صفحه : 1

الجزء الثاني‌ والثمانون

تتمة كتاب الصلاة

باب 32-القراءة وآدابها وأحكامها

الآيات النحل فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللّهِ مِنَ الشّيطانِ الرّجِيمِالمزمل وَ رَتّلِ القُرآنَ تَرتِيلًا


صفحه : 3

و قال سبحانه فَاقرَؤُا ما تَيَسّرَ مِنَ القُرآنِ


صفحه : 4

و قال تعالي فَاقرَؤُا ما تَيَسّرَ مِنهُ.تفسيرفَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ أي أردت قراءته ونقل عليه الإجماع قال في


صفحه : 5

مجمع البيان معناه إذاأردت يا محمدقراءة القرآن فاستعذ بالله من شر الشيطان المرجوم المطرود الملعون و هذا كمايقال إذاأكلت فاغسل يديك و إذاصليت فكبر و منه إِذا قُمتُم إِلَي الصّلاةِ فَاغسِلُوا وُجُوهَكُم والاستعاذة استدفاع الأدني بالأعلي علي وجه الخشوع والتذلل وتأويله استعذ بالله من وسوسة الشيطان عندقراءتك لتسلم في التلاوة من الزلل و في التأويل من الخطل والاستعاذة عندالتلاوة مستحبة غيرواجبة بلا خلاف في الصلاة وخارج الصلاة انتهي . و في كيفية الاستعاذة عندالقراء اختلاف كثير فقال ابن كثير وعاصم و أبوعمرو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ونافع و ابن عامر والكسائي‌ كذلك بزيادة إن الله هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ وحمزة نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم و أبوحاتم أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والأشهر بيننا الأول والأخير و في بعض رواياتنا أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وزاد في بعضها إن الله هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ و في بعضها أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله أن يحضرون و في بعضها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هُوَ الفَتّاحُ العَلِيمُ. قال الشهيد ره في الذكري في سنن القراءة فمنها الاستعاذة قبل القراءة في الركعة الأولي خاصة من كل صلاة لعموم فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ أي أردت القراءة وَ لِمَا رَوَي أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَقُولُ قَبلَ القِرَاءَةِ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ


صفحه : 6

الشّيطَانِ الرّجِيمِ

وَ لِرِوَايَةِ الحلَبَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع وَ صُورَتُهُ مَا رَوَي الخدُريِ‌ّ

وَ روُيِ‌َ أَعُوذُ بِالسّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ رَوَاهُ البزَنَطيِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ ع وَ اختَارَهُ المُفِيدُ فِي المُقنِعَةِ

وَ رَوَي سَمَاعَةُ أَستَعِيذُ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ إِنّ اللّهَهُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ

و قال ابن البراج يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن الله هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ. وللشيخ أبي علي ابن الشيخ الأعظم أبي جعفرالطوسي‌ قول بوجوب التعوذ للأمر به و هوغريب لأن الأمر هنا للندب بالاتفاق و قدنقل فيه والده في الخلاف الإجماع

وَ قَد رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع إِذَا قَرَأتَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَلَا تبُاَليِ‌ أَن لَا تَستَعِيذَ

. ثم قال ره لاتتكرر الاستعاذة عندنا و عندالأكثر و لونسيها في الأولي لم يأت بها في الثانية انتهي . وأقول الظاهر التخيير بين أنواع الاستعاذة الواردة في النصوص و لو لاالأخبار الكثيرة لتأتي القول بوجوب الاستعاذة في كل ركعة يقرأ فيهابل في غيرالصلاة عند كل قراءة لكن الأخبار الكثيرة تدل علي الاستحباب وتدل بظواهرها علي


صفحه : 7

اختصاصه بالركعة الأولي والإجماع المنقول والعمل المستمر مؤيد و من مخالفة ولد الشيخ يعلم معني الإجماع ألذي ينقله والده قدس سره و هوأعرف بمسلك أبيه ومصطلحاته .وَ رَتّلِ القُرآنَ تَرتِيلًا قال في الصحاح الترتيل في القراءة الترسل فيها والتبيين من غيربغي‌ و في النهاية التأني‌ فيها والتمهل وتبيين الحروف والحركات تشبيها بالثغر المرتل و هوالمشبه بنور الأقحوان . و في المغرب الترتيل في الأذان وغيره أن لايعجل في إرسال الحروف بل يتثبت فيها ويبينها تبيينا ويوفيها حقها من الإشباع من غيرإسراع من قولهم ثغر مرتل ورتل مفلج مستوي‌ النسبة حسن التنضيد. و قال المحقق في المعتبر هوتبيينها من غيرمبالغة قال وربما كان واجبا إذاأريد به النطق بالحروف بحيث لايدمج بعضها في بعض ويمكن حمل الآية عليه لأن الأمر عندالإطلاق للوجوب وتبعه العلامة في المنتهي و قال في النهاية يعني‌ به بيان الحروف وإظهارها و لايمد بحيث يشبه الغناء و قال في الذكري هوحفظ الوقوف وأداء الحروف . و قال في مجمع البيان أي بينه بيانا واقرأه علي هينتك وقيل معناه ترسل فيه ترسلا وقيل تثبت فيه تثبتا

وَ روُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي مَعنَاهُ أَنّهُ قَالَبَيّنهُ بَيَاناً وَ لَا تَهُذّهُ هَذّ الشّعرِ وَ لَا تَنثُرهُ نَثرَ الرّملِ وَ لَكِن أَقرِع بِهِ القُلُوبَ القَاسِيَةَ


صفحه : 8

وَ لَا يَكُونَنّ هَمّ أَحَدِكُم آخِرَ السّورَةِ

وَ رَوَي أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي هَذَا قَالَ هُوَ أَن تَتَمَكّثَ فِيهِ وَ تُحَسّنَ بِهِ صَوتَكَ

انتهي . وعد الشهيد ره في النفلية الترتيل من المستحبات و قال هوتبين الحروف بصفاتها المعتبرة من الهمس والجهر والاستعلاء والإطباق والغنة وغيرها والوقف التام و الحسن و عندفراغ النفس مطلقا وفسر الشهيد الثاني‌ ره التام بالذي‌ لا يكون للكلام قبله تعلق بما بعده لفظا و لامعني و الحسن بالذي‌ يكون له تعلق من جهة اللفظ دون المعني ثم قال و من هنا يعلم أن مراعاة صفات الحروف المذكورة وغيرها ليس علي وجه الوجوب كمايذكره علماء فنه مع إمكان أن يريدوا تأكيد الفعل كمااعترفوا في اصطلاحهم علي الوقف الواجب . ثم قال و لوحمل الأمر بالترتيل علي الوجوب كان المراد ببيان الحروف إخراجها من مخارجها علي وجه يتميز بعضها عن بعض بحيث لايدمج بعضها في بعض وبحفظ الوقوف مراعاة مايخل بالمعني ويفسد التركيب ويخرج عن أسلوب القرآن ألذي هومعجز بغريب أسلوبه وبلاغة تركيبه انتهي .فظهر مما ذكرنا أن ألذي يظهر من كلام اللغويين هو أن الترتيل الترسل والتأني‌ و عليه حمل الآية جماعة من أصحابنا وغيرهم كماعرفت لكن لماروي الخاص والعام عن أمير المؤمنين ع و ابن عباس تفسيره بحفظ الوقوف وأداء الحروف و في بعض الروايات وبيان الحروف تمسك به أصحاب التجويد وفسروه بهذا الوجه وتبعهم الشهيد قدس سره وكثير ممن تأخر عنه وتبعوهم في تفسيرهم الحديث حيث فسروه علي قواعدهم ومصطلحاتهم . ولقد أحسن الوالد قدس سره حيث قال الترتيل الواجب هوأداء الحروف من المخارج وحفظ أحكام الوقوف بأن لايقف علي الحركة و لايصل بالسكون فإنهما غيرجائزين باتفاق القراء و أهل العربية والترتيل المستحب هوأداء الحروف بصفاتها المحسنة لها وحفظ الوقوف التي‌ استحبها القراء وبينوها في تجاويدهم . والحاصل أنه إن حملنا الترتيل في الآية علي الوجوب كما هودأبهم في أوامر


صفحه : 9

القرآن فليحمل علي مااتفقوا علي لزوم رعايته من حفظ حالتي‌ الوصل والوقف وأداء حقهما من الحركة والسكون أوالأعم منه و من ترك الوقف في وسط الكلمة اختيارا ومنع الشهيد ره من السكوت علي كل كلمة بحيث يخل بالنظم فلو ثبت تحريمه كان أيضا داخلا فيه و لوحمل الأمر علي الندب أوالأعم كان مختصا أوشاملا لرعاية الوقف علي الآيات مطلقا كماذكره جماعة من أكابر أهل التجويد. ويشمل أيضا علي المشهور رعاية مااصطلحوا عليه من الوقف اللازم والتام و الحسن والكافي‌ والجائز والمجوز والمرخص والقبيح لكن لم يثبت استحباب رعاية ذلك عندي‌ لأن تلك الوقوف من مصطلحات المتأخرين و لم تكن في زمان أمير المؤمنين ع فلايمكن حمل كلامه ع عليه إلا أن يقال غرضه ع رعاية الوقف علي مايحسن بحسب المعني علي مايفهمه القار‌ئ و لاينافي‌ هذاحدوث تلك الاصطلاحات بعده . ويرد عليه أيضا أن هذه الوقوف إنما وضعوها علي حسب مافهموه من تفاسير الآيات و قدوردت الأخبار الكثيرة كماسيأتي‌ في أن معاني‌ القرآن لايفهمها إلا أهل بيت نزل عليهم القرآن ويشهد له أنانري كثيرا من الآيات كتبوا فيهانوعا من الوقف بناء علي مافهموه ووردت الأخبار المستفيضة بخلاف ذلك المعني كماأنهم كتبوا الوقف اللازم في قوله سبحانه وَ ما يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلّا اللّهُ علي آخر الجلالة لزعمهم أن الراسخين في العلم لايعلمون تأويل المتشابهات و قدوردت الأخبار المستفيضة في أن الراسخين هم الأئمة ع وهم يعلمون تأويلها مع أن المتأخرين من مفسري‌ العامة والخاصة رجحوا في كثير من الآيات تفاسير لاتوافق مااصطلحوا عليه في الوقوف . ولعل الجمع بين المعنيين لورود الأخبار علي الوجهين وتعميمه بحيث يشمل الواجب والمستحب من كل منهما حتي أنه يراعي في الوقف ترك قلة المكث بحيث ينافي‌ التثبت والتأني‌ وكثرة المكث بحيث ينقطع الكلام ويتبدد النظام فيكره أويصل إلي حد يخرج عن كونه قارئا فيحرم علي المشهور أولي وأظهر تكثيرا للفائدة


صفحه : 10

ورعاية لتفاسير العلماء واللغويين وأخبار الأئمة ع الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين و الله يعلم حقائق كلامه المجيد.فَاقرَؤُا ما تَيَسّرَ مِنَ القُرآنِاستدل به بعض الأصحاب علي وجوب القراءة في الصلاة حيث دل الأمر علي الوجوب وأجمعوا علي أنها لاتجب في غيرالصلاة فتجب فيها و علي هذه الطريقة استدلوا به علي وجوب السورة حيث قالوا الأمر للوجوب وما تَيَسّرَعام فوجب قراءة كل ماتيسر لكن وجوب الزائد علي مقدار الحمد والسورة في الصلاة منفي‌ بالإجماع فبقي‌ وجوب السورة سالما عن المعارض . وأجيب بأنه يجوز أن تكون كلمة مانكرة موصوفة لاموصولة حتي يفيد العموم فالمعني شيئا ماتيسر أي اقرؤا مقدار ماأردتم وأحببتم ولعل ذلك أظهر لكونه المتبادر عرفا كمايقال أعطه ماتيسر وكونه أنسب بسياق الآية وغرض التخفيف والامتثال المقصود بيانه بها والتفريع علي قوله فَتابَ عَلَيكُم واستلزامه التفصي‌ عن مثل هذاالتخصيص ألذي هو في غاية البعد. وأيضا الآية واقعة في سياق آيات صلاة الليل والظاهر كون المراد القراءة في صلاة الليل أو في الليل مطلقا علي الندب والاستحباب كماسيأتي‌. وقيل المراد بالقراءة الصلاة تسمية للشي‌ء باسم بعض أجزائه وعني بهاصلاة الليل ثم نسخ بالصلوات الخمس وقيل الأمر في غيرالصلاة فقيل علي الوجوب نظرا في المعجزة ووقوفا علي دلائل التوحيد وإرسال الرسل وقيل علي الاستحباب فقيل أقله في اليوم والليلة خمسون آية وقيل مائة وقيل مائتان كذا ذكره في كنز العرفان و مع تطرق تلك الاحتمالات التي‌ أكثرها أظهر من التخصيص يشكل الاستدلال بعموم الآيات وسيأتي‌ تمام القول فيه و في قوله تعالي فَاقرَؤُا ما تَيَسّرَ مِنهُ

1-تَفسِيرُ الإِمَامِ، قَالَ ع ألّذِي نَدَبَكَ اللّهُ إِلَيهِ وَ أَمَرَكَ بِهِ عِندَ قِرَاءَةِ القُرآنِ أَعُوذُ بِاللّهِ السّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ فَإِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ قَولَهُ أَعُوذُ بِاللّهِ أَمتَنِعُ بِاللّهِ السّمِيعِ لِمَقَالِ الأَخيَارِ وَ الأَشرَارِ وَ لِكُلّ مِنَ المَسمُوعَاتِ


صفحه : 11

مِنَ الإِعلَانِ وَ الإِسرَارِ العَلِيمِ بِأَفعَالِ الفُجّارِ وَ الأَبرَارِ وَ بِكُلّ شَيءٍ مِمّا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ مَا لَا يَكُونُ أَن لَو كَانَ كَيفَ كَانَ يَكُونُ مِنَ الشّيطَانِ هُوَ البَعِيدُ مِن كُلّ خَيرٍ الرّجِيمُ المَرجُومُ بِاللّعنِ المَطرُودُ مِن بِقَاعِ الخَيرِ وَ الِاستِعَاذَةُ هيِ‌َ مِمّا قَد أَمَرَ اللّهُ بِهِ عِبَادَهُ عِندَ قِرَاءَتِهِمُ القُرآنَ فَقَالَفَإِذا قَرَأتَ القُرآنَالآيَةَ

2- المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ،لِلسّيّدِ الرضّيِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ صَلَاةٍ لَا يُقرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ فهَيِ‌َ خِدَاجٌ وَ روُيِ‌َ بِلَفظٍ آخَرَ وَ هُوَ قَولُهُ كُلّ صَلَاةٍ لَا قِرَاءَةَ فِيهَا فهَيِ‌َ خِدَاجٌ

قال السيد رضي‌ الله عنه هذه استعارة عجيبة لأنه ص جعل الصلاة التي‌ لايقرأ فيهاناقصة بمنزلة الناقة إذاولدت ولدا ناقص الخلقة أوناقص المدة ويقال أخدج الرجل صلاته إذا لم يقرأ فيها و هومخدج وهي‌ مخدجة و قال بعض أهل اللغة يقال خدجت الناقة إذاألقت ولدها قبل أوان النتاج و إن كان تام الخلقة وأخدجت إذاألقته ناقص الخلق و إن كان تام الحمل فكأنه ص قال كل صلاة لايقرأ فيهافهي‌ نقصان

3- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ مُستَعجِلًا يُجزِيهِ أَن يَقرَأَ فِي الفَرِيضَةِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَحدَهَا قَالَ لَا بَأسَ

تبيين لاخلاف بين الأصحاب في وجوب القراءة في الصلاة و إليه ذهب أكثر المخالفين وليست بركن في الصلاة عندالأكثر حتي أن الشيخ نقل الإجماع عليه وحكي في المبسوط القول بركنيتها عن بعض الأصحاب والأول أصح للروايات


صفحه : 12

الكثيرة المستفيضة الدالة علي عدم إعادة الصلاة بتركها نسيانا وتجب في الفريضة الثنائية و في الأوليين من غيرها الحمد عندعلمائنا أجمع علي مانقله جماعة من الأصحاب وهل يتعين الفاتحة في النافلة الأقرب ذلك و قال في التذكرة لاتجب قراءة الفاتحة فيهاللأصل والأصوب اشتراط الفاتحة فيهاكسائر واجبات الصلاة إلا ماأخرجه الدليل . و لاخلاف بين الأصحاب في جواز الاقتصار علي الحمد وحدها في النوافل مطلقا و في الفرائض عندالضرورة كالخوف والمرض وضيق الوقت ونقل الاتفاق علي ذلك العلامة في المنتهي والمحقق في المعتبر واختلفوا في وجوب السورة عندعدم الضرورة فذهب الأكثر إلي الوجوب والشيخ في النهاية و ابن الجنيد وسلار والمحقق في المعتبر إلي الاستحباب ومال إليه في المنتهي واختاره جماعة من المتأخرين والأخبار في ذلك متعارضة فبعضها يدل علي وجوب السورة الكاملة وأكثر الأخبار المعتبرة تدل علي عدم الوجوب فبعضها يدل علي عدم وجوب السورة أصلا وبعضها علي جواز الاكتفاء ببعض السورة وهي‌ أكثر. ويظهر من الشيخ في المبسوط و ابن الجنيد الميل إلي هذه الأخبار والقول بوجوب شيء مع الحمد إما سورة كاملة أوبعض سورة قال في المبسوط قراءة سورة بعدالحمد واجب علي أنه إن قرأ بعض السورة لانحكم ببطلان الصلاة و قال ابن الجنيد و لوقرأ بأم الكتاب وبعض سورة في الفرائض أجزأ و هذامما يضعف استدلال أكثر المتأخرين بتلك الأخبار تمسكا بعدم القول بالفصل وبالجملة القول بعدم وجوب السورة الكاملة قوي‌ من حيث الأخبار والاحتياط يقتضي‌ عدم ترك السورة إلا عندالاضطرار وإنما عدل الأكثر عن تلك الأخبار إلي الوجوب لأن عدم الوجوب قول المخالفين إلاشاذا منهم و هذامما يؤكد الاحتياط. و هذاالخبر مما استدل به علي الوجوب وأجاب القائلون بالاستحباب بأن دلالته بالمفهوم و لايعارض المنطوق ويمكن حمله علي الاستحباب بل يمكن أن يستدل به علي الندب إذ الاستعجال أعم من أن يكون لحاجة ضرورية أوغيرها مع أن مفهومه ثبوت البأس عندعدمه و هوأعم من الحرمة


صفحه : 13

4- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ قَالَ سَأَلتُ أخَيِ‌ مُوسَي ع عَن رَجُلٍ قَرَأَ سُورَتَينِ فِي رَكعَةٍ قَالَ إِذَا كَانَت نَافِلَةً فَلَا بَأسَ فَأَمّا الفَرِيضَةُ فَلَا يَصلُحُ

بيان ظاهره كراهة القران بين السورتين في ركعة في الفريضة وعدمها في النافلة و أماجواز القران في النافلة فلاخلاف فيه بين الأصحاب بل ظاهرهم الاتفاق علي عدم الكراهة أيضا و قددلت عليه أخبار كثيرة عموما و في خصوص كثير من النوافل كصلاة الوتر وصلاة أمير المؤمنين ع وصلاة فاطمة ع وصلاة النبي ص وغيرها والأولي عدم القران فيما لم يرد فيه بالخصوص لإطلاق بعض الأخبار. و أماالقران في الفريضة فذهب الشيخ في الاستبصار و ابن إدريس والمحقق وجمهور المتأخرين إلي الكراهة وذهب الشيخ في النهاية والخلاف والمبسوط إلي أنه غيرجائز بل قال في الأخيرين إنه مفسد و إليه ذهب المرتضي في الانتصار وادعي عليه الإجماع والأخبار فيهامتعارضة ويمكن الجمع بينها بوجهين أحدهما حمل أخبار المنع علي الكراهة وثانيهما حمل أخبار الجواز علي التقية والأول أظهر والثاني‌ أحوط. و قال الشهيد الثاني‌ ره يتحقق القران بقراءة أزيد من سورة و إن لم يكمل الثانية بل بتكرير السورة الواحدة أوبعضها ومثلها تكرار الحمد و فيه نظر لأنه ينافي‌ تجويزهم العدول قبل تجاوز النصف وكثير من الروايات تدل علي جواز قراءة أكثر من سورة و علي أي حال فالظاهر كون موضع الخلاف قراءة الزائد علي أنه جزء من القراءة المعتبرة في الصلاة إذ لاخلاف ظاهرا في جواز القنوت ببعض الآيات وإجابة المسلم بلفظ القرآن والإذن للمستأذن بقوله ادخُلُوها بِسَلامٍ ونحو ذلك

5-قُربُ الإِسنَادِ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ فِي الفَرِيضَةِ سُورَةَ النّجمِ أَ يَركَعُ بِهَا أَو يَسجُدُ ثُمّ يَقُومُ فَيَقرَأُ بِغَيرِهَا قَالَ يَسجُدُ ثُمّ يَقُومُ فَيَقرَأُ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ يَركَعُ وَ لَا يَعُودُ يَقرَأُ فِي الفَرِيضَةِ


صفحه : 14

بِسَجدَةٍ

6- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَنهُ ع مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ وَ يَركَعُ وَ ذَلِكَ زِيَادَةٌ فِي الفَرِيضَةِ فَلَا يَعُودَنّ يَقرَأُ السّجدَةَ فِي الفَرِيضَةِ

بيان المشهور بين الأصحاب عدم جواز قراءة العزيمة في الفرائض ونقل جماعة عليه الإجماع و قال ابن الجنيد لوقرأ سورة من العزائم في النافلة سجد و إن كان في فريضة أومأ فإذافرغ قرأها وسجد وظاهره جواز القراءة في الفريضة وربما يحمل كلامه علي أن المراد بالإيماء ترك قراءة السجدة مجازا و هوبعيد جدا نعم يمكن حمله علي الناسي‌ و هذه الرواية تدل ظاهرا علي جواز قراءتها في الفريضة والسجود في أثنائها ويمكن حملها علي الناسي‌ أو علي التقية. ثم الظاهر من كلام القائلين بالتحريم بطلان الصلاة بقراءتها و قال في المعتبر والتحقيق أنا إن قلنا بوجوب سورة مضافة إلي الحمد وحرمنا الزيادة لزم المنع من قراءة سورة العزيمة و إن أجزنا أحدهما لم يمنع ذلك إذا لم يقرأ موضع السجود و قال في الذكري لوقرأها سهوا في الفريضة ففي‌ وجوب الرجوع منها ما لم يتجاوز النصف وجهان و إن تجاوز ففي‌ جواز الرجوع أيضا وجهان والمنع أقرب و إن منعناه أومأ بالسجود ثم ليقضها ويحتمل وجوب الرجوع ما لم يتجاوز السجدة و هوأقرب انتهي ملخصا. و إذاأتم السورة ناسيا فظاهر الشهيد أنه يومئ ثم يقضي‌ و به قطع الشهيد الثاني‌ والعلامة خير بين الإيماء والقضاء و قال ابن إدريس مضي في صلاته ثم قضي والأحوط اختيار الأول مع الإعادة أوالعمل بهذا الخبر مع الإعادة و لواستمع في الفريضة قال العلامة في النهاية أومأ أوسجد بعدالفراغ والجمع بينهما أحوط وقرب العلامة تحريم الاستماع في الفريضة كالقراءة و لايخلو من تأمل . كل ذلك في الفريضة فأما في النافلة فالمشهور جواز قراءتها ووجوب السجود


صفحه : 15

في الأثناء ثم يقوم فيتم القراءة و لوكانت السجدة آخر السورة استحب له بعدالقيام قراءة الحمد ليركع عن قراءة لرواية الحلبي‌ و قال الشيخ يقرأ الحمد وسورة أوآية معها و لونسي‌ السجدة حتي ركع سجد إذاذكر لصحيحة محمد بن مسلم و لو كان مع إمام و لم يسجد إمامه و لم يتمكن من السجدة أومأ للروايات الكثيرة والأحوط القضاء بعدها أيضا

7- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن إِمَامٍ قَرَأَ السّجدَةَ فَأَحدَثَ قَبلَ أَن يَسجُدَ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يُقَدّمُ غَيرَهُ فَيَسجُدُ وَ يَسجُدُونَ وَ يَنصَرِفُ فَقَد تَمّت صَلَاتُهُم

بيان روي‌ هذاالخبر في التهذيب بسند صحيح عن علي بن جعفر والجواب هكذا قال يقدم غيره فيتشهد ويسجد وينصرف هو و قدتمت صلاتهم . والخبر يحتمل وجوها الأول أن يكون فاعل التشهد والسجود والانصراف جميعا الإمام الأول فيكون التشهد محمولا علي الاستحباب للانصراف عن الصلاة والسجود للتلاوة لعدم اشتراط الطهارة فيه .الثاني‌ أن يكون فاعل الأولين الإمام الثاني‌ بناء علي أن الإمام قدركع معهم والمراد بقول السائل قبل أن يسجد قبل سجود الصلاة لاسجود التلاوة و لايخفي بعده .الثالث أن يكون فاعل التشهد الإمام الثاني‌ أي يتم الصلاة بهم وعبر عنه بالتشهد


صفحه : 16

لأنه آخر أفعالها ويسجد الإمام الأول للتلاوة وينصرف .الرابع أن يكون فاعل الأولين الإمام الثاني‌ و يكون المراد بالتشهد إتمام الصلاة بهم وبالسجود سجود التلاوة أي يتم الصلاة بهم ويسجد للتلاوة بعدالصلاة. و أما علي ما في قرب الإسناد فالمعني يسجد الإمام الثاني‌ بالقوم إما في أثناء الصلاة كما هوالظاهر أوبعده علي احتمال بعيد وينصرف أي الإمام الأول بعدالسجود منفردا أوقبله بناء علي اشتراط الطهارة فيه و هوأظهر من الخبر. و علي التقادير يدل علي جواز قراءة العزيمة في الفريضة و لايمكن حمله علي النافلة لعدم جواز الجماعة فيها ويكن حمله علي المشهور علي النسيان أو علي التقية و مع قطع النظر عن الشهرة يمكن حمل أخبار المنع علي الكراهة

8- قُربُ الإِسنَادِ، وَ كِتَابُ المَسَائِلِ،بِسَنَدَيهِمَا عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَرَادَ سُورَةً فَقَرَأَ غَيرَهَا هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَقرَأَ نِصفَهَا ثُمّ يَرجِعُ إِلَي السّورَةِ التّيِ‌ أَرَادَ قَالَ نَعَم مَا لَم يَكُن قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ القِرَاءَةِ فِي الجُمُعَةِ بِمَا يَقرَأُ قَالَ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ وَ إِن أَخَذتَ فِي غَيرِهَا وَ إِن كَانَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فَاقطَعهَا مِن أَوّلِهَا وَ ارجِع إِلَيهَا

بيان في كتاب المسائل في السؤال الأول هكذا هل يصلح له بعد أن يقرأ نصفها أن يرجع . ثم اعلم أنه يستفاد من الخبر أحكام .الأول جواز العدول عن غيرالجحد والتوحيد بعدقراءة نصف السورة إلي غيرها والمشهور بين الأصحاب جواز العدول من سورة إلي أخري في غيرالسورتين ما لم يتجاوز النصف واعتبر ابن إدريس والشهيد في الذكري عدم بلوغ النصف وأسنده في الذكري إلي الأكثر واعترف جماعة من الأصحاب بأن التحديد بمجاوزة النصف أو


صفحه : 17

بلوغه غيرموجود في النصوص و هوكذلك و ماورد في هذاالخبر إنما وقع التقييد في كلام السائل و مع اعتباره يوافق أحد القولين وَ سَائِرُ الرّوَايَاتِ مُطلَقَةٌ بِجَوَازِ العُدُولِ إِلّا مُوَثّقَةَ ابنِ بُكَيرٍ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يُرِيدُ أَن يَقرَأَ السّورَةَ فَيَقرَأُ غَيرَهَا فَقَالَ لَهُ أَن يَرجِعَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ أَن يَقرَأَ ثُلُثَيهَا

و هذاالتفصيل لم يقل به أحد ويمكن حمله علي كراهة العدول بعدالثلثين فلو ثبت إجماع علي عدم جواز العدول بعدالنصف كان حجة والظاهر عدمه فالقول بالجواز مطلقا متجه والاحتياط ظاهر.الثاني‌ عدم جواز العدول عن السورتين إلي غيرهما عدا مااستثني‌ والمشهور تحريم العدول عنهما مطلقا في غير ماسيأتي‌ ونقل المرتضي في الانتصار إجماع الفرقة عليه وذهب المحقق في المعتبر إلي الكراهة وتوقف فيه العلامة في المنتهي والتذكرة و هو في محله .الثالث جواز العدول عن التوحيد والجحد أيضا إلي الجمعة والمنافقين في صلاة الجمعة واستحبابه و هوالمشهور بين الأصحاب لكن قيده أكثر الأصحاب بعدم تجاوز النصف في السورتين و قال في الشرائع في أحكام الجمعة و إذاسبق الإمام إلي قراءة سورة فليعدل إلي الجمعة والمنافقين ما لم يتجاوز نصف السورة إلا في سورة الجحد والتوحيد و هوظاهر إطلاق ابن الجنيد والسيد ولعل جواز العدول أقوي . ثم المشهور جواز العدول عن السورتين كما هوظاهر هذاالخبر والروايات التي‌ أوردها الأصحاب في كتبهم إنما تضمنت جواز العدول عن التوحيد فقط وربما يتمسك في ذلك بعدم القول بالفصل و فيه إشكال ولذا توقف بعض المتأخرين في العدول عن الجحد و لايبعد كون هذاالخبر بانضمام الشهرة بين القدماء والمتأخرين كافيا في إثباته .


صفحه : 18

ثم اعتبار عدم تجاوز النصف في جواز العدول عنهما مصرح به في كلام الأكثر وكثير من عبارات الأصحاب مجمل والأخبار مطلقة

وَ رُبّمَا يُستَنَدُ فِي ذَلِكَ إِلَي مَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن صَبّاحِ بنِ صَبِيحٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع رَجُلٌ أَرَادَ أَن يصُلَيّ‌َ الجُمُعَةَ فَقَرَأَ بِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ قَالَ يُتِمّهَا رَكعَتَينِ ثُمّ يَستَأنِفُ

بأن الجمع بينها و بين سائر الروايات يقتضي‌ حملها علي بلوغ النصف وسائرها علي عدمه و هذا هوالتفصيل ألذي صرح به الصدوق و ابن إدريس و لايخفي ما فيه بل الجمع بالتخيير أقرب كمايشعر به كلام الكليني‌ ره . ثم إنه اشترط الشيخ علي والشهيد الثاني‌ قدس الله روحهما في جواز العدول عن السورتين أن يكون الشروع فيهما نسيانا ولعل التعميم أظهر كما هوالمستفاد من إطلاق أكثر الروايات . ثم إن المذكور في كثير من عبارات الأصحاب في هذه المسألة ظهر الجمعة و في كثير منها إجمال والظاهر اشتراك الحكم عندهم بين الظهر والجمعة بلا خلاف في عدم الفرق بينهما والأخبار إنما وردت بلفظ الجمعة والظاهر أنها تطلق علي ظهر يوم الجمعة مجازا وربما يقال إنها مشتركة بين الجمعة والظهر اشتراكا معنويا و هو غيرثابت والعلامة في التذكرة عمم الحكم في الظهرين وتبعه الشهيد الثاني‌ و لامستند له ونقل عن الجعفي‌ تعميم الحكم في صلاة الجمعة وصبحها والعشاء ليلة الجمعة ودليله غيرمعلوم و لوتعسر الإتيان ببقية السورة للنسيان أوحصول ضرر بالإتمام فقد صرح الأصحاب بجواز العدول .الرابع ذكر أكثر الأصحاب وجوب قصد البسملة للسورة المخصوصة فقالوا لوقرأها بعدالحمد من غيرقصد سورة فلايعيدها و مع العدول يعيد البسملة وعللوا


صفحه : 19

ذلك بأن البسملة صالحة لكل سورة فلايتعين لإحدي السور إلابالتعيين فلو قصد بهاسورة وعدل إلي غيرها فلايحسب من المعدول إليها. و فيه نظر لأنا لانسلم أن للنية مدخلا في صيرورة البسملة جزء من السورة بل الظاهر أنه إذاأتي بالبسملة فقد أتي بشي‌ء يصلح لأن يكون جزء لكل سورة و ليس لها اختصاص بسورة معينة فإذاأتي ببقية الأجزاء فقد أتي بجميع أجزاء السورة المعينة كما إذاكتب بسملة بقصد سورة ثم كتب بعدها غيرها لايقال إنه لم يكتب هذه السورة بتمامها و لوتم ماذكروه يلزم أن يحتاج كل كلمة مشتركة بين السورتين إلي القصد مثل الحمد لله والظاهر أنه لم يقل به أحد. ويمكن أن يستدل بهذا الخبر علي عدم لزوم نية البسملة لأنه إذا كان مريدا لسورة أخري فقد قرأ البسملة لها ففي‌ صورة عدم العدول يكون قداكتفي ببسملة قصد بهاأخري و لوقيل لعله عندقراءة السورة قصد البسملة لها قلنا إطلاق الخبر يشمل ما إذانسي‌ السورة بعدقراءة البسملة للأخري وعدم التفصيل في الجواب دليل العموم

9- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أَعطُوا كُلّ سُورَةٍ حَقّهَا مِنَ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ

وَ قَالَ ع تَقرَأُ فِي صَلَاةِ الجُمُعَةِ فِي الأُولَي الحَمدَ وَ الجُمُعَةَ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ المُنَافِقِينَ

وَ قَالَ ع إِذَا فَرَغتُم مِنَ المُسَبّحَاتِ الأَخِيرَةِ فَقُولُوا سُبحَانَ اللّهِ الأَعلَي وَ إِذَا قَرَأتُمإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّفَصَلّوا عَلَيهِ فِي الصّلَاةِ كُنتُم أَو فِي غَيرِهَا وَ إِذَا قَرَأتُم وَ التّينِ فَقُولُوا فِي آخِرِهَا وَ نَحنُ عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدِينَ وَ إِذَا قَرَأتُمقُولُوا آمَنّا بِاللّهِفَقُولُوا آمَنّا بِاللّهِ حَتّي تَبلُغُوا إِلَي قَولِهِمُسلِمُونَ


صفحه : 20

توضيح المشهور بين الأصحاب استحباب الجمعة والمنافقين في ظهري‌ الجمعة وصلاة الجمعة وظاهر الصدوق وجوبها في ظهر يوم الجمعة واختاره أبوالصلاح ونقل في الشرائع قولا بوجوب السورتين في الظهرين يوم الجمعة و لايعلم قائله وربما يظن أنه وهم من كلام الصدوق ذلك و هوبعيد من مثله وظاهر السيد وجوب السورتين في صلاة الجمعة ولعل الأظهر الاستحباب في الجميع والأحوط عدم الترك و هذاالخبر يدل علي رجحان قراءتهما في الجمعة ويدل صدور الخبر علي مرجوحية القران بين السورتين في ركعة وحمل علي الفريضة كماعرفت

10- العيَاّشيِ‌ّ، عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَمّن رَفَعَهُ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ لَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المثَانيِ‌ وَ القُرآنَ العَظِيمَ قَالَ هيِ‌َ سُورَةُ الحَمدِ وَ هيِ‌َ سَبعُ آيَاتٍ مِنهَابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ إِنّمَا سُمّيَتِ المثَاَنيِ‌َ لِأَنّهَا تُثَنّي فِي الرّكعَتَينِ

وَ مِنهُ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَرَقُوا أَكرَمَ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللّهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

وَ مِنهُ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّمَاءِ كِتَاباً إِلّا وَ فَاتِحَتُهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ إِنّمَا كَانَ يُعرَفُ انقِضَاءُ السّورَةِ بِنُزُولِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِابتِدَاءً لِلأُخرَي

وَ مِنهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ خُرّزَادَ قَالَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَمّ الرّجُلُ القَومَ جَاءَ شَيطَانٌ إِلَي الشّيطَانِ ألّذِي هُوَ قَرِينُ الإِمَامِ فَيَقُولُ هَل ذَكَرَ اللّهَ يعَنيِ‌ هَل قَرَأَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَإِن قَالَ نَعَم هَرَبَ مِنهُ وَ إِن قَالَ لَا رَكِبَ عُنُقَ الإِمَامِ وَ دَلّي رِجلَيهِ فِي صَدرِهِ فَلَم يَزَلِ الشّيطَانُ إِمَامَ القَومِ حَتّي يَفرُغُوا مِن صَلَاتِهِم

وَ مِنهُ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَت لَكَ حَاجَةٌ فَاقرَأِ


صفحه : 21

المثَاَنيِ‌َ وَ سُورَةً أُخرَي وَ صَلّ رَكعَتَينِ وَ ادعُ اللّهَ قُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ وَ مَا المثَاَنيِ‌ قَالَ فَاتِحَةُ الكِتَابِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

وَ مِنهُ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ بَلَغَهُ أَنّ أُنَاساً يَنزِعُونَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَقَالَ هيِ‌َ آيَةٌ مِن كِتَابِ اللّهِ أَنسَاهُم إِيّاهَا الشّيطَانُ

وَ مِنهُ عَن خَالِدِ بنِ المُختَارِ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ مَا لَهُم قَاتَلَهُمُ اللّهُ عَمَدُوا إِلَي أَعظَمِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللّهِ فَزَعَمُوا أَنّهَا بِدعَةٌ إِذَا أَظهَرُوهَا وَ هيِ‌َبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَن قَولِ اللّهِلَقَد آتَيناكَ سَبعاً مِنَ المثَانيِ‌ وَ القُرآنَ العَظِيمَ فَقَالَ فَاتِحَةُ الكِتَابِ يُثَنّي فِيهَا القَولُ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي مَنّ عَلَيّ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ مِن كَنزِ الجَنّةِ فِيهَابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِالآيَةُ التّيِ‌ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي فِيهَاوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً وَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ الرّحمنِ الرّحِيمِدَعوَي أَهلِ الجَنّةِ حِينَ شَكَرُوا اللّهَ حُسنَ الثّوَابِمالِكِ يَومِ الدّينِ قَالَ جَبرَئِيلُ مَا قَالَهَا مُسلِمٌ قَطّ إِلّا صَدّقَهُ اللّهُ وَ أَهلُ سَمَاوَاتِهِإِيّاكَ نَعبُدُإِخلَاصٌ لِلعِبَادَةِوَ إِيّاكَ نَستَعِينُأَفضَلُ مَا طَلَبَ بِهِ العِبَادُ حَوَائِجَهُماهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَ صِراطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمصِرَاطَ الأَنبِيَاءِ وَ هُمُ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِمغَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِماليَهُودِ وَ غَيرِ الضّالّينَ النّصَارَي

بيان هذه الأخبار تدل علي أن البسملة جزء من الفاتحة وبعضها علي أنها جزء من كل سورة و قال في الذكري بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِآية من الفاتحة و من كل سورة خلا براءة إجماعا منا ثم قال و ابن الجنيد يري أن البسملة في الفاتحة بعضها و في


صفحه : 22

غيرها افتتاح لها و هومتروك انتهي و ماورد من تجويز تركها في السورة إما مبني‌ علي عدم وجوب السورة الكاملة أومحمول علي التقية لقول بعض المخالفين بالتفصيل

11- العيَاّشيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ كَانَ يَقرَأُمالِكِ يَومِ الدّينِ وَ يَقرَأُاهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَ

وَ مِنهُ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقرَأُ مَا لَا أحُصيِ‌ مَلِكِ يَومِ الدّينِ

بيان قرأ عاصم والكسائي‌مالِكِ والباقون مَلِكِ و قديؤيد الأولي بموافقة قوله تعالي يَومَ لا تَملِكُ نَفسٌ لِنَفسٍ شَيئاً وَ الأَمرُ يَومَئِذٍ لِلّهِ والثانية بوجوه خمسة الأول أنها أدخل في التعظيم الثاني‌ أنها أنسب بالإضافة إلي يوم الدين كمايقال ملك العصر الثالث أنها أوفق بقوله تعالي لِمَنِ المُلكُ اليَومَ لِلّهِ الواحِدِ القَهّارِالرابع أنها أشبه بما في خاتمة الكتاب من وصفه سبحانه بالملكية بعدالربوبية فيناسب الافتتاح الاختتام الخامس أنها غنية عن توجيه وصف المعرفة بما ظاهره التنكير وإضافة اسم الفاعل إلي الظرف لإجرائه مجري المفعول به توسعا والمراد مالك الأمور كلها في ذلك اليوم وسوغ وصف المعرفة به إرادة معني المضي‌ تنزيلا


صفحه : 23

للمحقق الوقوع منزلة ماوقع أوإرادة الاستمرار الثبوتي‌ و أماقراءة ملك فغنية عن التوجيه لأنها من قبيل كريم البلد. و في أخبارنا وردت القراءتان و إن كان مالك أكثر و هذامما يرجحه و هذاالخبر ظاهره أنه سمعه ع يقرأ في الصلوات الكثيرة و في غيرها ملك دون مالك ويحتمل أن يكون المراد تكرار الآية في الصلاة الواحدة علي وفق الرواية الآتية فيدل علي جواز تكرار بعض الآيات وعدم كونه من القران المنهي‌ عنه

12- العيَاّشيِ‌ّ، عَنِ الزهّريِ‌ّ قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِذَا قَرَأَمالِكِ يَومِ الدّينِيُكَرّرُهَا حَتّي يَكَادُ أَن يَمُوتَ

وَ مِنهُ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ اهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَيعَنيِ‌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع

وَ مِنهُ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِغَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَ لَا الضّالّينَ قَالَ هُمُ اليَهُودُ وَ النّصَارَي

وَ مِنهُ عَن رَجُلٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ رَفَعَهُ فِي قَولِهِ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَ غَيرِ الضّالّينَ قَالَ هَكَذَا نَزَلَت وَ قَالَالمَغضُوبِ عَلَيهِمفُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ النّصّابُ وَالضّالّينَالشّكّاكُ الّذِينَ لَا يَعرِفُونَ الإِمَامَ

بيان قال البيضاوي‌ وقر‌ئ وَ غَيرِ الضّالّينَ ونسبه في مجمع البيان إلي علي ع و إلي أهل البيت ع صِرَاطَ مَن أَنعَمتَ لكن المشهور بين الأصحاب عدم جواز قراءة الشواذ في الصلاة بل في غيرها أيضا و لاخلاف في جواز قراءة أي السبع شاء واختلفوا في بقية العشر ورجح في الذكري جوازها مدعيا تواترها كالسبع والأحوط الاقتصار علي السبع . ثم المشهور بين المفسرين أن المغضوب عليهم هم اليهود لقوله تعالي فيهم


صفحه : 24

مَن لَعَنَهُ اللّهُ وَ غَضِبَ عَلَيهِ والضالين هم النصاري لقوله تعالي فيهم قَد ضَلّوا مِن قَبلُ وَ أَضَلّوا كَثِيراً ويظهر من الأخبار أنهما يشملهما و كل من خرج عن الحق بعلم أوبغير علم و قدمر القول فيه وسيأتي‌

13-قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ افتَتَحَ الصّلَاةَ فَقَرَأَ السّورَةَ وَ لَم يَقرَأ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ مَعَهَا أَ يُجزِيهِ أَن يَفعَلَ ذَلِكَ مُتَعَمّداً لِعَجَلَةٍ كَانَت قَالَ لَا يَتَعَمّدُ ذَلِكَ فَإِن نسَيِ‌َ فَقَرَأَهُ فِي الثّانِيَةِ أَجزَأَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ فِي الفَرِيضَةِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ سُورَةٍ أُخرَي فِي النّفَسِ الوَاحِدِ هَل يَصلُحُ ذَلِكَ أَو مَا عَلَيهِ إِن فَعَلَ قَالَ إِن شَاءَ قَرَأَ بِالنّفَسِ الوَاحِدِ وَ إِن شَاءَ فِي غَيرِهِ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ فِي صَلَاتِهِ هَل يُجزِيهِ أَن لَا يُحَرّكَ لِسَانَهُ وَ أَن يَتَوَهّمَ تَوَهّماً قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يصُلَيّ‌ أَ لَهُ أَن يَقرَأَ فِي الفَرِيضَةِ فَيَمُرّ بِالآيَةِ فِيهَا التّخوِيفُ فيَبَكيِ‌ وَ يُرَدّدُ الآيَةَ قَالَ يُرَدّدُ القُرآنَ مَا شَاءَ وَ إِن جَاءَهُ البُكَاءُ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ سُورَةً وَاحِدَةً فِي الرّكعَتَينِ مِنَ الفَرِيضَةِ وَ هُوَ يُحسِنُ غَيرَهَا فَإِن فَعَلَ فَمَا عَلَيهِ قَالَ إِذَا أَحسَنَ غَيرَهَا فَلَا يَفعَل وَ إِن لَم يُحسِن غَيرَهَا فَلَا بَأسَ وَ إِن فَعَلَ فَلَا شَيءَ عَلَيهِ وَ لَكِن لَا يَعُودُ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ صَلّي العِيدَينِ وَحدَهُ أَوِ الجُمُعَةَ هَل يَجهَرُ فِيهَا بِالقِرَاءَةِ قَالَ


صفحه : 25

لَا يَجهَرُ إِلّا الإِمَامُ قَالَ وَ قَالَ أخَيِ‌ يَا عَلِيّ بِمَا تصُلَيّ‌ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ قُلتُ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ فَقَالَ رَأَيتُ أَبِي يصُلَيّ‌ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ فِي الفَجرِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي وَ فِي الجُمُعَةِ بِسُورَةِ الجُمُعَةِ وَ إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ

توضيح لاخلاف بين الأصحاب في وجوب القراءة في الفريضة ووجوب الحمد في الأوليين والمشهور عدم ركنيتها بل نقل الشيخ عليه الإجماع لكن حكي في المبسوط عن بعض الأصحاب القول بركنيتها والجواب عن السؤال الأول محمول علي الذكر بعدالركوع ويدل علي عدم ركنية الفاتحة والقراءة في الثانية محمولة علي الذكر. قوله ع و إن شاء في غيره أقول في كتاب المسائل هكذا و إن شاء أكثر فلا شيء عليه ويدل علي جواز قراءة سورة وأكثر بنفس واحد قال في الذكري يستحب الوقوف علي مواضعه وأجودها التام ثم الحسن ثم الجائز ثم قال ويجوز الوقف علي ماشاء والوصل ثم ذكر هذه الرواية ثم قال نعم يكره قراءة التوحيد بنفس واحد لمارواه محمد بن يحيي بسنده إلي الصادق ع انتهي . قوله أن لايحرك لسانه قال في الذكري أقل الجهر أن يسمع من قرب منه إذا كان يسمع وحد الإخفات إسماع نفسه إن كان يسمع و إلاتقديرا قال في المعتبر و هوإجماع العلماء ثم قال فإن قلت قدروي علي بن جعفر عن أخيه لابأس أن لايحرك لسانه يتوهم توهما قلت حمله الشيخ علي من كان في موضع تقية لمرسلة محمد بن أبي حمزة عنه ع يجزيك من القراءة معهم مثل حديث النفس . قوله ع يردد القرآن ماشاء يدل علي جواز تكرير الآية وإنه ليس


صفحه : 26

من القران المنهي‌ عنه كماتوهم . قوله ع إذاأحسن غيرها فلايفعل يدل علي كراهة قراءة سورة واحدة في الركعتين كماذكره أكثر الأصحاب واستثني بعضهم سورة التوحيد كمامرت الإشارة إليه في خبر حماد وَ قَالَ فِي الذّكرَي روُيِ‌َ فِي التّهذِيبِ عَن زُرَارَةَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أصُلَيّ‌ بِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فَقَالَ نَعَم قَد صَلّي رَسُولُ اللّهِص فِي كِلتَا الرّكعَتَينِ بِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ لَم يُصَلّ قَبلَهَا وَ لَا بَعدَهَا بِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ أَتَمّ مِنهَا

قلت تقدم كراهة أن يقرأ بالسورة الواحدة في الركعتين فيمكن أن يستثني من ذلك قل هو الله أحد لهذا الحديث ولاختصاصها بمزيد الشرف أوفعله النبي ص لبيان جوازه انتهي ونحو ذلك قال الشهيد الثاني‌ ره في شرح النفلية. ثم اعلم أنه ربما يحمل هذا علي تبعيض السورة في الركعتين و لايخفي بعده والاشتراط بعدم علم غيرها يأبي عنه ويدل علي عدم استحباب الجهر في العيدين وظهر الجمعة للمنفرد وسيأتي‌ القول فيه . و قال في الذكري وافق المرتضي الصدوق في قراءة المنافقين في صبح الجمعة

وَ رَوَاهُ الشّيخُ فِي المَبسُوطِ وَ هُوَ فِي خَبَرِ ربِعيِ‌ّ وَ حَرِيزٍ رَفَعَاهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا كَانَت لَيلَةُ الجُمُعَةِ يُستَحَبّ أَن يُقرَأَ فِي العَتَمَةِ سُورَةُ الجُمُعَةِ وَ إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ وَ فِي صَلَاةِ الصّبحِ مِثلُ ذَلِكَ

وخير ابن أبي عقيل بين المنافقين و بين الإخلاص و قال الشيخان بل يقرأ في الثانية قل هو الله أحد و هوموجود في رواية الكناني‌ و أبي بصير عن الصادق ع وطريقه رجال الواقفة لكنه مشهور. ثم قال ويستحب قراءة الجمعة في أول المغرب ليلة الجمعة والأعلي في الثانية لرواية أبي بصير عن الصادق ع و قال في المصباح والاقتصاد يقرأ في الثانية التوحيد لرواية أبي الصباح ويستحب قراءة الجمعة والأعلي في العشاء ليلة الجمعة لرواية


صفحه : 27

أبي الصباح أيضا ورواه أبوبصير عنه ع أيضا و قال ابن أبي عقيل يقرأ في الثانية المنافقين ووافق في الأول علي الجمعة لرواية حريز السالفة والأول أشهر وأظهر في الفتوي انتهي . وأقول الأظهر التخيير بين الجميع لورود الرواية في الكل

14- قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ يَقرَأُ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ الجُمُعَةَ وَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي وَ فِي الغَدَاةِ الجُمُعَةَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ فِي الجُمُعَةِ الجُمُعَةَ وَ المُنَافِقِينَ وَ القُنُوتُ فِي الرّكعَةِ الأُولَي قَبلَ الرّكُوعِ

15- الخِصَالُ، عَنِ الخَلِيلِ عَنِ الحُسَينِ بنِ حَمدَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَسعُودٍ عَن يَزِيدَ بنِ ذَرِيعٍ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَن قَتَادَةَ عَنِ الحَسَنِ أَنّ سَمُرَةَ بنَ جُندَبٍ وَ عِمرَانَ بنَ حُصَينٍ تَذَاكَرَا فَحَدّثَ سَمُرَةُ أَنّهُ حَفِظَ عَن رَسُولِ اللّهِص سَكتَتَينِ سَكتَةً إِذَا كَبّرَ وَ سَكتَةً إِذَا فَرَغَ مِن قِرَاءَتِهِ عِندَ رُكُوعِهِ ثُمّ إِنّ قَتَادَةَ ذَكَرَ السّكتَةَ الأَخِيرَةَ إِذَا فَرَغَ مِن قِرَاءَةِغَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَ لَا الضّالّينَ أَي حَفِظَ ذَلِكَ سَمُرَةُ وَ أَنكَرَهُ عَلَيهِ عِمرَانُ بنُ حُصَينٍ قَالَ فَكَتَبَا فِي ذَلِكَ إِلَي أُبَيّ بنِ كَعبٍ وَ كَانَ فِي كِتَابِهِ إِلَيهِمَا أَو فِي رَدّهِ عَلَيهِمَا أَنّ سَمُرَةَ قَد حَفِظَ

قال الصدوق ره إن النبي ص إنما سكت بعدالقراءة لئلا يكون التكبير موصولا بالقراءة وليكون بين القراءة والتكبير فصل و هذايدل علي أنه لم يقل آمين بعدفاتحة الكتاب سرا و لاجهرا لأن المتكلم سرا أوعلانية لا يكون ساكتا و في ذلك حجة قوية للشيعة علي مخالفيهم في قولهم آمين بعدالفاتحة ولا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ.تأييد قال الشهيد قدس سره في الذكري يستحب السكوت إذافرغ من الحمد والسورة فهما سكتتان لِرِوَايَةِ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَجُلَينِ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص اختَلَفَا فِي رَسُولِ اللّهِ فَكَتَبَا إِلَي أُبَيّ بنِ كَعبٍ كَم كَانَت لِرَسُولِ اللّهِص مِن سَكتَةٍ قَالَ كَانَت لَهُ سَكتَتَانِ إِذَا فَرَغَ مِن أُمّ القُرآنِ


صفحه : 28

وَ إِذَا فَرَغَ مِنَ السّورَةِ

وَ فِي رِوَايَةِ حَمّادٍ تَقدِيرُ السّكتَةِ بَعدَ السّورَةِ بِنَفَسٍ

وَ قَالَ ابنُ الجُنَيدِ رَوَي سَمُرَةُ وَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ عَنِ النّبِيّص أَنّ السّكتَةَ الأُولَي بَعدَ تَكبِيرَةِ الِافتِتَاحِ وَ الثّانِيَةَ بَعدَ الحَمدِ

ثم قال الظاهر استحباب السكوت عقيب الحمد في الأخيرتين قبل الركوع وكذا عقيب التسبيح

16- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ عَن سُلَيمَانَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ صَلّيتُ خَلفَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ آي‌ٍ مِنَ البَقَرَةِ وَ جَاءَ أَبِي فَسَأَلَ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّمَا صَنَعَ ذَا لِيُفَقّهَكُم وَ يُعَلّمَكُم

بيان روُيِ‌َ فِي التّهذِيبِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الفَضلِ قَالَ صَلّي بِنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَو أَبُو جَعفَرٍ ع فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ آخِرِ سُورَةِ المَائِدَةِ فَلَمّا سَلّمَ التَفَتَ إِلَينَا فَقَالَ أَمَا إنِيّ‌ إِنّمَا أَرَدتُ أَن أُعَلّمَكُم

والظاهر أن هذاالخبر غيره وسليمان لعله ابن عبد الله بن الحسن والمسئول عبد الله و أبي زيد من النساخ والتعليم في الخبرين الظاهر أنه تعليم جواز الاكتفاء ببعض السورة وعدم وجوب تمامها أوعدم وجوب السورة مطلقا كمافهمه الأكثر أوتعليم التقية كمافهمه الشيخ في التهذيب و لايخفي ما فيه إذ يفهم من كلامه أنه لم يكن المقام مقام تقية وفعل الصلاة علي وجه التقية في غيرمقام التقية بعيد جدا إلا أن يقال هومبني‌ علي عدم وجوب تمام السورة وعلمهم ع أن في مقام التقية ينبغي‌ ترك المستحب والاكتفاء بالبعض وحمله علي نافلة يجوز الاقتداء فيها أوصلاة الآيات في غاية البعد فالظاهر منه عدم وجوب تمام السورة مطلقا

17- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِنَا قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا العِلّةُ التّيِ‌ مِن أَجلِهَا لَا يَحِلّ لِلرّجُلِ أَن يصُلَيّ‌َ وَ عَلَي شَارِبِهِ الحِنّاءُ قَالَ لِأَنّهُ لَا يَتَمَكّنُ مِنَ القِرَاءَةِ وَ الدّعَاءِ


صفحه : 29

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البزَنَطيِ‌ّ وَ غَيرِهِ عَن أَبَانٍ عَن مِسمَعِ بنِ عَبدِ المَلِكِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يصُلَيّ‌ المُختَضِبُ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ لِمَ قَالَ إِنّهُ مُحَصّرٌ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ اقرَأ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ فَإِنّ قِرَاءَتَهُمَا سُنّةٌ يَومَ الجُمُعَةِ فِي الغَدَاةِ وَ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ لَا ينَبغَيِ‌ لَكَ أَن تَقرَأَ بِغَيرِهِمَا فِي صَلَاةِ الظّهرِ يعَنيِ‌ يَومَ الجُمُعَةِ إِمَاماً كُنتَ أَو غَيرَ إِمَامٍ

18- التّوحِيدُ، وَ العُيُونُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الدّقّاقِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ عَن بَكرِ بنِ زِيَادٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ المهُتدَيِ‌ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ التّوحِيدِ فَقَالَ كُلّ مَن قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ آمَنَ بِهَا فَقَد عَرَفَ التّوحِيدَ قُلتُ كَيفَ نَقرَؤُهَا قَالَ كَمَا يَقرَأُ النّاسُ وَ زَادَ فِيهِ كَذَلِكَ اللّهُ ربَيّ‌ كَذَلِكَ اللّهُ ربَيّ‌

بيان في أكثر كتب الحديث في هذاالخبر كذلك الله ربي‌ ثلاث مرات وعد الشهيد في النفلية من مستحبات القراءة قول كذلك الله ربي‌ ثلاث مرات خاتمة التوحيد واستدل عليه الشهيد الثاني‌ في شرحها بهذه الرواية وَ بِمَا رَوَاهُ عَبدُ الرّحمَنِ


صفحه : 30

بنُ الحَجّاجِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ أَبَاهُ كَانَ إِذَا قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ فَرَغَ مِنهَا قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ أَو كَذَاكَ اللّهُ ربَيّ‌

19- العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الشّاهِ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ النيّساَبوُريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الطاّئيِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ الخوُزيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَروَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الهرَوَيِ‌ّ وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الأشُناَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَهرَوَيهِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ جَمِيعاً عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع صَلّي بِنَا رَسُولُ اللّهِص صَلَاةَ السّفَرِ فَقَرَأَ فِي الأُولَي قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ فِي الأُخرَي قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثُمّ قَالَ قَرَأتُ لَكُم ثُلُثَ القُرآنِ وَ رُبُعَهُ

صحيفة الرضا،بسنده عنه ع مثله

20- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ عُمَرَ العَطّارِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ ع يَومَ الثّلَاثَاءِ فَقَالَ لَم أَرَكَ أَمسِ قَالَ كَرِهتُ الحَرَكَةَ فِي يَومِ الإِثنَينِ قَالَ يَا عَلِيّ مَن أَحَبّ أَن يَقِيَهُ اللّهُ شَرّ يَومِ الإِثنَينِ فَليَقرَأ فِي أَوّلِ رَكعَةٍ مِن صَلَاةِ الغَدَاةِ هَل أَتَي عَلَي الإِنسَانِ ثُمّ قَرَأَ أَبُو الحَسَنِ ع فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ اليَومِ وَ لَقّاهُم نَضرَةً وَ سُرُوراً


صفحه : 31

21- الإِحتِجَاجُ، قَالَ كَتَبَ مُحَمّدٌ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع روُيِ‌َ فِي ثَوَابِ القُرآنِ فِي الفَرَائِضِ وَ غَيرِهَا أَنّ العَالِمَ ع قَالَ عَجَباً لِمَن لَم يَقرَأ فِي صَلَاتِهِ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ كَيفَ تُقبَلُ صَلَاتُهُ وَ روُيِ‌َ مَا زَكَت صَلَاةُ مَن لَم يَقرَأ فِيهَا قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ روُيِ‌َ أَنّ مَن قَرَأَ فِي فَرَائِضِهِ الهُمَزَةَ أعُطيِ‌َ مِنَ الثّوَابِ قَدرَ الدّنيَا فَهَل يَجُوزُ أَن يَقرَأَ الهُمَزَةَ وَ يَدَعَ هَذِهِ السّوَرَ التّيِ‌ ذَكَرنَاهَا مَعَ مَا قَد روُيِ‌َ أَنّهُ لَا تُقبَلُ صَلَاتُهُ وَ لَا تَزكُو إِلّا بِهِمَا التّوقِيعُ الثّوَابُ فِي السّوَرِ عَلَي مَا قَد روُيِ‌َ وَ إِذَا تَرَكَ سُورَةً مِمّا فِيهَا الثّوَابُ وَ قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ لِفَضلِهِمَا أعُطيِ‌َ ثَوَابَ مَا قَرَأَ وَ ثَوَابَ السّورَةِ التّيِ‌ تَرَكَ وَ يَجُوزُ أَن يَقرَأَ هَاتَينِ السّورَتَينِ وَ تَكُونُ صَلَاتُهُ تَامّةً وَ لَكِن يَكُونُ قَد تَرَكَ الفَضلَ

فَلَاحُ السّائِلِ، رَأَيتُ فِي كِتَابِ مَشَايِخِ خَوَاصّ مِنَ الشّيعَةِ لِمَولَانَا أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ وَ مَولَانَا الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العَسكَرِيّينِ مَا هَذَا لَفظُ السّائِلِ وَ لَفظُهُ ع ثُمّ ذَكَرَ هَذِهِ الرّوَايَةَ

غيبة الشيخ ، عن جماعة عن محمد بن أحمد بن داود القمي‌ عن محمد بن عبد الله الحميري‌ مثله بيان لعله مخير بين قراءة القدر في الأولي والتوحيد في الثانية و بين العكس و هذاالخبر لايدل علي تعين الثاني‌ كماتوهم إذ الواو لاتدل علي الترتيب والخبر ورد في الوجهين جميعا و قال الصدوق ره إنما يستحب قراءة القدر في الأولي والتوحيد في الثانية لأن القدر سورة النبي ص و أهل بيته فيجعلهم المصلي‌ وسيلة إلي الله تعالي لأنه بهم وصل إلي معرفته و أماالتوحيد فالدعاء علي أثرها مستجاب

22-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن مُعَاذِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَدَع أَن تَقرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ قُل


صفحه : 32

يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ فِي سَبعَةِ مَوَاطِنَ فِي الرّكعَتَينِ قَبلَ الفَجرِ وَ ركَعتَيَ‌ِ الزّوَالِ وَ الرّكعَتَينِ بَعدَ المَغرِبِ وَ الرّكعَتَينِ فِي أَوّلِ صَلَاةِ اللّيلِ وَ ركَعتَيَ‌ِ الإِحرَامِ وَ ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ إِذَا أَصبَحتَ بِهَا وَ ركَعتَيَ‌ِ الطّوَافِ

قال الصدوق رضي‌ الله عنه الأمر بقراءة هاتين السورتين في هذه السبعة المواطن علي الاستحباب لا علي الوجوب الهداية، عنه ع مرسلا مثله بيان قال في الذكري من سنن القراءة اختيار ماتضمنته رواية معاذ بن مسلم وذكر الرواية ثم قال قال الشيخ و في رواية أخري أنه يقرأ في هذاكله بقل هو الله أحد في الأولي و في الثانية بقل ياأيها الكافرون إلا في الركعتين قبل الفجر فإنه يبدأ بقل ياأيها الكافرون ثم يقرأ في الثانية بقل هو الله أحد هذاحكاية الشيخ لكلام أبي جعفرالكليني‌ ره و لم يذكرا سند الرواية انتهي . و قال الشهيد الثاني‌ قدس سره المراد بالإصباح بها أن يفعل بعدانتشار الصبح وظهوره كثيرا إذ قبله يستحب قراءة طوال المفصل فيها والظاهر أن حد الإصباح ظهور الحمرة أو ماقاربه بحيث تطلع و لمايفرغ لأن تأخيرها إلي ذلك الوقت مكروه فإذاخاف الوصول إليه خففها وكذا إذاوصل إليه بالفعل

23-العُيُونُ، عَن تَمِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَن رَجَاءِ بنِ أَبِي الضّحّاكِ قَالَ كَانَ الرّضَا ع فِي طَرِيقِ خُرَاسَانَ قِرَاءَتُهُ فِي جَمِيعِ المَفرُوضَاتِ فِي الأُولَي الحَمدَ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ إِلّا فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ وَ الظّهرِ وَ العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ فَإِنّهُ كَانَ يَقرَأُ فِيهَا بِالحَمدِ وَ سُورَةِ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ وَ كَانَ يَقرَأُ فِي صَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ فِي الأُولَي الحَمدَ وَ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ


صفحه : 33

وَ كَانَ يَقرَأُ فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ يَومَ الإِثنَينِ وَ يَومَ الخَمِيسِ فِي الأُولَي الحَمدَ وَ هَل أَتَي عَلَي الإِنسَانِ وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ هَل أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ وَ كَانَ يَجهَرُ بِالقِرَاءَةِ فِي المَغرِبِ وَ العِشَاءِ وَ صَلَاةِ اللّيلِ وَ الشّفعِ وَ الوَترِ وَ الغَدَاةِ وَ يخُفيِ‌ القِرَاءَةَ فِي الظّهرِ وَ العَصرِ وَ كَانَ يُسَبّحُ فِي الأُخرَاوَينِ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ كَانَ قُنُوتُهُ فِي جَمِيعِ صَلَاتِهِ رَبّ اغفِر وَ ارحَم وَ تَجَاوَز عَمّا تَعلَمُ إِنّكَ أَنتَ الأَعَزّ الأَجَلّ الأَكرَمُ وَ كَانَ إِذَا أَقَامَ فِي بَلدَةٍ عَشَرَةَ أَيّامٍ صَائِماً لَا يُفطِرُ فَإِذَا جَنّ اللّيلُ بَدَأَ بِالصّلَاةِ قَبلَ الإِفطَارِ وَ كَانَ فِي الطّرِيقِ يصُلَيّ‌ فَرَائِضَهُ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ إِلّا المَغرِبَ فَإِنّهُ كَانَ يُصَلّيهَا ثَلَاثاً وَ لَا يَدَعُ نَافِلَتَهَا وَ لَا يَدَعُ صَلَاةَ اللّيلِ وَ الشّفعَ وَ الوَترَ وَ ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ فِي سَفَرٍ وَ لَا حَضَرٍ وَ كَانَ لَا يصُلَيّ‌ مِن نَوَافِلِ النّهَارِ فِي السّفَرِ شَيئاً وَ كَانَ يَقُولُ بَعدَ كُلّ صَلَاةٍ يُقَصّرُهَا سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ ثَلَاثِينَ مَرّةً وَ يَقُولُ هَذَا تَمَامُ الصّلَاةِ وَ مَا رَأَيتُهُ صَلّي الضّحَي فِي سَفَرٍ وَ لَا حَضَرٍ وَ كَانَ لَا يَصُومُ فِي السّفَرِ شَيئاً وَ كَانَ ع يَبدَأُ فِي دُعَائِهِ بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ يُكثِرُ مِن ذَلِكَ فِي الصّلَاةِ وَ غَيرِهَا وَ كَانَ يُكثِرُ بِاللّيلِ فِي فِرَاشِهِ مِن تِلَاوَةِ القُرآنِ فَإِذَا مَرّ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكرُ جَنّةٍ أَو نَارٍ بَكَي وَ سَأَلَ اللّهَ الجَنّةَ وَ تَعَوّذَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ وَ كَانَ ع يَجهَرُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي جَمِيعِ صَلَوَاتِهِ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ وَ كَانَ إِذَا قَرَأَقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ قَالَ سِرّاً اللّهُ أَحَدٌ فَإِذَا فَرَغَ مِنهَا قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ رَبّنَا ثَلَاثاً وَ كَانَ إِذَا قَرَأَقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَ قَالَ فِي نَفسِهِ سِرّاً يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ فَإِذَا فَرَغَ مِنهَا قَالَ ربَيّ‌َ اللّهُ وَ ديِنيِ‌َ الإِسلَامُ ثَلَاثاً وَ كَانَ إِذَا قَرَأَ وَ التّينِ وَ الزّيتُونِ قَالَ عِندَ الفَرَاغِ مِنهَا بَلَي وَ أَنَا عَلَي ذَلِكَ مِنَ الشّاهِدِينَ وَ كَانَ إِذَا قَرَأَ لَا أُقسِمُ بِيَومِ القِيَامَةِ قَالَ عِندَ الفَرَاغِ مِنهَا سُبحَانَكَ أللّهُمّ بَلَي وَ كَانَ يَقرَأُ فِي سُورَةِ الجُمُعَةِقُل ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ مِنَ اللّهوِ وَ مِنَ التّجارَةِلِلّذِينَ اتّقَواوَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقِينَ وَ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنَ الفَاتِحَةِ قَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ فَإِذَا قَرَأَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ


صفحه : 34

الأَعلَي قَالَ سِرّاً سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ إِذَا قَرَأَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا قَالَ لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ سِرّاً

بيان ذكر الأكثر استحباب قراءة هل أتي في غداة الإثنين والخميس واقتصروا عليه وزاد الصدوق قراءة الغاشية في الثانية و قال من قرأهما وقاه الله شر اليومين والتسبيح في الأخراوين ليس فيه و الله أكبر في أكثر النسخ المصححة القديمة وإنما رأيناها ملحقة في بعض النسخ الجديدة. و قال في الذكري من سنن القراءة أنه إذاختم والشمس وضحاها فليقل صدق الله وصدق رسوله و إذاقرأآللّهُ خَيرٌ أَمّا يُشرِكُونَ قال الله خير الله أكبر و إذاقرأثُمّ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم يَعدِلُونَ قال كذب العادلون بالله و إذاقرأالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يَتّخِذ وَلَداً إلي وَ كَبّرهُ تَكبِيراً قال الله أكبر ثلاثا وروي ذلك عمار عن الصادق ع . ثُمّ قَالَ وَ رَوَي عَبدُ اللّهِ المزُنَيِ‌ّ مُرسَلًا عَنِ الصّادِقِ ع ينَبغَيِ‌ لِلعَبدِ إِذَا صَلّي أَن يُرَتّلَ قِرَاءَتَهُ وَ إِذَا مَرّ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكرُ الجَنّةِ وَ النّارِ سَأَلَ اللّهَ الجَنّةَ وَ تَعَوّذَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ وَ إِذَا مَرّ بِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا قَالَ لَبّيكَ رَبّنَا

. قلت هذه الرواية تدل علي جواز التلبية في الصلاة

وَ مِثلُهَا رِوَايَةُ أَبِي جَرِيرٍ عَنِ الكَاظِمِ ع قَالَ إِنّ الرّجُلَ إِذَا كَانَ فِي الصّلَاةِ فَدَعَاهُ الوَالِدُ فَليُسَبّح فَإِذَا دَعَتهُ الوَالِدَةُ فَليَقُل لَبّيكَ

انتهي

24-العُيُونُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الوَرّاقِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ وَ أَبِي مُحَمّدٍ النيّليِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ شَاهَوَيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الصّائِغِ عَن عَمّهِ قَالَخَرَجتُ مَعَ الرّضَا ع إِلَي


صفحه : 35

خُرَاسَانَ فَمَا زَادَ فِي الفَرَائِضِ عَلَي الحَمدِ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي الأُولَي وَ الحَمدِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فِي الثّانِيَةِ

25- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ وَ عَبدِ الصّمَدِ بنِ مُحَمّدٍ مَعاً عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ صَلّيتُ خَلفَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع المَغرِبَ فَتَعَوّذَ بِإِجهَارٍ أَعُوذُ بِاللّهِ السّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَن يَحضُرُونِ ثُمّ جَهَرَ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

بيان قال في الذكري من سنن القراءة الاستعاذة قبلها في الركعة الأولي خاصة من كل صلاة ويستحب الإسرار بها و لو في الجهرية قاله الأكثر ونقل الشيخ فيه الإجماع منا وَ رَوَي حَنَانُ بنُ سَدِيرٍ قَالَ صَلّيتُ خَلفَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَتَعَوّذَ بِإِجهَارٍ ثُمّ جَهَرَ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ يُحمَلُ عَلَي الجَوَازِ

انتهي وأقول لم أر مستندا للإسرار والإجماع لم يثبت والرواية تدل علي استحباب الجهر خصوصا للإمام لاسيما في المغرب إذ الظاهر اتحاد الواقعة في الروايتين ويؤيده عموم ماورد في إجهار الإمام في سائر الأذكار إلا ماأخرجه الدليل .

نَعَم وَرَدَ فِي صَحِيحَةِ صَفوَانَ قَالَ صَلّيتُ خَلفَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَيّاماً فَكَانَ يَقرَأُ فِي فَاتِحَةِ الكِتَابِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَإِذَا كَانَت صَلَاةٌ لَا يُجهَرُ فِيهَا بِالقِرَاءَةِ جَهَرَ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ أَخفَي مَا سِوَي ذَلِكَ

وإنه يدل علي استحباب الإخفات في الاستعاذة لأن قوله ماسوي ذلك يشملها ويمكن أن يقال لعله ع لم يتعوذ في تلك الصلوات والاستدلال موقوف علي الإتيان بها و هوبعيد إذ تركه ع الاستعاذة في صلوات متوالية بعيد لكن دخولها في ماسوي ذلك غيرمعلوم إذ يحتمل أن يكون المراد بما سوي ذلك من القراءة أو من الفاتحة بل هوالظاهر من السياق و إلافمعلوم


صفحه : 36

أنه ع كان يجهر بالتسبيحات والتشهدات والقنوتات وسائر الأذكار والاستعاذة ليست بداخلة في القراءة و لا في الفاتحة بل هي‌ من مقدماتها و الله يعلم

26- التّوحِيدُ، عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الرقّاَشيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن يَزِيدَ الرّشكِ عَن مُطَرّفِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عِمرَانَ بنِ حُصَينٍ أَنّ النّبِيّص بَعَثَ سَرِيّةً وَ استَعمَلَ عَلَيهَا عَلِيّاً ع فَلَمّا رَجَعُوا سَأَلَهُم فَقَالُوا كُلّ خَيرٍ غَيرَ أَنّهُ قَرَأَ بِنَا فِي كُلّ الصّلَاةِ بِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فَقَالَ يَا عَلِيّ لِمَ فَعَلتَ هَذَا فَقَالَ لحِبُيّ‌ لِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فَقَالَ النّبِيّص مَا أَحبَبتَهَا حَتّي أَحَبّكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

مجمع البيان ، عن عمران مثله

27- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن قَرَأَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ فِي كُلّ رَكعَةٍ مِن تَطَوّعِهِ فَقَد فَتَحَ اللّهُ لَهُ بِأَعظَمِ أَعمَالِ الآدَمِيّينَ إِلّا مَن أَشبَهَهُ أَو زَادَ عَلَيهِ

دعوات الراوندي‌، عن أبي الحسن العبدي‌ مثله

فلاح السائل ،بإسناده إلي التلعكبري‌ عن آخرين عن الكليني‌ عن محمد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمد بن علي

مثله أقول سيأتي‌ في باب فضائل السور

عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ الدّخَانِ فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ بَعَثَهُ اللّهُ مِنَ الآمِنِينَ يَومَ القِيَامَةِ وَ أَظَلّهُ تَحتَ عَرشِهِ وَ حَاسَبَهُ حِسَاباً يَسِيراً وَ أَعطَاهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ


صفحه : 37

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن أَدمَنَ فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ قِرَاءَةَ سُورَةِ ق وَسّعَ اللّهُ عَلَيهِ رِزقَهُ وَ أَعطَاهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَ حَاسَبَهُ حِسَاباً يَسِيراً

وَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ المُمتَحِنَةِ فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ وَ نَوّرَ لَهُ بَصَرَهُ وَ لَا يُصِيبُهُ فَقرٌ أَبَداً وَ لَا جُنُونٌ فِي بَدَنِهِ وَ لَا فِي وُلدِهِ

وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ الصّفّ وَ أَدمَنَ قِرَاءَتَهَا فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ صَفّهُ اللّهُ مَعَ مَلَائِكَتِهِ وَ أَنبِيَائِهِ المُرسَلِينَ إِن شَاءَ اللّهُ

وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مِنَ الوَاجِبِ عَلَي كُلّ مُؤمِنٍ إِذَا كَانَ لَنَا شِيعَةً أَن يَقرَأَ فِي لَيلَةِ الجُمُعَةِ بِالجُمُعَةِ وَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي وَ فِي صَلَاةِ الظّهرِ بِالجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَكَأَنّمَا يَعمَلُ بِعَمَلِ رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ جَزَاؤُهُ وَ ثَوَابُهُ عَلَي اللّهِ الجَنّةَ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ التّغَابُنِ فِي فَرِيضَتِهِ كَانَت شَفِيعَةً لَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ شَاهِدَ عَدلٍ عِندَ مَن يُجِيزُ شَهَادَتَهَا ثُمّ لَا يُفَارِقُهَا حَتّي تُدخِلَهُ الجَنّةَ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ الطّلَاقِ وَ التّحرِيمِ فِي فَرِيضَةٍ أَعَاذَهُ اللّهُ مِن أَن يَكُونَ يَومَ القِيَامَةِ مِمّن يَخَافُ أَو يَحزَنُ وَ عوُفيِ‌َ مِنَ النّارِ وَ أَدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ بِتِلَاوَتِهِ إِيّاهُمَا وَ مُحَافَظَتِهِ عَلَيهِمَا لِأَنّهُمَا للِنبّيِ‌ّص

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ تَبَارَكَ ألّذِي بِيَدِهِ المُلكُ فِي المَكتُوبَةِ قَبلَ أَن يَنَامَ لَم يَزَل فِي أَمَانِ اللّهِ حَتّي يُصبِحَ وَ فِي أَمَانِهِ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ ن وَ القَلَمِ فِي فَرِيضَتِهِ أَو نَافِلَتِهِ آمَنَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن أَن يُصِيبَهُ فَقرٌ أَبَداً وَ أَعَاذَهُ إِذَا مَاتَ مِن ضَمّةِ القَبرِ

وَ عَنهُ ع قَالَأَكثِرُوا قِرَاءَةَ الحَاقّةِ فَإِنّ قِرَاءَتَهَا فِي الفَرَائِضِ وَ النّوَافِلِ مِنَ الإِيمَانِ


صفحه : 38

بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ لِأَنّهَا إِنّمَا نَزَلَت فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ مُعَاوِيَةَ وَ لَم يُسلَب قَارِئُهَا دِينَهُ حَتّي يَلقَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ

وَ عَنهُ ع قَالَ أَيّ عَبدٍ قَرَأَ إِنّا أَرسَلنَا نُوحاً مُحتَسِباً صَابِراً فِي فَرِيضَةٍ أَو نَافِلَةٍ أَسكَنَهُ اللّهُ تَعَالَي مَسَاكِنَ الأَبرَارِ وَ أَعطَاهُ ثَلَاثَ جِنَانٍ مَعَ جَنّتِهِ كَرَامَةً مِنَ اللّهِ وَ زَوّجَهُ ماِئتَيَ‌ حَورَاءَ وَ أَربَعَةَ آلَافِ ثَيّبٍ إِن شَاءَ اللّهُ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ المُزّمّلِ فِي العِشَاءِ الآخِرَةِ أَو فِي آخِرِ اللّيلِ كَانَ لَهُ اللّيلُ وَ النّهَارُ شَاهِدَينِ مَعَ سُورَةِ المُزّمّلِ وَ أَحيَاهُ اللّهُ حَيَاةً طَيّبَةً وَ أَمَاتَهُ مِيتَةً طَيّبَةً

وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ مَن قَرَأَ فِي الفَرِيضَةِ سُورَةَ المُدّثّرِ كَانَ حَقّاً لَهُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يَجعَلَهُ مَعَ مُحَمّدٍص فِي دَرَجَتِهِ وَ لَا يُدرِكُهُ فِي حَيَاةِ الدّنيَا شَقَاءٌ أَبَداً

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ هَل أَتَي عَلَي الإِنسَانِ فِي كُلّ غَدَاةِ خَمِيسٍ زَوّجَهُ اللّهُ مِنَ الحُورِ ثَمَانَمِائَةِ عَذرَاءَ وَ أَربَعَةَ آلَافِ ثَيّبٍ وَ حَورَاءَ مِنَ الحُورِ العِينِ وَ كَانَ مَعَ مُحَمّدٍص

وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن قَرَأَ هَاتَينِ السّورَتَينِ وَ جَعَلَهُمَا نُصبَ عَينَيهِ فِي صَلَاةِ الفَرِيضَةِ وَ النّافِلَةِ إِذَا السّمَاءُ انفَطَرَت وَ إِذَا السّمَاءُ انشَقّت لَم يَحجُبهُ اللّهُ مِن حَاجَةٍ وَ لَم يَحجُزهُ مِنَ اللّهِ حَاجِزٌ وَ لَم يَزَل يَنظُرُ اللّهُ إِلَيهِ حَتّي يَفرُغَ مِنَ الحِسَابِ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ فِي الفَرِيضَةِ وَيلٌ لِلمُطَفّفِينَ أَعطَاهُ اللّهُ الأَمنَ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ النّارِ وَ لَم تَرَهُ وَ لَا يَرَاهَا وَ لَا يَمُرّ عَلَي جِسرِ جَهَنّمَ وَ لَا يُحَاسَبُ يَومَ القِيَامَةِ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ وَ السّمَاءِ ذَاتِ البُرُوجِ فِي فَرَائِضِهِ فَإِنّهَا سُورَةُ النّبِيّينَ كَانَ مَحشَرُهُ وَ مَوقِفُهُ مَعَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن كَانَت قِرَاءَتُهُ فِي فَرَائِضِهِ بِالسّمَاءِ وَ الطّارِقِ كَانَت لَهُ عِندَ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ جَاهٌ وَ مَنزِلَةٌ وَ كَانَ مِن رُفَقَاءِ النّبِيّينَ وَ أَصحَابِهِم فِي الجَنّةِ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي فِي فَرِيضَةٍ أَو نَافِلَةٍ قِيلَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ


صفحه : 39

ادخُل مِن أَيّ أَبوَابِ الجِنَانِ شِئتَ إِن شَاءَ اللّهُ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن أَدمَنَ قِرَاءَةَ هَل أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ فِي فَرِيضَةٍ أَو نَافِلَةٍ غَشّاهُ اللّهُ بِرَحمَتِهِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ آتَاهُ الأَمنَ يَومَ القِيَامَةِ مِن عَذَابِ النّارِ

وَ عَنهُ ع قَالَ اقرَءُوا سُورَةَ الفَجرِ فِي فَرَائِضِكُم وَ نَوَافِلِكُم فَإِنّهَا سُورَةُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ مَن قَرَأَهَا كَانَ مَعَ الحُسَينِ ع يَومَ القِيَامَةِ فِي دَرَجَةٍ مِنَ الجَنّةِإِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن كَانَ قِرَاءَتُهُ فِي فَرِيضَتِهِ لَا أُقسِمُ بِهَذَا البَلَدِ كَانَ فِي الدّنيَا مَعرُوفاً أَنّهُ مِنَ الصّالِحِينَ وَ كَانَ فِي الآخِرَةِ مَعرُوفاً أَنّ لَهُ مِنَ اللّهِ مَكَاناً وَ كَانَ يَومَ القِيَامَةِ مِن رُفَقَاءِ النّبِيّينَ وَ الشّهَدَاءِ وَ الصّالِحِينَ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ وَ التّينِ فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ أعُطيِ‌َ مِنَ الجَنّةِ حَتّي يَرضَي إِن شَاءَ اللّهُ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ فِي فَرِيضَةٍ مِن فَرَائِضِ اللّهِ نَادَي مُنَادٍ يَا عَبدَ اللّهِ غَفَرَ اللّهُ لَكَ مَا مَضَي فَاستَأنِفِ العَمَلَ

وَ عَنهُ ع قَالَ لَا تَمَلّوا مِن قِرَاءَةِ إِذَا زُلزِلَتِ الأَرضُ فَإِنّ مَن كَانَت قِرَاءَتُهُ فِي نَوَافِلِهِ لَم يُصِبهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِزَلزَلَةٍ أَبَداً وَ لَم يَمُت بِهَا وَ لَا بِصَاعِقَةٍ وَ لَا بِآفَةٍ مِن آفَاتِ الدّنيَا فَإِذَا مَاتَ أُمِرَ بِهِ إِلَي الجَنّةِ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عبَديِ‌ أَبَحتُكَ جنَتّيِ‌ فَاسكُن مِنهَا حَيثُ شِئتَ وَ هَوِيتَ لَا مَمنُوعاً وَ لَا مَدفُوعاً

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ أَلهَاكُمُ التّكَاثُرُ فِي فَرِيضَةٍ كَتَبَ اللّهُ لَهُ ثَوَابَ وَ أَجرَ مِائَةِ شَهِيدٍ وَ مَن قَرَأَهَا فِي نَافِلَةٍ كَتَبَ لَهُ ثَوَابَ خَمسِينَ شَهِيداً وَ صَلّي مَعَهُ فِي فَرِيضَتِهِ أَربَعُونَ صَفّاً مِنَ المَلَائِكَةِ إِن شَاءَ اللّهُ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ وَ العَصرِ فِي نَوَافِلِهِ بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ مُشرِقاً وَجهُهُ


صفحه : 40

ضَاحِكاً سِنّهُ قَرِيراً عَينُهُ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ وَيلٌ لِكُلّ هُمَزَةٍ فِي فَرَائِضِهِ نَفَت عَنهُ الفَقرَ وَ جَلَبَت عَلَيهِ الرّزقَ وَ تَدفَعُ عَنهُ مِيتَةَ السّوءِ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ فِي فَرَائِضِهِ أَ لَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبّكَ شَهِدَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ كُلّ سَهلٍ وَ جَبَلٍ وَ مَدَرٍ بِأَنّهُ كَانَ مِنَ المُصَلّينَ وَ ينُاَديِ‌ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ مُنَادٍ صَدَقتُم عَلَي عبَديِ‌ قَبِلتُ شَهَادَتَكُم لَهُ وَ عَلَيهِ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ وَ لَا تُحَاسِبُوهُ فَإِنّهُ مِمّن أُحِبّهُ وَ أُحِبّ عَمَلَهُ

قال الصدوق ره عندذكر هذاالخبر من قرأ سورة الفيل فليقرأ معها لإيلاف في ركعة فريضة فإنهما جميعها سورة واحدة و لايجوز التفرد بواحدة منهما في ركعة فريضة

وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ أَ رَأَيتَ ألّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ كَانَ فِيمَن قَبِلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَلَاتَهُ وَ صِيَامَهُ وَ لَم يُحَاسِبهُ بِمَا كَانَ مِنهُ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا

وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن كَانَ قِرَاءَتُهُ إِنّا أَعطَينَاكَ الكَوثَرَ فِي فَرَائِضِهِ وَ نَوَافِلِهِ سَقَاهُ اللّهُ مِنَ الكَوثَرِ يَومَ القِيَامَةِ وَ كَانَ مُحَدّثُهُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فِي أَصلِ طُوبَي

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنَ الفَرَائِضِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ وَ لِوَالِدَيهِ وَ مَا وَلَدَا وَ إِن كَانَ شَقِيّاً محُيِ‌َ مِن دِيوَانِ الأَشقِيَاءِ وَ أُثبِتَ فِي دِيوَانِ السّعَدَاءِ وَ أَحيَاهُ اللّهُ سَعِيداً وَ أَمَاتَهُ شَهِيداً وَ بَعَثَهُ شَهِيداً

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن قَرَأَ إِذَا جَاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ فِي نَافِلَةٍ أَو فَرِيضَةٍ نَصَرَهُ اللّهُ عَلَي جَمِيعِ أَعدَائِهِ وَ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَعَهُ كِتَابٌ يَنطِقُ قَد أَخرَجَهُ اللّهُ مِن جَوفِ قَبرِهِ فِيهِ أَمَانٌ مِن جِسرِ جَهَنّمَ وَ مِنَ النّارِ وَ مِن زَفِيرِ جَهَنّمَ فَلَا يَمُرّ عَلَي شَيءٍ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا بَشّرَهُ وَ أَخبَرَهُ بِكُلّ خَيرٍ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ وَ يُفتَحُ لَهُ فِي الدّنيَا مِن أَسبَابِ الخَيرِ مَا لَم يَتَمَنّ وَ لَم يَخطُر عَلَي


صفحه : 41

قَلبِهِ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن مَضَي بِهِ يَومٌ وَاحِدٌ فَصَلّي فِيهِ خَمسَ صَلَوَاتٍ وَ لَم يَقرَأ فِيهَا بِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ قِيلَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ لَستَ مِنَ المُصَلّينَ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن مَضَت لَهُ جُمعَةٌ وَ لَم يَقرَأ فِيهَا بِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثُمّ مَاتَ مَاتَ عَلَي دِينِ أَبِي لَهَبٍ

بيان جميع هذه الأخبار مأخوذة من كتاب ثواب الأعمال للصدوق ره وستأتي‌ بأسانيدها في كتاب القرآن وأكثرها ضعيفة السند علي المشهور مأخوذة من تفسير الحسن بن علي بن أبي حمزة والخبران الأخيران ظاهرهما وجوب قراءة التوحيد في الجملة في الصلاة وغيرها و لم أر قائلا به ولعله لضعف سندهما عندهم والأحوط العمل بهما

28- المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَيّمَا مُؤمِنٍ حَافَظَ عَلَي صَلَاةِ الفَرِيضَةِ فَصَلّاهَا لِوَقتِهَا فَلَيسَ هُوَ مِنَ الغَافِلِينَ فَإِن قَرَأَ فِيهَا بِمِائَةِ آيَةٍ فَهُوَ مِنَ الذّاكِرِينَ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِي عُثمَانَ العبَديِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قِرَاءَةُ القُرآنِ فِي الصّلَاةِ أَفضَلُ مِن قِرَاءَةِ القُرآنِ فِي غَيرِ الصّلَاةِ

29-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع لَا تَقرَأ فِي صَلَاةِ الفَرِيضَةِ وَ الضّحَي وَ أَ لَم نَشرَح وَ أَ لَم تَرَ كَيفَ وَ لِإِيلَافِ وَ لَا المُعَوّذَتَينِ فَإِنّهُ قَد نهُيِ‌َ عَن قِرَاءَتِهِمَا فِي الفَرَائِضِ لِأَنّهُ روُيِ‌َ أَنّ وَ الضّحَي وَ أَ لَم نَشرَح سُورَةٌ وَاحِدَةٌ وَ كَذَلِكَ أَ لَم تَرَ كَيفَ وَ لِإِيلَافِ سُورَةٌ وَاحِدَةٌ وَ أَنّ المُعَوّذَتَينِ مِنَ الرّقيَةِ لَيسَتَا مِنَ القُرآنِ أَدخَلُوهُمَا فِي القُرآنِ وَ قِيلَ إِنّ جَبرَئِيلَ عَلّمَهُمَا رَسُولَ اللّهِص فَإِن أَرَدتَ قِرَاءَةَ بَعضِ هَذِهِ السّوَرِ الأَربَعِ فَاقرَأ وَ الضّحَي وَ أَ لَم


صفحه : 42

نَشرَح وَ لَم تَفصِل بَينَهُمَا وَ كَذَلِكَ أَ لَم تَرَ كَيفَ وَ لِإِيلَافِ وَ أَمّا المُعَوّذَتَانِ فَلَا تَقرَأهُمَا فِي الفَرَائِضِ وَ لَا بَأسَ فِي النّوَافِلِ

وَ قَالَ العَالِمُ ع اقرَأ فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ المُرسَلَاتِ وَ إِذَا الشّمسُ كُوّرَت وَ مِثلَهُمَا مِنَ السّورَةِ فِي الظّهرِ إِذَا السّمَاءُ انفَطَرَت وَ إِذَا زُلزِلَت وَ مِثلَهُمَا وَ فِي العَصرِ العَادِيَاتِ وَ القَارِعَةَ وَ مِثلَهُمَا وَ فِي المَغرِبِ وَ التّينِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ مِثلَهُمَا وَ فِي يَومِ الجُمُعَةِ وَ لَيلَةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ

وَ قَالَ ع وَ لَا تَقرَأ فِي المَكتُوبَةِ سُورَةً نَاقِصَةً وَ لَا بَأسَ بِهِ فِي النّوَافِلِ

وَ قَالَ العَالِمُ ع لَا تُجمَعُ بَينَ السّورَتَينِ فِي الفَرِيضَةِ وَ سُئِلَ عَن رَجُلٍ يَقرَأُ فِي المَكتُوبَةِ نِصفَ السّورَةِ ثُمّ يَنسَي فَيَأخُذُ فِي الأُخرَي حَتّي يَفرُغَ مِنهَا ثُمّ يَذكُرُ قَبلَ أَن يَركَعَ قَالَ لَا بَأسَ بِهِ وَ تَقرَأُ فِي صَلَوَاتِكَ كُلّهَا يَومَ الجُمُعَةِ وَ لَيلَةَ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ وَ المُنَافِقِينَ وَ سَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي وَ إِن نَسِيتَهَا أَو فِي وَاحِدَةٍ مِنهَا فَلَا إِعَادَةَ عَلَيكَ فَإِن ذَكَرتَهَا مِن قَبلِ أَن تَقرَأَ نِصفَ سُورَةٍ فَارجِع إِلَي سُورَةِ الجُمُعَةِ وَ إِن لَم تَذكُرهَا إِلّا بَعدَ مَا قَرَأتَ نِصفَ سُورَةٍ فَامضِ فِي صِلَاتِكَ

بيان كون السور الأربع اثنتين سيأتي‌ الكلام فيه و أماالنهي‌ عن قراءة المعوذتين في الفريضة فلعله محمول علي التقية قال في الذكري أجمع علماؤنا وأكثر العامة علي أن المعوذتين بكسر الواو من القرآن العزيز و أنه يجوز القراءة بهما في فرض الصلاة ونفلها و عن ابن مسعود أنهما ليستا من القرآن وإنما أنزلتا لتعويذ الحسن و الحسين ع وخلافه انقرض واستقر الإجماع الآن من الخاصة والعامة علي ذلك انتهي .


صفحه : 43

قَولُهُ ع فَيَأخُذُ فِي الأُخرَي مُوَافِقٌ لِمَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يَقرَأُ فِي المَكتُوبَةِ بِنِصفِ السّورَةِ ثُمّ يَنسَي فَيَأخُذُ فِي أُخرَي حَتّي يَفرُغَ مِنهَا ثُمّ يَذكُرُ قَبلَ أَن يَركَعَ قَالَ يَركَعُ وَ لَا يَضُرّهُ

.أقول يحتمل الخبر وجهين الأول أنه نسي‌ فابتدأ بسورة أخري وأتمها فيدل علي أنه لابأس بالعدول عن سورة إلي أخري نسيانا و إن بلغ النصف والثاني‌ أن يسهو فيقرأ النصف الآخر من سورة أخري فيدل علي عدم وجوب سورة كاملة ولعله أظهر في الخبر و إن كان هنا حمله علي الأول أوفق بما مر. قال في الذكري هذا لادلالة فيه علي اعتبار النصف إذ مفهوم الاسم ليس فيه حجة نعم يظهر منه علي بعداستحباب قراءة السورة انتهي . قوله وسبح اسم ربك الأعلي لعل الواو بمعني أو أي اقرأ في الثانية في بعضها المنافقين و في بعضها الأعلي كماعرفت والجزء الأخير يدل علي اعتبار مجاوزة النصف في الجملة

30-مِصبَاحُ الشّرِيعَةِ، قَالَ الصّادِقُ ع مَن قَرَأَ القُرآنَ وَ لَم يَخضَع لِلّهِ وَ لَم يَرِقّ قَلبُهُ وَ لَا يكَتسَيِ‌ حُزناً وَ وَجَلًا فِي سِرّهِ فَقَدِ استَهَانَ بِعَظِيمِ شَأنِ اللّهِ تَعَالَي وَخَسِرَ خُسراناً مُبِيناًفقَاَر‌ِئُ القُرآنِ يَحتَاجُ إِلَي ثَلَاثَةِ أَشيَاءَ قَلبٍ خَاشِعٍ وَ بَدَنٍ فَارِغٍ وَ مَوضِعٍ خَالٍ فَإِذَا خَشَعَ لِلّهِ قَلبُهُ فَرّ مِنهُ الشّيطَانُ الرّجِيمُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللّهِ مِنَ الشّيطانِ الرّجِيمِ وَ إِذَا تَفَرّغَ نَفسُهُ مِنَ الأَسبَابِ تَجَرّدَ قَلبُهُ لِلقِرَاءَةِ فَلَا يَعتَرِضُهُ عَارِضٌ فَيُحرَمَ بَرَكَةَ نُورِ القُرآنِ وَ فَوَائِدَهُ وَ إِذَا اتّخَذَ مَجلِساً خَالِياً وَ اعتَزَلَ مِنَ الخَلقِ بَعدَ أَن أَتَي بِالخَصلَتَينِ الأَوّلَتَينِ استَأنَسَ رُوحُهُ وَ سِرّهُ بِاللّهِ وَ وَجَدَ حَلَاوَةَ مُخَاطَبَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عِبَادَهُ الصّالِحِينَ وَ عَلِمَ لُطفَهُ بِهِم وَ مَقَامَ اختِصَاصِهِ لَهُم بِفُنُونِ كَرَامَاتِهِ وَ بَدَائِعِ إِشَارَاتِهِ فَإِذَا شَرِبَ كَأساً مِن هَذَا المَشرُوبِ لَا يَختَارُ عَلَي ذَلِكَ الحَالِ حَالًا وَ لَا عَلَي ذَلِكَ الوَقتِ وَقتاً بَل يُؤثِرُهُ عَلَي كُلّ طَاعَةٍ وَ عِبَادَةٍ لِأَنّ فِيهِ المُنَاجَاةَ مَعَ الرّبّ بِلَا وَاسِطَةٍ


صفحه : 44

فَانظُر كَيفَ تَقرَأُ كِتَابَ رَبّكَ وَ مَنشُورَ وَلَايَتِكَ وَ كَيفَ تُجِيبُ أَوَامِرَهُ وَ نَوَاهِيَهُ وَ كَيفَ تَمتَثِلُ حُدُودَهُ فَإِنّهُ كِتَابٌ عَزِيزٌلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍفَرَتّلهُ تَرتِيلًا وَ قِف عِندَ وَعدِهِ وَ وَعِيدِهِ وَ تَفَكّر فِي أَمثَالِهِ وَ مَوَاعِظِهِ وَ احذَر أَن تَقَعَ مِن إِقَامَتِكَ حُرُوفَهُ فِي إِضَاعَةِ حُدُودِهِ

31- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ حَرِيزٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا تَقرِن بَينَ سُورَتَينِ فِي الفَرِيضَةِ فِي رَكعَةٍ فَإِنّهُ أَفضَلُ

وَ قَالَ قَالَ زُرَارَةُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا قِرَانَ بَينَ سُورَتَينِ فِي رَكعَةٍ وَ لَا قِرَانَ بَينَ أُسبُوعَينِ فِي فَرِيضَةٍ وَ لَا نَافِلَةٍ وَ لَا قِرَانَ بَينَ الصّومَينِ وَ لَا قِرَانَ بَينَ صَلَاتَينِ وَ لَا قِرَانَ بَينَ فَرِيضَةٍ وَ نَافِلَةٍ

32- فَلَاحُ السّائِلِ،رَوَي أَبُو المُفَضّلِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ العمَركَيِ‌ّ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن أَحمَدَ بنِ عُبدُوسٍ عَن مُحَمّدِ بنِ دَادَنَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَرَجِ أَنّهُ كَتَبَ إِلَي الرّجُلِ ع يَسأَلُهُ عَمّا يُقرَأُ فِي الفَرَائِضِ وَ عَن أَفضَلِ مَا يُقرَأُ بِهِ فِيهَا فَكَتَبَ ع إِلَيهِ أَنّ أَفضَلَ مَا يُقرَأُ فِي الفَرَائِضِ إِنّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ

33- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَمّن تَرَكَ القِرَاءَةَ مَا حَالُهُ قَالَ إِن كَانَ مُتَعَمّداً فَلَا صَلَاةَ لَهُ وَ إِن كَانَ نسَيِ‌َ فَلَا بَأسَ

وَ مِنهُ قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَفتَتِحُ السّورَةَ فَيَقرَأُ بَعضَهَا ثُمّ يُخطِئُ فَيَأخُذُ فِي غَيرِهَا حَتّي يَختِمَهَا ثُمّ يَعلَمُ أَنّهُ قَد أَخطَأَ هَل لَهُ أَن يَرجِعَ فِي ألّذِي فَتَحَ وَ إِن كَانَ قَد رَكَعَ وَ سَجَدَ قَالَ إِن كَانَ لَم يَركَع فَليَرجِع إِن أَحَبّ وَ إِن رَكَعَ فَليَمضِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُخطِئُ فِي قِرَاءَتِهِ هَل لَهُ أَن يُنصِتَ سَاعَةً وَ يَتَذَكّرَ قَالَ لَا


صفحه : 45

بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ فِي صَلَاتِهِ هَل يُجزِيهِ أَن لَا يَخرُجَ وَ أَن يَتَوَهّمَ تَوَهّماً قَالَ لَا بَأسَ

34- الهِدَايَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع لَا تَقرِن بَينَ السّورَتَينِ فِي الفَرِيضَةِ فَأَمّا فِي النّافِلَةِ فَلَا بَأسَ وَ لَا تَقرَأ فِي الفَرِيضَةِ شَيئاً مِنَ العَزَائِمِ الأَربَعِ وَ هيِ‌َ سَجدَةُ لُقمَانَ وَ حم السّجدَةُ وَ النّجمُ وَ سُورَةُ اقرَأ بِاسمِ رَبّكَ وَ لَا بَأسَ أَن تَقرَأَ بِهَا فِي النّافِلَةِ وَ مُوَسّعٌ عَلَيكَ أَيّ سُورَةِ قَرَأتَ فِي فَرَائِضِكَ إِلّا أَربَعَ سُوَرٍ وَ هيِ‌َ وَ الضّحَي وَ أَ لَم نَشرَح فِي رَكعَةٍ لِأَنّهُمَا جَمِيعاً سُورَةٌ وَاحِدَةٌ وَ لِإِيلَافِ وَ أَ لَم تَرَ كَيفَ فِي رَكعَةٍ لِأَنّهُمَا جَمِيعاً سُورَةٌ وَاحِدَةٌ وَ لَا تَنفَرِد بِوَاحِدَةٍ مِن هَذِهِ الأَربَعِ سُوَرٍ فِي رَكعَةٍ فَرِيضَةٍ

35- الخَرَائِجُ،للِراّونَديِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ صَلّيتُ صَلَاةَ الفَجرِ خَلفَ الصّادِقِ ع فَقَرَأَ فِي الرّكعَةِ الأُولَي الحَمدَ وَ وَ الضّحَي وَ فِي الثّانِيَةِ الحَمدَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثُمّ قَنَتَ

أقول تمامه في باب معجزاته ع

36- المُعتَبَرُ، وَ المُنتَهَي،نَقلًا مِن جَامِعِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا تَجمَع بَينَ سُورَتَينِ فِي رَكعَةٍ وَاحِدَةٍ إِلّا الضّحَي وَ أَ لَم نَشرَح وَ سُورَةَ الفِيلِ وَ لِإِيلَافِ قُرَيشٍ


صفحه : 46

مجمع البيان نقلا من تفسير العياشي‌ عن المفضل بن صالح مثله بيان المشهور بين الأصحاب كون الضحي و أ لم نشرح سورة واحدة وكذا الفيل ولإيلاف ونسبه المحقق إلي رواية الأصحاب و قال الشيخ في الإستبصار هاتان السورتان يعني‌ الضحي و أ لم نشرح سورة واحدة عندآل محمد عليه وعليهم السلام وينبغي‌ أن يقرأهما موضعا واحدا و لايفصل بينهما ببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ في الفرائض و قال في التهذيب وعندنا أنه لايجوز قراءة هاتين السورتين إلا في ركعة و هومشعر بالاتفاق عليه . واختلفوا في أنه هل يقرأ بينهما البسملة أم لا والأكثر علي ترك البسملة و ليس في الروايات دلالة علي كونها سورة واحدة إلا مامر من فقه الرضا ع ولعل الصدوق أخذه منه وتبعه غيره ولكن سيأتي‌ بعض الروايات المرسلة الدالة علي ذلك وغاية مايدل عليه غيرها من الروايات جواز الجمع بينهما في ركعة و أماعدم جواز الانفراد بإحداهما فلايظهر عنها ورواية الخرائج تدل علي الجواز. وَ يَدُلّ عَلَيهِ أَيضاً مَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ

صَلّي بِنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقَرَأَ بِنَا بِالضّحَي وَ أَ لَم نَشرَح

وحمله الشيخ علي أن المراد أنه قرأهما في ركعة و لايخفي بعده

وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ أَيضاً فِي الصّحِيحِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ صَلّي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقَرَأَ فِي الأُولَي وَ الضّحَي وَ فِي الثّانِيَةِ أَ لَم نَشرَح

وحمله الشيخ علي النافلة وتعاضد الخبرين مع اتحاد راويهما يبعد هذاالحمل . و قال في المعتبر بعدإيراد رواية البزنطي‌ المتقدمة

وَ مَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ صَلّي بِنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الفَجرَ فَقَرَأَ الضّحَي وَ أَ لَم نَشرَح فِي رَكعَةٍ وَاحِدَةٍ

ماتضمنته الروايتان دال علي الجواز و ليس بصريح في الوجوب ألذي ادعوه .


