صفحه : 1

الجزء الحادي‌ والثمانون

تتمة كتاب الصلاة

تتمة أبواب مكان المصلي‌ و مايتبعه

باب 8-تتمة فضل المساجد وأحكامها وآدابها

68- الخِصَالُ، وَ العُيُونُ،بِأَسَانِيدَ مَرّت فِي كِتَابِ الإِيمَانِ وَ الكُفرِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِتّةٌ مِنَ المُرُوّةِ ثَلَاثَةٌ مِنهَا فِي الحَضَرِ وَ ثَلَاثَةٌ مِنهَا فِي السّفَرِ فَأَمّا التّيِ‌ فِي الحَضَرِ فَتِلَاوَةُ كِتَابِ اللّهِ تَعَالَي وَ عِمَارَةُ مَسَاجِدِ اللّهِ وَ اتّخَاذُ الإِخوَانِ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا التّيِ‌ فِي السّفَرِ فَبَذلُ الزّادِ وَ حُسنُ الخُلُقِ وَ المِزَاحُ فِي غَيرِ المعَاَصيِ‌

69- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن نَوفٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع قُل لِلمَلَإِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَا يَدخُلُوا بَيتاً مِن بيُوُتيِ‌ إِلّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَبصَارٍ خَاشِعَةٍ وَ أَكُفّ نَقِيّةٍ الخَبَرَ

بيان طاهرة أي من الاعتقادات الباطلة والأخلاق الدنية وأبصار خاشعة لاتنظر إلي ماحرم الله وتبكي‌ علي المعاصي‌ و لاتنظر في الصلاة إلي مايشغل صاحبه عن ذكر الله وأكف نقية عن الحرام والشبهة وإنما نسبت إليها لأن التصرف فيهاغالبا بها

70-المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَجّالِ عَن حَنَانٍ عَنِ ابنِ


صفحه : 2

العُلَي رَفَعَهُ قَالَ إِنّمَا جُعِلَ الحَصَي فِي المَسجِدِ لِلنّخَامَةِ

بيان يدل علي أنه إذاتنخم في المسجد ينبغي‌ ستر النخامة بالحصي فتزول الكراهة أوتخف كما رَوَي الشّيخُ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع قَالَ البُصَاقُ فِي المَسجِدِ خَطِيئَةٌ وَ كَفّارَتُهَا دَفنُهُ

والخبر و إن كان في البصاق لكن يؤيد الحكم في النخامة

71- الخِصَالُ، عَنِ المُظَفّرِ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِشكِيبَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَنِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ رَفَعَهُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سَبعَةٌ فِي ظِلّ عَرشِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ شَابّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رَجُلٌ تَصَدّقَ بِيَمِينِهِ فَأَخفَاهُ عَن شِمَالِهِ وَ رَجُلٌ ذَكَرَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَالِياً فَفَاضَت عَينَاهُ مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ رَجُلٌ لقَيِ‌َ أَخَاهُ المُؤمِنَ فَقَالَ إنِيّ‌ لَأُحِبّكَ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رَجُلٌ خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ وَ فِي نِيّتِهِ أَن يَرجِعَ إِلَيهِ وَ رَجُلٌ دَعَتهُ امرَأَةٌ ذَاتُ جَمَالٍ إِلَي نَفسِهَا فَقَالَإنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ رَبّ العالَمِينَ

أَقُولُ قَد مَرّ مِرَاراً عَن أَبِي هُرَيرَةَ وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَرِيبٌ مِنهُ وَ فِيهِ وَ رَجُلٌ قَلبُهُ مُتَعَلّقٌ بِالمَسجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنهُ حَتّي يَعُودَ إِلَيهِ

72-الخِصَالُ، عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَمزَةَ عَن حُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُوسَي بنِ مَروَانَ عَن مَروَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن عُمَيرِ بنِ مَأمُونٍ قَالَ سَمِعتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَدمَنَ الِاختِلَافَ إِلَي المَسَاجِدِ أَصَابَ أَخاً مُستَفَاداً فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَو عِلماً مُستَطرَفاً أَو كَلِمَةً تَدُلّهُ عَلَي


صفحه : 3

هُدًي أَو أُخرَي تَصرِفُهُ عَنِ الرّدَي أَو رَحمَةً مُنتَظَرَةً أَو تَرَكَ الذّنبَ حَيَاءً أَو خَشيَةً

73- المَحَاسِنُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن يَزِيدَ بنِ هَارُونَ عَنِ العَلَاءِ بنِ رَاشِدٍ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن عُمَيرِ بنِ المَأمُونِ رَضِيعِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ قَالَ أَتَيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع فَقُلتُ لَهُ حدَثّنيِ‌ عَن جَدّكَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ نَعَم قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَدمَنَ إِلَي المَسجِدِ أَصَابَ الخِصَالَ الثّمَانِيَةَ آيَةٌ مُحكَمَةٌ أَو فَرِيضَةٌ مُستَعمَلَةٌ أَو سُنّةٌ قَائِمَةٌ أَو عِلمٌ مُستَطرَفٌ أَو أَخٌ مُستَفَادٌ أَو كَلِمَةٌ تَدُلّهُ عَلَي هُدًي أَو تَرُدّهُ عَن رَدًي وَ تَركُ الذّنبِ خَشيَةً أَو حَيَاءً

وَ مِنهُ فِي رِوَايَةِ اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَقَامَ فِي مَسجِدٍ بَعدَ صَلَاتِهِ انتِظَاراً لِلصّلَاةِ فَهُوَ ضَيفُ اللّهِ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُكرِمَ ضَيفَهُ

74- الخِصَالُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَرِيمُ المَسجِدِ أَربَعُونَ ذِرَاعاً وَ الجِوَارُ أَربَعُونَ دَاراً مِن أَربَعَةِ جَوَانِبِهَا

بيان حريم المسجد لم يذكره الأكثر و قال في الدروس روي الصدوق أن حريم المسجد أربعون ذراعا من كل ناحية والأحوط رعاية ذلك في الموات إذاسبق بناء المسجد ويدل علي أنه يتأكد استحباب حضور المسجد إلي أربعين دارا من جوانبه الأربعة إلا أن يكون مسجد أقرب إليه منه

75-مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ التفّليِسيِ‌ّ عَنِ الفَضلِ البَقبَاقِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَا فَضلُ لَا يأَتيِ‌ المَسجِدَ مِن كُلّ قَبِيلَةٍ إِلّا وَافِدُهَا وَ مِن كُلّ أَهلِ بَيتٍ إِلّا نَجِيبُهَا يَا فَضلُ


صفحه : 4

لَا يَرجِعُ صَاحِبُ المَسجِدِ بِأَقَلّ مِن إِحدَي ثَلَاثٍ إِمّا دُعَاءٌ يَدعُو بِهِ يُدخِلُهُ اللّهُ بِهِ الجَنّةَ وَ إِمّا دُعَاءٌ يَدعُو بِهِ فَيَصرِفُ اللّهُ عَنهُ بَلَاءَ الدّنيَا وَ إِمّا أَخٌ يَستَفِيدُهُ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا استَفَادَ امرُؤٌ مُسلِمٌ فَائِدَةً بَعدَ فَائِدَةِ الإِسلَامِ مِثلَ أَخٍ يَستَفِيدُهُ فِي اللّهِ

توضيح إلاوافدها أي سابقها ومقدّمها ورئيسها في الآخرة أو من يستحقّ أن يكون رئيسهم في الدنيا في القاموس الوافد السابق من الإبل

76- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ التّمّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ العنَزَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الصّبّاحِ عَن أَبِي المُنذِرِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المَسَاجِدُ سُوقٌ مِن أَسوَاقِ الآخِرَةِ قِرَاهَا المَغفِرَةُ وَ تُحفَتُهَا الجَنّةُ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِجَبرَئِيلَ أَيّ البِقَاعِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ المَسَاجِدُ وَ أَحَبّ أَهلِهَا إِلَي اللّهِ أَوّلُهُم دُخُولًا إِلَيهَا وَ آخِرُهُم خُرُوجاً مِنهَا قَالَ فأَيَ‌ّ البِقَاعِ أَبغَضُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي قَالَ الأَسوَاقُ وَ أَبغَضُ أَهلِهَا إِلَيهِ أَوّلُهُ دُخُولًا إِلَيهَا وَ آخِرُهُم خُرُوجاً مِنهَا

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الحَلّالِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن ظَفرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَشرَسَ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن أَيّوبَ السجّسِتاَنيِ‌ّ عَن أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن بَنَي مَسجِداً وَ لَو مَفحَصَ قَطَاةٍ بَنَي اللّهُ لَهُ بَيتاً فِي الجَنّةِ


صفحه : 5

بيان قال في النهاية أفحوص القطاة موضعها التي‌ تجثم فيه وتبيض كأنها تفحص عنه التراب أي تكشفه والفحص البحث والكشف و منه الحديث من بني لله مسجدا و لوكمفحص قطاة المفحص مفعل من الفحص كالأفحوص انتهي والتشبيه إما في الصغر أو في عدم البناء والجدران و علي الأول إما علي الحقيقة بأن يكون موضع السجود أوالقدم مسجدا أو علي المبالغة أوالمعني أن يكون بالنسبة إلي المصلي‌ كالمفحص بالنسبة إليه بأن لايزيد علي موضع صلاته وقيل بأن يشترك جماعة في بنائه أويزيد فيه قدرا محتاجا إليه ويؤيد الثاني‌. أَنّ أَبَا عُبَيدَةَ رَوَي مِثلَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع ثُمّ قَالَ أَبُو عُبَيدَةَ مَرّ بيِ‌ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ أَنَا بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ أَنَا أَضَعُ الأَحجَارَ فَقُلتُ هَذَا مِن ذَاكَ فَقَالَ نَعَم

77- العِلَلُ، عَنِ المُظَفّرِ العلَوَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن نَصرِ بنِ أَحمَدَ البغَداَديِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ مِهرَانَ عَن مُخَوّلٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الأَسوَدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ وَ عَمّهِ عَن أَبِيهِمَا أَبِي رَافِعٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص خَطَبَ النّاسَ فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ مُوسَي وَ هَارُونَ أَن يَبنِيَا لِقَومِهِمَابِمِصرَ بُيُوتاً وَ أَمَرَهُمَا أَن لَا يَبِيتَ فِي مَسجِدِهِمَا جُنُبٌ وَ لَا يَقرَبَ فِيهِ النّسَاءَ إِلّا هَارُونُ وَ ذُرّيّتُهُ وَ إِنّ عَلِيّاً ع منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي فَلَا يَحِلّ لِأَحَدٍ أَن يَقرَبَ النّسَاءَ فِي مسَجدِيِ‌ وَ لَا يَبِيتَ فِيهِ جُنُبٌ إِلّا عَلِيّ وَ ذُرّيّتُهُ فَمَن شَاءَ ذَلِكَ فَهَاهُنَا وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ نَحوَ الشّامِ

بيان أقول قدمضي مثله بأسانيد جمة قوله ص فمن شاء ذلك أي شاء أن يعلم حقيقة ذلك فليذهب إلي الشام ولينظر إلي مواضع بيوتهم فيعلم أن بيت


صفحه : 6

هارون كان مفتوحا إلي المسجد

78- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ النخّعَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ العِلّةِ فِي تَعظِيمِ المَسَاجِدِ فَقَالَ إِنّمَا أُمِرَ بِتَعظِيمِ المَسَاجِدِ لِأَنّهَا بُيُوتُ اللّهِ فِي الأَرضِ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن كُلَيبٍ الصيّداَويِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ أَنّ بيُوُتيِ‌ فِي الأَرضِ المَسَاجِدُ فَطُوبَي لِمَن تَطَهّرَ فِي بَيتِهِ ثُمّ زاَرنَيِ‌ فِي بيَتيِ‌ وَ حَقّ عَلَي المَزُورِ أَن يُكرِمَ الزّائِرَ

ثواب الأعمال ، عن أبيه عن عبد الله بن جعفرالحميري‌ عن محمد بن الحسين مثله المقنع ،مرسلا

مثله

79- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن صَفوَانَ عَن كُلَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ أَنّ بيُوُتيِ‌ فِي الأَرضِ المَسَاجِدُ فَطُوبَي لِعَبدٍ تَطَهّرَ فِي بَيتِهِ ثُمّ زاَرنَيِ‌ فِي بيَتيِ‌ أَلَا إِنّ عَلَي المَزُورِ كَرَامَةَ الزّائِرِ

بيان يدل علي استحباب الطهارة لدخول المساجد

80-العِلَلُ، عَن جَعفَرِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِي الضّحّاكِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ رَجُلٌ اشتَرَي دَاراً فَبَنَاهَا فَبَقِيَت عَرصَةٌ فَبَنَاهَا بَيتَ غَلّةٍ أَ يُوقِفُهُ عَلَي المَسجِدِ قَالَ إِنّ المَجُوسَ


صفحه : 7

وَقَفُوا عَلَي بَيتِ النّارِ

بيان ظاهره تجويز الوقف كما هوالمشهور بين الأصحاب أي إذاوقف المجوس علي بيت النار فأنتم أولي بالوقف علي معابدكم ويحتمل أن يكون المراد المنع من ذلك لأنه من فعلهم ولعل الصدوق ره هكذا فهم فنقل في الفقيه في كتاب الصلاة هكذا وسئل عن الوقوف علي المساجد فقال لايجوز لأن المجوس وقفوا علي بيوت النار و هذاإحدي مفاسد النقل بالمعني والقرينة علي ذلك أنه نقله في كتاب الوقف من الفقيه أيضا مثل مارواه في العلل وغيره في سائر الكتب و ليس في شيءمنها لايجوز. وربما يحمل علي تقدير صحته علي الوقف بقصد تملك المسجد و هو لايملك بل لابد من قصد مصالح المسلمين و لوأطلق ينصرف إليها و قال في الذكري ويستحبّ الوقف علي المساجد بل هو من أعظم المثوبات لتوقف بقاء عمارتها غالبا عليه التي‌ هي‌ من أعظم مراد الشارع ثم ذكر رواية الفقيه و قال وأجاب بعض الأصحاب بأن الرواية مرسلة وبإمكان الحمل علي ما هومحرّم منها كالزخرفة والتصوير انتهي وحمله بعضهم علي الوقف لتقريب القربان أو علي وقف الأولاد لخدمتها كما في الشرع السابق

81- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن وَهبِ بنِ وَهبٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِذَا أَخرَجَ أَحَدُكُمُ الحَصَاةَ مِنَ المَسجِدِ فَليَرُدّهَا مَكَانَهَا أَو فِي مَسجِدٍ آخَرَ فَإِنّهَا تُسَبّحُ


صفحه : 8

توجيه يمكن أن يكون تسبيحها كناية عن كونها من أجزاء المسجد فإن المسجد لكونه محلا لعبادة الله سبحانه يدل علي عظمته وجلاله فهو بجميع أجزائه ينزّه الله تعالي عما لايليق به أوالمعني أنها تسبح أحيانا كماسبحت في كفّ النبي ص أوتسبّح مطلقا بالمعني ألذي أريد في قوله سبحانه وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبّحُ بِحَمدِهِفوجه الاختصاص كونها سابقا فيها والحاصل لاتقولوا إنها جماد و لايضرّ إخراجها إذ لكل شيءتسبيح فلاينبغي‌ إخراجها وإخلاء المسجد عن تسبيحهاوَ مَن أَظلَمُ مِمّن مَنَعَ مَساجِدَ اللّهِ أَن يُذكَرَ فِيهَا اسمُهُ. ويمكن أن يقرأ يسبح بالفتح أي ينزه عن النجاسات وسائر ما لايليق بالمسجد فيكون كناية أيضا عن الجزئية والمشهور بين الأصحاب حرمة إخراج الحصي من المساجد وقيده جماعة بما إذا كان تعدّ من أجزاء المسجد أو من الأبنية أما لوكانت قمامة كان إخراجها مستحبا واختار المحقق في المعتبر وجماعة كراهة إخراج الحصي وكذا حكم الأكثر بوجوب الإعادة إلي ذلك المسجد و قال الشيخ لوردها إلي غيرها من المساجد أجزأ كمادل عليه الخبر

82- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ رَفَعَهُ أَنّ رَجُلًا جَاءَ إِلَي المَسجِدِ يُنشِدُ ضَالّةً لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قُولُوا لَهُ لَا رَدّ اللّهُ عَلَيكَ فَإِنّهَا لِغَيرِ هَذَا بُنِيَت

قَالَ وَ رَفعُ الصّوتِ فِي المَسَاجِدِ يُكرَهُ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص مَرّ بِرَجُلٍ يبَريِ‌ مَشَاقِصَ لَهُ فِي المَسجِدِ فَنَهَاهُ وَ قَالَ إِنّهَا لِغَيرِ هَذَا بُنِيَت

بيان التعليل يدل علي كراهة عمل الصنائع في المسجد مطلقا كماذكره الأصحاب فلو تضمن تغيير هيئة المسجد أومنع المصلين من الصلاة والتضييق عليهم فالحرمة أظهر

83-العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الثّومِ


صفحه : 9

فَقَالَ إِنّمَا نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَنهُ لِرِيحِهِ فَقَالَ مَن أَكَلَ هَذِهِ البَقلَةَ المُنتِنَةَ فَلَا يَقرَب مَسجِدَنَا فَأَمّا مَن أَكَلَهُ وَ لَم يَأتِ المَسجِدَ فَلَا بَأسَ

وَ مِنهُ عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَلَفٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن أَكلِ البَصَلِ وَ الكُرّاثِ فَقَالَ لَا بَأسَ بِأَكلِهِ مَطبُوخاً وَ غَيرَ مَطبُوخٍ وَ لَكِن إِن أَكَلَ مِنهُ مَا لَهُ أَذًي فَلَا يَخرُج إِلَي المَسجِدِ كَرَاهِيَةَ أَذَاهُ عَلَي مَن يُجَالِسُ

المَحَاسِنُ، عَنِ الوَشّاءِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ الكُرّاثَ فَقَط

84- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن فَضَالَةَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَكَلَ هَذِهِ البَقلَةَ فَلَا يَقرَب مَسجِدَنَا وَ لَم يَقُل إِنّهُ حَرَامٌ

بيان المشهور بين الأصحاب كراهة دخول المسجد لمن أكمل شيئا من المؤذيات بريحها ويتأكد الكراهة في الثوم بل يظهر من بعض الأخبار أنه لوتداوي به بغير الأكل أيضا يكره له دخول المسجد. وَ نَقَلَ الشّيخُ فِي الإِستِبصَارِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ مَن أُصَدّقُ مِن أَصحَابِنَا قَالَ سَأَلتُ أَحَدَهُمَا عَنِ الثّومِ فَقَالَ أَعِد كُلّ صَلَاةٍ صَلّيتَهَا مَا دُمتَ تَأكُلُهُ

ثم قال فالوجه في هذاالخبر أن نحمله علي ضرب من التغليظ في كراهيته دون الحظر ألذي يكون من أكل ذلك يقتضي‌ استحقاقه الذم والعقاب بدلالة الأخبار الأول والإجماع الواقع علي أن أكل هذه الأشياء لايوجب إعادة الصلاة


صفحه : 10

85- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ وَ أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ بَنَي مَسجِدَهُ بِالسّمِيطِ ثُمّ إِنّ المُسلِمِينَ كَثُرُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَمَرتَ بِالمَسجِدِ فَزِيدَ فِيهِ فَقَالَ نَعَم فَزَادَ فِيهِ وَ بَنَاهُ بِالسّعِيدَةِ ثُمّ إِنّ المُسلِمِينَ كَثُرُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَمَرتَ بِالمَسجِدِ فَزِيدَ فِيهِ فَقَالَص نَعَم فَأَمَرَ بِهِ فَزِيدَ فِيهِ وَ بَنَي جِدَارَهُ بِالأُنثَي وَ الذّكَرِ ثُمّ اشتَدّ عَلَيهِمُ الحَرّ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَمَرتَ بِالمَسجِدِ فَظُلّلَ قَالَ فَأَمَرَ بِهِ فَأُقِيمَت فِيهِ سوَاَريِ‌ جُذُوعِ النّخلِ ثُمّ طُرِحَت عَلَيهِ العَوَارِضُ وَ الخَصَفُ وَ الإِذخِرُ فَعَاشُوا فِيهِ حَتّي أَصَابَتهُمُ الأَمطَارُ فَجَعَلَ المَسجِدُ يَكِفُ عَلَيهِم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَمَرتَ بِهِ فَطُيّنَ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص لَا عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسَي ع فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ كَانَ جِدَارُهُ قَبلَ أَن يُظَلّلَ قَدرَ قَامَةٍ فَكَانَ إِذَا كَانَ الفيَ‌ءُ ذِرَاعاً وَ هُوَ قَدرُ مَربِضِ عَنزٍ صَلّي الظّهرَ فَإِذَا كَانَ الفيَ‌ءُ ذِرَاعَينِ وَ هُوَ ضِعفُ ذَلِكَ صَلّي العَصرَ

قال و قال السميط لبنة لبنة والسعيدة لبنة ونصف والأنثي والذكر لبنتين مخالفتين بيان قال الجوهري‌ السارية الأسطوانة و قال العارضة واحدة عوارض السقف والخصف محركة جمع الخصفة وهي‌ الجلة تعمل من خوص النخل أي ورقها للتمر و قال الجوهري‌ السميط الأجر القائم بعضه فوق بعض قال أبوعبيد و هو ألذي يسمي بالفارسية البراستق و قال الفيروزآبادي‌ السعد ثلث اللبنة وكزبير ربعها انتهي والأنثي والذكر معروف بين البناءين قوله يكف أي يقطر. والاختلاف في الأنواع لأن كلما كان المكان أوسع كان جداره أطول وكلما


صفحه : 11

كان الجدار أطول فالمناسب أن يكون عرضه أوسع وسمكه أرفع ويدل علي جواز هدم المسجد وتغييره وتوسيعه عندالضرورة والحاجة وتردد في الذكري في ذلك ثم استدل علي الجواز بهذا الخبر ثم قال نعم الأقرب أن لاينقض إلا بعدالظن الغالب بوجود العمارة وقرب جواز إحداث الباب والروزنة للمصلحة العامة واحتمل جوازها للمصلحة الخاصة و ماقربه في الكل قريب

86- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ دَاوُدَ عَن هَاشِمٍ الحَلّالِ قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ أَبُو الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الصّبّاحِ مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ المَسَاجِدِ التّيِ‌ بَنَتهَا الحَاجّ فِي طَرِيقِ مَكّةَ فَقَالَ بَخ بَخ تِلكَ أَفضَلُ المَسَاجِدِ مَن بَنَي مَسجِداً كَمَفحَصِ قَطَاةٍ بَنَي اللّهُ لَهُ بَيتاً فِي الجَنّةِ

وَ مِنهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ قَالَ بَينَا أَنَا بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ أَضَعُ الأَحجَارَ كَمَا يَضَعُ النّاسُ فَقُلتُ لَهُ هَذَا مِن ذَلِكَ قَالَ نَعَم

87-معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البزَنَطيِ‌ّ عَن مُفَضّلِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَجَاءَ أعَراَبيِ‌ّ أَحَدُ بنَيِ‌ عَامِرٍ إِلَي النّبِيّ ع فَسَأَلَهُ وَ ذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلًا يَذكُرُ فِي آخِرِهِ أَنّهُ سَأَلَهُ الأعَراَبيِ‌ّ عَنِ الصّلَيعَاءِ وَ القُرَيعَاءِ وَ خَيرِ بِقَاعِ الأَرضِ وَ شَرّ بِقَاعِ الأَرضِ فَقَالَ بَعدَ أَن أَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَأَخبَرَهُ أَنّ الصّلَيعَاءَ الأَرضُ السّبِخَةُ التّيِ‌ لَا تُروَي وَ لَا تُشبَعُ مَرعَاهَا وَ القُرَيعَاءَ الأَرضُ التّيِ‌ لَا تعُطيِ‌ بَرَكَتَهَا وَ لَا يُخرِجُ نَبعَهَا وَ لَا يُدرَكُ مَا أُنفِقَ فِيهَا وَ شَرّ بِقَاعِ الأَرضِ الأَسوَاقُ وَ هُوَ مَيدَانُ إِبلِيسَ يَغدُو بِرَايَتِهِ وَ يَضَعُ كُرسِيّهُ وَ يَبُثّ ذُرّيّتَهُ فَبَينَ مُطَفّفٍ فِي قَفِيزٍ أَو طَائِشٍ فِي مِيزَانٍ أَو سَارِقٍ فِي ذِرَاعٍ أَو كَاذِبٍ فِي سِلعَتِهِ فَيَقُولُ عَلَيكُم بِرَجُلٍ مَاتَ أَبُوهُ وَ أَبُوكُم حيَ‌ّ فَلَا يَزَالُ مَعَ أَوّلِ مَن يَدخُلُ وَ آخِرِ مَن يَرجِعُ وَ خَيرَ البِقَاعِ المَسَاجِدُ وَ أَحَبّهُم إِلَيهِ أَوّلُهُم دُخُولًا وَ آخِرُهُم خُرُوجاً وَ كَانَ


صفحه : 12

الحَدِيثُ طَوِيلًا اختَصَرنَا مِنهُ مَوضِعَ الحَاجَةِ

توضيح قال في النهاية إن أعرابيا سأل النبي ص عن الصليعاء والقريعاء الصليعاء تصغير الصلعاء للأرض التي‌ لاتنبت والصلع من صلع الرأس و هوانحسار الشعر منه والقريعاء أرض لعنها الله إذاأنبتت أوزرع فيهانبت في حافتيها و لم ينبت في متنها شيء و قال القرع بالتحريك هو أن يكون في الأرض ذات الكلاء موضع لانبات فيهاكالقرع في الرأس انتهي . قوله و لايخرج نبعها النبع خروج الماء من الينبوع و في بعض النسخ بالياء ثم النون وينع الثمرة نضجها وإدراكها والتطفيف نقص المكيال والطيش الخفة والسلعة بالكسر المتاع مات أبوه أي آدم ع وأبوكم حي‌ يعني‌ نفسه لعنه الله

88- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الهَيثَمِ بنِ عَبدِ اللّهِ النهّديِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُرُوّةُ مُرُوّتَانِ مُرُوّةُ الحَضَرِ وَ مُرُوّةُ السّفَرِ فَأَمّا مُرُوّةُ الحَضَرِ فَتِلَاوَةُ القُرآنِ وَ حُضُورُ المَسَاجِدِ وَ صُحبَةُ أَهلِ الخَيرِ وَ النّظَرُ فِي الفِقهِ وَ أَمّا مُرُوّةُ السّفَرِ فَبَذلُ الزّادِ وَ المِزَاحُ فِي غَيرِ مَا يُسخِطُ اللّهَ وَ قِلّةُ الخِلَافِ عَلَي مَن صَحِبَكَ وَ تَركُ الرّوَايَةِ عَلَيهِم إِذَا أَنتَ فَارَقتَهُم

و منه عن أبيه عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن خالد البرقي‌ عن أبي قتادة رفعه إلي الصادق ع مثله

89- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَنِ التّنَخّعِ فِي المَسَاجِدِ وَ نَهَي أَن يُنشَدَ الشّعرُ أَو تُنشَدَ الضّالّةُ فِي المَسَاجِدِ وَ نَهَي أَن يُسَلّ السّيفُ فِي المَسجِدِ


صفحه : 13

90- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن رَدّ رِيقَهُ تَعظِيماً لِحَقّ المَسجِدِ جَعَلَ اللّهُ رِيقَهُ صِحّةً فِي بَدَنِهِ وَ عوُفيِ‌َ مِن بَلوَي فِي جَسَدِهِ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن تَنَخّعَ فِي مَسجِدٍ ثُمّ رَدّهَا فِي جَوفِهِ لَم تَمُرّ بِدَاءٍ إِلّا أَبرَأَتهُ

بيان قال في القاموس النخاعة بالضم النخامة أو مايخرج من الصدر أو مايخرج من الخيشوم وتنخع رمي بنخامته و قال في النهاية فيه النخامة في المسجد خطيئة هي‌ البزقة التي‌ تخرج من أصل الفم مما يلي‌ النخاع انتهي . ويدل علي عدم حرمة نخامة الإنسان علي نفسه و قال جماعة بحرمتها للخباثة وحرمة كل خبيث بالمعني ألذي ذكره الأصحاب و هو مايتنفر عنه الطبع غيرمعلوم وكون نخامة نفسه أيضا قبل الخروج من الفم خبيثا ممنوع وربما يحمل ما إذا لم يدخل فضاء الفم و لاضرورة تدعو إليه وسيأتي‌ تمام القول فيه في محله

91- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن يَعلَي بنِ حَمزَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الحَجّالِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن مَشَي إِلَي المَسجِدِ لَم يَضَع رِجلَهُ عَلَي رَطبٍ وَ لَا يَابِسٍ إِلّا سَبّحَت لَهُ الأَرضُ إِلَي الأَرَضِينَ السّابِعَةِ

بيان في الفقيه إلاسبح له إلي الأرضين و في بعض نسخ الكتابين إلي الأرض السابعة و علي الأول جمعها باعتبار قطعات الأرض أوأطرافها وقيل المراد إلي الأرضين حتي السابعة و لايخفي ما فيه ويمكن أن يكون المراد إعطاء الثواب


صفحه : 14

التقديري‌ أوتسبيح أهلها أو هوكناية عن أنه يظهر أثر عبادته في جميع الأرضين لكون عمارة الأرض بالعبادة فكأنها تسبح له شكرا و علي النسختين يحتمل أن يكون المراد من تحت قدميه في عمق الأرض أو من الجوانب الأربعة في سطح الأرض والأول أظهر

92- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَن حَمّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَلَا إِنّ بيُوُتيِ‌ فِي الأَرضِ المَسَاجِدُ تضُيِ‌ءُ لِأَهلِ السّمَاءِ كَمَا تضُيِ‌ءُ النّجُومُ لِأَهلِ الأَرضِ أَلَا طُوبَي لِمَن كَانَتِ المَسَاجِدُ بُيُوتَهُ أَلَا طُوبَي لِعَبدٍ تَوَضّأَ فِي بَيتِهِ ثُمّ زاَرنَيِ‌ فِي بيَتيِ‌ أَلَا إِنّ عَلَي المَزُورِ كَرَامَةَ الزّائِرِ أَلَا بَشّرِ المَشّاءِينَ فِي الظّلُمَاتِ إِلَي المَسَاجِدِ بِالنّورِ السّاطِعِ يَومَ القِيَامَةِ

المحاسن ، عن محمد بن عيسي الأرمني‌ عن الحسين بن خالد مثله

93- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ هِشَامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَيَهُمّ بِعَذَابِ أَهلِ الأَرضِ جَمِيعاً لَا يحُاَشيِ‌ مِنهُم أَحَداً إِذَا عَمِلُوا باِلمعَاَصيِ‌ وَ اجتَرَحُوا السّيّئَاتِ فَإِذَا نَظَرَ إِلَي الشّيبِ ناَقلِيِ‌ أَقدَامِهِم إِلَي الصّلَاةِ وَ الوِلدَانِ يَتَعَلّمُونَ القُرآنَ رَحِمَهُم فَأَخّرَ ذَلِكَ عَنهُم

و منه عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمدالأشعري‌ عن محمد بن السندي‌ عن علي بن الحكم مثله


صفحه : 15

العلل ، عن محمد بن موسي بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي‌ عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي‌ عن علي بن الحكم

مثله بيان قال الفيروزآبادي‌ حاشا منهم فلانا استثناه منهم انتهي والشيب بالكسر جمع الأشيب و هوالمبيض الرأس أو هوبضم الشين وتشديد الياء المفتوحة جمع شائب كركع وسجد

94- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ يَشكُرَ عَنِ الكاَهلِيِ‌ّ عَنِ الحَكَمِ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَسرَجَ فِي مَسجِدٍ مِن مَسَاجِدِ اللّهِ سِرَاجاً لَم تَزَلِ المَلَائِكَةُ وَ حَمَلَةُ العَرشِ يَستَغفِرُونَ لَهُ مَا دَامَ فِي ذَلِكَ المَسجِدِ ضَوءٌ مِنَ السّرَاجِ

المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مِثلَهُ وَ فِيهِ مَكَانٌ عَن أَنَسٍ عَن رَجُلٍالمُقنِعُ،مُرسَلًا

مِثلَهُ

95- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الراّزيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ صَلَاةٌ فِي بَيتِ المَقدِسِ أَلفُ صَلَاةٍ وَ صَلَاةٌ فِي المَسجِدِ الأَعظَمِ مِائَةُ أَلفِ صَلَاةٍ وَ صَلَاةٌ فِي مَسجِدِ القَبِيلَةِ خَمسٌ وَ عِشرُونَ صَلَاةً وَ صَلَاةٌ فِي مَسجِدِ السّوقِ اثنَتَا عَشرَةَ صَلَاةً وَ صَلَاةُ الرّجُلِ فِي بَيتِهِ وَحدَهُ صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ

المَحَاسِنُ، عَنِ النوّفلَيِ‌ّ مِثلَهُ وَ فِيهِ صَلَاةٌ فِي المَسجِدِ الأَعظَمِ مِائَةُ صَلَاةٍ


صفحه : 16

بيان الظاهر زيادة الألف من الرواة أوالنساخ و إن كانت موجودة في أكثر النسخ ورواه الشيخ في النهاية عن السكوني‌ و فيه أيضا مائة صلاة وروي المفيد في المقنعة أيضا كذلك و علي تقديره المراد بالمسجد الأعظم المسجد الحرام و علي تقدير عدمه المراد به جامع البلد ولعل مسجد المحلة في زماننا بإزاء مسجد القبيلة والمراد بمسجد السوق ما كان مختصا بأهله لا كل مسجد متصل بالسوق و إن كان جامعا أوأحد المساجد الأربعة أومسجد قبيلة

96- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَرَادَ أَن يُصِيبَ أَهلَ الأَرضِ بِعَذَابٍ يَقُولُ لَو لَا الّذِينَ يَتَحَابّونَ فِيّ وَ يَعمُرُونَ مسَاَجدِيِ‌ وَ يَستَغفِرُونَ بِالأَسحَارِ لَولَاهُم لَأَنزَلتُ عَلَيهِم عذَاَبيِ‌

97- المَحَاسِنُ، عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ مَن وَقّرَ مَسجِداً لقَيِ‌َ اللّهَ يَومَ يَلقَاهُ ضَاحِكاً مُستَبشِراً وَ أَعطَاهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ

وَ قَالَ ع مَن رَدّ رِيقَهُ تَعظِيماً لِحَقّ المَسجِدِ جَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ قُوّةً فِي بَدَنِهِ وَ كَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً وَ قَالَ لَا تَمُرّ بِدَاءٍ فِي جَوفِهِ إِلّا أَبرَأَتهُ

بَيَانٌ فِي التّهذِيبِ وَ غَيرِهِ بِهَذَا السّنَدِ مَن وَقّرَ بِنُخَامَتِهِ المَسجِدَ لقَيِ‌َ اللّهَ يَومَ القِيَامَةِ ضَاحِكاً قَد أعُطيِ‌َ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ

98-المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع يَا رَبّ مَن


صفحه : 17

أَهلُكَ الّذِينَ تُظِلّهُم فِي ظِلّ عَرشِكَ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّكَ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ الطّاهِرَةُ قُلُوبُهُم وَ التّرِبَةُ أَيدِيهِم الّذِينَ يَذكُرُونَ جلَاَليِ‌ إِذَا ذَكَرُوا رَبّهُم الّذِينَ يَكتَفُونَ بطِاَعتَيِ‌ كَمَا يكَتفَيِ‌ الصبّيِ‌ّ الصّغِيرُ بِاللّبَنِ الّذِينَ يَأوُونَ إِلَي مسَاَجدِيِ‌ كَمَا تأَويِ‌ النّسُورُ إِلَي أَوكَارِهَا وَ الّذِينَ يَغضَبُونَ لمِحَاَرمِيِ‌ إِذَا استُحِلّت مِثلَ النّمِرِ إِذَا حَرِدَ

بيان التربة أيديهم كناية عن الفقر قال الجوهري‌ ترب الشي‌ء بالكسر أصابه التراب و منه ترب الرجل افتقر كأنه لصق بالتراب يقال تربت يداك و هو علي الدعاء أي لاأصبت خيرا و قال الحرد الغضب تقول منه حرد بالكسر فهو حارد وحردان و منه قيل أسد حارد.

تتميم

ذكر الأصحاب كراهة الخذف بالحصي في المسجد وحكم الشيخ رحمه الله في النهاية بعدم الجواز وورد في الخبر مازالت تلعن حتي وقعت وكذا كشف السرة والفخذ والركبة في المسجد وظاهر الشيخ في النهاية عدم الجواز و في خبر السكوني‌ أن كشفها في المسجد من العورة. وذكروا رحمهم الله استحباب تقديم اليمني دخولا واليسري خروجا كما في خبر يونس . وترك أحاديث الدنيا والقصص الباطلة فيه فَقَد روُيِ‌َ فِي الحَسَنِ أَنّ


صفحه : 18

أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع رَأَي قَاصّاً فِي المَسجِدِ فَضَرَبَهُ بِالدّرّةِ وَ طَرَدَهُ

وترك التكلم فيه بالعجمية لرواية السكوني‌ وترك تعليته وتظليله لمارواه

الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المَسَاجِدِ المُظَلّلَةِ يُكرَهُ القِيَامُ فِيهَا قَالَ نَعَم وَ لَكِن لَا يَضُرّكُمُ الصّلَاةُ فِيهَا اليَومَ

. و قال في الذكري لعل المراد تظليل جميع المسجد أوتظليل خاص أو في بعض البلدان و إلافالحاجة ماسة إلي التظليل لدفع الحر والبرد


صفحه : 19

باب 9-صلاة التحية والدعاء عندالخروج إلي الصلاة و عنددخول المسجد و عندالخروج منه

1- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَا تَجعَلُوا المَسَاجِدَ طُرُقاً حَتّي تُصَلّوا فِيهَا رَكعَتَينِ

2- الخِصَالُ، وَ معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ الأسَواَريِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن عَمرِو بنِ حَفصٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَسَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَحيَي بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ جَرِيرٍ عَن عَطَاءٍ عَن عُتبَةَ بنِ عُمَيرٍ الليّثيِ‌ّ عَن أَبِي ذَرّ ره قَالَ دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي المَسجِدِ جَالِسٌ وَحدَهُ فَاغتَنَمتُ خَلوَتَهُ فَقَالَ لِي يَا أَبَا ذَرّ لِلمَسجِدِ تَحِيّةٌ قُلتُ وَ مَا تَحِيّتُهُ قَالَ رَكعَتَانِ تَركَعُهُمَا الخَبَرَ

مجالس الشيخ ، وأعلام الدين ، عن أبي ذر مثله

3- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن هِلَالِ بنِ مُحَمّدٍ الحَفّارِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ الدعّبلِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ الصّادِقُ ع يَقُولُ إِذَا خَرَجَ إِلَي الصّلَاةِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِحَقّ السّائِلِينَ لَكَ وَ بِحَقّ مخَرجَيِ‌ هَذَا فإَنِيّ‌ لَم أَخرُج أَشِراً وَ لَا بَطَراً وَ لَا رِئَاءً وَ لَا سُمعَةً وَ لَكِن خَرَجتُ ابتِغَاءَ رِضوَانِكَ وَ اجتِنَابَ سَخَطِكَ فعَاَفنِيِ‌ بِعَافِيَتِكَ مِنَ النّارِ

4-المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن دَخَلَ سُوقَ جَمَاعَةٍ وَ مَسجِدَ أَهلِ نَصبٍ فَقَالَ مَرّةً وَاحِدَةً أَشهَدُ


صفحه : 20

أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ كَبِيراً وَ الحَمدُ لِلّهِ كَثِيراً وَ سُبحَانَ اللّهِ بُكرَةً وَ أَصِيلًا وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِ عَدَلَت حَجّةً مَبرُورَةً

5- كِتَابُ صِفّينَ،لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عُبَيدٍ وَ غَيرِهِ قَالُوا لَمّا دَخَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الكُوفَةَ أَقبَلَ حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ فَصَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ صَعِدَ المِنبَرَ الخَبَرَ

6- عُدّةُ الداّعيِ‌، وَ أَعلَامُ الدّينِ، عَن سَمُرَةَ بنِ جُندَبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَوَضّأَ ثُمّ خَرَجَ إِلَي المَسجِدِ فَقَالَ حِينَ يَخرُجُ مِن بَيتِهِ بِسمِ اللّهِألّذِي خلَقَنَيِ‌ فَهُوَ يَهدِينِهَدَاهُ اللّهُ إِلَي الصّوَابِ لِلإِيمَانِ وَ إِذَا قَالَوَ ألّذِي هُوَ يطُعمِنُيِ‌ وَ يَسقِينِأَطعَمَهُ اللّهُ مِن طَعَامِ الجَنّةِ وَ سَقَاهُ مِن شَرَابِ الجَنّةِ وَ إِذَا قَالَوَ إِذا مَرِضتُ فَهُوَ يَشفِينِجَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَفّارَةً لِذُنُوبِهِ وَ إِذَا قَالَوَ ألّذِي يمُيِتنُيِ‌ ثُمّ يُحيِينِأَمَاتَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَوتَةَ الشّهَدَاءِ وَ أَحيَاهُ حَيَاةَ السّعَدَاءِ وَ إِذَا قَالَوَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌ يَومَ الدّينِغَفَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خَطَاءَهُ كُلّهُ وَ إِن كَانَ أَكبَرَ مِن زَبَدِ البَحرِ وَ إِذَا قَالَرَبّ هَب لِي حُكماً وَ ألَحقِنيِ‌ بِالصّالِحِينَوَهَبَ اللّهُ لَهُ حُكماً وَ عِلماً وَ أَلحَقَهُ بِصَالِحِ مَن مَضَي وَ صَالِحِ مَن بقَيِ‌َ وَ إِذَا قَالَوَ اجعَل لِي لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرِينَكَتَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ فِي وَرَقَةٍ بَيضَاءَ أَنّ فُلَانَ بنَ فُلَانٍ مِنَ الصّادِقِينَ وَ إِذَا قَالَوَ اجعلَنيِ‌ مِن وَرَثَةِ جَنّةِ النّعِيمِأَعطَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَنَازِلَ فِي الجَنّةِ وَ إِذَا قَالَ وَ اغفِر لأِبَوَيَ‌ّ غَفَرَ اللّهُ لِأَبَوَيهِ

بيان رَبّ هَب لِي حُكماًفسر في الآية بالحكم بين الناس بالحق فإنه من أفضل الأعمال وفسر أيضا بالكمال في العلم والعمل و علي هذا يكون عطف العلم في الحديث علي الحكم كما في بعض النسخ من قبيل التجريد وإرادة العمل لا غير أو علي التأكيد لأحد جزئيه و قديفسرلِسانَ صِدقٍبوجهين الأول الصيت الحسن والذكر


صفحه : 21

الجميل بين من تأخر عنه من الأمم و قداستجيب الثاني‌ اجعل من ذريتي‌ صادقا يجدد معالم ديني‌ ويدعو الناس إلي ماكنت أدعوهم إليه و هونبينا أو أمير المؤمنين ع كماورد في الأخبار والداعي‌ يقصد ذكره الجميل بعدموته أو أن يرزقه الله ولدا صالحا يدعو الناس إلي الخير

7- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ، عَن عُبَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا دَخَلتَ المَسجِدَ وَ أَنتَ تُرِيدُ أَن تَجلِسَ فَلَا تَدخُلهُ إِلّا طَاهِراً وَ إِذَا دَخَلتَهُ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ ثُمّ ادعُ اللّهَ وَ سَلهُ وَ سَمّ حِينَ تَدخُلُهُ وَ احمَدِ اللّهَ وَ صَلّ عَلَي النّبِيّص

8- التّهذِيبُ،مُرسَلًا مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ وَ سَمّ حِينَ تَدخُلُهُ

وَ مِنهُ فِي المُوَثّقِ عَن سَمَاعَةَ قَالَ إِذَا دَخَلتَ المَسجِدَ فَقُل بِسمِ اللّهِ وَ السّلَامُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ سَلَامُ اللّهِ وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ السّلَامُ عَلَيهِم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ رَبّ اغفِر لِي ذنُوُبيِ‌ وَ افتَح لِي أَبوَابَ فَضلِكَ وَ إِذَا خَرَجتَ فَقُلِ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ افتَح لِي أَبوَابَ فَضلِكَ

وَ مِنهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ قَالَ إِذَا دَخَلتَ المَسجِدَ فَقُلِ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ افتَح أَبوَابَ رَحمَتِكَ وَ إِذَا خَرَجتَ فَقُلِ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ افتَح أَبوَابَ فَضلِكَ

وَ مِنهُ فِي الحَسَنِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا دَخَلتَ المَسجِدَ فَصَلّ عَلَي النّبِيّص وَ إِذَا خَرَجتَ فَافعَل ذَلِكَ

وَ مِنهُ فِي المَجهُولِ عَن يُونُسَ عَنهُم ع قَالَالفَضلُ فِي دُخُولِ المَسجِدِ أَن


صفحه : 22

تَبدَأَ بِرِجلِكَ اليُمنَي إِذَا دَخَلتَ وَ بِاليُسرَي إِذَا خَرَجتَ

9- فَلَاحُ السّائِلِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ سَعدٍ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ الكلُيَنيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ العَطّارِ شَيخٍ مِن أَهلِ المَدِينَةِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا صَلّي أَحَدُكُمُ المَكتُوبَةَ وَ خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ فَليَقِف بِبَابِ المَسجِدِ ثُمّ ليَقُلِ أللّهُمّ دعَوَتنَيِ‌ فَأَجَبتُ دَعوَتَكَ وَ صَلّيتُ مَكتُوبَكَ وَ انتَشَرتُ فِي أَرضِكَ كَمَا أمَرَتنَيِ‌ فَأَسأَلُكَ مِن فَضلِكَ العَمَلَ بِطَاعَتِكَ وَ اجتِنَابَ مَعصِيَتِكَ وَ الكَفَافَ مِنَ الرّزقِ بِرَحمَتِكَ

10- مِصبَاحُ الشّيخِ، إِذَا خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ فَليَقُل وَ ذَكَرَ الدّعَاءَ ثُمّ قَالَ دُعَاءً آخَرَ أللّهُمّ إنِيّ‌ صَلّيتُ مَا افتَرَضتَ وَ فَعَلتُ مَا إِلَيهِ نَدَبتَ وَ دَعَوتُ كَمَا أَمَرتَ فَصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَنجِز لِي مَا ضَمِنتَ وَ استَجِب لِي كَمَا وَعَدتَسُبحانَ رَبّكَ رَبّ العِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَي المُرسَلِينَ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ افتَح لِي أَبوَابَ رَحمَتِكَ وَ فَضلِكَ وَ أَغلِق عنَيّ‌ أَبوَابَ مَعصِيَتِكَ وَ سَخَطِكَ

11- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ حَمّوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بُكَيرٍ عَنِ الفَضلِ بنِ حُبَابٍ عَن مُسَدّدٍ عَن عَبدِ الوَارِثِ عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أُمّهِ فَاطِمَةَ عَن جَدّتِهِ قَالَت كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا دَخَلَ المَسجِدَ صَلّي عَلَي النّبِيّص وَ قَالَ أللّهُمّ اغفِر لِي ذنُوُبيِ‌ وَ افتَح لِي أَبوَابَ رَحمَتِكَ وَ إِذَا خَرَجَ صَلّي عَلَي النّبِيّص وَ قَالَ أللّهُمّ اغفِر لِي ذنُوُبيِ‌ وَ افتَح لِي أَبوَابَ فَضلِكَ

بيان إنما ذكر عندالدخول الرحمة لأنها تتعلق غالبا بالأمور الأخروية و عندالدخول طالب لها و عندالخروج الفضل لأنه يطلق في البركات الدنيوية و عندالخروج طالب لها كما قال الله تعالي فَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِ وَ ابتَغُوا


صفحه : 23

مِن فَضلِ اللّهِ

12- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ المَسجِدَ قَالَ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ وَ كَانَ يَقُولُ مِن حَقّ المَسجِدِ إِذَا دَخَلتَهُ أَن تصُلَيّ‌َ فِيهِ رَكعَتَينِ وَ مِن حَقّ الرّكعَتَينِ أَن تَقرَأَ فِيهِمَا بِأُمّ القُرآنِ وَ مِن حَقّ القُرآنِ أَن تَعمَلَ بِمَا فِيهِ

13- الهِدَايَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع إِذَا دَخَلتَ المَسجِدَ فَأَدخِل رِجلَكَ اليُمنَي وَ صَلّ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ وَ إِذَا خَرَجتَ فَأَخرِج رِجلَكَ اليُسرَي وَ صَلّ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ

14- كِتَابُ الإِمَامَةِ،لِمُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن أَبِي المُفَضّلِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ بنِ حُمَيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن قُطبِ بنِ زِيَادٍ عَن لَيثِ بنِ سُلَيمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ عَن فَاطِمَةَ الصّغرَي عَن أَبِيهَا عَن فَاطِمَةَ الكُبرَي ابنَةِ رَسُولِ اللّهِص أَنّ النّبِيّص كَانَ إِذَا دَخَلَ المَسجِدَ يَقُولُ بِسمِ اللّهِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فَاغفِر ذنُوُبيِ‌ وَ افتَح أَبوَابَ رَحمَتِكَ وَ إِذَا خَرَجَ يَقُولُ بِسمِ اللّهِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اغفِر ذنُوُبيِ‌ وَ افتَح لِي أَبوَابَ فَضلِكَ

15-المُقنِعُ، إِذَا أَتَيتَ المَسجِدَ فَأَدخِل رِجلَكَ اليُمنَي قَبلَ اليُسرَي وَ قُلِ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ افتَح


صفحه : 24

لَنَا بَابَ رَحمَتِكَ وَ اجعَلنَا مِن عُمّارِ مَسَاجِدِكَ جَلّ ثَنَاءُ وَجهِكَ فَإِذَا أَرَدتَ أَن تَخرُجَ فَأَخرِج رِجلَكَ اليُسرَي قَبلَ اليُمنَي وَ قُلِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ افتَح لَنَا بَابَ فَضلِكَ

الفَقِيهُ، مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ فِي دُعَاءِ الدّخُولِ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ السّلَامُ عَلَيكَ إِلَي آخِرِ الدّعَاءِ

16- مَكَارِمُ الأَخلَاقِ، إِذَا دَخَلتَ المَسجِدَ فَقَدّم رِجلَكَ اليُمنَي وَ قُل بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ مِنَ اللّهِ وَ إِلَي اللّهِ وَ خَيرُ الأَسمَاءِ كُلّهَا لِلّهِ تَوَكّلتُ عَلَي اللّهِ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ افتَح لِي بَابَ رَحمَتِكَ وَ تَوبَتِكَ وَ أَغلِق عنَيّ‌ أَبوَابَ مَعصِيَتِكَ وَ اجعلَنيِ‌ مِن زُوّارِكَ وَ عُمّارِ مَسَاجِدِكَ وَ مِمّن يُنَاجِيكَ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ وَ مِنَالّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَ وَ ادحَر عنَيّ‌ الشّيطَانَ الرّجِيمَ وَ جُنُودَ إِبلِيسَ أَجمَعِينَ ثُمّ اقرَأ آيَةَ الكرُسيِ‌ّ وَ المُعَوّذَتَينِ وَ سَبّحِ اللّهَ سَبعاً وَ احمَدِ اللّهَ سَبعاً وَ كَبّرِ اللّهَ سَبعاً وَ هَلّلِ اللّهَ سَبعاً ثُمّ قُلِ أللّهُمّ لَكَ الحَمدُ عَلَي مَا هدَيَتنَيِ‌ وَ لَكَ الحَمدُ عَلَي مَا فضَلّتنَيِ‌ وَ لَكَ الحَمدُ عَلَي مَا شرَفّتنَيِ‌ وَ لَكَ الحَمدُ عَلَي كُلّ بَلَاءٍ حَسَنٍ أبَليَتنَيِ‌ أللّهُمّ تَقَبّل صلَاَتيِ‌ وَ دعُاَئيِ‌ وَ طَهّر قلَبيِ‌ وَ اشرَح صدَريِ‌ وَ تُب عَلَيّإِنّكَ أَنتَ التّوّابُ الرّحِيمُ

مِصبَاحُ الشّيخِ، فَإِذَا أَرَادَ دُخُولَ المَسجِدِ قَدّمَ رِجلَهُ اليُمنَي قَبلَ اليُسرَي وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ إِلَي قَولِهِ وَ جُنُودَ إِبلِيسَ أَجمَعِينَ

بيان من زوارك أي من الذين يأتون المساجد كثيرا فإن المسجد بيت الله فمن أتاه فكأنه زار الله أو من الذين يقصدون وجهك الكريم في إتيان المسجد لالأمر آخر من الأغراض الدنيوية وعمار مساجدك أي الذين يعمرونها ببنائها وكنسها وفرشها والإسراج فيها وأمثال ذلك وإكثار التردد إليها وشغلها بالعبادة وإخلائها من الأعمال الدنيوية والصنائع كمامر في تفسير الآيات وادحر علي وزن اعلم أمر بمعني أبعد والرجيم


صفحه : 25

فعيل بمعني مفعول أي المطرود الممنوع من رحمة الله أوالمرجوم بأحجار الملائكة أوبلعن الله والملائكة و الناس أجمعين علي كل بلاء حسن أبليتني‌ أي كل نعمة حسنة أنعمت بها علي

17- المَكَارِمُ، وَ لَا تَجلِس فِي المَسجِدِ حَتّي تصُلَيّ‌َ رَكعَتَينِ تَحِيّةَ المَسجِدِ وَ إِن لَم تَكُن صَلّيتَ ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ أَجزَأَكَ أَدَاؤُهُمَا عَنِ التّحِيّةِ فَإِذَا أَرَدتَ الخُرُوجَ مِنَ المَسجِدِ فَقُلِ أللّهُمّ دعَوَتنَيِ‌ فَأَجَبتُ دَعوَتَكَ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ مِن فَلَاحِ السّائِلِ ثُمّ قَالَ وَ قَدّم رِجلَكَ اليُسرَي فِي الخُرُوجِ مِنَ المَسجِدِ وَ قُلِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ افتَح لَنَا بَابَ فَضلِكَ وَ رَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ

18-فَلَاحُ السّائِلِ، إِذَا أَرَادَ دُخُولَ المَسجِدِ استَقبَلَ القِبلَةَ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ مِنَ اللّهِ ثُمّ ذَكَرَ كَمَا فِي المَكَارِمِ إِلَي قَولِهِ وَ جُنُودَ إِبلِيسَ أَجمَعِينَ وَ قَدّم رِجلَكَ اليُمنَي قَبلَ اليُسرَي وَ ادخُل وَ قُلِ أللّهُمّ افتَح لِي بَابَ رَحمَتِكَ وَ تَوبَتِكَ وَ أَغلِق عنَيّ‌ بَابَ سَخَطِكَ وَ بَابَ كُلّ مَعصِيَةٍ هيِ‌َ لَكَ أللّهُمّ أعَطنِيِ‌ فِي مقَاَميِ‌ هَذَا جَمِيعَ مَا أَعطَيتَ أَولِيَاءَكَ مِنَ الخَيرِ وَ اصرِف عنَيّ‌ جَمِيعَ مَا صَرَفتَهُ عَنهُم مِنَ الأَسوَاءِ وَ المَكَارِهِرَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا رَبّنا وَ لا تَحمِل عَلَينا إِصراً كَما حَمَلتَهُ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِنا...وَ لا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعفُ عَنّا وَ اغفِر لَنا وَ ارحَمنا أَنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ أللّهُمّ افتَح مَسَامِعَ قلَبيِ‌ لِذِكرِكَ وَ ارزقُنيِ‌ نَصرَ آلِ مُحَمّدٍ وَ ثبَتّنيِ‌ عَلَي أَمرِهِم وَ صَلّ مَا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُم وَ احفَظهُم مِن بَينِ أَيدِيهِم وَ مِن خَلفِهِم وَ عَن أَيمَانِهِم وَ عَن شَمَائِلِهِم وَ امنَعهُم أَن يُوصَلَ إِلَيهِم بِسُوءٍ أللّهُمّ إنِيّ‌ زَائِرُكَ فِي بَيتِكَ وَ عَلَي كُلّ مأَتيِ‌ّ حَقّ لِمَن أَتَاهُ وَ زَارَهُ وَ أَنتَ أَكرَمُ مأَتيِ‌ّ وَ خَيرُ مَزُورٍ وَ خَيرُ مَن طُلِبَت إِلَيهِ الحَاجَاتُ وَ أَسأَلُكَ يَا اللّهُ يَا رَحمَانُ يَا رَحِيمُ بِرَحمَتِكَ التّيِ‌ وَسِعَت كُلّ شَيءٍ وَ بِحَقّ الوَلَايَةِ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَن تدُخلِنَيِ‌ الجَنّةَ وَ تَمُنّ عَلَيّ


صفحه : 26

بِفَكَاكِ رقَبَتَيِ‌ مِنَ النّارِ

أقول ذكر الشيخ في المصباح هذاالدعاء مع الدعاء ألذي قبله عنددخول المسجد يوم الجمعة وذكر دعاء أطول من ذلك عنددخول المسجد لصلاة الليل أوردناه هاهنا

19- جَامِعُ الأَخبَارِ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا دَخَلَ المَسجِدَ أَحَدُكُم يَضَعُ رِجلَهُ اليُمنَي وَ يَقُولُ بِسمِ اللّهِ وَ عَلَي اللّهِ تَوَكّلتُ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ وَ إِذَا خَرَجَ يَضَعُ رِجلَهُ اليُسرَي وَ يَقُولُ بِسمِ اللّهِ وَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ مَن دَخَلَ المَسجِدَ وَ يَقُولُ كَمَا قُلتُ تَقَبّلَ اللّهُ صَلَاتَهُ وَ كَتَبَ لَهُ بِكُلّ رَكعَةٍ صَلّاهَا فَضلَ مِائَةِ رَكعَةٍ فَإِذَا خَرَجَ يَقُولُ مِثلَ مَا قُلتُ غَفَرَ اللّهُ لَهُ الذّنُوبَ وَ رَفَعَ لَهُ بِكُلّ قَدَمٍ دَرَجَةً وَ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ قَدَمٍ مِائَةَ حَسَنَةٍ وَ قَالَ ع إِذَا دَخَلَ العَبدُ المَسجِدَ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ قَالَ الشّيطَانُ إِنّهُ كَسَرَ ظهَريِ‌ وَ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِهَا عِبَادَةَ سَنَةٍ وَ إِذَا خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ يَقُولُ مِثلَ ذَلِكَ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ شَعرَةٍ عَلَي بَدَنِهِ مِائَةَ حَسَنَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ مِائَةَ دَرَجَةٍ وَ قَالَ ع إِذَا دَخَلَ المُؤمِنُ المَسجِدَ فَيَضَعُ رِجلَهُ اليُمنَي قَالَتِ المَلَائِكَةُ غَفَرَ اللّهُ لَكَ وَ إِذَا خَرَجَ فَوَضَعَ رِجلَهُ اليُسرَي قَالَتِ المَلَائِكَةُ حَفِظَكَ اللّهُ وَ قَضَي لَكَ الحَوَائِجَ وَ جَعَلَ مُكَافَاتَكَ الجَنّةَ

20-مَجَالِسُ الشّيخِ،جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدٍ المحُاَربِيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ مُوسَي الطلّحيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أُمّهِ فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ عَن أَبِيهَا عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا دَخَلَ المَسجِدَ قَالَ أللّهُمّ افتَح لِي أَبوَابَ رَحمَتِكَ فَإِذَا خَرَجَ قَالَ أللّهُمّ افتَح لِي أَبوَابَ


صفحه : 27

رِزقِكَ

21- جَمَالُ الأُسبُوعِ،حَدّثَ أَبُو الحُسَينِ مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن رَجَاءِ بنِ يَحيَي بنِ سَامَانَ الكَاتِبِ قَالَ هَذَا مِمّا خَرَجَ مِن دَارِ صَاحِبِنَا وَ سَيّدِنَا أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ صَاحِبِ العَسكَرِ الآخِرِ ع فِي سَنَةِ خَمسٍ وَ خَمسِينَ وَ مِائَتَينِ قَالَ إِذَا أَرَدتَ دُخُولَ المَسجِدِ فَقَدّم رِجلَكَ اليُسرَي قَبلَ اليُمنَي فِي دُخُولِكَ وَ قُل بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ مِنَ اللّهِ إِلَي قَولِهِ وَ جُنُودَ إِبلِيسَ أَجمَعِينَ كَمَا مَرّ إِلّا أَنّ فِيهِ أَبوَابَ رَحمَتِكَ وَ فِيهِ وَ مِنَالّذِينَ هُم عَلي صَلاتِهِم يُحافِظُونَ ثُمّ قَالَ فِي تَتِمّةِ الرّوَايَةِ فَإِذَا تَوَجّهتَ القِبلَةَ فَقُلِ أللّهُمّ إِلَيكَ تَوَجّهتُ وَ رِضَاكَ طَلَبتُ وَ ثَوَابَكَ ابتَغَيتُ وَ لَكَ آمَنتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ أللّهُمّ افتَح مَسَامِعَ قلَبيِ‌ لِذِكرِكَ وَ ثَبّت قلَبيِ‌ عَلَي دِينِكَ وَ دِينِ نَبِيّكَ وَ لَا تُزِغ قلَبيِ‌ بَعدَ إِذ هدَيَتنَيِ‌ وَ هَب لِيمِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ

بيان تقديم الرجل اليسري في هذاالخبر مخالف لسائر الأخبار وأقوال الأصحاب ولعله من اشتباه النساخ أوالرواة


صفحه : 28

باب 01-القبلة وأحكامها

الآيات البقرةوَ لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ إِنّ اللّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ


صفحه : 29

و قال سبحانه سَيَقُولُ السّفَهاءُ مِنَ النّاسِ ما وَلّاهُم عَن قِبلَتِهِمُ التّيِ‌ كانُوا عَلَيها قُل لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ كَذلِكَ جَعَلناكُم أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ وَ يَكُونَ الرّسُولُ عَلَيكُم شَهِيداً وَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيها إِلّا لِنَعلَمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ مِمّن يَنقَلِبُ عَلي عَقِبَيهِ وَ إِن كانَت لَكَبِيرَةً إِلّا عَلَي الّذِينَ هَدَي اللّهُ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ قَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاها فَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُ وَ إِنّ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ لَيَعلَمُونَ أَنّهُ الحَقّ مِن رَبّهِم وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعمَلُونَ وَ لَئِن أَتَيتَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ بِكُلّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبلَتَكَ وَ ما أَنتَ بِتابِعٍ قِبلَتَهُم وَ ما بَعضُهُم بِتابِعٍ قِبلَةَ بَعضٍ وَ لَئِنِ اتّبَعتَ أَهواءَهُم مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ إِنّكَ


صفحه : 30

إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ و قال تعالي وَ لِكُلّ وِجهَةٌ هُوَ مُوَلّيها فَاستَبِقُوا الخَيراتِ أَينَ ما تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ مِن حَيثُ خَرَجتَ فَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ إِنّهُ لَلحَقّ مِن رَبّكَ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ وَ مِن حَيثُ خَرَجتَ فَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُ لِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيكُم حُجّةٌ إِلّا الّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُم فَلا تَخشَوهُم وَ اخشوَنيِ‌ وَ لِأُتِمّ نعِمتَيِ‌ عَلَيكُم وَ لَعَلّكُم تَهتَدُونَ و قال سبحانه لَيسَ البِرّ أَن تُوَلّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِالآية الأعراف وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍيونس وَ أَن أَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاًالروم فَأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاًتفسيروَ لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ أي مجموع ما في جهة الشرق والغرب من البلاد لله تعالي هومالكها ففي‌ أي مكان فعلتم التولية لوجوهكم شطر القبلة بدليل قوله فَوَلّ وَجهَكَوَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوافثم جهة الله التي‌ أمر بها ورضيها والمعني إذامنعتم أن تصلوا في المسجد الحرام أو في بيت المقدس فقد جعلنا لكم الأرض مسجدا فصلوا في أي بقعة شئتم من بقاعها وافعلوا التولية فيها فإن التولية لاتختص بمسجد و لابمكان كذا ذكره جماعة من المفسرين من الخاصة والعامة نظرا إلي ماقبله من قوله وَ مَن أَظلَمُ مِمّن مَنَعَ مَساجِدَ اللّهِ وقيل فَثَمّ وَجهُ اللّهِ أي ذاته أي فثم الله يري ويعلم وقيل


صفحه : 31

فثم رضا الله أي الوجه ألذي يؤدي‌ إلي رضوانه و في المجمع قيل معناه بأي‌ مكان تولوا فثم الله يعلم ويري فادعوه كيف توجهتم قال وقيل نزلت في التطوع علي الراحلة حيث توجهت حال السفر و هوالمروي‌ عن أئمتنا ع و في الجوامع لم يقيد بحال السفر قال و هومروي‌ عنهم ع ونحوه في التذكرة عن أبي عبد الله ع و في المعتبر قداستفاض النقل أنها في النافلة. وَ فِي المَجمَعِ روُيِ‌َ عَن جَابِرٍ أَنّهُ قَالَ بَعَثَ النّبِيّ سَرِيّةً كُنتُ فِيهَا وَ أَصَابَتنَا ظُلمَةٌ فَلَم نَعرِفِ القِبلَةَ فَقَالَ طَائِفَةٌ مِنّا قَد عَرَفنَا القِبلَةَ هيِ‌َ هَاهُنَا قِبَلَ الشّمَالِ فَصَلّوا وَ خَطّوا خُطُوطاً وَ قَالَ بَعضُنَا القِبلَةُ هَاهُنَا قِبَلَ الجَنُوبِ فَخَطّوا خُطُوطاً فَلَمّا أَصبَحُوا وَ طَلَعَتِ الشّمسُ أَصبَحَت تِلكَ الخُطُوطُ لِغَيرِ القِبلَةِ فَلَمّا رَجَعنَا مِن سَفَرِنَا سَأَلنَا النّبِيّص عَن ذَلِكَ فَسَكَتَ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ.

وذكر في الجوامع قريبا منه عن عامر بن ربيعة عن أبيه وسيأتي‌ مايدل علي أنها نزلت في الخطإ في القبلة و في قبلة المتحير و قال الصدوق في الفقيه ونزلت هذه الآية في قبلة المتحير ذكر ذلك بعدنقل صحيحة معاوية فيحتمل أن يكون من الخبر و من كلامه و لو كان من كلامه أيضا فالظاهر أنه لا يقول إلا عن رواية وروي الشيخ في التهذيب عن محمد بن الحصين قال كتبت إلي عبدصالح الرجل يصلي‌ في يوم غيم في فلاة من الأرض و لايعرف القبلة فيصلي‌ حتي إذافرغ من صلاته بدت له الشمس فإذا هو قدصلي لغير القبلة أيعتد بصلاته أم يعيدها فكتب يعيدها ما لم يفته الوقت أ و لم تعلم أن الله يقول و قوله الحق فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ. و قال الشيخ في النهاية بعدنقل الآية

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ هَذَا فِي النّوَافِلِ خَاصّةً فِي حَالِ السّفَرِ

انتهي . و قدتحمل علي النافلة والفريضة في الجملة جمعا بين الروايات ومراعاة لعموم


صفحه : 32

اللفظ ماأمكن قال في كنز العرفان اعلم أنه مهما أمكن تكثير الفائدة مع بقاء اللفظ علي عمومه كان أولي فعلي هذايمكن أن يحتج بالآية علي أحكام الأول صحة صلاة الظان والناسي‌ فيتبين خطاؤه و هو في الصلاة غيرمستدبر و لامشرق و لامغرب .الثاني‌ صحة صلاة الظان والناسي‌ فيتبين خطاؤه بعدفراغه و كان التوجه بين المشرق والمغرب .الثالث الصورة بحالها و كان صلاته إلي المشرق والمغرب وتبين بعدخروج الوقت .الرابع المتحير الفاقد للأمارات يصلي‌ إلي أربع جهات تصح صلاته .الخامس صحة صلاة شدة الخوف حيث توجه المصلي‌.السادس صحة صلاة الماشي‌ ضرورة عندضيق الوقت متوجها إلي غيرالقبلة.السابع صحة صلاة مريض لايمكنه التوجه بنفسه و لم يوجد غيره عنده يوجهه . و أماالاحتجاج بها علي صحة النافلة حضرا ففيه نظر لمخالفة فعل النبي ص فإنه لم ينقل عنه فعل ذلك و لاأمره و لاتقريره فيكون إدخالا في الشرع ما ليس فيه نعم يحتج بها علي موضع الإجماع و هوحال السفر والحرب و يكون ذلك مخصصا لعموم حَيثُ ما كُنتُمبما عدا ذلك و هوالمطلوب انتهي . وأقول الآية بعمومها وإطلاقها تدل علي جواز الصلاة علي غيرالقبلة مطلقا وصحة ماوقع منها لغيرها مطلقا ونسخها غيرمعلوم فما خرج منها بدليل من إجماع


صفحه : 33

أوغيره فهو خارج به و غير ذلك داخل فيها و أماآية القبلة الآتية فهي‌ معارضة لهذه الآية في أكثر الأحكام و هذه مؤيدة بأصل البراءة فما لم ينضم إليه شيءآخر من إجماع أونص فالعمل بهذه الآية فيه أقوي .ففي‌ المسائل الخلافية التي‌ لم يرد فيهانص أوورد من الجانبين و لم يكن جانب البطان أقوي يمكن الاستدلال بتلك الآية فيهاففي‌ الرابع تدل علي جواز الصلاة إلي أي جهة شاء و لايجب القضاء مع تبين الخطإ و إن كان مستدبرا وقيد ضيق الوقت في السادس غيرمحتاج إليه و أماصحة النافلة حضرا إذا كان ماشيا أوراكبا فهي‌ داخلة في الآية ومؤيدة بالنصوص والتقييد بموضع الإجماع يقلل جدوي الآية بل ينفيها مع أنه ره قداستدل بها علي موضع الخلاف أيضا هذابالنظر إلي الآية مع قطع النظر عن الأخبار وستطلع علي ماتدل عليه الأخبار من اختصاص هذه الآية بالنافلة وآيات التولية بالفريضة ونزول هذه الآية في قبلة المتحير أوالخاطي‌ في الاجتهاد. و في الكشاف وقيل معناه فأينما تولوا للدعاء والذكر و لم يرد الصلاة و في المعالم قال مجاهد و الحسن لمانزلت وَ قالَ رَبّكُمُ ادعوُنيِ‌ أَستَجِب لَكُمقالوا


صفحه : 34

أين ندعوه فأنزل الله الآية و قال أبوالعالية لماصرفت القبلة قالت اليهود ليس لهم قبلة معلومة فتارة يصلون هكذا وتارة هكذا فنزلت . و قال البيضاوي‌ وقيل هذه الآية توطئة لنسخ القبلة وتنزيه للمعبود أن يكون في حيز وجهة و علي هذه الأقوال ليست بمنسوخة وقيل كان للمسلمين التوجه في صلاتهم حيث شاءوا ثم نسخت بقوله فَوَلّ و هذا غيرثابت بل الأخبار تدل علي خلافه ثم إنها علي بعض التفاسير تدل علي إباحة الصلاة في أي مكان كان .إِنّ اللّهَ واسِعٌعلما وقدرة ورحمة وتوسعة علي عباده عَلِيمٌبمصالح الكل و مايصدر عن الكل في كل مكان وجهة.سَيَقُولُ السّفَهاءُالخفاف الأحلام مِنَ النّاسِقيل هم اليهود لكراهتهم التوجه إلي الكعبة وأنهم لايرون النسخ وقيل المنافقون لحرصهم علي الطعن والاستهزاء وقيل المشركون قالوا رغب عن قبلة آبائه ثم رجع إليها وليرجعن إلي دينهم وقيل يريد المنكرين لتغيير القبلة من هؤلاء جميعاما وَلّاهُمحرفهم عَن قِبلَتِهِمُ التّيِ‌ كانُوا عَلَيهايعني‌ بيت المقدس والقبلة كالجلسة في الأصل الحال التي‌ عليها الإنسان من الاستقبال ثم صارت لمايستقبله في الصلاة ونحوها. وفائدة الإخبار به قبل وقوعه أن مفاجأة المكروه أشد والعلم به قبل وقوعه أبعد من الاضطراب إذاوقع لمايتقدمه من توطين النفس و أن يستعد للجواب فإن الجواب العتيد قبل الحاجة إليه أقطع للخصم بل ربما كان علم الخصم بمعرفة ذلك منهم واستعدادهم للجواب رافعا لاهتمامه علي أنه سبحانه ضمن هذاالإخبار من حقارة الخصوم وسخافة عقولهم وكلامهم ما فيه تسلية عظيمة وعلم الجواب المناسب وقارنه بألطاف عظيمة و في كل ذلك تأييد وتعظيم له وللمسلمين وحفظ لهم عن الاضطراب وملاقاة المكروه .قُل لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ له الأرض والبلاد والعباد فيفعل فيها مايشاء ويَحكُمُ ما يُرِيدُ علي مقتضي الحكم ووفق المصلحة و علي العباد الانقياد والاتباع فبعد أمر الله بذلك لايتوجه الإنكار وطلب العلة والمصلحة فلايبعد أن يكون المقول في الجواب هذاالمقدار لا غير كما هوالمناسب لترك تطويل الكلام مع السفهاء و


صفحه : 35

عدم الاشتغال ببيان خصوص مصلحة فما بعد هذاالخطاب للنبي‌ص تسلية له عن عدم إيمانهم وامتنانا عليه و علي المؤمنين بهدايتهم لدين الإسلام أو لما هومقتضي الحكمة والمصلحة ويجوز دخوله في الجواب توبيخا لهم وتبكيتا علي عدم هدايتهم لذلك مع ماتقدم كذا قيل . ويحتمل أن يكون المراد أن المشرق والمغرب و مافيهما مخلوقه تعالي ومعلوله و لااختصاص له بشي‌ء منها حتي يتعين التوجه إليه فكلما علم المصلحة من التوجه إلي جهة لقوم يأمرهم بذلك يهَديِ‌ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ و هو ماتقتضيه الحكمة والمصلحة من توجيههم تارة إلي بيت المقدس والأخري إلي الكعبة.وَ كَذلِكَ جَعَلناكُم أُمّةً وَسَطاً أي عدلا أوأشرف الأمم فلذا هديناكم إلي أشرف قبلة وأفضلهالِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَي النّاسِ يوم القيامة و قدمر تفسير الآية في كتاب الإمامة و أن الخطاب إلي الأئمة و أن في قراءتهم ع أئمة وسطا.وَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيهاقيل الموصول ليس صفة للقبلة بل ثاني‌ مفعولي‌ جعل أي و ماجعلنا القبلة بيت المقدس إلالامتحان الناس كأنه أراد أن أصل أمرك أن تستقبل الكعبة واستقبالك بيت المقدس كان عارضا لغرض . وقيل يريد و ماجعلنا القبلة الآن التي‌ كنت عليها بمكة أي الكعبة و مارددناك إليها إلاامتحانا لأن رسول الله ص كان يصلي‌ بمكة إلي الكعبة


صفحه : 36

ثم أمر بالصلاة إلي صخرة بيت المقدس بعدالهجرة تأليفا لليهود ثم حول إلي الكعبة وقيل بل كانت قبلته بمكة بيت المقدس إلا أنه كان يجعل الكعبة بينه وبينه كماروي‌ عن ابن عباس وسيأتي‌ من تفسير الإمام ع فيمكن أن يراد ذلك أيضا باعتبار جعله الكعبة بينه و بين بيت المقدس فكأنها كانت قبلة له في الجملة. وقيل القبلة التي‌ كنت مقبلا وحريصا عليها ومديما علي حبها أن تجعل قبلة


صفحه : 37

وربما يضمن الجعل معني التحويل أويحذف المفعول الثاني‌ أي منسوخة أويحذف مضاف أي تحويل القبلة و لايخفي ضعف الجميع ويحتمل أن يكون المعني و ماشرعنا وقررنا القبلة التي‌ كنت عليها قبل ذلك أو يكون المفعول الثاني‌ محذوفا أي مقررة أومفروضة والموصول علي الوجهين صفة للقبلة.إِلّا لِنَعلَمَ إلاامتحانا للناس لنعلم من يثبت علي الدين مميزا ممن يرتد وينكص علي عقبيه فعلي الوجه الأول وبعض الوجوه الأخيرة يمكن أن يراد لنعلم ذلك عندكونها قبلة أوالآن عندالصرف إلي الكعبة ذلك أوالأعم ولعله أولي . وقيل في تأويل ماتوهمه الآية من توقف علمه سبحانه علي وجود المعلوم وجوه الأول أن المراد به وبأمثاله العلم ألذي يتعلق به الجزاء أي العلم به موجودا حاصلا. والثاني‌ أن المراد به التمييز فوضع العلم موضع التميز لأن العلم يقع به التميز و هو ألذي يقتضيه قوله مِمّن يَنقَلِبُ كماأومأنا إليه كما قال تعالي لِيَمِيزَ اللّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ ويشهد له قراءة ليعلم علي بناء المجهول . والثالث أن المراد به علم الرسول و المؤمنين مع علمه فعلمه و إن كان أزليا لكن لاريب في جواز عدم حصول علم الجميع إلا بعدالجعل كما هوالواقع .الرابع أن المراد علم الرسول ص و المؤمنين وإنما أسند علمهم إلي ذاته لأنهم خواصه و أهل الزلفي لديه . والخامس أن المقصود بالذات علم غيره من الرسول ص و المؤمنين والملائكة لكنه ضمهم إلي نفسه وعلمهم إلي علمه إشارة إلي أنهم من خواصه و هذاقريب مما تقدمه . والسادس أنه علي التمثيل أي فعلنا ذلك فعل من يريد أن يعلم .وَ إِن كانَت إن هي‌ المخففة التي‌ يلزمها اللام الفارقة بينها و بين النافية والضمير لمادل عليه قوله وَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ من الردة والتحويلة والجعلة


صفحه : 38

وقيل للكعبةلَكَبِيرَةً أي ثقيلة شاقةإِلّا عَلَي الّذِينَ هَدَي اللّهُ أي هداهم الله للثبات والبقاء علي دينه والصدق في اتباع الرسول ص .وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَاللام لام الجحود لتأكيد النفي‌ ينتصب الفعل بعدها بتقدير أن والخطاب للمؤمنين تأييدا لهم وترغيبا في الثبات إِيمانَكُمقيل أي ثباتكم علي الإيمان ورسوخكم فيه وقيل إيمانكم بالقبلة المنسوخة أوصلاتكم إليها كماسيأتي‌ في الرواية و عن ابن عباس لماحولت القبلة قال ناس كيف أعمالنا التي‌ كنا نعمل في قبلتنا الأولي وكيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك فنزلت إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ فلايضيع أجورهم .


صفحه : 39

قَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِقيل أي تردد وجهك في جهة السماء تطلعا للوحي‌ روي‌ أن رسول الله ص صلي مدة مقامه بمكة إلي بيت المقدس ثلاث عشرة سنة و بعدمهاجرته إلي المدينة سبعة أشهر علي مارواه علي بن ابراهيم وذكره جماعة و قال الصدوق رحمه الله تسعة عشر شهرا كماسيأتي‌ والمشهور بين العامة ستة عشر شهرا أوسبعة عشر شهرا فقالت اليهود تعييرا إن محمدا تابع لنا يصلي‌ إلي قبلتنا فاغتم لذلك رسول الله وإنه كان قداستشعر أنه سيحول إلي الكعبة أو كان وعد ذلك كماقيل أو كان يحبه ويترقبه لأنها أقدم القبلتين وقبلة أبيه ابراهيم وأدعي للعرب إلي الإسلام لأنها مفخرهم ومزارهم ومطافهم فاشتد شوقه إلي ذلك مخالفة علي اليهود وتمييزا منهم وخرج في جوف الليل ينظر إلي آفاق السماء منتظرا في ذلك من الله أمرا. وَ روُيِ‌َ أَنّهُص قَالَ لِجَبرَئِيلَ ع وَدِدتُ أَن يحُوَلّنَيِ‌ اللّهُ إِلَي الكَعبَةِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع إِنّمَا أَنَا عَبدٌ مِثلُكَ وَ أَنتَ كَرِيمٌ عَلَي رَبّكَ فَاسأَل فَإِنّكَ عِندَ اللّهِ بِمَكَانٍ فَعَرَجَ جَبرَئِيلُ وَ جَعَلَ رَسُولُ اللّهِص يُدِيمُ النّظَرَ إِلَي السّمَاءِ رَجَاءَ أَن يَنزِلَ جَبرَئِيلُ بِمَا يُحِبّ مِن أَمرِ القِبلَةِ فَلَمّا أَصبَحَ وَ حَضَرَ وَقتُ صَلَاةِ الظّهرِ وَ قَد صَلّي مِنهَا رَكعَتَينِ نَزَلَ جَبرَئِيلُ فَأَخَذَ بِعَضُدَيهِ وَ حَوّلَهُ إِلَي الكَعبَةِ وَ أَنزَلَ عَلَيهِقَد نَريالآيَةَ فَصَلّي الرّكعَتَينِ الأَخِيرَتَينِ إِلَي الكَعبَةِ

.


صفحه : 40

وقيل قدهنا علي أصله من التوقع والتحقيق من غيراعتبار تقليل و لاتكثير وقيل هنا للتكثير وقيل للتقليل لقلة وقوع المرئي‌ من تقلب وجهه ع والرؤية منه تعالي علمه سبحانه بالمرئي‌ و ليس بآلة كما في حقنا.فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةًفلنعطينك ولنمكننك من استقبالها من قولك وليته كذا إذاجعلته واليا له أوفليجعلنك تلي‌ سمتهاتَرضاهاتحبها وتميل إليها لأغراضك الصحيحة فلايستلزم ذلك سخط بيت المقدس و لاسخط التوجه إليه . والشطر النحو والجهة والمراد بالمسجد الحرام إما الكعبة كما هوالمشهور


صفحه : 41

تسمية للجزء الأشرف باسم الكل أولأن البيت بنفسه مسجد أيضا ومحترم كمايقال البيت الحرام أوالحرم تسمية للكل باسم أشرف الأجزاء إشعارا بالتعظيم أولمشاركته مع المسجد في وجوب الاحترام كماقيل في قوله سبحانه سُبحانَ ألّذِي أَسري بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ و كماروي‌ عن ابن عباس في قوله تعالي فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ أن المراد به الحرم بحمل الآية علي البعيد الخارج عن الحرم بناء علي كون الحرم قبلة لهم كماسيأتي‌ تحقيقه في شرح الأخبار و أماجعله بمعناه الشرعي‌ بتخصيص الآية بأهل الحرم بناء علي كونه قبلة لهم فعلي تقدير تسليم مبناه تقليل فائدة الآية يضعفه بل ينفيه .وَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُخص الرسول بالخطاب أولا تعظيما له وإيجابا لرغبته ثم عمم تصريحا بعموم الحكم جميع الأمة وسائر الأمكنة وتأكيدا لأمر القبلة وتحضيضا للأمة علي المتابعة وقيل لاريب في اتحاد المراد بالشطر في الخطابين و أن الظاهر العموم وشمول القريب والبعيد و أنه يصدق علي المشاهد للعين المتوجه إليها أنه مول وجهه شطرها فلا يكون معني الشطر مايخص البعيد بل يشمل القريب أيضا و عن ابن عباس أنه أول نسخ وقع في القرآن .وَ إِنّ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَقيل هم اليهود أوالأعم منهم والنصاري لَيَعلَمُونَ أَنّهُتحويل القبلةالحَقّ مِن رَبّهِمقيل لعلمهم جملة أن كل شريعة لابد لها من قبلة وتفصيلا لتضمن كتبهم أنه يصلي إلي القبلتين لكنهم لايعترفون لشدة عنادهم


صفحه : 42

وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعمَلُونَبالياء وعيد لأهل الكتاب وبالتاء وعد لهذه الأمة أووعد ووعيد مطلقابِكُلّ آيَةٍ أي بكل برهان وحجةما تَبِعُوا قِبلَتَكَلأن المعاندين لاتنفعهم الدلالةوَ ما أَنتَ بِتابِعٍ قِبلَتَهُمقطع لأطماعهم وَ ما بَعضُهُم بِتابِعٍ قِبلَةَ بَعضٍلتصلب كل حزب فيما هو فيه وَ لَئِنِ اتّبَعتَ أَهواءَهُم مِن بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلمِ علي الفرض المحال أوالمراد به غيره من أمته من قبيل إياك أعني‌ واسمعي‌ ياجارة.إِنّكَ إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَأكد تهديده وبالغ فيه تعظيما للحق وتحريصا علي اقتفائه وتحذيرا عن متابعة الهوي واستعظاما لصدور الذنب عن الأنبياء.وَ لِكُلّ وِجهَةٌ أي ولكل أمة قبلة وملة وشرعة ومنهاج أولكل قوم من المسلمين جهة وجانب من الكعبة يتوجهون إليهاهُوَ مُوَلّيها الله موليها إياهم أو هوموليا وجهه فَاستَبِقُوا الخَيراتِ من أمر القبلة وغيره مما تنال به سعادة الدارين و

فِي الكاَفيِ‌ عَنِ البَاقِرِ ع الخَيرَاتُ الوَلَايَةُ

.أَينَ ما تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاًقيل أي في أي موضع تكونوا من موافق ومخالف مجتمع الأجزاء أومفترقها يحشركم الله إلي المحشر للجزاء أوأينما تكونوا من أعماق الأرض وقلل الجبال يقبض أرواحكم أوأينما تكونوا من الجهات المتقابلة يأت بكم الله جميعا ويجعل صلواتكم كأنها إلي جهة واحدة و في بعض أخبارنا


صفحه : 43

أن لوقام قائمنا لجمع الله جميع شيعتنا من جميع البلدان و في بعضها لقد نزلت هذه الآية في أصحاب القائم وأنهم مفتقدون عن فرشهم ليلا فيصبحون بمكة وبعضهم يسير في السحاب نهارا نعرف اسمه واسم أبيه وحليته ونسبه .إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌفيقدر علي الإماتة والإحياء والجمع .وَ مِن حَيثُ خَرَجتَللسفر في البلادفَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِإذ صليت وَ إِنّهُ لَلحَقّ مِن رَبّكَ أي و إن التوجه إلي الكعبة للحق الثابت المأمور به من ربك .وَ مِن حَيثُ خَرَجتَقيل كرر هذاالحكم لتكرر علله فإنه تعالي ذكر للتحويل ثلاث علل تعظيم الرسول بابتغاء مرضاته وجري‌ العادة الإلهية علي أن يولي‌ كل أهل ملة وصاحب دعوة وجهة يستقبلها ويتميز بها ودفع حجج المخالفين وقرن بكل علة معلولها كمايقرن المدلول بكل واحد من دلائله تقريبا وتقريرا مع أن القبلة لها شأن والنسخ من مظان الفتنة والشبهة فبالحري‌ أن يؤكد أمرها ويعاد ذكرها مرة بعدأخري .لِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيكُم حُجّةٌعلة لقوله فَوَلّوا والمعني أن التولية


صفحه : 44

عن بيت المقدس إلي الكعبة تدفع احتجاج اليهود بأن المنعوت في التوراة قبلة الكعبة و أن محمدا يجحد ديننا ويتبعنا في قبلتنا واحتجاج المشركين بأنه يدعي‌ ملة ابراهيم ويخالف قبلته .إِلّا الّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُمقيل أي إلاالحجة الداحضة من المعاندين بأن قالوا ماتحول إلي الكعبة إلاميلا إلي دين قومه وحبا لبلده فرجع إلي قبلة آبائه ويوشك أن يرجع إلي دينهم و قال علي بن ابراهيم إلاهاهنا بمعني لا وليست استثناء يعني‌ و لاالذين ظلموا منهم وقيل الاستثناء للمبالغة في نفي‌ الحجة رأسا كقول الشاعر


و لاعيب فيهم غير أن سيوفهم   بهن فلول من قراع الكتاب

.للعلم بأن الظالم لاحجة له فَلا تَخشَوهُم أي فلاتخافوهم فإن مطاعنهم لاتضركم وَ اخشوَنيِ‌ فلاتخالفوني‌ ماأمرتكم به .وَ لِأُتِمّ نعِمتَيِ‌ عَلَيكُمعلة للمحذوف أي وأمرتكم لإتمامي‌ النعمة عليكم وإرادتي‌ اهتداءكم أومعطوف علي علة مقدرة مثل واخشوني‌ لأحفظكم عنهم و


صفحه : 45

لأتم نعمتي‌ عليكم أو علي لِئَلّا يَكُونَ.لَيسَ البِرّ أَن تُوَلّوا وُجُوهَكُمالبر كل فعل مرضي‌ قيل الخطاب لأهل الكتاب فإنهم أكثروا الخوض في أمر القبلة حين حولت وادعي كل طائفة أن البر هوالتوجه إلي قبلته فرد الله عليهم و قال ليس البر ماأنتم عليه فإنه منسوخ ولكن البر مانبينه واتبعه المؤمنون وقيل عام لهم وللمسلمين أي ليس البر مقصورا بأمر القبلة أو ليس البر العظيم ألذي يحسن أن تذهلوا بشأنه عن غيره أمرها. وَ فِي تَفسِيرِ الإِمَامِ ع قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا فَضّلَ عَلِيّاً ع وَ أَخبَرَ عَن جَلَالَتِهِ عِندَ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَبَانَ عَن فَضِيلَةِ شِيعَتِهِ وَ أَنصَارِ دَعوَتِهِ وَ وَبّخَ اليَهُودَ وَ النّصَارَي عَلَي كُفرِهِم وَ كِتمَانِهِم لِذِكرِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا فِي كُتُبِهِم بِفَضَائِلِهِم وَ مَحَاسِنِهِم فَخَرَتِ اليَهُودُ وَ النّصَارَي عَلَيهِم فَقَالَتِ اليَهُودُ قَد صَلّينَا إِلَي قِبلَتِنَا هَذِهِ الصّلَاةَ الكَثِيرَةَ وَ فِينَا مَن يحُييِ‌ اللّيلَ صَلَاةً إِلَيهَا وَ هيِ‌َ قِبلَةُ مُوسَي التّيِ‌ أَمَرَنَا بِهَا وَ قَالَتِ النّصَارَي قَد صَلّينَا إِلَي قِبلَتِنَا هَذِهِ الصّلَاةَ الكَثِيرَةَ وَ فِينَا مَن يحُييِ‌ اللّيلَ صَلَاةً إِلَيهَا وَ هيِ‌َ قِبلَةُ عِيسَي التّيِ‌ أَمَرَنَا بِهَا وَ قَالَ كُلّ وَاحِدٍ مِنَ الفَرِيقَينِ أَ تَرَي رَبّنَا يُبطِلُ أَعمَالَنَا هَذِهِ الكَثِيرَةَ وَ صَلَوَاتِنَا إِلَي قِبلَتِنَا لِئَلّا نَتّبِعَ مُحَمّداً عَلَي هَوَاهُ فِي نَفسِهِ وَ أَخِيهِ فَأَنزَلَ اللّهُ قُل يَا مُحَمّدُلَيسَ البِرّالطّاعَةَ التّيِ‌ تَنَالُونَ بِهَا الجِنَانَ وَ تَستَحِقّونَ بِهَا الغُفرَانَ وَ الرّضوَانَأَن تُوَلّوا وُجُوهَكُمبِصَلَاتِكُمقِبَلَ المَشرِقِأَيّهَا النّصَارَي وَ قِبَلَالمَغرِبِأَيّهَا اليَهُودُ وَ أَنتُم لِأَمرِ اللّهِ مُخَالِفُونَ وَ عَلَي ولَيِ‌ّ اللّهِ مُغتَاظُونَ


صفحه : 46

وَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِبِأَنّهُ الوَاحِدُ الأَحَدُ الفَردُ الصّمَدُ يُعَظّمُ مَن يَشَاءُ وَ يُكرِمُ مَن يَشَاءُ وَ يُهِينُ مَن يَشَاءُ وَ يُذِلّهُ لَا رَادّ لِأَمرِهِ وَلا مُعَقّبَ لِحُكمِهِ وَ آمَنَ بِاليَومِ الآخِرِ يَومِ القِيَامَةِ التّيِ‌ أَفضَلُ مَن بوُ‌ّئَ فِيهَا مُحَمّدٌ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ بَعدَهُ أَخُوهُ وَ وَصِيّهُ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ التّيِ‌ لَا يَحضُرُهَا مِن شِيعَةِ مُحَمّدٍ أَحَدٌ إِلّا أَضَاءَت فِيهَا أَنوَارُهُ فَسَارَ فِيهَا إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ هُوَ وَ إِخوَانُهُ وَ أَزوَاجُهُ وَ ذُرّيّاتُهُ وَ المُحسِنُونَ إِلَيهِ وَ الدّافِعُونَ فِي الدّنيَا عَنهُ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ بِطُولِهِ

وَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُم قال الطبرسي‌ رحمه الله قيل فيه وجوه أحدها أن معناه توجهوا إلي قبلة كل مسجد في الصلاة علي استقامة وثانيها أن معناه أقيموا وجوهكم إلي الجهة التي‌ أمركم الله بالتوجه إليها في صلاتكم وهي‌ الكعبة والمراد بالمسجد أوقات السجود وهي‌ أوقات الصلاة وثالثها أن المراد إذاأدركتم الصلاة في مسجد فصلوا و لاتقولوا حتي أرجع إلي مسجدي‌ والمراد بالمسجد موضع السجود ورابعها أن معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة أمرا بالجماعة لها ندبا عندالأكثرين وحتما عندالأقلين وخامسها أن معناه أخلصوا وجوهكم لله في الطاعات و لاتشركوا به وثنا و لاغيره .


صفحه : 47

و في التهذيب عن الصادق ع هذه في القبلة و عنه ع مساجد محدثة فأمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام كماسيأتي‌ برواية العياشي‌.وَ أَن أَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ قال الطبرسي‌ أي استقم في الدين بإقبالك علي ماأمرت به من القيام بأعباء الرسالة وتحمل أمر الشريعة بوجهك وقيل معناه أقم وجهك في الصلاة بالتوجه نحو الكعبةحَنِيفاً أي مستقيما في الدين

1- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ،وَ لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ قَالَ العَالِمُ ع فَإِنّهَا نَزَلَت فِي صَلَاةِ النّافِلَةِ فَصَلّهَا حَيثُ تَوَجّهتَ إِذَا كُنتَ فِي سَفَرٍ وَ أَمّا الفَرَائِضُ فَقَولُهُوَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُيعَنيِ‌ الفَرَائِضَ لَا يُصَلّيهَا إِلّا إِلَي القِبلَةِ


صفحه : 48

بيان اعلم أن أكثر الأصحاب نقلوا الإجماع علي وجوب الاستقبال في فرائض الصلوات يومية كانت أوغيرها إلاصلاة الخوف و عندالضرورة و مع قطع النظر عن الإجماع إثبات ذلك في غيراليومية بالآيات والأخبار لايخلو من عسر والفرائض الواردة في الخبر يحتمل التخصيص باليومية لكن المقابلة بالنافلة يؤيد العموم . و أماالنوافل فالمشهور بين الأصحاب اشتراط الاستقبال فيها إذا لم يكن راكبا و لاماشيا و كان مستقرا علي الأرض وظاهر المحقق والشيخ في الخلاف وبعض المتأخرين جواز فعل النافلة إلي غيرالقبلة مطلقا وقالوا باستحباب الاستقبال فيها واستدلوا بالآية الأولي كماعرفت و قد قال في المعتبر قداستفاض النقل أنها في النافلة و في المنتهي والتذكرة و قد قال الصادق ع إنها في النافلة والتقييد بالسفر في هذاالخبر يعارضه والمسألة لاتخلو من إشكال والاحتياط في العبادات أقرب إلي النجاة. و أماجواز النافلة في السفر علي الراحلة فقال في المعتبر إنه اتفاق علمائنا طويلا كان السفر أوقصيرا و أماالجواز في الحضر فقد نص عليه الشيخ في المبسوط والخلاف وتبعه جماعة من المتأخرين ومنعه ابن أبي عقيل والأظهر جواز التنفل للماشي‌ والراكب سفرا وحضرا مع الضرورة والاختيار للأخبار المستفيضة الدالة عليه لكن الأفضل الصلاة مع الاستقرار ولعل الأحوط أن يتنفل الماشي‌ حضرا و إن كان الأظهر فيه أيضا الجواز لعلة ورود الأخبار فيه ويستحب الاستقبال بتكبيرة الإحرام وقطع ابن إدريس بالوجوب ويدفعه إطلاق أكثر الأخبار ويكفي‌ في الركوع والسجود الإيماء وليكن السجود أخفض و لايجب في الإيماء للسجود وضع الجبهة علي مايصح السجود عليه و لوركع الماشي‌ وسجد مع الإمكان كان أولي


صفحه : 49

2- المُعتَبَرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يصُلَيّ‌ وَ هُوَ يمَشيِ‌ تَطَوّعاً قَالَ نَعَم

قال ابن أبي نصر وسمعته أنا من الحسين بن المختار

3- فِقهُ القُرآنِ للِراّونَديِ‌ّ،روُيِ‌َ عَنهُمَا ع أَنّ قَولَهُ تَعَالَيوَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُ فِي الفَرضِ وَ قَولَهُفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِقَالَا هُوَ فِي النّافِلَةِ

4- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَن أَبِي غُرّةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع البَيتُ قِبلَةُ المَسجِدِ وَ المَسجِدُ قِبلَةُ مَكّةَ وَ مَكّةُ قِبلَةُ الحَرَمِ وَ الحَرَمُ قِبلَةُ الدّنيَا

وَ مِنهُ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَمّهِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ التّحرِيفِ لِأَصحَابِنَا ذَاتَ اليَسَارِ عَنِ القِبلَةِ وَ عَنِ السّبَبِ فِيهِ فَقَالَ إِنّ الحَجَرَ الأَسوَدَ لَمّا أُنزِلَ بِهِ مِنَ الجَنّةِ وَ وُضِعَ فِي مَوضِعِهِ جُعِلَ أَنصَابُ الحَرَمِ فِي[ مِن]


صفحه : 50

حَيثُ لَحِقَهُ النّورُ نُورُ الحَجَرِ فَهُوَ عَن يَمِينِ الكَعبَةِ أَربَعَةُ أَميَالٍ وَ عَن يَسَارِهَا ثَمَانِيَةُ أَميَالٍ كُلّهُ اثنَا عَشَرَ مِيلًا فَإِذَا انحَرَفَ الإِنسَانُ ذَاتَ اليَمِينِ خَرَجَ عَن حَدّ القِبلَةِ لِعِلّةِ[لِقِلّةِ]أَنصَابِ الحَرَمِ وَ إِذَا انحَرَفَ ذَاتَ اليَسَارِ لَم يَكُن خَارِجاً عَن حَدّ القِبلَةِ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ اللؤّلؤُيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الحَجّالِ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَ الكَعبَةَ قِبلَةً لِأَهلِ المَسجِدِ وَ جَعَلَ المَسجِدَ قِبلَةً لِأَهلِ الحَرَمِ وَ جَعَلَ الحَرَمَ قِبلَةً لِأَهلِ الدّنيَا

5- فِقهُ الرّضَا، قَالَ إِذَا أَرَدتَ تَوَجّهَ القِبلَةِ فَتَيَاسَر مثِليَ‌ مَا تَيَامَنُ فَإِنّ الحَرَمَ عَن يَمِينِ الكَعبَةِ أَربَعَةُ أَميَالٍ وَ عَن يَسَارِهِ ثَمَانِيَةُ أَميَالٍ


صفحه : 51

6- النّهَايَةُ لِلشّيخِ، قَالَ مَن تَوَجّهَ إِلَي القِبلَةِ مِن أَهلِ العِرَاقِ وَ المَشرِقِ قَاطِبَةً فَعَلَيهِ أَن يَتَيَاسَرَ قَلِيلًا لِيَكُونَ مُتَوَجّهاً إِلَي الحَرَمِ بِذَلِكَ جَاءَ الأَثَرُ عَنهُم ع

توفيق وتدقيق وتنقيح وتوضيح

اعلم أن القبلة في اللغة الحالة التي‌ عليها الإنسان حال استقبال الشي‌ء ثم نقلت في العرف إلي مايجب استقبال عينه أوجهته في الصلاة واختلف الأصحاب فيما يجب استقباله فذهب المرتضي و ابن الجنيد و أبوالصلاح و ابن إدريس والمحقق في المعتبر والنافع والعلامة وأكثر المتأخرين إلي أنه عين الكعبة لمن يتمكن من العلم بها من غيرمشقة كثيرة عادة كالمصلي‌ في بيوت مكة وجهتها لغيره . وذهب الشيخان وجماعة منهم سلار و ابن البراج و ابن حمزة والمحقق في الشرائع إلي أن الكعبة قبلة لمن كان في المسجد والمسجد قبلة لمن كان في الحرم والحرم قبلة لمن كان خارجا عنه ونسبه في الذكري إلي أكثر الأصحاب وادعي الشيخ الإجماع عليه . والظاهر أنه لاخلاف بين الفريقين في وجوب التوجه إلي الكعبة للمشاهد و من هوبحكمه و إن كان خارج المسجد فقد صرح به من أصحاب القول الثاني‌ الشيخ في المبسوط و ابن حمزة و ابن زهرة ونقل المحقق الإجماع عليه لكن ظاهر كلام الشيخ في النهاية والخلاف يخالف ذلك وأيضا الظاهر أن الفريق الثاني‌ أيضا متفقون علي أن فرض النائي‌ الجهة لاالتوجه إلي عين الحرم و إن لم يصرحوا بذلك للاتفاق علي وجوب التعويل علي الأمارات عندتعذر المشاهدة ومعلوم أنها لاتفيد العلم بالمقابلة الحقيقية لكن المتأخرين فهموا من كلام الفريق


صفحه : 52

الثاني‌ عدم اعتبار الجهة فقالوا يلزم عليهم خروج بعض الصف المستطيل عن سمت القبلة. ثم الظاهر من أكثر الأخبار أن الكعبة هي‌ القبلة عينا أوجهة وظاهر تلك الأخبار التي‌ نقلناها أخيرا التفصيل ألذي اختاره الفريق الثاني‌ فربما تحمل الأخبار الأولة علي المسامحة من حيث إن الكعبة أشرف أجزاء الحرم والمنظور إليه فيها ويمكن أن تكون العلة في تلك المسامحة التقية أيضا لأن الكعبة قبلة عندجمهور العامة. وربما تحمل الأخبار الأخيرة علي أن الغرض فيهابيان اتساع الجهة بحسب البعد فكلما كان البعد أكثر كانت الجهة أوسع و قدتحمل علي التقية أيضا لأن العامة رووا مثله عن مكحول بسنده عن النبي ص و هوبعيد لأنه خبر شاذ بينهم والمشهور عندهم هوالأول . والحق أن المسألة لاتخلو من إشكال إذ الأخبار متعارضة و إن رجحت الأخبار الأولة بقوة أسانيدها وكثرتها فالأخبار الأخيرة معتضدة بالشهرة بين القدماء ومخالفة العامة وكون التأويل فيهاأبعد والآية غيردالة علي أحد المذهبين كماعرفت .فالاحتياط يقتضي‌ استقبال عين الكعبة إذاأمكن وكذا عين المسجد إذاتيسر وكذا عين الحرم إذاأمكن ذلك و أماالنائي‌ ألذي لايمكنه تحصيل عين الحرم فالظاهر عدم النزاع في التوجه إلي الجهة و لافرق بين جهة الكعبة وجهة الحرم فإن الأمارات مشتركة و أماالقول بنفي‌ اعتبار الجهة أصلا فلايخفي بطلانه . ثم اعلم أن التياسر ألذي دل عليه خبر المفضل المشهور بين الأصحاب استحبابه لأهل العراق قليلا وظاهر الشيخ في النهاية والخلاف والمبسوط الوجوب واستدل عليه في


صفحه : 53

الخلاف بإجماع الفرقة وبهذه الرواية وأيدت برواية أخري مرفوعة و هومبني‌ علي أن قبلة البعيد هي‌ الحرم كماصرح به المحق . واحتمل العلامة اطراده علي القولين والإجماع غيرثابت والخبران ضعيفان والتعليل الوارد في هذاالخبر مما يصعب فهمه جدا إذ لوفرض أن البعيد حصل عين الكعبة و كان بالنسبة إليه القبلة عين الحرم كان انحرافه إلي اليسار مما يجعله محاذيا لوسط الحرم وأني للبعيد تحصيل عين الكعبة و علي تقدير تسليمه فبأدني انحراف يصير خارجا عن الحرم بعيدا عنه بفراسخ كثيرة إلا أن يقال الجهة مما فيه اتساع كثير وبالانحراف اليسير لايخرج عنها وكون الحرم من جهة اليسار أكثر صار سببا مناسبا لاستحباب الانحراف من تلك الجهة و فيه أيضا ماتري . و قدجري في ذلك مراسلات بين المحقق صاحب الشرائع والمحقق الطوسي‌ قدس الله روحهما وكتب المحقق الأول رسالة في ذلك وهي‌ مذكورة في المهذب لابن فهد ره و من أرادها فليرجع إليه و هورحمه الله و إن بالغ في المجادلة وإتمام ماحاوله لكن لم ينفع في حل عمدة الإشكال . و ألذي يخطر في ذلك بالبال أنه يمكن أن يكون الأمر بالانحراف لأن محاريب الكوفة وسائر بلاد العراق أكثرها كانت منحرفة عن خط نصف النهار كثيرا مع أن الانحراف في أكثرها يسير بحسب القواعد الرياضية كمسجد الكوفة فإن انحراف قبلته إلي اليمين أزيد مما تقتضيه القواعد بعشرين درجة تقريبا وكذا مسجد السهلة ومسجد يونس و لما كان أكثر تلك المساجد مبنية في زمن عمر وسائر خلفاء الجور لم يمكنهم القدح فيهاتقية فأمروا بالتياسر وعللوا بتلك الوجوه الخطابية لإسكاتهم وعدم التصريح بخطإ خلفاء الجور وأمرائهم . و ماذكره أصحابنا من أن محراب مسجد الكوفة محراب المعصوم لايجوز الانحراف عنه إنما يثبت إذاعلم أن الإمام ع بناه ومعلوم أنه ع لم يبنه أوصلي فيه من غيرانحراف عنه و هوأيضا غيرثابت بل ظهر من بعض ماسنح لنا


صفحه : 54

من الآثار القديمة عندتعمير المسجد في زماننا مايدل علي خلافه كماسيأتي‌ ذكره مع أن الظاهر من بعض الأخبار أن هذاالبناء غيرالبناء ألذي كان في زمان أمير المؤمنين ع بل ظهر لي من بعض الأدلة والقرائن أن محراب مسجد النبي ص بالمدينة أيضا قد غيرعما كان في زمانه ص لأنه علي ماشاهدنا في هذاالزمان موافق لخط نصف النهار و هومخالف للقواعد الرياضية من انحراف قبلة المدينة إلي اليسار قريبا من ثلاثين درجة ومخالف لمارواه الخاصة والعامة من أنه ص زويت له الأرض ورأي الكعبة فجعله بإزاء الميزاب فإن من وقف بحذاء الميزاب يصير القطب الشمالي‌ محاذيا لمنكبه الأيسر ومخالف لبناء بيت الرسول ألذي دفن فيه مع أن الظاهر أن بناء البيت كان موافقا لبناء المسجد وبناء البيت أوفق للقواعد من المحراب وأيضا مخالف لمسجد قباء ومسجد الشجرة وغيرهما من المساجد التي‌ بناها النبي ص أوصلي فيها. ولذا خص بعض الأفاضل ممن كان في عصرنا ره حديث المفضل وأمثاله علي مسجد المدينة و قال لماكانت الجهة وسيعة و كان الأفضل بناء المحراب علي وسط الجهات إلا أن تعارضه مصلحة كمسجد المدينة حيث بني‌ محرابه علي خط نصف النهار لسهولة استعلام الأوقات مع أن وسط الجهات فيه منحرف نحو اليسار فلذا حكموا باستحباب التياسر فيه ليحاذي‌ المصلي‌ وسط الجهة المتسعة وسيأتي‌ مزيد توضيح لتلك المقاصد مع الأخبار والقرائن الدالة عليها في كتاب المزار و الله أعلم وحججه ع بحقائق الأخبار والآثار. و ألذي يسهل العسر ويهين الأمر في ذلك أنه يظهر من الآية والأخبار الواردة


صفحه : 55

في القبلة أن فيهااتساعا كثيرا و أنه يكفي‌ فيهاالتوجه إلي مايصدق عليه عرفا أنه جهة الكعبة وناحيتها لماعرفت من تفسير الآية و أنه لايستفاد منها إلاالشطر والجهة وَ لِقَولِهِم ع مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ قِبلَةٌ

وَ قَولِهِم ع ضَعِ الجدَي‌َ عَلَي قَفَاكَ وَ صَلّ

فإن بناء الأمر علي هذه العلامة التي‌ تختلف بحسب البلاد اختلافا فاحشا يرشد إلي توسعة عظيمة وخلو الأخبار عما زاد علي ذلك وكذا كتب الأقدمين مع شدة الحاجة وتوفر الدواعي‌ علي النقل والمعرفة وعظم إشفاقهم علي الشيعة مما يؤيد ذلك . والظاهر أنه لاتجب الاستعانة بعلم الهيئة وتعلم مسائله لأنه علم دقيق ومسائلها مبنية علي مقدمات كثيرة يحتاج تحصيلها إلي زمان طويل وهمة عظيمة وفطرة سليمة والتكليف بذلك لجمهور الناس مباين للشريعة السمحة السهلة و إن أمكن أن يقال أكثر مسائل الفقه تحقيقها وترجيحها موقوف علي مقدمات كثيرة لايطلع عليها و لايحققها إلاأوحدي‌ الناس وسائر الناس يرجعون إليه بالتقليد فيمكن أن يكون أمر القبلة أيضا كذلك لأن الظن الحاصل من ذلك أقوي من سائر الأمارات المفيدة له و لاريب أنه أحوط وأولي .لكن الحكم بوجوبه وتعيينه مشكل إذ لو كان ذلك واجبا لكان له في طرق الأصحاب أوسائر فرق المسلمين خبر أويجي‌ء به أثر فلما لم يكن ذلك في الأخبار و لاعمل المتقدمين الآنسين بسير أهل البيت ع علمنا انتفاءه مع أن غاية مايحصل عنه بعدبذل غاية الجهد ليس إلاالظن والتخمين لاالقطع واليقين و كل ذلك لاينافي‌ كون الرجوع إليه أولي لكونه أوفق من سائر الظنون وأقوي و الله الموفق للخير والهدي

7- العيَاّشيِ‌ّ، عَن حَرِيزٍ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع استَقبِلِ القِبلَةَ بِوَجهِكَ وَ لَا تُقَلّب وَجهَكَ فَتَفسُدَ صَلَاتُكَ فَإِنّ اللّهَ يَقُولُ لِنَبِيّهِص فِي الفَرِيضَةِفَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُ


صفحه : 56

بيان ظاهر الخبر بطلان الصلاة بالالتفات سواء كان إلي الخلف أواليمين واليسار وسواء كان بالوجه فقط أوبكل البدن والمشهور أن الالتفات بالوجه إذا كان إلي الخلف وبكل البدن مطلقا مبطل إذا كان عمدا ويظهر من الشهيد في الذكري والبيان أن الإطلاق المأخوذ في كل البدن أعم من أن يكون يسيرا لم يبلغ المشرق والمغرب أوبلغ أحدهما و أمابالوجه فقط إذا كان إلي أحد الجانبين فقط فليس بمبطل وظاهر المنتهي اتفاق الأصحاب عليه و في المعتبر والتذكرة نسب مخالفته إلي بعض العامة ونقل عن الشيخ فخر الدين القول بالبطلان . وحكي الشهيد في الذكري عن بعض مشايخه المعاصرين أنه كان يري أن الالتفات بالوجه يقطع الصلاة مطلقا والالتفات بالوجه في كلامه أعم من أن يصل إلي محض الجانبين أم كان إلي ما بين القبلة والجانبين وربما كان مستنده أمثال تلك الروايات وحملها الشهيد في الذكري علي الالتفات بكل البدن لمارواه زُرَارَةُ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الِالتِفَاتُ يَقطَعُ الصّلَاةَ إِذَا كَانَ بِكُلّهِ

و قديقال إن هذامقيد بمنطوق

قَولُهُ ع فِي رِوَايَةِ الحلَبَيِ‌ّ أَعِدِ الصّلَاةَ إِذَا كَانَ فَاحِشاً

فإن الظاهر تحقق التفاحش بالالتفات بالوجه خاصة إلي أحد الجانبين . وجميع ماذكرنا في صورة العمد و أماالسهو ففي‌ كلام الأصحاب فيه اختلاف وتدافع فيظهر من بعض كلماتهم أنه في حكم العمد و من بعضها أنه لايعيد مطلقا و من بعضها أنه يعيد في الوقت دون خارجه و من بعضها التفصيل الآتي‌ في الصلاة إلي غيرالقبلة بالظن فتبين خلافه كماأومأنا إليه سابقا. و قال السيد في المدارك إذا كان يسيرا لايبلغ حد اليمين واليسار لم يضره ذلك و إن بلغه وأتي بشي‌ء من الأفعال في تلك الحال أعاد في الوقت و إلا فلاإعادة والأظهر أن العامد إن انحرف بكل البدن عن القبلة بحيث خرج عن الجهة و إن لم يصل إلي حد اليمين واليسار تبطل صلاته وكذا إذاالتفت بوجهه حتي وصل إلي


صفحه : 57

الخلف أي رأي ماخلفه و أماالالتفات إلي اليمين واليسار بالوجه فقط فعدم البطلان لايخلو من قوة والأحوط فيه الإعادة وعدم البطلان بالتوجه بالوجه إلي ما بين المشرق والمغرب أقوي وأظهر و إن كان الأحوط الترك ومعه الإعادة لاسيما إذافعل شيئا من أفعال الصلاة كذلك خصوصا إذافعل ما لايمكن تداركه . هذاكله مع العلم بالمسألة و مع الجهل يشكل الحكم بالبطلان في الجميع والأحوط الإعادة في جميع مااخترنا إعادته جزما أواحتياطا لاسيما مع تقصيره في الطلب . و أماالناسي‌ فإذا كان الانحراف فيما بين المشرق والمغرب فالظاهر عدم الإعادة سواء بكل البدن أم لالإطلاق صحيحة معاوية بن عمار وغيرها وظاهر الآية الأولي و إن كان نهاية الاحتياط فيه الإعادة لاسيما إذا كان بكل البدن و في المشرق والمغرب والمستدبر المسألة في غاية الإشكال والإعادة مهمة لاسيما في الوقت إذافعل معه شيئا من الأفعال . و لوظن الخروج عن الصلاة فانحرف عامدا فالمشهور أنه في حكم العامد وبعض الروايات تدل علي عدم البطلان والأحوط العمل بالمشهور و في المكره خلاف والأشهر والأحوط إلحاقه بالعامد

