في بعض أخبار أهل البيت ثلاثة آلاف وخمس مائة ذراع و قدقطع الأصحاب بأن قدره أربعة آلاف ذراع . و في الشرائع الميل أربعة آلاف ذراع بذراع اليد ألذي طوله أربعة وعشرون إصبعا تعويلا علي المشهور بين الناس أومد البصر من الأرض و فيه إشعار بنوع تردد في التفسير المشهور و في السرائر أسند ذلك إلي المسعودي‌ في مروج الذهب و في القاموس الميل قدر مد البصر ومنار يبني للمسافر أومسافة من الأرض متراخية بلا حد أومائة ألف إصبع إلاأربعة آلاف إصبع أوثلاثة أوأربعة آلاف ذراع بحسب اختلافهم في الفرسخ هل هوتسعة آلاف بذراع القدماء أواثنا عشر ألف ذراع بذراع المحدثين انتهي و منه يظهر وجه جمع بين المشهور و بين ماوقع في رواية الكليني‌ بأن يكون


صفحه : 17

الاختلاف مبنيا علي اختلاف الأذرع . و قال أحمد بن محمدالمقري‌ في المصباح المنير الميل بالكسر في كلام العرب مقدار مدي البصر من الأرض قاله الأزهري‌ والميل عندالقدماء من أهل الهيئة ثلاثة آلاف ذراع و عندالمحدثين أربعة آلاف ذراع والخلاف لفظي‌ فإنهم اتفقوا علي أن مقداره ستة وتسعون ألف إصبع والإصبع ست شعيرات بطن كل واحد إلي ظهر الأخري ولكن القدماء يقولون الذراع اثنتان وثلاثون إصبعا والمحدثون أربع وعشرون إصبعا فإذاقسم الميل علي رأي‌ القدماء كل ذراع اثنتين وثلاثين كان المتحصل ثلاثة آلاف ذراع و إن قسم علي رأي‌ المحدثين أربعا وعشرين كان المتحصل أربعة آلاف ذراع والفرسخ عندالكل ثلاثة أميال انتهي . وقدر الأكثر الشعير بسبع شعرات من شعر البرذون وضبط مد البصر في الأرض بأنه مايميز به الفارس من الراجل للمبصر المتوسط في الأرض المستوية وبالجملة الجمع بين هذه التقديرات والعلم بحصول كل منها في المسافات لاتخلو من عسر وإشكال والأولي رعاية الاحتياط فيما اشتبه من ذلك بالجمع بين القصر والتمام . ثم اعلم أنه ذكر غيرواحد من الأصحاب أن مبدأ التقدير من آخر خطة البلد في المعتدل وآخر محلته في المتسع عرفا و لم نطلع علي دليله وقيل مبدأ التقدير مبدأ سيره بقصد السفر وقالوا البحر كالبر و إن قطع المسافة في ساعة واحدة لأن التقدير بالأذرع كاف في ثبوت الترخص قال في المنتهي لانعرف في ذلك خلافا. و لوتردد يوما في ثلاثة فراسخ ذاهبا وجائيا فإن بلغ في الرجوع إلي موضع الأذان ومشاهدة الجدران فالظاهر أنه لاخلاف في عدم القصر و إن لم يبلغ فالمقطوع به في كلام الأصحاب أنه لم يجز القصر وخالف فيه العلامة في التحرير. والأول لعله أقوي إذ الظاهر من أخبار المسافة كون ذلك في جهة واحدة


صفحه : 18

وإنما اعتبرنا في خصوص الأربعة الإياب مع الذهاب للأخبار الكثيرة الدالة عليه فلايتعدي عنه و إن أمكن أن يقال إذاظهر بتلك الأخبار كون الإياب محسوبا مع الذهاب فهو كاف في ذلك . و لو كان لبلد طريقان أحدهما يبلغ المسافة فإن سلك الأبعد لالعلة الترخص قصر إجماعا و إن كان للترخص لا غيرفالمشهور أنه يقصر أيضا و قال ابن البراج يتم لأنه كاللاهي‌ بصيده و هو كماتري . و لوشك في بلوغ المسافة القدر المعتبر في القصر فالمقطوع به في كلام الأصحاب أنه يتم و هوقريب وهل يجب الاعتبار مع الجهل بالبلوغ فيه وجهان والعدم أقوي

5- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سِتّةٌ لَا يُقَصّرُونَ الصّلَاةَ الجُبَاةُ الّذِينَ يَدُورُونَ فِي جِبَايَتِهِم وَ التّاجِرُ ألّذِي يَدُورُ فِي تِجَارَتِهِ مِن سُوقٍ إِلَي سُوقٍ وَ الأَمِيرُ ألّذِي يَدُورُ فِي إِمَارَتِهِ وَ الراّعيِ‌ ألّذِي يَطلُبُ مَوَاضِعَ القَطرِ وَ مَنبِتَ الشّجَرِ وَ الرّجُلُ يَخرُجُ فِي طَلَبِ الصّيدِ يُرِيدُ لَهوَ الدّنيَا وَ المُحَارِبُ ألّذِي يَقطَعُ الطّرِيقَ

مقصد الراغب ، عنه ع مرسلا مثله

6- الخِصَالُ، جَعفَرُ بنُ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن جَدّهِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ سَبعَةٌ لَا يُقَصّرُونَ الصّلَاةَ الجاَبيِ‌ ألّذِي يَدُورُ فِي جِبَايَتِهِ ثُمّ ذَكَرَ نَحواً مِمّا مَرّ إِلّا أَنّهُ قَالَ وَ الراّعيِ‌ وَ البدَوَيِ‌ّ ألّذِي يَطلُبُ وَ الرّجُلُ ألّذِي يَطلُبُ الصّيدَ يُرِيدُ بِهِ وَ فِي آخِرِهِ يَقطَعُ السّبُلَ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِ‌ّ


صفحه : 19

عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَمسَةٌ يُتِمّونَ فِي سَفَرٍ كَانُوا أَو فِي حَضَرٍ المكُاَريِ‌ وَ الكرَيِ‌ّ وَ الأَشتَقَانُ وَ هُوَ البَرِيدُ وَ الراّعيِ‌ وَ المَلّاحُ لِأَنّهُ عَمَلُهُم

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ الكمُنُداَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَربَعَةٌ يَجِبُ عَلَيهِمُ التّمَامُ فِي سَفَرٍ كَانُوا أَو فِي حَضَرٍ المكُاَريِ‌ وَ الكرَيِ‌ّ وَ الأَشتَقَانُ وَ الراّعيِ‌ لِأَنّهُ عَمَلُهُم قَالَ الصّدُوقَ ره الأَشتَقَانُ البَرِيدُ

تفصيل وتبيين

اعلم أن المشهور بين الأصحاب وجوب الإتمام علي المسافر ألذي سفره أكثر من حضره و هذاالتعبير شائع في ألسنة الفقهاء و لم يرد في الأخبار هذااللفظ بل إنما ورد فيهاوجوب الإتمام علي جماعة مخصوصة عملهم وصناعتهم السفر ولذا


صفحه : 20

أول جماعة كلامهم بهذا المعني والظاهر قصر الحكم علي الجماعة المذكورين في تلك الأخبار وظاهر ابن أبي عقيل القول بوجوب التقصير علي كل مسافر والأول أقوي لمامضي من الأخبار وغيرها. والكري‌ فسره أكثر اللغويين بالمكاري‌ ويحتمل تخصيص الكري‌ بالجمال


صفحه : 21

والمكاري‌ بغيره أوتعميم المكاري‌ وتفسير الكري‌ بمن يكري‌ نفسه للسفر كالبريد قال في الذكري المراد بالكري‌ في الرواية المكتري‌ و قال بعض أهل اللغة قديقال الكري‌ علي المكاري‌ والحمل علي المغايرة أولي بالرواية لتكثر الفائدة ولأصالة عدم الترادف انتهي . ولعل مراده بالمكتري‌ من يكري‌ نفسه وقيل ألذي يأخذ الكري‌ من المكاري‌


صفحه : 22

أو من صاحب المتاع و يكون دائما مع المكاري‌ ملازما له . والأشتقان سمعنا من مشايخنا أنه معرب دشتبان أي أمين البيادر يذهب من بيدر إلي بيدر و لايقيم مكانا واحدا وفسره الصدوق بالبريد قال في المنتهي الأشتقان هوأمين البيدر ذكره أهل اللغة وقيل البريد. و قال في النهاية في الحديث إني‌ لاأحبس البرد قال الزمخشري‌ البرد يعني‌ ساكنا جمع بريد و هوالرسول والبريد كلمة فارسية يراد بها في الأصل البغل وأصلها بريدة دم أي محذوف الذنب لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها فأعربت وخففت ثم سمي‌ الرسول ألذي يركبه بريدا والمسافة التي‌ بين السكتين بريدا. والسكة موضع كان يسكنه الفيوج المرتبون من بيت أوقبة أورباط و كان يرتب في كل سكة بغال و كان بعد ما بين السكتين فرسخا وقيل أربعة و منه الحديث لاتقصر الصلاة في أقل من أربعة برد وهي‌ ستة عشر فرسخا والفرسخ ثلاثة أميال والميل أربعة آلاف ذراع انتهي . ويستفاد من تعليل رواية ابن أبي عمير أن كل من كان السفر عمله وصنعته يجب عليه الإتمام وَ فِي رِوَايَةِ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المَلّاحِينَ وَ الأَعرَابِ هَل عَلَيهِم تَقصِيرٌ قَالَ لَا بُيُوتُهُم مَعَهُم

فيستفاد منها أن كل من شأنه أن يتحرك مع بيته ورحله فعليه التمام .فالظاهر أن المرجع في هذاالباب إلي صدق اسم المكاري‌ والملاح وأمثالهم عرفا وكذا صدق كون السفر عمله كاف في وجوب الإتمام وبهذا قطع العلامة والشهيد لكنه قال في الذكري و ذلك إنما يحصل بالسفرة الثالثة التي‌ لم يتخلل قبلها إقامة تلك العشرة أي العشرة المنوية في غيربلده ومطلقا في بلده واعتبر ذلك


صفحه : 23

جماعة من الأصحاب واعتبر ابن إدريس في غيرصاحب الصنعة ثلاث دفعات و قال إن صاحب الصنعة من المكارين والملاحين يجب عليهم الإتمام بنفس خروجهم إلي السفر لأن صنعتهم تقوم مقام من لاصنعة له ممن سفره أكثر من حضره واستقرب في المختلف الإتمام في الثانية إذا لم يقيموا بعدالأولي مطلقا و ليس لهذه التعليلات مستند يصح التعويل عليه غيرادعاء دلالة العرف عليه . وإذ قدعرفت أن الحكم في الأخبار ليس معلقا علي الكثرة بل علي مثل المكاري‌ والجمال و من اتخذ السفر عمله أو من كان بيته معه وجب أن تراعي هذه الأسماء عرفا فلو فرض عدم صدق الاسم بمرات كثيرة لم يتعلق حكم الإتمام . ثم اعلم أن أكثر الأصحاب قطعوا بأنه يشترط في إتمام هؤلاء أن لايقيموا في بلدهم عشرة أيام

وَ احتَجّوا بِمَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المكُاَريِ‌ إِن لَم يَستَقِرّ فِي مَنزِلِهِ إِلّا خَمسَةَ أَيّامٍ وَ أَقَلّ قَصّرَ فِي سَفَرِهِ بِالنّهَارِ وَ أَتَمّ بِاللّيلِ وَ عَلَيهِ صَومُ شَهرِ رَمَضَانَ وَ إِن كَانَ لَهُ مُقَامٌ فِي البَلَدِ ألّذِي يَذهَبُ إِلَيهِ عَشَرَةَ أَيّامٍ وَ أَكثَرَ قَصّرَ فِي سَفَرِهِ وَ أَفطَرَ

و هذه الرواية في سندها جهالة و ماتضمن من الاكتفاء في التقصير نهارا بأقل من خمسة أيام متروك بين الأصحاب ومقتضاها إقامة العشرة في البلد ألذي يذهب إليه و هو غير مااعتبروه من الإقامة في بلدهم و مع ذلك فالحكم فيه مختص بالمكاري‌ ولذا احتمل المحقق في المعتبر اختصاص الحكم بالمكاري‌ ونقل في الشرائع قولا بذلك هومجهول القائل . وعبارة الحديث تحتمل احتمالا آخر و هو أن يكون المراد إن كان له إرادة المقام في البلد ألذي يذهب إليه قصر في سفره إلي ذلك البلد بل هوأظهر و هو


صفحه : 24

خلاف مقصودهم و هذه الرواية أوردها الصدوق بطريق صحيح عن ابن سنان ومتنه مغاير لماأورده الشيخ فإنه قال المكاري‌ إذا لم يستقر في منزله إلاخمسة أيام أوأقل قصر في سفره بالنهار وأتم صلاة الليل و عليه صوم شهر رمضان فإن كان له مقام في البلد ألذي يذهب إليه عشرة أيام أوأكثر وينصرف إلي منزله و يكون له مقام عشرة أيام أوأكثر قصر في سفره وأفطر. والظاهر أن في رواية الشيخ سقطت هذه الفقرة ومقتضي هذه الرواية اعتبار إقامة العشرة في المنزل ألذي يذهب إليه أيضا والقول به غيرمعروف بين الأصحاب إلا أن العمل بمقتضي هذه الرواية الصحيحة غيربعيد. واستوجه ذلك بعض أفاضل المتأخرين و لم يعتن بمخالفة المشهور

وَ مُرسَلَةُ يُونُسَ أَيضاً تَدُلّ عَلَي ذَلِكَ حَيثُ قَالَ ع أَيّمَا مُكَارٍ أَقَامَ فِي مَنزِلِهِ أَو فِي البَلَدِ ألّذِي يَدخُلُهُ أَكثَرَ مِن عَشَرَةِ أَيّامٍ فَعَلَيهِ التّقصِيرُ

لكنها تدل علي الاكتفاء بأحدهما ويمكن حمل الخبر الأول عليه والمسألة محل إشكال وقل مكار لايقيم في بلده


صفحه : 25

أو في البلد ألذي يذهب إليه عشرة أيام . و قال في المدارك ظاهر الأصحاب الاتفاق علي أن إقامة العشرة أيام في البلدة قاطعة لكثرة السفر وموجبة للقصر والظاهر أنه محل للاحتياط وألحق الفاضلان و من تأخر عنهما بإقامة العشرة في البلد العشرة المنوية في غيربلده و هوحسن بحمل العشرة في رواية يونس علي المنوية للإجماع المنقول علي عدم تأثير غيرالمنوية وألحق الشهيد العشرة الحاصلة بعدالتردد ثلاثين و في التردد ثلاثين خلاف والأقرب عدم الإلحاق كمااختاره الشهيدان . ومتي وجب القصر علي كثير السفر بإقامة العشرة ثم سافر مرة ثانية بدون إقامة فالأظهر وجوب الإتمام عليه مع بقاء الاسم كماصرح به ابن إدريس وغيره واعتبر في الذكري المرة الثالثة و هوضعيف . و أماإقامة الخمسة فذهب الشيخ و ابن البراج و ابن حمزة إلي أنه يتم صلاة الليل خاصة للرواية المتقدمة والمشهور أنه لاتأثير لذلك أصلا وأجيب عن الرواية بأنها متروكة الظاهر فإنها تتضمن المساواة بين الخمسة والأقل منها والأقل يصدق علي يوم وبعض يوم و لاقائل به مع أنها معارضة بقوله في صحيحة معاوية بن وهب هما واحد إذاقصرت أفطرت و إذاأفطرت قصرت . ومال بعض أفاضل المتأخرين إلي العمل به وأول الخبر بأن المراد إثبات الحكم المذكور لمن أقام خمسة أحيانا وأقل منه أحيانا أوبأن المراد بالأقل ماقارب الخمسة وظاهر الصدوق العمل به وعدم الاشتهار بين المتأخرين غيرضائر. وربما يحمل الخبر علي التقية لأن الشافعي‌ وجماعة كثيرة من العامة ذهبوا إلي الاكتفاء للإتمام بإقامة أربعة أيام سوي يوم القدوم والخروج وذهب جماعة منهم إلي احتساب اليومين و فيه تأمل والمسألة مشكلة ولعل الاحتياط


صفحه : 26

في الجمع

7- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يَخرُجُ مُسَافِراً قَالَ يُقَصّرُ إِذَا خَرَجَ مِنَ البُيُوتِ

وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُسَافِرُ يُقَصّرُ حَتّي يَدخُلَ المِصرَ

وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنهُ ع قَالَ إِذَا سُمِعَ الأَذَانُ أَتَمّ المُسَافِرُ

8- قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ‌ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ قَالَ سَمِعتُ بَعضَ الزّرَارِيّينَ يَسأَلُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ بِالبَصرَةِ وَ هُوَ مِن أَهلِ الكُوفَةِ وَ لَهُ بِالكُوفَةِ دَارٌ وَ عِيَالٌ فَيَخرُجُ وَ يَمُرّ بِالكُوفَةِ يُرِيدُ مَكّةَ لِيَتَجَهّزَ مِنهَا وَ لَيسَ مِن رَأيِهِ أَن يُقِيمَ أَكثَرَ مِن يَومٍ أَو يَومَينِ قَالَ يُقِيمُ فِي جَانِبِ الكُوفَةِ وَ يُقَصّرُ حَتّي يَفرُغَ مِن جَهَازِهِ وَ إِن هُوَ دَخَلَ مَنزِلَهُ فَليُتِمّ الصّلَاةَ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ بِالبَصرَةِ وَ هُوَ مِن أَهلِ الكُوفَةِ وَ لَهُ بِهَا دَارٌ وَ أَهلٌ وَ مَنزِلٌ وَ يَمُرّ بِهَا وَ إِنّمَا هُوَ يَختَلِفُ لَا يُرِيدُ المُقَامَ وَ لَا يدَريِ‌ مَا يَتَجَهّزُ يَوماً أَو يَومَينِ قَالَ يُقِيمُ فِي جَانِبِهَا وَ يُقَصّرُ قَالَ قُلتُ لَهُ فَإِن دَخَلَ أَهلَهُ قَالَ عَلَيهِ التّمَامُ


صفحه : 27

وَ مِنهُ عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ البَزّازِ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ وَهبٍ القرُشَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ إِذَا خَرَجَ مُسَافِراً لَم يُقَصّر مِنَ الصّلَاةِ حَتّي يَخرُجَ مِنِ احتِلَامِ البُيُوتِ وَ إِذَا رَجَعَ لَا يُتِمّ الصّلَاةَ حَتّي يَدخُلَ احتِلَامَ البُيُوتِ

تبيين

اعلم أن الأصحاب اختلفوا في أنه هل يعتبر في قصر المسافر حد يصل إليه ذهابا وعودا أم لا فقال الشيخ علي بن بابويه إذاخرجت من منزلك فقصر حتي تعود إليه وذهب المرتضي والشيخ في الخلاف والعلامة وجماعة من المتأخرين إلي اشتراط خفاء الجدران والأذان وذهب الأكثر إلي أن المعتبر أحد الأمرين المذكورين ونسبه الشهيد الثاني‌ إلي أكثر القدماء و قال ابن إدريس الاعتماد عندي‌ علي الأذان المتوسط والصدوق في المقنع اعتبر خفاء الحيطان والقائلون بالجمع جمعوا بين الأخبار بذلك والقائلون بالتخيير جمعوا بينها بالحمل علي أن كلا منهما كاف لذلك و هوأصوب . ثم المشهور اتحاد حكم الذهاب والعود وذهب المرتضي و ابن الجنيد إلي أنه يجب عليه التقصير في العود حتي يبلغ منزله .


صفحه : 28

واعلم أن الظاهر من أخبار التواري‌ تواري‌ المسافر عن البيوت أي أهلها لاتواري‌ البيوت عنه و هوأقرب إلي خفاء الأذان و لايبعد العمل به وحينئذ هل يكفي‌ التواري‌ بالحائل بحيث لاتضر الرؤية بعده أم لاوجهان ولعل العمل باعتبار الأذان أضبط وأولي و أماخفاء الجدران فإن اعتبر خفاء شبحها فلاتحصل في فراسخ ولذا اعتبروا خفاء صورتها وعدم تميز خصوصياتها لتقارب العلامة الأخري . وذكر الشهيدان أن البلد لو كان في علو مفرط أووهدة اعتبر فيهاالاستواء تقديرا ويحتمل الاكتفاء بالتواري‌ في المنخفضة كيف كان لإطلاق الخبر. وقالوا لاعبرة بأعلام البلد كالمنارة والقلاع و لاعبرة بسماع الأذان المفرط في العلو كما أنه لاعبرة بخفاء الأذان المفرط في الانخفاض فتكون الرواية مبنية علي الغالب . وقالوا المراد جدران آخر البلد الصغير والقرية و إلافالمحلة وكذا أذان مسجد البلد والمحلة ويحتمل البيت ونهاية البلد وظاهر بعض الروايات خفاء جميع بيوت البلد وأذانه ويحتمل البيوت المتقاربة من بيته وكذا أذانها. وَ يَدُلّ عَلَي مَذهَبِ المُرتَضَي وَ ابنِ الجُنَيدِ فِي العَودِ صَحِيحَةُ العِيصِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَزَالُ المُسَافِرُ مُقَصّراً حَتّي يَدخُلَ بَيتَهُ

وَ فِي مُوَثّقَةِ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ حَتّي يَدخُلَ أَهلَهُ

وحملوهما علي أن المراد الوصول إلي موضع يسمع فيه الأذان ويشاهد الجدران و هوبعيد جدا. ويمكن القول بالتخيير بعدالوصول إلي سماع الأذان بين القصر والإتمام جمعا بين الأخبار كمااختاره بعض المحققين من المتأخرين وربما يحمل أخبار عدم اشتراط حد الترخص في الذهاب والعود علي التقية إذ عامة فقهائهم علي عدم


صفحه : 29

اشتراط ذلك . وأقول يمكن حمل الأخبار الأخر أيضا علي التقية لأن فقهاءهم الأربعة يشترطون الخروج من سور البلد و إن كان داخل السور مزارع أومواضع خربة وذهب بعضهم إلي أنه إذا كان خارج السور دور ومقابر فلابد من مجاوزتها و لايشترط عندهم مجاوزة المزارع والبساتين المتصلة بالبلد إلا إذاكانت فيهادور وقصور يسكن فيها. و أماالأخبار التي‌ قدمناها فالخبر الأول من المحاسن ظاهره الخروج من البيوت و لايوافق شيئا من مذاهب الأصحاب إلابالتكلف و هوبما ذكرنا من أقوال العامة أنسب وكذا الثاني‌. و أماالثالث فيوافق القول باعتبار الأذان و هويشمل ظاهر الذهاب والعود معا والخبر الرابع من قرب الإسناد يدل آخره علي أن المعتبر في العود دخول المنزل وأوله علي أنه لايتوسط البلد إن حمل الجانب علي الداخل أو لايدخل البلد إن حمل علي الخارج فيمكن حمل هذاالجزء علي التقية ويمكن حمل المنزل علي البلد مجازا. أو يكون محمولا علي أنه لماكانت الكوفة من البلاد الوسيعة تعتبر فيهاالمحلة فإذا لم يدخل البلد يكون غالبا بينه و بين محلته حد الترخص فيحمل علي ما إذا لم تكن محلته في آخر البلد من تلك الجهة ويمكن حمل الجزء الأول علي الاستحباب وكذا الكلام في الخبر الخامس لكن الأهل فيه أوسع من المنزل وأقبل للتأويل . وبالجملة يشكل الاستدلال بالخبرين علي شيء من المذاهب والخبر الأخير لعل فيه تصحيفا و لاأعرف لاحتلام البيوت معنا مناسبا في المقام إلا أن يكون كناية عن غيبة شبحها فإنها بمنزلة الخيال والمنام أو يكون بالجيم بمعني القطع والبيوت تحتمل بيوت البلد والمحلة وبالجملة ظاهره عدم الاكتفاء بالخروج من المنزل


صفحه : 30

والدخول فيه و أماتعيين مايعتبر فيه علي أحد المذاهب فلايستفاد منه

9- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المُكَارِينَ الّذِينَ يَختَلِفُونَ إِلَي النّيلِ هَل عَلَيهِم تَمَامُ الصّلَاةِ قَالَ إِذَا كَانَ مُختَلَفَهُم فَليَصُومُوا وَ ليُتِمّوا الصّلَاةَ إِلّا أَن يَجِدّ بِهِمُ السّيرُ فَليُفطِرُوا وَ ليُقَصّرُوا

بيان قال في القاموس النيل بالكسر نهر مصر وقرية بالكوفة وآخر بيزد وبلد بين بغداد وواسط انتهي . قوله ع إذا كان مختلفهم أي يختلفون اختلافهم المعهود بالكراء أو من غيرجد. واعلم أن هذا وصحيحة محمد بن مسلم وصحيحة الفضل بن عبدالملك تدل علي أن المكاري‌ والجمال إذاجد بهما السير يقصران وظاهر الجد في السير زيادته عن القدر المعتاد في أسفارهما غالبا والحكمة فيه واضحة فيمكن تخصيص الأخبار السابقة بهذه الأخبار أوالقول بالتخيير في صورة الجد في السير ولعل الأول أقوي . واختلف كلام الأصحاب في تنزيل هاتين الروايتين فقال الشيخ في التهذيب الوجه في هذين الخبرين ماذكره محمد بن يعقوب الكليني‌ ره قال هذامحمول علي من يجعل المنزلين منزلا فيقصر في الطريق خاصة ويتم في المنزل . وَ استَدَلّ بِمَا رَوَاهُ عَن عِمرَانَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الجَمّالُ وَ المكُاَريِ‌ إِذَا جَدّ بِهِمَا السّيرُ فَليُقَصّرَا بَينَ المَنزِلَينِ وَ ليُتِمّا فِي المَنزِلِ

و هذه الرواية مع عدم قوة سندها غيردالة علي ماذكره لجواز


صفحه : 31

أن يكون المراد بالمنزلين المنزل ألذي يبتد‌ئ منه سفره و ألذي ينتهي‌ إليه . و قال في المختلف الأقرب عندي‌ حمل الحديثين علي أنهما إذاأقاما عشرة أيام قصرا وحملهما في الذكري علي ما إذاأنشأ المكاري‌ والجمال سفرا غيرصنعتهما قال و يكون المراد بجد السير أن يكون مسيرهما مسيرا متصلا كالحج والأسفار التي‌ لايصدق عليها صنعته . واحتمل أيضا أن يكون المراد أن المكارين يتمون ماداموا يترددون في أقل من المسافة أو في مسافة غيرمقصودة فإذاقصدوا مسافة قصروا قال ولكن هذا لايختص المكاري‌ والجمال به بل كل مسافر قيل ولعل ذلك مستند ابن أبي عقيل حيث عمم وجوب القصر. وحملهما الشهيد الثاني‌ علي ما إذاقصد المكاري‌ والجمال المسافة قبل تحقق الكثرة وربما يحمل ويتم في المنزل علي أن المعني يتم إذاسافر منزلا منزلا و لايخفي بعد هذه الوجوه والأظهر ماذكرنا أولا نعم يمكن تخصيص جد السير بما ذكره الكليني‌ لأنه من أرباب النصوص مع أنه غيربعيد عن الإطلاق العرفي‌

10- المَحَاسِنُ، عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَتَصَيّدُ اليَومَ وَ اليَومَينِ وَ الثّلَاثَةَ أَ يُقَصّرُ الصّلَاةَ قَالَ لَا إِلّا أَن يُشَيّعَ الرّجُلُ أَخَاهُ فِي الدّينِ وَ إِنّ المُتَصَيّدَ لَهواً بَاطِلٌ لَا يُقَصّرُ الصّلَاةَ فِيهِ وَ قَالَ يُقَصّرُ الصّلَاةَ إِذَا شَيّعَ أَخَاهُ

بيان في التهذيب والكافي‌ و إن التصيد مسير باطل


صفحه : 32

واعلم أنه لاخلاف بين الأصحاب في أن جواز السفر شرط في جواز التقصير سواء كان السفر واجبا كحجة الإسلام أومندوبا كزيارة النبي ص والأئمة ع أومباحا كأسفار التجارات و لو كان معصية لم يقصر كاتباع الجائر وصيد اللهو والسفر لضرر المسلمين والفساد في الأرض و قدحكي اتفاق الأصحاب علي ذلك جماعة منهم الفاضلان وتدل عليه أخبار كثيرة. ويدل التعليل الوارد في هذاالخبر وغيره من الأخبار علي عموم الحكم بالنسبة إلي كل سفر حرام سواء كانت غايته معصية كقاصد قطع الطريق أوقتل مسلم أو كان نفس سفره معصية كالفأر من الزحف وتارك الجمعة بعدوجوبها والسالك طريقا يغلب علي الظن الهلاك فيه و إن كان لغاية حسنة كالحج والزيارات وكذا إطلاقات كلام الأصحاب يقتضي‌ التعميم . و لاخلاف ظاهرا في أنه إذارجع المسافر العاصي‌ عن نية المعصية في أثناء السفر يقصر إن كان الباقي‌ مسافة و لوقصد المعصية في أثناء السفر المباح انقطع ترخصه و لوعاد إلي الطاعة قصر وهل يعتبر حينئذ كون الباقي‌ مسافة قيل نعم كماحكم به في القواعد لبطلان المسافة الأولي بقصد المعصية وقيل لا و هوظاهر المنتهي والمعتبر والمقطوع به في الذكري وَ هُوَ قوَيِ‌ّ لِمَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن بَعضِ أَهلِ العَسكَرِ قَالَ خَرَجَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع أَنّ صَاحِبَ الصّيدِ يُقَصّرُ مَا دَامَ عَلَي الجَادّةِ فَإِذَا عَدَلَ أَتَمّ فَإِذَا رَجَعَ إِلَيهَا قَصّرَ

. ثم إن هذاكله في صيد اللهو و لاخلاف في أن الصائد لقوته وقوت عياله يقصر و أماالصائد للتجارة فقد اختلف الأصحاب فيه فذهب المرتضي رحمه الله وجماعة منهم الفاضلان إلي أنه يقصر في الصلاة والصوم وذهب الشيخ في النهاية


صفحه : 33

والمبسوط وجماعة إلي أنه يتم صلاته دون صومه كمايدل عليه ماسيأتي‌ في فقه الرضا ع . و قال ابن إدريس إن كان الصيد للتجارة دون الحاجة للقوت روي أصحابنا بأجمعهم أنه يتم الصلاة ويفطر الصوم و كل سفر أوجب التقصير في الصلاة أوجب التقصير في الصوم و كل سفر أوجب التقصير في الصوم أوجب التقصير في الصلاة إلا هذه المسألة فحسب للإجماع عليها انتهي و هوغريب و مع ذلك فلعل الأول أقوي والأحوط الجمع في الصلاة

11- المُقنِعُ، روُيِ‌َ لَيسَ عَلَي صَاحِبِ الصّيدِ تَقصِيرٌ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَإِذَا جَازَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَعَلَيهِ التّقصِيرُ

بيان هذاالخبر رواه الشيخ بسند فيه إرسال عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع و قال فالوجه في هذاالخبر من كان صيده لقوته وقوت عياله فأما من كان صيده للهو فلايجوز له التقصير انتهي ورواه الصدوق في الفقيه بطريق حسن أوموثق عن أبي بصير ثم قال يعني‌ الصيد للفضول .أقول ماذكره الشيخ أصوب ولعله محمول علي أن الغالب في صاحب الصيد أنه لايبلغ مسافة القصر قبل ثلاثة أيام فإنه يتأني في الحركة ويذهب يمينا وشمالا لالطلب الصيد فلذا حكم بأنه لايقصر قبلها. وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن عَبدِ اللّهِ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَتَصَيّدُ فَقَالَ إِن كَانَ يَدُورُ حَولَهُ فَلَا يُقَصّرُ وَ إِن كَانَ تَجَاوَزَ الوَقتَ


صفحه : 34

فَليُقَصّر وَ رَوَاهُ الصّدُوقُ أَيضاً فِي الصّحِيحِ عَن عِيصِ بنِ القَاسِمِ عَنهُ ع

فإن الظاهر أن المراد بتجاوز الوقت بلوغ حد التقصير والمراد به أيضا غيرصيد اللهو وحمله علي صيد اللهو وحمل الوقت علي وقت الصيد بعيد جدا. و أما ماذكره الصدوق في الحديث الأول فلعله حمله علي أن الغالب أنه لايشتغل بالصيد أكثر من ثلاثة أيام فعبر عن ترك الصيد بتجاوز الثلاثة أومراده بالفضول فضول الرزق للتجارة. و قال العلامة في المختلف قال ابن الجنيد والمتصيد شيئا إذا كان دائرا حول المدينة غيرمتجاوز حد التقصير لم يقصر يومين فإن تجاوز الحد واستمر به دورانه ثلاثة أيام قصر بعدها و لم يعتبر علماؤنا ذلك بل أوجبوا القصر مع قصد المسافة والإباحة لنا أنه مسافر فوجب عليه التقصير احتج برواية أبي بصير والجواب أنه مرسل و لايعول عليه انتهي .أقول لعل كلام ابن الجنيد أيضا مؤول بما وجهنا به الخبر والخبر في الفقيه غيرمرسل بل سنده معتبر و إن لم يكن صحيحا علي مصطلح القوم

12- قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ الرّجُلِ يَخرُجُ إِلَي الضّيعَةِ فَيُقِيمُ اليَومَ وَ اليَومَينِ وَ الثّلَاثَةَ يُتِمّ أَو يُقَصّرُ قَالَ يُتِمّ فِيهَا

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ الرّجُلِ يُرِيدُ السّفَرَ إِلَي ضِيَاعِهِ فِي كَم يُقَصّرُ قَالَ[ فِي]ثَلَاثَةٍ

بيان لعل الثلاثة محمول علي ما إذا لم يبلغ حد مسافة التقصير قبلها فإن من يخرج إلي ضيعته للتنزه يسير متأنيا ومتدرجا ويمكن حمله علي التقية


صفحه : 35

فإنه قريب من مذهب أبي حنيفة وأصحابه ويمكن حمله علي إقامة ثلاثة في الضيعة فإنه ذهب جماعة من العامة إلي أنه إن نوي الإقامة ثلاثة أيام قصر و إن زاد عليها أتم . ثم اعلم أن المشهور بين المتأخرين أن المسافر إذادخل بلدا وقرية له في أحدهما منزل استوطنه ستة أشهر يتم و إن كان عازما علي السفر قبل انقضاء العشرة والأكثر لم يفرقوا في الملك بين المنزل وغيره حتي صرحوا بالاكتفاء في ذلك بالشجرة الواحدة وبعضهم اعتبر المنزل خاصة. و قال الشيخ في النهاية و من خرج إلي ضيعة له و كان له فيهاموضع ينزله ويستوطنه وجب عليه التمام فإن لم يكن له فيهامسكن يجب عليه التقصير وظاهره اعتبار المنزل وعدم اعتبار ستة أشهر بل الاستيطان وقريب منه عبارة ابن البراج في الكامل . و قال أبوالصلاح و إن دخل مصرا له فيه وطن ونزل فيه فعليه التمام و لوصلاة واحدة والظاهر منه المنزل ألذي يستوطنه سواء كان ملكا له أم لا و قال ابن البراج أيضا من مر في طريقه علي مال له أوضيعة يملكها أو كان له في طريقه أهل أو من جري مجراهم ونزل عليهم و لم ينو المقام عندهم عشرة أيام كان عليه التقصير و هونفي‌ للقول المشهور مطلقا كماحكي‌ عنه . و قال في المبسوط و إذاسافر فمر في طريقه بضيعة له أو علي مال له أوكانت له أصهار أوزوجة فنزل عليهم و لم ينو المقام عشرة أيام قصر و قدروي‌ أن عليه التمام و قدبينا الجمع بينهما و هو أن ماروي‌ أنه إذا كان منزله أوضيعته مما قداستوطنه بستة أشهر فصاعدا تمم و إن لم يكن استوطن ذلك قصر انتهي . وأجري ابن الجنيد منزل الزوجة والأب والابن والأخ مع كونهم لايزعجونه مجري منزله وبالجملة فالأقوال في هذه المسألة مختلفة وكذا الروايات في ذلك في غاية الاختلاف .


صفحه : 36

فَمِنهَا صَحِيحَةُ ابنِ بَزِيعٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُقَصّرُ فِي ضَيعَتِهِ فَقَالَ لَا بَأسَ مَا لَم يَنوِ مُقَامَ عَشَرَةِ أَيّامٍ إِلّا أَن يَكُونَ لَهُ فِيهَا مَنزِلٌ يَستَوطِنُهُ فَقُلتُ مَا الِاستِيطَانُ فَقَالَ أَن يَكُونَ لَهُ مَنزِلٌ يُقِيمُ فِيهِ سِتّةَ أَشهُرٍ

وَ مِنهَا مُوَثّقَةُ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يَخرُجُ فِي سَفَرٍ فَيَمُرّ بِقَريَةٍ لَهُ أَو دَارٍ فَيَنزِلُ فِيهَا قَالَ يُتِمّ الصّلَاةَ وَ لَو لَم يَكُن لَهُ إِلّا نَخلَةٌ وَاحِدَةٌ فَلَا يُقَصّرُ وَ ليَصُم إِذَا حَضَرَهُ الصّومُ وَ هُوَ فِيهَا

. ومستند المشهور هذان الخبران استدلوا بالثاني‌ علي مطلق الملك وبالأول علي استيطان ستة أشهر ويرد علي الأول أنه مع عدم قوة سنده معارض بأخبار كثيرة دالة علي أن المعتبر في الإتمام أن يكون له منزل يستوطنه لامطلق الملك و علي الثاني‌ أن ظاهر الخبر اعتبار إقامة ستة أشهر في كل سنة.

وَ بِهَذَا صَرّحَ الصّدُوقُ فِي الفَقِيهِ حَيثُ قَالَ بَعدَ إِيرَادِ صَحِيحَةِ إِسمَاعِيلَ بنِ الفَضلِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ سَافَرَ مِن أَرضٍ إِلَي أَرضٍ وَ إِنّمَا نَزَلَ قُرَاهُ وَ ضَيعَتَهُ قَالَ إِذَا نَزَلتَ قُرَاكَ وَ ضَيعَتَكَ فَأَتِمّ الصّلَاةَ وَ إِذَا كُنتَ فِي غَيرِ أَرضِكَ فَقَصّر

.يعني‌ بذلك إذاأراد المقام في قراه وأرضه عشرة أيام و من لم يرد المقام بهاعشرة أيام قصر إلا أن يكون له بهامنزل يكون فيه في السنة ستة أشهر فإن كان كذلك أتم متي دخلها وتصديق ذلك مارواه محمد بن إسماعيل بن بزيع وأورد الخبر الأول . وصحيحة ابن الفضل المتقدمة تدل علي الإتمام في مطلق الملك والضيعة وصحيحة البزنطي‌ التي‌ أخرجناها من قرب الإسناد أيضا تدل علي ذلك .


صفحه : 37

وَ مِنَ الأَخبَارِ مَا يَدُلّ عَلَي مُطلَقِ الِاستِيطَانِ كَصَحِيحَةِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع الرّجُلُ يَتّخِذُ المَنزِلَ فَيَمُرّ بِهِ أَ يُتِمّ أَو يُقَصّرُ قَالَ كُلّ مَنزِلٍ لَا تَستَوطِنُهُ فَلَيسَ لَكَ بِمَنزِلٍ وَ لَيسَ لَكَ أَن تُتِمّ فِيهِ

وَ صَحِيحَةُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلَ ع عَن رَجُلٍ يَمُرّ بِبَعضِ الأَمصَارِ وَ لَهُ بِالمِصرِ دَارٌ وَ لَيسَ المِصرُ وَطَنَهُ أَ يُتِمّ صَلَاتَهُ أَم يُقَصّرُ قَالَ يُقَصّرُ الصّلَاةَ وَ الضّيَاعُ مِثلُ ذَلِكَ إِذَا مَرّ بِهَا

. و ألذي يقتضي‌ الجمع بين الأخبار القول بأن الوصول إلي بلد أوقرية أوضيعة له فيهامنزل يستوطنه بحيث يصدق الاستيطان عرفا أوولد ونشأ بهابحيث يصدق عرفا أنه وطنه وبلده كاف في الإتمام وأخبار الضيعة والملك المطلق محمولة علي ذلك أو علي التقية لأنه قول جماعة من العامة. قال في شرح السنة ذهب ابن عباس إلي أن المسافر إذاقدم علي أهل أوماشيته أتم الصلاة و به قال أحمد و هوأحد قولي‌ الشافعي‌ إن المسافر إذادخل بلدا له به أهل و إن كان مجتازا انقطعت رخصة السفر في حقه انتهي . والأحوط فيما إذاوصل بلدة أوقرية أوضيعة استوطنها ستة أشهر أن يحتاط بالجمع بين الصلاتين رعاية للمشهور. ثم إن جماعة من القائلين بالملك كالشهيدين اعتبروا سبق الملك علي الاستيطان وبقاء الملك واشترط جماعة في الستة أن يكون مقيما فيها و أن يكون إتمام الصلاة عليه فيهاللإقامة فلايكفي‌ مطلق الإقامة كما لوأقام ثلاثين ثم أتم من غيرنية الإقامة و لاالتمام بسبب كثرة السفر أوالمعصية أوشرف البقعة نعم لايضر مجامعتها لها. والمشهور أنه لايشترط التوالي‌ و لاالسكني في ملكه بل يكفي‌ الاستيطان في البلد أوالقرية و لايبعد أن يكفي‌ في ذلك عدم الخروج علي حد الخفاء و لا


صفحه : 38

يكفي‌ استيطان الوقوف العامة كالمدارس وذهب جماعة إلي الاكتفاء بالخاص واشترط الشهيد ملك الرقبة فلاتجزي‌ الإجارة و فيه تأمل وألحق العلامة و من تأخر عنه بالملك اتخاذ البلد دار مقام علي الدوام و لابأس به . وهل يشترط استيطان الستة أشهر قال في الذكري الأقرب ذلك و هو غيربعيد والأصل ماذكرنا من شهادة العرف بأنها وطنه أومسكنه ليدخل تحت الأخبار الواردة في ذلك و أما ماشك في دخوله فيهافالاحتياط فيه سبيل النجاة

13- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ حَرِيزِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أَ رَأَيتَ مَن قَدِمَ بَلَدَهُ مَتَي ينَبغَيِ‌ لَهُ أَن يَكُونَ مُقَصّراً وَ مَتَي ينَبغَيِ‌ أَن يُتِمّ قَالَ إِذَا دَخَلتَ أَرضاً فَأَيقَنتَ أَنّ لَكَ فِيهَا مُقَامَ عَشَرَةِ أَيّامٍ فَأَتِمّ الصّلَاةَ فَإِن لَم تَدرِ مَا مُقَامُكَ بِهَا تَقُولُ غَداً أَخرُجُ وَ بَعدَ غَدٍ فَقَصّر مَا بَينَكَ وَ بَينَ أَن يمَضيِ‌َ شَهرٌ فَإِذَا تَمّ شَهرٌ فَأَتِمّ الصّلَاةَ وَ إِن أَرَدتَ أَن تَخرُجَ مِن سَاعَتِكَ فَأَتِمّ


صفحه : 39

بيان لاخلاف بين الأصحاب في أنه إذانوي المقصر في بلد عشرة أيام أتم ويدل عليه هذاالخبر وأخبار كثيرة والمشهور عدم الإتمام بنية الإقامة دون العشرة بل قال في المنتهي إنه قول علمائنا أجمع . ونقل في المختلف عن ابن الجنيد رحمه الله أنه اكتفي في وجوب الإتمام بنية خمسة أيام وَ لَعَلّ مُستَنَدَهَ مَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي الحَسَنِ عَن أَبِي أَيّوبَ قَالَسَأَلَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ المُسَافِرِ إِن حَدّثَ نَفسَهُ بِإِقَامَةِ عَشَرَةِ أَيّامٍ قَالَ


صفحه : 40

فَليُتِمّ الصّلَاةَ فَإِن لَم يَدرِ مَا يُقِيمُ يَوماً أَو أَكثَرَ فَليَعُدّ ثَلَاثِينَ يَوماً ثُمّ ليُتِمّ وَ إِن أَقَامَ يَوماً أَو صَلَاةً وَاحِدَةً فَقَالَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ بلَغَنَيِ‌ أَنّكَ قُلتَ خَمساً قَالَ قَد قُلتُ ذَلِكَ قَالَ أَبُو أَيّوبَ فَقُلتُ أَنَا جُعِلتُ فِدَاكَ يَكُونُ أَقَلّ مِن خَمسَةِ أَيّامٍ قَالَ لَا

. وأجيب عنه بأنه غيردال علي نية إقامة الخمسة صريحا لاحتمال عود الإشارة إلي الكلام السابق و هوالإتمام مع العشرة و لايخلو من بعد وأوله الشيخ بوجهين أحدهما

أَنّهُ مَحمُولٌ عَلَي مَا إِذَا كَانَ بِمَكّةَ أَوِ المَدِينَةِ لِلحَسَنِ كَالصّحِيحِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المُسَافِرِ يَقدَمُ الأَرضَ فَقَالَ إِن حَدّثَتهُ نَفسُهُ أَن يُقِيمَ عَشراً فَليُتِمّ وَ إِن قَالَ اليَومَ أَخرُجُ أَو غَداً أَخرُجُ وَ لَا يدَريِ‌ فَليُقَصّر مَا بَينَهُ وَ بَينَ شَهرٍ فَإِن مَضَي شَهرٌ فَليُتِمّ وَ لَا يُتِمّ فِي أَقَلّ مِن عَشَرَةٍ إِلّا بِمَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ إِن أَقَامَ بِمَكّةَ وَ المَدِينَةِ خَمساً فَليُتِمّ

. وثانيهما استحباب الإتمام لنأوي‌ المقام خمسة أيام و لايخلو من وجه والمناقشة بأن القصر عندالشيخ عزيمة فكيف يصير رخصة ضعيف لأنه سد لباب القول بالتخيير بين الإتمام والقصر مطلقا مع ثبوت ذلك في مواضع لايمكن إنكارها. والأظهر عندي‌ حمله علي التقية لأن الشافعي‌ وجماعة منهم قائلون بإقامة الأربعة و لايحسبون يوم الدخول و يوم الرحيل فيتحصل خمسة ملفقة وسياق الخبر أيضا يدل عليها كما لايخفي علي الخبير. وهل يشترط في العشرة التوالي‌ بحيث لايخرج بينها إلي محل الترخص أم لا فيه وجهان وقطع بالاشتراط الشهيد في البيان والشهيد الثاني‌ في جملة من كتبه


صفحه : 41

و قال في بعض فوائده بعد أن صرح باعتبار ذلك و مايوجد في بعض القيود من أن الخروج إلي خارج الحدود مع العود إلي


صفحه : 42

موضع الإقامة كيوم أوليلة لايؤثر في نية الإقامة و إن لم ينو إقامة عشرة مستأنفة لاحقيقة له و لم نقف عليه مستندا إلي أحد من المعتبرين الذين يعتبر فتواهم فيجب الحكم بإطراحه حتي لو كان ذلك في نيته من أول الإقامة لكان باقيا علي القصر لعدم الجزم بإقامة العشرة فإن الخروج إلي مايوجب الخفاء يقطعها ونيته في ابتدائه يبطلها انتهي . وقيل المعتبر صدق إقامة العشرة في البلد عرفا والظاهر أن عدم التوالي‌ في أكثر الأحيان يقدح في صدق المعني المذكور عرفا و لايقدح فيه أحيانا كما إذاخرج يوما أوبعض يوم إلي بعض البساتين والمزارع المقاربة في البلد و إن كان في حد الخفاء و لابأس به والمسألة مشكلة وهي‌ من مواقع الاحتياط. والظاهر أن بعض اليوم لايحسب بيوم كامل بل يلفق فلو نوي المقام عندالزوال كان منتهاه زوال اليوم الحادي‌ عشر. وهل يشترط عشر غيريومي‌ الدخول والخروج فلايكفي‌ التلفيق فيه وجهان واستشكل العلامة في النهاية والتذكرة احتسابهما من العددين حيث إنهما من نهاية


صفحه : 43

السفر وبدايته لاشتغاله في الأول بأسباب الإقامة و في الأخير بالسفر و من صدق الإقامة في اليومين واحتمل التلفيق ولعل التلفيق أظهر. و لافرق في وجوب الإتمام بنية الإقامة بين أن يكون ذلك في بلد أوقرية لعموم بعض الأخبار كما في صحيحة زرارة إذادخلت أرضا فأيقنت أن لك بهامقاما والظاهر أنه لاخلاف فيه . و لوعزم علي إقامة طويلة في رستاق ينتقل فيه من قرية إلي قرية و لم يعزم علي إقامة العشرة في واحدة منها لم يبطل حكم سفره لأنه لم ينو الإقامة في بلد بعينه فكان كالمنتقل في سفره من منزل إلي منزل قاله العلامة في المنتهي وغيره . و لوقصد الإقامة في بلد ثم خرج بقصد المسافة إلي حد خفاء الأذان ثم رجع إلي محل الإقامة لغرض مع بقاء نية السفر فالظاهر بقاؤه علي حكم التقصير بخلاف ما لو كان الرجوع إلي بلده و لورجع عن نية السفر أتم في الموضعين كماذكره الأصحاب . و لوصلي بتقصير ثم نوي الإقامة في أثنائها يتم ونقل في التذكرة الاتفاق عليه . و هذاكله يتعلق بالحكم الأول من الخبر و أماالحكم الثاني‌ و هو أن من تردد في الإقامة يقصر إلي شهر ثم يتم فلاأعلم فيه خلافا بين الأصحاب ونقل بعض المتأخرين عليه الإجماع وتدل عليه أخبار لكن بعضها بلفظ الشهر وبعضها بلفظ الثلاثين يوما.فهل يجوز الاكتفاء بالشهر الهلالي‌ إذاحصل التردد في أوله يحتمل ذلك لصدق الشهر عليه و هومقتضي إطلاق كلام أكثر الأصحاب وحينئذ فالثلاثين محمول علي الغالب من عدم كون مبدإ التردد مبدأ الشهر. واعتبر في التذكرة الثلاثين و لم يعتبر الشهر الهلالي‌ و له وجه والأحوط


صفحه : 44

في يوم الثلاثين الجمع

14- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع إِن نَوَيتَ المُقَامَ عَشَرَةَ أَيّامٍ وَ صَلّيتَ صَلَاةً وَاحِدَةً بِتَمَامٍ ثُمّ بَدَا لَكَ فِي المُقَامِ وَ أَرَدتَ الخُرُوجَ فَأَتِمّ وَ إِن بَدَا لَكَ فِي المُقَامِ بَعدَ مَا نَوَيتَ المُقَامَ عَشَرَةَ أَيّامٍ وَ تَمَمتَ الصّلَاةَ وَ الصّومَ

بيان إن في قوله و إن بدا لك وصلية و لاخلاف ظاهرا بين الأصحاب في أنه لونوي قاصد الإقامة عشرا السفر قبل أن يصلي‌ صلاة بتمام يرجع إلي التقصير و لوصلي صلاة بتمام يتم إلي أن يخرج إلي المسافة وظاهر الأصحاب أنه لايشترط في الرجوع إلي القصر في صورة العدول عن نية الإقامة من غيرصلاة كون الباقي‌ مسافة وقواه الشهيد الثاني‌ رحمه الله واحتمل الاشتراط وإطلاق هذه الرواية وغيرها يؤيد المشهور. ثم إنهم اختلفوا في أنه هل يلحق بالصلاة الفريضة الصوم الواجب فيثبت حكم الإقامة بالشروع فيه مطلقا أو إذازالت الشمس قبل الرجوع عن نية الإقامة أم لا فيه أوجه والثالث أشهر وأقوي و إن كان ظاهر عبارة الفقه كون إتمام الصوم في حكم إتمام الصلاة إن حملنا الواو في قوله والصوم بمعني أو ويمكن أن يكون ذكر الصوم استطرادا و لادخل له في الحكم . ثم الظاهر أن المعتبر إتمام الصلاة الفريضة فقط كماصرح به في صحيحة أبي ولاد فإلحاق نافلة لايؤتي بها في السفر بالفريضة كمافعله العلامة في


صفحه : 45

النهاية وقواه الشهيد الثاني‌ رحمه الله لاوجه له والظاهر أن الحكم معلق علي فعل الفريضة فلايكفي‌ دخول وقتها و لافوت وقت الصلاة مع تركها سواء كان الترك عمدا أوسهوا وقطع العلامة في التذكرة بكون الترك كالصلاة نظرا إلي استقرارها في الذمة تماما واستشكله في النهاية وكذا الشهيد في الذكري . و لو كان الترك لعذر مسقط للقضاء كالجنون والحيض فهو كمن لم يصل قولا واحدا وهل يشترط كون التمام بنية الإقامة فلايكفي‌ التمام سهوا قبل الإقامة فيه وجهان وظاهر الخبر الاشتراط. و لونوي الإقامة ثم صلي تماما لشرف البقعة ذاهلا عن نية الإقامة ثم رجع عن الإقامة فالظاهر الكفاية لعموم الرواية و لونوي الإقامة في أثناء الصلاة المقصورة فأتمها ففي‌ الاجتزاء بهاوجهان ولعل الاجتزاء أقوي . ثم ظاهر الرواية إتمام الصلاة فلو شرع في الصلاة بنية الإقامة ثم رجع عن الإقامة في أثنائها لم يكف و إن كان بعدالركوع في الثالثة و هوظاهر المنتهي وتردد في المعتبر وفصل في التذكرة والمختلف بمجاوزة محل القصر وعدمه

15- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع فَإِن فَاتَتكَ الصّلَاةُ فِي السّفَرِ فَذَكَرتَهَا فِي الحَضَرِ فَاقضِ صَلَاةَ السّفَرِ رَكعَتَينِ كَمَا فَاتَتكَ وَ إِن فَاتَتكَ فِي الحَضَرِ فَذَكَرتَهَا فِي السّفَرِ فَاقضِهَا أَربَعَ رَكَعَاتٍ صَلَاةَ الحَضَرِ كَمَا فَاتَتكَ وَ إِن خَرَجتَ مِن مَنزِلِكَ وَ قَد دَخَلَ عَلَيكَ وَقتُ الصّلَاةِ وَ لَم تُصَلّ حَتّي خَرَجتَ فَعَلَيكَ التّقصِيرُ وَ إِن دَخَلَ عَلَيكَ وَقتُ الصّلَاةِ وَ أَنتَ فِي السّفَرِ وَ لَم تُصَلّ حَتّي تَدخُلَ أَهلَكَ فَعَلَيكَ التّمَامُ إِلّا أَن يَكُونَ قَد فَاتَكَ الوَقتُ فتَصُلَيّ‌َ مَا فَاتَكَ مِن صَلَاةِ الحَضَرِ فِي السّفَرِ وَ صَلَاةِ السّفَرِ فِي الحَضَرِ

بيان لاريب في أن الاعتبار في القضاء بحال الفوات لابحال الفعل فما فات قصرا يقضي‌ قصرا و إن قضاه في الحضر وكذا العكس و لوحصل الفوات في أماكن التخيير


صفحه : 46

ففي‌ ثبوت التخيير في القضاء أوتحتم القصر وجهان أحوطهما الثاني‌. و لوسافر بعددخول الوقت قبل أن يصلي‌ فالأصحاب فيه علي أقوال شتي ذهب ابن أبي عقيل والصدوق في المقنع والعلامة إلي أنه يجب عليه الإتمام وذهب المفيد إلي أنه يجب عليه التقصير واختاره ابن إدريس ونقله عن المرتضي في المصباح و هواختيار علي بن بابويه والمحقق وجماعة. وذهب الشيخ في الخلاف إلي التخيير واستحباب الإتمام وذهب رحمه الله في النهاية وكتابي‌ الأخبار إلي أنه يتم إن بقي‌ من الوقت مقدار مايصلي‌ فيه علي التمام فإن تضيق الوقت قصر و به قال في موضع من المبسوط و به قال ابن البراج و هواختيار الصدوق في الفقيه . وكذا الخلاف فيما إذادخل محل التمام بعددخول الوقت فذهب المفيد و علي بن بابويه و ابن إدريس والفاضلان إلي أنه يتم و هوالمشهور بين المتأخرين ونقل عن ابن الجنيد والشيخ القول بالتخيير وذهب الشيخ في النهاية وكتابي‌ الأخبار إلي أنه يتم مع السعة ويقصر مع الضيق وحكي الشهيدان أن في المسألة قولا بالتقصير مطلقا. ومنشأ هذاالاختلاف اختلاف الأخبارففَيِ‌ صَحِيحَةِ إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ قَالَ ً


صفحه : 47

قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع يَدخُلُ عَلَيّ وَقتُ الصّلَاةِ وَ أَنَا فِي السّفَرِ فَلَا أصُلَيّ‌ حَتّي أَدخُلَ أهَليِ‌ فَقَالَ صَلّ وَ أَتِمّ الصّلَاةَ قُلتُ فَدَخَلَ عَلَيّ وَقتُ الصّلَاةِ وَ أَنَا فِي أهَليِ‌ أُرِيدُ السّفَرَ فَلَا أصُلَيّ‌ حَتّي أَخرُجَ فَقَالَ صَلّ وَ قَصّر فَإِن لَم تَفعَل فَقَد خَالَفتَ وَ اللّهِ رَسُولَ اللّهِص

وَ فِي صَحِيحَةِ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَدخُلُ مِن سَفَرِهِ وَ قَد دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ وَ هُوَ فِي الطّرِيقِ فَقَالَ يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ وَ إِن خَرَجَ إِلَي سَفَرِهِ وَ قَد دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ فَليُصَلّ أَربَعاً

وَ فِي مُوَثّقَةِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسُئِلَ عَنِ الرّجُلِ إِذَا زَالَتِ الشّمسُ وَ هُوَ فِي مَنزِلِهِ ثُمّ يَخرُجُ فِي سَفَرٍ قَالَ يَبدَأُ بِالزّوَالِ فَيُصَلّيهَا ثُمّ يصُلَيّ‌ الأُولَي بِتَقصِيرِ رَكعَتَينِ لِأَنّهُ خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ قَبلَ أَن يَحضُرَ الأُولَي وَ سُئِلَ فَإِن خَرَجَ


صفحه : 48

بَعدَ مَا حَضَرَتِ الأُولَي قَالَ يصُلَيّ‌ الأُولَي أَربَعَ رَكَعَاتٍ ثُمّ يصُلَيّ‌ بَعدُ النّوَافِلَ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ لِأَنّهُ خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ بَعدَ مَا حَضَرَتِ الأُولَي

وَ عَن بَشِيرٍ النّبّالِ قَالَ خَرَجتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع حَتّي أَتَينَا الشّجَرَةَ فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا نَبّالُ فَقُلتُ لَبّيكَ قَالَ إِنّهُ لَم يَجِب عَلَي أَحَدٍ مِن أَهلِ هَذَا العَسكَرِ أَن يصُلَيّ‌َ أَربَعاً غيَريِ‌ وَ غَيرَكَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ قَبلَ أَن نَخرُجَ

. وربما يحمل صحيحة محمد بن مسلم علي أن المراد أن الركعتين يؤتي بهما في السفر والأربع في الحضر بأن يكون المراد بقوله يدخل من سفره إرادة الدخول أوالإشراف عليه و كان في الإيراد بصيغة المضارع إعانة علي هذاالمعني وكذا قوله خرج يحمل علي أحد الوجهين وكذا خبر بشير يحمل علي أنه ع صلي قبل أن يخرج أو علي أن المراد وجب علينا التمام و بعدالسفر انقلب الحكم و إن كانا بعيدين مع أن سنده غيرنقي‌ علي المشهور. والقائل بالتخيير جمع به بين الروايات

وَ يُؤَيّدُهُ فِي الرّجُوعِ صَحِيحَةُ مَنصُورِ


صفحه : 49

بنِ حَازِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ فَدَخَلَ عَلَيهِ وَقتُ الصّلَاةِ قَبلَ أَن يَدخُلَ أَهلَهُ فَسَارَ حَتّي يَدخُلَ أَهلَهُ فَإِن شَاءَ قَصّرَ وَ إِن شَاءَ أَتَمّ وَ الإِتمَامُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ

وحمله علي التقصير قبل الدخول والإتمام بعده بعيد جدا. والشيخ جمع بينها بالسعة والضيق

وَ أَيّدَهُ بِمَا رَوَاهُ فِي المُوَثّقِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ فِي الرّجُلِ يَقدَمُ مِن سَفَرِهِ فِي وَقتِ الصّلَاةِ فَقَالَ إِن كَانَ لَا يَخَافُ الفَوتَ فَليُتِمّ وَ إِن كَانَ يَخَافُ خُرُوجَ الوَقتِ فَليُقَصّر

. وروي‌ هذاالمضمون بسند مرسل عن أبي عبد الله ع أيضا وهما يدلان علي التفصيل في القدوم ويمكن حملهما علي أنه إن كان لايخاف فوت الوقت يؤخر حتي يدخل أهله ويتم و إن كان يخاف الفوت إذادخل أهله يصلي‌ قصرا قبل الدخول . وأقول يمكن الجمع بينها بوجهين آخرين أحدهما حمل مادل علي الاعتبار بحال الوجوب علي ما إذامضي زمان من أول الوقت يمكنه تحصيل الشرائط المفقودة وإتمام الصلاة فيه و مادل علي الاعتبار بحال الأداء علي ما إذاخرج عن حد الترخص أودخل فيه و لم يمض هذاالمقدار من الزمان كماأشار إليه العلامة في المنتهي والشيخ في الخلاف قيد الحكم بذلك حيث قال إذاخرج إلي السفر و قددخل الوقت إلا أنه مضي مقدار مايصلي‌ فيه الفرض أربع ركعات جاز له التقصير وكذا قال العلامة وأكثر الأصحاب والفرق أيضا ظاهر


صفحه : 50

إذ بعدمضي‌ هذاالزمان يستقر الفرض في ذمته . وثانيهما أن يقال إنه إذاخرج بعددخول وقت الفضيلة يعني‌ إذاصار الفي‌ء قدمين أوانقضي مقدار النافلة للمتنفل يتم الصلاة و إذاخرج قبل دخول وقت الفضيلة و إن كان بعددخول وقت الإجزاء يقصر.فالمراد بالوقت في بعض الأخبار الفضيلة و في بعضها الإجزاء ويشهد لهذا التأويل موثقة عمار لكن لاأعرف قائلا به وكذا الكلام في العود لاختلاف الأخبار فيه أيضا والمسألة في غاية الإشكال و إن كان القول بالتخيير لايخلو من قوة والاحتياط في الجمع

16- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع أَنّهُ قَالَ فِي رَجُلٍ مُسَافِرٍ نسَيِ‌َ الظّهرَ وَ العَصرَ فِي السّفَرِ حَتّي دَخَلَ أَهلَهُ قَالَ يصُلَيّ‌ أَربَعَ رَكَعَاتٍ وَ قَالَ لِمَن نسَيِ‌َ صَلَاةَ الظّهرِ أَوِ العَصرِ وَ هُوَ مُقِيمٌ حَتّي يَخرُجَ قَالَ يصُلَيّ‌ أَربَعَ رَكَعَاتٍ فِي سَفَرِهِ وَ قَالَ إِذَا دَخَلَ عَلَي الرّجُلِ وَقتُ صَلَاةٍ وَ هُوَ مُقِيمٌ ثُمّ سَافَرَ صَلّي تِلكَ الصّلَاةَ التّيِ‌ دَخَلَ وَقتُهَا عَلَيهِ وَ هُوَ مُقِيمٌ أَربَعَ رَكَعَاتٍ فِي سَفَرِهِ

بيان أقول يمكن أن يكون قوله ع و إذادخل علي الرجل بعد قوله لمن نسي‌ صلاة الظهر تعميما بعدالتخصيص أويكونا حديثين سمعهما في مقامين أو يكون الأول للقضاء والثاني‌ للأداء أو يكون الأخير محمولا علي العمد كما أن الأول كان للنسيان و قوله أولا في رجل مسافر يحتمل الأداء والقضاء والأعم وظاهر الخبر الإتمام في الدخول والخروج معا كما هومختار العلامة إن لم نحمل أحدهما علي القضاء. ثم اعلم أنهم اختلفوا في القضاء أيضا أي إذادخل وقت الصلاة في السفر ودخل بلده ثم فاتته الصلاة وكذا العكس هل يعتبر بحال الوجوب أي أول الوقت أوبحال


صفحه : 51

الفوات أي آخره فذهب المرتضي و ابن الجنيد إلي أنه يقضي‌ بحسب حالها في أول وقتها وآخرون إلي أنه يقضي‌ بحسب حالها في آخر وقتها. وَ يَدُلّ عَلَي الأَوّلِ مَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن رَجُلٍ دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ وَ هُوَ فِي السّفَرِ فَأَخّرَ الصّلَاةَ حَتّي قَدِمَ فنَسَيِ‌َ حِينَ قَدِمَ إِلَي أَهلِهِ أَن يُصَلّيَهَا حَتّي ذَهَبَ وَقتُهَا قَالَ يُصَلّيهَا رَكعَتَينِ صَلَاةَ المُسَافِرِ لِأَنّ الوَقتَ دَخَلَ وَ هُوَ مُسَافِرٌ كَانَ ينَبغَيِ‌ أَن يُصَلّيَهَا عِندَ ذَلِكَ

. و موسي بن بكر و إن لم يذكر له توثيق وذكر الشيخ أنه واقفي‌ لكن واقفيته لم يذكره إلاالشيخ ورواية ابن أبي عمير وصفوان وأجلاء الأصحاب عنه مما يدل علي جلالته فالخبر لايقصر عن الصحيح أوالموثق . وأجاب في المعتبر عنه باحتمال أن يكون دخل مع ضيق الوقت عن أداء الصلاة أربعا فيقضي‌ علي وقت إمكان الأداء والمسألة في غاية الإشكال والجمع أيضا فيه طريق الاحتياط

17-العيَاّشيِ‌ّ، عَن حَرِيزٍ قَالَ قَالَ زُرَارَةُ وَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍقُلنَا لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع مَا تَقُولُ فِي الصّلَاةِ فِي السّفَرِ كَيفَ هيِ‌َ وَ كَم هيِ‌َ قَالَ إِنّ اللّهَ يَقُولُإِذا ضَرَبتُم فِي الأَرضِ فَلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَقصُرُوا مِنَ الصّلاةِفَصَارَ التّقصِيرُ فِي السّفَرِ وَاجِباً كَوُجُوبِ التّمَامِ فِي الحَضَرِ قَالَا قُلنَا إِنّمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ وَ لَم يَقُل افعَلُوا فَكَيفَ أَوجَبَ ذَلِكَ كَمَا أَوجَبَ التّمَامَ فِي الحَضَرِ قَالَ أَ وَ لَيسَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي الصّفَا وَ المَروَةِفَمَن حَجّ البَيتَ أَوِ اعتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيهِ أَن يَطّوّفَ بِهِما أَ لَا تَرَي أَنّ الطّوَافَ بِهِمَا وَاجِبٌ مَفرُوضٌ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ وَ صَنَعَهُ نَبِيّهُ وَ كَذَلِكَ التّقصِيرُ فِي السّفَرِ شَيءٌ صَنَعَهُ النّبِيّص وَ ذَكَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ قَالَا قُلنَا فَمَن صَلّي فِي السّفَرِ أَربَعاً أَ يُعِيدُ أَم لَا قَالَ إِن كَانَ قَد قُرِئَت عَلَيهِ آيَةُ التّقصِيرِ وَ فُسّرَت لَهُ فَصَلّي أَربَعاً أَعَادَ وَ إِن لَم يَكُن قُرِئَت عَلَيهِ وَ لَم يَعلَمهَا فَلَا


صفحه : 52

إِعَادَةَ عَلَيهِ وَ الصّلَاةُ فِي السّفَرِ كُلّهَا الفَرِيضَةُ رَكعَتَانِ كُلّ صَلَاةٍ إِلّا المَغرِبَ فَإِنّهَا ثَلَاثٌ لَيسَ فِيهَا تَقصِيرٌ تَرَكَهَا رَسُولُ اللّهِص فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ

دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ كَذَلِكَ التّقصِيرُ فِي السّفَرِ ذَكَرَهُ اللّهُ هَكَذَا فِي كِتَابِهِ وَ قَد صَنَعَهُ رَسُولُ اللّهِ

بيان كيف هي‌ أي علي العزيمة أوالرخصة وكم هي‌ أي في كم يجب القصر أوكم يصير عدد الركعات و لم يقل افعلوا قديستفاد منه أن الأمر للوجوب مطلقا أوأمر القرآن أ و ليس قال الله الاستشهاد بالآية لبيان أن نفي‌ الجناح لاينافي‌ الوجوب إذادل عليه دليل آخر إذ قد يكون التعبير علي هذاالوجه لحكمة كمامر وسيأتي‌. وصنعه نبيه أي فعله ص يدل علي الوجوب والجواز مستفاد من الآية فيدل علي أن التأسي‌ واجب مطلقا و إن لم يعلم أن فعله ص وجه الوجوب إلا أن يقال المراد أنه صنعه علي وجه الوجوب أوواظب عليه أوالصنع كناية عن إجرائه بين الناس وأمره به . إن كان قدقرئت لعل ذكر قراءة الآية علي التمثيل والمراد إن علم وجوب التقصير فعليه الإعادة و إلا فلا. وجملة القول فيه أن تارك التقصير في موضع يجب عليه لايخلو من أن يكون عالما عامدا أوناسيا أوجاهلا فالعامد العالم لاريب في أنه تبطل صلاته ويعيدها في الوقت وخارجه و أماالناسي‌ فالمشهور بين الأصحاب أنه يعيد في الوقت خاصة وذهب علي بن بابويه والشيخ في المبسوط إلي أنه يعيد مطلقا. و قال الصدوق رحمه الله في المقنع إن نسيت فصليت في السفر أربع ركعات فأعد الصلاة


صفحه : 53

إن ذكرت في ذلك اليوم و إن لم تذكر حتي يمضي‌ ذلك اليوم فلاتعد فمراده باليوم إن كان بياض النهار فقد وافق المشهور في الظهرين وأهمل أمر العشاء و إن كان مراده ذلك والليلة الماضية كان مخالفا في العشاء للمشهور لاقتضائه قضاء العشاء في النهار و إن كان مراده ذلك والليلة المستقبلة خالف المشهور في الظهرين و في العشاء أيضا إلا علي القول ببقاء وقتها إلي الصبح .

وَ الأَوّلُ أَقوَي لِصَحِيحَةِ عِيصِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ صَلّي وَ هُوَ مُسَافِرٌ فَأَتَمّ الصّلَاةَ قَالَ إِن كَانَ فِي وَقتٍ فَليُعِد وَ إِن كَانَ الوَقتُ قَد مَضَي فَلَا

والحكم يشمل العامد والجاهل أيضا لكنهما خرجا عنه بدليل منفصلا فيبقي الحكم في الناسي‌ سالما عن المعارض .


صفحه : 54

وَ أَمّا صَحِيحَةُ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ عَن رَجُلٍ يَنسَي فيَصُلَيّ‌ فِي السّفَرِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ قَالَ إِن ذَكَرَ فِي ذَلِكَ اليَومِ فَليُعِد وَ إِن لَم يَذكُر حَتّي يمَضيِ‌َ اليَومُ فَلَا إِعَادَةَ عَلَيهِ

فظاهرها أن المراد باليوم بياض النهار فتدل أيضا علي المشهور في الظهرين وحكم العشاء غيرمستفاد منها فإن كان مراد الصدوق ذلك فنعم الوفاق و إلا فلاتدل علي مذهبه والاستدلال بالاحتمال البعيد غيرموجه . واحتج القائلون بالإعادة مطلقا بأنها زيادة في الصلاة وخبر العياشي‌ أيضا لايخلو من دلالة عليه وكذا عمومات بعض الروايات الأخر لكنها مخصصة بما مر. و قال الشهيد في الذكري ويتخرج علي القول بأن من زاد خامسة في الصلاة و كان قدقعد مقدار التشهد تسلم له الصلاة صحة الصلاة هنا لأن التشهد حائل بين ذلك و بين الزيادة. واستحسنه الشهيد الثاني‌ و قال إنه كان ينبغي‌ لمثبت تلك المسألة القول بهاهنا و لايمكن التخلص من ذلك إلابأحد أمور إما إلغاء ذلك الحكم كماذهب إليه أكثر الأصحاب أوالقول باختصاصه بالزيادة علي الرابعة كما هومورد النص فلايتعدي إلي الثلاثية والثنائية فلايتحقق المعارضة هنا أواختصاصه بزيادة ركعة لا غير كماورد به النص هناك و لايتعدي إلي الزائد كماعداه بعض الأصحاب أوالقول بأن ذلك في غيرالمسافر جمعا بين الأخبار لكن يبقي فيه سؤال الفرق مع اتحاد المحل انتهي . والسيد في المدارك ضعف هذه الوجوه و قال و ألذي يقتضيه النظر أن النسيان والزيادة إن حصلا بعدالفراغ من التشهد كانت هذه المسألة جزئية من جزئيات من زاد في صلاته ركعة فصاعدا بعدالتشهد نسيانا و قدبينا أن الأصح أن ذلك غيرمبطل للصلاة مطلقا لاستحباب التسليم و إن حصل النسيان قبل ذلك اتجه القول بالإعادة


صفحه : 55

في الوقت دون خارجه كمااختاره الأكثر انتهي . وأقول قدعرفت أن الحكم السابق علي تقدير ثبوته مختص بالرابعة فلاإشكال و لاتنافي‌ بل هذامما يؤيد أحد قولي‌ الإبطال مطلقا أوالاختصاص بالرباعية. و أما إذاأتم جاهلا بوجوب التقصير فالمشهور بين الأصحاب أنه لايعيد مطلقا وحكي‌ عن ابن الجنيد و أبي الصلاح أنهما أوجبا الإعادة في الوقت و عن ظاهر ابن أبي عقيل الإعادة مطلقا والأول أقرب لرواية زرارة و محمد بن مسلم الصحيحة في سائر الكتب واختلفوا في أن الحكم هل هومختص بالجاهل بوجوب التقصير من أصله أوينسحب في الجاهل ببعض الأحكام وتوقف العلامة في النهاية فيها وظاهر الرواية الأول . و لوانعكس الفرض بأن صلي من فرضه التمام قصرا جاهلا فقيل بالبطلان لعدم تحقق الامتثال وقيل بالصحة و هواختيار صاحب الجامع

وَ رَوَي الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَتَيتَ بَلَداً وَ أَزمَعتَ المُقَامَ عَشَرَةً فَأَتِمّ الصّلَاةَ فَإِن تَرَكَهُ جَاهِلًا فَلَيسَ عَلَيهِ الإِعَادَةُ

و هودال علي الصحة في بعض صور الإتمام والعمل به متجه و في التعدي‌ عنه إشكال . وألحق بعضهم بالجاهل ناسي‌ الإقامة فحكم بأنه لاإعادة عليه و هوخروج عن النص وسيأتي‌ في الفقه أن من قصر في موضع التمام ناسيا يعيد مطلقا ولعله محمول علي ما إذاوقع بعدالتسليم المبطل عمدا وسهوا كماعرفت سابقا

18- كِتَابُ مُحَمّدِ بنِ المُثَنّي الحضَرمَيِ‌ّ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ عَن ذَرِيحٍ المحُاَربِيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِن خَرَجَ الرّجُلُ مُسَافِراً وَ قَد دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ كَم يصُلَيّ‌ قَالَ أَربَعاً قَالَ قُلتُ وَ إِن دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ وَ هُوَ فِي السّفَرِ


صفحه : 56

قَالَ يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ قَبلَ أَن يَدخُلَ أَهلَهُ وَ إِن دَخَلَ المِصرَ فَليُصَلّ أَربَعاً

19- كِتَابُ عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي الكاَهلِيِ‌ّ، عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ عَنِ العَبدِ الصّالِحِ ع قَالَ قَالَ لِي أَتِمّ الصّلَاةَ فِي الحَرَمَينِ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ

20- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ يَرفَعُهُ إِلَي مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ تُصَلّي المَغرِبُ فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ وَ سَائِرُ الصّلَوَاتِ رَكعَتَينِ قَالَ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص فُرِضَ عَلَيهِ الصّلَاةُ مَثنَي مَثنَي وَ أَضَافَ إِلَيهَا رَسُولُ اللّهِص رَكعَتَينِ ثُمّ نَقَصَ عَنِ المَغرِبِ رَكعَةً ثُمّ وَضَعَ رَسُولُ اللّهِص رَكعَتَينِ فِي السّفَرِ وَ تَرَكَ المَغرِبَ وَ قَالَ إنِيّ‌ أسَتحَييِ‌ أَن أَنقُصَ مِنهَا مَرّتَينِ فَلِذَلِكَ العِلّةِ تُصَلّي ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ فِي الحَضَرِ وَ السّفَرِ

أقول قدمضي بعض الأخبار في ذلك في باب علل الصلاة

21-العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ فِي عِلَلِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَ فَلِمَ وَجَبَتِ الجُمُعَةُ عَلَي مَن يَكُونُ عَلَي فَرسَخَينِ لَا أَكثَرَ مِن ذَلِكَ قِيلَ لِأَنّ مَا يُقَصّرُ فِيهِ الصّلَاةُ بَرِيدَانِ ذَاهِباً أَو بَرِيدٌ ذَاهِباً وَ جَائِياً وَ البَرِيدُ أَربَعَةُ فَرَاسِخَ فَوَجَبَتِ الجُمُعَةُ عَلَي مَن هُوَ عَلَي نِصفِ البَرِيدِ ألّذِي يَجِبُ فِيهِ التّقصِيرُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ يجَيِ‌ءُ فَرسَخَينِ وَ يَذهَبُ فَرسَخَينِ فَذَلِكَ أَربَعَةُ فَرَاسِخَ وَ هُوَ نِصفُ طَرِيقِ المُسَافِرِ فَإِن قَالَ فَلِمَ قُصّرَتِ الصّلَاةُ فِي السّفَرِ قِيلَ لِأَنّ الصّلَاةَ المَفرُوضَةَ أَوّلًا إِنّمَا هيِ‌َ عَشرُ رَكَعَاتٍ وَ السّبعُ إِنّمَا زِيدَت فِيهَا بَعدُ فَخَفّفَ اللّهُ عَنهُ تِلكَ الزّيَادَةَ


صفحه : 57

لِمَوضِعِ سَفَرِهِ وَ تَعَبِهِ وَ نَصَبِهِ وَ اشتِغَالِهِ بِأَمرِ نَفسِهِ وَ ظَعنِهِ وَ إِقَامَتِهِ لِئَلّا يَشتَغِلَ عَمّا لَا بُدّ لَهُ مِن مَعِيشَتِهِ رَحمَةً مِنَ اللّهِ تَعَالَي وَ تَعَطّفاً عَلَيهِ إِلّا صَلَاةَ المَغرِبِ فَإِنّهَا لَم تُقَصّر لِأَنّهَا صَلَاةٌ مُقَصّرَةٌ فِي الأَصلِ فَإِن قَالَ فَلِمَ وَجَبَ التّقصِيرُ فِي ثَمَانِيَةِ فَرَاسِخَ لَا أَقَلّ مِن ذَلِكَ وَ لَا أَكثَرَ قِيلَ لِأَنّ ثَمَانِيَةَ فَرَاسِخَ مَسِيرَةُ يَومٍ لِلعَامّةِ وَ القَوَافِلِ وَ الأَثقَالِ فَوَجَبَ التّقصِيرُ فِي مَسِيرَةِ يَومٍ فَإِن قَالَ فَلِمَ وَجَبَ التّقصِيرُ فِي مَسِيرَةِ يَومٍ قِيلَ لِأَنّهُ لَو لَم يَجِب فِي مَسِيرَةِ يَومٍ لَمَا وَجَبَ فِي مَسِيرَةِ سَنَةٍ وَ ذَلِكَ أَنّ كُلّ يَومٍ يَكُونُ بَعدَ هَذَا اليَومِ فَإِنّمَا هُوَ نَظِيرُ هَذَا اليَومِ فَلَو لَم يَجِب فِي هَذَا اليَومِ لَمَا وَجَبَ فِي نَظِيرِهِ إِذ كَانَ نَظِيرُهُ مِثلَهُ لَا فَرقَ بَينَهُمَا فَإِن قَالَ قَد يَختَلِفُ السّيرُ وَ ذَلِكَ أَنّ سَيرَ البَقَرِ إِنّمَا هُوَ أَربَعَةُ فَرَاسِخَ وَ سَيرَ الفَرَسِ عشرين [عِشرُونَ]فَرسَخاً فَلِمَ جَعَلتَ أَنتَ مَسِيرَةَ يَومٍ ثَمَانِيَةَ فَرَاسِخَ قِيلَ لِأَنّ ثَمَانِيَةَ فَرَاسِخَ هيِ‌َ مَسِيرُ الجَمّالِ وَ القَوَافِلِ وَ هُوَ السّيرُ ألّذِي يَسِيرُهُ الجَمّالُونَ وَ المُكَارُونَ فَإِن قَالَ فَلِمَ تُرِكَ تَطَوّعُ النّهَارِ وَ لَا يُترَكُ تَطَوّعُ اللّيلِ قِيلَ لِأَنّ كُلّ صَلَاةٍ لَا تَقصِيرَ فِيهَا فَلَا تَقصِيرَ فِي تَطَوّعِهَا وَ ذَلِكَ أَنّ المَغرِبَ لَا تَقصِيرَ فِيهَا فَلَا تَقصِيرَ فِيمَا بَعدَهَا مِنَ التّطَوّعِ وَ كَذَلِكَ الغَدَاةُ لَا تَقصِيرَ فِيمَا قَبلَهَا مِنَ التّطَوّعِ فَإِن قَالَ فَمَا بَالُ العَتَمَةِ مُقَصّرَةً وَ لَيسَ تُترَكُ رَكعَتَاهَا قِيلَ إِنّ تِلكَ الرّكعَتَينِ لَيسَتَا مِنَ الخَمسِينَ فَإِنّمَا هيِ‌َ زِيَادَةٌ فِي الخَمسِينَ تَطَوّعاً وَ ليُتِمّ بِهَا بَدَلَ كُلّ رَكعَةٍ مِنَ الفَرِيضَةِ رَكعَتَينِ مِنَ النّوَافِلِ فَإِن قَالَ فَلِمَ جَازَ لِلمُسَافِرِ وَ المَرِيضِ أَن يُصَلّيَا صَلَاةَ اللّيلِ فِي أَوّلِ اللّيلِ قِيلَ لِاشتِغَالِهِ وَ ضَعفِهِ لِيُحرِزَ صَلَاتَهُ فَيَستَرِيحَ المَرِيضُ فِي وَقتِ رَاحَتِهِ وَ يَشتَغِلَ المُسَافِرُ بِأَشغَالِهِ وَ ارتِحَالِهِ وَ سَفَرِهِ


صفحه : 58

بيان المشهور بين الأصحاب سقوط الوتيرة في السفر ونقل ابن إدريس عليه الإجماع و قال الشيخ في النهاية يجوز فعلها وقواه في الذكري لهذا الخبر و لايخلو من قوة إذ الظاهر من الأخبار سقوط نوافل الصلوات المقصورة وكون الوتيرة نافلة للعشاء غيرمعلوم بل الظاهر أنها تقديم للوتر وبدل عنها فكما أن قبلها نافلة المغرب و لايشملها قولهم ليس قبلها نافلة فكذا بعدها

22- العُيُونُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ التّقصِيرُ فِي ثَمَانِيَةِ فَرَاسِخَ وَ مَا زَادَ وَ إِذَا قَصّرتَ أَفطَرتَ

23- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يُشَيّعُ إِلَي القَادِسِيّةِ أَ يُقَصّرُ قَالَ كَم هيِ‌َ قَالَ قُلتُ التّيِ‌ رَأَيتَ قَالَ نَعَم يُقَصّرُ

بيان قال في المغرب القادسية موضع بينه و بين الكوفة خمسة عشر ميلا انتهي ويدل علي وجوب القصر في أربعة فراسخ لعدم القول بالفصل

24- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَهدَي إلِيَ‌ّ وَ إِلَي أمُتّيِ‌ هَدِيّةً لَم يُهدِهَا إِلَي أَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ كَرَامَةً مِنَ اللّهِ لَنَا قَالُوا وَ مَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ الإِفطَارُ فِي السّفَرِ وَ التّقصِيرُ فِي الصّلَاةِ فَمَن لَم يَفعَل ذَلِكَ فَقَد رَدّ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ هَدِيّتَهُ

العلل ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن ابراهيم بن هاشم عن النوفلي‌ مثله دعائم الإسلام ،مرسلا

مثله


صفحه : 59

25- الخِصَالُ، وَ المَجَالِسُ،لِلصّدُوقِ بِسَنَدٍ تَكَرّرَ ذِكرُهُ فِي خَبَرِ نَفَرٍ مِنَ اليَهُودِ جَاءُوا إِلَي النّبِيّص قَالَ أعَطاَنيِ‌ اللّهُ الرّخصَةَ لأِمُتّيِ‌ عِندَ الأَمرَاضِ وَ السّفَرِ

26- الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الهَيثَمِ وَ خَمسَةٍ أُخرَي مِن مَشَايِخِهِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ التّقصِيرُ فِي ثَمَانِيَةِ فَرَاسِخَ وَ هُوَ بَرِيدَانِ وَ إِذَا قَصّرتَ أَفطَرتَ وَ مَن لَم يُقَصّر فِي السّفَرِ لَم تُجزِ صَلَاتُهُ لِأَنّهُ قَد زَادَ فِي فَرضِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

27- العُيُونُ،بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ المُتَقَدّمِ ذِكرُهَا فِي صَدرِ الكِتَابِ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ سُئِلَ أَبِي عَنِ الصّلَاةِ فِي السّفَرِ فَذَكَرَ أَنّ أَبَاهُ ع كَانَ يُقَصّرُ الصّلَاةَ فِي السّفَرِ

صحيفة الرضا،بإسناده عنه ع مثله

28-العُيُونُ، عَن تَمِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَن رَجَاءِ بنِ أَبِي الضّحّاكِ قَالَ كَانَ الرّضَا ع فِي طَرِيقِ خُرَاسَانَ يصُلَيّ‌ فَرَائِضَهُ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ إِلّا المَغرِبَ فَإِنّهُ كَانَ يُصَلّيهَا ثَلَاثاً وَ لَا يَدَعُ نَافِلَتَهَا وَ لَا يَدَعُ صَلَاةَ اللّيلِ وَ الشّفعَ وَ الوَترَ وَ ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ فِي سَفَرٍ وَ لَا حَضَرٍ وَ كَانَ لَا يصُلَيّ‌ مِن نَوَافِلِ النّهَارِ فِي السّفَرِ شَيئاً وَ كَانَ يَقُولُ بَعدَ كُلّ صَلَاةٍ يُقَصّرُهَا سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ ثَلَاثِينَ مَرّةً وَ يَقُولُ هَذَا لِتَمَامِ الصّلَاةِ وَ مَا رَأَيتُهُ


صفحه : 60

صَلّي الضّحَي فِي سَفَرٍ وَ لَا حَضَرٍ وَ كَانَ لَا يَصُومُ فِي السّفَرِ شَيئاً وَ كَانَ إِذَا أَقَامَ بِبَلدَةٍ عَشَرَةَ أَيّامٍ صَائِماً لَا يُفطِرُ فَإِذَا جَنّ اللّيلُ بَدَأَ بِالصّلَاةِ قَبلَ الإِفطَارِ

بيان التسبيحات الأربع ثلاثين مرة بعدالمقصورات في السفر مما قطع الأصحاب باستحبابه وورد خبر المروزي‌ بلفظ الوجوب و لم ينسب القول به إلي أحد و قال الصدوق في المقنع والفقيه و علي المسافر أن يقول في دبر كل صلاة يقصرها ولعل ظاهره الوجوب وظاهر الأخبار اختصاص المقصورة واحتمل العلامة التعميم و لاوجه له نعم يستحب علي وجه آخر في دبر كل صلاة سفرا وحضرا كمامر في التعقيب و هذااستحباب آخر علي الخصوص

29- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ هَارُونَ بنِ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ القَاسِمِ بنِ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَن عَبّادِ بنِ أَحمَدَ عَن عَمّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَابِرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الأَعلَي عَن سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ عَن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ وَ عَن أَبِي بَكرٍ وَ عَن عَلِيّ ع وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ قَالَ كُلّهُم قَالَ إِذَا كُنتَ مُسَافِراً ثُمّ مَرَرتَ بِبَلدَةٍ تُرِيدُ أَن تُقِيمَ بِهَا عَشراً فَأَتِمّ الصّلَاةَ وَ إِن كُنتَ إِنّمَا تُرِيدُ أَن تُقِيمَ بِهَا أَقَلّ مِن عَشَرَةٍ فَقَصّر وَ إِن قَدِمتَ وَ أَنتَ تَقُولُ أَسِيرُ غَداً أَو بَعدَ غَدٍ حَتّي تُتِمّ شَهراً فَأَكمِلِ الصّلَاةَ وَ لَا تُقَصّر فِي أَقَلّ مِن ثَلَاثٍ وَ قَالَ سَأَلتُهُم عَن صَاحِبِ السّفِينَةِ أَ يُقَصّرُ الصّلَاةَ كُلّهَا قَالَ نَعَم إِذَا كُنتَ فِي سَفرٍ مُمعِنٍ وَ إِن سَافَرتَ فِي رَمَضَانَ فَصُم إِن شِئتَ وَ كُلّهُم قَالَ إِذَا صَلّيتَ فِي السّفِينَةِ فَأَوجِبِ الصّلَاةَ إِلَي القِبلَةِ فَإِنِ استَدَارَت فَاثبُت حَيثُ أَوجَبَت وَ كُلّهُم صَلّي العَصرَ وَ الفِجَاجُ مُسفِرَةٌ فَإِنّهَا كَانَت صَلَاةَ رَسُولِ اللّهِص وَ كُلّهُم قَنَتَ فِي الفَجرِ وَ عُثمَانُ أَيضاً قَنَتَ فِي الفَجرِ


صفحه : 61

بيان الخبر عامي‌ وإنما أوردناه تبعا للشيخ و فيه أحكام محمولة علي التقية كما في قوله لاتقصر في أقل من ثلاث أي مسيرة ثلاث ليال و هومذهب جماعة من العامة ففتوي أمير المؤمنين ع معهم إن لم يكن مفتري عليه محمول علي التقية وكذا قوله فصم إن شئت وكذا تخصيص القنوت بالفجر. قوله ممعن يقال أمعن في الطلب أي جد وأبعد والمراد السفر ألذي يكون بقدر المسافة والمراد بصاحب السفينة راكبها لاالملاح قوله والفجاج مسفرة أي الطرق منيرة قدأشرقت عليها الشمس ردا علي أبي حنيفة وأمثاله حيث يؤخرون صلاة العصر إلي آخر الوقت

30-العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ وَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ الجبَلَيِ‌ّ عَن صَبّاحٍ الحَذّاءِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع عَن قَومٍ خَرَجُوا فِي سَفَرٍ لَهُم فَلَمّا انتَهَوا إِلَي المَوضِعِ ألّذِي يَجِبُ عَلَيهِم فِيهِ التّقصِيرُ قَصّرُوا فَلَمّا أَن صَارُوا عَلَي رَأسِ فَرسَخَينِ أَو ثَلَاثَةٍ أَو أَربَعَةِ فَرَاسِخَ تَخَلّفَ عَنهُم رَجُلٌ لَا يَستَقِيمُ لَهُمُ السّفَرُ إِلّا بِمَجِيئِهِ إِلَيهِم فَأَقَامُوا عَلَي ذَلِكَ أَيّاماً لَا يَدرُونَ هَل يَمضُونَ فِي سَفَرِهِم أَو يَنصَرِفُونَ هَل ينَبغَيِ‌ لَهُم أَن يُتِمّوا الصّلَاةَ أَو يُقِيمُوا عَلَي تَقصِيرِهِم فَقَالَ إِن كَانُوا بَلَغُوا مَسِيرَةَ أَربَعَةِ فَرَاسِخَ فَليُقِيمُوا عَلَي تَقصِيرِهِم أَقَامُوا أَمِ انصَرَفُوا وَ إِن سَارُوا أَقَلّ مِن أَربَعَةِ فَرَاسِخَ فَليُتِمّوا الصّلَاةَ مَا أَقَامُوا فَإِذَا مَضَوا فَليُقَصّرُوا ثُمّ قَالَ ع وَ هَل تدَريِ‌ كَيفَ صَارَت هَكَذَا قُلتُ لَا أدَريِ‌ قَالَ لِأَنّ التّقصِيرَ فِي بَرِيدَينِ وَ لَا يَكُونُ التّقصِيرُ فِي أَقَلّ مِن ذَلِكَ فَلَمّا كَانُوا قَد سَارُوا بَرِيداً وَ أَرَادُوا أَن يَنصَرِفُوا بَرِيداً كَانُوا قَد سَارُوا سَفَرَ التّقصِيرِ وَ إِن كَانُوا قَد سَارُوا أَقَلّ مِن ذَلِكَ لَم يَكُن لَهُم إِلّا إِتمَامُ الصّلَاةِ


صفحه : 62

قُلتُ أَ لَيسَ قَد بَلَغُوا المَوضِعَ ألّذِي لَا يَسمَعُونَ فِيهِ أَذَانَ مِصرِهِمُ ألّذِي خَرَجُوا مِنهُ قَالَ بَلَي إِنّمَا قَصّرُوا فِي ذَلِكَ المَوضِعِ لِأَنّهُم لَم يَشُكّوا فِي سَيرِهِم وَ إِنّ السّيرَ سَيَجِدّ بِهِم فِي السّفَرِ فَلَمّا جَاءَتِ العِلّةُ فِي مُقَامِهِم دُونَ البَرِيدِ صَارُوا هَكَذَا

المحاسن ، عن أبي سمينة محمد بن علي عن محمد بن أسلم مثله بيان اعلم أن الأصحاب اشترطوا في القصر استمرار قصد المسافة إلي انتهاء المسافة فلو قصد المسافة ورجع عن عزمه أوتردد قبل بلوغ المسافة أتم و لوتوقع رفقه علق سفره عليهم فإن كان التوقع في محل رؤية الجدار وسماع الأذان أتم و إن جزم بالسفر دونها و إن كان بعدبلوغ المسافة قصر ما لم ينو المقام عشرة أويمضي‌ ثلاثون يوما و لو كان بعدالوصول إلي حد الترخص وقبل بلوغ المسافة أتم إلا مع الجزم بالسفر بدونهم وهل يلحق الظن بالعلم هاهنا فيه وجهان وألحقه الشهيد في الذكري به وكذا لورجع عن عزم السفر بدون توقع الرفقة في جميع مامر و لوصلي قصرا ثم عرض له الرجوع أوالتردد فالأظهر أنه لايعيد مطلقا وذهب الشيخ في الإستبصار إلي أنه يعيد مع بقاء الوقت لخبر المروزي‌ والأجود حمله علي الاستحباب لمعارضته بصحيحة زرارة وهي‌ أقوي .


صفحه : 63

و لورجع عن التردد الحاصل قبل بلوغ المسافة قصر و في احتساب مامضي من المسافة نظر واستقرب الشهيد في البيان الاحتساب . ثم إن هذاالخبر يدل علي الرجوع عن القصر مع الرجوع عن العزم قبل المسافة لكن يدل علي أن أربعة فراسخ يكفي‌ لذلك كماقطع به الشيخ في النهاية في هذه المسألة. ويدل علي مامر من أن أربعة فراسخ مع إرادة الذهاب قبل قطع السفر بالإقامة يكفي‌ لوجوب القصر وإنما حكم بالقصر لأنه مع تردده جازم بالسفر في الجملة لأنه إما أن يجي‌ء الرفقة فيذهب إلي منتهي المسافة ثمانية فراسخ أوأكثر أويرجع قبل قصد الإقامة أربعة فراسخ فتصير ثمانية فعلي الوجهين قاطع بالسفر و لايلزم القطع في جهة واحدة بخلاف ما إذاذهب أقل من أربعة فراسخ فإنه علي تقدير الرجوع لايصير سفره ثمانية فراسخ فلا يكون قاطعا علي المسافة فتفطن

31- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خِيَارُكُمُ الّذِينَ إِذَا سَافَرُوا قَصّرُوا وَ أَفطَرُوا

وَ مِنهُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن صَلّي فِي سَفَرٍ أَربَعَ رَكَعَاتٍ مُتَعَمّداً فَأَنَا إِلَي اللّهِ


صفحه : 64

عَزّ وَ جَلّ مِنهُ برَيِ‌ءٌ

المقنع ،مرسلا مثله ومثل الخبر السابق

32- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ قَالَ قَالَ بَعضُ أَصحَابِنَا لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا بَالُ صَلَاةِ المَغرِبِ لَم يُقَصّر فِيهَا رَسُولُ اللّهِص فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ مَعَ نَافِلَتِهَا قَالَ ع لِأَنّ الصّلَاةَ كَانَت رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ فَأَضَافَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي كُلّ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ وَ وَضَعَهَا عَنِ المُسَافِرِ وَ أَقَرّ المَغرِبَ عَلَي وَجهِهَا فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ وَ لَم يُقَصّر فِي ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ أَن يَكُونَ تَمَامُ الصّلَاةِ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ

بيان لعل المعني أنه لماقصر في المفروضات كان ترك المسنونات المتعلقة بالمفروضات أولي بالوضع والترك وإنما أبقيت ركعة من المغرب مع ست ركعات نوافل المغرب والفجر ليوافق سبع عشرة ركعة الفريضة المقررة في الحضر و أماصلاة الليل والوتيرة فإنها صلوات برأسها لاتعلق لها بالفرائض

33- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ الصّلَاةُ فِي السّفَرِ رَكعَتَانِ بِالنّهَارِ لَيسَ قَبلَهُمَا وَ لَا بَعدَهُمَا شَيءٌ

بيان ليس قبلهما و لابعدهما أي مما يتعلق بهما فلاينافي‌ نافلة المغرب والوتيرة قبل العشاء وبعدها هذا إن أريد بالنهار مايشمل الليل والأظهر أن المراد به هنا ما بين طلوع الشمس إلي غروبها كماصرح به في القاموس فلاإشكال فيه


صفحه : 65

34- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن سَافَرَ فَعَلَيهِ التّقصِيرُ وَ الإِفطَارُ غَيرَ المَلّاحِ فَإِنّهُ فِي بَيتِهِ وَ هُوَ يَتَرَدّدُ حَيثُ شَاءَ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ الجعَفرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ حَمزَةَ بنِ بَزِيعٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ لِي ضَيعَةً دُونَ بَغدَادَ فَأُقِيمُ فِي تِلكَ الضّيعَةِ أُقَصّرُ أَم أُتِمّ قَالَ إِن لَم تَنوِ المُقَامَ عَشراً فَقَصّر

35-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع اعلَم يَرحَمُكَ اللّهُ أَنّ فَرضَ السّفَرِ رَكعَتَانِ إِلّا الغَدَاةَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص تَرَكَهَا عَلَي حَالِهَا فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ وَ أَضَافَ إِلَي المَغرِبِ رَكعَةً وَ قَد يُستَحَبّ أَن لَا تُترَكَ نَافِلَةُ المَغرِبِ وَ هيِ‌َ أَربَعُ رَكَعَاتٍ فِي السّفَرِ وَ لَا فِي الحَضَرِ وَ رَكعَتَانِ بَعدَ العِشَاءِ الآخِرَةِ مِن جُلُوسٍ وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ صَلَاةُ اللّيلِ وَ الوَترُ وَ رَكعَتَا الفَجرِ فَإِن لَم تَقدِر عَلَي صَلَاةِ اللّيلِ قَضَيتَهَا فِي الوَقتِ ألّذِي يُمكِنُكَ مِن لَيلٍ أَو نَهَارٍ وَ مَن سَافَرَ فَالتّقصِيرُ عَلَيهِ وَاجِبٌ إِذَا كَانَ سَفَرُهُ ثَمَانِيَةَ فَرَاسِخَ أَو بَرِيدَينِ وَ هُوَ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ مِيلًا فَإِن كَانَ سَفَرُكَ بَرِيداً وَاحِداً وَ أَرَدتَ أَن تَرجِعَ مِن يَومِكَ قَصّرتَ لِأَنّهُ ذَهَابُكَ وَ مَجِيئُكَ بَرِيدَانِ وَ إِن عَزَمتَ عَلَي المُقَامِ وَ كَانَ مُدّةُ سَفَرِكَ بَرِيداً وَاحِداً ثُمّ تَجَدّدَ لَكَ فِيهِ الرّجُوعُ مِن يَومِكَ وَ أَقَمتَ فَلَا تُقَصّر وَ إِن كَانَ أَكثَرَ مِن بَرِيدٍ فَالتّقصِيرُ وَاجِبٌ إِذَا غَابَ عَنكَ أَذَانُ مِصرِكَ وَ إِن كُنتَ مُسَافِراً فَدَخَلتَ مَنزِلَ أَخِيكَ أَتمَمتَ الصّلَاةَ وَ الصّومَ مَا دُمتَ عِندَهُ لِأَنّ مَنزِلَ أَخِيكَ مِثلُ مَنزِلِكَ وَ إِن دَخَلتَ مَدِينَةً فَعَزَمتَ عَلَي القِيَامِ فِيهَا يَوماً أَو


صفحه : 66

يَومَينِ فَدَافَعَتكَ الأَيّامُ وَ أَنتَ فِي كُلّ يَومٍ تَقُولُ أَخرُجُ اليَومَ أَو غَداً أَفطَرتَ وَ قَصّرتَ وَ لَو كَانَ ثَلَاثِينَ يَوماً وَ إِن عَزَمتَ عَلَي المُقَامِ بِهَا حِينَ تَدخُلُ مُدّةَ عَشَرَةِ أَيّامٍ أَتمَمتَ وَقتَ دُخُولِكَ وَ السّفَرُ ألّذِي يَجِبُ فِيهِ التّقصِيرُ فِي الصّومِ وَ الصّلَاةِ هُوَ سَفَرٌ فِي الطّاعَةِ مِثلُ الحَجّ وَ الغَزوِ وَ الزّيَارَةِ وَ قَصدِ الصّدِيقِ وَ الأَخِ وَ حُضُورِ المَشَاهِدِ وَ قَصدِ أَخِيكَ لِقَضَاءِ حَقّهِ وَ الخُرُوجِ إِلَي ضَيعَتِكَ أَو مَالٍ تَخَافُ تَلَفَهُ أَو مَتجَرٍ لَا بُدّ مِنهُ فَإِذَا سَافَرتَ فِي هَذِهِ الوُجُوهِ وَجَبَ عَلَيكَ التّقصِيرُ وَ إِن كَانَ غَيرُ هَذِهِ الوُجُوهِ وَجَبَ عَلَيكَ الإِتمَامُ وَ إِذَا بَلَغتَ مَوضِعَ قَصدِكَ مِنَ الحَجّ وَ الزّيَارَةِ وَ المَشَاهِدِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِمّا قَد بَيّنتُهُ لَكَ فَقَد سَقَطَ عَنكَ السّفَرُ وَ وَجَبَ عَلَيكَ الإِتمَامُ وَ قَد أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ فِي أَربَعِ مَوَاضِعَ لَا يَجِبُ أَن تُقَصّرَ إِذَا قَصَدتَ مَكّةَ وَ المَدِينَةَ وَ مَسجِدَ الكُوفَةِ وَ الحِيرَةِ وَ سَائِرَ الأَسفَارِ التّيِ‌ لَيسَت بِطَاعَةٍ مِثلَ طَلَبِ الصّيدِ وَ النّزهَةِ وَ مُعَاوَنَةِ الظّالِمِ وَ كَذَلِكَ المَلّاحُ وَ الفَلّاحُ وَ المكُاَريِ‌ فَلَا تَقصِيرَ فِي الصّلَاةِ وَ لَا فِي الصّومِ وَ إِن سَافَرتَ إِلَي مَوضِعٍ مِقدَارَ أَربَعِ فَرَاسِخَ وَ لَم تُرِدِ الرّجُوعَ مِن يَومِكَ فَأَنتَ بِالخِيَارِ فَإِن شِئتَ تَمَمتَ وَ إِن شِئتَ قَصّرتَ وَ إِن كَانَ سَفَرُكَ دُونَ أَربَعِ فَرَاسِخَ فَالتّمَامُ عَلَيكَ وَاجِبٌ فَإِذَا دَخَلتَ بَلَداً وَ نَوَيتَ المُقَامَ بِهَا عَشَرَةَ أَيّامٍ فَأَتِمّ الصّلَاةَ وَ الصّومَ وَ إِن نَوَيتَ أَقَلّ مِن عَشَرَةِ أَيّامٍ فَعَلَيكَ التّقصِيرُ وَ إِن لَم تَدرِ مَا مُقَامُكَ بِهَا تَقُولُ أَخرُجُ اليَومَ وَ غَداً فَعَلَيكَ أَن تُقَصّرَ إِلَي أَن يمَضيِ‌َ ثَلَاثُونَ يَوماً ثُمّ تُتِمّ بَعدَ ذَلِكَ وَ لَو صَلَاةً وَاحِدَةً وَ مَتَي وَجَبَ عَلَيكَ التّقصِيرُ فِي الصّلَاةِ أَوِ التّمَامُ لَزِمَكَ فِي الصّومِ مِثلُهُ وَ إِن دَخَلتَ قَريَةً وَ لَكَ بِهَا حِصّةٌ فَأَتِمّ الصّلَاةَ وَ إِن خَرَجتَ مِن مَنزِلِكَ فَقَصّر إِلَي أَن تَعُودَ إِلَيهِ


صفحه : 67

وَ اعلَم أَنّ المُتَمّمَ فِي السّفَرِ كَالمُقَصّرِ فِي الحَضَرِ وَ لَا يَحِلّ التّمَامُ فِي السّفَرِ إِلّا لِمَن كَانَ سَفَرُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مَعصِيَةً أَو سَفَراً إِلَي صَيدٍ وَ مَن خَرَجَ إِلَي صَيدٍ فَعَلَيهِ التّمَامُ إِذَا كَانَ صَيدُهُ بَطَراً وَ شَرَهاً وَ إِذَا كَانَ صَيدُهُ لِلتّجَارَةِ فَعَلَيهِ التّمَامُ فِي الصّلَاةِ وَ التّقصِيرُ فِي الصّومِ وَ إِذَا كَانَ صَيدُهُ اضطِرَاراً لِيَعُودَ بِهِ عَلَي عِيَالِهِ فَعَلَيهِ التّقصِيرُ فِي الصّلَاةِ وَ الصّومِ وَ لَو أَنّ مُسَافِراً مِمّن يَجِبُ عَلَيهِ مَالٌ مِن طَرِيقِهِ إِلَي الصّيدِ لَوَجَبَ عَلَيهِ التّمَامُ لِطَلَبِ الصّيدِ فَإِن رَجَعَ بِصَيدِهِ إِلَي الطّرِيقِ فَعَلَيهِ فِي رُجُوعِهِ التّقصِيرُ وَ إِن كُنتَ صَلّيتَ فِي السّفَرِ صَلَاةً تَامّةً فَذَكَرتَهَا وَ أَنتَ فِي وَقتِهَا فَعَلَيكَ الإِعَادَةُ وَ إِن ذَكَرتَهَا بَعدَ خُرُوجِ الوَقتِ فَلَا شَيءَ عَلَيكَ وَ إِن أَتمَمتَهَا بِجَهَالَةٍ فَلَيسَ عَلَيكَ فِيمَا مَضَي شَيءٌ وَ لَا إِعَادَةَ عَلَيكَ إِلّا أَن تَكُونَ قَد سَمِعتَ بِالحَدِيثِ وَ إِن قَصّرتَ فِي قَريَتِكَ نَاسِياً ثُمّ ذَكَرتَ وَ أَنتَ فِي وَقتِهَا أَو فِي غَيرِ وَقتِهَا فَعَلَيكَ قَضَاءُ مَا فَاتَكَ مِنهَا وَ روُيِ‌َ أَنّ مَن صَامَ فِي مَرَضِهِ أَو فِي سَفَرِهِ أَو أَتَمّ الصّلَاةَ فَعَلَيهِ القَضَاءُ إِلّا أَن يَكُونَ جَاهِلًا فِيهِ فَلَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ

توضيح يدل علي ما هوالمشهور من رجوع اليوم في أربعة فراسخ ولعله مستند الصدوق وبمجرد هذاالخبر يشكل تخصيص الأخبار الكثيرة المعتبرة قوله و إن كان أكثر من بريد أي بريدان وأكثر قوله ع فدخلت منزل أخيك موافق لمذهب ابن الجنيد وجماعة من العامة ولعله محمول علي التقية قوله هوسفر في الطاعة يمكن حمل الطاعة علي عدم المعصية فيشمل المباح والمكروه كما هوالمشهور. قوله ع سقط عنك السفر أي مع قصد الإقامة وظاهره الإتمام في جميع المشاهد كماقيل وسيأتي‌ ذكره والنزهة أي النزهة في الصيد أوبسائر المحرمات


صفحه : 68

وظاهره عدم القصر في التنزهات المباحة أيضا و لم يقل به ظاهرا أحد و إن كان يومئ إليه بعض الأخبار والفلاح غيرمذكور في غيره و هومحمول علي فلاح يكون غالبا في السير كمامر في التاجر والأمير. قوله ع و لك بهاحصة أي من الملك وحمل علي الاستيطان كمامر قوله في قريتك أي في وطنك ألذي يجب عليك فيه إتمام الصلاة و قوله إلا أن يكون جاهلا بظاهره يشمل السفر والمرض والأول هوالمشهور بين الأصحاب و لم أر قائلا في المرض بذلك

36- العيَاّشيِ‌ّ، عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ قَالَ الباَغيِ‌ طَالِبُ الصّيدِ وَ العاَديِ‌ السّارِقُ لَيسَ لَهُمَا أَن يُقَصّرَا مِنَ الصّلَاةِ وَ لَيسَ لَهُمَا إِذَا اضطُرّا إِلَي المَيتَةِ أَن يَأكُلَاهَا وَ لَا يَحِلّ لَهُمَا مَا يَحِلّ لِلنّاسِ إِذَا اضطُرّوا

37- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع جَاءَتِ الخَضَارِمَةُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِص إِنّا لَا نَزَالُ نَنفُرُ أَبَداً فَكَيفَ نَصنَعُ بِالصّلَاةِ فَقَالَ سَبّحُوا ثَلَاثَ تَسبِيحَاتٍ رُكُوعاً وَ ثَلَاثَ تَسبِيحَاتٍ سُجُوداً

بيان أي لاتقصروا في كيفية الصلاة أيضا كما لاتقصرون في الكمية ويمكن أن يكون تجويزا للتخفيف فالمراد بالتسبيحات الصغريات

38- كِتَابُ صِفّينَ،لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع قَالَخَرَجَ عَلِيّ ع وَ هُوَ يُرِيدُ صِفّينَ حَتّي إِذَا قَطَعَ النّهرَ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَي بِالصّلَاةِ قَالَ فَتَقَدّمَ فَصَلّي رَكعَتَينِ حَتّي إِذَا قَضَي الصّلَاةَ أَقبَلَ عَلَينَا


صفحه : 69

فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ أَلَا مَن كَانَ مُشَيّعاً أَو مُقِيماً فَليُتِمّ فَإِنّا قَومٌ عَلَي سَفَرٍ وَ مَن صَحِبَنَا فَلَا يَصُمِ المَفرُوضَ وَ الصّلَاةُ رَكعَتَانِ

39- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلَهُ بَعضُ أَصحَابِنَا عَن طَلَبِ الصّيدِ وَ قَالَ لَهُ إنِيّ‌ رَجُلٌ أَلهُو بِطَلَبِ الصّيدِ وَ ضَربِ الصّوَالِجِ وَ أَلهُو بِلَعبِ الشّطرَنجِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَمّا الصّيدُ فَإِنّهُ مُبتَغًي بَاطِلٌ وَ إِنّمَا أَحَلّ اللّهُ الصّيدَ لِمَنِ اضطُرّ إِلَي الصّيدِ فَلَيسَ المُضطَرّ إِلَي طَلَبِهِ سَعيُهُ فِيهِ بَاطِلًا وَ يَجِبُ عَلَيهِ التّقصِيرُ فِي الصّلَاةِ وَ الصّيَامِ جَمِيعاً إِذَا كَانَ مُضطَرّاً إِلَي أَكلِهِ وَ إِن كَانَ مِمّن يَطلُبُهُ لِلتّجَارَةِ وَ لَيسَت لَهُ حِرفَةٌ إِلّا مِن طَلَبِ الصّيدِ فَإِنّ سَعيَهُ حَقّ وَ عَلَيهِ التّمَامُ فِي الصّلَاةِ وَ الصّيَامِ لِأَنّ ذَلِكَ تِجَارَتُهُ فَهُوَ بِمَنزِلَةِ صَاحِبِ الدّورِ ألّذِي يَدُورُ الأَسوَاقَ فِي طَلَبِ التّجَارَةِ أَو كاَلمكُاَريِ‌ وَ المَلّاحِ وَ مَن طَلَبَهُ لَاهِياً وَ أَشَراً وَ بَطَراً فَإِنّ سَعيَهُ ذَلِكَ سعَي‌ٌ بَاطِلٌ وَ سَفَرٌ بَاطِلٌ وَ عَلَيهِ التّمَامُ فِي الصّلَاةِ وَ الصّيَامِ وَ إِنّ المُؤمِنَ لفَيِ‌ شُغُلٍ عَن ذَلِكَ شَغَلَهُ طَلَبُ الآخِرَةِ عَنِ الملَاَهيِ‌ الحَدِيثَ

بيان مادل عليه الخبر من أن الصائد للتجارة يتم الصلاة والصوم معا لم أر قائلا به لكن ظاهر الخبر أن الحكم مختص بصائد يكون دائما في السير والحركة للصيد فيكون بمنزلة التاجر ألذي يدور في تجارته فلايبعد من مذاهب الأصحاب وظواهر النصوص القول به و قدمر في الخبر تعليل الحكم بأنه عملهم فيشمل التعليل هذاأيضا. و أماالصائد ألذي يذهب أحيانا إلي الصيد للتجارة فليس هذاحكمه ويمكن حمله أيضا علي ما إذا لم يبلغ المسافة و لم يقصدها أولا كما هوالشائع في الصيد والغالب فيه والأول أظهر من الخبر