صفحه : 47

وهل تعاد البسملة في الثانية قال الشيخ في التبيان لا و قال بعض المتأخرين تعاد لأنها آية من كل سورة والوجه أنهما إن كانتا سورتين فلابد من إعادة البسملة و إن كانتا سورة واحدة كماذكر علم الهدي والمفيد و ابن بابويه فلاإعادة للاتفاق علي أنها ليست آيتين من سورة واحدة وإنما قال الأشبه أنها لاتعاد لأن المستند التمسك بقضية مسلمة في المذهب وهي‌ أن البسملة آية من كل سورة فبتقدير كونهما سورة واحدة يلزم عدم الإعادة. ولقائل أن يقول لانسلم أنهما سورة واحدة بل لم لاتكونان سورتين و إن لزم قراءتهما في الركعة الواحدة علي ماادعوه ويطالب بالدلالة في كونهما سورة واحدة و ليس في قراءتهما في الركعة الواحدة دلالة علي ذلك و قدتضمنت رواية المفضل تسميتهما سورتين ونحن فقد بينا أن الجمع بين السورتين في الفريضة مكروه فيستثنيان في الكراهة انتهي . و لايخفي حسنه ومتانته وغرابة اختلاف الروايات الثلاث المنتهية إلي الشحام في قضية واحدة وحكم واحد

37- مَجمَعُ البَيَانِ،رَوَي أَصحَابُنَا أَنّ الضّحَي وَ أَ لَم نَشرَح سُورَةٌ وَاحِدَةٌ وَ كَذَا سُورَةُ أَ لَم تَرَ كَيفَ وَ لِإِيلَافِ قُرَيشٍ

قَالَ وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِي العَبّاسِ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ أَ لَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبّكَ وَ لِإِيلَافِ قُرَيشٍ سُورَةٌ وَاحِدَةٌ

قال وروي‌ أن أبي بن كعب لم يفصل بينهما في مصحفه

38- ثَوَابُ الأَعمَالِ، مَن قَرَأَ سُورَةَ الفِيلِ فَليَقرَأ مَعَهَا لِإِيلَافِ فَإِنّهُمَا جَمِيعاً سُورَةٌ وَاحِدَةٌ

39- الشّرَائِعُ،رَوَي أَصحَابُنَا أَنّ الضّحَي وَ أَ لَم نَشرَح سُورَةٌ وَاحِدَةٌ وَ كَذَا الفِيلُ وَ لِإِيلَافِ


صفحه : 48

40- تَفسِيرُ الإِمَامِ، وَ العُيُونُ، وَ مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِآيَةٌ مِن فَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ هيِ‌َ سَبعُ آيَاتٍ تَمَامُهَا بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

41- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ أَو بَعضِ أَصحَابِنَا عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ الرّحمَنِ فَقَالَ عِندَ كُلّفبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ لَا بِآلَائِكَ رَبّ أُكَذّبُ فَإِن قَرَأَهَا لَيلًا مَاتَ شَهِيداً وَ إِن قَرَأَهَا نَهَاراً مَاتَ شَهِيداً

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن عَلِيّ بنِ شَجَرَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قَرَأتُم تَبّت يَدَا أَبِي لَهَبٍ فَادعُوا عَلَي أَبِي لَهَبٍ فَإِنّهُ كَانَ مِنَ المُكَذّبِينَ الّذِينَ يُكَذّبُونَ باِلنبّيِ‌ّص وَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ

42- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ تَعَوّذ بَعدَ التّوَجّهِ مِنَ الشّيطَانِ تَقُولُ أَعُوذُ بِاللّهِ السّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص كَيفَ تَقرَأُ إِذَا قُمتَ فِي الصّلَاةِ قَالَ قُلتُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ قَالَ قُلبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

وَ رُوّينَا عَنهُم صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَنّهُم قَالُوايُبتَدَأُ بَعدَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي كُلّ رَكعَةٍ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ يُقرَأُ فِي الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ مِن كُلّ صَلَاةٍ بَعدَ فَاتِحَةِ


صفحه : 49

الكِتَابِ بِسُورَةٍ وَ حَرّمُوا أَن يُقَالَ بَعدَ قِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الكِتَابِ آمِينَ كَمَا تَقُولُ العَامّةُ

قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع إِنّمَا كَانَتِ النّصَارَي تَقُولُهَا

وَ عَنهُ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزَالُ أمُتّيِ‌ بِخَيرٍ وَ عَلَي شَرِيعَةٍ مِن دِينِهَا حَسَنَةً جَمِيلَةً مَا لَم يَتَخَطّوُا القِبلَةَ بِأَقدَامِهِم وَ لَم يَنصَرِفُوا قِيَاماً كَفِعلِ أَهلِ الكِتَابِ وَ لَم تَكُن لَهُم ضَجّةٌ بِآمِينَ

وَ رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ يُقرَأُ فِي الظّهرِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ مِثلُ وَ المُرسَلَاتِ وَ إِذَا الشّمسُ كُوّرَت وَ فِي العَصرِ وَ العَادِيَاتِ وَ القَارِعَةُ وَ فِي المَغرِبِ مِثلُ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ إِذَا جَاءَ نَصرُ اللّهِ وَ فِي الفَجرِ أَطوَلُ مِن ذَلِكَ وَ لَيسَ فِي هَذَا شَيءٌ مُوَقّتٌ وَ قَد ذَكَرنَا مَا ينَبغَيِ‌ مِنَ التّخفِيفِ فِي صَلَاةِ الجَمَاعَةِ وَ أَن يصُلَيّ‌َ بِصَلَاةِ أَضعَفِهِم لِأَنّ فِيهِم ذَا الحَاجَةِ وَ العَلِيلِ وَ الضّعِيفِ وَ أَنّ الفَضلَ لِمَن صَلّي وَحدَهُ وَ قَدَرَ عَلَي التّطوِيلِ أَن يُطَوّلَ وَ لَا بَأسَ أَن يَقرَأَ فِي الفَجرِ بِطِوَالِ المُفَصّلِ وَ فِي الظّهرِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ بِأَوسَاطِهِ وَ فِي العَصرِ وَ المَغرِبِ بِقِصَارِهِ

وَ رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن بَدَأَ بِالقِرَاءَةِ فِي الصّلَاةِ بِسُورَةٍ ثُمّ رَأَي أَن يَترُكَهَا وَ يَأخُذَ فِي غَيرِهَا فَلَهُ ذَلِكَ مَا لَم يَأخُذ فِي نِصفِ السّورَةِ الأُخرَي إِلّا أَن يَكُونَ بَدَأَ بِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فَإِنّهُ لَا يَقطَعُهَا وَ كَذَلِكَ سُورَةُ الجُمُعَةِ أَو سُورَةُ المُنَافِقِينَ فِي الجُمُعَةِ لَا يَقطَعُهُمَا إِلَي غَيرِهِمَا وَ إِن بَدَأَ بِقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ قَطَعَهَا وَ رَجَعَ إِلَي سُورَةِ الجُمُعَةِ أَو سُورَةِ المُنَافِقِينَ فِي صَلَاةِ الجُمُعَةِ يُجزِيهِ خَاصّةً

وَ رُوّينَا عَنهُ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَنّ رَسُولَ اللّهِص نَهَي أَن يُقرَأَ فِي صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ بِأَقَلّ مِن سُورَةٍ وَ نَهَي عَن تَبعِيضِ السّوَرِ فِي الفَرَائِضِ وَ كَذَلِكَ لَا يُقرَنُ فِيهَا بَينَ سُورَتَينِ بَعدَ فَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ رَخّصَ فِي التّبعِيضِ وَ القِرَانِ فِي النّوَافِلِ


صفحه : 50

وَ رُوّينَا عَن عَلِيّ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ رَتّلِ القُرآنَ تَرتِيلًا قَالَ بَيّنهُ تَبيِيناً وَ لَا تَنثُرهُ نَثرَ الدّقَلِ وَ لَا تَهُذّهُ هَذّ الشّعرِ قِفُوا عِندَ عَجَائِبِهِ وَ حَرّكُوا بِهِ القُلُوبَ وَ لَا يَكُن هَمّ أَحَدِكُم آخِرَ السّوَرِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ القِرَاءَةُ فِي الصّلَاةِ سُنّةٌ وَ لَيسَت مِن فَرَائِضِ الصّلَاةِ فَمَن نسَيِ‌َ القِرَاءَةَ لَم يَكُن عَلَيهِ إِعَادَةٌ وَ مَن تَرَكَهَا مُتَعَمّداً لَم تُجزِهِ صَلَاتُهُ لِأَنّهُ لَا يجُزيِ‌ تَعَمّدُ تَركِ السّنّةِ قَالَ وَ أَدنَي مَا يَجِبُ فِي الصّلَاةِ تَكبِيرَةُ الِافتِتَاحِ وَ الرّكُوعُ وَ السّجُودُ مِن غَيرِ أَن يَتَعَمّدَ تَركَ شَيءٍ مِمّا هُوَ عَلَيهِ مِن حُدُودِ الصّلَاةِ وَ مَن تَرَكَ القِرَاءَةَ مُتَعَمّداً أَعَادَ الصّلَاةَ وَ مَن نسَيِ‌َ فَلَا شَيءَ عَلَيهِ

توضيح ما لم يتخطوا القبلة لعل المراد النهي‌ عن المشي‌ في أثناء الصلاة إلي القبلة ثم الرجوع إلي موضعه و أماآمين فقال الفيروزآبادي‌ هوبالمد والقصر و قديشدد الممدود ويمال أيضا عن الواحدي‌ في الوسيط اسم من أسماء الله تعالي أومعناه أللهم استجب أوكذلك مثله فليكن أوكذلك فافعل و قال الجزري‌ هواسم مبني‌ علي الفتح ومعناه أللهم استجب وقيل معناه كذلك فليكن يعني‌ الدعاء و قال الزمخشري‌ إنه صوت سمي‌ به الفعل ألذي هواستجب انتهي . والمشهور بين الأصحاب تحريمه وبطلان الصلاة به ونقل الشيخان وجماعة إجماع الأصحاب عليه و قال الصدوق رحمه الله لايجوز أن يقال بعدفاتحة الكتاب آمين لأن ذلك كان يقوله النصاري ونقل عن ابن الجنيد أنه جوز التأمين عقيب الحمد وغيرها ومال إليه المحقق في المعتبر وبعض المتأخرين والأول أحوط بل أقوي إذا كان بعدالحمد وقصد استحبابه علي الخصوص و أما في القنوت وسائر الأحوال فالأحوط تركه و إن كان في الحكم بالتحريم والإبطال إشكال . و قال في النهاية في حديث ابن مسعود أ هذاكهذ الشعر ونثرا كنثر الدقل


صفحه : 51

أراد تهذ القرآن هذافتسرع فيه كماتسرع في قراءة الشعر والهذ سرعة القطع والدقل ردي‌ التمر ويابسه و ما ليس له اسم خاص فيراه ليبسه ورداءته لايجتمع و يكون هباء منثورا أي كمايتساقط الرطب اليابس من العذق إذاهز انتهي .أقول حمل تلك الفقرتين علي الإسراع ويمكن حمل نثر الدقل في رواية الكتاب علي كثرة التأني‌ والفصل بين الحروف كثيرا فتكون كالدقل المنثور واحد هاهنا وآخر في موضع آخر فإن التأسيس أولي من التأكيد والمراد بالسنة هاهنا ماظهر وجوبه منها كمامر مرارا

43- كِتَابُ العِلَلِ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ قَولُهُ أَعُوذُ بِاللّهِ أَي أَمتَنِعُ وَ أَحتَرِزُ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ مَعنَي الرّجِيمِ أَيِ المَلَائِكَةُ تَرجُمُهُ بِالنّجُومِ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد جَعَلنا فِي السّماءِ بُرُوجاً وَ زَيّنّاها لِلنّاظِرِينَ وَ حَفِظناها مِن كُلّ شَيطانٍ رَجِيمٍ أَي يُرجَمُ بِالنّجُومِ

وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن عُمَرَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يُونُسَ عَن عَلِيّ بنِ يَحيَي عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن تَفسِيرِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَقَالَ البَاءُ بَهَاءُ اللّهِ وَ السّينُ سَنَاءُ اللّهِ وَ المِيمُ مُلكُ اللّهِ وَ اللّهُ إِلَهُ كُلّ شَيءٍ وَ الرّحمَنُ بِجَمِيعِ خَلقِهِ وَ الرّحِيمُ بِالمُؤمِنِينَ خَاصّةً وَ قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأَحَقّ مَا جُهِرَ بِهِ فِي الصّلَاةِ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً

وَ مِنهُ قَالَتَفسِيرُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَيعَنيِ‌ الشّكرَ لِلّهِ وَ هُوَ أَمرٌ وَ لَفظُهُ خَبَرٌ وَ الأَمرُ مُضمَرٌ فِيهِ وَ مَعنَاهُ قُلِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ مَعنَيرَبّ أَي خَالِقِ وَالعالَمِينَ كُلّ مَخلُوقٍ خَلَقَهُ اللّهُالرّحمنِبِجَمِيعِ خَلقِهِالرّحِيمِبِالمُؤمِنِينَ خَاصّةً مَلِكِ يَومِ الدّينِ يعَنيِ‌ يَومَ الحِسَابِ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُهُوَ قالُوا


صفحه : 52

يا وَيلَنا هذا يَومُ الدّينِالحَقّ يَومَ الحِسَابِ وَ المُجَازَاةِإِيّاكَ نَعبُدُمُخَاطَبَةٌ مِن رَسُولِ اللّهِص لِلّهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِيّاكَ نَستَعِينُمِثلُ ذَلِكَاهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَ

حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جدَيّ‌ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الصّرَاطُ المُستَقِيمُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع صِراطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِميعَنيِ‌ النّصّابَوَ لَا الضّالّينَيعَنيِ‌ اليَهُودَ وَ النّصَارَي وَ وَصَفَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الصّرَاطَ فَقَالَ أَلفُ سَنَةٍ صُعُودٌ وَ أَلفُ سَنَةٍ هُبُوطٌ وَ أَلفُ سَنَةٍ حُدَالٌ فَأَوّلُ مَا نَزَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِمَكّةَ بَعدَ أَن نُبّئَ الحَمدُ

وَ مِنهُ قَالَ تَفسِيرُإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ قَالَ الصّادِقُ ع نَزَلَ القُرآنُ فِي لَيلَةِ القَدرِ إِلَي البَيتِ المَعمُورِ جُملَةً ثُمّ نَزَلَ مِنَ البَيتِ المَعمُورِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي طُولِ عِشرِينَ سَنَةًوَ ما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِ وَ مَعنَي لَيلَةِ القَدرِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُقَدّرُ فِيهَا الآجَالَ وَ الأَرزَاقَ وَ مَا يَكُونُ فِي السّنَةِ مِن مَوتٍ أَو حَيَاةٍ أَو جَدبٍ أَو خِصبٍ أَو شِدّةٍ أَو رَخَاءٍ أَو خَيرٍ أَو شَرّتَنَزّلُ المَلائِكَةُ عَلَي إِمَامِ الزّمَانِ مَعَ رُوحِ القُدُسِ وَ قَولُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيتَنَزّلُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ فِيها بِإِذنِ رَبّهِم وَ يَدفَعُونَ مَا كَتَبُوهُ إِلَي الإِمَامِ وَ يلُقيِ‌ اللّهُ ذَلِكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ثُمّ إِلَي الأَئِمّةِ ع وَاحِداً بَعدَ وَاحِدٍ حَتّي يُلقُوهُ إِلَي الإِمَامِ وَ قَولُهُلَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص رَأَي فِي نَومِهِ كَأَنّ قُرُوداً تَصعَدُ مِنبَرَهُ فَغَمّهُ ذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَ ما أَدراكَ ما لَيلَةُ القَدرِ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍتَملِكُهَا بَنُو أُمَيّةَ لَيسَ فِيهَا لَيلَةُ القَدرِ وَ قَولُهُمِن كُلّ أَمرٍ سَلامٌ قَالَ تَحِيّةُ الإِمَامِ يُحَيّي بِهَا إِلَي أَن يَطلُعَ الفَجرُهيِ‌َ حَتّي مَطلَعِ الفَجرِيعَنيِ‌ هَذِهِ اللّيلَةَ

وَ مِنهُ قَالَتَفسِيرُقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِ سُورَةِ الإِخلَاصِ أَنّ اليَهُودَ سَأَلُوا رَسُولَ اللّهِص عَن نِسبَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَأَنزَلَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ هُوَ اللّهُ الأَحَدُ الوَاحِدُ


صفحه : 53

الصّمَدُ ألّذِيلَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌفَمَعنَي الأَحَدِ أَي أَنّهُ لَيسَ بذِيِ‌ أَبعَاضِ جَوَارِحَ مُختَلِفَةٍ مُبَعّضَةٍ وَ لَيسَ فِيهِ جَوَانِبُ وَ لَا أَطرَافٌ وَ مَعنَي الوَاحِدِ أَنّهُ نُورٌ وَاحِدٌ بِلَا اختِلَافٍ وَ الصّمَدُ ألّذِي لَا مَدخَلَ فِيهِلَم يَلِد أَي لَم يُحدِث مِثلَ حَدَثِ الإِنسَانِوَ لَم يُولَد أَي لَم يَتَحَلّل مِنهُ شَيءٌوَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَي لَيسَ لَهُ كُفوٌ وَ لَا نَظِيرٌ

وَ مِنهُ قَالَ تَفسِيرُقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَ وَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنّ قُرَيشاً قَالَت لِرَسُولِ اللّهِص تَعبُدُ آلِهَتَنَا سَنَةً وَ نَعبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً وَ تَعبُدُ آلِهَتَنَا شَهراً وَ نَعبُدُ إِلَهَكَ شَهراً فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَ لا أَعبُدُ ما تَعبُدُونَ وَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُ وَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدتّم وَ لا أَنتُم عابِدُونَ ما أَعبُدُ لَكُم دِينُكُم وَ لِيَ دِينِ فَقَالَص ربَيّ‌َ اللّهُ وَ ديِنيِ‌َ الإِسلَامُ ثَلَاثاً

وَ مِنهُ قَالَ أَقَلّ مَا يَجِبُ فِي الصّلَاةِ مِنَ القُرآنِ الحَمدُ وَ سُورَةٌ ثَلَاثُ آيَاتٍ

وَ مِنهُ قَالَ عِلّةُ إِسقَاطِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن سُورَةِ بَرَاءَةَ أَنّ البَسمَلَةَ أَمَانٌ وَ البَرَاءَةَ كَانَت إِلَي المُشرِكِينَ فَأُسقِطَ مِنهَا الأَمَانُ

في القاموس قوس حدال كغراب تطامنت إحدي سيتيها قوله ثلاث آيات لعل المراد به سوي البسملة فإن أقصر السور الكوثر و مع البسملة أربع آيات

44- المُعتَبَرُ،نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ أَقُولُ إِذَا فَرَغتَ مِن فَاتِحَةِ الكِتَابِ آمِينَ قَالَ لَا

45- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا يُكرَهُ أَن يُجمَعَ بَينَ السّورَتَينِ فِي الفَرِيضَةِ فَأَمّا فِي النّافِلَةِ فَلَا بَأسَ

وَ مِنهُ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القرَوَيِ‌ّ عَن أَبَانٍ


صفحه : 54

عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَقرَأُ سُورَتَينِ فِي رَكعَةٍ قَالَ نَعَم قُلتُ أَ لَيسَ يُقَالُ أَعطِ كُلّ سُورَةٍ حَقّهَا مِنَ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ فَقَالَ ذَلِكَ فِي الفَرِيضَةِ فَأَمّا فِي النّافِلَةِ فَلَا بَأسَ بِهِ

46- العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَ فَلِمَ أُمِرُوا بِالقِرَاءَةِ فِي الصّلَاةِ قِيلَ لِئَلّا يَكُونَ القُرآنُ مَهجُوراً مُضَيّعاً وَ لِيَكُونَ مَحفُوظاً مَدرُوساً فَلَا يَضمَحِلّ وَ لَا يُجهَلَ فَإِن قَالَ فَلِمَ بدُ‌ِئَ بِالحَمدِ فِي كُلّ قِرَاءَةٍ دُونَ سَائِرِ السّوَرِ قِيلَ لِأَنّهُ لَيسَ شَيءٌ مِنَ القُرآنِ وَ الكَلَامِ جُمِعَ فِيهِ مِن جَوَامِعِ الخَيرِ وَ الحِكمَةِ مَا جُمِعَ فِي سُورَةِ الحَمدِ وَ ذَلِكَ أَنّ قَولَهُالحَمدُ لِلّهِإِنّمَا هُوَ أَدَاءٌ لِمَا أَوجَبَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي خَلقِهِ مِنَ الشّكرِ وَ شُكرٌ لِمَا وَفّقَ عَبدَهُ لِلخَيرِرَبّ العالَمِينَتَمجِيدٌ لَهُ وَ تَحمِيدٌ وَ إِقرَارٌ بِأَنّهُ هُوَ الخَالِقُ المَالِكُ لَا غَيرُهُالرّحمنِ الرّحِيمِاستِعطَافٌ وَ ذِكرٌ لِآلَائِهِ وَ نَعمَائِهِ عَلَي جَمِيعِ خَلقِهِمالِكِ يَومِ الدّينِإِقرَارٌ بِالبَعثِ وَ الحِسَابِ وَ المُجَازَاةِ وَ إِيجَابٌ لَهُ مُلكَ الآخِرَةِ كَمَا أَوجَبَ لَهُ مُلكَ الدّنيَاإِيّاكَ نَعبُدُرَغبَةٌ وَ تَقَرّبٌ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِخلَاصٌ بِالعَمَلِ لَهُ دُونَ غَيرِهِوَ إِيّاكَ نَستَعِينُاستَزَادَةٌ مِن تَوفِيقِهِ وَ عِبَادَتِهِ وَ استِدَامَةٌ لِمَا أَنعَمَ عَلَيهِ وَ نَصَرَهُاهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَاستِرشَادٌ بِهِ وَ اعتِصَامٌ بِحَبلِهِ وَ استِزَادَةٌ فِي المَعرِفَةِ بِرَبّهِ وَ بِعَظَمَتِهِ وَ بِكِبرِيَائِهِصِراطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمتَوكِيدٌ فِي السّؤَالِ وَ الرّغبَةِ وَ ذِكرٌ لِمَا قَد تَقَدّمَ مِن نِعَمِهِ عَلَي أَولِيَائِهِ وَ رَغبَةٌ فِي مِثلِ تِلكَ النّعَمِغَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِماستِعَاذَةٌ مِن أَن يَكُونَ مِنَ المُعَانِدِينَ الكَافِرِينَ المُستَخِفّينَ بِهِ وَ بِأَمرِهِ وَ نَهيِهِوَ لَا الضّالّينَاعتِصَامٌ مِن أَن يَكُونَ مِنَ الضّالّينَ الّذِينَ ضَلّوا عَن سَبِيلِهِ مِن غَيرِ مَعرِفَةٍ وَ هُم يَحسَبُونَ أَنّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً فَقَدِ اجتَمَعَ فِيهِ مِن جَوَامِعِ الخَيرِ وَ الحِكمَةِ فِي أَمرِ الآخِرَةِ وَ الدّنيَا مَا لَا يَجمَعُهُ شَيءٌ مِنَ الأَشيَاءِ


صفحه : 55

تبيين قوله ع لئلا يكون القرآن مهجورا أي لو لم يجب قراءته في الصلاة لتركوها لتساهلهم في المندوبات وليكون محفوظا لحفظ المعجز والمواعظ والأخبار والحقائق والأحكام التي‌ اشتمل القرآن عليها. و ذلك أن قوله الحَمدُ لِلّهِإنما هوأداء أي لماعلم الله سبحانه عجز عبيده عن الإتيان بحمده حمد نفسه بدلا عن خلقه أو أنه تعالي علمهم ليشكروه و إلا لم يعرفوا طريق حمده وشكره و قوله وشكر تخصيص بعدالتعميم أي شكر له علي جميع نعمه لاسيما نعمة التوفيق للعبادة تمجيد له وتحميد التمجيد ذكر مايدل علي المجد والعظمة والتحميد ذكر مايدل علي النعمة ودلالته عليهما ظاهرة و أماالإقرار بالتوحيد فلأن العالم مايعلم به الصانع و هو كل ماسوي الله وجمع ليدل علي جميع أنواعه فإذا كان الله خالق الجميع ومدبرهم ومربيهم فيكون هوالواجب وغيره من آثاره والاستعطاف لأن ذكره تعالي بالرحمانية والرحيمية نوع من طلب الرحمة بل أكمله . وأقول لماأشار الشهيدان رفع الله درجتهما في النفلية وشرحها إلي مااحتوي عليه هذاالخبر من الحكم والفوائد نذكر كلامهما لإيضاحه قالا ويلزمه استحضار التوفيق للشكر عندأول الفاتحة و عند كل شكر لأن التوفيق لقوله الحَمدُ لِلّهِالمشتمل علي غرائب المعاني‌ وجلائل الشكر نعمة من الله تعالي علي القار‌ئ وفقه لها بتعليمه الشكر له بهذه الصيغة الشريفة وليستحضر أن جملة الأفراد المحمود عليها والنعم الظاهرة والباطنة عليه كلها من الله تعالي إما بواسطة أوبغير واسطة فإن الواسطة فيهاكلها رشحة من رشحات جوده ونفحة من نفحات فضله ليناسب كون جملة الحمد لله الجواد ويطابق المعني المدلول عليه للاعتقاد. واستحضار التوحيد الحقيقي‌ عند قوله رَبّ العالَمِينَحيث وصفه بكونه ربا ومالكا لجميع العالمين من الإنس والجن والملائكة وغيرهم واستحضار


صفحه : 56

التمجيد و هوالنسبة إلي المجد والكرم وذكر الآلاء وهي‌ هنا النعماء مطلقا علي جميع الخلق عندالرّحمنِ الرّحِيمِالدالين علي إفاضة النعم الدقيقة والجليلة علي القوابل في الدنيا والآخرة إذ كل من ينسب إليه الرحمة فهو مستفيض من لطفه وإنعامه ومرجع الكل إلي ساحل جوده وإكرامه و عند ذلك ينبعث الرجاء و هوأحد المقامين العليين . واستحضار الاختصاص لله تعالي بالخلق والملك عندمالِكِ يَومِ الدّينِفإنه و إن كان مالكا لغيره من الأيام وغيرها إلا أنه ربما يظهر علي الجاهل مشاركة غيره بواسطة تغلب ظاهري‌ بخلاف ذلك اليوم فإنه المنفرد فيه بنفوذ الأمر وحقيقة الملك بغير منازع لمن الملك اليوم لله الواحد القهار. مع إحضار البعث والجزاء والحساب وملك الآخرة الواقعة في ذلك اليوم فينبعث لذلك الخوف و هوالمقام الثاني‌ ويثبت في القلب لطروه وعدم المعارض له فيغلب علي الرجاء وهي‌ الحالة اللائقة بالسالكين عندالمحققين و في هذاالترتيب العجيب إشارة إلي برهانه وليعلم أن هذه الأوصاف الثلاثة جامعة لمراتب الوجود من ابتدائه إلي انتهائه متصلا باليوم الآخر ألذي هوالغاية الدائمة.فالأول إشارة إلي وصف الإبداع والإيجاد و هوأول النعم المستحقة للحمد والوصفان الوسطان إشارة إلي حالة دوامه و مايشتمل عليه من النعم في حالة بقائه والثالث إشارة إلي آخر حالاته ونهاية أمره التي‌ لاآخر لها وحقيق لمن جرت عليه هذه الأوصاف من كونه موجدا منعما بالنعم كلها ظاهرها وباطنها وعاجلها وآجلها علي جميع العالمين مالكا لأمورهم يوم الدين من ثواب وعقاب أن يكون مختصا بالحمد لاأحد يشاركه فيه علي الحقيقة. و إذاأحطت بذلك وفزت بفضيلتي‌ الرجاء والخوف فترق منه إلي استحضار الإخلاص والرغبة إلي الله وحده عندإِيّاكَ نَعبُدُحيث قدخصصته تعالي بالعبادة التي‌ هي‌ أقصي غاية الخضوع والتذلل و من ثم لم تستعمل إلا في الخضوع لله تعالي وارتقيت من مقام البعد عن مقاربة جنابه إلي مقام الفوز بلذيذ خطابه والاستزادة من


صفحه : 57

توفيقه وعبادته واستدامة ماأنعم الله علي العباد عندإِيّاكَ نَستَعِينُحيث قدمت الوسيلة علي طلب الحاجة ليكون أدعي للإجابة واستعنت به في جميع أمورك من غيرالتفات إلي فرد منها و لا إلي جميعها لقصور العبادة وحسور الوهم عن الإحاطة بتفاصيل ماتحتاج إليه وتفتقر إلي عونه عليه . واستحضار الاسترشاد به والاعتصام بحبله والاستزادة في المعرفة به سبحانه والإقرار بعظمته وكبريائه عنداهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَ وأشار بكون طلب الهداية متناولا للاسترشاد والاعتصام والاستزادة من المعرفة والإقرار بالنعمة إلي مطلب شريف و هو أن هداية الله تعالي متنوعة أنواعا كثيرة تجمعها أربعة أجناس مرتبة أولها إفاضة القوي التي‌ بهايتمكن المرء من الاهتداء إلي مصالحه كالقوة العقلية والحواس الباطنة والمشاعر الظاهرة. وثانيها نصب الدلائل الفارقة بين الحق والباطل والصلاح والفساد و إليه أشار تعالي بقوله وَ هَدَيناهُ النّجدَينِ و قال تعالي فَهَدَيناهُم فَاستَحَبّوا العَمي عَلَي الهُدي. وثالثها الهداية بإرسال الرسل وإنزال الكتب و إليه أشار بقوله وَ جَعَلناهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا و قوله تعالي إِنّ هذَا القُرآنَ يهَديِ‌ للِتّيِ‌ هيِ‌َ أَقوَمُ. ورابعها أن يكشف عن قلوبهم السرائر ويريهم الأشياء بالوحي‌ الإلهي‌ أوبالإلهام والمنامات الصادقة و هذاالقسم يختص بنيله الأنبياء والأولياء و إليه أشار تعالي بقوله أُولئِكَ الّذِينَ هَدَي اللّهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِه و قوله تعالي وَ الّذِينَ جاهَدُوا


صفحه : 58

فِينا لَنَهدِيَنّهُم سُبُلَنا.فالاسترشاد به إشارة إلي الجنس الأول و هوواضح والاعتصام إلي الثاني‌ فإن أصله الامتناع بالشي‌ء و لاشك أن نصب الأدلة وإقامة السبل الفارقة بين الحق والباطل والصلاح والفساد عصمة لمن تمسك بها من الهلكة وجنة لهم من الضلالة والاستزادة في المعرفة إلي الثالث فإن العالم و إن كان دليلا علي الله تعالي بآثاره الظاهرة وآياته الباهرة المتظافرة إلا أن الأنبياء والرسل ع والكتب المطهرة تهدي‌ للتي‌ هي‌ أقوم للتقوي وتزيد في المعرفة علي الوجه الأتم ويرشد إلي ما لايفي‌ العقل بدركه والإقرار بعظمته وكبريائه إلي المقام الرابع فإن من ارتقي إلي تلك الغاية ووصل إلي شريف تلك المرتبة وانغمس في أنوار تلك الهيبة واغترف من بحار الأسرار الإلهية اعترف بمزيد الكبرياء بل اضمحل وفني‌ في تلك المرتبة وعرف أن كل شَيءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ. فإذاطلب العارف الهداية إلي الصراط المستقيم فمطلبه هذه المنزلة لتمكنه مما سبق و الناس فيها علي حسب مراتبهم والصراط المستقيم المستوي‌ مشترك بين الجميع و إذاتوجه المصلي‌ إلي ذلك الجناب العلي‌ وسأل ذلك المطلب السني‌ فليترق إلي استحضار التأكيد في السؤال والرغبة والتذكر لماتقدم من نعمه علي أوليائه وطلبه مثلها عند قوله صِراطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِممِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ. وإنما طلب الهداية إلي سلوك طريق المذكورين التي‌ هي‌ نعم أخروية أو كان وسيلة إليها حذفا لماسواهما من النعم الدنيوية عن درجة الاعتبار وتحقيقا وتفخيما لها من بين سائر الأغيار فإن أصل النعمة الحالة التي‌ يستلذها الإنسان ونعم الله و إن كانت لاتحصي كما قال تعالي وَ إِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللّهِ لا تُحصُوهاتنحصر في جنسين دنيوي‌ وأخروي‌ والأول قسمان موهبي‌ وكسبي‌ والموهبي‌


صفحه : 59

قسمان روحاني‌ كنفخ الروح فيه وإشراقه بالعقل و مايتبعه من القوي كالفهم والفكر والنطق وجسماني‌ كتخليق البدن والقوي الحالة فيه والهيئات العارضة له من الصحة وكمال الأعضاء والكسبي‌ تزكية النفس وتخليتها عن الرذائل وتحليتها بالأخلاق والملكات الفاضلة وتزيين البدن بالهيئات المطبوعة والحلي‌ المستحسنة وحصول الجاه والمال والثاني‌ أن يرضي عنه ويغفر ماسلف منه ويؤويه في أعلي عليين مع الملائكة المقربين أبد الآبدين . والمراد من النعمة المطلوبة هنا التي‌ تؤكد الرغبة فيها وسؤال مثلها هوالقسم الأخير و ما يكون وصلة إلي نيله من القسم الأول و ماعدا ذلك يشترك في نيله المؤمن والكافر واستحضار الاستدفاع لكونه من المعاندين والكافرين المستخفين بالأوامر والنواهي‌ عندالباقي‌ من السورة والمعني طلب سبيل من أفاض عليهم نعمة الهداية دون الذين غضب عليهم من الكفار والزائغين من اليهود والنصاري وغيرهم من الضالين . ولنكتف في شرح الخبر بما ذكره الفاضلان الشهيدان نور الله ضريحهما و من أراد أبسط من ذلك فليرجع إلي ماأورده والدي‌ قدس الله روحه في شرح الفقيه و ماأوردته في بعض كتبي‌ الفارسية وسيأتي‌ تفسير الفاتحة وسائر السور التي‌ تقرأ في الصلاة وفضلها وسائر الأخبار في كون البسملة جزء من السور في كتاب القرآن إن شاء الله الرحمن

47-تَفسِيرُ الإِمَامِ، وَ العُيُونُ، قَالَ ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَاتِحَةُ الكِتَابِ أَعطَاهَا اللّهُ مُحَمّداًص وَ أُمّتَهُ بَدَأَ فِيهَا بِالحَمدِ وَ الثّنَاءِ عَلَيهِ ثُمّ ثَنّي بِالدّعَاءِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَسَمتُ الحَمدَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ عبَديِ‌ فَنِصفُهَا لِي وَ نِصفُهَا لعِبَديِ‌ وَ لعِبَديِ‌ مَا سَأَلَ إِذَا قَالَ العَبدُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَدَأَ عبَديِ‌ باِسميِ‌ حَقّ عَلَيّ أَن أُتَمّمَ لَهُ أُمُورَهُ وَ أُبَارِكَ لَهُ فِي أَحوَالِهِ فَإِذَا قَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حَمِدَ لِي عبَديِ‌ وَ


صفحه : 60

عَلِمَ أَنّ النّعَمَ التّيِ‌ لَهُ مِن عنِديِ‌ وَ البَلَايَا التّيِ‌ اندَفَعَت عَنهُ بتِطَوَلّيِ‌ أُشهِدُكُم أنَيّ‌ أُضَعّفُ لَهُ نِعَمَ الدّنيَا إِلَي نَعِيمِ الآخِرَةِ وَ أَدفَعُ عَنهُ بَلَايَا الآخِرَةِ كَمَا دَفَعتُ عَنهُ بَلَايَا الدّنيَا فَإِذَا قَالَالرّحمنِ الرّحِيمِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ شَهِدَ لِي بأِنَيّ‌ الرّحمَنُ الرّحِيمُ أُشهِدُكُم لَأُوَفّرَنّ مِن رحَمتَيِ‌ حَظّهُ وَ لَأُجزِلَنّ مِن عطَاَئيِ‌ نَصِيبَهُ فَإِذَا قَالَمالِكِ يَومِ الدّينِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أُشهِدُكُم كَمَا اعتَرَفَ بأِنَيّ‌ أَنَا المَالِكُ لِيَومِ الدّينِ لَأُسَهّلَنّ يَومَ الحِسَابِ حِسَابَهُ وَ لَأَتَقَبّلَنّ حَسَنَاتِهِ وَ لَأَتَجَاوَزَنّ عَن سَيّئَاتِهِ فَإِذَا قَالَ العَبدُإِيّاكَ نَعبُدُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَدَقَ عبَديِ‌ إيِاّي‌َ يَعبُدُ لَأُثِيبَنّهُ عَن عِبَادَتِهِ ثَوَاباً يَغبِطُهُ كُلّ مَن خَالَفَهُ فِي عِبَادَتِهِ لِي فَإِذَا قَالَوَ إِيّاكَ نَستَعِينُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بيِ‌َ استَعَانَ وَ إلِيَ‌ّ التَجَأَ أُشهِدُكُم لَأُعِينَنّهُ عَلَي أَمرِهِ وَ لَأُغِيثَنّهُ فِي شَدَائِدِهِ وَ لَآخُذَنّ بِيَدِهِ يَومَ القِيَامَةِ عِندَ نَوَائِبِهِ وَ إِذَا قَالَاهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَ إِلَي آخِرِهَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَذَا لعِبَديِ‌ وَ لعِبَديِ‌ مَا سَأَلَ قَدِ استَجَبتُ لعِبَديِ‌ وَ أَعطَيتُهُ مَا أَمّلَ وَ آمَنتُهُ مِمّا مِنهُ وَجِلَ قِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَخبِرنَا عَنبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَ هيِ‌َ مِن فَاتِحَةِ الكِتَابِ قَالَ نَعَم كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقرَؤُهَا وَ يَعُدّهَا آيَةً مِنهَا وَ يَقُولُ فَاتِحَةُ الكِتَابِ هيِ‌َ السّبعُ المثَاَنيِ‌ فُضّلَت بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ هيِ‌َ الآيَةُ السّابِعَةُ مِنهَا

48- مَجمَعُ البَيَانِ، عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قَرَأتَ الفَاتِحَةَ وَ قَد فَرَغتَ مِن قِرَاءَتِهَا وَ أَنتَ فِي الصّلَاةِ فَقُلِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ

وَ مِنهُ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ قَالَأمَرَنَيِ‌ أَبُو جَعفَرٍ ع أَن أَقرَأَ قُل هُوَ اللّهُ


صفحه : 61

أَحَدٌ فَأَقُولَ إِذَا فَرَغتُ مِنهَا كَذَلِكَ اللّهُ ربَيّ‌ ثَلَاثاً

وَ مِنهُ عَن دَاوُدَ بنِ الحُصَينِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قَرَأتَقُل يا أَيّهَا الكافِرُونَفَقُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ إِذَا قُلتَلا أَعبُدُ ما تَعبُدُونَفَقُل أَعبُدُ اللّهَ وَحدَهُ وَ إِذَا قُلتَلَكُم دِينُكُم وَ لِيَ دِينِفَقُل ربَيّ‌َ اللّهُ وَ ديِنيِ‌َ الإِسلَامُ

وَ مِنهُ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُأَ لَيسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلي أَن يحُييِ‌َ المَوتي قَالَ رَسُولُ اللّهِص سُبحَانَكَ أللّهُمّ وَ بَلَي وَ هُوَ المرَويِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع

49- الذّكرَي،نَقلًا مِن كِتَابِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يُرِيدُ أَن يَقرَأَ السّورَةَ فَيَقرَأُ فِي أُخرَي قَالَ يَرجِعُ إِلَي التّيِ‌ يُرِيدُ وَ إِن بَلَغَ النّصفَ

50- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن نَوَادِرِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ السّجدَةَ فَيَنسَاهَا حَتّي يَركَعَ وَ يَسجُدَ قَالَ يَسجُدُ إِذَا ذَكَرَ إِذَا كَانَت مِنَ العَزَائِمِ

بيان ظاهره جواز قراءة السجدة في الفريضة والإتيان بها فيهاحيث ذكر ويمكن حمله علي النافلة

51-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِنّ ابنَ مَسعُودٍ كَانَ يَمحُو المُعَوّذَتَينِ مِنَ المُصحَفِ فَقَالَ كَانَ أَبِي يَقُولُ إِنّمَا فَعَلَ ذَلِكَ


صفحه : 62

ابنُ مَسعُودٍ بِرَأيِهِ وَ هُمَا مِنَ القُرآنِ

52- طِبّ الأَئِمّةِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ المُعَوّذَتَينِ أَ هُمَا مِنَ القُرآنِ فَقَالَ ع هُمَا مِنَ القُرآنِ فَقَالَ الرّجُلُ إِنّهُمَا لَيسَتَا مِنَ القُرآنِ فِي قِرَاءَةِ ابنِ مَسعُودٍ وَ لَا فِي مُصحَفِهِ فَقَالَ ع أَخطَأَ ابنُ مَسعُودٍ أَو قَالَ كَذَبَ ابنُ مَسعُودٍ هُمَا مِنَ القُرآنِ فَقَالَ الرّجُلُ فَأَقرَأُ بِهِمَا فِي المَكتُوبَةِ فَقَالَ نَعَم

53- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ وَ سُئِلَ عَمّا قَد يَجُوزُ وَ عَمّا لَا يَجُوزُ مِنَ النّيّةِ مِنَ الإِضمَارِ فِي اليَمِينِ قَالَ إِنّ النّيّاتِ قَد تَجُوزُ فِي مَوضِعٍ وَ لَا تَجُوزُ فِي آخَرَ فَأَمّا مَا تَجُوزُ فِيهِ فَإِذَا كَانَ مَظلُوماً فَمَا حَلَفَ بِهِ وَ نَوَي اليَمِينَ فَعَلَي نِيّتِهِ فَأَمّا إِذَا كَانَ ظَالِماً فَاليَمِينُ عَلَي نِيّةِ المَظلُومِ ثُمّ قَالَ لَو كَانَتِ النّيّاتُ مِن أَهلِ الفِسقِ يُؤخَذُ بِهَا أَهلُهَا إِذاً لَأُخِذَ كُلّ مَن نَوَي الزّنَي بِالزّنَي وَ كُلّ مَن نَوَي السّرِقَةَ بِالسّرِقَةِ وَ كُلّ مَن نَوَي القَتلَ بِالقَتلِ وَ لَكِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَدلٌ كَرِيمٌ لَيسَ الجَورُ مِن شَأنِهِ وَ لَكِنّهُ يُثِيبُ عَلَي نِيّاتِ الخَيرِ أَهلَهَا وَ إِضمَارَهُم عَلَيهَا وَ لَا يُؤَاخِذُ أَهلَ الفُسُوقِ حَتّي يَعمَلُوا وَ ذَلِكَ أَنّكَ قَد تَرَي مِنَ المُحَرّمِ مِنَ العَجَمِ مَا لَا يُرَادُ مِنهُ مَا يُرَادُ مِنَ العَالِمِ الفَصِيحِ وَ كَذَلِكَ الأَخرَسُ فِي القِرَاءَةِ فِي الصّلَاةِ وَ التّشَهّدِ وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ فَهَذَا بِمَنزِلَةِ العَجَمِ المُحَرّمِ لَا يُرَادُ مِنهُ مَا يُرَادُ مِنَ العَالِمِ المُتَكَلّمِ الفَصِيحِ وَ لَو ذَهَبَ العَالِمُ المُتَكَلّمُ الفَصِيحُ حَتّي يَدَعَ مَا قَد عَلِمَ أَنّهُ يَلزَمُهُ وَ يَعمَلُ بِهِ وَ ينَبغَيِ‌ لَهُ أَن يَقُومَ بِهِ حَتّي يَكُونَ ذَلِكَ مِنهُ بِالنّبَطِيّةِ وَ الفَارِسِيّةِ لَحِيلَ بَينَهُ وَ بَينَ ذَلِكَ بِالأَدَبِ حَتّي يَعُودَ إِلَي مَا قَد عَلِمَهُ وَ عَقَلَهُ قَالَ وَ لَو ذَهَبَ مَن لَم يَكُن فِي مِثلِ حَالِ الأعَجمَيِ‌ّ وَ الأَخرَسِ فَفَعَلَ فِعَالَ الأعَجمَيِ‌ّ وَ الأَخرَسِ عَلَي مَا قَد وَصَفنَا إِذاً لَم يَكُن أَحَدٌ فَاعِلًا لشِيَ‌ءٍ مِنَ الخَيرِ وَ لَا يُعرَفُ الجَاهِلُ مِنَ العَالِمِ


صفحه : 63

توضيح قال في النهاية فيه فأرسل إلي ناقة محرمة المحرمة هي‌ التي‌ لم تركب و لم تذلل و في الصحاح جلد محرم لم تتم دباغته وسوط محرم لم يلين بعد وناقة محرمة أي لم تتم رياضتها بعد و قال كل من لايقدر علي الكلام أصلا فهو أعجم ومستعجم والأعجم ألذي لايفصح و لايبين كلامه انتهي ويمكن أي يقرأ العجم بالضم وبالتحريك . ثم إن أول الخبر يدل علي جواز التورية في اليمين و إن المدار علي نية المحق من الخصمين كماذكره الأصحاب وسيأتي‌ في بابه ثم ذكر ع حكم نية أهل المعاصي‌ وعزمهم عليها إذا لم يأتوا بها و أنه لايعاقبهم الله عليها ونية أرباب الطاعات وعزمهم عليها و أنه يثيبهم عليها و إن لم يأتوا بها ثم ذكر ع نظيرا لاختلاف النيات في الحكم وجوازها بالنسبة إلي بعض الأشخاص وعدمه بالنسبة إلي بعض و هو أن العجمي‌ أوالأعجم ألذي لم يصحح القراءة بعد أو لايمكنه أداء الحروف من مخارجها يجوز له أن يأتي‌ بكل ماتيسر منها بخلاف العالم المتكلم الفصيح القادر علي صحيح القراءة أوتصحيحها لايصح منه مايصح من الأعجم ألذي لم يصحح القراءة وتضيق الوقت عنه أو لايمكنه التصحيح أصلا كالألكن فالمراد بالمحرم من العجم من لايقدر علي صحيح القراءة و لم يصححها بعدشبه بالدابة التي‌ لم تركب و لم تذلل . والعجم إن قر‌ئ بالضم الحيوانات العجم أوالأعجم ألذي لايفصح الكلام ويمكن أن يراد به الحيوان حقيقة أي لم يكلف الله البهيمة العجماء ماكلف الإنسان العاقل القادر علي التعلم والتكلم والإفصاح بالكلام والأول أظهر وأصوب لقوله مثل حال الأعجمي‌ المحرم و إن قر‌ئ بالتحريك فظاهر. ثم بين ذلك بالأخرس فإنه يجوز منه الإخطار بالبال ويجزيه ذلك و لايجوز ذلك للقادر علي الكلام ويحتمل أن يكون جميع ذلك بيانا لعدله وكرمه سبحانه لأنه لايكلف نَفساً إِلّا وُسعَهابل لايطلب منها جهدها ووسع علي العباد ورضي‌ منهم مايسهل عليهم و لم يجعل في الدين من حرج .


صفحه : 64

فيستفاد من الخبر أحكام الأول وجوب تعلم القراءة والأذكار و لاخلاف فيه بين الأصحاب .الثاني‌ أنه مع ضيق الوقت عن التعلم تجزيه الصلاة كيف ماأمكن وذكر الأصحاب أنه إن أمكنه القراءة في المصحف وجب و قدمر أنه لايبعد جواز القراءة فيه مع القدرة علي الواجب بظهر القلب والأحوط تركه وقالوا إن أمكنه الايتمام وجب و ليس ببعيد فإن لم يمكنه شيءمنهما فإن كان يحسن الفاتحة و لايحسن السورة فلاخلاف في جواز الاكتفاء بها و إن كان يحسن بعض الفاتحة فإن كان آية قرأها و إن كان بعضها ففي‌ قراءته أقوال الأول الوجوب الثاني‌ عدمه والعدول إلي الذكر الثالث وجوب قراءته إن كان قرآنا و هوالمشهور وهل يقتصر علي الآية التي‌ يعلمها من الفاتحة أويعوض عن الفائت بتكرار قراءتها أوبغيرها من القرآن أوالذكر عندتعذره قولان والأخير أشهر ثم إن علم غيرها من القرآن فهل يعوض عن الفائت بقراءة مايعلم من الفاتحة مكررا بحيث يساويها أم يأتي‌ ببدله من سورة أخري فيه أيضا قولان وهل يراعي‌ في البدل المساواة في الآيات أو في الحروف أوفيهما جميعا أقوال . و لو لم يحسن شيئا من الفاتحة فالمشهور أنه يجب عليه أن يقرأ بدلها من غيرها إن علمه وقيل إنه مخير بينه و بين الذكر والخلاف في وجوب المساواة وعدمه وكيفية المساواة مامر فلو لم يحسن شيئا من القرآن سبح الله تعالي وهلله وكبره بقدر القراءة أومطلقا والخبر مجمل بالنسبة إلي جميع تلك الأحكام لكن يفهم منه غاية التوسعة فيها وأكثر الأقوال فيها لم يستند إلي نص و مايمكن فيه الاحتياط فرعايته أولي .الثالث عدم جواز الترجمة مع القدرة و لاخلاف فيه بين الأصحاب ووافقنا عليه أكثر العامة خلافا لأبي‌ حنيفة فإنه جوز الترجمة مع القدرة.الرابع جواز الترجمة مع عدم القدرة كما هوالظاهر من قوله حتي يكون منه بالنبطية والفارسية وحمله علي القراءة الملحونة التي‌ يأتي‌ بهاالنبطي‌ والعجمي‌


صفحه : 65

بعيد جدا فيدل بمفهومه علي جواز ذلك لغير القادر و هذا هوالمشهور بين الأصحاب لكن اختلفوا في أنه هل يأتي‌ بترجمة القرآن أوترجمة الذكر مع عدم القدرة عليهما والقدرة علي ترجمتهما معا ولعل ترجمة القرآن أولي .الخامس أن الأخرس تصح صلاته بدون القراءة والأذكار ويمكن أن يفهم منه الإخطار بالخصوص علي بعض الاحتمالات والمشهور بين الأصحاب فيه أنه يحرك لسانه بها ويعقد بهاقلبه وزاد بعض المتأخرين الإشارة باليد لِمَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ تَلبِيَةُ الأَخرَسِ وَ تَشَهّدُهُ وَ قِرَاءَةُ القُرآنِ فِي الصّلَاةِ تَحرِيكُ لِسَانِهِ وَ إِشَارَتُهُ بِإِصبَعِهِ

والشيخ اكتفي بتحريك اللسان ومرادهم بعقد القلب إما إخطار الألفاظ بالبال أوفهم المعاني‌ كما هوظاهر الذكري و هو في غاية البعد

54- مَجمَعُ البَيَانِ،نَقلًا عَنِ الشّيخِ الطوّسيِ‌ّ قَالَ روُيِ‌َ عَنهُم ع جَوَازُ القِرَاءَةِ بِمَا اختَلَفَتِ القُرّاءُ فِيهِ

55- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ‌ آتٍ مِنَ اللّهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تَقرَأَ القُرآنَ عَلَي حَرفٍ وَاحِدٍ فَقُلتُ يَا رَبّ وَسّع عَلَي أمُتّيِ‌ فَقَالَ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تَقرَأَ القُرآنَ عَلَي سَبعَةِ أَحرُفٍ

بيان الخبر ضعيف ومخالف للأخبار الكثيرة كماستأتي‌ وحملوه علي القراءات السبعة و لايخفي بعده لحدوثها بعده ص وسنشبع القول في ذلك في كتاب القرآن إن شاء الله و لاريب في أنه يجوز لنا الآن أن نقرأ موافقا لقراءاتهم المشهورة


صفحه : 66

كمادلت عليه الأخبار المستفيضة إلي أن يظهر القائم ع ويظهر لنا القرآن علي حرف واحد وقراءة واحدة رزقنا الله تعالي إدراك ذلك الزمان

56- كتاب المجتني ،للسيد ابن طاوس رحمه الله نقلا من كتاب الوسائل إلي المسائل تأليف أحمد بن علي بن أحمد قال بلغنا أن رجلا كان بينه و بين بعض المتسلطين عداوة شديدة حتي خافه علي نفسه وأيس معه من حياته وتحير في أمره فرأي ذات ليلة في منامه كأن قائلا يقول عليك بقراءة سورة أ لم تر كيف في إحدي ركعتي‌ الفجر و كان يقرؤها كماأمره فكفاه الله شر عدوه في مدة يسيرة وأقر عينه بهلاك عدوه قال و لم يترك قراءة هذه السورة في إحدي ركعتي‌ الفجر إلي أن مات بيان هذاالمنام لاحجة فيه و لوعمل به أحد فالأحوط قراءتها في نافلة الفجر لماعرفت

57- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ لَو مَاتَ مَن بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ لَمَا استَوحَشتُ لَو كَانَ القُرآنُ معَيِ‌ وَ إِذَا كَانَ قَرَأَ مِنَ القُرآنِمالِكِ يَومِ الدّينِكَرّرَهَا وَ كَادَ أَن يَمُوتَ مِمّا دَخَلَ عَلَيهِ مِنَ الخَوفِ

58- البَلَدُ الأَمِينُ، مِن كِتَابِ طَرِيقِ النّجَاةِ لِابنِ الحَدّادِ العاَملِيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ الجَوَادِ ع قَالَ مَن قَرَأَ سُورَةَ القَدرِ فِي صَلَاةٍ رُفِعَت فِي عِلّيّينَ مَقبُولَةً مُضَاعَفَةً وَ مَن قَرَأَهَا ثُمّ دَعَا رُفِعَ دُعَاؤُهُ إِلَي اللّوحِ المَحفُوظِ مُستَجَاباً

59- كِتَابُ زَيدٍ الزّرّادِ، قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَنَا ضَامِنٌ لِكُلّ مَن كَانَ مِن شِيعَتِنَا إِذَا قَرَأَ فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ مِن يَومِ الخَمِيسِ هَل أَتَي عَلَي الإِنسَانِ ثُمّ


صفحه : 67

مَاتَ مِن يَومِهِ أَو لَيلَتِهِ أَن يَدخُلَ الجَنّةَ آمِناً بِغَيرِ حِسَابٍ عَلَي مَا فِيهِ مِن ذُنُوبٍ وَ عُيُوبٍ وَ لَم يَنشُرِ اللّهُ لَهُ دِيوَانَ الحِسَابِ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَا يُسأَلُ مَسأَلَةَ القَبرِ وَ إِن عَاشَ كَانَ مَحفُوظاً مَستُوراً مَصرُوفاً عَنهُ آفَاتُ الدّنيَا كُلّهَا وَ لَم يَتَعَرّض لَهُ شَيءٌ مِن هَوَامّ الأَرضِ إِلَي الخَمِيسِ الثاّنيِ‌ إِن شَاءَ اللّهُ


صفحه : 68

باب 42-الجهر والإخفات وأحكامهما

الآيات الإسراءوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً و قال سبحانه وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها وَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا


صفحه : 69

تفسيروَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً قال الطبرسي‌ رحمه الله أي أدبروا عنك


صفحه : 70

مدبرين نافرين والمعني‌ بذلك كفار قريش وقيل هم الشياطين عن ابن عباس وقيل معناه إذاسمعوابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِولوا.وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ فيه أقوال أحدها أن معناه لاتجهر بإشاعة صلاتك عند من يؤذيك و لاتخافت بها عند من يلتمسها منك قال الطبرسي‌ ره روي‌ أن النبي ص كان إذاصلي جهر في صلاته حتي يسمع المشركون فشتموه وآذوه فأمره سبحانه بترك الجهر و كان ذلك بمكة في أول الأمر وروي‌ ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و قال في الكشاف كان رسول الله ص يرفع صوته بقراءته فإذاسمعه المشركون لغوا وسبوا فأمره بأن يخفض من صوته والمعني و لاتجهر حتي تسمع المشركين وَ لا تُخافِت بِها حتي لاتسمع من خلفك وابتغ بين الجهر والمخافتة سبيلا وسطا. وثانيها لاتجهر بصلاتك كلها و لاتخافت بهاكلهاوَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا أي التبعيض علي ماعين من السنة. وثالثها أن المراد بالصلاة الدعاء و هوبعيد. ورابعها أن يكون خطابا لكل واحد من المكلفين أو من باب إياك أعني‌ واسمعي‌ ياجارة أي لاتعلنها إعلانا يوهم الرياء و لاتسترها بحيث يظن بك تركها والتهاون بها. وخامسها لاتجهر جهرا يشتغل به من يصلي‌ بقربك و لاتخافت حتي لاتسمع نفسك كما قال أصحابنا إن الجهر أن ترفع صوتك شديدا والمخافتة مادون سمعك وَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا أي بين الجهر الشديد والمخافتة فلايجوز الإفراط و لاالتفريط ويجب الوسط والعدل لكن قدعلم من السنة الشريفة اختيار بعض أفراد هذاالوسط في بعض الصلوات كالجهر غيرالعالي‌ شديدا للرجل في الصبح وأوليي‌


صفحه : 71

المغرب والعشاء وكالإخفات لاجدا بحيث يلحق بحديث النفس في غيرها من الفرائض و مانسب إلي أبي جعفر ع و أبي عبد الله ع لاينافي‌ في ذلك . وسادسها مَا رَوَاهُ العيَاّشيِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع لا تَجهَربِوَلَايَةِ عَلِيّ وَ لَا بِمَا أَكرَمتُهُ بِهِ حَتّي آمُرَكَ بِذَلِكَوَ لا تُخافِت بِهايعَنيِ‌ لَا تَكتُمهَا عَلِيّاً وَ أَعلِمهُ بِمَا أَكرَمتُهُ بِهِوَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًاسلَنيِ‌ أَن آذَنَ لَكَ أَن تَجهَرَ بِأَمرِ عَلِيّ بِوَلَايَتِهِ فَأَذِنَ لَهُ بِإِظهَارِهِ يَومَ غَدِيرِ خُمّ

.أقول و هذابطن الآية و لاينافي‌ العمل بظاهرها. ثم اعلم أن المشهور بين الأصحاب وجوب الجهر والإخفات في مواضعهما في الفرائض و أنه تبطل الصلاة بتركهما عالما عامدا ونقل عليه الشيخ في الخلاف الإجماع والمنقول عن السيد المرتضي رضي‌ الله عنه أنهما من وكيد السنن و عن ابن الجنيد أيضا القول باستحبابهما و لايخلو من قوة كماستعرف و لايخفي أن الآية علي الوجه الخامس ألذي هوأظهر الوجوه يؤيد الاستحباب إذ التوسط ألذي يظهر منها شامل لحدي‌ الجهر والإخفات وتخصيص بعضها ببعض خلاف الظاهر. و أماحدهما فقال في التذكرة أقل الجهر أن يسمع غيره القريب تحقيقا أوتقديرا وحد الإخفات أن يسمع نفسه أوبحيث يسمع لو كان سميعا بإجماع العلماء وقريب منه كلام المنتهي والمحقق في المعتبر وجماعة من الأصحاب ويرد عليه أن مع إسماع نفسه يسمع القريب أيضا غالبا وضبط هذاالحد بينهما في غاية الإشكال إن أمكن ذلك ولذا قال بعض المتأخرين الجهر هوظهور جوهر الصوت والإخفات هوإخفاء الصوت وهمسه و إن سمع القريب ومنهم من أحالهما علي العرف ولعله أظهر. والظاهر أنه لافرق بين الأداء والقضاء في الوجوب والاستحباب كمايدل عليه كلام الأصحاب وذهبوا إلي أن الجاهل فيهما معذور والجهر إنما يجب علي القول به في القراءة دون الأذكار ونقل في المنتهي اتفاق الأصحاب علي استحباب


صفحه : 72

الإجهار في صلاة الليل والإخفات في صلاة النهار

1- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ الصّبّاحِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها قَالَ الجَهرُ بِهَا رَفعُ الصّوتِ وَ التّخَافُتُ مَا لَم تَسمَع نَفسُكَ بِأُذُنِكَ وَ اقرَأ مَا بَينَ ذَلِكَ

وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنهُ ع قَالَ الإِجهَارُ رَفعُ الصّوتِ عَالِياً وَ المُخَافَتَةُ مَا لَم تَسمَع نَفسُكَ

قَالَ وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ الإِجهَارُ أَن تَرفَعَ صَوتَكَ يَسمَعُهُ مَن بَعُدَ عَنكَ وَ الإِخفَاتُ أَن لَا تُسمِعَ مَن مَعَكَ إِلّا سِرّاً يَسِيراً

بيان يحتمل أن يكون الغرض بيان حد الجهر في الصلاة مطلقا أوللإمام و هذاوجه قريب لتفسير الآية أي ينبغي‌ أن يقرأ فيما يجهر فيه من الصلوات بحيث لايتجاوز الحد في العلو و لا يكون بحيث لايسمعه من قرب منه فيكون إخفاتا أو لايسمعه المأمومون فيكون مكروها و عليه حمل الصدوق في الفقيه الآية حيث قال واجهر بجميع القراءة في المغرب والعشاء الآخرة والغداة من غير أن تجهد نفسك أوترفع صوتك شديدا وليكن ذلك وسطا لأن الله عز و جل يقول وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَالآية وستسمع الأخبار في ذلك

2- العيَاّشيِ‌ّ، عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَمِعتُهُ وَ سُئِلَ عَنِ الإِمَامِ هَل عَلَيهِ أَن يُسمِعَ مَن خَلفَهُ وَ إِن كَثُرُوا قَالَ يَقرَأُ قِرَاءَةً وَسَطاً يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها

و منه عن عبد الله بن سنان عنه ع مثله

وَ مِنهُ عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها قَالَ المُخَافَتَةُ مَا دُونَ سَمعِكَ وَ الجَهرُ أَن تَرفَعَ صَوتَكَ شَدِيداً


صفحه : 73

وَ مِنهُ عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَالآيَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ بِمَكّةَ جَهَرَ بِصَلَاتِهِ فَيَعلَمُ بِمَكَانِهِ المُشرِكُونَ فَكَانُوا يُؤذُونَهُ فَأُنزِلَت هَذِهِ الآيَةُ عِندَ ذَلِكَ

وَ مِنهُ عَن سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَالآيَةَ قَالَ الجَهرُ بِهَا رَفعُ الصّوتِ وَ المُخَافَتَةُ مَا لَم تَسمَع أُذُنَاكَ وَ بَينَ ذَلِكَ قَدرُ مَا تُسمِعُ أُذُنَيكَ

وَ مِنهُ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع يَا بنُيَ‌ّ عَلَيكَ بِالحَسَنَةِ بَينَ السّيّئَتَينِ تَمحُوهُمَا قَالَ وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا أَبَتِ قَالَ مِثلُ قَولِ اللّهِوَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَسَيّئَةٌوَ لا تُخافِت بِهاسَيّئَةٌوَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًاحَسَنَةٌ الخَبَرَ

وَ مِنهُ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ نَسَخَتهَافَاصدَع بِما تُؤمَرُ

بيان لعل المراد نسخ بعض معانيها بالنسبة إليه ص والظاهر من الأخبار الواردة في تفسير الآية عدم وجوب الجهر والإخفات و أن المصلي‌ مخير بين أقل مراتب الإخفات وأكثر مراتب الجهر في جميع الصلوات وحملها علي التبعيض بعيد

3-العيَاّشيِ‌ّ، عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَذُكِرَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فَقَالَ تدَريِ‌ مَا نَزَلَ فِيبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِفَقُلتُ لَا فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ أَحسَنَ النّاسِ صَوتاً بِالقُرآنِ وَ كَانَ يصُلَيّ‌ بِفِنَاءِ الكَعبَةِ يَرفَعُ صَوتَهُ وَ كَانَ عُتبَةُ وَ شَيبَةُ ابنَا رَبِيعَةَ وَ أَبُو جَهلٍ وَ جَمَاعَةٌ مِنهُم يَستَمِعُونَ قِرَاءَتَهُ قَالَ وَ كَانَ يُكثِرُ تَردَادَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِفَيَرفَعُ بِهَا صَوتَهُ فَيَقُولُونَ إِنّ


صفحه : 74

مُحَمّداً لَيُرَدّدُ اسمَ رَبّهِ تَردَاداً فَيَأمُرُونَ مَن يَقُومُ فَيَستَمِعُ عَلَيهِ وَ يَقُولُونَ إِذَا جَازَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِفَأَعلِمنَا حَتّي نَقُومَ فَنَستَمِعَ قِرَاءَتَهُ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِوَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً

وَ مِنهُ عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ فِيبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَالَ هُوَ الحَقّ فَاجهَر بِهِ وَ هيِ‌َ الآيَةُ التّيِ‌ قَالَ اللّهُوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِوَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً كَانَ المُشرِكُونَ يَتَسَمّعُونَ إِلَي قِرَاءَةِ النّبِيّص فَإِذَا قَرَأَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِنَفَرُوا وَ ذَهَبُوا فَإِذَا فَرَغَ مِنهُ عَادُوا وَ تَسَمّعُوا

وَ مِنهُ عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا صَلّي بِالنّاسِ جَهَرَ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِفَتَخَلّفَ مَن خَلفَهُ مِنَ المُنَافِقِينَ عَنِ الصّفُوفِ فَإِذَا جَازَهَا فِي السّورَةِ عَادُوا إِلَي مَوَاضِعِهِم وَ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ إِنّهُ لَيُرَدّدُ اسمَ رَبّهِ تَردَاداً إِنّهُ لَيُحِبّ رَبّهُ فَأَنزَلَ اللّهُوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُالآيَةَ

وَ مِنهُ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع يَا ثمُاَليِ‌ّ إِنّ الشّيطَانَ ليَأَتيِ‌ قَرِينَ الإِمَامِ فَيَسأَلُهُ هَل ذَكَرَ رَبّهُ فَإِن قَالَ نَعَم اكتَسَعَ فَذَهَبَ وَ إِن قَالَ لَا رَكِبَ عَلَي كَتِفَيهِ وَ كَانَ إِمَامَ القَومِ حَتّي يَنصَرِفُوا قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا مَعنَي قَولِهِ ذَكَرَ رَبّهُ قَالَ الجَهرُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

بيان الظاهر المراد بقرين الإمام الشيطان ألذي وكله به ويحتمل الملك لكنه بعيد و قال الفيروزآبادي‌ اكتسع الفحل خطر وضرب فخذيه بذنبه والكلب بذنبه استثفر و قال الجزري‌ فلما تكسعوا فيها أي تأخروا عن جوابها و لم يردوه انتهي

4- الذّكرَي، قَالَ ابنُ أَبِي عَقِيلٍ تَوَاتَرَتِ الأَخبَارُ عَنهُم ع أَن لَا تَقِيّةَ فِي الجَهرِ بِالبَسمَلَةِ


صفحه : 75

5- الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الهَيثَمِ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ وَ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ وَ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ الإِجهَارُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي الصّلَاةِ وَاجِبٌ

6- العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الرّضَا ع فِيمَا كَتَبَ لِلمَأمُونِ قَالَ الإِجهَارُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي جَمِيعِ الصّلَوَاتِ سُنّةٌ

توضيح المشهور بين الأصحاب استحباب الجهر بالبسملة في مواضع الإخفات للإمام والمنفرد في الأوليين والأخريين ونقل السيد و ابن إدريس عن بعض الأصحاب القول باختصاص ذلك بالإمام دون غيره و هوالمنقول عن ابن الجنيد وخصه ابن إدريس بالأوليين بل قال بعدم جواز الجهر بها في الأخيرتين ونقل الإجماع علي جواز الإخفات بهافيهما وأوجب أبوالصلاح الجهر بها في أوليي‌ الظهر والعصر في ابتداء الحمد والسورة التي‌ تليها وأوجب ابن البراج الجهر بهافيما يخافت فيه وأطلق والظاهر رجحان الجهر في الجميع للإمام والمنفرد والاستحباب أقوي وعدم الترك أحوط لإطلاق الوجوب في بعض الأخبار. و أماترك التقية فيهافهو خلاف المشهور والأخبار التي‌ وصلت إلينا لاتدل علي ذلك إلا ماسيأتي‌ برواية صاحب الدعائم ويشكل تخصيص عمومات التقية بأمثال ذلك

7-المِصبَاحُ،لِلشّيخِ قَالَ روُيِ‌َ عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع أَنّهُ قَالَعَلَامَاتُ المُؤمِنِ خَمسٌ صَلَاةُ الإِحدَي وَ الخَمسِينَ وَ زِيَارَةُ الأَربَعِينَ وَ التّخَتّمُ بِاليَمِينِ وَ تَعفِيرُ


صفحه : 76

الجَبِينِ وَ الجَهرُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

8- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع أَسمِعِ القِرَاءَةَ وَ التّسبِيحَ أُذُنَيكَ فِيمَا لَا تَجهَرُ فِيهِ مِنَ الصّلَوَاتِ بِالقِرَاءَةِ وَ هيِ‌َ الظّهرُ وَ العَصرُ وَ ارفَع فَوقَ ذَلِكَ فِيمَا تَجهَرُ فِيهِ بِالقِرَاءَةِ قَالَ وَ سَأَلتُ العَالِمَ ع عَنِ القُنُوتِ يَومَ الجُمُعَةِ إِذَا صَلّيتُ وحَديِ‌ أَربَعاً فَقَالَ نَعَم فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ خَلفَ القِرَاءَةِ فَقُلتُ أَجهَرُ فِيهَا بِالقِرَاءَةِ قَالَ نَعَم

9- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا صَلّيتَ فَأَسمِع نَفسَكَ القِرَاءَةَ وَ التّكبِيرَ وَ التّسبِيحَ

10- العيَاّشيِ‌ّ، عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ لَا يَكتُبُ المَلَكُ إِلّا مَا أَسمَعَ نَفسَهُ وَ قَالَ اللّهُوَ اذكُر رَبّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرّعاً وَ خِيفَةً قَالَ لَا يَعلَمُ ثَوَابَ ذَلِكَ الذّكرِ فِي نَفسِ العَبدِ لِعَظَمَتِهِ إِلّا اللّهُ

وَ مِنهُ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ يَرفَعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ اذكُر رَبّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرّعاًيعَنيِ‌ مُستَكِيناًوَ خِيفَةًيعَنيِ‌ خَوفاً مِن عَذَابِهِوَ دُونَ الجَهرِ مِنَ القَولِيعَنيِ‌ دُونَ الجَهرِ مِنَ القِرَاءَةِبِالغُدُوّ وَ الآصالِيعَنيِ‌ بِالغَدَاةِ وَ العشَيِ‌ّ

بيان لعل الذكر النفساني‌ في الخبرين محمول علي غيرقراءة الصلاة


صفحه : 77

11- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ صَلّي العِيدَينِ وَحدَهُ وَ الجُمُعَةَ هَل يَجهَرُ فِيهِمَا بِالقِرَاءَةِ قَالَ لَا يَجهَرُ إِلّا الإِمَامُ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يصُلَيّ‌ الفَرِيضَةَ مَا يُجهَرُ فِيهِ بِالقِرَاءَةِ هَل عَلَيهِ أَن يَجهَرَ قَالَ إِن شَاءَ جَهَرَ وَ إِن شَاءَ لَم يَفعَل

بيان هذاالخبر صريح في الاستحباب وحمله الشيخ علي التقية و قال المحقق في المعتبر و هوتحكم من الشيخ ره فإن بعض الأصحاب لايري وجوب الجهر بل يستحبه مؤكدا انتهي وحمله بعضهم علي الجهر العالي‌ و هوبعيد. وَ رَوَي الصّدُوقُ ره فِي الصّحِيحِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي رَجُلٍ جَهَرَ فِيمَا لَا ينَبغَيِ‌ الجَهرُ فِيهِ أَو أَخفَي فِيمَا لَا ينَبغَيِ‌ الإِخفَاتُ فِيهِ فَقَالَ أَيّ ذَلِكَ فَعَلَ مُتَعَمّداً فَقَد نَقَضَ صَلَاتَهُ وَ عَلَيهِ الإِعَادَةُ وَ إِن فَعَلَ ذَلِكَ نَاسِياً أَو سَاهِياً أَو لَا يدَريِ‌ فَلَا شَيءَ عَلَيهِ وَ قَد تَمّت صَلَاتُهُ

و هذامستند الوجوب و في بعض النسخ نقص بالمهملة فهو أيضا يؤيد الاستحباب و في بعضها بالمعجمة فيمكن حمله علي تأكد الاستحباب وكذا الأمر بالإعادة والمسألة في غاية الإشكال و لايترك الاحتياط فيها

12-العِلَلُ، عَن حَمزَةَ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع لأِيَ‌ّ عِلّةٍ يُجهَرُ فِي صَلَاةِ الفَجرِ وَ صَلَاةِ المَغرِبِ وَ صَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ وَ سَائِرِ الصّلَوَاتِ مِثلِ الظّهرِ وَ العَصرِ لَا يُجهَرُ فِيهَا فَقَالَ لِأَنّ النّبِيّص لَمّا أسُريِ‌َ


صفحه : 78

بِهِ إِلَي السّمَاءِ كَانَ أَوّلُ صَلَاةٍ فَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ صَلَاةَ الظّهرِ يَومَ الجُمُعَةِ فَأَضَافَ اللّهُ إِلَيهِ المَلَائِكَةَ يُصَلّونَ خَلفَهُ فَأَمَرَ نَبِيّهُص أَن يَجهَرَ بِالقِرَاءَةِ لِيَتَبَيّنَ لَهُم فَضلُهُ ثُمّ فَرَضَ عَلَيهِ العَصرَ وَ لَم يُضِف إِلَيهِ أَحَداً مِنَ المَلَائِكَةِ فَأَمَرَهُ أَن يخُفيِ‌َ القِرَاءَةَ لِأَنّهُ لَم يَكُن وَرَاءَهُ أَحَدٌ ثُمّ فَرَضَ عَلَيهِ المَغرِبَ وَ أَضَافَ إِلَيهِ المَلَائِكَةَ فَأَمَرَهُ بِالإِجهَارِ وَ كَذَلِكَ العِشَاءُ الآخِرَةُ فَلَمّا كَانَ قُربُ الفَجرِ نَزَلَ فَفَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ الفَجرَ وَ أَمَرَهُ بِالإِجهَارِ لِيُبَيّنَ لِلنّاسِ فَضلَهُ كَمَا بَيّنَ لِلمَلَائِكَةِ فَلِهَذِهِ العِلّةِ يُجهَرُ فِيهَا

كتاب العلل ،لمحمد بن علي بن ابراهيم بإسناده عن محمد بن حمران عنه ع مثله بيان في علل محمد بن علي بن ابراهيم و في الفقيه هكذا لأي‌ علة يجهر في صلاة الجمعة وصلاة المغرب وصلاة العشاء الآخرة وصلاة الغداة و هوالصواب كمايدل عليه الجواب ولعل المراد بالظهر صلاة الجمعة أوالأعم منه و من الظهر ليكون مطابقا للسؤال

13- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَلِيّ بنِ بَشّارٍ عَن مُوسَي ع أَنّهُ سَأَلَ أَخَاهُ عَلِيّ بنَ مُحَمّدٍ ع فِيمَا سَأَلَ عَنهُ يَحيَي بنُ أَكثَمَ عَن صَلَاةِ الفَجرِ لِمَ يُجهَرُ فِيهَا بِالقِرَاءَةِ وَ هيِ‌َ مِن صَلَوَاتِ النّهَارِ وَ إِنّمَا يُجهَرُ فِي صَلَاةِ اللّيلِ قَالَ لِأَنّ النّبِيّص كَانَ يُغَلّسُ بِهَا لِقُربِهَا مِنَ اللّيلِ

14-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَالَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلُوهُ عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلُوهُ أَن قَالُوا لِمَ يُجهَرُ فِي ثَلَاثِ صَلَوَاتٍ قَالَ لِأَنّهُ يَتَبَاعَدُ مِنهُ لَهَبُ النّارِ مِقدَارَ


صفحه : 79

مَا يَبلُغُهُ صَوتُهُ وَ يَجُوزُ عَلَي الصّرَاطِ وَ يُعطَي السّرُورَ حَتّي يَدخُلَ الجَنّةَ

15- العُيُونُ، عَن تَمِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَن رَجَاءِ بنِ أَبِي الضّحّاكِ أَنّ الرّضَا ع فِي طَرِيقِ خُرَاسَانَ كَانَ يَجهَرُ بِالقِرَاءَةِ فِي المَغرِبِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ وَ صَلَاةِ اللّيلِ وَ الشّفعِ وَ الوَترِ وَ يخُفيِ‌ القِرَاءَةَ فِي الظّهرِ وَ العَصرِ وَ كَانَ يَجهَرُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي جَمِيعِ صَلَوَاتِهِ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ

16- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ صَلّيتُ خَلفَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَتَعَوّذَ بِإِجهَارٍ ثُمّ جَهَرَ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

17- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عُمَرَ بنِ مهَديِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَفّانَ عَن أَبِي حَفصٍ الصّائِغِ قَالَ صَلّيتُ خَلفَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع فَجَهَرَ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

18- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَقُومُ آخِرَ اللّيلِ فَيَرفَعُ صَوتَهُ بِالقُرآنِ فَقَالَ ينَبغَيِ‌ لِلرّجُلِ إِذَا صَلّي بِاللّيلِ أَن يُسمِعَ أَهلَهُ لكِيَ‌ يَقُومَ قَائِمٌ وَ يَتَحَرّكَ المُتَحَرّكُ

19-كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن رِجَالِهِ مَرفُوعاً إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يُقبِلُ قَومٌ عَلَي نَجَائِبَ مِن نُورٍ يُنَادُونَ بِأَعلَي أَصوَاتِهِمالحَمدُ لِلّهِ


صفحه : 80

ألّذِي صَدَقَنا وَعدَهُ وَ أَورَثَنَا الأَرضَ نَتَبَوّأُ مِنَ الجَنّةِ حَيثُ نَشاءُ قَالَ فَتَقُولُ الخَلَائِقُ هَذِهِ زُمرَةُ الأَنبِيَاءِ فَإِذَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ هَؤُلَاءِ شِيعَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَهُم صفَوتَيِ‌ مِن عبِاَديِ‌ وَ خيِرَتَيِ‌ مِن برَيِتّيِ‌ فَتَقُولُ الخَلَائِقُ إِلَهَنَا وَ سَيّدَنَا بِمَا نَالُوا هَذِهِ الدّرَجَةَ فَإِذَا النّدَاءُ مِنَ اللّهِ بِتَخَتّمِهِم فِي اليَمِينِ وَ صَلَاتِهِم إِحدَي وَ خَمسِينَ وَ إِطعَامِهِمُ المِسكِينَ وَ تَعفِيرِهِمُ الجَبِينَ وَ جَهرِهِم بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

أعلام الدين ،للديلمي‌ من كتاب الحسين بن سعيد عن صفوان بإسناده عن أبي عبد الله ع مثله

20-تَأوِيلُ الآيَاتِ البَاهِرَةِ،نَقلًا مِن تَفسِيرِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مَاهَيَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ رَجِيمٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَسَأَلَ جَابِرٌ الجعُفيِ‌ّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيوَ إِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبراهِيمَ فَقَالَ ع إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ لَمّا خَلَقَ اِبرَاهِيمَ كَشَفَ لَهُ عَن بَصَرِهِ فَنَظَرَ فَرَأَي نُوراً إِلَي جَنبِ العَرشِ فَقَالَ إلِهَيِ‌ مَا هَذَا النّورُ فَقِيلَ لَهُ هَذَا نُورُ مُحَمّدٍص صفَوتَيِ‌ مِن خلَقيِ‌ وَ رَأَي نُوراً إِلَي جَنبِهِ فَقَالَ إلِهَيِ‌ وَ مَا هَذَا النّورُ فَقِيلَ لَهُ هَذَا نُورُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع نَاصِرِ ديِنيِ‌ وَ رَأَي إِلَي جَنبِهِم ثَلَاثَةَ أَنوَارٍ فَقَالَ إلِهَيِ‌ وَ مَا هَذِهِ الأَنوَارُ فَقِيلَ لَهُ هَذَا نُورُ فَاطِمَةَ فَطَمتُ مُحِبّيهَا مِنَ النّارِ وَ نُورُ وَلَدَيهَا الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَقَالَ إلِهَيِ‌ وَ أَرَي تِسعَةَ أَنوَارٍ قَد حَفّوا بِهِم قِيلَ يَا اِبرَاهِيمُ هَؤُلَاءِ الأَئِمّةُ مِن وُلدِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ فَقَالَ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ أَرَي أَنوَاراً قَد أَحدَقُوا بِهِم لَا يحُصيِ‌ عَدَدَهُم إِلّا أَنتَ قِيلَ يَا اِبرَاهِيمُ هَؤُلَاءِ شِيعَتُهُم شِيعَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ اِبرَاهِيمُ وَ بِمَ تُعرَفُ شِيعَتُهُم قَالَ بِصَلَاةِ الإِحدَي وَ الخَمسِينَ وَ الجَهرِ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ القُنُوتِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ التّخَتّمِ فِي اليَمِينِ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ اِبرَاهِيمُ أللّهُمّ اجعلَنيِ‌ مِن شِيعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَالَ فَأَخبَرَ اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ فَقَالَوَ إِنّ مِن شِيعَتِهِ


صفحه : 81

لَإِبراهِيمَ

21- كِتَابُ المُحتَضَرِ،لِلشّيخِ حَسَنِ بنِ سُلَيمَانَ مِن كِتَابِ السّيّدِ حَسَنِ بنِ كَبشٍ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ تُقبِلُ أَقوَامٌ عَلَي نَجَائِبَ مِن نُورٍ يُنَادُونَ بِأَعلَي أَصوَاتِهِم الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَنجَزَنَا وَعدَهُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَورَثَنَا أَرضَهُنَتَبَوّأُ مِنَ الجَنّةِحَيثُ شِئنَا قَالَ فَتَقُولُ الخَلَائِقُ هَذِهِ زُمرَةُ الأَنبِيَاءِ فَإِذَا النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ هَؤُلَاءِ شِيعَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ صفَوتَيِ‌ مِن عبِاَديِ‌ وَ خيِرَتَيِ‌ فَتَقُولُ الخَلَائِقُ إِلَهَنَا وَ سَيّدَنَا بِمَا نَالُوا هَذِهِ الدّرَجَةَ فَإِذَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ نَالُوهَا بِتَخَتّمِهِم فِي اليَمِينِ وَ صَلَاتِهِم إِحدَي وَ خَمسِينَ وَ إِطعَامِهِمُ المِسكِينَ وَ تَعفِيرِهِمُ الجَبِينَ وَ جَهرِهِم فِي الصّلَاةِ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

22- دَعَائِمُ الإِسلَامِ،رُوّينَا عَن رَسُولِ اللّهِص وَ عَن عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُم كَانُوا يَجهَرُونَ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِفِيمَا يُجهَرُ فِيهِ بِالقِرَاءَةِ مِنَ الصّلَوَاتِ فِي أَوّلِ فَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ أَوّلِ السّورَةِ فِي كُلّ رَكعَةٍ وَ يُخَافِتُونَ بِهَا فِيمَا يُخَافَتُ فِيهِ مِنَ السّورَتَينِ جَمِيعاً قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع اجتَمَعنَا وُلدَ فَاطِمَةَ عَلَي ذَلِكَ وَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع التّقِيّةُ ديِنيِ‌ وَ دِينُ آباَئيِ‌ وَ لَا تَقِيّةَ فِي ثَلَاثٍ شُربِ المُسكِرِ وَ المَسحِ عَلَي الخُفّينِ وَ تَركِ الجَهرِ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ

بيان الإخفات بالبسملة في الإخفاتية محمول علي التقية قال في التذكرة يجب الجهر بالبسملة في مواضع الجهر ويستحب في مواضع الإخفات في أول الحمد وأول السورة عندعلمائنا و قال الشافعي‌ يستحب الجهر بهاقبل الحمد وقبل السورة في الجهرية والإخفاتية و به قال عمرو بن زبير و ابن عباس و ابن عمر و أبوهريرة وعطا وطاوس و ابن جبير ومجاهد و قال الثوري‌ والأوزاعي‌ و أبوحنيفة و أحمد و أبوعبيد لايجهر بهابحال و قال النخعي‌ الجهر بهابدعة و قال مالك المستحب أن لايقرأ بها و قال ابن أبي ليلي والحكم وإسحاق إن جهر فحسن و إن


صفحه : 82

أخفت فحسن

23- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَبّاسِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع الرّجُلُ لَا يَرَي أَنّهُ صَنَعَ شَيئاً فِي الدّعَاءِ فِي القِرَاءَةِ حَتّي يَرفَعَ صَوتَهُ فَقَالَ لَا بَأسَ إِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع كَانَ أَحسَنَ النّاسِ صَوتاً بِالقُرآنِ وَ كَانَ يَرفَعُ صَوتَهُ حَتّي يُسمِعَ أَهلَ الدّارِ وَ إِنّ أَبَا جَعفَرٍ ع كَانَ أَحسَنَ صَوتاً بِالقُرآنِ وَ كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللّيلِ وَ قَرَأَ صَوتَهُ فَيَمُرّ بِهِ مَارّ الطّرِيقِ مِنَ السّقّاءِينَ وَ غَيرِهِم فَيَقُومُونَ فَيَستَمِعُونَ إِلَي قِرَاءَتِهِ

بيان يدل علي جواز الجهر في القراءة والأذكار مطلقا بل استحبابه وحمل علي الجهرية ونوافل الليل ويحمل حسن الصوت علي ما إذا لم يصل إلي حد الغناء بأن يكون جوهر الصوت حسنا أويضم إليه تحزين صوت لايظهر فيه الترجيع

24- العيَاّشيِ‌ّ، عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَجهَرُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ يَرفَعُ صَوتَهُ بِهَا فَإِذَا سَمِعَهَا المُشرِكُونَ وَلّوا مُدبِرِينَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً

25- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ،بِأَسَانِيدَ جَمّةٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأَحَقّ مَا جُهِرَ بِهَا وَ هيِ‌َ الآيَةُ التّيِ‌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً

وَ مِنهُ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَالآيَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا تَهَجّدَ بِالقُرآنِ تَسَمّعَ قُرَيشٌ لِحُسنِ قِرَاءَتِهِ وَ كَانَ إِذَا قَرَأَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِفَرّوا عَنهُ


صفحه : 83

26- قُربُ الإِسنَادِ،بِسَنَدِهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ تَؤُمّ النّسَاءَ مَا حَدّ رَفعِ صَوتِهَا بِالقِرَاءَةِ قَالَ بِقَدرِ مَا تَسمَعُ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ النّسَاءِ هَل عَلَيهِنّ جَهرٌ بِالقِرَاءَةِ قَالَ لَا إِلّا أَن تَكُونَ امرَأَةٌ تَؤُمّ النّسَاءَ فَتَجهَرُ بِقَدرِ مَا تَسمَعُ قِرَاءَتَهَا قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَجهَرَ بِالتّشَهّدِ وَ القَولِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ القُنُوتِ قَالَ إِن شَاءَ جَهَرَ وَ إِن شَاءَ لَم يَجهَر

بيان يدل علي عدم وجوب الجهر علي النساء ونقل عليه الفاضلان والشهيدان إجماع العلماء لكن لابد من إسماع نفسها كمادلت عليه الرواية و لوجهرت و لم يسمعها الأجنبي‌ فالظاهر الجواز و لوسمعها الأجنبي‌ فالمشهور بين المتأخرين بطلانها بناء علي أن صوت الأجنبي‌ عورة و هو في محل المنع و إن كان مشهورا إذ لم يقم عليه دليل . ثم الظاهر من كلام الأكثر وجوب الإخفات عليها في موضعه وربما أشعر بعض عباراتهم بثبوت التخيير لها مطلقا و قال الفاضل الأردبيلي‌ قدس سره لادليل علي وجوب الإخفات علي المرأة في الإخفاتية و هوكذلك إلا أن الأحوط موافقة المشهور ويدل الخبر علي جهرها إذاكانت إماما ولعله علي الاستحباب

27- العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَبدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِيمَا رَوَاهُ عَنِ الرّضَا ع مِنَ العِلَلِ قَالَ فَإِن قَالَ لِمَ جَعَلَ الجَهرَ فِي بَعضِ الصّلَوَاتِ وَ لَم يَجعَل فِي بَعضٍ قِيلَ لِأَنّ الصّلَوَاتِ التّيِ‌ لَا يُجهَرُ فِيهَا إِنّمَا هيِ‌َ صَلَوَاتٌ تُصَلّي فِي أَوقَاتٍ مُظلِمَةٍ فَوَجَبَ أَن يُجهَرَ فِيهِمَا لِأَن يَمُرّ المَارّ فَيَعلَمَ أَنّ هَاهُنَا جَمَاعَةً فَإِن أَرَادَ أَن يصُلَيّ‌َ صَلّي وَ لِأَنّهُ إِن لَم يَرَ جَمَاعَةً تصُلَيّ‌ سَمِعَ وَ عَلِمَ ذَلِكَ مِن جِهَةِ السّمَاعِ وَ الصّلَاتَانِ اللّتَانِ لَا يُجهَرُ فِيهِمَا فَإِنّهُمَا بِالنّهَارِ وَ فِي أَوقَاتٍ مُضِيئَةٍ فهَيِ‌َ تُدرَكُ مِن جِهَةِ الرّؤيَةِ فَلَا يَحتَاجُ فِيهَا إِلَي السّمَاعِ


صفحه : 84

28- كِتَابُ الرّوضَةِ، وَ فَضَائِلُ ابنِ شَاذَانَ،بِإِسنَادِهِمَا إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي أَوفَي عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَمّا خَلَقَ اللّهُ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلَ كَشَفَ اللّهُ عَن بَصَرِهِ فَنَظَرَ إِلَي جَانِبِ العَرشِ فَرَأَي أَنوَارَ النّبِيّص وَ الأَئِمّةِ ع فَقَالَ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ أَرَي عِدّةَ أَنوَارٍ حَولَهُم لَا يحُصيِ‌ عِدّتَهُم إِلّا أَنتَ قَالَ يَا اِبرَاهِيمُ هَؤُلَاءِ شِيعَتُهُم وَ مُحِبّوهُم قَالَ إلِهَيِ‌ وَ بِمَا يُعرَفُ شِيعَتُهُم وَ مُحِبّوهُم قَالَ بِصَلَاةِ الإِحدَي وَ الخَمسِينَ وَ الجَهرِ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ القُنُوتِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ سَجدَةِ الشّكرِ وَ التّخَتّمِ بِاليَمِينِ

أقول تمامه في باب نص الله علي الأئمة ع

29- تَفسِيرُ فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن يَحيَي بنِ زِيَادٍ رَفَعَهُ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ قَالَ سَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع إنِيّ‌ أَؤُمّ قوَميِ‌ فَأَجهَرُ بِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قَالَ نَعَم حَقّ فَاجهَر بِهَا قَد جَهَرَ بِهَا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ مِن أَحسَنِ النّاسِ صَوتاً بِالقُرآنِ فَإِذَا قَامَ مِنَ اللّيلِ يصُلَيّ‌ جَاءَ أَبُو جَهلٍ وَ المُشرِكُونَ يَستَمِعُونَ قِرَاءَتَهُ فَإِذَا قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِوَضَعُوا أَصَابِعَهُم فِي آذَانِهِم وَ هَرَبُوا فَإِذَا فَرَغَ مِن ذَلِكَ جَاءُوا فَاستَمَعُوا وَ كَانَ أَبُو جَهلٍ يَقُولُ إِنّ ابنَ أَبِي كَبشَةَ لَيُرَدّدُ اسمَ رَبّهِ إِنّهُ لَيُحِبّهُ فَقَالَ جَعفَرٌ صَدَقَ وَ إِن كَانَ كَذُوباً قَالَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً وَ هُوَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ


صفحه : 85

باب 52-التسبيح والقراءة في الأخيرتين

1-السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَبّاسِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ الرّجُلُ يَسهُو عَنِ القِرَاءَةِ فِي الرّكعَتَينِ الأَوّلَتَينِ فَيَذكُرُ فِي الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ أَنّهُ لَم يَقرَأ


صفحه : 86

قَالَ أَتَمّ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ قُلتُ نَعَم قَالَ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أَجعَلَ آخِرَ صلَاَتيِ‌ أَوّلَهَا

بيان أي لايقرأ أصلا بل يسبح فإن القراءة للأوليين والتسبيح للأخيرتين أو لايقرأ الحمد والسورة معا وسيأتي‌ مايؤيد الأخير

2- الإِحتِجَاجُ، فِيمَا كَتَبَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع سَأَلَهُ عَنِ الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ قَد كَثُرَت فِيهِمَا الرّوَايَاتُ فَبَعضٌ يَرَي أَنّ قِرَاءَةَ الحَمدِ وَحدَهَا أَفضَلُ وَ بَعضٌ يَرَي أَنّ التّسبِيحَ فِيهِمَا أَفضَلُ فَالفَضلُ لِأَيّهِمَا لِنَستَعمِلَهُ فَأَجَابَ ع قَد نَسَخَت قِرَاءَةُ أُمّ الكِتَابِ فِي هَاتَينِ الرّكعَتَينِ التّسبِيحَ وَ ألّذِي نَسَخَ التّسبِيحَ قَولُ العَالِمِ ع كُلّ صَلَاةٍ لَا قِرَاءَةَ فِيهَا فهَيِ‌َ خِدَاجٌ إِلّا لِلعَلِيلِ أَو مَن يَكثُرُ عَلَيهِ السّهوُ فَيَتَخَوّفُ بُطلَانَ الصّلَاةِ عَلَيهِ

3-السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ حَرِيزٍ قَالَ وَ هُوَ مِن جُلّةِ المَشِيخَةِ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا تَقرَأ فِي الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ مِنَ الأَربَعِ الرّكَعَاتِ المَفرُوضَاتِ شَيئاً إِمَاماً كُنتَ أَو غَيرَ إِمَامٍ قُلتُ فَمَا أَقُولُ فِيهِمَا قَالَ إِن كُنتَ إِمَاماً فَقُل سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ تُكَبّرُ وَ تَركَعُ وَ إِن كُنتَ خَلفَ إِمَامٍ فَلَا تَقرَأ شَيئاً فِي الأُولَيَينِ وَ أَنصِت لِقِرَاءَتِهِ وَ لَا تَقُولَنّ شَيئاً فِي الأَخِيرَتَينِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ لِلمُؤمِنِينَوَ إِذا قرُ‌ِئَ القُرآنُيعَنيِ‌ فِي الفَرِيضَةِ خَلفَ الإِمَامِفَاستَمِعُوا


صفحه : 87

لَهُ وَ أَنصِتُوا لَعَلّكُم تُرحَمُونَ وَ الأُخرَيَانِ تَبَعُ الأُولَيَينِ

قَالَ زُرَارَةُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع كَانَ ألّذِي فَرَضَ اللّهُ عَلَي العِبَادِ مِنَ الصّلَاةِ عَشراً فَزَادَ رَسُولُ اللّهِص سَبعاً وَ فِيهِنّ السّهوُ وَ لَيسَ فِيهِنّ قِرَاءَةٌ فَمَن شَكّ فِي الأُولَيَينِ أَعَادَ حَتّي يَحفَظَ وَ يَكُونَ عَلَي يَقِينٍ وَ مَن شَكّ فِي الأُخرَيَينِ عَمِلَ بِالوَهمِ

بيان روي ابن إدريس هذاالخبر من كتاب حريز في باب كيفية الصلاة وزاد فيه بعد لاإله إلا الله و الله أكبر ورواه في آخر الكتاب في جملة مااستطرفه من كتاب حريز و لم يذكر فيه التكبير والنسخ المتعددة التي‌ رأينا متفقة علي ماذكرنا ويحتمل أن يكون زرارة رواه علي الوجهين ورواهما حريز عنه في كتابه لكنه بعيد جدا والظاهر زيادة التكبير من قلمه ره أو من النساخ لأن سائر المحدثين رووا هذه الرواية بدون التكبير وزاد في الفقيه وغيره بعدالتسبيحات تكمله تسع تسبيحات ويؤيده أنه نسب في المعتبر و في التذكرة القول بتسع تسبيحات إلي حريز وذكرا هذه الرواية

4- العِلَلُ، عَن حَمزَةَ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لأِيَ‌ّ شَيءٍ صَارَ التّسبِيحُ فِي الأَخِيرَتَينِ أَفضَلَ مِنَ القِرَاءَةِ قَالَ لِأَنّهُ لَمّا كَانَ فِي الأَخِيرَتَينِ ذَكَرَ مَا يَظهَرُ مِن عَظَمَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَدَهِشَ وَ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ فَلِذَلِكَ العِلّةِ صَارَ التّسبِيحُ أَفضَلَ مِنَ القِرَاءَةِ


صفحه : 88

وَ مِنهُ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِيمَا رَوَاهُ مِنَ العِلَلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ القِرَاءَةُ فِي الرّكعَتَينِ الأَوّلَتَينِ وَ التّسبِيحُ فِي الأَخِيرَتَينِ قِيلَ لِلفَرقِ بَينَ مَا فَرَضَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن عِندِهِ وَ بَينَ مَا فَرَضَهُ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص

5- المُعتَبَرُ،رَوَي زُرَارَةُ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الأَخِيرَتَينِ مِنَ الظّهرِ قَالَ تُسَبّحُ وَ تَحمَدُ اللّهَ وَ تَستَغفِرُ لِذَنبِكَ

6- الهِدَايَةُ، سَبّح فِي الأُخرَاوَينِ إِمَاماً كُنتَ أَو غَيرَ إِمَامٍ تَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ فِي الثّالِثَةِ وَ اللّهُ أَكبَرُ ثُمّ تُكَبّرُ وَ تَركَعُ

7- العُيُونُ، عَن تَمِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ القرُشَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَن رَجَاءِ بنِ أَبِي الضّحّاكِ أَنّهُ صَحِبَ الرّضَا ع مِنَ المَدِينَةِ إِلَي مَروَ فَقَالَ كَانَ يُسَبّحُ فِي الأُخرَاوَينِ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ يَركَعُ

بيان في بعض النسخ زيد في آخرها و الله أكبر والموجود في النسخ القديمة المصححة كمانقلنا بدون التكبير والظاهر أن الزيادة من النساخ تبعا للمشهور. ثم اعلم أنه لاخلاف بين الأصحاب في جواز التسبيحات بدل الحمد في الأخيرتين من الرباعية وثالثة المغرب ونقل جماعة عليه الإجماع والأخبار بذلك مستفيضة بل متواترة واختلف في مقدارها فقال الشيخ في النهاية والاقتصاد إنها ثلاث مرات سبحان الله والحمد لله و لاإله إلا الله و الله أكبر فتكون اثنتي‌ عشرة تسبيحة و هو


صفحه : 89

المنقول عن ظاهر بن أبي عقيل غير أنه قال يقول سبعا أوخمسا وأدناه ثلاث ونقل عن السيد رضي‌ الله عنه أنها عشر تسبيحات بحذف التكبير في الأوليين دون الثالثة و هومختار الشيخ في المبسوط والجمل و ابن البراج وسلار وذهب المفيد والشيخ في الإستبصار وجماعة إلي وجوب الأربع علي الترتيب المذكور مرة وذهب ابن بابويه إلي أنها تسعة بحذف التكبير في الثلاث وأسنده في المعتبر والتذكرة والذكري إلي حريز بن عبد الله السجستاني‌ من قدماء الأصحاب و هومنسوب إلي أبي الصلاح لكن العلامة في المنتهي نسب إليه القول بثلاث تسبيحات و قال ابن إدريس يجزي‌ المستعجل أربع وغيره عشر ونقل عن ابن الجنيد أنه قال و ألذي يقال في مكان القراءة تحميد وتسبيح وتكبير يقدم ماشاء. و قال في المعتبر بعدإيراد الروايات التي‌ بعضها يدل علي إجزاء مطلق الذكر الوجه جواز الكل و قال في الذكري ذهب صاحب البشري جمال الدين بن طاوس إلي إجزاء الجميع فيظهر منهما الاكتفاء بمطلق الذكر وقواه في الذكري و قال العلامة في المنتهي الأقرب عدم وجوب الاستغفار و هومشعر بوجود القول بوجوبه و قال سيد المحققين في المدارك الأولي الجمع بين التسبيحات الأربع والاستغفار و إن كان الكل مجزيا إن شاء الله .أقول و ألذي يظهر لي من مجموع الأخبار جواز الاكتفاء بمطلق الذكر ثم الأفضل اختيار التسع لأنه أكثر وأصح أخبارا و هومختار قدماء المحدثين الآنسين بالأخبار المطلعين علي الأسرار كحريز والصدوق قدس الله روحهما ثم الأربع مرة لِمَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ وَ الشّيخُ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع مَا يجُزيِ‌ مِنَ القَولِ فِي الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ قَالَ أَن يَقُولَ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ يُكَبّرُ وَ يَركَعُ

و لايضر جهالة محمد بن إسماعيل لكونه من مشايخ إجازة كتاب الفضل ولتأيدها بالأخبار الكثيرة الدالة علي إجزاء مطلق الذكر.


صفحه : 90

والأفضل ضم الاستغفار إلي أيهما اختار لدلالة بعض الأخبار المعتبرة عليه

فَقَد رَوَي الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ مِنَ الظّهرِ قَالَ تُسَبّحُ وَ تَحمَدُ اللّهَ وَ تَستَغفِرُ لِذَنبِكَ وَ إِن شِئتَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ فَإِنّهَا تَحمِيدٌ وَ دُعَاءٌ

و قدمر مثله من المعتبر برواية زرارة ويحتمل اتحادهما والاشتباه في الراوي‌ والدعاء ألذي ورد في بعض الروايات يمكن حمله علي الاستغفار. و أماالعشرة فلم أر رواية تدل عليها وربما يتوهم ذلك من رواية زرارة المتقدمة و لايخفي وهنه فإنه ظاهر أن التكبير للركوع ولعلهم جمعوا بذلك بين روايتي‌ الأربع والتسع وليكونوا عاملين بهما و إن كانوا من جهة غيرعاملين بشي‌ء منهما وكذا الاثنتي‌ عشرة لم أقف لها علي رواية سوي ماسيأتي‌ في فقه الرضا ع وخبر زرارة علي مانقله ابن إدريس في موضع وخبر ابن أبي الضحاك و قدعرفت حالهما والاشتباه فيهما ويمكن الاكتفاء بما سيأتي‌ مع تأيده بالشهرة العظيمة بين الأصحاب لإثبات الاستحباب مع أنه فرد كامل لأفراد مطلق الذكر وموافق للاحتياط فالعمل به لايبعد عن الصواب .

وَ استُدِلّ لِابنِ الجُنَيدِ بِمَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قُمتَ فِي الرّكعَتَينِ لَا تَقرَأ فِيهِمَا فَقُلِ الحَمدُ لِلّهِ وَ سُبحَانَ اللّهِ وَ اللّهُ أَكبَرُ

و هذامما يؤيد مااخترنا من إجزاء مطلق الذكر و قال المحقق ره في المعتبر بعدإيراد هذه الرواية لاتقرأ ليس نهيا بل هي‌ بمعني


صفحه : 91

غيركأنه قال غيرقار‌ئ انتهي و هوظاهر والفاء تدل عليه لدخولها علي الجزاء غالبا.

