صفحه : 1
1- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع لَم يُغَسّل عَمّارَ بنَ يَاسِرٍ وَ لَا هَاشِمَ بنَ عُتبَةَ يَومَ صِفّينَ وَ دَفَنَهُمَا فِي ثِيَابِهِمَا وَ صَلّي عَلَيهِمَا
بيان لاخلاف بين الأصحاب في أن الشهيد لايغسل و لايكفن والمشهور أنه يشترط فيه أن يقتل بين يدي إمام عادل أو من نصبه في نصرته و قال في المعتبر الأقرب اشتراط الجهاد السائغ حسب فقد يجب الجهاد و إن لم يكن الإمام موجودا واختاره الشهيد وجماعة من المتأخرين و لاخلاف في أنه لايشمل غيرهؤلاء ممن أطلقت الشهادة عليهم كالمقتول دون أهله وماله والمطعون والغريق وغيرهم .
صفحه : 2
واشترطوا أيضا موته في المعركة فلو حمل من المعركة و به رمق ثم مات نزع عنه ثيابه وغسل وكفن ويظهر من بعض الأخبار أنه و إن وجد و به رمق ثم مات يغسل ويكفن . و لاخلاف بين الأصحاب في وجوب دفنه بثيابه قال في المعتبر ويدفن الشهيد بجميع ثيابه أصابها الدم أو لم يصبها و هوإجماع المسلمين و لاخلاف أيضا في وجوب الصلاة عليه وذهب بعض العامة إلي سقوط الصلاة أيضا كمايستفاد من بعض أخبارنا أيضا
2- قُربُ الإِسنَادِ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِذَا مَاتَ المَيّتُ فِي البَحرِ غُسّلَ وَ كُفّنَ وَ حُنّطَ ثُمّ يُوثَقُ فِي رِجلِهِ حَجَرٌ فَيُرمَي بِهِ فِي المَاءِ
إيضاح قطع الشيخ والأكثر بأن من مات في سفينة في البحر يغسل ويحنط ويكفن ويصلي عليه وينقل إلي البر مع المكنة فإن تعذر لم يتربص به بل يوضع في خابية أونحوها ويسد رأسها ويلقي في البحر أويثقل ليرسب في الماء ثم يلقي فيه وظاهر المقنعة والمعتبر جواز ذلك ابتداء و إن لم يتعذر البر والعمل بالمشهور أحوط وورد في بعض الأخبار جعله في خابية و هذاالخبر خال عنها وجمع بينهما بالتخيير ويمكن حمل هذا علي ما إذا لم تكن الخابية كما هوالغالب والأولي والأحوط العمل بها مع الإمكان لصحة خبرها
3-الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَن أَحمَدَ البرَقيِّ عَن أَبِي الجَوزَاءِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَيُنزَعُ عَنِ الشّهِيدِ الفَروُ وَ الخُفّ وَ القَلَنسُوَةُ وَ العِمَامَةُ وَ المِنطَقَةُ وَ السّرَاوِيلُ إِلّا أَن يَكُونَ أَصَابَهُ دَمٌ فَيُترَكُ وَ
صفحه : 3
لَا يُترَكُ عَلَيهِ شَيءٌ مَعقُودٌ إِلّا حُلّ
دعائم الإسلام ، عن علي ع مثله توضيح القلنسوة بفتح القاف وضم السين والعمامة بكسر العين معروفتان والمنطقة بكسر الميم وفتح الطاء مايشد في الوسط قوله إلا أن يكون أصابه الضمير إما راجع إلي السراويل أو إلي كل واحد من المذكورات . واختلف الأصحاب فيما ينزع منه اختلافا كثيرا قال في الذكري بعدإيراد هذاالخبر قال ابن بابويه تنزع هذه الأشياء إلا أن يصيب شيئا منها دم و ابن الجنيد ينزع عنه الجلود والحديد المفرد والمنسوج مع غيره والسراويل إلا أن يكون فيه دم و هذايمكن عود الاستثناء فيه إلي الأخير وكذلك الرواية في عود الاستثناء ويمكن فيهما العود إلي الجميع و في النهاية يدفن جميع ما عليه مما أصابه الدم إلاالخفين و قدروي أنه إذاأصابهما الدم دفنا معه و في الخلاف يدفن بثيابه و لاينزع منه إلاالجلود والمفيد ينزع عنه السراويل إلا أن يصيبه دم وينزع عنه الفرو والقلنسوة و إن أصابهما دم دفنا معه وينزع الخف عنه علي كل حال . و ابن إدريس يدفن بثيابه و إن لم يصبها الدم وبالخف والفرو والقلنسوة إن أصابها دم و إن لم يصبها دم نزعت و في المعتبر دفنه بثيابه و إن لم يصبها دم أجمع عليه المسلمون و قال الأوجه وجوب دفن السروال لأنه من الثياب وظاهره أنه ينزع عنه الخف والفرو والجلود و إن أصابها الدم لأن دفنها تضييع انتهي والمسألة في هذاالزمان قليلة الجدوي كما لايخفي
4-العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ القزَويِنيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ القمُيّّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَامِدٍ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الصّلَاةِ عَلَي المَصلُوبِ
صفحه : 4
قَالَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ جدَيّ صَلّي عَلَي عَمّهِ قُلتُ أَعلَمُ ذَلِكَ وَ لكَنِيّ لَم أَفهَمهُ مُبَيّناً قَالَ أُبَيّنُهُ لَكَ إِن كَانَ وَجهُ المَصلُوبِ إِلَي القِبلَةِ فَقُم عَلَي مَنكِبِهِ الأَيمَنِ وَ إِن كَانَ قَفَاهُ إِلَي القِبلَةِ فَقُم عَلَي مَنكِبِهِ الأَيسَرِ فَإِنّ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ قِبلَةٌ وَ إِن كَانَ مَنكِبُهُ الأَيسَرُ إِلَي القِبلَةِ فَقُم عَلَي مَنكِبِهِ الأَيمَنِ وَ إِن كَانَ مَنكِبُهُ الأَيمَنُ إِلَي القِبلَةِ فَقُم عَلَي مَنكِبِهِ الأَيسَرِ وَ كَيفَ كَانَ مُنحَرِفاً فَلَا تُزَايِلَنّ مَنَاكِبَهُ وَ ليَكُن وَجهُكَ إِلَي مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ لَا تَستَقبِلهُ وَ لَا تَستَدبِرهُ البَتّةَ قَالَ أَبُو هَاشِمٍ ثُمّ قَالَ الرّضَا ع قَد فَهِمتَ إِن شَاءَ اللّهُ
قال الصدوق رحمه الله هذاحديث غريب نادر لم أجده في شيء من الأصول والمصنفات و لاأعرفه إلابهذا الإسناد.تبيان في الكافي قال أبوهاشم و قدفهمت إن شاء الله فهمته و الله قوله أ ماعلمت أن جدي يعني الصادق ع قوله علي عمه يعني زيد بن علي بن الحسين ع قال الشهيد رحمه الله في الذكري وإنما يجب الاستقبال مع الإمكان فيسقط لوتعذر من المصلي والجنازة كالمصلوب ألذي يتعذر إنزاله كماروي أبوهاشم الجعفري و هذه الرواية و إن كانت غريبة نادرة كما قال الصدوق وأكثر الأصحاب لم يذكروا مضمونها في كتبهم إلا أنه ليس لها معارض و لاراد و قد قال أبوالصلاح و ابن زهرة يصلي علي المصلوب و لايستقبل وجهه الإمام في التوجه فكأنهما عاملان بها وكذا صاحب الجامع الشيخ نجيب الدين يحيي بن سعيد والفاضل في المختلف قال إن عمل بها فلابأس و ابن إدريس نقل عن بعض الأصحاب إن صلي عليه و هو علي خشبته استقبل وجهه المصلي و يكون هومستدبر القبلة ثم حكم بأن الأظهر إنزاله بعدالثلاثة
صفحه : 5
والصلاة عليه قلت هذاالنقل لم نظفر به وإنزاله قديتعذر كما في قصة زيد انتهي كلامه رفع الله مقامه .أقول إن المتعرضين لهذا الخبر لم يتكلموا في معناه و لم يتفكروا في مغزاه و لم ينظروا إلي مايستنبط من فحواه فأقول وبالله التوفيق إن مبني هذاالخبر علي أنه يلزم المصلي أن يكون مستقبلا للقبلة و أن يكون محاذيا بجانبه الأيسر فإن لم يتيسر ذلك فيلزمه مراعاة الجانب في الجملة مع رعاية القبلة الاضطرارية و هو ما بين المشرق والمغرب فبين ع محتملات ذلك في قبلة أهل العراق المائلة عن خط نصف النهار إلي جانب اليمين فأوضح ذلك أبين إيضاح وأفصح أظهر إفصاح .ففرض ع أولا كون وجه المصلوب إلي القبلة فقال قم علي منكبه الأيمن لأنه لايمكن محاذاة الجانب الأيسر مع رعاية القبلة فيلزم مراعاة الجانب في الجملة فإذاقام محاذيا لمنكبه الأيمن يكون وجهته داخلة فيما بين المشرق والمغرب من جانب القبلة لميل قبلة أهل العراق إلي اليمين عن نقطة الجنوب إذ لو كان المصلوب محاذيا لنقطة الجنوب كان الواقف علي منكبه واقفا علي خط مقاطع لخط نصف النهار علي زوايا قوائم فيكون مواجها لنقطة مشرق الاعتدال فلما انحرف المصلوب عن تلك النقطة بقدر انحراف قبلة البلد ألذي هو فيه ينحرف الواقف علي منكبه بقدر ذلك عن المشرق إلي الجنوب و ما بين المشرق والمغرب قبلة إما للمضطر كما هوالمشهور و هذاالمصلي مضطر أومطلقا كما هوظاهر بعض الأخبار وظهر لك أن هذاالمصلي لووقف علي منكبه الأيسر كان خارجا عما بين المشرق والمغرب محاذيا لنقطة من الأفق منحرفا عن نقطة مغرب الاعتدال إلي جانب الشمال بقدر انحراف القبلة. ثم فرض ع كون المصلوب مستدبرا للقبلة فأمره حينئذ بالقيام علي منكبه الأيسر ليكون مواجها لما بين المشرق والمغرب واقفا علي منكبه الأيسر كما هواللازم في حال الاختيار ثم بين علة الأمر في كل من الشقين
صفحه : 6
بقوله فإن ما بين المشرق والمغرب قبلة. ثم فرض ع كون منكبه الأيسر إلي القبلة فأمره بالقيام علي منكبه الأيمن ليكون مراعيا لمطلق الجانب لتعذر رعاية خصوص المنكب الأيسر والعكس ظاهر. ثم لماأوضح ع بعض الصور بين القاعدة الكلية في ذلك ليستنبط منه باقي الصور المحتملة وهي رعاية ما بين المشرق والمغرب مع رعاية أحد الجانبين ونهاه عن استقبال الميت واستدباره في حال من الأحوال . فإذاحققت ذلك فاعلم أن الأصحاب اتفقوا علي وجوب كون الميت في حال الصلاة مستلقيا علي قفاه وكون رأسه إلي يمين المصلي و لم يذكروا لذلك مستندا إلاعمل السلف في كل عصر وزمان حتي إن بعض مبتدعي المتأخرين أنكر ذلك في عصرنا و قال يلزم أن يكون الميت في حال الصلاة علي جانبه الأيمن مواجها للقبلة علي هيئته في اللحد وتمسك بأن هذاالوضع ليس من الاستقبال في شيء.أقول هذاالخبر علي مافسرناه وأوضحناه ظاهر الدلالة علي رعاية محاذاة أحد الجانبين علي كل حال وبانضمام الخبر الوارد بلزوم كون رأس الميت إلي يمين المصلي يتعين القيام علي يساره إذ لا يقول هذاالقائل أيضا فضلا عن أحد من أهل العلم بجواز كون الميت منبطحا علي وجهه حال الصلاة مع أن عمل الأصحاب في مثل هذه الأمور التي تتكرر في كل يوم وليلة في أعصار الأئمة ع وبعدها من أقوي المتواترات وأوضح الحجج وأظهر البينات
5-دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي الشّهِيدِ إِذَا قُتِلَ فِي مَكَانِهِ فَمَاتَ دُفِنَ فِي ثِيَابِهِ وَ لَم يُغَسّل فَإِن كَانَ بِهِ رَمَقٌ وَ نُقِلَ عَن مَكَانِهِ فَمَاتَ غُسّلَ وَ كُفّنَ قَالَ وَ قَد كَفّنَ رَسُولُ اللّهِص حَمزَةَ ع فِي ثِيَابِهِ التّيِ أُصِيبَ فِيهَا
صفحه : 7
وَ زَادَهُ بُرداً
وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَمّا كَانَ يَومُ بَدرٍ فَأُصِيبَ مَن أُصِيبَ مِنَ المُسلِمِينَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِدَفنِهِم فِي ثِيَابِهِم وَ أَن يُنزَعَ عَنهُمُ الفِرَاءُ وَ صَلّي عَلَيهِم
6- مَجمَعُ البَيَانِ، قَالَ قَالَ النّبِيّص فِي شُهَدَاءِ أُحُدٍ زَمّلُوهُم بِدِمَائِهِم وَ ثِيَابِهِم
بيان قال في النهاية في حديث قتلي أحد زملوهم بثيابهم ودمائهم أي لفوهم فيهايقال تزمل بثوبه إذاالتف فيه
7- المُعتَبَرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ الجَامِعِ للِبزَنَطيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ المَقتُولُ إِذَا قُطِعَ أَعضَاؤُهُ يُصَلّي عَلَي العُضوِ ألّذِي فِيهِ القَلبُ
وَ عَنِ الجَامِعِ أَيضاً عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ قَالَ بلَغَنَيِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ يُصَلّي عَلَي كُلّ عُضوٍ رِجلًا كَانَ أَو يَداً أَوِ الرّأسَ جُزءاً فَمَا زَادَ فَإِذَا نَقَصَ عَن رَأسٍ أَو يَدٍ أَو رِجلٍ لَم يُصَلّ عَلَيهِ
تنقيح قوله علي العضو ألذي فيه القلب و في الكافي بسند آخر إذا كان الميت نصفين صلي علي النصف ألذي فيه القلب و هويحتمل وجوها الأول اشتراط كون القلب فيه الثاني أن يكون المراد به النصف ألذي يكون فيه القلب و إن لم يكن عندالوجدان فيه ولعله أظهر الثالث أن يكون المراد به أن مع وجود النصفين يقف عندالصلاة علي النصف ألذي فيه القلب ومحاذيا له و لايخفي بعده . ثم اعلم أنه اختلف كلام الأصحاب في حكم تلك المسألة اختلافا كثيرا
صفحه : 8
قال في المنتهي لووجد بعض الميت إما بأن أكله سبع أواحترق بالنار أو غير ذلك فإن كان فيه عظم وجب غسله بلا خلاف بين علمائنا ويكفن و إن كان صدره صلي عليه و إلا فلا ثم قال أما لو لم يكن فيهاعظم فإنه لايجب غسلها و كان حكمها حكم السقط قبل أربعة أشهر وكذا البحث لوأبينت القطعة من حي. و قال في المعتبر و إذاوجد بعض الميت و فيه الصدر فهو كما لووجد كله و هومذهب المفيد و قال الشيخ إن كان صدره و ما فيه قلبه صلي عليه ثم قال و ألذي يظهر لي أنه لاتجب الصلاة إلا أن يوجد ما فيه القلب أوالصدر واليدان أوعظام الميت ثم ذكر الخبرين المتقدمين مع أخبار أخر. و قال في الذكري و ما فيه الصدر يغسل وكذا عظام الميت تغسل وكذا تغسل قطعة فيهاعظم ذكره الشيخان واحتج عليه في الخلاف بإجماعنا ويلوح ماذكره الشيخان من خبر علي بن جعفر و لو كان لحم بغير عظم فلاغسل . قال ابن إدريس و لاكفن و لاصلاة وأوجب سلار لفها في خرقة ودفنها و لم يذكره الشيخان انتهي .أقول الظاهر من أكثر الأخبار هومختار المعتبر و أمامرسلة ابن المغيرة فيمكن حملها علي الاستحباب ولعل المراد بالعضو فيهاالعضو التام ألذي رواه ثِقَةُ الإِسلَامِ فِي الكاَفيِ بِسَنَدٍ مُرسَلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا وُجِدَ الرّجُلُ قَتِيلًا فَإِن وُجِدَ لَهُ عُضوٌ تَامّ صلُيَّ عَلَيهِ وَ دُفِنَ وَ إِن لَم يُوجَد لَهُ عُضوٌ تَامّ لَم يُصَلّ عَلَيهِ وَ دُفِنَ
. والعضو التام فيه يحتمل وجوها الأول أن يكون المراد به تمام عضو له اسم مخصوص فيشمل بعض الأعضاء التي لاعظم لها كالأذن والعين والذكر والأنثيين واللسان وأمثالها الثاني أن يراد به العضو ألذي لا يكون جزء لعضو آخر كالرأس فإنه ليس جزء من عضو آخر له اسم مخصوص الثالث أن يراد به العضو
صفحه : 9
ذو العظم و إن كان جزء لآخر الرابع أن يراد به العضو ألذي يكون فقده سببا لفقد الحياة كما
روُيَِ فِي دَعَائِمِ الإِسلَامِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ يُصَلّي عَلَي مَا وُجِدَ مِنَ الإِنسَانِ مِمّا يُعلَمُ أَنّهُ إِذَا فَارَقَهُ مَاتَ
. وحمله ابن الجنيد علي الثالث حيث قال و لايصلي علي عضو الميت و لايغسل إلا أن يكون عضوا تاما بعظامه أو يكون عظما مفردا ويغسل ما كان من ذلك لغير الشهيد كمايغسل بدنه و لم يفصل بين الصدر وغيره .أقول ويمكن حمل كلامه علي المحمل الثاني للخبر و علي التقادير حمله علي الاستحباب أظهر و الله يعلم
8-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع وَ إِن كَانَ المَيّتُ أَكَلَهُ السّبُعُ فَاغسِل مَا بقَيَِ مِنهُ وَ إِن لَم يَبقَ مِنهُ إِلّا عِظَامٌ جَمَعتَهَا وَ غَسّلتَهَا وَ صَلّيتَ عَلَيهَا وَ دَفَنتَهَا وَ إِن مَاتَ فِي سَفِينَةٍ فَاغسِلهُ وَ كَفّنهُ وَ ثَقّل رِجلَيهِ وَ أَلقِهِ فِي البَحرِ وَ إِن كَانَ المَيّتُ قَتِيلَ المَعرَكَةِ فِي طَاعَةِ اللّهِ لَم يُغَسّل وَ دُفِنَ فِي ثِيَابِهِ التّيِ قُتِلَ فِيهَا بِدِمَائِهِ وَ لَا يُنزَعُ مِنهُ مِن ثِيَابِهِ شَيءٌ إِلّا أَنّهُ لَا يُترَكُ عَلَيهِ شَيءٌ مَعقُودٌ وَ تُحَلّ تِكّتُهُ وَ مِثلُ المِنطَقَةِ وَ الفَروَةِ إِن أَصَابَهُ شَيءٌ مِن دَمِهِ لَم يُنزَع مِنهُ شَيءٌ إِلّا أَنّهُ يُحَلّ المَعقُودُ وَ لَم يُغَسّل إِلّا أَن يَكُونَ بِهِ رَمَقٌ ثُمّ يَمُوتَ بَعدَ ذَلِكَ فَإِذَا مَاتَ بَعدَ ذَلِكَ غُسّلَ كَمَا يُغَسّلُ المَيّتُ وَ كُفّنَ كَمَا يُكَفّنُ المَيّتُ وَ لَا يُترَكُ عَلَيهِ شَيءٌ مِن ثِيَابِهِ وَ إِن كَانَ قُتِلَ فِي مَعصِيَةِ اللّهِ غُسّلَ كَمَا يُغَسّلُ المَيّتُ وَ ضُمّ رَأسُهُ إِلَي عُنُقِهِ فَيُغَسّلُ مَعَ البَدَنِ كَمَا وَصَفنَاهُ فِي بَابِ الغُسلِ فَإِذَا فَرَغَ مِن غُسلِهِ جُعِلَ عَلَي عُنُقِهِ قُطناً وَ ضُمّ إِلَيهِ الرّأسُ وَ شُدّ مَعَ العُنُقِ شَدّاً شَدِيداً وَ إِذَا مَاتَتِ المَرأَةُ وَ هيَِ حَامِلَةٌ وَ وَلَدُهَا يَتَحَرّكُ فِي بَطنِهَا شُقّ بَطنُهَا مِنَ الجَانِبِ الأَيسَرِ وَ أُخرِجَ الوَلَدُ وَ إِن مَاتَ الوَلَدُ فِي جَوفِهَا وَ لَم يَخرُج أَدخَلَ إِنسَانٌ يَدَهُ فِي
صفحه : 10
فَرجِهَا وَ قَطَعَ الوَلَدَ بِيَدِهِ فَأَخرَجَهُ وَ روُيَِ أَنّهَا تُدفَنُ مَعَ وَلَدِهَا إِذَا مَاتَ فِي بَطنِهَا وَ إِذَا أَسقَطَتِ المَرأَةُ وَ كَانَ السّقطُ تَامّاً غُسّلَ وَ حُنّطَ وَ كُفّنَ وَ دُفِنَ وَ إِن لَم يَكُن تَامّاً فَلَا يُغَسّلُ وَ يُدفَنُ بِدَمِهِ وَ حَدّ إِتمَامِهِ إِذَا أَتَي عَلَيهِ أَربَعَةُ أَشهُرٍ وَ إِن كَانَ المَيّتُ مَرجُوماً بَدَأَ بِغُسلِهِ وَ تَحنِيطِهِ وَ تَكفِينِهِ ثُمّ رُجِمَ بَعدَ ذَلِكَ وَ كَذَلِكَ القَاتِلُ إِذَا أُرِيدُ قَتلُهُ قَوَداً وَ إِن كَانَ المَيّتُ مَصلُوباً أُنزِلَ مِن خَشَبَتِهِ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ غُسّلَ وَ دُفِنَ وَ لَا يَجُوزُ صَلبُهُ أَكثَرَ مِن ثَلَاثَةِ أَيّامٍ
بيان قوله ع إلاعظام يدل علي وجوب الصلاة علي مجموع العظام كمامر قوله إلا أن يكون به رمق .أقول رَوَي الكلُيَنيِّ فِي الصّحِيحِ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ ألّذِي يُقتَلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَ يُغَسّلُ وَ يُكَفّنُ وَ يُحَنّطُ قَالَ يُدفَنُ كَمَا هُوَ فِي ثِيَابِهِ إِلّا أَن يَكُونَ بِهِ رَمَقٌ ثُمّ مَاتَ فَإِنّهُ يُغَسّلُ وَ يُكَفّنُ وَ يُحَنّطُ وَ يُصَلّي عَلَيهِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي عَلَي حَمزَةَ وَ كَفّنَهُ لِأَنّهُ كَانَ قَد جُرّدَ
.فقوله ع إلا أن يكون به رمق يحتمل أن يكون المراد به أن يكون به رمق عندإدراك المسلمين له فمناط وجوب التغسيل إدراك المسلمين إياه و به رمق و إن لم يدرك كذلك لم يجب تغسيله كمافهمه الشهيد والمحقق الشيخ علي وغيرهما من المتأخرين من هذاالخبر و إن لم يحكموا بموجبه ويحتمل أن يكون المراد أن يكون بعدالإخراج من المعركة به رمق أووجدوه و به رمق ثم مات بعدالإخراج و علي هذاينطبق علي ماذكره الأصحاب من إناطة الفرق بالموت في المعركة وعدمه . قوله و إن كان قتل في معصية الله ذكر هذاالمضمون في الفقيه ورواه
صفحه : 11
الشيخ بسند مجهول عن الصادق ع . قوله و إذاماتت المرأة رواه الشيخ في الصحيح والموثق وغيرهما وعمل به الأصحاب و ليس في سائر الأخبار التقييد بالأيسر وذكره الصدوق في الفقيه وتبعه الأكثر و في بعض الأخبار أنه يخاط بطنها وذكره بعض الأصحاب و قال في الذكري و لاعبرة بكونه مما يعيش عادة أو لالظاهر الخبر. و أماتقطيع الولد وإخراجه مع موته فهو مذهب الأصحاب ونقل الشيخ في الخلاف الإجماع فيه واستدلوا عليه برواية وهب الآتية و قال في المعتبر ووهب هذاعامي ضعيف لايعمل بما ينفرد به والوجه أنه إن أمكن التوصل إلي إسقاطه صحيحا بشيء من العلاجات و إلاتوصل إلي إخراجه بالأرفق فالأرفق ويتولي ذلك النساء فإن تعذر النساء فالرجال المحارم فإن تعذر جاز أن يتولاه غيرهم دفعا عن نفس الحي انتهي و لايخفي قوته ومتانته والرواية لاتنافيه . أما ماذكر من أنه إذاتم للسقط أربعة أشهر غسل وكفن وحنط فهو المشهور بين الأصحاب وذكر بعض الأصحاب مكان التكفين والتحنيط لفه في خرقة وأوجب الشهيد و من تأخر عنه تكفينه بالقطع الثلاث وتحنيطه كما هومدلول الرواية و هوأقوي ومنهم من عبر عنه بمن ولج فيه الروح لادعاء التلازم بينه و بين بلوغ أربعة أشهر و هو في محل المنع . و أماالصلاة عليه فإنها غيرواجبة و لامستحبة بإجماع علمائنا قاله في المعتبر وذكر الأكثر في السقط إذا لم يلجه الروح أو لم يبلغ أربعة أشهر أنه يلف في خرقة ويدفن والروايات خالية من ذكر اللف . و أماعدم الغسل فلاخلاف فيه بيننا ظاهرا والمشهور بين الأصحاب أنه
صفحه : 12
يؤمر من وجب قتله بالاغتسال أولا غسل الأموات بالخليطين ثم لايغسل بعده وكذا يقدم التحنيط علي ماذكره الشيخ وأتباعه وزاد ابنا بابويه والمفيد تقديم التكفين كما في هذاالخبر وظاهر الأكثر عدم مشروعية الغسل والتكفين والتحنيط بعده و أماالصلاة عليه بعده فلاخلاف في وجوبها. قوله و لايجوز صلبه أكثر من ثلاثة أيام قال في المعتبر هذامذهب الأصحاب و
رَوَاهُ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تُقِرّوا المَصلُوبَ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ حَتّي يُنزَلَ وَ يُدفَنَ
9- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع فِي المَرأَةِ يَمُوتُ فِي بَطنِهَا الوَلَدُ فَيُتَخَوّفُ عَلَيهَا قَالَ لَا بَأسَ أَن يُدخِلَ الرّجُلُ يَدَهُ فَيَقطَعَهُ وَ يُخرِجَهُ إِذَا لَم تَرفُق بِهِ النّسَاءُ
10- كِتَابُ مَقصَدِ الرّاغِبِ، قَالَ قَضَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي قَتلَي صِفّينَ وَ الجَمَلِ وَ النّهرَوَانِ مِن أَصحَابِهِ أَن يُنظَرَ فِي جِرَاحَاتِهِم فَمَن كَانَت جِرَاحَتُهُ مِن خَلفِهِ لَم يُصَلّ عَلَيهِ وَ قَالَ فَهُوَ الفَارّ مِنَ الزّحفِ وَ مَن كَانَت جِرَاحَتُهُ مِن قُدّامِهِ صَلّي عَلَيهِ وَ دَفَنَهُ
بيان لعله عليه الصلاة و السلام علم أن الفارين من المخالفين فلذا لم يصل عليهم
وَ مِنهُ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ إنِيّ زَنَيتُ فطَهَرّنيِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَ لَكَ زَوجَةٌ قَالَ نَعَم وَ سَاقَ الحَدِيثَ الطّوِيلَ إِلَي أَن قَالَ لَمّا ثَبَتَ عَلَيهِ الحَدّ بِإِقرَارِهِ أَربَعَ مَرّاتٍ أَخرَجَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ أَخَذَ حَجَراً فَكَبّرَ أَربَعَ تَكبِيرَاتٍ ثُمّ رَمَاهُ بِهِ ثُمّ أَخَذَ الحَسَنُ ع مِثلَهُ ثُمّ أَخَذَ الحُسَينُ ع مِثلَهُ فَلَمّا مَاتَ
صفحه : 13
أَخرَجَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَصَلّي عَلَيهِ وَ دَفَنَهُ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لِمَ لَا تُغَسّلُهُ قَالَ قَدِ اغتَسَلَ بِمَا هُوَ مِنهَا طَاهِرٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
بيان لعله ع أمره قبل ذلك بالغسل و إن لم يذكر في الخبر
11- كِتَابُ زَيدٍ الزّرّادِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يُستَحَبّ للِمصُلَيّ أَن يَكُونَ بِبَعضِ مَسَاجِدِهِ شَيءٌ مِن أَثَرِ السّجُودِ فَإِنّهُ لَا يَأمَنُ أَن يَمُوتَ فِي مَوضِعٍ لَا يُعرَفُ فَيَحضُرَهُ المُسلِمُ فَلَا يدَريِ عَلَي مَا يَدفِنُهُ
صفحه : 14
الآيات المرسلات أَ لَم نَجعَلِ الأَرضَ كِفاتاً أَحياءً وَ أَمواتاًتفسير قال الطبرسي رحمه الله كفت الشيء يكفته كفتا وكفاتا إذاضمه و منه الحديث اكفتوا صبيانكم أي ضموهم إلي أنفسكم ويقال للوعاء كفت وكفيت قوله تعالي كِفاتاً أي للعباد تكفتهم أحياء علي ظهرها في دورهم ومنازلهم وتكفتهم أمواتا في بطنها أي تحوزهم وتضمهم قال بنان خرجنا في جنازة مع الشعبي فنظر إلي الجبان فقال هذه كفات الأموات ثم نظر إلي البيوت فقال هذه كفات الأحياء وروي ذلك عن أمير المؤمنين ع وقيل كِفاتاً أي وعاء و هذاكفته أي وعاؤه و قوله تعالي أَحياءً وَ أَمواتاً أي منه ماينبت و منه ما لاينبت فعلي هذا يكون أحياء وأمواتا نصبا علي الحال و علي القول الأول علي المفعول به
1- العِلَلُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ الراّفقِيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ قَبرَ النّبِيّص رُفِعَ شِبراً مِنَ الأَرضِ وَ أَنّ النّبِيّص أَمَرَ بِرَشّ القُبُورِ
صفحه : 15
بيان المشهور بين الأصحاب استحباب رفع القبر مقدار أربع أصابع مفرجات لاأكثر من ذلك و ابن زهرة خير بينها و بين شبر و في خبر سماعة يرفع من الأرض قدر أربع أصابع مضمومة و عليه ابن أبي عقيل قال في الذكري قلت اختلاف الرواية دليل التخيير و مارووه عن جابر أن قبر النبي ص رفع قدر شبر ورويناه عن ابراهيم بن علي عن الصادق ع أيضا يقارب التفريج و لما كان المقصود من رفع القبر أن يعرف ليزار ويحترم كان مسمي الرفع كافيا و قال ابن البراج شبرا وأربع أصابع انتهي . و قال في المنتهي يستحب أن يرفع من الأرض مقدار أربع أصابع مفرجات و هوقول العلماء ثم قال و قدروي استحباب ارتفاعه أربع أصابع مفرجات وروي أربع أصابع مضمومات والكل جائز ثم قال يكره أن يرفع أكثر من ذلك و هوفتوي العلماء انتهي . و أمارش القبر فلاخلاف في استحبابه قال في المنتهي و عليه فتوي العلماء والمشهور في كيفيته أنه يستحب أن يستقبل الصاب القبلة ويبدأ بالرش من قبل رأسه ثم يدور عليه إلي أن ينتهي إلي الرأس فإن فضل من الماء شيءصبه علي وسط القبر لِرِوَايَةِ مُوسَي بنِ أُكَيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السّنّةُ فِي رَشّ المَاءِ عَلَي القَبرِ أَن تَستَقبِلَ القِبلَةَ وَ تَبدَأَ مِن عِندِ الرّأسِ إِلَي عِندِ الرّجلِ ثُمّ تَدُورَ عَلَي القَبرِ مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ ثُمّ تَرُشّ عَلَي وَسَطِ القَبرِ فَذَلِكَ السّنّةُ
.أقول مقتضي غيرها من الروايات إجزاء النضح كيف اتفق والظاهر
صفحه : 16
تأدي أصل السنة بذلك و إن كان إيقاعه علي الهيئة الواردة في هذاالخبر أفضل وأحوط ثم قولهم فإن فضل من الماء شيء فلايخفي ما فيه إذ ظاهر الخبر ألذي هومستندهم ظاهرا لزوم الإتيان به علي كل حال لكن في الفقه الرضوي ورد موافقا للمشهود و قال في الفقيه من غير أن يقطع الماء و في دلالة الخبر عليه أيضا خفاء لكنه موافق لما في الفقه . ثم إنه لايظهر من الأخبار و لا من كلام القوم تعين الابتداء من الجانب ألذي يليه أوالجانب ألذي يلي القبلة فالظاهر التخيير بينهما
2- مُنتَهَي المَطلَبِ،رَوَي الجُمهُورُ عَنِ الساّجيِّ فِي كِتَابِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرٍ قَالَ لُحِدَ رَسُولُ اللّهِص وَ نُصِبَ عَلَيهِ اللّبِنُ نَصباً وَ رُفِعَ قَبرُهُ عَنِ الأَرضِ قَدرَ شِبرٍ
وَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ قُلتُ لِعَائِشَةَ يَا أُمّه اكشفِيِ لِي عَن قَبرِ رَسُولِ اللّهِص وَ صَاحِبَيهِ فَكَشَفَت لِي عَن ثَلَاثِ قُبُورٍ لَا مُشرِفَةٍ وَ لَا لَاطِئَةٍ مَبطُوحَةٍ بِبَطحَاءِ العَرصَةِ الحَمرَاءِ
3- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن جَدّدَ قَبراً أَو مَثّلَ مِثَالًا فَقَد خَرَجَ مِنَ الإِسلَامِ
تبيين قال الصدوق في الفقيه بعدإيراد هذاالخبر مرسلا واختلف مشايخنا في معني هذاالخبر فقال محمد بن الحسن الصفار ره هوجدد بالجيم لا غير و كان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد يحكي عنه أنه قال لايجوز تجديد القبر و لاتطيين جميعه بعدمرور الأيام عليه و بعد ماطين في الأول ولكن إذامات ميت فطين قبره فجائز أن يرم سائر القبور من غير أن يجدد وذكر عن سعد بن عبد الله ره أنه كان يقول إنما هوحدد قبرا بالحاء غيرالمعجمة يعني به
صفحه : 17
من سنم قبرا وذكر عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي إنما هو من جدث قبرا وتفسير الجدث القبر فلاندري ماعني به . و ألذي أذهب إليه أنه جدد بالجيم ومعناه نبش قبرا لأن من نبش قبرا فقد جدده وأحوج إلي تجديده و قدجعله جدثا محفورا. وأقول إن التجديد علي المعني ألذي ذهب إليه محمد بن الحسن الصفار والتحديد بالحاء غيرالمعجمة ألذي ذهب إليه سعد بن عبد الله و ألذي قاله البرقي من أنه جدث كله داخل في معني الحديث و أن من خالف الإمام ع في التجديد والتسنيم والنبش واستحل شيئا من ذلك فقد خرج من الإسلام . و ألذي أقوله في قوله ع من مثل مثالا أنه يعني به من أبدع بدعة ودعا إليها أووضع دينا فقد خرج من الإسلام وقولي في ذلك قول أئمتي ع فإن أصبت فمن الله علي ألسنتهم و إن أخطأت فمن عندنفسي. و قال الشيخ في التهذيب بعدنقل كلام البرقي ويمكن أن يكون المعني بهذه الرواية النهي أن يجعل القبر دفعة أخري قبرا لإنسان آخر لأن الجدث هوالقبر فيجوز أن يكون الفعل مأخوذا منه ثم قال و كان شيخنا محمد بن محمد بن النعمان يقول إن الخبر بالخاء والدالين و ذلك مأخوذ من قوله تعالي البروج قُتِلَ أَصحابُ الأُخدُودِ والخد هوالشق يقال خددت الأرض خدا أي شققتها و علي هذه الروايات يكون النهي تناول شق القبر إما ليدفن فيه أو علي جهة النبش علي ماذهب إليه محمد بن علي و كل ماذكرناه من الروايات والمعاني محتمل و الله أعلم بالمراد و ألذي صدر الخبر عنه ع . و قال الشهيد قدس سره في الذكري قلت اشتغال هؤلاء الأفاضل بتحقيق هذه اللفظة مؤذن بصحة الحديث عندهم و إن كان طريقه ضعيفا كما في أحاديث كثيرة اشتهرت وعلم موردها و إن ضعف إسنادها فلايرد ماذكره في المعتبر من
صفحه : 18
ضعف محمد بن سنان و أبي الجارود راوييه . علي أنه قدورد نحوه مِن طَرِيقِ أَبِي الهَيّاجِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع أَبعَثُكَ عَلَي مَا بعَثَنَيِ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص لَا تَرَي قَبراً مُشرِفاً إِلّا سَوّيتَهُ وَ لَا تِمثَالًا إِلّا طَمَستَهُ
و قدنقله الشيخ في الخلاف و هو من صحاح العامة و هويعطي صحة الرواية بالحاء المهملة لدلالة الإشراف والتسوية عليه ويعطي أن المثال هنا هوالمثال هناك و هوالصورة و قدروي في النهي عن التصوير وإزالة التصاوير أخبار مشهورة و أماالخروج عن الإسلام بهذين فإما علي طريقة المبالغة زجرا عن الاقتحام علي ذلك وإما لأنه فعل ذلك مخالفة للإمام ع انتهي . وربما يقال علي تقدير أن يكون اللفظ جدد بالجيم والدال وجدث بالجيم والثاء يحتمل أن يكون المراد قتل مؤمن عدوانا لأن من قتله فقد جدد قبرا مجددا بين القبور وجعله جدثا و هومستقل في هذاالتجديد فيجوز إسناده إليه بخلاف ما لوقتل بحكم الشرع و هذاأنسب بالمبالغة بخروجه من الإسلام ويحتمل أن يكون المراد بالمثال الصنم للعبادة.أقول لايخفي بعد ماذكره في التجديد و أماالمثال فهو قريب وربما يقال المراد به إقامة رجل بحذاه كمايفعله المتكبرون ويؤيده ماذكره
الصّدُوقُ ره فِي كِتَابِ معَاَنيِ الأَخبَارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ النهّيِكيِّ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مَن مَثّلَ مِثَالًا أَوِ اقتَنَي كَلباً فَقَد خَرَجَ مِنَ الإِسلَامِ فَقِيلَ لَهُ هَلَكَ إِذاً كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ فَقَالَ لَيسَ حَيثُ ذَهَبتُم إنِيّ عَنَيتُ بقِوَليِ مَن مَثّلَ مِثَالًا مَن نَصَبَ دِيناً غَيرَ دِينِ اللّهِ وَ دَعَا النّاسَ إِلَيهِ وَ بقِوَليِ مَنِ اقتَنَي كَلباً مُبغِضاً لَنَا أَهلَ البَيتِ اقتَنَاهُ وَ أَطعَمَهُ وَ سَقَاهُ مَن فَعَلَ ذَلِكَ فَقَد خَرَجَ مِنَ الإِسلَامِ
. ثم اعلم أن للإسلام والإيمان في الأخبار معاني شتي فيمكن أن يراد هنا
صفحه : 19
معني يخرج ارتكاب بعض المعاصي عنه و أماإثبات حكم بمجرد تلك القراءات والاحتمالات بخبر واحد فلايخفي ما فيه و ماذكره القوم من التفسيرات والتأويلات لايدل علي تصحيحها والعمل بهانعم يصلح مؤيدا لأخبار أخر وردت في كل من تلك الأحكام ولعله يصح لإثبات الكراهة أوالاستحباب و إن كان فيه أيضا مجال مناقشة
4- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن جَرّاحٍ المدَاَئنِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَبنُوا عَلَي القُبُورِ وَ لَا تُصَوّرُوا سُقُوفَ البُيُوتِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَرِهَ ذَلِكَ
تحقيق وتفصيل قال في الذكري المشهور كراهة البناء علي القبر واتخاذه مسجدا وكذا يكره القعود علي القبر و في المبسوط نقل الإجماع علي كراهة البناء عليه و في النهاية يكره تجصيص القبور وتظليلها وكذا يكره المقام عندها لما فيه من إظهار السخط لقضاء الله أوالاشتغال عن مصالح العباد والمعاش أولسقوط الاتعاظ بها وَ قَد رَوَي يُونُسُ بنُ ظَبيَانَ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن يُصَلّي عَلَي قَبرٍ أَو يُعقَدَ عَلَيهِ أَو يُبنَي عَلَيهِ
و قدروي مثله من صحاح العامة. ثم قال
وَ رَوَي عَلِيّ بنُ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع لَا يَصلُحُ البِنَاءُ عَلَيهِ وَ لَا الجُلُوسُ
وظاهره الكراهية فيحمل النهي الأول وغيره عليها وزاد الشيخ في الخلاف الاتكاء عليه والمشي ونقله في المعتبر عن العلماء
وَ قَد نَقَلَ الصّدُوقُ فِي الفَقِيهِ عَنِ الكَاظِمِ ع إِذَا دَخَلتَ المَقَابِرَ فَطَأِ القُبُورَ فَمَن كَانَ مُؤمِناً استَروَحَ إِلَي ذَلِكَ وَ مَن كَانَ مُنَافِقاً وَجَدَ أَلَمَهُ
ويمكن حمله علي القاصد زيارتهم بحيث لايتوصل إلي قبر إلابالمشي علي آخر أويقال تختص الكراهية بالقعود لما فيه من
صفحه : 20
اللبث المنافي للتعظيم .