40- كِتَابُ الغَايَاتِ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خِيَارُ أمُتّيِ‌َ الّذِينَ إِذَا سَافَرُوا قَصّرُوا وَ أَفطَرُوا


صفحه : 70

41- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَصّرَ الصّلَاةَ فِي السّفَرِ وَ أَفطَرَ فَقَد قَبِلَ تَخفِيفَ اللّهِ وَ كَمَلَت صَلَاتُهُ

وَ عَنهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص نَهَي أَن تَتِمّ الصّلَاةُ فِي السّفَرِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ أَنّهُ قَالَ أَنَا برَيِ‌ءٌ مِمّن يصُلَيّ‌ فِي السّفَرِ أَربَعاً

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَ مَن صَلّي أَربَعاً فِي السّفَرِ أَعَادَ إِلّا أَن يَكُونَ لَم تُقرَأِ الآيَةُ عَلَيهِ وَ لَم يَعلَمهَا فَلَا إِعَادَةَ عَلَيهِ يعَنيِ‌ بِالآيَةِ آيَةَ القَصرِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ الفَرضُ عَلَي المُسَافِرِ مِنَ الصّلَاةِ رَكعَتَانِ فِي كُلّ صَلَاةٍ إِلّا المَغرِبَ فَإِنّهَا غَيرُ مَقصُورَةٍ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ أَنّهُ قَالَ لَيسَ فِي السّفَرِ فِي النّهَارِ صَلَاةٌ إِلّا الفَرِيضَةُ وَ لَكَ فِيهِ أَن تصُلَيّ‌َ إِن شِئتَ مِن أَوّلِ اللّيلِ إِلَي آخِرِهِ وَ لَا تَدَع أَن تقَضيِ‌َ نَافِلَةَ النّهَارِ فِي اللّيلِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا خَرَجَ المُسَافِرُ إِلَي سَفَرٍ يُقَصّرُ فِي مِثلِهِ الصّلَاةُ قَصّرَ وَ أَفطَرَ إِذَا خَرَجَ مِن مِصرِهِ أَو قَريَتِهِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ تُقَصّرُ الصّلَاةُ فِي بَرِيدَينِ ذَاهِباً وَ رَاجِعاً يعَنيِ‌ إِذَا كَانَ خَارِجاً إِلَي سَفَرٍ مَسِيرَةَ بَرِيدٍ وَ هُوَ يُرِيدُ الرّجُوعَ قَصّرَ وَ إِن كَانَ يُرِيدُ الإِقَامَةَ لَم يُقَصّر حَتّي تَكُونَ المَسَافَةُ بَرِيدَينِ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُتِسعَةٌ لَا يُقَصّرُونَ الصّلَاةَ الأَمِيرُ يَدُورُ فِي إِمَارَتِهِ وَ الجاَبيِ‌ يَدُورُ فِي جِبَايَتِهِ وَ صَاحِبُ الصّيدِ وَ المُحَارِبُ يعَنيِ‌ قَاطِعَ الطّرِيقِ وَ الباَغيِ‌ عَلَي المُسلِمِينَ وَ السّارِقُ وَ أَمثَالُهُم وَ التّاجِرُ يَدُورُ فِي تِجَارَتِهِ وَ البدَوَيِ‌ّ يَدُورُ فِي طَلَبِ القَطرِ وَ الزّرّاعُ فَكُلّ هَؤُلَاءِ المُرَادُ فِيهِم إِذَا


صفحه : 71

كَانُوا يَدُورُونَ مِن مَوضِعٍ إِلَي مَوضِعٍ لَا يَجِدّونَ فِي السّفَرِ

وَ كَذَلِكَ رَوَينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ فِي المكُاَريِ‌ وَ المَلّاحِ وَ هُوَ النوّتيِ‌ّ لَا يُقَصّرَانِ لِأَنّ ذَلِكَ دَأبُهُمَا وَ كَذَلِكَ المُسَافِرُ إِلَي أَرَضِينَ لَهُ بَعضُهَا قَرِيبٌ مِن بَعضٍ فَيَكُونُ يَوماً هَاهُنَا وَ يَوماً هَاهُنَا فَقَالَ ع فِي هَذَا أَيضاً إِنّهُ لَا يُقَصّرُ وَ كَذَلِكَ قَالَ فِي المُسَافِرِ يَنزِلُ فِي بَعضِ أَسفَارِهِ عَلَي أَهلِهِ لَا يُقَصّرُ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا أَنّهُمَا قَالَا إِذَا نَزَلَ المُسَافِرُ مَكَاناً ينَويِ‌ فِيهِ مُقَامَ عَشَرَةِ أَيّامٍ صَامَ وَ أَتَمّ الصّلَاةَ وَ إِن نَوَي مُقَامَ أَقَلّ مِن ذَلِكَ قَصّرَ وَ أَفطَرَ وَ هُوَ فِي حَالِ المُسَافِرِ وَ إِن لَم يَنوِ شَيئاً وَ قَالَ اليَومَ أَخرُجُ وَ غَداً أَخرُجُ قَصّرَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ شَهرٍ ثُمّ أَتَمّ وَ قَالَ لَا ينَبغَيِ‌ لِلمُسَافِرِ أَن يصُلَيّ‌َ بِمُقِيمٍ وَ لَا يَأتَمّ بِهِ فَإِن فَعَلَ فَأَمّ المُقِيمِينَ سَلّمَ مِن رَكعَتَينِ وَ أَتَمّوا هُم وَ إِنِ ائتَمّ بِمُقِيمٍ انصَرَفَ مِن رَكعَتَينِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ أَنّهُ قَالَ مَن نسَيِ‌َ صَلَاةً فِي السّفَرِ فَذَكَرَهَا فِي الحَضَرِ قَضَي صَلَاةَ مُسَافِرٍ وَ إِن نسَيِ‌َ صَلَاةً فِي الحَضَرِ فَذَكَرَهَا فِي السّفَرِ قَضَاهَا صَلَاةَ مُقِيمٍ

وَ عَن رَسُولِ اللّهِص وَ عَن عَلِيّ وَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُم رَخّصُوا لِلمُسَافِرِ أَن يصُلَيّ‌َ النّافِلَةَ عَلَي دَابّتِهِ أَو بَعِيرِهِ حَيثُمَا تَوَجّهَ لِلقِبلَةِ أَو لِغَيرِ القِبلَةِ وَ تَكُونُ صَلَاتُهُ إِيمَاءً وَ يَجعَلُ السّجُودَ أَخفَضَ مِنَ الرّكُوعِ فَإِذَا كَانَتِ الفَرِيضَةُ لَم يُصَلّ إِلّا عَلَي الأَرضِ مُتَوَجّهاً إِلَي القِبلَةِ وَ العَامّةُ أَيضاً عَلَي هَذَا وَ قَالُوا فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ فِي هَذَا نَزَلَ أَي فِي صَلَاةِ النّافِلَةِ عَلَي الدّابّةِ حَيثُمَا تَوَجّهَت


صفحه : 72

وَ رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن صَلّي فِي السّفِينَةِ وَ هيِ‌َ تَدُورُ فَليَتَوَجّه إِلَي القِبلَةِ فَإِن دَارَت بِهِ دَارَ إِلَي القِبلَةِ بِوَجهِهِ وَ إِن لَم يَستَطِع أَن يصُلَيّ‌َ قَائِماً صَلّي جَالِساً وَ يَسجُدُ إِن شَاءَ عَلَي الزّفتِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ نَهَي عَنِ الصّلَاةِ عَلَي جَادّةِ الطّرِيقِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ فِي الغَرِيقِ وَ حائض [خَائِضِ]المَاءِ يُصَلّيَانِ إِيمَاءً وَ كَذَلِكَ العُريَانُ إِذَا لَم يَجِد ثَوباً يصُلَيّ‌ فِيهِ صَلّي جَالِساً وَ يُومِئُ إِيمَاءً

بيان و لاتدع أن تقضي‌ يدل علي استحباب قضاء نوافل النهار بالليل و هوخلاف المشهور وَ قَد وَرَدَ فِي عِدّةِ رِوَايَاتٍ كَصَحِيحَةِ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أقَضيِ‌ صَلَاةَ النّهَارِ بِاللّيلِ فِي السّفَرِ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ إِسمَاعِيلُ بنُ جَابِرٍ أقَضيِ‌ صَلَاةَ النّهَارِ بِاللّيلِ فِي السّفَرِ فَقَالَ لَا فَقَالَ إِنّكَ قُلتَ نَعَم فَقَالَ إِنّ ذَلِكَ يُطِيقُ وَ أَنتَ لَا تُطِيقُ

. و في حسنة سدير كان أبي يقضي‌ في السفر نوافل النهار بالليل و لايتم صلاة فريضة ويعارضها روايات دالة علي المنع والشيخ حمل الروايات الأولة تارة علي الجواز وأخري علي من سافر بعددخول الوقت والأظهر عندي‌ حملها علي التقية كمايومئ إليه الأخبار. والنوتي‌ بالضم الملاح قال في النهاية النوتي‌ الملاح ألذي يدير السفينة في البحر و قدنات ينوت نوتا إذاتمايل في النعاس كأن النوتي‌ يميل السفينة من جانب إلي جانب

42-الهِدَايَةُ،الحَدّ ألّذِي يُوجِبُ التّقصِيرَ عَلَي المُسَافِرِ أَن يَكُونَ سَفَرُهُ ثَمَانِيَةَ فَرَاسِخَ فَإِذَا كَانَ سَفَرُهُ أَربَعَةَ فَرَاسِخَ وَ لَم يُرِدِ الرّجُوعَ مِن يَومِهِ فَهُوَ بِالخِيَارِ فَإِن شَاءَ أَتَمّ وَ إِن شَاءَ قَصّرَ وَ إِن أَرَادَ الرّجُوعَ مِن يَومِهِ فَالتّقصِيرُ عَلَيهِ وَاجِبٌ وَ المُتِمّ فِي السّفَرِ كَالمُقَصّرِ فِي الحَضَرِ قَالَ النّبِيّص مَن صَلّي فِي السّفَرِ أَربَعاً مُتَعَمّداً فَأَنَا إِلَي


صفحه : 73

اللّهِ مِنهُ برَيِ‌ءٌ وَ لَا يَحِلّ التّمَامُ فِي السّفَرِ إِلّا لِمَن كَانَ سَفَرُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مَعصِيَةً أَو سَفَراً إِلَي صَيدٍ يَكُونُ بَطَراً أَو أَشَراً فَأَمّا ألّذِي يَجِبُ عَلَيهِ الإِتمَامُ فِي الصّلَاةِ وَ الصّومِ فِي السّفَرِ فاَلمكُاَريِ‌ وَ الكرَيِ‌ّ وَ البَرِيدُ وَ الراّعيِ‌ وَ المَلّاحُ لِأَنّهُ عَمَلُهُم وَ صَاحِبُ الصّيدِ إِن كَانَ صَيدُهُ مَا يَقُوتُ بِهِ عِيَالَهُ فَعَلَيهِ التّقصِيرُ فِي الصّلَاةِ وَ الصّومِ

43- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي المرَوزَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعٌ يُفسِدنَ القَلبَ وَ يُنبِتنَ النّفَاقَ فِي القَلبِ كَمَا يُنبِتُ المَاءُ الشّجَرَ اللّهوُ وَ البَذَاءُ وَ إِتيَانُ بَابِ السّلطَانِ وَ طَلَبُ الصّيدِ

بيان الظاهر أن المراد بالصيد صيد اللهو وظاهر الأخبار تحريمه كما هوظاهر أكثر الأصحاب ويحتمل كونه مكروها ولكونه لغوا لافائدة فيه لايوجب قصر الصلاة والصوم والأول أظهر


صفحه : 74

باب 2-مواضع التخيير

1-كَامِلُ الزّيَارَةِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَسَأَلتُ أَيّوبَ بنَ نُوحٍ عَن تَقصِيرِ الصّلَوَاتِ فِي هَذِهِ المَشَاهِدِ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ الكُوفَةِ وَ قَبرِ الحُسَينِ الأَربَعَةِ وَ


صفحه : 75

ألّذِي روُيِ‌َ فِيهَا فَقَالَ أَنَا أُقَصّرُ وَ كَانَ صَفوَانُ يُقَصّرُ وَ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ وَ جَمِيعُ


صفحه : 76

أَصحَابِنَا يُقَصّرُونَ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَتّيلٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ الآدمَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي شِبلٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَزُورُ قَبرَ الحُسَينِ قَالَ زُرِ الطّيّبَ وَ أَتِمّ الصّلَاةَ عِندَهُ قُلتُ أُتِمّ الصّلَاةَ عِندَهُ قَالَ أَتِمّ قُلتُ بَعضُ أَصحَابِنَا يرَويِ‌ التّقصِيرَ قَالَ إِنّمَا يَفعَلُ ذَلِكَ الضّعَفَةُ

و منه عن الكليني‌ عن جماعة مشايخه عن سهل بإسناده مثله

وَ عَنهُ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ العسَكرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا يُقَالُ لَهُ حُسَينٌ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَتِمّ الصّلَاةُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَ مَسجِدِ الرّسُولِص وَ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ ع

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ وَ أَخِيهِ وَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ المَلِكِ القمُيّ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ خَادِمِ إِسمَاعِيلَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَتِمّ الصّلَاةُ فِي أَربَعَةِ مَوَاطِنَ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَ مَسجِدِ الرّسُولِص وَ مَسجِدِ الكُوفَةِ وَ حَرَمِ الحُسَينِ ع


صفحه : 77

المتهجد، عن إسماعيل بن جابر مثله

2- الكَامِلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِنَ الأَمرِ المَذخُورِ إِتمَامُ الصّلَاةِ فِي أَربَعَةِ مَوَاطِنَ بِمَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ مَسجِدِ الكُوفَةِ وَ الحير[الحِيرَةِ]

قَالَ ابنُ قُولَوَيهِ وَ زَادَهُ الحُسَينُ بنُ أَحمَدَ بنِ المُغِيرَةِ عَقِيبَ هَذَا الحَدِيثِ فِي هَذَا البَابِ بِمَا أَخبَرَهُ بِهِ حَيدَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ نُعَيمٍ السمّرَقنَديِ‌ّ بِإِجَازَتِهِ بِخَطّهِ اجتِيَازَهُ عَلَينَا لِلحَجّ عَن أَبِي النّضرِ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ العيَاّشيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ البرَقيِ‌ّ وَ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ وَ أَبِي عَلِيّ بنِ رَاشِدٍ جَمِيعاً عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مِن مَخزُونِ عِلمِ اللّهِ الإِتمَامُ فِي أَربَعَةِ مَوَاطِنَ حَرَمِ اللّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ وَ حَرَمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ حَرَمِ الحُسَينِ ع

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامِ بنِ سُهَيلٍ عَنِ الفزَاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمدَانَ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن زِيَادٍ القنَديِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع أُحِبّ لَكَ مَا أُحِبّ لنِفَسيِ‌ أَتِمّ الصّلَاةَ فِي الحَرَمَينِ وَ بِالكُوفَةِ وَ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ

المُتَهَجّدُ، عَن زِيَادٍ القنَديِ‌ّ مِثلَهُ وَ فِيهِ بَعدَ قَولِهِ مَا أُحِبّ لنِفَسيِ‌ وَ أَكرَهُ لَكَ مَا أَكرَهُ لنِفَسيِ‌

3-الكَامِلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الأسَدَيِ‌ّ


صفحه : 78

عَنِ القَاسِمِ بنِ الرّبِيعِ الصّحّافِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن عَمرِو بنِ مَرزُوقٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع عَنِ الصّلَاةِ فِي الحَرَمَينِ وَ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ ع قَالَ أَتِمّ الصّلَاةَ فِيهَا

وَ مِنهُ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ وَ جَمَاعَةِ مَشَايِخِهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ عَمّن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ تَتِمّ الصّلَاةُ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَ مَسجِدِ الرّسُولِ وَ مَسجِدِ الكُوفَةِ وَ حَرَمِ الحُسَينِ ع

المُتَهَجّدُ، عَن حُذَيفَةَ مِثلَهُ ثُمّ قَالَ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ فِي حَرَمِ اللّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ وَ حَرَمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ حَرَمِ الحُسَينِ

4- الكَامِلُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن فَائِدٍ الخَيّاطِ عَن أَبِي الحَسَنِ الماَضيِ‌ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّلَاةِ فِي الحَرَمَينِ فَقَالَ أَتِمّ وَ لَو مَرَرتَ بِهِ مَارّاً

وَ مِنهُ بِالإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي زَاهِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الزّيّاتِ عَن حُسَينِ بنِ عِمرَانَ عَن عِمرَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع أُقَصّرُ فِي مَسجِدِ الحَرَامِ أَو أُتِمّ قَالَ إِن قَصّرتَ فَلَكَ وَ إِن أَتمَمتَ فَهُوَ خَيرٌ وَ زِيَادَةٌ فِي الخَيرِ خَيرٌ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَسَأَلتُ العَبدَ الصّالِحَ عَن زِيَارَةِ قَبرِ الحُسَينِ ع فَقَالَ مَا أُحِبّ لَكَ تَركَهُ قُلتُ مَا تَرَي


صفحه : 79

فِي الصّلَاةِ عِندَهُ وَ أَنَا مُقَصّرٌ قَالَ صَلّ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ مَا شِئتَ تَطَوّعاً وَ فِي مَسجِدِ الرّسُولِ مَا شِئتَ تَطَوّعاً وَ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ فإَنِيّ‌ أُحِبّ ذَلِكَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّلَاةِ بِالنّهَارِ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ وَ مَشهَدِ النّبِيّص تَطَوّعاً وَ فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ فَقَالَ نَعَم مَا قَدَرتَ عَلَيهِ

وَ مِنهُ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ نَهِيكٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ التّطَوّعِ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ ع وَ بِمَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ أَنَا مُقَصّرٌ قَالَ تَطَوّع عِندَهُ وَ أَنتَ مُقَصّرٌ مَا شِئتَ وَ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَ فِي مَسجِدِ الرّسُولِ وَ فِي مَشَاهِدِ النّبِيّ فَإِنّهُ خَيرٌ

و منه عن علي بن الحسين عن علي بن ابراهيم عن ابن أبي عمير و ابراهيم بن عبدالحميد جميعا عن أبي الحسن ع مثله و منه عن أبيه عن سعد عن الخشاب عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي‌ عن ابراهيم بن عبدالحميد عن أبي الحسن ع

مثله

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَفوَانَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ التّطَوّعِ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ وَ مَشَاهِدِ النّبِيّص وَ الحَرَمَينِ وَ التّطَوّعِ فِيهِنّ بِالصّلَاةِ وَ نَحنُ مُقَصّرُونَ قَالَ نَعَم تَطَوّع مَا قَدَرتَ عَلَيهِ فَهُوَ خَيرٌ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن صَفوَانَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ أَتَنَفّلُ فِي الحَرَمَينِ وَ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ وَ أَنَا أُقَصّرُ قَالَ نَعَم مَا قَدَرتَ عَلَيهِ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ


صفحه : 80

بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ التّطَوّعِ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ وَ مَشَاهِدِ النّبِيّص وَ الحَرَمَينِ فِي الصّلَاةِ وَ نَحنُ مُقَصّرٌ قَالَ نَعَم تَطَوّع مَا قَدَرتَ عَلَيهِ

5- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَكّةُ وَ المَدِينَةُ كَسَائِرِ البُلدَانِ قَالَ نَعَم قُلتُ رَوَي عَنكَ بَعضُ أَصحَابِنَا أَنّكَ قُلتَ لَهُم أَتِمّوا بِالمَدِينَةِ لِخَمسٍ فَقَالَ إِنّ أَصحَابَكُم هَؤُلَاءِ كَانُوا يَقدَمُونَ فَيَخرُجُونَ مِنَ المَسجِدِ عِندَ الصّلَاةِ فَكَرِهتُ ذَلِكَ لَهُم فَلِهَذَا قُلتُهُ

6- الكَامِلُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي وَصفِ زِيَارَةِ الحُسَينِ ع إِلَي أَن قَالَ ثُمّ اجعَلِ القَبرَ بَينَ يَدَيكَ وَ صَلّ مَا بَدَا لَكَ وَ كُلّمَا دَخَلتَ الحَائِرَ فَسَلّم ثُمّ امشِ حَتّي تَضَعَ يَدَيكَ وَ خَدّيكَ جَمِيعاً عَلَي القَبرِ فَإِذَا أَرَدتَ أَن تَخرُجَ فَاصنَع مِثلَ ذَلِكَ وَ لَا تُقَصّر عِندَهُ مِنَ الصّلَاةِ مَا أَقَمتَ الحَدِيثَ

وَ مِنهُ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ الكسِاَئيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن مُصَدّقِ بنِ صَدَقَةَ عَن عَمّارِ بنِ مُوسَي قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الصّلَاةِ فِي الحَائِرِ قَالَ لَيسَ الصّلَاةُ إِلّا الفَرضَ بِالتّقصِيرِ وَ لَا يُصَلّي النّوَافِلُ

7-قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي قَالَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع عَن إِتمَامِ الصّلَاةِ فِي الحَرَمَينِ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ قَالَ


صفحه : 81

أَتِمّ الصّلَاةَ وَ لَو صَلَاةً وَاحِدَةً

وَ مِنهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ عَن صَالِحِ بنِ عَبدِ اللّهِ الخثَعمَيِ‌ّ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع أَسأَلُهُ عَنِ الصّلَاةِ فِي المَسجِدَينِ أُقَصّرُ أَو أُتِمّ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ أَيّ ذَلِكَ فَعَلتَ فَلَا بَأسَ قَالَ وَ كَتَبتُ إِلَيهِ أَسأَلُهُ عَن خصَيِ‌ّ لِي فِي سِنّ رَجُلٍ مُدرِكٍ يَحِلّ لِلمَرأَةِ أَن يَرَاهَا وَ تَكشِفَ بَينَ يَدَيهِ قَالَ فَلَم يجُبِنيِ‌ فِيهَا قَالَ فَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَنهَا مُشَافَهَةً فأَجَاَبنَيِ‌ بِمِثلِ مَا أجَاَبنَيِ‌ أَبُوهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ فِي الصّلَاةِ قَصّر

8- العُيُونُ، عَن جَعفَرِ بنِ نُعَيمِ بنِ شَاذَانَ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ الصّلَاةِ بِمَكّةَ وَ المَدِينَةِ تَقصِيرٌ أَو تَمَامٌ فَقَالَ قَصّر مَا لَم تَعزِم عَلَي مُقَامِ عَشَرَةٍ

9- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ وَ أَبِي عَلِيّ بنِ رَاشِدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِن مَخزُونِ عِلمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الإِتمَامُ فِي أَربَعَةِ مَوَاطِنَ حَرَمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حَرَمِ رَسُولِهِص وَ حَرَمِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ حَرَمِ الحُسَينِ ع

قال الصدوق رحمه الله يعني‌ أن ينوي‌ الإنسان في حرمهم ع مقام عشرة أيام ويتم و لاينوي‌ مقام دون عشرة أيام فيقصر و ليس له مايقوله غير أهل الاستبصار بشي‌ء أنه يتم في هذه المواضع علي كل حال


صفحه : 82

10- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ قَدِمَ مَكّةَ قَبلَ التّروِيَةِ بِأَيّامٍ كَيفَ يصُلَيّ‌ إِذَا كَانَ وَحدَهُ أَو مَعَ إِمَامٍ فَيُتِمّ أَو يُقَصّرُ قَالَ يُقَصّرُ إِلّا أَن يُقِيمَ عَشَرَةَ أَيّامٍ قَبلَ التّروِيَةِ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ كَيفَ يصُلَيّ‌ بِأَصحَابِهِ بِمِنًي أَ يُقَصّرُ أَم يُتِمّ قَالَ إِن كَانَ مِن أَهلِ مَكّةَ أَتَمّ وَ إِن كَانَ مُسَافِراً قَصّرَ عَلَي كُلّ حَالٍ مَعَ الإِمَامِ أَو غَيرِهِ

تنقيح وتوضيح

اعلم أن الأصحاب اختلفوا في حكم الصلاة في المواطن الأربعة حرم الله وحرم رسوله ومسجد الكوفة وحائر الحسين ع فذهب الأكثر إلي أن المسافر مخير بين الإتمام والقصر و إن الإتمام أفضل و قال الصدوق يقصر ما لم ينو المقام عشرة والأفضل أن ينوي‌ المقام بهاليوقع صلاته تماما كمامر. و قال السيد المرتضي لايقصر في مكة ومسجد النبي ص ومشاهد الأئمة القائمين مقامه ص و هذه العبارة تفيد منع التقصير وعموم الحكم في مشاهد الأئمة ونحوه قال ابن الجنيد والأول أظهر لمامر من الأخبار الكثيرة الدالة علي الإتمام جمعا بينها و بين ماورد في التقصير والتخيير.


صفحه : 83

وَ يَدُلّ عَلَيهِ صَحِيحَةُ عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع الرّوَايَةُ قَدِ اختَلَفَت عَن آبَائِكَ فِي الإِتمَامِ وَ التّقصِيرِ لِلصّلَاةِ فِي الحَرَمَينِ وَ مِنهَا أَن يَأمُرَ بِأَن يُتِمّ الصّلَاةَ وَ لَو صَلَاةً وَاحِدَةً وَ مِنهَا أَن يَأمُرَ أَن يُقَصّرَ الصّلَاةَ مَا لَم يَنوِ مُقَامَ عَشَرَةِ أَيّامٍ وَ لَم أَزَل عَلَي الإِتمَامِ فِيهِمَا إِلَي أَن صَدَرنَا مِن حَجّنَا فِي عَامِنَا هَذَا فَإِنّ فُقَهَاءَ أَصحَابِنَا أَشَارُوا عَلَيّ بِالتّقصِيرِ إِذَا كُنتُ لَا أنَويِ‌ مُقَامَ عَشَرَةٍ فَقَد ضِقتُ بِذَلِكَ حَتّي أَعرِفَ رَأيَكَ فَكَتَبَ بِخَطّهِ قَد عَلِمتَ يَرحَمُكَ اللّهُ فَضلَ الصّلَاةِ فِي الحَرَمَينِ عَلَي غَيرِهِمَا فَأَنَا أُحِبّ لَكَ إِذَا دَخَلتَهُمَا أَلّا تُقَصّرَ وَ تُكثِرَ فِيهِمَا مِنَ الصّلَاةِ فَقُلتُ لَهُ بَعدَ ذَلِكَ بِسَنَتَينِ مُشَافَهَةً إنِيّ‌ كَتَبتُ إِلَيكَ بِكَذَا فَأَجَبتَ بِكَذَا فَقَالَ نَعَم فَقُلتُ أَيّ شَيءٍ تعَنيِ‌ بِالحَرَمَينِ فَقَالَ مَكّةَ وَ المَدِينَةَ وَ مِنًي إِذَا تَوَجّهتَ مِن مِنًي فَقَصّرِ الصّلَاةَ فَإِذَا انصَرَفتَ مِن عَرَفَاتٍ إِلَي مِنًي وَ زُرتَ البَيتَ وَ رَجَعتَ إِلَي مِنًي فَأَتِمّ الصّلَاةَ تِلكَ الثّلَاثَةَ الأَيّامِ وَ قَالَ بِإِصبَعِهِ ثَلَاثاً

. و أماحديث أيوب بن نوح فلاينافي‌ التخيير فإنهم اختاروا هذاالفرد و أماحديث أبي شبل و قوله إنما يفعل ذلك الضعفة فيحتمل أن يكون المراد به الضعفة في الدين الجاهلين بالأحكام أو من له ضعف لايمكنه الإتمام أويشق عليه فيختار الأسهل و إن كان مرجوحا والوجه الأخير يؤيد مااخترنا و هوأظهر والأول لاينافيه إذ يمكن أن يكون الضعف في الدين باعتبار اختيار المرجوح والأخبار المشتملة علي الأمر بالإتمام محمولة علي الاستحباب وخبر عمران صريح فيما ذكرنا. و أماحديث معاوية بن وهب و إن كان فيه إيماء إلي أن الأمر بالإتمام محمول علي التقية

لَكِن يُعَارِضُهُ مَا رَوَاهُ الشّيخُ بِسَنَدٍ لَا يَقصُرُ عَنِ الصّحِيحِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ


صفحه : 84

بنِ الحَجّاجِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع إِنّ هِشَاماً رَوَي عَنكَ أَنّكَ أَمَرتَهُ بِالتّمَامِ فِي الحَرَمَينِ وَ ذَلِكَ مِن أَجلِ النّاسِ قَالَ لَا كُنتُ أَنَا وَ مَن مَضَي مِن آباَئيِ‌ إِذَا وَرَدنَا مَكّةَ أَتمَمنَا الصّلَاةَ وَ استَتَرنَا مِنَ النّاسِ

فإن ظاهره أن ماورد من الأمر بالتقصير محمول علي التقية كماذكره الفاضل التستري‌ قدس الله سره .

وَ رَوَي الشّيخُ خَبَرَ مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ هَكَذَا قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ التّقصِيرِ فِي الحَرَمَينِ وَ التّمَامِ قَالَ لَا تُتِمّ حَتّي تُجمِعَ عَلَي مُقَامِ عَشَرَةِ أَيّامٍ فَقُلتُ إِنّ أَصحَابَنَا رَوَوا عَنكَ أَنّكَ أَمَرتَهُم بِالتّمَامِ فَقَالَ إِنّ أَصحَابَكَ كَانُوا يَدخُلُونَ المَسجِدَ فَيُصَلّونَ وَ يَأخُذُونَ نِعَالَهُم وَ يَخرُجُونَ وَ النّاسُ يَستَقبِلُونَهُم يَدخُلُونَ المَسجِدَ لِلصّلَاةِ فَأَمَرتُهُم بِالتّمَامِ

. ثم قال فالوجه في هذاالخبر أنه لايجب التمام إلا علي من أجمع علي مقام عشرة أيام ومتي لم يجمع علي ذلك كان مخيرا بين الإتمام والتقصير و يكون قوله لمن كان يخرج عندالصلاة من المسجد و لايصلي‌ مع الناس أمرا علي الوجوب و لايجوز تركه لمن هذاسبيله لأن فيه رفعا للتقية وإغراء للنفس وتشنيعا علي المذهب . و أماخبر العلل فيمكن حمله علي أن المراد أنهما كسائر البلدان في جواز القصر بالمعني الأعم و أماالخمس المذكور فيه فليس المراد به خصوص الخمس بل الأصحاب سألوه عن الخمس فأجابهم بذلك . و أماحديث عبدالرحمن فيحتاج إلي شرح وبيان قوله و ذلك من أجل الناس يمكن أن يقرأ بتشديد اللام أي كان هشام من أجل الناس وأعظمهم و هو لايكذب عليك أو ليس ممن تتقي‌ منهم أوبالتخفيف و هوأظهر أي كان يقول هشام إن الأمر بالإتمام للتقية من المخالفين . أو يكون استفهاما أي هل أمرته بذلك للتقية فقال ع لا ليس ذلك


صفحه : 85

للتقية بل أنا وآبائي‌ كنا إذاوردنا مكة أتممنا الصلاة مع استتارنا عن الناس أيضا لا أن الاستتار كان لأجل الإتمام بل الإتمام أوفق لماذهب إليه أكثرهم من التخيير في السفر مطلقا مع أفضلية الإتمام . ويمكن أن يكون الاستتار لئلا يحتجوا علي الشيعة بفعلهم ع أولئلا يصير سببا لرسوخهم في الباطل أولئلا يصير سببا لمزيد تشنيعهم علي الأئمة لأن الفرق بين المواضع كان أغرب عندهم من الحكم بالتقصير مطلقا لأن هذاالقول موجود بينهم ولعله لأحد هذه الوجوه قالوا إنه من الأمر المذخور مع أنه يحتمل أن يكون المراد أنه حجب عنهم هذاالعلم هكذا حقق المقام و لاتصغ إلي ماذهب إليه بعض الأوهام . و أماخبر الساباطي‌ والخثعمي‌ و ابن بزيع فمع ضعف أسانيدها قابلة للتأويل وتأويل الصدوق رحمه الله مع بعده لايجري‌ في كثير منها واشتهار الحكم بين القدماء والمتأخرين مما يؤيد العمل به . وينبغي‌ التنبيه لأمور الأول المستفاد من الأخبار الكثيرة جواز الإتمام في مكة والمدينة و إن وقعت الصلاة خارج المسجد و هوالمشهور بين الأصحاب وخص ابن إدريس الحكم بالمسجدين أخذا بالمتيقن المجمع عليه و من رأينا كلامه إنما صرح بالخلاف بين البلدين وظاهر بعض الأخبار شمول الحكم لمجموع الحرمين وهما أعم من البلدين . والأصحاب استدلوا علي البلدين بتلك الأخبار وربما يومئ كلام بعضهم إلي كون المراد بالبلدين مجموع الحرمين و قال في البيان و في المعتبر الحرمان كمسجديهما بخلاف الكوفة مع أن عبارة المعتبر كعبارات سائر الأصحاب . و قال الشيخ في النهاية ويستحب الإتمام في أربعة مواطن في السفر بمكة والمدينة ومسجد الكوفة والحائر علي ساكنه السلام و قدرويت رواية بلفظة أخري


صفحه : 86

و هو أن يتم الصلاة في حرم الله و في حرم رسوله و في حرم أمير المؤمنين ع و في حرم الحسين ع فعلي هذه الرواية جاز الإتمام خارج المسجد بالكوفة و علي الرواية الأولي لم يجز إلا في نفس المسجد انتهي . وكأنهم حملوا الحرم علي البلد أوأطلقوا البلد علي الحرم مجازا والأول أظهر وظاهر عبارة الشيخ في التهذيب عموم الحرمين حيث قال ويستحب إتمام الصلاة في الحرمين فإن فيه فضلا كثيرا ثم قال و من حصل بعرفات فلايجوز له الإتمام علي حال و قدورد في بعض الروايات الإتمام في خصوص مني ونقل في الدروس عن ابن الجنيد أنه قال روي‌ عن أبي جعفر ع الإتمام في الثلاثة الأيام بمني للحاج وأري ذلك إذانوي مقام خمسة أيام أولها أيام مني قال الشهيد و هوشاذ.أقول لعله أشار بهذه الرواية إلي صحيحة علي بن مهزيار المتقدمة وظاهرها أن خصوص مني داخل في الحكم ولعله لكونها من توابع مكة ويمكن أن يكون لدخلوها في الحرم و يكون المعتبر مطلق الحرم فالمراد بمكة والمدينة حرمهما بحذف المضاف أوتسمية للكل باسم الجزء الأشرف . فإن قيل فالمشعر أيضا من الحرم قلنا يمكن أن يكون عدم ذكر المشعر لأن مايقع فيه ثلاث صلاة يقصر في واحدة منهن و هذه يدخل وقتها قبل دخول الحرم فلذا لايتمها اعتبارا بحال الوجوب كمامر كذا خطر بالبال في توجيه الخبر لكن الظاهر من الخبر عدم العموم وبالجملة الحكم في غيرالبلدين مشكل ولعل الأظهر فيهاالقصر لاحتمال كون المراد بالحرمين البلدين

فَقَد روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَكّةُ حَرَمُ اللّهِ وَ حَرَمُ رَسُولِهِ وَ حَرَمُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ المَدِينَةُ حَرَمُ اللّهِ وَ حَرَمُ رَسُولِهِ وَ حَرَمُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الكُوفَةُ حَرَمُ اللّهِ وَ حَرَمُ رَسُولِهِ وَ حَرَمُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع

والظاهر شمول الحكم لمجموع البلدين


صفحه : 87

وعدم اختصاصه بالمسجدين والتخصيص في بعض الأخبار بالمسجدين لشرافتهما ولشيوع وقوع الصلاة فيهما و أماالتفصيل الوارد في خبر علي بن جعفر في الصلاة بمني بأنه إن كان من أهل مكة أتم و إلا فلافالحكم في غير أهل مكة يدل علي شمول حكم التخيير لمجموع الحرم و أماحكم أهل مكة فيمكن أن يكون للتقية كمايظهر من الأخبار أن المخالفين لم يكونوا يعدون الذهاب إلي عرفات سفرا أو يكون مبنيا علي القول باشتراط رجوع اليوم وحمله علي من لم يذهب إلي عرفات بعيد والأظهر عندي‌ حمله علي الأيام التي‌ يكون بمني بعدالرجوع عن مكة فإنه لمارجع إلي مكة للزيارة انقطع سفره و بعدالعود لايقصد مسافة لأنه لايتعدي عن مني فيتم بخلاف غير أهل مكة فإنه مسافر ذهابا وعودا فتفطن .الثاني‌ ذكر الشيخ أنه إذاثبت الحكم في الحرمين من غيراختصاص بالمسجد يكون الحكم كذلك في الكوفة لعدم القائل بالفصل وخص الحكم بن إدريس بالمسجد أخذا بالمتيقن والروايات ورد بعضها بلفظ حرم أمير المؤمنين ع وحرم الحسين ع وبعضها بالكوفة و في الأول إجمال و قدمر أن الكوفة حرم علي بن أبي طالب ع . والظاهر أن النجف علي ساكنه السلام غيرداخل في الكوفة والشيخ في


صفحه : 88

المبسوط عدي الحكم إليه أيضا حيث قال ويستحب الإتمام في أربعة مواطن في السفر بمكة والمدينة ومسجد الكوفة والحائر علي ساكنه السلام و قدروي‌ الإتمام في حرم الله وحرم الرسول وحرم أمير المؤمنين وحرم الحسين ع فعلي هذه الرواية يجوز الإتمام خارج مسجد الكوفة وبالنجف انتهي . وكأنه نظر إلي أن حرم أمير المؤمنين ع ماصار محترما بسببه واحترام الغري‌ به ع أكثر من غيره و لايخلو من وجه ويومئ إليه بعض الأخبار والأحوط في غيرالمسجد اختيار القصر. و قال المحقق في المعتبر ينبغي‌ تنزيل حرم أمير المؤمنين ع علي مسجد الكوفة خاصة أخذا بالمتيقن و أماالحائر فظاهر أكثر الأصحاب اختصاص الحكم به . وحكي في الذكري عن الشيخ نجيب الدين يحيي بن سعيد أنه حكم في كتاب له في السفر بالتخيير في البلدان الأربعة حتي الحائر المقدس لورود الحديث بحرم الحسين ع وقدر بخمسة فراسخ وبأربعة وبفرسخ قال والكل حرم و إن تفاوتت في الفضيلة و هو غيربعيد

لِمَا رَوَاهُ الشّيخُ وَ الكلُيَنيِ‌ّ بِسَنَدٍ فِيهِ


صفحه : 89

ضَعفٌ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَتَيتَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَاغتَسِل عَلَي شَاطِئِ الفُرَاتِ وَ البَس ثِيَابَكَ الطّاهِرَةَ ثُمّ امشِ حَافِياً فَإِنّكَ فِي حَرَمٍ مِن حَرَمِ اللّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ الخَبَرَ

وَ بِسَنَدٍ مُرسَلٍ عَنهُ ع قَالَ حَرَمُ الحُسَينِ ع فَرسَخٌ فِي فَرسَخٍ مِن أَربَعِ جَوَانِبِ القَبرِ

وَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ آخَرَ عَنهُ ع قَالَ حَرِيمُ قَبرِ الحُسَينِ ع خَمسَةُ فَرَاسِخَ مِن أَربَعَةِ جَوَانِبِهِ

والأحوط إيقاع الصلاة في الحائر و إذاأوقعها في غيره فيختار القصر. و أماحد الحائر فقال ابن إدريس المراد به مادار سور المشهد والمسجد عليه دون مادار سور البلد عليه لأن ذلك هوالحائر حقيقة لأن الحائر في لسان العرب الموضع المطمئن ألذي يحار فيه الماء و قدذكر ذلك شيخنا المفيد في الإرشاد لماذكر من قتل مع الحسين من أهله والحائر يحيط بهم إلاالعباس رحمة الله عليه فإنه قتل علي المسناة واحتج عليه بالاحتياط لأنه المجمع عليه وذكر الشهيدان في هذاالموضع حار الماء لماأمر المتوكل بإطلاقه علي قبر الحسين ع ليعفيه فكان لايبلغه انتهي . وأقول ذهب بعضهم إلي أن الحائر مجموع الصحن المقدس وبعضهم إلي أنه القبة السامية وبعضهم إلي أنه الروضة المقدسة و ماأحاط به من العمارات القديمة من الرواق والمقتل والخزانة وغيرها والأظهر عندي‌ أنه مجموع الصحن القديم لا ماتجدد منه في الدولة العلية الصفوية شيد الله أركانهم . و ألذي ظهر لي من القرائن وسمعت من مشايخ تلك البلاد الشريفة أنه لم يتغير الصحن من جهة القبلة و لا من اليمين و لا من الشمال بل إنما زيد من خلاف جهة القبلة و كل ماانخفض من الصحن و مادخل فيه من العمارات فهو الصحن القديم


صفحه : 90

و ماارتفع منه فهو خارج عنه ولعلهم إنما تركوه كذلك ليمتاز القديم عن الجديد والتعليل المنقول عن ابن إدريس ره منطبق علي هذا و في شموله لحجرات الصحن من الجهات الثلاثة إشكال .

وَ يَدُلّ عَلَي أَنّ سَعَةَ الحَائِرِ أَكثَرُ مِنَ الرّوضَةِ المُقَدّسَةِ وَ العِمَارَاتِ المُتّصِلَةِ بِهَا مِنَ الجِهَاتِ الثّلَاثَةِ مَا رَوَاهُ ابنُ قُولَوَيهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا دَخَلتَ الحَيرَ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ الحَائِرَ فَقُل وَ ذَكَرَ الدّعَاءَ ثُمّ تمَشيِ‌ قَلِيلًا وَ تُكَبّرُ سَبعَ تَكبِيرَاتٍ ثُمّ تَقُومُ بِحِيَالِ القَبرِ وَ تَقُولُ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ تمَشيِ‌ قَلِيلًا وَ تَقُولُ إِلَي قَولِهِ وَ تَرفَعُ يَدَيكَ وَ تَضَعُهُمَا عَلَي القَبرِ

وَ عَن ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي وَصفِ زِيَارَتِهِ حَتّي تَصِيرَ إِلَي بَابِ الحَائِرِ أَوِ الحَيرِ ثُمّ قُل إِلَي أَن قَالَ ثُمّ اخطُ عَشرَ خُطًا ثُمّ قِف فَكَبّر ثَلَاثِينَ تَكبِيرَةً ثُمّ امشِ حَتّي تَأتِيَهُ مِن قِبَلِ وَجهِهِ

وَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ بِسَنَدٍ مُعتَبَرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي وَصفِ زِيَارَةِ الحُسَينِ ع ثُمّ ادخُلِ الحَيرَ أَوِ الحَائِرَ وَ قُل إِلَي قَولِهِ ثُمّ امشِ قَلِيلًا وَ قُل إِلَي قَولِهِ ثُمّ امشِ وَ قَصّر خُطَاكَ حَتّي تَستَقبِلَ القَبرَ ثُمّ تَدنُو قَلِيلًا مِنَ القَبرِ وَ تَقُولُ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

.فهذه الأخبار وغيرها مما سيأتي‌ في كتاب المزار إن شاء الله تعالي تدل علي نوع سعة في الحائر.الثالث الظاهر أن الحكم بالتخيير للمسافر إنما وقع في الصلاة خاصة


صفحه : 91

في النصوص وفتاوي‌ الأصحاب و أماالصوم فلايشرع في هذه الأماكن للأدلة علي وجوب الإفطار علي المسافر من غيرمعارض و قديقال إن مفهوم صحيحة معاوية بن وهب حيث قال فيها إذاقصرت أفطرت يقتضي‌ جواز الصوم مضافا إلي موثقة عثمان بن عيسي قال سألت أبا الحسن ع عن إتمام الصلاة والصيام في الحرمين قال أتمهما و لوصلاة واحدة. والجواب عن الأول أنه يمكن أن يكون المراد به القصر علي الحتم كما هوالغالب فيه مع أن في عمومه للقوم كلاما و علي تقدير ثبوته يشكل تخصيص الآية والأخبار الكثيرة به مع خلو سائر الأخبار الواردة في التخيير عن ذكر الصوم . و أماموثقة عثمان ففي‌ النسخ التي‌ عندنا أتمها و هويدل علي نفي‌ الصوم ويؤيده قوله و لوصلاة واحدة وإنها قدمرت برواية الحميري‌ و لم يكن فيهاذكر الصوم أصلا مع أنه لايعلم قائل به أيضا.الرابع صرح المحقق في المعتبر بأنه لايعتبر في الصلاة الواقعة في هذه الأماكن التعرض لنية القصر أوالإتمام و أنه لايتعين أحدهما بالنسبة إليه فيجوز لمن نوي الإتمام القصر ولمن نوي التقصير الإتمام و هوحسن .الخامس الأظهر جواز فعل النافلة الساقطة في السفر في هذه الأماكن كماصرح في الذكري للتحريص والترغيب علي كثرة الصلاة فيها و لمامر من الأخبار والظاهر عدم الفرق بين اختياره القصر أوالإتمام .السادس الأظهر جواز الإتمام في هذه الأماكن و إن كانت الذمة مشغولة بواجب ونقل العلامة عن والده المنع و هوضعيف .


صفحه : 92

السابع الظاهر بقاء التخيير في قضاء مافاتته في هذه الأمكنة و إن لم يقض فيهالعموم من فاتته فريضة فليقضها كمافاتته ويحتمل تعيين القصر و هوأحوط كمامر والظاهر عدم التخيير في القضاء فيها إذافاتته في غيرها.الثامن لوضاق الوقت إلا عن أربع فقيل بوجوب القصر فيهما لتقع الصلاتان في الوقت وقيل بجواز الإتمام في العصر لعموم من أدرك ركعة وقيل بجواز الإتيان بالعصر تماما في الوقت وقضاء الظهر والأول أحوط بل أظهر.التاسع ألحق ابن الجنيد والمرتضي بهذه الأماكن جميع مشاهد الأئمة ع كماعرفت قال في الذكري و لم نقف لهما علي مأخذ في ذلك والقياس عندنا باطل .أقول قدمر في فقه الرضا ع إيماء إليه و لايمكن التعويل عليه في ذلك .العاشر

رَوَي الشّيخُ رِوَايَةَ ابنِ بَزِيعٍ المَنقُولَ عَنِ العُيُونِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ثُمّ رَوَي بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع فَقُلتُ إِنّ أَصحَابَنَا اختَلَفُوا فِي الحَرَمَينِ فَبَعضُهُم يُقَصّرُ وَ بَعضُهُم يُتِمّ وَ أَنَا مِمّن يُتِمّ عَلَي رِوَايَةٍ قَد رَوَاهَا أَصحَابُنَا فِي التّمَامِ وَ ذَكَرتُ عَبدَ اللّهِ بنَ جُندَبٍ أَنّهُ كَانَ يُتِمّ فَقَالَ رَحِمَ اللّهُ ابنَ جُندَبٍ ثُمّ قَالَ لَا يَكُونُ الإِتمَامُ إِلّا أَن تُجمِعَ عَلَي إِقَامَةِ عَشَرَةِ أَيّامٍ وَ صَلّ النّوَافِلَ مَا شِئتَ قَالَ ابنُ حَدِيدٍ وَ كَانَ محَبَتّيِ‌ أَن يأَمرُنَيِ‌ بِالإِتمَامِ

ثم أولهما بوجهين أحدهما أنه ع نفي الإتمام علي سبيل الحتم والوجوب كمامر. ثم قال ويحتمل هذان الخبران وجها آخر و هوالمعتمد عندي‌ و هو أن من حصل بالحرمين ينبغي‌ له أن يعزم علي مقام عشرة أيام ويتم الصلاة فيهما و إن كان


صفحه : 93

يعلم أنه لايقيم أو يكون في عزمه الخروج من الغد و يكون هذامما يختص به هذان الموضعان ويتميزان به عن سائر البلاد لأن سائر المواضع متي عزم الإنسان فيها علي المقام عشرة أيام وجب عليه الإتمام ومتي كان دون ذلك وجب عليه التقصير.

وَ ألّذِي يَكشِفُ عَن هَذَا المَعنَي مَا رَوَاهُ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الحضُيَنيِ‌ّ قَالَ استَأمَرتُ أَبَا جَعفَرٍ ع فِي الإِتمَامِ وَ التّقصِيرِ قَالَ إِذَا دَخَلتَ الحَرَمَينِ فَانوِ عَشَرَةَ أَيّامٍ وَ أَتِمّ الصّلَاةَ فَقُلتُ لَهُ إنِيّ‌ أَقدَمُ مَكّةَ قَبلَ التّروِيَةِ بِيَومٍ أَو يَومَينِ أَو ثَلَاثَةٍ قَالَ انوِ مُقَامَ عَشَرَةِ أَيّامٍ وَ أَتِمّ الصّلَاةَ

. وأقول هذاغريب إذ ظاهر كلامه قدس سره أنه يعزم علي إقامة العشرة و إن علم الخروج قبل ذلك و لايخفي أن هذاالعلم ينافي‌ ذلك العزم إلا أن يقال أراد بالعزم محض الإخطار بالبال و لايخفي ما فيه . و أماالخبر فيمكن أن يكون المراد به العزم علي العشرة متفرقا قبل الخروج إلي عرفات وبعده و يكون هذا من خصائص هذاالموضع أوالعزم علي الإقامة في مكة ونواحيها إلي عرفات ويمكن أن لا يكون هذا من الخصائص و إن كان خلاف المشهور كماعرفت سابقا ويمكن حمل كلام الشيخ علي أحد هذين المعنيين و إن كان بعيدا.


صفحه : 94

فائدة غريبة

قال في الذكري قال الشيخ فرض السفر لايسمي قصرا لأن فرض المسافر مخالف لفرض الحاضر ويشكل بقوله تعالي فَلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَقصُرُوا مِنَ الصّلاةِ وبعض الأصحاب سماها بذلك قيل و هونزاع لفظي‌.أقول لعل الشيخ إنما منع من التسمية بذلك لئلا يتوهم المخالفون أن الصلاة المقصورة ناقصة في الفضل أومنع من التسمية به مع قصد هذاالمعني


صفحه : 95

باب 3-صلاة الخوف وأقسامها وأحكامها

الآيات البقرةفَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناً فَإِذا أَمِنتُم فَاذكُرُوا اللّهَ كَما عَلّمَكُم ما لَم تَكُونُوا تَعلَمُونَالنساءوَ إِذا ضَرَبتُم فِي الأَرضِ فَلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَقصُرُوا مِنَ الصّلاةِ إِن خِفتُم أَن يَفتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوا إِنّ الكافِرِينَ كانُوا لَكُم عَدُوّا مُبِيناً وَ إِذا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ وَ ليَأخُذُوا أَسلِحَتَهُم فَإِذا سَجَدُوا فَليَكُونُوا مِن وَرائِكُم وَ لتَأتِ طائِفَةٌ أُخري لَم يُصَلّوا فَليُصَلّوا مَعَكَ وَ ليَأخُذُوا حِذرَهُم وَ أَسلِحَتَهُم وَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو تَغفُلُونَ عَن أَسلِحَتِكُم وَ أَمتِعَتِكُم فَيَمِيلُونَ عَلَيكُم مَيلَةً واحِدَةً وَ لا جُناحَ عَلَيكُم إِن كانَ بِكُم أَذيً مِن مَطَرٍ أَو كُنتُم مَرضي أَن تَضَعُوا أَسلِحَتَكُم وَ خُذُوا حِذرَكُم إِنّ اللّهَ أَعَدّ لِلكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً فَإِذا قَضَيتُمُ الصّلاةَ فَاذكُرُوا اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِكُم فَإِذَا اطمَأنَنتُم فَأَقِيمُوا الصّلاةَ إِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاًتفسيرفَإِن خِفتُم أي عدوا أوسبعا أوغرقا ونحوها فلم تتمكنوا أن تحافظوا عليها وتوفوا حقها فتأتوا بهاتامة الأفعال والشروطفَرِجالًاجمع راجل مثل تجار


صفحه : 96

وصحاب وقيام و هوالكائن علي رجله واقفا كان أوماشيا أي فصلوا حالكونكم رجالا وقيل مشاةأَو رُكباناًجمع راكب كالفرسان و كل شيءعلا شيئا فقد ركبه أي أو علي ظهور دوابكم أي تراعون فيهادفع ماتخافون فلاترتكبون ما به تخافون بل تأتون بها علي حسب أحوالكم بما لاتخافون به واقفين أوماشين أوراكبين إلي القبلة أوغيرها بالقيام والركوع والسجود أوبالإيماء أوبالنية والتكبير والتشهد والتسليم . ويروي أن عليا ع صلي ليلة الهرير خمس صلوات بالإيماء وقيل بالتكبير و أن النبي ص صلي ليلة الأحزاب إيماء وبالجملة فيهاإشارة إلي صلاة الخوف إجمالا.فَإِذا أَمِنتُمبزوال خوفكم فَاذكُرُوا اللّهَ أي فصلواكَما عَلّمَكُم ما لَم تَكُونُوا تَعلَمُونَ من صلاة الأمن وقيل اذكروا الله بالثناء عليه والحمد له شكرا علي الأمن والخلاص من الخوف والعدو كماأحسن إليكم وعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من الشرائع وكيف تصلون في حال الأمن وحال الخوف أوشكرا يوازي‌ نعمه وتعليمه .فَإِن خِفتُميدل علي أن الخوف موجب للقصر في الجملة و قدسبق تفسيره في باب القصر في السفر واحتج الأصحاب بهذه الآية علي وجوب القصر للخوف بأنه ليس المراد بالضرب سفر القصر و إلا لم يكن في التقييد بالخوف فائدة وأجيب بأن حمل الضرب في الأرض علي غيرسفر القصر عدول عن الظاهر مع أنه غيرنافع لأن مجرد الخوف كاف في القصر علي قولهم من غيرتوقف علي الضرب في الأرض و قدمر الوجه في التقييد بالخوف . ثم إنه لاخلاف بين الأصحاب في وجوب التقصير في صلاة الخوف في السفر وإنما اختلفوا في وجوب تقصيرها إذاوقعت في الحضر فذهب الأكثر منهم المرتضي والشيخ في الخلاف والأبناء الأربعة إلي وجوب التقصير سفرا وحضرا جماعة و


صفحه : 97

فرادي و قال الشيخ في المبسوط إنما يقصر في الحضر بشرط الجماعة ونسبه الشهيد إلي ظاهر جماعة من الأصحاب وحكي الشيخ والمحقق قولا بأنها إنما تقصر في السفر خاصة والمشهور لعله أقوي لصحيحة زرارة. ثم المشهور أن هذاالتقصير كتقصير المسافر برد الرباعية إلي الركعتين وإبقاء الثلاثية والثنائية علي حالهما ويدل عليه الأخبار المستفيضة المتضمنة لكيفية صلاة الخوف وقيل ترد الركعتان إلي ركعة كمامر أنه ذهب إليه ابن الجنيد من علمائنا وكثير من العامة ويدل عليه بعض الأخبار ولعلها محمولة علي التقية أو علي أن كل طائفة إنما تصلي‌ مع الإمام ركعة.وَ إِذا كُنتَ يا محمدفِيهِميعني‌ في أصحابك الضاربين في الأرض الخائفين عدوهم أوالأعم فيشمل الحضر كماذكره الأكثرفَأَقَمتَ لَهُمُ الصّلاةَبحدودها وركوعها وسجودها أوبأن تؤمهم فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ في صلاتك وليكن سائرهم في وجه العدو فلم يذكر ماينبغي‌ أن تفعله الطائفة غيرالمصلية لدلالة الكلام عليه .وَ ليَأخُذُوا أَسلِحَتَهُم أي الطائفة المصلية لظاهر السياق فيأخذون من السلاح ما لايمنع واجبا في الصلاة كالسيف والخنجر والسكين ونحوها إلا مع الضرورة


صفحه : 98

فمطلقا وجوبا لظاهر الأمر ولتعليق نفي‌ الجناح فيما سيأتي‌ بشرط الأذي فتثبت مع عدمه و هوالمشهور بين الأصحاب و قال ابن الجنيد يستحب وتردد في المعتبر والنافع وحمله ابن الجنيد علي الإرشاد و فيه عدول عن الظاهر بناء علي كون الأمر للوجوب من غيردليل . وهل يختص الوجوب بالمصلين فيه قولان وروي ابن عباس أن المأمور بأخذ السلاح هم المقاتلة و هوخلاف الظاهر بل الظاهر إما التعميم أوالتخصيص بالمصلين كماقلنا أولا بناء علي أن أخذ السلاح للفرقة الأولي أمر معلوم لايحتاج إلي البيان . و علي القول بوجوب أخذ السلاح علي المصلين لاتبطل الصلاة بتركه علي المشهور لكون النهي‌ متعلقا بأمر خارج عن حقيقة الصلاة والنجاسة الكائنة علي السلاح غيرمانع من أخذه علي المشهور وقيل لايجوز أخذه حينئذ إلا مع الضرورة ولعل الأول أقرب عملا بإطلاق النص مع كون النجاسة فيه غيرنادر وثبوت العفو عن نجاسة ما لايتم الصلاة فيه منفردا وانتفاء الدليل علي طهارة المحمول و لوتعدت نجاسته إلي الثوب وجب تطهيره إلا مع الضرورة.فَإِذا سَجَدُوا أي الطائفة الأولي المصليةفَليَكُونُوا مِن وَرائِكُم


صفحه : 99

أي فليصيروا بعدفراغهم من سجودهم مصافين للعدو واختلف هنا فعندنا أن الطائفة الأولي إذارفعت رأسها من السجود وفرغت من الركعة يصلون ركعة أخري ويتشهدون ويسلمون والإمام قائم في الثانية وينصرفون إلي


صفحه : 100

مواقف أصحابهم ويأتي‌ الآخرون فيستفتحون الصلاة ويصلي‌ بهم الإمام الركعة الثانية ويطيل تشهده حتي يقوموا فيصلوا بقية صلاتهم ثم يسلم بهم الإمام أويسلم الإمام وتقوم الثانية فيتمون صلاتهم كماوردت الروايات بهما و هومذهب الشافعي‌ أيضا. وقيل إن الطائفة الأولي إذافرغت من ركعة يسلمون ويمضون إلي وجه العدو وتأتي‌ الطائفة الأخري فيصلي‌ بهم الركعة الأخري و هذامذهب جابر ومجاهد وحذيفة و ابن الجنيد و من يري أن صلاة الخوف ركعة واحدة. وقيل إن الإمام يصلي‌ بكل طائفة ركعتين فيصلي‌ بهم مرتين عن الحسن و هذه صلاة بطن النخل و لاأعلم من أصحابنا أحدا حمل الآية عليها و إن جوزها الأكثر. وقيل إنه إذاصلي بالأولي ركعة مضوا إلي وجه العدو وتأتي‌ الأخري فيكبرون ويصلي‌ بهم الركعة الثانية ويسلم الإمام خاصة ويعودون إلي وجه العدو


صفحه : 101

وتأتي‌ الأولي فيقضون ركعة بغير قراءة لأنهم لاحقون ويسلمون ويرجعون إلي وجه العدو وتأتي‌ الثانية ويقضون ركعة بقراءة لأنهم مسبوقون عن ابن مسعود و هومذهب أبي حنيفة.فالسجود في قوله فإذاسجدوا علي ظاهره عند أبي حنيفة و علي قولنا والشافعي‌ بمعني الصلاة أوالتقدير وأتموا بقرينة مابعده و هو و إن كان خلاف ظاهره من وجه إلا أنه أحوط للصلاة وأبلغ في حراسة العدو وأشد موافقة لظاهر القرآن لأن قوله وَ لتَأتِ طائِفَةٌ أُخري لَم يُصَلّواظاهره أن الطائفة الأولي قدصلت و قوله فَليُصَلّوا مَعَكَمقتضاه أن يصلوا تمام الصلاة فالظاهر أن صلاة كل طائفة قدتمت عندتمام صلاته وأيضا الظاهر أن مراد الآية بيان صلاة الطائفتين و ذلك يتم علي ماقلناه بأدني تقدير أوتجوز بخلافه علي قوله وقول حذيفة و ابن الجنيد في ذلك كقولنا إذ لابد بعدالركعة من التشهد والتسليم نعم التجوز حينئذ أقرب من التجوز علي ماقلناه .قيل وربما يمكن حمل الآية علي مايعم الوجوه حتي صلاة بطن النخل و هو في غاية البعد مع مخالفته للروايات وأقوال الأصحاب فيها.وَ ليَأخُذُوا حِذرَهُم وَ أَسلِحَتَهُم أي الطائفة الثانية في صلاتهم و قدجعل الحذر و هوالتحرز والتيقظ آلة تستعملها الغازي‌ فجمع بينه و بين الأسلحة في الأخذ وجعلا مأخوذين مبالغة.وَدّ الّذِينَ كَفَرُوا أي تمنوالَو تَغفُلُونَ عَن أَسلِحَتِكُم وَ أَمتِعَتِكُم فَيَمِيلُونَ عَلَيكُم مَيلَةً واحِدَةً أي يحملون عليكم حملة واحدة و فيه تنبيه علي وجه وجوب أخذ السلاح . قال في مجمع البيان في الآية دلالة علي صدق النبي ص وصحة نبوته


صفحه : 102

و ذلك أنها نزلت و النبي ص بعسفان والمشركون بضجنان فتواقفوا فصلي النبي ص بأصحابه صلاة الظهر بتمام الركوع والسجود فهم المشركون بأن يغيروا عليهم فقال بعضهم إن لهم صلاة أخري أحب إليهم من هذه يعنون صلاة العصر فأنزل الله تعالي عليه الآية فصلي بهم العصر صلاة الخوف و كان ذلك سبب إسلام خالد بن الوليد.وَ لا جُناحَ عَلَيكُم إِن كانَ بِكُم أَذيً مِن مَطَرٍ أَو كُنتُم مَرضي أَن تَضَعُوا أَسلِحَتَكُمرخص لهم في وضع الأسلحة إن ثقل عليهم حملها بسبب ماينالهم من مطر أومرض وأمرهم مع ذلك بأخذ الحذر بقوله وخذوا حذركم لئلا يغفلوا فيهجم عليهم العدو.إِنّ اللّهَ أَعَدّ لِلكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً هذاوعد للمؤمنين بالنصر علي الكفار بعدالأمر بالحزم لتقوي قلوبهم وليعلموا أن الأمر بالحزن ليس لضعفهم وغلبة عدوهم بل لأن الواجب أن يحافظوا في الأمور علي مراسم التيقظ والتدبير


صفحه : 103

فيتوكلوا علي الله . ثم اعلم أن الأصحاب استدلوا بهذه الآية علي ما هوالمشهور من عموم القصر سفرا وحضرا وجماعة وفرادي و فيه نظر إذ الظاهر أن الضمير في قوله سبحانه فِيهِمراجع إلي الأصحاب الضاربين في الأرض الخائفين عدوهم كماذكره الطبرسي‌ رحمه الله وغيره فلاعموم لها مع أنه لادلالة فيها علي القصر فرادي .فَإِذا قَضَيتُمُ الصّلاةَيحتمل وجهين الأول أن يكون المعني إذافرغتم من صلاة الخوف فلاتدعوا ذكر الله بل كونوا مهللين مكبرين مسبحين داعين بالنصرة والتأييد في كافة أحوالكم من قيام وقعود واضطجاع فإن ماأنتم فيه من الخوف والحرب جدير بذكر الله ودعائه واللجأ إليه . قال في مجمع البيان أي ادعوا الله في هذه الأحوال لعله ينصركم علي عدوكم ويظفركم بهم عن ابن عباس وأكثر المفسرين وقيل المراد به التعقيب مطلقا وقيل إشارة إلي ماورد به الروايات من استحباب التسبيحات الأربع بعدالصلوات المقصورة وقيل المراد به المداومة علي الذكر في جميع الأحوال كما في الحديث القدسي‌ يا موسي اذكرني‌ فإن ذكري‌ علي كل حال حسن .الثاني‌ أن يكون المراد إذاأردتم قضاء الصلاة وفعلها في حال الخوف والقتال فصلوها قياما مسايفين ومقارعين وقعودا جاثين علي الركب مرامين و علي جنوبكم مثخنين بالجراح . وقيل المراد حال الخوف مطلقا من غيراختصاص بحال القتال وقيل إشارة إلي صلاة القادر والعاجز أي إذاأردتم الصلاة فصلواقِياماً إن كنتم أصحاءوَ قُعُوداً إن كنتم مرضي لاتقدرون علي القيام وَ عَلي جُنُوبِكُم إن لم تقدروا علي القعود روي‌ ذلك عن ابن مسعود و علي هذاالتفسير يستفاد الترتيب أيضا


صفحه : 104

لكن لم نظفر برواية تدل علي هذاالتفسير في خصوص هذه الآية نعم روي‌ ذلك في تفسير قوله تعالي الّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداًكذا قيل وأقول ذكره علي بن ابراهيم بعدإيراد هذه الآية حيث قال الصحيح يصلي‌ قائما والعليل يصلي‌ قاعدا فمن لم يقدر فمضطجعا يومئ إيماء و قدمر من تفسير النعماني‌ مثله في باب القيام مرويا عن أمير المؤمنين ع و لايخفي أن عدم اعتبار الخوف يأباه . قوله فَإِذَا اطمَأنَنتُم فَأَقِيمُوا الصّلاةَ فإن ظاهره إذااستقررتم بزوال خوفكم وسكنت قلوبكم فأتموا حدود الصلاة واحفظوا أركانها وشرائطها إلا أن يحمل الاطمئنان علي أعم من زوال الخوف والبرء من المرض وقيل معناه إذاأقمتم فأتموا الصلاة التي‌ أجيز لكم قصرها و قديجمع بين الوجهين و قدمر تفسير الموقوت

1-المُقنِعُ،سُئِلَ الصّادِقُ ع عَنِ الصّلَاةِ فِي الحَربِ فَقَالَ يَقُومُ الإِمَامُ قَائِماً وَ يجَيِ‌ءُ طَائِفَةٌ مِن أَصحَابِهِ يَقُومُونَ خَلفَهُ وَ طَائِفَةٌ بِإِزَاءِ العَدُوّ فيَصُلَيّ‌ بِهِمُ الإِمَامُ رَكعَةً ثُمّ يَقُومُ وَ يَقُومُونَ مَعَهُ وَ يَثبُتُ قَائِماً وَ يُصَلّونَ هُمُ الرّكعَةَ الثّانِيَةَ ثُمّ يُسَلّمُ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ ثُمّ يَنصَرِفُونَ فَيَقُومُونَ مَكَانَ أَصحَابِهِم بِإِزَاءِ العَدُوّ وَ يجَيِ‌ءُ الآخَرُونَ فَيَقُومُونَ خَلفَ الإِمَامِ فيَصُلَيّ‌ بِهِمُ الرّكعَةَ الثّانِيَةَ ثُمّ يَجلِسُ الإِمَامُ فَيَقُومُونَ وَ يُصَلّونَ


صفحه : 105

رَكعَةً أُخرَي ثُمّ يُسَلّمُ عَلَيهِم فَيَنصَرِفُونَ بِتَسلِيمَةٍ وَ إِذَا كُنتَ فِي المُطَارَدَةِ فَصَلّ صَلَاتَكَ إِيمَاءً وَ إِن كُنتَ تَستَأنِفُ فَسَبّحِ اللّهَ وَ احمَدهُ وَ هَلّلهُ وَ كَبّرهُ يَقُومُ كُلّ تَحمِيدَةٍ وَ تَسبِيحَةٍ وَ تَهلِيلَةٍ وَ تَكبِيرَةٍ مَكَانَ رَكعَةٍ

بيان مارواه إلي قوله بتسليمة موافقة لمارواه الشيخ في الحسن كالصحيح عن الحلبي‌ عنه ع . واعلم أن صلاة الخوف أنواع منها صلاة ذات الرقاع وهي‌ الكيفية الأولي الواردة في هذاالخبر وسميت بهالأن القتال كان في سفح جبل فيه جدد حمر وصفر وسود كالرقاع أوكانت الصحابة حفاة فلفوا علي أرجلهم الجلود والخرق لشدة الحر أولرقاع كانت في ألويتهم وقيل مر بذلك الموضع ثمانية نفر حفاة فنقبت أرجلهم وتساقطت أظفارهم وكانوا يلفون عليها الخرق وقيل الرقاع اسم شجرة في موضع الغزو والمشهور أن شروط هذه الصلاة أربعة الأول كون العدو في خلاف جهة القبلة بحيث لايمكنهم مقابلته وهم يصلون إلابالانحراف عن القبلة هذا هوالمشهور واستوجه في التذكرة عدم اعتباره ورجحه الشهيدان والثاني‌ أن يكون الخصم ذا قوة يخاف هجومه علي المسلمين الثالث أن يكون في المسلمين كثرة يمكنهم الافتراق طائفتين يقاوم كل فرقة منهما العدو حال صلاة الأخري والرابع عدم احتياجهم إلي زيادة علي الفرقتين و هذاالشرط في الثنائية واضح و أما في الثلاثية فهل يجوز تفريقهم ثلاث فرق وتخصيص كل ركعة بفرقة قولان واختار الشهيدان الجواز.


صفحه : 106

ثم اختلفوا في أنه هل يجب علي الفرقة الأولي نية الانفراد عندمخالفة الإمام أم لا والظاهر عدم انفكاك الإنسان في تلك الحال عن النية و أماالفرقة الثانية فظاهر الأكثر بقاء اقتدائهم في الركعة الثانية حكما و إن استقلوا بالقراءة والأفعال فيحصل لهم ثواب الايتمام ويرجعون إلي الإمام في السهو وحينئذ لاينوون الانفراد عندالقيام إلي الثانية و قدصرح به العلامة في المختلف وصرح ابن حمزة بأن الثانية تنوي‌ الانفراد في الثنائية و هوظاهر المبسوط واختاره بعض المتأخرين والروايات مختلفة في تسليم الإمام أولا ثم قيامهم إلي الثانية أوانتظار الإمام إلي أن يفرغوا من الثانية فيسلم معهم والظاهر التخيير بينهما فالظاهر علي الأول انفرادهم و علي الثاني‌ بقاء القدوة. ثم إن جماعة من الأصحاب ذكروا أن المخالفة في هذه الصلاة مع سائر الصلوات في ثلاثة أشياء انفراد المؤتم وتوقع الإمام للمأموم حتي يتم وإمامة القاعد بالقائم و لايخفي أن الانفراد إنما تحصل به المخالفة علي قول الشيخ حيث منع من ذلك في سائر الصلوات و إلافالمشهور الجواز مطلقا إلا أن يقال بوجوب الانفراد هنا فالمخالفة بهذا الاعتبار و أماتوقع الإمام المؤتم حتي يتم فإنه غيرلازم هنا كماعرفت و أماإمامة القاعد بالقائم فإنما يتحقق إذاقلنا ببقاء اقتداء الفرقة الثانية في الثانية و قدعرفت الخلاف فيه وتحقيق هذه الأحكام في تلك الأزمان قليل الجدوي فلايهم التعرض لها. و من أقسام صلاة الخوف صلاة بطن النخل و قدورد أن النبي ص صلاها بأصحابه قال الشيخ روي الحسن عن أبي بكرة فعل النبي ص و


صفحه : 107

صفتها أن يصلي‌ الإمام بالفرقة الأولي مجموع الصلاة والأخري تحرسهم ثم يسلم بهم ثم يمضوا إلي موقف أصحابهم ثم يصلي‌ بالطائفة الأخري نفلا له وفرضا لهم وشرطها كون العدو في قوة يخاف هجومه وإمكان افتراق المسلمين فرقتين وكونه في خلاف جهة القبلة. قال في الذكري ويتخير بين هذه الصلاة و بين ذات الرقاع ويرجح هذا إذا كان في المسلمين قوة ممانعة بحيث لاتبالي‌ الفرقة الحارسة بطول لبث المصلية ويختار ذات الرقاع إذا كان الأمر بالعكس و لايخفي أن هذه الرواية ضعيفة عامية يشكل التعويل عليها و إن كانت مشهورة فيبني الحكم بالجواز علي أنه هل يجوز إعادة الجامع صلاته أم لا و قدسبق الكلام فيه . و من أقسام صلاة الخوف صلاة عسفان و قدنقلها الشيخ في المبسوط بهذه العبارة ومتي كان العدو في جهة القبلة ويكونون في مستوي الأرض لايسترهم شيء و لايمكنهم أمر يخاف منه و يكون في المسلمين كثرة لايلزمهم صلاة الخوف و لاصلاة شدة الخوف و إن صلوا كماصلي النبي ص بعسفان جاز فإنه قام ص مستقبل القبلة والمشركون أمامه فصف خلف رسول الله ص صف وصف بعد ذلك الصف صف آخر فركع رسول الله ص وركعوا جميعا ثم سجدص وسجد الصف ألذي يلونه وقام الآخرون يحرسونه فلما سجد الأولون السجدتين وقاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم ثم تأخر الصف الذين يلونه إلي مقام الآخرين وتقدم الصف الأخير إلي مقام الصف الأول ثم ركع رسول الله ص وركعوا جميعا في حالة واحدة ثم سجد وسجد الصف ألذي يليه وقام الآخرون يحرسونه فلما جلس رسول الله ص والصف ألذي يليه سجد الآخرون ثم


صفحه : 108

جلسوا جميعا فسلم بهم جميعا. و قال العلامة لها ثلاث شرائط أن يكون العدو في جهة القبلة و أن يكون في المسلمين كثرة يمكنهم معها الافتراق فرقتين و أن يكونوا علي قلة جبل أومستو من الأرض لايحول بينهم و بين أبصار المسلمين حائل من جبل وغيره ليتوقوا كبسهم والحمل عليهم و لايخاف كمين لهم . وتوقف الفاضلان في العمل بهالأنه لم يثبت نقلها عن طريق أهل البيت ع و قال في الذكري مرة هذه صلاة مشهورة في النقل كسائر المشهورات وأخري أنها و إن لم تنقل بأسانيد صحيحة وذكرها الشيخ مرسلا لها غيرمسند و لامحيل علي سنده فلو لم يصح عنده لم يتعرض حتي ينبه علي ضعفه فلايقصر فتواه عن رواية ثم ليس فيهامخالفة لأفعال الصلاة غيرالتقدم والتأخر والتخلف بركن و كل ذلك غيرقادح في صحة الصلاة اختيارا فكيف عندالضرورة انتهي . واعترض عليه أماأولا ففي‌ تصحيحه الرواية بمجرد نقل الشيخ و أماثانيا ففي‌ حكمه بعدم قدح التخلف عن ركن في صحة الصلاة اختيارا. و أماصلاة شدة الخوف التي‌ أشار إليها أخيرا فقسمان إحداهما أن يتمكنوا من أفعال الصلاة و لوبالإيماء و لايتمكنوا من الجماعة علي الوجوه المذكورة فيصلون فرادي كيف ماأمكنهم واقفا أوماشيا أوراكبا ويركعون ويسجدون مع الإمكان و إلافبالإيماء ويستقبلون القبلة مع المكنة و إلافبحسب الإمكان في بعض الصلاة علي ماذكره جماعة من الأصحاب و إلافبتكبيرة الإحرام و إلاسقط الاستقبال و هذه الأحكام مجمع عليها بين الأصحاب ويدل عليها روايات


صفحه : 109

كثيرة والثانية صلاة من لم يتمكن من الإيماء أيضا حال المسايفة فإنه يسقط عنه ذلك وينتقل فرضه إلي التسبيح و هذاأيضا مجمع عليه بين الأصحاب

2- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، فَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناًفهَيِ‌َ رُخصَةٌ بَعدَ العَزِيمَةِ لِلخَائِفِ أَن يصُلَيّ‌َ رَاكِباً وَ رَاجِلًا وَ صَلَاةُ الخَوفِ عَلَي ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ إِذا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ وَ ليَأخُذُوا أَسلِحَتَهُم فَإِذا سَجَدُوا فَليَكُونُوا مِن وَرائِكُم وَ لتَأتِ طائِفَةٌ أُخري لَم يُصَلّوا فَليُصَلّوا مَعَكَ وَ ليَأخُذُوا حِذرَهُم وَ أَسلِحَتَهُمفَهَذَا وَجهٌ وَ الوَجهُ الثاّنيِ‌ مِن صَلَاةِ الخَوفِ فَهُوَ ألّذِي يَخَافُ اللّصُوصَ وَ السّبَاعَ فِي السّفَرِ فَإِنّهُ يَتَوَجّهُ إِلَي القِبلَةِ وَ يَفتَتِحُ الصّلَاةَ وَ يَمُرّ عَلَي وَجهِهِ ألّذِي هُوَ فِيهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ القِرَاءَةِ وَ أَرَادَ أَن يَركَعَ وَ يَسجُدَ وَلّي وَجهَهُ إِلَي القِبلَةِ إِن قَدَرَ عَلَيهِ وَ إِن لَم يَقدِر عَلَيهِ رَكَعَ وَ سَجَدَ حَيثُمَا تَوَجّهَ وَ إِن كَانَ رَاكِباً يُومِئُ إِيمَاءً بِرَأسِهِ وَ الوَجهُ الثّالِثُ مِن صَلَاةِ الخَوفِ صَلَاةُ المُجَادَلَةِ وَ هيِ‌َ المُضَارَبَةُ فِي الحَربِ إِذَا لَم يَقدِر أَن يَنزِلَ وَ يصُلَيّ‌َ يُكَبّرُ لِكُلّ رَكعَةٍ تَكبِيرَةً وَ صَلّي وَ هُوَ رَاكِبٌ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع صَلّي وَ أَصحَابَهُ خَمسَ صَلَوَاتٍ بِصِفّينَ عَلَي ظَهرِ الدّوَابّ لِكُلّ رَكعَةٍ تَكبِيرَةً وَ صَلّي وَ هُوَ رَاكِبٌ حَيثُمَا تَوَجّهُوا

بيان ظاهر الروايات الاجتزاء عندتلاحم القتال بالتكبير لكل ركعة من غيرتكبيرة للإحرام وتشهد وتسليم وَ فِي صَحِيحَةِ الفُضَلَاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فَإِذَا كَانَتِ المُسَايَفَةُ وَ المُعَانَقَةُ وَ تَلَاحُمُ القِتَالِ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَيلَةَ صِفّينَ وَ هيِ‌َ لَيلَةُ الهَرِيرِ لَم تَكُن صَلَاتُهُمُ الظّهرُ وَ المَغرِبُ وَ العِشَاءُ عِندَ وَقتِ كُلّ صَلَاةٍ إِلّا بِالتّكبِيرِ وَ التّهلِيلِ وَ التّسبِيحِ وَ التّحمِيدِ وَ الدّعَاءِ فَكَانَت تِلكَ صَلَاتَهُم لَم يَأمُرهُم بِإِعَادَةِ الصّلَاةِ


صفحه : 110

وَ فِي صَحِيحَةِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ صَلَاةُ الزّحفِ عَلَي الظّهرِ إِيمَاءٌ بِرَأسِكَ وَ تَكبِيرٌ وَ المُسَايَفَةُ تَكبِيرٌ بِغَيرِ إِيمَاءٍ وَ المُطَارَدَةُ إِيمَاءٌ يصُلَيّ‌ كُلّ رَجُلٍ عَلَي حِيَالِهِ

. والمشهور بين الأصحاب أنه يقرأ عوض كل ركعة التسبيحات الأربع بعدالنية وتكبيرة الافتتاح ويتشهد ويسلم وإيجاب غيرالنية لادليل عليه نعم يظهر من صحيحة الفضلاء التسبيحات الأربع من غيرترتيب مع إضافة الدعاء ولعل المراد به الاستغفار فالأحوط الجمع بينها و إن احتمل الواو فيهابمعني أو

3- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الحَافِظِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ صَالِحٍ عَن شُعَيبِ بنِ رَاشِدٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا كَانَت صَلَاةُ القَومِ يَومَ الهَرِيرِ إِلّا تَكبِيراً عِندَ مَوَاقِيتِ الصّلَاةِ

4-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَالآيَةَ فَإِنّهَا نَزَلَت لَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي الحُدَيبِيَةِ يُرِيدُ مَكّةَ فَلَمّا وَقَعَ الخَبَرُ إِلَي قُرَيشٍ بَعَثُوا خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ فِي ماِئتَيَ‌ فَارِسٍ لِيَستَقبِلَ رَسُولَ اللّهِص فَكَانَ يُعَارِضُ رَسُولَ اللّهِص عَلَي الجِبَالِ فَلَمّا كَانَ فِي بَعضِ الطّرِيقِ وَ حَضَرَت صَلَاةُ الظّهرِ أَذّنَ بِلَالٌ وَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص بِالنّاسِ فَقَالَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ لَو كُنّا حَمَلنَا عَلَيهِم وَ هُم فِي الصّلَاةِ لَأَصَبنَاهُم فَإِنّهُم لَا يَقطَعُونَ الصّلَاةَ وَ لَكِن تجَيِ‌ءُ لَهُمُ الآنَ صَلَاةٌ أُخرَي هيِ‌َ أَحَبّ إِلَيهِم مِن ضِيَاءِ أَبصَارِهِم فَإِذَا دَخَلُوا فِيهَا حَمَلنَا عَلَيهِم فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع بِصَلَاةِ الخَوفِ بِهَذِهِ الآيَةِوَ إِذا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ إِلَي قَولِهِمَيلَةً واحِدَةًفَفَرّقَ رَسُولُ اللّهِص أَصحَابَهُ فِرقَتَينِ فَوَقَفَ بَعضُهُم تُجَاهَ العَدُوّ وَ قَد أَخَذُوا


صفحه : 111

سِلَاحَهُم وَ فِرقَةٌ صَلّوا مَعَ رَسُولِ اللّهِص قَائِماً وَ مَرّوا فَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَصحَابِهِم وَ جَاءَ أُولَئِكَ الّذِينَ لَم يُصَلّوا فَصَلّي بِهِم رَسُولُ اللّهِص الرّكعَةَ الثّانِيَةَ وَ هيِ‌َ لَهُمُ الأُولَي وَ قَعَدَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَامَ أَصحَابُهُ فَصَلّوا هُمُ الرّكعَةَ الثّانِيَةَ وَ سَلّمَ عَلَيهِم


صفحه : 112

5- قُربُ الإِسنَادِ، وَ كِتَابُ المَسَائِلِ،بِسَنَدَيهِمَا عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن صَلَاةِ الخَوفِ كَيفَ هيِ‌َ قَالَ يَقُومُ الإِمَامُ فيَصُلَيّ‌ بِبَعضِ أَصحَابِهِ رَكعَةً وَ يَقُومُ فِي الثّانِيَةِ وَ يَقُومُ أَصحَابُهُ فَيُصَلّونَ الثّانِيَةَ وَ يُخَفّفُونَ وَ يَنصَرِفُونَ وَ يأَتيِ‌ أَصحَابُهُمُ البَاقُونَ فَيُصَلّونَ مَعَهُ الثّانِيَةَ فَإِذَا قَعَدَ فِي التّشَهّدِ قَامُوا فَصَلّوُا الثّانِيَةَ لِأَنفُسِهِم ثُمّ يَقعُدُونَ فَيَتَشَهّدُونَ مَعَهُ ثُمّ يُسَلّمُ وَ يَنصَرِفُونَ مَعَهُ وَ سَأَلتُهُ عَن صَلَاةِ المَغرِبِ فِي الخَوفِ كَيفَ هيِ‌َ قَالَ يَقُومُ الإِمَامُ بِبَعضِ أَصحَابِهِ فيَصُلَيّ‌ بِهِم رَكعَةً ثُمّ يَقُومُ فِي الثّانِيَةِ وَ يَقُومُونَ فَيُصَلّونَ لِأَنفُسِهِم رَكعَتَينِ وَ يُخَفّفُونَ وَ يَنصَرِفُونَ وَ يأَتيِ‌ أَصحَابُهُ البَاقُونَ فَيُصَلّونَ مَعَهُ الثّانِيَةَ ثُمّ يَقُومُ بِهِم فِي الثّالِثَةِ فيَصُلَيّ‌ بِهِم فَتَكُونُ لِلإِمَامِ الثّالِثَةُ وَ لِلقَومِ الثّانِيَةُ ثُمّ يَقعُدُونَ فَيَتَشَهّدُ وَ يَتَشَهّدُونَ مَعَهُ ثُمّ يَقُومُ أَصحَابُهُ وَ الإِمَامُ قَاعِدٌ فَيُصَلّونَ الثّالِثَةَ وَ يَتَشَهّدُونَ مَعَهُ ثُمّ يُسَلّمُ وَ يُسَلّمُونَ


صفحه : 113

بيان قوله لأنفسهم ثم يقعدون في كتاب المسائل ثم قعدوا فتشهدوا معه ثم سلم وانصرف وانصرفوا. و لاخلاف بين الأصحاب ظاهرا في أنه يتخير في المغرب بين أن يصلي‌ بالأولي ركعة وبالثانية ركعتين وبالعكس لورود الروايات المعتبرة بهما جميعا واختلف في الأفضلية فقيل إن الأول أفضل لكونه مرويا عن أمير المؤمنين ع فيترجح للتأسي‌ به ولأنه يستلزم فوز الفرقة الثانية بالقراءة وبالزيادة ليوازي‌ فضيلة تكبيرة الافتتاح والتقدم ولتقارب الفرقتين في إدراك الأركان ونسب هذاالقول إلي الأكثر واختاره في التذكرة وقيل إن الثاني‌ أفضل لئلا يكلف الثانية زيادة جلوس في التشهد وهي‌ مبنية علي التخفيف والترجيح لايخلو من إشكال

6- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع إِن كُنتَ فِي حَربٍ هيِ‌َ لِلّهِ رِضًا وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَصَلّ عَلَي مَا أَمكَنَكَ عَلَي ظَهرِ دَابّتِكَ وَ إِلّا تُومِئُ إِيمَاءً أَو تُكَبّرُ وَ تُهَلّلُ

وَ روُيِ‌َ أَنّهُ فَاتَ النّاسَ مَعَ عَلِيّ ع يَومَ صِفّينَ صَلَاةُ الظّهرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ فَأَمَرَهُم عَلِيّ فَكَبّرُوا وَ هَلّلُوا وَ سَبّحُوا ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَفَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناًفَأَمَرَهُم عَلِيّ ع فَصَنَعُوا ذَلِكَ رِجَالًا أَو رُكبَاناً فَإِن كُنتَ مَعَ الإِمَامِ فَعَلَي الإِمَامِ أَن يصُلَيّ‌َ بِطَائِفَةٍ رَكعَةً وَ تَقِفُ الطّائِفَةُ الأُخرَي بِإِزَاءِ العَدُوّ ثُمّ يَقُومُ وَ يَخرُجُونَ فَيُقِيمُونَ مَوقِفَ أَصحَابِهِم بِإِزَاءِ العَدُوّ وَ تجَيِ‌ءُ طَائِفَةٌ أُخرَي فَتَقِفُ خَلفَ الإِمَامِ وَ يصُلَيّ‌ بِهِمُ الرّكعَةَ الثّانِيَةَ فَيُصَلّونَهَا وَ يَتَشَهّدُونَ وَ يُسَلّمُ الإِمَامُ وَ يُسَلّمُونَ بِتَسلِيمِهِ فَيَكُونُ لِلطّائِفَةِ الأُولَي تَكبِيرَةُ الِافتِتَاحِ وَ لِلطّائِفَةِ الأُخرَي التّسلِيمُ


صفحه : 114

وَ إِن كَانَ صَلَاةُ المَغرِبِ يصُلَيّ‌ بِالطّائِفَةِ الأُولَي رَكعَةً وَ بِالطّائِفَةِ الثّانِيَةِ رَكعَتَينِ وَ إِذَا تَعَرّضَ لَكَ سَبُعٌ وَ خِفتَ أَن تَفُوتَ الصّلَاةَ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ وَ صَلّ صَلَاتَكَ بِالإِيمَاءِ فَإِن خَشِيتَ السّبُعَ يَعرِضُ لَكَ فَدُر مَعَهُ كَيفَ مَا دَارَ وَ صَلّ بِالإِيمَاءِ كَيفَ مَا يُمكِنُكَ وَ إِذَا كُنتَ تمَشيِ‌ مُتَفَزّعَةً مِن هَزِيمَةٍ أَو مِن لِصّ أَو ذَاعِرٍ أَو مَخَافَةً فِي الطّرِيقِ وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ استَفتَحتَ الصّلَاةَ تُجَاهَ القِبلَةِ بِالتّكبِيرِ ثُمّ تمَضيِ‌ فِي مَشيَتِكَ حَيثُ شِئتَ وَ إِذَا حَضَرَ الرّكُوعُ رَكَعتَ تُجَاهَ القِبلَةِ إِن أَمكَنَكَ وَ أَنتَ تمَشيِ‌ وَ كَذَلِكَ السّجُودُ سَجَدتَ تُجَاهَ القِبلَةِ أَو حَيثُ أَمكَنَكَ ثُمّ قُمتَ فَإِذَا حَضَرَ التّشَهّدُ جَلَستَ تُجَاهَ القِبلَةِ بِمِقدَارِ مَا تَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ فَإِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ فَقَد تَمّت صَلَاتُكَ هَذِهِ مُطلَقَةٌ لِلمُضطَرّ فِي حَالِ الضّرُورَةِ وَ إِن كُنتَ فِي المُطَارَدَةِ مَعَ العَدُوّ فَصَلّ صَلَاتَكَ إِيمَاءً وَ إِلّا فَسَبّح وَ احمَدهُ وَ هَلّلهُ وَ كَبّرهُ تَقُومُ كُلّ تَسبِيحَةٍ وَ تَهلِيلَةٍ وَ تَكبِيرَةٍ مَكَانَ رَكعَةٍ عِندَ الضّرُورَةِ وَ إِنّمَا جُعِلَ ذَلِكَ لِلمُضطَرّ لِمَن لَا يُمكِنُهُ أَن يأَتيِ‌َ بِالرّكُوعِ وَ السّجُودِ

7- العيَاّشيِ‌ّ، عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَرَضَ اللّهُ عَلَي المُقِيمِ خَمسَ صَلَوَاتٍ وَ فَرَضَ عَلَي المُسَافِرِ رَكعَتَينِ وَ فَرَضَ عَلَي الخَائِفِ رَكعَةً وَ هُوَ قَولُ اللّهِ لَا جُنَاحَ عَلَيكُمأَن تَقصُرُوا مِنَ الصّلاةِ إِن خِفتُم أَن يَفتِنَكُمُ الّذِينَ كَفَرُوا يَقُولُ مِنَ الرّكعَتَينِ فَتَصِيرُ رَكعَةً

بيان هذايدل علي مذهب ابن الجنيد و قدمر أنه يمكن حمله علي التقية


صفحه : 115

أو علي أنه يصلي‌ مع الإمام ركعة

8- العيَاّشيِ‌ّ، عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي صَلَاةِ المَغرِبِ فِي الخَوفِ قَالَ يَجعَلُ أَصحَابَهُ طَائِفَتَينِ بِإِزَاءِ العَدُوّ وَاحِدَةً وَ الأُخرَي خَلفَهُ فيَصُلَيّ‌ بِهِم ثُمّ يَنصِبُ قَائِماً وَ يُصَلّونَ هُم تَمَامَ رَكعَتَينِ ثُمّ يُسَلّمُ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ ثُمّ تأَتيِ‌ الطّائِفَةُ الأُخرَي فيَصُلَيّ‌ بِهِم رَكعَتَينِ وَ يُصَلّونَ هُم رَكعَةً فَيَكُونُ لِلأَوّلِينَ قِرَاءَةٌ وَ لِلآخَرِينَ قِرَاءَةٌ

بيان هذاوجه ترجيح لتخصيص الأولين بركعة ليدرك كل منهما ركعة من الركعتين اللتين يتعين فيهما القراءة

9-العيَاّشيِ‌ّ، عَن زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا حَضَرَتِ الصّلَاةُ فِي الخَوفِ فَرّقَهُمُ الإِمَامُ فِرقَتَينِ فِرقَةً مُقبِلَةً عَلَي عَدُوّهِم وَ فِرقَةً خَلفَهُ كَمَا قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَيُكَبّرُ بِهِم ثُمّ يصُلَيّ‌ بِهِم رَكعَةً ثُمّ يَقُومُ بَعدَ مَا يَرفَعُ رَأسَهُ مِنَ السّجُودِ فَيَتَمَثّلُ قَائِماً وَ يَقُومُ الّذِينَ صَلّوا خَلفَهُ رَكعَةً فيَصُلَيّ‌ كُلّ إِنسَانٍ مِنهُم لِنَفسِهِ رَكعَةً ثُمّ يُسَلّمُ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ ثُمّ يَذهَبُونَ إِلَي أَصحَابِهِم فَيَقُومُونَ مَقَامَهُم وَ يجَيِ‌ءُ الآخَرُونَ وَ الإِمَامُ قَائِمٌ فَيُكَبّرُونَ وَ يَدخُلُونَ فِي الصّلَاةِ خَلفَهُ فيَصُلَيّ‌ بِهِم رَكعَةً ثُمّ يُسَلّمُ فَيَكُونُ لِلأَوّلِينَ استِفتَاحُ الصّلَاةِ بِالتّكبِيرِ وَ لِلآخَرِينَ التّسلِيمُ مَعَ الإِمَامِ فَإِذَا سَلّمَ الإِمَامُ قَامَ كُلّ إِنسَانٍ مِنَ الطّائِفَةِ الأَخِيرَةِ فيَصُلَيّ‌ لِنَفسِهِ رَكعَةً وَاحِدَةً فَتَمّت لِلإِمَامِ رَكعَتَانِ وَ لِكُلّ إِنسَانٍ مِنَ القَومِ رَكعَتَانِ وَاحِدَةٌ فِي جَمَاعَةٍ وَ الأُخرَي وُحدَاناً وَ إِذَا كَانَ الخَوفُ أَشَدّ مِن ذَلِكَ مِثلُ المُضَارَبَةِ وَ المُنَاوَشَةِ وَ المُعَانَقَةِ وَ تَلَاحُمِ القِتَالِ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَيلَةَ صِفّينَ وَ هيِ‌َ لَيلَةُ الهَرِيرِ لَم يَكُن صَلّي بِهِمُ الظّهرَ وَ العَصرَ وَ المَغرِبَ وَ العِشَاءَ عِندَ وَقتِ كُلّ صَلَاةٍ إِلّا بِالتّهلِيلِ وَ التّسبِيحِ وَ التّحمِيدِ وَ الدّعَاءِ فَكَانَت تِلكَ صَلَاتَهُم لَم يَأمُرهُم بِإِعَادَةِ الصّلَاةِ


صفحه : 116

وَ إِذَا كَانَتِ المَغرِبُ فِي الخَوفِ فَرّقَهُم فِرقَتَينِ فَصَلّي بِفِرقَةٍ رَكعَتَينِ ثُمّ جَلَسَ ثُمّ أَشَارَ إِلَيهِم بِيَدِهِ فَقَامَ كُلّ إِنسَانٍ مِنهُم فَصَلّي رَكعَةً ثُمّ سَلّمُوا وَ قَامُوا مَقَامَ أَصحَابِهِم وَ جَاءَتِ الطّائِفَةُ الأُخرَي فَكَبّرُوا وَ دَخَلُوا فِي الصّلَاةِ وَ قَامَ الإِمَامُ فَصَلّي بِهِم رَكعَةً ثُمّ سَلّمَ ثُمّ قَامَ كُلّ إِنسَانٍ مِنهُم فَصَلّي رَكعَةً فَشَفَعَهَا باِلتّيِ‌ صَلّي مَعَ الإِمَامِ ثُمّ قَامَ فَصَلّي رَكعَةً لَيسَ فِيهَا قِرَاءَةٌ فَتَمّت لِلإِمَامِ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ لِلأَوّلِينَ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ ركعتين [رَكعَتَانِ] فِي جَمَاعَةٍ وَ رَكعَةٌ وُحدَاناً وَ لِلآخَرِينَ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ رَكعَةٌ جَمَاعَةً وَ ركعتين [رَكعَتَانِ]وُحدَاناً فَصَارَ لِلأَوّلِينَ افتِتَاحُ التّكبِيرِ وَ افتِتَاحُ الصّلَاةِ وَ لِلآخَرِينَ التّسلِيمُ

بيان المناوشة في القتال و ذلك إذاتداني الفريقان وليلة الهرير مشهورة سميت بذلك لكثرة الأصوات فيها

10- العيَاّشيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ فَاتَ النّاسَ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَومَ صِفّينَ صَلَاةُ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ فَأَمَرَهُم عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَكَبّرُوا وَ هَلّلُوا وَ سَبّحُوا رِجَالًا وَ رُكبَاناً لِقَولِ اللّهِفَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناًفَأَمَرَهُم عَلِيّ فَصَنَعُوا ذَلِكَ

وَ مِنهُ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ صَلَاةُ المُوَاقَفَةِ فَقَالَ إِذَا لَم تَكُنِ انتَصَفتَ مِن عَدُوّكَ صَلّيتَ إِيمَاءً رَاجِلًا كُنتَ أَو رُكبَاناً فَإِنّ اللّهَ يَقُولُفَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناًتَقُولُ فِي الرّكُوعِ لَكَ رَكَعتُ وَ أَنتَ ربَيّ‌ وَ فِي السّجُودِ لَكَ سَجَدتُ وَ أَنتَ ربَيّ‌ أَينَمَا تَوَجّهَت بِكَ دَابّتُكَ غَيرَ أَنّكَ تَوَجّهُ حِينَ تُكَبّرُ أَوّلَ تَكبِيرَةٍ

وَ مِنهُ عَن أَبَانِ بنِ مَنصُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَفَاتَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع


صفحه : 117

وَ النّاسَ يَوماً بِصِفّينَ صَلَاةُ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ فَأَمَرَهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَن يُسَبّحُوا وَ يُكَبّرُوا وَ يُهَلّلُوا قَالَ وَ قَالَ اللّهُفَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناًفَأَمَرَهُم عَلِيّ ع فَصَنَعُوا ذَلِكَ رُكبَاناً وَ رِجَالًا

وَ رَوَاهُ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَاتَ النّاسَ الصّلَاةُ مَعَ عَلِيّ يَومَ صِفّينَ إِلَي آخِرِهِ

وَ مِنهُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيفَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناًكَيفَ يَفعَلُ وَ مَا يَقُولُ وَ مَن يَخَافُ سَبُعاً وَ لِصّاً كَيفَ يصُلَيّ‌ قَالَ يُكَبّرُ وَ يُومِئُ إِيمَاءً بِرَأسِهِ

وَ مِنهُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي صَلَاةِ الزّحفِ قَالَ تَكبِيرٌ وَ تَهلِيلٌ يَقُولُ اللّهُ أَكبَرُ يَقُولُ اللّهُفَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناً

11- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَلقَاهُ السّبُعُ وَ قَد حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَلَا يَستَطِيعُ المشَي‌َ مَخَافَةَ السّبُعِ وَ إِن قَامَ يصُلَيّ‌ خَافَ فِي رُكُوعِهِ أَو سُجُودِهِ وَ السّبُعُ أَمَامَهُ عَلَي غَيرِ القِبلَةِ فَإِن تَوَجّهَ الرّجُلُ أَمَامَ القِبلَةِ خَافَ أَن يَثِبَ عَلَيهِ الأَسَدُ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَستَقبِلُ الأَسَدَ وَ يصُلَيّ‌ وَ يُومِئُ إِيمَاءً بِرَأسِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ وَ إِن كَانَ الأَسَدُ عَلَي غَيرِ القِبلَةِ

بيان المشهور بين الأصحاب أن خائف السبع والسيل والغرق يصلي‌ صلاة الخوف كمية وكيفية حتي قال في المعتبر كل أسباب الخوف يجوز معها القصر والانتقال إلي الإيماء مع الضيق والاقتصار علي التسبيح إن خشي‌ مع الإيماء و إن كان الخوف من لص أوسبع أوغرق و علي ذلك فتوي الأصحاب . وتردد في ذلك العلامة في المنتهي ونقل عن بعض علمائنا قولا بأن التقصير


صفحه : 118

في عدد الركعات إنما يكون في صلاة الخوف من العدو خاصة و لايظهر من الروايات إلاالقصر في الكيفية علي بعض الوجوه والمذكور فيهاالعدو واللص والسبع فإلحاق غيرها بهايحتاج إلي دليل . و قال الشهيد الثاني‌ وألحق بذلك الأسير في يد المشركين إذاخاف من إظهار الصلاة والمديون المعسر لوعجز عن إقامة البينة بالإعسار وخاف الحبس فهرب والمدافع عن ماله لاشتراك الجميع في الخوف انتهي . و قديستدل علي التعميم بأنه تجب الصلاة علي جميع المكلفين لعموم الأدلة والصلاة بالإيماء والتكبير مع العجز صلاة شرعية في بعض الأحيان فحيث تعذر الأول ثبت الثاني‌ و إلايلزم التخصيص فيما دل علي وجوب الصلاة علي كل مكلف . والمسألة قوية الإشكال والمشهور في الموتحل والغريق أنهما يصليان بالإيماء مع العجز ولكن لايقصران وذكر الشهيد في الذكري أنه لوخاف من إتمام الصلاة استيلاء الغرق ورجا عندقصر العدد سلامته وضاق الوقت فالظاهر أنه يقصر العدد أيضا واستحسنه الشهيد الثاني‌ وتنظر في سقوط القضاء وربما يقال جواز الترك للعجز لايوجب جواز القصر من غيردليل و الله يعلم

12- كِتَابُ صِفّينَ،لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ خَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي بَعضِ أَيّامِ صِفّينَ وَ حَضّ أَصحَابَهُ عَلَي القِتَالِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ الطّوِيلَ إِلَي قَولِهِ فَاقتَتَلُوا مِن حِينَ طَلَعَتِ الشّمسُ حَتّي غَابَ الشّفَقُ وَ مَا كَانَت صَلَاةُ القَومِ إِلّا تَكبِيراً

وَ مِنهُ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ سِيَاهٍ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ اقتَتَلَ النّاسُ فِي صِفّينَ مِن لَدُنِ اعتِدَالِ النّهَارِ إِلَي صَلَاةِ المَغرِبِ مَا كَانَ صَلَاةُ القَومِ إِلّا التّكبِيرَ عِندَ مَوَاقِيتِ الصّلَاةِ

وَ مِنهُ عَن نُمَيرِ بنِ وَعلَةَ عَنِ الشعّبيِ‌ّ فِي وَصفِ بَعضِ مَوَاقِفِ صِفّينَ إِلَي أَن


صفحه : 119

قَالَ وَ اقتَتَلَ النّاسُ قِتَالًا شَدِيداً بَعدَ المَغرِبِ فَمَا صَلّي كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ إِلّا إِيمَاءً

وَ مِنهُ عَن رَجُلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُتبَةَ الكنِديِ‌ّ عَن شَيخٍ مِن حَضرَمَوتَ فِي وَصفِ بَعضِ مَوَاقِفِ صِفّينَ قَالَ مَرّتِ الصّلَوَاتُ كُلّهَا وَ لَم يُصَلّوا إِلّا تَكبِيراً عِندَ مَوَاقِيتِ الصّلَوَاتِ

وَ مِنهُ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي وَصفِ لَيلَةِ الهَرِيرِ إِلَي قَولِهِ وَ كَسَفَتِ الشّمسُ وَ ثَارَ القَتَامُ وَ ضَلّتِ الأَلوِيَةُ وَ الرّايَاتُ وَ مَرّت مَوَاقِيتُ أَربَعِ صَلَوَاتٍ لَم يُسجَد لِلّهِ فِيهِنّ إِلّا تَكبِيراً

بيان القتام بالفتح الغبار ولعل الكسوف أيضا كان لشدة ثوران الغبار

13- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَلقَاهُ السّبُعُ وَ قَد حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَلَم يَستَطِعِ المشَي‌َ مَخَافَةَ السّبُعِ قَالَ يَستَقبِلُ الأَسَدَ وَ يصُلَيّ‌ وَ يُومِئُ بِرَأسِهِ إِيمَاءً وَ هُوَ قَائِمٌ وَ إِن كَانَ الأَسَدُ عَلَي غَيرِ القِبلَةِ

14- مَجمَعُ البَيَانِ، قَالَ يُروَي أَنّ عَلِيّاً ع صَلّي لَيلَةَ الهَرِيرِ خَمسَ صَلَوَاتٍ بِالإِيمَاءِ وَ قِيلَ بِالتّكبِيرِ وَ أَنّ النّبِيّص صَلّي يَومَ الأَحزَابِ إِيمَاءً

15- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن صَلَاةِ الخَوفِ وَ صَلَاةِ السّفَرِ أَ تُقَصّرَانِ جَمِيعاً قَالَ نَعَم وَ صَلَاةُ الخَوفِ أَحَقّ بِالتّقصِيرِ مِن صَلَاةٍ فِي السّفَرِ لَيسَ فِيهَا خَوفٌ

وَ عَنهُ عَن آبَائِهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي صَلَاةَ الخَوفِ بِأَصحَابِهِ فِي غَزوَةِ


صفحه : 120

ذَاتِ الرّقَاعِ فَفَرّقَ أَصحَابَهُ فِرقَتَينِ أَقَامَ فِرقَةً بِإِزَاءِ العَدُوّ وَ فِرقَةً خَلفَهُ وَ كَبّرَ فَكَبّرُوا وَ قَرَأَ فَأَنصَتُوا وَ رَكَعَ فَرَكَعُوا وَ سَجَدَ فَسَجَدُوا ثُمّ استَتَمّ رَسُولُ اللّهِص قَائِماً وَ صَلّي الّذِينَ خَلفَهُ رَكعَةً أُخرَي وَ سَلّمَ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ ثُمّ خَرَجُوا إِلَي مَقَامِ أَصحَابِهِم فَقَامُوا بِإِزَاءِ العَدُوّ وَ جَاءَ أَصحَابُهُم فَقَامُوا خَلفَ رَسُولِ اللّهِص فَكَبّرَ وَ كَبّرُوا وَ قَرَأَ فَأَنصَتُوا وَ رَكَعَ فَرَكَعُوا وَ سَجَدَ فَسَجَدُوا وَ جَلَسَ فَتَشَهّدَ فَجَلَسُوا ثُمّ سَلّمَ فَقَامُوا فَصَلّوا لِأَنفُسِهِم رَكعَةً ثُمّ سَلّمَ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ وَصَفَ صَلَاةَ الخَوفِ هَكَذَا وَ قَالَ إِن صَلّي بِهِم صَلَاةَ المَغرِبِ صَلّي بِالطّائِفَةِ الأُولَي رَكعَةً وَ بِالثّانِيَةِ رَكعَتَينِ حَتّي يَجعَلَ لِكُلّ فِرقَةٍ قِرَاءَةً

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الصّلَاةِ فِي شِدّةِ الخَوفِ وَ الجِلَادِ حَيثُ لَا يُمكِنُ الرّكُوعُ وَ السّجُودُ فَقَالَ يُومِئُونَ عَلَي دَوَابّهِم وَ وُقُوفاً عَلَي أَقدَامِهِم وَ تَلَا قَولَ اللّهِفَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناً فَإِن لَم يَقدِرُوا عَلَي الإِيمَاءِ كَبّرُوا مَكَانَ كُلّ رَكعَةٍ تَكبِيرَةً


صفحه : 121

بيان الحديث الثاني‌ رواه الصدوق في الفقيه بسند صحيح عن عبدالرحمن بن أبي عبد الله عنه ع . و قوله عليه الصلاة و السلام أخيرا فكبر وكبروا لعل تكبير الإمام محمول علي الاستحباب و ليس تكبير الافتتاح و هذه الرواية مروية في الكافي‌ والتهذيب و ليس فيهما هكذا وفيهما فقاموا خلف رسول الله ص فصلي بهم ركعة ثم تشهد وسلم عليهم إلي آخر الخبر


صفحه : 122

أبواب فضل يوم الجمعة وفضل ليلتها وصلواتهما وآدابهما وأعمال سائر أيام الأسبوع
باب 1-وجوب صلاة الجمعة وفضلها وشرائطها وآدابها وأحكامها

الآيات البقرةحافِظُوا عَلَي الصّلَواتِ وَ الصّلاةِ الوُسطي وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَالجمعةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلي ذِكرِ اللّهِ وَ ذَرُوا البَيعَ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ فَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِ وَ ابتَغُوا مِن فَضلِ اللّهِ وَ اذكُرُوا اللّهَ كَثِيراً لَعَلّكُم تُفلِحُونَ وَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضّوا إِلَيها وَ تَرَكُوكَ قائِماً قُل ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ مِنَ اللّهوِ وَ مِنَ التّجارَةِ وَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقِينَالمنافقون يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُلهِكُم أَموالُكُم وَ لا أَولادُكُم عَن ذِكرِ


صفحه : 123

اللّهِ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ.تفسير قدمضت الأخبار في تفسير الصلاة الوسطي بصلاة الجمعة و أن المراد بقوله قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ أي في الصلاة الوسطي و قال الراوندي‌ رحمه الله في فقه القرآن قالوا نزلت هذه الآية يوم الجمعة و رسول الله ص في سفر فقنت فيها وتركها علي حالها في السفر والحضر.يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ لاريب في نزول


صفحه : 124

هذه السورة وتلك الآيات في صلاة الجمعة وأجمع مفسرو الخاصة والعامة عليه بمعني تواتر ذلك عندهم والشك فيه كالشك في نزول آية الظهار في الظهار وغيرها من الآيات والسور التي‌ مورد نزولها متواتر معلوم ومدار علماء الخاصة والعامة في الاستدلال علي أحكام الجمعة علي هذه الآية. وخص الخطاب بالمؤمنين تشريفا لهم وتعظيما ولأنهم المنتفعون به وإيذانا بأن مقتضي الإيمان العمل بفرائض الله تعالي وعدم الاستهانة بها و أن تاركها كأنه غيرمؤمن وفسر الأكثر النداء بالأذان . قال في مجمع البيان أي إذاأذن لصلاة الجمعة و ذلك إذاجلس الإمام علي المنبر يوم الجمعة و ذلك لأنه لم يكن علي عهد رسول الله ص نداء سواه ونحو ذلك قال في الكشاف والظاهر أن المراد حضور وقت النداء كما أن في قوله إِذا قُمتُم إِلَي الصّلاةِالمراد إرادة القيام و لما كان النداء شائعا في ذلك الوقت عبر عنه به و فيه الحث علي الأذان لتأكد استحبابه لهذه الصلاة حتي ذهب بعضهم إلي الوجوب .