وَ مِمّا يُؤَيّدُ التّوسِعَةَ مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ فِي الحَسَنِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي جُملَةِ حَدِيثٍ قَالَ فَزَادَ النّبِيّص فِي الصّلَاةِ سَبعَ رَكَعَاتٍ هيِ‌َ سُنّةٌ لَيسَ فِيهِنّ قِرَاءَةٌ إِنّمَا هُوَ تَسبِيحٌ وَ تَهلِيلٌ وَ تَكبِيرٌ وَ دُعَاءٌ

وَ مَا رَوَاهُ الصّدُوقَ بِسَنَدٍ لَا يَخلُو مِن قُوّةٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَدنَي مَا يجُزيِ‌ مِنَ القَولِ فِي الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ ثَلَاثُ تَسبِيحَاتٍ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ سُبحَانَ اللّهِ سُبحَانَ اللّهِ

وَ مَا رَوَاهُ الشّيخُ بِسَنَدٍ فِيهِ جَهَالَةٌ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِن شِئتَ فَاقرَأ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ إِن شِئتَ فَاذكُرِ اللّهَ

. ثم اعلم أنهم اختلفوا في أفضلية التسبيح أوالقراءة في الأخيرتين فذهب الصدوق و ابن أبي عقيل و ابن إدريس إلي أفضلية التسبيح مطلقا وظاهر الشيخ في أكثر كتبه المساواة ويظهر من الإستبصار التخيير للمنفرد وأفضلية القراءة للإمام ونقل عن ابن الجنيد أنه قال يستحب للإمام التسبيح إذاتيقن أنه ليس معه مسبوق و إن علم دخول المسبوق أوجوزه قرأ ليكون ابتداء الصلاة للداخل بقراءة يقرأ فيها والمنفرد يجزيه مهما فعل . و قال العلامة في المنتهي الأفضل للإمام القراءة وللمأموم التسبيح وقواه في التذكرة و هذاالقول لايخلو من قوة إذ به يجمع بين أكثر الأخبار و إن كان بعض الأخبار يأبي عنه وذهب جماعة من محققي‌ المتأخرين إلي ترجيح التسبيح مطلقا وحملوا الأخبار الدالة علي أفضلية القراءة للإمام أومطلقا علي التقية لأن الشافعي‌ و أحمديوجبان القراءة في الأخيرتين ومالكا يوجبها في ثلاث ركعات من


صفحه : 92

الرباعية و أباحنيفة خير بين الحمد والتسبيح وجوز السكوت ويرد عليه أن التخيير مع أفضلية القراءة أوالتفصيل بين الإمام والمنفرد مما لم يقل به أحد من العامة فلاتقبل الحمل علي التقية نعم يمكن حمل أخبار التسوية المطلقة علي التقية لقول أبي حنيفة بها ويمكن ترجيح القراءة بقوله تعالي فَاقرَؤُا ما تَيَسّرَ مِنَ القُرآنِ وربما يرجح بما ورد في فضيلة الفاتحة وبأنه لاخلاف في كيفيتها وعددها بخلاف التسبيح وبرواية الحميري‌ مع قوة سندها لأنه يظهر من الشيخ في الغيبة والتهذيب أنها منقولة بأسانيد معتبرة مع ماورد من قولهم ع خذوا بالأحدث . فإن قيل يرد عليها وجوه من الإشكال الأول أن النسخ بعدزمن الرسول ص لاوجه له الثاني‌ أن الخبر يدل علي عدم صحة صلاة لافاتحة فيهاأصلا لا إذا لم يقرأ بها في الأخيرتين الثالث مخالفته لسائر الأخبار الصحيحة والمعتبرة


صفحه : 93

ويمكن أن يجاب عن الأول بأن المراد بالعالم الرسول ص لأنها مروية عنه ع كمامر نقلا من المجازات النبوية و إن كان المراد بالعالم غيره فهو رواه عنه ص والنسخ إنما وقع في زمانه فيكون الأخبار الواردة في التسبيح لبيان الحكم المنسوخ ويحتمل أن يكون المراد بنسخ التسبيح نسخ أفضليته لئلا يلزم طرح جميع أخبار التسبيح .


صفحه : 94

و عن الثاني‌ بأنه ع علم أن مراد الرسول ص اشتمال كل ركعة منها علي الفاتحة والأظهر عندي‌ حمله علي قراءة الإمام إذاعلم أن معه مسبوقا أومطلقا لاحتمال ذلك لئلا يكون قراءة المسبوق بالركعتين بغير فاتحة الكتاب إذاقرأ


صفحه : 95

في الأخيرتين التسبيح ويمكن حمله علي المسبوق كذلك فيكون موافقا لقول من قال بتعين القراءة أوأولويتها له كماستعرف و من هذين الوجهين يعرف الجواب عن الثالث ويمكن حمله علي التقية أيضا. ولننبه علي أحكام ضرورية في ذلك تعم البلوي بهاالأول من نسي‌ القراءة في الأوليين هل تتعين عليه القراءة في الأخيرتين فالمشهور أن التخيير بحاله و قال الشيخ في المبسوط بأولوية القراءة حينئذ وظاهره في الخلاف تعين القراءة والأخبار في ذلك مختلفة ولعل بناء التخيير أقوي و لايبعد كون القراءة له أفضل

لِمَا رَوَاهُ الشّيخُ بِسَنَدٍ مُرسَلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِي أَيّ شَيءٍ يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الرّجُلِ إِذَا فَاتَتهُ مَعَ الإِمَامِ رَكعَتَانِ قَالَ يَقُولُونَ يَقرَأُ فِي الرّكعَتَينِ بِالحَمدِ وَ سُورَةٍ فَقَالَ هَذَا يُقَلّبُ صَلَاتَهُ فَيَجعَلُ أَوّلَهَا آخِرَهَا فَقُلتُ فَكَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَقرَأُ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ فِي كُلّ رَكعَةٍ

.الثاني‌ هل يجب الإخفات في التسبيحات قيل نعم تسوية بين البدل والمبدل كمااختاره الشهيد ره وقيل لا و إليه ذهب ابن إدريس والأول أحوط والثاني‌ أقوي ويدل بعض الأخبار ظاهرا علي رجحان الجهر و لم أر به قائلا.الثالث المشهور أنه لوشك في عدده بني علي الأقل تحصيلا للبراءة اليقينية و هوقوي‌


صفحه : 96

8- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع وَ اقرَأ فِي الرّكعَتَينِ الآخِرَتَينِ إِن شِئتَ الحَمدَ وَحدَهُ وَ إِن شِئتَ سَبّحتَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ

وَ قَالَ ع فِي مَوضِعٍ آخَرَ تَقرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ سُورَةً فِي الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ وَ فِي الرّكعَتَينِ الأُخرَاوَينِ الحَمدَ وَحدَهُ وَ إِلّا فَسَبّح فِيهِمَا ثَلَاثاً ثَلَاثاً تَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ تَقُولُهَا فِي كُلّ رَكعَةٍ مِنهُمَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ

9- جَمَالُ الأُسبُوعِ،بِإِسنَادِهِ الصّحِيحِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلتُ فِدَاكَ أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ مَا وَصَفَ مِنَ المَلَائِكَةِيُسَبّحُونَ اللّيلَ وَ النّهارَ لا يَفتُرُونَ ثُمّ قَالَإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماًكَيفَ لَا يَفتُرُونَ وَ هُم يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا خَلَقَ مُحَمّداًص أَمَرَ المَلَائِكَةَ فَقَالَ انقُصُوا مِن ذكِريِ‌ بِمِقدَارِ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ فَقَولُ الرّجُلِ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ فِي الصّلَاةِ مِثلُ قَولِهِ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ

بيان يدل علي جواز الصلاة في جميع أحوال الصلاة و علي أنها تجزي‌ عن التسبيحات و أن المطلوب في الأخيرتين الأربع و إن أمكن المناقشة في الأخيرين


صفحه : 97

باب 62-الركوع وأحكامه وآدابه وعلله

الآيات البقرةوَ اركَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَآل عمران مخاطبا لمريم ع وَ اركعَيِ‌ مَعَ الرّاكِعِينَالحج يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُواص وَ خَرّ راكِعاً وَ أَنابَالواقعةفَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِ


صفحه : 98

المرسلات وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اركَعُوا لا يَركَعُونَ وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَ.تفسيروَ اركَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ قال الطبرسي‌ رحمه الله الركوع الانحناء والانخفاض في اللغة و قال ابن دريد الراكع ألذي يكبو علي وجهه و منه


صفحه : 99

الركوع في الصلاة و قال صاحب العين كل شيءينكب لوجهه فيمس ركبتيه الأرض أو لايمس بعد أن يطأطئ رأسه فهو راكع . قال وإنما خص الركوع بالذكر و هو من أفعال الصلاة بعد قوله وَ أَقِيمُوا الصّلاةَلأحد وجوه أحدها أن الخطاب لليهود و لم يكن في صلاتهم ركوع فكان الأحسن ذكر المختص دون المشترك لأنه أبعد من اللبس وثانيها أنه عبر بالركوع عن الصلاة لأنه أول مايشاهد من الأفعال التي‌ يستدل بها علي أن الإنسان يصلي‌ فكأنه كرر ذكر الصلاة تأكيدا وثالثها أنه حث علي صلاة الجماعة لتقدم ذكر الصلاة في أول الآية انتهي .اركَعُوا وَ اسجُدُواقيل أي صلوا فإنهما من أعظم أركانها وافعلوهما فيها كَمَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي المُوَثّقِ عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ هَل نَزَلَ فِي القُرآنِ فَقَالَ نَعَم قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا

الخبر وقيل كان الناس أول ماأسلموا يسجدون بلا ركوع ويركعون بلا سجود فأمروا أن تكون صلاتهم بركوع وسجود.وَ خَرّ راكِعاً قال الطبرسي‌ أي صلي لله تعالي وأناب إليه وقيل سقط ساجدا لله ورجع إليه و قديعبر عن السجود بالركوع قال الحسن إنما قال وَ خَرّ راكِعاًلأنه لايصير ساجدا حتي يركع


صفحه : 100

و قال في قوله تعالي فَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِ أي فبر‌ئ الله تعالي مما يقولون في وصفه ونزهه عما لايليق بصفاته وقيل معناه قل سبحان ربي‌ العظيم فقد صح عن النبي ص أنه لمانزلت هذه الآية قال اجعلوها في ركوعكم انتهي وروي الصدوق في الفقيه مرسلا مثله .وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اركَعُوا لا يَركَعُونَ قال الطبرسي‌ أي صلوا لايصلون

قَالَ مُقَاتِلٌ نَزَلَت فِي ثَقِيفٍ حِينَ أَمَرَهُم رَسُولُ اللّهِص بِالصّلَاةِ فَقَالُوا لَا ننَحنَيِ‌ فَإِنّ ذَلِكَ مَسَبّةٌ عَلَينَا فَقَالَ ع لَا خَيرَ فِي دِينٍ لَيسَ فِيهِ رُكُوعٌ وَ سُجُودٌ

وقيل إن المراد بذلك يوم القيامة حين يُدعَونَ إِلَي السّجُودِ فَلا يَستَطِيعُونَ عن ابن عباس انتهي . ثم اعلم أنه لاخلاف في وجوب الركوع في الصلاة بل هو من ضروريات الدين و لاخلاف بين الأصحاب في كونه ركنا في الجملة وذهب الشيخ في المبسوط إلي أنه ركن في الأوليين و في ثالثة المغرب دون غيرها وسيأتي‌ تحقيقه

1-المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَبَينَا رَسُولُ اللّهِص جَالِسٌ فِي المَسجِدِ إِذ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَامَ يصُلَيّ‌ فَلَم يُتِمّ رُكُوعَهُ


صفحه : 101

وَ لَا سُجُودَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص نَقَرَ كَنَقرِ الغُرَابِ لَئِن مَاتَ هَذَا وَ هَكَذَا صَلَاتُهُ لَيَمُوتَنّ عَلَي غَيرِ ديَنيِ‌

2- أَربَعِينُ الشّهِيدِ،بِإِسنَادِهِ عَن شَيخِ الطّائِفَةِ عَن أَبِي الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ القمُيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ مِثلَهُ

بيان يدل علي وجوب الطمأنينة بقدر الذكر في الركوع والسجود وادعي عليه الإجماع جماعة وذهب الشيخ في الخلاف إلي أنها ركن والمشهور خلافه و هوالأصح

3-العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَنِ ابنِ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ فِيمَا رَوَاهُ مِنَ العِلَلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ التّسبِيحُ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ قِيلَ لِعِلَلٍ مِنهَا أَن يَكُونَ العَبدُ مَعَ خُضُوعِهِ وَ خُشُوعِهِ وَ تَعَبّدِهِ وَ تَوَرّعِهِ وَ استِكَانَتِهِ وَ تَذَلّلِهِ وَ تَوَاضُعِهِ وَ تَقَرّبِهِ إِلَي رَبّهِ مُقَدّساً لَهُ مُمَجّداً مُسَبّحاً مُعَظّماً شَاكِراً لِخَالِقِهِ وَ رَازِقِهِ فَلَا يَذهَبَ بِهِ الفِكرُ وَ الأمَاَنيِ‌ّ إِلَي غَيرِ اللّهِ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ رَكعَةً وَ سَجدَتَينِ قِيلَ لِأَنّ الرّكُوعَ مِن فِعلِ القِيَامِ وَ السّجُودَ مِن فِعلِ القُعُودِ وَ صَلَاةُ القَاعِدِ عَلَي النّصفِ مِن صَلَاةِ القَائِمِ فَضُوعِفَ السّجُودُ ليِسَتوَيِ‌َ بِالرّكُوعِ فَلَا يَكُونَ بَينَهُمَا تَفَاوُتٌ لِأَنّ الصّلَاةَ إِنّمَا هيِ‌َ رُكُوعٌ وَ سُجُودٌ وَ فِي العِلَلِ بَعدَ قَولِهِ لِخَالِقِهِ وَ رَازِقِهِ وَ لِيَستَعمِلَ التّسبِيحَ وَ التّحمِيدَ كَمَا


صفحه : 102

استَعمَلَ التّكبِيرَ وَ التّهلِيلَ وَ لِيَشغَلَ قَلبَهُ وَ ذِهنَهُ بِذِكرِ اللّهِ وَ لَم يَذهَب بِهِ الفِكرُ وَ الأمَاَنيِ‌ّ إِلَي غَيرِ اللّهِ

4- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ قَرَأَ فِي رُكُوعِهِ مِن سُورَةٍ غَيرِ السّورَةِ التّيِ‌ كَانَ يَقرَؤُهَا قَالَ إِن كَانَ فَرَغَ فَلَا بَأسَ فِي السّجُودِ وَ أَمّا الرّكُوعُ فَلَا يَصلُحُ

كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَنهُ ع مِثلَهُ وَ فِيهِ قَالَ إِن نَزَعَ بِآيَةٍ فَلَا بَأسَ فِي السّجُودِ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَقرَأَ فِي رُكُوعِهِ أَو سُجُودِهِ الشيّ‌ءَ يَبقَي عَلَيهِ مِنَ السّورَةِ يَكُونُ يَقرَؤُهَا قَالَ أَمّا فِي الرّكُوعِ فَلَا يَصلُحُ وَ أَمّا فِي السّجُودِ فَلَا بَأسَ

بيان الفرق بين الركوع والسجود في ذلك غيرمعهود في كلام الأصحاب والمشهور كراهة القراءة فيهما مطلقا كماورد النهي‌ في سائر الأخبار ويمكن حمل هذا علي النافلة والرواية الأولي علي ما في كتاب المسائل يمكن حملها علي استخراج ذكر من القرآن أوتسبيح سوي التسبيح المشهور فيقرؤه بدلا من التسبيح بناء علي إجزاء مطلق الذكر أومطلق التسبيح أوحمل هذا علي الجواز وأخبار المنع علي الكراهة و لايبعد حمل أخبار النهي‌ علي التقية لاشتهارها بين العامة وكون رجالها في أكثرها رجال العامة والأحوط الترك في الفريضة. قال في المنتهي لاتستحب القراءة في الركوع والسجود

وَ هُوَ وِفَاقٌ لِمَا رَوَاهُ عَلِيّ ع أَنّ النّبِيّص نَهَي عَن قِرَاءَةِ القُرآنِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ

رواه الجمهور


صفحه : 103

ولأنها عبادة فتستفاد كيفيتها من صاحب الشرع ع و قدثبت أنه لم يقرأ فيهما فلو كان مستحبا لنقل فعله . و قال يستحب أن يدعو في ركوعه لأنه موضع إجابة لكثرة الخضوع فيه . و قال في الدروس تكره قراءة القرآن في الركوع والسجود و قال في الذكري كره الشيخ القراءة في الركوع وكذا يكره عنده في السجود والتشهد

وَ قَد رَوَي العَامّةُ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَلَا إنِيّ‌ نَهَيتُ أَن أَقرَأَ رَاكِعاً أَو سَاجِداً

ولعله ثبت طريقه عندالشيخ ره و قدروي في التهذيب قراءة المسبوق مع التقية في ركوعه

وَ روُيِ‌َ عَن عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ ع فِي الناّسيِ‌ حَرفاً مِنَ القُرآنَ لَا يَقرَؤُهُ رَاكِعاً بَل سَاجِداً

5- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِي حَكِيمٍ الزّاهِدِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَا ابنَ عَمّ خَيرِ خَلقِ اللّهِ مَا مَعنَي مَدّ عُنُقِكَ فِي الرّكُوعِ قَالَ تَأوِيلُهُ آمَنتُ بِوَحدَانِيّتِكَ وَ لَو ضَرَبتَ عنُقُيِ‌

وَ مِنهُ عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ قُلتُ لَهُ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ يُقَالُ فِي الرّكُوعِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ وَ يُقَالُ فِي السّجُودِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ قَالَ يَا هِشَامُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا أَسرَي باِلنبّيِ‌ّص وَ كَانَ مِن رَبّهِ كَقَابِقَوسَينِ أَو أَدنيرُفِعَ لَهُ حِجَابٌ مِن حُجُبِهِ فَكَبّرَ رَسُولُ اللّهِص سَبعاً حَتّي رُفِعَ لَهُ سَبعُ حُجُبٍ فَلَمّا ذَكَرَ مَا رَأَي مِن عَظَمَةِ اللّهِ ارتَعَدَت فَرَائِصُهُ فَانبَرَكَ عَلَي رُكبَتَيهِ وَ أَخَذَ يَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ فَلَمّا اعتَدَلَ مِن رُكُوعِهِ قَائِماً وَ نَظَرَ إِلَيهِ فِي مَوضِعٍ أَعلَي مِن ذَلِكَ المَوضِعِ خَرّ عَلَي وَجهِهِ وَ جَعَلَ يَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ فَلَمّا قَالَ سَبعَ مَرّاتٍ


صفحه : 104

سَكَنَ ذَلِكَ الرّعبُ فَلِذَلِكَ جَرَت بِهِ السّنّةُ

6- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ حَبّانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الحَفصِ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي عَلِيّ خَلّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اتّقُوا اللّهَ وَ أَحسِنُوا الرّكُوعَ وَ السّجُودَ وَ كُونُوا أَطوَعَ عِبَادِ اللّهِ فَإِنّكُم لَن تَنَالُوا وَلَايَتَنَا إِلّا بِالوَرَعِ الخَبَرَ

7- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ صَالِحٍ عَن مَالِكِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن عَبَايَةَ قَالَ كَتَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي مُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ انظُر رُكُوعَكَ وَ سُجُودَكَ فَإِنّ النّبِيّص كَانَ أَتَمّ النّاسِ صَلَاةً وَ أَحفَظَهُم لَهَا وَ كَانَ إِذَا رَكَعَ قَالَ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ إِذَا رَفَعَ صُلبَهُ قَالَ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ أللّهُمّ لَكَ الحَمدُ ملِ ءَ سَمَاوَاتِكَ وَ ملِ ءَ أَرضِكَ وَ ملِ ءَ مَا شِئتَ مِن شَيءٍ فَإِذَا سَجَدَ قَالَ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ

8- عُدّةُ الداّعيِ‌،رَوَي سَعِيدٌ القَمّاطُ عَنِ الفَضلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ علَمّنيِ‌ دُعَاءً جَامِعاً فَقَالَ لِي احمَدِ اللّهَ فَإِنّهُ لَا يَبقَي أَحَدٌ يصُلَيّ‌ إِلّا دَعَا لَكَ يَقُولُ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ

9- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَا قِرَاءَةَ فِي رُكُوعٍ وَ لَا سُجُودٍ إِنّمَا فِيهِمَا المِدحَةُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ المَسأَلَةُ فَابتَدِءُوا قَبلَ المَسأَلَةِ بِالمِدحَةِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ اسأَلُوا بَعدُ

بيان يدل علي استحباب الذكر والدعاء في الركوع كمامر قال في الذكري يستحب الذكر أمام التسبيح إجماعا وذكر الدعاء الآتي‌ ثم قال قال ابن الجنيد لابأس بالدعاء فيهما يعني‌ الركوع والسجود لأمر الدين والدنيا من غير أن يرفع يديه في الركوع عن ركبتيه و لا عن الأرض في سجوده


صفحه : 105

10- الخِصَالُ، عَن حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ سَبعَةٌ لَا يَقرَءُونَ القُرآنَ الرّاكِعُ وَ السّاجِدُ وَ فِي الكَنِيفِ وَ فِي الحَمّامِ وَ الجُنُبُ وَ النّفَسَاءُ وَ الحَائِضُ

الهداية،مرسلا مثله

11- العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ قَالَ رَأَيتُ الرّضَا ع إِذَا سَجَدَ يُحَرّكُ ثَلَاثَ أَصَابِعَ مِن أَصَابِعِهِ وَاحِدَةً بَعدَ وَاحِدَةٍ تَحرِيكاً خَفِيفاً كَأَنّهُ يَعُدّ التّسبِيحَ ثُمّ يَرفَعُ رَأسَهُ قَالَ وَ رَأَيتُهُ يَركَعُ رُكُوعاً أَخفَضَ مِن رُكُوعِ كُلّ مَن رَأَيتُهُ رَكَعَ كَانَ إِذَا رَكَعَ جَنّحَ بِيَدَيهِ

توضيح يدل علي جواز عد التسبيحات بالأصابع ولعله ع فعل ذلك لبيان الجواز إذ الظاهر أنه لايحتاج إلي ذلك و لايسهو قال في الذكري قال ابن الجنيد لوعد التسبيح في ركوعه وسجوده وحفظ علي نفسه صلاته لم أر بذلك بأسا و لونسي‌ التسبيح إلا أنه لبث راكعا وساجدا بمقدار تسبيحة واحدة أجزأه ومفهومه أنه لو لم يلبث لم يجزه فيكون إشارة إلي أن الطمأنينة ركن كقول الشيخ و الله أعلم

12- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الأشَعرَيِ‌ّ عَن يُوسُفَ بنِ الحَارِثِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ أَيّوبَ الغاَفقِيِ‌ّ عَن عَمّهِ إِيَاسِ بنِ عَامِرٍ عَن عُقبَةَ بنِ عَامِرٍ الجهُنَيِ‌ّ أَنّهُ قَالَ لَمّا أُنزِلَتفَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِص اجعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُم فَلَمّا نَزَلَتسَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي قَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِص اجعَلُوهَا فِي سُجُودِكُم


صفحه : 106

13- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع نهَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ لَا أَقُولُ نَهَاكُم عَنِ التّخَتّمِ بِالذّهَبِ وَ عَن ثِيَابِ القسَيّ‌ّ وَ عَن مَيَاثِرِ الأُرجُوَانِ وَ عَنِ المَلَاحِفِ المُفدَمَةِ وَ عَنِ القِرَاءَةِ وَ أَنَا رَاكِعٌ

قال الصدوق رحمه الله قال حمزة بن محمدالقسي‌ ثياب يؤتي بها من مصر فيهاحرير وأصحاب الحديث يقولون القسي‌ بكسر القاف و أهل مصر يقولون القسي‌ تنسب إلي بلاد يقال لها القس هكذا ذكره العبيد بن سلام و قال قدرأيتها و لم يعرفها الأصمعي‌ انتهي .أقول والمفدم هوالثوب المشبع حمرة و قدمر

14- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ الزنّجاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَنِ القَاسِمِ بنِ سَلّامٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ قَد نَهَيتُ عَنِ القِرَاءَةِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ فَأَمّا الرّكُوعُ فَعَظّمُوا اللّهَ فِيهِ وَ أَمّا السّجُودُ فَأَكثِرُوا فِيهَا الدّعَاءَ فَإِنّهُ قَمِنٌ أَن يُستَجَابَ لَكُم

قوله قمن كقولك جدير وحري‌ أن يستجاب لكم

وَ نَهَيص أَن يُذَبّحَ الرّجُلُ فِي الصّلَاةِ كَمَا يُذَبّحُ الحِمَارُ وَ مَعنَاهُ أَن يُطَأطِئَ الرّجُلُ رَأسَهُ فِي الرّكُوعِ حَتّي يَكُونَ أَخفَضَ مِن ظَهرِهِ وَ كَانَ ع إِذَا رَكَعَ لَم يُصَوّب رَأسَهُ وَ لَم يُقنِعهُ مَعنَاهُ أَنّهُ لَم يَرفَعهُ حَتّي يَكُونَ أَعلَي مِن جَسَدِهِ وَ لَكِن بَينَ ذَلِكَ

والإقناع رفع الرأس وإشخاصه قال الله تعالي مُهطِعِينَ مقُنعِيِ‌ رُؤُسِهِم


صفحه : 107

و ألذي يستحب من هذا أن يستوي‌ ظهر الرجل ورأسه في الركوع لأن رسول الله ص كان إذاركع لوصب علي ظهره ماء لاستقر وَ قَالَ الصّادِقُ ع لَا صَلَاةَ لِمَن لَم يُقِم صُلبَهُ فِي رُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ

.بيان قال الفيروزآبادي‌ القمين الخليق الجدير كالقمن ككتف وجبل و قال في النهاية فيه أنه نهي أن يدبح الرجل في الصلاة هو ألذي يطأطئ رأسه في الركوع حتي يكون أخفض من ظهره وقيل دبح تدبيحا إذاطأطأ رأسه ودبح ظهره إذاثناه فارتفع وسطه كأنه سنام قال الأزهري‌ رواه الليث بالذال المعجمة و هوتصحيف والصحيح بالمهملة و قال في المعجمة ذبح الرجل إذاطأطأ رأسه للركوع و منه الحديث أنه نهي عن التذبيح في الصلاة هكذا جاء في رواية والمشهور بالمهملة انتهي .أقول أكثر نسخ الكتاب بالمعجمة. و قال في النهاية فيه كان إذاركع لايصوب رأسه و لايقنعه صوب رأسه نكسه وصوب يده أي حطها و لايقنعه أي لايرفعه حتي يكون أعلي من ظهره و قدأقنعه يقنعه إقناعا. و قال في الذكري يكره في الركوع خمسة أشياء التبازخ و هوتسريح الظهر وإخراج الصدر و هوبالزاء والخاء المعجمتين الثاني‌ التدبيح بالخاء والحاء و هو أن يقبب الظهر ويطأطئ الرأس روي‌ ذلك في نهي‌ النبي ص وروي‌ أيضا بالذال المعجمة والدال أعرف والنهي‌ للكراهة هنا

15- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ رَبِيعٍ عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فِي مَنزِلِهِ بِالمَدِينَةِ فَقَالَ مُبتَدِئاً مَن أَتَمّ رُكُوعَهُ لَم تَدخُلهُ وَحشَةٌ فِي قَبرِهِ

دعوات الراوندي‌، عنه ع مثله


صفحه : 108

16- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن قَالَ فِي رُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ وَ قِيَامِهِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَتَبَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ بِمِثلِ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ القِيَامِ

توضيح أي ضاعف ثواب تلك الأعمال بسبب الصلاة ويدل علي استحبابها في تلك الأحوال و قال في الدروس تجوز الصلاة علي النبي وآله في الركوع والسجود و قال في الذكري وتجوز الصلاة علي النبي وآله في الركوع والسجود بل يستحب

17- مِصبَاحُ الشّرِيعَةِ، قَالَ الصّادِقُ ع لَا يَركَعُ عَبدٌ لِلّهِ رُكُوعاً عَلَي الحَقِيقَةِ إِلّا زَيّنَهُ اللّهُ بِنُورِ بَهَائِهِ وَ أَظَلّهُ فِي ظِلَالِ كِبرِيَائِهِ وَ كَسَاهُ كِسوَةَ أَصفِيَائِهِ وَ الرّكُوعُ أَوّلٌ وَ السّجُودُ ثاني‌[ثَانٍ]فَمَن أَتَي بِمَعنَي الأَوّلِ صَلَحَ للِثاّنيِ‌ وَ فِي الرّكُوعِ أَدَبٌ وَ فِي السّجُودِ قُربٌ وَ مَن لَا يُحسِنُ الأَدَبَ لَا يَصلُحُ لِلقُربِ فَاركَع رُكُوعَ خَاشِعٍ لِلّهِ بِقَلبِهِ مُتَذَلّلٍ وَجِلٍ دَخَلَ تَحتَ سُلطَانِهِ خَافِضٍ لَهُ بِجَوَارِحِهِ خَفضَ خَائِفٍ حَزِنٍ عَلَي مَا يَفُوتُهُ مِن فَائِدَةِ الرّاكِعِينَ حكُيِ‌َ أَنّ الرّبِيعَ بنَ خُثَيمٍ كَانَ يَسهَرُ اللّيلَ إِلَي الفَجرِ فِي رَكعَةٍ وَاحِدَةٍ فَإِذَا هُوَ أَصبَحَ تَزَفّرَ وَ قَالَ آه سَبَقَ المُخلِصُونَ وَ قُطِعَ بِنَا وَ استَوفِ رُكُوعَكَ بِاستِوَاءِ ظَهرِكَ وَ انحَطّ عَن هِمّتِكَ فِي القِيَامِ بِخِدمَتِهِ إِلّا بِعَونِهِ وَ فِرّ بِالقَلبِ مِن وَسَاوِسِ الشّيطَانِ وَ خَدَائِعِهِ وَ مَكَايِدِهِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يَرفَعُ عِبَادَهُ بِقَدرِ تَوَاضُعِهِم لَهُ وَ يَهدِيهِم إِلَي أُصُولِ التّوَاضُعِ وَ الخُضُوعِ وَ الخُشُوعِ بِقَدرِ اطّلَاعِ عَظَمَتِهِ عَلَي سَرَائِرِهِم

18-السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ للِبزَنَطيِ‌ّ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن حَمزَةَ


صفحه : 109

بنِ حُمرَانَ وَ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ قَالَا دَخَلنَا عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عِندَهُ قَومٌ فَصَلّي بِهِمُ العَصرَ وَ كُنّا قَد صَلّينَا العَصرَ فَعَدَدنَا لَهُ فِي كُلّ رَكعَةٍ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ مَرّةً وَ قَالَ أَحَدُهُمَا فِي حَدِيثِهِ وَ بِحَمدِهِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ مَعاً سَوَاءً

قال ابن إدريس ومعني ذلك و الله أعلم أنه كان يعلم أن القوم كانوا يحبون أن يطول بهم في الصلاة ففعل لأنه ينبغي‌ للإمام إذاصلي بقوم أن يخفف بهم .بيان قال في الذكري ظاهر الشيخ و ابن الجنيد وكثير أن السبع نهاية الكمال في التسبيح و في رواية هشام إشارة إليه لكن روي حمزة بن حمران و الحسن بن زياد وذكر هذه الرواية ثم قال وروي أبان بن تغلب أنه عد علي الصادق ع في الركوع والسجود ستين تسبيحة قال في المعتبر الوجه استحباب ما لايحصل معه السأم إلا أن يكون إماما و هوحسن و لوعلم من المأمومين حب الإطالة استحب له أيضا التكرار

19- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مِن كَلِمَةٍ أَخَفّ عَلَي اللّسَانِ وَ لَا أَبلَغَ مِن سُبحَانَ اللّهِ قُلتُ فيَجُزيِ‌ أَن أَقُولَ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ مَكَانَ التّسبِيحِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ اللّهُ أَكبَرُ قَالَ نَعَم كُلّ ذَا ذِكرُ اللّهِ

بيان يدل علي الاكتفاء بمطلق الذكر في الركوع و لاخلاف بين الأصحاب في وجوب الذكر فيه واختلفوا في موضعين .الأول أنه هل يكفي‌ مطلق الذكر أم يتعين فيه التسبيح والثاني‌ هوالمشهور بل نقل جماعة عليه الإجماع والأول مذهب الشيخ في المبسوط والجمل وكثير من المتأخرين و هوأقوي لهذا الخبر وغيره من الأخبار الصحيحة والحسنة.


صفحه : 110

الثاني‌ القائلون بالتسبيح اختلفوا علي أقوال الأول جواز التسبيح مطلقا ذهب إليه السيد في الإنتصار الثاني‌ وجوب تسبيحة واحدة كبري وهي‌ سبحان ربي‌ العظيم وبحمده ذهب إليه الشيخ في النهاية الثالث التخيير بين واحدة كبري وثلاث صغريات وهي‌ سبحان الله و هوظاهر الصدوق والشيخ في التهذيب الرابع وجوب ثلاث علي المختار وواحدة علي المضطر و هومنسوب إلي أبي الصلاح الخامس نسب في التذكرة القول بوجوب ثلاث تسبيحات كبريات إلي بعض علمائنا و علي القول بوجوب التسبيح لعل الأول أقوي والأخير أحوط وبالعمل أحري والأظهر علي التقادير استحباب وبحمده لخلو كثير من الروايات عنه و إن اشتملت الصحاح عليه

20- فَلَاحُ السّائِلِ، يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ مَا روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع أللّهُمّ لَكَ رَكَعتُ وَ لَكَ خَشَعتُ وَ بِكَ آمَنتُ وَ لَكَ أَسلَمتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ وَ أَنتَ ربَيّ‌ خَشَعَ لَكَ سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ مخُيّ‌ وَ عصَبَيِ‌ وَ عظِاَميِ‌ وَ مَا أَقَلّتهُ قدَمَاَي‌َ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ

وَ رَوَينَا بِإِسنَادِنَا إِلَي أَبِي جَعفَرِ بنِ بَابَوَيهِ فِيمَا رَوَاهُ فِي كِتَابِ زُهدِ مَولَانَا عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عُثمَانَ بنِ سَعِيدٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي الصّبّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ يَركَعُ فَيَسِيلُ عَرَقُهُ حَتّي يَطَأَ فِي عَرَقِهِ مِن طُولِ قِيَامِهِ فَإِذَا رَفَعَ المصُلَيّ‌ رَأسَهُ مِنَ الرّكُوعِ قَالَ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أَهلِ الكِبرِيَاءِ وَ العَظَمَةِ وَ الجُودِ وَ الجَبَرُوتِ

تبيين

أقول نسخ الحديث والدعاء في دعاء الركوع مختلفة ففي‌ الكافي‌ والتهذيب في صحيحة زرارة عن الباقر ع ثم اركع وقل أللهم لك ركعت و لك أسلمت


صفحه : 111

وبك آمنت وعليك توكلت و أنت ربي‌ خشع لك سمعي‌ وبصري‌ وشعري‌ وبشري‌ ولحمي‌ ودمي‌ ومخي‌ وعصبي‌ وعظامي‌ و ماأقلته قدماي‌ غيرمستنكف و لامستكبر و لامستحسر سبحان ربي‌ العظيم وبحمده ثلاث مرات في ترسل . و في الفقيه أللهم لك ركعت وخشعت و لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت و أنت ربي‌ خشع لك وجهي‌ وسمعي‌ وبصري‌ وشعري‌ وبشري‌ ولحمي‌ ودمي‌ ومخي‌ وعصبي‌ وعظامي‌ و ماأقلت الأرض مني‌ لله رب العالمين . وذكر الشهيد ره في الذكري كما في الكافي‌ و في النفلية نحوا مما في فلاح السائل . و قال الشهيد الثاني‌ قدس سره ومعني ماأقلته قدماي‌ أي حملتاه وقامتا به ومعناه جميع جسمي‌ و في الإتيان به بعد قوله خشع لك سمعي‌ وبصري‌ إلخ تعميم بعدالتخصيص و قوله لله رب العالمين يمكن كونه خبر مبتدإ محذوف أي جميع ذلك لله و إن كان قدذكر أن بعضه لله فإن بعضه و هو قوله وبك آمنت وعليك توكلت لم يدل لفظه علي كونه له ويمكن كونه بدلا من قوله لك سمعي‌ إلي آخره إبدال الظاهر من المضمر والتفت من الخطاب إلي الغيبة انتهي . وأقول يحتمل كون ماأقلته مبتدأ ولله خبره والاستنكاف الأنفة من العبادة والاستكبار طلب الكبر من غيراستحقاق والاستحسار بالحاء والسين المهملتين التعب أي لاأجد من الركوع تعبا و لاكلالا و لامشقة بل أجد لذة وراحة و أماالدعاء بعدالتسبيح كماذكره فهو مأخوذ من مصباح الشيخ و لم أر به رواية و في صحيحة زرارة ثم قل سمع الله لمن حمده و أنت منتصب قائم الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أهل الجبروت والكبرياء والعظمة لله رب العالمين و في بعض الكتب بعد قوله والعظمةالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ. و في نهاية الشيخ بعدالتسميع والتحميد أهل الجود والجبروت والكبرياء والعظمة و في النفليةوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أهل الكبرياء والجود والعظمة لله


صفحه : 112

رب العالمين و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله هكذا وجدته بخط المصنف ره بإثبات الألف في الله آخرا و في بعض نسخ الرسالة بخط غيره لله بغير ألف و هوالموافق لرواية زرارة عن الباقر ع برواية التهذيب وخط الشيخ أبي جعفررحمه الله ثم علي ماهنا يمكن كون أهل الكبرياء مبتدأ و الله خبره ويمكن كون أهل صفة ثانية لله و الله رب العالمين مستأنفا إما مبتدأ وخبر أوخبر مبتدإ محذوف تقديره ذلك أو هو ونحو ذلك و علي حذف الألف يمكن كون لله رب العالمين تأكيدا لماسبق و يكون الجود والعظمة معطوفين علي الكبرياء مجرورين وكونه خبرا للجود والعظمة معطوفة عليه وكونه خبرا للعظمة فتكون مرفوعة والجود مجرورا علي ماسبق و في الذكري اقتصر علي قوله رب العالمين و هوأوضح واتفق كثير علي أن صدر الرواية الحمد لله رب العالمين أهل الجبروت والكبرياء والعظمة خلاف ماذكر في الرسالة انتهي . ثم اعلم أن ظاهر الأصحاب عموم استحباب التسميع للإمام والمأموم والمنفرد وبهذا التعميم صرح المحقق والعلامة قدس الله روحهما في المعتبر والمنتهي وأسنداه إلي علمائنا و هوالظاهر من أكثر الأخبار. و قال بعض أفاضل المتأخرين و لوقيل باستحباب التحميد خاصة للمأموم كان حسنا لِمَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ فِي الصّحِيحِ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قُلتُ مَا يَقُولُ الرّجُلُ خَلفَ الإِمَامِ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ قَالَ يَقُولُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ يَخفِضُ مِنَ الصّوتِ

انتهي و لايخفي ضعف دلالته علي التخصيص و لايتأتي تخصيص الأخبار الكثيرة به .

وَ رَوَي العَامّةُ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِذَا قَالَ الإِمَامُ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ فَقُولُوا أللّهُمّ رَبّنَا لَكَ الحَمدُ

و قال أبوحنيفة ومالك لايزيد الإمام علي سمع الله لمن حمده و لاالمأموم علي ربنا لك الحمد فيمكن حمل الخبر


صفحه : 113

علي التقية أيضا. و قال في الذكري نقل في المعتبر عن الخلاف أن الإمام والمأموم يقولان الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أهل الكبرياء والعظمة ثم قال و هومذهب علمائنا وأنكر في المعتبر ربنا و لك الحمد وذكر أن المروي‌ ماذكره الشيخ قال في المبسوط و إن قال ربنا و لك الحمد لم تفسد صلاته وروايتنا لاواو فيها. والعامة مختلفون في ثبوتها وسقوطها فمنهم من أسقطها لأنها زيادة لامعني لها و هومنسوب إلي الشافعي‌ والأكثر علي ثبوتها فمنهم من زعم أنها واو العطف والمعطوف هنا مقدر والواو يدل عليه وتقديره ربنا حمدناك و لك الحمد فيكون ذلك أبلغ في الحمد وزعم بعضهم أن الواو قدتكون مقحمة في كلام العرب و هذه منها لورود اللفظين في الأخبار الصحاح عندهم . قال ابن أبي عقيل وروي‌ أللهم لك الحمد مل ء السماوات ومل ء الأرض ومل ء ماشئت من شيء بعد و ألذي أنكره في المعتبر تدفعه قضية الأصل والخبر حجة عليه وطريقه صحيح و إليه ذهب صاحب الفاخر واختاره ابن الجنيد و لم يقيده بالمأموم . واستحب في الذكر هنا بالله أقوم وأقعد وذهب ابن أبي عقيل في ظاهر كلامه و ابن إدريس وصرح به أبوالصلاح و ابن زهرة إلي أنه يقول سمع الله لمن حمده في حال ارتفاعه وباقي‌ الأذكار بعدانتصابه و هومردود بالأخبار المصرحة بأن الجميع بعدانتصابه و هوقول الأكثر انتهي .أقول إنما عدل المحقق قدس سره وغيره عن ربنا لك الحمد لاشتهاره بين العامة و ذلك مما يحدث الريب فيه وكذا عدلوا عما رواه ابن أبي عقيل لذلك


صفحه : 114

ولعله اختاره لأنهم رووه عن علي ع برواية عبد الله بن أبي رافع أووصل إليه خبر آخر.

فائدة

اعلم أن المشهور بين الأصحاب أن استحباب رفع اليدين إنما هو في حال التكبير و أنه ليس في حال الرفع من الركوع تكبير و لارفع يد حتي أن المحقق في المعتبر قال رفع اليدين بالتكبير مستحب في كل رفع ووضع إلا في الرفع من الركوع فإنه يقول سمع الله لمن حمده من غيرتكبير و لارفع يد و هومذهب علمائنا. ثم قال بعدفاصلة و قدروي‌ في بعض أخبارنا استحباب رفع اليدين عندالرفع من الركوع أيضا رَوَي ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ بنُ وَهبٍ قَالَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَرفَعُ يَدَيهِ إِذَا رَكَعَ وَ إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرّكُوعِ وَ إِذَا سَجَدَ وَ إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجُودِ وَ إِذَا أَرَادَ السّجُودَ لِلثّانِيَةِ

وَ رَوَي ابنُ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَرفَعُ يَدَيهِ كُلّمَا أَهوَي إِلَي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ كُلّمَا رَفَعَ رَأسَهُ مِن رُكُوعٍ وَ سُجُودٍ وَ قَالَ هيِ‌َ العُبُودِيّةُ

. و قال في الذكري بعدنقل الروايتين وظاهرهما مقارنة الرفع للرفع وعدم تقييد الرفع بالتكبير فلو ترك التكبير فظاهرهما استحباب الرفع والحديثان أوردهما في التهذيب و لم ينكر منهما شيئا وهما يتضمنان رفع اليدين عندرفع الرأس من الركوع و لم أقف علي قائل باستحبابه إلاابني‌ بابويه وصاحب الفاخر ونفاه ابن أبي عقيل والفاضل و هوظاهر ابن الجنيد والأقرب استحبابه لصحة سند الحديثين وأصالة الجواز وعموم أن الرفع زينة الصلاة واستكانة من المصلي‌ وحينئذ يبتد‌ئ بالرفع عندابتداء رفع الرأس وينتهي‌ بانتهائه و عليه جماعة من العامة انتهي .أقول ميل أكثر العامة إلي استحباب الرفع صار سببا لرفع الاستحباب عندأكثرنا.


صفحه : 115

و قال في الذكري يستحب للإمام رفع صوته بالذكر في الركوع والرفع و أماالمأموم فيسر و أماالمنفرد فمخير إلاالتسميع فإنه جهر لصحيحة زرارة

21- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا رَكَعتَ فَضَع كَفّيكَ عَلَي رُكبَتَيكَ وَ ابسُط ظَهرَكَ وَ لَا تُقنِع رَأسَكَ وَ لَا تُصَوّبهُ وَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَكَعَ لَو صُبّ عَلَي ظَهرِهِ مَاءٌ لَاستَقَرّ وَ قَالَ فَرّج أَصَابِعَكَ عَلَي رُكبَتَيكَ فِي الرّكُوعِ وَ أَبلِغ أَطرَافَ أَصَابِعِكَ عُيُونَ الرّكبَتَينِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ وَ قُل فِي الرّكُوعِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ

وَ مِمّا رُوّينَاهُ مِمّا يُقَالُ فِي الرّكُوعِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أللّهُمّ لَكَ رَكَعتُ وَ لَكَ خَشَعتُ وَ بِكَ آمَنتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ وَ أَنتَ ربَيّ‌ خَشَعَ لَكَ سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ شعَريِ‌ وَ بشَرَيِ‌ وَ لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ وَ مخُيّ‌ وَ عصَبَيِ‌ وَ عظِاَميِ‌ وَ مَا أَقَلّت قدَمَاَي‌َ غَيرَ مُستَنكِفٍ وَ لَا مُستَكبِرٍ وَ لَا مُستَحسِرٍ عَن عِبَادَتِكَ وَ الخُشُوعِ لَكَ وَ التّذَلّلِ لِطَاعَتِكَ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ وَ إِذَا رَفَعتَ رَأسَكَ مِنَ الرّكُوعِ فَقُل سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ ثُمّ تَقُولُ رَبّنَا لَكَ الحَمدُ

وَ رُوّينَا عَنهُ أَيضاً وَ عَن آبَائِهِ الطّاهِرِينَ ع فِي القَولِ بَعدَ الرّكُوعِ وُجُوهاً كَثِيرَةً مِنهَا أَن تَقُولَ رَبّنَا لَكَ الحَمدُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أَهلِ الجَبَرُوتِ وَ الكِبرِيَاءِ وَ العَظَمَةِ وَ الجَلَالِ وَ القُدرَةِ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ اجبرُنيِ‌ وَ ارفعَنيِ‌ فَإنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌفَهَذَا وَ مَا هُوَ فِي مَعنَاهُ يَقُولُهُ مَن صَلّي لِنَفسِهِ وَ يجُز‌ِئُ فِي صَلَاةِ الجَمَاعَةِ أَن يَقُولَ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ يَجهَرُ بِهَا وَ يَقُولُ فِي نَفسِهِ رَبّنَا لَكَ الحَمدُ ثُمّ يُكَبّرُ وَ يَسجُدُ

22-السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ


صفحه : 116

بنِ أَبِي الصّهبَانِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن مِسمَعٍ أَبِي سَيّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يُجزِيكَ مِنَ القَولِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ ثَلَاثُ تَسبِيحَاتٍ أَو قَدرُهُنّ مُتَرَسّلًا وَ لَيسَ لَهُ وَ لَا كَرَامَةَ أَن يَقُولَ سُبحَ سُبحَ سُبحَ

بيان ظاهره جواز الاكتفاء بثلاث تسبيحات صغريات أوقدرهن من سائر الأذكار واستحباب التأني‌ وذم الاستعجال

23- الهِدَايَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع سَبّح فِي رُكُوعِكَ ثَلَاثاً تَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ فِي السّجُودِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا أَنزَلَ عَلَي نَبِيّهِفَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِ قَالَ النّبِيّص اجعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُم فَلَمّا أَنزَلَ اللّهُسَبّحِ اسمَ رَبّكَ الأَعلَي قَالَ اجعَلُوهَا فِي سُجُودِكُم فَإِن قُلتَ سُبحَانَ اللّهِ سُبحَانَ اللّهِ سُبحَانَ اللّهِ أَجزَأَكَ وَ تَسبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ تجُزيِ‌ لِلمُعتَلّ وَ المَرِيضِ وَ المُستَعجِلِ

24- المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا أَحسَنَ المُؤمِنُ عَمَلَهُ ضَاعَفَ اللّهُ عَمَلَهُ لِكُلّ حَسَنَةٍ سَبعَمِائَةٍ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُفَأَحسِنُوا أَعمَالَكُمُ التّيِ‌ تَعمَلُونَهَا لِثَوَابِ اللّهِ فَقُلتُ لَهُ وَ مَا الإِحسَانُ قَالَ فَقَالَ إِذَا صَلّيتَ فَأَحسِن رُكُوعَكَ وَ سُجُودَكَ وَ إِذَا صُمتَ فَتَوَقّ كُلّ مَا فِيهِ فَسَادُ صَومِكَ وَ إِذَا حَجَجتَ فَتَوَقّ مَا يَحرُمُ عَلَيكَ فِي حَجّكَ وَ عُمرَتِكَ قَالَ وَ كُلّ عَمَلٍ تَعمَلُهُ فَليَكُن نَقِيّاً مِنَ الدّنَسِ

25-العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَسُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا مَعنَي الرّكُوعِ فَقَالَ مَعنَاهُ آمَنتُ بِكَ وَ لَو ضَرَبتَ عنُقُيِ‌ وَ مَعنَي قَولِهِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ فَسُبحَانَ اللّهِ أَنَفَةٌ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ربَيّ‌ خاَلقِيِ‌ وَ العَظِيمُ هُوَ العَظِيمُ


صفحه : 117

فِي نَفسِهِ غَيرُ مَوصُوفٍ بِالصّغَرِ وَ عَظِيمٌ فِي مُلكِهِ وَ سُلطَانِهِ وَ أَعظَمُ مِن أَن يُوصَفَ تَعَالَي اللّهُ قَولُهُ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ فَهُوَ أَعظَمُ الكَلِمَاتِ فَلَهَا وَجهَانِ فَوَجهٌ مِنهُ مَعنَاهُ أَنّ حَمدَ اللّهِ سَمِعَهُ وَ الوَجهُ الثاّنيِ‌ يَدعُو لِمَن حَمِدَ اللّهَ فَيَقُولُ أللّهُمّ اسمَع لِمَن حَمِدَكَ

وَ قَالَ الصّادِقُ ع أَقَلّ مَا يَجِبُ مِنَ التّسبِيحِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ فَثَلَاثُ تَسبِيحَاتٍ لَا بُدّ مِنهَا يَكُونُ فِي خَمسِ صَلَوَاتٍ مِائَةٌ وَ ثَلَاثٌ وَ خَمسُونَ تَسبِيحَةً ففَيِ‌ الظّهرِ سِتّ وَ ثَلَاثُونَ وَ فِي العَصرِ سِتّ وَ ثَلَاثُونَ وَ فِي المَغرِبِ سَبعٌ وَ عِشرُونَ وَ فِي العَتَمَةِ سِتّ وَ ثَلَاثُونَ وَ فِي الفَجرِ ثَمَانَ عَشرَةَ

26- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ الأَحوَلِ عَن بُرَيدٍ العجِليِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أَيّهُمَا أَفضَلُ فِي الصّلَاةِ كَثرَةُ القِرَاءَةِ أَو طُولُ اللّبثِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ قَالَ فَقَالَ كَثرَةُ اللّبثِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ فِي الصّلَاةِ أَفضَلُ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِ اللّهِ تَعَالَيفَاقرَؤُا ما تَيَسّرَ مِنهُ وَ أَقِيمُوا الصّلاةَإِنّمَا عَنَي بِإِقَامَةِ الصّلَاةِ طُولَ اللّبثِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ قُلتُ فَأَيّهُمَا أَفضَلُ كَثرَةُ القِرَاءَةِ أَو كَثرَةُ الدّعَاءِ فَقَالَ كَثرَةُ الدّعَاءِ أَفضَلُ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِ اللّهِ لِنَبِيّهِص قُل ما يَعبَؤُا بِكُم ربَيّ‌ لَو لا دُعاؤُكُم

توضيح قوله ع إنما عني لعله ع استدل بالمقابلة في الآية و أنه لماذكر الاكتفاء في القراءة بما تيسر ثم أمر بإقامة الصلاة وعمدة أجزاء الصلاة الركوع والسجود فيفهم منها طول اللبث فيهما أويقال يفهم من الإقامة الاعتدال والاستواء فينبغي‌ أن يكون الركوع والسجود مثل القراءة والأول أظهر

27-الذّكرَي، قَالَ رَوَي الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ بَعدَ رَفعِ رَأسِهِ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ


صفحه : 118

العالَمِينَبِحَولِ اللّهِ وَ قُوّتِهِ أَقُومُ وَ أَقعُدُ أَهلِ الكِبرِيَاءِ وَ العَظَمَةِ وَ الجَبَرُوتِ

قَالَ وَ بِإِسنَادِهِ الصّحِيحِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قَالَ الإِمَامُ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ قَالَ مَن خَلفَهُ رَبّنَا لَكَ الحَمدُ وَ إِن كَانَ وَحدَهُ إِمَاماً أَو غَيرَهُ قَالَ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

وَ مِنهُ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَعتَدِلُ فِي الرّكُوعِ مُستَوِياً حَتّي يُقَالَ لَو صُبّ المَاءُ عَلَي ظَهرِهِ لَاستَمسَكَ وَ كَانَ يَكرَهُ أَن يَحدُرَ رَأسَهُ وَ مَنكِبَيهِ فِي الرّكُوعِ

28- العِلَلُ، عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لِمَ صَارَتِ الصّلَاةُ رَكعَتَينِ وَ أَربَعَ سَجَدَاتٍ قَالَ لِأَنّ رَكعَةً مِن قِيَامٍ بِرَكعَتَينِ مِن جُلُوسٍ

29- قُربُ الإِسنَادِ، وَ كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِمَا عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن تَفرِيجِ الأَصَابِعِ فِي الرّكُوعِ أَ سُنّةٌ هُوَ قَالَ مَن شَاءَ فَعَلَ وَ مَن شَاءَ تَرَكَ

بيان لاينافي‌ جواز الترك استحبابه ألذي دلت عليه الأخبار الأخر والمراد أنه ليس سنة مؤكدة أو ليس من الواجبات التي‌ ظهرت من السنة قال في المنتهي يستحب للمصلي‌ وضع الكفين علي عيني‌ الركبتين مفرجات الأصابع عندالركوع و هومذهب العلماء كافة إلا ماروي‌ عن ابن مسعود أنه كان إذاركع طبق يديه وجعلهما بين ركبتيه و في الذكري عد التطبيق من مكروهات الركوع و لايحرم علي الأقرب و هوقول أبي الصلاح والفاضلين وظاهر الخلاف و ابن الجنيد التحريم


صفحه : 119

وحينئذ يمكن البطلان للنهي‌ عن العبادة والصحة لأن النهي‌ عن وصف خارج . وعد أيضا من المكروهات الركوع ويده تحت ثيابه و قال ابن الجنيد و لوركع ويداه تحت ثيابه جاز ذلك إذا كان عليه مئزر أوسراويل و قال أبوالصلاح يكره إطلاق اليدين في الكمين أوتحت الثياب وأطلق انتهي والتفصيل ألذي ذكره ابن الجنيد دلت عليه رواية عمار عن الصادق ع

30- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ رَاكِعاً أَو سَاجِداً فَيَحُكّهُ بَعضُ جَسَدِهِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَرفَعَ يَدَهُ مِن رُكُوعِهِ أَو سُجُودِهِ فَيَحُكّهُ مِمّا حَكّهُ قَالَ لَا بَأسَ إِذَا شَقّ عَلَيهِ وَ الصّبرُ إِلَي أَن يَفرُغَ أَفضَلُ

31- المُعتَبَرُ، عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ وَ ابنِ مُسلِمٍ وَ الحلَبَيِ‌ّ قَالُوا وَ بَلّغ بِأَطرَافِ أَصَابِعِكَ عَينَ الرّكبَةِ فَإِن وَصَلَت أَطرَافُ أَصَابِعِكَ فِي رُكُوعِكَ إِلَي رُكبَتَيكَ أَجزَأَكَ ذَلِكَ وَ أُحِبّ أَن تُمَكّنَ كَفّيكَ مِن رُكبَتَيكَ فَإِذَا أَرَدتَ أَن تَسجُدَ فَارفَع يَدَيكَ بِالتّكبِيرِ وَ خِرّ سَاجِداً

المُنتَهَي، فِي الصّحِيحِ عَنِ الثّلَاثَةِ نَحوَهُ إِلَي قَولِهِ مِن رُكبَتَيكَ

بيان يدل علي الاكتفاء بالانحناء بمقدار مايمكن وصول أطراف الأصابع إلي الركبتين وعبارات الأصحاب في ذلك مختلفة فمن بعضها يظهر ذلك و من بعضها وصول الكفين إلي الركبتين كماذكره في المعتبر أوالراحتين كماذكره في التذكرة وادعيا عليه الإجماع من غير أبي حنيفة ولعلهما سامحا في التعبير بل مرادهما وصول جزء من اليد كما في المنتهي ويدل عليه أن في المعتبر استدل عليه بهذه


صفحه : 120

الرواية مع صراحتها في الاكتفاء بوصول رءوس الأصابع وصرح الشيخ علي والشهيد الثاني‌ رحمه الله بأن وصول شيء من رءوس الأصابع غيركاف و لاريب أنه أحوط ونقلوا الإجماع علي عدم وجوب وضع اليد و أن المعتبر إمكان وصولها و أماالوضع فهو مستحب ويظهر من بعض الأخبار الوجوب والأحوط عدم الترك إلالضرورة

32- المُعتَبَرُ،رَوَي جَمَاعَةٌ مِنهُم زُرَارَةُ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ ثُمّ قُل سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ أَهلُ الجُودِ وَ الكِبرِيَاءِ وَ العَظَمَةِ

33- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَعِظُ أَهلَهُ وَ نِسَاءَهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُنّ لَا تَقُلنَ فِي رُكُوعِكُنّ وَ سُجُودِكُنّ أَقَلّ مِن ثَلَاثِ تَسبِيحَاتٍ فَإِنّكُنّ إِن فَعَلتُنّ لَم يَكُن أَحسَنَ عَمَلًا مِنكُنّ

أقول قدمضي بعض الأخبار في باب علل الصلاة و باب وصف الصلاة و باب التكبير وسيأتي‌ بعضها في باب السجود


صفحه : 121

باب 72-السجود وآدابه وأحكامه

الآيات آل عمران يا مَريَمُ اقنتُيِ‌ لِرَبّكِ وَ اسجدُيِ‌ وَ اركعَيِ‌ مَعَ


صفحه : 122

الرّاكِعِينَالأعراف وَ يُسَبّحُونَهُ وَ لَهُ يَسجُدُونَالرعدوَ لِلّهِ يَسجُدُ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ ظِلالُهُم بِالغُدُوّ وَ الآصالِالحجرفَسَبّح بِحَمدِ رَبّكَ وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَالنحل وَ لِلّهِ يَسجُدُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ مِن دابّةٍ وَ المَلائِكَةُ وَ هُم لا يَستَكبِرُونَالإسراءإِنّ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلي عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجّداً وَ يَقُولُونَ سُبحانَ رَبّنا إِن كانَ وَعدُ رَبّنا لَمَفعُولًا وَ يَخِرّونَ لِلأَذقانِ يَبكُونَ وَ يَزِيدُهُم خُشُوعاً


صفحه : 123

الحج أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ وَ الشّمسُ وَ القَمَرُ وَ النّجُومُ وَ الجِبالُ وَ الشّجَرُ وَ الدّوَابّ وَ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ وَ كَثِيرٌ حَقّ عَلَيهِ العَذابُ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُواالفرقان وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اسجُدُوا لِلرّحمنِ قالُوا وَ مَا الرّحمنُ أَ نَسجُدُ لِما تَأمُرُنا وَ زادَهُم نُفُوراًالنمل أَلّا يَسجُدُوا لِلّهِ ألّذِي يُخرِجُ الخبَ ءَ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِالتنزيل إِنّما يُؤمِنُ بِآياتِنَا الّذِينَ إِذا ذُكّرُوا بِها خَرّوا سُجّداً وَ سَبّحُوا بِحَمدِ رَبّهِم وَ هُم لا يَستَكبِرُونَالسجدةلا تَسجُدُوا لِلشّمسِ وَ لا لِلقَمَرِ وَ اسجُدُوا لِلّهِ ألّذِي خَلَقَهُنّ إِن كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدُونَالنجم فَاسجُدُوا لِلّهِ وَ اعبُدُواالجن وَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً.تفسير في هذه الآيات دلالة ما علي وجوب السجود وحسنه في الجملة ففي‌ بعضها عبر عن الصلاة به فتدل علي اشتمالها عليه وبعضها ظاهره سجود الصلاة وبعضها سجود التلاوة


صفحه : 124

قوله تعالي وَ لَهُ يَسجُدُونَ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي يخضعون وقيل يصلون وقيل يسجدون في الصلاة وهي‌ أول سجدات القرآن فعند أبي حنيفة واجبة و عندالشافعي‌ سنة مؤكدة و إليه ذهب أصحابنا. و قال في قوله وَ لِلّهِ يَسجُدُاختلف في معناه علي قولين أحدهما أنه يجب السجود لله تعالي إلا أن المؤمن يسجد له طوعا والكافر كرها بالسيف والثاني‌ أن معناه الخضوع وقيل المراد بالظل الشخص فإن من يسجد يسجد ظله معه قال الحسن يسجد ظل الكافر و لايسجد الكافر ومعناه عند أهل التحقيق أنه يسجد شخصه دون قلبه وقيل إن الظلال هنا علي ظاهرها والمعني في سجودها تمايلها من جانب إلي جانب وانقيادها للتسخير بالطول والقصر انتهي . وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ أَمّا مَن يَسجُدُ مِن أَهلِ السّمَاوَاتِ طَوعاً فَالمَلَائِكَةُ يَسجُدُونَ لِلّهِ طَوعاً وَ مَن يَسجُدُ مِن أَهلِ الأَرضِ فَمَن وُلِدَ فِي الإِسلَامِ فَهُوَ يَسجُدُ لَهُ طَوعاً وَ أَمّا مَن يَسجُدُ لَهُ كَرهاً فَمَن جُبِرَ عَلَي الإِسلَامِ وَ أَمّا مَن لَم يَسجُد فَظِلّهُ يَسجُدُ لَهُ بِالغَدَاةِ وَ العشَيِ‌ّ

. و قال علي بن ابراهيم تحريك كل ظل خلقه الله هوسجوده لله لأنه ليس شيء إلا له ظل يتحرك بتحركه وتحوله سجوده . و قال ظل المؤمن يسجد طوعا وظل الكافر يسجد كرها و هونموهم وحركتهم وزيادتهم ونقصانهم . و قدمر الكلام فيه في كتاب السماء والعالم .


صفحه : 125

و قال الطبرسي‌وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَ أي المصلين عن ابن عباس قال و كان رسول الله ص إذاحزبه أمر فزع إلي الصلاة وقيل كن من الذين يسجدون لله ويوجهون بعبادتهم إليه . و قال في قوله سبحانه إِنّ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ أي أعطوا علم التوراة من قبل نزول القرآن كعبد الله بن سلام وغيره فعلموا صفة النبي ص قبل مبعثه عن ابن عباس وقيل إنهم أهل العلم من أهل الكتاب وغيرهم وقيل إنهم أمة محمدص إِذا يُتلي عَلَيهِمالقرآن يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجّداً أي يسقطون علي وجوههم ساجدين عن ابن عباس وقتادة وإنما خص الذقن لأن من سجد كان أقرب شيء منه إلي الأرض ذقنه والذقن مجمع اللحيين وَ يَقُولُونَ سُبحانَ رَبّنا أي تنزيها لربنا عما يضيف إليه المشركون إِن كانَ وَعدُ رَبّنا لَمَفعُولًاإنه كان وعد ربنا مفعولا حقا يقيناوَ يَخِرّونَ لِلأَذقانِ يَبكُونَ أي ويسجدون باكين إشفاقا من التقصير في العبادة وشوقا إلي الثواب وخوفا من العقاب وَ يَزِيدُهُم ما في القرآن من المواعظخُشُوعاً أي تواضعا لله تعالي واستسلاما لأمر الله وطاعته انتهي . وأقول سيأتي‌ تفسير السجود علي الأذقان بمعناه الظاهر

كَمَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ بِإِسنَادٍ لَهُ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَمّن بِجَبهَتِهِ عِلّةٌ لَا يَقدِرُ عَلَي السّجُودِ عَلَيهَا قَالَ يَضَعُ ذَقَنَهُ عَلَي الأَرضِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُيَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجّداً

فيمكن أن يكون في الأمم السالفة سجودهم هكذا والاستشهاد بالآية لمناسبة أنه لما كان الذقن مسجدا للأمم السابقة فلذا صار مع الضرورة مسجدا لهذه الأمة أيضا ويحتمل أن يكون المراد بالآية سجودهم في حال الضرورة و علي بن


صفحه : 126

ابراهيم فسر أولا الأذقان بالوجه والذين أوتوا العلم بقوم من أهل الكتاب آمنوا برسول الله ص ثم ذكر الرواية الآتية فيمكن أن يكون كلا المعنيين مقصودين في الآية. ثم اعلم أن الفاضلين استدلا بهذه الآية علي وجوب السجود علي الذقن مع تعذر الجبينين قالا إذاصدق عليه السجود وجب أن يكون مجزيا في الأمر به ويرد عليه أن السجود المأمور به غير هذاالمعني بدليل عدم صحة الاجتزاء به في حال الاختيار فلايحصل به امتثال الأمر بالسجود فالعمدة في ذلك الأخبار المؤيدة بالشهرة بين الأصحاب .أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ من العقلاءوَ الشّمسُ أي وتسجد الشمس إلخ وصف سبحانه هذه الأشياء بالسجود و هوالخضوع والذل والانقياد لخالقها فيما يريد منهاوَ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِيعني‌ المؤمنين الذين يسجدون لله تعالي وَ كَثِيرٌ حَقّ عَلَيهِ العَذابُ أي ممن أبي السجود و لايوحده سبحانه .وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ أي للمشركين اسجُدُوا لِلرّحمنِ قالُوا وَ مَا الرّحمنُ أي إنا لانعرف الرحمن فإنهم لم يكونوا يعرفون الله بهذا الاسم وَ زادَهُمذكر الرحمن نُفُوراً عن الإيمان .


صفحه : 127

أَلّا يَسجُدُوا أي فصدهم ألا يسجدوا أوزين لهم ألا يسجدوا أو لايهتدون إلي أن يسجدوا فلازائدةألّذِي يُخرِجُ الخبَ ءَ أي ماخفي‌ لغيره وإخراجه إظهاره فهو يشمل إبداع جميع الأشياء.إِنّما يُؤمِنُ بِآياتِنَا قال الطبرسي‌ رحمه الله أي يصدق بالقرآن وسائر حججناالّذِينَ إِذا ذُكّرُوا بِها أي وعظوا بهاتذكروا واتعظوا بمواعظها بأن خَرّوا سُجّداً أي ساجدين شكرا لله سبحانه علي أن هداهم بمعرفته وأنعم عليهم بفنون نعمته وَ سَبّحُوا بِحَمدِ رَبّهِم أي نزهوه عما لايليق به من الصفات وعظموه وحمدوه وَ هُم لا يَستَكبِرُونَ عن عبادته و لايستنكفون من طاعته و لايأنفون أن يعفروا وجوههم صاغرين له أقول فيهاإيماء إلي حسن التسبيح والتحميد في السجود ويمكن حمل الآية علي السجدات الواجبة أوالأعم منها و من المندوبة و إن لم يذكره المفسرون .لا تَسجُدُوا لِلشّمسِإلخ يدل علي عدم جواز السجود لغير الخالق ووجوب السجود له وعدم صحة العبادة بدون السجودوَ اسجُدُوا لِلّهِيدل علي وجوب السجود والإخلاص فيه واستدل به علي وجوب السجود عندتلاوة الآية وسماعها و لايخفي ما فيه .وَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِ قدمر تفسيرها في باب المساجد و قدفسرت في أخبارنا بالمساجد السبعة كماستعرف فيدل علي عدم جواز السجود بتلك المساجد السبعة لغيره تعالي و قدمر في صحيحة حماد تفسيرها بالمساجد السبعة.

وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ فِي الكاَفيِ‌ عَن أَبِي عَمرٍو الزبّيَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ فَرَضَ الإِيمَانَ عَلَي جَوَارِحِ ابنِ آدَمَ وَ قَسَمَهُ عَلَيهَا وَ فَرّقَهُ فِيهَا وَ سَاقَ


صفحه : 128

الحَدِيثَ الطّوِيلَ إِلَي أَن قَالَ وَ فَرَضَ عَلَي الوَجهِ السّجُودَ لَهُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ فِي مَوَاقِيتِ الصّلَاةِ فَقَالَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا وَ اعبُدُوا رَبّكُم وَ افعَلُوا الخَيرَ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ وَ هَذِهِ فَرِيضَةٌ جَامِعَةٌ عَلَي الوَجهِ وَ اليَدَينِ وَ الرّجلَينِ وَ قَالَ فِي مَوضِعٍ آخَرَوَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً

وَ فِي الفَقِيهِ فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لِابنِهِ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِالآيَةَ يعَنيِ‌ بِالمَسَاجِدِ الوَجهَ وَ اليَدَينِ وَ الرّكبَتَينِ وَ الإِبهَامَينِ

1- العيَاّشيِ‌ّ، عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع أَنّهُ سَأَلَهُ المُعتَصِمُ عَنِ السّارِقِ مِن أَيّ مَوضِعٍ يَجِبُ أَن يُقطَعَ فَقَالَ إِنّ القَطعَ يَجِبُ أَن يَكُونَ مِن مَفصِلِ أُصُولِ الأَصَابِعِ فَيُترَكُ الكَفّ قَالَ وَ مَا الحُجّةُ فِي ذَلِكَ قَالَ قَولُ رَسُولِ اللّهِص السّجُودُ عَلَي سَبعَةِ أَعضَاءٍ الوَجهِ وَ اليَدَينِ وَ الرّكبَتَينِ وَ الرّجلَينِ فَإِذَا قُطِعَت يَدُهُ مِنَ الكُرسُوعِ وَ المِرفَقِ لَم يَبقَ لَهُ يَدٌ يَسجُدُ عَلَيهَا وَ قَالَ اللّهُوَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِيعَنيِ‌ بِهِ هَذِهِ الأَعضَاءَ السّبعَةَ التّيِ‌ يَسجُدُ عَلَيهَافَلا تَدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً وَ مَا كَانَ لِلّهِ فَلَا يُقطَعُ الخَبَرَ

2- غَيبَةُ الشّيخِ، عَن جَمَاعَةٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ القمُيّ‌ّ قَالَ كَتَبَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي النّاحِيَةِ المُقَدّسَةِ يَسأَلُ عَنِ المصُلَيّ‌ يَكُونُ فِي صَلَاةِ اللّيلِ فِي ظُلمَةٍ فَإِذَا سَجَدَ يَغلَطُ بِالسّجّادَةِ وَ يَضَعُ جَبهَتَهُ عَلَي مِسحٍ أَو نَطعٍ فَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ وَجَدَ السّجّادَةَ هَل يَعتَدّ بِهَذِهِ السّجدَةِ أَم لَا يَعتَدّ بِهَا فَوَقّعَ ع مَا لَم يَستَوِ جَالِساً فَلَا شَيءَ عَلَيهِ فِي رَفعِ رَأسِهِ لِطَلَبِ الخُمرَةِ

الإحتجاج ، عن الحميري‌ مثله


صفحه : 129

3- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَسجُدُ عَلَي الحَصَاةِ فَلَا يُمَكّنُ جَبهَتَهُ مِنَ الأَرضِ قَالَ يُحَرّكُ جَبهَتَهُ حَتّي يُمَكّنَ وَ ينُحَيّ‌ الحَصَاةَ عَن جَبهَتِهِ وَ لَا يَرفَعُ رَأسَهُ

توفيق تعارضت الأخبار في جواز رفع الرأس وإعادة السجود عندوقوع الجبهة علي ما لايصح السجود عليه أوعدم تمكن الجبهة وعدمه فالشيخ حمل أخبار الجواز علي ما إذا لم يمكن وضع الجبهة علي مايصح السجود عليه أوتمكنها بدون الرفع وأخبار عدم الجواز علي ما إذاأمكن بدونه ويمكن حمل أخبار الجواز علي النافلة كما هومورد الخبر الأول والعدم علي الفريضة أوالأولي علي الجواز والثانية علي الكراهة. قال في المنتهي لووقعت جبهته علي المرتفع جاز أن يرفع رأسه ويسجد علي المساوي‌ لأنه لم يحصل كمال السجود فيجوز العود لتحصيل الكمال وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ الشّيخُ عَنِ الحُسَينِ بنِ حَمّادٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَسجُدُ فَتَقَعُ جبَهتَيِ‌ عَلَي المَوضِعِ المُرتَفِعِ فَقَالَ ارفَع رَأسَكَ ثُمّ ضَعهُ

و لايعارض ذلك مارواه

الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا وَضَعتَ جَبهَتَكَ عَلَي نَبَكَةٍ فَلَا تَرفَعهَا وَ لَكِن جُرّهَا عَلَي الأَرضِ

وروي‌ نحوه عن الحسين بن حماد عنه ع و عن يونس عنه ع . ثم قال لأنا نحمل هذه الأخبار علي ما إذا كان مقدار المرتفع لبنة فما دون فلو رفع رأسه حينئذ لزمه أن يزيد سجدة متعمدا و هو غيرسائغ . و قال في الذكري لووقعت الجبهة علي ما لايصح السجود عليه فإن كان أعلي من لبنة رفعها ثم سجد لعدم صدق مسمي السجود و إن كان لبنة فما دون فالأولي أن يجر و لايرفع لئلا يلزم تعدد السجود و علي ذلك دلت رواية الحسين بن


صفحه : 130

حماد ثم حمل روايات المنع علي غيرالمرتفع وكذا فعل المحقق في المعتبر ولعل بعض ماذكرنا من الوجوه أوجه إذ عدم تحقق السجود الشرعي‌ كما يكون في الارتفاع زائدا علي اللبنة يكون في وقوع الجبهة علي ما لايصح السجود عليه أوعدم الاستقرار فيه و أماأصل حقيقة السجود شرعا وعرفا ولغة فالظاهر أنه يتحقق مع قدر من الانحناء ووضع الجبهة ويلزمهم أنه إذاوضع جبهته علي أزيد من لبنة مرات لايتحقق معها الفعل الكثير لا يكون مبطلا لصلاته ولعلهم لايقولون به فالظاهر أن جواز ذلك للضرورة و مع عدمها لايجوز الرفع كما هوظاهر الشيخ . ثم تحريك الجبهة وتنحية الحصاة في الخبر إما لعدم الاستقرار أولعدم الاكتفاء بأقل من الدرهم كماقيل أولتحقق المستحب من إيصال الدرهم فما زاد وبالجملة لايمكن الاستدلال به علي وجوب الدرهم

4- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ إِذَا سَجَدَت يَقَعُ بَعضُ جَبهَتِهَا عَلَي الأَرضِ وَ بَعضُهَا يُغَطّيهِ الشّعرُ هَل يَجُوزُ قَالَ لَا حَتّي تَضَعَ جَبهَتَهَا عَلَي الأَرضِ

بيان المشهور بين الأصحاب إجزاء إيصال جزء من الجبهة إلي مايصح السجود عليه وذهب الصدوق و ابن إدريس والشهيد في الذكري إلي وجوب مقدار الدرهم وظاهر ابن الجنيد وجوب وضع كل الجبهة علي الأرض فإنه قيد إجزاء مقدار الدرهم بما إذا كان بالجبهة علة و هذاالخبر يؤيده والأقوي حمله علي الاستحباب لمعارضة الأخبار الكثيرة المعتبرة الدالة علي إجزاء المسمي قال في الذكري يستحب للمرأة أن ترفع شعرها عن جبهتها و إن كان يصيب الأرض بعضها لزيادة التمكن لرواية علي بن جعفر والظاهر أنه علي الكراهة و قال


صفحه : 131

ابن الجنيد لايستحب للمرأة أن تطول قصتها حتي يستر شعرها بعض جبهتها عن الأرض أو ماتسجد عليه

5- الكاَفيِ‌، فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عُبَيدَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وَ هُوَ سَاجِدٌ أَسأَلُكَ بِحَقّ حَبِيبِكَ مُحَمّدٍص إِلّا بَدّلتَ سيَئّاَتيِ‌ حَسَنَاتٍ وَ حاَسبَتنَيِ‌ حِسَاباً يَسِيراً ثُمّ قَالَ فِي الثّانِيَةِ أَسأَلُكَ بِحَقّ حَبِيبِكَ مُحَمّدٍ إِلّا كفَيَتنَيِ‌ مَئُونَةَ الدّنيَا وَ كُلّ هَولٍ دُونَ الجَنّةِ وَ قَالَ فِي الثّالِثَةِ أَسأَلُكَ بِحَقّ حَبِيبِكَ مُحَمّدٍ لَمّا غَفَرتَ لِيَ الكَثِيرَ مِنَ الذّنُوبِ وَ القَلِيلَ وَ قَبِلتَ منِيّ‌ عمَلَيِ‌َ اليَسِيرَ ثُمّ قَالَ فِي الرّابِعَةِ أَسأَلُكَ بِحَقّ حَبِيبِكَ مُحَمّدٍ لَمّا أدَخلَتنَيِ‌ الجَنّةَ وَ جعَلَتنَيِ‌ مِن سُكّانِهَا وَ لَمّا نجَيّتنَيِ‌ مِن سَفَعَاتِ النّارِ بِرَحمَتِكَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ

وَ مِنهُ بِسَنَدٍ قَرِيبٍ مِنَ الصّحِيحِ عَن جَمِيلٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَيّ شَيءٍ تَقُولُ إِذَا سَجَدتَ قُلتُ علَمّنيِ‌ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا أَقُولُ قَالَ قُل يَا رَبّ الأَربَابِ وَ يَا مَلِكَ المُلُوكِ وَ يَا سَيّدَ السّادَاتِ وَ يَا جَبّارَ الجَبَابِرَةِ وَ يَا إِلَهَ الآلِهَةِ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ افعَل بيِ‌ كَذَا وَ كَذَا ثُمّ قُل فإَنِيّ‌ عَبدُكَ ناَصيِتَيِ‌ فِي قَبضَتِكَ ثُمّ ادعُ بِمَا شِئتَ وَ اسأَلهُ فَإِنّهُ جَوَادٌ وَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيءٌ

6- كِتَابُ عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ، عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَرفَعُ مَوضِعَ جَبهَتِهِ فِي المَسجِدِ فَقَالَ إنِيّ‌ أُحِبّ أَن أَضَعَ وجَهيِ‌ فِي مِثلِ قدَمَيِ‌ وَ أَكرَهُ أَن يَضَعَهُ الرّجُلُ عَلَي مُرتَفِعٍ

وَ مِنهُ عَن سَعِيدِ بنِ يَسَارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَدعُو وَ أَنَا رَاكِعٌ أَو سَاجِدٌ قَالَ فَقَالَ نَعَم ادعُ وَ أَنتَ سَاجِدٌ فَإِنّ أَقرَبَ مَا يَكُونُ العَبدُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ


صفحه : 132

سَاجِدٌ ادعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لِدُنيَاكَ وَ آخِرَتِكَ

7- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ سَهلٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِي حَكِيمٍ الزّاهِدِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الرّاهِبِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَا ابنَ عَمّ خَيرِ خَلقِ اللّهِ مَا مَعنَي السّجدَةِ الأُولَي فَقَالَ تَأوِيلُهُ أللّهُمّ إِنّكَ مِنهَا خلَقَتنَيِ‌ يعَنيِ‌ مِنَ الأَرضِ وَ رَفعُ رَأسِكَ وَ مِنهَا أَخرَجتَنَا وَ السّجدَةُ الثّانِيَةُ وَ إِلَيهَا تُعِيدُنَا وَ رَفعُ رَأسِكَ مِنَ الثّانِيَةِ وَ مِنهَا تُخرِجُنَا تَارَةً أُخرَي قَالَ الرّجُلُ مَا مَعنَي رَفعِ رِجلِكَ اليُمنَي وَ طَرحِكَ اليُسرَي فِي التّشَهّدِ قَالَ تَأوِيلُهُ أللّهُمّ أَمِتِ البَاطِلَ وَ أَقِمِ الحَقّ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُم فَليُبَاشِر بِكَفّيهِ الأَرضَ لَعَلّ اللّهَ يَصرِفُ عَنهُ الغُلّ يَومَ القِيَامَةِ

ثواب الأعمال ، عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي‌ مثله بيان المراد بالأرض التراب والحجر وغيرهما من وجه الأرض أوالتراب فقط أو مايصح عليه السجود تغليبا أوالأعم منه أيضا بأن يكون المراد الاعتماد عليهما و لايخفي بعد ماعدا الأول

8-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ الرّجُلُ يَكُونُ فِي السّفَرِ فَيُقطَعُ عَلَيهِ الطّرِيقُ فَيَبقَي عُريَاناً فِي سَرَاوِيلَ وَ لَا يَجِدُ مَا يَسجُدُ عَلَيهِ وَ يَخَافُ إِن سَجَدَ عَلَي الرّمضَاءِ احتَرَقَت وَجهُهُ


صفحه : 133

قَالَ يَسجُدُ عَلَي ظَهرِ كَفّهِ فَإِنّهَا أَحَدُ المَسَاجِدِ

بيان لعل التعليل لتخصيص السجدة بكونها علي ظهر الكف لأن بطنها إلي المساجد فإذاسجد علي بطنها فات إيصال البطن إلي الأرض وقيل تعليل للسجود علي الكف بمناسبة أنها أحد المساجد وقيل المراد أن كفك أحد مساجدك علي الأرض فإذاوضعت جبهتك عليها صارت موضوعة علي الأرض بتوسطها ويحتمل أن يكون المراد أنها أحد الأشياء التي‌ جوز الشارع السجود عليها في حال الضرورة

9- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، وَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً قَالَ المَسَاجِدُ السّبعَةُ التّيِ‌ يَسجُدُ عَلَيهَا الكَفّانِ وَ الرّكبَتَانِ وَ الإِبهَامَانِ وَ الجَبهَةُ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّبّاحِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع رَجُلٌ بَينَ عَينَيهِ قَرحَةٌ لَا يَستَطِيعُ أَن يَسجُدَ عَلَيهَا قَالَ يَسجُدُ مَا بَينَ طَرَفِ شَعرِهِ فَإِن لَم يَقدِر سَجَدَ عَلَي حَاجِبِهِ الأَيمَنِ فَإِن لَم يَقدِر فَعَلَي حَاجِبِهِ الأَيسَرِ فَإِن لَم يَقدِر فَعَلَي ذَقَنِهِ قُلتُ عَلَي ذَقَنِهِ قَالَ نَعَم أَ مَا تَقرَأُ كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجّداً

تنقيح المشهور بين الأصحاب أنه إن كان بجبهته دمل أوجراح حفر له حفيرة ليقع السليم علي الأرض فإن تعذر سجد علي إحدي الجبينين وذهب الصدوق ووالده إلي وجوب تقديم الأيمن فإن تعذر فعلي ذقنه و قال الشيخ في المبسوط إن كان هناك دمل أوجراح و لم يتمكن من السجود عليه سجد علي أحد جانبيه فإن لم يتمكن من السجود عليه سجد علي ذقنه و إن جعل لموضع الدمل حفرة يجعله فيها كان جائزا وقدم ابن حمزة السجود علي أحد الجانبين علي الحفرة والأشهر


صفحه : 134

أقوي لهذا الخبر و إن لم يتعرضوا له وَ لِمَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن مُصَادِفٍ قَالَ خَرَجَ بيِ‌ دُمّلٌ وَ كُنتُ أَسجُدُ عَلَي جَانِبٍ فَرَأَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَثَرَهُ فَقَالَ لِي مَا هَذَا فَقُلتُ لَا أَستَطِيعُ أَن أَسجُدَ مِن أَجلِ الدّمّلِ فَإِنّمَا أَسجُدُ مُنحَرِفاً فَقَالَ لِي لَا تَفعَل ذَلِكَ احفِر حُفَيرَةً وَ اجعَلِ الدّمّلَ فِي الحُفَيرَةِ حَتّي تَقَعَ جَبهَتُكَ عَلَي الأَرضِ

وهل يجب كشف الذقن من اللحية عندالسجود عليه قال الشهيد الثاني‌ نعم استنادا إلي أن اللحية ليست من الذقن فيجب كشفه مع الإمكان وقيل لايجب لإطلاق الخبر ولعله أقرب

10- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ يَسجُدُ ابنُ آدَمَ عَلَي سَبعَةِ أَعظُمٍ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ رُكبَتَيهِ وَ جَبهَتِهِ

وَ مِنهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَسجُدُ ثُمّ لَا يَرفَعُ يَدَيهِ مِنَ الأَرضِ حَتّي يَسجُدَ الثّانِيَةَ هَل يَصلُحُ لَهُ ذَلِكَ قَالَ ذَلِكَ نَقصٌ فِي الصّلَاةِ

بيان ذلك نقص في الصلاة في أكثر النسخ بالصاد المهملة و في بعضها بالمعجمة فعلي الأول ظاهره الجواز و لاخلاف بين الأصحاب في وجوب الجلوس والطمأنينة بين السجدتين نقل الإجماع عليه جماعة

11- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ السّجُودُ عَلَي سَبعَةِ أَعظُمٍ الجَبهَةِ وَ الكَفّينِ وَ الرّكبَتَينِ وَ الإِبهَامَينِ وَ تُرغِمُ بِأَنفِكَ أَمّا المُفتَرَضُ فَهَذِهِ السّبعَةُ وَ أَمّا الإِرغَامُ فَسُنّةٌ


صفحه : 135

12- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ الخِصَالُ، فِي بَعضِ أَخبَارِ المنَاَهيِ‌ عَنِ النّبِيّص أَنّ اللّهَ كَرِهَ النّفخَ فِي الصّلَاةِ

13- الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ هَيثَمٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُصعَبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يُكرَهُ النّفخُ فِي الرّقَي وَ الطّعَامِ وَ مَوضِعِ السّجُودِ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَنفُخِ الرّجُلُ فِي مَوضِعِ سُجُودِهِ وَ لَا يَنفُخ فِي طَعَامِهِ وَ لَا فِي شَرَابِهِ وَ لَا فِي تَعوِيذِهِ

14- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن لَيثٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع الرّجُلُ يصُلَيّ‌ فَيَنفُخُ فِي مَوضِعِ جَبهَتِهِ قَالَ لَيسَ بِهِ بَأسٌ إِنّمَا يُكرَهُ ذَلِكَ أَن يؤُذيِ‌َ مَن إِلَي جَانِبِهِ

بيان حمل هذا علي الجواز و مامر علي الكراهة ويمكن تقييد الأخبار السابقة بهذا الخبر كمافعله الشيخ في الإستبصار ويمكن حمل هذاالخبر علي قبل الصلاة والأخبار المطلقة علي حال الصلاة كمايدل عليه خبر المناهي‌ فالمراد بقوله يصلي‌ يريد الصلاة لكن يأبي عنه بعض الأخبار المصرحة بجوازه في الصلاة ما لم يؤذ أحدا ويمكن القول بالكراهة مطلقا وتكون مع الإيذاء أشد

15-المَحَاسِنُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن أَبِي أُسَامَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُعَلَيكُم بِتَقوَي اللّهِ وَ الوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ وَ صِدقِ الحَدِيثِ


صفحه : 136

وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ وَ حُسنِ الجِوَارِ وَ كُونُوا دُعَاةً إِلَي أَنفُسِكُم بِغَيرِ أَلسِنَتِكُم وَ كُونُوا زَيناً وَ لَا تَكُونُوا شَيناً وَ عَلَيكُم بِطُولِ السّجُودِ وَ الرّكُوعِ فَإِنّ أَحَدَكُم إِذَا أَطَالَ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ يَهتِفُ إِبلِيسُ مِن خَلفِهِ وَ قَالَ يَا وَيلَتَاهُ أَطَاعُوا وَ عَصَيتُ وَ سَجَدُوا وَ أَبَيتُ

16- مِصبَاحُ الشّرِيعَةِ، قَالَ الصّادِقُ ع مَا خَسِرَ وَ اللّهِ مَن أَتَي بِحَقِيقَةِ السّجُودِ وَ لَو كَانَ فِي العُمُرِ مَرّةً وَاحِدَةً وَ مَا أَفلَحَ مَن خَلَا بِرَبّهِ فِي مِثلِ ذَلِكَ الحَالِ شَبِيهاً بِمُخَادِعٍ لِنَفسِهِ غَافِلٍ لَاهٍ عَمّا أَعَدّ اللّهُ لِلسّاجِدِينَ مِن أُنسِ العَاجِلِ وَ رَاحَةِ الآجِلِ وَ لَا بَعُدَ أَبَداً عَنِ اللّهِ مَن أَحسَنَ تَقَرّبَهُ فِي السّجُودِ وَ لَا قَرُبَ إِلَيهِ أَبَداً مَن أَسَاءَ أَدَبَهُ وَ ضَيّعَ حُرمَتَهُ بِتَعلِيقِ قَلبِهِ بِسِوَاهُ فِي حَالِ سُجُودِهِ فَاسجُد سُجُودَ مُتَوَاضِعٍ ذَلِيلٍ عَلِمَ أَنّهُ خُلِقَ مِن تُرَابٍ يَطَؤُهُ الخَلقُ وَ أَنّهُ رُكّبَ مِن نُطفَةٍ يَستَقذِرُهَا كُلّ أَحَدٍ وَ كُوّنَ وَ لَم يَكُن وَ قَد جَعَلَ اللّهُ مَعنَي السّجُودِ سَبَبَ التّقَرّبِ إِلَيهِ بِالقَلبِ وَ السّرّ وَ الرّوحِ فَمَن قَرُبَ مِنهُ بَعُدَ مِن غَيرِهِ أَ لَا يُرَي فِي الظّاهِرِ أَنّهُ لَا يسَتوَيِ‌ حَالُ السّجُودِ إِلّا باِلتوّاَريِ‌ عَن جَمِيعِ الأَشيَاءِ وَ الِاحتِجَابِ عَن كُلّ مَا تَرَاهُ العُيُونُ كَذَلِكَ أَرَادَ اللّهُ تَعَالَي أَمرَ البَاطِنِ فَمَن كَانَ قَلبُهُ مُتَعَلّقاً فِي صَلَاتِهِ بشِيَ‌ءٍ دُونَ اللّهِ فَهُوَ قَرِيبٌ مِن ذَلِكَ الشيّ‌ءِ بَعِيدٌ مِن حَقِيقَةِ مَا أَرَادَ اللّهُ مِنهُ فِي صَلَاتِهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ فِي جَوفِهِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَا أَطّلِعُ عَلَي قَلبِ عَبدٍ فَأَعلَمَ مِنهُ حُبّ الإِخلَاصِ لطِاَعتَيِ‌ لوِجَهيِ‌ وَ ابتِغَاءِ مرَضاَتيِ‌ إِلّا تَوَلّيتُ تَقوِيمَهُ وَ سِيَاسَتَهُ وَ مَنِ اشتَغَلَ فِي صَلَاتِهِ بغِيَريِ‌ فَهُوَ مِنَ المُستَهزِءِينَ بِنَفسِهِ وَ مَكتُوبٌ اسمُهُ فِي دِيوَانِ الخَاسِرِينَ

17-فَلَاحُ السّائِلِ،تَقُولُ فِي السّجُودِ مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ ره عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن


صفحه : 137

أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ فِيهِ زِيَادَةٌ بِرِوَايَةٍ أُخرَي أللّهُمّ لَكَ سَجَدتُ وَ بِكَ آمَنتُ وَ لَكَ أَسلَمتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ وَ أَنتَ ربَيّ‌ سَجَدَ لَكَ سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ شعَريِ‌ وَ عصَبَيِ‌ وَ عظِاَميِ‌ سَجَدَ وجَهيِ‌َ الباَليِ‌ الفاَنيِ‌ للِذّيِ‌ خَلَقَهَ وَ صَوّرَهُ وَ شَقّ سَمعَهُ وَ بَصَرَهُ تَبَارَكَ اللّهُ أَحسَنُ الخَالِقِينَ

وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِذَا قَامَ إِلَي الصّلَاةِ تَغَيّرَ لَونُهُ فَإِذَا سَجَدَ لَم يَرفَع رَأسَهُ حَتّي يَرفَضّ عَرَقاً ثُمّ يَرفَعُ رَأسَهُ مِنَ السّجدَةِ الأُولَي وَ يَقُولُ أللّهُمّ اعفُ عنَيّ‌ وَ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ اجبرُنيِ‌ وَ اهدنِيِ‌إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ

بيان ماذكره من دعاء السجود موافق لما في مصباح الشيخ و فيه وجهي‌ الفاني‌ البالي‌ وكذا ذكره الشهيد في النفلية وَ فِي الكاَفيِ‌ وَ التّهذِيبِ وَ أَنتَ ربَيّ‌ سَجَدَ وجَهيِ‌ للِذّيِ‌ خَلَقَهُ وَ شَقّ سَمعَهُ وَ بَصَرَهُوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَتَبَارَكَاللّهُ أَحسَنُ الخالِقِينَ

رَوَيَاهُ فِي الحَسَنِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ قَالَ فَإِذَا رَفَعتَ رَأسَكَ فَقُل بَينَ السّجدَتَينِ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ اجبرُنيِ‌ وَ ادفَع عنَيّ‌إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌتَبارَكَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَ

. و في الذكري ذكر دعاء السجود كما في الكافي‌ ثم قال و إن قال خلقه وصوره كان حسنا ثم قال في الدعاء بين السجدتين

روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ كَانَ يَقُولُ بَينَهُمَا أللّهُمّ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ اجبرُنيِ‌ وَ عاَفنِيِ‌إنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌتَبارَكَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَ

وأسقط ابن جنيد تبارك الله إلي آخرها وزاد سمعت وأطعت غُفرانَكَ رَبّنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ

18-جَامِعُ البزَنَطيِ‌ّ،نَقلًا مِن خَطّ بَعضِ الأَفَاضِلِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِذَا سَجَدتَ فَلَا تَبسُط ذِرَاعَيكَ كَمَا يَبسُطُ السّبُعُ ذِرَاعَيهِ وَ لَكِنِ


صفحه : 138

اجنَح بِهِمَا فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَجنَحُ بِهِمَا حَتّي يُرَي بَيَاضُ إِبطَيهِ

19- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَسجُدُ فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَي نَعلِهِ هَل يَصلُحُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ

20- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِ مَا سَجَدتَ بِهِ مِن جَوَارِحِكَ لِلّهِ تَعَالَيفَلا تَدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً

21- مَجمَعُ البَيَانِ،روُيِ‌َ أَنّ المُعتَصِمَ سَأَلَ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع عَن قَولِهِ تَعَالَيوَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِ فَقَالَ هيِ‌َ الأَعضَاءُ السّبعَةُ التّيِ‌ يُسجَدُ عَلَيهَا

22- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا تَصَوّبتَ لِلسّجُودِ فَقَدّم يَدَيكَ إِلَي الأَرضِ قَبلَ رُكبَتَيكَ بشِيَ‌ءٍ

وَ عَنهُ ع قَالَ إِذَا سَجَدتَ فَلتَكُن كَفّاكَ عَلَي الأَرضِ مَبسُوطَتَينِ وَ أَطرَافُ أَصَابِعِكَ حِذَاءَ أُذُنَيكَ نَحوَ مَا تَكُونُ إِذَا رَفَعتَهُمَا بِالتّكبِيرِ وَ اجنَح بِمِرفَقَيكَ وَ لَا تَفتَرِش ذِرَاعَيكَ وَ أَمكِن جَبهَتَكَ وَ أَنفَكَ مِنَ الأَرضِ وَ أَخرِج يَدَيكَ مِن كُمّيكَ وَ بَاشِر بِهِمَا الأَرضَ أَو مَا تصُلَيّ‌ عَلَيهِ وَ لَا تَسجُد عَلَي كَورِ العِمَامَةِ حَسَرَ عَن جَبهَتِكَ وَ أَقَلّ مَا يجُزيِ‌ أَن يُصِيبَ الأَرضَ عَن جَبهَتِكَ قَدرُ دِرهَمٍ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ وَ قُل فِي السّجُودِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي ثَلَاثَ مَرّاتٍ

وَ مِمّا رُوّينَا عَنهُم ع فِيمَن صَلّي لِنَفسِهِ أَن يَقُولَ فِي سُجُودِهِ أللّهُمّ لَكَ


صفحه : 139

سَجَدتُ وَ بِكَ آمَنتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ وَ أَنتَ ربَيّ‌ وَ إلِهَيِ‌ سَجَدَ وجَهيِ‌ للِذّيِ‌ خَلَقَهُ وَ شَقّ سَمعَهُ وَ بَصَرَهُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ يَقُولُ بَينَ السّجدَتَينِ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ اجبرُنيِ‌ وَ ارفعَنيِ‌

بيان إخراج اليد عن الكم وإيصالها الأرض علي الاستحباب كماذكر الأصحاب وعدم السجود علي كور العمامة لكونها من الثياب ومنع الشيخ من السجود علي ما هوحامل له ككور العمامة وطرف الرداء قال في الذكري فإن قصد لكونه من جنس ما لايسجد عليه فمرحبا بالوفاق و إن جعل المانع نفس الحمل كما هومذهب بعض العامة طولب بدليل المنع

23- الهِدَايَةُ، السّجُودُ عَلَي سَبعَةِ أَعظَمٍ عَلَي الجَبهَةِ وَ الكَفّينِ وَ الرّكبَتَينِ وَ الإِبهَامَينِ وَ الإِرغَامُ بِالأَنفِ سُنّةٌ مَن تَرَكَهَا لَم تَكُن لَهُ صَلَاةٌ

24- العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَن مَعنَي السّجُودِ فَقَالَ مَعنَاهُ مِنهَا خلَقَتنَيِ‌ يعَنيِ‌ مِنَ التّرَابِ وَ رَفعُ رَأسِكَ مِنَ السّجُودِ مَعنَاهُ مِنهَا أخَرجَتنَيِ‌ وَ السّجدَةُ الثّانِيَةُ وَ إِلَيهَا تعُيِدنُيِ‌ وَ رَفعُ رَأسِكَ مِنَ السّجدَةِ الثّانِيَةِ وَ مِنهَا تخُرجِنُيِ‌ تَارَةً أُخرَي وَ مَعنَي قَولِهِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي فَسُبحَانَ أَنَفَةٌ لِلّهِ وَ ربَيّ‌ خاَلقِيِ‌ وَ الأَعلَي أَي عَلَا وَ ارتَفَعَ فِي سَمَاوَاتِهِ حَتّي صَارَ العِبَادُ كُلّهُم دُونَهُ وَ قَهَرَهُم بِعِزّتِهِ وَ مِن عِندِهِ التّدبِيرُ وَ إِلَيهِ تَعرُجُ المَعَارِجُ وَ قَالُوا أَيضاً فِي عِلّةِ السّجُودِ مَرّتَينِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ رَأَي عَظَمَةَ رَبّهِ سَجَدَ فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ رَأَي مِن عَظَمَتِهِ مَا رَأَي فَسَجَدَ أَيضاً فَصَارَ سَجدَتَينِ

25-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الفَضلِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمّارٍ القَطّانِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ العبَديِ‌ّ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَدَخَلتُ مَسجِدَ الكُوفَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ عِندَ الأُسطُوَانَةِ السّابِعَةِ


صفحه : 140

قَائِماً يصُلَيّ‌ وَ يُحسِنُ رُكُوعَهُ وَ سُجُودَهُ فَجِئتُ لِأَنظُرَ إِلَيهِ فسَبَقَنَيِ‌ إِلَي السّجُودِ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ أللّهُمّ إِن كُنتُ قَد عَصَيتُكَ فَقَد أَطَعتُكَ فِي أَحَبّ الأَشيَاءِ إِلَيكَ وَ هُوَ الإِيمَانُ بِكَ مَنّاً مِنكَ بِهِ عَلَيّ لَا مَنّ بِهِ منِيّ‌ عَلَيكَ وَ لَم أَعصِكَ فِي أَبغَضِ الأَشيَاءِ إِلَيكَ لَم أَدعُ لَكَ وَلَداً وَ لَم أَتّخِذ لَكَ شَرِيكاً مَنّاً مِنكَ عَلَيّ لَا مَنّ منِيّ‌ عَلَيكَ وَ عَصَيتُكَ فِي أَشيَاءَ عَلَي غَيرِ مُكَاشَرَةٍ منِيّ‌ وَ لَا مُكَابَرَةٍ وَ لَا استِكبَارٍ عَن عِبَادَتِكَ وَ لَا جُحُودٍ لِرُبُوبِيّتِكَ وَ لَكِنِ اتّبَعتُ هوَاَي‌َ وَ أضَلَنّيِ‌ الشّيطَانُ بَعدَ الحُجّةِ وَ البَيَانِ فَإِن تعُذَبّنيِ‌ فبَذِنَبيِ‌ غَيرَ ظَالِمٍ لِي وَ إِن ترَحمَنيِ‌ فَبِجُودِكَ وَ رَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ ثُمّ انفَتَلَ وَ خَرَجَ مِن بَابِ كِندَةَ فَتَبِعتُهُ حَتّي أَتَي مُنَاخَ الكَلبِيّينَ فَمَرّ بِأَسوَدَ فَأَمَرَهُ بشِيَ‌ءٍ لَم أَفهَمهُ فَقُلتُ مَن هَذَا فَقَالَ هَذَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَقُلتُ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ مَا أَقدَمَكَ هَذَا المَوضِعَ فَقَالَ ألّذِي رَأَيتَ

26- المُقنِعَةُ، ثُمّ يَرفَعُ رَأسَهُ مِنَ السّجدَةِ الأُولَي وَ يَقُولُ وَ هُوَ جَالِسٌ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ ادفَع عنَيّ‌ وَ اجبرُنيِ‌ إنِيّ‌ لِمَا أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ

27- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ قَالَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع إِذَا سَجَدَ بَسَطَ يَدَيهِ عَلَي الأَرضِ بِحِذَاءِ وَجهِهِ وَ فَرّجَ بَينَ أَصَابِعِ يَدَيهِ وَ يَقُولُ إِنّهُمَا يَسجُدَانِ كَمَا يَسجُدُ الوَجهُ

بيان تفريج الأصابع خلاف المشهور وسائر الأخبار من استحباب ضم الأصابع بل ادعي عليه في المنتهي الإجماع و قال ابن الجنيد يفرق الإبهام عنها فيمكن حمل الخبر علي بيان الجواز أوالعذر أو علي خصوص الإبهام علي مختار ابن الجنيد و إن كان بعيدا


صفحه : 141

دقيقة

اعلم أن المشهور بين الأصحاب أن السجدتين معا ركن و أماإحداهما فليست ركنا وهاهنا خلاف في موضعين أحدهما أن الإخلال بالسجدتين معا مبطل في الأخيرتين كالأوليين أم لا واختار الشيخ الثاني‌ خلافا للمشهور كماسيأتي‌ الثاني‌ أن الإخلال بالسجدة الواحدة سهوا هل هومبطل أم لا و علي الأخير معظم الأصحاب و قال في الذكري بل هوإجماع وكلام ابن أبي عقيل يومئ إلي الأول لصدق الإخلال بالركن إذ الماهية المركبة تفوت بفوات جزء منها. ويرد علي المشهور أن الركن إن كان مسمي السجود يلزم بطلان الصلاة بالسجدتين والثلاث عمدا وسهوا و إن كان السجدتين يلزم بطلان الصلاة بترك واحدة منهما سهوا وأجيب عنه بوجوه مدخولة أوردوها في كتبهم و لافائدة في إيرادها. وربما يتوهم اندفاع الشبهة بما يومئ إليه خبر المعراج بأن الأولي كانت بأمره تعالي والثانية أتي بهاالرسول ص من قبل نفسه فتكون الأولي فريضة وركنا والثانية سنة بالمعني المقابل للفريضة و غيرركن .