8- العِلَلُ، وَ التّوحِيدُ، وَ المَجَالِسُ،لِلصّدُوقِ عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ وَ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ أَحمَدَ بنِ هِشَامٍ وَ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ الفَضلِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي جَوَابِ ابنِ أَبِي العَوجَاءِ حَيثُ أَنكَرَ الحَجّ وَ الطّوَافَ هَذَا بَيتٌ استَعبَدَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ خَلقَهُ لِيَختَبِرَ بِهِ طَاعَتَهُم فِي إِتيَانِهِ فَحَثّهُم عَلَي تَعظِيمِهِ وَ زِيَارَتِهِ وَ جَعَلَهُ مَحَلّ أَنبِيَائِهِ وَ قِبلَةً لِلمُصَلّينَ لَهُ الخَبَرَ

9-فَلَاحُ السّائِلِ، قَالَ السّيّدُ ره رَأَيتُ فِي الأَحَادِيثِ المَأثُورَةِ أَنّ اللّهَ


صفحه : 58

تَعَالَي أَمَرَ آدَمَ أَن يصُلَيّ‌َ إِلَي المَغرِبِ وَ نُوحاً أَن يصُلَيّ‌َ إِلَي المَشرِقِ وَ اِبرَاهِيمَ ع [ أَن]يَجمَعَهُمَا وَ هيِ‌َ الكَعبَةُ فَلَمّا بَعَثَ مُوسَي ع أَمَرَهُ أَن يحُييِ‌َ دِينَ آدَمَ وَ لَمّا بَعَثَ عِيسَي ع أَمَرَهُ أَن يحُييِ‌َ دِينَ نُوحٍ وَ لَمّا بَعَثَ محمد[مُحَمّداً]ص أَمَرَهُ أَن يحُييِ‌َ دِينَ اِبرَاهِيمَ

بيان قوله يجمعهما لأن استقبال الكعبة قديوافق المشرق و قديوافق المغرب أو أنه وسط بينهما غالبا فكأنه جمعهما

10- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن بَشِيرٍ فِي حَدِيثِ سُلَيمَانَ مَولَي طِربَالٍ قَالَ ذَكَرتُ هَذِهِ الأَهوَاءَ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا هُم عَلَي شَيءٍ مِمّا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ إِلّا استِقبَالَ الكَعبَةِ فَقَط

11- قُربُ الإِسنَادِ، وَ كِتَابُ المَسَائِلِ، عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاةٍ فَيَظُنّ أَنّ ثَوبَهُ قَدِ انخَرَقَ أَو أَصَابَهُ شَيءٌ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَنظُرَ فِيهِ أَو يُفَتّشَهُ قَالَ إِن كَانَ فِي مُقَدّمِ الثّوبِ أَو جَانِبَيهِ فَلَا بَأسَ وَ إِن كَانَ فِي مُؤَخّرِهِ فَلَا يَلتَفِتُ فَإِنّهُ لَا يَصلُحُ لَهُ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَلتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ هَل يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ قَالَ إِذَا كَانَتِ الفَرِيضَةُ فَالتَفَتَ إِلَي خَلفِهِ فَقَد قَطَعَ صَلَاتَهُ وَ إِن كَانَت نَافِلَةً لَم يَقطَع ذَلِكَ صَلَاتَهُ وَ لَكِن لَا يَعُودُ

توضيح ،الجواب الأول يؤيد المشهور من كون الالتفات إلي أحد الجانبين غيرمبطل و أماالاستدلال به علي أن الالتفات إلي الخلف مبطل فهو مشكل إذ لايصلح لايصلح لذلك والجواب الثاني‌ يدل علي الحكمين جميعا في الفريضة والفرق بينها


صفحه : 59

و بين النافلة لم أره في كلام الأصحاب ولعله يؤيد القول بعدم وجوب الاستقبال في النافلة مطلقا كمامر

12-الإِحتِجَاجُ،بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَ لَمّا كَانَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ أَمَرَهُ اللّهُ تَعَالَي أَن يَتَوَجّهَ نَحوَ البَيتِ المُقَدّسِ فِي صَلَاتِهِ وَ يَجعَلَ الكَعبَةَ بَينَهُ وَ بَينَهَا إِذَا أَمكَنَ وَ إِذَا لَم يَتَمَكّنِ استَقبَلَ البَيتَ المُقَدّسَ كَيفَ كَانَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَفعَلُ ذَلِكَ طُولَ مُقَامِهِ بِهَا ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً فَلَمّا كَانَ بِالمَدِينَةِ وَ كَانَ مُتَعَبّداً بِاستِقبَالِ بَيتِ المَقدِسِ استَقبَلَهُ وَ انحَرَفَ عَنِ الكَعبَةِ سَبعَةَ عَشَرَ شَهراً أَو سِتّةَ عَشَرَ شَهراً وَ جَعَلَ قَومٌ مِن مَرَدَةِ اليَهُودِ يَقُولُونَ وَ اللّهِ مَا دَرَي مُحَمّدٌ كَيفَ صَلّي حَتّي صَارَ يَتَوَجّهُ إِلَي قِبلَتِنَا وَ يَأخُذُ فِي صَلَاتِهِ بِهَديِنَا وَ نُسُكِنَا فَاشتَدّ ذَلِكَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص لَمّا اتّصَلَ بِهِ عَنهُم وَ كَرِهَ قِبلَتَهُم وَ أَحَبّ الكَعبَةَ فَجَاءَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ يَا جَبرَئِيلُ لَوَدِدتُ لَو صرَفَنَيِ‌ اللّهُ عَن بَيتِ المَقدِسِ إِلَي الكَعبَةِ فَقَد تَأَذّيتُ بِمَا يَتّصِلُ بيِ‌ مِن قِبَلِ اليَهُودِ وَ مِن قِبلَتِهِم فَقَالَ جَبرَئِيلُ فَاسأَل رَبّكَ أَن يُحَوّلَكَ إِلَيهَا فَإِنّهُ لَا يَرُدّكَ عَن طَلِبَتِكَ وَ لَا يُخَيّبُكَ مِن بُغيَتِكَ فَلَمّا استَتَمّ دُعَاءَهُ صَعِدَ جَبرَئِيلُ ع ثُمّ عَادَ مِن سَاعَتِهِ فَقَالَ اقرَأ يَا مُحَمّدُقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاها فَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُالآيَاتِ فَقَالَتِ اليَهُودُ عِندَ ذَلِكَما وَلّاهُم عَن قِبلَتِهِمُ التّيِ‌ كانُوا عَلَيهافَأَجَابَهُمُ اللّهُ بِأَحسَنِ جَوَابٍ فَقَالَقُل لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ وَ هُوَ يَملِكُهُمَا وَ تَكلِيفُهُ التّحَوّلُ إِلَي جَانِبٍ كَتَحوِيلِهِ إِلَي جَانِبٍ آخَرَيهَديِ‌ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ هُوَ مَصلَحَتُهُم وَ تُؤَدّيهِم طَاعَتُهُم إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ ع وَ جَاءَ قَومٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ هَذِهِ القِبلَةُ بَيتُ المَقدِسِ قَد صَلّيتَ إِلَيهَا أَربَعَ عَشرَةَ سَنَةً ثُمّ تَرَكتَهَا الآنَ أَ فَحَقّاً كَانَ مَا كُنتَ عَلَيهِ فَقَد تَرَكتَهُ إِلَي بَاطِلٍ فَإِنّمَا يُخَالِفُ الحَقّ البَاطِلَ أَو بَاطِلًا كَانَ ذَلِكَ فَقَد كُنتَ عَلَيهِ طُولَ هَذِهِ المُدّةِ فَمَا يُؤمِنُنَا أَن تَكُونَ الآنَ عَلَي بَاطِلٍ


صفحه : 60

فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بَل كَانَ ذَلِكَ حَقّاً وَ هَذَا حَقّ يَقُولُ اللّهُقُل لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ يهَديِ‌ مَن يَشاءُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ إِذَا عَرَفَ صَلَاحَكُم يَا أَيّهَا العِبَادُ فِي استِقبَالِ المَشرِقِ أَمَرَكُم بِهِ وَ إِذَا عَرَفَ صَلَاحَكُم فِي استِقبَالِ المَغرِبِ أَمَرَكُم بِهِ وَ إِن عَرَفَ صَلَاحَكُم فِي غَيرِهِمَا أَمَرَكُم بِهِ فَلَا تُنكِرُوا تَدبِيرَ اللّهِ فِي عِبَادِهِ وَ قَصدَهُ إِلَي مَصَالِحِكُم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَد تَرَكتُمُ العَمَلَ يَومَ السّبتِ ثُمّ عَمِلتُم بَعدَهُ سَائِرَ الأَيّامِ ثُمّ تَرَكتُمُوهُ فِي السّبتِ ثُمّ عَمِلتُم بَعدَهُ أَ فَتَرَكتُمُ الحَقّ إِلَي بَاطِلٍ أَوِ البَاطِلَ إِلَي حَقّ أَوِ البَاطِلَ إِلَي بَاطِلٍ أَوِ الحَقّ إِلَي حَقّ قُولُوا كَيفَ شِئتُم فَهُوَ قَولُ مُحَمّدٍ وَ جَوَابُهُ لَكُم قَالُوا بَل تَركُ العَمَلِ فِي السّبتِ حَقّ وَ العَمَلُ بَعدَهُ حَقّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَكَذَلِكَ قِبلَةُ بَيتِ المَقدِسِ فِي وَقتِهِ حَقّ ثُمّ قِبلَةُ الكَعبَةِ فِي وَقتِهِ حَقّ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ أَ فَبَدَا لِرَبّكَ فِيمَا كَانَ أَمَرَكَ بِهِ بِزَعمِكَ مِنَ الصّلَاةِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ حِينَ نَقَلَكَ إِلَي الكَعبَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا بَدَا لَهُ عَن ذَلِكَ فَإِنّهُ العَالِمُ بِالعَوَاقِبِ وَ القَادِرُ عَلَي المَصَالِحِ لَا يَستَدرِكُ عَلَي نَفسِهِ غَلَطاً وَ لَا يَستَحدِثُ رَأياً يُخَالِفُ المُتَقَدّمَ جَلّ عَن ذَلِكَ وَ لَا يَقَعُ أَيضاً عَلَيهِ مَانِعٌ يَمنَعُ مِن مُرَادِهِ وَ لَيسَ يَبدُو إِلّا لِمَن كَانَ هَذَا وَصفَهُ وَ هُوَ عَزّ وَ جَلّ مُتَعَالٍ عَن هَذِهِ الصّفَاتِ عُلُوّاً كَبِيراً ثُمّ قَالَ لَهُم رَسُولُ اللّه أَيّهَا اليَهُودُ أخَبرِوُنيِ‌ عَنِ اللّهِ أَ لَيسَ يُمرِضُ ثُمّ يُصِحّ وَ يُصِحّ ثُمّ يُمرِضُ أَ بَدَا لَهُ فِي ذَلِكَ أَ لَيسَ يحُييِ‌ وَ يُمِيتُ أَ لَيسَ يأَتيِ‌ بِاللّيلِ فِي أَثَرِ النّهَارِ ثُمّ بِالنّهَارِ فِي أَثَرِ اللّيلِ أَ بَدَا لَهُ فِي كُلّ وَاحِدَةٍ مِن ذَلِكَ قَالُوا لَا قَالَ فَكَذَلِكَ اللّهُ تَعَبّدَ نَبِيّهُ مُحَمّداً بِالصّلَاةِ إِلَي الكَعبَةِ بَعدَ أَن تَعَبّدَهُ بِالصّلَاةِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ مَا بَدَا لَهُ فِي الأَوّلِ ثُمّ قَالَ أَ لَيسَ اللّهُ يأَتيِ‌ بِهِ بِالشّتَاءِ فِي أَثَرِ الصّيفِ وَ الصّيفِ فِي أَثَرِ الشّتَاءِ أَ بَدَا لَهُ فِي كُلّ وَاحِدٍ مِن ذَلِكَ قَالُوا لَا قَالَ فَكَذَلِكَ لَم يَبدُ لَهُ فِي القِبلَةِ قَالَ ثُمّ قَالَ أَ لَيسَ قَد أَلزَمَكُم فِي الشّتَاءِ أَن تَحتَرِزُوا مِنَ البَردِ بِالثّيَابِ الغَلِيظَةِ وَ أَلزَمَكُم فِي الصّيفِ أَن تَحتَرِزُوا مِنَ الحَرّ أَ فَبَدَا لَهُ فِي الصّيفِ حَتّي أَمَرَكُم بِخِلَافِ مَا كَانَ أَمَرَكُم بِهِ فِي الشّتَاءِ قَالُوا لَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَكَذَلِكَ اللّهُ تَعَبّدَكُم فِي وَقتٍ


صفحه : 61

لِصَلَاحٍ يَعلَمُهُ بشِيَ‌ءٍ ثُمّ تَعَبّدَكُم فِي وَقتٍ آخَرَ لِصَلَاحٍ آخَرَ يَعلَمُهُ بشِيَ‌ءٍ آخَرَ فَإِذَا أَطَعتُمُ اللّهَ فِي الحَالَينِ استَحقَقتُم ثَوَابَهُ وَ أَنزَلَ اللّهُوَ لِلّهِ المَشرِقُ وَ المَغرِبُ فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ أَي إِذَا تَوَجّهتُم بِأَمرِهِ فَثَمّ الوَجهُ ألّذِي تَقصِدُونَ مِنهُ اللّهَ وَ تَأمُلُونَ ثَوَابَهُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عِبَادَ اللّهِ أَنتُم كَالمَرضَي وَ اللّهُ رَبّ العَالَمِينَ كَالطّبِيبِ فَصَلَاحُ المَرضَي فِيمَا يَعلَمُهُ الطّبِيبُ يُدَبّرُهُ بِهِ لَا فِيمَا يَشتَهِيهِ المَرِيضُ وَ يَقتَرِحُهُ أَلَا فَسَلّمُوا لَهُ أَمرَهُ تَكُونُوا مِنَ الفَائِزِينَ فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَلِمَ أَمَرَ بِالقِبلَةِ الأُولَي فَقَالَ لِمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيها وَ هيِ‌َ بَيتُ المَقدِسِإِلّا لِنَعلَمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ مِمّن يَنقَلِبُ عَلي عَقِبَيهِ إِلّا لِنَعلَمَ ذَلِكَ مِنهُ مَوجُوداً بَعدَ أَن عَلِمنَاهُ سَيُوجَدُ وَ ذَلِكَ أَنّ هَوَي أَهلِ مَكّةَ كَانَ فِي الكَعبَةِ فَأَرَادَ اللّهُ أَن يُبَيّنَ مُتّبِعَ مُحَمّدٍ مِن مُخَالِفِهِ بِاتّبَاعِ القِبلَةِ التّيِ‌ كَرِهَهَا وَ مُحَمّدٌص يَأمُرُ بِهَا وَ لَمّا كَانَ هَوَي أَهلُ المَدِينَةِ فِي بَيتِ المَقدِسِ أَمَرَهُم بِمُخَالَفَتِهَا وَ التّوَجّهِ إِلَي الكَعبَةِ لِيُبَيّنَ مَن يُوَافِقُ مُحَمّداً فِيمَا يَكرَهُهُ فَهُوَ مُصَدّقُهُ وَ مُوَافِقُهُ ثُمّ قَالَوَ إِن كانَت لَكَبِيرَةً إِلّا عَلَي الّذِينَ هَدَي اللّهُإِنّمَا كَانَ التّوَجّهُ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فِي ذَلِكَ الوَقتِ كَبِيرَةً إِلّا عَلَي مَن يهَديِ‌ اللّهُ فَعَرَفَ أَنّ اللّهَ يَتَعَبّدُ بِخِلَافِ مَا يُرِيدُهُ المَرءُ ليِبَتلَيِ‌َ طَاعَتَهُ فِي مُخَالَفَةِ هَوَاهُ

بيان قوله ع أوستة عشر شهرا ليس هذا في بعض النسخ و علي تقديره الترديد إما من الراوي‌ أو منه ع مشيرا إلي اختلاف العامة فيه

13-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ،سَيَقُولُ السّفَهاءُ مِنَ النّاسِ ما وَلّاهُم عَن قِبلَتِهِمُ التّيِ‌ كانُوا عَلَيها فَإِنّ هَذِهِ الآيَةَ مُتَقَدّمَةٌ عَلَي قَولِهِقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاها وَ إِنّهُ نَزَلَ أَوّلًاقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ ثُمّ نَزَلَسَيَقُولُ السّفَهاءُالآيَةَ وَ ذَلِكَ أَنّ اليَهُودَ كَانُوا يُعَيّرُونَ رَسُولَ اللّهِص


صفحه : 62

وَ يَقُولُونَ لَهُ أَنتَ تَابِعٌ لَنَا تصُلَيّ‌ إِلَي قِبلَتِنَا فَاغتَمّ رَسُولُ اللّهِص مِن ذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً وَ خَرَجَ فِي جَوفِ اللّيلِ يَنظُرُ فِي آفَاقِ السّمَاءِ وَ يَنتَظِرُ أَمرَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي ذَلِكَ فَلَمّا أَصبَحَ وَ حَضَرَت صَلَاةُ الظّهرِ وَ كَانَ فِي مَسجِدِ بنَيِ‌ سَالِمٍ قَد صَلّي بِهِمُ الظّهرَ رَكعَتَينِ فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فَأَخَذَ بِعَضُدَيهِ فَحَوّلَهُ إِلَي الكَعبَةِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاها فَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِفَصَلّي رَكعَتَينِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ رَكعَتَينِ إِلَي الكَعبَةِ فَقَالَتِ اليَهُودُ وَ السّفَهَاءُما وَلّاهُم عَن قِبلَتِهِمُ التّيِ‌ كانُوا عَلَيها وَ تَحَوّلَتِ القِبلَةُ إِلَي الكَعبَةِ بَعدَ مَا صَلّي النّبِيّ بِمَكّةَ ثَلَاثَ عَشرَةَ سَنَةً إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ بَعدَ مُهَاجَرَتِهِ إِلَي المَدِينَةِ صَلّي إِلَي بَيتِ المَقدِسِ سَبعَةَ أَشهُرٍ ثُمّ حَوّلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ القِبلَةَ إِلَي البَيتِ الحَرَامِ ثُمّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُ لِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيكُم حُجّةٌ إِلّا الّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُميعَنيِ‌ وَ لَا الّذِينَ ظَلَمُوا مِنهُم وَ إِلّا فِي مَوضِعِ وَ لَا وَ لَيسَت هيِ‌َ استِثنَاءً

وَ مِنهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ قالَت طائِفَةٌ مِن أَهلِ الكِتابِ آمِنُوا باِلذّيِ‌ أُنزِلَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَجهَ النّهارِ وَ اكفُرُوا آخِرَهُ لَعَلّهُم يَرجِعُونَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ نَحوَ بَيتِ المَقدِسِ أَعجَبَ ذَلِكَ اليَهُودَ فَلَمّا صَرَفَهُ اللّهُ عَن بَيتِ المَقدِسِ إِلَي بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ وَجَدَتِ اليَهُودُ مِن ذَلِكَ وَ كَانَ صَرفُ القِبلَةِ صَلَاةَ الظّهرِ فَقَالُوا صَلّي مُحَمّدٌ الغَدَاةَ وَ استَقبَلَ قِبلَتَنَا فَآمِنُوا باِلذّيِ‌ أُنزِلَ عَلَي مُحَمّدٍوَجهَ النّهارِ وَ اكفُرُوا آخِرَهُيَعنُونَ القِبلَةَ حِينَ استَقبَلَ رَسُولُ اللّهِ المَسجِدَ الحَرَامَلَعَلّهُم يَرجِعُونَ إِلَي قِبلَتِنَا

14-مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ عَن أَحمَدَ


صفحه : 63

بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ ابنِ عُقدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَن جَدّهِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا صُرِفَتِ القِبلَةُ أَتَي رَجُلٌ قَوماً فِي صَلَاتِهِم فَقَالَ إِنّ القِبلَةَ قَد تَحَوّلَت فَتَحَوّلُوا وَ هُم رُكُوعٌ

بيان في أمثال هذاالخبر دلالة علي حجية أخبار الآحاد لاسيما إذاكانت محفوفة بالقرائن لتقرير النبي ص إذ لوصدر منه ص زجر لنقل في واحد منها

15- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ مَن صَلّي عَلَي غَيرِ القِبلَةِ وَ هُوَ يَرَي أَنّهُ عَلَي القِبلَةِ ثُمّ عَرَفَ بَعدَ ذَلِكَ فَلَا إِعَادَةَ عَلَيهِ إِذَا كَانَ فِيمَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ

بيان يدل الخبر علي أنه إذاصلي ظانا أنه علي القبلة ثم تبين خطاؤه و كان فيما بين المشرق والمغرب لاإعادة عليه لا في الوقت و لا في خارجه و هذا هوالمقطوع به في كلام أكثر الأصحاب وادعي عليه الفاضلان الإجماع لكن عبارات بعض القدماء كالمفيد في المقنعة والشيخ في المبسوط والنهاية والخلاف و ابن زهرة و ابن إدريس مطلقة في وجوب الإعادة في الوقت إذاصلي لغير القبلة ولعل مرادهم بالصلاة إلي غيرالقبلة ما لم يكن في ما بين المشرق والمغرب لمااشتهر من أن ما بين المشرق والمغرب قبلة و لاريب في الحكم لدلالة الأخبار المعتبرة من الصحيحة وغيرها عليه مع اعتضادها بظاهر الآية والشهرة العظيمة بين الأصحاب . و لوتبين أنه كان توجهه إلي نفس المشرق والمغرب فالمشهور الإعادة في الوقت خاصة ونقل عليه الإجماع أيضا الفاضلان وجماعة ويدل عليه إطلاق الأخبار الصحيحة. و لوظهر أنه كان مستدبرا فذهب الشيخان وسلار و أبوالصلاح و ابن البراج و ابن زهرة وجماعة إلي أنه يعيد في الوقت وخارجه وذهب السيد المرتضي و ابن إدريس والمحقق والعلامة في المختلف والشهيد وجماعة من المتأخرين إلي أنه كالقسم السابق


صفحه : 64

يعيد في الوقت خاصة و هوظاهر ابن الجنيد والصدوق و هوأقوي لشمول إطلاق الأخبار الصحيحة لهذا القسم أيضا و هوأوفق بالآية كماعرفت وبأصل البراءة والأخبار التي‌ استدل بهاالفريق الأولي إما غيرصحيحة أو غيرصريحة ولعل الأحوط القضاء أيضا. وهل الناسي‌ كالظان في الأحكام السابقة قيل نعم وقيل لابل يعيد مطلقا وكذا الجاهل والمسألة فيهما في غاية الإشكال لتعارض إطلاق الروايات فيهما والأحوط لهما الإعادة مطلقا سواء فعلا بعض الصلاة علي غيرالقبلة أوكلها وفرق الشهيد ره بين البعض والكل لانعلم له وجها

16- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ الِالتِفَاتُ فِي الصّلَاةِ اختِلَاسٌ مِنَ الشّيطَانِ فَإِيّاكُم وَ الِالتِفَاتَ فِي الصّلَاةِ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُقبِلُ عَلَي العِبَادِ إِذَا قَامَ فِي الصّلَاةِ فَإِذَا التَفَتَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا ابنَ آدَمَ عَمّن تَلتَفِتُ ثَلَاثَةً فَإِذَا التَفَتَ الرّابِعَةَ أَعرَضَ اللّهُ عَنهُ

بيان اختلاس من الشيطان أي يسلب الإنسان صلاته أوفضلها بغتة والالتفات هنا يحتمل أن يكون بالوجه وبالعين أوالأعم منهما أومنهما و من القلب والوسط أظهر و لايمكن الاستدلال به علي البطلان بوجه

17- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ وَ خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَنِ الفُضَيلِ وَ ربِعيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً قَالَ تُقِيمُ لِلصّلَاةِ لَا تَلتَفِتُ يَمِيناً وَ شِمَالًا

بيان لعله علي هذاالتفسير عبر عن الصلاة بالدين لأنها من لوازمه كماعبر عنها بالإيمان في الآية الأخري ويدل علي عدم جواز الالتفات بالوجه يمينا


صفحه : 65

وشمالا و لايبعد شمولهما لما بين المشرق والمغرب أيضا عرفا

18- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص استَقبَلَ بَيتَ المَقدِسِ سَبعَةَ عَشَرَ شَهراً ثُمّ صُرِفَ إِلَي الكَعبَةِ وَ هُوَ فِي صَلَاةِ العَصرِ

19- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، صَلَاةُ الحَيرَةِ عَلَي ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ فَوَجهٌ مِنهَا هُوَ الرّجُلُ يَكُونُ فِي مَفَازَةٍ لَا يَعرِفُ القِبلَةَ يصُلَيّ‌ إِلَي أَربَعَةِ جَوَانِبَ

بيان المشهور بين الأصحاب أن من فقد العلم بالقبلة يجتهد في تحصيل الظن بالأمارات المفيدة له وادعي عليه الفاضلان الإجماع ويلوح من بعض الأخبار بل من بعض الأصحاب أيضا أن مع فقد العلم يصلي‌ إلي أربع جهات و هومتروك تدل الأخبار الصحيحة علي خلافه و مع فقد الظن أصلا فالأشهر أنه يصلي‌ إلي أربع جهات أي علي أطراف خطين متقاطعين علي زوايا قوائم فإن واحدة منها تكون لامحالة بين المشرق والمغرب و إن أمكن ذلك بالثلاث أيضا تبعا للنص و مع عدم التمكن من ذلك لضيق الوقت أوالخوف أوغيره يصلي‌ ماتيسر و إلافواحدة يستقبل بهاحيث شاء. و قال ابن أبي عقيل لوخفيت عليه القبلة لغيم أوريح أوظلمة فلم يقدر علي القبلة صلي حيث شاء مستقبل القبلة و غيرمستقبلها و لاإعادة عليه إذاعلم بعدذهاب وقتها أنه صلي لغير القبلة و مااختاره من التخيير أقوي واختاره جماعة من المتأخرين و هوالظاهر من اختيار ابن بابويه ونفي عنه البعد في المختلف ومال إليه في الذكري و قددلت الأخبار الصحيحة علي أن قوله تعالي فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِنزل في قبلة المتحير كماعرفت و أماالإعادة وعدمها مع تبين الخطإ فقد مضي القول فيه وذهب السيد بن طاوس إلي استعمال القرعة في الصلاة المذكورة و هوبعيد والأحوط متابعة المشهور


صفحه : 66

20- العيَاّشيِ‌ّ، عَن أَبِي عَمرٍو الزبّيَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا صَرَفَ اللّهُ نَبِيّهُ إِلَي الكَعبَةِ عَن بَيتِ المَقدِسِ قَالَ المُسلِمُونَ للِنبّيِ‌ّص أَ رَأَيتَ صَلَاتَنَا التّيِ‌ كُنّا نصُلَيّ‌ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ مَا حَالُنَا فِيهَا وَ حَالُ مَن مَضَي مِن أَموَاتِنَا وَ هُم يُصَلّونَ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌفَسَمّي الصّلَاةَ إِيمَاناً

وَ مِنهُ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع فِي قَولِ اللّهِوَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍ قَالَ هُوَ إِلَي القِبلَةِ

وَ مِنهُ عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِوَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍ قَالَ مَسَاجِدُ مُحدَثَةٌ فَأُمِرُوا أَن يُقِيمُوا وُجُوهَهُمشَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ

وَ أَبُو بَصِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ هُوَ إِلَي القِبلَةِ لَيسَ فِيهَا عِبَادَةُ الأَوثَانِ خَالِصاً مُخلِصاً

وَ مِنهُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ بِالنّجمِ هُم يَهتَدُونَ هُوَ الجدَي‌ُ لِأَنّهُ نَجمٌ لَا يَزُولُ وَ عَلَيهِ بِنَاءُ القِبلَةِ وَ بِهِ يهَتدَيِ‌ أَهلُ البَرّ وَ البَحرِ

21- فِي تَفسِيرِ النعّماَنيِ‌ّ،بِالإِسنَادِ المَذكُورِ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا بُعِثَ كَانَتِ الصّلَاةُ إِلَي قِبلَةِ بَيتِ المَقدِسِ فَكَانَ فِي أَوّلِ بِعثَتِهِ يصُلَيّ‌ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ جَمِيعَ أَيّامِ مُقَامِهِ بِمَكّةَ وَ بَعدَ هِجرَتِهِ إِلَي المَدِينَةِ بِأَشهُرٍ فَعَيّرَتهُ اليَهُودُ فَقَالُوا أَنتَ تَابِعٌ لِقِبلَتِنَا فَأَنِفَ رَسُولُ اللّهِص ذَلِكَ مِنهُم فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِ وَ هُوَ يُقَلّبُ وَجهَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ يَنتَظِرُ الأَمرَقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ


صفحه : 67

فِي السّماءِ إِلَي قَولِهِلِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيكُم حُجّةٌيعَنيِ‌ اليَهُودَ فِي هَذَا المَوضِعِ ثُمّ أَخبَرَنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ العِلّةَ التّيِ‌ مِن أَجلِهَا لَم يُحَوّل قِبلَتَهُ مِن أَوّلِ البِعثَةِ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيها إِلَي قَولِهِلَرَؤُفٌ رَحِيمٌفَسَمّي سُبحَانَهُ الصّلَاةَ هَاهُنَا إِيمَاناً وَ قَالَ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ قَالَ مَعنَي شَطرِهِ نَحوُهُ إِن كَانَ مَرئِيّاً وَ بِالدّلَائِلِ وَ الأَعلَامِ إِن كَانَ مَحجُوباً فَلَو عُلِمَتِ القِبلَةُ لَوَجَبَ استِقبَالُهَا وَ التوّلَيّ‌ وَ التّوَجّهُ إِلَيهَا وَ لَو لَم يَكُنِ الدّلِيلُ عَلَيهَا مَوجُوداً حَتّي تسَتوَيِ‌َ الجِهَاتُ كُلّهَا فَلَهُ حِينَئِذٍ أَن يصُلَيّ‌َ بِاجتِهَادِهِ حَيثُ أَحَبّ وَ اختَارَ حَتّي يَكُونَ عَلَي يَقِينٍ مِنَ الدّلَالَاتِ المَنصُوبَةِ وَ العَلَامَاتِ المَبثُوثَةِ فَإِن مَالَ عَن هَذَا التّوَجّهِ مَعَ مَا ذَكَرنَا حَتّي يَجعَلَ الشّرقَ غَرباً وَ الغَربَ شَرقاً زَالَ مَعنَي اجتِهَادِهِ وَ فَسَدَ حَالُ اعتِقَادِهِ قَالَ وَ قَد جَاءَ عَنِ النّبِيّص خَبَرٌ مَنصُوصٌ مُجمَعٌ عَلَيهِ أَنّ الأَدِلّةَ المَنصُوبَةَ عَلَي بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ لَا تَذهَبُ بِكُلّيّتِهَا حَادِثَةٌ مِنَ الحَوَادِثِ مَنّاً مِنَ اللّهِ تَعَالَي عَلَي عِبَادِهِ فِي إِقَامَةِ مَا افتَرَضَ عَلَيهِم

بيان قوله ع فإن مال لعل المعني أن بعدتبين خطائه لايعتمد علي هذاالاجتهاد والاعتقاد لأنه كان العمل به مختصا بحال الاضطرار فيكون ذكر الصورة المفروضة علي المثال والمراد ظهور كونه مستدبرا فالمراد بزوال معني اجتهاده


صفحه : 68

بطلان ثمرته لوجوب الإعادة عليه . ومعني الرواية الأخيرة أن العلامات المنصوبة للقبلة من الكواكب وغيرها لاتذهب بالكلية مادام التكليف باقيا وإنما تخفي أحيانا لبعض العوارض ثم تظهر ويحتمل أن يكون المراد أنه لايمكن أن يخلو الإنسان من أمارة وقرينة تظهر عليه بعدالاجتهاد والطلب و إن كانت ضعيفة لكنه بعيد ومخالف للتجربة أيضا وحمله علي الغالب أبعد

22- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، وَ المَجَالِسُ لِلصّدُوقِ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ حُرُمَاتٍ ثَلَاثاً لَيسَ مِثلَهُنّ شَيءٌ كِتَابَهُ وَ هُوَ حِكمَةٌ وَ نُورٌ وَ بَيتَهُ ألّذِي جَعَلَهُ قِيَاماً لِلنّاسِ لَا يَقبَلُ مِن أَحَدٍ تَوَجّهاً إِلَي غَيرِهِ وَ عِترَةَ نَبِيّكُمص

قرب الإسناد، عن محمد بن عيسي بن عبيد مثله الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ

مِثلَهُ إِلّا


صفحه : 69

أَنّهُ قَالَ قِبلَةً لِلنّاسِ

23- مَسَارّ الشّيعَةِ،لِلمُفِيدِ، قَالَ فِي النّصفِ مِن رَجَبٍ سَنَةَ اثنَتَينِ مِنَ الهِجرَةِ حُوّلَتِ القِبلَةُ مِن بَيتِ المَقدِسِ إِلَي الكَعبَةِ وَ كَانَ النّاسُ فِي صَلَاةِ العَصرِ فَتَحَوّلُوا فِيهَا إِلَي البَيتِ الحَرَامِ

24- النّهَايَةُ،لِلشّيخِ قَالَ قَد رُوِيَت رِوَايَةٌ أَنّ مَن صَلّي إِلَي استِدبَارِ القِبلَةِ ثُمّ عَلِمَ بَعدَ خُرُوجِ الوَقتِ وَجَبَ عَلَيهِ إِعَادَةُ الصّلَاةِ وَ هَذَا هُوَ الأَحوَطُ وَ عَلَيهِ العَمَلُ انتَهَي

وَ مِنهُ، عَنِ الصّادِقِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ قَالَ هَذَا فِي النّوَافِلِ خَاصّةً فِي حَالِ السّفَرِ فَأَمّا الفَرَائِضُ فَلَا بُدّ فِيهَا مِنِ استِقبَالِ القِبلَةِ

25- مَجمَعُ البَيَانِ، عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِأَنّهَا لَيسَت بِمَنسُوخَةٍ وَ أَنّهَا مَخصُوصَةٌ بِالنّوَافِلِ فِي حَالِ السّفَرِ

26- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ التمّيِميِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ الديّباَجيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع مَن صَلّي عَلَي غَيرِ القِبلَةِ فَكَانَ إِلَي المَشرِقِ أَوِ المَغرِبِ فَلَا يُعِيدُ الصّلَاةَ

بيان يمكن حمله علي خارج الوقت أو علي ما إذا لم يصل إلي عين المشرق والمغرب بل كان مائلا إليهما و لو كان مكافئا لأخبار الإعادة لأمكن حملها علي الاستحباب مع تأيده بإطلاق بعض الأخبار وظاهر الآية الأولي


صفحه : 70

27- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً قَالَ أَمَرَهُ أَن يُقِيمَهُ لِلقِبلَةِ حَنِيفاً لَيسَ فِيهِ شَيءٌ مِن عِبَادَةِ الأَوثَانِ خَالِصاً مُخلِصاً

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا تَلتَفِت عَنِ القِبلَةِ فِي صَلَاتِكَ فَتَفسُدَ عَلَيكَ فَإِنّ اللّهَ قَالَ لِنَبِيّهِفَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُ وَ اخشَع بِبَصَرِكَ وَ لَا تَرفَعهُ إِلَي السّمَاءِ وَ ليَكُن نَظَرُكَ إِلَي مَوضِعِ سُجُودِكَ

28- العِلَلُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرَأُ السّجدَةَ وَ هُوَ عَلَي ظَهرِ دَابّتِهِ قَالَ يَسجُدُ حَيثُ تَوَجّهَت بِهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يصُلَيّ‌ عَلَي نَاقَتِهِ وَ هُوَ مُستَقبِلُ المَدِينَةِ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ

29- العيَاّشيِ‌ّ، عَن حَرِيزٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ فِي التّطَوّعِ خَاصّةًفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ إِنّ اللّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ وَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص إِيمَاءً عَلَي رَاحِلَتِهِ أَينَمَا تَوَجّهَت بِهِ حَيثُ خَرَجَ إِلَي خَيبَرَ وَ حِينَ رَجَعَ مِن مَكّةَ وَ جَعَلَ الكَعبَةَ خَلفَ ظَهرِهِ

قَالَ قَالَ زُرَارَةُ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع الصّلَاةُ فِي السّفَرِ[ فِي]السّفِينَةِ وَ المَحمِلِ سَوَاءٌ قَالَ الناقة[النّافِلَةُ]كُلّهَا سَوَاءٌ تُومِئُ إِيمَاءً أَينَمَا تَوَجّهَت دَابّتُكَ وَ سَفِينَتُكَ وَ الفَرِيضَةُ تَنزِلُ لَهَا عَنِ المَحمِلِ إِلَي الأَرضِ إِلّا مِن خَوفٍ فَإِن خِفتَ أَومَأتَ وَ أَمّا السّفِينَةُ فَصَلّ بِهَا قَائِماً وَ تَوَخّ القِبلَةَ بِجُهدِكَ إِنّ نُوحاً ع قَد صَلّي الفَرِيضَةَ فِيهَا قَائِماً مُتَوَجّهاً إِلَي القِبلَةِ وَ هيِ‌َ مُطبِقَةٌ عَلَيهِم


صفحه : 71

قَالَ قُلتُ وَ مَا كَانَ عِلمُهُ بِالقِبلَةِ فَيَتَوَجّهَهَا وَ هيِ‌َ مُطبِقَةٌ عَلَيهِم قَالَ كَانَ جَبرَئِيلُ ع يُقَوّمُهُ نَحوَهَا قَالَ قُلتُ فَأَتَوَجّهُ نَحوَهَا فِي كُلّ تَكبِيرَةٍ قَالَ أَمّا فِي النّافِلَةِ فَلَا إِنّ مَا يُكَبّرُ فِي النّافِلَةِ عَلَي غَيرِ القِبلَةِ أَكثَرُ ثُمّ قَالَ كُلّ ذَلِكَ قِبلَةٌ لِلمُتَنَفّلِ إِنّهُ قَالَفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ إِنّ اللّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ

30- الإِحتِجَاجُ، وَ تَفسِيرُ العسَكرَيِ‌ّ ع فِي احتِجَاجِ النّبِيّ عَلَي المُشرِكِينَ قَالَ إِنّا عِبَادُ اللّهِ مَخلُوقُونَ مَربُوبُونَ نَأتَمِرُ لَهُ فِيمَا أَمَرَنَا وَ نَنزَجِرُ عَمّا زَجَرَنَا إِلَي أَن قَالَ فَلَمّا أَمَرَنَا أَن نَعبُدَهُ بِالتّوَجّهِ إِلَي الكَعبَةِ أَطَعنَا ثُمّ أَمَرَنَا بِعِبَادَتِهِ بِالتّوَجّهِ نَحوَهَا فِي سَائِرِ البُلدَانِ التّيِ‌ نَكُونُ بِهَا فَأَطَعنَا فَلَم نَخرُج فِي شَيءٍ مِن ذَلِكَ مِنِ اتّبَاعِ أَمرِهِ

31-تَفسِيرُ سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،بِرِوَايَةِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِ لَمّا بُعِثَ كَانَتِ القِبلَةُ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ عَلَي سُنّةِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَخبَرَنَا فِي القُرآنِ أَنّهُ أَمَرَ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع أَن يَجعَلَ بَيتَهُ قِبلَةً فِي قَولِهِوَ أَوحَينا إِلي مُوسي وَ أَخِيهِ أَن تَبَوّءا لِقَومِكُما بِمِصرَ بُيُوتاً وَ اجعَلُوا بُيُوتَكُم قِبلَةً وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي هَذَا يصُلَيّ‌ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ مُدّةَ مُقَامِهِ بِمَكّةَ وَ بَعدَ الهِجرَةِ أَشهُراً حَتّي عَيّرَتهُ اليَهُودُ وَ قَالُوا أَنتَ تَابِعٌ لَنَا تصُلَيّ‌ إِلَي قِبلَتِنَا وَ بُيُوتِ نَبِيّنَا فَاغتَمّ رَسُولُ اللّهِص لِذَلِكَ وَ أَحَبّ أَن يُحَوّلَ اللّهُ قِبلَتَهُ إِلَي الكَعبَةِ وَ كَانَ يَنظُرُ فِي آفَاقِ السّمَاءِ يَنتَظِرُ أَمرَ اللّهِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِقَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ إِلَي قَولِهِلِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَيكُم حُجّةٌيعَنيِ‌ اليَهُودَ


صفحه : 72

ثُمّ أَخبَرَ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ لَم يُحَوّل قِبلَتَهُ فِي أَوّلِ النّبُوّةِ فَقَالَوَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيهاالآيَةَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَصَلَاتُنَا التّيِ‌ صَلّينَاهَا إِلَي بَيتِ المَقدِسِ مَا حَالُهَا فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ وَ قَالَ فِي مَوضِعٍ آخَرَ فِيمَا فَرَضَ اللّهُ عَلَي الجَوَارِحِ مِنَ الطّهُورِ وَ الصّلَاةِ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا صَرَفَ نَبِيّهُ إِلَي الكَعبَةِ عَن بَيتِ المَقدِسِ قَالَ المُسلِمُونَ للِنبّيِ‌ّ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ رَأَيتَ صَلَاتَنَا التّيِ‌ كُنّا نصُلَيّ‌ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ مَا حَالُهَا وَ حَالُنَا فِيهَا وَ حَالُ مَن مَضَي مِن أَموَاتِنَا وَ هُم يُصَلّونَ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمفَسَمّي اللّهُ الصّلَاةَ إِيمَاناً

أقول سيأتي‌ كثير من أخبار هذاالباب في باب الاستقرار و باب صلاة الموتحل والغريق وأبواب صلاة الخوف والمطاردة. ولنختم الباب بذكر رسالة كتبها الشيخ الجليل أبوالفضل شاذان بن جبرئيل القمي‌ قدس الله روحه في القبلة في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وكثيرا مايذكر الأصحاب عنه ويعولون عليه و هوداخل في إجازات أكثر الأصحاب كماستعرف في آخر الكتاب قال الشهيد نور الله ضريحه في الذكري ذكر الشيخ أبوالفضل شاذان بن جبرئيل القمي‌ و هو من أجلاء فقهائنا في كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة وذكر فصلا منه واشتبه علي بعض الأصحاب فتوهم أنه تأليف الفضل بن شاذان و ليس كذلك لماصرح به الشهيد وغيره


صفحه : 73

إزاحة العلة في معرفة القبلة لمؤلفه أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي‌


صفحه : 74

بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قال قدس سره سألني‌ الأمير فرامرز بن علي الجرجاني‌ إملاء مختصر يشتمل علي ذكر معرفة القبلة من جميع أقاليم الأرض مما ورد عن أئمة الهدي ع فامتثلت مرسومه أدام الله نعمته فأول ماابتدأت بذكره وجوب التوجه إلي القبلة ثم ذكرت بعد ذلك أقسام القبلة وأحكامها وذكرت كيفية مايستدل به أهل كل إقليم إلي منتهي حدوده علي معرفة قبلتهم إن شاء الله تعالي

فصل في ذكر وجوب التوجه إلي القبلة

قال الله تعالي لنبيه ص قَد نَري تَقَلّبَ وَجهِكَ فِي السّماءِ فَلَنُوَلّيَنّكَ قِبلَةً تَرضاها فَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ حَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجُوهَكُم شَطرَهُ أي نحوه و قال عز و جل وَ مِن حَيثُ خَرَجتَ فَوَلّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَ إِنّهُ لَلحَقّ مِن رَبّكَ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَفأوجب الله تعالي بظاهر اللفظ التوجه نحو المسجد الحرام لمن نأي عنه


صفحه : 75

وَ رَوَي أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِفَأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً قَالَ أَمَرَهُ أَن يُقِيمَ وَجهَهُ لِلقِبلَةِ خَالِصاً مُخلِصاً لَيسَ فِيهِ شَيءٌ مِن عِبَادَةِ الأَوثَانِ

وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ أَيضاً قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَقِيمُوا وُجُوهَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍ قَالَ هَذِهِ القِبلَةُ أَيضاً

فوجه وجوب معرفة القبلة التوجه إليها في الصلاة كلها فرائضها وسننها مع الإمكان و عندالذبح والنحر و عندإحضار الأموات وغسلهم والصلاة عليهم ودفنهم والوقوف بالموقفين ورمي‌ الجمار وحلق الرأس لاوجه لوجوب معرفة القبلة سوي ذلك

فصل في ذكر أقسام القبلة وأحكامها

المكلفون في باب التوجه إلي القبلة علي ثلاثة أقسام منهم من يلزمه التوجه إلي نفس الكعبة فلايحتاج إلي طلب الأمارات و هو كل من كان مشاهدا بأن يكون في المسجد الحرام أو يكون في حكم المشاهد بأن يكون ضريرا أو يكون بينه و بين الكعبة حائل أو يكون خارج المسجد الحرام بحيث لايخفي عليه جهة الكعبة. والقسم الثاني‌ مايلزمه التوجه إلي نفس المسجد الحرام و هو كل من كان مشاهد المسجد الحرام أو في حكم المشاهد أوغلب علي ظنه جهته ممن كان في الحرم و هذاالقسم أيضا لايحتاج إلي تطلب تلك الأمارات التي‌ يحتاج إليها من كان خارج الحرم . والقسم الثالث من يلزمه التوجه إلي الحرم فهو كل من كان خارج الحرم ونائيا عنه و هو ألذي يحتاج إلي تطلب تلك الأمارات من سائر أقاليم الأرض


صفحه : 76

فصل في ذكر صرف رسول الله ص إلي الكعبة من البيت المقدس

قَالَ مُعَاوِيَةُ بنُ عَمّارٍ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَتَي صُرِفَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي الكَعبَةِ قَالَ بَعدَ رُجُوعِهِ مِن بَدرٍ وَ كَانَ يصُلَيّ‌ بِالمَدِينَةِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ سَبعَةَ عَشَرَ شَهراً ثُمّ أُعِيدَ إِلَي الكَعبَةِ

وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ ما جَعَلنَا القِبلَةَ التّيِ‌ كُنتَ عَلَيها إِلّا لِنَعلَمَ مَن يَتّبِعُ الرّسُولَ مِمّن يَنقَلِبُ عَلي عَقِبَيهِ وَ إِن كانَت لَكَبِيرَةً إِلّا عَلَي الّذِينَ هَدَي اللّهُ وَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ فَقَالَ ع إِنّ بنَيِ‌ عَبدِ الأَشهَلِ أَتَوهُم وَ هُم قَد صَلّوا رَكعَتَينِ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَقِيلَ لَهُم إِنّ نَبِيّكُم قَد صُرِفَ إِلَي الكَعبَةِ فَتَحَوّلَ النّسَاءُ مَكَانَ الرّجَالِ وَ الرّجَالُ مَكَانَ النّسَاءِ وَ جَعَلُوا الرّكعَتَينِ البَاقِيَتَينِ إِلَي الكَعبَةِ وَ صَلّوا صَلَاةً وَاحِدَةً إِلَي قِبلَتَينِ فَلِذَلِكَ سمُيّ‌َ مَسجِدُهُم مَسجِدَ القِبلَتَينِ وَ هُوَ بِالمَدِينَةِ قَرِيباً مِن بِئرِ رُومَةَ

فصل في ذكر من كان في جوف الكعبة أوفوقها أوعرصتها مع عدم حيطانها

إذا كان الإنسان في جوف الكعبة صلي إلي أي جهة شاء إلا إلي الباب فإنه إذا كان مفتوحا لايجوز التوجه إلي جهته وكذلك الحكم إذا كان فوقها سواء كان السطح له سترة من نفس البناء أو كان مغروزا فيه أو لم يكن له سترة ففي‌ أي موضع وقف جاز أللهم إلا أن يقف علي طرف الحائط بحيث لايبقي بين يديه جزء من بناء البيت فإنه لايجوز حينئذ صلاته لأنه يكون قداستدبر القبلة.


صفحه : 77

ويجوز لمن كان فوق الكعبة أيضا أن يصلي‌ مستلقيا متوجها إلي البيت المعمور ألذي يسمي الضراح في السماء الرابعة أوالثالثة علي خلاف فيه وتكون صلاته إيماء. ومتي انهدم البيت والعياذ بالله جازت الصلاة إلي عرصته و إن وقف وسط عرصته وصلي كان أيضا جائزا ما لم يقف علي طرف قواعده بحيث لم يبق بين يديه جزء من أساسه

فصل في التوجه إلي القبلة من أربع جوانب البيت

اعلم أن الناس يتوجهون إلي القبلة من أربع جوانب الأرض فأهل العراق وخراسان إلي جيلان وجبال ديلم و ما كان في حدوده مثل الكوفة وبغداد وحلوان إلي الري‌ وطبرستان إلي جبل سابور و إلي ماوراء النهر إلي خوارزم إلي الشاش و إلي منتهي حدوده و من يصلي‌ إلي قبلتهم من أهل الشرق إلي حيث يقابل المقام والباب . ويستدل علي ذلك من النجوم بتصيير بنات نعش خلف الأذن اليمني والجدي‌ إذاطلع خلف منكبه الأيمن والفجر موازيا لمنكبه الأيسر والشفق محاذيا لمنكبه الأيمن والهنعة إذاطلعت بين الكتفين والدبور مقابله والصبا خلفه والشمال علي يمينه والجنوب علي يساره أوبجعل عين الشمس عندالزوال علي حاجبه الأيمن . و علي أهل العراق و من يصلي‌ إلي قبلتهم من أهل الشرق التياسر قليلا. وَ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَنِ التّيَاسُرِ فَقَالَ إِنّ الحَجَرَ الأَسوَدَ لَمّا أُنزِلَ بِهِ مِنَ الجَنّةِ


صفحه : 78

وَ وُضِعَ فِي مَوضِعِهِ جُعِلَ أَنصَابُ الحَرَمِ مِن حَيثُ يَلحَقُهُ نُورُ الحَجَرِ الأَسوَدِ فهَيِ‌َ عَن يَمِينِ الكَعبَةِ أَربَعَةُ أَميَالٍ وَ عَن يَسَارِهَا ثَمَانِيَةُ أَميَالٍ كُلّهَا اثني‌[اثنَا]عَشَرَ مِيلًا فَإِذَا انحَرَفَ الإِنسَانُ ذَاتَ اليَمِينِ خَرَجَ عَن جِهَةِ القِبلَةِ لِقِلّةِ أَنصَابِ الحَرَمِ وَ إِذَا انحَرَفَ ذَاتَ اليَسَارِ لَم يَكُن خَارِجاً عَن حَدّ القِبلَةِ

. والأنصاب هي‌ الأعلام المبنية علي حدود الحرم والفرق بين الحل والحرم .فصل في ذكر التوجه إلي القبلة من مالطة وشمشاط والجزيرة إلي الموصل و ماوراء ذلك من بلاد آذربيجان والأبواب إلي حيث يقابل ما بين الركن الشامي‌ إلي نحو المقام ويستدل علي ذلك من النجوم بتصيير بنات نعش خلف الأذن اليمني والعيوق إذاطلع خلف الأذن اليسري وسهيل إذاتدلي للمغيب بين


صفحه : 79

العينين والجدي‌ إذاطلع بين الكتفين والشرق علي يده اليسري والشمال علي صفحة الخد الأيمن والدبور علي العين اليمني والجنوب علي العين اليسري .فصل في ذكر التوجه إلي القبلة من الشام والتوجه إلي القبلة من عسفان وينبع والمدينة وحر دمشق وحلب وحمص وحماة وآمد وميافارقين وأقلاد و إلي الروم وسماوة والجوذا و إلي مدين شعيب و إلي الطور وتبوك والدار و من بيت المقدس وبلاد الساحل كلها ودمشق إلي حيث يقابل الميزاب إلي الركن الشامي‌ ويستدل علي ذلك من النجوم بتصيير بنات نعش إذاغابت خلف الأذن اليمني والجدي‌ إذاطلع خلف الكتف الأيسر وموضع مغيب السهيل علي العين اليمني وطلوعه بين العينين والمشرق علي عينه اليسري والصبا علي خده الأيسر والشمال علي الكتف الأيمن والدبور علي صفحة الخد الأيمن والجنوب مستقبل الوجه .فصل في ذكر التوجه إلي القبلة من بلاد مصر والإسكندرية والقيروان إلي تاهرت إلي البربر إلي السوس الأقصي من المغرب و إلي الروم و إلي البحر الأسود إلي حيث يقابل ما بين الركن الغربي‌ إلي الميزاب ويستدل علي ذلك


صفحه : 80

بتصيير الصليب إذاطلع بين العينين وبنات نعش إذاغابت بين الكتفين والجدي‌ إذاطلع علي الأذن اليسري والمشرق علي العين اليسري والصبا علي المنكب الأيسر والشمال بين العينين والدبور علي اليد اليمني والجنوب علي العين اليسري .فصل في ذكر التوجه إلي القبلة من بلاد الحبشة والنوبة والتوجه إلي القبلة من الصعيد الأعلي من بلاد مصر وبلاد الحبشة والنوبة والنحة والزعاوة والدمانس والتكرور والزيلع و من وراء ذلك من بلاد السودان إلي حيث يقابل ما بين الركن الغربي‌ والركن اليماني‌ ويستدل علي ذلك بتصيير الثريا والعيوق إذاطلعا علي يمينه وشماله والشولة إذاغابت بين الكتفين والجدي‌ علي صفحة الخد الأيسر والمشرق بين العينين والصبا علي العين اليسري والدبور علي المنكب الأيمن والجنوب علي العين اليمني .فصل في ذكر التوجه إلي القبلة من الصين واليمن والتهايم وصعدة إلي الصنعاء وعدن وحرمس إلي حضرموت وكذلك إلي البحر الأسود إلي حيث يقابل المستجار والركن اليماني‌ ويستدل علي ذلك من النجوم بتصيير الجدي‌ إذاطلع بين العينين


صفحه : 81

وسهيل إذاغاب بين الكتفين والمشرق علي الأذن اليمني والصبا علي صفحة الخد الأيمن والشمال علي العين اليسري والدبور علي المنكب الأيسر والجنوب علي مرجع الكتف اليمني .فصل في ذكر التوجه إلي القبلة من السند والهند و غير ذلك والتوجه إلي القبلة من الهند والسند وملتان وكابل والقندهار وجزيرة سيلان و ماوراء ذلك من بلاد الهند إلي حيث يقابل الركن اليماني‌ إلي الحجر الأسود ويستدل علي ذلك من النجوم بتصيير بنات نعش إذاطلعت علي الخد الأيمن والجدي‌ إذاطلع علي الخد الأيمن والثريا إذاغابت علي العين اليسري وسهيل إذاطلع خلف الأذن اليسري والشرق علي يد اليمين والصبا علي صفحة الخد الأيمن والشمال مستقبل الوجه والدبور علي المنكب الأيسر والجنوب بين الكتفين .فصل في ذكر التوجه إلي القبلة من البصرة وغيرها والتوجه من البصرة والبحرين واليمامة والأهواز وخوزستان وفارس وأصفهان وسجستان إلي التبت إلي الصين إلي حيث يقابل ما بين الباب والحجر الأسود ويستدل علي ذلك من النجوم بتصيير النسر الطائر إذاطلع بين الكتفين والجدي‌ إذاطلع علي الأذن اليمني والشولة إذانزلت للمغيب بين عينيه والمشرق علي أصل المنكب الأيمن والصبا علي الأذن اليمني والشمال علي العين اليمني والدبور علي الخد الأيسر والجنوب بين الكتفين

فصل في ذكر من فقد هذه الأمارات المذكورة في معرفة القبلة

من فقد هذه الأمارات و من اشتبه عليه ذلك أو كان محبوسا في بيت بحيث لايجد دليلا علي القبلة صلي الصلاة الواحدة إلي أربع جهات إلي كل جهة مرة في حال الاختيار و مع الضرورة إلي أي جهة شاء و لايجوز استعمال الاجتهاد والتحري‌ في طلبها علي حال وكذلك الحكم إذا كان الإنسان في بر أوبحر وأطبقت السماء بالغيم فإنه يصلي‌ الصلاة الواحدة إلي أربع جهات أربع مرات .


صفحه : 82

و قدتعلم القبلة بالمشاهدة أوبخبر عن مشاهدة يوجب العلم أوبأن نصبها النبي ص بمسجده كقبلة المدينة وقباء و في بعض أسفاره وغزواته بني مساجد معروفة إلي الآن مثل مسجد الفضيخ ومسجد الأعمي ومسجد الإجابة ومسجد البغلة ومسجد الفتح وسلع وغيرها من المواضع التي‌ صلي فيها النبي ص وكالقبور المرفوعة بحضوره مثل قبر ابراهيم بن رسول الله ص وفاطمة بنت أسد وقبر حمزة سيد الشهداء بأحد وغيره أوبأن نصبها أحد الأئمة ع مثل قبلة الكوفة والبصرة وغيرهما أويحكم بأنهم صلوا إليها ع فإن بجميع ذلك تعلم القبلة.فصل في ذكر الغريب إذادخل بلدة و هو لايعلم القبلة كيف يصلي‌ جاز له أن يصلي‌ إلي قبلة تلك البلد و إذاغلب علي ظنه أنها غيرصحيحة وجب عليه أن يرجع إلي الأمارات الدالة علي القبلة عندصلاته مع التمكن وزوال العذر و أن يأخذ بقول عدل ويجب علي الإنسان تتبع الأمارات كلما أراد أن يصلي‌ أللهم إلا أن يكون قدعلم أن القبلة في جهة بعينها ثم علم أنها لم تتغير جاز له أن يتوجه إليها من غير أن يجدد طلب الأمارات

فصل في ذكر من كان بمكة خارج المسجد الحرام كيف يصلي‌

من كان بمكة خارج المسجد الحرام أو في بعض بيوتها وجب عليه التوجه إلي جهة الكعبة مع العلم سواء كان غريبا أوقطنا و لايجوز له أن يجتهد في بعض بيوتها لأنه لايتعذر عليه طريق العلم . و من كان وراء جبل من جبال مكة و هو في الحرم وأمكنه معرفة القبلة من جهة العلم لم يجز له أن يعمل علي الاجتهاد بل يجب عليه طلبها من جهة العلم و من نأي عن الحرم فقد قلنا له أن يطلب جهة الحرم مع الإمكان فإن كان له طريق يعلم من جهة الحرم وجب عليه ذلك و إن لم يكن له طريق يعلم منه رجع إلي الأمارات


صفحه : 83

التي‌ ذكرناها أوعمل علي غلبة الظن فإن فقد هذه الأمارات صلي إلي أربع جهات علي ماذكرناه فإن لم يتسع الوقت أو لايتمكن من ذلك يصلي‌ إلي أي جهة شاء

فصل في ذكر من فقد هذه الأمارات وأراد أن يصلي‌ الجماعة

متي لزم جماعة الصلاة إلي أربع جهات لفقد الأمارات جاز لهم أن يصلوا جماعة إلي الجهات الأربع . والبصير إذاصلي إلي بعض الجهات ثم تبين له أنه صلي إلي غيرالقبلة والوقت باق أعاد الصلاة فإن كان صلي بصلاته بصير آخر و هوممن لايحسن الاستدلالات أوصلي بقوله و لم يصل معه فإن تقضي الوقت فلاإعادة علي واحد منهما إلا أن يكون قداستدبر القبلة فإنه يعيدها هو و كل من صلي بقوله علي الصحيح من المذهب و قال قوم من أصحابنا إنه لايعيد والأول أصح . فإن كان في حال الصلاة ثم ظن بأن القبلة عن يمينه أو عن شماله بني عليه واستقبل القبلة وتممها فإن كان مستدبر القبلة أعاد من أولها بلا خلاف فإن كان صلي بصلاته أعمي انحرف بانحرافه . و إذاكانوا جماعة و قدفقدوا أمارات القبلة وأرادوا أن يصلوا جماعة جاز لهم أن يقتدوا بواحد منهم إذاتساوت ظنونهم في قياس القبلة فإن غلب في ظن أحدهم جهة القبلة وتساوي ظن الباقين جاز أيضا أن يقتدوا به لأن فرضهم الصلاة إلي أربع جهات مع الإمكان و إلي جهة واحدة مع الضرورة. و هذه الجماعة متي اختلفت ظنونهم فيها وأدي اجتهاد كل واحد منهم إلي أن القبلة في خلاف جهة الآخر لم يكن لواحد منهم الاقتداء بالآخر علي حال وتكون صلاتهم فرادي فإن صلوها جماعة ثم رأي الإمام في صلاته أنه أخطأ القبلة رجع إلي القبلة علي مافصلناه والمأمومون إن غلب ذلك علي ظنهم تبعوه في ذلك و إن لم يغلب علي ظنهم بنوا علي ماهم عليه وتمموا صلاتهم منفردين وكذلك الحكم في بعض المأمومين سواء


صفحه : 84

و من كان أعمي أو كان بصيرا إلا أنه لايعرف استدلالات القبلة أو كان يحسن إلا أنه قدفقدها جاز أن يرجع في معرفة القبلة إلي قول من يخبره بذلك إذا كان عدلا فإن لم يجد عدلا يخبره بذلك كان حكمه حكم من فقد الأمارات في وجوب الصلاة عليه إلي أربع جهات مع الاختيار أو إلي جهة واحدة مع الاضطرار. ويجوز للأعمي أن يقبل من غيره ويرجع إلي قوله في كون القبلة في بعض الجهات سواء كان طفلا أوبالغا فإن لم يرجع إلي قوله وصلي برأي‌ نفسه وأصاب القبلة كانت صلاته ماضية و إن أخطأ القبلة أعاد الصلاة لأن فرضه أن يصلي‌ إلي أربع جهات فإن كان في حال الضرورة كانت صلاته ماضية. و لايجوز له أن يقبل من الكفار و لاممن ليس علي ظاهر الإسلام وقول الفاسق لأنه غيرعدل و إذادخل الأعمي في صلاته بقول واحد ثم قال آخر القبلة في جهة غيرها عمل علي قول أعدلهما عنده فإن تساويا في العدالة مضي في صلاته لأنه دخل فيهابيقين و لايرجع عنها إلابيقين مثله . و إذادخل الأعمي في الصلاة بقول بصير ثم أبصر وشاهد أمارات القبلة وكانت صحيحة بني علي صلاته و إن احتاج إلي تأمل كثير وتطلب أمارات ومراعاتها استأنف الصلاة لأن ذلك عمل كثير في الصلاة و هويبطل الصلاة و في أصحابنا من قال إنه يمضي‌ في صلاته والأول أحوط. فإن دخل بصير في الصلاة ثم عمي‌ فعليه أن يتمم صلاته لأنه توجه إلي القبلة بيقين ما لم ينحرف عن القبلة فإن التوي عليه التواء لايمكنه الرجوع إليها بيقين بطلت صلاته ويحتاج إلي استئنافها بقول من يسدده فإن كان له طريق رجع إليها وتمم صلاته فإن وقف قليلا ثم جاء من يسدده جازت صلاته وتممها و إن تساوت عنده الجهات فقد قلنا إنه يصلي‌ إلي أربع جهات مع الإمكان و يكون مجزيا في حال الضرورة. فإن دخل فيها ثم غلب علي ظنه أن جهة القبلة في غيرتلك الجهة مال إليها وبني علي صلاته ما لم يستدبر القبلة فإن كان مستدبرها أعاد الصلاة


صفحه : 85

فصل في ذكر استقبال القبلة لمن يصلي‌ علي الراحلة أو في السفينة أو في حال المسايفة والمطاردة

اعلم أن المسافر لايصلي‌ الفريضة علي الراحلة مع الاختيار فإن لم يمكنه غير ذلك جاز له أن يصلي‌ علي الراحلة غير أنه يستقبل القبلة علي كل حال و لايجوز له غير ذلك و أماالنوافل فلابأس أن يصليها علي الراحلة و أماصلاة الجنازة وصلاة الفرض أوقضاء الفريضة أوصلاة الكسوف أوصلاة العيدين أوصلاة النذر فلايصلي‌ شيئا من ذلك علي الراحلة مع الاختيار ويجوز مع الاضطرار لعموم الأخبار والمنع من ذلك علي الراحلة في الأمصار مع الضرورة والاختيار وفعلها علي الأرض . وكذا في السفينة إذادارت يدور معها بالعكس حيث تدور فإن لم يمكنه صلي علي صدر السفينة بعد أن يستقبل القبلة بتكبيرة الإحرام . و أماحال شدة الخوف وحال المطاردة والغرق والمسايفة فإنه يسقط فرض استقبال القبلة ويصلي‌ كيف شاء ويمكن منه إيماء ويقتصر علي التكبير علي ماذكره أصحابنا في كتبهم رضي‌ الله عنهم .


صفحه : 86

أقول إنما أوردت الرسالة بتمامها لاشتهارها بين علمائنا المتأخرين وتعويلهم عليها في أحكام القبلة لكن العلامات التي‌ ذكرها ره كثير منها مخالفة للتجربة والقواعد الهيئاوية بل لايوافق بعضها بعضا و لم نتكلم في ذلك لأن استيفاء القول فيهايوجب بسطا لايناسب الكتاب والرجوع إلي القواعد الرياضية والآلات المعدة لذلك من الأسطرلاب والهندسة أضبط وأقوي والتعويل عليها أحوط وأولي إذ بعداستعلام خط نصف النهار ينحرف عنه إلي اليمين و إلي الشمال بقدر مااستخرجوه من انحراف كل بلد. وتفصيله أن يسوي‌ الأرض غاية التسوية و قدذكروا لها وجوها شهرتها عندالبناءين تغني‌ عن ذكرها ويقام مقياس في وسط ذلك السطح ويرسم حول المقياس دائرة نصف قطرها بقدر ضعف المقياس علي ماذكروه و إن لم يكن ذلك لازما بل اللازم أن يكون المقياس بحيث يدخل ظله الدائرة قبل الزوال ويخرج بعده ويرصد دخول الظل الدائرة وخروجه عنها قبل نصف النهار وبعده ويعلم كلا من موضعي‌ الدخول والخروج بعلامة وينصف القوس التي‌ بينهما ويوصل بين المنتصف والمركز بخط مستقيم فهو خط نصف النهار وبخروج رأس ظل المقياس عنه يعرف أول الزوال وبقدر الانحراف عنه يمينا وشمالا يعرف القبلة. ولنذكر مقدار انحراف البلاد المعروفة كماذكره المحققون في كتب الهيئة لئلا يحتاج الناظر في هذاالكتاب إلي الرجوع إلي غيره فالبلاد التي‌ تكون علي خط نصف النهار سمت قبلتهم نقطة الجنوب أوالشمال و أماالبلاد المنحرفة عن نقطة الجنوب إلي المغرب فبلدتنا أصبهان منحرفة عن نقطة الجنوب إلي اليمين بأربعين


صفحه : 87

درجة وتسع وعشرين دقيقة وكاشان بأربع وثلاثين درجة وإحدي وثلاثين دقيقة وقزوين بسبع وعشرين درجة وأربع وثلاثين دقيقة وتبريز بخمس عشرة درجة وأربعين دقيقة ومراغة بست عشرة درجة وسبع عشرة دقيقة ويزد بثمان وأربعين درجة وتسع وعشرين دقيقة وقم بإحدي وثلاثين درجة وأربع وخمسين دقيقة وأسترآباد بثمان وثلاثين درجة وثمان وأربعين دقيقة وطوس ومشهد الرضا صلوات الله عليه بخمس وأربعين درجة وست دقائق ونيسابور بست وأربعين درجة وخمس وعشرين دقيقة وسبزوار بأربع وأربعين درجة واثنتين وخمسين دقيقة وبغداد باثنتي‌ عشرة درجة وخمس وأربعين دقيقة وكوفة باثنتي‌ عشرة درجة وإحدي وثلاثين دقيقة وسرمن رأي بسبع درجات وست وخمسين دقيقة والمدائن بثمان درجات وثلاثين دقيقة والحلة باثنتي‌ عشرة درجة وبحرين بسبع وخمسين درجة وثلاث وعشرين دقيقة ولحسا بتسع وستين درجة وثلاثين دقيقة وشيراز بثلاث وخمسين درجة وثمان عشرة دقيقة وهمدان باثنتين وعشرين درجة وست عشرة دقيقة وساوة بتسع وعشرين درجة وست عشرة دقيقة وتون بخمسين درجة وعشرين دقيقة وطبس باثنتين وخمسين درجة وخمس وخمسين دقيقة وتستر بخمس وثلاثين درجة وأربع وعشرين دقيقة وأردبيل بسبع عشرة درجة وثلاث عشرة دقيقة وهرات بأربع وخمسين درجة وثمان دقائق وقاين بأربع وخمسين درجة ودقيقة وسمنان بست وثلاثين درجة وسبع عشرة دقيقة ودامغان بثمان وثلاثين درجة وبسطام بتسع وثلاثين درجة وثلاث عشرة دقيقة ولاهيجان بثلاث وعشرين درجة وساري‌ باثنتين وثلاثين درجة وأربع وخمسين دقيقة وآمل بأربع وثلاثين درجة وست وثلاثين دقيقة وقندهار بخمس وسبعين درجة والري‌ بسبع وثلاثين درجة وست وعشرين دقيقة وكرمان باثنتين وستين درجة وإحدي وخمسين دقيقة وبصرة بثمان وثلاثين درجة وواسط بعشرين درجة وأربع وخمسين دقيقة والأهواز بأربعين درجة وثلاثين دقيقة وگنجة بخمس عشرة درجة وتسع وأربعين دقيقة وبردع بست عشرة درجة وسبع وثلاثين دقيقة وتفليس بأربع عشرة درجة و


صفحه : 88

إحدي وأربعين دقيقة وشيروان بعشرين درجة وتسع دقائق وكذا الشماخي‌ وسجستان بثلاث وستين درجة وثمان عشرة دقيقة وطالقان بتسع وعشرين درجة وثلاث وثلاثين دقيقة وسرخس بإحدي وخمسين درجة وأربع وخمسين دقيقة والمرو باثنتين وخمسين درجة وثلاثين دقيقة والبلخ بستين درجة وست وثلاثين دقيقة وبخاري بتسع وأربعين درجة وثمان وثلاثين دقيقة وجنابد باثنتين وخمسين درجة وخمس وثلاثين دقيقة وبدخشان بأربع وستين درجة وتسع دقائق وسمرقند باثنتين وخمسين درجة وأربع وخمسين دقيقة وكاشغر بثمان وخمسين درجة وست وثلاثين دقيقة وخان بالغ بثلاث وسبعين درجة وثلاثين دقيقة وغزنين بسبعين درجة وسبع وثلاثين دقيقة وتبت بست وستين درجة وست وعشرين دقيقة وبست بثلاث وستين درجة وثلاثين دقيقة وهرموز بأربع وسبعين درجة ولهاور بثمان وسبعين درجة وست وعشرين دقيقة ودهلي‌ بسبع وثمانين درجة وست وعشرين دقيقة وترشيز بثمان وأربعين درجة وإحدي عشرة دقيقة وخبيص بسبع وخمسين درجة وثمان وأربعين دقيقة وأبهر بأربع وعشرين درجة وكازران بإحدي وخمسين درجة وست وخمسين دقيقة وجرفادقان بثمان وثلاثين درجة وخوارزم بأربعين درجة وخجند بخمسين درجة. و أماالانحرافات من الجنوب إلي المشرق فالمدينة المشرفة منحرفة قبلتها من نقطة الجنوب إلي المشرق بسبع وثلاثين درجة وعشر دقائق ومصر بثمان وخمسين درجة وثمان وثلاثين دقيقة ودمشق بثلاثين درجة وإحدي وثلاثين دقيقة وحلب بثمان عشرة درجة وتسع وعشرين دقيقة وقسطنطينية بثمان وثلاثين درجة وسبع عشرة دقيقة وموصل بأربع درجات واثنتين وخمسين دقيقة وبيت المقدس بخمس وأربعين درجة وست وخمسين دقيقة. و أما ما كان من الشمال إلي المغرب فبنارس بخمس وسبعين درجة وأربع وثلاثين دقيقة وأكرة بتسع وثمانين درجة ودقيقة وسرانديب بسبعين درجة


صفحه : 89

واثنتي‌ عشرة دقيقة وچين بخمس وسبعين درجة وسومنات بخمس وسبعين درجة وأربع وثلاثين دقيقة. و أما ما كان من الشمال إلي المشرق فصنعاء بدرجة وخمس عشرة دقيقة وعدن بخمس درجات وخمس وخمسين دقيقة وجرمي‌ دار ملك الحبشة بسبع وأربعين درجة وخمس وعشرين دقيقة وسائر البلاد القريبة من تلك البلاد والمتوسطة بينها يعرف انحرافها بالمقايسة والتخمين و الله الموفق والمعين


صفحه : 90

باب 11-وجوب الاستقرار في الصلاة والصلاة علي الراحلة والمحمل والسفينة والرف المعلق و علي الحشيش والطعام وأمثاله

1-كَشفُ الغُمّةِ،نَقلًا مِن كِتَابِ الدّلَائِلِ للِحمِيرَيِ‌ّ عَن فَيضِ بنِ مَطَرٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أَسأَلَهُ عَن صَلَاةِ اللّيلِ فِي المَحمِلِ قَالَ


صفحه : 91

فاَبتدَأَنَيِ‌ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ عَلَي رَاحِلَتِهِ حَيثُ تَوَجّهَت بِهِ

بيان يدل علي جواز الإتيان بالنافلة في المحمل والراحلة فأما في السفر كما هوظاهر الخبر فقال في المعتبر عليه اتفاق علمائنا سواء كان السفر طويلا أوقصيرا و أماالجواز في الحضر فقد نص عليه الشيخ في المبسوط والخلاف وتبعه المتأخرون ومنع منه ابن أبي عقيل والأقرب جواز التنفل علي الراحلة للراكب سفرا وحضرا مع الضرورة والاختيار وكذا الماشي‌ كماعرفت

2- المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يصُلَيّ‌ وَ هُوَ عَلَي دَابّةٍ مُتَلَثّماً يُومِئُ قَالَ يَكشِفُ مَوضِعَ السّجُودِ

وَ مِنهُ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَمّن ذَكَرَهُ قَالَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فِي المَحمِلِ يَسجُدُ عَلَي القِرطَاسِ وَ أَكثَرُ ذَلِكَ يوُميِ‌ إِيمَاءً

بيان يدل الخبر الأول علي أن المصلي‌ علي الراحلة يسجد علي شيء مع الإمكان فإن الظاهر أن الكشف للسجود و لو لم يتمكن من ذلك وأمكنه رفع شيءيسجد عليه فالأولي أن يأتي‌ به كماذهب إليه بعض الأصحاب و كل ذلك في الفريضة فإن الظاهر أنه يجوز أن يقتصر علي الإيماء في النافلة و إن كان في المحمل وأمكنه السجود كمايومي‌ إليه الخبر الثاني‌ بحمله علي النافلة جمعا. ويؤيده مَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يصُلَيّ‌ عَلَي الدّابّةِ الفَرِيضَةَ إِلّا مَرِيضٌ يَستَقبِلُ بِوَجهِهِ القِبلَةَ وَ يُجزِيهِ فَاتِحَةُ الكِتَابِ وَ يَضَعُ وَجهَهُ فِي الفَرِيضَةِ عَلَي مَا أَمكَنَهُ مِن شَيءٍ وَ يوُميِ‌ فِي النّافِلَةِ وَ سيَأَتيِ‌ بَعضُ الكَلَامِ فِيهِ فِي صَلَاةِ المَرِيضِ

3-مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ هَارُونَ بنِ الصّلتِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ ابنِ عُقدَةَ عَنِ القَاسِمِ بنِ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَن عَبّادِ بنِ أَحمَدَ القزَويِنيِ‌ّ


صفحه : 92

عَن عَمّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَابِرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الأَعلَي عَن سُوَيدِ بنِ غَفَلَةَ عَن عَلِيّ ع وَ عُمَرَ وَ أَبِي بَكرٍ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ قَالُوا كُلّهُم إِذَا صَلّيتَ فِي السّفِينَةِ فَأَوجِبِ الصّلَاةَ إِلَي قبلة[القِبلَةِ] فَإِنِ استَدَارَت فَأَثبِت حَيثُ أَوجَبتَ الخَبَرَ

تأييد قال في الذكري إذااضطر إلي الفريضة علي الراحلة أوماشيا أو في السفينة وجب مراعاة الشرائط والأركان مهما أمكن امتثالا لأمر الشارع فإن تعذر أتي بما يمكن فلو أمكن الاستقبال في حال دون حال وجب بحسب مكنته و لو لم يتمكن إلابالتحريم وجب فإن تعذر سقط

4- الإِحتِجَاجُ،فِيمَا كَتَبَ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع الرّجُلُ يَكُونُ فِي مَحمِلِهِ وَ الثّلجُ كَثِيرٌ بِقَامَةِ رَجُلٍ فَيَتَخَوّفُ أَن يَنزِلَ فَيَغُوصَ فِيهِ وَ رُبّمَا يَسقُطُ الثّلجُ وَ هُوَ عَلَي تِلكَ الحَالِ وَ لَا يسَتوَيِ‌ لَهُ أَن يُلَبّدَ شَيئاً مِنهُ لِكَثرَتِهِ وَ تَهَافُتِهِ هَل يَجُوزُ أَن يصُلَيّ‌َ فِي المَحمِلِ الفَرِيضَةَ فَقَد فَعَلنَا ذَلِكَ أَيّاماً فَهَل عَلَينَا فِي ذَلِكَ إِعَادَةٌ أَم لَا فَأَجَابَ ع لَا بَأسَ بِهِ عِندَ الضّرُورَةِ وَ الشّدّةِ

بيان قال الجوهري‌ التهافت التساقط قطعة قطعة أقول يدل علي عدم جواز الإتيان بالفريضة علي الراحلة اختيارا وجوازه عندالضرورة والحكمان إجماعيان كمايظهر من المعتبر وغيره ومقتضي إطلاق الأصحاب عدم الفرق بين اليومية وغيرها من الصلوات الواجبة في عدم جوازها علي الراحلة اختيارا و إن كان في إثبات غيراليومية إشكال إذ المتبادر من الروايات الصلوات الخمس وكذا مقتضي إطلاقهم عدم الفرق بين الواجب بالأصل وبالعارض به كالمنذور به صرح الشيخ في المبسوط. و قال الشهيد في الذكري لافرق في ذلك بين أن ينذرها راكبا أومستقرا علي الأرض لأنها بالنذر أعطيت حكم الواجب وينافيه مَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن عَلِيّ


صفحه : 93

بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ جَعَلَ لِلّهِ عَلَيهِ أَن يصُلَيّ‌َ كَذَا وَ كَذَا صَلَاةً هَل يُجزِيهِ أَن يصُلَيّ‌َ ذَلِكَ عَلَي دَابّتِهِ وَ هُوَ مُسَافِرٌ قَالَ نَعَم

ويمكن حمله علي الضرورة و قال بعض المتأخرين يمكن القول بالفرق واختصاص الحكم بما وجب بالأصل خصوصا مع وقوع النذر علي تلك الكيفية عملا بمقتضي الأصل وعموم مادل علي وجوب الوفاء بالنذر وأيده بالخبر المذكور و هوقريب

5-قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي الرّفّ المُعَلّقِ بَينَ نَخلَتَينِ قَالَ إِن كَانَ مُستَوِياً يَقدِرُ عَلَي الصّلَاةِ عَلَيهِ فَلَا بَأسَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي الحَشِيشِ النّابِتِ أَوِ الثّيّلِ وَ هُوَ يَجِدُ أَرضاً جَدَداً قَالَ لَا بَأسَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي البَيدَرِ مُطَيّنٌ عَلَيهِ قَالَ لَا يَصلُحُ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي السّفِينَةِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَضَعَ الحَصِيرَ فَوقَ المَتَاعِ أَوِ القَتّ أَوِ التّبنِ أَوِ الحِنطَةِ أَوِ الشّعِيرِ وَ أَشبَاهِهِ ثُمّ يصُلَيّ‌ قَالَ لَا بَأسَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي السّفِينَةِ الفَرِيضَةَ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي الجَدّ قَالَ نَعَم لَا بَأسَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَن قَومٍ صَلّوا جَمَاعَةً فِي سَفِينَةٍ أَينَ يَقُومُ الإِمَامُ وَ إِن كَانَ مَعَهُم نِسَاءٌ كَيفَ يَصنَعُونَ أَ قِيَاماً يُصَلّونَ أَم جُلُوساً قَالَ يُصَلّونَ قِيَاماً وَ إِن لَم يَقدِرُوا عَلَي القِيَامِ صَلّوا جُلُوساً وَ يَقُومُ الإِمَامُ أَمَامَهُم وَ النّسَاءُ خَلفَهُم وَ إِن ضَاقَتِ السّفِينَةُ قَعَدنَ النّسَاءُ


صفحه : 94

وَ صَلّي الرّجَالُ وَ لَا بَأسَ أَن تَكُونَ النّسَاءُ بِحِيَالِهِم

إيضاح ،يدل الجواب الأول علي جواز الصلاة علي الرف المعلق بين النخلتين و قدروي‌ في سائر الكتب بسند صحيح و هويحتمل وجهين أحدهما أن يكون المراد شد الرف بالنخلتين فالسؤال باحتمال حركتهما والجواب مبني‌ علي أنه يكفي‌ الاستقرار في الحال فلايضر الاحتمال أو علي عدم ضرر مثل تلك الحركة وثانيهما أن يكون المراد تعليق الرف بحبلين مشدودين بنخلتين و فيه إشكال لعدم تحقق الاستقرار في الحال والحمل علي الأول أولي وأظهر ويؤيده ماذكره الفيروزآبادي‌ في تفسير الرف بالفتح أنه شبه الطاق .


صفحه : 95

وتوقف العلامة في القواعد في جواز الصلاة علي الأرجوحة المعلقة بالحبال واستقرب جوازه في التذكرة ومنعه في المنتهي واختاره الشهيد رحمه الله وكذا اختلفوا في الصلاة علي الدابة معقولة بحيث يأمن عن الحركة والاضطراب والأشهر المنع لعموم المنع عن الصلاة علي الراحلة ولأن إطلاق الأمر بالصلاة ينصرف إلي القرار المعهود و هو ما كان علي الأرض و ما في معناه واستقرب العلامة رحمه الله في النهاية والتذكرة الجواز. والجواب الثاني‌ محمول علي ما إذاتحقق الاستقرار في السجود و لو بعدزمان و في القاموس الثيل ككيس ضرب من النبت انتهي والظاهر أنه ألذي يقال له بالفارسية مرغ والجدد بالتحريك الأرض الصلبة. وعدم صلاحية الصلاة علي البيدر في الجواب الثالث إما لعدم الاستقرار أولمنافاته لإكرام الطعام أولكراهة جعل المأكول مسجودا و إن كان بواسطة والأوسط أظهر كماسيأتي‌ في الخبر و علي التقادير الظاهر الكراهة والتجويز في الرابع يؤيده و إن كان الظاهر أن التجويز للضرورة. والجواب الخامس يدل علي جواز الصلاة في السفينة مع القدرة علي الجد بالضم أي شاطئ النهر و هوالمشهور بين الأصحاب حيث ذهبوا إلي جواز الصلاة في السفينة اختيارا و إن كانت سائرة وذهب أبوالصلاح و ابن إدريس والشهيد في الذكري إلي المنع اختيارا و لاريب في الجواز مع الضرورة والجواز مطلقا أقوي . والجواب السادس يدل علي المنع من محاذاة النساء للرجال في الصلاة وسيأتي‌ القول فيه و قوله ع لابأس أن يكون النساء بحيالهم أي في حال عدم صلاة النساء

6-الإِختِصَاصُ، عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِ‌ّ عَن عَبدِ المَلِكِ قَالَسُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ يَتَخَوّفُ اللّصُوصَ وَ السّبُعَ كَيفَ يَصنَعُ بِالصّلَاةِ إِذَا خشَيِ‌َ أَن يَفُوتَ الوَقتُ قَالَ فَليُومِ بِرَأسِهِ فَليَتَوَجّه إِلَي القِبلَةِ وَ تَتَوَجّهُ دَابّتُهُ حَيثُ مَا


صفحه : 96

تَوَجّهَت بِهِ

7- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ الحَسَنِ بنِ طَرِيفٍ وَ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ كُلّهِم عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَانَ أَهلُ العِرَاقِ يَسأَلُونَ أَبِي ع عَنِ الصّلَاةِ فِي السّفِينَةِ فَيَقُولُ إِنِ استَطَعتُم أَن تَخرُجُوا إِلَي الجَدّ فَافعَلُوا فَإِن لَم تَقدِرُوا فَصَلّوا قِيَاماً وَ إِن لَم تَقدِرُوا فَصَلّوا قُعُوداً وَ تَحَرّوُا القِبلَةَ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ الفَضلِ الواَسطِيِ‌ّ قَالَ كَتَبتُ إِلَيهِ كَسَفَتِ الشّمسُ وَ القَمَرُ وَ أَنَا رَاكِبٌ قَالَ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ صَلّ عَلَي مَركَبِكَ ألّذِي أَنتَ عَلَيهِ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ الحَسَنِ بنِ طَرِيفٍ وَ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ كُلّهِم عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي تَبُوكَ فَكَانَ يصُلَيّ‌ عَلَي رَاحِلَتِهِ حَيثُ تَوَجّهَت بِهِ وَ يوَميِ‌ إِيمَاءً

8- أَربَعِينُ الشّهِيدِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ ره عَن جَعفَرِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن وَالِدِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن حَمّادٍ مِثلَهُ

9- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَوتَرَ عَلَي رَاحِلَتِهِ فِي غَزَاةِ تَبُوكَ قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ ع يُوتِرُ عَلَي رَاحِلَتِهِ إِذَا جَدّ بِهِ السّيرُ

بيان هذاالخبر يدل علي أن الخبر السابق أيضا محمول علي النافلة والتقييد بجد السير في هذاالخبر محمول علي الاستحباب

10-مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ


صفحه : 97

إِنّ رَجُلًا أَتَي أَبَا جَعفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ أَصلَحَكَ اللّهُ أَتّجِرُ إِلَي هَذِهِ الجِبَالِ فنَأَتيِ‌ أَمكِنَةً لَا نَستَطِيعُ أَن نصُلَيّ‌َ إِلّا عَلَي الثّلجِ قَالَ أَ لَا تَكُونُ مِثلَ فُلَانٍ يَرضَي بِالدّونِ وَ لَا يَطلُبُ التّجَارَةَ فِي أَرضٍ لَا يَستَطِيعُ أَن يصُلَيّ‌َ إِلّا عَلَي الثّلجِ

11- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن صَاحِبٍ لَنَا فَلّاحاً يَكُونُ عَلَي سَطحِهِ الحِنطَةُ وَ الشّعِيرُ فَيَطَئُونَهُ وَ يُصَلّونَ عَلَيهِ قَالَ فَغَضِبَ وَ قَالَ لَو لَا أنَيّ‌ أَرَي أَنّهُ مِن أَصحَابِنَا لَلَعَنتُهُ

قَالَ وَ رَوَاهُ أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عُيَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ أَ مَا يَستَطِيعُ أَن يَتّخِذَ لِنَفسِهِ مُصَلّي يصُلَيّ‌ فِيهِ ثُمّ قَالَ إِنّ قَوماً وُسّعَ عَلَيهِم فِي أَرزَاقِهِم حَتّي طَغَوا فَاستَخشَنُوا الحِجَارَةَ فَعَمَدُوا إِلَي النقّي‌ِ فَصَنَعُوا مِنهُ كَهَيئَةِ الأَفهَارِ فِي مَذَاهِبِهِم فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِالسّنِينَ فَعَمَدُوا إِلَي أَطعِمَتِهِم فَجَعَلُوهَا فِي الخَزَائِنِ فَبَعَثَ اللّهُ عَلَي مَا فِي خَزَائِنِهِم مَا أَفسَدَ حَتّي احتَاجُوا إِلَي مَا كَانُوا يَستَنظِفُونَ بِهِ فِي مَذَاهِبِهِم فَجَعَلُوا يَغسِلُونَهُ وَ يَأكُلُونَهُ

12- المُقنِعَةُ، قَالَ سُئِلَ ع عَنِ الرّجُلِ يَجِدّ بِهِ السّيرُ أَ يصُلَيّ‌ عَلَي رَاحِلَتِهِ قَالَ لَا بَأسَ بِذَلِكَ يوُميِ‌ إِيمَاءً وَ كَذَلِكَ الماَشيِ‌ إِذَا اضطُرّ إِلَي الصّلَاةِ

بيان تشبيه الماشي‌ إما في أصل الجواز أو في الإيماء أيضا إذا لم يقدر علي السجود والركوع إذ الراكب أيضا إذاقدر علي الركوع والسجود فوق الراحلة أوبالنزول وقدر عليه وجب كماذكره الأصحاب

13- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَسَأَلتُهُ عَن قَومٍ فِي سَفِينَةٍ لَا يَقدِرُونَ أَن يَخرُجُوا إِلّا إِلَي الطّينِ وَ مَاءٍ هَل يَصلُحُ لَهُم أَن يُصَلّوا


صفحه : 98

الفَرِيضَةَ فِي السّفِينَةِ قَالَ نَعَم

بيان ظاهره أن جواز الصلاة في السفينة مقيد بعدم إمكان الخروج لكن التقييد في كلام السائل ويمكن الحمل علي الاستحباب أيضا

14- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ سُئِلَ عَلِيّ ع عَنِ الصّلَاةِ فِي السّفِينَةِ فَقَالَ أَ مَا يُجزِيكَ أَن تصُلَيّ‌َ فِيهَا كَمَا صَلّي نبَيِ‌ّ اللّهِ نُوحٌ ع فَقَد صَلّي وَ مَن مَعَهُ سِتّةَ أَشهُرٍ قُعُوداً لِأَنّ السّفِينَةَ كَانَت تَنكَفِئُ بِهِم فَإِنِ استَطَعتَ أَن تصُلَيّ‌َ قَائِماً فَصَلّ قَائِماً

15- الهِدَايَةُ، سُئِلَ الصّادِقُ ع عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي السّفِينَةِ وَ تَحضُرُ الصّلَاةُ أَ يَخرُجُ إِلَي الشّطّ فَقَالَ لَا أَ يَرغَبُ عَن صَلَاةِ نُوحٍ ع فَقَالَ صَلّ فِي السّفِينَةِ قَائِماً فَإِن لَم يَتَهَيّأ لَكَ مِن قِيَامٍ فَصَلّهَا قَاعِداً فَإِن دَارَتِ السّفِينَةُ فَدُر مَعَهَا وَ تَحَرّ القِبلَةَ جُهدَكَ فَإِن عَصَفَتِ الرّيحُ وَ لَم يَتَهَيّأ لَكَ أَن تَدُورَ إِلَي القِبلَةِ فَصَلّ إِلَي صَدرِ السّفِينَةِ وَ لَا تُجَامِع مُستَقبِلَ القِبلَةِ وَ مُستَدبِرَهَا

16- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الصّلَاةِ عَلَي كُدسِ الحِنطَةِ فَنَهَي عَن ذَلِكَ فَقِيلَ لَهُ إِذَا افتَرَشَ وَ كَانَ كَالسّطحِ فَقَالَ لَا يصُلَيّ‌ عَلَي شَيءٍ مِنَ الطّعَامِ فَإِنّمَا هُوَ رِزقُ اللّهِ لِخَلقِهِ وَ نِعمَتُهُ عَلَيهِم فَعَظّمُوهُ وَ لَا تَطَئُوهُ وَ لَا تَهَاوَنُوا بِهِ فَإِنّ قَوماً مِمّن كَانَ قَبلَكُم وَسّعَ اللّهُ عَلَيهِم فِي أَرزَاقِهِم فَاتّخَذُوا مِنَ الخُبزِ النقّي‌َ مِثلَ الأَفهَارِ فَجَعَلُوا يَستَنجُونَ بِهِ فَابتَلَاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِالسّنِينَ وَ الجُوعِ فَجَعَلُوا يَتَتَبّعُونَ مَا كَانُوا يَستَنجُونَ بِهِ فَيَأكُلُونَهُ وَ فِيهِم نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنّةً يَأتِيها رِزقُها رَغَداً مِن كُلّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الجُوعِ وَ الخَوفِ بِما كانُوا يَصنَعُونَ


صفحه : 99

17- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع إِذَا كُنتَ فِي السّفِينَةِ وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ وَ صَلّ إِن أَمكَنَكَ قَائِماً وَ إِلّا فَاقعُد إِذَا لَم يَتَهَيّأ لَكَ فَصَلّ قَاعِداً وَ إِن دَارَتِ السّفِينَةُ فَدُر مَعَهَا وَ تَحَرّ إِلَي القِبلَةِ وَ إِن عَصَفَتِ الرّيحُ فَلَم يَتَهَيّأ لَكَ أَن تَدُورَ إِلَي القِبلَةِ فَصَلّ إِلَي صَدرِ السّفِينَةِ وَ لَا تُخرُج مِنهَا إِلَي الشّطّ مِن أَجلِ الصّلَاةِ وَ روُيِ‌َ أَنّكَ تَخرُجُ إِذَا أَمكَنَكَ الخُرُوجُ وَ لَستَ تَخَافُ عَلَيهَا أَنّهَا تَذهَبُ إِن قَدَرتَ أَن تَتَوَجّهَ إِلَي القِبلَةِ وَ إِن لَم تَقدِر تَلبَث مَكَانَكَ هَذَا فِي الفَرضِ وَ يُجزِيكَ فِي النّافِلَةِ أَن تَفتَتِحَ الصّلَاةَ تُجَاهَ القِبلَةِ ثُمّ لَا يَضُرّكَ كَيفَ دَارَتِ السّفِينَةُ لِقَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ وَ العَمَلُ عَلَي أَن تَتَوَجّهَ إِلَي القِبلَةِ وَ تصُلَيّ‌َ عَلَي أَشَدّ مَا يُمكِنُكَ فِي القِيَامِ وَ القُعُودِ ثُمّ أَن يَكُونَ الإِنسَانُ ثَابِتاً مَكَانَهُ أَشَدّ لِتَمَكّنِهِ فِي الصّلَاةِ مِن أَن يَدُورَ لِطَلَبِ القِبلَةِ

وَ قَالَ ع إِذَا كُنتَ رَاكِباً وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ وَ تَخَافُ أَن تَنزِلَ مِن سَبُعٍ أَو لِصّ أَو غَيرِ ذَلِكَ فَلتَكُن صَلَاتُكَ عَلَي ظَهرِ دَابّتِكَ وَ تَستَقبِلُ القِبلَةَ وَ توُميِ‌ إِيمَاءً إِن أَمكَنَكَ الوُقُوفُ وَ إِلّا استَقبِلِ القِبلَةَ بِالِافتِتَاحِ ثُمّ امضِ فِي طَرِيقِكَ التّيِ‌ تُرِيدُ حَيثُ تَوَجّهَت بِهِ رَاحِلَتُكَ مَشرِقاً وَ مَغرِباً وَ تنَحنَيِ‌ لِلرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ يَكُونُ السّجُودُ أَخفَضَ مِنَ الرّكُوعِ وَ لَيسَ لَكَ أَن تَفعَلَ ذَلِكَ إِلَي آخِرِ الوَقتِ وَ قَالَ ع إِن أَرَدتَ أَن تصُلَيّ‌َ نَافِلَةً وَ أَنتَ رَاكِبٌ فَاستَقبِل رَأسَ دَابّتِكَ حَيثُ تَوَجّهَ بِكَ مُستَقبِلَ القِبلَةِ أَو مُستَدبِرَهَا يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ إِن صَلّيتَ فَرِيضَةً عَلَي ظَهرِ دَابّتِكَ استَقبِلِ القِبلَةَ بِتَكبِيرِ الِافتِتَاحِ ثُمّ امضِ حَيثُ تَوَجّهَت بِكَ دَابّتُكَ تَقرَأُ فَإِذَا أَرَدتَ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ استَقبِلِ القِبلَةَ وَ اركَع وَ اسجُد عَلَي شَيءٍ يَكُونُ مَعَكَ مِمّا يَجُوزُ عَلَيهِ السّجُودُ وَ لَا تُصَلّيهَا إِلّا فِي حَالِ الِاضطِرَارِ جِدّاً فَتَفعَلُ فِيهَا مِثلَهُ إِذَا صَلّيتَ مَاشِياً إِلّا أَنّكَ إِذَا أَرَدتَ السّجُودَ سَجَدتَ عَلَي الأَرضِ


صفحه : 100

18- العيَاّشيِ‌ّ، عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَقرَأُ السّجدَةَ وَ هُوَ عَلَي ظَهرِ دَابّتِهِ قَالَ يَسجُدُ حَيثُ تَوَجّهَت بِهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يصُلَيّ‌ عَلَي نَاقَتِهِ النّافِلَةَ وَ هُوَ مُستَقبِلُ المَدِينَةِ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَأَينَما تُوَلّوا فَثَمّ وَجهُ اللّهِ إِنّ اللّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ

19- العِلَلُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَنهُ ع مِثلَهُ وَ لَيسَ فِيهِ النّافِلَةُ

بيان يدل علي رجحان الاستقبال للسجدة حال الاختيار لاوجوبه كما لايخفي وسيأتي‌ القول فيه

20- مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ،نَقلًا مِن خَطّ بَعضِ الأَفَاضِلِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُضَارِبٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن كُدسِ الحِنطَةِ مُطَيّنٌ أصُلَيّ‌ فَوقَهُ قَالَ فَقَالَ لَا تُصَلّ فَوقَهُ فَقُلتُ إِنّهُ مِثلُ السّطحِ مُستَوٍ قَالَ لَا تُصَلّ عَلَيهِ

بيان الاستواء لاينافي‌ عدم الاستقرار ألذي حملنا مثله عليه علي بعض الوجوه .أقول قدمرت الأخبار في ذلك في باب القبلة


صفحه : 101

باب 21-آخر في صلاة الموتحل والغريق و من لايجد الأرض للثلج

1- السّرَائِرُ، مِن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يصُلَيّ‌ عَلَي الثّلجِ قَالَ لَا فَإِن لَم يَقدِر عَلَي الأَرضِ بَسَطَ ثَوبَهُ وَ صَلّي عَلَيهِ وَ عَنِ الرّجُلِ يُصِيبُهُ المَطَرُ وَ هُوَ فِي مَوضِعٍ لَا يَقدِرُ أَن يَسجُدَ فِيهِ مِنَ الطّينِ وَ لَا يَجِدُ مَوضِعاً جَافّاً قَالَ يَفتَتِحُ الصّلَاةَ فَإِذَا رَكَعَ فَليَركَع كَمَا يَركَعُ إِذَا صَلّي فَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ عَنِ الرّكُوعِ فَليُومِ بِالسّجُودِ إِيمَاءً وَ هُوَ قَائِمٌ يَفعَلُ ذَلِكَ حَتّي يَفرُغَ مِنَ الصّلَاةِ وَ يَتَشَهّدُ وَ هُوَ قَامَ وَ يُسَلّمُ

2- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الروّياَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ التمّيِميِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ الديّباَجيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِذَا أَدرَكَهُ الصّلَاةُ وَ هُوَ فِي المَاءِ أَومَأَ بِرَأسِهِ إِيمَاءً وَ لَا يَسجُدُ عَلَي المَاءِ

تحقيق ،عدم السجود علي الوحل ألذي لايستقر عليه الجبهة و علي الماء مقطوع به في كلام الأصحاب ومقتضي الخبر الأول صريحا والثاني‌ ظاهرا وإطلاق كلام جماعة من الأصحاب عدم وجوب الجلوس للسجود وأوجب الشهيد الثاني‌ رحمه الله الجلوس وتقريب الجبهة من الأرض بحسب الإمكان وجعل بعضهم كالسيد في المدارك وجوب الجلوس والإتيان من السجود بالممكن أولي استنادا إلي أنه لايسقط الميسور بالمعسور بعداستضعاف الرواية لأنهم ذكروا مارواه الشيخ في الموثق


صفحه : 102

عن عمار أنه سأله عن الرجل يصيبه المطر و هو لايقدر أن يسجد فيه إلي آخر مامر في رواية هشام . وأجيب بأن ضعفها منجبر بالشهرة وغفلوا عن رواية هشام فإنها صحيحة ومؤيدة بالموثقة المذكورة بل بخبر الراوندي‌ أيضا لأن ترك البيان عندالحاجة دليل العدم فترك العمل بها والتمسك بتلك الوجوه الضعيفة غيرجيد وتسميته مخالفة النص أولي وجعله احتياطا غريب و لوجعل الاحتياط في تعدد الصلاة لكان وجها وكون الجلوس والانحناء واجبين مستقلين ممنوع بل يحتمل كون وجوبهما من باب المقدمة ويسقط بوجوب ذي‌ المقدمة


صفحه : 103

باب 31-الأذان والإقامة وفضلهما وتفسيرهما وأحكامهما وشرائطهما

الآيات المائدةوَ إِذا نادَيتُم إِلَي الصّلاةِ اتّخَذُوها هُزُواً وَ لَعِباً ذلِكَ بِأَنّهُم قَومٌ لا يَعقِلُونَالجمعةإِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلي ذِكرِ اللّهِتفسير قال الطبرسي‌ رحمه الله في الآية الأولي قيل في معناه قولان أحدهما أنه كان إذاأذن المؤذن للصلاة تضاحكوا فيما بينهم وتغامزوا علي طريق السخف والمجون تجهيلا لأهلها وتنفيرا للناس عنها و عن الداعي‌ إليها والآخر أنهم كانوا يرون المنادي‌ إليها بمنزلة اللاعب الهاذي‌ بفعلها جهلا منهم بمنزلتهاذلِكَ بِأَنّهُم قَومٌ لا يَعقِلُونَ مالهم في إجابتهم إليها من الثواب و ماعليهم في استهزائهم بها من العقاب وإنهم بمنزلة من لاعقل له يمنعه من القبائح . قال السدي‌ كان رجل من النصاري بالمدينة فسمع المؤذن ينادي‌ بالشهادتين فقال حرق الكاذب فدخلت خادمة له ليلة بنار و هونائم وأهله فسقطت شررة فاحترق هو وأهله واحترق البيت . و قال في كنز العرفان اتفق المفسرون علي أن المراد بالنداء الأذان ففيه دليل علي أن الأذان والنداء إلي الصلاة مشروع بل مرغوب فيه من شعائر الإسلام


صفحه : 104

ويومئ إلي أن مايشعر بالتهاون بشعار من شعائر الإسلام حرام . و قال المفسرون في قوله تعالي إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ إن المراد بالنداء الأذان لصلاة الجمعة وسيأتي‌ تفسيرها

1- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن مُصعَبِ بنِ سَلّامٍ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن أَذّنَ عَشرَ سِنِينَ مُحتَسِباً يَغفِرُ اللّهُ لَهُ مَدّ بَصَرِهِ وَ مَدّ صَوتِهِ فِي السّمَاءِ وَ يُصَدّقُهُ كُلّ رَطبٍ وَ يَابِسٍ سَمِعَهُ وَ لَهُ مِن كُلّ مَن يصُلَيّ‌ مَعَهُ فِي مَسجِدِهِ سَهمٌ وَ لَهُ مِن كُلّ مَن يصُلَيّ‌ بِصَوتِهِ حَسَنَةٌ

2- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ نَاجِيَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مِثلَهُ

المُقنِعَةُ،روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِينَ ع أَنّهُم قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُغفَرُ لِلمُؤَذّنِ مَدّ صَوتِهِ وَ بَصَرِهِ وَ يُصَدّقُهُ كُلّ رَطبٍ وَ يَابِسٍ وَ لَهُ مِن كُلّ مَن يصُلَيّ‌ بِأَذَانِهِ حَسَنَةٌ

تبيين قوله ع مد بصره ومد صوته كأنه من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس أي هذاالمقدار من الذنب أو هذاالمقدار من المغفرة أويغفر لأجله المذنبين الكائنين في تلك المسافة أوالمراد أن المغفرة منه تعالي تزيد بنسبة مد الصوت فكلما يكثر الثاني‌ يزيد الأول و هذاإنما يناسب رواية ليس فيهاذكر مد البصر وقيل يغفر ترجيعه وغناؤه ونظره إلي بيوت المسلمين و لايخفي ما فيه . ثم إن قوله ع في السماء يحتمل أن يكون قيدا للأخير فقط فالمراد بقدر مد البصر قدر ميل تقريبا ويحتمل أن يكون قيدا لهما والصوت و إن لم يصل إلي السماء لكنه ورد في بعض الأخبار أن الله تعالي وكل ريحا ترفعه إلي السماء


صفحه : 105

ويحتمل أن يكون المراد بالسماء جهة العلو. و قال في النهاية فيه أن المؤذن يغفر له مد صوته المد القدر يريد به قدر الذنوب أي يغفر له ذلك إلي منتهي مد صوته و هوتمثيل لسعة المغفرة كقوله الآخر لولقيتني‌ بتراب الأرض خطايا لقيتك بهابمغفرة ويروي مدي صوته والمدي الغاية أي يستكمل مغفرة الله إذااستوفي وسعه في رفع صوته فيبلغ الغاية في الصوت وقيل هوتمثيل أي إن المكان ألذي ينتهي‌ إليه الصوت لوقدر أن يكون ما بين أقصاه و بين مقام المؤذن ذنوب تملأ تلك المسافة لغفرها الله لها انتهي . قوله ع ويصدقه الظاهر أن المراد أنه يصدقه فيما يذكره من المضامين الحقة التي‌ تضمنها الأذان من الشهادتين وكون الصلاة خير الأعمال وسببا للفلاح و أنه يلزم أداؤها فهو مختص بالملائكة و المؤمنين . ويمكن القول بالتعميم بأن لا يكون المراد التصديق باللسان والقلب فقط بل مايشمل لسان الحال أيضا فإن جميع الممكنات تنادي‌ بلسان الإمكان بأن لها خالقا هوأكبر من كل شيء وأعظم من أن يوصف وبما فيها من الأحكام وحسن النظام بأن إلهها وخالقها واحد و لايستحق العبادة غيره و أنه حكيم عليم رءوف رحيم فلايناسب حكمته أن لايعرضهم للمثوبات الأخروية واللذات الباقية و لايتأتي ذلك إلاببعثة الرسل والمناسب للخالق الرحمن الرحيم غاية التعظيم والتذلل عنده و لا يكون ذلك إلابالصلاة المشتمل علي غاية مايتصور من ذلك فتشهد جميع البرايا بلسان حالها علي حقية ماينادي به في الأذان ويسمع نداءها بالتصديق جميع المؤمنين بسمع الإيمان والإيقان . ويحتمل أن يكون المراد تصديقها إياه يوم القيامة إما المؤمنون فقط أوجميع المكلفين للإيمان الاضطراري‌ الحاصل لهم أوالجمادات أيضا بإنطاق الله تعالي إياها تكميلا لسرور المؤذنين وتطييبا لقلوبهم . ويؤيد الأخير مَا رَوَاهُ البخُاَريِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَسمَعُ مَدَي صَوتِ المُؤَذّنِ جِنّ وَ لَا إِنسٌ وَ لَا شَيءٌ إِلّا يَشهَدُ


صفحه : 106

لَهُ يَومَ القِيَامَةِ

. ثم اعلم أن في قولهم ع كل من يصلي‌ بصوته أوبأذانه إشعارا بجواز الاعتماد علي المؤذنين في دخول الوقت و في الأخير إشعارا بجواز الاكتفاء بسماع أذان الإعلام

3- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ العزَرمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَطوَلُ النّاسِ أَعنَاقاً يَومَ القِيَامَةِ المُؤَذّنُونَ

4- العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ التمّيِميِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُؤَذّنُونَ أَطوَلُ النّاسِ أَعنَاقاً يَومَ القِيَامَةِ

توضيح روي المخالفون أيضا هذه الرواية في كتبهم قال الجزري‌ فيه المؤذنون أطول أعناقا يوم القيامة أي أكثر أعمالا يقال لفلان عنق من الخير أي قطعة وقيل أراد طول الأعناق أي الرقاب لأن الناس يومئذ في الكرب وهم في الروح متطلعون لأن يؤذن لهم في دخول الجنة وقيل أراد أنهم يكونون يومئذ رؤساء سادة والعرب تصف السادة بطول الأعناق وروي‌ أطول إعناقا بكسر الهمزة أي أكثر إسراعا وأعجل إلي الجنة يقال أعنق يعنق إعناقا فهو معنق والاسم العنق بالتحريك انتهي . وقيل أكثرهم رجاء لأن من يرجو شيئا طال إليه عنقه وقيل أراد أنه لايلجمهم العرق فإن الناس يوم القيامة يكونون في العرق بقدر أعمالهم وقيل الأعناق الجماعة يقال جاء عنق من الناس أي جماعة فمعني الحديث أن جمع المؤذنين يكون أكثر فإن من أجاب دعوتهم يكون معهم فالطول مجاز عن الكثرة لأن للجماعة إذاتوجهوا مقصدا لهم امتدادا في الأرض وقيل طول العنق كناية عن عدم التشوير


صفحه : 107

والخجل فإن الخجل متنكس الرأس متقلص العنق كما قال تعالي وَ لَو تَري إِذِ المُجرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِم عِندَ رَبّهِم. وقيل معناه الدنو من الله كناية تلويحية لأن طول العنق يدل علي طول القامة و لاارتياب في أن طول القامة ليس مطلوبا بالذات بل لامتيازهم من سائر الناس وارتفاع شأنهم كماوصفوا الغر المحجلين للامتياز والاشتهار. و قال بعضهم في توجيه الوجه الأول ألذي ذكره الجزري‌ هذامثل قوله ص أسرعكن لحوقا بي‌ أطولكن يدا أي أكثركن عطاء سمي العمل بالعنق باعتبار ثقله قال تعالي فَمَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ فلما سمي العمل بالعنق جي‌ء بقوله أطول الناس كالترشيح لهذا المجاز وكذلك اليد لماسمي بهاالعطاء أتبعها بالطول مراعاة للمناسبة.أقول يمكن إبداء وجوه أخري للتشبيه أوفق مما ذكره وأظهر كما لايخفي

5- سَعدُ السّعُودِ،لِلسّيّدِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ نَقلًا مِن تَفسِيرِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مَروَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ البَيضِ بنِ الفَيّاضِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ ابنِ حَمّادٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ النّبِيّص فِي حَدِيثِ المِعرَاجِ قَالَ ثُمّ قَامَ جَبرَئِيلُ فَوَضَعَ سَبّابَتَهُ اليُمنَي فِي أُذُنِهِ اليُمنَي فَأَذّنَ مَثنَي مَثنَي يَقُولُ فِي آخِرِهَا حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ مَثنَي مَثنَي حَتّي إِذَا قَضَي أَذَانَهُ أَقَامَ لِلصّلَاةِ مَثنَي مَثنَي الخَبَرَ

6-العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ اللّهِ البخُاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ أَذّنَ جَبرَئِيلُ مَثنَي مَثنَي وَ أَقَامَ مَثنَي مَثنَي


صفحه : 108

الخَبَرَ بِطُولِهِ

7- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن صَفوَانَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الأَذَانُ مَثنَي مَثنَي وَ الإِقَامَةُ مَثنَي مَثنَي وَ لَا بُدّ فِي الفَجرِ وَ المَغرِبِ مِن أَذَانٍ وَ إِقَامَةٍ فِي الحَضَرِ وَ السّفَرِ لِأَنّهُ لَا يُقَصّرُ فِيهِمَا فِي حَضَرٍ وَ لَا سَفَرٍ وَ يُجزِيكَ إِقَامَةٌ بِغَيرِ أَذَانٍ فِي الظّهرِ وَ العَصرِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ وَ الأَذَانُ وَ الإِقَامَةُ فِي جَمِيعِ الصّلَوَاتِ أَفضَلُ

تنقيح وتفصيل اعلم أنه لابد في بيان مااشتمل عليه هذه الرواية الصحيحة من إيراد فصلين الأول يدل الخبر علي لزوم الأذان والإقامة لصلاتي‌ الفجر والمغرب سفرا وحضرا والإقامة في سائرها واختلف الأصحاب في ذلك فذهب الشيخ والسيد في بعض كتبهما و ابن إدريس وسلار وجمهور المتأخرين إلي استحبابهما مطلقا في الفرائض اليومية وأوجبهما المفيد في الجماعة وذهب إليه الشيخ في بعض كتبه و ابن البراج و ابن حمزة و عن أبي الصلاح أنهما شرط في الجماعة و في المبسوط من صلي جماعة بغير أذان وإقامة لم يحصل فضيلة الجماعة والصلاة ماضية. وأوجبهما المرتضي في الجمل علي الرجال دون النساء في كل صلاة جماعة في سفر أوحضر وأوجبهما عليهم في السفر والحضر في الفجر والمغرب وصلاة الجمعة وأوجب الإقامة خاصة علي الرجال في كل فريضة. وأوجبهما ابن الجنيد علي الرجال للجمع والانفراد والسفر والحضر في الفجر والمغرب والجمعة يوم الجمعة والإقامة في باقي‌ المكتوبات قال و علي النساء التكبير والشهادتان فقط. و عن ابن أبي عقيل من ترك الأذان والإقامة متعمدا بطلت صلاته إلاالأذان


صفحه : 109

في الظهر والعصر والعشاء الآخرة فإن الإقامة مجزية عنه و لاإعادة عليه في تركه فأما الإقامة فإنه إن تركها متعمدا بطلت صلاته و عليه الإعادة وكذا في المختلف ونقل المحقق عنه و عن المرتضي أن الإقامة واجبة علي الرجال دون الأذان إذاصلوا فرادي ويجبان عليهم في المغرب والعشاء ثم قال بعد ذلك بأسطر و قال علم الهدي أيضا يجب الأذان والإقامة سفرا وحضرا. إذاعلمت هذافاعلم أن الأخبار في ذلك مختلفة جدا ومقتضي الجمع بينها استحباب الأذان مطلقا و أماالإقامة ففيه إشكال إذ الأخبار الدالة علي جواز الترك إنما هي‌ في الأذان وتمسكوا في الإقامة بخرق الإجماع المركب و فيه ما فيه والأحوط عدم ترك الإقامة مطلقا والأذان في الغداة والمغرب والجمعة والجماعة لاسيما في الحضر.الثاني‌ ظاهر الرواية الاكتفاء بتكبيرتين في أول الأذان وتثنية التهليل في آخر الإقامة ودلت عليهما أخبار كثيرة لكن المشهور بين الأصحاب تربيع التكبير في أول الأذان كماورد في صحيحة زرارة وبعض الروايات الأخر و هذه الرواية يمكن حملها علي غالب الفصول لكن وردت روايات مصرحة بالاكتفاء بالتكبيرتين فيمكن حمل الزائد علي الاستحباب أو علي أنهما من مقدمات الأذان ليستا داخلتين فيه كمايومئ إليه بعض الأخبار وحكي الشيخ في الخلاف عن بعض الأصحاب تربيع التكبير في آخر الأذان و هوضعيف . و أماتثنية التهليل في آخر الإقامة فهو الظاهر من أكثر الأخبار الواردة فيها والمشهور أن فصولها سبعة عشر ونسبه في المعتبر إلي السبعة وأتباعهم و في المنتهي قال ذهب إليه علماؤنا ونقل ابن زهرة إجماع الفرقة عليه وحكي الشيخ في الخلاف عن بعض الأصحاب أنه جعل فصول الإقامة مثل فصول الأذان وزاد فيها قدقامت الصلاة مرتين و قال ابن الجنيد التهليل في آخر الإقامة مرة واحدة إذا كان المقيم قدأتي بها بعدالأذان فإن كان قدأتي بهابغير أذان ثني لاإله إلا الله في آخرها. و قال الشيخ في النهاية بعد ماذكر الأذان والإقامة علي المشهور هذا ألذي


صفحه : 110

ذكرناه هوالمختار المعمول عليه و قدروي‌ سبعة وثلاثون فصلا في بعض الروايات و في بعضها ثمانية وثلاثون فصلا و في بعضها اثنان وأربعون فصلا فأما من روي سبعة وثلاثين فصلا فإنه يقول في أول الإقامة أربع مرات الله أكبر و يقول في الباقي‌ كماقدمناه و من روي ثمانية وثلاثين فصلا يضيف إلي ماقدمناه قول لاإله إلا الله أخري في آخر الإقامة و من روي اثنتين وأربعين فصلا فإنه يجعل في آخر الأذان التكبير أربع مرات و في أول الإقامة أربع مرات و في آخرها أيضا مثل ذلك أربع مرات و يقول لاإله إلا الله مرتين في آخر الإقامة فإن عمل عامل علي إحدي هذه الروايات لم يكن مأثوما انتهي . والعمدة في مستند المشهور مارواه الكلُيَنيِ‌ّ وَ الشّيخُ فِي المُوَثّقِ عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ الأَذَانُ وَ الإِقَامَةُ خَمسَةٌ وَ ثَلَاثُونَ حَرفاً فَعَدّدَ ذَلِكَ بِيَدِهِ وَاحِداً وَاحِداً الأَذَانَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ حَرفاً وَ الإِقَامَةَ سَبعَةَ عَشَرَ حَرفاً

و هذا و إن كان منطبقا علي المشهور لكن ليس فيه تصريح بعدد الفصول و لا أن النقص في أيها.لكن الشهرة بين الأصحاب و مارواه

الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن مُعَاذِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ الرّجُلُ المَسجِدَ وَ هُوَ يَأتَمّ بِصَاحِبِهِ وَ قَد بقَيِ‌َ عَلَي الإِمَامِ آيَةٌ أَو آيَتَانِ فخَشَيِ‌َ إِن هُوَ أَذّنَ وَ أَقَامَ أَن يَركَعَ فَليَقُل قَد قَامَتِ الصّلَاةُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهِ

يدلان علي تخصيص النقص بالأخير ويؤيده ماسيأتي‌ في فقه الرضا ورواية دعائم الإسلام . والأظهر عندي‌ القول بالتخيير واستحباب التهليل الأخير أوالقول بسقوطه عندالضرورة كمايدل عليه هذاالخبر و أماالإجماع المنقول فلاعبرة به بعد ماعرفت من اختلاف القدماء ودلالة الأخبار الصحيحة علي خلافه .