صفحه : 125

واللام في قوله لِلصّلاةِللأجل والتوقيت وحينئذ يدل علي عدم اعتبار الأذان قبل وقت الصلاة في ذلك و من بيانية ومفسرة لإذا أوبمعني في أوللتبعيض والجمعة بضم الميم والسكون لغتان اليوم المعهود وإنما سمي‌ به لاجتماع الناس فيه للصلاة وقيل لأنه تعالي فرغ فيه من خلق الأشياء فاجتمعت فيه المخلوقات وقيل أول من سماه به كعب بن لؤي‌ و كان يقال له العروبة.فَاسعَوا إِلي ذِكرِ اللّهِالظاهر أن التعبير بهذه العبارة لتأكيد الأمر و


صفحه : 126

المبالغة في الإتيان به وعدم المساهلة فيه كما أنه إذا قال المولي لعبده امض إلي فلان يفهم منه الوجوب و إذا قال اسع وعجل واهتم كان آكد من الأول وأدل علي الوجوب قال في مجمع البيان أي فامضوا إلي الصلاة مسرعين غيرمتشاغلين عن قتادة و ابن زيد والضحاك و قال الزجاج فامضوا إلي السعي‌ ألذي هوالإسراع وقرأ عبد الله بن مسعود فَامضُوا إِلَي ذِكرِ اللّهِ وروي‌ ذلك عن علي بن أبي طالب ع وعمر و أبي و ابن عباس و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و قال ابن مسعود لوعلمت الإسراع لأسرعت حتي يقع ردائي‌ من كتفي‌ و قال الحسن ما هوالسعي‌ علي الأقدام و قدنهوا أن يأتوا الصلاة إلا وعليهم السكينة والوقار ولكن بالقلوب والنية والخشوع . و كل ذلك مما يؤكد الوجوب فإن المراد به شدة العزم والاهتمام وإخلاص النية فيه فإنه أقرب المجازات إلي السعي‌ بالأقدام بل هومجاز شائع يعادل الحقيقة قال في الكشاف قيل المراد بالسعي‌ القصد دون العدو والسعي‌ التصرف في كل عمل و منه قوله تعالي فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السعّي‌َوَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعي


صفحه : 127

انتهي وَ عَلَيهِ ينَبغَيِ‌ حَملُ مَا رَوَاهُ الراّونَديِ‌ّ وَ غَيرُهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ السعّي‌ُ قَصّ الشّارِبِ وَ نَتفُ الإِبطِ وَ تَقلِيمُ الأَظفَارِ وَ الغُسلُ وَ التّطَيّبُ لِيَومِ الجُمُعَةِ وَ لُبسُ أَفضَلِ الثّيَابِ وَ الذّكرُ

فالمعني اهتموا وعجلوا الفراغ من الآداب والمستحبات لإدراك الجمعة كل ذلك لاينافي‌ فهم الوجوب من الأمر بل هي‌ مؤكدة له كما لايخفي علي العارف بقوانين البلاغة. و قال الراوندي‌ المراد بذكر الله الخطبة التي‌ تتضمن ذكر الله والمواعظ وقيل المراد الصلاة انتهي وإنما جعل الذكر مكان الضمير إيذانا بأن الصلاة متضمنة


صفحه : 128

لذكره تعالي ولذا يجب السعي‌ إليها و إن الصلاة الكاملة هي‌ التي‌ تتضمن ذكر الله وحضور القلب وقيل المراد هما جميعا ولعله أظهر.وَ ذَرُوا البَيعَ أي اتركوه ودعوه ذلِكُم أي ماأمرتم به من السعي‌ وترك البيع خَيرٌ لَكُم وأنفع عاقبةإِن كُنتُم تَعلَمُونَالخير والشر أو إن كنتم من أهل العلم والتمييز.فَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِ أي إذاصليتم الجمعة وفرغتم منها فتفرقوا في الأرض وَ ابتَغُوا مِن فَضلِ اللّهِقيل أي واطلبوا الرزق في الشراء والبيع فأطلق لهم ماحرم عليهم بعدقضاء الصلاة من الانتشار وابتغاء الربح والنفع من فضل الله ورحمته مشيرا إلي أن الطالب ينبغي‌ أن لايعتمد علي سعيه وكده بل علي فضل الله ورحمته وتوفيقه وتيسيره طالبا ذلك من ربه . قال في مجمع البيان هذاإباحة و ليس بأمر إيجاب

وَ روُيِ‌َ عَن أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ فِي قَولِهِفَانتَشِرُواالآيَةَ لَيسَ لِطَلَبِ دُنيَا وَ لَكِن عِيَادَةُ مَرِيضٍ وَ حُضُورُ جَنَازَةٍ وَ زِيَارَةُ أَخٍ فِي اللّهِ وَ قِيلَ المُرَادُ بِهِ طَلَبُ العِلمِ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ الصّلَاةُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الِانتِشَارُ يَومَ السّبتِ


صفحه : 129

وَ رَوَي عُمَرُ بنُ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إنِيّ‌ لَأَركَبُ فِي الحَاجَةِ التّيِ‌ كَفَاهَا اللّهُ مَا أَركَبُ فِيهَا إِلّا التِمَاسَ أَن يرَاَنيِ‌َ اللّهُ أضُحيِ‌ فِي طَلَبِ الحَلَالِ أَ مَا تَسمَعُ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِ وَ ابتَغُوا مِن فَضلِ اللّهِ أَ رَأَيتَ لَو أَنّ رَجُلًا دَخَلَ بَيتاً وَ طَيّنَ عَلَيهِ بَابَهُ ثُمّ قَالَ رزِقيِ‌ يَنزِلُ عَلَيّ أَ كَانَ يَكُونُ هَذَا أَمَا إِنّهُ أَحَدُ الثّلَاثَةِ الّذِينَ لَا يُستَجَابُ لَهُم قَالَ قُلتُ مَن هَؤُلَاءِ الثّلَاثَةُ قَالَ رَجُلٌ يَكُونُ عِندَهُ المَرأَةُ فَيَدعُو عَلَيهَا فَلَا يُستَجَابُ لَهُ لِأَنّ عِصمَتَهَا فِي يَدِهِ لَو شَاءَ أَن يخُلَيّ‌َ سَبِيلَهَا وَ الرّجُلُ يَكُونُ لَهُ الحَقّ عَلَي الرّجُلِ فَلَا يُشهِدُ عَلَيهِ فَيَجحَدُهُ حَقّهُ فَيَدعُو عَلَيهِ فَلَا يُستَجَابُ لَهُ لِأَنّهُ تَرَكَ مَا أُمِرَ بِهِ وَ الرّجُلُ يَكُونُ عِندَهُ الشيّ‌ءُ فَيَجلِسُ فِي بَيتِهِ وَ لَا يَنتَشِرُ وَ لَا يَطلُبُ وَ لَا يَلتَمِسُ حَتّي يَأكُلَهُ ثُمّ يَدعُو فَلَا يُستَجَابُ لَهُ

.وَ اذكُرُوا اللّهَ كَثِيراً قال الطبرسي‌ ره أي اذكروه علي إحسانه إليكم واشكروه علي نعمه و علي ماوفقكم من طاعته وأداء فرضه وقيل المراد بالذكر هنا الفكر كما قال تفكر ساعة خير من عبادة سنة وقيل معناه اذكروا الله في تجاراتكم وأسواقكم

كَمَا روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن ذَكَرَ اللّهَ فِي السّوقِ مُخلِصاً عِندَ غَفلَةِ النّاسِ وَ شُغُلِهِم بِمَا فِيهِ كُتِبَ لَهُ أَلفُ حَسَنَةٍ وَ يَغفِرُ اللّهُ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ مَغفِرَةً لَم يَخطُر عَلَي قَلبِ بَشَرٍ

انتهي . ويحتمل أن يكون المراد به اذكروا الله في الطلب فراعوا أوامره ونواهيه فلاتطلبوا إلا مايحل من حيث يحل والأعم أظهر والحاصل أنه تعالي وصاهم بأن لايشغلهم التجارة عن ذكره سبحانه كما قال الله تعالي رِجالٌ لا تُلهِيهِم

تِجارَةٌ وَ لا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللّهِ ويكونوا في أثناء التجارة مشغولين بذكره مراعين أوامره ونواهيه .لَعَلّكُم تُفلِحُونَ قال الطبرسي‌ ره أي لتفلحوا وتفوزوا بثواب النعيم علق سبحانه الفلاح بما تقدم ذكره من أعمال الجمعة وغيرها

وَ صَحّ الحَدِيثُ عَن أَبِي ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ اغتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ فَأَحسَنَ غُسلَهُ وَ لَبِسَ صَالِحَ ثِيَابِهِ وَ مَسّ مِن طِيبِ بَيتِهِ أَو دُهنِهِ ثُمّ لَم يُفَرّق بَينَ اثنَينِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ بَينَهُ وَ بَينَ الجُمُعَةِ الأُخرَي وَ زِيَادَةَ ثَلَاثَةِ أَيّامِ بَعدَهَا

وَ رَوَي سُلَيمَانُ التمّيِميِ‌ّ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كُلّ جُمُعَةٍ سِتّ مِائَةِ أَلفِ عَتِيقٍ مِنَ النّارِ كُلّهُم قَدِ استَوجَبَ النّارَ

. قال ثم أخبر سبحانه عن جماعة قابلوا أكرم الكرم بالأم اللؤم فقال وَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً أي عاينوا ذلك وقيل معناه إذاعلموا بيعا أوشراء أولهوا


صفحه : 131

و هوالطبل عن مجاهد وقيل المزامير عن جابرانفَضّوا إِلَيها أي تفرقوا عنك خارجين إليها وقيل مالوا إليها. والضمير للتجارة وإنما خصت برد الضمير إليها لأنها كانت أهم إليهم وهم بهاأسر من الطبل لأن الطبل إنما دلت علي التجارة عن الفراء وقيل عاد الضمير إلي أحدهما اكتفاء به وكأنه علي حذف والمعني و إذارأوا تجارة انفضوا إليها و إذارأوا لهوا انفضوا إليه فحذف إليه لأن إليها تدل عليه .

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ انصَرَفُوا إِلَيهَاوَ تَرَكُوكَ قائِماًتَخطُبُ عَلَي المِنبَرِ

قال جابر بن سمرة مارأيت رسول الله ص خطب إلا و هوقائم فمن حدثك أنه خطب و هوجالس فكذبه . وسئل ابن مسعود أ كان النبي ص يخطب قائما فقال أ ماتقرأوَ تَرَكُوكَ

قائِماً وقيل أراد قائما في الصلاة. ثم قال تعالي قُل يا محمدلهم ما عِندَ اللّهِ من الثواب علي الخطبة وحضور الموعظة والصلاة والثبات مع النبي ص خَيرٌ و أحمدعاقبة وأنفع مِنَ اللّهوِ وَ مِنَ التّجارَةِ وَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقِينَيرزقكم و إن لم تتركوا الخطبة والجمعة.

وَ قَالَ ره فِي سَبَبِ نُزُولِ الآيَةِ قَالَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَقبَلَت عِيرٌ وَ نَحنُ نصُلَيّ‌ مَعَ رَسُولِ اللّهِص الجُمُعَةَ فَانفَضّ النّاسُ إِلَيهَا فَمَا بقَيِ‌َ غَيرُ اثنيَ‌ عَشَرَ رَجُلًا أَنَا فِيهِم فَنَزَلَت

وَ قَالَ الحَسَنُ وَ أَبُو مَالِكٍ أَصَابَ أَهلَ المَدِينَةِ جُوعٌ وَ غَلَاءُ سِعرٍ فَقَدِمَ دِحيَةُ بنُ خَلِيفَةَ بِتِجَارَةِ زَيتٍ مِنَ الشّامِ وَ النّبِيّص يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ فَلَمّا رَأَوهُ قَامُوا إِلَيهِ بِالبَقِيعِ خَشيَةَ أَن يُسبَقُوا إِلَيهِ فَلَم يَبقَ مَعَ النّبِيّص إِلّا رَهطٌ فَنَزَلَتِ الآيَةُ فَقَالَص وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَو تَتَابَعتُم حَتّي لَا يَبقَي أَحَدٌ لَسَالَ بِكُمُ الواَديِ‌ نَاراً

وَ قَالَ المُقَاتِلَانِبَينَا رَسُولُ اللّهِص يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ إِذ قَدِمَ دِحيَةُ بنُ خَلِيفَةَ الكلَبيِ‌ّ مِنَ الشّامِ بِتِجَارَةٍ وَ كَانَ إِذَا قَدِمَ لَم يَبقَ بِالمَدِينَةِ عَاتِقٌ إِلّا أَتَتهُ وَ كَانَ يَقدَمُ إِذَا قَدِمَ بِكُلّ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ مِن دَقِيقٍ أَو بُرّ أَو غَيرِهِ وَ يَنزِلُ عِندَ أَحجَارِ الزّيتِ وَ هُوَ مَكَانٌ فِي سُوقِ المَدِينَةِ ثُمّ يَضرِبُ بِالطّبلِ لِيُؤذِنَ النّاسَ بِقُدُومِهِ فَيَخرُجَ إِلَيهِ النّاسُ لِيَتَبَايَعُوا مَعَهُ فَقَدِمَ ذَاتَ جُمُعَةٍ وَ كَانَ ذَلِكَ قَبلَ أَن يُسلِمَ وَ رَسُولُ اللّهِص قَائِمٌ عَلَي المِنبَرِ يَخطُبُ فَخَرَجَ النّاسُ فَلَم يَبقَ فِي المَسجِدِ إِلّا اثنَا عَشَرَ رَجُلًا وَ امرَأَةً فَقَالَص


صفحه : 133

لَو لَا هَؤُلَاءِ لَسُوّمَت لَهُمُ الحِجَارَةُ مِنَ السّمَاءِ وَ أَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ

. وقيل لم يبق في المسجد إلاثمانية رهط عن الكلبي‌ عن ابن عباس وقيل إلاأحد عشر رجلا عن ابن كيسان وقيل إنهم فعلوا ذلك ثلاث مرات في كل يوم مرة لعير تقدم من الشام و كل ذلك يوافق يوم الجمعة عن قتادة ومقاتل انتهي .

تذييل

اعلم أن الله سبحانه أكد في هذه السورة الشريفة للأمر ألذي نزلت فيه و هووجوب صلاة الجمعة تقدمة وتذييلا أنواعا من التأكيد لم يأت بها في شيء من العبادات فيدل علي أنه آكدها وأفضلها عنده وأحبها إليه و ذلك من وجوه أولها إنزال سورة مخصوصة لذلك و لم ينزل في غيره سورة.الثاني‌ أنه قدم قبل الآية المسوقة لذلك آيات كلها معدات لقبولها والإتيان بهاحيث افتتح السورة بأن جميع ما في السماوات و الأرض تسبح له فينبغي‌ للإنسان ألذي هوأشرف المخلوقات أن لايقصر عنها بل يكون تنزيهه له سبحانه وطاعته له أكثر منها ثم وصف سبحانه نفسه بأنه ملك العالم ويجب علي جميع الخلق طاعته ثم بأنه القدوس المنزه عن الظلم والعبث بل إنما كلفهم بالطاعات لأعظم المصالح ولوصولهم إلي درجات السعادات . ثم هددهم بأنه عزيز غالب قادر مع مخالفتهم علي عقوبتهم في الدنيا والآخرة و أنه حكيم لايفعل شيئا و لايأمر و لاينهي إلالحكمة فلاينبغي‌ أن يتجاوز عن مقتضي أمره ونهيه .


صفحه : 134

ثم ذكر امتنانه علي عباده بأنه بعث في قوم أميين عارين عن العلوم والمعارف رَسُولًا مِنهُمليكون أدعي لهم إلي قبول قوله يَتلُوا عَلَيهِم آياتِهِالمشتملة علي مصالحهم ويطهرهم من الصفات الذميمة والنقائص والجهالات وَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ ولقد كانوا من قبله لفَيِ‌ ضَلالٍ مُبِينٍ عن الملة والشريعة فلابد لهم من قبول قوله في كل مايأمرهم به ومنها هذه الصلاة. ثم بين أن شريعة هذا النبي وأحكامه لاتختص بقوم و لابالموجودين في زمانه بل شريعته باقية وحلاله حلال وحرامه حرام إلي يوم القيامة ردا علي من يزعم أن الخطاب مخصوص بالموجودين فقال وَ آخَرِينَ مِنهُم أي ويعلم آخرين من المؤمنين لَمّا يَلحَقُوا بِهِم وهم كل من بعدالصحابة إلي يوم القيامة. ثم هدد وحث بوصف نفسه سبحانه مرة أخري بالعزيز الحكيم ثم عظم شأن النبوة لئلا يجوزوا مخالفة النبي ص فيما أتي به من الشرائع ثم ذم الحاملين للتوراة العالمين غيرالعاملين به تعريضا لعلماء السوء مطلقا بأنهم لعدم عملهم بعلمهم كالحمار يحمل أسفارا. ثم أوعدهم بالموت ألذي لابد من لقائه وبما يتبعه من العذاب والعقاب ونبههم علي أن ولاية الله لاتنال إلابالعمل بأوامره سبحانه واجتناب مساخطه و ليس ذلك بالعلم فقط و لابمحض الدعوي . ثم لمامهد جميع ذلك خاطبهم بما هوالمقصود من السورة أحسن خطاب وألطفه .الثالث أنه سبحانه أكد في نفس الآية المنزلة لذلك ضروبا من التأكيد الأول إقباله تبارك و تعالي إليهم بالخطاب تنشيطا للمكلفين وجبرا لكلفة التكليف بلذة المخاطبة.الثاني‌ أنه ناداهم بياء الموضوعة لنداء البعيد تعظيما لشأن المنادي له وتنبيها علي أنه من العظم والجلالة بحيث المخاطب في غفلة منه و بعد عنه و إن كان


صفحه : 135

في نهاية التيقظ والتذكر له .الثالث أنه أطنب الكلام تعظيما لشأن ما فيه الكلام وإيماء إلي أنه من الشرافة والكرامة بحيث يتلذذ المتكلم بما تكلم فيه كمايتلذذ بذكر المحبوبين ووصفهم بصفاتهم والإطناب في أحوالهم . والرابع أنه أجمل أولا المنادي حيث عبر بأي‌ العامة لكل شيءتخييلا لأن هذاالأمر لعظم شأنه مما لايمكن المتكلم أن يعلم أول الأمر وباد‌ئ الرأي‌ أنه بمن يليق و من يكون له حتي إذاتفكر وتدبر علم من يصلح له ويليق به .الخامس أنه أتي بكلمة ها التي‌ للتنبيه لمثل ماقلناه في يا.السادس أنه عبر عنهم بصيغة الغائب تنبيها علي بعدهم لمثل ماقلناه في يا.السابع أنه طول في اسمهم ليحصل لهم التنبيه الكامل فإنهم في أول النداء يأخذون في التنبه فكلما طال النداء واسم المنادي ازداد تنبههم .الثامن أنه خص المؤمنين بالنداء مع أن غيرهم مكلفون بالشرائع تنبيها علي أن الأمر من عظمه بحيث لايليق به إلاالمؤمنون .التاسع أنه عظم المخاطبين به بذكر اسمهم ثلاث مرات من الإجمال والتفصيل فإن أيها مجمل والذين مفصل بالنسبة إليه ثم الصلة تفصيل للموصول .العاشر أنه عظمهم بصيغة الغيبة.الحادي‌ عشر أنه خص المعرفة بالنداء تنبيها علي أنه لايليق بالخطاب إلارجال معهودون معروفون بالإيمان .الثاني‌ عشر أنه علق الحكم علي وصف الإيمان تنبيها علي عليته له واقتضائه إياه .الثالث عشر أنه أمرهم بالسعي‌ ألذي هوالإسراع بالمشي‌ إما حقيقة أومجازا كمامر والثاني‌ أبلغ .


صفحه : 136

الرابع عشر أنه رتبه علي الشرط بالفاء الدالة علي عدم التراخي‌.الخامس عشر أنه عبر عنها بذكر الله فوضع الظاهر موضع الضمير إن فسر بالصلاة للدلالة علي أنها ذكر الله فمن تركها كان ناسيا لذكر الله غافلا عنه و إن فسر بالخطبة أيضا يجري‌ فيه مثله .السادس عشر تعقيبه بالأمر بترك مايشغل عنه من البيع .السابع عشر تعقيبه بقوله ذلِكُم خَيرٌ لَكُم و هويتضمن وجوها من التأكيد الأول نفس تعقيب هذاالكلام لسابقه والثاني‌ الإشارة بصيغة البعيد المتضمن لتعظيم المشار إليه والثالث تنكير خير إن لم نجعله اسم تفضيل لأنه أيضا للتعظيم .الثامن عشر تعقيبه بقوله إِن كُنتُم تَعلَمُونَ و هويتضمن التأكيد من وجوه الأول نفس هذاالكلام فإن العرف يشهد بأنه يذكر في الأمور العظام المرغب فيها إن كنت تعلم ما فيه من الخير لفعلته .الثاني‌ الدلالة علي أن من تواني فيه فإنما هولجهله بما فيه من الفضل ففيه تنزيل لبعض العالمين منزلة الجاهلين ودلالة علي أنه لايمكن أن يصدر الترك أوالتواني‌ فيه عن أحد إلا عن جهل بما فيه . والثالث أنه ترك الجزاء ليذهب الوهم كل مذهب ممكن و هونهاية في المبالغة. والرابع أنه ترك مفعول العلم فإما أن يكون لتنزيله منزلة اللازم فيدل علي أنه يكفي‌ في الرغبة والمسارعة إليه وترك مايشغل عنه الاتصاف بمجرد العلم والكون من أهله أوترك إبهاما له لتعظيمه وليذهب الوهم كل مذهب ممكن فيكون المفهوم أن كل من علم شيئا من الأشياء أسرع إليها لأن فضلها من البديهيات التي‌ ليس شيءأجلي منها.


صفحه : 137

الرابع ماأكد الحكم به بعد هذه الآية و هوأيضا من وجوه الأول قوله فَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُفإنه بناء علي كون الأمر للإباحة كما هوالأشهر والأظهر هنا دل بمفهوم الشرط علي عدم إباحة الانتشار قبل الصلاة.الثاني‌ أن أصل هذاالكلام نوع تأكيد للحكم بإزاحة علتهم في ذلك أي إن كان غرضكم التجارة فهو ميسور ومقدور بعدالصلاة فلم تتركون الصلاة لذلك .الثالث تعليق الفلاح بما مر كمامر.الرابع الإتيان به بلفظ الترجي‌ ليعلموا أن تحصيل الفلاح أمر عظيم لايمكن الجزم بحصوله بقليل من الأعمال و لا مع عدم حصول شرائط القبول فيكون أحث لهم علي العمل ورعاية شرائطه .الخامس لومهم علي ترك الصلاة والتوجه إلي التجارة واللهو أشد لؤم .السادس بيان المثوبات المترتبة علي حضور الصلاة.السابع إجمال هذه المثوبات إيذانا بأنه لايمكن وصفه و لايكتنه كنهه و لايصل عقول المخاطبين إليه .الثامن بيان أن اللذات الأخروية ليست من جنس المستلذات الدنيوية وأنها خير منها بمراتب .التاسع بيان أنه الرازق والقادر عليه فلاينبغي‌ ترك طاعته وخدمته لتحصيل الرزق فإنه قادر علي أن يحرمكم مع ترك الطاعة ويرزقكم مع فعلها.العاشر بيان أنه خير الرازقين علي سبيل التنزل أي لو كان غيره رازق فهو خير منه فكيف و لارازق سواه ويحتاج إليه كل ماعداه .الحادي‌ عشر تعقيب هذه السورة بسورة المنافقين إيذانا بأن تارك هذه الفضيلة من غيرعلة منافق كماورد في الأخبار الكثيرة من طرق الخاصة والعامة و به يظهر سر تلك الأخبار ويشهد له الأمر بقراءتهما في الجمعة وصلوات ليلة الجمعة ويومها وتكرر ذكر الله فيهما علي وجه واحد.


صفحه : 138

وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ فِي الحَسَنِ كَالصّحِيحِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ أَكرَمَ بِالجُمُعَةِ المُؤمِنِينَ فَسَنّهَا رَسُولُ اللّهِص بِشَارَةً لَهُم وَ المُنَافِقِينَ تَوبِيخاً لِلمُنَافِقِينَ وَ لَا ينَبغَيِ‌ تَركُهَا فَمَن تَرَكَهَا مُتَعَمّداً فَلَا صَلَاةَ لَهُ

. وبالجملة قوله سبحانه في الجمعةفَاسعَوا إِلي ذِكرِ اللّهِ و قوله إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضّوا إِلَيها و قوله في المنافقين يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُلهِكُم أَموالُكُم وَ لا أَولادُكُم عَن ذِكرِ اللّهِ أي لايشغلكم تدبيرها والاهتمام بها عن ذكره سبحانه وَ مَن يَفعَل ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَحيث طلبوا تجارة الدنيا الفانية وربحها فخسروا الآخرة الباقيةذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُفكل ذلك مما يورث الظن القوي‌ بأن هذه الآية أيضا مسوقة للتهديد علي ترك الجمعة أو مايشملها ولذا أوردناها هاهنا تأييدا لااستدلالا فلاتغفل


صفحه : 139

تفصيل ولنذكر الأحكام المستنبطة من تلك الآيات مجملا

الأول أن تلك الآيات تدل علي وجوب صلاة الجمعة عينا في جميع الأزمان ولنذكر أولا الاختلافات الواقعة فيها ثم لنتعرض لوجه الاستدلال بالآيات علي ما هوالحق عندي‌ منها.اعلم أنه لاخلاف بين الأمة في وجوب صلاة الجمعة وجوبا عينيا في الجملة وإنما الخلاف في بعض شرائطها والكلام علي وجوه تفصيلها أنه هل يشترط الإمام أونائبه أم لا و علي تقدير الاشتراط هل هوشرط الانعقاد أوشرط الوجوب


صفحه : 140

فبدونها يستحب و إن كان شرط الانعقاد فهل هومخصوص بزمن حضور الإمام أوعام أو أنه مخصوص بإمكان الوصول بأحدهما حتي لوتعذر كفي إمام الجماعة أوعام حتي لوتعذر لم تنعقد.


صفحه : 141

فكلام الفاضلين في التحرير والمعتبر والشهيد في الدروس والبيان صريح في أنه شرط الوجوب دون الانعقاد و هوظاهر الشيخ في النهاية وصريح العلامة في


صفحه : 142

غيرالتحرير وظاهر ابن إدريس والمرتضي بل كل من نسب إليه التحريم في الغيبة والشهيد في الذكري والألفية والشهيد الثاني‌ في شرح الألفية وكذا الرسالة أنه شرط


صفحه : 143

الانعقاد وكلام الشيخ في المبسوط والخلاف مضطرب والشهيد الثاني‌ في شرح الألفية تردد بين أن يكون شرطا للانعقاد أوللوجوب العيني‌. ثم الذين شرطوا الانعقاد به اختلفوا في أنه عام أومخصوص بزمان الحضور أومخصوص بإمكان أحد الأمرين فصريح الشهيد الثاني‌ في كتبه والشهيد الأول في الذكري والعلامة في النهاية أنه مخصوص بزمان الحضور وصريح أبي الصلاح أنه مخصوص بالإمكان والمحرمون لها في الغيبة مع بعض الموجبين والمجوزين يعممون الاشتراط إلا أن الموجبين والمجوزين يعدون الفقيه من نواب الإمام وبعضهم وافق ظاهر الشيخ في عد كل من يصلح للإمامة من نوابه .فقد تحقق أن هاهنا مقامات الأول هل الإمام أونائبه شرط أم لا. والثاني‌ شرط لأي‌ شيء فيه خمسة أقوال الأول شرط الوجوب والثاني‌ شرط الوجوب العيني‌ والثالث شرط الانعقاد مطلقا والرابع شرط له حين حضور الإمام والخامس شرط له ماأمكن . والثالث النائب من هو فيه وجوه ثلاثة الأول من استنابه الإمام بعينه والثاني‌ هو والفقيه والثالث هما و كل من يصلح لإمامة الجماعة.فأما القائلون بوجوبها عينا في الغيبة فهو أبوالصلاح والمفيد في المقنعة والأشراف والكراجكي‌ وكثير من الأصحاب حيث أطلقوا و لم يقيدوا الوجوب بشي‌ء كالكليني‌ والصدوق وسائر المحدثين التابعين للنصوص الواردة عن أئمة الدين ع أماالكليني‌ فلأنه قال باب وجوب الجمعة و علي كم تجب ثم أورد الأخبار الدالة علي الوجوب العيني‌ و لم يورد خبرا يدل علي اشتراط الإمام أونائبه حتي أنه لم يورد رواية محمد بن مسلم الآتية التي‌ توهم جماعة دلالتها علي اعتبار الإمام أونائبه . و لايخفي علي المتتبع أن قدماء المحدثين لايذكرون في كتبهم مذاهبهم و


صفحه : 144

إنما يوردون أخبارا يصححونها و منه يعلم مذاهبهم وآراءهم وكذا الصدوق في الفقيه قال باب وجوب الجمعة وفضلها وأورد الأخبار و لم يورد معارضا ورواية ابن مسلم نتكلم علي دلالتها وعبارته في المقنع كالصريح في ذلك كماسيأتي‌ و قال ره في كتاب المجالس في مجلس أورده لوصف دين الإمامية والجماعة يوم الجمعة فريضة و في سائر الأيام سنة فمن تركها رغبة عنها و عن جماعة المسلمين من غيرعلة فلاصلاة له ووضعت الجمعة عن تسعة عن الصغير والكبير والمجنون والمسافر والعبد والمرأة والمريض والأعمي و من كان علي رأس فرسخين . وتخصيصها بزمان الحضور مع كونه بصدد بيان مذهب الإمامية ليعمل به تلامذته والآخذون عنه من غيرقرينة في غاية البعد وكذا سائر المحدثين ظواهر كلماتهم ذلك .


صفحه : 145

وممن ظاهر كلامه ذلك الشيخ عماد الدين الطبرسي‌ في كتابه المسمي بنهج العرفان حيث قال بعدنقل الخلاف بين المسلمين في شروط وجوب الجمعة إن الإمامية أكثر إيجابا للجمعة من الجمهور و مع ذلك يشنعون عليهم بتركها حيث إنهم لايجوزون الايتمام بالفاسق ومرتكب الكبائر والمخالف في العقيدة الصحيحة. و أماالقائلون بالتحريم فهم ابن إدريس وسلار والعلامة في المنتهي وجهاد التحرير ونسب إلي الشيخ وعبارته مضطربة و إلي علم الهدي في مسائل الميافارقيات وهي‌ أيضا ليست بصريحة فيه لأنه قال صلاة الجمعة ركعتان من غيرزيادة عليهما و لاجمعة إلا مع إمام عادل أو مع نصبه الإمام العادل فإذاعدم صليت الظهر أربع ركعات فيحتمل أن يكون الفقيه أو كل من جمع صفات إمام الجماعة من المنصوبين من قبل الإمام عنده كما أن الشيخ قال مثل هذاالكلام ثم صرح بالجواز في زمان الغيبة. و قال ابن البراج في النسخة التي‌ عندنا من المهذب واعلم أن فرض الجمعة لايصح كونه فريضة إلابشروط متي اجتمعت صح كونه فريضة جمعة ووجبت لذلك ومتي لم يجتمع لم يصح و لم يجب كونه كذلك بل يجب كون هذه الصلاة ظهرا ويصليها المصلي‌ بنية كونها ظهرا والشروط التي‌ ذكرناها هي‌ أن يكون المكلف لذلك حرا بالغا كامل العقل سليما عن المرض والعرج والعمي والشيخوخة التي‌ لايمكن الحركة معها و أن لا يكون مسافرا و لا في حكم المسافر و أن يكون بينه و بين موضع الجمعة فرسخان فما دونهما ويحضر الإمام العادل أو من نصبه أو من جري


صفحه : 146

مجراه ويجتمع من الناس سبعة أحدهم الإمام ويتمكن من الخطبتين و يكون بين الجمعتين ثلاثة أميال .فهذه الشروط إذااجتمعت وجب كون هذه الصلاة فريضة جمعة ومتي لم يجتمع سقط كونها فريضة جمعة وصليت ظهرا كماقدمناه فإن اجتمع من الناس خمسة نفر أحدهم الإمام وحصل باقي‌ هذه الشروط كانت صلاتها ندبا واستحبابا. ويسقط فرضها مع حصول الشروط المذكورة عن تسعة نفر وهم الشيخ الكبير والطفل الصغير والعبد والمرأة والأعمي والمسافر والأعرج والمريض و كل من كان منزله من موضعها علي أكثر من فرسخين . ثم قال و إذا كان الزمان زمان تقية جاز للمؤمنين أن يقيموا في مكان لايلحقهم فيه ضرر وليصلوا جماعة بخطبتين فإن لم يتمكنوا من الخطبة صلوا جماعة أربع ركعات و من صلي فرض الجماعة مع إمام يقتدي به فليصل العصر بعدالفراغ من فرض الجمعة و لايفصل بينهما إلابالإقامة انتهي . و لايخفي أن المستفاد من كلامه أولا وآخرا أنه تجب الجمعة عينا مع الإمام أونائبه الخاص أوالعام أعني‌ الفقيه الجامع لشرائط الفتوي و هوالمراد بقوله أو من جري مجراه وحمله علي أن المراد من نصبه لخصوص الصلاة أو من جري مجراه بأن نصبه للأعم منها بعيد مع أنه يشمل الفقيه أيضا و مع عدم النائب والفقيه ووجود العادل يجب تخييرا مع التمكن من الخطبة فتدبر. ثم أقول إذاعرفت هذه الاختلافات فالذي‌ يترجح عندي‌ منها الوجوب المضيق العيني‌ في جميع الأزمان وعدم اشتراط الإمام أونائبه الخاص أوالعام


صفحه : 147

بل يكفي‌ العدالة المعتبرة في الجماعة والعلم بمسائل الصلاة إما اجتهادا أوتقليدا أعم من الاجتهاد والتقليد المصطلح بين الفقهاء أوالعالم والمتعلم علي اصطلاح المحدثين .نعم يظهر من الأخبار زائدا علي إمام الجماعة القدرة علي إيراد الخطبة البليغة المناسبة للمقام بحسب أحوال الناس والأمكنة والأزمنة والأعوام والشهور والأيام والعلم بآدابها وشرائطها. فإذاعرفت ذلك فاعلم أنه استفيد من تلك الآيات أحكام الأول وجوب الجمعة علي الأعيان في جميع الأزمان وجه الاستدلال اتفاق المفسرين علي أن المراد بالذكر في الآية الأولي صلاة الجمعة أوخطبتها أوهما معا حكي ذلك غيرواحد من العلماء والأمر للوجوب علي ماتحقق في موضعه لاسيما أوامر القرآن المجيد. والمراد بالنداء الأذان أودخول وقته كمامر فالمستفاد من الآية الأمر بالسعي‌ إلي صلاة الجمعة أي الاهتمام في إيقاعها لكل واحد من المؤمنين متي تحقق الأذان لأجل الصلاة أووقت الصلاة وحيث كان الأصل عدم التقييد بشرط يلزم عموم الوجوب بالنسبة إلي زمان الغيبة والحضور. واعترض عليه بوجوه الأول أن كلمة إذا غيرموضوعة للعموم لغة فلايلزم وجوب السعي‌ كلما تحقق النداء. والجواب أن إذا و إن لم تكن موضوعة للعموم لغة لكن يستفاد منها العموم في أمثال هذه المواضع إما بحسب الوضع العرفي‌ أوبحسب القرائن الدالة


صفحه : 148

عليه كماقالوا في آية الوضوء وأمثالها مع أن حمله علي الإهمال يجعل الكلام خاليا عن الفائدة المعتد بها ويجب تنزيه كلام الحكيم عنه . وأيضا لايخلو إما يكون المراد إيجاب السعي‌ و لو في العمر مرة أوإيجابه علي سبيل العموم أوإيجابه عندحضور الإمام أونائبه لاسبيل إلي الأول إذ ظاهر أن المسلمين متفقون علي أن ليس المراد من الآية إيجاب السعي‌ مطلقا بحيث يتحقق بالمرة بل أطبقوا علي أن المراد بهاالتكرار و لاسبيل إلي الثالث لكونه خلاف الظاهر من اللفظ إذ لادلالة للفظ عليه و لاقرينة تدل عليه فالعدول عن الظاهر إليه يحتاج إلي دليل واضح فثبت الثاني‌ و هوالمطلوب . وأيضا الخطاب عام بالنسبة إلي جميع المؤمنين سواء تحقق الشرط المدعي بالنسبة إليه أم لافعلي تقدير تجويز إن لم يكن المراد بالآية التكرار يلزم إيجاب السعي‌ علي من لم يتحقق الشرط بالنسبة إليه و لومرة ويلزم منه الدوام والتكرار لعدم القائل بالفصل .الثاني‌ أن الخطاب إنما يتوجه إلي الموجودين عندالمحققين و لايشمل من سيوجد إلابدليل خارج و ليس إلاالإجماع و هو لايجري‌ في موضع الخلاف والجواب أن التحقيق أن الخطاب يتوجه إلي المعدومين بتبعية الموجودين إذا كان في اللفظ مايدل علي العموم كهذه الآية و قدحقق في محله والإجماع علي عدم اختصاص الأحكام بزمانه لم يتحقق علي كل مسألة مسألة حتي يقال لايجري‌ في موضع الخلاف بل علي هذاالمفهوم الكلي‌ مجملا و إلا فلايمكن الاستدلال بالآيات و لابالأخبار علي شيء من المسائل الخلافية إذاورد بلفظ الخطاب و هذاسفسطة مع أن الأخبار المتواترة تدل علي عدم اختصاص أحكام القرآن والسنة بزمان دون زمان و أن حلال محمدص حلال إلي يوم القيامة وحرامه حرام إلي يوم القيامة


صفحه : 149

الثالث أن الأمر معلق علي الأذان فمن أين ثبت الوجوب مطلقا. والجواب أنه يلزم بصريح الآية الإيجاب مع تحقق الأذان ويلزم منه الإيجاب مطلقا مع أنا قدقدمنا أن الظاهر أن المراد دخول وقت النداء. واعترض عليه بوجوه سخيفة أخري وبعضها يتضمن الاعتراض علي الله تعالي إذ لم يرتب متتبع في أن الآية إنما نزلت لوجوب صلاة الجمعة والحث عليها فقصورها عن إفادة المراد يئول إلي الاعتراض علي الملك العلام ويظهر الجواب عن بعضها مما قررنا سابقا في تفسير الآيات . ثم إن أمثال تلك الاعتراضات إنما يحسن ممن لم يستدل في عمره بآية و لاخبر علي حكم من الأحكام و أما من كان دأبه الاستدلال بالظواهر والإبهامات علي الأحكام الغريبة لايليق به تلك المناقشات وهل يوجد آية أوخبر لايمكن المناقشة في الاستدلال بهابأمثال ذلك . و من العجب أنهم يقولون ورد في الخبر أن الذكر رسول الله ص فيمكن أن يكون المراد به هنا السعي‌ إليه ص و لايعرفون أن الأخبار الواردة في تأويل الآيات وبطونها لاينافي‌ الاستدلال بظاهرها فقد ورد في كثير من الأخبار أن الصلاة رجل والزكاة رجل و أن العدل رسول الله ص والإحسان أمير المؤمنين ع والفحشاء والمنكر والبغي‌ الثلاثة وأمثال ذلك أكثر من أن تحصي و شيءمنها لاينافي‌ العمل بظواهرها والاستدلال بها و قدحققنا معانيها وأشبعنا الكلام فيها في تضاعيف هذاالكتاب و الله الموفق للصواب .الثاني‌ تدل الآية علي شرعية الأذان لتلك الصلاة و قدمر الكلام فيه والمشهور أن الأذان إنما يؤتي به بعدصعود الإمام المنبر قال في مجمع البيان في قوله تعالي إِذا نوُديِ‌َ أي أذن لصلاة الجمعة و ذلك إذاجلس الإمام علي المنبر يوم الجمعة و ذلك لأنه لم يكن علي عهد رسول الله ص نداء سواه .


صفحه : 150

قال السائب بن يزيد كان لرسول الله ص مؤذنان أحدهما بلال فكان إذاجلس علي المنبر أذن علي باب المسجد فإذاأذن أقام للصلاة ثم كان أبوبكر وعمر كذلك حتي إذا كان عثمان وكثر الناس وتباعدت المنازل زاد أذانا فأمر بالتأذين الأول علي سطح دار له بالسوق يقال له الزوراء و كان يؤذن عليها فإذاجلس عثمان علي المنبر أذن مؤذنه فإذانزل أقام للصلاة انتهي ولذا حكم أكثر الأصحاب بحرمة الأذان الثاني‌ وبعضهم بالكراهة. واختلفوا في أن الحرام أوالمكروه هل الثاني‌ زمانا أووضعا ويدل علي استحباب كون الأذان بعدصعود الإمام المنبر مارواه الشيخ عن عبد الله بن ميمون عن جعفر عن أبيه قال كان رسول الله ص إذاخرج إلي الجمعة قعد علي المنبر حتي يفرغ المؤذنون لكن تعارضه حسنة ابراهيم بن هاشم عن محمد بن مسلم قال سألته عن الجمعة فقال أذان وإقامة يخرج الإمام بعدالأذان فيصعد المنبر الخبر و هذايدل علي استحبابه قبل صعود الإمام كماذهب إليه أبوالصلاح حيث قال إذازالت الشمس أمر مؤذنيه بالأذان فإذافرغوا منه صعد المنبر فخطب والأول مؤيد بالشهرة ويمكن حمل الثاني‌ علي التقية والتخيير لايخلو من قوة.الثالث ربما يتوهم رجحان العدو والإسراع إلي الجمعة لقوله تعالي فَاسعَوا و قدعرفت أنه غيرمحمول علي ظاهره و قدوردت الأخبار باستحباب السكينة والوقار إلا مع ضيق الوقت وخوف فوت الصلاة فلايبعد وجوب الإسراع حينئذ.الرابع بناء علي تفسير الذكر بالخطبة فقط أو مع الصلاة يدل علي شرعية الخطبة بل وجوبها إذ الظاهر أن وجوب السعي‌ إليها يستلزم وجوبها و لاخلاف في وجوب الخطبتين في الجمعة و لاتقديمهما علي الصلاة في الجمعة إلا من الصدوق ره


صفحه : 151

حيث يقول بتأخير الخطبتين في الجمعة والعيدين و هوضعيف و فيهادلالة ما علي التقديم إن فسر بالخطبة فقط إذ مع تقديم الصلاة الأمر بالسعي‌ إلي الخطبة فقط بعيد بخلاف ما إذاكانتا متقدمتين فإن حضورهما يستلزم حضور الصلاة وهما من مقدماتها الخامس استدل بها علي وجوب إيقاع الخطبة بعدالزوال واختلف الأصحاب فيه فذهب الأكثر منهم المرتضي و ابن أبي عقيل و أبوالصلاح إلي أن وقتها بعدالزوال و قال الشيخ في الخلاف والنهاية والمبسوط أنه ينبغي‌ للإمام إذاقرب من الزوال أن يصعد المنبر ويأخذ في الخطبة بمقدار ما إذاخطب الخطبتين زالت الشمس فإذازالت نزل فصلي بالناس واختاره ابن البراج والمحقق والشهيدان وظاهر ابن حمزة وجوب التقديم وجواز التقديم لايخلو من قوة ويدل عليه صحيحة ابن سنان وغيرها. واحتج المانعون بهذه الآية حيث أوجب السعي‌ بعدالنداء ألذي هوالأذان فلايجب قبله وأجيب بأنه موقوف علي عدم جواز الأذان يوم الجمعة قبل الزوال و هوممنوع .السادس تدل الآية علي تحريم البيع بعدالنداء ونقل الإجماع عليه العلامة وغيره والاستدلال بقوله وَ ذَرُوا البَيعَفإنه في قوة اتركوا البيع بعدالنداء وربما يستدل عليه بقوله تعالي فَاسعَوابناء علي أن الفورية تستفاد من ترتب الجزاء علي الشرط والأمر بالشي‌ء يستلزم النهي‌ عن ضده و هذا علي تقدير تمامه إنما يدل علي التحريم مع المنافاة والمشهور التحريم مطلقا. ثم اعلم أن المذكور في عبارة أكثر الأصحاب تحريم البيع بعدالأذان حتي أن العلامة في المنتهي والنهاية نقل إجماع الأصحاب علي عدم تحريم البيع قبل النداء و لو كان بعدالزوال و في الإرشاد أناط التحريم بالزوال وتبعه الشهيد الثاني‌


صفحه : 152

في شرحه و هوضعيف إلا أن يفسر النداء بدخول وقته فتدل الآية عليه . واختلف الأصحاب في تحريم غيرالبيع من العقود والإيقاعات والمشهور عدم التحريم وذهب بعضهم إلي التحريم للمشاركة في العلة المومي إليها بقوله ذلِكُم خَيرٌ لَكُم وبأن الأمر بالشي‌ء يستلزم النهي‌ عن ضده والأخير إنما يتم مع المنافاة والدعوي أعم من ذلك والأحوط الترك مطلقا لاسيما مع المنافاة وهل الشراء مثل البيع في التحريم ظاهر الأصحاب ذلك وحملوا البيع الواقع فيها علي مايعم الشراء وللمناقشة فيه مجال . واختلفوا أيضا فيما لو كان أحد المتعاقدين ممن لايجب عليه السعي‌ فذهب جماعة من المتأخرين إلي التحريم والمحقق إلي عدمه وفاقا للشيخ فإنه كرهه والأحوط الترك لاسيما إذااشتمل علي معاونة الآخر علي الفعل . ثم اختلفوا في أنه مع التحريم هل يبطل العقد فالمشهور عدم البطلان لأن النهي‌ في المعاملات لايستلزم الفساد عندهم وذهب ابن الجنيد والشيخ في المبسوط والخلاف إلي عدم الانعقاد ولعل الأول أقوي .السابع في الآية الأخيرة دلالة علي وجوب الحضور في وقت الخطبة إن فسر قوله وَ تَرَكُوكَ قائِماً علي القيام في وقت الخطبة ولعله لاخلاف فيه وإنما اختلفوا في وجوب الإنصات فذهب الأكثر إلي الوجوب وذهب الشيخ في المبسوط والمحقق في المعتبر إلي أنه مستحب و علي تقدير الوجوب هل يجب أن يقرب البعيد بقدر الإمكان المشهور بينهم ذلك و لايبعد كون حكمه حكم القراءة فلايجب قرب البعيد واستماعه . وكذا اختلفوا في تحريم الكلام فذهب الأكثر إلي التحريم فمنهم من عمم التحريم بالنسبة إلي المستمعين والخطيب ومنهم من خصه بالمستمعين ونقل عن الشيخ الجليل أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي‌ أنه قال في جامعه إذاقام الإمام يخطب فقد وجب علي الناس الصمت وذهب الشيخ في المبسوط وموضع من الخلاف والمحقق


صفحه : 153

إلي الكراهية ولعله أقرب و من القائلين بالتحريم من صرح بانتفاء التحريم بالنسبة إلي البعيد ألذي لايسمع والأصم لعدم الفائدة و من المتأخرين من صرح بعموم التحريم و لم يصرح الأكثر ببطلان الصلاة أوالخطبة بالكلام والأقرب العدم قال العلامة في النهاية و لاتبطل جمعة المتكلم و إن حرمناه إجماعا والخلاف في الإثم وعدمه والظاهر تحريم الكلام أوكراهته بين الخطبتين و لايحرم بعدالفراغ منهما و لاقبل الشروع فيهما اتفاقا

1- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن زُرَارَةَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ خَمساً وَ ثَلَاثِينَ صَلَاةً فِيهَا صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ فَرَضَهَا اللّهُ فِي جَمَاعَةٍ وَ هيِ‌َ الجُمُعَةُ وَ وَضَعَهَا عَن تِسعَةٍ عَنِ الصّغِيرِ وَ الكَبِيرِ وَ المَجنُونِ وَ المُسَافِرِ وَ العَبدِ وَ المَرأَةِ وَ المَرِيضِ وَ الأَعمَي وَ مَن كَانَ عَلَي رَأسِ فَرسَخَينِ وَ القِرَاءَةُ فِيهَا جِهَارٌ وَ الغُسلُ فِيهَا وَاجِبٌ وَ عَلَي الإِمَامِ فِيهَا قُنُوتَانِ قُنُوتٌ فِي الرّكعَةِ الأُولَي قَبلَ الرّكُوعِ وَ فِي الثّانِيَةِ بَعدَ الرّكُوعِ

مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ إِلَي قَولِهِ عَلَي رَأسِ فَرسَخَينِ

مجالس ابن الشيخ ، عن أبيه عن الحسين بن عبيد الله الغضائري‌ عن الصدوق عن أبيه مثله

الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادِ بنِ جَعفَرٍ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ هيِ‌َ الجُمُعَةُ


صفحه : 154

تبيين

اعلم أن هذاالخبر في أعلي مراتب الصحة ورواه الصدوق أيضا بسند صحيح عن زرارة و فيه إنما فرض الله عز و جل علي الناس إلي قوله منها صلاة و في بعض النسخ فيها ورواه في الكافي‌ في الحسن كالصحيح و فيه وفرض الله علي الناس و فيه أيضا منها صلاة ويستفاد منه أحكام الأول وجوب صلاة الجمعة عينا في جميع الأزمان مع تأكيدات كثيرة


صفحه : 155

الإتيان بلفظ الفرض ألذي هوأصرح العبارات في الوجوب وآكدها ثم قوله علي الناس كما في سائر الكتب لئلا يتوهم منه التخصيص بصنف وجماعة ثم ضمها مع الصلوات التي‌ كلها واجبة عينا. ثم قوله وضعها عن تسعة فإنه في قوة الاستثناء فيفيد تأكيد شمول الحكم لغير تلك الأفراد ويرفع احتمال حمل الفرض علي الوجوب التخييري‌ فإن فيهم من يجب عليهم تخييرا بالاتفاق ولفظ الإمام الواقع فيها و في سائر أخبار الجمعة والجماعة لاريب في أن الظاهر فيهاإمام الجماعة بقرينة الجماعة المذكورة سابقا. فإن قيل لعل المراد بقوله خمسا وثلاثين صلاة الصلوات التي‌ منها الصلاة الواقعة في ظهر يوم الجمعة أعم من الجمعة والظهر و قوله منها صلاة أريد بهافرد من واحدة من الخمس والثلاثين فهو في غاية البعد.


صفحه : 156

فإن قيل الحصر المستفاد من إنما علي ما في بعض النسخ يؤيد الحمل علي الأعم و إلاانتقض الحصر بصلاة ظهر يوم الجمعة لمن سقط عنه الجمعة.قلنا لاتأييد فيه لأن قوله ع ووضعها عن تسعة في قوة الاستثناء فكأنه قال لم يفرض الله علي جميع الناس من الصلوات اليومية إلاالخمس والثلاثين التي‌ أحدهما الجمعة إلاهؤلاء التسعة فإنه لايجب عليهم خصوص هذه الخمس والثلاثين . وإنما لم يتعرض صريحا لمايجب علي هؤلاء التسعة لأن بعضهم لايجب عليهم شيءأصلا والبعض ألذي يجب عليهم الظهر حكم اضطراري‌ تجب عليهم بدلا من الجمعة لبعض الموانع الخلقية أوالخارجية وإنما الأصل في يوم الجمعة الجمعة فلذا عدها من الخمس والثلاثين و لم يتعرض للبدل صريحا و هذاظاهر من الخبر بعدالتأمل فظهر أن الحصر مؤيد ومؤكد لماذكرنا لا لماذكرتم .الثاني‌ يدل علي كون الجماعة فرضا فيها و لاخلاف فيه و في اشتراطها بها ويتحقق الجماعة بنية المأمومين الاقتداء بالإمام ويعتبر في انعقادها نية العدد المعتبر و في وجوب نية الإمام نظر و لوبان كون الإمام محدثا قال في الذكري فإن كان العدد لايتم بدونه فالأقرب أنه لاجمعة لهم لانتفاء الشرط و إن كان العدد حاصلا من غيره صحت صلاتهم عندنا لماسيأتي‌ في باب الجماعة. وربما افترق الحكم هنا وهناك لأن الجماعة شرط في الجمعة و لم يحصل في نفس الأمر بخلاف باقي‌ الصلوات فإن القدوة إذافاتت فيها يكون قدصلي منفردا وصلاة المنفرد هناك صحيحة بخلاف الجمعة وذهب بعض المتأخرين إلي الصحة مطلقا و إن لم يكن العدد حاصلا من غيره و لايخلو من قوة والأحوط الإعادة مطلقا.الثالث يدل علي عدم الوجوب علي الصغير والمجنون و لاخلاف فيه إذا كان حالة الصلاة مجنونا.


صفحه : 157

الرابع يدل علي السقوط عن الشيخ الكبير و هومذهب علمائنا وقيده في القواعد بالبالغ حد العجز أوالمشقة الشديدة والنصوص مطلقة والأحوط عدم الترك مع الإمكان .الخامس يدل علي عدم وجوبه علي المسافر ونقل اتفاق الأصحاب عليه الفاضلان والشهيد والمشهور أن المراد به المسافر الشرعي‌ فتجب علي ناوي‌ الإقامة عشرا والمقيم في بلد ثلاثين يوما و في المنتهي نقل الإجماع عليه وكذا كثير السفر والعاصي‌ كماصرح به في الذكري وغيره و قال في المنتهي لم أقف علي قول لعلمائنا في اشتراط الطاعة في السفر لسقوط الجمعة وقرب الاشتراط والمسألة لاتخلو من إشكال و إن كان ماقربه قريبا. و من حصل في مواضع التخيير فالظاهر عدم الوجوب عليه لصدق السفر وجزم في التذكرة بالوجوب وذهب في الدروس إلي التخيير.السادس يدل علي عدم الوجوب علي المرأة ونقل الفاضلان وغيرهما اتفاق الأصحاب عليه و في الخنثي المشكل قولان وظاهر هذاالخبر الوجوب عليها كظاهر أكثر الأخبار.السابع يدل علي عدم وجوبها علي العبد ونقل الفاضلان وغيرهما اتفاق الأصحاب عليه و لافرق في ذلك بين القن والمدبر والمكاتب ألذي لم يؤد شيئا لصدق المملوك علي الكل وهل يجب إذاأمره المولي فيه إشكال واختلف الأصحاب في المبعض إذاهايأه المولي فاتفقت الجمعة في يومه فالمشهور سقوطها عنه و في المبسوط تجب عليه و لايخلو من قوة لعدم صدق العبد والمملوك عليه .الثامن يدل علي عدم وجوبها علي المريض والأعمي ونقل الفاضلان وغيرهما اتفاق الأصحاب عليها وكلام الأصحاب يقتضي‌ عدم الفرق فيهما بين مايشق معه الحضور وغيره وبهذا التعميم صرح في التذكرة واعتبر في المسالك


صفحه : 158

تعذر الحضور أوالمشقة التي‌ لايتحمل مثلها عادة أوخوف زيادة المرض و لايظهر ذلك من النصوص . ثم اعلم أن الشيخ عد في جملة من كتبه والعلامة في بعض كتبه العرج أيضا من الأعذار المسقطة حتي أنه قال في المنتهي و هومذهب علمائنا أجمع لأنه معذور بالعرج لحصول المشقة في حقه ولأنه مريض فسقطت عنه و لايخفي مافيهما وقيده في التذكرة بالإقعاد ونقل إجماع الأصحاب عليه و لم يذكره المفيد و لاالمرتضي و قال المتأخرون النصوص خالية عنه و قال المرتضي وروي‌ أن العرج عذر و قال المحقق فإن كان يريد به المقعد فهو أعذر من المريض والكبير لأنه ممنوع من السعي‌ فلايتناوله الأمر بالسعي‌ و إن لم يرد ذلك فهو في حيز المنع أقول ويمكن أن يستدل لهم بعموم قوله تعالي لَيسَ عَلَي الأَعمي حَرَجٌ وَ لا عَلَي الأَعرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَي المَرِيضِ حَرَجٌ كمااستدل الشهيد ره في


صفحه : 159

الأعمي بذلك لكن يرد عليه أن هذانزل في موضعين من القرآن أحدهما في سورة النور والمشهور كما هوظاهر مابعده بل ماقبله أنها نزلت في المؤاكلة والآخر في سورة الفتح وظاهره النزول في الجهاد فشموله لمانحن فيه بعيد فالظاهر وجوب حضوره كما هوالمصرح في التذكرة والذكري لعموم أدلة الوجوب وعدم مايصلح للتخصيص نعم سيأتي‌ من كتاب الدروس رواية مرسلة وهي‌ أيضا لاتصلح للتخصيص .التاسع يدل علي عدم وجوبها علي من كان علي رأس فرسخين واختلف الأصحاب في تحديد البعد المقتضي‌ لعدم السعي‌ إلي الجمعة فالمشهور بينهم أن حده أن يكون أزيد من فرسخين وظاهر الصدوق في المقنع والمجالس أنه لايجب علي من كان علي رأس فرسخين أيضا كما هومدلول هذاالخبر وذهب إليه ابن حمزة أيضا. و قال ابن أبي عقيل من كان خارجا من مصر أوقرية إذاغدا من أهله بعد مايصلي‌ الغداة فيدرك الجمعة مع الإمام فإتيان الجمعة عليه فرض و إن لم يدركها إذاغدا إليها بعد مايصلي‌ الغداة فلاجمعة عليه و قال ابن الجنيد وجوب السعي‌ إليها علي من يسمع النداء بها أو كان يصل إلي منزله إذاراح منها قبل خروج نهار يومه و هوقريب من قول ابن أبي عقيل وأكثر الأخبار تدل علي الأول و هذاالخبر و ماسيأتي‌ من خطبة أمير المؤمنين تدل علي الثاني‌ ويمكن الجمع بينهما


صفحه : 160

بوجهين أحدهما أن يكون المراد بمن كان علي رأس فرسخين أن يكون أزيد منها ويؤيده أن العلم بكون المسافة فرسخين أنما يكون غالبا عندالعلم بكونها أزيد. وثانيهما حمل الوجوب فيما دل علي الوجوب في فرسخين علي الاستحباب المؤكد ولعل الأول أولي و هذاالاختلاف يكون في الأخبار الواردة في أشياء لايمكن العلم بحدها حقيقة غالبا كمقدار الدرهم والكر وأمثالهما. ويدل علي الثالث صحيحة زرارة وحملت علي الفرسخين فإن الضعفاء والمشاة لايمكنهم السعي‌ في يوم واحد أكثر من أربعة فراسخ فيكون كالتعليل للفرسخين ويمكن حملها علي الاستحباب . ثم اعلم أن الأصحاب عدوا من مسقطات الجمعة المطر و قال في التذكرة إنه لاخلاف فيه بين العلماء وَ يَدُلّ عَلَيهِ صَحِيحَةُ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا بَأسَ بِأَن يَترُكَ الجُمُعَةَ فِي المَطَرِ

وألحق العلامة و من تأخر عنه بالمطر الوحل والحر والبرد الشديدين إذاخاف الضرر معهما و لابأس به تفصيا من لزوم الحرج المنفي‌. و أماالثلج والبرد إذا لم يخف معهما الضرر فيشكل إلحاقه بالمطر لعدم صدقه عليهما لغة وعرفا والقياس بالطريق الأولي مع عدم ثبوت حجيته مطلقا وعسر إثبات الأولوية هنا مشكل والأولي عدم الترك بغير ماورد فيه النص من تلك الأعذار إلا مع خوف الضرر الشديد لاسيما للإمام . و قال في المعتبر قال علم الهدي وروي‌ أن من يخاف علي نفسه ظلما أوماله


صفحه : 161

فهو معذور في الجمعة وكذا من كان متشاغلا بجهاز ميت أوتعليل والد أو من يجري‌ مجراه من ذوي‌ الحرمات الوكيدة يسعه التأخر.العاشر يدل علي أن القراءة جهر و لاخلاف في رجحان الجهر فيها وظاهر الأكثر الاستحباب قال في المنتهي أجمع كل من يحفظ عنه العلم علي أنه يجهر بالقراءة في صلاة الجمعة و لم أقف علي قول للأصحاب في الوجوب وعدمه والأصل عدمه .أقول الأحوط عدم ترك الجهر.الحادي‌ عشر يدل علي وجوب الغسل في يوم الجمعة وحمل في المشهور علي تأكد الاستحباب ثم إن الظاهر إرجاع ضمير فيها إلي الصلاة فيدل علي أن وجوبها لأجل الصلاة فإذا لم تصل الجمعة لم يجب و هذاوجه جمع بين الأخبار لكن لم يقل بهذا التفصيل أحد ويحتمل إرجاعه إلي الجمعة بمعني اليوم علي الاستخدام أوبتقدير الصلاة في الأول .الثاني‌ عشر يدل علي أن قنوتها اثنان في الأولي قبل الركوع و في الثانية بعده و هوالمشهور بين الأصحاب وظاهر ابن أبي عقيل و أبي الصلاح أن في الجمعة قنوتين قبل الركوع مع احتمال موافقتهما للمشهور وظاهر الصدوق في الفقيه أن فيهاقنوتا واحدا في الثانية قبل الركوع وظاهر ابن إدريس أيضا ذلك . و قال المفيد إن في الجمعة قنوتا واحدا في الركعة الأولي قبل الركوع و هوظاهر ابن الجنيد ومختار المختلف وبعض المتأخرين ويظهر من المرتضي التردد بين أن يكون له قنوت واحد قبل الركوع أوقنوتان في الأول قبل الركوع و في


صفحه : 162

الثانية بعده والمشهور أقوي لهذه الصحيحة وصحيحة أبي بصير لكن وردت أخبار كثيرة دالة علي مذهب المفيد فيمكن الجمع بينها بعدم تأكد الاستحباب في الثانية أوبالوجوب في الأولي والاستحباب في الثانية. ويظهر من المعتبر جمع آخر حيث قال و ألذي يظهر أن الإمام يقنت قنوتين إذاصلي جمعة ركعتين و من عداه يقنت مرة جامعا كان أومنفردا. والظاهر أن المراد بالإمام إمام الأصل أي القنوتان في الجمعة إنما هو إذا كان الإمام فيهاإمام الأصل و إلافواحدة ولكن الجامع جمعة يقنت الواحدة في الأولي والجامع ظهرا والمنفرد في الثانية و هذاالخبر مما يؤيده و علي المشهور يمكن أن يكون التخصيص بالإمام لكونه عليه آكد أوواجبا أولمعلومية كون المأموم تابعا له

2- المُعتَبَرُ، قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ اللّهَ فَرَضَ فِي كُلّ أُسبُوعٍ خَمساً وَ ثَلَاثِينَ صَلَاةً مِنهَا صَلَاةٌ وَاجِبَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ أَن يَشهَدَهَا إِلّا خَمسَةً المَرِيضَ وَ المَملُوكَ وَ المُسَافِرَ وَ المَرأَةَ وَ الصبّيِ‌ّ

بيان هذاالخبر رواه الكليني‌ والشيخ بسند صحيح عن أبي بصير و محمد بن مسلم عنه ع وفيهما في كل سبعة أيام والتصريح بالتعميم فيه أكثر من الخبر السابق لقوله في كل سبعة أيام و قوله علي كل مسلم والاستثناء الموجب لزيادة التأكيد في العموم فيشمل الحكم زمان الغيبة. ثم الظاهر أن قوله علي كل مسلم متعلق بقوله واجبة و قوله أن يشهدها


صفحه : 163

إما فاعل لقوله واجبة أوبدل اشتمال من الضمير ويحتمل علي بعد أن يكون علي كل مسلم أن يشهدها جملة مستأنفة مؤكدة للأولي و هذه العبارة أيضا دالة علي الوجوب عرفا لاسيما مع قرينة الكلمات السابقة والأصل في الوجوب العيني‌ وإطلاق الواجب علي أحد فردي‌ التخييري‌ مجاز كماحقق في محله إذ الواجب ما لايجوز تركه فالواجب هوالمفهوم المردد بينهما مع أن استثناء الخمسة يأبي عن الحمل عليه كماعرفت . و قوله أن يشهدها لبيان اشتراط الجماعة فيها والظاهر أن الإمام والعدد الذين ينعقد بهم الجمعة داخلون في قوله كل مسلم والشهود لايستلزم انعقاد جمعة قبله بل الشهود أعم من أن يكون لانعقادها أوإيقاعها مع من عقدها فحاصل الكلام أن من جملة ذلك العدد صلاة يجب علي كل مسلم إيقاعها علي الاجتماع جماعة إلاالخمسة و ليس هذا إلاصلاة الجمعة. و قدعرفت أن الشرائط غيرمأخوذة في الجمعة و لايؤخذ فيها إلاالعدد والخطبة فما ثبت من الشرائط بدليل من خارج يعتبر فيها و إلا فلا و لو لم يحمل علي هذافأية فائدة في هذاالكلام و لابد من حمل أفعال الحكيم وأقواله علي وجه يفيد فائدة معتدا بها ويشتمل علي حكمة عظيمة وحمله علي الإلغاز والتعمية غيرموجه

3- المُقنِعَةُ، اعلَم أَنّ الرّوَايَةَ جَاءَت عَنِ الصّادِقِينَ ع أَنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ فَرَضَ عَلَي عِبَادِهِ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ خَمساً وَ ثَلَاثِينَ صَلَاةً لَم يَفرِض فِيهَا الِاجتِمَاعَ إِلّا فِي صَلَاةِ الجُمُعَةِ خَاصّةً فَقَالَ جَلّ مِن قَائِلٍيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواالآيَةَ

وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلَاثاً مِن غَيرِ عِلّةٍ طَبَعَ اللّهُ عَلَي قَلبِهِ

فغرضنا وفقك الله الاجتماع علي ماقدمناه إلا أنه بشريطة إمام مأمون علي صفات يتقدم


صفحه : 164

الجماعة ويخطب بهم خطبتين يسقط بهما وبالاجتماع عن المجتمعين من الأربع الركعات ركعتان و إذاحضر الإمام وجبت الجمعة علي سائر المكلفين إلا من أعذره الله تعالي منهم و إن لم يحضر إمام سقط فرض الاجتماع و إن حضر إمام يخل بشريطة من يتقدم فيصلح به الاجتماع فحكم حضوره حكم عدم الإمام والشرائط التي‌ تجب فيمن يجب معه الاجتماع أن يكون حرا بالغا طاهرا في ولادته مجنبا من الأمراض الجذام والبرص خاصة في خلقته مسلما مؤمنا معتقدا للحق بأسره في ديانته مصليا للفرض في ساعته . فإذا كان كذلك واجتمع معه أربعة نفر وجب الاجتماع و من صلي خلف إمام بهذه الصفات وجب عليه الإنصات عندقراءته والقنوت في الأولي من الركعتين في فريضته و من صلي خلف إمام بخلاف ماوصفناه رتب الفرض علي المشروح فيما قدمناه ويجب الحضور مع من وصفناه من الأئمة فرضا ويستحب مع من خالفهم تقية وندبا رَوَي هِشَامُ بنُ سَالِمٍ عَن زُرَارَةَ بنِ أَعيَنَ قَالَ حَثّنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَلَي صَلَاةِ الجُمُعَةِ حَتّي ظَنَنتُ أَنّهُ يُرِيدُ أَن نَأتِيَهُ فَقُلتُ نَغدُو عَلَيكَ فَقَالَ إِنّمَا عَنَيتُ ذَلِكَ عِندَكُم

بيان هذاالكلام كماتري صريح في اشتراط الإمام ونائبه و أنه لايشترط فيها إلا مايشترط في إمام الجماعة والشيخ في التهذيب أورد هذاالكلام و لم ينكر عليه وأورد الأخبار الدالة عليه فيظهر أنه في هذاالكلام يوافقه و لو كان إجماع معلوم فكيف كان يخفي علي المفيد و هوأستاد الشيخ وأفضل منه فلابد من تأويل وتخصيص في كلام الشيخ كماستعرف . و أماالحديث الأخير فرواه الشيخ بسند صحيح ويدل علي وجوب الجمعة


صفحه : 165

في زمان الغيبة إذ صرح الأكثر بأن زمان عدم استيلاء الإمام ع في حكم أزمنة الغيبة و ماقيل من أن الحث يدل علي الاستحباب فلاوجه له لأن التحريض كما يكون علي المستحبات يكون علي الواجبات والاستبعاد من ترك زرارة في تلك المدة مما لاوجه له أيضا لأن الأزمنة كانت أزمنة تقية وخوف و كان تركهم لذلك و لماعلم ع في خصوص هذاالزمان كسر سورة التقية لأن دولة بني‌ أمية زالت ودولة بني‌ العباس لم يستقر بعدفلذا أمره بفعلها و هو ع كان الأمر عليه أشد وخوفه أكثر فلذا لم يجوز أن يأتوه ع وعندكم يحتمل أن يكون المحلة التي‌ كانوا يسكنونها في المدينة أو في الكوفة والأخير أظهر و أماحمله علي إيقاعها مع المخالفين تقية فهو بعيد لأن الصلاة معهم ظهر لاجمعة لكن ذلك ليس ببعيد كل البعيد ويمكن أن يكون المفيد ره حمله علي ذلك فلذا أخره أو يكون ذكره مؤيدا لأول الكلام

4- المُعتَبَرُ، قَالَ النّبِيّص الجُمُعَةُ حَقّ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ إِلّا أَربَعَةً

وَ قَالَص إِنّ اللّهَ كَتَبَ عَلَيكُمُ الجُمُعَةَ فَرِيضَةً وَاجِبَةً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

قَالَ وَ قَالَص الجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ

5- رِسَالَةُ الجُمُعَةِ،لِلشّهِيدِ الثاّنيِ‌ فِي وُجُوبِ الجُمُعَةِ قَالَ قَالَ النّبِيّص الجُمُعَةُ حَقّ وَاجِبٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ إِلّا أَربَعةً عَبدٌ مَملُوكٌ أَوِ امرَأَةٌ أَو صبَيِ‌ّ أَو مَرِيضٌ

قَالَ وَ قَالَص مَن تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُناً بِهَا طَبَعَ اللّهُ عَلَي قَلبِهِ


صفحه : 166

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مَن تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ مُتَعَمّداً مِن غَيرِ عِلّةٍ طَبَعَ اللّهُ عَلَي قَلبِهِ بِخَاتَمِ النّفَاقِ

قَالَ وَ قَالَص لَيَنتَهِيَنّ أَقوَامٌ عَن وَدعِهِمُ الجُمُعَاتِ أَو لَيُختَمَنّ عَلَي قُلُوبِهِم ثُمّ لَيَكُونُنّ مِنَ الغَافِلِينَ

قَالَ وَ قَالَ النّبِيّص فِي خُطبَةٍ طَوِيلَةٍ نَقَلَهَا المُخَالِفُ وَ المُؤَالِفُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَرَضَ عَلَيكُمُ الجُمُعَةَ فَمَن تَرَكَهَا فِي حيَاَتيِ‌ أَو بَعدَ موَتيِ‌ استِخفَافاً أَو جُحُوداً لَهَا فَلَا جَمَعَ اللّهُ شَملَهُ وَ لَا بَارَكَ لَهُ فِي أَمرِهِ أَلَا وَ لَا صَلَاةَ لَهُ أَلَا وَ لَا زَكَاةَ لَهُ أَلَا وَ لَا حَجّ لَهُ أَلَا وَ لَا صَومَ لَهُ أَلَا وَ لَا بِرّ لَهُ حَتّي يَتُوبَ

6- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن زُرعَةَ عَن سَمَاعَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّهُ قَالَ أَيّمَا مُسَافِرٍ صَلّي الجُمُعَةَ رَغبَةً فِيهَا وَ حُبّاً لَهَا أَعطَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَجرَ مِائَةِ جُمُعَةٍ لِلمُقِيمِ

ثواب الأعمال ، عن أبيه عن عبد الله بن جعفرالحميري‌ عن أحمد بن أبي عبد الله مثله

7- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ النّسَاءِ هَل عَلَيهِنّ مِن صَلَاةِ العِيدَينِ وَ الجُمُعَةِ مَا عَلَي الرّجَالِ قَالَ نَعَم

بيان اعلم أن الأصحاب ذكروا أن من لايلزمه الجمعة إذاحضرها جاز له فعلها تبعا وأجزأته عن الظهر و هذاالحكم مقطوع به في كلامهم بل قال في المنتهي


صفحه : 167

لاخلاف في أن العبد والمسافر إذاصليا الجمعة أجزأتهما عن الظهر وحكي‌ نحو ذلك في العبد و قال في المريض لوحضر وجبت عليه وانعقدت به و هوقول أكثر أهل العلم و قال في الأعرج لوحضر وجبت عليه وانعقدت به بلا خلاف و قال في التذكرة لوحضر المريض والمحبوس بعذر المطر أوالخوف وجبت عليهم وانعقدت بهم إجماعا و قال في النهاية من لاتلزمه الجمعة إذاحضرها وصلاها انعقدت جمعة وأجزأته . ويدل موثقة سماعة علي الإجزاء عن المسافر ورواية علي بن جعفر علي الإجزاء عن المرأة بل الوجوب عليها وتحمل علي ما بعدالحضور أو علي الاستحباب . ثم المشهور بينهم أن من لايجب عليه السعي‌ إلي الجمعة تجب عليه الصلاة مع الحضور وممن صرح بذلك المفيد في المقنعة فقال وهؤلاء الذين وضع عنهم الجمعة متي حضروها لزمهم الدخول فيها و أن يصلوها كغيرهم ويلزمهم استماع الخطبة والصلاة ركعتين ومتي لم يحضروها لم تجب عليهم و كان عليهم الصلاة أربع ركعات كفرضهم في سائر الأيام ومقتضي كلامه ره وجوبها علي الجميع مع الحضور من غيراستثناء ونحوه قال الشيخ في النهاية. و قال في المبسوط أقسام الناس في الجمعة خمسة من تجب عليه وتنعقد به و هوالذكر الحر البالغ العاقل الصحيح المسلم من العمي والعرج والشيخوخة التي‌ لاحراك معها الحاضر و من هو في حكمه و من لاتجب عليه و لاتنعقد به و هوالصبي‌ والمجنون والمسافر والمرأة لكن يجوز لهم فعلها إلاالمجنون و من تنعقد به و لاتجب عليه و هوالمريض والأعمي والأعرج و من كان علي رأس أكثر من فرسخين و من تجب عليه و لاتنعقد به و هوالكافر لأنه مخاطب بالفروع عندنا ومختلف فيه و هو من كان مقيما في بلد من التجار وطلاب العلم و لا يكون مستوطنا بل يكون من عزمه متي انقضت حاجته خرج فإنه يجب عليه وتنعقد به عندنا و في انعقادها


صفحه : 168

به خلاف . والظاهر أن مراده قدس سره بنفي‌ الوجوب في موضع جواز الفعل نفي‌ الوجوب العيني‌ لأن الجمعة لاتقع مندوبة إجماعا كماقيل وينبغي‌ أن يقيد الوجوب المنفي‌ عن المريض والأعمي والأعرج في كلام الشيخ بحال عدم الحضور لئلا ينافي‌ الإجماع المنقول عن العلامة لكنه خلاف الظاهر من كلامه . والمستفاد من كلام المفيد والشيخ في النهاية وجوبها علي المرأة عندالحضور وصرح به ابن إدريس فقال بوجوبها علي المرأة عندالحضور غيرأنها لاتحسب من العدد وقطع المحقق في المعتبر والشرائع بعدم الوجوب علي المرأة و قال في المعتبر إن وجوب الجمعة عليها مخالف لما عليه اتفاق فقهاء الأمصار وطعن في رواية حفص الدالة علي الوجوب بضعف السند وظاهره عدم جواز الفعل أيضا و أماالمسافر والعبد فالمشهور أنه تجب عليهما الجمعة عندالحضور وظاهر المبسوط عدم الوجوب و


صفحه : 169

هوالمنقول عن ابن حمزة و قال في المدارك والحق أن الوجوب العيني‌ منتف قطعا بالنسبة إلي كل من سقط عنه الحضور و أماالوجوب التخييري‌ فهو تابع لجواز الفعل انتهي .أقول أمر النية هين لاسيما بالنسبة إلي نوعي‌ الوجوب فإذاثبت الوجوب في الجملة فلايلزم تعيين نوعه و أنت إذاتأملت في العبارات التي‌ نقلناها في هذه المسألة والأقوال التي‌ قدمناها تبين حقيقة الإجماعات المنقولة.بقي‌ الكلام في أن الجمعة بمن تنعقد من هؤلاء فقد نقل اتفاق الأصحاب علي انعقادها بالعبد والأعمي والمحبوس بعذر المطر ونحوه مع الحضور وأطبقوا علي عدم انعقادها بالمرأة بمعني احتسابها من العدد لأن الرهط والقوم والنفر الواقعة في الأخبار خصها أكثر اللغويين بالرجال . واختلفوا في انعقادها بالمسافر والعبد لوحضرا فقال الشيخ في الخلاف والمحقق في المعتبر ينعقد بهما لأن مادل علي اعتبار العدد يتناولهما و قال في المبسوط وجمع من الأصحاب لاينعقد بهما لأنهما ليسا من أهل فرض الجمعة والمسألة لاتخلو من إشكال و إن كان الانعقاد لايخلو من قوة. و قال في الذكري الظاهر وقوع الاتفاق علي صحة الجمعة لجماعة المسافرين وإجزاؤها عن الظهر و هومشكل لدلالة الروايات الصحيحة علي أن فرض المسافر الظهر و علي منعه من عقد الجمعة وإطلاق موثقة سماعة محمول علي ما إذاحضر جمعة الحاضرين

8- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا تَكُونُ الجَمَاعَةُ بِأَقَلّ مِن خَمسَةٍ

بيان لاخلاف بين العلماء في اعتبار العدد واشتراطه في صحة صلاة الجمعة


صفحه : 170

وإنما الخلاف في أقله فللأصحاب فيه قولان أحدهما أنه خمسة و إليه ذهب الأكثر وثانيهما أنه سبعة في الوجوب العيني‌ وخمسة في التخييري‌ وذهب إليه الشيخ و ابن البراج و ابن زهرة والصدوق ومال إليه في الذكري و هوأقوي و به يجمع بين الأخبار و في هذاالحديث أيضا إيماء إليه و في أكثر النسخ لاتكون الجماعة فالمراد الجماعة التي‌ هي‌ شرط صحة الصلاة والجمعة كما في بعض النسخ أظهر

9- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الزّوَالِ يَومَ الجُمُعَةِ مَا حَدّهُ قَالَ إِذَا قَامَتِ الشّمسُ صَلّ الرّكعَتَينِ فَإِذَا زَالَتِ الشّمسُ صَلّ الفَرِيضَةَ وَ إِذَا زَالَتِ الشّمسُ قَبلَ أَن تصُلَيّ‌َ الرّكعَتَينِ فَلَا تُصَلّهِمَا وَ ابدَأ بِالفَرِيضَةِ وَ اقضِ الرّكعَتَينِ بَعدَ الفَرِيضَةِ

السّرَائِرُ،نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ فَصَلّ رَكعَتَينِ فَإِذَا زَالَت فَصَلّ الفَرِيضَةَ سَاعَةَ تَزُولُ الشّمسُ فَإِذَا زَالَت قَبلَ أَن تصُلَيّ‌َ الرّكعَتَينِ فَلَا تُصَلّهِمَا إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

10- العيَاّشيِ‌ّ، عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن هَذِهِ الآيَةِإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً فَقَالَ إِنّ لِلصّلَاةِ وَقتاً وَ الأَمرُ فِيهِ وَاسِعٌ يُقَدّمُ مَرّةً وَ يُؤَخّرُ مَرّةً إِلّا الجُمُعَةَ فَإِنّمَا هُوَ وَقتٌ وَاحِدٌ وَ إِنّمَا عَنَي اللّهُكِتاباً مَوقُوتاً أَي وَاجِباً يعَنيِ‌ بِهَا أَنّهَا الفَرِيضَةُ

وَ مِنهُ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ العمَركَيِ‌ّ عَنِ العبُيَديِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ ع قَالَ لِكُلّ صَلَاةٍ وَقتَانِ وَ وَقتُ يَومِ الجُمُعَةِ زَوَالُ الشّمسِ


صفحه : 171

11- البَصَائِرُ،لِلصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مِنَ الأَشيَاءِ أَشيَاءَ ضَيّقَةً وَ لَيسَ تجَريِ‌ إِلّا عَلَي وَجهٍ وَاحِدٍ مِنهَا وَقتُ الجُمُعَةِ لَيسَ لِوَقتِهَا إِلّا حَدّ وَاحِدٌ حِينَ تَزُولُ الشّمسُ وَ مِنَ الأَشيَاءِ مُوَسّعَةٌ تجَريِ‌ عَلَي وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ

المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ مِثلَهُ وَ فِيهِ أَشيَاءُ مُضَيّقَةٌ

12- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع تُصَلّي الجُمُعَةُ وَقتَ الزّوَالِ

تبيين اعلم أن المشهور بين الأصحاب أن أول وقت الجمعة زوال الشمس فقال الشيخ في الخلاف و في أصحابنا من أجاز الفرض عندقيام الشمس قال واختاره علم الهدي قال ابن إدريس ولعل شيخنا سمعه من المرتضي مشافهة فإن الموجود في مصنفات السيد موافق للمشهور والأول أقرب . ثم اختلفوا في آخر وقتها فالمشهور بينهم أن آخره إذاصار ظل كل شيءمثله بل قال في المنتهي إنه مذهب علمائنا أجمع و قال أبوالصلاح إذامضي مقدار الأذان والخطبة وركعتي‌ الفجر فقد فاتت ولزم أداؤها ظهرا و قال الشيخ في المبسوط إن بقي‌ من وقت الظهر قدر خطبتين وركعتين خفيفتين صحت الجمعة و قال ابن إدريس يمتد وقتها بامتداد وقت الظهر واختاره في الدروس والبيان و قال الجعفي‌ وقتها ساعة من النهار.


صفحه : 172

ومستند المشهور غيرمعلوم واستند أبوالصلاح إلي هذه الأخبار الدالة


صفحه : 173

علي التضييق والظاهر أن التضييق في مقابلة الوسعة التي‌ في سائر الصلوات ومستند الجعفي‌ ره مَا روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَقتُ الجُمُعَةِ إِذَا زَالَت وَ بَعدَهُ بِسَاعَةٍ

. و كان والدي‌ قدس الله روحه يذهب إلي أن وقتها بقدر قدمين و هوقوي‌ لدلالة الأخبار الكثيرة علي أن وقت العصر يوم الجمعة وقت الظهر في سائر الأيام ووقت الظهر بعدالقدمين فالقدمان وقت الجمعة والقول بالفاصلة بين وقتي‌ الصلاتين في غاية البعد. و لاينافي‌ أخبار التضييق كماعرفت و لاأخبار الساعة إذ الساعة في الأخبار تطلق علي قدر قليل من الزمان لاالساعة النجومية مع أن مقدارهما قريب من الساعات المعوجة التي‌ قدمر في بعض الأخبار إطلاق الساعة عليها في باب علل الصلاة. وظاهر الصدوق في المقنع أنه اختار هذاالرأي‌ و إن لم ينسب إليه حيث قال واعلم أن وقت صلاة العصر يوم الجمعة في وقت الأولي في سائر الأيام والعجب من القوم أنهم لم يتفطنوا لذلك لا من الأخبار و لا من كلامه . والأحوط الشروع بعدتحقق الوقت في الخطبة ثم الصلاة بلا فصل و أماقصر الخطبة فلايلزم لنقل الخطب الطويلة عن الأئمة ع فيها و قال في المبسوط و لايطول الخطبة بل يقتصد فيهما لئلا تفوته فضيلة أول الوقت و قال فيه و

قَد روُيِ‌َ أَنّ مَن فَاتَهُ الخُطبَتَانِ صَلّي رَكعَتَينِ

فعلي هذه الرواية يمكن أن يقال يصلي‌ الجمعة


صفحه : 174

ركعتين ويترك الخطبتين والأول أحوط والوجه في هذه الرواية أن تكون مختصة بالمأموم ألذي تفوته الخطبتان فإنه يصلي‌ الركعتين مع الإمام فأما أن تنعقد الجمعة بغير خطبتين فلايصلح علي حال انتهي .أقول و ماذكره أخيرا هوالوجه بل هوظاهر الرواية

13- المُقنِعُ، وَ إِن صَلّيتَ الظّهرَ مَعَ الإِمَامِ يَومَ الجُمُعَةِ بِخُطبَةٍ صَلّيتَ رَكعَتَينِ وَ إِن صَلّيتَ بِغَيرِ خُطبَةٍ صَلّيتَهَا أَربَعاً بِتَسلِيمَةٍ وَاحِدَةٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا كَلَامَ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ لَا التِفَاتَ إِلّا كَمَا تَحِلّ فِي الصّلَاةِ وَ إِنّمَا جُعِلَتِ الصّلَاةُ يَومَ الجُمُعَةِ رَكعَتَينِ مِن أَجلِ الخُطبَتَينِ جُعِلَتَا مَكَانَ الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ وَ هيِ‌َ صَلَاةٌ حَتّي يَنزِلَ الإِمَامُ

بيان لايخفي علي المتأمل أن ظاهر هذه العبارة الوجوب وعدم الاشتراط بالإمام وَ رَوَي الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّمَا جُعِلَتِ الجُمُعَةُ رَكعَتَينِ مِن أَجلِ الخُطبَتَينِ فهَيِ‌َ صَلَاةٌ حَتّي يَنزِلَ الإِمَامُ

. واستدل به علي اشتراط طهارة الخطيب من الحدث في حال الخطبتين كما هومختار الشيخ في المبسوط والخلاف ومنعه ابن إدريس والفاضلان ومنع دلالة الخبر علي المساواة من جميع الجهات وصرح الشهيد في البيان باشتراط الطهارة من الخبث أيضا و لاريب أنه أحوط بل الأولي رعاية جميع شرائط الصلاة للخطيب والمستمع إلا ماأخرجه الدليل لاسيما الالتفات الفاحش كماورد في هذاالخبر

14-قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ لَا بَأسَ أَن يَتَخَطّي الرّجُلُ يَومَ الجُمُعَةِ إِلَي مَجلِسِهِ حَيثُ كَانَ فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ فَلَا يتخطان [يَتَخَطّيَنّ]أَحَدٌ رِقَابَ النّاسِ وَ ليَجلِس حَيثُ تَيَسّرَ


صفحه : 175

إِلّا مَن جَلَسَ عَلَي الأَبوَابِ وَ مَنَعَ النّاسَ أَن يَمضُوا إِلَي السّعَةِ فَلَا حُرمَةَ لَهُ أَن يَتَخَطّاهُ

بيان قال في المنتهي إذاأتي المجلس جلس حيث ينتهي‌ به المكان ويكره له أن يتخطي رقاب الناس سواء ظهر الإمام أو لم يظهر وسواء كان له مجلس يعتاد الجلوس فيه أو لم يكن و به قال عطا وسعيد بن المسيب والشافعي‌ و أحمد و قال مالك إن لم يكن قدظهر لم يكره و إن ظهر كره إن لم يكن له مجلس معتاد و إلا لم يكره لَنَا مَا رَوَاهُ الجُمهُورُ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ للِذّيِ‌ يَتَخَطّي النّاسَ رَأَيتُكَ آنَيتَ وَ آذَيتَ أَي أَخّرتَ المجَيِ‌ءَ

. ثم ذكر ره روايتين أخريين عاميتين ثم قال لورأي فرجة لايصل إليها إلابالتخطي‌ كان مكروها لعموم الخبر إلا أن لايجد إلي مصلاه سبيلا فيجوز له التخطي‌ إليه إذا لم يكن له موضع يتمكن من الصلاة فيه و به قال الشافعي‌ و قال الأوزاعي‌ يتخطاهم إلي السعة مطلقا و قال قتادة إلي مصلاه و قال الحسن يتخطي رقاب الذين يجلسون علي أبواب المسجد فإنه لاحرمة له أما لوتركوا الأولي خالية جاز له أن يتخطاهم لأنهم رغبوا عن الفضل فلاحرمة لهم انتهي . وأقول الخبر ألذي رواه الحميري‌ و إن كان فيه ضعف فهو أقوي سندا مما استند إليه العلامة ره من الروايات العامية ويشكل حمله علي التقية لعدم المعارض مع اختلاف الأقوال بينهم بل خلاف الرواية بينهم أشهر فلابأس بالعمل به و قال الجزري‌ في الحديث إنه قال لرجل جاء يوم الجمعة فتخطي رقاب الناس آذيت وآنيت أي آذيت الناس بتخطئك وأخرت المجي‌ء وأبطأت

15-العِلَلُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ „


صفحه : 176

إِذَا قُمتَ إِلَي الصّلَاةِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَأتِهَا سَعياً وَ ليَكُن عَلَيكَ السّكِينَةُ وَ الوَقَارُ فَمَا أَدرَكتَ فَصَلّ وَ مَا سُبِقتَ بِهِ فَأَتِمّهُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلي ذِكرِ اللّهِ وَ مَعنَي قَولِهِفَاسعَوا هُوَ الِانكِفَاتُ

بيان وليكن عليك السكينة أي ليس المراد بالسعي‌ في الآية العدو بل يلزم السكينة وهي‌ اطمئنان البدن والوقار و هواطمئنان القلب أوالعكس فالمراد بالسعي‌ إما مطلق المشي‌ أوالاهتمام والمبالغة كمامر قال في القاموس سعي يسعي سعيا كرعي قصد وعمل ومشي وعدا ونم وكسب و قوله ومعني قوله إما كلام الصدوق أوسائر الرواة أوالإمام والأخير أظهر والانكفات المراد به الانقباض كناية عن ترك الإسراع والقصد في المشي‌ أوالمراد السعي‌ مع الانكفات أوالمراد الانكفات والانصراف عن سائر الأعمال فيرجع إلي معني الاهتمام المتقدم ويحتمل أن يراد بالسعي‌ والانكفات الإسراع وبالسكينة والوقار عدم التجاوز عن الحد فيه أوكلاهما بمعني اطمئنان القلب بذكر الله و لايخلو من بعد. قال في القاموس كفته يكفته صرفه عن وجهه وانكفت والشي‌ء إليه ضمه وقبضه والطائر وغيره أسرع في الطير و رجل كفت وكفيت خفيف سريع دقيق وكافته سابقه والانكفات الانقباض والانصراف

16- كِتَابُ العَرُوسِ،لِلشّيخِ الفَقِيهِ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ القمُيّ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ تَجِبُ الجُمُعَةُ عَلَي سَبعَةِ نَفَرٍ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ لَا تَجِبُ عَلَي أَقَلّ مِنهُم الإِمَامُ وَ قَاضِيهِ وَ المدُعّيِ‌ حَقّاً وَ المُدّعَي عَلَيهِ وَ الشّاهِدَانِ وَ ألّذِي يَضرِبُ الحُدُودَ بَينَ يدَيَ‌ِ الإِمَامِ

بيان هذاالخبر رواه في التهذيب عن محمد بن أحمد بن يحيي عن محمد


صفحه : 177

بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع ورواه الصدوق في الفقيه بإسناده عن محمد بن مسلم و فيه ومدعيا حق وشاهدان و هوعمدة مستمسك المشترطين للإمام أونائبه بعدالإجماع لدلالته علي أنه إنما تجب الجمعة مع الإمام فلاتجب مع غيره والمراد بالإمام إمام الكل بقرينة القاضي‌ وسائر من ذكر بعده . واعترض عليه الشهيد الثاني‌ رفع الله درجته بوجوه الأول ضعف الخبر فإن في طريقه الحكم بن مسكين و هومجهول لم يذكره أحد من علماء الرجال المعتمدين و لم ينصوا عليه بتوثيق و لاضده و ما هذاشأنه يرد الحديث لأجله لأن أدني مراتب قبوله أن يكون حسنا أوموثقا إن لم يكن صحيحا وشهرته بين الأصحاب علي وجه العمل بمضمونه بحيث يجبر ضعفه ممنوعة فإن مدلوله لا يقول به الأكثر.أقول و قديجاب عنه بأن الخبر موجود في الفقيه عن محمد بن مسلم كماعرفت وسنده إليه صحيح .أقول صحة سنده إليه ممنوع علي طريقة المتأخرين إذ في سنده علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي عبد الله البرقي‌ عن أبيه عن جده أحمد و هو وأبوه غيرمذكورين في كتب الرجال و لم يوثقهما أحد وكونه من مشايخ الصدوق غيرمفيد لتوثيق و لامدح في غير هذاالمقام و إن اعتبروه هنا اضطرارا. ثم قال الشهيد الثاني‌ ره وثانيها أن الخبر متروك الظاهر لأن مقتضي ظاهره أن الجمعة لاتنعقد إلاباجتماع هؤلاء واجتماعهم جميعا ليس بشرط


صفحه : 178

إجماعا وإنما الخلاف في حضور أحدهم و هوالإمام فما يدل عليه الخبر لا يقول به أحد و مايستدل به منه لايدل عليه بخصوصه فإن قيل حضور غيره خرج بالإجماع فيكون هوالمخصص لمدلول الخبر فتبقي دلالته علي ما لم يجمع عليه باقية قلنا يكفي‌ في إطراحه وتهافته مع ضعفه مخالفة أكثر مدلوله لإجماع المسلمين و ما ألذي يضطر إلي العمل ببعضه مع هذه الحالة العجيبة وثالثها أن مدلوله من حيث العدد و هوالسبعة متروك أيضا ومعارض بالأخبار الصحيحة الدالة علي اعتبار الخمسة خاصة و ماذكر فيه السبعة غير هذاالخبر لاينافي‌ إيجابها علي من دونهم بخلاف هذاالخبر فإنه نفي‌ فيه وجوبها عن أقل من السبعة. ورابعها أنه مع تقدير سلامته من هذه القوادح يمكن حمله علي حالة إمكان حضور الإمام و أما مع تعذره فيسقط اعتباره جمعا بين الأدلة ويؤيده إطلاق الوجوب فيه الدال بظاهره علي الوجوب العيني‌ المشروط عند من اعتبر هذاالحديث بحالة الحضور و أماحال الغيبة فلايطلقون علي حكم الصلاة اسم الوجوب بل الاستحباب بناء علي ذهابهم حينئذ إلي الوجوب التخييري‌ مع كون الجمعة أحد الفردين الواجبين تخييرا. وخامسها حمل العدد المذكور في الخبر علي اعتبار حضور قوم من المكلفين بهابعدد المذكورين أعني‌ حضور سبعة و إن لم يكونوا عين المذكورين نظرا إلي فساد حمله علي ظاهره من اعتبار أعيان المذكورين لإجماع المسلمين علي عدم اعتباره و قدنبه علي هذاالتأويل شيخنا المتقدم السعيد أبو عبد الله المفيد في كتاب الأشراف فقال وعددهم في عدد الإمام والشاهدين والمشهود عليه والمتولي‌ لإقامة


صفحه : 179

الحد. وسادسها أن الإمام المذكور في الخبر لايتعين حمله علي الإمام المطلق أعني‌ السلطان العادل بل هوأعم منه والمتيقن منه كون الجماعة لهم إمام يقتدون به حتي لاتصح صلاتهم فرادي ونحن نقول به . فإن قيل قرينته الإطلاق وعطف قاضيه عليه بإعادة الضمير إليه فإن الإمام غيره لاقاضي‌ له قلنا قداضطررنا عن العدول عن ظاهره لماذكرناه من عدم اعتبار قاضيه وغيره فالإمام غيره و إن اعتبرنا خصوص الإمام فلاحجة فيه حينئذ وجاز إضافة القاضي‌ إليه بأدني ملابسة لأن المجمل باب تأويل لامحل تنزيل و باب التأويل متسع خصوصا مع دعاء الضرورة إليه علي كل حال ونمنع من كون الإمام محمولا علي السلطان خصوصا مع وجود الصارف . وسابعها أن العمل بظاهر الخبر يقتضي‌ أن لايقوم نائبه مقامه و هوخلاف إجماع المسلمين فهو قرينة أخري علي كون الإمام ليس هوالمطلق أومحمول علي العدد المقدم أوغيره . وَ ثَامِنُهَا أَنّهُ مُعَارِضٌ بِمَا رَوَاهُ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ راَويِ‌ هَذَا الحَدِيثِ فِي الصّحِيحِ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن أُنَاسٍ فِي قَريَةٍ هَل يُصَلّونَ الجُمُعَةَ جَمَاعَةً قَالَ نَعَم يُصَلّونَ أَربَعاً إِذَا لَم يَكُن فِيهِم مَن يَخطُبُ

ومفهوم الشرط أنه إذا كان فيهم من يخطب يصلون الجمعة ركعتين و من عامة فيمن يمكنه الخطبة الشامل لمنصوب الإمام و


صفحه : 180

غيره ومفهوم الشرط حجة عندالمحققين و إذاتعارضت رواية الرجل الواحد سقط الاستدلال بهافكيف مع حصول الترجيح لهذا الجانب بصحة طريقه وموافقته لغيره من الأخبار الصحيحة و غير ذلك مما علم انتهي كلامه رفع الله في الجنان مقامه . وأقول حاصل كلامه قدس سره أن في الخبر جهات كثيرة من الضعف متنا أيضا كما أنه ضعيف سندا لأن متنه مشتمل إما علي ما لم يعمل بظاهره أحد كاشتراط الإمام فإنه قدانعقد إجماع المسلمين علي عدم اشتراطه بخصوصه بل يقوم نائبه الخاص مقامه و إن قيد بحضوره ع سقط الاستدلال رأسا وكذا انعقد إجماعهم علي عدم اعتبار أحد من الستة الباقية بخصوصهم وإما علي ما لم يعمل به الأكثر من اشتراط السبعة في الوجوب فإن أكثرهم يكتفون بالخمسة كماعرفت فلايمكنهم الاستدلال به مع أن معارضته لكثير من الأخبار مما يضعفه . و لوحملنا الخبر علي أن المراد به بيان الحكمة لاشتراط هذاالعدد


صفحه : 181

لسقط عنه عمدة الفساد و عليه قرينة واضحة و هو قوله و لاتجب علي أقل منهم و لو كان المراد خصوص الأشخاص لقال و لايجب علي غيرهم فأشعر بذلك إلي أن المراد هذاالعدد وذكر الأشخاص لبيان النكتة والعلة في اعتبار العدد و قدعرفت سابقا أنه لايعتبر في تلك العلل اطراد. و علي هذاالوجه ينتظم الكلام ويتضح المرام ويرتفع التنافي‌ بينه و بين سائر الأخبار و لاريب في أن ارتكاب مثل هذاالتكلف القليل في الكلام بحيث يكون أجزاء الكلام محمولا علي حقيقته أولي من حمله علي معني لايبقي شيء علي حقيقته . و ذلك مثل أن يقول رجل احضر عندي‌ زيدا وعمرا وبكرا وخالدا وسعيدا ورشيدا ثم يقول كان غرضي‌ من زيد إما زيد أونائبه و من سائر الأشخاص كل من كان من أهل أصفهان فإنه في غاية البعد والركاكة بخلاف ما إذا قال كان ذكر هذه الجماعة علي سبيل المثال و كان الغرض إحضار هذاالعدد فلايريب عاقل في أن الأخير أقرب إلي حقيقة كلامه لاسيما و إذاضم إليه قوله و لاتحضر أقل من سبعة خصوصا إذا كان في ذكر خصوص هؤلاء إشارة إلي حكمة لطيفة كما في مانحن فيه . وتفصيل الكلام في ذلك أن قوله الإمام وقاضيه يحتمل وجوها من الإعراب الأول أن يكون بدلا من قوله سبعة نفر الثاني‌ أن يكون خبر مبتدإ محذوف أومبتدأ محذوف الخبر الثالث أن يكون في الكلام تقدير مضاف أونحوه الرابع أن يكون الظرف أعني‌ منهم خبره أماالأول فلايستقيم عليه قوله ومدعيا حق وشاهدان إلابتكلف عظيم والثاني‌ يمكن تقدير المبتدإ أعني‌ هم الإمام فيوافق فهم القوم إن حمل علي الحقيقة و قدعرفت أنه لايمكن حمله عليه علي طريقتهم أيضا لعدم تعين الإمام ع و لاأحد من المذكورين فلابد من حمله علي الفرد والمثال أوالأكمل والأفضل أوبيان الحكمة في خصوص العدد مع أن معارضته لسائر الأخبار


صفحه : 182

من جهة مفهوم اللقب أوالوصف والأول غيرحجة والثاني‌ علي تقدير حجيته معارض بمنطوق سائر الأخبار بل بصدر هذاالخبر أيضا إذ ظاهر قوله سبعة نفر من المؤمنين و قوله و لاتجب علي أقل منهم الاكتفاء بالعدد مع خصوصية الإيمان من غيراشتراط خصوصية أخري ويمكن تقدير الخبر أي منهم وتكون الفائدة رفع توهم اشتراط كون السبعة غيرالإمام و من يكون معه من خدمه وأتباعه المخصوصين به ع كماورد في خبر آخر في هذاالمقام أحدهم الإمام لرفع توهم أن المقصود تمام العدد بغيره و لايبعد مثل هذاالتوهم من السائل والمستمعين فيكون علي هذاالاحتمال علي التعميم أدل وكذا الاحتمال الرابع و هوأظهر من حيث إنه لايحتاج إلي تقدير مبتدإ أوخبر وحذف متعلق الأقل والأكثر شائع ذائع بل حذفه أكثر من ذكره . و أماالثالث أي تقدير مضاف كالمثل ونحوه فيدل علي ماذكرنا لكنه مع الأول مشترك الفساد فإذا كان في الخبر هذه الاحتمالات فكيف يستقيم جعله ببعض محتملاته البعيدة معارضة للأخبار الصريحة الصحيحة مع أنه يمكن حمله علي زمان الحضور كمايومئ إليه الخبر وذكره الفاضل المتقدم و لوقدر التعارض بينه و بين سائر الأخبار لوجب العمل بهادونه لصحتها وكثرتها وكونها موافقة للكتاب العزيز كمامر في باب ترجيح الأخبار المتعارضة

17- العَرُوسُ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَيسَ تَكُونُ جُمُعَةٌ إِلّا بِخُطبَةٍ وَ إِذَا كَانَ بَينَ الجَمَاعَتَينِ فِي الجُمُعَةِ ثَلَاثَةُ أَميَالٍ فَلَا بَأسَ أَن يُجَمّعَ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ

بيان رَوَي الشّيخُ هَذَا الخَبَرَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ بِإِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 183

مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يَكُونُ بَينَ الجَمَاعَتَينِ ثَلَاثَةُ أَميَالٍ يعَنيِ‌ لَا تَكُونُ جُمُعَةٌ إِلّا فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ ثَلَاثَةِ أَميَالٍ فَإِذَا كَانَ بَينَ الجَمَاعَتَينِ فِي الجُمُعَةِ ثَلَاثَةُ أَميَالٍ فَلَا بَأسَ أَن يُجَمّعَ هَؤُلَاءِ وَ يُجَمّعَ هَؤُلَاءِ

ونقل الفاضلان وغيرهما اتفاق الأصحاب علي اعتبار وحدة الجمعة بمعني أنه لايجوز إقامة جمعتين بينهما أقل من فرسخ . وذكر بعض الأصحاب أنه يعتبر الفرسخ من المسجد إن صليت في مسجد و إلافمن نهاية المصلين و لو كان بعضهم بحيث لايبلغ البعد بينه و بين الجمعة الأخري النصاب دون من سواه مما تم بهم العدد فيحتمل بطلان صلاته خاصة وبطلان المجموع والأخير أحوط بل أظهر.