صفحه : 142

ويرد عليه بعدتسليم دلالة خبر المعراج عليه أنه لاينفع في دفع الفساد بل يزيده إذ لايعقل حينئذ زيادة الركن أصلا لأن السجدة الأولي لاتتكرر إلابأن يفرض أنه سها عن الأولي وسجد أخري بقصد الأولي فيلزم زيادة الركن بسجدتين أيضا مع أنه يلزم أنه إذاسجد ألف سجدة بغير هذاالوجه لم يكن زاد ركنا علي أنه لواعتبرت النية في ذلك يلزم بطلان صلاة من ظن أنه سجد الأولي ثم سجد بنية الأخيرة فظهر له بعدالصلاة ترك الأولي و لم يقل به أحد. وقيل في دفعه وجه آخر أيضا و هو أن الركن هوأحد الأمرين من إحداهما وكلتيهما ويرد عليه أنه إذاسجد ثلاث سجدات سهوا يلزم بطلان صلاته حينئذ. و قال بعض الأفاضل ممن قرب عصرنا يدفع الإشكال بأن يقال الركن المفهوم المردد بين السجدة الواحدة بشرط لا والسجدتين بشرط لا وثلاث سجدات بشرط لاإذ ترك الركن حينئذ إنما يكون بعدم تحقق السجدة مطلقا و إذاسجد أربع سجدات أوأكثر لم يتحقق الركن أيضا ويرد عليه أنه لاخلاف في أن بطلان الصلاة فيما إذاأتي بأربع أوأكثر إنما هولزيادة الركن لالتركه ويلزم علي هذاالوجه أن يكون البطلان لترك الركن وعدم تحققه لالزيادته . ويخطر بالبال وجه آخر لدفع الإشكال علي سياق هذاالوجه لكنه أخصر وأفيد و هو أن يكون الركن المفهوم المردد بين سجدة واحدة بشرط لا وسجدتين لابشرط شيء فإذاأتي بواحدة سهوا فقد أتي بفرد من الركن وكذا إذاأتي بهما و لاينتفي‌ الركن إلابانتفاء الفردين بأن لايسجد أصلا و إذاسجد ثلاث سجدات لم يأت إلابفرد واحد و هوالاثنان لابشرط شيء و أماالواحدة الزائدة فليست فردا له لكونها مع أخري و ما هوفرد له علي هذاالوجه هوبشرط أن لا يكون معها شيء و إذاأتي


صفحه : 143

بأربع فما زاد أتي بفردين من الاثنتين . و هذاوجه متين لم أر أحدا سبقني‌ إليه و مع ذلك لايخلو من تكلف . والأظهر في الجواب أن يقال غرض المعترض إما إيراد الإشكال علي الأحاديث الواردة في هذاالباب أو علي كلام الأصحاب والأول لاوجه له لخلو الروايات عن ذكر الركن ومعناه و عن هذه القواعد الكلية بل إنما ورد حكم كل من الأركان بخصوصه وورد حكم السجود هكذا فلاإشكال يرد عليها و أماالثاني‌ فغير وارد عليه أيضا لتصريحهم بحكم السجود فهو مخصص للقاعدة الكلية كماخصصت تلك القاعدة بغيره مما ذكر في كلامهم وفصل في زبرهم وأمثال تلك المناقشات بعدظهور المرام لاطائل تحتها كما لايخفي علي ذوي‌ النهي


صفحه : 144

باب 82- مايصح السجود عليه وفضل السجود علي طين القبر المقدس

1-قُربُ الإِسنَادِ، وَ كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِمَا عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يُجزِيهِ أَن يَضَعَ الحَصِيرَ أَوِ البُورِيَاءَ عَلَي


صفحه : 145

الفِرَاشِ وَ غَيرِهِ مِنَ المَتَاعِ ثُمّ يصُلَيّ‌َ عَلَيهِ قَالَ إِن كَانَ يُضطَرّ إِلَي ذَلِكَ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يُجزِيهِ أَن يَقُومَ إِلَي الصّلَاةِ عَلَي فِرَاشِهِ فَيَضَعَ عَلَي الفِرَاشِ مِروَحَةً أَو عُوداً ثُمّ يَسجُدَ عَلَيهِ قَالَ إِن كَانَ مَرِيضاً فَليَضَع مِروَحَةً وَ أَمّا العُودُ فَلَا يَصلُحُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ أَن يَقُومَ فِي الصّلَاةِ عَلَي القَتّ وَ التّبنِ وَ الشّعِيرِ وَ أَشبَاهِهِ وَ يَضَعَ مِروَحَةً وَ يَسجُدَ عَلَيهَا قَالَ لَا يَصلُحُ لَهُ إِلّا أَن يَكُونَ مُضطَرّاً وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُؤذِيهِ حَرّ الأَرضِ فِي الصّلَاةِ وَ لَا يَقدِرُ عَلَي السّجُودِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَضَعَ ثَوبَهُ إِذَا كَانَ قُطناً أَو كَتّاناً قَالَ إِذَا كَانَ مُضطَرّاً فَليَفعَل وَ سَأَلتُهُ عَنِ الطّينِ يُطرَحُ فِيهِ التّبنُ حَتّي يُطَيّنَ بِهِ المَسجِدُ أَوِ البَيتُ أَ يُصَلّي فِيهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ البوَاَريِ‌ّ يُبَلّ قَصَبُهَا بِمَاءٍ قَذِرٍ أَ يَصلُحُ الصّلَاةُ عَلَيهَا إِذَا يَبِسَت قَالَ


صفحه : 146

ع لَا بَأسَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ القَعدَةِ وَ القِيَامِ عَلَي جُلُودِ السّبَاعِ وَ رُكُوبِهَا وَ بَيعِهَا أَ يَصلُحُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ مَا لَم يَسجُد عَلَيهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَسجُدُ فَتَحُولُ عِمَامَتُهُ وَ قَلَنسُوَتُهُ بَينَ جَبهَتِهِ وَ بَينَ الأَرضِ قَالَ لَا يَصلُحُ حَتّي يَضَعَ جَبهَتَهُ عَلَي الأَرضِ وَ سَأَلتُهُ عَن فِرَاشِ حَرِيرٍ وَ مُصَلّي حَرِيرٍ وَ مِثلِهِ مِنَ الدّيبَاجِ هَل يَصلُحُ لِلرّجُلِ النّومُ عَلَيهِ وَ التّكَأَةُ وَ الصّلَاةُ عَلَيهِ قَالَ يَفرُشُهُ وَ يَقُومُ عَلَيهِ وَ لَا يَسجُدُ عَلَيهِ

توضيح تقييد الجواز في جواب السؤال الأول والثاني‌ والثالث بالاضطرار والمرض لعدم الاستقرار التام و أماالعود فالظاهر أنه لاخلاف في جواز السجود عليه و في صحيحة زرارة فاسجد علي المروحة و علي سواك و علي عود والنهي‌ لعله محمول علي الكراهة كما هوالظاهر لعدم إيصال قدر الدرهم أو علي الحرمة بناء علي لزوم هذاالمقدار أو علي عود لم يتحقق معه استقرار الجبهة. ثم اعلم أنه أجمع الأصحاب علي أنه لايجوز السجود علي ما ليس من الأرض و لانباتها ودلت عليه الأخبار المستفيضة ونقلوا الإجماع أيضا علي عدم جواز السجود علي مايؤكل أويلبس عادة إلاالقطن والكتان فإنه نقل عن المرتضي في بعض رسالته تجويز الصلاة عليهما علي كراهية واستحسنه في المعتبر والمشهور عدم الجواز و هوأقوي وأحوط والأخبار الدالة علي الجواز محمولة علي التقية أوالضرورة ويمكن حمل بعضها علي ماقبل النسج والغزل و قدجوز العلامة في النهاية السجود عليهما قبلهما والأحوط ترك ذلك أيضا كما هوالمشهور.


صفحه : 147

و أماالبواري‌ المبلولة بالماء القذر فالمراد بالقذر إما غيرالنجس أومحمول علي ما إذاجففتها الشمس وظاهره عدم اشتراط طهارة موضع الجبهة و قدمر الكلام فيه

2- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبّاسٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ‌ عَمّا يَجُوزُ السّجُودُ عَلَيهِ وَ عَمّا لَا يَجُوزُ قَالَ السّجُودُ لَا يَجُوزُ إِلّا عَلَي الأَرضِ أَو مَا أَنبَتَتِ الأَرضُ إِلّا مَا أُكِلَ أَو لُبِسَ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا العِلّةُ فِي ذَلِكَ قَالَ لِأَنّ السّجُودَ هُوَ الخُضُوعُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَلَا ينَبغَيِ‌ أَن يَكُونَ عَلَي مَا يُؤكَلُ وَ يُلبَسُ لِأَنّ أَبنَاءَ الدّنيَا عَبِيدُ مَا يَأكُلُونَ وَ يَلبَسُونَ وَ السّاجِدُ فِي سُجُودِهِ فِي عِبَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَلَا ينَبغَيِ‌ أَن يَضَعَ جَبهَتَهُ فِي سُجُودِهِ عَلَي مَعبُودِ أَبنَاءِ الدّنيَا الّذِينَ اغتَرّوا بِغُرُورِهَا وَ السّجُودُ عَلَي الأَرضِ أَفضَلُ لِأَنّهُ أَبلَغُ فِي التّوَاضُعِ وَ الخُضُوعِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ السيّاّريِ‌ّ أَنّ بَعضَ أَهلِ المَدَائِنِ كَتَبَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الماَضيِ‌ ع يَسأَلُهُ عَنِ الصّلَاةِ عَلَي الزّجَاجِ قَالَ فَلَمّا نَفَذَ كتِاَبيِ‌ إِلَيهِ فَكّرتُ فَقُلتُ هُوَ مِمّا أَنبَتَتِ الأَرضُ وَ مَا كَانَ لِي أَن أَسأَلَ عَنهُ قَالَ فَكَتَبَ لَا تُصَلّ عَلَي الزّجَاجِ فَإِن حَدّثَتكَ نَفسُكَ أَنّهُ مِمّا أَنبَتَتِ الأَرضُ فَإِنّهُ مِمّا أَنبَتَتِ الأَرضُ وَ لَكِنّهُ مِنَ الرّملِ وَ المِلحِ وَ هُمَا مَمسُوخَانِ

قال الصدوق رحمه الله ليس كل رمل ممسوخا و لا كل ملح ولكن الرمل والملح ألذي يتخذ منه الزجاج ممسوخان

3-كُشفُ الغُمّةِ،نَقلًا مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ مُصعَبٍ المدَاَئنِيِ‌ّ أَنّهُ كَتَبَ إِلَيهِ ع وَ ذَكَرَ مِثلَهُ وَ فِي آخِرِهِ فَإِنّهُ مِنَ الرّملِ وَ المِلحِ وَ


صفحه : 148

المِلحُ سَبَخٌ

إيضاح لعل السائل زعم أن المراد بما أنبتت الأرض كل ماحصل منها قوله ع ممسوخان أي مستحيلان خارجان عن اسم الأرض ويدل علي عدم جواز السجود علي الرمل و لم أر به قائلا ويمكن أن يقال الرمل مؤيد للمنع ومناط التحريم الملح أوالمعني أنهما استحيلا حتي صارا زجاجا فلو كان أصله من الأرض أيضا لم يصح السجود عليه ولعل هذامراد الصدوق رحمه الله و إن كان بعيدا من عبارته و إلا فلايعرف له معني محصلا و علي ما في رواية الحميري‌ يرتفع الإشكال رأسا

4- العِلَلُ،بِالإِسنَادِ المُقَدّمِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ القمُيّ‌ّ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ قَالَ مَرّ بيِ‌ أَبُو الحَسَنِ ع وَ أَنَا أصُلَيّ‌ عَلَي الطبّرَيِ‌ّ وَ قَد أَلقَيتُ عَلَيهِ شَيئاً فَقَالَ لِي مَا لَكَ لَا تَسجُدُ عَلَيهِ أَ لَيسَ هُوَ مِن نَبَاتِ الأَرضِ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ وَ سَأَلتُ أَحمَدَ بنَ إِسحَاقَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ قَد رَوَيتُهُ

بيان حمله أكثر الأصحاب علي التقية حملا له علي الثوب الطبري‌ و لايبعد أن يراد به الحصير الطبري‌ فلايحتاج إلي ذلك

5- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الصيّرفَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ السّجُودُ عَلَي مَا أَنبَتَتِ الأَرضُ إِلّا مَا أُكِلَ أَو لُبِسَ

6-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَسجُدُ الرّجُلُ عَلَي كُدسِ حِنطَةٍ وَ لَا شَعِيرٍ وَ لَا عَلَي لَونٍ مِمّا يُؤكَلُ وَ لَا


صفحه : 149

يَسجُدُ عَلَي الخُبزِ

بيان الكدس بالضم الحب المحصود المجموع ذكره الفيروزآبادي‌ والظاهر أن النهي‌ لعدم جواز السجود عليه ويحتمل كونه للقيام والقعود فوقه لمنافاته لاحترام الطعام

7- الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الهَيثَمِ وَ جَمَاعَةٍ مِن مَشَايِخِهِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَا يُسجَدُ إِلّا عَلَي الأَرضِ أَو مَا أَنبَتَ الأَرضُ إِلّا المَأكُولَ وَ القُطنَ وَ الكَتّانَ

8- الإِحتِجَاجُ، قَالَ كَتَبَ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع يَسأَلُهُ عَنِ السّجدَةِ عَلَي لَوحٍ مِن طِينِ القَبرِ وَ هَل فِيهِ فَضلٌ فَأَجَابَ ع يَجُوزُ ذَلِكَ وَ فِيهِ الفَضلُ

بيان يدل علي أن عمل الطين لوحا لايخرجه عن الفضل كماتوهم

9- تُحَفُ العُقُولِ، قَالَ الصّادِقُ ع وَ كُلّ شَيءٍ يَكُونُ غِذَاءَ الإِنسَانِ فِي مَطعَمِهِ أَو مَشرَبِهِ أَو مَلبَسِهِ فَلَا تَجُوزُ الصّلَاةُ عَلَيهِ وَ لَا السّجُودُ إِلّا مَا كَانَ مِن نَبَاتِ الأَرضِ مِن غَيرِ ثَمَرٍ قَبلَ أَن يَصِيرَ مَغزُولًا فَإِذَا صَارَ غَزلًا فَلَا تَجُوزُ الصّلَاةُ عَلَيهِ إِلّا فِي حَالِ الضّرُورَةِ

بيان يدل علي ماذهب إليه العلامة في النهاية من جواز السجود علي القطن والكتان قبل الغزل و قدمر

10-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع إِذَا سَجَدتَ فَليَكُن سُجُودُكَ عَلَي الأَرضِ أَو عَلَي شَيءٍ يَنبُتُ مِنَ الأَرضِ مِمّا يُلبَسُ وَ لَا تَسجُد عَلَي الحُصُرِ المَدَنِيّةِ لِأَنّ سُيُورَهَا مِن جُلُودٍ وَ لَا تَسجُد عَلَي شَعرٍ وَ لَا عَلَي وَبَرٍ وَ لَا عَلَي صُوفٍ وَ لَا عَلَي جُلُودٍ وَ لَا عَلَي إِبرِيسَمٍ


صفحه : 150

وَ لَا عَلَي زُجَاجٍ وَ لَا عَلَي مَا يُلبَسُ بِهِ الإِنسَانُ وَ لَا عَلَي حَدِيدٍ وَ لَا عَلَي الصّفرِ وَ لَا عَلَي الشّبَهِ وَ لَا عَلَي النّحَاسِ وَ لَا عَلَي الرّصَاصِ وَ لَا عَلَي آجُرّ يعَنيِ‌ المَطبُوخَ وَ لَا عَلَي الرّيشِ وَ لَا عَلَي شَيءٍ مِنَ الجَوَاهِرِ وَ غَيرِهِ مِنَ الفَنَكِ وَ السّمّورِ وَ الحَوَاصِلِ وَ الثّعَالِبِ وَ لَا عَلَي بِسَاطٍ فِيهَا الصّوَرُ وَ التّمَاثِيلُ وَ إِن كَانَتِ الأَرضُ حَارّةً تَخَافُ عَلَي جَبهَتِكَ أَن تُحرَقَ أَو كَانَت لَيلَةٌ مُظلِمَةٌ خِفتَ عَقرَباً أَو حَيّةً أَو شَوكَةً أَو شَيئاً يُؤذِيكَ فَلَا بَأسَ أَن تَسجُدَ عَلَي كُمّكَ إِذَا كَانَ مِن قُطنٍ أَو كَتّانٍ فَإِن كَانَ فِي جَبهَتِكَ عِلّةٌ لَا تَقدِرُ عَلَي السّجُودِ أَو دُمّلٌ فَاحفِر حُفَيرَةً فَإِذَا سَجَدتَ جَعَلتَ الدّمّلَ فِيهَا وَ إِن كَانَ عَلَي جَبهَتِكَ عِلّةٌ لَا تَقدِرُ عَلَي السّجُودِ مِن أَجلِهَا فَاسجُد عَلَي قَرنِكَ الأَيمَنِ فَإِن تَعَذّرَ عَلَيهِ فَعَلَي قَرنِكَ الأَيسَرِ فَإِن لَم تَقدِر عَلَيهِ فَاسجُد عَلَي ظَهرِ كَفّكَ فَإِن لَم تَقدِر عَلَيهِ فَاسجُد عَلَي ذَقَنِكَ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلي عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجّداً إِلَي قَولِهِوَ يَزِيدُهُم خُشُوعاً وَ لَا بَأسَ بِالقِيَامِ وَ وَضعِ الكَفّينِ وَ الرّكبَتَينِ وَ الإِبهَامَينِ عَلَي غَيرِ الأَرضِ وَ تُرغِمُ بِأَنفِكَ وَ مَنخِرَيكَ فِي مَوضِعِ الجَبهَةِ مِن قُصَاصِ الشّعرِ إِلَي الحَاجِبَينِ مِقدَارُ دِرهَمٍ وَ يَكُونُ سُجُودُكَ إِذَا سَجَدتَ تَتَخَوّي كَمَا يَتَخَوّي البَعِيرُ الضّامِرُ عِندَ بُرُوكِهِ تَكُونُ شِبهَ المُعَلّقِ وَ لَا يَكُونُ شَيءٌ مِن جَسَدِكَ عَلَي شَيءٍ مِنهُ

بيان قوله ع لأن سيورها كذا ذكره في الفقيه نقلا من رسالة والده إليه والأظهر أن يقال لأن لحمتها أوسداها من جلد إذ السيور لا يكون إلا من جلد وَ هُوَ مَأخُوذٌ مِن خَبَرِ عَلِيّ بنِ الرّيّانِ قَالَكَتَبَ بَعضُ أَصحَابِنَا إِلَيهِ يعَنيِ‌


صفحه : 151

أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ الصّلَاةِ عن [ عَلَي]الخُمرَةِ المَدَنِيّةِ فَقَالَ صَلّ فِيهَا مَا كَانَ مَعمُولًا بِخُيُوطَةٍ وَ لَا تُصَلّ عَلَي مَا كَانَ مَعمُولًا بِسُيُورَةٍ

قال فتوقف أصحابنا فأنشدتهم بيت شعر لتأبط شرا الفهمي‌.


كأنها   خيوطة ماري‌ تغار وتفتل

وماري‌ رجل حبال يفتل الخيوط.أقول كان توقفهم لجمعه ع بين الجمعية والتاء ولعلهما كانتا في خطه ع منقوطتين فاستشهد الراوي‌ لجوازه بالبيت و قوله كأنها تمام المصراع السابق و هوهكذا.


وأطوي‌ علي الخمص الحوايا كأنها   خيوطة ماري‌ تغار وتفتل

يقال أغار أي شد القتل . ثم اعلم أن الفرق بين ما كان بخيوط أوبسيور إن ما كان بخيوط لاتظهر الخيوط في وجهه كما هوالمشاهد بخلاف السيور فإنها تظهر إما بأن تغطيه جميعا فالنهي‌ للحرمة أوبعضه بحيث لايصل من الجبهة بقدر الدرهم إلي الحصير فبناء علي اشتراطه علي الحرمة أيضا و إلافعلي الكراهة قال في الذكري لوعملت الخيوط من جنس مايجوز السجود عليه فلاإشكال في جواز السجود عليها و لوعملت بسيور فإن كانت مغطاة بحيث تقع الجبهة علي الخوص صح السجود أيضا و لووقعت علي السيور لم يجز و عليه دلت رواية ابن الريان وأطلق في المبسوط جواز السجود علي المعمولة بالخيوط انتهي . و أماالآجر فظاهر الأكثر جواز السجود عليه و لم ينقلوا فيه خلافا مع


صفحه : 152

أن الشيخ جعل من الاستحالة المطهرة صيرورة التراب خزفا ولذا تردد فيه بعض المتأخرين و هذاالخبر يدل علي المنع و هوأحوط وحكم الشهيد بالكراهة ولعله للخروج عن هذاالإشكال أوالخلاف إن كان فيه . قوله ع فإن لم تقدر فاسجد علي ظهر كفك كذا عبارة رسالة والد الصدوق وأكثر ماهنا مطابق لها ويرد عليه أن هذا ليس علي سياق ماتقدم و ليس في الأخبار هذا بين تلك المراتب بل ذكر في خبر آخر أنه إن لم يقدر علي السجود علي الأرض لشدة الحر سجد علي ظهر كفه كمامر ولعل المراد هنا أنه إن لم يقدر علي السجود علي الأرض لخشونتها سجد علي ظهر الكف لكونه ألين والمراد بالقرن هنا الجبين مجازا. قوله ع كمايتخوي الظاهر أن التشبيه في عدم إلصاق البطن بالأرض وعدم إلصاق الأعضاء بعضها ببعض وإلقاء الخوي بينها ويحتمل أن يكون التشبيه في أصل البروك أيضا فإن البعير يسبق بيديه قبل رجليه عندبروكه قال في النهاية فيه أنه كان إذاسجد خوي أي جافي بطنه عن الأرض ورفعها وجافي عضديه عن جنبيه حتي يخوي‌ ما بين ذلك ففي‌ القاموس خوي في سجوده تخوية تجافي وفرج ما بين عضديه وجنبيه والخواء بالمد الهواء بين الشيئين

11- المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ قَالَ سَأَلتُهُ عَن رُكُوبِ جُلُودِ السّبَاعِ قَالَ لَا بَأسَ مَا لَم يُسجَد عَلَيهَا

12- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع كُلّ شَيءٍ يَكُونُ غِذَاءَ الإِنسَانِ فِي المَطعَمِ وَ المَشرَبِ مِنَ الثّمَرِ وَ الكَثَرِ فَلَا تَجُوزُ الصّلَاةُ عَلَيهِ وَ لَا عَلَي ثِيَابِ القُطنِ وَ الكَتّانِ وَ الصّوفِ وَ الشّعرِ وَ الوَبَرِ وَ لَا عَلَي الجِلدِ إِلّا عَلَي شَيءٍ لَا يَصلُحُ لِلّبسٍ فَقَط وَ هُوَ مِمّا يَخرُجُ مِنَ الأَرضِ إِلّا أَن تَكُونَ فِي حَالِ الضّرُورَةِ


صفحه : 153

بيان الكثر بالفتح وبالتحريك شحم النخلة ألذي في وسطها

13- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ عَلَي المُصَلّي أَو عَلَي الحَصِيرِ فَيَسجُدُ فَيَقَعُ كَفّهُ عَلَي المُصَلّي أَو أَطرَافُ أَصَابِعِهِ وَ بَعضُ كَفّهِ خَارِجٌ عَنِ المُصَلّي عَلَي الأَرضِ قَالَ لَا بَأسَ

14- مِصبَاحُ الشّيخِ،رَوَي مُعَاوِيَةُ بنُ عَمّارٍ قَالَ كَانَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع خَرِيطَةُ دِيبَاجٍ صَفرَاءُ فِيهَا تُربَةُ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَكَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصّلَاةُ صَبّهُ عَلَي سَجّادَتِهِ وَ سَجَدَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ ع السّجُودُ عَلَي تُربَةِ الحُسَينِ ع يَخرِقُ الحُجُبَ السّبعَ

دعوات الراوندي‌، عنه ع مثله بيان خرق الحجب كناية عن قبول الصلاة ورفعها إلي السماء

15- كِتَابُ العِلَلِ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ لَا يُسجَدُ عَلَي شَيءٍ مِنَ الحُبُوبِ وَ لَا عَلَي الثّمَارِ وَ لَا عَلَي مِثلِ البِطّيخِ وَ القِثّاءِ وَ الخِيَارِ مِمّا لَا سَاقَ لَهُ وَ لَا عَلَي الجُلُودِ وَ لَا عَلَي الشّعرِ وَ لَا عَلَي الصّوفِ وَ لَا عَلَي الوَبَرِ وَ لَا عَلَي الرّيشِ وَ لَا عَلَي الثّيَابِ إِلّا مِن ضَرُورَةٍ مِن شِدّةِ الحَرّ وَ البَردِ وَ لَا عَلَي الطّينِ وَ الثّلجِ وَ لَا عَلَي شَيءٍ مِمّا يُؤكَلُ وَ لَا عَلَي الصّهرُوجِ وَ لَا عَلَي الرّمَادِ وَ لَا عَلَي الزّجَاجِ ثُمّ قَالَ وَ العِلّةُ فِي الصّهرُوجِ أَنّ فِيهِ دَقِيقاً وَ نُورَةً وَ لَا تَحِلّ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ لَا عَلَي الثّلجِ لِأَنّهُ رِجزٌ وَ سَخطَةٌ وَ لَا عَلَي المَاءِ وَ الطّينِ لِأَنّهُ لَا يُتَمَكّنُ مِنَ السّجُودِ وَ يُتَأَذّي بِهِ وَ العِلّةُ فِي السّجُودِ عَلَي الأَرضِ مِن بَينِ المَسَاجِدِ أَنّ السّجُودَ عَلَي الجَبهَةِ لَا يَجُوزُ إِلّا لِلّهِ تَعَالَي وَ يَجُوزُ أَن تَقِفَ بَينَ يدَيَ‌ مَخلُوقٍ عَلَي رِجلَيكَ وَ رُكبَتَيكَ وَ يَدَيكَ وَ لَا يَجُوزُ السّجُودُ عَلَي الجَبهَةِ إِلّا لِلّهِ تَعَالَي فَلِهَذِهِ العِلّةِ لَا يَجُوزُ أَن يُسجَدَ عَلَي مَا يُسجَدُ عَلَيهِ وَ يَضَعُ عَلَيهِ هَذِهِ المَوَاضِعَ

بيان قال في القاموس الصاروج النورة واختلاطها و قال الصهريج كقنديل حوض يجتمع فيه الماء والمصهرج المعمول بالصاروج .


صفحه : 154

واعلم أن المشهور بين الأصحاب عدم جواز السجود علي الصاروج والرماد والنورة أي بعدالطبخ وكذا الجص قال في التذكرة لو لم يخرج بالاستحالة عن اسم الأرض جاز كالسبخة والرمل وأرض الجص والنورة علي كراهة ثم قال ويحرم السجود علي الزجاج قال في المبسوط لما فيه من الاستحالة وكذا منع من الرماد ويحرم علي القير والصهروج و في رواية المعلي الجواز وهي‌ محمولة علي الضرورة انتهي

16- الهِدَايَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع اسجُدُوا عَلَي الأَرضِ أَو عَلَي مَا أَنبَتَتِ الأَرضُ إِلّا مَا أُكِلَ أَو لُبِسَ

17- العِلَلُ لِلصّدُوقِ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السّجُودُ عَلَي الأَرضِ فَرِيضَةٌ وَ عَلَي غَيرِ ذَلِكَ سُنّةٌ

تبيين هذاالخبر يحتمل وجوها الأول ماذكره الأكثر من أن السجود علي الأرض ثوابه ثواب الفريضة و علي ماأنبتته ثوابه ثواب السنة الثاني‌ أن المستفاد من أمر الله تعالي بالسجود إنما هووضع الجبهة علي الأرض إذ هوغاية الخضوع والعبودية و أماجواز وضعها علي غير الأرض فإنما استفيد من فعل النبي ص و قوله رخصة ورحمة الثالث أن يكون المراد بالأرض أعم منها ومما أنبتته والمراد بغير الأرض تعيين شيءخاص للسجود كالخمرة واللوح أوالخريطة من طين الحسين ع و هوبعيد وَ إِن كَانَ يُؤَيّدُهُ فِي الجُملَةِ مَا رَوَاهُ فِي الكاَفيِ‌ مُرسَلًا أَنّهُ قَالَ السّجُودُ عَلَي الأَرضِ فَرِيضَةٌ وَ عَلَي الخُمرَةِ سُنّةٌ

18-المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَمّن ذَكَرَهُ قَالَرَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فِي


صفحه : 155

المَحمِلِ يَسجُدُ عَلَي القِرطَاسِ وَ أَكثَرُ ذَلِكَ يوُميِ‌ إِيمَاءً

توضيح اعلم أن الشهيد الثاني‌ رحمه الله نقل الإجماع علي جواز السجود علي القرطاس في الجملة وإطلاق الأخبار يقتضي‌ عدم الفرق بين المتخذ من القطن والإبريسم وغيرهما واعتبر العلامة في التذكرة كونه مأخوذا من غيرالإبريسم لأنه ليس بأرض و لانباتها و هوتقييد للنص بلا دليل واعتبر الشهيد في البيان كونه مأخوذا من نبات و في الدروس عدم كونه من حرير أوقطن أوكتان . و قال في الذكري الأكثر اتخاذ القرطاس من القنب فلو اتخذ من الإبريسم فالظاهر المنع إلا أن يقال مااشتمل عليه من أخلاط النورة مجوز له و فيه بعدلاستحالتها عن اسم الأرض و لواتخذ من القطن أوالكتان أمكن بناؤه علي جواز السجود عليهما و قدسلف وأمكن أن يقال المانع اللبس حملا للقطن والكتان المطلقين علي المقيد فحينئذ يجوز السجود علي القرطاس و إن كان منهما لعدم اعتياد لبسه و عليه يخرج جواز السجود علي ما لم يصلح للبس من القطن والكتان . وَ قَالَ ره رَوَي دَاوُدُ بنُ فَرقَدٍ عَن صَفوَانَ أَنّهُ رَأَي أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فِي المَحمِلِ يَسجُدُ عَلَي قِرطَاسٍ

وَ فِي رِوَايَةِ جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَنهُ ع أَنّهُ كَرِهَ أَن يُسجَدَ عَلَي قِرطَاسٍ عَلَيهِ كِتَابَةٌ لِاشتِغَالِهِ بِقِرَاءَتِهِ وَ لَا يَكرَهُ فِي حَقّ الأمُيّ‌ّ وَ لَا فِي القاَريِ‌ إِذَا كَانَ هُنَاكَ مَانِعٌ مِنَ البَصَرِ

كذا قاله الشيخ في المبسوط و ابن إدريس و في النفس من القرطاس شيء من حيث اشتماله علي النورة المستحيلة إلا أن يقال الغالب جوهر القرطاس أويقال جمود النورة يرد إليها اسم الأرض ويختص المكتوب بأن أجرام الحبر مشتملة غالبا علي


صفحه : 156

شيء من المعادن إلا أن يكون هناك بياض يصدق عليه الاسم . وربما يخيل أن لون الحبر عرض والسجود في الحقيقة إنما هو علي القرطاس و ليس بشي‌ء لأن العرض لايقوم بغير حامله والمداد أجسام محسوسة مشتملة علي اللون وينسحب البحث في كل مصبوغ من النبات و فيه نظر انتهي . و لايبعد القول بالجواز لكونها في العرف لونا و إن كانت في الحقيقة أجساما وأكثر الألوان كذلك والأحوط ترك السجود إذا لم تكن فيه فرج تكفي‌ للسجود و أماالإشكالات الواردة في القرطاس فيدفعها إطلاقات النصوص و إن أمكن الجواب عن كل منها فلم نتعرض لها لقلة الجدوي

19- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يُجزِيهِ أَن يَسجُدَ فِي السّفِينَةِ عَلَي القِيرِ قَالَ لَا بَأسَ

بيان اعلم أن الأخبار مختلفة في جواز السجود علي القير وعدمه ويمكن الجمع بينها بوجهين أحدهما حمل أخبار الجواز علي التقية والثاني‌ حمل أخبار النهي‌ علي الكراهة والأول أحوط بل أقوي للشهرة العظيمة بين الأصحاب بحيث لايكاد يظهر مخالف في المنع بل ربما يدعي عليه الإجماع واتفاق المخالفين علي الجواز ولولاهما لكان الجمع الثاني‌ أوجه

20- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ الأَرضَ بِكُم بَرّةٌ تَتَيَمّمُونَ مِنهَا وَ تُصَلّونَ عَلَيهَا فِي الحَيَاةِ وَ هيِ‌َ لَكُم كِفَاتٌ فِي المَمَاتِ وَ ذَلِكَ مِن نِعمَةِ اللّهِ لَهُ الحَمدُ فَأَفضَلُ مَا يَسجُدُ عَلَيهِ المصُلَيّ‌ الأَرضُ النّقِيّةُ

وَ رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ ينَبغَيِ‌ للِمصُلَيّ‌ أَن يُبَاشِرَ بِجَبهَتِهِ الأَرضَ وَ يُعَفّرَ وَجهَهُ فِي التّرَابِ لِأَنّهُ مِنَ التّذَلّلِ لِلّهِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ لَا بَأسَ بِالسّجُودِ عَلَي مَا تُنبِتُ الأَرضُ غَيرِ الطّعَامِ كَالكَلَإِ


صفحه : 157

وَ أَشبَاهِهَا

وَ رُوّينَا عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي عَلَي حَصِيرٍ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ صَلّي عَلَي الخُمرَةِ

والخمرة منسوج يعمل من سعف النخل ويوصل بالخيوط و هوصغير علي قدر مايسجد عليه المصلي‌ أوفويق ذلك قليلا فإذااتسع عن ذلك حتي يقف عليه المصلي‌ ويسجد عليه ويكفي‌ جسده كله عندسقوطه للسجود فهو حصير حينئذ و ليس بخمرة

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ نَهَي عَنِ السّجُودِ عَلَي الكُمّ وَ أَمَرَ بِإِبرَازِ اليَدَينِ وَ بَسطِهِمَا عَلَي الأَرضِ أَو عَلَي مَا يُصَلّي عَلَيهِ عِندَ السّجُودِ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي أَن يَسجُدَ المصُلَيّ‌ عَلَي ثَوبِهِ أَو عَلَي كُمّهِ أَو عَلَي كَورِ عِمَامَتِهِ

بيان الكفات بالكسر الشي‌ء ألذي يكفت فيه الشي‌ء أي يضم و منه قوله تعالي أَ لَم نَجعَلِ الأَرضَ كِفاتاً و قال الجوهري‌ كار العمامة علي رأسه يكورها كورا أي لاثها و كل دور كور

21- المُعتَبَرُ، عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّلَاةِ عَلَي البِسَاطِ وَ الشّعرِ وَ الطّنَافِسِ قَالَ لَا تَسجُد عَلَيهِ وَ إِذَا قُمتَ عَلَيهِ وَ سَجَدتَ عَلَي الأَرضِ فَلَا بَأسَ وَ إِن بَسَطتَ عَلَيهِ الحَصِيرَ وَ سَجَدتَ عَلَي الحَصِيرِ فَلَا بَأسَ


صفحه : 158

22- قُربُ الإِسنَادِ، وَ كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِمَا عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقعُدُ فِي المَسجِدِ وَ رِجلَاهُ خَارِجَةٌ مِنهُ أَو أَسفَلَ مِنَ المَسجِدِ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ قَالَ لَا بَأسَ

بيان قدمر أن الظاهر أن المراد بالمسجد مصلاه ألذي يصلي‌ عليه

23- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي الحَشِيشِ النّابِتِ وَ الثّيّلِ وَ هُوَ يَجِدُ أَرضاً جَدَداً قَالَ لَا بَأسَ

24- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن وَالِدِهِ الجَلِيلِ عَنِ ابنِ مَخلَدٍ عَن أَبِي عَمرٍو السّمَاكِ عَن يَحيَي بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِي بَكرٍ الحنَفَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ عَنِ ابنِ الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ أَنّ النّبِيّص عَادَ مَرِيضاً فَرَآهُ يصُلَيّ‌ عَلَي وِسَادَةٍ فَأَخَذَهَا فَرَمَي بِهَا وَ أَخَذَ عُوداً ليِصُلَيّ‌َ عَلَيهِ فَأَخَذَهُ فَرَمَي بِهِ وَ قَالَ عَلَي الأَرضِ إِنِ استَطَعتَ وَ إِلّا فَأَومِ إِيمَاءً وَ اجعَل سُجُودَكَ أَخفَضَ مِن رُكُوعِكَ

بيان قدسبق الكلام في العود ويمكن حمله هنا علي أنه كان في صدر الإسلام السجود علي الأرض متعينا ثم نسخ مع أن الخبر عامي‌ ضعيف

25- إِرشَادُ القُلُوبِ،للِديّلمَيِ‌ّ قَالَ كَانَ الصّادِقُ ع لَا يَسجُدُ إِلّا عَلَي تُربَةِ الحُسَينِ ع تَذَلّلًا لِلّهِ وَ استِكَانَةً إِلَيهِ

26- المُجَازَاتُ النّبَوِيّةُ، عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ تَمَسّحُوا بِالأَرضِ فَإِنّهَا بِكُم بَرّةٌ

قال السيد هذه استعارة أي أنها كالأم للبرية لأن خلقهم ومعاشهم عليها ورجوعهم إليها وأنهم يقولون الأرض ولود يريدون كثرة إنشاء الخلق واستيلادهم


صفحه : 159

عليها وكونها برة من صفات الأم . والكلام يحتمل وجهين أحدهما أن يكون المراد التيمم منها في حال الحدث والجنابة والوجه الآخر أن يكون المراد مباشرة ترابها بالجباه في حال السجود عليها وتعفير الوجوه فيها أو يكون هذاالقول أمر تأديب لاأمر وجوب لأنه يجوز السجود علي غير الأرض أيضا إلا أن مباشرتها بالسجود أفضل وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَسجُدُ عَلَي الخُمرَةِ

وهي‌ الحصير الصغير يعمل من سعف النخل .أقول قدمر في باب التيمم وأبواب المكان أخبار كثيرة

عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ جُعِلَت لِيَ الأَرضُ مَسجِداً وَ طَهُوراً


صفحه : 160

باب 92-فضل السجود وإطالته وإكثاره

الآيات الفتح وَ الّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَي الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم تَراهُم رُكّعاً سُجّداً يَبتَغُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ رِضواناً سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السّجُودِالعلق وَ اسجُد وَ اقتَرِبتفسيرتَراهُم رُكّعاً سُجّداًيدل علي فضل الركوع والسجود قال الطبرسي‌ هذاإخبار عن كثرة صلاتهم ومداومتهم عليهايَبتَغُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ رِضواناً أي يلتمسون بذلك زيادة نعمهم من الله ويطلبون مرضاته .أقول فيه دلالة علي أنه لوضم في نية العبادة مزيد البركات الدنيوية لايضر بالإخلاص و إن كثرة الصلاة والركوع والسجود موجبة لذلك ولرضاه سبحانه سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم قال الطبرسي‌ ره أي علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشد بياضا عن ابن عباس وعطية قال شهر بن حوشب تكون مواضع سجودهم كالقمر ليلة البدر وقيل هوالتراب علي الجباه لأنهم يسجدون علي التراب لا علي الأثواب وقيل هوالصفرة والنحول قال الحسن إذارأيتهم حسبتهم مرضي و ماهم بمرضي و قال عطاء الخراساني‌ دخل في هذه الآية كل من صلي الخمس انتهي .أقول يحتمل أن يكون المراد به الأثر ألذي يظهر في الجبهة من كثرة السجود وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ الشّيخُ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إنِيّ‌ لَأَكرَهُ لِلرّجُلِ أَن أَرَي جَبهَتَهُ جَلحَاءَ لَيسَ فِيهَا أَثَرُ السّجُودِ

وستأتي‌


صفحه : 161

الأخبار في ذلك .وَ اسجُد وَ اقتَرِب قال الطبرسي‌ واسجد لله واقترب من ثوابه وقيل معناه وتقرب إليه بطاعته وقيل معناه اسجد يا محمدلله لتقرب منه فإن أقرب ما يكون العبد من الله إذاسجد له وقيل واسجد أي وصل لله واقترب من الله

وَ فِي الحَدِيثِ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أَقرَبُ مَا يَكُونُ العَبدُ مِنَ اللّهِ إِذَا كَانَ سَاجِداً

وقيل المراد به السجود لقراءة هذه السورة والسجود هنا فرض و هو من العزائم

1- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع قَالَ كَانَ لأِبَيِ‌ ع فِي مَوضِعِ سُجُودِهِ آثَارٌ نَاتِئَةٌ وَ كَانَ يَقطَعُهَا فِي السّنَةِ مَرّتَينِ فِي كُلّ مَرّةٍ خَمسَ ثَفِنَاتٍ فسَمُيّ‌َ ذَا الثّفِنَاتِ لِذَلِكَ

بيان قال الجوهري‌ الثفنة واحدة ثفنات البعير وهي‌ مايقع من أعضائه علي الأرض إذااستناخ وغلظ كالركبتين وغيرهما

2- العِلَلُ، وَ الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَطِيلُوا السّجُودَ فَمَا مِن عَمَلٍ أَشَدّ عَلَي إِبلِيسَ مِن أَن يَرَي ابنَ آدَمَ سَاجِداً لِأَنّهُ أُمِرَ بِالسّجُودِ فَعَصَي وَ هَذَا أُمِرَ بِالسّجُودِ فَأَطَاعَ وَ نَجَا

3- العُيُونُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِذَا نَامَ العَبدُ وَ هُوَ سَاجِدٌ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عبَديِ‌ قَبَضتُ رُوحَهُ وَ هُوَ فِي طاَعتَيِ‌


صفحه : 162

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ أَقرَبُ مَا يَكُونُ العَبدُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ سَاجِدٌ وَ ذَلِكَ فِي قَولِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ اسجُد وَ اقتَرِب

وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِذَا نَامَ العَبدُ وَ هُوَ سَاجِدٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِلمَلَائِكَةِ انظُرُوا إِلَي عبَديِ‌ قَبَضتُ رُوحَهُ وَ هُوَ فِي طاَعتَيِ‌

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ الحَجّالِ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ قَالَ الرّضَا ع جَاءَت رِيحٌ وَ أَنَا سَاجِدٌ وَ جَعَلَ كُلّ إِنسَانٍ يَطلُبُ مَوضِعاً وَ أَنَا سَاجِدٌ مُلِحّ فِي الدّعَاءِ عَلَي ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ حَتّي سَكَنَت

4- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ عَلَيكَ بِطُولِ السّجُودِ فَإِنّ ذَلِكَ مِن سُنَنِ الأَوّابِينَ

5- العُيُونُ، فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ بِالسّنَدِ المُتَقَدّمِ قَالَ وَ مِن دِينِ الأَئِمّةِ ع الوَرَعُ وَ العِفّةُ وَ الصّدقُ وَ الصّلَاحُ وَ طُولُ السّجُودِ

6-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ العَطّارِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَثُرَت ذنُوُبيِ‌ وَ ضَعُفَ عمَلَيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَكثِرِ السّجُودَ فَإِنّهُ يَحُطّ الذّنُوبَ


صفحه : 163

كَمَا تَحُطّ الرّيحُ وَرَقَ الشّجَرِ

7- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن ذَكَرَهُ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع لِمَ اتّخَذَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا قَالَ لِكَثرَةِ سُجُودِهِ عَلَي الأَرضِ

8- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن كُلَيبٍ الصيّداَويِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَجَدَ سَجدَةً حُطّ عَنهُ بِهَا خَطِيئَةٌ وَ رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ العَبدَ إِذَا أَطَالَ السّجُودَ حَيثُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ قَالَ الشّيطَانُ وَا وَيلَاه أَطَاعُوا وَ عَصَيتُ وَ سَجَدُوا وَ أَبَيتُ

المقنع ،مرسلا مثله

9- ثَوَابُ الأَعمَالِ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الحُسَينِ عَن فَضَالَةَ عَنِ العَلَاءِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَقرَبُ مَا يَكُونُ العَبدُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ

بيان قوله ع و هوساجد حال وقع موقع الخبر قال الشيخ الرضي‌


صفحه : 164

رضي‌ الله عنه في شرح الكافية إن كانت الحال جملة اسمية وقعت خبرا فعند غيرالكسائي‌ يجب معها واو الحال قال ص أقرب ما يكون العبد من ربه و هوساجد إذ الحال فضله و قدوقعت موقع العمدة فيجب معها علامة الحالية لأن كل واقع غيرموقعه ينكر وجوز الكسائي‌ تجردها عن الواو لوقوعها موقع خبر المبتدإ فتقول ضربي‌ زيدا أبوه قائم

10- مَجَالِسُ الشّيخِ، الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ قَوماً أَتَوا رَسُولَ اللّهِص فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ اضمَن لَنَا عَلَي رَبّكَ الجَنّةَ قَالَ فَقَالَ عَلَي أَن تعُيِنوُنيِ‌ بِطُولِ السّجُودِ قَالُوا نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَضَمِنَ لَهُمُ الجَنّةَ الخَبَرَ

11- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، سَأَلَ رَبِيعَةُ بنُ كَعبٍ النّبِيّص أَن يَدعُوَ لَهُ بِالجَنّةِ فَأَجَابَهُ وَ قَالَ أعَنِيّ‌ بِكَثرَةِ السّجُودِ

وَ قَالَ الصّادِقُ ع السّجُودُ مُنتَهَي العِبَادَةِ مِن بنَيِ‌ آدَمَ

12- أَعلَامُ الدّينِ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ علَمّنيِ‌ عَمَلًا يحُبِنّيِ‌ اللّهُ عَلَيهِ وَ يحُبِنّيِ‌ المَخلُوقُونَ وَ يثُريِ‌ اللّهُ ماَليِ‌ وَ يُصِحّ بدَنَيِ‌ وَ يُطِيلُ عمُرُيِ‌ وَ يحَشرُنُيِ‌ مَعَكَ قَالَ هَذِهِ سِتّ خِصَالٍ تَحتَاجُ إِلَي سِتّ خِصَالٍ إِذَا أَرَدتَ أَن يُحِبّكَ اللّهُ فَخَفهُ وَ اتّقِهِ وَ إِذَا أَرَدتَ أَن يُحِبّكَ المَخلُوقُونَ فَأَحسِن إِلَيهِم وَ ارفُض مَا فِي أَيدِيهِم وَ إِذَا أَرَدتَ أَن يثُريِ‌َ اللّهُ مَالَكَ فَزَكّهِ وَ إِذَا أَرَدتَ أَن يُصِحّ اللّهُ بَدَنَكَ فَأَكثِر مِنَ الصّدَقَةِ وَ إِذَا أَرَدتَ أَن يُطِيلَ اللّهُ عُمُرَكَ فَصِل ذوَيِ‌ أَرحَامِكَ وَ إِذَا أَرَدتَ أَن يَحشُرَكَ اللّهُ معَيِ‌ فَأَطِلِ السّجُودَ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ الوَاحِدِ القَهّارِ

13-أَربَعِينُ الشّهِيدِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَجَاءَ رَجُلٌ وَ دَخَلَ إِلَي النّبِيّص


صفحه : 165

فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص سَل مَا شِئتَ قَالَ تَحَمّل لِي عَلَي رَبّكَ الجَنّةَ قَالَ تَحَمّلتُ لَكَ وَ لَكِن أعَنِيّ‌ عَلَي ذَلِكَ بِكَثرَةِ السّجُودِ

بيان أريد بالتحمل هنا الضمان لأن الضامن يتحمل الدين عن المضمون عنه أوالشفاعة قال الجوهري‌ تحمل الحمالة أي حملها والحمالة ماتتحمله عن القوم من الدية أوالغرامة و قال الجزري‌ في حديث قيس قال تحملت بعلي‌ علي عثمان في أمر أي استشفعت به إليه

14- أَربَعِينُ الشّهِيدِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ بِسَنَدِهِ الصّحِيحِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرّ باِلنبّيِ‌ّ رَجُلٌ وَ هُوَ يُعَالَجُ فِي بَعضِ حُجُرَاتِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص أَ لَا أَكفِيكَ قَالَ شَأنَكَ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حَاجَتُكَ قَالَ الجَنّةُ فَأَطرَقَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ نَعَم فَلَمّا وَلّي قَالَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ أَعِنّا بِطُولِ السّجُودِ

15- الخَرَائِجُ،روُيِ‌َ عَن مَنصُورٍ الصّيقَلِ قَالَ حَجَجتُ فَمَرَرتُ بِالمَدِينَةِ فَأَتَيتُ قَبرَ رَسُولِ اللّهِص فَسَلّمتُ عَلَيهِ ثُمّ التَفَتّ فَإِذَا أَنَا بأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع سَاجِداً فَجَلَستُ حَتّي مَلِلتُ ثُمّ قُلتُ لَأُسَبّحَنّ مَا دَامَ سَاجِداً فَقُلتُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ أَستَغفِرُ اللّهَ ربَيّ‌ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ ثَلَاثَمِائَةِ مَرّةٍ وَ نَيّفاً وَ سِتّينَ مَرّةً فَرَفَعَ رَأسَهُ ثُمّ نَهَضَ فَاتّبَعتُهُ وَ أَنَا أَقُولُ فِي نفَسيِ‌ إِن أَذِنَ لِي دَخَلتُ عَلَيهِ ثُمّ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَنتُم تَصنَعُونَ هَكَذَا فَكَيفَ ينَبغَيِ‌ لَنَا أَن نَصنَعَ فَلَمّا أَن وَقَفتُ عَلَي البَابِ خَرَجَ إلِيَ‌ّ مُصَادِفٌ فَقَالَ ادخُل يَا مَنصُورُ فَدَخَلتُ فَقَالَ لِي مُبتَدِئاً يَا مَنصُورُ إِنّكُم إِن أَكثَرتُم أَو أَقلَلتُم فَوَ اللّهِ مَا يُقبَلُ إِلّا مِنكُم


صفحه : 166

16- العُيُونُ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ المدَنَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَن أَبِيهِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنّهُ دَخَلَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ فَإِذَا أَنَا بِغُلَامٍ أَسوَدَ بِيَدِهِ مِقَصّ يَأخُذُ اللّحمَ مِن جَبِينِهِ وَ عِرنِينِ أَنفِهِ مِن كَثرَةِ سُجُودِهِ

17- كِتَابُ المَلهُوفِ، عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ بَرَزَ إِلَي الصّحرَاءِ فَتَبِعَهُ مَولًي لَهُ فَوَجَدَهُ سَاجِداً عَلَي حِجَارَةٍ خَشِنَةٍ فَأَحصَي عَلَيهِ أَلفَ مَرّةٍ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ تَعَبّداً وَ رِقّاً لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إِيمَاناً وَ صِدقاً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ

18- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِنَ المَحَاسِنِ عَنِ ابنِ أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ أقَر‌ِئ مَن تَرَي أَنّهُ يطُيِعنُيِ‌ وَ يَأخُذُ بقِوَليِ‌ مِنهُمُ السّلَامَ وَ أَوصِهِم بِتَقوَي اللّهِ وَ الوَرَعِ فِي دِينِهِم وَ الِاجتِهَادِ لِلّهِ وَ صِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ وَ طُولِ السّجُودِ وَ حُسنِ الجِوَارِ فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمّدٌص الحَدِيثَ

وَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أُوصِيكَ بِتَقوَي اللّهِ وَ الوَرَعِ وَ صِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ وَ حُسنِ الجِوَارِ وَ كَثرَةِ السّجُودِ فَبِذَلِكَ أَمَرَنَا مُحَمّدٌص

وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ عَلَيكُم بِالوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ وَ صِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ وَ حُسنِ الصّحَابَةِ لِمَن صَحِبَكُم وَ طُولِ السّجُودِ فَإِنّ ذَلِكَ مِن سُنَنِ الأَوّابِينَ


صفحه : 167

وَ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ الأَوّابُونَ هُمُ التّوّابُونَ

19- كِتَابُ زَيدٍ الزّرّادِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إنِيّ‌ لَأَكرَهُ لِلرّجُلِ أَن تَكُونَ جَبهَتُهُ جَلحَاءَ لَيسَ فِيهَا شَيءٌ مِن أَثَرِ السّجُودِ وَ بَسَطَ رَاحَتَهُ إِنّهُ يُستَحَبّ للِمصُلَيّ‌ أَن يَكُونَ بِبَعضِ مَسَاجِدِهِ شَيءٌ مِن أَثَرِ السّجُودِ فَإِنّهُ لَا يَأمَنُ أَن يَمُوتَ فِي مَوضِعٍ لَا يُعرَفُ فَيَحضُرُهُ المُسلِمُ فَلَا يدَريِ‌ عَلَي مَا يَدفِنُهُ


صفحه : 168

باب 03-سجود التلاوة

الآيات الانشقاق وَ إِذا قرُ‌ِئَ عَلَيهِمُ القُرآنُ لا يَسجُدُونَتفسير قال الطبرسي‌ ره عطف علي قوله فَما لَهُم لا يُؤمِنُونَ أي ما ألذي يصرفهم عن الإيمان و عن السجود لله تعالي إذايتلي عليهم القرآن وقيل معني لايسجدون لايصلون لله تعالي و في خبر مرفوع عن أبي هريرة قال قرأ رسول الله ص إِذَا السّماءُ انشَقّتفسجد.أقول و لايبعد حمله علي السجدات الواجبة أوالأعم منها و من المندوبة و قدمر سائر الآيات التي‌ يحتمل فيها ذلك في باب السجود

1- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاةٍ فِي جَمَاعَةٍ فَيَقرَأُ إِنسَانٌ السّجدَةَ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يوُميِ‌ بِرَأسِهِ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فَيُقرَأُ آخِرُ السّجدَةِ قَالَ يَسجُدُ إِذَا سَمِعَ شَيئاً مِنَ العَزَائِمِ الأَربَعِ ثُمّ يَقُومُ فَيُتِمّ صَلَاتَهُ إِلّا أَن يَكُونَ فِي فَرِيضَةٍ فيَوُميِ‌ بِرَأسِهِ إِيمَاءً

2- شَرحُ النّفلِيّةِ،لِلشّهِيدِ الثاّنيِ‌ روُيِ‌َ أَنّهُ يَقُولُ فِي سَجدَةِ اقرَأ إلِهَيِ‌ آمَنّا بِمَا كَفَرُوا وَ عَرَفنَا مِنكَ مَا أَنكَرُوا وَ أَجَبنَاكَ إِلَي مَا دُعُوا إلِهَيِ‌ العَفوَ العَفوَ

3-السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ


صفحه : 169

بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخَزّازِ عَن غِيَاثٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَا تقَضيِ‌ الحَائِضُ الصّلَاةَ وَ لَا تَسجُدُ إِذَا سَمِعَتِ السّجدَةَ

وَ مِنهُ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ عَن عَلِيّ بنِ خَالِدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن مُصَدّقِ بنِ صَدَقَةَ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ إِذَا قرُ‌ِئَ العَزَائِمُ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ لَيسَ فِيهَا تَكبِيرٌ إِذَا سَجَدتَ وَ لَا إِذَا قُمتَ وَ لَكِن إِذَا سَجَدتَ قُلتَ مَا تَقُولُ فِي السّجُودِ

4- العِلَلُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ السّجدَةَ وَ هُوَ عَلَي ظَهرِ دَابّتِهِ قَالَ يَسجُدُ حَيثُ تَوَجّهَت بِهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يصُلَيّ‌ عَلَي نَاقَتِهِ وَ هُوَ مُستَقبِلُ المَدِينَةِ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ

5- العيَاّشيِ‌ّ، عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنهُ ع مِثلَهُ

6- مَجمَعُ البَيَانِ،رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَزَائِمُ الم تَنزِيلُ وَ حم السّجدَةُ وَ النّجمُ إِذَا هَوَي وَ اقرَأ بِاسمِ رَبّكَ وَ مَا عَدَاهَا فِي جَمِيعِ القُرآنِ مَسنُونٌ وَ لَيسَ بِمَفرُوضٍ

وَ مِنهُ قَالَ عَن أَئِمّتِنَا ع أَنّ السّجُودَ فِي سُورَةِ فُصّلَت عِندَ قَولِهِإِن كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدُونَ

7-غوَاَليِ‌ اللئّاَليِ‌،روُيِ‌َ فِي الحَدِيثِ أَنّهُ لَمّا نَزَلَ قَولُهُ تَعَالَيوَ اسجُد


صفحه : 170

وَ اقتَرِبسَجَدَ النّبِيّص فَقَالَ فِي سُجُودِهِ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِن سَخَطِكَ وَ بِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنكَ لَا أحُصيِ‌ ثَنَاءً عَلَيكَ أَنتَ كَمَا أَثنَيتَ عَلَي نَفسِكَ

8- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِأَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الوَلِيدِ بنِ صَبِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِيمَن قَرَأَ السّجدَةَ وَ عِندَهُ رَجُلٌ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ قَالَ يَسجُدُ

وَ مِنهُ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع يَقرَأُ الرّجُلُ السّجدَةَ وَ هُوَ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ قَالَ يَسجُدُ إِذَا كَانَت مِنَ العَزَائِمِ

9- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العَزَائِمَ أَربَعٌ اقرَأ بِاسمِ رَبّكَ ألّذِي خَلَقَ وَ النّجمُ وَ تَنزِيلُ السّجدَةُ وَ حم السّجدَةُ

10- المُعتَبَرُ،نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِيمَن يَقرَأُ السّجدَةَ مِنَ القُرآنِ مِنَ العَزَائِمِ لَا يُكَبّرُ حِينَ يَسجُدُ وَ لَكِن يُكَبّرُ إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ

11- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن نَوَادِرِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ بِالسّورَةِ فِيهَا السّجدَةُ فَيَنسَي فَيَركَعُ وَ يَسجُدُ سَجدَتَينِ ثُمّ يَذكُرُ بَعدُ قَالَ يَسجُدُ إِذَا كَانَت مِنَ العَزَائِمِ وَ العَزَائِمُ أَربَعٌ الم تَنزِيلُ وَ حم السّجدَةُ وَ النّجمُ وَ اقرَأ بِاسمِ رَبّكَ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يُعجِبُهُ أَن يَسجُدَ فِي كُلّ سُورَةٍ فِيهَا سَجدَةٌ

12-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ الحسُيَنيِ‌ّ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ جَمِيعاً عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الأَحمَرِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ


صفحه : 171

عَبدِ اللّهِ الخزُاَعيِ‌ّ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَبِي ع مَا ذَكَرَ لِلّهِ نِعمَةً عَلَيهِ إِلّا سَجَدَ وَ لَا قَرَأَ آيَةً مِن كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِيهَا سَجدَةٌ إِلّا سَجَدَ إِلَي أَن قَالَ فسَمُيّ‌َ السّجّادَ لِذَلِكَ

13- قُربُ الإِسنَادِ، وَ كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِمَا عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ فِي الفَرِيضَةِ سُورَةَ النّجمِ أَ يَركَعُ بِهَا أَو يَسجُدُ ثُمّ يَقُومُ فَيَقرَأُ بِغَيرِهَا قَالَ يَسجُدُ ثُمّ يَقُومُ فَيَقرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ ثُمّ يَركَعُ وَ لَا يَعُودُ يَقرَأُ فِي الفَرِيضَةِ بِسَجدَةٍ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَن إِمَامٍ يَقرَأُ السّجدَةَ فَأَحدَثَ قَبلَ أَن يَسجُدَ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يُقَدّمُ غَيرَهُ فَيَسجُدُ وَ يَسجُدُونَ وَ يَنصَرِفُ فَقَد تَمّت صَلَاتُهُم

14-دَعَائِمُ الإِسلَامِ،مَوَاضِعُ السّجُودِ فِي القُرآنِ خَمسَةَ عَشَرَ مَوضِعاً


صفحه : 172

أَوّلُهَا آخِرُ الأَعرَافِ وَ فِي سُورَةِ الرّعدِوَ ظِلالُهُم بِالغُدُوّ وَ الآصالِ وَ فِي النّحلِوَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ وَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَوَ يَزِيدُهُم خُشُوعاً وَ فِي كهيعص خَرّوا


صفحه : 173

سُجّداً وَ بُكِيّا وَ فِي الحَجّإِنّ اللّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ وَ فِيهَاوَ افعَلُوا الخَيرَ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ وَ فِي الفُرقَانِوَ زادَهُم نُفُوراً وَ فِي النّملِرَبّ العَرشِ العَظِيمِ وَ فِي تَنزِيلِ السّجدَةِوَ هُم لا يَستَكبِرُونَ وَ فِيص وَ خَرّ راكِعاً وَ أَنابَ وَ فِي حم السّجدَةِ


صفحه : 174

إِن كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدُونَ وَ فِي آخِرِ النّجمِ وَ فِي إِذَا السّمَاءُ انشَقّتوَ إِذا قرُ‌ِئَ عَلَيهِمُ القُرآنُ لا يَسجُدُونَ وَ آخِرِ اقرَأ بِاسمِ رَبّكَ

وَ رُوّينَا عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنَ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ العَزَائِمُ مِن سُجُودِ القُرآنِ أَربَعٌ فِي الم تَنزِيلِ السّجدَةِ وَ حم السّجدَةِ وَ النّجمِ وَ اقرَأ بِاسمِ رَبّكَ قَالَ فَهَذِهِ العَزَائِمُ لَا بُدّ مِنَ السّجُودِ فِيهَا وَ أَنتَ فِي غَيرِهَا بِالخِيَارِ إِن شِئتَ فَاسجُد وَ إِن شِئتَ فَلَا تَسجُد


صفحه : 175

قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يُعجِبُهُ أَن يَسجُدَ فِيهِنّ كُلّهِنّ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَرَأَ السّجدَةَ أَو سَمِعَهَا مِن قاَر‌ِئٍ يَقرَؤُهَا وَ كَانَ يَستَمِعُ قِرَاءَتَهُ فَليَسجُد فَإِن سَمِعَهَا وَ هُوَ فِي صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ مِن غَيرِ إِمَامٍ أَومَأَ بِرَأسِهِ وَ إِن قَرَأَهَا وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ سَجَدَ وَ سَجَدَ مَعَهُ مَن خَلفَهُ إِن كَانَ إِمَاماً وَ لَا ينَبغَيِ‌ لِلإِمَامِ أَن يَتَعَمّدَ قِرَاءَةَ سُورَةٍ فِيهَا سَجدَةٌ فِي صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ

وَ عَنهُ أَنّهُ قَالَ وَ مَن قَرَأَ السّجدَةَ أَو سَمِعَهَا سَجَدَ أَيّ وَقتٍ كَانَ ذَلِكَ مِمّا تَجُوزُ الصّلَاةُ فِيهِ أَو لَا تَجُوزُ وَ عِندَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ عِندَ غُرُوبِهَا وَ يَسجُدُ وَ إِن كَانَ عَلَي غَيرِ طَهَارَةٍ وَ إِذَا سَجَدَ فَلَا يُكَبّرُ وَ لَا يُسَلّمُ إِذَا رَفَعَ وَ لَيسَ فِي ذَلِكَ غَيرُ السّجُودِ وَ يُسَبّحُ وَ يَدعُو فِي سُجُودِهِ بِمَا تَيَسّرَ مِنَ الدّعَاءِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا قَرَأَ المصُلَيّ‌ سَجدَةً انحَطّ فَسَجَدَ ثُمّ قَامَ فَابتَدَأَ مِن حَيثُ وَقَفَ فَإِن كَانَت فِي آخِرِ السّورَةِ فَليَسجُد ثُمّ يَقُومُ فَيَقرَأُ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ يَركَعُ وَ يَسجُدُ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا قَرَأتَ السّجدَةَ وَ أَنتَ جَالِسٌ فَاسجُد مُتَوَجّهاً إِلَي القِبلَةِ وَ إِذَا قَرَأتَهَا وَ أَنتَ رَاكِبٌ فَاسجُد حَيثُ تَوَجّهتَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يصُلَيّ‌ عَلَي رَاحِلَتِهِ وَ هُوَ مُتَوَجّهٌ إِلَي المَدِينَةِ بَعدَ انصِرَافِهِ مِن مَكّةَ يعَنيِ‌ النّافِلَةَ قَالَ وَ فِي ذَلِكَ قَولُ اللّهِفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ


صفحه : 176

فروع لابد من التعرض لها لفهم تلك الأخبار

الأول لاخلاف بين الأصحاب في أن سجدات القرآن خمس عشرة كمامر ونقل الشهيد إجماع الأصحاب عليه و قال الصدوق ويستحب أن يسجد في كل سورة فيهاسجدة فيدخل فيه آل عمران عند قوله يا مَريَمُ اقنتُيِ‌ لِرَبّكِ وَ اسجدُيِ‌ وغيرها ويومئ إليه مامر في خبر العلل والواجب منها الأربع المشهورة و لاخلاف فيه بين الأصحاب و قدسبقت الأخبار الدالة عليه .الثاني‌ لاخلاف بين الأصحاب في وجوب السجود علي القار‌ئ والمستمع وإنما اختلفوا في السامع من غيرإصغاء فذهب الشيخ إلي عدم وجوبه عليه ونقل الإجماع عليه في الخلاف و قال ابن إدريس يجب السجود علي السامع وذكر أنه إجماع الأصحاب والأخبار مختلفة ويمكن الجمع بينها بحمل مادل علي الأمر بالسجود علي الاستحباب أوحمل مادل علي عدم الوجوب علي التقية لموافقته لمذهب العامة و هوأحوط.الثالث الأظهر أن موضع السجود في الأربع بعدالفراغ من الآية و قال المحقق في المعتبر قال الشيخ في الخلاف موضع السجدة في حم السجدة عند قوله وَ اسجُدُوا لِلّهِ و قال في المبسوطإِن كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدُونَ والأول أولي و قال الشافعي‌ و أهل الكوفة عند قوله وَ هُم لا يَسأَمُونَلنا أن الأمر بالسجود مطلق و يكون للفور فلايجوز التأخير. و قال في الذكري ليس كلام الشيخ صريحا فيه و لاظاهرا بل ظاهره السجود عندتمام الآية لأنه ذكر في أول المسألة أن موضع السجود في حم عند قوله وَ اسجُدُوا


صفحه : 177

لِلّهِ ألّذِي خَلَقَهُنّ إِن كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدُونَ. ثم قال وأيضا قوله وَ اسجُدُوا لِلّهِ ألّذِي خَلَقَهُنّأمر والأمر يقتضي‌ الفور عندنا و ذلك يقتضي‌ السجود عقيب الآية و من المعلوم أن آخر الآيةتَعبُدُونَ ولأن تخلل السجود في أثناء الآية يؤدي‌ إلي الوقوف علي المشروط دون الشرط و إلي ابتداء القاري‌ بقوله إِن كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدُونَ و هومستهجن عندالقراء ولأنه لاخلاف فيه بين المسلمين إنما الخلاف في تأخير السجود إلي يسأمون فإن ابن عباس والثوري‌ و أهل الكوفة والشافعي‌ يذهبون إليه والأول هوالمشهور عندالباقين فإذا مااختاره في المعتبر لاقائل به فإن احتج بالفور قلنا هذاالقدر لايخل بالفور و إلالزم وجوب السجود في باقي‌ الآي‌ العزائم عندصيغة الأمر وحذف مابعده من اللفظ و لم يقل به أحد انتهي كلامه رفع الله مقامه و لايخفي متانته . ورأيت في بعض تعليقات الشيخ البهائي‌ قدس سره قول بعض الأصحاب بوجوب السجود عندالتلفظ بلفظ السجدة في جميع السجدات الأربع و لم أر هذاالقول في كلام غيره و قدصرح في الذكري بعدم القول به فلعله اشتباه .الرابع هل الطهارة شرط فيهاالأقرب عدمه والروايات في الحائض متعارضة ووجوبه عليها أقوي والأحوط لها عدم الاستماع والسجود مع السماع ثم القضاء بعدالطهر قال في الذكري الأظهر أن الطهارة غيرشرط في هذاالسجود للأصل ولرواية أبي بصير و في النهاية منع من سجود الحائض و ابن الجنيد ظاهره اعتبار الطهارة و أماستر العورة والطهارة من الخبث واستقبال القبلة فظاهر الأكثر أنه لاخلاف في عدم اشتراطها ويظهر الخلاف فيهاأيضا من بعضهم والأقوي عدمه .


صفحه : 178

الخامس اختلف الأصحاب في غيرالجبهة من أعضاء السجود هل يجب وضعها والسجود عليها واختلفوا أيضا في وجوب وضع الجبهة علي مايصح السجود عليه والأحوط رعاية جميع ذلك و إن لم يقم دليل مقنع علي الاشتراط قال في الذكري و في اشتراط السجود علي الأعضاء السبعة أوالاكتفاء بالجبهة نظر من أنه السجود المعهود و من صدقه بوضع الجبهة وكذا في السجود علي مايصح السجود عليه في الصلاة من التعليل هناك بأن الناس عبيد مايأكلون ويلبسون و هويشعر بالتعميم .السادس المشهور بين الأصحاب عدم وجوب التكبير لها والذكر فيها و قال أكثر العامة بوجوب التكبير قبلها نعم يستحب التكبير عندالرفع وظاهر الشهيد في الذكري والشيخ في المبسوط والخلاف الوجوب وصرح العلامة في المنتهي وغيره بالاستحباب و هوأقوي والأحوط عدم الترك لورود الأمر به في الأخبار و قال في المنتهي يستحب أن يقول في سجوده إلهي‌ آمنا بما كفروا وعرفنا منك ماأنكروا وأجبناك إلي مادعوا فالعفو العفو قاله ابن بابويه و قال أيضا و قدروي‌ أنه يقال في سجدة العزائم لاإله إلا الله حقا حقا لاإله إلا الله إيمانا وتصديقا لاإله إلا الله عبودية ورقا سجدت لك يارب تعبدا ورقا لامستنكفا و لامستكبرا بل أنا عبدذليل خائف مستجير انتهي . وأقول قال الصدوق في مجالسه فيما وصف لأصحابه من دين الإمامية و أماسجدة العزائم فيقال فيها لاإله إلا الله حقا حقا إلي قوله مستجير و قال ويكبر إذارفع رأسه . و قال الشهيد في البيان و في المعتبر للراوندي‌ من قرأ في نافلة اقرأ سجد و قال إلهي‌ آمنا إلي قوله إلهي‌ العفو العفو ثم يرفع رأسه ويكبر وروي‌ أنه يقال في العزائم لاإله إلا الله حقا حقا إلي قوله تعبدا ورقا وَ قَالَ فِيهِ وَ رَوَي ابنُ


صفحه : 179

مَحبُوبٍ عَن عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ ع لَا تُكَبّر إِذَا سَجَدتَ وَ لَا إِذَا قُمتَ وَ إِذَا سَجَدتَ قُلتَ مَا تَقُولُ فِي السّجُودِ

و هوخيرة ابن الجنيد و قال يكبر لرفعه منها إن كان في صلاة خاصة.أقول

وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمُ السّجدَةَ مِنَ العَزَائِمِ فَليَقُل فِي سُجُودِهِ سَجَدتُ لَكَ تَعَبّداً وَ رِقّاً لَا مُستَكبِراً عَن عِبَادَتِكَ وَ لَا مُستَنكِفاً وَ لَا مُتَعَظّماً بَل أَنَا عَبدٌ ذَلِيلٌ خَائِفٌ مُستَجِيرٌ

.السابع قيل وقت نيتها عندالهوي‌ إليها وقيل عندوضع الجبهة ولعل التخيير أقوي وقيل يجوز عنداستدامة الوضع و فيه إشكال و إن كان الأمر في النية هينا.الثامن نقلوا الإجماع علي فوريتها فلو أخرها عن الفراغ من الآية بما يخرج به عن الفورية أثم وهل تصير حينئذ قضاء أم تبقي مدة العمر أداء اختار في المعتبر الثاني‌ و في الذكري الأول ولعل المعتبر مختار المعتبر وكونه علي الفور لايوجب القضاء بفواته كالحج وصلاة الزلزلة ولعله لاحاجة إلي نية الأداء والقضاء وكذا الكلام في المستحب .التاسع قال في الذكري تتعدد السجدة بتعدد السبب سواء تخلل السجود أو لالقيام السبب وأصالة عدم التداخل

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَتَعَلّمُ السّورَةَ مِنَ العَزَائِمِ فَيُعَادُ عَلَيهِ مِرَاراً فِي المَقعَدِ الوَاحِدِ قَالَ ع عَلَيهِ أَن يَسجُدَ كُلّمَا سَمِعَهَا وَ عَلَي ألّذِي يُعَلّمُهُ أَيضاً أَن يَسجُدَ

.أقول لاشك مع تخلل السجود في التعدد و أما مع عدمه فالحكم به مشكل إذ لانسلم أن الأصل عدم التداخل بل تدل أخبار كثيرة علي أنه إذا


صفحه : 180

اجتمعت لله عليك حقوق كفاك حق واحد والخبر و إن كان صحيحا لايدل علي هذاالشق والأحوط العمل بالمشهور.العاشر قال في المنتهي إذاقرأ السجدة علي الراحلة في السفر وأمكنه السجود وجب و إن لم يتمكن أومأ بالسجود حيث كان وجهه لأن عليا ع أومأ علي الراحلة نقله الجمهور و لو كان ماشيا وأمكن السجود علي الأرض وجب و إلاأومأ.أقول قدمر بعض الأخبار والأحكام في باب القراءة و باب الحيض


صفحه : 181

باب 13-الأدب في الهوي‌ إلي السجود والقيام عنه والتكبير عندالقيام من التشهد وجلسة الاستراحة

1- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادِ بنِ جَعفَرٍ الهمَذَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا بَأسَ فِي الإِقعَاءِ فِي الصّلَاةِ بَينَ السّجدَتَينِ وَ بَينَ الرّكعَةِ الأُولَي وَ الثّانِيَةِ وَ بَينَ الرّكعَةِ الثّالِثَةِ وَ الرّابِعَةِ وَ إِذَا أَجلَسَكَ الإِمَامُ فِي مَوضِعٍ يَجِبُ أَن تَقُومَ فِيهِ فَتَجَافَ وَ لَا يَجُوزُ الإِقعَاءُ فِي مَوضِعِ التّشَهّدَينِ إِلّا مِن عِلّةٍ لِأَنّ المقُعيِ‌َ لَيسَ بِجَالِسٍ إِنّمَا جَلَسَ بَعضُهُ عَلَي بَعضٍ وَ الإِقعَاءُ أَن يَضَعَ الرّجُلُ أَليَتَيهِ عَلَي عَقِبَيهِ فِي تَشَهّدَيهِ فَأَمّا الأَكلُ مُقعِياً فَلَا بَأسَ بِهِ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص قَد أَكَلَ مُقعِياً

2- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ القِيَامِ مِنَ التّشَهّدِ مِنَ الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ كَيفَ يَصنَعُ يَضَعُ رُكبَتَيهِ وَ يَدَيهِ عَلَي الأَرضِ ثُمّ يَنهَضُ أَو كَيفَ يَصنَعُ قَالَ مَا شَاءَ صَنَعَ وَ لَا بَأسَ

3-الإِحتِجَاجُ، قَالَكَتَبَ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع يَسأَلُهُ عَنِ المصُلَيّ‌ إِذَا


صفحه : 182

قَامَ مِنَ التّشَهّدِ الأَوّلِ إِلَي الرّكعَةِ الثّالِثَةِ هَل يَجِبُ عَلَيهِ أَن يُكَبّرَ فَإِنّ بَعضَ أَصحَابِنَا قَالَ لَا يَجِبُ عَلَيهِ التّكبِيرُ وَ يُجزِيهِ أَن يَقُولَ بِحَولِ اللّهِ وَ قُوّتِهِ أَقُومُ وَ أَقعُدُ فَوَقّعَ ع إِنّ فِيهِ حَدِيثَينِ أَمّا أَحَدُهُمَا فَإِنّهُ إِذَا انتَقَلَ مِن حَالَةٍ إِلَي حَالَةٍ أُخرَي فَعَلَيهِ التّكبِيرُ وَ أَمّا الآخَرُ فَإِنّهُ روُيِ‌َ إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجدَةِ الثّانِيَةِ فَكَبّرَ ثُمّ جَلَسَ ثُمّ قَامَ فَلَيسَ عَلَيهِ فِي القِيَامِ بَعدَ القُعُودِ تَكبِيرٌ وَ كَذَلِكَ التّشَهّدُ الأَوّلُ يجَريِ‌ هَذَا المَجرَي وَ بِأَيّهِمَا أَخَذتَ مِن جِهَةِ التّسلِيمِ كَانَ ثَوَاباً

غيبة الشيخ ، عن جماعة من مشايخه عن محمد بن أحمد بن داود القمي‌ عن محمد بن عبد الله الحميري‌مثله بيان المشهور بين الأصحاب عدم مشروعية التكبير عندالقيام من التشهد الأول و قال المفيد رحمه الله باستحبابه عنده وعدم استحبابه للقنوت واعترض عليه الشيخ في التهذيب والشهيد في الذكري بأنه يكون حينئذ عدد تكبيرات الصلوات أربعا وتسعين مع ورود الرواية بأن عددها خمس وتسعون قال الشهيد مع أنه روي‌ بعدة طرق منها رواية محمد بن مسلم عن الصادق ع في القيام من التشهد يقول بحول الله وقوته أقوم وأقعد و في بعضها بحولك وقوتك أقوم وأقعد و في بعضها وأركع وأسجد و لم يذكر في شيءمنها التكبير فالأقرب سقوطه للقيام وثبوته للقنوت و به كان يفتي‌ المفيد و في آخر عمره رجع عنه قال الشيخ ولست أعرف بقوله هذاحديثا أصلا انتهي . وأقول لعل مستند المفيد هذاالخبر لكن هذا لايقتضي‌ إسقاط تكبير القنوت إلالتصحيح العدد المذكور مع أنه لايصح أيضا فالأولي مع القول به حمل العدد


صفحه : 183

علي التكبيرات المتعينة أوالمؤكدة والعمل بالمشهور أولي . ثم إن الخبر يدل علي التخيير عندتعارض الأخبار

4- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اجلِسُوا فِي الرّكعَتَينِ حَتّي تَسكُنَ جَوَارِحُكُم ثُمّ قُومُوا فَإِنّ ذَلِكَ مِن فِعلِنَا

5- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ عَنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن سَعدٍ الجَلّابِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَبرَأُ مِنَ القَدَرِيّةِ فِي كُلّ رَكعَةٍ وَ يَقُولُ بِحَولِ اللّهِ وَ قُوّتِهِ أَقُومُ وَ أَقعُدُ

وَ مِنهُ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ عَنِ العَبّاسِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قُمتَ مِنَ السّجُودِ قُلتَ أللّهُمّ بِحَولِكَ وَ قُوّتِكَ أَقُومُ وَ أَقعُدُ وَ أَركَعُ وَ أَسجُدُ

وَ مِنهُ نَقلًا مِن كِتَابِ حَرِيزٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا بَأسَ بِالإِقعَاءِ فِيمَا بَينَ السّجدَتَينِ وَ لَا ينَبغَيِ‌ الإِقعَاءُ بَينَ التّشَهّدِ فِي الجُلُوسِ وَ إِنّمَا التّشَهّدُ فِي الجُلُوسِ وَ لَيسَ المقُعيِ‌ بِجَالِسٍ

6- فَلَاحُ السّائِلِ، قَالَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا قُمتَ مِنَ الرّكعَةِ فَاعتَمِد عَلَي كَفّيكَ وَ قُل بِحَولِ اللّهِ وَ قُوّتِهِ أَقُومُ وَ أَقعُدُ فَإِنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَفعَلُ ذَلِكَ


صفحه : 184

7- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجدَتَينِ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ

8- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ الحُسَينِ عَن الحُسَينِ بنِ الوَلِيدِ عَن طَلحَةَ السلّمَيِ‌ّ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع لأِيَ‌ّ عِلّةٍ تُوضَعُ اليَدَانِ إِلَي الأَرضِ فِي السّجُودِ قَبلَ الرّكبَتَينِ قَالَ لِأَنّ اليَدَينِ بِهِمَا مِفتَاحُ الصّلَاةِ

9- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا أَرَدتَ القِيَامَ مِنَ السّجُودِ فَلَا تَعجِنُ بِيَدِكَ يعَنيِ‌ تَعتَمِدُ عَلَيهِمَا وَ هيِ‌َ مَقبُوضَةٌ وَ لَكِنِ ابسُطهُمَا بَسطاً وَ اعتَمِد عَلَيهِمَا وَ انهَض قَائِماً

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا نَهَضَ مِنَ السّجُودِ لِلقِيَامِ أللّهُمّ بِحَولِكَ وَ قُوّتِكَ أَقُومُ وَ أَقعُدُ

10- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع أَنّهُ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ فِي صَلَاتِهِ مِنَ السّجدَةِ الأَخِيرَةِ جَلَسَ جَلسَةً ثُمّ نَهَضَ لِلقِيَامِ وَ بَادَرَ بِرُكبَتَيهِ مِنَ الأَرضِ قَبلَ يَدَيهِ وَ إِذَا سَجَدَ بَادَرَ بِهِمَا الأَرضَ قَبلَ رُكبَتَيهِ

وَ مِنهُ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ إِذَا رَفَعتَ رَأسَكَ مِن آخِرِ سَجدَتِكَ


صفحه : 185

فِي الصّلَاةِ قَبلَ أَن تَقُومَ فَاجلِس جَلسَةً ثُمّ بَادِر بِرُكبَتَيكَ إِلَي الأَرضِ قَبلَ يَدَيكَ وَ ابسُط يَدَيكَ بَسطاً وَ اتّكِ عَلَيهِمَا ثُمّ قُم فَإِنّ ذَلِكَ وَقَارُ المُؤمِنِ الخَاشِعِ لِرَبّهِ وَ لَا تَطِيشُ مِن سُجُودِكَ مُبَادِراً إِلَي القِيَامِ كَمَا يَطِيشُ هَؤُلَاءِ الأَقشَابُ فِي صَلَاتِهِم

بيان قال في النهاية فيه اغفر للأقشاب هي‌ جمع قشب يقال رجل قشب خشب بالكسر إذا كان لاخير فيه

فوائد جليلة

اعلم أنه يستفاد من تلك الأخبار أحكام الأول الابتداء في الجلوس بوضع اليدين قبل الركبتين و قدمر أن استحبابه إجماعي‌ عندالأصحاب .الثاني‌ استحباب الابتداء برفع الركبتين قبل اليدين عندالقيام و هوأيضا إجماعي‌ عندهم .الثالث كراهة العجن باليدين عندالقيام قال في الذكري إذاقام واعتمد علي يديه بسطهما و لايعجن بهما ذكره الجعفي‌ ورواه الشيخ والكليني‌ عن الحلبي‌ عن الصادق ع .الرابع لاخلاف بين الأصحاب في رجحان الجلوس بعدالرفع من السجدة الثانية في الركعة الأولي والثالثة ويسمي بجلسة الاستراحة والمشهور استحبابه وأوجبه المرتضي ره و هوأحوط و إن كان الأول أقوي و قال ابن الجنيد إذارفع رأسه من السجدة الثانية في الركعة الأولي والثالثة وجلس حتي يماس ألياه الأرض أواليسري وحدها يسيرا ثم يقوم جاز ذلك و قال علي بن بابويه لابأس أن لايقعد في النافلة كذا ذكر في الذكري .الخامس استحباب الدعاء عندالقيام قال في الذكري في سياق مستحبات السجود ومنها الدعاء في جلسة الاستراحة بقوله بحول الله وقوته أقوم وأقعد وأركع وأسجد قاله في المعتبر و ألذي ذكره علي بن بابويه وولده والجعفي‌ و ابن الجنيد و


صفحه : 186

المفيد وسلار و أبوالصلاح و ابن حمزة و هوظاهر الشيخ ره أن هذاالقول يقوله عندالأخذ في القيام وَ هُوَ الأَصَحّ لِرِوَايَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع إِذَا قُمتَ مِنَ السّجُودِ قُلتَ أللّهُمّ ربَيّ‌ بِحَولِكَ وَ قُوّتِكَ أَقُومُ وَ أَقعُدُ وَ إِن شِئتَ قُلتَ وَ أَركَعُ وَ أَسجُدُ

وَ فِي رِوَايَةِ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنهُ ع إِذَا قَامَ الرّجُلُ مِنَ السّجُودِ قَالَ بِحَولِ اللّهِ أَقُومُ وَ أَقعُدُ

وَ عَنهُ ع إِذَا تَشَهّدتَ ثُمّ قُمتَ فَقُل بِحَولِ اللّهِ أَقُومُ وَ أَقعُدُ

وَ عَن رِفَاعَةَ عَنهُ ع كَانَ عَلِيّ ع إِذَا نَهَضَ مِنَ الأُولَيَينِ قَالَ بِحَولِكَ وَ قُوّتِكَ أَقُومُ وَ أَقعُدُ

انتهي والظاهر التخيير بين تلك الأذكار والأفضل الإتيان بها عندالأخذ في القيام .السادس كراهة الإقعاء واختلف كلام الأصحاب وكلام أهل اللغة في حكمه وتفسيره أماحكمه فذهب الأكثر إلي كراهته وادعي الشيخ في الخلاف الإجماع عليه ونقله المحقق في المعتبر عن معاوية بن عمار و محمد بن مسلم من القدماء وذهب الشيخ في المبسوط والمرتضي إلي عدم كراهته و قال الصدوق لابأس بالإقعاء بين السجدتين و لابأس به بين الأولي والثانية و بين الثالثة والرابعة و لايجوز الإقعاء في التشهدين وتبعه ابن إدريس إلا في التشهد وتركه أفضل و في التشهد آكد. ثم اعلم أن أكثر الروايات المشتملة علي النهي‌ عن الإقعاء مخصوصة بالجلوس بين السجدتين وكذا عبارات كثير من الأصحاب وصرح الشهيد ره بتعميم الحكم بالنسبة إلي جلسة الاستراحة أيضا وظاهر كلامه كون ذلك مذهب الأكثر ونسب العلامة في النهاية كراهة الإقعاء إلي الأكثر حالة الجلوس مطلقا وصرح الشهيد الثاني‌ قدس سره بعموم الحكم لجميع حالات الجلوس ولعله أقوي . و أماتفسيره فقد قال الجوهري‌ أقعي الكلب إذاجلس علي استه مفترشا رجليه وناصبا يديه و قدجاء النهي‌ عن الإقعاء في الصلاة و هو أن يضع أليتيه علي عقبيه بين السجدتين و هذاتفسير الفقهاء و أما أهل اللغة فالإقعاء عندهم أن يلصق الرجل أليتيه


صفحه : 187

بالأرض وينصب ساقيه ويتساند إلي ظهره . و قال الجزري‌ في النهاية فيه أنه نهي عن الإقعاء في الصلاة الإقعاء أن يلصق الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه وفخذيه ويضع يديه علي الأرض كمايقعي‌ الكلب وقيل هو أن يضع أليتيه علي عقبيه بين السجدتين والقول الأول و منه الحديث أنه ع أكل مقعيا أراد أنه كان يجلس عندالأكل علي وركيه مستوفزا غيرمتمكن . و قال الفيروزآبادي‌ أقعي في جلوسه تساند إلي ماوراءه والكلب جلس علي استه . و قال المطرزي‌ في المغرب الإقعاء أن يلصق أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه علي الأرض كمايقعي‌ الكلب وتفسير الفقهاء أن يضع أليتيه علي عقبيه بين السجدتين و هوعقب الشيطان . و قال المحقق نور الله ضريحه في المعتبر يستحب الجلوس بين السجدتين متوركا و قال في المبسوط الأفضل أن يجلس متوركا و لوجلس مقعيا بين السجدتين و بعدالثانية جاز و قال الشافعي‌ و أبوحنيفة و أحمديجلس مفترشا لرواية أبي حميد الساعدي‌ وكيفية التورك أن يجلس علي وركه اليسري ويخرج رجليه جميعا ويفضي‌ بمقعدته إلي الأرض ويجعل رجله اليسري علي الأرض وظاهر قدمه اليمني علي باطن قدمه اليسري وكيفية الافتراش أن يجلس علي رجله اليسري ويخرج رجله اليمني من تحته وينصبها ويجعل بطون أصابعها علي الأرض معتمدا عليها إلي القبلة. و قال علم الهدي يجلس مماسا بوركه الأيسر مع ظاهر فخذه اليسري الأرض رافعا فخذه اليمني علي عرقوبه الأيسر وينصب طرف إبهام رجله اليمني علي الأرض ويستقبل بركبتيه معا القبلة و ماذكره الشيخ أولي ثم قال ره يكره الإقعاء بين السجدتين قاله في الجمل و به قال معاوية بن عمار منا و محمد بن مسلم والشافعي‌ و أبوحنيفة و أحمد و قال الشيخ بالجواز و إن كان التورك أفضل و به قال علم الهدي

لَنَا مَا رَوَوهُ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 188

ص وَ لَا تُقعِ بَينَ السّجدَتَينِ

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَفَعتَ رَأسَكَ مِنَ السّجُودِ فَلَا تُقعِ كَمَا يقُعيِ‌ الكَلبُ

وَ مِن طَرِيقِ الأَصحَابِ مَا رَوَاهُ أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تُقعِ بَينَ السّجدَتَينِ

والدليل علي أن النهي‌ ليس للتحريم مارواه

عُبَيدُ اللّهِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا بَأسَ بِالإِقعَاءِ فِي الصّلَاةِ بَينَ السّجدَتَينِ

والإقعاء أن يعتمد بصدور قدميه علي الأرض ويجلس علي عقبيه و قال بعض أهل اللغة هو أن يجلس علي أليتيه ناصبا فخذيه مثل إقعاء الكلب والمعتمد الأول لأنه تفسير الفقهاء وبحثهم علي تقديره . و قال العلامة ره في المنتهي مثل هذاالكلام من أوله إلي آخره و قال الإقعاء عبارة عن أن يعتمد بصدور قدميه علي الأرض ويجلس علي عقبه و قال بعض أهل اللغة هو أن يجلس الرجل علي أليتيه ناصبا فخذيه مثل إقعاء الكلب والأول أولي لأنه تفسير الفقهاء وبحثهم فيه . و قال الشهيد رفع الله مقامه عندذكر مستحبات السجود ومنها التورك بين السجدتين بأن يجلس علي وركه اليسري ويخرج رجليه جميعا من تحته ويجعل رجله اليسري علي الأرض وظاهر قدمه اليمني علي باطن اليسري ويفضي‌ بمقعدته إلي الأرض كما في خبر حماد وروي ابن مسعود التورك عن النبي ص . و لايستحب عندنا الافتراش و هو أن يثني‌ رجله اليسري فيبسطها ويجلس عليها وينصب رجله اليمني ويخرجها من تحته ويجعل بطون أصابعه علي الأرض معتمدا عليها ليكون أطرافها إلي القبلة ويظهر من خبر زرارة عن الباقر ع كراهيته حيث قال وإياك والقعود علي قدميك فتتأذي بذلك و لاتكون قاعدا علي الأرض إنما قعد بعضك علي بعض و قال ابن الجنيد في الجلوس بين السجدتين يضع أليتيه علي بطن قدميه و لايقعد علي مقدم رجليه وأصابعهما و لايقعي‌ إقعاء الكلب .


صفحه : 189

ثم قال ره بعدذكر جلسة الاستراحة ويكره الإقعاء فيها و في الجلوس بين السجدتين علي الأشهر. ثم قال بعدنقل كلام المحقق وغيره وصورة الإقعاء أن يعتمد بصدر قدميه علي الأرض ويجلس علي عقبيه قاله في المعتبر ونقل عن بعض أهل اللغة أنه الجلوس علي أليتيه ناصبا فخذيه إقعاء الكلب والمعتمد الأول ومثله قال الشهيد الثاني‌ ره في شرح النفلية وشرح الإرشاد وغيرهما والسيد في المدارك و لانطيل الكلام بذكر كلام غيرهم من أصحابنا فإنهم لم يذكروا إلامثل مانقلنا.

وَ قَالَ البغَوَيِ‌ّ مِن عُلَمَاءِ العَامّةِ فِي شَرحِ السّنّةِ بَعدَ مَا رَوَي بِإِسنَادِهِ عَنِ الحَارِثِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أُحِبّ لَكَ مَا أُحِبّ لنِفَسيِ‌ وَ أَكرَهُ لَكَ مَا أَكرَهُ لنِفَسيِ‌ لَا تَقرَأ وَ أَنتَ رَاكِعٌ وَ لَا أَنتَ سَاجِدٌ وَ لَا تُصَلّ وَ أَنتَ عَاقِصٌ شَعرَكَ فَإِنّهُ كِفلُ الشّيطَانِ وَ لَا تُقعِ بَينَ السّجدَتَينِ

. علي كراهية الإقعاء بين السجدتين أكثر أهل العلم و قدصح عن عائشة قالت كان رسول الله ص ينهي عن عقبة الشيطان والإقعاء قال أبوعبيد هوجلوس الإنسان علي أليتيه ناصبا فخذيه واضعا يديه علي الأرض من إقعاء الكلب والسبع و ليس هذامعني الحديث من الإقعاء وتفسير أصحاب الحديث في عقبة الشيطان و في الإقعاء واحد و هو أن يضع أليتيه علي عقبيه مستوفزا غيرمطمئن إلي الأرض . وذهب بعض أهل العلم إلي الإقعاء بين السجدتين قال طاوس قلت لابن عباس في الإقعاء علي القدمين قال هي‌ السنة قال طاوس رأيت العبادلة يفعلون ذلك عبد الله بن عمر و ابن عباس و ابن الزبير قال أبوسليمان الخطابي‌ و قدروي‌ عن ابن عمر أنه قال لبنيه لاتقتدوا بي‌ في الإقعاء فإني‌ إنما فعلت هذاحين كبرت وروي‌ عن ابن عمر أنه كان يضع يديه بالأرض بين السجدتين فلايفارقان الأرض حتي يعيد السجود وهكذا يفعل من أقعي و كان يفعل ذلك حين كبرت سنه قال الخطابي‌ ويشبه أن يكون حديث الإقعاء منسوخا والأحاديث الثابتة في صفة صلاة رسول الله ص عن أبي حميد ووائل بن حجر أنه قعد بين السجدتين مفترشا قدمه اليسري و قدرويت


صفحه : 190

الكراهة في الإقعاء عن جماعة من الصحابة وكرهه النخعي‌ ومالك والشافعي‌ و أحمد وإسحاق وأصحاب الرأي‌ وعامة أهل العلم انتهي . و قال الرافعي‌ في شرح الوجيز في الجلوس بين السجدتين والمشهور أنه يجلس مفترشا وكذلك رواه أبوحميد الساعدي‌ و في قول يضجع قدميه ويجلس علي صدورهما و عن مالك أن المصلي‌ يتورك في جميع جلسات الصلاة و قال في وصف التشهد ويجزي‌ القعود علي أي هيئة اتفق لكن السنة في القعود حال الصلاة الافتراش و في القعود في آخرها التورك كذلك روي‌ عن أبي حميد في صلاة رسول الله ص و قال أبوحنيفة السنة فيهما الافتراش و قال مالك السنة فيهما التورك و قال أحمد إن كانت الصلاة ذات تشهدين تورك في الأخير و إن كانت ذات تشهد واحد افترش فيه . والافتراش أن يضجع رجله اليسري بحيث يلي‌ ظهرها الأرض ويجلس عليها وينصب اليمني ويضع أطراف أصابعها علي الأرض موجهة إلي القبلة والتورك أن يخرج رجليه وهما علي هيئتهما في الافتراش من جهة يمينه ويمكن وركه من الأرض وخص الافتراش بالتشهد الأول لأن المصلي‌ مستوفز للحركة يبادر إلي القيام عندتمامه و هو من الافتراش أهون والتورك هيئة السكون والاستقرار فخص بآخر الصلاة انتهي . و قال بعض شراح صحيح مسلم في خبر رواه عن عائشة أن النبي ص كان إذارفع رأسه من السجدة لم يسجد حتي يستوي‌ جالسا و كان يفرش رجله اليسري وينصب رجله اليمني و كان ينهي عن عقبة الشيطان قال قولها و كان يفرش رجله اليسري معناه يجلس مفترشا و فيه حجة لأبي‌ حنيفة و من وافقه أن الجلوس في الصلاة يكون مفترشا سواء فيه جميع الجلسات و عندمالك متوركا بأن يخرج رجله اليسري من تحته ويفضي‌ بوركه إلي الأرض و قال الشافعي‌ السنة أن يجلس كل الجلسات مفترشا إلاالجلسة التي‌ يعقبها السلام والجلسات عندالشافعي‌ أربع الجلوس بين السجدتين وجلسة الاستراحة عقب كل ركعة يعقبها قيام والجلسة للتشهد الأول والجلسة للتشهد الأخير فالجميع يسن مفترشا إلاالأخيرة.