صفحه : 111

وصرح الصدوق ره في الهداية بتثنية التهليل في آخر الإقامة حيث قال

قَالَ الصّادِقُ ع الأَذَانُ وَ الإِقَامَةُ مَثنَي مَثنَي وَ هُمَا اثنَانِ وَ أَربَعُونَ حَرفاً الأَذَانُ عِشرُونَ حَرفاً وَ الإِقَامَةُ اثنَانِ وَ عِشرُونَ حَرفاً

وظاهره في الفقيه أيضا أنه اختار التثنية لأنه روي في الفقيه عن أبي بكر الحضرمي‌ وكليب الأسدي‌ عن أبي عبد الله ع الأذان موافقا للمشهور و قال في آخره والإقامة كذلك ثم قال هذا هوالأذان الصحيح لايزاد فيه و لاينقص عنه والمفوضة لعنهم الله قدوضعوا أخبارا وزادوا في الأذان محمد وآل محمدخير البرية مرتين و في بعض رواياتهم بعدأشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن عليا ولي‌ الله مرتين ومنهم من روي بدل ذلك أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا مرتين و لاشك في أن عليا ولي‌ الله و أنه أمير المؤمنين حقا و أن محمدا وآله صلوات الله عليهم خير البرية ولكن ذلك ليس في أصل الأذان وإنما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزيادة المتهمون بالتفويض المدلسون أنفسهم في جملتنا انتهي وظاهره العمل بهذا الخبر في الإقامة أيضا. وأقول لايبعد كون الشهادة بالولاية من الأجزاء المستحبة للأذان لشهادة الشيخ والعلامة والشهيد وغيرهم بورود الأخبار بها قال الشيخ في المبسوط فأما قول أشهد أن عليا أمير المؤمنين وآل محمدخير البرية علي ماورد في شواذ الأخبار فليس بمعمول عليه في الأذان و لوفعله الإنسان لم يأثم به غير أنه ليس من فضيلة الأذان و لاكمال فصوله . و قال في النهاية فأما ماروي‌ في شواذ الأخبار من قول أن عليا ولي‌ الله و أن محمدا وآله خير البشر فمما لايعمل عليه في الأذان والإقامة فمن عمل به كان مخطئا


صفحه : 112

و قال في المنتهي و أما ماروي‌ من الشاذ من قول أن عليا ولي‌ الله وآل محمدخير البرية فمما لايعول عليه . ويؤيده

مَا رَوَاهُ الشّيخُ أَحمَدُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الطبّرسِيِ‌ّ ره فِي كِتَابِ الإِحتِجَاجِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع هَؤُلَاءِ يَروُونَ حَدِيثاً فِي مِعرَاجِهِم أَنّهُ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص رَأَي عَلَي العَرشِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ أَبُو بَكرٍ الصّدّيقُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ غَيّرُوا كُلّ شَيءٍ حَتّي هَذَا قُلتُ نَعَم قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا خَلَقَ العَرشَ كَتَبَ عَلَيهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ثُمّ ذَكَرَ ع كِتَابَةَ ذَلِكَ عَلَي المَاءِ وَ الكرُسيِ‌ّ وَ اللّوحِ وَ جَبهَةِ إِسرَافِيلَ وَ جنَاَحيَ‌ جَبرَئِيلَ وَ أَكنَافِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ وَ رُءُوسِ الجِبَالِ وَ الشّمسِ وَ القَمَرِ ثُمّ قَالَ ع فَإِذَا قَالَ أَحَدُكُم لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَليَقُل عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ

فيدل علي استحباب ذلك عموما والأذان من تلك المواضع و قدمر أمثال ذلك في أبواب مناقبه ع و لوقاله المؤذن أوالمقيم لابقصد الجزئية بل بقصد البركة لم يكن آثما فإن القوم جوزوا الكلام في أثنائهما مطلقا و هذا من أشرف الأدعية والأذكار

8-قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُخطِئُ فِي أَذَانِهِ وَ إِقَامَتِهِ فَذَكَرَ قَبلَ أَن يَقُومَ فِي الصّلَاةِ مَا حَالُهُ قَالَ إِن كَانَ أَخطَأَ فِي أَذَانِهِ مَضَي عَلَي صَلَاتِهِ وَ إِن كَانَ فِي إِقَامَتِهِ انصَرَفَ فَأَعَادَهَا وَحدَهَا وَ إِن ذَكَرَ بَعدَ الفَرَاغِ مِن رَكعَةٍ أَو رَكعَتَينِ مَضَي عَلَي صَلَاتِهِ وَ أَجزَأَهُ ذَلِكَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَفتَتِحُ الأَذَانَ وَ الإِقَامَةَ وَ هُوَ عَلَي غَيرِ القِبلَةِ ثُمّ يَستَقبِلُ القِبلَةَ قَالَ لَا بَأسَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المُسَافِرِ يُؤَذّنُ عَلَي رَاحِلَتِهِ وَ إِذَا أَرَادَ أَن يُقِيمَ أَقَامَ عَلَي الأَرضِ


صفحه : 113

قَالَ نَعَم لَا بَأسَ

بيان الخبر يشتمل علي أحكام الأول قوله يخطئ في أذانه وإقامته يحتمل أن يكون المراد تركهما أوترك بعض فصولهما واختلف الأصحاب في تارك الأذان والإقامة حتي يدخل في الصلاة فقال السيد في المصباح والشيخ في الخلاف وأكثر الأصحاب يمضي‌ في صلاته إن كان متعمدا ويستقبل صلاته ما لم يركع إن كان ناسيا و قال الشيخ في النهاية بالعكس واختاره ابن إدريس وأطلق في المبسوط الاستئناف ما لم يركع و قدورد بعض الأخبار بالرجوع قبل الركوع وبعضها بالرجوع قبل الشروع في القراءة وبعضها بالرجوع قبل أن يفرغ من الصلاة فإن فرغ منها فلايعيد وحملها الشيخ في التهذيب علي الاستحباب و قال في المعتبر ماذكره محتمل لكن فيه تهجم علي إبطال الفريضة بالخبر النادر.أقول وحمل الشيخ متين لصحة الخبر لكن لما كان الظاهر في الحكم الاستحباب لورود الرواية الصحيحة بعدم وجوب الرجوع وعدم القائل بالوجوب ظاهرا فالظاهر أن الاحتياط في عدم الرجوع بعدالركوع و أماالأخبار الواردة بالرجوع قبل القراءة فلعلها محمولة علي تأكد الاستحباب . ثم اعلم أن الروايات إنما تعطي‌ استحباب الرجوع لاستدراك الأذان والإقامة أوالإقامة وحدها و ليس فيها مايدل علي جواز القطع لاستدراك الأذان مع الإتيان بالإقامة والظاهر من كلام أكثر الأصحاب أيضا عدم جواز القطع لذلك وحكي فخر المحققين الإجماع علي عدم الرجوع مع الإتيان بالإقامة لكن المحقق في الشرائع و ابن أبي عقيل ذهبا إلي الرجوع للأذان فقط أيضا وحكم الشهيد الثاني‌ ره بجواز الرجوع لاستدراك الأذان وحده دون الإقامة و هوغريب . ثم اعلم أنه إن حملنا الخبر علي ترك بعض فصول الأذان أوالإقامة كما هوالظاهر فلم أر مصرحا به ومتعرضا له وإثباته بمحض هذاالخبر لايخلو من إشكال ثم إن حملنا الركعة علي معناها المتبادر يدل علي تفصيل آخر سوي مامر من


صفحه : 114

التفاصيل المشهورة و إن حملناها علي الركوع كما هوالشائع أيضا في عرف الأخبار فإن حملنا كلام القوم علي إتمام الركوع فيوافق المشهور لكن الظاهر من كلامهم والأخبار التي‌ استدلوا بها أنه يكفي‌ لعدم الرجوع الوصول إلي حد الركوع فهو أيضا تفصيل مخالف للمشهور وسائر الأخبار إذ حمل إتمام الركعة علي الوصول إلي حد الركوع في غاية البعد وبالجملة التعويل علي مفاد هذاالخبر مشكل و الله يعلم .الثاني‌ أنه يدل علي عدم وجوب الاستقبال في الأذان والإقامة كما هوالمشهور والأقوي ويستحب الاستقبال فيهما و في الإقامة و في الشهادتين في الأذان أيضا آكد ونقل عن المرتضي أنه أوجب الاستقبال فيهما وأوجبه المفيد في الإقامة والأحوط عدم تركه فيها.الثالث يدل علي جواز الأذان علي الراحلة ولزوم كون الإقامة علي الأرض ويدل عليهما أخبار كثيرة حملت في المشهور علي الاستحباب والمنع من الإقامة راكبا إما لعدم الاستقبال و قدعرفت حكمه أولعدم القيام والمشهور استحبابه فيهما وظاهر المفيد وجوبه في الإقامة أولعدم الاستقرار أيضا لماورد في بعض الروايات أنه يشترط فيهاشرائط الصلاة والأحوط رعاية جميعها فيها مع الاختيار. و قال في الذكري يجوز الأذان راكبا وماشيا وتركه أفضل و في الإقامة آكد و لوأقام ماشيا إلي الصلاة فلابأس للنص عن الصادق ع . و قال قال ابن الجنيد لايستحب الأذان جالسا في حال يباح فيهاالصلاة كذلك وكذلك الراكب إذا كان محاربا أو في أرض ملصة و إذاأراد أن يؤذن أخرج رجليه جميعا من الركاب وكذا إذاأراد الصلاة راكبا ويجوزان للماشي‌ ويستقبل القبلة في التشهد مع الإمكان فأما الإقامة فلاتجوز إلا و هوقائم علي الأرض مع عدم المانع . قال و لابأس أن يستدبر المؤذن في أذانه إذاأتي بالتكبير والتهليل والشهادة تجاه القبلة و لايستدبر في إقامته و لابأس بأن يؤذن الرجل ويقيم غيره و لابالأذان علي غيرطهارة والإقامة لاتكون إلا علي طهارة وبما يجوز أن يكون داخلا به في الصلاة فإن ذكر أن إقامته كانت علي غير ذلك رجع فتطهر وابتدأ بها من أولها و لايجوز


صفحه : 115

الكلام بعد قدقامت الصلاة للمؤذن و لاللتابعين إلالواجب لايجوز لهم الإمساك عنه انتهي

9- الخِصَالُ، فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص عَلِيّاً ع يَا عَلِيّ لَيسَ عَلَي النّسَاءِ جُمُعَةٌ وَ لَا جَمَاعَةٌ وَ لَا أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ

وَ مِنهُ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ السكّرّيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَيسَ عَلَي النّسَاءِ أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ الخَبَرَ

بيان حمل في المشهور علي عدم تأكد الاستحباب لهن و قال في المنتهي ليس علي النساء أذان و لاإقامة و لانعرف فيه خلافا لأنها عبادة شرعية يتوقف توجه التكليف بها علي الشرع و لم يرد ويجوز أن تؤذن المرأة للنساء ويتعددن به ذهب إليه علماؤنا و قال علماؤنا إذاأذنت المرأة أسرت صوتها لئلا تسمعه الرجال و هوعورة. و قال الشيخ يعتد بأذانهن و هوضعيف لأنها إن جهرت ارتكبت معصية والنهي‌ يدل علي الفساد و إلا فلااجتزاء به لعدم السماع انتهي والظاهر أن غرضه من أول الكلام نفي‌ الوجوب لدلالة آخر الكلام عليه ولقوله في التذكرة يستحب في صلاة جماعة النساء أن تؤذن إحداهن وتقيم لكن لاتسمع الرجال عندعلمائنا والاستحباب في حق الرجال آكد ثم قال ويجزيها التكبير والشهادتان لِقَولِ الصّادِقِ ع وَ قَد سُئِلَ عَنِ المَرأَةِ تُؤَذّنُ لِلصّلَاةِ حَسَنٌ إِن فَعَلَت وَ إِن لَم تَفعَل أَجزَأَهَا أَن تُكَبّرَ وَ أَن تَشهَدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص

انتهي .أقول و في صحيحة زرارة إذاشهدت الشهادتين فحسبها

10-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ الخِصَالُ،بِإِسنَادِهِ المُتَقَدّمِ فِي بَابِ فَضلِ الصّلَاةِ


صفحه : 116

قَالَ جَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلُوهُ عَن مَسَائِلَ إِلَي أَن قَالَ أَعلَمُهُم أخَبرِنيِ‌ عَن سَبعِ خِصَالٍ أَعطَاكَ اللّهُ مِن بَينِ النّبِيّينَ وَ أَعطَي أُمّتَكَ مِن بَينِ الأُمَمِ قَالَ النّبِيّص أعَطاَنيِ‌َ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ الأَذَانَ وَ الجَمَاعَةَ فِي المَسجِدِ وَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الإِجهَارَ فِي ثَلَاثِ صَلَوَاتٍ وَ الرّخصَ لأِمُتّيِ‌ عِندَ الأَمرَاضِ وَ السّفَرِ وَ الصّلَاةَ عَلَي الجَنَائِزِ وَ الشّفَاعَةَ لِأَهلِ الكَبَائِرِ مِن أمُتّيِ‌ إِلَي أَن قَالَ وَ أَمّا الأَذَانُ فَإِنّهُ يُحشَرُ المُؤَذّنُونَ مِن أمُتّيِ‌ مَعَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءِ وَ الصّالِحِينَ ع

11- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُحشَرُ بِلَالٌ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ يُؤَذّنُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص فَإِذَا نَادَي كسُيِ‌َ حُلّةً مِن حُلَلِ الجَنّةِ

12- المُقنِعَةُ،روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِينَ ع أَنّهُم قَالُوا مَن أَذّنَ وَ أَقَامَ صَلّي خَلفَهُ صَفّانِ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ مَن أَقَامَ بِغَيرِ أَذَانٍ صَلّي خَلفَهُ صَفّ مِنَ المَلَائِكَةِ

13-مَجَالِسُ الشّيخِ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ فِي بَابِ فَضلِ الصّلَاةِ عَن أَبِي ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ عَنِ النّبِيّص فِي وَصِيّتِهِ لَهُ قَالَ يَا أَبَا ذَرّ إِنّ رَبّكَ ليَبُاَهيِ‌ مَلَائِكَتَهُ بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ رَجُلٍ يُصبِحُ فِي أَرضٍ قَفرَاءَ فَيُؤَذّنُ ثُمّ يُقِيمُ ثُمّ يصُلَيّ‌ فَيَقُولُ رَبّكَ لِلمَلَائِكَةِ انظُرُوا إِلَي عبَديِ‌ يصُلَيّ‌ وَ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ غيَريِ‌ فَيَنزِلُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يُصَلّونَ وَرَاءَهُ وَ يَستَغفِرُونَ لَهُ إِلَي الغَدِ مِن ذَلِكَ اليَومِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ يَا أَبَا ذَرّ إِذَا كَانَ العَبدُ فِي أَرضٍ قيِ‌ّ يعَنيِ‌ قَفرَاءَ فَتَوَضّأَ أَو تَيَمّمَ ثُمّ أَذّنَ وَ أَقَامَ وَ صَلّي أَمَرَ اللّهُ المَلَائِكَةَ فَصَفّوا خَلفَهُ صَفّاً لَا يُرَي طَرَفَاهُ يَركَعُونَ لِرُكُوعِهِ وَ يَسجُدُونَ


صفحه : 117

لِسُجُودِهِ وَ يُؤَمّنُونَ عَلَي دُعَائِهِ يَا أَبَا ذَرّ مَن أَقَامَ وَ لَم يُؤَذّن لَم يُصَلّ مَعَهُ إِلّا مَلَكَاهُ اللّذَانِ مَعَهُ

بيان في أمثال هذين الخبرين دلالة ما علي جواز ترك الأذان في الصلوات مطلقا

14- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ الحلَبَيِ‌ّ عَن عِمرَانَ بنِ عَلِيّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الأَذَانِ قَبلَ الفَجرِ فَقَالَ إِذَا كَانَ فِي جَمَاعَةٍ فَلَا وَ إِذَا كَانَ وَحدَهُ فَلَا بَأسَ

بيان لايجوز تقديم الأذان علي دخول الوقت إلا في الصبح فيجوز تقديمه عليه مع استحباب إعادته بعده و علي الأول نقل جماعة من الأصحاب الإجماع بل اتفاق علماء الإسلام والثاني‌ هوالمشهور بين الأصحاب قال ابن أبي عقيل الأذان عندآل الرسول ص للصلوات الخمس بعددخول وقتها إلاالصبح فإنه جائز أن يؤذن لها قبل دخول وقتها بذلك تواترت الأخبار عنهم و قال كان لرسول الله ص مؤذنان أحدهما بلال والآخر ابن أم مكتوم و كان أعمي و كان يؤذن قبل الفجر ويؤذن


صفحه : 118

بلال إذاطلع الفجر و كان عليه وآله السلام يقول إذاسمعتم أذان بلال فكفوا عن الطعام والشراب . وخالف فيه ابن إدريس فمنع من تقديم الأذان في الصبح أيضا و هوالمنقول عن ظاهر المرتضي ره في المسائل المصرية و ابن الجنيد و أبي الصالح والجعفي‌ ولعل الأشهر أظهر و أماالتفصيل الوارد في هذاالخبر مع صحته لم ينسب القول به إلي أحد نعم قال العلامة في المنتهي أماالفجر فلابأس بالأذان قبله و عليه فتوي علمائنا ثم احتج بهذه الرواية ثم قال والشرط في الرواية حسن لأن القصد به الإعلام للاجتماع و مع الجماعة لايحتاج إلي الإعلام للتأهب بخلاف المنفرد انتهي ولعله ره حمل الخبر علي أنه إذا كان الناس مجتمعين فلايؤذن قبل الوقت لتأهبهم وحضورهم و إن كانوا متفرقين و كان الإمام أوغيره وحده فليؤذن قبله لينتبهوا ويجتمعوا فالأذان في الصورتين معا للجماعة و لو كان المراد بالثاني‌ صلاة المنفرد وبالأول صلاة الجماعة كان العكس أقرب إلي اعتبار العقل و الله يعلم حقيقة الأمر

15- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ شِهَابٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا بَأسَ بِأَن يَتَكَلّمَ الرّجُلُ وَ هُوَ يُقِيمُ وَ بَعدَ مَا يُقِيمُ إِن شَاءَ

وَ مِنهُ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قُلتُ أَ يَتَكَلّمُ الرّجُلُ بَعدَ مَا تُقَامُ الصّلَاةُ قَالَ لَا بَأسَ

بيان الخبران يدلان علي عدم حرمة الكلام بعدالإقامة كما هوالمشهور وحمل الشيخ أمثالهما علي الضرورة أو علي كلام يتعلق بالصلاة

16-المُعتَبَرُ، قَالَ فِي كِتَابِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِ‌ّ مِن أَصحَابِنَا قَالَ حدَثّنَيِ‌ عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَالأَذَانُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ قَالَ فِي آخِرِهِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مَرّةً ثُمّ قَالَ إِذَا كُنتَ فِي أَذَانِ الفَجرِ فَقُلِ الصّلَاةُ خَيرٌ مِنَ النّومِ بَعدَ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ وَ


صفحه : 119

قُل بَعدَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ لَا تَقُل فِي الإِقَامَةِ الصّلَاةُ خَيرٌ مِنَ النّومِ إِنّمَا هُوَ فِي الأَذَانِ

قال المحقق ره قال الشيخ في الإستبصار هوللتقية ولست أري هذاالتأويل شيئا فإن في جملة الأذان حي‌ علي خير العمل و هوانفراد الأصحاب فلو كان للتقية لماذكره لكن الوجه أن يقال فيه روايتان عن أهل البيت أشهرهما تركه .بيان يمكن أن يكون الغرض المماشاة مع العامة بالجمع بين مايتفرد الشيعة به و بين ماتفردوا به أو يكون الغرض قول حي‌ علي خير العمل سرا ويمكن حمل وحدة التهليل في الأذان أيضا علي التقية لأن المخالفين أجمعوا عليها كما أن الشيعة أجمعوا علي المرتين وربما يحمل علي الواحد في آخر الإقامة و لايخفي بعده

17- كِتَابُ زَيدٍ الزّرّادِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الغُولُ نَوعٌ مِنَ الجِنّ يَغتَالُ الإِنسَانَ فَإِذَا رَأَيتَ الشّخصَ الوَحَدَ فَلَا تَستَرشِدهُ وَ إِن أَرشَدَكُم فَخَالِفُوهُ وَ إِذَا رَأَيتَهُ فِي خَرَابٍ وَ قَد خَرَجَ عَلَيكَ أَو فِي فَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ فَأَذّن فِي وَجهِهِ وَ ارفَع صَوتَكَ ثُمّ ذَكَرَ دُعَاءً ثُمّ قَالَ فَإِذَا ضَلَلتَ الطّرِيقَ فَأَذّن بِأَعلَي صَوتِكَ ثُمّ ذَكَرَ دُعَاءً وَ قَالَ وَ ارفَع صَوتَكَ بِالأَذَانِ تُرشَد وَ تُصِبِ الطّرِيقَ إِن شَاءَ اللّهُ

18- كِتَابُ عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ، عَن عَمرِو بنِ أَبِي نَصرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع المُؤَذّنُ يُؤَذّنُ وَ هُوَ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ قَالَ نَعَم وَ لَا يُقِيمُ إِلّا وَ هُوَ عَلَي وُضُوءٍ قَالَ فَقُلتُ يُؤَذّنُ وَ هُوَ جَالِسٌ قَالَ نَعَم وَ لَا يُقِيمُ إِلّا وَ هُوَ قَائِمٌ

19-العيَاّشيِ‌ّ، عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ قَالَذُكِرَ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بُدُوّ الأَذَانِ فَقَالَ إِنّ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ رَأَي فِي مَنَامِهِ الأَذَانَ فَقَصّهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَمَرَهُ رَسُولُ اللّهِص أَن يُعَلّمَهُ بِلَالًا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ كَذَبُوا إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ نَائِماً فِي ظِلّ الكَعبَةِ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع وَ مَعَهُ طَاسٌ فِيهِ مَاءٌ مِنَ الجَنّةِ فَأَيقَظَهُ وَ أَمَرَهُ أَن يَغتَسِلَ ثُمّ وَضَعَ فِي مَحمِلٍ لَهُ أَلفَ أَلفِ لَونٍ مِن نُورٍ ثُمّ صَعِدَ بِهِ حَتّي انتَهَي إِلَي أَبوَابِ السّمَاءِ فَلَمّا رَأَتهُ المَلَائِكَةُ نَفَرَت عَن أَبوَابِ


صفحه : 120

السّمَاءِ فَأَمَرَ اللّهُ جَبرَئِيلَ ع فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَتَرَاجَعَتِ المَلَائِكَةُ نَحوَ أَبوَابِ السّمَاءِ فَفَتَحَتِ البَابَ فَدَخَلَ ع حَتّي انتَهَي إِلَي السّمَاءِ الثّانِيَةِ فَنَفَرَتِ المَلَائِكَةُ عَن أَبوَابِ السّمَاءِ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَتَرَاجَعَتِ المَلَائِكَةُ ثُمّ فُتِحَ البَابُ فَدَخَلَ ع وَ مَرّ حَتّي انتَهَي إِلَي السّمَاءِ الثّالِثَةِ فَنَفَرَتِ المَلَائِكَةُ عَن أَبوَابِ السّمَاءِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَتَرَاجَعَتِ المَلَائِكَةُ وَ فُتِحَ البَابُ وَ مَرّ النّبِيّص حَتّي انتَهَي إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ فَإِذَا هُوَ بِمَلَكٍ مُتّكٍ وَ هُوَ عَلَي سَرِيرٍ تَحتَ يَدِهِ ثَلَاثُمِائَةِ أَلفِ مَلَكٍ تَحتَ كُلّ مَلَكٍ ثَلَاثُمِائَةِ أَلفِ مَلَكٍ فنَوُديِ‌َ أَن قُم قَالَ فَقَامَ المَلَكُ عَلَي رِجلَيهِ فَلَا يَزَالُ قَائِماً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ وَ فُتِحَ البَابُ وَ مَرّ النّبِيّص حَتّي انتَهَي إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ قَالَ وَ انتَهَي إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي قَالَ فَقَالَتِ السّدرَةُ مَا جاَوزَنَيِ‌ مَخلُوقٌ قَبلَكَ قَالَ ثُمّ مَضَي فَتَدَانَيفَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني فَأَوحي إِلي عَبدِهِ ما أَوحي قَالَ فَدَفَعَ إِلَيهِ كِتَابَينِ كِتَابَ أَصحَابِ اليَمِينِ وَ كِتَابَ أَصحَابِ الشّمَالِ فَأَخَذَ كِتَابَ أَصحَابِ اليَمِينِ بِيَمِينِهِ وَ فَتَحَهُ فَنَظَرَ فِيهِ فَإِذَا فِيهِ أَسمَاءُ أَهلِ الجَنّةِ وَ أَسمَاءُ آبَائِهِم وَ قَبَائِلِهِم قَالَ فَقَالَ اللّهُآمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لا نُفَرّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ فَقَالَ اللّهُوَ قالُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا فَقَالَ النّبِيّغُفرانَكَ رَبّنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ قَالَ اللّهُلا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت وَ عَلَيها مَا اكتَسَبَت قَالَ النّبِيّص لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا قَالَ فَقَالَ اللّهُ قَد فَعَلتُ فَقَالَ النّبِيّص وَ لا تَحمِل عَلَينا إِصراً كَما حَمَلتَهُ عَلَي الّذِينَ مِن قَبلِنا قَالَ قَد فَعَلتُ فَقَالَ النّبِيّص رَبّنا وَ لا تُحَمّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعفُ عَنّا وَ اغفِر لَنا وَ ارحَمنا أَنتَ مَولانا فَانصُرنا عَلَي القَومِ الكافِرِينَ كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ اللّهُ قَد فَعَلتُ ثُمّ طَوَي الصّحِيفَةَ فَأَمسَكَهَا بِيَمِينِهِ وَ فَتَحَ الأُخرَي صَحِيفَةَ أَصحَابِ الشّمَالِ فَإِذَا فِيهَا أَسمَاءُ أَهلِ النّارِ وَ أَسمَاءُ آبَائِهِم وَ قَبَائِلِهِم قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنُونَ فَقَالَ اللّهُ يَا مُحَمّدُفَاصفَح عَنهُم وَ قُل سَلامٌ فَسَوفَ يَعلَمُونَ قَالَ فَلَمّا فَرَغَ مِن مناجات [مُنَاجَاةِ]رَبّهِ رُدّ إِلَي البَيتِ المَعمُورِ وَ هُوَ فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ


صفحه : 121

بِحِذَاءِ الكَعبَةِ قَالَ فَجَمَعَ لَهُ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ المَلَائِكَةَ ثُمّ أَمَرَ جَبرَئِيلَ فَأَتَمّ الأَذَانَ وَ أَقَامَ الصّلَاةَ وَ تَقَدّمَ رَسُولُ اللّهِص فَصَلّي بِهِم فَلَمّا فَرَغَ التَفَتَ إِلَيهِم فَقَالَ اللّهُ لَهُ سَلِالّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ لَقَد جاءَكَ الحَقّ مِن رَبّكَ فَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَفَسَأَلَهُم يَومَئِذٍ النّبِيّص ثُمّ نَزَلَ وَ مَعَهُ صَحِيفَتَانِ فَدَفَعَهُمَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَهَذَا كَانَ بَدءَ الأَذَانِ

بيان فقال إن رجلا القائل عبدالصمد أو رجل آخر حذف اسمه من الخبر اختصارا ونفور الملائكة لشدة سطوع الأنوار الصورية والمعنوية وعجزهم عن إبصارها وإدراكها قوله ص إن هؤلاء هذاإشارة إلي قوله تعالي وَ قِيلِهِ يا رَبّ إِنّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنُونَ فَاصفَحالآية قال الطبرسي‌ عطف علي قوله وَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ أي وعنده علم قيله و قال قتادة هذانبيكم يشكو قومه إلي ربه وينكر عليهم تخلفهم عن الإيمان وذكر أن قراءة عبد الله و قال الرسول يارب و علي هذافالهاء في وَ قِيلِهِتعود إلي النبي ص فَاصفَح عَنهُم أي فأعرض عنهم كما قال وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَوَ قُل سَلامٌ أي مداراة ومتاركة وقيل هوسلام هجران ومجانبة كقوله سَلامٌ عَلَيكُم لا نبَتغَيِ‌ الجاهِلِينَ وقيل معناه قل ماتسلم به من شرهم وأذاهم و هذامنسوخ بآية السيف وقيل معناه فاصفح عن سفههم و لاتقابلهم بمثله فلا يكون منسوخا. ثم اعلم أن الأصحاب اتفقوا علي أن الأذان والإقامة إنما شرعا بوحي‌ من الله وأجمعت العامة علي نسبة الأذان إلي رؤيا عبد الله بن زيد في منامه ونقلوا


صفحه : 122

موافقة عمر له في المنام و في رواية الكليني‌ مايدل علي أنهم كانوا يقولون إن أبي بن كعب رآه في النوم و هوباطل عندالشيعة قال ابن أبي عقيل أجمعت الشيعة علي أن الصادق ع لعن قوما زعموا أن النبي ص أخذ الأذان من عبد الله بن زيد


صفحه : 123

فقال ينزل الوحي‌ علي نبيكم فيزعمون أنه أخذ الأذان من عبد الله بن زيد انتهي والأخبار في ذلك كثيرة في كتبنا

20- ثَوَابُ الأَعمَالِ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ فِي بَابِ المَسَاجِدِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ وَ ابنِ عَبّاسٍ قَالَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي خُطبَةٍ طَوِيلَةٍ مَن تَوَلّي أَذَانَ مَسجِدٍ مِن مَسَاجِدِ اللّهِ فَأَذّنَ فِيهِ وَ هُوَ يُرِيدُ وَجهَ اللّهِ أَعطَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ثَوَابَ أَربَعِينَ أَلفَ أَلفِ نبَيِ‌ّ وَ أَربَعِينَ أَلفَ أَلفِ صِدّيقٍ وَ أَربَعِينَ أَلفَ أَلفِ شَهِيدٍ وَ أَدخَلَ فِي شَفَاعَتِهِ أَربَعِينَ أَلفَ أَلفِ أُمّةٍ فِي كُلّ أُمّةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ رَجُلٍ وَ كَانَ لَهُ فِي كُلّ جَنّةٍ مِنَ الجِنَانِ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَدِينَةٍ فِي كُلّ مَدِينَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ قَصرٍ فِي كُلّ قَصرٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ دَارٍ فِي كُلّ دَارٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ بَيتٍ فِي كُلّ بَيتٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ سَرِيرٍ عَلَي كُلّ سَرِيرٍ زَوجَةٌ مِنَ الحُورِ العِينِ سَعَةُ كُلّ بَيتٍ مِنهَا مِثلُ الدّنيَا أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَرّةٍ بَينَ يدَيَ‌ كُلّ زَوجَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ وَصِيفٍ وَ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ وَصِيفَةٍ فِي كُلّ بَيتِ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَائِدَةٍ عَلَي كُلّ مَائِدَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ قَصعَةٍ فِي كُلّ قَصعَةٍ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ لَونٍ مِنَ الطّعَامِ لَو نَزَلَ بِهِ الثّقَلَانِ لَأَدخَلَهُم أَدنَي بَيتٍ مِن بُيُوتِهَا لَهُم فِيهَا مَا شَاءُوا مِنَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَ الطّيبِ وَ اللّبَاسِ وَ الثّمَارِ وَ أَلوَانِ التّحَفِ وَ الطّرَائِفِ مِنَ الحلُيِ‌ّ وَ الحُلَلِ كُلّ بَيتٍ مِنهَا يُكتَفَي بِمَا فِيهِ مِن هَذِهِ الأَشيَاءِ عَمّا فِي البَيتِ الآخَرِ فَإِذَا أَذّنَ المُؤَذّنُ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ اكتَنَفَهُ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَلَكٍ كُلّهُم يُصَلّونَ عَلَيهِ وَ يَستَغفِرُونَ لَهُ وَ كَانَ فِي ظِلّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي يَفرُغَ وَ كَتَبَ لَهُ ثَوَابَهُ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَلَكٍ ثُمّ صَعِدُوا بِهِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

21-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادِ بنِ جَعفَرٍ الهمَدَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ العَبّاسِ وَ العَبّاسِ بنِ عَمرٍو مَعاً عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن ثَابِتِ بنِ هُرمُزَ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحَسَنِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ قَالَحَمَلتُ مَتَاعاً مِنَ البَصرَةِ إِلَي مِصرَ فَقَدِمتُهَا فَبَينَمَا أَنَا فِي بَعضِ الطّرِيقِ إِذَا أَنَا بِشَيخٍ طُوَالٍ شَدِيدِ الأُدمَةِ أَصلَعَ أَبيَضَ الرّأسِ وَ اللّحيَةِ عَلَيهِ طِمرَانِ أَحَدُهُمَا


صفحه : 124

أَسوَدُ وَ الآخَرُ أَبيَضُ فَقُلتُ مَن هَذَا فَقَالُوا هَذَا بِلَالٌ مُؤَذّنُ رَسُولِ اللّهِص فَأَخَذتُ ألَواَحيِ‌ وَ أَتَيتُهُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ ثُمّ قُلتُ لَهُ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا الشّيخُ فَقَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ حدَثّنيِ‌ بِمَا سَمِعتَ مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَ وَ مَا يُدرِيكَ مَن أَنَا فَقُلتُ أَنتَ بِلَالٌ مُؤَذّنُ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَبَكَي وَ بَكَيتُ حَتّي اجتَمَعَ النّاسُ عَلَينَا وَ نَحنُ نبَكيِ‌ قَالَ ثُمّ قَالَ لِي يَا غُلَامُ مِن أَيّ البِلَادِ أَنتَ قُلتُ مِن أَهلِ العِرَاقِ فَقَالَ لِي بَخ بَخ فَمَكَثَ سَاعَةً ثُمّ قَالَ اكتُب يَا أَخَا أَهلِ العِرَاقِ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ المُؤَذّنُونَ أُمَنَاءُ المُؤمِنِينَ عَلَي صَلَاتِهِم وَ صَومِهِم وَ لُحُومِهِم وَ دِمَائِهِم لَا يَسأَلُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ شَيئاً إِلّا أَعطَاهُم وَ لَا يَشفَعُونَ فِي شَيءٍ إِلّا شُفّعُوا قُلتُ زدِنيِ‌ رَحِمَكَ اللّهُ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَذّنَ أَربَعِينَ عَاماً مُحتَسِباً بَعَثَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَهُ عَمَلُ أَربَعِينَ صِدّيقاً عَمَلًا مَبرُوراً مُتَقَبّلًا قُلتُ زدِنيِ‌ رَحِمَكَ اللّهُ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَذّنَ عِشرِينَ عَاماً بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَهُ مِنَ النّورِ مِثلُ نُورِ السّمَاءِ الدّنيَا قُلتُ زدِنيِ‌ رَحِمَكَ اللّهُ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَذّنَ عَشرَ سِنِينَ أَسكَنَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَعَ اِبرَاهِيمَ فِي قُبّتِهِ أَو فِي دَرَجَتِهِ قُلتُ زدِنيِ‌ رَحِمَكَ اللّهُ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَذّنَ سَنَةً وَاحِدَةً بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ وَ قَد غُفِرَت ذُنُوبُهُ كُلّهَا بَالِغَةً مَا بَلَغَت وَ لَو كَانَت مِثلَ زِنَةِ جَبَلِ أُحُدٍ قُلتُ زدِنيِ‌ رَحِمَكَ اللّهُ قَالَ نَعَم فَاحفَظ وَ اعمَل وَ احتَسِب سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَذّنَ فِي سَبِيلِ اللّهِ صَلَاةً وَاحِدَةً إِيمَاناً وَ احتِسَاباً وَ تَقَرّباً إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 125

غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا سَلَفَ مِن ذُنُوبِهِ وَ مَنّ عَلَيهِ بِالعِصمَةِ فِيمَا بقَيِ‌َ مِن عُمُرِهِ وَ جَمَعَ بَينَهُ وَ بَينَ الشّهَدَاءِ فِي الجَنّةِ قُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ حدَثّنيِ‌ بِأَحسَنِ مَا سَمِعتَ قَالَ وَيحَكَ يَا غُلَامُ قَطَعتَ أَنيَاطَ قلَبيِ‌ وَ بَكَي وَ بَكَيتُ حَتّي إنِيّ‌ وَ اللّهِ لَرَحِمتُهُ ثُمّ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ جَمَعَ اللّهُ النّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي المُؤَذّنِينَ بِمَلَائِكَةٍ مِن نُورٍ مَعَهُم أَلوِيَةٌ وَ أَعلَامٌ مِن نُورٍ يَقُودُونَ جَنَائِبَ أَزِمّتُهَا زَبَرجَدٌ أَخضَرُ وَ حَقَائِبُهَا المِسكُ الأَذفَرُ وَ يَركَبُهَا المُؤَذّنُونَ فَيَقُومُونَ عَلَيهَا قِيَاماً تَقُودُهُمُ المَلَائِكَةُ يُنَادُونَ بِأَعلَي أَصوَاتِهِم بِالأَذَانِ ثُمّ بَكَي بُكَاءً شَدِيداً حَتّي انتَحَبتُ وَ بَكَيتُ فَلَمّا سَكَتَ قُلتُ مِمّا بُكَاؤُكَ قَالَ وَيحَكَ ذكَرَتنَيِ‌ أَشيَاءَ سَمِعتُ حبَيِبيِ‌ وَ صفَيِيّ‌ ع يَقُولُ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ‌ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّهُم لَيَمُرّونَ عَلَي الخَلقِ قِيَاماً عَلَي النّجَائِبِ فَيَقُولُونَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ سَمِعتُ لأِمُتّيِ‌ ضَجِيجاً فَسَأَلَهُ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ عَن ذَلِكَ الضّجِيجِ مَا هُوَ قَالَ الضّجِيجُ التّسبِيحُ وَ التّحمِيدُ وَ التّهلِيلُ فَإِذَا قَالُوا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَت أمُتّيِ‌ إِيّاهُ كُنّا نَعبُدُ فِي الدّنيَا فَيُقَالُ صَدَقتُم فَإِذَا قَالُوا أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَت أمُتّيِ‌ هَذَا ألّذِي أَتَانَا بِرِسَالَةِ رَبّنَا جَلّ جَلَالُهُ وَ آمَنّا بِهِ وَ لَم نَرَهُص فَيُقَالُ لَهُم صَدَقتُم هُوَ ألّذِي أَدّي إِلَيكُمُ الرّسَالَةَ مِن رَبّكُم وَ كُنتُم بِهِ مُؤمِنِينَ فَحَقِيقٌ عَلَي اللّهِ أَن يَجمَعَ بَينَكُم وَ بَينَ نَبِيّكُم فيَنَتهَيِ‌َ بِهِم إِلَي مَنَازِلِهِم وَ فِيهَا مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت وَ لَا خَطَرَ عَلَي قَلبِ بَشَرٍ ثُمّ نَظَرَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ لِي إِنِ استَطَعتَ وَلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ أَن لَا تَمُوتَ إِلّا مُؤَذّناً فَافعَل فَقُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ تَفَضّل عَلَيّ وَ أخَبرِنيِ‌ فإَنِيّ‌ فَقِيرٌ مُحتَاجٌ وَ أَدّ إلِيَ‌ّ مَا سَمِعتَ مِن رَسُولِ اللّهِص فَإِنّكَ قَد رَأَيتَهُ وَ لَم أَرَهُ وَ صِف لِي كَيفَ وَصَفَ لَكَ رَسُولُ اللّهِص بِنَاءَ الجَنّةِ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ سُورَ الجَنّةِ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِن فِضّةٍ وَ لَبِنَةٌ مِن يَاقُوتٍ


صفحه : 126

وَ مِلَاطُهَا المِسكُ الأَذفَرُ وَ شُرَفُهَا اليَاقُوتُ الأَحمَرُ وَ الأَخضَرُ وَ الأَصفَرُ قُلتُ فَمَا أَبوَابُهَا قَالَ أَبوَابُهَا مُختَلِفَةٌ بَابُ الرّحمَةِ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ قُلتُ فَمَا حَلقَتُهُ قَالَ وَيحَكَ كُفّ عنَيّ‌ فَقَد كلَفّتنَيِ‌ شَطَطاً قُلتُ مَا أَنَا بِكَافّ عَنكَ حَتّي تؤُدَيّ‌َ إلِيَ‌ّ مَا سَمِعتَ مِن رَسُولِ اللّهِ فِي ذَلِكَ قَالَ اكتُببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَمّا بَابُ الصّبرِ فَبَابٌ صَغِيرٌ مِصرَاعٌ وَاحِدٌ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ لَا حَلَقَ لَهُ وَ أَمّا بَابُ الشّكرِ فَإِنّهُ مِن يَاقُوتَةٍ بَيضَاءَ لَهَا مِصرَاعَانِ مَسِيرَةُ مَا بَينَهُمَا خَمسُمِائَةِ عَامٍ لَهُ ضَجِيجٌ وَ حَنِينٌ يَقُولُ أللّهُمّ جئِنيِ‌ بأِهَليِ‌ قُلتُ هَل يَتَكَلّمُ البَابُ قَالَ نَعَم يُنطِقُهُ ذُو الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ وَ أَمّا بَابُ البَلَاءِ قُلتُ أَ لَيسَ بَابُ البَلَاءِ هُوَ بَابَ الصّبرِ قَالَ لَا قُلتُ فَمَا البَلَاءُ قَالَ المَصَائِبُ وَ الأَسقَامُ وَ الأَمرَاضُ وَ الجُذَامُ وَ هُوَ بَابٌ مِن يَاقُوتَةٍ صَفرَاءَ مِصرَاعٌ وَاحِدٌ مَا أَقَلّ مَن يَدخُلُ مِنهُ قُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ زدِنيِ‌ وَ تَفَضّل عَلَيّ فإَنِيّ‌ فَقِيرٌ قَالَ يَا غُلَامُ لَقَد كلَفّتنَيِ‌ شَطَطاً أَمّا البَابُ الأَعظَمُ فَيَدخُلُ مِنهُ العِبَادُ الصّالِحُونَ وَ هُم أَهلُ الزّهدِ وَ الوَرَعِ وَ الرّاغِبُونَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ المُستَأنِسُونَ بِهِ قُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ فَإِذَا دَخَلُوا الجَنّةَ مَا ذَا يَصنَعُونَ قَالَ يَسِيرُونَ عَلَي نَهَرَينِ فِي مَصَافّ فِي سُفُنِ اليَاقُوتِ مَجَاذِيفُهَا اللّؤلُؤُ فِيهَا مَلَائِكَةٌ مِن نُورٍ عَلَيهِم ثِيَابٌ خُضرٌ شَدِيدٌ خُضرَتُهَا قُلتُ رَحِمَكَ اللّهُ هَل يَكُونُ مِنَ النّورِ أَخضَرُ قَالَ إِنّ الثّيَابَ هيِ‌َ خُضرٌ وَ لَكِن فِيهَا نُورٌ مِن نُورِ رَبّ العَالَمِينَ جَلّ جَلَالُهُ يَسِيرُونَ عَلَي حاَفتَيَ‌ ذَلِكَ النّهَرِ قُلتُ فَمَا اسمُ ذَلِكَ النّهَرِ قَالَجَنّةُ المَأوي قُلتُ هَل وَسَطُهَا غَيرُ هَذَا قَالَ نَعَم جَنّةُ عَدنٍ وَ هيِ‌َ فِي وَسَطِ الجِنَانِ فَأَمّا جَنّةُ عَدنٍ فَسُورُهَا يَاقُوتٌ أَحمَرُ وَ حَصبَاؤُهَا اللّؤلُؤُ قُلتُ فَهَل فِيهَا غَيرُهَا قَالَ نَعَم جَنّةُ الفِردَوسِ قُلتُ وَ كَيفَ سُورُهَا قَالَ وَيحَكَ كُفّ عنَيّ‌ حَيّرتَ عَلَيّ قلَبيِ‌ قُلتُ بَل أَنتَ الفَاعِلُ بيِ‌ ذَلِكَ مَا أَنَا بِكَافّ عَنكَ حَتّي تُتِمّ لِيَ الصّفَةَ وَ تخُبرِنَيِ‌ عَن سُورِهَا قَالَ سُورُهَا نُورٌ فَقُلتُ وَ الغُرَفُ التّيِ‌ هيِ‌َ فِيهَا قَالَ هيِ‌َ مِن نُورِ رَبّ العَالَمِينَ قُلتُ زدِنيِ‌ رَحِمَكَ اللّهُ قَالَ وَيحَكَ إِلَي هَذَا انتَهَي بِنَا رَسُولُ اللّهِص


صفحه : 127

طُوبَي لَكَ إِن أَنتَ وَصَلتَ إِلَي بَعضِ هَذِهِ الصّفَةِ وَ طُوبَي لِمَن يُؤمِنُ بِهَذَا قُلتُ يَرحَمُكَ اللّهُ أَنَا وَ اللّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ بِهَذَا قَالَ وَيحَكَ إِنّهُ مَن يُؤمِنُ أَو يُصَدّقُ بِهَذَا الحَقّ وَ المِنهَاجِ لَم يَرغَب فِي الدّنيَا وَ لَا فِي زَهرَتِهَا وَ حَاسَبَ نَفسَهُ قُلتُ أَنَا مُؤمِنٌ بِهَذَا قَالَ صَدَقتَ وَ لَكِن قَارِب وَ سَدّد وَ لَا تَيأَس وَ اعمَل وَ لَا تُفَرّط وَ ارجُ وَ خَف وَ احذَر ثُمّ بَكَي وَ شَهَقَ ثَلَاثَ شَهَقَاتٍ فَظَنَنّا أَنّهُ قَد مَاتَ ثُمّ قَالَ فِدَاكُم أَبِي وَ أمُيّ‌ لَو رَآكُم مُحَمّدٌص لَقَرّت عَينُهُ حِينَ تَسأَلُونَ عَن هَذِهِ الصّفَةِ ثُمّ قَالَ النّجَا النّجَا الوَحَا الوَحَا الرّحِيلَ الرّحِيلَ العَمَلَ العَمَلَ وَ إِيّاكُم وَ التّفرِيطَ وَ إِيّاكُم وَ التّفرِيطَ ثُمّ قَالَ وَيحَكُم اجعلَوُنيِ‌ فِي حِلّ مِمّا فَرّطتُ فَقُلتُ لَهُ أَنتَ فِي حِلّ مِمّا فَرّطتَ جَزَاكَ اللّهُ الجَنّةَ كَمَا أَدّيتَ وَ فَعَلتَ ألّذِي يَجِبُ عَلَيكَ ثُمّ ودَعّنَيِ‌ وَ قَالَ لِيَ اتّقِ اللّهَ وَ أَدّ إِلَي أُمّةِ مُحَمّدٍص مَا أَدّيتُ إِلَيكَ فَقُلتُ أَفعَلُ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي قَالَ أَستَودِعُ اللّهَ دِينَكَ وَ أَمَانَتَكَ وَ زَوّدَكَ التّقوَي وَ أَعَانَكَ عَلَي طَاعَتِهِ بِمَشِيّتِهِ

بيان قال الجوهري‌ الطوال بالضم الطويل يقال طويل وطوال فإذاأفرط في الطول قيل طوال بالتشديد والطوال بالكسر جمع طويل والأدمة بالضم السمرة والطمر بالكسر الثوب الخلق البالي‌ وبخ كلمة يقال عندالمدح والرضا بالشي‌ء ويكرر للمبالغة فيقال بخ بخ فإن وصلت خفضت ونونت وربما شددت كالاسم ذكره الجوهري‌ ويدل علي استحباب الافتتاح بالتسمية عندكتابة الحديث كماوردت به الأخبار. قوله ع علي صلاتهم ظاهره جواز الاعتماد علي المؤذن في دخول الوقت و قدمر الكلام فيه و إن كان في المعتبر مال إلي الاعتماد علي الثقة العارف بالأوقات والأحوط عدمه إلا مع حصول العلم و إن كان ظاهر بعض الأخبار جواز الاعتماد علي أذان المخالفين أيضا وربما يخص بذوي‌ الأعذار. و أماكونهم أمناء علي لحوم الناس فلأنهم لو لم يؤذن أحد بينهم يغتابهم


صفحه : 128

الناس ويأكلون لحومهم بالغيبة بأنهم ليسوا بمسلمين و لايقيمون شعائر الإسلام و علي دمائهم لأن سرايا المسلمين كانوا إذاأشرفوا علي قرية أوبلدة فسمعوا أذانهم كفوا عن قتلهم أولأنه يجوز قتالهم علي ترك الأذان كماقيل وقيل لأن لحومهم ودماءهم تصير محفوظة من النار لأنهم يصلون بأذانهم والصلاة سبب للعتق من النار وقيل المراد بلحومهم ودمائهم ذبائحهم فإن بأذان المؤذنين يعلم الإسلام أهل بلادهم فيعلم حل ذبائحهم وقيل المراد بلحوم الناس أعراضهم والوجه في أمانتهم علي الأعراض والدماء أنهم الذين يدعون الناس إلي إقامة الحدود. قوله ص و لايشفعون في شيء أي في الدنيا بالدعاء أو في الآخرة بالشفاعة أوالأعم إلاشفعوا علي بناء المجهول من باب التفعيل أي قبلت شفاعتهم والصديق للمبالغة في الصدق أوالتصديق أي ألذي صدق النبي ص أسبق وأكثر من غيره قولا وفعلا وقيل هو ألذي يصدق قوله بالعمل ولعل المراد بعمل أربعين صديقا ثوابه الاستحقاقي‌ أو من سائر الأمم . قوله ع من أذن عشرين عاما أي أذان الإعلام لله أوالأعم منه و من الأذان لنفسه . قوله ع مثل نور السماء في الفقيه مثل زنة السماء فهو من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس وقيل أي يضي‌ء مثل تلك المسافة وكونه في قبة ابراهيم ع أودرجته لايستلزم كون مثوباته ولذاته مثله بل هي‌ شرافة وكرامة له أن يكون في قبته واحتسب أي اعمل لوجه الله و من عليه بالعصمة أي من السيئات جميعا والتخلف للقصور في الإخلاص وسائر الشرائط أو من بعضها والنياط ككتاب عرق غليظ نيط به القلب إلي الوتين والمشهور في جمعه أنوطة ونوط والأنياط إما هوجمعه علي غيرالقياس أو هوتصحيف النياط ولعله أظهر وبكاؤه إما لمفارقة الرسول ص أوللشوق إلي الجنة أولحبه تعالي أولخشيته


صفحه : 129

والألوية والأعلام الرايات والألوية تطلق علي الصغير والأعلام علي الكبيرة منها والجنائب جمع الجنيبة وهي‌ الدابة تقاد بجنب أخري ليركبها الإنسان عندالحاجة و قال في القاموس الحقب محركة الحزام يلي‌ حقو البعير أوحبل يشد به الرحل في بطنه والحقيبة الرفادة في مؤخر القتب و كل ماشد في مؤخر رحل أوقتب و في بعض نسخ الفقيه خفائفها ولعله تصحيف .ذكرتني‌ أشياء أي من أحوال الرسول ص أوأحوال الآخرة أوقربه تعالي وعبادته أوالأعم و في القاموس النجيب الكريم الحسيب وناقة نجيب ونجيبة والجمع نجائب و قال أضج القوم إضجاجا صاحوا وجلبوا فإذاجزعوا وغلبوا فضجوا يضجون ضجيجا و قال الملاط ككتاب الطين يجعل بين سافتي‌ البناء ويملط به الحائط و قال شط في سلعته شططا محركة جاوز القدر والحد وتباعد عن الحق والفرق بين البلاء والصبر أنه إذاابتلي‌ أحد و لم يصبر يأجره الله علي البلاء ما لم يصدر منه من الجزع مايبطل أجره و إذاصبر كان له أجر الصبر منضما إلي أجر البلاء. قوله ماأقل من يدخل فيه لأن أكثرهم يبطلون أجرهم بالجزع ومجداف السفينة بالدال والذال مايجدف بهاالسفينة أي يحرك في الماء ليسير به السفينة قوله من نور رب العالمين أي من الأنوار التي‌ خلقها الله تعالي وحافتا الوادي‌ جانباه قوله أويصدق لعل الترديد من الراوي‌ أوالمراد بالإيمان كمال التصديق وزهرة الدنيا بسكون الهاء غضارتها وحسنها. قوله قارب وسدد أي اقتصد في الأمور كلها أواجعل نيتك خالصة وأعمالك سديدة صحيحة و في النهاية فيه سددوا وقاربوا أي اقتصدوا في الأمور كلها واتركوا الغلو فيها والتقصير يقال قارب فلان في أموره إذااقتصد و قال سددوا أي اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة و هوالقصد في الأمر والعدل فيه قوله و لاتأيس أي من رحمة الله و لاتفرط من الإفراط أو من التفريط والشهقة الصيحة أوتردد البكاء في الصدر. و قال الجزري‌ فيه أناالنذير العريان فالنجا فالنجا أي انجوا بأنفسكم و


صفحه : 130

هومصدر منصوب بفعل مضمر أي انجوا النجا وتكراره للتأكيد والنجا السرعة يقال ينجو نجاء إذاأسرع ونجا من الأمر إذاخلص و قال الوحا الوحا أي السرعة السرعة ويمد ويقصر يقال توحيت توحيا إذاأسرعت و هومنصوب علي الإغراء بفعل مضمر. و قال الجوهري‌ الوحا السرعة يمد ويقصر ويقال الوحا الوحا يعني‌ البدار البدار وتوح يا هذا أي أسرع و قال رحل وارتحل وترحل بمعني والاسم الرحيل انتهي والرحيل أيضا منصوب علي الإغراء أي تهيئوا لسفر الآخرة أوارتحلوا بقلوبكم من الدنيا وزخارفها قوله وأمانتك أي ماائتمنك عليه من الأخبار أوأمانتك وكونك أمينا في سائر الأمور

22- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن حَمزَةَ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن عَبدِ العَزِيزِ الأبَهرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن شُعَيبِ بنِ وَاقِدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص أَلَا وَ مَن أَذّنَ مُحتَسِباً يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجهَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَعطَاهُ اللّهُ ثَوَابَ أَربَعِينَ أَلفَ شَهِيدٍ وَ أَربَعِينَ أَلفَ صِدّيقٍ وَ يُدخِلُ فِي شَفَاعَتِهِ أَربَعِينَ أَلفَ مسُيِ‌ءٍ مِن أمُتّيِ‌ إِلَي الجَنّةِ أَلَا وَ إِنّ المُؤَذّنَ إِذَا قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ صَلّي عَلَيهِ تِسعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ استَغفَرُوا لَهُ وَ كَانَ يَومَ القِيَامَةِ فِي ظِلّ العَرشِ حَتّي يَفرُغَ اللّهُ مِن حِسَابِ الخَلَائِقِ وَ يَكتُبُ ثَوَابَ قَولِهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَربَعُونَ أَلفَ أَلفِ مَلَكٍ وَ مَن حَافَظَ عَلَي الصّفّ الأَوّلِ وَ التّكبِيرَةِ الأُولَي لَا يؤُذيِ‌ مُسلِماً أَعطَاهُ اللّهُ مِنَ الأَجرِ مَا يُعطَي المُؤَذّنُونَ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

23- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن مُصَدّقِ بنِ صَدَقَةَ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا بُدّ لِلمَرِيضِ أَن يُؤَذّنَ وَ يُقِيمَ إِذَا أَرَادَ الصّلَاةَ وَ لَو فِي نَفسِهِ إِن لَم يَقدِر عَلَي أَن يَتَكَلّمَ بِهِ بِسَبِيلٍ فَإِن كَانَ شَدِيدَ الوَجَعِ فَلَا بُدّ لَهُ مِن أَن يُؤَذّنَ وَ يُقِيمَ لِأَنّهُ لَا صَلَاةَ إِلّا بِأَذَانٍ وَ إِقَامَةٍ


صفحه : 131

قال الصدوق رحمه الله يعني‌ صلاة الغداة وصلاة المغرب .بيان قوله ع بسبيل أي بوجه من الوجوه و في التهذيب سئل فإن كان شديد الوجع قال لابد ولعله أظهر وظاهره وجوب الأذان والإقامة لجميع الصلوات وحمل علي تأكد الاستحباب ويظهر من الصدوق أنه يقول بوجوبهما للغداة والمغرب

24-معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، وَ التّوحِيدُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المرَوزَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ المقُريِ‌ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الموَصلِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَاصِمٍ الطرّيِفيِ‌ّ عَن عَيّاشِ بنِ يَزِيدَ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَكُنّا جُلُوساً فِي المَسجِدِ إِذ صَعِدَ المُؤَذّنُ المَنَارَةَ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَبَكَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ بَكَينَا بِبُكَائِهِ فَلَمّا فَرَغَ المُؤَذّنُ قَالَ أَ تَدرُونَ مَا يَقُولُ المُؤَذّنُ قُلنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ وَصِيّهُ أَعلَمُ فَقَالَ لَو تَعلَمُونَ مَا يَقُولُ لَضَحِكتُم قَلِيلًا وَ لَبَكَيتُم كَثِيراً فَلِقَولِهِ اللّهُ أَكبَرُ مَعَانٍ كَثِيرَةٌ مِنهَا أَنّ قَولَ المُؤَذّنِ اللّهُ أَكبَرُ يَقَعُ عَلَي قِدَمِهِ وَ أَزَلِيّتِهِ وَ أَبَدِيّتِهِ وَ عِلمِهِ وَ قُوّتِهِ وَ قُدرَتِهِ وَ حِلمِهِ وَ كَرَمِهِ وَ جُودِهِ وَ عَطَائِهِ وَ كِبرِيَائِهِ فَإِذَا قَالَ المُؤَذّنُ اللّهُ أَكبَرُ فَإِنّهُ يَقُولُ اللّهُ ألّذِيلَهُ الخَلقُ وَ الأَمرُ وَ بِمَشِيّتِهِ كَانَ الخَلقُ وَ مِنهُ كَانَ كُلّ شَيءٍ لِلخَلقِ وَ إِلَيهِ يَرجِعُ الخَلقُ وَ هُوَ الأَوّلُ قَبلَ كُلّ شَيءٍ لَم يَزَل وَ الآخِرُ بَعدَ كُلّ شَيءٍ لَا يَزَالُ وَ الظّاهِرُ فَوقَ كُلّ شَيءٍ لَا يُدرَكُ وَ البَاطِنُ دُونَ كُلّ شَيءٍ لَا يُحَدّ فَهُوَ الباَقيِ‌ وَ كُلّ شَيءٍ دُونَهُ فَانٍ وَ المَعنَي الثاّنيِ‌ اللّهُ أَكبَرُ أَيِ العَلِيمُ الخَبِيرُ عَلِمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ قَبلَ أَن يَكُونَ وَ الثّالِثُ اللّهُ أَكبَرُ أَيِ القَادِرُ عَلَي كُلّ شَيءٍ يَقدِرُ عَلَي مَا يَشَاءُ القوَيِ‌ّ لِقُدرَتِهِ المُقتَدِرُ عَلَي خَلقِهِ القوَيِ‌ّ لِذَاتِهِ وَ قُدرَتُهُ قَائِمَةٌ عَلَي الأَشيَاءِ كُلّهَاإِذا قَضي أَمراً فَإِنّما


صفحه : 132

يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَ الرّابِعُ اللّهُ أَكبَرُ عَلَي مَعنَي حِلمِهِ وَ كَرَمِهِ يَحلُمُ كَأَنّهُ لَا يَعلَمُ وَ يَصفَحُ كَأَنّهُ لَا يُرَي وَ يَستُرُ كَأَنّهُ لَا يُعصَي لَا يُعَجّلُ بِالعُقُوبَةِ كَرَماً وَ صَفحاً وَ حِلماً وَ الوَجهُ الآخَرُ فِي مَعنَي اللّهُ أَكبَرُ أَيِ الجَوَادُ جَزِيلُ العَطَاءِ كَرِيمُ الفَعَالِ وَ الوَجهُ الآخَرُ اللّهُ أَكبَرُ فِيهِ نفَي‌ُ كَيفِيّتِهِ كَأَنّهُ يَقُولُ اللّهُ أَجَلّ مِن أَن يُدرِكَ الوَاصِفُونَ قَدرَ صِفَتِهِ ألّذِي هُوَ مَوصُوفٌ بِهِ وَ إِنّمَا يَصِفُهُ الوَاصِفُونَ عَلَي قَدرِهِم لَا عَلَي قَدرِ عَظَمَتِهِ وَ جَلَالِهِ تَعَالَي اللّهُ عَن أَن يُدرِكَ الوَاصِفُونَ صِفَتَهُ عُلُوّاً كَبِيراً وَ الوَجهُ الآخَرُ اللّهُ أَكبَرُ كَأَنّهُ يَقُولُ اللّهُ أَعلَي وَ أَجَلّ وَ هُوَ الغنَيِ‌ّ عَن عِبَادِهِ لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَي أَعمَالِ خَلقِهِ وَ أَمّا قَولُهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَإِعلَامٌ بِأَنّ الشّهَادَةَ لَا تَجُوزُ إِلّا بِمَعرِفَةٍ مِنَ القَلبِ كَأَنّهُ يَقُولُ اعلَم أَنّهُ لَا مَعبُودَ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنّ كُلّ مَعبُودٍ بَاطِلٌ سِوَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أُقِرّ بلِسِاَنيِ‌ بِمَا فِي قلَبيِ‌ مِنَ العِلمِ بِأَنّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدَ أَنّهُ لَا مَلجَأَ مِنَ اللّهِ إِلّا إِلَيهِ وَ لَا مَنجَي مِن شَرّ كُلّ ذيِ‌ شَرّ وَ فِتنَةِ كُلّ ذيِ‌ فِتنَةٍ إِلّا بِاللّهِ وَ فِي المَرّةِ الثّانِيَةِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مَعنَاهُ أَشهَدُ أَن لَا هاَديِ‌َ إِلّا اللّهُ وَ لَا دَلِيلَ إِلّا اللّهُ وَ أُشهِدُ اللّهَ بأِنَيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أُشهِدُ سُكّانَ السّمَاوَاتِ وَ سُكّانَ الأَرضِ وَ مَا فِيهِنّ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ وَ مَا فِيهِنّ مِنَ الجِبَالِ وَ الأَشجَارِ وَ الدّوَابّ وَ الوُحُوشِ وَ كُلّ رَطبٍ وَ يَابِسٍ بأِنَيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا خَالِقَ إِلّا اللّهُ وَ لَا رَزّاقَ وَ لَا مَعبُودَ وَ لَا ضَارّ وَ لَا نَافِعَ وَ لَا قَابِضَ وَ لَا بَاسِطَ وَ لَا معُطيِ‌َ وَ لَا مَانِعَ وَ لَا دَافِعَ وَ لَا نَاصِحَ وَ لَا كاَفيِ‌َ وَ لَا شاَفيِ‌َ وَ لَا مُقَدّمَ وَ لَا مُؤَخّرَ إِلّا اللّهُلَهُ الخَلقُ وَ الأَمرُ وَ بِيَدِهِ الخَيرُ كُلّهُتَبارَكَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَ وَ أَمّا قَولُهُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ يَقُولُ أُشهِدُ اللّهَ أنَيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَبِيّهُ وَ صَفِيّهُ وَ نَجِيبُهُ أَرسَلَهُ إِلَي كَافّةِ النّاسِ أَجمَعِينَبِالهُدي وَ دِينِ الحَقّ لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وَ أُشهِدُ مَن فِي السّمَاوَاتِ


صفحه : 133

وَ الأَرضِ مِنَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ المَلَائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ أنَيّ‌ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص سَيّدُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ فِي المَرّةِ الثّانِيَةِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا حَاجَةَ لِأَحَدٍ إِلَي أَحَدٍ إِلّا إِلَي اللّهِ الوَاحِدِ القَهّارِ الغنَيِ‌ّ عَن عِبَادِهِ وَ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ وَ أَنّهُ أَرسَلَ مُحَمّداً إِلَي النّاسِبَشِيراً وَ نَذِيراًوَ داعِياً إِلَي اللّهِ بِإِذنِهِ وَ سِراجاً مُنِيراًفَمَن أَنكَرَهُ وَ جَحَدَهُ وَ لَم يُؤمِن بِهِ أَدخَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نَارَ جَهَنّمَ خَالِداً مُخَلّداً لَا يَنفَكّ عَنهَا أَبَداً وَ أَمّا قَولُهُ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ أَي هَلُمّوا إِلَي خَيرِ أَعمَالِكُم وَ دَعوَةِ رَبّكُموَ سارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم وَ إِطفَاءِ نَارِكُمُ التّيِ‌ أَوقَدتُمُوهَا عَلَي ظُهُورِكُم وَ فَكَاكِ رِقَابِكُمُ التّيِ‌ رَهَنتُمُوهَا بِذُنُوبِكُم لِيُكَفّرَ اللّهُ عَنكُم سَيّئَاتِكُم وَ يَغفِرَ لَكُم ذُنُوبَكُم وَ يُبَدّلَ سَيّئَاتِكُم حَسَنَاتٍ فَإِنّهُ مَلِكٌ كَرِيمٌ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ وَ قَد أَذِنَ لَنَا مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ بِالدّخُولِ فِي خِدمَتِهِ وَ التّقَدّمِ إِلَي بَينِ يَدَيهِ وَ فِي المَرّةِ الثّانِيَةِ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ أَي قُومُوا إِلَي مُنَاجَاةِ رَبّكُم وَ عَرضِ حَاجَاتِكُم عَلَي رَبّكُم وَ تَوَسّلُوا إِلَيهِ بِكَلَامِهِ وَ تَشَفّعُوا بِهِ وَ أَكثِرُوا الذّكرَ وَ القُنُوتَ وَ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ وَ الخُضُوعَ وَ الخُشُوعَ وَ ارفَعُوا إِلَيهِ حَوَائِجَكُم فَقَد أَذِنَ لَنَا فِي ذَلِكَ وَ أَمّا قَولُهُ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ فَإِنّهُ يَقُولُ أَقبِلُوا إِلَي بَقَاءٍ لَا فَنَاءَ مَعَهُ وَ نَجَاةٍ لَا هَلَاكَ مَعَهَا وَ تَعَالَوا إِلَي حَيَاةٍ لَا مَمَاتَ مَعَهَا وَ إِلَي نَعِيمٍ لَا نَفَادَ لَهُ وَ إِلَي مُلكٍ لَا زَوَالَ عَنهُ وَ إِلَي سُرُورٍ لَا حُزنَ مَعَهُ وَ إِلَي أُنسٍ لَا وَحشَةَ مَعَهُ وَ إِلَي نُورٍ لَا ظُلمَةَ مَعَهُ وَ إِلَي سَعَةٍ لَا ضِيقَ مَعَهَا وَ إِلَي بَهجَةٍ لَا انقِطَاعَ لَهَا وَ إِلَي غِنًي لَا فَاقَةَ مَعَهُ وَ إِلَي صِحّةٍ لَا سُقمَ مَعَهَا وَ إِلَي عِزّ لَا ذُلّ مَعَهُ وَ إِلَي قُوّةٍ لَا ضَعفَ مَعَهَا وَ إِلَي كَرَامَةٍ يَا لَهَا مِن كَرَامَةٍ وَ اعجَلُوا إِلَي سُرُورِ الدّنيَا وَ العُقبَي وَ نَجَاةِ الآخِرَةِ وَ الأُولَي وَ فِي المَرّةِ الثّانِيَةِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ فَإِنّهُ يَقُولُ سَابِقُوا إِلَي مَا دَعَوتُكُم إِلَيهِ وَ إِلَي جَزِيلِ الكَرَامَةِ وَ عَظِيمِ المِنّةِ وَ سنَيِ‌ّ النّعمَةِ وَ الفَوزِ العَظِيمِ وَ نَعِيمِ الأَبَدِ


صفحه : 134

فِي جِوَارِ مُحَمّدٍص فِي مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍ وَ أَمّا قَولُهُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَإِنّهُ يَقُولُ اللّهُ أَعلَي وَ أَجَلّ مِن أَن يَعلَمَ أَحَدٌ مِن خَلقِهِ مَا عِندَهُ مِنَ الكَرَامَةِ لِعَبدٍ أَجَابَهُ وَ أَطَاعَهُ وَ أَطَاعَ أَمرَهُ وَ عَرَفَهُ وَ عَبَدَهُ وَ اشتَغَلَ بِهِ وَ بِذِكرِهِ وَ أَحَبّهُ وَ أَنِسَ بِهِ وَ اطمَأَنّ إِلَيهِ وَ وَثِقَ بِهِ وَ خَافَهُ وَ رَجَاهُ وَ اشتَاقَ إِلَيهِ وَ وَافَقَهُ فِي حُكمِهِ وَ قَضَائِهِ وَ رضَيِ‌َ بِهِ وَ فِي المَرّةِ الثّانِيَةِ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَإِنّهُ يَقُولُ اللّهُ أَكبَرُ وَ أَعلَي وَ أَجَلّ مِن أَن يَعلَمَ أَحَدٌ مَبلَغَ كَرَامَاتِهِ لِأَولِيَائِهِ وَ عُقُوبَتِهِ لِأَعدَائِهِ وَ مَبلَغَ عَفوِهِ وَ غُفرَانِهِ وَ نِعمَتِهِ لِمَن أَجَابَهُ وَ أَجَابَ رَسُولَهُ وَ مَبلَغَ عَذَابِهِ وَ نَكَالِهِ وَ هَوَانِهِ لِمَن أَنكَرَهُ وَ جَحَدَهُ وَ أَمّا قَولُهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مَعنَاهُ لِلّهِ الحُجّةُ البَالِغَةُ عَلَيهِم بِالرّسُولِ وَ الرّسَالَةِ وَ البَيَانِ وَ الدّعوَةِ وَ هُوَ أَجَلّ مِن أَن يَكُونَ لِأَحَدٍ مِنهُم عَلَيهِ حُجّةٌ فَمَن أَجَابَهُ فَلَهُ النّورُ وَ الكَرَامَةُ وَ مَن أَنكَرَهُ فَإِنّ اللّهَ غنَيِ‌ّ عَنِ العَالَمِينَوَ هُوَ أَسرَعُ الحاسِبِينَ وَ مَعنَي قَد قَامَتِ الصّلَاةُ فِي الإِقَامَةِ أَي حَانَ وَقتُ الزّيَارَةِ وَ المُنَاجَاةِ وَ قَضَاءِ الحَوَائِجِ وَ دَركِ المُنَي وَ الوُصُولِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِلَي كَرَامَتِهِ وَ غُفرَانِهِ وَ عَفوِهِ وَ رِضوَانِهِ

قال الصدوق رحمه الله إنما ترك الراوي‌ ذكر حي‌ علي خير العمل للتقية. وَ قَد روُيِ‌َ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنّ الصّادِقَ ع سُئِلَ عَن مَعنَي حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ فَقَالَ خَيرُ العَمَلِ الوَلَايَةُ

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ خَيرُ العَمَلِ بِرّ فَاطِمَةَ وَ وُلدِهَا ع

.بيان قدسبق تفسير التكبير في كتاب الدعاء و في الخبر إشعار بتربيع التكبير في أول الأذان و إن لم يكن صريحا و ماذكر من المعاني‌ كلها داخلة في معني الكبرياء والأكبرية ويرجع بعضها إلي كبرياء الذات وبعضها إلي الكبرياء من جهة الصفات وبعضها إلي الكبرياء من جهة الأعمال . قوله ع وأشهد سكان السماوات أي رفع الصوت بالأذان إشهاد للحيوانات والجمادات والنباتات علي العقائد الحقة ولذا تشهد كلها له يوم القيامة


صفحه : 135

قوله ع أن لاحاجة لعله إشارة إلي أن إرسال الرسول إنما هولدفع حوائج الخلق ورفع أمور دنياهم وآخرتهم إليه فلاحاجة لأحد إلا إليه وقضي حوائجهم بنصب الحجج الدالين عليه . قوله ع و أما قوله الله أكبر في بعض النسخ وقع التكبير هنا وفيما سيأتي‌ معا مكررا فيدل علي تربيع التكبير في آخر الأذان أيضا و في بعضها في كل موضع مرة فيدل علي المشهور وذكر لاإله إلا الله في آخر الأذان أيضا مرة لايدل علي وحدتها و إن كان مشعرا بها وترك تفسير حي‌ علي خير العمل يمكن أن يكون لترك المؤذن هذاالفصل لأنه ع كان يفسر مايقوله المؤذن وتأويل خير العمل بالولاية لاينافي‌ كونه من فصول أذان الصلاة لأنها من أعظم شرائط صحتها وقبولها ويحتمل أن يكون المعني أن الصلاة التي‌ هي‌ خير العمل هي‌ ماكانت مقرونة بالولاية وبر فاطمة وولدها صلوات الله عليهم و قدمر منا تحقيق في تأويل الصلاة وسائر العبادات بالأئمة ع في كتاب الإمامة وغيره فتذكر

25- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ كَرِهَ الكَلَامَ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ حَتّي تُقضَي الصّلَاةُ وَ نَهَي عَنهُ

الخصال ، عن أبيه عن سعدمثله بيان ماتضمنه من كراهة الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة لم يذكره الأكثر وإنما حكموا بكراهة الكلام في خلالهما وبتأكدها بعد قدقامت الصلاة و قال الشيخان والمرتضي إذا قال الإمام قدقامت الصلاة حرم الكلام إلا مايتعلق بالصلاة من تسوية صف أوتقديم إمام والكراهة الشديدة أظهر لكن قال


صفحه : 136

يحيي بن سعيد في الجامع يكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة ونحوه قال الشهيد في النفلية ورواه الصدوق في الفقيه في وصية النبي ص لعلي‌ ع

26- الإِحتِجَاجُ، عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي الرّبِيعِ قَالَ قَالَ البَاقِرُ ع فِيمَا أَجَابَ بِهِ عَن مَسَائِلَ نَافِعٍ لَمّا أسُريِ‌َ باِلنبّيِ‌ّص إِلَي بَيتِ المَقدِسِ حَشَرَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مِنَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ ثُمّ أَمَرَ جَبرَئِيلَ ع فَأَذّنَ شَفعاً وَ قَالَ فِي أَذَانِهِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ ثُمّ تَقَدّمَ مُحَمّدٌص وَ صَلّي بِالقَومِ

27- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي الرّبِيعِ مِثلَهُ وَ فِيهِ فَأَذّنَ شَفعاً وَ أَقَامَ شَفعاً ثُمّ قَالَ فِي إِقَامَتِهِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ

28- قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ‌ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع تَحضُرُ الصّلَاةُ وَ نَحنُ مُجتَمِعُونَ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ تُجزِينَا إِقَامَةٌ بِغَيرِ أَذَانٍ قَالَ نَعَم

بيان يدل علي جواز الاكتفاء في الجماعة بالإقامة إذاكانوا مجتمعين غيرمنتظرين لأحد لأن الأذان لإعلام الناس للاجتماع وأمثاله مما يؤيد الاستحباب مطلقا و إن لم يمكن الاستدلال بها

29-قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ المُؤَذّنِ يُحدِثُ فِي أَذَانِهِ وَ فِي إِقَامَتِهِ قَالَ إِن كَانَ الحَدَثُ


صفحه : 137

فِي الأَذَانِ فَلَا بَأسَ وَ إِن كَانَ فِي الإِقَامَةِ فَليَتَوَضّأ وَ ليُقِم إِقَامَتَهُ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ سَهَا فَبَنَي عَلَي مَا صَلّي كَيفَ يَصنَعُ أَ يَفتَتِحُ صَلَاتَهُ أَم يَقُومُ وَ يُكَبّرُ وَ يَقرَأُ وَ هَل عَلَيهِ أَذَانٌ وَ إِقَامَةٌ وَ إِن كَانَ قَد سَهَا فِي الرّكعَتَينِ الأُخرَاوَينِ وَ قَد فَرَغَ مِنَ القِرَاءَةِ هَل عَلَيهِ قِرَاءَةٌ وَ تَسبِيحٌ أَو تَكبِيرٌ قَالَ يبَنيِ‌ عَلَي مَا صَلّي فَإِن كَانَ قَد فَرَغَ مِنَ القِرَاءَةِ فَلَيسَ عَلَيهِ قِرَاءَةٌ وَ لَا أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ

بيان يدل علي أن الحدث في الإقامة يوجب الإعادة و في الأذان لايوجبها و لاخلاف بين الأصحاب في رجحان الطهارة في الأذان والإقامة وعدم اشتراط الأذان بهامقطوع به في كلامهم ودلت عليه روايات كثيرة و أماالإقامة فالأشهر فيهاأيضا عدم الاشتراط ويظهر من كثير من الروايات المعتبرة الاشتراط والنهي‌ عن الإقامة علي غيرطهر كماذهب إليه المرتضي والعلامة في المنتهي و هذاالخبر مما يؤيده و إن حمل الأكثر الإعادة علي الاستحباب . قال في الذكري يستحب الطهارة فيه إجماعا لما روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ حَقّ وَ سُنّةٌ أَن لَا يُؤَذّنَ أَحَدٌ إِلّا وَ هُوَ طَاهِرٌ

ويجوز علي غيرطهر

لِقَولِ عَلِيّ ع لَا بَأسَ أَن يُؤَذّنَ وَ هُوَ جُنُبٌ وَ لَا يُقِيمُ حَتّي يَغتَسِلَ

و هويدل علي أن شرعية الطهارة في الإقامة آكد و من ثم جعل المرتضي الطهارة شرطا في الإقامة و لوأحدث خلال الإقامة استحب الاستئناف بعدالطهارة و في أثناء الأذان يتطهر ويبني‌ انتهي . والخبر يدل علي استئناف الإقامة مع تخلل الحدث وعدم الاكتفاء بالبناء كماذكره الشهيد رحمه الله ويدل علي أنه إذاسها وسلم في غيرمحله فذكر وقام ليتم الصلاة لايحتاج إلي الأذان والإقامة و لاالتكبيرات الافتتاحية و لاتكبيرة الإحرام و لاالقراءة في الأخيرتين وسيأتي‌ مزيد شرح له في محله الأنسب به

30-قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 138

أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ القَعدَةِ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فَقَالَ القَعدَةُ بَينَهُمَا إِذَا لَم تَكُن بَينَهُمَا نَافِلَةٌ وَ قَالَ تُؤَذّنُ وَ أَنتَ رَاكِبٌ وَ جَالِسٌ وَ لَا تُقِيمُ إِلّا عَلَي الأَرضِ وَ أَنتَ قَائِمٌ

بيان قال في المنتهي ويستحب الفصل بين الأذان والإقامة بركعتين أوسجدة أوجلسة أوخطوة إلاالمغرب فإنه يفصل بينهما بخطوة أوسكتة أوتسبيحة ذهب إليه علماؤنا و قال في المعتبر و عليه علماؤنا و قال الشيخ في النهاية ويستحب أن يفصل الإنسان بين الأذان والإقامة بجلسة أوخطوة أوسجدة وأفضل ذلك السجدة إلا في المغرب خاصة فإنه لايسجد بينهما ويكفي‌ الفصل بينهما بخطوة أوجلسة خفيفة. و قال ابن إدريس من صلي منفردا فالمستحب له أن يفصل بين الأذان والإقامة بسجدة أوجلسة أوخطوة والسجدة أفضل إلا في الأذان للمغرب خاصة فإن الجلسة والخطوة السريعة فيهافضل و إذاصلي في جماعة فمن السنة أن يفصل بينهما بشي‌ء من نوافله ليجتمع الناس في زمان تشاغله بها إلاصلاة المغرب فإنه لايجوز ذلك فيهاانتهي . واعترف أكثر المتأخرين بعدم النص في الخطوة وسيأتي‌ في فقه الرضا ع للمنفرد وكذا ذكروا عدم النص في السجدة وستأتي‌ الأخبار في استحبابها مع الدعاء فيها. و قال الشهيد في الذكري في مضمر الجعفري‌ افرق بينهما بجلوس أوركعتين و أماالفصل بالركعتين فينبغي‌ تقييده بما إذا لم يدخل وقت فضيلة الفريضة لمامر ولذا خص الشهيد في الذكري تبعا لأكثر الروايات بالظهرين بأن يأتي‌ بركعتين من نافلتهما بين الأذان والإقامة. و أماصلاة الغداة فالغالب إيقاع نافلتها قبل الفجر فلذا لم يذكر في الأخبار و أمااستثناء الجلسة في المغرب فسيأتي‌ الفضل الكثير فيها فلاوجه لاستثنائها

31-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ


صفحه : 139

عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ وَ انتَهَيتُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي فَإِذَا مَلَكٌ يُؤَذّنُ لَم يُرَ فِي السّمَاءِ قَبلَ تِلكَ اللّيلَةِ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ اللّهُ صَدَقَ عبَديِ‌ أَنَا أَكبَرُ مِن كُلّ شَيءٍ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ اللّهُ صَدَقَ عبَديِ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ غيَريِ‌ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ اللّهُ صَدَقَ عبَديِ‌ إِنّ مُحَمّداً عبَديِ‌ وَ رسَوُليِ‌ أَنَا بَعَثتُهُ وَ انتَجَبتُهُ فَقَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ فَقَالَ صَدَقَ عبَديِ‌ دَعَا إِلَي فرَيِضتَيِ‌ فَمَن مَشَي إِلَيهَا رَاغِباً فِيهَا مُحتَسِباً كَانَت كَفّارَةً لِمَا مَضَي مِن ذُنُوبِهِ فَقَالَ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ فَقَالَ اللّهُ هيِ‌َ الصّلَاحُ وَ النّجَاحُ وَ الفَلَاحُ ثُمّ أَمَمتُ المَلَائِكَةَ فِي السّمَاءِ كَمَا أَمَمتُ الأَنبِيَاءَ فِي بَيتِ المَقدِسِ

بيان الله أكبر أي من كل شيء أو من أن يوصف كمامر وحي‌ اسم فعل بمعني أقبل والفلاح الفوز بالأمنية والظفر بالمطلوب أي أقبل علي مايوجب الفوز والظفر بالسعادة العظمي في الآخرة

32- العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ اللّهِ البخُاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا عُرِجَ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ أَذّنَ جَبرَئِيلُ ع مَثنَي مَثنَي وَ أَقَامَ مَثنَي مَثنَي ثُمّ قَالَ لِي تَقَدّم يَا مُحَمّدُ فَتَقَدّمتُ فَصَلّيتُ بِهِم وَ لَا فَخرَ

33-العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ المَرأَةُ عَلَيهَا أَذَانٌ وَ إِقَامَةٌ فَقَالَ إِن كَانَ تَسمَعُ أَذَانَ القَبِيلَةِ فَلَيسَ عَلَيهَا شَيءٌ وَ إِلّا فَلَيسَ عَلَيهَا أَكثَرُ مِنَ الشّهَادَتَينِ وَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ لِلرّجَالِأَقِيمُوا الصّلاةَ


صفحه : 140

وَ قَالَ لِلنّسَاءِوَ أَقِمنَ الصّلاةَ وَ آتِينَ الزّكاةَ وَ أَطِعنَ اللّهَ وَ رَسُولَهُالخَبَرَ

بيان يدل علي جواز الاكتفاء بأذان القبيلة للنساء أومطلقا والاستشهاد بالآيتين لعله لبيان اشتراك حكم الأذان والإقامة اللذين هما من لوازم الصلاة وللدعوة إليها بين الرجال والنساء لأن الله تعالي أمر الفريقين بالصلاة علي نحو واحد

34- العِلَلُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا الحَسَنِ ع عَن حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ لِمَ تُرِكَت مِنَ الأَذَانِ فَقَالَ تُرِيدُ العِلّةَ الظّاهِرَةَ أَوِ البَاطِنَةَ قُلتُ أُرِيدُهُمَا جَمِيعاً فَقَالَ أَمّا العِلّةُ الظّاهِرَةُ فَلِئَلّا يَدَعَ النّاسُ الجِهَادَ اتّكَالًا عَلَي الصّلَاةِ وَ أَمّا البَاطِنَةُ فَإِنّ خَيرَ العَمَلِ الوَلَايَةُ فَأَرَادَ مَن أَمَرَ بِتَركِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ مِنَ الأَذَانِ أَن لَا يَقَعَ حَثّ عَلَيهَا وَ دُعَاءٌ إِلَيهَا

وَ مِنهُ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقِ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ العَبّاسِ بنِ سَعِيدٍ الأَزرَقِ عَن سُوَيدِ بنِ سَعِيدٍ الأنَباَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ الجمُحَيِ‌ّ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَبَانٍ عَن عِكرِمَةَ قَالَ قُلتُ لِابنِ عَبّاسٍ أخَبرِنيِ‌ لأِيَ‌ّ شَيءٍ حُذِفَ مِنَ الأَذَانِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ قَالَ أَرَادَ عُمَرُ بِذَلِكَ أَن لَا يَتّكِلَ النّاسُ عَلَي الصّلَاةِ وَ يَدَعُوا الجِهَادَ فَلِذَلِكَ حَذَفَهَا مِنَ الأَذَانِ

بيان يدل هذا علي أن عمر وأتباعه يزعمون أنهم أعلم من الله ورسوله ص وأنهما لم يتفطنا بهذه المفسدة وتفطن بها هذاالشقي‌ الغبي‌ و لم لم يمنع ذلك أصحاب الرسول ص في زمانه وأصحاب أمير المؤمنين ع عن الجهاد بل كانوا مع مواظبتهم علي حي‌ علي خير العمل أشد اهتماما بالجهاد من سائر العباد وكون عمل أفضل من عمل آخر لايصير سببا لأن يترك المكلف المفضول كان الناس يعلمون أن الصلاة أفضل من الزكاة والصوم ورد السلام وستر العورة وأكثر العبادات والتكاليف الشرعية و لم يصر علمهم بذلك سببا لتركها


صفحه : 141

35- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، وَ العِلَلُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ العَبّاسِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِي نَصرٍ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَ تدَريِ‌ مَا تَفسِيرُ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ قَالَ قُلتُ لَا قَالَ دَعَاكَ إِلَي البِرّ أَ تدَريِ‌ بِرّ مَن قُلتُ لَا قَالَ دَعَاكَ إِلَي بِرّ فَاطِمَةَ وَ وُلدِهَا ع

36- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ،بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ عَن حَمّادِ بنِ يَعلَي عَن عَلِيّ بنِ الحَزَوّرِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ أَنّهُ ذُكِرَ عِندَهُ الأَذَانُ فَقَالَ لَمّا أسُريِ‌َ باِلنبّيِ‌ّص إِلَي السّمَاءِ وَ تَنَاهَي إِلَي السّمَاءِ السّادِسَةِ نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السّمَاءِ السّابِعَةِ لَم يَنزِل قَبلَ ذَلِكَ اليَومِ قَطّ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ أَنَا كَذَلِكَ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنَا كَذَلِكَ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا فَقَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ عبَديِ‌ وَ أمَيِنيِ‌ عَلَي خلَقيِ‌ اصطَفَيتُهُ برِسِاَلاَتيِ‌ ثُمّ قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ فَرَضتُهَا عَلَي عبِاَديِ‌ وَ جَعَلتُهَا لِي دِيناً ثُمّ قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَفلَحَ مَن مَشَي إِلَيهَا وَ وَاظَبَ عَلَيهَا ابتِغَاءَ وجَهيِ‌ ثُمّ قَالَ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ هيِ‌َ أَفضَلُ الأَعمَالِ وَ أَزكَاهَا عنِديِ‌ ثُمّ قَالَ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ فَتَقَدّمَ النّبِيّص فَأَمّ أَهلَ السّمَاءِ فَمِن يَومَئِذٍ تَمّ شَرَفُ النّبِيّص

بيان ثم قال قدقامت الصلاة أي في الإقامة بعدافتتاحها ويحتمل أن يكون من الأول بيانا للإقامة وترك ذكر الأذان لتلازمهما

37-معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن أَبِي الحَسَنِ بنِ عَمرِو بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ البصَريِ‌ّ عَن خَلَفِ بنِ مُحَمّدٍ البلَخيِ‌ّ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن عَيّاشِ بنِ الضّحّاكِ عَن مكَيّ‌ّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ ابنِ جَرِيحٍ عَن عَطَاءٍ قَالَكُنّا عِندَ ابنِ عَبّاسٍ بِالطّائِفِ أَنَا وَ أَبُو العَالِيَةِ


صفحه : 142

وَ سَعِيدُ بنُ جُبَيرٍ وَ عِكرِمَةُ فَجَاءَ المُؤَذّنُ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ وَ اسمُ المُؤَذّنِ قُثَمُ بنُ عَبدِ الرّحمَنِ الثقّفَيِ‌ّ فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ أَ تَدرُونَ مَا قَالَ المُؤَذّنُ فَسَأَلَهُ أَبُو العَالِيَةِ فَقَالَ أَخبِرنَا بِتَفسِيرِهِ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ إِذَا قَالَ المُؤَذّنُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ يَقُولُ يَا مَشَاغِيلَ الأَرضِ قَد وَجَبَتِ الصّلَاةُ فَتَفَرّغُوا لَهَا وَ إِذَا قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ يَقُولُ يَقُومُ يَومُ القِيَامَةِ وَ يَشهَدُ لِي مَا فِي السّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الأَرضِ عَلَي أنَيّ‌ أَخبَرتُكُم فِي اليَومِ خَمسَ مَرّاتٍ وَ إِذَا قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ يَقُولُ تَقُومُ القِيَامَةُ وَ مُحَمّدٌ يَشهَدُ لِي عَلَيكُم أنَيّ‌ قَد أَخبَرتُكُم بِذَلِكَ فِي اليَومِ خَمسَ مَرّاتٍ وَ حجُتّيِ‌ عِندَ اللّهِ قَائِمَةٌ فَإِذَا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ يَقُولُ دِيناً قَيّماً فَأَقِيمُوهُ وَ إِذَا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ يَقُولُ هَلُمّوا إِلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ خُذُوا سَهمَكُم مِن رَحمَةِ اللّهِ يعَنيِ‌ الجَمَاعَةَ وَ إِذَا قَالَ العَبدُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ يَقُولُ حَرّمتُ الأَعمَالَ وَ إِذَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ يَقُولُ أَمَانَةُ سَبعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبعِ أَرَضِينَ وَ الجِبَالِ وَ البِحَارِ وُضِعَت عَلَي أَعنَاقِكُم إِن شِئتُم أَقبِلُوا وَ إِن شِئتُم فَأَدبِرُوا

بيان يامشاغيل الأرض أي يذكرهم عظمة الله وكبرياءه و قدنسوا ذلك بسبب أشغالهم التي‌ لابد لهم من ارتكابها لمعاشهم وبقاء نوعهم و قدأمرهم في كل يوم خمس مرات بالصلاة لئلا ينسوا ربهم وخالقهم و لاينهمكوا في أشغال الدنيا ولذاتها وشهواتها فيبعدوا عن ربهم وبكلمة التوحيد يذكرهم أن ليس لهم سواه معبود وخالق ورازق ومفزع في أمورهم الدنيوية والأخروية فلابد لهم من الرجوع إليه والطاعة له فيستشهد المؤذن برفع صوته بذلك كل شيءأني‌ أتممت عليهم الحجة فلم يبق لهم عذر في ذلك . ثم بشهادة الرسالة يذكرهم أنه الرسول إليكم ويلزمكم إطاعته فيما أمر به وأفضل ماأمر به الصلاة و هوالشاهد عليكم فيما تأتون و ماتذرون والخبر يدل علي أن الفلاح الكامل إنما يحصل بالجماعة ثم يذكرهم ثانيا عظمة الله ليعلموا أنه يجب


صفحه : 143

ترك كل شيءيخالف أمره وحكمه . و في تذكير التوحيد أخيرا تأكيد للزوم الإطاعة لاسيما في الأمر ألذي هوالأمانة المعروضة علي السماوات و الأرض والجبال وهن أبين عن حملها لشدة صعوبة الإتيان بها كماينبغي‌ ويدل علي أن الأمانة المعروضة هي‌ التكاليف الشرعية وأعظمها الصلاة

38- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَأَذّنَ جَبرَئِيلُ ع فَلَمّا قَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ قَالَتِ المَلَائِكَةُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَلَمّا قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَتِ المَلَائِكَةُ خَلَعَ الأَندَادَ فَلَمّا قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ قَالَتِ المَلَائِكَةُ نبَيِ‌ّ بُعِثَ فَلَمّا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ قَالَتِ المَلَائِكَةُ حَثّ عَلَي عِبَادَةِ رَبّهِ فَلَمّا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ قَالَتِ المَلَائِكَةُ أَفلَحَ مَنِ اتّبَعَهُ

39-العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِيمَا رَوَاهُ مِنَ العِلَلِ عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الأَذَانِ لِمَ أُمِرُوا بِهِ قِيلَ لِعِلَلٍ كَثِيرَةٍ مِنهَا أَن يَكُونَ تَذكِيراً للِساّهيِ‌ وَ تَنبِيهاً لِلغَافِلِ وَ تَعرِيفاً لِمَن جَهِلَ الوَقتَ وَ اشتَغَلَ عَنِ الصّلَاةِ وَ لِيَكُونَ ذَلِكَ دَاعِياً إِلَي عِبَادَةِ الخَالِقِ مُرَغّباً فِيهَا مُقِرّاً لَهُ بِالتّوحِيدِ مُجَاهِراً بِالإِيمَانِ مُعلِناً بِالإِسلَامِ مُؤَذّناً لِمَن يَنسَاهَا وَ إِنّمَا يُقَالُ مُؤَذّنٌ لِأَنّهُ يُؤَذّنُ بِالصّلَاةِ فَإِن قَالَ فَلِمَ بَدَأَ فِيهِ بِالتّكبِيرِ قَبلَ التّهلِيلِ قِيلَ لِأَنّهُ أَرَادَ أَن يَبدَأَ بِذِكرِهِ وَ اسمِهِ لِأَنّ اسمَ اللّهِ تَعَالَي فِي التّكبِيرِ فِي أَوّلِ الحَرفِ وَ فِي التّهلِيلِ اسمُ اللّهِ فِي آخِرِ الحَرفِ فَبَدَأَ بِالحَرفِ ألّذِي اسمُ اللّهِ فِي أَوّلِهِ لَا فِي آخِرِهِ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ مَثنَي مَثنَي قِيلَ لِأَن يَكُونَ مُكَرّراً فِي آذَانِ المُستَمِعِينَ


صفحه : 144

مُؤَكّداً عَلَيهِم إِن سَهَا أَحَدٌ عَنِ الأَوّلِ لَم يَسهُ عَنِ الثاّنيِ‌ وَ لِأَنّ الصّلَاةَ رَكعَتَانِ رَكعَتَانِ فَلِذَلِكَ جُعِلَ الأَذَانُ مَثنَي مَثنَي فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ التّكبِيرُ فِي أَوّلِ الأَذَانِ أَربَعاً قِيلَ لِأَنّ أَوّلَ الأَذَانِ إِنّمَا يَبدُو غَفلَةً وَ لَيسَ قَبلَهُ كَلَامٌ يَتَنَبّهُ المُستَمِعُ لَهُ فَجُعِلَ ذَلِكَ تَنبِيهاً لِلمُستَمِعِينَ لِمَا بَعدَهُ فِي الأَذَانِ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ بَعدَ التّكبِيرِ شَهَادَتَينِ قِيلَ لِأَنّ أَوّلَ الإِيمَانِ إِنّمَا هُوَ التّوحِيدُ وَ الإِقرَارُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ بِالوَحدَانِيّةِ وَ الثاّنيِ‌َ الإِقرَارُ لِلرّسُولِ بِالرّسَالَةِ وَ أَنّ طَاعَتَهُمَا وَ مَعرِفَتَهُمَا مَقرُونَتَانِ وَ لِأَنّ أَصلَ الإِيمَانِ إِنّمَا هُوَ الشّهَادَةُ فَجُعِلَ شَهَادَتَينِ شَهَادَتَينِ فِي الأَذَانِ كَمَا جُعِلَ فِي سَائِرِ الحُقُوقِ شَهَادَتَينِ فَإِذَا أَقَرّ لِلّهِ بِالوَحدَانِيّةِ وَ أَقَرّ لِلرّسُولِ بِالرّسَالَةِ فَقَد أَقَرّ بِجُملَةِ الإِيمَانِ لِأَنّ أَصلَ الإِيمَانِ إِنّمَا هُوَ الإِقرَارُ بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ بَعدَ الشّهَادَتَينِ الدّعَاءُ إِلَي الصّلَاةِ قِيلَ لِأَنّ الأَذَانَ إِنّمَا وُضِعَ لِمَوضِعِ الصّلَاةِ وَ إِنّمَا هُوَ نِدَاءٌ إِلَي الصّلَاةِ فَجُعِلَ النّدَاءُ إِلَي الصّلَاةِ فِي وَسَطِ الأَذَانِ فَقَدّمَ المُؤَذّنُ قَبلَهَا أَربَعاً التّكبِيرَتَينِ وَ الشّهَادَتَينِ وَ أَخّرَ بَعدَهَا أَربَعاً يَدعُو إِلَي الفَلَاحِ حَثّاً عَلَي البِرّ وَ الصّلَاةِ ثُمّ دَعَا إِلَي خَيرِ العَمَلِ مُرَغّباً فِيهَا وَ فِي عَمَلِهَا وَ فِي أَدَائِهَا ثُمّ نَادَي بِالتّكبِيرِ وَ التّهلِيلِ لِيُتِمّ بَعدَهَا أَربَعاً كَمَا أَتَمّ قَبلَهَا أَربَعاً وَ لِيَختِمَ كَلَامَهُ بِذِكرِ اللّهِ كَمَا فَتَحَهُ بِذِكرِ اللّهِ تَعَالَي فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ آخِرُهَا التّهلِيلَ وَ لَم يُجعَل آخِرُهَا التّكبِيرَ كَمَا جُعِلَ فِي أَوّلِهَا التّكبِيرُ قِيلَ لِأَنّ التّهلِيلَ اسمُ اللّهِ فِي آخِرِهِ فَأَحَبّ اللّهُ تَعَالَي أَن يَختِمَ الكَلَامَ بِاسمِهِ كَمَا فَتَحَهُ بِاسمِهِ فَإِن قَالَ فَلِمَ لَم يُجعَل بَدَلَ التّهلِيلِ التّسبِيحُ أَوِ التّحمِيدُ وَ اسمُ اللّهِ فِي آخِرِهِمَا قِيلَ لِأَنّ التّهلِيلَ هُوَ إِقرَارٌ لِلّهِ تَعَالَي بِالتّوحِيدِ وَ خَلعُ الأَندَادِ مِن دُونِ اللّهِ وَ هُوَ أَوّلُ الإِيمَانِ وَ أَعظَمُ مِنَ التّسبِيحِ وَ التّحمِيدِ


صفحه : 145

توضيح لم أمروا به الأمر يشمل الندب أيضا إما حقيقة أومجازا شايعا والمراد بالأذان ما هوللإعلام أوالأعم و إن كان بعض التعليلات بالأول أنسب و في قوله وتعريفا إشعار بجواز الاعتماد في دخول الوقت علي المؤذنين و إن أمكن حمله علي ذوي‌ الأعذار أو أن المراد تعريفهم بأن ينتبهوا ويتفحصوا عن الوقت وليكون داعيا و في بعض النسخ وليكون ذلك داعيا أي الأذان أوالمؤذن ويؤيد الأخير أن في الفقيه و يكون المؤذن بذلك داعيا فيكون هذافائدة تعود إلي المؤذن كماأنها علي الأول كانت عائدة إلي الناس و في العلل وداعيا فيرجع إلي الأذان و قوله مقرا و مابعده يأبي عنه إلابتكلف وارتكابه في داعيا أولي . والمراد بالإيمان الصلاة كما قال سبحانه و ما كان الله ليضيع إيمانكم أوالشهادتان بالإخلاص فإنه يلزمهما سائر العقائد أوإشارة إلي مامر من أن خير العمل الولاية و علي الوسط الإسلام تأكيد مؤذنا أي معلما لمن ينساها الضمير راجع إلي المذكورات من التوحيد والإيمان والإسلام والصلاة و في العلل يتساهي أي يظهر السهو و ليس بساه و في الفقيه كالعيون ينساها و هوأظهر و في الفقيه لأنه يؤذن بالأذان للصلاة. قوله قبل التهليل في العلل قبل التسبيح والتهليل والتحميد و في آخر الكلام أيضا هكذا و في التسبيح والتحميد والتهليل اسم الله في آخر الحروف فالمراد القبلية بحسب الرتبة أي اختاره عليها و في الفقيه وإنما بدأ فيه بالتكبير وختم بالتهليل لأن الله عز و جل أراد أن يكون الابتداء بذكره واسمه واسم الله في التكبير في أول الحرف و في التهليل في آخره . قوله ع ركعتان أي في أول التكليف كمامر قوله إنما يبدو غفلة أي يظهر وربما يقرأ بالهمز قوله فجعل ذلك كذا في العيون و في العلل فجعل الأولين و في الفقيه فجعل الأوليان فعلي النسختين ظاهره عدم دخول الأوليين في الأذان


صفحه : 146

بل هما من مقدماته كما هومصرح به في آخر الكلام فيكون وجه جمع حسن بين الأخبار. قوله ع ولأن أصل الإيمان الظاهر أنه تعليل لتكرير كل من الشهادتين و في بعض نسخ العيون شهادتين بدون تكرار فيحتمل أن يكون تعليلا آخر لأصل الشهادتين وتلك العلل مناسبات لاتعقل فيهاالمناقشات التي‌ تكون في المقامات البرهانية. و قوله ع فإذاأقر علة للاكتفاء بالشهادتين وحاصله أن الإقرار بهما يستلزم الإقرار بسائر العقائد الإيمانية لأنهما مما أخبر به الرسول ص عن الله تعالي ضرورة فالإقرار بهما يستلزم الإقرار بالجميع . قوله ع وأخر بعدها أربعا لعل حاصله أنه جعل أربع كلمات من التكبير والتهليل قبل ذكر الصلاة توطئة وتمهيدا لها وبعدها أربعا تعليلا وتأكيدا لها بأنها سبب للفلاح وخير الأعمال و قوله ع حثا علي البر لعله إشارة إلي أن الفلاح يشمل غيرالصلاة من البر أيضا أوإشارة إلي ما في بطن الفلاح وخير العمل وسرهما من بر فاطمة وولاية الأئمة من ذريتها وبعلها صلوات الله عليهم كمامر. قوله ع وليختم كلامه في العلل بذكر الله وتحميده كمافتحه بذكره وتحميده .أقول ذكر التحميد لبيان أن في ضمن التكبير والتهليل يتحقق الحمد والثناء والشكر علي النعماء ثم إنه يدل علي أن التهليل أفضل من التسبيح والتحميد لاشتماله عليهما مع زيادة فتفطن

40- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُصعَبِ بنِ سَلّامٍ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن أَذّنَ سَبعَ سِنِينَ مُحتَسِباً جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَا ذَنبَ لَهُ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ


صفحه : 147

عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَذّنَ فِي مِصرٍ مِن أَمصَارِ المُسلِمِينَ سَنَةً وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلمُؤَذّنِ فِيمَا بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ مِثلُ أَجرِ الشّهِيدِ المُتَشَحّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُم يَختَارُونَ عَلَي الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فَقَالَ كَلّا إِنّهُ يأَتيِ‌ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ يَطرَحُونَ الأَذَانَ عَلَي ضُعَفَائِهِم فَتِلكَ لُحُومٌ حَرّمَهَا اللّهُ عَلَي النّارِ

تبيان قوله ع فيما بين الأذان والإقامة يحتمل أن يكون الثواب للأذان أوللفعل الواقع فيما بينهما من الجلوس والسجدة والتسبيح كماسيأتي‌ بعينه في الجلسة بينهما في المغرب وقيل المعني أن هذاالثواب مردد بينهما ومقرر لكل منهما ويحتمل أن يكون المراد أن له هذاالثواب من أول الأذان إلي آخر الإقامة أو إذافرغ من الأذان إلي أن يأخذ في الإقامة قوله يختارون أي أشرافهم وأكابرهم للأذان ويحرمون الضعفاء و في بعض النسخ يجتلدون من الجلادة أي يقاتلون و في بعضها يجتارون بالجيم من الجور والظاهر من هذه الأخبار اختصاص الفضل فيهابأذان الإعلام

41- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَيمُونٍ عَن عَبدِ المُطّلِبِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَنِ ابنِ أَبِي لَيلَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ يَرفَعُهُ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مَن صَلّي بِأَذَانٍ وَ إِقَامَةٍ صَلّي خَلفَهُ صَفّ مِنَ المَلَائِكَةِ لَا يُرَي طَرَفَاهُ وَ مَن صَلّي بِإِقَامَةٍ صَلّي خَلفَهُ مَلَكٌ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن صَلّي


صفحه : 148

بِأَذَانٍ وَ إِقَامَةٍ صَلّي خَلفَهُ صَفّانِ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ مَن صَلّي بِإِقَامَةٍ بِغَيرِ أَذَانٍ صَلّي خَلفَهُ صَفّ وَاحِدٌ قُلتُ لَهُ وَ كَم مِقدَارُ كُلّ صَفّ قَالَ أَقَلّهُ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ أَكثَرُهُ مَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ

بيان كان الاختلاف في الفضل في الخبرين باختلاف المصلين

42- المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ طُولُ حَائِطِ مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص قَامَةً فَكَانَ يَقُولُ لِبِلَالٍ إِذَا أَذّنَ اعلُ فَوقَ الجِدَارِ وَ ارفَع صَوتَكَ بِالأَذَانِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد وَكّلَ بِالأَذَانِ رِيحاً تَرفَعُهُ إِلَي السّمَاءِ فَإِذَا سَمِعَتهُ المَلَائِكَةُ قَالُوا هَذِهِ أَصوَاتُ أُمّةِ مُحَمّدٍ بِتَوحِيدِ اللّهِ فَيَستَغفِرُونَ اللّهَ لِأُمّةِ مُحَمّدٍ حَتّي يَفرُغُوا مِن تِلكَ الصّلَاةِ

توضيح يدل علي استحباب كون الأذان علي مرتفع كماذكره الأصحاب و أمااستحباب كونه علي المنارة علي الخصوص فقد قيل بعدم الاستحباب و قال في المختلف الوجه استحبابه في المنارة للأمر بوضع المنارة مع حائط غيرمرتفعة و لو لااستحباب الأذان فيهالكان الأمر بوضعها عبثا انتهي . و لاريب أن الصعود علي المنارات الطويلة مرجوح و أما إذاكانت مع جدار المسجد فلايبعد استحبابها لكون القيام عليها أسهل لكن لايتعين ذلك فلو صعد علي سطح أوجدار عريض عمل بالمستحب و قال الشيخ في المبسوط لافرق بين أن يكون الأذان في المنارة أو علي الأرض والمنارة لاتجوز أن تعلي علي حائط المسجد ويكره الأذان في الصومعة و قال ابن حمزة يستحب في المأذنة ويكره في الصومعة.أقول لعل مرادهما بالصومعة السطوح العالية. قوله ص فإن الله عز و جل قدوكل لعله مبني‌ علي اشتراط رفع الريح برفع الصوت أو علي أنه كلما كان الصوت أرفع كان رفع الريح إياه أكثر أو علي أنه لما كان لهذا


صفحه : 149

العمل هذاالفضل العظيم ينبغي‌ أن يكون الاهتمام به أكثر والإعلان به أشد

43- المَحَاسِنُ، عَن عُبَيدِ بنِ يَحيَي بنِ المُغِيرَةِ عَن سَهلِ بنِ سِنَانٍ عَن سَلّامٍ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُؤَذّنُ المُحتَسِبُ كَالشّاهِرِ بِسَيفِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ القَاتِلِ بَينَ الصّفّينِ

وَ قَالَ ع مَن أَذّنَ احتِسَاباً سَبعَ سِنِينَ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَا ذَنبَ لَهُ

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا تَغَوّلَت لَكُمُ الغِيلَانُ فَأَذّنُوا بِأَذَانِ الصّلَاةِ

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُحشَرُ المُؤَذّنُونَ يَومَ القِيَامَةِ طِوَالَ الأَعنَاقِ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن جَلَسَ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فِي المَغرِبِ كَانَ كَالمُتَشَحّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ

بيان قال في النهاية فيه و هويتشحط في دمه أي يتخبط فيه ويضطرب انتهي ويدل علي استحباب الجلوس في خصوص المغرب خلافا للمشهور كماعرفت

44-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع اعلَم رَحِمَكَ اللّهُ أَنّ الأَذَانَ ثمَاَنيِ‌َ عَشرَةَ كَلِمَةً وَ الإِقَامَةَ تِسعَ عَشرَةَ كَلِمَةً وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ الأَذَانَ وَ الإِقَامَةَ فِي ثَلَاثِ صَلَوَاتٍ الفَجرِ وَ الظّهرِ وَ المَغرِبِ وَ صَلَاتَينِ بِإِقَامَةٍ هُمَا العَصرُ وَ العِشَاءُ الآخِرَةُ لِأَنّهُ روُيِ‌َ خَمسُ صَلَوَاتٍ فِي ثَلَاثَةِ أَوقَاتٍ وَ الأَذَانُ أَن يَقُولَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مَرّتَينِ فِي آخِرِ الأَذَانِ وَ فِي آخِرِ الإِقَامَةِ وَاحِدَةً لَيسَ فِيهَا تَرجِيعٌ وَ لَا تَرَدّدٌ وَ لَا الصّلَاةُ خَيرٌ مِنَ النّومِ وَ الإِقَامَةُ أَن تَقُولَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ


صفحه : 150

أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مَرّةً وَاحِدَةً الأَذَانُ وَ الإِقَامَةُ جَمِيعاً مَثنَي مَثنَي عَلَي مَا وَصَفتُ لَكَ وَ الأَذَانُ وَ الإِقَامَةُ مِنَ السّنَنِ اللّازِمَةِ وَ لَيسَتَا بِفَرِيضَةٍ وَ لَيسَ عَلَي النّسَاءِ أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ وَ ينَبغَيِ‌ لَهُنّ إِذَا استَقبَلنَ القِبلَةَ أَن يَقُلنَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص

بيان قوله لأنه روي‌ أي الاكتفاء للصلاتين إنما هو عندالجمع بينهما في وقت واحد قوله ع من غيرترجيع اختلف الأصحاب في حقيقة الترجيع فقال الشيخ في المبسوط إنه تكرار التكبير والشهادتين في أول الأذان و في الذكري أنه تكرار الفصل زيادة علي الموظف وذكر جماعة من اللغويين أنه تكرار الشهادتين جهرا بعدإخفائهما واختلف الأصحاب أيضا في حكمه فقال الشيخ في المبسوط والخلاف إنه غيرمسنون و قال ابن إدريس و ابن حمزة إنه محرم و هوظاهر الشيخ في النهاية وذهب آخرون إلي كراهته و لودعت إلي الترجيع حاجة إشعار المصلين فالأشهر جوازه و قدورد في رواية أبي بصير أيضا.أقول ويحتمل أن يكون المراد بالترجيع والتردد أوالترديد هنا تكرير الصوت وترجيعه بالغناء ويحتمل أن يراد بالترجيع مامر وبالترديد الغناء أوبالعكس و أماقول الصلاة خير من النوم ألذي عبر عنه الأكثر بالتثويب فلاخلاف في إباحته عندالتقية و أما مع عدمها فقال ابن إدريس و ابن حمزة بالتحريم و هوظاهر الشيخ في النهاية سواء في ذلك أذان الصبح وغيره و قال الشيخ في المبسوط والمرتضي بالكراهة و قال ابن الجنيد لابأس به في أذان الفجر خاصة و قال الجعفي‌ تقول في أذان صلاة الصبح بعدقولك حي‌ علي خير العمل حي‌ علي خير العمل الصلاة خير من النوم مرتين وليستا من أصل الأذان والأظهر التحريم