وَ رَوَي الصّدُوقُ عَن سَمَاعَةَ أَنّهُ سَأَلَهُ ع عَن زِيَارَةِ القُبُورِ وَ بِنَاءِ المَسَاجِدِ فِيهَا فَقَالَ زِيَارَةُ القُبُورِ لَا بَأسَ بِهَا وَ لَا يُبنَي عِندَهَا مَسَاجِدُ
وَ قَالَ الصّدُوقُ وَ قَالَ النّبِيّص لَا تَتّخِذُوا قبَريِ قِبلَةً وَ لَا مَسجِداً فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي لَعَنَ اليَهُودَ حَيثُ اتّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيَائِهِم مَسَاجِدَ
. قلت هذه الأخبار رواها الصدوق والشيخان وجماعة المتأخرين في كتبهم و لم يستثنوا قبرا و لاريب في أن الإمامية مطبقة علي مخالفة قضيتين من هذه إحداهما البناء والأخري الصلاة في المشاهد المقدسة فيمكن القدح في هذه الأخبار لأنها آحاد وبعضها ضعيف الإسناد و قدعارضها أخبار أشهر منها. و قال ابن الجنيد لابأس بالبناء عليه وضرب الفسطاط يصونه و من يزوره أوتخصيص هذه العمومات بإجماعهم في عهود كانت الأئمة ظاهرة فيهم وبعدهم من غيرنكير وبالأخبار الدالة علي تعظيم قبورهم وعمارتها وأفضلية الصلاة عندها ثم أورد بعض ماسيأتي من الأخبار الدالة علي فضل زيارتهم ع وعمارة قبورهم وتعاهدها والصلاة عندها. ثم قال والأخبار في ذلك كثيرة و مع ذلك فقبر رسول الله ص مبني عليه في أكثر الأعصار و لم ينقل عن أحد من السلف إنكاره بل جعلوه أنسب لتعظيمه . و أمااتخاذ القبور مسجدا فقد قيل هولمن يصلي فيه جماعة أمافرادي فلا
5- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ أُلحِدَ لِرَسُولِ اللّهِص وَ اللّحدُ هُوَ أَن يُشَقّ لِلمَيّتِ فِي القَبرِ مَكَانُهُ ألّذِي يُضجَعُ فِيهِ مِمّا يلَيِ القِبلَةَ مَعَ حَائِطِ القَبرِ وَ الضّرِيحُ أَن يُشَقّ لَهُ وَسَطُ القَبرِ
وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ ضَرّحَ لِأَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع احتَاجَ إِلَي ذَلِكَ
صفحه : 21
لِأَنّهُ كَانَ جَسِيماً
وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ فَرَشَ فِي لَحدِ رَسُولِ اللّهِص قَطِيفَةً لِأَنّ المَوضِعَ كَانَ نَدِيّاً سَبِخاً
وَ عَنهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَ لَا يُنزِلُ المَرأَةَ فِي قَبرِهَا إِلّا مَن كَانَ يَرَاهَا فِي حَيَاتِهَا وَ يَكُونُ أَولَي النّاسِ بِهَا يلَيِ مُؤَخّرَهَا وَ أَولَي النّاسِ بِالرّجَالِ يلَيِ مُقَدّمَهُ وَ كُرِهَ لِلرّجُلِ أَن يَنزِلَ فِي قَبرِ وَلَدِهِ خَوفاً مِن رِقّةِ قَلبِهِ عَلَيهِ
وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِكُلّ بَيتٍ بَابٌ وَ بَابُ القَبرِ مِمّا يلَيِ رجِليَِ المَيّتِ فَمِنهُ يَجِبُ أَن يُنزَلَ وَ يُصعَدَ مِنهُ
وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ شَهِدَ رَسُولُ اللّهِص جِنَازَةً فَأَمَرَهُم فَوَضَعُوا المَيّتَ عَلَي شَفِيرِ القَبرِ مِمّا يلَيِ القِبلَةَ وَ أَمَرَهُم فَنَزَلُوا وَ استَقبَلُوا استِقبَالًا فَأَنزَلُوهُ فِي لَحدِهِ وَ قَالَ لَهُم قُولُوا عَلَي مِلّةِ اللّهِ وَ مِلّةِ رَسُولِهِ
وَ عَنهُ ع أَنّهُ أَمَرَ أَن يُبسَطَ عَلَي قَبرِ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ ثَوبٌ وَ هُوَ أَوّلُ قَبرٍ بُسِطَ عَلَيهِ ثَوبٌ
وَ عَنهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ شَهِدَ رَسُولُ اللّهِ جِنَازَةَ رَجُلٍ مِن بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ فَلَمّا أَنزَلُوهُ فِي قَبرِهِ قَالَ أَضجِعُوهُ فِي لَحدِهِ عَلَي جَنبِهِ الأَيمَنِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ وَ لَا تَكُبّوهُ لِوَجهِهِ وَ لَا تُلقُوهُ لِظَهرِهِ ثُمّ قَالَ للِذّيِ وَلِيَهُ ضَع يَدَكَ عَلَي أَنفِهِ حَتّي يَتَبَيّنَ لَكَ استِقبَالُ القِبلَةِ ثُمّ قَالَ قُولُوا أللّهُمّ لَقّنهُ حُجّتَهُ وَ صَعّد رُوحَهُ وَ لَقّهِ مِنكَ رِضوَاناً
وَ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا دَفَنَ جِنَازَةً حَثَا فِي القَبرِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ
وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ إِذَا حَثَا فِي القَبرِ قَالَ إِيمَاناً بِكَ وَ تَصدِيقاً لِرُسُلِكَ وَ إِيقَاناً بِبَعثِكَهذا ما وَعَدَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قَالَ مَن فَعَلَ
صفحه : 22
هَذَا كَانَ لَهُ بِمِثلِ كُلّ ذَرّةٍ مِنَ التّرَابِ
وَ عَنهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ لَمّا دَفَنَ رَسُولَ اللّهِص رَبّعَ قَبرَهُ
وَ عَنهُ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا دَفَنَ عُثمَانَ بنَ مَظعُونٍ دَعَا بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ عِندَ رَأسِ القَبرِ وَ قَالَ يَكُونُ عَلَماً لِيُدفَنَ إِلَيهِ قرَاَبتَيِ
وَ عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ كَرِهَ أَن يُعَمّقَ القَبرُ فَوقَ ثَلَاثَةِ أَذرُعٍ وَ أَن يُزَادَ عَلَيهِ تُرَابٌ غَيرُ مَا خَرَجَ مِنهُ
وَ عَنهُ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص رَشّ قَبرَ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ بِالمَاءِ بَعدَ أَن سَوّي عَلَيهِ التّرَابَ
6- العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ إِنّ النّبِيّص كَانَ إِذَا مَاتَ رَجُلٌ مِن أَهلِ بَيتِهِ يَرُشّ قَبرَهُ وَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَي قَبرِهِ لِيُعرَفَ أَنّهُ قَبرُ العَلَوِيّةِ وَ بنَيِ هَاشِمٍ مِن آلِ مُحَمّدٍ فَصَارَت بِدعَةً فِي النّاسِ كُلّهِم وَ لَا يَجُوزُ ذَلِكَ
7- كِتَابُ عَبّادٍ العصُفرُيِّ، عَنِ ابنِ العرَزمَيِّ عَن ثُوَيرِ بنِ يَزِيدَ عَن خَالِدِ بنِ مَعدَانَ عَن حَوسِ بنِ بعر قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِكُلّ بَيتٍ بَاباً وَ إِنّ بَابَ القَبرِ مِن قِبَلِ الرّجلَينِ
8- العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ قَالَ كَانَ فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ مِن مَحضِ الإِسلَامِ المَيّتُ يُسَلّ مِن قِبَلِ رِجلَيهِ وَ يُرفَقُ بِهِ إِذَا أُدخِلَ قَبرَهُ
9-الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الهَيثَمِ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ وَ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ السنّاَنيِّ وَ جَمَاعَةٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَالمَيّتُ يُسَلّ مِن قِبَلِ رِجلَيهِ سَلّا وَ المَرأَةُ تُؤخَذُ بِالعَرضِ مِن قِبَلِ اللّحدِ وَ القُبُورُ
صفحه : 23
تُرَبّعُ وَ لَا تُسَنّمُ
بيان اعلم أن الأصحاب ذكروا استحباب وضع الرجل مما يلي الرجلين والمرأة مما يلي القبلة و أن يؤخذ الرجل من قبل الرجلين سابقا برأسه والمرأة عرضا و قال السيد في المدارك المسند في ذلك مرفوعة عَبدُ الصّمَدِ بنُ هَارُونَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا أَدخَلتَ المَيّتَ القَبرَ إِن كَانَ رَجُلًا سَلّ سَلّا وَ المَرأَةُ تُؤخَذُ عَرضاً فَإِنّهُ أَستَرُ
وأكثر الأخبار واردة بسل الميت من قبل الرجلين من غيرفرق بين الرجل والمرأة انتهي . وربما يقال يفهم من أخذ المرأة عرضا وضعها بأحد جنبي القبر لأنه أسهل للأخذ كذلك وتعيين جهة القبلة لشرافتها. و لايخفي أنه بعدورود هذاالخبر مع تأيده بما في الفقه الرضوي و ما في الدعائم بحمله علي المرأة جمعا وعمل قدماء الأصحاب لايحتاج إلي تلك التكلفات و لايرد ماأورده السيد قدس سره إذ يستفاد من السل السبق بالرأس مع ملاحظة الهيئة التي يوضع الميت عليها عندرجلي القبر وباقي الأحكام مصرحة فيه . و قال الصدوق في الفقيه المرأة تؤخذ بالعرض من قبل اللحد ويقف زوجها في موضع يتناول وركها ويؤخذ الرجل من قبل رجليه يسل سلا وقول أمثاله كاشف عن النص فينبغي تخصيص الأخبار المطلقة بالرجل
10- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن رَشّ المَاءِ عَلَي القَبرِ قَالَ يَتَجَافَي عَنهُ العَذَابُ مَا دَامَ النّدَي فِي التّرَابِ
11-إِكمَالُ الدّينِ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ
صفحه : 24
بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن مُرّةَ مَولَي مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ قَالَ لَمّا مَاتَ إِسمَاعِيلُ فَانتَهَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِلَي القَبرِ أَرسَلَ نَفسَهُ فَقَعَدَ عَلَي حَاشِيَةِ القَبرِ وَ لَم يَنزِل فِي القَبرِ ثُمّ قَالَ هَكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللّهِص بِإِبرَاهِيمَ وَلَدِهِ
توضيح رَوَي الكلُيَنيِّ هَذَا الخَبَرَ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا مَاتَ إِسمَاعِيلُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَتَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع القَبرَ فَأَرخَي نَفسَهُ فَقَعَدَ ثُمّ قَالَ رَحِمَكَ اللّهُ وَ صَلّي عَلَيكَ وَ لَم يَنزِل فِي قَبرِهِ وَ قَالَ هَكَذَا فَعَلَ النّبِيّص بِإِبرَاهِيمَ
ويدل علي كراهية إدخال الوالد ولده في القبر و علي عدم كراهة القعود قبل دفن الميت بل علي استحبابه . أماالأول فظاهر الأخبار اختصاص الكراهة بنزول الوالد في قبر ولده والمشهور بين الأصحاب عموم الكراهة لجميع ذوي الأرحام والأقارب إذا كان الميت رجلا وحملوا مايدل علي الاختصاص علي نفي الكراهة المؤكدة في غيره و هوإنما يستقيم مع وجود المعارض و قدورد في خبر وفاة ابراهيم أمر النبي ص أمير المؤمنين ع بالنزول في قبره ويدل علي عدم الكراهية أيضا مارووه من إدخال أمير المؤمنين ع قثم بن العباس والعباس و في رواية الفضل بن العباس وأسامة مولي النبي ص ضريحه وكلهم كانوا ذوي رحمه و لواعتذر في أمير المؤمنين بأنه كان يلزمه ذلك إذ المعصوم لايتولي أمره إلاالمعصوم فلايجري ذلك في صاحبيه مع تقريره ع لهما علي ذلك ولورود أخبار كثيرة في جواز دفن الولد والده . و من الغرائب أن العلامة ره قال في المنتهي ويستحب أن ينزل إلي القبر الولي أو من يأمره الولي إن كان رجلا و إن كان امرأة لاينزل إلي قبرها
صفحه : 25
إلازوجها أوذو رحم لها و هووفاق العلماء ثم قال الرجال أولي بدفن الرجال بلا خلاف بين العلماء في ذلك والرجال أولي بدفن النساء أيضا. ثم قال في كراهة إهالة الأب علي ولده وبالعكس وكذا ذو الرحم لرحمه معللا بأنه يورث القساوة يكره لمن ذكرنا أن ينزل إلي القبر أيضا للعلة و قدروي جواز نزول الولد إلي قبر والده انتهي وكذا فعل في التذكرة.أقول التنافي بين الكلامين ظاهر فإن قيل أراد بالأولوية التي أثبتها أولا أن له ولاية ذلك أعم من أن يتولاه بنفسه أويأمر غيره بذلك فلاينافي كراهة أن يتولاه بنفسه قلت ماأورده من الدلائل يدل علي استحباب أن يتولاه بنفسه فلايجديه هذاالتوجيه والتعليل بالقساوة ضعيف معارض بأنه أرفق للميت وأشفق عليه وكراهة الإهالة إنما هي لعدم ضرورة داعية إليها بخلاف ارتكاب الدفن وإدخال القبر فإن فيه مصلحة للميت وإرفاقا له بل قلما يرضي غيرذي الرحم بذلك فقياسه عليها مع بطلانه رأسا قياس مع الفارق فالأظهر عدم كراهة إنزال غيرالولد من الأقارب القبر و الله يعلم . و أماالثاني و هوعدم كراهة جلوس المشيع قبل الدفن فذهب إليه الشيخ في الخلاف و ابن الجنيد وذهب المحقق والعلامة و ابن أبي عقيل و ابن حمزة إلي كراهته قال في الذكري اختلف الأصحاب في كراهة جلوس المشيع قبل الوضع في اللحد فجوزه في الخلاف ونفي عنه البأس ابن الجنيد للأصل ولرواية
عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ أَنّهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ فِي جِنَازَةٍ لَم يَجلِس حَتّي تُوضَعَ فِي اللّحدِ فَقَالَ يهَوُديِّ إِنّا لَنَفعَلُ ذَلِكَ فَجَلَسَ وَ قَالَ خَالِفُوهُم
.
صفحه : 26
وكرهه ابن عقيل و ابن حمزة والفاضلان و هوالأقرب
لِصَحِيحِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع ينَبغَيِ لِمَن شَيّعَ جِنَازَةً أَن لَا يَجلِسَ حَتّي تُوضَعَ فِي لَحدِهِ
والحديث حجة لنا لأن كان يدل علي الدوام والجلوس لمجرد إظهار المخالفة ولأن الفعل لاعموم له فجاز وقوع الجلوس تلك المرة خاصة ولأن القول أقوي من الفعل عندالتعارض والأصل يخالف لدليل انتهي . ويرد عليه أن لابن الجنيد أن يقول إن احتجاجي ليس بمجرد الفعل بل بقوله ص أيضا. وأقول لايبعد أن يكون خبر النهي محمولا علي التقية للأخبار الكثيرة الدالة علي أن الأئمة ع كانوا يجلسون قبل ذلك ولكون المنع بين المخالفين أشهر
12- إِختِيَارُ الرّجَالِ للِكشَيّّ، عَنِ العيَاّشيِّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ الحَسَنِ يَقُولُ مَاتَ يُونُسُ بنُ يَعقُوبَ بِالمَدِينَةِ فَبَعَثَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع بِحَنُوطِهِ وَ كَفَنِهِ وَ جَمِيعِ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ وَ أَمَرَ مَوَالِيَهُ وَ موَاَليَِ أَبِيهِ وَ جَدّهِ أَن يَحضُرُوا جِنَازَتَهُ وَ قَالَ لَهُم هَذَا مَولًي لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع وَ كَانَ يَسكُنُ العِرَاقَ وَ قَالَ لَهُم احفِرُوا لَهُ فِي البَقِيعِ فَإِن قَالَ لَكُم أَهلُ المَدِينَةِ إِنّهُ عرِاَقيِّ وَ لَا نَدفِنُهُ فِي البَقِيعِ فَقُولُوا لَهُم هَذَا مَولًي لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ وَ كَانَ يَسكُنُ العِرَاقَ فَإِن مَنَعتُمُونَا أَن نَدفِنَهُ فِي البَقِيعِ مَنَعنَاكُم أَن تَدفِنُوا مَوَالِيَكُم فِي البَقِيعِ فَدُفِنَ فِي البَقِيعِ وَ وَجّهَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ مُوسَي إِلَي زَمِيلِهِ مُحَمّدِ بنِ الحُبَابِ وَ كَانَ رَجُلًا مِن أَهلِ الكُوفَةِ فَقَالَ صَلّ عَلَيهِ أَنتَ
عَلِيّ بنُ الحَسَنِ قَالَ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ الوَلِيدِ قَالَرآَنيِ صَاحِبُ المَقبَرِ وَ أَنَا عِندَ القَبرِ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ لِي مَن هَذَا الرّجُلُ صَاحِبُ هَذَا القَبرِ فَإِنّ أَبَا الحَسَنِ عَلِيّ بنَ مُوسَي ع أوَصاَنيِ بِهِ وَ أمَرَنَيِ أَن أَرُشّ قَبرَهُ أَربَعِينَ شَهراً أَو أَربَعِينَ يَوماً
صفحه : 27
فِي كُلّ يَومٍ مَرّةً فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ الشّكّ منِيّ قَالَ وَ قَالَ لِي صَاحِبُ المَقبَرَةِ إِنّ السّرِيرَ عنِديِ يعَنيِ سَرِيرَ النّبِيّص فَإِذَا مَاتَ رَجُلٌ مِن بنَيِ هَاشِمٍ صَرّ السّرِيرُ فَأَقُولُ أَيّهُم مَاتَ حَتّي أَعلَمَ بِالغَدَاةِ فَصَرّ السّرِيرُ فِي اللّيلَةِ التّيِ مَاتَ فِيهَا هَذَا الرّجُلُ فَقُلتُ لَا أَعرِفُ أَحَداً مِنهُم مَرِيضاً فَمَن ذَا ألّذِي مَاتَ فَلَمّا أَن كَانَ مِنَ الغَدِ جَاءُوا فَأَخَذُوا منِيّ السّرِيرَ وَ قَالُوا مَولًي لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع كَانَ يَسكُنُ العِرَاقَ
بيان ماتضمنه من استمرار الرش علي إحدي المدتين خلاف المشهور و لم أر قائلا به و لابأس بالعمل به في أقل المدتين و أبو الحسن كنية علي بن الحسن بن فضال وصاحب المقبرة هو ألذي كان يتولي أمر الموتي والسرير وخدمة القبور بالبقيع
13- مِصبَاحُ الأَنوَارِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ قَالَ إِنّ فَاطِمَةَ ع لَمّا احتُضِرَت أَوصَت عَلِيّاً ع فَقَالَت إِذَا أَنَا مِتّ فَتَوَلّ أَنتَ غسُليِ وَ جهَزّنيِ وَ صَلّ عَلَيّ وَ أنَزلِنيِ قبَريِ وَ ألَحدِنيِ وَ سَوّ التّرَابَ عَلَيّ وَ اجلِس عِندَ رأَسيِ قُبَالَةَ وجَهيِ فَأَكثِر مِن تِلَاوَةِ القُرآنِ وَ الدّعَاءِ فَإِنّهَا سَاعَةٌ يَحتَاجُ المَيّتُ فِيهَا إِلَي أُنسِ الأَحيَاءِ وَ أَنَا أَستَودِعُكَ اللّهَ تَعَالَي وَ أُوصِيكَ فِي ولُديِ خَيراً ثُمّ ضَمّت إِلَيهَا أُمّ كُلثُومٍ فَقَالَت لَهُ إِذَا بَلَغَت فَلَهَا مَا فِي المَنزِلِ ثَمّ اللّهُ لَهَا فَلَمّا تُوُفّيَت فَعَلَ ذَلِكَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ دَفَنَهَا لَيلًا فِي دَارِ عَقِيلٍ فِي الزّاوِيَةِ الثّالِثَةِ مِن صَدرِ الدّارِ
وَ مِنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع لَمّا وَضَعَ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِص فِي القَبرِ قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِبِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ عَلَي مِلّةِ رَسُولِ اللّهِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ سَلّمتُكِ أَيّتُهَا الصّدّيقَةُ إِلَي مَن هُوَ أَولَي بِكِ منِيّ وَ رَضِيتُ لَكِ بِمَا رضَيَِ اللّهُ تَعَالَي لَكِ ثُمّ قَرَأَمِنها خَلَقناكُم وَ فِيها نُعِيدُكُم وَ مِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخري فَلَمّا سَوّي عَلَيهَا التّرَابَ أَمَرّ بِقَبرِهَا فَرَشّ عَلَيهِ المَاءَ ثُمّ
صفحه : 28
جَلَسَ عِندَ قَبرِهَا بَاكِياً حَزِيناً فَأَخَذَ العَبّاسُ بِيَدِهِ فَانصَرَفَ بِهِ
وَ مِنهُ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ الشّفعُ يَدخُلُ القَبرَ أَوِ الوَترُ فَقَالَ سَوَاءٌ عَلَيكَ أَدخَلَ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا القَبرَ أَربَعَةٌ
14- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ بَشِيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ القزَويِنيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع فَقُلتُ لأِيَّ عِلّةٍ يُولَدُ الإِنسَانُ هَاهُنَا وَ يَمُوتُ فِي مَوضِعٍ آخَرَ قَالَ لِأَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَمّا خَلَقَ خَلقَهُ خَلَقَهُم مِن أَدِيمِ الأَرضِ فَمَرجِعُ كُلّ إِنسَانٍ إِلَي تُربَتِهِ
بيان لعله إشارة إلي التربة التي تذر في النطفة في الرحم ويحتمل أن يكون عندخلق آدم ع جعل كل جزء من طينه لشخص من ولده كمايظهر من بعض الأخبار
15- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَجلَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذَا جِئتَ بِأَخِيكَ إِلَي القَبرِ فَلَا تَفدَحهُ بِهِ ضَعهُ أَسفَلَ مِنَ القَبرِ بِذِرَاعَينِ أَو ثَلَاثَةٍ حَتّي يَأخُذَ لِذَلِكَ أُهبَتَهُ ثُمّ ضَعهُ فِي لَحدِهِ وَ إِنِ استَطَعتَ أَن تُلصِقَ خَدّهُ بِالأَرضِ وَ تَحسِرَ مِن خَدّهِ فَافعَل وَ ليَكُن أَولَي النّاسِ بِهِ مِمّا يلَيِ رَأسَهُ وَ ليَتَعَوّذ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ وَ ليَقرَأ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ المُعَوّذَتَينِ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ آيَةَ الكرُسيِّ ثُمّ ليَقُل مَا يَعلَمُ حَتّي ينَتهَيَِ إِلَي صَاحِبِهِ
قَالَ وَ روُيَِ فِي حَدِيثٍ آخَرَ إِذَا أَتَيتَ بِالمَيّتِ القَبرَ فَلَا تَفدَح بِهِ القَبرَ فَإِنّ لِلقَبرِ أَهوَالًا عَظِيمَةً وَ تَعَوّذ مِن هَولِ المُطّلَعِ وَ لَكِن ضَعهُ قُربَ شَفِيرِ القَبرِ وَ اصبِر عَلَيهِ هُنَيئَةً ثُمّ قَدّمهُ قَلِيلًا وَ اصبِر عَلَيهِ لِيَأخُذَ أُهبَتَهُ ثُمّ قَدّمهُ إِلَي شَفِيرِ القَبرِ
توضيح قوله ع فلاتفدحه به قال في القاموس فدحه الدين كمنعه
صفحه : 29
أثقله أقول لعل المراد لاتجعل القبر ودخوله ثقيلا علي ميتك بإدخاله مفاجأة قوله ع أسفل من القبر قال الشيخ البهائي رحمه الله لعل المراد بوضعه أسفل القبر من قبل رجليه و هو باب القبر و قال الجوهري تأهب استعد وأهبة الحرب عدتها ويدل علي اطلاع الروح علي تلك الأحوال و علي سؤال القبر وعذابه و علي استحباب الوضع قبل الوصول إلي القبر بذراعين أوثلاثة وبمضمونها أفتي ابن الجنيد والمحقق في المعتبر. والخبر المرسل الأخير يدل علي النقل ثلاث مرات كماذكره الصدوق ره في الفقيه موافقا للفقه الرضوي وكأنه أخذه منه و إليه ذهب أكثر الأصحاب و لاتدل الأخبار المنقولة في الكتب المشهورة إلا علي الوضع مرة ولعله يكفي في المستحبات مثل هذاالخبر المرسل مع تأيده بعمل الصدوق و ما في الفقه و الله يعلم ويدل علي رجحان إبراز وجه الميت ووضعه علي التراب و قدذكره الشيخ في النهاية والعلامة في المنتهي والشهيد في الدروس و لم يتعرض له بعض المتأخرين إلا أنه لم يرده أحد ووردت به الأخبار و قال الشيخ البهائي ره لاريب في استحبابه قوله و إن استطعت أي إذا لم يكن من تتقيه وليكن أولي الناس به أي الوارث القريب وأولاهم به من جهة المذهب والولاية والمحبة. قوله ع ثم ليقل و في الكافي وليتشهد ويذكر مايعلم حتي ينتهي إلي صاحبه والمراد بما يعلم العقائد الحقة والإقرار بالأئمة وبصاحبه إمام الزمان ع و قال في القاموس هنية مصغر هنة أصلها هنوة أي شيءيسير ويروي هنيهة بإبدال الياء هاء و قال في باب الهمزة وهنيئة في صحيح البخاري أي شيءيسير وصوابه ترك الهمزة
16-العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ
صفحه : 30
أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلِ يَقُولُ لَا تَنزِل فِي القَبرِ وَ عَلَيكَ العِمَامَةُ وَ لَا القَلَنسُوَةُ وَ لَا الحِذَاءُ وَ لَا الطّيلَسَانُ وَ حُلّ أَزرَارَكَ فَذَلِكَ سُنّةٌ مِن رَسُولِ اللّهِص قُلتُ فَالخُفّ قَالَ فَلَا أَرَي بِهِ بَأساً قُلتُ لِمَ يُكرَهُ الحِذَاءُ قَالَ مَخَافَةَ أَن يَعثُرَ بِرِجلِهِ فَيَهدِمَ
قال الصدوق ره لايجوز دخول القبر بخف و لاحذاء و لاأعرف الرخصة في الخف إلا في هذاالخبر وإنما أوردته لمكان العلة.بيان الطيلسان بفتح الطاء واللام علي الأشبه الأفصح وحكي كسر اللام وضمها وحكي عن مطالع الأنوار أنه قال الطيلسان شبه الأردية يوضع علي الرأس والكتفين والظهر و قال في الجمهرة وزنه فيعلان وربما يسمي طيلسا و قال ابن الأثير في شرح مسند الشافعي الرداء الثوب ألذي يطرح علي الأكتاف يلقي فوق الثياب و هومثل الطيلسان يكون علي الرأس والأكتاف وربما ترك في بعض الأوقات علي الرأس وسمي رداء كمايسمي الرداء طيلسانا انتهي و لم يذكر الأصحاب وضع الرداء والطيلسان مع اشتمال الأخبار عليهما ولعلهم اكتفوا عن ذكر الطيلسان بكشف الرأس . و قال في المعتبر يستحب لمن دخل قبر الميت أن يحل أزراره و أن يتحفي ويكشف رأسه هذامذهب الأصحاب و قال في الذكري يستحب لملحده حل أزراره وكشف رأسه وحفاؤه إلالضرورة ثم قال و ليس ذلك واجبا إجماعا انتهي والظاهر أن تجويز الخف للتقية لما رَوَاهُ الكلُيَنيِّ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَنزِلِ القَبرَ وَ عَلَيكَ العِمَامَةُ وَ لَا القَلَنسُوَةُ وَ لَا رِدَاءٌ وَ لَا حِذَاءٌ وَ حُلّ أَزرَارَكَ قَالَ قُلتُ وَ الخُفّ قَالَ لَا بَأسَ بِالخُفّ فِي وَقتِ الضّرُورَةِ وَ التّقِيّةِ
و قال الشيخ ويجوز أن ينزل بالخفين عندالضرورة والتقية
17-العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ البَرَاءُ
صفحه : 31
بنُ مَعرُورٍ الأنَصاَريِّ بِالمَدِينَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص بِمَكّةَ وَ المُسلِمُونَ يُصَلّونَ إِلَي بَيتِ المَقدِسِ فَأَوصَي إِذَا دُفِنَ أَن يُجعَلَ وَجهُهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَجَرَت فِيهِ السّنّةُ وَ نَزَلَ بِهِ الكِتَابُ
بيان لعله لم يكن في شرعهم تعيين لتوجيه الميت إلي جهة وكانوا مخيرين في الجهات فاختار تلك الجهة للاستحسان العقلي أو لماثبت عنده شرعا من تعظيم الرسول ص و علي التقديرين يدل إما علي حجية أحدهما أو علي أن الإنسان يثاب علي مايفعله موافقا للواقع و إن لم يكن مستندا إلي دليل معتبر وبأمثال ذلك استدل المحقق الأردبيلي قدس سره عليه و علي الاكتفاء بالتقليد في الأصول وللكلام فيه مجال
18- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ينَبغَيِ أَن يَتَخَلّفَ عِندَ قَبرِ المَيّتِ أَولَي النّاسِ بِهِ بَعدَ انصِرَافِ النّاسِ عَنهُ وَ يَقبِضَ عَلَي التّرَابِ بِكَفّيهِ وَ يُلَقّنَهُ وَ يَرفَعَ صَوتَهُ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كفُيَِ المَيّتُ المَسأَلَةَ فِي قَبرِهِ
بيان لايبعد أن يكون اشتراط انصراف الناس ووضع الفم عندالرأس كماورد في أخبار أخر للتقية والأولي مراعاة ذلك كله والتلقينات المروية ثلاثة أولها عندالاحتضار لرفع وساوس الشيطان وثانيها بعددخول القبر قبل وضع اللبن وثالثها بعدطم القبر وانصراف الناس و هوالمذكور هنا و لاخلاف في استحباب الجميع . وادعي في المنتهي وغيره إجماع العلماء علي استحباب هذاالتلقين وأنكره أكثر الجمهور مع أنهم رووا عَن أَبِي أُمَامَةَ الباَهلِيِّ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُم وَ سَوّيتُم عَلَيهِ التّرَابَ فَليَقُم أَحَدُكُم عِندَ قَبرِهِ ثُمّ ليَقُل يَا فُلَانَ بنَ فُلَانَةَ فَإِنّهُ يَسمَعُ وَ لَا يُجِيبُ ثُمّ يَقُولُ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ الثّانِيَةَ فيَسَتوَيِ قَاعِداً ثُمّ
صفحه : 32
ليَقُل يَا فُلَانَ بنَ فُلَانَةَ فَإِنّهُ يَقُولُ أَرشِدنَا رَحِمَكَ اللّهُ فَيَقُولُ اذكُر مَا خَرَجتَ عَلَيهِ مِنَ الدّنيَا شَهَادَةَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنّكَ رَضِيتَ بِاللّهِ رَبّاً وَ بِالإِسلَامِ دِيناً وَ بِمُحَمّدٍ نَبِيّاً وَ بِالقُرآنِ إِمَاماً فَإِنّ مُنكَراً وَ نَكِيراً يَتَأَخّرُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا فَيَقُولُ انطَلِق فَمَا يُقعِدُنَا عِندَ هَذَا وَ قَد لُقّنَ حُجّتَهُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَإِن لَم يَعرِف أُمّهُ قَالَ فَليَنسِبهُ إِلَي حَوّاءَ
انتهي . و قدنقل الشهيد رحمه الله عن بعض العامة كالرافعي منهم القول باستحبابه ويدل علي سؤال القبر و هو من ضروريات الدين و علي سقوط السؤال بهذا التلقين وذكره جماعة من أصحابنا و علي كون الملقن أولي الناس به إما بحسب النسب والإرث أوبحسب التوافق في المذهب والمحبة والمعاشرة أيضا كمامر قال في الذكري أجمع الأصحاب علي تلقين الولي أو من يأمره الميت بعدانصراف الناس عنه انتهي . و علي ماحملوا عليه الخبر يشكل إلحاق من يأمره الولي به وهل يلقن الطفل قال في الذكري و أماالطفل فظاهر التعليل يشعر بعدم تلقينه ويمكن أن يقال يلقن إقامة للشعائر وخصوصا المميز كما في الجريدتين انتهي وإطلاق الأخبار يدل علي الجواز ويشكل التخصيص بالتعليل و قال ابن إدريس يستقبل الملقن القبلة والقبر أيضا و قال أبوالصلاح و ابن البراج والشيخ يحيي بن سعيد يستقبل القبلة والقبر أمامه و ماوصل إلينا من الروايات خالية عن تلك الخصوصيات فالظاهر جوازه كيف مااتفق و إن كان اتباع ماذكروه أحوط
19-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ وَ ابنِ الوَلِيدِ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَدخُلُ الجَنّةَ مُدمِنُ خَمرٍ وَ لَا سِكّيرٌ وَ لَا عَاقّ وَ لَا شَدِيدُ السّوَادِ وَ لَا دَيّوثٌ وَ لَا قَلّاعٌ وَ هُوَ الشرّطيِّ وَ لَا رَتُوقٌ وَ هُوَ الخُنثَي وَ لَا خيوفٌ وَ هُوَ النّبّاشُ
صفحه : 33
وَ لَا عَشّارٌ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا قدَرَيِّ
وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ الفاَرسِيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ البصَريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع مِثلَهُ مَعَ زِيَادَاتٍ وَ أَورَدتُهُ فِي بَابِ مسَاَويِ الأَخلَاقِ وَ أَبوَابِ المنَاَهيِ
20- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ أخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ أَنّ رِيحَ الجَنّةِ تُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ أَلفِ عَامٍ مَا يَجِدُهَا عَاقّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا شَيخٌ زَانٍ وَ لَا جَارّ إِزَارَهُ خُيَلَاءَ وَ لَا قَتّاتٌ وَ لَا مَنّانٌ وَ لَا جعَظرَيِّ قَالَ قُلتُ فَمَا الجعَظرَيِّ قَالَ ألّذِي لَا يَشبَعُ مِنَ الدّنيَا
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَ لَا جيوفٌ وَ هُوَ النّبّاشُ وَ لَا رنوفٌ وَ هُوَ المُخَنّثُ وَ لَا جَوّاظٌ وَ لَا جعَظرَيِّ وَ هُوَ ألّذِي لَا يَشبَعُ مِنَ الدّنيَا
بيان الخبرين السكير بالتشديد الكثير السكر و في النهاية فيه لايدخل الجنة قلاع و لاديبوب القلاع هوالساعي إلي السلطان بالباطل في حق الناس سمي به لأنه يقلع المتمكن من قلب الأمير فيزيله عن رتبته كمايقلع النبات من الأرض ونحوه والقلاع أيضا القواد والكذاب والنباش والشرطي والرتوق الفجرة والربية أو هوبالزاي والباء الموحدة من قولهم زبق لحيته أي نتفها و في أكثر النسخ في الحديث الثاني رنوف بالراء المهملة والفاء قال في القاموس الرانفة أسفل الألية إذاكنت قائما وأرنفت الناقة بأذنيها أرختها إعياء والبعير سار فحرك رأسه فتقدمت جلدة هامته و الرجل أسرع انتهي و لامناسبة لتلك
صفحه : 34
المعاني بما في الخبر إلابتكلف . و في النهاية فيه لايدخل الجنة جياف هوالنباش سمي به لأنه يأخذ الثياب عن جيف الموتي انتهي ويحتمل أن يكون في الأصل جيافا فصحف أوجاء جيوف بمعناه و أماالخيوف بالياء أوبالنون فلم أر بهذا المعني . و في النهاية فيه أهل النار كل جعظري جواظ الجعظري الفظ الغليظ المتكبر وقيل هوالمنتفخ بما ليس عنده و فيه قصر والجواظ الجموع المنوع وقيل الكثير اللحم المختال في مشيته وقيل القصير البطين و في القاموس الجعظري الفظ الغليظ أوالأكول الغليظ والقصير المنتفخ بما ليس عنده والجعنظار الشره النهم والأكول الضخم
21- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ نَظَرَ إِلَي المَقَابِرِ فَقَالَ يَا حَمّادُ هَذِهِ كِفَاتُ الأَموَاتِ وَ نَظَرَ إِلَي البُيُوتِ فَقَالَ هَذِهِ كِفَاتُ الأَحيَاءِ ثُمّ تَلَاأَ لَم نَجعَلِ الأَرضَ كِفاتاً أَحياءً وَ أَمواتاً
22- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، قَالَ نَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي رُجُوعِهِ مِن صِفّينَ إِلَي المَقَابِرِ فَقَالَ هَذِهِ كِفَاتُ الأَموَاتِ أَي مَسَاكِنُهُم ثُمّ نَظَرَ إِلَي بُيُوتِ الكُوفَةِ فَقَالَ هَذِهِ كِفَاتُ الأَحيَاءِ ثُمّ تَلَا قَولَهُ تَعَالَيأَ لَم نَجعَلِ الأَرضَ كِفاتاً أَحياءً وَ أَمواتاً
23- الإِحتِجَاجُ، وَ غَيبَةُ الطوّسيِّ، فِيمَا كَتَبَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ إِلَي القَائِمِ ع سُئِلَ عَن طِينِ القَبرِ يُوضَعُ مَعَ المَيّتِ فِي قَبرِهِ هَل يَجُوزُ ذَلِكَ أَم لَا فَأَجَابَ ع يُوضَعُ مَعَ المَيّتِ فِي قَبرِهِ وَ يُخلَطُ بِحَنُوطِهِ إِن شَاءَ اللّهُ
بيان ماورد في الخبر من خلط التربة بالحنوط لم أر به قائلا و أماالوضع
صفحه : 35
في القبر فقد ذكره الأصحاب واختلفوا في كيفيته وظاهر الخبر استحبابه بأي وضع كان و قال في المختلف قال الشيخ في الإقتصاد ويضع شيئا من تربة الحسين ع في وجهه ونقل ابن إدريس عنه هذاالقول وقولا آخر و هوجعل التربة في لحده مقابلة وجهه و عن المفيد جعل التربة تحت خده وقواه والكل عندي جائز لأن التبرك موجود في الجميع
24- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَاتِمٍ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ مَاتَ لِبَعضِ أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَلَدٌ فَحَضَرَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع جِنَازَتَهُ فَلَمّا أُلحِدَ تَقَدّمَ أَبُوهُ لِيَطرَحَ عَلَيهِ التّرَابَ فَأَخَذَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بِكَفّيهِ وَ قَالَ لَا تَطرَح عَلَيهِ التّرَابَ وَ مَن كَانَ مِنهُ ذَا رَحِمٍ فَلَا يَطرَح عَلَيهِ التّرَابَ فَقُلنَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ تَنهَي عَن هَذَا وَحدَهُ فَقَالَ أَنهَاكُم أَن تَطرَحُوا التّرَابَ عَلَي ذوَيِ الأَرحَامِ فَإِنّ ذَلِكَ يُورِثُ القَسوَةَ وَ مَن قَسَا قَلبُهُ بَعُدَ مِن رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ
بيان يدل علي المنع من إهالة ذي الرحم والمشهور فيه الكراهة قال في المعتبر و عليه فتوي الأصحاب قوله عن هذاوحده أي خصوص الابن أوخصوص هذاالميت والأخير أظهر للتصريح بالتعميم في ذوي الأرحام و في الكافي بعد قوله فلايطرح عليه التراب فإن رسول الله ص نهي أن يطرح الوالد أوذو رحم علي ميته التراب فركاكة السؤال تجري في الوجهين معا و قال الشيخ البهائي قدس سره قول الراوي أتنهانا عن هذاوحده أي حال كون النهي عنه منفردا عن العلة في ذلك النهي مجردا عما يترتب عليه من الأثر وحاصله طلب العلة في ذلك فبينها ع بقوله فإن ذلك يورث القسوة في القلب
صفحه : 36
انتهي و في التهذيب أيضا كماهنا
25- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الوَلِيدِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لأِيَّ عِلّةٍ يُرَبّعُ القَبرُ قَالَ لِعِلّةِ البَيتِ لِأَنّهُ نَزَلَ مُرَبّعاً
بيان ليس المراد بالتربيع المربع المتساوي الأضلاع لتعطيل كثير من الأرض وعدم كونه معهودا في الزمن السالفة كمايري فيما بقي آثارها من القبور فيحتمل أن يكون المراد به التربيع خلاف التدوير والتسديس وأمثالهما أو يكون المراد به خلاف التسنيم كمافهمه بعض الأصحاب ويدل عليه خبر الأعمش . قال في التذكرة يربع القبر مسطحا ويكره التسنيم ذهب إليه علماؤنا أجمع و به قال الشافعي لأن رسول الله ص سطح قبر ابنه ابراهيم و قال أبوحنيفة ومالك والثوري و أحمدالسنة في التسنيم انتهي و قدروي التسطيح مخالفونا أيضا لكن قالوا لماصار شعارا للروافض عدلنا عنه إلي التسنيم
26- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ الرّشّ عَلَي القُبُورِ كَانَ عَلَي عَهدِ النّبِيّص وَ كَانَ يُجعَلُ الجَرِيدُ الرّطبُ عَلَي القَبرِ حِينَ يُدفَنُ الإِنسَانُ فِي أَوّلِ الزّمَانِ وَ يُستَحَبّ ذَلِكَ لِلمَيّتِ
بيان لعله كانت السنة أولا جعل الجريد علي القبر ثم صارت السنة جعله في الكفن أو هومحمول علي حالة الاضطرار أو هذامستحب آخر
صفحه : 37
27- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ قَبرَ رَسُولِ اللّهِص رُفِعَ مِنَ الأَرضِ قَدرَ شِبرٍ وَ أَربَعِ أَصَابِعَ وَ رُشّ عَلَيهِ المَاءُ قَالَ عَلِيّ ع وَ السّنّةُ أَن يُرَشّ عَلَي القَبرِ المَاءُ
بيان لعل زيادة الأربع أصابع بالنسبة إلي بعض أطراف القبر ليوافق ماورد أن قبره ص رفع شبرا أويحمل علي اختلاف الأشبار أو هذامحمول علي التقية بقرينة أن الراوي عامي
28- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن حَمزَةَ العلَوَيِّ عَن عَبدِ العَزِيزِ الأبَهرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن شُعَيبِ بنِ وَاقِدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن يُجَصّصَ المَقَابِرُ وَ يُصَلّي فِيهَا
29- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ الزنّجاَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي عُبَيدٍ القَاسِمِ بنِ سَلّامٍ بِإِسنَادٍ مُتّصِلٍ إِلَي النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَن تَقصِيصِ القُبُورِ وَ هُوَ التّجصِيصُ وَ ذَاكَ أَنّ الجِصّ يُقَالُ لَهُ القَصّةُ يُقَالُ مِنهُ قَصَصتُ القُبُورَ وَ البُيُوتَ إِذَا جَصَصتَهَا
بيان قال في النهاية فيه أنه نهي عن تقصيص القبور هوبناؤها بالقصة وهي الجص والمشهور بين الأصحاب كراهة تجصيص القبر مطلقا وظاهرهم أن الكراهة تشمل تجصيص داخله وخارجه قال في المنتهي ويكره تجصيص القبر و هوفتوي علمائنا و قال في المعتبر ومذهب الشيخ أنه لابأس بذلك ابتداء و أن الكراهية إنما هي إعادتها بعداندراسها وَ رَوَي الكلُيَنيِّ عَنِ العِدّةِ
صفحه : 38
عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ لَمّا رَجَعَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع مِن بَغدَادَ وَ مَضَي إِلَي المَدِينَةِ مَاتَت لَهُ ابنَةٌ بِفَيدَ فَدَفَنَهَا وَ أَمَرَ بَعضَ مَوَالِيهِ أَن يُجَصّصَ قَبرَهَا وَ يَكتُبَ عَلَي لَوحٍ اسمَهَا وَ يَجعَلَهُ فِي القَبرِ
. و قال في المعتبر بعدإيراد تلك الرواية الوجه حمل هذه علي الجواز والأولي علي الكراهية مطلقا انتهي . وأقول يمكن حمل التجصيص المنهي عنه علي تجصيص داخل القبر و هذاالخبر علي تجصيص خارجه ويمكن أن يقال هذا من خصائص الأئمة وأولادهم ع لئلا يندرس قبورهم الشريفة و لايحرم الناس من فضل زيارتهم كما قال السيد قدس سره في المدارك وكيف كان فيستثني من ذلك قبور الأنبياء والأئمة لإطباق الناس علي البناء علي قبورهم من غيرنكير واستفاضة الروايات بالترغيب في ذلك بل لايبعد استثناء قبور العلماء والصلحاء أيضا استضعافا لسند المنع والتفاتا إلي أن في ذلك تعظيما لشعائر الإسلام وتحصيلا لكثير من المصالح الدينية كما لايخفي انتهي . و هذاالحمل أولي مما حمله العلامة ره من أن المراد بالتجصيص التطيين ويؤيد ماذكرنا ماسيأتي في كتاب المزار من استحباب تعمير قبور النبي والأئمة ع . و أماتطيين القبر فقد ورد في خبر ضعيف علي المشهور النهي عن التطيين بغير طين القبر و في موثقة علي بن جعفر لايصلح البناء علي القبر و لاالجلوس عليه و لاتجصيصه و لاتطيينه وظاهر بعض الأصحاب كراهة التطيين مطلقا و قال الشيخ في النهاية ويكره تجصيص القبور والتظليل عليها والمقام عندها وتجديدها بعداندراسها و لابأس بتطيينها ابتداء وكذا قال العلامة في المنتهي والأولي الترك مطلقا.