صفحه : 191

قولها عقبة الشيطان بضم العين و في رواية أخري عقب الشيطان بفتح العين وكسر القاف وفسره أبوعبيد وغيره بالإقعاء المنهي‌ عنه و هو أن يلصق ألييه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه علي الأرض كمايفترش الكلب وغيره من السباع و هومكروه باتفاق العلماء بهذا التفسير و أماالإقعاء ألذي ذكره مسلم بعد هذا في حديث ابن عباس أنه سنة فهو غير هذا كماسنفسره . ثم قال في باب الإقعاء بعدنقل حديث ابن عباس أنه سنة اعلم أن الإقعاء ورد فيه حديثان ففي‌ هذاالحديث أنه سنة و في حديث آخر النهي‌ عنه رواه الترمذي‌ وغيره من رواية علي ع و ابن ماجة من رواية أنس و أحمد بن حنبل من رواية سمرة و أبي هريرة والبيهقي‌ من رواية سمرة وأنس وأسانيدها كلها ضعيفة. و قداختلف العلماء في حكم الإقعاء و في تفسيره اختلافا كثيرا لهذه الأحاديث والصواب ألذي لامعدل عنه أن الإقعاء نوعان أحدهما أن يلصق ألييه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه علي الأرض كإقعاء الكلب هكذا فسره أبوعبيدة معمر بن المثني وصاحبه أبوعبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة و هذاالنوع هوالمكروه ألذي ورد فيه النهي‌ والنوع الثاني‌ أن يجعل ألييه علي عقبيه بين السجدتين و هذا هومراد ابن عباس أنه سنة و قدنص الشافعي‌ علي استحبابه في الجلوس بين السجدتين وحمل حديث ابن عباس عليه جماعات من المحققين منهم البيهقي‌ والقاضي‌ عياض وآخرون . قال القاضي‌ و قدروي‌ عن جماعة من الصحابة والسلف أنهم كانوا يفعلونه قال وكذا جاء مفسرا عن ابن عباس من السنة أن تمس عقبيك ألييك فهذا هوالصواب في تفسير حديث ابن عباس و قدذكرنا أن الشافعي‌ نص علي استحبابه في الجلوس بين السجدتين و له نص آخر و هوالأشهر أن السنة فيه الافتراش وحاصله أنهما سنتان وأيهما أفضل فيه قولان انتهي أقول بعد ماأحطت خبرا بما ذكرنا لايخفي عليك أن الإقعاء يطلق علي معان الأول الجلوس علي الأليين ونصب الساقين و هوالأشهر بين اللغويين


صفحه : 192

الثاني‌ الجلوس علي العقبين مطلقا كما هوالظاهر من كلام أكثر العامة الثالث مااتفق عليه كلام أصحابنا من وضع صدور القدمين علي الأرض ووضع الأليين علي القدمين ولعل مراد أكثر العامة أيضا هذاالمعني لأن الجلوس علي العقبين حقيقة لايتحقق إلابهذا الوجه فإنه إذاجعل ظهر قدمه علي الأرض يقع الجلوس علي بطن القدمين لا علي العقبين . ويؤيده قول الجزري‌ عندتفسير إقعائه ص عندالأكل أنه كان يجلس عندالأكل علي وركيه مستوفزا غيرمتمكن فإن المستعجل هكذا يجلس و أماالجالس علي بطون القدمين فهو متمكن مستقر و قال الجوهري‌ استوفز في قعدته إذاقعد قعودا منتصبا غيرمطمئن ومثله ماذكره البغوي‌ في تفسير الإقعاء. وأيضا اعتذار ابن عمر بالضعف والكبر يدل علي ذلك فإن الضعف يقتضي‌ عدم تغيير القدمين عما كانتا عليه في حالة السجود و لايتمكن من الجلوس ثم يعود إلي السجود ولذا قال الخطابي‌ معناه أنه كان يضع يديه بالأرض بين السجدتين فلاتفارقان الأرض حتي يعيد السجود وهكذا يفعل من أقعي و ما هوالمشاهد من العوام من الفريقين حين يجلسون هكذا بين السجدتين لسهولته عليهم شاهد بذلك . و أماالتشبيه بإقعاء الكلب فلايلزم أن يكون كاملا من كل جهة بل يكفي‌ أنه يشبهه في الانحناء عندالجلوس والاعتماد علي الرجلين واليدين لاسيما إذا لم يرفع يديه من الأرض و أماالجلوس علي القدمين بدون ذلك فهو أبعد من مشابهة إقعاء الكلب كما لايخفي . فإذاتمهد هذافاعلم أن المعني الأول خلاف ما هوالمستحب من التورك و أماإثبات كراهته فهو مشكل لأنه لايدل علي كراهته ظاهرا إلاأخبار الإقعاء وهي‌ ظاهرة في معني آخر مشتهر بين الأصحاب وَ يُؤَيّدُهُ مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ لَا تُقعِ عَلَي قَدَمَيكَ

إذ الظاهر من الإقعاء علي القدمين أن يكون الجلوس عليهما و إن لم تكن ظاهرة في معني آخر فمجرد الاحتمال لايكفي‌ للاستدلال . فإن قلت الاشتهار بين اللغويين يؤيده قلنا الشهرة بين علماء الفريقين في


صفحه : 193

خلافه يعارضه والأولي ترك هذاالجلوس لاشتهار هذاالمعني بين اللغويين واحتمله بعض علمائنا كماعرفت مع أنه خلاف ما هوالسنة في هذاالجلوس والفرق بين ترك السنة وارتكاب المكروه ضعيف بل قيل باستلزامه له . و أماالمعني الثالث فقد عرفت أن المشهور بين علمائنا بل علماء المخالفين أيضا كراهته وكفي بذلك مرجحا و قدورد في اللغة بهذا المعني و قدعرفت مايؤيده وتجويز ابن عمر وأضرابه ذلك وعملهم به يؤيد أن النهي‌ إنما ورد في ذلك للرد عليهم و أما ماورد في صحيحة الحلبي‌ من عدم البأس فلاينافي‌ الكراهة بل قيل إنه يؤيدها. و أماالجلوس علي القدمين من غير أن يكون صدر القدمين علي الأرض ألذي نسميها المعني الثاني‌ فهو خلاف المستحب أيضا و لم أر من أصحابنا من قال بكراهته بل يظهر من كلام ابن الجنيد أنه قال باستحبابه كمامر و قداتفقت كلمة أصحابنا في تفسير الإقعاء المكروه بما عرفت فإثبات كراهته مما يوهمه إطلاق كلام بعض اللغويين والمخالفين مشكل . فإن قيل مامر من قول أبي جعفر ع في صحيحة زرارة و لاتقع علي قدميك و قوله ع في صحيحته الأخري إياك والقعود علي قدميك فتتأذي بذلك و لاتكون قاعدا علي الأرض فيكون إنما قعد بعضك علي بعض فلاتصبر للتشهد والدعاء يدلان علي شمول النهي‌ لهذا الفرد أيضا.قلنا أماالخبر الأول فقد ورد النهي‌ فيه عن الإقعاء علي القدمين لامطلق القعود عليهما فيتوقف الاستدلال به علي أن الإقعاء موضوع لخصوص هذاالفرد أو لمايشمله و قدعرفت ما فيه نعم بظاهره ينفي‌ المعني الأول من الإقعاء كماأومأنا إليه و أماالخبر الثاني‌ فهو وارد في الجلوس للتشهد لا بين السجدتين و لوارتكبنا التكلف في ذلك بأن العلة التي‌ ذكرها في التشهد تحصل في غيره فيتعدي الحكم إليه كماقيل فمع أنه يمكن المناقشة فيه بمنع جريان العلة إذ الدعاء والذكر في التشهد أكثر منهما بين السجدتين لانسلم أنه يدل علي هذاالمعني إذ يحتمل أن يكون المراد به النهي‌ عن أن يجعل باطن قدميه علي الأرض غيرموصل أليتيه إليها رافعا فخذيه و


صفحه : 194

ركبتيه إلي قريب ذقنه كمايتجافي المسبوق .بل الخبر الأول أيضا يحتمل ذلك فيظهر معني آخر للإقعاء والفرق بينه و بين المعني الأول من المعاني‌ الثلاثة بإلصاق الأليتين بالأرض وعدمه وربما احتمل كلام ابن الجنيد أيضا ذلك حيث قال و لايقعد علي مقدم رجليه وأصابعهما هذاالمعني أيضا والتعليل الوارد في الخبر أيضا شديد الانطباق علي هذاالوجه و لوسلم عدم إرادة هذاالمعني فالتعليل الوارد في الخبر بالإقعاء بالمعني المشهور بين الأصحاب ألصق . وبالجملة الأظهر حمل الإقعاء المنهي‌ عنه علي ما هوالمشهور بين الأصحاب ولكن الأحوط والأولي ترك الجلوس علي الوجوه الأربعة التي‌ ذكرنا أنها من محتملات الأخبار بل يحتمل أن يكون المراد النهي‌ عن جميعها إن جوزنا استعمال اللفظ في المعنيين الحقيقيين أوالمعني الحقيقي‌ والمجازي‌ معا و الله تعالي يعلم وحججه صلوات الله عليهم حقائق أحكامه تعالي


صفحه : 195

باب 23-القنوت وآدابه وأحكامه

الآيات البقرةوَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَآل عمران يا مَريَمُ اقنتُيِ‌ لِرَبّكِ.تفسير القنوت يطلق في اللغة علي خمسة معان الدعاء والطاعة والسكون والقيام في الصلاة والإمساك عن الكلام ذكره في القاموس وذكر ابن الأثير معاني‌ أخري كالخشوع والصلاة والعبادة والقيام وطول القيام و قال الجوهري‌ القنوت الطاعة هذا هوالأصل و منه قوله تعالي القانِتِينَ وَ القانِتاتِ ثم سمي القيام في الصلاة قنوتا وقريب منه كلام ابن فارس و هو في اصطلاح الفقهاء الدعاء في أثناء الصلاة في محل معين سواء كان معه رفع اليدين أم لا وربما يطلق علي الدعاء مع رفع اليد. ثم إن المشهور بين الأصحاب استحبابه و قال الصدوق في الفقيه سنة واجبة من تركه عمدا أعاد ونقل عن ظاهر ابن أبي عقيل القول بوجوبه في الصلوات الجهرية والأول لعله أقوي . واستدل بالآية الأولي علي مذهب الصدوق ويرد عليه أن القنوت جاء في اللغة


صفحه : 196

لمعان فيجوز أن يكون المراد به في الآية الطاعة أوغيرها من المعاني‌ المتقدمة فلايختص بالدعاء و لوسلم أن المراد به الدعاء فيمكن أن يراد به الدعاء ألذي يتحقق في ضمن القراءة لأن الفاتحة مشتملة علي الدعاء فلادلالة في الآية علي الدعاء المخصوص علي أن الاختصاص بالصلاة الوسطي قائم كمامر في الخبر أيضا فيحتاج إلي التمسك بعدم القائل بالفصل و في إثباته عسر. والمفسرون أيضا اختلفوا في تفسيره قال في مجمع البيان قال ابن عباس معناه داعين والقنوت هوالدعاء في الصلاة حال القيام و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع وقيل طائعين وقيل خاشعين وقيل ساكنين و قال في الكشاف قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَذاكرين الله في قيامكم والقنوت أن تذكر الله قائما و عن عكرمة كانوا يتكلمون في الصلاة فنهوا و قال مجاهد هوالركود وكف الأيدي‌ والبصر وروي‌ أنه إذاقام أحدهم إلي الصلاة هاب الرحمن أن يمد بصره أويلتفت أويقلب الحصي أويحدث نفسه بشي‌ء من أمور الدنيا. وكذا الكلام في الآية الثانية وتزيد علي الأولي بأنها متعلقة بالأمم السالفة قال الطبرسي‌ ره اقنتُيِ‌ لِرَبّكِ أي اعبديه وأخلصي‌ له العبادة عن ابن جبير وقيل معناه أديمي‌ الطاعة له وقيل أطيلي‌ القيام في الصلاة

1- العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِي العِلَلِ التّيِ‌ رَوَاهَا عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ الدّعَاءُ فِي الرّكعَةِ الأُولَي قَبلَ القِرَاءَةِ وَ لِمَ جُعِلَ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ القُنُوتُ بَعدَ القِرَاءَةِ قِيلَ لِأَنّهُ أَحَبّ أَن يَفتَحَ قِيَامَهُ لِرَبّهِ وَ عِبَادَتَهُ بِالتّحمِيدِ وَ التّقدِيسِ وَ الرّغبَةِ وَ الرّهبَةِ وَ يَختِمَهُ بِمِثلِ ذَلِكَ وَ يَكُونَ فِي القِيَامِ عِندَ القُنُوتِ بَعضُ الطّولِ فَأَحرَي أَن يُدرِكَ المُدرِكُ الرّكُوعَ فَلَا تَفُوتُهُ الرّكعَتَانِ فِي الجَمَاعَةِ


صفحه : 197

2- العُيُونُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الفَضلِ فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ مِن شَرَائِعِ الدّينِ قَالَ ع وَ القُنُوتُ سُنّةٌ وَاجِبَةٌ فِي الغَدَاةِ وَ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ

3- الخِصَالُ، عَن سِتّةٍ مِن مَشَايِخِهِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ القُنُوتُ فِي جَمِيعِ الصّلَوَاتِ سُنّةٌ وَاجِبَةٌ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ وَ قَالَ فَرَائِضُ الصّلَاةِ سَبعٌ الوَقتُ وَ الطّهُورُ وَ التّوَجّهُ وَ القِبلَةُ وَ الرّكُوعُ وَ السّجُودُ وَ الدّعَاءُ

بيان قدعرفت أنه لايمكن الاستدلال بالسنة علي الاستحباب و لابالوجوب علي المعني المصطلح لشيوع استعمال الأول فيما ظهر من السنة واجبا كان أم ندبا والثاني‌ في السنن الأكيدة في الأخبار و قديستدل بالجزء الأخير علي وجوبه بحمل الدعاء علي القنوت و قدعرفت احتمال كون المراد به قراءة الفاتحة لاشتمالها علي الدعاء ولذا تسمي سورة الدعاء أيضا مع أنه يمكن حمل الفرض علي مايشمل السنة المؤكدة لوجود المعارض والأحوط عدم الترك . ثم إن الخبر يدل علي كون القنوت قبل الركوع كما هوالمشهور بين الأصحاب وحكي العلامة في المنتهي اتفاق الأصحاب عليه ويظهر من المحقق في المعتبر الميل إلي التخيير بين فعله قبل الركوع وبعده و إن كان الأول أظهر لِمَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ القُنُوتُ قَبلَ الرّكُوعِ وَ إِن شِئتَ بَعدَهُ

و في سند الرواية


صفحه : 198

ضعف والمشهور أقوي وأحوط والظاهر أن قنوت الوتر أيضا قبل الركوع ويستحب الدعاء أيضا بعده فيهالرواية وردت فيه وسماه في المعتبر قنوتا والعلامة في المنتهي جوز قنوت الوتر قبل الركوع وبعده و فيه نظر والأولي إما الجمع بينهما أوالاكتفاء بما قبل الركوع وسيأتي‌ حكم قنوت الجمعة

4- تُحَفُ العُقُولِ، عَنِ الرّضَا ع فِيمَا كَتَبَ لِلمَأمُونِ قَالَ كُلّ القُنُوتِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ

5- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ نسَيِ‌َ القُنُوتَ حَتّي رَكَعَ مَا حَالُهُ قَالَ ع تَمّت صَلَاتُهُ وَ لَا شَيءَ عَلَيهِ

بيان المشهور بين الأصحاب استحباب القنوت بعدالركوع لمن نسيه قبله و قال في المنتهي لاخلاف عندنا في استحباب الإتيان بالقنوت بعدالركوع مع نسيانه قبله و أما أنه هل هوأداء أوقضاء ففيه تردد ثم قرب كونه قضاء. والظاهر أنه لاحاجة إلي نية الأداء والقضاء و هذاالخبر إنما يدل علي عدم وجوب القضاء ولعله لم يقل به أحد و لاينافي‌ استحبابه مع ورود الأخبار الكثيرة به و لو لم يذكره بعدالركوع أيضا استحب قضاؤه بعدالصلاة كماذكره الأكثر ودلت عليه الرواية واحتمال الأداء هنا ضعيف جدا

6-الإِحتِجَاجُ،كَتَبَ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع يَسأَلُهُ عَنِ القُنُوتِ فِي الفَرِيضَةِ إِذَا فَرَغَ مِن دُعَائِهِ أَن يَرُدّ يَدَيهِ عَلَي وَجهِهِ وَ صَدرِهِ لِلحَدِيثِ ألّذِي روُيِ‌َ أَنّ اللّهَ


صفحه : 199

عَزّ وَ جَلّ أَجَلّ مِن أَن يَرُدّ يدَيَ‌ عَبدِهِ صِفراً بَل يَملَؤُهَا مِن رَحمَتِهِ أَم لَا يَجُوزُ فَإِنّ بَعضَ أَصحَابِنَا ذَكَرَ أَنّهُ عَمَلٌ فِي الصّلَاةِ فَأَجَابَ ع رَدّ اليَدَينِ مِنَ القُنُوتِ عَلَي الرّأسِ وَ الوَجهِ غَيرُ جَائِزٍ فِي الفَرَائِضِ وَ ألّذِي عَلَيهِ العَمَلُ فِيهِ إِذَا رَجَعَ يَدَهُ فِي قُنُوتِ الفَرِيضَةِ وَ فَرَغَ مِنَ الدّعَاءِ أَن يَرُدّ بَطنَ رَاحَتَيهِ مَعَ صَدرِهِ تِلقَاءَ رُكبَتَيهِ عَلَي تَمَهّلٍ وَ يُكَبّرُ وَ يَركَعُ وَ الخَبَرُ صَحِيحٌ وَ هُوَ فِي نَوَافِلِ النّهَارِ وَ اللّيلِ دُونَ الفَرَائِضِ وَ العَمَلُ بِهِ فِيهَا أَفضَلُ

إيضاح هذاالتفصيل لم أره في كلام الأصحاب بل قال الأكثر بعدم استحباب مسح الوجه بعده و قال بعضهم باستحبابه مطلقا قال في المنتهي هل يستحب أن يمسح وجهه بيديه عندالفراغ من الدعاء قيل نعم و لم يثبت و قال في الذكري ويمسح وجهه بيديه ويمرهما علي لحيته وصدره قاله الجعفي‌ و هومذهب بعض العامة انتهي والأحوط تركه في المكتوبة للرواية من غيرمعارض

7- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ الهمَذَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع عَن أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَطوَلُكُم قُنُوتاً فِي دَارِ الدّنيَا أَطوَلُكُم رَاحَةً يَومَ القِيَامَةِ فِي المَوقِفِ

ثواب الأعمال ، عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيي الأشعري‌ عن علي بن إسماعيل عن صفوان مثله

8-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَبعَةُ مَوَاطِنَ


صفحه : 200

لَيسَ فِيهَا دُعَاءٌ مُوَقّتٌ الصّلَاةُ عَلَي الجَنَازَةِ وَ القُنُوتُ وَ المُستَجَارُ وَ الصّفَا وَ المَروَةُ وَ الوُقُوفُ بِعَرَفَاتٍ وَ ركعتي‌[رَكعَتَا]الطّوَافِ

الهداية،مرسلا مثله

9- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، وَ الخِصَالُ، فِي خَبَرِ أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ أَنّهُ سَأَلَ النّبِيّص أَيّ الصّلَاةِ أَفضَلُ قَالَ طُولُ القُنُوتِ

10- العُيُونُ، عَن جَعفَرِ بنِ نُعَيمِ بنِ شَاذَانَ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ القُنُوتِ فِي الفَجرِ وَ الوَترِ قَالَ قَبلَ الرّكُوعِ

أَقُولُ قَد مَضَي فِي خَبَرِ رَجَاءِ بنِ أَبِي الضّحّاكِ القُنُوتُ فِي الصّلَوَاتِ وَ قُنُوتُ الوَترِ وَ قَالَ كَانَ قُنُوتُ الرّضَا ع فِي جَمِيعِ صَلَوَاتِهِرَبّ اغفِر وَ ارحَم وَ تَجَاوَز عَمّا تَعلَمُ إِنّكَ أَنتَ الأَعَزّ الأَجَلّ الأَكرَمُ

11- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَنِ ابنِ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ القَاسِمِ بنِ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَن عَبّادِ بنِ أَحمَدَ القزَويِنيِ‌ّ عَن عَمّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَابِرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الأَعلَي عَن سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ عَن عُمَرَ وَ أَبِي بَكرٍ وَ عَلِيّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ قَالَ كُلّهُم قَنَتَ فِي الفَجرِ وَ عُثمَانُ أَيضاً قَنَتَ فِي الفَجرِ

وَ مِنهُ بِالإِسنَادِ عَن عَبّادٍ عَن عَمّهِ عَن أَبِي المُجَالِدِ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي المُنذِرِ الجهُنَيِ‌ّ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا تَنسَيَنّ الِاستِغفَارَ فِي صَلَاتِكَ فَإِنّهَا


صفحه : 201

مِمحَاةٌ لِلخَطَايَا بِإِذنِ اللّهِ

12- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع عَلَيكَ بِرَفعِ يَدَيكَ إِلَي رَبّكَ وَ كَثرَةِ تَقَلّبِهِمَا

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ شَرِيكاً وَ نَحنُ حُضُورٌ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ عَلَي بَابِ دَارِهِ مَسجِدٌ لَا يُقنَتُ فِيهِ وَ وَرَاءَ ذَلِكَ المَسجِدِ مَسجِدٌ يُقنَتُ فِيهِ قَالَ يأَتيِ‌ المَسجِدَ ألّذِي يُقنَتُ فِيهِ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ يَرَي القُنُوتَ فَسَهَا وَ لَم يَقنُت قَالَ يَسجُدُ سجَدتَيَ‌ِ السّهوِ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ لَم يَرَ القُنُوتَ فِيهَا فَقَنَتَ فَضَحِكَ وَ قَالَ هَذَا رَجُلٌ سَهَا فَأَصَابَ

13- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع اقنُت فِي أَربَعِ صَلَوَاتٍ الفَجرِ وَ المَغرِبِ وَ العَتَمَةِ وَ صَلَاةِ الجُمُعَةِ وَ القُنُوتُ كُلّهَا قَبلَ الرّكُوعِ بَعدَ الفَرَاغِ مِنَ القِرَاءَةِ وَ أَدنَي القُنُوتِ ثَلَاثُ تَسبِيحَاتٍ وَ سَأَلتُ العَالِمَ ع عَنِ القُنُوتِ يَومَ الجُمُعَةِ إِذَا صَلّيتُ وحَديِ‌ أَربَعاً فَقَالَ نَعَم فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ خَلفَ القِرَاءَةِ فَقُلتُ أَجهَرُ فِيهَا بِالقِرَاءَةِ فَقَالَ نَعَم

14- العيَاّشيِ‌ّ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِقُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ قَالَ مُطِيعَينِ رَاغِبِينَ

وَ مِنهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِقُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ قَالَ إِقبَالُ الرّجُلِ عَلَي صَلَاتِهِ وَ مُحَافَظَتُهُ عَلَي وَقتِهَا


صفحه : 202

وَ فِي رِوَايَةِ سَمَاعَةَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ قَالَ هُوَ الدّعَاءُ

15- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ القُنُوتُ كُلّهَا جِهَارٌ

بيان قال في الذكري يستحب الجهر في القنوت في الجهرية والإخفاتية للرواية الصحيحة و قال الجعفي‌ والمرتضي رحمهما الله إنه تابع للصلاة في الجهر والإخفات لعموم صلاة النهار عجماء وصلاة الليل جهر قلنا الخاص مقدم و قال ابن الجنيد يستحب أن يجهر به الإمام ليؤمن من خلفه علي دعائه فإن أراد لفظ آمين فسيأتي‌ أنه مبطل و إن أراد الدعاء بالاستجابة فلابأس وهل يسر به المأموم الأقرب نعم لعموم قول الصادق ع ينبغي‌ للإمام أن يسمع من خلفه كل ما يقول و لاينبغي‌ لمن خلفه أن يسمعه شيئا مما يقول انتهي .أقول بين الخبرين عموم من وجه فليس أحدهما أولي بالتخصيص من الآخر إلا أن يقال أخبار عدم إسماع المأموم أكثر و الله يعلم

16- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن نَوَادِرِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ ثَعلَبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ حَالَنَا قَد تَغَيّرَت قَالَ فَادعُ فِي صَلَاتِكَ الفَرِيضَةِ قُلتُ أَ يَجُوزُ فِي الفَرِيضَةِ فأَسُمَيّ‌ حاَجتَيِ‌ لِلدّينِ وَ الدّنيَا قَالَ نَعَم فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد قَنَتَ وَ دَعَا عَلَي قَومٍ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ عَشَائِرِهِم وَ فَعَلَهُ عَلِيّ ع مِن بَعدِهِ

17-رِجَالُ الكشَيّ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ البرَاَثيِ‌ّ عَن أَبِي عَلِيّ الفاَرسِيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُقبَةَ قَالَكَتَبتُ إِلَي العسَكرَيِ‌ّ ع جُعِلتُ فِدَاكَ قَد عَرَفتُ هَؤُلَاءِ


صفحه : 203

المَمطُورَةَ فَأَقنُتُ عَلَيهِم فِي الصّلَاةِ قَالَ نَعَم اقنُت عَلَيهِم فِي صَلَاتِكَ

و منه عن حمدويه عن محمد بن عيسي عن ابراهيم مثله إيضاح قال في الذكري يجوز الدعاء فيه للمؤمنين بأسمائهم والدعاء علي الكفرة والمنافقين لأن النبي ص دعا في قنوته لقوم بأعيانهم و علي آخرين بأعيانهم كماروي‌ أنه قال أللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن ربيعة والمستضعفين من المؤمنين واشدد وطأتك علي مضر ورعل وذكوان وقنت أمير المؤمنين ع في صلاة الغداة فدعا علي أبي موسي وعمرو بن العاص ومعاوية و أبي الأعور وأشياعهم قاله ابن أبي عقيل انتهي . والممطورة هم الواقفية لقبوا بذلك لأنهم لكثرة ضررهم علي الشيعة وافتتانهم بهم كانوا كالكلاب التي‌ أصابها المطر وابتلت ومشت بين الناس فلامحالة يتنجس الناس بهافكذلك هؤلاء في اختلاطهم بالإمامية وافتتانهم بهم

18- جَامِعُ البزَنَطيِ‌ّ،نَقلًا مِن خَطّ بَعضِ الأَفَاضِلِ عَن جَمِيلٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ تَقُولُ فِي القُنُوتِ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ عاَفنِيِ‌إِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

19- مَجمَعُ البَيَانِ، فِي تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيوَ تَبَتّل إِلَيهِ تَبتِيلًا

روُيِ‌َ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ التّبَتّلَ هُنَا رَفعُ اليَدَينِ فِي الصّلَاةِ

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ هُوَ رَفعُ يَدَيكَ إِلَي اللّهِ وَ تَضَرّعُكَ إِلَيهِ

20-الهِدَايَةُ،المَوَاطِنُ التّيِ‌ لَيسَ فِيهَا دُعَاءٌ مُوَقّتٌ الصّلَاةُ عَلَي الجَنَازَةِ وَ القُنُوتُ وَ المُستَجَارُ وَ الصّفَا وَ المَروَةُ وَ الوُقُوفُ بِعَرَفَاتٍ وَ ركعتي‌[رَكعَتَا]


صفحه : 204

الطّوَافِ

21- أَربَعِينُ الشّهِيدِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ المُظَفّرِ العلَوَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ نُمَيرٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِفَمَا استَكانُوا لِرَبّهِم وَ ما يَتَضَرّعُونَ قَالَ التّضَرّعُ رَفعُ اليَدَينِ بِالدّعَاءِ

بيان قال في الذكري في آداب القنوت يستحب رفع اليدين به تلقاء وجهه مبسوطتين يستقبل ببطونهما السماء وبظهورهما الأرض قاله الأصحاب و رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع وَ تَرفَعُ يَدَيكَ حِيَالَ وَجهِكَ وَ إِن شِئتَ تَحتَ ثَوبِكَ وَ تَتَلَقّي بِبَاطِنِهِمَا السّمَاءَ

و قال المفيد يرفع يديه حيال صدره وحكي في المعتبر قولا بجعل باطنهما إلي الأرض وتفرق الإبهام عن الأصابع قاله ابن إدريس ويستحب نظره إلي بطونهما ذكره الجماعة ويجوز ترك الرفع للتقية انتهي . وأقول

روُيِ‌َ فِي الكاَفيِ‌ هَذَا الخَبَرُ بِسَنَدٍ آخَرَ صَحِيحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ هَكَذَا قَالَ الِاستِكَانَةُ هيِ‌َ الخُضُوعُ وَ التّضَرّعُ رَفعُ اليَدَينِ وَ التّضَرّعُ بِهِمَا

وَ بِسَنَدٍ آخَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَالرّغبَةُ أَن تَستَقبِلَ بِبَطنِ كَفّيكَ إِلَي السّمَاءِ وَ الرّهبَةُ أَن تَجعَلَ ظَهرَ كَفّيكَ إِلَي السّمَاءِ وَ قَولُهُوَ تَبَتّل إِلَيهِ تَبتِيلًا قَالَ


صفحه : 205

الدّعَاءُ بِإِصبَعٍ وَاحِدَةٍ تُشِيرُ بِهَا وَ التّضَرّعُ تُشِيرُ بِإِصبَعَيكَ وَ تُحَرّكُهُمَا وَ الِابتِهَالُ رَفعُ اليَدَينِ وَ تَمُدّهُمَا وَ ذَلِكَ عِندَ الدّمعَةِ ثُمّ ادعُ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَنهُ ع قَالَ ذَكَرَ الرّغبَةَ وَ أَبرَزَ بَاطِنَ رَاحَتَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ هَكَذَا الرّهبَةُ وَ جَعَلَ ظَهرَ كَفّيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ هَكَذَا التّضَرّعُ وَ حَرّكَ أَصَابِعَهُ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ هَكَذَا التّبَتّلُ وَ يَرفَعُ أَصَابِعَهُ مَرّةً وَ يَضَعُهَا مَرّةً وَ هَكَذَا الِابتِهَالُ وَ مَدّ يَدَيهِ تِلقَاءَ وَجهِهِ إِلَي القِبلَةِ وَ لَا يَبتَهِلُ حَتّي تجَريِ‌َ الدّمعَةُ

وَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَرّ بيِ‌ رَجُلٌ وَ أَنَا أَدعُو فِي صلَاَتيِ‌ بيِسَاَريِ‌ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ بِيَمِينِكَ فَقُلتُ يَا عَبدَ اللّهِ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي حَقّاً عَلَي هَذِهِ كَحَقّهِ عَلَي هَذِهِ وَ قَالَ الرّغبَةُ تَبسُطُ يَدَيكَ وَ تُظهِرُ بَاطِنَهُمَا وَ الرّهبَةُ تَبسُطُ يَدَيكَ وَ تُظهِرُ ظَهرَهُمَا وَ التّضَرّعُ تُحَرّكُ السّبّابَةَ اليُسرَي تَرفَعُهَا إِلَي السّمَاءِ رِسلًا وَ تَضَعُهَا وَ الِابتِهَالُ تَبسُطُ يَدَكَ وَ ذِرَاعَكَ إِلَي السّمَاءِ وَ الِابتِهَالُ حِينَ تَرَي أَسبَابَ البُكَاءِ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنهُ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّعَاءِ وَ رَفعِ اليَدَينِ فَقَالَ عَلَي أَربَعَةِ أَوجُهٍ أَمّا التّعَوّذُ فَتَستَقبِلُ القِبلَةَ بِبَاطِنِ كَفّيكَ وَ أَمّا الدّعَاءُ فِي الرّزقِ فَتَبسُطُ كَفّيكَ وَ تفُضيِ‌ بِبَاطِنِهِمَا إِلَي السّمَاءِ وَ أَمّا التّبَتّلَ فَإِيمَاؤُكَ بِإِصبَعِكَ السّبّابَةِ وَ أَمّا الِابتِهَالُ فَرَفعُ يَدَيكَ تُجَاوِزُ بِهِمَا رَأسَكَ وَ دُعَاءُ التّضَرّعِ أَن تُحَرّكَ إِصبَعَكَ السّبّابَةَ مِمّا يلَيِ‌ وَجهَكَ وَ هُوَ دُعَاءُ الخِيفَةِ

. وأقول سيأتي‌ سائر الأخبار في ذلك مع أسرار تلك الإشارات في كتاب الدعاء والظاهر جواز إعمالها في قنوت الصلاة كمايدل عليه بعض الأخبار

22-الذّكرَي، قَالَ رَوَي عَلِيّ بنُ إِسمَاعِيلَ الميِثمَيِ‌ّ فِي كِتَابِهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّادِقِ ع صَلّ يَومَ الجُمُعَةِ الغَدَاةَ بِالجُمُعَةِ وَ الإِخلَاصِ وَ اقنُت فِي الثّانِيَةِ بِقَدرِ


صفحه : 206

مَا قُمتَ فِي الرّكعَةِ الأُولَي

وَ مِنهُ وَرَدَ عَنهُم ع أَفضَلُ الصّلَاةِ مَا طَالَ قُنُوتُهَا

23- فَلَاحُ السّائِلِ، قَالَ يَقُولُ فِي قُنُوتِهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ العلَيِ‌ّ العَظِيمُ سُبحَانَ اللّهِ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ رَبّ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ مَا فِيهِنّ وَ مَا بَينَهُنّ وَ مَا تَحتَهُنّ وَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِوَ سَلامٌ عَلَي المُرسَلِينَ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

24- المُقنِعَةُ، إِذَا فَرَغَ مِن قِرَاءَةِ السّورَةِ بَعدَ الحَمدِ رَفَعَ يَدَيهِ بِالتّكبِيرِ ثُمّ قَلَبَهُمَا فَجَعَلَ بَاطِنَهُمَا إِلَي السّمَاءِ وَ ظَاهِرَهُمَا إِلَي الأَرضِ وَ قَنَتَ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ وَ سَاقَ مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ أَسقَطَ الرّبّ قَبلَ الأَرَضِينَ وَ مَا تَحتَهُنّ وَ زَادَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ عاَفنِيِ‌ وَ اعفُ عنَيّ‌ وَ آتنِيِ‌فِي الدّنيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قنِيِ‌ بِرَحمَتِكَ عَذَابَ النّارِ وَ يَدعُو بِمَا أَحَبّ

المهذب ،لابن البراج مثله إلا أن فيه وعافني‌ واغفر لي واعف بيان وردت كلمات الفرج بطرق مختلفة قدسبق بعضها في كتاب الجنائز و في رواية أبي بصير في قنوت الجمعة لاإله إلا الله رب السماوات مكان سبحان الله وكذا في المصباح أيضا و ليس في الرواية و في بعض نسخ المصباح و ماتحتهن و في بعض نسخه و هورب العرش و ليس في الرواية و لا في المصباح وَ سَلامٌ عَلَي المُرسَلِينَ والأحوط تركه و قدورد النهي‌ عن قوله في قنوت الجمعة عن أبي الحسن الثالث كماسيأتي‌ في باب صلاة الجمعة إن شاء الله .


صفحه : 207

و قال في الذكري ويجوز أن يقول فيهاهناوَ سَلامٌ عَلَي المُرسَلِينَذكر ذلك جماعة من الأصحاب منهم المفيد و ابن البراج و ابن زهرة وسئل عنه الشيخ نجم الدين في الفتاوي‌ فجوزه لأنه بلفظ القرآن ولورود النقل انتهي .أقول قدعرفت خلو ماوصل إلينا من النصوص عنه ثم إن الأصحاب ذكروا أن أفضل القنوت كلمات الفرج و لم أره مرويا إلا في قنوت الجمعة وقنوت الوتر ونسبه بعضهم إلي الرواية. قال في الذكري أفضل مايقال فيه كلمات الفرج قال ابن إدريس وروي‌ أنها أفضله و قدذكره الأصحاب و في المبسوط والمصباح هي‌ أفضل وَ رَوَي سَعدُ بنُ أَبِي خَلَفٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ

يُجزِيكَ فِي القُنُوتِ أللّهُمّ اغفِر لَنَا وَ ارحَمنَا وَ عَافِنَا وَ اعفُ عَنّا فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

وَ فِي النّهَايَةِ أَدنَاهُ رَبّ اغفِر وَ ارحَم وَ تَجَاوَز عَمّا تَعلَمُ إِنّكَ الأَعَزّ الأَكرَمُ

وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَن أَدنَي القُنُوتِ فَقَالَ خَمسُ تَسبِيحَاتٍ

و قال ابن أبي عقيل والجعفي‌ والشيخ أقله ثلاث تسبيحات .

وَ اختَارَ ابنُ أَبِي عَقِيلٍ الدّعَاءَ بِمَا روُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي القُنُوتِ أللّهُمّ إِلَيكَ شُخِصَتِ الأَبصَارُ وَ نُقِلَتِ الأَقدَامُ وَ رُفِعَتِ الأيَديِ‌ وَ مُدّتِ الأَعنَاقُ وَ أَنتَ دُعِيتَ بِالأَلسُنِ وَ إِلَيكَ سِرّهُم وَ نَجوَاهُم فِي الأَعمَالِرَبّنَا افتَح بَينَنا وَ بَينَ قَومِنا بِالحَقّ وَ أَنتَ خَيرُ الفاتِحِينَ أللّهُمّ إِنّا نَشكُو إِلَيكَ غَيبَةَ نَبِيّنَا وَ قِلّةَ عَدَدِنَا وَ كَثرَةَ عَدُوّنَا وَ تَظَاهُرَ الأَعدَاءِ عَلَينَا وَ وُقُوعَ الفِتَنِ بِنَا فَفَرّج ذَلِكَ أللّهُمّ بِعَدلٍ تُظهِرُهُ وَ إِمَامِ حَقّ تَعرِفُهُ إِلَهَ الحَقّ آمِينَ رَبّ العَالَمِينَ

. قال وبلغني‌ أن الصادق ع كان يأمر شيعته أن يقنتوا بهذا بعدكلمات الفرج قال ابن الجنيد وأدناه رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم قال و ألذي استحب فيه ما يكون فيه حمد الله وثناء عليه والصلاة علي رسول الله ص


صفحه : 208

والأئمة صلوات الله عليهم و أن يتخير لنفسه من الدعاء وللمسلمين ما هومباح له انتهي . وأقول ليس آمين في هذاالدعاء في سائر الروايات كماسيأتي‌ والأحوط تركه لماعرفت ثم اعلم أنه منع سعد بن عبد الله من الدعاء في القنوت بالفارسية وجوزه الصفار واختاره ابن بابويه والشيخ في النهاية وغيرهما والأحوط عدم الإتيان به بغير العربية و إن كان الجواز لايخلو من قوة

25- العُيُونُ،تَمِيمُ بنُ عَبدِ اللّهِ القرُشَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِ‌ّ عَن رَجَاءِ بنِ أَبِي الضّحّاكِ فِيمَا ذُكِرَ مِن عَمَلِ الرّضَا ع فِي طَرِيقِ خُرَاسَانَ قَالَ كَانَ ع إِذَا زَالَتِ الشّمسُ قَامَ فَصَلّي سِتّ رَكَعَاتٍ وَ يُسَلّمُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ وَ يَقنُتُ فِيهِمَا فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ يُقِيمُ وَ يصُلَيّ‌ الظّهرَ إِلَي أَن قَالَ ثُمّ سَجَدَ سَجدَةَ الشّكرِ فَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ قَامَ فَصَلّي سِتّ رَكَعَاتٍ يَقرَأُ فِي كُلّ رَكعَةٍ الحَمدَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ يُسَلّمُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ وَ يَقنُتُ فِي ثَانِيَةِ كُلّ رَكعَتَينِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ ثُمّ يُؤَذّنُ ثُمّ يصُلَيّ‌ رَكعَتَينِ وَ يَقنُتُ فِي الثّانِيَةِ إِلَي قَولِهِ فَإِذَا غَابَتِ الشّمسُ تَوَضّأَ وَ صَلّي المَغرِبَ ثَلَاثاً بِأَذَانٍ وَ إِقَامَةٍ وَ يَقنُتُ فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ إِلَي قَولِهِ فيَصُلَيّ‌ أَربَعَ رَكَعَاتٍ بِتَسلِيمَتَينِ يَقنُتُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ إِلَي قَولِهِ ثُمّ قَامَ إِلَي صَلَاةِ اللّيلِ فيَصُلَيّ‌ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ يَقنُتُ فِي كُلّ رَكعَتَينِ فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ ثُمّ يَقُومُ فيَصُلَيّ‌ ركَعتَيَ‌ِ الشّفعِ وَ يَقنُتُ فِي الثّانِيَةِ قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ فَإِذَا سَلّمَ قَامَ وَ صَلّي رَكعَةَ الوَترِ وَ يَقنُتُ فِيهَا قَبلَ الرّكُوعِ وَ بَعدَ القِرَاءَةِ إِلَي قَولِهِ وَ كَانَ قُنُوتُهُ فِي جَمِيعِ صَلَوَاتِهِرَبّ اغفِر وَ ارحَم وَ تَجَاوَز عَمّا تَعلَمُ إِنّكَ أَنتَ الأَعَزّ الأَكرَمُ

توفيق هذاالخبر صريح في استحباب القنوت في صلاة الشفع و قدشملها عموم الأخبار الصحيحة الصريحة الواردة بأن القنوت في كل صلاة في الثانية قبل الركوع


صفحه : 209

وَ رَوَي الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ القُنُوتُ فِي المَغرِبِ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ وَ فِي العِشَاءِ وَ الغَدَاةِ مِثلُ ذَلِكَ وَ فِي الوَترِ فِي الرّكعَةِ الثّالِثَةِ

ولهذا الخبر مال بعض المتأخرين في العصر السابق إلي سقوط القنوت في الشفع مع أنه لادلالة فيه إلابالمفهوم والمنطوق مقدم و لم يستثنها أحد من قدماء الأصحاب .فيمكن حمل الخبر علي أن القنوت المؤكد ألذي يستحب إطالته إنما هو في الثالثة ويمكن حمله علي التقية أيضا لأن أكثر المخالفين يعدون الشفع والوتر صلاة واحدة ويقنتون في الثالثة

26- دَعَائِمُ الإِسلَامِ،رُوّينَا عَن أَهلِ البَيتِ ع فِي الدّعَاءِ فِي قُنُوتِ الفَجرِ وُجُوهاً كَثِيرَةً مِنهَا أللّهُمّ عَذّبِ الكَافِرِينَ بِكَ وَ المُنَافِقِينَ وَ الجَاحِدِينَ لِأَولِيَائِكَ الأَئِمّةِ مِن أَهلِ بَيتِ نَبِيّكَ الطّاهِرِينَ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ لِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ أَصلِح ذَاتَ بَينِهِم وَ أَلّف كَلِمَتَهُم وَ ثَبّت فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَ الحِكمَةَ وَ ثَبّتهُم عَلَي مِلّةِ نَبِيّكَ وَ انصُرهُم عَلَي عَدُوّكَ وَ عَدُوّهِم أللّهُمّ اهدنِيِ‌ فِيمَن هَدَيتَ وَ عاَفنِيِ‌ فِيمَن عَافَيتَ وَ قنِيِ‌ شَرّ مَا قَضَيتَ إِنّكَ تقَضيِ‌ وَ لَا يُقضَي عَلَيكَ وَ لَا يَذِلّ مَن وَالَيتَ تَبَارَكتَ رَبّنَا وَ تَعَالَيتَ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ أَستَغفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَيكَ وَ أَسأَلُكَ يَا رَبّفِي الدّنيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ أَسأَلُكَ أَن تَقِيَنَا عَذَابَ النّارِ

27- الفَقِيهُ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ تَقُولُ فِي قُنُوتِ الفَرِيضَةِ فِي الأَيّامِ كُلّهَا إِلّا فِي الجُمُعَةِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ لِي وَ لوِاَلدِيَ‌ّ وَ لوِلُديِ‌ وَ أَهلِ بيَتيِ‌ وَ إخِواَنيِ‌ فِيكَ اليَقِينَ وَ العَفوَ وَ المُعَافَاةَ وَ الرّحمَةَ وَ العَافِيَةَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

28-التّذكِرَةُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَالَعلَمّنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِ كَلِمَاتٍ فِي القُنُوتِ أَقُولُهُنّ أللّهُمّ اهدنِيِ‌ فِيمَن هَدَيتَ وَ عاَفنِيِ‌ فِيمَن عَافَيتَ وَ توَلَنّيِ‌ فِيمَن


صفحه : 210

تَوَلّيتَ وَ بَارِك لِي فِيمَا أَعطَيتَ وَ قنِيِ‌ شَرّ مَا قَضَيتَ إِنّكَ تقَضيِ‌ وَ لَا يُقضَي عَلَيكَ إِنّهُ لَا يَذِلّ مَن وَالَيتَ تَبَارَكتَ رَبّنَا وَ تَعَالَيتَ

29- كِتَابُ مُحَمّدِ بنِ المُثَنّي، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ عَن ذَرِيحٍ المحُاَربِيِ‌ّ قَالَ قَالَ الحَارِثُ بنُ المُغِيرَةِ النضّريِ‌ّ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ أَبَا مَعقِلٍ المزُنَيِ‌ّ حدَثّنَيِ‌ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ صَلّي بِالنّاسِ المَغرِبَ فَقَنَتَ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ وَ لَعَنَ مُعَاوِيَةَ وَ عَمرَو بنَ العَاصِ وَ أَبَا مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ وَ أَبَا الأَعوَرِ السلّمَيِ‌ّ قَالَ ع الشّيخُ صَدَقَ فَالعَنهُم


صفحه : 211

باب 33- في القنوتات الطويلة المروية عن أهل البيت ع

1-مُهَجُ الدّعَوَاتِ، قَالَ السّيّدُ ره وَجَدتُ فِي الأَصلِ ألّذِي نَقَلتُ مِنهُ هَذِهِ القُنُوتَاتِ مَا هَذَا لَفظُهُ مِمّا يأَتيِ‌ ذِكرُهُ بِغَيرِ إِسنَادٍ ثُمّ وَجَدتُ بَعدَ سَطرٍ هَذِهِ القُنُوتَاتِ إِسنَادُهَا فِي كِتَابِ عَمَلِ رَجَبٍ وَ شَعبَانَ وَ شَهرِ رَمَضَانَ تَألِيفِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَيّاشٍ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبُو الطّيّبِ الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الصّبّاحِ القزَويِنيِ‌ّ وَ أَبُو الصّبّاحِ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ البغَداَديِ‌ّ الكَاتِبَانِ قَالَاجَرَي بِحَضرَةِ شَيخِنَا فَقِيهِ العِصَابَةِ ذِكرُ مَولَانَا أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الطّالِبِيّينَ إِنّمَا يَنقِمُ مِنهُ النّاسُ تَسلِيمَ هَذَا الأَمرِ إِلَي ابنِ أَبِي سُفيَانَ فَقَالَ شَيخُنَا رَأَيتُ مَولَانَا أَبَا مُحَمّدٍ ع أَعظَمَ شَأناً وَ أَعلَي مَكَاناً وَ أَوضَحَ بُرهَاناً مِن أَن يَقدَحَ فِي فِعلٍ لَهُ اعتِبَارُ المُعتَبِرِينَ أَو يَعتَرِضَهُ شَكّ الشّاكّينَ وَ ارتِيَابُ المُرتَابِينَ ثُمّ أَنشَأَ يُحَدّثُ فَقَالَ لَمّا مَضَي سَيّدُنَا الشّيخُ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عُثمَانَ بنِ سَعِيدٍ العمَريِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ أَرضَاهُ وَ زَادَهُ عُلُوّاً فِيمَا أَولَاهُ فَفَرَغَ مِن أَمرِهِ جَلَسَ الشّيخُ أَبُو القَاسِمِ الحُسَينُ بنُ رَوحِ بنِ أَبِي بَحرٍ زَادَ اللّهُ تَوفِيقَهُ لِلنّاسِ فِي بَقِيّةِ النّهَارِ يَومَهُ فِي دَارِ الماَضيِ‌ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَأَخرَجَ إِلَيهِ ذَكَاءُ الخَادِمُ الأَبيَضُ مُدَرّجاً وَ عُكّازاً وَ حُقّةَ خَشَبٍ مَدهُونَةً فَأَخَذَ العُكّازَ فَجَعَلَهَا فِي حَجرِهِ عَلَي فَخِذَيهِ وَ أَخَذَ المُدَرّجَ بِيَمِينِهِ وَ الحُقّةَ بِشِمَالِهِ فَقَالَ لِوَرَثَتِهِ فِي هَذَا المُدَرّجِ ذِكرُ وَدَائِعَ فَنَشَرَهُ فَإِذَا هيِ‌َ أَدعِيَةٌ وَ قُنُوتُ مَوَالِينَا الأَئِمّةِ مِن آلِ مُحَمّدٍص فَأَضرَبُوا عَنهَا وَ قَالُوا ففَيِ‌ الحُقّةِ جَوهَرٌ لَا مَحَالَةَ قَالَ لَهُم تَبِيعُونَهَا


صفحه : 212

فَقَالُوا بِكَم قَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ يعَنيِ‌ ابنَ شَبِيبٍ الكوُثاَريِ‌ّ ادفَع إِلَيهِم عَشَرَةَ دَنَانِيرَ فَامتَنَعُوا فَلَم يَزَل يَزِيدُهُم وَ يَمتَنِعُونَ إِلَي أَن بَلَغَ مِائَةَ دِينَارٍ فَقَالَ لَهُم إِن بِعتُم وَ إِلّا نَدِمتُم فَاستَجَابُوا لِلبَيعِ وَ قَبَضُوا المِائَةَ الدّينَارِ وَ استَثنَي عَلَيهِمُ المُدَرّجَ وَ العُكّازَ فَلَمّا انفَصَلَ الأَمرُ قَالَ هَذِهِ عُكّازُ مَولَانَا أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع التّيِ‌ كَانَت فِي يَدِهِ يَومَ تَوكِيلِهِ سَيّدَنَا الشّيخَ عُثمَانَ بنَ سَعِيدٍ العمَريِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ وَ وَصِيّتِهِ إِلَيهِ وَ غَيبَتِهِ إِلَي يَومِنَا هَذَا وَ هَذِهِ الحُقّةُ فِيهَا خَوَاتِيمُ الأَئِمّةِ فَأَخرَجَهَا فَكَانَت كَمَا ذَكَرَ مِن جَوَاهِرِهَا وَ نُقُوشِهَا وَ عَدَدِهَا وَ كَانَ فِي المُدَرّجِ قُنُوتُ مَوَالِينَا الأَئِمّةِ ع وَ فِيهِ قُنُوتُ مَولَانَا أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَملَاهَا عَلَينَا مَن حَفِظَهُ فَكَتَبنَاهَا عَلَي مَا سَطَرَ فِي هَذِهِ المِدرَجَةِ وَ قَالَ احتَفِظُوا بِهَا كَمَا تَحتَفِظُونَ بِمُهِمّاتِ الدّينِ وَ عَزَمَاتِ رَبّ العَالَمِينَ جَلّ وَ عَزّ وَ فِيهَا بَلَاغٌ إِلَي حِينٍ قُنُوتُ سَيّدِنَا الحَسَنِ ع يَا مَن بِسُلطَانِهِ يَنتَصِرُ المَظلُومُ وَ بِعَونِهِ يَعتَصِمُ المَكلُومُ سَبَقَت مَشِيّتُكَ وَ تَمّت كَلِمَتُكَ وَ أَنتَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ بِمَا تُمضِيهِ خَبِيرٌ يَا حَاضِرَ كُلّ غَيبٍ وَ يَا عَالِمَ كُلّ سِرّ وَ مَلجَأَ كُلّ مُضطَرّ ضَلّت فِيكَ الفُهُومُ وَ تَقَطّعَت دُونَكَ العُلُومُ وَ أَنتَ اللّهُ الحيَ‌ّ القَيّومُ الدّائِمُ الدّيمُومُ قَد تَرَي مَا أَنتَ بِهِ عَلِيمٌ وَ فِيهِ حَكِيمٌ وَ عَنهُ حَلِيمٌ وَ أَنتَ بِالتّنَاصُرِ عَلَي كَشفِهِ وَ العَونِ عَلَي كَفّهِ غَيرُ ضَائِقٍ وَ إِلَيكَ مَرجِعُ كُلّ أَمرٍ كَمَا عَن مَشِيّتِكَ مَصدَرُهُ وَ قَد أَبَنتَ عَن عُقُودِ كُلّ قَومٍ وَ أَخفَيتَ سَرَائِرَ آخَرِينَ وَ أَمضَيتَ مَا قَضَيتَ وَ أَخّرتَ مَا لَا فَوتَ عَلَيكَ فِيهِ وَ حَمَلتَ العُقُولَ مَا تَحَمّلَت فِي غَيبِكَلِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَ يَحيي مَن حيَ‌ّ عَن بَيّنَةٍ وَ إِنّكَ أَنتَ السّمِيعُ العَلِيمُ الأَحَدُ البَصِيرُ وَ أَنتَ أللّهُمّ المُستَعَانُ وَ عَلَيكَ التّوَكّلُ وَ أَنتَ ولَيِ‌ّ مَا تَوَلّيتُ لَكَ الأَمرُ


صفحه : 213

كُلّهُ تَشهَدُ الِانفِعَالَ وَ تَعلَمُ الِاختِلَالَ وَ تَرَي تَخَاذُلَ أَهلِ الخَبَالِ وَ جُنُوحَهُم إِلَي مَا جَنَحُوا إِلَيهِ مِن عَاجِلٍ فَانٍ وَ حُطَامٍ عُقبَاهُ حَمِيمٌ آنٍ وَ قُعُودَ مَن قَعَدَ وَ ارتِدَادَ مَنِ ارتَدّ وَ خلُوُيّ‌ مِنَ النّصّارِ وَ انفرِاَديِ‌ مِنَ الظّهَارِ وَ بِكَ أَعتَصِمُ وَ بِحَبلِكَ أَستَمسِكُ وَ عَلَيكَ أَتَوَكّلُ أللّهُمّ فَقَد تَعلَمُ أنَيّ‌ مَا ذَخَرتُ جهُديِ‌ وَ لَا مَنَعتُ وجُديِ‌ حَتّي انفَلّ حدَيّ‌ وَ بَقِيتُ وحَديِ‌ فَاتّبَعتُ طَرِيقَ مَن تقَدَمّنَيِ‌ فِي كَفّ العَادِيَةِ وَ تَسكِينِ الطّاغِيَةِ عَن دِمَاءِ أَهلِ المُشَايَعَةِ وَ حَرَستُ مَا حَرَسَهُ أوَليِاَئيِ‌ مِن أَمرِ آخرِتَيِ‌ وَ دنُياَي‌َ فَكُنتُ لِغَيظِهِم أَكظِمُ وَ بِنِظَامِهِم أَنتَظِمُ وَ لِطَرِيقِهِم أَتَسَنّمُ وَ بِمِيسَمِهِم أَتّسِمُ حَتّي يأَتيِ‌َ نَصرُكَ وَ أَنتَ نَاصِرُ الحَقّ وَ عَونُهُ وَ إِن بَعُدَ المُدَي مِنَ المُرتَادِ وَ نَأَي الوَقتُ عَن إِفنَاءِ الأَضدَادِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ أَخرِجهُم مَعَ النّصّابِ فِي سَرمَدِ العَذَابِ وَ أَعمِ عَنِ الرّشدِ أَبصَارَهُم وَ سَكّعهُم فِي غَمَرَاتِ لَذّاتِهِم حَتّي تَأخُذَهُم بَغتَةً وَ هُم غَافِلُونَ وَ سُحرَةً وَ هُم نَائِمُونَ بِالحَقّ ألّذِي تُظهِرُهُ وَ اليَدِ التّيِ‌ تَبطِشُ بِهَا وَ العِلمِ ألّذِي تُبدِيهِ إِنّكَ كَرِيمٌ عَلِيمٌ وَ دَعَا ع فِي قُنُوتِهِ أللّهُمّ إِنّكَ الرّبّ الرّءُوفُ المَلِكُ العَطُوفُ المُتَحَنّنُ المَألُوفُ وَ أَنتَ غِيَاثُ الحَيرَانِ المَلهُوفِ وَ مُرشِدُ الضّالّ المَكفُوفِ تَشهَدُ خَوَاطِرَ أَسرَارِ المُسِرّينَ كَمُشَاهَدَتِكَ أَقوَالَ النّاطِقِينَ أَسأَلُكَ بِمُغَيّبَاتِ عِلمِكَ فِي بَوَاطِنِ سَرَائِرِ المُسِرّينَ إِلَيكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ صَلَاةً نَسبِقُ بِهَا مَنِ اجتَهَدَ مِنَ المُتَقَدّمِينَ وَ نَتَجَاوَزُ فِيهَا مَن يَجتَهِدُ مِنَ المُتَأَخّرِينَ وَ أَن تَصِلَ ألّذِي بَينَنَا وَ بَينَكَ صِلَةَ مَن صَنَعتَهُ لِنَفسِكَ وَ اصطَنَعتَهُ لِعَينِكَ فَلَم تَتَخَطّفهُ خَاطِفَاتُ الظّنَنِ وَ لَا وَارِدَاتُ الفِتَنِ حَتّي نَكُونَ لَكَ فِي الدّنيَا مُطِيعِينَ وَ فِي الآخِرَةِ فِي جِوَارِكَ خَالِدِينَ


صفحه : 214

قُنُوتُ الإِمَامِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أللّهُمّ مِنكَ البَدءُ وَ لَكَ المَشِيّةُ وَ لَكَ الحَولُ وَ لَكَ القُوّةُ وَ أَنتَ اللّهُ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ جَعَلتَ قُلُوبَ أَولِيَائِكَ مَسكَناً لِمَشِيّتِكَ وَ مَكمَناً لِإِرَادَتِكَ وَ جَعَلتَ عُقُولَهُم مَنَاصِبَ أَوَامِرِكَ وَ نَوَاهِيكَ فَأَنتَ إِذَا شِئتَ مَا تَشَاءُ حَرّكتَ مِن أَسرَارِهِم كَوَامِنَ مَا أَبطَنتَ فِيهِم وَ أَبدَأتَ مِن إِرَادَتِكَ عَلَي أَلسِنَتِهِم مَا أَفهَمتَهُم بِهِ عَنكَ فِي عُقُودِهِم بِعُقُولٍ تَدعُوكَ وَ تَدعُو إِلَيكَ بِحَقَائِقِ مَا مَنَحتَهُم بِهِ وَ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ مِمّا علَمّتنَيِ‌ مِمّا أَنتَ المَشكُورُ عَلَي مَا مِنهُ أرَيَتنَيِ‌ وَ إِلَيهِ آويَتنَيِ‌ أللّهُمّ وَ إنِيّ‌ مَعَ ذَلِكَ كُلّهِ عَائِذٌ بِكَ لَائِذٌ بِحَولِكَ وَ قُوّتِكَ رَاضٍ بِحُكمِكَ ألّذِي سُقتَهُ إلِيَ‌ّ فِي عِلمِكَ جَارٍ بِحَيثُ أجَريَتنَيِ‌ قَاصِدٌ مَا أمَمّتنَيِ‌ غَيرُ ضَنِينٍ بنِفَسيِ‌ فِيمَا يُرضِيكَ عنَيّ‌ إِذ بِهِ قَد رضَيّتنَيِ‌ وَ لَا قَاصِرٌ بجِهُديِ‌ عَمّا إِلَيهِ ندَبَتنَيِ‌ مُسَارِعٌ لِمَا عرَفّتنَيِ‌ شَارِعٌ فِيمَا أشَرعَتنَيِ‌ مُستَبصِرٌ مَا بصَرّتنَيِ‌ مُرَاعٍ مَا أرَعيَتنَيِ‌ فَلَا تخُلنِيِ‌ مِن رِعَايَتِكَ وَ لَا تخُرجِنيِ‌ مِن عِنَايَتِكَ وَ لَا تقُعدِنيِ‌ عَن حَولِكَ وَ لَا تخُرجِنيِ‌ عَن مَقصَدٍ أَنَالُ بِهِ إِرَادَتَكَ وَ اجعَل عَلَي البَصِيرَةِ مدَرجَتَيِ‌ وَ عَلَي الهِدَايَةِ محَجَتّيِ‌ وَ عَلَي الرّشَادِ مسَلكَيِ‌ حَتّي تنُيِلنَيِ‌ وَ تُنِيلَ بيِ‌ أمُنيِتّيِ‌ وَ تَحِلّ بيِ‌ عَلَي مَا بِهِ أرَدَتنَيِ‌ وَ لَهُ خلَقَتنَيِ‌ وَ إِلَيهِ آويَتنَيِ‌ وَ أَعِذ أَولِيَاءَكَ مِنَ الِافتِتَانِ بيِ‌ وَ فَتّنهُم بِرَحمَتِكَ لِرَحمَتِكَ فِي نِعمَتِكَ تَفتِينَ الِاجتِبَاءِ وَ الِاستِخلَاصِ بِسُلُوكِ طرَيِقتَيِ‌ وَ اتّبَاعِ منَهجَيِ‌وَ ألَحقِنيِ‌ بِالصّالِحِينَ مِن آباَئيِ‌ وَ ذوَيِ‌ رحَمِيِ‌ وَ دَعَا فِي قُنُوتِهِ أللّهُمّ مَن أَوَي إِلَي مَأوًي فَأَنتَ مأَواَي‌َ وَ مَن لَجَأَ إِلَي مَلجَإٍ فَأَنتَ ملَجئَيِ‌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اسمَع ندِاَئيِ‌ وَ أَجِب دعُاَئيِ‌ وَ اجعَل عِندَكَ مئَاَبيِ‌ وَ مثَواَي‌َ وَ احرسُنيِ‌ فِي بلَواَي‌َ مِنِ افتِنَانِ الِامتِحَانِ وَ لَمّةِ الشّيطَانِ بِعَظَمَتِكَ التّيِ‌ لَا يَشُوبُهَا وَلَعُ نَفسٍ بِتَفتِينٍ وَ لَا وَارِدُ طَيفٍ بِتَظنِينٍ وَ لَا يَلُمّ بِهَا فَرَجٌ حَتّي تقَلبِنَيِ‌ إِلَيكَ بِإِرَادَتِكَ غَيرَ ظَنِينٍ وَ لَا مَظنُونٍ وَ لَا مُرَابٍ وَ لَا مُرتَابٍ إِنّكَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ


صفحه : 215

قُنُوتُ الإِمَامِ زَينِ العَابِدِينَ ع أللّهُمّ إِنّ جِبِلّةَ البَشَرِيّةِ وَ طِبَاعَ الإِنسَانِيّةِ وَ مَا جَرَت عَلَيهِ تَركِيبَاتُ النّفسِيّةِ وَ انعَقَدَت بِهِ عُقُودُ النّسِيّةِ تَعجِزُ عَن حَملِ وَارِدَاتِ الأَقضِيَةِ إِلّا مَا وَفّقتَ لَهُ أَهلَ الِاصطِفَاءِ وَ أَعَنتَ عَلَيهِ ذوَيِ‌ الِاجتِبَاءِ أللّهُمّ وَ إِنّ القُلُوبَ فِي قَبضَتِكَ وَ المَشِيّةَ لَكَ فِي مَلكَتِكَ وَ قَد تَعلَمُ أَي رَبّ مَا الرّغبَةُ إِلَيكَ فِي كَشفِهِ وَاقِعَةً لِأَوقَاتِهَا بِقُدرَتِكَ وَاقِفَةً بِحَدّكَ مِن إِرَادَتِكَ وَ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ أَنّ لَكَ دَارَ جَزَاءٍ مِنَ الخَيرِ وَ الشّرّ مَثُوبَةً وَ عُقُوبَةً وَ أَنّ لَكَ يَوماً تَأخُذُ فِيهِ بِالحَقّ وَ أَنّ أَنَاتَكَ أَشبَهُ الأَشيَاءِ بِكَرَمِكَ وَ أَليَقُهَا بِمَا وَصَفتَ بِهِ نَفسَكَ فِي عَطفِكَ وَ تَرَاؤُفِكَ وَ أَنتَ بِالمِرصَادِ لِكُلّ ظَالِمٍ فِي وَخِيمِ عُقبَاهُ وَ سُوءِ مَثوَاهُ أللّهُمّ إِنّكَ قَد أَوسَعتَ خَلقَكَ رَحمَةً وَ حِلماً وَ قَد بَدّلتَ أَحكَامَكَ وَ غَيّرتَ سُنَنَ نَبِيّكَ وَ تَمَرّدَ الظّالِمُونَ عَلَي خُلَصَائِكَ وَ استَبَاحُوا حَرِيمَكَ وَ رَكِبُوا مَرَاكِبَ الِاستِمرَارِ عَلَي الجُرأَةِ عَلَيكَ أللّهُمّ فَبَادِرهُم بِقَوَاصِفِ سَخَطِكَ وَ عَوَاصِفِ تَنكِيلَاتِكَ وَ اجتِثَاثِ غَضَبِكَ وَ طَهّرِ البِلَادَ مِنهُم وَ عِفّ عَنهَا آثَارَهُم وَ اخطُط مِن قَاعَاتِهَا وَ مَظَانّهَا مَنَارَهُم وَ اصطَلِمهُم بِبَوَارِكَ حَتّي لَا تبُقيِ‌ مِنهُم دِعَامَةً لِنَاجِمٍ وَ لَا عَلَماً لِآمّ وَ لَا مَنَاصاً لِقَاصِدٍ وَ لَا رَائِداً لِمُرتَادٍ أللّهُمّ امحُ آثَارَهُم وَ اطمِس عَلَي أَموَالِهِم وَ دِيَارِهِم وَ امحَق أَعقَابَهُم وَ افكُك أَصلَابَهُم وَ عَجّل إِلَي عَذَابِكَ السّرمَدِ انقِلَابَهُم وَ أَقِم لِلحَقّ مَنَاصِبَهُ وَ أَقدِح لِلرّشَادِ زَنَادَهُ وَ أَثِر لِلثّارِ مُثِيرَهُ وَ أَيّد بِالعَونِ مُرتَادَهُ وَ وَفّر مِنَ النّصرِ زَادَهُ حَتّي يَعُودَ الحَقّ بِحَدبِهِ وَ تُنِيرَ مَعَالِمُ مَقَاصِدِهِ وَ يَسلُكَ أَهلُهُ بِالأَمَنَةِ حَقّ سُلُوكِهِ إِنّكَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ دَعَا فِي قُنُوتِهِ أللّهُمّ أَنتَ المُبِينُ البَائِنُ وَ أَنتَ المَكِينُ المَاكِنُ المُمكِنُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي


صفحه : 216

آدَمَ بَدِيعِ فِطرَتِكَ وَ بِكرِ حُجّتِكَ وَ لِسَانِ قُدرَتِكَ وَ الخَلِيفَةِ فِي بَسِيطَتِكَ وَ أَوّلِ مُجتَبًي لِلنّبُوّةِ بِرَحمَتِكَ وَ سَاحِفِ شَعرِ رَأسِهِ تَذَلّلًا لَكَ فِي حَرَمِكَ لِعِزّتِكَ وَ مُنشَإٍ مِنَ التّرَابِ نَطَقَ إِعرَاباً بِوَحدَانِيّتِكَ وَ عَبَدَ لَكَ أَنشَأتَهُ لِأُمّتِكَ وَ مُستَعِيذٍ بِكَ مِن مَسّ عُقُوبَتِكَ وَ صَلّ عَلَي ابنِهِ الخَالِصِ مِن صَفوَتِكَ وَ الفَاحِصِ عَن مَعرِفَتِكَ وَ الغَائِصِ المَأمُونِ عَن مَكنُونِ سَرِيرَتِكَ بِمَا أَولَيتَهُ مِن نِعَمِكَ وَ مَعُونَتِكَ وَ عَلَي مَن بَينَهُمَامِنَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَوَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ أَسأَلُكَ أللّهُمّ حاَجتَيِ‌َ التّيِ‌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ لَا يَعلَمُهَا أَحَدٌ غَيرُكَ أَن تأَتيِ‌َ عَلَي قَضَائِهَا وَ إِمضَائِهَا فِي يُسرٍ مِنكَ وَ عَافِيَةٍ وَ شَدّ أُزُرٍ وَ حَطّ وِزرٍ يَا مَن لَهُ نُورٌ لَا يُطفَي وَ ظُهُورٌ لَا يَخفَي وَ أُمُورٌ لَا تُكفَي أللّهُمّ إنِيّ‌ دَعَوتُكَ دُعَاءَ مَن عَرَفَكَ وَ تَبَتّلَ إِلَيكَ وَ آلَ بِجَمِيعِ بَدَنِهِ إِلَيكَ سُبحَانَكَ طَوَتِ الأَبصَارُ فِي صَنعَتِكَ مَدِيدَتَهَا وَ ثَنَتِ الأَلبَابُ عَن كُنهِكَ أَعِنّتَهَا فَأَنتَ المُدرِكُ غَيرُ المُدرَكِ وَ المُحِيطُ غَيرُ المُحَاطِ وَ عِزّتِكَ لَتَفعَلَنّ وَ عِزّتِكَ لَتَفعَلَنّ[ وَ عِزّتِكَ لَتَفعَلَنّ]

قُنُوتُ الإِمَامِ أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدٍ البَاقِرِ ع أللّهُمّ إِنّ عدَوُيّ‌ قَدِ استَسَنّ فِي غُلَوَائِهِ وَ استَمَرّ فِي عُدوَانِهِ وَ أَمِنَ بِمَا شَمِلَهُ مِنَ الحِلمِ عَاقِبَةَ جُرأَتِهِ عَلَيكَ وَ تَمَرّدَ فِي مُبَايَنَتِكَ وَ لَكَ أللّهُمّ لَحَظَاتُ سَخَطٍبَياتاً وَ هُم نائِمُونَ وَ نَهَاراً وَ هُم غَافِلُونَ وَ جَهرَةً وَ هُم يَلعَبُونَ وَ بَغتَةً وَ هُم سَاهُونَ وَ إِنّ الخِنَاقَ قَدِ اشتَدّ وَ الوَثَاقَ قَدِ احتَدّ وَ القُلُوبَ قَد شُجِيَت وَ العُقُولَ قَد تَنَكّرَت وَ الصّبرَ قَد أَودَي وَ كَادَ تَنقَطِعُ حَبَائِلُهُ فَإِنّكَ لَبِالمِرصَادِ مِنَ الظّالِمِ وَ مُشَاهَدَةٍ مِنَ الكَاظِمِ لَا يَعجَلُكَ فَوتُ دَركٍ وَ لَا يُعجِزُكَ احتِجَازُ مُحتَجِزٍ وَ إِنّمَا مَهّلتَهُ استِثبَاتاً وَ حُجّتُكَ عَلَي الأَحوَالِ البَالِغَةِ الدّامِغَةِ وَ لِعَبدِكَ ضَعفُ البَشَرِيّةِ وَ عَجزُ الإِنسَانِيّةِ وَ لَكَ سُلطَانُ الإِلَهِيّةِ وَ مَلِكَةُ الرّبُوبِيّةِ وَ بَطشَةُ الأَنَاةِ وَ عُقُوبَةُ التّأبِيدِ أللّهُمّ فَإِن كَانَ فِي المُصَابَرَةِ لِحَرَارَةِ المُعَانِ مِنَ الظّالِمِينَ وَ كَيدِ مَن نُشَاهِدُ مِنَ


صفحه : 217

المُبَدّلِينَ رِضًي لَكَ وَ مَثُوبَةً مِنكَ فَهَب لَنَا مَزِيداً مِنَ التّأيِيدِ وَ عَوناً مِنَ التّسدِيدِ إِلَي حِينِ نُفُوذِ مَشِيّتِكَ فِيمَن أَسعَدتَهُ وَ أَشقَيتَهُ مِن بَرِيّتِكَ وَ امنُن عَلَينَا بِالتّسلِيمِ لِمَحتُومَاتِ أَقضِيَتِكَ وَ التّجَرّعِ لِوَارِدَاتِ أَقدَارِكَ وَ هَب لَنَا مَحَبّةً لِمَا أَحبَبتَ فِي مُتَقَدّمٍ وَ مُتَأَخّرٍ وَ مُتَعَجّلٍ وَ مُتَأَجّلٍ وَ الإِيثَارُ لِمَا اختَرتَ فِي مُستَقرَبٍ وَ مُستَبعَدٍ وَ لَا تُخلِنَا أللّهُمّ مَعَ ذَلِكَ مِن عَوَاطِفِ رَأفَتِكَ وَ رَحمَتِكَ وَ كِفَايَتِكَ وَ حُسنِ كِلَاءَتِكَ بِمَنّكَ وَ كَرَمِكَ وَ دَعَا ع فِي قُنُوتِهِ يَا مَن يَعلَمُ هَوَاجِسَ السّرَائِرِ وَ مَكَامِنَ الضّمَائِرِ وَ حَقَائِقَ الخَوَاطِرِ يَا مَن هُوَ لِكُلّ غَيبٍ حَاضِرٌ وَ لِكُلّ منَسيِ‌ّ ذَاكِرٌ وَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَادِرٌ وَ إِلَي الكُلّ نَاظِرٌ بَعُدَ المَهَلُ وَ قَرُبَ الأَجَلُ وَ ضَعُفَ العَمَلُ وَ أَرأَبَ[أَرَابَ]الأَمَلُ وَ آنَ المُنتَقَلُ وَ أَنتَ يَا اللّهُ الآخِرُ كَمَا أَنتَ الأَوّلُ مبُد‌ِئٌ مَا أَنشَأتَ وَ مُصَيّرُهُم إِلَي البِلَي وَ مُقَلّدُهُم أَعمَالَهُم وَ مُحَمّلُهَا ظُهُورَهُم إِلَي وَقتِ نُشُورِهِم مِن بِعثَةِ قُبُورِهِم عِندَ نَفخَةِ الصّورِ وَ انشِقَاقِ السّمَاءِ بِالنّورِ وَ الخُرُوجِ بِالمَنشَرِ إِلَي سَاحَةِ المَحشَرِلا يَرتَدّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَ أَفئِدَتُهُم هَواءٌمُتَرَاطِمِينَ فِي غُمّةٍ مِمّا أَسلَفُوا وَ مُطَالِبِينَ بِمَا احتَقَبُوا وَ مُحَاسَبِينَ هُنَاكَ عَلَي مَا ارتَكَبُوا الصّحَائِفُ فِي الأَعنَاقِ مَنشُورَةٌ وَ الأَوزَارُ عَلَي الظّهُورِ مَأزُورَةٌ لَا انفِكَاكَ وَ لَا مَنَاصَ وَ لَا مَحِيصَ عَنِ القِصَاصِ قَد أَفحَمَتهُمُ الحُجّةُ وَ حَلّوا فِي حَيرَةِ المَحَجّةِ هَمَسُوا الضّجّةَ مَعدُولٌ بِهِم عَنِ المَحَجّةِ إِلّا مَن سَبَقَت لَهُ مِنَ اللّهِ الحُسنَي فنَجُيّ‌َ مِن هَولِ المَشهَدِ وَ عَظِيمِ المَورِدِ وَ لَم يَكُن مِمّن فِي الدّنيَا تَمَرّدَ وَ لَا عَلَي أَولِيَاءِ اللّهِ تَعَنّدَ وَ لَهُم استُعبِدَ وَ عَنهُم بِحُقُوقِهِم تَفَرّدَ أللّهُمّ فَإِنّ القُلُوبَ قَد بَلَغَتِ الحَنَاجِرَ وَ النّفُوسَ قَد عَلَتِ الترّاَقيِ‌َ وَ الأَعمَارَ قَد نَفِدَت بِالِانتِظَارِ لَا عَن نَقصِ استِبصَارٍ وَ لَا عَنِ اتّهَامِ مِقدَارٍ وَ لَكِن لِمَا تَعَانَي مِن رُكُوبِ مَعَاصِيكَ وَ الخِلَافِ عَلَيكَ فِي أَوَامِرِكَ وَ نَوَاهِيكَ وَ التّلَعّبِ بِأَولِيَائِكَ وَ مُظَاهَرَةِ أَعدَائِكَ أللّهُمّ فَقَرّب مَا قَد قَرُبَ وَ أَورِد مَا قَد دَنَا وَ حَقّق ظُنُونَ المُوقِنِينَ وَ بَلّغِ المُؤمِنِينَ تَأمِيلَهُم مِن إِقَامَةِ حَقّكَ وَ نَصرِ دِينِكَ وَ إِظهَارِ حُجّتِكَ وَ الِانتِقَامِ مِن أَعدَائِكَ


صفحه : 218

قُنُوتُ الإِمَامِ جَعفَرٌ الصّادِقُ ع يَا مَن سَبَقَ عِلمُهُ وَ نَفَذَ حُكمُهُ وَ شَمِلَ حِلمُهُ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَزِل حِلمَكَ عَن ظاَلمِيِ‌ّ وَ بَادِرهُ بِالنّقِمَةِ وَ عَاجِلهُ بِالِاستِيصَالِ وَ كُبّهُ لِمَنخِرِهِ وَ اغصُصهُ بِرِيقِهِ وَ اردُد كَيدَهُ فِي نَحرِهِ وَ حُل بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ بِشُغُلٍ شَاغِلٍ مُولِمٍ وَ سُقمٍ دَائِمٍ وَ امنَعهُ التّوبَةَ وَ حُل بَينَهُ وَ بَينَ الإِنَابَةِ وَ اسلُبهُ رُوحَ الرّاحَةِ وَ اشدُد عَلَيهِ الوَطأَةَ وَ خُذ مِنهُ بِالمُخَنّقِ وَ حَشرِجهُ فِي صَدرِهِ وَ لَا تُثبِت لَهُ قَدَماً وَ أَثكِلهُ وَ نَكّلهُ وَ اجتَثّهُ وَ استَأصِلهُ وَ جُثّهُ وَ جُثّ نِعمَتَكَ عَنهُ وَ أَلبِسهُ الصّغَارَ وَ اجعَل عُقبَاهُ النّارَ بَعدَ مَحوِ آثَارِهِ وَ سَلبِ قَرَارِهِ وَ إِجهَارِ قَبِيحِ آصَارِهِ وَ أَسكِنهُ دَارَ بَوَارِهِ وَ لَا تُبقِ لَهُ ذِكراً وَ لَا تُعَقّبهُ مِن مُستَخلَفٍ أَجراً أللّهُمّ بَادِرهُ ثَلَاثاً أللّهُمّ عَاجِلهُ ثَلَاثاً أللّهُمّ لَا تُؤَجّلهُ ثَلَاثاً أللّهُمّ خُذهُ ثَلَاثاً أللّهُمّ اسلُبهُ التّوفِيقَ ثَلَاثاً أللّهُمّ لَا تُنهِضهُ أللّهُمّ لَا تَرِثهُ أللّهُمّ لَا تُؤَخّرهُ أللّهُمّ عَلَيكَ بِهِ أللّهُمّ اشدُد قَبضَتَكَ عَلَيهِ أللّهُمّ بِكَ اعتَصَمتُ عَلَيهِ وَ بِكَ استَجَرتُ مِنهُ وَ بِكَ تَوَارَيتُ عَنهُ وَ بِكَ استَكفَفتُ دُونَهُ وَ بِكَ استَتَرتُ مِن ضَرّائِهِ أللّهُمّ احرسُنيِ‌ بِحَرَاسَتِكَ مِنهُ وَ مِن عِدَاتِكَ وَ اكفنِيِ‌ بِكِفَايَتِكَ كَيدَهُ وَ كَيدَ بُغَاتِكَ أللّهُمّ احفظَنيِ‌ بِحِفظِ الإِيمَانِ وَ أَسبِل عَلَيّ سَترَكَ ألّذِي سَتَرتَ بِهِ رُسُلَكَ عَنِ الطّوَاغِيتِ وَ حصَنّيّ‌ بِحِصنِكَ ألّذِي وَقَيتَهُم بِهِ مِنَ الجَوَابِيتِ أللّهُمّ أيَدّنيِ‌ مِنكَ بِنَصرٍ لَا يَنفَكّ وَ عَزِيمَةِ صِدقٍ لَا تَحِلّ وَ جلَلّنيِ‌ بِنُورِكَ وَ اجعلَنيِ‌ مُتَدَرّعاً بِدِرعِكَ الحَصِينَةِ الوَاقِيَةِ وَ اكلأَنيِ‌ بِكِلَاءَتِكَ الكَافِيَةِ إِنّكَ وَاسِعٌ لِمَا تَشَاءُ وَ ولَيِ‌ّ مَن لَكَ تَوَالَي وَ نَاصِرُ مَن إِلَيكَ أَوَي وَ عَونُ مَن بِكَ استَعدَي وَ كاَفيِ‌ مَن بِكَ استَكفَي وَ العَزِيزُ ألّذِي لَا يُمَانِعُ عَمّا يَشَاءُ وَلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ وَ هُوَ حسَبيِ‌ وَعَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ هُوَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ


صفحه : 219

وَ دَعَا ع فِي قُنُوتِهِ يَا مَأمَنَ الخَائِفِ وَ كَهفَ اللّاهِفِ وَ جُنّةَ العَائِذِ وَ غَوثَ اللّائِذِ خَابَ مَنِ اعتَمَدَ سِوَاكَ وَ خَسِرَ مَن لَجَأَ إِلَي دُونِكَ وَ ذَلّ مَنِ اعتَزّ بِغَيرِكَ وَ افتَقَرَ مَنِ استَغنَي عَنكَ إِلَيكَ أللّهُمّ المَهرَبُ وَ مِنكَ أللّهُمّ المَطلَبُ أللّهُمّ قَد تَعلَمُ عَقدَ ضمَيِريِ‌ عِندَ مُنَاجَاتِكَ وَ حَقِيقَةَ سرَيِرتَيِ‌ عِندَ دُعَائِكَ وَ صِدقَ خاَلصِتَيِ‌ بِاللّجَإِ إِلَيكَ فأَفَزعِنيِ‌ إِذَا فَزِعتُ إِلَيكَ وَ لَا تخَذلُنيِ‌ إِذَا اعتَمَدتُ عَلَيكَ وَ باَدرِنيِ‌ بِكِفَايَتِكَ وَ لَا تسَلبُنيِ‌ وِفقَ عِنَايَتِكَ وَ خُذ ظاَلمِيِ‌ّ السّاعَةَ السّاعَةَ أَخذَ عَزِيزٍ مُقتَدِرٍ عَلَيهِ مُستَأصِلٍ شَأفَتَهُ مُجتَثّ قَائِمَتَهُ حَاطّ دِعَامَتَهُ مُبِيرٍ لَهُ مُدَمّرٍ عَلَيهِ أللّهُمّ بَادِرهُ قَبلَ أذَيِتّيِ‌ وَ اسبِقهُ بكِفِاَيتَيِ‌ كَيدَهُ وَ شَرّهُ وَ مَكرُوهَهُ وَ غَمزَهُ وَ سُوءَ عَقدِهِ وَ قَصدِهِ أللّهُمّ إنِيّ‌ إِلَيكَ فَوّضتُ أمَريِ‌ وَ بِكَ تَحَصّنتُ مِنهُ وَ مِن كُلّ مَن يتَعَمَدّنُيِ‌ بِمَكرُوهِهِ وَ يتَرَصَدّنُيِ‌ بِأَذِيّتِهِ وَ يَصلِتُ لِي بِطَانَتَهُ وَ يَسعَي عَلَيّ بِمَكَايِدِهِ أللّهُمّ كِد لِي وَ لَا تَكِد عَلَيّ وَ امكُر لِي وَ لَا تَمكُر بيِ‌ وَ أرَنِيِ‌ الثّأرَ مِن كُلّ عَدُوّ أَو مَكّارٍ وَ لَا يضَرُنّيِ‌ ضَارّ وَ أَنتَ ولَيِيّ‌ وَ لَا يغَلبِنُيِ‌ مُغَالِبٌ وَ أَنتَ عضَدُيِ‌ وَ لَا تجَريِ‌ عَلَيّ مَسَاءَةٌ وَ أَنتَ كنَفَيِ‌ أللّهُمّ بِكَ استَدرَعتُ وَ اعتَصَمتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِكَ

قُنُوتُ الإِمَامِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع يَا مَفزَعَ الفَازِعِ وَ مَأمَنَ الهَالِعِ وَ مَطمَعَ الطّامِعِ وَ مَلجَأَ الضّارِعِ يَا غَوثَ اللّهفَانِ وَ مَأوَي الحَيرَانِ وَ مرُوَيّ‌َ الظّمئَانِ وَ مُشبِعَ الجَوعَانِ وَ كاَسيِ‌َ العُريَانِ وَ حَاضِرَ كُلّ مَكَانٍ بِلَا دَركٍ وَ لَا عَيَانٍ وَ لَا صِفَةٍ وَ لَا بِطَانٍ عَجَزَتِ الأَفهَامُ وَ ضَلّتِ الأَوهَامُ عَن مُوَافَقَةِ صِفَةِ دَابّةٍ مِنَ الهَوَامّ فَضلًا عَنِ الأَجرَامِ العِظَامِ مِمّا أَنشَأَت حِجَاباً لِعَظَمَتِكَ وَ أَنّي يَتَغَلغَلُ إِلَي مَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِمّا لَا يُرَامُ تَقَدّستَ يَا قُدّوسُ


صفحه : 220

عَنِ الظّنُونِ وَ الحُدُوسِ وَ أَنتَ المَلِكُ القُدّوسُ باَريِ‌ الأَجسَامِ وَ النّفُوسِ وَ مُنَخّرُ العِظَامِ وَ مُمِيتُ الأَنَامِ وَ مُعِيدُهَا بَعدَ الفَنَاءِ وَ التّطمِيسِ وَ أَسأَلُكَ يَا ذَا القُدرَةِ وَ العَلَاءِ وَ العِزّ وَ الثّنَاءِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ أوُليِ‌ النّهَي وَ المَحَلّ الأَوفَي وَ المَقَامِ الأَعلَي وَ أَن تُعَجّلَ مَا قَد تَأَجّلَ وَ تُقَدّمَ مَا قَد تَأَخّرَ وَ تأَتيِ‌َ بِمَا قَد وَجَبَ إِتيَانُهُ وَ تُقَرّبَ مَا قَد تَأَخّرَ فِي النّفُوسِ الحَصِرَةِ أَوَانُهُ وَ تَكشِفَ البَأسَ وَ سُوءَ اللّبَاسِ وَ عَوَارِضَ الوَسوَاسِ الخَنّاسِ فِي صُدُورِ النّاسِ وَ تَكفِيَنَا مَا قَد رَهِقَنَا وَ تَصرِفَ عَنّا مَا قَد رَكِبَنَا وَ تُبَادِرَ اصطِلَامَ الظّالِمِينَ وَ نَصرَ المُؤمِنِينَ وَ الإِدَالَةَ مِنَ العَانِدِينَ آمِينَ يَا رَبّ العَالَمِينَ وَ دَعَا ع فِي قُنُوتِهِ أللّهُمّ إنِيّ‌ وَ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ عَبدَانِ مِن عَبِيدِكَ نَوَاصِينَا بِيَدِكَ تَعلَمُ مُستَقَرّنَا وَ مُستَودَعَنَا وَ مُنقَلَبَنَا وَ مَثوَانَا وَ سِرّنَا وَ عَلَانِيَتَنَا تَطّلِعُ عَلَي نِيّاتِنَا وَ تُحِيطُ بِضَمَائِرِنَا عِلمُكَ بِمَا نُبدِيهِ كَعِلمِكَ بِمَا نُخفِيهِ وَ مَعرِفَتُكَ بِمَا نُبطِنُهُ كَمَعرِفَتِكَ بِمَا نُظهِرُهُ وَ لَا ينَطوَيِ‌ عِندَكَ شَيءٌ مِن أُمُورِنَا وَ لَا يَستَتِرُ دُونَكَ حَالٌ مِن أَحوَالِنَا وَ لَا مِنكَ مَعقِلٌ يُحصِنُنُا وَ لَا حِرزٌ يُحرِزُنَا وَ لَا مَهرَبٌ لَنَا نَفُوتُكَ بِهِ وَ لَا يَمنَعُ الظّالِمَ مِنكَ حُصُونُهُ وَ لَا يُجَاهِدُكَ عَنهُ جُنُودُهُ وَ لَا يُغَالِبُكَ مُغَالِبٌ بِمَنعِهِ وَ لَا يُعَازّكَ مُعَازّ بِكَثرَةٍ أَنتَ مُدرِكُهُ أَينَمَا سَلَكَ وَ قَادِرٌ عَلَيهِ أَينَمَا لَجَأَ فَمَعَاذُ المَظلُومِ مِنّا بِكَ وَ تَوَكّلُ المَقهُورِ مِنّا عَلَيكَ وَ رُجُوعُهُ إِلَيكَ يَستَغِيثُ بِكَ إِذَا خَذَلَهُ المُغِيثُ وَ يَستَصرِخُكَ إِذَا قَعَدَ عَنهُ النّصِيرُ وَ يَلُوذُ بِكَ إِذَا نَفَتهُ الأَفنِيَةُ وَ يَطرُقُ بَابَكَ إِذَا غُلّقَت عَنهُ الأَبوَابُ المُرتَجَةُ وَ يَصِلُ إِلَيكَ إِذَا احتَجَبَت عَنهُ المُلُوكُ الغَافِلَةُ تَعلَمُ مَا حَلّ بِهِ قَبلَ أَن يَشكُوَهُ إِلَيكَ وَ تَعلَمُ مَا يُصلِحُهُ قَبلَ أَن يَدعُوَكَ لَهُ فَلَكَ الحَمدُ سَمِيعاً لَطِيفاً عَلِيماً خَبِيراً وَ أَنّهُ قَد كَانَ فِي سَابِقِ عِلمِكَ وَ مُحكَمِ قَضَائِكَ وَ جاَريِ‌ قَدَرِكَ وَ نَافِذِ أَمرِكَ وَ ماَضيِ‌ مَشِيّتِكَ فِي خَلقِكَ أَجمَعِينَ شَقِيّهِم وَ سَعِيدِهِم وَ بَرّهِم وَ فَاجِرِهِم أَن جَعَلتَ لِفُلَانِ بنِ فُلَانٍ عَلَيّ قُدرَةً فظَلَمَنَيِ‌ بِهَا وَ بَغَي عَلَيّ بِمَكَانِهَا وَ استَطَالَ وَ تَعَزّزَ بِسُلطَانِهِ


صفحه : 221

ألّذِي خَوّلتَهُ إِيّاهُ وَ تَجَبّرَ وَ افتَخَرَ بِعُلُوّ حَالِهِ ألّذِي نَوّلتَهُ وَ غَرّهُ إِملَاؤُكَ لَهُ وَ أَطغَاهُ حِلمُكَ عَنهُ فقَصَدَنَيِ‌ بِمَكرُوهٍ عَجَزتُ عَنِ الصّبرِ عَلَيهِ وَ تعَمَدّنَيِ‌ بَشَرّ ضَعُفتُ عَنِ احتِمَالِهِ وَ لَم أَقدِر عَلَي الِانتِصَافِ مِنهُ لضِعَفيِ‌ وَ لَا عَلَي الِانتِصَارِ لقِلِتّيِ‌ فَوَكَلتُ أَمرَهُ إِلَيكَ وَ تَوَكّلتُ فِي شَأنِهِ عَلَيكَ وَ تَوَعّدتُهُ بِعُقُوبَتِكَ وَ حَذّرتُهُ بِبَطشِكَ وَ خَوّفتُهُ نَقِمَتَكَ فَظَنّ أَنّ حِلمَكَ عَنهُ مِن ضَعفٍ وَ حَسِبَ أَنّ إِملَاءَكَ لَهُ عَن عَجزٍ وَ لَم تَنهَهُ وَاحِدَةٌ عَن أُخرَي وَ لَا انزَجَرَ عَن ثَانِيَةٍ بِأُولَي لَكِنّهُ تَمَادَي فِي غَيّهِ وَ تَتَابَعَ فِي ظُلمِهِ وَ لَجّ فِي عُدوَانِهِ وَ استَثرَي فِي طُغيَانِهِ جُرأَةً عَلَيكَ يَا سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ وَ تَعَرّضاً لِسَخَطِكَ ألّذِي لَا تَرُدّهُ عَنِ الظّالِمِينَ وَ قِلّةَ اكتِرَاثٍ بِبَأسِكَ ألّذِي لَا تَحبِسُهُ عَنِ البَاغِينَ فَهَا أَنَا ذَا يَا سيَدّيِ‌ مُستَضعَفٌ فِي يَدِهِ مُستَضَامٌ تَحتَ سُلطَانِهِ مُستَذِلّ بِفِنَائِهِ مَغلُوبٌ مبَغيِ‌ّ عَلَيّ مَرعُوبٌ وَجِلٌ خَائِفٌ مُرَوّعٌ مَقهُورٌ قَد قَلّ صبَريِ‌ وَ ضَاعَت حيِلتَيِ‌ وَ انغَلَقَت عَلَيّ المَذَاهِبُ إِلّا إِلَيكَ وَ انسَدّت عنَيّ‌ الجِهَاتُ إِلّا جِهَتُكَ وَ التَبَسَت عَلَيّ أمُوُريِ‌ فِي دَفعِ مَكرُوهِهِ عنَيّ‌ وَ اشتَبَهَت عَلَيّ الآرَاءُ فِي إِزَالَةِ ظُلمِهِ وَ خذَلَنَيِ‌ مَنِ استَنصَرتُهُ مِن خَلقِكَ وَ أسَلمَنَيِ‌ مَن تَعَلّقتُ بِهِ مِن عِبَادِكَ فَاستَشَرتُ نصَيِحيِ‌ فَأَشَارَ عَلَيّ بِالرّغبَةِ إِلَيكَ وَ استَرشَدتُ دلَيِليِ‌ فَلَم يدَلُنّيِ‌ إِلّا عَلَيكَ فَرَجَعتُ إِلَيكَ يَا موَلاَي‌َ صَاغِراً رَاغِماً مُستَكِيناً عَالِماً أَنّهُ لَا فَرَجَ لِي إِلّا عِندَكَ وَ لَا خَلَاصَ لِي إِلّا بِكَ أَنتَجِزُ وَعدَكَ فِي نصُرتَيِ‌ وَ إِجَابَةِ دعُاَئيِ‌ لِأَنّ قَولَكَ الحَقّ ألّذِي لَا يُرَدّ وَ لَا يُبَدّلُ وَ قَد قُلتَ تَبَارَكتَ وَ تَعَالَيتَوَ مَن...بغُيِ‌َ عَلَيهِ لَيَنصُرَنّهُ اللّهُ وَ قُلتَ جَلّ ثَنَاؤُكَ وَ تَقَدّسَت أَسمَاؤُكَادعوُنيِ‌ أَستَجِب لَكُمفَأَنَا فَاعِلٌ مَا أمَرَتنَيِ‌ بِهِ لَا مَنّاً عَلَيكَ وَ كَيفَ أَمُنّ بِهِ وَ أَنتَ عَلَيهِ دلَلَتنَيِ‌ فَاستَجِب لِي كَمَا وعَدَتنَيِ‌ يَا مَن لَا يُخلِفُ المِيعَادَ وَ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ يَا سيَدّيِ‌ أَنّ لَكَ يَوماً تَنتَقِمُ فِيهِ مِنَ الظّالِمِ لِلمَظلُومِ وَ أَتَيَقّنُ أَنّ لَكَ وَقتاً تَأخُذُ فِيهِ مِنَ الغَاصِبِ لِلمَغصُوبِ لِأَنّهُ لَا يَسبِقُكَ مُعَانِدٌ وَ لَا يَخرُجُ مِن قَبضَتِكَ مُنَابِذٌ وَ لَا تَخَافُ فَوتَ فَائِتٍ وَ لَكِنّ جزَعَيِ‌ وَ هلَعَيِ‌ لَا يَبلُغَانِ الصّبرَ عَلَي أَنَاتِكَ وَ انتِظَارَ حِلمِكَ فَقُدرَتُكَ يَا سيَدّيِ‌ فَوقَ


صفحه : 222

كُلّ قُدرَةٍ وَ سُلطَانُكَ غَالِبٌ كُلّ سُلطَانٍ وَ مَعَادُ كُلّ أَمَدٍ إِلَيكَ وَ إِن أَمهَلتَهُ وَ رُجُوعُ كُلّ ظَالِمٍ إِلَيكَ وَ إِن أَنظَرتَهُ وَ قَد أضَرَنّيِ‌ يَا سيَدّيِ‌ حِلمُكَ عَن فُلَانٍ وَ طُولُ أَنَاتِكَ لَهُ وَ إِمهَالُكَ إِيّاهُ فَكَادَ القُنُوطُ يسَتوَليِ‌ عَلَيّ لَو لَا الثّقَةُ بِكَ وَ اليَقِينُ بِوَعدِكَ فَإِن كَانَ فِي قَضَائِكَ النّافِذِ وَ قُدرَتِكَ المَاضِيَةِ أَنّهُ يُنِيبُ أَو يَتُوبُ أَو يَرجِعُ عَن ظلُميِ‌ وَ يَكُفّ عَن مكَروُهيِ‌ وَ يَنتَقِلُ عَن عَظِيمِ مَا رَكِبَ منِيّ‌ فَصَلّ أللّهُمّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَوقِع ذَلِكَ فِي قَلبِهِ السّاعَةَ السّاعَةَ قَبلَ إِزَالَةِ نِعمَتِكَ التّيِ‌ أَنعَمتَ بِهَا عَلَيّ وَ تَكدِيرِ مَعرُوفِكَ ألّذِي صَنَعتَهُ عنِديِ‌ وَ إِن كَانَ عِلمُكَ بِهِ غَيرَ ذَلِكَ مِن مُقَامِهِ عَلَي ظلُميِ‌ فإَنِيّ‌ أَسأَلُكَ يَا نَاصِرَ المَظلُومِينَ المبَغيِ‌ّ عَلَيهِم إِجَابَةَ دعَوتَيِ‌ فَصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ خُذهُ مِن مَأمَنِهِ أَخذَ عَزِيزٍ مُقتَدِرٍ وَ أَفجِئهُ فِي غَفلَتِهِ مُفَاجَأَةَ مَلِيكٍ مُنتَصِرٍ وَ اسلُبهُ نِعمَتَهُ وَ سُلطَانَهُ وَ افضُض عَنهُ جُمُوعَهُ وَ أَعوَانَهُ وَ مَزّق مُلكَهُ كُلّ مُمَزّقٍ وَ فَرّق أَنصَارَهُ كُلّ مُفَرّقٍ وَ أَعِرهُ مِن نِعمَتِكَ التّيِ‌ لَا يُقَابِلُهَا بِالشّكرِ وَ انزِع عَنهُ سِربَالَ عِزّكَ ألّذِي لَم يُجَازِهِ بِإِحسَانٍ وَ اقصِمهُ يَا قَاصِمَ الجَبَابِرَةِ وَ أَهلِكهُ يَا مُهلِكَ القُرُونِ الخَالِيَةِ وَ أَبِرهُ يَا مُبِيرَ الأُمَمِ الظّالِمَةِ وَ اخذُلهُ يَا خَاذِلَ الفِرَقِ البَاغِيَةِ وَ ابتُر عُمُرَهُ وَ ابتَزّهُ مُلكَهُ وَ عِفّ أَثَرَهُ وَ اقطَع خَبَرَهُ وَ أَطفِ نَارَهُ وَ أَظلِم نَهَارَهُ وَ كَوّر شَمسَهُ وَ أَزهِق نَفسَهُ وَ اهشِم سُوقَهُ وَ جُبّ سَنَامَهُ وَ أَرغِم أَنفَهُ وَ عَجّل حَتفَهُ وَ لَا تَدَع لَهُ جُنّةً إِلّا هَتَكتَهَا وَ لَا دِعَامَةً إِلّا قَصَمتَهَا وَ لَا كَلِمَةً مُجتَمِعَةً إِلّا فَرّقتَهَا وَ لَا قَائِمَةَ عُلُوّ إِلّا وَضَعتَهَا وَ لَا رُكناً إِلّا وَهَنتَهُ وَ لَا سَبَباً إِلّا قَطَعتَهُ وَ أَرِنَا أَنصَارَهُ عَبَادِيدَ بَعدَ الأُلفَةِ وَ شَتّي بَعدَ اجتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَ مقُنعِيِ‌ الرّءُوسِ بَعدَ الظّهُورِ عَلَي الأُمّةِ وَ اشفِ بِزَوَالِ أَمرِهِ القُلُوبَ الوَجِلَةَ وَ الأَفئِدَةَ اللّهِفَةَ وَ الأُمّةَ المُتَحَيّرَةَ وَ البَرّيّةَ الضّائِعَةَ وَ أَدِل بِبَوَارِهِ الحُدُودَ المُعَطّلَةَ وَ السّنَنَ الدّاثِرَةَ وَ الأَحكَامَ المُهمَلَةَ وَ المَعَالِمَ المُغَيّرَةَ وَ الآيَاتِ المُحَرّفَةَ وَ المَدَارِسَ المَهجُورَةَ وَ المَحَارِيبَ المَجفُوّةَ وَ المَشَاهِدَ


صفحه : 223

المَهدُومَةَ وَ أَشبِع بِهِ الخِمَاصَ السّاغِبَةَ وَ اروِ بِهِ اللّهَوَاتِ اللّاغِبَةَ وَ الأَكبَادَ الظّامِئَةَ وَ أَرِح بِهِ الأَقدَامَ المُتعَبَةَ وَ اطرُقهُ بِلَيلَةٍ لَا أُختَ لَهَا وَ بِسَاعَةٍ لَا مَثوَي فِيهَا وَ بِنَكبَةٍ لَا انتِعَاشَ مَعَهَا وَ بِعَثرَةٍ لَا إِقَالَةَ مِنهَا وَ أَبِح حَرِيمَهُ وَ نَغّص نَعِيمَهُ وَ أَرِهِ بَطشَتَكَ الكُبرَي وَ نَقِمَتَكَ المُثلَي وَ قُدرَتَكَ التّيِ‌ فَوقَ قُدرَتِهِ وَ سُلطَانَكَ ألّذِي هُوَ أَعَزّ مِن سُلطَانِهِ وَ اغلِبهُ لِي بِقُوّتِكَ القَوِيّةِ وَ مِحَالِكَ الشّدِيدِ وَ امنعَنيِ‌ مِنهُ بِمَنعِكَ ألّذِي كُلّ خَلقٍ فِيهِ ذَلِيلٌ وَ ابتَلِهِ بِفَقرٍ لَا تَجبُرُهُ وَ بِسُوءٍ لَا تَستُرُهُ وَ كِلهُ إِلَي نَفسِهِ فِيمَا يُرِيدُ إِنّكَ فَعّالٌ لِمَا تُرِيدُ وَ أَبرِئهُ مِن حَولِكَ وَ قُوّتِكَ وَ كِلهُ إِلَي حَولِهِ وَ قُوّتِهِ وَ أَزِل مَكرَهُ بِمَكرِكَ وَ ادفَع مَشِيّتَهُ بِمَشِيّتِكَ وَ أَسقِم جَسَدَهُ وَ أَيتِم وُلدَهُ وَ انقُص أَجَلَهُ وَ خَيّب أَمَلَهُ وَ أَدِل دَولَتَهُ وَ أَطِل عَولَتَهُ وَ اجعَل شُغُلَهُ فِي بَدَنِهِ وَ لَا تَفُكّهُ مِن حُزنِهِ وَ صَيّر كَيدَهُ فِي ضَلَالٍ وَ أَمرَهُ إِلَي زَوَالٍ وَ نِعمَتَهُ إِلَي انتِقَالٍ وَ جِدّهُ فِي سَفَالٍ وَ سُلطَانَهُ فِي اضمِحلَالٍ وَ عَاقِبَتَهُ إِلَي شَرّ مَئَالٍ وَ أَمِتهُ بِغَيظِهِ إِن أَمَتّهُ وَ أَبقِهِ بِحَسرَتِهِ إِن أَبقَيتَهُ وَ قنِيِ‌ شَرّهُ وَ هَمزَهُ وَ لَمزَهُ وَ سَطوَتَهُ وَ عَدَاوَتَهُ وَ المَحهُ لَمحَةً تُدَمّرُ بِهَا عَلَيهِ فَإِنّكَأَشَدّ بَأساً وَ أَشَدّ تَنكِيلًا

قُنُوتُ الإِمَامِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع الفَزَعَ الفَزَعَ إِلَيكَ يَا ذَا المُحَاضَرَةِ وَ الرّغبَةَ الرّغبَةَ إِلَيكَ يَا مَن بِهِ المُفَاخَرَةُ وَ أَنتَ أللّهُمّ مُشَاهِدُ هَوَاجِسِ النّفُوسِ وَ مُرَاصِدُ حَرَكَاتِ القُلُوبِ وَ مُطَالِعُ مَسَرّاتِ السّرَائِرِ مِن غَيرِ تَكَلّفٍ وَ لَا تَعَسّفٍ وَ قَد تَرَي أللّهُمّ مَا لَيسَ عَنكَ بِمُنطَوًي وَ لَكِن حِلمُكَ آمَنَ أَهلَهُ عَلَيهِ جُرأَةً وَ تَمَرّداً وَ عُتُوّاً وَ عِنَاداً وَ مَا يُعَانِيهِ أَولِيَاؤُكَ مِن تَعفِيَةِ آثَارِ الحَقّ وَ دُرُوسِ مَعَالِمِهِ وَ تَزَيّدِ الفَوَاحِشِ وَ استِمرَارِ أَهلِهَا عَلَيهَا وَ ظُهُورِ البَاطِلِ وَ عُمُومِ التّغَاشُمِ وَ الترّاَضيِ‌ بِذَلِكَ فِي المُعَامَلَاتِ وَ المُتَصَرّفَاتِ قَد جَرَت بِهِ العَادَاتُ وَ صَارَ كَالمَفرُوضَاتِ وَ المَسنُونَاتِ أللّهُمّ فَبَادِرنَا مِنكَ بِالعَونِ ألّذِي مَن أَعَنتَهُ بِهِ فَازَ وَ مَن أَيّدتَهُ لَم يَخَف لَمزَ


صفحه : 224

لَمّازٍ وَ خُذِ الظّالِمَ أَخذاً عَنِيفاً وَ لَا تَكُن لَهُ رَاحِماً وَ لَا بِهِ رَءُوفاً أللّهُمّ أللّهُمّ أللّهُمّ بَادِرهُم أللّهُمّ عَاجِلهُم أللّهُمّ لَا تُمهِلهُم أللّهُمّ غَادِرهُم بُكرَةً وَ هجرة[هَجِيرَةً] وَ سَحَرَةً وَبَياتاً وَ هُم نائِمُونَ وَضُحًي وَ هُم يَلعَبُونَ وَ مَكراً وَ هُم يَمكُرُونَ وَ فَجأَةً وَ هُم آمِنُونَ أللّهُمّ بَدّدهُم وَ بَدّد أَعوَانَهُم وَ اغلُل أَعضَادَهُم وَ اهزِم جُنُودَهُم وَ افلُل حَدّهُم وَ اجتَثّ سَنَامَهُم وَ أَضعِف عَزَائِمَهُم أللّهُمّ امنَحنَا أَكتَافَهُم وَ بَدّلهُم بِالنّعَمِ النّقَمَ وَ بَدّلنَا مِن مُحَاذَرَتِهِم وَ بَغيِهِمُ السّلَامَةَ وَ أَغنِمنَاهُم أَكمَلَ المَغنَمِ أللّهُمّ لَا تَرُدّ عَنهُم بَأسَكَ ألّذِي إِذَا حَلّ بِقَومٍ فَسَاءَ صَبَاحُ المُنذَرِينَ وَ دَعَا ع فِي قُنُوتِهِ يَا مَن شَهِدَ خَوَاطِرَ الأَسرَارِ مُشَاهَدَةَ ظَوَاهِرِ جَارِيَاتِ الأَخبَارِ عَجَزَ قلَبيِ‌ عَن جَمِيلِ فُنُونِ الأَقدَارِ وَ ضَعُفَت قوُتّيِ‌ عَنِ النّهُوضِ بِفَوَادِحِ المَكّارِ وَ لَمَمِ الشّيطَانِ وَ وَسوَسَةِ النّفسِ بِالطّغيَانِ المُتَتَابِعَةِ فِي اللّيلِ وَ النّهَارِ بِالعِصيَانِ فَإِن عصَمَتنَيِ‌ بِعِصَمِ الأَبرَارِ وَ منَحَتنَيِ‌ مِنَحَ أَهلِ الِاستِبصَارِ وَ أعَنَتنَيِ‌ بِتَعجِيلِ الِانتِصَارِ وَ إِلّا فَأَنَا مِن واَردِيِ‌ النّارِ أللّهُمّ فَصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ جلَلّنيِ‌ عِصمَةً تَدرَأُ عنَيّ‌ الأَصرَارَ وَ تَحُطّ بِهَا عَن ظهَريِ‌ مَا أَثقَلَهُ مِنَ الآصَارِ

أقول ليس هذاالدعاء في أكثر النسخ ولعله من زيادات بعض القاصرين و لايشبه سائر ماروي‌ عن الطاهرين و في رواية الكفعمي‌ مكانه الدعاء ألذي سنذكره برواية الصدوق ره في العيون أوله أللهم ياذا القدرة الجامعة ثم كتب في حاشيته هذاالدعاء لم يذكره السيد ابن طاوس ره بل ذكر في آخر الكتاب المذكور و لم يفعل كمافعل في قنوت غيره من الأئمة ع فأحببت أن أضع هذاالدعاء في هذاالمكان لتكون القنوتات كلها علي وتيرة واحدة و هذاالدعاء ذكره الطبرسي‌ رحمه الله في كتابه كتاب كنوز النجاح ورواه أبو جعفر بن بابويه ثم ذكر الحديث كماسيأتي‌ ولنرجع إلي سياق الحديث في الأدعية علي الروايتين


صفحه : 225

قُنُوتُ الإِمَامِ مُحَمّدِ بنِ مُوسَي ع أللّهُمّ مَنَائِحُكَ مُتَتَابِعَةٌ وَ أَيَادِيكَ مُتَوَالِيَةٌ وَ نِعَمُكَ سَابِغَةٌ وَ شُكرُنَا قَصِيرٌ وَ حَمدُنَا يَسِيرٌ وَ أَنتَ بِالتّعَطّفِ عَلَي مَنِ اعتَرَفَ جَدِيرٌ أللّهُمّ وَ قَد غَصّ أَهلُ الحَقّ بِالرّيقِ وَ ارتَبَكَ أَهلُ الصّدقِ فِي المَضِيقِ وَ أَنتَ أللّهُمّ بِعِبَادِكَ وَ ذوَيِ‌ الرّغبَةِ إِلَيكَ شَفِيقٌ وَ بِإِجَابَةِ دُعَائِهِم وَ تَعجِيلِ الفَرَجِ عَنهُم حَقِيقٌ أللّهُمّ فَصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ بَادِرنَا مِنكَ بِالعَونِ ألّذِي لَا خِذلَانَ بَعدَهُ وَ النّصرِ ألّذِي لَا بَاطِلَ يَتَكَأّدُهُ وَ أَتِح لَنَا مِن لَدُنكَ مَتَاحاً فَيّاحاً يَأمَنُ فِيهِ وَلِيّكَ وَ يَخِيبُ فِيهِ عَدُوّكَ وَ تُقَامُ فِيهِ مَعَالِمُكَ وَ تَظهَرُ فِيهِ أَوَامِرُكَ وَ تَنكَفّ فِيهِ عوَاَديِ‌ عِدَاتِكَ أللّهُمّ بَادِرنَا مِنكَ بِدَارِ الرّحمَةِ وَ بَادِر أَعدَاءَكَ مِن بَأسِكَ بِدَارِ النّقِمَةِ أللّهُمّ أَعِنّا وَ أَغِثنَا وَ ارفَع نَقِمَتَكَ عَنّا وَ أَحِلّهَا بِالقَومِ الظّالِمِينَ وَ دَعَا فِي قُنُوتِهِ أللّهُمّ أَنتَ الأَوّلُ بِلَا أَوّلِيّةٍ مَعدُودَةٍ وَ الآخِرُ بِلَا آخِرِيّةٍ مَحدُودَةٍ أَنشَأتَنَا لَا لِعِلّةٍ اقتِسَاراً وَ اختَرَعتَنَا لَا لِحَاجَةٍ اقتِدَاراً وَ ابتَدَعتَنَا بِحِكمَتِكَ اختِيَاراً وَ بَلَوتَنَا بِأَمرِكَ وَ نَهيِكَ اختِبَاراً وَ أَيّدتَنَا بِالآلَاتِ وَ مَنَحتَنَا بِالأَدَوَاتِ وَ كَفَلتَنَا الطّاقَةَ وَ جَشَمتَنَا الطّاعَةَ فَأَمَرتَ تَخيِيراً وَ نَهَيتَ تَحذِيراً وَ خَوّلتَ كَثِيراً وَ سَأَلتَ يَسِيراً فعَصُيِ‌َ أَمرُكَ فَحَلَمتَ وَ جُهِلَ قَدرُكَ فَتَكَرّمتَ فَأَنتَ رَبّ العِزّةِ وَ البَهَاءِ وَ العَظَمَةِ وَ الكِبرِيَاءِ وَ الإِحسَانِ وَ النّعمَاءِ وَ المَنّ وَ الآلَاءِ وَ المِنَحِ وَ العَطَاءِ وَ الإِنجَازِ وَ الوَفَاءِ لَا تُحِيطُ القُلُوبُ لَكَ بِكُنهٍ وَ لَا تُدرِكُ الأَوهَامُ لَكَ صِفَةً وَ لَا يُشبِهُكَ شَيءٌ مِن خَلقِكَ وَ لَا يُمَثّلُ بِكَ شَيءٌ مِن صَنعَتِكَ تَبَارَكتَ أَن تُحَسّ أَو تُمَسّ أَو تُدرِكَكَ الحَوَاسّ الخَمسُ وَ أَنّي يُدرِكُ مَخلُوقٌ خَالِقَهُ وَ تَعَالَيتَ يَا إلِهَيِ‌ عَمّا يَقُولُ الظّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً أللّهُمّ أَدِل لِأَولِيَائِكَ مِن أَعدَائِكِ الظّالِمِينَ البَاغِينَ النّاكِثِينَ القَاسِطِينَ المَارِقِينَ الّذِينَ أَضَلّوا عِبَادَكَ وَ حَرّفُوا كِتَابَكَ وَ بَدّلُوا أَحكَامَكَ وَ جَحَدُوا حَقّكَ وَ جَلَسُوا مَجَالِسَ أَولِيَائِكَ جُرأَةً مِنهُم عَلَيكَ وَ ظُلماً مِنهُم لِأَهلِ بَيتِ نَبِيّكَ عَلَيهِم