صفحه : 151

إن قاله بقصد الشرعية لأنه بدعة في الشريعة. قوله ع مثني مثني أي أغلب الفصول كذلك

45- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ اللّحمُ يُنبِتُ اللّحمَ وَ مَن تَرَكَهُ أَربَعِينَ يَوماً سَاءَ خُلُقُهُ وَ مَن سَاءَ خُلُقُهُ فَأَذّنُوا فِي أُذُنِهِ

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبَانٍ الواَسطِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لِكُلّ شَيءٍ قَرَمٌ وَ إِنّ قَرَمَ الرّجُلِ اللّحمُ فَمَن تَرَكَهُ أَربَعِينَ يَوماً سَاءَ خُلُقُهُ وَ مَن سَاءَ خُلُقُهُ فَأَذّنُوا فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ رَوَاهُ عَنِ المُحَسّنِ عَن أَبَانٍ

بيان القرم شدة شهوة اللحم

46- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ الأَبّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ كُلُوا اللّحمَ فَإِنّ اللّحمَ مِنَ اللّحمِ وَ اللّحمُ يُنبِتُ اللّحمَ وَ مَن لَم يَأكُلِ اللّحمَ أَربَعِينَ يَوماً سَاءَ خُلُقُهُ وَ إِذَا سَاءَ خُلُقُ أَحَدِكُم مِن إِنسَانٍ أَو دَابّةٍ فَأَذّنُوا فِي أُذُنِهِ الأَذَانَ كُلّهُ

47-صَحِيفَةُ الرّضَا، عَنهُ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَمّا بدُ‌ِئَ رَسُولُ اللّهِص بِتَعلِيمِ الأَذَانِ أَتَي جَبرَئِيلُ ع بِالبُرَاقِ فاستَعصَت عَلَيهِ ثُمّ أَتَي بِدَابّةٍ يُقَالُ لَهَا بَرقَةُ فاستَعصَت فَقَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ اسكنُيِ‌ بَرقَةُ فَمَا رَكِبَكِ أَحَدٌ أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِنهُ قَالَ فَرَكِبتُهَا حَتّي انتَهَيتُ إِلَي الحِجَابِ ألّذِي يلَيِ‌ الرّحمَنَ عَزّ وَ جَلّ فَخَرَجَ مَلَكٌ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ قَالَص قُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَذَا المَلَكُ قَالَ وَ ألّذِي أَكرَمَكَ بِالنّبُوّةِ مَا رَأَيتُ هَذَا المَلَكَ قَبلَ ساَعتَيِ‌ هَذِهِ فَقَالَ المَلَكُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فنَوُديِ‌َ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ صَدَقَ عبَديِ‌ أَنَا أَكبَرُ أَنَا أَكبَرُ قَالَص فَقَالَ المَلَكُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فنَوُديِ‌َ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ صَدَقَ عبَديِ‌ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا فَقَالَص فَقَالَ المَلَكُ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فنَوُديِ‌َ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ صَدَقَ عبَديِ‌ أَنَا أَرسَلتُ مُحَمّداً رَسُولًا قَالَص فَقَالَ المَلَكُ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ فنَوُديِ‌َ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ صَدَقَ عبَديِ‌


صفحه : 152

وَ دَعَا إِلَي عبِاَدتَيِ‌ قَالَص فَقَالَ المَلَكُ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ فنَوُديِ‌َ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ صَدَقَ عبَديِ‌ وَ دَعَا إِلَي عبِاَدتَيِ‌ فَقَالَ المَلَكُ قَد أَفلَحَ مَن وَاظَبَ عَلَيهَا قَالَص فَيَومَئِذٍ أَكمَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِيَ الشّرَفَ عَلَي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ

بيان قوله ص فيومئذ أي حيث سمعت كلام الله بغير توسط في ذلك المحل الأعلي وأمر بالنداء برسالتي‌ في ذلك المحل وصدق جل وعلا ذلك غوالي‌ اللآلي‌،بالإسناد إلي أحمد بن فهد عن علي بن عبدالحميد النسابة عن محمد بن معية عن علي بن الحسين عن عبدالكريم بن طاوس عن شمس الدين محمد بن عبدالحميد بن محمد بن عبدالحميد عن أبيه عن جده عبدالحميد عن علي بن أحمدالعلوي‌ عن عبد الله بن محمد بن أحمد بن منصور عن المبارك بن عبدالجبار عن علي بن أحمدالقزويني‌ عن أحمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان عن عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان عن أبيه عن الرضا ع مثله

48- فَلَاحُ السّائِلِ، قَالَ حَدّثَ أَبُو المُفَضّلِ الشيّباَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ بُطّةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي عَلِيّ الأنَماَطيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أَو أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ يُؤَذّنُ لِلظّهرِ عَلَي سِتّ رَكَعَاتٍ وَ يُؤَذّنُ لِلعَصرِ عَلَي سِتّ رَكَعَاتٍ بَعدَ الظّهرِ

قَالَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ رَوَيتُ بإِسِناَديِ‌ إِلَي هَارُونَ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مَابُندَادَ عَن أَحمَدَ بنِ هُلَيلٍ الكرَخيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ لِأَصحَابِهِ مَن سَجَدَ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فَقَالَ فِي سُجُودِهِ رَبّ لَكَ سَجَدتُ خَاضِعاً خَاشِعاً ذَلِيلًا يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي ملَاَئكِتَيِ‌ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأَجعَلَنّ مَحَبّتَهُ فِي قُلُوبِ عبِاَديِ‌َ المُؤمِنِينَ وَ هَيبَتَهُ فِي قُلُوبِ المُنَافِقِينَ


صفحه : 153

وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن حَمزَةَ بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَأَيتُهُ أَذّنَ ثُمّ أَهوَي لِلسّجُودِ ثُمّ سَجَدَ سَجدَةً بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ قَالَ يَا أَبَا عُمَيرٍ مَن فَعَلَ مِثلَ فعِليِ‌ غَفَرَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ ذُنُوبَهُ كُلّهَا وَ قَالَ مَن أَذّنَ ثُمّ سَجَدَ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ ربَيّ‌ سَجَدتُ لَكَ خَاضِعاً خَاشِعاً غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ

بيان يدل الخبر الأول علي استحباب الفصل بين الأذان والإقامة في الظهر والعصر بركعتين من نافلتهما وخص الشيخ البهائي‌ رحمه الله هذاالحكم بالظهر ولعله لأن الأذان لا يكون إلا بعددخول وقت العصر و عند ذلك يخرج وقت النافلة و هذامبني‌ علي ما هوالمشهور عندهم من أن الأذان لصاحبة الوقت و لم يظهر لنا ذلك من الأخبار بل الظاهر منها أنه إذافصل بين الصلاتين بالنافلة يؤذن للثانية و إلا فلافيحمل الخبر علي الإتيان بالأذان والنافلة قبل مضي‌ أربعة أقدام فهذا أيضا مما يؤيد أن مدار الأذان علي النافلة لا علي وقت الفضيلة و له شواهد كثيرة من الأخبار. والخبران الأخيران يدلان علي استحباب الفصل في الصلوات كلها بينهما بالسجود والدعاء فما ذكره أكثر المتأخرين كالشهيد في الذكري و من تأخر عنه من عدم النص في السجود لعدم التتبع الكامل

49-جَامِعُ الأَخبَارِ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن تَفسِيرِ الأَذَانِ فَقَالَ يَا عَلِيّ الأَذَانُ حُجّةٌ عَلَي أمُتّيِ‌ وَ تَفسِيرُهُ إِذَا قَالَ المُؤَذّنُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَإِنّهُ يَقُولُ أللّهُمّ أَنتَ الشّاهِدُ عَلَي مَا أَقُولُ يَا أُمّةَ أَحمَدَ قَد حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَتَهَيّئُوا وَ دَعُوا عَنكُم شُغُلَ الدّنيَا وَ إِذَا قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَإِنّهُ يَقُولُ يَا أُمّةَ أَحمَدَ أُشهِدُ اللّهَ وَ أُشهِدُ مَلَائِكَتَهُ إِن أَخبَرتُكُم بِوَقتِ الصّلَاةِ فَتَفَرّغُوا لَهَا وَ إِذَا قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَإِنّهُ يَقُولُ يَعلَمُ اللّهُ وَ يَعلَمُ مَلَائِكَتُهُ أنَيّ‌ قَد أَخبَرتُكُم بِوَقتِ الصّلَاةِ


صفحه : 154

فَتَفَرّغُوا لَهَا فَإِنّهُ خَيرٌ لَكُم فَإِذَا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ فَإِنّهُ يَقُولُ يَا أُمّةَ أَحمَدَ دِينٌ قَد أَظهَرَ اللّهُ لَكُم وَ رَسُولُهُص فَلَا تُضَيّعُوهُ وَ لَكِن تَعَاهَدُوا يَغفِرِ اللّهُ لَكُم تَفَرّغُوا لِصَلَاتِكُم فَإِنّهُ عِمَادُ دِينِكُم وَ إِذَا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ فَإِنّهُ يَقُولُ يَا أُمّةَ أَحمَدَ قَد فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم أَبوَابَ الرّحمَةِ فَقُومُوا وَ خُذُوا نَصِيبَكُم مِنَ الرّحمَةِ تَربَحُوا لِلدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ إِذَا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ فَإِنّهُ يَقُولُ تَرَحّمُوا عَلَي أَنفُسِكُم فَإِنّهُ لَا أَعلَمُ لَكُم عَمَلًا أَفضَلَ مِن هَذِهِ فَتَفَرّغُوا لِصَلَاتِكُم قَبلَ النّدَامَةِ وَ إِذَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَإِنّهُ يَقُولُ يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ اعلَمُوا أنَيّ‌ جَعَلتُ أَمَانَةَ سَبعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبعِ أَرَضِينَ فِي أَعنَاقِكُم فَإِن شِئتُم فَأَقبِلُوا وَ إِن شِئتُم فَأَدبِرُوا فَمَن أجَاَبنَيِ‌ فَقَد رَبِحَ وَ مَن لَم يجُبِنيِ‌ فَلَا يضَرُنّيِ‌ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ الأَذَانُ نُورٌ فَمَن أَجَابَ نَجَا وَ مَن عَجَزَ خَسَفَ وَ كُنتُ لَهُ خَصماً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ وَ مَن كُنتُ لَهُ خَصماً فَمَا أَسوَأَ حَالَهُ

وَ قَالَ ع المُؤَذّنُونَ أَطوَلُ أَعنَاقاً يَومَ القِيَامَةِ

وَ قَالَ ع إِجَابَةُ المُؤَذّنِ كَفّارَةُ الذّنُوبِ وَ المشَي‌ُ إِلَي المَسجِدِ طَاعَةُ اللّهِ وَ طَاعَةُ رَسُولِهِ وَ مَن أَطَاعَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أَدخَلَهُ الجَنّةَ مَعَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءِ وَ كَانَ فِي الجَنّةِ رَفِيقَ دَاوُدَ وَ لَهُ مِثلُ ثَوَابِ دَاوُدَ ع

وَ قَالَ النّبِيّص إِجَابَةُ المُؤَذّنِ رَحمَةٌ وَ ثَوَابُهُ الجَنّةُ وَ مَن لَم يُجِب خَاصَمتُهُ يَومَ القِيَامَةِ فَطُوبَي لِمَن أَجَابَ داَعيِ‌َ اللّهِ وَ مَشَي إِلَي المَسجِدِ وَ لَا يُجِيبُهُ وَ لَا يمَشيِ‌ إِلَي المَسجِدِ إِلّا مُؤمِنٌ مِن أَهلِ الجَنّةِ

وَ قَالَ ع مَن أَجَابَ المُؤَذّنَ وَ أَجَابَ العُلَمَاءَ كَانَ يَومَ القِيَامَةِ تَحتَ لوِاَئيِ‌ وَ يَكُونُ فِي الجَنّةِ فِي جوِاَريِ‌ وَ لَهُ عِندَ اللّهِ ثَوَابُ سِتّينَ شَهِيداً

وَ قَالَ ع مَن أَجَابَ المُؤَذّنِينَ فَهُم وَ التّائِبُونَ وَ الشّهَدَاءُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النّاسُ

وَ قَالَ ع مَن أَجَابَ المُؤَذّنَ كُنتُ لَهُ شَفِيعاً بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ وَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ الذّنُوبَ


صفحه : 155

سِرّهَا وَ عَلَانِيَتَهَا وَ كَتَبَ لَهُ بِكُلّ رَكعَةٍ يصُلَيّ‌ مَعَ الإِمَامِ فَضلَ سِتّمِائَةِ رَكعَةٍ وَ لَهُ بِكُلّ رَكعَةٍ مَدِينَةٌ

وَ قَالَ ع مَن سَمِعَ الأَذَانَ فَأَجَابَ كَانَ عِندَ اللّهِ مِنَ السّعَدَاءِ

وَ قَالَ ع مَن لَم يُجِب داَعيِ‌َ اللّهِ فَلَيسَ لَهُ فِي الإِسلَامِ نَصِيبٌ وَ مَن أَجَابَ اشتَاقَت إِلَيهِ الجَنّةُ

وَ قَالَ ع مَن أَجَابَ داَعيِ‌َ اللّهِ استَغفَرَت لَهُ المَلَائِكَةُ وَ يَدخُلُ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ

50- كِتَابُ المَسَائِلِ لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُؤَذّنُ وَ يُقِيمُ وَ هُوَ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ أَ يُجزِيهِ ذَلِكَ قَالَ أَمّا الأَذَانُ فَلَا بَأسَ وَ أَمّا الإِقَامَةُ فَلَا يُقِيمُ إِلّا عَلَي وُضُوءٍ قُلتُ فَإِن أَقَامَ وَ هُوَ عَلَي غَيرِ وُضُوءٍ أَ يصُلَيّ‌ بِإِقَامَتِهِ قَالَ لَا قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ أَ يَصلُحُ عَلَي الدّابّةِ قَالَ أَمّا الأَذَانُ فَلَا بَأسَ وَ أَمّا الإِقَامَةُ فَلَا حَتّي يَنزِلَ عَلَي الأَرضِ

51- نُقِلَ مِن خَطّ الشّهِيدِ رَحِمَهُ اللّهُ عَن أَبِي الوَلِيدِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ إِنّمَا يعَنيِ‌ بِهِ قِيَامَ القَائِمِ

52- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن حُمَيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن زُرَيقٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مِنَ السّنّةِ الجَلسَةُ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ وَ صَلَاةِ المَغرِبِ وَ صَلَاةِ العِشَاءِ لَيسَ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ سُبحَةٌ وَ مِنَ السّنّةِ أَن يُتَنَفّلَ بِرَكعَتَينِ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فِي صَلَاةِ الظّهرِ وَ العَصرِ


صفحه : 156

53- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، شَكَا هِشَامُ بنُ اِبرَاهِيمَ إِلَي الرّضَا ع سُقمَهُ وَ أَنّهُ لَا يُولَدُ لَهُ فَأَمَرَهُ أَن يَرفَعَ صَوتَهُ بِالأَذَانِ فِي مَنزِلِهِ قَالَ فَفَعَلتُ ذَلِكَ فَأَذهَبَ اللّهُ عنَيّ‌ سقُميِ‌ وَ كَثُرَ ولُديِ‌

54- دَعَائِمُ الإِسلَامِ،رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ النّاسِ فِي الأَذَانِ أَنّ السّبَبَ كَانَ فِيهِ رُؤيَا رَآهَا عَبدُ اللّهِ بنُ زَيدٍ فَأَخبَرَ النّبِيّص فَأَمَرَ بِالأَذَانِ فَقَالَ الوحَي‌ُ يَنزِلُ عَلَي نَبِيّكُم وَ تَزعُمُونَ أَنّهُ أَخَذَ الأَذَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَيدٍ وَ الأَذَانُ وَجهُ دِينِكُم وَ غَضِبَ وَ قَالَ بَل سَمِعتُ أَبِي عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ أَهبَطَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَلَكاً حَتّي عَرَجَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ سَاقَ حَدِيثَ المِعرَاجِ بِطُولِهِ إِلَي أَن قَالَ فَبَعَثَ اللّهُ مَلَكاً لَم يُرَ فِي السّمَاءِ قَبلَ ذَلِكَ الوَقتِ وَ لَا بَعدَهُ فَأَذّنَ مَثنَي وَ أَقَامَ مَثنَي وَ ذَكَرَ كَيفِيّةَ الأَذَانِ ثُمّ قَالَ جَبرَئِيلُ ع للِنبّيِ‌ّص يَا مُحَمّدُ هَكَذَا أَذّن لِلصّلَاةِ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ الأَذَانُ بحِيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص وَ بِهِ أُمِرُوا أَيّامَ أَبِي بَكرٍ وَ صَدراً مِن أَيّامِ عُمَرَ ثُمّ أَمَرَ عُمَرُ بِقَطعِهِ وَ حَذفِهِ مِنَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِذَا سَمِعَ عَوَامّ النّاسِ أَنّ الصّلَاةَ خَيرُ العَمَلِ تَهَاوَنُوا بِالجِهَادِ وَ تَخَلّفُوا عَنهُ

وَ رُوّينَا مِثلَ هَذَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ عَنهُ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌ لَو تَعلَمُ أمُتّيِ‌ مَا فِيهَا لَضَرَبَت عَلَيهَا بِالسّهَامِ الأَذَانُ وَ الغُدُوّ إِلَي الجُمُعَةِ وَ الصّفّ الأَوّلُ

بيان لعل المعني أنهم كانوا ينازعون عليها حتي يحتاجوا إلي القرعة بالسهام لتعيين من يأتي‌ بها ويحتمل أن يكون المراد المقاتلة بالسهام لكنه بعيد ويؤيد


صفحه : 157

الأول مَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي المَبسُوطِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي الأَذَانِ وَ الصّفّ الأَوّلِ ثُمّ لَم يَجِدُوا إِلّا أَن يَستَهِمُوا عَلَيهِ لَفَعَلُوا

واستدل به علي أنه إذاتشاح الناس في الأذان أقرع بينهم

55- الدّعَائِمُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُحشَرُ المُؤَذّنُونَ يَومَ القِيَامَةِ أَطوَلَ النّاسِ أَعنَاقاً يُنَادُونَ بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ

ومعني قوله ص أطول الناس أعناقا أي لاستشرافهم وتطاولهم إلي رحمة ربهم علي خلاف من وصف الله سوء حاله فقال وَ لَو تَري إِذِ المُجرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِم عِندَ رَبّهِم

وَ عَنهُص أَنّهُ رَغّبَ النّاسَ وَ حَثّهُم عَلَي الأَذَانِ وَ ذَكَرَ لَهُم فَضَائِلَهُ فَقَالَ بَعضُهُم يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد رَغّبتَنَا فِي الأَذَانِ حَتّي إِنّا لَنَخَافُ أَن يَتَضَارَبَ عَلَيهِ أُمّتُكَ بِالسّيُوفِ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ لَن يَعدُوَ ضُعَفَاءَكُم

بيان لن يعدو ضعفاءكم أي لايتجاوز عنهم إلي غيرهم و لايرتكبه الأغنياء والأشراف

56- الدّعَائِمُ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مَا آسَي عَلَي شَيءٍ غَيرِ أنَيّ‌ وَدِدتُ أنَيّ‌ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص الأَذَانَ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع

بيان الأسي الحزن و فيه ترغيب عظيم في الأذان حيث تمني ع أن يسأل رسول الله ص أن يعين شبليه للأذان في حياته أو بعدوفاته أوالأعم

57- الدّعَائِمُ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الأَذَانُ وَ الإِقَامَةُ مَثنَي مَثنَي وَ تُفرِدُ الشّهَادَةَ فِي آخِرِ الإِقَامَةِ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مَرّةً وَاحِدَةً

وَ عَن عَلِيّ ع قَالَيَستَقبِلُ المُؤَذّنُ القِبلَةَ فِي الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فَإِذَا قَالَ


صفحه : 158

حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حَوّلَ وَجهَهُ يَمِيناً وَ شِمَالًا

بيان لعل الالتفات محمول علي التقية لمخالفته لسائر الأخبار التي‌ ظواهرها الاستقبال في جميع الفصول قال في المنتهي المستحب ثبات المؤذن علي الاستقبال في أثناء الأذان والإقامة ويكره له الالتفات يمينا وشمالا و قال أبوحنيفة يستحب له أن يدور بالأذان في المئذنة و قال الشافعي‌ يستحب له أن يلتفت عن يمينه عند قوله حي‌ علي الصلاة و عن يساره عند قوله حي‌ علي الفلاح

58- الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ يُرَتّلُ الأَذَانُ وَ يُحدَرُ الإِقَامَةُ وَ لَا بُدّ مِن فَصلٍ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ بِصَلَاةٍ أَو بِغَيرِ ذَلِكَ وَ أَقَلّ مَا يجُزيِ‌ فِي ذَلِكَ فِي صَلَاةِ المَغرِبِ التّيِ‌ لَا صَلَاةَ قَبلَهَا أَن يَجلِسَ بَعدَ الأَذَانِ جَلسَةً يَمَسّ فِيهَا الأَرضَ بِيَدِهِ

بيان المراد بالترتيل الترسل والتأني‌ قال في النهاية ترتيل القراءة التأني‌ فيها والتمهل وتبيين الحروف والحركات و قال في حديث الأذان إذاأذنت فترسل و إذاأقمت فاحدر أي أسرع حدر في قراءته وأذانه يحدر حدرا انتهي و قدقطع الأصحاب باستحباب التأني‌ في الأذان والحدر في الإقامة و قال أكثر المتأخرين المراد بالحدر في الإقامة قصر الوقوف لاتركها أصلا فإنه يستحب الوقف علي فصولهما

59- الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ لَا بَأسَ بِالتّطرِيبِ فِي الأَذَانِ إِذَا أَتَمّ وَ بَيّنَ وَ أَفصَحَ بِالأَلِفِ وَ الهَاءِ

بيان ظاهر التطريب هنا التغني‌ كما في القاموس وتجويزه في الأذان


صفحه : 159

مما لم يقل به أحد من أصحابنا ولعله محمول علي التقية و أماالإفصاح بالألف والهاء فقال في المنتهي يكره أن يكون المؤذن لحانا ويستحب أن يظهر الهاء في لفظتي‌ الله والصلاة والحاء من الفلاح لما روُيِ‌َ عَنِ الرّسُولِص أَنّهُ قَالَ لَا يُؤَذّنُ لَكُم مَن يُدغِمُ الهَاءَ قُلتُ وَ كَيفَ يَقُولُ قَالَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّا أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّا

و قال ابن إدريس ينبغي‌ أن يفصح فيهما بالحروف وبالهاء في الشهادتين والمراد بالهاء هاء إله لاهاء أشهد و لاهاء الله لأن الهاء في أشهد مبنية مفصح بها لالبس فيها وهاء الله موقوفة مبنية لالبس فيها وإنما المراد هاء إله فإن بعض الناس ربما أدغم الهاء في لاإله إلا الله انتهي . و قال الشيخ البهائي‌ رحمه الله كأنه فهم من الإفصاح بالهاء إظهار حركتها لاإظهارها نفسها.أقول لاوجه لكلامه رحمه الله أصلا إذ كونها مبنية لايستلزم عدم اللحن فيها وكثير من المؤذنين يقولون أشد وكثير منهم لايظهرون الهمزات في أول الكلمات و لاالهاءات في أواخرها فالأولي حمله علي تبيين كل ألف وهمزة وهاء فيهما. و قال الشهيد في الذكري الظاهر أنه ألف الله الأخيرة غيرالمكتوبة وهاؤه في آخر الشهادتين وكذا الألف والهاء في الصلاة

60- الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَذّنَ وَ أَقَامَ صَلّي خَلفَهُ صَفّانِ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ إِن أَقَامَ وَ لَم يُؤَذّن صَلّي خَلفَهُ صَفّ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ لَا بُدّ فِي الفَجرِ وَ المَغرِبِ مِن أَذَانٍ وَ إِقَامَةٍ فِي الحَضَرِ وَ السّفَرِ لِأَنّهُ لَا تَقصِيرَ فِيهِمَا

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَا بَأسَ أَن يصُلَيّ‌َ الرّجُلُ بِنَفسِهِ بِلَا أَذَانٍ وَ لَا إِقَامَةٍ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ لَا بَأسَ بِالأَذَانِ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ وَ لَا يُؤَذّنُ لِلصّلَاةِ


صفحه : 160

حَتّي يَدخُلَ وَقتُهَا

بيان لايؤذن للصلاة أي لسائرها أوالمراد أنه ليس الأذان قبل الوقت أذانا للصلاة بل لابد من أذان آخر بعدالوقت للصلاة

61- الدّعَائِمُ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ لَم يَرَ بِالكَلَامِ فِي الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ بَأساً

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع مِثلَ ذَلِكَ إِلّا أَنّهُ قَالَ إِذَا قَالَ المُؤَذّنُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ حَرُمَ عَلَيهِ الكَلَامُ وَ عَلَي سَائِرِ أَهلِ المَسجِدِ إِلّا أَن يَكُونُوا اجتَمَعُوا مِن شَتّي وَ لَيسَ لَهُم إِمَامٌ

بيان من شتي أي من مواضع مختلفة و في بعض النسخ بدون من أي متفرقين والاستثناء لأنه ليس لهم إمام معين فلابد لهم من تعيين إمام فيتكلمون لذلك ضرورة كما رَوَي الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَلَي الظّاهِرِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَتَكَلّمُ فِي الإِقَامَةِ قَالَ نَعَم فَإِذَا قَالَ المُؤَذّنُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ فَقَد حَرُمَ الكَلَامُ عَلَي أَهلِ المَسجِدِ إِلّا أَن يَكُونُوا اجتَمَعُوا مِن شَتّي وَ لَيسَ لَهُم إِمَامٌ فَلَا بَأسَ أَن يَقُولَ بَعضُهُم لِبَعضٍ تَقَدّم يَا فُلَانُ

وظاهره تحريم الكلام بعدالإقامة لغير الضرورة كماذهب إليه الشيخان والمرتضي والمفيد والمرتضي حرما الكلام في الإقامة أيضا وحمل في المشهور علي شدة الكراهة

62- الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ لَا بَأسَ أَن يُؤَذّنَ الرّجُلُ عَلَي غَيرِ طُهرٍ وَ يَكُونُ عَلَي طُهرٍ أَفضَلُ وَ لَا يُقِيمُ إِلّا عَلَي طُهرٍ

وَ عَنهُ قَالَ لَا يُؤَذّنُ الرّجُلُ وَ هُوَ جَالِسٌ إِلّا مَرِيضٌ أَو رَاكِبٌ وَ لَا يُقِيمُ إِلّا قَائِماً عَلَي الأَرضِ إِلّا مِن عِلّةٍ لَا يَستَطِيعُ مَعَهَا القِيَامَ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَا بَأسَ أَن يُؤَذّنَ المُؤَذّنُ وَ يُقِيمَ غَيرُهُ

بيان قال في المنتهي يجوز أن يتولي الأذان واحد والإقامة آخر و قدروي‌


صفحه : 161

أن أبا عبد الله ع كان يقيم بعدأذان غيره ويؤذن ويقيم غيره

63- الدّعَائِمُ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَيسَ عَلَي النّسَاءِ أَذَانٌ وَ لَا إِقَامَةٌ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ المَرأَةِ تُؤَذّنُ وَ تُقِيمُ قَالَ نَعَم وَ يُجزِيهَا أَذَانُ المِصرِ إِذَا سَمِعَتهُ وَ إِن لَم تَسمَعهُ اكتَفَت بِأَن تَشهَدَ الشّهَادَتَينِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ لَا بَأسَ بِأَن يُؤَذّنَ العَبدُ وَ الغُلَامُ ألّذِي لَم يَحتَلِم

بيان قال في المنتهي لايعتبر في المؤذن البلوغ ذهب إليه علماؤنا أجمع ويعتد بأذان العبد و هوقول كل من يحفظ عنه العلم

64- الدّعَائِمُ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مِنَ السّحتِ أَجرُ المُؤَذّنِ يعَنيِ‌ إِذَا استَأجَرَهُ القَومُ لَهُم وَ قَالَ لَا بَأسَ أَن يجَريِ‌َ عَلَيهِ مِن بَيتِ المَالِ

بيان قطع الأصحاب بجواز ارتزاق المؤذن من بيت المال إذااقتضته المصلحة لأنه من مصالح المسلمين واختلفوا في أخذ الأجرة عليه فذهب الشيخ في الخلاف وجماعة إلي عدم الجواز وذهب المرتضي إلي الكراهة و هوظاهر المعتبر والذكري ولعله أقوي وهل الإقامة كالأذان فيه وجهان وحكم العلامة في النهاية بعدم جواز الاستيجار عليها و إن قلنا بجواز الاستيجار علي الأذان فارقا بينهما بأن الإقامة لاكلفة فيهابخلاف الأذان فإن فيه كلفة بمراعاة الوقت و هوضعيف

65- الدّعَائِمُ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مَن سَمِعَ النّدَاءَ وَ هُوَ فِي المَسجِدِ ثُمّ خَرَجَ فَهُوَ مُنَافِقٌ إِلّا رَجُلٌ يُرِيدُ الرّجُوعَ إِلَيهِ أَو يَكُونُ عَلَي غَيرِ طَهَارَةٍ فَيَخرُجُ لِيَتَطَهّرَ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ لِيُؤَذّن لَكُم أَفصَحُكُم وَ ليَؤُمّكُم أَفقَهُكُم


صفحه : 162

بيان المنع عن الخروج بعدسماع الأذان الظاهر أنه لإدراك الجماعة وظاهر الوجوب وحمل علي تأكد الاستحباب و قدحكم الأصحاب باستحباب كون المؤذن فصيحا و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله الأولي أن يراد بالفصاحة هنا معناها اللغوي‌ بمعني خلوص كلماته وحروفه عن اللكنة واللثغة ونحوهما بحيث تتبين حروفه بيانا كاملا لاالمعني الاصطلاحي‌ لأن الملكة التي‌ يقتدر بها علي التعبير عن المقصود بلفظ فصيح لادخل لها في ألفاظ الأذان المتلقاة من غيره زيادة و لانقصان

66- الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ لَا أَذَانَ فِي نَافِلَةٍ وَ لَا بَأسَ بِأَن يُؤَذّنَ الأَعمَي إِذَا سُدّدَ وَ قَد كَانَ ابنُ أُمّ مَكتُومٍ يُؤَذّنُ لِرَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ أَعمَي

إيضاح قال في المنتهي لايؤذن لغير الصلاة الخمس و هوقول علماء الإسلام و قال ويجوز أن يكون المؤذن أعمي بلا خلاف ويستحب أن يكون مبصرا ليأمن الغلط فإذاأذن الأعمي استحب أن يكون معه من يسدده ويعرفه دخول الوقت

67- الدّعَائِمُ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ رَأَي مِئذَنَةً طَوِيلَةً فَأَمَرَ بِهَدمِهَا وَ قَالَ لَا يُؤَذّنُ عَلَي أَكبَرَ مِن سَطحِ المَسجِدِ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن وُلِدَ لَهُ مَولُودٌ فَليُؤَذّن فِي أُذُنِهِ اليُمنَي وَ ليُقِم فِي اليُسرَي فَإِنّ ذَلِكَ عِصمَةٌ مِنَ الشّيطَانِ

وَ عَنهُ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا تَغَوّلَت لَكُمُ الغِيلَانُ فَأَذّنُوا بِالصّلَاةِ

بيان قال الشهيد قدس سره في الذكري يستحب الأذان والإقامة في غيرالصلاة في مواضع منها في الفلوات الموحشة. فِي الجَعفَرِيّاتِ عَنِ النّبِيّص إِذَا تَغَوّلَت بِكُمُ


صفحه : 163

الغِيلَانُ فَأَذّنُوا بِأَذَانِ الصّلَاةِ

. ورواه العامة وفسره الهروي‌ بأن العرب تقول إن الغيلان في الفلوات تراءي للناس تتغول تغولا أي تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق وتهلكهم وروي‌ في الحديث لاغول و فيه إبطال لكلام العرب فيمكن أن يكون الأذان لدفع الخيال ألذي يحصل في الفلوات و إن لم تكن له حقيقة. ومنها الأذان في أذن المولود اليمني والإقامة في اليسري نص عليه الصادق ع . ومنها من ساء خلقه يؤذن في أذنه و في مضمر سليمان الجعفري‌ سمعته يقول أذن في بيتك فإنه يطرد الشيطان ويستحب من أجل الصبيان و هذايمكن حمله علي أذان الصلاة انتهي . و قال في النهاية فيه لاغول و لاصفر الغول أحد الغيلان وهي‌ جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءي للناس فتتغول تغولا أي تتلون تلونا في صور شتي وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي ص وأبطله وقيل قوله لاغول ليس نفيا لعين الغول ووجوده وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله فيكون المعني بقوله لاغول أنها لاتستطيع أن تضل أحدا ويشهد له الحديث الآخر لاغول ولكن السعالي سحرة الجن أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل و منه الحديث إذاتغولت بكم الغيلان فبادروا بالأذان أي ادفعوا شرها بذكر الله تعالي و هذايدل علي أنه لم يرد بنفيها عدمها و قال السعالي وهي‌ جمع سعلاء وهم سحرة الجن

68-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع إِن شَكَكتَ فِي أَذَانِكَ وَ قَد أَقَمتَ الصّلَاةَ فَامضِ وَ إِن شَكَكتَ فِي الإِقَامَةِ بَعدَ مَا كَبّرتَ فَامضِ فَإِنِ استَيقَنتَ أَنّكَ تَرَكتَ الأَذَانَ وَ الإِقَامَةَ ثُمّ ذَكَرتَ فَلَا بَأسَ بِتَركِ الأَذَانِ وَ تصُلَيّ‌ عَلَي النّبِيّ وَ عَلَي آلِهِ ثُمّ قُل قَد قَامَتِ الصّلَاةُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ وَ قَالَ العَالِمُ مَن أَجنَبَ ثُمّ لَم يَغتَسِل حَتّي يصُلَيّ‌َ الصّلَاةَ كُلّهُنّ فَذَكَرَ بَعدَ مَا


صفحه : 164

صَلّي قَالَ فَعَلَيهِ الإِعَادَةُ يُؤَذّنُ وَ يُقِيمُ ثُمّ يَفصِلُ بَينَ كُلّ صَلَاتَينِ بِإِقَامَةٍ

تبيين هذاالفصل يشتمل علي أحكام الأول أنه لاعبرة بالشك في أصل الأذان بعدإتمام الإقامة أو بعد قوله قدقامت الصلاة و لاخلاف في منطوقه وكذا فيما يفهم منه من اعتبار الشك إذا كان قبل الشروع في الإقامة فأما بعدالشروع فيهاقبل الإتمام أوقبل قوله قدقامت الصلاة فيدل بمفهومه علي الإتيان بالأذان و فيه إشكال لأنه شك بعدالتجاوز عن المحل و قدقطع الأصحاب بعدم اعتباره . وَ روُيِ‌َ فِي الصّحِيحِ عَن زُرَارَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع رَجُلٌ شَكّ فِي الأَذَانِ وَ قَد دَخَلَ فِي الإِقَامَةِ قَالَ يمَضيِ‌ قُلتُ رَجُلٌ شَكّ فِي الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ قَد كَبّرَ قَالَ يمَضيِ‌ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ يَا زُرَارَةُ إِذَا خَرَجتَ مِن شَيءٍ ثُمّ دَخَلتَ فِي غَيرِهِ فَشَكّكَ لَيسَ بشِيَ‌ءٍ

ويمكن حمل قوله أقمت الصلاة علي الشروع في الإقامة و إن كان بعيدا للجمع و إن حملنا الشك فيهما علي مايشمل الشك في بعض فصولهما فظاهر بعض الأخبار أنه إن شك قبل الفراغ يعيد علي ماشك فيه و مابعده لأنهم عدوا الأذان فعلا واحدا والإقامة فعلا واحدا كالقراءة و إن كانت ذات أجزاء. ويفهم من الخبر بعدالتكلف المذكور أيضا العود مع الشك بعدالفراغ قبل الشروع في الإقامة في الأذان و في الصلاة في الإقامة فيكون مخالفته لبعض الأخبار بل لقول بعض الأصحاب أكثر لكن مامر من خبر زرارة لايأبي عنه وكلام بعض الأصحاب أيضا لاينافيه إذ قبل الشروع في الإقامة وقت الأذان باق كالقراءة قبل الركوع و ليس فعلا مستقلا كالوضوء حتي لايعتبر بالشك بعدالفراغ منه بل بمنزلة أجزاء الصلاة كمايفهم من صحيحة زرارة وظاهر الصدوق أيضا ذلك فالقول به قوي‌


صفحه : 165

الثاني‌ أنه إذاسها عن الأذان والإقامة وذكر بعدالدخول في الصلاة يصلي‌ علي النبي ص و يقول مرتين قدقامت الصلاة

وَ قَالَ فِي الذّكرَي رَوَي زَكَرِيّا بنُ آدَمَ عَنِ الرّضَا ع إِن ذَكَرَ تَركَ الإِقَامَةِ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ وَ هُوَ فِي القِرَاءَةِ سَكَتَ

و قال قدقامت الصلاة مرتين ثم مضي في قراءته و هويشكل بأنه كلام ليس من الصلاة و لا من الأذكار.

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع فِي ناَسيِ‌ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ ذَكَرَ قَبلَ أَن يَقرَأَ فَليُصَلّ عَلَي النّبِيّص وَ ليُقِم وَ إِن كَانَ قَد قَرَأَ فَليُتِمّ صَلَاتَهُ

وَ رَوَي حُسَينُ بنُ أَبِي العَلَاءِ عَنهُ ع فَإِن ذَكَرَ أَنّهُ لَم يُقِم قَبلَ أَن يَقرَأَ فَليُسَلّم عَلَي النّبِيّص ثُمّ يُقِيمُ وَ يصُلَيّ‌

قلت أشار بالصلاة علي النبي أولا وبالسلام في هذه الرواية إلي قطع الصلاة فيمكن أن تكون السلام علي النبي ص قاطعا لها و يكون المراد بالصلاة هناك السلام و أن يراد الجمع بين الصلاة و السلام فيجعل القطع بهذا من خصوصيات هذاالموضع لأنه قدروي‌ أن التسليم علي النبي آخر الصلاة ليس بانصراف ويمكن أن يراد القطع بما ينافي‌ الصلاة إما استدبار أوكلام و يكون التسليم علي النبي مبيحا لذلك و علي القول بوجوب التسليم يمكن أن يقال يفعل هنا ليقطع به الصلاة انتهي . وظاهر رواية المتن عدم الاستئناف كرواية زكريا فالصلاة مستحب آخر لابتداء مايأتي‌ به من الإقامة أولتدارك تلك الفاصلة كما أنه في رواية ابن مسلم يحتمل كونه لتدارك القطع أولابتداء الإقامة أوتكون الصلاة كناية عن القطع أوقاطعة في خصوص هذاالموضع . و قال الشيخ البهائي‌ ره مجيبا عن إشكال الشهيد قدس سره علي خبر زكريا و أنت خبير بأن الحمل علي أنه يقول ذلك مع نفسه من غير أن يتلفظ به ممكن و قوله ع اسكت موضع قراءتك وقل ربما يؤذن بذلك إذ لوتلفظ بالإقامة لم يكن ساكتا في موضع القراءة وحمل السكوت علي السكوت عن القراءة لا عن غيرها


صفحه : 166

خلاف الظاهر.الثالث يدل علي أن الجنب إذاصلي ناسيا يعيد كل صلاة صلاها في الوقت وخارجه و لاخلاف فيه .الرابع يدل علي أن قاضي‌ الصلوات اليومية يؤذن ويقيم في أول ورده ثم يقيم لكل صلاة و لاريب في جواز الاكتفاء بذلك لورود الأخبار الصحيحة والمشهور بين الأصحاب أن الأفضل أن يؤذن لكل صلاة وحكي الشهيد في الذكري قولا بأن الأفضل ترك الأذان لغير الأولي لما

روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص شُغِلَ يَومَ الخَندَقِ عَن أَربَعِ صَلَوَاتٍ حَتّي ذَهَبَ مِنَ اللّيلِ مَا شَاءَ اللّهُ فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذّنَ وَ أَقَامَ فَصَلّي الظّهرَ ثُمّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ فَصَلّي العَصرَ ثُمّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ فَصَلّي المَغرِبَ ثُمّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ فَصَلّي العِشَاءَ

. ثم قال و لاينافي‌ العصمة لوجهين أحدهما ماروي‌ من أن الصلاة كانت تسقط أداء مع الخوف ثم تقضي حتي نسخ ذلك بقوله تعالي وَ إِذا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصّلاةَالآية الثاني‌ جاز أن يكون ذلك لعدم تمكنه من استيفاء أفعال الصلاة و لم يكن قصر الكيفية مشروعا و هوعائد إلي الأول و عليه المعول انتهي . و هذاالقول حسن لالهذه الرواية إذ الظاهر أنها عامية بل لسائر الروايات الواردة بالاكتفاء بالإقامة في غيرالأولي من غيرمعارض صريح بل لووجد القائل بعدم مشروعية الأذان لغير الأولي من الفوائت عندالجمع بينها كان القول به متجها لعدم ثبوت التعبد به علي هذاالوجه مع اقتضاء الأخبار رجحان تركه . قال في الدروس استحباب الأذان للقاضي‌ لكل صلاة ينافي‌ سقوطه عمن جمع في الأداء ثم احتمل كون الساقط مع الجمع أذان الإعلام لاالأذان الذكري‌ و لايخفي ما في الأول والآخر. واعلم أن الأصحاب جوزوا الاكتفاء بالإقامة لكل فائتة في الصورة المذكورة لما

روُيِ‌َ عَن مُوسَي بنِ عِيسَي قَالَكَتَبتُ إِلَيهِ رَجُلٌ تَجِبُ عَلَيهِ إِعَادَةُ الصّلَاةِ أَ يُعِيدُهَا


صفحه : 167

بِأَذَانٍ وَ إِقَامَةٍ فَكَتَبَ يُعِيدُهَا بِإِقَامَةٍ

ولأن الأذان إعلام بدخول الوقت و فيه نظر لأن ظاهر الرواية أنه إذاأذن وأقام ثم فعل مايبطل صلاته لايعيد الأذان ويعيد الإقامة وكون أصله للإعلام مع تخلفه في كثير من الموارد لاينافي‌ لزومه في أول القضاء مع أنه تابع للأداء والأولي العمل بسائر الروايات كماعرفت

69- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ التّثوِيبِ ألّذِي يَكُونُ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فَقَالَ مَا نَعرِفُهُ

بيان الظاهر أن المراد بالتثويب قول الصلاة خير من النوم كما هوالمشهور بين الأصحاب منهم الشيخ في المبسوط و ابن أبي عقيل والسيد رضي‌ الله عنهم و به صرح جماعة من أهل اللغة منهم الجوهري‌. و قال في النهاية فيه إذاثوب بالصلاة فأتوها وعليكم السكينة التثويب هاهنا إقامة الصلاة والأصل في التثويب أن يجي‌ء الرجل مستصرخا فيلوح بثوبه ليري ويشهر فسمي‌ الدعاء تثويبا لذلك و كل داع مثوب وقيل إنما سمي‌ تثويبا من ثاب يثوب إذارجع فهو رجوع إلي الأمر بالمبادرة إلي الصلاة فإن المؤذن إذا قال حي‌ علي الصلاة فقد دعاهم إليها فإذا قال بعدها الصلاة خير من النوم فقد رجع إلي كلام معناه المبادرة إليها. وفسره القاموس بمعان منها الدعاء إلي الصلاة وتثنية الدعاء و أن يقول في أذان الفجر الصلاة خير من النوم مرتين و قال في المغرب التثويب القديم هوقول المؤذن في أذان الصبح الصلاة خير من النوم والمحدث الصلاة الصلاة أوقامت قامت . و قال الشيخ في النهاية التثويب تكرير الشهادتين والتكبيرات زائدا علي القدر الموظف شرعا و قال ابن إدريس هوتكرير الشهادتين دفعتين لأنه مأخوذ من ثاب إذارجع و قال في المنتهي التثويب في أذان الغداة وغيرها غيرمشروع و هوقول


صفحه : 168

الصلاة خير من النوم ذهب إليه أكثر علمائنا و هوقول الشافعي‌ وأطبق أكثر الجمهور علي استحبابه في الغداة لكن عن أبي حنيفة روايتان في كيفيته فرواية كماقلناه والأخري أن التثويب عبارة عن قول المؤذن بين أذان الفجر وإقامته حي‌ علي الصلاة مرتين حي‌ علي الفلاح مرتين . ثم قال في موضع آخر يكره أن يقول بين الأذان والإقامة حي‌ علي الصلاة حي‌ علي الفلاح و به قال الشافعي‌ و قال محمد بن الحسن كان التثويب الأول الصلاة خير من النوم مرتين بين الأذان والإقامة ثم أحدث الناس بالكوفة حي‌ علي الصلاة حي‌ علي الفلاح مرتين بينهما و هوحسن و قال بعض أصحاب أبي حنيفة يقول بعدالأذان حي‌ علي الصلاة حي‌ علي الفلاح بقدر مايقرأ عشر آيات انتهي .أقول و هذاالخبر يحتمل وجهين فعلي الأول المراد ببين الأذان والإقامة بين فصولهما قوله مانعرفه أي ليس له أصل إذ لو كان لكنا نعرفه

70- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ أَبِي ينُاَديِ‌ فِي بَيتِهِ الصّلَاةُ خَيرٌ مِنَ النّومِ وَ لَو رَدّدتَ ذَلِكَ لَم يَكُن بِهِ بَأسٌ

بيان حمله الأصحاب علي التقية

71- العِلَلُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا أسُريِ‌َ بِرَسُولِ اللّهِص وَ حَضَرَتِ الصّلَاةُ أَذّنَ جَبرَئِيلُ وَ أَقَامَ الصّلَاةَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ تَقَدّم فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص تَقَدّم يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ إِنّا لَا نَتَقَدّمُ عَلَي الآدَمِيّينَ مُنذُ أُمِرنَا بِالسّجُودِ لآِدَمَ ع

وَ مِنهُ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ السكّرّيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا الغلَاَبيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ عِمرَانَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي العبَسيِ‌ّ عَن جَبَلَةَ


صفحه : 169

المكَيّ‌ّ عَن طَاوُسٍ اليمَاَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ أَذّنَ جَبرَئِيلُ وَ أَقَامَ مِيكَائِيلُ ثُمّ قِيلَ لِي ادنُ يَا مُحَمّدُ فَتَقَدّمتُ فَصَلّيتُ بِأَهلِ السّمَاءِ الرّابِعَةِ

بيان في الخبر وأمثالهما دلالة علي جواز اتحاد المؤذن والمقيم وتعددهما وجواز كونهما غيرالإمام

72- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ الحَسَنِ بنِ طَرِيفٍ وَ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ كُلّهِم عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ أَبِي خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص لِصَلَاةِ الصّبحِ وَ بِلَالٌ يُقِيمُ وَ إِذَا عَبدُ اللّهِ بنُ القسب [القَشَبِ]يصُلَيّ‌ ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص يَا ابنَ القسب [القَشَبِ] أَ تصُلَيّ‌ الصّبحَ أَربَعاً قَالَ ذَلِكَ لَهُ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثَةً

وَ مِنهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ تَرَكَ ركَعتَيَ‌ِ الفَجرِ حَتّي دَخَلَ المَسجِدَ وَ الإِمَامُ قَد قَامَ فِي صَلَاتِهِ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَدخُلُ فِي صَلَاةِ القَومِ وَ يَدَعُ الرّكعَتَينِ فَإِذَا ارتَفَعَ النّهَارُ قَضَاهُمَا

بيان الخبران يدلان علي المنع من التنفل بعدالشروع في الإقامة و بعدإتمامها وتقييد القضاء بارتفاع النهار إما للتقية أولئلا يظن الإمام أنه يعيد ماصلي معه لعدم الاعتداد بصلاته أوبناء علي كراهة النافلة في الأوقات المكروهة والأول أظهر

73- كِتَابُ العِلَلِ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ قَالَعِلّةُ الأَذَانِ أَن تُكَبّرَ اللّهَ وَ تُعَظّمَهُ وَ تُقِرّ بِتَوحِيدِ اللّهِ وَ بِالنّبُوّةِ وَ الرّسَالَةِ وَ تَدعُوَ إِلَي الصّلَاةِ وَ تَحُثّ عَلَي الزّكَاةِ وَ مَعنَي الأَذَانِ الإِعلَامُ لِقَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ


صفحه : 170

إِلَي النّاسِ أَي إِعلَامٌ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كُنتُ أَنَا الأَذَانَ فِي النّاسِ بِالحَجّ وَ قَولُهُوَ أَذّن فِي النّاسِ بِالحَجّ أَي أَعلِمهُم وَ ادعُهُم فَمَعنَي اللّهُ أَنّهُ يُخرِجُ الشيّ‌ءَ مِن حَدّ العَدَمِ إِلَي حَدّ الوُجُودِ وَ يَختَرِعُ الأَشيَاءَ لَا مِن شَيءٍ وَ كُلّ مَخلُوقٍ دُونَهُ يَختَرِعُ الأَشيَاءَ مِن شَيءٍ إِلّا اللّهُ فَهَذَا مَعنَي اللّهُ وَ ذَلِكَ فَرقٌ بَينَهُ وَ بَينَ المُحدَثِ وَ مَعنَي أَكبَرُ أَي أَكبَرُ مِن أَن يُوصَفَ فِي الأَوّلِ وَ أَكبَرُ مِن كُلّ شَيءٍ لَمّا خَلَقَ الشيّ‌ءَ وَ مَعنَي قَولِهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إِقرَارٌ بِالتّوحِيدِ وَ نفَي‌ُ الأَندَادِ وَ خَلعُهَا وَ كُلّ مَا يُعبَدُ مِن دُونِ اللّهِ وَ مَعنَي أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ إِقرَارٌ بِالرّسَالَةِ وَ النّبُوّةِ وَ تَعظِيمٌ لِرَسُولِ اللّهِص وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ أَي تُذكَرُ معَيِ‌ إِذَا ذُكِرتُ وَ مَعنَي حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ أَي حَثّ عَلَي الصّلَاةِ وَ مَعنَي حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ أَي حَثّ عَلَي الزّكَاةِ وَ قَولِهِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ أَي حَثّ عَلَي الوَلَايَةِ وَ عِلّةُ أَنّهَا خَيرُ العَمَلِ أَنّ الأَعمَالَ كُلّهَا بِهَا تُقبَلُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَأَلقَي مُعَاوِيَةُ مِن آخِرِ الأَذَانِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ أَ مَا يَرضَي مُحَمّدٌ أَن يُذكَرَ فِي أَوّلِ الأَذَانِ حَتّي يُذكَرَ فِي آخِرِهِ وَ مَعنَي الإِقَامَةِ هيِ‌َ الإِجَابَةُ وَ الوُجُوبُ وَ مَعنَي كَلِمَاتِهَا فهَيِ‌َ التّيِ‌ ذَكَرنَاهَا فِي الأَذَانِ وَ مَعنَي قَد قَامَتِ الصّلَاةُ أَي قَد وَجَبَتِ الصّلَاةُ وَ حَانَت وَ أُقِيمَت وَ أَمّا العِلّةُ فِيهَا فَقَالَ الصّادِقُ ع إِذَا أَذّنتَ وَ صَلّيتَ صَلّي خَلفَكَ صَفّ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ إِذَا أَذّنتَ وَ أَقَمتَ صَلّي خَلفَكَ صَفّانِ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ لَا يَجُوزُ تَركُ الأَذَانِ إِلّا فِي صَلَاةِ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ العَتَمَةِ يَجُوزُ فِي هَذِهِ الثّلَاثِ الصّلَوَاتِ إِقَامَةٌ بِلَا أَذَانٍ وَ الأَذَانُ أَفضَلُ وَ لَا تَجعَل ذَلِكَ عَادَةً وَ لَا يَجُوزُ تَركُ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فِي صَلَاةِ المَغرِبِ وَ صَلَاةِ الفَجرِ


صفحه : 171

وَ العِلّةُ فِي ذَلِكَ أَنّ هَاتَينِ الصّلَاتَينِ تَحضُرُهُمَا مَلَائِكَةُ اللّيلِ وَ مَلَائِكَةُ النّهَارِ

بيان لعل الحث علي الزكاة في الأذان لكون قبول الصلاة مشروطا بها وكون الشهادة بالرسالة في آخر الأذان غريب لم أره في غير هذاالكتاب

74- جَامِعُ الشّرَائِعِ،لِلشّيخِ يَحيَي بنِ سَعِيدٍ قَد كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يُقِيمُ وَ يُؤَذّنُ غَيرُهُ

وَ روُيِ‌َ أَنّ الإِنسَانَ إِذَا دَخَلَ المَسجِدَ وَ فِيهِ مَن لَا يقَتدَيِ‌ بِهِ وَ خَافَ فَوتَ الصّلَاةِ بِالِاشتِغَالِ بِالأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ يَقُولُ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ دَفعَتَينِ لِأَنّهُ تَرَكَهُ

قَالَ وَ روُيِ‌َ أَنّ رَفعَ الصّوتِ بِالأَذَانِ فِي المَنزِلِ ينَفيِ‌ الأَمرَاضَ وَ ينُميِ‌ الوَلَدَ

75- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَدرَكتَ الجَمَاعَةَ وَ قَدِ انصَرَفَ القَومُ وَ وَجَدتَ الإِمَامَ مَكَانَهُ وَ أَهلَ المَسجِدِ قَبلَ أَن يَنصَرِفُوا أَجزَأَكَ أَذَانُهُم وَ إِقَامَتُهُم فَاستَفتِحِ الصّلَاةَ لِنَفسِكَ وَ إِذَا وَافَيتَهُم وَ قَدِ انصَرَفُوا عَن صَلَاتِهِم وَ هُم جُلُوسٌ أَجزَأَ إِقَامَةٌ بِغَيرِ أَذَانٍ وَ إِن وَجَدتَهُم وَ قَد تَفَرّقُوا خَرَجَ بَعضُهُم عَنِ المَسجِدِ فَأَذّن وَ أَقِم لِنَفسِكَ

بيان الانصراف الأول الفراغ من الصلاة والثاني‌ الخروج من المسجد ولعل المراد بالشق الثاني‌ ما إذاخرج الإمام والقوم جلوس أوفرغوا من التعقيب وجلسوا لغيره ويمكن حمله علي الشق الأول و يكون الغرض بيان استحباب الإقامة حينئذ و لاينافي‌ الإجزاء والظاهر أن فيه سقطا و علي التقادير هوخلاف المشهور إذ المشهور بين الأصحاب سقوط الأذان والإقامة عن الجماعة الثانية إذاحضرت في مكان لإقامة الصلاة فوجدت جماعة أخري قدأذنت وأقامت وصلت ما لم تتفرق الجماعة الأولي . و قال بعض الأصحاب يكفي‌ في عدم التفرق بقاء واحد للتعقيب وظاهر الرواية المعتبرة تحققه بتفرق الأكثر و قال الشيخ في المبسوط إذاأذن في مسجد دفعة لصلاة بعينها كان ذلك كافيا لمن يصلي‌ تلك الصلاة في ذلك المسجد ويجوز له


صفحه : 172

أن يؤذن فيما بينه و بين نفسه و إن لم يفعل فلا شيء عليه وكلامه يؤذن باستحباب الأذان سرا و أن السقوط عام يشمل التفرق وغيره والمحقق في المعتبر والنافع والشهيد الثاني‌ ره قصرا الحكم علي المسجد واستقرب الشهيد عدم الفرق ولعل الأول أقرب . والظاهر عموم الحكم بالنسبة إلي المنفرد والجامع خلافا لابن حمزة حيث خصه بالجماعة ويظهر من خبر عمار الساباطي‌ جواز الأذان والإقامة و إن لم تتفرق الصفوف فيمكن أن يكون الترك رخصة كمايشعر به الإجزاء في هذاالخبر

76- كِتَابُ النرّسيِ‌ّ، قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مِنَ السّنّةِ التّرجِيعُ فِي أَذَانِ الفَجرِ وَ أَذَانِ العِشَاءِ الآخِرَةِ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِلَالًا أَن يُرَجّعَ فِي أَذَانِ الغَدَاةِ وَ أَذَانِ العِشَاءِ إِذَا فَرَغَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ عَادَ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حَتّي يُعِيدَ الشّهَادَتَينِ ثُمّ يمَضيِ‌ فِي أَذَانِهِ ثُمّ لَا يَكُونُ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ إِلّا جَلسَةٌ

وَ مِنهُ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع أَنّهُ سَمِعَ الأَذَانَ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَقَالَ شَيطَانٌ ثُمّ سَمِعَهُ عِندَ طُلُوعِ الفَجرِ فَقَالَ الأَذَانُ حَقّاً

وَ مِنهُ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الأَذَانِ قَبلَ طُلُوعِ الفَجرِ فَقَالَ لَا إِنّمَا الأَذَانُ عِندَ طُلُوعِ الفَجرِ أَوّلَ مَا يَطلُعُ قُلتُ فَإِن كَانَ يُرِيدُ أَن يُؤَذّنَ النّاسَ بِالصّلَاةِ وَ يُنَبّهَهُم قَالَ فَلَا يُؤَذّن وَ لَكِن لِيَقُل وَ ينُاَديِ‌ بِ الصّلَاةُ خَيرٌ مِنَ النّومِ الصّلَاةُ خَيرٌ مِنَ النّومِ يَقُولُهَا مِرَاراً وَ إِذَا طَلَعَ الفَجرُ أَذّنَ فَلَم يَكُن بَينَهُ وَ بَينَ أَن يُقِيمَ إِلّا جَلسَةٌ خَفِيفَةٌ بِقَدرِ الشّهَادَتَينِ وَ أَخَفّ مِن ذَلِكَ

وَ مِنهُ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ الصّلَاةُ خَيرٌ مِنَ النّومِ بِدعَةُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَ لَيسَ ذَلِكَ مِن أَصلِ الأَذَانِ وَ لَا بَأسَ إِذَا أَرَادَ الرّجُلُ أَن يُنَبّهَ النّاسَ لِلصّلَاةِ أَن ينُاَديِ‌َ بِذَلِكَ وَ لَا يَجعَلهُ مِن أَصلِ الأَذَانِ فَإِنّا لَا نَرَاهُ أَذَاناً


صفحه : 173

باب 41-حكاية الأذان والدعاء بعده

1- ثَوَابُ الأَعمَالِ، وَ مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ العُيُونُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبّاسٍ مَولَي الرّضَا عَنِ الرّضَا ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن قَالَ حِينَ يَسمَعُ أَذَانَ الصّبحِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِإِقبَالِ نَهَارِكَ وَ إِدبَارِ لَيلِكَ وَ حُضُورِ صَلَوَاتِكَ وَ أَصوَاتِ دُعَائِكَ وَ تَسبِيحِ مَلَائِكَتِكَ أَن تَتُوبَ عَلَيّإِنّكَ أَنتَ التّوّابُ الرّحِيمُ وَ قَالَ مِثلَ ذَلِكَ إِذَا سَمِعَ أَذَانَ المَغرِبِ ثُمّ مَاتَ مِن يَومِهِ أَو مِن لَيلِهِ تِلكَ كَانَ تَائِباً

أقول في المجالس قال كان أبو عبد الله الصادق ع يقول

فَلَاحُ السّائِلِ،بِإِسنَادِهِ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ الماَلكِيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ هُلَيلٍ الكرَخيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ الشاّميِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ كَانَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ مَن قَالَ حِينَ يَسمَعُ أَذَانَ الصّبحِ وَ أَذَانَ المَغرِبِ هَذَا الدّعَاءَ ثُمّ مَاتَ مِن يَومِهِ أَو مِن لَيلَتِهِ كَانَ تَائِباً وَ هُوَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِإِقبَالِ لَيلِكَ إِلَي آخِرِ الدّعَاءِ

كشف الغمة، عن عباس مولي الرضا ع مثله مِصبَاحُ الشّيخِ،

أَذّن لِلمَغرِبِ وَ قُل وَ ذَكَرَ الدّعَاءَ

بيان بإقبال نهارك الباء إما سببية أي كماأنعمت علي بتلك النعم فأنعم علي بتوفيق التوبة أوبقبولها أوقسميه وتحتمل الظرفية علي بعد قوله


صفحه : 174

دعائك في بعض النسخ بالهمزة و في بعضها بالتاء جمع داع كقاض وقضاة وبعده وتسبيح ملائكتك في أكثر الروايات و ليس في بعضها

2- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، شَكَا رَجُلٌ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع الفَقرَ فَقَالَ أَذّن كُلّمَا سَمِعتَ الأَذَانَ كَمَا يُؤَذّنُ المُؤَذّنُ

3- المَكَارِمُ إِذَا قَالَ المُؤَذّنُ اللّهُ أَكبَرُ فَقُل مِثلَ ذَلِكَ وَ إِذَا قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقُل وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص أكَتفَيِ‌ بِهِمَا عَن كُلّ مَن أَبَي وَ جَحَدَ وَ أُعِينُ بِهِمَا مَن أَقَرّ وَ شَهِدَ وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ المُؤَذّنَ إِذَا قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقُل صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ أللّهُمّ اجعَل عمَلَيِ‌ بِرّاً وَ مَوَدّةَ آلِ مُحَمّدٍ فِي قلَبيِ‌ مُستَقِرّاً وَ أَدِرّ عَلَيّ الرّزقَ دَرّاً وَ إِذَا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ فَقُل لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِ‌ّ العَظِيمِ

الآدَابُ الدّينِيّةُ، مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ وَ يَقُولُ عِندَ قَولِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ مَرحَباً بِالقَائِلِينَ عَدلًا وَ بِالصّلَاةِ مَرحَباً وَ أَهلًا

قَالَ فِي الفَقِيهِ كَانَ ابنُ النّبّاحِ يَقُولُ فِي أَذَانِهِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ فَإِذَا رَآهُ عَلِيّ ع قَالَ مَرحَباً بِالقَائِلِينَ إِلَي آخِرِهِ

و قوله عدلا أي كلاما حقا وثوابا و هوالفصل المتقدم ألذي حذفه عمر و قال الجوهري‌ الرحب بالضم السعة وقولهم مرحبا وأهلا أي أتيت سعة وأتيت أهلا فاستأنس و لاتستوحش انتهي و علي ما في الفقيه لعله كان يقول ذلك إذارآه في وقت الصلاة عندمجيئه للأذان أو عندالفراغ منه ولعل الطبرسي‌ ره أخذ من رواية أخري

4-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ المَكَارِمُ،روُيِ‌َ أَنّ مَن سَمِعَ الأَذَانَ فَقَالَ كَمَا يَقُولُ


صفحه : 175

المُؤَذّنُ زِيدَ فِي رِزقِهِ

5- ثَوَابُ الأَعمَالِ، وَ المَجَالِسُ،لِلصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُغِيرَةَ النضّريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ قَالَ مَن سَمِعَ المُؤَذّنَ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ مُصَدّقاً مُحتَسِباً وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أكَتفَيِ‌ بِهِمَا عَن كُلّ مَن أَبَي وَ جَحَدَ وَ أُعِينُ بِهِمَا مَن أَقَرّ وَ شَهِدَ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ عَدَدُ مَن أَنكَرَ وَ جَحَدَ وَ عَدَدُ مَن أَقَرّ وَ شَهِدَ

المحاسن ، عن ابن محبوب مثله بيان في ثواب الأعمال وأصدق بها من أقر وشهد إلاغفر الله له بعدد من أنكر

6- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ النخّعَيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ النوّفلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِن سَمِعتَ الأَذَانَ وَ أَنتَ عَلَي الخَلَاءِ فَقُل مِثلَ مَا يَقُولُ المُؤَذّنُ وَ لَا تَدَع ذِكرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي تِلكَ الحَالِ لِأَنّ ذِكرَ اللّهِ حَسَنٌ عَلَي كُلّ حَالٍ ثُمّ قَالَ ع لَمّا نَاجَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مُوسَي بنُ عِمرَانَ قَالَ مُوسَي يَا رَبّ أَ بَعِيدٌ أَنتَ منِيّ‌ فَأُنَادِيَكَ أَم قَرِيبٌ فَأُنَاجِيَكَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا مُوسَي أَنَا جَلِيسُ مَن ذكَرَنَيِ‌ فَقَالَ مُوسَي يَا رَبّ إنِيّ‌ أَكُونُ فِي حَالٍ أُجِلّكَ أَن أَذكُرَكَ فِيهَا قَالَ يَا مُوسَي اذكرُنيِ‌ عَلَي كُلّ حَالٍ


صفحه : 176

وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ قَالَ لِي يَا ابنَ مُسلِمٍ لَا تَدَعَنّ ذِكرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي كُلّ حَالٍ فَلَو سَمِعتَ المنُاَديِ‌َ ينُاَديِ‌ بِالأَذَانِ وَ أَنتَ عَلَي الخَلَاءِ فَاذكُرِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ قُل كَمَا يَقُولُ

وَ مِنهُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع مَا أَقُولُ إِذَا سَمِعتُ الأَذَانَ قَالَ اذكُرِ اللّهَ مَعَ كُلّ ذَاكِرٍ

بيان يحتمل الحكاية أوالأعم منه و من ذكر آخر واستحباب الحكاية موضع وفاق بين الأصحاب كماذكر في المنتهي وغيره والظاهر أن الحكاية لجميع ألفاظ الأذان وَ قَالَ الشّيخُ فِي المَبسُوطِ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ

. ولعل الرواية عامية لاشتهارها بينهم

وَ قَد رَوَوا بِأَسَانِيدَ عَن عُمَرَ وَ مُعَاوِيَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِذَا قَالَ المُؤَذّنُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ قَالَ أَحَدُكُمُ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ ثُمّ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ ثُمّ قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ قَالَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ ثُمّ قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ قَالَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ ثُمّ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ ثُمّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مِن قَلبِهِ دَخَلَ الجَنّةَ

رواه مسلم في صحيحه وغيره في غيره و ماورد في كتبنا فالظاهر أنه مأخوذ منهم أوورد تقية وظاهر الأخبار المعتبرة حكاية جميع الفصول . و قال في المبسوط من كان خارج الصلاة وسمع المؤذن يؤذن فينبغي‌ أن يقطع


صفحه : 177

كلامه إن كان متكلما و إن كان يقرأ القرآن فالأفضل له أن يقطع القرآن و يقول كما يقول المؤذن وصرح بأنه لايستحب حكايته في الصلاة و به قطع في التذكرة و قال أيضا متي قاله في الصلاة لم تبطل صلاته إلا في قوله حي‌ علي الصلاة فإنه متي قال ذلك مع العلم بأنه لايجوز فإنه يفسد الصلاة لأنه ليس بتحميد و لاتكبير بل هو من كلام الآدميين المحض فإن قال بدلا من ذلك لاحول و لاقوة إلابالله لم تبطل صلاته وتبعه علي ذلك جماعة من الأصحاب . و لوفرغ من الصلاة و لم يحكه فالظاهر سقوطها لفوات محلها واختاره الشهيد رحمه الله و قال الشيخ في المبسوط إنه مخير واختاره في التذكرة و قال في الخلاف يؤتي به لا من حيث كونه أذانا بل من حيث كونه ذكرا و قال جماعة من الأصحاب إن المستحب حكاية الأذان المشروع فأذان العصر يوم الجمعة وعرفة وأمثالهما لايحكي

7- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ السنّاَنيِ‌ّ عَن حَمزَةَ بنِ القَاسِمِ العلَوَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ مُقبِلٍ قَالَ قُلتُ لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع لأِيَ‌ّ عِلّةٍ يُستَحَبّ لِلإِنسَانِ إِذَا سَمِعَ الأَذَانَ أَن يَقُولَ كَمَا يَقُولُ المُؤَذّنُ وَ إِن كَانَ عَلَي البَولِ وَ الغَائِطِ قَالَ إِنّ ذَلِكَ يَزِيدُ فِي الرّزقِ

الخِصَالُ،بِإِسنَادِهِ عَن سَعِيدِ بنِ عِلَاقَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِجَابَةُ المُؤَذّنِ يَزِيدُ فِي الرّزقِ

مشكاة الأنوار، عنه ع مثله

8-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع يَقُولُ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فِي جَمِيعِ الصّلَوَاتِ أللّهُمّ رَبّ هَذِهِ الدّعوَةِ التّامّةِ وَ الصّلَاةِ القَائِمَةِ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍ وَ أَعطِ مُحَمّداً يَومَ القِيَامَةِ سُؤلَهُ آمِينَ رَبّ العَالَمِينَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتَوَجّهُ إِلَيكَ بِنَبِيّكَ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ مُحَمّدٍ صَلّي


صفحه : 178

اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَي آلِهِ وَ أُقَدّمُهُم بَينَ يدَيَ‌ حوَاَئجِيِ‌ كُلّهَا فَصَلّ عَلَيهِم وَ اجعلَنيِ‌ بِهِم وَجِيهاً فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ وَ اجعَل صلَاَتيِ‌ بِهِم مَقبُولَةً وَ دعُاَئيِ‌ بِهِم مُستَجَاباً وَ امنُن عَلَيّ بِطَاعَتِهِم يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ يَقُولُ هَذَا فِي جَمِيعِ الصّلَوَاتِ وَ يَقُولُ بَعدَ أَذَانِ الفَجرِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِإِقبَالِ نَهَارِكَ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ وَ إِن أَحبَبتَ أَن تَجلِسَ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فَافعَل فَإِنّ فِيهِ فَضلًا كَثِيراً وَ إِنّمَا ذَلِكَ عَلَي الإِمَامِ وَ أَمّا المُنفَرِدُ فَيَخطُو تُجَاهَ القِبلَةِ خُطوَةً بِرِجلِهِ اليُمنَي ثُمّ يَقُولُ بِاللّهِ أَستَفتِحُ وَ بِمُحَمّدٍص أَستَنجِحُ وَ أَتَوَجّهُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍ وَ اجعلَنيِ‌ بِهِموَجِيهاً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ وَ إِن لَم تَفعَل أَيضاً أَجزَأَكَ

9- فَلَاحُ السّائِلِ، قَالَ وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ حبَشَيِ‌ّ بنِ قوُنيِ‌ّ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ سُبحَانَ مَن لَا تَبِيدُ مَعَالِمُهُ سُبحَانَ مَن لَا يَنسَي مَن ذَكَرَهُ سُبحَانَ مَن لَا يَخِيبُ سَائِلُهُ سُبحَانَ مَن لَيسَ لَهُ حَاجِبٌ يُغشَي وَ لَا بَوّابٌ يُرشَي وَ لَا تَرجُمَانٌ يُنَاجَي سُبحَانَ مَنِ اختَارَ لِنَفسِهِ أَحسَنَ الأَسمَاءِ سُبحَانَ مَن فَلَقَ البَحرَ لِمُوسَي سُبحَانَ مَن لَا يَزدَادُ عَلَي كَثرَةِ العَطَاءِ إِلّا كَرَماً وَ جُوداً سُبحَانَ مَن هُوَ هَكَذَا وَ لَا هَكَذَا غَيرُهُ

10- مِصبَاحُ الشّيخِ، إِذَا سَجَدَ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ قَالَ فِيهَا لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ ربَيّ‌ سَجَدتُ لَكَ خَاضِعاً خَاشِعاً ذَلِيلًا وَ إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ قَالَ سُبحَانَ مَن لَا تَبِيدُ مَعَالِمُهُ إِلَي آخِرِ الدّعَاءِ

بيان لاتبيد أي لاتهلك و لاتفني معالمه أي مايعلم به ذاته وصفاته ويستدل به عليها مما خلقها في الآفاق والأنفس و مايعلم به شرعه ودينه وفرائضه وسننه وأحكامه من الحجج والرسل والأوصياء والكتاب والسنة من لاينسي من ذكره أي لايترك جزاء من ذكره أواستعار النسيان لترك الجزاء والهداية والتوفيق و في النهاية غشيه يغشاه غشيانا


صفحه : 179

إذاجاءه و قال الترجمان بالضم والفتح هو ألذي يترجم الكلام أي ينقله من لغة إلي لغة أخري و في القاموس الترجمان كعنفوان وزعفران وريهقان المفسر للسان

11- دَعَائِمُ الإِسلَامِ،رُوّينَا عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا سَمِعَ المُؤَذّنَ قَالَ كَمَا يَقُولُ فَإِذَا قَالَ حيَ‌ّ عَلَي الصّلَاةِ حيَ‌ّ عَلَي الفَلَاحِ حيَ‌ّ عَلَي خَيرِ العَمَلِ قَالَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَإِذَا انقَضَتِ الإِقَامَةُ قَالَ أللّهُمّ رَبّ هَذِهِ الدّعوَةِ التّامّةِ وَ الصّلَاةِ القَائِمَةِ أَعطِ مُحَمّداً سُؤلَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ بَلّغهُ الدّرَجَةَ الوَسِيلَةَ مِنَ الجَنّةِ وَ تَقَبّل شَفَاعَتَهُ فِي أُمّتِهِ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ ثَلَاثٌ لَا يَدَعُهُنّ إِلّا عَاجِزٌ رَجُلٌ سَمِعَ مُؤَذّناً لَا يَقُولُ كَمَا قَالَ وَ رَجُلٌ لقَيِ‌َ جِنَازَةً لَا يُسَلّمُ عَلَي أَهلِهَا وَ يَأخُذُ بِجَوَانِبِ السّرِيرِ وَ رَجُلٌ أَدرَكَ الإِمَامَ سَاجِداً لَم يُكَبّر وَ يَسجُد وَ لَا يَعتَدّ بِهَا

وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قَالَ المُؤَذّنُ اللّهُ أَكبَرُ فَقُلِ اللّهُ أَكبَرُ فَإِذَا قَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقُل أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَإِذَا قَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقُل أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَإِذَا قَالَ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ فَقُلِ أللّهُمَ أَقِمهَا وَ أَدِمهَا وَ اجعَلنَا مِن خَيرِ صاَلحِيِ‌ أَهلِهَا عَمَلًا وَ إِذَا قَالَ المُؤَذّنُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ فَقَد وَجَبَ عَلَي النّاسِ الصّمتُ وَ القِيَامُ إِلّا أَن لَا يَكُونَ لَهُم إِمَامٌ فَيُقَدّمُ بَعضُهُم بَعضاً

بيان فيه إشعار بحكاية الإقامة كماذكره بعض الأصحاب واعترف الشهيد الثاني‌ وغيره بعدم النص عليه وإثباته بهذا الخبر مع عدم صراحته مشكل والأظهر تخصيصها بالأذان والمشهور بين العامة جريانها في الإقامة

12-مَبسُوطُ الشّيخِ،روُيِ‌َ أَنّهُ إِذَا سَمِعَ المُؤَذّنَ يُؤَذّنُ يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ يَقُولُ وَ أَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللّهِ رَبّاً وَ بِالإِسلَامِ دِيناً وَ بِمُحَمّدٍ رَسُولًا وَ بِالأَئِمّةِ الطّاهِرِينَ أَئِمّةً وَ يصُلَيّ‌ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ ثُمّ يَقُولُ أللّهُمّ رَبّ هَذِهِ الدّعوَةِ التّامّةِ وَ الصّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمّداً


صفحه : 180

الوَسِيلَةَ وَ الفَضِيلَةَ وَ ارزُقهُ المَقَامَ المَحمُودَ ألّذِي وَعَدتَهُ وَ ارزقُنيِ‌ شَفَاعَتَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ يَقُولُ عِندَ أَذَانِ المَغرِبِ أللّهُمّ هَذَا إِقبَالُ لَيلِكَ وَ إِدبَارُ نَهَارِكَ وَ أَصوَاتُ دُعَاتِكَ فَاغفِر لِي

بيان أقول روي البخاري‌ مثل الدعاء الأول عن النبي ص و أن من قاله حين يسمع النداء حلت له شفاعتي‌ وروي أبوداود الدعاء الثاني‌ عن أم سلمة عن النبي ص ولعله رحمه الله أخذهما من كتبهم و قال النووي‌ إنا وصف الدعوة بالتمام لأنها ذكر الله عز و جل يدعي بها إلي عبادته و هذه الأشياء و ماوالاها هي‌ التي‌ تستحق صفة الكمال والتمام و ماسوي ذلك من أمور الدنيا بعرض النقص والفساد ويحتمل أنها وصفت بالتمام لكونها محمية عن النسخ والإبدال باقية إلي يوم التناد. ومعني قوله ع والصلاة القائمة أي الدائمة التي‌ لاتغيرها ملة و لاتنسخها شريعة والمقام المحمود هومقام الشفاعة ألذي وعده الله تعالي في قوله عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداًفقد روي‌ عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية أي مقاما يحمدك فيه الأولون والآخرون وتشرف علي جميع الخلائق تسأل فتعطي وتشفع فتشفع ليس أحد إلاتحت لوائك .أقول ولعل مفاد الدعاء الثاني‌ أني‌ لماأكملت يومي‌ بفرطات وتقصيرات و هذاابتداء زمان آخر فاغفر لي ماسلف في يومي‌ لأكون مغفورا في تلك الليلة مع أن الليلة محل الحوادث والطوارق وقبض الأرواح إلي عوالمها

13-فَلَاحُ السّائِلِ،بِإِسنَادِهِ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ


صفحه : 181

عَن أَبِيهِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَقتَ المَغرِبِ فَإِذَا هُوَ قَد أَذّنَ وَ جَلَسَ فَسَمِعتُهُ يَدعُو بِدُعَاءٍ مَا سَمِعتُ بِمِثلِهِ فَسَكَتّ حَتّي فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ ثُمّ قُلتُ يَا سيَدّيِ‌ لَقَد سَمِعتُ مِنكَ دُعَاءً مَا سَمِعتُ بِمِثلِهِ قَطّ قَالَ هَذَا دَعَاءُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ لَيلَةَ بَاتَ عَلَي فِرَاشِ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَا مَن لَيسَ مَعَهُ رَبّ يُدعَي يَا مَن لَيسَ فَوقَهُ خَالِقٌ يُخشَي يَا مَن لَيسَ دُونَهُ إِلَهٌ يُتّقَي يَا مَن لَيسَ لَهُ وَزِيرٌ يُغشَي يَا مَن لَيسَ لَهُ بَوّابٌ يُنَادَي يَا مَن لَا يَزدَادُ عَلَي كَثرَةِ السّؤَالِ إِلّا كَرَماً وَ جُوداً يَا مَن لَا يَزدَادُ عَلَي عِظَمِ الجُرمِ إِلّا رَحمَةً وَ عَفواً صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ افعَل بيِ‌ مَا أَنتَ أَهلُهُ فَإِنّكَأَهلُ التّقوي وَ أَهلُ المَغفِرَةِ وَ أَنتَ أَهلُ الجُودِ وَ الخَيرِ وَ الكَرَمِ

بيان يدل علي استحباب الجلوس بين أذان المغرب وإقامته و قدمر في خبر آخر أيضا مشتمل علي فضل عظيم في خصوص المغرب و قدروي‌ في الصحيح عنهم ع القعود بين الأذان والإقامة في الصلاة كلها إذا لم يكن قبل الإقامة صلاة يصليها و في صحيح آخر افرق بين الأذان والإقامة بجلوس أوبركعتين وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لَا بُدّ مِن قُعُودٍ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ

خَبَرٌ مُرسَلٌ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَينَ كُلّ أَذَانَينِ قَعدَةٌ إِلّا المَغرِبَ فَإِنّ بَينَهُمَا نَفَساً

فرد تلك الأخبار الكثيرة أوتخصيصها بهذا الخبر مشكل مع أنه يحتمل أن يكون المراد عدم المبالغة الكثيرة فيها أويحمل علي ضيق الوقت . قوله ع أَهلُ التّقوي أي أنت أهل لأن يتقي سطوتك وعذابك لعظمتك وللمغفرة بسعة رحمتك

14-مِصبَاحُ الشّيخِ، قَالَ بَعدَ أَذَانِ المَغرِبِ تَقُولُ يَا مَن لَيسَ مَعَهُ رَبّ يُدعَي يَا مَن لَيسَ فَوقَهُ إِلَهٌ يُخشَي يَا مَن لَيسَ دُونَهُ مَلِكٌ يُتّقَي يَا مَن لَيسَ لَهُ وَزِيرٌ يُؤتَي يَا مَن لَيسَ لَهُ حَاجِبٌ يُرشَي يَا مَن لَيسَ لَهُ بَوّابٌ يُغشَي يَا مَن لَا يَزدَادُ عَلَي كَثرَةِ


صفحه : 182

السّؤَالِ إِلّا كَرَماً وَ جُوداً وَ عَلَي كَثرَةِ الذّنُوبِ إِلّا عَفواً وَ صَفحاً صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ اغفِر لِي ذنُوُبيِ‌ كُلّهَا وَ اقضِ لِي حوَاَئجِيِ‌ كُلّهَا مِن حَوَائِجِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ بِرَحمَتِكَ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ

فائدة قال في الذكري قال ابن البراج رحمه الله يستحب لمن أذن أوأقام أن يقول في نفسه عندحي‌ علي خير العمل آل محمدخير البرية مرتين و يقول أيضا إذافرغ من قوله حي‌ علي الصلاة لاحول و لاقوة إلابالله وكذلك يقول عند قوله حي‌ علي الفلاح و إذا قال قدقامت الصلاة قال أللهم أقمها وأدمها واجعلني‌ من خير صالحي‌ أهلها عملا و إذافرغ من قوله قدقامت الصلاة قال أللهم رب الدعوة التامة والصلاة القائمة أعط محمدا سؤله يوم القيامة وبلغه الدرجة والوسيلة من الجنة وتقبل شفاعته في أمته

15- مِصبَاحُ الشّيخِ، يُستَحَبّ أَن يَقُولَ فِي السّجدَةِ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ أللّهُمّ اجعَل قلَبيِ‌ بَارّاً وَ رزِقيِ‌ دَارّاً وَ اجعَل لِي عِندَ قَبرِ رَسُولِ اللّهِص مُستَقَرّاً وَ قَرَاراً

بيان في البلد الأمين وغيره ورزقي‌ دارا وعيشي‌ قارا واجعل لي عندقبر نبيك محمدص و في النفلية وعيشي‌ قارا ورزقي‌ دارا و في بعض الكتب بعد ذلك وعملي‌ سارا و في بعضها عندرسولك بغير ذكر القبر و في الكافي‌ في حديث مرفوع يقول الرجل إذافرغ من الأذان وجلس أللهم اجعل قلبي‌ بارا ورزقي‌ دارا واجعل لي عندقبر نبيك قرارا ومستقرا. و قال الشهيد الثاني‌ رفع الله مقامه في شرح النفلية أللهم اجعل قلبي‌ بارا البار المطيع والمحسن والمعني عليهما سؤال الله أن يجعل قلبه مطيعا لسيده وخالقه ومحسنا في تقلباته وحركاته وسكناته فإن الأعضاء تتبعه في ذلك كله وعيشي‌ قارا الأجود كون القار هنا متعديا والمفعول محذوفا أي قارا لعيني‌ يقال أقر الله عينك


صفحه : 183

أي صادف فؤادك مايرضيك من العيش فتقر عينك من النظر إلي غيره قاله الهروي‌ ويجوز كونه لازما أي مستقرا لايحوج إلي الخروج إليه في سفر ونحوه . و قدروي‌ أن من سعادة الرجل أن يكون معيشته في بلده أوقارا في الحالة المهناة لايتكدر بشي‌ء من المنغصات فيضطرب ورزقي‌ دارا أي يزيد ويتجدد شيئا فشيئا كمايدر اللبن واجعل لي عندقبر رسولك مستقرا وقرارا المستقر المكان والقرار المقام أي اجعل لي عنده مكانا أقر فيه وقيل هما مترادفان . ونقل المصنف في بعض تحقيقاته أن المستقر في الدنيا والقرار في الآخرة كأنه يسأل أن يكون المحيا والممات عنده واختص الدنيا بالمستقر لقوله تعالي وَ لَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرّ والآخرة بالقرار لقوله تعالي وَ إِنّ الآخِرَةَ هيِ‌َ دارُ القَرارِ و فيه أن القبر لا يكون في الآخرة وإطلاق الآخرة علي الممات خاصة بعيد نعم في بعض روايات الحديث واجعل لي عندرسولك بغير ذكر القبر ويمكن تنزيل التأويل حينئذ عليه بأن يكون السؤال بأن يكون مقامه في الدنيا والآخرة في جواره ص انتهي كلامه زيد إكرامه . وقيل المراد بالقار أن يكون مستقرا دائما غيرمنقطع والعمل السار هو ألذي يصير سببا لسرور عامله وبهجته في الدارين لكن تلك الفقرة غيرموجودة في الأصول المعتبرة

16-البَلَدُ الأَمِينُ، فِي أَدعِيَةِ السّرّ يَا مُحَمّدُ مَن أَرَادَ مِن أُمّتِكَ الأَمَانَ مِن بلَيِتّيِ‌ وَ الِاستِجَابَةَ لِدَعوَتِهِ فَليَقُل حِينَ يَسمَعُ تَأذِينَ المَغرِبِ يَا مُسَلّطَ نِقَمِهِ عَلَي أَعدَائِهِ بِالخِذلَانِ لَهُم فِي الدّنيَا وَ العَذَابِ لَهُم فِي الآخِرَةِ وَ يَا مُوَسّعاً عَلَي أَولِيَائِهِ بِعِصمَتِهِ إِيّاهُم فِي الدّنيَا وَ حُسنِ عَائِدَتِهِ وَ يَا شَدِيدَ النّكَالِ بِالِانتِقَامِ وَ يَا حَسَنَ المُجَازَاةِ بِالثّوَابِ يَا باَر‌ِئَ خَلقِ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ مُلزِمَ أَهلِهِمَا عَمَلَهُمَا وَ العَالِمَ بِمَن يَصِيرُ


صفحه : 184

إِلَي جَنّتِهِ وَ نَارِهِ يَا هاَديِ‌ يَا مُضِلّ يَا كاَفيِ‌ يَا معُاَفيِ‌ يَا مُعَاقِبُ اهدنِيِ‌ بِهُدَاكَ وَ عاَفنِيِ‌ بِمُعَافَاتِكَ مِن سُكنَي جَهَنّمَ مَعَ الشّيَاطِينِ وَ ارحمَنيِ‌ فَإِنّكَ إِن لَم ترَحمَنيِ‌أَكُن مِنَ الخاسِرِينَأعَذِنيِ‌ مِنَ الخُسرَانِ بِدُخُولِ النّارِ وَ حِرمَانِ الجَنّةِ بِحَقّ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ يَا ذَا الفَضلِ العَظِيمِ فَإِنّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ تَغَمّدتُهُ فِي ذَلِكَ المَقَامِ ألّذِي يَقُولُ فِيهِ برِحَمتَيِ‌

17- المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ، قَالَص وَ قَد سَمِعَ مُؤَذّناً يَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ صَدّقَكَ كُلّ رَطبٍ وَ يَابِسٍ

قال السيد و هذاالكلام مجاز لأن الرطب واليابس من الشجر والأعشاب والماء والتراب لاكلام لهما و لاروح فيهما وإنما أراد ع أن تصديقهما بلسان الخلق لابلسان النطق فجميع المخلوقات شاهدة بأن لاإله إلا الله سبحانه بما فيها من تأثير القدرة وإتقان الصنعة فهي‌ من هذه الوجوه متكلمة و إن كانت خرسا ومفصحة و إن كانت عجما كما قال الشاعر


و في كل شيء له آية   تدل علي أنه واحد.

صفحه : 185

باب 51-وصف الصلاة من فاتحتها إلي خاتمتها وجمل أحكامها وواجباتها وسننها

1-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَوماً تُحسِنُ أَن تصُلَيّ‌َ يَا حَمّادُ قَالَ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ‌ أَنَا أَحفَظُ كِتَابَ حَرِيزٍ فِي الصّلَاةِ قَالَ فَقَالَ لَا عَلَيكَ قُم صَلّ قَالَ فَقُمتُ بَينَ يَدَيهِ مُتَوَجّهاً إِلَي القِبلَةِ فَاستَفتَحتُ الصّلَاةَ وَ رَكَعتُ وَ سَجَدتُ فَقَالَ يَا حَمّادُ لَا تُحسِنُ أَن تصُلَيّ‌َ مَا أَقبَحَ بِالرّجُلِ أَن يأَتيِ‌َ عَلَيهِ سِتّونَ سَنَةً أَو سَبعُونَ سَنَةً فَمَا يُقِيمُ صَلَاةً وَاحِدَةً بِحُدُودِهَا تَامّةً قَالَ حَمّادٌ فأَصَاَبنَيِ‌ فِي نفَسيِ‌َ الذّلّ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فعَلَمّنيِ‌ الصّلَاةَ فَقَامَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مُستَقبِلَ القِبلَةِ مُنتَصِباً فَأَرسَلَ يَدَيهِ جَمِيعاً عَلَي فَخِذَيهِ قَد ضَمّ أَصَابِعَهُ وَ قَرّبَ بَينَ قَدَمَيهِ حَتّي كَانَ بَينَهُمَا قَدرُ ثَلَاثِ أَصَابِعَ مُفَرّجَاتٍ وَ استَقبَلَ بِأَصَابِعِ رِجلَيهِ جَمِيعاً القِبلَةَ لَم يُحَرّفهُمَا عَنِ القِبلَةِ بِخُشُوعٍ وَ استِكَانَةٍ وَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ ثُمّ قَرَأَ الحَمدَ بِتَرتِيلٍ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثُمّ صَبَرَ هُنَيئَةً بِقَدرِ مَا تَنَفّسَ وَ هُوَ قَائِمٌ ثُمّ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ وَ هُوَ قَائِمٌ ثُمّ رَكَعَ وَ مَلَأَ كَفّيهِ مِن رُكبَتَيهِ مُتَفَرّجَاتٍ وَ رَدّ رُكبَتَهُ إِلَي خَلفٍ حَتّي استَوَي ظَهرُهُ حَتّي لَو صُبّ عَلَيهِ قَطرَةٌ مِن مَاءٍ أَو دُهنٍ لَم تَزُل لِاستِوَاءِ ظَهرِهِ وَ مَدّ عُنُقَهُ وَ غَمّضَ عَينَيهِ ثُمّ سَبّحَ ثَلَاثاً بِتَرتِيلٍ فَقَالَ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ ثُمّ استَوَي قَائِماً فَلَمّا استَمكَنَ مِنَ القِيَامِ قَالَ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ ثُمّ كَبّرَ وَ هُوَ قَائِمٌ وَ رَفَعَ يَدَيهِ حِيَالَ وَجهِهِ ثُمّ سَجَدَ وَ وَضَعَ كَفّيهِ مضَموُمتَيَ‌ِ الأَصَابِعِ بَينَ رُكبَتَيهِ حِيَالَ وَجهِهِ فَقَالَ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ لَم يَضَع شَيئاً مِن بَدَنِهِ عَلَي شَيءٍ وَ سَجَدَ عَلَي ثَمَانِيَةِ أَعظُمٍ الجَبهَةِ وَ الكَفّينِ


صفحه : 186

وَ عيَنيَ‌ِ الرّكبَتَينِ وَ أَنَامِلِ إبِهاَميَ‌ِ الرّجلَينِ فَهَذِهِ السّبعَةُ فَرضٌ وَ وَضعُ الأَنفِ عَلَي الأَرضِ سُنّةٌ وَ هُوَ الإِرغَامُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجُودِ فَلَمّا استَوَي جَالِساً قَالَ اللّهُ أَكبَرُ ثُمّ قَعَدَ عَلَي جَانِبِهِ الأَيسَرِ قَد وَضَعَ ظَاهِرَ قَدَمِهِ اليُمنَي عَلَي بَاطِنِ قَدَمِهِ الأَيسَرِ وَ قَالَ أَستَغفِرُ اللّهَ ربَيّ‌ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ ثُمّ كَبّرَ وَ هُوَ جَالِسٌ وَ سَجَدَ السّجدَةَ الثّانِيَةَ وَ قَالَ كَمَا قَالَ فِي الأُولَي وَ لَم يَستَعِن بشِيَ‌ءٍ مِن جَسَدِهِ عَلَي شَيءٍ فِي رُكُوعٍ وَ لَا سُجُودٍ كَانَ مُجّنّحاً وَ لَم يَضَع ذِرَاعَيهِ عَلَي الأَرضِ فَصَلّي رَكعَتَينِ عَلَي هَذَا ثُمّ قَالَ يَا حَمّادُ هَكَذَا صَلّ وَ لَا تَلتَفّ وَ لَا تَعبَث بِيَدَيكَ وَ أَصَابِعِكَ وَ لَا تَبزُق عَن يَمِينِكَ وَ لَا عَن يَسَارِكَ وَ لَا بَينَ يَدَيكَ

كِتَابُ العِلَلِ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن حَمّادٍ مِثلَهُ وَ زَادَ بَعدَ قَولِهِ فَصَلّي رَكعَتَينِ عَلَي هَذَا وَ يَدَاهُ مَضمُومَتَا الأَصَابِعِ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي التّشَهّدِ فَلَمّا فَرَغَ مِنَ التّشَهّدِ سَلّمَ فَقَالَ يَا حَمّادُ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

تبيين وتوضيح الحديث حسن و في الفقيه صحيح و عليه مدار عمل الأصحاب تحسن أي تعلم أناأحفظ قال الوالد قدس سره يفهم من عدم منعه ع عن العمل به جواز العمل به بل حجية خبر الواحد و إن أمكن أن يقال يفهم من تأديبه ع منعه عن العمل سيما مع إمكان العلم لوجود المعصوم وإمكان الأخذ عنه لاعليك أي لابأس عليك في العمل به لكن صل ليحصل لك العلم أو لابأس عليك في الصلاة عندنا أو ليس عليك العمل بكتابه بل يجب عليك الاستعلام فاستفتحت الصلاة أي كبرت تكبيرة الإحرام والظاهر أنه أتي بالواجبات وترك المندوبات لعدم العلم أو


صفحه : 187

ليعلم أقل الواجب بتقريره ع و مايفهم منه ظاهرا من ترك القراءة والأذكار الواجبة فبعيد عن مثله ماأقبح بالرجل و في التهذيب والكافي‌ وبعض نسخ الفقيه منكم و قال الشيخ البهائي‌ قدس سره فصل ع بين فعل التعجب ومعموله و هومختلف فيه بين النحاة فمنعه الأخفش والمبرد وجوزه المازني‌ والفراء بالظرف ناقلا عن العرب أنهم يقولون ماأحسن بالرجل أن يصدق وصدوره عن الإمام ع من أقوي الحجج علي جوازه ومنكم حال من الرجل أووصف له فإن لامه جنسية والمراد ماأقبح بالرجال من الشيعة أو من صلحائهم بحدودها متعلق بيقيم تامة حال من حدودها أونعت ثان لصلاة وظاهر أنه ترك المندوبات ويؤيده عدم الأمر بالقضاء قال في الذكري الظاهر أن صلاة حماد كانت مسقطة للقضاء و إلالأمره بقضائها ولكنه عدل به إلي الصلاة التامة.فقام أبو عبد الله ع الظاهر أنها لم تكن صلاة حقيقية بل كانت للتعليم للكلام في أثنائها ظاهرا ويمكن أن تكون حقيقة و كان الكلام بعدها وإنما ذكر حماد في أثنائها للبيان منتصبا أي بلا انحناء أوانخناس أوإطراق أوحركة و مانسب إلي أبي الصلاح من استحباب إرسال الذقن إلي الصدر لامستند له ظاهرا ولعله فهمه من الخشوع علي فخذيه أي قبالة ركبتيه قدضم أصابعه يشمل الإبهامين أيضا كما هو


صفحه : 188

المشهور قدر ثلاثة أصابع المشهور بين الأصحاب أنه يستحب أن يكون بينهما ثلاثة أصابع مفرجات إلي شبر و في صحيحة زرارة أقله إصبع وأوله بعضهم بطول الإصبع ليقرب من الثلاثة ويظهر منها أنه لابد أن يكون في الركوع بينهما قدر شبر بخشوع واستكانة متعلق بقام و قال الشهيد الثاني‌ ره الخشوع الخضوع والتطأمن والتواضع ويجوز أن يراد به الخوف من الله والتذلل إليه كمافسر به قوله تعالي الّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَبحيث لايلتفت يمينا و لاشمالا بل يجعل نظره إلي موضع سجوده والاستكانة استفعال من الكون أوافتعال من السكون وهي‌ الذلة والمسكنة. و قال الوالد قدس سره فهم حماد الخشوع إما من النظر إلي موضع السجود وإما من الطمأنينة وتغير اللون أو من بيانه ع ويمكن أن تفهم النية من الخشوع لأنها إرادة الفعل لله والخشوع دال عليها ولذا لم يذكرها مع ذكر أكثر المستحبات . ثم قرأ الحمد بترتيل قال الشيخ البهائي‌ قدس سره الترتيل التأني‌ وتبيين الحروف بحيث يتمكن السامع من عدها مأخوذ من قولهم ثغر رتل ومرتل إذا كان مفلجا و به فسر في قوله تعالي وَ رَتّلِ القُرآنَ تَرتِيلًا

وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ حِفظُ الوُقُوفِ وَ بَيَانُ الحُرُوفِ

أي مراعاة الوقف التام و الحسن والإتيان بالحروف علي الصفات المعتبرة من الهمس والجهر والاستعلاء والإطباق والغنة وأمثالها والترتيل بكل من هذين التفسيرين مستحب و من حمل الأمر في الآية علي الوجوب فسر الترتيل بإخراج الحروف من مخارجها علي وجه يتميز و لايندمج بعضها في بعض


صفحه : 189

هنيهة في بعض نسخ الحديث هنية بضم الهاء وتشديد الياء بمعني الوقت اليسير تصغير هنة بمعني الوقت وربما قيل هنيهة بإبدال الياء هاء و أماهنيئة بالهمزة فغير صواب نص عليه في القاموس كذا ذكره الشيخ البهائي‌ ره لكن أكثر النسخ هنا بالهمزة و في المجالس و في بعض نسخ التهذيب بالهاء.بقدر ماتنفس و في سائر الكتب يتنفس علي البناء للمفعول ويدل علي استحباب السكتة بعدالسورة و أن حدها قدر مايتنفس قال في الذكري من المستحبات السكوت إذافرغ من الحمد أوالسورة وهما سكتتان

لِرِوَايَةِ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ ع المُشتَمِلَةِ عَلَي أَنّ أُبَيّ بنَ كَعبٍ قَالَ كَانَت لِرَسُولِ اللّهِص سَكتَتَانِ إِذَا فَرَغَ مِن أُمّ القُرآنِ وَ إِذَا فَرَغَ مِنَ السّورَةِ

. و في رواية حماد تقدير السكتة بعدالسورة بنفس و قال ابن الجنيد روي سمرة و أبي بن كعب عن النبي ص أن السكتة الأولي بعدتكبيرة الافتتاح والثانية بعدالحمد ثم قال الظاهر استحباب السكوت عقيب الحمد في الأخيرتين قبل الركوع وكذا عقيب التسبيح . ثم قال الله أكبر في التهذيب ثم رفع يديه حيال وجهه و قال الله أكبر أي بإزاء وجهه و لم يذكر ذلك في تكبيرة الإحرام اكتفاء بذلك وبما يأتي‌ بعده وربما يستدل بهذا علي عدم وجوب الرفع لأن السيد قال بوجوب الرفع في جميع التكبيرات والمشهور استحبابه في الجميع و لم يقل أحد بعدم الوجوب في تكبيرة الإحرام والوجوب في سائرها بل يمكن القول بالعكس كما هوظاهر


صفحه : 190

ابن الجنيد لكن الظاهر أن عدم الذكر هنا لسهو الراوي‌ أوالاكتفاء بما يذكر بعده وسيأتي‌ القول فيه . والمشهور بين الأصحاب فيما سوي تكبيرة الإحرام الاستحباب وأوجب ابن أبي عقيل تكبير الركوع والسجود وسلار تكبير الركوع والسجود والقيام والقعود والجلوس في التشهدين أيضا ونقل الشيخ في المبسوط عن بعض أصحابنا القول بوجوب تكبيرة الركوع متي تركها متعمدا بطلت صلاته وألزم علي السيد القول بوجوب جميع التكبيرات للقول بوجوب رفع اليدين في الجميع والأحوط عدم الترك لاسيما قبل الركوع وقبل كل سجدة ثم إنه يدل علي أنه يتم التكبير قائما ثم يركع و هوالمشهور بين الأصحاب و قال الشيخ في الخلاف ويجوز أن يهوي‌ بالتكبير ثم الظاهر من كلام أكثر الأصحاب أنه يضع اليدين معا علي الركبتين كمايفهم من هذاالخبر وذكر جماعة منهم الشهيد رحمهم الله في النفلية استحباب البداءة بوضع اليمني قبل اليسري لرواية زرارة ولعل التخيير أوجه . وملأ كفيه من ركبتيه أي ماسهما بكل كفيه و لم يكتف بوضع أطرافهما والظاهر أن المراد بالكف هنا مايشمل الأصابع والمشهور أن الانحناء إلي أن يصل الأصابع إلي الركبتين هوالواجب والزائد مستحب كمايدل عليه بعض الأخبار و قال الشهيد في البيان الأقرب وجوب انحناء يبلغ معه الكفان و لايكفيه بلوغ أطراف الأصابع و في رواية يكفي‌. و في الفقيه لاستواء ظهره ورد ركبتيه علي المصدر علة أخري لعدم الزوال وليست هذه الفقرة في الكافي‌ والتهذيب . ومد عنقه علي صيغة الفعل والمصدر هنا بعيد و إن احتمله بعض و في الفقيه ونصب عنقه وغمض عينيه هذاينافي‌ ما هوالمشهور بين الأصحاب من نظر المصلي‌ حال ركوعه إلي ما بين قدميه كمايدل عليه خبر زرارة والشيخ في النهاية عمل بالخبرين


صفحه : 191

معا وجعل التغميض أفضل والمحقق عمل بخبر حماد والشهيد في الذكري جمع بين الخبرين بأن الناظر إلي ما بين قدميه يقرب صورته من صورة المغمض و ليس ببعيد إن قلنا إنه ع اكتفي بالفعل و لم يبين بالقول والقول بالتخيير أظهر. فقال سبحان ربي‌ العظيم وبحمده أي أنزه ربي‌ عما لايليق بعز جلاله تنزيها و أنامتلبس بحمده علي ماوفقني‌ له من تنزيهه وعبادته كأنه لماأسند التسبيح إلي نفسه خاف أن يكون في هذاالإسناد نوع تبجح بأنه مصدر لهذا الفعل فتدارك ذلك بقوله و أنامتلبس بحمده علي أن صيرني‌ أهلا لتسبيحه وقابلا لعبادته .فسبحان مصدر بمعني التنزيه كغفران و لايكاد يستعمل إلامضافا منصوبا بفعل مضمر كمعاذ الله و هوهنا مضاف إلي المفعول وربما جوز كونه مضافا إلي فاعل بمعني التنزه والواو في وبحمده للحالية وربما جعلت عاطفة وقيل زائدة والباء للمصاحبة والحمد مضاف إلي المفعول ومتعلق الجار عامل المصدر أي سبحت الله حامدا والمعني نزهته عما لايليق به وأثبت له مايليق به ويحتمل كونها للاستعانة والحمد مضاف إلي الفاعل أي سبحته بما حمد به نفسه إذ ليس كل تنزيه محمودا وقيل الواو عاطفة ومتعلق الجار محذوف أي وبحمده سبحته لابحولي‌ وقوتي‌ فيكون مما أقيم فيه المسبب مقام السبب ويحتمل تعلق الجار بعامل المصدر علي هذاالتقدير أيضا و يكون المعطوف عليه محذوفا يشعر به العظيم وحاصله أنزه تنزيها ربي‌ العظيم بصفات عظمته وبحمده والعظيم في صفاته تعالي من يقصر عنه كل شيءسواه أو من اجتمعت له صفات الكمال أو من انتفت عنه صفات النقص . قال سمع الله لمن حمده أي استجاب لكل من حمده وعدي‌ باللام لتضمينه معني الاستجابة كماعدي‌ بإلي لتضمينه معني الإصغاء في قوله تعالي لا يَسّمّعُونَ إِلَي المَلَإِ الأَعلي و في النهاية أي أجاب حمده وتقبله يقال اسمع دعائي‌ أي أجب لأن غرض السائل الإجابة والقبول انتهي .


صفحه : 192

و هذه الكلمة محتملة بحسب اللفظ للدعاء والثناء و في رواية المفضل عن الصادق ع تصريح بكونها دعاء فإنه قال قلت له جعلت فداك علمني‌ دعاء جامعا فقال لي احمد الله فإنه لايبقي أحد يصلي‌ إلادعا لك يقول سمع الله لمن حمده ويدل علي أن قول سمع الله لمن حمده بعدإتمام القيام و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله وذكر بعض أصحابنا أنه يقول سمع الله لمن حمده في حال ارتفاعه وباقي‌ الأذكار بعده والرواية تدفعه . ثم كبر و هوقائم يدل علي أنه يستحب أن يكون تمام هذاالتكبير في حال القيام و قال في الذكري و لوكبر في هويه جاز وترك الأفضل قيل و لايستحب مده ليطابق الهوي‌ لماورد أن التكبير جزم و قال ابن أبي عقيل يبدأ بالتكبير قائما و يكون انقضاء التكبير مع مستقره ساجدا وخير الشيخ في الخلاف بين هذا و بين التكبير قائما وَ فِي الكاَفيِ‌ بِإِسنَادِهِ إِلَي المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ إِذَا أَهوَي سَاجِداً انكَبّ وَ هُوَ يُكَبّرُ

انتهي والأول أفضل لكونه أكثر رواية و إن كان التخيير قويا ويمكن حمل خبر السجاد ع علي النافلة. بين ركبتيه في الكافي‌ بين يدي‌ ركبتيه أي قدامهما وقريبا منهما و في الفقيه ووضع يديه علي الأرض قبل ركبتيه فقال و فيه و في الكافي‌ وأنامل إبهامي‌ الرجلين والأنف و في التهذيب والكافي‌ بعد ذلك و قال سبعة منها فرض يسجد عليها وهي‌ التي‌ ذكرها الله في كتابه فقال وَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً وهي‌ الجبهة والكفان والركبتان والإبهامان ووضع الأنف علي الأرض سنة ثم رفع رأسه إلي آخر الخبر.


صفحه : 193

فأما استحباب وضع اليدين قبل الركبتين فقال في المنتهي عليه فتوي علمائنا أجمع والتجويز الوارد في صحيحة عبدالرحمن بن أبي عبد الله وغيرها يدل علي عدم الوجوب وحملها الشيخ علي الضرورة و قال في الذكري ويستحب أن يكونا معا وروي‌ السبق باليمني .أقول هي‌ رواية عمار واختاره الجعفي‌ والعمل بالمشهور أولي لقول

البَاقِرُ ع فِي صَحِيحَةِ زُرَارَةَ وَ ابدَأ بِيَدَيكَ تَضَعُهُمَا عَلَي الأَرضِ قَبلَ رُكبَتَيكَ تَضَعُهُمَا مَعاً

. و أماالسجدة علي الأعضاء السبعة فقد نقل جماعة الإجماع علي وجوبها وذكر السيد و ابن إدريس عوض الكفين المفصل عندالزندين و هوضعيف والمراد بالكفين مايشمل الأصابع وصرح أكثر المتأخرين بأنه يكفي‌ في وضع الكفين وغيرهما المسمي و لايجب الاستيعاب و لم نجد قائلا بخلاف ذلك إلاالعلامة في المنتهي حيث قال هل يجب استيعاب جميع الكف بالسجود عندي‌ فيه تردد ثم الأحوط اعتبار باطنهما لكون ذلك هوالمعهود كماظاهر الأكثر وصريح جماعة وجوز المرتضي و ابن الجنيد و ابن إدريس إلقاء زنديه . وظاهر أكثر الأخبار اعتبار الإبهامين واستقرب في المنتهي جواز السجود


صفحه : 194

علي ظاهر إبهامي‌ الرجلين و هو غيربعيد عملا بإطلاق الأخبار وذكر ابن إدريس طرفي‌ الإبهامين و في المبسوط إن وضع بعض أصابع رجليه أجزأ و ابن زهرة يسجد علي أطراف القدمين و أبوالصلاح أطراف أصابع الرجلين واستوجه الشهيد تعين الإبهامين و هوظاهر الأكثر قال نعم لوتعذر السجود عليهما لعدمهما أوقصرهما أجزأ علي بقية الأصابع و هوقوي‌. وقالوا يجب الاعتماد علي مواضع الأعضاء بإلقاء ثقلها عليها فلو تحامل عنها لم يجز ولعل ذلك هوالمتبادر من السجود علي الأعضاء والجمع في الأنامل لعله علي التجوز أو أنه ع وضع الإبهامين علي الأرض ولكل منهما أنملتان فتصير أربعا كذا ذكره الوالد قدس سره والأول أظهر إذ في الأخير أيضا مع مخالفته للمشهور وسائر الأخبار لابد من تجوز إذ إطلاق الأنملة علي العقد الأسفل مجاز قال الفيروزآبادي‌ الأنملة بتثليث الميم والهمزة تسع لغات التي‌ فيهاالظفر انتهي .فهذه السبعة فرض أي واجب أوثبت وجوبها من القرآن ووضع الأنف علي الأرض سنة أي مستحب كما هوالمشهور أوثبت وجوبه من السنة والظاهر


صفحه : 195

أن هذا من كلامه ع في هذاالمقام إما في أثناء الصلاة علي أن لاتكون صلاة


صفحه : 196

حقيقة أوبعدها كماعرفت ويمكن أن يكون من كلام حماد سمعه منه ع في غيرتلك الحال . و قال الشيخ البهائي‌ طيب الله مضجعه تفسيره ع المساجد بالأعضاء السبعة التي‌ يسجد عليها هوالمشهور بين المفسرين والمروي‌ عن أبي جعفر محمد بن


صفحه : 197

علي بن موسي ع أيضا حين سأله المعتصم عن هذه الآية ومعني فَلا تَدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً فلاتشركوا معه غيره في سجودكم عليها و أما ماقاله بعض المفسرين من أن المراد بهاالمساجد المشهورة فلاتعويل عليه بعدالتفسير المروي‌ عن الإمامين ع . ثم قال رحمه الله ماتضمنه الحديث من سجوده ع علي الأنف الظاهر أنه سنة مغايرة للإرغام المستحب في السجود فإنه وضع الأنف علي الرغام بفتح الراء و هوالتراب والسجود علي الأنف كما

روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع لَا يجُزيِ‌ صَلَاةٌ لَا يُصِيبُ الأَنفُ مَا يُصِيبُ الجَبِينُ

يتحقق بوضعه علي مايصح السجود عليه و إن لم يكن ترابا وربما قيل الإرغام يتحقق بملاصقة الأنف للأرض و إن لم يكن معه اعتماد ولهذا فسره بعض علمائنا بمماسة الأنف التراب والسجود يكون معه اعتماد في الجملة فبينهما عموم من وجه و في كلام شيخنا الشهيد مايعطي‌ أن الإرغام والسجود علي الأنف أمر واحد مع أنه عد في بعض مؤلفاته كلا منهما سنة علي حدة. ثم علي تفسير الإرغام بوضع الأنف علي التراب هل تتأدي سنة الإرغام بوضعه علي مطلق مايصح السجود عليه و إن لم يكن ترابا حكم بعض أصحابنا بذلك وجعل التراب أفضل و فيه ما فيه فليتأمل انتهي أقول وجه التأمل أنه قياس مع الفارق كماذكره في الحاشية وتعبيره ع بوضع الأنف علي الأرض ثم تفسيره بالإرغام يشعر بكون الإرغام أعم من الوضع علي التراب واحتمل الوالد ره الاكتفاء بوضعه علي شيء و إن لم يكن مما يصح السجود عليه كسائر المساجد سوي الجبهة و هوبعيد. ثم اعلم أن استحباب الإرغام مما أجمع عليه الأصحاب علي ماذكره العلامة رحمه الله لكن قال الصدوق في الفقيه والمقنع الإرغام سنة في الصلاة فمن تركه


صفحه : 198

متعمدا فلاصلاة له والأشهر الأظهر أنه يكفي‌ فيه إصابة جزء من الأنف الأرض أي جزء كان واعتبر السيد رضي‌ الله عنه إصابة الطرف ألذي يلي‌ الحاجبين و قال ابن الجنيد يماس الأرض بطرف الأنف وحدبته إذاأمكن ذلك للرجل والمرأة. فلما استوي جالسا يدل علي أنه يستحب أن يكون التكبير بعدالاعتدال لا في أثناء الرفع كما هوظاهر الأكثر و قال في الذكري قال ابن الجنيد إذاأراد أن يدخل في فعل من فرائض الصلاة ابتدأ بالتكبير مع حال ابتدائه و هومنتصب القامة لافظ به رافع يديه إلي نحو صدره و إذاأراد أن يخرج من ذلك الفعل كان تكبيره بعدالخروج منه وحصوله فيما يليه من انتصاب ظهره في القيام وتمكنه من السجود ويقرب منه كلام المرتضي و ليس في هذامخالفة للتكبير في الاعتدال بل هونص عليه و في المعتبر أشار إلي مخالفة كلام المرتضي لأنه لم يذكر في المصباح الاعتدال وضعفه برواية حماد انتهي . ثم قعد علي جانبه الأيسر هذايوهم أن التورك بعدالتكبير و لم يقل به أحد و ليس في رواية أخري مثله .