صفحه : 39
أقول قدمر كثير من الأخبار المناسبة لهذا الباب في باب الصلاة علي الميت و باب التكفين و باب التجهيز
30-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع وَ إِذَا حَمَلتَهُ إِلَي قَبرِهِ فَلَا تُفَاجِئ بِهِ القَبرَ فَإِنّ لِلقَبرِ أَهوَالًا عَظِيمَةً وَ نَعُوذُ بِاللّهِ مِن هَولِ المُطّلَعِ وَ لَكِن ضَعهُ دُونَ شَفِيرِ القَبرِ وَ اصبِر عَلَيهِ هُنَيئَةً ثُمّ قَدّمهُ إِلَي شَفِيرِ القَبرِ وَ يُدخِلُهُ القَبرَ مَن يَأمُرُهُ ولَيِّ المَيّتِ إِن شَاءَ شَفعاً وَ إِن شَاءَ وَتراً وَ قُل إِذَا نَظَرتَ إِلَي القَبرِ أللّهُمّ اجعَلهَا رَوضَةً مِن رِيَاضِ الجَنّةِ وَ لَا تَجعَلهَا حُفرَةً مِن حُفَرِ النّيرَانِ فَإِذَا دَخَلتَ القَبرَ فَاقرَأ أُمّ الكِتَابِ وَ المُعَوّذَتَينِ وَ آيَةَ الكرُسيِّ فَإِذَا تَوَسّطتَ المَقبَرَةَ فَاقرَأ أَلهَيكُمُ التّكَاثُرُ وَ اقرَأمِنها خَلَقناكُم وَ فِيها نُعِيدُكُم وَ مِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخري وَ إِذَا تَنَاوَلتَ المَيّتَ فَقُل بِسمِ اللّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ عَلَي مِلّةِ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ ضَعهُ فِي لَحدِهِ عَلَي يَمِينِهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ وَ حُلّ عُقَدَ كَفَنِهِ وَ ضَع خَدّهُ عَلَي التّرَابِ وَ قُلِ أللّهُمّ جَافِ الأَرضَ عَن جَنبَيهِ وَ صَعّد إِلَيكَ رُوحَهُ وَ لَقّهِ مِنكَ رِضوَاناً ثُمّ تُدخِلُ يَدَكَ اليُمنَي تَحتَ مَنكِبِهِ الأَيمَنِ وَ تَضَعُ يَدَكَ اليُسرَي عَلَي مَنكِبِهِ الأَيسَرِ وَ تُحَرّكُهُ تَحرِيكاً شَدِيداً وَ تَقُولُ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ اللّهُ رَبّكَ وَ مُحَمّدٌص نَبِيّكَ وَ الإِسلَامُ دِينُكَ وَ عَلِيّ وَلِيّكَ وَ إِمَامُكَ وَ تسُمَيّ الأَئِمّةَ وَاحِداً وَاحِداً إِلَي آخِرِهِم ع ثُمّ تُعِيدُ عَلَيهِ التّلقِينَ مَرّةً أُخرَي فَإِذَا وَضَعتَ عَلَيهِ اللّبِنَ فَقُلِ أللّهُمّ آنِس وَحشَتَهُ وَ صِل وَحدَتَهُ بِرَحمَتِكَ أللّهُمّ عَبدُكَ وَ ابنُ عَبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ نَزَلَ بِسَاحَتِكَ وَ أَنتَ خَيرُ مَنزُولٍ بِهِ أللّهُمّ إِن كَانَ مُحسِناً فَزِد فِي إِحسَانِهِ وَ إِن كَانَ مُسِيئاً فَتَجَاوَز عَنهُ وَ اغفِر لَهُ إِنّكَ أَنتَ الغَفُورُ الرّحِيمُ وَ إِن كَانَتِ امرَأَةً فَخُذهَا بِالعَرضِ مِن قِبَلِ اللّحدِ وَ تَأخُذُ الرّجُلَ مِن قِبَلِ رِجلَيهِ تَسُلّهُ سَلّا فَإِذَا أُدخِلَتِ المَرأَةُ القَبرَ وَقَفَ زَوجُهَا مِن مَوضِعٍ يَنَالُ وَرِكَهَا
صفحه : 40
فَإِذَا خَرَجتَ مِنَ القَبرِ فَقُل وَ أَنتَ تَنفُضُ يَدَيكَ مِنَ التّرَابِإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ ثُمّ احثُ التّرَابَ عَلَيهِ بِظَهرِ كَفّيكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ قُلِ أللّهُمّ إِيمَاناً بِكَ وَ تَصدِيقاً بِكِتَابِكَهذا ما وَعَدَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُفَإِنّهُ مَن فَعَلَ ذَلِكَ وَ قَالَ هَذِهِ الكَلِمَةَ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ ذَرّةٍ حَسَنَةً فَإِذَا استَوَي قَبرُهُ فَصُبّ عَلَيهِ مَاءً وَ تَجعَلُ القَبرَ أَمَامَكَ وَ أَنتَ مُستَقبِلُ القِبلَةِ وَ تَبدَأُ بِصَبّ المَاءِ مِن عِندِ رَأسِهِ وَ تَدُورُ بِهِ عَلَي القَبرِ ثُمّ مِن أَربَعِ جَوَانِبِ القَبرِ حَتّي تَرجِعَ مِن غَيرِ أَن تَقطَعَ المَاءَ فَإِن فَضَلَ مِنَ المَاءِ شَيءٌ فَصُبّهُ عَلَي وَسَطِ القَبرِ ثُمّ ضَع يَدَكَ عَلَي القَبرِ وَ أَنتَ مُستَقبِلُ القِبلَةِ فَقُلِ أللّهُمّ ارحَم غُربَتَهُ وَ صِل وَحدَتَهُ وَ آنِس وَحشَتَهُ وَ آمِن رَوعَتَهُ وَ أَفِض عَلَيهِ مِن رَحمَتِكَ وَ أَسكِن إِلَيهِ مِن بَردِ عَفوِكَ وَ سَعَةِ غُفرَانِكَ وَ رَحمَتِكَ رَحمَةً يسَتغَنيِ بِهَا عَن رَحمَةِ مَن سِوَاكَ وَ احشُرهُ مَعَ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ وَ مَتَي مَا زُرتَ قَبرَهُ فَادعُ لَهُ بِهَذَا الدّعَاءِ وَ أَنتَ مُستَقبِلُ القِبلَةِ وَ يَدَاكَ عَلَي القَبرِ وَ يُستَحَبّ أَن يَتَخَلّفَ عِندَ رَأسِهِ أَولَي النّاسِ بِهِ بَعدَ انصِرَافِ النّاسِ عَنهُ وَ يَقبِضَ عَلَي التّرَابِ بِكَفّيهِ وَ يُلَقّنَهُ بِرَفعِ صَوتِهِ فَإِنّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كفُيَِ المَسأَلَةَ فِي قَبرِهِ وَ السّنّةُ أَنّ القَبرَ تُرفَعُ أَربَعَ أَصَابِعَ مُفَرّجَةً مِنَ الأَرضِ وَ إِن كَانَ أَكثَرَ فَلَا بَأسَ وَ يَكُونُ مُسَطّحاً لَا يَكُونُ مُسَنّماً وَ قَالَ قَالَ العَالِمُ ع كَتَبَ أَبِي فِي وَصِيّتِهِ أَن أُكَفّنَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَثوَابٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ وَ شَقَقنَا لَهُ القَبرَ شَقّاً مِن أَجلِ أَنّهُ كَانَ رَجُلًا بَدِيناً وَ أمَرَنَيِ
صفحه : 41
أَن أَجعَلَ ارتِفَاعَ قَبرِهِ أَربَعَةَ أَصَابِعَ مُفَرّجَاتٍ وَ قَالَ تَتَوَضّأُ إِذَا أَدخَلتَ القَبرَ المَيّتَ وَ اغتَسِل إِذَا غَسّلتَ وَ لَا تَغتَسِلُ إِذَا حَمَلتَهُ وَ قَالَ ع إِذَا أَتَيتَ بِهِ القَبرَ فَسُلّهُ مِن قِبَلِ رَأسِهِ وَ إِذَا وَضَعتَهُ فِي القَبرِ فَاقرَأ آيَةَ الكرُسيِّ وَ قُل بِسمِ اللّهِ وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ عَلَي مِلّةِ رَسُولِ اللّهِ أللّهُمّ افسَح لَهُ فِي قَبرِهِ وَ أَلحِقهُ بِنَبِيّهِص وَ قُل كَمَا قُلتَ فِي الصّلَاةِ مَرّةً وَاحِدَةً وَ استَغفِر لَهُ مَا استَطَعتَ قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِذَا أَدخَلَ المَيّتَ القَبرَ قَامَ عَلَي قَبرِهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ جَافِ الأَرضَ عَن جَنبَيهِ وَ صَعّد عَمَلَهُ وَ لَقّهِ مِنكَ رِضوَاناً
إيضاح قال في النهاية هول المطلع يريد به الموقف يوم القيامة أو مايشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت فشبهه بالمطلع ألذي يشرف عليه من موضع عال انتهي قوله ويدخله القبر روي الكليني مضمونه بسند صحيح ويدل علي عدم تعين عدد مخصوص لذلك و علي جواز إدخال الشفع والوتر و علي أن الاختيار في ذلك إلي الولي وربما يستفاد منه عدم دخول الولي نفسه و فيه نظر قال في المنتهي لاتوقيف في عدد من ينزل القبر و به قال أحمد و قال الشافعي يستحب أن يكون العدد وترا. قوله فاقرأ أم الكتاب كذا ذكره في الفقيه نقلا عن أبيه ورواه في الكافي عن الصادق ع بزيادة قل هو الله أحد قوله بسم الله أي أضعه في اللحد متبركا أومستعينا أومستعيذا من عذاب الله باسمه الأقدس و في سبيل الله أي سبيل رضاه وقربه وطاعته فإن تلك الأعمال لكونها بأمره تعالي من
صفحه : 42
سبيل قربه ورضوانه أي كائنا في سبيله وكائنا علي ملة رسول الله ص مطابقا لأمرنا به و في حسنة الحلبي بعد ذلك أللهم افسح له في قبره وألحقه بنبيه . و أماالاستقبال بالميت في القبر فالمشهور بين الأصحاب وجوبه وذهب ابن حمزة إلي الاستحباب والأشهر أظهر. قوله أللهم جاف الأرض أي أبعد الأرض عن جنبيه و لاتضيق القبر عليه بالضغطة أوالمراد به وسعة مكانه وحسن حاله في عالم البرزخ وصعد إليك أي إلي قربك وجوارك في الجنة أو إلي أعلي عليين أو إلي أوليائك من الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين . والرضوان بالكسر و قديضم الرضا أي ابعث بشارة رضوانك أو مايوجبه رضوانك من المثوبات تلقاء وجهه والتنوين للتفخيم ويحتمل التحقير أيضا إيذانا بأن القليل من رضاك كثير وإرادة خازن الجنان منه بعيدة هنا. قوله ع ثم أدخل يدك اليمني هذاموافق لما في الفقيه إلي قوله فإذاوضعت و لم أر في سائر الأخبار هذه الكيفية و لم يروه في الفقيه رواية بل يحتمل أن يكون من كلامه أو من كلام والده في رسالته إليه و قديتوهم أنه من تتمة رواية سالم بن مكرم و هوبعيد عندي وزاد بعد قوله إلي آخرهم أئمتك أئمة هدي أبرار. قوله ع فإذاوضعت إلخ رواه في الكافي في الحسن عن محمد بن مسلم بتغيير وزيادة و في إسناد الأنس إلي الوحشة والوصل إلي الوحدة تجوز أي كن أنيسه في وحشته وصله برحمتك في وحدته . قوله وقف زوجهاروُيَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ يَكُونُ أَولَي النّاسِ
صفحه : 43
بِالمَرأَةِ فِي مُؤَخّرِهَا
. و لاريب في استحباب حثو التراب ثلاث مرات لكن الأصحاب ذكروا استحباب الإهالة بظهور الأكف كما في هذه الرواية ورواية مرسلة رواها الشيخ عن أبي الحسن ع وسائر الأخبار ظاهرها أخذ التراب ببطن الكف والرمي بهافالظاهر التخيير بينهما ولعل الرمي ببطن الكف أولي وذكر القوم الترجيع عندالحثو واعترف الأكثر بعدم النص و هذه الرواية تدل علي استحبابه عندنقض اليد. و أماالدعاء وفضله فقد رواه في الكافي عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع ورواه أيضا بسند حسن وزاد في آخره و مازادنا إلاإيمانا وتسليما وفيهما وتصديقا ببعثك . قوله ع إيمانا بك وتصديقا نصبهما إما بالمفعولية المطلقة أي أومن بك إيمانا وأصدق ببعثك تصديقا أوبأن يكون كل منهما مفعولا لأجله أي أفعل تلك الأفعال لإيماني بك وبما أتي به نبيك ولتصديقي بأنه يبعث وينفعه تلك الأعمال أوبأن يكون كل منهما مفعولا به أي زادنا مارأينا إيمانا وتصديقا أوأوقعنا إيمانا وتصديقا ولعل الثاني أظهر من الجميع . قوله ثم ضع يدك ذكر نحوا من ذلك في الفقيه ويمكن استنباطه متفرقا من الأخبار قوله ع و إن كان أكثر أي إلي شبر جمعا. قوله ع قال العالم المراد به الصادق ع كماروي في سائر كتب الحديث عنه ع قوله ع وشققنا يدل علي أن اللحد أولي من الشق و أنه مع الضرورة تتأتي السنة بالشق وكونه ع بدينا إنما كان
صفحه : 44
يمنع من اللحد لعدم إمكان توسيع اللحد بحيث يسع جثته ع لرخاوة أرض المدينة و قال في المنتهي اللحد أفضل من الشق و هوقول العلماء
رَوَي الجُمهُورُ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ اللّحدُ لَنَا وَ الشّقّ لِغَيرِنَا
و لابأس بالشق لأن الواجب مواراته في الأرض وهي تحصل معه ومعني اللحد أنه إذابلغ أرض القبر حفر في جانبه مما يلي القبلة مكانا يوضع الميت فيه ومعني الشق أن يحفر في أرض القبر شقا يوضع الميت فيه ويسقف عليه و ذلك يختلف باختلاف الأراضي في القوة والضعف فالمستحب في الأرض القوية اللحد و في الضعيفة الشق للأمن من الانخساف و عليه يحمل حديث الباقر ع انتهي . قوله ع رجلا بدينا في أكثر نسخ الحديث بادنا و في القاموس البادن والبدين والمبدن كمعظم الجسيم قوله ع تتوضأ المراد بالتوضي غسل اليد كما
رَوَي الكلُيَنيِّ فِي الصّحِيحِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ قُلتُ الرّجُلُ يُغمِضُ عَينَ المَيّتِ عَلَيهِ غُسلٌ قَالَ إِذَا مَسّهُ بِحَرَارَتِهِ فَلَا وَ لَكِن إِذَا مَسّهُ بَعدَ مَا يَبرُدُ فَليَغتَسِل وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ قُلتُ فَمَن حَمَلَهُ عَلَيهِ غُسلٌ قَالَ لَا قُلتُ فَمَن أَدخَلَهُ القَبرَ عَلَيهِ وُضُوءٌ قَالَ لَا إِلّا أَن يَتَوَضّأَ مِن تُرَابِ القَبرِ إِن شَاءَ
فإن الظاهر منه أيضا أن المراد أنه يغسل يده مما أصابها من تراب القبر و أماالحمل علي التيمم بتراب القبر فلايخلو من بعدإذ إطلاق الوضوء علي التيمم غيرمأنوس وأيضا فلاثمرة للتخصيص بتراب القبر. قوله ع إذاأتيت به القبر رواه الكليني وغيره في الحسن كالصحيح عن الحلبي إلي قوله ولقه منك رضوانا و فيه فسله من قبل رجليه و هوأصوب و علي ماهنا لعل المعني سابقا برأسه فالضمير راجع إلي الميت و فيه وقل كما قلت في الصلاة عليه مرة واحدة من عند أللهم إن كان
صفحه : 45
محسنا فزد في إحسانه و إن كان مسيئا فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه وروي الحلبي في الصلاة نحوا مما مر في باب الصلاة نقلا من الفقه الرضوي بعد قوله باب آخر في الصلاة علي الميت فيحتمل أن يكون المراد قراءة ماذكر بعدالتكبير الأول أو ماذكر بعدجميع التكبيرات . قوله ع وصعد عمله أي تقبله واكتبه في ديوان المقربين و في الكافي وصاعد عمله و في الفقيه وصعد إليك روحه
31- مُنتَهَي المَطلَبِ، قَالَ روُيَِ أَنّ امرَأَةً كَانَت تزَنيِ وَ تَضَعُ أَولَادَهَا فَتُحرِقُهُم بِالنّارِ خَوفاً مِن أَهلِهَا وَ لَم يَعلَم بِهَا غَيرُ أُمّهَا فَلَمّا مَاتَت دُفِنَت فَانكَشَفَ التّرَابُ عَنهَا وَ لَم تَقبَلهَا الأَرضُ فَنُقِلَت مِن ذَلِكَ المَكَانِ إِلَي غَيرِهِ فَجَرَي لَهَا ذَلِكَ فَجَاءَ أَهلُهَا إِلَي الصّادِقِ ع وَ حَكَوا لَهُ القِصّةَ فَقَالَ لِأُمّهَا مَا كَانَت تَصنَعُ هَذِهِ فِي حَيَاتِهَا مِنَ المعَاَصيِ فَأَخبَرَتهُ بِبَاطِنِ أَمرِهَا فَقَالَ الصّادِقُ ع إِنّ الأَرضَ لَا تَقبَلُ هَذِهِ لِأَنّهَا كَانَت تُعَذّبُ خَلقَ اللّهِ بِعَذَابِ اللّهِ اجعَلُوا فِي قَبرِهَا مِن تُربَةِ الحُسَينِ ع فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهَا فَسَتَرَهَا اللّهُ تَعَالَي
32- المِصبَاحُ لِلشّيخِ، عَن جَعفَرِ بنِ عِيسَي أَنّهُ سَمِعَ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ مَا عَلَي أَحَدِكُم إِذَا دَفَنَ المَيّتَ وَ وَسّدَهُ التّرَابَ أَن يَضَعَ مُقَابِلَ وَجهِهِ لَبِنَةً مِنَ الطّينِ وَ لَا يَضَعَهَا تَحتَ رَأسِهِ
بيان الظاهر أن اللام في الطين للعهد والمراد طين قبر الحسين ع كمافهمه الشيخ وأورد الرواية في أخبار فضل التربة المقدسة
صفحه : 46
33- العُيُونُ وَ العِلَلُ، فِي عِلَلِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَ فَلِمَ أُمِرُوا بِدَفنِ المَيّتِ قِيلَ لِئَلّا يَظهَرَ النّاسُ عَلَي فَسَادِ جَسَدِهِ وَ قُبحِ مَنظَرِهِ وَ تَغيِيرِ رِيحِهِ وَ لَا يَتَأَذّي بِهِ الأَحيَاءُ وَ بِرِيحِهِ وَ رُبّمَا يَدخُلُ عَلَيهِ مِنَ الآفَةِ وَ الفَسَادِ وَ لِيَكُونَ مَستُوراً عَنِ الأَولِيَاءِ وَ الأَعدَاءِ فَلَا يَشمَتَ عَدُوّ وَ لَا يَحزَنَ صَدِيقٌ
34- ثَوَابُ الأَعمَالِ، وَ أَعلَامُ الدّينِ،بِإِسنَادِهِمَا إِلَي أَبِي هُرَيرَةَ وَ ابنِ عَبّاسٍ قَالَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ احتَفَرَ لِمُسلِمٍ قَبراً مُحتَسِباً حَرّمَهُ اللّهُ عَلَي النّارِ وَ بَوّأَهُ بَيتاً فِي الجَنّةِ وَ أَورَدَهُ حَوضاً فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ عَدَدَ النّجُومِ عَرضُهُ مَا بَينَ أُبُلّةَ وَ صَنعَاءَ
بيان الأُبُلّةُ كَعُتُلّة موضع بالبصرة أحد جنان الدنيا و في بعض النسخ بالياء المثناة و هوبالفتح اسم جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع وبالكسر قرية بباخور وموضعان آخران ذكرهما الفيروزآبادي
35-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ وَ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ وَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ وَ أَحمَدَ بنِ زِيَادِ بنِ جَعفَرٍ الهمَداَنيِّ وَ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ نَاتَانَةَ وَ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ هِشَامٍ المُؤَدّبِ وَ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقِ كُلّهِم عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الصّلتِ
صفحه : 47
الهرَوَيِّ عَنِ الرّضَا ع فِي حَدِيثٍ إِنّهُ قَالَ لَهُ سَيُحفَرُ لِي فِي هَذَا المَوضِعِ فَتَأمُرُهُم أَن يَحفِرُوا لِي سَبعَ مرَاَقيِ إِلَي أَسفَلَ وَ أَن يُشَقّ لِي ضَرِيحَهُ فَإِن أَبَوا إِلّا أَن يَلحَدُوا فَتَأمُرُهُم أَن يَجعَلُوا اللّحدَ ذِرَاعَينِ وَ شِبراً فَإِنّ اللّهَ سَيُوَسّعُهُ مَا شَاءَ
بيان لعل اختيار الشق هنا لأمر يخصه ع أويخصه ذلك المكان كما أن الحفر سبع مراقي كذلك ويدل علي استحباب توسيع اللحد
36- إِرشَادُ المُفِيدِ، عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَبِي استوَدعَنَيِ مَا هُنَاكَ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قَالَ ادعُ لِي شُهُوداً فَدَعَوتُ أَربَعَةً مِن قُرَيشٍ فَقَالَ اكتُب هَذَا مَا أَوصَي بِهِ يَعقُوبُ بَنِيهِ إِلَي أَن قَالَ وَ أَوصَي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ أَمَرَهُ أَن يُكَفّنَهُ فِي بُردِهِ ألّذِي كَانَ يصُلَيّ فِيهِ الجُمُعَةَ وَ أَن يُعَمّمَهُ بِعِمَامَتِهِ وَ أَن يُرَبّعَ قَبرَهُ وَ يَرفَعَهُ أَربَعَةَ أَصَابِعَ وَ أَن يَحُلّ عَنهُ أَطمَارَهُ عِندَ دَفنِهِ الحَدِيثَ
إيضاح ماهناك أي من الكتب والسلاح وغيرهما من آثار النبي ص وسائر الأنبياء ع والأطمار جمع الطمر بالكسر و هوالثوب الخلق والكساء البالي ولعل المراد به حل عقد الأكفان عندالرأس والرجلين وقيل أمره أن لايدفنه في ثيابه المخيطة
37- إِكمَالُ الدّينِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَبِي عَلِيّ الخيَراَنيِّ عَن جَارِيَةٍ لأِبَيِ مُحَمّدٍ ع أَنّ أُمّ المهَديِّ ع مَاتَت فِي حَيَاةِ أَبِي مُحَمّدٍ ع وَ عَلَي قَبرِهَا لَوحٌ مَكتُوبٌ عَلَيهِ هَذَا قَبرُ أُمّ مُحَمّدٍ
بيان يدل علي استحباب نصب علامة في القبر ليعرف ويزار و علي استحباب كتابة الاسم عليه لذلك لاسيما في من في زيارته مزيد فضل و إن أمكن تخصيصه به .
صفحه : 48
قال في الذكري يستحب أن يوضع عندرأسه حجر أوخشبة علامة ليزار ويترحم عليه كمافعل النبي ص حيث أمر رجلا بحمل صخرة ليعلم بهاقبر عثمان بن مظعون فعجز الرجل فحصر رسول الله ص عن ذراعيه فوضعها عندرأسه و قال أعلم بهاقبر أخي وأدفن إليه من مات من أهله . وَ رُوّينَا عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ لَمّا رَجَعَ الكَاظِمُ ع مِن بَغدَادَ إِلَي المَدِينَةِ مَاتَتِ ابنَةٌ لَهُ فِي رُجُوعِهِ بِفَيدَ وَ أَمَرَ بَعضَ مَوَالِيَهُ أَن يُجَصّصَ قَبرَهَا وَ يَكتُبَ عَلَي لَوحٍ اسمَهَا وَ يَجعَلَهُ فِي القَبرِ
و فيه دلالة علي إباحة الكتابة علي القبر و قدروي فيه نهي عن النبي ص من طريق العامة و لوصح حمل علي الكراهة لأنه من زينة الدنيا انتهي
38- الذّكرَي، عَن حَمّادٍ اللّحّامِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ النّبِيّص فِي يَومِ بَدرٍ أَمَرَ بِمُوَارَاةِ كَمِيشِ الذّكَرِ أَي صَغِيرِهِ وَ قَالَ إِنّهُ لَا يَكُونُ إِلّا فِي كِرَامِ النّاسِ
قال الشهيد وأورده الشيخ في الخلاف والمبسوط عن علي ع بيان قال في الذكري لواشتبه المسلم بالكافر فالأقرب الصلاة علي الجميع بنية الصلاة علي المسلمين لتوقف الواجب عليه ثم ذكر هذه الرواية و قال فحينئذ يمكن العمل به في الصلاة في كل مشتبه لعدم تعقل معني في اختصاص الشهيد و في المبسوط أورد الرواية في اشتباه قتلي المسلمين بالمشركين وبني عليها الصلاة ثم قوي ماقلناه أولا واحتاط بأن يصلي علي كل واحد واحد بشرط إسلامه .
صفحه : 49
قال في المعتبر و لوقيل بمواراة الجميع ترجيحا لجانب حرمة المسلم كان صوابا و هذا فيه طرح للرواية لضعفها والصلاة علي الجميع حينئذ بالطريق الأولي
39-العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ سُفيَانَ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ عَن عَلِيّ بنِ نُوحٍ الخَيّاطِ عَن عَمرِو بنِ اليَسَعِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَأَتَي رَسُولُ اللّهِص فَقِيلَ إِنّ سَعدَ بنَ مُعَاذٍ قَد مَاتَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَامَ أَصحَابُهُ فَحُمِلَ فَأَمَرَ فَغُسّلَ عَلَي عِضَادَةِ البَابِ فَلَمّا أَن حُنّطَ وَ كُفّنَ وَ حُمِلَ عَلَي سَرِيرِهِ تَبِعَهُ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ كَانَ يَأخُذُ يَمنَةَ السّرِيرِ مَرّةً وَ يَسرَةَ السّرِيرِ مَرّةً حَتّي انتَهَي بِهِ إِلَي القَبرِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِص حَتّي لَحَدَهُ وَ سَوّي عَلَيهِ اللّبِنَ وَ جَعَلَ يَقُولُ ناَولِنيِ حَجَراً ناَولِنيِ تُرَاباً رَطباً يَسُدّ بِهِ مَا بَينَ اللّبِنِ فَلَمّا أَن فَرَغَ وَ حَثَا التّرَابَ عَلَيهِ وَ سَوّي قَبرَهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ لَأَعلَمُ أَنّهُ سَيَبلَي وَ يَصِلُ إِلَيهِ البِلَي وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يجب [يُحِبّ]عَبداً إِذَا عَمِلَ عَمَلًا فَأَحكَمَهُ فَلَمّا أَن سَوّي التّربَةَ عَلَيهِ قَالَت أُمّ سَعدٍ مِن جَانِبٍ هَنِيئاً لَكَ الجَنّةُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أُمّ سَعدٍ مَه لَا تجَزمِيِ عَلَي رَبّكِ فَإِنّ سَعداً قَد أَصَابَ ضَمّةً قَالَ وَ رَجَعَ رَسُولُ اللّهِص وَ رَجَعَ النّاسُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ لَقَد رَأَينَاكَ صَنَعتَ عَلَي سَعدٍ مَا لَم تَصنَعهُ عَلَي أَحَدٍ أَنّكَ تَبِعتَ جَنَازَتَهُ بِلَا رِدَاءٍ وَ لَا حِذَاءٍ فَقَالَص إِنّ المَلَائِكَةَ كَانَت بِلَا حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ فَتَأَسّيتُ بِهَا قَالُوا وَ كُنتَ تَأخُذُ يَمنَةَ السّرِيرِ مَرّةً وَ يَسرَةَ السّرِيرِ مَرّةً قَالَص كَانَت يدَيِ فِي يَدِ جَبرَئِيلَ آخُذُ حَيثُ مَا أَخَذَ فَقَالُوا أَمَرتَ بِغُسلِهِ وَ صَلّيتَ عَلَي جِنَازَتِهِ وَ لَحَدتَهُ ثُمّ قُلتَ إِنّ سَعداً قَد أَصَابَ ضَمّةً فَقَالَص نَعَم إِنّهُ كَانَ فِي
صفحه : 50
خُلُقِهِ مَعَ أَهلِهِ سُوءٌ
توضيح يدل علي استحباب تشريج اللبن علي اللحد وسد فرجها بالطين والحجر قال في المنتهي إذاوضعه في اللحد شرج عليه اللبن لئلا يصل التراب إليه و لانعلم فيه خلافا ويقوم مقام اللبن مساويه في المنع من تعدي التراب إليه كالحجر والقصب والخشب إلا أن اللبن أولي من ذلك كله لأنه المنقول من السلف المعروف في الاستعمال وينبغي أن يسد الخلل بالطين لأنه أبلغ في المنع وروي مايقاربه الشيخ في الموثق عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع انتهي . وتركه ص الرداء لغير قريبه لعلة خاصة بينها يمنع التأسي مع ماورد من عموم المنع واليمنة واليسرة بفتح الياء فيهما الجهتان المعروفتان وضمة القبر ضغطته
40-غَيبَةُ الشّيخِ، وَ فَلَاحُ السّائِلِ، عَنِ ابنِ نُوحٍ عَن هِبَةِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي جِيدٍ القمُيّّ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الدّلّالِ قَالَأُدخِلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ يعَنيِ وَكِيلَ مَولَانَا المهَديِّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَجّلَ اللّهُ فَرجَهُ يَوماً لِأُسَلّمَ عَلَيهِ فَوَجَدتُ بَينَ يَدَيهِ سَاجَةً وَ نَقّاشٌ يَنقُشُ عَلَيهَا وَ يَكتُبُ عَلَيهَا آياً مِنَ القُرآنِ وَ أَسمَاءَ الأَئِمّةِ ع مِن جَوَانِبِهَا فَقُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ مَا هَذِهِ السّاجَةُ فَقَالَ لِي هَذِهِ لقِبَريِ تَكُونُ فِيهِ أُوضَعُ عَلَيهَا أَو قَالَ أُسنَدُ إِلَيهَا وَ قَد فَرَغتُ مِنهُ وَ أَنَا كُلّ يَومٍ أَنزِلُ إِلَيهِ وَ أَقرَأُ أَجزَاءً مِنَ القُرآنِ فِيهِ وَ أَصعَدُ وَ أَظُنّهُ قَالَ وَ أَخَذَ بيِدَيِ وَ أَرَانِيهِ فَإِذَا كَانَ مِن يَومِ كَذَا وَ كَذَا مِن شَهرِ كَذَا وَ كَذَا مِن سَنَةِ كَذَا صِرتُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ دُفِنتُ فِيهِ وَ هَذِهِ السّاجَةُ مَعَهُ قَالَ فَلَمّا خَرَجتُ مِن عِندِهِ أَثبَتّ مَا ذَكَرَهُ وَ لَم أَزَل مُتَرَقّباً ذَلِكَ فَمَا تَأَخّرَ الأَمرُ حَتّي اعتَلّ أَبُو جَعفَرٍ فَمَاتَ فِي اليَومِ ألّذِي ذَكَرَهُ مِنَ الشّهرِ ألّذِي قَالَهُ
صفحه : 51
مِنَ السّنَةِ التّيِ ذَكَرَهَا وَ دُفِنَ
41-فلاح السائل ،رأيت في كتاب الإستيعاب في الجزء الرابع أن سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب حفر قبره قبل أن يموت بثلاثة أيام و كان أخا رسول الله ص من الرضاعة وذكر محمد بن سعيد في الجزء السابع من كتاب الطبقات حفر قبر سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب في حياته قال و كان جدي ورام بن أبي فراس قدس الله جل جلاله روحه و هوممن يقتدي بفعله قدأوصي أن يجعل في فمه بعدوفاته فص عقيق عليه أسماء أئمته صلوات الله عليهم فنقشت أنافصا عقيقا عليه الله ربي و محمدنبيي و علي وسميت الأئمة ع إلي آخرهم أئمتي ووسيلتي وأوصيت أن يجعل في فمي بعدالموت ليكون جواب الملكين عندالمساءلة في القبر سهلا إن شاء الله
وَ رَأَيتُ فِي كِتَابِ رَبِيعِ الأَبرَارِ للِزمّخَشرَيِّ فِي بَابِ اللّبَاسِ وَ الحلُيِّ عَن بَعضِ الأَموَاتِ أَنّهُ كَتَبَ عَلَي فَصّ شَهَادَةَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَوصَي أَن يُجعَلَ فِي فَمِهِ عِندَ مَوتِهِ ثُمّ قَالَ وَ يُجعَلُ مَعَهُ شَيءٌ مِن تُربَةِ الحُسَينِ ع فَقَد روُيَِ أَنّهُ أَمَانٌ
وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّ أَوّلَ مَا يُبَشّرُ بِهِ المُؤمِنُ أَن يُقَالَ لَهُ قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ قَد غَفَرَ اللّهُ لِمَن شَيّعَكَ وَ استَجَابَ لِمَنِ استَغفَرَ لَكَ وَ قَبِلَ مِمّن شَهِدَ لَكَ ثُمّ يُلَقّنُ المَيّتُ وَ يُشَرّجُ اللّبِنُ عَلَيهِ وَ يَقُولُ أللّهُمّ صِل وَحدَتَهُ وَ آنِس وَحشَتَهُ وَ ارحَم غُربَتَهُ وَ أَسكِن إِلَيهِ مِن رَحمَتِكَ رَحمَةً يسَتغَنيِ بِهَا عَن رَحمَةِ مَن سِوَاكَ وَ احشُرهُ مَعَ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ فَإِذَا فَرَغَ مِن تَشرِيجِ اللّبِنِ عَلَيهِ خَرَجَ مِنَ القَبرِ مِن جِهَةِ رِجلَيهِ وَ أَهَالَ
صفحه : 52
التّرَابَ عَلَيهِ وَ يُهِيلُ مَن حَضَرَ هُنَاكَ بِظُهُورِ أَكُفّهِم إِلّا مَن كَانَت لَهُ بِهِ رَحِمٌ وَ يَقُولُونَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَهذا ما وَعَدَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أللّهُمّ زِدنَا إِيمَاناً وَ تَسلِيماً
بيان الاكتفاء في وضع الفص في فم الميت بمثل ذلك لايخلو من إشكال و لم أر غيره قدس الله روحه تعرض لذلك
42- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ النّبِيّص لِكُلّ شَيءٍ بَابٌ وَ بَابُ القَبرِ عِندَ رجِليَِ المَيّتِ وَ يُستَحَبّ أَن يَنزِلَ القَبرَ حَافِياً مَكشُوفَ الرّأسِ
بيان روي الجزء الأول الشيخ بسند فيه جهالة عن جبير بن نفير الحضرمي عنه ص ويمكن أن يستدل به علي استحباب الدخول والخروج وإدخال الميت من قبل الرجلين لأن الباب محل جميع ذلك ولعل العلامة ره لذلك قال في المنتهي باستحباب الدخول أيضا من قبل الرجلين حيث قال يستحب له أن يخرج من قبل الرجلين لأنه قداستحب الدخول منه فكذا الخروج ولقوله ع باب القبر من قبل الرجلين .أقول لم أر غيره تعرض لاستحباب ذلك عندالدخول ولعله لضعف دلالة الخبر مع أنه روي الكليني عن العدة عن سهل رفعه قال قال يدخل الرجل القبر من حيث يشاء و لايخرج إلا من قبل رجليه بل يمكن أن يقال ظاهر الخبر بيان إدخال الميت منه لأن القبر بيته والمقصود إدخاله . ويؤيده مَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي المُوَثّقِ عَن عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَلِكُلّ شَيءٍ بَابٌ وَ بَابُ القَبرِ مِمّا يلَيِ الرّجلَينِ إِذَا وَضَعتَ الجِنَازَةَ فَضَعهَا مِمّا يلَيِ الرّجلَينِ يَخرُجُ الرّجُلُ مِمّا يلَيِ الرّجلَينِ وَ يُدعَي لَهُ حَتّي يُوضَعَ فِي حُفرَتِهِ
صفحه : 53
وَ يُسَوّي عَلَيهِ التّرَابُ
والحاصل أن عموم الخبر وشموله لماذكر غيرمعلوم إذ يكفي ذلك في إطلاق الباب عليه و أماالخروج من قبل الرجلين فروي
الكلُيَنيِّ أَيضاً بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعفٌ عَلَي المَشهُورِ باِلسكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن دَخَلَ القَبرَ فَلَا يَخرُج إِلّا مِن قِبَلِ الرّجلَينِ
و فيه أيضا إيماء إلي تجويز الدخول من أي جهة شاء. و قال في الذكري يستحب الخروج من قبل الرجلين لخبر عمار لكل شيء باب و باب القبر مما يلي الرجلين ولرواية السكوني والظاهر أن هذاالنفي أوالنهي للكراهية ووافق ابن الجنيد في الرجل و قال في المرأة يخرج من قبل رأسها لإنزالها عرضا أوللبعد عن العورة والأحاديث مطلقة انتهي . و أماالحفاء وكشف الرأس فقد مر الكلام فيهما
43-دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ الصّادِقُ ع إِذَا نَظَرتَ إِلَي القَبرِ فَقُلِ أللّهُمّ اجعَلهَا رَوضَةً مِن رِيَاضِ الجَنّةِ وَ لَا تَجعَلهَا حُفرَةً مِن حُفَرِ النّيرَانِ وَ قَالَ إِذَا تَنَاوَلتَ المَيّتَ فَقُل بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ عَلَي مِلّةِ رَسُولِ اللّهِ أللّهُمّ إِلَي رَحمَتِكَ لَا إِلَي عَذَابِكَ ثُمّ تَسُلّ المَيّتَ سَلّا فَإِذَا وَضَعتَهُ فِي قَبرِهِ فَضَعهُ عَلَي يَمِينِهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ وَ حُلّ عُقَدَ كَفَنِهِ وَ ضَع خَدّهُ عَلَي التّرَابِ وَ قُل أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ وَ اقرَأِ الحَمدَ وَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ المُعَوّذَتَينِ وَ آيَةَ الكرُسيِّ ثُمّ قُلِ أللّهُمّ يَا رَبّ عَبدُكَ وَ ابنُ عَبدِكَ نَزَلَ بِكَ وَ أَنتَ خَيرُ مَنزُولٍ بِهِ أللّهُمّ إِن كَانَ مُحسِناً فَزِد فِي إِحسَانِهِ وَ إِن كَانَ مُسِيئاً فَتَجَاوَز عَنهُ وَ أَلحِقهُ بِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص وَ صَالِحِ شِيعَتِهِ وَ اهدِنَا وَ إِيّاهُ إِلَي صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ أللّهُمّ عَفوَكَ عَفوَكَ ثُمّ تَضَعُ يَدَكَ اليُسرَي عَلَي عَضُدِهِ الأَيسَرِ وَ تُحَرّكُهُ تَحرِيكاً شَدِيداً ثُمّ تدُنيِ فَمَكَ إِلَي أُذُنِهِ وَ تَقُولُ يَا فُلَانُ إِذَا سُئِلتَ فَقُلِ اللّهُ ربَيّ وَ مُحَمّدٌ نبَيِيّ وَ الإِسلَامُ ديِنيِ وَ القُرآنُ كتِاَبيِ وَ عَلِيّ إمِاَميِ حَتّي تَسُوقَ الأَئِمّةَ ع ثُمّ تَعَوّدُ القَولَ عَلَيهِ ثُمّ تَقُولُ أَ فَهِمتَ يَا فُلَانُ
صفحه : 54
وَ قَالَ ع فَإِنّهُ يُجِيبُ وَ يَقُولُ نَعَم ثُمّ تَقُولُ ثَبّتَكَ اللّهُ بِالقَولِ الثّابِتِ وَ هَدَاكَ اللّهُ إِلَي صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ عَرّفَ اللّهُ بَينَكَ وَ بَينَ أَولِيَائِكَ فِي مُستَقَرّ مِن رَحمَتِهِ ثُمّ تَقُولُ أللّهُمّ جَافِ الأَرضَ عَن جَنبَيهِ وَ اصعَد بِرُوحِهِ إِلَيكَ وَ لَقّنهُ مِنكَ بُرهَاناً أللّهُمّ عَفوَكَ عَفوَكَ ثُمّ تَضَعُ الطّينَ وَ اللّبِنَ وَ إِذَا وَضَعتَ الطّينَ وَ اللّبِنَ تَقُولُ أللّهُمّ صِل وَحدَتَهُ وَ آنِس وَحشَتَهُ وَ آمِن رَوعَتَهُ وَ أَسكِن إِلَيهِ مِن رَحمَتِكَ رَحمَةً تُغنِيهِ بِهَا عَن رَحمَةِ مَن سِوَاكَ فَإِنّمَا رَحمَتُكَ لِلظّالِمِينَ ثُمّ تَخرُجُ مِنَ القَبرِ وَ تَقُولُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أللّهُمّ ارفَع دَرَجَتَهُ فِي أَعلَي عِلّيّينَ وَ اخلُف عَلَي عَقِبِهِ فِي الغَابِرِينَ وَ عِندَكَ نَحتَسِبُهُ يَا رَبّ العَالَمِينَ فَلَمّا أَن دَفَنُوهُ تَضَعُ كَفّكَ عَلَي قَبرِهِ عِندَ رَأسِهِ وَ فَرّج أَصَابِعَكَ وَ اغمِز كَفّكَ عَلَيهِ بَعدَ مَا تَنضِحُ بِالمَاءِ فَإِذَا انصَرَفُوا فَضَعِ الفَمَ عِندَ رَأسِهِ وَ تُنَادِيهِ بِأَعلَي صَوتٍ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ هَل أَنتَ عَلَي العَهدِ ألّذِي فَارَقتَنَا عَلَيهِ مِن شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَنّ عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِمَامُكَ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ حَتّي تأَتيَِ إِلَي آخِرِهِم فَإِنّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ أَحَدُ المَلَكَينِ لِصَاحِبِهِ قَد كُفِينَا الدّخُولَ إِلَيهِ فِي مَسأَلَتِنَا إِلَيهِ فَإِنّهُ يُلَقّنُ فَيَنصَرِفَانِ عَنهُ وَ لَا يَدخُلَانِ إِلَيهِ
وَ قَالَ السّنّةُ فِي رَشّ المَاءِ أَن تَستَقبِلَ القِبلَةَ وَ تَبدَأَ مِن عِندِ الرّأسِ إِلَي عِندِ الرّجلِ ثُمّ تَدُورَ عَلَي القَبرِ مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ ثُمّ تَرُشّ عَلَي وَسَطِ القَبرِ
وَ قَالَ ع إِذَا جِئتَ بِالمَيّتِ ضَعهُ دُونَ قَبرِهِ بِذِرَاعَينِ أَو ثَلَاثٍ وَ دَعهُ حَتّي يَتَأَهّبَ لِلقَبرِ وَ لَا تَفدَحهُ بِهِ
وَ قَالَ النّبِيّص مَا مِن أَحَدٍ يَقُولُ عِندَ قَبرِ مَيّتٍ إِذَا دُفِنَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ أللّهُمّ إنِيّ أَسأَلُكَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ أَن لَا تُعَذّبَ هَذَا المَيّتَ إِلّا رَفَعَ اللّهُ عَنهُ العَذَابَ إِلَي يَومِ يُنفَخُ فِي الصّورِ
وَ عَنِ الرّضَا ع مَن أَتَي قَبرَ أَخِيهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي القَبرِ وَ قَرَأَإِنّا أَنزَلناهُسَبعَ مَرّاتٍ أَمِنَ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ
صفحه : 55
وَ عَن أَبِي المِقدَامِ قَالَ مَرَرتُ مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع بِالبَقِيعِ فَمَرَرنَا بِقَبرِ رَجُلٍ مِنَ الشّيعَةِ قَالَ فَوَقَفَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ ارحَم غُربَتَهُ وَ صِل وَحدَتَهُ وَ آنِس وَحشَتَهُ وَ أَسكِن إِلَيهِ مِن رَحمَتِكَ رَحمَةً يسَتغَنيِ بِهَا عَن رَحمَةِ مَن سِوَاكَ وَ أَلحِقهُ بِمَن كَانَ يَتَوَلّاهُ
بيان كلمة من في قوله من رحمتك بيانية أوسببية قوله وعندك نحتسبه أي أجر مصيبته أي أصبر عليها احتسابا وطالبا للأجر أوالضمير راجع إلي مافعل من الدفن وغيره بهذا المعني أوراجع إلي الميت بمعني أني أظنه عندك في جوار رحمتك وكرامتك أو عندأوليائك
44- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، عَن أَسَدِ بنِ اِبرَاهِيمَ السلّمَيِّ وَ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِّ مَعاً عَن أَبِي بَكرٍ المُفِيدِ الجرَجرَاَئيِّ عَن أَبِي الدّنيَا المُعَمّرِ المغَربِيِّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَا تَتّخِذُوا قبَريِ عِيداً وَ لَا تَتّخِذُوا قُبُورَكُم مَسَاجِدَ وَ لَا بُيُوتَكُم قُبُوراً الخَبَرَ
45- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَنِ المُفِيدِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَسَنِ بنِ جُمهُورٍ عَن أَبِي بَكرٍ مِثلَهُ
توضيح هذاالخبر رواه في فردوس الأخبار وغيره من كتب المخالفين عن علي ع و قال الطيبي في شرح المشكاة في قوله ص لاتتخذوا قبري عيدا أي لاتجعلوا زيارة قبري عيدا أوقبري مظهر عيد أي لاتجتمعوا لزيارتي اجتماعكم للعيد فإنه يوم لهو وسرور وحال الزيارة بخلافه و كان دأب أهل الكتاب فأورثهم القسوة و من هجيري عبدة الأوثان حتي عبدوا الأموات أواسم من الاعتياد من عاده واعتاده إذاصار عادة له واعتياده يؤدي إلي سوء الأدب وارتفاع الحشمة ويؤيده قوله فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم أي لاتتكلفوا المعاودة
صفحه : 56
إلي فقد استغنيتم عنه بالصلاة علي . و قال في شرح الشفاء ويحتمل كون النهي لرفع المشقة عن أمته أولكراهة أن يجاوزوا في تعظيم قبره فيقسو به وربما يؤدي إلي الكفر و قال الكرماني في شرح البخاري بيان ملائمة الصدر للعجز أن معناه لاتجعلوا بيوتكم كالقبور الخالية عن عبادة الله وكذا لاتجعلوا القبور كالبيوت محلا للاعتياد لحوائجكم ومكانا للعيادة أومرجعا للسرور والزينة كالعيد. و في النهاية في قوله ص لاتجعلوا بيوتكم مقابر أي لاتجعلوها لكم كالقبور فلاتصلوا فيهالأن العبد إذامات وصار في قبره لم يصل ويشهد له قوله فيه اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم و لاتتخذوها قبورا وقيل معناه لاتجعلوها كالمقابر التي لاتجوز الصلاة فيها والأول أوجه انتهي . و قال الطيبي في شرح المشكاة هذامحتمل لمعان أحدها أن القبور مساكن الأموات الذين سقط عنهم التكليف فلايصلي فيها و ليس كذلك البيوت فصلوا فيها وثانيها أنكم نهيتم عن الصلاة في المقابر لاعنها في البيوت فصلوا فيها و لاتشبهوها بها والثالث أن مثل الذاكر كالحي و غيرالذاكر كالميت فمن لم يصل في البيت جعل نفسه كالميت وبيته كالقبر والرابع قول الخطابي لاتجعلوا بيوتكم أوطانا للنوم فلاتصلوا فيها فإن النوم أخو الموت و قدحمل بعضهم علي النهي عن الدفن في البيوت و ذلك ذهاب عما يقتضيه نسق الكلام علي أنه ص دفن في بيت عائشة مخافة أن يتخذوه مسجدا. و قال الطيبي في شرح مارووه عَنِ النّبِيّص لَعَنَ اللّهُ اليَهُودَ وَ النّصَارَي اتّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيَائِهِم مَسَاجِدَ
كانوا يجعلونها قبلة يسجدون إليها في الصلاة كالوثن أما من اتخذ مسجدا في جوار رجل صالح أوصلي في مقبرة قاصدا بهاالاستظهار بروحه أووصول أثر من آثار عبادته إليه لاالتوجه إليه والتعظيم له فلاحرج عليه أ لايري أن مرقد إسماعيل في الحجر في المسجد الحرام والصلاة فيه أفضل .