صفحه : 226

سَلَامُكَ وَ صَلَوَاتُكَ وَ رَحمَتُكَ وَ بَرَكَاتُكَ فَضَلّوا وَ أَضَلّوا خَلقَكَ وَ هَتَكُوا حِجَابَ سِرّكَ عَن عِبَادِكَ وَ اتّخَذُوا أللّهُمّ مَالَكَ دُوَلًا وَ عِبَادَكَ خَوَلًا وَ تَرَكُوا أللّهُمّ عَالِمَ أَرضِكَ فِي بَكمَاءَ عَميَاءَ ظَلمَاءَ مُدلَهِمّةً فَأَعيُنُهُم مَفتُوحَةٌ وَ قُلُوبُهُم عَمِيّةٌ وَ لَم تَبقَ لَهُمُ أللّهُمّ عَلَيكَ مِن حُجّةٍ لَقَد حَذّرتَ أللّهُمّ عَذَابَكَ وَ بَيّنتَ نَكَالَكَ وَ وَعَدتَ المُطِيعِينَ إِحسَانَكَ وَ قَدّمتَ إِلَيهِم بِالنّذُرِ فَآمَنَت طَائِفَةٌ وَ أَيّدتَ أللّهُمّ الّذِينَ آمَنُوا عَلَي عَدُوّكَ وَ عَدُوّ أَولِيَائِكَفَأَصبَحُوا ظاهِرِينَ وَ إِلَي الحَقّ دَاعِينَ وَ لِلإِمَامِ المُنتَظَرِ القَائِمِ بِالقِسطِ تَابِعِينَ وَ جَدّدِ أللّهُمّ عَلَي أَعدَائِكَ وَ أَعدَائِهِم نَارَكَ وَ عَذَابَكَ ألّذِي لَا تَدفَعُهُ عَنِ القَومِ الظّالِمِينَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ قَوّ ضَعفَ المُخلَصِينَ لَكَ بِالمَحَبّةِ المُشَايِعِينَ لَنَا بِالمُوَالَاةِ المُتّبِعِينَ لَنَا بِالتّصدِيقِ وَ العَمَلِ المُؤَازِرِينَ لَنَا بِالمُوَاسَاةِ فِينَا المُحيِينَ ذِكرَنَا عِندَ اجتِمَاعِهِم وَ شَدّدِ أللّهُمّ رُكنَهُم وَ سَدّد لَهُمُ أللّهُمّ دِينَهُمُ ألّذِي ارتَضَيتَهُ لَهُم وَ أَتمِم عَلَيهِم نِعمَتَكَ وَ خَلّصهُم وَ استَخلِصهُم وَ سُدّ أللّهُمّ فَقرَهُم وَ المُمِ أللّهُمّ شَعَثَ فَاقَتِهِم وَ اغفِرِ أللّهُمّ ذُنُوبَهُم وَ خَطَايَاهُم وَ لَا تُزِغ قُلُوبُهُم بَعدَ إِذ هَدَيتَهُم وَ لَا تُخلِهِم أَي رَبّ بِمَعصِيَتِهِم وَ احفَظ لَهُم مَا مَنَحتَهُم بِهِ مِنَ الطّهَارَةِ بِوَلَايَةِ أَولِيَائِكَ وَ البَرَاءَةِ مِن أَعدَائِكَ إِنّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ أَجمَعِينَ

قُنُوتُ الإِمَامِ مَولَانَا الزكّيِ‌ّ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع مَنَاهِلُ كَرَامَاتِكَ بِجَزِيلِ عَطِيّاتِكَ مُترَعَةٌ وَ أَبوَابُ مُنَاجَاتِكَ لِمَن أَمّكَ مُشرَعَةٌ وَ عَطُوفُ لَحَظَاتِكَ لِمَن ضَرَعَ إِلَيكَ غَيرُ مُنقَطِعَةٍ وَ قَد أُلجِمَ الحِذَارُ وَ اشتَدّ الِاضطِرَارُ وَ عَجَزَ عَنِ الِاصطِبَارِ أَهلُ الِانتِظَارِ وَ أَنتَ أللّهُمّ بِالمَرصَدِ مِنَ المَكّارِ أللّهُمّ وَ غَيرُ مُهمِلٍ مَعَ الإِمهَالِ وَ اللّائِذُ بِكَ آمِنٌ وَ الرّاغِبُ إِلَيكَ غَانِمٌ وَ القَاصِدُ أللّهُمّ لِبَابِكَ سَالِمٌ أللّهُمّ فَعَاجِل مَن قَدِ استَنّ فِي طُغيَانِهِ وَ استَمَرّ عَلَي جَهَالَتِهِ لِعُقبَاهُ فِي كُفرَانِهِ وَ أَطمِعهُ حِلمَكَ عَنهُ فِي نَيلِ إِرَادَتِهِ فَهُوَ يَتَسَرّعُ إِلَي أَولِيَائِكَ بِمَكَارِهِهِ وَ يُوَاصِلُهُم بِقَبَائِحِ مَرَاصِدِهِ وَ يَقصِدُهُم فِي مَظَانّهِم بِأَذِيّتِهِ


صفحه : 227

أللّهُمّ اكشِفِ العَذَابَ عَنِ المُؤمِنِينَ وَ ابعَثهُ جَهرَةً عَلَي الظّالِمِينَ أللّهُمّ اكفُفِ العَذَابَ عَنِ المُستَجِيرِينَ وَ اصبُبهُ عَلَي المُغتَرّينَ أللّهُمّ بَادِر عُصبَةَ الحَقّ بِالعَونِ وَ بَادِر أَعوَانَ الظّلمِ بِالقَصمِ أللّهُمّ أَسعِدنَا بِالشّكرِ وَ امنَحنَا النّصرَ وَ أَعِذنَا مِن سُوءِ البَدَاءِ وَ العَاقِبَةِ وَ الخَترِ وَ دَعَا ع فِي قُنُوتِهِ يَا مَن تَفَرّدَ بِالرّبُوبِيّةِ وَ تَوَحّدَ بِالوَحدَانِيّةِ يَا مَن أَضَاءَ بِاسمِهِ النّهَارُ وَ أَشرَقَت بِهِ الأَنوَارُ وَ أَظلَمَ بِأَمرِهِ حِندِسُ اللّيلِ وَ هَطَلَ بِغَيثِهِ وَابِلُ السّيلِ يَا مَن دَعَاهُ المُضطَرّونَ فَأَجَابَهُم وَ لَجَأَ إِلَيهِ الخَائِفُونَ فَآمَنَهُم وَ عَبَدَهُ الطّائِعُونَ فَشَكَرَهُم وَ حَمِدَهُ الشّاكِرُونَ فَأَثَابَهُم مَا أَجَلّ شَأنَكَ وَ أَعلَي سُلطَانَكَ وَ أَنفَذَ أَحكَامَكَ أَنتَ الخَالِقُ بِغَيرِ تَكَلّفٍ وَ القاَضيِ‌ بِغَيرِ تَحَيّفٍ حُجّتُكَ البَالِغَةُ وَ كَلِمَةُ الدّامِغَةُ بِكَ اعتَصَمتُ وَ تَعَوّذتُ مِن نَفَثَاتِ العَنَدَةِ وَ رَصَدَاتِ المُلحِدَةِ الّذِينَ أَلحَدُوا فِي أَسمَائِكَ وَ رَصَدُوا بِالمَكَارِهِ لِأَولِيَائِكَ وَ أَعَانُوا عَلَي قَتلِ أَنبِيَائِكَ وَ أَصفِيَائِكَ وَ قَصَدُوا لِإِطفَاءِ نُورِكَ بِإِذَاعَةِ سِرّكَ وَ كَذّبُوا رُسُلَكَ وَ صَدّوا عَن آيَاتِكَ وَ اتّخَذُوا مِن دُونِكَ وَ دُونِ رَسُولِكَ وَ دُونِ المُؤمِنِينَ وَلِيجَةً رَغبَةً عَنكَ وَ عَبَدُوا طَوَاغِيتَهُم وَ جَوَابِيتَهُم بَدَلًا مِنكَ فَمَنَنتَ عَلَي أَولِيَائِكَ بِعَظِيمِ نَعمَائِكَ وَ جُدتَ عَلَيهِم بِكَرِيمِ آلَائِكَ وَ أَتمَمتَ لَهُم مَا أَولَيتَهُم بِحُسنِ جَزَائِكَ حِفظاً لَهُم مِن مُعَانَدَةِ الرّسُلِ وَ ضَلَالِ السّبُلِ وَ صَدَقَت لَهُم بِالعُهُودِ أَلسِنَةُ الإِجَابَةِ وَ خَشَعَت لَكَ بِالعُقُودِ قُلُوبُ الإِنَابَةِ أَسأَلُكَ أللّهُمّ بِاسمِكَ ألّذِي خَشَعَت لَهُ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ أَحيَيتَ بِهِ مَوَاتَ الأَشيَاءِ وَ أَمَتّ بِهِ جَمِيعَ الأَحيَاءِ وَ جَمَعتَ بِهِ كُلّ مُتَفَرّقٍ وَ فَرّقتَ بِهِ كُلّ مُجتَمِعٍ وَ أَتمَمتَ بِهِ الكَلِمَاتِ وَ رَأَيتَ بِهِ كُبرَي الآيَاتِ وَ تُبتَ بِهِ عَلَي التّوّابِينَ وَ أَخسَرتَ بِهِ عَمَلَ المُفسِدِينَ فَجَعَلتَ عَمَلَهُم هَبَاءً مَنثُوراً وَ تَبّرتَهُم تَتبِيراً أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تَجعَلَ شيِعتَيِ‌ مِنَ الّذِينَ حُمّلُوا فَصَدّقُوا وَ استُنطِقُوا فَنَطَقُوا آمِنِينَ مَأمُونِينَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ لَهُم تَوفِيقَ أَهلِ الهُدَي وَ أَعمَالَ أَهلِ اليَقِينِ وَ مُنَاصَحَةَ أَهلِ التّوبَةِ وَ عَزمَ أَهلِ الصّبرِ وَ تَقِيّةَ أَهلِ الوَرَعِ وَ كِتمَانَ الصّدّيقِينَ حَتّي يَخَافُوكَ


صفحه : 228

أللّهُمّ مَخَافَةً تَحجُزُهُم عَن مَعَاصِيكَ وَ حَتّي يَعمَلُوا بِطَاعَتِكَ لِيَنَالُوا كَرَامَتَكَ وَ حَتّي يُنَاصِحُوا لَكَ وَ فِيكَ خَوفاً مِنكَ وَ حَتّي يُخلِصُوا لَكَ النّصِيحَةَ فِي التّوبَةِ حُبّاً لَهُم فَتُوجِبَ لَهُم مَحَبّتَكَ التّيِ‌ أَوجَبتَهَا لِلتّوّابِينَ وَ حَتّي يَتَوَكّلُوا عَلَيكَ فِي أُمُورِهِم كُلّهَا حُسنَ ظَنّ بِكَ وَ حَتّي يُفَوّضُوا إِلَيكَ أُمُورَهُم ثِقَةً بِكَ أللّهُمّ لَا تُنَالُ طَاعَتُكَ إِلّا بِتَوفِيقِكَ وَ لَا تُنَالُ دَرَجَةٌ مِن دَرَجَاتِ الخَيرِ إِلّا بِكَ أللّهُمّ يَا مَالِكَ يَومِ الدّينِ العَالِمَ بِخَفَايَا صُدُورِ العَالَمِينَ طَهّرِ الأَرضَ مِن نَجَسِ أَهلِ الشّركِ وَ أَخرِسِ الخَرّاصِينَ عَن تَقَوّلِهِم عَلَي رَسُولِكَ الإِفكَ أللّهُمّ اقصِمِ الجَبّارِينَ وَ أَبِرِ المُفتَرِينَ وَ أيد[أَبِدِ]الأَفّاكِينَ الّذِينَ إِذَا تُتلَي عَلَيهِم آيَاتُ الرّحمَنِ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوّلِينَ وَ أَنجِز لِي وَعدَكَإِنّكَ لا تُخلِفُ المِيعادَ وَ عَجّل فَرَجَ كُلّ طَالِبٍ مُرتَادٍ إِنّكَ لَبِالمِرصَادِ لِلعِبَادِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِن كُلّ لَبسٍ مَلبُوسٍ وَ مِن كُلّ قَلبٍ عَن مَعرِفَتِكَ مَحبُوسٍ وَ مِن نَفسٍ تَكفُرُ إِذَا أَصَابَهَا بُؤسٌ وَ مِن وَاصِفِ عَدلٍ عَمَلُهُ عَنِ العَدلِ مَعكُوسٌ وَ مِن طَالِبٍ لِلحَقّ وَ هُوَ عَن صِفَاتِ الحَقّ مَنكُوسٌ وَ مِن مُكتَسِبِ إِثمٍ بِإِثمِهِ مَركُوسٌ وَ مِن وَجهٍ عِندَ تَتَابُعِ النّعَمِ عَلَيهِ عَبُوسٌ أَعُوذُ بِكَ مِن ذَلِكَ كُلّهِ وَ مِن نَظِيرِهِ وَ أَشكَالِهِ وَ أَمثَالِهِ إِنّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

قُنُوتُ مَولَانَا الوفَيِ‌ّ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العسَكرَيِ‌ّ ع يَا مَن غشَيِ‌َ نُورُهُ الظّلُمَاتِ يَا مَن أَضَاءَت بِقُدسِهِ الفِجَاجُ المُتَوَعّرَاتُ يَا مَن خَشَعَ لَهُ أَهلُ الأَرضِ وَ السّمَاوَاتِ يَا مَن بَخَعَ لَهُ بِالطّاعَةِ كُلّ مُتَجَبّرٍ عَاتٍ يَا عَالِمَ الضّمَائِرِ المُستَخفِيَاتِوَسِعتَ كُلّ شَيءٍ رَحمَةً وَ عِلماً فَاغفِر لِلّذِينَ تابُوا وَ اتّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِم عَذابَ الجَحِيمِ وَ عَاجِلهُم بِنَصرِكَ ألّذِي وَعَدتَهُمإِنّكَ لا تُخلِفُ المِيعادَ وَ عَجّلِ أللّهُمّ اجتِيَاحَ أَهلِ الكَيدِ وَ أَوّبهُم إِلَي شَرّ دَارٍ فِي أَعظَمِ نَكَالٍ وَ أَقبَحِ مَثَابٍ أللّهُمّ إِنّكَ حَاضِرُ أَسرَارِ خَلقِكَ وَ عَالِمٌ بِضَمَائِرِهِم وَ مُستَغنٍ لَو لَا النّدبُ بِاللّجَإِ إِلَي تَنَجّزِ مَا وَعَدتَ اللّاجِينَ عَن كَشفِ مَكَامِنِهِم وَ قَد تَعلَمُ يَا رَبّ مَا أُسِرّهُ وَ أُبدِيهِ


صفحه : 229

وَ أَنشُرُهُ وَ أَطوِيهِ وَ أُظهِرُهُ وَ أُخفِيهِ عَلَي مُتَصَرّفَاتِ أوَقاَتيِ‌ وَ أَصنَافِ حرَكَاَتيِ‌ فِي جَمِيعِ حاَجاَتيِ‌ وَ قَد تَرَي يَا رَبّ مَا قَد تَرَاطَمَ فِيهِ أَهلُ وَلَايَتِكَ وَ استَمَرّ عَلَيهِم مِن أَعدَائِكَ غَيرَ ظَنِينٍ فِي كَرَمٍ وَ لَا ضَنِينٍ بِنِعَمٍ لَكِنّ الجُهدَ يَبعَثُ عَلَي الِاستِزَادَةِ وَ مَا أَمَرتَ بِهِ مِنَ الدّعَاءِ إِذَا أُخلِصُ لَكَ اللّجَأَ يقَتضَيِ‌ إِحسَانُكَ شَرطَ الزّيَادَةِ وَ هَذِهِ النوّاَصيِ‌ وَ الأَعنَاقُ خَاضِعَةٌ لَكَ بِذُلّ العُبُودِيّةِ وَ الِاعتِرَافِ بِمَلَكَةِ الرّبُوبِيّةِ دَاعِيَةٌ بِقُلُوبِهَا وَ مُشَخّصَاتٍ إِلَيكَ فِي تَعجِيلِ الإِنَالَةِ وَ مَا شِئتَ كَانَ وَ مَا تَشَاءُ كَائِنٌ أَنتَ المَدعُوّ المَرجُوّ المَأمُولُ المَسئُولُ لَا يَنقُصُكَ نَائِلٌ وَ إِنِ اتّسَعَ وَ لَا يُحلِفُكَ[يُلحِفُكَ]سَائِلٌ وَ إِن أَلَحّ وَ ضَرَعَ مُلكُكَ لَا يُخلِقُهُ[يَلحَقُهُ]التّنفِيدُ وَ عِزّكَ الباَقيِ‌ عَلَي التّأبِيدِ وَ مَا فِي الأَعصَارِ مِن مَشِيّتِكَ بِمِقدَارٍ وَ أَنتَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ الرّءُوفُ الجَبّارُ أللّهُمّ أَيّدنَا بِعَونِكَ وَ اكنُفنَا بِصَونِكَ وَ أَنِلنَا مَنَالَ المُعتَصِمِينَ بِحَبلِكَ المُستَظِلّينَ بِظِلّكَ وَ دَعَا ع فِي قُنُوتِهِ وَ أَمَرَ أَهلَ قُمّ بِذَلِكَ لَمّا شَكَوا مِن مُوسَي بنِ بَغَا الحَمدُ لِلّهِ شَاكِراً لِنَعمَائِهِ وَ استِدعَاءً لِمَزِيدِهِ وَ استِخلَاصاً بِهِ دُونَ غَيرِهِ وَ عِيَاذاً بِهِ مِن كُفرَانِهِ وَ الإِلحَادِ فِي عَظَمَتِهِ وَ كِبرِيَائِهِ حَمدَ مَن يَعلَمُ أَنّ مَا بِهِ مِن نَعمَاءَ فَمِن عِندِ رَبّهِ وَ مَا مَسّهُ مِن عُقُوبَةٍ فَبِسُوءِ جِنَايَةِ يَدِهِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ عَبدِهِ وَ رَسُولِهِ وَ خِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ وَ ذَرِيعَةِ المُؤمِنِينَ إِلَي رَحمَتِهِ وَ آلِهِ الطّاهِرِينَ وُلَاةِ أَمرِهِ أللّهُمّ إِنّكَ نَدَبتَ إِلَي فَضلِكَ وَ أَمَرتَ بِدُعَائِكَ وَ ضَمِنتَ الإِجَابَةَ لِعِبَادِكَ وَ لَم تُخَيّب مَن فَزَعَ إِلَيكَ بِرَغبَةٍ وَ قَصَدَ إِلَيكَ بِحَاجَةٍ وَ لَم تَرجِع يَدٌ طَالِبَةٌ صِفراً مِن عَطَائِكَ وَ لَا خَائِبَةً مِن نِحَلِ هِبَاتِكَ وَ أَيّ رَاحِلٍ رَحَلَ إِلَيكَ فَلَم يَجِدكَ قَرِيباً أَو أَيّ وَافِدٍ وَفَدَ عَلَيكَ فَاقتَطَعَتهُ عَوَائِدُ الرّدّ دُونَكَ بَل أَيّ مُحتَفِرٍ مِن فَضلِكَ لَم يُمهِهِ فَيضُ جُودِكَ وَ أَيّ مُستَنبِطٍ لِمَزِيدِكَ أَكدَي دُونَ استِمَاحَةِ سِجَالِ عَطِيّتِكَ أللّهُمّ وَ قَد قَصَدتُ إِلَيكَ برِغَبتَيِ‌ وَ قَرَعَت بَابَ فَضلِكَ يَدُ مسَألَتَيِ‌ وَ نَاجَاكَ بِخُشُوعِ الِاستِكَانَةِ قلَبيِ‌ وَ وَجَدتُكَ خَيرَ شَفِيعٍ لِي إِلَيكَ وَ قَد عَلِمتَ مَا يَحدُثُ مِن طلَبِتَيِ‌ قَبلَ أَن يَخطُرَ بفِكِريِ‌ أَو يَقَعَ فِي خلَدَيِ‌ فَصِلِ أللّهُمّ دعُاَئيِ‌ إِيّاكَ بإِجِاَبتَيِ‌ وَ اشفَع مسَألَتَيِ‌ بِنُجحِ طلَبِتَيِ‌ أللّهُمّ وَ قَد شَمِلَنَا زَيغُ الفِتَنِ وَ استَولَت عَلَينَا غَشوَةُ الحَيرَةِ وَ قَارَعَنَا


صفحه : 230

الذّلّ وَ الصّغَارُ وَ حَكَمَ عَلَينَا غَيرُ المَأمُونِينَ فِي دِينِكَ وَ ابتَزّ أُمُورَنَا مَعَادِنُ الأُبَنِ مِمّن عَطّلَ حُكمَكَ وَ سَعَي فِي إِتلَافِ عِبَادِكَ وَ إِفسَادِ بِلَادِكَ أللّهُمّ وَ قَد عَادَ فَيئُنَا دُولَةً بَعدَ القِسمَةِ وَ إِمَارَتُنَا غَلَبَةً بَعدَ المَشُورَةِ وَ عُدنَا مِيرَاثاً بَعدَ الِاختِيَارِ لِلأُمّةِ فَاشتُرِيَتِ الملَاَهيِ‌ وَ المَعَازِفُ بِسَهمِ اليَتِيمِ وَ الأَرمَلَةِ وَ حَكَمَ فِي أَبشَارِ المُؤمِنِينَ أَهلُ الذّمّةِ وَ ولَيِ‌َ القِيَامَ بِأُمُورِهِم فَاسِقُ كُلّ قَبِيلَةٍ فَلَا ذَائِدٌ يَذُودُهُم عَن هَلَكَةٍ وَ لَا رَاعٍ يَنظُرُ إِلَيهِم بِعَينِ الرّحمَةِ وَ لَا ذُو شَفَقَةٍ يُشبِعُ الكَبِدَ الحَرّي مِن مَسغَبَةٍ فَهُم أُولُو ضَرَعٍ بِدَارٍ مَضِيعَةٍ وَ أُسَرَاءُ مَسكَنَةٍ وَ حُلَفَاءُ كَآبَةٍ وَ ذِلّةٍ أللّهُمّ وَ قَدِ استَحصَدَ زَرعُ البَاطِلِ وَ بَلَغَ نِهَايَتَهُ وَ استَحكَمَ عَمُودُهُ وَ استَجمَعَ طَرِيدُهُ وَ خَذرَفَ وَلِيدُهُ وَ بَسَقَ فَرعُهُ وَ ضَرَبَ بِجِرَانِهِ أللّهُمّ فَأَتِح لَهُ مِنَ الحَقّ يَداً حَاصِدَةً تَصرَعُ قَائِمَهُ وَ تَهشِمُ سُوقَهُ وَ تَجُبّ سَنَامَهُ وَ تَجدَعُ مَرَاغِمَهُ ليِسَتخَفيِ‌َ البَاطِلُ بِقُبحِ صُورَتِهِ وَ يَظهَرَ الحَقّ بِحُسنِ حِليَتِهِ أللّهُمّ وَ لَا تَدَع لِلجَورِ دِعَامَةً إِلّا قَصَمتَهَا وَ لَا جُنّةً إِلّا هَتَكتَهَا وَ لَا كَلِمَةً مُجتَمِعَةً إِلّا فَرّقتَهَا وَ لَا سَرِيّةَ ثِقلٍ إِلّا خَفّفتَهَا وَ لَا قَائِمَةَ عُلُوّ إِلّا حَطَطتَهَا وَ لَا رَافِعَةَ عَلَمٍ إِلّا نَكّستَهَا وَ لَا خَضرَاءَ إِلّا أَبَرتَهَا أللّهُمّ فَكَوّر شَمسَهُ وَ حُطّ نُورَهُ وَ اطمِس ذِكرَهُ وَ ارمِ بِالحَقّ رَأسَهُ وَ فُضّ جُيُوشَهُ وَ أَرعِب قُلُوبَ أَهلِهِ أللّهُمّ وَ لَا تَدَع مِنهُ بَقِيّةً إِلّا أَفنَيتَ وَ لَا بِنيَةً إِلّا سَوّيتَ وَ لَا حَلقَةً إِلّا فَصَمتَ وَ لَا سِلَاحاً إِلّا أَفلَلتَ وَ لَا كُرَاعاً إِلّا اجتَحتَ وَ لَا حَامِلَةَ عَلَمٍ إِلّا نَكّستَ أللّهُمّ وَ أَرِنَا أَنصَارَهُ عَبَادِيدَ بَعدَ الأُلفَةِ وَ شَتّي بَعدَ اجتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَ مقُنعِيِ‌ الرّءُوسِ بَعدَ الظّهُورِ عَلَي الأُمّةِ وَ أَسفِر لَنَا عَن نَهَارِ العَدلِ وَ أَرِنَاهُ سَرمَداً لَا ظُلمَةَ فِيهِ وَ نُوراً لَا شَوبَ مَعَهُ وَ أَهطِل عَلَينَا نَاشِئَتَهُ وَ أَنزِل عَلَينَا بَرَكَتَهُ وَ أَدِل لَهُ مِمّن نَاوَاهُ وَ انصُرهُ عَلَي مَن عَادَاهُ أللّهُمّ وَ أَظهِر بِهِ الحَقّ وَ أَصبِح بِهِ فِي غَسَقِ الظّلَمِ وَ بُهَمِ الحَيرَةِ أللّهُمّ وَ أحَي‌ِ بِهِ القُلُوبَ المَيّتَةَ وَ اجمَع بِهِ الأَهوَاءَ المُتَفَرّقَةَ وَ الآرَاءَ المُختَلِفَةَ وَ أَقِم بِهِ الحُدُودَ المُعَطّلَةَ وَ


صفحه : 231

الأَحكَامَ المُهمَلَةَ وَ أَشبِع بِهِ الخِمَاصَ السّاغِبَةَ وَ أَرِح بِهِ الأَبدَانَ المُتعَبَةَ كَمَا أَلهَجتَنَا بِذِكرِهِ وَ أَخطَرتَ بِبَالِنَا دُعَاءَكَ لَهُ وَ وَفّقتَنَا لِلدّعَاءِ إِلَيهِ وَ حِيَاشَةِ أَهلِ الغَفلَةِ عَلَيهِ وَ أَسكَنتَ فِي قُلُوبِنَا مَحَبّتَهُ وَ الطّمَعَ فِيهِ وَ حُسنَ الظّنّ بِكَ لِإِقَامَةِ مَرَاسِمِهِ أللّهُمّ فَآتِ لَنَا مِنهُ عَلَي أَحسَنِ يَقِينٍ يَا مُحَقّقَ الظّنُونِ الحَسَنَةِ وَ يَا مُصَدّقَ الآمَالِ المُبطِئَةِ أللّهُمّ وَ أَكذِب بِهِ المُتَأَلّينَ عَلَيكَ فِيهِ وَ أَخلِف بِهِ ظُنُونَ القَانِطِينَ مِن رَحمَتِكَ وَ الآيِسِينَ مِنهُ أللّهُمّ اجعَلنَا سَبَباً مِن أَسبَابِهِ وَ عَلَماً مِن أَعلَامِهِ وَ مَعقِلًا مِن مَعَاقِلِهِ وَ نَضّر وُجُوهَنَا بِتَحلِيَتِهِ وَ أَكرِمنَا بِنُصرَتِهِ وَ اجعَل فِينَا خَيراً تُظهِرُنَا لَهُ وَ بِهِ وَ لَا تُشمِت بِنَا حاَسدِيِ‌ النّعَمِ وَ المُتَرَبّصِينَ بِنَا حُلُولَ النّدَمِ وَ نُزُولَ المُثَلِ فَقَد تَرَي يَا رَبّ بَرَاءَةَ سَاحَتِنَا وَ خُلُوّ ذَرعِنَا مِنَ الإِضمَارِ لَهُم عَلَي إِحنَةٍ وَ التمّنَيّ‌ لَهُم وُقُوعَ جَائِحَةٍ وَ مَا تَنَازَلَ مِن تَحصِينِهِم بِالعَافِيَةِ وَ مَا أَضَبّوا[أَضبَئُوا]لَنَا مِنِ انتِهَازِ الفُرصَةِ وَ طَلَبِ الوُثُوبِ بِنَا عِندَ الغَفلَةِ أللّهُمّ وَ قَد عَرّفتَنَا مِن أَنفُسِنَا وَ بَصّرتَنَا مِن عُيُوبِنَا خِلَالًا نَخشَي أَن تَقعُدَ بِنَا عَنِ استِيهَالِ إِجَابَتِكَ وَ أَنتَ المُتَفَضّلُ عَلَي غَيرِ المُستَحِقّينَ وَ المبُتدَ‌ِئُ بِالإِحسَانِ غَيرَ السّائِلِينَ فَآتِ لَنَا فِي أَمرِنَا عَلَي حَسَبِ كَرَمِكَ وَ جُودِكَ وَ فَضلِكَ وَ امتِنَانِكَ إِنّكَ تَفعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحكُمُ مَا تُرِيدُ إِنّا إِلَيكَ رَاغِبُونَ وَ مِن جَمِيعِ ذُنُوبِنَا تَائِبُونَ أللّهُمّ وَ الداّعيِ‌ إِلَيكَ وَ القَائِمُ بِالقِسطِ مِن عِبَادِكَ الفَقِيرُ إِلَي رَحمَتِكَ المُحتَاجُ إِلَي مَعُونَتِكَ عَلَي طَاعَتِكَ إِذِ ابتَدَأتَهُ بِنِعمَتِكَ وَ أَلبَستَهُ أَثوَابَ كَرَامَتِكَ وَ أَلقَيتَ عَلَيهِ مَحَبّةَ طَاعَتِكَ وَ ثَبّتّ وَطأَتَهُ فِي القُلُوبِ مِن مَحَبّتِكَ وَ وَفّقتَهُ لِلقِيَامِ بِمَا أَغمَضَ فِيهِ أَهلُ زَمَانِهِ مِن أَمرِكَ وَ جَعَلتَهُ مَفزَعاً لمِظَلوُميِ‌ عِبَادِكَ وَ نَاصِراً لِمَن لَا يَجِدُ لَهُ نَاصِراً غَيرَكَ وَ مُجَدّداً لِمَا عُطّلَ مِن أَحكَامِ كِتَابِكَ وَ مُشَيّداً لِمَا رُدّ[وَرَدَ] مِن أَعلَامِ سُنَنِ نَبِيّكَ عَلَيهِ وَ آلِهِ سَلَامُكَ وَ صَلَوَاتُكَ وَ رَحمَتُكَ وَ بَرَكَاتُكَ فَاجعَلهُ أللّهُمّ فِي حَصَانَةٍ مِن بَأسِ المُعتَدِينَ وَ أَشرِق بِهِ القُلُوبَ المُختَلِفَةَ مِن بُغَاةِ الدّينِ وَ بَلّغ بِهِ أَفضَلَ مَا بَلّغتَ بِهِ القَائِمِينَ بِقِسطِكَ مِن أَتبَاعِ النّبِيّينَ أللّهُمّ وَ أَذلِل بِهِ مَن لَم تُسهِم لَهُ فِي الرّجُوعِ إِلَي مَحَبّتِكَ وَ مَن نَصَبَ لَهُ العَدَاوَةَ وَ ارمِ بِحَجَرِكَ الدّامِغِ مَن أَرَادَ التّألِيبَ عَلَي دِينِكَ بِإِذلَالِهِ وَ تَشتِيتِ جَمعِهِ وَ اغضَب


صفحه : 232

لِمَن لَا تِرَةَ لَهُ وَ لَا طَائِلَةَ وَ عَادَي الأَقرَبِينَ وَ الأَبعَدِينَ فِيكَ مَنّاً مِنكَ عَلَيهِ لَا مَنّاً مِنهُ عَلَيكَ أللّهُمّ فَكَمَا نَصَبَ نَفسَهُ غَرَضاً فِيكَ لِلأَبعَدِينَ وَ جَادَ بِبَذلِ مُهجَتِهِ لَكَ فِي الذّبّ عَن حَرِيمِ المُؤمِنِينَ وَ رَدّ شَرّ بُغَاةِ المُرتَدّينَ المُرِيبِينَ حَتّي أخُفيِ‌َ مَا كَانَ جُهِرَ بِهِ مِنَ المعَاَصيِ‌ وَ أبُديِ‌َ مَا كَانَ نَبَذَهُ العُلَمَاءُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم مِمّا أَخَذتَ مِيثَاقَهُم عَلَي أَن يُبَيّنُوهُ لِلنّاسِ وَ لَا يَكتُمُوهُ وَ دَعَا إِلَي إِفرَادِكَ بِالطّاعَةِ وَ أَلّا يَجعَلَ لَكَ شَرِيكاً مِن خَلقِكَ يَعلُو أَمرُهُ عَلَي أَمرِكَ مَعَ مَا يَتَجَرّعُهُ فِيكَ مِن مَرَارَاتِ الغَيظِ الجَارِحَةِ بمواس [بِحَوَاسّ]القُلُوبِ وَ مَا يَعتَوِرُهُ مِنَ الغُمُومِ وَ يَفرُغُ عَلَيهِ مِن أَحدَاثِ الخُطُوبِ وَ يَشرَقُ بِهِ مِنَ الغُصَصِ التّيِ‌ لَا تَبتَلِعُهَا الحُلُوقُ وَ لَا تَحنُو عَلَيهَا الضّلُوعُ مِن نَظرَةٍ إِلَي أَمرٍ مِن أَمرِكَ وَ لَا تَنَالُهُ يَدُهُ بِتَغيِيرِهِ وَ رَدّهِ إِلَي مَحَبّتِكَ فَاشدُدِ أللّهُمّ أَزرَهُ بِنَصرِكَ وَ أَطِل بَاعَهُ فِيمَا قَصُرَ عَنهُ مِن إِطرَادِ الرّاتِعِينَ حُمَاكَ وَ زِدهُ فِي قُوّتِهِ بَسطَةً مِن تَأيِيدِكَ وَ لَا تُوحِشنَا مِن أُنسِهِ وَ لَا تَختَرِمهُ دُونَ أَمَلِهِ مِنَ الصّلَاحِ الفاَشيِ‌ فِي أَهلِ مِلّتِهِ وَ العَدلِ الظّاهِرِ فِي أُمّتِهِ أللّهُمّ وَ شَرّف بِمَا استَقبَلَ بِهِ مِنَ القِيَامِ بِأَمرِكَ لَدَي مَوقِفِ الحِسَابِ مُقَامَهُ وَ سُرّ نَبِيّكَ مُحَمّداً صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَ آلِهِ بِرُؤيَتِهِ وَ مَن تَبِعَهُ عَلَي دَعوَتِهِ وَ أَجزِل لَهُ عَلَي مَا رَأَيتَهُ قَائِماً بِهِ مِن أَمرِكَ ثَوَابَهُ وَ ابنِ قُربَ دُنُوّهِ مِنكَ فِي حَيَاتِهِ وَ ارحَمِ استِكَانَتَنَا مِن بَعدِهِ وَ استِخذَاءَنَا لِمَن كُنّا نَقمَعُهُ بِهِ إِذ أَفقَدتَنَا وَجهَهُ وَ بَسَطتَ أيَديِ‌َ مَن كُنّا نَبسُطُ أَيدِيَنَا عَلَيهِ لِنَرُدّهُ عَن مَعصِيَتِهِ وَ افتراقنا[افتَرَقنَا] بَعدَ الأُلفَةِ وَ الِاجتِمَاعِ تَحتَ ظِلّ كَنَفِهِ وَ تَلَهّفنَا عِندَ الفَوتِ عَلَي مَا أَقعَدتَنَا عَنهُ مِن نُصرَتِهِ وَ طَلَبنَا مِنَ القِيَامِ بِحَقّ مَا لَا سَبِيلَ لَنَا إِلَي رَجعَتِهِ وَ اجعَلهُ أللّهُمّ فِي أَمنٍ مِمّا يُشفَقُ عَلَيهِ مِنهُ وَ رُدّ عَنهُ مِن سِهَامِ المَكَايِدِ مَا يُوَجّهُهُ أَهلُ الشّنَآنِ إِلَيهِ وَ إِلَي شُرَكَائِهِ فِي أَمرِهِ وَ مُعَاوِنِيهِ عَلَي طَاعَةِ رَبّهِ الّذِينَ جَعَلتَهُم سِلَاحَهُ وَ حِصنَهُ وَ مَفزَعَهُ وَ أُنسَهُ الّذِينَ سَلَوا عَنِ الأَهلِ وَ الأَولَادِ وَ جَفَوُا الوَطَنَ وَ عَطّلُوا الوَثِيرَ مِنَ المِهَادِ وَ رَفَضُوا تِجَارَاتِهِم وَ أَضَرّوا بِمَعَايِشِهِم وَ فُقِدُوا فِي أَندِيَتِهِم بِغَيرِ


صفحه : 233

غَيبَةٍ عَن مِصرِهِم وَ خَالَفُوا البَعِيدَ مِمّن عَاضَدَهُم عَلَي أَمرِهِم وَ قَلَوُا القَرِيبَ مِمّن صَدّ عَنهُم وَ عَن جِهَتِهِم فَائتَلَفُوا بَعدَ التّدَابُرِ وَ التّقَاطُعِ فِي دَهرِهِم وَ قَلَعُوا الأَسبَابَ المُتّصِلَةَ بِعَاجِلِ حُطَامِ الدّنيَا فَاجعَلهُمُ أللّهُمّ فِي أَمنِ حِرزِكَ وَ ظِلّ كَنَفِكَ وَ رُدّ عَنهُم بَأسَ مَن قَصَدَ إِلَيهِم بِالعَدَاوَةِ مِن عِبَادِكَ وَ أَجزِل لَهُم عَلَي دَعوَتِهِم مِن كِفَايَتِكَ وَ مَعُونَتِكَ وَ أَيّدهُم بِتَأيِيدِكَ وَ نَصرِكَ وَ أَزهِق بِحَقّهِم بَاطِلَ مَن أَرَادَ إِطفَاءَ نُورِكَ أللّهُمّ وَ املَأ كُلّ أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ وَ قُطرٍ مِنَ الأَقطَارِ قِسطاً وَ عَدلًا وَ مَرحَمَةً وَ فَضلًا وَ اشكُرهُم عَلَي حَسَبِ كَرَمِكَ وَ جُودِكَ مَا مَنَنتَ بِهِ عَلَي القَائِمِينَ بِالقِسطِ مِن عِبَادِكَ وَ ادّخَرتَ لَهُم مِن ثَوَابِكَ مَا تَرفَعُ لَهُم بِهِ الدّرَجَاتِ إِنّكَ تَفعَلُ مَا تَشَاءُ وَ تَحكُمُ مَا تُرِيدُ

قُنُوتُ مَولَانَا الحُجّةِ بنِ الحَسَنِ ع أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَكرِم أَولِيَاءَكَ بِإِنجَازِ وَعدِكَ وَ بَلّغهُم دَركَ مَا يَأمُلُونَ مِن نَصرِكَ وَ اكفُف عَنهُم بَأسَ مَن نَصَبَ الخِلَافَ عَلَيكَ وَ تَمَرّدَ بِمَنعِكَ عَلَي رُكُوبِ مُخَالَفَتِكَ وَ استَعَانَ بِرِفدِكَ عَلَي فَلّ حَدّكَ وَ قَصَدَ لِكَيدِكَ بِأَيدِكَ وَ وَسِعتَهُ حِلماً لِتَأخُذَهُ عَلَي جَهرَةٍ أَو تَستَأصِلَهُ عَلَي غِرّةٍ[عِزّةٍ]فَإِنّكَ أللّهُمّ قُلتَ وَ قَولُكَ الحَقّحَتّي إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها وَ ازّيّنَت وَ ظَنّ أَهلُها أَنّهُم قادِرُونَ عَلَيها أَتاها أَمرُنا لَيلًا أَو نَهاراً فَجَعَلناها حَصِيداً كَأَن لَم تَغنَ بِالأَمسِ كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكّرُونَ وَ قُلتَفَلَمّا آسَفُونا انتَقَمنا مِنهُم وَ إِنّ الغَايَةَ عِندَنَا قَد تَنَاهَت وَ إِنّا لِغَضَبِكَ غَاضِبُونَ وَ إِنّا عَلَي نَصرِ الحَقّ مُتَعَاصِبُونَ وَ إِلَي وُرُودِ أَمرِكَ مُشتَاقُونَ وَ لِإِنجَازِ وَعدِكَ مُرتَقِبُونَ وَ لِحَولِ وَعِيدِكَ بِأَعدَائِكَ مُتَوَقّعُونَ أللّهُمّ فَأذَن بِذَلِكَ وَ افتَح طُرُقَاتِهِ وَ سَهّل خُرُوجَهُ وَ وَطّئ مَسَالِكَهُ وَ اشرَع شَرَائِعَهُ وَ أَيّد جُنُودَهُ وَ أَعوَانَهُ وَ بَادِر بَأسَكَ القَومَ الظّالِمِينَ وَ ابسُط سَيفَ نَقِمَتِكَ عَلَي أَعدَائِكَ المُعَانِدِينَ وَ خُذ بِالثّارِ إِنّكَ جَوَادٌ مَكّارٌ


صفحه : 234

وَ دَعَا ع فِي قُنُوتِهِأللّهُمّ مالِكَ المُلكِ تؤُتيِ‌ المُلكَ مَن تَشاءُ وَ تَنزِعُ المُلكَ مِمّن تَشاءُ وَ تُعِزّ مَن تَشاءُ وَ تُذِلّ مَن تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيرُ إِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ يَا مَاجِدُ يَا جَوَادُ يَا ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ يَا بَطّاشُ يَا ذَا البَطشِ الشّدِيدِ يَا فَعّالًا لِمَا يُرِيدُ يَا ذَا القُوّةِ المَتِينِ يَا رَءُوفُ يَا رَحِيمُ يَا لَطِيفُ يَا حيَ‌ّ حِينَ لَا حيَ‌ّ أللّهُمّ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ المَخزُونِ المَكنُونِ الحيَ‌ّ القَيّومِ ألّذِي استَأثَرتَ بِهِ فِي عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ وَ لَم يَطّلِع عَلَيهِ أَحَدٌ مِن خَلقِكَ وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ ألّذِي تُصَوّرُ بِهِ خَلقَكَ فِي الأَرحَامِ كَيفَ تَشَاءُ وَ بِهِ تَسُوقُ إِلَيهِم أَرزَاقَهُم فِي أَطبَاقِ الظّلُمَاتِ مِن بَينِ العُرُوقِ وَ العِظَامِ وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ ألّذِي أَلّفتَ بِهِ بَينَ قُلُوبِ أَولِيَائِكَ وَ أَلّفتَ بَينَ الثّلجِ وَ النّارِ لَا هَذَا يُذِيبُ هَذَا وَ لَا هَذَا يُطفِئُ هَذَا وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ ألّذِي كَوّنتَ بِهِ طَعمَ المِيَاهِ وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ ألّذِي أَجرَيتَ بِهِ المَاءَ فِي عُرُوقِ النّبَاتِ بَينَ أَطبَاقِ الثّرَي وَ سُقتَ المَاءَ إِلَي عُرُوقِ الأَشجَارِ بَينَ الصّخرَةِ الصّمّاءِ وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ ألّذِي كَوّنتَ بِهِ طَعمَ الثّمَارِ وَ أَلوَانَهَا وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ ألّذِي بِهِ تبُد‌ِئُ وَ تُعِيدُ وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ الفَردِ الوَاحِدِ المُتَفَرّدِ بِالوَحدَانِيّةِ المُتَوَحّدِ بِالصّمَدَانِيّةِ وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ ألّذِي فَجّرتَ بِهِ المَاءَ مِنَ الصّخرَةِ الصّمّاءِ وَ سُقتَهُ مِن حَيثُ شِئتَ وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ ألّذِي خَلَقتَ بِهِ خَلقَكَ وَ رَزَقتَهُم كَيفَ شِئتَ وَ كَيفَ شَاءُوا يَا مَن لَا تُغَيّرُهُ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ‌ أَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ نُوحٌ حِينَ نَادَاكَ فَأَنجَيتَهُ وَ مَن مَعَهُ وَ أَهلَكتَ قَومَهُ وَ أَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ اِبرَاهِيمُ خَلِيلُكَ حِينَ نَادَاكَ فَأَنجَيتَهُ وَ جَعَلتَ النّارَ عَلَيهِ بَرداً وَ سَلَاماً وَ أَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ مُوسَي كَلِيمُكَ حِينَ نَادَاكَ فَفَرّقتَ لَهُ البَحرَ فَأَنجَيتَهُ وَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ أَغرَقتَ فِرعَونَ وَ قَومَهُ فِي اليَمّ وَ أَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ عِيسَي ع رُوحُكَ حِينَ نَادَاكَ فَنَجّيتَهُ مِن أَعدَائِهِ وَ إِلَيكَ رَفَعتَهُ وَ أَدعُوكَ بِمَا دَعَاكَ بِهِ حَبِيبُكَ وَ صَفِيّكَ وَ نَبِيّكَ مُحَمّدٌص فَاستَجَبتَ لَهُ وَ مِنَ الأَحزَابِ نَجّيتَهُ وَ عَلَي أَعدَائِكِ نَصَرتَهُ وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ ألّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبتَ يَا مَنلَهُ الخَلقُ وَ الأَمرُ يَا مَنأَحاطَ بِكُلّ شَيءٍ عِلماًوَ أَحصي كُلّ شَيءٍ عَدَداً


صفحه : 235

يَا مَن لَا تُغَيّرُهُ الأَيّامُ وَ الليّاَليِ‌ وَ لَا تَتَشَابَهُ عَلَيهِ الأَصوَاتُ وَ لَا تَخفَي عَلَيهِ اللّغَاتُ وَ لَا يُبرِمُهُ إِلحَاحُ المُلِحّينَ أَسأَلُكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ خِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ فَصَلّ عَلَيهِم بِأَفضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ صَلّ عَلَي جَمِيعِ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ الّذِينَ بَلَغُوا عَنكَ الهُدَي وَ عَقَدُوا لَكَ المَوَاثِيقَ بِالطّاعَةِ وَ صَلّ عَلَي عِبَادِكَ الصّالِحِينَ يَا مَنلا يُخلِفُ المِيعادَأَنجِز لِي مَا وعَدَتنَيِ‌ وَ اجمَع لِي أصَحاَبيِ‌ وَ صَبّرهُم وَ انصرُنيِ‌ عَلَي أَعدَائِكَ وَ أَعدَاءِ رَسُولِكَ وَ لَا تُخَيّب دعَوتَيِ‌ فإَنِيّ‌ عَبدُكَ ابنُ عَبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ أَسِيرُ بَينَ يَدَيكَ سيَدّيِ‌ أَنتَ ألّذِي مَنَنتَ عَلَيّ بِهَذَا المَقَامِ وَ تَفَضّلتَ بِهِ عَلَيّ دُونَ كَثِيرٍ مِن خَلقِكَ أَسأَلُكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تُنجِزَ لِي مَا وعَدَتنَيِ‌ إِنّكَ أَنتَ الصّادِقُ وَ لَا تُخلِفُ المِيعَادَ وَ أَنتَ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

توضيح قوله واستثني عليهم أي شرط علي ورثة محمد بن عثمان أن لايأخذوا منه المدرج والعكاز.أقول روي الكفعمي‌ في البلد الأمين هذه القنوتات وزاد في أولها دعاء صنمي‌ قريش ودعاء آخر مرويين عن أمير المؤمنين ع كماسيأتي‌ وكتب في الهامش هذاالقنوت المتقدم لأمير المؤمنين ع لم يذكره السيد في مهجه بل ذكر قنوتات الأئمة الأحد عشر ع وابتدأ بذكر قنوت الحسن ع فأحببت أن أضع قنوت مولانا أمير المؤمنين ع في هذاالمكان لتكون القنوتات كعدد الاثني‌ عشر والعيون المنبجسة من الحجر ثم زاد في موضعين آخرين أشرنا إليهما ولنوضح بعض مايحتاج إلي الإيضاح من تلك الأدعية.المكلوم المجروح والديموم في اللغة الفلاة الواسعة ولعله استعير هنا لسعة جوده ورحمته تعالي ويحتمل أن يكون مبالغة في الدوام علي خلاف القياس والصدر الرجوع والمراد هنا الحدوث والصدور و قدأبنت عن عقود كل قوم أي أظهرت عقائدهم وضمائرهم التي‌ يخفونها ماتحملت علي صيغة الغيبة أي كلفتها مايمكنها إدراكه والوصول إليه علي ماتعلمه بعلمك المغيب عن حواس الخلق وعقولهم


صفحه : 236

فالظرفية مجازية أوبصيغة الخطاب أي أظهرت لها ماكنت عالما بها في الدرجة التي‌ لم تصل إليها عقول الخلق فالظرف متعلق بتحملت أوحال من فاعله . و أنت ولي‌ ماتوليت أي أنت المستحق لماتوليت من خلق الأشياء وحفظها وتربيتها وأمر العباد بأن يعبدوك وأولي بجميع ذلك تشهد الانفعال أي مانتحمله من ظلم الظالمين و في القاموس الخبال كسحاب النقصان والهلاك والعناء والخابل المفسد و قال جنح جنوحا مال وجنوح الليل إقباله و قال أني الحميم انتهي حره فهو آن والعادية الخيل تعدو والرجال يعدون ويقال دفعت عنك عادية فلان أي ظلمه وشره و أهل المشايعة المراد به شيعتهم ع .لغيظهم أكظم هذا هوالظاهر و في أكثر النسخ لكظمهم أكظم و هو لايخلو من تكلف إذ كظم الغيظ رده وحبسه و في بعضها ككظمهم و هوأقرب و في بعضها لكنظهم بالنون قال الفيروزآبادي‌ كنظه الأمر يكنظه ويكنظه وتكنظه بلغ مشقته وغمه وملأه والكنظة بالضم الضغطة. و قال المدي الغاية و قال سكع كمنع وفرح مشي مشيا متعسفا لايدري‌ أين يأخذ من بلاد الله وتحير كتسكع وتسكع تمادي في الباطل والمكفوف أي الأعمي أوالممنوع عن الخير والرشد والظنن كعنب جمع الظنة بالكسر بمعني التهمة والمكمن محل الكمون والاستخفاء.مناصب أوامرك أي نصبت في عقولهم أوامرك ونواهيك بحيث لايغفلون عنهما طرفة عين ماأممتني‌ أي ماقصدتني‌ به أو ماأمرتني‌ بقصده وجعلتني‌ قاصدا له يقال أمه وأممه أي قصده و لاتقعدني‌ عن حولك أي لاتجعلني‌ عاجزا عن نيل حولك وتأييدك ولعل الأظهر و لاتفقدني‌ حولك . والمدرجة مصدر ميمي‌ أواسم مكان من درج دروجا أي مشي والمحجة جادة الطريق وتنيل بي‌ أي توصل إلي‌ و إلي غيري‌ بسببي‌ ماأتمناه لنفسي‌ ولهم من الهداية والكرامة والتأييد.أويت بي‌ علي بناء المجرد أي آويتني‌ ولعله كان كذلك وفتنهم أي امتحنهم أوصفهم وخلصهم مما يكدرهم من قولهم فتنت الذهب إذاأدخلته النار لتخليصه


صفحه : 237

تفتين الاجتباء أي اختبارا يصير سببا لاجتبائهم واستخلاصهم من الشك والشرك لااختبارا يوضح عن ضلالهم وكفرهم و في القاموس اللمم محركة الجنون وصغار الذنوب وإصابته من الجن لمة أي مس أوقليل واللمة الشدة. و قال ولع به كوجل ولعا محركة استخف وكذب وبحقه ذهب و ماأدري‌ ماولعه ماحبسه وأولعه به أغراه به و قال الطيف الغضب والجنون والخيال في المنام أومجيئه في النوم و قال الظنين المتهم ولعل المراد بالمظنون هنا المظنون به السوء تأكيدا للظنين أوالمراد بالظنين المتهم في الدين وبالظنون المتهم في الأعمال والريب الظنة والتهمة و قدرابني‌ وأرابني‌ وارتاب شك و به اتهمه ذكره الفيروزآبادي‌.واقعة بالنصب حالا من الموصول باعتبار المعني فإن المراد به المصيبة النازلة والقضية الواقعة وتذكير الضمير في كشفه باعتبار اللفظ أوبالرفع خبرا لمبتدإ محذوف والدعامة بالكسر عماد البيت ونجم الشي‌ء ظهر والمناص الملجأ والمفر والرائد ألذي يرسل في طلب الكلإ والارتياد الطلب والزناد بالكسر جمع الزند بالفتح و هوالعود ألذي يقدح به النار والضمير راجع إلي الحق والثأر بالهمزة و قديخفف طلب الدم وإثارة الغبار تهييجه وضمير مثيره إما راجع إلي الثأر أو إلي الحق وسائر الضمائر تحتمل وجوها لاتخفي علي المتأمل . والبكر بالكسر أول كل شيء وسحف رأسه أي حلقه والغائص المأمون سيد الأنبياءص مديدتها أي نظرتها الممدودة المبسوطة طوتها عن إدراك صنعتك لعجزها عنه وثنت الألباب أي عطفت ويقال استسن أي كبر سنه ذكره الفيروزآبادي‌ و قال الغلواء بالضم وفتح اللام وتسكن الغلو وأول الشباب وسرعته كالغلوان بالضم أي واظب علي غلوه في العداوة حتي كبر سنه و في رواية الكفعمي‌ استسر بالراء و هوأنسب بما بعده والخناق ككتاب الحبل يخنق به وكغراب داء يمنع معه نفوذ النفس إلي الرية والقلب ويقال أيضا أخذ بخناقه بالكسر والضم ومخنقه أي بحلقه والوثاق ويكسر مايشد به . قدشجيت في بعض النسخ بالجيم والياء المثناة التحتانية أي حزنت والشجو الهم


صفحه : 238

والحزن و في بعضها شجبت بالجيم والباء الموحدة أي هلكت و في بعضها بالحاء المهملة والباء الموحدة أي تغيرت و في بعضها محيت علي المجهول من المحو والأول أظهر. قدأودي أي هلك والحبائل عروق الظهر والضمير راجع إلي الصبر والمرصاد الطريق والمكان يرصد فيه العدو لايعجلك علي بناء الإفعال أي لايصير خوف فوت إدراك أمر سببا لعجلتك فيه إذ لايفوتك شيء وإنما يعجل من يخاف الفوت احتجاز محتجز أي امتناع ممتنع والاستثبات التثبت والتأني‌ في الأمر.لحرارة المعان أي من أعين بكثرة الأموال والجنود فصار بذلك قويا و قال الفيروزآبادي‌ الكمد بالفتح وبالتحريك تغير اللون وذهاب صفائه والحزن الشديد ومرض القلب منه والكلاءة بالكسر الحراسة و قال هجس الشي‌ء في صدره يهجس خطر بباله أو هو أن يحدث نفسه في صدره مثل الوسواس بعدالمهل المهل بالتحريك المهلة والرفق أي بعد وامتد مهلتك وتأنيك في عقابي‌ أوأخذ من يعاديني‌. وأرأب الأمل قال في القاموس رأب الصدع كمنع أصلحه وشعبه كأرأبه وبينهم أصلح والرأب الجمع والشد يقال رأب الصدع إذاشعبه ورأب الشي‌ء إذاجمعه وشده برفق أقول لعل المعني أن الأمل يصلح أحوالي‌ ويخفف أحزاني‌ ولعل الأنسب أراب غيرمهموز أي أوقعني‌ في الريب بأنه لايصدقني‌ و في بعض النسخ وآب أي رجع وآن المنتقل أي الانتقال إلي الآخرة وانشقاق السماء بالنور لعله إشارة إلي قوله سبحانه يَومَ تَشَقّقُ السّماءُ بِالغَمامِبأن يكون الغمام مشتملا علي النور لتزول الملائكة فيها.لا يَرتَدّ إِلَيهِم طَرفُهُم أي لاترجع إليهم أعينهم و لايطبقونها و لايغمضونهاوَ أَفئِدَتُهُم هَواءٌ أي قلوبهم خالية من كل شيءفزعا وخوفا وقيل خالية من كل سرور وطمع في الخير لشدة مايرون من الأهوال كالهواء ألذي بين السماء و الأرض


صفحه : 239

وقيل خالية من عقولهم وقيل زائلة عن مواضعها قدارتفعت إلي حلوقهم لاتخرج و لاتعود إلي أماكنها بمنزلة الشي‌ء الزاهد في جهات مختلفة المتردد في الهواء. و في القاموس رطمه أدخله في أمر لايخرج منه فارتطم والراطم اللازم للشي‌ء وارتطم عليه الأمر لم يقدر علي الخروج منه والشي‌ء ازدحم وتراكم و قال احتقبه واستحقبه ادخره و قال وزره كوعده وزرا بالكسر حمله فهو موزور و قوله ص ارجعن مأزورات غيرمأجورات للازدواج و لوأفرد لقيل موزورات و قال المحيص المحيد والمعدل والمميل والمهرب والإفحام الإسكات . و لا عن اتهام مقدار أي ليس جزع القلوب ناشيا عن قلة الاستبصار واليقين و لا عن اتهام قدر الله وقضائه بأنهما وقعا علي خلاف المصلحة أوقدرة الله سبحانه بأن ننسبها إلي ضعف و في بعض النسخ و لا عن إبهام مقدار بالباء الموحدة أي ليس ناشيا عن أن مقدار زمان البلاء مبهم لاتعلم نهايته والأول أظهر. ولكن لمايعاني‌ علي بناء المفعول أوبالتاء علي بناء الفاعل بأن يكون المستتر راجعا إلي القلوب والنفوس و في بعض النسخ لمايعاين و هوأيضا يشمل الوجهين السابقين و قال الجوهري‌ كبه لوجهه أي صرعه فأكب هولوجهه والمنخر بفتح الميم وكسر الخاء ثقب الأنف و قدتكسر الميم اتباعا لكسرة الخاء ويقال غصصت بالماء أغص إذاشرقت به ويقال أغصصته فاغتص . والدعاء لمنع التوبة والإنابة لعله لغاية شقاوة المدعو عليه بحيث لايستحق الرحمة واللطف بوجه ويمكن حملهما علي التوبة الظاهرة مع عدم الشرائط وحملهما علي التوبة والإنابة اللغويين أي الرجوع إلي الظلم والعدوان بعيد جدا. و قال في النهاية الوطء في الأصل الدوس بالقدم فسمي‌ به الغزو والقتل لأن من يطأ علي الشي‌ء برجله فقد استقصي في هلاكه وإهانته و منه الحديث أللهم اشدد وطأتك علي مضر أي خذهم أخذا شديدا و قال الحشرجة الغرغرة عندالموت وتردد النفس .


صفحه : 240

أقول لايظهر من كتب اللغة تعديته بنفسه و لابفي‌ يقال حشرج صدره ويمكن أن يقرأ هنا وحشرجة عطفا علي المخنق و إن كان بعيدا. وأثكله أي ابتله بالثكل و هوبالضم فقد الولد ونكله أي ابتله بما يكون نكالا وعبرة له أولغيره أوالأعم و قال الجوهري‌ جثه قلعه واجتثه اقتلعه وجثة وجث نعمتك عنه في بعض النسخ بالجيم والثاء المثلثة فيهما و قدمر و في بعضها بالحاء المهملة وبالتاء المثناة قال الجوهري‌ الحت حتك الورق من الغصن والمني‌ من الثوب و قال الصغار بالفتح الذل والضيم و قال الإصر الذنب والثقل و قال البوار الهلاك . من مستخلف بكسر اللام أي من جهة من مات وخلفه بعده و في أكثر النسخ بفتح اللام و لايستقيم إلابتكلف بأن يكون المعني لاتعقبه أجرا من بين المستخلفين أو من جهة الاستخلاف بأن يكون مصدرا ميميا لاتنهضه أي لاتقمه و في أكثر النسخ لاتنهنهه يقال نهنهه الرجل فتنهنهه أي كففته وزجرته فكف و هو لايناسب إلابتكلف مر مثله و لاترثه أي لاترحمه قال الجوهري‌ رثيت الميت ورثوته بكيته وعددت محاسنه ورثا له أي رق له .استكففت أي طلبت كفه عني‌ أوجعلت نفسي‌ مكفوفا ممنوعا منه و في بعض النسخ استكهفت أي جعلت نفسي‌ في كهف تمنعني‌ منه وكيد بغاتك أي البغاة من عبادك أوالذين يبغون دينك وأولياءك شرا بحفظ الإيمان أي بأن تحفظ إيماني‌ أو مع حفظه أوبما تحفظ به أهل الإيمان أوبحفظ يقتضيه الإيمان و في بعض النسخ بحفظك الإيمان و هويؤيد الأول والاستعداء طلب العدوي أي النصرة واللاهف الحزين المتحسر وصدق خالصتي‌ أي نيتي‌ الخالصة. و قال الجوهري‌ يقال فزعت إليه فأفزعني‌ أي لجأت إليه فأغاثني‌ و قال الشأفة قرحة تخرج في أصل القدم فتكوي فتذهب يقال في المثل استأصل الله شأفته أي أذهبه الله كماأذهب تلك القرحة بالكي‌ و قال تبره تتبيرا كسره وأهلكه و قال الدمار الهلاك يقال دمره تدميرا ودمر عليه بمعني و قال الراصد للشي‌ء


صفحه : 241

الراغب له تقول رصده يرصده رصدا ورصدا والرصد الترقب ويقال أصلت سيفه أي جرده من غمده والظبات جمع ظبة بالضم فيهما وظبة السيف طرفه انتهي . والغرثان كالجوعان وزنا ومعني و لابطان أي من غير أن يطلع أحد علي أسرارك وبواطن أمورك من قولهم بطنت هذاالأمر أي عرفت باطنه عن موافقة صفة دابة أي مصادفتها والاطلاع عليها مما أنشأت حجابا لعظمتك أي خلقت السماوات والحجب حجابا وساترا عما خلقت عندالعرش من آثار عظمتك أوالمراد بالحجاب ما يكون واسطة بين الشيئين أي تلك الأجرام مما يوصل الناس إلي إدراك عظمتك والأول أظهر. وأني يتغلغل أي يدخل إلي ماوراء ذلك أي ما هوخلف ماخلقته حجابا من أنوار العرش وأسرار الملكوت أو ماوراء جميع المخلوقات من كنه الذات والصفات والحدوس جمع الحدس ومنخر العظام أي جاعلها ناخرة بالية متفتتة والتطميس مبالغة في الطمس بمعني المحو والاستيصال والطموس الدروس والامحاء والمحل عطف علي النهي .الأوفي أي الأعلي من قولهم أوفي عليه أي أشرف ما قدتأخر في النفوس الحصرة أي الضيقة كما قال سبحانه حَصِرَت صُدُورُهُم أي ضاقت أي تقدم الأمور التي‌ عدتها النفوس الضيقة لقلة صبرها متأخرة أوانها واستبطئوها من فرج المؤمنين ودفع الظالمين وأشباه ذلك وسوء البأس و في بعض النسخ اللباس إشارة إلي قوله تعالي فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الجُوعِ وَ الخَوفِ بِما كانُوا يَصنَعُونَ ويمكن أن يقرأ البأس واليأس بتخفيف الهمزة للسجع ويقال رهقه بالكسر يرهقه بالفتح أي غشيه والإدالة الغلبة.


صفحه : 242

مستقرنا ومستودعنا إشارة إلي قوله تعالي وَ ما مِن دَابّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَي اللّهِ رِزقُها وَ يَعلَمُ مُستَقَرّها وَ مُستَودَعَها في مجمع البيان أي يعلم موضع قرارها والموضع ألذي أودعها فيه و هوأصلاب الآباء وأرحام الأمهات وقيل مُستَقَرّهاحيث تأوي‌ إليه من الأرض وَ مُستَودَعَهاحيث تموت وتبعث منه وقيل مُستَقَرّها أي مااستقر عليه وَ مُستَودَعَها أي ماتصير إليه انتهي . وأقول يحتمل أن يكون المراد بالمستقر الجنة أوالنار وبالمستودع ما يكون فيه في عالم البرزخ أوالمستقر الأجساد الأصلية والمستودع الأجساد المثالية أوالمراد بالمستقر ألذي استقر فيه الإيمان وبالمستودع ألذي أعير الإيمان ثم سلب منه كماورد في تفسير قوله سبحانه فَمُستَقَرّ وَ مُستَودَعٌ أي تعلم منا من هومستقر و من هومستودع . ومنقلبنا ومثوانا و في بعض النسخ متقلبنا و هوأنسب بقوله تعالي وَ اللّهُ يَعلَمُ مُتَقَلّبَكُم وَ مَثواكُم قال الطبرسي‌ رحمه الله أي متصرفكم في أعمالكم في الدنيا ومصيركم في الآخرة إلي الجنة أو إلي النار وقيل مُتَقَلّبَكُم في أصلاب الآباء إلي أرحام الأمهات وَ مَثواكُم أي مقامكم في الأرض وقيل مُتَقَلّبَكُم من ظهر إلي بطن وَ مَثواكُم في القبور وقيل منصرفكم بالنهار ومضجعكم بالليل والمعني أنه عالم بجميع أحوالكم فلايخفي عليه شيءمنها انتهي . و لاحرز و في بعض النسخ و لاوزر و هوبالتحريك الملجأ نفوتك به أي لايمكنك إدراكنا والظفر بنا بسببه و قال الجوهري‌ منعت الرجل عن الشي‌ء فامتنع منه وفلان في عز ومنعة بالتحريك و قديسكن ويقال المنعة جمع مانع


صفحه : 243

مثل كافر وكفرة أي هو في عز و من يمنعه من عشيرته و قال عازه أي غالبه فمعاذ المظلوم مصدر أي عياذه والتخويل التمليك والتنويل الإعطاء والإملاء الإمهال وتعمدني‌ أي قصدني‌ عمدا و في بعض النسخ بالمعجمة أي غمرني‌ بشر أحاط بي‌ و في القاموس انتصف منه استوفي حقه منه كاملا حتي صار كل علي النصف سواء و قال انتصر منه أنتقم .لقلتي‌ أي قلة أعواني‌ أوذات يدي‌ أوذلتي‌ واستثري أي طلب الثروة وكثرة المال و في بعض النسخ بالشين و هوأظهر قال الجوهري‌ شري الرجل واستشري إذالج في الأمر و قال ماأكترث له ماأبالي‌ به و قال الضيم الظلم فهو مضيم ومستضام أي مظلوم و قال نابذه الحرب كاشفه و قال أباده الله أهلكه و قال بترت الشي‌ء بترا قطعته قبل الإتمام و قال بزه يبزه بزا سلبه وابتززت الشي‌ء استلبته و قال عفت الريح المنزل درسته وعفا المنزل يعفو درس يتعدي و لايتعدي وعفتها الريح شدد للمبالغة انتهي . ولعل إطفاء النار كناية عن محو الآثار وذهاب العز والاعتبار فإن الحي‌ لابد أن يوقد نارا كمايقال مابالدار نافخ ضرمة أونار أوالمراد بالنار النور أوالشر والضرر والفتنة كمايقال إطفاء النائرة وتكوير الشمس إذهاب نورها كما قال تعالي إِذَا الشّمسُ كُوّرَت. والإزهاق إخراج النفس والإهلاك والهشم كسر الشي‌ء اليابس والسوق جمع الساق والجب القطع والسنام بالفتح معروف وجب سنامه كناية عن إذهاب مايوجب عزه ورفعته والحتف الموت و لاقائمة علو أي قائمة توجب العلو و قال الجوهري‌ السبب الحبل والسبب أيضا كل شيءيتوصل به إلي غيره و قال العباديد الفرق من الناس الذاهبون في كل وجه قال سيبويه لاواحد له واحده علي فعلول أوفعليل أوفعلال في القياس و قال أمر شت أي متفرق وقوم شتي وأشياء شتي . و قال قال أبويوسف أقنع رأسه إذارفعه قال و منه قوله تعالي مُهطِعِينَ


صفحه : 244

مقُنعِيِ‌ رُؤُسِهِم

قوله ع القلوب الوجلة في بعض النسخ النغلة قال الجوهري‌ نغل قلبه علي أي ضغن يقال نغلت نياتهم أي فسدت وأدل الإدالة الغلبة و في البلد الأمين وأحي‌ ببواره و هوأظهر والبوار الهلاك و قال الجوهري‌ الدثور الدروس و قددثر الرسم وتداثر والمدارس محال الدرس ودرس الكتاب معروف والمحاريب المجفوة الجفاء خلاف البر و قدجفوت الرجل أجفوه جفاء فهو مجفو ويحتمل أن يكون من الجفاء بمعني البعد أي بعد الناس عنها و في بعض النسخ المجفوءة بالهمز من جفأت القدر أي كفأتها وأملتها فصببت ما فيهاذكره الجوهري‌. و قال فلان خميص الحشا أي ضامر البطن والجمع خماص والخمصة الجوعة و قال سغب بالكسر يسغب سغبا أي جاع فهو ساغب وسغبان واللهوات جمع اللهاة وهي‌ اللحمات في سقف أقصي الفم و قال الفيروزآبادي‌ لغب لغوبا كمنع وسمع وكرم أعيا أشد الإعياء وألغبه السير وتلغبه واللغب ما بين الثنايا من اللحم والريش الفاسد ولغب عليهم كمنع أفسد و في بعض النسخ اللاغية بالياء المثناة فهو أيضا بمعني الفاسدة. قوله ع لاأخت لها أي لامثل لها في الشدة أوتكون أخري لياليه لاتكون له ليلة بعدها لامثوي فيها أي لاقرار له فيهالشدة الأحزان والأوجاع والمخاوف أو يكون ساعة ارتحاله عن الدنيا يقال ثوي بالمكان أي أقام به . وبنكبة لاانتعاش معها قال في القاموس النكبة بالفتح المصيبة ونكبه الدهر نكبا ونكبا بلغ منه أوأصابه بنكبة و قال نعشه الله كمنعه رفعه وانتعش العاثر انتهض من عثرته .أقول لايبعد أن يكون في الأصل بكبة فإنه أنسب بالانتعاش قال في القاموس كبه قلبه وصرعه كأكبه والكبة الرمي‌ في الهوة. وإباحة الحريم كناية عن ذهاب حرمته من بين الخلق بحيث لايبالون بإيقاع


صفحه : 245

شيء من الضرر به والتنغيص التكدير و قال في النهاية المحال بالكسر الكيد وقيل المكر وقيل القوة والشدة وميمه أصلية و في الصحاح العولة رفع الصوت بالبكاء وكذلك العويل و قال الجد الحظ والبخت والسفال نقيض العلو والهمز واللمز كلاهما بمعني العيب قال تعالي وَيلٌ لِكُلّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ وربما يفرق بينهما بأن الهمز العيب بظهر الغيب واللمز العيب في الوجه أوالهمز العيب باللسان واللمز العيب بالإشارة بالعين وغيرها. و قال الجوهري‌ لمحه وألمحه إذاأبصره بنظر خفيف والاسم اللمحة و قال الدمار الهلاك يقال دمره تدميرا ودمر عليه بمعني و قال يقال نكل به تنكيلا إذاجعله نكالا وعبرة لغيره و قال حاضرته جاثيته عندالسلطان و هوكالمغالبة والمكاثرة و قال الهاجس الخاطر يقال هجس في صدري‌ شيءيهجس أي حدس و قال الراصد للشي‌ء الراقب له والترصد الترقب . والسرائر جمع السريرة وهي‌ السر ألذي يكتم وإضافة المسرات علي بناء المفعول إليه للمبالغة والمعاناة مقاساة الشدائد و في بعض النسخ يعاينه بتقديم الياء وكلمة من علي الأول تعليلية و علي الثاني‌ بيانية والتغاشم قبول الغشم و هوالظلم و قال الجوهري‌ الهجر والهاجرة نصف النهار عنداشتداد الحر و قال السحرة بالضم السحر الأعلي و في القاموس فجأه كسمعه ومنعه فجاءة وفجأة هجم عليه و قال بدده تبديدا فرقه . وافلل أعضادهم أي اكسر أواهزم أعوانهم يقال فله أي ثلمه وفل القوم هزمهم و لايبعد أن يكون في الأصل وافتت أعضادهم فإنه يقال فت في ساعده و في عضده أي أضعفه والجث والاجتثاث القطع وانتزاع الشجر من أصله أللهم امنحنا أكتافهم لعله كناية عن التسلط عليهم أي اجعلنا مسلطين عليهم بحيث نركب أكتافهم و قدمر في حديث بدر فاركبوا أكتافهم وملكنا أكنافهم أي نواحيهم وبلادهم وأكنافها. والغصة بالضم مااعترض في الحلق يقال غصصت بالكسر والفتح يغص غصصا


صفحه : 246

فأنت غاص ذكره الفيروزآبادي‌ و قال ربكه خلطه فارتبك وفلانا ألقاه في وحل فارتبك فيه و قال تكأد الشي‌ء تكلفه وكابده وصلي به وتكأدني‌ الأمر شق علي كتكاءدني‌ و قال تاح له الشي‌ء يتوح تهيأ كتاح يتيح وأتاحه الله فأتيح انتهي ولعل المتاح مصدر ميمي‌ ويحتمل اسم المكان و في بعض النسخ متاحا فياحا و في القاموس فاح المسك انتشرت رائحته وبحر فياح واسع . قوله ع تنكف في بعض النسخ بالتخفيف علي بناء المفعول أي تنقطع و في بعضها بالتشديد علي بناء المعلوم أي تدفع و في القاموس جشم الأمر كسمع جشما وجشامة تكلفه علي مشقة كتجشمه وأجشمني‌ إياه وجشمني‌ و قال الدولة انقلاب الزمان والعقبة في المال والجمع دول مثلثة و قال الخول محركة ماأعطاك الله من النعم والعبيد والإماء وغيرهم من الحاشية و قال في النهاية في حديث أشراط الساعة إذا كان المغنم دولا جمع دولة بالضم و هو مايتداول من المال فيكون لقوم دون قوم و قال فيه إذابلغ بنو أبي العباس ثلاثين كان عباد الله خولا أي خدما وعبيدا يعني‌ أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم .عالم أرضك بكسر اللام أي الإمام أوالأعم في بلية بكماء أوبفتح اللام أي جمع العباد في فتنة بكماء لايهتدي فيهابوجه و لاينطق أحد فيهالرفعها و هذاأنسب و في القاموس ادلهم الظلام كثف وأسود مدلهم مبالغة و قال في النهاية أللهم المم شعثنا يقال لممت الشي‌ء ألمه لما إذاجمعته أي اجمع ماتشتت من أمرنا و قال الشعث انتشار الأمر. و قدألجم الحذار أي منعنا عن السؤال منك الحذر عن العقوبة أوالرد أومنعنا عن التكلم والتعرض للأمور المحاذرة والتحرز عن ضرر الأعادي‌ و هوأظهر و غيرمهمل مع الإمهال أي إمهاله سبحانه وتأخير العذاب ليس من جهة الإهمال وترك العقوبة بالكلية بل لمصلحة في التأخير من قداستن أي كبر سنه وطال عمره في الطغيان والقصم الكسر والختر الغدر والحندس بالكسر الليل المظلم والظلمة.


صفحه : 247

و في القاموس الهطل المطر الضعيف الدائم وتتابع المطر المتفرق العظيم القطر و قدهطل يهطل و قال الوابل المطر الشديد الضخم القطر و في بعض النسخ بعينه أي بعلمه و في بعضها بغيثه و قوله وابل السيل أي الوابل ألذي يصير سببا لجريان السيل أوالوابل ألذي ينزل كالسيل أونسبة الهطول والوبل إلي السيل علي التوسع . و قال الجوهري‌ دمغه دمغا شجه حتي بلغت الشجة الدماغ و قال النفث شبيه بالنفخ والنفاثات في العقد السواحر وتقية أهل الورع في بعض النسخ بالتاء المثناة الفوقانية و في بعضها بالباء الموحدة التحتانية ويحتمل أن يكون إشارة إلي قوله تعالي أُولُوا بَقِيّةٍ يَنهَونَ عَنِ الفَسادِ فِي الأَرضِ قال البيضاوي‌ أي بقية من الرأي‌ والعقل وأولو فضل وإنما سمي‌ بقية لأن الرجل يستبقي‌ فضل مايخرجه ويجوز أن يكون مصدرا كالتقية أي ذوي‌ إبقاء علي أنفسهم وصيانة من العذاب ولعل الأخير هنا أفضل . و في القاموس الخرص الحرز والكذب و كل قول بالظن كل طالب أي للحق مرتاد للرشد أوللفرج و في القاموس المرصاد الطريق والمكان يرصد فيه العدو و قال لبس عليه الأمر يلبسه خلطه انتهي والملبوس تأكيد من قبيل ليل أليل و قال الجوهري‌ الركس رد الشي‌ء مقلوبا و قدركسة وأركسه بمعني وَ اللّهُ أَركَسَهُم بِما كَسَبُوا أي ردهم إلي كفرهم والعبوس بالضم كلوح الوجه وبالفتح الكالح و في الصحاح استخفيت منه أي تواريت والاجتياح الاستيصال وأوبهم علي بناء التفعيل من الأوب بمعني الرجوع و في بعض النسخ وأوبهم و في بعضها وآوهم علي بناء الإفعال من أوي يأوي‌ والكل مناسب والأخيران أظهر والمثاب المرجع . قوله ع عن كشف مكامنهم متعلق بقوله مستغن و قوله باللجأ


صفحه : 248

متعلق بالندب والباء بمعني إلي و قوله إلي تنجز متعلق باللجأ ويحتمل تعلقه بالندب فقوله باللجأ متعلق بالتنجز والأول أظهر ويقال ندبه إلي الأمر كنصره دعاه وحثه وتنجز الحاجة طلب نجحها وتنجز العدة طلب إنجازها أي أنت مستغن عن أن يكشف الخلق ماكمنوه وأخفوه في ضمائرهم من الحاجات والمطالب إلاأنك رغبت وأمرت بالالتجاء إلي طلب إنجاز ماوعدته اللاجين إليك ويقال طوي الحديث أي كتمه ما قدتراطم أي الأمور التي‌ وقع فيهاأصفياؤك وأولياؤك من جهة المخالفين و لايمكنهم التخلص منها قال الجوهري‌ رطمته في الوحل رطما فارتطم هو أي ارتبك فيه وارتطم عليه أمر إذا لم يقدر علي الخروج منه غيرظنين أي متهم حال عن ضمير الخطاب و لاضنين أي بخيل ولكن الجهد أي الشدة يبعث علي طلب زيادة الإكرام والنعمة بدفع البلية. و ماأمرت به من الدعاء إذاأخلص علي بناء المجهول أوالمعلوم أي الداعي‌ لك اللجأ أي يكون التجاؤه خالصا لك فيه و لايرجو غيرك يقتضي‌ إحسانك بالرفع شرط الزيادة بالنصب أي أن تشرط له الزيادة في الكرم وتحكم له بها والعائد محذوف أي له وبسبب الدعاء ويحتمل العكس بأن يكون الإحسان منصوبا والشرط مرفوعا أي ماشرطت من إجابة دعاء الداعين والزيادة علي ماطلبوا منك أن تحسن إليهم بسبب الدعاء ويحتمل النصب فيهما بأن يكون المرفوع في يقتضي‌ راجعا إلي الموصول والإحسان مفعوله والشرط منصوبا بنزع الخافض أي بشرط الزيادة والوعد بها.بملكة الربوبية أي المالكية التي‌ هي‌ من جهة الخالقية والربوبية أوصفة الربوبية ومشخصات أي مخرجات إليك قال الجوهري‌ شخص من بلد إلي بلد شخوصا أي ذهب وأشخصه غيره و في بعض النسخ محصنات أي محفوظات بتضمين معني الخروج ومثله و في بعضها محضات من الحض بمعني التحريص والإنالة الإعطاء وإيصال الخير والنائل العطاء كالنول أي لاينقص خزائنك كثرة


صفحه : 249

العطاء وألحف السائل ألح أي الإلحاح في دعائك ليس من الإلحاح المذموم فإنك تحب الملحين أو في جنب سعة قدرتك وخزائنك كلما لج السائلون وأخذوا لايعد إلحافا وإلحاحا و قال الفيروزآبادي‌ ضرع إليه ويثلث ضرعا محركة وضراعة خضع وذل واستكان أوكفرح ومنع تذلل فهو ضارع وضرع ككتف وككرم ضعف فهو ضرع محركة من قوم ضرع . قوله ع لايخلقه التفنيد أي لايبليه الإفناء فإن كل ما يكون في معرض الفناء يلحقه البلي و ما في الأعصار أي كل ماينشأ في الأزمان والأعصار بسبب مشيتك فهو بمقدار يوافق الحكمة أوبتقدير وتدبير و ليس بالإهمال والاتفاق و قال الجوهري‌ كنفت الرجل أكنفه أي حطته وصنته والمنال مصدر أوالمعني أوصل يدي‌ إلي حيث يصل إليه أيدي‌ المعتصمين بحبل الله المتين . و موسي بن بغا كان من الأتراك من أمراء المهدي‌ والمعتمد و كان بغا أبوه من أمرائهم واستخلاصا له به أي أحمده طلبا لخلاص نفسي‌ من العقوبات خالصا له مستعينا به أوطلبا لإخلاص الدعاء والعبادة له بعونه و في بعض النسخ و به والإلحاد في العظمة الإتيان بما ينافي‌ عظمته سبحانه والاعتقاد بهاقولا وعقلا وعملا ندبت إلي فضلك إشارة إلي قوله تعالي وَ سئَلُوا اللّهَ مِن فَضلِهِ. قوله ع لم يمهه بفتح الياء وكسر الميم وسكون الهاء و في بعض النسخ بضم الياء علي بناء الإفعال قال الجوهري‌ ماهت الركية تموه وتميه وتماه موها إذاظهر ماؤها وكثر ومهت الرجل ومهته بكسر الميم وضمها إذاسقيته الماء وأمهت الرجل والسكين إذاسقيتهما وأمهت الدواة صببت فيهاالماء. و في بعض النسخ لم يمهه بضم الياء وسكون الميم وكسر الهاء قال في الصحاح حفر البئر حتي أمهي لغة في أماه علي القلب و قال نبط الماء نبع وأنبط الحفار بلغ الماء والاستنباط الاستخراج و قال الكدية الأرض الصلبة وأكدي الحافر إذابلغ الكدية فلايمكنه أن يحفر وحفر فأكدي إذابلغ إلي الصلب وأكديت


صفحه : 250

الرجل عن الشي‌ء رددته عنه وأكدي الرجل إذاقل خيره و قوله تعالي وَ أَعطي قَلِيلًا وَ أَكدي أي قطع القليل و قال المائح ألذي ينزل البئر فيملأ الدلو و ذلك إذاقل ماؤها واستمحت الرجل سألته العطاء و قال السجل الدلو إذا كان فيه ماء قل أوكثر والجمع السجال انتهي و لايخفي لطف تلك الاستعارات والترشيحات علي المتأمل . والخلد البال يقال وقع ذلك في خلدي‌ أي في روعي‌ وقلبي‌ ذكره الجوهري‌ واشفع مسألتي‌ أي اجعلها شفعا وزوجا بقضاء حاجتي‌ زيغ الفتن أي الميل إلي الباطل ألذي يحدث من الفتن و في الصحاح جعل علي بصره غشوة مثلثة وغشاوة أي غطاء و منه قوله تعالي فَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَأقول وإضافتها إلي الحيرة إما لامية أو من قبيل لجين الماء و في بعض النسخ بالعين المهملة و قال الجوهري‌ العشوة أن يركب أمرا علي غيربيان يقال أوطأتني‌ عشوة وعشوة وعشوة أي أمرا ملتبسا و ذلك إذاأخبرته بما أوقعته به في حيرة أوبلية ومقارعة الأبطال قرع بعضهم بعضا وقوارع الدهر شدائده وابتز أمورنا أي سلبها عنا.معادن الأبن أي الذين هم محال العيوب الفاضحة من العلة المعروفة وغيرها كمااشتهر بهارؤساؤهم و قدورد في الخبر أنه لايتسمي بأمير المؤمنين بغير استحقاقه إلا من ابتلي‌ بتلك العلة الشنيعة التي‌ تذهب بالحياء رأسا و به أول قوله تعالي إِن يَدعُونَ مِن دُونِهِ إِلّا إِناثاً كمامر في موضعه و في القاموس أبنه بشي‌ء يأبنه ويأبنه اتهمه فهو مأبون بخير أوشر فإن أطلقت فقلت مأبون فهو للشر وأبنه وأبنه تأبينا عابه في وجهه والابنة بالضم العقدة في العود والعيب و الرجل الخفيف والحقد قوله دولة بعدالقسمة أي بعد ماقسم الله بيننا بقوله ما أَفاءَ اللّهُ


صفحه : 251

عَلي رَسُولِهِ مِن أَهلِ القُري فَلِلّهِ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ‌ القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِ كيَ‌ لا يَكُونَ دُولَةً بَينَ الأَغنِياءِ مِنكُم قال الطبرسي‌ رحمه الله مِن أَهلِ القُري أي من أموال الكفار أهل القري فَلِلّهِيأمركم فيه بما أحب وَ لِلرّسُولِبتمليك الله إياه وَ لذِيِ‌ القُربييعني‌ أهل بيت رسول الله ص وقرابته وهم بنو هاشم وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ وَ ابنِ السّبِيلِمنهم كيَ‌ لا يَكُونَ دُولَةًالدولة اسم للشي‌ء ألذي يتداوله القوم بينهم يكون لهذا مرة ولهذا مرة أي لئلا يكون الفي‌ء متداولا بين الرؤساء منكم يعمل فيه كما كان يعمل في الجاهلية. قال ابن جني‌ منهم من لايفصل بين الدولة والدولة ومنهم من يفصل بينهما فقال الدولة بالفتح للملك وبالضم للملك . و قال الجوهري‌ المشورة الشوري وكذلك المشورة بضم الشين وعدنا ميراثا أي عاد حقنا وخلافتنا ميراثا أوعادت أنفسنا ميراثا يملكوننا ويتصرفون فينا ويحبسوننا ويظلموننا خليفة منهم بعدخليفة وباغ بعدباغ بعدالاختيار للأمة أي بعد مااختارنا الله للأمة أو بعداختيارهم للأمة غيرنا. و في الصحاح المعازف الملاهي‌ والعازف اللاعب بها والمغني‌ و قال الأرملة المرأة التي‌ لازوج لها في أبشار المؤمنين أي أبدانهم ودماؤهم وفروجهم أهل الذمة حقيقة أوالذين هم كفار وإنما حكم بإسلامهم في زمان الهدنة فهم بمنزلة أهل الذمة. و قال الجوهري‌ الذياد الطرد تقول ذدته عن كذا وذدت الإبل سقتها وطردتها و رجل ذائد وذواد أي حامي‌ الحقيقة دفاع والمسغبة المجاعة و قال الفيروزآبادي‌ هوبدار مضيعة كمعيشة ومهلكة أي بدار ضياع . قوله ع وحلفاء كآبة أي صاروا ملازمين للكآبة والذل فكأنهم صاروا


صفحه : 252

حلفاء لهما والحليفان هما اللذان تحالفا وتعاقدا علي أن ينصر كل منها صاحبه ويعاضده و قال الجوهري‌ استحصد الزرع حان له أن يحصد و قال استجمع السيل اجتمع من كل موضع . و قال الفيروزآبادي‌ الخذروف كعصفور شيءيدوره الصبي‌ بخيط في يديه فيسمع له دوي‌ والسريع في جريه وخذرف أسرع والإناء ملأه والسيف حدده وفلانا بالسيف قطع أطرافه و قال الوليد المولود والصبي‌ والعبد و قال بسق النخل بسوقا طال و قال في النهاية الجران باطن العنق و منه حديث عائشة حتي ضرب الحق بجرانة أي قر قراره واستقام كما أن البعير إذابرك واستراح مد عنقه علي الأرض و قال الجوهري‌ جران البعير مقدم عنقه من مذبحه إلي منخره . وتجب سنامه و في بعض النسخ وتجذ بالذال المعجمة من جذذت الشي‌ء كسرته وقطعته و في بعضها وتجز بالزاي‌ من جززت البر والنخل والصوف أجزه جزا والجدع قطع الأنف والمرغم بفتح الغين وكسرها الأنف والسرية القطعة من الجيش وإضافتها إلي الثقل من قبيل إضافة الموصوف إلي الصفة كمقعد صدق . و في قوله و لارافعة علم من قبيل إضافة الصفة إلي الموصوف بأن يكون الرافعة بمعني المرتفعة والمرفوعة أوالمعني العلم التي‌ ترفع صاحبها وتأنيث العلم لأنه بمعني الراية ويحتمل أن يكون من إضافة العامل إلي المعمول أي الجماعة الرافعة للعلم فنسبة التنكيس إليها علي التوسع وليست هذه الفقرة في المصباح والنكس والتنكيس رد الشي‌ء مقلوبا علي رأسه . و قال الجوهري‌ قولهم أباد الله خضراءهم أي سوادهم ومعظمهم وأنكره الأصمعي‌ و قال إنما يقال أباد الله غضراءهم أي خيرهم وغضارتهم وأرعب و في المصباح وأوغر و قال الجوهري‌ الوغرة شدة توقد الحر و منه قيل في صدره علي وغر بالتسكين أي ضغن وعداوة وتوقد من الغيظ و قال فصم الشي‌ء كسره من غير أن يبين و قال الفيروزآبادي‌ الكراع كغراب من البقر والغنم بمنزلة الوظيف من الفرس و هومستدق الساق واسم يجمع الخيل و لاحاملة علم الكلام فيه كمامر إلانكست و في


صفحه : 253

المصباح إلانكبت بالباء قال في القاموس نكبه تنكيبا نحاه والنكب الطرح ونكب الإناء إهراق ما فيه والكنانة نثر ما فيها ونكبه الدهر نكبا ونكبا بلغ منه أوأصابه بنكبة. و قال في النهاية فيه كان إذارأي ناشئا في أفق السماء أي سحابا لم يتكامل اجتماعه واصطحابه و قال الجوهري‌ النش ء أول ماينشأ من السحاب وناشئة الليل أول ساعاته ونشأت السحابة ارتفعت وأنشأها الله . وأدل له هذاالضمير و مابعده إما راجع إلي نهار العدل فهو كناية عن الإمام أونهار العدل أيامه والضمائر راجعة إليه بقرينة المقام وأصبح به أي أظهر صبح الحق به و إن لم يأت بهذا المعني في اللغة أوالمعني ائت به صباحا وأظهره لنا في أول نهار العدل قال في النهاية فيه أصبحوا بالصبح أي صلوها عندطلوع الصبح يقال أصبح الرجل إذادخل في الصبح و قال الجوهري‌ الغسق أول ظلمة الليل و قدغسق الليل يغسق إذاأظلم و كماألهجتنا أي أنطقتنا و قال الفيروزآبادي‌ اللهجة اللسان و قال حاش الصيد جاءه من حواليه ليصرفه إلي الحبالة كأحاشه وأحوشه والإبل جمعها وساقها و في النهاية فهو يحوشهم أي يجمعهم يقال حشت عليه الصيد وأحشته إذانفرته نحوه وسقته إليه وجمعته عليه واحتوش القوم علي فلان جعلوه وسطهم .فآت لنا منه أي أعطنا بسببه مانأمله من الأجر أوأعطنا من الأمور المتعلقة به من ظهوره وكوننا أنصاره وأشباه ذلك مايناسب حسن يقيننا فيه و في بعض النسخ علي بناء الإفعال و في بعضها علي المجرد المتألين عليك فيه أي الذين يقسمون ويحلفون أنك لاتأتي‌ به و لاتنصره و قال في النهاية فيه من يتأل علي الله يكذبه أي من حكم عليه وحلف كقولك و الله ليدخلن الله فلانا النار ولينجحن الله سعي‌ فلان و هو من الألية اليمين يقال آلي يؤلي‌ إيلاء وتألي يتألي تأليا والاسم الألية. و قال المعاقل الحصون واحدها معقل والمثل العقوبات وخلو ذرعنا أي أعمالنا قال الجوهري‌ أصل الذرع إنما هوبسط اليد و لايبعد أن يكون في الأصل


صفحه : 254

درعنا بالدال المهملة المكسورة أي قميصنا لاشتماله علي الصدر أوزرعنا بالزاي‌ فيكون أنسب بالساحة و قال الجوهري‌ يقال في صدره علي إحنة أي حقد و قال الجائحة الشدة التي‌ تجتاح المال من سنة أوفتنة. و ماتنازل كأنه عطف علي براءة أي تري ماتتابع نزوله عليهم من تحصينهم بالعافية و في البلد الأمين مايتناول علي بناء المفعول و في بعض نسخ المصباح و مايتناولهم ولعله أظهر. و قال الجوهري‌ ضبأت في الأرض ضبأ وضبوءا إذااختبأت قال الأصمعي‌ ضبأ لصق بالأرض وأضبأ الرجل علي الشي‌ء إذاسكت عليه وكتمه فهو مضبئ عليه و في المصباح من انتظار الفرصة وطلب الغفلة قوله ع تقعد بنا أي تعجزنا قال الفيروزآبادي‌ وقعد به أعجزه قوله ع وثبت وطاءه قال الجوهري‌ الوطأة موضع القدم أي جعلت له في قلوب المؤمنين مدخلا ومنزلا ثبت أثره فيها من محبتك التي‌ جعلت له في قلوبهم أوبسبب أنك التي‌ تحبه أو أنه يحبك . قوله ع لمادثر ففي‌ بعض النسخ درس و في أكثرها ورد و في بعضها رد والأولان أظهر إذ الدثور والدروس محو الآثار وأشرق به الإشراق لازم علي المشهور واستعمل هنا متعديا ويحتمل أن يكون من قولهم أشرق عدوه أي أغصه بريقه من لم تسهم له أي لم تجعل له سهما ونصيبا من الرجوع إلي محبتك أومحبوبك و قال الفيروزآبادي‌ التأليب التحريض والإفساد. لاترة له أي لم يطلب أحد الجنايات التي‌ وقعت عليه و علي أهل بيته والطائلة الفضل والقدرة والغني والسعة ذكره الفيروزآبادي‌ أي ليس لأحد عليه فضل وإحسان أو لم يكن له ولأهل بيته قدرة علي دفع من يعاديهم و في بعض النسخ لمن لاقوة له و لاطاقة. قوله ع بمواس القلوب أي عجل حزن القلوب من الأسي بالفتح بمعني الحزن و في بعض النسخ لحواس القلوب و في بعضها لحواشي‌ القلوب و في بعضها بمواس القلوب بتشديد السين أي بما يمسها من الأحزان و كل منها لايخلو من تكلف ويفرغ


صفحه : 255

عليه كناية عن كثرة الورود والخطوب الأمور العظيمة وشرق بريقه كفرح غص و قال الجوهري‌ فلان أحني الناس ضلوعا عليك أي أشفقهم عليك وحنوت عليه أي عطفت . ثم اعلم أن من قوله ع واغضب لمن لاترة له إلي هنا بعض الفقرات إرجاع الضمائر فيها إلي الرسول ص أنسب و في بعضها إلي إمام العصر ولعل الأخير أوفق و إن احتمل التفريق أيضا وبعض الفقرات لامحيص عن حملها علي الأخير. و قال الجوهري‌ رتعت الماشية ترتع رتوعا أي أكلت ماشاءت و قال حميته حماية إذادفعت عنه و هذا شيءحمي علي فعل أي محظور لايقرب و قال البسطة السعة و قال اخترمهم الدهر وتخرمهم أي اقتطعهم واستأصلهم وأبن أي أظهر للناس قربه منك في حياته بأن تظهره وتنصره وإضافة القرب إلي الدنو للتأكيد و في بعض النسخ في حبوته أي بما تحبوه وتكرمه به من الغلبة والنصرة من بعده أي بعدغيبته و في بعض النسخ بضم الباء و قال الجوهري‌ استخذيت خضعت و قديهمز والشنآن بالتحريك والتسكين البغض وسلا عنه نسيه و في النهاية وثر وثارة فهو وثير أي وطي‌ء لين . والأندية جمع النادي‌ و هومجلس القوم ومتحدثهم و في المصباح فقدوا أنديتهم علي بناء المعلوم بغير غيبة أي ليس عدم حضور المجالس لغيبة بل لمباينتهم القوم في أطوارهم وأديانهم أولاشتغالهم بمهمات الأمور و في بعض النسخ بغير غنية بالنون والياء المثناة أي من غيراستغناء لهم عن بلدهم بل يهجرون الأوطان لمصالح الدين مع شدة حاجتهم إليها. وحالفوا البعيد أي علي التناصر والتعاون و في بعض النسخ خاللوا من الخلة بمعني الصداقة بفك الإدغام و قال الفيروزآبادي‌ قلاه كرماه ورضيه أبغضه وكرهه غاية الكراهة فتركه أوقلاه في الهجر وقليه في البغض قوله ع مامننت أي بما مننت أو هومفعول اشكرهم أي أعطهم شكرا مامننت و في بعض النسخ علي مامننت أي شكرا كائنا علي نحو مامننت والأيد القوة.