وَ قَد رَوَي الشّيخُ فِي المُوَثّقِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تُقعِ بَينَ السّجدَتَينِ إِقعَاءً

وروي الصدوق في معاني‌ الأخبار أنه قال الإقعاء أن يضع الرجل ألييه علي عقبيه و هذايشمل ماورد في الخبر و قدنهي‌ عنه مطلقا في خبر أبي بصير فلعل ثم هاهنا ليست للتراخي‌ الزماني‌ بل للتراخي‌ الرتبي‌ والترتيب المعنوي‌ و هذا هو ألذي قطع الأصحاب باستحبابه بين السجدتين و في التشهد. و قال الشيخ وأكثر المتأخرين هو أن يجلس علي وركه الأيسر ويخرج رجليه جميعا من تحته ويجعل رجله اليسري علي الأرض وظاهر قدمه اليمني علي باطن


صفحه : 199

قدمه اليسري ويفضي‌ بمقعدته إلي الأرض كما هومدلول هذاالخبر ونقل عن المرتضي في المصباح أنه قال يجلس مماسا بوركه الأيسر مع ظاهر فخذه اليسري للأرض رافعا فخذه اليمني علي عرقوبه الأيسر وينصب طرف إبهام رجله اليمني علي الأرض ويستقبل بركبتيه معا القبلة. و عن ابن الجنيد أنه قال في الجلوس بين السجدتين يضع أليته علي بطن قدميه و لايقعد علي مقدم رجليه وأصابعهما و لايقعي‌ إقعاء الكلب و قال في تورك التشهد يلزق أليتيه جميعا ووركه الأيسر وظاهر فخذه الأيسر بالأرض فلايجزيه غير ذلك و لو كان في طين ويجعل بطن ساقه الأيمن علي رجله اليسري وباطن فخذه الأيمن علي عرقوبه الأيسر ويلزق حرف إبهام رجله اليمني مما يلي‌ حرفها الأيسر بالأرض وباقي‌ أصابعها عاليا عليها و لايستقبل بركبتيه جميعا القبلة والمعتمد الأول و ماذكره السيد و ابن الجنيد في التشهد أسهل غالبا. علي باطن قدمه الأيسر في الفقيه اليسري و في التهذيب في الأول أيضا الأيمن أستغفر الله واستحباب هذاالاستغفار مقطوع به في كلام الأصحاب وسيأتي‌ غيره من الأدعية و قال في المنتهي إذاجلس عقيب السجدة الأولي دعا مستحبا ذهب إليه علماؤنا ثم اعلم أنه ليس في بعض نسخ الحديث لفظ الجلالة و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله ليس في التهذيب بخط الشيخ رحمه الله لفظ الله بعدأستغفر وتبعه الشهيد في الذكري والمحقق في المعتبر. ثم كبر و هوجالس يدل علي استحباب التكبير للسجود الثاني‌ و لاخلاف فيه و علي أنه يستحب إتمام التكبير جالسا ثم الهوي‌ إلي السجود لا في أثنائه و هوالمشهور و قدعرفت مايفهم من كلام المرتضي و ابن الجنيد و قال كما قال في الأولي قال الشيخ البهائي‌ قدس سره الظاهر أن مراده أنه ع قال فيها ماقاله في السجدة الأولي من الذكر يعني‌ سبحان ربي‌ الأعلي وبحمده ثلاث مرات فاستدلال


صفحه : 200

شيخنا في الذكري بهذه العبارة علي أنه ع كبر بعدرفعه من السجدة الثانية فيه ما فيه انتهي وذكر الأكثر استحباب هذاالتكبير. كان مجنحا بالجيم والنون المشددة والحاء المهملة أي رافعا مرفقيه عن الأرض حال السجود جاعلا يديه كالجناحين فقوله و لم يضع ذراعيه علي الأرض عطف تفسيري‌ ونقل علي استحباب التجنيح الإجماع .فصلي الركعتين علي هذا قال الشيخ البهائي‌ رحمه الله هذايعطي‌ أنه ع قرأ سورة التوحيد في الركعة الثانية أيضا و هوينافي‌ ما هوالمشهور بين أصحابنا من استحباب مغايرة السورة في الركعتين وكراهة تكرار الواحدة فيهما إذاأحسن غيرها كمارواه علي بن جعفر عن أخيه ع ويؤيد مامال إليه بعضهم من استثناء سورة الإخلاص من هذاالحكم و هوجيد يعضده

مَا رَوَاهُ زُرَارَةُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِن أَنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي رَكعَتَينِ وَ قَرَأَ فِي كُلّ مِنهُمَا قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ

وكون ذلك لبيان الجواز بعيد. و في التهذيب والكافي‌ بعد ذلك ويداه مضمومتا الأصابع و هوجالس في التشهد فلما فرغ من التشهد سلم فقال ياحماد هكذا صل و ليس بعد ذلك فيهما شيء ولذا احتمل الوالد ره كونه من كلام الصدوق والظاهر أنه من تمام الخبر و قال في المنتهي يستحب أن يضع يديه علي فخذيه مبسوطة الأصابع مضمومة ذهب إليه علماؤنا انتهي ويدل علي المنع من الالتفات كراهة أوتحريما كمامر تفصيله وكراهة العبث باليدين أي أن يفعل بهما غير ما هوالمستحب من كونهما عليه في أحوال الصلاة كماسيأتي‌ والعبث بالأصابع الفرقعة أوالأعم منه ويدل علي كراهة البزاق إلي القبلة لشرفها و إلي اليمين لشرفها وتضمنه للالتفات غالبا و إلي اليسار للأخير فقط

وَ فِي رِوَايَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ الرّجُلُ يَكُونُ فِي المَسجِدِ فِي صَلَاةٍ فَيُرِيدُ أَن يَبزُقَ فَقَالَ عَن يَسَارِهِ وَ إِن كَانَ فِي


صفحه : 201

غَيرِ صَلَاةٍ فَلَا يَبزُقُ حِذَاءَ القِبلَةِ وَ يَبزُقُ عَن يَمِينِهِ وَ يَسَارِهِ

وَ فِي خَبَرِ طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَنهُ ع لَا يَبزُقَنّ أَحَدُكُم فِي الصّلَاةِ قِبَلَ وَجهِهِ وَ لَا عَن يَمِينِهِ وَ ليَبزُق عَن يَسَارِهِ وَ تَحتَ قَدَمِهِ اليُسرَي

فالبزق إلي اليسار إما أخف كراهة أوخبر النهي‌ محمول علي ما إذاتضمن التفاتا. ثم اعلم أن الآداب المذكورة في هذاالخبر مشتركة بين الرجل والمرأة إلاإرسال اليدين حال القيام فإن المستحب لها وضع كل يد علي الثدي‌ ألذي بجنبها والتفريق بين القدمين فإن المستحب لها جمعهما والتجافي‌ في الركوع والسجود المفهوم من قوله و لم يضع شيئا من بدنه علي شيء منه فإن المستحب لها تركه والتورك بين السجدتين فإنه يستحب لها ضم فخذيها ورفع ركبتيها ووضع اليدين علي الركبتين فإنها تضعهما فوق ركبتيها وسيأتي‌ تفصيل تلك الأحكام إن شاء الله

2-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَعَلَيكَ بِالإِقبَالِ عَلَي صَلَاتِكَ فَإِنّمَا يُحسَبُ لَكَ مِنهَا مَا أَقبَلتَ عَلَيهِ مِنهَا بِقَلبِكَ وَ لَا تَعبَث فِيهَا بِيَدَيكَ وَ لَا بِرَأسِكَ وَ لَا بِلِحيَتِكَ وَ لَا تُحَدّث نَفسَكَ وَ لَا تَتَثَاءَب وَ لَا تَتَمَطّ وَ لَا تُكَفّر فَإِنّمَا يَفعَلُ ذَلِكَ المَجُوسُ وَ لَا تَقُولَنّ إِذَا فَرَغتَ مِن قِرَاءَتِكَ آمِينَ فَإِن شِئتَ قُلتَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ


صفحه : 202

وَ قَالَ لَا تَلَثّم وَ لَا تَحتَفِز وَ لَا تُقعِ عَلَي قَدَمَيكَ وَ لَا تَفتَرِش ذِرَاعَيكَ وَ لَا تُفَرقِع أَصَابِعَكَ فَإِنّ ذَلِكَ كُلّهُ نُقصَانٌ فِي الصّلَاةِ وَ قَالَ لَا تَقُم إِلَي الصّلَاةِ مُتَكَاسِلًا وَ لَا مُتَنَاعِساً وَ لَا مُتَثَاقِلًا فَإِنّهَا مِن خِلَالِ النّفَاقِ وَ قَد نَهَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ المُؤمِنِينَ أَن يَقُومُوا إِلَي الصّلَاةِ وَ هُم سُكَارَي يعَنيِ‌ مِنَ النّومِ وَ قَالَ لِلمُنَافِقِينَوَ إِذا قامُوا إِلَي الصّلاةِ قامُوا كُسالي يُراؤُنَ النّاسَ وَ لا يَذكُرُونَ اللّهَ إِلّا قَلِيلًا

توضيح قال في النهاية فيه التثاؤب من الشيطان التثاؤب معروف و هومصدر تثاءبت والاسم الثوباء وإنما جعله من الشيطان كراهية له لأنه إنما يكون مع ثقل البدن وامتلائه واسترخائه وميله إلي الكسل والنوم وأضافه إلي الشيطان لأنه ألذي يدعو إلي إعطاء النفس شهوتها وأراد به التحذير من السبب ألذي يتولد منه و هوالتوسع في المطعم والشبع فيثقل عن الطاعات ويكسل عن الخيرات انتهي . و قال الكرماني‌ في شرح البخاري‌ فيما رواه عَنِ النّبِيّص إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُم فِي الصّلَاةِ فَليَكظِم مَا استَطَاعَ وَ لَا يَقُل هَا فَإِنّمَا ذَلِكُم مِنَ الشّيطَانِ يَضحَكُ مِنهُ

هوبالهمزة علي الأصح وقيل بالواو و هوتنفس ينفتح منه الفم من الامتلاء وكدورة الحواس وأمر برده بوضع اليد علي الفم أوبتطبيق السن لئلا يبلغ الشيطان مراده من ضحكه وتشويه صورته ودخوله في فمه و قال الطيبي‌ هوفتح الحيوان فمه لماعراه من تمط وتمدد لكسل وامتلاء


صفحه : 203

وهي‌ جالبة للنوم ألذي هو من حبائل الشيطان فإنه يدخل علي المصلي‌ ويخرجه عن صلاته ولذا جعله سببا لدخول الشيطان والكظم المنع والإمساك و لايقل ها بل يدفعه باليد للأمر بالكظم وضحك الشيطان عبارة عن رضاه بتلك الفعلة انتهي . والتمطي‌ معروف وقيل أصله من التمطط و هوالتمدد وهما نهيان بصيغة الخبر و في بعض النسخ و لاتتمط فيكونان بصيغة النهي‌ والمشهور بين الأصحاب كراهتهما هذا مع الإمكان أوالمراد رفع مايوجبهما قبل الصلاة قال في المنتهي يكره التثاؤب في الصلاة لأنه استراحة في الصلاة ومغير لهيئتها المشروعة وكذا يكره التمطي‌ أيضا لهذه العلة ويؤيد ذلك مارواه

الشّيخُ فِي الحَسَنِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَتَثَاءَبُ فِي الصّلَاةِ وَ يَتَمَطّي قَالَ هُوَ مِنَ الشّيطَانِ وَ لَن تَملِكَهُ

ثم قال و في ذلك دلالة علي رجحان الترك مع الإمكان و قال يكره العبث في الصلاة بالإجماع لأنه يذهب بخشوعها ويكره التنخم والبصاق وفرقعة الأصابع لما فيها من التشاغل عن الخضوع انتهي . والتكفير وضع اليمين علي الشمال وسيأتي‌ حكمه وحكم قول آمين والتحميد واللثام . و لاتحتفز قال في النهاية الحفز الحث والإعجال و منه حديث أبي بكر أنه دب إلي الصف راكعا و قدحفزه النفس و منه الحديث أنه عليه وآله الصلاة أتي‌ بتمر فجعل يقسمه و هومحتفز أي مستعجل مستوفز يريد القيام و منه حديث ابن عباس أنه ذكر عنده القدر فاحتفز أي قلق وشخص به ضجرا وقيل استوي جالسا علي وركيه كأنه ينهض و منه

حَدِيثُ عَلِيّ ع إِذَا صَلّتِ المَرأَةُ فَلتَحتَفِز إِذَا جَلَسَت وَ إِذَا سَجَدَت وَ لَا تخُوَيّ‌

أي تتضام وتجتمع انتهي . و في بعض النسخ و لاتحتقن فالمراد به مدافعة الأخبثين و قال في المنتهي يكره مدافعة الأخبثين و هوقول من يحفظ عنه العلم و قال و لوصلي كذلك صحت صلاته


صفحه : 204

ذهب إليه علماؤنا وسيأتي‌ بعض الكلام فيه مع تفسير الإقعاء. والنهي‌ عن افتراش الذراعين إنما هو في السجود قال في المنتهي الاعتدال في السجود مستحب ذهب إليه العلماء كافة

روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص قَالَ اعتَدِلُوا فِي السّجُودِ وَ لَا يَسجُد أَحَدُكُم وَ هُوَ بَاسِطٌ ذِرَاعَيهِ عَلَي الأَرضِ

و عن جابر قال إذاسجد أحدكم فليعتدل و لايفترش ذراعيه افتراش الكلب ثم قال والافتراش المنهي‌ عنه في هذه الأحاديث هوعبارة عن بسط الذراعين علي الأرض كما هو في حديث حماد. قال لاتقم في الكافي‌ و لاتقم بدون قال والتثاقل قريب من التكاسل ولذا لم يذكر في الاستشهاد وكونها من خلال النفاق إما لأن المنافق يكثر أكله فيكثر نومه والكسل والنعاس والثقل تتولد منهما كماروي‌ المؤمن يأكل في معاء واحد والمنافق يأكل في سبعة أمعاء أولأنه مع الإيمان الكامل يستولي‌ خوف الله علي القلب فيذهب بالكسل والنعاس و إن كان ضعيفا وبعيد العهد من النوم بخلاف المنافق

3-فِقهُ الرّضَا، قَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِذَا أَرَدتَ أَن تَقُومَ إِلَي الصّلَاةِ فَلَا تَقُم إِلَيهَا مُتَكَاسِلًا وَ لَا مُتَنَاعِساً وَ لَا مُستَعجِلًا وَ لَا مُتَلَاهِياً وَ لَكِن تَأتِيهَا عَلَي السّكُونِ وَ الوَقَارِ وَ التّؤَدَةِ وَ عَلَيكَ الخُشُوعُ وَ الخُضُوعُ مُتَوَاضِعاً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مُتَخَاشِعاً عَلَيكَ خشية[الخَشيَةُ] وَ سِيمَاءُ الخَوفِ رَاجِياً خَائِفاً بِالطّمَأنِينَةِ عَلَي الوَجَلِ وَ الحَذَرِ فَقِف بَينَ يَدَيهِ كَالعَبدِ الآبِقِ المُذنِبِ بَينَ يدَيَ‌ مَولَاهُ فَصُفّ قَدَمَيكَ وَ انصِب نَفسَكَ وَ لَا تَلتَفِت يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ تَحسَبُ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِن لَم تَكُن تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ وَ لَا تَعبَث بِلِحيَتِكَ وَ لَا بشِيَ‌ءٍ مِن جَوَارِحِكَ وَ لَا تُفَرقِع أَصَابِعَكَ وَ لَا تَحُكّ بَدَنَكَ وَ لَا تَولَع بِأَنفِكَ وَ لَا بِثَوبِكَ وَ لَا تصُلَيّ‌ وَ أَنتَ مُتَلَثّمٌ وَ لَا يَجُوزُ لِلنّسَاءِ الصّلَاةُ وَ هُنّ مُتَنَقّبَاتٌ وَ يَكُونُ بَصَرُكَ فِي مَوضِعِ سُجُودِكَ مَا دُمتَ قَائِماً وَ أَظهِر عَلَيكَ الجَزَعَ وَ الهَلَعَ وَ الخَوفَ وَ ارغَب مَعَ ذَلِكَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا تَتّكِ مَرّةً


صفحه : 205

عَلَي رِجلِكَ وَ مَرّةً عَلَي الأُخرَي وَ تصُلَيّ‌ صَلَاةَ مُوَدّعٍ تَرَي أَنّكَ لَا تصُلَيّ‌ أَبَداً وَ اعلَم أَنّكَ بَينَ يدَيَ‌ِ الجَبّارِ وَ لَا تَعبَث بشِيَ‌ءٍ مِنَ الأَشيَاءِ وَ لَا تُحَدّث لِنَفسِكَ وَ أَفرِغ قَلبَكَ وَ ليَكُن شُغُلُكَ فِي صَلَاتِكَ وَ أَرسِل يَدَيكَ أَلصِقهُمَا بِفَخِذَيكَ فَإِذَا افتَتَحتَ الصّلَاةَ فَكَبّر وَ ارفَع يَدَيكَ بِحِذَاءِ أُذُنَيكَ وَ لَا تُجَاوِز بِإِبهَامَيكَ حِذَاءَ أُذُنَيكَ وَ لَا تَرفَع يَدَيكَ بِالدّعَاءِ فِي المَكتُوبَةِ حَتّي تُجَاوِزَ بِهِمَا رَأسَكَ وَ لَا بَأسَ بِذَلِكَ فِي النّافِلَةِ وَ الوَترِ فَإِذَا رَكَعتَ فَأَلقِم رُكبَتَيكَ بِرَاحَتَيكَ وَ تُفَرّجُ بَينَ أَصَابِعِكَ وَ اقبِض عَلَيهِمَا وَ إِذَا رَفَعتَ رَأسَكَ مِنَ الرّكُوعِ فَانصِب قَائِماً حَتّي تَرجِعَ مَفَاصِلُكَ كُلّهَا إِلَي المَكَانِ ثُمّ اسجُد وَ ضَع جَبِينَكَ عَلَي الأَرضِ وَ ارغَم عَلَي رَاحَتَيكَ وَ اضمُم أَصَابِعَكَ وَ ضَعهُمَا مُستَقبِلَ القِبلَةِ وَ إِذَا جَلَستَ فَلَا تَجلِس عَلَي يَمِينِكَ وَ لَكِنِ انصِب يَمِينَكَ وَ اقعُد عَلَي أَليَتَيكَ وَ لَا تَضَع يَدَكَ بَعضَهُ عَلَي بَعضٍ لَكِن أَرسِلهُمَا إِرسَالًا فَإِنّ ذَلِكَ تَكفِيرُ أَهلِ الكِتَابِ وَ لَا تَتَمَطّ فِي صَلَاتِكَ وَ لَا تَتَجَشّأ وَ امنَعهُمَا بِجُهدِكَ وَ طَاقَتِكَ فَإِذَا عَطَستَ فَقُلِ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا تَطَأ مَوضِعَ سُجُودِكَ وَ لَا تَتَقَدّم مَرّةً وَ لَا تَتَأَخّر أُخرَي وَ لَا تُصَلّ وَ بِكَ شَيءٌ مِنَ الأَخبَثَينِ وَ إِن كُنتَ فِي الصّلَاةِ فَوَجَدتَ غَمزاً فَانصَرِف إِلّا أَن يَكُونَ شَيئاً تَصبِرُ عَلَيهِ مِن غَيرِ إِضرَارٍ بِالصّلَاةِ وَ أَقبِل عَلَي اللّهِ بِجَمِيعِ القَلبِ وَ بِوَجهِكَ حَتّي يُقبِلَ اللّهُ عَلَيكَ وَ أَسبِغِ الوُضُوءَ وَ عَفّر جَبِينَكَ فِي التّرَابِ وَ إِذَا أَقبَلتَ عَلَي صَلَاتِكَ أَقبَلَ اللّهُ عَلَيكَ بِوَجهِهِ وَ إِذَا أَعرَضتَ أَعرَضَ اللّهُ عَنكَ وَ أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ رُبّمَا لَم يُرفَع مِنَ الصّلَاةِ إِلّا النّصفُ أَوِ الثّلُثُ وَ السّدُسُ عَلَي قَدرِ إِقبَالِ العَبدِ عَلَي صَلَاتِهِ وَ رُبّمَا لَا يُرفَعُ مِنهَا شَيءٌ يُرَدّ فِي وَجهِهِ كَمَا يُرَدّ الثّوبُ الخَلَقُ وَ تنُاَديِ‌ ضيَعّتنَيِ‌ ضَيّعَكَ اللّهُ كَمَا ضيَعّتنَيِ‌ وَ لَا يعُطيِ‌ اللّهُ القَلبَ الغَافِلَ شَيئاً وَ روُيِ‌َ إِذَا دَخَلَ العَبدُ فِي الصّلَاةِ لَم يَزَلِ اللّهُ يَنظُرُ إِلَيهِ حَتّي يَفرُغَ مِنهَا


صفحه : 206

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا أَحرَمَ العَبدُ فِي صَلَاتِهِ أَقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ بِوَجهِهِ وَ يُوَكّلُ بِهِ مَلَكاً يَلتَقِطُ القُرآنَ مِن فِيهِ التِقَاطاً فَإِن أَعرَضَ أَعرَضَ اللّهُ عَنهُ وَ وَكَلَهُ إِلَي المَلَكِ فَإِذَا زَالَتِ الشّمسُ فَصَلّ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ مِنهَا رَكعَتَانِ بِفَاتِحَةٍ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ الثّانِيَةُ بِفَاتِحَةٍ وَ قُل يَا أَيّهَا الكَافِرُونَ وَ سِتّ رَكَعَاتٍ بِمَا أَحبَبتَ مِنَ القُرآنِ ثُمّ أَقِم إِن شِئتَ جَمَعتَ بَينَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ إِن شِئتَ فَرّقتَ بِرَكعَتَينِ مِنهَا ثُمّ افتَتِحِ الصّلَاةَ وَ ارفَع يَدَيكَ وَ لَا تُجَاوِز بِهِمَا وَجهَكَ وَ ابسُطهُمَا بَسطاً ثُمّ كَبّر ثَلَاثَ تَكبِيرَاتٍ ثُمّ تَقُولُ أللّهُمّ أَنتَ المَلِكُ الحَقّ المُبِينُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ سُبحَانَكَ وَ بِحَمدِكَ عَمِلتُ سُوءاً وَظَلَمتُ نفَسيِ‌ فَاغفِر لِيإِنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ إِلّا أَنتَ ثُمّ تُكَبّرُ تَكبِيرَتَينِ وَ تَقُولُ لَبّيكَ وَ سَعدَيكَ وَ الخَيرُ بَينَ يَدَيكَ وَ الشّرّ لَيسَ إِلَيكَ وَ المهَديِ‌ّ مَن هَدَيتَ عَبدُكَ وَ ابنُ عَبدَيكَ بَينَ يَدَيكَ مِنكَ وَ بِكَ وَ لَكَ وَ إِلَيكَ لَا مَلجَأَ وَ لَا مَنجَي وَ لَا مَفَرّ إِلّا إِلَيكَ سُبحَانَكَ وَ حَنَانَيكَ تَبَارَكتَ وَ تَعَالَيتَ سُبحَانَكَ رَبّ البَيتِ الحَرَامِ وَ الرّكنِ وَ المَقَامِ وَ الحِلّ وَ الحَرَامِ ثُمّ تُكَبّرُ تَكبِيرَتَينِ وَ تَقُولُوَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاً عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ دِينِ مُحَمّدٍ وَ وَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مُسلِماًوَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَإِنّ صلَاتيِ‌ وَ نسُكُيِ‌ وَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ لَا إِلَهَ غَيرُكَ وَ لَا مَعبُودَ سِوَاكَ أَعُوذُ بِاللّهِ السّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ تَجهَرُ بِبِسمِ اللّهِ عَلَي مِقدَارِ قِرَاءَتِكَ وَ اعلَم أَنّ السّابِعَةَ هيِ‌َ الفَرِيضَةُ وَ هيِ‌َ تَكبِيرَةُ الِافتِتَاحِ وَ بِهَا تَحرِيمُ الصّلَاةِ


صفحه : 207

وَ روُيِ‌َ أَنّ تَحرِيمَهَا التّكبِيرُ وَ تَحلِيلَهَا التّسلِيمُ وَ انوِ عِندَ افتِتَاحِ الصّلَاةِ ذِكرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ذِكرَ رَسُولِ اللّهِ وَ اجعَل وَاحِداً مِنَ الأَئِمّةِ نُصبَ عَينَيكَ وَ لَا تَجَاوَز بِأَطرَافِ أَصَابِعِكَ شَحمَةَ أُذُنَيكَ ثُمّ تَقرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ سُورَةً فِي الرّكعَتَينِ الأَوّلَتَينِ وَ فِي الرّكعَتَينِ الأُخرَاوَينِ الحَمدَ وَحدَهُ وَ إِلّا فَسَبّح فِيهِمَا ثَلَاثاً ثَلَاثاً تَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ تَقُولُهَا فِي كُلّ رَكعَةٍ مِنهُمَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ لَا تَقرَأ فِي المَكتُوبَةِ سُورَةً نَاقِصَةً وَ لَا بَأسَ فِي النّوَافِلِ وَ أَسمِعِ القِرَاءَةَ وَ التّسبِيحَ أُذُنَيكَ فِيمَا لَا تَجهَرُ فِيهِ مِنَ الصّلَوَاتِ بِالقِرَاءَةِ وَ هيِ‌َ الظّهرُ وَ العَصرُ وَ ارفَع فَوقَ ذَلِكَ فِيمَا تَجهَرُ فِيهِ بِالقِرَاءَةِ وَ أَقبِل عَلَي صَلَاتِكَ بِجَمِيعِ الجَوَارِحِ وَ القَلبِ إِجلَالًا لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ لَا تَكُن مِنَ الغَافِلِينَ فَإِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ يُقبِلُ عَلَي المصُلَيّ‌ بِقَدرِ إِقبَالِهِ عَلَي الصّلَاةِ وَ إِنّمَا يُحسَبُ لَهُ مِنهَا بِقَدرِ مَا يُقبِلُ عَلَيهِ فَإِذَا رَكَعتَ فَمُدّ ظَهرَكَ وَ لَا تُنَكّس رَأسَكَ وَ قُل فِي رُكُوعِكَ بَعدَ التّكبِيرِ أللّهُمّ لَكَ رَكَعتُ وَ لَكَ خَشَعتُ وَ بِكَ اعتَصَمتُ وَ لَكَ أَسلَمتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ أَنتَ ربَيّ‌ خَشَعَ لَكَ قلَبيِ‌ وَ سمَعيِ‌ وَ بصَرَيِ‌ وَ شعَريِ‌ وَ بشَرَيِ‌ وَ مخُيّ‌ وَ لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ وَ عصَبَيِ‌ وَ عظِاَميِ‌ وَ جَمِيعُ جوَاَرحِيِ‌ وَ مَا أَقَلّتِ الأَرضُ منِيّ‌ غَيرَ مُستَنكِفٍ وَ لَا مُستَكبِرٍ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذَلِكَ أُمِرتُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ إِن شِئتَ خَمسَ مَرّاتٍ وَ إِن شِئتَ سَبعَ مَرّاتٍ وَ إِن شِئتَ التّسعَ فَهُوَ أَفضَلُ وَ يَكُونُ نَظَرُكَ فِي وَقتِ القِرَاءَةِ إِلَي مَوضِعِ سُجُودِكَ وَ فِي وَقتِ الرّكُوعِ بَينَ رِجلَيكَ ثُمّ اعتَدِل حَتّي يَرجِعَ كُلّ عُضوٍ مِنكَ إِلَي مَوضِعِهِ وَ قُل سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ بِاللّهِ أَقُومُ وَ أَقعُدُ أَهلِ الكِبرِيَاءِ وَ العَظَمَةِ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَلا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ ثُمّ كَبّر وَ اسجُد وَ السّجُودُ عَلَي سَبعَةِ أَعضَاءٍ عَلَي الجَبهَةِ وَ اليَدَينِ وَ الرّكبَتَينِ وَ الإِبهَامَينِ مِنَ القَدَمَينِ وَ لَيسَ عَلَي الأَنفِ سُجُودٌ وَ إِنّمَا هُوَ الإِرغَامُ وَ يَكُونُ


صفحه : 208

بَصَرُكَ فِي وَقتِ السّجُودِ إِلَي أَنفِكَ وَ بَينَ السّجدَتَينِ فِي حَجرِكَ وَ كَذَلِكَ فِي وَقتِ التّشَهّدِ وَ قُل فِي سُجُودِكَ أللّهُمّ لَكَ سَجَدتُ وَ بِكَ آمَنتُ وَ لَكَ أَسلَمتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ أَنتَ ربَيّ‌ سَجَدَ لَكَ وجَهيِ‌ وَ شعَريِ‌ وَ مخُيّ‌ وَ لحَميِ‌ وَ دمَيِ‌ وَ عصَبَيِ‌ وَ عظِاَميِ‌ سَجَدَ وجَهيِ‌َ الباَليِ‌ الفاَنيِ‌ الذّلِيلُ المَهِينُ للِذّيِ‌ خَلَقَهُ وَ صَوّرَهُ وَ شَقّ سَمعَهُ وَ بَصَرَهُ تَبَارَكَاللّهُ أَحسَنُ الخالِقِينَسُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ مِثلَ مَا قُلتَ فِي الرّكُوعِ ثُمّ ارفَع رَأسَكَ مِنَ السّجُودِ وَ اقبِض إِلَيكَ قَبضاً وَ تَمَكّن مِنَ الجُلُوسِ وَ قُل بَينَ سَجدَتَيكَ أللّهُمّ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌ وَ اهدنِيِ‌ وَ عاَفنِيِ‌ فَإنِيّ‌ لِما أَنزَلتَ إلِيَ‌ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ ثُمّ اسجُدِ الثّانِيَةَ وَ قُل فِيهِ مَا قُلتَ فِي الأُولَي ثُمّ ارفَع رَأسَكَ وَ تَمَكّن مِنَ الأَرضِ ثُمّ قُم إِلَي الثّانِيَةِ فَإِذَا أَرَدتَ أَن تَنهَضَ إِلَي القِيَامِ فَاتّكِ عَلَي يَدَيكَ وَ تَمَكّن مِنَ الأَرضِ ثُمّ انهَض قَائِماً وَ افعَل مِثلَ مَا فَعَلتَ فِي الرّكعَةِ الأُولَي فَإِن كُنتَ فِي صَلَاةٍ فِيهَا قُنُوتٌ فَاقنُت وَ قُل فِي قُنُوتِكَ بَعدَ فَرَاغِكَ مِنَ القِرَاءَةِ قَبلَ الرّكُوعِ أللّهُمّ أَنتَ اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ الحَلِيمُ الكَرِيمُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ العلَيِ‌ّ العَظِيمُ سُبحَانَكَ رَبّ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ رَبّ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ مَا فِيهِنّ وَ مَا بَينَهُنّ وَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ بِاللّهِلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌصَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍ وَ اغفِر لِي وَ لوِاَلدِيَ‌ّ وَ لِجَمِيعِ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ إِنّكَ عَلَي ذَلِكَ قَادِرٌ ثُمّ اركَع وَ قُل فِي رُكُوعِكَ مِثلَ مَا قُلتَ فَإِذَا تَشَهّدتَ فِي الثّانِيَةِ فَقُل بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ الأَسمَاءُ الحُسنَي كُلّهَا لِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ وَ لَا تَزِيدُ عَلَي ذَلِكَ ثُمّ انهَض إِلَي الثّالِثَةِ وَ قُل إِذَا نَهَضتَ بِحَولِ اللّهِ أَقُومُ وَ أَقعُدُ وَ اقرَأ فِي الرّكعَتَينِ الأُخرَيَينِ إِن شِئتَ الحَمدَ وَحدَهُ وَ إِن شِئتَ سَبّحتَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَإِذَا صَلّيتَ الرّكعَةَ الرّابِعَةَ فَقُل فِي تَشَهّدِهِ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ الأَسمَاءُ الحُسنَي كُلّهَا لِلّهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً بَينَ يدَيَ‌ِ السّاعَةِ التّحِيّاتُ لِلّهِ وَ الصّلَوَاتُ الطّيّبَاتُ


صفحه : 209

الزّاكِيَاتُ الغَادِيَاتُ الرّائِحَاتُ التّامّاتُ النّاعِمَاتُ المُبَارَكَاتُ الصّالِحَاتُ لِلّهِ مَا طَابَ وَ زَكَي وَ طَهُرَ وَ نَمَي وَ خَلَصَ وَ مَا خَبُثَ فَلِغَيرِ اللّهِ أَشهَدُ أَنّكَ نِعمَ الرّبّ وَ أَنّ مُحَمّداً نِعمَ الرّسُولُ وَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ نِعمَ الولَيِ‌ّ وَ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ النّارَ حَقّ وَ المَوتَ حَقّ وَ البَعثَ حَقّوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لنِهَتدَيِ‌َ لَو لا أَن هَدانَا اللّهُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍ وَ بَارِك عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍ وَ ارحَم مُحَمّداً وَ آلِ مُحَمّدٍ أَفضَلَ مَا صَلّيتَ وَ بَارَكتَ وَ رَحِمتَ وَ تَرَحّمتَ وَ سَلّمتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ فِي العَالَمِينَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ المُصطَفَي وَ عَلِيّ المُرتَضَي وَ فَاطِمَةَ الزّهرَاءِ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ عَلَي الأَئِمّةِ الرّاشِدِينَ مِن آلِ طه وَ يس أللّهُمّ صَلّ عَلَي نُورِكَ الأَنوَرِ وَ عَلَي حَبلِكَ الأَطوَلِ وَ عَلَي عُروَتِكَ الأَوثَقِ وَ عَلَي وَجهِكَ الأَكرَمِ وَ عَلَي جَنبِكَ الأَوجَبِ وَ عَلَي بَابِكَ الأَدنَي وَ عَلَي سَبِيلِكَ الصّرَاطِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي الهَادِينَ المَهدِيّينَ الرّاشِدِينَ الفَاضِلِينَ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ الأَخيَارِ الأَبرَارِ أللّهُمّ صَلّ عَلَي جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ عِزرَائِيلَ وَ عَلَي مَلَائِكَتِكَ المُقَرّبِينَ وَ أَنبِيَائِكَ المُرسَلِينَ وَ رُسُلِكَ أَجمَعِينَ مِن أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ وَ أَهلِ طَاعَتِكَ أَكتَعِينَ وَ اخصُص مُحَمّداً بِأَفضَلِ الصّلَاةِ وَ التّسلِيمِ السّلَامُ عَلَيكَ أَيّهَا النّبِيّ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَيكَ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِكَ الطّيّبِينَ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ ثُمّ سَلّم عَن يَمِينِكَ وَ إِن شِئتَ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ إِن شِئتَ تُجَاهَ القِبلَةِ وَ إِذَا فَرَغتَ مِن صَلَاةِ الزّوَالِ فَارفَع يَدَيكَ ثُمّ قُلِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتَقَرّبُ إِلَيكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ أَتَقَرّبُ إِلَيكَ بِمُحَمّدٍ عَبدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَتَقَرّبُ إِلَيكَ بِمَلَائِكَتِكَ وَ أَنبِيَائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ أَسأَلُكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍ وَ أَسأَلُكَ أَن تُقِيلَ عثَرتَيِ‌ وَ تَستُرَ عوَرتَيِ‌ وَ تَغفِرَ ذنُوُبيِ‌ وَ تقَضيِ‌َ حوَاَئجِيِ‌ وَ لَا تعُذَبّنَيِ‌ بِقَبِيحِ فعِاَليِ‌


صفحه : 210

فَإِنّ جُودَكَ وَ عَفوَكَ يسَعَنُيِ‌ ثُمّ تَخِرّ سَاجِداً وَ تَقُولُ فِي سُجُودِكَ يَا أَهلَ التّقوَي وَ المَغفِرَةِ يَا أَرحَمَ الرّاحِمِينَ أَنتَ موَلاَي‌َ وَ سيَدّيِ‌ وَ مَالِكُ رقِيّ‌ أَنتَ خَيرٌ لِي مِن أَبِي وَ أمُيّ‌ وَ مِنَ النّاسِ أَجمَعِينَ بيِ‌ إِلَيكَ فَقرٌ وَ فَاقَةٌ وَ أَنتَ غنَيِ‌ّ عنَيّ‌ أَسأَلُكَ بِوَجهِكَ الكَرِيمِ وَ أَسأَلُكَ أَن تصُلَيّ‌َ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي إِخوَتِهِ النّبِيّينَ وَ الأَئِمّةِ الطّاهِرِينَ وَ تَستَجِيبَ دعُاَئيِ‌ وَ تَرحَمَ تضَرَعّيِ‌ وَ تَصرِفَ عنَيّ‌ أَنوَاعَ البَلَاءِ يَا رَحمَانُ وَ اعلَم أَنّ ثَلَاثَ صَلَوَاتٍ إِذَا حَلّ وَقتُهُنّ ينَبغَيِ‌ لَكَ أَن تبَتدَ‌ِئَ بِهِنّ وَ لَا تصُلَيّ‌َ بَينَ أَيدِيهِنّ نَافِلَةً صَلَاةَ استِقبَالِ النّهَارِ وَ هيِ‌َ الفَجرُ وَ صَلَاةَ استِقبَالِ اللّيلِ وَ هيِ‌َ المَغرِبُ وَ صَلَاةَ يَومِ الجُمُعَةِ وَ اقنُت فِي أَربَعِ صَلَوَاتٍ الفَجرِ وَ المَغرِبِ وَ العَتَمَةِ وَ صَلَاةِ الجُمُعَةِ وَ القُنُوتُ كُلّهَا قَبلَ الرّكُوعِ بَعدَ الفَرَاغِ مِنَ القِرَاءَةِ وَ أَدنَي القُنُوتِ ثَلَاثُ تَسبِيحَاتٍ وَ مَكّنِ الأَليَةَ اليُسرَي مِنَ الأَرضِ فَإِنّهُ نُرَوّي أَنّ مَن لَم يُمَكّنِ الأَليَةَ اليُسرَي مِنَ الأَرضِ وَ لَو فِي الطّينِ فَكَأَنّهُ مَا صَلّي وَ تَضُمّ أَصَابِعَ يَدَيكَ فِي جَمِيعِ الصّلَوَاتِ تُجَاهَ القِبلَةِ عِندَ السّجُودِ وَ تُفَرّقُهَا عِندَ الرّكُوعِ وَ أَلقِم رَاحَتَيكَ بِرُكبَتَيكَ وَ لَا تُلصِق إِحدَي القَدَمَينِ بِالأُخرَي وَ أَنتَ قَائِمٌ وَ لَا فِي وَقتِ الرّكُوعِ وَ ليَكُن بَينَهُمَا أَربَعُ أَصَابِعَ أَو شِبرٌ وَ أَدنَي مَا يجُزيِ‌ فِي الصّلَاةِ فِيمَا تَكمُلُ بِهِ الفَرَائِضُ تَكبِيرُ الِافتِتَاحِ وَ تَمَامُ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ أَدنَي مَا يجُزيِ‌ مِنَ التّشَهّدِ الشّهَادَتَانِ فَإِذَا كَبّرتَ فَاشخَص بِبَصَرِكَ نَحوَ سُجُودِكَ وَ أَرسِل مَنكِبَيكَ وَ ضَع يَدَيكَ عَلَي فَخِذَيكَ قُبَالَةَ رُكبَتَيكَ فَإِنّهُ أَحرَي أَن تُقِيمَ بِصَلَاتِكَ وَ لَا تُقَدّم رِجلًا عَلَي رِجلٍ وَ لَا تَنفُخ فِي مَوضِعِ سُجُودِكَ وَ لَا تَعبَث بِالحَصَي فَإِن أَرَدتَ ذَلِكَ فَليَكُن ذَلِكَ قَبلَ دُخُولِكَ فِي الصّلَاةِ


صفحه : 211

توضيح وتنقيح ذكر الصدوق رحمه الله كثيرا من ذلك في الفقيه بأدني تغيير قوله متكاسلا أي متثاقلا و لامتناعسا أي بأن يكون النوم غالبا عليك و لامستعجلا أي حال الصلاة أوقبلها أيضا و لامتلاهيا أي غافلا عما تأتي‌ به بأن لاتكون مع حضور القلب قال في النهاية يقال لهوت بالشي‌ء ألهو لهوا وتلهيت به إذالعبت به وتشاغلت وغفلت به عن غيره وألهاه عن كذا أي شغله ولهيت عن الشي‌ء بالكسر ألهي إذاسلوت عنه وتركت ذكره و إذاغفلت عنه واشتغلت . علي السكون أي سكون الجوارح والوقار أي حضور القلب والتؤدة التأني‌ في الأفعال والخشوع والخضوع البكاء والتضرع أوحضور القلب واطمئنان الجوارح والفقرات بعضها مؤكدة لبعض .فصف بين قدميك أي تكونان محاذيتين لاتكون إحداهما أقرب إلي القبلة من الأخري أو يكون الفصل بينهما مساويا و هذا لايناسب كون أصابع رجليه جميعا إلي القبلة كماورد في صحيحة زرارة إلابتوسع في إحداهما ولعله لذلك قال في النفلية و أن يستقبل بالإبهامين القبلة وانصب نفسك بكسر الصاد علي المجرد أي أقمها مستويا بأن يقيم صلبه كما روُيِ‌َ عَنِ البَاقِرِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر قَالَ النّحرُ الِاعتِدَالُ فِي القِيَامِ بِأَن يُقِيمَ صُلبَهُ وَ نَحرَهُ

. أو علي بناء الإفعال أي أتعب نفسك في العبادة كماقيل في قوله تعالي فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب. و لاتلتفت أي لابالعين و لابالوجه

فَقَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَا تَلتَفِتُوا فِي صَلَاتِكُم فَإِنّهُ لَا صَلَاةَ لِمُلتَفِتٍ وَ قَالَص أَ مَا يَخَافُ ألّذِي يُحَوّلُ وَجهَهُ فِي الصّلَاةِ أَن يُحَوّلَ اللّهُ وَجهَهُ وَجهَ حِمَارٍ

. فإن لم تكن تراه أي إن لم تكن في مراقبة الله سبحانه وعرفانه في هذاالمقام فكن في مقام مراقبة أنه يراك و بين المقامين فرق ظاهر والمقام الأول مقام


صفحه : 212

الصديقين كما

قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَم أَكُن لِأَعبُدَ رَبّاً لَم أَرَهُ

ويحتمل علي بعد أن تكون علة للفقرة الأولي أي إذا كان الله يراك و أنت تعلم ذلك فكأنك تراه فإذاتذكرت ذلك وعملت بمقتضاه فعبدته كأنك تراه . والفرقعة تنقيض الأصابع بحيث يسمع لها صوت و لاتولع بأنفك و لابثوبك بفتح اللام يقال فلان مولع به بالفتح أي مغري به أي لاتكن حريصا باللعب بأنفك ومسه و لابالنظر إلي ثوبك ولمسه و لاتصلي‌ و أنت متلثم المشهور كراهة اللثام للرجل من غيرضرورة إن لم يمنع القراءة وسماعها وشيئا من الواجبات و إلاحرم وأطلق المفيد المنع من اللثام للرجل و قال في المعتبر الظاهر أنه يريد الكراهة وكذا المشهور كراهة النقاب للمرأة علي التفصيل المذكور و يكون بصرك في موضع سجودك هذا هوالمشهور بين الأصحاب وفسر الشيخ الطبرسي‌ رحمه الله الخشوع بغمض البصر والأخبار الصحيحة تدل علي الأول والهلع بالتحريك أفحش الجزع . و لاتتك مرة قال الشهيد في النفلية في سياق المستحبات وعدم التورك


صفحه : 213

و هوالاعتماد علي إحدي الرجلين تارة و علي الأخري أخري وعد في الذكري من المستحبات أن يثبت علي قدميه و لايتكي‌ مرة علي هذه ومرة علي هذه و لايتقدم مرة ويتأخر أخري قال قالهما الجعفي‌. وارفع يديك بحذاء أذنيك اختلف الأصحاب في حد الرفع فقال الشيخ يحاذي‌ بيديه شحمي‌ أذنيه و عن ابن أبي عقيل يرفعهما حذو منكبيه أوحيال خديه لايجاوز بهما أذنيه و قال ابن بابويه يرفعهما إلي النحر و لايجاوز بهما الأذنين حيال الخد والكل متقارب وجعل الفاضلان مدلول قول الشيخ أولي وقالا في بحث تكبير الركوع يرفع يديه حذاء وجهه و في رواية إلي أذنيه و بها قال الشيخ و قال الشافعي‌ إلي منكبيه و به رواية عن أهل البيت أيضا والأخبار أيضا متقاربة.

وَ فِي رِوَايَةِ صَفوَانَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَبّرَ فِي الصّلَاةِ رَفَعَ يَدَيهِ حَتّي كَانَ يَبلُغُ أُذُنَيهِ

. ويدل علي عدم بلوغ الأذنين و قال الشيخ البهائي‌ رحمه الله المحاذاة لايستلزم البلوغ والظاهر من الأخبار ومقتضي الجمع بينها محاذاة أسفل اليد النحر وأعلاه الأذن أوالتخيير بين تلك المراتب بحيث لايجاوز الوجه وأخبار العامة أيضا في ذلك مختلفة ففي‌ بعض أخبارهم كان رسول الله ص إذاافتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه و في بعضها رفع يديه إلي قريب من أذنيه و في بعضها حتي يحاذي‌ أذنيه و في بعضها رفع يديه حتي كانت بحيال منكبيه وحاذي إبهاميه أذنيه ثم كبر و في بعضها إلي شحمة أذنيه . و قال في الذكري يكره أن يجاوز بهما رأسه أوأذنيه اختيارا لمارواه العامة من نهي‌ النبي ص

وَ رَوَاهُ ابنُ أَبِي عَقِيلٍ فَقَالَ قَد جَاءَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ النّبِيّص مَرّ بِرَجُلٍ يصُلَيّ‌ وَ قَد رَفَعَ يَدَيهِ فَوقَ رَأسِهِ فَقَالَ مَا لِي أَرَي أَقوَاماً يَرفَعُونَ أَيدِيَهُم فَوقَ رُءُوسِهِم


صفحه : 214

كَأَنّهَا آذَانُ خَيلٍ شُمُسٍ

. ويستحب أن تكونا مبسوطتين ويستقبل بباطن كفيه القبلة وذهب جماعة من الأصحاب إلي استحباب ضم الأصابع حين الرفع ونقل الفاضلان عن المرتضي و ابن الجنيد تفريق الإبهام وضم الباقي‌ ونقله في الذكري عن المفيد و ابن البراج و ابن إدريس وجعله أولي . والظاهر أن ضم الجميع أولي لكونه أنسب بما استدلوا به فإن ضم الأصابع ليس فيما رأيناه من الأخبار واستدل بعضهم بخبر حماد و ليس فيه رفع اليدين في تكبيرة الافتتاح وإنما ذكره في التكبير بعدالركوع و ليس فيه ضم الأصابع نعم ذكر ضم الأصابع في أول الخبر والظاهر استمراره و إلالنقل الراوي‌ والمشهور بينهم أنه يبتد‌ئ برفع يديه عندابتدائه بالتكبير و يكون انتهاء الرفع عندانتهاء التكبير ويرسلهما بعد ذلك . و قال في المعتبر و هوقول علمائنا و لم أعرف فيه خلافا ولأنه لايتحقق رفعهما بالتكبير إلاكذلك وقريب منه كلام العلامة في المنتهي و قال في التذكرة قال ابن سنان رأيت الصادق ع يرفع يديه حيال وجهه حين استفتح وظاهره يقتضي‌ ابتداء التكبير مع ابتداء الرفع وانتهاءه مع انتهائه و هوأحد وجهي‌ الشافعية والثاني‌ يرفع ثم يكبر عندالإرسال و هوعبارة بعض علمائنا وظاهر كلام الشافعي‌ أنه يكبر بين الرفع والإرسال انتهي . وأقول هذاالقول الأخير أيضا نسبه الشهيد الثاني‌ في شرح الألفية إلي بعض الأصحاب كمايظهر علي بعض الوجوه مما

رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ فِي الحَسَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا افتَتَحتَ الصّلَاةَ فَارفَع كَفّيكَ ثُمّ ابسُطهُمَا بَسطاً ثُمّ كَبّر ثَلَاثَ تَكبِيرَاتٍ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ

فالأقوال فيه عندنا ثلاثة ولعل الأول أظهر و أما هذاالخبر فالمراد بالبسط إما بسط الأصابع أي لاتكون الأصابع مضمومة أوبسط اليدين


صفحه : 215

أي إرسالهما بعدالرفع و علي الأول ينبغي‌ أن تكون كلمة ثم منسلخة عن معني التأخير والتراخي‌ معا و علي الثاني‌ من التراخي‌ فقط. و قوله ع ثم كبر ثلاث تكبيرات إما المراد منه ثم تمم ثلاث تكبيرات أي كبر بعد ذلك تكبيرتين ليتم الثلاث أوالغرض بيان الجميع فعلي الأول لاحاجة إلي انسلاخ ثم عن شيء و علي الثاني‌ ينبغي‌ انسلاخها عنهما معا علي المشهور وبالجملة الاستدلال بمثل هذاالخبر علي مايخالف ظواهر الروايات الأخر في البسط بعدالرفع أوتأخير التكبيرات عن الرفع مشكل . و لاترفع يديك بالدعاء تدل عليه

مُوَثّقَةُ سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا افتَتَحتَ الصّلَاةَ فَكَبّرتَ فَلَا تُجَاوِز أُذُنَيكَ وَ لَا تَرفَع يَدَيكَ بِالدّعَاءِ فِي المَكتُوبَةِ تُجَاوِزُ بِهِمَا رَأسَكَ

حيث تدل منطوقا علي المنع في الفريضة ومفهوما علي الجواز في النافلة ويؤيده مامر من خبر علي ع والظاهر أن المراد هنا الرفع في القنوت وذكر الوتر بعدالنافلة تخصيص بعدالتعميم . ونقل في المنتهي الإجماع علي أنه يستحب للمصلي‌ وضع الكفين علي عيني‌ الركبتين مفرجات الأصابع عندالركوع قال و هومذهب العلماء كافة ثم قال ويستحب له أن يرد ركبتيه إلي خلفه و أن يسوي‌ ظهره ويمد عنقه محاذيا لظهره و هومذهب العلماء كافة. وضع جبينك أي جبهتك مجازا للمجاورة وأرغم علي راحتيك كذا في النسخة التي‌ عندنا ولعل المعني علي تقدير صحته أوصلهما إلي الرغام متكئا عليهما فإنه يستحب إيصال اليدين وسائر المساجد سوي الجبهة إلي مايصح السجود عليه والتراب أفضل والظاهر أدعم بالدال والعين المهملتين من قولهم دعمه كمنعه إذاأقامه والتضمين مشترك إن لم تكن زيادة علي أيضا من النساخ . و قال في المنتهي يستحب أن يضع راحتيه علي الأرض مبسوطتين مضمومتي‌ الأصابع بين منكبيه موجهات إلي القبلة و هوقول أهل العلم ثم استشهد بما رواه

الشّيخُ فِي


صفحه : 216

الصّحِيحِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع لَمّا عَلّمَهُ الصّلَاةَ وَ لَا تُلزِق كَفّيكَ بِرُكبَتَيكَ وَ لَا تُدنِهِمَا مِن وَجهِكَ بَينَ ذَلِكَ حِيَالَ مَنكِبَيكَ وَ لَا تَجعَلهُمَا بَينَ يدَيَ‌ رُكبَتَيكَ وَ لَكِن تُحَرّفُهُمَا عَن ذَلِكَ شَيئاً وَ ابسُطهُمَا عَلَي الأَرضِ بَسطاً وَ اقبِضهُمَا إِلَيكَ قَبضاً وَ إِن كَانَ تَحتَهُمَا ثَوبٌ فَلَا يَضُرّكَ وَ إِن أَفضَيتَ بِهِمَا إِلَي الأَرضِ فَهُوَ أَفضَلُ وَ لَا تُفَرّجَنّ بَينَ أَصَابِعِكَ فِي سُجُودِكَ وَ لَكِنِ اضمُمهُنّ جَمِيعاً

قوله ولكن انصب يمينك نصب اليمين معناه جعله علي اليسار وبما ذكره السيد و ابن الجنيد أنسب و لاتضع يدك أي عندالقيام ويحتمل الأعم والأول أظهر وسيأتي‌ حكمه و لاتطأ موضع سجودك أي في حال الصلاة بأن تمشي‌ إليه أومطلقا إكراما له إذا كان شيئا مخصوصا بالصلاة. وذكر الأصحاب كراهة مدافعة الأخبثين والنوم أيضا إذاكانت قبل الصلاة و إذاعرضت في الأثناء فالمشهور وجوب الإتمام مع إمكان الصبر عليها و إلافيبطل الصلاة ويدفعها ويستأنف وظاهر هذاالخبر وبعض الروايات الأخر جواز القطع مع منافاتها لحضور القلب والإتيان بمستحبات الصلاة و ليس ببعيد والعمل بالمشهور أحوط و قال في الذكري إذاأراد القطع فالأحوط التحلل بالتسليم لعموم وتحليلها التسليم و فيه نظر. وعفر جبينك أي بعدالصلاة في سجدة الشكر أو فيهابالسجود علي التراب فالمراد بالجبين الجبهة ويحتمل الأعم منهما وابسطهما بسطا شبيه بما مر في خبر الكافي‌ والتأويل مشترك و إن كان في هذاالمكان أسهل .أعوذ بالله السميع العليم هذاأحد أنواع الاستعاذة وسيأتي‌ الكلام فيها علي مقدار قراءتك أي جهرها في الجهرية و إن كانت في الإخفاتية واجعل واحدا


صفحه : 217

لم يذكر ذلك في خبر آخر وأسمع القراءة يدل علي ما هوالمشهور من أن


صفحه : 218

الحد الأدني من القراءة مطلقا إسماع النفس و لاخلاف فيه ظاهرا بل نقل عليه


صفحه : 219

الإجماع وسيأتي‌ تمام أحكام القراءة والجهر والإخفات في محالها. و يكون بصرك في وقت السجود إلي أنفك هذامشهور بين الأصحاب حيث قالوا يستحب أن يكون نظره ساجدا إلي طرف أنفه واعترفوا بعدم النص علي الخصوص كالنظر جالسا أومتشهدا إلي حجره واستدلوا عليهما بأن فيهما الخشوع والإقبال علي العبادة بمعونة مادل علي كراهة التغميض في الصلاة و هذاالخبر يصلح للتأييد بل هوأقوي مما تمسكوا به ويمكن القول باستحباب النظر في الجلوس إلي موضع السجود لعموم الأخبار الدالة علي النظر في الصلاة إلي موضع السجود فخرج ماخرج بالدليل وبقي‌ الباقي‌ و الله يعلم واقبض إليك قبضا أي اليدين كما في صحيحة زرارة وابسطهما علي الأرض بسطا واقبضهما إليك قبضا أي إذارفع رأسه من السجدة ضم كفيه إليه ثم رفعهما بالتكبير لا أنه يرفعهما بالتكبير عن الأرض برفع واحد و في كلام علي بن بابويه مايفسر ذلك فإنه قال إذارفع رأسه من السجدة الأولي قبض يديه إليه قبضا فإذاتمكن من الجلوس رفعهما بالتكبير و لاتزيد علي ذلك هذاموافق لماذكره الصدوق في الفقيه إلا أنه لم يقل و لاتزيد علي ذلك وظاهره أنه لايجب عنده الصلاة علي محمد وآله في التشهدين مع أن ظاهر كلامه وجوب الصلاة عندذكره ص مطلقا ويمكن أن يقال أنه يقول بوجوبها لذكره ص لالكونها جزءا من التشهد و قال الشهيد في الذكري والصدوق في المقنع اقتصر في التشهدين علي الشهادتين و لم


صفحه : 220

يذكر الصلاة علي النبي وآله ثم قال وأدني مايجزي‌ في التشهد أن يقول الشهادتين أو يقول بسم الله وبالله ثم يسلم ووالده في الرسالة لم يذكر الصلاة علي النبي وآله في التشهد الأول والقولان شاذان لايعتدان ويعارضهما إجماع الإمامية علي الوجوب انتهي . وهي‌ الفجر يدل علي عدم جواز النافلة بعدطلوع الفجر كمايدل عليه بعض الروايات والمشهور امتداد وقتها إلي طلوع الحمرة كما هومدلول روايات أخر. واقنت في أربع صلوات أي القنوت فيهاآكد وظاهره أن قنوت الجمعة أيضا مثل سائر الصلوات كما هومذهب الصدوق . ومكن الألية اليسري أي في الجلوس مطلقا وليكن بينهما أربع أصابع أي مضمومات وهي‌ قريبة من ثلاث متفرجات ولذا فسر الفقهاء أدني التفريج بهما معا وأرسل منكبيك أي لاترفعهما وتدل عليه صحيحة زرارة وذكره الأصحاب و قال في المنتهي يكره أن ينفخ في موضع سجوده ذهب إليه علماؤنا لأنه فعل ليس من الصلاة فيكره ترك العبادة له وتؤيده صحيحة محمد بن مسلم انتهي ويظهر من بعض الروايات الجواز مطلقا و من بعضها الجواز إذا لم يؤذ أحدا فلذا حمل علي الكراهة ويمكن حمل أخبار النهي‌ علي الإيذاء والتجويز علي عدمه . فإن أردت ذلك أي تسوية الحصي لموضع السجود أوغيره فافعل ذلك قبل دخولك في الصلاة

4-أَربَعِينُ الشّهِيدِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَأَتَي النّبِيّص رَجُلٌ مِن ثَقِيفٍ وَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ لَهُ الثقّفَيِ‌ّ حاَجتَيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ سَبَقَكَ أَخُوكَ الأنَصاَريِ‌ّ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ


صفحه : 221

إنِيّ‌ عَجلَانُ عَلَي ظَهرِ سَفَرٍ فَقَالَ لَهُ الأنَصاَريِ‌ّ إنِيّ‌ قَد أَذِنتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص إِن شِئتَ سأَلَتنَيِ‌ وَ إِن شِئتَ أَنبَأتُكَ فَقَالَ نبَئّنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ جِئتَ تسَألَنُيِ‌ عَنِ الصّلَاةِ وَ عَنِ الوُضُوءِ وَ عَنِ الرّكُوعِ وَ عَنِ السّجُودِ فَقَالَ أَجَل وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ مَا جِئتُ أَسأَلُكَ إِلّا عَنهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَسبِغِ الوُضُوءَ وَ املَأ يَدَيكَ مِن رُكبَتَيكَ وَ عَفّر جَبِينَكَ فِي التّرَابِ وَ صَلّ صَلَاةَ مُوَدّعٍ ثُمّ قَالَ خَرّجَهُ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ وَ رِفَاعَةَ وَ لَم يَذكُر وُضُوءاً

وَ مِنهُ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن فَضَالَةَ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي الهذُلَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ أَتَي رَسُولَ اللّهِص الثقّفَيِ‌ّ يَسأَلُ عَنِ الصّلَاةِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا قُمتَ فِي صَلَاتِكَ فَأَقبِل عَلَي اللّهِ بِوَجهِكَ يُقبِل عَلَيكَ فَإِذَا رَكَعتَ فَانشُر أَصَابِعَكَ عَلَي رُكبَتَيكَ وَ ارفَع صُلبَكَ فَإِذَا سَجَدتَ فَمَكّن جَبهَتَكَ مِنَ الأَرضِ وَ لَا تَنقُر كَنَقرِ الدّيكِ

بيان وارفع صلبك أي لاتخفضه كثيرا ليخرج عن التساوي‌

5- تَفسِيرُ النعّماَنيِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ المَذكُورِ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ حُدُودُ الصّلَاةِ أَربَعَةٌ مَعرِفَةُ الوَقتِ وَ التّوَجّهُ إِلَي القِبلَةِ وَ الرّكُوعُ وَ السّجُودُ وَ هَذِهِ عَوَامّ فِي جَمِيعِ العَالَمِ وَ مَا يَتّصِلُ بِهَا مِن جَمِيعِ أَفعَالِ الصّلَاةِ وَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ غَيرِ ذَلِكَ وَ لَمّا عَلِمَ اللّهُ سُبحَانَهُ أَنّ العِبَادَ لَا يَستَطِيعُونَ أَن يُؤَدّوا هَذِهِ الحُدُودَ كُلّهَا عَلَي حَقَائِقِهَا جَعَلَ فِيهَا فَرَائِضَ وَ هيِ‌َ الأَربَعَةُ المَذكُورَةُ فَجَعَلَ فِيهَا مِن غَيرِ هَذِهِ الأَربَعَةِ المَذكُورَةِ مِنَ القِرَاءَةِ وَ الدّعَاءِ وَ التّسبِيحِ وَ التّكبِيرِ وَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ مَا شَاكَلَ ذَلِكَ سُنّةً وَاجِبَةً مَن أَحَبّهَا يَعمَلُ بِهَا فَهَذَا ذِكرُ حُدُودِ الصّلَاةِ

بيان لعل المراد بالفرائض الأركان والشروط وظاهره استحباب غيرها وينبغي‌ حملها علي أنه لاتبطل الصلاة بنسيانها أو أن من لايعلمها تسقط عنه ويؤيده أن في بعض النسخ من أحسنها يعمل بها أوالمراد أنه ليس فيها من الاهتمام


صفحه : 222

بأدائها والعمل بمستحباتها مثل ما في الأربعة وبالجملة لايعارض بمثله سائر الأخبار الصحيحة المشهورة فلابد من تأويل فيه

6- وَجَدتُ بِخَطّ الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الجبُعَيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قُمتَ فِي صَلَاتِكَ فَاخشَع فِيهَا وَ لَا تُحَدّث نَفسَكَ إِن قَدَرتَ عَلَي ذَلِكَ وَ اخضَع بِرَقَبَتِكَ وَ لَا تَلتَفِت فِيهَا وَ لَا يَجُز طَرفُكَ مَوضِعَ سُجُودِكَ وَ صُفّ قَدَمَيكَ وَ أَثبِتهُمَا وَ أَرخِ يَدَيكَ وَ لَا تُكَفّر وَ لَا تَوَرّك

قَالَ البزَنَطيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ فَإِنّهُ بلَغَنَيِ‌ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ قَوماً عُذّبُوا لِأَنّهُم كَانُوا يَتَوَرّكُونَ تَضَجّراً بِالصّلَاةِ

إيضاح قال الصدوق رضي‌ الله عنه في الفقيه و لاتتورك فإن الله عز و جل قدعذب قوما علي التورك كان أحدهم يضع يديه علي وركيه من ملالة الصلاة انتهي و قال الجزري‌ في النهاية فيه كره أن يسجد الرجل متوركا هو أن يرفع وركيه إذاسجد و حتي يفحش في ذلك وقيل هو أن يلصق أليتيه بعقبيه في السجود و قال الأزهري‌ التورك في الصلاة ضربان سنة ومكروه أماالسنة فأن ينحي‌ رجليه في التشهد الأخير ويلصق مقعدته بالأرض و هو من وضع الورك عليها والورك مافوق الفخذ وهي‌ مؤنثة و أماالمكروه فإن يضع يديه علي وركيه في الصلاة و هوقائم و قدنهي‌ عنه انتهي . و قال العلامة في المنتهي يكره التورك في الصلاة و هو أن يعتمد بيديه علي وركيه و هوالتخصر رواه الجُمهُورُ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص نَهَي عَنِ التّخَصّرِ فِي الصّلَاةِ

وَ مِن طَرِيقِ الخَاصّةِ رِوَايَةُ أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ لَا تَتَوَرّك فَإِنّ قَوماً عُذّبُوا بِنَقضِ الأَصَابِعِ وَ التّوَرّكِ فِي الصّلَاةِ

. والشهيد رحمه الله في النفلية فسر التورك بالاعتماد علي إحدي الرجلين تارة و علي الأخري أخري والتخصر بقبض خصره بيده وحكم بكراهتهما معا


صفحه : 223

7- وَ وَجَدتُ بِخَطّ بَعضِ الأَفَاضِلِ نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ قَوماً عُذّبُوا بِأَنّهُم كَانُوا يَتَوَرّكُونَ فِي الصّلَاةِ يَضَعُ أَحَدُهُم كَفّيهِ عَلَي وَرِكَيهِ مِن مَلَالَةِ الصّلَاةِ فَقُلنَا الرّجُلُ يعُييِ‌ فِي المشَي‌ِ فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَي وَرِكَيهِ قَالَ لَا بَأسَ

8- تَفسِيرُ الإِمَامِ، قَالَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص افتِتَاحُ الصّلَاةِ الطّهُورُ وَ تَحرِيمُهَا التّكبِيرُ وَ تَحلِيلُهَا التّسلِيمُ وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ تَعَالَي صَلَاةً بِغَيرِ طَهُورٍ

9- فَلَاحُ السّائِلِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادٍ وَ فَضَالَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع رَجُلَانِ افتَتَحَا الصّلَاةَ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَتَلَا هَذَا مِنَ القُرآنِ فَكَانَت تِلَاوَتُهُ أَكثَرَ مِن دُعَائِهِ وَ دَعَا هَذَا فَكَانَ دُعَاؤُهُ أَكثَرَ مِن تِلَاوَتِهِ ثُمّ انصَرَفَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَيّهُمَا أَفضَلُ فَقَالَ كُلّ فِيهِ فَضلٌ كُلّ حَسَنٌ قَالَ قُلتُ قَد عَلِمتُ أَنّ كُلّا حَسَنٌ وَ أَنّ كُلّا فِيهِ فَضلٌ فَقَالَ الدّعَاءُ أَفضَلُ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ قالَ رَبّكُمُ ادعوُنيِ‌ أَستَجِب لَكُم إِنّ الّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عبِادتَيِ‌ سَيَدخُلُونَ جَهَنّمَ داخِرِينَهيِ‌َ وَ اللّهِ العِبَادَةُ هيِ‌َ وَ اللّهِ العِبَادَةُ أَ لَيسَت هيِ‌َ العِبَادَةَ هيِ‌َ وَ اللّهِ العِبَادَةُ هيِ‌َ وَ اللّهِ العِبَادَةُ أَ لَيسَت أَشَدّهُنّ هيِ‌َ وَ اللّهِ أَشَدّهُنّ هيِ‌َ وَ اللّهِ أَشَدّهُنّ هيِ‌َ وَ اللّهِ أَشَدّهُنّ

وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ سُئِلَ أَيّهُمَا أَفضَلُ فِي الصّلَاةِ كَثرَةُ القِرَاءَةِ أَو طُولُ اللّبثِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ فَقَالَ كَثرَةُ اللّبثِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِ اللّهِ تَعَالَيفَاقرَؤُا ما تَيَسّرَ مِنهُ وَ أَقِيمُوا الصّلاةَإِنّمَا عَنَي بِإِقَامَةِ الصّلَاةِ طُولَ اللّبثِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ قَالَ قُلتُ فَأَيّهُمَا أَفضَلُ كَثرَةُ القِرَاءَةِ أَو كَثرَةُ الدّعَاءِ قَالَ كَثرَةُ الدّعَاءِ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِهِ تَعَالَي


صفحه : 224

قُل ما يَعبَؤُا بِكُم ربَيّ‌ لَو لا دُعاؤُكُم

بيان الخبران يدلان علي أن كثرة الذكر والدعاء في الصلاة أفضل من تطويل القراءة

10- المُعتَبَرُ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ اجمَع طَرفَكَ وَ لَا تَرفَعهُ إِلَي السّمَاءِ

11-الهِدَايَةُ، إِذَا دَخَلتَ فِي الصّلَاةِ فَاعلَم أَنّكَ بَينَ يدَيَ‌ مَن يَرَاكَ وَ لَا تَرَاهُ فَإِذَا كَبّرتَ فَاشخَص بِبَصَرِكَ إِلَي مَوضِعِ سُجُودِكَ وَ أَرسِل مَنكِبَيكَ وَ يَدَيكَ عَلَي فَخِذَيكَ قُبَالَةَ رُكبَتَيكَ فَإِنّهُ أَحرَي أَن تَهتَمّ بِصَلَاتِكَ وَ إِيّاكَ أَن تَعبَثَ بِلِحيَتِكَ أَو بِرَأسِكَ أَو بِيَدَيكَ وَ لَا تُفَرقِع أَصَابِعَكَ وَ لَا تُقَدّم رِجلًا عَلَي رَجُلٍ وَ اجعَل بَينَ قَدَمَيكَ قَدرَ إِصبَعٍ إِلَي شِبرٍ لَا أَكثَرَ مِن ذَلِكَ وَ لَا تَنفُخ فِي مَوضِعِ سُجُودِكَ فَإِذَا أَرَدتَ النّفخَ فَليَكُن قَبلَ دُخُولِكَ فِي الصّلَاةِ وَ لَا تَمَطّ وَ لَا[تَثَاءَب]تثاوب فَإِنّ ذَلِكَ كُلّهُ نُقصَانٌ فِي الصّلَاةِ وَ لَا تَلتَفِت عَن يَمِينِكَ وَ لَا عَن يَسَارِكَ فَإِنِ التَفَتّ حَتّي تَرَي مَن خَلفَكَ فَقَد وَجَبَ عَلَيكَ إِعَادَةُ الصّلَاةِ وَ اشغَل قَلبَكَ بِصَلَاتِكَ فَإِنّهُ لَا تُقبَلُ مِن صَلَاتِكَ إِلّا مَا أَقبَلتَ عَلَيهَا مِنهَا بِقَلبِكَ فَإِذَا فَرَغتَ مِنَ القِرَاءَةِ فَارفَع يَدَكَ وَ كَبّر وَ اركَع وَ ضَع يَدَكَ اليُمنَي عَلَي رُكبَتِكَ اليُمنَي قَبلَ اليُسرَي وَ ضَع رَاحَتَيكَ عَلَي رُكبَتَيكَ وَ لَقّم أَصَابِعَكَ عَنِ الرّكبَةِ وَ فَرّجهَا وَ تَمُدّ عُنُقَكَ وَ يَكُونُ نَظَرُكَ فِي الرّكُوعِ مَا بَينَ قَدَمَيكَ إِلَي مَوضِعِ سُجُودِكَ وَ سَبّح فِي الرّكُوعِ ثَلَاثَ تَسبِيحَاتٍ فَإِذَا رَفَعتَ رَأسَكَ مِنَ الرّكُوعِ فَانتَصِب قَائِماً وَ ارفَع يَدَيكَ وَ قُل سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ ثُمّ كَبّر وَ اهوِ إِلَي السّجُودِ وَ ضَع يَدَيكَ جَمِيعاً مَعاً وَ إِن كَانَ بَينَهُمَا وَ بَينَ الأَرضِ ثَوبٌ فَلَا بَأسَ وَ إِن أَفضَيتَ بِهِمَا إِلَي الأَرضِ فَهُوَ أَفضَلُ وَ تَنظُرُ فِي السّجُودِ إِلَي طَرَفِ أَنفِكَ وَ تُرغِمُ بِأَنفِكَ فَإِنّ الإِرغَامَ سُنّةٌ وَ مَن لَم يُرغِم بِأَنفِهِ فِي سُجُودِهِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ وَ يُجزِيكَ فِي وَضعِ الجَبهَةِ مِن قُصَاصِ الشّعرِ إِلَي


صفحه : 225

الحَاجِبَينِ مِقدَارَ دِرهَمٍ وَ يَكُونُ سُجُودُكَ كَمَا يَتَخَوّي البَعِيرُ الضّامِرُ عِندَ بُرُوكِهِ تَكُونُ شِبهَ المُعَلّقِ لَا يَكُونُ شَيءٌ مِن جَسَدِكَ عَلَي شَيءٍ مِنهُ

12- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع أَنّهُ رَآهُ يصُلَيّ‌ فَكَانَ إِذَا كَبّرَ فِي الصّلَاةِ أَلزَقَ أَصَابِعَ يَدَيهِ الإِبهَامَ وَ السّبَاحَةَ وَ الوُسطَي وَ التّيِ‌ تَلِيهَا وَ فَرّجَ بَينَهُمَا وَ بَينَ الخِنصِرِ ثُمّ رَفَعَ يَدَيهِ بِالتّكبِيرِ قُبَالَةَ وَجهِهِ ثُمّ يُرسِلُ يَدَيهِ وَ يُلزِقُ بِالفَخِذَينِ وَ لَا يُفَرّجُ بَينَ أَصَابِعِ يَدَيهِ فَإِذَا رَكَعَ كَبّرَ وَ رَفَعَ يَدَيهِ بِالتّكبِيرِ قُبَالَةَ وَجهِهِ ثُمّ يُلَقّمُ رُكبَتَيهِ كَفّيهِ وَ يُفَرّجُ بَينَ الأَصَابِعِ فَإِذَا اعتَدَلَ لَم يَرفَع يَدَيهِ وَ ضَمّ الأَصَابِعَ بَعضَهَا إِلَي بَعضٍ كَمَا كَانَت وَ يُلزِقُ يَدَيهِ مَعَ الفَخِذَينِ ثُمّ يُكَبّرُ وَ يَرفَعُهُمَا قُبَالَةَ وَجهِهِ كَمَا هيِ‌َ مُلتَزِقُ الأَصَابِعِ فَيَسجُدُ وَ يُبَادِرُ بِهِمَا إِلَي الأَرضِ مِن قِبَلِ رُكبَتَيهِ وَ يَضَعُهُمَا مَعَ الوَجهِ بِحِذَائِهِ فَيَبسُطُهُمَا عَلَي الأَرضِ بَسطاً وَ يُفَرّجُ بَينَ الأَصَابِعِ كُلّهَا وَ يَجّنّحُ بِيَدَيهِ وَ لَا يَجّنّحُ بِالرّكُوعِ فَرَأَيتُهُ كَذَلِكَ يَفعَلُ وَ يَرفَعُ يَدَيهِ عِندَ كُلّ تَكبِيرَةٍ فَيُلزِقُ الأَصَابِعَ وَ لَا يُفَرّجُ بَينَ الأَصَابِعِ إِلّا فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ إِذَا بَسَطَهُمَا عَلَي الأَرضِ

بيان التفريج بين الخنصر والتي‌ تليها وعدم التجنيح في الركوع وتفريج الأصابع في السجود مخالف لسائر الأخبار ولعلها محمولة علي عذر أواشتباه الراوي‌ ويمكن حمل الوسط علي عدم التجنيح الكثير كما في السجود


صفحه : 226

باب 61-آداب الصلاة

الآيات النساءإِنّ المُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللّهَ وَ هُوَ خادِعُهُم وَ إِذا قامُوا إِلَي الصّلاةِ قامُوا كُسالي يُراؤُنَ النّاسَ وَ لا يَذكُرُونَ اللّهَ إِلّا قَلِيلًاالأعراف يا بنَيِ‌ آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍالتوبةوَ ما مَنَعَهُم أَن تُقبَلَ مِنهُم نَفَقاتُهُم إِلّا أَنّهُم كَفَرُوا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا يَأتُونَ الصّلاةَ إِلّا وَ هُم كُسالي وَ لا يُنفِقُونَ إِلّا وَ هُم كارِهُونَالمؤمنون قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ الّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَتفسيريُخادِعُونَ اللّهَخداعهم إظهارهم الإيمان الذين حقنوا به دماءهم وأموالهم أويخادعون نبي‌ الله كماسمي مبايعة النبي مبايعته تعالي للاختصاص ولأن ذلك بأمره وَ هُوَ خادِعُهُم أي مجازيهم علي خداعهم أوحكمه بحقن دمائهم مع علمه بباطنهم وأخذهم بالعقوبات بغتة في الدنيا والآخرة شبيه بالخداع فاستعير لهذا اسمه وقيل هو أن يعطيهم الله نورا يوم القيامة يمشون به مع المسلمين ثم يسلبهم ذلك النور ويضرب بينهم بسورقامُوا كُسالي أي متثاقلين كأنهم مجبورون يُراؤُنَ النّاسَيعني‌ أنهم لايعملون شيئا من العبادات علي وجه القربة وإنما يفعلون ذلك إبقاء علي أنفسهم وحذرا من القتل وسلب الأموال إذارآهم المسلمون صلوا ليروهم أنهم يدينون بدينهم و إن لم يرهم أحد لم يصلوا.


صفحه : 227

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ عَن مَسعَدَةَ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص سُئِلَ فِيمَا النّجَاةُ غَداً قَالَ النّجَاةُ أَلّا تُخَادِعُوا اللّهَ فَيَخدَعَكُم فَإِنّ مَن يُخَادِعُ اللّهَ يَخدَعُهُ وَ نَفسَهُ يَخدَعُ لَو شَعَرَ فَقِيلَ لَهُ وَ كَيفَ يُخَادِعُ اللّهَ قَالَ يَعمَلُ بِمَا أَمَرَهُ اللّهُ ثُمّ يُرِيدُ بِهِ غَيرَهُ فَاتّقُوا الرّيَاءَ فَإِنّهُ شِركٌ بِاللّهِ إِنّ المرُاَئيِ‌َ يُدعَي يَومَ القِيَامَةِ بِأَربَعَةِ أَسمَاءٍ يَا كَافِرُ يَا فَاجِرُ يَا غَادِرُ يَا خَاسِرُ حَبَطَ عَمَلُكَ وَ بَطَلَ أَجرُكَ وَ لَا خَلَاقَ لَكَ اليَومَ فَالتَمِس أَجرَكَ مِمّن كُنتَ تَعمَلُ لَهُ

.وَ لا يَذكُرُونَ اللّهَ إِلّا قَلِيلًا أي ذكرا قليلا و قال الطبرسي‌ رحمه الله معناه لايذكرون الله عن نية خالصة و لوذكروه مخلصين لكان كثيرا وإنما وصف بالقلة لأنه لغير الله وقيل لايذكرون الله إلاذكرا يسيرا نحو التكبير والأذكار التي‌ يجهر بها ويتركون التسبيح و مايخافت به من القراءة وغيرها وقيل إنما وصف بالقلة لأنه سبحانه لم يقبله و مارد الله فهو قليل .خُذُوا زِينَتَكُم قدمر في أبواب اللباس .وَ ما مَنَعَهُم أَن تُقبَلَ مِنهُم نَفَقاتُهُم أي و مامنعهم قبول نفقاتهم إلاكفرهم

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنِ الصّادِقِ ع لَا يَضُرّ مَعَ الإِيمَانِ عَمَلٌ وَ لَا يَنفَعُ مَعَ الكُفرِ عَمَلٌ أَ لَا تَرَي أَنّهُ قَالَوَ ما مَنَعَهُم أَن تُقبَلَ مِنهُمالآيَةَ

.إِلّا وَ هُم كُساليمتثاقلين وَ لا يُنفِقُونَ إِلّا وَ هُم كارِهُونَلأنهم لايرجون بهما ثوابا و لايخافون علي تركهما عقابا.قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ قدحرف تأكيد يثبت المتوقع ويفيد الثبات في الماضي‌ والفلاح الظفر بالمراد وقيل البقاء في الخير وأفلح دخل في الفلاح الّذِينَ هُم

فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي خاضعون متواضعون متذللون لايرفعون أبصارهم عن مواضع سجودهم و لايلتفتون يمينا و لاشمالا

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص رَأَي رَجُلًا يَعبَثُ بِلِحيَتِهِ فِي صَلَاتِهِ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ لَو خَشَعَ قَلبُهُ لَخَشَعَت جَوَارِحُهُ

و في هذادلالة علي أن الخشوع في الصلاة يكون بالقلب وبالجوارح فأما بالقلب فإنه يفرغ قلبه بجمع الهمة لها والإعراض عما سواها فلا يكون فيه غيرالعبادة والمعبود و أمابالجوارح فهو غض البصر والإقبال عليها وترك الالتفات والعبث قال ابن عباس خشع فلايعرف من علي يمينه و لا من علي يساره وروي‌ أن رسول الله ص كان يرفع بصره إلي السماء في صلاته فلما نزلت هذه الآية طأطأ رأسه ورمي ببصره إلي الأرض انتهي .أقول و قدعرفت أن غض البصر ليس من الخشوع المطلوب في الصلاة إلا ماورد في رواية حماد في الركوع و قدمر مع مايعارضه خصوصا وسيأتي‌ بعض الأخبار فيه مع معارضاتها.

وَ قَد روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ النّبِيّص نَهَي أَن يُغَمّضَ الرّجُلُ عَينَيهِ فِي الصّلَاةِ

و في رواية زرارة اخشع ببصرك و لاترفعه إلي السماء. و أماخشوع الجوارح فهو حفظها عما لايناسب الصلاة أوينافي‌ التوجه إليها بالقلب وقيل هوفعل جميع المندوبات وترك جميع المكروهات المتعلقة بالجوارح المبينة في الفروع وفسر بعض أهل اللغة وبعض المفسرين الخشوع في الأعضاء بالسكون ويؤيده

مَا روُيِ‌َ فِي هَذَا البَابِ عَن سَيّدِ العَابِدِينَ أَنّهُ ع إِذَا قَامَ فِي


صفحه : 229

الصّلَاةِ كَانَ كَأَنّهُ سَاقُ شَجَرَةٍ لَا يَتَحَرّكُ مِنهُ إِلّا مَا حَرّكَتِ الرّيحُ مِنهُ

و في الرواية النبوية المتقدمة أيضا إيماء إليه . ثم الظاهر شمول الصلاة للفرائض والنوافل جميعا ولذا قيل إنما أضيف إليهم لأن المصلي‌ هوالمنتفع بهاوحده وهي‌ عدته وذخيرته فهي‌ صلاته و أماالمصلي له فغني‌ متعال عن الحاجة إليها والانتفاع بها و إن خصت بالفرائض كمايشعر به بعض الروايات أمكن اعتبار مزيد الاختصاص وزيادة الانتفاع و علي كل حال إنما لم يطلق ويهمل إيماء إلي ذلك للتحريص والترغيب و في ترتب الفلاح علي الخشوع في الصلاة لا علي الصلاة وحدها و لاعليهما جميعا من التنبيه علي فضل الخشوع ما لايخفي

1- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ قُلتُ لَهُ بِمَا استَوجَبَ إِبلِيسُ مِنَ اللّهِ أَن أَعطَاهُ مَا أَعطَاهُ فَقَالَ بشِيَ‌ءٍ كَانَ مِنهُ شَكَرَهُ اللّهُ عَلَيهِ قُلتُ وَ مَا كَانَ مِنهُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ رَكعَتَانِ رَكَعَهُمَا فِي السّمَاءِ أَربَعَةَ آلَافِ سَنَةٍ

2-بِشَارَةُ المُصطَفَي،بِإِسنَادِهِ عَن سَعِيدِ بنِ زَيدٍ عَن كُمَيلِ بنِ زِيَادٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِيمَا أَوصَاهُ بِهِ قَالَ يَا كُمَيلُ لَا تَغتَرّ بِأَقوَامٍ يُصَلّونَ فَيُطِيلُونَ وَ يَصُومُونَ فَيُدَاوِمُونَ وَ يَتَصَدّقُونَ فَيُحسِنُونَ فَإِنّهُم مَوقُوفُونَ


صفحه : 230

يَا كُمَيلُ أُقسِمُ بِاللّهِ لَسَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ الشّيطَانَ إِذَا حَمَلَ قَوماً عَلَي الفَوَاحِشِ مِثلِ الزّنَا وَ شُربِ الخَمرِ وَ الرّبَا وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ مِنَ الخَنَا وَ المَآثِمِ حَبّبَ إِلَيهِمُ العِبَادَةَ الشّدِيدَةَ وَ الخُشُوعَ وَ الرّكُوعَ وَ الخُضُوعَ وَ السّجُودَ ثُمّ حَمَلَهُم عَلَي وَلَايَةِ الأَئِمّةِ الّذِينَيَدعُونَ إِلَي النّارِ وَ يَومَ القِيامَةِ لا يُنصَرُونَ يَا كُمَيلُ لَيسَ الشّأنُ أَن تصُلَيّ‌َ وَ تَصُومَ وَ تَتَصَدّقَ الشّأنُ أَن تَكُونَ الصّلَاةُ فُعِلَت بِقَلبٍ تقَيِ‌ّ وَ عَمَلٍ عِندَ اللّهِ مرَضيِ‌ّ وَ خُشُوعٍ سوَيِ‌ّ يَا كُمَيلُ انظُر فِيمَ تصُلَيّ‌ وَ عَلَي مَا تصُلَيّ‌ إِن لَم تَكُن مِن وَجهِهِ وَ حِلّهِ فَلَا قَبُولَ

3-مِصبَاحُ الشّرِيعَةِ، قَالَ الصّادِقُ ع إِذَا استَقبَلتَ القِبلَةَ فَانسَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا وَ الخَلقَ وَ مَا هُم فِيهِ وَ استَفرِغ قَلبَكَ عَن كُلّ شَاغِلٍ يَشغَلُكَ عَنِ اللّهِ وَ عَايِن بِسِرّكَ عَظَمَةَ اللّهِ وَ اذكُر وُقُوفَكَ بَينَ يَدَيهِ يَومَتَبلُوا كُلّ نَفسٍ ما أَسلَفَت وَ رُدّوا إِلَي اللّهِ مَولاهُمُ الحَقّ وَ قِف عَلَي قَدَمِ الخَوفِ وَ الرّجَاءِ فَإِذَا كَبّرتَ فَاستَصغِر مَا بَينَ السّمَاوَاتِ العُلَي وَ الثّرَي دُونَ كِبرِيَائِهِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا اطّلَعَ عَلَي قَلبِ العَبدِ وَ هُوَ يُكَبّرُ وَ فِي قَلبِهِ عَارِضٌ عَن حَقِيقَةِ تَكبِيرِهِ قَالَ يَا كَاذِبُ أَ تخَدعَنُيِ‌ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَأَحرِمَنّكَ حَلَاوَةَ ذكِريِ‌ وَ لَأَحجُبَنّكَ عَن قرُبيِ‌ وَ المُسَارّةِ بمِنُاَجاَتيِ‌ وَ اعلَم أَنّهُ غَيرُ مُحتَاجٍ إِلَي خِدمَتِكَ وَ هُوَ غنَيِ‌ّ عَن عِبَادَتِكَ وَ دُعَائِكَ وَ إِنّمَا دَعَاكَ بِفَضلِهِ لِيَرحَمَكَ وَ يُبعِدَكَ مِن عُقُوبَتِهِ وَ يَنشُرَ عَلَيكَ مِن بَرَكَاتِ حَنَانِيّتِهِ وَ يَهدِيَكَ إِلَي سَبِيلِ رِضَاهُ وَ يَفتَحَ عَلَيكَ بَابَ مَغفِرَتِهِ فَلَو خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي ضِعفِ مَا خَلَقَ مِنَ العَوَالِمِ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً عَلَي سَرمَدِ الأَبَدِ لَكَانَ عِندَهُ سَوَاءً كَفَرُوا بِأَجمَعِهِم بِهِ أَو وَحّدُوهُ فَلَيسَ لَهُ مِن عِبَادَةِ الخَلقِ إِلّا إِظهَارُ الكَرَمِ وَ القُدرَةِ فَاجعَلِ الحَيَاءَ رِدَاءً وَ العَجزَ إِزَاراً وَ ادخُل تَحتَ سِرّ سُلطَانِ اللّهِ تَغنَم فَوَائِدَ رُبُوبِيّتِهِ


صفحه : 231

مُستَعِيناً بِهِ وَ مُستَغِيثاً إِلَيهِ

4- العيَاّشيِ‌ّ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا تَقُم إِلَي الصّلَاةِ مُتَكَاسِلًا وَ لَا مُتَنَاعِساً وَ لَا مُتَثَاقِلًا فَإِنّهَا مِن خَلَلِ النّفَاقِ فَإِنّ اللّهَ نَهَي المُؤمِنِينَ أَن يَقُومُوا إِلَي الصّلَاةِ وَ هُم سُكَارَي يعَنيِ‌ مِنَ النّومِ

وَ مِنهُ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَقرَبُوا الصّلاةَ وَ أَنتُم سُكاري حَتّي تَعلَمُوا ما تَقُولُونَ قَالَ لَا تَقرَبُوا الصّلَاةَ وَ أَنتُم سُكَارَي يعَنيِ‌ سُكرَ النّومِ يَقُولُ وَ بِكُم نُعَاسٌ يَمنَعُكُم أَن تَعلَمُوا مَا تَقُولُونَ فِي رُكُوعِكُم وَ سُجُودِكُم وَ تَكبِيرِكُم وَ لَيسَ كَمَا يَصِفُ كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ يَزعُمُونَ أَنّ المُؤمِنِينَ يَسكَرُونَ مِنَ الشّرَابِ وَ المُؤمِنُ لَا يَشرَبُ مُسكِراً وَ لَا يَسكَرُ

وَ مِنهُ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا تَقُم إِلَي الصّلَاةِ مُتَكَاسِلًا وَ لَا مُتَنَاعِساً وَ لَا مُتَثَاقِلًا فَإِنّهَا مِن خَلَلِ النّفَاقِ قَالَ لِلمُنَافِقِينَوَ إِذا قامُوا إِلَي الصّلاةِ قامُوا كُسالي يُراؤُنَ النّاسَ وَ لا يَذكُرُونَ اللّهَ إِلّا قَلِيلًا

وَ مِنهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الصّلَاةُ الوُسطَي الظّهرُوَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَإِقبَالُ الرّجُلِ عَلَي صَلَاتِهِ وَ مُحَافَظَتُهُ عَلَي وَقتِهَا حَتّي لَا يُلهِيَهُ عَنهَا وَ لَا يَشغَلَهُ شَيءٌ

5-تَفسِيرُ الإِمَامِ العسَكرَيِ‌ّ ع ، قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ قَالَ الإِمَامُ ع ثُمّ وَصَفَهُم بَعدُ فَقَالَوَ يُقِيمُونَ الصّلاةَيعَنيِ‌ بِإِتمَامِ رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ حِفظِ مَوَاقِيتِهَا وَ حُدُودِهَا وَ صِيَانَتِهَا عَمّا يُفسِدُهَا أَو يَنقُصُهَا ثُمّ قَالَ الإِمَامُ ع حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ مِن خِيَارِ أَصحَابِهِ عِندَهُ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ فَجَاءَهُ ذَاتَ يَومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لِي غُنَيمَاتٍ


صفحه : 232

قَدرَ سِتّينَ شَاةً فَأَكرَهُ أَن أَبدُوَ فِيهَا وَ أُفَارِقَ حَضرَتَكَ وَ خِدمَتَكَ وَ أَكرَهُ أَن أَكِلَهَا إِلَي رَاعٍ فَيَظلِمَهَا وَ يسُيِ‌ءَ رِعَايَتَهَا فَكَيفَ أَصنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ابدُ فِيهَا فَبَدَا فِيهَا فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ السّابِعِ جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا ذَرّ قَالَ لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَص مَا فَعَلَت غُنَيمَاتُكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لَهَا قِصّةً عَجِيبَةً قَالَ وَ مَا هيِ‌َ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بَينَا أَنَا فِي صلَاَتيِ‌ إِذ عَدَا الذّئبُ عَلَي غنَمَيِ‌ فَقُلتُ يَا رَبّ صلَاَتيِ‌ وَ يَا رَبّ غنَمَيِ‌ فَآثَرتُ صلَاَتيِ‌ عَلَي غنَمَيِ‌ وَ أَحضَرَ الشّيطَانُ ببِاَليِ‌ يَا أَبَا ذَرّ أَينَ أَنتَ إِذ عَدَتِ الذّئَابُ عَلَي غَنَمِكَ وَ أَنتَ تصُلَيّ‌ فَأَهلَكَتهَا وَ مَا يَبقَي لَكَ فِي الدّنيَا مَا تَعِيشُ بِهِ فَقُلتُ لِلشّيطَانِ يَبقَي لِي تَوحِيدُ اللّهِ تَعَالَي وَ الإِيمَانُ بِرَسُولِ اللّهِ وَ مُوَالَاةُ أَخِيهِ سَيّدِ الخَلقِ بَعدَهُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ مُوَالَاةُ الأَئِمّةِ الهَادِينَ الطّاهِرِينَ مِن وُلدِهِ وَ مُعَادَاةُ أَعدَائِهِم فَكُلّ مَا فَاتَ مِنَ الدّنيَا بَعدَ ذَلِكَ جَلَلٌ فَأَقبَلتُ عَلَي صلَاَتيِ‌ فَجَاءَ ذِئبٌ فَأَخَذَ حَمَلًا فَذَهَبَ بِهِ وَ أَنَا أَحُسّ بِهِ إِذ أَقبَلَ عَلَي الذّئبِ أَسَدٌ فَقَطَعَهُ نِصفَينِ وَ استَنقَذَ الحَمَلَ وَ رَدّهُ إِلَي القَطِيعِ ثُمّ ناَداَنيِ‌ يَا أَبَا ذَرّ أَقبِل عَلَي صَلَاتِكَ فَإِنّ اللّهَ قَد وكَلّنَيِ‌ بِغَنَمِكَ إِلَي أَن تصُلَيّ‌َ فَأَقبَلتُ عَلَي صلَاَتيِ‌ وَ قَد غشَيِنَيِ‌ مِنَ التّعَجّبِ مَا لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ تَعَالَي حَتّي فَرَغتُ مِنهَا فجَاَءنَيِ‌ الأَسَدُ وَ قَالَ لِي امضِ إِلَي مُحَمّدٍ فَأَخبِرهُ أَنّ اللّهَ تَعَالَي قَد أَكرَمَ صَاحِبَكَ الحَافِظَ لِشَرِيعَتِكَ وَ وَكّلَ أَسَداً بِغَنَمِهِ يَحفَظُهَا فَعَجِبَ مَن حَولَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَدَقتَ يَا أَبَا ذَرّ وَ لَقَد آمَنتُ بِهِ أَنَا وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ فَقَالَ بَعضُ المُنَافِقِينَ هَذَا لَمُوَاطَاةٌ بَينَ مُحَمّدٍ وَ أَبِي ذَرّ يُرِيدُ أَن يَخدَعَنَا بِغُرُورِهِ وَ اتّفَقَ مِنهُم رِجَالٌ عِشرُونَ رَجُلًا وَ قَالُوا نَذهَبُ إِلَي غَنَمِهِ وَ نَنظُرُ إِلَيهَا إِذَا صَلّي هَل يأَتيِ‌ الأَسَدُ فَيَحفَظُ غَنَمَهُ فَيَتَبَيّنُ بِذَلِكَ كَذِبُهُ فَذَهَبُوا وَ نَظَرُوا وَ أَبُو ذَرّ قَائِمٌ يصُلَيّ‌ وَ الأَسَدُ يَطُوفُ حَولَ غَنَمِهِ وَ يَرعَاهَا وَ يَرُدّ إِلَي القَطِيعِ مَا شَذّ عَنهُ مِنهَا حَتّي إِذَا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ نَادَاهُ الأَسَدُ هَاكَ قَطِيعَكَ مُسَلّماً وَافِرَ


صفحه : 233

العَدَدِ سَالِماً ثُمّ نَادَاهُمُ الأَسَدُ مَعَاشِرَ المُنَافِقِينَ أَنكَرتُم لِمَولَي مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ وَ المُتَوَسّلِ إِلَي اللّهِ بِهِم أَن يسُخَرّنَيِ‌َ اللّهُ ربَيّ‌ لِحِفظِ غَنَمِهِ وَ ألّذِي أَكرَمَ مُحَمّداً وَ آلَهُ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ لَقَد جعَلَنَيِ‌ اللّهُ طَوعَ يَدِ أَبِي ذَرّ حَتّي لَو أمَرَنَيِ‌ بِافتِرَاسِكُم وَ هَلَاكِكُم لَأَهلَكتُكُم وَ ألّذِي لَا يُحلَفُ بِأَعظَمَ مِنهُ لَو سَأَلَ اللّهَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ أَن يُحَوّلَ البِحَارَ دُهنَ زَنبَقٍ وَ لُبَانٍ وَ الجِبَالَ مِسكاً وَ عَنبَراً وَ كَافُوراً وَ قُضبَانَ الأَشجَارِ قَضِيبَ الزّمُرّدِ وَ الزّبَرجَدِ لَمَا مَنَعَهُ اللّهُ ذَلِكَ فَلَمّا جَاءَ أَبُو ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا ذَرّ إِنّكَ أَحسَنتَ طَاعَةَ اللّهِ فَسَخّرَ لَكَ مَن يُطِيعُكَ فِي كَفّ العوَاَديِ‌ عَنكَ فَأَنتَ مِن أَفَاضِلِ مَن مَدَحَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِأَنّهُ يُقِيمُ الصّلَاةَ

بيان قال في النهاية فيه كان إذااهتم بشي‌ء بدا أي خرج إلي البدو و منه الحديث من بدا جفا أي من نزل البادية صار فيه جفاء الأعراب و قال جلل أي هين يسير انتهي هاك أي خذ

6- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ نَاتَانَةَ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ ع إِذَا صَلّيتَ صَلَاةً فَرِيضَةً فَصَلّهَا لِوَقتِهَا صَلَاةَ مُوَدّعٍ يَخَافُ أَن لَا يَعُودَ إِلَيهَا أَبَداً ثُمّ اصرِف بِبَصَرِكَ إِلَي مَوضِعِ سُجُودِكَ فَلَو تَعلَمُ مَن عَن يَمِينِكَ وَ شِمَالِكَ لَأَحسَنتَ صَلَاتَكَ وَ اعلَم أَنّكَ بَينَ يدَيَ‌ مَن يَرَاكَ وَ لَا تَرَاهُ

و منه عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن ابراهيم بن هشام عن ابن محبوب مثله


صفحه : 234

فلاح السائل ،بإسناده إلي كتاب المشيخة لابن محبوب

مثله مشكاة الأنوار،نقلا من المحاسن مثله

7- الخِصَالُ، وَ مَجَالِسُ الصّدُوقِ،بِأَسَانِيدَ جُمّةٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ اللّهَ كَرِهَ لَكُمُ العَبَثَ فِي الصّلَاةِ

8- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ مَسجِداً فِيهِ رَسُولُ اللّهِص فَخَفّفَ سُجُودَهُ دُونَ مَا ينَبغَيِ‌ وَ دُونَ مَا يَكُونُ مِنَ السّجُودِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص نَقَرَ كَنَقرِ الغُرَابِ لَو مَاتَ عَلَي هَذَا مَاتَ عَلَي غَيرِ دِينِ مُحَمّدٍ

9- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ مِثلَهُ

المحاسن ، عن ابن فضال مثله بيان قال في النهاية نقرة الغراب تخفيف السجود و أنه لايمكث فيه إلاقدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله

10-ثَوَابُ الأَعمَالِ، وَ مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَدَخَلتُ عَلَي أُمّ حَمِيدَةَ أُعَزّيهَا بأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع فَبَكَت وَ بَكَيتُ لِبُكَائِهَا ثُمّ قَالَت يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَو رَأَيتَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عِندَ المَوتِ لَرَأَيتَ عَجَباً فَتَحَ عَينَيهِ ثُمّ قَالَ اجمَعُوا إلِيَ‌ّ كُلّ مَن بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ قَرَابَةٌ قَالَت فَلَم نَترُك أَحَداً


صفحه : 235

إِلّا جَمَعنَاهُ قَالَت فَنَظَرَ إِلَيهِم ثُمّ قَالَ إِنّ شَفَاعَتَنَا لَا تَنَالُ مُستَخِفّاً بِالصّلَاةِ

11- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ المُنَافِقُ يَنهَي وَ لَا ينَتهَيِ‌ وَ يَأمُرُ بِمَا لَا يأَتيِ‌ إِذَا قَامَ فِي الصّلَاةِ اعتَرَضَ وَ إِذَا رَكَعَ رَبَضَ وَ إِذَا سَجَدَ نَقَرَ وَ إِذَا جَلَسَ شَغَرَ الخَبَرَ

بيان اعترض أقول رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ بِسَنَدٍ آخَرَ وَ زَادَ فِيهِ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَا الِاعتِرَاضُ قَالَ الِالتِفَاتُ

و مع قطع النظر عن الرواية يحتمل أن يكون المراد أنه يعترض القرآن فيكتفي‌ بشي‌ء منه من غير أن يقرأ الفاتحة كما هومذهب بعض العامة أوسورة كاملة معها كما هومذهب بعضهم . و إذاركع ربض قال في الصحاح ربوض البقر والغنم والفرس والكلب مثل بروك الإبل انتهي فيحتمل أن يكون المعني أنه يدلي‌ رأسه وينحني‌ كثيرا كأنه رابض أويسقط نفسه من الركوع إلي السجود من غيرمكث فيه أيضا و من غير أن يستتم قائما كالغنم أوكناية عن عدم الانفراج والتجافي‌ بين الأعضاء و إذاجلس شغر في القاموس شغر الكلب كمنع رفع إحدي رجليه بال أو لم يبل انتهي و هوإشارة إلي بعض معاني‌ الإقعاء كماسيأتي‌

12- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ الّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَ قَالَ غَضّكَ بَصَرَكَ فِي صَلَاتِكَ وَ إِقبَالُكَ عَلَيهَا

بيان لو كان من رواية كما هوالظاهر فيمكن القول بالتخيير بين النظر إلي موضع السجود والغمض أوحمله علي من يتوقف حضور قلبه عليه كماقيل


صفحه : 236

بهما أو يكون كناية عن الإعراض عما سوي الله و لا يكون محمولا علي الحقيقة فتكون الفقرة الثانية مفسرة للأولي ومؤكدة لها

13- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفٍ وَ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ كُلّهِم عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن نَقرَةِ الغُرَابِ وَ فَرشَةِ الأَسَدِ

بيان فرشة الأسد بالشين المعجمة قال في النهاية فيه أنه نهي‌ عن افتراش السبع في الصلاة و هو أن يبسط ذراعيه في السجود و لايرفعهما عن الأرض كمايبسط الكلب والذئب ذراعيهما والافتراش افتعال من الفرش والفراش انتهي و في بعض النسخ فرسة بالمهملة و هوتصحيف و علي تقدير صحته المعني أن لايتم أفعال الصلاة كالأسد يأكل بعض فريسته ويدع بعضها

14- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ رَأَيتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع إِذَا قَامَ فِي الصّلَاةِ غشَيِ‌َ لَونَهُ لَونٌ آخَرُ فَقَالَ لِي وَ اللّهِ إِنّ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ كَانَ يَعرِفُ ألّذِي يَقُومُ بَينَ يَدَيهِ

15-قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ بنِ سَعدٍ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ قَالَسَأَلَ أَبُو بَصِيرٍ الصّادِقَ ع وَ أَنَا جَالِسٌ عِندَهُ عَنِ الحُورِ العِينِ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ خَلقٌ مِن خَلقِ الدّنيَا أَو خَلقٌ مِن خَلقِ الجَنّةِ فَقَالَ لَهُ مَا أَنتَ وَ ذَاكَ عَلَيكَ بِالصّلَاةِ فَإِنّ آخِرَ مَا أَوصَي بِهِ رَسُولُ اللّهِص وَ حَثّ عَلَيهِ الصّلَاةُ إِيّاكُم أَن يَستَخِفّ أَحَدُكُم بِصَلَاتِهِ فَلَا هُوَ إِذَا كَانَ شَابّاً أَتَمّهَا وَ لَا هُوَ إِذَا كَانَ شَيخاً قوَيِ‌َ عَلَيهَا وَ مَا أَشَدّ مِن سَرِقَةِ الصّلَاةِ فَإِذَا قَامَ أَحَدُكُم فَليَعتَدِل وَ إِذَا رَكَعَ فَليَتَمَكّن وَ إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ فَليَعتَدِل وَ إِذَا سَجَدَ


صفحه : 237

فَليَتَفَرّج وَ ليَتَمَكّن فَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ فَليَعتَدِل وَ إِذَا سَجَدَ فَليَتَفَرّج وَ إِذَا رَفَعَ رَأسَهُ فَليَلبَث حَتّي يَسكُنَ ثُمّ سَأَلتُهُ عَن وَقتِ صَلَاةِ المَغرِبِ فَقَالَ إِذَا غَابَ القُرصُ ثُمّ سَأَلتُهُ عَن وَقتِ صَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ قَالَ إِذَا غَابَ الشّفَقُ قَالَ وَ آيَةُ الشّفَقِ الحُمرَةُ قَالَ وَ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا

بيان ما أنت وذاك أي سل عما يعنيك وينفعك فلا هو إذا كان شابا أي لاينبغي‌ ترك الاهتمام بها لا عندالشباب و لا عندالمشيب والاعتدال إقامة الصلب وعدم الميل إلي أحد الجانبين أزيد من الآخر والتمكن الاستقرار وعدم الحركة والاطمئنان

16- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العاَقوُليِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ جَاءَ خَالِدُ بنُ زَيدٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أوَصنِيِ‌ وَ أَقلِل لعَلَيّ‌ أَن أَحفَظَ قَالَ أُوصِيكَ بِخَمسٍ بِاليَأسِ عَمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ فَإِنّهُ الغِنَي وَ إِيّاكَ وَ الطّمَعَ فَإِنّهُ الفَقرُ الحَاضِرُ وَ صَلّ صَلَاةَ مُوَدّعٍ وَ إِيّاكَ وَ مَا تَعتَذِرُ مِنهُ وَ أَحِبّ لِأَخِيكَ مَا تُحِبّ لِنَفسِكَ

17- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ رَأَيتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يصُلَيّ‌ فَسَقَطَ رِدَاؤُهُ عَلَي أَحَدِ مَنكِبَيهِ فَلَم يُسَوّهِ حَتّي فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ قَالَ فَسَأَلتُهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ وَيحَكَ بَينَ يدَيَ‌ مَن كُنتُ إِنّ العَبدَ لَا يُقبَلُ مِن صَلَاتِهِ إِلّا مَا أَقبَلَ عَلَيهِ مِنهَا بِقَلبِهِ

بيان في سائر الكتب بعد قوله بقلبه فقلت جعلت فداك هلكنا فقال


صفحه : 238

كلا إن الله يتم ذلك بالنوافل .أقول هل يستحب للغير التأسي‌ به ع في ذلك يحتمله لعموم التأسي‌ وعدمه لعدم اشتراك العلة ومعلومية الاختصاص إلالمن كان له في الاستغراق في العبادة حظ بالغ يناسب هذاالجناب والأخير عندي‌ أظهر و إن كان ظاهر بعض الأصحاب الأول

18- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ العَبدَ لَتُرفَعُ لَهُ مِن صَلَاتِهِ نِصفُهَا أَو ثُلُثُهَا أَو رُبُعُهَا أَو خُمُسُهَا وَ مَا يُرفَعُ لَهُ إِلّا مَا أَقبَلَ عَلَيهِ مِنهَا بِقَلبِهِ وَ إِنّمَا أُمِرنَا بِالنّوَافِلِ لِيُتِمّ لَهُم بِهَا مَا نَقَصُوا مِنَ الفَرِيضَةِ

19- الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي الخَشّابِ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَرِهَ لِي سِتّ خِصَالٍ وَ كَرِهَهُنّ لِلأَوصِيَاءِ مِن ولُديِ‌ وَ أَتبَاعِهِم مِن بعَديِ‌ العَبَثَ فِي الصّلَاةِ وَ الرّفَثَ فِي الصّومِ وَ المَنّ بَعدَ الصّدَقَةِ وَ إِتيَانَ المَسَاجِدِ جُنُباً وَ التّطَلّعَ فِي الدّورِ وَ الضّحِكَ بَينَ القُبُورِ

المحاسن ، عن أبيه عن محمد بن سليمان عن أبيه عن الصادق ع مثله مجالس الصدوق ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد عن الخشاب

مثله بيان العبث ظاهره العبث باليد سواء كان باللحية أوبالأنف أوبالأصابع أو غير ذلك ويحتمل شموله لغير اليد أيضا كالرأس والشفة وغيرهما


صفحه : 239

20- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ الِالتِفَاتُ فِي الصّلَاةِ اختِلَاسٌ مِنَ الشّيطَانِ فَإِيّاكُم وَ الِالتِفَاتَ فِي الصّلَاةِ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُقبِلُ عَلَي العَبدِ إِذَا قَامَ فِي الصّلَاةِ فَإِذَا التَفَتَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا ابنَ آدَمَ عَمّن تَلتَفِتُ ثَلَاثَةً فَإِذَا التَفَتَ بِالرّابِعَةِ أَعرَضَ اللّهُ عَنهُ

21- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَقُومَنّ أَحَدُكُم فِي الصّلَاةِ مُتَكَاسِلًا وَ لَا نَاعِساً وَ لَا يُفَكّرَنّ فِي نَفسِهِ فَإِنّهُ بَينَ يدَيَ‌ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّمَا لِلعَبدِ مِن صَلَاتِهِ مَا أَقبَلَ عَلَيهِ مِنهَا بِقَلبِهِ

وَ قَالَ ع لَا يَعبَثِ الرّجُلُ فِي صَلَاتِهِ بِلِحيَتِهِ وَ لَا بِمَا يَشغَلُهُ عَن صَلَاتِهِ

وَ قَالَ ع لِيَخشَعِ الرّجُلُ فِي صَلَاتِهِ فَإِنّهُ مَن خَشَعَ قَلبُهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ خَشَعَت جَوَارِحُهُ فَلَا يَعبَث بشِيَ‌ءٍ

وَ قَالَ ع إِذَا قَامَ أَحَدُكُم إِلَي الصّلَاةِ فَليُصَلّ صَلَاةَ مُوَدّعٍ

وَ قَالَ ع إِذَا قَامَ أَحَدُكُم بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَليَنحَر بِصَدرِهِ وَ ليُقِم صُلبَهُ وَ لَا ينَحنَيِ‌

بيان قوله فلينحر بالنون أي يجعله محاذيا لنحره أومحاذيا للقبلة قال الفيروزآبادي‌ والداران يتناحران يتقابلان ونحرت الدار الدار كمنع استقبلتها و الرجل في الصلاة انتصب ونهد صدره أووضع يمينه علي شماله أوانتصب بنحره إزاء القبلة انتهي و في بعض النسخ بالتاء أي فليقصد بصدره ليقيمه

22-ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن


صفحه : 240

عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن سَهلِ بنِ دَارِمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن حَبَسَ رِيقَهُ إِجلَالًا لِلّهِ فِي صَلَاتِهِ أَورَثَهُ اللّهُ صِحّةً حَتّي المَمَاتِ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَيفٍ عَن أَبِيهِ عَمّن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن صَلّي رَكعَتَينِ يَعلَمُ مَا يَقُولُ فِيهِمَا انصَرَفَ وَ لَيسَ بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ذَنبٌ إِلّا غَفَرَهُ لَهُ

دعوات الراوندي‌ عنه ع مثله

23- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَكعَتَانِ خَفِيفَتَانِ فِي تَفَكّرٍ خَيرٌ مِن قِيَامِ لَيلَةٍ

مكارم الأخلاق عنه ص مثله

24- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لَا يَجمَعُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُؤمِنٍ الوَرَعَ وَ الزّهدَ فِي الدّنيَا إِلّا رَجَوتُ لَهُ الجَنّةَ قَالَ ثُمّ قَالَ وَ إنِيّ‌ لَأُحِبّ لِلرّجُلِ مِنكُمُ المُؤمِنِ إِذَا قَامَ فِي صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ أَن يُقبِلَ بِقَلبِهِ إِلَي اللّهِ وَ لَا يَشغَلَ قَلبَهُ بِأَمرِ الدّنيَا فَلَيسَ مِن مُؤمِنٍ يُقبِلُ بِقَلبِهِ فِي صَلَاتِهِ إِلَي اللّهِ إِلّا أَقبَلَ اللّهُ إِلَيهِ بِوَجهِهِ وَ أَقبَلَ بِقُلُوبِ المُؤمِنِينَ إِلَيهِ بِالمَحَبّةِ لَهُ بَعدَ حُبّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِيّاهُ

مجالس المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه مثله

25-ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ


صفحه : 241

عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن خَضِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِذَا قَامَ العَبدُ إِلَي الصّلَاةِ أَقبَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ بِوَجهِهِ فَلَا يَزَالُ مُقبِلًا عَلَيهِ حَتّي يَلتَفِتَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَإِذَا التَفَتَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ أَعرَضَ عَنهُ

المحاسن ، عن محمد بن علي عن الحكم بن مسكين مثله

26- وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن صَلّي وَ أَقبَلَ عَلَي صَلَاتِهِ لَم يُحَدّث نَفسَهُ وَ لَم يَسهُ فِيهَا أَقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ مَا أَقبَلَ عَلَيهَا فَرُبّمَا رُفِعَ نِصفُهَا وَ ثُلُثُهَا وَ رُبُعُهَا وَ خُمُسُهَا وَ إِنّمَا أُمِرَ بِالسّنّةِ لِيَكمُلَ مَا ذَهَبَ مِنَ المَكتُوبَةِ

وَ مِنهُ فِي رِوَايَةِ القَدّاحِ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع للِمصُلَيّ‌ ثَلَاثُ خِصَالٍ مَلَائِكَةٌ حَافّينَ بِهِ مِن قَدَمَيهِ إِلَي أَعنَانِ السّمَاءِ وَ البِرّ يَغشَي عَلَيهِ مِن رَأسِهِ إِلَي قَدَمِهِ وَ مَلَكٌ عَن يَمِينِهِ وَ عَن يَسَارِهِ فَإِنِ التَفَتَ قَالَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي خَيرٍ منِيّ‌ تَلتَفِتُ يَا ابنَ آدَمَ لَو يَعلَمُ المصُلَيّ‌ مَن ينُاَجيِ‌ مَا انفَتَلَ

بيان قال الفيروزآبادي‌ حافين من حول العرش محدقين بأحفته أي جوانبه و قال أعنان السماء نواحيها وعنانها بالكسر مابدا لك منها إذانظرتها قوله ع يغشي عليه في بعض النسخ بالغين أي يجعل مغشيا عليه محيطا به و في بعضها بالفاء أي ينثر عليه و في بعضها ينثر و هوأظهر و في ثواب الأعمال يتناثر

27- المَحَاسِنُ، فِي رِوَايَةِ أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَنَالُ شفَاَعتَيِ‌ مَنِ استَخَفّ بِصَلَاتِهِ وَ لَا يَرِدُ عَلَيّ الحَوضَ لَا وَ اللّهِ


صفحه : 242

وَ مِنهُ فِي رِوَايَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَبصَرَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع رَجُلًا يَنقُرُ بِصَلَاتِهِ فَقَالَ مُنذُ كَم صَلّيتَ بِهَذِهِ الصّلَاةِ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ مُنذُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ مَثَلُكَ عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ الغُرَابِ إِذَا مَا نَقَرَ لَو مِتّ مِتّ عَلَي غَيرِ مِلّةِ أَبِي القَاسِمِص ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ أَسرَقَ النّاسِ مَن سَرَقَ صَلَاتَهُ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَبّكُم لَرَحِيمٌ يَشكُرُ القَلِيلَ إِنّ العَبدَ ليَصُلَيّ‌ الرّكعَتَينِ يُرِيدُ بِهَا وَجهَ اللّهِ فَيُدخِلُهُ اللّهُ بِهِ الجَنّةَ

وَ مِنهُ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ صَلّي النّبِيّص صَلَاةً وَ جَهَرَ فِيهَا بِالقِرَاءَةِ فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ لِأَصحَابِهِ هَل أَسقَطتُ شَيئاً فِي القُرآنِ قَالَ فَسَكَتَ القَومُ فَقَالَ النّبِيّص أَ فِيكُم أُبَيّ بنُ كَعبٍ فَقَالُوا نَعَم فَقَالَ هَل أَسقَطتُ فِيهَا بشِيَ‌ءٍ قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَغَضِبَص ثُمّ قَالَ مَا بَالُ أَقوَامٍ يُتلَي عَلَيهِم كِتَابُ اللّهِ فَلَا يَدرُونَ مَا يُتلَي عَلَيهِم مِنهُ وَ لَا مَا يُترَكُ هَكَذَا هَلَكَت بَنُو إِسرَائِيلَ حَضَرَت أَبدَانُهُم وَ غَابَت قُلُوبُهُم وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ صَلَاةَ عَبدٍ لَا يَحضُرُ قَلبُهُ مَعَ بَدَنِهِ