صفحه : 57
أقول سيأتي تمام القول فيه في كتاب الصلاة
46- الهِدَايَةُ، إِذَا نَظَرتَ إِلَي القَبرِ فَقُلِ أللّهُمّ اجعَلهَا رَوضَةً مِن رِيَاضِ الجَنّةِ وَ لَا تَجعَلهَا حُفرَةً مِن حُفَرِ النّيرَانِ
وَ قَالَ النّبِيّص لِكُلّ شَيءٍ بَابٌ وَ بَابُ القَبرِ عِندَ رجِليَِ المَيّتِ وَ المَرأَةُ تُؤخَذُ بِالعَرضِ مِن قِبَلِ اللّحدِ وَ الرّجُلُ مِن قِبَلِ رِجلَيهِ يُسَلّ سَلّا وَ يَدخُلُ القَبرَ مَن يَأمُرُهُ الولَيِّ ولَيِّ المَيّتِ إِن شَاءَ شَفعاً وَ إِن شَاءَ وَتراً
وَ قَالَ الصّادِقُ ع إِذَا دَخَلتَ القَبرَ فَاقرَأ أُمّ الكِتَابِ وَ المُعَوّذَتَينِ وَ آيَةَ الكرُسيِّ
وَ قَالَ ع إِذَا وَضَعتَ المَيّتَ فِي لَحدِهِ فَضَعهُ عَلَي يَمِينِهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ وَ حُلّ عُقَدَ كَفَنِهِ وَ ضَع خَدّهُ عَلَي التّرَابِ
وَ قَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَقُولُ مَن يَضَعُ المَيّتَ فِي لَحدِهِ أللّهُمّ جَافِ الأَرضَ عَن جَنبَيهِ وَ صَعّد إِلَيكَ رُوحَهُ وَ لَقّهِ مِنكَ رِضوَاناً ثُمّ يَضَعُ يَدَهُ اليُسرَي عَلَي مَنكِبِهِ الأَيسَرِ وَ يُدخِلُ يَدَهُ اليُمنَي تَحتَ مَنكِبِهِ الأَيمَنِ وَ يُحَرّكُهُ تَحرِيكاً شَدِيداً وَ يَقُولُ يَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ اللّهُ رَبّكَ وَ مُحَمّدٌص نَبِيّكَ وَ الإِسلَامُ دِينُكَ وَ القُرآنُ كِتَابُكَ وَ الكَعبَةُ قِبلَتُكَ وَ عَلِيّ وَلِيّكَ وَ إِمَامُكَ وَ يسُمَيّ الأَئِمّةَ وَاحِداً وَاحِداً إِلَي آخِرِهِم حَتّي ينَتهَيَِ إِلَي القَائِمِ ع أَئِمّتُكَ أَئِمّةُ هُدًي أَبرَارٌ ثُمّ يُعِيدُ عَلَيهِ التّلقِينَ مَرّةً أُخرَي وَ قَالَ ع إِذَا وَضَعتَ اللّبِنَ عَلَي اللّحدِ فَقُلِ أللّهُمّ آنِس وَحشَتَهُ وَ صِل وَحدَتَهُ وَ ارحَم غُربَتَهُ وَ آمِن رَوعَتَهُ وَ أَسكِن إِلَيهِ رَحمَةً وَاسِعَةً يسَتغَنيِ بِهَا عَن رَحمَةِ مَن سِوَاكَ وَ احشُرهُ مَعَ مَن كَانَ يَتَوَلّاهُ وَ تَقُولُ مَتَي زُرتَهُ هَذَا القَولَ
صفحه : 58
وَ قَالَ ع إِذَا خَرَجتَ مِنَ القَبرِ فَقُل وَ أَنتَ تَنفُضُ يَدَيكَ مِنَ التّرَابِإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ ثُمّ احثُ التّرَابَ عَلَيهِ بِظَهرِ كَفّيكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ قُلِ أللّهُمّ إِيمَاناً بِكَ وَ تَصدِيقاً بِكِتَابِكَهذا ما وَعَدَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللّهُ وَ رَسُولُهُفَإِنّهُ مَن فَعَلَ ذَلِكَ وَ قَالَ هَذِهِ الكَلِمَاتِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ ذَرّةٍ حَسَنَةً
وَ قَالَ رَحِمَهُ اللّهُ إِذَا سوُيَّ قَبرُ المَيّتِ فَصُبّ عَلَي قَبرِهِ المَاءَ وَ تَجعَلُ القَبرَ أَمَامَكَ وَ أَنتَ مُستَقبِلُ القِبلَةِ وَ تَبدَأُ بِصَبّ المَاءِ عِندَ رَأسِهِ وَ تَدُورُ بِهِ عَلَي قَبرِهِ مِن أَربَعَةِ جَوَانِبِهِ حَتّي تَرجِعَ إِلَي الرّأسِ مِن غَيرِ أَن تَقطَعَ المَاءَ فَإِن فَضَلَ مِنَ المَاءِ شَيءٌ فَصُبّهُ عَلَي وَسَطِ القَبرِ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع وَ الرّشّ بِالمَاءِ عَلَي القَبرِ حَسَنٌ يعَنيِ فِي كُلّ وَقتٍ
أقول قدمر كثير من الأخبار المناسبة للباب في باب التجهيز و باب التكفين و باب الصلاة علي الميت لاسيما خبر دفن فاطمة بنت أسد رضي الله عنها وخبر دفن ابراهيم بن رسول الله ص وهما مشتملان علي أحكام وسيأتي ذكر الصلاة بعدالدفن في كتاب الصلاة
صفحه : 59
1-المِصبَاحُ،نُسخَةُ الكِتَابِ ألّذِي يُوضَعُ عِندَ الجَرِيدَةِ مَعَ المَيّتِ يَقُولُ قَبلَ أَن يَكتُبَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُص وَ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ أَنّ النّارَ حَقّوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ ثُمّ يُكتَبُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِشَهِدَ الشّهُودُ المُسَمّونَ فِي هَذَا الكِتَابِ أَنّ أَخَاهُم فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فُلَانَ بنَ فُلَانٍ وَ يُذكَرُ اسمُ الرّجُلِ أَشهَدَهُم وَ استَودَعَهُم وَ أَقَرّ عِندَهُم أَنّهُ يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنّهُ مُقِرّ بِجَمِيعِ الأَنبِيَاءِ وَ الرّسُلِ ع وَ أَنّ عَلِيّاً ولَيِّ اللّهِ وَ إِمَامُهُ وَ أَنّ الأَئِمّةَ مِن وُلدِهِ أَئِمّتُهُ وَ أَنّ أَوّلَهُمُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ وَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ وَ عَلِيّ بنُ مُوسَي وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ القَائِمُ الحُجّةُ ع وَ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ النّارَ حَقّ وَ السّاعَةَآتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ وَ أَنّ مُحَمّداًص رَسُولُهُ جَاءَ بِالحَقّ وَ أَنّ عَلِيّاً ولَيِّ اللّهِ وَ الخَلِيفَةُ مِن بَعدِ رَسُولِ اللّهِص وَ مُستَخلَفُهُ فِي أُمّتِهِ مُؤَدّياً لِأَمرِ رَبّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ أَنّ فَاطِمَةَ بِنتَ رَسُولِ اللّهِ وَ ابنَيهَا الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ابنَا رَسُولِ اللّهِص وَ سِبطَاهُ وَ إِمَامَا الهُدَي وَ قَائِدَا الرّحمَةِ وَ أَنّ عَلِيّاً وَ مُحَمّداً وَ جَعفَراً وَ مُوسَي وَ عَلِيّاً وَ مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ حَسَناً وَ الحُجّةَ ع أَئِمّةٌ وَ قَادَةٌ وَ دُعَاةٌ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حُجّةٌ عَلَي عِبَادِهِ ثُمّ يَقُولُ لِلشّهُودِ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ المُسَمّينَ فِي هَذَا الكِتَابِ أَثبِتُوا إلِيَّ هَذِهِ الشّهَادَةَ عِندَكُم حَتّي تلَقوَنيِ بِهَا عِندَ الحَوضِ
صفحه : 60
ثُمّ يَقُولُ الشّهُودُ يَا فُلَانُ نَستَودِعُكَ اللّهَ وَ الشّهَادَةُ وَ الإِقرَارُ وَ الإِخَاءُ مَوعُودَةٌ عِندَ رَسُولِ اللّهِص وَ نَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ رَحمَةَ اللّهِ وَ بَرَكَاتِهِ ثُمّ تُطوَي الصّحِيفَةُ وَ تُطبَعُ وَ تُختَمُ بِخَاتَمِ الشّهُودِ وَ خَاتَمِ المَيّتِ وَ تُوضَعُ عَن يَمِينِ المَيّتِ مَعَ الجَرِيدَةِ وَ تُكتَبُ الصّحِيفَةُ بِكَافُورٍ وَ عُودٍ عَلَي جَبهَتِهِ غَيرِ مُطَيّبٍ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي وَ بِهِ التّوفِيقُ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي سَيّدِنَا مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ آلِهِ الأَخيَارِ الأَبرَارِ وَ سَلّمَ تَسلِيماً
بيان قوله و أن أولهم الحسن و الحسين لعل اسم إن مقدر فيما بعدالأول بما يناسبه أو الحسين معطوف علي الأول وخبره وخبر مابعده مقدر و قوله ع والشهادة مبتدأ و مابعده معطوف عليه وموعودة خبر للجميع . قوله وعود لعل المعني أنه يكتب بعود غيرمطيب مكان القلم و قوله علي جبهته أي من غير أن يبري أوالمعني من غير أن يضم إلي الكافور أويلطخ العود بشيء مطيب أومطلقا كالمداد واحتمال كون العود جزء للمداد بعيد جدا
2- عُدّةُ الداّعيِ،رَوَي مُحَمّدُ بنُ خَالِدٍ البرَقيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ عَابِدٌ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي دَاوُدَ أَنّهُ مُرَاءٍ قَالَ ثُمّ إِنّهُ مَاتَ فَلَم يَشهَد جِنَازَتَهُ دَاوُدُ ع قَالَ فَقَامَ أَربَعُونَ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ فَقَالُوا أللّهُمّ إِنّا لَا نَعلَمُ مِنهُ إِلّا خَيراً وَ أَنتَ أَعلَمُ بِهِ مِنّا فَاغفِر لَهُ قَالَ فَلَمّا غُسّلَ أَتَي الأَربَعُونَ غَيرُ الأَربَعِينَ وَ قَالُوا أللّهُمّ إِنّا لَا نَعلَمُ مِنهُ إِلّا خَيراً وَ أَنتَ أَعلَمُ بِهِ مِنّا فَاغفِر لَهُ فَلَمّا وُضِعَ فِي قَبرِهِ قَامَ أَربَعُونَ غَيرُهُم فَقَالُوا أللّهُمّ إِنّا لَا نَعلَمُ مِنهُ إِلّا خَيراً وَ أَنتَ أَعلَمُ بِهِ مِنّا فَاغفِر لَهُ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي دَاوُدَ ع مَا مَنَعَكَ أَن تصُلَيَّ عَلَيهِ فَقَالَ دَاوُدُ للِذّيِ أخَبرَتنَيِ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنّهُ قَد شَهِدَ قَومٌ فَأَجَزتُ شَهَادَتَهُم وَ غَفَرتُ لَهُ مَا عَلِمتُ مِمّا لَا يَعلَمُونَ
صفحه : 61
3- كِتَابُ الحُسَينِ بنِ السّعِيدِ، عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ عَابِدٌ فَأُعجِبَ بِهِ دَاوُدُ ع فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَا يُعجِبكَ شَيءٌ مِن أَمرِهِ فَإِنّهُ مُرَاءٍ قَالَ فَمَاتَ الرّجُلُ فأَتُيَِ دَاوُدُ فَقِيلَ لَهُ مَاتَ الرّجُلُ فَقَالَ ادفِنُوا صَاحِبَكُم قَالَ فَأَنكَرَت ذَلِكَ بَنُو إِسرَائِيلَ وَ قَالُوا كَيفَ لَم يَحضُرهُ قَالَ فَلَمّا قَامَ خَمسُونَ رَجُلًا فَشَهِدُوا بِاللّهِ مَا يَعلَمُونَ مِنهُ إِلّا خَيراً فَلَمّا صَلّوا عَلَيهِ قَامَ خَمسُونَ رَجُلًا فَشَهِدُوا بِاللّهِ مَا يَعلَمُونَ إِلّا خَيراً قَالَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع مَا مَنَعَكَ أَن تَشهَدَ فُلَاناً قَالَ ألّذِي أطَلعَتنَيِ عَلَيهِ مِن أَمرِهِ قَالَ إِن كَانَ لَكَذَلِكَ وَ لَكِن شَهِدَهُ قَومٌ مِنَ الأَحبَارِ وَ الرّهبَانِ فَشَهِدُوا لِي مَا يَعلَمُونَ إِلّا خَيراً فَأَجَزتُ شَهَادَتَهُم عَلَيهِ وَ غَفَرتُ لَهُ علِميِ فِيهِ
صفحه : 62
1- الفَقِيهُ،بِإِسنَادِهِ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع نصُلَيّ عَنِ المَيّتِ قَالَ نَعَم حَتّي إِنّهُ لَيَكُونُ فِي ضِيقٍ فَيُوَسّعُ اللّهُ عَلَيهِ ذَلِكَ الضّيقَ ثُمّ يُؤتَي فَيُقَالُ لَهُ خُفّفَ عَنكَ هَذَا الضّيقُ بِصَلَاةِ فُلَانٍ أَخِيكَ عَنكَ قَالَ فَقُلتُ لَهُ فَأُشرِكُ بَينَ رَجُلَينِ فِي رَكعَتَينِ قَالَ نَعَم قَالَ وَ قَالَ ع إِنّ المَيّتَ لَيَفرَحُ بِالتّرَحّمِ عَلَيهِ وَ الِاستِغفَارِ لَهُ كَمَا يَفرَحُ الحيَّ بِالهَدِيّةِ تُهدَي إِلَيهِ
2- عُدّةُ الداّعيِ، قَالَ الصّادِقُ ع يَدخُلُ عَلَي المَيّتِ فِي قَبرِهِ الصّلَاةُ وَ الصّومُ وَ الحَجّ وَ الصّدَقَةُ وَ البِرّ وَ الدّعَاءُ وَ يُكتَبُ أَجرُهُ للِذّيِ يَفعَلُهُ وَ لِلمَيّتِ قَالَ وَ قَالَ ع مَن عَمِلَ مِنَ المُسلِمِينَ عَن مَيّتٍ عَمَلًا صَالِحاً أَضعَفَ اللّهُ لَهُ أَجرَهُ وَ نَفَعَ اللّهُ بِهِ المَيّتَ وَ قَالَ قَالَ النّبِيّص مَا يَمنَعُ أَحَدَكُم أَن يَبَرّ وَالِدَيهِ حَيّينِ وَ مَيّتَينِ يصُلَيّ عَنهُمَا وَ يَتَصَدّقُ عَنهُمَا وَ يَصُومُ عَنهُمَا فَيَكُونُ ألّذِي صَنَعَ لَهُمَا وَ لَهُ مِثلُ ذَلِكَ فَيَزِيدُهُ اللّهُ بِبِرّهِ خَيراً كَثِيراً
صفحه : 63
مشكاة الأنوار،نقلا من كتاب المحاسن عن الصادق ع مثله
3- عُدّةُ الداّعيِ، عَنِ النّبِيّص قَالَ وَ مَن دَخَلَ المَقَابِرَ وَ قَرَأَ سُورَةَ يس خَفّفَ اللّهُ عَنهُم يَومَئِذٍ وَ كَانَ لَهُ بِعَدَدِ مَن فِيهَا حَسَنَاتٌ
4- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا يَلحَقُ الرّجُلَ بَعدَ مَوتِهِ فَقَالَ سُنّةٌ سَنّهَا يُعمَلُ بِهَا بَعدَ مَوتِهِ فَيَكُونُ لَهُ مِثلُ أَجرِ مَن يَعمَلُ بِهَا مِن غَيرِ أَن يَنتَقِصَ مِن أُجُورِهِم شَيءٌ وَ الصّدَقَةُ الجَارِيَةُ تجَريِ مِن بَعدِهِ وَ الوَلَدُ الطّيّبُ يَدعُو لِوَالِدَيهِ بَعدَ مَوتِهِمَا وَ يَحُجّ وَ يَتَصَدّقُ وَ يُعتِقُ عَنهُمَا وَ يصُلَيّ وَ يَصُومُ عَنهُمَا فَقُلتُ أُشرِكُهُمَا فِي حجَتّيِ قَالَ نَعَم
5- التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يصُلَيّ عَن وَلَدِهِ فِي كُلّ لَيلَةٍ رَكعَتَينِ وَ عَن وَالِدَيهِ فِي كُلّ يَومٍ رَكعَتَينِ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ كَيفَ صَارَ لِلوَلَدِ اللّيلُ قَالَ لِأَنّ الفِرَاشَ لِلوَلَدِ قَالَ وَ كَانَ يَقرَأُ فِيهِمَاإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ وَإِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ
6- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَيّ شَيءٍ يَلحَقُ الرّجُلَ بَعدَ مَوتِهِ قَالَ يَلحَقُهُ الصّلَاةُ عَنهُ وَ الصّدَقَةُ عَنهُ وَ الحَجّ عَنهُ
7-تَنبِيهُ الخَاطِرِ،لِلوَرّامِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا تَصَدّقَ الرّجُلُ بِنِيّةِ المَيّتِ أَمَرَ اللّهُ جَبرَئِيلَ أَن يَحمِلَ إِلَي قَبرِهِ سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ فِي يَدِ كُلّ مَلَكٍ
صفحه : 64
طَبَقٌ فَيَحمِلُونَ إِلَي قَبرِهِ وَ يَقُولُونَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ولَيِّ اللّهِ هَذِهِ هَدِيّةُ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ إِلَيكَ فَيَتَلَألَأُ قَبرُهُ وَ أَعطَاهُ اللّهُ أَلفَ مَدِينَةٍ فِي الجَنّةِ وَ زَوّجَهُ أَلفَ حَورَاءَ وَ أَلبَسَهُ أَلفَ حُلّةٍ وَ قَضَي لَهُ أَلفَ حَاجَةٍ
وَ مِنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا قَرَأَ المُؤمِنُ آيَةَ الكرُسيِّ وَ جَعَلَ ثَوَابَ قِرَاءَتِهِ لِأَهلِ القُبُورِ جَعَلَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ مِن كُلّ حَرفٍ مَلَكاً يُسَبّحُ لَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
8- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ الصّادِقُ ع مَن قَالَ سَبعِينَ مَرّةً يَا أَسمَعَ السّامِعِينَ وَ يَا أَبصَرَ النّاظِرِينَ وَ يَا أَسرَعَ الحَاسِبِينَ وَ يَا أَحكَمَ الحَاكِمِينَ فَأَنَا ضَامِنٌ لَهُ فِي دُنيَاهُ وَ آخِرَتِهِ أَن يَلقَاهُ اللّهُ بِبِشَارَةٍ عِندَ المَوتِ وَ لَهُ بِكُلّ كَلِمَةٍ بَيتٌ فِي الجَنّةِ
وَ قَالَ النّبِيّص أَكثِرُوا الصّلَاةَ عَلَيّ فَإِنّ الصّلَاةَ عَلَيّ نُورٌ فِي القَبرِ وَ نُورٌ عَلَي الصّرَاطِ وَ نُورٌ فِي الجَنّةِ
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن قَرَأَ سُورَةَ ن فِي فَرِيضَةٍ أَو نَافِلَةٍ أَعَاذَهُ اللّهُ مِن ضَمّةِ القَبرِ وَ أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي ع قُم فِي ظُلمَةِ اللّيلِ اجعَل قَبرَكَ رَوضَةً مِن رِيَاضِ الجَنّةِ
وَ قَالَ النّبِيّص زُورُوا قُبُورَ مَوتَاكُم وَ سَلّمُوا عَلَيهِم فَإِنّ لَكُم فِيهِم عِبرَةً
وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن أَتَمّ رُكُوعَهُ لَم يَدخُلهُ وَحشَةٌ فِي القَبرِ
وَ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع يَقُومُ الرّجُلُ عِندَ قَبرِ قَرِيبِهِ أَو غَيرِ قَرِيبِهِ هَل يَنفَعُهُ ذَلِكَ قَالَ نَعَم إِنّ ذَلِكَ يَدخُلُ عَلَيهِ كَمَا يَدخُلُ عَلَي أَحَدِكُمُ الهَدِيّةُ يَفرَحُ بِهَا
وَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ إِنّ رَجُلًا ضَرَبَ خِبَاءَهُ عَلَي قَبرٍ وَ لَم يَعلَم أَنّهُ قَبرٌ فَقَرَأَتَبارَكَ ألّذِي بِيَدِهِ المُلكُفَسَمِعَ صَائِحاً يَقُولُ هيَِ المُنجِيَةُ فَذَكَرَ ذَلِكَ للِنبّيِّص فَقَالَ هيَِ المُنجِيَةُ مِن عَذَابِ القَبرِ
صفحه : 65
9- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَعظَمُ حَقّاً عَلَي الرّجُلِ قَالَ وَالِدَاهُ
وَ قَالَ ع إِنّ الرّجُلَ يَكُونُ بَارّاً بِوَالِدَيهِ وَ هُمَا حَيّانِ فَإِذَا لَم يَستَغفِر لَهُمَا كُتِبَ عَاقّاً لَهُمَا وَ إِنّ الرّجُلَ لَيَكُونُ عَاقّاً لَهُمَا فِي حَيَاتِهِمَا فَإِذَا مَاتَا أَكثَرَ الِاستِغفَارَ لَهُمَا فَكُتِبَ بَارّاً
وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن أَحَبّ أَن يُخَفّفَ اللّهُ عَنهُ سَكَرَاتِ المَوتِ فَليَكُن بِقَرَابَتِهِ وَصُولًا وَ بِوَالِدَيهِ بَارّاً فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ هَوّنَ اللّهُ عَلَيهِ سَكَرَاتِ المَوتِ وَ لَم يُصِبهُ فِي حَيَاتِهِ فَقرٌ أَبَداً
وَ عَنهُ ع قَالَ مِن حَقّ الوَالِدَينِ عَلَي وَلَدِهِمَا أَن يقَضيَِ دُيُونَهُمَا وَ يوُفيَِ نُذُورَهُمَا وَ لَا يَستَسِبّ لَهُمَا فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ بَارّاً بِهِمَا وَ إِن كَانَ عَاقّاً لَهُمَا فِي حَيَاتِهِمَا وَ إِن لَم يَقضِ دُيُونَهُمَا وَ لَم يُوفِ نُذُورَهُمَا وَ استَسَبّ لَهُمَا كَانَ عَاقّاً وَ إِن كَانَ بَارّاً بِهِمَا فِي حَيَاتِهِمَا
أقول سيأتي أخبار إيقاع الصلاة والعبادات للميت في كتاب الصلاة وأحاديث فضل زيارة المؤمن وآدابها في كتاب المزار وإنما أوردنا هاهنا شذرا منهما لئلا يخلو هذاالمجلد منهما وأخبار مايوجب النجاة من شدائد الموت والقبر وأهوال القيامة مفرقة علي الأبواب وأوردنا طرفا منها في كتاب المعاد
صفحه : 66
1- كَامِلُ الزّيَارَاتِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَمّن ذَكَرَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ حدَثّنَيِ مُحَمّدٌ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي نُوحٍ وَ هُوَ فِي السّفِينَةِ أَن يَطُوفَ بِالبَيتِ أُسبُوعاً فَطَافَ بِالبَيتِ أُسبُوعاً كَمَا أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ ثُمّ نَزَلَ فِي المَاءِ إِلَي رُكبَتَيهِ فَاستَخرَجَ تَابُوتاً فِيهِ عِظَامُ آدَمَ ع فَحَمَلَ التّابُوتَ فِي جَوفِ السّفِينَةِ حَتّي طَافَ بِالبَيتِ مَا شَاءَ اللّهُ أَن يَطُوفَ ثُمّ وَرَدَ إِلَي بَابِ الكُوفَةِ فِي وَسَطِ مَسجِدِهَا فَفِيهَا قَالَ اللّهُ لِلأَرضِابلعَيِ ماءَكِفَبَلِعَت مَاءَهَا مِن مَسجِدِ الكُوفَةِ كَمَا بَدَأَ المَاءُ مِن مَسجِدِهَا وَ تَفَرّقَ الجَمعُ ألّذِي كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السّفِينَةِ فَأَخَذَ نُوحٌ التّابُوتَ فَدَفَنَهُ فِي الغرَيِّ
2- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ شِيرَةَ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ كَتَبتُ إِلَيهِ أَسأَلُهُ عَنِ المَيّتِ يَمُوتُ بِعَرَفَاتٍ يُدفَنُ بِعَرَفَاتٍ أَو يُنقَلُ إِلَي الحَرَمِ فَأَيّهُمَا أَفضَلُ فَكَتَبَ يُحمَلُ إِلَي الحَرَمِ وَ يُدفَنُ فَهُوَ أَفضَلُ
التّهذِيبُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أَسأَلُهُ عَنِ المَيّتِ يَمُوتُ بِمِنًي أَو عَرَفَاتٍ الوَهمُ منِيّ ثُمّ ذَكَرَ مِثلَهُ
3-دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ رُفِعَ إِلَيهِ أَنّ رَجُلًا مَاتَ
صفحه : 67
بِالرّستَاقِ فَحَمَلُوهُ إِلَي الكُوفَةِ فَأَنهَكَهُم عُقُوبَةً وَ قَالَ ادفِنُوا الأَجسَادَ فِي مَصَارِعِهَا وَ لَا تَفعَلُوا كَفِعلِ اليَهُودِ يَنقُلُونَ مَوتَاهُم إِلَي بَيتِ المَقدِسِ وَ قَالَ إِنّهُ لَمّا كَانَ يَومُ أُحُدٍ أَقبَلَتِ الأَنصَارُ لِتَحمِلَ قَتلَاهَا إِلَي دُورِهَا فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص مُنَادِياً فَنَادَي ادفِنُوا الأَجسَادَ فِي مَصَارِعِهَا
قِصَصُ الأَنبِيَاءِ،للِراّونَديِّ بِأَسَانِيدِهِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ بنِ رَزِينٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا مَاتَ يَعقُوبُ ع حَمَلَهُ يُوسُفُ ع فِي تَابُوتٍ إِلَي أَرضِ الشّامِ فَدَفَنَهُ فِي بَيتِ المَقدِسِ
4-العُيُونُ، وَ العِلَلُ، وَ الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع أَنّهُ قَالَاحتَبَسَ القَمَرُ عَن بنَيِ إِسرَائِيلَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي ع أَن أَخرِج عِظَامَ يُوسُفَ ع مِن مِصرَ وَ وَعَدَهُ طُلُوعَ القَمَرِ إِذَا أَخرَجَ عِظَامَهُ فَسَأَلَ مُوسَي ع عَمّن يَعلَمُ مَوضِعَهُ فَقِيلَ لَهُ هَاهُنَا عَجُوزٌ تَعلَمُ عِلمَهُ فَبَعَثَ إِلَيهَا فأَتُيَِ بِعَجُوزٍ مُقعَدَةٍ عَميَاءَ فَقَالَ لَهَا أَ تَعرِفِينَ مَوضِعَ قَبرِ يُوسُفَ قَالَت نَعَم قَالَ فأَخَبرِيِنيِ بِهِ قَالَت لَا حَتّي تعُطيِنَيِ أَربَعَ خِصَالٍ تُطلِقَ لِي رجِليِ وَ تُعِيدَ إلِيَّ شبَاَبيِ وَ تُعِيدَ إلِيَّ بصَرَيِ وَ تجَعلَنَيِ مَعَكَ فِي الجَنّةِ قَالَ فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَي مُوسَي ع فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا مُوسَي أَعطِهَا مَا سَأَلَت فَإِنّكَ إِنّمَا تعُطيِ عَلَيّ فَفَعَلَ فَدَلّتهُ عَلَيهِ فَاستَخرَجَهُ مِن شَاطِئِ النّيلِ فِي صُندُوقِ مَرمَرٍ فَلَمّا أَخرَجَهُ طَلَعَ القَمَرُ فَحَمَلَهُ إِلَي الشّامِ فَلِذَلِكَ يَحمِلُ أَهلُ الكِتَابِ
صفحه : 68
مَوتَاهُم إِلَي الشّامِ
بيان الظاهر أن خروجهم من مصر ودخولهم البحر كانا موقوفين علي طلوع القمر و كان أوحي إلي موسي ع أنه لايطلع القمر حتي تخرج عظام يوسف
5- إِرشَادُ القُلُوبِ،للِديّلمَيِّ روُيَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ الخَلوَةَ بِنَفسِهِ أَتَي طَرَفَ الغرَيِّ فَبَينَمَا هُوَ ذَاتَ يَومٍ هُنَاكَ مُشرِفٌ عَلَي النّجَفِ فَإِذَا رَجُلٌ قَد أَقبَلَ مِنَ البَرّيّةِ رَاكِباً عَلَي نَاقَةٍ وَ قُدّامَهُ جِنَازَةٌ فَحِينَ رَأَي عَلِيّاً ع قَصَدَهُ حَتّي وَصَلَ إِلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيهِ السّلَامَ وَ قَالَ مِن أَينَ قَالَ مِنَ اليَمَنِ قَالَ وَ مَا هَذِهِ الجِنَازَةُ التّيِ مَعَكَ قَالَ جِنَازَةُ أَبِي لِأَدفِنَهُ فِي هَذِهِ الأَرضِ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لِمَ لَا دَفَنتَهُ فِي أَرضِكُم قَالَ أَوصَي بِذَلِكَ وَ قَالَ إِنّهُ يُدفَنُ هُنَاكَ رَجُلٌ يُدعَي فِي شَفَاعَتِهِ مِثلُ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ فَقَالَ ع لَهُ أَ تَعرِفُ ذَلِكَ الرّجُلَ قَالَ لَا قَالَ أَنَا وَ اللّهِ ذَلِكَ الرّجُلُ ثَلَاثاً فَادفِن فَقَامَ وَ دَفَنَهُ
6- المِصبَاحُ، قَالَ لَا يُنقَلُ المَيّتُ مِن بَلَدٍ إِلَي بَلَدٍ فَإِن نُقِلَ إِلَي المَشَاهِدِ كَانَ فِيهِ فَضلٌ مَا لَم يُدفَن وَ قَد رَوَيتُ بِجَوَازِ نَقلِهِ إِلَي بَعضِ المَشَاهِدِ رِوَايَةً وَ الأَوّلُ أَفضَلُ
7- النّهَايَةُ لِلشّيخِ، فَإِذَا دُفِنَ فِي مَوضِعٍ فَلَا يَجُوزُ تَحوِيلُهُ مِن مَوضِعِهِ وَ قَد وَرَدَت رِوَايَةٌ بِجَوَازِ نَقلِهِ إِلَي بَعضِ مَشَاهِدِ الأَئِمّةِ ع سَمِعنَاهَا مُذَاكَرَةً وَ الأَصلُ مَا قَدّمنَاهُ
8- مَجمَعُ البَيَانِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي حَدِيثٍ قَالَ لَمّا مَاتَ يَعقُوبُ حَمَلَهُ يُوسُفُ ع فِي تَابُوتٍ إِلَي أَرضِ الشّامِ فَدَفَنَهُ فِي بَيتِ المَقدِسِ
صفحه : 69
تبيين اعلم أن المشهور بين الأصحاب كراهة نقل الميت إلي غيربلد موته من غيرالمشاهد المشرفة بل نقل المحقق في المعتبر والعلامة في التذكرة وغيرهما إجماع العلماء عليه والمشهور بينهم جواز النقل إلي المشاهد بل استحبابه و قال في المعتبر إنه مذهب علمائنا خاصة قال و عليه عمل الأصحاب من زمن الأئمة ع إلي الآن و هومشهور بينهم لايتناكرونه . ونقل عمل الإمامية وإجماعهم علي ذلك في التذكرة والذكري واستدل في الذكري بحديث عظام يوسف و قال في التذكرة ولأن موسي ع لماحضرته الوفاة سأل الله عز و جل أن يدنيه إلي الأرض المقدسة رمية حجر قال النبي ص لوكنت ثم لأريتكم قبره عندالكثيب الأحمر. و قال المفيد في العزية و قدجاء حديث يدل علي رخصة في نقل الميت إلي بعض مشاهد آل الرسول ص إن وصي الميت بذلك و قال صاحب الجامع لومات بعرفة فالأفضل نقله إلي الحرم . ثم قال الشهيد ره و لو كان هناك مقبرة بهاقوم صالحون أوشهداء استحب الحمل إليها لتناله بركتهم وبركة زيارتهم و لو كان بمكة أوبالمدينة فبمقبرتيهما أماالشهيد فالأولي دفنه حيث قتل لماروي عن النبي ص ادفنوا القتلي في مصارعهم ثم قال ويستحب جمع الأقارب في مقبرة لأن النبي ص لمادفن عثمان بن مظعون قال أدفن إليه من مات من أهله ولأنه أسهل لزيارتهم فيقدم الأب ثم من يليه في الفضل والذكر علي الأنثي انتهي . و قال الشهيد الثاني ره يجب تقييد جواز النقل إلي المشاهد بما إذا لم يخف هتك الميت لبعد المسافة أوغيرها و لايخفي متانته لأنه هتك لحرمة الميت وإضرار بالمؤمنين مع أن النقل المنقول عن الأصحاب و في الأخبار المعتبرة إنما كان من المسافات القريبة التي لم يستلزم النقل إليها مثل ذلك . هذاكله في النقل قبل الدفن فأما بعده فالأكثر علي عدم جوازه وجوز الشيخ وجماعة نقله إلي المشاهد المشرفة و قال ابن إدريس لايجوز نقله
صفحه : 70
و هوبدعة في شريعة الإسلام سواء كان النقل إلي مشهد أوغيره وأسند الجواز في التذكرة إلي بعض علمائنا وجعله ابن حمزة مكروها و قال ابن الجنيد و لابأس بتحويل الموتي من الأرض المغصوبة ولصلاح يراد بالميت . والمسألة في غاية الإشكال إذ الأخبار الدالة علي النقل بعضها غيرجيدة الإسناد و غيرمذكورة في الأصول المعتبرة وبعضها دالة علي الجواز قبل الدفن و من الأمكنة القريبة وبعضها حكاية لماوقع في الشريعة السابقة والاستدلال بالتقرير مشكل لأنه غيرمعلوم ويعارضها أن التبرك بجوارهم أمر مرغوب فيه و قدوردت أخبار كثيرة في فضل الدفن في المشاهد لاسيما الغري والحائر علي مشرفهما الصلاة و السلام والعمدة في تحريم النبش الإجماع وإثباته هاهنا مشكل لقول جماعة من الأصحاب بالجواز و الله يعلم حقائق الأحكام ونرجو من فضله سبحانه أن لايقبضنا إلا في تلك الأماكن المقدسة لئلا يشكل الأمر علي من يتولي أمرنا و الله ولي التوفيق
9- إِرشَادُ المُفِيدِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن زِيَادٍ المخُاَرقِيِّ قَالَ لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ ع الوَفَاةُ استَدعَي الحُسَينَ ع فَقَالَ لَهُ يَا أخَيِ إنِيّ مُفَارِقُكَ وَ لَاحِقٌ برِبَيّ فَإِذَا قَضَيتُ نحَبيِ فغَمَضّنيِ وَ غسَلّنيِ وَ كفَنّيّ وَ احملِنيِ عَلَي سرَيِريِ إِلَي قَبرِ جدَيّ رَسُولِ اللّهِص لِأُجَدّدَ بِهِ عَهداً ثُمّ ردُنّيِ إِلَي قَبرِ جدَتّيِ فَاطِمَةَ فاَدفنِيّ هُنَاكَ
بيان أقول روي هذاالمضمون في أخبار كثيرة تقدمت في باب شهادة الحسن ع ويدل علي استحباب تقريب الميت إلي الضرائح المقدسة والزيارة بهم كما هوالشائع في المشاهد المقدسة و علي استحباب الدفن بقرب الأقارب والصلحاء والمقدسين ويشهد بذلك دفن ثلاثة من الأئمة بعده بجنبه صلوات الله عليهم أجمعين و في الصحاح النحب النذر والمدة والوقت يقال قضي فلان نحبه إذامات
صفحه : 71
1- العِلَلُ، عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أَو عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ينَبغَيِ لِصَاحِبِ المُصِيبَةِ أَن لَا يَلبَسَ الرّدَاءَ وَ أَن يَكُونَ فِي قَمِيصٍ حَتّي يُعرَفَ وَ ينَبغَيِ لِجِيرَانِهِ أَن يُطعِمُوا عَنهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ
وَ روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَلعُونٌ مَن وَضَعَ رِدَاءً فِي مُصِيبَةِ غَيرِهِ
تبيين ظاهره استحباب وضع الرداء لصاحب المصيبة والظاهر الرجوع في ذلك إلي العرف ويحتمل أن يكون بناؤه علي شدة التأثر والتألم أوالارتباط والخلطة لاالقرابة والأول أظهر ويظهر منه أن المراد بالرداء الثوب المتعارف ألذي يلبسه الناس فوق الثياب غالبا ليكون وضعه سببا للامتياز و من هذاالتعليل فهموا غير ذلك من أنواع الامتياز خصوصا في الأزمنة التي لايصلح وضع الرداء للامتياز وظاهر الخبر المرسل تحريم وضع الرداء لغير صاحب المصيبة كماذهب إليه ابن حمزة وإثبات التحريم بمثله مشكل والأحوط الترك و قدمر الكلام فيه في باب التشييع . و أمااستحباب بعث الطعام ثلاثة أيام إلي صاحب المصيبة فلاخلاف بين الأصحاب في ذلك و فيه إيماء إلي استحباب اتخاذ المأتم ثلاثة بل علي استحباب تعاهدهم وتعزيتهم ثلاثة أيضا فإن الإطعام عنه يدل علي اجتماع الناس للمصيبة. قال في الذكري بعدذكر بعض أحكام التعزية و لاحد لزمانها عملا بالعموم نعم لوأدت التعزية إلي تجديد حزن قدنسي كان تركها أولي ويمكن القول
صفحه : 72
بثلاثة أيام لنقل الصّدُوقُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع يُصنَعُ لِلمَيّتِ مَأتَمٌ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مِن يَومَ مَاتَ
وَ نَقَلَ الصّدُوقُ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ النّبِيّص أَمَرَ فَاطِمَةَ ع أَن تأَتيَِ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ وَ نِسَاءَهَا وَ أَن تَصنَعَ لَهُم طَعَاماً ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَجَرَت بِذَلِكَ السّنّةُ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع لَيسَ لِأَحَدٍ أَن يُحِدّ أَكثَرَ مِن ثَلَاثَةِ أَيّامٍ إِلّا المَرأَةِ عَلَي زَوجِهَا حَتّي تنَقضَيَِ عِدّتُهَا
قَالَ وَ أَوصَي أَبُو جَعفَرٍ ع بِثَمَانِ مِائَةِ دِرهَمٍ لِمَأتَمِهِ وَ كَانَ يَرَي ذَلِكَ مِنَ السّنّةِ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص أَمَرَ بِاتّخَاذِ طَعَامٍ لِآلِ جَعفَرٍ
و في كل هذه إيماء إلي ذلك والشيخ أبوالصلاح قال من السنة تعزية أهله ثلاثة أيام وحمل الطعام إليهم . والشيخ في المبسوط نقل الإجماع علي كراهية الجلوس للتعزية يوما أويومين أوثلاثة ورده ابن إدريس بأنه اجتماع وتزاور ونصره المحقق بأنه لم ينقل عن أحد من الصحابة والأئمة الجلوس لذلك فاتخاذه مخالف لسنة السلف و لايبلغ التحريم . قلت الأخبار المذكورة مشعرة به وشهادة الإثبات مقدمة إلا أن يقال لايلزم من عمل المأتم الجلوس للتعزية بل هومقصور علي الاهتمام بأمور أهل الميت لاشتغالهم بحزنهم لكن اللغة والعرف يشهدان بخلافه قال الجوهري المأتم النساء يجتمعن قال و عندالعامة المصيبة و قال غيره المأتم المناحة وهما مشعران بالاجتماع انتهي
2- العِلَلُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ ع مَا بَالُنَا نَجِدُ بِأَولَادِنَا مَا لَا يَجِدُونَ بِنَا قَالَ لِأَنّهُم لَستُم مِنهُم
بيان يمكن أن يكون لخلقهم من أجزاء بدن الآباء مدخل في ذلك و أن
صفحه : 73
يكون المراد أنكم ربيتموهم بمشقة شديدة وآنستم بهم في صغرهم فلذا تحزنون علي موتهم أكثر منهم علي موتكم أولأنكم حصلتموهم للانتفاع بهم فلذا تحزنون علي حرمانك والأول أظهر
3- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَليَذكُر مُصِيبَتَهُ بيِ فَإِنّهَا أَعظَمُ المَصَائِبِ
مسكن الفؤاد، عن ابن عباس مثله بيان لعل العلة في ذلك أن تذكر عظام المصائب يهون صغارها كما هوالمجرب
4- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُنَزّلُ المَعُونَةَ عَلَي قَدرِ المَئُونَةِ وَ يُنَزّلُ الصّبرَ عَلَي قَدرِ شِدّةِ البَلَاءِ
5-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الدّقّاقِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الهَيثَمِ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ الأسَدَيِّ عَن عَنبَسَةَ العَابِدِ قَالَ لَمّا مَاتَ إِسمَاعِيلُ بنُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ فَرَغنَا مِن جِنَازَتِهِ جَلَسَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ جَلَسنَا حَولَهُ وَ هُوَ مُطرِقٌ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ هَذِهِ الدّنيَا دَارُ فِرَاقٍ وَ دَارُ التِوَاءٍ لَا دَارُ استِوَاءٍ عَلَي أَنّ لِفِرَاقِ المَألُوفِ حُرقَةً لَا تُدفَعُ وَ لَوعَةً لَا تُرَدّ وَ إِنّمَا يَتَفَاضَلُ النّاسُ بِحُسنِ العَزَاءِ وَ صِحّةِ الفِكرَةِ فَمَن لَم يَثكَل أَخَاهُ ثَكِلَهُ أَخُوهُ وَ مَن لَم يُقَدّم
صفحه : 74
وَلَداً كَانَ هُوَ المُقَدّمَ دُونَ الوَلَدِ ثُمّ تَمَثّلَ ع بِقَولِ أَبِي خِرَاشٍ الهذُلَيِّ يرَثيِ أَخَاهُ
وَ لَا تحَسبَيِ أنَيّ تَنَاسَيتُ عَهدَهُ | وَ لَكِنّ صبَريِ يَا أُمَامُ جَمِيلٌ |
بيان قال الفيروزآبادي لواه فتله وثناه فالتوي وتلوي و عن الأمر تثاقل كالتوي وفلانا علي فلان آثره وتلوي انعطف كالتوي والبقل ذوي و به ذهب وبما في الإناء استأثر به وغلب علي غيره و به العقاب طارت به وبهم الدهر أهلكهم وبكلامه خالف به عن جهته انتهي والأكثر مناسب كما لايخفي أي دار ذهاب وانعطاف إلي دار أخري ودار استيثار واستبداد وبوار وهلاك ويتلوي فيهاللمصائب لادار استواء أي اعتدال واستقامة أواستيلاء علي المطلوب واللوعة حرقة في القلب والثكل بالضم الموت والهلاك وفقدان الحبيب أوالولد و قدثكله كفرح وأمام بالضم مرخم أمامة اسم امرأة
6- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ الأسَترَآباَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الحسُيَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّاصِرِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ الرّضَا عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ رَأَي الصّادِقُ ع رَجُلًا قَدِ اشتَدّ جَزَعُهُ عَلَي وَلَدِهِ فَقَالَ يَا هَذَا جَزِعتَ لِلمُصِيبَةِ الصّغرَي وَ غَفَلتَ عَنِ المُصِيبَةِ الكُبرَي لَو كُنتَ لِمَا صَارَ إِلَيهِ وَلَدُكَ مُستَعِدّاً لَمَا اشتَدّ عَلَيهِ جَزَعُكَ فَمُصَابُكَ بِتَركِكَ الِاستِعدَادَ لَهُ أَعظَمُ مِن مُصَابِكَ بِوَلَدِكَ
7-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحُسَينِ الفاَرسِيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ البصَريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ
صفحه : 75
لَا تَزَالُ فِي أمُتّيِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ الفَخرُ بِالأَحسَابِ وَ الطّعنُ فِي الأَنسَابِ وَ الِاستِسقَاءُ بِالنّجُومِ وَ النّيَاحَةُ وَ إِنّ النّائِحَةَ إِذَا لَم تَتُب قَبلَ مَوتِهَا تَقُومُ يَومَ القِيَامَةِ وَ عَلَيهَا سِربَالٌ مِن قَطِرَانٍ وَ دِرعٌ مِن جَرَبٍ
بيان في القاموس السربال بالكسر القميص أوالدرع أو كل ما ليس انتهي والقطران مايتحلب من الأبهل فيطبخ فيهنأ به الإبل الجرباء فيحرق الجرب بحدته و هوأسود منتن يشتعل فيه النار بسرعة يطلي بهاجلود أهل النار حتي يكون طلاء لهم كالقميص ليجمع عليهم لدغ القطران ووحشة لونه ونتن ريحه مع إسراع النار في جلودهم وقرأ يعقوب في الآية من قطر آن والقطر النحاس أوالصفر المذاب والآني المتناهي حره ويمكن أن يقرأ هاهنا أيضا هكذا
8- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مُرُوا أَهَالِيَكُم بِالقَولِ الحَسَنِ عِندَ مَوتَاكُم فَإِنّ فَاطِمَةَ بِنتَ مُحَمّدٍص لَمّا قُبِضَ أَبُوهَا سَاعَدَتهَا بَنَاتُ بنَيِ هَاشِمٍ فَقَالَت دَعُوا التّعدَادَ وَ عَلَيكُم بِالدّعَاءِ
بيان لعلها صلوات الله عليها إنما نهت عن تعداد الفضائل للتعليم إذ ذكر فضائله ص كان صدقا و كان من أعظم الطاعات فكان غرضها ع أن لايذكروا أمثال ذلك في موتاهم لكونها مشتملة علي الكذب غالبا وانتفاع الميت بالاستغفار والدعاء أكثر علي تقدير كونها صدقا والمراد بالقول الحسن أن لايقولوا فيما
صفحه : 76
يذكرونه للميت من مدائحه كذبا أوالدعاء والاستغفار وترك ذكر المدائح مطلقا إلافيما يتعلق به غرض شرعي
9- العُيُونُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريَِ بيِ إِلَي السّمَاءِ رَأَيتُ امرَأَةً عَلَي صُورَةِ الكَلبِ وَ النّارُ تَدخُلُ فِي دُبُرِهَا وَ تَخرُجُ مِن فِيهَا وَ المَلَائِكَةُ يَضرِبُونَ رَأسَهَا وَ بَدَنَهَا بِمَقَامِعَ مِن نَارٍ فَسُئِلَص عَنهَا فَقَالَ إِنّهَا كَانَت قَينَةً نَوّاحَةً حَاسِدَةً
بيان القينة الأمة المغنية أوأعم ذكره الفيروزآبادي
10- مَجَالِسُ ابنِ طوُسيِّ، عَن أَبِيهِ ره بِإِسنَادِهِ عَن عَائِشَةَ قَالَت لَمّا مَاتَ اِبرَاهِيمُ بَكَي النّبِيّص حَتّي جَرَت دُمُوعُهُ عَلَي لِحيَتِهِ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ تَنهَي عَنِ البُكَاءِ وَ أَنتَ تبَكيِ فَقَالَ لَيسَ هَذَا بُكَاءً وَ إِنّمَا هيَِ رَحمَةٌ وَ مَن لَا يَرحَم لَا يُرحَم
11- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَنِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِوَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِفَاطِمَةَ ع إِذَا أَنَا مِتّ فَلَا تخَمشِيِ عَلَيّ وَجهاً وَ لَا ترُخيِ عَلَيّ شَعراً وَ لَا تنُاَديِ بِالوَيلِ وَ لَا تقُيِميِ عَلَيّ نَائِحَةً ثُمّ قَالَ هَذَا المَعرُوفُ ألّذِي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ
بيان قال الطبرسي قدس سره وَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ هوجميع ماأمرهن به لأنه ص لايأمر إلابالمعروف والمعروف نقيض المنكر و هو