صفحه : 256

و إن الغاية عندنا قدتناهت أي ظننا أنه لم يبق لإمهالهم أمد لكثرة طغيانهم أو أنا لاننتظر أمرا لقتالهم ونصرة إمامنا سوي أمرك له بالخروج و لانوقفه علي أمر آخر. قوله متعاصبون أي يتعصب كل منا لصاحبه في نصرة الحق والثأر بالهمزة و قديخفف طلب الدم و في النهاية المجد في كلام العرب الشرف الواسع و رجل ماجد مفضال كثير الخير شريف وقيل إذاقارن شرف الذات حسن الفعال سمي‌ مجدا والجلال العظمة والإكرام الإنعام والمتين الشديد القوي‌ ألذي لايلحقه في أفعاله مشقة و لاكلفة و لاتعب والمتانة الشدة والرءوف الرحيم بعباده العطوف عليهم بألطافه واللطيف هو ألذي اجتمع له الرفق في الفعل والعلم بدقائق المصالح وإيصالها إلي من قدرها له من خلقه و قدمر شرح أسماء الله سبحانه في كتاب التوحيد. و قال الفيروزآبادي‌ استأثر بالشي‌ء استبد به وخص به نفسه والمتفرد بالوحدانية إذ الواحد من جميع الجهات الحقيقية ليس إلا الله سبحانه المتوحد بالصمدانية أي بكونه مقصودا إليه في جميع أمور الخلق غيرمحتاج إليهم في شيء من أموره . وعقدوا له المواثيق أي في قلوبهم لأنفسهم أو علي عبادك بأن يطيعوك بهذا المقام أي الإقامة علي الولاية

2-أَقُولُ زَادَ الكفَعمَيِ‌ّ فِي القُنُوتِ الثاّنيِ‌ للِعسَكرَيِ‌ّ ع بَعدَ قَولِهِ وَ تَحكُمُ مَا تُرِيدُ زِيَادَةً وَ قَالَ الشّيخُ فِي المِصبَاحِ الكَبِيرِ عِندَ ذِكرِ أَدعِيَةِ قُنُوتِ الوَترِ وَ يُستَحَبّ أَن يُزَادَ الدّعَاءُ فِي الوَترِ وَ ذَكَرَ القُنُوتَ مَعَ الزّيَادَةِ وَ هيِ‌َ هَذِهِ وَ تَحكُمُ مَا تُرِيدُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي خِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الأَطهَارِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَجِدُ هَذِهِ النّدبَةَ حَيثُ امتَحَت دَلَالَتُهَا وَ دَرَسَت أَعلَامُهَا وَ عَفَت إِلّا ذِكرَهَا وَ تِلَاوَةَ الحُجّةِ بِهَا أللّهُمّ إنِيّ‌ أَجِدُ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ مُشتَبِهَاتٍ تقَطعَنُيِ‌ دُونَكَ وَ مُبطِئَاتٍ أقَعدَتَنيِ‌ عَن إِجَابَتِكَ وَ قَد عَلِمتُ أَنّ عَبدَكَ لَا يَرحَلُ إِلَيكَ إِلّا بِزَادٍ وَ أَنّكَ لَا تَحجُبُ عَن خَلقِكَ إِلّا أَن تَحجُبَهُمُ الأَعمَالُ


صفحه : 257

دُونَكَ وَ قَد عَلِمتُ أَنّ زَادَ الرّاحِلِ إِلَيكَ عَزمُ إِرَادَةٍ يَختَارُكَ بِهَا وَ يَصِيرُ بِهَا إِلَي مَا يؤُدَيّ‌ إِلَيكَ أللّهُمّ وَ قَد نَادَاكَ بِعَزمِ الإِرَادَةِ قلَبيِ‌ وَ استبَقَنَيِ‌[استَبقَي]نِعمَتَكَ بِفَهمِ حُجّتِكَ لسِاَنيِ‌ وَ مَا تَيَسّرَ لِي مِن إِرَادَتِكَ أللّهُمّ فَلَا أُختَزَلَنّ عَنكَ وَ أَنَا أَؤُمّكَ وَ لَا أُختَلَجَنّ عَنكَ وَ أَنَا أَتَحَرّاكَ أللّهُمّ وَ أَيّدنَا بِمَا تَستَخرِجُ بِهِ فَاقَةَ الدّنيَا مِن قُلُوبِنَا وَ تَنعَشُنَا مِن مَصَارِعِ هَوَانِهَا وَ تَهدِمُ بِهِ عَنّا مَا شُيّدَ مِن بُنيَانِهَا وَ تَسقِينَا بِكَأسِ السّلوَةِ عَنهَا حَتّي تُخلِصَنَا لِعِبَادَتِكَ وَ تُورِثَنَا مِيرَاثَ أَولِيَائِكَ الّذِينَ ضَرَبتَ لَهُمُ المَنَازِلَ إِلَي قَصدِكَ وَ آنَستَ وَحشَتَهُم حَتّي وَصَلُوا إِلَيكَ أللّهُمّ وَ إِن كَانَ هَوًي مِن هَوَي الدّنيَا أَو فِتنَةً مِن فِتنَتِهَا عَلِقَ بِقُلُوبِنَا حَتّي قَطَعَنَا عَنكَ أَو حَجَبَنَا عَن رِضوَانِكَ أَو قَعَدَ بِنَا عَن إِجَابَتِكَ أللّهُمّ فَاقطَع كُلّ حَبلٍ مِن حِبَالِهَا جَذَبَنَا عَن طَاعَتِكَ وَ أَعرَضَ بِقُلُوبِنَا عَن أَدَاءِ فَرَائِضِكَ وَ اسقِنَا عَن ذَلِكَ سَلوَةً وَ صَبراً يُورِدُنَا عَلَي عَفوِكَ وَ يُقَوّمُنَا عَلَي مَرضَاتِكَ إِنّكَ ولَيِ‌ّ ذَلِكَ أللّهُمّ وَ اجعَلنَا قَائِمِينَ عَلَي أَنفُسِنَا بِأَحكَامِكَ حَتّي تَسقُطَ عَنّا مُؤَنَ المعَاَصيِ‌ وَ اقمَعِ الأَهوَاءَ أَن تَكُونَ مُسَاوَرَةً وَ هَب لَنَا وَطءَ آثَارِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ اللّحُوقَ بِهِم حَتّي نَرفَعَ لِلدّينِ أَعلَامَهُ ابتِغَاءَ اليَومِ ألّذِي عِندَكَ أللّهُمّ فَمُنّ عَلَينَا بوِطَي‌ِ آثَارِ سَلَفِنَا وَ اجعَلنَا خَيرَ فَرَطٍ لِمَنِ ائتَمّ بِنَا فَإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ ذَلِكَ عَلَيكَ سَهلٌ يَسِيرٌ وَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي سَيّدِنَا مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ آلِهِ الأَبرَارِ وَ سَلّمَ تَسلِيماً

بيان قال الجوهري‌ الاختزال الاقتطاع يقال اختزله عن القوم و قال اختلجه جذبه فانتزعه و قال نعشه الله ينعشه رفعه و قال ساوره أي واثبه ويقال إن لغضبه لسورة و هوسوار أي وثاب و في بعض النسخ مشاورة بالشين المعجمة و فيه تكلف ابتغاء اليوم ألذي عندك أي يوم ظهور دولة القائم ع

3-العُيُونُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقِ وَ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ المُؤَدّبِ وَ حَمزَةَ


صفحه : 258

بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ وَ أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ الهمَذَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ صَالِحٍ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ وَ حَدّثَنَا أَبُو مُحَمّدٍ جَعفَرُ بنُ نُعَيمِ بنِ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ صَالِحٍ الهرَوَيِ‌ّ قَالَرُفِعَ إِلَي المَأمُونِ أَنّ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع يَعقِدُ مَجَالِسَ الكَلَامِ وَ النّاسُ يُفتَنُونَ بِعِلمِهِ فَأَمَرَ مُحَمّدُ بنُ عَمرٍو الطوّسيِ‌ّ حَاجِبُ المَأمُونِ فَطُرِدُ النّاسُ عَن مَجلِسِهِ وَ أَحضَرَهُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ المَأمُونُ زَبَرَهُ وَ استَخَفّ بِهِ فَخَرَجَ أَبُو الحَسَنِ ع مِن عِندِهِ مُغضَباً وَ هُوَ يُدَمدِمُ بِشَفَتَيهِ وَ يَقُولُ وَ حَقّ المُصطَفَي وَ المُرتَضَي وَ سَيّدَةِ النّسَاءِ لَأَنتَزِلَنّ مِن حَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بدِعُاَئيِ‌ عَلَيهِ مَا يَكُونُ سَبَباً لِطَردِ كِلَابِ أَهلِ هَذِهِ الكُورَةِ إِيّاهُ وَ استِخفَافِهِم بِهِ وَ بِخَاصّتِهِ وَ عَامّتِهِ ثُمّ إِنّهُ ع انصَرَفَ إِلَي مَركَزِهِ وَ استَحضَرَ المِيضَاةَ وَ تَوَضّأَ وَ صَلّي رَكعَتَينِ وَ قَنَتَ فِي الثّانِيَةِ فَقَالَ أللّهُمّ يَا ذَا القُدرَةِ الجَامِعَةِ وَ الرّحمَةِ الوَاسِعَةِ وَ المِنَنِ المُتَتَابِعَةِ وَ الآلَاءِ المُتَوَالِيَةِ وَ الأيَاَديِ‌ الجَمِيلَةِ وَ المَوَاهِبِ الجَزِيلَةِ يَا مَن لَا يُوصَفُ بِتَمثِيلٍ وَ لَا يُمتَثَلُ بِنَظِيرٍ وَ لَا يُغلَبُ بِظَهِيرٍ يَا مَن خَلَقَ فَرَزَقَ وَ أَلهَمَ فَأَنطَقَ وَ ابتَدَعَ فَشَرَعَ وَ عَلَا فَارتَفَعَ وَ قَدّرَ فَأَحسَنَ وَ صَوّرَ فَأَتقَنَ وَ احتَجّ فَأَبلَغَ وَ أَنعَمَ فَأَسبَغَ وَ أَعطَي فَأَجزَلَ وَ مَنَحَ فَأَفضَلَ يَا مَن سَمَا فِي العِزّ فَفَاتَ خَوَاطِفَ الأَبصَارِ وَ دَنَا فِي اللّطفِ فَجَازَ هَوَاجِسَ الأَفكَارِ يَا مَن تَفَرّدَ بِالمُلكِ فَلَا نِدّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلطَانِهِ وَ تَوَحّدَ بِالكِبرِيَاءِ فَلَا ضِدّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأنِهِ يَا مَن حَارَت فِي كِبرِيَاءِ هَيبَتِهِ دَقَائِقُ لَطَائِفِ الأَوهَامِ وَ انحَسَرَت دُونَ إِدرَاكِ عَظَمَتِهِ خَطَائِفُ أَبصَارِ الأَنَامِ يَا عَالِمَ خَطَرَاتِ قُلُوبِ العَالَمِينَ وَ يَا شَاهِدَ لَحَظَاتِ أَبصَارِ النّاظِرِينَ يَا مَن عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيبَتِهِ وَ خَضَعَتِ الرّقَابُ لِجَلَالَتِهِ وَ وَجِلَتِ القُلُوبُ مِن خِيفَتِهِ وَ ارتَعَدَتِ الفَرَائِصُ مِن فَرَقِهِ يَا بدَيِ‌ءُ[بَدِيعُ] يَا قوَيِ‌ّ يَا عَلِيّ يَا رَفِيعُ صَلّ عَلَي مَن شَرّفَتِ الصّلَاةُ بِالصّلَاةِ عَلَيهِ وَ انتَقِم لِي مِمّن ظلَمَنَيِ‌ وَ استَخَفّ بيِ‌ وَ طَرَدَ الشّيعَةَ عَن باَبيِ‌ وَ أَذِقهُ مَرَارَةَ الذّلّ وَ الهَوَانِ كَمَا أَذَاقَنِيهَا وَ اجعَلهُ طَرِيدَ الأَرجَاسِ


صفحه : 259

وَ شَرِيدَ الأَنجَاسِوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ

بيان بتمثيل أي بالتشبيه بالمخلوقين و لايغلب بظهير أي لايغلبه أحد بمعاونة معاون ويمكن أن يقرأ علي البناء للفاعل لكن البناء للمفعول أنسب بسائر الفقرات و هوالمضبوط في النسخ فشرع أي في الخلق أوأحدث الشرائع والأول أظهر يا من سما في العز أي علا وارتفع فيه أو به ففات خواطف الأبصار أي الأبصار الخاطفة والخطف استلاب الشي‌ء ولعله هنا كناية عن إدراك الأشياء بسرعة ويقال خطف الشيطان السمع أي استرقه ويحتمل علي بعد أن يكون الفاعل هنا بمعني المفعول أي الأبصار المختطفة أي إن الأبصار تختطف لغلبة نوره فلاتدركه كما قال الله تعالي يَكادُ البَرقُ يَخطَفُ أَبصارَهُم و في بعض النسخ خواطر الأبصار فالمراد بالأبصار البصائر أوالخواطر التي‌ تحدث بعدالأبصار وفوته عنها عدم إدراكها له .فجاز هواجس الأفكار أي تجاوز عما يهجس في الخواطر أي أدركها وأدرك ما هوأخفي منها مما هوكامن في النفوس و لايبعد أن يكون بالحاء المهملة من الحيازة والمضبوط بالجيم و في القاموس هجس الشي‌ء في صدره يهجس خطر بباله أو هو أن يحدث نفسه في صدره مثل الوساوس يا من عنت الوجوه أي خضعت والفرائص أوداج العنق والفريصة أيضا اللحمة بين الجنب والكتف لاتزال ترعد من الدابة. والبدي‌ء المبد‌ئ و هو ألذي أنشأ الأشياء واخترعها ابتداء من غيرمثال سابق كالبديع فإنه أيضا بمعني المبدع و هوالخالق لا عن مثال أومادة والمنيع ألذي يمتنع من شر من يعاديه بذاته بغير معاون ويقال فلان في عز ومنعة والشريد الطريد من طردته وأبعدته وفرقته


صفحه : 260

4- مِصبَاحُ الشّيخِ، وَ غَيرُهُ يُستَحَبّ أَن يَقنُتَ فِي الفَجرِ بَعدَ القِرَاءَةِ وَ قَبلَ الرّكُوعِ فَيَقُولَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ العلَيِ‌ّ العَظِيمُ سُبحَانَ اللّهِ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ رَبّ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ مَا فِيهِنّ وَ مَا بَينَهُنّ وَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِوَ سَلامٌ عَلَي المُرسَلِينَ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ يَا اللّهُ ألّذِيلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌوَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُأَسأَلُكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تُعَجّلَ فَرَجَهُم أللّهُمّ مَن كَانَ أَصبَحَ وَ ثِقَتُهُ وَ رَجَاؤُهُ غَيرُكَ فَأَنتَ ثقِتَيِ‌ وَ رجَاَئيِ‌ فِي الأُمُورِ كُلّهَا يَا أَجوَدَ مَن سُئِلَ وَ يَا أَرحَمَ مَنِ استُرحِمَ ارحَم ضعَفيِ‌ وَ قِلّةَ حيِلتَيِ‌ وَ امنُن عَلَيّ بِالجَنّةِ طَولًا مِنكَ وَ فُكّ رقَبَتَيِ‌ مِنَ النّارِ وَ عاَفنِيِ‌ فِي نفَسيِ‌ وَ فِي جَمِيعِ أمُوُريِ‌ بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ

5-البَلَدُ الأَمِينُ، وَ جُنّةُ الأَمَانِ، هَذَا الدّعَاءُ رَفِيعُ الشّأنِ عَظِيمُ المَنزِلَةِ وَ رَوَاهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ يَقنُتُ بِهِ وَ قَالَ إِنّ الداّعيِ‌َ بِهِ كاَلراّميِ‌ مَعَ النّبِيّص فِي بَدرٍ وَ أُحُدٍ وَ حُنَينٍ بِأَلفِ أَلفِ سَهمٍ الدّعَاءُ أللّهُمّ العَن صنَمَيَ‌ قُرَيشٍ وَ جِبتَيهَا وَ طَاغُوتَيهَا وَ إِفكَيهَا وَ ابنَتَيهِمَا اللّذَينِ خَالَفَا أَمرَكَ وَ أَنكَرَا وَحيَكَ وَ جَحَدَا إِنعَامَكَ وَ عَصَيَا رَسُولَكَ وَ قَلّبَا دِينَكَ وَ حَرّفَا كِتَابَكَ وَ عَطّلَا أَحكَامَكَ وَ أَبطَلَا فَرَائِضَكَ وَ أَلحَدَا فِي آيَاتِكَ وَ عَادَيَا أَولِيَاءَكَ وَ وَالَيَا أَعدَاءَكَ وَ خَرّبَا بِلَادَكَ وَ أَفسَدَا عِبَادَكَ أللّهُمّ العَنهُمَا وَ أَنصَارَهُمَا فَقَد أَخرَبَا بَيتَ النّبُوّةِ وَ رَدَمَا بَابَهُ وَ نَقَضَا سَقفَهُ وَ أَلحَقَا سَمَاءَهُ بِأَرضِهِ وَ عَالِيَهُ بِسَافِلِهِ وَ ظَاهِرَهُ بِبَاطِنِهِ وَ استَأصَلَا أَهلَهُ وَ أَبَادَا أَنصَارَهُ وَ قَتَلَا أَطفَالَهُ وَ أَخلَيَا مِنبَرَهُ مِن وَصِيّهِ وَ وَارِثِهِ وَ جَحَدَا نُبُوّتَهُ وَ أَشرَكَا بِرَبّهِمَا فَعَظّم ذَنبَهُمَا وَ خَلّدهُمَا فِي سَقَرَوَ ما أَدراكَ ما سَقَرُ لا تبُقيِ‌ وَ لا تَذَرُ أللّهُمّ العَنهُم بِعَدَدِ كُلّ مُنكَرٍ أَتَوهُ وَ حَقّ أَخفَوهُ وَ مِنبَرٍ عَلَوهُ وَ مُنَافِقٍ وَلّوهُ وَ مُؤمِنٍ أَرجَوهُ وَ ولَيِ‌ّ آذَوهُ وَ طَرِيدٍ آوَوهُ وَ صَادِقٍ طَرَدُوهُ وَ كَافِرٍ نَصَرُوهُ وَ إِمَامٍ قَهَرُوهُ وَ فَرضٍ غَيّرُوهُ وَ أَثَرٍ أَنكَرُوهُ وَ شَرّ أَضمَرُوهُ وَ دَمٍ أَرَاقُوهُ وَ خَبَرٍ بَدّلُوهُ وَ حُكمٍ قَلَبُوهُ وَ كُفرٍ أَبدَعُوهُ وَ كَذِبٍ دَلّسُوهُ وَ إِرثٍ غَصَبُوهُ وَ فيَ‌ءٍ اقتَطَعُوهُ وَ


صفحه : 261

سُحتٍ أَكَلُوهُ وَ خُمسٍ استَحَلّوهُ وَ بَاطِلٍ أَسّسُوهُ وَ جَورٍ بَسَطُوهُ وَ ظُلمٍ نَشَرُوهُ وَ وَعدٍ أَخلَفُوهُ وَ عَهدٍ نَقَضُوهُ وَ حَلَالٍ حَرّمُوهُ وَ حَرَامٍ حَلّلُوهُ وَ نِفَاقٍ أَسَرّوهُ وَ غَدَرٍ أَضمَرُوهُ وَ بَطنٍ فَتَقُوهُ وَ ضِلعٍ كَسَرُوهُ وَ صَكّ مَزّقُوهُ وَ شَملٍ بَدّدُوهُ وَ ذَلِيلٍ أَعَزّوهُ وَ عَزِيزٍ أَذَلّوهُ وَ حَقّ مَنَعُوهُ وَ إِمَامٍ خَالَفُوهُ أللّهُمّ العَنهُمَا بِكُلّ آيَةٍ حَرّفُوهَا وَ فَرِيضَةٍ تَرَكُوهَا وَ سُنّةٍ غَيّرُوهَا وَ أَحكَامٍ عَطّلُوهَا وَ أَرحَامٍ قَطَعُوهَا وَ شَهَادَاتٍ كَتَمُوهَا وَ وَصِيّةٍ ضَيّعُوهَا وَ أَيمَانٍ نَكَثُوهَا وَ دَعوًي أَبطَلُوهَا وَ بَيّنَةٍ أَنكَرُوهَا وَ حِيلَةٍ أَحدَثُوهَا وَ خِيَانَةٍ أَورَدُوهَا وَ عَقَبَةٍ ارتَقَوهَا وَ دِبَابٍ دَحرَجُوهَا وَ أَزيَافٍ لَزِمُوهَا وَ أَمَانَةٍ خَانُوهَا أللّهُمّ العَنهُمَا فِي مَكنُونِ السّرّ وَ ظَاهِرِ العَلَانِيَةِ لَعناً كَثِيراً دَائِباً أَبَداً دَائِماً سَرمَداً لَا انقِطَاعَ لِأَمَدِهِ وَ لَا نَفَادَ لِعَدَدِهِ يَغدُو أَوّلَهُ وَ لَا يَرُوحُ آخِرَهُ لَهُم وَ لِأَعوَانِهِم وَ أَنصَارِهِم وَ مُحِبّيهِم وَ مُوَالِيهِم وَ المُسَلّمِينَ لَهُم وَ المَائِلِينَ إِلَيهِم وَ النّاهِضِينَ بِأَجنِحَتِهِم وَ المُقتَدِينَ بِكَلَامِهِم وَ المُصَدّقِينَ بِأَحكَامِهِم ثُمّ يَقُولُ أللّهُمّ عَذّبهُم عَذَاباً يَستَغِيثُ مِنهُ أَهلُ النّارِ آمِينَ رَبّ العَالَمِينَ أَربَعَ مَرّاتٍ وَ دَعَا ع فِي قُنُوتِهِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ قنَعّنيِ‌ بِحَلَالِكَ عَن حَرَامِكَ وَ أعَذِنيِ‌ مِنَ الفَقرِ إنِيّ‌ أَسَأتُ وَ ظَلَمتُ نفَسيِ‌ وَ اعتَرَفتُ بذِنُوُبيِ‌ فَهَا أَنَا وَاقِفٌ بَينَ يَدَيكَ فَخُذ لِنَفسِكَ رِضَاهَا مِن نفَسيِ‌ لَكَ العُتبَي لَا أَعُودُ فَإِن عُدتُ فَعُد عَلَيّ بِالمَغفِرَةِ وَ العَفوِ ثُمّ قَالَ ع العَفوَ العَفوَ مِائَةَ مَرّةٍ ثُمّ قَالَ أَستَغفِرُ اللّهَ العَظِيمَ مِن ظلُميِ‌ وَ جرُميِ‌ وَ إسِراَفيِ‌ عَلَي نفَسيِ‌ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ مِائَةَ مَرّةٍ فَلَمّا فَرَغَ ع مِنَ الِاستِغفَارِ رَكَعَ وَ سَجَدَ وَ تَشَهّدَ وَ سَلّمَ

بيان قال الكفعمي‌ رحمه الله عندذكر الدعاء الأول هذاالدعاء من غوامض الأسرار وكرائم الأذكار و كان أمير المؤمنين ع يواظب في ليله ونهاره وأوقات أسحاره والضمير في جبتيها وطاغوتيها وإفكيها راجع إلي قريش و


صفحه : 262

من قرأ جبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما علي التثنية فليس بصحيح لأن الضمير حينئذ يكون راجعا في اللغة إلي جبتي‌ الصنمين وطاغوتيهما وإفكيهما و ذلك ليس مراد أمير المؤمنين ع وإنما مراده ع لعن صنمي‌ قريش ووصفه ع لهذين الصنمين بالجبتين والطاغوتين والإفكين تفخيما لفسادهما وتعظيما لعنادهما وإشارة إلي ماأبطلاه من فرائض الله وعطلاه من أحكام رسول الله ص . والصنمان هما الفحشاء والمنكر قال شارح هذاالدعاء الشيخ العالم أبوالسعادات أسعد بن عبدالقاهر في كتابه رشح البلاء في شرح هذاالدعاء الصنمان الملعونان هما الفحشاء والمنكر وإنما شبههما ع بالجبت والطاغوت لوجهين إما لكون المنافقين يتبعونهما في الأوامر والنواهي‌ غيرالمشروعة كمااتبع الكفار هذين الصنمين وإما لكون البراءة منهما واجبة لقوله تعالي فَمَن يَكفُر بِالطّاغُوتِ وَ يُؤمِن بِاللّهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقي. و قوله اللذين خالفا أمرك إشارة إلي قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَفخالفا الله ورسوله في وصيه بعد ماسمعا من النص عليه ما لايحتمله هذاالمكان ومعناه في حقه فضلوا وأضلوا وهلكوا وأهلكوا وإنكارهما الوحي‌ إشارة إلي قوله تعالي بَلّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ وَ إِن لَم تَفعَل فَما بَلّغتَ رِسالَتَهُ. وجحدهما الإنعام إشارة إلي أنه تعالي بعث محمداص رحمة للعالمين ليتبعوا أوامره ويجتنبوا نواهيه فإذاأبوا أحكامه وردوا كلمته فقد جحدوا نعمته وكانوا كما قال سبحانه كُلّما جاءَهُم رَسُولٌ بِما لا تَهوي أَنفُسُهُم فَرِيقاً كَذّبُوا وَ فَرِيقاً يَقتُلُونَ.


صفحه : 263

و أماعصيانهم الرسول ص فَلِقَولِهِص يَا عَلِيّ مَن أَطَاعَكَ فَقَد أطَاَعنَيِ‌ وَ مَن عَصَاكَ فَقَد عصَاَنيِ‌

و أماقلبهما الدين فهو إشارة إلي ماغيراه من دين الله كتحريم عمر المتعتين و غير ذلك مما لايحتمله هذاالمكان

وَ أَمّا تَغيِيرُهُمَا الفَرضَ إِشَارَةٌ إِلَي مَا روُيِ‌َ عَنهُ ع أَنّهُ رَأَي لَيلَةَ الإِسرَاءِ مَكتُوباً عَلَي وَرَقَةٍ مِن آسٍ إنِيّ‌ افتَرَضتُ مَحَبّةَ عَلِيّ عَلَي أُمّتِكَ فَغَيّرُوا فَرضَهُ وَ مَهّدُوا لِمَن بَعدَهُم بُغضَهُ وَ سَبّهُ حَتّي سَبّوهُ عَلَي مَنَابِرِهِم أَلفَ شَهرٍ

. والإمام المقهور منهم يعني‌ نفسه ع ونصرهم الكافر إشارة إلي كل من خذل عليا ع وحاد الله ورسوله و هوسبحانه يقول لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللّهَالآية وطردهم الصادق إشارة إلي أبي ذر طرده عثمان إلي الربذة و قد قال النبي ص في حقه ماأظلت الخضراء و لاأقلت الغبراء الحديث وإيواؤهم الطريد و هوالحكم بن أبي العاص طرده النبي ص فلما تولي عثمان آواه وإيذاؤهم الولي‌ يعني‌ عليا ع وتوليتهم المنافق إشارة إلي معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة والوليد بن عتبة و عبد الله بن أبي سرح والنعمان بن بشير وإرجاؤهم المؤمن إشارة إلي أصحاب علي ع كسلمان والمقداد وعمار و أبي ذر والإرجاء التأخير و منه قوله تعالي أَرجِه وَ أَخاهُ مع أن النبي ص كان يقدم هؤلاء وأشباههم علي غيرهم . والحق المخفي‌ هوالإشارة إلي فضائل علي ع و مانص عليه النبي ص في الغدير وكحديث الطائر و قوله ص يوم خيبر لأعطين الراية غدا الحديث وحديث السطل والمنديل وهوي‌ النجم في داره ونزول هل أتي فيه و غير ذلك مما لايتسع لذكره هذاالكتاب . و أماالمنكرات التي‌ أتوها فكثيرة جدا و غيرمحصورة عدا حتي روي‌ أن


صفحه : 264

عمر قضي في الجدة بسبعين قضية غيرمشروعة و قدذكر العلامة قدس الله سره في كتاب كشف الحق ونهج الصدق فمن أراد الاطلاع علي جملة مناكرهم و ماصدر من الموبقات عن أولهم وآخرهم فعليه بالكتاب المذكور وكذا كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة و كتاب مسالب الغواصب في مثالب النواصب و كتاب الفاضح و كتاب الصراط المستقيم و غير ذلك مما لايحتمل هذاالمكان ذكر الكتب فضلا عما فيها و قوله فقد أخربا بيت النبوة اه إشارة إلي مافعله الأول والثاني‌ مع علي ع وفاطمة ع من الإيذاء وأرادا إحراق بيت علي ع بالنار وقاداه قهرا كالجمل المخشوش وضغطا فاطمة ع في بابها حتي سقطت بمحسن وأمرت أن تدفن ليلا لئلا يحضر الأول والثاني‌ جنازتها و غير ذلك من المناكير.

وَ عَنِ البَاقِرِ ع مَا أُهرِقَت مِحجَمَةُ دَمٍ إِلّا وَ كَانَ وِزرُهَا فِي أَعنَاقِهِمَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مِن غَيرِ أَن يَنتَقِصَ مِن وِزرِ العَامِلِينَ شَيءٌ وَ سُئِلَ زَيدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ قَد أَصَابَهُ سَهمٌ فِي جَبِينِهِ مَن رَمَاكَ بِهِ قَالَ هُمَا رمَيَاَنيِ‌ هُمَا قتَلَاَنيِ‌

. و قوله وحرفا كتابك يريد به حمل الكتاب علي خلاف مراد الشرع لترك أوامره ونواهيه ومحبتهما الأعداء إشارة إلي الشجرة الملعونة بني‌ أمية ومحبتهما لهم حتي مهدا لهم أمر الخلافة بعدهما وجحدهما الآلاء كجحدهما النعماء و قدمر ذكره وتعطيلهما الأحكام يعلم مما تقدم وكذا إبطال الفرائض والإلحاد في الدين الميل عنه . ومعاداتهما الأولياء إشارة إلي قوله تعالي إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُالآية وتخريبهما البلاد وإفسادهما العباد هومما هدموا من قواعد الدين وتغييرهم أحكام الشريعة وأحكام القرآن وتقديم المفضول علي الفاضل والأثر ألذي أنكروه إشارة إلي استيثار النبي ص عليا من بين أفاضل أقاربه و


صفحه : 265

جعله أخا ووصيا

وَ قَالَ لَهُ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي

و غير ذلك ثم بعد ذلك كله أنكروه والشر ألذي آثروه هوإيثارهم الغير عليه و هوإيثار شر متروك مجهول علي خير مأخوذ معلوم هذامثل

قَولُهُ ع عَلِيّ خَيرُ البَشَرِ مَن أَبَي فَقَد كَفَرَ

. والدم المهراق هوجميع من قتل من العلويين لأنهم أسسوا ذلك كماذكرناه من قبل من كلام الباقر ع ماأهرقت محجمة دم اه حتي قيل وأريتكم أن الحسين أصيب في يوم السقيفة والخبر المبدل منهم عن النبي ص كثير كقولهم أبوبكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة و غير ذلك مما هومذكور في مظانه . والكفر المنصوب هو أن النبي ص نصب عليا ع علما للناس وهاديا فنصبوا كافرا وفاجرا والإرث المغصوب هوفدك فاطمة ع والسحت المأكول هي‌ التصرفات الفاسدة في بيت مال المسلمين وكذا ماحصلوه من ارتفاع الفدك من التمر والشعير فإنها كانت سحتا محضا والخمس المستحل هو ألذي جعله سبحانه لآل محمدص فمنعوهم إياه واستحلوه حتي أعطي عثمان مروان بن الحكم خمس إفريقية و كان خمسمائة ألف دينار بغيا وجورا والباطل المؤسس هي‌ الأحكام الباطلة التي‌ أسسوها وجعلوها قدوة لمن بعدهم والجور المبسوط هوبعض جورهم ألذي مر ذكره . والنفاق ألذي أسروه هوقولهم في أنفسهم لمانصب النبي ص عليا ع للخلافة قالوا و الله لانرضي أن تكون النبوة والخلافة لبيت واحد فلما توفي‌ النبي ص أظهروا ماأسروه من النفاق

وَ لِهَذَا قَالَ عَلِيّ ع وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ مَا أَسلَمُوا وَ لَكِنِ استَسلَمُوا أَسَرّوا الكُفرَ فَلَمّا رَأَوا أَعوَاناً عَلَيهِ أَظهَرُوهُ

. و أماالغدر المضمر هو ماذكرناه من إسرارهم النفاق والظلم المنشور كثير أوله أخذهم الخلافة منه ع بعدفوت النبي ص والوعد المخلف هو ماوعدوا


صفحه : 266

النبي ص من قبولهم ولاية علي ع والايتمام به فنكثوه والأمانة ألذي خانوها هي‌ ولاية علي ع في قوله تعالي إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَي السّماواتِالآية والإنسان هم لعنهم الله والعهد المنقوض هو ماعاهدهم به النبي ص يوم الغدير علي محبة علي ع وولايته فنقضوا ذلك . والحلال المحرم كتحريم المتعتين وعكسه كتحليل الفقاع و غير ذلك والبطن المفتوق بطن عمار بن ياسر ضربه عثمان علي بطنه فأصابه الفتق والضلع المدقوق والصك الممزوق إشارة إلي مافعلاه مع فاطمة ع من مزق صكها ودق ضلعها والشمل المبدد هوتشتيت شمل أهل البيت ع وكذا شتتوا بين التأويل والتنزيل و بين الثقلين الأكبر والأصغر وإعزاز الذليل وعكسه معلوما المعني وكذا الحق الممنوع و قدتقدم مايدل علي ذلك . والكذب المدلس مر معناه في قوله ع وخبر بدلوه والحكم المقلب مر معناه في أول الدعاء في قوله ع وقلبا دينك والآية المحرفة مر معناه في قوله ع حرفا كتابك والفريضة المتروكة هي‌ موالاة أهل البيت ع لقوله تعالي قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي والسنة المغيرة كثيرة لاتحصي وتعطيل الأحكام يعلم مما تقدم والبيعة المنكوثة هي‌ نكثهم بيعته كمافعل طلحة والزبير والرسوم الممنوعة هي‌ الفي‌ء والخمس ونحو ذلك والدعوي المبطلة إشارة إلي دعوي الخلافة وفدك والبينة المنكرة هي‌ شهادة علي والحسنين ع وأم أيمن لفاطمة ع فلم يقبلوها. والحيلة المحدثة هي‌ اتفاقهم أن يشهدوا علي علي ع بكبيرة توجب الحد إن لم يبايع و قوله وخيانة أوردوها إشارة إلي يوم السقيفة لمااحتج الأنصار علي أبي بكر بفضائل علي ع و أنه أولي بالخلافة فقال أبوبكر صدقتم ذلك ولكنه نسخ بغيره لأني‌ سمعت النبي ص يقول إنا أهل بيت أكرمنا الله بالنبوة و لم يرض لنا


صفحه : 267

بالدنيا و إن الله لن يجمع لنا بين النبوة والخلافة وصدقه عمر و أبوعبيدة وسالم مولي حذيفة علي ذلك وزعموا أنهم سمعوا هذاالحديث من النبي ص كذبا وزورا فشبهوا علي الأنصار والأمة

وَ النّبِيّص قَالَ مَن كَذَبَ عَلَيّ مُتَعَمّداً فَليَتَبَوّأ مَقعَدَهُ فِي النّارِ

. و قوله وعقبة ارتقوها إشارة إلي أصحاب العقبة وهم أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير و أبوسفيان ومعاوية ابنه وعتبة بن أبي سفيان و أبوالأعور السلمي‌ والمغيرة بن شعبة وسعد بن أبي وقاص و أبوقتادة وعمرو بن العاص و أبو موسي الأشعري‌ اجتمعوا في غزوة تبوك علي كئود لايمكن أن يجتاز عليها إلافرد رجل أوفرد جمل و كان تحتها هوة مقدار ألف رمح من تعدي عن المجري هلك من وقوعه فيها وتلك الغزوة كانت في أيام الصيف والعسكر تقطع المسافة ليلا فرارا من الحر فلما وصلوا إلي تلك العقبة أخذوا دبابا كانوا هيئوها من جلد حمار ووضعوا فيهاحصي وطرحوها بين يدي‌ ناقة النبي ص لينفروها به فتلقيه في تلك الهوة فيهلك ص .فنزل جبرئيل ع علي النبي ص بهذه الآيةيَحلِفُونَ بِاللّهِ ما قالُوا وَ لَقَد قالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ وَ كَفَرُوا بَعدَ إِسلامِهِم وَ هَمّوا بِما لَم يَنالُواالآية وأخبره بمكيدة القوم فأظهر الله تعالي برقا مستطيلا دائما حتي نظر النبي ص إلي القوم وعرفهم و إلي هذه الدباب التي‌ ذكرناها أشار ع بقوله ودباب دحرجوها وسبب فعلهم هذا مع النبي ص كثرة نصه علي علي ع بالولاية والإمامة والخلافة وكانوا من قبل نصه أيضا يسوءونه لأن النبي ص سلطه علي كل من عصاه من طوائف العرب فقتل مقاتليهم وسبي ذراريهم فما من بيت إلا و في قلبه ذحل فانتهزوا في هذه الغزوة هذه الفرصة وقالوا إذاهلك محمدص رجعنا إلي المدينة ونري رأينا في هذاالأمر من بعده وكتبوا بينهم كتابا فعصم الله نبيه منهم و كان من فضيحتهم ماذكرناه .


صفحه : 268

و قوله وأزياف لزموها الأزياف جمع زيف و هوالدرهم الردي‌ غيرالمسكوك ألذي لاينتفع به أحد شبه أفعالهم الردية وأقوالهم الشنيعة بالدرهم الزيف ألذي لايظهر في البقاع و لايشتري به متاع فلأفعالهم الفضيحة وأقوالهم الشنيعة ذكرهم الله تعالي في قوله وَ الّذِينَ كَفَرُوا أَعمالُهُم كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ. والشهادات المكتومة هي‌ ماكتموا من فضائله ومناقبه التي‌ ذكرها النبي ص وهي‌ كثيرة جدا و غيرمحصورة عدا والوصية المضيعة هي‌

قَولُ النّبِيّص أُوصِيكُم بِأَهلِ بيَتيِ‌ وَ آمُرُكُم بِالتّمَسّكِ بِالثّقَلَينِ وَ إِنّهُمَا لَن يَفتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَيّ الحَوضَ

وأمثال ذلك انتهي كلامه قدس سره قوله لأن الضمير لايخفي ما فيه إذ لامانع حينئذ من إرجاع الضمير إلي الصنمين و لاريب في أن تأنيث الضمائر أظهر لكن العلة معلولة قوله إلي استيثار النبي ص الظاهر أن المراد بالأثر إما الخبر وآثار النبي ص ولعله حمل الأثر علي ألذي آثر الله ورسوله واختاره علي غيره و هوبعيد لفظا ويحتمل أن يكون في نسخته وأثير علي فعيل قوله الأزياف جمع زيف أقول في بعض النسخ بالراء المهملة جمع ريف بالكسر وهي‌ أرض فيهازرع وخصب والسعة في المأكل والمشرب و ماقارب الماء من أرض العرب أوحيث الخضر والمياه والزروع و لايخفي مناسبة الكل . ثم إنا بسطنا الكلام في مطاعنهما في كتاب الفتن وإنما ذكرنا هنا ماأورده الكفعمي‌ ليتذكر من يتلو الدعاء بعض مثالبهما

6-مُهَجُ الدّعَوَاتِ، وَ مِن ذَلِكَ دُعَاءٌ وَجَدنَاهُ بِخَطّ الرضّيِ‌ّ الموُسوَيِ‌ّ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ نَذكُرُهُ بِلَفظِهِ وَ تَنظُرُ المُرَادَ مِنهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِوَجَدتُ فِي كِتَابِ القاَضيِ‌ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِ‌ّ أَيّدَهُ اللّهُ


صفحه : 269

قَالَ قَرَأتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ الزّاهِدِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي العلَوَيِ‌ّ وَ ذَكَرَ أَنّهُ لِبَعضِ الأَئِمّةِ يَقنُتُ بِهَا[ بِهِ]كَتَبتُهُ بِنَيشَابُورَ مِن نُسخَةِ أَبِي الحَسَنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ كِسرَي بنِ يَسَارِ بنِ قِيرَاطٍ البلَخيِ‌ّ وَ يُعرَفُ بِدُعَاءِ الساّمرِيِ‌ّ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ تَوَجّهاً بِالدّعَاءِ إِلَي اللّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ تَقَرّباً بِالتّضَرّعِ إِلَي اللّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ تَوَسّلًا بِالتّطَلّبِ إِلَي اللّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ تَعَبّداً لِلّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ تَلَطّفاً لِلّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ تَذَلّلًا لِلّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ تَخَشّعاً لِلّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ استِكَانَةً لِلّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ استِعَانَةً بِاللّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ استِغَاثَةً بِاللّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ كَانَ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ أَستَغفِرُ اللّهَ المُستَعَانَ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ العلَيِ‌ّ العَظِيمُ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ رَبّ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ مَا فِيهِنّ وَ مَا بَينَهُنّ وَ مَا عَلَيهِنّ وَ هُوَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ هُوَ رَبّ العَرشِ الكَرِيمِ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الأَوّلُ قَبلَ كُلّ شَيءٍ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الآخَرُ بَعدَ كُلّ شَيءٍ بِسمِ اللّهِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ سُبحَانَ اللّهِ رَبّنَارَبّ العِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَي المُرسَلِينَ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ يَا اللّهُ يَا لَطِيفُ يَا اللّهُ ألّذِي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَ أَنتَ السّمِيعُ البَصِيرُ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي أَئِمّةِ المُؤمِنِينَ مِن آلِهِ كُلّهِم وَ عَجّل فَرَجَهُم وَ ضَاعِف أَنوَاعَ العَذَابِ عَلَي أَعدَائِهِم وَ ثَبّت شِيعَتَهُم عَلَي طَاعَتِكَ وَ طَاعَتِهِم وَ عَلَي دِينِكَ وَ مِنهَاجِهِم وَ لَا تَنزِع مِنهُم سيَدّيِ‌ شَيئاً مِن صَالِحِ مَا أَعطَيتَهُم بِرَحمَتِكَ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ يَا رَحِيمُ يَا مُقَلّبَ القُلُوبِ وَ الأَبصَارِ لَا تُزِغ قُلُوبَهُم بَعدَ إِذ هَدَيتَهُم وَ هَب لَهُممِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ يَا اللّهُ يَا حيَ‌ّ يَا قَيّومُ أَسأَلُكَ أَن تَجعَلَ الصّلَاةَ كُلّهَا عَلَي مَن صَلّيتَ عَلَيهِم وَ أَن تَجعَلَ اللّعَائِنَ كُلّهَا عَلَي مَن لَعَنتَهُم وَ أَن تَبدَأَ بالذين [بِاللّذَينِ]ظَلَمَا آلَ رَسُولِكَ وَ غَصَبَا حُقُوقَ أَهلِ بَيتِ نَبِيّكَ وَ شَرّعَا غَيرَ دِينِكَ أللّهُمّ فَضَاعِف عَلَيهِمَا عَذَابَكَ وَ غَضَائِبَكَ[غَضَبَكَ] وَ لَعَنَاتِكَ وَ مَخَازِيَكَ بِعَدَدِ مَا فِي عِلمِكَ وَ


صفحه : 270

بِحَسَبِ استِحقَاقِهِمَا مِن عَدلِكَ وَ أَضعَافِ أَضعَافِ أَضعَافِهِ بِمَبلَغِ قُدرَتِكَ عَاجِلًا غَيرَ آجِلٍ بِجَمِيعِ سُلطَانِكَ ثُمّ بِسَائِرِ الظّلَمَةِ مِن خَلقِكَ بِأَهلِ بَيتِ نَبِيّكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ الزّاهِرِينَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِم أَجمَعِينَ بِحَسَبِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلمُكَ فِي كُلّ زَمَانٍ وَ فِي كُلّ أَوَانٍ وَ لِكُلّ شَأنٍ وَ بِكُلّ لِسَانٍ وَ عَلَي كُلّ مَكَانٍ وَ مَعَ كُلّ بَيَانٍ وَ كَذَا كُلّ إِنسَانٍ أَبَداً دَائِماً وَاصِلًا مَا دَامَتِ الدّنيَا وَ الآخِرَةُ يَا ذَا الفَضلِ وَ الثّنَاءِ وَ الطّولِ لَكَ الحَمدُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ سُبحَانَكَ يَا اللّهُ وَ بِحَمدِكَ تَرَحّمتَ عَلَي خَلقِكَ فَهَدَيتَهُم إِلَي دُعَائِكَ فَقَولُكَ الحَقّ فِي كِتَابِكَوَ إِذا سَأَلَكَ عبِاديِ‌ عنَيّ‌ فإَنِيّ‌ قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِفَلَبّيكَ لَبّيكَ لَبّيكَ رَبّنَا وَ سَعدَيكَ وَ الخَيرُ فِي يَدَيكَ وَ المهَديِ‌ّ مَن هَدَيتَ عُبَيدُكَ دَاعِيكَ مُنتَصِبٌ بَينَ يَدَيكَ وَ رِقّكَ وَ رَاجِيكَ مُنتَهًي عَن مَعَاصِيكَ وَ سَأَلَكَ مِن فَضلِكَ يصُلَيّ‌ لَكَ وَحدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ بِكَ وَ لَكَ وَ مِنكَ وَ إِلَيكَ لَا مَنجَي وَ لَا مُلتَجَأَ مِنكَ إِلّا إِلَيكَ تَبَارَكتَ وَ تَعَالَيتَ سُبحَانَكَ رَبّنَا وَ حَنَانَيكَ سُبحَانَكَ وَ تَعَالَيتَ سُبحَانَكَ رَبّنَا وَ رَبّ البَيتِ الحَرَامِ سُبحَانَكَ رَبّنَا وَ الرّغبَةُ إِلَيكَ سُبحَانَكَ رَبّنَا وَ رَبّ الوَرَي تَرَي وَ لَا تُرَي وَ أَنتَ بِالمَنظَرِ الأَعلَي وَ إِلَيكَ الرّجعَي وَ إِلَيكَ المَمَاتُ وَ المَحيَا وَ لَكَ الآخِرَةُ وَ الأُولَي وَ لَكَ القُدرَةُ وَ الحُجّةُ وَ الأَمرُ وَ النهّي‌ُ وَ أَنتَ الغَفّارُلِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمّ اهتَديفَآمَنّا بِكَ يَا سيَدّيِ‌ وَ سَأَلنَاكَ وَ اهتَدَينَا لَكَ بِمَن هَدَيتَنَا بِهِم مِن بَرِيّتِكَ المُختَارِ مِنَ المُتّقِينَ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ الخَيّرِينَ الفَاضِلِينَ الزّاهِدِينَ المَرضِيّينَ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِم أَجمَعِينَ أللّهُمّ فَصَلّ عَلَيهِم بِجَمِيعِ صَلَوَاتِكَ وَ عَجّل فَرَجَهُم بِعِزّ جَلَالِكَ وَ أَدخِلنَا بِهِم فِيمَن هَدَيتَ وَ عَافِنَا بِهِم فِيمَن عَافَيتَ وَ تَوَلّنَا بِهِم فِيمَن تَوَلّيتَ وَ ارزُقنَا بِهِم فِيمَن رَزَقتَ وَ بَارِك لَنَا بِهِم فِيمَا أَعطَيتَ وَ قِنَا بِهِم جَمِيعَ شُرُورِ مَا قَدّرتَ وَ قَضَيتَ فَإِنّكَ تقَضيِ‌ وَ لَا يُقضَي عَلَيكَ وَ تَذِلّ وَ لَا يَذِلّ مَن وَالَيتَ وَ تُجِيرُ وَ لَا يُجَارُ عَلَيكَ


صفحه : 271

وَ المَصِيرُ وَ المَعَادُ إِلَيكَ آمَنّا بِكَ يَا سيَدّيِ‌ وَ تَوَكّلنَا عَلَيكَ وَ سَمِعنَا لَكَ يَا سيَدّيِ‌ وَ فَوّضنَا إِلَيكَ أللّهُمّ إِنّا نَعُوذُ بِكَ مِن أَن نَذِلّ وَ نَخزَي وَ نَعُوذُ بِكَ مِن دَركِ الشّقَاءِ وَ مِن شَمَاتَةِ الأَعدَاءِ وَ مِن سُوءِ القَضَاءِ وَ مِن تَتَابُعِ الفَنَاءِ وَ البَلَاءِ وَ مِنَ الوَبَاءِ وَ مِن جَهدِ البَلَاءِ وَ حِرمَانِ الدّعَاءِ وَ مِن سُوءِ المَنظَرِ فِي أَنفُسِ أَهلِ بَيتِ نَبِيّكَ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيهِم وَ فِي أَديَانِهِم فِي جَمِيعِ مَا تَفَضّلتَ وَ تَتَفَضّلُ بِهِ عَلَيهِم مَا عَاشُوا وَ عِندَ وَفَاتِهِم وَ بَعدَ وَفَاتِهِم وَ نَعُوذُ بِكَ يَا سيَدّيِ‌ مِنَ الخزِي‌ِ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا وَ مِنَ المَرَدّ إِلَي النّارِ هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ أَعُوذُ بِكَ يَا سيَدّيِ‌ مِنَ النّارِ هَذَا مَقَامُ الهَارِبِ إِلَيكَ مِنَ النّارِ أَهرُبُ إِلَيكَ إلِهَيِ‌ مِنَ النّارِ هَذَا مَقَامُ المُستَجِيرِ بِكَ مِنَ النّارِ أَستَجِيرُ بِكَ يَا سيَدّيِ‌ وَ إلِهَيِ‌ مِنَ النّارِ هَذَا مَقَامُ التّائِبِ الرّاغِبِ إِلَيكَ فِي فَكَاكِ رقَبَتَيِ‌ مِنَ النّارِ هَذَا مَقَامُ التّائِبِ إِلَيكَ الضّارِعِ إِلَيكَ الطّالِبِ إِلَيكَ فِي عِتقِ رقَبَتَيِ‌ مِنَ النّارِ هَذَا مَقَامُ مَن بَاءَ بِخَطِيئَتِهِ وَ تَابَ وَ أَنَابَ إِلَي رَبّهِ وَ تَوَجّهَ بِوَجهِهِ إِلَي ألّذِيفَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَعَالِمِ الغَيبِ وَ الشّهَادَةِ عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ مِنهَاجِهِ وَ عَلَي دِينِ مُحَمّدٍص وَ شَرِيعَتِهِ وَ عَلَي وَلَايَةِ عَلِيّ وَ إِمَامَتِهِ وَ عَلَي نَهجِ الأَوصِيَاءِ وَ الأَولِيَاءِ المُختَارِينَ مِن ذُرّيّتِهِمَا المَخصُوصِينَ بِالإِمَامَةِ وَ الطّهَارَةِ وَ الوِصَايَةِ وَ الحِكمَةِ وَ التّسمِيَةِ بِالسّبطَينِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع سيَدّيَ‌ شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ أَجمَعِينَ وَ بعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ سَيّدِ العَابِدِينَ وَ بِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بَاقِرِ عِلمِ الدّينِ وَ بِجَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ عَن رَبّ العَالَمِينَ وَ بِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ العَبدِ الصّالِحِ وَ بعِلَيِ‌ّ بنِ مُوسَي الرّضَا مِنَ المَرضِيّينَ وَ بِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ التقّيِ‌ّ مِنَ المُتّقِينَ وَ بعِلَيِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ الطّاهِرِ مِنَ المُطَهّرِينَ وَ بِالحَسَنِ بنِ عَلِيّ الهاَديِ‌ مِنَ المَهدِيّينَ وَ بِابنِ الحَسَنِ المُبَارَكِ مِنَ المُبَارَكِينَ وَ عَلَي سُنَنِهِم وَ سُبُلِهِم وَ حُدُودِهِم وَ نَحوِهِم وَ أَمّهِم وَ أَمرِهِم وَ تَقوَاهُم وَ سُنّتِهِم وَ سِيرَتِهِم وَ قَلِيلِهِم وَ كَثِيرِهِم حَيّاً وَ مَيّتاً وَ شُكراً لَدَينَا عَلَي ذَلِكَ دَائِماً فَيَا اللّهُ يَا نُورَ كُلّ نُورٍ يَا صَادِقَ النّورِ يَا مَن صِفَتُهُ نُورٌ يَا مُدَهّرَ الدّهُورِ


صفحه : 272

يَا مُدَبّرَ الأُمُورِ يَا مجُريِ‌َ البُحُورِ يَا بَاعِثَ مَن فِي القُبُورِ يَا مجُريِ‌َ الفُلكِ لِنَوحٍ يَا مُلَيّنَ الحَدِيدِ لِدَاوُدَ يَا مؤُتيِ‌َ سُلَيمَانَ مُلكاً عَظِيماً يَا كَاشِفَ الضّرّ عَن أَيّوبَ يَا جَاعِلَ النّارِ بَرداً وَ سَلَاماً عَلَي اِبرَاهِيمَ يَا فاَديِ‌َ ابنِهِ بِالذّبحِ العَظِيمِ يَا مُفَرّجَ هَمّ يَعقُوبَ يَا مُنَفّسَ غَمّ يُوسُفَ يَا مُكَلّمَ مُوسَي تَكلِيماً يَا مُؤَيّدَ عِيسَي بِالرّوحِ تَأيِيداً يَا فَاتِحُ لِمُحَمّدٍ فَتحاً مُبِيناً وَ يَا نَاصِرَهُ نَصراً عَزِيزاً يَا جَاعِلَ لِلخَلقِ لِسَانَ صِدقٍ عَلِيّاً يَا مُذهِبَ عَن أَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍ الرّجسَ وَ مُطَهّرَهُم تَطهِيراً أَسأَلُكَ أَن تَجعَلَ فَوَاضِلَ صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ وَ زَاكِيَاتِكَ وَ مَغفِرَتَكَ وَ نَوَامِيَكَ وَ رِضوَانَكَ وَ رَأفَتَكَ وَ رَحمَتَكَ وَ مَحَبّتَكَ وَ تَحِيّتَكَ وَ صَلَوَاتِكَ عَلَي جَمِيعِ أَهلِ طَاعَتِكَ مِن خَلقِكَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَيهِم وَ عَلَي جَمِيعِ أَجسَادِهِم وَ أَروَاحِهِم وَ عَلَي كُلّ مَن أَحبَبتَ الصّلَاةَ عَلَيهِ مِن جَمِيعِ خَلقِكَ بِعَدَدِ مَا فِي عِلمِكَ وَ آمَنتُ يَا اللّهُ بِكَ وَ بِهِم وَ بِجَمِيعِ مَن أَمَرتَ بِالإِيمَانِ بِهِ مِن جَمِيعِ خَلقِكَ وَ آمَنتُ يَا اللّهُ بِكَ وَ بِجَمِيعِ أَسرَارِ آلِ مُحَمّدٍ وَ عَلَانِيَتِهِم وَ ظَاهِرِهِم وَ بَاطِنِهِم وَ مَعرُوفِهِم حَيّاً وَ مَيّتاً أَشهَدُ أَنّهُم فِي عِلمِ اللّهِ وَ طَاعَتِهِ كَمُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِم أَجمَعِينَ بِعَدَدِ مَا فِي عِلمِ اللّهِ فِي كُلّ زَمَانٍ وَ فِي كُلّ حِينٍ وَ أَوَانٍ وَ فِي كُلّ شَأنٍ وَ بِكُلّ لِسَانٍ وَ عَلَي كُلّ مَكَانٍ أَبَداً دَائِماً وَاصِلًا مَا دَامَتِ الدّنيَا وَ الآخِرَةُ بِكَ وَ بِجَمِيعِ رَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ يَا اللّهُ يَا متُعَاَليِ‌َ المَكَانِ يَا رَفِيعَ البُنيَانِ يَا عَظِيمَ الشّأنِ يَا عَزِيزَ السّلطَانِ يَا ذَا النّورِ وَ البُرهَانِ يَا ذَا القُدرَةِ وَ البُنيَانِ يَا هاَديِ‌َ لِلإِيمَانِ يَا مُخَوّفَ الأَحكَامِ يَا مخَشيِ‌ّ الِانتِقَامِ يَا ذَا المُلكِ وَ المَعَارِجِ يَا ذَا العَدلِ وَ الرّغَائِبِ أَسأَلُكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ المُتّقِينَ الزّاهِدِينَ بِجَمِيعِ صَلَوَاتِكَ وَ أَن تُعَجّلَ فَرَجَهُم بِعِزّ جَلَالِكَ وَ أَن تُضَاعِفَ أَنوَاعَ العَذَابِ وَ اللّعَائِنِ بِعَدَدِ مَا فِي عِلمِكَ عَلَي مُبغِضِيهِم وَ مُعَانِدِيهِم وَ غَاصِبِيهِم وَ مُنَاوِيهِم وَ التّارِكِينَ أَمرَهُم وَ الرّادّينَ عَلَيهِم وَ الجَاحِدِينَ لَهُم وَ الصّادّينَ عَنهُم وَ البَاغِينَ سِوَاهُم وَ الغَاصِبِينَ حُقُوقَهُم وَ الجَاحِدِينَ فَضلَهُم


صفحه : 273

وَ النّاكِثِينَ عَهدَهُم وَ المُتَلَاشِينَ ذِكرَهُم وَ المُستَأكِلِينَ بِرَسمِهِم وَ الوَاطِئِينَ لِسَمتِهِم وَ النّاشِينَ خَلَاقَهُم وَ النّاصِبِينَ عَدَاوَتَهُم وَ المَانِعِينَ لَهُم وَ النّاكِثِينَ لِأَتبَاعِهِم أللّهُمّ فَأَبِح حَرِيمَهُم وَ أَلقِ الرّعبَ فِي قُلُوبِهِم وَ خَالِف بَينَ كَلِمَتِهِم وَ أَنزِل عَلَيهِم رِجزَكَ وَ عَذَابَكَ وَ غَضَائِبَكَ وَ مَخَازِيَكَ وَ دَمَارَكَ وَ دَبَارَكَ وَ سَفَالَكَ وَ نَكَالَكَ وَ سَخَطَكَ وَ سَطَوَاتِكَ وَ بَأسَكَ وَ بَوَارَكَ وَ نَكَالَاتِكَ وَ وَبَالَكَ وَ بَلَاءَكَ وَ هَلَاكَكَ وَ هَوَانَكَ وَ شَقَاءَكَ وَ شَدَائِدَكَ وَ نَوَازِلَكَ وَ نَقِمَاتِكَ وَ مَعَارّكَ وَ مَضَارّكَ وَ خِزيَكَ وَ خِذلَانَكَ وَ مَكرَكَ وَ مَتَالِفَكَ وَ قَوَامِعَكَ وَ عَورَاتِكَ وَ أَورَاطَكَ وَ أَوتَارَكَ وَ عِقَابَكَ بِمَبلَغِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلمُكَ وَ بِعَدَدِ أَضعَافِ أَضعَافِ أَضعَافِ استِحقَاقِهِم مِن عَدلِكَ مِن كُلّ زَمَانٍ وَ فِي كُلّ أَوَانٍ وَ بِكُلّ شَأنٍ وَ بِكُلّ مَكَانٍ وَ بِكُلّ لِسَانٍ وَ مَعَ كُلّ بَيَانٍ أَبَداً دَائِماً وَاصِلًا مَا دَامَتِ الدّنيَا وَ الآخِرَةُ بِكَ وَ بِجَمِيعِ قُدرَتِكَ يَا أَقدَرَ القَادِرِينَ يَا رَبّ الأَربَابِ يَا مُعتِقَ الرّقَابِ يَا كَرِيمُ يَا وَهّابُ يَا رَحِيمُ يَا تَوّابُ أَنتَ تدَعوُنيِ‌ حَتّي أَكِلّهُ وَ أَنَا عَبدُكَ وَ قَد عَظُمَت ذنُوُبيِ‌ عِندَكَ وَ خِفتُ أَلّا أَستَحِقّ إِجَابَتَكَ وَ عَفوَكَ وَ رَحمَتَكَ أَجَلّ وَ أَعظَمَ مِن ذنُوُبيِ‌ حَتّي لَا أَقنُطَ مِن رَحمَتِكَ وَ لَا أَيأَسَ مِن حُسنِ إِجَابَتِكَ فلَتسَعَنيِ‌ رَحمَتُكَ وَ لينَلَنيِ‌ حُسنُ إِجَابَتِكَ بِرَأفَتِكَ وَ أكَرمِنيِ‌ سَابِغَ عَطَائِكَ وَ سَعَةَ فَضلِكَ وَ الرّضَا بِأَقدَارِكَ بِغَيرِ فَقرٍ وَ فَاقَةٍ وَ تبَلغُنُيِ‌ سؤُليِ‌ وَ نَجَاحَ طلَبِتَيِ‌ وَ عَن حُسنِ إِجَابَتِكَ إلِحاَحيِ‌ وَ عَن جُملَةِ اعترِاَفيِ‌ وَ استغِفاَريِ‌ أَستَغفِرُكَ إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ لِجَمِيعِ مَا كَرِهتَهُ منِيّ‌ بِجَمِيعِ الِاستِغفَارَاتِ لَكَ وَ تُبتُ إِلَيكَ مِن جَمِيعِ مَا كَرِهتَهُ منِيّ‌ بِأَفضَلِ التّوبَاتِ لَدَيكَ مُصَلّياً عَلَي مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ بِجَمِيعِ صَلَوَاتِكَ وَ لَاعِناً أَعدَاءَكَ وَ أَعدَاءَهُم قَبلَ كُلّ شَيءٍ وَ مَعَ كُلّ شَيءٍ وَ عِندَ كُلّ شَيءٍ وَ لِكُلّ شَيءٍ وَ فِي كُلّ شَيءٍ وَ بَعدَ كُلّ شَيءٍ وَ مَعَ كُلّ شَيءٍ وَ لِكُلّ شَيءٍ وَ فِي كُلّ شَيءٍ عَلَي أَفضَلِ مَحَبّتِكَ وَ مَرضَاتِكَ حَيّاً وَ مَيّتاً حَتّي تَرضَي وَ تمَحوُنَيِ‌ مِنَ الأَشقِيَاءِ المَحرُومِينَ إِجَابَتَكَ وَ تكَتبُنَيِ‌ مِنَ السّعَدَاءِ المُستَحِقّينَ إِجَابَتَكَ فَإِنّكَ سيَدّيِ‌ تَمحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثبِتُ وَ عِندَكَ أُمّ الكِتَابِرَبّنا آمَنّا بِما أَنزَلتَ وَ اتّبَعنَا الرّسُولَ فَاكتُبنا مَعَ


صفحه : 274

الشّاهِدِينَ

وَ اتّبَعنَا الرّسُولَ وَ وَالَينَا الولَيِ‌ّ وَ تَأَمّمنَا الأَئِمّةَ فَاكتُبنَا مَعَ الشّاهِدِينَ وَ أَدخِلنَا بِهِم فِي عِبَادِكَ الصّالِحِينَ وَ انصُرنَا بِهِم عَلَي القَومِ الكَافِرِينَ وَ بِجَمِيعِ رَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ ثُمّ قُل سَبعِينَ مَرّةً أَستَغفِرُ اللّهَ ألّذِيلا إِلهَ إِلّا هُوَ الحيَ‌ّ القَيّومُلِجَمِيعِ ذنُوُبيِ‌ وَ أَسأَلُهُ أَن يَتُوبَ عَلَينَا بِرَحمَتِهِ ثُمّ اركَعوَ كُن مِنَ السّاجِدِينَ وَ اعبُد رَبّكَ حَتّي يَأتِيَكَ اليَقِينُ

بيان التسمية من السمو بمعني الرفعة أوخصوا بالتسمية للإمامة أوبالأسماء المذكورة بعده و هوأظهر وأمهم أي قصدهم أومقصودهم وشكر الدنيا أي ألزمت علي ذلك شكرا علينا و في ذمتنا ولعل فيه تصحيفا أوسقطا بعدد ما في علم الله متعلق بالصلوات بك وبجميع رحمتك لعل الباء فيهما للقسم أوللملابسة أي ماداما متلبسين بك وبرحمتك أومتعلقان بالصلاة فالباء للسببية ويحتمل تعلقهما بقوله أسألك المذكور بعد ذلك أوبمثله مقدرا والظاهر أن فيه أيضا سقطا. يامخوف الأحكام أي يخاف الناس من أحكامك علي العباد في الدنيا والآخرة والمتلاشين ذكرهم أي الذين يسعون في أن يكون ذكرهم بين الناس كذكرهم أويفرقون ويمحون ذكرهم و لم يرد بالمعنيين في اللغة و قديستعمل في العرف فيهما لكن في الثاني‌ لايستعمل متعديا و في القاموس اللش الطرد واللشلشة كثرة التردد وكونهما مأخوذين منه يحتاج إلي مزيد تكلف لفظا ومعني و إن كان هذاالقلب في المضاعف شائعا. والمستأكلين برسمهم أي الذين يأكلون أموالهم وأموال المسلمين بادعاء رسمهم وأثرهم أوبالمرسوم المقرر لهم من الله والناشين خلاقهم قال الجوهري‌ نشيت منه ريحا نشوة بالكسر أي شممت ويقال أيضا نشيت الخبر إذاتخبرت ونظرت من أين جاء والخلاق النصيب الوافر من الخير فالمعني الطالبين نصيبهم والمستخبرين عنه ليأخذوه و في بعض النسخ بالسين المهملة و هوأنسب و في بعضها


صفحه : 275

بالفاء بكسر الخاء فيكون الناشين مخففا من نشأ والدبار بالكسر المعاداة وبالفتح الهلاك والسفال بالفتح نقيض العلو يقال سفل ككرم وعلم ونصر سفالا وسفالا والشقاء الشدة والعسر والمعرة الإثم والأذي والغرم والدية والجناية وتلون الوجه غضبا والورطة الهلكة و كل أمر تعسر النجاة منه والوتر الذحل والظلم فيه كالترة. قوله استحقاقهم أي بحسب عقول الخلق من عدلك أي حال كونها ناشئة من عدلك و لاتزيد علي استحقاقهم الواقعي‌ أوالمراد استحقاقهم بالذات فلاينافي‌ زيادتهما بحسب مايصل ضرر أفعالهم إلي الخلق و هذاأحد الوجوه المذكورة في فائدة اللعن عليهم فإن جميع الخلق طالبون للحقوق منهم بحسب ماوصل إليهم من الضرر من منع الإمام عن إقامة العدل وبيان الأحكام وإقامة الحدود فلعنهم طلب لحقهم فيستحقون بذلك مضاعفة العذاب . حتي أكله أي يحصل لي الكلال بتكرر الدعوة حتي لاأقنط أي تدعوني‌ لكيلا أقنط. وأقول هذاالدعاء كان سقيما جدا وعسي أن يتيسر لنا نسخة يمكننا تصحيحه منها أولغيرنا ولذا أوردناه وكانت نسخة السيد أيضا كذلك حيث قال بعدتمام الدعاء أقول هذاآخر لفظ الدعاء المذكور و فيه مايحتاج إلي استدراك وتحقيق أمور انتهي ولعل أكثر تلك القنوتات بالصلاة المستحبة أنسب لاسيما صلاة الوتر


صفحه : 276

باب 43-التشهد وأحكامه

الآيات الأحزاب إِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا


صفحه : 277

صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً.تفسير المشهور أن الصلاة من الله الرحمة و من غيره طلبها وظاهر الآية وجوب الصلاة علي النبي ص في الجملة واختلف الأصحاب في وجوب الصلاة علي النبي وآله عليهم السلام في التشهد فالمشهور بين الأصحاب الوجوب بل نقل جماعة


صفحه : 278

اتفاق الأصحاب عليه و لم يذكرها الصدوق أصلا و لاوالده في التشهد الأول و عن ابن الجنيد أنه قال تجزي‌ الشهادتان إذا لم تخل الصلاة من الصلاة علي محمد وآله في أحد التشهدين . واحتج الفاضلان علي الوجوب بورود الأمر بها في هذه الآية و لاتجب في غيرالصلاة إجماعا فتجب في الصلاة في حال التشهد ويرد عليه أنه يجوز أن يكون المراد بالصلاة عليه ص الاعتناء بإظهار شرفه وتعظيم شأنه فلايدل علي المدعي أو يكون المراد الكلام الدال علي الثناء عليه و هوحاصل بالشهادة بالرسالة وبالجملة إثبات أن المراد الصلاة المتعارفة محل إشكال علي أن الأمر المطلق لايقتضي‌ التكرار فغاية مايلزم من الآية وجوب الصلاة في العمر مرة وإثبات أن القول بذلك خلاف الإجماع كماادعاه الفاضلان لايخلو عن عسر لكن الأخبار وردت من الجانبين في أن الآية نزلت في الصلاة عليه ص بالمعني المعهود مع الصلاة علي الآل أيضا كمامر في بابها فيندفع بعض الإيرادات . و قال المحقق في المعتبر أماالصلاة علي النبي ص فإنها واجبة في التشهدين و به قال علماؤنا أجمع و قال الشيخ هي‌ ركن و به قال أحمد و قال الشافعي‌ مستحبة في الأولي وركن من الصلاة في الأخيرة وأنكر أبوحنيفة ذلك واستحبهما في الموضعين و به قال مالك لأن النبي ص لم يعلمه الأعرابي‌ وَ لِأَنّ النّبِيّص قَالَ لِابنِ مَسعُودٍ عَقِيبَ ذِكرِ الشّهَادَتَينِ فَإِذَا قُلتَ ذَلِكَ فَقَد تَمّت صَلَاتُكَ أَو قَضَيتَ صَلَاتَكَ

لَنَا مَا رَوَوهُ عَن عَائِشَةَ قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَا تُقبَلُ صَلَاةٌ إِلّا بِطَهُورٍ وَ بِالصّلَاةِ عَلَيّ

وَ رَوَوهُ عَن أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص وَ لِأَنّهُ لَو لَم تَجِبِ الصّلَاةُ عَلَيهِ فِي التّشَهّدِ لَزِمَ أَحَدُ الأَمرَينِ إِمّا خُرُوجُ الصّلَاةِ عَلَيهِ عَنِ الوُجُوبِ أَو وُجُوبُهَا فِي غَيرِ الصّلَاةِ وَ يَلزَمُ مِنَ الأَوّلِ خُرُوجُ الأَمرِ عَنِ الوُجُوبِ وَ مِنَ الثاّنيِ‌ مُخَالَفَةُ الإِجمَاعِ

. لايقال ذهب الكرخي‌ إلي وجوبها في غيرالصلاة في العمر مرة و قال الطحاوي‌ كل ماذكر قلنا الإجماع سبق الكرخي‌ والطحاوي‌ فلاعبرة بخروجهما. ثم قال ره و أماقول الشيخ إنها ركن فإن عني الوجوب والبطلان بتركها


صفحه : 279

عمدا فهو صواب و إن عني مانفسر به الركن فلا. ثم قال في الاستدلال علي وجوب الصلاة علي آله ص بعد قوله و هومذهب علمائنا و به قال التويجي‌ من أصحاب الشافعي‌ وأحد الروايتين عن أحمد و قال الشافعي‌ يستحب

لَنَا مَا رَوَاهُ كَعبُ بنُ عُجرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَمَا صَلّيتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ إِنّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

لِقَولِهِص صَلّوا كَمَا رأَيَتمُوُنيِ‌ أصُلَيّ‌

وَ حَدِيثِ جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع عَنِ ابنِ مَسعُودٍ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي صَلَاةً وَ لَم يُصَلّ فِيهَا عَلَيّ وَ عَلَي أَهلِ بيَتيِ‌ لَم تُقبَل مِنهُ

واقتران الأهل به في الحكم دليل الوجوب لمابيناه من وجوب الصلاة عليه انتهي . واستدل أيضا بالآية علي وجوب الصلاة عليه ص كلما ذكر بما مر من التقريب ونقل العلامة في المنتهي الإجماع علي عدم الوجوب كمامر من المحقق أيضا وذهب صاحب كنز العرفان إلي وجوبها ونقله عن الصدوق و إليه ذهب الشيخ البهائي‌ و في بعض كتبه . وللعامة هنا أقوال مختلفة قال في الكشاف الصلاة علي رسول الله ص واجبة و قداختلفوا فمنهم من أوجبها كلما جري ذكره و في الحديث من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله

وَ يُروَي أَنّهُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ رَأَيتَ قَولَ اللّهِإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّ فَقَالَص هَذَا مِنَ العِلمِ المَكنُونِ وَ لَو لَا أَنّكُم سأَلَتمُوُنيِ‌ عَنهُ مَا أَخبَرتُكُم بِهِ إِنّ اللّهَ وَكّلَ بيِ‌ مَلَكَينِ فَلَا أُذكَرُ عِندَ عَبدٍ مُسلِمٍ فيَصُلَيّ‌ عَلَيّ إِلّا قَالَ ذَانِكَ المَلَكَانِ غَفَرَ اللّهُ لَكَ وَ قَالَ اللّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ جَوَاباً لِذَينِكَ المَلَكَينِ آمِينَ وَ لَا أُذكَرُ عِندَ عَبدٍ مُسلِمٍ فَلَا يصُلَيّ‌ عَلَيّ إِلّا قَالَ ذَانِكَ المَلَكَانِ لَا غَفَرَ اللّهُ لَكَ وَ قَالَ اللّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ لِذَينِكَ المَلَكَينِ آمِينَ

ومنهم من قال يجب في كل مجلس مرة و إن تكرر ذكره كماقيل في آية السجدة وتسميت العاطس وكذلك كل دعاء في أوله وآخره ومنهم من أوجبهما في العمر مرة وكذا قال في إظهار الشهادتين و ألذي يقتضيه الاحتياط الصلاة عند كل ذكر لماورد في الأخبار انتهي و ماعده أحوط


صفحه : 280

فلاريب في أنه أحوط بل هوالمتعين للأخبار الكثيرة الدالة علي وجوبها كماسيأتي‌ في باب الصلاة عليه في كتاب الدعاء و إن كان في بعضها ضعف علي المشهور لكن كثرتها وتعاضدها بالآية مما يجبر ضعفها وسيأتي‌ تمام القول فيها و في فروعها في محله و قدمر في صحيحة الفضلاء في خبر المعراج أن الله تعالي أمر النبي ص بالصلاة عليه و علي أهل بيته في التشهد فقول الصدوق بوجوبها كل ماذكرص وعدم وجوبها في التشهد مما يوهم التناقض إلا أن يقال يوجبها من حيث الذكر عموما لا من حيث الجزئية خصوصا و هذا لايخلو من وجه و به يمكن الجمع بين الأخبار. و أما قوله سبحانه وَ سَلّمُوا تَسلِيماًفقيل المراد به انقادوا له في الأمور كلها وأطيعوه و قدوردت الأخبار الكثيرة في أن المراد به التسليم لهم ع في كل ماصدر عنهم من قول أوفعل وعدم الاعتراض عليهم في شيء كمامر في كتاب العلم وقيل سلموا عليه بأن تقولوا السلام عليك يا رسول الله ونحو ذلك وربما رجح هذابالمقارنة بالصلاة و قديحمل علي المعنيين معا و علي التقديرين فيه دلالة علي وجوب السلام في الجملة فهو إما في ضمن التسليم المخرج من الصلاة كماقيل واستدل به عليه علي قياس الصلاة أو يقول السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته قبل التسليم المخرج كما في الكنز والاستدلال بنحو مامر مع أن الظاهر التسليم علي النبي فلايشمل نحو التسليم المخرج واحتمل المحقق الأردبيلي‌ قدس سره وجوبه في حال حياته ص وغيره الاستحباب مطلقا أومؤكدا في الصلاة ويشكل الاستدلال لقيام ماسبق من الاحتمال

1- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا صَلّي أَحَدُكُم وَ لَم يُصَلّ عَلَي النّبِيّص فِي صَلَاتِهِ يَسلُكُ بِصَلَاتِهِ غَيرَ سَبِيلِ الجَنّةِ


صفحه : 281

المحاسن ، عن محمد بن علي عن أبي جميلة مثله مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَنهُ ع

مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ وَ لَم يَذكُرِ النّبِيّص

2- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَن رَجُلٍ صَلّي الفَرِيضَةَ فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجدَةِ الثّانِيَةِ مِنَ الرّابِعَةِ أَحدَثَ فَقَالَ أَمّا صَلَاتُهُ فَقَد مَضَت وَ أَمّا التّشَهّدُ فَسُنّةٌ فِي الصّلَاةِ فَليَتَوَضّأ وَ ليَعُد إِلَي مَجلِسِهِ أَو مَكَانٍ نَظِيفٍ فَيَتَشَهّدُ

بيان رواه الشيخ بسند موثق لايقصر عن الصحيح ثم قال يحتمل أن يكون إنما سئل عمن أحدث بعدالشهادتين و إن لم يستوف باقي‌ تشهده فلأجل ذلك قال تمت صلاته و لو كان قبل ذلك لكان يجب عليه إعادة الصلاة علي مابيناه . و أما قوله و أماالتشهد فسنة معناه مازاد علي الشهادتين و يكون ماأمره به من إعادته بعد أن يتوضأ محمولا علي الاستحباب انتهي . وربما يحمل علي التقية لقول بعض العامة باستحباب التشهد والأظهر حمله علي أن وجوبه ظهر من السنة لا من القرآن فيكون من الأركان والحدث الواقع بعدالفراغ من أركان الصلاة لايوجب بطلانها كمايدل عليه صحيحة زرارة أيضا واختاره الصدوق ره و لاينافي‌ وجوب التشهد و ماورد من الأمر بالإعادة في خبر قاصر السند يمكن حمله علي الاستحباب والأحوط العمل بهذا الخبر ثم الإعادة

3- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع أَدنَي مَا يجُزيِ‌ مِنَ التّشَهّدِ الشّهَادَتَانِ


صفحه : 282

بيان ظاهره عدم وجوب الصلاة علي النبي وآله ويمكن حمله علي أنها من لوازم الشهادتين فكأنها داخلة فيهما أوأنها واجبة برأسها غيرداخلة في التشهد قال الشيخ البهائي‌ قدس سره لعل الوجه في خلو بعض الأخبار عن الصلاة أن التشهد هوالنطق بالشهادتين فإنه تفعل من الشهادة وهي‌ الخبر القاطع و أماالصلاة علي النبي وآله فليست في الحقيقة تشهدا وسؤال السائل إنما وقع في التشهد فأجابه الإمام عما سأله عنه انتهي . واعلم أن المشهور بين الأصحاب أن التشهد الواجب إنما يحصل بأن يقول أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم يصلي‌ علي النبي وآله و مازاد علي ذلك فهو مندوب وقيل الواجب أن يقول أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أللهم صل علي محمد وآل محمد و هوأحوط والظاهر أنه مجز اتفاقا و لو قال أشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله أو قال أشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسوله أوعبده ورسوله أو قال أشهد أن لاإله إلا الله أشهد أن محمدا عبده ورسوله من غيرواو أو غيرالترتيب فلايبعد الإجزاء والأحوط العدم

4- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِنَ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّالآيَةَ قَالَ أَثنَوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا عَلَيهِص قُلتُ فَكَيفَ عِلمُ الرّسُولِ أَنّهَا كَذَلِكَ قَالَ كَشَفَ لَهُ الغِطَاءَ

5- كِتَابُ عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ، عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن بَكرِ بنِ حَبِيبٍ الأحَمسَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ التّشَهّدِ كَيفَ كَانُوا يَقُولُونَ قَالَ كَانُوا يَقُولُونَ أَحسَنَ مَا يَعلَمُونَ وَ لَو كَانَ مُوَقّتاً هَلَكَ النّاسُ

بيان حمل علي التحيات وسائر الأدعية المستحبة فيه

6- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ، عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ


صفحه : 283

قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا صَلّي أَحَدُكُم فنَسَيِ‌َ أَن يَذكُرَ مُحَمّداً وَ آلَهُ فِي صَلَاتِهِ سَلَكَ بِصَلَاتِهِ غَيرَ سَبِيلِ الجَنّةِ وَ لَا تُقبَلُ صَلَاةٌ إِلّا أَن يُذكَرَ فِيهَا مُحَمّدٌ وَ آلُ مُحَمّدٍ

بيان لعل النسيان بمعني الترك أومحمول علي نسيان مستند إلي تقصيره وعدم اهتمامه

7- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا قَالَ العَبدُ فِي التّشَهّدِ فِي الأَخِيرَتَينِ وَ هُوَ جَالِسٌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ ثُمّ أَحدَثَ حَدَثاً فَقَد تَمّت صَلَاتُهُ

بيان ظاهره وجوب التشهد في الصلاة أماوجوب الشهادتين عقيب كل ثنائية و في آخرة الثلاثية والرباعية فنقل الإجماع عليه جماعة من الأصحاب واقتصر الصدوق في المقنع علي الشهادتين و لم يذكر الصلاة علي النبي وآله ثم قال وأدني مايجز‌ئ من التشهد الشهادتان أو يقول بسم الله وبالله ثم يسلم وحكم في الذكري بأنه معارض بإجماع الإمامية والوجوب أحوط وأقوي . و أماوجوب الصلاة علي النبي وآله في التشهد فقد مر الكلام فيه وربما يستدل بهذا الخبر وأمثاله علي عدم وجوبها و فيه نظر إذ عدم ناقضية الحدث بينها و بين الصلاة لايدل علي عدم الجزئية كماسيأتي‌ علي أنه لاينافي‌ الوجوب من حيث العموم بوجه وأيضا عدم التمامية أعم من البطلان و مايدل عليه بحسب المفهوم من وجوب قوله وَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ إلي آخره فليس بمعتبر لمعارضته الإجماع والأخبار الكثيرة المعتبرة

8-العِلَلُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ فِي بَابِ السّجُودِ قَالَسُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا مَعنَي رَفعِ رِجلِكَ اليُمنَي وَ طَرحِكَ اليُسرَي فِي التّشَهّدِ قَالَ تَأوِيلُهُ أللّهُمّ أَمِتِ البَاطِلَ


صفحه : 284

وَ أَقِمِ الحَقّ

9- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا مَعنَي قَولِ المصُلَيّ‌ فِي تَشَهّدِهِ لِلّهِ مَا طَابَ وَ طَهُرَ وَ مَا خَبُثَ فَلِغَيرِهِ قَالَ مَا طَابَ وَ طَهُرَ كَسبُ الحَلَالِ مِنَ الرّزقِ وَ مَا خَبُثَ فَالرّبَا

بيان لعل ماذكر علي سبيل المثال فإن الظاهر عمومه فإن كل ماطاب وطهر من العقائد والأعمال والمكاسب والأموال و غير ذلك فهي‌ لله ويصل إليه ويحصل بتوفيقه و ماخبث عن جميع ذلك فهي‌ للشيطان وغيره وبسببهم

10- العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِيمَا رَوَاهُ مِنَ العِلَلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ التّشَهّدُ بَعدَ الرّكعَتَينِ قِيلَ لِأَنّهُ كَمَا قُدّمَ قَبلَ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ الأَذَانُ وَ الدّعَاءُ وَ القِرَاءَةُ فَكَذَلِكَ أَيضاً أُمِرَ بَعدَهَا بِالتّشَهّدِ وَ التّحمِيدِ وَ الدّعَاءِ

11-مِصبَاحُ الشّرِيعَةِ، قَالَ الصّادِقُ ع التّشَهّدُ ثَنَاءٌ عَلَي اللّهِ فَكُن عَبداً لَهُ بِالسّرّ خَاضِعاً لَهُ بِالفِعلِ كَمَا أَنّكَ عَبدٌ لَهُ بِالقَولِ وَ الدّعوَي وَ صِل صِدقَ لِسَانِكَ بِصَفَاءِ صِدقِ سِرّكَ فَإِنّهُ خَلَقَكَ عَبداً وَ أَمَرَكَ أَن تَعبُدَهُ بِقَلبِكَ وَ لِسَانِكَ وَ جَوَارِحِكَ وَ أَن تُحَقّقَ عُبُودِيّتَكَ لَهُ وَ رُبُوبِيّتَهُ لَكَ وَ تَعلَمَ أَنّ نوَاَصيِ‌َ الخَلقِ بِيَدِهِ فَلَيسَ لَهُم نَفَسٌ وَ لَا لَحظَةٌ إِلّا بِقُدرَتِهِ وَ مَشِيّتِهِ وَ هُم عَاجِزُونَ عَن إِتيَانِ أَقَلّ شَيءٍ فِي مَملَكَتِهِ إِلّا بِإِذنِهِ وَ إِرَادَتِهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ رَبّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَ يَختارُ ما كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِمسُبحانَ اللّهِ...عَمّا يُشرِكُونَفَكُن لَهُ عَبداً شَاكِراً بِالقَولِ وَ الدّعوَي


صفحه : 285

وَ صِل صِدقَ لِسَانِكَ بِصَفَاءِ سِرّكَ فَإِنّهُ خَلَقَكَ فَعَزّ وَ جَلّ أَن تَكُونَ إِرَادَةٌ وَ مَشِيّةٌ لِأَحَدٍ إِلّا بِسَابِقِ إِرَادَتِهِ وَ مَشِيّتِهِ فَاستَعمِلِ العُبُودِيّةَ فِي الرّضَا بِحِكمَتِهِ وَ بِالعِبَادَةِ فِي أَدَاءِ أَوَامِرِهِ وَ قَد أَمَرَكَ بِالصّلَاةِ عَلَي حَبِيبِهِ مُحَمّدٍص فَأَوصِل صَلَاتَهُ بِصَلَاتِهِ وَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِهِ وَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَتِهِ وَ انظُر إِلَي أَن لَا تَفُوتَكَ بَرَكَاتُ مَعرِفَةِ حُرمَتِهِ فَتُحرَمَ عَن فَائِدَةِ صَلَاتِهِ وَ أَمرِهِ بِالِاستِغفَارِ لَكَ وَ الشّفَاعَةِ فِيكَ إِن أَتَيتَ بِالوَاجِبِ فِي الأَمرِ وَ النهّي‌ِ وَ السّنَنِ وَ الآدَابِ وَ تَعلَمَ جَلِيلَ مَرتَبَتِهِ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

12-تَفسِيرُ الإِمَامِ ع ، قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ أَقِيمُوا الصّلاةَ هُوَ إِقَامَةُ الصّلَاةِ بِتَمَامِ رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ مَوَاقِيتِهَا وَ أَدَاءِ حُقُوقِهَا التّيِ‌ إِذَا لَم تُؤَدّ بِحُقُوقِهَا لَم يَتَقَبّلهَا رَبّ الخَلَائِقِ أَ تَدرُونَ مَا تِلكَ الحُقُوقُ فَهُوَ إِتبَاعُهَا بِالصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا مُنطَوِياً عَلَي الِاعتِقَادِ بِأَنّهُم أَفضَلُ خِيَرَةِ اللّهِ وَ القَوّامُونَ بِحُقُوقِ اللّهِ وَ النّصّارُ لِدِينِ اللّهِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ العَبدَ إِذَا أصبحت [أَصبَحَ]أَقبَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِ وَ مَلَائِكَتُهُ لِيَستَقبِلَ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ بِصَلَاتِهِ فَيُوَجّهَ إِلَيهِ رَحمَتَهُ وَ يُفِيضَ عَلَيهِ كَرَامَتَهُ فَإِن وَفَي بِمَا أَخَذَ عَلَيهِ فَأَدّي الصّلَاةَ عَلَي مَا فُرِضَت قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِلمَلَائِكَةِ خُزّانِ جِنَانِهِ وَ حَمَلَةِ عَرشِهِ قَد وَفَي عبَديِ‌ هَذَا أَوفُوا لَهُ وَ إِن لَم يَفِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لَم يُوفِ عبَديِ‌ هَذَا وَ أَنَا الحَلِيمُ الكَرِيمُ فَإِن تَابَ تُبتُ عَلَيهِ وَ إِن أَقبَلَ عَلَي طاَعتَيِ‌ أَقبَلتُ عَلَيهِ برِضِواَنيِ‌ وَ رحَمتَيِ‌ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِن كَسِلَ عَمّا يُرِيدُ قُصّرَت فِي قُصُورِهِ حُسناً وَ بَهَاءً وَ جَلَالًا وَ شُهِرَت فِي الجِنَانِ بِأَنّ صَاحِبَهَا مُقَصّرٌ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ جَبرَئِيلَ لَيلَةَ المِعرَاجِ فَعَرَضَ عَلَيّ قُصُورَ الجِنَانِ فَرَأَيتُهَا مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ مِلَاطُهَا المِسكُ وَ العَنبَرُ غَيرَ أنَيّ‌


صفحه : 286

رَأَيتُ لِبَعضِهَا شُرَفاً عَالِيَةً وَ لَم أَرَ لِبَعضِهَا فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَا بَالُ هَذِهِ بِلَا شُرَفٍ كَمَا لِسَائِرِ تِلكَ القُصُورِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ قُصُورُ المُصَلّينَ فَرَائِضَهُم الّذِينَ يَكسَلُونَ عَنِ الصّلَاةِ عَلَيكَ وَ عَلَي آلِكَ بَعدَهَا فَإِن بَعَثَ مَادّةً لِبِنَاءِ الشّرَفِ مِنَ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ بُنِيَت لَهُ الشّرَفُ وَ إِلّا بَقِيَت هَكَذَا فَيُقَالُ حَتّي يُعرَفَ فِي الجِنَانِ أَنّ القَصرَ ألّذِي لَا شُرَفَ لَهُ هُوَ ألّذِي كَسِلَ صَاحِبُهُ بَعدَ صَلَاتِهِ عَنِ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ رَأَيتُ فِيهَا قُصُوراً وَسِيعَةً مُشرِفَةً عَجِيبَةَ الحُسنِ لَيسَ لَهَا أَمَامَهَا دِهلِيزٌ وَ لَا بَينَ يَدَيهَا بُستَانٌ وَ لَا خَلفَهَا فَقُلتُ مَا بَالُ هَذِهِ القُصُورِ لَا دِهلِيزَ بَينَ يَدَيهَا وَ لَا بُستَانَ خَلفَ قَصرِهَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ قُصُورُ المُصَلّينَ الخَمسَ الصّلَوَاتِ الّذِينَ يَبذُلُونَ بَعضَ وُسعِهِم فِي قَضَاءِ حُقُوقِ إِخوَانِهِمُ المُؤمِنِينَ دُونَ جَمِيعِهَا فَلِذَلِكَ قُصُورُهُم مُسَتّرَةٌ بِغَيرِ دِهلِيزٍ أَمَامَهَا وَ لَا بَسَاتِينَ خَلفَهَا

13- وَ مِنهُ، إِذَا قَعَدَ المصُلَيّ‌ لِلتّشَهّدِ الأَوّلِ وَ التّشَهّدِ الثاّنيِ‌ قَالَ اللّهُ تَعَالَي يَا ملَاَئكِتَيِ‌ قَد قَضَي خدِمتَيِ‌ وَ عبِاَدتَيِ‌ وَ قَعَدَ يثُنيِ‌ عَلَيّ وَ يصُلَيّ‌ عَلَي مُحَمّدٍ نبَيِيّ‌ لَأُثنِيَنّ عَلَيهِ فِي مَلَكُوتِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ لَأُصَلّيَنّ عَلَي رُوحِهِ فِي الأَروَاحِ فَإِذَا صَلّي عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي صَلَاتِهِ قَالَ لَأُصَلّيَنّ عَلَيكَ كَمَا صَلّيتَ عَلَيهِ وَ لَأَجعَلَنّهُ شَفِيعَكَ كَمَا استَشفَعتَ بِهِ

بيان الخبر الأول ظاهره استحباب الصلاة لكن يحتمل كون المراد به الصلاة في التعقيب لا في التشهد بل هوأظهر والثاني‌ يدل علي استحباب الصلاة علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه في التشهد إما في ضمن الصلوات علي الآل أو علي الخصوص أوالأعم والأوسط أظهر

14-السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع V


صفحه : 287

لَا بَأسَ بِالإِقعَاءِ فِيمَا بَينَ السّجدَتَينِ وَ لَا ينَبغَيِ‌ الإِقعَاءُ فِي مَوضِعِ السّجُودِ إِنّمَا التّشَهّدُ فِي الجُلُوسِ وَ لَيسَ المقُعيِ‌ بِجَالِسٍ

بيان يدل علي كراهة الإقعاء في التشهد والمشهور استحباب التورك و قال ابن بابويه والشيخ لايجوز الإقعاء وعلله الصدوق بما في الخبر

15-فَلَاحُ السّائِلِ، يَقُولُ فِي التّشَهّدِ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ الأَسمَاءُ الحُسنَي كُلّهَا لِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ تَقَبّل شَفَاعَتَهُ فِي أُمّتِهِ وَ ارفَع دَرَجَتَهُ وَ إِنِ اقتَصَرَ عَلَي الشّهَادَةِ لِلّهِ جَلّ جَلَالُهُ بِالوَحدَانِيّةِ وَ لِمُحَمّدٍص بِالرّسَالَةِ وَ عَلَي الصّلَاةِ عَلَيهِ وَ آلِهِ أَجزَأَهُ ذَلِكَ وَ قَالَ رَحِمَهُ اللّهُ يَقُولُ فِي تَشَهّدِ الفَرِيضَةِ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ الأَسمَاءُ الحُسنَي كُلّهَا لِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُبِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَالتّحِيّاتُ لِلّهِ وَ الصّلَوَاتُ الطّيّبَاتُ الطّاهِرَاتُ الزّاكِيَاتُ الرّائِحَاتُ الغَادِيَاتُ النّاعِمَاتُ لِلّهِ مَا طَابَ لِلّهِ وَ طَهُرَ وَ زكَيِ‌َ وَ خَلَصَ وَ مَا خَبُثَ فَلِغَيرِ اللّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ وَ أَشهَدُ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ أَنّ النّارَ حَقّوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ وَ أَشهَدُ أَنّ ربَيّ‌ نِعمَ الرّبّ وَ أَنّ مُحَمّداً نِعمَ الرّسُولُ أَشهَدُما عَلَي الرّسُولِ إِلّا البَلاغُ المُبِينُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ ارحَم مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ وَ بَارِك عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَأَفضَلِ مَا صَلّيتَ وَ بَارَكتَ وَ رَحِمتَ وَ تَرَحّمتَ وَ تَحَنّنتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَي جَمِيعِ أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ السّلَامُ عَلَي الأَئِمّةِ الهَادِينَ المَهدِيّينَ السّلَامُ


صفحه : 288

عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ

16- مِصبَاحُ الشّيخِ، فِي تَشَهّدِ النّافِلَةِ وَ التّشَهّدِ الأَوّلِ يَقُولُ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ الأَسمَاءُ الحُسنَي كُلّهَا لِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ تَقَبّل شَفَاعَتَهُ فِي أُمّتِهِ وَ قَرّب وَسِيلَتَهُ وَ ارفَع دَرَجَتَهُ وَ ذَكَرَ فِي التّشَهّدِ الثاّنيِ‌ مَا ذَكَرَهُ السّيّدُ إِلَي آخِرِهِ

أقول وذكر الشيخ نحو ذلك في النهاية والصدوق في المقنع أيضا بأدني تغيير في الترتيب وغيره

17- أَعلَامُ الدّينِ،للِديّلمَيِ‌ّ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن صَلّي وَ لَم يَذكُرِ الصّلَاةَ عَلَيّ وَ عَلَي آليِ‌ سُلِكَ بِهِ غَيرَ طَرِيقِ الجَنّةِ وَ كَذَلِكَ مَن ذُكِرتُ عِندَهُ وَ لَم يُصَلّ عَلَيّ

18- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مِهرَانَ عَنِ القَاسِمِ الزّيّاتِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبِ بنِ جُندَبٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ أصُلَيّ‌ المَغرِبَ مَعَ هَؤُلَاءِ فَأُعِيدُهَا فَأَخَافُ أَن يتَفَقَدّوُنيّ‌ قَالَ إِذَا صَلّيتَ الثّالِثَةَ فَمَكّن فِي الأَرضِ أَليَتَيكَ ثُمّ انهَض وَ تَشَهّد وَ أَنتَ قَائِمٌ ثُمّ اركَع وَ اسجُد فَإِنّهُم يَحسَبُونَ أَنّهَا نَافِلَةٌ

بيان يدل علي جواز قراءة التشهد قائما عندالتقية و لم أره في كلام الأصحاب و لاخلاف في وجوب الجلوس فيه في حال الاختيار وادعي في المنتهي عليه الإجماع ويدل علي جواز إيقاع هيئة الركوع والسجود و إن لم يقصد بهما الصلاة تقية وعمومات التقية مؤيدة للحكمين

19-دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ فِي التّشَهّدِ الأَوّلِ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ الأَسمَاءُ الحُسنَي كُلّهَا لِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ


صفحه : 289

لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ تَقَبّل شَفَاعَتَهُ فِي أُمّتِهِ وَ صَلّ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ فِي التّشَهّدِ الآخَرِ وَ هُوَ ألّذِي يَنصَرِفُ بِهِ مِنَ الصّلَاةِ بِسمِ اللّهِ التّحِيّاتُ لِلّهِ الطّيّبَاتُ الطّاهِرَاتُ الصّلَوَاتُ الزّاكِيَاتُ الحَسَنَاتُ الغَادِيَاتُ الرّائِحَاتُ النّاعِمَاتُ السّابِغَاتُ لِلّهِ مَا طَابَ وَ صَلُحَ وَ خَلَصَ وَ زكَيِ‌َ فَلِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالهُدَي وَ دِينِ الحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ أَشهَدُ أَنّ اللّهَ نِعمَ الرّبّ وَ أَنّ مُحَمّداًص نِعمَ الرّسُولُ ثُمّ أَثنِ عَلَي رَبّكَ بِمَا قَدَرتَ عَلَيهِ مِنَ الثّنَاءِ الحَسَنِ وَ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ ثُمّ سَل لِنَفسِكَ وَ تَخَيّر مِنَ الدّعَاءِ مَا أَحبَبتَ فَإِذَا فَرَغتَ مِن ذَلِكَ فَسَلّم عَلَي النّبِيّص تَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ السّلَامُ عَلَي مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ

20- العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عِلّةُ وَضعِ الرّجلَينِ اليُمنَي عَلَي اليُسرَي فِي التّشَهّدِ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَن مَعنَي ذَلِكَ فَقَالَ مَعنَاهُ أللّهُمّ أَمِتِ البَاطِلَ وَ أَقِمِ الحَقّ وَ عِلّةُ التّشَهّدِ فِي الرّكعَتَينِ أَنّ الصّلَاةَ كَانَت أَوّلَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهَا رَكعَتَينِ ثُمّ أَضَافَ إِلَيهَا رَسُولُ اللّهِص رَكعَتَينِ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ يُتَشَهّدُ فِي الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ وَ مَعنَي التّشَهّدِ فِي الرّابِعَةِ التّحِيّاتُ لِلّهِ الصّلَوَاتُ الطّيّبَاتُ الطّاهِرَاتُ فَهُوَ لُطفٌ حَسَنٌ وَ ثَنَاءٌ عَلَي اللّهِ جَلّ وَ عَزّ وَ قَولُهُ لِلّهِ مَا طَابَ وَ طَهُرَ يعَنيِ‌ مَا خَلَصَ فِي القَلبِ وَ صَفَا فِي النّيّةِ فَلِلّهِ وَ مَا خَبُثَ يعَنيِ‌ مَا عُمِلَ رِيَاءً فَلِغَيرِ اللّهِ وَ أَقَلّ مَا يَجِبُ مِنَ التّشَهّدِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ

21-قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن


صفحه : 290

أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ تَرَكَ التّشَهّدَ حَتّي سَلّمَ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ إِن ذَكَرَ قَبلَ أَن يُسَلّمَ فَليَتَشَهّد وَ عَلَيهِ سَجدَتَا السّهوِ وَ إِن ذَكَرَ أَنّهُ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَو بِسمِ اللّهِ أَجزَأَهُ فِي صَلَاتِهِ وَ إِن لَم يَتَكَلّم بِقَلِيلٍ وَ لَا كَثِيرٍ حَتّي سَلّمَ أَعَادَ الصّلَاةَ

بيان لم أر عاملا به من الأصحاب بل المشهور قضاء التشهد وسجدتا السهو كماسيأتي‌ نعم قال ابن إدريس إذا كان المنسي‌ التشهد الأخير وأحدث ماينقض طهارته قبل الإتيان به يجب عليه إعادة الصلاة و هوأيضا خلاف المشهور ويمكن حمل الخبر عليه والأظهر حمله علي الاستحباب وروي‌ في التهذيب قريبا منه عن عمار الساباطي‌ و لوقضي التشهد وسجد للسهو ثم أعاد الصلاة كان أحوط

22-المُعتَبَرُ،أَفضَلُ التّشَهّدِ مَا رَوَاهُ أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا جَلَستَ فِي الثّانِيَةِ فَقُل بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ الحَمدُ لِلّهِ وَ خَيرُ الأَسمَاءِ لِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ أَشهَدُ أَنّ ربَيّ‌ نِعمَ الرّبّ وَ أَنّ مُحَمّداً نِعمَ الرّسُولُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ تَقَبّل شَفَاعَتَهُ فِي أُمّتِهِ وَ ارفَع دَرَجَتَهُ ثُمّ تَحمَدُ اللّهَ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً ثُمّ تَقُومُ فَإِذَا جَلَستَ فِي الرّابِعَةِ قُلتَ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ خَيرُ الأَسمَاءِ لِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ أَشهَدُ أَنّكَ نِعمَ الرّبّ وَ أَنّ مُحَمّداً نِعمَ الرّسُولُ التّحِيّاتُ لِلّهِ وَ الصّلَوَاتُ الطّاهِرَاتُ الطّيّبَاتُ الزّاكِيَاتُ الغَادِيَاتُ الرّائِحَاتُ السّابِغَاتُ النّاعِمَاتُ لِلّهِ مَا طَابَ وَ زكَيِ‌َ وَ طَهُرَ وَ مَا خَلَصَ وَ صَفَا فَلِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ


صفحه : 291

أَرسَلَهُ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ وَ أَشهَدُأَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ بَارِك عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ سَلّم عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ تَرَحّم عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ كَمَا صَلّيتَ وَ بَارَكتَ وَ تَرَحّمتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ امنُن عَلَيّ بِالجَنّةِ وَ عاَفنِيِ‌ مِنَ النّارِ ثُمّ قُلِ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَي أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ

بيان رَوَي الشّيخُ هَذَا الحَدِيثَ بِسَنَدٍ مُوَثّقٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ فِيهِ فِي التّشَهّدِ الأَوّلِ أَشهَدُ أَنّكَ نِعمَ الرّبّ بِدُونِ الوَاوِ وَ سَاقَ التّشَهّدَ الثاّنيِ‌َ إِلَي قَولِهِ بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ أَشهَدُ أَنّ ربَيّ‌ نِعمَ الرّبّ وَ أَنّ مُحَمّداً نِعمَ الرّسُولُ وَ أَشهَدُأَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لنِهَتدَيِ‌َ لَو لا أَن هَدانَا اللّهُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ سَاقَ إِلَي قَولِهِ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَاغفِر لَنا وَ لِإِخوانِنَا الّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ وَ لا تَجعَل فِي قُلُوبِنا غِلّا لِلّذِينَ آمَنُوا رَبّنا إِنّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ امنُن عَلَيّ بِالجَنّةِ وَ عاَفنِيِ‌ مِنَ النّارِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اغفِرلِلمُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِوَ لِمَن دَخَلَ بيَتيِ‌َ مُؤمِناًوَ لا تَزِدِ الظّالِمِينَ إِلّا تَباراً ثُمّ قُلِ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَي أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ السّلَامُ عَلَي جِبرِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ السّلَامُ عَلَي مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ خَاتَمِ النّبِيّينَ لَا نبَيِ‌ّ بَعدَهُ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ

. ثم اعلم أن الشيخ وأكثر الأصحاب ذكروا في افتتاح التشهد بسم الله وبالله والأسماء الحسني كلها لله كماعرفت و في الرواية كمارأيت ويظهر من الشهيدين قدس الله روحهما أنهما لم يريا رواية موافقة للمشهور نعم قدمر في صحيحة ابن


صفحه : 292

أذينة وغيرها في ذكر الصلاة في المعراج هكذا بسم الله وبالله و لاإله إلا الله والأسماء الحسني كلها لله و قدسبق مانقلنا من فقه الرضا ع موافقا للمشهور ولعل الصدوق أخذ منه وتبعه القوم وربما يؤيده حديث الدعائم فكل من الطرق الثلاثة حسن و إن كان بعضها أقوي سندا وبعضها أوفق للمشهور. و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله في شرح النفلية اختصاص التحيات بالتشهد الأخير موضع وفاق بين الأصحاب فلاتحيات في الأول إجماعا فلو أتي فيه بهالغير تقية معتقدا لشرعيتها مستحبا أثم واحتمل البطلان و لو لم يعتقد استحبابها فلاإثم من حيث الاعتقاد وتوقف المصنف في الذكري في بطلان الصلاة حينئذ وعدم البطلان متجه لأنها ثناء علي الله تعالي . و قال الشهيد في الذكري لاتحيات في التشهد الأول بإجماع الأصحاب غير أن أباالصلاح قال فيه بسم الله وبالله والحمد لله والأسماء الحسني كلها لله لله ماطاب وزكي‌ ونمي وخلص و ماخبث فلغير الله وتبعه ابن زهرة. و قال في النفلية وروي‌ مرسلا عن الصادق ع جواز التسليم علي الأنبياء ونبيناص في التشهد الأول و لم يثبت قال الشارح من حيث إرسال خبره وعدم القائل به من الأصحاب انتهي . والتحية مايحيا به من سلام وثناء ونحوهما و قديفسر التحيات بالعظمة والملك والبقاء قال في النهاية التحيات جمع تحية قيل أراد بها السلام يقال حياك الله أي سلم عليك وقيل التحية الملك وقيل البقاء وإنما جمع التحية لأن ملوك الأرض يحيون بتحيات مختلفة فيقال لبعضهم أبيت اللعن ولبعضهم أنعم صباحا ولبعضهم اسلم كثيرا ولبعضهم عش ألف سنة فقيل للمسلمين قولوا التحيات لله أي الألفاظ التي‌ تدل علي السلام والملك والبقاء هي‌ لله عز و جل والتحية تفعلة من الحياة وإنما أدغمت لاجتماع الأمثال والهاء لازمة لها والتاء


صفحه : 293

زائدة انتهي . و قال في شرح السنة بعدإيراد الوجه المتقدم عن القتيبي‌ قلت و شيءمما كان يحيون به الملوك لايصلح الثناء علي الله وقيل التحيات لله هي‌ أسماء الله تعالي السلام المؤمن المهيمن الحي‌ القيوم يريد التحية بهذه الأسماء لله عز و جل و قوله الصلوات لله أي الرحمة لله علي العباد كقوله تعالي أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبّهِم وَ رَحمَةٌ وقيل الصلوات الأدعية لله انتهي . و قال في النهاية الصلوات لله أي الأدعية التي‌ يراد بهاتعظيم الله تعالي هومستحقها لايليق بأحد سواه انتهي . و قال الآبي‌ في شرح صحيح مسلم الصلوات هي‌ الصلوات المعروفة وقيل الدعوات والتضرع وقيل الرحمة أي الله المتفضل بها. و قال الطيبي‌ إن العبد لماوجه التحيات المباركات إلي الله تعالي اتجه لسائل أن يقول فما للعبد حينئذ فأجيب بأن الصلوات الطيبات لله فإنه عز و جل يوجهها إليه جزاء لمافعل انتهي . والغاديات الكائنة وقت الغدو والرائحات الكائنة في وقت الرواح و هو من زوال الشمس إلي الليل و ماقبله غدو والسابغات الكاملات الوافيات والمراد بالناعمات مايقرب من معني الطيبات والتبار الهلاك وخلص بفتح اللام كماذكره ابن إدريس وغيره

23-المُهَذّبُ،لِابنِ البَرّاجِ فِي التّشَهّدِ الأَوّلِ يَقُولُ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ الأَسمَاءُ الحُسنَي كُلّهَا لِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ تَقَبّل شَفَاعَتَهُ فِي أُمّتِهِ وَ ارفَع دَرَجَتَهُ وَ فِي الثاّنيِ‌ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُبِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَالتّحِيّاتُ لِلّهِ وَ الصّلَوَاتُ الطّيّبَاتُ الطّاهِرَاتُ


صفحه : 294

الزّاكِيَاتُ الرّائِحَاتُ النّاعِمَاتُ الغَادِيَاتُ المُبَارَكَاتُ لِلّهِ مَا طَابَ وَ طَهُرَ وَ زكَيِ‌َ وَ خَلَصَ وَ نَمَا وَ مَا خَبُثَ فَلِغَيرِ اللّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ وَ أَشهَدُ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ أَنّ النّارَ حَقّوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ ارحَم مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ كَأَفضَلِ مَا صَلّيتَ وَ بَارَكتَ وَ تَرَحّمتَ وَ تَحَنّنتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ فِي العَالَمِينَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَي جَمِيعِ أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ السّلَامُ عَلَي الأَئِمّةِ الطّاهِرِينَ الهَادِينَ المَهدِيّينَ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

أقول قدمضي بعض الأخبار في باب علل الصلاة و في باب آداب الهوي‌ إلي السجود و باب وصف الصلاة وسيأتي‌ بعضها في باب الشك والسهو


صفحه : 295

باب 53-التسليم وآدابه وأحكامه

الآيات الأحزاب يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا تَسلِيماً.أقول قدمر الكلام فيها في الباب السابق واستدلال القوم بها علي وجوب التسليم قال في كنز العرفان في تفسير هذه الآية استدل بعض شيوخنا علي وجوب التسليم المخرج من الصلاة بما تقريره شيء من التسليم واجب و لا شيء منه في غيرالتشهد بواجب فيكون وجوبه في الصلاة و هوالمطلوب أماالصغري فلقوله سلموا الدال علي الوجوب و أماالكبري فللإجماع و فيه نظر لجواز كونه بمعني الانقياد سلمنا لكنه سلام علي النبي لسياق الكلام وقضية العطف وأنتم لاتقولون إنه المخرج من الصلاة بل المخرج غيره . ثم قال واستدل بعض شيوخنا المعاصرين علي أنه يجب إضافة السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته إلي التشهد الأخير بالتقريب المتقدم قيل عليه أنه خرق للإجماع لنقل العلامة الإجماع علي استحبابه ويمكن الجواب بمنع الإجماع علي عدم وجوبه والإجماع المنقول علي مشروعيته وراجحيته و هوأعم من الوجوب والندب . ثم قال وبالجملة ألذي يغلب علي ظني‌ الوجوب واستدل ببعض الأخبار.أقول يؤيد عدم الإجماع ماذكره في الذكري حيث قال قال صاحب الفاخر أقل المجزي‌ من عمل الصلاة في الفريضة تكبيرة الافتتاح وقراءة الفاتحة في الركعتين


صفحه : 296

أوثلاث تسبيحات والركوع والسجود وتكبيرة واحدة بين السجدتين والشهادة في الجلسة الأولي و في الأخيرة الشهادتان والصلاة علي النبي وآله ع والتسليم و السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . ثم قال الشهيد رحمه الله وكلام هذايشتمل علي أشياء لاتعد من المذهب و قال ثم قال يسلم إن كان إماما بواحدة تلقاء وجهه في القبلة السلام عليكم يرفع بهاصوته و إذاكانوا صفوفا خلف إمام سلم القوم علي أيمانهم و علي شمائلهم و من كان في آخر الصف فعليه أن يسلم علي يمينه فقط و من كان وحده أجزأ منه السلام ألذي في آخر التشهد ويزيد في آخره السلام عليكم يميل أنفه عن يمينه قليلا وعني بالذي‌ في آخر التشهد قوله السلام علي رسول الله ص و علي أهل بيته السلام علي نبي‌ الله السلام علي محمد بن عبد الله خاتم النبيين و رسول رب العالمين السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علي الأئمة المهديين الراشدين السلام علينا و علي عباد الله الصالحين انتهي . ثم اعلم أن الأصحاب اختلفوا في التسليم فذهب المرتضي و أبوالصلاح وسلار و ابن أبي عقيل والراوندي‌ وصاحب الفاخر و ابن زهرة إلي الوجوب والشيخان و ابن البراج و ابن إدريس وجماعة إلي الاستحباب ونسبه في الذكري إلي أكثر القدماء واختاره العلامة في عدة من كتبه . واختلفوا أيضا في أنه هل هوجزء من الصلاة أم خارج عنها قال المرتضي لم أجد لأصحابنا فيه نصا ويقوي عندي‌ أنها من الصلاة والأخبار في المقامين


صفحه : 297

متعارضة ويشكل الجزم بأحد الطرفين و إن كان الاستحباب والخروج لايخلوان من قوة فالاحتياط يقتضي‌ الإتيان به ونية الوجوب والندب غيرضرور لاسيما إذا لم يعلم أحدهما و أماالأحكام المترتبة عليهما فسيأتي‌ أكثرها ولها مدارك مخصوصة نتكلم فيها إن شاء الله تعالي

1- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن تَسلِيمِ الرّجُلِ خَلفَ الإِمَامِ فِي الصّلَاةِ كَيفَ قَالَ تَسلِيمَةٌ وَاحِدَةٌ عَن يَمِينِكَ إِذَا كَانَ عَن يَمِينِكَ أَحَدٌ أَو لَم يَكُن

بيان ذهب الأصحاب إلي أن المنفرد يسلم تسليمة واحدة إلي القبلة و قال الشيخ وأكثر الأصحاب ويومئ بمؤخر عينيه إلي يمينه و لاتساعده الأخبار و قال الأكثر يسلم الإمام واحدة إلي القبلة ويومئ إلي اليمين بصفحة وجهه و قال ابن الجنيد إذا كان الإمام في صف سلم عن جانبيه و قال المأموم يسلم عن الجانبين إن كان علي يساره أحد و إلافعن يمينه ويومئ بصفحة الوجه و قال الصدوق يرد المأموم علي الإمام بواحدة ثم يسلم عن جانبيه بتسليمتين وجعل ابنا بابويه الحائط عن يساره كافيا في التسليمتين للمأموم كذا فهمه القوم من كلامهما و قال في الذكري


صفحه : 298

و لابأس باتباعهما لأنهما جليلان لايقولان إلا عن ثبت . و قال في الفقيه و إن كنت خلف إمام تأتم به فسلم تجاه القبلة واحدة ردا علي الإمام وتسلم علي يمينك واحدة و علي يسارك واحدة إلا أن لا يكون علي يسارك إنسان فلاتسلم علي يسارك إلا أن تكون بجنب الحائط فتسلم علي يسارك و لاتدع التسليم علي يمينك كان علي يمينك أحد أو لم يكن . و قال الوالد قدس سره الظاهر أنه أخذه مما رواه في العلل عن المفضل بن عمر لأن ماذكره سابقا مأخوذ منه وظاهر كلامه أنه إذا كان علي يساره الحائط يسلم علي اليسار كمافهمه الأصحاب وظاهر الخبر أنه إذا كان علي يمينه الحائط لايسلم علي اليمين بل علي اليسار و هوغريب إلا أن يحمل قوله و لاتدع التسليم علي غيرصورة الحائط ليكون مطابقا للرواية انتهي كلامه رفع مقامه . و لايخفي أن مايستفاد من الخبر أنسب وأوفق بالاعتبار وسيأتي‌ الخبر. ثم إنه اختلفت الأخبار في إيماء الإمام ففي‌ بعضها يسلم إلي القبلة و في بعضها إلي اليمين وربما يجمع بينهما بأنه يبتد‌ئ أولا من القبلة ثم يختمه مائلا إلي اليمين أو أنه لايميل كثيرا ليخرج عن حد القبلة بل يميل بوجهه قليلا والأظهر حملها علي التخيير وَ يُؤَيّدُهُ مَا فِي فِقهِ الرّضَا ع حَيثُ قَالَ ثُمّ سَلّم عَن يَمِينِكَ وَ إِن شِئتَ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ إِن شِئتَ تُجَاهَ القِبلَةِ

. و أماالمأموم فقال السيد في المدارك ليست فيما وقفت عليه من الروايات دلالة علي الإيماء بصفحة الوجه و لايخفي أن ظاهر هذاالخبر الإيماء بالوجه إذ لايعقل من التسليم عن اليمين إلا ذلك و أماالاكتفاء بذكر اليمين في هذاالخبر فهو إما محمول علي ما إذا لم يكن علي يساره أحد أو علي أقل المجزي‌ فإن الثاني‌ مستحب اتفاقا.