بيان هذه الرواية مخالفة للمشهور بين الإمامية من عدم جواز السهو علي النبي وموافقة لمذهب الصدوق وشيخه ويمكن حملها علي التقية بقرينة كون الراوي‌ زيديا وأكثر أخباره موافقة لرواية المخالفين كما لايخفي علي المتتبع

28-المَحَاسِنُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِنّمَا أَقبَلُ الصّلَاةَ لِمَن تَوَاضَعَ لعِظَمَتَيِ‌ وَ يَكُفّ نَفسَهُ عَنِ الشّهَوَاتِ مِن أجَليِ‌ وَ يَقطَعُ نَهَارَهُ بذِكِريِ‌ وَ لَا يَتَعَاظَمُ عَلَي خلَقيِ‌ وَ يُطعِمُ الجَائِعَ وَ يَكسُو العاَريِ‌َ وَ يَرحَمُ المُصَابَ وَ يؤُويِ‌ الغَرِيبَ فَذَلِكَ يُشرِقُ نُورُهُ مِثلَ الشّمسِ أَجعَلُ لَهُ فِي الظّلُمَاتِ نُوراً وَ فِي الجَهَالَةِ عِلماً أَكلَؤُهُ بعِزِتّيِ‌ وَ أَستَحفِظُهُ بمِلَاَئكِتَيِ‌ يدَعوُنيِ‌ فَأُلَبّيهِ


صفحه : 243

وَ يسَألَنُيِ‌ فَأُعطِيهِ فَمَثَلُ ذَلِكَ عنِديِ‌ كَمَثَلِ جَنّاتِ الفِردَوسِ لَا تَيبَسُ ثِمَارُهَا وَ لَا تَتَغَيّرُ عَن حَالِهَا

29- فِقهُ الرّضَا، ع قَالَ لَا صَلَاةَ إِلّا بِإِسبَاغِ الوُضُوءِ وَ إِحضَارِ النّيّةِ وَ خُلُوصِ اليَقِينِ وَ إِفرَاغِ القَلبِ وَ تَركِ الأَشغَالِ وَ هُوَ قَولُهُفَإِذا فَرَغتَ فَانصَب وَ إِلي رَبّكَ فَارغَب

بيان لعل الاستشهاد بالجزء الأخير من الآية ويحتمل أن يكون بالجزءين معا بناء علي أن معناه فإذافرغت من دنياك فانصب أي اتعب في عبادة ربك أو إذافرغت من جهاد أعدائك فانصب بالعبادة لله وسيأتي‌ الكلام فيها

30- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ وَ أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَخفِيفُ الفَرِيضَةِ وَ تَطوِيلُ النّافِلَةِ مِنَ العِبَادَةِ

بيان لعله محمول علي الجماعة فإن التخفيف فيهامطلوب كماسيأتي‌ أوالتطويل الخارج عن العادة والأول أظهر

31- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع للِمصُلَيّ‌ ثَلَاثُ خِصَالٍ يَتَنَاثَرُ عَلَيهِ البِرّ مِن أَعنَانِ السّمَاءِ إِلَي مَفرَقِ رَأسِهِ وَ تَحُفّ بِهِ المَلَائِكَةُ مِن مَوضِعِ قَدَمَيهِ إِلَي عَنَانِ السّمَاءِ وَ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ لَو يَعلَمُ المصُلَيّ‌ مَا لَهُ فِي الصّلَاةِ مِنَ الفَضلِ وَ الكَرَامَةِ مَا انفَتَلَ مِنهَا وَ لَو يَعلَمُ المنُاَجيِ‌ لِمَن ينُاَجيِ‌ مَا انفَتَلَ وَ إِذَا أَحرَمَ العَبدُ فِي صَلَاتِهِ أَقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ بِوَجهِهِ وَ وَكّلَ بِهِ مَلَكاً يَلتَقِطُ القُرآنَ مِن فِيهِ التِقَاطاً فَإِن أَعرَضَ أَعرَضَ اللّهُ عَنهُ وَ وَكَلَهُ إِلَي المَلَكِ فَإِن هُوَ أَقبَلَ عَلَي صَلَاتِهِ بِكُلّيّتِهِ رُفِعَت صَلَاتُهُ كَامِلَةً وَ إِن سَهَا فِيهَا بِحَدِيثِ النّفسِ نَقَصَ مِن صَلَاتِهِ بِقَدرِ مَا سَهَا وَ غَفَلَ وَ رُفِعَ مِن صَلَاتِهِ مَا أَقبَلَ عَلَيهِ مِنهَا وَ لَا يعُطيِ‌ اللّهُ القَلبَ الغَافِلَ شَيئاً وَ إِنّمَا جُعِلَتِ النّافِلَةُ لِتَكمُلَ بِهَا الفَرِيضَةُ


صفحه : 244

32- المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ عَن مِسمَعٍ قَالَ كَتَبَ إلِيَ‌ّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أنَيّ‌ أُحِبّ لَكَ أَن تَتّخِذَ فِي دَارِكَ مَسجِداً فِي بَعضِ بُيُوتِكَ ثُمّ تَلبَسَ ثَوبَينِ طِمرَينِ غَلِيظَينِ ثُمّ تَسأَلُ اللّهَ أَن يُعتِقَكَ مِنَ النّارِ وَ أَن يُدخِلَكَ الجَنّةَ وَ لَا تَتَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ بَاطِلَةٍ وَ لَا بِكَلِمَةِ بغَي‌ٍ

33- العيَاّشيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ حَمزَةَ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيخُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ قَالَ السّجُودُ وَ وَضعُ اليَدَينِ عَلَي الرّكبَتَينِ فِي السّجُودِ

بيان كذا في النسخ التي‌ عندنا والظاهر في الركوع و علي تقديره يحتمل أن يكون المراد وضع اليدين علي الركبتين عندالقيام من السجود

34- تَفسِيرُ الإِمَامِ، قَالَ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَقِيمُوا الصّلاةَ أَي بِإِتمَامِ وُضُوئِهَا وَ تَكبِيرِهَا وَ قِيَامِهَا وَ قِرَاءَتِهَا وَ رُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ حُدُودِهَا وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ أَيّمَا عَبدٍ التَفَتَ فِي صَلَاتِهِ قَالَ اللّهُ يَا عبَديِ‌ إِلَي مَن تَقصِدُ وَ مَن تَطلُبُ أَ رَبّاً غيَريِ‌ تُرِيدُ أَو رَقِيباً سوِاَي‌َ تَطلُبُ أَو جَوَاداً خلَاَي‌َ تبَغيِ‌ وَ أَنَا أَكرَمُ الأَكرَمِينَ وَ أَجوَدُ الأَجوَدَينِ وَ أَفضَلُ المُعطِينَ أُثِيبُكَ ثَوَاباً لَا يُحصَي قَدرُهُ أَقبِل عَلَيّ فإَنِيّ‌ عَلَيكَ مُقبِلٌ وَ ملَاَئكِتَيِ‌ عَلَيكَ مُقبِلُونَ فَإِن أَقبَلَ زَالَ عَنهُ إِثمُ مَا كَانَ مِنهُ فَإِنِ التَفَتَ ثَانِيَةً أَعَادَ اللّهُ لَهُ مَقَالَتَهُ فَإِن أَقبَلَ عَلَي صَلَاتِهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ وَ تَجَاوَزَ عَنهُ مَا كَانَ مِنهُ فَإِنِ التَفَتَ ثَالِثَةً أَعَادَ اللّهُ لَهُ مَقَالَتَهُ فَإِن أَقبَلَ عَلَي صَلَاتِهِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ فَإِنِ التَفَتَ رَابِعَةً أَعرَضَ اللّهُ عَنهُ وَ أَعرَضَتِ المَلَائِكَةُ عَنهُ وَ يَقُولُ وَلّيتُكَ يَا عبَديِ‌ إِلَي مَا تَوَلّيتَ

35-المَنَاقِبُ،لِابنِ شَهرَآشُوبَ عَن أَبِي حَازِمٍ فِي خَبَرٍ قَالَ رَجُلٌ لِزَينِ العَابِدِينَ ع تَعرِفُ الصّلَاةَ فَحَمَلتُ عَلَيهِ فَقَالَ ع مَهلًا يَا أَبَا حَازِمٍ فَإِنّ العُلَمَاءَ هُمُ الحُلَمَاءُ الرّحَمَاءُ ثُمّ وَاجَهَ السّائِلَ فَقَالَ نَعَم أَعرِفُهَا فَسَأَلَهُ عَن أَفعَالِهَا وَ تُرُوكِهَا وَ فَرَائِضِهَا


صفحه : 245

وَ نَوَافِلِهَا حَتّي بَلَغَ قَولَهُ مَا افتِتَاحُهَا قَالَ التّكبِيرُ قَالَ مَا بُرهَانُهَا قَالَ القِرَاءَةُ قَالَ مَا خُشُوعُهَا قَالَ النّظَرُ إِلَي مَوضِعِ السّجُودِ قَالَ مَا تَحرِيمُهَا قَالَ التّكبِيرُ قَالَ مَا تَحلِيلُهَا قَالَ التّسلِيمُ قَالَ مَا جَوهَرُهَا قَالَ التّسبِيحُ قَالَ مَا شِعَارُهَا قَالَ التّعقِيبُ قَالَ مَا تَمَامُهَا قَالَ الصّلَاةُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ قَالَ مَا سَبَبُ قَبُولِهَا قَالَ وَلَايَتُنَا وَ البَرَاءَةُ مِن أَعدَائِنَا فَقَالَ مَا تَرَكتَ لِأَحَدٍ حُجّةً ثُمّ نَهَضَ يَقُولُاللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ وَ تَوَارَي

بيان الظاهر أن السائل كان الخضر ع والبرهان الحجة وكون القراءة برهان الصلاة لكونها حجة لصحتها وقبولها أو بهانورها وظهورها أو بهايتميز المؤمن عن المخالف ألذي لايعتقد وجوبها قال في النهاية فيه الصدقة برهان البرهان الحجة والدليل أي إنها حجة لطالب الأجر من أجل أنها فرض يجازي‌ الله به و عليه وقيل هي‌ دليل علي صحة إيمان صاحبها لطيب نفسه بإخراجها انتهي وجوهر الشي‌ء حقيقته والحمل للمبالغة أي التسبيح له مدخل عظيم في تمامية الصلاة كأنه جوهرها قال الفيروزآبادي‌ الجوهر كل حجر يستخرج منه شيءينتفع به و من الشي‌ء ماوضعت عليه جبلته والجري‌ء المقدم وإنما جعل التعقيب شعار الصلاة لشدة ملابسته لها ومدخليته في كمالها لحفظها من الضياع

36-المَنَاقِبُ، مِن كِتَابِ الأَنوَارِ أَنّهُ ع كَانَ قَائِماً يصُلَيّ‌ حَتّي وَقَفَ ابنُهُ مُحَمّدٌ ع وَ هُوَ طِفلٌ إِلَي بِئرٍ فِي دَارِهِ بِالمَدِينَةِ بَعِيدَةِ القَعرِ فَسَقَطَ فِيهَا فَنَظَرَت إِلَيهِ أُمّهُ فَصَرَخَت وَ أَقبَلَت نَحوَ البِئرِ تَضرِبُ بِنَفسِهَا حِذَاءَ البِئرِ وَ تَستَغِيثُ وَ تَقُولُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ غَرِقَ وَلَدُكَ مُحَمّدٌ وَ هُوَ لَا ينَثنَيِ‌ عَن صَلَاتِهِ وَ هُوَ يَسمَعُ اضطِرَابَ ابنِهِ فِي قَعرِ البِئرِ فَلَمّا طَالَ عَلَيهَا ذَلِكَ قَالَت حُزناً عَلَي وَلَدِهَا مَا أقصي [أَقسَي]قُلُوبَكُم يَا أَهلَ بَيتِ رَسُولِ اللّهِ فَأَقبَلَ عَلَي صَلَاتِهِ وَ لَم يَخرُج عَنهَا إِلّا عَن كَمَالِهَا وَ إِتمَامِهَا ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهَا وَ جَلَسَ عَلَي أَرجَاءِ البِئرِ وَ مَدّ يَدَهُ إِلَي قَعرِهَا وَ كَانَت لَا تُنَالُ إِلّا بِرِشَاءٍ طَوِيلٍ فَأَخرَجَ ابنَهُ مُحَمّداً عَلَي يَدَيهِ ينُاَغيِ‌ وَ يَضحَكُ لَم يَبتَلّ بِهِ ثَوبٌ وَ لَا جَسَدٌ بِالمَاءِ فَقَالَ هَاكِ


صفحه : 246

ضَعِيفَةَ اليَقِينِ بِاللّهِ فَضَحِكَت لِسَلَامَةِ وَلَدِهَا وَ بَكَت لِقَولِهِ يَا ضَعِيفَةَ اليَقِينِ بِاللّهِ فَقَالَ لَا تَثرِيبَ عَلَيكِ اليَومَ لَو عَلِمتِ أنَيّ‌ كُنتُ بَينَ يدَيَ‌ جَبّارٍ لَو مِلتُ بوِجَهيِ‌ عَنهُ لَمَالَ بِوَجهِهِ عنَيّ‌ أَ فَمَن يُرَي راحم [رَاحِماً]بَعدَهُ

بيان قال في النهاية ناغت الأم صبيها لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة والتثريب التوبيخ وجزاء لومقدر أوهي‌ للتمني‌

37- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع سُئِلَ بَعضُ العُلَمَاءِ مِن آلِ مُحَمّدٍص فَقِيلَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا مَعنَي الصّلَاةِ فِي الحَقِيقَةِ قَالَ صِلَةُ اللّهِ لِلعَبدِ بِالرّحمَةِ وَ طَلَبُ الوِصَالِ إِلَي اللّهِ مِنَ العَبدِ إِذَا كَانَ يَدخُلُ بِالنّيّةِ وَ يُكَبّرُ بِالتّعظِيمِ وَ الإِجلَالِ وَ يَقرَأُ بِالتّرتِيلِ وَ يَركَعُ بِالخُشُوعِ وَ يَرفَعُ بِالتّوَاضُعِ وَ يَسجُدُ بِالذّلّ وَ الخُضُوعِ وَ يَتَشَهّدُ بِالإِخلَاصِ مَعَ الأَمَلِ وَ يُسَلّمُ بِالرّحمَةِ وَ الرّغبَةِ وَ يَنصَرِفُ بِالخَوفِ وَ الرّجَاءِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَدّاهَا بِالحَقِيقَةِ ثُمّ قِيلَ مَا أَدَبُ الصّلَاةِ قَالَ حُضُورُ القَلبِ وَ إِفرَاغُ الجَوَارِحِ وَ ذُلّ المُقَامِ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ يَجعَلُ الجَنّةَ عَن يَمِينِهِ وَ النّارَ يَرَاهَا عَن يَسَارِهِ وَ الصّرَاطَ بَينَ يَدَيهِ وَ اللّهَ أَمَامَهُ وَ قِيلَ إِنّ النّاسَ مُتَفَاوِتُونَ فِي أَمرِ الصّلَاةِ فَعَبدٌ يَرَي قُربَ اللّهِ مِنهُ فِي الصّلَاةِ وَ عَبدٌ يَرَي قِيَامَ اللّهِ عَلَيهِ فِي الصّلَاةِ وَ عَبدٌ يَرَي شَهَادَةَ اللّهِ فِي الصّلَاةِ وَ عَبدٌ يَرَي قِيَامَ اللّهِ لَهُ فِي الصّلَاةِ وَ هَذَا كُلّهُ عَلَي مِقدَارِ مَرَاتِبِ إِيمَانِهِم وَ قِيلَ إِنّ الصّلَاةَ أَفضَلُ العِبَادَةِ لِلّهِ وَ هيِ‌َ أَحسَنُ صُورَةٍ خَلَقَهَا اللّهُ فَمَن أَدّاهَا بِكَمَالِهَا وَ تَمَامِهَا فَقَد أَدّي وَاجِبَ حَقّهَا وَ مَن تَهَاوَنَ فِيهَا ضُرِبَ بِهَا وَجهُهُ

38-رِجَالُ الكشَيّ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع إِنّ رَجُلًا مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع يُقَالُ لَهُ قَيسٌ كَانَ يصُلَيّ‌ فَلَمّا صَلّي رَكعَةً أَقبَلَ أَسوَدُ فَصَارَ فِي مَوضِعِ السّجُودِ فَلَمّا نَحّي جَبِينَهُ عَن مَوضِعِهِ تَطَوّقَ الأَسوَدُ فِي عُنُقِهِ ثُمّ انسَابَ فِي قَمِيصِهِ وَ إنِيّ‌ أَقبَلتُ يَوماً مِنَ الفُرعِ


صفحه : 247

فَحَضَرَتِ الصّلَاةُ فَنَزَلتُ فَصِرتُ إِلَي ثُمَامَةٍ فَلَمّا صَلّيتُ رَكعَةً أَقبَلَ أَفعَي نحَويِ‌ فَأَقبَلتُ عَلَي صلَاَتيِ‌ لَم أُخَفّفهَا وَ لَم يَنتَقِص مِنهَا شَيءٌ فَدَنَا منِيّ‌ ثُمّ رَجَعَ إِلَي ثُمَامَةٍ فَلَمّا فَرَغتُ مِن صلَاَتيِ‌ وَ لَم أُخَفّف دعُاَئيِ‌ دَعَوتُ بَعضَهُم معَيِ‌ فَقُلتُ دُونَكَ الأَفعَي تَحتَ الثّمَامَةِ فَقَتَلَهُ وَ مَن لَم يَخَف إِلّا اللّهَ كَفَاهُ

مشكاة الأنوار، عن معمر مثله توضيح قال في النهاية انسابت حية أي دخلت وجرت و قال الفرع بضم الفاء وسكون الراء موضع معروف بين مكة والمدينة و قال الثمام نبت صغير وقصير لايطول انتهي والظاهر أن المصير إلي الثمامة لكونها سترة

39- فَلَاحُ السّائِلِ،رَوَي صَاحِبُ كِتَابِ زَهرَةِ المُهَجِ وَ تَوَارِيخِ الحُجَجِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ العبَديِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ قَالَ مَولَانَا الصّادِقُ ع كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِذَا حَضَرَتِ الصّلَاةُ اقشَعَرّ جِلدُهُ وَ اصفَرّ لَونُهُ وَ ارتَعَدَ كَالسّعَفَةِ

وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ مَا مَعنَاهُ أَنّ مَولَانَا زَينَ العَابِدِينَ ع كَانَ إِذَا قَالَمالِكِ يَومِ الدّينِيُكَرّرُهَا فِي قِرَاءَتِهِ حَتّي كَانَ يَظُنّ مَن يَرَاهُ أَنّهُ قَد أَشرَفَ عَلَي مَمَاتِهِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع كَانَ يَتلُو القُرآنَ فِي صَلَاتِهِ فغَشُيِ‌َ عَلَيهِ فَلَمّا أَفَاقَ سُئِلَ مَا ألّذِي أَوجَبَ مَا انتَهَت حَالُهُ إِلَيهِ فَقَالَ مَا مَعنَاهُ مَا زِلتُ أُكَرّرُ آيَاتِ القُرآنِ حَتّي بَلَغتُ إِلَي حَالٍ كأَنَنّيِ‌ سَمِعتُهَا مُشَافَهَةً مِمّن أَنزَلَهَا


صفحه : 248

وَ رَوَينَا بِإِسنَادِنَا فِي كِتَابِ الرّسَائِلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ الكلُيَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي مَولَانَا زَينِ العَابِدِينَ ع أَنّهُ قَالَ فَأَمّا حُقُوقُ الصّلَاةِ فَأَن تَعلَمَ أَنّهَا وِفَادَةٌ إِلَي اللّهِ وَ أَنّكَ فِيهَا قَائِمٌ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ فَإِذَا عَلِمتَ ذَلِكَ كُنتَ خَلِيقاً أَن تَقُومَ فِيهَا مَقَامَ العَبدِ الذّلِيلِ الرّاغِبِ الرّاهِبِ الخَائِفِ الراّجيِ‌ المُستَكِينِ المُتَضَرّعِ المُعَظّمِ مَقَامَ مَن يَقُومُ بَينَ يَدَيهِ بِالسّكُونِ وَ الوَقَارِ وَ خُشُوعِ الأَطرَافِ وَ لِينِ الجَنَاحِ وَ حُسنِ المُنَاجَاةِ لَهُ فِي نَفسِهِ وَ الطّلَبِ إِلَيهِ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ التّيِ‌ أَحَاطَت بِهَا خَطِيئَتُهُ وَ استَهلَكَتهَا ذُنُوبُهُ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ

وَ رَوَي جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ القمُيّ‌ّ فِي كِتَابِ زُهدِ النّبِيّ قَالَ كَانَ النّبِيّص إِذَا قَامَ إِلَي الصّلَاةِ يَربَدّ وَجهُهُ خَوفاً مِنَ اللّهِ تَعَالَي وَ كَانَ لِصَدرِهِ أَو لِجَوفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرجَلِ

وَ قَالَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي إِنّ النّبِيّص كَانَ إِذَا قَامَ إِلَي الصّلَاةِ كَأَنّهُ ثَوبٌ مُلقًي

وَ ذَكَرَ مُصَنّفُ كِتَابِ اللّؤلُؤِيّاتِ فِي بَابِ الخُشُوعِ قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِذَا حَضَرَ وَقتُ الصّلَاةِ يَتَزَلزَلُ وَ يَتَلَوّنُ فَيُقَالُ لَهُ مَا لَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَيَقُولُ جَاءَ وَقتُ أَمَانَةِ اللّهِ التّيِ‌ عَرَضَهَا عَلَي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَهَا وَ أَشفَقنَ مِنهَا وَ حَمَلَهَا الإِنسَانُ فَلَا أدَريِ‌ أُحسِنُ أَدَاءَ مَا حُمّلتُ أَم لَا

وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي يَقُولُ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِذَا قَامَ فِي الصّلَاةِ كَأَنّهُ سَاقُ شَجَرَةٍ لَا يَتَحَرّكُ مِنهُ شَيءٌ إِلّا مَا حَرّكَتِ الرّيحُ مِنهُ

وَ رَوَيتُ بإِسِناَديِ‌ مِن كِتَابِ أَصلِ جَامِعِ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ المُؤمِنُ فِي دِينِهِ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ عَن أَبِي أَيّوبَ قَالَ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا قَامَا إِلَي الصّلَاةِ تَغَيّرَت أَلوَانُهُمَا حُمرَةً وَ مَرّةً صُفرَةً كَأَنّمَا يُنَاجِيَانِ شَيئاً يَرَيَانِهِ


صفحه : 249

بيان قال الجوهري‌ الربدة لون إلي الغبرة و قداربد اربدادا وتربد وجه فلان أي تغير من الغضب و قال في النهاية فيه كان إذانزل عليه الوحي‌ اربد وجهه أي تغير إلي الغبرة وقيل الربدة لون بين السواد والغبرة و قال فيه أنه كان يصلي‌ ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة و هوصوت البكاء وقيل أن يجيش جوفه ويغلي‌ بالبكاء

40- جَامِعُ الأَخبَارِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَجُوزُ صَلَاةُ امر‌ِئٍ حَتّي يُطَهّرَ خَمسَ جَوَارِحَ الوَجهَ وَ اليَدَينِ وَ الرّأسَ وَ الرّجلَينِ بِالمَاءِ وَ القَلبَ بِالتّوبَةِ

41- غوَاَليِ‌ اللآّليِ‌ قَالَ النّبِيّص إِنّ الرّجُلَينِ مِن أمُتّيِ‌ يَقُومَانِ فِي الصّلَاةِ وَ رُكُوعُهُمَا وَ سُجُودُهُمَا وَاحِدٌ وَ إِنّ مَا بَينَ صَلَاتَيهِمَا مِثلُ مَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ

وَ قَالَص مَن صَلّي رَكعَتَينِ وَ لَم يُحَدّث فِيهِمَا نَفسَهُ بشِيَ‌ءٍ مِن أُمُورِ الدّنيَا غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ

وَ رَوَي مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ مَن عَرَفَ مَن عَلَي يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ مُتَعَمّداً فِي الصّلَاةِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ

وَ قَالَص إِنّ العَبدَ ليَصُلَيّ‌ الصّلَاةَ لَا يُكتَبُ لَهُ سُدُسُهَا وَ لَا عُشرُهَا وَ إِنّمَا يُكتَبُ لِلعَبدِ مِن صَلَاتِهِ مَا عَقَلَ مِنهَا

42- مَجَالِسُ الشّيخِ،بِإِسنَادِهِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العَبدَ إِذَا عَجِلَ فَقَامَ لِحَاجَتِهِ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَ مَا يَعلَمُ عبَديِ‌ أنَيّ‌ أَنَا أقَضيِ‌ الحَوَائِجَ

43- مَجَالِسُ الشّيخِ، وَ جَامِعُ الوَرّامِ، وَ مَكَارِمُ الأَخلَاقِ، فِي وَصِيّةِ النّبِيّص لأِبَيِ‌ ذَرّ قَالَ يَا أَبَا ذَرّ رَكعَتَانِ مُقتَصَدَتَانِ فِي تَفَكّرٍ خَيرٌ مِن قِيَامِ لَيلَةٍ وَ القَلبُ لَاهٍ


صفحه : 250

44- الخِصَالُ، عَنِ المُظَفّرِ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ غشَيِ‌َ لَونَهُ لَونٌ آخَرُ وَ كَانَ قِيَامُهُ فِي صَلَاتِهِ قِيَامَ العَبدِ الذّلِيلِ بَينَ يدَيَ‌ِ المَلِكِ الجَلِيلِ كَانَت أَعضَاؤُهُ تَرتَعِدُ مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ كَانَ يصُلَيّ‌ صَلَاةَ مُوَدّعٍ يَرَي أَن لَا يصُلَيّ‌َ بَعدَهَا أَبَداً وَ قَالَ إِنّ العَبدَ لَا يَقبَلُ مِن صَلَاتِهِ إِلّا مَا أَقبَلَ عَلَيهِ مِنهَا بِقَلبِهِ فَقَالَ رَجُلٌ هَلَكنَا فَقَالَ كَلّا إِنّ اللّهَ مُتِمّ ذَلِكَ بِالنّوَافِلِ الحَدِيثَ

45-فَلَاحُ السّائِلِ، قَالَ رَحِمَهُ اللّهُ ذَكَرَ الكرَاَجكُيِ‌ّ فِي كِتَابِ كَنزِ الفَوَائِدِ قَالَ جَاءَ فِي الحَدِيثِ أَنّ أَبَا جَعفَرٍ المَنصُورَ خَرَجَ فِي يَومِ جُمُعَةٍ مُتَوَكّئاً عَلَي يَدِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ رِزَامٌ مَولَي خَالِدِ بنِ عَبدِ اللّهِ مَن هَذَا ألّذِي بَلَغَ مِن خَطرِهِ مَا يَعتَمِدُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَي يَدِهِ فَقِيلَ لَهُ هَذَا أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع فَقَالَ إنِيّ‌ وَ اللّهِ مَا عَلِمتُ لَوَدِدتُ أَنّ خَدّ أَبِي جَعفَرٍ نَعلٌ لِجَعفَرٍ ثُمّ قَامَ فَوَقَفَ بَينَ يدَيَ‌ِ المَنصُورِ فَقَالَ لَهُ أَسأَلُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُ المَنصُورُ سَل هَذَا فَقَالَ إنِيّ‌ أُرِيدُكَ بِالسّؤَالِ فَقَالَ لَهُ المَنصُورُ سَل هَذَا فَالتَفَتَ رِزَامٌ إِلَي الإِمَامِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَقَالَ لَهُ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الصّلَاةِ وَ حُدُودِهَا فَقَالَ لَهُ الصّادِقُ ع لِلصّلَاةِ أَربَعَةُ آلَافِ حَدّ لَستَ تُؤَاخَذُ بِهَا فَقَالَ أخَبرِنيِ‌ بِمَا لَا يَحِلّ تَركُهُ وَ لَا تَتِمّ الصّلَاةُ إِلّا بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا يَتِمّ الصّلَاةُ إِلّا لذِيِ‌ طُهرٍ سَابِغٍ وَ تَمَامٍ بَالِغٍ غَيرِ نَازِغٍ وَ لَا زَائِغٍ عَرَفَ فَوَقَفَ وَ أَخبَتَ فَثَبَتَ فَهُوَ وَاقِفٌ بَينَ اليَأسِ وَ الطّمَعِ وَ الصّبرِ وَ الجَزَعِ كَأَنّ الوَعدَ لَهُ صُنِعَ وَ الوَعِيدَ بِهِ وَقَعَ يُذِلّ عِرضَهُ وَ يُمَثّلُ غَرَضَهُ وَ بَذَلَ فِي اللّهِ المُهجَةَ وَ تَنَكّبَ إِلَيهِ المَحَجّةَ غَيرَ مُرتَغِمٍ بِارتِغَامٍ يَقطَعُ عَلَائِقَ الِاهتِمَامِ بِعَينِ مَن لَهُ قَصَدَ وَ إِلَيهِ وَفَدَ وَ مِنهُ استَرفَدَ


صفحه : 251

فَإِذَا أَتَي بِذَلِكَ كَانَت هيِ‌َ الصّلَاةُ التّيِ‌ بِهَا أُمِرَ وَ عَنهَا أُخبِرَ وَ إِنّهَا هيِ‌َ الصّلَاةُ التّيِ‌ تَنهَي عَنِ الفَحشَاءِ وَ المُنكَرِ فَالتَفَتَ المَنصُورُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ لَا نَزَالُ مِن بَحرِكَ نَغتَرِفُ وَ إِلَيكَ نَزدَلِفُ تُبَصّرُ مِنَ العَمَي وَ تَجلُو بِنُورِكَ الطّخيَاءَ فَنَحنُ نُعُومٌ فِي سُبُحَاتِ قُدسِكَ وَ طاَميِ‌ بَحرِكَ

بيان غيرنازغ قال الفيروزآبادي‌ نزغه كمنعه طعن فيه واغتابه وبينهم أفسد وأغري ووسوس و لازائغ من قوله تعالي فَأَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم زَيغٌ أي ميل عرف أي عرف الله فوقف بين يديه أو علي المعرفة وأخبت أي خشع فثبت عليه يذل عرضه في بعض النسخ بالباء بصيغة الماضي‌ و في بعضها بالياء المثناة بصيغة المستقبل و في القاموس العرض بالتحرك حطام الدنيا و ما كان من مال والغنيمة والطمع واسم لما لادوام له ويحتمل أكثر تلك الوجوه بأن يكون الغرض الإعراض عن تلك الأغراض الدنيوية و أن يكون بضم الأول وفتح الثاني‌ جمع عرضة بمعني المانع أي مايمنعك من الحضور والإخلاص وكونه جمع العارض بمعني الخد بعيد لفظا و أن يكون بكسر الأول وسكون الثاني‌ بمعني الجسد أوالنفس أوبالمعني المعروف وبالتحريك بأحد معانيه أنسب . ويمثل غرضه أي يجعل مقصوده من العبادة نصب عينه و في بعض النسخ تمثل بصيغة الماضي‌ وعرضه بالعين المهملة أي تمثل في نظره معروضه و مايريد أن يعرضه لديه من المقاصد والأول أظهر. وتنكب إليه المحجة التنكب إذاعدي‌ بعن فهو بمعني التجنب و إذاعدي‌ بإلي فهو بمعني الميل في النهاية في حديث حجة الوداع فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلي السماء وينكبها إلي الناس أي يميلها إليهم انتهي ويحتمل أن يكون إليه متعلقا بالمحجة أي تنكب في السبيل إليه عمن سواه . غيرمرتغم بارتغام المراغمة الهجران والتباعد والمغاضبة أي لا يكون سجوده وإيصال أنفه إلي الرغام علي وجه يوجب بعده من الملك العلام أو علي وجه


صفحه : 252

السخط وعدم الرضا فقوله ع يقطع علائق الاهتمام مستأنف أي الاهتمام بالدنيا ويحتمل أن يكون صفة لارتغام فالمراد الاهتمام بالعبادة بعين من له قصد أي يعلم أنه مطلع عليه و في بعض النسخ بغير من له قصد فهو متعلق بالاهتمام أي يقطع علائق الاهتمام بغيره تعالي والاسترفاد طلب الرفد والعطاء والازدلاف القرب والطخياء الليلة المظلمة و من الكلام ما لايفهم والعوم السباحة وسبحات قدسك أي أنواره أومحاسن قدسك لأنك إذارأيت الشي‌ء الحسن قلت سبحان الله وطما الماء علا والبحر امتلأ

46- مَجَالِسُ الصّدُوقِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ كَرِهَ لَكُم أَيّتُهَا الأُمّةُ أَربَعاً وَ عِشرِينَ خَصلَةً وَ نَهَاكُم عَنهُ كَرِهَ لَكُمُ العَبَثَ فِي الصّلَاةِ الخَبَرَ

47- مِشكَاةُ الأَنوَارِ نَقلًا مِنَ المَحَاسِنِ عَنِ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن تَوَضّأَ فَأَسبَغَ الوُضُوءَ ثُمّ صَلّي رَكعَتَينِ فَأَتَمّ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا ثُمّ جَلَسَ فَأَثنَي عَلَي اللّهِ وَ صَلّي عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ سَأَلَ اللّهَ حَاجَتَهُ فَقَد طَلَبَ الخَيرَ فِي مَظَانّهِ وَ مَن طَلَبَ الخَيرَ فِي مَظَانّهِ لَم يَخِب

وَ مِن كِتَابٍ آخَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اعمَل عَمَلَ مَن قَد عَايَنَ

وَ قَالَ ع لَا دِينَ لِمَن لَا عَهدَ لَهُ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا أَمَانَةَ لَهُ وَ لَا صَلَاةَ لِمَن لَا زَكَاةَ لَهُ وَ لَا زَكَاةَ لِمَن لَا وَرَعَ لَهُ

48- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا مِن عَبدٍ يَقُومُ إِلَي الصّلَاةِ فَيُقبِلُ بِوَجهِهِ إِلَي اللّهِ إِلّا أَقبَلَ اللّهُ إِلَيهِ بِوَجهِهِ فَإِنِ التَفَتَ صَرَفَ اللّهُ وَجهَهُ عَنهُ وَ لَا يُحسَبُ مِن صَلَاتِهِ إِلّا مَا أَقبَلَ بِقَلبِهِ إِلَي اللّهِ وَ لَقَد صَلّي أَبُو جَعفَرٍ ع ذَاتَ يَومٍ فَوَقَعَ عَلَي رَأسِهِ شَيءٌ فَلَم


صفحه : 253

يَنزِعهُ مِن رَأسِهِ حَتّي قَامَ إِلَيهِ جَعفَرٌ فَنَزَعَهُ مِن رَأسِهِ تَعظِيماً لِلّهِ وَ إِقبَالًا عَلَي صَلَاتِهِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً وَ هيِ‌َ أَيضاً فِي الوَلَايَةِ

بيان أي هذاظاهر الآية و في باطن الآية فسر الدين بالولاية أوالمعني أن الحنيف إشارة إلي الولاية

49- سَعدُ السّعُودِ،وَجَدتُ فِي صُحُفِ إِدرِيسَ ع إِذَا دَخَلتُم فِي الصّلَاةِ فَاصرِفُوا لَهَا خَوَاطِرَكُم وَ أَفكَارَكُم وَ ادعُوا اللّهَ دُعَاءً طَاهِراً مُتَفَرّغاً وَ سَلُوهُ مَصَالِحَكُم وَ مَنَافِعَكُم بِخُضُوعٍ وَ خُشُوعٍ وَ طَاعَةٍ وَ استِكَانَةٍ وَ إِذَا رَكَعتُم وَ سَجَدتُم فَأَبعِدُوا عَن نُفُوسِكُم أَفكَارَ الدّنيَا وَ هَوَاجِسَ السّوءِ وَ أَفعَالَ الشّرّ وَ اعتِقَادَ المَكرِ وَ مَآكِلَ السّحتِ وَ العُدوَانَ وَ الأَحقَادَ وَ اطرَحُوا بَينَكُم ذَلِكَ كُلّهُ

50- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَصلُحُ لَهُ أَن يُغمِضَ عَينَيهِ مُتَعَمّداً فِي صَلَاتِهِ قَالَ لَا بَأسَ

51- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا صَلَاةَ لِمَن لَا يُتِمّ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ النّبِيّص مَن أَسبَغَ وُضُوءَهُ وَ أَحسَنَ صَلَاتَهُ وَ أَدّي زَكَاةَ مَالِهِ وَ مَلَكَ غَضَبَهُ وَ سَجَنَ لِسَانَهُ وَ بَذَلَ مَعرُوفَهُ وَ أَدّي النّصِيحَةَ لِأَهلِ بَيتِ نَبِيّهِ فَقَدِ استَكمَلَ حَقَائِقَ الإِيمَانِ وَ أَبوَابُ الجِنَانِ لَهُ مُفَتّحَةٌ

أقول قدمر بأسانيد جمة

52- وَ وَجَدتُ بِخَطّ،الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الجبُعَيِ‌ّ نَقلًا مِن خَطّ الشّيخِ الشّهِيدِ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُمَا قَالَ رَوَي جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَكُنتُ مَعَ مَولَانَا


صفحه : 254

أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَرَأَي رَجُلًا قَائِماً يصُلَيّ‌ فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا أَ تَعرِفُ تَأوِيلَ الصّلَاةِ فَقَالَ يَا موَلاَي‌َ وَ هَل لِلصّلَاةِ تَأوِيلٌ غَيرُ العِبَادَةِ فَقَالَ إيِ‌ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالنّبُوّةِ وَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّهُ بِأَمرٍ مِنَ الأُمُورِ إِلّا وَ لَهُ تَشَابُهٌ وَ تَأوِيلٌ وَ تَنزِيلٌ وَ كُلّ ذَلِكَ يَدُلّ عَلَي التّعَبّدِ فَقَالَ لَهُ علَمّنيِ‌ مَا هُوَ يَا موَلاَي‌َ فَقَالَ ع تَأوِيلُ تَكبِيرَتِكَ الأُولَي إِلَي إِحرَامِكَ أَن تُخطِرَ فِي نَفسِكَ إِذَا قُلتَ اللّهُ أَكبَرُ مِن أَن يُوصَفَ بِقِيَامٍ أَو قُعُودٍ وَ فِي الثّانِيَةِ أَن يُوصَفَ بِحَرَكَةٍ أَو جُمُودٍ وَ فِي الثّالِثَةِ أَن يُوصَفَ بِجِسمٍ أَو يُشَبّهَ بِشِبهٍ أَو يُقَاسَ بِقِيَاسٍ وَ تُخطِرَ فِي الرّابِعَةِ أَن تَحُلّهُ الأَعرَاضُ أَو تُولِمَهُ الأَمرَاضُ وَ تُخطِرَ فِي الخَامِسَةِ أَن يُوصَفَ بِجَوهَرٍ أَو بِعَرَضٍ أَو يَحُلّ شَيئاً أَو يُحَلّ فِيهِ شَيءٌ وَ تُخطِرَ فِي السّادِسَةِ أَن يَجُوزَ عَلَيهِ مَا يَجُوزُ عَلَي المُحدَثِينَ مِنَ الزّوَالِ وَ الِانتِقَالِ وَ التّغَيّرِ مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ وَ تُخطِرَ فِي السّابِعَةِ أَن تَحُلّهُ الحَوَاسّ الخَمسُ ثُمّ تَأوِيلُ مَدّ عُنُقِكَ فِي الرّكُوعِ تُخطِرُ فِي نَفسِكَ آمَنتُ بِكَ وَ لَو ضَرَبتَ عنُقُيِ‌ ثُمّ تَأوِيلُ رَفعِ رَأسِكَ مِنَ الرّكُوعِ إِذَا قُلتَ سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَتَأوِيلُهُ ألّذِي أخَرجَنَيِ‌ مِنَ العَدَمِ إِلَي الوُجُودِ وَ تَأوِيلُ السّجدَةِ الأُولَي أَن تُخطِرَ فِي نَفسِكَ وَ أَنتَ سَاجِدٌ مِنهَا خلَقَتنَيِ‌ وَ رَفعُ رَأسِكَ تَأوِيلُهُ وَ مِنهَا أخَرجَتنَيِ‌ وَ السّجدَةُ الثّانِيَةُ وَ فِيهَا تعُيِدنُيِ‌ وَ رَفعُ رَأسِكَ تُخطِرُ بِقَلبِكَ وَ مِنهَا تخُرجِنُيِ‌ تَارَةً أُخرَي وَ تَأوِيلُ قُعُودِكَ عَلَي جَانِبِكَ الأَيسَرِ وَ رَفعُ رِجلِكَ اليُمنَي وَ طَرحُكَ عَلَي اليُسرَي تُخطِرُ بِقَلبِكَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَقَمتُ الحَقّ وَ أَمَتّ البَاطِلَ وَ تَأوِيلُ تَشَهّدِكَ تَجدِيدُ الإِيمَانِ وَ مُعَاوَدَةُ الإِسلَامِ وَ الإِقرَارُ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ تَأوِيلُ قِرَاءَةِ التّحِيّاتِ تَمجِيدُ الرّبّ سُبحَانَهُ وَ تَعظِيمُهُ عَمّا قَالَ الظّالِمُونَ وَ نَعَتَهُ المُلحِدُونَ وَ تَأوِيلُ قَولِكَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ تَرَحّمٌ عَنِ اللّهِ سُبحَانَهُ فَمَعنَاهَا هَذِهِ أَمَانٌ لَكُم مِن عَذَابِ يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن لَم يَعلَم تَأوِيلَ صَلَاتِهِ هَكَذَا فهَيِ‌َ خِدَاجٌ أَي نَاقِصَةٌ


صفحه : 255

بيان ألذي أخرجني‌ لعل المعني أنه لماأمر الله تعالي بعدالركوع ألذي هوتذلل العبد واستكانته عندربه برفع الرأس فمعناه أنه رفعك الله عن المذلة في الدارين ونجاك من الهلكة فيهما و لايقدر علي ذلك إلا ألذي خلقه وأخرجه من العدم إلي الوجود فهذا مستلزم للإقرار بالخلق . و أماالسجدة الأولي فإنما تدل علي الخلق لأن مثل هذاالتذلل لايليق إلابالخالق وإنما أمر بالسجدة بالتراب لأنه مبدأ خلقه وكذا الرفع يدل علي أن ألذي خلقه من التراب قادر علي أن يخلصه من تعلقات هذه الدنيا الدنية ويجعله جليس رب الأرباب ثم يسجد للإقرار بأن له بعد هذه الرفعة مذلة تحت التراب ثم يرفعه عنها رفعة لامذلة بعدها يوم الحساب . و أماالتورك فلما كانت اليسري أضعف الجانبين وأخسهما فناسبت الباطل واليمني أقوي الجانبين وأشرفهما ناسبت الحق فلما رفع اليمني علي اليسري أشعر بذلك بأني‌ أقمت الحق وأمت الباطل مع أن فيه مخالفة العامة أيضا في الإقعاء فقد أقام هذاالحق وأمات هذاالباطل ألذي ابتدعوه و لماكانت الصلاة معراج المؤمن فإذن السلام كناية عن دخوله المجلس الخاص للمعبود و هودار الأمن والأمان فكأنه بشارة بالأمن من عذاب يوم القيامة أو أن الإمام إذاسلم علي المأمومين بأمره تعالي فكأنه بشرهم بالسلامة والرحمة والبركات من مفيض الخيرات . ويؤيد الأخير أنه روي‌ في الفقيه قال رجل لأمير المؤمنين ع يا ابن عم خير خلق الله مامعني رفع رجلك اليمني وطرحك اليسري في التشهد قال تأويله أللهم أمت الباطل وأقم الحق قال فما معني قول الإمام السلام عليكم فقال إن الإمام يترحم عن الله عز و جل و يقول في ترجمته لأهل الجماعة أمان لكم من عذاب الله يوم القيامة وتحت كل منها أسرار لاتخفي علي العارفين وذكرها يوجب ملال الغافلين . و قال الشهيدان في النفلية وشرحها وأول في الرواية التي‌ رواها أحمد بن


صفحه : 256

أبي عبد الله عن علي ع التكبير الأول من هذه التكبيرات السبع أن يلمس بالأخماس أي بالأصابع الخمس أويدرك بالحواس أو أن يوصف بقيام أوقعود والثاني‌ أن يوصف بحركة أوجمود أي سكون مراعاة للمقابلة و إن كان الجمود أعم والثالث أن يوصف بجسم أويشبه بشبيه والرابع أن تحله الأعراض وتؤلمه الأمراض أي لاتتعلق به الأمراض فتؤلمه لا أن يجوز تعلق الأمراض و لاتؤلمه كقوله تعالي ألّذِي رَفَعَ السّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها والخامس أن يوصف بجوهر أوعرض أويجعل في شيء والسادس أن يجوز عليه الزوال و هوالعدم أوالانتقال من مكان إلي مكان أوالتغير من حال إلي حال والسابع أن تحله الحواس الخمس الظاهرة التي‌ هي‌ الباصرة والسامعة والشامة والذائقة واللامسة والخمس الباطنة التي‌ هي‌ الحس المشترك والخيال والوهم والحافظة والمتخيلة و إن كانت منفية عنه تعالي إلا أن الإطلاق لاينصرف إليها انتهي

53- بَيَانُ التّنزِيلِ،لِابنِ شَهرَآشُوبَ قِيلَ كَانَ النّبِيّص إِذَا صَلّي رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَي السّمَاءِ فَلَمّا نَزَلَالّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَطَأطَأَ رَأسَهُ وَ رَمَي بِبَصَرِهِ إِلَي الأَرضِ

وَ مِنهُ نَقلًا مِن تَفسِيرِ القشُيَريِ‌ّ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ إِذَا حَضَرَ وَقتُ الصّلَاةِ تَلَوّنَ وَ تَزَلزَلَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ جَاءَ وَقتُ أَمَانَةٍ عَرَضَهَا اللّهُعَلَي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ الجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَ أَشفَقنَ مِنها وَ حَمَلَهَا الإِنسانُ وَ أَنَا فِي ضعَفيِ‌ فَلَا أدَريِ‌ أُحسِنُ أَدَاءَ مَا حُمِلتُ أَو لَا

54-دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ كَثِيرٍ الخَزّازِ عَن أَبِيهِ قَالَرَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ عَلَيهِ قَمِيصٌ غَلِيظٌ خَشِنٌ تَحتَ ثِيَابِهِ وَ فَوقَهُ جُبّةُ صُوفٍ وَ فَوقَهَا قَمِيصٌ غَلِيظٌ فَمَسِستُهُمَا فَقُلتُ إِنّ النّاسَ يَكرَهُونَ لِبَاسَ الصّوفِ قَالَ كَلّا كَانَ أَبِي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع يَلبَسُهَا وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَلبَسُهَا وَ كَانُوا يَلبَسُونَ أَغلَظَ ثِيَابِهِم إِذَا قَامُوا إِلَي الصّلَاةِ


صفحه : 257

وَ كَانَ ع إِذَا صَلّي بَرَزَ إِلَي مَوضِعٍ خَشِنٍ فيَصُلَيّ‌ فِيهِ وَ يَسجُدُ عَلَي الأَرضِ فَأَتَي الجَبّانَ وَ هُوَ جَبَلٌ بِالمَدِينَةِ يَوماً ثُمّ قَامَ عَلَي حِجَارَةٍ خَشِنَةٍ مُحرِقَةٍ فَأَقبَلَ يصُلَيّ‌ وَ كَانَ كَثِيرَ البُكَاءِ فَرَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجُودِ وَ كَأَنّمَا غُمِسَ فِي المَاءِ مِن كَثرَةِ دُمُوعِهِ

وَ عَن رَبِيعَةَ بنِ كَعبٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِذَا صَلّيتَ فَصَلّ صَلَاةَ مُوَدّعٍ

55- عِدّةُ الداّعيِ‌، فِيمَا أَوحَي اللّهُ إِلَي دَاوُدَ ع لَرُبّمَا صَلّي العَبدُ فَأَضرِبُ بِهَا وَجهَهُ وَ أَحجُبُ عنَيّ‌ صَوتَهُ أَ تدَريِ‌ مَن ذَلِكَ يَا دَاوُدُ ذَلِكَ ألّذِي يُكثِرُ الِالتِفَاتَ إِلَي حَرَمِ المُؤمِنِينَ بِعَينِ الفِسقِ وَ ذَلِكَ ألّذِي حَدّثَتهُ نَفسُهُ لَو ولَيِ‌َ أَمراً لَضُرِبَ فِيهِ الأَعنَاقُ ظُلماً يَا دَاوُدُ نُح عَلَي خَطِيئَتِكَ كَالمَرأَةِ الثّكلَي عَلَي وَلَدِهَا وَ كَم رَكعَةٍ طَوِيلَةٍ فِيهَا بُكَاءٌ بِخَشيَةٍ قَد صَلّاهَا صَاحِبُهَا لَا تسَاَويِ‌ عنِديِ‌ فَتِيلًا حِينَ نَظَرتُ فِي قَلبِهِ وَ وَجَدتُهُ إِن سَلّمَ مِنَ الصّلَاةِ وَ بَرَزَت لَهُ امرَأَةٌ وَ عَرَضَت عَلَيهِ نَفسَهَا أَجَابَهَا وَ إِن عَامَلَهُ مُؤمِنٌ خَانَهُ

وَ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَ لَا أَدُلّكُم عَلَي أَكسَلِ النّاسِ وَ أَسرَقِ النّاسِ وَ أَبخَلِ النّاسِ وَ أَجفَي النّاسِ وَ أَعجَزِ النّاسِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ فَأَمّا أَبخَلُ النّاسِ فَرَجُلٌ يَمُرّ بِمُسلِمٍ وَ لَا يُسَلّمُ عَلَيهِ وَ أَمّا أَكسَلُ النّاسِ فَعَبدٌ صَحِيحٌ فَارِغٌ لَا يَذكُرُ اللّهَ بِشَفَةٍ وَ لَا بِلِسَانٍ وَ أَمّا أَسرَقُ النّاسِ فاَلذّيِ‌ يَسرِقُ مِن صَلَاتِهِ فَصَلَاتُهُ تُلَفّ كَمَا يُلَفّ الثّوبُ الخَلَقُ فَيُضرَبُ بِهَا وَجهُهُ وَ أَمّا أَجفَي النّاسِ فَرَجُلٌ ذُكِرتُ بَينَ يَدَيهِ فَلَم يُصَلّ عَلَيّ وَ أَمّا أَعجَزُ النّاسِ فَمَن عَجَزَ عَنِ الدّعَاءِ

وَ عَنهُم ع صَلَاةُ رَكعَتَينِ بِفَصّ عَقِيقٍ تَعدِلُ أَلفَ رَكعَةٍ بِغَيرِهِ

وَ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَوحَي اللّهُ إلِيَ‌ّ أَن يَا أَخَا المُرسَلِينَ يَا أَخَا المُنذِرِينَ أَنذِر قَومَكَ لَا يَدخُلُوا بَيتاً مِن بيُوُتيِ‌ وَ لِأَحَدٍ مِن عبِاَديِ‌ عِندَ أَحَدِهِم مَظلِمَةٌ فإَنِيّ‌ أَلعَنُهُ مَا دَامَ قَائِماً يصُلَيّ‌ بَينَ يدَيَ‌ّ حَتّي يَرُدّ تِلكَ المَظلِمَةَ فَأَكُونُ سَمعَهُ ألّذِي يَسمَعُ بِهِ وَ أَكُونُ بَصَرَهُ ألّذِي يُبصِرُ بِهِ وَ يَكُونُ مِن أوَليِاَئيِ‌ وَ أصَفيِاَئيِ‌ وَ يَكُونُ جاَريِ‌ مَعَالنّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ فِي الجَنّةِ


صفحه : 258

وَ روُيِ‌َ أَنّ اِبرَاهِيمَ ع كَانَ يُسمَعُ تَأَوّهُهُ عَلَي حَدّ مِيلٍ حَتّي مَدَحَهُ اللّهُ تَعَالَي بِقَولِهِإِنّ اِبراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ وَ كَانَ فِي صَلَاةٍ يُسمَعُ لَهُ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرجَلِ وَ كَذَلِكَ كَانَ يُسمَعُ مِن صَدرِ سَيّدِنَا رَسُولِ اللّهِص مِثلُ ذَلِكَ وَ كَانَت فَاطِمَةُ ع تَنهَجُ فِي الصّلَاةِ مِن خِيفَةِ اللّهِ تَعَالَي

بيان النهج بالتحريك البهر وتتابع النفس و قدنهج بالكسر ينهج ذكره الجوهري‌

56- العدة،[عدة الداعي‌]رَوَي المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع كَانَ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ تَرتَعِدُ فَرَائِصُهُ بَينَ يدَيَ‌ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الجَنّةَ وَ النّارَ اضطَرَبَ اضطِرَابَ السّلِيمِ وَ سَأَلَ اللّهَ الجَنّةَ وَ تَعَوّذَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ

وَ قَالَت عَائِشَةُ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُحَدّثُنَا وَ نُحَدّثُهُ فَإِذَا حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَكَأَنّهُ لَم يَعرِفنَا وَ لَم نَعرِفهُ

وَ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَو صَلّيتُم حَتّي تَكُونُوا كَالأَوتَارِ وَ صُمتُم حَتّي تَكُونُوا كَالحَنَايَا لَم يَقبَلِ اللّهُ مِنكُم إِلّا بِوَرَعٍ

وَ عَنهُص قَالَ العِبَادَةُ مَعَ أَكلِ الحَرَامِ كَالبِنَاءِ عَلَي الرّملِ وَ قِيلَ عَلَي المَاءِ

توضيح أوتار القوس جمع الوتر بالتحريك معروف و في النهاية حنيت الشي‌ء عطفته و منه الحديث لوصليتم حتي تكونوا كالحنايا هي‌ جمع حنية أوحني‌ وهما القوس فعيل بمعني مفعول لأنها محنية أي معطوفة

57-العُدّةُ،[عُدّةُ الداّعيِ‌] قَالَ النّبِيّص يَا بَا ذَرّ مَا دُمتَ فِي الصّلَاةِ فَإِنّكَ تَقرَعُ بَابَ المَلِكِ وَ مَن يُكثِر قَرعَ بَابِ المَلِكِ يُفتَح لَهُ يَا أَبَا ذَرّ مَا مِن مُؤمِنٍ يَقُومُ إِلَي الصّلَاةِ إِلّا تَنَاثَرَ عَلَيهِ البِرّ مَا بَينَهُ وَ بَينَ العَرشِ


صفحه : 259

وَ وَكّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكاً ينُاَديِ‌ يَا ابنَ آدَمَ لَو تَعلَمُ مَا لَكَ فِي صَلَاتِكَ وَ لِمَن تنُاَجيِ‌ مَا سَئِمتَ وَ لَا التَفَتّ وَ فِيمَا أَوحَي اللّهُ إِلَي ابنِ عِمرَانَ يَا مُوسَي عَجّلِ التّوبَةَ وَ أَخّرِ الذّنبَ وَ تَأَنّ فِي المَكثِ بَينَ يدَيَ‌ّ فِي الصّلَاةِ وَ لَا تَرجُ غيَريِ‌ اتخّذِنيِ‌ جُنّةً لِلشّدَائِدِ وَ حِصناً لِمُلِمّاتِ الأُمُورِ

وَ عَنِ النّبِيّص أَنّ رَبّكَ يبُاَهيِ‌ المَلَائِكَةَ بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ رَجُلٍ يُصبِحُ فِي أَرضٍ قَفرٍ فَيُؤَذّنُ وَ يُقِيمُ ثُمّ يصُلَيّ‌ فَيَقُولُ رَبّكَ عَزّ وَ جَلّ لِلمَلَائِكَةِ انظُرُوا إِلَي عبَديِ‌ يصُلَيّ‌ وَ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ غيَريِ‌ فَيَنزِلُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ يُصَلّونَ وَرَاءَهُ وَ يَستَغفِرُونَ لَهُ إِلَي الغَدِ مِن ذَلِكَ اليَومِ وَ رَجُلٍ قَامَ مِنَ اللّيلِ يصُلَيّ‌ وَحدَهُ فَسَجَدَ وَ نَامَ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَيَقُولُ انظُرُوا إِلَي عبَديِ‌ رُوحُهُ عنِديِ‌ وَ جَسَدُهُ سَاجِدٌ لِي وَ رَجُلٍ فِي زَحفٍ فَيَفِرّ أَصحَابُهُ وَ يَثبُتُ هُوَ يُقَاتِلُ حَتّي قُتِلَ

وَ عَنهُم ع صَلَاةُ رَكعَتَينِ بِتَدَبّرٍ خَيرٌ مِن قِيَامِ لَيلَةٍ وَ القَلبُ سَاهٍ

وَ عَنهُم ع لَيسَ لَكَ مِن صَلَاتِكَ إِلّا مَا أَحضَرتَ فِيهِ قَلبَكَ

وَ مِن سُنَنِ إِدرِيسَ ع إِذَا دَخَلتُم فِي الصّلَاةِ فَاصرِفُوا إِلَيهَا خَوَاطِرَكُم وَ أَفكَارَكُم وَ ادعُوا اللّهَ دُعَاءً ظَاهِراً مُتَفَرّغاً وَ اسأَلُوهُ مَصَالِحَكُم وَ مَنَافِعَكُم بِخُضُوعٍ وَ خُشُوعٍ وَ طَاعَةٍ وَ استِكَانَةٍ

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي صَلَاةً يرُاَئيِ‌ بِهَا فَقَد أَشرَكَ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَقُل إِنّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحي إلِيَ‌ّ أَنّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً

58- أَسرَارُ الصّلَاةِ،لِلشّهِيدِ الثاّنيِ‌ رَحِمَهُ اللّهُ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّ العَبدَ إِذَا اشتَغَلَ بِالصّلَاةِ جَاءَهُ الشّيطَانُ وَ قَالَ لَهُ اذكُر كَذَا اذكُر كَذَا حَتّي يُضِلّ الرّجُلَ أَن يدَريِ‌َ كَم صَلّي

وَ قَالَص أَ مَا يَخَافُ ألّذِي يُحَوّلُ وَجهَهُ فِي الصّلَاةِ أَن يُحَوّلَ اللّهُ وَجهَهُ


صفحه : 260

وَجهَ حِمَارٍ

وَ عَنهُص مَن حَبَسَ نَفسَهُ فِي صَلَاةِ الفَرِيضَةِ فَأَتِمّ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا وَ خُشُوعَهَا ثُمّ مَجّدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ عَظّمَهُ وَ حَمّدَهُ حَتّي يَدخُلَ وَقتُ صَلَاةٍ أُخرَي لَم يَلغُ بَينَهُمَا كَتَبَ اللّهُ لَهُ كَأَجرِ الحَاجّ المُعتَمِرِ وَ كَانَ مِن أَهلِ عِلّيّينَ

بيان لم يلغ بينهما أي لم يأت بفعل أوقول يكون ملغي لانفع يترتب عليه في الآخرة

59- أَسرَارُ الصّلَاةِ، عَنِ النّبِيّص إِنّ مِنَ الصّلَاةِ لَمَا يُقبَلُ نِصفُهَا وَ ثُلُثُهَا وَ رُبُعُهَا وَ خُمُسُهَا إِلَي العُشرِ وَ إِنّ مِنهَا لَمَا يُلَفّ كَمَا يُلَفّ الثّوبُ الخَلَقُ فَيُضرَبُ بِهَا وَجهُ صَاحِبِهَا وَ إِنّمَا لَكَ مِن صَلَاتِكَ مَا أَقبَلتَ عَلَيهِ بِقَلبِكَ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا قَامَ العَبدُ المُؤمِنُ فِي صَلَاتِهِ نَظَرَ اللّهُ إِلَيهِ أَو قَالَ أَقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ حَتّي يَنصَرِفَ وَ أَظَلّتهُ الرّحمَةُ مِن فَوقِ رَأسِهِ إِلَي أُفُقِ السّمَاءِ وَ المَلَائِكَةُ تَحُفّهُ مِن حَولِهِ إِلَي أُفُقِ السّمَاءِ وَ وَكّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكاً قَائِماً عَلَي رَأسِهِ يَقُولُ أَيّهَا المصُلَيّ‌ لَو تَعلَمُ مَن يَنظُرُ إِلَيكَ وَ مَن تنُاَجيِ‌ مَا التَفَتّ وَ لَا زِلتَ مِن مَوضِعِكَ أَبَداً

وَ قَالَ الصّادِقُ ع لَا تُجمَعُ الرّغبَةُ وَ الرّهبَةُ فِي قَلبٍ إِلّا وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ فَإِذَا صَلّيتَ فَأَقبِل بِقَلبِكَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ يُقبِلُ بِقَلبِهِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي صَلَاتِهِ وَ دُعَائِهِ إِلّا أَقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ بِقُلُوبِ المُؤمِنِينَ وَ أَيّدَهُ مَعَ مَوَدّتِهِم إِيّاهُ بِالجَنّةِ

وَ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُمَا قَالَا مَا لَكَ مِن صَلَاتِكَ إِلّا مَا أَقبَلتَ عَلَيهِ فِيهَا فَإِن أَوهَمَهَا كُلّهَا أَو غَفَلَ عَن أَدَائِهَا لُفّت فَضُرِبَ بِهَا وَجهُ صَاحِبِهَا

وَ روُيِ‌َ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كُنتَ فِي صَلَاتِكَ فَعَلَيكَ بِالخُشُوعِ وَ الإِقبَالِ عَلَي صَلَاتِكَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُالّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَ


صفحه : 261

وَ عَنهُ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِذَا قَامَ إِلَي الصّلَاةِ تَغَيّرَ لَونُهُ فَإِذَا سَجَدَ لَم يَرفَع رَأسَهُ حَتّي يَرفَضّ عَرَقاً

وَ رَوَي العِيصُ بنُ القَاسِمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ إِنّهُ ليَأَتيِ‌ عَلَي الرّجُلِ خَمسُونَ سَنَةً وَ مَا قَبِلَ اللّهُ مِنهُ صَلَاةً وَاحِدَةً فأَيَ‌ّ شَيءٍ أَشَدّ مِن هَذَا وَ اللّهِ إِنّكُم لَتَعرِفُونَ مِن جِيرَانِكُم وَ أَصحَابِكُم مَن لَو كَانَ يصُلَيّ‌ لِبَعضِكُم مَا قَبِلَهَا مِنهُ لِاستِخفَافِهِ بِهَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يَقبَلُ إِلّا الحَسَنَ فَكَيفَ تقبل [يَقبَلُ] مَا يُستَخَفّ بِهِ

وَ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَقُولُ طُوبَي لِمَن أَخلَصَ لِلّهِ العِبَادَةَ وَ الدّعَاءَ وَ لَم يَشتَغِل قَلبُهُ بِمَا تَرَاهُ عَينَاهُ وَ لَم يَنسَ ذِكرَ اللّهِ بِمَا تَسمَعُ أُذُنَاهُ وَ لَم يَحزَن صَدرُهُ بِمَا أعُطيِ‌َ غَيرُهُ

وَ قَالَ النّبِيّص إِذَا قَامَ العَبدُ إِلَي الصّلَاةِ فَكَانَ هَوَاهُ وَ قَلبُهُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي انصَرَفَ كَيَومَ وَلَدَتهُ أُمّهُ

وَ قَالَص إِنّ اللّهَ مُقبِلٌ عَلَي العَبدِ مَا لَم يَلتَفِت

وَ قَالَص وَ قَد رَأَي مُصَلّياً يَعبَثُ بِلِحيَتِهِ أَمَا هَذَا لَو خَشَعَ قَلبُهُ لَخَشَعَت جَوَارِحُهُ

وَ قَالَص يمَضيِ‌ عَلَي الرّجُلِ سِتّونَ سَنَةً أَو سَبعُونَ مَا قَبِلَ اللّهُ مِنهُ صَلَاةً وَاحِدَةً

60- أَعلَامُ الدّينِ، كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِذَا صَلّي تَبَرّزَ إِلَي مَكَانٍ خَشِنٍ يَتَخَفّي وَ يصُلَيّ‌ فِيهِ وَ كَانَ كَثِيرَ البُكَاءِ قَالَ فَخَرَجَ يَوماً فِي حَرّ شَدِيدٍ إِلَي الجَبّانِ ليِصُلَيّ‌َ فِيهِ فَيَتّبِعُهُ مَولًي لَهُ وَ هُوَ سَاجِدٌ عَلَي الحِجَارَةِ وَ هيِ‌َ خَشِنَةٌ حَارّةٌ وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَجَلَسَ مَولَاهُ حَتّي فَرَغَ فَرَفَعَ رَأسَهُ وَ كَأَنّهُ قَد غَمَسَ رَأسَهُ وَ وَجهَهُ فِي المَاءِ مِن كَثرَةِ الدّمُوعِ الخَبَرَ

61- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِنَ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ يُبغِضُ الشّهرَتَينِ شُهرَةَ اللّبَاسِ وَ شُهرَةَ الصّلَاةِ


صفحه : 262

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ عَائِشَةَ لَيلَتَهَا قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ وَ لِمَ تُتعِبُ نَفسَكَ وَ قَد غُفِرَ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَ لَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُومُ عَلَي أَصَابِعِ رِجلَيهِ فَأَنزَلَ اللّهُطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي

وَ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع مُر أَصحَابَكَ أَن يَكُفّوا أَلسِنَتَهُم وَ يَدَعُوا الخُصُومَةَ فِي الدّينِ وَ يَجتَهِدُوا فِي عِبَادَةِ اللّهِ وَ إِذَا قَامَ أَحَدُهُم فِي صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ فَليُحسِن صَلَاتَهُ وَ ليُتِمّ رُكُوعَهُ وَ سُجُودَهُ وَ لَا يَشغَل قَلبَهُ بشِيَ‌ءٍ مِن أُمُورِ الدّنيَا فإَنِيّ‌ سَمِعتُ أَبِي ع يَقُولُ إِنّ مَلَكَ المَوتِ يَتَصَفّحُ وُجُوهَ المُؤمِنِينَ عِندَ حُضُورِ الصّلَوَاتِ المَفرُوضَاتِ

62- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن صَفوَانَ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الصّلَاةُ وُكّلَ بِهَا مَلَكٌ لَيسَ لَهُ عَمَلٌ غَيرُهَا فَإِذَا فَرَغَ مِنهَا قَبَضَهَا ثُمّ صَعِدَ بِهَا فَإِن كَانَت مِمّا تُقبَلُ قُبِلَت وَ إِن كَانَت مِمّا لَا تُقبَلُ قِيلَ لَهُ رُدّهَا عَلَي عبَديِ‌ فَيَنزِلُ بِهَا حَتّي يَضرِبَ بِهَا وَجهَهُ ثُمّ يَقُولُ لَهُ أُفّ لَكَ لَا يَزَالُ لَكَ عَمَلٌ يعُنتِنُيِ‌

المحاسن ، عن أبيه عن صفوان عن ابن خارجة عنه ع مثله

63- كِتَابُ الغَايَاتِ،لِلشّيخِ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ القمُيّ‌ّ عَنِ النّبِيّص قَالَ خِيَارُكُم أَليَنُكُم مَنَاكِبَ فِي الصّلَاةِ


صفحه : 263

بيان قال في النهاية فيه خياركم ألاينكم مناكب في الصلاة هي‌ جمع ألين بمعني السكون والوقار والخشوع انتهي ويحتمل أن يكون كناية عن كثرة الصلاة أوالتفسح للواردين في الجماعة

64- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اعلَم أَنّ الصّلَاةَ حُجزَةُ اللّهِ فِي الأَرضِ فَمَن أَحَبّ أَن يَعلَمَ مَا أَدرَكَ مِن نَفعِ صَلَاتِهِ فَليَنظُر فَإِن كَانَت صَلَاتُهُ حَجَزَتهُ عَنِ الفَوَاحِشِ وَ المُنكَرِ فَإِنّمَا أَدرَكَ مِن نَفعِهَا بِقَدرِ مَا احتَجَزَ

بيان قال في النهاية فيه إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرة وأصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة واحتجز الرجل بالإزار إذاشده علي وسطه فاستعاره للاعتصام والالتجاء والتمسك بالشي‌ء والتعلق به و منه الحديث الآخر و النبي آخذ بحجزة الله أي بسبب منه والانحجاز مطاوع حجزه إذامنعه . و قال في القاموس حجزه يحجزه ويحجزه حجزا منعه وكفه فانحجز وبينهما فصل والحجزة الذين يمنعون بعض الناس من بعض ويفصلون بينهم بالحق وتحاجزا تمانعا وشدة الحجزة كناية عن الصبر انتهي والظاهر أن المراد هنا مايحجز الناس عن المعاصي‌ ويحتمل السبب أيضا

65- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، اتلُ ما أوُحيِ‌َ إِلَيكَ مِنَ الكِتابِ وَ أَقِمِ الصّلاةَ إِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ قَالَ مَن لَم تَنهَهُ الصّلَاةُ عَنِ الفَحشَاءِ وَ المُنكَرِ لَم يَزدَد مِنَ اللّهِ إِلّا بُعداً

66-دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَسرَقُ


صفحه : 264

السّرّاقِ مَن سَرَقَ مِن صَلَاتِهِ يعَنيِ‌ لَا يُتِمّهَا

وَ عَنهُ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ مَن لَم يُتِمّ وُضُوءَهُ وَ رُكُوعَهُ وَ سُجُودَهُ وَ خُشُوعَهُ فَصَلَاتُهُ خِدَاجٌ يعَنيِ‌ نَاقِصَةً غَيرَ تَامّةٍ

وَ عَنهُ ع قَالَ الصّلَاةُ مِيزَانٌ فَمَن وَفّي استَوفَي

وَ عَنهُ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ صَلَاةُ رَكعَتَينِ خَفِيفَتَينِ فِي تَمَكّنٍ خَيرٌ مِن قِيَامِ لَيلَةٍ

وَ عَنهُ قَالَ مَثَلُ ألّذِي لَا يُتِمّ صَلَاتَهُ كَمَثَلِ حُبلَي حَمَلَت إِذَا دَنَا نِفَاسُهَا أَسقَطَت فَلَا هيِ‌َ ذَاتُ حَملٍ وَ لَا ذَاتُ وَلَدٍ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ دَخَلَ المَسجِدَ فَنَظَرَ إِلَي أَنَسِ بنِ مَالِكٍ يصُلَيّ‌ وَ يَنظُرُ حَولَهُ فَقَالَ لَهُ يَا أَنَسُ صَلّ صَلَاةَ مُوَدّعٍ تَرَي أَنّكَ لَا تصُلَيّ‌ بَعدَهَا صَلَاةً أَبَداً اضرِب بِبَصَرِكَ مَوضِعَ سُجُودِكَ لَا تَعرِفُ مَن عَن يَمِينِكَ وَ لَا عَن شِمَالِكَ وَ اعلَم أَنّكَ بَينَ يدَيَ‌ مَن يَرَاكَ وَ لَا تَرَاهُ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خاشِعُونَ قَالَ الخُشُوعُ غَضّ البَصَرِ فِي الصّلَاةِ وَ قَالَ مَنِ التَفَتَ بِالكُلّيّةِ فِي صَلَاتِهِ قَطَعَهَا

وَ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَبُنِيَتِ الصّلَاةُ عَلَي أَربَعَةِ أَسهُمٍ سَهمٌ مِنهَا إِسبَاغُ الوُضُوءِ وَ سَهمٌ مِنهَا الرّكُوعُ وَ سَهمٌ مِنهَا السّجُودُ وَ سَهمٌ مِنهَا الخُشُوعُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الخُشُوعُ قَالَص التّوَاضُعُ فِي الصّلَاةِ وَ أَن يُقبِلَ العَبدُ بِقَلبِهِ كُلّهِ عَلَي رَبّهِ فَإِذَا هُوَ أَتَمّ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا وَ أَتَمّ سِهَامَهَا صَعِدَت إِلَي السّمَاءِ لَهَا نُورٌ يَتَلَألَأُ وَ فُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ لَهَا وَ تَقُولُ حَافَظتَ عَلَيّ حَفِظَكَ اللّهُ فَتَقُولُ المَلَائِكَةُ


صفحه : 265

صَلّي اللّهُ عَلَي صَاحِبِ هَذِهِ الصّلَاةِ وَ إِذَا لَم يُتِمّ سِهَامَهَا صَعِدَت وَ لَهَا ظُلمَةٌ وَ غُلّقَت أَبوَابُ السّمَاءِ دُونَهَا وَ تَقُولُ ضيَعّتنَيِ‌ ضَيّعَكَ اللّهُ وَ يَضرِبُ اللّهُ بِهَا وَجهَهُ

وَ رُوّينَا عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ أَنّهُ صَلّي فَسَقَطَ الرّدَاءَ مِن مَنكِبَيهِ فَتَرَكَهُ حَتّي فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ سَقَطَ رِدَاؤُكَ عَن مَنكِبَيكَ فَتَرَكتَهُ وَ مَضَيتَ فِي صَلَاتِكَ فَقَالَ وَيحَكَ تدَريِ‌ بَينَ يدَيَ‌ مَن كُنتُ شغَلَنَيِ‌ وَ اللّهِ ذَلِكَ عَن هَذَا أَ تَعلَمُ أَنّهُ لَا يُقبَلُ مِن صَلَاةِ العَبدِ إِلّا مَا أَقبَلَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هَلَكنَا إِذاً قَالَ كَلّا إِنّ اللّهَ يُتِمّ ذَلِكَ بِالنّوَافِلِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ كَانَ إِذَا تَوَضّأَ لِلصّلَاةِ وَ أَخَذَ فِي الدّخُولِ فِيهَا اصفَرّ وَجهُهُ وَ تَغَيّرَ فَقِيلَ لَهُ مَرّةً فِي ذَلِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ أُرِيدُ الوُقُوفَ بَينَ يدَيَ‌ مَلِكٍ عَظِيمٍ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُمَا كَانَا إِذَا قَامَا فِي الصّلَاةِ تَغَيّرَت أَلوَانُهُمَا مَرّةً حُمرَةً وَ مَرّةً صُفرَةً كَأَنّهُمَا يُنَاجِيَانِ شَيئاً يَرَيَانِهِ

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الصّلَاةَ كَانَ كَأَنّهُ بِنَاءٌ ثَابِتٌ أَو عَمُودٌ قَائِمٌ لَا يَتَحَرّكُ وَ كَانَ رُبّمَا رَكَعَ أَو سَجَدَ فَيَقَعُ الطّيرُ عَلَيهِ وَ لَم يُطِق أَحَدٌ أَن يحَكيِ‌َ صَلَاةَ رَسُولِ اللّهِص إِلّا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الرّجُلِ يَقُومُ فِي الصّلَاةِ هَل يُرَاوِحُ بَينَ رِجلَيهِ أَو يُقَدّمُ رِجلًا وَ يُؤَخّرُ أُخرَي مِن غَيرِ عِلّةٍ قَالَ لَا بَأسَ بِذَلِكَ مَا لَم يَتَفَاحَش

وَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ ص نَهَي أَن يُفَرّقَ المصُلَيّ‌ بَينَ قَدَمَيهِ فِي الصّلَاةِ وَ قَالَ إِنّ ذَلِكَ فِعلُ اليَهُودِ وَ لَكِنّ أَكثَرَ مَا يَكُونُ ذَلِكَ نَحوُ الشّبرِ فَمَا دُونَهُ وَ كُلّمَا جَمَعَهُمَا فَهُوَ أَفضَلُ إِلّا أَن تَكُونَ بِهِ عِلّةٌ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُمَا قَالَا إِنّمَا لِلعَبدِ مِن صَلَاتِهِ مَا أَقبَلَ عَلَيهِ مِنهَا فَإِذَا أَوهَمَهَا كُلّهَا لُفّت فَضُرِبَ بِهَا وَجهُهُ


صفحه : 266

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ أَنّهُ قَالَ إِذَا أَحرَمتَ فِي الصّلَاةِ فَأَقبِل عَلَيهَا فَإِنّكَ إِذَا أَقبَلتَ أَقبَلَ اللّهُ عَلَيكَ وَ إِذَا أَعرَضتَ أَعرَضَ اللّهُ عَنكَ فَرُبّمَا لَم يُرفَع مِنَ الصّلَاةِ إِلّا الثّلُثُ أَوِ الرّبُعُ أَوِ السّدُسُ عَلَي قَدرِ إِقبَالِ المصُلَيّ‌ عَلَي صَلَاتِهِ وَ لَا يعُطيِ‌ اللّهُ الغَافِلَ شَيئاً

وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ لِيَرمِ أَحَدُكُم بِبَصَرِهِ فِي صَلَاتِهِ إِلَي مَوضِعِ سُجُودِهِ وَ نَهَي أَن يَطمَحَ الرّجُلُ بِبَصَرِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ

بيان يدل علي كراهة النظر إلي السماء في الصلاة ونقل عليه في المنتهي الإجماع و قال رَوَي أَنَسٌ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَا بَالُ أَقوَامٍ يَرفَعُونَ أَبصَارَهُم فِي صَلَاتِهِم لَيَنتَهُنّ عَن ذَلِكَ أَو لَيَخطَفُنّ أَبصَارَهُم

وَ فِي خَبَرِ زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَجمِع بَصَرَكَ وَ لَا تَرفَعهُ إِلَي السّمَاءِ

. و أماتغميض العين فقد عرفت أن ظاهر أكثر الأخبار استحباب النظر إلي موضع السجود و قال في المنتهي يكره تغميض العين في الصلاة

وَ روُيِ‌َ النهّي‌ُ عَنهُ مِن طَرِيقِ العَامّةِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص وَ مِن طَرِيقِ الخَاصّةِ عَن مِسمَعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ النّبِيّص نَهَي أَن يُغَمّضَ الرّجُلُ عَينَهُ فِي الصّلَاةِ

ويحتمل التخيير كمامر والأفضل النظر إلي موضع السجود في القيام وعد الشهيد ره في النفلية من المكروهات تحديد النظر إلي شيءبعينه و إن كان بين يديه بل ينظر نظر خاشع والتقدم والتأخر إلالضرورة

67- الدّعَائِمُ، عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَظَرَ إِلَي رَجُلٍ يصُلَيّ‌ وَ هُوَ يَعبَثُ بِلِحيَتِهِ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ لَو خَشَعَ قَلبُهُ لَخَشَعَت جَوَارِحُهُ


صفحه : 267

وَ قَالَص إِنّ اللّهَ كَرِهَ لَكُم سِتّاً العَبَثَ فِي الصّلَاةِ وَ المَنّ فِي الصّدَقَةِ وَ الرّفَثَ فِي الصّيَامِ وَ الضّحكَ عِندَ القُبُورِ وَ إِدخَالَ الأَعيُنِ فِي الدّورِ بِغَيرِ إِذنٍ وَ الجُلُوسَ فِي المَسَاجِدِ وَ أَنتُم جُنُبٌ

وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللّهِص إِيّاكُم وَ شِدّةَ التّثَاؤُبِ فِي الصّلَاةِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ كَرِهَ التّثَاؤُبَ وَ التمّطَيّ‌َ فِي الصّلَاةِ

قال المؤلف و ذلك لأن هذاإنما يعتري‌ من الكسل فهو منهي‌ عنه أن يتعمد أويستعمل والتثاؤب شيءيعتري‌ علي غيرتعمد فمن اعتراه و لم يملكه فليمسك يده علي فيه و لايثنه و لايمده

وَ قَد رُوّينَا عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا تَثَاءَبَ فِي الصّلَاةِ رَدّهَا بِيَمِينِهِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ نَهَي أَن يُغَمّضَ المصُلَيّ‌ عَينَيهِ فِي الصّلَاةِ

68- أَصلٌ مِن أُصُولِ الأَصحَابِ عَن أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ السّارِقُ مَن يَسرِقُ النّاسَ وَ لَكِنّهُ ألّذِي يَسرِقُ الصّلَاةَ

69- كِتَابُ عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ، عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مِن أَغبَطِ أوَليِاَئيِ‌ عنِديِ‌ رَجُلٌ خَفِيفُ الحَاذِ ذُو حَظّ


صفحه : 268

مِن صَلَاةٍ أَحسَنَ عِبَادَةَ رَبّهِ فِي الغَيبِ وَ كَانَ غَامِضاً فِي النّاسِ جُعِلَ رِزقُهُ كَفَافاً فَصَبَرَ عَجّلَت عَلَيهِ مَنِيّتُهُ مَاتَ فَقَلّ تُرَاثُهُ وَ قَلّت بَوَاكِيهِ

باب 71- مايجوز فعله في الصلاة و ما لايجوز و مايقطعها و ما لايقطعها

الآيات النساءيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَقرَبُوا الصّلاةَ وَ أَنتُم سُكاري حَتّي تَعلَمُوا ما تَقُولُونَ وَ لا جُنُباً إِلّا عابرِيِ‌ سَبِيلٍ حَتّي تَغتَسِلُوا


صفحه : 269

و قال تعالي وَ إِذا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍ فَحَيّوا بِأَحسَنَ مِنها أَو رُدّوها إِنّ اللّهَ كانَ عَلي كُلّ شَيءٍ حَسِيباًالمائدةإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ


صفحه : 270

يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَتفسير قدمر في كتاب الطهارة أن في الآية وجهين أحدهما المنع عن قرب الصلاة والدخول فيهاحال السكر من خمر ونحوها أو من النوم كمامر في بعض الروايات وذكره بعض المفسرين أوالأعم كما هوظاهر القاضي‌ و في الكافي‌ و منه سكر النوم و هويفيد التعميم و في مجمع البيان عن الكاظم ع أن المراد به سكر الشراب ثم نسختها آية تحريم الخمر كماروت العامة أن عبدالرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا لجماعة من الصحابة قبل نزول تحريم الخمر فأكلوا وشربوا فلما ثملوا دخل وقت المغرب فقدموا أحدهم ليصلي‌ بهم فقرأ أعبد ماتعبدون وأنتم عابدون ماأعبد فنزلت الآية فكانوا لايشربون الخمر في أوقات الصلاة فإذاصلوا العشاء شربوا فلايصبحون إلا و قدذهب عنهم السكر وسيأتي‌ عن العياشي‌ تفسيره بسكر الخمر و قدمر تأويله بسكر النوم والجمع بالتعميم أولي . وربما يجمع بينهما بأنه لماكانت الحكمة يقتضي‌ تحريم الخمر متدرجا و كان قوم من المسلمين يصلون سكاري منها قبل استقرار تحريمها نزلت هذه الآية وخوطبوا بمثل هذاالخطاب ثم لماثبت تحريمها واستقر وصاروا ممن لاينبغي‌ أن يخاطبوا بمثله لأن المؤمنين لايسكرون من الشراب بعد أن حرم عليهم جاز أن يقال الآية منسوخة بتحريم الخمر بمعني عدم حسن خطابهم بمثله بعد ذلك لابمعني جواز الصلاة مع السكر ثم لماعم الحكم سائر مايمنع من حضور القلب جاز أن يفسر بسكر النوم ونحوه تارة و أن يعمم الحكم أخري فلاتنافي‌ بين الروايات .


صفحه : 271

ثم إن المخاطب بذلك المكلف به المؤمنون العاقلون إلي أن يذهب عقلهم فيجب عليهم مايأمنون معه من فعل الصلاة حال السكر. والحاصل أن المراد نهيهم عن أن يكونوا في وقت الاشتغال بالصلاة سكاري بأن لايشربوا في وقت يؤدي‌ إلي تلبسهم بالصلاة حال سكرهم و ليس الخطاب متوجها إليهم حال سكرهم إذ السكران غيرمتأهل لهذا الخطاب . أو يكون جنبا إلا أن يكونوا مسافرين غيرواجدين للماء فإنه يجوز لهم دخول الصلاة بالتيمم مع أنه لايرفع به حدثهم فقد دخلوا في الصلاة مع الجنابة. وثانيهما أن المراد بالصلاة هنا مواضعها تسمية للمحل باسم الحال أو علي حذف المضاف والمعني لاتقربوا المساجد في حالتين إحداهما حالة السكر فإن الأغلب أن ألذي يأتي‌ المسجد إنما يأتيه للصلاة وهي‌ مشتملة علي أذكار وأقوال يمنع السكر من الإتيان بها علي وجهها والحالة الثانية حالة الجنابة إلااجتيازا كمامر تفصيله . وقيل وجه ثالث و هو أن يكون الصلاة في قوله سبحانه لا تَقرَبُوا الصّلاةَ علي معناها الحقيقي‌ ويراد بها عند قوله تعالي وَ لا جُنُباًمواضعها علي طريقة الاستخدام و علي التقادير يدل علي المنع من إيقاع مايوجب كون الصلاة حالة السكر و إن كان في الأول والثالث أظهر فيشتمل من لم يشرب إذاعلم أن بعدالشرب تقع صلاته مع السكر أوشرب وعلم أنه إذادخل في الصلاة يقع بعضها علي السكر. و أماسكر النوم فإن بلغ إلي حد لايعقل شيئا أصلا ويبطل سمعه فدخوله في الصلاة مع تلك الحالة يكون حراما و لوعلم أنه لايعقل عقلا كاملا و لا يكون قلبه حاضرا متنبها لمايقوله ويأتي‌ به كما هوظاهر الأخبار فالنهي‌ علي التنزيه و لوقيل بالتعميم كان محمولا علي المنع المطلق أعم من التحريم والتنزيه كما هومقتضي الجمع بين الأخبار و لو كان في أول الوقت نومان و إذادخل في الصلاة لا يكون له حضور القلب فيها و إذانام ليذهب عنه تلك الحالة يخرج وقت الفضيلة فأيهما أفضل الترجيح بينهما لايخلو من إشكال واختار بعض المتأخرين ترجيح


صفحه : 272

حضور القلب فإنه روح العبادة و لايخلو من قوة و حتي في قوله سبحانه حَتّي تَعلَمُوايحتمل أن يكون تعليلية كما في أسلمت حتي أدخل الجنة و أن يكون بمعني إلي أن كما في أسير حتي تغيب الشمس . واستدل به علي بطلان صلاة السكران لاقتضاء النهي‌ في العبادة الفساد علي بعض الوجوه و علي منع السكران من دخول المسجد و في قوله جل شأنه حَتّي تَعلَمُوا ما تَقُولُونَإشعار بأنه ينبغي‌ للمصلي‌ أن يعلم مايقوله في الصلاة ويلاحظ معاني‌ مايقرؤه ويأتي‌ به من الأدعية والأذكار كمادل عليه مامر من الأخبار. قوله سبحانه وَ إِذا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍ فَحَيّوا أي بنوع من أنواع التحايا والتحية مشتقة من الحياة لأن المسلم إذا قال سلام عليكم فقد دعا للمخاطب


صفحه : 273

بالسلامة من كل مكروه والموت من أشد المكاره علي أن كل مكروه منغص للحياة مكدر لها. ولنقدم مباحث ليظهر ما هوالمقصود من نقل الآية الأول اختلف في التحية فقيل هي‌ السلام لأنه تحية الإسلام و هوالظاهر من كلام أكثر اللغويين والمفسرين قال في القاموس التحية السلام و قال البيضاوي‌ الجمهور علي أنه السلام وقيل تشمل كل دعاء وتحية من القول قال في المغرب حياه بمعني أحياه تحية كبقاه بمعني أبقاه تبقية هذاأصلها ثم سمي‌ مايحيا به من سلام ونحوه تحية وقيل يشمل كل بر من الفعل والقول كمايظهر من علي بن ابراهيم في تفسيره حيث قال السلام وغيره من البر و إن احتمل أن يكون مراده البر من القول وقيل المراد بالتحية العطية وأوجب الثواب أوالرد علي المتهب ذكره في الكشاف و هوضعيف بل الظاهر أن المراد به السلام أويشمله وغيره من التحية والإكرام كماتدل عليه الأخبار عن الأئمة الكرام ع . فَقَد روُيِ‌َ فِي الخِصَالِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُم قُولُوا يَرحَمُكُمُ اللّهُ وَ يَقُولُ هُوَ يَغفِرُ اللّهُ لَكُم وَ يَرحَمُكُم قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ إِذا حُيّيتُمالآيَةَ

وَ فِي مَنَاقِبِ ابنِ شَهرَآشُوبَ جَاءَت جَارِيَةٌ لِلحَسَنِ ع بِطَاقِ رَيحَانٍ فَقَالَ لَهَا أَنتَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَدّبَنَا اللّهُ تَعَالَي فَقَالَإِذا حُيّيتُمالآيَةَ وَ كَانَ أَحسَنُ مِنهَا إِعتَاقَهَا

وَ فِي الكاَفيِ‌ فِي الصّحِيحِ عَنِ الصّادِقِ ع رَدّ جَوَابِ الكِتَابِ وَاجِبٌ كَوُجُوبِ رَدّ السّلَامِ

. و قدمرت الأخبار في ذلك في محله .


صفحه : 274

و قال في مجمع البيان التحية السلام يقال حيا تحية إذاسلم و قال في تفسير الآية أمر الله المسلمين برد السلام علي المسلم بأحسن مما سلم إن كان مؤمنا و إلافليقل وعليكم لايزيد علي ذلك فقوله بِأَحسَنَ مِنهاللمسلمين خاصة و قوله أَو رُدّوهالأهل الكتاب عن ابن عباس فإذا قال المسلم السلام عليكم فقلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقد حييته بأحسن منها و هذامنتهي السلام وقيل قوله أَو رُدّوهاللمسلمين أيضا قالوا إذاسلم عليك رد عليه بأحسن مما سلم عليك أوبمثل ما قال .

وَ هَذَا أَقوَي لِمَا روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّ ع قَالَ إِذَا سَلّمَ عَلَيكُم أَهلُ الكِتَابِ فَقُولُوا وَ عَلَيكُم

وَ ذَكَرَ الحَسَنُ أَنّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ فَقَالَ النّبِيّص وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ فَجَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ فَقَالَص وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَجَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ النّبِيّص وَ عَلَيكَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ زِدتَ لِلأَوّلِ وَ الثاّنيِ‌ فِي التّحِيّةِ وَ لَم تَزِد لِلثّالِثِ فَقَالَ إِنّهُ لَم يَبقَ لِي مِنَ التّحِيّةِ شَيئاً فَرَدَدتُ عَلَيهِ مِثلَهُ

.انتهي وبالجملة لاإشكال في شمول الآية للسلام ووجوب رده و أماسائر التحيات من الأقوال والأفعال فشمول الآية لها مشكل والأحوط ردها في غيرالصلاة و أما فيهافسيأتي‌ القول فيه .الثاني‌ قال بعض الأصحاب لو قال السلام عليك أوعليكم السلام بتقديم الظرف فهو صحيح يوجب الرد و قال في التذكرة لو قال عليكم السلام لم يكن مسلما إنما هي‌ صيغة جواب .

وَ يُنَاسِبُهُ مَا رَوَي العَامّةُ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لِمَن قَالَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَا تَقُل عَلَيكَ السّلَامُ فَإِنّ عَلَيكَ السّلَامُ تَحِيّةَ المَوتَي إِذَا سَلّمتَ فَقُل سَلَامٌ عَلَيكَ فَيَقُولُ الرّادّ عَلَيكَ السّلَامُ

. وكذا اختلفوا في سلام وسلاما و السلام وسلامي‌ عليك وسلام الله عليك


صفحه : 275

وظاهر ابن إدريس عدم وجوب الرد في أمثالها و لايبعد القول بالوجوب لعموم الآية والخبر المتقدم عامي‌ مع أنها ليس بصريح في عدم الرد بل قدروي‌ أنه ص رد عليه السلام بعد ذلك .الثالث هل يتعين في غيرالصلاة رده بعليكم السلام بتقديم عليكم ظاهر التذكرة ذلك حيث قال وصيغة الجواب وعليكم السلام و لو قال وعليك السلام للواحد جاز و لوترك العطف و قال عليكم السلام فهو جواب خلافا لبعض الشافعية فلو تلاقي اثنان فسلم كل واحد منهما علي الآخر وجب علي كل واحد منهما جواب الآخر و لايحصل الجواب بالسلام انتهي . والمستفاد من كلام ابن إدريس خلافه ولعله أقوي لما في حسنة ابراهيم بن هاشم فإذاسلم عليكم مسلم فقولوا سلام عليكم فإذاسلم عليكم كافر فقولوا عليك .الرابع ظاهر أكثر الأصحاب عدم وجوب الرد بالأحسن لظاهر الآية والأخبار المعتبرة و لاعبرة بما يوهمه بعض الأخبار العامية من وجوب الرد بالأحسن إذا كان المسلم مؤمنا.الخامس الرد واجب كفاية لاعينا وحكي‌ عليه في التذكرة الإجماع و قدمرت الأخبار في ذلك وعموم الآية مخصص بالأخبار المؤيدة بالإجماع ثم الظاهر أنه إنما يسقط برد من كان داخلا في السلام عليهم فلايسقط برد من لم يكن داخلا فيهم وهل يسقط برد الصبي‌ المميز فيه إشكال والأحوط بل الأقوي عدم الاكتفاء


صفحه : 276

و لو كان المسلم صبيا مميزا ففي‌ وجوب الرد عليه وجهان أظهرهما ذلك لعموم الآية.السادس المشهور أن وجوب الرد فوري‌ لأنه المتبادر من الرد في مثل هذاالمقام وللفاء الدالة علي التعقيب بلا مهلة وربما يمنع ذلك في الجزائية والتارك له فورا يأثم وقيل يبقي في ذمته مثل سائر الحقوق و فيه نظر.السابع صرح جماعة من الأصحاب بوجوب الإسماع تحقيقا أوتقديرا و لم أجد أحدا صرح بخلافه في غيرحال الصلاة و قال في التذكرة و لوناداه من وراء ستر أوحائط و قال السلام عليكم يافلان أوكتب كتابا وسلم عليه فيه أوأرسل رسولا فقال سلم علي فلان فبلغه الكتاب والرسالة قال بعض الشافعية يجب عليه الجواب لأن تحية الغائب إنما تكون بالمناداة أوالكتاب أوالرسالة و قد قال تعالي وَ إِذا حُيّيتُم بِتَحِيّةٍالآية والوجه أنه إن سمع النداء وجب الجواب و إلا فلا و قال ره و مايعتاده الناس من السلام عندالقيام ومفارقة الجماعة دعاء لاتحية يستحب الجواب عنه و لايجب انتهي و ماذكره في المقام الأول موجه و في الثاني‌ الأحوط بل الأظهر وجوب الجواب لعموم الآية.الثامن قيل يحرم سلام المرأة علي الأجنبي‌ لأن إسماع صوتها حرام و إن صوتها عورة وتوقف فيه بعض المتأخرين و هو في محله إذ الظاهر من كثير من الأخبار عدم كون صوتها عورة كماسيأتي‌ في محله نعم يفهم من بعض الأخبار كراهة السلام علي الشابة منهن حذرا من الريبة والشهوة. و علي المشهور من التحريم هل يجب علي الأجنبي‌ الرد عليها يحتمل ذلك لعموم الدليل والعدم لكون المتبادر التحية المشروعة و هومختار التذكرة حيث قال لوسلم رجل علي امرأة أوبالعكس فإن كان بينهما زوجية أومحرمية أوكانت عجوزة خارجة عن مظنة الفتنة ثبت استحقاق الجواب و إلا فلا و في وجوب الرد عليها لوسلم عليها أجنبي‌ وجهان فيحتمل الوجوب نظرا إلي عموم الآية فيجوز اختصاص تحريم الإسماع بغيره ويحتمل العدم كمااختاره العلامة ويحتمل وجوب الرد خفيا كماقيل .


صفحه : 277

التاسع قال في التذكرة و لايسلم علي أهل الذمة ابتداء و لوسلم عليه ذمي‌ أو من لم يعرفه فبان ذميا رد بغير السلام بأن يقول هداك الله أوأنعم الله صباحك أوأطال الله بقاءك و لورد بالسلام لم يزد في الجواب علي قوله وعليك انتهي . و قدمرت الأخبار الدالة علي المنع من ابتدائهم بالسلام و علي الرد عليهم بعليك أوعليكم وهل الاقتصار علي ماذكر علي الوجوب حتي لايجوز المثل أو علي الاستحباب فيه تردد و أما ماذكره رحمه الله من الرد بغير السلام فلم أره في الأخبار وهل يجب عليهم الرد فيه إشكال ولعل العدم أقوي و إن كان الرد أحوط.العاشر قالوا يكره أن يخص طائفة من الجمع بالسلام ويستحب أن يسلم الراكب علي الماشي‌ والقائم علي الجالس والطائفة القليلة علي الكثيرة والصغير علي الكبير وأصحاب الخيل علي أصحاب البغال وهما علي أصحاب الحمير و قدمر جميع ذلك وإنما ذكرناها هنا استطرادا.الحادي‌ عشر إذاسلم عليه و هو في الصلاة وجب عليه الرد لفظا والظاهر أنه لاخلاف فيه بين الأصحاب ونسبه في التذكرة إلي علمائنا و قال في المنتهي ويجوز له أن يرد السلام إذاسلم عليه نطقا ذهب إليه علماؤنا أجمع ولعله أراد بالجواز نفي‌ التحريم ردا لقول بعض العامة قال في الذكري وظاهر الأصحاب مجرد الجواز للخبرين والظاهر أنهم أرادوا به شرعيته ويبقي الوجوب معلوما من القواعد الشرعية. قال وبالغ بعض الأصحاب في ذلك فقال يبطل الصلاة إذااشتغل بالأذكار و لمايرد السلام و هو من مشرب اجتماع الأمر والنهي‌ في الصلاة والأصح عدم البطلان بترك رده انتهي ويدل علي وجوب رد السلام في حال الصلاة الآية لعمومها ويدل علي شرعيته في الصلاة روايات كثيرة سيأتي‌ بعضها وكثير منها بلفظ الأمر الدال علي الوجوب علي المشهور.الثاني‌ عشر المشهور بين الأصحاب أنه إذاسلم عليه في الصلاة بقوله سلام عليكم يجب أن يكون الجواب مثله و لايجوز الجواب بعليكم السلام ونسبه


صفحه : 278

المرتضي إلي الشيعة و قال المحقق هومذهب الأصحاب قاله الشيخ و هوحسن و لم يخالف في ذلك ظاهرا إلا ابن إدريس حيث قال في السرائر إذا كان المسلم عليه قال له سلام عليكم أو السلام عليكم أوسلام عليك أوعليكم السلام فله أن يرد بأي‌ هذه الألفاظ كان لأنه رد سلام مأمور به قال فإن سلم بغير مابيناه فلايجوز للمصلي‌ الرد عليه انتهي واتباع المشهور أولي . و لو غيرعليكم بعليك ففي‌ حصول الرد به تردد و لوأضاف في الجواب إلي عليكم السلام مايوجب كونه أحسن ففي‌ حصول القربة به تردد ورجح بعض المحققين ذلك نظرا إلي الولاية. و لو قال المسلم عليكم السلام فظاهر المحقق عدم جواز إجابته إلا إذاقصد الدعاء و كان مستحقا له وتردد فيه العلامة في المنتهي و علي تقدير الجواز هل يجب فيه أيضا تردد للشك في دخوله تحت المراد في الآية ولعل الوجوب أقوي و علي تقديره هل يتعين سلام عليكم أويجوز الجواب بالمثل نقل ابن إدريس الأول عن بعض الأصحاب واختار الثاني‌ واستشكله العلامة في التذكرة والنهاية كماسيأتي‌ و لايبعد كون الجواب بالمثل أولي نظرا إلي الآية وصحيحة محمد بن مسلم الدالة علي الجواب بالمثل وكذا صحيحة منصور بن حازم و إن عارضهما بعض الأخبار و لايبعد القول بالتخيير أيضا.الثالث عشر لوسلم عليه بغير ماذكر من الألفاظ فعند ابن إدريس والمحقق لايجب إجابته و قال المحقق نعم لودعا له و كان مستحقا وقصد الدعاء لارد السلام لاأمنع منه و قال العلامة في التذكرة لوسلم بقوله سلام عليكم رد مثله و لا يقول وعليك السلام لأنه عكس القرآن وَ لِقَولِ الصّادِقِ ع وَ قَد سَأَلَهُ عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَنِ


صفحه : 279

الرّجُلِ يُسَلّمُ عَلَيهِ فِي الصّلَاةِ يَقُولُ سَلَامٌ عَلَيكُم وَ لَا يَقُولُ وَ عَلَيكُمُ السّلَامُ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ قَائِماً يصُلَيّ‌ فَمَرّ بِهِ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَرَدّ النّبِيّص هَكَذَا

و لوسلم عليه بغير اللفظ المذكور فإن سمي‌ تحية فالوجه جواز الرد به وبقوله سلام عليكم لعموم الآية و لو لم يسم تحية جاز إجابته بالدعاء له إذا كان مستحقا له وقصد الدعاء لارد السلام . و لوسلم عليه بقوله عليك السلام ففي‌ جواز إجابته بالصورة إشكال من النهي‌ و من جواز رد مثل التحية انتهي ونحوه قال في النهاية وأوجب الرد في المختلف و قال في المنتهي لوحياه بغير السلام فعندي‌ فيه تردد أقربه جواز رده لعموم الآية انتهي والمسألة في غاية الإشكال و إن كان جواز الرد بقصد الدعاء لايخلو من قوة و في التحية بالألفاظ الفارسية أشد إشكالا وكذا التحيات الملحونة كقولهم سام إليك وأمثاله و لوأجاب في الأول بالتحية العربية و في الثاني‌ بالسلام الصحيح بقصد الدعاء فيهما لم أبعد جوازه و إن كان الأحوط إعادة الصلاة لووقع ذلك سواء أجاب أم لا.الرابع عشر يجب إسماعه تحقيقا أوتقديرا علي المشهور بين الأصحاب وظاهر اختيار المحقق في المعتبر خلافه والأول أقوي والأخبار الدالة علي خلافه لعلها محمولة علي التقية إذ المشهور بين العامة عدم وجوب الرد مطلقا و قال في التذكرة لواتقي رد فيما بينه و بين نفسه تحصيلا لثواب الرد وتخليصا من الضرر. و قال في الذكري يجب إسماعه تحقيقا أوتقديرا كما في سائر الموارد

وَ قَد رَوَي مَنصُورُ بنُ حَازِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع يَرُدّ عَلَيهِ رَدّاً خَفِيّاً

وَ رَوَي عَمّارٌ عَنهُ ع رُدّ عَلَيهِ فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ نَفَسِكَ وَ لَا تَرفَع صَوتَكَ

وهما مشعران بعدم اشتراط إسماع المسلم والأقرب اشتراط إسماعه لتحصيل قضاء حقه من السلام و لاتكفي‌ الإشارة بالرد عن السلام لفظا ردا علي الشافعي‌ و لو كان في موضع تقية رد


صفحه : 280

خفيا وأشار و عليه تحمل الروايتان السابقتان .الخامس عشر لوقام غيره بالواجب من الرد فهل يجوز للمصلي‌ الرد أم لاقيل نعم لإطلاق الأمر وقيل لالحصول الامتثال فيسقط الوجوب و لادليل علي الاستحباب وكذا الجواز إلا أن يقصد به الدعاء و كان مستحقا له فحينئذ لايبعد الجواز كمااختاره بعض المتأخرين ويظهر من المحقق فيما اختاره في المسألة المتقدمة.السادس عشر لوترك المصلي‌ الرد واشتغل بإتمام الصلاة يأثم وهل تبطل الصلاة قيل نعم للنهي‌ المقتضي‌ للفساد وقيل إن أتي بشي‌ء من الأذكار في زمان الرد بطلت وقيل إن أتي بشي‌ء من القراءة أوالأذكار في زمان وجوب الرد فلايعتد بهابناء علي أن الأمر بالشي‌ء يستلزم النهي‌ عن ضده والنهي‌ عن العبادة يستلزم الفساد لكن لايستلزم بطلان الصلاة إذ لادليل علي أن الكلام ألذي يكون من قبيل الذكر والدعاء والقرآن يبطل الصلاة إن كان حراما. فإن استمر علي ترك الرد وقلنا ببقائه في ذمته يلزم بطلان الصلاة لأنه لم يتدارك القراءة والذكر علي وجه صحيح والحق أن الحكم بالبطلان موقوف علي مقدمات أكثرها بل كلها في محل المنع لكن الاحتياط يقتضي‌ إعادة مثل تلك الصلاة. ثم الظاهر أن الفورية المعتبرة في رد السلام إنما هوتعجيله بحيث لايعد تاركا له عرفا و علي هذا لايضر إتمام كلمة أوكلام لووقع السلام في أثنائهما.السابع عشر ذكر جماعة من الأصحاب منهم العلامة والشهيدان أنه لايكره التسليم علي المصلي‌ والأخبار في ذلك مختلفة كماسيأتي‌ بعضها ولعل أخبار المنع محمولة علي التقية وسيأتي‌ تمام القول فيها وإنما أطنبنا الكلام في هذه لكثرة الجدوي وعموم البلوي بها و الله يعلم حقائق الأحكام وحججه الكرام . قوله تعالي الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ قدمر تفسير الآية مفصلا في أبواب النصوص علي أمير المؤمنين ع وبيان أنها نزلت فيه ع عندالتصدق بخاتمه في الركوع بالأخبار المتواترة من طرق الخاصة والعامة فيدل علي


صفحه : 281

أن الفعل القليل لايبطل الصلاة و أن نية التصدق والزكاة لاتحتاج إلي اللفظ وأنها في الصلاة جائزة لاتنافي‌ التوجه إلي الصلاة واستدامة نيتها و أنه تصح نية الزكاة كذلك احتسابا علي الفقير وصحة نية الصوم في الصلاة وكذا نية الوقوف بالعرفة وبالمشعر فيها هذا ماذكره الأصحاب ويناسب هذاالمقام . وأقول تدل علي أن التوجه إلي قربة أخري غيرالصلاة لاينافي‌ كمال الصلاة وحضور القلب المطلوب فيها

1- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فِي الصّفّ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَتَقَدّمَ إِلَي الثاّنيِ‌ أَوِ الثّالِثِ أَو يَتَأَخّرَ وَرَاءَهُ فِي جَانِبِ الصّفّ الآخَرِ قَالَ إِذَا رَأَي خَلَلًا فَلَا بَأسَ

بيان حمل علي عدم الاستدبار ويدل علي أن المشي‌ بأقدام كثيرة ليس من الفعل الكثير المبطل للصلاة كماسيأتي‌ تحقيقه

2- المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ،فِيمَا رَوَاهُ شَدّادُ بنُ الهَادِ قَالَ سَجَدَ رَسُولُ اللّهِص سَجدَةً أَطَالَ فِيهَا فَقَالَ النّاسُ عِندَ انقِضَاءِ الصّلَاةِ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ سَجَدتَ بَينَ ظهَراَنيَ‌ صَلَاتِكَ أَطَلتَهَا حَتّي ظَنَنّا أَنّهُ قَد حَدَثَ أَمرٌ أَو أَنّهُ أَتَاكَ الوحَي‌ُ فَقَالَ ع كُلّ ذَلِكَ لَم يَكُن وَ لَكِنّ ابنيِ‌ هَذَا ارتحَلَنَيِ‌ فَكَرِهتُ أَن أُعَجّلَهُ حَتّي يقَضيِ‌َ حَاجَتَهُ فَكَانَ الحَسَنُ أَوِ الحُسَينُ ع قَد جَاءَ وَ النّبِيّص فِي سَجدَتِهِ فَامتَطَي ظَهرَهُ

قال السيد هذاالحديث مشهور و هوحجة لمن يجوز انتظار الإمام بركوعه إذاسمع خفق النعال حتي يدخل الواردون معه في الصلاة وانتظاره ص ابنه حتي يقضي‌ منه حاجته يدل علي أن من فعل هذاالفعل وأشباهه لايخرج به من الصلاة. و قوله ع ارتحلني‌ استعارة والمراد أنه جعل ظهره كالراحلة له والمطية التي‌ تحمله

3-السّرَائِرُ،نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَسَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ الرّجُلِ يَمسَحُ


صفحه : 282

جَبهَتَهُ مِنَ التّرَابِ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ قَبلَ أَن يُسَلّمَ قَالَ لَا بَأسَ

4- قُربُ الإِسنَادِ، وَ كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِمَا عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فَيَعلَمُ أَنّ رِيحاً قَد خَرَجَت مِنهُ وَ لَا يَجِدُ رِيحاً وَ لَا يَسمَعُ صَوتاً قَالَ يُعِيدُ الوُضُوءَ وَ الصّلَاةَ وَ لَا يَعتَدّ بشِيَ‌ءٍ مِمّا صَلّي إِذَا عَلِمَ ذَلِكَ يَقِيناً

بيان اعلم أن الحدث الواقع في أثناء الصلاة إما أن يكون عمدا أوسهوا أوسبقه الحدث من غيراختيار ففي‌ العمد نقل جماعة من الأصحاب الاتفاق علي كونه مبطلا للصلاة و إن أوهم كلام الصدوق و ابن أبي عقيل خلافه و في السهو أيضا المشهور البطلان بل ادعي عليه في التذكرة الإجماع لكن المحقق في الشرائع وجماعة نقلوا الخلاف في السهو بأنه يتطهر ويبني‌ ومنهم من خص بالمتيمم المحدث ناسيا في أثناء الصلاة و قدمضي الكلام فيه . و أما إذاسبقه الحدث بغير اختياره فالمشهور أيضا الإبطال وحكي‌ عن المرتضي والشيخ أنه يتطهر ويبني‌ علي صلاته وذهب الصدوق إلي أنه إن أحدث بعدرفع الرأس من السجدة الأخيرة يبني‌ ويتم ويشمل ظاهر كلامه العمد أيضا و لايخلو من قوة و هذاالخبر يدل علي المشهور في الجميع في الجملة والاحتياط في الجميع ظاهر متبع

5-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَقطَعُ الصّلَاةَ التّبَسّمُ وَ يَقطَعُهَا


صفحه : 283

القَهقَهَةُ

وَ قَالَ ع إِذَا غَلَبَتكَ عَينُكَ وَ أَنتَ فِي الصّلَاةِ فَاقطَعِ الصّلَاةَ وَ نَم فَإِنّكَ لَا تدَريِ‌ تَدعُو لَكَ أَو عَلَي نَفسِكَ

وَ قَالَ ع الِالتِفَاتُ الفَاحِشُ يَقطَعُ الصّلَاةَ وَ ينَبغَيِ‌ لِمَن يَفعَلُ ذَلِكَ أَن يَبدَأَ الصّلَاةَ بِالأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ وَ التّكبِيرِ

وَ قَالَ ع إِذَا أَصَابَ أَحَدُكُم دَابّةً وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ فَليَدفِنهَا وَ يَتفُلُ عَلَيهَا أَو يُصَيّرُهَا فِي ثَوبِهِ حَتّي يَنصَرِفَ

بيان الخبر مشتمل علي أحكام الأول عدم قطع الصلاة بالتبسم و لاخلاف فيه بين الأصحاب ونقل الإجماع عليه جماعة من الأصحاب ويدل عليه أخبار كثيرة نعم عده بعضهم من مكروهات الصلاة.الثاني‌ القطع بالقهقهة و هوأيضا إجماعي‌ علي مانقله الفاضلان وغيرهما ويدل عليه الأخبار المستفيضة وفسر الشهيدان وجماعة القهقهة بالضحك المشتمل علي الصوت لوقوعها في الأخبار في مقابل التبسم ومنهم من فسرها بمطلق الضحك ظنا منهم أن التبسم ليس بداخل فيه ويظهر من بعض الأخبار وكلام بعض أهل اللغة كونه من أفراد الضحك و أماالمفهوم من كلام أهل اللغة في تفسير القهقهة ففي‌ القاموس هي‌ الترجيع في الضحك أوشدة الضحك و في الصحاح القهقهة في الضحك معروف و هو أن يقول قه قه انتهي . و قال الشهيد الثاني‌ ره في الروضة هي‌ الضحك المشتمل علي الصوت و إن لم يكن فيه ترجيع و لاشدة و هومشكل لكونه مخالفا لكلام أهل اللغة والتعويل علي محض المقابلة الموهمة للحصر الواقعة في الخبر في إثبات ذلك غيرموجه والأحوط


صفحه : 284

في عادمة الوضعين الترك والإتمام والإعادة مع الفعل ثم إن النصوص يشتمل السهو أيضا لكن نقل العلامة في التذكرة والشهيد في الذكري الإجماع علي عدم الإبطال به و لووقعت علي وجه لايمكن دفعه لمقابلة لاعب ونحوه فاستقرب الشهيد في الذكري البطلان و إن لم يأثم لعموم الخبر و هومتجه بل يظهر من التذكرة أنه متفق عليه بين الأصحاب .الثالث جواز قطع الصلاة لغلبة النوم فلو كانت الغلبة علي وجه لايمكنه إتمام الصلاة والإتيان بأفعالها أصلا فلاريب في جوازه و لو لم تبلغ هذاالحد لكن لايمكنه حضور القلب في الصلاة فقطع الصلاة به علي طريقة الأصحاب مشكل لحكمهم بحرمة قطع الصلاة اختيارا إلا ماثبت بدليل و لم يعد الأكثر هذه ونحوه منه لكن دلائلهم علي أصل الحكم مدخولة و علي تقدير ثبوته أمثال تلك الأخبار لعلها كافية في التخصيص . وقسم الشهيد في الذكري قطع الصلاة إلي الأقسام الخمسة فقال قديحرم و هوالقطع بدون الضرورة و قديجب كما في حفظ الصبي‌ والمال المحترم عن التلف وإنقاذ الغريق والمحترق حيث يتعين عليه بأن لم يكن من يحصل به الكفاية أو كان وعلم أنه لايفعل فإن استمر حينئذ بطلت صلاته بناء علي أن الأمر بالشي‌ء يستلزم النهي‌ عن ضده والنهي‌ في العبادة يستلزم الفساد و قديستحب كالقطع لاستدراك الأذان والإقامة وقراءة الجمعة والمنافقين في الظهر والجمعة والائتمام بإمام العصر و قديباح كما في قتل الحية التي‌ لايغلب علي الظن أذاها وإحراز المال ألذي لايضر فوته و قديكره كإحراز المال اليسير ألذي لايبالي‌ بفواته واحتمل التحريم حينئذ وتبعه الشهيد الثاني‌ قدس سره وقيد المال ألذي لايضر فوته باليسير. وبالجملة رد الأخبار الدالة علي قطع الصلاة لاستدراك بعض المندوبات والفضائل لايتجه طرحها لتلك القاعدة التي‌ لم تثبت كليتها وسينفعك ذلك في كثير من الأخبار الآتية.الرابع أن الالتفات الفاحش يقطع الصلاة و قدمر تفسير الفاحش والاختلاف


صفحه : 285

فيه في باب القبلة.الخامس أنه إذابطلت الصلاة ووجبت إعادتها يستحب إعادة الأذان والإقامة والتكبيرات الافتتاحية ويدل علي ماسوي الأذان غيره والأفضل إعادتها جميعا.السادس تجويز دفن الدابة والتفل عليها أوشدها في ثوبه وعدم تجويز قتلها و هو علي الكراهة لماسيأتي‌ من تجويز القتل أيضا