صفحه : 77
كل مادل العقل والسمع علي وجوبه أوندبه وقيل عني بالمعروف النهي عن النوح وتمزيق الثياب وجز الشعر وشق الجيب وخمش الوجه والدعاء بالويل عن المقاتلين والكلبي والأصل أن المعروف كل بر وتقوي وأمر وافق طاعة الله تعالي انتهي . و قال علي بن ابراهيم في تفسيره إنها نزلت يوم فتح مكة و ذلك أن رسول الله ص قعد في المسجد يبايع الرجال إلي صلاة الظهر والعصر ثم قعد لبيعة النساء وأخذ قدحا من ماء فأدخل يده فيه ثم قال للنساء من أراد أن يبايع فليدخل يده في القدح فإني لاأصافح النساء ثم قرأ عليهن ماأنزل الله من شروط البيعة عليهن فقال عَلي أَن لا يُشرِكنَ بِاللّهِ شَيئاً وَ لا يَسرِقنَ وَ لا يَزنِينَ وَ لا يَقتُلنَ أَولادَهُنّ وَ لا يَأتِينَ بِبُهتانٍ يَفتَرِينَهُ بَينَ أَيدِيهِنّ وَ أَرجُلِهِنّ وَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ فَبايِعهُنّ.فقامت أم حكيم بنت الحارث بن عبدالمطلب فقالت يا رسول الله ما هذاالمعروف ألذي أمرنا الله به أن لانعصيك فيه فقال أن لاتخمشن وجها و لاتلطمن خدا و لاتنتفن شعرا و لاتمزقن جيبا و لاتسودن ثوبا و لاتدعون بالويل والثبور و لاتقمن عندقبر فبايعهن رسول الله ص علي هذه الشروط انتهي . و لايبعد أن يكون ذكر هذه الأمور علي سبيل المثال أولبيان ما هوأهم بحسب حالهن لمارواه علي بن ابراهيم أيضا عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ قال هو مافرض الله عليهن من الصلاة والزكاة و ماأمرهن به من خير. و في القاموس خمش وجهه يخمشه ويخمشه خدشه ولطمه وضربه وقطع عضوا
صفحه : 78
منه و في النهاية الويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب و كل من وقع في هلكة دعا بالويل ومعني النداء منه ياويلي و ياحزني و ياعذابي احضر فهذا وقتك وأوانك
12- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن مُحَمّدِ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَيّارٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُلا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ اخفِض جَناحَكَ لِلمُؤمِنِينَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لَم يَتَعَزّ بِعَزَاءِ اللّهِ تَقَطّعَت نَفسُهُ عَلَي الدّنيَا حَسَرَاتٍ وَ مَن رَمَي بِبَصَرِهِ إِلَي مَا فِي يدَيَ غَيرِهِ كَثُرَ هَمّهُ وَ لَم يُشفَ غَيظُهُ وَ مَن لَم يَعلَم أَنّ لِلّهِ عَلَيهِ نِعمَةً إِلّا فِي مَطعَمٍ أَو مَلبَسٍ فَقَد قَصَرَ عَمَلُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ وَ مَن أَصبَحَ عَلَي الدّنيَا حَزِيناً أَصبَحَ عَلَي اللّهِ سَاخِطاً وَ مَن شَكَا مُصِيبَةً نَزَلَت بِهِ فَإِنّمَا يَشكُو رَبّهُ وَ مَن دَخَلَ النّارَ مِن هَذِهِ الأُمّةِ مِمّن قَرَأَ القُرآنَ فَهُوَ مِمّن يَتّخِذُآياتِ اللّهِ هُزُواً وَ مَن أَتَي ذَا مَيسَرَةٍ فَتَخَشّعَ لَهُ طَلَبَ مَا فِي يَدَيهِ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ ثُمّ قَالَ وَ لَا تَعجَل وَ لَيسَ يَكُونُ الرّجُلُ يَنَالُ مِنَ الرّجُلِ المِرفَقَ فَيُجِلّهُ وَ يُوَقّرُهُ فَقَد يَجِبُ ذَلِكَ لَهُ عَلَيهِ وَ لَكِن يُرِيهُ أَنّهُ يُرِيدُ بِتَخَشّعِهِ مَا عِندَ اللّهِ وَ يُرِيدُ أَن يَختِلَهُ عَمّا فِي يَدَيهِ
بيان قال في النهاية في الحديث من لم يتعز بعزاء الله فليس منا قيل أراد بالتعزي التأسي والتصبر عندالمصيبة و أن يقول إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ كماأمر الله تعالي ومعني قوله بعزاء الله أي بتعزية الله إياه فأقام الاسم مقام المصدر قوله ع و لاتعجل أي لاتبادر في هذاالحكم ألذي ذكرت لك بأن تحكم علي كل من يتواضع لغني أنه كذلك فإنه إذانال الرجل من غيره رفقا ولطفا ثم يجله ويوقره قضاء لحق النعمة فلايجب ذلك أي ماذكرت لك من ذهاب ثلثي دينه له أي لذلك الفعل عليه أي علي ذلك الموقر ويحتمل أن
صفحه : 79
يكون في الكلام تقدير أي داخلا فيه فقوله فقد يجب تعليل له وضمير له راجع إلي الموقر علي المجهول . قوله ص ولكن يريه أي ولكن يدخل في ذلك من يري غيره أنه أراد بتخشعه أجر الآخرة وغرضه أن يخدعه ويأخذ ما في يديه فهذا ألذي يذهب ثلثا دينه و قال الجوهري ختله وخاتله خادعه
13- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ السنّاَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي القَطّانِ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ لَا أدَريِ أَيّهُم أَعظَمُ جُرماً ألّذِي يمَشيِ خَلفَ جَنَازَةٍ فِي مُصِيبَةِ غَيرِهِ بِغَيرِ رِدَاءٍ أَوِ ألّذِي يَضرِبُ يَدَهُ عَلَي فَخِذِهِ عِندَ المُصِيبَةِ أَوِ ألّذِي يَقُولُ ارفُقُوا بِهِ وَ تَرَحّمُوا عَلَيهِ يَرحَمكُمُ اللّهُ
14- وَ مِنهُ، فِي وَصِيّةِ النّبِيّص لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّ لَيسَ عَلَي النّسَاءِ جُمُعَةٌ وَ لَا جَمَاعَةٌ وَ لَا عِيَادَةُ مَرِيضٍ وَ لَا اتّبَاعُ جَنَازَةٍ وَ لَا تُقِيمُ عِندَ قَبرٍ تَمَامَ الخَبَرِ
15- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن عَزّي مُصَاباً كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِهِ مِن غَيرِ أَن يَنقُصَ مِن أَجرِ المُصَابِ شَيءٌ
ثواب الأعمال ، عن محمد بن موسي بن المتوكل عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن وهب بن وهب عن جعفر بن محمدالصادق عن أبيه عن آبائه ع مثله
16-فِقهُ الرّضَا ع ،إِيّاكَ أَن تَقُولَ ارفُقُوا بِهِ وَ تَرَحّمُوا عَلَيهِ أَو تَضرِبَ
صفحه : 80
يَدَكَ عَلَي فَخِذِكَ فَإِنّهُ يُحبِطُ أَجرَكَ عِندَ المُصِيبَةِ وَ قَالَ ع بَعدَ ذِكرِ سُنَنِ الدّفنِ وَ عَزّ وَلِيّهُ فَإِنّهُ روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مَن عَزّي أَخَاهُ المُؤمِنَ كسُيَِ فِي المَوقِفِ حُلّةً وَ السّنّةُ فِي أَهلِ المُصِيبَةِ أَن يُتّخَذَ لَهُم ثَلَاثَةَ أَيّامٍ طَعَامٌ لِشُغُلِهِم فِي المُصِيبَةِ وَ إِن كَانَ المُعَزّي يَتِيماً فَامسَح يَدَكَ عَلَي رَأسِهِ فَقَد روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن مَسَحَ يَدَهُ عَلَي رَأسِ يَتِيمٍ تَرَحّماً لَهُ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ شَعرَةٍ مَرّت عَلَيهِ يَدُهُ حَسَنَةً وَ إِن وَجَدتَهُ بَاكِياً فَسَكّتهُ بِلُطفٍ وَ رِفقٍ فَإِنّهُ أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ إِذَا بَكَي اليَتِيمُ اهتَزّ لَهُ العَرشُ فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ مَن هَذَا ألّذِي أَبكَي عبَديَِ ألّذِي سَلَبتُهُ أَبَوَيهِ فِي صِغَرِهِ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ وَ ارتفِاَعيِ فِي مكَاَنيِ لَا أَسكَتَهُ عَبدٌ مُؤمِنٌ إِلّا أَوجَبتُ لَهُ الجَنّةَ
17- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن رِفَاعَةَ بنِ مُوسَي النّخّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ عَزّي رَجُلًا بِابنٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ اللّهُ خَيرٌ لِابنِكَ مِنكَ وَ ثَوَابُ اللّهِ خَيرٌ لَكَ مِنهُ فَلَمّا بَلَغَهُ جَزَعُهُ عَلَيهِ عَادَ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ قَد مَاتَ رَسُولُ اللّهِص فَمَا لَكَ بِهِ أُسوَةٌ فَقَالَ لَهُ إِنّهُ كَانَ مُرَاهِقاً فَقَالَ إِنّ أَمَامَهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ شَهَادَةَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ رَحمَةَ اللّهِ وَ شَفَاعَةَ رَسُولِ اللّهِص فَلَن يَفُوتَهُ وَاحِدَةٌ مِنهُنّ إِن شَاءَ اللّهُ
توضيح بابن له أي بسبب فقد ابنه قوله ع الله خير لابنك منك أقول لما كان الغالب أن الحزن علي الأولاد يكون لتوهم أمرين باطلين أحدهما أنه علي تقدير وجود الولد يصل النفع من الوالد إليه أو أن هذه النشأة
صفحه : 81
خير له من النشأة الأخري والحياة خير له من الموت فأزال ع وهمه بأن الله سبحانه ورحمته خير لابنك منك ومما تتوهم من نفع توصله إليه علي تقدير الحياة والموت مع رحمة الله خير من الحياة وثانيهما توقع النفع منه مع حياته أوالاستيناس به فأبطل ع ذلك بأن ماعوضك الله تعالي من الثواب علي فقده خير لك من كل نفع توهمته أوقدرته في حياته . قوله فعاد إليه يفهم منه استحباب تكرار التعزية مع بقاء الجزع . قوله ع فما لك به أسوة قال في القاموس الأسوة وتضم القدوة و مايأتسي به الحزين والجمع أسي ويضم وأساه تأسية فتأسي عزاه فتعزي و في النهاية الأسوة بكسر الهمزة وضمها القدوة إذاعرفت ذلك فاعلم أن الكلام يحتمل وجهين الأول أن يكون المراد بالأسوة القدوة والمعني أنك تتأسي به و لابد لك من التأسي به في الموت فلأي شيءتجزع إذ بعدالموت تجتمع مع ابنك والحاصل أنه لو كان لأحد بقاء في الدنيا كان ذلك لأشرف الخلق فإذا لم يخلد هو في الدنيا فكيف تطمع أنت في البقاء و مع تيقن الموت لاينبغي الجزع لماذكر أو أنه ينبغي لك مع علمك بالموت أن تصلح أحوال نفسك و لاتحزن علي فقد غيرك .الثاني أن يكون المراد بالأسوة مايأتسي به الحزين أي ينبغي أن يحصل لك به وبسبب مصيبته وتذكرها تأس وتعز عن كل مصيبة لأنه من أعظم المصائب وتذكر عظام المصائب يهون صغارها كمامر وقيل أراد أنك من أهل التأسي به ص و من أمته فينبغي أن تكون مصيبتك بفقده أعظم و ماذكرنا أظهر. قوله إنه كان مراهقا في بعض النسخ مرهقا كما في الكافي فهو علي بناء المجهول من باب التفعيل أو من الإفعال علي البناءين قال في النهاية الرهق السفه وغشيان المحارم و فيه فلان مرهق أي متهم بسوء وسفه ويروي مرهق أي ذو رهق و في القاموس الرهق محركة السفه والنوك والخفة و
صفحه : 82
ركوب الشر والظلم وغشيان المحارم والمرهق كمكرم من أدرك وكمعظم الموصف بالرهق أو من يظن به السوء انتهي .فالمراد أن حزني ليس بسبب فقده بل بسبب أنه كان يغشي المحارم وأخاف أن يكون معذبا فعزاه ع بذكر وسائل النجاة وأسباب الرجاء و أما علي نسخة المراهق فهو من قولهم راهق الغلام أي قارب الحلم فإما أن يكون أطلق المراهق علي المدرك مجازا أوتوهم أن المراهق أيضا معذب والحاصل أنه خرج من حد الصغر وأخاف أن يكون مأخوذا بأعماله والأول أصوب
18- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا مَاتَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ ع أَن تَتّخِذَ طَعَاماً لِأَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ وَ تَأتِيَهَا[ وَ]نِسَاءَهَا فَجَرَت بِذَلِكَ السّنّةُ مِن أَن يُصنَعَ لِأَهلِ المَيّتِ طَعَامٌ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ
19- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يُصنَعُ لِلمَيّتِ الطّعَامُ لِلمَأتَمِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ بِيَومٍ مَاتَ فِيهِ
20- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ينَبغَيِ لِصَاحِبِ الجَنَازَةِ أَن يلُقيَِ رِدَاءَهُ حَتّي يُعرَفَ وَ ينَبغَيِ لِجِيرَانِهِ أَن يُطعِمُوا عَنهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ
صفحه : 83
21- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قُتِلَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص فَاطِمَةَ ع أَن تَتّخِذَ طَعَاماً لِأَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ تَأتِيَهَا وَ تُسَلّيَهَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَجَرَت بِذَلِكَ السّنّةُ أَن يُصنَعَ لِأَهلِ المُصِيبَةِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ طَعَامٌ
22- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قُتِلَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص أَن تأَتيَِ فَاطِمَةُ أَسمَاءَ بِنتَ عُمَيسٍ هيَِ وَ نِسَاؤُهَا وَ تُقِيمَ عِندَهَا ثَلَاثاً وَ تَصنَعَ لَهَا طَعَاماً ثَلَاثَةَ أَيّامٍ
23- وَ مِنهُ، عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ العَبّاسِ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبِي ع عَنِ المَأتَمِ فَقَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا انتَهَي إِلَيهِ قَتلُ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع دَخَلَ عَلَي أَسمَاءَ بِنتِ عُمَيسٍ امرَأَةِ جَعفَرٍ فَقَالَ أَينَ بنَيِّ فَدَعَت بِهِم وَ هُم ثَلَاثَةٌ عَبدُ اللّهِ وَ عَونٌ وَ مُحَمّدٌ فَمَسَحَ رَسُولُ اللّهِص رُءُوسَهُم فَقَالَت إِنّكَ تَمسَحُ رُءُوسَهُم كَأَنّهُم أَيتَامٌ فَعَجِبَ رَسُولُ اللّهِص مِن عَقلِهَا فَقَالَ يَا أَسمَاءُ أَ لَم تعَلَمَيِ أَنّ جَعفَراً رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ استُشهِدَ فَبَكَت فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص لَا تبَكيِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِ[جَبرَئِيلَ]أخَبرَنَيِ أَنّ لَهُ جَنَاحَينِ فِي الجَنّةِ مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِص لَو جَمَعتَ النّاسَ وَ أَخبَرتَهُم بِفَضلِ جَعفَرٍ لَا يُنسَي فَضلُهُ فَعَجِبَ رَسُولُ اللّهِص مِن عَقلِهَا ثُمّ قَالَ ابعَثُوا إِلَي أَهلِ جَعفَرٍ طَعَاماً فَجَرَتِ السّنّةُ
و منه عن أبيه عن حماد بن عيسي عن مرازم قال سمعت أباعبدا الله ع وذكر مثله بتغيير ما و قدمر في أحواله رضي الله عنه
صفحه : 84
24- وَ مِنهُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفِ بنِ نَاصِحٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ قَالَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَبِسَ نِسَاءُ بنَيِ هَاشِمٍ السّوَادَ وَ المُسُوحَ وَ كُنّ لَا يَشتَكِينَ مِن حَرّ وَ لَا بَردٍ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَعمَلُ لَهُنّ الطّعَامَ لِلمَأتَمِ
بيان المسوح بالضم جمع المسح بالكسر و هوالبلاس وكن لايشتكين أي لايشكون و لايبالين لشدة المصيبة من إصابة الحر والبرد
25- إِكمَالُ الدّينِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن ظَرِيفِ بنِ نَاصِحٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ قَالَ مَاتَتِ ابنَةٌ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع فَنَاحَ عَلَيهَا سَنَةً ثُمّ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ آخَرُ فَنَاحَ عَلَيهِ سَنَةً ثُمّ مَاتَ إِسمَاعِيلُ فَجَزِعَ عَلَيهِ جَزَعاً شَدِيداً فَقَطَعَ النّوحَ فَقِيلَ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَ يُنَاحُ فِي دَارِكَ فَقَالَ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَمّا مَاتَ حَمزَةُ لَكِنّ حَمزَةَ لَا بوَاَكيَِ لَهُ
26- مُسَكّنُ الفُؤَادِ، لِلشّهِيدِ الثاّنيِ أَنّ فَاطِمَةَ ع نَاحَت عَلَي أَبِيهَا وَ أَنّهُص أَمَرَ بِالنّوحِ عَلَي حَمزَةَ
وَ مِنهُ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن عَظُمَت عِندَهُ مُصِيبَةٌ فَليَذكُر مُصِيبَتَهُ بيِ فَإِنّهَا سَتَهُونُ عَلَيهِ
وَ مِنهُ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ فِي مَرَضِ مَوتِهِ أَيّهَا النّاسُ أَيّمَا عَبدٍ مِن أمُتّيِ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ مِن بعَديِ فَليَتَعَزّ بِمُصِيبَتِهِ بيِ عَنِ المُصِيبَةِ التّيِ تُصِيبُهُ بعَديِ فَإِنّ أَحَداً مِن أمُتّيِ لَن يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بعَديِ أَشَدّ عَلَيهِ مِن مصُيِبتَيِ
27-نَهجُ البَلَاغَةِ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَيَنزِلُ الصّبرُ
صفحه : 85
عَلَي قَدرِ المُصِيبَةِ وَ مَن ضَرَبَ يَدَهُ عَلَي فَخِذِهِ عِندَ مُصِيبَتِهِ حَبِطَ أَجرُهُ
بيان روُيَِ فِي الكاَفيِ بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعفٌ عَلَي المَشهُورِ باِلسكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ضَربُ المُسلِمِ يَدَهُ عَلَي فَخِذِهِ عِندَ المُصِيبَةِ إِحبَاطٌ لِأَجرِهِ
وروي بسند آخر فيه أيضا ضعف عن أبي الحسن الأول ع مثله وظاهرها الحرمة ويمكن حملها علي الكراهة كما هوظاهر أكثر الأصحاب والأحوط الترك ويدل علي الإحباط في الجملة
28- كَشفُ الغُمّةِ،نَقلًا مِن كِتَابِ الدّلَائِلِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِّ قَالَ خَرَجَ أَبُو مُحَمّدٍ فِي جَنَازَةِ أَبِي الحَسَنِ ع وَ قَمِيصُهُ مَشقُوقٌ فَكَتَبَ إِلَيهِ ابنُ عَونٍ مَن رَأَيتَ أَو بَلَغَكَ مِنَ الأَئِمّةِ شَقّ قَمِيصَهُ فِي مِثلِ هَذَا فَكَتَبَ إِلَيهِ أَبُو مُحَمّدٍ ع يَا أَحمَقُ مَا يُدرِيكَ مَا هَذَا قَد شَقّ مُوسَي عَلَي هَارُونَ
29- إِختِيَارُ الرّجَالِ،للِكشَيّّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ كُلثُومٍ السرّخَسيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ البصَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ وَ غَيرِهِ مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَبُو عَونٍ الأَبرَشُ قَرَابَةُ نَجَاحِ بنِ سَلَمَةَ
30- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ الخَضِيبِ الأنَباَريِّ قَالَ كَتَبَ أَبُو عَونٍ الأَبرَشُ قَرَابَةُ نَجَاحِ بنِ سَلَمَةَ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع إِنّ النّاسَ قَدِ استَوهَنُوا مِن شَقّكَ ثَوبَكَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ يَا أَحمَقُ مَا أَنتَ وَ ذَاكَ قَد شَقّ مُوسَي عَلَي هَارُونَ عَلَي نَبِيّنَا وَ عَلَيهِمَا السّلَامُ إِنّ مِنَ
صفحه : 86
النّاسِ مَن يُولَدُ مُؤمِناً وَ يَحيَا مُؤمِناً وَ يَمُوتُ مُؤمِناً وَ مِنهُم مَن يُولَدُ كَافِراً وَ يَحيَا كَافِراً وَ يَمُوتُ كَافِراً وَ مِنهُم مَن يُولَدُ مُؤمِناً وَ يَحيَا مُؤمِناً وَ يَمُوتُ كَافِراً وَ إِنّكَ لَا تَمُوتُ حَتّي تَكفُرَ وَ يُغَيّرَ عَقلُكَ فَمَا مَاتَ حَتّي حَجَبَهُ وَلَدُهُ عَنِ النّاسِ وَ حَبَسُوهُ فِي مَنزِلِهِ مِن ذَهَابِ العَقلِ وَ الوَسوَسَةِ وَ كَثرَةِ التّخلِيطِ وَ يَرُدّ عَلَي أَهلِ الإِمَامَةِ وَ انتَكَثَ عَمّا كَانَ عَلَيهِ
31- نَهجُ البَلَاغَةِ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ لَمّا وَرَدَ الكُوفَةَ قَادِماً مِن صِفّينَ مَرّ بِالشّبَامِيّينَ فَسَمِعَ بُكَاءَ النّاسِ عَلَي قَتلَي صِفّينَ فَقَالَ لِشُرَحبِيلَ الشبّاَميِّ أَ تَغلِبُكُم نِسَاؤُكُم عَلَي مَا أَسمَعُ أَ لَا تَنهَونَهُنّ عَن هَذَا الرّنِينِ
بيان في القاموس الشبام كسحاب و كتاب موضع بالشام وجبل لهمدان باليمن وبلد لحمير تحت جبل كوكبان وبلد حبيب عندذمرمر وبلد في حضرموت انتهي ولعل النهي عن الرنين في تلك الواقعة كان أشد لأنه كان يصير سببا لخذلانهم وتركهم الجهاد
32- إِكمَالُ الدّينِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَتّيلٍ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِّ قَالَ لَمّا حَضَرَت إِسمَاعِيلَ بنَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع الوَفَاةُ جَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً فَلَمّا أَن أَغمَضَهُ دَعَا بِقَمِيصٍ غَسِيلٍ أَو جَدِيدٍ فَلَبِسَهُ ثُمّ تَسَرّحَ وَ خَرَجَ يَأمُرُ وَ يَنهَي قَالَ فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ جُعِلتُ فِدَاكَ لَقَد ظَنَنّا أَن لَا نَنتَفِعَ بِكَ زَمَاناً لِمَا رَأَينَا مِن جَزَعِكَ قَالَ ع إِنّا أَهلُ بَيتٍ نَجزَعُ مَا لَم تَنزِلِ المُصِيبَةُ وَ إِذَا نَزَلَت صَبَرنَا
33-الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلٍ البحَراَنيِّ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَالبَكّاءُونَ خَمسَةٌ آدَمُ
صفحه : 87
وَ يَعقُوبُ وَ يُوسُفُ وَ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدٍص وَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَأَمّا آدَمُ فَبَكَي عَلَي الجَنّةِ حَتّي صَارَ فِي خَدّيهِ أَمثَالُ الأَودِيَةِ وَ أَمّا يَعقُوبُ فَبَكَي عَلَي يُوسُفَ حَتّي ذَهَبَ بَصَرُهُ وَ حَتّي قِيلَ لَهُتَاللّهِ تَفتَؤُا تَذكُرُ يُوسُفَ حَتّي تَكُونَ حَرَضاً أَو تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ وَ أَمّا يُوسُفُ فَبَكَي عَلَي يَعقُوبَ حَتّي تَأَذّي بِهِ أَهلُ السّجنِ فَقَالُوا إِمّا أَن تبَكيَِ اللّيلَ وَ تَسكُتَ بِالنّهَارِ وَ إِمّا أَن تبَكيَِ النّهَارَ وَ تَسكُتَ بِاللّيلِ فَصَالَحَهُم عَلَي وَاحِدٍ مِنهُمَا وَ أَمّا فَاطِمَةُ فَبَكَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص حَتّي تَأَذّي بِهَا أَهلُ المَدِينَةِ فَقَالُوا لَهَا قَد آذَيتِنَا بِكَثرَةِ بُكَائِكِ وَ كَانَت تَخرُجُ إِلَي مَقَابِرِ الشّهَدَاءِ فتَبَكيِ حَتّي تقَضيَِ حَاجَتَهَا ثُمّ تَنصَرِفُ وَ أَمّا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَبَكَي عَلَي الحُسَينِ ع عِشرِينَ سَنَةً أَو أَربَعِينَ سَنَةً مَا وُضِعَ بَينَ يَدَيهِ طَعَامٌ إِلّا بَكَي حَتّي قَالَ لَهُ مَولًي لَهُ إنِيّ أَخَافُ عَلَيكَ أَن تَكُونَ مِنَ الهَالِكِينَ قَالَإِنّما أَشكُوا بثَيّ وَ حزُنيِ إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَإنِيّ لَم أَذكُر مَصرَعَ بنَيِ فَاطِمَةَ إِلّا خنَقَتَنيِ لِذَلِكَ عَبرَةٌ
مجالس الصدوق ، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسي عن العباس بن معروف مثله و قدمضي أمثال ذلك في أبواب شهادته ع
34-إِختِيَارُ الرّجَالِ،للِكشَيّّ عَن حَمدَوَيهِ وَ مُحَمّدٍ ابنيَ نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ العَطّارِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَكرٍ قَالَذَكَرتُ أَبَا الخَطّابِ وَ مَقتَلَهُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَرَقَقتُ عِندَ ذَلِكَ فَبَكَيتُ فَقَالَ أَ تَأسَي عَلَيهِم فَقُلتُ لَا وَ لَكِن سَمِعتُكَ تَذكُرُ أَنّ عَلِيّاً ع قَتَلَ أَصحَابَ النّهرَوَانِ فَأَصبَحَ أَصحَابُ عَلِيّ ع يَبكُونَ عَلَيهِم فَقَالَ عَلِيّ ع أَ تَأسَونَ عَلَيهِم فَقَالُوا لَا إِنّا ذَكَرنَا الأُلفَةَ التّيِ
صفحه : 88
كُنّا عَلَيهَا وَ البَلِيّةَ التّيِ أَوقَعَتهُم فَلِذَلِكَ رَقَقنَا عَلَيهِم قَالَ لَا بَأسَ
35- فَلَاحُ السّائِلِ،رَوَي غِيَاثُ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي كِتَابِهِ بِإِسنَادِهِ عَن مَولَانَا عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ التّعزِيَةُ مَرّةٌ وَاحِدَةٌ قَبلَ أَن يُدفَنَ وَ بَعدَ مَا يُدفَنُ
وَ روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ فِي التّعزِيَةِ مَا مَعنَاهُ إِن كَانَ هَذَا المَيّتُ قَد قَرّبَكَ مَوتُهُ مِن رَبّكَ أَو بَاعَدَكَ عَن ذَنبِكَ فَهَذِهِ لَيسَت مُصِيبَةً وَ لَكِنّهَا لَكَ رَحمَةٌ وَ عَلَيكَ نِعمَةٌ وَ إِن كَانَ مَا وَعَظَكَ وَ لَا بَاعَدَكَ عَن ذَنبِكَ وَ لَا قَرّبَكَ مِن رَبّكَ فَمُصِيبَتُكَ بِقَسَاوَةِ قَلبِكَ أَعظَمُ مِن مُصِيبَتِكَ بِمَيّتِكَ إِن كُنتَ عَارِفاً بِرَبّكَ
36- وَ مِنهُ، عَن حَرِيزِ بنِ عَبدِ اللّهِ السجّسِتاَنيِّ بِإِسنَادِهِ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يُصنَعُ لِلمَيّتِ مَأتَمٌ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مِن يَومَ مَاتَ
37- أَعلَامُ الدّينِ،للِديّلمَيِّ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يعُزَيّ قَوماً عَلَيكُم بِالصّبرِ فَإِنّ بِهِ يَأخُذُ الحَازِمُ وَ إِلَيهِ يَرجِعُ الجَازِعُ
وَ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ لِلحَسَنِ بنِ سَهلٍ وَ قَد عَزّاهُ بِمَوتِ وَلَدِهِ التّهنِئَةُ بِآجِلِ الثّوَابِ أَولَي مِنَ التّعزِيَةِ عَلَي عَاجِلِ المُصِيبَةِ
38- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، مِنَ الأَصدَافِ الطّاهِرَةِ عَنهُ ع مِثلَهُ
وَ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الثّالِثُ ع المُصِيبَةُ لِلصّابِرِ وَاحِدَةٌ وَ لِلجَازِعِ اثنَتَانِ
39- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِالإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ النّوحِ عَلَي المَيّتِ أَ يَصلُحُ قَالَ يُكرَهُ
40-دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ النّبِيّص إِنّ التّعزِيَةَ تُورِثُ الجَنّةَ وَ جَاءَ رَجُلٌ مِن موَاَليِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِلَيهِ فَنَظَرَ إِلَيهِ فَقَالَ ع مَا لِي
صفحه : 89
أَرَاكَ حَزِيناً فَقَالَ كَانَ لِيَ ابنٌ قُرّةُ عَينٍ فَمَاتَ فَتَمَثّلَ ع
عَطِيّتُهُ إِذَا أَعطَي سُرُورٌ | وَ إِن أَخَذَ ألّذِي أَعطَي أَثَابَا |
فأَيَّ النّعمَتَينِ أَعَمّ شُكراً | وَ أَجزَلُ فِي عَوَاقِبِهَا إِيَاباً |
أَ نِعمَتُهُ التّيِ أَبدَت سُرُوراً | أَمِ الأُخرَي التّيِ ادّخَرَت ثَوَاباً |
وَ قَالَ ع إِذَا أَصَابَكَ مِن هَذَا شَيءٌ فَأَفِض مِن دُمُوعِكَ فَإِنّهَا تُسَكّنُ
41- كِتَابُ الصّفّينِ،لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَاصِمٍ الفاَئشِيِّ قَالَ لَمّا مَرّ عَلِيّ ع بِالثّورِيّينَ سَمِعَ البُكَاءَ فَقَالَ مَا هَذِهِ الأَصوَاتُ قِيلَ هَذَا البُكَاءُ عَلَي مَن قُتِلَ بِصِفّينَ قَالَ أَمَا إنِيّ شَهِيدٌ لِمَن قُتِلَ مِنهُم صَابِراً مُحتَسِباً لِلشّهَادَةِ ثُمّ مَرّ بِالفَائِشِيّينَ فَسَمِعَ الأَصوَاتَ فَقَالَ مِثلَ ذَلِكَ ثُمّ مَرّ بِالشّبَامِيّينَ فَسَمِعَ رَنّةً شَدِيدَةً وَ صَوتاً مُرتَفِعاً عَالِياً فَخَرَجَ إِلَيهِ حَربُ بنُ شُرَحبِيلَ الشبّاَميِّ فَقَالَ عَلِيّ ع أَ تَغلِبُكُم نِسَاؤُكُم أَ لَا تَنهَونَهُنّ عَن هَذَا الصّيَاحِ وَ الرّنِينِ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو كَانَت دَاراً أَو دَارَينِ أَو ثَلَاثاً قَدَرنَا عَلَي ذَلِكَ وَ لَكِن مِن هَذَا الحيَّ ثَمَانُونَ وَ مِائَةُ قَتِيلٍ فَلَيسَ مِن دَارٍ إِلّا وَ فِيهَا بُكَاءٌ أَمّا نَحنُ مَعَاشِرَ الرّجَالِ فَإِنّا لَا نبَكيِ وَ لَكِن نَفرَحُ لَهُم بِالشّهَادَةِ فَقَالَ عَلِيّ ع رَحِمَ اللّهُ قَتلَاكُم وَ مَوتَاكُم
42- مُسَكّنُ الفُؤَادِ،لِلشّهِيدِ الثاّنيِ عَن جَابِرٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ أَشَدّ الجَزَعِ الصّرَاخُ بِالوَيلِ وَ العَوِيلِ وَ لَطمُ الوَجهِ وَ الصّدرِ وَ جَزّ الشّعرِ وَ مَن أَقَامَ النّوَاحَةَ فَقَد تَرَكَ الصّبرَ وَ أَخَذَ فِي غَيرِ طَرِيقِهِ وَ مَن صَبَرَ وَ استَرجَعَ وَ حَمِدَ اللّهَ جَلّ ذِكرُهُ فَقَد رضَيَِ بِمَا صَنَعَ اللّهُ وَوَقَعَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَن لَم يَفعَل ذَلِكَ جَرَي عَلَيهِ القَضَاءُ وَ هُوَ ذَمِيمٌ وَ أَحبَطَ اللّهُ أَجرَهُ
بيان في القاموس الصرخة الصيحة الشديدة وكغراب الصوت أوشديدة و قال أعول رفع صوته بالبكاء والصياح كعول والاسم العول والعولة والعويل و قال اللطم ضرب الخد وصفحة الجسد بالكف مفتوحة انتهي .
صفحه : 90
ثم اعلم أن هذاالخبر وأمثاله تدل علي أن هذه الأمور خلاف طريقة الصابرين فهي مكروهة و لاتدل علي الحرمة و أماذم إقامة النواحة فهو إما محمول علي ما إذااشتملت علي تلك الأمور المرجوحة أو علي أنها تنافي الصبر الكامل فلاينافي مايدل علي الجواز. قوله ع ووقع قال البيضاوي الوقوع والوجوب متقاربان والمعني ثبت أجره عند الله ثبوت الأمر الواجب و في القاموس ذمه ذما ومذمة فهو مذموم وذميم
43- مُسَكّنُ الفُؤَادِ، عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ يَا إِسحَاقُ لَا تَعُدّنّ مُصِيبَةً أُعطِيتَ عَلَيهَا الصّبرَ وَ استَوجَبتَ عَلَيهَا مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الثّوَابَ إِنّمَا المُصِيبَةُ التّيِ تَحرُمُ صَاحِبُهَا أَجرَهَا وَ ثَوَابَهَا إِذَا لَم يَصبِر عِندَ نُزُولِهَا وَ فِي مُنَاجَاةِ مُوسَي ع أَي رَبّ أَيّ خَلقِكَ أَحَبّ إِلَيكَ قَالَ مَن إِذَا أَخَذتُ حَبِيبَهُ ساَلمَنَيِ قَالَ فأَيَّ خَلقِكَ أَنتَ عَلَيهِ سَاخِطٌ قَالَ مَن يسَتخَيِرنُيِ فِي الأَمرِ فَإِذَا قَضَيتُ لَهُ سَخِطَ قضَاَئيِ
وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ فَأَتَي اِبرَاهِيمَ وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ فَوَضَعَهُ فِي حِجرِهِ فَقَالَ يَا بنُيَّ إنِيّ لَا أَملِكُ لَكَ مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ ذَرَفَت عَينَاهُ فَقَالَ لَهُ عَبدُ الرّحمَنِ يَا رَسُولَ اللّهِص تبَكيِ أَ وَ لَم تَنهَ عَنِ البُكَاءِ قَالَ إِنّمَا نَهَيتُ عَنِ النّوحِ عَن صَوتَينِ أَحمَقَينِ فَاجِرَينِ صَوتٍ عِندَ نِعَمٍ لَعبٍ وَ لَهوٍ وَ مَزَامِيرِ شَيطَانٍ وَ صَوتٍ عِندَ مُصِيبَةٍ خَمشِ وُجُوهٍ وَ شَقّ جُيُوبٍ وَ رَنّةِ شَيطَانٍ إِنّمَا هَذِهِ رَحمَةٌ مَن لَا يَرحَم لَا يُرحَم لَو لَا أَنّهُ أَمرٌ حَقّ وَ وَعدٌ صِدقٌ وَ سَبِيلٌ بِاللّهِ وَ أَنّ آخِرَنَا سَيَلحَقُ أَوّلَنَا لَحَزِنّا عَلَيكَ حَزَناً أَشَدّ مِن هَذَا وَ إِنّا بِكَ لَمَحزُونُونَ تبَكيِ العَينُ وَ يَدمَعُ القَلبُ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ عَزّ وَ جَلّ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَحزَنُ القَلبُ وَ تَدمَعُ العَينُ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ
صفحه : 91
وَ إِنّا عَلَي اِبرَاهِيمَ لَمَحزُونُونَ
وَ عَن مَحمُودِ بنِ لَبِيدٍ قَالَ انكَسَفَتِ الشّمسُ يَومَ مَاتَ اِبرَاهِيمُ بنُ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ النّاسُ انكَسَفَت لِمَوتِ اِبرَاهِيمَ بنِ النّبِيّص فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ أَيّهَا النّاسُ إِنّ الشّمسَ وَ القَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللّهِ لَا تَنكَسِفَانِ لِمَوتِ أَحَدٍ وَ لَا لِحَيَاتِهِ وَ إِذَا رَأَيتُم ذَلِكَ فَافزَعُوا إِلَي المَسَاجِدِ وَ دَمَعَت عَينَاهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِص تبَكيِ وَ أَنتَ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ إِنّمَا أَنَا بَشَرٌ تَدمَعُ العَينُ وَ يُفجَعُ القَلبُ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ وَ اللّهِ يَا اِبرَاهِيمُ إِنّا بِكَ لَمَحزُونُونَ
وَ قَالَ النّبِيّص يَومَ مَاتَ اِبرَاهِيمُ مَا كَانَ مِن حُزنٍ فِي القَلبِ أَو فِي العَينِ فَإِنّمَا هُوَ رَحمَةٌ وَ مَا كَانَ مِن حُزنٍ بِاللّسَانِ وَ بِاليَدِ فَهُوَ مِنَ الشّيطَانِ
وَ رَوَي الزّبَيرُ بنُ بَكّارٍ أَنّ النّبِيّص لَمّا خُرِجَ بِإِبرَاهِيمَ خَرَجَ يمَشيِ ثُمّ جَلَسَ عَلَي قَبرِهِ ثُمّ وَلّي وَ لَمّا رَآهُ رَسُولُ اللّهِص قَد وُضِعَ فِي القَبرِ دَمَعَت عَينَاهُ فَلَمّا رَأَي الصّحَابَةُ ذَلِكَ بَكَوا حَتّي ارتَفَعَت أَصوَاتُهُم فَأَقبَلَ عَلَيهِ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تبَكيِ وَ أَنتَ تَنهَي عَنِ البُكَاءِ فَقَالَ النّبِيّص تَدمَعُ العَينُ وَ يَوجَعُ القَلبُ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ
وَ روُيَِ أَنّهُص لَمّا مَاتَ عُثمَانُ بنُ مَظعُونٍ كَشَفَ الثّوبَ عَن وَجهِهِ ثُمّ قَبّلَ مَا بَينَ عَينَيهِ ثُمّ بَكَي طَوِيلًا فَلَمّا رُفِعَ السّرِيرُ قَالَ طُوبَاكَ يَا عُثمَانُ لَم تَلبَسكَ الدّنيَا وَ لَم تَلبَسهَا
وَ عَن أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ قَالَ أتُيَِ النّبِيّص بِأُمَامَةَ بِنتِ زَينَبَ وَ نَفسُهَا تَتَقَعقَعُ فِي صَدرِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلّهِ مَا أَخَذَ وَ لِلّهِ مَا أَعطَي وَ كُلّ إِلَي أَجَلٍ مُسَمّي وَ بَكَي فَقَالَ لَهُ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ تبَكيِ وَ قَد نَهَيتَ عَنِ البُكَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا هيَِ رَحمَةٌ يَجعَلُهَا اللّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَ إِنّمَا يَرحَمُ اللّهُ مِن عِبَادِهِ الرّحَمَاءَ
بيان قال في النهاية في الحديث فجيء بالصبي ونفسه تتقعقع أي تضطرب
صفحه : 92
وتتحرك أراد كلما صار إلي حال لم يلبث أن ينتقل إلي أخري تقربه من الموت
44- مُسَكّنُ الفُؤَادِ، لَمّا أُصِيبَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أَتَي رَسُولُ اللّهِ أَسمَاءَ فَقَالَ لَهَا أخَرجِيِ لِي وُلدَ جَعفَرٍ فَأُخرِجُوا إِلَيهِ فَضَمّهُم إِلَيهِ وَ شَمّهُم وَ دَمَعَت عَينَاهُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ أُصِيبَ جَعفَرٌ فَقَالَص نَعَم أُصِيبَ اليَومَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ أَحفَظُ حِينَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أمُيّ فَنَعَي لَهَا أَبِي وَ نَظَرتُ إِلَيهِ وَ هُوَ يَمسَحُ عَلَي رأَسيِ وَ رَأسِ أخَيِ وَ عَينَاهُ تُهرِقَانِ الدّمُوعَ حَتّي تَقطُرُ لِحيَتَهُ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ إِنّ جَعفَراً قَد قَدِمَ إِلَي أَحسَنِ الثّوَابِ فَاخلُفهُ فِي ذُرّيّتِهِ بِأَحسَنِ مَا خَلَفتَ أَحَداً مِن عِبَادِكَ فِي ذُرّيّتِهِ ثُمّ قَالَ يَا أَسمَاءُ أَ لَا أُبَشّرُكِ قَالَت بَلَي بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ لِجَعفَرٍ جَنَاحَينِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنّةِ وَ لَمّا انصَرَفَ النّبِيّص مِن أُحُدٍ رَاجِعاً إِلَي المَدِينَةِ لَقِيَتهُ خَمِيسَةُ بِنتُ جَحشٍ فَنَعَي لَهَا النّاسُ أَخَاهَا عَبدَ اللّهِ بنَ جَحشٍ فَاستَرجَعَت وَ استَغفَرَت لَهُ ثُمّ نَعَي لَهَا خَالَهَا فَاستَغفَرَت لَهُ ثُمّ نَعَي لَهَا زَوجَهَا مُصعَبَ بنَ عُمَيرٍ فَصَاحَت وَ وَلوَلَت فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ زَوجَ المَرأَةِ مِنهَا لَبِمَكَانٍ لِمَا رَأَي صَبرَهَا عَلَي أَخِيهَا وَ خَالِهَا وَ صِيَاحَهَا عَلَي زَوجِهَا ثُمّ مَرّ رَسُولُ اللّهِص عَلَي دُورٍ مِن دُورِ الأَنصَارِ مِن بنَيِ عَبدِ الأَشهَلِ فَسَمِعَ البُكَاءَ وَ النّوَائِحَ عَلَي قَتلَاهُم فَذَرَفَت عَينَاهُ وَ بَكَي ثُمّ قَالَ لَكِنّ حَمزَةَ لَا بوَاَكيَِ لَهُ فَلَمّا رَجَعَ سَعدُ بنُ مُعَاذٍ وَ أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ إِلَي دُورِ بنَيِ عَبدِ الأَشهَلِ أَمَرَا نِسَاءَهُم أَن يَذهَبنَ فَيَبكِينَ عَلَي عَمّ رَسُولِ اللّهِ فَلَمّا سَمِعَ رَسُولُ اللّهِص بُكَاءَهُنّ عَلَي حَمزَةَ خَرَجَ إِلَيهِنّ وَ هُنّ عَلَي بَابِ مَسجِدِهِ يَبكِينَ فَقَالَ لَهُنّ رَسُولُ اللّهِص ارجِعنَ يَرحَمُكُنّ اللّهُ فَقَد وَاسَيتُنّ بِأَنفُسِكُنّ
وَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلَ الرّحمَنِ سَأَلَ رَبّهُ أَن يَرزُقَهُ ابنَةً تَبكِيهِ بَعدَ مَوتِهِ
صفحه : 93
بيان يدل علي رجحان البكاء في المصائب لاسيما علي الأب و علي استحباب إقامة المأتم و علي رجحان طلب مايوجب بقاء الذكر بعدالموت
45- مُسَكّنُ الفُؤَادِ، عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ مِنّا مَن ضَرَبَ الخُدُودَ وَ شَقّ الجُيُوبَ
وَ عَن أَبِي أُمَامَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَعَنَ الخَامِشَةَ وَجهَهَا وَ الشّاقّةَ جَيبَهَا وَ الدّاعِيَةَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ
وَ عَن يَحيَي بنِ خَالِدٍ أَنّ رَجُلًا أَتَي النّبِيّص فَقَالَ مَا يُحبِطُ الأَجرَ فِي المُصِيبَةِ قَالَ تَصفِيقُ الرّجُلِ بِيَمِينِهِ عَلَي شِمَالِهِ وَ الصّبرُ عِندَ الصّدمَةِ الأُولَي[ أَيِ الصّبرُ يَنزِلُ عندكذا] مَن رضَيَِ فَلَهُ الرّضَا وَ مَن سَخِطَ فَلَهُ السّخَطُ
وَ قَالَ النّبِيّص أَنَا برَيِءٌ مِمّن حَلَقَ وَ صَلَقَ أَي حَلَقَ الشّعرَ وَ رَفَعَ صَوتَهُ
بيان قال في النهاية في باب السين فيه ليس منا من سلق أوحلق سلق أي رفع صوته عندالمصيبة وقيل هو أن تصك المرأة وجهها وتمرشه والأول أصح و منه الحديث لعن الله السالقة والحالقة ويقال بالصاد ثم قال في باب الصاد فيه ليس منا من صلق أوحلق الصلق الصوت الشديد يريد رفعه عندالمصائب و عندالفجيعة بالموت ويدخل فيه النوح ويقال بالسين و منه الحديث أنابريء من السالقة والحالقة
46- مُسَكّنُ الفُؤَادِ، عَن أَبِي مَالِكٍ الأشَعرَيِّ عَنِ النّبِيّص النّائِحَةُ إِذَا لَم تَتُب تُقَامُ يَومَ القِيَامَةِ وَ عَلَيهَا سِربَالٌ مِن قَطِرَانٍ
وَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ لَعَنَ رَسُولُ اللّهِص النّائِحَةَ وَ المُستَمِعَةَ ثُمّ قَالَ رَحِمَهُ اللّهُ وَ هَذَا النهّيُ مَحمُولٌ عَلَي البَاطِلِ كَمَا يَظهَرُ مِنهَا وَ بِهِ يُجمَعُ بَينَهَا وَ بَينَ الأَخبَارِ السّابِقَةِ
وَ رَوَي عَمرُو بنُ شُعَيبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أَ تَدرُونَ مَا حَقّ الجَارِ قَالُوا لَا قَالَ إِنِ استَغَاثَكَ أَغِثهُ وَ إِنِ استَقرَضَكَ أَقرِضهُ وَ إِنِ
صفحه : 94
افتَقَرَ عُدتَ إِلَيهِ وَ إِن أَصَابَهُ خَيرٌ هَنّأتَهُ وَ إِن مَرِضَ عُدتَهُ وَ إِن أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ عَزّيتَهُ وَ إِن مَاتَ تَبِعتَ جَنَازَتَهُ وَ لَا تَستَطِيلُ عَلَيهِ بِالبِنَاءِ فَتَحجُبَ عَنهُ الرّيحَ إِلّا بِإِذنِهِ وَ إِذَا اشتَرَيتَ فَاكِهَةً فَأَهدِهَا لَهُ وَ إِن لَم تَفعَل فَأَدخِلهَا سِرّاً وَ لَا يَخرُج بِهَا وُلدُكَ يَغِيضُ بِهَا وُلدَهُ وَ لَا تُؤذِهِ بِرِيحِ قِدرِكَ إِلّا أَن تَغرِفَ لَهُ مِنهَا
وَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن عَزّي مُصَاباً فَلَهُ مِثلُ أَجرِهِ
وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَزّي مُصَاباً كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِهِ مِن غَيرِ أَن يَنقُصَهُ اللّهُ مِن أَجرِهِ شَيئاً وَ مَن كَفّنَ مُسلِماً كَسَاهُ اللّهُ مِن سُندُسٍ وَ إِستَبرَقٍ وَ حَرِيرٍ وَ مَن حَفَرَ قَبراً لِمُسلِمٍ بَنَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ بَيتاً فِي الجَنّةِ وَ مَن أَنظَرَ مُعسِراً أَظَلّهُ اللّهُ فِي ظِلّهِ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ
وَ عَن جَابِرٍ أَيضاً رَفَعَهُ مَن عَزّي حَزِيناً أَلبَسَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن لِبَاسِ التّقوَي وَ صَلّي اللّهُ عَلَي رُوحِهِ فِي الأَروَاحِ وَ سُئِلَ النّبِيّص عَنِ المُصَافَحِ فِي التّعزِيَةِ فَقَالَ هُوَ سَكَنٌ لِلمُؤمِنِ وَ مَن عَزّي مُصَاباً فَلَهُ مِثلُ أَجرِهِ
وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي بَكرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَمِيرَةَ بنِ حَزمٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ مَن عَادَ مَرِيضاً فَلَا يَزَالُ فِي الرّحمَةِ حَتّي إِذَا قَعَدَ عِندَهُ استَنقَعَ فِيهَا ثُمّ إِذَا قَامَ مِن عِندِهِ فَلَا يَزَالُ يَخُوضُ فِيهَا حَتّي يَرجِعَ مِن حَيثُ خَرَجَ وَ مَن عَزّي أَخَاهُ المُؤمِنَ مِن مُصِيبَتِهِ كَسَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن حُلَلِ الكَرَامَةِ يَومَ القِيَامَةِ
وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَزّي ثَكلَي كسُيَِ بُرداً فِي الجَنّةِ
وَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَزّي أَخَاهُ المُؤمِنَ مِن مُصِيبَةٍ كَسَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حُلّةً خَضرَاءَ يُحَبّرُ بِهَا يَومَ القِيَامَةِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا يُحَبّرُ بِهَا قَالَ يُغبَطُ بِهَا
صفحه : 95
وَ روُيَِ أَنّ دَاوُدَ ع قَالَ إلِهَيِ مَا جَزَاءُ مَن يعُزَيّ الحَزِينَ عَلَي المَصَائِبِ ابتِغَاءَ مَرضَاتِكَ قَالَ جَزَاؤُهُ أَن أَكسُوَهُ رِدَاءً مِن أَردِيَةِ الإِيمَانِ أَستُرُهُ بِهِ مِنَ النّارِ وَ أُدخِلُهُ بِهِ الجَنّةَ قَالَ يَا إلِهَيِ فَمَا جَزَاءُ مَن شَيّعَ الجَنَائِزَ ابتِغَاءَ مَرضَاتِكَ قَالَ جَزَاؤُهُ أَن تُشَيّعَهُ المَلَائِكَةُ يَومَ يَمُوتُ إِلَي قَبرِهِ وَ أَن أصُلَيَّ عَلَي رُوحِهِ فِي الأَروَاحِ
وَ روُيَِ أَنّ اِبرَاهِيمَ ع سَأَلَ رَبّهُ فَقَالَ أَي رَبّ مَا جَزَاءُ مَن بَلّ الدّمعُ وَجهَهُ مِن خَشيَتِكَ قَالَ صلَوَاَتيِ وَ رضِواَنيِ قَالَ فَمَا جَزَاءُ مَن يُصَبّرُ الحَزِينَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ قَالَ أَكسُوهُ ثِيَاباً مِنَ الإِيمَانِ يَتَبَوّأُ بِهَا الجَنّةَ وَ يتَقّيِ بِهَا النّارَ قَالَ فَمَا جَزَاءُ مَن سَدّدَ الأَرمَلَةَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ قَالَ أُقِيمُهُ فِي ظلِيّ وَ أُدخِلُهُ جنَتّيِ قَالَ فَمَا جَزَاءُ مَن شَيّعَ الجَنَازَةَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ قَالَ تصُلَيّ ملَاَئكِتَيِ عَلَي جَسَدِهِ وَ تُشَيّعُ رُوحَهُ
وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا عَزّي قَالَ آجَرَكُمُ اللّهُ وَ رَحِمَكُم وَ إِذَا هَنّأَ قَالَ بَارَكَ اللّهُ لَكُم وَ بَارَكَ عَلَيكُم
وَ روُيَِ أَنّهُ توُفُيَّ لِمُعَاذٍ وَلَدٌ فَاشتَدّ وَجدُهُ عَلَيهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النّبِيّص فَكَتَبَ إِلَيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ إِلَي مُعَاذٍ سَلَامٌ عَلَيكَ فإَنِيّ أَحمَدُ إِلَيكَ اللّهَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَمّا بَعدُ أَعظَمَ اللّهُ لَكَ الأَجرَ وَ أَلهَمَكَ الصّبرَ وَ رَزَقَنَا وَ إِيّاكَ الشّكرَ إِنّ أَنفُسَنَا وَ أَهَالِيَنَا وَ أَموَالَنَا وَ أَولَادَنَا مِن مَوَاهِبِ اللّهِ الهَنِيئَةِ وَ عَوَارِيهِ المُستَودَعَةِ يُمَتّعُ بِهَا إِلَي أَجَلٍ مَعلُومٍ وَ يُقبَضُ لِوَقتٍ مَعدُودٍ ثُمّ افتَرَضَ عَلَينَا الشّكرَ إِذَا أَعطَانَا وَ الصّبرَ إِذَا
صفحه : 96
ابتَلَانَا وَ قَد كَانَ ابنُكَ مِن مَوَاهِبِ اللّهِ الهَنِيئَةِ وَ عَوَارِيهِ المُستَودَعَةِ مَتّعَكَ اللّهُ بِهِ فِي غِبطَةٍ وَ سُرُورٍ وَ قَبَضَهُ مِنكَ بِأَجرٍ كَثِيرٍ مَذخُورَ الصّلَاةِ وَ الرّحمَةِ وَ الهُدَي إِن صَبَرتَ وَ احتَسَبتَ فَلَا تَجمَعَنّ عَلَيكَ مُصِيبَتَينِ فَيَحبَطَ لَكَ أَجرُكَ وَ تَندَمَ عَلَي مَا فَاتَكَ فَلَو قَدِمتَ عَلَي ثَوَابِ مُصِيبَتِكَ عَلِمتَ أَنّ المُصِيبَةَ قَد قَصُرَت فِي جَنبِ اللّهِ عَنِ الثّوَابِ فَتَنَجّز مِنَ اللّهِ مَوعُودَهُ وَ ليَذهَب أَسَفُكَ عَلَي مَا هُوَ نَازِلٌ بِكَ فَكَأَن قَد وَ السّلَامُ
بيان هذا من قبيل الاكتفاء ببعض الكلام أي فكان قدمت أووصل إليك ثواب صبرك أقول رواه في أعلام الدين إلي قوله فلاتجمعن أن يحبط جزعك أجرك و أن تندم غدا علي ثواب مصيبتك فإنك لوقدمت علي ثوابها علمت أن المصيبة قدقصرت عنها واعلم أن الجزع لايرد فائتا و لايدفع حزن قضاء فليذهب أسفك ما هونازل بك مكان ابنك و السلام
47- مُسَكّنُ الفُؤَادِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ لَمّا توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص جَاءَ جَبرَئِيلُ ع وَ النّبِيّ مُسَجّي وَ فِي البَيتِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ بَيتِ الرّحمَةِكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم يَومَ القِيامَةِالآيَةَ إِنّ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَزَاءً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ خَلَفاً مِن كُلّ هَالِكٍ وَ دَرَكاً لِمَا فَاتَ فَبِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَثِقُوا وَ إِيّاهُ فَارجُوا فَإِنّ المُصَابَ مَن حُرِمَ الثّوَابَ هَذَا آخِرُ وطَئيِ مِنَ الدّنيَا
وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ لَمّا توُفُيَّ رَسُولُ اللّهِص عَزّتهُمُ المَلَائِكَةُ يَسمَعُونَ الحِسّ وَ لَا يَرَونَ الشّخصَ فَقَالُوا السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ إِنّ فِي اللّهِ عَزَاءً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ خَلَفاً مِن كُلّ
صفحه : 97
فَائِتٍ فَبِاللّهِ فَثِقُوا وَ إِيّاهُ فَارجُوا فَإِنّمَا المَحرُومُ مَن حُرِمَ الثّوَابَ وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
وَ رَوَي البيَهقَيِّ فِي الدّلَائِلِ قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص أَحدَقَ بِهِ أَصحَابُهُ فَبَكَوا حَولَهُ وَ اجتَمَعُوا وَ دَخَلَ رَجُلٌ أَشهَبُ اللّحيَةِ وَ جَسِيمٌ صَبِيحٌ فَتُخطِئُ رِقَابَهُم فَبَكَي ثُمّ التَفَتَ إِلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِنّ فِي اللّهِ عَزَاءً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ عِوَضاً مِن كُلّ فَائتٍ وَ خَلَفاً مِن كُلّ هَالِكٍ فَإِلَي اللّهِ فَأَنِيبُوا وَ إِلَيهِ فَارغَبُوا وَ نَظَرُهُ إِلَيكُم فِي البَلَاءِ فَانظُرُوا فَإِنّ المُصَابَ مَن لَم يُجبَر وَ انصَرَفَ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ تَعرِفُونَ الرّجُلَ فَقَالَ عَلِيّ ع نَعَم هَذَا أَخُو رَسُولِ اللّهِص الخَضِرُ ع
بيان مسجي أي مغطي بالثوب بعدوفاته يا أهل بيت الرحمة أي أهل بيت تنزل فيه رحمات الله الخاصة الكاملة علي أهله أو أهل بيت منسوبين إلي الرحمة فإنهم رحمة الله علي العالمين وببركتهم أفيضت الرحمة علي الأولين والآخرين كُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ أي ينزل بهاالموت لامحالة كأنها ذاقنة أوذائقة مقدمات الموت وسكراته وشدائده وَ إِنّما تُوَفّونَ أُجُورَكُم أي تعطون جزاء أعمالكم وافيايَومَ القِيامَةِ إن خيرا فخيرا وثوابا و إن شرا فشرا وعقابا.فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ أي بوعد من نار جهنم ونحي عنهاوَ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَد فازَ أي نال المنية وظفر بالبغية ونجا من الهلكةوَ مَا الحَياةُ الدّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرُورِ أي و مالذات الدنيا وزينتها وشهواتها إلامتعة متعكموها للغرور والخداع المضمحل ألذي لاحقيقة له عندالاختبار وقيل متاع الغرور القوارير وهي في الأصل ما لابقاء له وقيل شبهها بالمتاع ألذي دلس به علي المستام ويغير حتي يشتريه و هذالمن آثرها علي الآخرة فأما من طلب بهاالآخرة فهي له متاع بلاغ والغرور مصدر أوجمع غار. إن في الله عزاء قدمر أن العزاء بمعني الصبر والمراد به هنا مايوجب
صفحه : 98
التعزية والتسلية أي في ذات الله فإن الله باق لكل أحد بعدفوت كل شيء أو في ثواب الله سبحانه و ماأعده للصابرين ووعدهم أو في التفكر فيها أو في التفكر في أن الله حكيم لايفعل إلاالأصلح بعباده مايوجب التصبر والتسلي والرضا بالمصيبة. ويحتمل أن يكون الكلام مبنيا علي التجريد كما قال في الكشاف في قوله تعالي رِيحٍ فِيها صِرّ بعدذكر وجهين الثالث أن يكون من قوله تعالي لَقَد كانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ و من قولك إن ضيعني فلان ففي الله كاف وكافل قال و في الرحمن للضعفاء كاف . و قال في تلخيص المفتاح و في شرحه في عد أقسام التجريد ومنها ما يكون بدخول في المنتزع منه نحو قوله تعالي لَهُم فِيها دارُ الخُلدِ أي في جهنم وهي دار الخلد انتزع منها دارا أخري وجعلها معدة في جهنم لأجل الكفار تهويلا لأمرها ومبالغة في اتصافها بالشدة انتهي . والدرك محركة اللحاق والوصول أي يحصل به تعالي أوبثوابه الخلف والعوض من كل هالك وتدارك ما قدفات أوالوصول إلي مايتوهم فوته عن الإنسان من المنافع بفوات من مات .فبالله فثقوا هذامما قدر فيه أما والفاء دليل عليه قال الرضي رضي الله عنه و قديحذف أمالكثرة الاستعمال نحو قوله تعالي وَ رَبّكَ فَكَبّر وَ ثِيابَكَ فَطَهّر وَ الرّجزَ فَاهجُر وهذا فَليَذُوقُوهُفَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا
صفحه : 99
وإنما يطرد ذلك إذا كان ما بعدالفاء أمرا أونهيا و ماقبلها منصوبا به أوبمفسر به فلايقال زيد فضربت و لازيدا فضربته بتقدير أما و أماقولك زيد فوجد فالفاء فيه زائدة. و قال ابن هشام الفاء في نحوبَلِ اللّهَ فَاعبُدجواب لأما مقدرة عندبعضهم و فيه إجحاف وزائدة عندالفارسي و فيه بعد وعاطفة عندغيره والأصل تنبه فاعبد الله ثم حذف تنبه وقدم المنصوب علي الفاء إصلاحا للفظ كيلا تقع الفاء صدرا كما قال الجميع في الفاء في نحو أمازيدا فاضرب إذ الأصل مهما يكن من شيءفاضرب زيدا. و قال الزمخشري في قوله تعالي قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوافحذف أحد الفعلين لدلالة المذكور عليه والفاء داخلة لمعني الشرط كأنه قيل إنه فرحوا بشيء فليخصوهما بالفرح فإنه لامفروح به أحق منهما ويجوز أن يراد بفضل الله وبرحمته فليعتنوا فبذلك فليفرحوا. فإن المصاب أي لم تقع المصيبة علي من أصيب في الدنيا بفوت مال أوحميم وأحرز ثواب الآخرة بل المصيبة مصيبة من حرم ثواب الآخرة و إن كان له الدنيا بحذافيرها هذاآخر وطئي من الدنيا أي آخر نزولي إلي الأرض ومشيي عليها ويعارضه أخبار كثيرة ويمكن حمله علي أن المراد آخر نزولي لإنزال الوحي أوالمراد به قلة النزول بعد ذلك فإن القليل في حكم المعدوم و قال الجوهري الحس والحسيس الصوت الخفي ومقتضي الجمع بين الأخبار أن جبرئيل والخضر ع كلاهما أتيا للتعزية
48-دَعَائِمُ الإِسلَامِ،رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا أَنّهُ قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص أَتَاهُم آتٍ يَسمَعُونَ صَوتَهُ وَ لَا يَرَونَ شَخصَهُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَ إِنّما
صفحه : 100
تُوَفّونَ أُجُورَكُم يَومَ القِيامَةِ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَ أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَد فازَ وَ مَا الحَياةُ الدّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرُورِ إِنّ فِي اللّهِ عَزَاءً مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ خَلَفاً مِن كُلّ هَالِكٍ فَاللّهَ فَارجُوا وَ إِيّاهُ فَاعبُدُوا وَ اعلَمُوا أَنّ المُصَابَ مَن حُرِمَ الثّوَابَ وَ عَلَيكُمُ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقِيلَ لِجَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع مَن كُنتُم تَرَونَ المُتَكَلّمَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ كُنّا نَرَاهُ جَبرَئِيلُ ع
وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ لَمّا هَلَكَ أَبُو سَلَمَةَ جَزِعَت عَلَيهِ أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهَا النّبِيّص قوُليِ يَا أُمّ سَلَمَةَ أللّهُمّ أَعظِم أجَريِ فِي مصُيِبتَيِ وَ عوَضّنيِ خَيراً مِنهُ قَالَت وَ أَينَ لِي مِثلُ أَبِي سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَعَادَ عَلَيهَا فَقَالَت مِثلَ قَولِهَا الأَوّلِ فَرَدّ عَلَيهَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَت فِي نَفسِهَا أَرُدّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَالَتهَا فَأَخلَفَ اللّهُ عَلَيهَا خَيراً مِن أَبِي سَلَمَةَ رَسُولَ اللّهِص
وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَن أُصِيبَ مِنكُم بِمُصِيبَةٍ بعَديِ فَليَذكُر مُصَابَهُ بيِ فَإِنّ مُصَابَهُ بيِ أَعظَمُ مِن كُلّ مُصَابٍ
وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ تَعزِيَةُ المُسلِمِ لِلمُسلِمِ ألّذِي يُعَزّيهِ استِرجَاعٌ عِندَهُ وَ تَذكِرَةٌ لِلمَوتِ وَ مَا بَعدَهُ وَ نَحوَ هَذَا مِنَ الكَلَامِ قَالَ وَ كَذَلِكَ الذمّيّّ إِذَا كَانَ لَكَ جَاراً فَأُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ تَقُولُ لَهُ أَيضاً مِثلَ ذَلِكَ وَ إِن عَزّاكَ عَن مَيّتٍ فَقُل هَدَاكَ اللّهُ
وَ عَن عَلِيّ ع قَالَمَاتَ اِبرَاهِيمُ بنُ رَسُولِ اللّهِص أمَرَنَيِ فَغَسّلتُهُ وَ كَفّنَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ حَنّطَهُ وَ قَالَ لِي احمِلهُ يَا عَلِيّ فَحَمَلتُهُ حَتّي جِئتُ بِهِ إِلَي البَقِيعِ فَصَلّي عَلَيهِ ثُمّ أَتَي القَبرَ فَقَالَ لِي انزِل يَا عَلِيّ فَنَزَلتُ وَ دَلّاهُ عَلَيّ رَسُولُ اللّهِص فَلَمّا رَآهُ مُنصَبّاً بَكَي ع فَبَكَي المُسلِمُونَ لِبُكَائِهِ حَتّي ارتَفَعَت أَصوَاتُ الرّجَالِ عَلَي أَصوَاتِ النّسَاءِ فَنَهَاهُم رَسُولُ اللّهِص أَشَدّ النهّيِ
صفحه : 101
وَ قَالَ تَدمَعُ العَينُ وَ يَحزَنُ القَلبُ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ وَ إِنّا بِكَ لَمُصَابُونَ وَ إِنّا عَلَيكَ لَمَحزُونُونَ ثُمّ سَوّي قَبرَهُ وَ وَضَعَ يَدَهُ عِندَ رَأسِهِ وَ غَمَزَهَا حَتّي بَلَغَتِ الكُوعَ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ خَتَمتُكَ مِنَ الشّيطَانِ أَن يُدخِلَكَ الحَدِيثَ
وَ عَنهُ ع قَالَ بَكَي رَسُولُ اللّهِص عِندَ مَوتِ بَعضِ وُلدِهِ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ تبَكيِ وَ أَنتَ تَنهَانَا عَنِ البُكَاءِ فَقَالَ لَم أَنهَكُم عَنِ البُكَاءِ وَ إِنّمَا نَهَيتُكُم عَنِ النّوحِ وَ العَوِيلِ وَ إِنّمَا هيَِ رِقّةٌ وَ رَحمَةٌ يَجعَلُهَا اللّهُ فِي قَلبِ مَن شَاءَ مِن خَلقِهِ وَ يَرحَمُ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَ إِنّمَا يَرحَمُ مِن عِبَادِهِ الرّحَمَاءَ
وَ عَنهُ ع قَالَ رَخّصَ رَسُولُ اللّهِص فِي البُكَاءِ عِندَ المُصِيبَةِ وَ قَالَ النّفسُ مُصَابَةٌ وَ العَينُ دَامِعَةٌ وَ العَهدُ قَرِيبٌ فَقُولُوا مَا أَرضَي اللّهَ وَ لَا تَقُولُوا الهُجرَ
وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ أَوصَي عِندَ مَا احتُضِرَ فَقَالَ لَا يُلطَمَنّ عَلَي خَدّ وَ لَا يُشَقّنّ عَلَي جَيبٍ فَمَا مِنِ امرَأَةٍ تَشُقّ جَيبَهَا إِلّا صُدِعَ لَهَا فِي جَهَنّمَ صَدعٌ كُلّمَا زَادَت زِيدَت
وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص البَيعَةَ عَلَي النّسَاءِ أَن لَا يَنُحنَ وَ لَا يَخمِشنَ وَ لَا يَقعُدنَ مَعَ الرّجَالِ فِي الخَلَاءِ
وَ عَنهُ ع قَالَ ثَلَاثٌ مِن أَعمَالِ الجَاهِلِيّةِ لَا يَزَالُ فِيهَا النّاسُ حَتّي تَقُومَ السّاعَةُ الِاستِسقَاءُ بِالنّجُومِ وَ الطّعنُ فِي الأَنسَابِ وَ النّيَاحَةُ عَلَي المَوتَي
وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَتَبَ إِلَي رِفَاعَةَ بنِ شَدّادٍ قَاضِيهِ عَلَي الأَهوَازِ وَ إِيّاكَ وَ النّوحَ عَلَي المَيّتِ بِبَلَدٍ يَكُونُ لَكَ بِهِ سُلطَانٌ
وَ عَنهُ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَصَوتَانِ مَلعُونَانِ يُبغِضُهُمَا اللّهُ إِعوَالٌ عِندَ مُصِيبَةٍ
صفحه : 102
وَ صَوتٌ عِندَ نِعمَةٍ يعَنيِ النّوحَ وَ الغِنَاءَ
وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ نِيحَ عَلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ سَنَةً فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ وَ ثَلَاثَ سِنِينَ مِنَ اليَومِ ألّذِي أُصِيبَ فِيهِ وَ كَانَ المِسوَرُ بنُ مَخرَمَةَ وَ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص يَأتُونَ مُستَتِرِينَ مُتَقَنّعِينَ فَيَستَمِعُونَ وَ يَبكُونَ
و قدعثرنا علي بعض الأئمة نيح عليهم وبعضهم لم ينح عليهم فمن نيح عليه منهم فلعظيم رزئه ولأن الله عز و جل لم يسو بأحد منهم أحدا من خلقه وهم أهل البكاء والنياحة عليهم علي خلاف سائر الناس الذين لاينبغي ذلك لهم و من لم ينح عليه منهم فلأمرين إما بوصية منه كماذكرنا عن جعفر بن محمد ع تواضعا لربه واستكانة إليه وإما أن يكون الإمام بعده قدآثر الصبر علي عظيم الرزية وتجرع غصص الحزن رجاء عظيم ثواب الله عليه فلزم الصبر وألزمه من سواه لما يكون من الغبطة والسعادة في عقباه لماوعد الله الصابرين علي المصائب
وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا جَاءَ نعَيُ جَعفَرٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَهلِهِ اصنَعُوا طَعَاماً وَ احمِلُوهُ إِلَي أَهلِ جَعفَرٍ مَا كَانُوا فِي شُغُلِهِم ذَلِكَ وَ كُلُوا مَعَهُم فَقَد أَتَاهُم مَا يَشغَلُهُم عَن أَن يَصنَعُوا لِأَنفُسِهِم
49- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لا يَعصِينَكَ فِي مَعرُوفٍ قَالَ المَعرُوفُ أَن لَا يَشقُقنَ جَيباً وَ لَا يَلطِمنَ وَجهاً وَ لَا يَدعُونَ وَيلًا وَ لَا يُقِمنَ عِندَ قَبرٍ وَ لَا يُسَوّدنَ ثَوباً وَ لَا يَنشُرنَ شَعراً
صفحه : 103
وَ مِنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعمَةٍ فَجَاءَ عِندَ تِلكَ النّعمَةِ بِمِزمَارٍ فَقَد كَفَرَهَا وَ مَن أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَجَاءَ عِندَ تِلكَ المُصِيبَةِ بِنَائِحَةٍ فَقَد أَحبَطَهَا
50- شِهَابُ الأَخبَارِ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص النّيَاحَةُ عَمَلُ الجَاهِلِيّةِ
وَ قَالَص الصّبرُ عِندَ الصّدمَةِ الأُولَي
وَ قَالَص مِن كُنُوزِ البِرّ كِتمَانُ المَصَائِبِ وَ الأَمرَاضِ وَ الصّدَقَةِ
بيان قوله عندالصدمة قال في النهاية أي عندفورة المصيبة وشدتها والصدم ضرب الشيء الصلب بمثله والصدمة المرة منه انتهي و قال الأزهري البر هوالجنة و منه قوله تعالي لَن تَنالُوا البِرّ و قدجاء من وجه آخر من كنوز الجنة
51- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَنِ الرّضَا ع عَن أَبِيهِ ع قَالَ أمَرَنَيِ أَبِي يعَنيِ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع أَن آتيَِ المُفَضّلَ بنَ عُمَرَ فَأُعَزّيَهُ بِإِسمَاعِيلَ وَ قَالَ أقَرِئِ المُفَضّلَ السّلَامَ وَ قُل لَهُ أُصِبنَا بِإِسمَاعِيلَ فَصَبَرنَا فَاصبِر كَمَا صَبَرنَا إِذَا أَرَدنَا أَمراً وَ أَرَادَ اللّهُ أَمراً سَلّمنَا لِأَمرِ اللّهِ
وَ مِنهُ عَن جَابِرٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ لَمّا توُفُيَّ الطّاهِرُ بنُ رَسُولِ اللّهِص فَبَكَت خَدِيجَةُ فَقَالَص أَ مَا تَرضَينَ أَن تَجِدِيهِ قَائِماً لَكِ عَلَي بَابِ الجَنّةِ فَإِذَا رَآكِ أَخَذَ بِيَدِكِ فَأَدخَلَكِ أَطهَرَهَا مَكَاناً وَ أَطيَبَهَا قَالَت فَإِنّ ذَلِكَ كَذَلِكَ قَالَص اللّهُ أَعَزّ وَ أَكرَمُ مِن أَن يَسلُبَ عَبداً ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَصبِرُ وَ يَتَحَسّرُ وَ يَحمَدُ اللّهَ ثُمّ يُعَذّبَهُ
52-قُربُ الإِسنَادِ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَسَأَلتُهُ
صفحه : 104
عَنِ النّوحِ فَكَرِهَهُ
53- مَجَالِسُ الصّدُوقِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن يَعرِفِ البَلَاءَ يَصبِر عَلَيهِ وَ مَن لَا يَعرِفهُ يُنكِرهُ
وَ قَالَص مَن يَصبِر عَلَي الرّزِيّةِ يُغِثهُ اللّهُ
وَ مِنهُ عَن حَمزَةَ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمّدٍ الأبَهرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا الجوَهرَيِّ عَن شُعَيبِ بنِ وَاقِدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَنِ الرّنّةِ عِندَ المُصِيبَةِ وَ نَهَي عَنِ النّيَاحَةِ وَ الِاستِمَاعِ إِلَيهَا وَ نَهَي عَن تَصفِيقِ الوَجهِ
تبيين الرنة الصوت رن يرن رنينا صاح والمراد بتصفيق الوجه ضرب اليد عليه عندالمصيبة أوضرب الماء علي الوجه عندالوضوء كمامر والأول أظهر. قال العلامة قدس الله روحه في المنتهي البكاء علي الميت جائز غيرمكروه إجماعا قبل خروج الروح وبعده إلاالشافعي فإنه كره بعدالخروج . وَ رَوَي ابنُ بَابَوَيهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص لَمّا جَاءَتهُ وَفَاةُ جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيتَهُ كَثُرَ بُكَاؤُهُ عَلَيهِمَا جِدّاً وَ يَقُولُ كَانَا يحُدَثّاَنيّ وَ يؤُنسِاَنيّ فَذَهَبَا جَمِيعاً
صفحه : 105
وَ لَمّا انصَرَفَ رَسُولُ اللّهِص مِن وَقعَةِ أُحُدٍ إِلَي المَدِينَةِ سَمِعَ مِن كُلّ دَارٍ قُتِلَ مِن أَهلِهَا قَتِيلٌ نَوحاً وَ بُكَاءً وَ لَم يَسمَع مِن دَارِ حَمزَةَ عَمّهِ فَقَالَص لَكِنّ حَمزَةَ لَا بوَاَكيَِ لَهُ فَآلَي أَهلُ المَدِينَةِ أَن لَا يَنُوحُوا عَلَي مَيّتٍ وَ لَا يَبكُوهُ حَتّي يَبدَءُوا بِحَمزَةَ فَيَنُوحُوا عَلَيهِ وَ يَبكُوهُ فَهُم إِلَي اليَومِ عَلَي ذَلِكَ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن خَافَ عَلَي نَفسِهِ مِن وَجدٍ بِمُصِيبَةٍ فَليُفِض مِن دُمُوعِهِ فَإِنّهُ يَسكُنُ عَنهُ
ثم قال ره الندب لابأس به و هوعبارة عن تعديد محاسن الميت و مالقوه بفقده بلفظة النداء بوا مثل قولهم وا رجلاه وا كريماه وا انقطاع ظهراه وا مصيبتاه غير أنه مكروه لأنه لم ينقل عن النبي ص و لاأحد من أهل البيت ع . والنياحة بالباطل محرمة إجماعا أمابالحق فجائزة إجماعا ويحرم ضرب الخدود ونتف الشعر وشق الثوب إلا في موت الأب والأخ فقد سوغ فيهما شق الثوب للرجل وكذا يكره الدعاء بالويل والثبور.
وَ رَوَي ابنُ بَابَوَيهِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ حِينَ قُتِلَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَا تَدعِينَ بِذُلّ وَ لَا بِثُكلٍ وَ لَا حَرَبٍ وَ مَا قُلتِ فِيهِ فَقَد صَدَقتِ
وَ رَوَي قَالَ لَمّا قُبِضَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع رئُيَِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع وَ قَد خَرَجَ مِنَ الدّارِ وَ قَد شُقّ قَمِيصُهُ مِن خَلفٍ وَ قُدّامٍ
و قال الشهيد نور الله ضريحه في الذكري يحرم اللطم والخدش وجز الشعر إجماعا قاله في المبسوط لما فيه من السخط لقضاء الله ولرواية
خَالِدُ بنُ سَدِيرٍ
صفحه : 106
عَنِ الصّادِقِ ع لَا شَيءَ فِي لَطمِ الخُدُودِ سِوَي الِاستِغفَارِ وَ التّوبَةِ
فِي صِحَاحِ العَامّةِ أَنَا برَيِءٌ مِمّن حَلَقَ وَ صَلَقَ
أي حلق الشعر ورفع صوته واستثني الأصحاب إلا ابن إدريس شق الثوب علي موت الأب والأخ لفعل العسكري علي الهادي ع وفعل الفاطميات علي الحسين ع
وَ رَوَي فِعلَ الفَاطِمِيّاتِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ دَاوُدَ عَن خَالِدِ بنِ سَدِيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع وَ سَأَلَهُ عَن شَقّ الرّجُلِ ثَوبَهُ عَلَي أَبِيهِ وَ أُمّهِ وَ أَخِيهِ أَو عَلَي قَرِيبٍ لَهُ فَقَالَ لَا بَأسَ بِشَقّ الجُيُوبِ قَد شَقّ مُوسَي بنُ عِمرَانَ عَلَي أَخِيهِ هَارُونَ
و لايشق الوالد علي ولده و لازوج علي امرأته وتشق المرأة علي زوجها و في نهاية الفاضل يجوز شق النساء الثوب مطلقا و في الخبر إيماء إليه
وَ رَوَي الحَسَنُ الصّفّارُ عَنِ الصّادِقِ ع لَا ينَبغَيِ الصّيَاحُ عَلَي المَيّتِ وَ لَا شَقّ الثّيَابِ وَ ظَاهِرُهُ الكَرَاهَةُ
وَ فِي المَبسُوطِ روُيَِ جَوَازُ تَخرِيقِ الثّوبِ عَلَي الأَبِ وَ الأَخِ وَ لَا يَجُوزُ عَلَي غَيرِهِمَا وَ يَجُوزُ النّوحُ بِالكَلَامِ الحَسَنِ وَ تَعدَادُ فَضَائِلِهِ بِاعتِمَادِ الصّدقِ فَإِنّ فَاطِمَةَ ع فَعَلَتهُ فِي قَولِهَا
يَا أَبَتَاه مِن رَبّهِ مَا أَدنَاهُ | يَا أَبَتَاه إِلَي جَبرَئِيلَ أَنعَاهُ |
يَا أَبَتَاه أَجَابَ رَبّاً دَعَاهُ |
وَ روُيَِ أَنّهَا صَلّي اللّهُ عَلَيهَا أَخَذَت قَبضَةً مِن تُرَابِ قَبرِهِص فَوَضَعَتهَا عَلَي عَينَيهَا وَ أَنشَدَت
مَا ذَا عَلَي المُشتَمّ تُربَةَ أَحمَدَ | أَن لَا يَشَمّ مَدَي الزّمَانِ غَوَالِيَا |
صُبّت عَلَيّ مَصَائِبُ لَو أَنّهَا | صُبّت عَلَي الأَيّامِ صِرنَ لَيَالِيَا |
و لمامر من رواية حمزة
وَ رَوَي ابنُ بَابَوَيهِ أَنّ البَاقِرَ ع أَوصَي أَن يُندَبَ لَهُ فِي المَوَاسِمِ عَشرَ
صفحه : 107
سِنِينَ
وَ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن أَجرِ النّائِحَةِ فَقَالَ لَا بَأسَ قَد نِيحَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنهُ لَا بَأسَ بِكَسبِ النّائِحَةِ إِذَا قَالَت صِدقاً
وَ فِي خَبَرِ أَبِي بَصِيرٍ عَنهُ ع لَا بَأسَ بِأَجرِ النّائِحَةِ
وَ رَوَي حَنَانٌ عَنهُ ع لَا تُشَارِطُ وَ تَقبَلُ مَا أُعطِيَت
وَ رَوَي أَبُو حَمزَةَ عَنِ البَاقِرِ ع مَاتَ ابنُ المُغِيرَةِ فَسَأَلَت أُمّ سَلَمَةَ النّبِيّص أَن يَأذَنَ لَهَا فِي المضُيِّ إِلَي مَنَاحَتِهِ فَأَذِنَ لَهَا وَ كَانَ ابنَ عَمّهَا فَقَالَت
أَنعَي الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ | أَبَا الوَلِيدِ فَتَي العَشِيرَةِ |
حاَميِ الحَقِيقَةِ مَاجِداً | يَسمُو إِلَي طَلَبِ الوَتِيرَةِ |
قَد كَانَ غَيثاً لِلسّنِينَ | وَ جَعفَراً غَدَقاً وَ مِيرَةً. |
وَ فِي تَمَامِ الحَدِيثِ فَمَا عَابَ عَلَيهَا النّبِيّص ذَلِكَ وَ لَا قَالَ شَيئاً.
ثم قال قدس سره يجوز الوقف علي النوائح لأنه فعل مباح فجاز صرف المال إليه ولخبر
يُونُسُ بنُ يَعقُوبَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع قِف مِن ماَليِ كَذَا وَ كَذَا لِنَوَادِبَ تنَدبُنُيِ عَشرَ سِنِينَ بِمِنًي أَيّامَ مِنًي
والمراد بذلك تنبيه الناس علي فضائله وإظهارها ليقتدي بها ويعلم ما كان عليها أهل هذاالبيت ليقتفي آثارهم لزوال التقية بعدالموت . والشيخ في المبسوط و ابن حمزة حرما النوح وادعي الشيخ الإجماع والظاهر أنهما أرادا النوح بالباطل أوالمشتمل علي المحرم كماقيده في النهاية و في التهذيب جعل كسبها مكروها بعدروايته أحاديث النوح . ثم أول الشهيد ره أحاديث المنع المروية من طرق المخالفين بالحمل
صفحه : 108
علي ما كان مشتملا علي الباطل أوالمحرم لأن نياحة الجاهلية كانت كذلك غالبا ثم قال المراثي المنظومة جائزة عندنا و قدسمع الأئمة ع المراثي و لم ينكروها. ثم قال روح الله روحه لايعذب الميت بالبكاء عليه سواء كان بكاء مباحا أومحرما لقوله تعالي وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري
وَ مَا فِي البخُاَريِّ وَ مُسلِمٍ فِي خَبَرِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِنّ المَيّتَ لَيُعَذّبُ بِبُكَاءِ أَهلِهِ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي إِنّ اللّهَ لَيَزِيدُ الكَافِرَ عَذَاباً بِبُكَاءِ أَهلِهِ
يُروَي أَنّ حَفصَةَ بَكَت عَلَي عُمَرَ فَقَالَ مَهلًا يَا بُنَيّةِ أَ لَم تعَلمَيِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ المَيّتَ يُعَذّبُ بِبُكَاءِ أَهلِهِ عَلَيهِ
مؤول .قيل وأحسنه أن أهل الجاهلية كانوا ينوحون ويعدون جرائمه كالقتل وشن الغارات وهم يظنونها خصالا محمودة فهو يعذب بما يبكون عليه ويشكل أن الحديث ظاهر في المنع عن البكاء بسبب استلزامه عذاب الميت بحيث ينتفي التعذيب بسبب انتفاء البكاء قضية للعلية والتعذيب بجرائمه غيرمنتف بكي عليه أو لا. وقيل لأنهم كانوا يوصون بالندب والنياحة و ذلك حمل منهم علي المعصية و هوذنب فإذاعمل بوصيتهم زيدوا عذابا ورد بأن ذنب الميت الحمل علي الحرام والأمر به فلايختلف عذابه بالامتثال وعدمه و لو كان للامتثال أثر لبقي الإشكال بحاله . وقيل لأنهم إذاندبوه يقال له كنت كمايقولون ورد بأن هذاتوبيخ وتخويف له و هونوع من العذاب فليس في هذاسوي بيان نوع التعذيب فلم يعذب بما يفعلون . و عن عائشة رحم الله ابن عمر و الله ماكذب ولكنه أخطأ أونسي إنما مر رسول الله ص بقبر يهودية وهم يبكون عليها فقال إنهم يبكون وإنها لتعذب بجرمه و في هذانسبة الراوي إلي الخطاء و هوعلة من العلل المخرجة للحديث
صفحه : 109
عن شرط الصحة. و لك أن تقول إن الباء بمعني مع أي يعذب مع بكاء أهله عليه يعني الميت يعذب بأعماله وهم يبكون عليه فما ينفعه بكاؤهم و يكون زجرا عن البكاء لعدم نفعه ويطابق الحديث الآخر.توضيح قوله لاتدعين بذل و في بعض النسخ بويل بأن تقول وا ذلاه أووا ويلاه أووا ثكلاه والثكل بالضم الموت والهلاك وفقدان الحبيب أوالولد ويحرك و لاحرب و في بعض النسخ و لاحزن بأن تقول وا حرباه أووا حزناه يقال حربه أي سلبه مامعه أي هلم الذل والويل والثكل والحرب فهذه أوان مجيئكن ووقت عروضكن . قوله و ما قلت فيه فقد صدقت أي ما قلت فيه من الكمالات فأنت صادقة لأنه كان متصفا بها أواصدقي فيما تقولين فيه و لاتقولي كذبا والأول أظهر قوله أنعي الوليد النعي خبر الموت و في القاموس المولدة بين العرب كالوليدة و ليس في بعض النسخ ابن الوليد و في نسخ التهذيب موجود والفتي الشاب الكريم ويقال فلان حامي الحقيقة إذاحمي مايحق عليه حمايته والوتر والوتيرة الجناية التي يجنيها الرجل علي غيره من قتل أونهب أوسبي والموتور ألذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه ويقال سما إلي المعالي إذاتطاول إليها والسنة القحط والجعفر النهر الصغير والكبير الواسع ضد والماء الغدق بالتحريك الكثير والميرة بالكسر الطعام يمتاره الإنسان
54-مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ طَاهِرٍ عَنِ ابنِ عُقدَةَ الحَافِظِ عَن أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَاصِمِ بنِ عُمَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُكَتَبَ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَومٌ مِن أَصحَابِهِ يُعَزّونَهُ عَنِ ابنَةٍ لَهُ فَكَتَبَ إِلَيهِم أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَيِ كِتَابُكُم تعُزَوّنيّ بِفُلَانَةَ فَعِندَ اللّهِ أَحتَسِبُهَا تَسلِيماً لِقَضَائِهِ وَ صَبراً عَلَي بَلَائِهِ أَوجَعَتنَا المَصَائِبُ وَ فَجَعَتنَا النّوَائِبُ بِالأَحِبّةِ المَألُوفَةِ التّيِ كَانَت بِنَا حَفِيّةً وَ الإِخوَانِ
صفحه : 110
المُحِبّينَ الّذِينَ كَانَ يُسَرّ بِهِمُ النّاظِرُونَ وَ تَقَرّ بِهِمُ العُيُونُ أَضحَوا قَدِ اختَرَمَتهُمُ الأَيّامُ وَ نَزَلَ بِهِمُ الحِمَامُ فَخَلّفُوا الخُلُوفَ وَ أَودَت بِهِمُ الحُتُوفُ فَهُم صَرعَي فِي عَسَاكِرِ المَوتَي مُتَجَاوِرُونَ فِي غَيرِ مَحَلّةِ التّجَاوُرِ وَ لَا صِلَاتٌ بَينَهُم وَ لَا تَزَاوُرٌ لَا يَتَلَاقَونَ عَن قُربِ جِوَارِهِم أَجسَامُهُم نَائِيَةٌ مِن أَهلِهَا خَالِيَةٌ مِن أَربَابِهَا قَد أَخشَعَهَا إِخوَانُهَا فَلَم أَرَ مِثلَ دَارِهَا دَاراً وَ لَا مِثلَ قَرَارِهَا قَرَاراً فِي بُيُوتٍ مُوحِشَةٍ وَ حُلُولٍ مُضجِعَةٍ قَد صَارَت فِي تِلكَ الدّيَارِ المُوحِشَةِ وَ خَرَجَت مِنَ الدّيَارِ المُونِسَةِ فَفَارَقتُهَا مِن غَيرِ قِلًي فَاستَودَعتُهَا لِلبِلَي وَ كَانَت أَمَةً مَملُوكَةً سَلَكَت سَبِيلًا مَسلُوكَةً صَارَ إِلَيهَا الأَوّلُونَ وَ سَيَصِيرُ إِلَيهَا الآخِرُونَ وَ السّلَامُ
بيان فعند الله أحتسبها أي أحتسب الأجر بصبري علي مصيبتها وفجعته المصيبة أي أوجعته وكذلك التفجيع والحفاوة المبالغة في السؤال عن الرجل والعناية في أمره واخترمهم الدهر أي اقتطعهم واستأصلهم والحمام بالكسر قدر الموت و قال الفيروزآبادي الخلف بالتحريك والسكون كل من يجيء بعد من مضي إلا أنه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشر و في حديث ابن مسعود ثم إنه تخلف من بعده خلوف هي جمع خلف . وأودي به الموت ذهب والحتوف بالضم جمع الحتف و هوالموت و عن في قوله عن قرب جوارهم لعلها للتعليل أي لايقع منهم الملاقاة الناشئة عن قرب الجوار بل أرواحهم يتزاورون بحسب درجاتهم وكمالاتهم و قوله ع قدأخشعها كذا في أكثر النسخ و لايناسب المقام و في بعضها بالجيم والجشع الجزع لفراق الإلف و لايبعد أن يكون تصحيف اجتنبها والحلول بالضم جمع حال من قولهم حل بالمكان أي نزل فيه ومضجعة بضم الميم من أضجعه وضع جنبه إلي الأرض و في أكثر النسخ مخضعة والقلي بالكسر البغض
55-ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن حَمزَةَ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن
صفحه : 111
أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص التّعزِيَةُ تُورِثُ الجَنّةَ
وَ عَنهُص قَالَ مَن عَزّي حَزِيناً كسُيَِ فِي المَوقِفِ حُلّةً يُحَبّرُ بِهَا
المُقنِعُ،مُرسَلًا مِثلَهُ وَ فِيهِ مَن عَزّي مُؤمِناً
الهداية،روي الخبرين معا مرسلا
تبيين روي في الكافي الخبر الأخير عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع عن النبي ص
و قال في الذكري التعزية هي تفعلة من العزاء أي الصبر يقال عزيته أي صبرته والمراد بهاطلب التسلي عن المصاب والتصبر عن الحزن والانكسار بإسناد الأمر إلي الله ونسبته إلي عدله وحكمته وذكر ماوعد الله علي الصبر مع الدعاء للميت والمصاب لتسليته عن مصيبته وهي مستحبة إجماعا و لاكراهة فيها بعدالدفن عندنا انتهي . و في النهاية التعزية مستحبة قبل الدفن وبعده بلا خلاف بين العلماء في ذلك إلاللثوري فإنه قال لاتستحب التعزية بعدالدفن و قال في التذكرة قال الشيخ التعزية بعدالدفن أفضل و هوجيد و قال المحقق في المعتبر التعزية مستحبة وأقلها أن يراه صاحب التعزية وباستحبابها قال أهل العلم مطلقا خلافا للثوري فإنه كرهها بعدالدفن ثم قال فأما رواية إسحاق بن عمار فليس بمناف لماذكرنا لاحتمال أنه يريد عندالقبر بعدالدفن أوقبله و قال الشيخ بعدالدفن أفضل و هوحق انتهي .