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِذَا قَالَ الرّجُلُ يَومَ الجُمُعَةِ صَه فَلَا صَلَاةَ لَهُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَنِ الكَلَامِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَقَد لَغَي وَ مَن لَغَي فَلَا جُمُعَةَ لَهُ

.بيان صه و في بعض الروايات مه و هواسم فعل بمعني اسكت والظاهر أن المراد قول ذلك في وقت الخطبة و هوغاية المبالغة في ترك الكلام أي و إن كان الكلام قليلا ومتعلقا بمصلحة الصلاة فهو مناف لكمالها فقد لغي أي أتي بلغو وكلام باطل في غيرموقعه قال في النهاية لغي الإنسان يلغو إذاتكلم بالمطرح من القول بما لايعني‌ و فيه من قال لصاحبه والإمام يخطب صه فقد لغي والحديث الآخر من مس الحصي فقد لغي أي تكلم وقيل عدل من الصواب وقيل خاب والأصل الأول انتهي و في بعض النسخ بغي بالباء والأول أشهر وأظهر

18- أَقُولُ وَجَدتُ فِي أَصلٍ قَدِيمٍ مِن أُصُولِ أَصحَابِنَا مَرفُوعاً عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَن تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلَاثاً مُتَتَابِعَةً لِغَيرِ عِلّةٍ كُتِبَ مُنَافِقاً


صفحه : 184

وَ قَالَ ع تُؤتَي الجُمُعَةُ وَ لَو حَبواً

19- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ نَاتَانَةَ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي زِيَادٍ النهّديِ‌ّ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع مَا مِن قَدَمٍ سَعَت إِلَي الجُمُعَةِ إِلّا حَرّمَ اللّهُ جَسَدَهَا عَلَي النّارِ

بيان جسدها أي جسد القدم من إضافة الكل إلي الجزء و في بعض النسخ جسده فالضمير راجع إلي صاحب القدم بقرينة المقام

20- المَجَالِسُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِ‌ّ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ إِذَا كَانَ حِينٌ يَبعَثُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي العِبَادَاتِ بِالأَيّامِ يَعرِفُهَا الخَلَائِقُ بِاسمِهَا وَ حِليَتِهَا يَقدُمُهَا يَومُ الجُمُعَةِ لَهُ نُورٌ سَاطِعٌ تَتبَعُهُ سَائِرُ الأَيّامِ كَأَنّهَا عَرُوسٌ كَرِيمَةٌ ذَاتُ وَقَارٍ تُهدَي إِلَي ذيِ‌ حِلمٍ وَ يَسَارٍ ثُمّ يَكُونُ يَومُ الجُمُعَةِ شَاهِداً وَ حَافِظاً لِمَن سَارَعَ إِلَي الجُمُعَةِ ثُمّ يَدخُلُ المُؤمِنُونَ الجَنّةَ عَلَي قَدرِ سَبقِهِم إِلَي الجُمُعَةِ

كِتَابُ العَرُوسِ،بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ بِأَسمَائِهَا وَ فِيهِ إِلَي ذيِ‌ حِلمٍ وَ شَأنٍ ثُمّ يَكُونُ يَومُ الجُمُعَةِ شَاهِداً لِمَن حَافَظَ وَ سَارَعَ

بيان قدم القوم كنصر و علي التفعيل أي تقدمهم إلي الجمعة أي إلي صلاة الجمعة

21-المَجَالِسُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ نَاتَانَةَ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَصَلَاةُ الجُمُعَةِ فَرِيضَةٌ وَ الِاجتِمَاعُ إِلَيهَا فَرِيضَةٌ مَعَ الإِمَامِ فَإِن تَرَكَ رَجُلٌ مِن غَيرِ عِلّةٍ ثَلَاثَ جُمَعٍ فَقَد تَرَكَ ثَلَاثَ فَرَائِضَ وَ لَا يَدَعُ ثَلَاثَ فَرَائِضَ مِن غَيرِ عِلّةٍ إِلّا مُنَافِقٌ


صفحه : 185

وَ قَالَ ع مَن تَرَكَ الجَمَاعَةَ رَغبَةً عَنهَا وَ عَن جَمَاعَةِ المُسلِمِينَ مِن غَيرِ عِلّةٍ فَلَا صَلَاةَ لَهُ

ثواب الأعمال ، عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن حماد عن حريز وفضيل عن زرارة مثله المَحَاسِنُ، عَن أَبِي مُحَمّدٍ عَن حَمّادٍ

مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ إِلّا مُنَافِقٌ

بيان هذاالحديث الصحيح صريح في وجوب الجمعة وبإطلاقه بل عمومه شامل لزمان الغيبة ومعلوم أن الظاهر من الإمام في مثل هذاالمقام إمام الجماعة و قدعرفت أنه لامعني لأخذ الإمام أونائبه في حقيقة الجمعة والعهد إنما يعقل الحمل عليه إذاثبت عهد ودلت عليه قرينة وهاهنا مفقود وحمل مثل هذاالتهديد العظيم علي الكراهة أوترك المستحب في غاية البعد و لايحمل عليه إلا مع معارض قوي‌ وهاهنا غيرمعلوم كماستعرف

22- تَفسِيرُ القمُيّ‌ّ، عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ أَنّهُ ع سُئِلَ عَنِ الجُمُعَةِ كَيفَ يَخطُبُ الإِمَامُ قَالَ يَخطُبُ قَائِماً فَإِنّ اللّهَ يَقُولُوَ تَرَكُوكَ قائِماً

بيان ظاهره وجوب كون الخطيب قائما ونقل عليه في التذكرة الإجماع مع القدرة فأما مع عجزه فالمشهور جواز الجلوس وقيل يجب حينئذ الاستنابة والمسألة لاتخلو من إشكال وهل يجب اتحاد الخطيب والإمام فيه قولان والأحوط الاتحاد


صفحه : 186

23- مَجَالِسُ الصّدُوقِ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَنِ الكَلَامِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَقَد لَغَي وَ مَن لَغَي فَلَا جُمُعَةَ لَهُ

24- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَكرَهُ رَدّ السّلَامِ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ

وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَلِيّ ع قَالَ يُكرَهُ الكَلَامُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ وَ فِي الفِطرِ وَ الأَضحَي وَ الِاستِسقَاءِ

بيان كراهة رد السلام لعله محمول علي التقية إذ لا يكون حكمها أشد من الصلاة ويمكن حمله علي ما إذارد غيره قال العلامة في النهاية ويجوز رد السلام بل يجب لأنه كذلك في الصلاة و في الخطبة أولي وكذا يجوز تسميت العاطس وهل يستحب يحتمل ذلك لعموم الأمر به والعدم لأن الإنصات أهم فإنه واجب علي الأقوي انتهي والكراهة الواردة في الكلام غيرصريح في الكراهة المصطلحة لماعرفت مرارا. وظاهره شمول الحكم لمن لم يسمع الخطبة أيضا قال العلامة في النهاية وهل يجب الإنصات علي من لم يسمع الخطبة الأولي المنع لأن غايته الاستماع فله أن يشتغل بذكر وتلاوة ويحتمل الوجوب لئلا يرتفع اللغط و لايتداعي إلي منع السامعين عن السماع

25-قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الإِمَامِ إِذَا خَرَجَ يَومَ الجُمُعَةِ هَل يَقطَعُ خُرُوجُهُ الصّلَاةَ أَو يصُلَيّ‌ النّاسُ


صفحه : 187

وَ هُوَ يَخطُبُ قَالَ لَا تَصلُحُ الصّلَاةُ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ إِلّا أَن يَكُونَ قَد صَلّي رَكعَةً فَيُضِيفُ إِلَيهَا أُخرَي وَ لَا يصُلَيّ‌ حَتّي يَفرُغَ الإِمَامُ مِن خُطبَتِهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ القِرَاءَةِ فِي الجُمُعَةِ بِمَا يَقرَأُ قَالَ ع بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ وَ إِن أَخَذتَ فِي غَيرِهَا وَ إِن كَانَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فَاقطَعهَا مِن أَوّلِهَا وَ ارجِع إِلَيهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ القُعُودِ فِي العِيدَينِ وَ الجُمُعَةِ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ كَيفَ أَصنَعُ أَستَقبِلُ الإِمَامَ أَو أَستَقبِلُ القِبلَةَ قَالَ استَقبِلِ الإِمَامَ قَالَ وَ قَالَ أخَيِ‌ يَا عَلِيّ بِمَا تصُلَيّ‌ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ قُلتُ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ فَقَالَ رَأَيتُ أَبِي يصُلَيّ‌ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ فِي الفَجرِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي وَ فِي الجُمُعَةِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ

بيان يدل علي كراهة الصلاة في حال الخطبة قال العلامة في النهاية يستحب لمن ليس في الصلاة أن لايفتتحها سواء صلي أو لا و من كان في الصلاة خففها لئلا


صفحه : 188

يفوته سماع أول الخطبة وَ لِقَولِ أَحَدِهِمَا ع إِذَا صَعِدَ الإِمَامُ المِنبَرَ يَخطُبُ فَلَا يصُلَيّ‌ النّاسُ مَا دَامَ الإِمَامُ عَلَي المِنبَرِ

والكراهية تتعلق بالشروع في الخطبة لابالجلوس علي المنبر و لودخل والإمام في آخر الخطبة وخاف فوت تكبيرة الإحرام لم يصل التحية لأن إدراك الفريضة من أولها أولي و أماالداخل في أثناء الخطبة فالأقرب أنه كذلك للعموم انتهي . ويدل علي لزوم قراءة الجمعة والمنافقين في الجمعة والمشهور تأكد الاستحباب وذهب المرتضي إلي الوجوب والأول أقوي والثاني‌ أحوط ويدل علي رجحان العدول من التوحيد إليهما في الجمعة و هذا هوالمشهور بين الأصحاب ولكن خص بعضهم الحكم بعدم تجاوز النصف وأطلق بعضهم كما هوظاهر الخبر وألحق الأكثر بالتوحيد الجحد لكن لم يرد فيما رأينا من النصوص مع أنه ورد إطلاق المنع عن العدول عنهما و قدمر بعض القول في ذلك في باب القراءة. ويدل علي استحباب استقبال الناس الخطيب بأن ينحرفوا عن القبلة ويتوجهوا إليه ويحتمل أن يكون الحكم مخصوصا بمن يكون خلف الإمام كالصفوف المتقدمة علي المنبر أو من يأتي‌ لاستماع الخطبة من بعيد فيقف أويجلس خلف المنبر و أماالصفوف التي‌ المنبر بحذائهم فلايلزم انحرافهم ويكفيهم التوجه إلي الجانب ألذي الإمام فيه وكلام العلامة يدل علي الأول حيث قال في المنتهي يستحب أن يستقبل الناس الخطيب فيكون أبلغ في السماء و هوقول عامة أهل العلم إلا الحسن البصري‌ فإنه استقبل القبلة و لم ينحرف إلي الإمام و عن سعيد بن المسيب أنه كان لايستقبل هشام بن إسماعيل إذاخطب فوكل به هشام شرطيا ليعطفه إليه لنا مارواه الجمهور عن عدي‌ بن ثابت عن أبيه عن جده قال كان النبي ص إذاقام علي المنبر استقبله أصحابه بوجوههم . ثم قال إنما يستحب هذاللقريب بحيث يحصل له السماع أوشدته


صفحه : 189

و أماالبعيد ألذي لاتبلغه الأصوات فالأقرب عندي‌ أنه ينبغي‌ له استقبال القبلة انتهي . وأقول يمكن حمل الحديث بل كلام العلامة أيضا علي الالتفات بالوجه فقط و إن كان بعيدا لاسيما عن كلامه قدس سره ولعل في قوله بوجوههم إيماء إليه و قدمرت الرواية نقلا عن المقنع بالنهي‌ عن الالتفات إلا كمايجوز في الصلاة وظاهره الالتفات عن القبلة

26- قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ يَقرَأُ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ الجُمُعَةَ وَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي وَ فِي الغَدَاةِ الجُمُعَةَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ فِي الجُمُعَةِ الجُمُعَةَ وَ المُنَافِقِينَ وَ القُنُوتُ فِي الرّكعَةِ الأُولَي قَبلَ الرّكُوعِ

27- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، يا بنَيِ‌ آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍ قَالَ فِي العِيدَينِ وَ الجُمُعَةِ يَغتَسِلُ وَ يَلبَسُ ثِيَاباً بِيضاً

28-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن أَحمَدَ بنِ هاروي‌[هَارُونَ]الفاَميِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ بُطّةَ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع النّاسُ فِي الجُمُعَةِ عَلَي ثَلَاثَةِ مَنَازِلَ رَجُلٌ شَهِدَهَا بِإِنصَاتٍ وَ سُكُونٍ قَبلَ الإِمَامِ وَ ذَلِكَ كَفّارَةٌ لِذُنُوبِهِ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ الثّانِيَةِ وَ زِيَادَةِ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَ رَجُلٌ شَهِدَهَا بِلَغَطٍ وَ مَلَقٍ وَ قَلَقٍ فَذَلِكَ حَظّهُ وَ رَجُلٌ شَهِدَهَا وَ الإِمَامُ يَخطُبُ فَقَامَ يصُلَيّ‌ فَقَد أَخطَأَ السّنّةَ وَ ذَلِكَ مِمّن إِذَا سَأَلَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِن شَاءَ أَعطَاهُ وَ إِن شَاءَ


صفحه : 190

حَرَمَهُ

مجالس ابن الشيخ ، عن أبيه عن الحسين بن عبيد الله الغضائري‌ عن الصادق ع مثله قرب الإسناد، عن أحمد بن إسحاق

مثله بيان في القاموس اللغطة ويحرك الصوت والجلبة أوأصوات مبهمة لاتفهم و قال ملقه بالعصا ضربه وفلان سار شديدا والملق محركة ألطف الحضر وأسرعه و قال القلق محركة الانزعاج انتهي و ليس الملق في بعض النسخ

29- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع القُنُوتُ فِي الوَترِ كَقُنُوتِكَ يَومَ الجُمُعَةِ تَقُولُ فِي دُعَاءِ القُنُوتِ أللّهُمّ تَمّ نُورُكَ فَهَدَيتَ فَلَكَ الحَمدُ رَبّنَا وَ بَسَطتَ يَدَكَ فَأَعطَيتَ فَلَكَ الحَمدُ رَبّنَا وَ عَظُمَ حِلمُكَ فَعَفَوتَ فَلَكَ الحَمدُ رَبّنَا وَجهُكَ أَكرَمُ الوُجُوهِ وَ جِهَتُكَ خَيرُ الجِهَاتِ وَ عَطِيّتُكَ أَفضَلُ العَطِيّاتِ وَ أَهنَؤُهَا تُطَاعُ رَبّنَا فَتَشكُرُ وَ تُعصَي رَبّنَا فَتَغفِرُ لِمَن شِئتَ تُجِيبُ المُضطَرّ وَ تَكشِفُ الضّرّ وَ تشَفيِ‌ السّقِيمَ وَ تنُجيِ‌ مِنَ الكَربِ العَظِيمِ لَا يجُزيِ‌ بِآلَائِكَ أَحَدٌ وَ لَا يحُصيِ‌ نَعمَاءَكَ قَولُ قَائِلٍ أللّهُمّ إِلَيكَ رُفِعَتِ الأَبصَارُ وَ نُقِلَتِ الأَقدَامُ وَ مُدّتِ الأَعنَاقُ وَ رُفِعَتِ الأيَديِ‌ وَ دُعِيَت بِالأَلسُنِ وَ تُحُوكِمَ إِلَيكَ فِي الأَعمَالِ رَبّنَا اغفِر لَنَا وَ ارحَمنَا وَ افتَح بَينَنَا وَ بَينَ خَلقِكَ بِالحَقّوَ أَنتَ خَيرُ الفاتِحِينَ أللّهُمّ إِنّا نَشكُو غَيبَةَ نَبِيّنَا وَ شِدّةَ الزّمَانِ عَلَينَا وَ وُقُوعَ الفِتَنِ وَ تَظَاهُرَ الأَعدَاءِ وَ كَثرَةَ عَدُوّنَا وَ قِلّةَ عَدَدِنَا فَافرُج ذَلِكَ يَا رَبّ بِفَتحٍ مِنكَ تُعَجّلُهُ وَ نَصرٍ مِنكَ تُعِزّهُ وَ إِمَامِ عَدلٍ تُظهِرُهُ إِلَهَ الحَقّ رَبّ العَالَمِينَ


صفحه : 191

مجالس ابن الشيخ ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري‌ عن الصدوق مثله

30- المُتَهَجّدُ، وَ جَمَالُ الأُسبُوعِ،رَوَي حَرِيزٌ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي قُنُوتِكَ يَومَ الجُمُعَةِ تَقُولُ قَبلَ دُعَائِكَ أللّهُمّ تَمّ نُورُكَ إِلَي قَولِهِ أَكرَمُ الوُجُوهِ وَ جَاهُكَ أَكرَمُ الجَاهِ وَ جِهَتُكَ إِلَي قَولِهِ فَتَغفِرُ لِمَن شِئتَ فَلَكَ الحَمدُ تُجِيبُ إِلَي قَولِهِ وَ تَكشِفُ الضّرّ وَ تنُجيِ‌ مِنَ الكَربِ العَظِيمِ وَ تَقبَلُ التّوبَةَ وَ تشَفيِ‌ السّقِيمَ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ السّقمَ وَ تَعفُو عَنِ الذّنبِ لَا يجُزيِ‌ أَحَدٌ بِآلَائِكَ وَ لَا يَبلُغُ نَعمَاءَكَ إِلَي قَولِهِ بِالأَلسُنِ وَ تَقَرّبَ إِلَيكَ بِالأَعمَالِ إِلَي قَولِهِبَينَنا وَ بَينَ قَومِنا بِالحَقّ إِلَي قَولِهِ إِلَهَ الحَقّ آمِينَ

بيان في القاموس الجهة مثلثة والوجه بالضم والكسر الجانب والناحية يقال فرج الله الهم يفرجه كشفه كفرجه و قدمر في قنوت الوتر و لايخفي علي المنصف دلالة هذاالدعاء المنقول بأسانيد صحيحة علي رجحان صلاة الجمعة بل وجوبها في زمان الغيبة لاشتماله علي أحوال الغيبة و إذاجازت في الغيبة فهي‌ واجبة عينا لعدم استناد التخيير إلي حجة كماستعرف

31-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَكُونُ السّهوُ فِي الجُمُعَةِ وَ قَالَ ع القُنُوتُ فِي صَلَاةِ الجُمُعَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ يَقرَأُ فِي الأُولَي الحَمدَ وَ


صفحه : 192

الجُمُعَةَ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ المُنَافِقِينَ

32- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ اقرَأ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ فَإِنّ قِرَاءَتَهُمَا سُنّةٌ يَومَ الجُمُعَةِ فِي الغَدَاةِ وَ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ لَا ينَبغَيِ‌ لَكَ أَن تَقرَأَ بِغَيرِهِمَا فِي صَلَاةِ الظّهرِ يعَنيِ‌ يَومَ الجُمُعَةِ إِمَاماً كُنتَ أَو غَيرَ إِمَامٍ

33- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَتَي الجُمُعَةَ إِيمَاناً وَ احتِسَاباً استَأنَفَ العَمَلَ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَا سَمِعنَا أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَن تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلَاثاً مُتَوَالِيَاتٍ بِغَيرِ عِلّةٍ طَبَعَ اللّهُ عَلَي قَلبِهِ

المحاسن ، عن أبيه عن النضرمثله بيان هذاالخبر مع صحته يدل علي عموم وجوب الجمعة في جميع الأزمان لعموم كلمة من و فيه من المبالغة والتأكيد ما لايخفي إذ الطبع والختم مما شاع استعماله في الكتاب والسنة في الكفار والمنافقين الذين لامتناعهم من قبول الحق وتعصبهم في الباطل كأنه ختم علي قلوبهم فلايمكن دخول الحق فيه أو هوبمعني الرين ألذي يعلو المرآة والسيف أي لاينطبع في قلوبهم صورة الحق كما قال تعالي


صفحه : 193

بَل طَبَعَ اللّهُ عَلَيها بِكُفرِهِم و قال سبحانه بَل رانَ عَلي قُلُوبِهِم ما كانُوا يَكسِبُونَ والتخصيص بالثلاثة لترتب مايشبه الكفر لاينافي‌ كون الترك مرة واحدة معصية وظاهر أن المواظبة علي المكروهات لايصير سببا لمثل هذاالتهديد البليغ

34-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع اعلَم أَنّ ثَلَاثَ صَلَوَاتٍ إِذَا حَلّ وَقتُهُنّ ينَبغَيِ‌ لَكَ أَن تبَتدَ‌ِئَ بِهِنّ وَ لَا تُصَلّ بَينَ أَيدِيهِنّ نَافِلَةً صَلَاةُ استِقبَالِ النّهَارِ وَ هيِ‌َ الفَجرُ وَ صَلَاةُ استِقبَالِ اللّيلِ وَ هيِ‌َ المَغرِبُ وَ صَلَاةُ يَومِ الجُمُعَةِ وَ اقنُت فِي أَربَعِ صَلَوَاتٍ الفَجرِ وَ المَغرِبِ وَ العَتَمَةِ وَ صَلَاةِ الجُمُعَةِ وَ القُنُوتُ كُلّهَا قَبلَ الرّكُوعِ بَعدَ الفَرَاغِ مِنَ القِرَاءَةِ وَ وَقتُ الجُمُعَةِ زَوَالُ الشّمسِ وَ وَقتُ الظّهرِ فِي السّفَرِ زَوَالُ الشّمسِ وَ وَقتُ العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ فِي الحَضَرِ نَحوُ وَقتِ الظّهرِ فِي غَيرِ يَومِ الجُمُعَةِ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا كَلَامَ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ لَا التِفَاتَ وَ إِنّمَا جُعِلَتِ الجُمُعَةُ رَكعَتَينِ مِن أَجلِ الخُطبَتَينِ جُعِلَتَا مَكَانَ الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ فهَيِ‌َ صَلَاةٌ حَتّي يَنزِلَ الإِمَامُ وَ ألّذِي جَاءَت بِهِ الأَخبَارُ أَنّ القُنُوتَ فِي صَلَاةِ الجُمُعَةِ فِي الرّكعَةِ الأُولَي بَعدَ القِرَاءَةِ فَصَحِيحٌ وَ هُوَ لِلإِمَامِ ألّذِي يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ بَعدَ الخُطبَةِ التّيِ‌ تَنُوبُ عَنِ الرّكعَتَينِ ففَيِ‌ تِلكَ الصّلَاةِ يَكُونُ القُنُوتُ فِي الرّكعَةِ الأُولَي بَعدَ القِرَاءَةِ وَ قَبلَ الرّكُوعِ وَ أُقرِنَ بِهَا صَلَاةُ العَصرِ فَلَيسَ بَينَهُمَا نَافِلَةٌ فِي يَومِ الجُمُعَةِ وَ لَا تُصَلّ يَومَ الجُمُعَةِ


صفحه : 194

بَعدَ الزّوَالِ غَيرَ الفَرضَينِ وَ النّوَافِلُ قَبلَهُمَا أَو بَعدَهُمَا

35- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ العَلَاءِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ فِي السّفَرِ جُمُعَةٌ وَ لَا أَضحًي وَ لَا فِطرٌ

و قال ورواه أبي عن خلف بن حماد عن ربعي‌ عن أبي عبد الله ع مثله

36- السّرَائِرُ، قَالَ قَالَ البزَنَطيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ مَن أَرَادَ أَن يصُلَيّ‌َ الجُمُعَةَ فَإِذَا زَالَتِ الشّمسُ قَامَ المُؤَذّنُ فَأَذّنَ وَ خَطَبَ الإِمَامُ وَ يُكثِرُ مِن قَولِهِ فِي الخُطبَةِ وَ أَورَدَ دُعَاءً تَرَكتُ ذِكرَهُ

37- العيَاّشيِ‌ّ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ حافِظُوا عَلَي الصّلَواتِ وَ الصّلاةِ الوُسطي وَ هيِ‌َ أَوّلُ صَلَاةٍ صَلّاهَا رَسُولُ اللّهِص وَ هيِ‌َ وَسَطُ صَلَاتَينِ بِالنّهَارِ صَلَاةِ الغَدَاةِ وَ صَلَاةِ العَصرِوَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ فِي الصّلَاةِ الوُسطَي وَ قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ رَسُولُ اللّهِص فِي سَفَرٍ فَقَنَتَ فِيهَا وَ تَرَكَهَا عَلَي حَالِهَا فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ وَ أَضَافَ لِلمُقِيمِ رَكعَتَينِ وَ إِنّمَا وُضِعَتِ الرّكعَتَانِ اللّتَانِ أَضَافَهُمَا يَومَ الجُمُعَةِ لِلمُقِيمِ لِمَكَانِ الخُطبَتَينِ مَعَ الإِمَامِ فَمَن صَلّي الجُمُعَةَ فِي غَيرِ الجَمَاعَةِ فَليُصَلّهَا أَربَعاً كَصَلَاةِ الظّهرِ فِي سَائِرِ الأَيّامِ قَالَ قَولُهُوَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ قَالَ مُطِيعِينَ رَاغِبِينَ

بيان يدل هذاالخبر علي أن الأصل في الصلوات كلها كان ركعتين فأضاف رسول الله ص للمقيم في غيرالجمعة ركعتين و في يوم الجمعة خطبتين و مع الانفراد


صفحه : 195

يصلي‌ أربع ركعات و فيه إشعار بأن مع تحقق شرائط الجمعة تجب الجمعة ولفظ الإمام الواقع في مقابلة غيرالجماعة مفاده معلوم ويدل علي أن الصلاة الوسطي المخصوصة من بين سائر الصلوات بمزيد التأكيد هي‌ صلاة الجمعة

38- العيَاّشيِ‌ّ، عَن زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ أَنّهُمَا سَأَلَا أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِحافِظُوا عَلَي الصّلَواتِ وَ الصّلاةِ الوُسطي قَالَ صَلَاةُ الظّهرِ وَ فِيهَا فَرَضَ اللّهُ الجُمُعَةَ وَ فِيهَا السّاعَةُ التّيِ‌ لَا يُوَافِقُهَا عَبدٌ مُسلِمٌ فَيَسأَلُ خَيراً إِلّا أَعطَاهُ اللّهُ إِيّاهُ

بيان و فيهافرض الله أي في الصلاة الوسطي فيدل علي أن الصلاة الوسطي المراد بهاصلاة الجمعة في يوم الجمعة والظهر في سائر الأيام أوالمعني في هذه الكلمة وهي‌ الصلاة الوسطي فرض الله الجمعة فيوافق الخبر السابق و فيها أي في الجمعة بمعني اليوم ففيه استخدام أويقدر الصلاة في الأول

39- مَنَاقِبُ ابنِ شَهرَآشُوبَ،[تَفسِيرَا]مُجَاهِدٍ وَ أَبِي يُوسُفَ يَعقُوبَ بنِ أَبِي سُفيَانَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضّوا إِلَيها وَ تَرَكُوكَ قائِماً إِنّ دِحيَةَ الكلَبيِ‌ّ جَاءَ يَومَ الجُمُعَةِ مِنَ الشّامِ بِالمِيرَةِ فَنَزَلَ عِندَ أَحجَارِ الزّيتِ ثُمّ ضَرَبَ بِالطّبُولِ لِيُؤذِنَ النّاسَ بِقُدُومِهِ فَتَفَرّقَ النّاسُ إِلَيهِ إِلّا عَلِيّ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ فَاطِمَةُ وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ صُهَيبٌ وَ تَرَكُوا النّبِيّص قَائِماً يَخطُبُ عَلَي المِنبَرِ فَقَالَ النّبِيّص لَقَد نَظَرَ اللّهُ يَومَ الجُمُعَةِ إِلَي مسَجدِيِ‌ فَلَو لَا الفِئَةُ الّذِينَ جَلَسُوا فِي مسَجدِيِ‌ لَأُضرِمَتِ المَدِينَةُ عَلَي أَهلِهَا وَ حُصِبُوا بِالحِجَارَةِ كَقَومِ لُوطٍ وَ نَزَلَ فِيهِمرِجالٌ لا تُلهِيهِم تِجارَةٌالآيَةَ

40- العيَاّشيِ‌ّ، عَنِ المحَاَملِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِخُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍ قَالَ الأَردِيَةُ فِي العِيدَينِ وَ الجُمُعَةِ


صفحه : 196

41- كِتَابُ اليَقِينِ،لِلسّيّدِ بنِ طَاوُسٍ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامِ بنِ سُهَيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ العلَوَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ دَاوُدَ النّجّارِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع فِي حَدِيثِ المِعرَاجِ قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ هَل تدَريِ‌ مَا الدّرَجَاتُ قُلتُ أَنتَ أَعلَمُ يَا سيَدّيِ‌ قَالَ إِسبَاغُ الوُضُوءِ فِي المَكرُوهَاتِ وَ المشَي‌ُ عَلَي الأَقدَامِ إِلَي الجُمُعَاتِ مَعَكَ وَ مَعَ الأَئِمّةِ مِن وُلدِكَ وَ انتِظَارُ الصّلَاةِ بَعدَ الصّلَاةِ الخَبَرَ

ورواه الشيخ حسن بن سليمان في كتاب المحتضر نقلا من تفسير محمد بن العباس مثله بيان لايخفي أن هذاالخبر مع جهالته إنما يدل علي أن الجمعة مع النبي والأئمة من ولده ع أتم وأكمل وأدخل في رفع الدرجات لاالاشتراط بقرينة ضمه مع المستحبات سابقا ولاحقا

42- مَجمَعُ البَيَانِ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيخُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍ قَالَ أَي خُذُوا ثِيَابَكُمُ التّيِ‌ تَتَزَيّنُونَ بِهَا لِلصّلَاةِ فِي الجُمُعَاتِ وَ الأَعيَادِ

43- كِتَابُ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الوَاجِبُ فِي حُكمِ اللّهِ وَ حُكمِ الإِسلَامِ عَلَي المُسلِمِينَ بَعدَ مَا يَمُوتُ إِمَامُهُم أَو يَقتُلُ ضَالّا كَانَ أَو مَهدِيّاً أَن لَا يَعمَلُوا عَمَلًا وَ لَا يُقَدّمُوا يَداً وَ لَا رِجلًا قَبلَ أَن يَختَارُوا لِأَنفُسِهِم إِمَاماً عَفِيفاً عَالِماً وَرِعاً عَارِفاً بِالقَضَاءِ وَ السّنّةِ يجَبيِ‌ فَيئَهُم وَ يُقِيمُ حَجّهُم وَ جُمُعَتَهُم وَ يجَبيِ‌ صَدَقَاتِهِم الخَبَرَ


صفحه : 197

بيان كون إقامة الجمعة من فوائد قيام الإمام بالأمر لايدل علي الاشتراط لأن الإمام يقيم جميع شرائط الإسلام بين الناس كما أن إقامة الحج لايدل علي اشتراطه به

44- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ وَاعِظٍ قِبلَةٌ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ لَو يَعلَمُ أمُتّيِ‌ مَا لَهُم فِيهَا لَضَرَبُوا عَلَيهَا بِالسّهَامِ الأَذَانُ وَ الغُدُوّ إِلَي يَومِ الجُمُعَةِ وَ الصّفّ الأَوّلُ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ يَستَأنِفُونَ العَمَلَ المَرِيضُ إِذَا برَ‌ِئَ وَ المُشرِكُ إِذَا أَسلَمَ وَ الحَاجّ إِذَا فَرَغَ وَ المُنصَرِفُ مِنَ الجُمُعَةِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ استَأجَرَ أَجِيراً فَلَا يَحبِسهُ عَنِ الجُمُعَةِ فَيَشتَرِكَانِ فِي الأَجرِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص الإِتيَانُ إِلَي الجُمُعَةِ زِيَارَةٌ وَ جَمَالٌ قِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَا الجَمَالُ قَالَ ضَوءُ الفَرِيضَةِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ بِكُم إِذَا تَهَيّأَ أَحَدُكُم لِلجُمُعَةِ كَمَا يَتَهَيّأُ اليَهُودُ عَشِيّةَ الجُمُعَةِ لِسَبتِهِم

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ سُئِلَ عَلِيّ ع عَن رَجُلٍ يَكُونُ فِي زِحَامٍ فِي صَلَاةِ الجُمُعَةِ أَحدَثَ وَ لَا يَقدِرُ عَلَي الخُرُوجِ فَقَالَ يَتَيَمّمُ وَ يصُلَيّ‌ مَعَهُم وَ يُعِيدُ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ نَهَي عَلِيّ ع أَن يَشرَبَ الدّوَاءَ يَومَ الخَمِيسِ مَخَافَةَ أَن يَضعُفَ عَنِ الجُمُعَةِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص التّهجِيرُ إِلَي الجُمُعَةِ حَجّ فُقَرَاءِ أمُتّيِ‌


صفحه : 198

بيان كل واعظ قبلة أي للموعوظ ورواه في الفقيه عن النبي ص مرسلا وأضاف إليه و كل موعوظ قبلة للواعظ ثم قال يعني‌ في الجمعة والعيدين وصلاة الاستسقاء والمراد استقبال كل منهما الآخر باستدبار الإمام القبلة واستقبال المأموم القبلة أوالانحراف إليه كمامر لضربوا عليها بالسهام أي لنازعوا فيها حتي احتاجوا إلي القرعة بالسهام ويدل علي فضل المباكرة.يستأنفون العمل أي يبتدءونه كناية عن مغفرة مامضي من ذنوبهم فيشتركان أي إن لم يحبسه وزيارة أي لقاء الإخوان ضوء الفريضة أي نورها أي يظهر في الوجه كما قال تعالي سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السّجُودِ. و أماالإعادة لمن صلي بتيمم إذامنعه الزحام فقد مر أنه مختار الشيخ و ابن الجنيد والمشهور عدم الإعادة ويمكن حمله علي الاستحباب أوالصلاة مع المخالف ولعل في قوله معهم إيماء إليه وحمل النهي‌ عن شرب الدواء في الخميس علي الكراهة. والتهجير إلي الجمعة المبادرة إليها بإدراك أول الخطبة أوالمباكرة إلي المسجد قال في النهاية فيه لويعلم الناس ما في التهجير لاستبقوا إليه التهجير التبكير إلي كل شيء والمبادرة إليه أراد المبادرة إلي أول الصلاة و منه حديث الجمعة فالمهجر إليها كالمهدي‌ بدنة أي المبكر إليها انتهي وقيل أراد السير في الهاجرة وشدة الحر عقيب الزوال أوقريبا منه

45-مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، الحُسَينِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَنِ الحكُيَميِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ زِيَادٍ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ


صفحه : 199

مَولَي رَسُولِ اللّهِص أَنّ مَروَانَ بنَ الحَكَمِ استَخلَفَ أَبَا هُرَيرَةَ وَ خَرَجَ إِلَي مَكّةَ وَ صَلّي بِنَا أَبُو هُرَيرَةَ الجُمُعَةَ فَقَرَأَ بَعدَ سُورَةِ الجُمُعَةِ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي رَافِعٍ فَأَدرَكتُ أَبَا هُرَيرَةَ حِينَ انصَرَفتُ فَقُلتُ لَهُ سَمِعتُكَ تَقرَأُ سُورَتَينِ كَانَ عَلِيّ ع يَقرَؤُهُمَا بِالكُوفَةِ فَقَالَ أَبُو هُرَيرَةَ إنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقرَأُ بِهِمَا

دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ النّبِيّص الجُمُعَةُ حَجّ المَسَاكِينِ

46- نَهجُ البَلَاغَةِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تُسَافِر فِي يَومِ جُمُعَةٍ حَتّي تَشهَدَ الصّلَاةَ إِلّا فَاصِلًا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَو فِي أَمرٍ تُعذَرُ بِهِ

بيان فاصلا أي شاخصا قال تعالي وَ لَمّا فَصَلَتِ العِيرُ واعلم أنه نقل العلامة وغيره الإجماع علي تحريم السفر بعدالزوال لمن وجبت عليه الصلاة وكذا علي كراهته بعدالفجر واعترض علي الأول بأن علة تحريم السفر استلزامه لفوات الجمعة و مع التحريم يجوز إيقاعها فتنتفي‌ العلة فكذا المعلول و هوالتحريم و هذادور فقهي‌ و هو مايستلزم وجوده عدمه وأجيب بأن علة حرمة السفر استلزام جوازه لجواز تفويت الواجب والاستلزام المذكور ثابت سواء كان السفر


صفحه : 200

حراما أومباحا فتأمل

47- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ الضّرِيرِ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ المِنهَالِ بنِ عُمَرَ عَن عَبّادِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَخطُبُ عَلَي مِنبَرٍ مِن آجُرّ

48- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ دَخَلَت مِيرَةٌ وَ بَينَ يَدَيهَا قَومٌ يَضرِبُونَ بِالدّفُوفِ وَ الملَاَهيِ‌ فَتَرَكَ النّاسُ الصّلَاةَ وَ مَرّوا يَنظُرُونَ إِلَيهِم فَأَنزَلَ اللّهُوَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضّوا إِلَيها وَ تَرَكُوكَ قائِماً

أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي أَيّوبَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَلَتوَ إِذا رَأَوا تِجارَةً أَو لَهواً انفَضّوا إِلَيها وَ تَرَكُوكَ قائِماً قُل ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ مِنَ اللّهوِ وَ مِنَ التّجارَةِيعَنيِ‌ لِلّذِينَ اتّقَواوَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقِينَ

49- كَنزُ الكرَاَجكَيِ‌ّ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ النّاسِ مَن لَا يأَتيِ‌ الجُمُعَةَ إِلّا نَزراً وَ لَا يَذكُرُ اللّهَ إِلّا هَجراً

بيان النزر القليل و في النهاية فيه من الناس من لايذكر الله إلامهاجرا يريد هجران القلب وترك الإخلاص في الذكر فكان قلبه مهاجر للسانه غيرمواصل له و منه و لايسمعون القرآن إلاهجرا يريد الترك له والإعراض عنه يقال هجرت الشي‌ء هجرا إذاتركته

50- عُدّةُ الداّعيِ‌، قَالَ البَاقِرُ ع أَوّلُ وَقتِ يَومِ الجُمُعَةِ سَاعَةٌ تَزُولُ الشّمسُ إِلَي أَن تمَضيِ‌َ سَاعَةٌ تُحَافِظُ عَلَيهَا فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَا يَسأَلُ اللّهَ تَعَالَي فِيهَا خَيراً إِلّا أَعطَاهُ اللّهُ تَعَالَي


صفحه : 201

51- جُنّةُ الأَمَانِ، عَنِ الرّضَا ع قَالَ مَا يَأمَنُ مَن سَافَرَ يَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ الصّلَاةِ أَن لَا يَحفَظَهُ اللّهُ تَعَالَي فِي سَفَرِهِ وَ لَا يَخلُفَهُ فِي أَهلِهِ وَ لَا يَرزُقَهُ مِن فَضلِهِ

52-العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِي العِلَلِ التّيِ‌ رَوَاهَا عَنِ الرّضَا ع قَالَ فَإِن قَالَ فَلِمَ صَارَت صَلَاةُ الجُمُعَةِ إِذَا كَانَت مَعَ الإِمَامِ رَكعَتَينِ وَ إِذَا كَانَت بِغَيرِ إِمَامٍ رَكعَتَينِ وَ رَكعَتَينِ قِيلَ لِعِلَلٍ شَتّي مِنهَا أَنّ النّاسَ يَتَخَطّونَ إِلَي الجُمُعَةِ مِن بُعدٍ فَأَحَبّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُخَفّفَ عَنهُم لِمَوضِعِ التّعَبِ ألّذِي صَارُوا إِلَيهِ وَ مِنهَا أَنّ الإِمَامَ يَحبِسُهُم لِلخُطبَةِ وَ هُم مُنتَظِرُونَ لِلصّلَاةِ وَ مَنِ انتَظَرَ الصّلَاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ فِي حُكمِ التّمَامِ وَ مِنهَا أَنّ الصّلَاةَ مَعَ الإِمَامِ أَتَمّ وَ أَكمَلُ لِعِلمِهِ وَ فِقهِهِ وَ عَدلِهِ وَ فَضلِهِ وَ مِنهَا أَنّ الجُمُعَةَ عِيدٌ وَ صَلَاةُ العِيدِ رَكعَتَانِ وَ لَم يُقَصّر لِمَكَانِ الخُطبَتَينِ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَتِ الخُطبَةُ قِيلَ لِأَنّ الجُمُعَةَ مَشهَدٌ عَامّ فَأَرَادَ أَن يَكُونَ الإِمَامُ سَبَباً لِمَوعِظَتِهِم وَ تَرغِيبِهِم فِي الطّاعَةِ وَ تَرهِيبِهِم عَنِ المَعصِيَةِ وَ تَوقِيفِهِم عَلَي مَا أَرَادَ مِن مَصلَحَةِ دِينِهِم وَ دُنيَاهُم وَ يُخبِرُهُم بِمَا وَرَدَ عَلَيهِم مِنَ الآفَاتِ وَ مِنَ الأَهوَالِ التّيِ‌ لَهُم فِيهَا المَضَرّةُ وَ المَنفَعَةُ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَت خُطبَتَينِ قِيلَ لِأَن يَكُونَ وَاحِدَةٌ لِلثّنَاءِ وَ التّمجِيدِ وَ التّقدِيسِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ الأُخرَي لِلحَوَائِجِ وَ الإِعذَارِ وَ الإِنذَارِ وَ الدّعَاءِ وَ مَا يُرِيدُ أَن يُعَلّمَهُم مِن أَمرِهِ وَ نَهيِهِ مَا فِيهِ الصّلَاحُ وَ الفَسَادُ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَتِ الخُطبَةُ يَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ الصّلَاةِ وَ جُعِلَت فِي العِيدَينِ بَعدَ الصّلَاةِ قِيلَ لِأَنّ الجُمُعَةَ أَمرٌ دَائِمٌ تَكُونُ فِي الشّهرِ مِرَاراً وَ فِي السّنَةِ كَثِيراً فَإِذَا كَثُرَ ذَلِكَ عَلَي النّاسِ صَلّوا وَ تَرَكُوهُ وَ لَم يُقِيمُوا عَلَيهِ وَ تَفَرّقُوا عَنهُ فَجُعِلَت قَبلَ الصّلَاةِ لِيَحتَبِسُوا عَلَي الصّلَاةِ وَ لَا يَتَفَرّقُوا وَ لَا يَذهَبُوا وَ أَمّا العِيدَينِ فَإِنّمَا هُوَ فِي السّنَةِ


صفحه : 202

مَرّتَينِ وَ هُوَ أَعظَمُ مِنَ الجُمُعَةِ وَ الزّحَامُ فِيهِ أَكثَرُ وَ النّاسُ فِيهِ أَرغَبُ فَإِن تَفَرّقَ بَعضُ النّاسِ بقَيِ‌َ عَامّتُهُم وَ لَيسَ هُوَ بِكَثِيرٍ فَيَمَلّوا وَ يَستَخِفّوا بِهِ قَالَ الصّدُوقُ جَاءَ هَذَا الخَبَرُ هَكَذَا وَ الخُطبَتَانِ فِي الجُمُعَةِ وَ العِيدَينِ بَعدَ الصّلَاةِ لِأَنّهُمَا بِمَنزِلَةِ الرّكعَتَينِ الأُخرَاوَينِ وَ أَوّلُ مَن قَدّمَ الخُطبَتَينِ عُثمَانُ لِأَنّهُ لَمّا أَحدَثَ مَا أَحدَثَ لَم يَكُنِ النّاسُ يَقِفُونَ عَلَي خُطبَتِهِ وَ يَقُولُونَ مَا نَصنَعُ بِمَوَاعِظِهِ وَ قَد أَحدَثَ مَا أَحدَثَ فَقَدّمَ الخُطبَتَينِ لِيَقِفَ النّاسُ انتِظَاراً لِلصّلَاةِ فَلَا يَتَفَرّقُوا عَنهُ فَإِن قَالَ فَلِمَ وَجَبَتِ الجُمُعَةُ عَلَي مَن يَكُونُ عَلَي فَرسَخَينِ لَا أَكثَرَ مِن ذَلِكَ قِيلَ لِأَنّ مَا يُقَصّرُ فِيهِ الصّلَاةُ بَرِيدَانِ ذَاهِباً أَو بَرِيدٌ ذَاهِباً وَ جَائِياً وَ البَرِيدُ أَربَعَةُ فَرَاسِخَ فَوَجَبَتِ الجُمُعَةُ عَلَي مَن هُوَ عَلَي نِصفِ البَرِيدِ ألّذِي يَجِبُ فِيهِ التّقصِيرُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ يجَيِ‌ءُ فَرسَخَينِ وَ يَذهَبُ فَرسَخَينِ فَذَلِكَ أَربَعَةُ فَرَاسِخَ وَ هُوَ نِصفُ طَرِيقِ المُسَافِرِ فَإِن قَالَ فَلِمَ زِيدَ فِي صَلَاةِ السّنّةِ يَومَ الجُمُعَةِ أَربَعُ رَكَعَاتٍ قِيلَ تَعظِيماً لِذَلِكَ اليَومِ وَ تَفرِقَةً بَينَهُ وَ بَينَ سَائِرِ الأَيّامِ

أقول في العلل فهو في الصلاة إلي قوله فأراد أن يكون للأمير سبب إلي موعظتهم إلي قوله وفعلهم وتوقيفهم علي ماأرادوا بما ورد عليهم من الآفات و في بعض النسخ من الآفات من الأهوال التي‌ لهم فيهاالمضرة والمنفعة و لا يكون الصائر في الصلاة منفصلا و ليس بفاعل غيره ممن يؤم الناس في غير يوم الجمعة فإن قال إلي قوله واحدة للتمجيد إلي قوله وتكون في الشهور والسنة كثيرا و إذاكثر ذلك علي الناس ملوا إلي قوله و ليس هوكثيرا إلي قوله لم يكن الناس ليقفوا


صفحه : 203

توضيح مرام ودفع أوهام

ركعتين وركعتين أي أربع ركعات وهم ينتظرون للصلاة يدل علي تقديم الخطبة كماسيصرح به في حكم التمام أي هذا في حكم إتمام الصلاة لأن الخطبتين مكان ركعتين والحاصل أن كونه بمنزلة من هو في الصلاة إنما هو في إتمام ثواب الصلاة لا في جميع الأحكام و لم تقصر لمكان الخطبتين أقول يخطر بالبال فيه وجوه .الأول أن يكون المراد بيان أمر آخر و هو أن الجمعة مع كونها ركعتين لمشابهة العيد أو غير ذلك فليست من الصلوات المقصورة لأن الركعتين بمنزلة الخطبتين .الثاني‌ أن يكون المعني أنها لاتوقع في السفر قصرا لأن الجمعة لاتكون جمعة إلابالخطبة والخطبة بمنزلة الركعتين فإذاأتي بها في السفر يكون بمنزلة الإتمام في السفر و هو غيرجائز.الثالث أن يكون بيانا لعلة قصر العيدين فيقرأ لم بكسر اللام فيكون استفهاما أي إنما تقصر صلاة العيد للخطبتين و فيه بعد. قوله والمنفعة لعلها معطوفة علي الأهوال أويقدر في الكلام شيء كما في قولهم علفته تبنا وماء باردا و لايبعد أن يكون الأهوال تصحيف الأحوال . قوله و لا يكون الصائر في الصلاة هذه الفقرات ليست في العيون كماعرفت ولعله أسقطه هناك لعدم اتضاح معناها ويخطر بالبال في حلها وجوه الأول أن يكون المراد بيان كون حالة الخطبة حالة متوسطة بين الصلاة وغيرها فتقدير الكلام لا يكون الصائر في الصلاة أي الكائن فيهامنفصلا عنها في غير يوم الجمعة و في يوم الجمعة في حال الخطبة كذلك و ليس فاعل غيرالصلاة يؤم الناس في غير يوم الجمعة و فيه كذلك لأن الإمام في حالة الخطبة بمنزلة الإمام للناس يستمعون له ويجتمعون إليه وليست الخطبة بصلاة و علي هذا و إن كان الظاهر غيرها لكن يمكن إرجاع ضمير المذكر إليه بتأويل الفعل ونحوه .


صفحه : 204

الثاني‌ أن يكون بيان علة أخري للخطبة بأن يكون و ليس بفاعل غيره تأكيدا لقوله منفصلا و قوله ممن يؤم متعلقا بقوله منفصلا أي لا يكون المصلي‌ في يوم الجمعة منفصلا عن المصلي‌ في غيره بأن تكون صلاته ركعتين و لا يكون فاعلا غيرفعل المصلي‌ في غيره أو لا يكون فاعلا مغايرا له في الصفة بل يكونان سواء لكون الخطبتين بمنزلة الركعتين .الثالث أن يكون المعني أنما جعلت الخطبة قبلها لئلا يكون الصائر في الصلاة قبل الدخول منفصلا عن الصلاة بل يكون في حكم من كان في الصلاة و قوله و ليس بفاعل غيره المراد به أن الإمام في غير يوم الجمعة أيضا كذلك و ليس بمنفصل عن الصلاة لإيقاع النافلة قبلها و لما لم تكن في يوم الجمعة نافلة بعدالزوال جعلت الخطبة مكانها فقوله و ليس بفاعل إما حال أي لا يكون منفصلا والحال أن غيره منفصل فيكون هومثلهم وغيره فاعل فاعل أي ليس بفاعل غير هذاالفعل أحد ممن يؤم أواستدراك والأول أظهر.الرابع أن يكون المعني و لا يكون الصائر في الصلاة أي إمام هذه الصلاة منفصلا أي عن العمل بما يعظ الناس به في الخطبة لقوله سبحانه أَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم وغيره و ليس بفاعل غيره بالإضافة أي لا يكون فاعلا غير ما يقول في الخطبة ممن يؤم أي من بينهم ليكون حالا عن الصائر ويمكن أن يقرأ حينئذ فاعل بالتنوين وغيره بالرفع ليكون فاعله أي ليس يصدر الخطبة من أئمة الصلوات غيرالجمعة فلابد فيها من ذلك .الخامس أن يكون ممن يؤم خبر كان و قوله منفصلا و قوله و ليس بفاعل حالين عن الصائر أي لامتياز إمام الجمعة باعتبار اشتراط علمه بالخطبة عن إمام غيرالجمعة و هذاأبعد الوجوه . و أماتأخير الخطبة في الجمعة فقد عرفت أنه مما تفرد به الصدوق و لم أظفر علي موافق له في ذلك فما عد من بدع عثمان إنما هوتقديم خطبة العيدين وجعل


صفحه : 205

الخطبتين مكان الساقطتين . إذاعرفت مضمون الخبر مع إشكاله وإغلاقه فاعلم أن بعض المنكرين لوجوب الجمعة في زمن الغيبة الشارطين للإمام ع أونائبه فيهااستدلوا علي مطلوبهم بهذا الخبر من وجوه الأول من لفظة الإمام المتكرر ذكره في الخبر حيث زعموا أنه حقيقة في إمام الكل .الثاني‌ من قوله منها أن الصلاة مع الإمام أتم وأكمل حيث قالوا يدل علي اشتراط العلم والفقه والفضل من إمام الجمعة زائدا علي مايشترط في إمام الجماعة والقائلون بالغيبة لايفرقون بينهما وغيرهم يشرطون الإمام أونائبه فلابد من حمله عليه .الثالث من قوله ع فأراد أن يكون للإمام أوللأمير سبب إلي موعظتهم إلي قوله من الأهوال التي‌ فيهاالمضرة والمنفعة قالوا الإمام والأمير يدلان علي ماقلنا وأيضا ظاهر أن تلك الفوائد ليست إلاشأن الإمام أوالحاكم من قبله لاسيما الإخبار بما يرد عليه من الآفاق مما فيه المضرة والمنفعة لا كل عادل .الرابع من قوله و ليس بفاعل غيره ممن يؤم الناس في غير يوم الجمعة فإنه يدل علي أن صلاة الجمعة لايفعلها من يؤم في غيرالجمعة فيدل علي اشتراط الإمام أونائبه بالتقريب المتقدم .الخامس من قوله للحوائج والإعذار والإنذار وإعلام الأمر والنهي‌ كلها من شئون إمام الكل والأمير والحاكم لا كل إمام . والجواب من وجوه الأول أن السند غيرصحيح علي طريقتهم فإن ابن عبدوس غيرمذكور في شيء من كتب الرجال و لاوثقه أحد و ابن قتيبة و إن كان


صفحه : 206

ممدوحا لم يوثقه أيضا أحد. ثم إن الفضل ره ذكر أولا تلك العلل من غيررواية ثم لماسأله ابن قتيبة هل قلت جميع ذلك برأيك أو عن خبر قال بل سمعتها من مولاي‌ أبي الحسن علي بن موسي الرضا المرة بعدالمرة والشي‌ء بعدالشي‌ء فجمعتها ويظهر من الصدوق ره أنه حمل هذاالكلام علي أن بعضها سماعي‌ وبعضها استنباطي‌ ولذا تراه يقول في مواضع وغلط الفضل بن شاذان في ذلك و هذامما يضعف الاحتجاج به .الثاني‌ ماذكره من الاستدلال بلفظ الإمام فقد عرفت جوابه مما سبق .الثالث أنا لانسلم دلالة قوله لعلمه وفقهه وعدله وفضله علي اشتراط هذه الأمور إذ يمكن أن يكون التعليل مبنيا علي أن في الغالب من يتصدي فيها يكون متصفا بتلك الأوصاف أو يكون مبنيا علي تأكد استحباب كون الإمام أعلم وأفضل كَمَا مَرّ عَنِ النّبِيّص إِمَامُ القَومِ وَافِدُهُم فَقَدّمُوا أَفضَلَكُم

و لما كان الاجتماع هنا أكثر فيكون زيادة الفضل هنا مستلزما لمزيد فضل في نفسه كما لايخفي . والحق أن هذه الصلاة لما كان السعي‌ إليها واجبا علي الجميع إلاجماعة قليلة فلابد في إمامها من مزيد فضل ليكون أفضلهم فيظهر وجه التخصيص ويكفي‌ هذالصحة التعليل علي أنه لايلزم اطراد التعليل فجاز أن يكون لصلاة حضر فيهاالإمام أوالأمير المنصوب من قبله فإنه لاريب أنهما مع حضورهما أولي من غيرهما. وأكثر التعليلات الواردة في هذاالخبر الطويل غيرمطرد كعلة الجهر والإخفات وغسل الميت والقصر في السفر وأشباهها وإنما هي‌ مناسبات يكفي‌ فيهاالتحقق في الجملة وأيضا قدبينا أن إمام الجمعة يزيد علي إمام غيرها بالعلم بالخطبة والقدرة علي إيقاعها والعلم بأحكام خصوص الجمعة من الوقت والعدد والشرائط والآداب .


صفحه : 207

الرابع أن التعبير بالأمير لايستلزم التخصيص بل يمكن أن يكون علي المثال أوذكر أفضل أفراده ليكون العلة فيه أتم وأظهر مع أن في العيون مكانه الإمام و قدعرفت أن ظاهره مطلق إمام الجماعة في المقام . والخامس أن كون إخبارهم بما ورد عليه من الآفاق مخصوصا بالإمام أوالنائب ممنوع إذ يمكن أن يخبر كل واعظ وخطيب الناس بما سنح في الأطراف من هجوم الكفار وأعادي‌ المؤمنين وقوتهم وشوكتهم ليهتموا في الدعاء والخيرات وبذل الصدقات . مع أنه في أكثر نسخ العيون بما ورد عليهم من الآفاق و من الأهوال فيمكن أن يكون المراد إخبارهم بآفات زروعهم وأشجارهم وأسعارهم وبأن علتها المعاصي‌ وشرور أنفسهم ثم يأمرهم بالتوبة والإنابة كمااشتمل عليه كثير من الخطب المنقولة. علي أن كون شيءعلة لحدوث حكم لايستلزم بقاء العلة إلي يوم القيامة كمامر أن علة التكبيرات السبع أن النبي ص كلما صعد سماء كبر تكبيرة و لمارأي من نور عظمته سبحانه ركع و لمارأي نورا أشد من ذلك سجد و لمارأي النبيين خلفه سلم فلو كانت العلة موجبة للتخصيص فلاتلزم هذه الأمور لغيره و لا له إلا في المعراج .السادس لانسلم دلالة ذكر الحوائج والإعذار والإنذار وإعلام ما فيه الصلاح والفساد بالإمام فإن مدار الخطباء والوعاظ علي ذكر مايحتاج إليه الناس من أمور دينهم ودنياهم نقلا عن أئمتهم ويتمون حجة الله عليهم وينذرونهم عقابه ويدعون لهم ولأنفسهم ويأمرونهم بما فيه صلاحهم وينهونهم عما فيه فسادهم و لوسلم فيرد عليه مامر في الوجه السابق .السابع الاستدلال بقوله و ليس بفاعل مع أن معناه غيرمعلوم والمقصود منه غيرمفهوم وإنما قطعوا من الكلام جزء غيرتام واستدلوا به و هذا في غاية الغرابة والظرافة و قدعرفت الوجوه الدقيقة التي‌ حملنا الكلام عليها و ليس في


صفحه : 208

شيءمنها دلالة علي مطلوبهم . علي أن هذه الفقرة غيرمذكورة في العيون مع أنه أورد فيه سائر أجزاء الخبر وإنما توجد في نسخ العلل و هذامما يضعفها والاحتجاج بها. قوله لأن مايقصر فيه الصلاة أقول هذاأيضا يحتمل عندي‌ وجوها الأول أن المراد أن هذه الصلاة لماكانت واسطة بين صلاة التمام والقصر من جهة أنها ركعتان و أن الخطبتين مكان الركعتين فناسب كون المسافة المعتبرة فيهانصف المسافة المعتبرة في القصر.الثاني‌ أنه إذالوحظ من الجانبين يصير بقدر مسافة القصر ومسافة القصر موجبة للتخفيف فلذا أسقطت عمن بعدعنها أكثر من فرسخين .الثالث أن مسافة القصر أربعة فراسخ و إن لم يرد الرجوع من يومه بل أراد الرجوع قبل أن يقطع سفره كماعرفت فقطع أربع فراسخ موجب للقصر في الجملة فناسب تخفيف الحكم عليه و شيء من الوجوه لايخلو من التكلف بحسب اللفظ والمعني ولعل بناء التعليل علي مناسبة واقعية في عدل الله تعالي وحكمته بين العلتين هي‌ خفية علينا

53- كِتَابُ العَرُوسِ،لِلشّيخِ الفَقِيهِ أبو[ أَبِي] مُحَمّدٍ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ القمُيّ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فَرَضَ اللّهُ عَلَي النّاسِ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ خَمساً وَ ثَلَاثِينَ صَلَاةً مِنهَا وَاحِدَةٌ فَرَضَهَا فِي جَمَاعَةٍ وَ هيِ‌َ الجُمُعَةُ وَ وَضَعَهَا عَن تِسعَةٍ عَنِ الصّغِيرِ وَ الكَبِيرِ وَ المَجنُونِ وَ المُسَافِرِ وَ العَبدِ وَ المَرِيضِ وَ المَرأَةِ وَ الأَعمَي وَ مَن كَانَ عَلَي رَأسِ فَرسَخَينِ وَ روُيِ‌َ مَكَانَ المَجنُونِ الأَعرَجُ وَ قَالَ صَلَاةُ يَومِ الجُمُعَةِ فَرِيضَةٌ وَ الِاجتِمَاعُ إِلَيهَا فَرِيضَةٌ مَعَ الإِمَامِ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَدرَكتَ الإِمَامَ قَبلَ أَن يَركَعَ الآخِرَةَ فَقَد أَدرَكتَ الصّلَاةَ وَ إِذَا أَدرَكتَ بَعدَ مَا رَفَعَ رَأسَهُ فهَيِ‌َ أَربَعُ رَكَعَاتٍ بِمَنزِلَةِ


صفحه : 209

الظّهرِ وَ خُصُوصِيّتُهَا للِذّيِ‌ أَدرَكَ الرّكعَةَ الأَخِيرَةَ يُضِيفُ إِلَيهَا رَكعَةً أُخرَي وَ قَد تَمّت صَلَاتُهُ وَ لَا يَعتَبِرُ بِمَا فَاتَهُ مِن سَمَاعِ الخُطبَتَينِ مَكَانَ الرّكعَتَينِ وَ سَائِرُ الصّلَوَاتِ إِذَا أَدرَكَ الرّكعَةَ الأَخِيرَةَ يُضِيفُ إِلَيهَا ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ التّيِ‌ فَاتَتهُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ ينَبغَيِ‌ لَكَ أَن تصُلَيّ‌َ يَومَ الجُمُعَةِ سِتّ رَكَعَاتٍ فِي صَدرِ النّهَارِ وَ سِتّ رَكَعَاتٍ قَبلَ الزّوَالِ وَ رَكعَتَانِ مَعَ الزّوَالِ فَإِذَا زَالَتِ الشّمسُ صَلّيتَ الفَرِيضَةَ إِن كُنتَ مَعَ الإِمَامِ رَكعَتَينِ وَ إِن كُنتَ وَحدَكَ فَأَربَعَ رَكَعَاتٍ ثُمّ تُسَلّمُ وَ تصُلَيّ‌ بَينَ الظّهرِ وَ العَصرِ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَ روُيِ‌َ يصُلَيّ‌ بَينَ الظّهرِ وَ العَصرِ سِتّ رَكَعَاتٍ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن ركَعتَيَ‌ِ الزّوَالِ يَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ الأَذَانِ أَو بَعدَهُ قَالَ قَبلَ الأَذَانِ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ تصُلَيّ‌ العَصرَ يَومَ الجُمُعَةِ فِي وَقتِ الظّهرِ فِي غَيرِ يَومِ الجُمُعَةِ وَ قَالَ وَقتُ صَلَاةِ الجُمُعَةِ سَاعَةٌ تَزُولُ الشّمسُ وَ وَقتُهَا فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ وَاحِدٌ أَو هيِ‌َ فِي المُضَيّقِ وَقتٌ وَاحِدٌ حِينَ تَزُولُ الشّمسُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ أَكرَمَ المُؤمِنِينَ بِالجُمُعَةِ فَسَنّهَا رَسُولُ اللّهِص بِشَارَةً لَهُم وَ المُنَافِقِينَ تَوبِيخاً لِلمُنَافِقِينَ وَ لَا ينَبغَيِ‌ تَركُهُمَا فَمَن تَرَكَهُمَا مُتَعَمّداً فَلَا صَلَاةَ لَهُ

بيان اعلم أن المراد بالجمعة اليوم أوالصلاة أوالسورة والمراد بالضمير السورة فعلي الأوليين فيه استخدام و قوله والمنافقين عطف علي الضمير البارز في سنها وحمل لاصلاة له علي نفي‌ الكمال

54- العَرُوسُ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ القُنُوتُ فِي يَومِ الجُمُعَةِ إِذَا كُنتَ وَحدَكَ ففَيِ‌ الثّانِيَةِ وَ إِن كَانَ الإِمَامُ ففَيِ‌ الرّكعَةِ الأُولَي

وَ رَوَي حَرِيزٌ أَنّ القُنُوتَ يَومَ الجُمُعَةِ قُنُوتَانِ قُنُوتٌ فِي الرّكعَةِ الأُولَي قَبلَ الرّكُوعِ وَ قُنُوتٌ فِي الثّانِيَةِ بَعدَ الرّكُوعِ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَوَقتُ الظّهرِ يَومَ


صفحه : 210

الجُمُعَةِ حِينَ تَزُولُ الشّمسُ وَ ليَجهَر بِالقِرَاءَةِ فِي الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ إِذَا كَانَ وَحدَهُ وَ يَقنُتُ

وَ قَالَ البَاقِرُ ع الرّجُلُ إِذَا صَلّي الجُمُعَةَ أَربَعَ رَكَعَاتٍ يَجهَرُ فِيهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلَ مَا صَلّي فِي السّمَاءِ صَلَاةَ الظّهرِ يَومَ الجُمُعَةِ جَهَرَ بِهَا

بيان قوله ع إذا كان وحده لعله بيان للفرد الخفي‌ وكذا قوله إذاصلي الجمعة أربع ركعات والمشهور بين قدماء الأصحاب استحباب الجهر بالظهر يوم الجمعة ونقل المحقق في المعتبر عن بعض الأصحاب المنع من الجهر بالظهر مطلقا و قال إن ذلك أشبه بالمذهب و قال ابن إدريس يستحب الجهر بالظهر إن صليت جماعة لاانفرادا ويدفعه صريحا رواية زرارة هنا وحسنة الحلبي‌ في التهذيب والأول أقوي

55- العَرُوسُ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ينَبغَيِ‌ لِلإِمَامِ ألّذِي يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ أَن يَلبَسَ عِمَامَةً فِي الشّتَاءِ وَ الصّيفِ وَ يَتَرَدّي بِبُردٍ يَمَنِيّةٍ أَو عبِريِ‌ّ وَ يَخطُبُ وَ هُوَ قَائِمٌ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ لَيسَ عَلَي أَهلِ القُرَي جَمَاعَةٌ وَ لَا خُرُوجٌ فِي العِيدَينِ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَا جُمُعَةَ إِلّا فِي مِصرٍ يُقَامُ فِيهِ الحُدُودُ

بيان روي الشيخ في التهذيب هذه الرواية عن طلحة بن زيد و ألذي قبله عن حفص بن غياث والأول ضعيف علي المشهور والثاني‌ موثق وحملهما الشيخ علي التقية لأنهما موافقان لمذاهب أكثر العامة أو علي حصول البعد بأكثر من فرسخين مع اختلال الشرائط عندهم وردهما في المنتهي بالضعف والحمل علي


صفحه : 211

ماذكر و قال المصر ليس شرطا في الجمعة و هوقول علمائنا ثم قال و قال أبوحنيفة لاتجب علي أهل السواد و قال في الذكري ليس من شرط الجمعة المصر علي الأظهر في الفتاوي‌ والأشهر في الروايات ثم قال و قال ابن أبي عقيل صلاة الجمعة فرض علي المؤمنين حضورها مع الإمام في المصر ألذي هو فيه وحضورها مع أمرائه في الأمصار والقري النائية عنه و في المبسوط لاتجب علي أهل البادية والأكراد لأنه لادليل عليه ثم قال لوقلنا إنما تجب عليهم إذاحضر العدد لكان قويا انتهي واستدلال جماعة بالخبرين علي اشتراط الإمام طريف

56- قَالَ عَبدُ الحَمِيدِ بنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ لَمّا سَوّي رَسُولُ اللّهِ الصّفُوفَ بِأُحُدٍ قَامَ فَخَطَبَ النّاسَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ أُوصِيكُم بِمَا أوَصاَنيِ‌ بِهِ اللّهُ فِي كِتَابِهِ مِنَ العَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَ التنّاَهيِ‌ عَن مَحَارِمِهِ وَ سَاقَ الخُطبَةَ إِلَي أَن قَالَ وَ مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَعَلَيهِ بِالجُمُعَةِ يَومَ الجُمُعَةِ إِلّا صَبِيّاً أَوِ امرَأَةً أَو مَرِيضاً أَو عَبداً مَملُوكاً وَ مَنِ استَغنَي بِلَهوٍ أَو تِجَارَةٍ استَغنَي اللّهُ عَنهُ وَ اللّهُ غنَيِ‌ّ حَمِيدٌ الخَبَرَ

بيان قال في النهاية استغني الله عنه أي أطرحه الله ورمي به من عينه فعل


صفحه : 212

من استغني عن الشي‌ء فلم يلتفت إليه وقيل جزاه جزاء استغنائه عنها كقوله تعالي نَسُوا اللّهَ فَنَسِيَهُم

57- رِسَالَةُ الجُمُعَةِ، فِي أَعمَالِ الجُمُعَةِ لِلشّهِيدِ الثاّنيِ‌ قَالَ قَالَ النّبِيّص الجُمُعَةُ حَجّ المَسَاكِينِ

وَ كَانَ سَعِيدُ بنُ المُسَيّبِ يَقُولُ الجُمُعَةُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن حَجّةِ تَطَوّعٍ

وَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يَقرَأُ فِي الجُمُعَةِ فِي الرّكعَةِ الأُولَي بِسُورَةِ الجُمُعَةِ لِيُحَرّضَ بِهَا المُؤمِنِينَ وَ فِي الثّانِيَةِ بِسُورَةِ المُنَافِقِينَ لِيُفزِعَ بِهَا المُنَافِقِينَ وَ قَالَ مَن تَوَضّأَ يَومَ الجُمُعَةِ فَأَحسَنَ الوُضُوءَ ثُمّ أَتَي الجُمُعَةَ فَاستَمَعَ وَ أَنصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَينَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ وَ زِيَادَةَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ

وَ قَالَ ع مَنِ اغتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ مَسّ مِن طِيبِ امرَأَتِهِ إِن كَانَ لَهَا وَ لَبِسَ مِن صَالِحِ ثِيَابِهِ ثُمّ لَم يَتَخَطّ رِقَابَ النّاسِ وَ لَم يَلغُ عِندَ المَوعِظَةِ كَانَ كَفّارَةً لِمَا بَينَهُمَا وَ مَن لَغَا وَ تَخَطّي رِقَابَ النّاسِ كَانَت لَهُ طُهراً وَ قَالَ مَن تَكَلّمَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ فَهُوَ كَالحِمَارِيَحمِلُ أَسفاراً وَ ألّذِي يَقُولُ لَهُ أَنصِت لَا جُمُعَةَ لَهُ وَ قَالَ مَنِ اغتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ استَنّ وَ مَسّ مِن طِيبٍ إِن كَانَ عِندَهُ وَ لَبِسَ مِن أَحسَنِ ثِيَابِهِ ثُمّ خَرَجَ يأَتيِ‌ المَسجِدَ وَ لَم يَتَخَطّ رِقَابَ النّاسِ ثُمّ يَركَعُ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَركَعَ وَ أَنصَتَ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ كَانَ كَفّارَةً لِمَا بَينَهَا وَ بَينَ الجُمُعَةِ التّيِ‌ قَبلَهَا وَ كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص بُردٌ يَلبَسُهُ فِي العِيدَينِ وَ الجُمُعَةِ سِوَي ثَوبِ مِهنَتِهِ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنهُ ع أَنّ اللّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي أَصحَابِ العَمَائِمِ يَومَ الجُمُعَةِ

وَ قَالَ ع إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ كَانَ عَلَي بَابٍ مِن أَبوَابِ المَسجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكتُبُونَ الأَوّلَ فَالأَوّلَ فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصّحُفَ وَ جَاءُوا يَستَمِعُونَ الذّكرَ


صفحه : 213

وَ قَالَ ع يَجلِسُ النّاسُ مِنَ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي قَدرِ رَوَاحِهِم إِلَي الجُمُعَاتِ الأَوّلُ وَ الثاّنيِ‌ وَ الثّالِثُ

قوله من الله أي من كرامة ونحوها

وَ قَالَ ع مَنِ اغتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسلَ الجَنَابَةِ ثُمّ رَاحَ فَكَأَنّمَا قَرّبَ بَدَنَةً وَ مَن رَاحَ فِي السّاعَةِ الثّانِيَةِ فَكَأَنّمَا قَرّبَ بَقَرَةً وَ مَن رَاحَ فِي السّاعَةِ الثّالِثَةِ فَكَأَنّمَا قَرّبَ كَبشاً وَ مَن رَاحَ فِي السّاعَةِ الرّابِعَةِ فَكَأَنّمَا قَرّبَ دَجَاجَةً وَ مَن رَاحَ فِي السّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنّمَا قَرّبَ بَيضَةً وَ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَستَمِعُونَ الذّكرَ

وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ يَجلِسُ المَلَائِكَةُ يَومَ الجُمُعَةِ عَلَي بَابِ المَسجِدِ فَيَكتُبُونَ النّاسَ عَلَي قَدرِ مَنَازِلِهِم الأَوّلَ وَ الثاّنيِ‌َ حَتّي يَخرُجَ الإِمَامُ

وَ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَضّلَ اللّهُ الجُمُعَةَ عَلَي غَيرِهَا مِنَ الأَيّامِ وَ إِنّ الجِنَانَ لَتُزَخرَفُ وَ تُزَيّنُ يَومَ الجُمُعَةِ لِمَن أَتَاهَا وَ إِنّكُم لَتَتَسَابَقُونَ إِلَي الجَنّةِ عَلَي قَدرِ سَبقِكُم إِلَي الجُمُعَةِ وَ إِنّ أَبوَابَ السّمَاءِ لَتُفَتّحُ لِصُعُودِ أَعمَالِ العِبَادِ

وَ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن غَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ اغتَسَلَ ثُمّ بَكّرَ وَ ابتَكَرَ وَ مَشَي وَ لَم يَركَب وَ دَنَا مِنَ الإِمَامِ وَ استَمَعَ وَ لَم يَلغُ كَانَ لَهُ بِكُلّ خُطوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجرُ صِيَامِهَا وَ قِيَامِهَا

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنهُص مَشيُكَ إِلَي المَسجِدِ وَ انصِرَافُكَ إِلَي أَهلِكَ فِي الأَجرِ سَوَاءٌ

وَ عَنهُص أَنّهُ كَرِهَ الصّلَاةَ نِصفَ النّهَارِ إِلّا يَومَ الجُمُعَةِ وَ قَالَ إِنّ جَهَنّمَ تُسَجّرُ كُلّ يَومٍ إِلّا يَومَ الجُمُعَةِ

وَ عَنهُص إِذَا اشتَدّ الحَرّ أَبرِد بِالصّلَاةِ يغير[بِغَيرِ]الجُمُعَةِ

وَ عَن سَهلِ بنِ سَعِيدٍ قَالَكُنّا لَا نُقِيلُ وَ لَا نَتَغَدّي إِلّا بَعدَ الجُمُعَةِ وَ كُنّا نصُلَيّ‌


صفحه : 214

مَعَ النّبِيّص الجُمُعَةَ ثُمّ تَكُونُ القَائِلَةُ

وَ عَنِ النّبِيّص مَن سَافَرَ يَومَ الجُمُعَةِ دَعَا عَلَيهِ مَلَكَاهُ أَن لَا يُصَاحَبَ فِي سَفَرِهِ وَ لَا تُقضَي لَهُ حَاجَةٌ وَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ يَومَ الجُمُعَةِ يُوَدّعُهُ لِسَفَرٍ فَقَالَ لَا تَعجَل حَتّي تصُلَيّ‌َ فَقَالَ أَخَافُ أَن تفَوُتنَيِ‌ أصَحاَبيِ‌ ثُمّ عَجّلَ فَكَانَ سَعِيدٌ يَسأَلُ عَنهُ حَتّي قَدِمَ قَومٌ فَأَخبَرُوهُ أَنّ رِجلَهُ انكَسَرَت فَقَالَ سَعِيدٌ إنِيّ‌ كُنتُ لَأَظُنّ أَنّهُ سَيُصِيبُهُ ذَلِكَ

وَ روُيِ‌َ أَنّ صَيّاداً كَانَ يَخرُجُ فِي الجُمُعَةِ لَا يُحرِجُهُ مَكَانُ الجُمُعَةِ مِنَ الخُرُوجِ فَخُسِفَ بِهِ وَ بِبَغلَتِهِ فَخَرَجَ النّاسُ وَ قَد ذَهَبَت بَغلَتُهُ فِي الأَرضِ فَلَم يَبقَ مِنهَا إِلّا أُذُنَاهَا وَ ذَنَبُهَا

وَ روُيِ‌َ أَنّ قَوماً خَرَجُوا إِلَي سَفَرٍ حِينَ حَضَرَتِ الجُمُعَةُ فَاضطَرَمَ عَلَيهِم خِبَاؤُهُم نَاراً مِن غَيرِ نَارٍ يَرَونَهَا

وَ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ ره قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص أَ تدَريِ‌ مَا يَومُ الجُمُعَةِ قُلنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ هُوَ اليَومُ ألّذِي جَمَعَ اللّهُ فِيهِ بَينَ أَبَوَيكُم لَا يَبقَي مِنّا عَبدٌ فَيُحسِنُ الوُضُوءَ ثُمّ يأَتيِ‌ المَسجِدَ لِجُمُعَةٍ إِلّا كَانَت كَفّارَةً لِمَا بَينَهَا وَ بَينَ الجُمُعَةِ الأُخرَي مَا اجتَنَبَ الكَبَائِرَ

وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص النهّي‌ُ عَنِ الِاحتِبَاءِ وَقتَ الخُطبَةِ قِيلَ وَ المعَنيِ‌ّ فِيهِ أَنّ الحَبوَةَ تَجلِبُ النّومَ فَتَعرِضُ طَهَارَتُهُ لِلنّقضِ وَ يَمنَعُ مِنِ استِمَاعِ الخُطبَةِ

وَ عَنهُص قَالَ إِنّ لَكُم فِي كُلّ جُمُعَةٍ حَجّةً وَ عُمرَةً فَالحَجّةُ الهِجرَةُ إِلَي الجُمُعَةِ وَ العُمرَةُ انتِظَارُ العَصرِ بَعدَ الجُمُعَةِ

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَاحَ مِنّا سَبعُونَ رَجُلًا إِلَي الجُمُعَةِ كَانَ كَسَبعِينَ مِن قَومِ مُوسَي الّذِينَ وَفَدُوا إِلَي رَبّهِم وَ أَفضَلَ


صفحه : 215

بيان قال في النهاية فيه ما علي أحدكم لواشتري ثوبين ليوم الجمعة سوي ثوبي‌ مهنته أي بذلته وخدمته والرواية بفتح الميم و قدتكسر وخطأ الزمخشري‌ الكسر انتهي غسل الجنابة أي كغسلها ويحتمل الحقيقة كمايظهر استحباب الجماع قبل الذهاب إلي الجمعة من بعض روايات العامة. قوله ع غسل يوم الجمعة واغتسل قال في النهاية ذهب كثير من الناس إلي أن غسل أراد به المجامعة قبل الخروج إلي الصلاة لأن ذلك يجمع غض الطرف في الطريق يقال غسل الرجل امرأته بالتشديد وبالتخفيف أي جامعها و قدروي‌ مخففا وقيل أراد غسل غيره واغتسل هولأنه إذاجامع زوجته أحوجها إلي الغسل وقيل أراد بالغسل غسل أعضائه للوضوء ثم يغتسل للجمعة وقيل هما بمعني واحد كرر للتأكيد انتهي و قال بعضهم غسل معناه غسل الرأس خاصة لأن العرب لهم شعور يبالغون في غسلها فأفردها بالذكر واغتسل يعني‌ غسل سائر جسده .أقول ويحتمل أن يراد به غسل الرأس بالخطمي‌ والسدر أوغسل الثياب . وبكر وابتكر قال في النهاية بكر إلي الصلاة أتي أول وقتها و كل من أسرع إلي شيءفقد بكر إليه و أماابتكر فمعناه أدرك أول الخطبة وأول كل شيءباكورته وابتكر الرجل إذاأكل باكورة الفواكه . وقيل معني اللفظين واحد فعل وافتعل وإنما كررا للمبالغة والتوكيد كماقالوا جاد مجدا انتهي و قال بعضهم معني بكر أي تصدق قبل خروجه كما في الحديث باكروا بالصدقة فإن البلاء لايتخطاها.أقول هذه الأخبار أكثرها عامية أوردناها تبعا للشيخ المتقدم ذكره قدس الله لطيفه

58-المَكَارِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع فِيمَا أَوصَي بِهِ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً يَا عَلِيّ لَيسَ عَلَي النّسَاءِ جُمُعَةٌ وَ لَا جَمَاعَةٌ وَ لَا أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ وَ لَا تَسمَعُ


صفحه : 216

الخُطبَةَ وَ لَا تَخرُجُ مِن بَيتِ زَوجِهَا إِلّا بِإِذنِهِ الخَبَرَ

59- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ يَحيَي المدَيِنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا بَأسَ بِالخُرُوجِ فِي السّفَرِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ

60- الكشَيّ‌ّ، عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ وَ غَيرِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ النّبِيّص فِي الجُمُعَةِ قَالَ إِذَا اجتَمَعَ خَمسَةٌ أَحَدُهُمُ الإِمَامُ فَلَهُم أَن يَجمَعُوا

61- المُعتَبَرُ،نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ الحُصَينِ عَن أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا جُمُعَةَ إِلّا بِخُطبَةٍ وَ إِنّمَا جُعِلَت رَكعَتَينِ لِمَكَانِ الخُطبَتَينِ

62- المُتَهَجّدُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن صَلَاةِ الجُمُعَةِ قَالَ وَقتُهَا إِذَا زَالَتِ الشّمسُ فَصَلّ رَكعَتَينِ قَبلَ الفَرِيضَةِ فَإِن أَبطَأتَ حَتّي يَدخُلَ الوَقتُ هُنَيئَةً فَابدَأ بِالفَرِيضَةِ وَ دَعِ الرّكعَتَينِ حَتّي تُصَلّيَهُمَا بَعدَ الفَرِيضَةِ

وَ مِنهُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبدِ الخَالِقِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن وَقتِ الصّلَاةِ فَقَالَ وَ جَعَلَ لِكُلّ صَلَاةٍ وَقتَينِ إِلّا الجُمُعَةَ فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ فَإِنّهُ ع قَالَ وَقتُهَا إِذَا زَالَتِ الشّمسُ وَ هيِ‌َ فِيمَا سِوَي الجُمُعَةِ لِكُلّ صَلَاةٍ وَقتَانِ وَ قَالَ إِيّاكَ أَن تصُلَيّ‌َ قَبلَ الزّوَالِ فَوَ اللّهِ مَا أبُاَليِ‌ بَعدَ العَصرِ صَلّيتُهَا أَو قَبلَ الزّوَالِ


صفحه : 217

وَ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَقتُ الجُمُعَةِ سَاعَةٌ تَزُولُ الشّمسُ إِلَي أَن تمَضيِ‌َ سَاعَةٌ تُحَافِظُ عَلَيهَا فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَا يَسأَلُ اللّهَ تَعَالَي عَبدٌ فِيهَا خَيراً إِلّا أَعطَاهُ اللّهُ

وَ رَوَي حَرِيزٌ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أَمّا أَنَا إِذَا زَالَتِ الشّمسُ يَومَ الجُمُعَةِ بَدَأتُ بِالفَرِيضَةِ وَ أَخّرتُ الرّكعَتَينِ إِذَا لَم أَكُن صَلّيتُهُمَا

وَ مِنهُ رَوَي ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إنِيّ‌ لَأُحِبّ لِلرّجُلِ أَن لَا يَخرُجَ مِنَ الدّنيَا حَتّي يَتَمَتّعَ وَ لَو مَرّةً وَ أَن يصُلَيّ‌َ الجُمُعَةَ فِي جَمَاعَةٍ

بيان قديستدل بهذا الخبر علي الوجوب التخييري‌ لصلاة الجمعة لقوله لأحب و هوظاهر في الاستحباب ولذكرها مع المتعة وهي‌ مستحبة اتفاقا والجواب أن قوله لأحب لاظهور له في الاستحباب بحيث يصلح لتخصيص تلك العمومات ولذا ضمها مع مستحب لادلالة فيه علي الاستحباب بل هونكتة باعثة للتعبير عنهما بقوله لأحب ليشملهما. علي أنه لاريب أن للجمعة أفرادا واجبة وأفرادا مستحبة كمن بعدبأزيد من فرسخين والأعمي والمريض والمسافر وسائر من تقدم ذكره فلو لم يمكن حملها علي الواجبة فلتحمل علي الأفراد المستحبة و لاتعيين في الرواية أن أي فرد من أفرادها المستحبة أريد بها حتي يتعين حملها عليه مع أنه يمكن حملها علي الصلاة مع المخالفين تقية جمعا بين الأخبار

63-المُتَهَجّدُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ السّاعَةِ التّيِ‌ يُستَجَابُ فِيهَا الدّعَاءُ يَومَ الجُمُعَةِ قَالَ مَا بَينَ فَرَاغِ الإِمَامِ مِنَ الخُطبَةِ إِلَي أَن تسَتوَيِ‌َ الصّفُوفُ بِالنّاسِ وَ سَاعَةٌ أُخرَي مِن آخِرِ النّهَارِ إِلَي غُرُوبِ


صفحه : 218

الشّمسِ

64- المَجَالِسُ، وَ الخِصَالُ لِلصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ جَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلَهُ أَعلَمُهُم عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَخبِرنَا عَن سَبعِ خِصَالٍ أَعطَاكَ اللّهُ مِن بَينِ النّبِيّينَ وَ أَعطَي أُمّتَكَ مِن بَينِ الأُمَمِ فَقَالَ أعَطاَنيِ‌ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ الأَذَانَ وَ الجَمَاعَةَ فِي المَسجِدِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الصّلَاةَ عَلَي الجَنَائِزِ وَ الإِجهَارَ فِي ثَلَاثِ صَلَوَاتٍ وَ الرّخصَةَ لأِمُتّيِ‌ عِندَ الأَمرَاضِ وَ السّفَرِ وَ الشّفَاعَةَ لِأَصحَابِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فَمَا جَزَاءُ مَن فَعَلَ هَذِهِ الأَشيَاءَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ قَالَ وَ أَمّا يَومُ الجُمُعَةِ فَيَومٌ يَجمَعُ اللّهُ فِيهِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فَمَا مِن مُؤمِنٍ مَشَي فِيهِ إِلَي الجُمُعَةِ إِلّا خَفّفَ اللّهُ عَلَيهِ أَهوَالَ يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي الجَنّةِ

65-الصّحِيفَةُ السّجّادِيّةُ، وَ كَانَ مِن دُعَائِهِ ع فِي يَومِ الأَضحَي وَ يَومِ


صفحه : 219

الجُمُعَةِ أللّهُمّ هَذَا يَومٌ مُبَارَكٌ مَيمُونٌ وَ المُسلِمُونَ فِيهِ مُجتَمِعُونَ فِي أَقطَارِ أَرضِكَ يَشهَدُ السّائِلُ مِنهُم وَ الطّالِبُ وَ الرّاغِبُ وَ الرّاهِبُ إِلَي قَولِهِ أللّهُمّ إِنّ هَذَا المَقَامَ لِخُلَفَائِكَ وَ أَصفِيَائِكَ وَ مَوَاضِعَ أُمَنَائِكَ فِي الدّرَجَةِ الرّفِيعَةِ التّيِ‌ اختَصَصتَهُم بِهَا قَدِ ابتَزّوهَا وَ أَنتَ المُقَدّرُ لِذَلِكَ إِلَي قَولِهِ حَتّي عَادَ صِفوَتُكَ وَ خُلَفَاؤُكَ مَغلُوبِينَ مَقهُورِينَ مُبتَزّينَ يَرَونَ حُكمَكَ مُبَدّلًا وَ كِتَابَكَ مَنبُوذاً إِلَي قَولِهِ ع وَ عَجّلِ الفَرَجَ وَ الرّوحَ وَ النّصرَةَ وَ التّمكِينَ وَ التّأيِيدَ لَهُم إِلَي آخِرِ الدّعَاءِ

بيان لايخفي علي العارف بأساليب البلاغة أن هذاالدعاء يدل علي مطلوبية اجتماع المؤمنين في الجمعة والأعياد للصلاة والدعاء والسؤال والرغبة وبث الحوائج في جميع الأحوال والأزمان لأنه معلوم أن أدعية الصحيفة الشريفة مما أملاها ع لتقرأها الشيعة إلي آخر الدهر وهي‌ كالقرآن المجيد من البركات المستمرة إلي يوم الوعيد. ووجه الدلالة أنه ذكر في وصف اليوم وبيان فضله أن المسلمين يجتمعون في أقطار الأرض ومعلوم أن اجتماعهم كانوا لصلاة الجمعة والعيد و لم يكونوا مأذونين منه ع لغاية خوفه واختفائه وكذا الأزمان بعده إلي زمان القائم فلابد من مصداق لهذا الاجتماع في زمانه ع وأكثر الأزمان بعده حتي يحسن تعليمهم مثل هذاالدعاء. و لما كان في البلاد ألذي كان فيه حاضرا فارغا لم يجز لغيره التقدم عليه أشار إلي خصوص هذاالمقام فقال ع إن هذاالمقام لخلفائك وشكا إلي الله سبحانه ذلك أو أنه لما كان من الحكم العظيمة للجمعات والأعياد ظهور دولتهم ع وتمكنهم وأمرهم ونهيهم وإرشادهم و كان في تلك الأزمان الأمر بعكس ذلك تظهر فيهادولة المتغلبين والغاصبين وتقوي فيهابدعهم وإضلالهم فأشار بتلك المناسبة


صفحه : 220

إلي الخلافة الكبري التي‌ ادعوها وابتزوها وغصبوها. فإن قيل ذكر اجتماعهم لايدل علي رجحان بل هوبيان لأمر واقعي‌ قلنا معلوم من سياق الكلام حيث ذكر لبيان كرامة اليوم وشرافته ولتمهيد الدعاء وإدخال نفسه المقدسة في جملتهم إما تواضعا أوتعليما أنه في مقام التحسين والتجويز و لو كان اجتماعهم كذلك بدعة وحراما لكان مثل أن يقول أحد أللهم إن هذا يوم مبارك يجتمع فيه الناس في أقطار الأرض لشرب الخمور وضرب الدفوف والمعازف واللعب بالقمار والملاهي‌ ويطلبون حوائجهم فأسألك أن توفر حظي‌ ونصيبي‌ منه . والعجب أن جماعة من المانعين استدلوا بالعبارة الأخيرة علي عدم وجوب صلاة الجمعة في أزمنة الغيبة بل بعضهم علي حرمتها حيث قالوا هذاالمقام إشارة إلي إمامة الجمعة والعيد والخطبة و قوله لخلفائك يدل علي الاختصاص بهم وكذا قوله قداختصصتهم بها و قوله قدابتزوها فإن الابتزاز هوالاستلاب والأخذ قهرا. والجواب أماأولا فبما عرفت أن المشار إليه بهذا المقام يحتمل أن يكون الخلافة الكبري لظهور آثارها في هذااليوم بقرينة قوله بعد ذلك حتي عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزين يرون حكمك مبدلا وكتابك منبوذا وفرائضك محرفة من جهات إشراعك وسنن نبيك متروكة إذ ظاهر أن الأمور المذكورة مما يترتب علي الولاية الكبري والخلافة العليا. وثانيا بأنه علي تقدير تسليم إرجاع الضمير إلي الصلاة والخطبة يمكن إرجاعه إلي الصلاة المخصوصة إذ إرجاع الضمير إلي الخاص أولي من إرجاعه إلي العام المتحقق في ضمن الخاص كما إذاأشير إلي هذابزيد وأريد به زيد أوالإنسان المتحقق في ضمنه وظاهر أن الأول أظهر وأحق بكونه حقيقة والصلاة المخصوصة كانت صلاة محرمة لحضور الإمام بغير إذنه ع مع قهره ع علي الحضور والاقتداء به فلايدل علي المنع من غيرها.


صفحه : 221

وثالثا بأنه علي تقدير تسليم إرجاع الضمير إلي مطلق الصلاة يكفي‌ لصدق الاختصاص المستفاد من اللام كونهم أحق بها في الجملة مع أنه قدحقق المحقق الدواني‌ في حواشيه علي شرح المختصر العضدي‌ أن هذاالاختصاص ليس بمعني الحصر بل يكفي‌ فيه ارتباط مخصوص كمايقال الجل للفرس و قدحققنا ذلك في الفرائد الطريقة في شرح الحمد لله . و قوله ابتزوها في بعض النسخ علي بناء الفاعل و في بعضها علي بناء المفعول فعلي الأول ظاهر أن الضمير المرفوع راجع إلي خلفاء الجور وأتباعهم الغاصبين لحقوقهم و علي الثاني‌ أيضا المراد ذلك لأن شيعتهم ومواليهم الذين يفعلونها إطاعة لأمرهم وإحياء لذكرهم لايصدق عليهم أنهم ابتزوها منهم كما أن النائب الخاص خارج منهم اتفاقا. ورابعا بأنه يمكن تعميم الخلفاء والأصفياء والأمناء بحيث تشمل فقهاء الشيعة ورواة أخبار الأئمة كَمَا رَوَي الصّدُوقُ وَ غَيرُهُ عَنِ النّبِيّص أللّهُمّ ارحَم خلُفَاَئيِ‌ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَن خُلَفَاؤُكَ قَالَ الّذِينَ يَأتُونَ مِن بعَديِ‌ يَروُونَ حدَيِثيِ‌ وَ سنُتّيِ‌

و في رواية أخري زاد فيه ويعلمون الناس بعدي‌ لكن في هذاالوجه بعدنعم لايبعد حمل الأمناء بل الأصفياء علي الشيعة لاسيما علماؤهم والتأسيس أولي من التأكيد

تتميم

أقول جملة القول في هذه المسألة التي‌ تحيرت فيهاالأوهام واضطرب فيهاالأعلام أنه لاأظن عاقلا يريب في أنه لو لم يكن الإجماع المدعي فيها لم يكن لأحد مجال شك في وجوبها علي الأعيان في جميع الأحيان والأزمان كما في سائر الفرائض الثابتة بالكتاب والسنة فكما ليس لأحد أن يقول لعل وجوب صلاة العصر وزكاة الغنم مشروطان بوجود الإمام وحضوره وإذنه كذا هاهنا لعدم الفرق بين الأدلة الدالة عليها.لكن طرأ هاهنا نقل إجماع من الشيخ وتبعه جماعة ممن تأخر عنه كما هودأبهم في سائر المسائل فهو عروتهم الوثقي وحجتهم العظمي به يتصاولون


صفحه : 222

و عليه يتطاولون فاشتهر في الأصقاع ومالت إليه الأطباع والإجماع عندنا علي ماحققه علماؤنا رضوان الله عليهم في الأصول هوقول جماعة من الأمة يعلم دخول قول المعصوم في أقوالهم وحجيته أنما هوباعتبار دخول قوله ع فهو كاشف عن الحجة والحجة أنما هي‌ قوله ع . قال المحقق ره في المعتبر و أماالإجماع فهو عندنا حجة بانضمام قول المعصوم فلو خلا المائة من فقهائنا من قوله لما كان حجة و لوحصل في اثنين لكان قولهما حجة لاباعتبار اتفاقهما بل باعتبار قوله و لاتغتر إذابمن يتحكم فيدعي‌ الإجماع باتفاق الخمسة والعشرة من الأصحاب مع جهالته قول الباقين إلا مع العلم القطعي‌ بدخول الإمام في الجملة انتهي . والإجماع بهذا المعني لاريب في حجيته علي فرض تحققه والكلام في ذلك . ثم إنهم قدس الله أرواحهم لمارجعوا إلي الفروع كأنهم نسوا ماأسسوه في الأصول فادعوا الإجماع في أكثر المسائل سواء ظهر الاختلاف فيهاأم لاوافق الروايات المنقولة فيهاأم لا حتي أن السيد رضي‌ الله عنه وأضرابه كثيرا مايدعون الإجماع فيما يتفردون في القول به أويوافقهم عليه قليل من أتباعهم و قديختار هذاالمدعي‌ للإجماع قولا آخر في كتابه الآخر وكثيرا مايدعي‌ أحدهم الإجماع علي مسألة ويدعي‌ غيره الإجماع علي خلافه .فيغلب الظن علي أن مصطلحهم في الفروع غير ماجروا عليه في الأصول بأن سموا الشهرة عندجماعة من الأصحاب إجماعا كمانبه عليه الشهيد ره في الذكري و هذابمعزل عن الحجية ولعلهم إنما احتجوا به في مقابلة المخالفين ردا عليهم أوتقوية لغيره من الدلائل التي‌ ظهرت لهم . و لايخفي أن في زمان الغيبة لايمكن الاطلاع علي الإجماع إذ مع فرض


صفحه : 223

إمكان الاطلاع علي مذاهب جميع الإمامية مع تفرقهم وانتشارهم في أقطار البلاد والعلم بكونهم متفقين علي مذهب واحد لاحجة فيه لماعرفت أن العبرة عندنا بقول المعصوم و لايعلم دخوله فيها. و مايقال من أنه يجب حينئذ علي المعصوم أن يظهر القول بخلاف ماأجمعوا عليه لو كان باطلا فلو لم يظهر ظهر أنه حق لايتم سيما إذاكانت في روايات أصحابنا رواية بخلاف ماأجمعوا عليه إذ لافرق بين أن يكون إظهار الخلاف علي تقدير وجوبه بعنوان أنه قول فقيه و بين أن يكون الخلاف مدلولا عليه بالرواية الموجودة في روايات أصحابنا.بل قيل إنه علي هذا لايبعد القول أيضا بأن قول الفقيه المعلوم النسب أيضا يكفي‌ في ظهور الخلاف و إن كان في زمان الحضور أي ادعوا أنه يتحقق الإجماع في زمان حضور إمام من الأئمة ع فإن لم يعلم دخول قول الإمام بين أقوالهم فلاحجية فيه أيضا و إن علم فقوله كاف و لاحاجة إلي انضمام الأقوال الأخر إلا أن لايعلم الإمام بخصوصه وإنما يعلم دخوله لأنه من علماء الأمة و هذافرض نادر يبعد تحققه في زمان من الأزمنة. وأيضا دعوي الإجماع أنما نشأ في زمن السيد والشيخ و من عاصرهما ثم تابعهما القوم ومعلوم عدم تحقق الإجماع في زمانهم فهم ناقلون عمن تقدمهم فعلي تقدير كون المراد بالإجماع هذاالمعني المعروف لكان في قوة خبر مرسلا فكيف يرد به الأخبار الصحيحة المستفيضة ومثل هذايمكن أن يركن إليه عندالضرورة وفقد دليل آخر أصلا. و ماقيل من أن مثل هذاالتناقض والتنافي‌ ألذي يوجد في الإجماعات يكون في الروايات أيضا قلنا حجية الأخبار ووجوب العمل بهامما تواترت به الأخبار واستقر عليه عمل الشيعة بل جميع المسلمين في جميع الأعصار بخلاف الإجماع ألذي لايعلم حجيته و لاتحققه و لامأخذه و لامراد القوم منه وبالجملة من تتبع موارد الإجماعات وخصوصياتها اتضح عليه حقيقة الأمر فيها.


صفحه : 224

و أماالإجماع المدعي هاهنا بخصوصه فله جهات مخصوصة من الضعف .منها تحقق الخلاف في المسألة من الشيخ المفيد ألذي هوأفضل وأقدم والكليني‌ والصدوق و أبي الصلاح والكراجكي‌ فكيف يقبل دعوي الإجماع مع ذلك و مع أنهم عللوا الإجماع هنا بعلة ضعيفة بخلاف سائر الإجماعات قال في المعتبر والبحث في مقامين أحدهما في اشتراط الإمام أونائبه والمصادمة مع الشافعي‌ ومعتمدنا فعل النبي ص فإنه كان يعين لصلاة الجمعة وكذا الخلفاء بعده كمايعين للقضاء فكما لايصح أن ينصب الإنسان نفسه قاضيا من دون إذن الإمام كذا إمامة الجمعة و ليس هذاقياسا بل استدلالا بالعمل المستمر في الأعصار فمخالفته خرق للإجماع انتهي . و قال الشهيد الثاني‌ مع تسليم اطراده في جميع الأزمنة نمنع دلالته علي الشرطية بل هوأعم منها والعام لايدل علي الخاص والظاهر أن تعيين الأئمة إنما هولحسم مادة النزاع في هذه المرتبة ورد الناس إليه بغير تردد واعتمادهم علي تقليده بغير ريبة واستحقاقه من بيت المال لسهم وافر من حيث قيامه بهذه الوظيفة الكبيرة من أركان الدين . ويؤيد ذلك أنهم يعينون لإمامة الصلوات اليومية أيضا والأذان وغيرهما من الوظائف الدينية مع عدم اشتراطها بإذن الإمام بإجماع المسلمين و لم يزل الأمر مستمرا في نصب الأئمة للصلوات الخمس والأذان ونحوهما أيضا من عهد النبي ص إلي يومنا هذا من الخلفاء والسلاطين وأئمة العدل والجور كل ذلك لماذكرنا من الوجه لاللاشتراط و هذاأمر واضح لايخفي علي منصف انتهي . ومنها أن ظاهر كلام أكثرهم أن هذاالشرط أنما هو عندحضور الإمام والتمكن منه كماأومأ إليه المحقق حيث شبهه بالقضاء فإن التعيين في القضاء عندهم أنما هو عندحضور الإمام و أما مع غيبته فيجب علي الفقهاء القيام به مع تمكنهم منه .


صفحه : 225

قال الشهيد الثاني‌ روح الله روحه إن ألذي يدل عليه كلام الأصحاب أن موضع الإجماع المدعي أنما هوحال حضور الإمام وتمكنه والشرط المذكور حينئذ أنما هوإمكانه لامطلقا في وجوبها عينا لاتخييرا كما هومدعاهم حال الغيبة لأنهم يطلقون القول باشتراطه في الوجوب ويدعون الإجماع عليه أولا ثم يذكرون حال الغيبة وينقلون الخلاف فيه ويختارون جوازها حينئذ أواستحبابها معترفين بفقد الشرط.هكذا عبروا به عن المسألة وصرحوا به في الموضعين فلو كان الإجماع المدعي لهم شاملا لموضع النزاع لماساغ لهم نقل الخلاف بعد ذلك بل اختيار جواز فعلها بدونه أيضا فإنهم يصرحون بأنه شرط للوجوب ثم يذكرون الحكم بعدالغيبة ويجعلون الخلاف في الاستحباب فلايعبرون عن حكمها حينئذ بالوجوب و هودليل بين علي أن الوجوب ألذي يجعلونه مشروطا بالإمام ع و ما في معناه أنما هوحيث يمكن أو في الوجوب العيني‌ حين حضوره بناء منهم علي أن ماعداه لايسمونه واجبا و إن أمكن إطلاقه عليه من حيث إنه واجب تخييري‌ و علي هذاالوجه يسقط الاستدلال بالإجماع في موضع النزاع لوتم في غيره . ومنها أن كلامهم في الإذن مشوش فبعض كلماتهم يدل علي الإذن لخصوص الشخص لخصوص الصلاة أو لمايشملها وبعضها علي الإذن الشامل للإذن العام للفقيه وبعضها علي الأعم من ذلك حتي يشمل كل من يصلح للإمامة فتسقط فائدة النزاع . قال الشيخ في الخلاف بعد أن اشترط أولا في الجمعة الإمام أونائبه ونقل فيه الإجماع ما هذالفظه فإن قيل أ ليس قدرويتم فيما مضي من كتبكم أنه يجوز لأهل القري والسواد من المؤمنين إذااجتمعوا العدد ألذي ينعقد بهم أن يصلوا جمعة قلنا ذلك مأذون فيه ومرغب فيه فجري ذلك مجري أن ينصب الإمام من يصلي‌ بهم انتهي .فظهر أن الإذن ألذي ادعي‌ الإجماع علي اشتراطه يشمل الإذن العام لسائر


صفحه : 226

من يمكنه أن يأتي‌ بهافيرد عليه أنه لاريب أن أصل صلاة الجمعة كانت واجبة عينا والباعث علي عدم وجوبها في زمان الغيبة باعتقادكم عدم الإذن فإذاقام الإذن العام مقام النصب الخاص فأي‌ مانع من الوجوب العيني‌ ولذا حمل كلامه هذاجماعة علي الوجوب العيني‌ وقالوا مأذون فيه ومرغب فيه لاينافي‌ ذلك لمارأوا أنه يلزمه ذلك و إن كان بعيدا من كلامه . و قال ره في المبسوط و أماالشروط الراجعة إلي صحة الانعقاد فأربعة السلطان العادل أو من يأمره السلطان و قال بعد ذلك بجواز صلاة الجمعة في زمان الغيبة وبينهما تناف ظاهرا ويمكن أن يوجه بوجهين أحدهما تخصيص الأول بزمان الحضور والثاني‌ أن يقال من يأمره السلطان أعم من أن يكون منصوبا بخصوصه أومأذونا من قبلهم و لوبالألفاظ العامة علي مااستفيد من الخلاف . و قال العلامة قدس سره في المختلف بعد ماحكي المنع من ابن إدريس والأقرب الجواز ثم استدل بعموم الآية والأخبار ثم حكي حجة ابن إدريس علي المنع بأن شرط انعقاد الجمعة الإمام أو من نصبه الإمام إجماعا ثم قال والجواب بمنع الإجماع علي خلاف صورة النزاع وأيضا فإنا نقول بموجبه لأن الفقيه المأمون منصوب من قبل الإمام علي العموم انتهي . و ألذي يغلب علي الظن ولعله ليس من بعض الظن أن ألذي دعا القوم إلي دعوي الإجماع علي اشتراط الإذن أحد أمرين الأول إطباق الشيعة علي ترك الإتيان بهاعلانية في الأعصار الماضية خوفا من المخالفين لأنهم كانوا يعينون لذلك أئمة مخصوصين في البلاد و لم يكن يتمكن أحد من الإتيان بها إلامعهم و كان يلزم المشاهير من العلماء الحضور في مساجدهم و لوكانوا يفعلون في بيوتهم كان نادرا مع نهاية السعي‌ في الاستتار فظن أن تركهم أنما هولعدم الإذن .الثاني‌ أن المخالفين كانوا يشنعون عليهم بترك الجمعة و لم يمكنهم الحكم بفسقهم وكفرهم فكانوا يعتذرون بعدم إذن الإمام وعدم حضوره دفعا لتشنيعهم و


صفحه : 227

كان غرضهم عدم الإذن للتقية و علي هذايظهر وجه تشويش كلام الشيخ وتنافر أجزائه كما لايخفي علي المتأمل .فاعتبر أيها العاقل الخبير أنه يجوز لمنصف أن يعول علي مثل هذاالإجماع مع هذاالتشويش والاضطراب والاختلاف بين ناقليه مع ماعرفت مع ما في أصله من البعد والوهن ويعرض عن مدلولات الآيات والأخبار الصريحة الصحيحة وهل يشترط في التكليف بالكتاب والسنة عمل الشيخ و من تأخر عنه إلي زمان الشهيد حيث يعتبر أقوال أولئك و لايعتبر أقوال هؤلاء مع أنه لاريب أن هؤلاء أدق فهما وأذكي ذهنا وأكثر تتبعا منهم ونري أفكارهم أقرب إلي الصواب في أكثر الأبواب وابتداء الفحص والتدقيق وترك التقليد للسلف نشأ من زمان الشهيد الأول قدس الله لطيفه و إن أحدث المحقق والعلامة شيئا من ذلك . قال الشهيد الثاني‌ نور الله ضريحه في كتاب الرعاية إن أكثر الفقهاء الذين نشئوا بعدالشيخ كانوا يتبعونه في الفتوي تقليدا له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به فلما جاء المتأخرون وجدوا أحكاما مشهورة قدعمل بهاالشيخ ومتابعوه فحسبوها شهرة بين العلماء و مادروا أن مرجعها إلي الشيخ و أن الشهرة أنما حصلت بمتابعته ثم قال وممن اطلع علي هذا ألذي تبينته وتحققته من غيرتقليد الشيخ الفاضل سديد الدين محمود الحمصي‌ والسيد رضي‌ الدين بن طاوس وجماعة. قال السيد في كتابه المسمي بالبهجة بثمرة المهجة أخبرني‌ جدي‌ الصالح ورام بن أبي فراس قدس الله روحه أن الحمصي‌ حدثه أنه لم يبق للإمامية مفت علي التحقيق بل كلهم حاك و قال السيد عقيب ذلك والآن قدظهر أن ألذي يفتي‌ به


صفحه : 228

ويجاب علي سبيل ماحفظ من كلام العلماء المتقدمين . و قال طيب الله مضجعه في رسالة صلاة الجمعة بعد أن أورد بعض الأخبار الدالة علي وجوبها فهذه الأخبار الصحيحة الطرق والواضحة الدلالة التي‌ لايشوبها شك و لايحوم حولها شبهة من طريق أهل البيت في الأمر بصلاة الجمعة والحث عليها وإيجابها علي كل مسلم عدا مااستثني‌ والتوعد علي تركها بالطبع علي القلب ألذي هوعلامة الكفر والعياذ بالله كمانبه عليه تعالي في كتابه العزيز وتركت غيرها من الأخبار حسما لمادة النزاع ودفعا للشبهة العارضة في الطريق . و ليس في هذه الأخبار مع كثرتها تعرض لشرط الإمام و لا من نصبه و لالاعتبار حضوره في إيجاب هذه الفريضة المعظمة فكيف ينبغي‌ للمسلم ألذي يخاف الله إذاسمع مواقع أمر الله ورسوله وأئمته بهذه الفريضة وإيجابها علي كل مسلم أن يقصر في أمرها ويهملها إلي غيرها ويتعلل بخلاف بعض العلماء فيها وأمر الله تعالي ورسوله وخاصته ع أحق ومراعاته أولي فَليَحذَرِ الّذِينَ يُخالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ. ولعمري‌ لقد أصابهم الأول فليرتقبوا الثاني‌ إن لم يعف الله ويسامح نسأل الله تعالي العفو والعافية. و قديحصل من هذين أن من كان مؤمنا فقد دخل تحت نداء الله تعالي وأمره في الآية الكريمة بهذه الفريضة العظيمة وتهديده عن الإلهاء عنها و من كان مسلما فقد دخل تحت قول النبي ص وقول الأئمة إنها واجبة علي كل مسلم و من كان عاقلا فقد دخل تحت تهديد قوله تعالي مَن يَفعَل ذلِكَيعني‌ الإلهاء عنهافَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ وقولهم ع من تركها علي هذاالوجه طبع الله علي قلبه لأن من موضوعة لمن يعقل إن لم يكن أعم .فاختر لنفسك واحدا من هذه الثلاث وانتسب إلي اسم من هذه الأسماء أعني‌ الإيمان أوالإسلام أوالعقل وادخل تحت مقتضاه أوالتزم قسما رابعا إن شئت


صفحه : 229

نعوذ بالله من قبح المذلة وتيه الغفلة. ثم قال ره بعد ما بين حقيقة الإجماعات المنقولة وضعف الاحتجاج بها لاسيما المنقول منها بخبر الواحد و الله تعالي شهيد وكفي بالله شهيدا إن الغرض من كشف هذاكله ليس إلاتبيان الحق الواجب المتوقف عليه لقوة عسر الفطام عن المذهب ألذي يألفه الأنام ولولاه لكان عنه أعظم صارف و الله تعالي يتولي أسرار عباده ويعلم حقائق أحكامه و هوحسبنا ونعم الوكيل . ثم قال ختم ونصيحة إذااعتبرت ماذكرناه من الأدلة علي هذه الفريضة المعظمة و ماورد من الحث عليها في غير ماذكرناه مضافا إليه و ماأعده الله من الثواب الجزيل عليها و علي مايتبعها ويتعلق بها يوم الجمعة من الوظائف والطاعات وهي‌ نحو مائة وظيفة و قدأقررنا عيونها في رسالة مفردة ذكرنا فيهاخصوصيات يوم الجمعة ونظرت إلي شرف هذااليوم المذخور لهذه الأمة كماجعل لكل أمة يوما يفرغون إليه و فيه يجتمعون علي طاعته واعتبرت الحكم الإلهية الباعثة علي الأمر بهذا الاجتماع وإيجاد الخطبة المشتملة علي الموعظة وتذكير الخلق بالله تعالي وأمرهم بطاعته وزجرهم عن معصيته وتزهيدهم في هذه الدار الفانية وترغيبهم في الدار الآخرة الباقية المشتملة علي ما لاعين رأت و لاأذن سمعت و لاخطر علي قلب بشر وحثهم علي التخلق بالأخلاق الحميدة واجتناب الصفات الرذيلة و غير ذلك من المقاصد الجميلة كمايطلع عليها من طالع الخطب المروية عن النبي ص و أمير المؤمنين ع وغيرهما من الأئمة الراشدين والعلماء الصالحين .علمت أن هذه المقصد العظيم الجليل لايليق من الحكيم إبطاله و لايحسن من العاقل إهماله بل ينبغي‌ بذل الهمة فيه وصرف الحيلة إلي فعله وبذل الجهد في تحصيل شرائطه ورفع موانعه ليفوز بهذه الفضيلة الكاملة ويحوز هذه المثوبة الفاضلة. ثم أورد ره أخبارا كثيرة دالة علي فضل يوم الجمعة وعباداتها وصلاة الجمعة


صفحه : 230

والمباكرة إليها و أن الصلاة أشرف العبادات و أن الصلاة الوسطي من بينها أفضلها ثم قال وأصح الأقوال أنها صلاة الظهر وصلاة الظهر يوم الجمعة هي‌ صلاة الجمعة علي ماتحقق أوهي‌ أفضل فرديها علي ماتقرر فقد ظهر من جميع المقدمات القطعية أن صلاة الجمعة أفضل الأعمال الواقعة من المكلفين بعدالإيمان مطلقا و أن يومها أفضل الأيام فكيف يسع الرجل المسلم ألذي خلقه الله لعبادته وفضله علي جميع بريته و بين له مواقع أمره ونهيه وعرضه لتحصيل السعادات الأبدية والكمالات النفسية السرمدية وأرشده إلي هذه العبادة المعظمة السنية ودله علي متفرعاتها العلية أن يتهاون في هذه العبادة الجليلة أوبحرمة هذااليوم الشريف ويصرفه في البطالة و ما في معناها فإن من قدر علي اكتساب درة يتيمة قيمتها مائة ألف دينار مثلا في ساعة خفيفة فأعرض عنها أواكتسب بدلها خرقة قيمتها فلس يعد عندالعقلاء في جملة السفهاء الأغبياء وأين نسبة الدنيا بأسرها إلي ثواب فريضة واحدة. مع ما قداستفاض بطريق أهل البيت أن صلاة فريضة خير من الدنيا و ما فيهافما ظنك بفريضة هي‌ أعظم الفرائض وأفضلها علي تقدير السلامة من العقاب والابتلاء بحرمان الثواب فكيف بالتعرض لعقاب ترك هذه الفريضة العظيمة والتهاون في حرمتها الكريمة مع ماسمعت من توعد الله ورسوله وأئمته بالخسران العظيم والطبع علي القلب والدعاء عليهم من تلك النفوس الشريفة بما سمعت إلي غير ذلك من الوعيد وضروب التهديد علي ترك الفرائض مطلقا فضلا عنها. وتعلل ذوي‌ الكسالة و أهل البطالة المتهاونين بحرمة الجلالة في تركها بمنع بعض العلماء من فعلها في بعض الحالات مع ماعرفت من شذوذه وضعف دليله معارض بمثله في الأمر بها والحث عليها والتهديد لتاركها من الله ورسوله وأئمته والعلماء الصالحين والسلف الماضين ويبقي بعدالمعارضة ما هوأضعاف ذلك فأي‌ وجه لترجح هذاالجانب مع خطره وضرره لو لاقلة التوفيق وشدة الخذلان و


صفحه : 231

خدع الشيطان انتهي . وأقول وناهيك شدة اهتمام هذاالبارع الورع المتين ألذي هوأفقه فقهائنا المتأخرين بل المتقدمين وفاز بالسعادة فلحق بالشهداء الأولين في أعلي عليين في إظهار هذاالحق المبين مع أنه لم يكن متهما في ذلك بغرض من أغراض المبطلين إذ لم يكن يمكنه إقامتها في بلاد المخالفين . وإني‌ لم أطل الكلام في هذاالمقام بإيراد حجج الجانبين ونقل كلمات القول والتعرض لمدلولاتها وإيراد الأخبار المذكورة في سائر الكتب و لم أعمل في ذلك كتابا و لارسالة لظني‌ أن الأمر في هذه المسألة أوضح من أن يحتاج إلي ذلك . وأيضا المنكرون لذلك إما علماء لهم أهلية الترجيح والنظر والاجتهاد أوجهلة يتلبسون بلباس أهل العلم لالهم علم يمكنهم به التمييز بين الحق والباطل و لاورع به يحترزون عن الافتراء علي الله ورسوله والقول بغير علم أوجهال بحت يلزمهم تقليد العلماء فأما الفرقة الأولي فإن خلوا أنفسهم عن الأغراض الدنيوية وبالغوا في الفحص والنظر وتتبع مدارك الأدلة فأدي اجتهادهم إلي أحد الآراء المتقدمة فلاحرج عليهم في الدنيا و لا في الآخرة و إن قصروا في ذلك فأمرهم إلي الله و علي أي حال الكتاب والرسالة لاينفعان هذه الطائفة وربما يصير سببا لمزيد رسوخهم في خطائهم و إن أخطئوا. و أماالفرقة الثانية فحالهم معلومة فإنهم في جل أعمالهم مبتدعون حائرون بائرون ليس لهم علم يغنيهم و لايرجعون إلي عالم يفتيهم وإنما هم تبع للدنيا وأهلها ويختارون ما هوأوفق لدنياهم فأي‌ انتفاع لهم بالرسائل والزبر. و أماالفرقة الثالثة فحكمهم بذل الجهد في تحصيل عالم رباني‌ لايتبع الهوي و لايختار علي الآخرة الدنيا و له تتبع تام في الكتاب والسنة فالرسائل لاتنفعهم أيضا.