6- المُعتَبَرُ، وَ المُنتَهَي،نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ عَمّاراً سَلّمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَرَدّ عَلَيهِ

7- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن غِيَاثٍ عَن جَعفَرٍ ع فِي رَجُلٍ عَطَسَ فِي الصّلَاةِ فَسَمّتَهُ رَجُلٌ قَالَ فَسَدَت صَلَاةُ ذَلِكَ الرّجُلِ

بيان قال ابن إدريس عندإيراد الخبر التسميت الدعاء للعاطس بالسين والشين معا و ليس علي فسادها دليل لأن الدعاء لايقطع الصلاة انتهي و قال الجوهري‌ التسميت ذكر اسم الله علي الشي‌ء وتسميت العاطس أن يقول له يرحمك الله بالسين والشين جميعا قال ثعلب الاختيار بالسين لأنه مأخوذ من السمت و هوالقصد والحجة و قال أبوعبيد الشين أعلي في كلامهم وأكثر و قال أيضا تشميت العاطس دعاء له و كل داع لأحد بخير فهو مشمت ومسمت و في النهاية التسميت بالسين والشين الدعاء بالخير والبركة والمعجمة أعلاهما انتهي .أقول فظهر أن المراد به مطلق الدعاء للعاطس بأن يقول يرحمك الله ويغفر الله لك و ماأشبهه وجوازه بل استحبابه مشهور بين الأصحاب وتردد فيه


صفحه : 286

المحقق في المعتبر ثم قال والجواز أشبه بالمذهب و هوأظهر لعموم تجويز الدعاء وعموم استحباب الدعاء للمؤمنين وعموم الأخبار الدالة علي أن من حق المؤمن علي المؤمن التسميت له إذاعطس ولعل هذاالخبر محمول علي التقية لأنه نسب إلي الشافعي‌ وبعض العامة القول بالتحريم ويؤيده أن الراوي‌ للخبر عامي‌ وظاهر المنتهي اشتراط كون العاطس مؤمنا و هوأحوط و إن ورد بعض الأخبار بلفظ المسلم الشامل للمخالفين أيضا وَ فِي بَعضِ الأَخبَارِ أَنّ الصّادِقَ ع شَمّتَ رَجُلًا نَصرَانِيّاً فَقَالَ لَهُ يَرحَمُكَ اللّهُ

والأحوط ترك ذلك في الصلاة و في التذكرة أن استحباب التسميت علي الكفاية و هوخلاف ظاهر الأخبار وذكر فيه أيضا أنه إنما يستحب إذا قال العاطس الحمد لله و في بعض الأخبار اشتراط أن يصلي‌ العاطس علي النبي وآله وعمم الشهيد الثاني‌ الحكم و لم يشترط شيئا منهما ولعل الشرطين للاستحباب أولتأكده ويستحب للعاطس أن يدعو له بعدالتسميت ويحتمل الوجوب لشمول التحية له علي بعض الوجوه كماعرفت والاحتياط لايترك و قال في المنتهي بعدذكره جواز التسميت قال بعض الجمهور يستحب إخفاؤه و لم يثبت عندي‌

8- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ النّوَادِرِ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ عَن زُرعَةَ عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَأَلتُ عَنِ القَلسِ وَ هيِ‌َ الجُشَاءُ فَيَرتَفِعُ الطّعَامُ مِن جَوفِهِ وَ هُوَ صَائِمٌ مِن غَيرِ أَن يَكُونَ فِيهِ قيَ‌ءٌ أَو هُوَ قَائِمٌ فِي الصّلَاةِ قَالَ لَا يَنقُضُ وُضُوءَهُ وَ لَا يَقطَعُ صَلَاتَهُ وَ لَا يُفَطّرُ صِيَامَهُ

بيان قال في النهاية القلس بالتحريك وقيل بالسكون ماخرج من الجوف مل ء الفم أودونه و ليس بقي‌ء فإن قاء فهو القي‌ء و في القاموس التجشؤ تنفس المعدة والاسم كهمزة وظاهر الأصحاب الاتفاق علي عدم بطلان الصلاة بالقي‌ء والقلس نعم لو كان القي‌ء عمدا واشتمل علي فعل كثير يوجب البطلان عندهم لذلك

9-السّرَائِرُ، مِن كِتَابِ النّوَادِرِ المَذكُورِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ


صفحه : 287

بنِ فَضّالٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ ثَعلَبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ حَالَنَا قَد تَغَيّرَت قَالَ فَادعُ فِي صَلَاتِكَ الفَرِيضَةِ قُلتُ أَ يَجُوزُ فِي الفَرِيضَةِ فأَسُمَيّ‌ حاَجتَيِ‌ لِلدّينِ وَ الدّنيَا قَالَ نَعَم فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد قَنَتَ وَ دَعَا عَلَي قَومٍ بِأَسمَائِهِم وَ أَسمَاءِ آبَائِهِم وَ عَشَائِرِهِم وَ فَعَلَهُ عَلِيّ ع مِن بَعدِهِ

10- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ كُنتُ أَسمَعُ أَبِي يَقُولُ إِذَا دَخَلتَ المَسجِدَ الحَرَامَ وَ القَومُ يُصَلّونَ فَلَا تُسَلّمُ عَلَيهِم وَ سَلّم عَلَي النّبِيّص ثُمّ أَقبِل عَلَي صَلَاتِكَ وَ إِذَا دَخَلتَ عَلَي قَومٍ جُلُوسٍ فَسَلّم عَلَيهِم

وَ مِنهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ وَ هُوَ فِي وَقتِ صَلَاةِ الزّوَالِ أَ يَقطَعُهُ بِكَلَامٍ قَالَ لَا بَأسَ

بيان ظاهره جواز قطع النافلة بالكلام ويمكن حمله علي الضرورة أو علي الكلام بعدالتسليم من كل ركعتين والأخير أظهر

11- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن نَوَادِرِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَخطُو أَمَامَهُ فِي الصّلَاةِ خُطوَتَينِ أَو ثَلَاثَةً قَالَ نَعَم لَا بَأسَ وَ عَنِ الرّجُلِ يُقَرّبُ نَعلَهُ بِيَدِهِ أَو رِجلِهِ فِي الصّلَاةِ قَالَ نَعَم


صفحه : 288

تحقيق أنيق

اعلم أنه حكي الفاضلان وغيرهما الإجماع علي أن الفعل الكثير الخارج من الصلاة مما لم يكن من جنسها عامدا مبطل قال في المنتهي ويجب عليه ترك الفعل الكثير الخارج عن أفعال الصلاة فلو فعله عامدا بطلت صلاته و هوقول أهل العلم كافة لأنه يخرج به عن كونه مصليا والقليل لايبطل الصلاة بالإجماع قال و لم يحد الشارع القلة والكثرة فالمرجع في ذلك إلي العادة و كل ماثبت أن النبي والأئمة ع فعلوه في الصلاة أوأمروا به فهو من القليل كقتل البرغوث والحية والعقرب و كماروي الجمهور عن النبي ص أنه كان يحمل أمامة بنت أبي العاص فكان إذاسجد وضعها فإذاقام رفعها انتهي . وللأصحاب في تحديده اختلاف شديد فمنهم من حدده بما سمي‌ كثيرا عرفا ومنهم من قال مايخرج به فاعله عن كونه مصليا عرفا و في السرائر ماسمي‌ في العادة كثيرا مثل الأكل والشرب واللبس و غير ذلك مما إذافعله الإنسان لايسمي مصليا بل يسمي آكلا وشاربا و لايسمي فاعله في العادة مصليا. و قال العلامة في التذكرة اختلف العلماء في حد الكثرة و ألذي عول عليه علماؤنا البناء علي العادة فما يسمي في العادة كثيرا فهو كثير و إلا فلالأن عادة الشرع رد الناس فيما لم ينص عليه إلي عرفهم و به قال بعض الشافعية. و قال بعضهم القليل ما لايسع زمانه لفعل ركعة من الصلاة والكثير مااتسع و قال بعضهم ما لايحتاج إلي فعل اليدين معا كرفع العمامة وحل الأزرار فهو قليل و مايحتاج إليهما معا كتكوير العمامة وعقد السراويل فهو كثير و قال بعضهم القليل ما لايظن الناظر إلي فاعله أنه ليس في الصلاة والكثير مايظن به الناظر إلي فاعله الإعراض عن الصلاة انتهي .أقول ماذكره إنما يتجه إذاورد هذااللفظ في نص و لم يعلم له حقيقة شرعية


صفحه : 289

والحقيقة اللغوية لم تكن معلومة أو كان معلوما أنه ليس بمراد فيرجع فيه إلي العرف و لم أر هذااللفظ في نص وإنما ذكره القوم وادعوا عليه الإجماع فكل ماثبت تحقق الإجماع فيه يكون مبطلا.نعم ورد في بعض الروايات منافاة بعض الأفعال للصلاة كَمُوَثّقَةِ سَمَاعَةَ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ قَائِماً فِي الصّلَاةِ الفَرِيضَةِ فَيَنسَي كِيسَهُ أَو مَتَاعاً يَتَخَوّفُ ضَيعَتَهُ وَ هَلَاكَهُ قَالَ يَقطَعُ صَلَاتَهُ وَ يُحرِزُ مَتَاعَهُ ثُمّ يَستَقبِلُ الصّلَاةَ قُلتُ فَيَكُونُ فِي الفَرِيضَةِ فَتَغلِبُ عَلَيهِ دَابّةٌ أَو تَفَلّتُ دَابّتُهُ فَيَخَافُ أَن تَذهَبَ أَو يُصِيبَ فِيهَا عَنَتٌ فَقَالَ لَا بَأسَ بِأَن يَقطَعَ صَلَاتَهُ وَ يَتَحَرّزَ وَ يَعُودَ إِلَي صَلَاتِهِ

وَ مُوَثّقَةُ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سَأَلَهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي الصّلَاةِ فَيَرَي حَيّةً بِحِيَالِهِ هَل يَجُوزُ لَهُ أَن يَتَنَاوَلَهَا وَ يَقتُلَهَا قَالَ إِن كَانَ بَينَهَا وَ بَينَهُ خُطوَةٌ وَاحِدَةٌ فَليَخطُ وَ ليَقتُلهَا وَ إِلّا فَلَا

وَ رِوَايَةُ حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كُنتَ فِي صَلَاةِ الفَرِيضَةِ فَرَأَيتَ غُلَاماً لَكَ قَد أَبَقَ أَو غريم [غَرِيماً] لَكَ عَلَيهِ مَالٌ أَو حَيّةً تَتَخَوّفُهَا عَلَي نَفسِكَ فَاقطَعِ الصّلَاةَ وَ اتبَع غُلَامَكَ أَو غَرِيمَكَ وَ اقتُلِ الحَيّةَ

. وبإزائهما روايات كثيرة دالة علي تجويز أفعال كثيرة في الصلاة سيأتي‌ بعضها في هذاالباب كالخروج عن المسجد وإزالة النجاسة والعود إليه والبناء و لاأري معني للخروج عن كونه مصليا عرفا فإن الصلاة إنما تعرف بالشرع لابالعرف فكل ماحكم الشارع بأنه مخرج عن الصلاة فهو ينافيها و إلا فلا. وأيضا المراد بالعرف إن كان عرف العوام فكثير من الأفعال التي‌ وردت الأخبار بجوازها في الصلاة و قال بهاأكثر الأصحاب يعدونها منافية للصلاة ويحكمون بأن فاعلها غيرمصل و إن كان المراد عرف العلماء فحكمهم بذلك من دليل فليرجع إلي دليلهم و لما كان العمدة في هذاالحكم الإجماع فلنذكر ماجوزه بعض الأصحاب من


صفحه : 290

الأعمال ليعلم عدم تحقق الإجماع فيها ثم لنورد الأخبار الواردة في ذلك .فأما أقوال العلماء فقال العلامة الخطوة الواحدة والضربة قليل والثلاث كثيرة و في الفعلين للشافعي‌ وجهان أحدهما أنه كثير لتكرره والأصح خلافه لأن النبي ص خلع نعليه في الصلاة وهما فعلان و في كون الثلاثة كثيرة مبطلة تأمل وذكر أيضا أن الثلاثة المبطلة يراد بهاالخطوات المتباعدة أماالحركات الخفيفة كتحريك الأصابع في مسبحة أوحكة فالأقرب منع الإبطال بهافهي‌ الكثرة بمثابة الفعل القليل ويحتمل الإبطال للكثرة. و قال في المنتهي لابأس أن يعد الرجل عدد ركعاته بأصابعه أوبشي‌ء يكون معه من الحصي وشبهه و عليه علماؤنا أجمع بشرط أن لايتلفظ بل يعقده في ضميره و ليس مكروها و به قال أهل العلم كافة إلا أباحنيفة فإنه كرهه وكذلك الشافعي‌ انتهي . و قال في التذكرة الفعلة الواحدة لاتبطل فإن تفاحشت فإشكال كالوثبة الفاحشة فإنها لإفراطها وبعدها من حال المصلي‌ يوجب البطلان وذكر أيضا أن الكثرة إذاتوالي أبطل أما مع التفرق ففيه إشكال ينشأ من صدق الكثرة عليه وعدمه للتفرق فإن النبي ص كان يضع أمامة ويرفعها و لوخطا خطوة ثم بعدزمان خطوة أخري لم تبطل صلاته و قال بعض الشافعية ينبغي‌ أن يقع بين الأولي والثانية قدر ركعة. ثم إن جماعة من الأصحاب صرحوا بجواز أشياء في الصلاة لم يخالف فيه وحصر ابن حمزة العمل القليل في ثمانية مثل الإيماء وقتل المؤذيات من الحية والعقرب والتصفيق وضرب الحائط تنبيها علي الحاجة و ما لايمكن التحرز منه كازدراد مايخرج من خلل الأسنان وقتل القمل والبرغوث وغسل ماأصاب الثوب من الرعاف ما لم ينحرف عن القبلة أويتكلم وحمد الله تعالي علي العطاس ورد السلام بمثله . وزاد في الذكري عد الركعات والتسبيح بالأصابع والإشارة باليد والتنحنح وضرب المرأة علي فخذها ورمي‌ الغير بحصاة طلبا لإقباله وضم الجارية إليه و


صفحه : 291

إرضاع الصبي‌ حال التشهد ورفع القلنسوة من الأرض ووضعها علي الرأس ولبس العمامة والرداء ومسح الجبهة وستطلع في الأخبار الآتية علي مايجوز فعله في الصلاة من الأفعال الكثيرة وخبر سماعة وحريز يمكن حملهما علي ما إذااحتاج إلي الاستدبار أوالكلام وخبر عمار مع ضعفه يمكن حمله علي الكراهة والاحتياط ترك غير ماورد في الأخبار بل ترك بعض ماورد فيها مع عدم صحة أسانيدها أومعارضتها بأخبار أخري . ثم المشهور أن إبطال الفعل الكثير مخصوص بصورة العمد كماصرح به الأكثر ونسبه في التذكرة إلي علمائنا مؤذنا بدعوي الإجماع ونسبه في الذكري إلي الإجماع و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله لواستلزم الفعل الكثير ناسيا انمحاء صورة الصلاة رأسا توجه البطلان أيضا لكن الأصحاب أطلقوا الحكم بعدم البطلان

12- الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ السكّرّيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا الجوَهرَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ إِذَا أَرَادَتِ المَرأَةُ الحَاجَةَ وَ هيِ‌َ فِي صَلَاتِهَا صَفّقَت بِيَدَيهَا وَ الرّجُلُ يُومِئُ بِرَأسِهِ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ وَ يُشِيرُ بِيَدِهِ وَ يُسَبّحُ

إيضاح قال في الذكري يجوز الإيماء بالرأس والإشارة باليد والتسبيح للرجل والتصفيق للمرأة عندإرادة الحاجة رَوَاهُ الحلَبَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع وَ رَوَي عَنهُ حَنَانُ بنُ سَدِيرٍ أَنّ النّبِيّص أَومَأَ بِرَأسِهِ فِي الصّلَاةِ

وروي عنه عمار التنحنح ليسمع من عنده فيشير إليه والتسبيح للرجل والمرأة وضرب المرأة علي فخذها. و قال في التذكرة يجوز التنبيه علي الحاجة إما بالتصفيق أوبتلاوة القرآن أوبتسبيح أوتهليل ثم قال و لافرق بين الرجل والمرأة في ذلك و به قال مالك


صفحه : 292

وَ قَالَ الشاّفعِيِ‌ّ يُسَبّحُ الرّجُلُ وَ تُصَفّقُ المَرأَةُ لِقَولِهِص إِذَا نَابَكُم شَيءٌ فِي الصّلَاةِ فَالتّسبِيحُ لِلرّجَالِ وَ التّصفِيقُ لِلنّسَاءِ

و لوخالفا فسبحت المرأة وصفق الرجل لم تبطل الصلاة عنده بل خالفا السنة. ثم قال لوصفقت المرأة أو الرجل علي وجه اللعب لاللإعلام بطلت صلاتهما لأن اللعب ينافي‌ الصلاة ويحتمل ذلك مع الكثرة خاصة انتهي واشتهار تخصيص التسبيح بالرجال والتصفيق بالنساء بين المخالفين مما يوهم التقية فيه

وَ رَوَي مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنِ النّبِيّص مَا لِي رَأَيتُكُم أَكثَرتُمُ التّصفِيقَ مَن نَابَهُ شَيءٌ فِي صَلَاتِهِ فَليُسَبّح فَإِنّهُ إِذَا سَبّحَ التَفَتَ إِلَيهِ وَ أَمّا التّصفِيقُ لِلنّسَاءِ

. وفسر بعض العامة التصفيق بأن يضرب بظهور أصابع اليمني صفحة الكف اليسري أوبإصبعين من يمينها علي كفها اليسري لئلا يشبه اللهو و لاوجه له لأن الضرب علي وجه اللهو ممتاز عن الضرب لغيره في الكيفية و لايجوز تخصيص النص من غيرمخصص مع أن منافاة مطلق اللعب للصلاة غيرثابت و قدوردت أخبار في حصر مبطلات الصلاة في أشياء ليس اللعب منها. و قال العلامة رحمه الله أيضا في النهاية إذاصفقت ضربت بطن كفها الأيمن علي ظهر الكف الأيسر أوبطن الأصابع علي ظهر الأصابع الأخري و لاينبغي‌ أن يضرب البطن علي البطن لأنه لعب و لوفعلته علي وجه اللعب بطلت صلاتها مع الكثرة و في القلة إشكال ينشأ من تسويغ القليل و من منافاة اللعب الصلاة انتهي

13- الإِحتِجَاجُ، كَتَبَ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع هَل يَجُوزُ لِلرّجُلِ إِذَا صَلّي الفَرِيضَةَ أَوِ النّافِلَةَ وَ بِيَدِهِ السّبحَةُ أَن يُدِيرَهَا وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ فَأَجَابَ ع يَجُوزُ ذَلِكَ إِذَا خَافَ السّهوَ وَ الغَلَطَ

14-قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ فِي الصّلَاةِ يتَقّيِ‌ بِثَوبِهِ حَرّ الأَرضِ


صفحه : 293

وَ بَردَهَا وَ قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ لَا يَقطَعُ الصّلَاةَ الرّعَافُ وَ لَا القيَ‌ءُ وَ لَا الأَزّ

بيان الرعاف محمول علي ما إذا لم يزد علي الدرهم أويمكنه إزالته بدون الاستدبار والكلام والفعل الكثير أيضا علي طريقة الأصحاب و في القاموس الأز ضربان العرق ووجع في خراج ونحوه و في الصحاح الأزيز صوت الرعد وصوت غليان القدر و قدأزت القدر تؤز أزيزا غلت والأز التهييج والإغراء انتهي والظاهر أن المراد هنا قراقر البطن

15- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ أَعَارَ رَجُلًا ثَوباً فَصَلّي فِيهِ وَ هُوَ لَا يصُلَيّ‌ فِيهِ قَالَ فَلَا يُعلِمُهُ قُلتُ فَإِن أَعلَمَهُ قَالَ يُعِيدُ

بيان الظاهر أن عدم الصلاة لأجل النجاسة لأنه مما يخفي غالبا ويحتمل الأعم و علي التقادير الظاهر أن الإعادة محمول علي الاستحباب كماعرفت

16-قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ رَاكِعاً أَو سَاجِداً فَيَحُكّهُ بَعضُ جَسَدِهِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَرفَعَ يَدَهُ مِن رُكُوعِهِ أَو سُجُودِهِ فَيَحُطّهُ مِمّا حَكّهُ قَالَ لَا بَأسَ إِذَا شَقّ عَلَيهِ أَن يَحُكّهُ وَ الصّبرُ إِلَي أَن يَفرُغَ أَفضَلُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُحَرّكُ بَعضَ أَسنَانِهِ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَنزِعَهَا وَ يَطرَحَهَا قَالَ إِن كَانَ لَا يَجِدُ دَماً فَليَنزِعهُ وَ لِيَرمِ بِهِ وَ إِن كَانَ دمَيِ‌َ


صفحه : 294

فَليَنصَرِف وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ لَهُ الثّؤلُولُ أَوِ الجُرحُ هَل يَصلُحُ لَهُ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ أَن يَقطَعَ رَأسَ الثّؤلُولَ أَو يَنتِفَ بَعضَ لَحمِهِ مِن ذَلِكَ الجُرحِ وَ يَطرَحَهُ قَالَ إِن لَم يَتَخَوّف أَن يَسِيلَ الدّمُ فَلَا بَأسَ وَ إِن تَخَوّفَ أَن يَسِيلَ الدّمُ فَلَا يَفعَل وَ إِن فَعَلَ فَقَد نَقَضَ مِن ذَلِكَ الصّلَاةَ وَ لَا يَنقُضُ الوُضُوءَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي الصّلَاةِ فَرَمَاهُ رَجُلٌ فَشَجّهُ فَسَالَ الدّمُ فَانصَرَفَ فَغَسَلَهُ وَ لَم يَتَكَلّم حَتّي رَجَعَ إِلَي المَسجِدِ هَل يَعتَدّ بِمَا صَلّي أَو يَستَقبِلُ الصّلَاةَ قَالَ يَستَقبِلُ الصّلَاةَ وَ لَا يَعتَدّ بِمَا صَلّي وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ كَانَ فِي صَلَاتِهِ فَرَمَاهُ رَجُلٌ فَشَجّهُ فَسَالَ الدّمُ هَل يَنقُضُ ذَلِكَ وُضُوءَهُ فَقَالَ لَا يَنقُضُ الوُضُوءَ وَ لَكِنّهُ يَقطَعُ الصّلَاةَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَمسَحَ بَعضَ أَسنَانِهِ أَو دَاخِلَ فِيهِ بِثَوبِهِ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ قَالَ إِن كَانَ شَيئاً يُؤذِيهِ أَو يَجِدُ طَعمَهُ فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يشَتكَيِ‌ بَطنَهُ أَو شَيئاً مِن جَسَدِهِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِ أَو يَغمِزَهُ فِي الصّلَاةِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَقرِضُ أَظَافِيرَهُ أَو لِحيَتَهُ بِأَسنَانِهِ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ وَ مَا عَلَيهِ إِن فَعَلَ ذَلِكَ مُتَعَمّداً قَالَ إِن كَانَ نَاسِياً فَلَا بَأسَ وَ إِن كَانَ مُتَعَمّداً فَلَا يَصلُحُ لَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقرِضُ لِحيَتَهُ وَ يَعَضّ عَلَيهَا وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ مَا عَلَيهِ قَالَ ذَلِكَ الوَلَعُ فَلَا يَفعَل وَ إِن فَعَلَ فَلَا شَيءَ عَلَيهِ وَ لَكِن لَا يَتَعَوّدهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَنظُرَ فِي نَقشِ خَاتَمِهِ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ كَأَنّهُ يُرِيدُ قِرَاءَتَهُ أَو فِي مُصحَفٍ أَو فِي كِتَابٍ فِي القِبلَةِ قَالَ ذَلِكَ نَقصٌ فِي الصّلَاةِ وَ لَيسَ يَقطَعُهَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فَيَنظُرُ إِلَي ثَوبِهِ قَدِ انخَرَقَ أَو أَصَابَهُ شَيءٌ


صفحه : 295

هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَنظُرَ فِيهِ أَو يُفَتّشَهُ قَالَ إِن كَانَ فِي مُقَدّمِ ثَوبِهِ أَو جَانِبِهِ فَلَا بَأسَ وَ إِن كَانَ فِي مُؤَخّرِهِ فَلَا يَلتَفِتُ فَإِنّهُ لَا يَصلُحُ لَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَرَي فِي ثَوبِهِ خُرءَ الحَمَامِ أَو غَيرِهِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَحُكّهُ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فَيَستَفتِحُ الرّجُلَ الآيَةَ هَل يَفتَحُ عَلَيهِ وَ هَل يَقطَعُ ذَلِكَ الصّلَاةَ قَالَ لَا يَصلُحُ أَن يَفتَحَ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أللّهُمّ رُدّ إلِيَ‌ّ ماَليِ‌ وَ ولَدَيِ‌ هَل يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ قَالَ لَا يَفعَلُ ذَلِكَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَمسَحُ جَبهَتَهُ مِنَ التّرَابِ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ قَبلَ أَن يُسَلّمَ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ وَ المَرأَةِ يَضَعُ المُصحَفَ أَمَامَهُ يَنظُرُ فِيهِ وَ يَقرَأُ وَ يصُلَيّ‌ قَالَ لَا يَعتَدّ بِتِلكَ الصّلَاةِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ ذَكَرَ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ أَنّهُ لَم يَستَنجِ مِنَ الخَلَاءِ قَالَ يَنصَرِفُ وَ يسَتنَجيِ‌ مِنَ الخَلَاءِ وَ يُعِيدُ الصّلَاةَ وَ إِن ذَكَرَ وَ قَد فَرَغَ أَجزَأَهُ ذَلِكَ وَ لَا إِعَادَةَ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ بَالَ ثُمّ تَمَسّحَ فَأَجَادَ التّمَسّحَ ثُمّ تَوَضّأَ وَ قَامَ فَصَلّي قَالَ يُعِيدُ الوُضُوءَ فَيُمسِكُ ذَكَرَهُ وَ يَتَوَضّأُ وَ يُعِيدُ صَلَاتَهُ وَ لَا يَعتَدّ بشِيَ‌ءٍ مِمّا صَلّي وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَخَذَ مِن شَعرِهِ وَ لَم يَمسَحهُ بِالمَاءِ ثُمّ يَقُومُ فيَصُلَيّ‌ قَالَ يَنصَرِفُ فَيَمسَحُهُ بِالمَاءِ وَ لَا يَعتَدّ بِصَلَاتِهِ تِلكَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ وَ إِلَي جَانِبِهِ رَجُلٌ رَاقِدٌ فَيُرِيدُ أَن يُوقِظَهُ


صفحه : 296

فَيُسَبّحُ وَ يَرفَعُ صَوتَهُ لَا يُرِيدُ إِلّا لِيَستَيقِظَ الرّجُلَ أَ يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ أَو مَا عَلَيهِ قَالَ لَا يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ وَ لَا شَيءَ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فَيَستَأذِنُ إِنسَانٌ عَلَي البَابِ فَيُسَبّحُ وَ يَرفَعُ صَوتَهُ لِيُسمِعَ خَادِمَهُ فَتَأتِيَهُ فَيُرِيَهَا بِيَدِهِ أَنّ عَلَي البَابِ إِنسَاناً أَ يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ أَو مَا ذَا عَلَيهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يُغَمّضَ عَينَهُ فِي الصّلَاةِ مُتَعَمّداً قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ أَن يَرفَعَ طَرفَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي الصّلَاةِ فَيَستَمِعُ الكَلَامَ أَو غَيرَهُ فَيُنصِتُ لِيَسمَعَهُ مَا عَلَيهِ إِن فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ هُوَ نَقصٌ وَ لَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ فيَرَميِ‌ الكَلبَ وَ غَيرَهُ بِالحَجَرِ مَا عَلَيهِ قَالَ لَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ وَ لَا يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ أَن يَقتُلَ القَملَةَ أَوِ النّملَةَ أَوِ الفَأرَةَ أَوِ الحَلَمَةَ أَو شِبهَ ذَلِكَ قَالَ أَمّا القَملَةُ فَلَا يَصلُحُ لَهُ وَ لَكِن يرَميِ‌ بِهَا خَارِجاً مِنَ المَسجِدِ أَو يَدفِنُهَا تَحتَ رِجلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي الصّلَاةِ فَيُسَلّمُ عَلَيهِ الرّجُلُ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَرُدّ قَالَ نَعَم يَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ فَيُشِيرُ عَلَيهِ بِإِصبَعِهِ


صفحه : 297

وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ رَعَفَ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ وَ خَلفَهُ مَاءٌ هَل يَصلُحُ أَن يَنكُصَ عَلَي عَقِبَيهِ حَتّي يَتَنَاوَلَ المَاءَ فَيَغسِلَ الدّمَ قَالَ إِذَا لَم يَلتَفِت فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَلتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ هَل يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ قَالَ إِذَا كَانَتِ الفَرِيضَةَ وَ التَفَتَ إِلَي خَلفِهِ فَقَد قَطَعَ صَلَاتَهُ فَيُعِيدُ مَا صَلّي وَ لَا يَعتَدّ بِهِ وَ إِن كَانَت نَافِلَةً لَم يَقطَع ذَلِكَ صَلَاتَهُ وَ لَكِن لَا يَعُودُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ تَكُونُ فِي صَلَاةِ الفَرِيضَةِ وَ وَلَدُهَا إِلَي جَنبِهَا فيَبَكيِ‌ وَ هيِ‌َ قَاعِدَةٌ هَل يَصلُحُ لَهَا أَن تَتَنَاوَلَهُ فَتُقعِدَهُ فِي حَجرِهَا وَ تُسكِتَهُ وَ تُرضِعَهُ قَالَ ع لَا بَأسَ

كتاب المسائل ،لعلي‌ بن جعفر عنه ع مثل الجميع

بيان قوله فيحطه أي اليد بتأويل العضو و في بعض النسخ فيحك ماحكه و هوأظهر و إن كان دمي‌ فلينصرف أي يترك الصلاة و لايدل علي الاستئناف لكنه أظهر و قدمر القول فيه يستقبل الصلاة يحتمل أن يكون للاستدبار لاللفعل الكثير أوداخل فيه بثوبه أي يدخل طرف ثوبه لإخراجه أويجد طعمه إما لتحقق الأكل حينئذ أولشغل الخاطر به فيشكل الاستدلال به علي تحريم الأكل و إن كان متعمدا فلايصلح له فيه إشعار بالفرق في الفعل الكثير بين الناسي‌ والمتعمد لكن الظاهر أن لايصلح له أريد به الكراهة و ليس الفعل بكثير لماتقدم و لماسيأتي‌ والولع بالتحريك الحرص في الشي‌ء واعتياده .فيستفتح الرجل أي ينسي آية فيسأله ليبينها له ولعل عدم الصلوح علي الكراهة لئلا تسقط أعماله وقراءته عن التوالي‌ أويوجب سهوه فيها أويحمل علي ما إذاتكلم بجزء ناقص لايطلق عليه القرآن أحب إلي‌ يدل علي كراهة


صفحه : 298

الدعاء للأمور الدنيوية في الصلاة و هوخلاف المشهور قال في الذكري الدعاء كلام فمباحه مباح وحرامه حرام . و قال رحمه الله يجوز أن يمسح جبهته إذالصق بهاالتراب لرواية الحلبي‌ و في الفقيه يكره ذلك في الصلاة ويكره أن يتركه بعد ماصلي انتهي وعد في النفلية من المكروهات مسح التراب عن الجبهة إلا بعدالصلاة.أقول الكراهة غيرمعلومة و قددلت أخبار صحيحة علي الجواز و علي أنهم ع كانوا يفعلون ذلك وسيأتي‌ بعضها. قوله لايعتد بتلك الصلاة عمل به جماعة من الأصحاب منهم الشيخ في الخلاف والمبسوط حيث قالوا بعدم جواز القراءة من المصحف مع الإمكان . وذهب الفاضلان وجماعة إلي جواز القراءة من المصحف مطلقا لِمَا رَوَاهُ الشّيخُ عَنِ الحَسَنِ الصّيقَلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا تَقُولُ فِي الرّجُلِ يصُلَيّ‌ وَ هُوَ يَنظُرُ فِي المُصحَفِ لِيَقرَأَ فِيهِ يَضَعُ السّرَاجَ قَرِيباً مِنهُ فَقَالَ لَا بَأسَ بِذَلِكَ

وفصل الشهيد الثاني‌ وجماعة فمنعوه في الفريضة وجوزوه في النافلة و هذاوجه جمع بين الخبرين و إن لم يذكر الأصحاب خبر علي بن جعفر وتمسكوا في المنع بوجوه ضعيفة ويمكن جمع الخبرين بالضرورة وعدمها والأحوط عدم القراءة في المصحف في الفريضة إلا عندالضرورة و إن كان الجواز مطلقا لايخلو من قوة و قدمر الكلام في ناسي‌ الاستنجاء.فيمسك ذكره أي للاستنجاء ويتوضأ أي يستنجي‌ والوضوء الأول الظاهر أنه وضوء الصلاة وإعادته موافقة لمذهب الصدوق وحمل علي الاستحباب وإعادة الصلاة لعدم المسح بالماء للحديث خلاف المشهور والحمل علي الاستحباب أيضا مشكل و قدمر الكلام فيه ونفي‌ البأس في التغميض والنظر إلي السماء لاينافي‌ الكراهة فيهما كمامر.


صفحه : 299

قوله ع هونقص يدل علي أن السكوت في أثناء الصلاة غيرمبطل وحمل علي القليل إذ المشهور أن الطويل ألذي يخرج به عن كونه مصليا مبطل للصلاة عمدا واحتمل بعضهم كالشهيدين بطلان الصلاة به سهوا أيضا إذاأدي إلي إمحاء صورة الصلاة مطلقا كمن سكت ساعة أوساعتين أومعظم اليوم والكلام فيه كالكلام في الفعل الكثير. قوله ع أماالقملة التعرض لحكم القملة والسكوت عن سائرها لأنها التي‌ تؤذي‌ الإنسان فلابد له من دفعها فأمره بالإلقاء والدفن دون القتل فيدل علي كراهة قتلها كماذكره الأصحاب ودلت عليه أخبار كثيرة. و أماسائرها فحكمها عدم التعرض لها أوجواز قتلها ويحتمل أن يكون المراد القملة وشبهها ليشمل الحلمة والنملة

كَمَا روُيِ‌َ فِي الفَقِيهِ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ الرّجُلِ تُؤذِيهِ الدّابّةُ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ قَالَ يُلقِيهَا عَنهُ إِن شَاءَ أَو يَدفِنُهَا فِي الحَصَي

وَ قَد روُيِ‌َ تَجوِيزُ قَتلِهَا فِي الصّحِيحِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَقتُلُ البَقّةَ وَ البُرغُوثَ وَ القَملَةَ وَ الذّبَابَ فِي الصّلَاةِ أَ يَنقُضُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ وَ وُضُوءَهُ قَالَ لَا

. قوله ع يقول السلام عليك أي إن قال السلام عليك كما هوالشائع أومطلقا كمامر و أماالإشارة بالإصبع فإما لخفائه وعدم سماع المسلم فيكون محمولا علي التقية أو مع السماع أيضا تعبدا علي سبيل الاستحباب والأول أظهر

فَقَد رَوَي شَارِحُ السّنّةِ مِن عُلَمَاءِ العَامّةِ عَن عَبدِ اللّهِ قَالَ كُنتُ أُسَلّمُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ فَيَرُدّ عَلَينَا فَلَمّا قَدِمنَا مِن عِندِ النجّاَشيِ‌ّ سَلّمنَا فَلَم يَرُدّ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ إِنّ فِي الصّلَاةِ لَشُغُلًا

. ثم قال اختلف أهل العلم في رد السلام في الصلاة روي‌ عن أبي هريرة أنه


صفحه : 300

كان إذاسلم عليه في الصلاة رده حتي يسمع و عن جابر نحو ذلك و هوقول سعيد بن المسيب و الحسن وقتادة كانوا لايرون به بأسا وأكثر الفقهاء علي أنه لايرد فلو رد بالسلام بطلت صلاته ويشير بيده

روُيِ‌َ عَن صُهَيبٍ قَالَ مَرَرتُ بِرَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يصُلَيّ‌ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيّ إِشَارَةً بِإِصبَعِهِ

و عن أبي عمر قال قلت لبلال كيف كان النبي ص يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه و هو في الصلاة قال كان يشير بيده و قال ابن عمر إنه يرد إشارة و قال أبوحنيفة لايرد السلام و لايشير و قال عطاء والنخعي‌ وسفيان الثوري‌ إذاانصرف من الصلاة رد السلام قال الخطابي‌ ورد السلام بعدالخروج سنة و قدرد النبي ص علي ابن مسعود بعدالفراغ من صلاته السلام والإشارة حسنة انتهي . والعجب أن الشهيد قدس سره في النفلية عد الإشارة بإصبعه عندرد السلام من السنن و قال الشهيد الثاني‌ في شرحه المستند ماروي‌ أن النبي ص كان إذاسلم عليه أشار بيده وحمل علي جواز الجمع بينهما مع إخفاء اللفظ لتكون الإشارة مؤذنة به انتهي و لايخفي ما فيه بعد ماعرفت . قوله وتسكته أي بغير الكلام إما بالإرضاع فقط أوبالتحريك وشبهه أيضا

17- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ قَالَ لَا تُسَلّمُوا عَلَي المصُلَيّ‌ لِأَنّ المصُلَيّ‌َ لَا يَستَطِيعُ أَن يَرُدّ السّلَامَ لِأَنّ التّسلِيمَ مِنَ المُسلِمِ تَطَوّعٌ وَ الرّدّ فَرِيضَةٌ

بيان الظاهر أن النهي‌ عن التسليم محمول علي التقية بقرينة التعليل فإنه أيضا محمول عليها كماعرفت والحكمان مشهوران عندهم ويؤيده أيضا أن الراوي‌ عامي‌

18-العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ


صفحه : 301

مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ قَالَ رَأَيتُ الرّضَا ع إِذَا سَجَدَ يُحَرّكُ ثَلَاثَ أَصَابِعَ مِن أَصَابِعِهِ وَاحِدَةً بَعدَ وَاحِدَةٍ تَحرِيكاً خَفِيفاً كَأَنّهُ يَعُدّ التّسبِيحَ ثُمّ يَرفَعُ رَأسَهُ

بيان لعل العد للتعليم لالاحتياجه ع إلي ذلك كماعلمنا بذلك جوازه

19- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص أَمَرَ بِقَتلِ الأَسوَدَينِ فِي الصّلَاةِ قَالَ مَعمَرٌ قُلتُ لِيَحيَي وَ مَا مَعنَي الأَسوَدَينِ قَالَ الحَيّةُ وَ العَقرَبُ

بيان الأسودان علي التغليب كالعمرين قال في النهاية الأسود أخبث الحيات وأعظمها وهي‌ من الصفة الغالبة حتي استعمل استعمال الأسماء وجمع جمعها و منه الحديث أمر بقتل الأسودين أي الحية والعقرب

20- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الطيّاَلسِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبدِ الخَالِقِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي الجَمَاعَةِ مَعَ القَومِ يصُلَيّ‌ المَكتُوبَةَ فَيَعرِضُ لَهُ رُعَافٌ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ يَخرُجُ فَإِن وَجَدَ مَاءً قَبلَ أَن يَتَكَلّمَ فَليَغسِلِ الرّعَافَ ثُمّ ليَعُد فَليَبنِ عَلَي صَلَاتِهِ

إيضاح قال في المنتهي لايقطع الصلاة رعاف و لاقي‌ء و لوجاءه الرعاف أزاله وأتم الصلاة ما لم يفعل ماينافي‌ الصلاة ذهب إليه علماؤنا لأنه ليس بناقض للطهارة علي مابيناه والإزالة من مصلحة الصلاة فلايبطلها لأن التقدير عدم الفعل الكثير ثم ذكر أخبارا كثيرة دالة عليه وذكر خبرين معارضين حملهما علي فعل المنافي‌ أوالاحتياج إلي فعل كثير أو علي الاستحباب


صفحه : 302

21- المَحَاسِنُ، عَن إِدرِيسَ بنِ الحَسَنِ عَن يُوسُفَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن تَأَمّلَ خَلفَ امرَأَةٍ فَلَا صَلَاةَ لَهُ قَالَ يُونُسُ إِذَا كَانَ فِي الصّلَاةِ

بيان حمل علي نفي‌ الكمال

22- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَن رَجُلٍ صَلّي الفَرِيضَةَ فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجدَةِ الثّانِيَةِ مِنَ الرّكعَةِ الرّابِعَةِ أَحدَثَ فَقَالَ أَمّا صَلَاتُهُ فَقَد مَضَت وَ أَمّا التّشَهّدُ فَسُنّةٌ فِي الصّلَاةِ فَليَتَوَضّأ وَ ليَعُد إِلَي مَجلِسِهِ أَو مَكَانٍ نَظِيفٍ فَيَتَشَهّدُ

بيان يدل علي مذهب الصدوق ومخالف للمشهور كمامر

23- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَدَغَت رَسُولَ اللّهِص عَقرَبٌ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ بِالنّاسِ فَأَخَذَ النّعلَ فَضَرَبَهَا ثُمّ قَالَ بَعدَ مَا انصَرَفَ لَعَنَكِ اللّهُ فَمَا تَدَعِينَ بَرّاً وَ لَا فَاجِراً إِلّا آذَيتِيهِ قَالَ ثُمّ دَعَا بِمِلحٍ جَرِيشٍ فَدَلَكَ بِهِ مَوضِعَ اللّدغَةِ ثُمّ قَالَ لَو عَلِمَ النّاسُ مَا فِي المِلحِ الجَرِيشِ مَا احتَاجُوا مَعَهُ إِلَي تِريَاقٍ وَ لَا إِلَي غَيرِهِ

24-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع إِن عَطَستَ وَ أَنتَ فِي الصّلَاةِ أَو سَمِعتَ عَطسَةً


صفحه : 303

فَاحمَدِ اللّهَ عَلَي أَيّ حَالَةٍ تَكُونُ وَ صَلّ عَلَي النّبِيّص

تأييد قال في المنتهي يجوز للمصلي‌ أن يحمد الله إذاعطس ويصلي‌ علي نبيه ص و أن يفعل ذلك إذاعطس غيره و هومذهب أهل البيت ع و به قال الشافعي‌ و أبويوسف و أحمد و قال أبوحنيفة تبطل صلاته ثم قال ويجوز أن يحمد الله علي كل نعمة

25- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ الرّجُلِ يَمسَحُ جَبهَتَهُ مِنَ التّرَابِ وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ قَبلَ أَن يُسَلّمَ قَالَ لَا بَأسَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَلتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ هَل يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ قَالَ إِذَا كَانَتِ الفَرِيضَةَ وَ التَفَتَ إِلَي خَلفِهِ فَقَد قَطَعَ صَلَاتَهُ فَيُعِيدُ مَا صَلّي وَ لَا يَعتَدّ بِهِ وَ إِن كَانَت نَافِلَةً فَلَا يَقطَعُ ذَلِكَ صَلَاتَهُ وَ لَكِن لَا يَعُودُ

26- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن حُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ وَ اسمُ ابنِ مُسكَانَ الحُسَينُ وَ هُوَ ابنُ أخَيِ‌ جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ غَرِيقٌ فِي الوَلَايَةِ لِأَهلِ البَيتِ ع عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُسَلّمُ عَلَي القَومِ فِي الصّلَاةِ فَقَالَ إِذَا سَلّمَ عَلَيكَ مُسلِمٌ وَ أَنتَ فِي الصّلَاةِ فَسَلّم عَلَيهِ تَقُولُ السّلَامُ عَلَيكَ وَ أَشِر إِلَيهِ بِإِصبَعِكَ

27- كِتَابُ المَسَائِلِ، عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي إِصبَعِهِ أَو فِي شَيءٍ مِن يَدِهِ الشيّ‌ءُ لِيُصلِحَهُ لَهُ أَن يَبُلّهُ بِبُصَاقِهِ وَ يَمسَحَهُ فِي صَلَاتِهِ قَالَ لَا بَأسَ قَالَ فَسَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ تَكُونُ فِي صَلَاتِهَا قَائِمَةً يبَكيِ‌ ابنُهَا إِلَي جَنبِهَا هَل يَصلُحُ


صفحه : 304

لَهَا أَن تَتَنَاوَلَهُ وَ تَحمِلَهُ وَ هيِ‌َ قَائِمَةٌ قَالَ لَا تَحمِلُ وَ هيِ‌َ قَائِمَةٌ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ وَجَدَ رِيحاً فِي بَطنِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي أَنفِهِ فَخَرَجَ مِنَ المَسجِدِ مُتَعَمّداً حَتّي خَرَجَتِ الرّيحُ مِن بَطنِهِ ثُمّ عَادَ إِلَي المَسجِدِ فَصَلّي وَ لَم يَتَوَضّأ أَ يُجزِيهِ ذَلِكَ قَالَ لَا يُجزِيهِ ذَلِكَ حَتّي يَتَوَضّأَ وَ لَا يَعتَدّ بشِيَ‌ءٍ مِمّا صَلّي

بيان لاتحمل وهي‌ قائمة يمكن أن يكون ذلك لاستلزام زيادة الركوع بناء علي عدم اشتراط النية في ذلك وظاهر بعض الأصحاب اشتراطها قال في الذكري يجب أن يقصد بهويه الركوع فلو هوي بسجدة العزيمة أوغيرها في النافلة أوهوي لقتل حية أولقضاء حاجة فلما انتهي إلي حد الراكع أراد أن يجعله ركوعا لم يجزه فيجب عليه الانتصاب ثم الهوي‌ للركوع و لا يكون ذلك زيادة ركوع انتهي . وَ رَوَي الشّيخُ وَ الصّدُوقُ عَن زَكَرِيّا الأَعوَرِ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع يصُلَيّ‌ قَائِماً وَ إِلَي جَانِبِهِ رَجُلٌ كَبِيرٌ يُرِيدُ أَن يَقُومَ وَ مَعَهُ عَصًا لَهُ فَأَرَادَ أَن يَتَنَاوَلَهَا فَانحَطّ أَبُو الحَسَنِ ع وَ هُوَ قَائِمٌ فِي صَلَاتِهِ فَنَاوَلَ الرّجُلَ العَصَا ثُمّ عَادَ إِلَي صَلَاتِهِ

و هذايدل علي الجواز و علي الاشتراط المذكور وذكر العلامة والشهيد وغيرهما مضمون الرواية من غيررد. ويمكن الجمع بينهما بحمل هذاالخبر علي الفريضة أوالكراهة وخبر الأعور علي النافلة أو علي الجواز والأول أظهر ووضع اليد علي الأنف لإيهام أنه خرج منه الدم لئلا يطلع الناس علي خروج الريح منه فيفتضح بذلك ويمكن أن يستدل به علي أنه لايحسن إظهار المعايب و ليس إخفاؤها من الرياء المذموم و قدورد هذا في طرق المخالفين و قال بعضهم هونوع من الأدب في إخفاء القبيح والتورية بالأحسن عن الأقبح لا من الكذب والرياء بل من التجمل والحياء


صفحه : 305

28- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيّ‌َ وَ فِي كُمّهِ شَيءٌ مِنَ الطّيرِ قَالَ إِن خَافَ عَلَيهِ ذَهَاباً فَلَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَستَدخِلَ الدّوَاءَ وَ يصُلَيّ‌َ وَ هُوَ مَعَهُ وَ هَل يَنقُضُ الوُضُوءَ قَالَ لَا تَنقُضُ الوُضُوءَ وَ لَا يصُلَيّ‌ حَتّي يَطرَحَهُ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يصُلَيّ‌َ وَ فِي فِيهِ الخَرَزُ وَ اللّؤلُؤُ قَالَ إِن كَانَ يَمنَعُهُ مِن قِرَاءَتِهِ فَلَا وَ إِن كَانَ لَا يَمنَعُهُ فَلَا بَأسَ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُخطِئُ فِي التّشَهّدِ وَ القُنُوتِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يُرَدّدَهُ حَتّي يَتَذَكّرَ أَو يُنصِتَ سَاعَةً وَ يَتَذَكّرَ قَالَ لَا بَأسَ أَن يُرَدّدَ وَ يُنصِتَ سَاعَةً حَتّي يَتَذَكّرَ وَ لَيسَ فِي القُنُوتِ سَهوٌ وَ لَا التّشَهّدِ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُخطِئُ فِي قِرَاءَتِهِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يُنصِتَ سَاعَةً وَ يَتَذَكّرَ قَالَ لَا بَأسَ

بيان الظاهر أن المنع عن الصلاة مع الدواء لاحتمال فجأة الحدث أولمنعه حضور القلب لالكونه حاملا للنجاسة كماتوهم فإن النجاسة في الباطن لايخل بصحة الصلاة و أماالخرز فالظاهر أنه مع عدم منافاة القراءة لاخلاف في جواز كونه في الفم قال في التذكرة لو كان في فمه شيء لايذوب صحت صلاته إن لم يمنع القراءة و أمااللؤلؤ فيدل علي جواز الصلاة معه ردا لمن توهم كونه جزء من الحيوان ألذي لايؤكل لحمه و قدمر الكلام فيه ويدل علي جواز تكرير القراءة والأذكار لتذكر مابعده واستشكل في القراءة لتوهم القرآن وسيأتي‌ أن مثل


صفحه : 306

ذلك ليس بداخل في القرآن المنهي‌ عنه و قدمر تكرير بعض الآيات من بعضهم ع وكذا يدل تجويز الصمت في أثناء القراءة والذكر وحمل علي ما إذا لم يخرج من كونه قارئا أومصليا و قدتقدم القول فيه

29- العيَاّشيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فِي قَولِ اللّهِلا تَقرَبُوا الصّلاةَ وَ أَنتُم سُكاري قَالَ هَذَا قَبلَ أَن يُحَرّمَ الخَمرُ

30- أَربَعِينُ الشّهِيدِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الشّيخِ عَنِ ابنِ أَبِي حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَلّمَ عَمّارٌ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فِي الصّلَاةِ فَرَدّ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ السّلَامَ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

بيان ظاهره أن السلام الداخل في التسليم يراد به اسمه تعالي و قددل عليه غيره من الأخبار أيضا قال في النهاية التسليم مشتق من السلام اسم الله تعالي لسلامته من العيب والنقص وقيل معناه أن الله مطلع عليكم فلاتغفلوا وقيل معناه اسم السلام عليكم أي اسم الله عليكم إذ كان اسم الله تعالي يذكر علي الأعمال توقعا لاجتماع معاني‌ الخيرات فيه وانتفاء عوارض الفساد عنه وقيل معناه سلمت مني‌ فاجعلني‌ أسلم منك من السلامة بمعني السلام انتهي والغرض من ذلك إما أنه ذكر الله تعالي لاشتماله علي الاسم أو أنه دعاء لذلك

31- الذّكرَي، قَالَ رَوَي البزَنَطيِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ إِذَا دَخَلتَ المَسجِدَ وَ النّاسُ يُصَلّونَ فَسَلّم عَلَيهِم وَ إِذَا سُلّمَ عَلَيكَ فَاردُد فإَنِيّ‌ أَفعَلُهُ فَإِنّ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ مَرّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يصُلَيّ‌ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَرَدّ عَلَيهِ السّلَامَ

32- كِتَابُ مُثَنّي بنِ الوَلِيدِ، قَالَكُنتُ جَالِساً عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ


صفحه : 307

نَاجِيَةُ أَبُو حَبِيبٍ الطّحّانُ أَصلَحَكَ اللّهُ إنِيّ‌ أَكُونُ أصُلَيّ‌ بِاللّيلِ النّافِلَةَ فَأَسمَعُ مِنَ الرّغَاءِ مَا أَعلَمُ أَنّ الغُلَامَ قَد نَامَ عَنهَا فَأَضرِبُ الحَائِطَ لِأُوقِظَهُ قَالَ نَعَم وَ مَا بَأسٌ بِذَلِكَ أَنتَ رَجُلٌ فِي طَاعَةِ رَبّكَ تَطلُبُ رِزقَكَ إِنّ الفَضلَ بنَ عَبّاسٍ صَلّي بِقَومٍ وَ سَمِعَ رَجُلًا خَلفَهُ يُفَرقِعُ إِصبَعَهُ فَلَم يَزَل يَغِيظُ حَتّي انفَتَلَ فَلَمّا انفَتَلَ قَالَ أَيّكُم عَبِثَ بِإِصبَعِهِ قَالَ صَاحِبُهَا أَنَا فَقَالَ قَالَ لَهُ سُبحَانَ اللّهِ أَلّا كَفَفتَ عَن إِصبَعِكَ فَإِنّ صَاحِبَ الصّلَاةِ إِذَا كَانَ قَائِماً فِيهَا كَانَ كَمُوَدّعٍ لَهَا لَا تَعُد إِلَي مِثلِهَا أَبَداً صَلّ صَلَاةَ مُوَدّعٍ لَا تَرجِع إِلَي مِثلِهَا أَبَداً أَ تدَريِ‌ مَن تنُاَجيِ‌ لَا تَعُد إِلَي مِثلِ ذَلِكَ

33- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ مَن تَكَلّمَ فِي صَلَاتِهِ أَعَادَ

وَ عَنهُ ع قَالَ كُنتُ إِذَا جِئتُ النّبِيّص استَأذَنتُ فَإِن كَانَ يصُلَيّ‌ سَبّحَ فَعَلِمتُ فَدَخَلتُ وَ إِن لَم يَكُن يصُلَيّ‌ أَذِنَ لِي فَدَخَلتُ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الرّجُلِ يُرِيدُ الحَاجَةَ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ قَالَ يُسَبّحُ

وَ عَنهُ ع قَالَ الضّحكُ فِي الصّلَاةِ يَقطَعُ الصّلَاةَ فَأَمّا التّبَسّمُ فَلَا يَقطَعُهَا

وَ عَنهُ ع قَالَ فِي الرّجُلِ يُرِيدُ الحَاجَةَ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ يُسَبّحُ أَو يُشِيرُ أَو يُومِئُ بِرَأسِهِ وَ لَا يَلتَفِتُ وَ إِذَا أَرَادَتِ المَرأَةُ الحَاجَةَ وَ هيِ‌َ فِي الصّلَاةِ صَفّقَت بِيَدَيهَا

وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَنِ النّفخِ فِي الصّلَاةِ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ نَهَي أَن يَنفُخَ الرّجُلُ فِي مَوضِعِ سُجُودِهِ فِي الصّلَاةِ

وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِذَا تَنَخّمَ أَحَدُكُم فَليَحفِر لَهَا وَ يَدفِنُهَا تَحتَ رِجلَيهِ يعَنيِ‌


صفحه : 308

إِذَا وَقَفَ عَلَي الحَصَي أَو عَلَي الرّملِ أَو مَا أَشبَهَ ذَلِكَ

وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَنِ النّخَامَةِ فِي القِبلَةِ وَ أَنّهُص نَظَرَ إِلَي نُخَامَةٍ فِي قِبلَةِ المَسجِدِ فَلَعَنَ صَاحِبَهَا وَ كَانَ غَائِباً فَبَلَغَ ذَلِكَ امرَأَتَهُ فَأَتَت فَحَكّتِ النّخَامَةَ وَ جَعَلَت مَكَانَهَا خَلُوقاً فَأَثنَي رَسُولُ اللّهِص عَلَيهَا خَيراً لِمَا حَفِظَت مِن أَمرِ زَوجِهَا

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي الرّجُلِ تُؤذِيهِ الدّابّةُ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ قَالَ يُلقِيهَا عَنهُ وَ يَدفِنُهَا فِي الحَصَي وَ سُئِلَ عَنِ الرّجُلِ يَرَي العَقرَبَ أَوِ الحَيّةَ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ قَالَ يَقتُلُهَا

وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ نهَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص عَن أَربَعٍ عَن تَقلِيبِ الحَصَي فِي الصّلَاةِ وَ أَن أصُلَيّ‌َ وَ أَنَا عَاقِصٌ رأَسيِ‌ مِن خلَفيِ‌ وَ أَن أَحتَجِمَ وَ أَنَا صَائِمٌ وَ أَن أَخُصّ يَومَ الجُمُعَةِ بِالصّومِ

بيان عقص الشعر جمعه في وسط الرأس وظفره وليه كماذكره الأصحاب و في النهاية أصل العقص اللي‌ وإدخال أطراف الشعر في أصوله و منه حديث ابن عباس ألذي يصلي‌ ورأسه معقوص كالذي‌ يصلي‌ و هومكتوف أراد أنه إذا كان شعره منثورا سقط علي الأرض عندالسجود فيعطي صاحبه ثواب السجود به و إذا كان معقوصا صار في معني ما لم يسجد وشبهه بالمكتوف و هوالمشدود اليدين لأنهما لايقعان علي الأرض في السجود انتهي . واختلف الأصحاب في حكمه فذهب الشيخ وجماعة من الأصحاب إلي التحريم واستدل عليه بإجماع الفرقة وَ بِرِوَايَةِ مُصَادِفٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي رَجُلٍ صَلّي


صفحه : 309

صَلَاةً فَرِيضَةً وَ هُوَ مَعقُوصُ الشّعرِ قَالَ يُعِيدُ صَلَاتَهُ

و هواستدلال ضعيف لمنع الإجماع وضعف الرواية و لايبعد حملها علي التقية وذهب المحقق وأكثر الأصحاب إلي الكراهة و هوأقوي و علي التقديرين الحكم مختص بالرجال و أماالنساء فلاكراهة و لاتحريم في حقهن إجماعا و أماصوم يوم الجمعة فسيأتي‌ الكلام فيه

34- الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الرّجُلِ يَعُدّ الآي‌َ فِي الصّلَاةِ قَالَ ذَلِكَ أَحصَي لِلقُرآنِ

وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُم فِي الصّلَاةِ فَليَعطِس كَعُطَاسِ الهِرّ رُوَيداً

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن عَطَسَ فِي الصّلَاةِ فَليَحمَدِ اللّهَ وَ ليُصَلّ عَلَي النّبِيّ سِرّاً فِي نَفسِهِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ رَخّصَ فِي مَسحِ الجَبهَةِ مِنَ التّرَابِ فِي الصّلَاةِ وَ نَهَي أَن يُغَمّضَ المصُلَيّ‌ عَينَيهِ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ وَ أَن يَتَوَرّكَ فِي الصّلَاةِ وَ هُوَ أَن يَجعَلَ المصُلَيّ‌ يَدَيهِ عَلَي وَرِكَيهِ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن سَكرَانَ صَلّي وَ هُوَ سَكرَانُ قَالَ يُعِيدُ الصّلَاةَ

35- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ لَا تُسَلّمُوا عَلَي اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ لَا عَلَي المَجُوسِ وَ لَا عَلَي عَبَدَةِ الأَوثَانِ وَ لَا عَلَي مَوَائِدِ شَرَابِ الخَمرِ وَ لَا عَلَي صَاحِبِ الشّطرَنجِ وَ النّردِ وَ لَا عَلَي المُخَنّثِ وَ لَا عَلَي الشّاعِرِ ألّذِي يَقذِفُ المُحصَنَاتِ وَ لَا عَلَي المصُلَيّ‌ وَ ذَلِكَ أَنّ المصُلَيّ‌َ لَا يَستَطِيعُ أَن يَرُدّ السّلَامَ لِأَنّ التّسلِيمَ مِنَ المُسلِمِ تَطَوّعٌ وَ الرّدّ عَلَيهِ فَرِيضَةٌ وَ لَا عَلَي آكِلِ الرّبَا وَ لَا عَلَي رَجُلٍ جَالِسٍ عَلَي غَائِطٍ وَ لَا عَلَي ألّذِي فِي الحَمّامِ وَ لَا عَلَي الفَاسِقِ المُعلِنِ بِفِسقِهِ

36-مَجمَعُ الدّعَوَاتِ، عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ


صفحه : 310

الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن خَالِدِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَامِرٍ الشعّبيِ‌ّ عَن عدَيِ‌ّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَوَجَدتُهُ قَائِماً يصُلَيّ‌ مُتَغَيّراً لَونُهُ فَلَم أَرَ مُصَلّياً بَعدَ رَسُولِ اللّهِص أَتَمّ رُكُوعاً وَ لَا سُجُوداً مِنهُ فَسَعَيتُ نَحوَهُ فَلَمّا سَمِعَ بحِسِيّ‌ أَشَارَ إلِيَ‌ّ بِيَدِهِ فَوَقَفتُ حَتّي صَلّي رَكعَتَينِ أَوجَزَهُمَا وَ أَكمَلَهُمَا ثُمّ سَلّمَ ثُمّ سَجَدَ سَجدَةً أَطَالَهَا الخَبَرَ

37- كِتَابُ عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ، عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَا سَأَلنَا أبي [ أَبَا] جَعفَرٍ ع عَنِ الرّجُلِ يَدخُلُ المَسجِدَ فَيُسَلّمُ وَ النّاسُ فِي الصّلَاةِ قَالَ يَرُدّونَ السّلَامَ عَلَيهِ قَالَ ثُمّ قَالَ إِنّ عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ فَسَلّمَ فَرَدّ رَسُولُ اللّهِص عَلَيهِ

تكملة

ذكر الأصحاب بعض مبطلات الصلاة منها ماذكر في ضمن الأخبار ومنها ما لم يذكر فمنها التكلم بحرفين فصاعدا ونقل الإجماع عليه و قدظهر من كثير من الأخبار السابقة بعضها صريحا وبعضها تلويحا حيث جوزوا الأفعال لإعلام الغير و لو كان الكلام جائزا لم يحتج إلي ذلك و كان أولي . وأجمعوا ظاهرا علي عدم البطلان بالحرف الواحد غيرالمفهم و إن شمله بعض الإطلاقات والأحوط الترك و أماالواحد المفهم كع وق فالأكثر علي إبطاله كما هوالأظهر واستشكل العلامة في التذكرة فيه . و أماالتنحنح فالظاهر عدم كونه مبطلا كماصرح به جماعة لعدم صدق التكلم عليه لغة وعرفا ويدل علي جوازه موثقة عمار و قال في المنتهي لوتنحنح


صفحه : 311

بحرفين وسمي‌ كلاما بطل صلاته و هذاالفرض مستبعد بل يمكن ادعاء استحالته إلا أن ينضم إليه كلام آخر. وكذا الكلام في التأوه بحرفين وحكم الأكثر فيه بالإبطال و هومحل نظر إلا أن يصدق عليه الكلام عرفا و لوتأوه كذلك خوفا من النار ففي‌ البطلان وجهان واختار المحقق في المعتبر عدمه استنادا إلي أن ذلك منقول عن كثير من الصلحاء في الصلاة قال ووصف ابراهيم بذلك يؤذن بجوازه وكذا الأنين بحرفين مبطل علي المشهور ويدل عليه رواية طلحة بن زيد و لافرق عندالأصحاب في الإبطال بين كون الكلام لمصلحة الصلاة أولمصلحة أخري ويفهم من المعتبر والمنتهي كونه إجماعيا وذكر العلامة في النهاية عدم الإبطال و هونادر وإشارة الأخرس غيرمبطل لأنها ليست بكلام و فيه وجه ضعيف بالبطلان . ثم اعلم أنه لاخلاف بين الأصحاب في أن الكلام إنما يبطل إذا كان عمدا فلو تكلم سهوا لم يبطل ويلزم سجدتا السهو كماسيأتي‌ و لوظن إتمام الصلاة


صفحه : 312

فتكلم لم تفسد صلاته علي المشهور بين الأصحاب وذهب الشيخ في النهاية إلي البطلان والأول أقرب لدلالة الأخبار الكثيرة عليه و لوتكلم مكرها فالظاهر البطلان وتردد في المنتهي ثم اختار الإبطال . ومنها الأكل والشرب وذهب جماعة منهم الشيخ في الخلاف والمبسوط إلي الإبطال ومنعه المحقق في المعتبر وطالبه بالدليل علي ذلك واستقرب عدم البطلان إلا مع الكثرة واختاره جماعة من المتأخرين و لايخلو من قوة قال في المنتهي و لوترك في فيه شيئا يذوب كالسكر فذاب فابتلعه لم يفسد صلاته عندنا و عندالجمهور لأنه ليس أكلا أما لوبقي‌ بين أسنانه شيء من بقايا الغذاء فابتلعه في الصلاة لم تفسد صلاته قولا واحدا لأنه لايمكن التحرز عنه وكذا لو كان في فيه لقمة و لم يبلعها إلا في الصلاة لأنه فعل قليل انتهي . و لووضع في فيه لقمة ومضغها وابتلعها أوتناول قلة فشرب منها فقال العلامة في التذكرة والنهاية إنه مبطل ونقل في المنتهي إجماع الأصحاب علي عدم بطلان الصلاة بالأكل والشرب ناسيا. واستثني القائلون بالمنع الشرب في صلاة الوتر لمريد الصوم وخائف العطش فيه . لِرِوَايَةِ سَعِيدٍ الأَعرَجِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ أَبِيتُ وَ أُرِيدُ الصّومَ فَأَكُونُ فِي الوَترِ فَأَعطَشُ فَأَكرَهُ أَن أَقطَعَ الدّعَاءَ وَ أَشرَبَ وَ أَكرَهُ أَن أُصبِحَ وَ أَنَا عَطشَانُ وَ أمَاَميِ‌ قُلّةٌ بيَنيِ‌ وَ بَينَهَا خطوتين [خُطوَتَانِ] أَو ثَلَاثَةٌ قَالَ ع تَسعَي إِلَيهَا وَ تَشرَبُ مِنهَا حَاجَتَكَ وَ تَعُودُ إِلَي الدّعَاءِ

.


صفحه : 313

واستقرب في المنتهي اعتبار القلة هاهنا وحمل الرواية عليها ويفهم منه أن الفعل الكثير قادح في النوافل أيضا و هوظاهر إطلاقاتهم و قدتردد فيه بعض المتأخرين نظرا إلي مادل علي اختلاف حكم الفريضة والنافلة ووقوع المساهلة التامة فيهامثل فعلها جالسا وراكبا وماشيا إلي غيرالقبلة وبدون السورة والأحوط عدم إيقاع ما لم يرد فيه نص بالخصوص . ومنها البكاء للأمور الدنيوية كذهاب مال أوفوت محبوب ذهب الشيخان وجماعة إلي بطلان الصلاة به و لايعلم فيه مخالف من القدماء وتوقف فيه بعض المتأخرين لضعف مستنده وأجيب أن ضعفه منجبر بالشهرة والأحوط الاجتناب و هذا إذا كان البكاء لأمور الدنيا و أماالبكاء خشية من الله تعالي أوحبا له أوندامة علي ماصدر منه من الزلات فهو من أعظم القربات كمايدل عليه الروايات . ثم اعلم أن الأصحاب أطلقوا البكاء للأمور الدنيوية و هويشتمل ما إذا كان لطلبها أيضا والظاهر أنه أيضا من الطاعات كمايظهر من الأخبار فالأصوب تخصيصه بالبكاء لفقدها

كَمَا وَرَدَ فِي الخَبَرِ حَيثُ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ البُكَاءِ فِي الصّلَاةِ أَ يَقطَعُ الصّلَاةَ قَالَ إِن بَكَي لِذِكرِ جَنّةٍ أَو نَارٍ فَذَلِكَ هُوَ أَفضَلُ الأَعمَالِ فِي الصّلَاةِ وَ إِن كَانَ لِذِكرِ مَيّتٍ لَهُ فَصَلَاتُهُ فَاسِدَةٌ

.حيث خص البطلان بما هو من قبيل فقد شيء. فإن قيل مفهوم الجزء الأول من الخبر يدل علي أن ما لم يكن من الأمور الأخروية يكون مبطلا قلت مفهومه يدل علي أن ما لم يكن كذلك ليس أفضل الأعمال وعدم كونه كذلك لايستلزم الإبطال .


صفحه : 314

و قال الشهيد الثاني‌ ره اعلم أن البكاء المبطل للصلاة هوالمشتمل علي الصوت لامجرد خروج الدمع مع احتمال الاكتفاء به في البطلان ووجه الاحتمالين اختلاف معني البكاء مقصورا وممدودا والشك في إرادة أيهما من الأخبار قال الجوهري‌ البكاء يمد ويقصر فإذامددت أردت الصوت ألذي يكون مع البكاء و إذاقصرت أردت الدموع وخروجها انتهي . و هذاالفرق لايظهر من كلام غيره من اللغويين والعرف لايفرق بينهما والظاهر من كلام الأصحاب الأعم فالأحوط تركهما و لوعرض بغير اختيار فالأحوط الإتمام ثم الإعادة و الله تعالي يعلم وحججه حقائق الأحكام


صفحه : 315

باب 81- من لاتقبل صلاته وبيان بعض مانهي‌ عنه في الصلاة

1- العِلَلُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع إِنّا رُوّينَا عَنِ النّبِيّص أَنّ مَن شَرِبَ الخَمرَ لَم يُحتَسَب صَلَاتُهُ أَربَعِينَ صَبَاحاً فَقَالَ صَدَقُوا فَقُلتُ وَ كَيفَ لَا يُحتَسَبُ صَلَاتُهُ أَربَعِينَ صَبَاحاً لَا أَقَلّ مِن ذَلِكَ وَ لَا أَكثَرَ قَالَ لِأَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَدّرَ خَلقَ الإِنسَانِ فَصَيّرَ النّطفَةَ أَربَعِينَ يَوماً ثُمّ نَقَلَهَا فَصَيّرَهَا عَلَقَةً أَربَعِينَ يَوماً ثُمّ نَقَلَهَا فَصَيّرَهَا مُضغَةً أَربَعِينَ يَوماً وَ هَذَا إِذَا شَرِبَ الخَمرَ بَقِيَت فِي مُشَاشِهِ عَلَي قَدرِ مَا خُلِقَ مِنهُ وَ كَذَلِكَ يَجتَمِعُ غِذَاؤُهُ وَ أَكلُهُ وَ شُربُهُ تَبقَي فِي مُشَاشِهِ أَربَعِينَ يَوماً

بيان لعل المراد أن بناء بدن الإنسان علي وجه يكون التغيير الكامل فيه بعدأربعين يوما كالتغيير من النطفة إلي العلقة إلي سائر المراتب فالتغيير عن الحالة التي‌ حصلت في البدن من شرب الخمر إلي حالة أخري بحيث لايبقي فيه أثر منها لا يكون إلا بعدمضي‌ تلك المدة. و قال شيخنا البهائي‌ قدس الله روحه لعل المراد بعدم القبول هنا عدم ترتب الثواب عليها في تلك المدة لاعدم إجزائها فإنها مجزية اتفاقا و هويؤيد مايستفاد من كلام السيد المرتضي أنار الله برهانه من أن قبول العبادة أمر مغاير للإجزاء فالعبادة المجزية هي‌ المبرئة للذمة المخرجة عن عهدة التكليف والمقبولة هي‌ مايترتب عليها الثواب و لاتلازم بينهما و لااتحاد كمايظن .


صفحه : 316

ومما يدل علي ذلك قوله تعالي إنما يتقبل الله من المتقين مع أن عبادة غيرالمتقين مجزية إجماعا و قوله تعالي حكاية عن ابراهيم وإسماعيل رَبّنا تَقَبّل مِنّا مع أنهما لايفعلان غيرالمجزي‌ و قوله تعالي فَتُقُبّلَ مِن أَحَدِهِما وَ لَم يُتَقَبّل مِنَ الآخَرِ مع أن كلا منهما فعل ماأمر به من القربان وَ قَولُهُص إِنّ مِنَ الصّلَاةِ مَا يُقبَلُ نِصفُهَا وَ ثُلُثُهَا وَ رُبُعُهَا وَ إِنّ مِنهَا لَمَا تُلَفّ كَمَا يُلَفّ الثّوبُ الخَلَقُ فَيُضرَبُ بِهَا وَجهُ صَاحِبِهَا

والتقريب ظاهر ولأن الناس لم يزالوا في سائر الأعصار والأمصار يدعون الله تعالي بقبول أعمالهم بعدالفراغ منها و لواتحد القبول والإجزاء لم يحسن هذاالدعاء إلاقبل الفعل كما لايخفي فهذه وجوه خمسة تدل علي انفكاك الإجزاء عن القبول . و قديجاب عن الأول بأن التقوي علي مراتب ثلاث أولها التنزه عن الشرك و عليه قوله تعالي وَ أَلزَمَهُم كَلِمَةَ التّقوي قال المفسرون هي‌ قول لاإله إلا الله وثانيها التجنب عن المعاصي‌ وثالثها التنزه عما يشغل عن الحق جل وعلا ولعل المراد بالمتقين أصحاب المرتبة الأولي وعبادة غيرالمتقين بهذا المعني غيرمجزية وسقوط القضاء لأن الإسلام يجب ماقبله . و عن الثاني‌ بأن السؤال قد يكون للواقع والغرض منه بسط الكلام مع المحبوب وعرض الافتقار لديه كماقالوه في قوله تعالي رَبّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَسِينا أَو أَخطَأنا علي بعض الوجوه . و عن الثالث بأنه تعبير بعدم القبول عن عدم الإجزاء ولعله لخلل في الفعل .


صفحه : 317

و عن الرابع أنه كناية عن نقص الثواب وفوات معظمه . و عن الخامس أن الدعاء لعله لزيادة الثواب وتضعيفه و في النفس من هذه الأجوبة شيء و علي ماقيل في الجواب عن الرابع ينزل عدم قبول صلاة شارب الخمر عندالسيد المرتضي رض انتهي كلامه رفع الله مقامه والحق أنه يطلق القبول في الأخبار علي الإجزاء تارة بمعني كونه مسقطا للقضاء أوللعقاب أوموجبا للثواب في الجملة أيضا و علي كمال العمل وترتب الثواب الجزيل والآثار الجليلة عليه كمامر في قوله تعالي إِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ و علي الأعم منهما كماسيأتي‌ في بعض الأخبار و في هذاالخبر منزل علي المعني الثاني‌ عندالأصحاب

2- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، عَن عَلِيّ بنِ زَيدٍ قَالَ حَضَرتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ رَجُلٌ يَسأَلُهُ عَن شَارِبِ الخَمرِ أَ تُقبَلُ لَهُ صَلَاةٌ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تُقبَلُ صَلَاةُ شَارِبِ المُسكِرِ أَربَعِينَ يَوماً إِلّا أَن يَتُوبَ قَالَ لَهُ الرّجُلُ فَإِن مَاتَ مِن يَومِهِ وَ سَاعَتِهِ قَالَ تُقبَلُ تَوبَتُهُ وَ صَلَاتُهُ إِذَا تَابَ وَ هُوَ يَعقِلُهُ فَأَمّا أَن يَكُونَ فِي سُكرِهِ فَمَا يُعبَأُ بِتَوبَتِهِ

3- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَلحَةَ النهّديِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ ثَلَاثَةٌ لَا يَقبَلُ اللّهُ لَهُم صَلَاةً جَبّارٌ كَفّارٌ وَ جُنُبٌ نَامَ عَلَي غَيرِ طَهَارَةٍ وَ مُتَضَمّخٌ بِخَلُوقٍ

4- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ ابنِ بَقّاحٍ عَن زَكَرِيّا بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَربَعَةٌ لَا تُقبَلُ لَهُم صَلَاةٌ الإِمَامُ الجَائِرُ وَ الرّجُلُ يَؤُمّ القَومَ وَ هُم لَهُ كَارِهُونَ وَ العَبدُ الآبِقُ مِن مَولَاهُ مِن غَيرِ ضَرُورَةٍ وَ المَرأَةُ تَخرُجُ مِن بَيتِ زَوجِهَا بِغَيرِ إِذنِهِ

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ


صفحه : 318

قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَمَانِيَةٌ لَا يَقبَلُ اللّهُ لَهُم صَلَاةً العَبدُ الآبِقُ حَتّي يَرجِعَ إِلَي مَولَاهُ وَ النّاشِزُ عَن زَوجِهَا وَ هُوَ عَلَيهَا سَاخِطٌ وَ مَانِعُ الزّكَاةِ وَ تَارِكُ الوُضُوءِ وَ الجَارِيَةُ المُدرِكَةُ تصُلَيّ‌ بِغَيرِ خِمَارٍ وَ إِمَامُ قَومٍ يصُلَيّ‌ بِهِم وَ هُم لَهُ كَارِهُونَ وَ الزّنّينُ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الزّنّينُ قَالَ ألّذِي يُدَافِعُ الغَائِطَ وَ البَولَ وَ السّكرَانُ فَهَؤُلَاءِ الثّمَانِيَةُ لَا تُقبَلُ مِنهُم صَلَاةٌ

معاني‌ الأخبار، عن محمد بن موسي بن المتوكل عن أحمد بن إدريس و محمدالعطار مثله المحاسن ، عن أبيه عن بعض أصحابنا رفعه إلي أبي عبد الله ع

مثله الهداية،مرسلامثله بيان قدمر الخبر بشرحه في كتاب الطهارة والقبول فيه أعم من الإجزاء والكمال و في الثلاثة الأولة الظاهر عدم الكمال كما هوالمشهور و إن ورد في الآبق في خبر الساباطي‌ وغيره أنه بمنزلة المرتد ويظهر من الصدوق القول به فإن الظاهر أنه علي المبالغة والتشبيه في المخالفة العظيمة وربما يقال بعدم الصحة فيهابناء علي أن الأمر بالشي‌ء يستلزم النهي‌ عن ضده والنهي‌ في العبادة مستلزم للفساد كماذكره العلامة رحمه الله وغيره وفيهما أبحاث طويلة حققت في الأصول . و في الرابع لاخلاف في كونه محمولا علي عدم الإجزاء وكذا الخامس و في السادس والسابع علي نفي‌ الكمال كمانقل عليهما الإجماع و أماالثامن فإن حمل علي السكران حقيقة فهو محمول علي عدم الصحة اتفاقا ويجب القضاء و إن حمل علي النشوان فالمشهور عدم الكمال و إن كان الأحوط القضاء أيضا.


صفحه : 319

والزنين في بعض النسخ بالباء الموحدة و في بعضها بالنون وكلاهما صحيحان قال في النهاية فيه لايقبل الله صلاة الزنين هو ألذي يدافع الأخبثين و هوبوزن السجيل هكذا رواه بعضهم والمشهور بالنون كماروي‌ لايصلين أحدكم و هوزنين أي حاقن يقال زن فذن أي حقن فقطر وقيل هو ألذي يدافع الأخبثين معا

5- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَن شَرِبَ الخَمرَ لَم يُقبَل صَلَاتُهُ أَربَعِينَ يَوماً فَإِن تَرَكَ الصّلَاةَ فِي هَذِهِ الأَيّامِ ضُوعِفَت عَلَيهِ العَذَابُ لِتَركِ الصّلَاةِ

وَ خَبَرٌ آخَرُ أَنّ شَارِبَ الخَمرِ تُوقَفُ صَلَاتُهُ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ فَإِذَا تَابَ رُدّت عَلَيهِ

بيان ردت عليه أي مقبولة أوثوابها وكون المراد عدم القبول مع التوبة أيضا بعيد

6- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ الحَافِظِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ رِيَاحٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ لَا يَقبَلُ اللّهُ لَهُم صَلَاةً عَبدٌ آبِقٌ مِن مَوَالِيهِ حَتّي يَرجِعَ إِلَيهِم فَيَضَعَ يَدَهُ فِي أَيدِيهِم وَ رَجُلٌ أَمّ قَوماً وَ هُم لَهُ كَارِهُونَ وَ امرَأَةٌ بَاتَت وَ زَوجُهَا عَلَيهَا سَاخِطٌ

مجالس المفيد، عن الجعابي‌ مثله كتاب جعفر بن محمد بن شريح ، عن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله ع

مثله

7-معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، وَ مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ


صفحه : 320

أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا صَلَاةَ لِحَاقِنٍ وَ لَا لِحَاقِبٍ وَ لَا لِحَاذِقٍ فَالحَاقِنُ ألّذِي بِهِ البَولُ وَ الحَاقِبُ ألّذِي بِهِ الغَائِطُ وَ الحَاذِقُ ألّذِي بِهِ ضَغطَةُ الخُفّ

بيان قال في النهاية فيه أنه نهي عن صلاة الحاقب والحاقن الحاقب ألذي احتاج إلي الغائط فلم يتبرز فانحصر غائطه والحاقن هو ألذي حبس بوله كالحاقب للغائط و قال الحاذق ألذي ضاق عليه خفه فخرق رجله أي عصرها وضغطها و هوفاعل بمعني مفعول انتهي وعد الأصحاب هذه الثلاثة من مكروهات الصلاة

8- العِلَلُ، وَ الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا غَلَبَتكَ عَينُكَ وَ أَنتَ فِي الصّلَاةِ فَاقطَعِ الصّلَاةَ وَ نَم فَإِنّكَ لَا تدَريِ‌ لَعَلّكَ أَن تَدعُوَ عَلَي نَفسِكَ

9- الخِصَالُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن شَرِبَ الخَمرَ لَم تُقبَل صَلَاتُهُ أَربَعِينَ يَوماً وَ لَيلَةً

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِ‌ّ عَن ثَعلَبَةَ عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ شَيئَانِ يُفسِدُ النّاسُ بِهِمَا صَلَاتَهُم قَولُ الرّجُلِ تَبَارَكَ اسمُكَ وَ تَعَالَي جَدّكَ وَ إِنّمَا هُوَ شَيءٌ قَالَتهُ الجِنّ بِجَهَالَةٍ فَحَكَي اللّهُ عَنهُم وَ قَولُ الرّجُلِ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ


صفحه : 321

بيان قال الفيروزآبادي‌ الجد البخت والحظ والحظوة والرزق والعظمة


صفحه : 322

و قال الجزري‌ في حديث الدعاء تبارك اسمك و تعالي جدك أي علا جلالك وعظمتك والجد الحظ والسعادة والغناء انتهي و في حديث آخر أن ابن مسعود كان يقول ذلك ولعل ابن مسعود كان يقرأ هذاالذكر بعدالركوع أو عندافتتاح الصلاة كماسيأتي‌ والمنع لأن الجن أرادوا بقولهم هذاالبخت و لايجوز إطلاق ذلك عليه تعالي و ابن مسعود لماأراد به ما هوالمراد في الآية جهلا فكأنه أراد هذاالمعني أويقال إنه و إن لم يقصد هذاالمعني وأراد به العظمة أوغيرها فلما كان موهما لهذا المعني لاينبغي‌ إطلاقه علي الله لاسيما في الصلاة و ماورد في بعض الأدعية فلعله أيضا من طريق المخالفين أوأريد به معني آخر أويقال لاينبغي‌ ذكر مثل ذلك في الصلاة و إن جاز في غيرها و علي أي حال الظاهر أن المراد به إفساد الكمال إن لم يرد به معني ينافي‌ عظمة ذي‌ الجلال . و أماالتسليم فالمراد به ذكره في التشهد الأول كما هودأبهم واستمر إلي اليوم وسيأتي‌ التصريح به في خبر الأعمش و قال الصدوق في الفقيه بعدإيراد الرواية يعني‌


صفحه : 323

في التشهد الأول و أما في التشهد الثاني‌ بعدالشهادتين فلابأس به لأن المصلي‌ إذاتشهد الشهادتين في التشهد الأخير فقد فرغ من الصلاة

10- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ العمُرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا يصُلَيّ‌ أَحَدُكُم وَ بِهِ أَحَدُ العَصرَينِ يعَنيِ‌ البَولَ وَ الغَائِطَ

معاني‌ الأخبار، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن محمد بن علي الكوفي‌ مثله بيان في المعاني‌ العقدين بدل العصرين أي مايعقده في بطنه ويحبسه و ما في المحاسن أظهر قال الفيروزآبادي‌ العصر الحبس و في الحديث أمر بلالا أن يؤذن قبل الفجر ليعتصر معتصرهم أراد قاضي‌ الحاجة

11- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ أَبِي الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا صَلَاةَ لِحَاقِنٍ وَ حَاقِنَةٍ وَ هُوَ بِمَنزِلَةِ مَن هُوَ فِي ثَوبِهِ

توضيح الخبر محمول علي المبالغة في نفي‌ الفضل والكمال قال في المنتهي بعدإيراد هذه الصحيحة المراد بذلك نفي‌ الكمال لاالصحة ثم نقل الإجماع علي أنه إن صلي كذلك صحت صلاته ونقل عن مالك وبعض العامة القول بالإعادة

12- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرأَةِ المُغَاضِبَةِ زَوجَهَا هَل لَهَا صَلَاةٌ أَو مَا حَالُهَا قَالَ لَا تَزَالُ عَاصِيَةً حَتّي يَرضَي عَنهَا

بيان في الجواب إشعار بعدم البطلان كما لايخفي

13- المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ، عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا يصُلَيّ‌ الرّجُلُ وَ هُوَ زَنَاءٌ


صفحه : 324

قال السيد أصل الزناء الضيق والاجتماع ويقال قدزنأ بوله زنوءا إذااحتقن وأزنأ الرجل بوله إزناء إذاحقنه فسمي‌ الحاقن زناء لاجتماع البول فيه وضيق وعائه عليه ووصف الرجل بالضيق مجاز وإنما الضيق في وعاء البول إلا أن ذلك الموضع لما كان شيئا من جملته ونوطا معلقا به جاز أن يجري‌ اسمه عليه والزناء أحسن من الحاقن لأن الحاقن قديحقن القليل كمايحقن الكثير والزناء هوالضيق و لايكاد يضيق وعاء البول إلا من الكثير دون القليل

14- الخِصَالُ، عَن سِتّةٍ مِن مَشَايِخِهِ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِي ذِكرِ شَرَائِعِ الدّينِ قَالَ وَ يُقَالُ فِي افتِتَاحِ الصّلَاةِ تَعَالَي عَرشُكَ وَ لَا يُقَالُ تَعَالَي جَدّكَ وَ لَا يُقَالُ فِي التّشَهّدِ الأَوّلِ السّلَامُ عَلَينَا وَ عَلَي عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ لِأَنّ تَحلِيلَ الصّلَاةِ هُوَ التّسلِيمُ وَ إِذَا قُلتَ هَذَا فَقَد سَلّمتَ


صفحه : 325

باب 91-النهي‌ عن التكفير

1- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَجمَعُ المُسلِمُ يَدَيهِ فِي صَلَاتِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَتَشَبّهُ بِأَهلِ الكُفرِ يعَنيِ‌ المَجُوسَ

2- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا كُنتَ قَائِماً فِي الصّلَاةِ فَلَا تَضَع يَدَكَ اليُمنَي عَلَي اليُسرَي وَ لَا اليُسرَي عَلَي اليُمنَي فَإِنّ ذَلِكَ تَكفِيرُ أَهلِ الكِتَابِ وَ لَكِن أَرسِلهُمَا إِرسَالًا فَإِنّهُ أَحرَي أَن لَا تَشغَلَ نَفسَكَ عَنِ الصّلَاةِ

3- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَضعُ الرّجُلِ إِحدَي يَدَيهِ عَلَي الأُخرَي فِي الصّلَاةِ عَمَلٌ وَ لَيسَ فِي الصّلَاةِ عَمَلٌ

4- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي صَلَاتِهِ أَ يَضَعُ إِحدَي يَدَيهِ عَلَي الأُخرَي بِكَفّهِ أَو ذِرَاعَيهِ قَالَ لَا يَصلُحُ ذَلِكَ فَإِن فَعَلَ فَلَا يَعُودُ لَهُ قَالَ عَلِيّ قَالَ مُوسَي سَأَلتُ أَبِي جَعفَراً عَن ذَلِكَ فَقَالَ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ ذَلِكَ عَمَلٌ وَ لَيسَ فِي الصّلَاةِ عَمَلٌ


صفحه : 326

بيان و ليس في الصلاة عمل أي لاينبغي‌ أن يعمل في الصلاة عمل غيرأفعال الصلاة أو هوبدعة و لايجوز الابتداع فيها أوفعل كثير كمافهمه بعض الأصحاب . ثم اعلم أن هذا هو ألذي عبر عنه الأصحاب بالكتف والتكفير واختلف الأصحاب في حكمه ومعناه أماحكمه فالمشهور بين الأصحاب تحريمه وبطلان الصلاة بتعمده ونقل الشيخ والمرتضي عليه إجماع الفرقة وخالف فيه ابن الجنيد فجعل تركه مستحبا و أبوالصلاح حيث جعل فعله مكروها واستوجهه المحقق في المعتبر واختار بعض المحققين من المتأخرين التحريم دون الإبطال والأحوط الترك والإعادة مع الإتيان به عمدا من غيرتقية و إن كان مااستوجهه المحقق ره لايخلو من وجه إلا إذاقصد به العبادة فيكون بدعة محرمة. و أمامعناه فالتكفير في اللغة الخضوع و أن ينحني‌ الإنسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع واختلف الأصحاب في تفسيره فالفاضلان فسراه بوضع اليمين علي


صفحه : 327

الشمال وقيده العلامة في المنتهي والتذكرة بحال القراءة و قال الشيخ لافرق بين وضع اليمين علي الشمال وبالعكس وتبعه ابن إدريس والشهيدان و قال في المنتهي قال الشيخ في الخلاف يحرم وضع الشمال علي اليمين وعندي‌ فيه تردد انتهي . والظاهر أنه لافرق في الكراهة أوالتحريم بين أن يكون الوضع فوق السرة أوتحتها و بين أن يكون بينهما حائل أم لا و بين أن يكون الوضع علي الزند أو علي الساعد و قدصرح بالجميع جماعة من الأصحاب واستشكل العلامة في النهاية الأخير و لاريب في جواز التكفير حال التقية بل قديجب و لوتركه والحال هذه فالظاهر عدم بطلان الصلاة لتوجه النهي‌ إلي أمر خارج عن العبادة و إن كان الأحوط الإعادة و قدمضت أخبار في ذلك في باب آداب الصلاة

5- العيَاّشيِ‌ّ، عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ أَ يَضَعُ الرّجُلُ يَدَهُ عَلَي ذِرَاعِهِ فِي الصّلَاةِ قَالَ لَا بَأسَ إِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانُوا إِذَا دَخَلُوا فِي الصّلَاةِ دَخَلُوا مُتَمَاوِتِينَ كَأَنّهُم مَوتَي فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِص خُذ مَا آتَيتُكَ بِقُوّةٍ فَإِذَا دَخَلتَ الصّلَاةَ فَادخُل فِيهَا بِجَلَدٍ وَ قُوّةٍ ثُمّ ذَكَرَهَا فِي طَلَبِ الرّزقِ فَإِذَا طَلَبتَ الرّزقَ فَاطلُبهُ بِقُوّةٍ

بيان علي نبيه أي علي موسي ع فيكون نقلا بالمعني لبيان أن المخاطب بالذات هو موسي ع أو علي نبيناص أي الغرض من إيراد تلك القصة أن قوله تعالي لبني‌ إسرائيل خُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍبيان أنه ينبغي‌ لهذه الأمة أيضا أن يأتوا بمثله وذكر ذلك بعدتجويز وضع اليد علي الذراع أنه نوع من التماوت فلاينبغي‌ إشعارا بأن ماذكرناه إنما كان تقية ويحتمل أن يكون الخبر بتمامه محمولا علي التقية و يكون المراد أن إرسال اليد من التماوت . ويمكن أن لا يكون هذاالكلام متعلقا بالسابق بل ذكره للمناسبة فيكون مؤيدا لتوقف العلامة في منع وضع اليد علي الذراع والساعد لكن بمثل هذاالخبر ألذي


صفحه : 328

هو في غاية الإجمال يشكل الاستدلال علي حكم . قوله ثم ذكرها يمكن أن يكون من كلام الراوي‌ أي ثم ذكر ع القوة وحسنها في طلب الرزق و قال فاطلبه بقوة ويحتمل أن يكون في الأصل قال إذاطلبت ويحتمل أن يكون من كلامه ع أي الأخذ بالقوة في الآية ليس مقصورا علي العبادات بل يشمل طلب الرزق أيضا و الله تعالي يعلم


صفحه : 329

باب 02- مايستحب قبل الصلاة من الآداب

1- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍروُيِ‌َ أَنّهُ المَشطُ عِندَ كُلّ صَلَاةٍ

2- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَا أَن أَشُقّ عَلَي أمُتّيِ‌ لَأَمَرتُهُم بِالسّوَاكِ مَعَ كُلّ صَلَاةٍ

3- الآدَابُ الدّينِيّةُ للِطبّرسِيِ‌ّ، يُستَحَبّ السّوَاكُ عِندَ كُلّ صَلَاةٍ وَ روُيِ‌َ أَنّ رَكعَتَينِ بِسِوَاكٍ أَفضَلُ مِن سَبعِينَ رَكعَةً بِغَيرِ سِوَاكٍ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ لَا يَخلُو المُؤمِنُ مِن خَمسٍ مُشطٍ وَ سِوَاكٍ وَ خَاتَمِ عَقِيقٍ وَ سَجّادَةٍ وَ سُبحَةٍ فِيهَا أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ حَبّةً

4- العيَاّشيِ‌ّ، عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِهِ تَعَالَيخُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلّ مَسجِدٍ قَالَ هُوَ المَشطُ عِندَ كُلّ صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ وَ نَافِلَةٍ

وَ مِنهُ عَن عَمّارٍ النوّفلَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ المَشطُ يَذهَبُ بِالوَبَاءِ قَالَ وَ كَانَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مُشطٌ فِي المَسجِدِ يَتَمَشّطُ بِهِ إِذَا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ

5-جَامِعُ الأَخبَارِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع رَكعَتَانِ بِسِوَاكٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن


صفحه : 330

سَبعِينَ رَكعَةً بِغَيرِ سِوَاكٍ

6- أَعلَامُ الدّينِ للِديّلمَيِ‌ّ، قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ أَفوَاهَكُم طُرُقُ القُرآنِ فَطَيّبُوهَا بِالسّوَاكِ فَإِنّ صَلَاةً عَلَي أَثَرِ السّوَاكِ خَيرٌ مِن خَمسٍ وَ سَبعِينَ صَلَاةً بِغَيرِ سِوَاكٍ

7- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ رَكعَتَانِ يُصَلّيهِمَا مُتَعَطّرٌ أَفضَلُ مِن سَبعِينَ رَكعَةً يُصَلّيهَا غَيرُ مُتَعَطّرٍ

بيان تدل هذه الأخبار علي استحباب السواك قبل الصلاة وهل يكتفي بما يقع قبل الوضوء الأظهر ذلك و إن كان الأفضل إعادته متصلا بالصلاة والتمشط قبل الصلاة وبعدها والقبل أفضل والأحوط عدم الترك لتفسير الأمر الوارد في الآية بالزينة به في الأخبار الكثيرة والتعطر عندها و كل ذلك مذكور في كلام الأكثر


صفحه : 331

باب 12-القيام والاستقلال فيه وغيره من أحكامه وآدابه وكيفية صلاة المريض

الآيات البقرةوَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَآل عمران الّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِهِمتفسيروَ قُومُوااستدل به علي وجوب القيام في الجملة إما في الصلاة الوسطي


صفحه : 332

أومطلقا حال القنوت إن حمل علي القنوت المصطلح أومطلقا وأورد عليه بأن الظاهر من قوله تعالي حافِظُوا عَلَي الصّلَواتِإرادة العموم بالنسبة إلي الواجب والمندوب فالأمر للاستحباب وحينئذ لاترجيح ويحمل الأمر علي الوجوب علي تخصيص الصلوات بالفرائض و إن حملنا الأمر المذكور علي الاستحباب يمكن أن يجعل ذلك قرينة لإرادة القيام في جميع الصلوات من قوله قوموا وحمل الأمر به علي الاستحباب وانصراف القنوت إلي الأمر المعهود وتبادره إلي الذهن بعدثبوت استحبابه يؤيد هذاالحمل . ويمكن أن يجاب بأن حمل المعرف باللام علي المعهود المنساق إلي الذهن و هومطلق الصلاة اليومية أولي من حمل الأمر علي الاستحباب والقنوت تبادره في المعني المخصوص إنما هو في عرف الفقهاء و علي تقدير التسليم يمكن أن يكون الأمر بالقيام للوجوب والقيد للاستحباب ويكفي‌ في الحالية المقارنة في الجملة و لايخفي ما فيه والحق أن الاستدلال علي الوجوب بالآية مشكل لكن الأخبار المستفيضة المؤيدة بالإجماع يكفينا لإثبات وجوب القيام والآية مؤيدة لها.لِلّهِيدل علي وجوب النية والإخلاص فيهاقانِتِينَسيأتي‌ تفسيره .الّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً قال الطبرسي‌ ره وصفهم بذكر الله تعالي قائمين وقاعدين ومضطجعين أي في سائر الأحوال لأن أحوال المكلفين لايخلو من هذه الأحوال الثلاثة وقيل معناه يصلون لله علي قدر إمكانهم في صحتهم وسقمهم فالصحيح يصلي‌ قائما والسقيم يصلي‌ جالسا و علي جنبه أي مضطجعا فسمي‌ الصلاة ذكرا رواه علي بن ابراهيم في تفسيره انتهي .


صفحه : 333

وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ فِي الحَسَنِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ الصّحِيحُ يصُلَيّ‌ قَائِماًوَ قُعُوداًالمَرِيضُ يصُلَيّ‌ جَالِساًوَ عَلي جُنُوبِهِم ألّذِي يَكُونُ أَضعَفَ مِنَ المَرِيضِ ألّذِي يصُلَيّ‌ جَالِساً

و قدمر مايؤيد التفسير الأول للطبرسي‌ في باب الذكر.أقول سيأتي‌ سائر الآيات في ذلك في باب صلاة الخوف

1- العيَاّشيِ‌ّ، عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِالّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماًالأَصِحّاءَوَ قُعُوداًيعَنيِ‌ المَرضَيوَ عَلي جُنُوبِهِم قَالَ أَعَلّ مِمّن يصُلَيّ‌ جَالِساً وَ أَوجَعُ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ ذَكَرَ نَحوَ مَا مَرّ بِرِوَايَةِ الكلُيَنيِ‌ّ

2- المَحَاسِنُ، فِي رِوَايَةِ أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ مَن لَم يُقِم صُلبَهُ فِي الصّلَاةِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ

بيان لاخلاف في وجوب القيام في الصلاة بين علماء الإسلام ونقل الإجماع عليه أكثرهم ونقل الفاضلان وغيرهما الإجماع علي ركنيته ويظهر من نهاية العلامة قول من ابن أبي عقيل بعدم ركنيته فإنه قسم أفعال الصلاة إلي فرض و هو ما إذاأخل به عمدا أوسهوا بطلت الصلاة و إلي سنة و هو ما إذاأخل به عمدا بطلت لاسهوا و إلي فضيلة و هو ما لايبطل بتركه مطلقا وجعل الأول الصلاة بعددخول الوقت والاستقبال والتكبير والركوع والسجود و لم يتعرض للقيام . ويمكن الاستدلال بهذا الخبر علي الوجوب والركنية معا ويدل علي وجوب الانتصاب في القيام أيضا بدون انحناء وانخناس فإن الصلب عظم من الكاهل إلي


صفحه : 334

العجب و هوأصل الذنب وإقامته يستلزم الانتصاب ويمكن أن يقال استعمال لاصلاة وأشباهه في نفي‌ الكمال شاع بحيث يشكل الاستدلال به علي نفي‌ الصحة و إن كان في الأصل حقيقة فيه . ثم إنه معلوم أن القيام ليس بركن في جميع الحالات لأن من نسي‌ القراءة أوأبعاضها أوجلس في موضع القيام لاتجب عليه إعادة الصلاة فلذا ذهب بعضهم إلي أن الركن هوالقيام المتصل بالركوع وقيل القيام في حال كل فعل تابع له وتحقيق هذه الأمور لايناسب هذاالكتاب بل لاثمرة لها سوي الإطناب

3- العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الحَافِظِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ صَالِحٍ الهرَوَيِ‌ّ وَ بِأَسَانِيدَ ثَلَاثَةٍ أُخرَي عَنِ الرّضَا آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا لَم يَستَطِعِ الرّجُلُ أَن يصُلَيّ‌َ قَائِماً فَليُصَلّ جَالِساً فَإِن لَم يَستَطِع جَالِساً فَليُصَلّ مُستَلقِياً نَاصِباً رِجلَيهِ حِيَالَ القِبلَةِ يُومِئُ إِيمَاءً

صحيفة الرضا، عنه ع مثله

4-تَفسِيرُ النعّماَنيِ‌ّ،بِالإِسنَادِ المَذكُورِ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ أَمّا الرّخصَةُ التّيِ‌ هيِ‌َ الإِطلَاقُ بَعدَ النهّي‌ِ فَمِنهُحافِظُوا عَلَي الصّلَواتِ وَ الصّلاةِ الوُسطي وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَفَالفَرِيضَةُ مِنهُ أَن يصُلَيّ‌َ الرّجُلُ صَلَاةَ الفَرِيضَةِ عَلَي الأَرضِ بِرُكُوعٍ وَ سُجُودٍ تَامّ ثُمّ رَخّصَ لِلخَائِفِ فَقَالَ سُبحَانَهُفَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناً وَ مِثلُهُ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَإِذا قَضَيتُمُ الصّلاةَ فَاذكُرُوا اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِكُم


صفحه : 335

وَ مَعنَي الآيَةِ أَنّ الصّحِيحَ يصُلَيّ‌ قَائِماً وَ المَرِيضَ يصُلَيّ‌ قَاعِداً وَ مَن لَم يَقدِر أَن يصُلَيّ‌َ قَاعِداً صَلّي مُضطَجِعاً وَ يُومِئُ إِيمَاءً فَهَذِهِ رُخصَةٌ جَاءَت بَعدَ العَزِيمَةِ

بيان المشهور بين الأصحاب أنه مع العجز عن الاستقلال في القيام يعتمد علي شيءفمع العجز عن القيام مطلقا حتي مع الانحناء والاتكاء يصلي‌ قاعدا ونقلوا علي تلك الأحكام الإجماع لكن اختلفوا في حد العجز المسوغ للقعود فالمشهور أنه العجز عن القيام أصلا و هومستند إلي علمه بنفسه ونقل عن المفيد أن حده أن لايتمكن من المشي‌ بمقدار الصلاة لِمَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَفصٍ المرَوزَيِ‌ّ قَالَ قَالَ الفَقِيهُ ع المَرِيضُ إِنّمَا يصُلَيّ‌ قَاعِداً إِذَا صَارَ بِالحَالِ التّيِ‌ لَا يَقدِرُ فِيهَا أَن يمَشيِ‌َ مِقدَارَ صَلَاتِهِ إِلَي أَن يَفرُغَ قَائِماً

. والخبر يحتمل وجهين أحدهما أن من يقدر علي المشي‌ بقدر الصلاة يقدر علي الصلاة قائما وثانيهما أن من قدر علي المشي‌ مصليا و لم يقدر علي القيام مستقرا فالصلاة ماشيا أفضل من الصلاة جالسا و لوحمل علي الأول بناء علي الغالب لاينافي‌ المشهور كثيرا. ثم إنهم اختلفوا فيما إذاقدر علي الصلاة مستقرا متكئا وعليها ماشيا فالأكثر رجحوا الاستقرار ونقل عن العلامة ترجيح المشي‌ وكذا اختلفوا فيما إذاقدر علي المشي‌ فقط هل هومقدم علي الجلوس أم الجلوس مقدم عليه فذهب الشهيد وجماعة إلي الثاني‌ والشهيد الثاني‌ إلي الأول بحمل الرواية علي المعني الثاني‌ مؤيدا له بأن مع المشي‌ يفوت وصف القيام و مع الجلوس أصله و لايخفي ما فيه إذ الاستقرار واجب برأسه يجتمع هو وضده مع القيام والقعود معا. والمسألة في غاية الإشكال و لايبعد أن يكون الصلاة جالسا أوفق لفحوي الأخبار كما لايخفي علي المتأمل فيها والخبر المتقدم له محملان متعادلان يشكل الاستدلال به علي أحدهما.