صفحه : 299

وَ كَذَا يَدُلّ عَلَي ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كُنتَ إِمَاماً فَإِنّمَا التّسلِيمُ أَن تُسَلّمَ عَلَي النّبِيّص وَ تَقُولَ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ فَإِذَا قُلتَ ذَلِكَ فَقَدِ انقَطَعَتِ الصّلَاةُ ثُمّ تُؤذِنُ القَومَ فَتَقُولُ وَ أَنتَ مُستَقبِلُ القِبلَةِ السّلَامُ عَلَيكُم وَ كَذَلِكَ إِذَا كُنتَ وَحدَكَ تَقُولُ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ مِثلَ مَا سَلّمتَ وَ أَنتَ إِمَامٌ فَإِذَا كُنتَ فِي جَمَاعَةٍ فَقُل مِثلَ مَا قُلتَ وَ سَلّم عَلَي مَن عَلَي يَمِينِكَ وَ شِمَالِكَ فَإِن لَم يَكُن عَلَي شِمَالِكَ أَحَدٌ فَسَلّم عَلَي الّذِينَ عَلَي يَمِينِكَ وَ لَا تَدَعِ التّسلِيمَ عَن يَمِينِكَ إِن لَم يَكُن عَلَي شِمَالِكَ أَحَدٌ

فإن ظاهر التسليم علي اليمين والشمال ذلك والحمل علي القصد بعيد لاسيما و قدقوبل بقوله و أنت مستقبل القبلة

2- المُعتَبَرُ،نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كُنتَ وَحدَكَ فَسَلّم تَسلِيمَةً وَاحِدَةً عَن يَمِينِكَ

بيان قال في المعتبر أماالإشارة بمؤخر العين فقد ذكره الشيخ في النهاية و هو من المستحب عنده وربما أيده مارواه أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي‌ في جامعه وذكر الخبر و قدعرفت أن ظاهر الخبر الإيماء بالوجه ولعله قدس سره جمع بذلك بين الأخبار و قدمر وجوه أخري للجمع و قال في الذكري لاإيماء إلي القبلة بشي‌ء من صيغتي‌ التسليم المخرج من الصلاة بالرأس و لابغيره إجماعا وإنما الإمام والمنفرد يسلمان تجاه القبلة بغير إيماء و أماالمأموم فالظاهر أنه يبتدئه مستقبل القبلة ثم يختمه بالإيماء إلي الجانب الأيمن أوالأيسر ثم قال ويستحب عندذكر النبي ص بالتسليم عليه الإيماء إلي القبلة بالرأس قاله المفيد وسلار و هوحسن في البلاد التي‌ يكون قبره ص في قبلة المصلي‌ انتهي . وأقول لو لم يكن قولهما مأخوذا من خبر فهذا الوجه ناقص عن إفادة المرام و الله أعلم بحقائق الأحكام


صفحه : 300

3- الخِصَالُ، عَن سِتّةٍ مِن مَشَايِخِهِ مِنهُم عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يُقَالُ فِي التّشَهّدِ الأَوّلِ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ لِأَنّ تَحلِيلَ الصّلَاةِ هُوَ التّسلِيمُ وَ إِذَا قُلتَ هَذَا فَقَد سَلّمتَ

العيون ، عن عبدالواحد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الرضا ع فيما كتب للمأمون مثله إلا أن فيه لايجوز أن تقول

توضيح وتنقيح

اعلم أن الأصحاب اختلفوا فيما يجب من صيغة التسليم فذهب الأكثر إلي أنه السلام عليكم قال في الدروس و عليه الموجبون وذكر في البيان أن السلام علينا لم يوجبه أحد من القدماء و أن القائل بوجوب التسليم يجعلها مستحبة كالتسليم علي الأنبياء والملائكة غيرمخرجة من الصلاة والقائل بندب التسليم يجعلها مخرجة. وذهب المحقق إلي التخيير بين الصيغتين و أن الواجبة ماتقدم منهما وتبعه العلامة وأنكره الشهيد في الذكري والبيان فقال في الذكري إنه قول محدث في زمان المحقق أوقبله بزمان يسير ونقل الإيماء إلي ذلك من شرح رسالة سلار و قال في موضع آخر إنه قوي‌ متين إلا أنه لاقائل به من القدماء وكيف يخفي عليهم مثله لو كان حقا مع أنه قد قال بذلك في الرسالة الألفية واللمعة الدمشقية وهي‌ من آخر ماصنفه . وذهب صاحب الجامع يحيي بن سعيد إلي وجوب السلام علينا و علي عباد الله الصالحين وتعيينها للخروج من الصلاة وأنكره في الذكري فقال إنه خروج عن الإجماع من حيث لايشعر به قائله ونسب المحقق في المعتبر هذاالقول إلي الشيخ وخطأه الشهيد في هذه النسبة وذهب صاحب الفاخر إلي وجوب السلام علي النبي ص وجعل ذلك من جملة أقل المجزي‌ في الصلاة كماعرفت .


صفحه : 301

ثم الظاهر أن الواجب علي القول بوجوب التسليم السلام عليكم خاصة و به قال ابن بابويه و ابن أبي عقيل و ابن الجنيد و قال أبوالصلاح يجب السلام عليكم ورحمة الله وذهب ابن زهرة إلي وجوب وبركاته أيضا و قال في المنتهي و لو قال السلام عليكم ورحمة الله جاز و إن لم يقل وبركاته بلا خلاف ويخرج به من الصلاة واختلف الأصحاب فيما يخرج به المكلف من الصلاة فقيل يتعين للخروج السلام عليكم و هوقول أكثر القائلين بوجوب التسليم ومنهم من قال إنه يخرج من الصلاة بقوله السلام علينا و علي عباد الله الصالحين و إن وجب الإتيان بالسلام عليكم بعد ذلك و هوصاحب البشري قال في الذكري و قال صاحب البشري السيد جمال الدين بن طاوس و هومضطلع بعلم الحديث وطرقه ورجاله لامانع أن يكون الخروج بالسلام علينا و أن يجب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعده لِلحَدِيثِ ألّذِي رَوَاهُ ابنُ أُذَينَةَ عَنِ الصّادِقِ ع فِي وَصفِ صَلَاةِ النّبِيّص فِي السّمَاءِ أَنّهُ لَمّا صَلّي أُمِرَ أَن يَقُولَ لِلمَلَائِكَةِ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

إلا أن يقال هذا في الإمام دون غيره قال

وَ مِمّا يُؤَكّدُ وُجُوبُهُ رِوَايَةُ زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ إِذَا فَرَغَ مِنَ الشّهَادَتَينِ فَقَد مَضَت صَلَاتُهُ وَ إِن كَانَ مُستَعجِلًا فِي أَمرٍ يَخَافُ أَن يَفُوتَهُ فَسَلّمَ وَ انصَرَفَ أَجزَأَهُ

انتهي وذهب المحقق والعلامة في المنتهي والشهيد في اللمعة والرسالة إلي التخيير بينهما و أنه يخرج من الصلاة بكل منهما و لوجمع بينهما يحصل الخروج بالمتقدم منهما و قدسمعت إنكار الشهيد لذلك في الذكري و قال في البيان بعدالبحث عن الصيغة الأولي وأوجبها بعض المتأخرين وخير بينهما و بين السلام عليكم وجعل الثانية منهما مستحبة وارتكب جواز السلام علينا و علي عباد الله الصالحين بعد السلام عليكم و لم يذكر ذلك في خبر و لامصنف بل القائلون بوجوب التسليم واستحبابها يجعلونها مقدمة وذهب يحيي بن سعيد إلي تعيين الخروج بالصيغة الأولي . و أماالقائلون باستحباب التسليمتين فمنهم من قال إنه يخرج من الصلاة بالفراغ


صفحه : 302

من الصلاة علي النبي ص ومنهم من قال إنه يخرج من الصلاة بالتسليم و هوظاهر الشيخين . إذاعرفت هذافالذي‌ يقتضي‌ الجمع بين الأخبار التخيير بين الصيغتين واستحباب الجمع بينهما بتقديم السلام علينا و هذاأحوط مع قصد القربة بهما من غيرتعرض للوجوب والندب والأخبار في السلام علينا أكثر و السلام عليكم بين الأصحاب أشهر ويظهر من بعض الأخبار كخبر أبي بصير المتقدم أن آخر أجزاء الصلاة قول المصلي‌ السلام علينا و به ينصرف عن الصلاة و بعدالانصراف عنها بذلك يأتي‌ بالتسليم للإذن وإيذان المأمومين بالانصراف . قال في الذكري و بعد هذاكله فالاحتياط للدين الإتيان بالصيغتين جمعا بين القولين و ليس ذلك بقادح في الصلاة بوجه من الوجوه باديا بالسلام علينا و علي عباد الله الصالحين لابالعكس فإنه لم يأت به خبر منقول و لامصنف مشهور سوي ما في بعض كتب المحقق ره ويعتقد ندب السلام علينا ووجوب الصيغة الأخري و إن أبي المصلي‌ إلاإحدي الصيغتين فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مخرجة بالإجماع انتهي و لايخفي جوده ماأفاده ره إلا ماذكره في اعتقاد الوجوب والندب . وهل يجب نية الخروج علي القول بوجوبه الأجود عدمه لعدم الدليل عليه و قال في المنتهي لم أجد لأصحابنا نصا فيه و قال الشيخ في المبسوط ينبغي‌ أن ينوي‌ بها وربما يقال بالوجوب كمايظهر من صاحب الجامع

4- المُعتَبَرُ، وَ المُنتَهَي، وَ التّذكِرَةُ،نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَن تَسلِيمِ الإِمَامِ وَ هُوَ مُستَقبِلُ القِبلَةِ قَالَ يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكُم

5-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ز


صفحه : 303

إِذَا انفَتَلتَ مِنَ الصّلَاةِ فَانفَتِل عَن يَمِينِكَ

بيان رَوَاهُ فِي الفَقِيهِ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا انصَرَفتَ مِنَ الصّلَاةِ فَانصَرِف عَن يَمِينِكَ

و هويحتمل وجهين أحدهما الإيماء بالسلام إلي اليمين وثانيهما أن يكون المراد أنه إذافرغ من التعقيب وأراد الذهاب لحاجة فليذهب من جهة اليمين كمافهمه الصدوق حيث أورده في باب مفرد بعدالفراغ من ذكر التعقيب وسائر أحكام الصلاة و بعد أن ذكر الالتفات في التسليم سابقا ولعله أظهر وأبعد من التخصيص والتأويل

6- المَنَاقِبُ،لِابنِ شَهرَآشُوبَ عَن أَبِي حَازِمٍ قَالَ سُئِلَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مَا افتِتَاحُ الصّلَاةِ قَالَ التّكبِيرُ قَالَ مَا تَحرِيمُهَا قَالَ التّكبِيرُ قَالَ مَا تَحلِيلُهَا قَالَ التّسلِيمُ

7- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الأَوّلِ ع صَلّيتُ بقِوَميِ‌ صَلَاةً فَقُمتُ وَ لَم أُسَلّم عَلَيهِم نَسِيتُ فَقَالُوا مَا سَلّمتَ عَلَينَا قَالَ أَ لَم تُسَلّم وَ أَنتَ جَالِسٌ قُلتُ بَلَي قَالَ فَلَا شَيءَ عَلَيكَ وَ لَو شِئتَ حِينَ قَالُوا لَكَ استَقبَلتَهُم بِوَجهِكَ فَقُلتَ السّلَامُ عَلَيكُم

بيان روي الشيخ أيضا هذاالخبر في الموثق عن يونس و فيه و لونسيت حيث قالوا ولعل ماهنا أصوب وظاهره أنه كان قال السلام علينا و علي عباد الله الصالحين و لم يأت بالعبارة التي‌ جرت العادة بسلام بعضهم علي بعض بها وهي‌ السلام


صفحه : 304

عليكم فقالوا له ماسلمت علينا فلايدل علي عدم وجوب التسليم كمااستدل به بل علي الوجوب أدل نعم يدل علي عدم وجوب السلام عليكم بعد السلام علينا وظاهر الخبر استحباب تحويل الوجه إلي المأمومين عند قوله السلام عليكم وتخصيصه بالسهو بعيد نعم علي ما في قرب الإسناد الحكم مخصوص بما إذابدأ بقوله السلام علينا و فيه وجه بحسب الاعتبار أيضا لأنه قدخرج بالصيغة الأولي عن الصلاة فلايضره الالتفات و به يمكن الجمع بين أكثر الأخبار بحمل التسليم إلي القبلة علي ما إذا لم يأت بالصيغة الأولي أو علي الصيغة الأولي والالتفات علي الصيغة الثانية. قال في الذكري عندذكر الإيماء فيه دلالة ما علي استحباب التسليم أو علي أن التسليم و إن وجب لايعد جزءا من الصلاة إذ يكره الالتفات في الصلاة عن الجانبين ويحرم إن استلزم استدبارا ويمكن أن يقال التسليم و إن كان جزء من الصلاة إلا أنه خرج من حكم القبلة بدليل من خارج .أقول علي ماذكرنا لاحاجة إلي التخصيص والتكلف

8- الخِصَالُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن سَعِيدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي سَالِمٍ عَن يَحيَي بنِ الفَضلِ الوَرّاقِ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن سُلَيمَانَ بنِ سَلَمَةَ عَن بَقِيّةَ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الزيّاَديِ‌ّ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يُسَلّمُ تَسلِيمَةً وَاحِدَةً

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البزَنَطيِ‌ّ عَن ثَعلَبَةَ عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ شَيئَانِ يُفسِدُ النّاسُ بِهِمَا صَلَاتَهُم قَولُ الرّجُلِ تَبَارَكَ اسمُكَ وَ تَعَالَي جَدّكَ وَ إِنّمَا هُوَ شَيءٌ قَالَتهُ الجِنّ بِجَهَالَةٍ فَحَكَي اللّهُ عَنهُم وَ قَولُ الرّجُلِ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ

بيان قدمر أن المراد به قول السلام علينا في التشهد الأول

9-العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 305

إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ القَاسِمِ بنِ رَبِيعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ العِلّةِ التّيِ‌ مِن أَجلِهَا وَجَبَ التّسلِيمُ فِي الصّلَاةِ قَالَ لِأَنّهُ تَحلِيلُ الصّلَاةِ قُلتُ فلَأِيَ‌ّ عَلّةٍ يُسَلّمُ عَلَي اليَمِينِ وَ لَا يُسَلّمُ عَلَي اليَسَارِ قَالَ لِأَنّ المَلَكَ المُوَكّلَ ألّذِي يَكتُبُ الحَسَنَاتِ عَلَي اليَمِينِ وَ ألّذِي يَكتُبُ السّيّئَاتِ عَلَي اليَسَارِ وَ الصّلَاةُ حَسَنَاتٌ لَيسَ فِيهَا سَيّئَاتٌ فَلِهَذَا يُسَلّمُ عَلَي اليَمِينِ دُونَ اليَسَارِ قُلتُ فَلِمَ لَا يُقَالُ السّلَامُ عَلَيكَ وَ المَلَكُ عَلَي اليَمِينِ وَاحِدٌ وَ لَكِن يُقَالُ السّلَامُ عَلَيكُم قَالَ لِيَكُونَ قَد سَلّمَ عَلَيهِ وَ عَلَي مَن عَلَي اليَسَارِ وَ فُضّلَ صَاحِبُ اليَمِينِ عَلَيهِ بِالإِيمَاءِ إِلَيهِ قُلتُ فَلِمَ لَا يَكُونُ الإِيمَاءُ فِي التّسلِيمِ بِالوَجهِ كُلّهِ وَ لَكِنّهُ كَانَ بِالأَنفِ لِمَن يصُلَيّ‌ وَحدَهُ وَ بِالعَينِ لِمَن يصُلَيّ‌ بِقَومٍ قَالَ لِأَنّ مَقعَدَ المَلَكَينِ مِنِ ابنِ آدَمَ الشّدقَينِ فَصَاحِبُ اليَمِينِ عَلَي الشّدقِ الأَيمَنِ وَ تَسلِيمُ المصُلَيّ‌ عَلَيهِ لِيُثبِتَ لَهُ صَلَاتَهُ فِي صَحِيفَتِهِ قُلتُ فَلِمَ يُسَلّمُ المَأمُومُ ثَلَاثاً قَالَ تَكُونُ وَاحِدَةٌ رَدّاً عَلَي الإِمَامِ وَ تَكُونُ عَلَيهِ وَ عَلَي مَلَائِكَتِهِ وَ تَكُونُ الثّانِيَةُ عَلَي مَن عَلَي يَمِينِهِ وَ المَلَكَينِ المُوَكّلَينِ بِهِ وَ تَكُونُ الثّالِثَةُ عَلَي مَن عَلَي يَسَارِهِ وَ مَلَكَيهِ المُوَكّلَينِ بِهِ وَ مَن لَم يَكُن عَلَي يَسَارِهِ أَحَدٌ لَم يُسَلّم عَلَي يَسَارِهِ إِلّا أَن يَكُونَ يَمِينُهُ إِلَي الحَائِطِ وَ يَسَارُهُ إِلَي المصُلَيّ‌ مَعَهُ خَلفَ الإِمَامِ فَيُسَلّمُ عَلَي يَسَارِهِ قُلتُ فَتَسلِيمُ الإِمَامِ عَلَي مَن يَقَعُ قَالَ عَلَي مَلَائِكَتِهِ وَ المَأمُومِينَ يَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ اكتُبَا سَلَامَةَ صلَاَتيِ‌ لِمَا يُفسِدُهَا وَ يَقُولُ لِمَن خَلفَهُ سَلِمتُم وَ أَمِنتُم مِن عَذَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قُلتُ فَلِمَ صَارَ تَحلِيلُ الصّلَاةِ التّسلِيمَ قَالَ لِأَنّهُ تَحِيّةُ المَلَكَينِ وَ فِي إِقَامَةِ الصّلَاةِ بِحُدُودِهَا وَ رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ تَسلِيمِهَا سَلَامَةُ العَبدِ مِنَ النّارِ وَ فِي قَبُولِ صَلَاةِ العَبدِ يَومَ القِيَامَةِ قَبُولُ سَائِرِ أَعمَالِهِ فَإِذَا سَلِمَت لَهُ صَلَاتُهُ سَلِمَت جَمِيعُ أَعمَالِهِ وَ إِن لَم تَسلَم صَلَاتُهُ وَ رُدّت عَلَيهِ رُدّ مَا سِوَاهَا مِنَ الأَعمَالِ الصّالِحَةِ


صفحه : 306

بيان هذاالخبر مع ضعفه علي المشهور مشتمل علي أمور مخالفة لأقوال الأصحاب وسائر الأخبار.الأول الإيماء بالأنف لمن يصلي‌ وحده والمشهور الإيماء بالعين و لم يقل به أحد إلاصاحب الفاخر كمامر مع أنه لايمكن الإيماء به إلا مع الوجه ولعل المراد الإيماء القليل بالوجه بحيث ينحرف الأنف عن القبلة والتخصيص به من بين أجزاء الوجه لارتفاعه فهو كالشاخص المنصوب عليه وكالشاقول لاستعلام استوائه وانحرافه .الثاني‌ الانحراف بالعين للإمام مع أن المشهور الانحراف بالوجه إلا أن يحمل أن المراد به انحراف قليل يري بعينه بعض المأمومين أوانحراف كثير يري كلهم أوأكثرهم .الثالث قعود الملكين علي الشدقين بكسر الشين و قديفتح بمعني طرف الفم مع أن المشهور أن مقعدهما العاتقان ويمكن الجمع بأن جلوسهما علي العاتقين ورءوسهما علي طرفي‌ الفم لاستماع ما به يتكلم .الرابع تسليم المأموم ثلاثا كما هومختار الصدوق ويمكن حمله علي الاستحباب .الخامس الاكتفاء بالتسليم علي اليسار إذا كان اليمين إلي الحائط و لم أر به قائلا و إن أمكن تخصيص الأخبار العامة به . قوله ع و في إقامة الصلاة يحتمل أن يكون تتمة لماسبق أي يحيي‌ الملكين ليحيوه بالسلام و لما كان سلامهم متضمنا للدعاء بسلامة أعماله وقبولها ودعاء الملك مستجاب فلابد من التسليم لتحصيل هذاالنفع العظيم والفضل العميم ويمكن أن يكون علة أخري بأن يتضمن دعاء بعض المصلين لبعضهم بمثل هذاالدعاء الجامع الكريم أو هوبشارة لهم من الله بذلك كماورد في الخبر

10-معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ


صفحه : 307

بنِ الفَضلِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن مَعنَي التّسلِيمِ فِي الصّلَاةِ فَقَالَ التّسلِيمُ عَلَامَةُ الأَمنِ وَ تَحلِيلُ الصّلَاةِ قُلتُ وَ كَيفَ ذَلِكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ كَانَ النّاسُ فِيمَا مَضَي إِذَا سَلّمَ عَلَيهِم وَارِدٌ أَمِنُوا شَرّهُ وَ كَانُوا إِذَا رَدّوا عَلَيهِ أَمِنَ شَرّهُم وَ إِن لَم يُسَلّم لَم يَأمَنُوهُ وَ إِن لَم يَرُدّوا عَلَي المُسَلّمِ لَم يَأمَنهُم وَ ذَلِكَ خُلُقٌ فِي العَرَبِ فَجُعِلَ التّسلِيمُ عَلَامَةً لِلخُرُوجِ مِنَ الصّلَاةِ وَ تَحلِيلًا لِلكَلَامِ وَ أَمناً مِن أَن يَدخُلَ فِي الصّلَاةِ مَا يُفسِدُهَا وَ السّلَامُ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ وَاقِعٌ مِنَ المصُلَيّ‌ عَلَي ملَكَيَ‌ِ اللّهِ المُوَكّلَينِ بِهِ

بيان قوله ع وأمنا أي إيذانا بأنهم فرغوا من الصلاة فلايصدر منهم بعد ذلك مايفسدها مما يعمل في أثناء الصلاة أودعاء بالأمن عن عدم القبول و في النهاية التسليم مشتق من السلام اسم الله تعالي لسلامته من العيب والنقص وقيل معناه أن الله مطلع عليكم فلاتغفلوا وقيل معناه اسم السلام عليكم أي اسم الله عليك إذ كان اسم الله يذكر علي الأعمال توقعا لاجتماع معاني‌ الخيرات فيه وانتفاء عوارض الفساد عنه وقيل معناه سلمت مني‌ فاجعلني‌ أسلم منك من السلامة بمعني السلام انتهي و قال النووي‌ أي اسم الله عليك أي أنت في حفظه كمايقال الله معك

11- العِلَلُ، وَ العُيُونُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ فِي عِلَلِ الفَضلِ عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَ قَائِلٌ فَلِمَ جُعِلَ التّسلِيمُ تَحلِيلَ الصّلَاةِ وَ لَم يُجعَل بَدَلُهُ تَكبِيراً أَو تَسبِيحاً أَو ضَرباً آخَرَ قِيلَ لِأَنّهُ لَمّا كَانَ فِي الدّخُولِ فِي الصّلَاةِ تَحرِيمُ الكَلَامِ لِلمَخلُوقِينَ وَ التّوَجّهُ إِلَي الخَالِقِ كَانَت تَحلِيلُهَا كَلَامَ المَخلُوقِينَ وَ الِانتِقَالُ عَنهَا وَ ابتِدَاءُ المَخلُوقِينَ بِالكَلَامِ إِنّمَا هُوَ بِالتّسلِيمِ

12-مِصبَاحُ الشّرِيعَةِ، قَالَ الصّادِقُ ع مَعنَي السّلَامِ فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ الأَمَانُ أَي مَن أَدّي أَمرَ اللّهِ وَ سُنّةَ نَبِيّهِ خَالِصاً لِلّهِ خَاشِعاً فِيهِ فَلَهُ الأَمَانُ مِن بَلَاءِ الدّنيَا وَ بَرَاءَةٌ مِن عَذَابِ الآخِرَةِ وَ السّلَامُ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي أَودَعَهُ خَلقَهُ


صفحه : 308

لِيَستَعمِلُوا مَعنَاهُ فِي المُعَامَلَاتِ وَ الأَمَانَاتِ وَ الإِنصَافَاتِ وَ تَصدِيقُ مُصَاحَبَتِهِم فِيمَا بَينَهُم وَ صِحّةُ مُعَاشَرَتِهِم فَإِن أَرَدتَ أَن تَضَعَ السّلَامَ مَوضِعَهُ وَ تؤُدَيّ‌َ مَعنَاهُ فَاتّقِ اللّهَ وَ ليَسلَم مِنكَ دِينُكَ وَ قَلبُكَ وَ عَقلُكَ وَ لَا تُدَنّسهَا بِظُلمَةِ المعَاَصيِ‌ وَ لتَسلَم حَفَظَتُكَ أَلّا تُبرِمَهُم وَ تُمِلّهُم وَ تُوحِشَهُم مِنكَ بِسُوءِ مُعَامَلَتِكَ مَعَهُم ثُمّ صَدِيقُكَ ثُمّ عَدُوّكَ فَإِنّ مَن لَم يَسلَم مِنهُ مَن هُوَ أَقرَبُ إِلَيهِ فَالأَبعَدُ أَولَي وَ مَن لَم يَضَعِ السّلَامَ مَوَاضِعَهُ هَذِهِ فَلَا سِلمَ وَ لَا سَلَامَ وَ كَانَ كَاذِباً فِي سَلَامِهِ وَ إِن أَفشَاهُ فِي الخَلقِ وَ اعلَم أَنّ الخَلقَ بَينَ فِتَنٍ وَ مِحَنٍ فِي الدّنيَا إِمّا مُبتَلًي بِالنّعمَةِ لِيَظهَرَ شُكرُهُ وَ إِمّا مُبتَلًي بِالشّدّةِ لِيَظهَرَ صَبرُهُ وَ الكَرَامَةُ فِي طَاعَتِهِ وَ الهَوَانُ فِي مَعصِيَتِهِ وَ لَا سَبِيلَ إِلَي رِضوَانِهِ إِلّا بِفَضلِهِ وَ لَا وَسِيلَةَ إِلَي طَاعَتِهِ إِلّا بِتَوفِيقِهِ وَ لَا شَفِيعَ إِلَيهِ إِلّا بِإِذنِهِ وَ رَحمَتِهِ

13- فَلَاحُ السّائِلِ، يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَي جَمِيعِ أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ السّلَامُ عَلَي الأَئِمّةِ الهَادِينَ المَهدِيّينَ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ ثُمّ يُسَلّمُ إِن كَانَ إِمَاماً أَو مُنفَرِداً تُجَاهَ القِبلَةِ يُومِئُ بِمُؤَخّرِ عَينِهِ إِلَي يَمِينِهِ وَ إِن كَانَ مَأمُوماً سَلّمَ عَن يَمِينِهِ وَ يَسَارِهِ إِن كَانَ عَلَي يَسَارِهِ أَحَدٌ وَ إِن لَم يَكُن كَفَاهُ التّسلِيمُ عَن يَمِينِهِ

14- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا قَضَيتَ التّشَهّدَ فَسَلّم عَن يَمِينِكَ وَ عَن شِمَالِكَ تَقُولُ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

بيان قال الشهيد رحمه الله في الذكري رَوَي عَلِيّ بنُ جَعفَرٍ أَنّهُ رَأَي مُوسَي وَ إِسحَاقَ وَ مُحَمّداً يُسَلّمُونَ عَلَي الجَانِبَينِ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ

ويبعد أن يختص الرؤية بهم مأمومين لا غيربل الظاهر الإطلاق


صفحه : 309

خصوصا ومنهم الإمام ع ففيه دلالة علي استحباب التسليمتين للإمام والمنفرد أيضا غير أن الأشهر الواحدة فيهما انتهي ويمكن حمل التعدد علي التقية والخلاف بينهم مشهور في ذلك

15- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ يَعقُوبَ الهاَشمِيِ‌ّ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي كَهمَشٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّكعَتَينِ الأَوّلَتَينِ إِذَا جَلَستُ فِيهِمَا لِلتّشَهّدِ فَقُلتُ وَ أَنَا جَالِسٌ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ انصِرَافٌ هُوَ قَالَ لَا وَ لَكِن إِذَا قُلتَ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ فَهُوَ الِانصِرَافُ

16- العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ السّلَامُ مَعنَاهُ تَحِيّةٌ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يحَكيِ‌ عَن أَهلِ الجَنّةِ فَقَالَدَعواهُم فِيها سُبحانَكَ أللّهُمّ وَ تَحِيّتُهُم فِيها سَلامٌ وَ الوَجهُ الثاّنيِ‌ مَعنَاهُ أَمَانٌ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ قالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلُوها خالِدِينَ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ أَنّهُ أَمَانٌ قَولُهُهُوَ اللّهُ ألّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ المَلِكُ القُدّوسُ السّلامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُفَمَعنَي المُؤمِنِ أَنّهُ يُؤمِنُ أَولِيَاءَهُ مِن عَذَابِهِ وَ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَن عِلّةِ قَولِ الإِمَامِ السّلَامُ عَلَيكُم فَقَالَ يُتَرجِمُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَقُولُ فِي تَرجَمَتِهِ أَمَانٌ لَكُم مِن عَذَابِكُم يَومَ القِيَامَةِ وَ أَقَلّ مَا يجُزيِ‌ مِنَ السّلَامِ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ مَا زَادَ عَلَي ذَلِكَ فَفِيهِ الفَضلُ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَمَن تَطَوّعَ خَيراً فَهُوَ خَيرٌ لَهُ


صفحه : 310

بيان القول بالاكتفاء بهذا التسليم منه غريب

17- الهِدَايَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع تَحرِيمُ الصّلَاةِ التّكبِيرُ وَ تَحلِيلُهَا التّسلِيمُ

بيان استدل به المحقق في المعتبر علي وجوب التسليم ثم قال لايقال كون التحليل بالتسليم لايستلزم انحصار التحليل فيه بل يمكن أن يكون به وبغيره لأنا نقول الظاهر إرادة حصر التحليل فيه لأنه مصدر مضاف إلي الصلاة فيتناول كل تحليل يضاف إليها ولأن التسليم وقع خبرا عن التحليل فيكون مساويا أوأعم من المبتدإ فلو وقع التحليل بغيره لكان المبتدأ أعم من الخبر ولأن الخبر إذا كان مفردا كان هوالمبتدأ والمعني أن ألذي صدق عليه أنه تحليل للصلاة صدق عليه التسليم انتهي . وأورد عليه بأنا لانسلم تعين مساواة الخبر للمبتدإ فيما نحن فيه و لاكون إضافة المصدر للعموم إذ كماإنها تكون للاستغراق تكون لغيره كالجنس والعهد علي أن التحليل قديحصل بغير التسليم كالمنافيات و إن لم يكن الإتيان بهاجائزا وحينئذ لابد من تأويل التحليل بالتحليل ألذي قدره الشارع وحينئذ كماأمكن إرادة التحليل ألذي قدره الشارع علي سبيل الوجوب أمكن إرادة التحليل ألذي قدره الشارع علي الاستحباب و ليس للأول علي الأخير ترجيح واضح .أقول لاريب في ظهور تلك العبارة في الحصر كقرينتها لتعريف الخبر وغيره لكن مع المعارض تقبل التأويل .


صفحه : 311

فائدة

قال في الذكري يستحب أن يقصد الإمام التسليم علي الأنبياء والأئمة والحفظة والمأمومين لذكر أولئك وحضور هؤلاء والصيغة صيغة خطاب والمأموم يقصد بأولي التسليمتين الرد علي الإمام فيحتمل أن يكون علي سبيل الوجوب لعموم قوله وَ إِذا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍ فَحَيّوا بِأَحسَنَ مِنها أَو رُدّوها ويحتمل أن يكون علي سبيل الاستحباب لأنه لايقصد به التحية وإنما الغرض بهاالإيذان بالانصراف من الصلاة كمامر في خبر أبي بصير وَ جَاءَ فِي خَبَرَ عَمّارِ بنِ مُوسَي قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ التّسلِيمِ مَا هُوَ فَقَالَ هُوَ إِذنٌ

والوجهان ينسحبان في رد المأموم علي مأموم آخر وروي أمامة عن سمرة قال أمرنا رسول الله ص أن نسلم علي أنفسنا و أن يسلم بعضنا علي بعض و علي القول بوجوب الرد يكفي‌ في القيام به واحد فيستحب الباقي‌. و إذااقترن تسليم المأموم والإمام أجزأ و لايجب ردها وكذلك إذااقترن تسليم المأمومين لتكافئهم في التحية ويقصد المأموم بالثانية الأنبياء والحفظة والمأمومين و أماالمنفرد فيقصد بتسليمه ذلك و لوأضاف تسليمتين .أقول كأنه يري أن التسليمتين ليستا للرد بل هما عبادة محضة متعلقة بالصلاة و لما كان الرد واجبا في غيرالصلاة لم يكف عنه تسليم الصلاة وإنما قدم الرد لأنه واجب مضيق إذ هوحق الآدمي‌ والأصحاب يقولون إن التسليمة تؤدي‌ وظيفتي‌ الرد والتعبد به في الصلاة كماسبق مثله في اجتزاء العاطس في حال رفع رأسه من الركوع بالتحميد عن العطسة و عن وظيفة الصلاة و هذايتم حسنا علي القول باستحباب التسليم و أما علي القول بوجوبه فظاهر الأصحاب أن الأولي من المأموم للرد علي الإمام والثانية للإخراج من الصلاة ولهذا احتاج إلي تسليمتين .


صفحه : 312

ويمكن أن يقال ليس استحباب التسليمتين في حقه لكون الأولي ردا والثانية مخرجة لأنه إذا لم يكن علي يساره أحد اكتفي بالواحدة عن يمينه وكانت محصلة للرد والخروج من الصلاة وإنما شرعية الثانية ليعم السلام من علي الجانبين لأنه بصيغة الخطاب فإذاوجهه إلي أحد الجانبين اختص به وبقي‌ الجانب الآخر بغير تسليم و لما كان الإمام غالبا ليس علي جانبيه أحد اختص بالواحدة وكذا المنفرد ولذا حكم ابن الجنيد كماتقدم أن يسلم الإمام إذا كان في صف عن جانبيه انتهي . وأقول الظاهر أن الصدوق بني حكمه بالثلاث علي الخبر المتقدم لا علي تلك الوجوه نعم تصلح حكمة للحكم كمايومئ إليه الخبر

18- المُقنِعُ، ثُمّ سَلّم وَ قُلِ أللّهُمّ أَنتَ السّلَامُ وَ مِنكَ السّلَامُ وَ لَكَ السّلَامُ وَ إِلَيكَ يَعُودُ السّلَامُ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَي الأَئِمّةِ الرّاشِدِينَ المُهتَدِينَ السّلَامُ عَلَي جَمِيعِ أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ مَلَائِكَتِهِ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ فَإِذَا كُنتَ إِمَاماً فَسَلّم وَ قُلِ السّلَامُ عَلَيكُم مَرّةً وَاحِدَةً وَ أَنتَ مُستَقبِلُ القِبلَةِ وَ تَمِيلُ بِعَينِكَ إِلَي يَمِينِكَ وَ إِن لَم تَكُن إِمَاماً تَمِيلُ بِأَنفِكَ إِلَي يَمِينِكَ وَ إِن كُنتَ خَلفَ إِمَامٍ تَأتَمّ بِهِ فَتُسَلّمُ تُجَاهَ القِبلَةِ وَاحِدَةً رَدّاً عَلَي الإِمَامِ وَ تُسَلّمُ عَلَي يَمِينِكَ وَاحِدَةً وَ عَلَي يَسَارِكَ وَاحِدَةً إِلّا أَن لَا يَكُونَ عَلَي يَسَارِكَ أَحَدٌ فَلَا تُسَلّمُ عَلَي يَسَارِكَ إِلّا أَن تَكُونَ بِجَنبِ الحَائِطِ فَتُسَلّمُ عَلَي يَسَارِكَ وَ لَا تَدَعُ التّسلِيمَ عَلَي يَمِينِكَ كَانَ عَلَي يَسَارِكَ أَحَدٌ أَو لَم يَكُن


صفحه : 313

باب 63-فضل التعقيب وشرائطه وآدابه

الآيات ق وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ الغُرُوبِ وَ مِنَ اللّيلِ فَسَبّحهُ وَ أَدبارَ السّجُودِالانشراح فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب وَ إِلي رَبّكَ فَارغَب.تفسيروَ أَدبارَ السّجُودِظاهره التسبيح بعدالصلوات كماروي‌ عن ابن عباس ومجاهد وقيل المراد به الركعتان بعدالمغرب وقيل النوافل بعدالمفروضات روي‌ أنه الوتر من آخر الليل رواه الطبرسي‌ عن أبي عبد الله ع والتسبيح قبل طلوع الشمس وقبل الغروب يشمل تعقيب الصبح والعصر وسيأتي‌ القول فيه في باب أدعية الصباح والمساء.فَإِذا فَرَغتَ فَانصَبالنصب التعب أي فاتعب و لاتشتغل بالراحة والمعني إذافرغت من الصلاة المكتوبة فانصب في الدعاء و إليه فارغب في المسألة


صفحه : 314

يعطك عن جماعة من المفسرين و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و في مجمع البيان قال الصادق ع هوالدعاء في دبر الصلاة و أنت جالس واستدل بالفاء علي الاشتغال به بغير فصل . و في الآية أقوال أخر الأول إذافرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل عن ابن مسعود الثاني‌ إذافرغت من دنياك فانصب في عبادة ربك عن الجبائي‌ ومجاهد في رواية الثالث إذافرغت من جهاد أعدائك فانصب في عبادة ربك عن الحسن و ابن زيد الرابع إذافرغت من جهاد عدوك فانصب في جهاد نفسك الخامس إذافرغت من أداء الرسالة فانصب لطلب الشفاعة قيل أي استغفر للمؤمنين و في المجمع وسئل ابن طلحة عن هذه الآية فقال القول فيه كثير و قدسمعنا أنه يقال إذاصححت فاجعل صحتك وفراغك نصبا في العبادة.وَ إِلي رَبّكَ فَارغَب أي بجميع حوائجك وأمورك و لاترغب إلي غيره بوجه قيل ويجوز عطفه علي الجزاء والشرط.أقول و قدمر تأويلات أخر لهذه الآية في أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين صلوات الله عليه وستأتي‌ الأخبار في تأويلها ولنذكر بعض ماقيل في حقيقة التعقيب وشرائطه . قال شيخنا البهائي‌ نور الله ضريحه لم أظفر في كلام أصحابنا قدس الله أرواحهم بكلام شاف فيما هوحقيقة التعقيب شرعا بحيث لونذر التعقيب لانصرف إليه و لونذر لمن هومشتغل بالتعقيب في الوقت الفلاني‌ لاستحق المنذور إذا كان مشتغلا به فيه و قدفسره بعض اللغويين كالجوهري‌ وغيره بالجلوس بعدالصلاة لدعاء أومسألة و هذايدل بظاهره علي أن الجلوس داخل في مفهومه و أنه لواشتغل بعدالصلاة بالدعاء قائما أوماشيا أومضطجعا لم يكن ذلك تعقيبا. وفسره بعض فقهائنا بالاشتغال عقيب الصلاة بدعاء أوذكر و ماأشبه ذلك و لم يذكر الجلوس ولعل المراد بما أشبه الدعاء والذكر البكاء من خشية الله


صفحه : 315

تعالي والتفكر في عجائب مصنوعاته والتذكر بجزيل آلائه و ما هو من هذاالقبيل . وهل يعد الاشتغال بمجرد تلاوة القرآن بعدالصلاة تعقيبا لم أظفر في كلام الأصحاب بتصريح في ذلك والظاهر أنه تعقيب أما لوضم إليه الدعاء فلاكلام في صدق التعقيب علي المجموع المركب منها وربما يلوح ذلك من بعض الأخبار وربما يظن دلالة بعضها علي اشتراط الجلوس في التعقيب كَمَا روُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّمَا امر‌ِئٍ مُسلِمٍ جَلَسَ فِي مُصَلّاهُ ألّذِي صَلّي فِيهِ الفَجرَ يَذكُرُ اللّهَ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَحَاجّ رَسُولِ اللّهِص فَإِن جَلَسَ فِيهِ حَتّي يَكُونَ سَاعَةٌ تَحِلّ فِيهِ الصّلَاةُ فَصَلّي رَكعَتَينِ أَو أَربَعاً غُفِرَ لَهُ مَا سَلَفَ وَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَحَاجّ بَيتِ اللّهِ

وَ مَا روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ مَن صَلّي فَجَلَسَ فِي مُصَلّاهُ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ كَانَ لَهُ سِتراً مِنَ النّارِ

وغيرهما من الأحاديث المتضمنة للجلوس بعدالصلاة والحق أنه لادلالة فيها علي ذلك بل غاية مايدل عليه كون الجلوس مستحبا أيضا أما أنه معتبر في مفهوم التعقيب فلا وقس عليه عدم مفارقة مكان الصلاة.

وَ فِي رِوَايَةِ وَلِيدِ بنِ صَبِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ التّعقِيبُ أَبلَغُ فِي طَلَبِ الرّزقِ مِنَ الضّربِ فِي البِلَادِ

يعني‌ بالتعقيب الدعاء بعقب الصلاة و هذاالتفسير أعني‌ تفسير التعقيب بالدعاء عقيب الصلاة لعله من الوليد بن صبيح أو من بعض رجال السند وأكثرهم من أجلاء أصحابنا و هويعطي‌ بإطلاقه عدم اشتراطه بشي‌ء من الجلوس والكون في المصلي والطهارة واستقبال القبلة و هذه الأمور إنما هي‌ شروط كماله فقد ورد أن المعقب ينبغي‌ أن يكون علي هيئة المتشهد في استقبال


صفحه : 316

القبلة والتورك .

وَ أَمّا مَا رَوَاهُ هِشَامُ بنُ سَالِمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ أَخرُجُ وَ أُحِبّ أَن أَكُونَ مُعَقّباً فَقَالَ إِن كُنتَ عَلَي وُضُوءٍ فَأَنتَ مُعَقّبٌ

فالظاهر أن مراده أن لمستديم الوضوء مثل ثواب المعقب لا أنه معقب حقيقة. وهل يشترط في صدق اسم التعقيب شرعا اتصاله بالصلاة وعدم الفصل الكثير بينه وبينها الظاهر نعم وهل يعتبر في الصلاة كونها واجبة أويحصل حقيقة التعقيب بعدالنافلة أيضا إطلاق التفسيرين السابقين يقتضي‌ العموم وكذلك إطلاق رواية ابن صبيح وغيرها والتصريح بالفرائض في بعض الروايات لايقتضي‌ تخصيصها بها و الله أعلم انتهي و قال الشهيد رفع الله درجته في الذكري قدورد أن المعقب يكون علي هيئة المتشهد في استقبال القبلة و في التورك و أن مايضر بالصلاة يضر بالتعقيب انتهي . وربما احتمل بعض الأصحاب كون محض الجلوس بعدالصلاة بتلك الهيئة تعقيبا و إن لم يقرأ دعاء و لاذكرا و لاقرآنا و هوبعيد بل الظاهر تحقق التعقيب بقراءة شيء من الثلاثة بعدالصلاة أوقريبا منها عرفا علي أي حال كان والجلوس والاستقبال والطهارة من مكملاته نعم ورد في بعض التعقيبات ذكر بعض تلك الشرائط كماسيأتي‌ فيكون شرطا فيهابخصوصها في حال الاختيار و إن احتمل أن يكون فيهاأيضا من المكملات و يكون استحبابه فيهاأشد منه في غيرها والأفضل والأحوط رعاية شروط الصلاة فيه مطلقا بحسب الإمكان . و أمارواية هشام فتحتمل وجوها الأول أن المدار في التعقيب علي الطهارة و لايشترط فيه الاستقبال والجلوس وغيرهما الثاني‌ أنك مادمت علي وضوء يكتب لك ثواب التعقيب و إن لم تقرأ شيئا فكيف إذاقرأت الثالث أن الوضوء في تلك الحال يصير عوضا من الجلوس ويستدرك لك مافات بسبب فواته

وَ يُؤَيّدُ الأَوّلَينِ


صفحه : 317

وَ الثاّنيِ‌َ أَكثَرُ مَا رَوَاهُ فِي الفَقِيهِ مُرسَلًا عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ المُؤمِنُ مُعَقّبٌ مَا دَامَ عَلَي وُضُوئِهِ

. و قال الشهيد قدس سره في النفلية ووظائفه عشر الإقبال عليه بالقلب والبقاء علي هيئة التشهد وعدم الكلام أي قبله وخلاله والحدث بل الباقي‌ علي طهارة معقب و إن انصرف وعدم الاستدبار ومزايلة المصلي و كل مناف صحة الصلاة أوكمالها وملازمة المصلي في الصبح إلي الطلوع و في الظهر والمغرب إلي الثانية. و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله كل ذلك وظائف كماله و إلافإنه يتحقق بدونها

1-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ العُيُونُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ القرَوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَدَخَلتُ عَلَي الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَي سَطحٍ فَقَالَ لِي ادنُ فَدَنَوتُ حَتّي حَاذَيتُهُ قَالَ لِي أَشرِف إِلَي البَيتِ فِي الدّارِ فَأَشرَفتُ فَقَالَ مَا تَرَي فِي البَيتِ قُلتُ ثَوباً مَطرُوحاً فَقَالَ انظُر حَسَناً فَتَأَمّلتُ فَنَظَرتُ فَتَيَقّنتُ فَقُلتُ رَجُلٌ سَاجِدٌ فَقَالَ لِي تَعرِفُهُ قُلتُ لَا قَالَ هَذَا مَولَاكَ قُلتُ وَ مَن موَلاَي‌َ فَقَالَ تَتَجَاهَلُ عَلَيّ فَقُلتُ مَا أَتَجَاهَلُ وَ لكَنِيّ‌ لَا أَعرِفُ لِي مَولًي فَقَالَ هَذَا أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ إنِيّ‌ أَتَفَقّدُهُ اللّيلَ وَ النّهَارَ فَلَم أَجِد فِي وَقتٍ مِنَ الأَوقَاتِ إِلّا عَلَي الحَالَةِ التّيِ‌ أُخبِرُكَ بِهَا أَنّهُ يصُلَيّ‌ الفَجرَ فَيُعَقّبُ سَاعَةً فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ إِلَي أَن تَطلُعَ الشّمسُ ثُمّ يَسجُدُ سَجدَةً فَلَا يَزَالُ سَاجِداً حَتّي تَزُولَ الشّمسُ وَ قَد وَكّلَ مَن يَتَرَصّدُ الزّوَالَ فَلَستُ أدَريِ‌ مَتَي يَقُولُ الغُلَامُ قَد زَالَتِ الشّمسُ إِذ يَثِبُ فيَبَتدَ‌ِئُ بِالصّلَاةِ مِن غَيرِ أَن يُجَدّدَ وَضُوءاً فَأَعلَمُ أَنّهُ لَم يَنَم فِي سُجُودِهِ وَ لَا أَغفَي فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ إِلَي أَن يَفرُغَ مِن صَلَاةِ العَصرِ فَإِذَا صَلّي العَصرَ سَجَدَ سَجدَةً فَلَا يَزَالُ سَاجِداً إِلَي أَن تَغِيبَ الشّمسُ فَإِذَا غَابَتِ الشّمسُ وَثَبَ مِن سَجدَتِهِ فَصَلّي المَغرِبَ مِن غَيرِ أَن يُحدِثَ حَدَثاً وَ لَا يَزَالُ فِي صَلَاتِهِ وَ تَعقِيبِهِ إِلَي أَن يصُلَيّ‌َ العَتَمَةَ فَإِذَا صَلّي العَتَمَةَ أَفطَرَ عَلَي شوَيِ‌ّ يُؤتَي بِهِ ثُمّ يُجَدّدُ الوُضُوءَ


صفحه : 318

ثُمّ يَسجُدُ ثُمّ يَرفَعُ رَأسَهُ فَيَنَامُ نَومَةً خَفِيفَةً ثُمّ يَقُومُ فَيُجَدّدُ الوُضُوءَ ثُمّ يَقُومُ فَلَا يَزَالُ يصُلَيّ‌ فِي جَوفِ اللّيلِ حَتّي يَطلُعَ الفَجرُ فَلَستُ أدَريِ‌ مَتَي يَقُولُ الغُلَامُ إِنّ الفَجرَ قَد طَلَعَ إِذ قَد وَثَبَ هُوَ لِصَلَاةِ الفَجرِ فَهَذَا دَأبُهُ مُنذُ حُوّلَ إلِيَ‌ّ فَقُلتُ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تُحَدّثَنّ فِي أَمرِهِ حَدَثاً يَكُونُ مِنهُ زَوَالُ النّعمَةِ فَقَد تَعلَمُ أَنّهُ لَم يَفعَل أَحَدٌ بِأَحَدٍ مِنهُم سُوءً إِلّا كَانَت نِعمَتُهُ زَائِلَةً فَقَالَ قَد أَرسَلُوا إلِيَ‌ّ فِي غَيرِ مَرّةٍ يأَمرُوُننَيِ‌ بِقَتلِهِ فَلَم أُجِبهُم إِلَي ذَلِكَ وَ أَعلَمتُهُم أنَيّ‌ لَا أَفعَلُ ذَلِكَ وَ لَو قتَلَوُنيِ‌ مَا أَجَبتُهُم إِلَي مَا سأَلَوُنيِ‌

أقول تمامه في باب أحواله ع

2-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المُنتَظِرُ وَقتُ الصّلَاةِ بَعدَ الصّلَاةِ مِن زُوّارِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ تَعَالَي أَن يُكرِمَ زَائِرَهُ وَ أَن يُعطِيَهُ مَا سَأَلَ وَ قَالَ ع اطلُبُوا الرّزقَ فِيمَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ فَإِنّهُ أَسرَعُ فِي طَلَبِ الرّزقِ مِنَ الضّربِ فِي الأَرضِ وَ هيِ‌َ السّاعَةُ التّيِ‌ يَقسِمُ اللّهُ فِيهَا الرّزقَ بَينَ عِبَادِهِ وَ قَالَ إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُم مِنَ الصّلَاةِ فَليَرفَع يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ ليَنصَب فِي الدّعَاءِ فَقَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَبَإٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ لَيسَ اللّهُ فِي كُلّ مَكَانٍ قَالَ ع بَلَي قَالَ فَلِمَ يَرفَعُ العَبدُ يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ قَالَ أَ مَا تَقرَأُوَ فِي السّماءِ رِزقُكُم وَ ما تُوعَدُونَفَمِن أَينَ يُطلَبُ الرّزقُ إِلّا مِن مَوضِعِهِ وَ مَوضِعُ الرّزقِ مَا وَعَدَ اللّهُ عَزّ


صفحه : 319

وَ جَلّ السّمَاءُ

بيان الضرب في الأرض المسافرة فيها والمراد هنا السفر للتجارة مع أنه قدورد أن تسعة أعشار الرزق في التجارة و مع ذلك التعقيب أبلغ منها في طلبه و ذلك لأن المعقب يكل أمره إلي الله ويشتغل بطاعته بخلاف التاجر فإنه يطلب بكده ويتكل علي السبب و قدمر أنه من كان لله كان الله له .وَ فِي السّماءِ رِزقُكُمقيل أي أسباب رزقكم أوتقديره وقيل المراد بالسماء السحاب وبالرزق المطر لأنه سبب الأقوات وَ ما تُوعَدُونَ أي من الثواب لأن الجنة فوق السماء السابعة أولأن الأعمال وثوابها مكتوبة مقدرة في السماء والحاصل أنه لما كان تقدير الرزق وأسبابه في السماء والمثوبات الأخروية وتقديراتها في السماء فناسب رفع اليد إليها في طلب الأمور الدنيوية والأخروية في التعقيب وغيره . و ابن سبإ هو ألذي كان يزعم أن أمير المؤمنين ع إله و أنه نبيه واستتابه أمير المؤمنين ع ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه

3- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن وَهبِ بنِ وَهبٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ يَا ابنَ آدَمَ أطَعِنيِ‌ فِيمَا أَمَرتُكَ وَ لَا تعُلَمّنيِ‌ مَا يُصلِحُكَ

وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ يَا ابنَ آدَمَ اذكرُنيِ‌ بَعدَ الغَدَاةِ سَاعَةً وَ بَعدَ العَصرِ سَاعَةً أَكفِكَ مَا أَهَمّكَ

ثواب الأعمال ، عن أبيه عن علي بن الحسين السعدآبادي‌ عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي‌ عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمر بن شمر عن


صفحه : 320

جابر عن أبي جعفر ع عن النبي ص مثله

4- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن عُمَيرِ بنِ مَأمُونٍ العطُاَردِيِ‌ّ قَالَ رَأَيتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع يَقعُدُ فِي مَجلِسِهِ حِينَ يصُلَيّ‌ الفَجرَ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن صَلّي الفَجرَ ثُمّ جَلَسَ فِي مَجلِسِهِ يَذكُرُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ سَتَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ النّارِ سَتَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ النّارِ سَتَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ النّارِ

5- ثَوَابُ الأَعمَالِ، وَ مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي الجَوزَاءِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن عَاصِمِ بنِ أَبِي النّجُودِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَرَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ قَالَ سَمِعتُ أَبِي عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّمَا امر‌ِئٍ مُسلِمٍ جَلَسَ فِي مُصَلّاهُ ألّذِي يصُلَيّ‌ فِيهِ الفَجرَ يَذكُرُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَحَاجّ بَيتِ اللّهِ وَ غُفِرَ لَهُ فَإِن جَلَسَ فِيهِ حَتّي يَكُونَ سَاعَةً تَحِلّ فِيهِ الصّلَاةُ فَصَلّي رَكعَتَينِ أَو أَربَعاً غُفِرَ لَهُ مَا سَلَفَ مِن ذَنبِهِ وَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَحَاجّ بَيتِ اللّهِ

بيان الظاهر أن الصلاة محمولة علي التقية بل قوله تحل فيهاالصلاة

6- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَرَضَ عَلَيكُمُ الصّلَوَاتِ الخَمسَ فِي أَفضَلِ السّاعَاتِ فَعَلَيكُم بِالدّعَاءِ فِي أَدبَارِ الصّلَوَاتِ


صفحه : 321

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن سَعِيدِ بنِ عِلَاقَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ التّعقِيبُ بَعدَ الغَدَاةِ وَ بَعدَ العَصرِ يَزِيدُ فِي الرّزقِ

7- العُيُونُ،بِأَسَانِيدَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَدّي فَرِيضَةً فَلَهُ عِندَ اللّهِ دَعوَةٌ مُستَجَابَةٌ

صحيفة الرضا، عنه ع عن آبائه ع مثله مجالس ابن الشيخ ، عن جماعة عن أبي المفضل عن عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن الرضا عن آبائه ع

مثله

8- وَ مِنهُ، عَن أَبِي مُحَمّدٍ الفَحّامِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المنَصوُريِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ أَحمَدَ عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ ثَلَاثَةُ أَوقَاتٍ لَا يُحجَبُ فِيهَا الدّعَاءُ عَنِ اللّهِ فِي أَثَرِ المَكتُوبَةِ وَ عِندَ نُزُولِ القَطرِ وَ ظُهُورِ آيَةٍ مُعجِزَةٍ لِلّهِ فِي أَرضِهِ

وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنهُ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن أَدّي لِلّهِ مَكتُوبَةً فَلَهُ فِي أَثَرِهَا دَعوَةٌ مُستَجَابَةٌ قَالَ ابنُ الفَحّامِ رَأَيتُ وَ اللّهِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي النّومِ فَسَأَلتُهُ عَنِ الخَبَرِ فَقَالَ صَحِيحٌ إِذَا فَرَغتَ مِنَ المَكتُوبَةِ فَقُل وَ أَنتَ سَاجِدٌ أللّهُمّ بِحَقّ مَن رَوَاهُ وَ روُيِ‌َ عَنهُ صَلّ عَلَي جَمَاعَتِهِم وَ افعَل بيِ‌ كَيتَ وَ كَيتَ

بيان الضمير في رواه لعله راجع إلي هذاالخبر فيحتمل اختصاص الدعاء بهذا الراوي‌ و لايبعد أن يكون المراد الاستشفاع بالأئمة لابهذا اللفظ بل


صفحه : 322

بما ورد في سائر الأدعية بأن يقول بحق محمد و علي إلخ لأنهم داخلون فيمن روي هذاالخبر وروي‌ عنه و في بعض الكتب بدون الضمير فيعم . و قال الجوهري‌ قال أبوعبيدة يقال كان من الأمر كيت وكيت بالفتح وكيت وكيت بالكسر والتاء فيهاهاء في الأصل فصارت تاء في الوصل

9- الخِصَالُ، فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع ثَلَاثٌ دَرَجَاتٌ إِسبَاغُ الوُضُوءِ فِي السّبَرَاتِ وَ انتِظَارُ الصّلَاةِ بَعدَ الصّلَاةِ وَ المشَي‌ُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ إِلَي الجَمَاعَاتِ

أقول قدمضي مثله بإسناد آخر في أبواب المكارم

10- المَحَاسِنُ، فِي رِوَايَةِ اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَقَامَ فِي مَسجِدٍ بَعدَ صَلَاتِهِ انتِظَاراً لِلصّلَاةِ فَهُوَ ضَيفُ اللّهِ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُكرِمَ ضَيفَهُ

وَ مِنهُ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع عَن أَبِيهِ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ يؤُدَيّ‌ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللّهِ إِلّا كَانَ لَهُ عِندَ أَدَائِهَا دَعوَةٌ مُستَجَابَةٌ

وَ مِنهُ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن صَلّي صَلَاةً فَرِيضَةً وَ عَقّبَ إِلَي أُخرَي فَهُوَ ضَيفُ اللّهِ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُكرِمَ ضَيفَهُ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع


صفحه : 323

قَالَ إِنّ العَبدَ إِذَا قَامَ يعَنيِ‌ فِي الصّلَاةِ فَقَامَ لِحَاجَتِهِ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَ مَا يَعلَمُ عبَديِ‌ أنَيّ‌ أَنَا ألّذِي أقَضيِ‌ الحَوَائِجَ

11- تَفسِيرُ العيَاّشيِ‌ّ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّهُم يَقُولُونَ إِنّ النّومَ بَعدَ الفَجرِ مَكرُوهٌ لِأَنّ الأَرزَاقَ تُقسَمُ فِي ذَلِكَ الوَقتِ فَقَالَ الأَرزَاقُ مَوظُوفَةٌ مَقسُومَةٌ وَ لِلّهِ فَضلٌ يَقسِمُهُ مِن طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ سئَلُوا اللّهَ مِن فَضلِهِ ثُمّ قَالَ وَ ذِكرُ اللّهِ بَعدَ طُلُوعِ الفَجرِ أَبلَغُ فِي طَلَبِ الرّزقِ مِنَ الضّربِ فِي الأَرضِ

12- فَلَاحُ السّائِلِ،رَوَينَا بِإِسنَادِنَا إِلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ مِن أَصلِ كِتَابٍ لَهُ بِخَطّ جدَيّ‌ أَبِي جَعفَرٍ الطوّسيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن جَلَسَ فِي مُصَلّاهُ ثَابِتاً رِجلَهُ وَكّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكاً فَقَالَ لَهُ ازدَد شَرَفاً تُكتَبُ لَكَ الحَسَنَاتُ وَ تُمحَي عَنكَ السّيّئَاتُ وَ تُبنَي لَكَ الدّرَجَاتُ حَتّي تَنصَرِفَ

13- دَعَائِمُ الإِسلَامِ،مُرسَلًا مِثلَهُ فِيهِ ثَانِياً رِجلَيهِ يَذكُرُ اللّهَ وَكّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكاً يَقُولُ لَهُ

14- كِتَابُ الإِخوَانِ،لِلصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ مِن خَالِصَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ رَجُلٌ زَارَ أَخَاهُ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَهُوَ زَورُ اللّهِ وَ عَلَي اللّهِ أَن يُكرِمَ زَورَهُ وَ يُعطِيَهُ مَا سَأَلَ وَ رَجُلٌ دَخَلَ المَسجِدَ فَصَلّي وَ عَقّبَ انتِظَاراً لِلصّلَاةِ الأُخرَي فَهُوَ ضَيفُ اللّهِ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُكرِمَ ضَيفَهُ وَ الحَاجّ وَ المُعتَمِرُ فَهَذَا وَفدُ اللّهِ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُكرِمَ وَفدَهُ


صفحه : 324

بيان الزور بالفتح جمع زائر كالسفر جمع سافر

14- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَنِ المُفِيدِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَسَنِ بنِ جُمهُورٍ عَن أَبِي بَكرٍ المُفِيدِ الجرَجرَاَئيِ‌ّ عَن أَبِي الدّنيَا المُعَمّرِ المغَربِيِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي وَ جَلَسَ فِي مَجلِسِهِ يَتَوَقّعُ صَلَاةً بَعدَهَا صَلّت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ وَ صَلَاتُهُم أللّهُمّ اغفِر لَهُ وَ ارحَمهُ

15- عُدّةُ الداّعيِ‌، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَرَضَ عَلَيكُمُ الصّلَوَاتِ فِي أَحَبّ الأَوقَاتِ إِلَيهِ فَاسأَلُوا اللّهَ حَوَائِجَكُم عَقِيبَ فَرَائِضِكُم

وَ رَوَي فَضلٌ البَقبَاقُ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ يُستَحَبّ الدّعَاءُ فِي أَربَعَةِ مَوَاطِنَ فِي الوَترِ وَ بَعدَ الفَجرِ وَ بَعدَ الظّهرِ وَ بَعدَ المَغرِبِ وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ يَسجُدُ بَعدَ المَغرِبِ وَ يَدعُو فِي سُجُودِهِ

16- المَحَاسِنُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ صَالِحِ بنِ حيَ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن تَوَضّأَ فَأَحسَنَ الوُضُوءَ ثُمّ صَلّي رَكعَتَينِ فَأَتَمّ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا ثُمّ جَلَسَ فَأَثنَي عَلَي اللّهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ سَأَلَ اللّهَ حَاجَتَهُ فَقَد طَلَبَ الخَيرَ مِن مَظَانّهِ وَ مَن طَلَبَ الخَيرَ مِن مَظَانّهِ لَم يَخِب

17- فَلَاحُ السّائِلِ،رَوَي مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ الدّعَاءُ دُبُرَ الصّلَاةِ المَكتُوبَةِ أَفضَلُ مِنَ الدّعَاءِ دُبُرَ التّطَوّعِ كَفَضلِ المَكتُوبَةِ عَلَي التّطَوّعِ

وَ عَن أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن صَلّي لِلّهِ سُبحَانَهُ صَلَاةً مَكتُوبَةً فَلَهُ فِي أَثَرِهَا دَعوَةٌ مُستَجَابَةٌ

وَ روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ الدّعَاءُ بَعدَ الفَرِيضَةِ أَفضَلُ مِنَ الصّلَاةِ تَنَفّلًا


صفحه : 325

الدعائم ، عنه ع مثله توضيح لعله محمول علي غيرالنوافل المرتبة جمعا

18- اختِيَارُ ابنِ الباَقيِ‌،روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِذَا فَرَغَ العَبدُ مِنَ الصّلَاةِ وَ لَم يَسأَلِ اللّهَ تَعَالَي حَاجَتَهُ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي لِمَلَائِكَتِهِ انظُرُوا إِلَي عبَديِ‌ فَقَد أَدّي فرَيِضتَيِ‌ وَ لَم يَسأَل حَاجَتَهُ منِيّ‌ كَأَنّهُ قَدِ استَغنَي عنَيّ‌ خُذُوا صَلَاتَهُ فَاضرِبُوا بِهَا وَجهَهُ

19- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَإِذا فَرَغتَ فَانصَب وَ إِلي رَبّكَ فَارغَب فَإِذَا قَضَيتَ الصّلَاةَ بَعدَ أَن تُسَلّمَ وَ أَنتَ جَالِسٌ فَانصَب فِي الدّعَاءِ مِن أَمرِ الآخِرَةِ وَ الدّنيَا فَإِذَا فَرَغتَ مِنَ الدّعَاءِ فَارغَب إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يَتَقَبّلَهَا مِنكَ

20- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، قَالَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع المَسأَلَةُ قَبلَ الصّلَاةِ وَ بَعدَهَا مُستَجَابَةٌ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِذا فَرَغتَ فَانصَب وَ إِلي رَبّكَ فَارغَب قَالَ الدّعَاءُ بَعدَ الفَرِيضَةِ إِيّاكَ أَن تَدَعَهُ فَإِنّ فَضلَهُ بَعدَ الفَرِيضَةِ كَفَضلِ الفَرِيضَةِ عَلَي النّافِلَةِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُادعوُنيِ‌ أَستَجِب لَكُم إِنّ الّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عبِادتَيِ‌ سَيَدخُلُونَ جَهَنّمَ داخِرِينَفَأَفضَلُ العِبَادَةِ الدّعَاءُ وَ إِيّاهُ عَنَي وَ سُئِلَ ع عَن قَولِ اللّهِإِنّ اِبراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ قَالَ الأَوّاهُ الدّعّاءُ


صفحه : 326

وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن رَجُلَينِ دَخَلَا المَسجِدَ فِي وَقتٍ وَاحِدٍ وَ افتَتَحَا الصّلَاةَ فَكَانَ دُعَاءُ أَحَدِهِمَا أَكثَرَ وَ كَانَ قُرآنُ الآخَرِ أَكثَرَ أَيّهُمَا أَفضَلُ قَالَ كُلّ فِيهِ فَضلٌ وَ كُلّ حَسَنٌ قِيلَ قَد عَلِمنَا ذَلِكَ وَ لَكِن أَرَدنَا أَن نَعلَمَ أَيّهُمَا أَفضَلُ قَالَ الدّعَاءُ أَفضَلُ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُادعوُنيِ‌ أَستَجِب لَكُم إِنّ الّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عبِادتَيِ‌ سَيَدخُلُونَ جَهَنّمَ داخِرِينَهيِ‌َ العِبَادَةُ وَ هيِ‌َ أَفضَلُ

بيان ظاهره أن السؤال عن القراءة والدعاء في الصلاة والأكثر حملوه عليهما بعدالصلاة في التعقيب ويحتمل الأعم أيضا والأول أظهر

21- الهِدَايَةُ، روُيِ‌َ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ يَا ابنَ آدَمَ اذكرُنيِ‌ بَعدَ الغَدَاةِ سَاعَةً وَ بَعدَ العَصرِ سَاعَةً أَكفِكَ مَا أَهَمّكَ وَ التّعقِيبُ بَعدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ أَبلَغُ فِي طَلَبِ الرّزقِ مِنَ الضّربِ فِي الأَرضِ

وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ المُؤمِنَ مُعَقّبٌ مَا دَامَ عَلَي وُضُوئِهِ

وَ قَالَ ره إِذَا انصَرَفتَ مِنَ الصّلَاةِ فَانصَرِف عَن يَمِينِكَ

بيان قال في المنتهي يستحب له إذاأراد أن ينصرف الانصراف عن يمينه خلافا للجمهور لَنَا مَا رَوَاهُ الصّدُوقُ فِي الصّحِيحِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا انصَرَفتَ مِن صَلَاتِكَ فَانصَرِف عَن يَمِينِكَ

احتجوا بما رواه مهلب أنه صلي مع النبي ص فكان ينصرف عن شقيه والجواب أنه مستحب فيجوز تركه في بعض الأوقات لعذر أوغيره


صفحه : 327

باب 73-تسبيح فاطمة صلوات الله عليها وفضله وأحكامه وآداب السبحة وإدارتها

1- الإِحتِجَاجُ، كَتَبَ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع يَسأَلُهُ هَل يَجُوزُ أَن يُسَبّحَ الرّجُلُ بِطِينِ القَبرِ وَ هَل فِيهِ فَضلٌ فَأَجَابَ ع يُسَبّحُ بِهِ فَمَا مِن شَيءٍ مِنَ التّسبِيحِ أَفضَلَ مِنهُ وَ مِن فَضلِهِ أَنّ الرّجُلَ يَنسَي التّسبِيحَ وَ يُدِيرُ السّبحَةَ فَيُكتَبُ لَهُ التّسبِيحُ وَ سَأَلَ هَل يَجُوزُ أَن يُدِيرَ السّبحَةَ بِيَدِهِ اليُسرَي إِذَا سَبّحَ أَو لَا يَجُوزُ فَأَجَابَ يَجُوزُ ذَلِكَ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ سَأَلَ عَن تَسبِيحِ فَاطِمَةَ ع مَن سَهَا فَجَازَ التّكبِيرَ أَكثَرَ مِن أَربَعٍ وَ ثَلَاثِينَ هَل يَرجِعُ إِلَي أَربَعٍ وَ ثَلَاثِينَ أَو يَستَأنِفُ وَ إِذَا سَبّحَ تَمَامَ سَبعٍ وَ سِتّينَ هَل يَرجِعُ إِلَي سِتّ وَ سِتّينَ أَو يَستَأنِفُ وَ مَا ألّذِي يَجِبُ فِي ذَلِكَ فَأَجَابَ ع إِذَا سَهَا فِي التّكبِيرِ حَتّي تَجَاوَزَ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ عَادَ إِلَي ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ يبَنيِ‌ عَلَيهَا وَ إِذَا سَهَا فِي التّسبِيحِ فَتَجَاوَزَ سَبعاً وَ سِتّينَ تَسبِيحَةً عَادَ إِلَي سِتّ وَ سِتّينَ وَ بَنَي عَلَيهَا فَإِذَا جَاوَزَ التّحمِيدَ مِائَةً فَلَا شَيءَ عَلَيهِ

بيان قوله تمام سبع لعل مراده الزيادة عليه أوتوهم كون التسبيح اثنتين وثلاثين و علي التقديرين استدرك في الجواب ذلك وصححه وظاهر الجواب أنه يرجع ويأتي‌ بواحد مما زاد وينتقل إلي التسبيح الآخر و فيه غرابة و لم أر من تعرض لذلك من الأصحاب والموافق لأصولهم إسقاط الزائد والبناء علي ماسبق نَعَم روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع إِذَا شَكَكتَ فِي تَسبِيحِ فَاطِمَةَ ع فَأَعِد

.


صفحه : 328

و قوله ع فأعد أي التسبيح من أوله أو علي ماشككت فيه فالإعادة باعتبار أحد احتمالي‌ الشك و هذاشائع و هوأوفق بما ورد في سائر المواضع من البناء علي الأقل في النافلة

2- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن سَبّحَ تَسبِيحَ فَاطِمَةَ ع قَبلَ أَن يثَنيِ‌َ رِجلَيهِ بَعدَ انصِرَافِهِ مِن صَلَاةِ الغَدَاةِ غُفِرَ لَهُ وَ يَبدَأُ بِالتّكبِيرِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِحَمزَةَ بنِ حُمرَانَ حَسبُكَ بِهَا يَا حَمزَةُ

بيان قبل أن يثني‌ رجليه قال في النهاية أراد قبل أن يصرف رجليه عن حالته التي‌ هوعليها في التشهد انتهي حسبك بها أي يكفيك هذاالتسبيح في التعقيب أو في المغفرة

3- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي هَارُونَ المَكفُوفِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَا أَبَا هَارُونَ إِنّا نَأمُرُ صِبيَانَنَا بِتَسبِيحِ فَاطِمَةَ ع كَمَا نَأمُرُهُم بِالصّلَاةِ فَالزَمهُ فَإِنّهُ لَم يَلزَمهُ عَبدٌ فشَقَيِ‌َ

ثواب الأعمال ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي هارون مثله بيان فشقي‌ مأخوذ من الشقاوة ضد السعادة

4- الخِصَالُ،بِالإِسنَادِ الآتيِ‌ فِي بَابِ حُكمِ النّسَاءِ عَنِ البَاقِرِ ع إِذَا سَبّحَتِ المَرأَةُ عَقَدَت عَلَي الأَنَامِلِ لِأَنّهُنّ مَسئُولَاتٌ

5-فَلَاحُ السّائِلِ، عَن حَمّوَيهِ عَن أَبِي الحُسَينِ عَن أَبِي خَلِيفَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 329

كَثِيرٍ عَن شُعبَةَ عَنِ الحَكَمِ عَنِ ابنِ أَبِي لَيلَي عَن كَعبِ بنِ عُجرَةَ قَالَ مُعَقّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنّ أَو فَاعِلُهُنّ يُكَبّرُ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ وَ يُسَبّحُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ يَحمَدُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ

6- فَلَاحُ السّائِلِ،رُوِيَت فِي تَارِيخِ نَيشَابُورَ فِي تَرجَمَةِ رَجَاءِ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ أَنّ النّبِيّص قَالَ مُعَقّبَاتٌ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ

بيان رواه العامة عن شعبة عن الحكم بن عيينة عن عبدالرحمن بن أبي ليلي عن كعب بن عجرة مثله إلاأنهم قدموا في روايتهم التسبيح علي التحميد والتحميد علي التكبير ولذا قالوا بهذا الترتيب قال في شرح السنة أخرجه مسلم و قوله معقبات يريد هذه التسبيحات سميت معقبات لأنها عادت مرة بعدمرة والتعقيب أن تعمل عملا ثم تعود إليه و قوله ولي مدبرا و لم يعقب أي لم يرجع انتهي . و قال الآبي‌ في إكمال الإكمال معناه تسبيحات تفعل أعقاب الصلاة وقيل سميت معقبات لأنها تفعل مرة بعدأخري و قوله تعالي لَهُ مُعَقّباتٌ أي ملائكة يعقب بعضها بعضا. و في النهاية سميت معقبات لأنها عادت مرة بعدمرة أولأنها يقال عقيب الصلاة والمعقب من كل شيء ماجاء عقيب ماقبله

7-العِلَلُ، عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ السكّرّيِ‌ّ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَسلَمَ عَنِ ابنِ عُلَيّةَ عَنِ الحرَيِريِ‌ّ عَن أَبِي الوَردِ بنِ ثُمَامَةَ عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِن بنَيِ‌ سَعدٍ أَ لَا أُحَدّثُكَ عنَيّ‌ وَ عَن فَاطِمَةَ إِنّهَا كَانَت عنِديِ‌ وَ كَانَت مِن أَحَبّ أَهلِهِ إِلَيهِ وَ إِنّهَا استَقَت بِالقِربَةِ حَتّي أَثّرَ فِي صَدرِهَا وَ طَحَنَت بِالرّحَي حَتّي مَجِلَت يَدَاهَا وَ كَسَحَتِ البَيتَ حَتّي اغبَرّت ثِيَابُهَا وَ أَوقَدَتِ النّارَ تَحتَ القِدرِ حَتّي دَكِنَت ثِيَابُهَا فَأَصَابَهَا مِن ذَلِكَ ضَرَرٌ شَدِيدٌ فَقُلتُ لَهَا لَو أَتَيتِ أَبَاكِ فَسَأَلتِيهِ خَادِماً يَكفِيكِ حَرّ مَا أَنتِ فِيهِ مِن هَذَا العَمَلِ


صفحه : 330

فَأَتَتِ النّبِيّص فَوَجَدَت عِندَهُ حُدّاثاً فَاستَحَت فَانصَرَفَت قَالَ فَعَلِمَ النّبِيّص أَنّهَا جَاءَت لِحَاجَةٍ قَالَ فَغَدَا عَلَينَا وَ نَحنُ فِي لِفَاعِنَا فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم فَسَكَتنَا وَ استَحيَينَا لِمَكَانِنَا ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم فَسَكَتنَا ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم فَخَشِينَا إِن لَم نَرُدّ عَلَيهِ أَن يَنصَرِفَ وَ قَد كَانَ يَفعَلُ ذَلِكَ يُسَلّمُ ثَلَاثاً فَإِن أُذِنَ لَهُ وَ إِلّا انصَرَفَ فَقُلتُ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا رَسُولَ اللّهِص ادخُل فَلَم يَعُد أَن جَلَسَ عِندَ رُءُوسِنَا فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ مَا كَانَت حَاجَتُكِ أَمسِ عِندَ مُحَمّدٍ قَالَ فَخَشِيتُ إِن لَم تُجِبهُ أَن يَقُومَ قَالَ فَأَخرَجتُ رأَسيِ‌ فَقُلتُ أَنَا وَ اللّهِ أُخبِرُكَ يَا رَسُولَ اللّهِص إِنّهَا استَقَت بِالقِربَةِ حَتّي أَثّرَ فِي صَدرِهَا وَ جَرّت بِالرّحَي حَتّي مَجِلَت يَدَاهَا وَ كَسَحَتِ البَيتَ حَتّي اغبَرّت ثِيَابُهَا وَ أَوقَدَت تَحتَ القِدرِ حَتّي دَكِنَت ثِيَابُهَا فَقُلتُ لَهَا لَو أَتَيتِ أَبَاكِ فَسَأَلتِيهِ خَادِماً يَكفِيكِ حَرّ مَا أَنتِ فِيهِ مِن هَذَا العَمَلِ قَالَص أَ فَلَا أُعَلّمُكُمَا مَا هُوَ خَيرٌ لَكُمَا مِنَ الخَادِمِ إِذَا أَخَذتُمَا مَنَامَكُمَا فَسَبّحَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ احمَدَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ كَبّرَا أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ قَالَ فَأَخرَجَت ع رَأسَهَا فَقَالَت رَضِيتُ عَنِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ رَضِيتُ عَنِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ رَضِيتُ عَنِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ

بيان من أحب أهله الضمير راجع إلي الرسول بقرينة المقام و قال الجزري‌ في النهاية يقال مجلت يده تمجل مجلا ومجلت تمجل مجلا إذاثخن جلدها وتعجر وظهر فيه شبه البثر من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة و منه حديث فاطمة ع أنها شكت إلي علي مجل يديها من الطحن انتهي وكسحت البيت بالمهملتين أي كنست . و قال الجوهري‌ الدكنة بالضم لون يضرب إلي السواد و قددكن الثوب يدكن دكنا و قال في النهاية في شرح هذاالخبر دكن الثوب إذااتسخ واغبر لونه . قوله ع لوأتيت لوللتمني‌ أوللعرض أوالجزاء محذوف لدلالة المقام عليه . و في النهاية في حديث علي ع أنه قال لفاطمة لوأتيت النبي ص فسألتيه


صفحه : 331

خادما يقيك حر ما أنت فيه من العمل و في رواية حار ما أنت فيه يعني‌ التعب والمشقة من خدمة البيت لأن الحرارة مقرونة بهما كما أن البرد مقرون بالراحة والسكون والحار بالشاق والمتعب و قال في حديث فاطمة فوجدت عنده حداثا أي جماعة يتحدثون و هوجمع علي غيرقياس حملا علي نظيره نحو سامر وسمار انتهي و في بعض النسخ أحداثا جمع حدث بالتحريك بمعني الشاب . و في النهاية اللفاع ثوب يجلل به الجسد كله كساء كان أوغيره و منه حديث علي وفاطمة و قددخلنا في لفاعنا أي لحافنا انتهي ويدل علي عدم وجوب رد سلام الآذن كمامر و قال الشيخ البهائي‌ ره يدل علي أن السكوت عن رد السلام لغلبة الحياء جائز و لايخفي ما فيه

8- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ وَلِيدٍ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي الصّبّاحِ بنِ نُعَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاذكُرُوا اللّهَ ذِكراً كَثِيراً مَا هَذَا الذّكرُ الكَثِيرُ قَالَ مَن سَبّحَ تَسبِيحَ فَاطِمَةَ ع فَقَد ذَكَرَ اللّهَ الذّكرَ الكَثِيرَ

العياشي‌، عن محمد بن مسلم مثله

9-ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ „


صفحه : 332

تَسبِيحُ الزّهرَاءِ فَاطِمَةَ ع فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن صَلَاةِ أَلفِ رَكعَةٍ فِي كُلّ يَومٍ

مِصبَاحُ الأَنوَارِ،مُرسَلًا مِثلَهُ

10- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ البجَلَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي الصّبّاحِ بنِ نُعَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن سَبّحَ تَسبِيحَ الزّهرَاءِ ع ثُمّ استَغفَرَ غُفِرَ لَهُ وَ هيِ‌َ مِائَةٌ بِاللّسَانِ وَ أَلفٌ فِي المِيزَانِ وَ تَطرُدُ الشّيطَانَ وَ ترُضيِ‌ الرّحمَنَ

11- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ وَ ابنِ أَبِي نَجرَانَ مَعاً عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن سَبّحَ تَسبِيحَ فَاطِمَةَ ع قَبلَ أَن يثَنيِ‌َ رِجلَيهِ مِن صَلَاةِ الفَرِيضَةِ غُفِرَ لَهُ وَ يَبدَأُ بِالتّكبِيرِ

12- مَكَارِمُ الأَخلَاقِ، مِن مَسمُوعَاتِ السّيّدِ أَبِي البَرَكَاتِ المشَهدَيِ‌ّ عَنِ القَمّاطِ مِثلَهُ

بيان قال الشيخ البهائي‌ ره هذاالخبر يوجب تخصيص حديث أفضل الأعمال أحمزها أللهم إلا أن يفسر بأن أفضل كل نوع من أنواع الأعمال أحمز ذلك النوع

13- فَلَاحُ السّائِلِ،مِمّا رَوَينَاهُ مِن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن سَبّحَ تَسبِيحَ فَاطِمَةَ فِي دُبُرِ المَكتُوبَةِ مِن قَبلِ أَن يَبسُطَ رِجلَيهِ أَوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنّةَ


صفحه : 333

14- المَحَاسِنُ، عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدٍ وَ عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُذَافِرٍ قَالَ دَخَلتُ مَعَ أَبِي عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَأَلَهُ أَبِي عَن تَسبِيحِ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ حَتّي أَحصَاهَا أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ حَتّي بَلَغَ سَبعاً وَ سِتّينَ ثُمّ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ حَتّي بَلَغَ مِائَةً يُحصِيهَا بِيَدِهِ جُملَةً وَاحِدَةً

بيان قوله جملة واحدة كأن المعني أنه ع بعدإحصاء عدد كل واحد من الثلاثة لم يستأنف العدد للآخر بل أضاف إلي السابق حتي وصل إلي المائة ويحتمل تعلقه بقال أي قالها جملة واحدة من غيرفصل

15- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ المَشِيخَةِ لِلحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ مَن سَبّحَ تَسبِيحَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا مِنكُم قَبلَ أَن يثَنيِ‌َ رِجلَيهِ مِنَ المَكتُوبَةِ غُفِرَ لَهُ

16- مَكَارِمُ الأَخلَاقِ، مِن مُسمُوعَاتِ السّيّدِ أَبِي البَرَكَاتِ المشَهدَيِ‌ّ رَوَي اِبرَاهِيمُ بنُ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ أَنّ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص كَانَت سُبحَتُهَا مِن خَيطِ صُوفٍ مُفَتّلٍ مَعقُودٍ عَلَيهِ عَدَدَ التّكبِيرَاتِ فَكَانَت ع تُدِيرُهَا بِيَدِهَا تُكَبّرُ وَ تُسَبّحُ إِلَي أَن قُتِلَ حَمزَةُ بنُ عَبدِ المُطّلِبِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ فَاستَعمَلَت تُربَتَهُ وَ عَمِلَتِ التّسَابِيحَ فَاستَعمَلَهَا النّاسُ فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَدَلَ بِالأَمرِ إِلَيهِ فَاستَعمَلُوا تُربَتَهُ لِمَا فِيهَا مِنَ الفَضلِ وَ المَزِيّةِ

وَ فِي كِتَابِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع سُئِلَ عَنِ استِعمَالِ التّربَتَينِ مِن طِينِ قَبرِ حَمزَةَ وَ الحُسَينِ وَ التّفَاضُلِ بَينَهُمَا فَقَالَ ع السّبحَةُ التّيِ‌ مِن قَبرِ الحُسَينِ ع تُسَبّحُ بِيَدِ الرّجُلِ مِن غَيرِ أَن يُسَبّحَ

وَ روُيِ‌َ أَنّ الحُورَ العِينَ إِذَا أَبصَرنَ بِوَاحِدٍ مِنَ الأَملَاكِ يَهبِطُ إِلَي الأَرضِ لِأَمرٍ مَا يَستَهدِينَ مِنهُ السّبَحَ وَ التّرَابَ مِن طِينِ قَبرِ الحُسَينِ ع


صفحه : 334

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَدَارَهَا مَرّةً وَاحِدَةً بِالِاستِغفَارِ أَو غَيرِهِ كُتِبَ لَهُ سَبعِينَ مَرّةً وَ إِنّ السّجُودَ عَلَيهَا يَخرِقُ الحُجُبَ السّبعَ

17- مِصبَاحُ الشّيخِ، عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ لَا يَخلُو المُؤمِنُ مِن خَمسَةٍ سِوَاكٍ وَ مُشطٍ وَ سَجّادَةٍ وَ سُبحَةٍ فِيهَا أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ حَبّةً وَ خَاتَمِ عَقِيقٍ

المكارم ، عنه ع مثله

18- المِصبَاحُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَن أراد[أَدَارَ]الحَجَرَ مِن تُربَةِ الحُسَينِ فَاستَغفَرَ بِهِ مَرّةً وَاحِدَةً كَتَبَ اللّهُ لَهُ سَبعِينَ مَرّةً وَ إِن أَمسَكَ السّبحَةَ بِيَدِهِ وَ لَم يُسَبّح بِهَا ففَيِ‌ كُلّ حَبّةٍ مِنهَا سَبعُ مَرّاتٍ

بيان ظاهره أن الفضل في المشوي‌ أيضا باق والأخبار الواردة بالسبحة من طين الحسين ع تشمله والقول بخروجه عن اسم التربة بالطبخ بعيد مع أنه لايضر في ذلك

19- جَامِعُ البزَنَطيِ‌ّ،نَقلًا مِن خَطّ بَعضِ الأَفَاضِلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَالَ تَسبِيحَ فَاطِمَةَ ع قَبلَ أَن يثَنيِ‌َ رِجلَيهِ غُفِرَ لَهُ

20- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ بَعضُ أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع شَكَوتُ إِلَيهِ ثِقلًا فِي أذُنُيِ‌ فَقَالَ ع عَلَيكَ بِتَسبِيحِ فَاطِمَةَ ع

21-مِشكَاةُ الأَنوَارِ، قَالَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ كَلّمَهُ فَلَم يَسمَع كَلَامَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ شَكَا إِلَيهِ ثِقلًا فِي أُذُنَيهِ فَقَالَ لَهُ مَا يَمنَعُكَ وَ أَينَ أَنتَ مِن تَسبِيحِ فَاطِمَةَ ع قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا تَسبِيحُ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ تُكَبّرُ اللّهَ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ وَ تَحمَدُ اللّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ وَ تُسَبّحُ اللّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَمَامَ المِائَةِ قَالَ فَمَا فَعَلتُ ذَلِكَ إِلّا


صفحه : 335

يَسِيراً حَتّي أَذهَبَ عنَيّ‌ مَا كُنتُ أَجِدُهُ

22- مَجمَعُ البَيَانِ، عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ ابنيَ‌ أَعيَنَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن سَبّحَ تَسبِيحَ فَاطِمَةَ ع فَقَد ذَكَرَ اللّهَ ذِكراً كَثِيراً

وَ مِنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن بَاتَ عَلَي تَسبِيحِ فَاطِمَةَ كَانَ مِنَ الذّاكِرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَ الذّاكِرَاتِ

23- المَحَاسِنُ، عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن سَبّحَ اللّهَ فِي دُبُرِ الفَرِيضَةِ قَبلَ أَن يثَنيِ‌َ رِجلَيهِ تَسبِيحَ فَاطِمَةَ المِائَةَ وَ أَتبَعَهَا بِلَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مَرّةً وَاحِدَةً غُفِرَ لَهُ

المكارم ، عنه ع مثله بيان قال في إكمال الإكمال دبر الفريضة و هوبضم الدال هذا هوالمشهور في اللغة والمعروف في الروايات و قال أبوعمر المطرزي‌ في كتاب اليواقيت دبر كل شيءبفتح الدال آخر أوقاته من الصلاة وغيرها قال هوالمعروف في اللغة و أماالجارحة فبالضم و قال الداودي‌ عن ابن الأعرابي‌ دبر الشي‌ء ودبره بالضم والفتح آخر أوقاته والصحيح الضم و لم يذكره الجوهري‌ وآخرون غيره انتهي . و قال الفيروزآبادي‌ الدبر بالضم وبضمتين نقيض القبل و من كل شيءعقبه ومؤخره وجئتك دبر الشهر أي آخره

24- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، وَ البَلَدُ الأَمِينُ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن سَبّحَ تَسبِيحَ فَاطِمَةَ قَبلَ أَن يثَنيِ‌َ رِجلَهُ مِن صَلَاةِ الفَرِيضَةِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ


صفحه : 336

25- الدّعَائِمُ، عَن عَلِيّ ع قَالَ أَهدَي بَعضُ مُلُوكِ الأَعَاجِمِ رَقِيقاً فَقُلتُ لِفَاطِمَةَ اذهبَيِ‌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَاستَخدِمِيهِ خَادِماً فَأَتَتهُ فَسَأَلَتهُ ذَلِكَ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ بِطُولِهِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص يَا فَاطِمَةُ أُعطِيكِ مَا هُوَ خَيرٌ لَكِ مِن خَادِمٍ وَ مِنَ الدّنيَا بِمَا فِيهَا تُكَبّرِينَ اللّهَ بَعدَ كُلّ صَلَاةٍ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ تَكبِيرَةً وَ تُحَمّدِينَ اللّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَحمِيدَةً وَ تُسَبّحِينَ اللّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ تَسبِيحَةً ثُمّ تَختِمِينَ ذَلِكِ بِلَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ ذَلِكِ خَيرٌ لَكِ مِنَ ألّذِي أَرَدتِ وَ مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا فَلَزِمَت صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا هَذَا التّسبِيحَ بَعدَ كُلّ صَلَاةٍ وَ نُسِبَ إِلَيهَا

26- البَلَدُ الأَمِينُ، عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ مَن سَبّحَ تَسبِيحَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ ع ثُمّ استَغفَرَ اللّهَ غَفَرَ لَهُ

27- الهِدَايَةُ، سَبّح بِتَسبِيحِ فَاطِمَةَ ع بَعدَ الفَرِيضَةِ وَ هيِ‌َ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ تَكبِيرَةً وَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ تَسبِيحَةً وَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ تَحمِيدَةً فَإِنّ مَن فَعَلَ ذَلِكَ قَبلَ أَن يثَنيِ‌َ رِجلَيهِ غُفِرَ لَهُ

توفيق وتحقيق

اعلم أن الأخبار اختلفت في كيفية تسبيحها صلوات الله وسلامه عليها من تقديم التحميد علي التسبيح والعكس واختلف أصحابنا والمخالفون في ذلك مع اتفاقهم جميعا علي استحبابه قال في المنتهي أفضل الأذكار كلها تسبيح الزهراء ع و قدأجمع أهل العلم كافة علي استحبابه انتهي فالمخالفون بعضهم علي أنها تسعة وتسعون بتساوي‌ التسبيحات الثلاث وتقديم التسبيح ثم التحميد ثم التكبير وبعضهم إلي أنها مائة بالترتيب المذكور وزيادة واحدة في التكبيرات و لاخلاف بيننا في أنها مائة و في تقديم التكبير وإنما الخلاف في أن التحميد مقدم علي التسبيح أوبالعكس والأول أشهر وأقوي .


صفحه : 337

قال في المختلف المشهور تقديم التكبير ثم التحميد ثم التسبيح ذكره الشيخ في النهاية والمبسوط والمفيد في المقنعة وسلار و ابن البراج و ابن إدريس و قال علي بن بابويه يسبح تسبيح الزهراء و هوأربع وثلاثون تكبيرة وثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة و هويشعر بتقديم التسبيح علي التحميد وكذا قال ابنه أبو جعفر و ابن جنيد والشيخ في الاقتصاد واحتجوا برواية فاطمة والجواب أنه ليس فيهاتصريح بتقديم التسبيح أقصي ما في الباب أنه قدمه في الذكر و ذلك لايدل علي الترتيب والعطف بالواو لايدل عليه انتهي . و قال الشيخ البهائي‌ ضاعف الله بهاءه في مفتاح الفلاح اعلم أن المشهور استحباب تسبيح الزهراء ع في وقتين أحدهما بعدالصلاة والآخر عندالنوم وظاهر الرواية الواردة به عندالنوم يقتضي‌ تقديم التسبيح علي التحميد وظاهر الرواية الصحيحة الواردة في تسبيح الزهراء ع علي الإطلاق يقتضي‌ تأخيره عنه و لابأس ببسط الكلام في هذاالمقام و إن كان خارجا عن موضوع الكتاب فنقول قداختلف علماؤنا قدس الله أرواحهم في ذلك مع اتفاقهم علي الابتداء بالتكبير لصراحة صحيحة ابن سنان عن الصادق ع في الابتداء به والمشهور ألذي عليه العمل في التعقيبات تقديم التحميد علي التسبيح و قال رئيس المحدثين وأبوه و ابن الجنيد بتأخيره عنه والروايات عن أئمة الهدي صلوات الله عليهم لاتخلو بحسب الظاهر من اختلاف والرواية المعتبرة التي‌ ظاهرها تقديم التحميد شاملة بإطلاقها لمايفعل بعدالصلاة و مايفعل عندالنوم وهي‌ مارواه شيخ الطائفة في التهذيب بسند صحيح عن محمد بن عذافر وساق الحديث كمامر برواية البرقي‌ في المحاسن والرواية التي‌ ظاهرها تقديم التسبيح علي التحميد مختصة بما يفعل عندالنوم ثم أورد من الفقيه


صفحه : 338

رواية علي وفاطمة. ثم قال و لايخفي أن هذه الرواية غيرصريحة في تقديم التسبيح علي التحميد فإن الواو لاتفيد الترتيب وإنما هي‌ لمطلق الجمع علي الأصح كما بين في الأصول نعم ظاهر التقديم اللفظي‌ يقتضي‌ ذلك وكذا الرواية السابقة غيرصريحة في تقديم التحميد


صفحه : 339

علي التسبيح فإن لفظة ثم فيها من كلام الراوي‌ فلم يبق إلاظاهر التقديم اللفظي‌ أيضا فالتنافي‌ بين الروايتين إنما هوبحسب الظاهر فينبغي‌ حمل الثانية علي الأولي لصحة سندها واعتضادها ببعض الروايات الضعيفة كَمَا رَوَاهُ أَبُو بَصِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ فِي تَسبِيحِ الزّهرَاءِ ع تَبدَأُ بِالتّكبِيرِ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ ثُمّ التّحمِيدِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ ثُمّ التّسبِيحِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ

و هذه الرواية صريحة في تقديم التحميد فهي‌ مؤيدة لظاهر لفظ الرواية الصحيحة فتحمل الرواية الأخري علي خلاف ظاهر لفظها ليرتفع التنافي‌ بينهما كماقلنا. فإن قلت يمكن العمل بظاهر الروايتين معا بحمل الأولي علي ألذي يفعل بعدالصلاة والثانية علي ألذي يفعل عندالنوم وحينئذ لايحتاج إلي صرف الثانية عن ظاهرها فلم عدلت عنه وكيف لم تقل به . قلت لأني‌ لم أجد قائلا بالفرق بين تسبيح الزهراء في الحالين بل ألذي يظهر بعدالتتبع أن كلا من الفريقين القائلين بتقديم التحميد وتأخيره قائل به مطلقا سواء وقع بعدالصلاة أوقبل النوم فالقول بالتفصيل إحداث قول ثالث في مقابل الإجماع المركب . و أما مايقال من أن إحداث القول الثالث إنما يمتنع إذالزم منه رفع ماأجمعت عليه الأمة كمايقال في رد البكر الموطوءة بعيب مجانا لاتفاق الكل علي عدمه بخلاف ما ليس كذلك كالقول بفسخ النكاح ببعض العيوب الخمسة دون بعض لموافقة كل من الشطرين في شطر و كمانحن فيه إذ لامانع منه مثل القول بصحة بيع الغائب وعدم قتل المسلم بالذمي‌ بعدقول أحد الشطرين بالثاني‌ ونقيض الأول والشطر الثاني‌ بعكسه .فجوابه أن هذاالتفصيل إنما يستقيم علي مذهب العامة أما علي ماقرره الخاصة من أن حجية الإجماع مسببة عن كشفه عن دخول المعصوم فلاإذ مخالفته حاصلة و إن وافق القائل كلا من الشطرين في شطر وقس عليه مثال البيع والقتل انتهي .


صفحه : 340

وأقول الإجماع المذكور غيرثابت و ماذكروه وجه جمع بين الأخبار ويمكن الجمع بالقول بالتخيير مطلقا و أما قوله رحمه الله إن رواية ابن عذافر غيرصريحة في الترتيب لأن لفظة ثم فيها في كلام الراوي‌ فهو طريف لكنه تفطن لمايوهنه وتداركه فيما علقه علي الهامش

28- الذّكرَي، قَالَ الصّادِقُ ع مَن كَانَت مَعَهُ سُبحَةٌ مِن طِينِ قَبرِ الحُسَينِ ع كُتِبَ مُسَبّحاً وَ إِن لَم يُسَبّح بِهَا

29- البَلَدُ الأَمِينُ،روُيِ‌َ أَنّ مَن أَدَارَ تُربَةَ الحُسَينِ ع فِي يَدِهِ وَ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ مَعَ كُلّ سُبحَةٍ كَتَبَ اللّهُ لَهُ سِتّةَ آلَافِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنهُ سِتّةَ آلَافِ سَيّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ سِتّةَ آلَافِ دَرَجَةٍ وَ أَثبَتَ لَهُ مِنَ الشّفَاعَاتِ بِمِثلِهَا

30- الدّرُوسُ، يُستَحَبّ حَملُ سُبحَةٍ مِن طِينِهِ ع ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ حَبّةً فَمَن قَلّبَهَا ذَاكِراً لِلّهِ فَلَهُ بِكُلّ حَبّةٍ أَربَعُونَ حَسَنَةً وَ إِن قَلّبَهَا سَاهِياً فَعِشرُونَ حَسَنَةً وَ مَا سُبّحَ بِأَفضَلَ مِن سُبحَةِ طِينِهِ ع

31- رِسَالَةُ السّجُودِ عَلَي التّربَةِ لِلتّوبَةِ،لِلشّيخِ عَلِيّ ره عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ لَا يسَتغَنيِ‌ شِيعَتُنَا عَن أَربَعٍ خُمرَةٍ يصُلَيّ‌ عَلَيهَا وَ خَاتَمٍ يَتَخَتّمُ بِهِ وَ سِوَاكٍ يَستَاكُ بِهِ وَ سُبحَةٍ مِن طِينِ قَبرِ الحُسَينِ ع فِيهَا ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ حَبّةً مَتَي قَلّبَهَا فَذَكَرَ اللّهَ كُتِبَ لَهُ بِكُلّ حَبّةٍ أَربَعُونَ حَسَنَةً وَ إِذَا قَلّبَهَا سَاهِياً يَعبَثُ بِهَا كُتِبَ لَهُ عِشرُونَ حَسَنَةً

رَوضَةُ الوَاعِظِينَ، عَنهُ ع قَالَ لَا يسَتغَنيِ‌ شِيعَتُنَا عَن أَربَعٍ عَن خُمرَةٍ يصُلَيّ‌ عَلَيهَا إِلَي آخِرِ مَا مَرّ

32-وَجَدتُ بِخَطّ الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الجبُاَعيِ‌ّ جَدّ الشّيخِ البهَاَئيِ‌ّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُمَا نَقلًا مِن خَطّ الشّهِيدِ رَفَعَ اللّهُ دَرَجَتَهُ نَقلًا مِن مَزَارٍ بِخَطّ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ مَعِيّةَ قَالَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَنِ اتّخَذَ سُبحَةً مِن تُربَةِ الحُسَينِ ع


صفحه : 341

إِن سَبّحَ بِهَا وَ إِلّا سَبّحَت فِي كَفّهِ وَ إِذَا حَرّكَهَا وَ هُوَ سَاهٍ كُتِبَ لَهُ تَسبِيحَةً وَ إِذَا حَرّكَهَا وَ هُوَ ذَاكِرُ اللّهِ تَعَالَي كُتِبَ لَهُ أَربَعِينَ تَسبِيحَةً

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ مَن سَبّحَ بِسُبحَةٍ مِن طِينِ قَبرِ الحُسَينِ ع تَسبِيحَةً كَتَبَ اللّهُ لَهُ أَربَعَمِائَةِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنهُ أَربَعَمِائَةِ سَيّئَةٍ وَ قُضِيَت لَهُ أَربَعُمِائَةِ حَاجَةٍ وَ رُفِعَ لَهُ أَربَعُمِائَةِ دَرَجَةٍ ثُمّ قَالَ وَ تَكُونُ السّبحَةُ بِخُيُوطٍ زُرقٍ أَربَعاً وَ ثَلَاثِينَ خَرَزَةً وَ هيِ‌َ سُبحَةُ مَولَاتِنَا فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ لَمّا قُتِلَ حَمزَةُ ع عَمِلَت مِن طِينِ قَبرِهِ سُبحَةً تُسَبّحُ بِهَا بَعدَ كُلّ صَلَاةٍ هَذَا آخِرُ مَا نَقَلتُهُ مِن خَطّهِ قُدّسَ سِرّهُ

33- المَكَارِمُ، قَالَ النّبِيّص لِلمُهَاجِرَاتِ عَلَيكُنّ بِالتّسبِيحِ وَ التّهلِيلِ وَ التّقدِيسِ وَ لَا تَغفُلنَ فَتَنسَينَ الرّحمَةَ وَ اعقَدنَ بِالأَنَامِلِ فَإِنّهُنّ مَسئُولَاتٌ مُستَنطَقَاتٌ

بيان لعل العقد بالأنامل مع فقد السبحة كما هوالظاهر كما في ابتداء الهجرة وربما يقال العقد بالأنامل للنساء أفضل جمعا بين الأخبار