صفحه : 232

ونعم قال الصدوق ره في الفقيه إن البدعة أنما تماث وتبطل بترك ذكرها و لاقوة إلابالله

66-مَجمَعُ البَيَانِ، قَالَ أَمّا أَوّلُ جُمُعَةٍ جَمّعَهَا رَسُولُ اللّهِص بِأَصحَابِهِ فَقِيلَ إِنّهُ قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ مُهَاجِراً حَتّي نَزَلَ قُبَا عَلَي بنَيِ‌ عَمرِو بنِ عَوفٍ وَ ذَلِكَ يَومُ الإِثنَينِ لاِثنتَيَ‌ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن شَهرِ رَبِيعٍ الأَوّلِ حِينَ الضّحَي فَأَقَامَ بِقُبَا يَومَ الإِثنَينِ وَ الثّلَاثَاءِ وَ الأَربِعَاءِ وَ الخَمِيسِ وَ أَسّسَ مَسجِدَهُم ثُمّ خَرَجَ مِن بَينِ أَظهُرِهِم يَومَ الجُمُعَةِ عَامِداً المَدِينَةَ فَأَدرَكَتهُ صَلَاةُ الجُمُعَةِ فِي بنَيِ‌ سَالِمِ بنِ عَوفٍ فِي بَطنِ وَادٍ لَهُم قَدِ اتّخَذُوا اليَومَ فِي ذَلِكَ المَوضِعِ مَسجِداً وَ كَانَت هَذِهِ الجُمُعَةُ أَوّلَ جُمُعَةٍ جَمّعَهَا رَسُولُ اللّهِص فِي الإِسلَامِ فَخَطَبَ فِي هَذِهِ الجُمُعَةِ وَ هيِ‌َ أَوّلُ خُطبَةٍ خَطَبَهَا بِالمَدِينَةِ فِيمَا قِيلَ فَقَالَص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَحمَدُهُ وَ أَستَعِينُهُ وَ أَستَغفِرُهُ وَ أَستَهدِيهِ وَ أُومِنُ بِهِ وَ لَا أَكفُرُهُ وَ أعُاَديِ‌ مَن يَكفُرُهُ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالهُدَي وَ النّورِ وَ المَوعِظَةِ عَلَي فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ قِلّةٍ مِنَ العِلمِ وَ ضَلَالَةٍ مِنَ النّاسِ وَ انقِطَاعٍ مِنَ الزّمَانِ وَ دُنُوّ مِنَ السّاعَةِ وَ قُربٍ مِنَ الأَجَلِ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَد رَشَدَ وَ مَن يَعصِهِمَا فَقَد غَوَي وَضَلّ ضَلالًا بَعِيداًأُوصِيكُم بِتَقوَي اللّهِ فَإِنّهُ خَيرُ مَا أَوصَي بِهِ المُسلِمُ المُسلِمَ أَن يَحُضّهُ عَلَي الآخِرَةِ وَ أَن يَأمُرَهُ بِتَقوَي اللّهِ فَاحذَرُوا مَا حَذّرَكُمُ اللّهُ مِن نَفسِهِ وَ إِنّ تَقوَي اللّهِ لِمَن عَمِلَ بِهِ عَلَي وَجَلٍ وَ مَخَافَةٍ مِن رَبّهِ عَونُ صِدقٍ عَلَي مَا تَبغُونَ مِن أَمرِ الآخِرَةِ وَ مَن يُصلِحِ ألّذِي بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ مِن أَمرِهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ لَا ينَويِ‌ بِذَلِكَ إِلّا وَجهَ اللّهِ يَكُن لَهُ ذِكراً فِي عَاجِلِ أَمرِهِ وَ ذُخراً فِيمَا بَعدَ المَوتِ حِينَ يَفتَقِرُ المَرءُ إِلَي مَا قَدّمَ وَ مَا كَانَ مِن سِوَي ذَلِكَ يَوَدّلَو أَنّ بَينَها وَ بَينَهُ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ وَ ألّذِي صَدّقَ قَولَهُ وَ نَجّزَ وَعدَهُ لَا خُلفَ لِذَلِكَ فَإِنّهُ يَقُولُما يُبَدّلُ القَولُ


صفحه : 233

لدَيَ‌ّ وَ ما أَنَا بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِفَاتّقُوا اللّهَ فِي عَاجِلِ أَمرِكُم وَ آجِلِهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ فَإِنّهُمَن يَتّقِ اللّهَ يُكَفّر عَنهُ سَيّئاتِهِ وَ يُعظِم لَهُ أَجراً وَ مَن يَتّقِ اللّهَفَقَد فازَ فَوزاً عَظِيماً وَ إِنّ تَقوَي اللّهِ توُقَيّ‌ مَقتَهُ وَ توُقَيّ‌ عُقُوبَتَهُ وَ توُقَيّ‌ سَخَطَهُ وَ إِنّ تَقوَي اللّهِ تُبَيّضُ الوُجُوهَ وَ ترُضيِ‌ الرّبّ وَ تَرفَعُ الدّرَجَةَ خُذُوا بِحَظّكُم وَ لَا تُفَرّطُوا فِي جَنبِ اللّهِ فَقَد عَلّمَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ نَهَجَ لَكُم سَبِيلَهُ لِيَعلَمَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ يَعلَمَ الكَاذِبِينَ فَأَحسِنُوا كَمَا أَحسَنَ اللّهُ إِلَيكُم وَ عَادُوا أَعدَاءَهُوَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُم وَسَمّاكُمُ المُسلِمِينَلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَأَكثِرُوا ذِكرَ اللّهِ وَ اعمَلُوا لِمَا بَعدَ اليَومِ فَإِنّهُ مَن يُصلِح مَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ يَكفِيهِ اللّهُ مَا بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ ذَلِكَ بِأَنّ اللّهَ يقَضيِ‌ عَلَي النّاسِ وَ لَا يَقضُونَ عَلَيهِ وَ يَملِكُ مِنَ النّاسِ وَ لَا يَملِكُونَ مِنهُ اللّهُ أَكبَرُ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ فَلِهَذَا صَارَتِ الخُطبَةُ شَرطاً فِي انعِقَادِ الجُمُعَةِ

بيان قال الفيروزآبادي‌ الكفر ضد الإيمان وكفر نعمة الله و بهاكفورا وكفرانا جحدها وسترها والفترة ما بين النبيين و من بعضها ابتدائية وبعضها صلة كدنو من الساعة والمراد بانقطاع الزمان قرب انقطاعه بقرب القيامة و قوله و من يعصهما يدل علي أن مايقال إنه ص قال لمن قال ذلك بئس الخطيب أنت لاأصل له إن كان ذلك المقام مقاما يقتضي‌ التصريح بمقتضي البلاغة.فإنه الضمير للشأن علي ماتبغون أي تطلبون وترجون تود لو أن بينها اقتباس من قوله سبحانه يَومَ تَجِدُ كُلّ نَفسٍ ما عَمِلَت مِن خَيرٍ مُحضَراً وَ ما عَمِلَت مِن سُوءٍ تَوَدّ لَو أَنّ بَينَها وَ بَينَهُ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ و في الآية ضمير بينها راجع إلي النفس وضمير بينه راجع إلي اليوم


صفحه : 234

أو إلي ماعملت والظاهر هنا العكس و إن أمكن حمله علي ما في الآية بإرجاع الضمير إلي النفس بقرينتها و في قوله وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُتهديد بليغ . و قوله و ألذي صدق يحتمل عطفه علي رءوف ويحتمل القسم والتوقية الكلاءة والحفظ بحظكم أي من ثواب الآخرة في جنب الله أي قربه وطاعته ونهج لكم أي أوضح ليعلم أي بعدالوقوع أوليعلم أولياؤه

67-المُتَهَجّدُ،رَوَي جَابِرٌ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَخَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَومَ الجُمُعَةِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ذيِ‌ القُدرَةِ وَ السّلطَانِ وَ الرّأفَةِ وَ الِامتِنَانِ أَحمَدُهُ عَلَي تَتَابُعِ النّعَمِ وَ أَعُوذُ بِهِ مِنَ العَذَابِ وَ النّقَمِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ مُخَالَفَةً لِلجَاحِدِينَ وَ مُعَانَدَةً لِلمُبطِلِينَ وَ إِقرَاراً بِأَنّهُ رَبّ العَالَمِينَ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ قَفّي بِهِ المُرسَلِينَ وَ خَتَمَ بِهِ النّبِيّينَ وَ بَعَثَهُ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَي آلِهِ أَجمَعِينَ وَ قَد أَوجَبَ الصّلَاةَ عَلَيهِ وَ أَكرَمَ مَثوَاهُ لَدَيهِ وَ أَجمَلَ إِحسَانَهُ إِلَيهِ أُوصِيكُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَي اللّهِ ألّذِي هُوَ ولَيِ‌ّ ثَوَابِكُم وَ إِلَيهِ مَرَدّكُم وَ مَآبُكُم فَبَادِرُوا بِذَلِكَ قَبلَ المَوتِ ألّذِي لَا يُنجِيكُم مِنهُ حِصنٌ مَنِيعٌ وَ لَا هَربٌ سَرِيعٌ فَإِنّهُ وَارِدٌ نَازِلٌ وَ وَاقِعٌ عَاجِلٌ فَإِن تَطَاوَلَ الأَجَلُ وَ امتَدّ المَهَلُ فَكُلّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ وَ مَن مَهّدَ لِنَفسِهِ فَهُوَ المُصِيبُ فَتَزَوّدُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ لِيَومِ المَمَاتِ وَ احذَرُوا أَلِيمَ هَولِ البَيَاتِ فَإِنّ عِقَابَ اللّهِ عَظِيمٌ وَ عَذَابَهُ أَلِيمٌ نَارٌ تَلهَبُ وَ نَفسٌ تُعَذّبُ وَ شَرَابٌ مِن صَدِيدٍ وَ مَقَامِعُ مِن حَدِيدٍ أَعَاذَنَا اللّهُ وَ إِيّاكُم مِنَ النّارِ وَ رَزَقَنَا وَ إِيّاكُم مُرَافَقَةَ الأَبرَارِ وَ غَفَرَ لَنَا وَ لَكُم جَمِيعاًإِنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ إِنّ أَحسَنَ الحَدِيثِ وَ أَبلَغَ المَوعِظَةِ كِتَابُ اللّهِ ثُمّ تَعَوّذَ بِاللّهِ وَ قَرَأَ سُورَةَ العَصرِ ثُمّ قَالَ جَعَلَنَا اللّهُ وَ إِيّاكُم مِمّن تَسَعُهُم رَحمَتُهُ وَ يَشمَلُهُم عَفوُهُ وَ رَأفَتُهُ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ لِي وَ لَكُم ثُمّ جَلَسَ يَسِيراً ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي دَنَا فِي عُلُوّهِ وَ عَلَا فِي دُنُوّهِ وَ تَوَاضَعَ كُلّ شَيءٍ لِجَلَالِهِ وَ


صفحه : 235

استَسلَمَ كُلّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ وَ خَضَعَ كُلّ شَيءٍ لِقُدرَتِهِ مُقَصّراً عَن كُنهِ شُكرِهِ وَ أُومِنُ بِهِ إِذعَاناً لِرُبُوبِيّتِهِ وَ أَستَعِينُهُ طَالِباً لِعِصمَتِهِ وَ أَتَوَكّلُ عَلَيهِ مُفَوّضاً إِلَيهِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً فَرداً صَمَداً وَتراً لَم يَتّخِذ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ المُصطَفَي وَ رَسُولُهُ المُجتَبَي وَ أَمِينُهُ المُرتَضَي أَرسَلَهُبِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ دَاعِياً إِلَيهِبِإِذنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراًفَبَلّغَ الرّسَالَةَ وَ أَدّي الأَمَانَةَ وَ نَصَحَ الأُمّةَ وَ عَبَدَ اللّهَ حَتّي أَتَاهُ اليَقِينُ فَصَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ فِي الأَوّلِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ فِي الآخِرِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ يَومَ الدّينِ أُوصِيكُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَي اللّهِ وَ العَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَ اجتِنَابِ مَعصِيَتِهِ فَإِنّهُمَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَد فازَ فَوزاً عَظِيماًوَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُفَقَد ضَلّ ضَلالًا بَعِيداً وَخَسِرَ خُسراناً مُبِيناًإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ عَبدِكَ وَ رَسُولِكَ أَفضَلَ صَلَوَاتِكَ عَلَي أَنبِيَائِكَ وَ أَولِيَائِكَ

إيضاح السلطان الحجة والبرهان وقدرة الملك والامتنان الإنعام و قال الفيروزآبادي‌ قفيت زيدا و به تقفية أتبعته إياه و قدأوجب يدل علي وجوب الصلاة عليه ص في الجملة والمثوي المنزل ولي‌ ثوابكم أي المتولي‌ له والقائم به والمرد والمآب المرجع فبادروا بذلك أي بالتقوي أي سارعوا إليه قبل الموت فكان الموت يريد أن يحول بينكم وبينه فبادروا إليه قبله أوبادروا الناس إليه قبل ذلك أو لم يعتبر فيه المغالبة بل المعني عجلوا في فعله والأول أبلغ والعاجل السريع . و قوله ع فكل ما هوآت تعليل لذلك والأجل مدة العمر وغايته والمهل بالتحريك المهلة والسكون والرفق والبيات هو أن يقصد العدو بالليل


صفحه : 236

من غير أن يعلم فيأخذه بغتة تلهب أي تتلهب بحذف إحدي التاءين وتلهب النار اشتعالها والصديد ماء الجرح الرقيق والحميم أغلي‌ حتي خثر.المقمعة كمكنسة العمود من حديد أوكالمحجن يضرب به رأس الفيل وخشبة يضرب بهاالإنسان رأسه دنا في علوه أي دنوه دنو العلية والإحاطة العلمية والرأفة والرحمة و هو لاينافي‌ علوه عن مناسبة الخلق ومشابهتهم واستغناءه عنهم وعدم وصول عقولهم إلي كنه ذاته وصفاته وكذا العكس بل كل من الجهتين تستلزم الأخري .لجلاله أي عندجلاله أو عندسبب جلاله والاحتمالان جاريان في الفقرتين الآتيتين مقصرا حال إذعانا مفعول مطلق من غيراللفظ أومفعول لأجله ويحتمل الحالية أي مذعنا وأستعينه في جميع الأمور لاسيما في الطاعات طالبا لعصمته عن المعاصي‌ وأتوكل عليه أي أعتمد عليه في جميع أموري‌ مفوضا إليه راضيا بكل مايأتي‌ به .إلها أي معبودا أوخالقا والنصب علي الحالية واحدا لانظير له أحدا لاتثنية فيه بوجه فردا منفردا بخلق الأشياء صمدا مقصودا إليه في جميع الأمور وترا لاشريك له في المعبودية. والاصطفاء والاجتباء والارتضاء متقاربة في المعني بالحق متلبسا ومؤيدا به بشيرا بالثواب نذيرا بالعقاب وداعيا إليه أي إلي الإقرار به وبتوحيده و مايجب الإيمان به من صفاته بإذنه بتيسيره وتوفيقه وعونه وسِراجاً مُنِيراًيستضاء به من ظلمات الجهالة ويقتبس من نوره أنوار البصائر ونصح الأمة أي بذل الجهد في هدايتهم وإرشادهم حتي أتاه اليقين أي الموت المتيقن في الأولين أي معهم إذاصلي عليهم

68-المُتَهَجّدُ،رَوَي زَيدُ بنُ وَهبٍ قَالَخَطَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَومَ الجُمُعَةِ فَقَالَ


صفحه : 237

الحَمدُ لِلّهِ الولَيِ‌ّ الحَمِيدِ الحَكِيمِ المَجِيدِ الفَعّالِ لِمَا يُرِيدُ عَلّامِ الغُيُوبِ وَ سَتّارِ العُيُوبِ وَ خَالِقِ الخَلقِ وَ مُنزِلِ القَطرِ وَ مُدَبّرِ الأَمرِ وَ رَبّ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَارِثِ العَالَمِينَ وَ خَيرِ الفَاتِحِينَ ألّذِي مِن عِظَمِ شَأنِهِ أَنّهُ لَا شَيءَ مِثلُهُ تَوَاضَعَ كُلّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ وَ ذَلّ كُلّ شَيءٍ لِعِزّتِهِ وَ استَسلَمَ كُلّ شَيءٍ لِقُدرَتِهِ وَ قَرّ كُلّ شَيءٍ قَرَارَهُ لِهَيبَتِهِ وَ خَضَعَ كُلّ شَيءٍ مِن خَلقِهِ لِمُلكِهِ وَ رُبُوبِيّتِهِ ألّذِييُمسِكُ السّماءَ أَن تَقَعَ عَلَي الأَرضِ إِلّا بِإِذنِهِ وَ أَن تَقُومَ السّاعَةُ وَ يَحدُثَ شَيءٌ إِلّا بِعِلمِهِ نَحمَدُهُ عَلَي مَا كَانَ وَ نَستَعِينُهُ مِن أَمرِنَا عَلَي مَا يَكُونُ وَ نَستَغفِرُهُ وَ نَستَهدِيهِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ مَلِكُ المُلُوكِ وَ سَيّدُ السّادَاتِ وَ جَبّارُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ الوَاحِدُ القَهّارُ الكَبِيرُ المُتَعَالِ ذُو الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ دَيّانُ يَومِ الدّينِ وَ رَبّ آبَائِنَا الأَوّلِينَ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ دَاعِياً إِلَي الحَقّ وَ شَاهِداً عَلَي الخَلقِ فَبَلّغَ رِسَالَاتِ رَبّهِ كَمَا أَمَرَهُ لَا مُتَعَدّياً وَ لَا مُقَصّراً وَ جَاهَدَ فِي اللّهِ أَعدَاءَهُ لَا وَانِياً وَ لَا نَاكِلًا وَ نَصَحَ لَهُ فِي عِبَادِهِ صَابِراً مُحتَسِباً وَ قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ وَ قَد رضَيِ‌َ عَمَلَهُ وَ تَقَبّلَ سَعيَهُ وَ غَفَرَ ذَنبَهُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ أُوصِيكُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَي اللّهِ وَ اغتِنَامِ طَاعَتِهِ مَا استَطَعتُم فِي هَذِهِ الأَيّامِ الخَالِيَةِ الفَانِيَةِ وَ إِعدَادِ العَمَلِ الصّالِحِ لِجَلِيلِ مَا يشَفيِ‌ بِهِ عَلَيكُمُ المَوتُ وَ آمُرُكُم بِالرّفضِ لِهَذِهِ الدّنيَا التّارِكَةِ لَكُمُ الزّائِلَةِ عَنكُم وَ إِن لَم تَكُونُوا تُحِبّونَ تَركَهَا وَ المُبلِيَةِ لِأَجسَادِكُم وَ إِن أَحبَبتُم تَجدِيدَهَا فَإِنّمَا مَثَلُكُم وَ مَثَلُهَا كَرَكبٍ سَلَكُوا سَبِيلًا فَكَأَنّهُم قَد قَطَعُوهُ وَ أَفضَوا إِلَي عِلمٍ فَكَأَنّهُم قَد بَلَغُوهُ وَ كَم عَسَي المجُريِ‌ إِلَي الغَايَةِ أَن يجَريِ‌َ


صفحه : 238

إِلَيهَا حَتّي يَبلُغَهَا وَ كَم عَسَي أَن يَكُونَ بَقَاءُ مَن لَهُ يَومٌ لَا يَعدُوهُ وَ طَالِبٌ حَثِيثٌ مِنَ المَوتِ يَحدُوهُ فَلَا تَنَافَسُوا فِي عِزّ الدّنيَا وَ فَخرِهَا وَ لَا تَعجَبُوا بِزِينَتِهَا وَ نَعِيمِهَا وَ لَا تَجزَعُوا مِن ضَرّائِهَا وَ بُؤسِهَا فَإِنّ عِزّ الدّنيَا وَ فَخرَهَا إِلَي انقِطَاعٍ وَ إِنّ زِينَتَهَا وَ نَعِيمَهَا إِلَي ارتِجَاعٍ وَ إِنّ ضَرّاءَهَا وَ بُؤسَهَا إِلَي نَفَادٍ وَ كُلّ مُدّةٍ مِنهَا إِلَي مُنتَهًي وَ كُلّ حيَ‌ّ فِيهَا إِلَي بِلًي أَ وَ لَيسَ لَكُم فِي آثَارِ الأَوّلِينَ وَ فِي آبَائِكُمُ المَاضِينَ مُعتَبَرٌ وَ بَصِيرَةٌ إِن كُنتُم تَعقِلُونَ أَ وَ لَم تَرَوا إِلَي الأَموَاتِ لَا يَرجِعُونَ وَ إِلَي الأَخلَافِ مِنكُم لَا يَخلُدُونَ قَالَ اللّهُ وَ الصّدقُ قَولُهُوَ حَرامٌ عَلي قَريَةٍ أَهلَكناها أَنّهُم لا يَرجِعُونَ وَ قَالَكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم يَومَ القِيامَةِ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَد فازَ وَ مَا الحَياةُ الدّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرُورِ أَ وَ لَستُم تَرَونَ إِلَي أَهلِ الدّنيَا وَ هُم يُصبِحُونَ عَلَي أَحوَالٍ شَتّي فَمِن مَيّتٍ يُبكَي وَ مَفجُوعٍ يُعَزّي وَ صَرِيعٍ يَتَلَوّي وَ آخَرَ يُبَشّرُ وَ يُهَنّأُ وَ مِن عَائِدٍ يَعُودُ وَ آخَرَ بِنَفسِهِ يَجُودُ وَ طَالِبٍ لِلدّنيَا وَ المَوتُ يَطلُبُهُ وَ غَافِلٍ وَ لَيسَ بِمَغفُولٍ عَنهُ وَ عَلَي أَثَرِ الماَضيِ‌ مَا يمَضيِ‌ الباَقيِ‌ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ رَبّ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ ألّذِي يَبقَي وَ يَفنَي مَا سِوَاهُ وَ إِلَيهِ مَوئِلُ الخَلقِ وَ مَرجِعُ الأُمُورِ وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ إِنّ هَذَا يَومٌ جَعَلَهُ اللّهُ لَكُم عِيداً وَ هُوَ سَيّدُ أَيّامِكُم وَ أَفضَلُ أَعيَادِكُم وَ قَد أَمَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ باِلسعّي‌ِ فِيهِ إِلَي ذِكرِهِ فَلتَعظُم فِيهِ رَغبَتُكُم وَ لتَخلُص نِيّتُكُم وَ أَكثِرُوا فِيهِ مِنَ التّضَرّعِ إِلَي اللّهِ وَ الدّعَاءِ وَ مَسأَلَةِ الرّحمَةِ وَ الغُفرَانِ فَإِنّ اللّهَ يَستَجِيبُ لِكُلّ مُؤمِنٍ دُعَاءَهُ وَ يُورِدُ النّارَ كُلّ مُستَكبِرٍ عَن عِبَادَتِهِ وَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيادعوُنيِ‌ أَستَجِب لَكُم إِنّ الّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عبِادتَيِ‌ سَيَدخُلُونَ جَهَنّمَ داخِرِينَ وَ اعلَمُوا أَنّ فِيهِ سَاعَةً مُبَارَكَةً لَا يَسأَلُ اللّهَ فِيهَا عَبدٌ مُؤمِنٌ خَيراً إِلّا أَعطَاهُ اللّهُ


صفحه : 239

وَ الجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ عَلَي كُلّ مُؤمِنٍ إِلّا الصبّيِ‌ّ وَ المَرأَةَ وَ العَبدَ وَ المَرِيضَ غَفَرَ اللّهُ لَنَا وَ لَكُم سَالِفَ ذُنُوبِنَا وَ عَصَمَنَا وَ إِيّاكُم مِنِ اقتِرَافِ الذّنُوبِ بَقِيّةَ أَعمَارِنَا إِنّ أَحسَنَ الحَدِيثِ وَ أَبلَغَ المَوعِظَةِ كِتَابُ اللّهِ الكَرِيمُ أَعُوذُ بِاللّهِ السّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ إِنّ اللّهَهُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ وَ كَانَ يَقرَأُ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ أَو قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ أَو أَلهَاكُمُ التّكَاثُرُ أَوِ العَصرَ وَ كَانَ مِمّا يَدُومُ عَلَيهِ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثُمّ يَجلِسُ جَلسَةً كَلَا وَ لَا ثُمّ يَقُومُ فَيَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ نَحمَدُهُ وَ نَستَعِينُهُ وَ نُؤمِنُ بِهِ وَ نَتَوَكّلُ عَلَيهِ وَ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَامُهُ وَ مَغفِرَتُهُ وَ رِضوَانُهُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ عَبدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِيّكَ وَ صَفِيّكَ صَلَاةً تَامّةً نَامِيَةً زَاكِيَةً تَرفَعُ بِهَا دَرَجَتَهُ وَ تُبَيّنُ بِهَا فَضِيلَتَهُ وَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَمَا صَلّيتَ وَ بَارَكتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ أللّهُمّ عَذّب كَفَرَةَ أَهلِ الكِتَابِ وَ المُشرِكِينَ الّذِينَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِكَ وَ يَجحَدُونَ آيَاتِكَ وَ يُكَذّبُونَ رُسُلَكَ أللّهُمّ خَالِف بَينَ كَلِمَتِهِم وَ أَلقِ الرّعبَ فِي قُلُوبِهِم وَ أَنزِل عَلَيهِم رِجزَكَ وَ نَقِمَتَكَ وَ بَأسَكَ ألّذِي لَا تَرُدّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمِينَ أللّهُمّ انصُر جُيُوشَ المُسلِمِينَ وَ سَرَايَاهُم وَ مُرَابِطِيهِم حَيثُ كَانُوا فِي مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أللّهُمّ اغفِر لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ المُسلِمِينَ وَ المُسلِمَاتِ وَ لِمَن هُوَ لَاحِقٌ بِهِم وَ اجعَلِ التّقوَي زَادَهُم وَ الجَنّةَ مَآبَهُم وَ الإِيمَانَ وَ الحِكمَةَ فِي قُلُوبِهِم وَ أَوزِعهُم أَن يَشكُرُوا نِعمَتَكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ عَلَيهِم وَ أَن يُوفُوا بِعَهدِكَ ألّذِي عَاهَدتَهُم عَلَيهِ إِلَهَ الحَقّ وَ خَالِقَ الخَلقِ آمِينَإِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذيِ‌ القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البغَي‌ِ يَعِظُكُم لَعَلّكُم تَذَكّرُونَاذكُرُوا اللّهَ فَإِنّهُ ذَاكِرٌ لِمَن ذَكَرَهُ وَ سَلُوهُ رَحمَتَهُ


صفحه : 240

وَ فَضلَهُ فَإِنّهُ لَا يَخِيبُ عَلَيهِ دَاعٍ مِنَ المُؤمِنِينَ دَعَاهُرَبّنا آتِنا فِي الدّنيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ

توضيح الحمد لله الولي‌ أي المتولي‌ لأمور العالم والخلائق القائم بها أوالمستحق لجميع المحامد باستجماعه للكمالات وقيل هوالناصر الحميد أي المحمود علي كل حال فعيل بمعني مفعول الحكيم هوفعيل بمعني الفاعل أي الحاكم و هوالقاضي‌ كماقيل أوبمعني مفعل أي ألذي يحكم الأشياء ويتقنها وقيل ذو الحكمة وهي‌ عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم أو ألذي لايفعل شيئا إلالغرض أومنفعة تصل إلي غيره تعالي .المجيد ذو المجد والعظمة والكبرياء و في النهاية المجد في كلام العرب الشرف الواسع و رجل ماجد مفضال كثير الخير شريف والمجيد فعيل منه للمبالغة وقيل هوالكريم الفعال وقيل إذاقارن شرف الذات حسن الفعال سمي‌ مجدا وفعيل أبلغ من فاعل فكأنه يجمع معني الجليل والوهاب والكريم .الفعال لمايريد إذا كان مشتملا علي الحكم الكثيرة والمنافع الغزيرة علام الغيوب أي كثير العلم بما يغيب عن حواس الخلق وعقولهم بحيث لاتخفي عليه خافية والقطر جمع قطرة وهي‌ المطر. و في الفقيه ومدبر أمر الدنيا والآخرة ووارث السماوات و الأرض أي تنتقل السماوات و الأرض من الخلائق إليه تعالي أوالباقي‌ بعدفنائهما أوالوارث للخلق في السماوات و الأرض من قبيل مصارع البلد من عظم شأنه أي مرتبته أوفعله أوجميع مايتعلق به و في الفقيه ألذي عظم شأنه فلا شيءمثله .تواضع كل شيء أي من ذوي‌ العقول أوالأعم لنفوذ قدرته وإرادته في كل مايريد منها لعظمته أي عندها أو له تعالي بسببها وكذا البواقي‌ والعزة الغلبة والشدة والقوة والاستيلاء علي الأشياء.


صفحه : 241

والضمير في قراره راجع إلي الشي‌ء وإرجاعه إلي الله بعيد أي جعل لكل شيءبحسب الأمكنة الظاهرة والباطنة والدرجات الصورية والمعنوية والاستعدادات والقابليات مقرا لايمكنه تعديه وتجاوزه فكأنه يهابه فعبر عن عدم تجاوزهم عن مقتضي إرادته ومشيته بالهيبة لأن من يهاب أحدا لايخرج عن أمره و إن كان ظاهره أن للجمادات أيضا شعورا كماقيل والملكة المالكية والسلطنة والخضوع الانقياد والطاعة. أن تقع أي من أن تقع أوكراهة أن تقع إلابإذنه أي إلابمشيته و ذلك يوم القيامة و أن تقوم عطف علي السماء وربما يقرأ بالكسر بناء علي كونها نافية و يكون من عطف الجملة علي الجملة وكذا الجملة التالية تحتمل الوجهين والاحتمال الأخير بعيد فيهما نحمده علي ما كان من النعماء والضراء ونستعينه من أمرنا علي ما يكون أي علي ما يكون بعد ذلك من أمورنا للدنيا والآخرة و في النهج بعده ونسأله المعافاة في الأديان كمانسأله المعافاة في الأبدان يقال عافاه الله من المكروه معافاة وعافية أي وهب له العافية وقيل المعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك والتشبيه لشدة اهتمام الناس بالمشبه به و إن كان المشبه أهم وأحري بالطلب عندأولي‌ الألباب . وجبار الأرضين والسماوات أي الجبار فيهما أوجبارهما بإيجادهما وإعدامهما وسائر مايتصرف فيهما قال في النهاية الجبار في أسمائه تعالي ألذي يقهر العباد علي ماأراد من أمر ونهي‌ وقيل هوالعالي‌ فوق خلقه القهار أي الغالب علي جميع الخلق أومعذبهم أوقهر العدم وأوجد الأشياء منه الكبير أي العظيم ذو الكبرياء والمتعالي‌ عن صفات الخلق حذفت الياء تخفيفا وأبقيت الكسرة لتدل عليها.


صفحه : 242

ذو الجلال أي الاستغناء المطلق والإكرام أي الفضل العام ديان يوم الدين أي الحاكم أوالمجازي‌ أوالمحاسب في يوم الجزاء قال الجوهري‌ الدين الجزاء والمكافاة و منه الديان في صفته تعالي .أرسله داعيا إلي الحق أي إلي الله فإنه الحق الثابت ألذي لايتغير أو إلي دين الحق و في الفقيه أرسله بالحق داعيا إلي الحق وشاهدا علي الخلق قال الوالد قدس سره أي الأنبياء والأئمة فإنهم الخلق حقيقة كما قال تعالي وَ يَومَ نَبعَثُ مِن كُلّ أُمّةٍ شَهِيداًوَ جِئنا بِكَ عَلي هؤُلاءِ شَهِيداً و قدورد بذلك تفسيره في الأخبار الكثيرة أوالأعم لعدم المنافاة. لامتعديا بأن يبلغ ما لم يوح إليه و لامقصرا بأن لايبلغ ماأوحي‌ إليه وجاهد في الله أي له و في سبيله لاوانيا من الوني بمعني الضعف والفتور و لاناكلا أي جبانا ممتنعا من الجهاد لذلك ونصح له أي أطاع أمره وأخلص النية فيه أونصح للعباد خالصا لوجهه سبحانه أوالأعم قال الجزري‌ فيه إن الدين النصيحة لله ورسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي‌ إرادة الخير للمنصوح له و ليس يمكن أن يعبر عن هذاالمعني بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها وأصل النصح في اللغة الخلوص يقال نصحته ونصحت له ومعني نصيحة الله الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عبادته والنصيحة لكتاب الله هوالتصديق والعمل بما فيه ونصيحة رسول الله ص التصديق بنبوته والانقياد لماأمر به ونهي‌ عنه ونصيحة الأئمة إطاعتهم ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلي مصالحهم انتهي .صابرا علي مايلحقه من الأذي في ذلك محتسبا أي طالبا للأجر فيه خالصا لله وغفر ذنبه أي ماصدر عنه من ترك الأولي أوالمباحات فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين أوذنب من يستحق المغفرة من أمته نسب إليه مجازا أوالذنب ألذي كان المشركون ينسبونه إليه من جعل الآلهة إلها واحدا فغفر وستر ورفع ذلك بترويج الدين وقمع رؤساء المشركين و قدمر الكلام فيه مستوفي في محله .


صفحه : 243

والخالية الماضية أي أنها بمعرض الانقضاء والزوال وأشفي علي الشي‌ء أشرف أي إعداد العمل للأمور العظيمة التي‌ جعلها الموت مشرفة عليكم قريبة منكم من سكرات الموت وأهوال القبر وعقوباته وغيرها أوأشرف الموت عليكم معها. وآمركم و في بعض النسخ في أمركم فهو متعلق بقوله يشفي‌ أي في الأمور المتعلقة بكم و قوله بالرفض متعلق بالإعداد أي بأن ترفضوا أوحال عن فاعل الإعداد والباء للملابسة أي متلبسين بالرفض أو في أمركم متعلق بقوله أوصيكم بأن يكون الأمر مصدرا وبالرفض متعلقا به و شيءمنها لايخلو من تكلف وآمركم أظهر و في الفقيه بتقوي الله واغتنام مااستطعتم عملا به من طاعته في هذه الأيام الخالية وبالرفض و في النهج أوصيكم بالرفض لهذه الدنيا التاركة لكم و إن لم تحبوا تركها والمبلية لأجسامكم و إن كنتم تحبون تجديدها والرفض الترك والإضافة في قوله تركها من إضافة المصدر إلي المفعول أي لاتحبكم الدنيا مع حبكم لها و لاتعاملكم بما يقتضيه حبكم أو إلي الفاعل أي تترككم البتة و إن كنتم كارهين لذلك و لايبالي‌ بسخطكم وكذا الإضافة في تجديدها يحتمل الوجهين .كركب و في النهج كسفر والركب جمع راكب كسفر جمع سافر والفاء في قوله فإنما مثلكم للتعليل و مابعدها علة لكون الدنيا تاركة لهم وحقيقا بالرفض و في بعض النسخ بالواو والمثل بالتحريك في الأصل بمعني النظير ثم استعمل في كل صفة وحال وقصة لها غرابة وشأن . والغرض تشبيه حالهم بالمسافرين وحال الدنيا بالسبيل في قرب انقضاء السفر والوصول إلي الغاية فكأنهم في حال كونهم غيرقاطعين للسفر قاطعون له لشدة قرب إحدي الحالتين من الأخري قال ابن ميثم فائدة كان في الموضعين تقريب الأحوال المستقبلة من الأحوال الواقعة. وأفضوا إلي علم أي خرجوا إلي الفضاء متوجهين إلي علم قال الجوهري‌


صفحه : 244

الفضاء الساحة و مااتسع من الأرض يقال أفضيت إذاخرجت إلي الفضاء انتهي و في النهج أموا علما أي قصدوا والعلم بالتحريك المنار والجبل في الطريق يهتدي به . وكم عسي استفهام في معني التحقير لمدة الجري‌ والبقاء و في النهج في الثاني‌ و ماعسي والغاية نهاية السير وإجراء الفرس إرساله وحمله علي السير و في النسخ مضبوطة علي بناء اسم الفاعل والفعل علي بنائه ويمكن أن يقرأ علي بناء المفعول فيهما كما لايخفي . وعدا الأمر و عنه أي جاوزه وتركه والحثيث المسرع الحريص والطالب الحثيث هوالموت أوأسبابه فكلمة من علي الأول للبيان و علي الثاني‌ للابتداء وحدوته علي السير أي حثثته وبعثته عليه و منه الحداء للغناء المعروف للإبل فلاتنافسوا المنافسة الرغبة في الشي‌ء والانفراد به لنفاسته وجودته في أكثر نسخ الفقيه تتنافسوا علي صيغة التفاعل والمعني واحد. و لاتعجبوا بفتح التاء والجيم من قولهم عجب بالشي‌ء كعلم إذاعظم موقعه عنده وعده عجيبا أوبضم التاء من بناء المفعول من الإعجاب من قولهم أعجبه إذاحمله علي العجب منه وفلان معجب برأيه بالفتح والجزع نقيض الصبر والضراء الحالة التي‌ تضر والبؤس شدة الحاجة. إلي انقطاع متعلقه راجع أوآئل ونحوهما وكذا فيما سيأتي‌ من الظروف والنفاد الفناء والذهاب والبلي بالكسر والقصر الخلق والاندراس . و في النهج و كل مدة فيها إلي انتهاء و كل حي‌ فيها إلي فناء أ و ليس لكم في آثار الأولين مزدجر و في آبائكم الماضين تبصرة ومعتبر إن كنتم تعقلون أ و لم تروا إلي الماضين منكم لايرجعون و إلي الخلف الباقي‌ لايبقون . والأثر محركة بقية الشي‌ء وعلامته ونقل الحديث وهنا يحتمل الكل والمزدجر يحتمل المكان والمصدر و هو غيرموجود في بعض النسخ والتبصرة مصدر


صفحه : 245

بصره تبصيرا أي جعله بصيرا وعرفه والمعتبر أيضا يحتمل المكان والمصدر والاعتبار الاتعاظ والخلف بالتحريك كل من يجي‌ء بعد من مضي وكذا بالسكون إلا أنه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشر و في المقام أعم والأخلاف جمعه .وَ حَرامٌ عَلي قَريَةٍ أَهلَكناها أي ممتنع علي أهل قرية حكمنا بإهلاكها


صفحه : 246

أووجدناها هالكةأَنّهُم لا يَرجِعُونَ أي رجوعهم إلي التوبة أو إلي الحياة و لازائدة أوعدم رجوعهم للجزاء و هومبتدأ خبره حرام أوفاعل له ساد مسد خبره


صفحه : 247

أودليل عليه وتقديره توبتهم أوحياتهم أوعدم بعثهم أولأنهم يرجعون و لاينيبون . وحرام خبر محذوف أي وحرام عليها ذلك و هوالمذكور في الآية المتقدمةفَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلا كُفرانَ لِسَعيِهِ وَ إِنّا لَهُ كاتِبُونَ وقيل حَرامٌ أي عزم وموجب عليهم أَنّهُم لا يَرجِعُونَ.كُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِوعد ووعيد للمصدق والمكذب وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم أي تعطون جزاء أعمالكم خيرا كان أوشرا تاما وافيايَومَ القِيامَةِ أي يوم قيامكم من القبور وقيل لفظ التوفية يشعر بأنه قد يكون قبلها بعض الأجور يعني‌ في البرزخ .فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ أي بعدعنهافَقَد فازَبالنجاة ونيل المراد والفوز الظفر بالبغيةوَ مَا الحَياةُ الدّنيا أي لذاتها وزخارفهاإِلّا مَتاعُ الغُرُورِشبهها بالمتاع ألذي يدلس به علي المستام ويغر حتي يشتريه والغرور مصدر وجمع غار. أ ولستم ترون إلي أهل الدنيا في النهج ترون أهل الدنيا يمسون ويصبحون علي أحوال شتي فميت يبكي وآخر يعزي وصريع مبتلي والباقي‌ بالرفع و كان الرؤية ضمنت هنا معني النظر وشت الأمر تفرق وأشياء شتي أي متفرقة


صفحه : 248

وبكيته وبكيت عليه بمعني والعز الصبر والتعزية الحمل عليه . والصريع المطروح علي الأرض والمراد هنا الجريح المشرف علي القتل أوالمريض العاجز عن القيام واللي‌ فتل الحبل والتلوي‌ عندالمرض والشدة مجاز شائع في عرف العرب والعجم و قوله يعود علي ما في النهج أي يعيد الاشتغال بالعيادة بالفعل وقيل مشتق من العود لإفادة التكرار و هوبعيد. ويقال يجود فلان بنفسه إذا كان يخرجها وهي‌ تفارقه كأنه يهب نفسه ويسخي‌ بها وغافل أي عن الموت و مايراد به و مايصيبه من المكاره والمصائب و مايكتب عليه من الخطايا و ليس بمغفول عنه فإن الكتبة يحفظون عمله و الله سبحانه رقيب عليه والمقادير متوجهة عليه . وفلان يمضي‌ علي أثر فلان أي يحذو حذوه كأنه يضع القدم علي أثر قدمه وكلمة مافيما يمضي‌ مصدرية أوزائدة والمعني شأن الباقين في الأمور المذكورة ماشاهدتموه من أحوال الماضين أوالمراد يمضي‌ الباقون كمامضي من مضي وعاقبة الجميع الفناء وقيل أي علي أثر من سلف يمضي‌ من خلف فتَزَوّدُوا فَإِنّ خَيرَ الزّادِ التّقوي. ويفني علي بناء المجرد ويمكن أن يقرأ علي بناء الإفعال والموئل الملجأ و في الفقيه يئول الخلق ويرجع الأمر.ألا إن هذا يوم و في بعض النسخ اليوم و في الفقيه إن هذااليوم يوم .إِنّ الّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عبِادتَيِ‌ أي دعائي‌ سماه عبادة ترغيبا إليه وإيذانا بأنه ينبغي‌ أن يكون الدعاء مقصودا بالذات للداعي‌ و لايمل منه لعدم الإجابة وقيل المراد بالدعاء في قوله ادعوني‌ العبادة والأول هومدلول الصحيفة السجادية والأخبار الكثيرة والدخور الصغار والذل . و في الفقيه لايسأل الله عبدمؤمن فيهاشيئا إلاأعطاه والجمعة واجبة علي كل مؤمن إلا علي المريض والصبي‌ والشيخ الكبير والمجنون والأعمي والمسافر


صفحه : 249

والعبد المملوك و من كان علي رأس فرسخين إلي قوله من اقتراف الآثام بقية أيام دهرنا إلي قوله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هُوَ الفَتّاحُ العَلِيمُ و كان مما يدوم عليه أي يقرؤه في غالب الأوقات قوله صلوات الله عليه في الفقيه صلوات الله وسلامه عليه وآله ومغفرته ورضوانه .زاكية أي نامية تأكيدا أوطاهرة من النيات والعقائد الفاسدة وغيرها مما يوجب عدم قبولها.ترفع بهادرجته في الآخرة وتبين بهافضيلته في الدنيا أوالأعم فيهما و في الفقيه فضله كفرة أهل الكتاب لعله أراد ع لصوص الخلافة الثلاثة وأتباعهم فالمراد بالسبيل والآيات الأئمة ع كمامر في الأخبار. والزجر العذاب والسرايا جمع السرية وهي‌ قطعة من الجيش ويمكن أن يراد بالمسلمين المؤمنون الكاملون المنقادون لله في أوامره ونواهيه وبالمؤمنين غيرهم أويراد بالمؤمنين الكاملون وبالمسلمين غيرالكمل منهم أويراد بالمؤمنين كل من صحت عقائده وبالمسلمين المستضعفون من المخالفين . ولمن هولاحق بهم أي المستضعفين و أهل الكبائر من المؤمنين علي بعض الوجوه في الفقرتين السابقتين و علي بعضها المراد بالمؤمنين والمسلمين الموجودون أوهم مع من مضي وبمن هولاحق بهم من يأتي‌ بعده وليست هذه الفقرة في الفقيه هاهنا لكن زاد بعد قوله وخالق الخلق أللهم اغفر لمن توفي‌ من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ولمن هولاحق بهم من بعدهم منهم إنك أنت العزيز الحكيم و هوأظهر. و في النهاية أللهم أوزعني‌ شكر نعمتك أي ألهمني‌ وأولعني‌ انتهي إله الحق لعله من إضافة الموصوف إلي الصفة كقولهم رجل صدق أوالإله المنسوب إلي الحق فإنه يلهم الحق ويعطيه من يشاء و كل ماينسب إليه فهو حق من دينه وكتابه وشرعه ورسله و هويُحِقّ الحَقّ بِكَلِماتِهِ.


صفحه : 250

إِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِقيل هوالتوسط في الأمور اعتقادا وقولا وعملاوَ الإِحسانِ أي إحسان الطاعات كمية وكيفية أوالعدل بين الناس والإحسان إليهم وقيل العدل التوحيد والإحسان أداء الفرائض وقيل العدل في الأفعال والإحسان في الأقوال وقيل العدل أن ينصف وينتصف والإحسان أن ينصف و لاينتصف وَ إِيتاءِ ذيِ‌ القُربي أي إعطاء الأقارب مايحتاجون إليه أوأقارب الرسول ص حقوقهم من الخمس وغيره كماورد في الأخبار.وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ أي الإفراط في متابعة القوي الشهوية كالزناوَ المُنكَرِ أي ماينكر علي متعاطيه في إثارة القوة الغضبيةوَ البغَي‌ِ أي الاستعلاء والاستيلاء علي الناس والتجبر عليهم بالشيطنة التي‌ هي‌ مقتضي القوة الوهمية قيل لايوجد من الإنسان شيء إلا و هومندرج في هذه الأقسام صادر بتوسط إحدي هذه القوي يَعِظُكُمبالأمر والنهي‌ والمميز بين الخير والشرلَعَلّكُم تَذَكّرُونَ أي تتعظون وقر‌ئ بتخفيف الذال وتشديدها

69- المُتَهَجّدُ، وَ جَمَالُ الأُسبُوعِ، وَ أَمّا القُنُوتُ فِيهَا فَإِن صَلّي جَمَاعَةً فَفِيهَا قُنُوتَانِ أَحَدُهُمَا فِي الرّكعَةِ الأُولَي قَبلَ الرّكُوعِ وَ فِي الثّانِيَةِ بَعدَ الرّكُوعِ وَ إِن صَلّي مُنفَرِداً فَقُنُوتٌ وَاحِدٌ وَ يُستَحَبّ أَن يَقنُتَ بِهَذَا الدّعَاءِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ لِي وَ لوِاَلدِيَ‌ّ وَ لوِلُديِ‌ وَ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ إخِواَنيِ‌ اليَقِينَ وَ العَفوَ وَ المُعَافَاةَ وَ المَغفِرَةَ وَ الرّحمَةَ وَ العَافِيَةَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

وَ رَوَي أَبُو حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَسَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فِي قُنُوتِ الجُمُعَةِ كَلِمَاتِ الفَرَجِ وَ يَقُولُ يَا اللّهُ ألّذِي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ صَلَاةً كَثِيرَةً طَيّبَةً مُبَارَكَةً أللّهُمّ أَعطِ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ جَمِيعَ الخَيرِ كُلّهُ وَ اصرِف عَن مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ الشّرّ كُلّهُ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ تُب عَلَيّ وَ عاَفنِيِ‌ وَ مُنّ عَلَيّ بِالجَنّةِ طَولًا مِنكَ وَ نجَنّيِ‌ مِنَ النّارِ وَ اغفِر لِي مَا سَلَفَ مِن ذنُوُبيِ‌ وَ ارزقُنيِ‌ العِصمَةَ فِيمَا بقَيِ‌َ مِن عمُرُيِ‌ أَن أَعُودَ فِي شَيءٍ مِن مَعَاصِيكَ أَبَداً حَتّي تتَوَفَاّنيِ‌ وَ أَنتَ عنَيّ‌ رَاضٍ


صفحه : 251

وَ أَثبِت لِي عِندَكَ الشّهَادَةَ ثُمّ لَا تحُوَلّنيِ‌ عَنهَا أَبَداً بِرَحمَتِكَ يَا مُقَلّبَ القُلُوبِ وَ الأَبصَارِ ثَبّت قلَبيِ‌ عَلَي دِينِكَ وَ طَاعَتِكَ وَ دِينِ رَسُولِكَ وَ ثَبّت قلَبيِ‌ عَلَي الهُدَي بِرَحمَتِكَ وَ لَا تُزِغ قلَبيِ‌ بَعدَ إِذ هدَيَتنَيِ‌ وَ هَب لِي مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ

وَ رَوَي مُقَاتِلُ بنُ مُقَاتِلٍ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع أَيّ شَيءٍ تَقُولُ فِي قُنُوتِ صَلَاةِ الجُمُعَةِ قَالَ قُلتُ مَا يَقُولُ النّاسُ قَالَ لَا تَقُل كَمَا يَقُولُونَ وَ لَكِن قُلِ أللّهُمّ أَصلِح عَبدَكَ وَ خَلِيفَتَكَ بِمَا أَصلَحتَ بِهِ أَنبِيَاءَكَ وَ رُسُلَكَ وَ حُفّهُ بِمَلَائِكَتِكَ وَ أَيّدهُ بِرُوحِ القُدُسِ مِن عِندِكَ وَ اسلُكهُمِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ رَصَداًيَحفَظُونَهُ مِن كُلّ سُوءٍ وَ أَبدِلهُ مِن بَعدِ خَوفِهِ أَمناً يَعبُدُكَ لَا يُشرِكُ بِكَ شَيئاً وَ لَا تَجعَل لِأَحَدٍ مِن خَلقِكَ عَلَي وَلِيّكَ سُلطَاناً وَ أذَن لَهُ فِي جِهَادِ عَدُوّكَ وَ عَدُوّهِ وَ اجعلَنيِ‌ مِن أَنصَارِهِ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

وَ رَوَي المُعَلّي بنُ خُنَيسٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لِيَكُن مِن قَولِكُم فِي قُنُوتِ الجُمُعَةِ أللّهُمّ إِنّ عَبِيداً مِن عِبَادِكَ الصّالِحِينَ قَامُوا بِكِتَابِكَ وَ سُنّةِ نَبِيّكَص فَاجزِهِم عَنّا خَيرَ الجَزَاءِ

وَ رَوَي سُلَيمَانُ بنُ حَفصٍ المرَوزَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الرّضَا يعَنيِ‌ الثّالِثَ ع قَالَ قَالَ لَا تَقُل فِي صَلَاةِ الجُمُعَةِ فِي القُنُوتِ وَ السّلَامُ عَلَي المُرسَلِينَ وَ قَالَ سَمِعَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ القاَشاَنيِ‌ّ مَسَائِلَ أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ مِائَتَينِ

بيان قوله ويستحب أن يقنت قَالَ الصّدُوقُ فِي الفَقِيهِ روُيِ‌َ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع القُنُوتُ كُلّهُ جِهَارٌ وَ القَولُ فِي قُنُوتِ الفَرِيضَةِ فِي الأَيّامِ


صفحه : 252

كُلّهَا إِلّا فِي الجُمُعَةِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ لِي وَ لوِاَلدِيَ‌ّ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ

وفهم الأكثر أنه جزء الخبر الصحيح وعندي‌ أنه يحتمل أن يكون كلام الصدوق بل هوأظهر و علي التقديرين ينافي‌ ماذكره الشيخ ويمكن الجمع بحمل كلام الصدوق علي أن مراده أن قراءة مارواه عن أبي جعفر ع في الجمعة و هو أللهم تم نورك إلي آخر مامر أحسن من هذاالدعاء لاعدم استحبابه و في الفقيه وإخواني‌ المؤمنين فيك . قوله في اليقين أي في جميع العقائد الحقة الإيمانية لاسيما في أمور المعاد والقضاء والقدر وربما يشعر بعض الأخبار بتخصيصه بأحد الأخيرين والمعافاة أن تسلم من شر الناس ويسلموا من شرك قوله أللهم أصلح عبدك ظاهره رجحان صلاة الجمعة في زمان عدم استيلاء الإمام وحمله علي الجمعة مع المخالفين بعيد إذ إطلاق الجمعة علي مايفعل معهم مجاز. واسلكه من بين يديه إشارة إلي قوله سبحانه عالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ فَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ رَصَداً لِيَعلَمَ أَن قَد أَبلَغُوا رِسالاتِ رَبّهِمالآية فقيل الرصد الطريق أي يجعل له إلي علم من كان قبله من الأنبياء والسلف وعلم ما يكون بعده طريقا وقيل هوجمع راصد بمعني الحافظ أي يحفظ ألذي يطلع عليه الرسول فيجعل من بين يديه وخلفه رصدا من الملائكة يحفظون الوحي‌ من أن تسترقه الشياطين فتلقيه إلي الكهنة وقيل رصدا من بين يدي‌ الرسول و من خلفه وهم الحفظة من الملائكة يحرسونه من شر الأعداء وكيدهم . وقيل المراد به جبرئيل أي يجعل بين يديه و من خلفه رصدا كالحجاب تعظيما لمايتحمله من الرسالة والظاهر من الدعاء المعني الثالث ثم الظاهر علي سياق الآية واسلك بدون ضمير وفيما رأينا من النسخ المعتبرة مع الضمير وكأن


صفحه : 253

التصحيف من الناسخ الأول وإرجاع الضمير إلي روح القدس يأبي عنه قوله يحفظونه ويمكن إرجاعه إلي العبد فيكون من بين يديه بدلا من الضمير أوالمراد اسلك له بارتكاب حذف وإيصال . قوله و قال سمع لعله ره ذكر ذلك لرفع استبعاد رواية المروزي‌ عن أبي الحسن الثالث إذ كان المروزي‌ في زمن الرضا ع من علماء بلاد خراسان ووقع بينه وبينه ع مناظرات عندالمأمون و إن المروزي‌ ذكر ذلك تأييدا لقوله بأن القاساني‌ سمع أيضا ذلك في جملة ماسمع من مسائله و علي التقديرين فاعل قال المروزي‌ ويحتمل أن يكون الفاعل الراوي‌ المتروك ذكره و يكون القاساني‌ راويا عن المروزي‌ سمع منه هذه المسائل في التاريخ المذكور ويحتمل العكس و هوأبعد وبالجملة الكلام لايخلو من اضطراب والنهي‌ عن السلام في القنوت لعله علي الكراهة و إن كان الأحوط الترك و قدمر الكلام فيه

70- جَمَالُ الأُسبُوعِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ القُنُوتُ قُنُوتُ الجُمُعَةِ فِي الرّكعَةِ الأُولَي بَعدَ القِرَاءَةِ تَقُولُ فِي القُنُوتِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ العلَيِ‌ّ العَظِيمُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ مَا فِيهِنّ وَ مَا بَينَهُنّ وَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ كَمَا هَدَيتَنَا بِهِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ كَمَا كَرّمتَنَا بِهِ أللّهُمّ اجعَلنَا مِمّنِ اختَرتَهُ لِدِينِكَ وَ خَلَقتَهُ لِجَنّتِكَ أللّهُمّلا تُزِغ قُلُوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَ هَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ

أقول الأولي ضم الصلاة علي الآل في نسخ الدعاء للنهي‌ عن الاقتصار


صفحه : 254

علي الصلاة عليه بدون آله ص و إن ترك هنا تقية أو من الرواة و قوله كماهديتنا به أي صلاة تناسب حقه علينا بالهداية في العظمة والجلالة و مامصدرية أوكافة ممن اخترته لدينك أي وفقنا لاختياره فنكون ممن خلقته لجنتك فإن المؤمنين مخلوقون لها. لاتزغ قلوبنا الزيغ الميل إلي الباطل وقيل فيه وجوه الأول أن المعني لاتمنعنا لطفك ألذي معه تستقيم القلوب فتميل قلوبنا عن الإيمان بعدإذ وفقتنا بألطافك حتي هديتنا إليك الثاني‌ أن معناه لاتكلفنا من الشدائد مايصعب علينا فعله وتركه فيزيغ قلوبنا بعدالهداية الثالث أنه قد يكون الدعاء بما وجب عليه سبحانه فعله علي سبيل الانقطاع كقوله تعالي قالَ رَبّ احكُم بِالحَقّمِن لَدُنكَ رَحمَةًقيل أي من عندك لطفا نتوصل به إلي الثبات علي الإيمان وقيل نعمة وقيل مغفرةإِنّكَ أَنتَ الوَهّابُلكل سؤال

71- دَعَائِمُ الإِسلَامِ،رَوَينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَن عَلِيّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أَربَعَةٌ يَستَقبِلُونَ العَمَلَ المَرِيضُ إِذَا برَ‌ِئَ وَ المُشرِكُ إِذَا أَسلَمَ وَ المُنصَرِفُ مِنَ الجُمُعَةِ إِيمَاناً وَ احتِسَاباً وَ الحَاجّ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ يُوشِكُ أَحَدُكُم أَن يَتَبَدّي حَتّي لَا يأَتيِ‌َ المَسجِدَ إِلّا يَومَ الجُمُعَةِ ثُمّ يَستَأخِرُ حَتّي لَا يأَتيِ‌َ الجُمُعَةَ إِلّا مَرّةً وَ يَدَعَهَا مَرّةً ثُمّ يَستَأخِرُ حَتّي لَا يَأتِيَهَا فَيَطبَعُ اللّهُ عَلَي قَلبِهِ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ صَلَاةُ الجُمُعَةِ فَرِيضَةٌ وَ الِاجتِمَاعُ إِلَيهَا مَعَ الإِمَامِ العَدلِ فَرِيضَةٌ فَمَن تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ عَلَي هَذَا فَقَد تَرَكَ ثَلَاثَ فَرَائِضَ وَ لَا يَترُكُ ثَلَاثَ فَرَائِضَ مِن غَيرِ عِلّةٍ وَ لَا عُذرٍ إِلّا مُنَافِقٌ


صفحه : 255

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَيسَ عَلَي المُسَافِرِ جُمُعَةٌ وَ لَا جَمَاعَةٌ وَ لَا تَشرِيقٌ إِلّا فِي مِصرٍ جَامِعٍ

وَ عَن جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ أَتَي رَسُولُ اللّهِص بِخَمسٍ وَ ثَلَاثِينَ صَلَاةً فِي كُلّ سَبعَةِ أَيّامٍ مِنهَا صَلَاةٌ لَا يَسَعُ أَحَداً أَن يَتَخَلّفَ عَنهَا إِلّا خَمسَةٌ المَرأَةُ وَ الصبّيِ‌ّ وَ المُسَافِرُ وَ المَرِيضُ وَ المَملُوكُ يعَنيِ‌ صَلَاةَ الجُمُعَةِ مَعَ الإِمَامِ العَدلِ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا شَهِدَتِ المَرأَةُ وَ العَبدُ الجُمُعَةَ أَجزَأَت عَنهُمَا مِن صَلَاةِ الظّهرِ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ تَجِبُ الجُمُعَةُ عَلَي مَن كَانَ مِنهَا عَلَي فَرسَخَينِ إِذَا كَانَ الإِمَامُ عَدلًا

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ يُجَمّعُ القَومُ يَومَ الجُمُعَةِ إِذَا كَانُوا خَمسَةً فَصَاعِداً وَ إِن كَانُوا أَقَلّ مِن خَمسَةٍ لَم يُجَمّعُوا

وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ التّهجِيرُ إِلَي الجُمُعَةِ حَجّ فُقَرَاءِ أمُتّيِ‌

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلي ذِكرِ اللّهِ قَالَ لَيسَ السعّي‌ُ الِاشتِدَادَ وَ لَكِن يَمشُونَ إِلَيهَا مَشياً

وَ عَنهُ ع أَنّهُ كَانَ يمَشيِ‌ إِلَي الجُمُعَةِ حَافِياً تَعظِيماً لَهَا وَ يُعَلّقُ نَعلَيهِ بِيَدِهِ اليُسرَي وَ يَقُولُ إِنّهُ مَوطِنٌ لِلّهِ وَ هَذَا مِنهُ ع تَوَاضُعٌ لِلّهِ جَلّ وَ عَزّ لَا عَلَي أَنّ ذَلِكَ شَيءٌ يَجِبُ وَ لَا يجُزيِ‌ غَيرُهُ وَ لَا بَأسَ بِالِانتِعَالِ وَ الرّكُوبِ إِلَي الجُمُعَةِ

وَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ كَانَ يَشهَدُ الجُمُعَةَ مَعَ أَئِمّةِ الجَورِ تَقِيّةً وَ لَا يَعتَدّ بِهَا وَ يصُلَيّ‌ الظّهرَ لِنَفسِهِ


صفحه : 256

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ لَا جُمُعَةَ إِلّا مَعَ إِمَامٍ عَدلٍ تقَيِ‌ّ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَا يَصلُحُ الحُكمُ وَ لَا الحُدُودُ وَ لَا الجُمُعَةُ إِلّا بِإِمَامٍ عَدلٍ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ النّاسُ فِي إِتيَانِ الجُمُعَةِ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ رَجُلٌ حَضَرَ الجُمُعَةَ لِلّغوِ وَ المِرَاءِ فَذَلِكَ حَظّهُ مِنهَا وَ رَجُلٌ جَاءَ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ فَصَلّي فَإِن شَاءَ اللّهُ أَعطَاهُ وَ إِن شَاءَ حَرَمَهُ وَ رَجُلٌ حَضَرَ قَبلَ خُرُوجِ الإِمَامِ فَصَلّي مَا قَضَي لَهُ ثُمّ جَلَسَ فِي إِنصَاتٍ وَ سُكُونٍ حَتّي خَرَجَ الإِمَامُ إِلَي أَن قُضِيَت فهَيِ‌َ كَفّارَةٌ لِمَا بَينَهَا وَ بَينَ الجُمُعَةِ التّيِ‌ تَلِيهَا وَ زِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ ذَلِكَ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ لَأَن أَجلِسَ عَنِ الجُمُعَةِ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أَقعُدَ حَتّي إِذَا جَلَسَ الإِمَامُ جِئتُ أَتَخَطّي رِقَابَ النّاسِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا قَامَ الإِمَامُ يَخطُبُ فَقَد وَجَبَ عَلَي النّاسِ الصّمتُ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَا كَلَامَ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ وَ لَا الِالتِفَاتُ إِلّا بِمَا يَحِلّ فِي الصّلَاةِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ لَا كَلَامَ حَتّي يَفرُغَ الإِمَامُ مِنَ الخُطبَةِ فَإِذَا فَرَغَ مِنهَا فَتَكَلّم مَا بَينَكَ وَ بَينَ افتِتَاحِ الصّلَاةِ إِن شِئتَ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ يَستَقبِلُ النّاسُ الإِمَامَ عِندَ الخُطبَةِ بِوُجُوهِهِم وَ يُصغُونَ إِلَيهِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ إِنّمَا جُعِلَتِ الخُطبَةُ عِوَضاً مِنَ الرّكعَتَينِ اللّتَينِ أُسقِطَتَا مِن صَلَاةِ الظّهرِ فهَيِ‌َ كَالصّلَاةِ لَا يَحِلّ فِيهَا إِلّا مَا يَحِلّ فِي الصّلَاةِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَيُبدَأُ بِالخُطبَةِ يَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ الصّلَاةِ وَ إِذَا صَعِدَ الإِمَامُ


صفحه : 257

جَلَسَ وَ أَذّنَ المُؤَذّنُونَ بَينَ يَدَيهِ فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الأَذَانِ قَامَ فَخَطَبَ وَ وَعَظَ ثُمّ جَلَسَ جَلسَةً خَفِيفَةً ثُمّ قَامَ فَخَطَبَ خُطبَةً أُخرَي يَدعُو فِيهَا ثُمّ أَقَامَ المُؤَذّنُونَ الصّلَاةَ وَ نَزَلَ يصُلَيّ‌ الجُمُعَةَ رَكعَتَينِ يَجهَرُ فِيهِمَا بِالقِرَاءَةِ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ إِذَا صَعِدَ المِنبَرَ سَلّمَ عَلَي النّاسِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ وَ ينَبغَيِ‌ لِلإِمَامِ يَومَ الجُمُعَةِ أَن يَتَطَيّبَ وَ يَلبَسَ أَحسَنَ ثِيَابِهِ وَ يَتَعَمّمَ

وَ عَنهُ ع السّنّةُ أَن يُقرَأَ فِي أَوّلِ رَكعَةِ يَومِ الجُمُعَةِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ الثّانِيَةِ بِسُورَةِ المُنَافِقِينَ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَدرَكَ رَكعَةً مِن صَلَاةِ الجُمُعَةِ يُضِيفُ إِلَيهَا رَكعَةً أُخرَي بَعدَ انصِرَافِ الإِمَامِ وَ إِن فَاتَهُ رَكعَتَانِ مَعاً صَلّي وَحدَهُ الظّهرَ أَربَعاً

بيان و لاتشريق إلا في مصر التشريق صلاة العيد قال في النهاية فيه من ذبح قبل التشريق فليعد أي قبل أن يصلي‌ صلاة العيد و هو من شروق الشمس لأن ذلك وقتها وَ مِنهُ حَدِيثُ عَلِيّ ع لَا جُمُعَةَ وَ لَا تَشرِيقَ إِلّا فِي مِصرٍ جَامعٍ

أراد صلاة العيد ويقال لموضعها المشرق انتهي . و قدمر أنها محمولة علي التقية ويظهر من النهاية أنها من روايات العامة ويحتمل هنا وجها آخر و هو أن يكون المراد بالمصر محل الإقامة أو أن المعني لايصلي‌ المسافر العيد والجمعة إلا إذاحضر مصرا يصليها أهله فيصلي‌ معهم و علي الأخير يكون الاستثناء متصلا بل علي الأول أيضا علي وجه و هوأولي من أخذه منقطعا و أماالجماعة فيمكن حملها علي نفي‌ الاستحباب المؤكد و قوله يعني‌


صفحه : 258

صلاة الجمعة لعله من كلام المؤلف مع أنه ظاهر أن المراد به نفي‌ الصلاة خلف الفاسقين والمخالفين كمايدل عليه مابعده . قوله لأن أجلس أي اضطرارا والمراد في الشقين حضور صلاة المخالفين كمايومئ إليه الخبر. واعلم أنه اختلف الأصحاب في القدر المعتبر في كل من الخطبتين فقال الشيخ في المبسوط أقل ما يكون الخطبة أربعة أصناف حمد الله والصلاة علي النبي وآله والوعظ وقراءة سورة خفيفة من القرآن ومثله قال ابن حمزة و ابن إدريس في موضع من السرائر و قال الشيخ في الخلاف أقل ماتكون الخطبة أن يحمد الله تعالي ويثني‌ عليه ويصلي‌ علي النبي ص ويقرأ شيئا من القرآن ويعظ الناس ووافقه ابن إدريس في موضع من السرائر في عدم ذكر السورة و لم يذكر أبوالصلاح القراءة والشيخ في الاقتصاد ذكر قراءة السورة بين الخطبتين . و قال ابن الجنيد في الخطبة الأولي وتوشحها بالقرآن و في الثانيةإِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِالآية ويظهر من الفاضلين أن وجوب الحمد لله والصلاة علي النبي ص والوعظ موضع وفاق بين علمائنا وأكثر العامة و قدوقع الخلاف في مواضع الأول هل يجب القراءة في الخطبتين أم لا كمانقل عن أبي الصلاح .الثاني‌ علي تقدير الوجوب هل الواجب سورة كاملة أوآية تامة الفائدة فيهما أو في الأولي خاصة.الثالث هل تجب الشهادة بالرسالة في الأولي أم لا.الرابع هل يجب الاستغفار والدعاء لأئمة المسلمين كما هوظاهر المرتضي أم لا. و أماالروايات فالذي‌ تدل عليه موثقة سماعة في الأولي الحمد والثناء والوصية بالتقوي وقراءة سورة صغيرة و في الثانية الحمد والثناء والصلاة علي محمدص و علي أئمة المسلمين والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات وعليها


صفحه : 259

اعتمد المحقق في المعتبر و في صحيحة محمد بن مسلم خطبتان تضمنت الأولي منهما حمد الله والشهادتين والصلاة علي محمد وآله والوعظ قال ثم اقرأ سورة من القرآن وادع إلي ربك وصل علي النبي ص وادع للمؤمنين وللمؤمنات وتضمنت الثانية الحمد والشهادتين والوعظ والصلاة علي النبي وآله قال ثم يقول أللهم صل علي أمير المؤمنين ووصي‌ رسول رب العالمين ثم تسمي‌ الأئمة حتي تنتهي‌ إلي صاحبك ثم تقول أللهم افتح له فتحا يسيرا وانصره نصرا عزيزا قال و يكون آخر كلامه أن يقول إِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذيِ‌ القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ البغَي‌ِ يَعِظُكُم لَعَلّكُم تَذَكّرُونَ ثم يقول أللهم اجعلنا ممن يَذّكّرُ فَتَنفَعَهُ الذّكري.فالقول بوجوب السورة في الخطبة الأخيرة لاوجه له لعدم اشتمال الروايتين عليها نعم الثانية تدل علي الآية و قال في الذكري قال ابن الجنيد والمرتضي ليكن في الأخيرة قوله تعالي إِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِالآية وأورده البزنطي‌ في جامعه . ثم إنه ذكر العلامة والشهيد وجماعة أنه يجب في الخطبتين التحميد بصيغة الحمد لله و في إثباته إشكال والظاهر عدم تعين لفظ ومضمون للوعظ وإجزاء آية مشتملة عليه وكذا في التحميد إجزاء آية مشتملة عليه و إن اختلفوا فيهما والأولي بل الأحوط أن يراعي‌ الخطيب أحوال الناس بحسب خوفهم ورجائهم فيعظهم مناسبا لحالهم للأيام والشهور والوقائع الحادثة وأمثال تلك الأمور كمايومئ إليه بعض الأخبار ويظهر من الخطب المنقولة. وذكر جماعة من الأصحاب أنه يجب الترتيب بين أجزاء الخطبة الحمد ثم الصلاة ثم الوعظ ثم القراءة و هوأحوط والمشهور بين الأصحاب المنع من الخطبة بغير العربية و لو لم يفهم العدد العربية و لم يمكن التعلم قيل يجب بغير العربية واحتمل بعضهم وجوب العربية واحتمل بعضهم سقوط الجمعة والظاهر جواز


صفحه : 260

العربية والأولي أن يلقي عليهم أولا مضامينها باللغة التي‌ يفهمونها و لايبعد جواز الجمع بينهما بأداء المضامين اللازمة باللغتين معا. والمشهور وجوب الفصل بالجلوس بين الخطبتين و إن استشكل العلامة في المنتهي والمحقق في المعتبر فيه لاشتمال الروايات عليه من غيرمعارض والأولي السكوت في حال الجلوس لقوله ع في صحيحة معاوية بن وهب يجلس بينهما جلسة لايتكلم فيها و إن احتمل أن يكون المراد عدم التكلم في الخطبة وذكر العلامة وجماعة أنه لوعجز عن القيام جلس للخطبتين يفصل بينهما بسكتة واحتمل في التذكرة الفصل بينهما بالاضطجاع و هوبعيد

72- الهِدَايَةُ، فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ خَمساً وَ ثَلَاثِينَ صَلَاةً وَاحِدَةٌ فَرَضَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي جَمَاعَةٍ وَ هُوَ الجُمُعَةُ وَ وَضَعَهَا عَن تِسعَةٍ عَنِ الصّغِيرِ وَ الكَبِيرِ وَ المَجنُونِ وَ المُسَافِرِ وَ العَبدِ وَ المَرأَةِ وَ المَرِيضِ وَ الأَعمَي وَ مَن كَانَ عَلَي رَأسِ فَرسَخَينِ وَ القِرَاءَةُ فِيهَا جِهَارٌ وَ الغُسلُ فِيهَا وَاجِبٌ وَ عَلَي الإِمَامِ فِيهَا قُنُوتَانِ قُنُوتٌ فِي الرّكعَةِ الأُولَي قَبلَ الرّكُوعِ وَ فِي الثّانِيَةِ بَعدَ الرّكُوعِ وَ مَن صَلّاهَا وَحدَهُ فَليُصَلّهَا أَربَعاً كَصَلَاةِ الظّهرِ فِي سَائِرِ الأَيّامِ وَ إِذَا اجتَمَعَ يَومَ الجُمُعَةِ سَبعَةٌ وَ لَم يَخَافُوا أَمّهُم بَعضُهُم وَ خَطَبَهُم وَ الخُطبَةُ بَعدَ الصّلَاةِ لِأَنّ الخُطبَتَينِ مَكَانَ الرّكعَتَينِ الأُخرَاوَينِ وَ أَوّلُ مَن خَطَبَ قَبلَ الصّلَاةِ عُثمَانُ لِأَنّهُ لَمّا أَحدَثَ مَا أَحدَثَ لَم يَكُن يَقِفُ النّاسُ عَلَي خُطبَتِهِ فَلِهَذَا قَدّمَهَا وَ السّبعَةُ الّذِينَ ذَكَرنَاهُم هُمُ الإِمَامُ وَ المُؤَذّنُ وَ القاَضيِ‌ وَ المدُعّيِ‌ وَ المُدّعَي عَلَيهِ وَ الشّاهِدَانِ

بيان أول الكلام يدل علي عدم اشتراط الإذن والكلام في آخره كالكلام


صفحه : 261

في الخبر المأخوذ هذا منه وتبديل الحداد بالمؤذن مما يؤيد حمله علي العدد

73- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِتيَانُ الجُمُعَةِ زِيَارَةٌ وَ جَمَالٌ قِيلَ لَهُ وَ مَا الجَمَالُ قَالَ قضوا[اقضُوا]الفَرِيضَةَ وَ تَزَاوَرُوا

وَ قَالَ ع لَكُم فِي تَزَاوُرِكُم مِثلُ أَجرِ الحَاجّينَ

74- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، رَوَينَا عَن أَهلِ البَيتِ ع فِي قُنُوتِ الجُمُعَةِ وُجُوهاً وَ كُلّهَا حَسَنٌ مِنهَا أَن يَقنُتَ بَعدَ الفَرَاغِ مِن قِرَاءَةِ سُورَةِ المُنَافِقِينَ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ قَبلَ أَن يَركَعَ فَيَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ العلَيِ‌ّ العَظِيمُ سُبحَانَ اللّهِ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ رَبّ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ مَا فِيهِنّ وَ مَا بَينَهُنّ وَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ يَا اللّهُ ألّذِيلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ عَلَي أَئِمّةِ المُؤمِنِينَ أللّهُمّ ثَبّت قلَبيِ‌ عَلَي دِينِكَ وَ دِينِ نَبِيّكَ وَ لَا تُزِغ قلَبيِ‌ بَعدَ إِذ هدَيَتنَيِ‌ وَ هَب لِي مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ أللّهُمّ اجعلَنيِ‌ مِمّن خَلَقتَهُ لِجَنّتِكَ وَ اختَرتَهُ لِدِينِكَ وَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَمَا أَنتَ أَهلُهُ وَ هُم بِكَ أَهلُهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ

75- فَضَائِلُ الأَشهُرِ الثّلَاثَةِ،لِلصّدُوقِ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن أَدرَكَ شَهرَ رَمَضَانَ فَلَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ وَ مَن أَدرَكَ لَيلَةَ القَدرِ فَلَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ وَ مَن حَضَرَ الجُمُعَةَ مَعَ المُسلِمِينَ فَلَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ وَ مَن أَدرَكَ وَالِدَيهِ أَو أَحَدَهُمَا فَلَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ وَ مَن ذُكِرتُ عِندَهُ فَصَلّي عَلَيّ فَلَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ الخَبَرَ

76-أَقُولُ وَجَدتُ فِي أَصلٍ قَدِيمٍ مِن أُصُولِ أَصحَابِنَا فِي الدّعَاءِ رَوَي حَمّادُ بنُ عُثمَانَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَالقُنُوتُ فِي آخِرِ كُلّ صَلَاةٍ إِلّا فِي


صفحه : 262

يَومِ الجُمُعَةِ قَالَ وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص النهّي‌ُ عَنِ الِاحتِبَاءِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الإِمَامُ يَخطُبُ قَالَ وَ تَقُولُ فِي القُنُوتِ بَعدَ كَلِمَاتِ الفَرَجِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ صَلَاةً كَثِيرَةً زَاكِيَةً طَيّبَةً مُبَارَكَةً مُتَقَبّلَةً رَبّ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ قنِيِ‌ عَذَابَ النّارِ يَا مُقَلّبَ القُلُوبِ وَ الأَبصَارِ ثَبّت قلَبيِ‌ عَلَي طَاعَتِكَ وَ اجعلَنيِ‌ مِمّن تَرضَي بِهِ لِدِينِكَ وَ لَا تُزِغ قلَبيِ‌ بَعدَ إِذ هدَيَتنَيِ‌ وَ هَب لِي مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ


صفحه : 263

باب 2-فضل يوم الجمعة وليلتها وساعاتها

الآيات البروج وَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ.تفسير قال في مجمع البيان فيه أقوال أحدها أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وقتادة وروي‌ ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و عن النبي ص أيضا وسمي‌ يوم الجمعة شاهدا لأنه يشهد علي كل عامل بما عمل فيه و في الحديث ماطلعت الشمس علي يوم و لاغربت علي يوم أفضل منه و فيه ساعة لايوافقها من يدعو الله فيهابخير إلااستجاب الله له و لااستعاذ من شر إلاأعاذه منه و يوم عرفة مشهود يشهد الناس فيه موسم الحج وتشهده الملائكة. وثانيها أن الشاهد يوم النحر والمشهود يوم عرفة عن ابراهيم . وثالثها أن الشاهد محمدص والمشهود يوم القيامة عن ابن عباس في رواية أخري وسعيد بن المسيب و هوالمروي‌ عن الحسن بن علي ع .روُيِ‌َ أَنّ رَجُلًا دَخَلَ مَسجِدَ رَسُولِ اللّهِص فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدّثُ عَن رَسُولِ الله ص قَالَ فَسَأَلتُهُ عَنِ الشّاهِدِ وَ المَشهُودِ فَقَالَ نَعَم الشّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ وَ المَشهُودُ يَومُ عَرَفَةَ فَجُزتُهُ إِلَي آخَرَ يُحَدّثُ عَن رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلتُهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ نَعَم أَمّا الشّاهِدُ فَيَومُ الجُمُعَةِ وَ أَمّا المَشهُودُ فَيَومُ النّحرِ فَجُزتُهُمَا إِلَي غُلَامٍ كَانَ وَجهُهُ الدّينَارَ وَ هُوَ يُحَدّثُ عَن رَسُولِ اللّهِص فَقُلتُ أخَبرِنيِ‌ عَنشاهِدٍ وَ مَشهُودٍ فَقَالَ نَعَم أَمّا الشّاهِدُ فَمُحَمّدٌص وَ أَمّا المَشهُودُ فَيَومُ القِيَامَةِ أَ مَا سَمِعتَهُ سُبحَانَهُ يَقُولُ


صفحه : 264

يا أَيّهَا النّبِيّ إِنّا أَرسَلناكَ شاهِداً وَ مُبَشّراً وَ نَذِيراً وَ قَالَذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌفَسَأَلتُ عَنِ الأَوّلِ فَقَالُوا ابنُ عَبّاسٍ وَ سَأَلتُ عَنِ الثاّنيِ‌ فَقَالُوا ابنُ عُمَرَ وَ سَأَلتُ عَنِ الثّالِثِ فَقَالُوا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع

وَ رَابِعُهَا أَنّ الشّاهِدَ يَومُ عَرَفَةَ وَ المَشهُودَ يَومُ الجُمُعَةِ عَن أَبِي الدّردَاءِ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَكثِرُوا الصّلَاةَ عَلَيّ يَومَ الجُمُعَةِ فَإِنّهُ يَومٌ مَشهُودٌ تَشهَدُهُ المَلَائِكَةُ وَ إِنّ أَحَداً لَا يصُلَيّ‌ عَلَيّ إِلّا عُرِضَت عَلَيّ صَلَاتُهُ حَتّي يَفرُغَ مِنهَا قَالَ فَقُلتُ وَ بَعدَ المَوتِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ حَرّمَ عَلَي الأَرضِ أَن تَأكُلَ أَجسَادَ الأَنبِيَاءِ فنَبَيِ‌ّ اللّهِ حيَ‌ّ يُرزَقُ

. وخامسها أن الشاهد الملك يشهد علي ابن آدم والمشهود يوم القيامة عن عكرمة وتلا هاتين الآيتين وَ جاءَت كُلّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌوَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ وسادسها أن الشاهد الذين يشهدون علي الناس والمشهود هم الذين يشهد عليهم عن الجبائي‌. وسابعها الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم لقوله تعالي لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ عن الحسن بن الفضل . وثامنها الشاهد أعضاء بني‌ آدم والمشهود هم لقوله تعالي يَومَ تَشهَدُ عَلَيهِم أَلسِنَتُهُمالآية. وتاسعها الشاهد الحجر الأسود والمشهود الحاج . وعاشرها الشاهد الأيام والليالي‌ والمشهود بني‌ آدم وينشد للحسين بن علي ع .


صفحه : 265


مضي أمسك الماضي‌ شهيدا معدلا   وخلفت في يوم عليك شهيد

فإن أنت بالأمس اقترفت إساءة   فقيد بإحسان و أنت حميد

و لاترج فعل الخير يوما إلي غد   لعل غدا يأتي‌ و أنت فقيد

.الحادي‌ عشر الشاهد الأنبياء والمشهود محمدص بيانه وَ إِذ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النّبِيّينَ إلي قوله فَاشهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُم مِنَ الشّاهِدِينَ.الثاني‌ عشر الشاهد الخلق والمشهود الحق .


و في كل شيء له آية   تدل علي أنه واحد

. وقيل الشاهد الله والمشهود لاإله إلا الله لقوله شَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ

1- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن مَاتَ مَا بَينَ زَوَالِ الشّمسِ يَومَ الخَمِيسِ إِلَي زَوَالِ الشّمسِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ أَعَاذَهُ اللّهُ مِن ضَغطَةِ القَبرِ

ثواب الأعمال ، عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمدالأشعري‌ عن علي بن إسماعيل عن حماد مثله

2-المَجَالِسُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ هَارُونَ الصوّفيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي الروّياَنيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي مَحمُودٍ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا تَقُولُ فِي الحَدِيثِ ألّذِي يَروِيهِ النّاسُ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَنزِلُ كُلّ لَيلَةٍ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا


صفحه : 266

فَقَالَ ع لَعَنَ اللّهُ المُحَرّفِينَ الكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ وَ اللّهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ كَذَلِكَ إِنّمَا قَالَص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُنزِلُ مَلَكاً إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا كُلّ لَيلَةٍ فِي الثّلُثِ الأَخِيرِ وَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ فِي أَوّلِ اللّيلِ فَيَأمُرُهُ فيَنُاَديِ‌ هَل مِن سَائِلٍ فَأُعطِيَهُ هَل مِن تَائِبٍ فَأَتُوبَ إِلَيهِ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ يَا طَالِبَ الخَيرِ أَقبِل يَا طَالِبَ الشّرّ أَقصِر فَلَا يَزَالُ ينُاَديِ‌ بِهَذَا حَتّي يَطلُعَ الفَجرُ فَإِذَا طَلَعَ الفَجرُ عَادَ إِلَي مَحَلّهِ مِن مَلَكُوتِ السّمَاءِ حدَثّنَيِ‌ بِذَلِكَ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن آبَائِهِ عَن رَسُولِهِص

الاحتجاج ، عن ابراهيم بن أبي محمود مثله أقول قدمضي بأسانيد في أبواب صلاة الليل وغيرها

3-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ لِلّهِ كَرَامَةً فِي عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ فِي كُلّ يَومِ جُمُعَةٍ فَإِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ بَعَثَ اللّهُ إِلَي المُؤمِنِ مَلَكاً مَعَهُ حُلّةٌ فيَنَتهَيِ‌ إِلَي بَابِ الجَنّةِ فَيَقُولُ استَأذِنُوا لِي عَلَي فُلَانٍ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا رَسُولُ رَبّكَ عَلَي البَابِ فَيَقُولُ لِأَزوَاجِهِ أَيّ شَيءٍ تَرَينَ عَلَيّ أَحسَنَ فَيَقُلنَ يَا سَيّدَنَا وَ ألّذِي أَبَاحَكَ الجَنّةَ مَا رَأَينَا عَلَيكَ شَيئاً أَحسَنَ مِن هَذَا بَعَثَ إِلَيكَ رَبّكَ فَيَتّزِرُ بِوَاحِدَةٍ وَ يَتَعَطّفُ بِالأُخرَي فَلَا يَمُرّ بشِيَ‌ءٍ إِلّا أَضَاءَ لَهُ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي المَوعِدِ فَإِذَا اجتَمَعُوا تَجَلّي لَهُمُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَإِذَا نَظَرُوا إِلَيهِ خَرّوا سُجّداً فَيَقُولُ عبِاَديِ‌ ارفَعُوا رُءُوسَكُم لَيسَ هَذَا يَومَ سُجُودٍ وَ لَا يَومَ عِبَادَةٍ قَد رَفَعتُ عَنكُمُ المَئُونَةَ فَيَقُولُونَ يَا رَبّ وَ أَيّ شَيءٍ أَفضَلُ مِمّا أَعطَيتَنَا أَعطَيتَنَا الجَنّةَ فَيَقُولُ لَكُم مِثلُ مَا فِي أَيدِيكُم سَبعِينَ ضِعفاً فَيَرجِعُ المُؤمِنُ فِي كُلّ جُمُعَةٍ بِسَبعِينَ ضِعفَ مِثلِ مَا فِي يَدَيهِ وَ هُوَ قَولُهُوَ لَدَينا مَزِيدٌ وَ هُوَ يَومُ الجُمُعَةِ إِنّهَا لَيلَةٌ غَرّاءُ وَ يَومٌ أَزهَرُ فَأَكثِرُوا فِيهَا مِنَ التّسبِيحِ وَ التّهلِيلِ وَ التّكبِيرِ وَ


صفحه : 267

الثّنَاءِ عَلَي اللّهِ وَ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ قَالَ فَيَمُرّ المُؤمِنُ فَلَا يَمُرّ بشِيَ‌ءٍ إِلّا أَضَاءَ لَهُ حَتّي ينَتهَيِ‌َ إِلَي أَزوَاجِهِ فَيَقُلنَ وَ ألّذِي أَبَاحَنَا الجَنّةَ يَا سَيّدَنَا مَا رَأَينَاكَ قَطّ أَحسَنَ مِنكَ السّاعَةَ فَيَقُولُ إنِيّ‌ قَد نَظَرتُ بِنُورِ ربَيّ‌ قَالَ إِنّ أَزوَاجَهُ لَا يَغِرنَ وَ لَا يَحِضنَ وَ لَا يَصلَفنَ

أقول تمامه في باب صفة الجنة بيان تجلي لهم أي ظهر لهم بنور من أنوار جلاله فإذانظروا إليه أي إلي ذلك النور ويحتمل أن يكون التجلي‌ للقلب والنظر بعين القلب و في القاموس الصلف بالتحريك ألا تحظي المرأة عندزوجها والتكلم بما يكرهه صاحبه والتمدح بما ليس عندك ومجاوزة قدر الظرف والادعاء فوق ذلك تكبرا

4- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، وَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ قَالَ الشّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ وَ المَشهُودُ يَومُ القِيَامَةِ

5- الخِصَالُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي اختَارَ مِنَ الأَيّامِ أَربَعَةً يَومَ الجُمُعَةِ وَ يَومَ التّروِيَةِ وَ يَومَ عَرَفَةَ وَ يَومَ النّحرِ

وَ مِنهُ عَن عُبدُوسِ بنِ عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ عَن يَحيَي بنِ أَبِي بَكرٍ عَن زُهَيرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَقِيلٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ بُرَيدٍ عَن أَبِي لُبَابَةَ بنِ عَبدِ المُنذِرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَومُ الجُمُعَةِ سَيّدُ الأَيّامِ وَ أَعظَمُ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن يَومِ الأَضحَي وَ


صفحه : 268

يَومِ الفِطرِ فِيهِ خَمسُ خِصَالٍ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ آدَمَ ع وَ أَهبَطَ اللّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَي الأَرضِ وَ فِيهِ تَوَفّي اللّهُ آدَمَ وَ فِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسأَلُ اللّهَ العَبدُ فِيهَا شَيئاً إِلّا آتَاهُ مَا لَم يَسأَل حَرَاماً وَ مَا مِن مَلَكٍ مُقَرّبٍ وَ لَا سَمَاءٍ وَ لَا أَرضٍ وَ لَا رِيَاحٍ وَ لَا جِبَالٍ وَ لَا بَرّ وَ لَا بَحرٍ إِلّا وَ هُنّ يَشفَقنَ مِن يَومِ الجُمُعَةِ أَن تَقُومَ فِيهِ السّاعَةُ

المتهجد، عنه ص مرسلا مثله

6- المَجَالِسُ، وَ الخِصَالُ، فِي خَبَرِ نَفَرٍ مِنَ اليَهُودِ جَاءُوا إِلَي النّبِيّص إِلَي أَن قَالُوا أَخبِرنَا عَن سَبعِ خِصَالٍ أَعطَاكَ اللّهُ مِن بَينِ النّبِيّينَ وَ أَعطَي أُمّتَكَ مِن بَينِ الأُمَمِ فَقَالَ النّبِيّ أعَطاَنيِ‌ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ الأَذَانَ وَ الجَمَاعَةَ فِي المَسجِدِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الصّلَاةَ عَلَي الجَنَائِزِ وَ الإِجهَارَ فِي ثَلَاثِ صَلَوَاتٍ وَ الرّخصَةَ لأِمُتّيِ‌ عِندَ الأَمرَاضِ وَ السّفَرِ وَ الشّفَاعَةَ لِأَصحَابِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌

7- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السّبتُ لَنَا وَ الأَحَدُ لِشِيعَتِنَا وَ الإِثنَينِ لِأَعدَائِنَا وَ الثّلَاثَاءُ لبِنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ الأَربِعَاءُ يَومُ شُربِ الدّوَاءِ وَ الخَمِيسُ تُقضَي فِيهِ الحَوَائِجُ وَ الجُمُعَةُ لِلتّنَظّفِ وَ التّطَيّبِ وَ هُوَ عِيدُ المُسلِمِينَ وَ هُوَ أَفضَلُ مِنَ الفِطرِ وَ الأَضحَي وَ يَومُ الغَدِيرِ أَفضَلُ الأَعيَادِ وَ هُوَ الثّامِنَ عَشَرَ مِن ذيِ‌ الحِجّةِ وَ كَانَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ يَخرُجُ قَائِمُنَا أَهلَ البَيتِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ تَقُومُ القِيَامَةُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ مَا مِن عَمَلٍ أَفضَلَ يَومَ الجُمُعَةِ مِنَ الصّلَوَاتِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ

وَ مِنهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُصعَبٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ غَالِبٍ عَن دِينَارٍ مَولَي أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أَربَعٌ


صفحه : 269

وَ عِشرُونَ سَاعَةً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كُلّ سَاعَةٍ سِتّ مِائَةِ أَلفِ عَتِيقٍ مِنَ النّارِ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن كَانَت لَهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَاجَةٌ فَليَطلُبهَا فِي ثَلَاثِ سَاعَاتٍ فِي يَومِ الجُمُعَةِ وَ سَاعَةٍ تَزُولُ الشّمسُ وَ سَاعَةٍ فِي آخِرِ اللّيلِ

8- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ عَن يَحيَي بنِ حُكَيمٍ عَن أَبِي قُتَيبَةَ عَنِ الأَصبَغِ بنِ زَيدٍ عَن سَعدِ بنِ رَافِعٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ النّبِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا قَالَت سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ إِنّ فِي الجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِيهَا خَيراً إِلّا أَعطَاهُ إِيّاهُ قَالَت فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَيّ سَاعَةٍ هيِ‌َ قَالَص إِذَا تَدَلّي نِصفُ عَينِ الشّمسِ لِلغُرُوبِ قَالَ وَ كَانَت فَاطِمَةُ تَقُولُ لِغُلَامِهَا اصعَد إِلَي الظّرَابِ فَإِذَا رَأَيتَ نِصفَ عَينِ الشّمسِ قَد تَدَلّي لِلغُرُوبِ فأَعَلمِنيِ‌ حَتّي أَدعُوَ

دلائل الإمامة، عن محمد بن هارون بن موسي التلعكبري‌ عن الصدوق رحمه الله مثله بيان الظراب التلال والجبال الصغيرة

9-معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن


صفحه : 270

أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ قَالَ الشّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ وَ المَشهُودُ يَومُ عَرَفَةَ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الشّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ وَ المَشهُودُ يَومُ عَرَفَةَ وَ المَوعُودُ يَومُ القِيَامَةِ

و منه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان عن فضالة عن أبان عن أبي الجارود عن أحدهما ع مثله

وَ مِنهُ بِالإِسنَادِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ هَاشِمٍ عَمّن يرَويِ‌ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلَهُ الأَبرَشُ الكلَبيِ‌ّ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ شاهِدٍ وَ مَشهُودٍ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا قِيلَ لَكَ فَقَالَ قَالُوا شَاهِدٌ يَومُ الجُمُعَةِ وَ مَشهُودٌ يَومُ عَرَفَةَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَيسَ كَمَا قِيلَ لَكَ الشّاهِدُ يَومُ عَرَفَةَ وَ المَشهُودُ يَومُ القِيَامَةِ أَ مَا تَقرَأُ القُرآنَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ

أقول اختلاف التأويل بحسب اختلاف البطون واختلاف أحوال السائلين فالمناسب لكل منهم غير ما هومناسب للآخر و قدمضي في خبر آخر أن الشاهد رسول الله ص والمشهود أمير المؤمنين ع وسيأتي‌ بعض الأخبار في هذاالمعني في باب عرفة

10-المَحَاسِنُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الحُورَ العِينَ يُؤذَنُ لَهُنّ بِيَومِ الجُمُعَةِ فَيُشرِفنَ عَلَي


صفحه : 271

الدّنيَا فَيَقُلنَ أَينَ الّذِينَ يَخطُبُونّا إِلَي رَبّنَا

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ يُوسُفَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ لَيلَةٌ غَرّاءُ وَ يَومُهَا يَومٌ أَزهَرُ وَ لَيسَ عَلَي الأَرضِ يَومٌ تَغرُبُ فِيهِ الشّمسُ أَكثَرَ مُعتَقاً فِيهِ مِنَ النّارِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ

بيان الأغر الأبيض من كل شيء والزهرة بالضم البياض و الحسن وهما كنايتان هنا عن كونهما محلين لأنوار رحمته وأزهار عنايته ولطفه

11- المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ المُؤمِنَ لَيَدعُو فِي الحَاجَةِ فَيُؤَخّرُ اللّهُ حَاجَتَهُ التّيِ‌ سَأَلَ إِلَي يَومِ الجُمُعَةِ لِيَخُصّهُ بِفَضلِ يَومِ الجُمُعَةِ وَ قَالَ مَن مَاتَ يَومَ الجُمُعَةِ كُتِبَ لَهُ بَرَاءَةٌ مِن ضَغطَةِ القَبرِ

بيان ليخصه أي ليضاعف له بسبب فضل يوم الجمعة فإن للأوقات الشريفة مدخلا في استحقاق الفضل والرحمة وقيل ليسأل يوم الجمعة فيفوز بثواب الدعاء و لايخفي بعده

12- المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن مَاتَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النّارِ وَ مَن مَاتَ يَومَ الجُمُعَةِ أُعتِقَ مِنَ النّارِ

وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع بلَغَنَيِ‌ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن مَاتَ يَومَ الجُمُعَةِ أَو لَيلَةَ الجُمُعَةِ رُفِعَ عَنهُ عَذَابُ القَبرِ

13- المُقنِعَةُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِسَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربَيّ‌ قَالَ أَخّرَهَا إِلَي السّحَرِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ


صفحه : 272

14- جَمَالُ الأُسبُوعِ،مِمّا أَروِيهِ بإِسِناَديِ‌ إِلَي مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ الكلُيَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ لَيلَةَ الجُمُعَةِ مِثلُ يَومِهَا فَإِنِ استَطَعتَ أَن تُحيِيَهَا بِالصّلَاةِ وَ الدّعَاءِ فَافعَل

وَ بإِسِناَديِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ الكلُيَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ إِنّ مَن مَاتَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ لَيلَتَهُ مَاتَ شَهِيداً وَ بُعِثَ آمِناً

وَ بإِسِناَديِ‌ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سُئِلَ عَن يَومِ الجُمُعَةِ وَ لَيلَتِهَا فَقَالَ لَيلَتُهَا غَرّاءُ وَ يَومُهَا يَومٌ زَاهِرٌ وَ لَيسَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ يَومٌ تَغرُبُ فِيهِ الشّمسُ أَكثَرَ مُعَافًي مِنَ النّارِ مِنهُ مَن مَاتَ يَومَ الجُمُعَةِ عَارِفاً بِحَقّ أَهلِ هَذَا البَيتِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النّارِ وَ بَرَاءَةً مِن عَذَابِ القَبرِ وَ مَن مَاتَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أُعتِقَ مِنَ النّارِ

الإختصاص ، عن جابر مثله الفقيه ،مرسلا

مثله

15- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ نَادَتِ الطّيرُ الطّيرَ وَ الوَحشُ الوَحشَ وَ السّبَاعُ السّبَاعَ سَلَامٌ عَلَيكُم هَذَا يَومٌ صَالِحٌ

16-مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَنِ المُعَافَي بنِ زَكَرِيّا عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الديّلمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَسَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع لِمَ سُمّيَتِ الجُمُعَةَ قَالَ لِأَنّ اللّهَ


صفحه : 273

تَعَالَي جَمَعَ فِيهَا خَلقَهُ لِوَلَايَةِ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ

17- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ العَبدَ لَيَدعُو فَيُؤَخّرُ اللّهُ حَاجَتَهُ إِلَي يَومِ الجُمُعَةِ

وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ السّاعَةِ التّيِ‌ يُستَجَابُ فِيهَا الدّعَاءُ يَومَ الجُمُعَةِ قَالَ مَا بَينَ فَرَاغِ الإِمَامِ عَنِ الخُطبَةِ إِلَي أَن تسَتوَيِ‌َ الصّفُوفُ وَ سَاعَةٌ أُخرَي مِن آخِرِ النّهَارِ إِلَي غُرُوبِ الشّمسِ وَ كَانَت فَاطِمَةُ ع تَدعُو فِي ذَلِكَ الوَقتِ

وَ عَن كَعبٍ أَنّ اللّهَ تَعَالَي اختَارَ مِنَ السّاعَاتِ سَاعَاتِ الصّلَوَاتِ وَ اختَارَ مِنَ الأَيّامِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ اختَارَ مِنَ الليّاَليِ‌ لَيلَةَ القَدرِ وَ اختَارَ مِنَ الشّهُورِ شَهرَ رَمَضَانَ فَالصّلَاةُ يُكَفّرُ مَا بَينَهَا وَ بَينَ الصّلَاةِ الأُخرَي وَ الجُمُعَةُ تُكَفّرُ بَينَهَا وَ بَينَ الجُمُعَةِ الأُخرَي وَ يَزِيدُ ثَلَاثاً وَ شَهرُ رَمَضَانَ يُكَفّرُ مَا بَينَهُ وَ بَينَ شَهرِ رَمَضَانٍ آخَرَ وَ الحَجّ مِثلُ ذَلِكَ وَ هُوَ مَا بَينَ حَسَنَتَينِ حَسَنَةٍ يَنتَظِرُهَا وَ حَسَنَةٍ قَضَاهَا وَ مَا مِن أَيّامٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن عَشرِ ذيِ‌ الحَجّةِ وَ لَا ليَاَليِ‌ أَفضَلَ مِنهَا

18- المُقتَضَبُ،لِأَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَيّاشٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ غَزوَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ اختَارَ مِنَ الأَيّامِ الجُمُعَةَ وَ مِنَ الشّهُورِ شَهرَ رَمَضَانَ وَ مِنَ الليّاَليِ‌ لَيلَةَ القَدرِ الخَبَرَ

وروي‌ بإسناد آخر عن جابر بن عبد الله الأنصاري‌ عن النبي ص مثله

19- عُدّةُ الداّعيِ‌، قَالَ الصّادِقُ ع مَا طَلَعَتِ الشّمسُ بِيَومٍ أَفضَلَ مِن يَومِ الجُمُعَةِ وَ إِنّ كَلَامَ الطّيرِ فِيهِ إِذَا لقَيِ‌َ بَعضُهَا بَعضاً سَلَامٌ سَلَامٌ يَومٌ صَالِحٌ

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنَ البَيتِ فِي دُخُولِ الصّيفِ خَرَجَ يَومَ الخَمِيسِ وَ إِذَا أَرَادَ أَن يَدخُلَ عِندَ دُخُولِ الشّتَاءِ دَخَلَ يَومَ الجُمُعَةِ


صفحه : 274

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ يَدخُلُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يَخرُجُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ

وَ عَنِ البَاقِرِ ع إِذَا أَرَدتَ أَن تَتَصَدّقَ بشِيَ‌ءٍ قَبلَ الجُمُعَةِ أَخّرهُ إِلَي يَومِ الجُمُعَةِ

وَ عَن أَحَدِهِمَا ع أَنّ العَبدَ المُؤمِنَ يَسأَلُ الحَاجَةَ فَيُؤَخّرُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَضَاءَ حَاجَتِهِ التّيِ‌ سَأَلَ إِلَي يَومِ الجُمُعَةِ

وَ عَنِ الصّادِقِ ع فِي قَولِ يَعقُوبَ لِبَنِيهِسَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربَيّ‌ قَالَ أَخّرَهُم إِلَي السّحَرِ مِن لَيلَةِ الجُمُعَةِ وَ فِي نَهَارِ الجُمُعَةِ سَاعَتَانِ مَا بَينَ فَرَاغِ الخَطِيبِ مِنَ الخُطبَةِ إِلَي أَن تسَتوَيِ‌َ الصّفُوفُ بِالنّاسِ وَ أُخرَي مِن آخِرِ النّهَارِ وَ روُيِ‌َ إِذَا غَابَ نِصفُ القُرصِ

20- عَنِ النّبِيّص خَيرُ يَومٍ طَلَعَت عَلَيهِ الشّمسُ يَومُ الجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ع وَ فِيهِ أُدخِلَ الجَنّةَ وَ فِيهِ أُخرِجَ وَ لَا تَقُومُ السّاعَةُ إِلّا فِي يَومِ الجُمُعَةِ

وَ رَوَي أَبُو بَصِيرٍ فِي الصّحِيحِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَا طَلَعَتِ الشّمسُ بِيَومٍ أَفضَلَ مِن يَومِ الجُمُعَةِ

وَ رَوَي البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ يَومَ الجُمُعَةِ سَيّدُ الأَيّامِ يُضَاعِفُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ الحَسَنَاتِ وَ يَمحُو فِيهِ السّيّئَاتِ وَ يَرفَعُ فِيهِ الدّرَجَاتِ وَ يَستَجِيبُ فِيهِ الدّعَوَاتِ وَ يَكشِفُ فِيهِ الكُرُبَاتِ وَ يقَضيِ‌ فِيهِ الحَاجَاتِ العِظَامَ وَ هُوَ يَومُ المَزِيدِ لِلّهِ فِيهِ عُتَقَاءُ وَ طُلَقَاءُ مِنَ النّارِ مَا دَعَا اللّهَ فِيهِ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ وَ عَرَفَ حَقّهُ وَ حُرمَتَهُ إِلّا كَانَ حَتماً عَلَي اللّهِ أَن يَجعَلَهُ مِن عُتَقَائِهِ وَ طُلَقَائِهِ مِنَ النّارِ وَ إِن مَاتَ فِي يَومِهِ أَو لَيلَتِهِ مَاتَ شَهِيداً وَ بُعِثَ آمِناً وَ مَا استَخَفّ أَحَدٌ بِحُرمَتِهِ وَ ضَيّعَ حَقّهُ إِلّا كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يُصلِيَهُ نَارَ جَهَنّمَ إِلّا أَن يَتُوبَ

جمال الأسبوع ،بإسناده إلي الكليني‌ عن محمد بن يحيي عن أحمد بن


صفحه : 275

محمد عن حماد بن عيسي عن الحسين بن مختار عن أبي بصير مثل الحديث الأول وبإسناده أيضا عن الكليني‌ عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن البزنطي‌

مثل الحديث الثاني‌المتهجد، عن البزنطي‌مثل الثاني‌المقنعة،مرسلامثله أقول الظاهر أن تضييع الحرمة بترك الجمعة لأنها الواجب المختص به ويحتمل التعميم

21- المُتَهَجّدُ،رَوَي المُعَلّي بنُ خُنَيسٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن وَافَقَ مِنكُم يَومَ الجُمُعَةِ فَلَا يَشتَغِلَنّ بشِيَ‌ءٍ غَيرِ العِبَادَةِ فَإِنّ فِيهِ يُغفَرُ لِلعِبَادِ وَ تَنزِلُ عَلَيهِمُ الرّحمَةُ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ لِلجُمُعَةِ حَقّاً وَاجِباً فَإِيّاكَ أَن تُضَيّعَ أَو تُقَصّرَ فِي شَيءٍ مِن عِبَادَةِ اللّهِ وَ التّقَرّبِ إِلَيهِ تَعَالَي بِالعَمَلِ الصّالِحِ وَ تَركِ المَحَارِمِ كُلّهَا فَإِنّ اللّهَ يُضَاعِفُ فِيهِ الحَسَنَاتِ وَ يَمحُو فِيهِ السّيّئَاتِ وَ يَرفَعُ فِيهِ الدّرَجَاتِ وَ يَومُهُ مِثلُ لَيلَتِهِ فَإِنِ استَطَعتَ أَن تُحَيّيَهَا بِالدّعَاءِ وَ الصّلَاةِ فَافعَل فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يُضَاعِفُ فِيهَا الحَسَنَاتِ وَ يَمحُو فِيهَا السّيّئَاتِ وَ إِنّ اللّهَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ

وَ مِنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ الشّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ وَ المَشهُودُ يَومُ عَرَفَةَ

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ قُلتُ لَهُ بلَغَنَيِ‌ أَنّ يَومَ الجُمُعَةِ أَقصَرُ الأَيّامِ قَالَ كَذَلِكَ هُوَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ كَيفَ ذَاكَ


صفحه : 276

قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ يَجمَعُ أَروَاحَ المُشرِكِينَ تَحتَ عَينِ الشّمسِ فَإِذَا رَكَدَتِ الشّمسُ عُذّبَت أَروَاحُ المُشرِكِينَ بِرُكُودِ الشّمسِ فَإِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ رَفَعَ عَنهُمُ العَذَابَ لِفَضلِ يَومِ الجُمُعَةِ فَلَا يَكُونُ لِلشّمسِ رُكُودٌ

بيان هذاالخبر من عويصات الروايات التي‌ صعب فهمها علي أصحاب الدرايات ولعل عدم الخوض في أمثالها وتسليمها مجملا أسلم و قدمر بعض القول فيه ويستشكل بأنه مخالف للحس وبأنه يلزم أن لاتتحرك الشمس في يوم الجمعة أصلا إذ كل درجة من درجاتها ظهر لصقع من الأصقاع ويمكن أن يجاب عن الأول بأنه يمكن أن يكون قدرا قليلا لايظهر في الآلات التي‌ تستعلم بهاالأوقات فإن شيئا منها لاتحكم إلابالتخمين و عن الثاني‌ بتخصيصه بمكة أوالمدينة أوالكوفة أوغيرها من البلاد التي‌ فيهاخصوصية وربما يئول بأن الكفار يجدون سائر الأيام أطول لأن يوم العذاب والشدة يتوهم أنه أطول من يوم الراحة

22- قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ هَذَا يَومُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللّهُ لِلمُسلِمِينَ فَمَن جَاءَ إِلَي الجُمُعَةِ فَليَغتَسِل وَ إِن كَانَ عِندَهُ طِيبٌ فَليَمَسّ مِنهُ وَ عَلَيكُم بِالسّوَاكِ

وَ عَنهُم ع الأَعيَادُ أَربَعَةٌ الفِطرُ وَ الأَضحَي وَ الغَدِيرُ وَ يَومُ الجُمُعَةِ

وَ فِي الحَدِيثِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ فَقَالَ فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبدٌ مُسلِمٌ سَأَلَ اللّهَ شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ إِيّاهُ

واختلف أهل العلم في هذه الساعة اختلافا كثيرا وأصحها عندنا أنها من بين فراغ الإمام من الخطبة إلي أن يستوي‌ الصفوف بالناس وساعة أخري من آخر النهار إلي غروب الشمس رواه عبد الله بن سنان عن الصادق ع

وَ عَنِ النّبِيّص مَن مَاتَ يَومَ الجُمُعَةِ وقُيِ‌َ عَذَابَ القَبرِ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَا مِن مُسلِمٍ يَمُوتُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ إِلّا وَقَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِتنَةَ


صفحه : 277

القَبرِ وَ فِي لَفظٍ آخَرَ إِلّا يَرَي مِن فِتنَةِ القَبرِ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ إِلّا وقُيِ‌َ الفَتّانَ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ مَا مِن مُسلِمٍ وَ مُسلِمَةٍ يَمُوتُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أَو يَومَ الجُمُعَةِ إِلّا وقُيِ‌َ عَذَابَ القَبرِ وَ فِتنَتَهُ وَ بقَيِ‌َ لَا حِسَابَ عَلَيهِ

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ اختَارَ مِن كُلّ شَيءٍ شَيئاً وَ اختَارَ مِنَ الأَيّامِ يَومَ الجُمُعَةِ

23- المُتَهَجّدُ،رَوَي أَبُو بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع أَنّهُ قَالَ إِنّ العَبدَ المُؤمِنَ يَسأَلُ اللّهَ تَعَالَي الحَاجَةَ فَيُؤَخّرُ اللّهُ حَاجَتَهُ التّيِ‌ سَأَلَ إِلَي لَيلَةِ الجُمُعَةِ لِيَخُصّهُ بِفَضلِ يَومِ الجُمُعَةِ

المقنعة،مرسلا مثله

24-الإِختِصَاصُ،روُيِ‌َ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَكُنتُ لَيلَةً مِن بَعضِ الليّاَليِ‌ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَرَأتُ هَذِهِ الآيَةَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلي ذِكرِ اللّهِ قَالَ فَقَالَ مَه يَا جَابِرُ كَيفَ قَرَأتَ قَالَ قُلتُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلي ذِكرِ اللّهِ قَالَ هَذَا تَحرِيفٌ يَا جَابِرُ قَالَ قُلتُ كَيفَ أَقرَأُ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ فَقَالَ يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا نوُديِ‌َ لِلصّلَاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَامضُوا إِلَي ذِكرِ اللّهِ هَكَذَا نَزَلَت يَا جَابِرُ لَو كَانَ سَعياً لَكَانَ عَدواً مِمّا كَرِهَهُ رَسُولُ اللّهِص لَقَد كَانَ يَكرَهُ أَن يَعدُوَ الرّجُلُ إِلَي الصّلَاةِ يَا جَابِرُ لِمَ سمُيّ‌َ يَومُ الجُمُعَةِ يَومَ الجُمُعَةِ قَالَ قُلتُ تخُبرِنُيِ‌ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ أَ فَلَا أُخبِرُكَ بِتَأوِيلِهِ الأَعظَمِ قَالَ قُلتُ بَلَي جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ فَقَالَ يَا جَابِرُ سَمّي اللّهُ الجُمُعَةَ جُمُعَةً لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَمَعَ فِي ذَلِكَ اليَومِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ جَمِيعَ مَا خَلَقَ اللّهُ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ كُلّ شَيءٍ خَلَقَ رَبّنَا وَ السّمَاوَاتِ


صفحه : 278

وَ الأَرَضِينَ وَ البِحَارَ وَ الجَنّةَ وَ النّارَ وَ كُلّ شَيءٍ خَلَقَ اللّهُ فِي المِيثَاقِ فَأَخَذَ المِيثَاقَ مِنهُم لَهُ بِالرّبُوبِيّةِ وَ لِمُحَمّدٍص بِالنّبُوّةِ وَ لعِلَيِ‌ّ ع بِالوَلَايَةِ وَ فِي ذَلِكَ اليَومِ قَالَ اللّهُ لِلسّمَاوَاتِ وَ الأَرضِائتِيا طَوعاً أَو كَرهاً قالَتا أَتَينا طائِعِينَفَسَمّي اللّهُ ذَلِكَ اليَومَ الجُمُعَةَ لِجَمعِهِ فِيهِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ مِن يَومِكُم هَذَا ألّذِي جَمَعَكُم فِيهِ وَ الصّلَاةُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يعَنيِ‌ بِالصّلَاةِ الوَلَايَةَ وَ هيِ‌َ الوَلَايَةُ الكُبرَي ففَيِ‌ ذَلِكَ اليَومِ أَتَتِ الرّسُلُ وَ الأَنبِيَاءُ وَ المَلَائِكَةُ وَ كُلّ شَيءٍ خَلَقَ اللّهُ وَ الثّقَلَانِ الجِنّ وَ الإِنسُ وَ السّمَاوَاتُ وَ الأَرَضُونَ وَ المُؤمِنُونَ بِالتّلبِيَةِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَامضُوا إِلَي ذِكرِ اللّهِ وَ ذِكرُ اللّهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَوَ ذَرُوا البَيعَيعَنيِ‌ الأَوّلَذلِكُميعَنيِ‌ بَيعَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ وَلَايَتَهُخَيرٌ لَكُم مِن بَيعَةِ الأَوّلِ وَ وَلَايَتِهِإِن كُنتُم تَعلَمُونَ فَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُيعَنيِ‌ بَيعَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِيعَنيِ‌ بِالأَرضِ الأَوصِيَاءَ أَمَرَ اللّهُ بِطَاعَتِهِم وَ وَلَايَتِهِم كَمَا أَمَرَ بِطَاعَةِ الرّسُولِ وَ طَاعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ كَنّي اللّهُ فِي ذَلِكَ عَن أَسمَائِهِم فَسَمّاهُم بِالأَرضِ وَ ابتَغُوا فَضلَ اللّهِ قَالَ جَابِرٌوَ ابتَغُوا مِن فَضلِ اللّهِ قَالَ ع تَحرِيفٌ هَكَذَا أُنزِلَت وَ ابتَغُوا فَضلَ اللّهِ عَلَي الأَوصِيَاءِوَ اذكُرُوا اللّهَ كَثِيراً لَعَلّكُم تُفلِحُونَ ثُمّ خَاطَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي ذَلِكَ المَوقِفِ مُحَمّداً فَقَالَ يَا مُحَمّدُإِذا رَأَواالشّكّاكُ وَ الجَاحِدُونَتِجارَةًيعَنيِ‌ الأَوّلَأَو لَهواًيعَنيِ‌ الثاّنيِ‌َ انصَرَفُوا إِلَيهَا قَالَ قُلتُانفَضّوا إِلَيها قَالَ تَحرِيفٌ هَكَذَا نَزَلَتوَ تَرَكُوكَ مَعَ عَلِيّقائِماًقُل يَا مُحَمّدُما عِندَ اللّهِ مِن وَلَايَةِ عَلِيّ وَ الأَوصِيَاءِخَيرٌ مِنَ اللّهوِ وَ مِنَ التّجارَةِيعَنيِ‌ بَيعَةَ الأَوّلِ وَ الثاّنيِ‌ لِلّذِينَ اتّقَوا قَالَ قُلتُ لَيسَ فِيهَا لِلّذِينَ اتّقَوا قَالَ فَقَالَ بَلَي هَكَذَا نَزَلَت وَ أَنتُم هُمُ الّذِينَ اتّقَواوَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقِينَ


صفحه : 279

وَ مِنهُ رَوَي عَلِيّ بنُ مَهزِيَارَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن مَاتَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ عَارِفاً بِحَقّنَا أُعتِقَ مِنَ النّارِ وَ كُتِبَ لَهُ بَرَاءَةٌ مِن عَذَابِ القَبرِ

25- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ غَرّاءُ وَ يَومُهَا أَزهَرُ وَ مَا مِن مُؤمِنٍ مَاتَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ إِلّا كُتِبَ لَهُ بَرَاءَةٌ مِن عَذَابِ القَبرِ وَ إِن مَاتَ فِي يَومِهَا أُعتِقَ مِنَ النّارِ وَ لَا بَأسَ بِالصّلَاةِ يَومَ الجُمُعَةِ كُلّهُ لِأَنّهُ لَا تُسَعّرُ فِيهِ النّارُ

وَ عَنِ البَاقِرِ وَ الصّادِقِ ع أَنّهُمَا قَالَا إِذَا كَانَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أَمَرَ اللّهُ مَلَكاً ينُاَديِ‌ مِن أَوّلِ اللّيلِ إِلَي آخِرِهِ وَ ينُاَديِ‌ فِي كُلّ لَيلَةٍ غَيرِ لَيلَةِ الجُمُعَةِ مِن ثُلُثِ اللّيلِ الآخَرِ هَل مِن سَائِلٍ فَأُعطِيَهُ هَل مِن تَائِبٍ فَأَتُوبَ إِلَيهِ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ يَا طَالِبَ الخَيرِ أَقبِل يَا طَالِبَ الشّرّ أَقصِر

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي يَومِ الجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يَسأَلُ اللّهَ عَبدٌ مُؤمِنٌ فِيهَا شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ وَ هيِ‌َ مِن حِينِ نُزُولِ الشّمسِ إِلَي حِينِ يُنَادَي بِالصّلَاةِ

26- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الرّبّ تَعَالَي يُنزِلُ أَمرَهُ كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ مِن أَوّلِ اللّيلِ وَ فِي كُلّ لَيلَةٍ فِي الثّلُثِ الأَخِيرِ أَمَامَهُ مَلَكَانِ فيَنُاَديِ‌ هَل مِن تَائِبٍ فَيُتَابَ عَلَيهِ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَيُغفَرَ لَهُ هَل مِن سَائِلٍ فَيُؤتَي سُؤلَهُ أللّهُمّ أَعطِ كُلّ مُنفِقٍ خَلَفاً وَ كُلّ مُمسِكٍ تَلَفاً إِلَي أَن يَطلُعَ الفَجرُ ثُمّ عَادَ أَمرُ الرّبّ إِلَي عَرشِهِ يُقَسّمُ الأَرزَاقَ بَينَ العِبَادِ ثُمّ قَالَ لِلفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ يَا فُضَيلُ نَصِيبَكَ مِن ذَلِكَ وَ هُوَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما أَنفَقتُم مِن شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَ هُوَ خَيرُ الرّازِقِينَ


صفحه : 280

بيان ليس في بعض النسخ أمره في الموضعين فالنزول مجاز والمراد نزوله من عرش العظمة والجلال والاستغناء المطلق إلي سماء التدبير علي الاستعارة والمجاز نصيبك أي خذ نصيبك من ذلك أي من خلف الإنفاق

27- كِتَابُ العَرُوسِ،لِلشّيخِ الفَقِيهِ أَبِي مُحَمّدٍ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ القمُيّ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ‌ بِمِرآةٍ فِي وَسَطِهَا كَالنّكتَةِ السّودَاءِ فَقُلتُ لَهُ يَا جَبرَائِيلَ مَا هَذِهِ قَالَ هَذِهِ الجُمُعَةُ قَالَ قُلتُ وَ مَا الجُمُعَةُ قَالَ لَكُم فِيهَا خَيرٌ كَثِيرٌ قَالَ قُلتُ وَ مَا الخَيرُ الكَثِيرُ فَقَالَ تَكُونُ لَكَ عِيداً وَ لِأُمّتِكَ مِن بَعدِكَ قُلتُ وَ مَا لَنَا فِيهَا قَالَ لَكُم فِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّهَ مَسأَلَةً فِيهَا وَ هيِ‌َ لَهُ قِسمٌ فِي الدّنيَا إِلّا أَعطَاهَا وَ إِن لَم يَكُن لَهُ قِسمٌ فِي الدّنيَا ذُخِرَت لَهُ فِي الآخِرَةِ أَفضَلُ مِنهَا وَ إِن تَعَوّذَ بِاللّهِ مِن شَرّ مَا هُوَ عَلَيهِ مَكتُوبٌ صَرَفَ اللّهُ عَنهُ مَا هُوَ أَعظَمُ مِنهُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَكُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِذ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ أخَبرِنيِ‌ عَن يَومِ الأَحَدِ كَيفَ سمُيّ‌َ يَومَ الأَحَدِ فَقَالَ لِأَنّهُ أَحَدٌ يَومَ خَلَقَ اللّهُ الدّنيَا وَ هُوَ أَوّلُ يَومٍ خَلَقَهُ اللّهُ فَقَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ عَن يَومِ الإِثنَينِ كَيفَ سمُيّ‌َ يَومَ الإِثنَينِ قَالَ لِأَنّهُ ثاَنيِ‌َ يَومٍ خَلَقَ اللّهُ الدّنيَا وَ هُوَ يَومٌ وُلِدَت فِيهِ وَ يَومٌ نَزَلَت فِيهِ النّبُوّةُ وَ أخَبرَنَيِ‌ حبَيِبيِ‌ أَنّهُ يَومٌ أُقبَضُ فِيهِ فَقَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِص أخَبرِنيِ‌ عَن يَومِ الثّلَاثَاءِ فَقَالَ هُوَ ثَالِثُ يَومٍ خَلَقَ اللّهُ مِنَ الدّنيَا وَ هُوَ يَومٌ تَابَ اللّهُ فِيهِ عَلَي آدَمَ وَ رضَيِ‌َ عَنهُ وَ اجتَبَاهُ وَ هَدَاهُ فَقَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِص أخَبرِنيِ‌ عَن يَومِ الأَربِعَاءِ فَقَالَ هُوَ رَابِعُ يَومٍ خَلَقَ اللّهُ مِنَ الدّنيَا وَ هُوَ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ فِيهِ خَلَقَ اللّهُ الرّيحَ الصّرصَرَ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ عَن يَومِ الخَمِيسِ فَقَالَص


صفحه : 281

هُوَ خَامِسُ يَومٍ خَلَقَ اللّهُ مِنَ الدّنيَا لَيلُهُ أَنِيسٌ وَ نَهَارُهُ جَلِيسٌ وَ فِيهِ رُفِعَ إِدرِيسُ وَ لُعِنَ فِيهِ إِبلِيسُ قَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِص أخَبرِنيِ‌ عَن يَومِ الجُمُعَةِ فَبَكَي رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ سأَلَتنَيِ‌ عَن يَومِ الجُمُعَةِ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص تُسَمّيهِ المَلَائِكَةُ فِي السّمَاءِ يَومَ المَزِيدِ يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ خَلَقَ اللّهُ فِيهِ آدَمَ ع يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ نَفَخَ اللّهُ فِي آدَمَ الرّوحَ يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ أَسكَنَ اللّهُ آدَمَ فِيهِ الجَنّةَ يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ أَسجَدَ اللّهُ مَلَائِكَتَهُ لآِدَمَ يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ جَمَعَ اللّهُ فِيهِ لآِدَمَ حَوّاءَ يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ قَالَ اللّهُ لِلنّارِكوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَ يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ استُجِيبَ فِيهِ دُعَاءُ يَعقُوبَ ع يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ غَفَرَ اللّهُ فِيهِ ذَنبَ آدَمَ يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ كَشَفَ اللّهُ فِيهِ البَلَاءَ عَن أَيّوبَ يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ فَدَي اللّهُ فِيهِ إِسمَاعِيلَ بِذِبحٍ عَظِيمٍ يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ خَلَقَ اللّهُ فِيهِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ وَ مَا بَينَهُمَا يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ يُتَخَوّفُ فِيهِ الهَولُ وَ شِدّةُ القِيَامَةِ وَ الفَزَعُ الأَكبَرُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ سُمّيَتِ الجُمُعَةُ جُمُعَةً لِأَنّ اللّهَ جَمَعَ الخَلقَ لِوَلَايَةِ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ وَ قَالَ أَيضاً سُمّيَتِ الجُمُعَةُ جُمُعَةً لِأَنّ اللّهَ جَمَعَ للِنبّيِ‌ّص أَمرَهُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ خَلَقَ اللّهُ الأَنبِيَاءَ وَ الأَوصِيَاءَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَخَذَ اللّهُ فِيهِ مِيثَاقَهُم خُلِقنَا نَحنُ وَ شِيعَتُنَا مِن طِينَةٍ مَخزُونَةٍ لَا يَشُذّ فِيهَا شَاذّ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ رَفَعَت حِيتَانُ البُحُورِ رُءُوسَهَا وَ دَوَابّ البرَاَريِ‌ ثُمّ نَادَت بِصَوتٍ طَلِقٍ رَبّنَا لَا تُعَذّبنَا بِذُنُوبِ الآدَمِيّينَ


صفحه : 282

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ لِلّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ فَتَعَرّضُوا لِرَحمَةِ اللّهِ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ وَ يَومِ الجُمُعَةِ وَ مَن مَاتَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ أَو يَومِ الجُمُعَةِ وَقَاهُ اللّهُ فِتنَةَ القَبرِ وَ طَبَعَ عَلَيهِ بِطَابَعِ الشّهَدَاءِ لَا يَقُولَنّ أَحَدُكُم كَانَ وَ كَانَ وَ كَتَبَ لَهُ بَرَاءَةً مِن ضَغطَةِ القَبرِ وَ كَانَ شَهِيداً

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَيَأمُرُ مَلَكاً فيَنُاَديِ‌ كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ مِن فَوقِ عَرشِهِ مِن أَوّلِ اللّيلِ إِلَي آخِرِهِ أَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ يدَعوُنيِ‌ لآِخِرَتِهِ وَ دُنيَاهُ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأُجِيبَهُ أَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ يَتُوبُ إلِيَ‌ّ مِن ذُنُوبِهِ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأَتُوبَ إِلَيهِ أَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ قَد قَتّرتُ عَلَيهِ رِزقَهُ فيَسَألَنُيِ‌ الزّيَادَةَ فِي رِزقِهِ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأَزِيدَهُ وَ أَوَسّعَ عَلَيهِ أَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ سَقِيمٌ فيَسَألَنُيِ‌ أَن أَشفِيَهُ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأُعَافِيَهُ أَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ مَغمُومٌ مَحبُوسٌ يسَألَنُيِ‌ أَن أُطلِقَهُ مِن حَبسِهِ وَ أُفَرّجَ عَنهُ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأُطلِقَهُ وَ أخُلَيّ‌َ سَبِيلَهُ أَ لَا عَبدٌ مُؤمِنٌ مَظلُومٌ يسَألَنُيِ‌ أَن آخُذَ لَهُ بِظُلَامَتِهِ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَأَنتَصِرَ لَهُ وَ آخُذَ بِظُلَامَتِهِ قَالَ فَلَا يَزَالُ ينُاَديِ‌ حَتّي يَطلُعَ الفَجرُ