صفحه : 336

واعلم أن العجز يتحقق بحصول الألم الشديد ألذي لايتحمل عادة و لايعتبر العجز الكلي‌ و لايختص القعود بكيفية وجوبا بل يجلس كيف شاء نعم المشهور أنه يستحب أن يتربع قارئا ويثني‌ رجليه راكعا ويتورك متشهدا وفسر التربع هاهنا بأن ينصب فخذيه وساقيه وتثنية الرجلين بأن يفترشهما تحته ويجلس علي صدورهما بغير إقعاء و قدمر معني التورك . وذكر جماعة من الأصحاب في كيفية ركوع القاعد وجهين أحدهما أن ينحني‌ بحيث يصير بالنسبة إلي القاعد المنتصب كالراكع القائم بالنسبة إلي القائم المنتصب وثانيهما أن ينحني‌ بحيث يحاذي‌ جبهته موضع سجوده وأدناه أن يحاذي‌ جبهته قدام ركبتيه و لايبعد تحقق الركوع بكل منهما والظاهر عدم وجوب رفع الفخذين عن الأرض وأوجبه الشهيد في بعض كتبه مستندا إلي وجه ضعيف . ثم إنه لاخلاف بين الأصحاب في أنه مع العجز عن الجلوس أيضا يضطجع متوجها إلي القبلة واختلفوا في الترتيب حينئذ فالمشهور أنه يضطجع علي الأيمن فإن تعذر فعلي الأيسر فإن تعذر فيستلقي‌ ويظهر من المعتبر والمنتهي الاتفاق علي تقديم الأيمن و من المحقق في الشرائع والعلامة في بعض كتبه والشيخ في موضع من المبسوط التخيير بين الأيمن والأيسر وجعل العلامة رحمه الله في النهاية الأيمن أفضل . ثم علي القول بتقديم الأيمن إن عجز عنه فظاهر بعضهم تقديم الأيسر وبعضهم التخيير بينه و بين الاستلقاء وبعضهم الانتقال إلي الاستلقاء فقط ولعل تقديم الأيسر أحوط بل أظهر لفحوي بعض الآيات والأخبار. وتدل رواية العيون ورواية مرسلة رواها الشيخ عن الصادق ع علي أن بعدالعجز عن القعود ينتقل إلي الاستلقاء و قال المحقق في المعتبر بعدإيراد رواية التهذيب وإيراد رواية عمار قبلها دالة علي تقدم الاضطجاع الرواية الأولي


صفحه : 337

أشهر وأظهر بين الأصحاب .أقول يمكن حمل أخبار الانتقال أولا إلي الاستلقاء علي التقية فإنه مذهب أبي حنيفة وبعض الشافعية وراوي‌ خبر العيون عامي‌ وأخبار الرضا ع كثيرا ماترد علي التقية و مع قطع النظر عن ذلك والإجماع المنقول يمكن القول بالتخيير وحمل تقديم الاضطجاع علي الأفضلية والعمل بالمشهور أحوط وأولي . ثم المشهور أن الإيماء بالرأس مقدم علي الإيماء بالعين والأخبار مختلفة وبعضها مجملة والعمل بالمشهور أحوط و مع الإيماء بالرأس فليجعل السجود أخفض من الركوع كماذكره الأصحاب وورد في بعض الروايات

5- المُعتَبَرُ،رَوَي أَصحَابُنَا عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المَرِيضُ إِذَا لَم يَقدِر أَن يصُلَيّ‌َ قَاعِداً يُوَجّهُ كَمَا يُوَجّهُ الرّجُلُ فِي لَحدِهِ وَ يَنَامُ عَلَي جَانِبِهِ الأَيمَنِ ثُمّ يُومِئُ بِالصّلَاةِ فَإِن لَم يَقدِر عَلَي جَانِبِهِ الأَيمَنِ فَكَيفَ مَا قَدَرَ فَإِنّهُ جَائِزٌ وَ يَستَقبِلُ بِوَجهِهِ القِبلَةَ ثُمّ يُومِئُ بِالصّلَاةِ إِيمَاءً

بيان رَوَي الشّيخُ بِسَنَدٍ مُوَثّقٍ عَن عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المَرِيضُ إِذَا لَم يَقدِر أَن يصُلَيّ‌َ قَاعِداً كَيفَ قَدَرَ صَلّي إِمّا أَن يُوَجّهَ فَيُومِئُ إِيمَاءً وَ قَالَ يُوَجّهُ كَمَا يُوَجّهُ الرّجُلُ فِي لَحدِهِ وَ يَنَامُ عَلَي جَنبِهِ الأَيمَنِ ثُمّ يُومِئُ بِالصّلَاةِ فَإِن لَم يَقدِر أَن يَنَامَ عَلَي جَنبِهِ الأَيمَنِ فَكَيفَ مَا قَدَرَ فَإِنّهُ لَهُ جَائِزٌ وَ يَستَقبِلُ بِوَجهِهِ القِبلَةَ وَ يُومِئُ إِيمَاءً

. وتشابه الخبرين في أكثر الألفاظ يوهم اشتباه عمار بحماد منه رحمه الله أو من النساخ وتغيير عبارة الخبر لتصحيح مضمونه نقلا بالمعني وجلالته تقتضي‌ كونه خبرا آخر واشتباه النساخ بعيد لاتفاق مارأينا من النسخ علي حماد وسائر أجزاء الخبر كمانقلنا إلا أن يكون من الناسخ الأول و الله أعلم

6-قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ المَرِيضِ ألّذِي لَا يَستَطِيعُ القُعُودَ وَ لَا الإِيمَاءَ


صفحه : 338

كَيفَ يصُلَيّ‌ وَ هُوَ مُضطَجِعٌ قَالَ يَرفَعُ مِروَحَةً إِلَي وَجهِهِ وَ يَضَعُ عَلَي جَبِينِهِ وَ يُكَبّرُ هُوَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ نُزِعَ المَاءُ مِن عَينِهِ أَو يشَتكَيِ‌ عَينَهُ وَ شَقّ عَلَيهِ السّجُودُ هَل يُجزِيهِ أَن يُومِئَ وَ هُوَ قَاعِدٌ أَو يصُلَيّ‌َ وَ هُوَ مُضطَجِعٌ قَالَ يُومِئُ وَ هُوَ قَاعِدٌ

بيان المشهور بين الأصحاب أنه إن قدر المريض علي رفع موضع السجود والسجدة عليه وجب ويدل عليه أخبار والعمل به متعين و أما إذاصلي بالإيماء هل يجب عليه أن يضع علي جبهته شيئا حال الإيماء لم يتعرض له الأكثر ونقل عن بعضهم القول بالوجوب ويدل عليه هذاالخبر وموثقة سماعة والأحوط العمل به و إن أمكن حملهما علي الاستحباب لخلو كثير من الأخبار عنه . قوله ع يومئ و هوقاعد محمول علي القدرة علي القعود و لاريب أن مع القدرة عليه لايجوز الاضطجاع والخبر بجزئيه يدل علي تقدم الاضطجاع علي الاستلقاء

7- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِي بَكرٍ الحنَفَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ عَنِ ابنِ الزّبَيرِ عَن جَابِرٍ أَنّ النّبِيّص عَادَ مَرِيضاً فَرَآهُ يصُلَيّ‌ عَلَي وِسَادَةٍ فَأَخَذَهَا فَرَمَي بِهَا فَأَخَذَ عُوداً ليِصُلَيّ‌َ عَلَيهِ فَأَخَذَهُ فَرَمَي بِهِ وَ قَالَ عَلَي الأَرضِ إِنِ استَطَعتَ وَ إِلّا فَأَومِ إِيمَاءً وَ اجعَل سُجُودَكَ أَخفَضَ مِن رُكُوعِكَ

بيان الخبر عامي‌ و لايعارض الأخبار المعتبرة

8-طِبّ الأَئِمّةِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ أُورَمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن بَزِيعٍ المُؤَذّنِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَقدَحَ عيَنيِ‌ فَقَالَ لِي استَخِرِ اللّهَ وَ افعَل قُلتُ هُم يَزعُمُونَ أَنّهُ ينَبغَيِ‌ لِلرّجُلِ أَن يَنَامَ عَلَي ظَهرِهِ كَذَا وَ كَذَا وَ لَا


صفحه : 339

يصُلَيّ‌ قَاعِداً فَقَالَ افعَل

توضيح قال الجوهري‌ قدحت العين إذاأخرجت منها الماء الفاسد قوله ع استخر الله أي اسأل الله أن يجعل خيرك فيه قال في التذكرة لو كان به رمد و هوقادر علي القيام فقال العالم بالطب إذاصلي مستلقيا رجا له البرء جاز ذلك و به قال أبوحنيفة والثوري‌ و قال مالك والأوزاعي‌ لايجوز لأن ابن عباس لم يرخص له الصحابة في الصلاة مستلقيا

9- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ النّبِيّص يصُلَيّ‌ المَرِيضُ قَائِماً إِنِ استَطَاعَ فَإِن لَم يَستَطِع صَلّي قَاعِداً فَإِن لَم يَستَطِع أَن يَسجُدَ أَومَأَ بِرَأسِهِ وَ جَعَلَ مَقصَدَهُ إِلَي القِبلَةِ مُتَوَجّهاً إِلَيهَا فَإِن لَم يَستَطِع أَن يصُلَيّ‌َ قَاعِداً صَلّي عَلَي جَنبِهِ الأَيمَنِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ فَإِن لَم يَستَطِع أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي جَنبِهِ الأَيمَنِ صَلّي مُستَلقِياً وَ رِجلَاهُ إِلَي القِبلَةِ

وَ روُيِ‌َ عَنهُم ع أَنّ المَرِيضَ تَلزَمُهُ الصّلَاةُ إِذَا كَانَ عَقلُهُ ثَابِتاً فَإِن لَم يَتَمَكّن مِنَ القِيَامِ بِنَفسِهِ اعتَمَدَ عَلَي حَائِطٍ أَو عُكّازَةٍ وَ ليُصَلّ قَائِماً فَإِن لَم يَتَمَكّن فَليُصَلّ جَالِساً فَإِذَا أَرَادَ الرّكُوعَ قَامَ فَرَكَعَ فَإِن لَم يَقدِر فَليَركَع جَالِساً فَإِن لَم يَتَمَكّن مِنَ السّجُودِ إِذَا صَلّي جَالِساً رَفَعَ خُمرَةً وَ سَجَدَ عَلَيهَا فَإِن لَم يَتَمَكّن مِنَ الصّلَاةِ جَالِساً فَليُصَلّ مُضطَجِعاً عَلَي جَانِبِهِ الأَيمَنِ وَ ليَسجُد فَإِن لَم يَتَمَكّن مِنَ السّجُودِ أَومَأَ إِيمَاءً وَ إِن لَم يَتَمَكّن مِنَ الِاضطِجَاعِ فَليَستَلقِ عَلَي قَفَاهُ وَ ليُصَلّ مُومِياً يَبدَأُ الصّلَاةَ بِالتّكبِيرِ يَقرَأُ فَإِذَا أَرَادَ الرّكُوعَ غَمّضَ عَينَيهِ فَإِذَا أَرَادَ الرّفعَ فَتَحَهُمَا وَ إِذَا أَرَادَ السّجُودَ غَمّضَهُمَا فَإِذَا أَرَادَ رَفعَ رَأسِهِ ثَانِياً فَتَحَهُمَا وَ عَلَي هَذَا تَكُونُ صَلَاتُهُ

10-قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الصّلَاةِ قَاعِداً وَ يَتَوَكّأُ عَلَي عَصًا أَو عَلَي حَائِطٍ فَقَالَ لَا مَا شَأنُ أَبِيكَ وَ شَأنَ هَذَا مَا بَلَغَ أَبُوكَ هَذَا بَعدُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص بَعدَ مَا عَظُمَ وَ بَعدَ مَا ثَقُلَ كَانَ يصُلَيّ‌ وَ هُوَ قَائِمٌ وَ رَفَعَ إِحدَي رِجلَيهِ حَتّي أَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقيفَوَضَعَهَا ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا بَأسَ بِالصّلَاةِ وَ هُوَ قَاعِدٌ وَ هُوَ عَلَي نِصفِ صَلَاةِ القَائِمِ


صفحه : 340

وَ لَا بَأسَ باِلتوّكَيّ‌ عَلَي عَصًا وَ الِاتّكَاءِ عَلَي الحَائِطِ قَالَ وَ لَكِن يَقرَأُ وَ هُوَ قَاعِدٌ فَإِذَا بَقِيَت آيَاتٌ قَامَ فَقَرَأَهُنّ ثُمّ رَكَعَ

بيان لابأس بالصلاة و هوقاعد أي النافلة و لاخلاف في جواز الجلوس فيها مع الاختيار أيضا قال في المعتبر و هوإطباق العلماء و في المنتهي أنه لايعرف فيه مخالف وكأنهما لم يعتبرا خلاف ابن إدريس حيث منع من الجلوس في النافلة في غيرالوتيرة اختيارا والأشهر أظهر و ماذكره ع في أول الخبر للتأكيد في إدراك فضل القيام عندالسهولة وعدم العسر والعذر و قدجوز بعض الأصحاب الاضطجاع والاستلقاء مع القدرة علي القيام و هوبعيد والظاهر أن تجويز الاتكاء علي العصا والحائط أيضا في النافلة فأما القيام قبل الركوع فهو أيضا محمول علي الفضل للأخبار الدالة علي جواز الجلوس في الجميع وأوجبوا ذلك في الفريضة مع القدرة عليه والعجز عن القيام في الجميع و هوحسن

11- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَستَنِدَ إِلَي حَائِطِ المَسجِدِ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَي الحَائِطِ وَ هُوَ قَائِمٌ مِن غَيرِ مَرَضٍ وَ لَا عِلّةٍ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَكُونُ فِي الصّلَاةِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يُقَدّمَ رِجلًا وَ يُؤَخّرَ أُخرَي مِن غَيرِ مَرَضٍ وَ لَا عِلّةٍ قَالَ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ يَكُونُ فِي صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ فَيَقُومُ فِي الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَتَنَاوَلَ حَائِطَ المَسجِدِ فَيَنهَضَ وَ يَستَعِينَ بِهِ عَلَي القِيَامِ مِن غَيرِ ضَعفٍ وَ لَا عِلّةٍ قَالَ لَا بَأسَ

كتاب المسائل ،لعلي‌ بن جعفر عن أخيه ع مثله


صفحه : 341

بيان المشهور بين الأصحاب وجوب الاستقلال في القيام وذهب أبوالصلاح إلي جواز الاستناد علي كراهة و لايخلو من قوة و علي المشهور حملوا هذه الرواية وأمثالها علي استناد قليل لا يكون بحيث لوزال السناد لسقط فإن الواجب عندهم ترك هذاالاستناد لامطلقا ويمكن حمل تلك الأخبار علي النافلة وأخبار المنع علي الفريضة ثم علي تقدير الوجوب إذاأخل بالاستقلال عمدا بطلت صلاته والظاهر عدم البطلان بالنسيان و أماالاستعانة بشي‌ء حال النهوض فقد صرح بعض المتأخرين بأن حكمه حكم الاستناد و هوضعيف فقد دلت هذه الرواية علي الجواز من غيرمعارض

12- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرِيضِ إِذَا كَانَ لَا يَستَطِيعُ القِيَامَ كَيفَ يصُلَيّ‌ قَالَ يصُلَيّ‌ النّافِلَةَ وَ هُوَ جَالِسٌ وَ يَحسُبُ كُلّ رَكعَتَينِ بِرَكعَةٍ وَ أَمّا الفَرِيضَةُ فَيَحتَسِبُ كُلّ رَكعَةٍ بِرَكعَةٍ وَ هُوَ جَالِسٌ إِذَا كَانَ لَا يَستَطِيعُ القِيَامَ

بيان الظاهر أن تضعيف النافلة إذاصلاها جالسا محمول علي الأفضلية. لِمَا رَوَاهُ أَبُو بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَمّن صَلّي جَالِساً مِن غَيرِ عُذرٍ أَ تَكُونُ صَلَاتُهُ رَكعَتَينِ بِرَكعَةٍ فَقَالَ هيِ‌َ تَامّةٌ لَكُم

فإن الظاهر أن الخطاب إلي الشيعة مطلقا وكون الخطاب إلي العميان والمشايخ بعيد من الخبر كما لايخفي . و قال الشهيد في الذكري بعدإيراد هذه الرواية عقيب روايات التضعيف فتحمل الأخبار الأولة علي الاستحباب و هذا علي الجواز ثم قال ويستحب القيام بعدالقراءة ليركع قائما ويحسب له بصلاة القائم و قال الشيخ في المبسوط يجوز أن يصلي‌ النوافل جالسا مع القدرة علي القيام و قدروي‌ أنه يصلي‌ بدل كل ركعة ركعتين وروي‌ أنه ركعة بركعة وهما جميعا جائزان

13-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي


صفحه : 342

حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا صَلّي قَامَ عَلَي أَصَابِعِ رِجلَيهِ حَتّي تَوَرّمَت فَأَنزَلَ اللّهُطه بِلُغَةِ طيَ‌ّءٍ يَا مُحَمّدُما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي

إيضاح رواه في الكافي‌ بسند موثق عن أبي بصير عن أبي جعفر ع و فيه يقوم علي أطراف أصابع رجليه وَ قَالَ الطبّرسِيِ‌ّ ره روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَرفَعُ إِحدَي رِجلَيهِ فِي الصّلَاةِ لِيَزِيدَ تَعَبُهُ فَأَنزَلَ اللّهُ الآيَةَ فَوَضَعَهَا قَالَ روُيِ‌َ ذَلِكَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع

.أقول لعله كان أولا الصلاة علي تلك الهيئات مشروعة فنسخت و لايجوز الآن الصلاة مع رفع إحدي الرجلين و لا مع القيام علي الأصابع والمشهور وجوب الاعتماد علي الرجلين وعدم جواز تباعدهما بما يخرج عن حد القيام عرفا

14- العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَنِ ابنِ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِيمَا رَوَاهُ مِنَ العِلَلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ صَلَاةُ القَاعِدِ عَلَي نِصفِ صَلَاةِ القَائِمِ

15- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ صَلّي نَافِلَةً وَ هُوَ جَالِسٌ مِن غَيرِ عِلّةٍ كَيفَ يَحسُبُ صَلَاتَهُ قَالَ رَكعَتَينِ بِرَكعَةٍ

16-دَعَائِمُ الإِسلَامِ،رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص سُئِلَ عَن صَلَاةِ العَلِيلِ فَقَالَ يصُلَيّ‌ قَائِماً فَإِن لَم يَستَطِع صَلّي جَالِساً قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَتَي يصُلَيّ‌ جَالِساً قَالَ إِذَا لَم يَستَطِع أَن يَقرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ


صفحه : 343

ثَلَاثَ آيَاتٍ قَائِماً وَ إِن لَم يَستَطِع أَن يَسجُدَ أَومَأَ إِيمَاءً بِرَأسِهِ وَ جَعَلَ سُجُودَهُ أَخفَضَ مِن رُكُوعِهِ فَإِن لَم يَستَطِع أَن يصُلَيّ‌َ جَالِساً صَلّي مُضطَجِعاً لِجَنبِهِ الأَيمَنِ وَ وَجهُهُ إِلَي القِبلَةِ فَإِن لَم يَستَطِع أَن يصُلَيّ‌َ عَلَي جَنبِهِ الأَيمَنِ صَلّي مُستَلقِياً وَ رِجلَاهُ مِمّا يلَيِ‌ القِبلَةَ يُومِئُ إِيمَاءً

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَصَابَهُ رُعَافٌ لَم يَرقَأ صَلّي إِيمَاءً

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ المَرِيضُ إِذَا ثَقُلَ وَ تَرَكَ الصّلَاةَ أَيّاماً أَعَادَ مَا تَرَكَ إِذَا استَطَاعَ الصّلَاةَ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ مَن صَلّي جَالِساً تَرَبّعَ فِي حَالِ القِيَامِ وَ ثَنّي رِجلَهُ فِي حَالِ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ الجُلُوسِ إِن قَدَرَ عَلَي ذَلِكَ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ يجُزيِ‌ المَرِيضَ أَن يَقرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ فِي الفَرِيضَةِ وَ يُجزِئُهُ أَن يُسَبّحَ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ تَسبِيحَةً وَاحِدَةً


صفحه : 344

باب 22-آداب القيام إلي الصلاة والأدعية عنده والنية والتكبيرات الافتتاحية وتكبيرة الإحرام

الآيات البقرةوَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَالأنعام قُل إِنّ صلَاتيِ‌ وَ نسُكُيِ‌ وَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا أَوّلُ المُسلِمِينَأسري وَ كَبّرهُ تَكبِيراًالكهف وَ اصبِر نَفسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِ‌ّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ و قال سبحانه فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداًطه إنِنّيِ‌ أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فاَعبدُنيِ‌ وَ أَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِ‌المدثروَ رَبّكَ فَكَبّرالبينةوَ ما أُمِرُوا إِلّا لِيَعبُدُوا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ


صفحه : 345

الكوثرفَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَرتفسيروَ قُومُوا لِلّهِيدل علي وجوب النية والإخلاص فيها كمامروَ نسُكُيِ‌قيل عبادتي‌ وتقربي‌ كله فيكون تعميما بعدتخصيص فيدل علي امتياز الصلاة عن سائر العبادات واختصاصها بمزيد الفضل وقيل مناسك حجي‌ وقيل ذبحي‌ لأن المشركين كانوا يشركون فيهما الأصنام .وَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ أي ماآتي‌ به في حياتي‌ وأموت عليه من الإيمان والأعمال الصالحة وقيل العبادات والخيرات الواقعة حال الحياة التي‌ تقع بعدالموت بالوصية ونحوها كالتدبير وقيل نفس الحياة والموت أي إنما أريد الحياة إذا كان موافقا لرضاه وكذا الموت أوالمعني أنهما منه تعالي وقيل طاعتي‌ في حياتي‌ لله وجزائي‌ بعدموتي‌ من الله وقيل جميع ماآتي‌ عليه في حياتي‌ حتي الحياة وجميع ماأموت عليه حتي الموت لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أي أجعلها لله لأنه رب العالمين و لايستحق العبادة غيره أوشكر المنعم واجب أو كل ذلك منه إذ العبادات بتوفيقه وهدايته والمحيا والممات بخلقه وتدبيره أويقال كونه لله في العبادات بمعني أنه المستحق لأن يفعل له و في غيرها بمعني أنه بقدرته وخلقه و علي بعض الوجوه المتقدمة في المحيا والممات لانحتاج إلي تلك التكلفات .لا شَرِيكَ لَهُ أي في الإلهية أو في العبادة والإحياء والإماتة أو لاأشرك معه في تلك الأمور أحداوَ بِذلِكَ أُمِرتُ أي بالإخلاص المذكور أوبالقول المذكور والاعتقاد به أمرني‌ ربي‌وَ أَنَا أَوّلُ المُسلِمِينَ فإن إسلام كل نبي‌ مقدم علي إسلام أمته أولأنه ص أول من أقر في عالم الذر كمايشهد به غيرواحد من الخبر ويحتمل أن يراد بالمسلمين المنقادون لجميع الأوامر والنواهي‌. ثم الآية تدل علي تحريم قسمي‌ الشرك الظاهر كعبادة الأصنام والكواكب ونحوها والخفي‌ كالرياء والسمعة و أنه لايجوز إسناد شيء من ذلك إلي غيره تعالي لامستقلا و لامشاركا كالكواكب والأفلاك والعقول وغيرها و أماقصد حصول


صفحه : 346

الثواب والخلاص من العقاب فلاينافي‌ الإخلاص لأنهما بأمره تعالي وتكليف أكثر الخلق بإخلاص النية منهما قريب من التكليف بالمحال بل هوعينه نعم ذلك درجة المقربين من الأنبياء والأوصياء والصديقين صلوات الله عليهم أجمعين و من ادعي ذلك من غيرهم فلعله لم يفهم معني النية وجعلها محض حضور البال و هو ليس من النية في شيء والنية هوالغرض الواقعي‌ الباعث علي الفعل . و هذامثل أن يقال في طريقك أسد و لاتخف منه وأعددنا لك مائة ألف تومان للعمل الفلاني‌ و لايكن باعثك علي العمل ذلك و هذاإنما يصدق في دعواه إذاعلم من نفسه أنه لوأيقن أن الله يدخله بطاعته النار وبمعصيته الجنة يختار الطاعة ويترك المعصية تقربا إلي الله تعالي وأين عامة الخلق من هذه الدرجة القصوي والمنزلة العليا و قدمر تحقيق ذلك وسائر مايتعلق به في باب الإخلاص من هذاالكتاب و في بعض مؤلفاتنا العربية والفارسية نعم يمكن أن يراد في هذه الآية ذلك بناء علي أن من خوطب به ص صاحب هذه الدرجة الجليلة لكن الظاهر أن الخطاب لتعليم الأمة. ثم اعلم أنه ربما يستدل بهذه الآية علي كون الإخلاص المذكور من أحكام الإسلام و أن كل مسلم مأمور بذلك لقوله وَ أَنَا أَوّلُ المُسلِمِينَفإنه يدل علي أن غيره أيضا مكلف مأمور بذلك و أنه أولهم مع ماثبت من عموم التأسي‌ و علي أن صحة الصلاة بل سائر العبادات موقوفة علي الإخلاص المذكور و ماتضمنه من معرفة الله ووحدانيته وكونه ربا للعالمين أي منشئا ومربيا لهم فيستلزم ذلك وجوب العلم بكونه قادرا وعالما وحكيما إذ الإخلاص يستلزم ذلك . و قديناقش في استلزام وجوب الإخلاص المذكور توقف صحة العبادة علي الإخلاص نفسه و مايستلزمه من المعرفة لأن كل ما كان واجبا لشي‌ء لايجب أن يبطل ذلك عندعدمه بالكلية ويجاب بأنه إذاثبت كون العبادة مأمورا بها علي هذاالوجه فإذا لم يأت بها علي الوجه الخاص لم يأت بالمأمور به فتكون باطلة و


صفحه : 347

يعترض عليه بأن ذلك إذا كان الأمر بالعبادة هو ألذي تضمن هذاالوجه لا أن يكون بأمر علي حدة وهنا كذلك . وقيل يمكن الاستدلال بها علي وجوب المعرفة وتوقف الصحة عليها للأمر بذلك القول فإنه يفهم منه أنه يجب قول ذلك ومعرفة القول وفهمه وصدقه مع المتعلقات متوقفة عليها ويمكن المناقشة في أكثر تلك الوجوه . وأقول يمكن الاستدلال بالأمر بالقول علي رجحان قراءة تلك الآية بل وجوبها علي طريقة الأصحاب في مقدمة الصلاة كماورد في الأخبار فتكون مؤيدة لها و لوثبت الإجماع علي عدم الوجوب لثبت تأكد الاستحباب .وَ كَبّرهُ تَكبِيراًاستدل به علي وجوب التكبير في الصلاة لعدم وجوبه في غيرها اتفاقا و فيه ما فيه بِالغَداةِ وَ العشَيِ‌ّ أي طرفي‌ النهار فيستفتحون يومهم بالدعاء ويختمونه به أو في مجامع أوقاتهم أي يدامون علي الصلاة والدعاء كأنه لاشغل لهم غيره وقيل المراد صلاة الفجر والعصريُرِيدُونَ وَجهَهُ أي رضوانه وقيل تعظيمه والقربة إليه دون الرياء والسمعة ويدل علي رفعة شأن الإخلاص و أن المخلصين هم المقربون وهم الذين يلزم مصاحبتهم ومودتهم ومعاشرتهم فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ أي يأمل حسن لقاء ربه و أن يلقاه لقاء رضا وقبول أويخاف سوء لقاء ربه كذا في الكشاف و قال في مجمع البيان أي يطمع في لقاء ثواب ربه ويأمله ويقر بالبعث إليه والوقوف بين يديه وقيل معناه يخشي لقاء عقاب ربه وقيل إن الرجاء يستعمل في كلا المعنيين الخوف والأمل و في التوحيد عن أمير المؤمنين ع يؤمن بأنه مبعوث .فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً أي نافعا متضمنا للصلاح والخير و في المجمع أي خالصا لله يتقرب به إليه وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً في المجمع أي أحدا غيره من ملك أوبشر أوحجر أوشجر وقيل معناه لايرائي‌ في عبادة ربه أحدا وَ قَالَ مُجَاهِدٌجَاءَ


صفحه : 348

رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ إنِيّ‌ أَتَصَدّقُ وَ أَصِلُ الرّحِمَ وَ لَا أَصنَعُ ذَلِكَ إِلّا لِلّهِ فَيُذكَرُ ذَلِكَ منِيّ‌ وَ أُحمَدُ عَلَيهِ فيَسَرُنّيِ‌ ذَلِكَ وَ أُعجَبُ بِهِ فَسَكَتَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يَقُل شَيئاً فَنَزَلَتِ الآيَةُ

. قال عطاء عن ابن عباس أن الله تعالي قال وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً و لم يقل و لايشرك به فإنه أراد العمل ألذي يعمل لله ويحب أن يحمد عليه قال ولذلك يستحب للرجل أن يدفع صدقته إلي غيره ليقسمها كيلا يعظمه من يصله بها.

وَ رَوَي عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ وَ شَدّادُ بنُ أَوسٍ قَالَا سَمِعنَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن صَلّي صَلَاةً يرُاَئيِ‌ بِهَا فَقَد أَشرَكَ وَ مَن صَامَ صَوماً يرُاَئيِ‌ بِهِ فَقَد أَشرَكَ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ

وَ فِي تَفسِيرِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ فَهَذَا الشّركُ شِركُ رِيَاءٍ وَ عَنِ البَاقِرِ ع سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَن تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ مَن صَلّي مُرَاءَاةَ النّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ مَن زَكّي مُرَاءَاةَ النّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ مَن صَامَ مُرَاءَاةَ النّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ مَن حَجّ مُرَاءَاةَ النّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ مَن عَمِلَ عَمَلًا مِمّا أَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُرَاءَاةَ النّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ عَمَلَ مُرَاءٍ

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنهُ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ الرّجُلُ يَعمَلُ شَيئاً مِنَ الثّوَابِ لَا يَطلُبُ بِهِ وَجهَ اللّهِ إِنّمَا يَطلُبُ تَزكِيَةَ النّاسِ يشَتهَيِ‌ أَن يُسمِعَ بِهِ النّاسَ فَهَذَا ألّذِي أَشرَكَ بِعِبَادَةِ رَبّهِ ثُمّ قَالَ مَا مِن عَبدٍ أَسَرّ خَيراً فَذَهَبَتِ الأَيّامُ أَبَداً حَتّي يُظهِرَ اللّهُ لَهُ خَيراً وَ مَا مِن عَبدٍ يُسِرّ شَرّاً فَذَهَبَتِ الأَيّامُ حَتّي يُظهِرَ اللّهُ لَهُ شَرّاً

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ مَن صَلّي أَو صَامَ أَو أَعتَقَ أَو حَجّ يُرِيدُ مَحمَدَةَ النّاسِ فَقَد أَشرَكَ فِي عَمَلِهِ وَ هُوَ شِركٌ مَغفُورٌ

يعني‌ أنه ليس من الشرك ألذي قال الله إِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ و ذلك


صفحه : 349

لأن المراد بذلك الشرك الجلي‌ و هذا هوالشرك الخفي‌.

وَ لِلآيَةِ تَفَاسِيرُ أُخَرُ بِحَسَبِ بُطُونِهَا فَمِنهَا مَا رَوَاهُ فِي الكاَفيِ‌ وَ التّهذِيبِ بِإِسنَادِهِمَا عَنِ الوَشّاءِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع وَ بَينَ يَدَيهِ إِبرِيقٌ يُرِيدُ أَن يَتَوَضّأَ مِنهُ لِلصّلَاةِ فَدَنَوتُ لِأَصُبّ عَلَيهِ فَأَبَي ذَلِكَ وَ قَالَ مَه يَا حَسَنُ فَقُلتُ لِمَ تنَهاَنيِ‌ أَن أَصُبّ عَلَيكَ تَكرَهُ أَن أُوجَرَ فَقَالَ تُؤجَرُ أَنتَ وَ أُوزَرُ أَنَا فَقُلتُ لَهُ وَ كَيفَ ذَلِكَ فَقَالَ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ يَقُولُفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداًهَا أَنَا ذَا أَتَوَضّأُ لِلصّلَاةِ وَ هيِ‌َ العِبَادَةُ فَأَكرَهُ أَن يشَركَنَيِ‌ فِيهَا أَحَدٌ

. وبمضمونه رواية أخري عن الرضا ع ورواية أخري عن أمير المؤمنين ع .فعلي هذاالمعني تدل علي عدم جواز تولية الغير شيئا من العبادة لابعضا و لاكلا و لااستعانة إلا ماأخرجه الدليل فلاتجوز التولية في الوضوء لابعضا و لاكلا اختيارا كمامر و لا في الغسل والتيمم و لاالاتكاء في الصلاة بل يجب الاستقلال بالقيام والقعود وغيرهما اختيارا فلايجوز أن يأخذ القرآن أوالكتاب غيرالمصلي‌ ليقرأه إن جوزناه لكن مع إجمال الآية وتعارض التفاسير الواردة فيهايشكل الحكم بالتحريم بمجردها إلابمعاونة الأخبار فلينظر فيها و قدمر الكلام فيها.

وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ العيَاّشيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ العَمَلُ الصّالِحُ المَعرِفَةُ بِالأَئِمّةِوَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداًالتّسلِيمُ لعِلَيِ‌ّ ع لَا يُشرِك فِي الخِلَافَةِ مَن لَيسَ ذَلِكَ لَهُ وَ لَا هُوَ مِن أَهلِهِ

وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنهُ ع وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً قَالَ


صفحه : 350

لَا يَتّخِذ مَعَ وَلَايَةِ آلِ مُحَمّدٍ ع غَيرَهُم وَ وَلَايَتُهُمُ العَمَلُ الصّالِحُ مَن أَشرَكَ بِعِبَادَةِ رَبّهِ فَقَد أَشرَكَ بِوَلَايَتِنَا وَ كَفَرَ بِهَا وَ جَحَدَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع حَقّهُ وَ وَلَايَتَهُ

.فاَعبدُنيِ‌لعل تفريعه علي التوحيد يشعر بالإخلاص وَ أَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِ‌ فيه دلالة علي الإخلاص علي بعض الوجوه الآتية.وَ رَبّكَ فَكَبّر أي خصص ربك بالتكبير و هووصفه بالكبرياء عقدا وقولا و قال الطبرسي‌ رحمه الله أي عظمه ونزهه عما لايليق به وقيل كبر في الصلاة فقل الله أكبر انتهي واستدل به الأصحاب علي وجوب تكبيرة الإحرام بأن ظاهره وجوب التكبير و ليس في غيرالصلاة فيجب أن يكون فيها و فيه من النظر ما لايخفي .وَ ما أُمِرُوا إِلّا لِيَعبُدُوا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي لم يأمرهم الله تعالي إلالأن يعبدوا الله وحده لايشركون بعبادته و لايخلطون بعبادته عبادة من سواه .أقول دلالتها علي الإخلاص ظاهرة و بهااستدل الأصحاب علي وجوب النية ولعل في ذكر إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة بعد ذلك إشعارا بشدة اشتراط الإخلاص فيهما ومدخليته في صحتهما وكمالهما وتعقيبه بقوله وَ ذلِكَ دِينُ القَيّمَةِ أي دين الملة القيامة يدل علي أن الإخلاص من عمدة أجزاء الدين والملة وشرائطهما ولوازمهما.فَصَلّ لِرَبّكَيدل علي وجوب النية وإخلاصها في خصوص الصلاةوَ انحَرقيل المراد به نحر الإبل قالوا كان أناس يصلون وينحرون لغير الله فأمر الله نبيه أن يصلي‌ وينحر لله عز و جل أي فصل لوجه ربك إذاصليت لالغيره وانحر لوجهه وباسمه إذانحرت مخالفا أعمالهم في العبادة والنحر لغيره كالأوثان .


صفحه : 351

وقيل هي‌ صلاة الفجر بجمع والنحر بمعني وقيل صلاة العيد فيكون دليلا علي وجوبها وقيل صل صلاة الفرض لربك واستقبل القبلة بنحرك من قولهم منازلنا تتناحر أي تتقابل .

وَ رَوَي الشّيخُ عَن حَرِيزٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُفَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر قَالَ النّحرُ الِاعتِدَالُ فِي القِيَامِ أَن يُقِيمَ صُلبَهُ وَ نَحرَهُ

و هذامعني آخر قال في القاموس نحر الدار الدار كمنع استقبلتها و الرجل في الصلاة انتصب ونهد صدره أوانتصب بنحره إزاء القبلة انتهي . وقيل إن معناه ارفع يديك في الصلاة بالتكبير إلي محاذاة النحر أي نحر الصدر و هوأعلاه و هو ألذي يقتضيه روايات عن أهل البيت ع كماسيأتي‌ و هوأقوي الوجوه من حيث الأخبار

1- مَجمَعُ البَيَانِ، عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ فِي قَولِهِفَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر هُوَ رَفعُ يَدَيكَ حِذَاءَ وَجهِكَ

قال وروي عبد الله بن سنان عنه ع مثله

وَ عَن جَمِيلٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع فَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا يعَنيِ‌ استَقبَلَ بِيَدَيهِ حِذَاءَ وَجهِهِ القِبلَةَ فِي افتِتَاحِ الصّلَاةِ

وَ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ قَالَ سَأَلتُ الصّادِقَ ع مَا النّحرُ فَرَفَعَ يَدَيهِ إِلَي صَدرِهِ فَقَالَ هَكَذَا ثُمّ رَفَعَهُمَا فَوقَ ذَلِكَ فَقَالَ هَكَذَا يعَنيِ‌ استَقبَلَ بِيَدَيهِ القِبلَةَ فِي استِفتَاحِ الصّلَاةِ

وَ عَن مُقَاتِلِ بنِ حَيّانَ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ السّورَةُ قَالَ النّبِيّص لِجَبرَئِيلَ مَا هَذِهِ النّحِيرَةُ التّيِ‌ أمَرَنَيِ‌ بِهَا ربَيّ‌ قَالَ لَيسَت بِنَحِيرَةٍ وَ لَكِنّهُ يَأمُرُكَ إِذَا تَحَرّمتَ لِلصّلَاةِ أَن تَرفَعَ يَدَيكَ إِذَا كَبّرتَ وَ إِذَا رَكَعتَ وَ إِذَا رَفَعتَ رَأسَكَ مِنَ الرّكُوعِ وَ إِذَا سَجَدتَ فَإِنّهُ صَلَاتُنَا وَ صَلَاةُ المَلَائِكَةِ فِي السّمَاوَاتِ


صفحه : 352

السّبعِ فَإِنّ لِكُلّ شَيءٍ زِينَةً وَ إِنّ زِينَةَ الصّلَاةِ رَفعُ الأيَديِ‌ عِندَ كُلّ تَكبِيرَةٍ

وَ قَالَ النّبِيّص رَفعُ اليَدَينِ مِنَ الِاستِكَانَةِ قُلتُ وَ مَا الِاستِكَانَةُ قَالَ أَ لَا تَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَفَمَا استَكانُوا لِرَبّهِم وَ ما يَتَضَرّعُونَأَورَدَهُ الواَحدِيِ‌ّ وَ الثعّلبَيِ‌ّ فِي تَفسِيرَيهِمَا

هذاآخر مانقلناه عن الطبرسي‌ رحمه الله و هذه الأخبار تدل علي أن المراد بهارفع اليدين في الصلاة حذاء النحر و هويؤيد مانسب إلي السيد من وجوب رفع اليدين في جميع التكبيرات بناء علي أن الأمر للوجوب لاسيما أوامر القرآن و لوقيل بأنه لامعني لوجوب كيفية المستحب فلامانع من القول به في تكبيرة الإحرام إن سلم استحباب سائر التكبيرات لكن في كون الأمر للوجوب كلام والاحتياط ظاهر. والآية تؤيد الأخبار الواردة بالرفع إلي النحر و قدمر القول في الجمع بين الأخبار في ذلك و في رواية حماد إشعار بالتخيير بين الرفع إلي الصدر و إلي النحر بأن يكون المعني أن كليهما داخل في النحر سواء كان انتهاء الكف محاذيا للنحر وسائرها للصدر أوابتداؤها محاذيا للنحر وسائرها للوجه

2-عُدّةُ الداّعيِ‌،رَوَي الشّيخُ أَبُو مُحَمّدٍ جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ القمُيّ‌ّ نَزِيلُ الريّ‌ّ فِي كِتَابِهِ المُنبِئِ عَن زُهدِ النّبِيّص عَن عَبدِ الوَاحِدِ عَمّن حَدّثَهُ عَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ قُلتُ حدَثّنيِ‌ بِحَدِيثٍ سَمِعتَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ حَفِظتَهُ مِن دِقّةِ مَا حَدّثَكَ بِهِ قَالَ نَعَم وَ بَكَي مُعَاذٌ ثُمّ قَالَ بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ حدَثّنَيِ‌ وَ أَنَا رَدِيفُهُ قَالَ بَينَا نَحنُ نَسِيرُ إِذ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يقَضيِ‌ فِي خَلقِهِ مَا أَحَبّ ثُمّ قَالَ يَا مُعَاذُ قُلتُ لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِمَامَ الخَيرِ وَ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ قَالَ أُحَدّثُكَ مَا حَدّثَ نبَيِ‌ّ أُمَتّهُ إِن حَفِظتَهُ نَفَعَكَ عَيشُكَ وَ إِن سَمِعتَهُ وَ لَم تَحفَظهُ انقَطَعَت حُجّتُكَ عِندَ اللّهِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ سَبعَةَ أَملَاكٍ قَبلَ أَن يَخلُقَ السّمَاوَاتِ فَجَعَلَ فِي كُلّ سَمَاءٍ


صفحه : 353

مَلَكاً قَد جَلّلَهَا بِعَظَمَتِهِ وَ جَعَلَ عَلَي كُلّ بَابٍ مِن أَبوَابِ السّمَاوَاتِ مَلَكاً بَوّاباً فَتَكتُبُ الحَفَظَةُ عَمَلَ العَبدِ مِن حِينِ يُصبِحُ إِلَي حِينِ يمُسيِ‌ ثُمّ تَرتَفِعُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِهِ وَ لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشّمسِ حَتّي إِذَا بَلَغَ سَمَاءَ الدّنيَا فَتُزَكّيهِ وَ تُكَثّرُهُ فَيَقُولُ المَلِكُ قِفُوا وَ اضرِبُوا بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ أَنَا مَلَكُ الغَيبَةِ فَمَنِ اغتَابَ لَا أَدَعُ عَمَلَهُ يجُاَوزِنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ أمَرَنَيِ‌ بِذَلِكَ ربَيّ‌ قَالَ ثُمّ تجَيِ‌ءُ الحَفَظَةُ مِنَ الغَدِ وَ مَعَهُم عَمَلٌ صَالِحٌ فَتَمُرّ بِهِ وَ تُزَكّيهِ وَ تُكَثّرُهُ حَتّي يَبلُغَ السّمَاءَ الثّانِيَةَ فَيَقُولُ المَلَكُ ألّذِي فِي السّمَاءِ الثّانِيَةِ قِفُوا وَ اضرِبُوا بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ إِنّمَا أَرَادَ بِهَذَا عَرَضَ الدّنيَا أَنَا صَاحِبُ الدّنيَا لَا أَدَعُ عَمَلَهُ يجُاَوزِنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ قَالَ ثُمّ تَصعَدُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِ العَبدِ مُبتَهِجاً بِصَدَقَةٍ وَ صَلَاةٍ فَتُعجِبُ بِهِ الحَفَظَةُ وَ تُجَاوِزُهُ إِلَي السّمَاءِ الثّالِثَةِ فَيَقُولُ المَلِكُ قِفُوا وَ اضرِبُوا بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ وَ ظَهرَهُ أَنَا مَلَكُ صَاحِبِ الكِبرِ فَيَقُولُ إِنّهُ عَمِلَ وَ تَكَبّرَ فِيهِ عَلَي النّاسِ فِي مَجَالِسِهِم أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يتَجَاَوزَنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ قَالَ وَ تَصعَدُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِ العَبدِ يَزهَرُ كَالكَوكَبِ الدرّيّ‌ّ فِي السّمَاءِ لَهُ دوَيِ‌ّ بِالتّسبِيحِ وَ الصّومِ وَ الحَجّ فَتَمُرّ بِهِ إِلَي مَلَكِ السّمَاءِ الرّابِعَةِ فَيَقُولُ لَهُمُ المَلِكُ قِفُوا وَ اضرِبُوا بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ وَ بَطنَهُ أَنَا مَلَكُ العُجبِ إِنّهُ كَانَ يُعجَبُ بِنَفسِهِ وَ إِنّهُ عَمِلَ وَ أَدخَلَ نَفسَهُ العُجبَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ لَا أَدَعُ عَمَلَهُ يتَجَاَوزَنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ قَالَ وَ تَصعَدُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِ العَبدِ كَالعَرُوسِ المَزفُوفَةِ إِلَي أَهلِهَا فَتَمُرّ بِهِ إِلَي مَلَكِ السّمَاءِ الخَامِسَةِ بِالجِهَادِ وَ الصّلَاةِ مَا بَينَ الصّلَاتَينِ وَ لِذَلِكَ العَمَلِ رَنِينٌ كَرَنِينِ الإِبِلِ عَلَيهِ ضَوءٌ كَضَوءِ الشّمسِ فَيَقُولُ المَلَكُ قِفُوا أَنَا مَلَكُ الحَسَدِ وَ اضرِبُوا بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ وَ احمِلُوهُ عَلَي عَاتِقِهِ إِنّهُ كَانَ يَحسُدُ مَن يَتَعَلّمُ أَو يَعمَلُ لِلّهِ بِطَاعَتِهِ وَ إِذَا رَأَي لِأَحَدٍ فَضلًا فِي العَمَلِ وَ العِبَادَةِ حَسَدَهُ وَ وَقَعَ فِيهِ فَيَحمِلُونَهُ عَلَي عَاتِقِهِ وَ يَلعَنُهُ عَمَلُهُ قَالَ وَ تَصعَدُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِ العَبدِ مِن صَلَاةٍ وَ زَكَاةٍ وَ حَجّ وَ عُمرَةٍ فَيَتَجَاوَزُ إِلَي


صفحه : 354

السّمَاءِ السّادِسَةِ فَيَقُولُ المَلَكُ قِفُوا أَنَا صَاحِبُ الرّحمَةِ اضرِبُوا بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ وَ اطمِسُوا عَينَيهِ لِأَنّ صَاحِبَهُ لَم يَرحَم شَيئاً إِذَا أَصَابَ عَبداً مِن عِبَادِ اللّهِ ذَنباً لِلآخِرَةِ أَو ضَرّاً فِي الدّنيَا شَمِتَ بِهِ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يجُاَوزِنُيِ‌ قَالَ وَ تَصعَدُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِ العَبدِ بِفِقهٍ وَ اجتِهَادٍ وَ وَرَعٍ وَ لَهُ صَوتٌ كَالرّعدِ وَ ضَوءٌ كَضَوءِ البَرقِ وَ مَعَهُ ثَلَاثَةُ آلَافِ مَلَكٍ فَتَمُرّ بِهِ إِلَي مَلَكِ السّمَاءِ السّابِعَةِ فَيَقُولُ المَلَكُ قِفُوا وَ اضرِبُوا بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ أَنَا مَلَكُ الحِجَابِ أَحجُبُ كُلّ عَمَلٍ لَيسَ لِلّهِ إِنّهُ أَرَادَ رِفعَةً عِندَ القُوّادِ وَ ذِكراً فِي المَجَالِسِ وَ صَيتاً فِي المَدَائِنِ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يجُاَوزِنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ مَا لَم يَكُن لِلّهِ خَالِصاً قَالَ وَ تَصعَدُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِ العَبدِ مُبتَهِجاً بِهِ مِن صَلَاةٍ وَ زَكَاةٍ وَ صِيَامٍ وَ حَجّ وَ عُمرَةٍ وَ حُسنِ خُلُقٍ وَ صَمتٍ وَ ذِكرٍ كَثِيرٍ تُشَيّعُهُ مَلَائِكَةُ السّمَاوَاتِ وَ المَلَائِكَةُ السّبعَةُ بِجَمَاعَتِهِم فَيَطُوفُ الحُجُبُ كُلّهَا حَتّي يَقُومُوا بَينَ يَدَيهِ سُبحَانَهُ فَيَشهَدُوا لَهُ بِعَمَلٍ وَ دُعَاءٍ يَقُولُ اللّهُ أَنتُم حَفَظَةُ عَمَلِ عبَديِ‌ وَ أَنَا رَقِيبٌ عَلَي مَا فِي نَفسِهِ إِنّهُ لَم يرُدِنيِ‌ بِهَذَا العَمَلِ عَلَيهِ لعَنتَيِ‌ فَتَقُولُ المَلَائِكَةُ عَلَيهِ لَعنَتُكَ وَ لَعنَتُنَا قَالَ ثُمّ بَكَي مُعَاذٌ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا أَعمَلُ قَالَ اقتَدِ بِنَبِيّكَ يَا مُعَاذُ فِي اليَقِينِ قَالَ قُلتُ أَنتَ رَسُولُ اللّهِ وَ أَنَا مُعَاذٌ قَالَص وَ إِن كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقصِيرٌ يَا مُعَاذُ فَاقطَع لِسَانَكَ عَن إِخوَانِكَ وَ عَن حَمَلَةِ القُرآنِ وَ لتَكُن ذُنُوبُكَ عَلَيكَ لَا تُحَمّلهَا عَلَي إِخوَانِكَ وَ لَا تُزَكّ نَفسَكَ بِتَذمِيمِ إِخوَانِكَ وَ لَا تَرفَع نَفسَكَ بِوَضعِ إِخوَانِكَ وَ لَا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ وَ لَا تُدخِل مِنَ الدّنيَا فِي الآخِرَةِ وَ لَا تَفَحّش فِي مَجلِسِكَ لكِيَ‌ يَحذَرُوكَ بِسُوءِ خُلُقِكَ وَ لَا تُنَاجِ مَعَ رَجُلٍ وَ أَنتَ مَعَ آخَرَ وَ لَا تَتَعَظّم عَلَي النّاسِ فَيَنقَطِعَ عَنكَ خَيرَاتُ الدّنيَا وَ لَا تُمَزّقِ النّاسَ فَتُمَزّقَكَ كِلَابُ أَهلِ النّارِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ النّاشِطاتِ نَشطاً أَ فتَدَريِ‌ مَا النّاشِطَاتُ كِلَابُ أَهلِ النّارِ تَنشَطُ اللّحمَ وَ العَظمَ قُلتُ وَ مَن يُطِيقُ هَذِهِ الخِصَالَ قَالَ يَا مُعَاذُ أَمَا إِنّهُ يَسِيرٌ عَلَي مَن يَسّرَهُ اللّهُ عَلَيهِ قَالَ وَ مَا رَأَيتُ مُعَاذاً يُكثِرُ تِلَاوَةَ القُرآنِ كَمَا يُكثِرُ تِلَاوَةَ هَذَا الحَدِيثِ


صفحه : 355

فلاح السائل ،بإسناده عن هارون بن موسي التلعكبري‌ عن أحمد بن محمد بن عقدة عن محمد بن سالم بن جبهان عن عبدالعزيز عن الحسن بن علي عن سنان عن عبدالواحد عن رجل عن معاذ مثله

3- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ، عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَ رَأَيتَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يُرَخّصُونَ فِي الصّلَاةِ فَلِمَ جُعِلَ لِلأَذَانِ وَقتٌ وَ لِلصّلَاةِ وَقتٌ إِذَا تَوَجّهُ إِلَي الصّلَاةِ فَليُكَبّر وَ ليَقُل أللّهُمّ أَنتَ المَلِكُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ حَتّي يَفرُغَ مِن تَكبِيرِهِ وَ الكَاذِبُونَ يَقُولُونَ لَيسَت صَلَاةً كَذَبُواعَلَيهِم لَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ

بيان ليست صلاة لعل المعني أنهم يقولون ليست التكبيرات داخلة في الصلاة و لااستحباب فيها

وَ مِنَ الكِتَابِ المَذكُورِ عَن حُمَيدٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا دَخَلَ مَسجِدَ رَسُولِ اللّهِص وَ رَسُولُ اللّهِ جَالِسٌ فَقَامَ الرّجُلُ يصُلَيّ‌ فَكَبّرَ ثُمّ قَرَأَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص عَجّلَ العَبدُ عَلَي رَبّهِ ثُمّ دَخَلَ رَجُلٌ آخَرُ فَصَلّي عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ ذَكَرَ اللّهَ وَ كَبّرَ وَ قَرَأَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص سَل تُعطَ

4-العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ قُلتُ لَهُ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ صَارَ التّكبِيرُ فِي الِافتِتَاحِ سَبعَ تَكبِيرَاتٍ أَفضَلُ وَ لأِيَ‌ّ عِلّةٍ يُقَالُ فِي الرّكُوعِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ وَ يُقَالُ فِي السّجُودِ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ قَالَ يَا هِشَامُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ السّمَاوَاتِ سَبعاً وَ الأَرَضِينَ سَبعاً وَ الحُجُبَ سَبعاً فَلَمّا أسُريِ‌َ باِلنبّيِ‌ّص وَ كَانَ مِن رَبّهِ كَقَابِقَوسَينِ أَو أَدنيرُفِعَ لَهُ حِجَابٌ مِن حُجُبِهِ فَكَبّرَ رَسُولُ اللّهِص وَ جَعَلَ يَقُولُ الكَلِمَاتِ التّيِ‌ يُقَالُ فِي الِافتِتَاحِ فَلَمّا رُفِعَ لَهُ الثاّنيِ‌ كَبّرَ فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتّي بَلَغَ سَبعَ حُجُبٍ وَ كَبّرَ سَبعَ تَكبِيرَاتٍ فَلِذَلِكَ


صفحه : 356

العِلّةِ تُكَبّرُ لِلِافتِتَاحِ فِي الصّلَاةِ سَبعُ تَكبِيرَاتٍ فَلَمّا ذَكَرَ مَا رَأَي مِن عَظَمَةِ اللّهِ ارتَعَدَت فَرَائِصُهُ فَانبَرَكَ عَلَي رُكبَتَيهِ وَ أَخَذَ يَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ فَلَمّا اعتَدَلَ مِن رُكُوعِهِ قَائِماً نَظَرَ إِلَيهِ فِي مَوضِعٍ أَعلَي مِن ذَلِكَ المَوضِعِ خَرّ عَلَي وَجهِهِ وَ جَعَلَ يَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ‌َ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ فَلَمّا قَالَ سَبعَ مَرّاتٍ سَكَنَ ذَلِكَ الرّعبُ فَلِذَلِكَ جَرَت بِهِ السّنّةُ

بيان وجعل يقول الكلمات لعلها كلمات أخر سوي مانقل إلينا أوالمراد هذه الأدعية المنقولة وخفف علينا بأن نقرأها بعدالثلاث والخمس والسبع و كان ص يقرؤها بعد كل تكبير والانبراك هنا أطلق علي الركوع مجازا نظر إليه الضمير راجع إلي عظمة الله بتأويل أو إليه تعالي علي حذف المضاف أو علي المجاز أوراجع إلي مارأي ويدل علي استحباب تكرار ذكر السجود سبع مرات

5- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ وَ فَضَالَةَ مَعاً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي الصّلَاةِ وَ إِلَي جَانِبِهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع فَكَبّرَ رَسُولُ اللّهِص فَلَم يُجِدِ الحُسَينُ التّكبِيرَ فَلَم يَزَل رَسُولُ اللّهِص يُكَبّرُ وَ يُعَالِجُ الحُسَينُ التّكبِيرَ فَلَم يُجِدهُ حَتّي أَكمَلَ سَبعَ تَكبِيرَاتٍ فَأَجَادَ الحُسَينُ ع التّكبِيرَ فِي السّابِعَةِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ صَارَت سُنّةً

وَ مِنهُ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي الصّلَاةِ وَ قَد كَانَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع أَبطَأَ عَنِ الكَلَامِ حَتّي تَخَوّفُوا أَن لَا يَتَكَلّمَ وَ أَن يَكُونَ بِهِ خَرَسٌ فَخَرَجَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص حَامِلَهُ عَلَي عُنُقِهِ وَ صَفّ النّاسُ خَلفَهُ فَأَقَامَهُ رَسُولُ اللّهِص عَلَي يَمِينِهِ فَافتَتَحَ رَسُولُ اللّهِص الصّلَاةَ فَكَبّرَ الحُسَينُ حَتّي كَبّرَ رَسُولُ اللّهِص سَبعَ


صفحه : 357

تَكبِيرَاتٍ وَ كَبّرَ الحُسَينُ ع فَجَرَتِ السّنّةُ بِذَلِكَ قَالَ زُرَارَةُ فَقُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع فَكَيفَ نَصنَعُ قَالَ تُكَبّرُ سَبعاً وَ تُسَبّحُ سَبعاً وَ تَحمَدُ اللّهَ وَ تثُنيِ‌ عَلَيهِ ثُمّ تَقرَأُ

توضيح اعلم أنه لاخلاف بين الأصحاب في استحباب الافتتاح بسبع تكبيرات واختلفوا في عمومها فذهب المحقق و ابن إدريس والشهيد ره وجماعة إلي العموم وبعضهم نص علي شمول النوافل أيضا و قال المرتضي ره باختصاصها بالفرائض دون النوافل و ابن الجنيد خصها بالمنفرد. و قال المفيد في المقنعة يستحب التوجه في سبع صلوات و قال الشيخ في التهذيب ذكر ذلك علي بن الحسين بن بابويه في رسالته و لم أجد بهاخبرا مسندا وتفصيلها ماذكره أول كل فريضة وأول ركعة من صلاة الليل و في المفردة من الوتر و في أول كل ركعة من ركعتي‌ الزوال و في أول ركعة من نوافل المغرب و في أول ركعة من ركعتي‌ الإحرام فهذه الستة مواضع ذكرها علي بن الحسين وزاد الشيخ يعني‌ المفيد الوتيرة والأول أظهر لعموم الأخبار. ثم إنه لاخلاف بينهم في أن المصلي‌ مخير في جعل أي السبع شاء تكبيرة الافتتاح وذكر الشيخ في المصباح أن الأولي جعلها الأخيرة وتبعه في ذلك جماعة و لم يظهر لهم مستند إلاكون دعاء التوجه بعدها و هو لايصلح دليلا وظاهر خبر الحسين ع أن النبي ص جعلها الأولي ولذا ذهب بعض المحدثين إلي أن تعيين الأولي متعين ويمكن المناقشة فيه بأن كون أول وضعها كذلك لايستلزم استمرار هذاالحكم مع أن العلل الواردة فيهاكثيرة وسائر العلل لايدل علي شيء. و كان الوالد قدس سره يميل إلي أن يكون المصلي‌ مخيرا بين الافتتاح بواحدة


صفحه : 358

وثلاث وخمس وسبع و مع اختيار كل منها يكون الجميع فردا للواجب المخير كماقيل في تسبيحات الركوع والسجود و هذاأظهر من أكثر الأخبار كما لايخفي علي المتأمل فيهابل بعضها كالصريح في ذلك .فما ذكروه من أن كلا منها قارنتها النية فهي‌ تكبيرة الإحرام إن أرادوا نية الصلاة فهي‌ مستمرة من أول التكبيرات إلي آخرها مع أنهم جوزوا تقديم النية في الوضوء عندغسل اليدين لكونه من مستحبات الوضوء فأي‌ مانع من تقديم نية الصلاة عندأول التكبيرات المستحبة فيها و إن أرادوا نية كونها تكبيرة الإحرام فلم يرد ذلك في خبر. وعمدة الفائدة التي‌ تتخيل في ذلك جواز إيقاع منافيات الصلاة في أثناء التكبيرات و هذه أيضا غيرمعلومة إذ يمكن أن يقال بجواز إيقاع المنافيات قبل السابعة و إن قارنت نية الصلاة الأولي لأن الست من الأجزاء المستحبة أولأنه لم يتم الافتتاح بعدبناء علي مااختاره الوالد رحمه الله لكنهم نقلوا الإجماع علي ذلك وتخيير الإمام في تعيين الواحدة التي‌ يجهر بهايومئ إلي ماذكروه إذ الظاهر أن فائدة الجهر علم المأمومين بدخول الإمام في الصلاة.فالأولي والأحوط رعاية الجهتين معا بأن يتذكر النية عندواحدة منها و لايوقع مبطلا بعدالتكبيرة الأولي و لو لا ماقطع به الأصحاب من بطلان الصلاة إذاقارنت النية تكبيرتين منها لكان الأحوط مقارنة النية للأولي والأخيرة معا. ثم ظاهر العلامة وجماعة أن موضع دعاء التوجه عقيب تكبيرة الافتتاح أيتها كانت وظاهر الأخبار تعقيبه السابعة و إن نوي بالافتتاح غيرها و هوعندي‌ أقوي . قوله ع في الخبر الأول فلم يجد علي بناء الإفعال من الإجادة بمعني إيقاعه جيدا و في بعض النسخ فلم يحر بالحاء والراء المهملتين من قولهم ماأحار جوابا أي مارد والإبطاء عن الكلام لعله كان عند الناس لورود الأخبار الكثيرة بتكلمهم ع عندالولادة بل في الرحم وكذا التخوف كان من الناس لا منه ع


صفحه : 359

6- العِلَلُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن جُبَيرٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ مَا الِافتِتَاحُ فَقَالَ تَكبِيرَةٌ تُجزِيكَ قُلتُ فَالسّبعُ قَالَ ذَاكَ الفَضلُ

7- الإِحتِجَاجُ، كَتَبَ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع يَسأَلُ عَنِ التّوَجّهِ لِلصّلَاةِ أَن يَقُولَ عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ دِينِ مُحَمّدٍص فَإِنّ بَعضَ أَصحَابِنَا ذَكَرَ أَنّهُ إِذَا قَالَ عَلَي دِينِ مُحَمّدٍ فَقَد أَبدَعَ لِأَنّا لَم نَجِدهُ فِي شَيءٍ مِن كُتُبِ الصّلَاةِ خَلَا حَدِيثاً وَاحِداً فِي كِتَابِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ أَنّ الصّادِقَ ع قَالَ لِلحَسَنِ كَيفَ تَتَوَجّهُ قَالَ أَقُولُ لَبّيكَ وَ سَعدَيكَ فَقَالَ لَهُ الصّادِقُ ع لَيسَ عَن هَذَا أَسأَلُكَ كَيفَ تَقُولُوَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاًمُسلِماً قَالَ الحَسَنُ أَقُولُهُ فَقَالَ لَهُ الصّادِقُ ع إِذَا قُلتَ ذَلِكَ فَقُل عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ دِينِ مُحَمّدٍ وَ مِنهَاجِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الِائتِمَامِ بِآلِ مُحَمّدٍ حَنِيفاً مُسلِماً وَ مَا أَنَا مِنَ المُشرِكِينَ فَأَجَابَ ع التّوَجّهُ كُلّهُ لَيسَ بِفَرِيضَةٍ وَ السّنّةُ المُؤَكّدَةُ فِيهِ التّيِ‌ هيِ‌َ كَالإِجمَاعِ ألّذِي لَا خِلَافَ فِيهِوَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاًمُسلِماً عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ دِينِ مُحَمّدٍ وَ هدَي‌ِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَوَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَإِنّ صلَاتيِ‌ وَ نسُكُيِ‌ وَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ أللّهُمّ اجعلَنيِ‌ مِنَ المُسلِمِينَ أَعُوذُ بِاللّهِ السّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ ثُمّ يَقرَأُ الحَمدَ قَالَ الفَقِيهُ ألّذِي لَا يَشُكّ فِي عِلمِهِ الدّينُ لِمُحَمّدٍ وَ الهِدَايَةُ لعِلَيِ‌ّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ لِأَنّهَا لَهُ ع وَ فِي عَقِبِهِ بَاقِيَةٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَمَن كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مِنَ المُهتَدِينَ وَ مَن شَكّ فَلَا دِينَ لَهُ وَ نَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الضّلَالَةِ بَعدَ الهُدَي

8-العُيُونُ، وَ الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الخلَنَجيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ قَالَسَأَلتُ الرّضَا ع عَن تَكبِيرَاتِ الِافتِتَاحِ فَقَالَ


صفحه : 360

سَبعٌ قُلتُ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ كَانَ يُكَبّرُ وَاحِدَةً فَقَالَ إِنّ النّبِيّص كَانَ يُكَبّرُ وَاحِدَةً يَجهَرُ بِهَا وَ يُسِرّ سِتّاً

9- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ سَمِعتُهُ استَفتَحَ الصّلَاةَ بِسَبعِ تَكبِيرَاتٍ وِلَاءً

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كُنتَ إِمَاماً فَإِنّهُ يُجزِيكَ أَن تُكَبّرَ وَاحِدَةً تَجهَرُ بِهَا وَ تُسِرّ سِتّاً

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَدنَي مَا يجُزيِ‌ مِنَ التّكبِيرِ فِي التّوَجّهِ إِلَي الصّلَاةِ تَكبِيرَةٌ وَاحِدَةٌ وَ ثَلَاثُ تَكبِيرَاتٍ وَ خَمسٌ وَ سَبعٌ أَفضَلُ

إيضاح قال الشهيد قدس سره في الذكري والنفلية وغيره يستحب للإمام الجهر بتكبيرة الافتتاح ليعلم من خلفه افتتاحه والإسرار للمأموم أماالمنفرد فله الخيرة في ذلك وأطلق الجعفي‌ رفع الصوت بها والتوجه بست غيرها أوأربع أواثنتين والدعاء بينها ويجوز الولاء بينها بغير دعاء وذكروا استحباب إسرار الإمام بغير تكبيرة الإحرام

10- الخِصَالُ، فِي خَبَرِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ يُقَالُ فِي افتِتَاحِ الصّلَاةِ تَعَالَي عَرشُكَ وَ لَا يُقَالُ تَعَالَي جَدّكَ

وَ مِنهُ قَالَ قَالَ أَبِي رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ فِي رِسَالَتِهِ إلِيَ‌ّ مِنَ السّنّةِ التّوَجّهُ فِي سِتّ صَلَوَاتٍ وَ هيِ‌َ أَوّلُ رَكعَةٍ مِن صَلَاةِ اللّيلِ وَ المُفرَدَةُ مِنَ الوَترِ وَ أَوّلُ رَكعَةٍ مِن ركَعتَيَ‌ِ الزّوَالِ وَ أَوّلُ رَكعَةٍ


صفحه : 361

مِن ركَعتَيَ‌ِ الإِحرَامِ وَ أَوّلُ رَكعَةٍ مِن نَوَافِلِ المَغرِبِ وَ أَوّلُ رَكعَةٍ مِنَ الفَرِيضَةِ

بيان اعترف الأصحاب بعدم النص في ذلك لكنه موجود في الفقه الرضوي‌ كماسيأتي‌ ويمكن حمله علي تأكد الاستحباب في تلك المواضع لانفيه في غيرها

11- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن صَبّاحٍ المزُنَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع تَكبِيرَاتُ الصّلَاةِ خَمسٌ وَ تِسعُونَ تَكبِيرَةً فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ مِنهَا تَكبِيرَةُ القُنُوتِ

بيان استدل به علي نفي‌ ماذهب إليه المفيد من استحباب التكبير عندالقيام من التشهد الأول بدلا من تكبير القنوت فإنها تكون حينئذ أربعا وتسعين مع التصريح فيه بتكبير القنوت وسيأتي‌ القول فيه

12- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِ‌ّ عَن أَبِي حَكِيمٍ الزّاهِدِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَا ابنَ عَمّ خَيرِ خَلقِ اللّهِ مَا مَعنَي رَفعِ يَدَيكَ فِي التّكبِيرَةِ الأُولَي فَقَالَ ع قَولُهُ اللّهُ أَكبَرُ يعَنيِ‌ الوَاحِدَ الأَحَدَ ألّذِيلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ لَا يُقَاسُ بشِيَ‌ءٍ وَ لَا يُلبَسُ بِالأَجنَاسِ وَ لَا يُدرَكُ بِالحَوَاسّ قَالَ الرّجُلُ مَا مَعنَي مَدّ عُنُقِكَ فِي الرّكُوعِ قَالَ تَأوِيلُهُ آمَنتُ بِوَحدَانِيّتِكَ وَ لَو ضَرَبتَ عنُقُيِ‌

13- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن وَالِدِهِ السّعِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ السّمسَارِ عَن أَبِي نُعَيمٍ عَن قَيسِ بنِ سُلَيمٍ عَن عَلقَمَةَ بنِ وَائِلٍ عَن أَبِيهِ قَالَ صَلّيتُ خَلفَ النّبِيّص فَكَبّرَ حِينَ افتَتَحَ الصّلَاةَ وَ رَفَعَ يَدَيهِ حِينَ أَرَادَ الرّكُوعَ وَ بَعدَ الرّكُوعِ


صفحه : 362

وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن هِلَالِ بنِ مُحَمّدٍ الحَفّارِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ الدعّبلِيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي مُقَاتِلٍ الكشَيّ‌ّ عَن أَبِي مُقَاتِلٍ السمّرَقنَديِ‌ّ عَن مُقَاتِلِ بنِ حَيّانَ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت عَلَي النّبِيّص فَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر قَالَ يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذِهِ النّحِيرَةُ التّيِ‌ أَمَرَ بِهَا ربَيّ‌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّهَا لَيسَت نَحِيرَةً وَ لَكِنّهَا رَفعُ الأيَديِ‌ فِي الصّلَاةِ

14- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ قَالَ عَلَي الإِمَامِ أَن يَرفَعَ يَدَيهِ فِي الصّلَاةِ وَ لَيسَ عَلَي غَيرِهِ أَن يَرفَعَ يَدَيهِ فِي التّكبِيرِ

بيان حمل الشيخ في التهذيب هذاالخبر علي أن فعل الإمام أكبر فضلا وأشد تأكيدا و إن كان فعل المأموم أيضا فيه فضل واستدل به علي عدم وجوب الرفع مطلقا لعدم القائل بالفصل بين الإمام وغيره

15-العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِيمَا روُيِ‌َ مِنَ العِلَلِ عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَ فَلِمَ بدُ‌ِئَ بِالِاستِفتَاحِ وَ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ القِيَامِ وَ القُعُودِ بِالتّكبِيرِ قِيلَ لِلعِلّةِ التّيِ‌ ذَكَرنَاهَا فِي الأَذَانِ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ الدّعَاءُ فِي الرّكعَةِ الأُولَي قَبلَ القِرَاءَةِ وَ لِمَ جُعِلَ فِي الرّكعَةِ الثّانِيَةِ القُنُوتُ بَعدَ القِرَاءَةِ قِيلَ لِأَنّهُ أَحَبّ أَن يَفتَحَ قِيَامَهُ لِرَبّهِ وَ عِبَادَتَهُ بِالتّحمِيدِ وَ التّقدِيسِ وَ الرّغبَةِ وَ الرّهبَةِ وَ يَختِمَهُ بِمِثلِ ذَلِكَ لِيَكُونَ فِي القِيَامِ عِندَ القُنُوتِ طُولٌ فَأَحرَي أَن يُدرِكَ المُدرِكُ الرّكُوعَ فَلَا تَفُوتَهُ الرّكعَةُ فِي الجَمَاعَةِ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ التّكبِيرُ فِي الِاستِفتَاحِ سَبعَ مَرّاتٍ قِيلَ إِنّمَا جُعِلَ ذَلِكَ لِأَنّ التّكبِيرَ فِي الرّكعَةِ الأُولَي هيِ‌َ الأَصلُ سَبعُ تَكبِيرَاتٍ تَكبِيرَةِ الِاستِفتَاحِ وَ تَكبِيرَةِ الرّكُوعِ وَ تَكبِيرَتَينِ فِي السّجُودِ وَ تَكبِيرَةٍ أَيضاً لِلرّكُوعِ وَ تَكبِيرَتَينِ لِلسّجُودِ فَإِذَا كَبّرَ الإِنسَانُ أَوّلَ الصّلَاةِ سَبعَ تَكبِيرَاتٍ فَقَد أَحرَزَ التّكبِيرَ كُلّهُ فَإِن سَهَا فِي شَيءٍ مِنهَا أَو


صفحه : 363

تَرَكَهَا لَم يَدخُل عَلَيهِ نَقصٌ فِي صَلَاتِهِ فَإِن قَالَ فَلِمَ يُرفَعُ اليَدَانِ فِي التّكبِيرِ قِيلَ لِأَنّ رَفعَ اليَدَينِ هُوَ ضَربٌ مِنَ الِابتِهَالِ وَ التّبَتّلِ وَ التّضَرّعِ فَأَوجَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَكُونَ العَبدُ فِي وَقتِ ذِكرِهِ مُتَبَتّلًا مُتَضَرّعاً مُبتَهِلًا وَ لِأَنّ فِي رَفعِ اليَدَينِ إِحضَارَ النّيّةِ وَ إِقبَالَ القَلبِ عَلَي مَا قَالَ وَ قَصَدَ

بيان قوله ع فأحري أي أليق وأنسب ولعله علة أخري ويؤيده أن في بعض النسخ وأخري قوله ع إنما جعل في العلل قبل ذلك زيادة قيل لأن الفرض منها واحد وسائرها سنة وإنما جعل إلخ والحاصل أن التكبيرات الافتتاحية في الصلاة التي‌ فرضت أولا وهي‌ ركعتان سبع أولها تكبيرة الافتتاح وهي‌ افتتاح الصلاة والثانية افتتاح الركوع والثالثة افتتاح السجدة الأولي والرابعة افتتاح السجدة الثانية وكذا في الركعة الثانية ثلاث تكبيرات لافتتاح الركوع و كل من السجدتين فجعلت الست لتدارك نسيان ماسيأتي‌ من التكبيرات و أماتكبيرة الإحرام فهي‌ أول الفعل لاتنسي وتكبيرات الرفع من السجدتين لما لم تكن للافتتاح لم يكن فيها من الفضل ما كان في الافتتاحية فلذا لم يقدم لها تكبير. وَ فِي العِلَلِ بَعدَ قَولِهِ نَقصٌ فِي صَلَاتِهِ زِيَادَةٌ وَ هيِ‌َ هَذِهِ كَمَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ وَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن كَبّرَ أَوّلَ صَلَاتِهِ سَبعَ تَكبِيرَاتٍ أَجزَأَهُ ذَلِكَ وَ إِنّمَا عَنَي بِذَلِكَ إِذَا تَرَكَهَا سَاهِياً أَو نَاسِياً

. قال مصنف هذاالكتاب غلط الفضل أن تكبيرة الإحرام فريضة وإنما هي‌ سنة واجبة انتهي . وأقول لعل الفضل استدل بقوله تعالي وَ رَبّكَ فَكَبّر علي وجوبها فحكم بكونها فريضة والقرينة عليه بطلان الصلاة بتركها سهوا و هذا من خواص الفريضة و في العلل بعد قوله وقصد لأن الغرض من الذكر إنما هوالاستفتاح و كل سنة فإنها تؤدي علي جهة الفرض فلما أن كان في الاستفتاح ألذي هوالفرض رفع اليدين


صفحه : 364

أحب أن يؤدوا السنة علي جهة مايؤدوا الفرض انتهي والتبتل الانقطاع عن الخلق والاتصال بجنابه سبحانه والإقبال علي عبادته والتضرع والابتهال المسكنة والمبالغة في الدعاء وتطلق علي معان أخري أوردناها في كتاب الدعاء لايناسب المقام . وحاصل الكلام أن في وقت ذكره تعالي التضرع والابتهال مناسب مطلوب لاسيما وقت هذاالذكر المخصوص أعني‌ تكبيرة الافتتاح لأنه وقت إحضار نية الصلاة والإخلاص القربة وقطع النظر عن جميع الأغراض فناسب رفع اليد إلي الله ونفض اليد عما سواه وتنزيهه عن مشابهة من عداه . ثم لماكانت هذه الوجوه مخصوصة بتكبيرة الإحرام بين الوجه في التكبيرات الأخر بأن السنة تابعة للفريضة في الكيفية فلذا ترفع اليدان في سائر التكبيرات و إن لم يكن فيهاكمال تلك الوجوه وإنما قلنا كمال تلك الوجوه إذ يمكن إجزاء شيءمنها فيها كما لايخفي و فيه دلالة علي وجوب النية ومقارنتها لتكبيرة الإحرام

16- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع عَلَيكَ بِرَفعِ يَدَيكَ إِلَي رَبّكَ وَ كَثرَةِ تَقلِيبِهِمَا

17-فِقهُ الرّضَا، قَالَ العَالِمُ ع إِنّ رَجُلًا أَتَي المَسجِدَ فَكَبّرَ حِينَ دَخَلَ ثُمّ قَرَأَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَعجَلَ العَبدُ رَبّهُ ثُمّ أَتَي رَجُلٌ آخَرُ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ كَبّرَ فَقَالَص سَل تُعطَ وَ سَأَلتُهُ عَن أَخَفّ مَا يَكُونُ مِنَ التّكبِيرِ قَالَ ثَلَاثُ تَكبِيرَاتٍ قَالَ وَ لَا بَأسَ بِتَكبِيرَةٍ وَاحِدَةٍ وَ ذَكَرَ ع فِي وَصفِ صَلَاةِ اللّيلِ ثُمّ افتَتَحَ الصّلَاةَ وَ تَوَجّهَ بَعدَ التّكبِيرِ فَإِنّهُ مِنَ السّنّةِ التّوَجّهُ فِي سِتّ صَلَوَاتٍ وَ هيِ‌َ أَوّلُ رَكعَةٍ مِن صَلَاةِ اللّيلِ وَ المُفرَدُ مِنَ الوَترِ وَ


صفحه : 365

أَوّلُ رَكعَةٍ مِن ركَعتَيَ‌ِ الزّوَالِ وَ أَوّلُ رَكعَةٍ مِن نَوَافِلِ المَغرِبِ وَ أَوّلُ رَكعَةٍ مِن ركَعتَيَ‌ِ الإِحرَامِ وَ أَوّلُ رَكعَةٍ مِن رَكَعَاتِ الفَرَائِضِ

الهداية،مرسلا مثله

18- المَكَارِمُ، وَ مِصبَاحُ الشّيخِ، فِي القَولِ عِندَ التّوَجّهِ إِلَي القِبلَةِ أللّهُمّ إِلَيكَ تَوَجّهتُ وَ رِضَاكَ طَلَبتُ وَ ثَوَابَكَ ابتَغَيتُ وَ بِكَ آمَنتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ افتَح مَسَامِعَ قلَبيِ‌ لِذِكرِكَ وَ ثبَتّنيِ‌ عَلَي دِينِكَ وَ لَا تُزِغ قلَبيِ‌ بَعدَ إِذ هدَيَتنَيِ‌ وَ هَب لِيمِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ

أقول قدمر الدعاء في باب أدعية دخول المسجد مسندا عن أبي محمدالعسكري‌ ع بأدني تغيير

19-فَلَاحُ السّائِلِ، إِذَا أَتَيتَ مُصَلّاكَ فَاستَقبِلِ القِبلَةَ وَ قُلِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُقَدّمُ إِلَيكَ مُحَمّداً نَبِيّكَ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ وَ أَهلَ بَيتِهِ الأَوصِيَاءَ بَينَ يدَيَ‌ حوَاَئجِيِ‌ وَ أَتَوَجّهُ بِهِم إِلَيكَ فاَجعلَنيِ‌ بِهِم عِندَكَوَجِيهاً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ أللّهُمّ اجعَل صلَاَتيِ‌ بِهِم مَقبُولَةً وَ دعُاَئيِ‌ بِهِم مُستَجَاباً وَ ذنَبيِ‌ بِهِم مَغفُوراً وَ رزِقيِ‌ بِهِم مَبسُوطاً وَ انظُر إلِيَ‌ّ بِوَجهِكَ الكَرِيمِ نَظرَةً أَستَكمِلُ بِهَا الكَرَامَةَ وَ الإِيمَانَ ثُمّ لَا تَصرِفهُ إِلّا بِمَغفِرَتِكَ وَ تَوبَتِكَرَبّنا لا تُزِغ قُلُوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَ هَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنّكَ أَنتَ الوَهّابُ أللّهُمّ إِلَيكَ تَوَجّهتُ وَ رِضَاكَ طَلَبتُ وَ ثَوَابَكَ ابتَغَيتُ وَ بِكَ آمَنتُ وَ عَلَيكَ تَوَكّلتُ أللّهُمّ أَقبِل إلِيَ‌ّ بِوَجهِكَ وَ أُقبِلُ إِلَيكَ بقِلَبيِ‌ أللّهُمّ أعَنِيّ‌ عَلَي ذِكرِكَ وَ شُكرِكَ وَ حُسنِ عِبَادَتِكَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جعَلَنَيِ‌ مِمّن يُنَاجِيهِ أللّهُمّ لَكَ الحَمدُ عَلَي مَا هدَيَتنَيِ‌ وَ لَكَ الحَمدُ عَلَي مَا فضَلّتنَيِ‌ وَ لَكَ الحَمدُ عَلَي كُلّ بَلَاءٍ حَسَنٍ أبَليَتنَيِ‌ أللّهُمّ تَقَبّل صلَاَتيِ‌ وَ تَقَبّل دعُاَئيِ‌ وَ اغفِر لِي وَ ارحمَنيِ‌


صفحه : 366

وَ تُب عَلَيّإِنّكَ أَنتَ التّوّابُ الرّحِيمُ

20- أَقُولُ قَد مَرّ فِي كِتَابِ التّوحِيدِ أَنّ رَجُلًا قَالَ عِندَ الصّادِقِ ع اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ مِن أَيّ شَيءٍ فَقَالَ مِن كُلّ شَيءٍ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حَدّدتَهُ فَقَالَ الرّجُلُ كَيفَ أَقُولُ فَقَالَ قُل اللّهُ أَكبَرُ مِن أَن يُوصَفَ

21- فَلَاحُ السّائِلِ،رَوَي أَبُو جَعفَرِ بنُ بَابَوَيهِ فِي كِتَابِ زُهدِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ إِذَا قَامَ إِلَي الصّلَاةِ فَقَالَوَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَتَغَيّرَ لَونُهُ حَتّي يُعرَفَ ذَلِكَ فِي وَجهِهِ

وَ بِإِسنَادِهِ إِلَي التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَلَاءِ المذَاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع افتَتِح فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ بِالتّوَجّهِ وَ التّكبِيرِ فِي أَوّلِ الزّوَالِ وَ صَلَاةِ اللّيلِ وَ المُفرَدَةِ مِنَ الوَترِ وَ قَد يُجزِيكَ فِيمَا سِوَي ذَلِكَ مِنَ التّطَوّعِ أَن تُكَبّرَ تَكبِيرَةً وَاحِدَةً لِكُلّ رَكعَتَينِ

وَ قَد رَوَينَا السّبعَ تَكبِيرَاتٍ بِإِسنَادِنَا إِلَي كِتَابِ ابنِ خَانِبَةَ وَ مِنهُ قَالَ وَ يَقُولُ بَعدَ ثَلَاثِ تَكبِيرَاتٍ مِن تَكبِيرَاتِ الِافتِتَاحِ مَا رَوَاهُ الحلَبَيِ‌ّ وَ غَيرُهُ عَنِ الصّادِقِ ع أللّهُمّ أَنتَ المَلِكُ الحَقّ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ سُبحَانَكَ وَ بِحَمدِكَ عَمِلتُ سُوءاً وَ ظَلَمتُ نفَسيِ‌ فَاغفِر لِي ذنَبيِ‌ إِنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ إِلّا أَنتَ ثُمّ يُكَبّرُ تَكبِيرَتَينِ وَ يَقُولُ لَبّيكَ وَ سَعدَيكَ وَ الخَيرُ فِي يَدَيكَ وَ الشّرّ لَيسَ إِلَيكَ وَ المهَديِ‌ّ مَن هَدَيتَ عَبدُكَ وَ ابنُ عَبدَيكَ بَينَ يَدَيكَ مِنكَ وَ بِكَ وَ لَكَ وَ إِلَيكَ لَا مَلجَأَ وَ لَا مَنجَي وَ لَا مَفَرّ مِنكَ إِلّا إِلَيكَ سُبحَانَكَ وَ حَنَانَيكَ تَبَارَكتَ وَ تَعَالَيتَ سُبحَانَكَ رَبّ البَيتِ الحَرَامِ ثُمّ يُكَبّرُ تَكبِيرَتَينِ أُخرَيَينِ كَمَا أَشَرنَا إِلَيهِ


صفحه : 367

ثُمّ يَتَوَجّهُ كَمَا كُنّا نَبّهنَا عَلَيهِ وَ يَقُولُوَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ دِينِ مُحَمّدٍ وَ مِنهَاجِ عَلِيّحَنِيفاًمُسلِماًوَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَإِنّ صلَاتيِ‌ وَ نسُكُيِ‌ وَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ

توضيح قال الكفعمي‌ الملك هوالتام الملك الجامع لأصناف المملوكات أوالمتصرف بالأمر والنهي‌ في المأمورين أو ألذي يستغني‌ في ذاته عن كل موجود في ذاته وصفاته انتهي وقيل هوالقادر العظيم الشأن ألذي له التسلط علي ماسواه بالإيجاد والإفناء الحق الثابت ألذي لايعتريه الزوال والانتقال و قال في النهاية الحق هوالموجود حقيقة المتحقق وجوده وإلهيته والحق ضد الباطل و في رواية الكفعمي‌ وغيره بعد ذلك المبين و هوالمظهر حكمته بما أبان من تدبيره وأوضح من بنيانه أو ألذي أظهر الأشياء وأخرجها من العدم .لبيك وسعديك أي إقامة علي طاعتك بعدإقامة وإسعادا لك بعدإسعاد يعني‌ مساعدة علي امتثال أمرك بعدالمساعدة و في النهاية لبيك أي إجابتي‌ لك يارب و هومأخوذ من لب بالمكان وألب إذاأقام به وألب علي كذا إذا لم يفارقه و لم يستعمل إلا علي لفظ التثنية في معني التكرير أي إجابة بعدإجابة و هومنصوب علي المصدر بعامل لايظهر كأنك قلت ألب إلبابا بعدإلباب وقيل معناه اتجاهي‌ وقصدي‌ يارب إليك من قولهم داري‌ تلب دارك أي تواجهها وقيل معناه إخلاصي‌ لك من قولهم حسب لباب إذا كان خالصا محضا و منه لب الطعام ولبابه انتهي وزاد في القاموس معني آخر قال أومعناه محبتي‌ لك من امرأة لبة محبة زوجها. و في النهاية سعديك أي ساعدت طاعتك مساعدة بعدمساعدة وإسعاد بعدإسعاد ولهذا ثني و هو من المصادر المنصوبة بفعل لايظهر في الاستعمال قال الجرمي‌ لم يسمع سعديك مفردا انتهي والخير في يديك أي بقدرتك أوبنعمتك وإحسانك أوبهما أوببسطك وقبضك فإنهما محض الخير إذاكانا منك أوالنعماء الظاهرة والباطنة كل ذلك


صفحه : 368

ذكره الوالد قدس سره . ويحتمل أن يكون المراد القدرة علي الضر والنفع والبلية والنعمة إذعانا بأن كل مايصل من الله إلي العبد من الصحة والمرض والغني والفقر والحياة والموت وأشباهها فهو محض الخير والمصلحة وأكده بقوله والشر ليس إليك أي لاينسب إليك بل هومنسوب إلينا لسوء أعمالنا وضعف قابليتنا و ماينسب إليك من ذلك فهو محض الخير والنفع والجود والمهدي‌ بالهداية الخاصة من هديت كما قال تعالي كلكم ضال إلا من هديت عبدك مبتدأ والظرف خبره أوخبر مبتدإ محذوف أي أناعبدك فالظرف خبر بعدخبر أوحال . وإنما قال و ابن عبديك إظهارا لغاية الافتقار والاضطرار إليه سبحانه للاستعطاف وقيل إنما قال ذلك لأن في الشاهد أولاد العبيد أعز عندهم من العبد الجديد بين يديك أي تحت قدرتك راض بكل ماتفعله به أوواقف بين يديك متوجه إليك للعبادة منك أي وجوده وحياته منك وبك أي بقاؤه وجميع أموره بفضلك وقدرتك والخيرات الصادرة منه من الأفعال والتروك بحولك وقوتك وعونك وهدايتك و لك أي مملوك لك أوأعماله خالصة لك وإليك أي مرجعه في الدنيا والآخرة إليك لاملجأ و لامنجي و لامفر الثلاثة إما مصادر أي ليس التجاؤه ونجاته وفراره منك و من عقابك وعذابك إلاإليك إذ لايقدر أحد غيرك علي أن يخلصه مما تريده به أوأسماء مكان أي ليس محل الالتجاء والنجاة والفرار منك إلاإليك .سبحانك وحنانيك والحنان بالتخفيف الرحمة أي أنزهك عما لايليق بك تنزيها والحال أني‌ أسألك رحمة بعدرحمة أي أناأبدا محتاج إلي رحمتك فإن الإمكان علة للاحتياج و لاينفك عني‌ أبدا تباركت أي كثر خيرك من البركة وهي‌ كثرة الخير أوتزايدت عن كل شيء وتعاليت عنه في صفاتك وأفعالك فإن البركة تتضمن معني الزيادة أودمت من بروك الطير علي الماء.


صفحه : 369

و قال الطبرسي‌ رحمه الله في قوله تعالي تَبارَكَ ألّذِي نَزّلَ الفُرقانَتفاعل من البركة معناه عظمت بركاته وكثرت عن ابن عباس والبركة الكثرة في الخير. وقيل معناه تقدس و جل بما لم يزل عليه من الصفات و لايزال وقيل معناه قام بكل بركة وجاء بكل بركة سبحانك رب البيت أي أنزهك عن أن تكون في جهة من الجهات و أن يكون البيت ألذي توجهت إليه مسكنك وتحتاج إليه بل أنت ربه خلقته وكرمته وتعبدت الخلائق بالتوجه إليه .وَجّهتُ وجَهيِ‌َ أي وجه قلبي‌للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ أووجه جسدي‌ إلي بيته والجهة التي‌ أمرني‌ بالتوجه إليها والفطر الابتداء والاختراع والإيجاد بعدالعدم قال ابن عباس ماكنت أدري‌ فاطر السماوات و الأرض حتي احتكم إلي‌ أعرابيان في بئر فقال أحدهما أنافطرتها أي ابتدأت حفرها والصلاة إما لبيان أنه لايستحق العبادة إلا من كان خالقا لجميع الموجودات فكأنه قال إنما صرفت وجهي‌ وتوجهت بشراشري‌ إلي الله وأخلصت العبادة له وأعرضت عما سواه لأنه خالق السماوات و الأرض و من كان خالقا لهما فهو خالق لماسواهما أوالمراد بخالقهما خالقهما وخالق مافيهما أوهي‌ للإشعار بأن توجهي‌ إلي تلك الجهة ليس لكونه تعالي فيهابل لأنه خالق الأرض والسماوات وجميع الجهات وخالق المكان لايجوز أن يكون فيه أومحتاجا إليه . و في بعض الروايات بعد ذلك عالم الغيب والشهادة أي أخلص العبادة للذي‌ لايخفي عليه شيء ويعلم ماظهر للحواس و ماغاب عنها و من كان كذلك يستحق العبادة أو لابد من الإخلاص في عبادته لأنه عالم بالبواطن أوالمعني أنه ليس في شيء من الأماكن ذاتا حاضر في جميعها علما وتدبيرا وتأثيرا وقدرة فنسبته إلي الجميع علي السواء لكونه خالقا للجميع مربيا لها وعالما بها و ليس في شيءمنها علي ملة ابراهيم أي التوحيد التام الخالص في الظاهر والباطن و هوملل


صفحه : 370

جميع الأنبياء وإنما نسب إليه ص لتشريفه ولأن ذلك ظهر منه أكثر من غيره و هوحال من فاعل وجهت أي حال كوني‌ علي ملة ابراهيم أوقائم مقام المصدر أي توجها كائنا علي ملة ابراهيم مطابقا لها والأول أظهر. ودين محمدص وشريعته أصولا وفروعا ومنهاج علي وطريقته المطابقة لمنهاج الرسول ص وإنما نسب إليه لظهوره منه بسببه وبسبب الأئمة من ذريته صلوات الله عليهم للخلق .حَنِيفاًمسلما هما حالان أيضا من الضمير في وجهت والحنيف المائل عن الباطل إلي الحق أي مائلا عن الأديان الباطلة والطرائق المبتدعة و عن التوجه إلي غيرجناب قدسه تعالي والمسلم المنقاد لأوامره ونواهيه وَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَبالشرك الظاهر والخفي‌ و قدمر تفسير البواقي‌ و مادل عليه هذاالدعاء هوالإخلاص المطلوب في الصلاة وسائر العبادات فالقصد مقدم علي التكبير لأنه الباعث علي الفعل والتلفظ بعده تأكيدا لماقصده

22- الكاَفيِ‌،بِسَنَدِهِ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ شَهِدتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ استَقبَلَ القِبلَةَ قَبلَ التّكبِيرِ وَ قَالَ أللّهُمّ لَا تؤُيسِنيِ‌ مِن رَوحِكَ وَ لَا تقُنَطّنيِ‌ مِن رَحمَتِكَ وَ لَا تؤُمنِيّ‌ مَكرَكَ فَإِنّهُ لَا يَأمَنُمَكرَ اللّهِ إِلّا القَومُ الخاسِرُونَ

وَ بِسَنَدِهِ الصّحِيحِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ مَن قَالَ هَذَا القَولَ كَانَ مَعَ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ إِذَا قَامَ مِن قَبلِ أَن يَستَفتِحَ الصّلَاةَ أللّهُمّ إنِيّ‌ أَتَوَجّهُ إِلَيكَ بِمُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ أُقَدّمُهُم بَينَ يدَيَ‌ صلَاَتيِ‌ وَ أَتَقَرّبُ بِهِم إِلَيكَ فاَجعلَنيِ‌ بِهِموَجِيهاً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ أَنتَ مَنَنتَ عَلَيّ بِمَعرِفَتِهِم فَاختِم لِي بِطَاعَتِهِم وَ مَعرِفَتِهِم وَ وَلَايَتِهِم فَإِنّهَا السّعَادَةُ فَاختِم لِي بِهَا فَإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

وَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا قُمتَ إِلَي الصّلَاةِ فَقُلِ أللّهُمّ إنِيّ‌ أُقَدّمُ إِلَيكَ مُحَمّداًص بَينَ يدَيَ‌ حاَجتَيِ‌ وَ أَتَوَجّهُ بِهِ إِلَيكَ فاَجعلَنيِ‌ بِهِ وَجِيهاً عِندَكَ


صفحه : 371

فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ وَ اجعَل صلَاَتيِ‌ بِهِ مَقبُولَةً وَ ذنَبيِ‌ بِهِ مَغفُوراً وَ دعُاَئيِ‌ بِهِ مُستَجَاباً إِنّكَ أَنتَ الغَفُورُ الرّحِيمُ

بيان أللهم إني‌ أقدم إليك محمدا أي أسألك بحقه أوأجعله شفيعي‌ اجعل صلاتي‌ به أي بشفاعته أوبسبب متابعته أوبتوسلي‌ به إنك أنت الغفور الرحيم أي لايقدر علي المغفرة والرحمة غيرك .أقول في بعض الكتب إني‌ أقدم إليك محمدا وآل محمدص بين حوائجي‌ ثم سائر الضمائر بصيغة الجمع روي السيد ابن الباقي‌ في اختياره الدعاء الأول عن أمير المؤمنين ع إلي قوله إِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وزاد بعده أللهم اجعلني‌ مع محمد وآل محمد في كل عافية وبلاء و في كل متوي ومنقلب أللهم اجعل محياي‌ محياهم ومماتي‌ مماتهم واجعلني‌ معهم في مواطن كلها و لاتفرق بيني‌ وبينهم إِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ

23- المُنتَهَي، قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا الأَعمَالُ بِالنّيّاتِ وَ إِنّمَا لِكُلّ امر‌ِئٍ مَا نَوَي

وَ مِنهُ، وَ مِنَ المُعتَبَرِ، قَالَ الرّضَا ع لَا عَمَلَ إِلّا بِنِيّةٍ

24- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا قِرَانَ بَينَ صَلَاتَينِ وَ لَا قِرَانَ بَينَ فَرِيضَةٍ وَ نَافِلَةٍ

بيان يدل علي عدم جواز صلاتين بنية واحدة سواء كانا فرضين أونفلين أومختلفين و لاخلاف فيه بين الأصحاب ثم إن هذه الأخبار مما استدل به علي وجوب النية بعدالآيات السالفة و لاخلاف في وجوبها في الجملة بين المسلمين وإنما اختلف في أجزائها و لاخلاف في وجوب نية القربة بأحد معانيها بأن يكون غرضه الواقعي‌ وغاية فعله إما طاعة الآمر أوشكر المنعم أوحبا له أولكونه أهلا له أو


صفحه : 372

لتحصيل المثوبات الأخروية علي الأظهر والحاصل أن لا يكون باعثه علي الفعل رئاء الناس والتقرب إلي المخلوقين . قال أبوالصلاح يستحب أن يرجو بفعلها مزيد الثواب والنجاة من العقاب وليقتدي به ويرغم الضالون انتهي و أماحصول المنافع الدنيوية من الله تعالي فلايمكن الجزم ببطلان عمل قرن بهذه النية فإن صلوات الحاجة من جملة العبادات مع أنه لايمكن أن يتصور خلوص المصلي‌ عن حصول هذاالمطلب ألذي يصلي‌ له وورد في كثير من الأخبار أن صلاة الليل مثلا يزيد في الرزق و بعدسماع ذلك يشكل خلوص النية عنه و قدمر تفصيل ذلك في باب الإخلاص . و أمانية الوجوب والندب والأداء والقضاء فقد ذكر الأكثر وجوبها بل ادعي بعضهم الإجماع عليها وعندي‌ في جميع ذلك نظر لعدم دليل من النصوص عليه نعم لايبعد وجوب تعيين الفعل ألذي يأتي‌ به بحيث يتميز عن غيره و هذاأمر قلما ينفك عنه المكلف فإن من يقوم إلي فريضة الظهر تتعين عنده نوعا من التعين ثم يقصده وقصد إيقاع الفعل أيضا شيء لاينفك عنه الفاعل بالإرادة والاختيار. و أماالقربة فهي‌ أصعب الأمور و لايتيسر تصحيحها عندإرادة الصلاة بل يتوقف علي مجاهدات عظيمة وتفكرات صحيحة وإزالة حب الدنيا والأموال والاعتبارات الدنيوية عن النفس والتوسل في جميع ذلك بجناب الحق تعالي ليتيسر له إحدي المعاني‌ السابقة بحسب استعداده وقابليته و ماصادفه من توفيق الله وهدايته فإن كلا يعمل علي شاكلته ونية كل امر‌ئ تابع لمااستقر في قلبه من حب الله أوحب الدنيا أوحب الجاه أوالمال أو غير ذلك وقلع عروق هذه الأغراض عن النفس في غاية العسر والإشكال ومعها تصحيح النية من قبيل المحال وَ لِذَا وَرَدَ نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ

والمراد إخلاص القصد من أغراضه وعلله و لماجعل أكثر الخلق خطور البال النية صاروا من هذاالإشكال والضيق في غاية الفسحة فكم من عابد من أهل الدنيا يظن أن نيته خالصة لله و لايعبد في جميع عمره إلانفسه وهواه فيسعي غاية السعي‌ فيما يحمده الناس من الطاعات و إذاعرضت له عبادة لايرتضيها الناس و لايحمدون عليها


صفحه : 373

يصير عندها كالأموات و من تتبع أغراض النفوس وداءها ودواءها يعرف ذلك بأدني تأمل في أحوال نفسه و إلا فلايستيقظ من سنة هذه الغفلة إلا عندحلول رمسه وفقنا الله وجميع المؤمنين لسلوك مسالك المتقين وتحصيل نياتهم علي اليقين

25- المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِكُلّ شَيءٍ وَجهٌ وَ وَجهُ دِينِكُمُ الصّلَاةُ فَلَا يَشِينَنّ أَحَدُكُم وَجهَ دِينِهِ وَ لِكُلّ شَيءٍ أَنفٌ وَ أَنفُ الصّلَاةِ التّكبِيرُ

توضيح أي كما أن الإنسان بلا أنف ناقص معيوب فكذا الصلاة بغير تكبير مشوه قبيح فلو حمل علي مايشمل تكبيرة الإحرام كان كناية عن البطلان و لو كان المراد غيرها كان المراد نقصان الكمال و في أكثر روايات العامة أنفة قال في النهاية فيه لكل شيءأنفة وأنفة الصلاة التكبيرة الأولي أنفة الشي‌ء ابتداؤه هكذا روي‌ بضم الهمزة قال الهروي‌ والفصيح بالفتح . و قال السيد الرضي‌ رض في شرح الخبر و هذاالقول مجاز والمراد أن الصلاة يعرف بهاجملة الدين كما أن الوجه يعرف بهاجملة الإنسان لأنها أظهر العبادات وأشهر المفروضات وجعل أنفها التكبير لأنه أول مايبدو من أشراطها ويسمع من أذكارها وأركانها

26- الذّكرَي،رَوَي ابنُ أَبِي عَقِيلٍ قَالَ جَاءَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ النّبِيّص مَرّ بِرَجُلٍ يصُلَيّ‌ وَ قَد رَفَعَ يَدَيهِ فَوقَ رَأسِهِ فَقَالَ مَا لِي أَرَي أَقوَاماً يَرفَعُونَ أَيدِيَهُم فَوقَ رُءُوسِهِم كَأَنّهَا آذَانُ خَيلٍ شُمُسٍ

المعتبر، والمنتهي ، عن علي ع مثله بيان روي المخالفون هذه الرواية في كتبهم فبعضهم روي آذان خيل وبعضهم أذناب خيل قال في النهاية فيه ما لي أراكم رافعي‌ أيديكم في الصلاة كأنها أذناب خيل شمس هي‌ جمع شموس و هوالنفور من الدواب ألذي لايستقر لشغبه وحدته انتهي والعامة حملوها علي رفع الأيدي‌ في التكبير لعدم قولهم بشرعية


صفحه : 374

القنوت في أكثر الصلوات وتبعهم الأصحاب فاستدلوا بها علي كراهة تجاوز اليد عن الرأس في التكبير ولعل الرفع للقنوت فيهاأظهر ويحتمل التعميم أيضا والأحوط الترك فيهما معا

27- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِص قَالَ يُجزِيكَ إِذَا كُنتَ وَحدَكَ ثَلَاثَ تَكبِيرَاتٍ وَ إِذَا كُنتَ إِمَاماً أَجزَأَكَ تَكبِيرَةً وَاحِدَةً لِأَنّ مَعَكَ ذَا الحَاجَةِ وَ الضّعِيفَ وَ الكَبِيرَ

28- المَحَاسِنُ، عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن مُصَدّقِ بنِ صَدَقَةَ عَن عَمّارِ بنِ مُوسَي الساّباَطيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ جَاءَ مُبَادِراً وَ الإِمَامُ رَاكِعٌ فَرَكَعَ قَالَ أَجزَأَتهُ تَكبِيرَةٌ وَاحِدَةٌ لِدُخُولِهِ فِي الصّلَاةِ وَ لِلرّكُوعِ

بيان اشتهر بين الأصحاب أنه يشترط القصد إلي الافتتاح فلو قصد به تكبير الركوع لم ينعقد و هوكذلك لدلالة صحيحة ابن أبي يعفور وغيرها عليه و لوقصدهما معا كما في المأموم فذهب ابن الجنيد والشيخ في الخلاف محتجا بالإجماع إلي الإجزاء ويدل عليه رواية معاوية بن شريح عن الصادق ع و هذاالخبر و لم يذكره الأصحاب . وذهب العلامة وجماعة إلي المنع استنادا إلي أن الفعل الواحد لايتصف بالوجوب والاستحباب و هوممنوع إذ يجوز اجتماعهما من جهتين وأمثالها كثيرة و لونذر تكبيرة الركوع لم يجز عنهما عندالمانعين استنادا إلي أن تغاير الأسباب يوجب تغاير المسببات و هوأيضا ممنوع والأظهر الإجزاء في الجميع و إن كان الأحوط عدم الاكتفاء مطلقا


صفحه : 375

29- فَلَاحُ السّائِلِ،رَوَيتُ بِعِدّةِ طُرُقٍ إِلَي هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَعمَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ الرّضَا ع قَالَ تَقُولُ بَعدَ الإِقَامَةِ قَبلَ الِاستِفتَاحِ فِي كُلّ صَلَاةٍ أللّهُمّ رَبّ هَذِهِ الدّعوَةِ التّامّةِ وَ الصّلَاةِ القَائِمَةِ بَلّغ مُحَمّداًص الدّرَجَةَ وَ الوَسِيلَةَ وَ الفَضلَ وَ الفَضِيلَةَ وَ بِاللّهِ أَستَفتِحُ وَ بِاللّهِ أَستَنجِحُ وَ بِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ آلِ مُحَمّدٍص أَتَوَجّهُ أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ فاَجعلَنيِ‌ بِهِم عِندَكَوَجِيهاً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ

وَ يَقُولُ أَيضاً مَا رَوَاهُ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ هَذَا المُرَادُ مِنهُ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ لِأَصحَابِهِ مَن أَقَامَ الصّلَاةَ وَ قَالَ قَبلَ أَن يُحرِمَ وَ يُكَبّرَ يَا مُحسِنُ قَد أَتَاكَ المسُيِ‌ءُ وَ قَد أَمَرتَ المُحسِنَ أَن يَتَجَاوَزَ عَنِ المسُيِ‌ءِ وَ أَنتَ المُحسِنُ وَ أَنَا المسُيِ‌ءُ فَبِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ تَجَاوَز عَن قَبِيحِ مَا تَعلَمُ منِيّ‌ فَيَقُولُ اللّهُ ملَاَئكِتَيِ‌ اشهَدُوا أنَيّ‌ قَد عَفَوتُ عَنهُ وَ أَرضَيتُ عَنهُ أَهلَ تَبِعَاتِهِ

إيضاح ذكر الدعاءين في المصباح متصلتين بهذا الترتيب قال ثم أقم وقل أللهم رب هذه الدعوة التامة وزاد بعد قوله محمدا وآله و فيه بالله أستفتح بدون الواو واجعلني‌ بهم وجيها و أناالمسي‌ء فصل علي محمد وآل محمد وتجاوز عن قبيح ماعندي‌ بحسن ماعندك ياأرحم الراحمين كذا ذكر في صلاة العصر و في صلاة الظهر ذكر مثل ما في الأصل و في رواية الكفعمي‌ عن قبيح ماتعلم مني‌ ياذا الجلال والإكرام قوله رب هذه الدعوة التامة أي الأذان والإقامة فإنهما دعوة إلي الصلاة وتمامهما في إفادة ماوضعا له ظاهرا وهي‌ الصلاة فالمصدر بمعني المفعول والصلاة القائمة في هذاالوقت إشارة إلي قوله قدقامت الصلاة أوالقائمة إلي يوم القيامة كمامر والدرجة أي المختصة به ص في القيامة وهي‌ درجة الشفاعة الكبري والوسيلة هي‌ المنبر المعروف ألذي يعطيه الله في القيامة كماورد في الأخبار قال في النهاية هي‌ في الأصل مايتوصل به إلي الشي‌ء ويتقرب به وجمعها وسائل يقال وسل إليه وسيلة وتوسل والمراد به


صفحه : 376

في الحديث القرب من الله تعالي وقيل هي‌ الشفاعة يوم القيامة وقيل هي‌ منزل من منازل الجنة والفضل الزيادة علي جميع الخلق في القرب والكمال والفضيلة الدرجة الرفيعة في الفضل .بالله أي بعونه وتوفيقه أستفتح الصلاة وأدخل فيها أوأطلب فتح أبواب الفيض والهداية والتوفيق أوأطلب النصرة والظفر علي الشيطان و في القاموس الاستفتاح الاستنصار والافتتاح وبالله أستنجح أي بعونه وتأييده أطلب النجح و هوالظفر بالمطلوب أو منه سبحانه أطلب تنجز حاجتي‌ قال في القاموس النجاح بالفتح والنجح بالضم الظفر بالشي‌ء وتنجح الحاجة واستنجحها تنجزها وبمحمد أي بشفاعته وبالتوصل به أتوجه إلي الله والوجيه ذو الجاه والمنزلة ثم الظاهر من الشيخ وغيره أنه يقرأ الدعاءين متصلين بعدالإقامة ويحتمل أن يكون الدعاء الثاني‌ محله بين السادسة والسابعة أوقبل تكبيرة الإحرام سواء جعلها السابعة أوغيرها إن جعلنا قوله ع ويكبر تفسيرا لقوله ويحرم وتأكيدا له كما هوالظاهر و إن جعلنا التكبير أعم منها فيدل علي مافهمه القوم و كل منهما حسن والشهيد قدس سره في الذكري فهمه كمافهمنا حيث قال و قدورد الدعاء عقيب السادسة بقوله يامحسن الدعاء ثم قال وورد أيضا أنه يقول رَبّ اجعلَنيِ‌ مُقِيمَ الصّلاةِ وَ مِن ذرُيّتّيِ‌ رَبّنا وَ تَقَبّل دُعاءِ رَبّنَا اغفِر لِي وَ لوِالدِيَ‌ّ وَ لِلمُؤمِنِينَ يَومَ يَقُومُ الحِسابُ

30- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن عَلِيّ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر قَالَ النّحرُ رَفعُ اليَدَينِ فِي الصّلَاةِ نَحوَ الوَجهِ

وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا افتَتَحتَ الصّلَاةَ فَارفَع كَفّيكَ وَ لَا تُجَاوِز بِهِمَا أُذُنَيكَ وَ ابسُطهُمَا بَسطاً ثُمّ كَبّر

وَ عَنهُ ع قَالَافتِتَاحُ الصّلَاةِ تَكبِيرَةُ الإِحرَامِ فَمَن تَرَكَهَا أَعَادَ وَ تَحرِيمُ


صفحه : 377

الصّلَاةِ التّكبِيرُ وَ تَحلِيلُهَا التّسلِيمُ

وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِذَا افتَتَحتَ الصّلَاةَ فَقُل اللّهُ أَكبَرُوَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَعَالِمِ الغَيبِ وَ الشّهَادَةِحَنِيفاًمُسلِماًوَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَإِنّ صلَاتيِ‌ وَ نسُكُيِ‌ وَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا مِنَ المُسلِمِينَ

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَرفَعُ يَدَيهِ حِينَ يُكَبّرُ تَكبِيرَةَ الإِحرَامِ حِذَاءَ أُذُنَيهِ وَ حِينَ يُكَبّرُ لِلرّكُوعِ وَ حِينَ يَرفَعُ رَأسَهُ مِنَ الرّكُوعِ وَ رُوّينَا ذَلِكَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع

وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا قُمتَ إِلَي الصّلَاةِ فَقُل بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ مِنَ اللّهِ وَ إِلَي اللّهِ وَ كَمَا شَاءَ اللّهُ وَلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ أللّهُمّ اجعلَنيِ‌ مِن زُوّارِكَ وَ عُمّارِ مَسَاجِدِكَ وَ افتَح لِي بَابَ رَحمَتِكَ وَ أَغلِق عنَيّ‌ بَابَ مَعصِيَتِكَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جعَلَنَيِ‌ مِمّن يُنَاجِيهِ أللّهُمّ أَقبِل عَلَيّ بِرَحمَتِكَ جَلّ ثَنَاؤُكَ ثُمّ افتَتِحِ الصّلَاةَ

وَ عَنهُ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّمَا الأَعمَالُ بِالنّيّةِ وَ إِنّمَا لاِمر‌ِئٍ مَا نَوَي

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا ينَبغَيِ‌ لِلرّجُلِ أَن يَدخُلَ فِي صَلَاةٍ حَتّي يَنوِيَهَا وَ مَن صَلّي فَكَانَت نِيّتُهُ الصّلَاةَ لَم يُدخِل فِيهَا غَيرَهَا قُبِلَت مِنهُ إِذَا كَانَت ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً

بيان لم يدخل فيهاغيرها أي لم يدخل مع نية أفعال الصلاة بأن يكون قيامه لدفع وجع في رجليه مثلا ورفع يديه لتطيير الذباب وانحناؤه في الركوع لرفع


صفحه : 378

شيء من الأرض والأظهر أن المعني أن تكون نية الصلاة لله وراعي فيهاالإخلاص ظاهرا وباطنا

31- مَجمَعُ البَيَانِ، فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ تَبَتّل إِلَيهِ تَبتِيلًا

رَوَي مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ وَ زُرَارَةُ وَ حُمرَانُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ التّبَتّلَ هُنَا رَفعُ اليَدَينِ فِي الصّلَاةِ

بيان الظاهر أن المراد به رفع اليدين في التكبيرات ويحتمل القنوت والأعم

32- الذّكرَي، زَادَ ابنُ الجُنَيدِ بَعدَ التّوَجّهِ استِحبَابَ تَكبِيرَاتٍ سَبعٍ وَ سُبحَانَ اللّهِ سَبعاً وَ الحَمدُ لِلّهِ سَبعاً وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ سَبعاً مِن غَيرِ رَفعِ يَدَيهِ وَ نَسَبَهُ إِلَي الأَئِمّةِ

وَ رَوَي زُرَارَةُ عَنِ البَاقِرِ ع إِذَا كَبّرتَ فِي أَوّلِ الصّلَاةِ بَعدَ الِاستِفتَاحِ إِحدَي وَ عِشرِينَ تَكبِيرَةً ثُمّ نَسِيتَ التّكبِيرَةَ أَجزَأَكَ

بيان ظاهر كلامه رحمه الله في نقل مذهب ابن الجنيد استحباب سبع تكبيرات سوي التكبيرات الافتتاحية واستحباب التهليل أيضا سبعا و قال في النفلية وروي‌ التسبيح بعده سبعا والتحميد سبعا و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله في شرحه ذكره ابن الجنيد ونسبه إلي الأئمة و لم نقف عليه وكذا اعترف المصنف في الذكري بذلك انتهي . والعجب أنهم لم يتعرضوا لصحيحة زرارة السابقة المشتملة علي التكبير والتسبيح والتحميد سبعا والظاهر فيها أن التكبيرات هي‌ الافتتاحيات ولعل مراد ابن الجنيد أيضا ذلك و أماالتهليل فليس في تلك الرواية وحمل الثناء عليه بعيد


صفحه : 379

مع أنه ليس فيه عدد ولعله كان في تلك الرواية عنده أوأخذه من رواية أخري وروي بعض الثقات أنه رأي في تلك الرواية في بعض النسخ بعد قوله وتسبح سبعا وتهلل سبعا و علي التقادير هذه الرواية مما يؤيد كلام ابن الجنيد والعمل بالموجود في تلك الصحيحة عندنا حسن و أمارواية زرارة فهي‌ صحيحة في التهذيب و فيه هكذا إذا أنت كبرت في أول صلاتك بعدالاستفتاح بإحدي وعشرين تكبيرة ثم نسيت التكبير كله و لم تكبر أجزأك التكبير الأول عن تكبير الصلاة كلها ولعله محمول علي الرباعية. والمراد بالاستفتاح تكبيرة الإحرام أي إذاكبرت بعدها إحدي وعشرين تكبيرة وهي‌ عدد التكبيرات المستحبة في الرباعية إذ في كل ركعة خمس تكبيرات واحدة للركوع ولكل سجدة اثنتان وواحدة للقنوت فإذانسيت جميع التكبيرات المستحبة أجزأك التكبير الأول أي التكبيرات الأول علي إرادة الجنس أي الإحدي والعشرين فعلي هذاتكون في الثلاثية ست عشرة و في الثنائية إحدي عشرة كل ذلك سوي تكبيرة الافتتاح

33- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ دَخَلَ فِي صَلَاتِهِ فنَسَيِ‌َ أَن يُكَبّرَ وَ ذَكَرَ حِينَ رَكَعَ هَل يُجزِيهِ ذَلِكَ وَ إِن كَانَ قَد صَلّي رَكعَةً أَوِ اثنَتَينِ وَ هَل يَعتَدّ بِمَا صَلّي قَالَ يَعتَدّ بِمَا يَفتَتِحُ بِهِ مِنَ التّكبِيرِ

توضيح أن يكبر أي تكبير الركوع فقوله يعتد بما يفتتح أي بالتكبيرات الافتتاحية المستحبة لأنها لتدارك افتتاحات الصلاة كمامر أوالمراد نسيان التكبيرات الافتتاحية فالمراد بما يفتتح تكبيرة الإحرام ويحتمل أن يكون المراد نسيان تكبيرة الإحرام و يكون المراد بالجواب عدم الاعتداد بشي‌ء لم يفتتح فيه بالتكبير و هوبعيد والأول أظهر الوجوه


صفحه : 380

34- الكاَفيِ‌،بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع فِي رِسَالَةٍ طَوِيلَةٍ كَتَبَهَا إِلَي أَصحَابِهِ قَالَ دَعُوا رَفعَ أَيدِيكُم فِي الصّلَاةِ إِلّا مَرّةً وَاحِدَةً حِينَ يُفتَتَحُ الصّلَاةُ فَإِنّ النّاسَ قَد شَهَرُوكُم بِذَلِكَوَ اللّهُ المُستَعانُ وَلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ

35-العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن لَم يَعرِف تَأوِيلَ الصّلَاةِ فَصَلَاتُهُ خِدَاجٌ يعَنيِ‌ نَاقِصَةً قِيلَ لَهُ مَا مَعنَي تَكبِيرَةِ الِافتِتَاحِ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ هُوَ أَكبَرُ مِن أَن يُلمَسَ بِالأَخمَاسِ وَ يُدرَكَ بِالحَوَاسّ وَ مَعنَي اللّهُ هُوَ ألّذِي ذَكَرنَاهُ أَنّهُ يُخرِجُ الشيّ‌ءَ مِن حَدّ العَدَمِ إِلَي الوُجُودِ وَ أَكبَرُ أَكبَرُ مِن أَن يُوصَفَ وَ مِنهُ قَالَ تَفسِيرُ التّوَجّهِ وَ الِاستِعَاذَةِ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَبّيكَ إِجَابَةٌ لَطِيفَةٌ وَ إِقرَارٌ بِالعُبُودِيّةِ وَ سَعدَيكَ تُسعِدُ مَن تَشَاءُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ الخَيرُ فِي يَدَيكَ يعَنيِ‌ مِن عِندِكَ وَ الشّرّ لَيسَ إِلَيكَ سُبحَانَكَ أَنَفَةٌ لِلّهِ لِمَا قَالَتِ العَادِلُونَ فِي اللّهِ وَ حَنَانَيكَ أَي رَحمَتَيكَ رَحمَةً فِي الدّنيَا وَ رَحمَةً فِي الآخِرَةِ تَبَارَكتَ وَ تَعَالَيتَ مِنَ العُلُوّ سُبحَانَكَ رَبّ البَيتِ يعَنيِ‌ البَيتَ المَعمُورَ وَ بَيتَ اللّهِ بِمَكّةَ وَجّهتُ وجَهيِ‌ أَي أَقبَلتُ إِلَي ربَيّ‌ وَ وَلّيتُ عَمّا سِوَاهُللِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَيعَنيِ‌ اختَرَعَ قَالَ كُن حَنِيفاً أَي ظَاهِراً عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ وَ المِلّةِ الحَنِيفِيّةِ التّيِ‌ جَاءَ بِهَا اِبرَاهِيمُ العَشَرَةِ التّيِ‌ لَا تُنسَخُ وَ لَم تُنسَخ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِثُمّ أَوحَينا إِلَيكَ أَنِ اتّبِع مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً وَ هيِ‌َ عَشرٌ خَمسٌ فِي الرّأسِ وَ خَمسٌ فِي البَدَنِ فَأَمّا التّيِ‌ فِي الرّأسِ فَطَمّ الشّعرِ وَ أَخذُ الشّارِبِ وَ عفا[إِعفَاءُ]اللّحَي وَ السّوَاكُ وَ الخِلَالُ وَ قَد روُيِ‌َ التّيِ‌ فِي الرّأسِ المَضمَضَةُ وَ الِاستِنشَاقُ وَ السّوَاكُ وَ قَصّ الشّارِبِ وَ أَمّا التّيِ‌ فِي البَدَنِ فَحَلقُ الشّعرِ مِنَ البَدَنِ وَ الخِتَانُ وَ تَقلِيمُ الأَظَافِيرِ وَ الغُسلُ مِنَ الجَنَابَةِ وَ الِاستِنجَاءُ بِالمَاءِ وَ قَد روُيِ‌َ غَيرُ هَذَا الِاستِنجَاءُ وَ الخِتَانُ وَ حَلقُ العَانَةِ وَ قَصّ الأَظَافِيرِ وَ نَتفُ الإِبطَينِ فَهَذَا مَعنَي قَولِهِ حَنِيفاً مُسلِماً وَ قَولِهِإِنّ صلَاتيِ‌ وَ نسُكُيِ‌فَالنّسُكُ مَا ذُبِحَ لِلّهِ وَ كُلّ خَيرٍ أُرِيدُ بِهِ وَجهَ اللّهِ فَهُوَ مِنَ النّسُكِ وَ قَولِهِمحَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ أَي مَا فَعَلتُهُ فِي حيَاَتيِ‌ وَ أُمِرتُ بِهِ بَعدَ موَتيِ‌


صفحه : 381

فَهُوَلِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لَا يُشَارِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ

36- الهِدَايَةُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا الأَعمَالُ بِالنّيّاتِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ نِيّةَ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ وَ نِيّةَ الكَافِرِ شَرّ مِن عَمَلِهِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ بِالنّيّاتِ خُلّدَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ وَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّقُل كُلّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِيعَنيِ‌ عَلَي نِيّتِهِ وَ لَا يَجِبُ عَلَي الإِنسَانِ أَن يُجَدّدَ لِكُلّ عَمَلٍ نِيّةً وَ كُلّ عَمَلٍ مِنَ الطّاعَاتِ إِذَا عَمِلَهُ العَبدُ لَم يُرِد بِهِ إِلّا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَهُوَ عَمَلٌ بِنِيّتِهِ وَ كُلّ عَمَلٍ عَمِلَهُ العَبدُ مِنَ الطّاعَاتِ يُرِيدُ بِهِ غَيرَ اللّهِ فَهُوَ عَمَلٌ بِغَيرِ نِيّةٍ وَ هُوَ غَيرُ مَقبُولٍ

بيان قوله لايجب يحتمل وجهين الأول أن النية إنما تجب في ابتداء الصلاة ثم لاتجب تجديدها لكل فعل من أفعالها الثاني‌ أن النية تابعة لحالة الإنسان فإذاكانت حالته مقتضية لإيقاع الفعل لوجه الله فهي‌ مكنونة في قلبه عند كل صلاة وعبادة فلايلزم تذكرها والتفتيش عنها كمامر تحقيقه و في بعض النسخ ويجب فالمعني ظاهر

37-العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَأَقَلّ مَا يَجِبُ مِنَ التّكبِيرِ فِي كُلّ صَلَاةٍ جُملَتِهَا مَا قَالَهُ الصّادِقُ ع إِنّ أَقَلّ مَا يَجِبُ فِي الصّلَوَاتِ الخَمسِ مِنَ التّكبِيرِ خَمسٌ وَ تِسعُونَ تَكبِيرَةً مِنهَا تَكبِيرَاتُ القُنُوتِ وَ لَيسَ فِي النّهُوضِ مِنَ التّشَهّدِ تَكبِيرَةٌ وَ إِنّمَا كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِذَا قَامَ مِنَ التّشَهّدِ بِاللّهِ أَقُومُ وَ أَقعُدُ أَهلِ الكِبرِيَاءِ وَ الجَبَرُوتِ وَ العَظَمَةِ وَ لَو كَانَ فِي النّهُوضِ مِنَ التّشَهّدِ تَكبِيرٌ لَكَانَ التّكبِيرُ فِي الصّلَاةِ كُلّهَا تِسعاً وَ تِسعِينَ تَكبِيرَةً وَ فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ إِحدَي عَشرَةَ تَكبِيرَةً وَ فِي صَلَاةِ الظّهرِ إِحدَي وَ عِشرُونَ تَكبِيرَةً وَ فِي صَلَاةِ العَصرِ إِحدَي وَ عِشرُونَ تَكبِيرَةً وَ فِي صَلَاةِ المَغرِبِ سِتّ عَشرَةَ تَكبِيرَةً وَ فِي صَلَاةِ العِشَاءِ إِحدَي وَ عِشرُونَ تَكبِيرَةً وَ خَمسُ تَكبِيرَاتِ القُنُوتِ هَكَذَا قَالَ


صفحه : 382

الصّادِقُ ع

38- تَفسِيرُ سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ،بِرِوَايَةِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنهُ بِإِسنَادِهِ عَنهُم ع قَالَ الشّركُ عَلَي ثَلَاثَةِ أَوجُهٍ فَشِركٌ بِاللّهِ وَ شِركٌ بِالأَعمَالِ وَ شِركٌ بِالرّيَاءِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ أَمّا شِركُ الرّيَاءِ فَقَولُ اللّهِ جَلّ وَ عَزّفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداًفَهُم قَومٌ يُحِبّونَ أَن يُبَارُوا النّاسَ فِي صَلَاتِهِم وَ صَومِهِم وَ عِبَادَتِهِم فَسَمّاهُمُ اللّهُ مُشرِكِينَ

39- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يصُلَيّ‌ فَإِذَا رَفَعَ يَدَيهِ بِالتّكبِيرِ لِلِافتِتَاحِ وَ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ يَرفَعُهُمَا قُبَالَةَ وَجهِهِ أَو دُونَ ذَلِكَ بِقَلِيلٍ