صفحه : 112
وأقول
رِوَايَةُ إِسحَاقَ هيَِ مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِّ وَ غَيرُهُ بِسَنَدٍ مُوَثّقٍ وَ بِسَنَدٍ آخَرَ فِيهِ ضَعفٌ عَلَي المَشهُورِ عَنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ لَيسَ التّعزِيَةُ إِلّا عِندَ القَبرِ ثُمّ يَنصَرِفُونَ لَا يَحدُثُ فِي المَيّتِ حَدَثٌ فَيَسمَعُونَ الصّوتَ
وَ روُيَِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنهُ ع قَالَ التّعزِيَةُ لِأَهلِ المُصِيبَةِ بَعدَ مَا يُدفَنُ
وَ بِسَنَدٍ مُرسَلٍ عَنهُ ع قَالَ التّعزِيَةُ الوَاجِبَةُ بَعدَ الدّفنِ
وَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ لَا يَقصُرُ عَنِ الصّحِيحِ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ رَأَيتُ مُوسَي ع يعُزَيّ قَبلَ الدّفنِ وَ بَعدَهُ
فظهر من تلك الأخبار أن التعزية مستحبة قبل الدفن وبعده و أن بعده أفضل ويستفاد من بعضها عدم استحباب استمرار المأتم والتعزية ولعله محمول علي عدم تأكد استحبابها و قدمر الكلام فيه . و قال في القاموس الحلة بالضم إزار ورداء برد أوغيره و لا يكون حلة إلا من ثوبين أوثوب له بطانة و قال فيه الحبر بالكسر الأثر أوأثر النعمة و الحسن وبالفتح السرور كالحبور والحبرة والحبر محركة وأحبره سره النعمة كالحبرة و قال تحبير الخط والشعر وغيرهما تحسينه و في النهاية الحبر بالكسر و قديفتح الجمال والهيئة الحسنة يقال حبرت الشيء تحبيرا إذاحسنته انتهي .أقول فيمكن أن يقرأ علي المجهول مشددا أي يحسن ويزين بها ومخففا أي تسير بها. وروي في الذكري يحبي بها من الحبوة وهي العطاء ثم قال وروي يحبر بها أي يسر
صفحه : 113
56- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي بِهِ مُوسَي ع رَبّهُ قَالَ يَا رَبّ مَا لِمَن عَزّي الثّكلَي قَالَ أُظِلّهُ فِي ظلِيّ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظلِيّ
بيان في القاموس ناجاه مناجاة ساره و قال الثكل بالضم الموت والهلاك وفقدان الحبيب أوالولد ويحرك و قدثكله كفرح فهو ثاكل وثكلان وهي ثاكل وثكلانة قليل وثكول وثكلي انتهي والمراد هنا المرأة التي مات ولدها أوحميمها أوالطائفة الثكلي أعم من الرجال والنساء والأول أظهر ولعل التخصيص لكون المرأة أشد جزعا وحزنا في المصائب من الرجل والإطلاق إما محمول علي الحقيقة أوالمجاز. قال في النهاية و في الحديث سبعة يظلهم الله بظلة و في حديث آخر سبعة في ظل العرش أي في ظل رحمته و قال الكرماني في شرح صحيح البخاري سبعة في ظله أضافه إليه للتشريف أي ظل عرشه أوظل طوبي أوالجنة و قال النووي في شرح صحيح مسلم وقيل الظل عبارة عن الراحة والنعيم نحو هو في عيش ظليل والمراد ظل الكرامة لاظل الشمس لأنها وسائر العالم تحت العرش وقيل أي كنه من المكاره ووهج الموقف وظاهره أنه في ظله من الحر والوهج وأنفاس الخلق و هوقول الأكثر. و يوم لاظل إلاظله أي حين دنت منهم الشمس واشتد الحر وأخذهم العرق وقيل أي لا يكون من له ظل كما في الدنيا.أقول ويؤيد أن المراد به ظل العرش مارواه فِي الكاَفيِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَن عَزّي الثّكلَي أَظَلّهُ اللّهُ فِي ظِلّ عَرشِهِ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ
صفحه : 114
1- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ وَهبٍ المصِريِّ عَن ثُؤَابَةَ بنِ مَسعُودٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ توُفُيَّ ابنٌ لِعُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَاشتَدّ حُزنُهُ عَلَيهِ حَتّي اتّخَذَ مِن دَارِهِ مَسجِداً يَتَعَبّدُ فِيهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَهُ يَا عُثمَانُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَكتُب عَلَينَا الرّهبَانِيّةَ إِنّمَا رَهبَانِيّةُ أمُتّيِ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَا عُثمَانَ بنَ مَظعُونٍ لِلجَنّةِ ثَمَانِيَةُ أَبوَابٍ وَ لِلنّارِ سَبعَةُ أَبوَابٍ أَ فَمَا يَسُرّكَ أَن لَا تأَتيَِ بَاباً مِنهَا إِلّا وَجَدتَ ابنَكَ إِلَي جَنبِكَ آخِذاً بِحُجزَتِكَ يَشفَعُ لَكَ إِلَي رَبّكَ قَالَ بَلَي فَقَالَ المُسلِمُونَ وَ لَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فِي فَرَطِنَا مَا لِعُثمَانَ قَالَ نَعَم لِمَن صَبَرَ مِنكُم وَ احتَسَبَ تَمَامَ الخَبَرِ
2- وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي عَن عَبدِ اللّهِ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَيفٍ عَن أَخِيهِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن قَدّمَ أَولَاداً يَحتَسِبُهُم عِندَ اللّهِ حَجَبُوهُ مِنَ النّارِ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
ثواب الأعمال ، عن أبيه عن عبد الله بن جعفرالحميري عن أحمد بن محمد بن عيسي مثله
صفحه : 115
توضيح قال في النهاية فيه من صام شهر رمضان إيمانا واحتسابا أي طلبا لوجه الله وثوابه والاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله احتسبه لأن له حينئذ أن يعتد عمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به والحسبة اسم من الاحتساب كالعدة من الاعتداد والاحتساب في الأعمال الصالحات و عندالمكروهات هوالبدار إلي طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر أوباستعمال أنواع البر والقيام بها علي الوجه المرسوم فيهاطلبا للثواب المرجو منها و منه الحديث من مات له ولد فاحتسبه أي احتسب الأجر بصبره علي مصيبته يقال فلان احتسب ابنا له إذامات كبيرا وافترطه إذامات صغيرا ومعناه اعتد مصيبته به في جملة بلايا الله التي يثاب علي الصبر عليها انتهي و قال في المغرب احتسب ولده معناه اعتد أجر مصابه فيما يدخر
3- الخِصَالُ، عَنِ الخَلِيلِ بنِ أَحمَدَ عَنِ المخَلدَيِّ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الأَعلَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ وَهبٍ عَن عُمَرَ بنِ الحَارِثِ عَن أَبِي غُسَانَةَ المعَاَفرِيِّ عَن عُقبَةَ بنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَثكَلَ ثَلَاثَةً مِن صُلبِهِ فَاحتَسَبَهُم عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ
4- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ البُندَارِ عَن أَبِي العَبّاسِ الحمَاّديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصّائِغِ عَن عُمَرَ بنِ سَهلٍ عَنِ الوَلِيدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الأوَزاَعيِّ عَن أَبِي سَلّامٍ الأَسوَدِ عَن أَبِي سَالِمٍ راَعيِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ خَمسٌ مَا أَثقَلَهُنّ فِي المِيزَانِ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ الوَلَدُ الصّالِحُ يُتَوَفّي لِمُسلِمٍ فَيَصبِرُ وَ يَحتَسِبُ
5-ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَيفٍ عَن أَخِيهِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ بَهرَامَ عَن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ عَن عُمَرَ بنِ عَنبَسَةَ السلّمَيِّ قَالَ
صفحه : 116
سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَيّمَا رَجُلٍ قَدّمَ ثَلَاثَةَ أَولَادٍ لَم يَبلُغُوا الحِنثَ أَوِ امرَأَةٍ قَدّمَت ثَلَاثَةَ أَولَادٍ فَهُم حُجّابٌ يَستُرُونَهُ مِنَ النّارِ
6- و منه ،بهذا الإسناد عن سيف بن عميرة عن أشعث بن سوار عن الأحنف بن قيس عن أبي ذر الغفاري رحمة الله عليه قال ما من مسلمين يقدمان عليهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلاأدخلهم الله الجنة بفضل رحمته بيان قال الشهيد الثاني قدس سره بعدإيراد الروايتين الحنث بكسر الحاء المهملة وآخره مثلثة الإثم والذنب والمعني أنهم لم يبلغوا السن ألذي يكتب عليهم فيه الذنوب قال الخليل بلغ الغلام الحنث أي جري عليه القلم و في النهاية فيه من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث أي لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجري عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث و هوالإثم و قال الجوهري مبلغ الغلام الحنث أي المعصية والطاعة
7- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ مُيَسّرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَلَدٌ وَاحِدٌ يُقَدّمُهُ الرّجُلُ أَفضَلُ مِن سَبعِينَ وَلَداً يَبقَونَ بَعدَهُ يُدرِكُونَ القَائِمَ ع
8- مُسَكّنُ الفُؤَادِ، عَن عَلِيّ بنِ مَيسَرَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَلَدٌ وَاحِدٌ يُقَدّمُهُ الرّجُلُ أَفضَلُ مِن سَبعِينَ يَخلُفُونَهُ مِن بَعدِهِ كُلّهُم قَد رَكِبَ الخَيلَ وَ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
وَ عَنهُ ع قَالَ ثَوَابُ المُؤمِنِ مِن وُلدِهِ الجَنّةُ صَبَرَ أَو لَم يَصبِر
وَ عَنهُ ع مَن أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ جَزِعَ عَلَيهَا أَو لَم يَجزَع صَبَرَ عَلَيهَا أَو لَم يَصبِر كَانَ ثَوَابُهُ مِنَ اللّهِ الجَنّةَ
إيضاح يدل علي أن الجزع لايحبط أجر المصيبة ويمكن حمله علي ما إذا لم يقل و لم يفعل مايسخط الرب عز و جل أو علي ما إذاصدر منه بغير اختياره
صفحه : 117
9- مُسَكّنُ الفُؤَادِ، عَن ثَوبَانَ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ بَخ بَخ خَمسٌ مَا أَثقَلَهُنّ فِي المِيزَانِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ سُبحَانَ اللّهِ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ الوَلَدُ الصّالِحُ يُتَوَفّي لِلمَرءِ المُسلِمِ فَيَحتَسِبُهُ
قال رحمه الله بخ بخ كلمة تقال عندالمدح والرضا بالشيء وتكرر للمبالغة وربما شددت ومعناها تفخيم الأمر وتعظيمه ومعني يحتسبه أي يجعله حسبه وكفاية عند الله عز و جل أي يحتسبه بصبره علي مصيبته بموته ورضاه بالقضاء وَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَمُرَةَ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ إنِيّ رَأَيتُ البَارِحَةَ عَجَباً فَذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلًا وَ فِيهِ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ قَد خَفّ مِيزَانُهُ فَجَاءَ أَفرَاطُهُ فَثَقّلُوا مِيزَانَهُ
قال ره الفرط بفتح الفاء والراء هو ألذي لم يدرك من الأولاد الذكور والإناث ويتقدم وفاته علي أبويه أوأحدهما يقال فرط القوم إذاتقدمهم وأصله ألذي يتقدم الركب إلي الماء يهيئ لهم أسبابه
وَ عَن سَهلِ بنِ حَنِيفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَزَوّجُوا فإَنِيّ مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ حَتّي إِنّ السّقطَ لَيَظَلّ مُحبَنطِئاً عَلَي بَابِ الجَنّةِ يُقَالُ لَهُ ادخُل يَقُولُ حَتّي يَدخُلَ أبَوَاَيَ
قال قدس سره السقط مثلث السين والكسر أكثر هو ألذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه ومحبنطئا بالهمز وتركه هوالمتغضب المستبطئ للشيء.بيان قال الجزري بعدنقل الحديث المحبنطئ بالهمز وتركه المتغضب المستبطئ للشيء وقيل هوالممتنع امتناع طلبة لاامتناع إباء يقال احبنطأت واحبنطيت والحبنطي القصير البطين والنون والهمزة والألف والياء من زوائد الإلحاق
10- المُسَكّنُ، عَن عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ النّفَسَاءُ يَجُرّهَا وَلَدُهَا يَومَ القِيَامَةِ بِسَرَرِهِ إِلَي الجَنّةِ
قال قدس سره النفساء بضم النون وفتح الفاء المرأة إذاولدت والسرر بفتح السين المهملة وكسرها ماتقطعه القابلة من سرة المولود التي هي موضع القطع
صفحه : 118
و مابقي بعدالقطع فهو السرة و كان يريد الولد ألذي لم تقطع سرته .بيان قال في النهاية السرر بضم السين وفتح الراء وقيل هوبفتح السين والراء وقيل بكسر السين و منه حديث السقط أنه يجر والديه بسرره حتي يدخلهما الجنة
11- المُسَكّنُ، عَن عُبَيدِ بنِ عُمَيرٍ الليّثيِّ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ خَرَجَ وِلدَانُ المُسلِمِينَ مِنَ الجَنّةِ بِأَيدِيهِمُ الشّرَابُ قَالَ فَيَقُولُ لَهُمُ النّاسُ اسقُونَا اسقُونَا فَيَقُولُونَ أَبَوَينَا أَبَوَينَا قَالَ حَتّي السّقطُ مُحبَنطِئاً[ عَلَي] بَابِ الجَنّةِ يَقُولُ لَا أَدخُلُ حَتّي يَدخُلَ أبَوَاَيَ
وَ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نوُديَِ فِي أَطفَالِ المُؤمِنِينَ وَ المُسلِمِينَ أَنِ اخرُجُوا مِن قُبُورِكُم فَيَخرُجُونَ مِن قُبُورِهِم ثُمّ يُنَادَي فِيهِم أَنِ امضُوا إِلَي الجَنّةِ زُمَراً فَيَقُولُونَ رَبّنَا وَ وَالِدَينَا مَعَنَا ثُمّ يُنَادَي فِيهِمُ الثّانِيَةَ أَنِ امضُوا إِلَي الجَنّةِ زُمَراً فَيَقُولُونَ رَبّنَا وَ وَالِدَينَا مَعَنَا فَيَقُولُ فِي الثّالِثَةِ وَ وَالِدَيكُم مَعَكُم فَيَثِبُ كُلّ طِفلٍ إِلَي أَبَوَيهِ فَيَأخُذُونَ بِأَيدِيهِم فَيَدخُلُونَ بِهِمُ الجَنّةَ فَهُم أَعرَفُ بِآبَائِهِم وَ أُمّهَاتِهِم يَومَئِذٍ مِن أَولَادِكُمُ الّذِينَ فِي بُيُوتِكُم
قال رحمه الله الزمر الأفواج المتفرقة بعضها في أثر بعض وقيل في زمر الذين اتقوا من الطبقات المختلفة الشهداء والزهاد والعلماء والقراء والمحدثون وغيرهم
وَ روُيَِ أَنّ رَجُلًا كَانَ يجَيِءُ بصِبَيِّ لَهُ مَعَهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَنّهُ مَاتَ فَاحتَبَسَ وَالِدُهُ عَن رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلَ عَنهُ فَقَالُوا مَاتَ صَبِيّهُ ألّذِي رَأَيتَهُ مَعَهُ فَقَالَص هَلّا آذنَتمُوُنيِ فَقُومُوا إِلَي أَخِينَا نُعَزّيهِ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ إِذَا الرّجُلُ حَزِينٌ وَ بِهِ كَآبَةٌ فَعَزّاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص كُنتُ أَرجُوهُ
صفحه : 119
لِكِبَرِ سنِيّ وَ ضعَفيِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ مَا يَسُرّكَ أَن يَكُونَ يَومَ القِيَامَةِ بِإِزَائِكَ فَيُقَالَ لَهُ ادخُلِ الجَنّةَ فَيَقُولَ يَا رَبّ وَ أبَوَاَيَ فَلَا يَزَالُ يَشفَعُ حَتّي يُشَفّعَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيكُم فَيُدخِلَكُم جَمِيعاً الجَنّةَ
قال قدس الله روحه احتبس أي تخلف عن المجيء إلي النبي ص وآذنتموني بالمد أخبرتموني والكآبة بالمد تغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن والضعف بضم المعجمة وفتحها وبإزائك أي بحذائك
وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ قَيسٍ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبدِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمَلَائِكَتِهِ أَ قَبَضتُم وَلَدَ عبَديِ فَيَقُولُونَ بِحَمدِكَ نَعَم فَيَقُولُ قَبَضتُم ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَقُولُونَ نَعَم فَيَقُولُ مَا ذَا قَالَ عبَديِ فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَ استَرجَعَ فَيَقُولُ اللّهُ ابنُوا لعِبَديِ بَيتاً فِي الجَنّةِ وَ سَمّوهُ بَيتَ الحَمدِ
بيان روي قريبا منه في الكافي عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع و قال في النهاية فيه إذامات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم قيل للولد ثمرة لأن الثمر نتيجة الشجر والولد نتيجة الأب انتهي وأقول إضافة الثمرة إلي الفؤاد أي القلب لأنه أشرف الأعضاء ولأنه محل الحب فلما كان حبه لازقا بالقلب لاينفك عنه فكأنه ثمرته و قال الطيبي ثمرة فؤاده أي نقاوة خلاصته فإن خلاصة الإنسان الفؤاد والفؤاد إنما يعتد به لما هومكان اللطيفة التي خلق لها و بهاشرفه وكرامته
12- المُسَكّنُ،روُيَِ أَنّ امرَأَةً أَتَتِ النّبِيّص وَ مَعَهَا ابنٌ لَهَا مَرِيضٌ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ أَن يشَفيَِ ابنيِ هَذَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص هَل لَكِ فَرَطٌ قَالَت نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَص فِي الجَاهِلِيّةِ أَو فِي الإِسلَامِ قَالَت بَل فِي الإِسلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص جُنّةٌ حَصِينَةٌ جُنّةٌ حَصِينَةٌ
قال رحمه الله الجنة بالضم الوقاية أي وقاية لك من النار أو من جميع الأهوال وحصينة بمعني فاعل أي محصنة لصاحبها وساترة من أن يصل
صفحه : 120
إليه شيء
وَ عَن جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن دَفَنَ ثَلَاثَةً فَصَبَرَ عَلَيهِم وَ احتَسَبَ وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ فَقَالَت أُمّ أَيمَنَ وَ اثنَينِ فَقَالَ مَن دَفَنَ اثنَينِ وَ صَبَرَ عَلَيهِمَا وَ احتَسَبَهُمَا وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ فَقَالَت أُمّ أَيمَنَ وَ وَاحِداً فَسَكَتَ وَ أَمسَكَ ثُمّ قَالَ يَا أُمّ أَيمَنَ مَن دَفَنَ وَاحِداً فَصَبَرَ عَلَيهِ وَ احتَسَبَهُ وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ
وَ عَن بُرَيدَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَعَاهَدُ الأَنصَارَ وَ يَعُودُهُم وَ يَسأَلُ عَنهُم فَبَلَغَهُ أَنّ امرَأَةً مَاتَ ابنٌ لَهَا فَجَزِعَت عَلَيهِ فَأَتَاهَا فَأَمَرَهَا بِتَقوَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ الصّبرِ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ امرَأَةٌ رَقُوبٌ لَا أَلِدُ وَ لَم يَكُن لِي وَلَدٌ غَيرُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الرّقُوبُ التّيِ يَبقَي لَهَا وَلَدُهَا ثُمّ قَالَ مَا مِنِ امرِئٍ مُسلِمٍ وَ لَا امرَأَةٍ مُسلِمَةٍ يَمُوتُ لَهَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ إِلّا أَدخَلَهُمَا الجَنّةَ فَقِيلَ لَهُ وَ اثنَانِ فَقَالَ وَ اثنَانِ
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنّهُص قَالَ لَهَا أَ مَا تُحِبّينَ أَن تَرَيِنّهُ عَلَي بَابِ الجَنّةِ وَ هُوَ يَدعُوكِ إِلَيهَا فَقَالَت بَلَي قَالَ فَإِنّهُ كَذَلِكِ
قال رحمه الله الرقوب بفتح الراء هو ألذي لايولد له و لايعيش ولده هذابحسب اللغة و قدخصه النبي ص بما ذكر
وَ عَن أَنَسٍ قَالَ وَقَفَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي مَجلِسٍ مِن بنَيِ سَلَمَةَ فَقَالَ يَا بنَيِ سَلَمَةَ مَا الرّقُوبُ فِيكُم قَالُوا ألّذِي لَا يُولَدُ لَهُ قَالَ بَل هُوَ ألّذِي لَا فَرَطَ لَهُ قَالَ مَا المُعدِمُ فِيكُم قَالُوا ألّذِي لَا مَالَ لَهُ قَالَ بَل هُوَ ألّذِي يَقدَمُ وَ لَيسَ لَهُ عِندَ اللّهِ خَيرٌ وَ نَحوَهُ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ وَ دَخَلَص عَلَي امرَأَةٍ يُعَزّيهَا بِابنِهَا فَقَالَ بلَغَنَيِ أَنّكِ جَزِعتِ جَزَعاً شَدِيداً فَقَالَت وَ مَا يمَنعَنُيِ يَا رَسُولَ اللّهِص وَ قَد ترَكَنَيِ عَجُوزاً رَقُوباً فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص لَستِ بالرّقُوبِ إِنّمَا الرّقُوبُ التّيِ تُتَوَفّي وَ لَيسَ لَهَا فَرَطٌ وَ لَا يَستَطِيعُ النّاسُ يَعُودُونَ عَلَيهَا وَ مِن أَفرَاطِهِم فَتِلكَ الرّقُوبُ
إيضاح قال الجزري فيه إنه قال ماتعدون الرقوب فيكم قالوا
صفحه : 121
ألذي لايبقي له ولد قال بل الرقوب ألذي لم يقدم من ولده شيئا الرقوب في اللغة الرجل والمرأة إذا لم يعش لهما ولد لأنه يرقب موته ويرصده خوفا عليه فنقله ص إلي ألذي لم يقدم من الولد شيئا أي يموت قبله تعريفا أن الأجر والثواب لمن قدم شيئا من الولد و إن الاعتداد به أكثر والنفع فيه أعظم و إن فقدهم و إن كان في الدنيا عظيما فإن فقد الأجر والثواب علي الصبر والتسليم للقضاء في الآخرة أعظم و إن المسلم ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه و من لم يرزق ذلك فهو كالذي لاولد له و لم يقله إبطالا لتفسيره اللغوي كما قال إنما المحروب من حرب دينه ليس علي أن من أخذ ماله غيرمحروب
13- المُسَكّنُ، عَن قَبِيصَةَ قَالَ كُنتُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص جَالِساً إِذ أَتَتهُ امرَأَةٌ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لِي فَإِنّهُ لَيسَ يَعِيشُ لِي وَلَدٌ قَالَص وَ كَم مَاتَ لَكَ وَلَدٌ قَالَت ثَلَاثَةٌ قَالَ لَقَدِ احتَظَرتَ مِنَ النّارِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ
قال قدس الله لطيفه الحظار بكسر الحاء المهملة والظاء المشالة الحظيرة تعمل للإبل من شجر لتقيها البرد والريح ومنها محظور للمحرم أي الممنوع من الدخول فيه كان عليه حظيرة تمنع من دخوله .تأييد قال في النهاية الحظيرة الموضع ألذي يحاط عليه ليأوي إليه الغنم والإبل تقيها البرد والريح و منه الحديث لاحمي في الأراك فقال له رجل أراكة في حظاري أراد الأرض التي فيهاالزرع المحاط عليها كالحظيرة وتفتح الحاء وتكسر و منه الحديث أتته امرأة فقالت يانبي الله ادع الله لي فقد دفنت ثلاثة فقال لقد احتظرت بحظار شديد من النار والاحتظار فعل الحظار أراد لقد احتميت بحمي عظيم من النار يقيك حرها ويؤمنك دخولها
14- المُسَكّنُ، عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ قَالَ مَاتَ وَلَدٌ لِدَاوُدَ ع فَحَزِنَ عَلَيهِ حَزَناً كَثِيراً فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا دَاوُدُ وَ مَا كَانَ يَعدِلُ هَذَا الوَلَدُ عِندَكَ قَالَ كَانَ يَا رَبّ يَعدِلُ عنِديِ ملِ ءَ الأَرضِ ذَهَباً قَالَ فَلَكَ عنِديِ يَومَ القِيَامَةِ ملِ ءُ الأَرضِ ثَوَاباً
وَ حَكَي الشّيخُ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ النّعمَانِ فِي كِتَابِ مِصبَاحِ الظّلَامِ عَن بَعضِ الثّقَاتِ
صفحه : 122
أَنّ رَجُلًا أَوصَي بَعضَ أَصحَابِهِ مِمّن حَجّ أَن يَقرَأَ سَلَامَهُ لِرَسُولِ اللّهِص وَ يَدفِنَ رُقعَةً مَختُومَةً أَعطَاهَا لَهُ عِندَ رَأسِهِ الشّرِيفِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَلَمّا رَجَعَ مِن حَجّهِ أَكرَمَهُ الرّجُلُ وَ قَالَ لَهُ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً لَقَد بَلّغتَ الرّسَالَةَ فَتَعَجّبَ المُبَلّغُ مِن ذَلِكَ وَ قَالَ مِن أَينَ عَلِمتَ بِتَبلِيغِهَا قَبلَ أَن أُحَدّثَكَ فَأَنشَأَ يُحَدّثُهُ قَالَ كَانَ لِي أَخٌ مَاتَ وَ تَرَكَ ابناً صَغِيراً فَرَبّيتُهُ وَ أَحسَنتُ تَربِيَتَهُ ثُمّ مَاتَ قَبلَ أَن يَبلُغَ الحُلُمَ فَلَمّا كَانَ ذَاتُ لَيلَةٍ رَأَيتُ فِي المَنَامِ أَنّ القِيَامَةَ قَد قَامَت وَ الحَشرَ قَد وَقَعَت وَ النّاسَ قَدِ اشتَدّ بِهِمُ العَطَشُ مِن شِدّةِ الجَهدِ وَ بِيَدِ ابنِ أخَيِ مَاءٌ فَالتَمَستُ أَن يسَقيِنَيِ فَأَبَي وَ قَالَ أَبِي أَحَقّ بِهِ مِنكَ فَعَظُمَ عَلَيّ ذَلِكَ وَ انتَبَهتُ فَزِعاً فَلَمّا أَصبَحتُ تَصَدّقتُ بِجُملَةِ دنَاَنيِريِ وَ سَأَلتُ اللّهَ أَن يرَزقُنَيِ وَلَداً ذَكَراً فَرَزَقَنِيهِ وَ اتّفَقَ سَفَرُكَ فَكَتَبتُ لَكَ تِلكَ الرّقعَةَ وَ مَضمُونُهَا التّوَسّلُ باِلنبّيِّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي قَبُولِهِ منِيّ رَجَاءَ أَن أَجِدَهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ فَلَم يَلبَث أَن حُمّ وَ مَاتَ وَ كَانَ ذَلِكَ يَومَ وُصُولِكَ فَعَلِمتُ أَنّكَ بَلّغتَ الرّسَالَةَ
و من كتاب النوم والرؤيا لأبي الصقر الموصلي عن علي بن الحسين بن جعفر عن أبيه عن بعض أصحابنا ممن أثق بدينه وفهمه قال أتيت المدينة ليلا فبت في بقيع الغرقد بين أربعة قبور عندها قبر محفور فرأيت في منامي أربعة أطفال قدخرجوا من تلك القبور وهم يقولون
أنعم الله بالحبيبة عينا | وبمرآك ياأميم إلينا |
عجبا ماعجبت من ضغطة القبر | ومغداك ياأميم إلينا |
فقلت إن لهذه الأبيات لشأنا وأقمت حتي طلعت الشمس فإذاجنازة قدأقبلت فقلت من هذه قالوا امرأة من المدينة فقلت اسمها أميم قالوا نعم قلت أقدمت فرطا قالوا أربعة أولاد فأخبرتهم الخبر
وَ عَنِ النّبِيّص قَالَ المَصَائِبُ مَفَاتِيحُ الأَجرِ
وَ عَنهُص قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِذَا وَجّهتُ إِلَي عَبدٍ مِن عبَيِديِ مُصِيبَةً
صفحه : 123
فِي بَدَنِهِ أَو مَالِهِ أَو وَلَدِهِ ثُمّ استَقبَلَ ذَلِكَ بِصَبرٍ جَمِيلٍ استَحيَيتُ مِنهُ يَومَ القِيَامَةِ أَن أَنصِبَ لَهُ مِيزَاناً أَو أَنشُرَ لَهُ دِيوَاناً
وَ عَن مُعَاذٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَانَ لَهُ ابنٌ وَ كَانَ عَلَيهِ عَزِيزاً وَ بِهِ ضَنِيناً وَ مَاتَ فَصَبَرَ عَلَي مُصِيبَتِهِ وَ احتَسَبَهُ أَبدَلَ اللّهُ المَيّتَ دَاراً خَيراً مِن دَارِهِ وَ قَرَاراً خَيراً مِن قَرَارِهِ وَ أَبدَلَ المُصَابَ الصّلَاةَ وَ الرّحمَةَ وَ المَغفِرَةَ وَ الرّضوَانَ
15- أَعلَامُ الدّينِ، عَنِ النّبِيّص قَالَ تجَيِءُ يَومَ القِيَامَةِ أَطفَالُ المُؤمِنِينَ عِندَ عَرضِ الخَلَائِقِ لِلحِسَابِ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي لِجَبرَئِيلَ ع اذهَب بِهَؤُلَاءِ إِلَي الجَنّةِ فَيَقِفُونَ عَلَي أَبوَابِ الجَنّةِ وَ يَسأَلُونَ عَن آبَائِهِم وَ أُمّهَاتِهِم فَتَقُولُ لَهُمُ الخَزَنَةُ آبَاؤُكُم وَ أُمّهَاتُكُم لَيسُوا كَأَمثَالِكُم لَهُم ذُنُوبٌ وَ سَيّئَاتٌ يُطَالَبُونَ بِهَا فَيَصِيحُونَ صَيحَةً بَاكِينَ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذِهِ الصّيحَةُ فَيَقُولُ أللّهُمّ أَنتَ أَعلَمُ هَؤُلَاءِ أَطفَالُ المُؤمِنِينَ يَقُولُونَ لَا نَدخُلُ الجَنّةَ حَتّي يَدخُلَ آبَاؤُنَا وَ أُمّهَاتُنَا فَيَقُولُ اللّهُ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي يَا جَبرَئِيلُ تَخَلّلِ الجَمعَ وَ خُذ بِيَدِ آبَائِهِم وَ أُمّهَاتِهِم فَأَدخِلهُم مَعَهُمُ الجَنّةَ برِحَمتَيِ
16- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ وَلَدٌ وَاحِدٌ يُقَدّمُهُ الرّجُلُ أَفضَلُ مِن سَبعِينَ وَلَداً يَبقَونَ بَعدَهُ شَاكِينَ فِي السّلَاحِ مَعَ القَائِمِ ع
بيان في النهاية الشكة بالكسر السلاح و رجل شاك السلاح وشاك في السلاح
17- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الوُلدِ فَاحتَسَبَهُم حَجَبُوهُ مِنَ النّارِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ اثنَانِ قَالَ وَ اثنَانِ
18- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن مِهرَانَ قَالَ كَتَبَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع يَشكُو إِلَيهِ مُصَابَهُ بِوَلَدِهِ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ يَختَارُ مِن مَالِ المُؤمِنِ وَ مِن وُلدِهِ أَنفَسَهُ لِيَأجُرَهُ عَلَي ذَلِكَ
صفحه : 124
وَ مِنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الوَلَدُ الصّالِحُ مِيرَاثُ اللّهِ مِنَ المُؤمِنِينَ إِذَا قَبَضَهُ
بيان الظاهر أن الضمير في قبضه راجع إلي المؤمنين أي مايصل إلي الله مما يخلفه المؤمن من أهله وماله وولده الولد الصالح لأنه ينفع لدين الله وإحياء شريعته ويحتمل كون الضمير راجعا إلي الولد كمافهمه الأكثر ولذا أوردناه في هذاالباب و لايخفي بعده إذ الميراث إنما يطلق علي مايبقي بعدالموت وأيضا التقييد بالولد الصالح لايناسب هذاالمعني
صفحه : 125
الآيات البقرةوَ لَنَبلُوَنّكُم بشِيَءٍ مِنَ الخَوفِ وَ الجُوعِ وَ نَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَ الأَنفُسِ وَ الثّمَراتِ وَ بَشّرِ الصّابِرِينَ الّذِينَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبّهِم وَ رَحمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ و قال تعالي وَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ إلي قوله وَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ وَ حِينَ البَأسِ أُولئِكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَلقمان وَ اصبِر عَلي ما أَصابَكَ إِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِالزمرإِنّما يُوَفّي الصّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍتفسيروَ لَنَبلُوَنّكُم أي ولنصيبنكم إصابة من يختبر أحوالكم هل تصبرون علي البلاء وتستسلمون للقضاءبشِيَءٍ مِنَ الخَوفِ وَ الجُوعِ أي بقليل من ذلك وإنما قلله بالإضافة إلي ماوقاهم عنه ليخفف عنهم ويريهم أن رحمته لاتفارقهم أوبالنسبة إلي مايصيب به معانديهم في الآخرةوَ نَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَ الأَنفُسِ وَ الثّمَراتِعطف علي شيء أوالخوف وقيل الخوف خوف الله والجوع صوم شهر رمضان والنقص من الأموال الزكوات والصدقات و من الأنفس الأمراض و من الثمرات موت الأولاد فإنهم ثمرات القلوب كمامر في الخبر والتعميم في
صفحه : 126
الجميع أولي .وَ بَشّرِ الصّابِرِينَالخطاب للرسول ص أولمن يتأتي منه البشارة والمصيبة تعم مايصيب الإنسان من مكروه أي أخبرهم بما لهم علي الصبر في تلك المشاق والمكاره من المثوبة الجزيلة والعاقبة الجميلة.قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَمعني إِنّا لِلّهِإقرار له بالعبودية أي نحن عبيد الله وملكه فله التصرف فينا بالحياة والموت والصحة والمرض والمالك علي الإطلاق أعلم بصلاح مملوكه واعتراض المملوك عليه من سفاهته وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَإقرار بالبعث والنشور وتسلية للنفس بأن الله تعالي عندرجوعنا إليه يثيبنا علي ماأصابنا من المكاره والآلام أحسن الثواب كماوعدنا وينتقم لنا ممن ظلمنا و فيه تسلية من جهة أخري وهي أنه إذ كان رجوعنا جميعا إلي الله و إلي ثوابه فلانبالي بافتراقنا بالموت و لاضرر علي الميت أيضا فإنه ينتقل من دار إلي دار أحسن من الأولي ورجع إلي رب كريم هومالك الدنيا والعقبي . وَ قَالَ الطبّرسِيِّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَولُنَاإِنّا لِلّهِإِقرَارٌ عَلَي أَنفُسِنَا بِالمُلكِ وَ قَولُنَاوَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَإِقرَارٌ عَلَي أَنفُسِنَا بِالهُلكِ
و في الحديث من استرجع عندالمصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا صالحا يرضاه و قال ع من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا و إن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب . والصلاة في الأصل الدعاء و من الله التزكية والثناء الجميل والمغفرة وجمعها للتنبيه علي كثرتها وتنوعها والمراد بالرحمة اللطف والإحسان وَ أُولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَللحق والصواب حيث استرجعوا وسلموا لقضاء الله .
وَ رَوَي الكلُيَنيِّ فِي الصّحِيحِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ وَ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إنِيّ جَعَلتُ الدّنيَا
صفحه : 127
بَينَ عبِاَديِ قَرضاً فَمَن أقَرضَنَيِ مِنهَا قَرضاً أَعطَيتُهُ بِكُلّ وَاحِدَةٍ عَشراً إِلَي سَبعِمِائَةِ ضِعفٍ وَ مَا شِئتُ مِن ذَلِكَ وَ مَن لَم يقُرضِنيِ مِنهَا فَأَخَذتُ مِنهُ شَيئاً قَسراً فَصَبَرَ أَعطَيتُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَو أَعطَيتُ وَاحِدَةً مِنهُنّ ملَاَئكِتَيِ لَرَضُوا بِهَا منِيّ ثُمّ تَلَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَولَ اللّهِ تَعَالَيالّذِينَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبّهِمفَهَذِهِ وَاحِدَةٌ مِن ثَلَاثِ خِصَالٍوَ رَحمَةٌاثنَتَانِوَ أُولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَثَلَاثٌ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذَا لِمَن أَخَذَ اللّهُ مِنهُ شَيئاً قَسراً
وَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِقيل البأساء البؤس والفقر والضراء الوجع والعلةوَ حِينَ البَأسِوقت القتال وجهاد العدوأُولئِكَ الّذِينَ صَدَقُوا في الدين واتباع الحق وطلب البروَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَ عن الكفر وسائر الرذائل .إِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ أي الصبر أو كل ماأمره مما عزمه الله من الأمور أي قطعه قطع إيجاب .أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ أي أجرا لايهتدي إليه حساب الحساب .أقول قدمرت سائر الآيات الواردة في الصبر في بابه في كتاب الإيمان والكفر
1-ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَا مِن مُؤمِنٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فِي الدّنيَا فَيَستَرجِعُ عِندَ مُصِيبَتِهِ حِينَ تَفجَأُهُ المُصِيبَةُ إِلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا مَضَي مِن ذُنُوبِهِ إِلّا الكَبَائِرَ التّيِ أَوجَبَ اللّهُ عَلَيهَا النّارَ قَالَ وَ كُلّمَا ذَكَرَ مُصِيبَةً فِيمَا يَستَقبِلُ مِن عُمُرِهِ فَاستَرجَعَ عِندَهَا وَ حَمِدَ اللّهَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ كُلّ ذَنبٍ اكتَسَبَهُ فِيمَا بَينَ الِاستِرجَاعِ الأَوّلِ إِلَي الِاستِرجَاعِ
صفحه : 128
الثاّنيِ إِلّا الكَبَائِرَ مِنَ الذّنُوبِ
2- وَ مِنهُ، عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ سَيفٍ عَن أَخِيهِ عَن أَبِيهِ سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أُلهِمَ الِاستِرجَاعَ عِندَ المُصِيبَةِ وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ
بيان في القاموس أرجع في المصيبة قال إنا لله وإنا إليه راجعون كرجع واسترجع
3- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي بَكرٍ عَن عَاصِمٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن صَبَرَ عَلَي مُصِيبَةٍ زَادَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عِزّاً عَلَي عِزّهِ وَ أَدخَلَهُ جَنّتَهُ مَعَ مُحَمّدٍ وَ أَهلِ بَيتِهِص
4- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ المُفَسّرِ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الحسُيَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّاصِرِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ الرّضَا عَن أَبِيهِ قَالَ نعُيَِ إِلَي الصّادِقِ ع إِسمَاعِيلُ وَ هُوَ أَكبَرُ أَولَادِهِ وَ هُوَ يُرِيدُ أَن يَأكُلَ وَ قَدِ اجتَمَعَ نُدَمَاؤُهُ فَتَبَسّمَ ثُمّ دَعَا بِطَعَامِهِ فَقَعَدَ مَعَ نُدَمَائِهِ وَ جَعَلَ يَأكُلُ أَحسَنَ مِن أَكلِهِ سَائِرَ الأَيّامِ وَ يَحُثّ نُدَمَاءَهُ وَ يَضَعُ بَينَ أَيدِيهِم وَ يَعجَبُونَ مِنهُ لَا يَرَونَ لِلحُزنِ فِي وَجهِهِ أَثَراً فَلَمّا فَرَغَ قَالُوا لَقَد رَأَينَا مِنكَ عَجَباً أُصِبتَ بِمِثلِ هَذَا الِابنِ وَ أَنتَ كَمَا نَرَي فَقَالَ مَا لِي لَا أَكُونُ كَمَا تَرَونَ وَ قَد جاَءنَيِ خَبَرُ أَصدَقِ الصّادِقِينَ أنَيّ مَيّتٌ وَ إِيّاكُم إِنّ قَوماً عَرَفُوا المَوتَ فَلَم يُنكِرُوا مَا يَخطَفُهُ المَوتُ مِنهُم وَ سَلّمُوا لِأَمرِ خَالِقِهِم عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 129
5- العُيُونُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الهَيثَمِ بنِ أَبِي مَسرُوقٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن بلُيَِ مِن شِيعَتِنَا بِبَلَاءٍ فَصَبَرَ كَتَبَ اللّهُ لَهُ مِثلَ أَجرِ أَلفِ شَهِيدٍ
بيان لعل المراد شهداء سائر الأمم
6- صِفَاتُ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَكُونُونَ مُؤمِنِينَ حَتّي تَكُونُوا مُؤتَمَنِينَ وَ حَتّي تَعُدّوا النّعمَةَ وَ الرّخَاءَ مُصِيبَةً وَ ذَلِكَ أَنّ الصّبرَ عَلَي البَلَاءِ أَفضَلُ مِنَ العَافِيَةِ عِندَ الرّخَاءِ
7- المَحَاسِنُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي عِمرَانَ عُمَرَ بنِ مُصعَبٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ العَبدُ بَينَ ثَلَاثٍ بَينَ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعمَةٍ فَعَلَيهِ لِلبَلَاءِ مِنَ اللّهِ الصّبرُ فَرِيضَةً وَ عَلَيهِ لِلقَضَاءِ مِنَ اللّهِ التّسلِيمُ فَرِيضَةً وَ عَلَيهِ لِلنّعمَةِ مِنَ اللّهِ الشّكرُ فَرِيضَةً
8- مَجَالِسُ المُفِيدِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجعِاَبيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُرَيدٍ البجَلَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ بَوّابٍ الهبِاَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَخِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ كَتَبَهُ اللّهُ مِن أَهلِ الجَنّةِ مَن كَانَ عِصمَتُهُ شَهَادَةَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص وَ مَن إِذَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعمَةٍ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ وَ مَن إِذَا أَصَابَ ذَنباً قَالَ أَستَغفِرُ اللّهَ وَ مَن إِذَا أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ قَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ
مُسَكّنُ الفُؤَادِ، عَنِ النّبِيّص قَالَأَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ كَانَ فِي نُورِ اللّهِ
صفحه : 130
الأَعظَمِ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ
9- مَجَالِسُ المُفِيدِ،بِإِسنَادِهِ إِلَي هَاشِمِ بنِ مُحَمّدٍ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ قَالَ لَمّا وَصَلَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَفَاةُ الأَشتَرِ جَعَلَ يَتَلَهّفُ وَ يَتَأَسّفُ عَلَيهِ وَ يَقُولُ لِلّهِ دَرّ مَالِكٍ لَو كَانَ مِن جَبَلٍ لَكَانَ أَعظَمَ أَركَانِهِ وَ لَو كَانَ مِن حَجَرٍ كَانَ صَلداً أَمَا وَ اللّهِ لَيَهُدّنّ مَوتُكَ فَعَلَي مِثلِكَ فَلتَبكِ البوَاَكيِ ثُمّ قَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَإنِيّ أَحتَسِبُهُ عِندَكَ فَإِنّ مَوتَهُ مِن مَصَائِبِ الدّهرِ فَرَحِمَ اللّهُ مَالِكاً قَد وَفَي بِعَهدِهِ وَقَضي نَحبَهُ وَ لقَيَِ رَبّهُ مَعَ أَنّا قَد وَطّنّا أَنفُسَنَا أَن نَصبِرَ عَلَي كُلّ مُصِيبَةٍ بَعدَ مُصَابِنَا بِرَسُولِ اللّهِص فَإِنّهَا أَعظَمُ المُصِيبَةِ
10- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِنّ فِيمَا نَاجَي اللّهُ بِهِ مُوسَي بنَ عِمرَانَ أَن يَا مُوسَي مَا خَلَقتُ خَلقاً هُوَ أَحَبّ إلِيَّ مِن عبَديَِ المُؤمِنِ وَ إنِيّ إِنّمَا أَبتَلِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعلَمُ بِمَا يُصلِحُ عبَديِ وَ ليَصبِر عَلَي بلَاَئيِ وَ ليَشكُر نعَماَئيِ وَ ليَرضَ بقِضَاَئيِ أَكتُبهُ فِي الصّدّيقِينَ عنِديِ إِذَا عَمِلَ بِمَا يرُضيِنيِ وَ أَطَاعَ أمَريِ
11- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن رِفَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا أَنّهُ قَالَ أَربَعٌ فِي التّورَاةِ وَ أَربَعٌ إِلَي جَنبِهِنّ مَن أَصبَحَ عَلَي الدّنيَا حَزِيناً أَصبَحَ سَاخِطاً عَلَي رَبّهِ وَ مَن أَصبَحَ يَشكُو مُصِيبَةً نَزَلَت بِهِ فَإِنّمَا يَشكُو رَبّهُ الحَدِيثَ
12- وَ مِنهُ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي كَهمَشٍ
صفحه : 131
عَن عَمرِو بنِ سَعِيدِ بنِ هِلَالٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أوَصنِيِ قَالَ أُوصِيكَ بِتَقوَي اللّهِ إِلَي أَن قَالَ وَ إِن نَازَعَتكَ نَفسُكَ إِلَي شَيءٍ مِن ذَلِكَ فَاعلَم أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ قُوتُهُ الشّعِيرَ وَ حَلوَاهُ التّمرَ إِذَا وَجَدَهُ وَ وَقُودُهُ السّعَفَ وَ إِذَا أُصِبتَ بِمُصِيبَةٍ فَاذكُر مُصَابَكَ بِرَسُولِ اللّهِص فَإِنّ النّاسَ لَن يُصَابُوا بِمِثلِهِ أَبَداً
13- أَعلَامُ الدّينِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِلحَارِثِ الأَعوَرِ ثَلَاثَةٌ بِهِنّ يَكمُلُ المُسلِمُ التّفَقّهُ فِي الدّينِ وَ التّقدِيرُ فِي المَعِيشَةِ وَ الصّبرُ عَلَي النّوَائِبِ
وَ مِنهُ وَ روُيَِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع سَمِعَ إِنسَاناً يَقُولُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ فَقَالَ قَولُنَاإِنّا لِلّهِإِقرَارٌ لَهُ مِنّا بِالمُلكِ وَ قَولُنَاإِنّا إِلَيهِ راجِعُونَإِقرَارٌ عَلَي أَنفُسِنَا بِالهُلكِ
14- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَقِيلَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن تَعَزّي عَنِ الدّنيَا بِثَوَابِ الآخِرَةِ فَقَد تَعَزّي عَن حَقِيرٍ بِخَطِيرٍ وَ أَعظَمُ مِن ذَلِكَ مَن عَدّ فَائِتَهُ سَلَامَةً نَالَهَا وَ غَنِيمَةً أُعِينَ عَلَيهَا
15- وَ مِنهُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ زَكَرِيّا عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي كَهمَشٍ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدِ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أُصِبتَ بِمُصِيبَةٍ فَاذكُر مُصَابَكَ بِرَسُولِ اللّهِص فَإِنّ النّاسَ لَم يُصَابُوا بِمِثلِهِ وَ لَن يُصَابُوا بِمِثلِهِ أَبَداً
16- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الجَزَعُ أَتعَبُ مِنَ الصّبرِ
صفحه : 132
وَ قَالَ النّبِيّص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَن لَم يَرضَ بقِضَاَئيِ وَ لَم يَشكُر لنِعَماَئيِ وَ لَم يَصبِر عَلَي بلَاَئيِ فَليَتّخِذ رَبّاً سوِاَيَ وَ قَالَ مَن أَصبَحَ حَزِيناً عَلَي الدّنيَا أَصبَحَ سَاخِطاً عَلَي اللّهِ وَ مَن أَصبَحَ يَشكُو مُصِيبَةً نَزَلَت بِهِ فَإِنّمَا يَشكُو اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ أَوحَي اللّهُ إِلَي عُزَيرٍ يَا عُزَيرُ إِذَا وَقَعتَ فِي مَعصِيَةٍ فَلَا تَنظُر إِلَي صِغَرِهَا وَ لَكِنِ انظُر مَن عَصَيتَ وَ إِذَا أُوتِيتَ رِزقاً منِيّ فَلَا تَنظُر إِلَي قِلّتِهِ وَ لَكِنِ انظُر إِلَي مَن أَهدَاهُ وَ إِذَا نَزَلَت إِلَيكَ بَلِيّةٌ فَلَا تَشكُ إِلَي خلَقيِ كَمَا لَا أَشكُوكَ إِلَي ملَاَئكِتَيِ عِندَ صُعُودِ مَسَاوِيكَ وَ فَضَائِحِكَ
وَ روُيَِ عَنِ الحَسَنِ البصَريِّ أَنّهُ قَالَ بِئسَ الشيّءُ الوَلَدُ إِن عَاشَ كدَنّيِ وَ إِن مَاتَ هدَنّيِ فَبَلَغَ ذَلِكَ زَينَ العَابِدِينَ ع فَقَالَ كَذَبَ وَ اللّهِ نِعمَ الشيّءُ الوَلَدُ إِن عَاشَ فَدُعَاءٌ حَاضِرٌ وَ إِن مَاتَ فَشَفِيعٌ سَابِقٌ
وَ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَقَالَ كَمَا أَمَرَهُ اللّهُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أللّهُمّ أجرُنيِ مِن مصُيِبتَيِ وَ أعَقبِنيِ خَيراً مِنهُ فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ بِهِ قَالَ فَلَمّا توُفُيَّ أَبُو سَلَمَةَ قُلتُهُ ثُمّ قُلتُ وَ مَن مِثلُ أَبِي سَلَمَةَ فأَعَقبَنَيَِ اللّهُ بِرَسُولِهِص فتَزَوَجّنَيِ
وَ قَالَ البَاقِرُ ع مَا مِن مُؤمِنٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فِي الدّنيَا فَيَستَرجِعُ عِندَ مُصِيبَتِهِ إِلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا مَضَي مِن ذُنُوبِهِ
وَ قَالَ النّبِيّص مَا مِن مُسلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ وَ إِن قَدُمَ عَهدُهَا فَأَحدَثَ لَهَا استِرجَاعاً إِلّا أَحدَثَ اللّهُ لَهُ مَنزِلَةً وَ أَعطَاهُ مِثلَ مَا أَعطَاهُ يَومَ أُصِيبَ بِهَا وَ مَا مِن نِعمَةٍ وَ إِن تَقَادَمَ عَهدُهَا تَذَكّرَهَا العَبدُ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ إِلّا جَدّدَ اللّهُ لَهُ ثَوَابَهُ كَيَومَ وَجَدَهَا وَ قَالَ إِنّ أَهلَ المُصِيبَةِ لَتَنزِلُ بِهِمُ المُصِيبَةُ فَيَجزَعُونَ فَيَمُرّ بِهِم مَارّ مِنَ النّاسِ فَيَستَرجِعُ فَيَكُونُ أَعظَمَ أَجراً مِن أَهلِهَا
صفحه : 133
وَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ عِندَ المُصِيبَةِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يَجعَل مصُيِبتَيِ فِي ديِنيِ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَو شَاءَ أَن تَكُونَ مصُيِبتَيِ أَعظَمَ مِمّا كَانَت لَكَانَت وَ كَانَ لِلصّادِقِ ع ابنٌ فَبَينَا هُوَ يمَشيِ بَينَ يَدَيهِ إِذ غَصّ فَمَاتَ فَبَكَي وَ قَالَ لَئِن أَخَذتَ لَقَد بَقّيتَ وَ لَئِنِ ابتَلَيتَ لَقَد عَافَيتَ ثُمّ حَمَلَ إِلَي النّسَاءِ فَلَمّا رَأَينَهُ صَرَخنَ فَأَقسَمَ عَلَيهِنّ أَن لَا يَصرُخنَ فَلَمّا أَخرَجَهُ لِلدّفنِ قَالَ سُبحَانَ مَن يَقتُلُ أَولَادَنَا وَ لَا نَزدَادُ لَهُ إِلّا حُبّاً فَلَمّا دَفَنَهُ قَالَ يَا بنُيَّ وَسّعَ اللّهُ فِي ضَرِيحِكَ وَ جَمَعَ بَينَكَ وَ بَينَ نَبِيّكَ وَ قَالَ ع إِنّا قَومٌ نَسأَلُ اللّهَ مَا نُحِبّ فِيمَن نُحِبّ فَيُعطِينَا فَإِذَا أَحَبّ مَا نَكرَهُ فِيمَن نُحِبّ رَضِينَا وَ قَالَ ع نَحنُ صُبّرٌ وَ شِيعَتُنَا وَ اللّهِ أَصبَرُ مِنّا لِأَنّا صَبَرنَا عَلَي مَا عَلِمنَا وَ صَبَرُوا عَلَي مَا لَم يَعلَمُوا
بيان علي ماعلمنا أي نزوله قبل وقوعه و ذلك مما يهون المصيبة أوقدر الأجر ألذي يترتب علي الصبر عليها بعلم اليقين ولعل الأول أظهر
17- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ الصّادِقُ ع يُصبِحُ المُؤمِنُ حَزِيناً وَ يمُسيِ حَزِيناً وَ لَا يُصلِحُهُ إِلّا ذَاكَ وَ سَاعَاتُ الغُمُومِ كَفّارَاتُ الذّنُوبِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن قَصُرَ عُمُرُهُ كَانَت مُصِيبَتُهُ فِي نَفسِهِ وَ مَن طَالَ عُمُرُهُ تَوَاتَرَت مَصَائِبُهُ وَ رَأَي فِي نَفسِهِ وَ أَحِبّائِهِ مَا يَسُوءُهُ
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع المُؤمِنُ صَبُورٌ فِي الشّدَائِدِ وَقُورٌ فِي الزّلَازِلِ قَنُوعٌ بِمَا أوُتيَِ لَا يَعظُمُ عَلَيهِ المَصَائِبُ وَ لَا يَحِيفُ عَلَي مُبغِضٍ وَ لَا يَأثَمُ فِي مُحِبّ النّاسُ مِنهُ فِي رَاحَةٍ وَ النّفسُ مِنهُ فِي شِدّةٍ
وَ قَالَ زَينُ العَابِدِينَ ع مَا أُصِيبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِمُصِيبَةٍ إِلّا صَلّي فِي ذَلِكَ اليَومِ أَلفَ رَكعَةٍ وَ تَصَدّقَ عَلَي سِتّينَ مِسكِيناً وَ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ قَالَ لِأَولَادِهِ إِذَا أُصِبتُم بِمُصِيبَةٍ فَافعَلُوا بِمِثلِ مَا أَفعَلُ فإَنِيّ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص هَكَذَا يَفعَلُ فَاتّبِعُوا أَثَرَ نَبِيّكُم وَ لَا تُخَالِفُوهُ فَيُخَالِفَ اللّهُ بِكُم إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ
صفحه : 134
وَ لَمَن صَبَرَ وَ غَفَرَفَإِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ ثُمّ قَالَ زَينُ العَابِدِينَ ع فَمَا زِلتُ أَعمَلُ بِعَمَلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
وَ قَالَ ع الرّضَا بِالمَكرُوهِ أَرفَعُ دَرَجَاتِ المُتّقِينَ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المَصَائِبُ بِالسّوِيّةِ مَقسُومَةٌ بَينَ البَرِيّةِ
وَ قَالَ ع مَن لَم يُنجِهِ الصّبرُ أَهلَكَهُ الجَزَعُ
وَ روُيَِ أَنّ مُوسَي ع قَالَ يَا رَبّ دلُنّيِ عَلَي عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلتُهُ نِلتُ بِهِ رِضَاكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا ابنَ عِمرَانَ إِنّ رضِاَيَ فِي كُرهِكَ وَ لَن تُطِيقَ ذَلِكَ قَالَ فَخَرّ مُوسَي ع سَاجِداً بَاكِياً فَقَالَ يَا رَبّ خصَصَتنَيِ بِالكَلَامِ وَ لَم تُكَلّم بَشَراً قبَليِ وَ لَم تدَلُنّيِ عَلَي عَمَلٍ أَنَالُ بِهِ رِضَاكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنّ رضِاَيَ فِي رِضَاكَ بقِضَاَئيِ
18- نَهجُ البَلَاغَةِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَد عَزّي الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ عَنِ ابنٍ لَهُ يَا أَشعَثُ إِن تَحزَن عَلَي ابنِكَ فَقَدِ استَحَقّت ذَلِكَ مِنكَ الرّحِمُ وَ إِن تَصبِر ففَيِ اللّهِ مِن كُلّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ يَا أَشعَثُ إِن صَبَرتَ جَرَي عَلَيكَ القَدَرُ وَ أَنتَ مَأجُورٌ وَ إِن جَزِعتَ جَرَي عَلَيكَ القَدَرُ وَ أَنتَ مَأزُورٌ سَرّكَ وَ هُوَ بَلَاءٌ وَ فِتنَةٌ وَ حَزَنَكَ وَ هُوَ ثَوَابٌ وَ رَحمَةٌ
وَ قَالَ ع عَلَي قَبرِ رَسُولِ اللّهِص سَاعَةَ دُفِنَ إِنّ الصّبرَ لَجَمِيلٌ إِلّا عَنكَ وَ إِنّ الجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلّا عَلَيكَ وَ إِنّ المُصَابَ بِكَ لَجَلِيلٌ وَ إِنّهُ قَبلَكَ وَ بَعدَكَ لَجَلَلٌ
بيان قال الجوهري الوزر الإثم والثقل قال الأخفش تقول منه وزر يوزر ووزر يزر ووزر يوزر فهو موزور وإنما قال في الحديث مأزورات لمكان مأجورات و لوأفرد لقال موزورات انتهي .