المقنعة، عن أبي بصير مثله

28- كِتَابُ العَرُوسِ،بِإِسنَادِهِ قَالَ الصّادِقُ ع الصّدَقَةُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ بِأَلفٍ وَ الصّدَقَةُ يَومَ الجُمُعَةِ بِأَلفٍ وَ قَالَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ وَ يَومُ الجُمُعَةِ فِي الفَضلِ سَوَاءٌ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ اللّهَ اختَارَ الجُمُعَةَ فَجَعَلَ يَومَهَا عِيداً وَ اختَارَ لَيلَهَا فَجَعَلَهَا مِثلَهَا وَ إِنّ مِن فَضلِهَا أَن لَا يُسأَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ الجُمُعَةِ حَاجَةً إِلّا استُجِيبَ لَهُ وَ إِنِ استَحَقّ قَومٌ عِقَاباً فَصَادَفُوا يَومَ الجُمُعَةِ وَ لَيلَتَهَا صُرِفَ عَنهُم ذَلِكَ وَ لَم يَبقَ شَيءٌ مِمّا أَحكَمَهُ اللّهُ وَ فَصّلَهُ إِلّا أَبرَمَهُ فِي لَيلَةِ جُمُعَةٍ فَلَيلَةُ


صفحه : 283

الجُمُعَةِ أَفضَلُ الليّاَليِ‌ وَ يَومُهَا أَفضَلُ الأَيّامِ وَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ لَيلَةٌ غَرّاءُ وَ يَومُ الجُمُعَةِ يَومٌ أَزهَرُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ قَالَ الصّادِقُ ع اجتَنِبُوا المعَاَصيِ‌َ لَيلَةَ الجُمُعَةِ فَإِنّ السّيّئَةَ مُضَاعَفَةٌ وَ الحَسَنَةَ مُضَاعَفَةٌ وَ مَن تَرَكَ مَعصِيَةَ اللّهِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ كُلّ مَا سَلَفَ فِيهِ وَ قِيلَ لَهُ استَأنِفِ العَمَلَ وَ مَن بَارَزَ اللّهَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ بِمَعصِيَتِهِ أَخَذَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِكُلّ مَا عَمِلَ فِي عُمُرِهِ وَ ضَاعَفَ عَلَيهِ العَذَابَ بِهَذِهِ المَعصِيَةِ فَإِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ رَفَعَت حِيتَانُ البُحُورِ رُءُوسَهَا وَ دَوَابّ البرَاَريِ‌ ثُمّ نَادَت بِصَوتٍ ذَلِقٍ رَبّنَا لَا تُعَذّبنَا بِذُنُوبِ الآدَمِيّينَ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ قَالَ الصّادِقُ ع يَقُولُ الطّيرُ بَعضُهُم لِبَعضٍ فِي يَومِ الجُمُعَةِ سَلَامٌ سَلَامٌ يَومٌ صَالِحٌ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ وَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ وَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ عَرَفَ أَهلُ الجَنّةِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ ذَلِكَ أَنّهُم يُزَادُ فِي نَعِيمِهِم وَ عَرَفَ أَهلُ النّارِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ ذَلِكَ أَنّ كُلّهُم يَبطِشُ بِهِمُ الزّبَانِيَةُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الخَيرُ وَ الشّرّ يُضَاعَفُ يَومَ الجُمُعَةِ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي رَجُلٍ يُرِيدُ أَن يَعمَلَ شَيئاً مِنَ الخَيرِ مِثلَ الصّدَقَةِ وَ الصّومِ وَ نَحوِ ذَلِكَ قَالَ يُستَحَبّ أَن يَكُونَ ذَلِكَ فِي يَومِ الجُمُعَةِ وَ العَمَلُ فِيهِ يُضَاعَفُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن زُرَيقٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ الصّدَقَةُ يَومَ الجُمُعَةِ تُضَاعَفُ وَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ تُضَاعَفُ وَ مَا مِن يَومٍ كَيَومِ الجُمُعَةِ وَ مَا لَيلَةٌ كَلَيلَةِ الجُمُعَةِ يَومُهَا أَزهَرُ وَ لَيلَتُهَا غَرّاءُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَالسّاعَةُ التّيِ‌ يُرجَي فِي يَومِ الجُمُعَةِ


صفحه : 284

التّيِ‌ لَا يَدعُو فِيهَا مُؤمِنٌ إِلّا استُجِيبَ قَالَ نَعَم إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ قُلتُ إِنّ الإِمَامَ رُبّمَا يُعَجّلُ وَ يُؤَخّرُ قَالَ إِذَا زَالَتِ الشّمسُ وَ قَالَ السّاعَةُ التّيِ‌ يُستَجَابُ فِيهَا الدّعَاءُ مَا بَينَ فَرَاغِ الإِمَامِ مِنَ الخُطبَةِ إِلَي أَن يسَتوَيِ‌َ النّاسُ فِي الصّفُوفِ وَ سَاعَةٌ أُخرَي مِن آخِرِ النّهَارِ إِلَي أَن تَغِيبَ الشّمسُ وَ روُيِ‌َ حِينَ يَنزِلُ الإِمَامُ مِنَ المِنبَرِ إِلَي أَن يَقُومَ فِي مَقَامِهِ وَ روُيِ‌َ مَا بَينَ نُزُولِ الإِمَامِ مِنَ المِنبَرِ إِلَي أَن يَصِيرَ الفيَ‌ءُ مِنَ الزّوَالِ قَدَمٌ

29- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الوَرّاقِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ مَولَي الرّشِيدِ عَن دَارِمِ بنِ قَبِيصَةَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ تَقُومُ السّاعَةُ يَومَ الجُمُعَةِ بَينَ الظّهرِ وَ العَصرِ

30- مَجمَعُ البَيَانِ، عَنِ النّبِيّص أَنّ لِلّهِ تَعَالَي فِي كُلّ يَومِ جُمُعَةٍ سِتّ مِائَةِ أَلفِ عَتِيقٍ مِنَ النّارِ كُلّهُم قَدِ استَوجَبُوا النّارَ

31- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ وَ يَومَا العِيدَينِ أَمَرَ اللّهُ رِضوَانَ خَازِنَ الجِنَانِ أَن ينُاَديِ‌َ فِي أَروَاحِ المُؤمِنِينَ وَ هُم فِي غُرُفَاتِ الجِنَانِ أَنّ اللّهَ قَد أَذِنَ لَكُم بِالزّيَارَةِ إِلَي أَهَالِيكُم وَ أَحِبّائِكُم مِن أَهلِ الدّنيَا ثُمّ يَأمُرُ اللّهُ رِضوَانَ أَن يأَتيِ‌َ لِكُلّ رُوحٍ بِنَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ عَلَيهَا قُبّةٌ مِن زَبَرجَدَةٍ خَضرَاءَ غِشَاؤُهَا مِن يَاقُوتَةٍ رَطبَةٍ صَفرَاءَ عَلَي النّوقِ جِلَالٌ وَ بَرَاقِعُ مِن سُندُسِ الجِنَانِ وَ إِستَبرَقِهَا فَيَركَبُونَ تِلكَ النّوقَ عَلَيهِم حُلَلُ الجَنّةِ مُتَوّجُونَ بِتِيجَانِ الدّرّ الرّطبِ تضُيِ‌ءُ


صفحه : 285

كَمَا تضُيِ‌ءُ الكَوَاكِبُ الدّرّيّةُ فِي جَوّ السّمَاءِ مِن قُربِ النّاظِرِ إِلَيهَا لَا مِنَ البُعدِ فَيَجتَمِعُونَ فِي العَرصَةِ ثُمّ يَأمُرُ اللّهُ جَبرَئِيلَ فِي أَهلِ السّمَاوَاتِ أَن يَستَقبِلُوهُم فَيَستَقبِلُهُم مَلَائِكَةُ كُلّ سَمَاءٍ وَ تُشَيّعُهُم مَلَائِكَةُ كُلّ سَمَاءٍ إِلَي السّمَاءِ الأُخرَي فَيَنزِلُونَ بوِاَديِ‌ السّلَامِ وَ هُوَ وَادٍ بِظَهرِ الكُوفَةِ ثُمّ يَتَفَرّقُونَ فِي البُلدَانِ وَ الأَمصَارِ حَتّي يَزُورُوا أَهَالِيَهُمُ الّذِينَ كَانُوا مَعَهُم فِي دَارِ الدّنيَا وَ مَعَهُم مَلَائِكَةٌ يَصرِفُونَ وُجُوهَهُم عَمّا يَكرَهُونَ النّظَرَ إِلَيهِ إِلَي مَا يُحِبّونَ وَ يَزُورُونَ حُفَرَ الأَبدَانِ حَتّي إِذَا مَا صَلّي النّاسُ وَ رَاحَ أَهلُ الدّنيَا إِلَي مَنَازِلِهِم مِن مُصَلّاهُم نَادَي فِيهِم جَبرَئِيلُ بِالرّحِيلِ إِلَي غُرُفَاتِ الجِنَانِ فَيَرحَلُونَ قَالَ فَبَكَي رَجُلٌ فِي المَجلِسِ فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا لِلمُؤمِنِ فَمَا حَالُ الكَافِرِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَبدَانٌ مَلعُونَةٌ تَحتَ الثّرَي فِي بِقَاعِ النّارِ وَ أَروَاحٌ خَبِيثَةٌ مَلعُونَةٌ تجَريِ‌ بوِاَديِ‌ بَرَهُوتَ مِن بِئرِ الكِبرِيتِ فِي مُرَكّبَاتِ الخَبِيثَاتِ المَلعُونَاتِ يؤُدَيّ‌ ذَلِكَ الفَزَعَ وَ الأَهوَالَ إِلَي الأَبدَانِ المَلعُونَةِ الخَبِيثَةِ تَحتَ الثّرَي فِي بِقَاعِ النّارِ فهَيِ‌َ بِمَنزِلَةِ النّائِمِ إِذَا رَأَي الأَهوَالَ فَلَا تَزَالُ تِلكَ الأَبدَانُ فَزِعَةً ذَعِرَةً وَ تِلكَ الأَروَاحُ مُعَذّبَةً بِأَنوَاعِ العَذَابِ فِي أَنوَاعِ المُرَكّبَاتِ المَسخُوطَاتِ المَلعُونَاتِ المَصفُوفَاتِ مَسجُونَاتٍ فِيهَا لَا تَرَي رَوحاً وَ لَا رَاحَةً إِلَي مَبعَثِ قَائِمِنَا فَيَحشُرُهَا اللّهُ مِن تِلكَ المُرَكّبَاتِ فَتُرَدّ فِي الأَبدَانِ وَ ذَلِكَ عِندَ النّشَرَاتِ فَتُضرَبُ أَعنَاقُهُم ثُمّ تَصِيرُ إِلَي النّارِ أَبَدَ الآبِدِينَ وَ دَهرَ الدّاهِرِينَ

32-إِكمَالُ الدّينِ، عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِن أَصحَابِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن سَعِيدِ بنِ غَزوَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ اختَارَ مِنَ الأَيّامِ الجُمُعَةَ وَ مِنَ الشّهُورِ شَهرَ رَمَضَانَ وَ مِنَ الليّاَليِ‌ لَيلَةَ القَدرِ


صفحه : 286

الخَبَرَ

33- المُقنِعَةُ، عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ مَا طَلَعَتِ الشّمسُ بِيَومٍ أَفضَلَ مِن يَومِ الجُمُعَةِ

وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ اختَارَ مِن كُلّ شَيءٍ شَيئاً وَ اختَارَ مِنَ الأَيّامِ يَومَ الجُمُعَةِ


صفحه : 287

باب 3-أعمال ليلة الجمعة وصلاتها وأدعيتها

1- المُتَهَجّدُ، وَ الجَمَالُ، مَن كَانَت لَهُ حَاجَةٌ فَليَصُم يَومَ الثّلَاثَاءِ وَ الأَربِعَاءِ وَ الخَمِيسِ فَإِذَا كَانَ العِشَاءُ تَصَدّقَ بشِيَ‌ءٍ قَبلَ الإِفطَارِ فَإِذَا صَلّي العِشَاءَ الآخِرَةَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ فَرَغَ مِنهَا سَجَدَ وَ قَالَ فِي سُجُودِهِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِوَجهِكَ الكَرِيمِ وَ اسمِكَ العَظِيمِ وَ عَينِكَ المَاضِيَةِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ أَن تقَضيِ‌َ ديَنيِ‌ وَ تُوَسّعَ عَلَيّ فِي رزِقيِ‌ فَمَن دَامَ عَلَي ذَلِكَ وَسّعَ اللّهُ عَلَيهِ رِزقَهُ وَ قَضَي دَينَهُ

بيان وعينك أي علمك الماضية أي النافذة في الأمور المحيطة بها ويحتمل أن يكون العين كناية عن الحفظ أيضا

2-المُتَهَجّدُ، وَ الجَمَالُ، وَ يُستَحَبّ لِمَن صَامَ أَن يَدعُوَ بِهَذَا الدّعَاءِ قَبلَ إِفطَارِهِ سَبعَ مَرّاتٍ أللّهُمّ رَبّ النّورِ العَظِيمِ وَ رَبّ الكرُسيِ‌ّ الوَاسِعِ وَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ وَ رَبّ البَحرِ المَسجُورِ وَ رَبّ الشّفعِ وَ الوَترِ وَ رَبّ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ رَبّ الظّلُمَاتِ وَ النّورِ وَ رَبّ الظّلّ وَ الحَرُورِ وَ رَبّ القُرآنِ العَظِيمِ أَنتَ إِلَهُ مَن فِي السّمَاءِ وَ إِلَهُ مَن فِي الأَرضِ لَا إِلَهَ فِيهِمَا غَيرُكَ وَ أَنتَ جَبّارُ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَ جَبّارُ مَن فِي الأَرضِ لَا جَبّارَ فِيهِمَا غَيرُك وَ أَنتَ خَالِقُ مَن فِي السّمَاءِ وَ خَالِقُ مَن فِي الأَرضِ لَا خَالِقَ فِيهِمَا غَيرُكَ وَ أَنتَ مَلِكُ مَن فِي السّمَاءِ وَ مَلِكُ مَن فِي الأَرضِ لَا مَلِكَ فِيهِمَا غَيرُكَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ الكَبِيرِ وَ بِنُورِ وَجهِكَ المُنِيرِ وَ بِمُلكِكَ القَدِيمِ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ بِاسمِكَ ألّذِي أَشرَقَ بِهِ نُورُ حُجُبِكَ وَ بِاسمِكَ ألّذِي صَلَحَ بِهِ الأَوّلُونَ وَ بِهِ يَصلُحُ الآخِرُونَ يَا حيَ‌ّ قَبلَ كُلّ حيَ‌ّ وَ يَا حيَ‌ّ بَعدَ كُلّ حيَ‌ّ يَا حيَ‌ّ محُييِ‌


صفحه : 288

المَوتَي يَا حيَ‌ّ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اغفِر لَنَا ذُنُوبَنَا وَ اقضِ لَنَا حَوَائِجَنَا وَ اكفِنَا مَا أَهَمّنَا مِن أَمرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ اجعَل لَنَا مِن أَمرِنَا يُسراً وَ ثَبّتنَا عَلَي هُدَي رَسُولِكَ مُحَمّدٍ وَ آلِهِص وَ اجعَل لَنَا مِن كُلّ غَمّ وَ هَمّ وَ ضِيقٍ فَرَجاً وَ مَخرَجاً وَ اجعَل دُعَاءَنَا عِندَكَ فِي المَرفُوعِ المُتَقَبّلِ المَرحُومِ وَ هَب لَنَا مَا وَهَبتَ لِأَهلِ طَاعَتِكَ مِن خَلقِكَ فَإِنّا مُؤمِنُونَ بِكَ مُنِيبُونَ إِلَيكَ مُتَوَكّلُونَ عَلَيكَ وَ مَصِيرُنَا إِلَيكَ أللّهُمّ اجمَع لَنَا الخَيرَ كُلّهُ وَ اصرِف عَنّا الشّرّ كُلّهُ إِنّكَ أَنتَ الحَنّانُ المَنّانُ بَدِيعُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ تعُطيِ‌ الخَيرَ مَن تَشَاءُ وَ تَصرِفُهُ عَمّن تَشَاءُ أللّهُمّ أَعطِنَا مِنهُ وَ امنُن عَلَينَا بِهِ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ يَا رَحِيمُ يَا ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ يَا اللّهُ أَنتَ ألّذِيلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ يَا أَجوَدَ مَن سُئِلَ وَ يَا أَكرَمَ مَن أَعطَي وَ يَا أَرحَمَ مَنِ استُرحِمَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ ارحَم ضعَفيِ‌ وَ قِلّةَ حيِلتَيِ‌ إِنّكَ ثقِتَيِ‌ وَ رجَاَئيِ‌ وَ امنُن عَلَيّ بِالجَنّةِ وَ عاَفنِيِ‌ مِنَ النّارِ وَ اجمَع لَنَا خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ

بيان رب النور العظيم أي النور المخلوق في العرش ألذي هوأضوأ الأنوار وأعظمها أوالنور العظيم من الأنوار المعنوية كالعلم والمعرفة وربما يفسر بالعقل والمسجور المملو والموقد نار في القيامة والشفع والوتر أي جميع الأشياء شفعها ووترها أوصلاة الشفع وصلاة الوتر أوشفع الصلوات ووترها أوالعناصر والأفلاك أوالبروج والسيارات والحرور الريح الحارة وحر الشمس والحر الدائم والنار ونور وجهك أي ظهور ذاتك وسطوع كمالاتها من أمرنا أي فيه أوبسببه أو من جملة الأمور المتعلقة بنا ويحتمل أن يكون علي سبيل التجريد كقولهم رأيت منك أسدا

3-المُتَهَجّدُ، وَ مَن أَرَادَ حِفظَ القُرآنِ فَليُصَلّ أَربَعَ رَكَعَاتٍ لَيلَةَ الجُمُعَةِ يَقرَأُ فِي الرّكعَةِ الأُولَي فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ يس وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ الدّخَانَ وَ فِي


صفحه : 289

الثّالِثَةِ الحَمدَ وَ الم تَنزِيلُ السّجدَةَ وَ فِي الرّابِعَةِ الحَمدَ وَ تَبَارَكَ ألّذِي بِيَدِهِ المُلكُ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ التّشَهّدِ حَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص وَ استَغفَرَ لِلمُؤمِنِينَ وَ قَالَ أللّهُمّ ارحمَنيِ‌ بِتَركِ المعَاَصيِ‌ أَبَداً مَا أبَقيَتنَيِ‌ وَ ارحمَنيِ‌ مِن أَن أَتَكَلّفَ مَا لَا يعَنيِنيِ‌ وَ ارزقُنيِ‌ حُسنَ النّظَرِ فِيمَا يُرضِيكَ عنَيّ‌ أللّهُمّ بَدِيعَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ وَ العِزّةِ التّيِ‌ لَا تُرَامُ أَسأَلُكَ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ بِجَلَالِكَ وَ بِنُورِ وَجهِكَ أَن تُلزِمَ قلَبيِ‌ بِحِفظِ كِتَابِكَ كَمَا علَمّتنَيِ‌ وَ ارزقُنيِ‌ أَن أَتلُوَهُ عَلَي النّحوِ ألّذِي يُرضِيكَ عنَيّ‌ وَ أَسأَلُكَ أَن تُنَوّرَ بِكِتَابِكَ بصَرَيِ‌ وَ تُطلِقَ بِهِ لسِاَنيِ‌ وَ تُفَرّجَ بِهِ قلَبيِ‌ وَ تَشرَحَ بِهِ صدَريِ‌ وَ تَستَعمِلَ بِهِ بدَنَيِ‌ وَ تقُوَيّنَيِ‌ عَلَي ذَلِكَ وَ تعُيِننَيِ‌ عَلَيهِ فَإِنّهُ لَا يُعِينُ عَلَي الخَيرِ غَيرُكَ وَ لَا يُوَفّقُ لَهُ إِلّا أَنتَ وَ يُستَحَبّ الِاستِكثَارُ فِيهِ مِن بَعدِ صَلَاةِ العَصرِ يَومَ الخَمِيسِ إِلَي آخِرِ نَهَارِ يَومِ الجُمُعَةِ مِنَ الصّلَاةِ عَلَي النّبِيّص فَيَقُولُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ عَجّل فَرَجَهُم وَ أَهلِك عَدُوّهُم مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ إِن قَالَ ذَلِكَ مِائَةَ مَرّةٍ كَانَ لَهُ فَضلٌ كَثِيرٌ

4- المُتَهَجّدُ، وَ الجَمَالُ، وَ يُستَحَبّ أَن يُقرَأَ فِيهِ مِنَ القُرآنِ مِن سُورَةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ الكَهفِ وَ الطّوَاسِينِ الثّلَاثِ وَ سَجدَةَ وَ لُقمَانَ وَ سُورَةِص وَ حم السّجدَةِ وَ حم الدّخَانِ وَ سُورَةِ الوَاقِعَةِ

أقول وزاد في جمال الأسبوع سورة الأحقاف والطور واقتربت

ثُمّ قَالَا وَ يُستَحَبّ أَن يَدعُوَ بِهَذَا الدّعَاءِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أللّهُمّ أَنتَ الأَوّلُ فَلَا شَيءَ قَبلَكَ وَ أَنتَ الآخِرُ ألّذِي لَا تَهلِكُ وَ أَنتَ الحيَ‌ّ ألّذِي لَا تَمُوتُ وَ الخَالِقُ ألّذِي لَا تَعجِزُ وَ أَنتَ البَصِيرُ ألّذِي لَا يَرتَابُ وَ الصّادِقُ ألّذِي لَا تَكذِبُ وَ القَاهِرُ ألّذِي لَا يُغلَبُ البدَيِ‌ءُ لَا تَنفَدُ القَرِيبُ لَا تَبعُدُ القَادِرُ لَا تُضَامُ الغَافِرُ لَا تَظلِمُ الصّمَدُ لَا تَطعَمُ القَيّومُ لَا تَنَامُ المُجِيبُ لَا تَسأَمُ الحَنّانُ لَا تُرَامُ العَالِمُ لَا تُعَلّمُ القوَيِ‌ّ لَا تُضَعّفُ


صفحه : 290

العَظِيمُ لَا تُوصَفُ الوفَيِ‌ّ لَا تُخلِفُ العَدلُ لَا تَحِيفُ الغنَيِ‌ّ لَا تَفتَقِرُ الكَبِيرُ لَا تَصغُرُ المَنِيعُ لَا تَقهَرُ المَعرُوفُ لَا تُنكِرُ الغَالِبُ لَا تُغلَبُ الوَترُ لَا تَستَأنِسُ الفَردُ لَا تَستَنِيرُ الوَهّابُ لَا تَمَلّ الجَوَادُ لَا تَبخَلُ العَزِيزُ لَا تَذِلّ الحَافِظُ لَا تَغفَلُ القَائِمُ لَا تَنَامُ المُحتَجِبُ لَا تُرَي الدّائِمُ لَا تَفنَي الباَقيِ‌ لَا تُبلَي المُقتَدِرُ لَا تُنَازَعُ الوَاحِدُ لَا تُشبِهُ بشِيَ‌ءٍ وَ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ الحَقّ ألّذِي لَا تُغَيّرُكَ الأَزمِنَةُ وَ لَا تُحِيطُ بِكَ الأَمكِنَةُ وَ لَا يَأخُذُكَ نَومٌ وَ لَا سَنَةٌ وَ لَا يُشبِهُكَ شَيءٌ وَ كَيفَ لَا تَكُونُ كَذَلِكَ وَ أَنتَ خَالِقُ كُلّ شَيءٍ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ كُلّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلّا وَجهَكَ الكَرِيمَ أَكرَمَ الوُجُوهِ أَمَانَ الخَائِفِينَ وَ جَارَ المُستَجِيرِينَ أَسأَلُكَ وَ لَا أَسأَلُ غَيرَكَ وَ أَرغَبُ إِلَيكَ وَ لَا أَرغَبُ إِلَي غَيرِكَ أَسأَلُكَ بِأَفضَلِ المَسَائِلِ كُلّهَا وَ أَنجَحِهَا التّيِ‌ لَا ينَبغَيِ‌ لِلعِبَادِ أَن يَسأَلُوكَ إِلّا بِهَا أَنتَ الفَتّاحُ النّفّاحُ ذُو الخَيرَاتِ مُقِيلُ العَثَرَاتِ كَاتِبُ الحَسَنَاتِ ماَحيِ‌ السّيّئَاتِ رَافِعُ الدّرَجَاتِ أَسأَلُكَ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ يَا رَحِيمُ بِأَسمَائِكَ الحُسنَي كُلّهَا وَ كَلِمَاتِكَ العُليَا وَ نِعَمِكَ التّيِ‌ لَا تُحصَي وَ أَسأَلُكَ بِأَكرَمِ أَسمَائِكَ عَلَيكَ وَ أَحَبّهَا إِلَيكَ وَ أَشرَفِهَا عِندَكَ مَنزِلَةً وَ أَقرَبِهَا مِنكَ وَسِيلَةً وَ أَسرَعِهَا مِنكَ إِجَابَةً وَ بِاسمِكَ المَكنُونِ المَخزُونِ الجَلِيلِ الأَجَلّ العَظِيمِ الأَعظَمِ ألّذِي تُحِبّهُ وَ تَرضَي عَمّن دَعَاكَ بِهِ وَ تَستَجِيبُ لَهُ دُعَاءَهُ وَ حَقّ عَلَيكَ أَن لَا تَحرِمَ سَائِلَكَ وَ بِكُلّ اسمٍ هُوَ لَكَ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ الفُرقَانِ العَظِيمِ وَ بِكُلّ اسمٍ هُوَ لَكَ عَلّمتَهُ أَحَداً مِن خَلقِكَ أَو لَم تُعَلّمهُ أَحَداً أَوِ استَأثَرتَ بِهِ فِي عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ وَ بِكُلّ اسمٍ دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرشِكَ وَ مَلَائِكَتُكَ وَ أَصفِيَاؤُكَ مِن خَلقِكَ وَ بِحَقّ السّائِلِينَ لَكَ وَ الرّاغِبِينَ إِلَيكَ وَ المُتَعَوّذِينَ بِكَ وَ المُتَضَرّعِينَ إِلَيكَ أَدعُوكَ يَا اللّهُ دُعَاءَ مَن قَدِ اشتَدّت فَاقَتُهُ وَ عَظُمَ جُرمُهُ وَ أَشرَفَ عَلَي الهَلَكَةِ وَ ضَعُفَت قُوّتُهُ وَ مَن لَا يَثِقُ بشِيَ‌ءٍ مِن عَمَلِهِ وَ لَا يَجِدُ لِفَاقَتِهِ سَادّاً غَيرَكَ وَ لَا لِذَنبِهِ


صفحه : 291

غَافِراً غَيرَكَ فَقَد هَرَبتُ مِنكَ إِلَيكَ غَيرَ مُستَنكِفٍ وَ لَا مُستَكبِرٍ عَن عِبَادَتِكَ يَا أُنسَ كُلّ مُستَجِيرٍ يَا سَنَدَ كُلّ فَقِيرٍ أَسأَلُكَ بِأَنّكَ أَنتَ اللّهُ الحَنّانُ المَنّانُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ بَدِيعُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ ذُو الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ عَالِمُ الغَيبِ وَ الشّهَادَةِ الرّحمَنُ الرّحِيمُ أَنتَ الرّبّ وَ أَنَا العَبدُ وَ أَنتَ المَالِكُ وَ أَنَا المَملُوكُ وَ أَنتَ العَزِيزُ وَ أَنَا الذّلِيلُ وَ أَنتَ الغنَيِ‌ّ وَ أَنَا الفَقِيرُ وَ أَنتَ الحيَ‌ّ وَ أَنَا المَيّتُ وَ أَنتَ الباَقيِ‌ وَ أَنَا الفاَنيِ‌ وَ أَنتَ المُحسِنُ وَ أَنَا المسُيِ‌ءُ وَ أَنتَ الغَفُورُ وَ أَنَا المُذنِبُ وَ أَنتَ الرّحِيمُ وَ أَنَا الخاَطيِ‌ وَ أَنتَ الخَالِقُ وَ أَنَا المَخلُوقُ وَ أَنتَ القوَيِ‌ّ وَ أَنَا الضّعِيفُ وَ أَنتَ المعُطيِ‌ وَ أَنَا السّائِلُ وَ أَنتَ الرّازِقُ وَ أَنَا المَرزُوقُ وَ أَنتَ أَحَقّ مَن شَكَوتُ إِلَيهِ وَ استَعَنتُ بِهِ وَ رَجَوتُهُ إلِهَيِ‌ كَم مِن مُذنِبٍ قَد غَفَرتَ لَهُ وَ كَم مِن مسُيِ‌ءٍ قَد تَجَاوَزتَ عَنهُ فَصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ اعفُ عنَيّ‌ وَ عاَفنِيِ‌ وَ افتَح لِي مِن فَضلِكَ سُبّوحٌ ذِكرُكَ قُدّوسٌ أَمرُكَ نَافِذٌ قَضَاؤُكَ يَسّر لِي مِن أمَريِ‌ مَا أَخَافُ عُسرَهُ وَ فَرّج لِي عنَيّ‌ وَ عَن واَلدِيَ‌ّ وَ عَن كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ مَا أَخَافُ كَربَهُ وَ اكفنِيِ‌ مَا أَخَافُ ضَرُورَتَهُ وَ ادرَأ عنَيّ‌ مَا أَخَافُ حُزُونَتَهُ وَ سَهّل لِي وَ لِكُلّ مُؤمِنٍ مَا أَرجُوهُ وَ آمُلُهُلا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ

بيان أنت الأول أي انحصر فيك الأولية لتعريف الخبر فيتفرع عليه لا شيءقبلك أوالمراد بالأولية كونه علة كل شيء وكذا الآخر للحصر أوبمعني كونه غاية الغايات و قدمر الكلام فيهما وسيأتي‌ البدي‌ء الأشياء ومبدعها لاينفد أي لايفني أو لاينتهي‌ إبداعه لاتضام أي لاتظلم الصمد أي البسيط ألذي ليس بذي‌ أجزاء أو ليس بأجوف تكون فيه جهة القوة والاستعداد أومحتاج إليه الكل و لايحتاج إلي شيء و علي كل الوجوه يصح تفريع عدم احتياج الطعام عليه كما لايخفي القيوم القائم بالذات ألذي يقوم به كل شيء فلا يكون منه نوم


صفحه : 292

و لاغفلة والحنان كثير الحنان والرحمة. لايرام أي لايقصد بسوء فليس حنانه لدفع ضرر أو لايحتاج في رحمته إلي أن يقصد ويطلب لايوصف أي لاتصل العقول إلي كنه عظمته فتصفها لاينكر أي ليس محلا للإنكار لكثرة ظهور آثاره في الأقطار أوالمعني معروف بالإحسان لايشاهد منه سوي ذلك والحق الثابت وأنجحها أي أقربها إلي الإجابة وكلماتك أي علومك أوكتبك أوتقديراتك أوالأنبياء أوالأئمة و قدمر مرارا وأقربها منك وسيلة أي يكون قربها من جهة كونها وسيلة لحصول المطالب وأسرعها منك إجابة أي إجابة كائنة منك والظرف لايتعلق بالإسراع سبوح ذكرك أي منزه من أن يدل علي نقص أوعيب قدوس أمرك أي منزه ومبرأ من أن يشتمل علي ظلم وجور أوعبث

5-المُتَهَجّدُ، وَ البَلَدُ، وَ الجَمَالُ، وَ الإِختِيَارُ،دُعَاءٌ آخَرُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ رَحمَةً مِن عِندِكَ تهَديِ‌ بِهَا قلَبيِ‌ وَ تَجمَعُ بِهَا أمَريِ‌ وَ تَلُمّ بِهَا شعَثيِ‌ وَ تَحفَظُ بِهَا غاَئبِيِ‌ وَ تُصلِحُ بِهَا شاَهدِيِ‌ وَ تزُكَيّ‌ بِهَا عمَلَيِ‌ وَ تلُهمِنُيِ‌ بِهَا رشُديِ‌ وَ تَرُدّ بِهَا ألُفتَيِ‌ وَ تعَصمِنُيِ‌ بِهَا عَن كُلّ سُوءٍ أللّهُمّ أعَطنِيِ‌ إِيمَاناً صَادِقاً وَ يَقِيناً خَالِصاً وَ رَحمَةً أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ الفَوزَ فِي القَضَاءِ وَ مَنَازِلَ العُلَمَاءِ وَ عَيشَ السّعَدَاءِ وَ النّصرَ عَلَي الأَعدَاءِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَنزَلتُ بِكَ حاَجتَيِ‌ وَ إِن ضَعُفَ عمَلَيِ‌ فَقَدِ افتَقَرتُ إِلَي رَحمَتِكَ فَأَسأَلُكَ يَا قاَضيِ‌َ الأُمُورِ وَ يَا شاَفيِ‌َ الصّدُورِ كَمَا تُجِيرُ بَينَ البُحُورِ أَن تجُيِرنَيِ‌ مِن عَذَابِ السّعِيرِ وَ مِن دَعوَةِ الثّبُورِ وَ مِن فِتنَةِ القُبُورِ أللّهُمّ وَ مَا قَصُرَ عَنهُ رأَييِ‌ وَ لَم تَبلُغهُ نيِتّيِ‌ وَ لَم تُحِط بِهِ مسَألَتَيِ‌ مِن خَيرٍ وَعَدتَهُ أَحَداً مِن خَلقِكَ فإَنِيّ‌ أَرغَبُ إِلَيكَ فِيهِ أللّهُمّ يَا ذَا الحَبلِ الشّدِيدِ وَ الأَمرِ الرّشِيدِ أَسأَلُكَ الأَمنَ يَومَ الوَعِيدِ وَ الجَنّةَ يَومَ الخُلُودِ مَعَ المُقَرّبِينَ الشّهُودِ وَ الرّكّعِ السّجُودِ المُوفِينَ بِالعُهُودِ إِنّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ وَ إِنّكَ تَفعَلُ مَا تُرِيدُ


صفحه : 293

أللّهُمّ اجعَلنَا هَادِينَ مَهدِيّينَ غَيرَ ضَالّينَ وَ لَا مُضِلّينَ سِلماً لِأَولِيَائِكَ وَ حَرباً لِأَعدَائِكَ نُحِبّ لِحُبّكَ التّائِبِينَ وَ نعُاَديِ‌ لِعَدَاوَتِكَ مَن خَالَفَكَ أللّهُمّ هَذَا الدّعَاءُ وَ عَلَيكَ الإِجَابَةُ وَ هَذَا الجُهدُ وَ عَلَيكَ التّكلَانُ أللّهُمّ اجعَل لِي نُوراً فِي قلَبيِ‌ وَ نُوراً فِي قبَريِ‌ وَ نُوراً بَينَ يدَيَ‌ّ وَ نُوراً مِن خلَفيِ‌ وَ نُوراً مِن شمِاَليِ‌ وَ نُوراً مِن فوَقيِ‌ وَ نُوراً مِن تحَتيِ‌ وَ نُوراً فِي سمَعيِ‌ وَ نُوراً فِي بصَرَيِ‌ وَ نُوراً فِي شعَريِ‌ وَ نُوراً فِي بشَرَيِ‌ وَ نُوراً فِي لحَميِ‌ وَ نُوراً فِي دمَيِ‌ وَ نُوراً فِي عظِاَميِ‌ أللّهُمّ وَ أَعظِم لِيَ النّورَ وَ أعَطنِيِ‌ نُوراً وَ اجعَل لِي نُوراً سُبحَانَ اللّهِ ألّذِي ارتَدَي بِالعِزّ وَ بَانَ بِهِ وَ سُبحَانَ اللّهِ ألّذِي لَبِسَ المَجدَ وَ تَكَرّمَ بِهِ سُبحَانَ مَن لَا ينَبغَيِ‌ التّسبِيحُ إِلّا لَهُ سُبحَانَ ذيِ‌ الفَضلِ وَ النّعَمِ سُبحَانَ ذيِ‌ المَجدِ وَ الكَرَمِ سُبحَانَ ذيِ‌ الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ

بيان اللم الجمع والشعث محركة انتشار الأمر و لم الله شعثه قارب بين شتيت أمره ذكره الفيروزآبادي‌ وترد بهاألفتي‌ أي أهل ألفتي‌ و من أنست بهم أوألفتي‌ وأنسي‌ بجنابك وليست هذه الفقرة في أكثر الكتب والنسخ أسألك الفوز أي بالسعادة في القضاء أي قضاء الموت و عندنزوله أو كل قضاء ومنازل العلماء و في بعض النسخ ونزل الشهداء والنزل بالضم وبضمتين مايهيأ للضيف . كماتجير متعلق بما بعده إشارة إلي قوله سبحانه وَ جَعَلَ بَينَ البَحرَينِ حاجِزاً و قوله وَ هُوَ ألّذِي مَرَجَ البَحرَينِ هذا عَذبٌ فُراتٌ وَ هذا مِلحٌ أُجاجٌ وَ جَعَلَ بَينَهُما بَرزَخاً وَ حِجراً مَحجُوراًقالوا و ذلك مثل دجلة يدخل البحر فيشقه فيجري‌ في خلاله فراسخ لايتغير طعمه وقيل المراد بالعذب النهر العظيم مثل النيل وبالبحر الملح البحر الكبير وبالبرزخ مايحول بينهما من الأرض وقيل


صفحه : 294

المراد بالبحرين أولا خليجا فارس والروم ينشعبان من المحيط و الأرض فاصل بينهما لايمتزجان . و من دعوة الثبور هو أن ينادوا في القيامة وا ثبوراه والثبور الهلاك تلميح إلي قوله سبحانه وَ إِذا أُلقُوا مِنها مَكاناً ضَيّقاً مُقَرّنِينَ دَعَوا هُنالِكَ ثُبُوراً أي هلاكا يتمنون الهلاك وينادونه ويقولون وا ثبوراه تعال فهذا حينك . و من فتنة القبور وعذابها وسؤالها قال في النهاية فيه إنكم تفتنون في القبور يريد مساءلة منكر ونكير من الفتنة الامتحان والاختبار و في القاموس الفضيحة والعذاب . ياذا الحبل الشديد قال الكفعمي‌ الحبل هنا العهد و منه قوله تعالي إِلّا بِحَبلٍ مِنَ اللّهِ وَ حَبلٍ مِنَ النّاسِ وسمي‌ العهد حبلا لأنه يعقد به الأمان كمايعقد الشي‌ء بالحبل و في خط الشهيد قدس الله روحه بالياء المثناة من تحت ومعناه ياذا القوة الشديدة وإنما قال الشديد رجوعا إلي لفظ الحبل فإنه مذكر انتهي . والأمر الرشيد أي أمرك ذو رشد وصلاح والشهود والسجود جمعا شاهد وساجد والسلم بالكسر والفتح الصلح وبالكسر المسالم والحرب بالفتح العدو والمحارب والجهد بالضم والفتح الطاقة وبالفتح المشقة والتكلان بالضم التوكل وبان به أي امتاز بذلك العز والغلبة من جميع الموجودات

6-المُتَهَجّدُ، وَ الجَمَالُ، وَ البَلَدُ، وَ الجُنّةُ،[جُنّةُ الأَمَانِ] وَ يُستَحَبّ أَن يَدعُوَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ لَيلَةَ عَرَفَةَ وَ يَومَ عَرَفَةَ بِهَذَا الدّعَاءِ أللّهُمّ مَن تَعَبّأَ وَ تَهَيّأَ وَ أَعَدّ وَ استَعَدّ لِوِفَادَةٍ إِلَي مَخلُوقٍ رَجَاءَ رِفدِهِ وَ جَائِزَتِهِ فَإِلَيكَ يَا رَبّ تعَبئِتَيِ‌ وَ تهَيئِتَيِ‌ وَ إعِداَديِ‌ وَ استعِداَديِ‌


صفحه : 295

رَجَاءَ عَفوِكَ وَ طَلَبَ نَائِلِكَ وَ جَائِزَتِكَ فَلَا تُخَيّبِ اليَومَ دعُاَئيِ‌ يَا موَلاَي‌َ يَا مَن لَا تخيب [يَخِيبُ] عَلَيهِ سَائِلٌ وَ لَا يَنقُصُهُ نَائِلٌ فإَنِيّ‌ لَم آتِكَ اليَومَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صَالِحٍ عَمِلتُهُ وَ لَا لِوِفَادَةٍ إِلَي مَخلُوقٍ رَجَوتُهُ أَتَيتُكَ مُقِرّاً عَلَي نفَسيِ‌ بِالإِسَاءَةِ وَ الظّلمِ مُعتَرِفاً بِأَن لَا حُجّةَ لِي وَ لَا عُذرَ أَتَيتُكَ أَرجُو عَظِيمَ عَفوِكَ ألّذِي عَلَوتَ بِهِ عَلَي الخَاطِئِينَ فَلَم يَمنَعكَ طُولُ عُكُوفِهِم عَلَي عَظِيمِ الجُرمِ أَن عُدتَ عَلَيهِم بِالرّحمَةِ فَيَا مَن رَحمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَ عَفوُهُ عَظِيمٌ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ لَا يَرُدّ غَضَبَكَ إِلّا حِلمُكَ وَ لَا ينُجيِ‌ مِن سَخَطِكَ إِلّا التّضَرّعُ إِلَيكَ فَهَب لِي يَا إلِهَيِ‌ فَرَجاً بِالقُدرَةِ التّيِ‌ بِهَا تحُييِ‌ مَيّتَ العِبَادِ وَ لَا تهُلكِنيِ‌ غَمّاً حَتّي تَستَجِيبَ لِي وَ تعُرَفّنَيِ‌ الإِجَابَةَ فِي دعُاَئيِ‌ وَ أذَقِنيِ‌ طَعمَ العَافِيَةِ إلِهَيِ‌ مُنتَهَي أجَلَيِ‌ وَ لَا تُشمِت بيِ‌ عدَوُيّ‌ وَ لَا تُسَلّطهُ عَلَيّ وَ لَا تُمَكّنهُ مِن عنُقُيِ‌ يَا إلِهَيِ‌ إِن وضَعَتنَيِ‌ فَمَن ذَا ألّذِي يرَفعَنُيِ‌ وَ إِن رفَعَتنَيِ‌ فَمَن ذَا ألّذِي يضَعَنُيِ‌ وَ إِن أهَلكَتنَيِ‌ فَمَن ذَا ألّذِي يَتَعَرّضُ لَكَ فِي عَبدِكَ أَو يَسأَلُكَ عَن أَمرِهِ وَ قَد عَلِمتُ يَا إلِهَيِ‌ أَنّهُ لَيسَ فِي حُكمِكَ ظُلمٌ وَ لَا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ وَ إِنّمَا يَعجَلُ مَن يَخَافُ الفَوتَ وَ إِنّمَا يَحتَاجُ إِلَي الظّلمِ الضّعِيفُ وَ قَد تَعَالَيتَ يَا إلِهَيِ‌ عَن ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ فأَعَذِنيِ‌ وَ أَستَجِيرُ بِكَ فأَجَرِنيِ‌ وَ أَستَرزِقُكَ فاَرزقُنيِ‌ وَ أَتَوَكّلُ عَلَيكَ فاَكفنِيِ‌ وَ أَستَنصِرُكَ عَلَي عدَوُيّ‌ فاَنصرُنيِ‌ وَ أَستَعِينُ بِكَ فأَعَنِيّ‌ وَ أَستَغفِرُكَ يَا إلِهَيِ‌ فَاغفِر لِي آمِينَ آمِينَ آمِينَ

بيان قال الكفعمي‌ تعبأ وتهيأ بمعني وكرر للتأكيد واختلاف اللفظ وتعبأ يجوز فيه الهمز وعدمه وعبأت المتاع هيأته انتهي وأعد أي نفسه أو مايحتاج إليه للسفر و قال الكفعمي‌ تهيأ وتعبأ وأعد واستعد نظائر والوفادة بالكسر الورود علي الأمير لرسالة أوطلب حاجة و قال الكفعمي‌ الرفد والنيل والجائزة نظائر و قال الجوهري‌ النوال العطاء والنائل مثله .


صفحه : 296

يا من لايخيب عليه سائل في الصحيفة وسائر الأدعية يا من لايحفيه سائل والإحفاء المبالغة في الأخذ أي كلما أخذ السائلون وطلبوا لا يكون إحفاء مبالغة في جنب سعة خزائنه و قال الكفعمي‌ الحفو المنع أي لايمنعه سؤال السائلين وكثرته عن العطاء و ماذكرنا أظهر و هوالمراد بقوله و لاينقصه نائل أي لاينقص خزائنه كثرة العطاء طول عكوفهم أي إقامتهم و لاتهلكني‌ غما أي بسبب الغم أومغموما بسبب العلم بخطاياي‌ وعدم العلم بالعفو من ذا ألذي يتعرض و في بعض النسخ يعرض بمعناه أي يمانعك ويعترضك يقال عرض لي في الطريق عارض أي منعني‌ مانع والسؤال عن أمره هو أن يسأله تعالي لم أهلكته وبأي‌ جرم أخذته ثم لما كان ذلك موهما لأن ذلك لمحض قدرته واستيلائه من دون استحقاق عقبه بقوله و قدعلمت إلخ . وإنما يحتاج إلي الظلم الضعيف لأنه يظلم ليتقوي بما يأخذه من المظلوم

7- المُتَهَجّدُ، وَ سَائِرُ الكُتُبِ، وَ يُستَحَبّ أَن يَقُولَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ سَبعَ مَرّاتٍ أللّهُمّ أَنتَ ربَيّ‌ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ خلَقَتنَيِ‌ وَ أَنَا عَبدُكَ وَ ابنُ أَمَتِكَ فِي قَبضَتِكَ وَ ناَصيِتَيِ‌ بِيَدِكَ أَمسَيتُ عَلَي عَهدِكَ وَ وَعدِكَ مَا استَطَعتُ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِن شَرّ مَا صَنَعتُ أَبُوءُ بعِمَلَيِ‌ وَ أَبُوءُ بذِنُوُبيِ‌ فَاغفِر لِي ذنُوُبيِ‌ إِنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ إِلّا أَنتَ

توضيح علي عهدك أي ماعهدت إلي‌ من فعل الطاعات وترك المعاصي‌ ووعدك أي إنجازه وطلبه بسبب العقائد والأعمال بقدر استطاعتي‌ وباء بذنبه أي أقر واعترف

8-المُتَهَجّدُ، وَ غَيرُهُ،دُعَاءٌ آخَرُ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ أللّهُمّ اجعلَنيِ‌ أَخشَاكَ حَتّي كأَنَيّ‌ أَرَاكَ وَ أسَعدِنيِ‌ بِتَقوَاكَ وَ لَا تشُقنِيِ‌ بِمَعَاصِيكَ وَ خِر لِي فِي قَضَائِكَ وَ بَارِك


صفحه : 297

لِي فِي قَدَرِكَ حَتّي لَا أُحِبّ تَعجِيلَ مَا أَخّرتَ وَ لَا تَأخِيرَ مَا عَجّلتَ وَ اجعَل غنِاَي‌َ فِي نفَسيِ‌ وَ متَعّنيِ‌ بسِمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ اجعَلهُمَا الوَارِثَينِ منِيّ‌ وَ انصرُنيِ‌ عَلَي مَن ظلَمَنَيِ‌ وَ أرَنِيِ‌ فِيهِ قُدرَتَكَ يَا رَبّ وَ أَقِرّ بِذَلِكَ عيَنيِ‌ أللّهُمّ أعَنِيّ‌ عَلَي هَولِ القِيَامَةِ وَ أخَرجِنيِ‌ مِنَ الدّنيَا سَالِماً وَ أدَخلِنيِ‌ الجَنّةَ آمِناً وَ زوَجّنيِ‌ مِنَ الحُورِ العِينِ وَ اكفنِيِ‌ مئَوُنتَيِ‌ وَ مَئُونَةَ عيِاَليِ‌ وَ مَئُونَةَ النّاسِ وَ أدَخلِنيِ‌ بِرَحمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصّالِحِينَ إلِهَيِ‌ إِن تعُذَبّنيِ‌ فَأَهلٌ لِذَلِكَ أَنَا وَ إِن تَغفِر لِي فَأَهلٌ لِذَلِكَ أَنتَ وَ كَيفَ تعُذَبّنيِ‌ يَا سيَدّيِ‌ وَ حُبّكَ فِي قلَبيِ‌ أَمَا وَ عِزّتِكَ لَئِن فَعَلتَ ذَلِكَ بيِ‌ لَتَجمَعَنّ بيَنيِ‌ وَ بَينَ قَومٍ طَالَ مَا عَادَيتُهُم فِيكَ أللّهُمّ بِحَقّ أَولِيَائِكَ الطّاهِرِينَ ع ارزُقنَا صِدقَ الحَدِيثِ وَ أَدَاءَ الأَمَانَةِ وَ المُحَافَظَةَ عَلَي الصّلَوَاتِ أللّهُمّ إِنّا أَحَقّ خَلقِكَ أَن تَفعَلَ ذَلِكَ بِنَا أللّهُمّ افعَلهُ بِنَا بِرَحمَتِكَ أللّهُمّ ارفَع ظنَيّ‌ إِلَيكَ صَاعِداً وَ لَا تُطمِعَنّ فِيّ عَدُوّاً وَ لَا حَاسِداً وَ احفظَنيِ‌ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ يَقظَانَ وَ رَاقِداً أللّهُمّ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ اهدنِيِ‌ سَبِيلَكَ الأَقوَمَ وَ قنِيِ‌ حَرّ جَهَنّمَ أللّهُمّ وَ حَرِيقَهَا المُضرِمَةَ وَ احطُط عنَيّ‌ المَغرَمَةَ وَ المَأثَمَ وَ اجعلَنيِ‌ مِن خِيَارِ العَالَمِ أللّهُمّ ارحمَنيِ‌ مِمّا لَا طَاقَةَ لِي بِهِ وَ لَا صَبرَ لِي عَلَيهِ بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ

بيان وخر لي في قضائك أي اقض ما هوخير لي وبارك لي في قدرك أي اجعل فيما تقدر لي بركات دنيوية وأخروية حتي لاأكرههما واجعل غناي‌ في نفسي‌ أي تكون نفسي‌ قانعة راضية لابسبب كثرة فإنها إذا لم تقارن الرضا تكون سببا لمزيد الفقر والحاجة واجعلهما الوارثين مني‌ قال في النهاية أي أبقهما صحيحين سليمين إلي أن أموت وقيل أراد بقاءهما وقوتهما عندالكبر وانحلال القوي النفسانية فيكون السمع والبصر وارثي‌ سائر القوي والباقيين بعدها وقيل أراد بالسمع وعي‌ مايسمع والعمل به وبالبصر الاعتبار بما يري انتهي .


صفحه : 298

وقيل الضمير راجع إلي التمتيع والتثنية باعتبار السمع والبصر.سالما أي من الذنوب آمنا أي من العقوبات قبله أللهم ارفع ظني‌ أي اقطع ظني‌ ورجائي‌ عن خلقك واجعلهما صاعدين متصلين إلي جنابك الأرفع واجعل ظني‌ بك في أعلي مدارج الكمال والعزم هو ألذي يجب أداؤه ويقال أثم الرجل بالكسر إثما ومأثما إذاوقع في الإثم ذكره الجوهري‌

9-المُتَهَجّدُ، وَ الجَمَالُ، وَ المَسَائِلُ، وَ الإِختِيَارُ، وَ يُستَحَبّ أَن يُزَادَ فِي دُعَاءِ الوَترِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أللّهُمّ هَذَا مَقَامُ البَائِسِ الفَقِيرِ مَقَامُ المُستَغِيثِ المُستَجِيرِ مَكَانُ الهَالِكِ الغَرِيقِ مَكَانُ الوَجِلِ المُشفِقِ مَكَانُ مَن يُقِرّ بِخَطِيئَتِهِ وَ يَعتَرِفُ بِذُنُوبِهِ وَ يَتُوبُ إِلَي رَبّهِ أللّهُمّ قَد تَرَي مكَاَنيِ‌ وَ لَا يَخفَي عَلَيكَ شَيءٌ مِن أمَريِ‌ يَا ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ وَ أَسأَلُكَ بِأَنّكَ تلَيِ‌ التّدبِيرَ وَ تمَضيِ‌ المَقَادِيرَ سُؤَالَ مَن أَسَاءَ وَ اقتَرَفَ وَ استَكَانَ وَ اعتَرَفَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تَغفِرَ لِي مَا مَضَي فِي عِلمِكَ مِن ذنُوُبيِ‌ وَ شَهِدَت بِهِ حَفَظَتُكَ وَ حَفَظَةُ مَلَائِكَتِكَ وَ لَم يَغِب عَنهُ عِلمُكَ قَد أَحسَنتَ فِيهِ البَلَاءَ فَلَكَ الحَمدُ وَ أَن تُجَاوِزَ عَن سيَئّاَتيِ‌فِي أَصحابِ الجَنّةِ وَعدَ الصّدقِ ألّذِي كانُوا يُوعَدُونَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ أَئِمّةِ المُؤمِنِينَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ سُؤَالَ مَنِ اشتَدّت فَاقَتُهُ وَ ضَعُفَت قُوّتُهُ سُؤَالَ مَن لَا يَجِدُ لِفَاقَتِهِ مَسَدّاً وَ لَا لِضَعفِهِ مُقَوّياً غَيرَكَ يَا ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ أللّهُمّ أَصلِح بِاليَقِينِ قلَبيِ‌ وَ اقبِض عَلَي الصّدقِ إِلَيكَ لسِاَنيِ‌ وَ أَسأَلُكَ خَيرَ كِتَابٍ سَبَقَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّهِ جَلّ ثَنَاؤُكَ وَ أَستَجِيرُ بِكَ أَن أَقُولَ لَكَ مَكرُوهاً أَستَحِقّ بِهِ عُقُوبَةَ الآخِرَةِ وَ أَسأَلُكَ عِلمَ الخَائِفِينَ وَ إِنَابَةَ المُخبِتِينَ وَ يَقِينَ المُتَوَكّلِينَ وَ تَوَكّلَ المُوقِنِينَ بِكَ وَ خَوفَ العَالِمِينَ وَ إِخبَاتَ المُنِيبِينَ وَ شُكرَ الصّابِرِينَ وَ صَبرَ الشّاكِرِينَ وَ اللّحَاقَ بِالأَحيَاءِ المَرزُوقِينَ آمِينَ آمِينَ يَا أَوّلَ الأَوّلِينَ وَ يَا آخِرَ الآخِرِينَ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ يَا اللّهُ يَا رَحِيمُ يَا اللّهُ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ اغفِر لِيَ الذّنُوبَ التّيِ‌ تُغَيّرُ النّعَمَ وَ اغفِر لِيَ الذّنُوبَ التّيِ‌ تُورِثُ النّدَمَ وَ اغفِر لِيَ


صفحه : 299

الذّنُوبَ التّيِ‌ تَحبِسُ القِسَمَ وَ اغفِر لِيَ الذّنُوبَ التّيِ‌ تَقطَعُ الرّجَاءَ وَ اغفِر لِيَ الذّنُوبَ التّيِ‌ تَحبِسُ غَيثَ السّمَاءِ وَ اغفِر لِيَ الذّنُوبَ التّيِ‌ تُظلِمُ الهَوَاءَ وَ اغفِر لِيَ الذّنُوبَ التّيِ‌ تَكشِفُ الغِطَاءَ

بيان بأنك تلي‌ التدبير أي بسببه واقترف أي اكتسب الخطايا واستكان أي تذلل وخضع قدأحسنت فيه البلاء أي النعمة بأن حلمت و لم تعاجل العقوبة وعد الصدق تضمين لقوله رَبّ أوَزعِنيِ‌ إلي قوله أُولئِكَ الّذِينَ نَتَقَبّلُ عَنهُم أَحسَنَ ما عَمِلُوا وَ نَتَجاوَزُ عَن سَيّئاتِهِم فِي أَصحابِ الجَنّةِ وَعدَ الصّدقِ ألّذِي كانُوا يُوعَدُونَ.فِي أَصحابِ الجَنّةِ أي كائنا في عدادهم أومثابا أومعدودا فيهم و قوله وَعدَ الصّدقِ في الآية مصدر مؤكد لنفسه فإن نَتَقَبّلُ ونَتَجاوَزُوعد وهنا يحتمل المصدرية لفعل مقدر و أن يكون مفعولا لأجله واقبض علي الصدق إليك لساني‌ لعل الظرف في إليك راجع إلي القبض والمعني واقبض إليك لساني‌ عندالموت حال كونه كائنا علي الصدق إلي هذاالوقت أي اجعلني‌ صادقا إلي وقت الموت أوالمراد بالقبض إليه التصرف فيه أي لاتكله إلي‌ بل اقبضه إليك لأجل الصدق أي لأن تدعوه إلي الصدق و لاتدعه يكذب في صدق المتوكلين أي حال كوني‌ فيه خير كتاب سبق أي كتاب تقدير الأعمال والإخبات الخشوع والتواضع و في القاموس لحق به كسمع ولحقه لحقا بفتحهما أدركه انتهي والأحياء المرزوقون الشهداء كما قال تعالي وَ لا تَحسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ عِندَ رَبّهِم يُرزَقُونَالآية و قدمر تفسير أنواع الذنوب في أبواب صلاة الليل

10-المُتَهَجّدُ، وَ الإِختِيَارُ، وَ الجَمَالُ، وَ يُستَحَبّ أَن يَدعُوَ بَعدَ الوَترِ


صفحه : 300

بِهَذَا الدّعَاءِ أللّهُمّ حَبّب إلِيَ‌ّ لِقَاءَكَ وَ أَحِبّ لقِاَئيِ‌ وَ اجعَل لِي فِي لِقَائِكَ الرّاحَةَ وَ البَرَكَةَ وَ الكَرَامَةَوَ ألَحقِنيِ‌ بِالصّالِحِينَ وَ لَا تؤُخَرّنيِ‌ فِي الأَشرَارِ وَ ألَحقِنيِ‌ بِصَالِحِ مَن مَضَي وَ اجعلَنيِ‌ مِن صَالِحِ مَن بقَيِ‌َ وَ اختِم لِي عمَلَيِ‌ بِأَحسَنِهِ وَ اجعَل ثَوَابَهُ الجَنّةَ بِرَحمَتِكَ وَ خُذ بيِ‌ سَبِيلَ الصّالِحِينَ وَ أعَنِيّ‌ عَلَي صَالِحِ مَا أعَطيَتنَيِ‌ كَمَا أَعَنتَ المُؤمِنِينَ عَلَي صَالِحِ مَا أَعطَيتَهُم وَ لَا تَنزِع منِيّ‌ صَالِحاً أَعطَيتَنِيهِ وَ لَا ترَدُنّيِ‌ فِي سُوءٍ استنَقذَتنَيِ‌ مِنهُ أَبَداً وَ لَا تُشمِت بيِ‌ عَدُوّاً وَ لَا حَاسِداً أَبَداً وَ لَا تكَلِنيِ‌ إِلَي نفَسيِ‌ فِي شَيءٍ مِن أمَريِ‌ طَرفَةَ عَينٍ أَبَداً يَا رَبّ العَالَمِينَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَسأَلُكَ يَا رَبّ إِيمَاناً لَا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِكَ تحُييِنيِ‌ عَلَيهِ وَ تمُيِتنُيِ‌ عَلَيهِ وَ تبَعثَنُيِ‌ عَلَيهِ إِذَا بعَثَتنَيِ‌ وَ أبَر‌ِئ قلَبيِ‌ مِنَ الرّيَاءِ وَ السّمعَةِ وَ الشّكّ فِي دِينِكَ أللّهُمّ أعَطنِيِ‌ نَصراً فِي دِينِكَ وَ قُوّةً فِي عِبَادَتِكَ وَ فَهماً فِي عِلمِكَ وَ فِقهاً فِي حُكمِكَ وَ كِفلَينِ مِن رَحمَتِكَ وَ بَيّض وجَهيِ‌ بِنُورِكَ وَ اجعَل رغَبتَيِ‌ فِيمَا عِندَكَ وَ توَفَنّيِ‌ فِي سَبِيلِكَ عَلَي مِلّتِكَ وَ مِلّةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَ آلِهِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَ الهُمُومِ وَ الجُبنِ وَ الغَفلَةِ وَ الفَترَةِ وَ المَسكَنَةِ وَ أَعُوذُ بِكَ لنِفَسيِ‌ وَ لأِهَليِ‌ وَ ذرُيّتّيِ‌ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ أللّهُمّ إِنّهُ لَن يجُيِرنَيِ‌ مِنكَ أَحَدٌ وَ لَا أَجِدُ مِن دُونِكَ مُلتَحَداً فَلَا ترَدُنّيِ‌ فِي هَلَكَةٍ وَ لَا ترُدِنيِ‌ بِعَذَابٍ أَسأَلُكَ الثّبَاتَ عَلَي دِينِكَ وَ التّصدِيقَ بِكِتَابِكَ وَ اتّبَاعَ سُنّةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَ آلِهِ أللّهُمّ اذكرُنيِ‌ بِرَحمَتِكَ وَ لَا تذَكرُنيِ‌ بِعُقُوبَتِكَ لخِطَيِئتَيِ‌ وَ تَقَبّل منِيّ‌ وَ زدِنيِ‌ مِن فَضلِكَ إنِيّ‌ إِلَيكَ رَاغِبٌ أللّهُمّ اجعَل ثَوَابَ منَطقِيِ‌ وَ ثَوَابَ مجَلسِيِ‌ رِضَاكَ وَ اجعَل عمَلَيِ‌ وَ دعُاَئيِ‌ خَالِصاً لَكَ وَ اجعَل ثوَاَبيِ‌َ الجَنّةَ بِرَحمَتِكَ وَ اجمَع لِي خَيرَ مَا سَأَلتُكَ وَ زدِنيِ‌ مِن فَضلِكَ إنِيّ‌ إِلَيكَ رَاغِبٌ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَشهَدُ بِمَا شَهِدتَ بِهِ عَلَي نَفسِكَ وَ شَهِدَت بِهِ مَلَائِكَتُكَ وَ أُولُو العِلمِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ فَمَن لَم يَشهَد عَلَي مَا شَهِدتَ بِهِ عَلَي


صفحه : 301

نَفسِكَ وَ شَهِدَت بِهِ مَلَائِكَتُكَ وَ أُولُو العِلمِ بِكَ فَاكتُب شهَاَدتَيِ‌ مَكَانَ شَهَادَتِهِ أللّهُمّ أَنتَ السّلَامُ وَ مِنكَ السّلَامُ أَسأَلُكَ يَا ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ أَن تَفُكّ رقَبَتَيِ‌ مِنَ النّارِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ مَفَاتِيحَ الخَيرِ وَ خَوَاتِيمَهُ وَ شَرَائِعَهُ وَ فَوَائِدَهُ وَ بَرَكَاتِهِ وَ مَا بَلَغَ عِلمُهُ علِميِ‌ وَ مَا قَصُرَ عَن إِحصَائِهِ حفِظيِ‌ أللّهُمّ أَنهِج لِي أَسبَابَ مَعرِفَتِهِ وَ افتَح لِي أَبوَابَهُ وَ غشَنّيِ‌ رَحمَتَكَ وَ مُنّ عَلَيّ بِعِصمَةٍ عَنِ الإِزَالَةِ عَن دِينِكَ وَ طَهّر قلَبيِ‌ مِنَ الشّكّ وَ لَا تَشغَل قلَبيِ‌ بدِنُياَي‌َ وَ عَاجِلِ معَاَشيِ‌ عَن آجِلِ ثَوَابِ آخرِتَيِ‌ أللّهُمّ ارحَمِ استِكَانَةَ منَطقِيِ‌ وَ ذُلّ مقَاَميِ‌ وَ مجَلسِيِ‌ وَ خضُوُعيِ‌ إِلَيكَ برِقَبَتَيِ‌ أَسأَلُكَ أللّهُمّ الهُدَي مِنَ الضّلَالَةِ وَ البَصِيرَةَ مِنَ العَمَايَةِ وَ الرّشدَ مِنَ الغَوَايَةِ وَ أَسأَلُكَ أَكثَرَ الحَمدِ عِندَ الرّخَاءِ وَ أَجمَلَ الصّبرِ عِندَ المُصِيبَةِ وَ أَفضَلَ الشّكرِ عِندَ مَوضِعِ الشّكّ وَ التّسلِيمَ عِندَ الشّبُهَاتِ وَ أَسأَلُكَ القُوّةَ فِي طَاعَتِكَ وَ الضّعفَ عَن مَعصِيَتِكَ وَ الهَرَبَ إِلَيكَ مِنكَ وَ التّقَرّبَ إِلَيكَ رَبّ لِتَرضَي وَ التحّرَيّ‌َ لِكُلّ مَا يُرضِيكَ عنَيّ‌ فِي إِسخَاطِكَ وَ إِسخَاطِ خَلقِكَ التِمَاساً لِرِضَاكَ رَبّ مَن أَرجُوهُ إِذَا لَم ترَحمَنيِ‌ وَ مَن يَعُودُ عَلَيّ إِن رفَضَتنَيِ‌ أَو مَن ينَفعَنُيِ‌ عَفوُهُ إِن عاَقبَتنَيِ‌ أَو مَن آمُلُ عَطَايَاهُ إِن حرَمَتنَيِ‌ أَو مَن يَملِكُ كرَاَمتَيِ‌ إِن هنتني‌[أهَنَتنَيِ‌] أَو مَن يضَرُنّيِ‌ هَوَانُهُ إِن أكَرمَتنَيِ‌ رَبّ مَا أَسوَأَ فعِليِ‌ وَ أَقبَحَ عمَلَيِ‌ وَ أَقسَي قلَبيِ‌ وَ أَطوَلَ أمَلَيِ‌ وَ أَقصَرَ أجَلَيِ‌ وَ أجَرأَنَيِ‌ عَلَي عِصيَانِ مَن خلَقَنَيِ‌ رَبّ مَا أَحسَنَ بَلَاءَكَ عنِديِ‌ وَ أَظهَرَ نَعمَاءَكَ عَلَيّ كَثُرَت مِنكَ عَلَيّ النّعَمُ فَمَا أَحصَاهَا وَ قَلّ منِيّ‌َ الشّكرُ فِيمَا أَولَيتَنِيهِ فَبَطِرتُ بِالنّعَمِ وَ تَعَرّضتُ لِلنّقَمِ وَ سَهَوتُ عَنِ الذّكرِ وَ رَكِبتُ الجَهلَ بَعدَ العِلمِ وَ جُرتُ مِنَ العَدلِ إِلَي الظّلمِ وَ جَاوَزتُ البِرّ إِلَي الإِثمِ وَ صِرتُ إِلَي اللّهوِ مِنَ الخَوفِ وَ الحُزنِ رَبّ مَا أَصغَرَ حسَنَاَتيِ‌ وَ أَقَلّهَا فِي كَثرَةِ ذنُوُبيِ‌ وَ أَعظَمَهَا عَلَي قَدرِ صِغَرِ خلَقيِ‌ وَ ضَعفِ عمَلَيِ‌ رَبّ مَا أَطوَلَ أمَلَيِ‌ فِي قِصَرِ أجَلَيِ‌ فِي بُعدِ أمَلَيِ‌ وَ مَا أَقبَحَ سرَيِرتَيِ‌ فِي علَاَنيِتَيِ‌ رَبّ لَا حُجّةَ لِي إِنِ احتَجَجتُ وَ لَا عُذرَ لِي إِذَا اعتَذَرتُ وَ لَا شُكرَ عنِديِ‌


صفحه : 302

إِذَا أُبلِيتُ وَ أُولِيتُ إِن لَم تعُنِيّ‌ عَلَي شُكرِ مَا أُولِيتُ وَ مَا أَخَفّ ميِزاَنيِ‌ غَداً إِن لَم تُرَجّحهُ وَ أَزَلّ لسِاَنيِ‌ إِن لَم تُثَبّتهُ وَ أَسوَدَ وجَهيِ‌ إِن لَم تُبَيّضهُ رَبّ كَيفَ بيِ‌ بذِنُوُبيِ‌َ التّيِ‌ سَلَفَت منِيّ‌ قَد هَدّ لَهَا أرَكاَنيِ‌ رَبّ كَيفَ لِي بِطَلَبِ شَهَوَاتِ الدّنيَا أَو أبَكيِ‌ عَلَي حَمِيمٍ فِيهَا وَ لَا أبَكيِ‌ عَلَي نفَسيِ‌ وَ تَشتَدّ حسَرَاَتيِ‌ لعِصِياَنيِ‌ وَ تفَريِطيِ‌ رَبّ دعَتَنيِ‌ دوَاَعيِ‌ الدّنيَا فَأَجَبتُهَا سَرِيعاً وَ رَكَنتُ إِلَيهَا طَائِعاً وَ دعَتَنيِ‌ دوَاَعيِ‌ الآخِرَةِ فَتَثَبّطتُ عَنهَا وَ أَبطَأتُ فِي الإِجَابَةِ وَ المُسَارَعَةِ إِلَيهَا كَمَا سَارَعتُ إِلَي دوَاَعيِ‌ الدّنيَا وَ حُطَامِهَا الهَامِدِ وَ نَسِيمِهَا البَائِدِ وَ سَرَابِهَا الذّاهِبِ رَبّ خوَفّتنَيِ‌ وَ شوَقّتنَيِ‌ وَ احتَجَجتَ عَلَيّ وَ كَفَلتَ برِزِقيِ‌ فَأَمِنتُ خَوفَكَ وَ تَثَبّطتُ عَن تَشوِيقِكَ وَ لَم أَتّكِل عَلَي ضَمَانِكَ وَ تَهَاوَنتُ بِاحتِجَاجِكَ أللّهُمّ اجعَل أمَنيِ‌ مِنكَ فِي هَذِهِ الدّنيَا خَوفاً وَ حَوّل تثَبيِطيِ‌ شَوقاً وَ تهَاَونُيِ‌ بِحُجّتِكَ فَرَقاً مِنكَ ثُمّ رضَنّيِ‌ بِمَا قَسَمتَ لِي مِن رِزقِكَ يَا كَرِيمُ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ العَظِيمِ رِضَاكَ عِندَ السّخطَةِ وَ الفُرجَةَ عِندَ الكُربَةِ وَ النّورَ عِندَ الظّلمَةِ وَ البَصِيرَةَ عِندَ شِدّةِ الغَفلَةِ رَبّ اجعَل جنُتّيِ‌ مِنَ الخَطَايَا حَصِينَةً وَ درَجَاَتيِ‌ فِي الجِنَانِ رَفِيعَةً وَ أعَماَليِ‌ كُلّهَا مُتَقَبّلَةً وَ حسَنَاَتيِ‌ مُضَاعَفَةً زَاكِيَةً أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلّهَا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَ مَا بَطَنَ وَ مِن شَرّ المَطعَمِ وَ المَشرَبِ وَ مِن شَرّ مَا أَعلَمُ وَ مِن شَرّ مَا لَا أَعلَمُ وَ أَعُوذُ بِكَ أَن أشَترَيِ‌َ الجَهلَ بِالعِلمِ أَوِ الجَفَاءَ بِالحِلمِ أَوِ الجَورَ بِالعَدلِ أَوِ القَطِيعَةَ بِالبِرّ أَوِ الجَزَعَ بِالصّبرِ أَوِ الضّلَالَةَ بِالهُدَي أَوِ الكُفرَ بِالإِيمَانِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ التّيِ‌ لَا تُنَالُ إِلّا بِرِضَاكَ وَ الخُرُوجَ مِن جَمِيعِ مَعَاصِيكَ وَ الدّخُولَ فِي كُلّ مَا يُرضِيكَ وَ النّجَاةَ مِن كُلّ وَرطَةٍ وَ المَخرَجَ مِن كُلّ كَبِيرَةٍ أَتَي بِهَا منِيّ‌ عَمدٌ أَو زَلّ بِهَا منِيّ‌ خَطَأٌ أَو خَطَرَ بِهَا خَطَرَاتُ الشّيطَانِ أَسأَلُكَ خَوفاً توُقَفّنُيِ‌ بِهِ عَلَي حُدُودِ رِضَاكَ وَ تُشَعّثُ بِهِ عنَيّ‌ كُلّ شَهوَةٍ خَطَرَ بِهَا هوَاَي‌َ وَ استَزَلّ عِندَهَا رأَييِ‌ لِتَجَاوُزِ حَدّ حَلَالِكَ


صفحه : 303

أَسأَلُكَ أللّهُمّ الأَخذَ بِأَحسَنِ مَا تَعلَمُ وَ تَركَ سَيّئِ كُلّ مَا تَعلَمُ أَو أُبتَلَي مِن حَيثُ أَعلَمُ وَ مِن حَيثُ لَا أَعلَمُ أَسأَلُكَ السّعَةَ فِي الرّزقِ وَ الزّهدَ فِي الكَفَافِ وَ المَخرَجَ بِالبَيَانِ مِن كُلّ شُبهَةٍ وَ الصّوَابَ فِي كُلّ حُجّةٍ وَ الصّدقَ فِي جَمِيعِ المَوَاطِنِ وَ إِنصَافَ النّاسِ مِن نفَسيِ‌ فِيمَا عَلَيّ وَ فِي مَا لِي وَ التّذَلّلَ فِي إِعطَاءِ النّصَفِ مِن جَمِيعِ مَوَاطِنِ السّخَطِ وَ الرّضَا وَ تَركَ قَلِيلِ البغَي‌ِ وَ كَثِيرِهِ فِي القَولِ منِيّ‌ وَ الفِعلِ وَ تَمَامَ نِعمَتِكَ فِي جَمِيعِ الأَشيَاءِ وَ الشّكرَ لَكَ عَلَيهَا لكِيَ‌ تَرضَي وَ بَعدَ الرّضَا وَ أَسأَلُكَ الخِيَرَةَ فِي كُلّ مَا يَكُونُ فِيهِ الخِيَرَةُ بِمَيسُورِ الأُمُورِ لَا بِمَعسُورِهَا يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ قَولَ التّوّابِينَ وَ عَمَلَهُم وَ نُورَ الأَنبِيَاءِ وَ صِدقَهُم وَ نَجَاةَ المُجَاهِدِينَ وَ ثَوَابَهُم وَ شُكرَ المُصطَفَينَ وَ نَصِيحَتَهُم وَ عَمَلَ الذّاكِرِينَ وَ يَقِينَهُم وَ إِيمَانَ العُلَمَاءِ وَ فِقهَهُم وَ تَعَبّدَ الخَاشِعِينَ وَ تَوَاضُعَهُم وَ حِلمَ الفُقَهَاءِ وَ سِيرَتَهُم وَ خَشيَةَ المُتّقِينَ وَ رَغبَتَهُم وَ تَصدِيقَ المُؤمِنِينَ وَ تَوَكّلَهُم وَ رَجَاءَ المُحسِنِينَ وَ بِرّهُم أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ ثَوَابَ الشّاكِرِينَ وَ مَنزِلَةَ المُقَرّبِينَ وَ مُرَافَقَةَ النّبِيّينَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ خَوفَ العَامِلِينَ وَ عَمَلَ الخَائِفِينَ وَ خُشُوعَ العَابِدِينَ لَكَ وَ يَقِينَ المُتَوَكّلِينَ عَلَيكَ وَ تَوَكّلَ المُؤمِنِينَ بِكَ أللّهُمّ إِنّكَ بحِاَجتَيِ‌ عَالِمٌ غَيرُ مُعَلّمٍ وَ أَنتَ لَهَا وَاسِعٌ غَيرُ مُتَكَلّفٍ وَ إِنّكَ ألّذِي لَا يُحفِيكَ سَائِلٌ وَ لَا يَنقُصُكَ نَائِلٌ وَ لَا يَبلُغُ مِدحَتَكَ قَولُ قَائِلٍ وَ أَنتَ كَمَا تَقُولُ وَ فَوقَ مَا نَقُولُ أللّهُمّ اجعَل لِي فَرَجاً قَرِيباً وَ أَجراً عَظِيماً وَ سِتراً جَمِيلًا أللّهُمّ هَدَأَتِ الأَصوَاتُ وَ سَكَنَتِ الحَرَكَاتُ وَ خَلَا كُلّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِهِ وَ خَلَوتُ بِكَ يَا إلِهَيِ‌ فَاجعَل خلَوتَيِ‌ مِنكَ اللّيلَةَ العِتقَ مِنَ النّارِ

توضيح وخذ بي‌ سبيل الصالحين أي اذهب بي‌ في سبيلهم علي صالح ماأعطيتني‌ كالزوجة الصالحة والأولاد والأموال وغيرها أعني‌ علي حفظها وتربيتها وصرفها فيما تحب لاأجل له دون لقائك أي قبل الموت وعدم الزوال


صفحه : 304

بعده لايحتاج إلي الدعاء أوالمراد الإيمان بالدليل و بعدالموت فينقلب ضرورة وعيانا والأول أظهر كمايدل عليه مابعده من الفقرات والحاصل أنه لا يكون له أجل إلالقاؤك و هو لا يكون أجلا كَقَولِهِص بَيدَ أنَيّ‌ مِن قُرَيشٍ

. ويحتمل أن يكون المراد بالأجل الحد ألذي ينتهي‌ إليه أي يكون إيماني‌ مترقيا في الكمال لاينتهي‌ إلي حد إلا إلي اللقاء و هوغاية مراتب العرفان أو يكون دون بمعني عند أي لا يكون له أجل الموت والتخصيص لأنه عند ذلك يوسوس الشيطان . ويحتمل وجها خامسا و هو أن يكون المراد بالدعاء الرؤية و يكون المعني لاأجل له سوي الرؤية والرؤية لاتكون أجلا لامتناعها فلاأجل له أصلا و يكون إشارة إلي مامر في الخبر أن الرؤية توجب سلب الإيمان ألذي كان في الدنيا.نصرا في دينك أي وفقني‌ لأن أنصر دينك و في بعض النسخ بالباء أي بصيرة و هوأظهر. و قال الجوهري‌ الكفل الضعف قال تعالي يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ ويقال إنه النصيب أقول يحتمل أن يكون المراد النعم الظاهرة والباطنة في الدنيا والآخرة وبيض وجهي‌ بنورك في الآخرة أوالأعم منها و من الأنوار المعنوية في الدنيا كما قال تعالي سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السّجُودِورد في الخبر في المتهجدين خلوا بربهم فألبسهم من نوره فيما عندك أي من المثوبات والقربات في سبيلك أي في الجهاد أوالأعم كائنا وثابتا علي ملتك والكسل التثاقل عن الأمر والفترة الانكسار والضعف والملتحد الملجأ. فلاتردني‌ في هلكة أي إذانجيتني‌ من هلكة فلاتردني‌ فيهابمنع لطفك


صفحه : 305

أو لاتردني‌ من الإرادة أوبسكون الراء وكسر الدال من الإرداء بمعني الإهلاك كما قال الله تعالي أَرداكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخاسِرِينَفاكتب شهادتي‌ أي ضاعف الثواب لي بعدد كل من جحد ماأقررت به أنت السلام أي السلم من النقائص أومسلم الخلق من الآفات ومنك السلام أي سلامة كل الخلق من العيوب أوالبلايا من فضلك مفاتيح الخير والمفاتيح جمع المفتاح أي أسألك مايصير سببا لفتح أبواب الخيرات وخواتيمه أي مايختم به الخيرات أوأسألك أن يكون فتح جميع أموري‌ وختمها بالخير. والشرائع جمع الشريعة و هومورد المشاربة من الماء أي طرق الخير ويقال نهجت الطريق أي أبنته وأوضحته وغشني‌ رحمتك أي اجعل رحمتك تغشاني‌ وتسترني‌ وتحيط بي‌ عن الإزالة أي عن أن يزيلني‌ أحد أوأزيل أحدا والغواية بالفتح الضلال والخيبة. عندموضع الشك إذ كفران النعمة غالبا أنما يكون عندالشك في المنعم أو هوعمدة الكفران والتسليم لله ولحججه وانقياد مايصدر عنهم وأمروا به عندالشبهات أي عنداشتباه معني ماورد عنهم وصعوبته علي الأفهام وخفاء علة الحكم و قدمر تحقيقه في باب التسليم . والتحري‌ طلب الأحري والأليق في إسخاطك أي إذاترددت بين إسخاطك وإسخاط خلقك أطلب ما هوأحري و هوإسخاطهم لطلب رضاك و في سائر الكتب سوي المتهجد ليس إسخاطك ولعله أصوب .يعود علي من العائدة و هوالعطف والمنفعة إن رفضتني‌ أي تركتني‌ والبطر الطغيان بالنعمة.أسألك برحمتك أي رحمتك يقال سأله وسأل به و قال تعالي سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ويحتمل أن يكون المسئول التي‌ لاتنال و لا يكون صفة لرحمتك بل لمقدر أي النعمة أوالخلة وشبههما وبرحمتك قسما أوالباء للسببية و في


صفحه : 306

بعض نسخ الدعاء النجاة بدون الواو فيكون هي‌ المسئول والخروج والدخول معطوفين علي قوله رضاك و علي نسخة العطف يحتمل أن يكون الجميع كذلك و يكون المسئول خوفا وأسألك تأكيدا ولعل الأظهر زيادة الواو في قوله والخروج كما أنه ليس في بعض نسخ الدعاء. والورطة الهلكة و كل أمر يعسر النجاة منه علي حدود رضاك أي لاالتجاوز عن الحدود التي‌ بينتها لرضاك إلي ماترضي تشعث أي تفرق و في بعض النسخ بالباء بمعناه يقال شعثت الشي‌ء أي فرقته لكن الأول علي بناء التفعيل والثاني‌ علي بناء المجرد.خطر بهاهواي‌ أي خطر بسبب تلك الشهوة ببالي‌ ماأهواه أوطغي بسببها هواي‌ و لم يطعني‌ في القاموس الخاطر الهاجس خطر بباله و عليه يخطر خطورا ذكره بعدنسيان وأخطره الله تعالي والفحل بذنبه يخطر ضرب به يمينا وشمالا وهي‌ ناقة خطارة و الرجل بسيفه ورمحه رفعه مرة ووضعه أخري و في مشيته رفع يديه ووضعهما خطرانا فيهما والريح اهتز فهو خطار انتهي . في الكفاف أي معه قال في النهاية الكفاف هو ألذي لايفضل عنه شيء و يكون بقدر الحاجة ويحتمل أن يكون الواو في قوله والزهد بمعني أو أو يكون تفسيرا للسعة و في التهذيب والزهد فيما هووبال و هوأصوب في جميع المواطن أي سواء كان ضارا أونافعا ما لم يبلغ حد التقية والنصف بالتحريك الإنصاف لايحفيك سائل قدمر معناه ويحتمل وجها آخر و هو أن مبالغة السائلين لايعد عندك مبالغة لأنك تحب الملحين في الدعاء والأظهر مامر و في النهاية والهدأة والهدء السكون من الحركات

11-المُتَهَجّدُ، وَ يُستَحَبّ أَن يَقُولَ بَعدَ الرّكعَتَينِ مِن نَوَافِلِ الفَجرِ الأَوّلِ يَومَ الجُمُعَةِ مِائَةَ مَرّةٍ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ أَستَغفِرُ اللّهَ ربَيّ‌ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ وَ يُستَحَبّ أَيضاً أَن يَدعُوَ بِدُعَاءِ المَظلُومِ عِندَ قَبرِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ أللّهُمّ


صفحه : 307

إنِيّ‌ أَعتَزّ بِدِينِكَ وَ أَكرُمُ بِهِدَايَتِكَ وَ فُلَانٌ يذُلِنّيِ‌ بِشَرّهِ وَ يهُيِننُيِ‌ بِأَذِيّتِهِ وَ يعُيِبنُيِ‌ بِوَلَاءِ أَولِيَائِكَ وَ يبَهتَنُيِ‌ بِدَعوَاهُ وَ قَد جِئتُ إِلَي مَوضِعِ الدّعَاءِ وَ ضَمَانِكَ الإِجَابَةَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أعَدِنيِ‌ عَلَيهِ السّاعَةَ ثُمّ يَنكَبّ عَلَي القَبرِ وَ يَقُولُ موَلاَي‌َ إمِاَميِ‌ مَظلُومٌ استَعدَي عَلَي ظَالِمِهِ النّصرَ النّصرَ حَتّي تَنقَطِعَ النّفَسُ وَ يُستَحَبّ أَيضاً أَن يَقُولَ عِندَ السّحَرِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ هَب لِيَ الغَدَاةَ رِضَاكَ وَ أَسكِن قلَبيِ‌ خَوفَكَ وَ اقطَعهُ عَمّن سِوَاكَ حَتّي لَا أَرجُو وَ لَا أَخَافُ إِلّا إِيّاكَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ هَب لِي ثَبَاتَ اليَقِينِ وَ مَحضَ الإِخلَاصِ وَ شَرَفَ التّوحِيدِ وَ دَوَامَ الِاستِقَامَةِ وَ مَعدِنَ الصّبرِ وَ الرّضَا بِالقَضَاءِ وَ القَدَرِ يَا قاَضيِ‌َ حَوَائِجِ السّائِلِينَ يَا مَن يَعلَمُ مَا فِي ضَمِيرِ الصّامِتِينَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ استَجِب دعُاَئيِ‌ وَ اغفِر ذنَبيِ‌ وَ أَوسِع رزِقيِ‌ وَ اقضِ حوَاَئجِيِ‌ فِي نفَسيِ‌ وَ إخِواَنيِ‌ فِي ديِنيِ‌ وَ أهَليِ‌ إلِهَيِ‌ طُمُوحُ الآمَالِ قَد خَابَت إِلّا لَدَيكَ وَ مَعَاكِفُ الهِمَمِ قَد تَعَطّلَت إِلّا عَلَيكَ وَ مَذَاهِبُ العُقُولِ قَد سَمَت إِلّا إِلَيكَ فَأَنتَ الرّجَاءُ وَ إِلَيكَ المَلجَأُ يَا أَكرَمَ مَقصُودٍ وَ أَجوَدَ مَسئُولٍ هَرَبتُ إِلَيكَ بنِفَسيِ‌ يَا مَلجَأَ الهَارِبِينَ بِأَثقَالِ الذّنُوبِ عَلَي ظهَريِ‌ لَا أَجِدُ لِي إِلَيكَ شَافِعاً سِوَي معَرفِتَيِ‌ بِأَنّكَ أَقرَبُ مَن رَجَاهُ الطّالِبُونَ وَ أَمّلَ مَا لَدَيهِ الرّاغِبُونَ يَا مَن فَتَقَ العُقُولَ بِمَعرِفَتِهِ وَ أَطلَقَ الأَلسُنَ بِحَمدِهِ وَ جَعَلَ مَا امتَنّ بِهِ عَلَي عِبَادِهِ فِي كِفَاءٍ لِتَأدِيَةِ حَقّهِ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ لَا تَجعَل لِلشّيطَانِ عَلَي عقَليِ‌ سَبِيلًا وَ لَا لِلبَاطِلِ عَلَي عمَلَيِ‌ دَلِيلًا فَإِذَا طَلَعَ الفَجرُ فَقُل أَصبَحتُ فِي ذِمّةِ اللّهِ وَ ذِمّةِ مَلَائِكَتِهِ وَ ذِمَمِ أَنبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ ع وَ ذِمّةِ مُحَمّدٍص وَ ذِمَمِ الأَوصِيَاءِ مِن آلِ مُحَمّدٍ ع آمَنتُ بِسِرّ آلِ مُحَمّدٍ ع وَ عَلَانِيَتِهِم وَ ظَاهِرِهِم وَ بَاطِنِهِم وَ أَشهَدُ أَنّهُم فِي عِلمِ اللّهِ وَ طَاعَتِهِ كَمُحَمّدٍ


صفحه : 308

ص

بيان روي‌ ماسوي الدعاء في جمال الأسبوع والاختيار وَ قَالَ السّيّدُ بَعدَ الدّعَاءِ الأَخِيرِ رَوَينَاهُ بِإِسنَادِنَا إِلَي دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ مَن قَالَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً ثَلَاثَ مَرّاتٍ آمَنَهُ اللّهُ مِمّا يَخَافُ

و قال الكفعمي‌ في البلد الأمين دعاء الفرج يدعي به في سحر ليلة الجمعة ورأيت في بعض كتب أصحابنا ماملخصه أن رجلا جاء إلي رسول الله ص و قال يا رسول الله إني‌ كنت غنيا فافتقرت إلي آخر مامر في كيفية صلاة الليل وذكر الدعاء من قوله إلهي‌ طموح الآمال إلي قوله علي عملي‌ دليلا وافتح لي بخير الدنيا والآخرة ياولي‌ الخير و قدمر شرح الدعاء. قوله ع وضمانك بالكسر عطفا علي الدعاء والإجابة بالنصب و في بعض النسخ برفعهما علي الابتداء والخبرية أي والحال أنك ضمنت الإجابة قال الجوهري‌ العدوي طلبك إلي وال ليعديك علي من ظلمك أي ينتقم منه يقال استعديت علي فلان الأمير فأعداني‌ أي استعنت به عليه فأعانني‌ عليه والاسم منه العدوي وهي‌ المعونة انتهي . قوله إمامي‌ نداء مظلوم خبر مبتدأ محذوف أي أنامظلوم واستعدي علي صيغة الغيبة و في بعض النسخ أستعدي‌ علي صيغة التكلم فالخطاب في مولاي‌ إلي الله وإمامي‌ مبتدأ ومظلوم خبره والضمير في ظالمه راجع إلي الإمام النصر بالنصب أي أطلبه شرف التوحيد لعل المراد أشرفه

12-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع اعلَم يَرحَمُكَ[ اللّهُ] أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَضّلَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ لَيلَتَهُ عَلَي سَائِرِ الأَيّامِ فَضَاعَفَ فِيهِمَا الحَسَنَاتِ لِعَامِلِهَا وَ السّيّئَاتِ عَلَي مُقتَرِفِهَا إِعظَاماً لَهُمَا فَإِذَا حَضَرَ يَومُ الجُمُعَةِ فَقُل فِي لَيلِهِ فِي آخِرِ السّجدَةِ مِن نَوَافِلِ


صفحه : 309

المَغرِبِ وَ أَنتَ سَاجِدٌ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ العَظِيمِ وَ سُلطَانِكَ القَدِيمِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ أَن تَغفِرَ لِي ذنَبيِ‌َ العَظِيمَ وَ اقرَأ فِي صِلَاتِكَ العِشَاءِ الآخِرَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ فِي الرّكعَةِ الأُولَي وَ فِي الثّانِيَةِ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي وَ روُيِ‌َ أَيضاً إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ وَ إِذَا قَرَأتَ غَيرَهُمَا أَجزَأَكَ وَ أَكثِر مِنَ الصّلَاةِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ وَ يَومِهَا وَ إِن قَدَرتَ أَن تَجعَلَ ذَلِكَ أَلفَ كَرّةٍ فَافعَل فَإِنّ الفَضلَ فِيهِ وَ قَد يُروَي أَنّهُ إِذَا كَانَ عَشِيّةُ يَومِ الخَمِيسِ نَزَلَت مَلَائِكَةٌ مَعَهَا أَقلَامٌ مِن نُورٍ وَ صُحُفٌ مِن نُورٍ لَا يَكتُبُونَ إِلّا الصّلَوَاتِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص إِلَي آخِرِ النّهَارِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ

13- عُدّةُ الداّعيِ‌، روُيِ‌َ يَقرَأُ فِي الثّلُثِ الأَخِيرِ مِن لَيلَةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ القَدرِ خَمسَ عَشرَةَ مَرّةً ثُمّ يَدعُو بِمَا يُرِيدُ

14- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَالَ فِي آخِرِ سَجدَةٍ مِنَ النّافِلَةِ بَعدَ المَغرِبِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ إِن قَالَ فِي كُلّ لَيلَةٍ فَهُوَ أَفضَلُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِوَجهِكَ الكَرِيمِ وَ اسمِكَ العَظِيمِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تَغفِرَ لِي ذنَبيِ‌َ العَظِيمَ سَبعَ مَرّاتٍ انصَرَفَ وَ قَد غَفَرَ اللّهُ لَهُ

قَالَ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَت عَشِيّةُ الخَمِيسِ وَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ نَزَلَت مَلَائِكَةٌ مِنَ السّمَاءِ مَعَهُم أَقلَامُ الذّهَبِ وَ صُحُفُ الفِضّةِ لَا يَكتُبُونَ عَشِيّةَ الخَمِيسِ وَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ إِلَي أَن تَغِيبَ الشّمسُ إِلّا الصّلَاةَ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِص

كِتَابُ العَرُوسِ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَت إِلَخ


صفحه : 310

أَقُولُ سيَأَتيِ‌ مُسنَداً فِي كِتَابِ القُرآنِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فِي كُلّ لَيلَةِ الجُمُعَةِ لَم يَمُت حَتّي يُدرِكَ القَائِمَ ع فَيَكُونَ مِن أَصحَابِهِ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ الطّوَاسِينِ الثّلَاثِ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ كَانَ مِن أَولِيَاءِ اللّهِ وَ فِي جِوَارِ اللّهِ وَ كَنَفِهِ وَ لَم يُصِبهُ فِي الدّنيَا بُؤسٌ أَبَداً وَ أعُطيِ‌َ فِي الآخِرَةِ مِنَ الجَنّةِ حَتّي يَرضَي وَ فَوقَ رِضَاهُ وَ زَوّجَهُ اللّهُ مِائَةَ زَوجَةٍ مِنَ الحُورِ العِينِ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ السّجدَةِ فِي كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ أَعطَاهُ اللّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَ لَم يُحَاسِبهُ بِمَا كَانَ مِنهُ وَ كَانَ مِن رُفَقَاءِ مُحَمّدٍص وَ أَهلِ بَيتِهِص

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَص فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ أعُطيِ‌َ مِن خَيرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ مَا لَم يُعطَ أَحَداً مِنَ النّاسِ إِلّا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ أَو مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ أَدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ وَ كُلّ مَن أَحَبّ مِن أَهلِ بَيتِهِ حَتّي خَادِمَهُ ألّذِي يَخدُمُهُ وَ إِن لَم يَكُن فِي حَدّ عِيَالِهِ وَ لَا فِي حَدّ مَن يَشفَعُ فِيهِ

وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن قَرَأَ كُلّ لَيلَةٍ أَو كُلّ يَومِ جُمُعَةٍ سُورَةَ الأَحقَافِ لَم يُصِبهُ اللّهُ بِرَوعَةٍ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا وَ آمَنَهُ مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي

وَ عَنهُ ع مَن قَرَأَ فِي كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ الوَاقِعَةَ أَحَبّهُ اللّهُ وَ حَبّبَهُ إِلَي النّاسِ أَجمَعِينَ وَ لَم يَرَ فِي الدّنيَا بُؤساً أَبَداً وَ لَا فَقراً وَ لَا فَاقَةً وَ لَا آفَةً مِن آفَاتِ الدّنيَا وَ كَانَ مِن رُفَقَاءِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ


صفحه : 311

15- كِتَابُ تَأوِيلِ الآيَاتِ البَاهِرَةِ،نَقلًا عَن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مَاهِيَارَ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لَيلَةَ الجُمُعَةِ فَقَالَ لِي اقرَأ فَقَرَأتُ ثُمّ قَالَ اقرَأ فَقَرَأتُ ثُمّ قَالَ لِي يَا شَحّامُ اقرَأ فَإِنّهَا لَيلَةُ قُرآنٍ فَقَرَأتُ حَتّي بَلَغتُيَومَ لا يغُنيِ‌ مَولًي عَن مَولًي شَيئاً وَ لا هُم يُنصَرُونَ قَالَ هُم قَالَ قُلتُإِلّا مَن رَحِمَ قَالَ نَحنُ القَومُ الّذِينَ رَحِمَ اللّهُ وَ نَحنُ القَومُ الّذِينَ استَثنَي اللّهُ وَ إِنّا وَ اللّهِ نغُنيِ‌ عَنهُم

16- كِتَابُ العَرُوسِ،لِلشّيخِ الفَقِيهِ أَبِي مُحَمّدٍ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ القمُيّ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع قَالَ إِنّ لِلجُمُعَةِ لَيلَتَينِ ينَبغَيِ‌ أَن يُقرَأَ فِي لَيلَةِ السّبتِ مِثلُ مَا يُقرَأُ فِي عَشِيّةِ الخَمِيسِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اقرَأ لَيلَةَ الجُمُعَةِ فِي المَغرِبِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ اقرَأ فِي صَلَاةِ العَتَمَةِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ اقرَأ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ وَ صَلَاةِ العَتَمَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ سُورَةَ الحَشرِ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ يُستَحَبّ أَن يُقرَأَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ فِي صَلَاةِ العَتَمَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قُلتُ مَا أَقرَأُ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ قَالَ اقرَأ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن صَلّي المَغرِبَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ بَعدَهَا أَربَعَ رَكَعَاتٍ وَ قَالَ فِي آخِرِ سَجدَةٍ مِنَ النّوَافِلِ وَ إِن فَعَلَ كُلّ لَيلَةٍ فَهُوَ أَفضَلُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِوَجهِكَ الكَرِيمِ وَ اسمِكَ العَظِيمِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تَغفِرَ لِي ذنَبيِ‌َ العَظِيمَ سَبعَ مَرّاتٍ يَنصَرِفُ وَ قَد غُفِرَ لَهُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدٍ صَالِحٍ قَالَ مَن صَلّي المَغرِبَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ بَعدَهَا أَربَعَ


صفحه : 312

رَكَعَاتٍ وَ لَم يَتَكَلّم حَتّي يصُلَيّ‌َ عَشرَ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدُ لِلّهِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ كَانَت عِدلَ عَشرِ رَقَبَاتٍ

قَالَ الشّيخُ جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ جَاءَ هَذَا الحَدِيثُ هَكَذَا وَ ألّذِي هُوَ أَفضَلُ مِنهُ هُوَ أَن يَجمَعَ بَينَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يصُلَيّ‌َ أَربَعَ رَكَعَاتٍ بَعدَ العَتَمَةِ وَ يُؤَخّرَ الرّكعَتَينِ اللّتَينِ بَعدَ العَتَمَةِ مِن جُلُوسٍ إِلَي أَن يصُلَيّ‌َ رَكَعَاتِ المَغرِبِ لِيَكُونَ قَد خُتِمَتِ الصّلَاةُ بِوَترِ اللّيلِ

بيان كذا فيما عندنا من نسخة الكتاب والظاهر عشر ركعات مكان أربع ركعات ولعله استدرك ذلك لخروج وقت النافلة ودخول وقت العشاء قبل الفراغ منها و قدسبق قول في ذلك و أنه يمكن القول بجواز فعل غيرالرواتب في غيروقت الفريضة إذا لم يخل بوقت فضيلة الفريضة. و قدرويت صلوات كثيرة بين الفرضين مع أن تأخير العشاء أفضل والاحتياط فيما ذكره لكن الإتيان بها بعدالفرضين خروج عن النص و لم أر نصا عاما في ذلك

17- كِتَابُ العَرُوسِ،بِإِسنَادِهِ قَالَ الصّادِقُ ع الصّلَاةُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ بِأَلفِ حَسَنَاتٍ وَ يُرفَعُ لَهُ أَلفُ دَرَجَةٍ وَ إِنّ المصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ لَيلَةَ الجُمُعَةِ يَزهَرُ نُورُهُ فِي السّمَاوَاتِ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ وَ مَلَائِكَةُ اللّهِ فِي السّمَاوَاتِ يَستَغفِرُونَ لَهُ وَ يَستَغفِرُ لَهُ المَلَكُ المُوَكّلُ بِقَبرِ النّبِيّ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مَن دَعَا لِعَشرٍ مِن إِخوَانِهِ المَوتَي فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ أَوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنّةَ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَمَثّلَ بِبَيتِ شِعرٍ مِنَ الخَنَا لَيلَةَ الجُمُعَةِ لَم يُقبَل مِنهُ صَلَاةٌ تِلكَ اللّيلَةَ وَ مَن تَمَثّلَ فِي يَومِ الجُمُعَةِ لَم يُقبَل مِنهُ صَلَاةٌ فِي يَومِهِ ذَلِكَ


صفحه : 313

بيان الخنا بالقصر الفحش من القول

18- كِتَابُ العَرُوسِ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ كَانَ فِيمَا أَوصَي رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً يَا عَلِيّ إِن جَامَعتَ أَهلَكَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ فَإِنّ الوَلَدَ يَكُونُ حَلِيماً قَوّالًا مُفَوّهاً وَ إِن جَامَعتَهَا لَيلَةَ الجُمُعَةِ بَعدَ العِشَاءِ الآخِرَةِ فَإِنّ الوَلَدَ يُرجَي أَن يَكُونَ مِنَ الأَبدَالِ وَ إِن جَامَعتَهَا بَعدَ العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ فَإِنّ الوَلَدَ يَكُونُ مَشهُوراً مَعرُوفاً عَالِماً

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَالَ بَينَ ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ إِلَي الغَدَاةِ يَومَ الجُمُعَةِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ أَستَغفِرُ اللّهَ ربَيّ‌ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ مِائَةَ مَرّةٍ بَنَي اللّهُ لَهُ مَسكَناً فِي الجَنّةِ

19- مِصبَاحُ الأَنوَارِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن فَاطِمَةَ الصّغرَي عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَخِيهِ الحَسَنِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ رَأَيتُ أمُيّ‌ فَاطِمَةَ قَامَت فِي مِحرَابِهَا لَيلَةَ الجُمُعَةِ فَلَم تَزَل رَاكِعَةً سَاجِدَةً حَتّي انفَجَرَ عَمُودُ الصّبحِ وَ سَمِعتُهَا تَدعُو لِلمُؤمِنِينَ وَ تُسَمّيهِم وَ تُكثِرُ الدّعَاءَ لَهُم وَ لَا تَدعُو بشِيَ‌ءٍ لِنَفسِهَا فَقُلتُ يَا أُمّاه لِمَ لَا تَدعِينَ لِنَفسِكِ كَمَا تَدعِينَ لِغَيرِكِ فَقَالَت يَا بنُيَ‌ّ الجَارُ ثُمّ الدّارُ

20- رِسَالَةُ الشّهِيدِ الثاّنيِ‌ ره ، عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَكثِرُوا مِنَ الصّلَاةِ عَلَيّ فِي اللّيلَةِ الغَرّاءِ وَ اليَومِ الأَزهَرِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ فَسُئِلَ كَمِ الكَثِيرُ فَقَالَ إِلَي مِائَةٍ وَ مَا زَادَ فَهُوَ أَفضَلُ

وَ روُيِ‌َ أَنّ مَن قَرَأَ سُورَةَ الكَهفِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النّورِ مَا بَينَهُ وَ بَينَ البَيتِ وَ مَا زَادَ العَتِيقَ وَ مَن قَرَأَ حم الدّخَانَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ أَو يَومِ الجُمُعَةِ بَنَي اللّهُ لَهُ بَيتاً فِي الجَنّةِ وَ مَن قَرَأَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ حم وَ يس أَصبَحَ مَغفُوراً لَهُ وَ مَن قَرَأَ سُورَةَ البَقَرَةِ وَ آلِ عِمرَانَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَمَا بَينَ البَيدَاءِ وَ عروبا[عَرُوبَاءَ]فَالبَيدَاءُ الأَرضُ السّابِعَةُ وَ عروبا[عَرُوبَاءُ]السّمَاءُ السّابِعَةُ

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَالَ هَذِهِ الكَلِمَاتِ سَبعَ مَرّاتٍ فِي


صفحه : 314

لَيلَةِ الجُمُعَةِ فَمَاتَ لَيلَتَهُ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن قَالَهَا يَومَ الجُمُعَةِ فَمَاتَ فِي ذَلِكَ اليَومِ دَخَلَ الجَنّةَ مَن قَالَ أللّهُمّ ربَيّ‌ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ خلَقَتنَيِ‌ وَ أَنَا عَبدُكَ وَ ابنُ أَمَتِكَ وَ فِي قَبضَتِكَ وَ ناَصيِتَيِ‌ بِيَدِكَ أَمسَيتُ عَلَي عَهدِكَ وَ وَعدِكَ مَا استَطَعتُ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّ مَا صَنَعتُ أَبُوءُ بِنِعمَتِكَ وَ أَبُوءُ بذِنَبيِ‌ فَاغفِر لِي إِنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ إِلّا أَنتَ

وَ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَستَحِبّ إِذَا دَخَلَ وَ إِذَا خَرَجَ فِي الشّتَاءِ أَن يَكُونَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ

21- المُقنِعَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ لِلّهِ كَرَائِمَ فِي عِبَادِهِ خَصّهُم بِهَا فِي كُلّ لَيلَةٍ وَ يَومِ جُمُعَةٍ فَأَكثِرُوا فِيهَا مِنَ التّهلِيلِ وَ التّسبِيحِ وَ الثّنَاءِ عَلَي اللّهِ وَ الصّلَاةِ عَلَي النّبِيّص

وَ مِنهُ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ الصّدَقَةُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يَومَهَا بِأَلفٍ وَ الصّلَاةُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ بِأَلفٍ مِنَ الحَسَنَاتِ وَ يَحُطّ اللّهُ فِيهَا أَلفاً مِنَ السّيّئَاتِ وَ يَرفَعُ فِيهَا أَلفاً مِنَ الدّرَجَاتِ وَ إِنّ المصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ يَتَلَألَأُ نُورُهُ فِي السّمَاوَاتِ إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ وَ إِنّ مَلَائِكَةَ اللّهِ فِي السّمَاوَاتِ يَستَغفِرُونَ لَهُ وَ يَستَغفِرُ لَهُ المَلَكُ المُوَكّلُ بِقَبرِ رَسُولِ اللّهِص إِلَي أَن تَقُومَ السّاعَةُ

22- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ روُيِ‌َ فِي أَكلِ الرّمّانِ كُلّ لَيلَةِ الجُمُعَةِ

23- المُتَهَجّدُ، روُيِ‌َ فِي أَكلِ الرّمّانِ فِي يَومِ الجُمُعَةِ وَ لَيلَتِهِ فَضلٌ كَثِيرٌ

24-جَمَالُ الأُسبُوعِ،بإِسِناَديِ‌ إِلَي الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُذَافِرٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا عُمَرُ إِنّهُ إِذَا كَانَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ مَلَائِكَةٌ بِعَدَدِ الذّرّ


صفحه : 315

فِي أَيدِيهِم أَقلَامُ الذّهَبِ وَ قَرَاطِيسُ الفِضّةِ لَا يَكتُبُونَ إِلَي لَيلَةِ السّبتِ إِلّا الصّلَاةَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم فَأَكثِر مِنهَا وَ قَالَ لِي يَا عُمَرُ إِنّ مِنَ السّنّةِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ فِي كُلّ جُمُعَةٍ أَلفَ مَرّةٍ وَ فِي سَائِرِ الأَيّامِ مِائَةَ مَرّةٍ

وَ رَوَي أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سُلَيمَانَ عَن عَبدٍ صَالِحٍ قَالَ مَن صَلّي المَغرِبَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ صَلّي بَعدَهَا أَربَعَ رَكَعَاتٍ وَ لَم يَتَكَلّم حَتّي يصُلَيّ‌َ عَشرَ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ بِالحَمدِ وَ الإِخلَاصِ كَانَت عِدلَ عَشرِ رِقَابٍ

25- جَمَالُ الأُسبُوعِ، قَالَ حَدّثَ أَبُو الحُسَينِ أَحمَدُ بنُ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا بنِ شَيبَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ البطَاَئنِيِ‌ّ وَ حُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَرَدتَ أَن تصُلَيّ‌َ صَلَاةَ اللّيلِ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ قَرَأتَ فِي أَوّلِ رَكعَةٍ بِأُمّ الكِتَابِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ فِي الثّانِيَةِ بِأُمّ الكِتَابِ وَ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ فِي الثّالِثَةِ بِأُمّ الكِتَابِ وَ الم السّجدَةِ وَ فِي الرّكعَةِ الرّابِعَةِ بِأُمّ الكِتَابِ وَ يَا أَيّهَا المُدّثّرُ وَ فِي الرّكعَةِ الخَامِسَةِ بِأُمّ الكِتَابِ وَ حم السّجدَةِ وَ إِن لَم تُحسِنهَا فَاقرَأ بِالنّجمِ وَ فِي الرّكعَةِ السّادِسَةِ بِأُمّ الكِتَابِ وَ تَبَارَكَ ألّذِي بَيدِهِ المُلكُ وَ فِي الرّكعَةِ السّابِعَةِ بِأُمّ الكِتَابِ وَ يس وَ فِي الرّكعَةِ الثّامِنَةِ بِأُمّ الكِتَابِ وَ الوَاقِعَةِ وَ تُوتِرُ بِالمُعَوّذَتَينِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ

المتهجد، وغيره عنه ع مرسلا مثله

26-جَمَالُ الأُسبُوعِ،ذَكَرَ دُعَاءَ نَافِلَةِ اللّيلِ رَوَينَا بِإِسنَادِنَا إِلَي الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكرَاَجكَيِ‌ّ مِن كِتَابِهِ فِي عَمَلِ يَومِ الجُمُعَةِ فَقَالَ إِذَا سَلّمَ المصُلَيّ‌ مِنَ الرّكعَتَينِ


صفحه : 316

الأَوّلَتَينِ فَليَقُلِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ الطّاهِرِينَ أَجمَعِينَ وَ أعَنِيّ‌ عَلَي طَاعَتِكَ وَ وفَقّنيِ‌ لِعِبَادَتِكَ أللّهُمّ يَا إِلَهَ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ اجعَلِ اليَقِينَ فِي قلَبيِ‌ وَ النّورَ فِي بصَرَيِ‌ وَ النّصِيحَةَ فِي صدَريِ‌ وَ ذِكرَكَ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ عَلَي لسِاَنيِ‌ وَ رِزقاً وَاسِعاً غَيرَ مَمنُونٍ وَ لَا مَحظُورٍ فاَرزقُنيِ‌ أللّهُمّ وَ سدَدّنيِ‌ مَا يُرضِيكَ عنَيّ‌ فَإِذَا تَمّمَ أَربَعاً فَليَقُلِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ خَاتَمِ النّبِيّينَ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ أَجمَعِينَ وَ اجعَلنَا هَادِينَ مَهدِيّينَ غَيرَ ضَالّينَ وَ لَا مُضِلّينَ سِلماً لِأَولِيَائِكَ وَ حَرباً لِأَعدَائِكَ نُحِبّ مَن أَطَاعَكَ وَ نعَصيِ‌ مَن خَالَفَكَ أللّهُمّ هَذَا الدّعَاءُ وَ عَلَيكَ التّكلَانُ فِي الإِجَابَةِ أللّهُمّ اجعَل لِي نُوراً فِي قلَبيِ‌ وَ صدَريِ‌ وَ سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ شعَريِ‌ وَ بشَرَيِ‌ وَ لحَميِ‌ وَ عظَميِ‌ وَ نُوراً يُحِيطُ بيِ‌ أللّهُمّ اهدنِيِ‌ لِلرّشَادِ وَ الطُف لِي بِالسّدَادِ وَ اكفنِيِ‌ شَرّ العِبَادِ وَ ارحمَنيِ‌ يَومَ المَعَادِ فَإِذَا تَمّمَ سِتّاً فَليَقُلِ أللّهُمّ إِنّكَ أَنتَ المُفضِلُ المَنّانُ بَدِيعُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ ذُو الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ ذُو الجُودِ وَ الإِنعَامِ صَلّ عَلَي خَيرِ الأَنَامِ مُحَمّدٍ رَسُولِكَ وَ آلِهِ المَعصُومِينَ الطّاهِرِينَ الكِرَامِ أللّهُمّ إنِيّ‌ سَائِلُكَ الفَقِيرُ وَ عَبدُكَ المُستَجِيرُ الخَائِفُ مِن عَذَابِكَ الراّجيِ‌ لِفَضلِكَ وَ ثَوَابِكَ فَاجبُر فقَريِ‌ بِنِعمَتِكَ وَ اجبرُنيِ‌ مِن كسَريِ‌ بِرَحمَتِكَ وَ آمِن خوَفيِ‌ بِغُفرَانِكَ وَ حَقّق رجَاَئيِ‌ بِإِحسَانِكَ أللّهُمّ إنِيّ‌ مُستَغفِرُكَ فَاغفِر لِي تَائِبٌ إِلَيكَ فَتُب عَلَيّ اعفُ عَن ذنُوُبيِ‌ كُلّهَا قَدِيمِهَا وَ حَدِيثِهَا أللّهُمّ لَا تُجهِد بلَاَئيِ‌ وَ لَا تُشمِت بيِ‌ أعَداَئيِ‌ وَ لَا تَجعَلِ النّارَ مأَواَي‌َ فَإِذَا تَمّمَ الثّمَانِيَةَ فَليَقُلِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ رَسُولِكَ ألّذِي اصطَفَيتَ وَ عَلَي الأَئِمّةِ الطّاهِرِينَ أَهلِ البَيتِ وَ لَا تعُدِنيِ‌ فِي سُوءٍ استنَقذَتنَيِ‌ مِنهُ أَبَداً وَ لَا تسَلبُنيِ‌ صَالِحَ مَا أعَطيَتنَيِ‌ أَبَداً أللّهُمّ لَكَ الحَمدُ وَ المَجدُ أَنتَ رَبّ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ مَا فِيهِنّ وَ مَا بَينَهُنّ أللّهُمّ إِنّكَ أَنتَ الحَقّ وَ قَولُكَ الحَقّ وَ الجَنّةُ حَقّ وَ النّارُ حَقّ وَ السّاعَةُ حَقّ أللّهُمّ لَكَ أَسلَمتُ وَ بِكَ آمَنتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ وَ إِلَيكَ خَاصَمتُ وَ حَاكَمتُ أللّهُمّ ادرَأ عنَيّ‌ شَرّ كُلّ ذيِ‌ شَرّ وَ اصرِف عنَيّ‌ كُلّ ضُرّ


صفحه : 317

أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ الطّاهِرِينَ أَجمَعِينَ وَ ابدَأ بِهِم فِي كُلّ خَيرٍ وَ اختِم بِهِمُ الخَيرَ فِي كُلّ خَيرٍ وَ أَهلِك عَدُوّهُم مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ يَا أَقدَرَ القَادِرِينَ قَالَ وَ يُستَحَبّ أَن يَقُولَ فِي قُنُوتِهِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِفَضلِ لَيلَةِ الجُمُعَةِ وَ حُرمَتِهَا وَ شَرَفِهَا وَ مَنزِلَتِهَا وَ بِحَقّ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ الدّالّ عَلَيهَا وَ الداّعيِ‌ إِلَيهَا وَ المَعرُوفِ بِهَا وَ المُنَبّهِ عَلَي وَاجِبِهَا أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ الطّاهِرِينَ خَيرِ الأَنَامِ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ البَرَرَةِ الكِرَامِ وَ أَن تجَعلَنَيِ‌ مِنَ القُوّامِ الصّوّامِ وَ حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرَامِ وَ زُوّارِ قَبرِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ عَلَيهِ وَ آلِهِ أَفضَلُ التّحِيّةِ وَ السّلَامِ وَ قاَصدِيِ‌ المَشَاهِدِ العِظَامِ اكفنِيِ‌ شَرّ الأَنَامِ وَ أَجرِ أمَريِ‌ فِي الدّينِ وَ الدّنيَا عَلَي أَحسَنِ نِظَامٍ أللّهُمّ لَكَ الحَمدُ عَلَي مَا هدَيَتنَيِ‌ إِلَيهِ مِن مَعرِفَةِ حَقّ هَذِهِ اللّيلَةِ الشّرِيفَةِ وَ يَومِهَا وَ وفَقّتنَيِ‌ لَهُ مِن ذِكرِكَ فِيهَا أللّهُمّ فَاجعَل دعُاَئيِ‌ فِيهَا مُجَاباً وَ عمَلَيِ‌ مَقبُولًا وَ ذكِريِ‌ لَكَ فِيهَا مَرفُوعاً وَ لَا تسَلبُنيِ‌ مَا عرَفّتنَيِ‌ وَ أَدِم لِي مَا أوَليَتنَيِ‌ وَ اشملَنيِ‌ بِالسّعَادَةِ مَا أبَقيَتنَيِ‌ وَ ارحمَنيِ‌ إِذَا توَفَيّتنَيِ‌ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ الشّرِيفَةِ مَغفِرَةً مَاحِيَةً للِمعَاَصيِ‌ تُؤمِنُ أَلِيمَ عِقَابِكَ وَ تُبَشّرُ بِعَظِيمِ ثَوَابِكَ أللّهُمّ أَشرِك فِي صَالِحِ دعُاَئيِ‌ واَلدِيَ‌ّ وَ ولُديِ‌ وَ إخِواَنيِ‌ فِيكَ وَ أهَليِ‌ وَ عُمّنَا بِرَحمَتِهِ مِنكَ جَامِعَةً إِنّكَ ذُو القُدرَةِ الوَاسِعَةِ قَالَ وَ إِن لَم يَتَيَسّر لَهُ أَن يُورِدَ هَذَا الدّعَاءَ عَلَي وَترِهِ فَليَدعُ بِهِ بَعدَهُ ذَكَرَ مَا يُدعَي بِهِ بَعدَ الوَترِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ مِن رِوَايَةِ الكرَاَجكَيِ‌ّ قَالَ إِذَا فَرَغتَ مِن وَترِكَ فَسَبّحِ التّسبِيحَ ألّذِي تَقَدّمَ ذِكرُهُ وَ قُل بَعدَ الوَترِ سُبحَانَكَ أللّهُمّ وَ بِحَمدِكَ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ وَحدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَكَ المُلكُ وَ لَكَ الحَمدُ تحُييِ‌ وَ تُمِيتُ وَ تُمِيتُ وَ تحُييِ‌ وَ أَنتَ الحيَ‌ّ ألّذِي لَا يَمُوتُبِيَدِكَ الخَيرُ إِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللّيلَ فِي النّهارِ وَ تُولِجُ النّهارَ فِي اللّيلِ وَ تُخرِجُ الحيَ‌ّ مِنَ المَيّتِ وَ تُخرِجُ المَيّتَ مِنَ الحيَ‌ّ وَ تَرزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ أللّهُمّ اغفِر لَنَا


صفحه : 318

مَا قَدّمنَا وَ مَا أَخّرنَا وَ مَا أَسرَرنَا وَ مَا أَعلَنّا وَ مَا أَنتَ أَعلَمُ بِهِ مِنّا وَ بَلّغنَا بِهِ مِنَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ آمَالَنَا وَ اقضِ كُلّ حَاجَةٍ هيِ‌َ لَنَا بِأَيسَرِ التَيسِيرِ وَ أَسهَلِ التّسهِيلِ وَ أَتَمّ عَافِيَةٍ وَ أَحمَدِ عَاقِبَةٍ ثُمّ تَقُولُ سُبحَانَكَ ذيِ‌ المُلكِ وَ المَلَكُوتِ سُبحَانَ ذيِ‌ المُلكِ القُدّوسِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ ففَيِ‌ ذَلِكَ فَضلٌ عَظِيمٌ ذَكَرَ الدّعَاءَ بَعدَ ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ لَيلَةَ الجُمُعَةِسُبحانَ ألّذِي خَلَقَ الأَزواجَ كُلّها مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ وَ مِن أَنفُسِهِم وَ مِمّا لا يَعلَمُونَفَسُبحانَ اللّهِ حِينَ تُمسُونَ وَ حِينَ تُصبِحُونَ وَ لَهُ الحَمدُ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ عَشِيّا وَ حِينَ تُظهِرُونَهُوَ اللّهُ ألّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ هُوَ الرّحمنُ الرّحِيمُ هُوَ اللّهُ ألّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ المَلِكُ القُدّوسُ السّلامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبّارُ المُتَكَبّرُ سُبحانَ اللّهِ عَمّا يُشرِكُونَ هُوَ اللّهُ الخالِقُ البار‌ِئُ المُصَوّرُ لَهُ الأَسماءُ الحُسني يُسَبّحُ لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مَنِ استَنقَذتَنَا بِهِ مِنَ الضّلَالَةِ وَ عَلّمتَنَا عَلَي يَدِهِ بَعدَ الجَهَالَةِ سَيّدِنَا مُحَمّدٍ رَسُولِكَ ذيِ‌ الإِنَابَةِ وَ الدّلَالَةِ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ الطّاهِرِينَ ذيِ‌ الرّئَاسَةِ وَ العَدَالَةِرَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا رَبّنا وَ لا تَحمِل عَلَينا إِصراً كَما حَمَلتَهُ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِنا رَبّنا وَ لا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعفُ عَنّا وَ اغفِر لَنا وَ ارحَمنا أَنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ

بيان قال الجوهري‌ المن القطع ويقال النقص و منه قوله تعالي لَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍ والمحظور المحروم أوالممنوع علي واجبها أي علي مايلزم من رعاية حرمتها والإتيان بأعمالها الواجبة والمندوبةخَلَقَ الأَزواجَ أي الأنواع والأصناف مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ من النبات والشجروَ مِن أَنفُسِهِمالذكر والأنثي وَ مِمّا لا يَعلَمُونَ أي أزواجا مما لم يطلعهم الله عليه و لم يجعل لهم طريقا إلي معرفته


صفحه : 319

27-جَمَالُ الأُسبُوعِ،الصّلَاةُ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن قَرَأَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ أَو يَومِهَا قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ماِئتَيَ‌ مَرّةٍ فِي أَربَعِ رَكَعَاتٍ فِي كُلّ رَكعَةٍ خَمسِينَ مَرّةً غُفِرَت ذُنُوبُهُ وَ لَو كَانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ وَ يُسَبّحُ عَقِيبَهَا فَيَقُولُ سُبحَانَ ذيِ‌ العِزّ الشّامِخِ المُنِيفِ سُبحَانَ ذيِ‌ الجَلَالِ البَاذِخِ العَظِيمِ سُبحَانَ ذيِ‌ المُلكِ الفَاخِرِ القَدِيمِ سُبحَانَ مَن لَبِسَ البَهجَةَ وَ الجَمَالَ سُبحَانَ مَن تَرَدّي بِالنّورِ وَ الوَقَارِ سُبحَانَ مَن يَرَي أَثَرَ النّملِ فِي الصّفَا سُبحَانَ مَن يَرَي وَقعَ الطّيرِ فِي الهَوَاءِ سُبحَانَ مَن هُوَ هَكَذَا وَ لَا هَكَذَا غَيرُهُ ثُمّ يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتَوَجّهُ إِلَيكَ بِهِم وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ العَظِيمِ ألّذِي أَمَرتَ اِبرَاهِيمَ ع أَن يَدعُوَ بِهِ الطّيرَ فَأَجَابَتهُ وَ بِاسمِكَ العَظِيمِ ألّذِي قُلتَ لِلنّارِكوُنيِ‌ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَفَكَانَت وَ بِحَقّ أَحَبّ أَسمَائِكَ إِلَيكَ وَ أَشرَفِهَا وَ أَعظَمِهَا إِجَابَةً وَ أَنجَحِهَا طَلِبَةً وَ بِمَا أَنتَ أَهلُهُ وَ مُستَحِقّهُ وَ مُستَوجِبُهُ وَ أَتَوَسّلُ إِلَيكَ وَ أَرغَبُ إِلَيكَ وَ أَتَصَدّقُ مِنكَ وَ أَستَغفِرُكَ وَ أَستَمنِحُكَ وَ أَتَضَرّعُ إِلَيكَ وَ أَخضَعُ لَكَ وَ أُقِرّ بِسُوءِ صنَيِعيِ‌ وَ أَتَمَلّقُكَ وَ أُلِحّ عَلَيكَ وَ بِكُتُبِكَ التّيِ‌ أَنزَلتَهَا عَلَي أَنبِيَائِكَ وَ رُسُلِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِم مِنَ التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ القُرآنِ العَظِيمِ مِن أَوّلِهَا إِلَي آخِرِهَا فَإِنّ فِيهَا اسمَكَ الأَعظَمَ وَ بِمَا فِيهَا مِن أَسمَائِكَ العُظمَي أَتَقَرّبُ إِلَيكَ وَ أَسأَلُكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تُفَرّجَ عَن آلِ مُحَمّدٍ وَ تُقَدّمَ بِهِم إِلَي كُلّ خَيرٍ وَ تَبدَأَ بِهِم فِيهِ وَ تُفَتّحَ أَبوَابَ السّمَاءِ لدِعُاَئيِ‌ وَ تَرفَعَ عمَلَيِ‌ فِي عِلّيّينَ وَ تُعَجّلَ فِي هَذِهِ السّاعَةِ وَ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ فرَجَيِ‌ وَ تعُطيِنَيِ‌ سؤُليِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ يَا مَن لَا يَعلَمُ كَيفَ هُوَ وَ حَيثُ هُوَ وَ قُدرَتُهُ إِلّا هُوَ يَا مَن سَدّ السّمَاءَ بِالهَوَاءِ وَ دَحَي الأَرضَ عَلَي المَاءِ وَ اختَارَ لِنَفسِهِ خَيرَ الأَسمَاءِ الحُسنَي يَا مَن سَمّي نَفسَهُ بِالِاسمِ ألّذِي يقَضيِ‌ بِهِ حَاجَةَ مَن يَدعُوهُ أَسأَلُكَ بِهَذَا الِاسمِ فَلَا شَفِيعَ أَقوَي مِنهُ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تقَضيِ‌َ حاَجتَيِ‌ وَ تَسمَعَ دعَوَاَتيِ‌ وَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ أَوصِيَائِهِم صَلَوَاتُكَ وَ سَلَامُكَ عَلَيهِم فَيَشفَعُوا لِي إِلَيكَ فَشَفّعهُم فِيّ وَ لَا ترَدُنّيِ‌ خَائِباً لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ ثُمّ سَل حَاجَتَكَ وَ قَد روُيِ‌َ أَنّهَا صَلَاةُ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ


صفحه : 320

ع

بيان الشامخ الرفيع المنيف المشرف تردي أي جعلهما رداء كناية عن الاختصاص به وقع الطير أي يعلم عندكون الطير في الهواء أن يقع ويسقط بعدنزوله أويعلم محل وقوعها علي الأشجار في الهواء أتوجه إليك بهم الضمير راجع إلي أهل البيت عليهم السلام بقرينة المقام أوكانت الصلاة عليهم قبل ذلك سقط عن قلم النساخ أوزيد بهم منهم أتصدق منك أي أطلب الصدقة وأستمنحك أي أطلب منحتك وعطائك

28-الجَمَالُ،رَكعَتَانِ أُخرَيَانِ عَنهُص يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدَ وَ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ مَرّةً مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمسَ عَشرَةَ مَرّةً وَ يَقُولُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ أَلفَ مَرّةٍ أللّهُمّ صَلّ عَلَي النّبِيّ الأمُيّ‌ّ أَعطَاهُ اللّهُ شَفَاعَةَ أَلفِ نبَيِ‌ّ وَ كَتَبَ لَهُ عَشرَ حِجَجٍ وَ عَشرَ عُمَرٍ وَ أَعطَاهُ اللّهُ قَصراً فِي الجَنّةِ كَأَوسَعِ مَدِينَةٍ فِي الدّنيَا صَلَاةٌ أُخرَي لِهَذِهِ اللّيلَةِ وَ هيِ‌َ صَلَاةُ حِفظِ القُرآنِ رَوَاهَا ابنُ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُعَلّمُكَ كَلِمَاتٍ فَيَنفَعُكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِنّ وَ يَنتَفِعُ بِهِنّ مَن عَلّمَهُنّ وَ يَثبُتُ مَا تَعَلّمتَهُ فِي صَدرِكَ قُلتُ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِذَا كَانَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ فَقُم فِي الثّلُثِ الثّالِثِ مِنَ اللّيلِ فَإِن لَم تَستَطِع فَقَبلَ ذَلِكَ فَصَلّ أَربَعَ رَكَعَاتٍ تَقرَأُ فِي الرّكعَةِ الأُولَي مِنهُنّ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ سُورَةَ يس وَ فِي الثّانِيَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ تَنزِيلُ السّجدَةَ وَ فِي الثّالِثَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ حم الدّخَانَ وَ فِي الرّابِعَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ تَبَارَكَ ألّذِي بِيَدِهِ المُلكُ فَإِذَا فَرَغتَ مِنَ التّشَهّدِ وَ سَلّمتَ فَاحمَدِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ أَثنِ عَلَيهِ وَ صَلّ عَلَيّ بِأَحسَنِ الصّلَاةِ ثُمّ استَغفِر لِلمُؤمِنِينَ ثُمّ قُلِ أللّهُمّ ارحمَنيِ‌ بِتَركِ المعَاَصيِ‌ أَبَداً مَا أبَقيَتنَيِ‌ وَ ارحمَنيِ‌ مِن أَن أَتَكَلّفَ طَلَبَ مَا لَا يعَنيِنيِ‌ وَ ارزقُنيِ‌ حُسنَ النّظَرِ فِيمَا يُرضِيكَ عنَيّ‌ أللّهُمّ بَدِيعَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ وَ العِزّ ألّذِي لَا يُرَامُ أَسأَلُكَ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ بِجَلَالِكَ وَ نُورِ وَجهِكَ أَن تُلزِمَ قلَبيِ‌ حِفظَ كِتَابِكَ كَمَا عَلّمتَنِيهِ وَ ارزقُنيِ‌ أَن أَتلُوَهُ عَلَي النّحوِ


صفحه : 321

ألّذِي يُرضِيكَ عنَيّ‌ أللّهُمّ بَدِيعَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ وَ العِزّ ألّذِي لَا يُرَامُ أَسأَلُكَ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ بِجَلَالِكَ وَ نُورِ وَجهِكَ أَن تُنَوّرَ بِكِتَابِكَ بصَرَيِ‌ وَ أَن تَشرَحَ بِهِ صدَريِ‌ وَ أَن تُطلِقَ بِهِ لسِاَنيِ‌ وَ أَن تُفَرّجَ بِهِ عَن قلَبيِ‌ وَ أَن تَستَعمِلَ بِهِ بدَنَيِ‌ فَإِنّهُ لَا يعُيِننُيِ‌ عَلَي الخَيرِ غَيرُكَ وَ لَا يُؤتِيهِ إِلّا أَنتَ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ افعَل ذَلِكَ يَا أَبَا الحَسَنِ ثَلَاثَ جُمَعٍ أَو خَمساً أَو سَبعاً

المَكَارِمُ، صَلَاةٌ لِحِفظِ القُرآنِ صَلّ لَيلَةَ الجُمُعَةِ أَو يَومَهَا أَربَعَ رَكَعَاتٍ الأُولَي بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ يس وَ الثّانِيَةَ حم الدّخَانِ وَ الثّالِثَةَ حم السّجدَةِ وَ الرّابِعَةَ تَبَارَكَ ألّذِي بِيَدِهِ المُلكُ فَإِذَا سَلّمتَ فَاحمَدِ اللّهَ وَ أَثنِ عَلَيهِ وَ صَلّ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ وَ استَغفِر لِلمُؤمِنِينَ مِائَةَ مَرّةٍ ثُمّ قُلِ أللّهُمّ ازجرُنيِ‌ بِتَركِ مَعَاصِيكَ أَبَداً إِلَي قَولِهِ مِن أَن أَتَكَلّفَ إِلَي قَولِهِ لَا تُرَامُ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ أَسأَلُكَ بِجَلَالِكَ وَ بِنُورِكَ إِلَي قَولِهِ كِتَابِكَ القُرآنِ المُنزَلِ عَلَي رَسُولِكَ وَ ترَزقُنَيِ‌ إِلَي قَولِهِ لَا يُرَامُ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ أَسأَلُكَ بِجَلَالِكَ وَ بِنُورِكَ إِلَي قَولِهِ بصَرَيِ‌ وَ تُطلِقَ لسِاَنيِ‌ وَ تُفَرّحَ بِهِ قلَبيِ‌ وَ تَشرَحَ بِهِ صدَريِ‌ وَ تَستَعمِلَ بِهِ بدَنَيِ‌ وَ تقُوَيّنَيِ‌ عَلَي ذَلِكَ وَ تعُيِننَيِ‌ عَلَيهِ فَإِنّهُ لَا يُعِينُ عَلَي الخَيرِ غَيرُكَ وَ لَا يُوَفّقُ إِلّا أَنتَ إِلَي آخِرِ الدّعَاءِ

29-الجَمَالُ،صَلَاةٌ أُخرَي لَيلَةَ الجُمُعَةِ لِلحَوَائِجِ آخِرَ اللّيلِ أَربَعُ رَكَعَاتٍ تَقرَأُ فِي الأُولَي الحَمدَ مَرّةً وَ يس مَرّةً ثُمّ تَركَعُ فَإِذَا رَفَعتَ رَأسَكَ مِنَ الرّكُوعِ تَقرَأُوَ إِذا سَأَلَكَ عبِاديِ‌ عنَيّ‌ فإَنِيّ‌ قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَليَستَجِيبُوا لِي وَ ليُؤمِنُوا بيِ‌ لَعَلّهُم يَرشُدُونَتُرَدّدُ ذِكرَهَا مِائَةَ مَرّةٍ وَ تَقرَأُ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ مَرّتَينِ وَ يس مَرّةً وَ تَقنُتُ وَ تَركَعُ وَ تَرفَعُ رَأسَكَ وَ تَقرَأُ المُقَدّمَ ذِكرُهَا مِائَةَ مَرّةٍ ثُمّ تَسجُدُ فَإِذَا فَرَغتَ مِنَ السّجدَتَينِ تَتَشَهّدُ وَ تَنهَضُ إِلَي الثّالِثَةِ مِن غَيرِ تَسلِيمٍ فَتَقرَأُ الحَمدَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ يس مَرّةً فَإِذَا رَفَعتَ رَأسَكَ مِنَ الرّكُوعِ تَقرَأُفَسَيَكفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ


صفحه : 322

مِائَةَ مَرّةٍ وَ تَقرَأُ فِي الرّكعَةِ الرّابِعَةِ الحَمدَ أَربَعَ مَرّاتٍ وَ يس مَرّةً وَ تَقرَأُ بَعدَ الرّكُوعِ رَبّ إنِيّ‌مسَنّيِ‌َ الضّرّ وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ فَإِذَا سَلّمتَ سَجَدتَ وَ استَغفَرتَ اللّهَ مِائَةَ مَرّةٍ وَ تَضَعُ خَدّكَ الأَيمَنَ عَلَي الأَرضِ وَ تصُلَيّ‌ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ مِائَةَ مَرّةٍ وَ تَضَعُ خَدّكَ الأَيسَرَ عَلَي الأَرضِ وَ تَقرَأُإِنّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَ تَدعُو بِمَا شِئتَ يُستَجَابُ لَكَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي صَلَاةُ الحَاجَةِ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ وَ لَيلَةِ عِيدِ الأَضحَي رَكعَتَينِ تَقرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ إِلَيإِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَستَعِينُ وَ تُكَرّرُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرّةٍ وَ تُتِمّ الحَمدَ ثُمّ تَقرَأُ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ماِئتَيَ‌ مَرّةٍ فِي كُلّ رَكعَةٍ ثُمّ تُسَلّمُ وَ تَقُولُ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ سَبعِينَ مَرّةً وَ تَسجُدُ وَ تَقُولُ ماِئتَيَ‌ مَرّةٍ يَا رَبّ يَا رَبّ وَ تَسأَلُ كُلّ حَاجَةٍ صَلَاةٌ أُخرَي لَيلَةَ الجُمُعَةِ رَكعَتَينِ تَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ مَرّةً مَرّةً وَ الإِخلَاصَ خَمسَ عَشرَةَ مَرّةً فَإِذَا سَلّمتَ صَلّيتَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ مِائَةَ مَرّةٍ صَلَاةٌ أُخرَي لَيلَةَ الجُمُعَةِ رَكعَتَينِ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدَ مَرّةً وَ إِذَا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزَالَهَا خَمسِينَ مَرّةً صَلَاةُ الخَضِرِ ع فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ أَربَعُ رَكَعَاتٍ بِتَسلِيمَتَينِ تَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَرّةً وَ مِائَةَ مَرّةٍوَ ذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فَنادي فِي الظّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ‌ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ فَاستَجَبنا لَهُ وَ نَجّيناهُ مِنَ الغَمّ وَ كَذلِكَ ننُجيِ‌ المُؤمِنِينَوَ أُفَوّضُ أمَريِ‌ إِلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ سُوءُ العَذابِ فَإِذَا فَرَغتَ مِن صَلَاتِكَ فَقُل مِائَةَ مَرّةٍ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ ثُمّ تَسأَلُ حَاجَتَكَ فَإِنّهَا مَقضِيّةٌ إِن شَاءَ اللّهُ صَلَاةٌ أُخرَي لَيلَةَ الجُمُعَةِ روُيِ‌َ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَن صَلّي لَيلَةَ الجُمُعَةِ رَكعَتَينِ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدَ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ سَبعِينَ مَرّةً فَإِذَا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ يَقُولُ أَستَغفِرُ اللّهَ سَبعِينَ مَرّةً فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا ثَوَابُ هَاتَينِ الرّكعَتَينِ


صفحه : 323

قَالَ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ جَمِيعَ أمُتّيِ‌ لَو دَعَا لَهُم هَذَا المصُلَيّ‌ بِهَذِهِ الصّلَاةِ وَ بِهَذَا الِاستِغفَارِ لَأَخَذَ لَهُم مِنَ اللّهِ الجَنّةَ بِشَفَاعَتِهِ فَيُعطِيهِ اللّهُ بِكُلّ حَرفٍ قَرَأَ فِي هَذَا الِاستِغفَارِ بِعَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ دُوراً فِي كُلّ دَارٍ بِعَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ قُصُورٌ فِي كُلّ قَصرٍ بِعَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ خَزَائِنُ فِي كُلّ خَزِينَةٍ بِعَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ أَسِرّةٌ فِي كُلّ سَرِيرٍ بِعَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ فُرُشٌ وَ عَلَي كُلّ فَرشٍ بِعَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ وَسَائِدُ وَ بِعَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ جَوَارٍ لِكُلّ جَارِيَةٍ مِنهُنّ بِعَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ وَصَائِفُ وَ وِلدَانٌ فِي كُلّ بَيتٍ بِعَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ صَحَائِفُ فِي كُلّ صَحِيفَةٍ بِعَدَدِ نُجُومِ السّمَاءِ أَلوَانُ الطّعَامِ لَا يُشبِهُ رِيحُهُ وَ لَا طَعمُهُ بَعضُهُ بَعضاً وَ يعُطيِ‌ اللّهُ كُلّ هَذَا الثّوَابِ لِمَن صَلّي هَاتَينِ الرّكعَتَينِ صَلَاةٌ أُخرَي لِهَذِهِ اللّيلَةِ وَ هيِ‌َ صَلَاةُ الحَاجَةِ لِأَمرِ الخَوفِ تَصُومُ الأَربِعَاءَ وَ الخَمِيسَ وَ الجُمُعَةَ وَ تصُلَيّ‌ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ رَكعَةً تَقرَأُ فِيهِنّ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدَ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ عَشرَ مَرّاتٍ فَإِذَا صَلّيتَ أَربَعَ رَكَعَاتٍ قُلتَ أللّهُمّ يَا سَابِقَ الفَوتِ وَ يَا سَامِعَ الصّوتِ وَ يَا محُييِ‌َ العِظَامِ بَعدَ المَوتِ وَ هيِ‌َ رَمِيمٌ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ العَظِيمِ الأَعظَمِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ عَبدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَهلِ بَيتِهِ الطّاهِرِينَ وَ تُعَجّلَ لِيَ الفَرَجَ مِمّا أَنَا فِيهِ بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ

بيان ياسابق الفوت أي لايسبقه فائت و لايخرج من قدرته ما هوبمعرض الفوت أويتقدم علي الفوت ويغلب عليه فلايعجزه فوت فائت

30-مُهَجُ الدّعَوَاتِ،رَأَيتُ فِي كِتَابِ كُنُوزِ النّجَاحِ تَألِيفِ الفَقِيهِ أَبِي عَلِيّ الفَضلِ بنِ الحَسَنِ الطبّرسِيِ‌ّ ره عَن مَولَانَا الحُجّةِ عَجّلَ اللّهُ فَرَجَهُ مَا هَذَا لَفظُهُ رَوَي أَحمَدُ بنُ الدرّبيِ‌ّ عَن خَزَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ البزَوَفرَيِ‌ّ قَالَخَرَجَ عَنِ النّاحِيَةِ المُقَدّسَةِ مَن كَانَت لَهُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي حَاجَةٌ فَليَغتَسِل لَيلَةَ الجُمُعَةِ بَعدَ نِصفِ اللّيلِ وَ يأَتيِ‌ مُصَلّاهُ وَ يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ يَقرَأُ فِي الرّكعَةِ الأُولَي الحَمدَ فَإِذَا بَلَغَإِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَستَعِينُيُكَرّرُهَا مِائَةَ مَرّةٍ وَ يُتَمّمُ فِي المِائَةِ إِلَي آخِرِ السّورَةِ وَ يَقرَأُ سُورَةَ التّوحِيدِ مَرّةً وَاحِدَةً وَ يُسَبّحُ فِيهِمَا سَبعَةً سَبعَةً وَ يصُلَيّ‌ الرّكعَةَ الثّانِيَةَ عَلَي هَيئَةِ


صفحه : 324

الأُولَي وَ يَدعُو بِهَذَا الدّعَاءِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يقَضيِ‌ حَاجَتَهُ البَتّةَ كَائِناً مَا كَانَ إِلّا أَن يَكُونَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَ الدّعَاءُ أللّهُمّ إِن أَطَعتُكَ فَالمَحمَدَةُ لَكَ وَ إِن عَصَيتُكَ فَالحُجّةُ لَكَ مِنكَ الرّوحُ وَ مِنكَ الفَرَجُ سُبحَانَ مَن أَنعَمَ وَ شَكَرَ سُبحَانَ مَن قَدَرَ وَ غَفَرَ أللّهُمّ إِن كُنتُ قَد عَصَيتُكَ فإَنِيّ‌ قَد أَطَعتُكَ فِي أَحَبّ الأَشيَاءِ إِلَيكَ وَ هُوَ الإِيمَانُ بِكَ لَم أَتّخِذ لَكَ وَلَداً وَ لَم أَدعُ لَكَ شَرِيكاً مَنّاً مِنكَ بِهِ عَلَيّ لَا مَنّاً منِيّ‌ بِهِ عَلَيكَ وَ قَد عَصَيتُكَ يَا إلِهَيِ‌ عَلَي غَيرِ وَجهِ المُكَابَرَةِ وَ لَا الخُرُوجِ عَن عُبُودِيّتِكَ وَ لَا الجُحُودِ لِرُبُوبِيّتِكَ وَ لَكِن أَطَعتُ هوَاَي‌َ وَ أزَلَنّيِ‌ الشّيطَانُ فَلَكَ الحُجّةُ عَلَيّ وَ البَيَانُ فَإِن تعُذَبّنيِ‌ فبَذِنُوُبيِ‌ غَيرَ ظَالِمٍ وَ إِن تَغفِر لِي وَ ترَحمَنيِ‌ فَإِنّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ حَتّي يَنقَطِعَ النّفَسُ ثُمّ يَقُولُ يَا آمِناً مِن كُلّ شَيءٍ وَ كُلّ شَيءٍ مِنكَ خَائِفٌ حَذِرٌ أَسأَلُكَ بِأَمنِكَ مِن كُلّ شَيءٍ وَ خَوفِ كُلّ شَيءٍ مِنكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تعُطيِنَيِ‌ أَمَاناً لنِفَسيِ‌ وَ أهَليِ‌ وَ ولُديِ‌ وَ سَائِرِ مَا أَنعَمتَ بِهِ عَلَيّ حَتّي لَا أَخَافَ أَحَداً وَ لَا أَحذَرَ مِن شَيءٍ أَبَداًإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ يَا كاَفيِ‌َ اِبرَاهِيمَ نُمرُودَ وَ يَا كاَفيِ‌َ مُوسَي فِرعَونَ وَ يَا كاَفيِ‌َ مُحَمّدٍص الأَحزَابَ أَسأَلُكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تكَفيِنَيِ‌ شَرّ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ فيَسَتكَفيِ‌ شَرّ مَن يَخَافُ شَرّهُ فَإِنّهُ يكَفيِ‌ شَرّهُ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي ثُمّ يَسجُدُ وَ يَسأَلُ حَاجَتَهُ وَ يَتَضَرّعُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَإِنّهُ مَا مِن مُؤمِنٍ وَ لَا مُؤمِنَةٍ صَلّي هَذِهِ الصّلَاةَ وَ دَعَا بِهَذَا الدّعَاءِ إِلّا فُتِحَت لَهُ أَبوَابُ السّمَاءِ لِلإِجَابَةِ وَ يُجَابُ فِي وَقتِهِ وَ لَيلَتِهِ كَائِناً مَا كَانَ وَ ذَلِكَ مِن فَضلِ اللّهِ عَلَينَا وَ عَلَي النّاسِ

بيان فيستكفي‌ أي يدعو بكفاية شر من يخاف شره ويسميه ووالده البَلَدُ الأَمِينُ، مِن كِتَابِ كُنُوزِ النّجَاحِ قَالَ خَرَجَ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدّسَةِ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ


صفحه : 325

المكارم ، عن البزوفري‌ مرفوعامثله

31- جَمَالُ الأُسبُوعِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الخَطِيبِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الجَرّاحِ عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ الواَسطِيِ‌ّ عَنِ الرّبِيعِ بنِ صَبِيحٍ عَنِ الحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي لَيلَةَ الجُمُعَةِ بَينَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ رَكعَةً يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ أَربَعِينَ مَرّةً لَقِيتُهُ عَلَي الصّرَاطِ وَ صَافَحتُهُ وَ رَافَقتُهُ وَ مَن لَقِيتُهُ عَلَي الصّرَاطِ وَ صَافَحتُهُ كَفَيتُهُ الحِسَابَ وَ المِيزَانَ

المتهجد،مرسلا مثله

32- الجَمَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ شَاذَانَ عَن مَيسَرَةَ بنِ عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ الطنّاَفسِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الجَرّاحِ عَنِ المحُاَربِيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ الفزَاَريِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ اللّهِ مَولَي عُقبَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي لَيلَةَ الجُمُعَةِ بَينَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ عِشرِينَ رَكعَةً يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ مِنهَا بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ عَشرَ مَرّاتٍ حَفِظَهُ اللّهُ تَعَالَي فِي أَهلِهِ وَ مَالِهِ وَ دِينِهِ وَ دُنيَاهُ وَ آخِرَتِهِ

المتهجد،مرسلا مثله

33- الجَمَالُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ مَنصُورٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَحمَدَ بنِ سُهَيلٍ الوَرّاقِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ دَاوُدَ عَن ثَابِتِ بنِ حَمّادٍ عَنِ المُختَارِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ مَن صَلّي لَيلَةَ الجُمُعَةِ رَكعَتَينِ يَقرَأُ فِيهِمَا فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ إِذَا زُلزِلَت خَمسَ عَشرَةَ مَرّةً آمَنَهُ اللّهُ تَعَالَي مِن عَذَابِ القَبرِ وَ مِن أَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ

المتهجد،مرسلامثله


صفحه : 326

رسالة الشهيد الثاني‌، في أعمال الجمعة عن ابن عباس عنه ص

مثله

34- الجَمَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الآجرُيّ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ البلَخيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُبَارَكِ عَن أَبِي حَفصٍ عَن حُمَيدٍ الطّوِيلِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي لَيلَةَ الجُمُعَةِ أَو يَومَهَا أَو لَيلَةَ الخَمِيسِ أَو يَومَهُ أَو لَيلَةَ الإِثنَينِ أَو يَومَهُ أَربَعَ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ سَبعَ مَرّاتٍ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ مَرّةً وَ يَفصِلُ بَينَهُمَا بِتَسلِيمَةٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنهَا يَقُولُ مِائَةَ مَرّةٍ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ مِائَةَ مَرّةٍ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي جَبرَئِيلَ أَعطَاهُ اللّهُ سَبعِينَ أَلفَ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ سَبعُونَ أَلفَ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتٍ سَبعُونَ أَلفَ دَارٍ فِي كُلّ دَارٍ سَبعُونَ أَلفَ جَارِيَةٍ

المتهجد،مرسلا مثله

35- الجَمَالُ، عَن أَبِي الفَضلِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ الآدمَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ الرمّاَديِ‌ّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ هَمّامٍ عَن مَعمَرِ بنِ رَاشِدٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ جَابِرٍ عَن سَلمَانَ الفاَرسِيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن صَلّي لَيلَةَ الجُمُعَةِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ لَا يُفَرّقُ بَينَهَا يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَرّةً وَ سُورَةَ الجُمُعَةِ مَرّةً وَ المُعَوّذَتَينِ عَشرَ مَرّاتٍ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ عَشرَ مَرّاتٍ وَ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ وَ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ مَرّةً وَ يَستَغفِرُ اللّهَ فِي كُلّ رَكعَةٍ سَبعِينَ مَرّةً وَ يصُلَيّ‌ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ سَبعِينَ مَرّةً وَ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ سَبعِينَ مَرّةً غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ وَ مَا تَأَخّرَ وَ قَضَي اللّهُ تَعَالَي لَهُ سَبعِينَ حَاجَةً مِن حَوَائِجِ الدّنيَا وَ سَبعِينَ حَاجَةً مِن حَوَائِجِ الآخِرَةِ وَ كَتَبَ لَهُ أَلفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَي عَنهُ أَلفَ سَيّئَةٍ وَ أَعطَي جَمِيعَ مَا يُرِيدُ وَ إِن كَانَ عَاقّاً لِوَالِدَيهِ غَفَرَ لَهُ


صفحه : 327

المُتَهَجّدُ،مُرسَلًا مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ مَا تَأَخّرَ ثُمّ قَالَ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

36- الجَمَالُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ حَامِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ السرّيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ دَاوُدَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي مُوَرّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ هِشَامٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ وَ أَبِي هُرَيرَةَ قَالَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَرَأَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ أَو يَومِهَا قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ماِئتَيَ‌ مَرّةٍ فِي أَربَعِ رَكَعَاتٍ فِي كُلّ رَكعَةٍ خَمسِينَ مَرّةً غُفِرَت ذُنُوبُهُ وَ لَو كَانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ

المتهجد،مرسلا مثله

37- الجَمَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ القزَويِنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ زَمرَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَيّوبَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الجَرّاحِ عَنِ المحُاَربِيِ‌ّ عَن أَبِي بَكرٍ المدَنَيِ‌ّ عَن سَلمَانَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُطّلِبِ بنِ حَنطَبٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن صَلّي لَيلَةَ الجُمُعَةِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِيهَا قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ أَلفَ مَرّةٍ فِي كُلّ رَكعَةٍ مِائَتَينِ وَ خَمسِينَ مَرّةً لَم يَمُت حَتّي يَرَي الجَنّةَ أَو تُرَي لَهُ

38- الجَمَالُ، عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن صَلّي لَيلَةَ الجُمُعَةِ رَكعَتَينِ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمسِينَ مَرّةً وَ يَقُولُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي النّبِيّ العرَبَيِ‌ّ وَ آلِهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ وَ مَا تَأَخّرَ وَ كَأَنّمَا قَرَأَ القُرآنَ اثنيَ‌ عَشَرَ أَلفَ مَرّةٍ وَ رَفَعَ اللّهُ عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ الجُوعَ وَ العَطَشَ وَ فَرّجَ اللّهُ عَنهُ كُلّ هَمّ وَ حُزنٍ وَ عَصَمَهُ مِن إِبلِيسَ وَ جُنُودِهِ وَ لَم تُكتَب عَلَيهِ خَطِيئَةٌ البَتّةَ وَ خَفّفَ اللّهُ عَلَيهِ سَكَرَاتِ المَوتِ فَإِن مَاتَ فِي يَومِهِ أَو لَيلَتِهِ مَاتَ شَهِيداً وَ رَفَعَ عَنهُ عَذَابَ القَبرِ وَ لَم يَسأَلِ اللّهَ شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ وَ تَقَبّلَ صَلَاتَهُ وَ صِيَامَهُ وَ استَجَابَ دُعَاءَهُ وَ لَم يَقبِض مَلَكُ المَوتِ رُوحَهُ حَتّي يَجِيئَهُ رِضوَانُ بِرَيحَانٍ مِنَ الجَنّةِ وَ شَرَابٍ مِنَ الجَنّةِ

وَ عَنهُص أَنّهُ قَالَ مَن صَلّي لَيلَةَ الجُمُعَةِ إِحدَي عَشرَةَ رَكعَةً بِتَسلِيمَةٍ وَاحِدَةٍ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ مَرّةً مَرّةً وَ قُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ مَرّةً وَ قُل أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ مَرّةً فَإِذَا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ خَرّ سَاجِداً وَ قَالَ فِي سُجُودِهِ


صفحه : 328

سَبعَ مَرّاتٍ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ دَخَلَ الجَنّةَ يَومَ القِيَامَةِ مِن أَيّ أَبوَابِهَا شَاءَ وَ يُعطِيهِ اللّهُ تَعَالَي بِكُلّ رَكعَةٍ ثَوَابَ نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ بَنَي اللّهُ تَعَالَي لَهُ بِكُلّ رَكعَةٍ مَدِينَةً وَ يَكتُبُ اللّهُ لَهُ ثَوَابَ كُلّ آيَةٍ قَرَأَهَا ثَوَابَ حَجّةٍ وَ عُمرَةٍ وَ كَانَ يَومَ القِيَامَةِ فِي زُمرَةِ الأَنبِيَاءِ ع

المتهجد، مثل الخبرين مع اختصار في الفضل

39- الجَمَالُ، صَلَاةُ لَيلَةِ الجُمُعَةِ بَينَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ رَكعَةً تَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ عَشرَ مَرّاتٍ


صفحه : 329

باب 4-أعمال يوم الجمعة وآدابه ووظائفه

1- الإِقبَالُ،رَوَينَا بِإِسنَادِنَا إِلَي الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ ادعُ فِي العِيدَينِ وَ الجُمُعَةِ إِذَا تَهَيّأتَ لِلخُرُوجِ بِهَذَا الدّعَاءِ أللّهُمّ مَن تَهَيّأَ فِي هَذَا اليَومِ أَو تَعَبّأَ أَو أَعَدّ أَوِ استَعَدّ لِوِفَادَةٍ إِلَي مَخلُوقٍ رَجَاءَ رِفدِهِ وَ نَوَافِلِهِ وَ فَوَاضِلِهِ وَ عَطَايَاهُ فَإِنّ إِلَيكَ يَا سيَدّيِ‌ تهَيئِتَيِ‌ وَ تعَبئِتَيِ‌ وَ إعِداَديِ‌ وَ استعِداَديِ‌ رَجَاءَ رِفدِكَ وَ جَوَائِزِكَ وَ نَوَافِلِكَ وَ فَوَاضِلِكَ وَ عَطَائِكَ وَ قَد غَدَوتُ إِلَي عِيدٍ مِن أَعيَادِ أُمّةِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ لَم أَفِد إِلَيكَ اليَومَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ أَثِقُ بِهِ قَدّمتُهُ وَ لَا تَوَجّهتُ بِمَخلُوقٍ أَمّلتُهُ وَ لَكِن أَتَيتُكَ خَاضِعاً مُقِرّاً بذِنُوُبيِ‌ وَ إسِاَءتَيِ‌ إِلَي نفَسيِ‌ فَيَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ اغفِر لِيَ العَظِيمَ مِن ذنُوُبيِ‌ فَإِنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ العِظَامَ إِلّا أَنتَ يَا لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ

2-المُتَهَجّدُ،روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّ الخَيرَ وَ الشّرّ يُضَاعَفَانِ يَومَ الجُمُعَةِ فيَنَبغَيِ‌ لِلإِنسَانِ أَن يَستَكثِرَ مِنَ الخَيرِ فِيهِ وَ يَتَجَنّبَ الشّرّ وَ الحِجَامَةُ فِيهِ مَكرُوهَةٌ وَ روُيِ‌َ جَوَازُهَا وَ مِن أَكيَدِ السّنَنِ فِيهِ الغُسلُ وَ وَقتُهُ مِن بَعدِ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي الزّوَالِ وَ كُلّمَا قَارَبَ الزّوَالَ كَانَ أَفضَلَ فَإِذَا أَرَادَ الغُسلَ فَليَقُل أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُص أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اجعلَنيِ‌ مِنَ التّوّابِينَ وَ اجعلَنيِ‌ مِنَ المُتَطَهّرِينَ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ يُستَحَبّ أَن يَقُصّ أَظفَارَهُ وَ يَقُولَ عِندَ ذَلِكَ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ عَلَي سُنّةِ رَسُولِ


صفحه : 330

اللّهِ وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ يَأخُذُ مِن شَارِبِهِ وَ يَقُولُ بِسمِ اللّهِ وَ عَلَي مِلّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ مِلّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأَوصِيَاءِ ع وَ ينَبغَيِ‌ أَن يُمِسّ شَيئاً مِنَ الطّيبِ جَسَدَهُ وَ يَلبَسَ أَطهَرَ ثِيَابِهِ فَإِذَا تَهَيّأَ لِلخُرُوجِ إِلَي الصّلَاةِ قَالَ أللّهُمّ مَن تَهَيّأَ فِي هَذَا اليَومِ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ بِرِوَايَةِ السّيّدِ

3- المُتَهَجّدُ، وَ جَمَالُ الأُسبُوعِ، وَ يُستَحَبّ زِيَارَةُ النّبِيّص وَ الأَئِمّةِ ع فِي يَومِ الجُمُعَةِ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَرَادَ أَن يَزُورَ قَبرَ رَسُولِ اللّهِص وَ قَبرَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ قُبُورَ الحُجَجِ ع وَ هُوَ فِي بَلَدِهِ فَليَغتَسِل فِي يَومِ الجُمُعَةِ وَ ليَلبَس ثَوبَينِ نَظِيفَينِ وَ ليَخرُج إِلَي فَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ ثُمّ يصُلَيّ‌ أَربَعَ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِيهِنّ مَا تَيَسّرَ مِنَ القُرآنِ فَإِذَا تَشَهّدَ وَ سَلّمَ فَليَقُم مُستَقبِلَ القِبلَةِ وَ ليَقُلِ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ المُرسَلُ وَ الوصَيِ‌ّ المُرتَضَي وَ السّيّدَةُ الكُبرَي وَ السّيّدَةُ الزّهرَاءُ وَ السّبطَانِ المُنتَجَبَانِ وَ الأَولَادُ الأَعلَامُ وَ الأُمَنَاءُ المُنتَجَبُونَ جِئتُ انقِطَاعاً إِلَيكُم وَ إِلَي آبَائِكُم وَ وَلَدِكُمُ الخَلَفِ عَلَي بَرَكَةِ الحَقّ فقَلَبيِ‌ لَكُم مُسَلّمٌ وَ نصُرتَيِ‌ لَكُم مُعَدّةٌ حَتّي يَحكُمَ اللّهُ لِدِينِهِ فَمَعَكُم مَعَكُم لَا مَعَ عَدُوّكُم إنِيّ‌ لَمِنَ القَائِلِينَ بِفَضلِكُم مُقِرّ بِرَجعَتِكُم لَا أُنكِرُ لِلّهِ قُدرَةً وَ لَا أَزعُمُ إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ سُبحَانَ اللّهِ ذيِ‌ المُلكِ وَ المَلَكُوتِ يُسَبّحُ لِلّهِ بِأَسمَائِهِ جَمِيعُ خَلقِهِ وَ السّلَامُ عَلَي أَروَاحِكُم وَ أَجسَادِكُم وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي افعَل ذَلِكَ عَلَي سَطحِ دَارِكَ

أقول ثم أورد الشيخ قدس سره زيارة أخري للحسين ع أوردتها في


صفحه : 331

كتاب المزار مع غيرها وشرح جميعها و لم نوردها هاهنا لعدم ظهور الاختصاص بيوم الجمعة من روايتها

4- المُتَهَجّدُ، وَ روُيِ‌َ التّرغِيبُ فِي صَومِهِ إِلّا أَنّ الأَفضَلَ أَن لَا يَتَفَرّدَ بِصَومِهِ إِلّا بِصَومِ يَومٍ قَبلَهُ وَ روُيِ‌َ فِي أَكلِ الرّمّانِ فِيهِ وَ فِي لَيلَتِهِ فَضلٌ كَثِيرٌ وَ يُكرَهُ السّفَرُ فِيهِ ابتِدَاءً وَ يُستَحَبّ الإِكثَارُ فِيهِ مِنَ الصّلَاةِ عَلَي النّبِيّص وَ إِن تَمَكّنَ مِن ذَلِكَ أَلفَ مَرّةٍ كَانَ لَهُ ثَوَابٌ كَثِيرٌ وَ يُستَحَبّ عَقِيبَ الفَجرِ يَومَ الجُمُعَةِ أَن يَقرَأَ مِائَةَ مَرّةٍ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ يصُلَيّ‌َ عَلَي النّبِيّص مِائَةَ مَرّةٍ وَ أَن يَستَغفِرَ اللّهَ مِائَةَ مَرّةٍ وَ يَقرَأَ سُورَةَ النّسَاءِ وَ سُورَةَ هُودٍ وَ الكَهفِ وَ الصّافّاتِ وَ الرّحمَنِ وَ يَقُولَ أللّهُمّ اجعَل صَلَوَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ يَقُولَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ عَجّل فَرَجَهُم وَ يُستَحَبّ أَن يَدعُوَ أَيضاً بِهَذَا الدّعَاءِ أللّهُمّ إنِيّ‌ تَعَمّدتُ إِلَيكَ بحِاَجتَيِ‌ وَ أَنزَلتُ بِكَ اليَومَ فقَريِ‌ وَ فاَقتَيِ‌ وَ مسَكنَتَيِ‌ وَ أَنَا لِمَغفِرَتِكَ أَرجَي منِيّ‌ لعِمَلَيِ‌ وَ لَمَغفِرَتُكَ وَ رَحمَتُكَ أَوسَعُ مِن ذنُوُبيِ‌ فَتَوَلّ قَضَاءَ كُلّ حَاجَةٍ لِي بِقُدرَتِكَ عَلَيهَا وَ تَيَسّرِ ذَلِكَ عَلَيكَ وَ لفِقَريِ‌ إِلَيكَ فإَنِيّ‌ لَم أُصِب خَيراً قَطّ إِلّا مِنكَ وَ لَم يَصرِف عنَيّ‌ سُوءاً قَطّ أَحَدٌ غَيرُكَ وَ لَستُ أَرجُو لآخِرِتَيِ‌ وَ دنُياَي‌َ غَيرَكَ وَ لَا لِيَومِ فقَريِ‌ يَومٍ يفُردِنُيِ‌ النّاسُ فِي حفُرتَيِ‌ وَ أفُضيِ‌ إِلَيكَ بذِنَبيِ‌ سِوَاكَ

5-جَمَالُ الأُسبُوعِ،حَدّثَ أَبُو الحُسَينِ مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَيّاشٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي بَكرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَنصُورٍ الزبّاَليِ‌ّ عَن أَبِي رِكَازٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن قَالَ يَومَ الجُمُعَةِ حِينَ يصُلَيّ‌ الغَدَاةَ قَبلَ أَن يَتَكَلّمَ وَ حَدّثَ بِهِ أَيضاً أَبُو المُفَضّلِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مُطّلِبٍ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ


صفحه : 332

بُزُرجَ الحَنّاطِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ المَكفُوفِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَنصُورٍ عَن أَبِي رِكَازٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَالَ يَومَ الجُمُعَةِ حِينَ يصُلَيّ‌ الغَدَاةَ قَبلَ أَن يَتَكَلّمَ أللّهُمّ مَا قُلتُ فِي جمُعُتَيِ‌ هَذِهِ مِن قَولٍ أَو حَلَفتُ فِيهَا مِن حَلفٍ أَو نَذَرتُ فِيهَا مِن نَذرٍ فَمَشِيّتُكَ بَينَ يدَيَ‌ ذَلِكَ كُلّهِ فَمَا شِئتَ مِنهُ أَن يَكُونَ كَانَ وَ مَا لَم تَشَأ مِنهُ لَم يَكُن أللّهُمّ اغفِر لِي وَ تَجَاوَز عنَيّ‌ أللّهُمّ مَن صَلّيتَ عَلَيهِ فصَلَوَاَتيِ‌ عَلَيهِ وَ مَن لَعَنتَ فلَعَنتَيِ‌ عَلَيهِ كَانَ كَفّارَةً مِن جُمُعَةٍ إِلَي جُمُعَةٍ وَ زَادَ فِيهِ مُصَنّفُ كِتَابِ جَامِعِ الدّعَوَاتِ وَ مَن قَالَهَا فِي كُلّ جُمُعَةٍ وَ فِي كُلّ سَنَةٍ كَانَت كَفّارَةً لِمَا بَينَهُمَا وَ زَادَ أَبُو المُفَضّلِ فِي آخِرِ الدّعَاءِ وَ إِن شِئتَ قَرَأتَ كُلّ جُمُعَةٍ كَانَ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ وَ مِن شَهرٍ إِلَي شَهرٍ وَ مِن سَنَةٍ إِلَي سَنَةٍ

وَ مِنهُ قَالَ حَدّثَ أَبُو عَبدِ اللّهِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِ‌ّ قَالَ كَتَبَ إلِيَ‌ّ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ سِنَانٍ يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ لِيَ العَالِمُ ع يَا مُحَمّدَ بنَ سِنَانٍ هَل دَعَوتَ فِي هَذَا اليَومِ بِالوَاجِبِ مِنَ الدّعَاءِ وَ كَانَ يَومَ الجُمُعَةِ فَقُلتُ وَ مَا هُوَ يَا موَلاَي‌َ قَالَ تَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا اليَومُ الجَدِيدُ المُتَبَارَكُ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ عِيداً لِأَولِيَائِهِ المُطَهّرِينَ مِنَ الدّنَسِ الخَارِجِينَ مِنَ البَلوَي المَكرُورِينَ مَعَ أَولِيَائِهِ المُصَفّينَ مِنَ العَكَرِ البَاذِلِينَ أَنفُسَهُم فِي مَحَبّةِ أَولِيَاءِ الرّحمَنِ تَسلِيماً السّلَامُ عَلَيكُم سَلَاماً دَائِماً أَبَداً وَ تَلتَفِتُ إِلَي الشّمسِ وَ تَقُولُ السّلَامُ عَلَيكِ أَيّتُهَا الشّمسُ الطّالِعَةُ وَ النّورُ الفَاضِلُ البهَيِ‌ّ أُشهِدُكِ بتِوَحيِديِ‌َ اللّهَ لتِكَوُنيِ‌ شاَهدِيِ‌ إِذَا ظَهَرَ الرّبّ لِفَصلِ القَضَاءِ فِي العَالَمِ الجَدِيدِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَعُوذُ بِكَ وَ بِنُورِ وَجهِكَ الكَرِيمِ أَن تُشَوّهَ خلَقيِ‌ وَ أَن تُرَدّدَ روُحيِ‌ فِي العَذَابِ بِنُورِكَ المَحجُوبِ عَن كُلّ نَاظِرٍ نَوّر قلَبيِ‌ فإَنِيّ‌ أَنَا عَبدُكَ وَ فِي قَبضَتِكَ وَ لَا رَبّ لِي سِوَاكَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتَقَرّبُ إِلَيكَ بِقَلبٍ خَاضِعٍ وَ إِلَي وَلِيّكَ بِبَدَنٍ خَاشِعٍ وَ إِلَي الأَئِمّةِ الرّاشِدِينَ بِفُؤَادٍ مُتَوَاضِعٍ وَ إِلَي النّقَبَاءِ الكِرَامِ وَ النّجَبَاءِ الأَعِزّةِ بِالذّلّ


صفحه : 333

وَ أَرغُمُ أنَفيِ‌ لِمَن وَحّدَكَ وَ لَا إِلَهَ غَيرُكَ وَ لَا خَالِقَ سِوَاكَ وَ أُصَغّرُ خدَيّ‌ لِأَولِيَائِكَ المُقَرّبِينَ وَ أنَفيِ‌ عَنكَ كُلّ ضِدّ وَ نِدّ فإَنِيّ‌ أَنَا عَبدُكَ الذّلِيلُ المُعتَرِفُ بذِنُوُبيِ‌ أَسأَلُكَ يَا سيَدّيِ‌ حَطّهَا عنَيّ‌ وَ تخَليِصيِ‌ مِنَ الأَدنَاسِ وَ الأَرجَاسِ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ قَدِ انقَطَعتُ عَن ذوَيِ‌ القُربَي وَ استَغنَيتُ بِكَ عَن أَهلِ الدّنيَا مُتَعَرّضاً لِمَعرُوفِكَ أعَطنِيِ‌ مِن مَعرُوفِكَ مَعرُوفاً تغُنيِنيِ‌ بِهِ عَمّن سِوَاكَ

بيان لعل المراد بالأولياء أولا الشيعة أوخواصهم والدنس سوء العقائد والبلوي الافتتان والكر الرجوع يقال كره وكر بنفسه يتعدي و لايتعدي و هوإشارة إلي الرجعة والعكر بالتحريك دردي‌ الزيت وغيره استعير هنا للعقائد والأعمال الردية وأصغر بالغين المعجمة أي أذلل و في بعض النسخ بالمهملة و هو لايناسب المقام و إن ناسب الخد لأنه بمعني إمالة الخد تكبرا إلا أن يراد به إمالة الوجه عن أعدائهم لهم وبسببهم

6- الجَمَالُ،حدَثّنَيِ‌ الجَمَاعَةُ الّذِينَ قَدّمتُ أَسمَاءَهُم بِإِسنَادِهِم إِلَي مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن زَيدٍ أَبِي أُسَامَةَ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَا مِن عَمَلٍ يَومَ الجُمُعَةِ أَفضَلَ مِنَ الصّلَوَاتِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ لَو مِائَةَ مَرّةٍ وَ مَرّةً قَالَ قُلتُ كَيفَ أصُلَيّ‌ عَلَيهِم قَالَ تَقُولُ أللّهُمّ اجعَل صَلَوَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ وَ أَنبِيَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ جَمِيعِ خَلقِكَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

7- البَلَدُ،روُيِ‌َ أَنّ مَن قَرَأَ الجَحدَ عَشراً قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ وَ دَعَا استُجِيبَ لَهُ

8- مِن أَصلٍ قَدِيمٍ مِن مُؤَلّفَاتِ قُدَمَائِنَا فَإِذَا صَلّيتَ الفَجرَ يَومَ الجُمُعَةِ فاَبتدَ‌ِئ بِهَذِهِ الشّهَادَةِ ثُمّ بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ هيِ‌َ هَذِهِ أللّهُمّ أَنتَ ربَيّ‌ وَ رَبّ كُلّ شَيءٍ وَ خَالِقُ كُلّ شَيءٍ آمَنتُ بِكَ وَ بِمَلَائِكَتِكَ وَ كُتُبِكَ وَ رُسُلِكَ وَ بِالسّاعَةِ وَ البَعثِ وَ النّشُورِ وَ بِلِقَائِكَ وَ الحِسَابِ وَ وَعدِكَ وَ وَعِيدِكَ وَ بِالمَغفِرَةِ وَ العَذَابِ وَ قَدَرِكَ وَ قَضَائِكَ وَ رَضِيتُ بِكَ رَبّاً وَ بِالإِسلَامِ دِيناً وَ


صفحه : 334

بِمُحَمّدٍص نَبِيّاً وَ بِالقُرآنِ كِتَاباً وَ حِكَماً وَ بِالكَعبَةِ قِبلَةً وَ بِحُجَجِكَ عَلَي خَلقِكَ حُجَجاً وَ أَئِمّةً وَ بِالمُؤمِنِينَ إِخوَاناً وَ كَفَرتُ بِالجِبتِ وَ الطّاغُوتِ وَ بِاللّاتِ وَ العُزّي وَ بِجَمِيعِ مَا يَعبُدُ دُونَكَ وَ استَمسَكتُبِالعُروَةِ الوُثقي لَا انفِصامَ لَها وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وَ أَشهَدُ أَنّ كُلّ مَعبُودٍ مِن لَدُن عَرشِكَ إِلَي قَرَارِ الأَرَضِينَ السّابِعَةِ سِوَاكَ بَاطِلٌ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ وَحدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ كُنتَ قَبلَ الأَيّامِ وَ الليّاَليِ‌ وَ قَبلَ الأَزمَانِ وَ الدّهُورِ قَبلَ كُلّ شَيءٍ إِذ أَنتَ حيَ‌ّ قَبلَ كُلّ حيَ‌ّ وَ حيَ‌ّ بَعدَ كُلّ حيَ‌ّ تَبَارَكتَ وَ تَعَالَيتَ فِي عَليَائِكَ وَ تَقَدّستَ فِي أَسمَائِكَ لَا إِلَهَ غَيرُكَ وَ لَا رَبّ سِوَاكَ وَ أَنتَ حيَ‌ّ قَيّومٌ مَلِكٌ قُدّوسٌ مُتَعَالٍ أَبَداً لَا نَفَادَ لَكَ وَ لَا فَنَاءَ وَ لَا زَوَالَ وَ لَا غَايَةَ وَ لَا مُنتَهَي لَا إِلَهَ فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ إِلّا أَنتَ تَعَظّمتَ حَمِيداً وَ تَحَمّدتَ كَرِيماً وَ تَكَبّرتَ رَحِيماً وَ كُنتَ عَزِيزاً قَدِيماً قَدِيراً مَجِيداً تَعَالَيتَ قُدّوساً رَحِيماً قَدِيراً وَ تَوَحّدتَ إِلَهاً جَبّاراً قَوِيّاً عَلِيّاً عَلِيماً عَظِيماً كَبِيراً وَ تَفَرّدتَ بِخَلقِ الخَلقِ كُلّهِم فَمَا خَالِقٌ باَر‌ِئٌ مُصَوّرٌ مُتقِنٌ غَيرَكَ وَ تَعَالَيتَ قَاهِراً مَعبُوداً مُبدِئاً مُعِيداً مُنعِماً مُفضِلًا جَوَاداً مَاجِداً رَحِيماً كَرِيماً فَأَنتَ الرّبّ ألّذِي لَم تَزَل وَ لَا تَزَالُ وَ تُضرَبُ بِكَ الأَمثَالُ وَ لَا يُغَيّرُكَ الدّهُورُ وَ لَا يُفنِيكَ الزّمَانُ وَ لَا تُدَاوِلُكَ الأَيّامُ وَ لَا يَختَلِفُ عَلَيكَ الليّاَليِ‌ وَ لَا تُحَاوِلُكَ الأَقدَارُ وَ لَا تُبلِغُكَ الآجَالُ لَا زَوَالَ لِمُلكِكَ وَ لَا فَنَاءَ لِسُلطَانِكَ وَ لَا انقِطَاعَ لِذِكرِكَ وَ لَا تَبدِيلَ لِكَلِمَاتِكَ وَ لَا تَحوِيلَ لِسُنّتِكَ وَ لَا خُلفَ لِوَعدِكَ وَ لَا تَأخُذُكَ سِنَةٌ وَ لَا نَومٌ وَ لَا يَمَسّكَ نَصَبٌ وَ لَا لُغُوبٌ فَأَنتَ الجَلِيلُ القَدِيمُ الأَوّلُ الآخِرُ البَاطِنُ الظّاهِرُ القُدّوسُ عَزّت أَسمَاؤُكَ وَ جَلّ ثَنَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ سِوَاكَ وَصَفتَ نَفسَكَ أَحَداً صَمَداً فَرداً لَم تَتّخِذ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً لَم تَلِد وَ لَم تُولَد وَ لَم يَكُن لَكَ كُفُواً أَحَدٌ


صفحه : 335

أَنتَ الدّائِمُ فِي غَيرِ وَصَبٍ وَ لَا نَصَبٍ لَم تَشغَلكَ رَحمَتُكَ عَن عَذَابِكَ وَ لَا عَذَابُكَ عَن رَحمَتِكَ خَلَقتَ خَلقَكَ مِن غَيرِ وَحشَةٍ بِكَ إِلَيهِم وَ لَا أُنسٍ بِهِم وَ ابتَدَعتَهُم لَا مِن شَيءٍ كَانَ وَ لَا بشِيَ‌ءٍ شَبّهتَهُم لَا يُرَامُ عِزّكَ وَ لَا يُستَضعَفُ أَمرُكَ لَا عِزّ لِمَن أَذلَلتَ وَ لَا ذُلّ لِمَن أَعزَزتَ أَسمَعتَ مَن دَعَوتَ وَ أَجَبتَ مَن دَعَاكَ أللّهُمّ اكتُب شهَاَدتَيِ‌ هَذِهِ وَ اجعَلهَا عَهداً عِندَكَ تُوَفّنِيهِ يَومَ تَسأَلُ الصّادِقِينَ عَن صِدقِهِم وَ ذَلِكَ قَولُكَلا يَملِكُونَ الشّفاعَةَ إِلّا مَنِ اتّخَذَ عِندَ الرّحمنِ عَهداً أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتَوَجّهُ إِلَيكَ بِمُحَمّدٍ نَبِيّكَص وَ بإِيِماَنيِ‌ بِهِ وَ بطِاَعتَيِ‌ لَهُ وَ تصَديِقيِ‌ بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِكَ فَنَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ مِن وَحيِكَ عَلَي مُحَمّدٍ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ القَائِدِ إِلَي الرّحمَةِ ألّذِي بِطَاعَتِهِ تُنَالُ الرّحمَةُ وَ بِمَعصِيَتِهِ تُهتَكُ العِصمَةُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ وَ رَحّمَ وَ كَرّمَ يَا داَحيِ‌َ المَدحُوّاتِ وَ يَا باَنيِ‌َ المَسمُوكَاتِ وَ يَا مرُسيِ‌َ المُرسَيَاتِ وَ يَا جَبّارَ السّمَاوَاتِ وَ خَالِقَ القُلُوبِ عَلَي فِطرَتِهَا شَقِيّهَا وَ سَعِيدِهَا وَ بَاسِطَ الرّحمَةِ لِلمُتّقِينَ اجعَل شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ وَ نوَاَميِ‌َ بَرَكَاتِكَ وَ رَأفَةَ تَحَنّنِكَ وَ عَوَاطِفَ زوَاَكيِ‌ رَحمَتِكَ عَلَي مُحَمّدٍ عَبدِكَ وَ رَسُولِكَ الفَاتِحِ لِمَا أَغلَقَ وَ الخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ مُظهِرِ الحَقّ بِالحَقّ وَ دَامِغِ البَاطِلِ كَمَا حَمَلتَهُ فَاضطَلَعَ بِأَمرِكَ مُحتَمِلًا لِطَاعَتِكَ مُستَوفِزاً فِي مَرضَاتِكَ غَيرَ نَاكِلٍ فِي قَدَمٍ وَ لَا وَاهِنٍ فِي عَزمٍ حَافِظاً لِعَهدِكَ مَاضِياً عَلَي نَفَاذِ أَمرِكَ حَتّي أَورَي قَبَسَ القَابِسِ وَ بِهِ هَدَيتَ القُلُوبَ بَعدَ خَوضَاتِ الفِتَنِ وَ أَقَامَ مُوضِحَاتِ الأَعلَامِ وَ مُنِيرَاتِ الإِسلَامِ وَ نَائِرَاتِ الأَحكَامِ فَهُوَ أَمِينُكَ المَأمُونُ وَ خَازِنُ عِلمِكَ المَخزُونِ وَ شَهِيدُكَ يَومَ الدّينِ وَ بَعِيثُكَ نِعمَةً وَ رَسُولُكَ رَحمَةً فَافسَح لَهُ مَفسَحاً فِي عَدلِكَ وَ اجزِهِ مُضَعّفَاتِ الخَيرِ مِن فَضلِكَ مُهَنّآتٍ غَيرَ مُكَدّرَاتٍ مِن فَوزِ فَوَائِدِكَ المَحلُولِ وَ جَزِيلِ عَطَائِكَ المَوصُولِ أللّهُمّ أَعلِ عَلَي بِنَاءِ البَانِينَ بِنَاءَهُ وَ أَكرِم لَدَيكَ نُزُلَهُ وَ مَثوَاهُ وَ أَتمِم لَهُ نُورَهُ وَ أَرِنَاهُ بِابتِعَاثِكَ إِيّاهُ مرَضيِ‌ّ المَقَالَةِ مَقبُولَ الشّهَادَةِ ذَا مَنطِقِ عَدلٍ وَ خُطّةِ فَصلٍ


صفحه : 336

وَ حُجّةٍ وَ بُرهَانٍ عَظِيمَ الجَزَاءِ أللّهُمّ اجعَلنَا شَافِعِينَ مُخلِصِينَ وَ أَولِيَاءَ مُطِيعِينَ وَ رُفَقَاءَ مُصَاحِبِينَ أَبلِغهُ مِنّا السّلَامَ وَ أَورِدنَا عَلَيهِ وَ أَورِد عَلَيهِ مِنّا السّلَامَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَشهَدُ وَ الشّهَادَةُ حظَيّ‌ وَ الحَقّ عَلَيّ أَنّ مُحَمّداً عَبدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ نَبِيّكَ وَ صَفِيّكَ وَ نَجِيّكَ وَ أَمِينُكَ وَ نَجِيبُكَ وَ حَبِيبُكَ وَ صَفوَتُكَ مِن خَلقِكَ وَ خَلِيلُكَ وَ خَاصّكَ وَ خَالِصَتُكَ وَ خِيَرَتُكَ مِن بَرِيّتِكَ النّبِيّ ألّذِي هَدَيتَنَا بِهِ مِنَ الضّلَالَةِ وَ عَلّمتَنَا بِهِ مِنَ الجَهَالَةِ وَ بَصّرتَنَا بِهِ مِنَ العَمَي وَ أَقَمتَنَا بِهِ عَلَي المَحَجّةِ العُظمَي وَ سَبِيلِ التّقوَي وَ أَخرَجتَنَا بِهِ مِنَ الغَمَرَاتِ وَ أَنقَذتَنَا بِهِ مِن شَفَا جُرُفِ الهَلَكَاتِ أَمِينُكَ عَلَي وَحيِكَ وَ مُستَودَعُ سِرّكَ وَ حِكمَتِكَ وَ رَسُولُكَ إِلَي خَلقِكَ وَ حُجّتُكَ عَلَي عِبَادِكَ وَ مُبَلّغُ وَحيِكَ وَ مؤُدَيّ‌ عَهدِكَ وَ جَعَلتَهُ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ وَ نُوراً يسَتضَيِ‌ءُ بِهِ المُؤمِنُونَ يُبَشّرُ بِالجَزِيلِ مِن ثَوَابِكَ وَ يُنذِرُ بِالأَلِيمِ مِن عِقَابِكَ فَأَشهَدُ أَنّهُ قَد جَاءَ بِالحَقّ مِن عِندِكَ وَ عَبَدَكَ حَتّي أَتَاهُ اليَقِينُ مِن وَعدِكَ وَ أَنّهُ لِسَانُكَ فِي خَلقِكَ وَ عَينُكَ وَ الشّاهِدُ لَكَ وَ الدّلِيلُ عَلَيكَ وَ الداّعيِ‌ إِلَيكَ وَ الحُجّةُ عَلَي بَرِيّتِكَ وَ السّبَبُ فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَهُم وَ أَنّهُ قَد صَدَعَ بِأَمرِكَ وَ بَلّغَ رِسَالَتَكَ وَ تَلَا آيَاتِكَ وَ حَذّرَ أَيّامَكَ وَ أَحَلّ حَلَالَكَ وَ حَرّمَ حَرَامَكَ وَ بَيّنَ فَرَائِضَكَ وَ أَقَامَ حُدُودَكَ وَ أَحكَامَكَ وَ حَضّ عَلَي عِبَادَتِكَ وَ أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ ائتَمَرَ بِهَا وَ نَهَي عَن مَعصِيَتِكَ وَ انتَهَي عَنهَا وَ دَلّ عَلَي حُسنِ الأَخلَاقِ وَ أَخَذَ بِهَا وَ نَهَي عَن مسَاَويِ‌ الأَخلَاقِ وَ اجتَنَبَهَا وَ وَالَي أَولِيَاءَكَ قَولًا وَ عَمَلًا وَ عَادَي أَعدَاءَكَ قَولًا وَ عَمَلًا وَ دَعَا إِلَي سَبِيلِكَ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ أَشهَدُ أَنّهُ لَم يَكُن سَاحِراً وَ لَا مَسحُوراً وَ لَا شَاعِراً وَ لَا مَجنُوناً وَ لَا كَاهِناً وَ لَا أَفّاكاً وَ لَا جَاحِداً وَ لَا كَذّاباً وَ لَا شَاكّاً وَ لَا مُرتَاباً وَ أَنّهُ رَسُولُكَ وَ خَاتَمُ النّبِيّينَ جَاءَ باِلوحَي‌ِ مِن عِندِكَ وَ صَدّقَ المُرسَلِينَ


صفحه : 337

وَ أَشهَدُ أَنّ الّذِينَ كَذّبُوهُ ذَائِقُو العَذَابِ الأَلِيمِ وَ أَنّ الّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ اتّبَعُوا النّورَ ألّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُتّقُونَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ أَفضَلَ وَ أَشرَفَ وَ أَكمَلَ وَ أَكبَرَ وَ أَطيَبَ وَ أَطهَرَ وَ أَتَمّ وَ أَعَمّ وَ أَزكَي وَ أَنمَي وَ أَحسَنَ وَ أَجمَلَ وَ أَكثَرَ مَا صَلّيتَ عَلَي أَحَدٍ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ حَيّاً وَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ مَيّتاً وَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ مَبعُوثاً وَ صَلّ عَلَي رُوحِهِ فِي الأَروَاحِ الطّيّبَةِ وَ صَلّ عَلَي جَسَدِهِ فِي الأَجسَادِ الزّاكِيَةِ أللّهُمّ شَرّف بُنيَانَهُ وَ كَرّم مَقَامَهُ وَ أَضِئ نُورَهُ وَ أَبلِغهُ الدّرَجَةَ[ وَ]الوَسِيلَةَ عِندَكَ فِي الرّفعَةِ وَ الفَضِيلَةِ وَ أَعطِهِ حَتّي يَرضَي وَ زِدهُ بَعدَ الرّضَا وَ ابعَثهُ مَقَاماً مَحمُوداً أللّهُمّ صَلّ عَلَيهِ بِكُلّ مَنقَبَةٍ مِن مَنَاقِبِهِ وَ مَوقِفٍ مِن مَوَاقِفِهِ وَ حَالٍ مِن أَحوَالِهِ رَأَيتَهُ لَكَ فِيهَا نَاصِراً وَ عَلَي مَكرُوهِ بَلَائِهِ صَابِراً صَلَاةً تُعطِيهِ بِهَا خَصَائِصَ مِن عَطَائِكَ وَ فَضَائِلَ مِن حِبَائِكَ تُكرِمُ بِهَا وَجهَهُ وَ تُعَظّمُ بِهَا خَطَرَهُ وَ تنُميِ‌ بِهَا ذِكرَهُ وَ تُفلِجُ بِهَا حُجّتَهُ وَ تُظهِرُ بِهَا عُذرَهُ حَتّي تُبلِغَ بِهِ أَفضَلَ مَا وَعَدتَهُ مِن جَزِيلِ جَزَائِكَ وَ أَعدَدتَ لَهُ مِن كَرِيمِ حِبَائِكَ وَ ذَخَرتَ لَهُ مِن وَاسِعِ عَطَائِكَ أللّهُمّ شَرّف فِي القِيَامَةِ مَقَامَهُ وَ قَرّب مِنكَ مَثوَاهُ وَ أَعطِهِ أَعظَمَ الوَسَائِلِ وَ أَشرَفَ المَنَازِلِ وَ عَظّم حَوضَهُ وَ أَكرِم وَارِدِيهِ وَ كَثّرهُم وَ تَقَبّل فِي أُمّتِهِ شَفَاعَتَهُ وَ فِيمَن سِوَاهُم مِنَ الأُمَمِ وَ أَعطِهِ سُؤلَهُ فِي خَاصّتِهِ وَ عَامّتِهِ وَ بَلّغهُ فِي الشّرَفِ وَ التّفضِيلِ أَفضَلَ مَا بَلّغتَ أَحَداً مِنَ المُرسَلِينَ الّذِينَ قَامُوا بِحَقّكَ وَ ذَبّوا عَن حَرَمِكَ وَ أَفشَوا فِي الخَلقِ إِعذَارَكَ وَ إِنذَارَكَ وَ عَبَدُوكَ حَتّي أَتَاهُمُ اليَقِينُ أللّهُمّ اجعَل مُحَمّداً أَفضَلَ خَلقِكَ مِنكَ زُلفَي وَ أَعظَمَهُم عِندَكَ شَرَفاً وَ أَرفَعَهُم مَنزِلًا وَ أَقرَبَهُم مَكَاناً وَ أَوجَهَهُم عِندَكَ جَاهاً وَ أَكثَرَهُم تَبَعاً وَ أَمكَنَهُم شَفَاعَةً وَ أَجزَلَهُم عَطِيّةً أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ صَلَاةً يُثمِرُ سَنَاهَا وَ يَسمُو أَعلَاهَا وَ تُشرِقُ أُولَاهَا وَ تنَميِ‌ أُخرَاهَا نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ وَ القَائِدِ إِلَي الرّحمَةِ ألّذِي بِطَاعَتِهِ تُنَالُ الرّحمَةُ


صفحه : 338

وَ بِمَعصِيَتِهِ تُهتَكُ للعصمة[العِصمَةُ] وَ سَلّم عَلَيهِ سَلَاماً عَزِيزاً يُوجِبُ كَثِيراً وَ يُؤمِنُ ثُبُوراً أَبَداً إِلَي يَومِ الدّينِ وَ عَلَي آلِهِ مَصَابِيحِ الظّلَامِ وَ مَرَابِيعِ الأَنَامِ وَ دَعَائِمِ الإِسلَامِ الّذِينَ إِذَا قَالُوا صَدَقُوا وَ إِذَا خَرِسَ المُغتَابُونَ نَطَقُوا آثَرُوا رِضَاكَ وَ أَخلَصُوا حُبّكَ وَ استَشعَرُوا خَشيَتَكَ وَ وَجِلُوا مِنكَ وَ خَافُوا مَقَامَكَ وَ فَزِعُوا مِن وَعِيدِكَ وَ رَجَوا أَيّامَكَ وَ هَابُوا عَظَمَتَكَ وَ مَجّدُوا كَرَمَكَ وَ كَبّرُوا شَأنَكَ وَ وَكّدُوا مِيثَاقَكَ وَ أَحكَمُوا عُرَي طَاعَتِكَ وَ استَبشَرُوا بِنِعمَتِكَ وَ انتَظَرُوا رَوحَكَ وَ عَظّمُوا جَلَالَكَ وَ سَدّدُوا عُقُودَ حَقّكَ بِمُوَالَاتِهِم مَن وَالَاكَ وَ مُعَادَاتِهِم مَن عَادَاكَ وَ صَبرِهِم عَلَي مَا أَصَابَهُم فِي مَحَبّتِكَ وَ دُعَائِهِم بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ إِلَي سَبِيلِكَ وَ مُجَادَلَتِهِم باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ مَن عَانَدَكَ وَ تَحلِيلِهِم حَلَالَكَ وَ تَحرِيمِهِم حَرَامَكَ حَتّي أَظهَرُوا دَعوَتَكَ وَ أَعلَنُوا دِينَكَ وَ أَقَامُوا حُدُودَكَ وَ اتّبَعُوا فَرَائِضَكَ فَبَلَغُوا فِي ذَلِكَ مِنكَ الرّضَا وَ سَلّمُوا لَكَ القَضَاءَ وَ صَدّقُوا مِن رُسُلِكَ مَن مَضَي وَ دَعَوا إِلَي سَبِيلِ كُلّ مُرتَضًي الّذِينَ مَنِ اتّخَذَهُم مَآباً سَلِمَ وَ مَنِ استَتَرَ بِهِم جُنّةً عُصِمَ وَ مَن دَعَاهُم إِلَي المُعضِلَاتِ لَبّوهُ وَ مَنِ استَعطَاهُمُ الخَيرَ آتَوهُ صَلَاةً كَثِيرَةً طَيّبَةً زَاكِيَةً نَامِيَةً مُبَارَكَةً صَلَاةً لَا تُحَدّ وَ لَا تُبلَغُ نَعتُهَا وَ لَا تُدرَكُ حُدُودُهَا وَ لَا يُوصَفُ كُنهُهَا وَ لَا يُحصَي عَدَدُهَا وَ سَلَامٌ عَلَيهِم بِإِنجَازِ وَعدِهِم وَ سَعَادَةِ جَدّهِم وَ إِسنَاءِ رِفدِهِم كَمَا قُلتَ سَلَامٌ عَلَي آلِ يَاسِينَإِنّا كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُحسِنِينَ أللّهُمّ اخلُف فِيهِم مُحَمّداً أَحسَنَ مَا خَلَفتَ أَحَداً مِنَ المُرسَلِينَ فِي خُلَفَائِهِم وَ الأَئِمّةِ مِن بَعدِهِم حَتّي تُبَلّغَ بِرَسُولِكَ وَ بِهِم كَمَالَ مَا تَقَرّ بِهِ أَعيُنُهُم فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ مِمّا لَا تَعلَمُ نَفسٌما أخُفيِ‌َ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعمَلُونَ وَ اجعَلهُم فِي مَزِيدِ كَرَامَتِكَ وَ جَزِيلِ جَزَائِكَ مِمّا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت وَ أَعطِهِم مَا يَتَمَنّونَ وَ زِدهُم بَعدَ مَا يَرضَونَ وَ عَرّف جَمِيعَ خَلقِكَ فَضلَ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ مَنزِلَتَهُم مِنكَ حَتّي يُقِرّوا بِفَضلِكَ فَضلَهُم وَ شَرَفَهُم وَ يُعَرّفُوا لَهُم حَقّهُمُ ألّذِي أَوجَبتَ عَلَيهِم مِن فَرضِ


صفحه : 339

طَاعَتِهِم وَ مَحَبّتِهِم وَ اتّبَاعِ أَمرِهِم وَ اجعَلنَا سَامِعِينَ لَهُم مُطِيعِينَ وَ لِسُنّتِهِم تَابِعِينَ وَ عَلَي عَدُوّهِم مِنَ النّاصِرِينَ وَ فِيمَا دَعَوا إِلَيهِ وَ دَلّوا عَلَيهِ مِنَ المُصَدّقِينَ أللّهُمّ فَإِنّا قَد أَقرَرنَا لَهُم بِذَلِكَ وَ بِمَا أَمَرتَنَا بِهِ عَلَي أَلسِنَتِهِم وَ نَشهَدُ أَنّ ذَلِكَ مِن عِندِكَ فَبِرِضَاهُم نَرجُو رِضَاكَ وَ بِسَخَطِهِم نَخشَي سَخَطَكَ أللّهُمّ فَتَوَفّنَا عَلَي مِلّتِهِم وَ احشُرنَا فِي زُمرَتِهِم وَ اجعَلنَا مِمّن تَقَرّ عَينُهُ غَداً بِرُؤيَتِهِم وَ أَورِدنَا حَوضَهُم وَ اسقِنَا بِكَأسِهِم وَ أَدخِلنَا فِي كُلّ خَيرٍ أَدخَلتَهُم فِيهِ وَ أَخرِجنَا مِن كُلّ سُوءٍ أَخرَجتَهُم مِنهُ حَتّي نَستَوجِبَ ثَوَابَكَ وَ نَنجُوَ مِن عِقَابِكَ وَ نَلقَاكَ وَ أَنتَ عَنّا رَاضٍ وَ نَحنُ لَكَ مَرضِيّونَ صَلَوَاتُ اللّهِ رَبّنَا الرّءُوفِ الرّحِيمِ عَلَي نَبِيّنَا وَ آلِهِ أَجمَعِينَ أللّهُمّ إِنّا نَسأَلُكَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ المَوصُوفِينَ بِمَعرِفَتِكَ تَقَرّباً إِلَيكَ بِالمَسأَلَةِ وَ هَرَباً مِنكَ غَيرَ بَالِغٍ فِي مسَألَتَيِ‌ لَهُم مِعشَارَ مَا بِرَحمَتِكَ أَعتَقِدُ لَهُم إِلّا التِمَاسَ المُنَاصَحَةِ لَهُم وَ ثَوَابَ مَوعُودِكَ وَ التّوَجّهَ إِلَيهِم بِهِم وَ الشّفَاعَةَ لَنَا مِنهُم أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ لِآلِ مُحَمّدٍ المَاضِينَ مِن أَئِمّةِ الهُدَي أَفضَلَ المَنَازِلِ عِندَكَ وَ أَحَبّهَا إِلَيكَ مِنَ الشّرَفِ الأَعلَي وَ المَكَانِ الرّفِيعِ مِنَ الدّرَجَاتِ العُلَي يَا شَدِيدَ القُوَي نَفحَةً مِن عَطَائِكَ التّيِ‌ لَا مَنّ فِيهَا وَ لَا أَذَي خَصّهُم مِنكَ بِالفَوزِ العَظِيمِ فِي النّظرَةِ وَ النّعِيمِ وَ الثّوَابِ الدّائِمِ المُقِيمِ ألّذِي لَا نَصَبَ فِيهِ وَ لَا يَرِيمُ أللّهُمّ أَسكِنهُمُ الغُرَفَ المَبنِيّةَ عَلَي الفُرُشِ المَرفُوعَةِ وَ السّرُرِ المَصفُوفَةِمُتّكِئِينَ عَلَيها مُتَقابِلِينَلا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً وَ لا تَأثِيماً إِلّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً يَا رَبّ العَالَمِينَ أللّهُمّ ارفَع مُحَمّداً فِي أَعلَي عِلّيّينَ فَوقَ مَنَازِلِ المُرسَلِينَ وَ مَلَائِكَتِكَ المُقَرّبِينَ وَ جَمِيعِ النّبِيّينَ وَ صَفوَتِكَ مِن خَلقِكَ أَجمَعِينَ بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ أللّهُمّ اجزِهِم بِشُكرِ نِعمَتِكَ وَ تَعظِيمِ حُرمَتِكَ جَزَاءً لَا جَزَاءَ فَوقَهُ وَ عَطَاءً لَا عَطَاءَ مِثلَهُ وَ خُلُوداً لَا خُلُودَ يُشَاكِلُهُ وَ لَا يَطمَعُ أَحَدٌ فِي مِثلِهِ وَ لَا يَقدِرُ أَحَدٌ قَدرَهُ وَ لَا تهَتدَيِ‌


صفحه : 340

الأَلبَابُ إِلَي طَلَبِهِ نِعمَةً لِمَا شَكَرُوا مِن أَيَادِيكَ وَ إِرصَاداً لِمَا صَبَرُوا عَلَي الأَذَي فِيكَ أللّهُمّ وَ عَلَي الباَقيِ‌ مِنهُم فَتَرَحّم وَ مَا وَعَدتَهُم مِن نَصرِكَ فَتَمّم وَ أَشيَاعَهُم مِن كُلّ سُوءٍ سَلّم وَ بِهِم يَا رَبّ العَالَمِينَ جَنَاحَ الكُفرِ فَحَطّم وَ أَموَالَ الظّلَمَةِ وَلِيّكَ فَغَنّم وَ كُن لَهُم وَلِيّاً وَ حَافِظاً وَ نَاصِراً وَ اجعَلهُم وَ المُؤمِنِينَ أَكثَرَ نَفِيراً وَ أَنزِل عَلَيهِم مِنَ السّمَاءِ مَلَائِكَةً أَنصَاراً وَ ابعَث لَهُم مِن أَنفُسِهِم لِدِمَاءِ أَسلَافِهِم ثَاراً وَ لَا تَدَععَلَي الأَرضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراً وَ لَا تَزِدِ الظّالِمِينَ إِلّا خَسَاراً أللّهُمّ مُدّ لِآلِ مُحَمّدٍ وَ أَشيَاعِهِم فِي الآجَالِ وَ خُصّهُم بِصَالِحِ الأَعمَالِ وَ لَا تَجعَلنَا مِمّن تَستَبدِلُ بِهِمُ الأَبدَالَ يَا ذَا الجُودِ وَ الفَعَالِ أللّهُمّ خُصّ آلَ مُحَمّدٍ بِالوَسِيلَةِ وَ أَعطِهِم أَفضَلَ الفَضِيلَةِ وَ اقضِ لَهُم فِي الدّنيَا بِأَحسَنِ القَضِيّةِ وَ احكُم بَينَهُم وَ بَينَ عَدُوّهِم بِالعَدلِ وَ الوَفَاءِ وَ اجعَلنَا يَا رَبّ لَهُم أَعوَاناً وَ وُزَرَاءَ وَ لَا تُشمِت بِنَا وَ بِهِمُ الأَعدَاءَ أللّهُمّ احفَظ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ وَ أَتبَاعَهُم وَ أَولِيَاءَهُم بِاللّيلِ وَ النّهَارِ مِن أَهلِ الجَحدِ وَ الإِنكَارِ وَ اكفِهِم حَسَدَ كُلّ حَاسِدٍ مُتَكَبّرٍ جَبّارٍ وَ سَلّطهُم عَلَي كُلّ نَاكِثٍ خَتّارٍ حَتّي يَقضُوا مِن عَدُوّكَ وَ عَدُوّهِمُ الأَوطَارَ وَ اجعَل عَدُوّهُم مَعَ الأَذَلّينَ وَ الأَشرَارِ وَ كُبّهُم رَبّ عَلَي وُجُوهِهِم فِي النّارِ إِنّكَ الوَاحِدُ القَهّارُ أللّهُمّ كُن لِوَلِيّكَ فِي خَلقِكَ وَلِيّاً وَ حَافِظاً وَ قَائِداً وَ نَاصِراً حَتّي تُسكِنَهُ أَرضَكَ طَوعاً وَ تُمَتّعَهُ مِنهَا طَولًا وَ تَجعَلَهُ وَ ذُرّيّتَهُ فِيهَا الأَئِمّةَ الوَارِثِينَ وَ اجمَع لَهُ شَملَهُ وَ أَكمِل لَهُ أَمرَهُ وَ أَصلِح لَهُ رَعِيّتَهُ وَ ثَبّت رُكنَهُ وَ أَفرِغِ الصّبرَ مِنكَ عَلَيهِ حَتّي يَنتَقِمَ فيَشَتفَيِ‌َ وَ يشَفيِ‌َ حَزَازَاتِ قُلُوبٍ نَغِلَةٍ وَ حَرَارَاتِ صُدُورٍ وَغِرَةٍ وَ حَسَرَاتِ أَنفُسٍ تَرِحَةٍ مِن دِمَاءٍ مَسفُوكَةٍ وَ أَرحَامٍ مَقطُوعَةٍ وَ طَاعَةٍ مَجهُولَةٍ قَد أَحسَنتَ إِلَيهِ البَلَاءَ وَ وَسّعتَ عَلَيهِ الآلَاءَ وَ أَتمَمتَ عَلَيهِ النّعمَاءَ فِي حُسنِ الحِفظِ مِنكَ لَهُ أللّهُمّ اكفِهِ هَولَ عَدُوّهِ وَ أَنسِهِم ذِكرَهُ وَ أَرِد مَن أَرَادَهُ وَ كِد مَن كَادَهُ وَ امكُر بِمَن مَكَرَ بِهِ وَ اجعَل دَائِرَةَ السّوءِ عَلَيهِم أللّهُمّ فُضّ جَمعَهُم وَ فُلّ حَدّهُم وَ أَرعِب


صفحه : 341

قُلُوبَهُم وَ زَلزِل أَقدَامَهُم وَ اصدَع شَعبَهُم وَ شَتّت أَمرَهُم فَإِنّهُمأَضاعُوا الصّلاةَ وَ اتّبَعُوا الشّهَواتِ وَ عَمِلُوا السّيّئَاتِ وَ اجتَنَبُوا الحَسَنَاتِ فَخُذهُم بِالمَثُلَاتِ وَ أَرِهِمُ الحَسَرَاتِإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي جَمِيعِ المُرسَلِينَ وَ النّبِيّينَ الّذِينَ بَلَغُوا عَنكَ الهُدَي وَ اعتَقَدُوا لَكَ المَوَاثِيقَ بِالطّاعَةِ وَ دَعَوُا العِبَادَ بِالنّصِيحَةِ وَ صَبَرُوا عَلَي مَا لَقُوا فِي جَنبِكَ مِنَ الأَذَي وَ التّكذِيبِ وَ صَلّ عَلَي أَزوَاجِهِم وَ ذَرَارِيّهِم وَ جَمِيعِ أَتبَاعِهِم مِنَ المُسلِمِينَ وَ المُسلِمَاتِ وَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ السّلَامُ عَلَيهِم جَمِيعاً وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مَلَائِكَتِكَ المُقَرّبِينَ وَ أَهلِ طَاعَتِكَ أَجمَعِينَ صَلَاةً زَاكِيَةً نَامِيَةً طَيّبَةً وَ خُصّ آلَ نَبِيّنَا الطّيّبِينَ السّامِعِينَ لَكَ المُطِيعِينَ القَوّامِينَ بِأَمرِكَ الّذِينَ أَذهَبتَ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرتَهُم تَطهِيراً وَ ارتَضَيتَهُم لِدِينِكَ أَنصَاراً وَ جَعَلتَهُم حَفَظَةً لِسِرّكَ وَ مُستَودَعاً لِحِكمَتِكَ وَ تَرَاجِمَةً لِوَحيِكَ وَ شُهَدَاءَ عَلَي خَلقِكَ وَ أَعلَاماً لِعِبَادِكَ وَ مَنَاراً فِي بِلَادِكَ فَإِنّهُم عِبَادُكَ المُكَرّمُونَ الّذِينَ لَا يَسبِقُونَكَ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِكَ يَعمَلُونَ يَخَافُونَ بِالغَيبِوَ هُم مِنَ السّاعَةِ مُشفِقُونَبِصَلَوَاتٍ كَثِيرَةٍ طَيّبَةٍ زَاكِيَةٍ مُبَارَكَةٍ نَامِيَةٍ بِجُودِكَ وَ سَعَةِ رَحمَتِكَ مِن جَزِيلِ مَا عِندَكَ فِي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ اخلُف عَلَيهِم فِي الغَابِرِينَ أللّهُمّ اقصُص بِنَا آثَارَهُم وَ اسلُك بِنَا سُبُلَهُم وَ أَحيِنَا عَلَي دِينِهِم وَ تَوَفّنَا عَلَي مِلّتِهِم وَ أَعِنّا عَلَي قَضَاءِ حَقّهِمُ ألّذِي أَوجَبتَهُ عَلَينَا لَهُم وَ تَمّم لَنَا مَا عَرّفتَنَا مِن حَقّهِم وَ الوَلَايَةَ لِأَولِيَائِهِم وَ البَرَاءَةَ مِن أَعدَائِهِم وَ الحُبّ لِمَن أَحَبّوا وَ البُغضَ لِمَن أَبغَضُوا وَ العَمَلَ بِمَا رَضُوا وَ التّركَ لِمَا كَرِهُوا وَ كَمَا جَعَلتَهُمُ السّبَبَ إِلَيكَ وَ السّبِيلَ إِلَي طَاعَتِكَ وَ الوَسِيلَةَ إِلَي جَنّتِكَ وَ الأَدِلّاءَ عَلَي طُرُقِكَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ عَجّل فَرَجَهُم تَقُولُهُ أَلفَ مَرّةٍ إِن قَدَرتَ عَلَيهِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ سَلّمَ أللّهُمّ اجعَل فرَجَيِ‌ مَعَهُم يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ ثُمّ قُل مِائَةَ مَرّةٍ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جَمِيعِ خَلقِهِ عَلَي مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ آلِ مُحَمّدٍ


صفحه : 342

وَ السّلَامُ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم وَ عَلَي أَروَاحِهِم وَ أَجسَادِهِم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

توضيح لاتحاولك الأقدار أي لاتقصدك وتريدك التقديرات كالعباد يتوجه إليهم قضاياك وتقديراتك والوصب المرض مستوفزا أي مهتما مستعجلا والوفز العجلة واستوفز في قعدته انتصب فيها غيرمطمئن و قدتهيأ للوثوب وتوفز للشي‌ء تهيأ. و في النهاية في حديث علي ع غيرناكل في قدم أي في تقدم ويقال رجل قدم إذا كان شجاعا و قد يكون القدم بمعني المتقدم و قال يقال وري الزند إذاخرجت ناره وأوراه غيره إذااستخرجه و منه حديث علي ع حتي أوري قبسا لقابس أي أظهر نورا من الحق لطالب الهدي انتهي . والمحلول صفة للفوز أوللفوائد وذكر بتأويل لرعاية السجع و هوبمعني الحال أوالمحلل ولعل فيه تصحيفا و في النهاية فيه أن يفصل الخطة أي إذانزل به أمر مشكل فصله برأيه الخطة الحال والأمر والخطب انتهي . وحذر أيامك أي الأيام التي‌ ينزل فيهاالعقوبات علي المجرمين في الدنيا والآخرة والأفاك الكذاب والمرابيع الأمطار التي‌ تجي‌ء في أول الربيع لايريم أي لايبرح و لايزول علي الفرش المرفوعة أي الرفيعة القدر أوالمنضدة المرتفعة وقيل هي‌ النساءلَغواً أي باطلاوَ لا تَأثِيماً أي نسبة إلي إثم أي لايقال لهم أثيم إِلّا قِيلًا أي قولاسَلاماً سَلاماًبدل من قيلا كقوله تعالي لا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً إِلّا سَلاماً أوصفة له أومفعوله بمعني إلا أن يقولوا سلاما أومصدر والتكرير للدلالة علي فشو السلام بينهم . والإرصاد الإعداد والتحطيم التكسير والنفير من ينفر مع الرجل من قومه وقيل هوجمع نفر وهم المجتمعون للذهاب إلي العدو ممن تستبدل بهم أي تذهب بنا لعدم قابليتنا لنصرة الحق وتأتي‌ بغيرنا لذلك . و في القاموس الفعال كسحاب اسم الفعل الحسن والكرم أو يكون في الخير والشر والوسيلة درجة للنبي‌ص في القيامة تختص به و قدمر شرحها في


صفحه : 343

أبواب المعاد والختار الغدار والأوطار جمع الوطر و هوالحاجة والأوتار جمع الوتر بالفتح و هوطلب الدم . ويقال جمع الله شملهم أي ماتشتت من أمرهم و قال الراغب في مفرداته أفرغت الدلو صببت ما فيه و منه استعيرأَفرِغ عَلَينا صَبراً والاشتفاء والتشفي‌ زوال ما في القلب من الغيظ وشفاء الغيظ إزالته و في الصحاح الحزازة وجع في القلب من غيظ ونحوه و قال نغل قلبه علي أي ضغن و قال الوغرة شدة توقد الحر و منه قيل في صدره علي وغر بالتسكين أي ضغن وعداوة وتوقد من الغيظ و قال الترح ضد الفرح . وطاعة مجهولة أي جهلهم بوجوب طاعتهم و قال الراغب الدائرة عبارة عن الخط المحيط ثم عبر بها عن الحادثة والدورة والدائرة في المكروه كمايقال دولة في المحبوب قال تعالي نَخشي أَن تُصِيبَنا دائِرَةٌ و قوله عز و جل وَ يَتَرَبّصُ بِكُمُ الدّوائِرَ عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِ أي يحيط بهم السوء إحاطة الدائرة بمن فيها فلاسبيل لهم إلي الانفكاك منه بوجه . و قال الجوهري‌ الشعب الصدع في الشي‌ء وإصلاحه أيضا وشعبت الشي‌ء فرقته وشعبته جمعته و هو من الأضداد تقول التأم شعبهم إذااجتمعوا بعدالتفرق وتفرق شعبهم إذاتفرقوا بعدالاجتماع قال المثلة بفتح الميم وضم الثاء العقوبة والجمع المثلات . في جنبك أي في طاعتك وقربك والأعلام جمع العلم و هوالعلامة يهتدي بها في الطريق والمنار أيضا علم الطريق والموضع المرتفع توقد في أعلاه النار ليهتدي‌ به من ضل الطريق واستعيرا لهم لاهتداء الخلق بهم ع .بالغيب حال عن الفاعل أوالمفعول أي حال كونهم غائبين عن الخلق أو عن ربهم أوحال كون ربهم غائبا عنهم أوالمراد بالغيب القلب فالباء للآلةمُشفِقُونَ أي خائفون و قوله بصلوات متعلق بخص في الأولين أي خصهم بذلك من


صفحه : 344

بين الأولين والآخرين أواجعل ذلك في الأولين منهم والآخرين واخلف عليهم أي كن خليفة محمدص أو من مضي من الأئمة في الغابرين أي في الباقين منهم ع و قدمر في باب صلاة الجنائز وجوه في شرح هذه الفقرة وتصحيحها إذاأردت الاطلاع عليها فارجع إليه

9- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُقبَةَ عَن زَكَرِيّا عَن أَبِيهِ عَن يَحيَي قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن قَصّ أَظَافِيرَهُ يَومَ الخَمِيسِ وَ تَرَكَ وَاحِدَةً لِيَومِ الجُمُعَةِ نَفَي اللّهُ عَنهُ الفَقرَ

ثواب الأعمال ، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمدالعطار عن الأشعري‌ مثله

10- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَطرِفُوا أَهَالِيَكُم فِي كُلّ جُمُعَةٍ بشِيَ‌ءٍ مِنَ الفَاكِهَةِ وَ اللّحمِ حَتّي يَفرَحُوا بِالجُمُعَةِ وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا خَرَجَ فِي الصّيفِ مِن بَيتٍ خَرَجَ يَومَ الخَمِيسِ وَ إِذَا أَرَادَ أَن يَدخُلَ البَيتَ فِي الشّتَاءِ مِنَ البَردِ دَخَلَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ قَد روُيِ‌َ أَنّهُ كَانَ دُخُولُهُ وَ خُرُوجُهُ يَومَ الجُمُعَةِ

11-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلي ذِكرِ اللّهِ وَ ذَرُوا البَيعَ يَقُولُ اسعَوا امضُوا وَ يُقَالُ اسعَوا اعمَلُوا لَهَا وَ هُوَ قَصّ الشّارِبِ وَ نَتفُ الإِبطِ وَ تَقلِيمُ الأَظَافِيرِ وَ الغُسلُ وَ لُبسُ أَفضَلِ ثِيَابِكَ وَ تَطَيّبٌ لِلجُمُعَةِ فهَيِ‌َ السعّي‌ُ يَقُولُ اللّهُوَ مَن أَرادَ الآخِرَةَ وَ سَعي لَها سَعيَها وَ هُوَ


صفحه : 345

مُؤمِنٌ

12- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي كَهمَشٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع علَمّنيِ‌ دُعَاءً أَستَنزِلُ بِهِ الرّزقَ قَالَ لِي خُذ مِن شَارِبِكَ وَ أَظفَارِكَ وَ ليَكُن ذَلِكَ فِي يَومِ الجُمُعَةِ

ثواب الأعمال ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد مثله

13- الخِصَالُ، وَ ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَن أَبِي أَيّوبَ المدَيِنيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَقلِيمُ الأَظفَارِ يَومَ الجُمُعَةِ يُؤمِنُ مِنَ الجُذَامِ وَ البَرَصِ وَ العَمَي وَ إِن لَم تَحتَج فَحُكّهَا حَكّاً

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن قَلّمَ أَظفَارَهُ وَ قَصّ شَارِبَهُ فِي كُلّ جُمُعَةٍ ثُمّ قَالَ بِسمِ اللّهِ وَ عَلَي سُنّةِ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ أعُطيِ‌َ بِكُلّ قُلَامَةٍ وَ جُزَازَةٍ عِتقَ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ إِسمَاعِيلَ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الراّزيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَلّمَ أَظفَارَهُ يَومَ الجُمُعَةِ أَخرَجَ اللّهُ مِن أَنَامِلِهِ الدّاءَ وَ أَدخَلَ فِيهِ الدّوَاءَ وَ روُيِ‌َ أَنّهُ لَا يُصِيبُهُ جُنُونٌ وَ لَا جُذَامٌ وَ لَا بَرَصٌ

ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ إِلَي


صفحه : 346

قَولِهِ الدّوَاءَ

أعلام الدين ،مرسلامثله ومثل الحديث السابق

14- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ قَلّمُوا أَظفَارَكُم يَومَ الثّلَاثَاءِ وَ استَحِمّوا يَومَ الأَربِعَاءِ وَ أَصِيبُوا مِنَ الحَجّامِ حَاجَتَكُم يَومَ الخَمِيسِ وَ تَطَيّبُوا بِأَطيَبِ طِيبِكُم يَومَ الجُمُعَةِ

العيون ، عن أبيه و ابن الوليد معا عن محمدالعطار و أحمد بن إدريس معا عن محمد بن أحمد مثله

15- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ لَا ينَبغَيِ‌ لِلرّجُلِ أَن يَدَعَ الطّيبَ فِي كُلّ يَومٍ فَإِن لَم يَقدِر عَلَيهِ فَيَومٌ وَ يَومٌ لَا فَإِن لَم يَقدِر ففَيِ‌ كُلّ جُمُعَةٍ وَ لَا يَدَع ذَلِكَ

العيون ، عن أحمد بن محمد عن العطار عن أبيه عن الأشعري‌ مثله

16- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ الفُرَاتِ عَن عَلِيّ بنِ مَطَرٍ عَنِ السّكَنِ الخَزّازِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لِلّهِ حَقّ عَلَي كُلّ مُحتَلِمٍ فِي كُلّ جُمُعَةٍ أَخذُ شَارِبِهِ وَ أَظفَارِهِ وَ مَسّ شَيءٍ مِنَ الطّيبِ

17-الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ الهمَدَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ


صفحه : 347

عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ عَلِيّ بنِ الحَكَمِ مَعاً عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يُرِيدُ أَن يَعمَلَ شَيئاً مِنَ الخَيرِ مِثلَ الصّدَقَةِ وَ الصّومِ وَ نَحوِ هَذَا قَالَ يُستَحَبّ أَن يَكُونَ ذَلِكَ يَومَ الجُمُعَةِ فَإِنّ العَمَلَ يَومَ الجُمُعَةِ يُضَاعَفُ

وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَنشَدَ بَيتَ شِعرٍ يَومَ الجُمُعَةِ فَهُوَ حَظّهُ مِن ذَلِكَ اليَومِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَأَيتُمُ الشّيخَ يُحَدّثُ يَومَ الجُمُعَةِ بِأَحَادِيثِ الجَاهِلِيّةِ فَارمُوا رَأسَهُ وَ لَو بِالحَصَي

بيان يدل علي جواز النهي‌ عن المكروه والزجر علي تركه ويمكن حمله علي الأحاديث الكاذبة أو علي ما إذا كان النقل علي وجه التفاخر بالآباء الكفرة

18- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَت عَشِيّةُ الخَمِيسِ وَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ نَزَلَت مَلَائِكَةٌ مِنَ السّمَاءِ مَعَهَا أَقلَامُ الذّهَبِ وَ صُحُفُ الفِضّةِ لَا يَكتُبُونَ عَشِيّةَ الخَمِيسِ وَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ إِلَي أَن تَغِيبَ الشّمسُ إِلّا الصّلَاةَ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ يُكرَهُ السّفَرُ وَ السعّي‌ُ فِي الحَوَائِجِ يَومَ الجُمُعَةِ بُكرَةً مِن أَجلِ الصّلَاةِ فَأَمّا بَعدَ الصّلَاةِ فَجَائِزٌ يُتَبَرّكُ بِهِ

19- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِ وَ ابتَغُوا مِن فَضلِ اللّهِ قَالَ الصّلَاةُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الِانتِشَارُ يَومَ السّبتِ

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أُفّ لِلرّجُلِ المُسلِمِ أَن لَا يُفَرّغَ نَفسَهُ فِي الأُسبُوعِ يَومَ الجُمُعَةِ لِأَمرِ دِينِهِ فَيَسأَلَ عَنهُ

20-العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الشّاهِ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ النيّشاَبوُريِ‌ّ


صفحه : 348

عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِيهِ وَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ الخوُزيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَروَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الفَقِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الهرَوَيِ‌ّ وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الأشُناَنيِ‌ّ العَدلِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَهرَوَيهِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ كُلّهِم عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ السّبتُ لَنَا وَ الأَحَدُ لِشِيعَتِنَا وَ الإِثنَينِ لبِنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ الثّلَاثَاءُ لِشِيعَتِهِم وَ الأَربِعَاءُ لبِنَيِ‌ العَبّاسِ وَ الخَمِيسُ لِشِيعَتِهِم وَ الجُمُعَةُ لِلّهِ تَعَالَي وَ لِسَائِرِ النّاسِ جَمِيعاً وَ لَيسَ فِيهِ سَفَرٌ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِ وَ ابتَغُوا مِن فَضلِ اللّهِيعَنيِ‌ يَومَ السّبتِ

21- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ النّسَاءِ هَل عَلَيهِنّ مِنَ التّطَيّبِ وَ التّزَيّنِ فِي الجُمُعَةِ وَ العِيدَينِ مَا عَلَي الرّجَالِ قَالَ نَعَم

22- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ العَجُوزِ وَ العَائِقِ هَل عَلَيهِمَا مِنَ التّطَيّبِ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

23- الإِحتِجَاجُ، كَتَبَ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع يَسأَلُهُ عَن صَلَاةِ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِي أَيّ أَوقَاتِهَا أَفضَلُ أَن تُصَلّي فِيهِ وَ هَل فِيهَا قُنُوتٌ وَ إِن كَانَ ففَيِ‌ أَيّ رَكعَةٍ مِنهَا فَأَجَابَ ع أَفضَلُ أَوقَاتِهَا صَدرُ النّهَارِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ ثُمّ فِي أَيّ الأَيّامِ شِئتَ وَ أَيّ وَقتٍ صَلّيتَهَا مِن لَيلٍ أَو نَهَارٍ فَهُوَ جَائِزٌ وَ القُنُوتُ فِيهَا مَرّتَانِ فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ فِي الرّابِعَةِ بَعدَ الرّكُوعِ

24-ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن وَافَقَ مِنكُم يَومَ الجُمُعَةِ فَلَا يَشتَغِلَنّ


صفحه : 349

بشِيَ‌ءٍ غَيرِ العِبَادَةِ فَإِنّ فِيهَا يُغفَرُ لِلعِبَادِ وَ تَنزِلُ الرّحمَةُ

25- المَحَاسِنُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ أَكثِرُوا المَسأَلَةَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الدّعَاءَ فَإِنّ فِيهِ سَاعَاتٍ يُستَجَابُ فِيهَا الدّعَاءُ وَ المَسأَلَةُ مَا لَم تَدعُوا بِقَطِيعَةٍ أَو مَعصِيَةٍ أَو عُقُوقٍ وَ اعلَمُوا أَنّ الخَيرَ وَ الشّرّ يُضَاعَفَانِ يَومَ الجُمُعَةِ

وَ مِنهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ الصّدَقَةَ يَومَ الجُمُعَةِ تُضَاعَفُ وَ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَتَصَدّقُ بِدِينَارٍ

26- أَقُولُ سيَأَتيِ‌ مُسنَداً فِي كِتَابِ القُرآنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ النّسَاءِ فِي كُلّ جُمُعَةٍ أَمِنَ مِن ضَغطَةِ القَبرِ

وَ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ المَائِدَةِ فِي كُلّ خَمِيسٍ لَم يَلبِس إِيمَانَهُ بِظُلمٍ وَ لَم يُشرِك أَبَداً

وَ عَنِ الصّادِقِ أَنّهُ قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ الأَعرَافِ فِي كُلّ جُمُعَةٍ كَانَ مِمّن لَا يُحَاسَبُ يَومَ القِيَامَةِ

وَ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ هُودٍ فِي كُلّ جُمُعَةٍ بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ فِي زُمرَةِ النّبِيّينَ وَ لَم يُعرَف لَهُ خَطِيئَةٌ عَمِلَهَا يَومَ القِيَامَةِ

وَ عَنِ الصّادِقِ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ اِبرَاهِيمَ وَ الحِجرَ فِي رَكعَتَينِ جَمِيعاً فِي كُلّ


صفحه : 350

جُمُعَةٍ لَم يُصِبهُ فَقرٌ أَبَداً وَ لَا جُنُونٌ وَ لَا بَلوَي

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ المُؤمِنِينَ خَتَمَ اللّهُ لَهُ بِالسّعَادَةِ إِذَا كَانَ يُدمِنُ قِرَاءَتَهَا فِي كُلّ جُمُعَةٍ وَ كَانَ مَنزِلُهُ فِي الفِردَوسِ الأَعلَي مَعَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ الصّافّاتِ فِي كُلّ يَومِ جُمُعَةٍ لَم يَزَل مَحفُوظاً عَن كُلّ آفَةٍ مَدفُوعاً عَنهُ كُلّ بَلِيّةٍ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا مَرزُوقاً فِي الدّنيَا بِأَوسَعِ مَا يَكُونُ مِنَ الرّزقِ وَ لَم يُصِبهُ اللّهُ فِي مَالِهِ وَ لَا وَلَدِهِ وَ لَا بَدَنِهِ بِسُوءٍ مِن شَيطَانٍ رَجِيمٍ وَ لَا مِن جَبّارٍ عَنِيدٍ وَ إِن مَاتَ فِي يَومِهِ أَو فِي لَيلَتِهِ بَعَثَهُ اللّهُ شَهِيداً وَ أَمَاتَهُ شَهِيداً وَ أَدخَلَهُ الجَنّةَ مَعَ الشّهَدَاءِ فِي دَرَجَةٍ مِنَ الجَنّةِ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ كُلّ لَيلَةٍ أَو كُلّ جُمُعَةٍ سُورَةَ الأَحقَافِ لَم يُصِبهُ اللّهُ بِرَوعَةٍ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا وَ آمَنَهُ مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي

27- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الخَيرُ وَ الشّرّ يُضَاعَفُ يَومَ الجُمُعَةِ

28- وَ مِنهُ،بِالإِسنَادِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ أَتَي سَائِلٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَشِيّةَ الخَمِيسِ فَسَأَلَهُ فَرَدّهُ ثُمّ التَفَتَ إِلَي جُلَسَائِهِ فَقَالَ أَمَا إِنّ عِندَنَا مَا نَتَصَدّقُ عَلَيهِ وَ لَكِنّ الصّدَقَةَ يَومَ الجُمُعَةِ تُضَاعَفُ أَضعَافاً

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ


صفحه : 351

مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الواَبشِيِ‌ّ وَ ابنِ بُكَيرٍ وَ غَيرِهِ رَوَوهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي ع أَقَلّ أَهلِ بَيتِهِ مَالًا وَ أَعظَمَهُم مَئُونَةً قَالَ وَ كَانَ يَتَصَدّقُ كُلّ جُمُعَةٍ بِدِينَارٍ وَ كَانَ يَقُولُ الصّدَقَةُ يَومَ الجُمُعَةِ تُضَاعَفُ لِفَضلِ يَومِ الجُمُعَةِ عَلَي غَيرِهِ مِنَ الأَيّامِ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي عَلَيّ يَومَ الجُمُعَةِ مِائَةَ مَرّةٍ قَضَي اللّهُ لَهُ سِتّينَ حَاجَةً مِنهَا لِلدّنيَا ثَلَاثُونَ حَاجَةً وَ ثَلَاثُونَ لِلآخِرَةِ

رسالة الشهيد الثاني‌، عن الكاظم ع مثله

29- جَمَالُ الأُسبُوعِ،بِإِسنَادِهِ عَن زُرَارَةَ وَ الفُضَيلِ قَالَا قُلنَا يجُزيِ‌ إِذَا اغتَسَلتُ بَعدَ الفَجرِ لِلجُمُعَةِ قَالَ نَعَم

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا تَدَعِ الغُسلَ يَومَ الجُمُعَةِ فَإِنّهُ سُنّةٌ وَ شَمّ الطّيبَ وَ البَس صَالِحَ ثِيَابِكَ وَ ليَكُن فَرَاغُكَ مِنَ الغُسلِ قَبلَ الزّوَالِ فَإِذَا زَالَتِ الشّمسُ فَقُم وَ عَلَيكَ السّكِينَةُ وَ الوَقَارُ وَ قَالَ الغُسلُ وَاجِبٌ يَومَ الجُمُعَةِ

وَ بِإِسنَادِهِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّ‌ّ فِيمَا رَوَاهُ فِي كِتَابِ الوَاحِدَةِ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ مَن أَخَذَ أَظفَارَهُ وَ شَارِبَهُ كُلّ جُمُعَةٍ وَ قَالَ حِينَ يَأخُذُهُ بِاسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ عَلَي سُنّةِ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ لَم يَسقُط مِنهُ قُلَامَةٌ وَ لَا جُزَازَةٌ إِلّا كُتِبَ لَهُ بِهَا عِتقُ نَسَمَةٍ وَ لَم يَمرَض إِلّا المَرضَةَ التّيِ‌ يَمُوتُ فِيهَا

وَ بِإِسنَادٍ لَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ طَلحَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَخذُ الشّارِبِ وَ الأَظفَارِ وَ غَسلُ الرّأسِ باِلخطِميِ‌ّ يَومَ الجُمُعَةِ ينَفيِ‌ الفَقرَ وَ يَزِيدُ فِي الرّزقِ


صفحه : 352

وَ بِإِسنَادِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَخَذَ مِن شَارِبِهِ وَ قَلّمَ أَظفَارَهُ وَ غَسَلَ رَأسَهُ باِلخطِميِ‌ّ يَومَ الجُمُعَةِ كَانَ كَمَن أَعتَقَ نَسَمَةً

وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ غَسلُ الرّأسِ باِلخطِميِ‌ّ يَومَ الجُمُعَةِ أَمَانٌ مِنَ البَرَصِ وَ الجُنُونِ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِيَتَزَيّن أَحَدُكُم يَومَ الجُمُعَةِ يَغتَسِلُ وَ يَتَطَيّبُ وَ يُسَرّحُ لِحيَتَهُ وَ يَلبَسُ أَنظَفَ ثِيَابِهِ وَ ليَتَهَيّأ لِلجُمُعَةِ وَ ليَكُن عَلَيهِ فِي ذَلِكَ اليَومِ السّكِينَةُ وَ الوَقَارُ وَ ليُحسِن عِبَادَةَ رَبّهِ وَ ليَفعَلِ الخَيرَ مَا استَطَاعَ فَإِنّ اللّهَ يَطّلِعُ عَلَي الأَرضِ لِيُضَاعِفَ الحَسَنَاتِ

قَالَ وَ نَقَلتُ مِن خَطّ أَبِي الفَرَجِ بنِ أَبِي قُرّةَ عَن أَحمَدَ بنِ الجنُديِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ أَحمَدَ بنِ السّمَاكِ عَن أَبِي نَصرٍ السمّرَقنَديِ‌ّ عَن حُسَينِ بنِ حُمَيدٍ عَن زُهَيرِ بنِ عَبّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبّادٍ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لعِلَيِ‌ّ ع فِي وَصِيّتِهِ لَهُ يَا عَلِيّ عَلَي النّاسِ فِي كُلّ يَومٍ مِن سَبعَةِ أَيّامٍ الغُسلُ فَاغتَسِل فِي كُلّ جُمُعَةٍ وَ لَو أَنّكَ تشَترَيِ‌ المَاءَ بِقُوتِ يَومِكَ وَ تَطوِيهِ فَإِنّهُ لَيسَ شَيءٌ مِنَ التّطَوّعِ أَعظَمَ مِنهُ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي وَلّادٍ الحَنّاطِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ اغتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اجعلَنيِ‌ مِنَ التّوّابِينَ وَ اجعلَنيِ‌ مِنَ المُتَطَهّرِينَ كَانَ طُهراً لَهُ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ

30-مَجَالِسُ الشّيخِ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ بُطّةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن حَمزَةَ بنِ يَعلَي عَن مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ النهّديِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ المسُليِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن زِيَارَةِ القُبُورِ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ فَزُرهُم فَإِنّهُ مَن كَانَ مِنهُم فِي ضِيقٍ وُسّعَ عَلَيهِ مَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ


صفحه : 353

الشّمسِ يَعلَمُونَ بِمَن أَتَاهُم فِي كُلّ يَومٍ فَإِذَا طَلَعَتِ الشّمسُ كَانُوا سُدًي قُلتُ فَيَعلَمُونَ بِمَن أَتَاهُم فَيَفرَحُونَ بِهِ قَالَ نَعَم وَ يَستَوحِشُونَ لَهُ إِذَا انصَرَفَ عَنهُم

31- المَحَاسِنُ، عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ عَن دُرُستَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَكَلَ سَبعَ وَرَقَاتِ هِندَبَاءَ يَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ الزّوَالِ دَخَلَ الجَنّةَ

32- كِتَابُ العَرُوسِ،لِلشّيخِ الفَقِيهِ أَبِي مُحَمّدٍ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ القمُيّ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ بَعَثَ اللّهُ الأَيّامَ فِي صُوَرٍ يَعرِفُهَا الخَلقُ أَنّهَا الأَيّامُ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ الجُمُعَةَ أَمَامَهَا يَقدُمُهَا كَالعَرُوسِ ذَاتَ جَمَالٍ وَ كَمَالٍ تُهدَي إِلَي ذيِ‌ دِينٍ وَ مَالٍ قَالَ فَتَقِفُ عَلَي بَابِ الجَنّةِ وَ الأَيّامُ خَلفَهَا يَشهَدُ وَ يَشفَعُ لِكُلّ مَن أَكثَرَ الصّلَاةَ فِيهِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ ع قِيلَ لَهُ وَ كَمِ الكَثِيرُ مِن هَذَا وَ فِي أَيّ أَوقَاتٍ أَفضَلُ قَالَ مِائَةَ مَرّةٍ وَ ليَكُن ذَلِكَ بَعدَ صَلَاةِ العَصرِ قَالَ فَكَيفَ أَقُولُ قَالَ تَقُولُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ عَجّل فَرَجَهُم

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اقرَأ لَيلَةَ الجُمُعَةِ فِي المَغرِبِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ اقرَأ فِي صَلَاةِ العَتَمَةِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَسَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي ألّذِي خَلَقَ فَسَوّي وَ فِي الفَجرِ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ فِي الظّهرِ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ وَ فِي العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ

جمال الأسبوع ،بإسناده عن الشيخ بإسناده عن الكناني‌ مثله

33- العَرُوسُ، وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ اقرَأ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ فِي صَلَاةِ العَتَمَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ سُورَةَ الحَشرِ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَيُستَحَبّ أَن يُقرَأَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ فِي صَلَاةِ


صفحه : 354

العَتَمَةِ سُورَةُ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ وَ فِي صَلَاةِ الفَجرِ مِثلُ ذَلِكَ وَ فِي صَلَاةِ الظّهرِ مِثلُ ذَلِكَ وَ فِي صَلَاةِ العَصرِ مِثلُ ذَلِكَ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَت عَشِيّةُ الخَمِيسِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ نَزَلَتِ المَلَائِكَةُ مِنَ السّمَاءِ مَعَهَا أَقلَامُ الذّهَبِ وَ صُحُفُ الفِضّةِ لَا يَكتُبُونَ عَشِيّةَ الخَمِيسِ وَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ إِلَي أَن تَغِيبَ الشّمسُ إِلّا الصّلَاةَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍص

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَمَثّلَ بِبَيتِ شِعرٍ مِنَ الخَنَا لَيلَةَ الجُمُعَةِ لَم تُقبَل مِنهُ صَلَاةٌ تِلكَ اللّيلَةَ وَ مَن تَمَثّلَ فِي يَومِ الجُمُعَةِ لَم تُقبَل مِنهُ صَلَاةٌ فِي يَومِهِ ذَلِكَ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ كَانَ فِيمَا أَوصَي رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع يَا عَلِيّ إِن جَامَعتَ أَهلَكَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ فَإِنّ الوَلَدَ يَكُونُ حَلِيماً قَوّالًا مُفَوّهاً وَ إِن جَامَعتَهَا لَيلَةَ الجُمُعَةِ بَعدَ عِشَاءِ الآخِرَةِ فَإِنّ الوَلَدَ يُرجَي أَن يَكُونَ مِنَ الأَبدَالِ وَ إِن جَامَعتَهَا بَعدَ العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ فَإِنّ الوَلَدَ يَكُونُ مَشهُوراً مَعرُوفاً عَالِماً

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ صَلّ صَلَاةَ الغَدَاةِ إِذَا طَلَعَ الفَجرُ وَ أَضَاءَ حُسناً وَ صَلّ صَلَاةَ الغَدَاةِ يَومَ الجُمُعَةِ إِذَا طَلَعَ الفَجرُ فِي أَوّلِ وَقتِهَا

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ يَجِبُ أَن تَقرَأَ فِي دُبُرِ الغَدَاةِ يَومَ الجُمُعَةِ الرّحمَنَ ثُمّ تَقُولَ كُلّمَا قُلتَفبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ قُلتَ لَا بشِيَ‌ءٍ مِن آلَائِكَ رَبّ أُكَذّبُ

وَ مِنهُ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَالَ يَومَ الجُمُعَةِ بَعدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ أللّهُمّ اجعَل صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ وَ حَمَلَةِ عَرشِكَ وَ جَمِيعِ خَلقِكَ وَ سَمَائِكَ وَ أَرضِكَ وَ أَنبِيَائِكَ وَ رُسُلِكَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ لَم يُكتَب عَلَيهِ ذَنبٌ سَنَةً

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَمَرّ سَلمَانُ الفاَرسِيِ‌ّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ


صفحه : 355

بِمَقَابِرَ يَومَ الجُمُعَةِ فَوَقَفَ ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ الدّيَارِ فَنِعمَ دَارُ قَومٍ مُؤمِنِينَ يَا أَهلَ الجَمعِ هَل عَلِمتُم أَنّ اليَومَ الجُمُعَةُ قَالَ ثُمّ انصَرَفَ فَلَمّا أَن أَخَذَ مَضجَعَهُ أَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ إِنّكَ أَتَيتَنَا فَسَلّمتَ عَلَينَا وَ رَدَدنَا عَلَيكَ السّلَامَ وَ قُلتَ لَنَا يَا أَهلَ الدّيَارِ هَل عَلِمتُم أَنّ اليَومَ الجُمُعَةُ وَ إِنّا لَنَعلَمُ مَا يَقُولُ الطّيرُ فِي يَومِ الجُمُعَةِ قَالَ يَقُولُ سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ سَبَقَت رَحمَتُكَ غَضَبَكَ مَا عَرَفَ عَظَمَتَكَ مَن حَلَفَ بِاسمِكَ كَاذِباً

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ مَريَمَ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لَا يَدخُلِ الصّائِمُ الحَمّامَ وَ لَا يَحتَجِم وَ لَا يَتَعَمّد صَومَ يَومِ الجُمُعَةِ إِلّا أَن يَكُونَ مِن أَيّامِ صِيَامِهِ

وَ مِنهُ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ فِي يَومِ الجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يَحتَجِمُ فِيهَا أَحَدٌ إِلّا مَاتَ

وَ مِنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِنَ السّنّةِ الصّلَاةُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ أَلفَ مَرّةٍ وَ فِي غَيرِ يَومِ الجُمُعَةِ مِائَةَ مَرّةٍ وَ مَن صَلّي عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فِي يَومِ جُمُعَةٍ مِائَةَ صَلَوَاتٍ وَ استَغفَرَ مِائَةَ مَرّةٍ وَ قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرّةٍ غُفِرَ لَهُ البَتّةَ

وَ مِنهُ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ فِي لَوحٍ مِن زُمُرّدٍ أَخضَرَ مَكتُوبٌ بِمِدَادٍ مَخصُوصٍ بِاللّهِ لَيسَ مِن يَومِ الجُمُعَةِ إِلّا صَكّ ذَلِكَ اللّوحُ جَبهَةَ إِسرَافِيلَ فَإِذَا صَكّ جَبهَتَهُ سَبّحَ فَقَالَ سُبحَانَ مَن لَا ينَبغَيِ‌ التّسبِيحُ إِلّا لَهُ وَ لَا العِبَادَةُ وَ الخُضُوعُ إِلّا لِوَجهِهِ ذَلِكَ اللّهُ القَدِيرُ الوَاحِدُ العَزِيزُ فَإِذَا سَبّحَ سَبّحَ جَمِيعُ مَن فِي السّمَاوَاتِ مِن مَلَكٍ وَ هَلّلُوا فَإِذَا سَمِعَ أَهلُ السّمَاءِ الدّنيَا تَسبِيحَهُم قَدّسُوا فَلَا يَبقَي مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ إِلّا دَعَا لقِاَر‌ِئِ آيَةِ الكرُسيِ‌ّ عَلَي التّنزِيلِ

قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ كَانَ سَيّدُ العَابِدِينَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِذَا أَصبَحَ لَا يَقرَأُ غَيرَهَا حَتّي تَزُولَ الشّمسُ فَإِذَا زَالَتِ الشّمسُ صَلّي فَإِذَا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ ابتَدَأَ فِي سُورَةِ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ

قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ قَالَت أمُيّ‌ فَاطِمَةُ بِنتُ الحُسَينِرَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص فِي


صفحه : 356

النّومِ فَقَالَ لِي يَا بُنَيّةُ لَا تخُسرِيِ‌ مِيزَانَكَ وَ أقَيِميِ‌ وَزنَهُ وَ ثَقّلِيهِ بِقِرَاءَةِ آيَةِ الكرُسيِ‌ّ فَمَا قَرَأَهَا مِن أهَليِ‌ أَحَدٌ إِلّا ارتَجّتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ بِمَلَائِكَتِهَا وَ قَدّسُوا بِزَجَلِ التّسبِيحِ وَ التّهلِيلِ وَ التّقدِيسِ وَ التّمجِيدِ ثُمّ دَعَوا بِأَجمَعِهِم لِقَارِئِهَا يُغفَرُ لَهُ كُلّ ذَنبٍ وَ يُجَاوَزُ عَنهُ كُلّ خَطِيئَةٍ

وَ قَالَ الصّادِقُ ع كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَحلِفُ مُجتَهِداً أَنّ مَن قَرَأَهَا قَبلَ زَوَالِ الشّمسِ سَبعِينَ مَرّةً فَوَافَقَ تَكمِلَةُ سَبعِينَ زَوَالَهَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ وَ مَا تَأَخّرَ فَإِن مَاتَ فِي عَامِهِ ذَلِكَ مَاتَ مَغفُوراً غَيرَ مُحَاسَبٍاللّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الحيَ‌ّ القَيّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَومٌلَهُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ ما بَينَهُما وَ ما تَحتَ الثّريعالِمُ الغَيبِ وَ الشّهادَةِفَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداًمَن ذَا ألّذِي يَشفَعُ عِندَهُ إِلّا بِإِذنِهِ يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم وَ لا يُحِيطُونَ بشِيَ‌ءٍ مِن عِلمِهِ إِلّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرسِيّهُ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفظُهُما وَ هُوَ العلَيِ‌ّ العَظِيمُ لا إِكراهَ فِي الدّينِ إِلَي قَولِهِهُم فِيها خالِدُونَ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اغتَسِل يَومَ الجُمُعَةِ إِلّا أَن تَكُونَ مَرِيضاً تَخَافُ عَلَي نَفسِكَ

وَ مِنهُ قَالَ الصّادِقُ ع لَا يَترُكُ غُسلَ يَومِ الجُمُعَةِ إِلّا فَاسِقٌ وَ مَن فَاتَهُ غُسلُ يَومِ الجُمُعَةِ فَليَقضِهِ يَومَ السّبتِ

وَ مِنهُ عَن زَيدٍ النرّسيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع أَنّهُ قَالَ غَسلُ الرّأسِ باِلخطِميِ‌ّ يَومَ الجُمُعَةِ مِنَ السّنّةِ يُدِرّ الرّزقَ وَ لَا يُضِرّ الفَقرَ وَ يُحَسّنُ الشّعرَ وَ البَشَرَةَ وَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ الصّدَاعِ

وَ مِنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَخذُ الشّارِبِ وَ الأَظفَارِ وَ غَسلُ الرّأسِ باِلخطِميِ‌ّ يَومَ الجُمُعَةِ ينَفيِ‌ الفَقرَ وَ يَزِيدُ فِي الرّزقِ

وَ مِنهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَلّمَ أَظفَارَهُ يَومَ الجُمُعَةِ أَخرَجَ اللّهُ مِن أَنَامِلِهِ دَاءً وَ أَدخَلَ فِيهِ دَوَاءً وَ لَم يُصِبهُ جُنُونٌ وَ لَا جُذَامٌ وَ لَا بَرَصٌ وَ مَن أَخَذَ مِن شَارِبِهِ وَ قَلّمَ


صفحه : 357

أَظفَارَهُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ قَالَ حِينَ يَأخُذُهُ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ عَلَي سُنّةِ رَسُولِ اللّهِص لَم يَسقُط مِنهُ قُلَامَةٌ وَ لَا جُزَازَةٌ إِلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِهَا عِتقَ نَسَمَةٍ وَ لَم يَمرَض إِلّا مَرَضَهُ ألّذِي يَمُوتُ فِيهِ

وَ مِنهُ عَن أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ اغتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ أَحسَنَ طَهُورَهُ وَ لَبِسَ صَالِحَ ثِيَابِهِ وَ مَسّ مِن طِيبِ أَهلِهِ ثُمّ رَاحَ إِلَي الجُمُعَةِ وَ لَم يُؤذِ أَحَداً وَ لَم يَتَخَطّ رِقَابَ النّاسِ كَانَ كَفّارَةَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ الجُمُعَةِ الأُخرَي وَ زِيَادَةَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ إِلَي مَا شَاءَ اللّهُ مِنَ الأَضعَافِ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَ يُؤتَ مِن لَدُنهُ أَجراً عَظِيماً بَعدَ العَشرِ وَ كَانَ وَافِداً إِلَي نَفسِهِ وَ فِيمَن خَلّفَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

وَ مِنهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ حبَيِبيِ‌ جَبرَئِيلُ تَطَيّبُ يَومٍ وَ يَومٍ لَا وَ يَومَ الجُمُعَةِ لَا بُدّ مِنهُ أَو لَا يُترَكُ لَهُ لِيَتَطَيّب أَحَدُكُم وَ لَو مِن قَارُورَةِ امرَأَتِهِ فَإِنّ المَلَائِكَةَ تَستَنشِقُ أَروَاحَكُم وَ تَمسَحُ وُجُوهَكُم بِأَجنِحَتِهَا لِلصّفّ الأَوّلِ ثَلَاثاً وَ مَا بقَيِ‌َ فَمَسَحَهُ مَسحَةً

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ يُستَحَبّ أَن يُقرَأَ فِي الرّكعَتَينِ الأُخرَاوَينِ مِن صَلَاةِ الظّهرِ يَومَ الجُمُعَةِ فِي كِلتَيهِمَا الحَمدُ لِلّهِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ

وَ مِنهُ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ يَقرَأُ فِي صَلَاةِ الظّهرِ يَومَ الجُمُعَةِ فِي الرّكعَتَينِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ وَ يَقرَأُ فِي الأُخرَيَينِ بِأُمّ الكِتَابِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ

بيان الخبران نادران لم أرهما في غير هذاالكتاب و لم أر من عمل بهما

34- رِسَالَةُ الشّهِيدِ الثاّنيِ‌ ره ،روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن جَاءَ مِنكُمُ الجُمُعَةَ فَليَغتَسِل

وَ قَالَص مَنِ اغتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ مُحِيَت ذُنُوبُهُ وَ خَطَايَاهُ وَ إِذَا أَخَذَ فِي المشَي‌ِ كُتِبَ لَهُ بِكُلّ خُطوَةٍ عِشرُونَ حَسَنَةً وَ كَانَ عَلِيّ ع إِذَا وَبّخَ رَجُلًا يَقُولُ لَهُ وَ اللّهِ لَأَنتَ أَعجَزُ مِن تَارِكِ الغُسلِ يَومَ


صفحه : 358

الجُمُعَةِ فَإِنّهُ لَا يَزَالُ فِي طُهرٍ إِلَي يَومِ الجُمُعَةِ الأُخرَي

وَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ الغُسلُ يَومَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ وَ أَن يَستَنّ يعَنيِ‌ يَستَاكَ وَ أَن يَمَسّ طِيباً إِن وَجَدَ وَ كَانَص يُقَلّمُ أَظفَارَهُ وَ يَقُصّ شَارِبَهُ يَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ أَن يَخرُجَ إِلَي الصّلَاةِ

وَ عَنهُص قَالَ لَا يَغتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ وَ يَتَطَهّرُ مَا استَطَاعَ مِن طُهرٍ وَ يَتَدَهّنُ بِدُهنٍ مِن دُهنِهِ وَ يَمَسّ مِن طِيبِ بَيتِهِ وَ يَخرُجُ فَلَا يُفَرّقُ بَينَ اثنَينِ ثُمّ يصُلَيّ‌ مَا كُتِبَ لَهُ ثُمّ يُنصِتُ إِذَا تَكَلّمَ الإِمَامُ إِلّا غُفِرَ لَهُ مَا بَينَهُ وَ بَينَ الجُمُعَةِ الأُخرَي

وَ عَنهُص مَن قَلّمَ أَظفَارَهُ يَومَ الجُمُعَةِ وقُيِ‌َ مِنَ السّوءِ إِلَي مِثلِهَا

35- وَ منها،[المنهاج ] وَ مِنَ المُقنِعَةِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَخَذَ مِن شَارِبِهِ وَ قَلّمَ أَظفَارَهُ يَومَ الجُمُعَةِ ثُمّ قَالَ بِسمِ اللّهِ عَلَي سُنّةِ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ شَعرَةٍ وَ كُلّ قُلَامَةٍ عِتقَ رَقَبَةٍ وَ لَم يَمرَض مَرَضاً يُصِيبُهُ إِلّا مَرَضَ المَوتِ

بيان التخلف في بعض الموارد لعله لتخلف بعض الشرائط من الإخلاص والتقوي وغيرهما و قد قال تعالي وَ أَوفُوا بعِهَديِ‌ أُوفِ بِعَهدِكُم أو هذامشروط بالمصلحة

36- الرّسَالَةُ، عَنِ النّبِيّص قَالَ أَكثِرُوا مِنَ الصّلَاةِ عَلَيّ فِي كُلّ جُمُعَةٍ فَمَن كَانَ أَكثَرَكُم صَلَاةً عَلَيّ كَانَ أَقرَبَكُم منِيّ‌ مَنزِلَةً وَ مَن صَلّي عَلَيّ يَومَ الجُمُعَةِ مِائَةَ مَرّةٍ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ عَلَي وَجهِهِ نُورٌ وَ مَن صَلّي عَلَيّ فِي يَومِ الجُمُعَةِ أَلفَ مَرّةٍ لَم يَمُت حَتّي يَرَي مَقعَدَهُ مِنَ الجَنّةِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ مَن قَرَأَ سُورَةَ الكَهفِ يَومَ الجُمُعَةِ فَهُوَ مَعصُومٌ إِلَي ثَمَانِيَةِ أَيّامٍ وَ إِن خَرَجَ الدّجّالُ عُصِمَ مِنهُ وَ مَن قَرَأَ حم الدّخَانَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ أَو يَومَ الجُمُعَةِ بَنَي


صفحه : 359

اللّهُ لَهُ بَيتاً فِي الجَنّةِ وَ مَن قَرَأَ السّورَةَ التّيِ‌ يُذكَرُ فِيهَا آلُ عِمرَانَ يَومَ الجُمُعَةِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ مَلَائِكَتُهُ حَتّي تَغِيبَ الشّمسُ

وَ عَنِ النّبِيّص أَنّ فِي يَومِ الجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يَحتَجِمُ فِيهَا أَحَدٌ إِلّا مَاتَ

وَ عَنهُص أَنّ لِلمُجَامِعِ فِيهِ أَجرَينِ اثنَينِ أَجرَ غُسلِهِ وَ أَجرَ غُسلِ امرَأَتِهِ

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَالَ قَبلَ صَلَاةِ الغَدَاةِ يَومَ الجُمُعَةِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ أَستَغفِرُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ الحيَ‌ّ القَيّومُ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ غُفِرَت ذُنُوبُهُ وَ إِن كَانَت أَكثَرَ مِن زَبَدِ البَحرِ

وَ عَنهُص مَن صَلّي الجُمُعَةَ وَ صَامَ يَومَهُ وَ عَادَ مَرِيضاً وَ شَهِدَ جَنَازَةً وَ شَهِدَ نِكَاحاً وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَالَ هَذِهِ الكَلِمَاتِ سَبعَ مَرّاتٍ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ فَمَاتَ لَيلَتَهُ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن قَالَهَا يَومَ الجُمُعَةِ فَمَاتَ فِي ذَلِكَ اليَومِ دَخَلَ الجَنّةَ مَن قَالَ أللّهُمّ ربَيّ‌ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ خلَقَتنَيِ‌ وَ أَنَا عَبدُكَ وَ ابنُ أَمَتِكَ وَ فِي قَبضَتِكَ وَ ناَصيِتَيِ‌ بِيَدِكَ أَمسَيتُ عَلَي عَهدِكَ وَ وَعدِكَ مَا استَطَعتُ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّ مَا صَنَعتُ أَبُوءُ بِنِعمَتِكَ وَ أَبُوءُ بذِنَبيِ‌ فَاغفِر لِي إِنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ إِلّا أَنتَ

وَ قَالَص مَن زَارَ قَبرَ أَبَوَيهِ أَو أَحَدِهِمَا فِي كُلّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ وَ كُتِبَ بَرّاً

قَالَ بَعضُ الصّالِحِينَ إِنّ المَوتَي يَعلَمُونَ زُوّارَهُم يَومَ الجُمُعَةِ وَ يَوماً قَبلَهُ وَ يَوماً بَعدَهُ

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَرَأَ يَومَ الجُمُعَةِ بَعدَ صَلَاةِ الإِمَامِ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرّةٍ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص مِائَةَ مَرّةٍ وَ قَالَ سَبعِينَ مَرّةً أللّهُمّ اكفنِيِ‌ بِحَلَالِكَ عَن حَرَامِكَ وَ أغَننِيِ‌ بِفَضلِكَ عَمّن سِوَاكَ قَضَي اللّهُ لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ ثَمَانِينَ مِن حَوَائِجِ الآخِرَةِ وَ عِشرِينَ مِن حَوَائِجِ الدّنيَا

37- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، فِي خَبَرِ منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَنِ الحِجَامَةِ يَومَ الأَربِعَاءِ وَ الجُمُعَةِ


صفحه : 360

38- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع اقرَأ فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ يَومَ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ فِي الأُولَي وَ فِي الثّانِيَةِ المُنَافِقُونَ وَ روُيِ‌َ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ اقنُت فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ عَلَيكُم بِالسّنَنِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ هيِ‌َ سَبعَةٌ إِتيَانُ النّسَاءِ وَ غَسلُ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ باِلخطِميِ‌ّ وَ أَخذُ الشّارِبِ وَ تَقلِيمُ الأَظَافِيرِ وَ تَغيِيرُ الثّيَابِ وَ مَسّ الطّيبِ فَمَن أَتَي بِوَاحِدَةٍ مِن هَذِهِ السّنَنِ نَابَت عَنهُنّ وَ هيِ‌َ الغُسلُ وَ أَفضَلُ أَوقَاتِهِ قَبلَ الزّوَالِ وَ لَا تَدَع فِي سَفَرٍ وَ لَا حَضَرٍ وَ إِن كُنتَ مُسَافِراً وَ تَخَوّفتَ عَدَمَ المَاءِ يَومَ الجُمُعَةِ اغتَسِل يَومَ الخَمِيسِ فَإِنّ الغُسلَ يَومَ الجُمُعَةِ تَتمِيمٌ لِمَا يَلحَقُ الطّهُورَ فِي سَائِرِ الأَيّامِ مِنَ النّقصَانِ وَ يُستَحَبّ يَومَ الجُمُعَةِ صَلَاةُ التّسبِيحِ وَ هيِ‌َ صَلَاةُ جَعفَرٍ وَ صَلَاةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ رَكعَتَا الطّاهِرَةِ ع وَ لَا تَدَع تَسبِيحَ فَاطِمَةَ بِعَقِبِ كُلّ فَرِيضَةٍ وَ هيِ‌َ المِائَةُ وَ الِاستِغفَارَ بِعَقِبِهَا سَبعِينَ مَرّةً قَبلَ أَن تثُنيِ‌َ رِجلَكَ يَغفِرُ اللّهُ لَكَ جَمِيعَ ذُنُوبِكَ إِن شَاءَ وَ تَقرَأُ فِي صَلَوَاتِكَ كُلّهَا يَومَ الجُمُعَةِ وَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقُونَ وَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي وَ إِن نَسِيتَهَا أَو فِي وَاحِدَةٍ مِنهَا فَلَا إِعَادَةَ عَلَيكَ فَإِن ذَكَرتَهَا مِن قَبلِ أَن تَقرَأَ نِصفَ سُورَةٍ فَارجِع إِلَي سُورَةِ الجُمُعَةِ وَ إِن لَم تَذكُرهَا إِلّا بَعدَ مَا قَرَأتَ نِصفَ سُورَةٍ فَامضِ فِي صَلَاتِكَ

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَكثِرُوا الصّلَاةَ عَلَيّ اللّيلَةَ الغَرّاءَ وَ اليَومَ الأَزهَرَ فَقِيلَ وَ مَا اللّيلَةُ الغَرّاءُ وَ اليَومُ الأَزهَرُ فَقَالَ اللّيلَةُ الغَرّاءُ لَيلَةُ الجُمُعَةِ وَ اليَومُ الأَزهَرُ يَومُ الجُمُعَةِ فِيهِمَا لِلّهِ طُلَقَاءُ وَ عُتَقَاءُ وَ هُوَ يَومُ العِيدِ لأِمُتّيِ‌ أَكثِرُوا الصّدَقَةَ فِيهِمَا وَ روُيِ‌َ أَطرِفُوا أَهَالِيَكُم فِي كُلّ جُمُعَةٍ بشِيَ‌ءٍ مِنَ الفَاكِهَةِ وَ اللّحمِ حَتّي يَفرَحُوا بِالجُمُعَةِ

39-المَحَاسِنُ، عَنِ النهّيِكيِ‌ّ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن زِيَادِ بنِ مَروَانَ قَالَ


صفحه : 361

سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلَ ع يَقُولُ مَن أَكَلَ رُمّانَةً يَومَ الجُمُعَةِ عَلَي الرّيقِ نَوّرَت قَلبَهُ أَربَعِينَ صَبَاحاً فَإِن أَكَلَ رُمّانَتَينِ فَثَمَانِينَ يَوماً فَإِن أَكَلَ ثَلَاثاً فَمِائَةً وَ عِشرِينَ يَوماً وَ طُرِدَت عَنهُ وَسوَسَةُ الشّيطَانِ وَ مَن طُرِدَت عَنهُ وَسوَسَةُ الشّيطَانِ لَم يَعصِ اللّهَ وَ مَن لَم يَعصِ اللّهَ أَدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ

40- مُحَاسَبَةُ النّفسِ،لِلسّيّدِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ نَقلًا مِن كِتَابِ التّذيِيلِ لِمُحَمّدِ بنِ النّجّارِ فِي تَرجَمَةِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارِ بِإِسنَادِهِ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ الخَمِيسِ عِندَ العَصرِ أَهبَطَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَلَائِكَةً مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ مَعَهَا صَحَائِفُ مِن فِضّةٍ بِأَيدِيهِم أَقلَامٌ مِن ذَهَبٍ تَكتُبُ الصّلَاةَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ إِلَي عِندِ غُرُوبِ الشّمسِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ

41- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَلّمَ أَظَافِيرَهُ يَومَ الجُمُعَةِ لَم تَشعَث أَنَامِلُهُ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَلّمَ أَظَافِيرَهُ يَومَ الجُمُعَةِ أَخرَجَ اللّهُ تَعَالَي مِن أَنَامِلِهِ دَاءً وَ أَدخَلَ فِيهِ شِفَاءً

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ النّبِيّص لِيَتَطَيّب أَحَدُكُم يَومَ الجُمُعَةِ وَ لَو كَانَ مِن قَارُورَةِ امرَأَتِهِ

42- عُدّةُ الداّعيِ‌، فِي بَعضِ الرّوَايَاتِ أَنّ الدّعَاءَ بَعدَ قِرَاءَةِ الجَحدِ عَشرَ مَرّاتٍ عِندَ طُلُوعِ الشّمسِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ مُستَجَابٌ

43- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِرَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ يَومَ الجُمُعَةِ هَل صُمتَ اليَومَ قَالَ لَا قَالَ فَهَل تَصَدّقتَ اليَومَ بشِيَ‌ءٍ قَالَ لَا قَالَ قُم فَأَصِب مِن أَهلِكَ فَإِنّهُ مِنكَ صَدَقَةٌ عَلَيهَا


صفحه : 362

44- الخِصَالُ،بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَمسُ خِصَالٍ تُورِثُ البَرَصَ النّورَةُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ الخَبَرَ

بيان لعله في الجمعة محمولة علي التقية أوالنسخ لَمّا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قِيلَ لَهُ يَزعُمُ بَعضُ النّاسِ أَنّ النّورَةَ يَومَ الجُمُعَةِ مَكرُوهَةٌ فَقَالَ لَيسَ حَيثُ ذَهَبَ أَيّ طَهُورٍ أَطهَرُ مِنَ النّورَةِ يَومَ الجُمُعَةِ

45- المُقنِعَةُ، عَنِ الصّادِقِ ع يُستَحَبّ أَن يُقرَأَ دُبُرَ الغَدَاةِ يَومَ الجُمُعَةِ الرّحمَنُ ثُمّ تَقُولُ كُلّمَا قُلتَفبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ لَا بشِيَ‌ءٍ مِن آلَائِكَ رَبّ أُكَذّبُ وَ قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ الجُمُعَةِ فِي كُلّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ كَانَت كَفّارَةً لِمَا بَينَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ

46- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ صَلّيتُ مَعَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع الفَجرَ بِالمَدِينَةِ فِي يَومِ جُمُعَةٍ فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ وَ تَسبِيحِهِ نَهَضَ إِلَي مَنزِلِهِ وَ أَنَا مَعَهُ فَدَعَا مَولَاةً لَهُ تُسَمّي سُكَينَةَ فَقَالَ لَهَا لَا يَعبُرُ عَلَي باَبيِ‌ سَائِلٌ إِلّا أَطعَمتُمُوهُ فَإِنّ اليَومَ يَومُ الجُمُعَةِ الخَبَرَ

47- المُقنِعَةُ،روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ الصّدَقَةُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ وَ يَومَهَا بِأَلفٍ

48-المَحَاسِنُ، عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ


صفحه : 363

ع قَالَ قَالَ النّبِيّص مَن صَلّي بَينَ الجُمُعَتَينِ خَمسَ مِائَةِ صَلَاةٍ فَلَهُ عِندَ اللّهِ مَا يَتَمَنّي مِنَ الخَيرِ

ثواب الأعمال ، عن محمد بن الحسن عن محمد بن يحيي عن محمد بن أحمد عن محمد بن حسان عن أبي محمدالرازي‌ عن السكوني‌ مثله بيان لَعَلّ المُرَادَ بِالصّلَاةِ الرّكعَةُ لِمَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ

مَن تَنَفّلَ مَا بَينَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ بِخَمسِ مِائَةِ رَكعَةٍ فَلَهُ عِندَ اللّهِ مَا شَاءَ إِلّا أَن يَتَمَنّي مُحَرّماً

49- مَجمَعُ البَيَانِ، وَ جُنّةُ الأَمَانِ، فِي الحَدِيثِ إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ قَعَدَتِ المَلَائِكَةُ عَلَي أَبوَابِ المَسجِدِ بِأَيدِيهِم صُحُفٌ مِن فِضّةٍ وَ أَقلَامٌ مِن ذَهَبٍ يَكتُبُونَ الأَوّلَ فَالأَوّلَ عَلَي مَرَاتِبِهِم وَ كَانَتِ الطّرُقَاتُ فِي أَيّامِ السّلَفِ وَقتِ السّحَرِ وَ بَعدَ الفَجرِ مُختَصّةً بِالمُبتَكِرِينَ إِلَي الجُمُعَةِ يَمشُونَ بِالطّرُقِ وَ قِيلَ أَوّلُ بِدعَةٍ فِي الإِسلَامِ تَركُ البُكُورَةِ إِلَي الجُمُعَةِ

وَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ أَنّهُ بَكّرَ فَرَأَي ثَلَاثَةَ نَفَرٍ قَد سَبَقُوهُ فَاغتَمّ وَ جَعَلَ يُعَاتِبُ نَفسَهُ وَ يَقُولُ لَهَا أَرَاكَ رَابِعَ أَربَعَةٍ وَ مَا رَابِعُ أَربَعَةٍ بِسَعِيدٍ

50- إِختِيَارُ ابنِ الباَقيِ‌، وَ الجُنّةُ،[جنة الأمان ] يَدعُو فِي سَاعَةِ الِاستِجَابَةِ بِهَذَا الدّعَاءِ وَ هُوَ مرَويِ‌ّ عَنِ النّبِيّص سُبحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ يَا حَنّانُ يَا مَنّانُ يَا بَدِيعَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ يَا ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ ثُمّ تَدعُو بِمَا أَحبَبتَ

51-المُتَهَجّدُ، وَ الجُنّةُ،[جُنّةُ الأَمَانِ] عَنِ الصّادِقِ ع مَن قَالَ بَعدَ صَلَاةِ الظّهرِ وَ صَلَاةِ الفَجرِ فِي الجُمُعَةِ وَ غَيرِهَا أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ عَجّل فَرَجَهُم لَم يَمُت حَتّي


صفحه : 364

يُدرِكَ القَائِمَ المهَديِ‌ّ ع

52- الجُنّةُ،[جُنّةُ الأَمَانِ] فَمَن صَلّي عَلَي النّبِيّص بِهَذِهِ الصّلَوَاتِ يَومَ الجُمُعَةِ مِائَةً قَضَي اللّهُ لَهُ سِتّينَ حَاجَةً ثَلَاثُونَ مِن حَوَائِجِ الدّنيَا وَ ثَلَاثُونَ مِن حَوَائِجِ الآخِرَةِ

وَ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الإِخلَاصِ لأِبَيِ‌ نَعِيمٍ يَرفَعُهُ أَنّ مَن قَرَأَ يَومَ الجُمُعَةِ سُورَةَ التّوحِيدِ مِائَةَ مَرّةٍ فَقَد أَدّي مِن فَضَائِلِ سُورَةِ الإِخلَاصِ مَا أَدّي حَمَلَةُ العَرشِ مِن حَقّ العَرشِ

53- المُتَهَجّدُ، وَ الجُنّةُ،[جُنّةُ الأَمَانِ] عَنِ الصّادِقِ ع مَن قَالَ بَعدَ صَلَاةِ الفَجرِ وَ بَعدَ صَلَاةِ الجُمُعَةِ أللّهُمّ اجعَل صَلَوَاتِكَ وَ صَلَوَاتِ مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ لَم يُكتَب عَلَيهِ ذَنبٌ سَنَةً

54- المُتَهَجّدُ، قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ أُسَبّحُ وَ أَذكُرُ اللّهَ تَعَالَي يَومَ الجُمُعَةِ ثَلَاثِينَ مَرّةً

55- الذّكرَي،نَقلًا عَن كِتَابِ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ الميِثمَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّادِقِ ع قَالَ صَلّ يَومَ الجُمُعَةِ الغَدَاةَ بِالجُمُعَةِ وَ الإِخلَاصِ وَ اقنُت فِي الثّانِيَةِ بِقَدرِ مَا قُمتَ فِي الرّكعَةِ الأُولَي

56- الدّعَائِمُ، عَنِ النّبِيّص قَالَ أَكثِرُوا مِنَ الصّلَاةِ عَلَيّ يَومَ الجُمُعَةِ فَإِنّهُ يَومٌ يُضَاعَفُ فِيهِ الأَعمَالُ

عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَبعَثُ مَلَائِكَةً إِذَا انفَجَرَ الفَجرُ يَومَ الجُمُعَةِ يَكتُبُونَ الصّلَاةَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ إِلَي اللّيلِ


صفحه : 365

وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ الأَعمَالُ تُضَاعَفُ يَومَ الجُمُعَةِ فَأَكثِرُوا فِيهِ مِنَ الصّلَاةِ وَ الصّدَقَةِ وَ الدّعَاءِ

وَ عَنهُ ع قَالَ لَا تَدَعِ الغُسلَ يَومَ الجُمُعَةِ فَإِنّهُ مِنَ السّنّةِ وَ ليَكُن غُسلُكَ قَبلَ الزّوَالِ

وَ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ لِيَتَطَيّب أَحَدُكُم يَومَ الجُمُعَةِ وَ لَو مِن قَارُورَةِ امرَأَتِهِ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا تَدَع يَومَ الجُمُعَةِ أَن تَلبَسَ صَالِحَ ثِيَابِكَ

57- كِتَابٌ مِن مُؤَلّفَاتِ عَلِيّ بنِ بَابَوَيهِ، عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص غُسلُ يَومِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَي كُلّ مُحتَلِمٍ

58- كِتَابُ الحُسَينِ بنِ عُثمَانَ،عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ فَالبَس أَحسَنَ ثِيَابِكَ وَ مَسّ الطّيبَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا لَم يُصِبِ الطّيبَ دَعَا بِالثّوبِ المَصبُوغِ فَرَشّهُ بِالمَاءِ ثُمّ مَسَحَ بِهِ وَجهَهُ

59-جَمَالُ الأُسبُوعِ،صَلَاةٌ عَلّمَهَا رَسُولُ اللّهِص أَنّهُ قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ لِابنَتِهِ فَاطِمَةَ ع إنِنّيِ‌ أُرِيدُ أَن أَخُصّكُمَا بشِيَ‌ءٍ مِنَ الخَيرِ مِمّا علَمّنَيِ‌ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ اطلّعَنَيِ‌ اللّهُ عَلَيهِ فَاحتَفَظَا بِهِ قَالَا نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِص فَمَا هُوَ قَالَ يصُلَيّ‌ أَحَدُكُمَا رَكعَتَينِ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ آخِرَ الحَشرِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ مِن قَولِهِلَو أَنزَلنا هذَا القُرآنَ عَلي جَبَلٍ إِلَي آخِرِهِ فَإِذَا جَلَسَ فَليَتَشَهّد وَ ليُثنِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ليُصَلّ عَلَي النّبِيّص وَ ليَدعُ لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ ثُمّ يَدعُو عَلَي


صفحه : 366

أَثَرِ ذَلِكَ فَيَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ كُلّ اسمٍ هُوَ لَكَ يَحِقّ عَلَيكَ فِيهِ إِجَابَةُ الدّعَاءِ إِذَا دُعِيتَ بِهِ وَ أَسأَلُكَ بِحَقّ كُلّ ذيِ‌ حَقّ عَلَيكَ وَ أَسأَلُكَ بِحَقّكَ عَلَي جَمِيعِ مَا هُوَ دُونَكَ أَن تَفعَلَ بيِ‌ كَذَا وَ كَذَا صَلَاةٌ أُخرَي لِيَومِ الجُمُعَةِ عَنهُص أَنّهُ قَالَ مَن صَلّي يَومَ الجُمُعَةِ رَكعَتَينِ يَقرَأُ فِي إِحدَاهُمَا فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ مِائَةَ مَرّةٍ ثُمّ يَتَشَهّدُ وَ يُسَلّمُ وَ يَقُولُ يَا نُورَ النّورِ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ يَا رَحِيمُ يَا حيَ‌ّ يَا قَيّومُ افتَح لِي أَبوَابَ رَحمَتِكَ وَ مَغفِرَتِكَ وَ مُنّ عَلَيّ بِدُخُولِ جَنّتِكَ وَ أعَتقِنيِ‌ مِنَ النّارِ يَقُولُهَا سَبعَ مَرّاتٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ سَبعِينَ مَرّةً وَاحِدَةً تَصلُحُ دُنيَاهُ وَ تِسعَةً وَ سِتّينَ لَهُ فِي الجَنّةِ دَرَجَاتٍ وَ لَا يَعلَمُ ثَوَابَهُ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

60- المُتَهَجّدُ، وَ الجَمَالُ،رَوَي أَبُو إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَرَادَ أَن يُدرِكَ فَضلَ يَومِ الجُمُعَةِ فَليُصَلّ قَبلَ الظّهرِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَرّةً وَ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ خَمسَ عَشرَةَ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمسَ عَشرَةَ مَرّةً فَإِذَا فَرَغَ مِن هَذِهِ الصّلَاةِ استَغفَرَ اللّهَ سَبعِينَ مَرّةً وَ يَقُولُ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ خَمسِينَ مَرّةً وَ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ خَمسِينَ مَرّةً وَ يَقُولُ صَلّي اللّهُ عَلَي النّبِيّ الأمُيّ‌ّ وَ آلِهِ خَمسِينَ مَرّةً فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ لَم يَقُم مِن مَقَامِهِ حَتّي يُعتِقَهُ اللّهُ مِنَ النّارِ

أَقُولُ رَوَاهَا السّيّدُ فِي مَوضِعٍ آخَرَ مُسنَداً عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن أَبِي حَدِيثَةَ عَن سُفيَانَ عَن أَبِي إِسحَاقَ مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ وَ يَقبَلُ صَلَاتَهُ وَ يَستَجِيبُ دُعَاءَهُ وَ يَغفِرُ لَهُ وَ لِأَبَوَيهِ وَ يَكتُبُ اللّهُ تَعَالَي لَهُ بِكُلّ حَرفٍ خَرَجَ مِن فِيهِ حَجّةً وَ عُمرَةً وَ يبَنيِ‌ لَهُ بِكُلّ حَرفٍ مَدِينَةً وَ يُعطِيهِ ثَوَابَ مَن صَلّي فِي مَسَاجِدِ الأَمصَارِ الجَامِعَةِ مِنَ الأَنبِيَاءِ

61-المُتَهَجّدُ، وَ الجَمَالُ، وَ البَلَدُ،أَربَعُ رَكَعَاتٍ أُخرَي رَوَي أَنَسُ بنُ مَالِكٍ


صفحه : 367

قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي يَومَ الجُمُعَةِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ قَبلَ الفَرِيضَةِ يَقرَأُ فِي الأُولَي فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَرّةً وَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمسَ عَشرَةَ مَرّةً وَ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَرّةً وَ إِذَا زُلزِلَتِ الأَرضُ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمسَ عَشرَةَ مَرّةً وَ فِي الرّكعَةِ الثّالِثَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَرّةً وَ أَلهَاكُمُ التّكَاثُرُ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمسَ عَشرَةَ مَرّةً وَ فِي الرّكعَةِ الرّابِعَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَرّةً وَ سُورَةَ إِذَا جَاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمسَ عَشرَةَ مَرّةً فَإِذَا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ رَفَعَ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ يَسأَلُهُ حَاجَتَهُ

62- الجَمَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ اليزَدآَباَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ القزَويِنيِ‌ّ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَزِيدَ بنِ حُمَيدٍ عَن أَنَسٍ مِثلَهُ

أَربَعُ رَكَعَاتٍ أُخَرَ رَوَي جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي يَومَ الجُمُعَةِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِي الأُولَي وَ الثّانِيَةِ وَ الثّالِثَةِ وَ الرّابِعَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمسِينَ مَرّةً وَ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ خَمسِينَ مَرّةً جَعَلَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا عَلَي الصّرَاطِ وَ الجَنّةِ حَيثُ يَشَاءُ

أَربَعُ رَكَعَاتٍ أُخَرَ روُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ أَمَرَ رَجُلًا أَن يصُلَيّ‌َ الضّحَي يَومَ الجُمُعَةِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ عَشرَ مَرّاتٍ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ عَشرَ مَرّاتٍ ثُمّ قَالَ فَإِذَا سَلّمتَ استَغفِرِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ سَبعِينَ مَرّةً وَ قُل سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ

63-المُتَهَجّدُ، وَ الجَمَالُ،صَلَاةٌ أُخرَي لِيَومِ الجُمُعَةِ رَوَي حُمَيدُ بنُ المُثَنّي قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ فَصَلّ رَكعَتَينِ تَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدَ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ سِتّينَ مَرّةً فَإِذَا رَكَعتَ قُلتَ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ إِن شِئتَ سَبعَ مَرّاتٍ فَإِذَا سَجَدتَ قُلتَ سَجَدَ لَكَ سوَاَديِ‌ وَ خيَاَليِ‌ وَ آمَنَ بِكَ فؤُاَديِ‌ وَ أَبُوءُ إِلَيكَ بِالنّعَمِ وَ أَعتَرِفُ


صفحه : 368

لَكَ بِالذّنبِ العَظِيمِ عَمِلتُ سُوءاً وَ ظَلَمتُ نفَسيِ‌ فَاغفِر لِي ذنُوُبيِ‌ فَإِنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ إِلّا أَنتَ أَعُوذُ بِعَفوِكَ مِن عُقُوبَتِكَ وَ أَعُوذُ بِرَحمَتِكَ مِن نَقِمَتِكَ وَ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِن سَخَطِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنكَ لَا أَبلُغُ مِدحَتَكَ وَ لَا أحُصيِ‌ نِعمَتَكَ وَ لَا الثّنَاءَ عَلَيكَ أَنتَ كَمَا أَثنَيتَ عَلَي نَفسِكَ وَ عَمِلتُ سُوءاً وَ ظَلَمتُ نفَسيِ‌ فَاغفِر لِي ذنُوُبيِ‌ إِنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ إِلّا أَنتَ قَالَ قُلتُ فِي أَيّ سَاعَةٍ أُصَلّيهَا مِن يَومِ الجُمُعَةِ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إِذَا ارتَفَعَ النّهَارُ مَا بَينَكَ وَ بَينَ زَوَالِ الشّمسِ ثُمّ قَالَ مَن فَعَلَهَا فَكَأَنّمَا قَرَأَ القُرآنَ أَربَعِينَ مَرّةً

بيان السواد الشخص وحبة القلب أي سويداؤه والخيال بالفتح شخص الرجل وطلعته والطيف وصورة الإنسان في الماء والمرآة وهنا يحتمل السواد الوجهين والخيال يحتمل الأول والثاني‌ والقوي المدركة أقول روي السيد هذه الصلاة في موضع آخر عن علي بن محمد بن يوسف البزاز عن جعفر بن محمد بن مسرور عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبدالحميد العطار عن منصور بن يونس عن أبي المغراء حميد بن المثني مثله

64-الجَمَالُ، وَ المُتَهَجّدُ،أَربَعُ رَكَعَاتٍ أُخَرُ روُيِ‌َ عَن صَفوَانَ قَالَدَخَلَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الحلَبَيِ‌ّ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي يَومِ الجُمُعَةِ فَقَالَ لَهُ تعُلَمّنُيِ‌ أَفضَلَ مَا أَصنَعُ فِي هَذَا اليَومِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَا أَعلَمُ أَنّ أَحَداً كَانَ أَكبَرَ عِندَ رَسُولِ اللّهِص مِن فَاطِمَةَ ع وَ لَا أَفضَلَ مِمّا عَلّمَهَا أَبُوهَا مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ مَن أَصبَحَ يَومَ الجُمُعَةِ فَاغتَسَلَ وَ صَفّ قَدَمَيهِ وَ صَلّي أَربَعَ رَكَعَاتٍ مَثنَي مَثنَي يَقرَأُ فِي أَوّلِ رَكعَةٍ الحَمدَ وَ الإِخلَاصَ خَمسِينَ مَرّةً وَ فِي الثّانِيَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ العَادِيَاتِ خَمسِينَ مَرّةً وَ فِي الثّالِثَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ إِذَا زُلزِلَتِ الأَرضُ خَمسِينَ مَرّةً وَ فِي الرّابِعَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ إِذَا جَاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ خَمسِينَ مَرّةً وَ هَذِهِ سُورَةُ النّصرِ وَ هيِ‌َ آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَت فَإِذَا فَرَغَ مِنهَا دَعَا فَقَالَ


صفحه : 369

إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ مَن تَهَيّأَ أَو تَعَبّأَ أَو أَعَدّ أَوِ استَعَدّ لِوِفَادَةٍ إِلَي مَخلُوقٍ رَجَاءَ رِفدِهِ وَ فَوَائِدِهِ وَ نَائِلِهِ وَ فَوَاضِلِهِ وَ جَوَائِزِهِ فَإِلَيكَ يَا إلِهَيِ‌ كَانَت تهَيئِتَيِ‌ وَ تعَبئِتَيِ‌ وَ إعِداَديِ‌ وَ استعِداَديِ‌ رَجَاءَ رِفدِكَ وَ مَعرُوفِكَ وَ نَائِلِكَ وَ جَوَائِزِكَ فَلَا تخيبي‌[تخُيَبّنيِ‌] مِن ذَلِكَ يَا مَن لَا يُخَيّبُ مَسأَلَةَ سَائِلٍ وَ لَا تَنقُصُهُ عَطِيّةُ نَائِلٍ لَم آتِكَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَدّمتُهُ وَ لَا بِشَفَاعَةِ مَخلُوقٍ رَجَوتُهُ أَتَقَرّبُ إِلَيكَ بِشَفَاعَةِ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِم أَجمَعِينَ أَرجُو عَظِيمَ عَفوِكَ ألّذِي عَفَوتَ بِهِ عَلَي الخَاطِئِينَ عِندَ عُكُوفِهِم عَلَي المَحَارِمِ فَلَم يَمنَعكَ طُولُ عُكُوفِهِم عَلَي المَحَارِمِ أَن عُدتَ عَلَيهِم بِالمَغفِرَةِ وَ أَنتَ سيَدّيِ‌َ العَوّادُ بِالنّعمَاءِ وَ أَنَا العَوّادُ بِالخَطَاءِ أَسأَلُكَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ أَن تَغفِرَ لِي ذنَبيِ‌َ العَظِيمَ فَإِنّهُ لَا يَغفِرُ ذنَبيِ‌َ العَظِيمَ إِلّا العَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ

صَلَاةٌ أُخرَي رَوَي عَنبَسَةُ بنُ مُصعَبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ اِبرَاهِيمَ وَ سُورَةَ الحِجرِ فِي رَكعَتَينِ جَمِيعاً فِي يَومِ جُمُعَةٍ لَم يُصِبهُ فَقرٌ أَبَداً وَ لَا جُنُونٌ وَ لَا بَلوَي

وَ صَلَاةٌ أُخرَي رَوَي الحَارِثُ الهمَداَنيِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ إِنِ استَطَعتَ أَن تصُلَيّ‌َ يَومَ الجُمُعَةِ عَشرَ رَكَعَاتٍ تُتِمّ سُجُودَهُنّ وَ رُكُوعَهُنّ وَ تَقُولُ فِيمَا بَينَ كُلّ رَكعَتَينِ سُبحَانَ اللّهِ وَ بِحَمدِهِ مِائَةَ مَرّةٍ فَافعَل تَمَامَ الخَبَرِ

65-المُتَهَجّدُ، وَ جَمَالُ الأُسبُوعِ،صَلَاةٌ أُخرَي رَكعَتَانِ رَوَي مُحَمّدُ بنُ دَاوُدَ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِيهِ قَالَدَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ‌ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع فَرَأَيتُهُ يصُلَيّ‌ ثُمّ رَأَيتُهُ قَنَتَ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ فِي قِيَامِهِ وَ رُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ ثُمّ أَقبَلَ بِوَجهِهِ الكَرِيمِ عَلَي اللّهِ ثُمّ قَالَ يَا دَاوُدُ هيِ‌َ رَكعَتَانِ وَ اللّهِ لَا يُصَلّيهِمَا أَحَدٌ فَيَرَي النّارَ بِعَينِهِ بَعدَ مَا يأَتيِ‌ فِيهِمَا مَا أَتَيتُ فَلَم أَبرَح مِن مكَاَنيِ‌ حَتّي علَمّنَيِ‌ قَالَ مُحَمّدُ بنُ دَاوُدَ فعَلَمّنيِ‌ يَا أَبَه كَمَا عَلّمَكَ قَالَ إنِيّ‌ لَأَشفَقُ عَلَيكَ أَن تُضَيّعَ قُلتُ كَلّا إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ قَبلَ أَن تَزُولَ الشّمسُ فَصَلّهِمَا وَ اقرَأ فِي الرّكعَةِ الأُولَي فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ وَ فِي الثّانِيَةِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ تَستَفتِحُهُمَا بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ فَإِذَا فَرَغتَ


صفحه : 370

مِن قِرَاءَةِ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ فَارفَع يَدَيكَ قَبلَ أَن تَركَعَ وَ قُل إلِهَيِ‌ إلِهَيِ‌ إلِهَيِ‌ أَسأَلُكَ رَاغِباً وَ أَقصِدُكَ سَائِلًا وَاقِفاً بَينَ يَدَيكَ مُتَضَرّعاً إِلَيكَ إِن أقَنطَتَنيِ‌ ذنُوُبيِ‌ نشَطّنَيِ‌ عَفوُكَ وَ إِن أسَكتَنَيِ‌ عمَلَيِ‌ أنَطقَنَيِ‌ صَفحُكَ فَصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ فَأَسأَلُكَ العَفوَ العَفوَ ثُمّ تَركَعُ وَ تَفرُغُ مِن تَسبِيحِكَ وَ قُل هَذَا وُقُوفُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ يَا رَبّ أَدعُوكَ مُتَضَرّعاً وَ رَاكِعاً مُتَقَرّباً إِلَيكَ بِالذّلّةِ خَاشِعاً فَلَستُ بِأَوّلِ مُنطَقٍ مِن حِشمَةٍ مُتَذَلّلًا أَنتَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ موَلاَي‌َ أَنتَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ موَلاَي‌َ فَإِذَا سَجَدتَ فَابسُط يَدَيكَ كَطَالِبِ حَاجَةٍ وَ قُل سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ رَبّ هَذِهِ يدَاَي‌َ مَبسُوطَتَانِ بَينَ يَدَيكَ هَذِهِ جَوَامِعُ بدَنَيِ‌ خَاضِعَةً بِفِنَائِكَ وَ هَذِهِ أسَباَبيِ‌ مُجتَمِعَةً لِعِبَادَتِكَ لَا أدَريِ‌ بأِيَ‌ّ نَعمَائِكَ أُقلَبُ وَ لِأَيّهَا أَقصِدُ لِعِبَادَتِكَ أَ لِمَسأَلَتِكَ أَمِ الرّغبَةِ إِلَيكَ فَاملَأ قلَبيِ‌ خَشيَةً مِنكَ وَ اجعلَنيِ‌ فِي كُلّ حاَلاَتيِ‌ لَكَ قصَديِ‌ أَنتَ سيَدّيِ‌ فِي كلّ مَكَانٍ وَ إِن حَجَبَت عَنكَ أَعيُنُ النّاظِرِينَ إِلَيكَ أَسأَلُكَ بِكَ إِذ جَعَلتَ فِيّ طَمَعاً فِيكَ لِعَفوِكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ تَرحَمَ مَن يَسأَلُكَ وَ هُوَ مَن قَد عَلِمتَ بِكَمَالِ عُيُوبِهِ وَ ذُنُوبِهِ لَم يَبسُط إِلَيكَ يَدَهُ إِلّا ثِقَةً بِكَ وَ لَا لِسَانَهُ إِلّا فَرَحاً بِكَ فَارحَم مَن كَثُرَ ذَنبُهُ عَلَي قِلّتِهِ وَ قَلّت ذُنُوبُهُ فِي سَعَةِ عَفوِكَ وَ جرَأّنَيِ‌ جرُميِ‌ وَ ذنَبيِ‌ بِمَا جَعَلتَ مِن طَمَعٍ إِذَا يَئِسَ الغَرُورُ الجَهُولُ مِن فَضلِكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَسأَلُكَ لإِخِواَنيِ‌ فِيكَ العَفوَ العَفوَ ثُمّ تَجلِسُ ثُمّ تَسجُدُ الثّانِيَةَ وَ قُل يَا مَن هدَاَنيِ‌ إِلَيهِ وَ دلَنّيِ‌ حَقِيقَةَ الوُجُودِ عَلَيهِ وَ ساَقنَيِ‌ مِنَ الحَيرَةِ إِلَي مَعرِفَتِهِ وَ بصَرّنَيِ‌ رشُديِ‌ بِرَأفَتِهِ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اقبلَنيِ‌ عَبداً وَلا تذَرَنيِ‌ فَرداً أَنتَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ موَلاَي‌َ أَنتَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ يَا موَلاَي‌َ ثُمّ قَالَ دَاوُدُ وَ اللّهِ لَقَد حَلَفَ لِي عَلَيهِمَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ هُوَ تُجَاهَ القِبلَةِ


صفحه : 371

أَنّهُ لَا يَنصَرِفُ أَحَدٌ مِن بَينِ يدَيَ‌ رَبّهِ تَعَالَي إِلّا مَغفُوراً لَهُ وَ إِن كَانَت لَهُ حَاجَةٌ قَضَاهَا

بيان بأول منطق علي بناء المفعول من حشمة أي لست أول من أنطقته حشمته أي استحياؤه و في بعض النسخ منطو أي من انطوي بحاجته لحيائه و لم يظهرها و هذه أسبابي‌ أي أعضائي‌ وقواي‌ ومشاعري‌ علي قلته أي ذلته وحقارته و قوله ع ودلني‌ حقيقة الوجود عليه إشارة إلي طريقة الصديقين الذين يستدلون بالحق عليه

66- الجَمَالُ، عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ يَومُ الجُمُعَةِ صَلَاةٌ كُلّهُ مَا مِن عَبدٍ قَامَ إِذَا ارتَفَعَتِ الشّمسُ قَدرَ رُمحٍ وَ أَكثَرَ يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ إِيمَاناً وَ احتِسَاباً إِلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ ماِئتَيَ‌ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنهُ ماِئتَيَ‌ سَيّئَةٍ وَ مَن صَلّي ثَمَانَ رَكَعَاتٍ رَفَعَ اللّهُ لَهُ فِي الجَنّةِ ثَمَانَ مِائَةِ دَرَجَةٍ وَ غَفَرَ لَهُ ذُنُوبَهُ كُلّهَا وَ مَن صَلّي اثنتَيَ‌ عَشرَةَ رَكعَةً كنت [كَتَبَ] اللّهُ لَهُ أَلفاً وَ ماِئتَيَ‌ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنهُ أَلفاً وَ ماِئتَيَ‌ سَيّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ فِي الجَنّةِ أَلفاً وَ ماِئتَيَ‌ دَرَجَةٍ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي الصّبحَ يَومَ الجُمُعَةِ ثُمّ جَلَسَ فِي المَسجِدِ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ كَانَ لَهُ فِي الفِردَوسِ سَبعُونَ دَرَجَةً بُعدُ مَا بَينَ الدّرَجَتَينِ حُضرُ الفَرَسِ المُضَمّرِ سَبعِينَ سَنَةً وَ مَن صَلّي يَومَ الجُمُعَةِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ قَرَأَ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدَ مَرّةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمسِينَ مَرّةً لَم يَمُت حَتّي يَرَي مَقعَدَهُ مِنَ الجَنّةِ أَو يُرَي لَهُ

بيان الحضر بالضم العدو وتضمير الفرس أن تعلفه حتي يسمن

67-جَمَالُ الأُسبُوعِ،الصّلَاةُ المَعرُوفَةُ بِالكَامِلَةِ حَدّثَ مُحَمّدُ بنُ وَهبَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ زَكَرِيّا الغلَاَبيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ عَن عُتبَةَ بنِ الزّبَيرِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي أَربَعَ رَكَعَاتٍ يَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ الصّلَاةِ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ عَشرَ مَرّاتٍ وَ مِثلَهَا قُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ


صفحه : 372

وَ مِثلَهَا قُل أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ وَ مِثلَهَا قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ مِثلَهَا قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ مِثلَهَا آيَةَ الكرُسيِ‌ّ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَقرَأُ عَشرَ مَرّاتٍ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ عَشرَ مَرّاتٍشَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَ المَلائِكَةُ وَ أُولُوا العِلمِ قائِماً بِالقِسطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَ بَعدَ فَرَاغِهِ مِنَ الصّلَاةِ يَستَغفِرُ اللّهَ مِائَةَ مَرّةٍ وَ يَقُولُ أَستَغفِرُ اللّهَ ربَيّ‌ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَستَغفِرُ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ الحيَ‌ّ القَيّومُ غَافِرُ الذّنبِ وَاسِعُ المَغفِرَةِ وَ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ مِائَةَ مَرّةٍ وَ يصُلَيّ‌ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ مِائَةَ مَرّةٍ ثُمّ يَدعُو بَعدَ ذَلِكَ بِالدّعَاءِ ألّذِي يأَتيِ‌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي هَذِهِ الصّلَاةَ وَ قَالَ هَذَا القَولَ رَفَعَ اللّهُ عَنهُ شَرّ أَهلِ السّمَاءِ وَ أَهلِ الأَرضِ وَ شَرّ الشّيطَانِ وَ شَرّ كُلّ سُلطَانٍ جَائِرٍ وَ قَضَي اللّهُ لَهُ سَبعِينَ حَاجَةً فِي الدّنيَا وَ سَبعِينَ حَاجَةً فِي الآخِرَةِ مَقضِيّةً غَيرَ مَردُودَةٍ وَ قَالَ اللّيلُ وَ النّهَارُ أَربَعٌ وَ عِشرُونَ سَاعَةً يُعتِقُ اللّهُ تَعَالَي لِصَاحِبِ هَذِهِ الصّلَاةِ فِي كُلّ سَاعَةٍ لِكَرَامَتِهِ عَلَي اللّهِ سَبعِينَ أَلفَ إِنسَانٍ قَدِ استَوجَبُوا النّارَ مِنَ المُوَحّدِينَ يُعتِقُهُمُ اللّهُ مِنَ النّارِ وَ لَو أَنّ صَاحِبَ هَذِهِ الصّلَاةِ أَتَي المَقَابِرَ فَدَعَا المَوتَي أَجَابُوهُ بِإِذنِ اللّهِ لِكَرَامَتِهِ عَلَي اللّهِ تَعَالَي ثُمّ قَالَ ع وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ إِنّ العَبدَ إِذَا صَلّي هَذِهِ الصّلَاةَ وَ دَعَا بِهَذَا الدّعَاءِ بَعَثَ اللّهُ لَهُ سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ يَكتُبُونَ لَهُ الحَسَنَاتِ وَ يَدفَعُونَ عَنهُ السّيّئَاتِ وَ يَرفَعُونَ لَهُ الدّرَجَاتِ وَ يَستَغفِرُونَ لَهُ وَ يُصَلّونَ عَلَيهِ حَتّي يَمُوتَ وَ لَو أَنّ رَجُلًا لَا يُولَدُ لَهُ وَلَدٌ وَ امرَأَةً لَا يُولَدُ لَهَا صَلّيَا هَذِهِ الصّلَوَاتِ وَ دَعَوَا بِهَذَا الدّعَاءِ رَزَقَهُمَا اللّهُ وَلَداً وَ لَو مَاتَ بَعدَ هَذِهِ الصّلَاةِ لَكَانَ لَهُ أَجرُ سَبعِينَ أَلفَ شَهِيدٍ وَ حِينَ يَفرُغُ مِن هَذِهِ الصّلَوَاتِ يُعطِيهِ اللّهُ بِكُلّ قَطرَةٍ قَطَرَت مِنَ السّمَاءِ وَ بِعَدَدِ نَبَاتِ الأَرضِ وَ كَتَبَ لَهُ مِثلَ أَجرِ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي وَ زَكَرِيّا وَ يَحيَي صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ آلِهِم


صفحه : 373

وَ فَتَحَ عَلَيهِ بَابَ الغِنَي وَ سَدّ عَنهُ بَابَ الفَقرِ وَ لَم يَلذَعهُ حَيّةٌ وَ لَا عَقرَبٌ وَ لَا يَمُوتُ غَرَقاً وَ لَا حَرَقاً وَ لَا شَرَقاً قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ أَنَا الضّامِنُ عَلَيهِ وَ يَنظُرُ اللّهُ إِلَيهِ فِي كُلّ يَومٍ ثَلَاثَ مِائَةٍ وَ سِتّينَ نَظرَةً وَ مَن يَنظُر إِلَيهِ يُنزِل عَلَيهِ الرّحمَةَ وَ المَغفِرَةَ وَ لَو صَلّي هَذِهِ الصّلَاةَ وَ كَتَبَ مَا قَالَ فِيهَا بِزَعفَرَانٍ وَ غَسَلَ بِمَاءِ المَطَرِ وَ سقُيِ‌َ المَجنُونُ وَ المَجذُومُ وَ الأَبرَصُ لَشَفَاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ خَفّفَ عَنهُ وَ عَن وَالِدَيهِ وَ لَو كَانَا مُشرِكَينِ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ هَذِهِ الصّلَاةُ يُقَالُ لَهَا الكَامِلَةُ الدّعَاءُ بَعدَ هَذِهِ الصّلَاةِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ الصّادِقِينَ كَمَا أَنتَ وَ هُم بِكَ وَ مِنكَ أَهلُهُ وَ اكفنِيِ‌ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم كُلّ مُهِمّ وَ اقضِ لِي بِهِم كُلّ حَاجَةٍ مَعَ حَوَائِجِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ وفَقّنيِ‌ لِمَا يُرضِيكَ عنَيّ‌ وَ أرَشدِنيِ‌ للِذّيِ‌ هُوَ أَفضَلُ وَ اعصمِنيِ‌ فِي جَمِيعِ أمُوُريِ‌ وَ أعَذِنيِ‌ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ لَا تُسَلّطهُ عَلَيّ طَرفَةَ عَينٍ وَ لَا أَقَلّ مِن ذَلِكَ وَ لَا أَكثَرَ وَ امنعَنيِ‌أَن يَفرُطَ عَلَينا أَو أَن يَطغي أَو أَن يَصِلَ إلِيَ‌ّ مِنهُ مَكرُوهٌ أَو أَذًي أَو يسَتفَزعِنَيِ‌ أَو يُزَيّنَ لِي ارتِكَابَ مَا فِيهِ سَخَطُكَ وَ البُعدَ مِن رِضوَانِكَ إِنّكَ تَفعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحكُمُ مَا تُرِيدُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ انظُر إلِيَ‌ّ فِي وقَتيِ‌ هَذَا وَ فِي جَمِيعِ أوَقاَتيِ‌ نَظرَةً يَكُونُ لِي فِيهَا الخِيَرَةُ لِلدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ تقُلَبّنُيِ‌ مَعَهَا عَن موَضعِيِ‌ بِالمَغفِرَةِ وَ الرّحمَةِ وَ تجَعلَنُيِ‌ مِن عُتَقَائِكَ وَ طُلَقَائِكَ مِنَ النّارِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ اجعلَنيِ‌ وَ أهَليِ‌ وَ مَن أعَنيِ‌ بِهِ وَ أَحزَنُ لَهُ فِي وَدَائِعِكَ وَ أَمَانِكَ وَ عِيَاذِكَ وَ جِوَارِكَ وَ حِرَاسَتِكَ وَ صِيَانَتِكَ وَ كِلَاءَتِكَ وَ حِيَاطَتِكَ وَ رِعَايَتِكَ وَ حِمَايَتِكَ وَ مُرَاعَاتِكَ حَيثُ كُنتَ وَ أَينَ حَلَلتَ فِي بَرّ أَو بَحرٍ أَو سَهلٍ أَو جَبَلٍ وَ اكفِنَا شَرّ كُلّ عَدُوّ وَ بَاغٍ وَ حَاسِدٍ وَ لِصّ وَ مُعَانِدٍ وَ فَرِيدٍ وَ كَائِدٍ وَ غَاصِبٍ وَ ظَالِمٍ وَ مُخَاصِمٍ وَ مِن شَرّ كُلّ ذيِ‌ شَرّ وَ مِن شَرّ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ خُذهُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ وَ عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ وَ مِن فَوقِهِ وَ مِن تَحتِهِ وَ طُمّهُ بِالبَلَاءِ طَمّاً وَ غُمّهُ بِالبَلَاءِ غَمّاً


صفحه : 374

وَ قُمّهُ بِهِ قَمّاً وَ اجتَثّهُ عَن جُدَدِ الأَرضِ وَ ارمِهِ بِبَلِيّةٍ لَا أُختَ لَهَا وَ امنَعهُ مِن أَن يَفرُطَ عَلَينَا أَو أَن يَطغَي أَو أَن يَصِلَ إِلَينَا بِمَكرُوهٍ وَ أَذًي وَ احلُل بِهِ كُلّ بَلَاءٍ وَ أَنزِل بِسَاحَتِهِ وَ عَقوَتِهِ كُلّ لَأوَاءٍ وَ لَا تُمهِلهُ لَحظَةً وَ لَا طَرفَةَ عَينٍ أَبَداً إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ افعَل بيِ‌ مَا أَنتَ أَهلُهُ وَ امنُن عَلَيّ بِالعَفوِ عَن ذنُوُبيِ‌ وَ التّعَمّدِ لخِطَاَياَي‌َ وَ الصّفحِ عَن جرَاَئرِيِ‌ وَ المُسَامَحَةِ لِي وَ تَركِ مؤُاَخذَتَيِ‌ بجِهَليِ‌ وَ سُوءِ عمَلَيِ‌ وَ اعفُ عنَيّ‌ وَ اغفِر لِي قَبِيحَ مَا كَانَ منِيّ‌ بِحُسنِ مَا عِندَكَ يَا مَن إِذَا وَعَدَ وَفَي وَ إِذَا تَوَعّدَ عَفَا يَا مَن يَعفُو عَنِ السّيّئَاتِ وَ يَعلَمُ مَا يَفعَلُ عِبَادُهُ يَا مَن يَأمُرُ بِالعَفوِ وَ التّجَاوُزِ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اعفُ عنَيّ‌ وَ تَجَاوَز يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ يَا أَكرَمَ مِن كُلّ كَرِيمٍ وَ أَرأَفَ مِن كُلّ رَءُوفٍ وَ أَعطَفَ مِن كُلّ عَطُوفٍ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَنعِم عَلَيّ بِالعَفوِ وَ العَافِيَةِ وَ المَغفِرَةِ وَ الرّحمَةِ أَنتَ يَا سيَدّيِ‌ قُلتَفَمَن عَفا وَ أَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَي اللّهِ يَا كَرِيمُ يَا غَفُورُ يَا جَوَادُ يَا مُحسِنُ يَا مُجمِلُ يَا مُنعِمُ يَا مُفضِلُ يَا أَرحَمَ مَنِ استُرحِمَ وَ أَجوَدَ مَن سُئِلَ وَ أَكرَمَ مَن أَعطَي صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ انظُر إلِيَ‌ّ بِعَينِكَ الرّحِيمَةِ نَظرَةً تَكُونُ لِي فِيهَا الخِيَرَةُ وَ مَعَهَا المَغفِرَةُ وَ الرّضوَانُ وَ أعَتقِنيِ‌ مِنَ النّارِ وَ أنَقذِنيِ‌ مِنَ النّارِ وَ فُكّ رقَبَتَيِ‌ مِنَ النّارِ وَ أدَخلِنيِ‌ الجَنّةَ يَا رَحمَانُ وَ زوَجّنيِ‌ مِنَ الحُورِ العِينِ وَ وفَقّنيِ‌ لِمَا يُرضِيكَ عنَيّ‌ وَ طهَرّنيِ‌ مِنَ الذّنُوبِ وَ طَهّر قلَبيِ‌ مِنَ الذّنبِ وَ طَهّر جسَدَيِ‌ مِنَ الدّنَسِ وَ عيَنيِ‌ مِنَ الخِيَانَةِ وَ صدَريِ‌ مِنَ الوَسوَاسِ وَ الحَرَجِ وَ لَا تخُرجِنيِ‌ مِنَ الدّنيَا إِلّا وَ أَنتَ عنَيّ‌ رَاضٍ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ ارزقُنيِ‌ رِزقاً وَاسِعاً حَلَالًا طَيّباً صَبّاً صَبّاً هَنِيئاً مَرِيئاً عَفِيّاً دَارّاً عَاجِلًا سَيحاً سَيحاً سَرِيعاً وَشِكاً تغُنيِنيِ‌ بِهِ عَن جَمِيعِ خَلقِكَ وَ تصَوُننُيِ‌ بِهِ عَمّن سِوَاكَ وَ سَهّل لِي مِن أمَريِ‌ مَا قَد عَسُرَ وَ أَصلِح لِي مَا فَسَدَ


صفحه : 375

يَا لَطِيفُ يَا لَطِيفُ أَستَلطِفُ اللّهَ اللّطِيفَ لِمَا أَخَافُ وَ أَحذَرُ تَغيِيرَهُ أَن يُيَسّرَ يَا مَنِ العُسرُ عَلَيهِ سَهلٌ يَسِيرٌ أَسأَلُكَ بخِفَيِ‌ّ لُطفِكَ وَ بِمُحَمّدٍ حَبِيبِكَ وَ بِآلِهِ الطّيّبِينَ صَفوَتِكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَن تُلَطّفَ بيِ‌ بِلُطفِكَ اللّطِيفِ الخفَيِ‌ّ وَ تَفَضّلَ عَلَيّ بِرَحمَتِكَ وَ جُودِكَ وَ توُحَدّنَيِ‌ بِنَظَرِكَ وَ نَصرِكَ وَ تجَعلَنَيِ‌ مِمّن رَضِيتَ عَنهُ فَأَرضَيتَهُ وَ تَوَكّلَ عَلَيكَ فَكَفَيتَهُ وَ سَأَلَكَ فَأَسعَفتَهُ وَ أَمّلَكَ فَكُنتَ عِندَ أَمَلِهِ يَا أمَلَيِ‌ يَا ثقِتَيِ‌ وَ رجَاَئيِ‌ يَا عدُتّيِ‌ يَا كهَفيِ‌ يَا سيَدّيِ‌ يَا سيَدّيِ‌ يَا معُتمَدَيِ‌ يَا مفَزعَيِ‌ يَا مَن هُوَ ولَيِيّ‌ فِي كُلّ شِدّةٍ وَ عَلَيهِ توَكَلّيِ‌ فِي كُلّ كُربَةٍ وَ ذخُريِ‌ وَ ذخَيِرتَيِ‌ فِي كُلّ نَائِبَةٍ وَ ضَرُورَةٍ وَ عدُتّيِ‌ وَ عيِاَذيِ‌ مِن كُلّ مَرَضٍ وَ عِلّةٍ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ هَب لِي وَ لوِاَلدِيَ‌ّ وَ لوِلَدَيِ‌ وَ ذوَيِ‌ عنِاَيتَيِ‌ العَافِيَةَ الشّافِيَةَ الكَافِيَةَ الدّائِمَةَ التّامّةَ السّابِغَةَ الكَامِلَةَ وَ أَدِمهَا لَنَا وَ انشُرهَا عَلَينَا وَ امسَح عَلَينَا يَدَكَ يَدَ العَافِيَةِ وَ هَب لَنَا عَافِيَةً فِي أَثَرِ عَافِيَةٍ مُتّصِلَةً بِعَافِيَةٍ عَافِيَةً تَشتَمِلُ عَلَي عَافِيَةٍ تُحِيطُ العَافِيَةَ عَافِيَةً فِي الدّنيَا وَ عَافِيَةً فِي الآخِرَةِ عَافِيَةً شَافِيَةً كَافِيَةً تَامّةً دَائِمَةً مُتَتَابِعَةً مُتَرَادِفَةً مُتّصِلَةً مُتَرَاكِمَةً مُتَضَاعِفَةً مُتَوَالِيَةً يَا وَهّابُ يَا كَرِيمُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ اقضِ عنَيّ‌ الدّينَ وَ خلَصّنيِ‌ مِن أَذَاهُ وَ بَلِيّتِهِ وَ سَهّل لِيَ الخُرُوجَ إِلَي كُلّ ذيِ‌ حَقّ مِن حَقّهِ وَ تَحَمّل عنَيّ‌ يَا موَلاَي‌َ مَظَالِمَ عِبَادِكَ وَ تَبَعَاتِهِم وَ هَب لِي مَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ وَ استَوهِب لِي مَا بيَنيِ‌ وَ بَينَ خَلقِكَ يَا مَن لَا تَنقُصُ خَزَائِنُهُ وَ لَا يَبِيدُ مَا عِندَهُ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ جُد لِي بِمَا لَا يَنقُصُكَ وَ اعفُ لِي عَمّا لَا يَضُرّكَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ اكفنِيِ‌ مَئُونَةَ مَن تعُاَديِنيِ‌ وَ يبَغيِنيِ‌ وَ يكَيِدنُيِ‌ وَ يخُلفِنُيِ‌ مِمّا لَا عِلمَ لِي بِهِ وَ بِمَا أَنَا فِي غَفلَةٍ عَنهُ وَ خُذهُ مِن مَأمَنِهِ وَ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ وَ عَن يَمِينِهِ وَ عَن شِمَالِهِ وَ مِن فَوقِهِ وَ مِن تَحتِهِ وَ لَا تُمهِلهُ لَحظَةً وَ لَا طَرفَةَ عَينٍ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ ارزقُنيِ‌ الحَجّ إِلَي بَيتِكَ الحَرَامِ وَ زِيَارَةَ قَبرِ


صفحه : 376

نَبِيّكَ مُحَمّدٍص فِي عاَميِ‌ هَذَا وَ فِي كُلّ عَامٍ مَا أبَقيَتنَيِ‌ فِي يُسرٍ مِنكَ وَ عَافِيَةٍ فِي سَعَةِ رِزقٍ وَ كِفَايَةٍ وَ خَيرٍ وَ سَعَادَةٍ وَ سَلَامَةٍ وَ غِبطَةٍ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ انشُر عَلَيّ رَحمَتَكَ وَ افتَح لِي أَبوَابَ مَغفِرَتِكَ وَ افتَح لِي أَبوَابَ سَعَتِكَ وَ افتَح لِي أَبوَابَ رِزقِكَ وَ افتَح لِي أَبوَابَ غِنَاكَ وَ افتَح لِي أَبوَابَ تَوفِيقِكَ وَ افتَح لِي أَبوَابَ تَيسِيرِكَ وَ افتَح لِي أَبوَابَ عِصمَتِكَ وَ افتَح لِي أَبوَابَ عَفوِكَ وَ افتَح لِي أَبوَابَ عَافِيَتِكَ وَ افتَح لِي أَبوَابَ جَوَامِعِ الخَيرِ وَ البَرَكَاتِ وَ السّعَادَاتِ وَ المَعُونَاتِ وَ الكِفَايَاتِ وَ الوِقَايَاتِ وَ الأَرزَاقِ الدّارّةِ مِن خَزَائِنِكَ الوَاسِعَاتِ وَ أَغلِق عنَيّ‌ أَبوَابَ الشّرُورِ وَ الآثَامِ وَ الأَحلَامِ وَ الأَسقَامِ وَ الأَورَامِ وَ الأَمرَاضِ وَ العِلَلِ وَ العَاهَاتِ وَ الآفَاتِ وَ اللّوَازِبِ وَ المَصَائِبِ وَ المُهِمّاتِ وَ الشّدَائِدِ وَ الكُرُبَاتِ وَ الرّزِيّاتِ وَ الفَجِيعَاتِ وَ الحَادِثَاتِ وَ الأَذِيّاتِ وَ الهُمُومِ وَ الغُمُومِ وَ الفَقرِ وَ الغَدرِ وَ المَكرِ وَ الخَترِ وَ الكُفرِ وَ عَذَابِ القَبرِ وَ بَلِيّةٍ أَعدَمُ عَلَيهَا الصّبرَ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أللّهُمّ قَد أَمّلتُكَ يَا موَلاَي‌َ فَلَا تخُيَبّنيِ‌ وَ رَجَوتُكَ فَلَا تَقطَع رجَاَئيِ‌ دَعوَتُكَ يَا إلِهَيِ‌ فَلَا تَرُدّ دعُاَئيِ‌ وَ ابتَهَلتُ إِلَيكَ فَلَا تُعرِض عنَيّ‌ يَا معُتمَدَيِ‌ وَ تَقَرّبتُ إِلَيكَ بِنَبِيّكَ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم فَاقضِ حَوَائِجَنَا صَغِيرَهَا وَ كَبِيرَهَا مَا ذَكَرتُهُ وَ نَسِيتُهُ مِنهَا مَا قَصَدتُهُ أَو سَهَوتُ عَنهُ وَ مَا أَنتَ أَعلَمُ بِهِ وَ جَمِيعَ مَا أَنتَ أَحصَي لِقَدرِهِ وَ أَنتَ أَحصَي لذِنُوُبيِ‌ منِيّ‌ فَاغفِرهَا لِي يَا إلِهَيِ‌ إِنّ ذنُوُبيِ‌ كَثِيرَةٌ وَ أفَعاَليِ‌ سَيّئَةٌ وَ جرَاَئرِيِ‌ وَ إجِراَميِ‌ عَظِيمَةٌ وَ إقِداَميِ‌ وَ اجترِاَئيِ‌ أَكثَرُ مِن أَن يُحصَي أَو يُعَدّ أَو يُذكَرُ أَو يُنشَرُ وَ اعتمِاَديِ‌ يَا سيَدّيِ‌ عَلَي عَفوِكَ وَ عَلَي مَا وَعَدتَ بِهِ مِن فَضلِكَ فَإِنّكَ يَا سيَدّيِ‌ قُلتَ وَ قَولُكَ الحَقّيا عبِاديِ‌َ الّذِينَ أَسرَفُوا عَلي أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَغفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُفَاغفِر لِي مَا قَدّمتُ وَ مَا أَخّرتُ وَ مَا أَسرَرتُ وَ مَا أَعلَنتُ وَ أَخطَأتُ وَ تَعَمّدتُ وَ حَفِظتُ وَ نَسِيتُ وَ عَلِمتُ وَ شَهِدتُ وَ رَحمَتُكَ وَسِعَت كُلّ شَيءٍ وَ أَنَا شَيءٌ فلَتسَعَنيِ‌ رَحمَتُكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ


صفحه : 377

مَغفِرَتُكَ يَا سيَدّيِ‌ أَعظَمُ مِن كُلّ شَيءٍ فَتَفَضّل بِهَا عَلَيّ اغفِر لِي يَا سيَدّيِ‌ مَا تُبتُ إِلَيكَ مِنهُ ثُمّ عُدتُ فِيهِ وَ اغفِر لِي يَا سيَدّيِ‌ مَا آلَيتُ عَلَي نفَسيِ‌ أَن لَا آتِيَهُ وَ تَغَمّد لِي مَا أَكذِبُ عَلَي نفَسيِ‌ الإِقلَاعَ مِنهُ ثُمّ لَم أَفِ بِهِ وَ اصفَح عَمّا جَعَلتُ عَلَي نفَسيِ‌ عِندَ الشّدَائِدِ وَ العِلَلِ وَ الأَخطَارِ وَ الِاضطِرَارِ وَ المَرَضِ أَن لَا أَفعَلَهُ فَلَمّا أَقَلتَ وَ أَنهَضتَ وَ عَافَيتَ وَ أَتمَمتَ لَم يَكُن منِيّ‌ وَفَاءٌ بِهِ يَا غَافِرَ الذّنبِ يَا سَاتِرَ العُيُوبِ يَا كَاشِفَ الضّرّ عَن أَيّوبَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اكشِف ضرُيّ‌ بِرَحمَتِكَ وَ أَقِلّ عثَرتَيِ‌ بِعِزّتِكَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ اجعَل لِي فِي نفَسيِ‌ وَ أهَليِ‌ وَ ماَليِ‌ وَ ولَدَيِ‌ وَ واَلدِيَ‌ّ وَ مَن يعَنيِنيِ‌ أَمرُهُ وَ يخَصُنّيِ‌ البَرَكَةَ التّامّةَ وَ كُن لِي وَ لَهُم رَاحِماً وَ وَلِيّاً وَ حَافِظاً وَ نَاصِراً وَ رَازِقاً وَ مُعِيناً وَ اجعلَنيِ‌ فِي وَدَائِعِكَ وَ أَمَانِكَ وَ حِرزِكَ وَ حَرَاسَتِكَ وَ صِيَانَتِكَ وَ خَيرِ مَا جَرَت بِهِ المَقَادِيرُ مِن عِندِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ مَا قَسَمتَ لِي مِن قِسمٍ أَو رزَقَتنَيِ‌ مِن رِزقٍ فَاجعَلهُ حَلَالًا طَيّباً وَاسِعاً مُبَارَكاً قَرِيبَ المَطلَبِ سَهلَ المَأخَذِ فِي يُسرٍ مِنكَ وَ عَافِيَةٍ وَ سَلَامَةٍ وَ سَعَادَةٍ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ وَسّع رزِقيِ‌ أَبَداً مَا أبَقيَتنَيِ‌ وَ ثَمّرهُ وَ وَفّرهُ وَ لَا تُكَدّرهُ وَ لَا تُعَسّرهُ وَ سَهّلهُ وَ لَا تُنَكّدهُ وَ إِن كَانَ فِي أُمّ الكِتَابِ عِندَكَ أنَيّ‌ شقَيِ‌ّ أَو مَحرُومٌ أَو مُقَتّرٌ عَلَيّ رزِقيِ‌ فَامحُ مِن أُمّ الكِتَابِ شقَاَئيِ‌ وَ حرِماَنيِ‌ وَ إقِتاَريِ‌ وَ اكتبُنيِ‌ عِندَكَ سَعِيداً مُوَفّقاً لِلخَيرِ مُوَسّعاً عَلَيّ فِي رزِقيِ‌ فَإِنّكَ قُلتَ وَ أَنتَ أَصدَقُ القَائِلِينَيَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَاغفِر لِي وَ لوِالدِيَ‌ّ وَارحَمهُما كَما ربَيّانيِ‌ صَغِيراً وَ جازِهِمَا عنَيّ‌ بِالإِحسَانِ إِحسَاناً وَ بِالسّيّئَاتِ غُفرَاناً وَ نَضّر وُجُوهَهُمَا وَ أَلحِقهُمَا بِنَبِيّهِمَا نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم وَ اسقِهِمَا بِكَأسِهِ مَشرَباً مَاءً عَذباً رَوِيّاً سَائِغاً هَنِيئاً لَا ظَمَأَ بَعدَهُ أَبَداً وَ بَيّض وُجُوهَهُمَا يَومَ تَبيَضّ فِيهِ الوُجُوهُ


صفحه : 378

وَ أَعلِهِمَا وَ أَعطِهِمَا مُنيَتَهُمَا وَ كِتَابَهُمَا بِأَيمَانِهِمَا وَ مَحّص عَنهُمَا سَيّئَاتِهِمَا وَ ضَاعِف لَهُمَا حَسَنَاتِهِمَا وَ كُن أَنتَ يَا سيَدّيِ‌ لَهُمَا فَإِنّهُمَا فَقِيرَانِ إِلَي رَحمَتِكَ مُحتَاجَانِ إِلَي عَفوِكَ مُضطَرّانِ إِلَي غُفرَانِكَ أَدخِل قبورهم [قُبُورَهُمَا]الضّيَاءَ وَ النّورَ وَ الفَرحَةَ وَ السّرُورَ وَ السّعَةَ وَ الحُبُورَ وَ لَا تُؤَاخِذهُمَا بِقَبِيحٍ كَانَ مِنهُمَا وَ اجعَلهُمَا مِن أَهلِ جَنّاتِكَ جَنّاتِ النّعِيمِ وَ أَحِلّهُمَا دَارَ المُقَامَةِ مِن فَضلِكَ لَا يَمَسّهُمَا فِيهَا نَصَبٌ وَ لَا يَمَسّهُمَا فِيهَا لُغُوبٌ وَ أَجِرهُمَا مِنَ العَذَابِ وَ أَعتِقهُمَا مِنَ النّارِ وَ اجمَع بيَنيِ‌ وَ بَينَهُمَا فِي مُستَقَرّ رَحمَتِكَ وَ قَرّب مِن رِضوَانِكَ وَ مَغفِرَتِكَ وَ افعَل مِثلَ ذَلِكَ بأِجَداَديِ‌ وَ جدَاّتيِ‌ وَ أعَماَميِ‌ وَ عمَاّتيِ‌ وَ أخَواَليِ‌ وَ خاَلاَتيِ‌ وَ أوَلاَديِ‌ وَ أُمّهَاتِ أوَلاَديِ‌ وَ معَاَرفِيِ‌ وَ جيِراَنيِ‌ وَ مَن أحَبَنّيِ‌ وَ ربَاّنيِ‌ وَ خدَمَنَيِ‌ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ الأَحيَاءِ مِنهُم وَ الأَموَاتِ وَ محُبِيّ‌ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ إِذَا صِرتُ إِلَي دَارِ البِلَي وَ نسَيِنَيِ‌ أَهلُ الدّنيَا وَ لَم يَكُن لِي زَائِرٌ وَ لَا ذَاكِرٌ فَكُن أَنتَ يَا سيَدّيِ‌ موُنسِيِ‌ وَ ذاَكرِيِ‌ وَ النّاظِرُ إلِيَ‌ّ وَ الرّاحِمُ لِي وَ الغَافِرُ لذِنَبيِ‌ وَ الصّافِحُ عَن خطَيِئاَتيِ‌ وَ المُنَوّرُ لحِفُرتَيِ‌ وَ السّاتِرُ لِي بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ إِنّكَ أَنتَ الغَفُورُ الرّحِيمُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ اجعَلِ المَوتَ خَيرَ غَائِبٍ أَنتَظِرُهُ وَ القَبرَ خَيرَ بَيتٍ سَكَنتُهُ وَ لقَنّيّ‌ حجُتّيِ‌ عِندَ خُرُوجِ روُحيِ‌ وَ سَهّل عَلَيّ فِرَاقَ الدّنيَا وَ أرَنِيِ‌ قَبلَ خُرُوجِ روُحيِ‌ مَا تَقَرّ بِهِ عيَنيِ‌ وَ اجعَل مَلَكَ المَوتِ شَفِيقاً رَفِيقاً لِي وَ عَلَيّ مُتَحَنّناً مُتَعَطّفاً وَ بيِ‌ رَءُوفاً رَحِيماً أرَنِيِ‌ يَا سيَدّيِ‌ مَلَائِكَةَ الرّحمَةِ وَ البُشرَي بِالمَغفِرَةِ بِمَا تَكُونُ بِهِ عيَنيِ‌ قَرِيرَةً وَ نفَسيِ‌ إِلَيهِ تَائِقَةً سَاكِنَةً وَ جوَاَرحِيِ‌ بِهِ مُطمَئِنّةً قَبلَ فِرَاقِ الدّنيَا وَ سَهّل عَلَيّ المُسَاءَلَةَ وَ ادفَع عنَيّ‌ الضّغطَةَ وَ اجعَل لِي فِي قبَريِ‌ النّورَ وَ الرّحمَةَ وَ اجعَل منُقلَبَيِ‌ أَطيَبَ مُنقَلَبٍ وَ قبَريِ‌ أَفسَحَ قَبرٍ وَ اقلبِنيِ‌ إِلَي رِضوَانِكَ وَ الجَنّةِ وَ لَا تجَعلَنيِ‌ حَطَباً لِلنّارِ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ مَا ذَكَرتُهُ مِن حوَاَئجِيِ‌ وَ نَسِيتُهُ أَو حَفِظتُهُ أَو


صفحه : 379

أَهمَلتُهُ نَطَقَ بِهِ لسِاَنيِ‌ أَو لَم يَنطِق فَاقضِهِ لِي وَ تَفَضّل بِهِ عَلَيّ وَ أرَنِيِ‌ فِي يوَميِ‌ مِن عَلَامَاتِ إِجَابَتِكَ وَ تَبَاشِيرِ قَبُولِكَ وَ إِقبَالِكَ مَا أَغتَبِطُ بِهِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ ارزقُنيِ‌ التّوبَةَ قَبلَ المَوتِ وَ العِصمَةَ وَ الطّهَارَةَ مِنَ الذّنُوبِ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌرَبّنا آتِنا فِي الدّنيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ وفَقّنيِ‌ لِلحَمدِ عَلَي نِعمَتِكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ بِهَا عَلَيّ وَ الشّكرِ لِإِحسَانِكَ ألّذِي أَسدَيتَ إلِيَ‌ّ وَ الإِقبَالِ عَلَي تَحمِيدِكَ وَ تَكبِيرِكَ وَ تَسبِيحِكَ وَ تَقدِيسِكَ وَ تَهلِيلِكَ وَ تَمجِيدِكَ وَ تَعظِيمِكَ فِي كُلّ وَقتٍ وَ الرّضَا بِقَضَائِكَ وَ قَدَرِكَ إِذَا قَضَيتَ وَ قَدَرتَ وَ الصّبرِ عَلَي بَلَاءِكَ وَ مِحَنِكَ إِذَا ابتَلَيتَ وَ امتَحَنتَ وَ التّسلِيمِ عِندَ حَتمِكَ إِذَا حَتَمتَ وَ أَمَرتَ وَ رضَنّيِ‌ بِقَضَائِكَ وَ بَارِك لِي فِي فَضلِكَ وَ عَطَائِكَ وَ سَهّل لِي حُلُولَ دَارِ جَنّتِكَ وَ أَذهِب عنَيّ‌ الحَزَنَ بِفَضلِكَ وَ جنَبّنيِ‌ مَعصِيَتَكَ وَ أعَذِنيِ‌ مِنَ التّعَرّضِ لِمَا يُسخِطُكَ وَ يبُاَعدِنُيِ‌ مِن رِضوَانِكَ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ احفظَنيِ‌ وَ احفَظ عَلَيّ وَ احرسُنيِ‌ وَ احرُس عَلَيّ وَ اكنفُنيِ‌ وَ اكفنِيِ‌ وَ اجعلَنيِ‌ وَ أهَليِ‌ وَ ولُديِ‌[ وَ] مَن يعَنيِنيِ‌ أَمرُهُ وَ يخَصُنّيِ‌ فِي وَدَائِعِكَ المَحفُوظَةِ وَ صِيَانَتِكَ المَكلُوءَةِ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ بِحَقّ مَلَائِكَتِكَ المُقَرّبِينَ وَ رُسُلِكَ وَ حَمَلَةِ عَرشِكَ وَ بِحَقّ يس وَ القُرآنِ الحَكِيمِ وَ بِحَقّ القَبرِ ألّذِي تَضَمّنَ حَبِيبَكَ مُحَمّداً صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ بِحَقّ بَيتِكَ الحَرَامِ وَ الرّكنِ وَ المَقَامِ وَ الآلَاءِ العِظَامِ وَ بِأَسمَائِكَ الحُسنَي الكِرَامِ وَ بِاسمِكَ الأَعظَمِ الأَعظَمِ الأَجَلّ الأَكرَمِ المَكنُونِ المَخزُونِ ألّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبتَ وَ إِذَا سُئِلتَ بِهِ أَعطَيتَ وَ أَسعَفتَ وَ لَم تَرُدّ سَائِلَكَ وَ بِكُلّ اسمٍ هُوَ لَكَ أَو تَسَمّيتَ بِهِ لِأَحَدٍ مِن خَلقِكَ أَو مَأثُورٍ فِي عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ وَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلمُكَ وَ وَسِعَهُ حِلمُكَ وَ استَقَلّ بِهِ عَفوُكَ وَ عَرشُكَ وَ بِكَ وَ لَا شَيءَ أَعظَمُ مِنكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ أَن تَسمَعَ دعُاَئيِ‌ وَ تُجِيبَ ندِاَئيِ‌ وَ تَرحَمَ تضَرَعّيِ‌ وَ تُقبِلَ عَلَيّ وَ تَقبَلَ توَبتَيِ‌ وَ تُدِيمَ عاَفيِتَيِ‌ وَ تُسَهّلَ قَضَاءَ حاَجتَيِ‌ وَ ديَنيِ‌ وَ تُوَسّعَ عَلَيّ فِي رزِقيِ‌ وَ تُصِحّ جسِميِ‌ وَ تُطِيلَ عمُرُيِ‌ وَ تَغفِرَ ذنَبيِ‌ وَ توُفَقّنَيِ‌ لِمَا يُرضِيكَ وَ تقُلَبّنَيِ‌ إِلَي


صفحه : 380

رِضوَانِكَ وَ الجَنّةِ بِرَحمَتِكَ وَ تعُتقِنَيِ‌ مِنَ النّارِ بِجُودِكَ وَ تكَفيِنَيِ‌ كُلّ مُهِمّ عَن أَمرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ بِكَرَمِكَ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ ذَلِكَ عَلَيكَ يَسِيرٌ وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي سَيّدِنَا مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ مَا يُقَالُ فِي آخِرِ سَجدَةٍ مِنَ الصّلَاةِ الكَامِلَةِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِالمُمَاسّةِ التّيِ‌ لَا تَتَزَعزَعُ إِلّا صَلّيتَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ غَفَرتَ لِي ذنَبيِ‌ وَ عَزَمتَ عَلَي قَضَاءِ حوَاَئجِيِ‌ وَ أَسأَلُكَ باِلذّيِ‌ نَظَرَ بِهِ مُوسَي إِلَي نُورِكَ وَ لَم يَستَطِعِ النّظَرَ إِلَيكَ لِجَلَالِكَ وَ هَيبَتِكَ إِلّا صَلّيتَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ غَفَرتَ لِي ذنَبيِ‌ وَ عَزَمتَ عَلَي قَضَاءِ حوَاَئجِيِ‌ وَ أَسأَلُكَ بِالقُدرَةِ التّيِ‌ أَنزَلتَ بِهَا الصّخرَةَ بَعدَ نُورِكَ فَانشَقّت لِاعتِزَازِكَ عَن قَدَرِكَ بِلَحظٍ أَو وَهمٍ أَو فِكرٍ أَو رُؤيَةٍ بِعِلمٍ أَو عَقلٍ تَعَالَيتَ عَن ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً إِلّا صَلّيتَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ غَفَرتَ لِي ذنَبيِ‌ وَ عَزَمتَ عَلَي قَضَاءِ حوَاَئجِيِ‌ وَ أَسأَلُكَ بِالقُدرَةِ التّيِ‌ نَظَرتَ بِهَا إِلَي سَائِرِ الجِبَالِ فَتَصَدّعَت لِكِبرِيَاءِ عَظَمَتِكَ أَقطَارُهَا إِلّا صَلّيتَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ غَفَرتَ لِي ذنَبيِ‌ وَ عَزَمتَ عَلَي قَضَاءِ حوَاَئجِيِ‌ وَ أَسأَلُكَ بِالقُدرَةِ التّيِ‌ نَظَرتَ بِهَا إِلَي أَغوَارِ البِحَارِ فَمَاجَت وَ تَقَلّبَت بِأَموَاجِهَا إِلّا صَلّيتَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ غَفَرتَ لِي ذنَبيِ‌ وَ عَزَمتَ عَلَي قَضَاءِ حوَاَئجِيِ‌ يَا كَفِيلَ الكُفَلَاءِ كَفّلتُكَ نفَسيِ‌ حَيثُ مَا تَوَجّهتُ فاَحفظَنيِ‌ يَا خَيراً لِي مِن أَبِي وَ أمُيّ‌ وَ كَفّلتُكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ حَتّي تَحُفّهُمَا بِنُورِكَ وَ تُوَفّقَهُمَا لِطَاعَتِكَ وَ تُنجِيَهُمَا مِن عَذَابِكَ وَ كَفّلتُكَ ديُوُنيِ‌ وَ دُيُونَ خَلقِكَ عَلَيّ حَتّي تَقضِيَهَا جَمِيعَهَا عنَيّ‌ وَ تخُلَصّنَيِ‌ مِن تَبِعَاتِهَا وَ أمَاَناَتيِ‌ حَتّي تُؤَدّيَهَا وَ حاَجاَتيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ حَتّي تَقضِيَهَا وَ تَغفِرَ لِي وَ ترَحمَنَيِ‌ وَ تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ يَا مُحتَمِلًا لِعَظَائِمِ الأُمُورِ يَا مُنتَهَي هَمّ المَهمُومِ وَ يَا كَاشِفَ الكَربِ العَظِيمِ يَا رَبّنَا العَظِيمَ شَأنُهُ حَسبُنَا أَنتَ إِنّكَ رَبّنَا لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ إِذَا أَرَدتَ شَيئاً تَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ أَسأَلُكَ بِهَذَا الدّعَاءِ وَ بِهَذِهِ الأَسمَاءِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تقَضيِ‌َ لِي حاَجاَتيِ‌ وَ تُفَرّجَ عنَيّ‌ وَ عَن جَمِيعِ إخِواَنيِ‌َ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي سَيّدِنَا مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ


صفحه : 381

بيان لاأخت لها أي لاتشبهها بلية أخري في الشدة كقوله سبحانه وَ ما نُرِيهِم مِن آيَةٍ إِلّا هيِ‌َ أَكبَرُ مِن أُختِها أي من التي‌ تشبهها أو لايبقي إلي بلية أخري بل يفني بها والأول أظهر والعقوة الساحة و ماحول الدار واللأواء الشدة والتغمد الستر يقال تغمده الله برحمته أي ستر الله ذنوبه وحفظه عن المكروه كمايحفظ السيف بالغمد ومثله تغمد زللي‌ أي اجعله مشمولا بالعفو والغفران وتغمدت فلانا أي سترت ما كان منه وغطيته . والوعيد في الاشتقاق اللغوي‌ كالوعد إلاأنهم خصوا الوعد بالخير والوعيد بالشر للفرق بين المعنيين وربما يستعمل الوعد فيهما للإتباع والازدواج قال الجوهري‌ الوعد يستعمل في الخير والشر فإن أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير الوعد والعدة و في الشر الإيعاد والوعيد والحرج الضيق صبا أي مصبوبا كناية عن الكثرة عفيا أي كثيرا و في بعض النسخ بالقاف و لم نعرف له معني والسيح الجريان و في بعض النسخ سحا بالحاء المشددة و هوالصب أي جاريا أومصبوبا والوشك بالفتح والضم السرعة. و قال الجوهري‌ اللطف في العمل الرفق فيه واللطف من الله تعالي التوفيق والعصمة والتلطف للأمر الترفق له و قال الفيروزآبادي‌ لطف كنصر لطفا بالضم رفق ودنا و الله لك أوصل إليك مرادك بلطف و قال الجوهري‌ توحده الله بعصمته أي عصمه و لم يكله إلي غيره و قال أسعفت الرجل بحاجته إذاقضيتها له وذوي‌ عنايتي‌ أي من أعتني‌ وأهتم بشأنهم ويخلفني‌ أي يخلف وعدي‌ أويبليني‌ ويخلقني‌ أويفسدني‌ ويقال أخلف الرجل إذاأهوي بيده إلي سيفه ليسله و في بعض النسخ بالقاف كناية عن هتك العرض والختر بالفتح الغدر و قوله ع و ماأخرت لعله هنا سقط شيء ويحتمل تقدير العامل بقرينة المقام أي واغفر لي ماأخرت والعطف علي الضمير في قوله فاغفرها أبعد. و قال الجوهري‌ ثمر الله ماله أي كثرة و قال نكد عيشهم بالكسر إذااشتد


صفحه : 382

و قال التباشير البشري وتباشير الصبح أوائله وكذا أوائل كل شيء و قال الغبطة أن تتمني مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه و ليس بحسد تقول منه غبطته بما نال أغبطه غبطا وغبطة فاغتبط هو. قوله ع لاعتزازك عن قدرك أي إنما انشقت صخرة الجبل ألذي كان عليه موسي بعدتجليك عليه ونزلت وتقطعت ليظهر للعباد أنك أعز من أن يقدر العباد قدرك ويطلعوا علي كنه جلالك بلحظ عين أووهم أوفكر يقال قدرت الشي‌ء أقدره أوأقدره قدرا من التقدير و قال تعالي وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِ.أقول كانت نسخ الدعاء سقيمة و لم أجده في كتاب آخر سوي جمال الأسبوع فصحح بقدر الطاقة وبقيت فيه أشياء إلي أن يتيح الله لنا مايمكن تصحيحه به والدعاء الطويل مخصوص بكتاب السيد ره و أماالصلوات فهي‌ من المشهورات ذكرها أكثر الأصحاب في كتب الدعوات وغيرها. وَ رَوَاهَا الشّيخُ فِي المُتَهَجّدِ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا الغلَاَبيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع وَ عَن عُتبَةَ بنِ أَبِي الزّبَيرِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع وَ ذَكَرَ نَحواً مِمّا مَرّ مِنَ الرّوَايَتَينِ إِلَي قَولِهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصّلَاةِ استَغفَرَ اللّهَ مِائَةَ مَرّةٍ ثُمّ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ مِائَةَ مَرّةٍ وَ يصُلَيّ‌ عَلَي النّبِيّص مِائَةَ مَرّةٍ قَالَ مَن صَلّي هَذِهِ الصّلَاةَ وَ قَالَ هَذَا القَولَ دَفَعَ اللّهُ عَنهُ شَرّ أَهلِ الأَرضِ تَمَامَ الخَبَرِ

. ونحو ذلك قال العلامة ره في المنتهي وغيره والشهيد في الذكري وغيرهما من الأصحاب في كتبهم

68-جَمَالُ الأُسبُوعِ،صَلَوَاتُ الأعَراَبيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي يَعلَي بنِ أَبِي الحُسَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ النيّساَبوُريِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِيهِ عَن حَارِثَةَ بنِ قُدَامَةَ عَن زَيدِ بنِ ثَابِتٍ


صفحه : 383

قَالَ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَعرَابِ فَقَالَ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا نَكُونُ فِي هَذِهِ البَادِيَةِ وَ لَا نَقدِرُ أَن نَأتِيَكَ فِي كُلّ جُمُعَةٍ فدَلُنّيِ‌ عَلَي عَمَلٍ فِيهِ فَضلُ صَلَاةِ يَومِ الجُمُعَةِ إِذَا مَضَيتُ إِلَي أهَليِ‌ خَبّرتُهُم بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ ارتِفَاعُ النّهَارِ فَصَلّ رَكعَتَينِ تَقرَأُ فِي أَوّلِ رَكعَةٍ الحَمدَ مَرّةً وَاحِدَةً وَ قُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ سَبعَ مَرّاتٍ وَ اقرَأ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ مَرّةً وَاحِدَةً وَ قُل أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ سَبعَ مَرّاتٍ فَإِذَا سَلّمتَ فَاقرَأ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ سَبعَ مَرّاتٍ ثُمّ قُم فَصَلّ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ بِتَسلِيمَتَينِ وَ تَجلِسُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ مِنهَا وَ لَا تُسَلّم فَإِذَا تَمّمتَ أَربَعَ رَكَعَاتِ الأُخَرِ كَمَا صَلّيتَ الأَوّلَ وَ اقرَأ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدَ مَرّةً وَاحِدَةً وَ إِذَا جَاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ مَرّةً وَاحِدَةً وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمساً وَ عِشرِينَ مَرّةً فَإِذَا أَتمَمتَ ذَلِكَ تَشَهّدتَ وَ سَلّمتَ وَ دَعَوتَ بِهَذَا الدّعَاءِ سَبعَ مَرّاتٍ وَ هُوَ يَا حيَ‌ّ يَا قَيّومُ يَا ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ يَا إِلَهَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ يَا رَحمَانَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ رَحِيمَهُمَا يَا رَبّ يَا رَبّ يَا رَبّ يَا رَبّ يَا رَبّ يَا رَبّ يَا رَبّ يَا اللّهُ يَا اللّهُ يَا اللّهُ يَا اللّهُ يَا اللّهُ يَا اللّهُ يَا اللّهُ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ اغفِر لِي وَ اذكُر حَاجَتَكَ وَ قُل لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ سَبعِينَ مَرّةً وَ سُبحَانَ اللّهِ رَبّ العَرشِ الكَرِيمِ فَوَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ وَ اصطفَاَنيِ‌ بِالحَقّ مَا مِن مُؤمِنٍ وَ لَا مُؤمِنَةٍ يصُلَيّ‌ هَذِهِ الصّلَاةَ يَومَ الجُمُعَةِ كَمَا أَقُولُ إِلّا وَ أَنَا ضَامِنٌ لَهُ الجَنّةَ وَ لَا يَقُومُ مِن مَقَامِهِ حَتّي يُغفَرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَ لِأَبَوَيهِ ذُنُوبُهُمَا وَ أَعطَاهُ اللّهُ تَعَالَي ثَوَابَ مَن صَلّي فِي ذَلِكَ اليَومِ فِي أَمصَارِ المُسلِمِينَ وَ كَتَبَ لَهُ أَجرَ مَن صَامَ وَ صَلّي فِي ذَلِكَ اليَومِ فِي مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا وَ أَعطَاهُ اللّهُ مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت

المُتَهَجّدُ،صَلَاةُ الأعَراَبيِ‌ّ عَن زَيدِ بنِ ثَابِتٍ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ إِلَي قَولِهِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ خَمساً وَ عِشرِينَ مَرّةً فَإِذَا فَرَغتَ مِن صَلَوَاتِكَ فَقُل سُبحَانَ اللّهِ رَبّ العَرشِ الكَرِيمِ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ سَبعِينَ مَرّةً ثُمّ ذَكَرَ بَعضَ مَا مَرّ مِنَ الفَضلِ


صفحه : 384

بيان هذه الصلاة مشهورة بين العلماء واستثنوها من القاعدة المقررة عندهم أن النوافل ركعتان بتشهد وتسليم كماورد في رواية علي بن جعفر قال الأكثر إلاالوتر إجماعي‌ و أماصلاة الأعرابي‌ فاستثناؤها مشهور بين المتأخرين و لم يستثنها المحقق في المعتبر و قال ابن إدريس و قدروي‌ رواية في صلاة الأعرابي‌ أنها أربع بتسليم بعدها فإن صحت هذه الرواية نقف عليها و لانتعداها. وأقول يشكل التخصيص بهذه الرواية العامية و إن قيل ضعفها منجبر بالشهرة وكذا كثير من الصلوات التي‌ أوردناها من طرق العامة تبعا للشيخ والسيد وغيرهما حيث أوردوه في كتبهم لمساهلتهم في المستحبات ويشكل العمل بهافيما كان مخالفا للهيئات المنقولة و إن كان الحكم بالمنع أيضا مشكلا والأولي العمل بالروايات المعتبرة فإن الأعمال كثيرة و لايمكن الإتيان بجميعها فاختيار ما هوأصح سندا أولي وأحوط وأحري