صفحه : 135
قوله ع و هوبلاء وفتنة لقوله تعالي إِنّما أَموالُكُم وَ أَولادُكُم فِتنَةٌ قوله ع لجلل قال في النهاية الجلل من الأضداد يكون للعظيم والحقير انتهي إن كل مصيبة قبلك وبعدك سهل هين بالنسبة إلي مصابك وقيل أراد به أن المصاب به قبله عظيم علي المسلمين لحذرهم منه وبعده عظيم لاختلال أمرهم وأمر الدين بفقده والأول أظهر
19- النهج ،[نهج البلاغة]سَمِعَ ع رَجُلًا يَقُولُ إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ فَقَالَ إِنّ قَولَنَاإِنّا لِلّهِإِقرَارٌ عَلَي أَنفُسِنَا بِالمُلكِ وَ قَولَنَاإِنّا إِلَيهِ راجِعُونَإِقرَارٌ عَلَي أَنفُسِنَا بِالهُلكِ
وَ قَالَ ع يَنزِلُ الصّبرُ عَلَي قَدرِ المُصِيبَةِ وَ مَن ضَرَبَ يَدَهُ عَلَي فَخِذِهِ عِندَ مُصِيبَةٍ حَبِطَ أَجرُهُ
وَ قَالَ ع مَن أَصبَحَ عَلَي الدّنيَا حَزِيناً فَقَد أَصبَحَ لِقَضَاءِ اللّهِ سَاخِطاً وَ مَن أَصبَحَ يَشكُو مُصِيبَةً نَزَلَت بِهِ فَإِنّمَا يَشكُو رَبّهُ وَ عَزّي ع قَوماً عَن مَيّتٍ مَاتَ لَهُم فَقَالَ إِنّ هَذَا الأَمرَ لَيسَ بِكُم بَدءٌ وَ لَا إِلَيكُمُ انتَهَي وَ قَد كَانَ صَاحِبُكُم هَذَا يُسَافِرُ فَعُدّوهُ فِي بَعضِ سَفَرَاتِهِ فَإِن قَدِمَ عَلَيكُم وَ إِلّا قَدِمتُم عَلَيهِ
وَ قَالَ ع مَن صَبَرَ صَبرَ الأَحرَارِ وَ إِلّا سَلَا سُلُوّ الأَغمَارِ
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَإِنّهُ ع قَالَ لِلأَشعَثِ بنِ قَيسٍ مُعَزّياً إِن صَبَرتَ صَبرَ الأَكَارِمِ
صفحه : 136
وَ إِلّا سَلَوتَ سُلُوّ البَهَائِمِ
بيان قال في القاموس سلاه و عنه كدعاه ورضيه سلوا وسلوا نسيه فتسلي و في النهاية الأغمار جمع غمر بالضم و هوالجاهل الغر ألذي لم يجرب الأمور
20- نَهجُ البَلَاغَةِ، وَ دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ ع مَن عَظّمَ صِغَارَ المَصَائِبِ ابتَلَاهُ اللّهُ بِكِبَارِهَا
بيان قوله بكبارها أي في الدنيا أوأعم من الدنيا والعقبي فإن تعظيم المصيبة يوجب الجزع الموجب للنار أولحبط الأعمال المنجية منها
21- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ،روُيَِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ الصّبرُ سِترٌ مِنَ الكُرُوبِ وَ عَونٌ عَلَي الخُطُوبِ
وَ قَالَص الصّبرُ صَبرَانِ صَبرٌ عِندَ البَلَاءِ وَ أَفضَلُ مِنهُ الصّبرُ عِندَ المَحَارِمِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن كُنُوزِ الإِيمَانِ الصّبرُ عَلَي المُصَابِ
وَ قَالَ ع الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا صَبرَ لَهُ
وَ قَالَ ع اطرَح عَنكَ الهُمُومَ بِعَزَائِمِ الصّبرِ وَ حُسنِ اليَقِينِ
وَ قَالَ ع مَن صَبَرَ سَاعَةً حُمِدَ سَاعَاتٍ
وَ قَالَ ع الصّبرُ عَلَي ثَلَاثَةِ أَوجُهٍ صَبرٌ عَلَي المَعصِيَةِ وَ صَبرٌ عَلَي المُصِيبَةِ وَ صَبرٌ عَلَي الطّاعَةِ
وَ قَالَ ع مَن جَعَلَ لَهُ الصّبرَ وَالِياً لَم يَكُن بِحَدَثٍ مُبَالِياً
22- مُسَكّنُ الفُؤَادِ،لِلشّهِيدِ الثاّنيِ قُدّسَ سِرّهُ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ تُرِيدُ وَ أُرِيدُ وَ إِنّمَا يَكُونُ مَا أُرِيدُ فَإِن سَلّمتَ لِمَا أُرِيدُ كَفَيتُكَ مَا تُرِيدُ وَ إِن لَم تُسَلّم لِمَا أُرِيدُ أَتعَبتُكَ فِيمَا تُرِيدُ ثُمّ لَا يَكُونُ إِلّا مَا أُرِيدُ
صفحه : 137
وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ الصّبرُ نِصفُ الإِيمَانِ
وَ قَالَص مِن أَقَلّ مَا أُوتِيتُمُ اليَقِينُ وَ عَزِيمَةُ الصّبرِ وَ مَن أعُطيَِ حَظّهُ مِنهُمَا لَم يُبَالِ مَا فَاتَهُ مِن قِيَامِ اللّيلِ وَ صِيَامِ النّهَارِ وَ لَأَن تَصبِرُوا عَلَي مِثلِ مَا أَنتُم عَلَيهِ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن يوُاَفيِنَيِ كُلّ امرِئٍ مِنكُم بِمِثلِ عَمَلِ جَمِيعِكُم وَ لكَنِيّ أَخَافُ أَن يُفتَحَ عَلَيكُمُ الدّنيَا بعَديِ فَيُنكِرَ بَعضُكُم بَعضاً وَ يُنكِرَكُم أَهلُ السّمَاءِ عِندَ ذَلِكَ فَمَن صَبَرَ وَ احتَسَبَ ظَفِرَ بِكَمَالِ ثَوَابِهِ ثُمّ قَرَأَما عِندَكُم يَنفَدُ وَ ما عِندَ اللّهِ باقٍ وَ لَنَجزِيَنّ الّذِينَ صَبَرُوا أَجرَهُمالآيَةَ وَ سُئِلَ ع مَا الإِيمَانُ قَالَ الصّبرُ
وَ قَالَص الصّبرُ كَنزٌ مِن كُنُوزِ الجَنّةِ
وَ قِيلَ أَوحَي اللّهُ إِلَي دَاوُدَ ع تَخَلّق بأِخَلاَقيِ وَ إِنّ مِن أخَلاَقيِ الصّبرَ
وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ لَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي الأَنصَارِ فَقَالَ أَ مُؤمِنُونَ أَنتُم فَسَكَتُوا فَقَالَ رَجُلٌ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ وَ مَا عَلَامَةُ إِيمَانِكُم فَقَالُوا نَشكُرُ عَلَي الرّخَاءِ وَ نَصبِرُ عَلَي البَلَاءِ وَ نَرضَي بِالقَضَاءِ فَقَالَ مُؤمِنُونَ وَ رَبّ الكَعبَةِ
وَ قَالَص فِي الصّبرِ عَلَي مَا نَكرَهُ خَيرٌ كَثِيرٌ
وَ قَالَ المَسِيحُ ع إِنّكُم لَا تُدرِكُونَ مَا تُحِبّونَ إِلّا بِصَبرِكُم عَلَي مَا تَكرَهُونَ
وَ قَالَ عَلِيّ ع بنُيَِ الإِيمَانُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ اليَقِينِ وَ الصّبرِ وَ الجِهَادِ وَ العَدلِ
وَ قَالَ ع الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ وَ لَا جَسَدَ لِمَن لَا رَأسَ لَهُ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا صَبرَ لَهُ
وَ قَالَ ع عَلَيكُم بِالصّبرِ فَإِنّ بِهِ يَأخُذُ الحَازِمُ وَ إِلَيهِ يَعُودُ الجَازِعُ
وَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ فِي الجَنّةِ شَجَرَةً يُقَالُ
صفحه : 138
لَهَا شَجَرَةُ البَلوَي يُؤتَي بِأَهلِ البَلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ فَلَا يُرفَعُ لَهُم دِيوَانٌ وَ لَا يُنصَبُ لَهُم مِيزَانٌ يُصَبّ عَلَيهِمُ الأَجرُ صَبّاً وَ قَرَأَإِنّما يُوَفّي الصّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ
وَ عَنهُ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَا مِن جُرعَةٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ تَعَالَي مِن جُرعَةِ غَيظٍ كَظَمَهَا رَجُلٌ أَو جُرعَةِ صَبرٍ عَلَي مُصِيبَةٍ وَ مَا مِن قَطرَةٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن قَطرَةِ دَمعٍ مِن خَشيَةِ اللّهِ أَو قَطرَةِ دَمٍ أُهَرِيقَت فِي سَبِيلِ اللّهِ
وَ عَن زَينِ العَابِدِينَ ع قَالَ إِذَا جَمَعَ اللّهُ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ ينُاَديِ مُنَادٍ أَينَ الصّابِرُونَ لِيَدخُلُوا الجَنّةَ جَمِيعاً بِغَيرِ حِسَابٍ قَالَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَتَتَلَقّاهُمُ المَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ إِلَي أَينَ يَا بنَيِ آدَمَ فَيَقُولُونَ إِلَي الجَنّةِ فَيَقُولُونَ وَ قَبلَ الحِسَابِ فَقَالُوا نَعَم قَالُوا وَ مَن أَنتُم قَالُوا الصّابِرُونَ قَالُوا وَ مَا كَانَ صَبرُكُم قَالُوا صَبَرنَا عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ صَبَرنَا عَن مَعصِيَةِ اللّهِ حَتّي تَوَفّانَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالُوا أَنتُم كَمَا قُلتُم ادخُلُوا الجَنّةَفَنِعمَ أَجرُ العامِلِينَ
وَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ ثَلَاثٌ مَن رُزِقَهُنّ فَقَد رُزِقَ خَيرَ الدّارَينِ الرّضَا بِالقَضَاءِ وَ الصّبرُ عَلَي البَلَاءِ وَ الدّعَاءُ فِي الرّخَاءِ
وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كُنتُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا غُلَامُ أَو يَا غُلَيمُ أَ لَا أُعَلّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنفَعُكَ اللّهُ بِهِنّ فَقُلتُ بَلَي فَقَالَ احفَظِ اللّهَ يَحفَظكَ احفَظِ اللّهَ تَجِدهُ أَمَامَكَ تَعَرّف إِلَي اللّهِ فِي الرّخَاءِ يَعرِفكَ فِي الشّدّةِ إِذَا سَأَلتَ فَاسأَلِ اللّهَ فَإِذَا استَعَنتَ فَاستَعِن بِاللّهِ وَ اعلَم أَنّ فِي الصّبرِ عَلَي مَا نَكرَهُ خَيراً كَثِيراً وَ أَنّ النّصرَ مَعَ الصّبرِ وَ أَنّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ وَ أَنّمَعَ العُسرِ يُسراً
وَ عَنهُ ع إِذَا أُدخِلَ الرّجُلُ القَبرَ قَامَتِ الصّلَاةُ عَن يَمِينِهِ وَ الزّكَاةُ عَن شِمَالِهِ وَ البِرّ يُظَلّلُ عَلَيهِ وَ الصّبرُ نَاحِيَةً يَقُولُ دُونَكُم صاَحبِيِ فإَنِيّ مِن وَرَائِهِ يعَنيِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَدفَعُوا عَنهُ العَذَابَ وَ إِلّا فَأَنَا أَكفِيكُم ذَلِكَ وَ أَدفَعُ عَنهُ العَذَابَ
صفحه : 139
وَ عَنهُ ع عَجَباً لِأَمرِ المُؤمِنِ إِنّ أَمرَهُ كُلّهُ لَهُ خَيرٌ وَ لَيسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلّا لِلمُؤمِنِ إِن أَصَابَتهُ سَرّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيراً لَهُ وَ إِن أَصَابَتهُ ضَرّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيراً لَهُ
وَ عَنهُص الصّبرُ خَيرُ مَركَبٍ مَا رَزَقَ اللّهُ عَبداً خَيراً لَهُ وَ لَا أَوسَعَ مِنَ الصّبرِ وَ سُئِلَص هَل مِن رَجُلٍ يَدخُلُ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ قَالَ نَعَم كُلّ رَحِيمٍ صَبُورٍ
وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الحُرّ حُرّ عَلَي جَمِيعِ أَحوَالِهِ إِن نَابَتهُ نَائِبَةٌ صَبَرَ لَهَا وَ إِن تَدَاكّت عَلَيهِ المَصَائِبُ لَم تَكسِرهُ وَ إِن أُسِرَ وَ قُهِرَ وَ استُبدِلَ بِاليُسرِ عُسراً كَمَا كَانَ يُوسُفُ الصّدّيقُ الأَمِينُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَم يَضرُر حُرّيّتَهُ أَنِ استُعبِدَ وَ قُهِرَ وَ لَم تَضرُرهُ ظُلمَةُ الجُبّ وَ وَحشَتُهُ وَ مَا نَالَهُ أَن مَنّ اللّهُ عَلَيهِ فَجَعَلَ الجَبّارَ العاَتيَِ لَهُ عَبداً بَعدَ أَن كَانَ مَالِكاً فَأَرسَلَهُ وَ رَحِمَ بِهِ أُمّهُ وَ كَذَلِكَ الصّبرُ يُعقِبُ خَيراً فَاصبِرُوا وَ وَطّئُوا أَنفُسَكُم عَلَي الصّبرِ تُؤجَرُوا
بيان النوب نزول الأمر والتداكك الازدحام قوله أن من الله أي إلي أن أو في أن من الله
23- المُسَكّنُ، عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ الصّبرُ ثَلَاثَةٌ صَبرٌ عِندَ المُصِيبَةِ وَ صَبرٌ عَلَي الطّاعَةِ وَ صَبرٌ عَنِ المَعصِيَةِ فَمَن صَبَرَ عَلَي المُصِيبَةِ حَتّي يَرُدّهَا بِحُسنِ عَزَائِهَا كَتَبَ اللّهُ لَهُ ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَينَ الدّرَجَةِ إِلَي الدّرَجَةِ كَمَا بَينَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ وَ مَن صَبَرَ عَلَي الطّاعَةِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ سِتّ مِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَينَ الدّرَجَةِ إِلَي الدّرَجَةِ كَمَا بَينَ تُخُومِ الأَرضِ إِلَي العَرشِ وَ مَن صَبَرَ عَنِ المَعصِيَةِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ تِسعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَينَ الدّرَجَةِ إِلَي الدّرَجَةِ كَمَا بَينَ تُخُومِ الأَرضِ إِلَي مُنتَهَي العَرشِ
وَ عَن أُمّ سَلَمَةَ زَوجَةِ النّبِيّص قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ
صفحه : 140
مَا مِن مُسلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أللّهُمّ أجرُنيِ فِي مصُيِبتَيِ وَ اخلُف عَلَيّ خَيراً مِنهَا إِلّا آجَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي مُصِيبَتِهِ وَ أَخلَفَ لَهُ خَيراً مِنهَا قَالَت فَلَمّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قُلتُ وَ أَيّ رَجُلٍ خَيرٌ مِن أَبِي سَلَمَةَ أَوّلِ بَيتٍ هَاجَرَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ إنِيّ قُلتُهَا فَأَخلَفَ اللّهُ لِي رَسُولَ اللّهِص قَالَت أَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص بِحَاطِبِ بنِ أَبِي بَلتَعَةَ يخَطبُنُيِ فَقُلتُ لَهُ إِنّ لِي بِنتاً وَ أَنَا غَيُورٌ فَقَالَ أَمّا بِنتُهَا فَأَدعُو اللّهَ أَن يُغنِيَهَا عَنهَا وَ أَدعُو اللّهَ أَن يَذهَبَ بِالغَيرَةِ عَنهَا وَ فِي آخَرَ قَالَت أتَاَنيِ أَبُو سَلَمَةَ يَوماً مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ سَمِعتُ مِن رَسُولِ اللّهِص قَولًا سُرِرتُ بِهِ قَالَ لَا يُصِيبُ أَحَداً مِنَ المُسلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَستَرجِعُ عِندَ مُصِيبَتِهِ فَيَقُولُ أللّهُمّ أجرُنيِ فِي مصُيِبتَيِ وَ اخلُف لِي خَيراً مِنهَا إِلّا فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَحَفِظتُ ذَلِكَ مِنهُ فَلَمّا توُفُيَّ أَبُو سَلَمَةَ استَرجَعتُ وَ قُلتُ أللّهُمّ أجرُنيِ فِي مصُيِبتَيِ وَ اخلُف لِي خَيراً مِنهُ ثُمّ رَجَعتُ إِلَي نفَسيِ فَقُلتُ مِن أَينَ لِي خَيرٌ مِن أَبِي سَلَمَةَ فَلَمّا انقَضَت عدِتّيِ استَأذَنَ عَلَيّ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنَا أَدبُغُ إِهَاباً لِي فَغَسَلتُ يدَيِ مِنَ القَرَظِ وَ أَذِنتُ لَهُ فَوَضَعتُ لَهُ وِسَادَةً مِن أَدَمٍ حَشوُهَا لِيفٌ فَقَعَدَ عَلَيهَا فخَطَبَنَيِ إِلَي نفَسيِ فَلَمّا فَرَغَ مِن مَقَالَتِهِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا بيِ إِلّا أَن يَكُونَ بِكَ الرّغبَةُ وَ لكَنِيّ امرَأَةٌ فِيّ غَيرَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَخَافُ أَن تَرَي منِيّ شَيئاً يعُذَبّنُيِ اللّهُ بِهِ وَ أَنَا امرَأَةٌ قَد دَخَلتُ فِي السّنّ وَ أَنَا ذَاتُ عِيَالٍ فَقَالَ أَمّا مَا ذَكَرتِ مِنَ السّنّ فَقَد أصَاَبنَيِ مِثلُ ألّذِي أَصَابَكِ وَ أَمّا مَا ذَكَرتِ مِنَ العِيَالِ فَإِنّمَا عِيَالُكِ عيِاَليِ قَالَت فَقَد سَلّمتُ لِرَسُولِ اللّهِص فَتَزَوّجَهَا رَسُولُ اللّهِ فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ فَقَد أبَدلَنَيَِ اللّهُ بأِبَيِ سَلَمَةَ خَيراً مِنهُ رَسُولَ اللّهِص
بيان في مصباح اللغة القرظ حب معروف يخرج في غلف كالعدس من الشجر الغضاة وبعضهم يقول القرظ ورق السلم يدبغ به الأديم و هوتسامح فإن الورق لايدبغ به وإنما يدبغ بالحب
صفحه : 141
24- المُسَكّنُ وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِلمَوتِ فَزَعاً فَإِذَا أَتَي أَحَدَكُم وَفَاةُ أَخِيهِ فَليَقُلإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَوَ إِنّا إِلي رَبّنا لَمُنقَلِبُونَ أللّهُمّ اكتُبهُ عِندَكَ مِنَ المُحسِنِينَ وَ اجعَل كِتَابَهُ فِي عِلّيّينَ وَ اخلُف عَلَي عَقِبِهِ فِي الآخِرِينَ أللّهُمّ لَا تَحرِمنَا أَجرَهُ وَ لَا تَفتِنّا بَعدَهُ
وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ فَقَالَ إِذَا ذَكَرَهَاإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَجَدّدَ اللّهُ لَهُ أَجرَهَا مِثلَ مَا كَانَ لَهُ يَومَ أَصَابَتهُ
و عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت قال لماحضرت عبادة الوفاة قال أخرجوا فراشي إلي الصحن يعني الدار ففعلوا ذلك ثم قال أجمعوا لي موالي وخدمي وجيراني و من كان يدخل علي فجمعوا فقال إن يومي هذا لاأراه إلاآخر يوم يأتي علي من الدنيا وأولي ليلة من ليالي الآخرة وإني لاأدري لعله قدفرط مني إليكم بيدي أوبلساني شيء و هو و ألذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة فأحرج علي أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلااقتص مني قبل أن تخرج نفسي فقالوا بل كنت والدا وكنت مؤدبا و ما قال لخادم سوءا قط قال أغفرتم لي ما كان من ذلك قالوا نعم قال أللهم اشهدهم ثم قال أمافاحفظوا وصيتي أحرج علي إنسان منكم يبكي فإذاخرجت نفسي فتوضئوا وأحسنوا الوضوء ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا يصلي ثم ليستغفر لعبادة ولنفسه فإن الله عز و جل قال استَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّلاةِ ثم أسرعوا بي إلي حفرتي و لاتتبعوني بنار و لاتضعوا تحتي أرجوانا بيان في النهاية في الدعاء علي مافرط مني أي سبق وتقدم و قال فيه في قتل الحيات فليحرج عليها هو أن يقول لها أنت في حرج أي ضيق إن عدت إلينا. و منه أللهم إني أحرج حق الضعيفين أي أضيقه وأحرمه علي من ظلمهما
صفحه : 142
25- المُسَكّنُ عَن ربِعيِّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ الصّبرَ وَ البَلَاءَ يَستَبِقَانِ إِلَي المُؤمِنِ فَيَأتِيهِ البَلَاءُ وَ هُوَ صَبُورٌ وَ إِنّ الجَزَعَ وَ البَلَاءَ يَستَبِقَانِ إِلَي الكَافِرِ فَيَأتِيهِ البَلَاءُ وَ هُوَ جَزُوعٌ
وَ عَن أَبِي مَيسَرَةَ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَجَاءَهُ رَجُلٌ وَ شَكَا إِلَيهِ مُصِيبَتَهُ فَقَالَ لَهُ أَمَا إِنّكَ إِن تَصبِر تُؤجَر وَ إِن لَا تَصبِر يَمضِ عَلَيكَ قَدَرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ألّذِي قَدّرَ اللّهُ عَلَيكَ وَ أَنتَ مَذمُومٌ
و كان أبوذر رضي الله عنه لايعيش له ولد فقيل له إنك امرؤ لايبقي لك ولد فقال الحمد لله ألذي يأخذهم في دار الفناء ويدخرهم في دار البقاء
وَ روُيَِ أَنّ قَوماً كَانُوا عِندَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَاستَعجَلَ خَادِماً بِشِوَاءٍ فِي التّنّورِ فَأَقبَلَ بِهِ مُسرِعاً فَسَقَطَ السّفّودُ مِن يَدِهِ عَلَي ابنٍ لَهُ ع فَأَصَابَ رَأسَهُ فَقَتَلَهُ فَوَثَبَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع فَلَمّا رَأَي ابنَهُ مَيّتاً قَالَ لِلغُلَامِ أَنتَ حُرّ لِوَجهِ اللّهِ أَمَا إِنّكَ لَم تَتَعَمّدهُ وَ أَخَذَ فِي جَهَازِ ابنِهِ
وَ رَوَي الصّدُوقُ أَنّهُ لَمّا مَاتَ ذَرّ بنُ أَبِي ذَرّ وَقَفَ عَلَي قَبرِهِ وَ مَسَحَ القَبرَ بِيَدِهِ ثُمّ قَالَ رَحِمَكَ اللّهُ يَا ذَرّ وَ اللّهِ إِن كُنتَ بيِ لَبَرّاً وَ لَقَد قُبِضتَ وَ إنِيّ عَنكَ رَاضٍ وَ اللّهِ مَا بيِ فَقدُكَ وَ لَا عَلَيّ مِن غَضَاضَةٍ وَ مَا لِي إِلَي أَحَدٍ سِوَي اللّهِ مِن حَاجَةٍ وَ لَو لَا هَولُ المُطّلَعِ لسَرَنّيِ أَن أَكُونَ مَكَانَكَ وَ قَد شغَلَنَيِ الحُزنُ لَكَ عَنِ الحُزنِ عَلَيكَ وَ اللّهِ مَا بَكَيتُ لَكَ بَل بَكَيتُ عَلَيكَ فَلَيتَ شعِريِ مَا قُلتَ وَ مَا قِيلَ لَكَ أللّهُمّ إنِيّ وَهَبتُ مَا افتَرَضتَ عَلَيهِ مِن حقَيّ فَهَب لَهُ مَا افتَرَضتَ عَلَيهِ مِن حَقّكَ فَأَنتَ أَحَقّ بِالجُودِ منِيّ وَ الكَرَمِ
بيان إن في قوله إن كنت مخففة مابي فقدك أي ليس بي غم من فقدك و لا علي بأس ومنقصة من فوتك والغضاضة الذلة والمنقصة و لو لاهول المطلع بالفتح أي مايشرف عليه من أهوال الآخرة وربما يقرأ بالكسر أي الرب تعالي
26- المُسَكّنُ، قَالَ النّبِيّص إِذَا أَحَبّ اللّهُ عَبداً ابتَلَاهُ فَإِن صَبَرَ اجتَبَاهُ وَ إِن رضَيَِ اصطَفَاهُ
صفحه : 143
وَ قَالَص أَعطُوا اللّهَ الرّضَا مِن قُلُوبِكُم تَظفَرُوا بِثَوَابِ اللّهِ تَعَالَي يَومَ فَقرِكُم وَ الإِفلَاسِ
وَ فِي أَخبَارِ مُوسَي ع أَنّهُم قَالُوا اسأَل لَنَا رَبّكَ أَمراً إِذَا نَحنُ فَعَلنَاهُ يَرضَي بِهِ عَنّا فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ قُل لَهُم يَرضَونَ عنَيّ حَتّي أَرضَي عَنهُم
وَ فِي أَخبَارِ دَاوُدَ ع مَا لأِوَليِاَئيِ وَ الهَمّ بِالدّنيَا إِنّ الهَمّ يُذهِبُ حَلَاوَةَ منُاَجاَتيِ مِن قُلُوبِهِم يَا دَاوُدُ إِنّ محَبَتّيِ مِن أوَليِاَئيِ أَن يَكُونُوا رُوحَانِيّينَ لَا يَغتَمّونَ
وَ روُيَِ أَنّ مُوسَي ع قَالَ يَا رَبّ دلُنّيِ عَلَي أَمرٍ فِيهِ رِضَاكَ عنَيّ أَعمَلهُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنّ رضِاَيَ فِي كُرهِكَ وَ أَنتَ مَا تَصبِرُ عَلَي مَا تَكرَهُ قَالَ يَا رَبّ دلُنّيِ عَلَيهِ قَالَ فَإِنّ رضِاَيَ فِي رِضَاكَ بقِضَاَئيِ
و عن ابن عباس قال أول من يدعي إلي الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله تعالي علي كل حال
وَ عَن دَاوُدَ بنِ زرُبيِّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن ذَكَرَ مُصِيبَةً وَ لَو بَعدَ حِينٍ فَقَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أللّهُمّ أجرُنيِ عَلَي مصُيِبتَيِ وَ اخلُف عَلَيّ أَفضَلَ مِنهَا كَانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ مِثلَ مَا كَانَ عِندَ أَوّلِ صَدمَةٍ
وَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ فِي مَرَضِ مَوتِهِ أَيّهَا النّاسُ أَيّمَا عَبدٍ مِن أمُتّيِ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ مِن بعَديِ فَليَتَعَزّ بِمُصِيبَتِهِ بيِ عَنِ المُصِيبَةِ التّيِ تُصِيبُهُ بغِيَريِ فَإِنّ أَحَداً مِن أمُتّيِ لَن يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بعَديِ أَشَدّ عَلَيهِ مِن مصُيِبتَيِ
وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ بِإِسنَادِهِ قَالَ لَمّا أُصِيبَ عَلِيّ ع بعَثَنَيِ الحَسَنُ إِلَي الحُسَينِ ع وَ هُوَ بِالمَدَائِنِ فَلَمّا قَرَأَ الكِتَابَ قَالَ يَا لَهَا مِن مُصِيبَةٍ مَا أَعظَمَهَا مَعَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن أُصِيبَ مِنكُم بِمُصِيبَةٍ فَليَذكُر مصُاَبيِ فَإِنّهُ لَن يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ أَعظَمَ مِنهَا
صفحه : 144
وَ رَوَي إِسحَاقُ بنُ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ يَا إِسحَاقُ لَا تَعُدّنّ مُصِيبَةً أُعطِيتَ عَلَيهَا الصّبرَ وَ استَوجَبتَ عَلَيهَا مِنَ اللّهِ الثّوَابَ إِنّمَا المُصِيبَةُ التّيِ يُحرَمُ صَاحِبُهَا أَجرَهَا وَ ثَوَابَهَا إِذَا لَم يَصبِر عِندَ نُزُولِهَا
وَ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ جَبرَئِيلُ ع يَا مُحَمّدُ عِش مَا شِئتَ فَإِنّكَ مَيّتٌ وَ أَحبِب مَن شِئتَ فَإِنّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعمَل مَا شِئتَ فَإِنّكَ مُلَاقِيهِ
بيان لعل الأمر للتسوية كقوله صاحب الحسن أو ابن سيرين أوللتهديد
27- أَعلَامُ الدّينِ، قَالَ أَبُو الحَسَنِ الثّالِثُ ع المُصِيبَةُ لِلصّابِرِ وَاحِدَةٌ وَ لِلجَازِعِ اثنَتَانِ
28- نَهجُ البَلَاغَةِ، قَالَ ع مَرَارَةُ الدّنيَا حَلَاوَةُ الآخِرَةِ وَ حَلَاوَةُ الدّنيَا مَرَارَةُ الآخِرَةِ
29- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ مَرّ عَلَي امرَأَةٍ تبَكيِ عَلَي قَبرٍ فَقَالَ لَهَا اصبرِيِ أَيّتُهَا المَرأَةُ فَقَالَت يَا هَذَا الرّجُلُ اذهَب إِلَي عَمَلِكَ فَإِنّهُ ولَدَيِ وَ قُرّةُ عيَنيِ فَمَضَي رَسُولُ اللّهِص وَ تَرَكَهَا وَ لَم تَكُنِ المَرأَةُ عَرَفَتهُ فَقِيلَ لَهَا إِنّهُ رَسُولُ اللّهِ فَقَامَت تَشتَدّ حَتّي لَحِقَتهُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ لَم أَعرِفكَ فَهَل لِي مِن أَجرٍ إِن صَبَرتُ قَالَ الأَجرُ مَعَ الصّدمَةِ الأُولَي
وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَ إِيّاكَ وَ الجَزَعَ فَإِنّهُ يَقطَعُ الأَمَلَ وَ يُضَعّفُ العَمَلَ وَ يُورِثُ الهَمّ وَ اعلَم أَنّ المَخرَجَ فِي أَمرَينِ مَا كَانَت فِيهِ حِيلَةٌ فَالِاحتِيَالُ وَ مَا لَم تَكُن فِيهِ حِيلَةٌ فَالِاصطِبَارُ
وَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ مَرّ عَلَي قَومٍ مِنَ الأَنصَارِ فِي بَيتٍ فَسَلّمَ عَلَيهِم وَ وَقَفَ فَقَالَ كَيفَ أَنتُم قَالُوا مُؤمِنُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَ فَمَعَكُم بُرهَانُ ذَلِكَ قَالُوا
صفحه : 145
نَعَم قَالَ هَاتُوا قَالُوا نَشكُرُ اللّهَ فِي الرّخَاءِ وَ نَصبِرُ عَلَي البَلَاءِ وَ نَرضَي بِالقَضَاءِ قَالَ أَنتُم إِذَا أَنتُم
30- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ كَانَ فِي نُورِ اللّهِ الأَعظَمِ مَن كَانَ عِصمَةُ أَمرِهِ شَهَادَةَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ وَ مَن إِذَا أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ قَالَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ وَ مَن إِذَا أَصَابَ خَيراً قَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ مَن إِذَا أَصَابَ خَطِيئَةً قَالَ أَستَغفِرُ اللّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ
وَ مِنهُ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لَن تَكُونُوا مُؤمِنِينَ حَتّي تَعُدّوا البَلَاءَ نِعمَةً وَ الرّخَاءَ مُصِيبَةً وَ ذَلِكَ أَنّ الصّبرَ عَلَي البَلَاءِ أَفضَلُ مِنَ الغَفلَةِ عِندَ الرّخَاءِ
وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا مِن عَبدٍ أعُطيَِ قَلباً شَاكِراً وَ لِسَاناً ذَاكِراً وَ جَسَداً فِي البَلَاءِ صَابِراً وَ زَوجَةً صَالِحَةً إِلّا وَ قَد أعُطيَِ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ
31- جَوَامِعُ الجَوَامِعِ، عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا نُشِرَتِ الدّوَاوِينُ وَ نُصِبَتِ المَوَازِينُ لَم يُنصَب لِأَهلِ البَلَاءِ مِيزَانٌ وَ لَم يُنشَر لَهُم دِيوَانٌ وَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَإِنّما يُوَفّي الصّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ
32-الإِقبَالُ،لِلسّيّدِ بنِ طَاوُسٍ عَن شَيخِ الطّائِفَةِ عَنِ المُفِيدِ وَ ابنِ الغضَاَئرِيِّ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ وَ عَنِ الشّيخِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مُوسَي الأهَواَزيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ القطَوَاَنيِّ عَن حُسَينِ بنِ أَيّوبَ الخثَعمَيِّ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ عَن عَطِيّةَ بنِ نَجِيحِ بنِ مُطَهّرٍ الراّزيِّ وَ
صفحه : 146
إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ الصيّرفَيِّ قَالَا مَعاً إِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع كَتَبَ إِلَي عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ حِينَ حُمِلَ هُوَ وَ أَهلُ بَيتِهِ يُعَزّيهِ عَمّا صَارَ إِلَيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ إِلَي الخَلَفِ الصّالِحِ وَ الذّرّيّةِ الطّيّبَةِ مِن وُلدِ أَخِيهِ وَ ابنِ عَمّهِ أَمّا بَعدُ فَلَئِن كُنتَ قَد تَفَرّدتَ أَنتَ وَ أَهلُ بَيتِكَ مِمّن حُمِلَ مَعَكَ بِمَا أَصَابَكُم مَا انفَرَدتَ بِالحُزنِ وَ الغَيظِ وَ الكَآبَةِ وَ أَلِيمِ وَجَعِ القَلبِ دوُنيِ فَلَقَد ناَلنَيِ مِن ذَلِكَ مِنَ الجَزَعِ وَ القَلَقِ وَ حَرّ المُصِيبَةِ مِثلُ مَا نَالَكَ وَ لَكِن جَرَت إِلَي مَا أَمَرَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ بِهِ المُتّقِينَ مِنَ الصّبرِ وَ حُسنِ العَزَاءِ حِينَ يَقُولُ لِنَبِيّهِص وَ اصبِر لِحُكمِ رَبّكَ فَإِنّكَ بِأَعيُنِنا وَ حِينَ يَقُولُفَاصبِر لِحُكمِ رَبّكَ وَ لا تَكُن كَصاحِبِ الحُوتِ وَ حِينَ يَقُولُ لِنَبِيّهِص حِينَ مُثّلَ بِحَمزَةَوَ إِن عاقَبتُم فَعاقِبُوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَ لَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصّابِرِينَ وَ صَبَرَص وَ لَم يُعَاقِب وَ حِينَ يَقُولُوَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها لا نَسئَلُكَ رِزقاً نَحنُ نَرزُقُكَ وَ العاقِبَةُ لِلتّقوي وَ حِينَ يَقُولُالّذِينَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبّهِم وَ رَحمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ وَ حِينَ يَقُولُإِنّما يُوَفّي الصّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ وَ حِينَ يَقُولُ لُقمَانُ لِابنِهِوَ اصبِر عَلي ما أَصابَكَ إِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ وَ حِينَ يَقُولُ عَن مُوسَيقالَ مُوسي لِقَومِهِ استَعِينُوا بِاللّهِ وَ اصبِرُوا إِنّ الأَرضَ لِلّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ وَ حِينَ يَقُولُالّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا
صفحه : 147
الصّالِحاتِ وَ تَواصَوا بِالحَقّ وَ تَواصَوا بِالصّبرِ وَ حِينَ يَقُولُثُمّ كانَ مِنَ الّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوا بِالصّبرِ وَ تَواصَوا بِالمَرحَمَةِ وَ حِينَ يَقُولُوَ لَنَبلُوَنّكُم بشِيَءٍ مِنَ الخَوفِ وَ الجُوعِ وَ نَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَ الأَنفُسِ وَ الثّمَراتِ وَ بَشّرِ الصّابِرِينَ وَ حِينَ يَقُولُوَ كَأَيّن مِن نبَيِّ قاتَلَ مَعَهُ رِبّيّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُم فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا استَكانُوا وَ اللّهُ يُحِبّ الصّابِرِينَ وَ حِينَ يَقُولُوَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وَ حِينَ يَقُولُوَ اصبِر حَتّي يَحكُمَ اللّهُ وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَ وَ أَمثَالُ ذَلِكَ مِنَ القُرآنِ كَثِيرٌ وَ اعلَم أَي عَمّ وَ ابنَ عَمّ أَنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ لَم يُبَالِ بِضُرّ الدّنيَا لِوَلِيّهِ سَاعَةً قَطّ وَ لَا شَيءَ أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الضّرّ وَ الجَهدِ وَ البَلَاءِ مَعَ الصّبرِ وَ أَنّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يُبَالِ بِنَعِيمِ الدّنيَا لِعَدُوّهِ سَاعَةً قَطّ وَ لَو لَا ذَلِكَ مَا كَانَ أَعدَاؤُهُ يَقتُلُونَ أَولِيَاءَهُ وَ يُخِيفُونَهُم وَ يَمنَعُونَهُم وَ أَعدَاؤُهُ آمِنُونَ مُطمَئِنّونَ عَالُونَ ظَاهِرُونَ قَاهِرُونَ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا قُتِلَ زَكَرِيّا وَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ظُلماً وَ عُدوَاناً فِي بغَيِّ مِنَ البَغَايَا وَ لَو لَا ذَلِكَ مَا قُتِلَ جَدّكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لِمَا قَامَ بِأَمرِ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ ظُلماً وَ عَمّكَ الحُسَينُ بنُ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا اضطِهَاداً وَ عُدوَاناً وَ لَو لَا ذَلِكَ مَا قَالَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ فِي كِتَابِهِوَ لَو لا أَن يَكُونَ النّاسُ أُمّةً واحِدَةً لَجَعَلنا لِمَن يَكفُرُ بِالرّحمنِ لِبُيُوتِهِم سُقُفاً مِن فِضّةٍ وَ مَعارِجَ عَلَيها يَظهَرُونَ
صفحه : 148
وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا قَالَ فِي كِتَابِهِأَ يَحسَبُونَ أَنّما نُمِدّهُم بِهِ مِن مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُم فِي الخَيراتِ بَل لا يَشعُرُونَ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ لَو لَا أَن يَحزَنَ المُؤمِنُ لَجَعَلتُ لِلكَافِرِ عِصَابَةً مِن حَدِيدٍ لَا يُصَدّعُ رَأسُهُ أَبَداً وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ أَنّ الدّنيَا لَا تسُاَويِ عِندَ اللّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَ لَو لَا ذَلِكَ مَا سَقَي كَافِراً مِنهَا شَربَةً مِن مَاءٍ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ لَو أَنّ مُؤمِناً عَلَي قُلّةِ جَبَلٍ لَابتَعَثَ اللّهُ لَهُ كَافِراً أَو مُنَافِقاً يُؤذِيهِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ أَنّهُ إِذَا أَحَبّ اللّهُ قَوماً أَو أَحَبّ عَبداً صَبّ عَلَيهِ البَلَاءَ صَبّاً فَلَا يَخرُجُ مِن غَمّ إِلّا وَقَعَ فِي غَمّ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ مَا مِن جُرعَتَينِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يُجَرّعَهُمَا عَبدَهُ المُؤمِنَ فِي الدّنيَا مِن جُرعَةِ غَيظٍ كَظَمَ عَلَيهَا وَ جُرعَةِ حُزنٍ عِندَ مُصِيبَةٍ صَبَرَ عَلَيهَا بِحُسنِ عَزَاءٍ وَ احتِسَابٍ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا كَانَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِ يَدعُونَ عَلَي مَن ظَلَمَهُم بِطُولِ العُمُرِ وَ صِحّةِ البَدَنِ وَ كَثرَةِ المَالِ وَ الوَلَدِ وَ لَو لَا ذَلِكَ مَا بَلَغَنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا خَصّ رَجُلًا بِالتّرَحّمِ عَلَيهِ وَ الِاستِغفَارِ استُشهِدَ فَعَلَيكُم يَا عَمّ وَ ابنَ عَمّ وَ بنَيِ عمُوُمتَيِ وَ إخِوتَيِ بِالصّبرِ وَ الرّضَا وَ التّسلِيمِ وَ التّفوِيضِ إِلَي اللّهِ جَلّ وَ عَزّ وَ الرّضَا وَ الصّبرِ عَلَي قَضَائِهِ وَ التّمَسّكِ بِطَاعَتِهِ وَ النّزُولِ عِندَ أَمرِهِ أَفرَغَ اللّهُ عَلَينَا وَ عَلَيكُمُ الصّبرَ وَ خَتَمَ لَنَا وَ لَكُم بِالأَجرِ وَ السّعَادَةِ وَ أَنقَذَكُم وَ إِيّانَا مِن كُلّ هَلَكَةٍ بِحَولِهِ وَ قُوّتِهِإِنّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي صَفوَتِهِ مِن خَلقِهِ مُحَمّدٍ النّبِيّ وَ أَهلِ بَيتِهِ
مسكن الفؤاد،بالسند الأول من السندين مثله
صفحه : 149
1-مسكن الفؤاد،للشهيد الثاني رفع الله درجته قال أسند أبوالعباس بن مسروق عن الأوزاعي قال حدثنابعض الحكماء قال خرجت و أناأريد الرباط حتي إذاكنت بعريش مصر إذا أنابمظلة و فيها رجل قدذهبت عيناه واسترسلت يداه ورجلاه و هو يقول لك الحمد سيدي ومولاي أللهم إني أحمدك حمدا يوافي محامد خلقك كفضلك علي سائر خلقك إذ فضلتني علي كثير ممن خلقت تفضيلا فقلت و الله لأسألنه أعلمه أوألهمه إلهاما فدنوت منه وسلم عليه فرد علي السلام فقلت له رحمك الله إني أسألك عن شيء أتخبرني به أم لا فقال إن كان عندي منه علم أخبرتك به فقلت رحمك الله علي أي فضيلة من فضائله تشكره فقال أ و ليس تري ما قدصنع بي فقلت بلي فقال و الله لو أن الله تبارك و تعالي صب علي نارا تحرقني وأمر الجبال فدمرتني وأمر البحار فغرقتني وأمر الأرض فخسفت بي ماازددت فيه سبحانه إلاحبا و لاازددت له إلاشكرا و إن لي إليك حاجة تقضيها لي فقلت نعم قل ماتشاء فقال بني لي كان يتعاهدني أوقات صلاتي ويطعمني عندإفطاري و قدفقدته منذ أمس فانظر هل تجده لي قال فقلت في نفسي إن في قضاء حاجته لقربة إلي الله عز و جل فقمت وخرجت في طلبه حتي إذاصرت بين كثبان الرمال إذا أنابسبع قدافترس الغلام يأكله فقلت إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَكيف آتي هذاالعبد الصالح بخبر ابنه قال فأتيته وسلمت عليه فرد علي السلام فقلت يرحمك الله إن سألتك عن شيءتخبرني به فقال إن كان عندي منه علم أخبرتك به قال
صفحه : 150
قلت إنك أكرم علي الله عز و جل وأقرب منزلة أونبي الله أيوب صلوات الله وسلامه عليه فقال بل أيوب أكرم علي الله تعالي مني وأعظم عند الله منزلة مني فقلت إنه ابتلاه الله تعالي فصبر حتي استوحش منه من كان يأنس به و كان غرضا لمرار الطريق واعلم أن ابنك ألذي أخبرتني به وسألتني أن أطلبه لك افترسه السبع فأعظم الله أجرك فيه فقال الحمد لله ألذي لم يجعل في قلبي حسرة من الدنيا ثم شهق شهقة وسقط علي وجهه فجلست ساعة ثم حركته فإذا هوميت فقلت إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَكيف أعمل في أمره و من يعينني علي غسله وكفنه وحفر قبره ودفنه فبينما أناكذلك إذا أنابركب يريدون الرباط فأشرت إليهم فأقبلوا نحوي حتي وقفوا علي فقالوا ما أنت و ما هذافأخبرتهم بقصتي فعقلوا رواحلهم وأعانوني حتي غسلناه بماء البحر وكفناه بأثواب كانت معهم وتقدمت فصليت عليه مع الجماعة ودفناه في مظلته وجلست عندقبره آنسا به أقرأ القرآن إلي أن مضي من الليل ساعة فغفوت غفوة فرأيت صاحبي في أحسن صورة وأجمل زي في روضة خضراء عليه ثياب خضر قائما يتلو القرآن فقلت له ألست بصاحبي قال بلي قلت فما ألذي صيرك إلي ماأري فقال اعلم أنني وردت مع الصابرين لله عز و جل في درجة لم ينالوها إلابالصبر علي البلاء والشكر عندالرخاء فانتبهت وَ روُيَِ فِي عُيُونِ المَجَالِسِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ قُرّةَ قَالَ
كَانَ أَبُو طَلحَةَ يُحِبّ ابنَهُ حُبّاً شَدِيداً فَمَرِضَ فَخَافَت أُمّ سُلَيمٍ عَلَي أَبِي طَلحَةَ الجَزَعَ حِينَ قُربِ مَوتِ الوَلَدِ فَبَعَثَتهُ إِلَي النّبِيّص فَلَمّا خَرَجَ أَبُو طَلحَةَ مِن دَارِهِ توُفُيَّ الوَلَدُ فَسَجّتهُ أُمّ سُلَيمٍ بِثَوبٍ وَ عَزَلَتهُ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ البَيتِ ثُمّ تَقَدّمَت إِلَي أَهلِ بَيتِهَا وَ قَالَت لَهُم لَا تُخبِرُوا أَبَا طَلحَةَ بشِيَءٍ ثُمّ إِنّهَا صَنَعَت طَعَاماً ثُمّ مَسّت شَيئاً مِنَ الطّيبِ فَجَاءَ أَبُو طَلحَةَ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ مَا فَعَلَ ابنيِ فَقَالَت لَهُ هَدَأَت
صفحه : 151
نَفسُهُ ثُمّ قَالَ هَل لَنَا مَا نَأكُلُ فَقَامَت فَقَرّبَت إِلَيهِ الطّعَامَ ثُمّ تَعَرّضَت لَهُ فَوَقَعَ عَلَيهَا فَلَمّا اطمَأَنّ قَالَت لَهُ يَا أَبَا طَلحَةَ أَ تَغضَبُ مِن وَدِيعَةٍ كَانَت عِندَنَا فَرَدَدنَاهَا إِلَي أَهلِهَا فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ لَا فَقَالَتِ ابنُكَ كَانَ عِندَنَا وَدِيعَةً فَقَبَضَهُ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ أَبُو طَلحَةَ فَأَنَا أَحَقّ بِالصّبرِ مِنكِ ثُمّ قَامَ مِن مَكَانِهِ فَاغتَسَلَ وَ صَلّي رَكعَتَينِ ثُمّ انطَلَقَ إِلَي النّبِيّص فَأَخبَرَهُ بِصَنِيعِهَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص فَبَارَكَ اللّهُ لَكُمَا فِي وَقعَتِكُمَا ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ فِي أمُتّيِ مِثلَ صَابِرَةِ بنَيِ إِسرَائِيلَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا كَانَ مِن خَبَرِهَا فَقَالَ كَانَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ امرَأَةٌ وَ كَانَ لَهَا زَوجٌ وَ لَهَا مِنهُ غُلَامَانِ فَأَمَرَهَا بِطَعَامٍ لِيَدعُوَ عَلَيهِ النّاسَ فَفَعَلَت وَ اجتَمَعَ النّاسُ فِي دَارِهِ فَانطَلَقَ الغُلَامَانِ يَلعَبَانِ فَوَقَعَا فِي بِئرٍ كَانَت فِي الدّارِ فَكَرِهَت أَن تُنَغّصَ عَلَي زَوجِهَا الضّيَافَةَ فَأَدخَلَتهُمَا البَيتَ وَ سَجّتهُمَا بِثَوبٍ فَلَمّا فَرَغُوا دَخَلَ زَوجُهَا فَقَالَ أَينَ ابناَيَ قَالَت هُمَا فِي البَيتِ وَ إِنّهَا كَانَت تَمَسّحَت بشِيَءٍ مِنَ الطّيبِ وَ تَعَرّضَت لِلرّجُلِ حَتّي وَقَعَ عَلَيهَا ثُمّ قَالَ أَينَ ابناَيَ قَالَت هُمَا فِي البَيتِ فَنَادَاهُمَا أَبُوهُمَا فَخَرَجَا يَسعِيَانِ فَقَالَتِ المَرأَةُ سُبحَانَ اللّهِ وَ اللّهِ لَقَد كَانَا مَيّتَينِ وَ لَكِنّ اللّهَ تَعَالَي أَحيَاهُمَا ثَوَاباً لصِبَريِ
وقريب من هذا مارويناه في دلائل النبوة عن أنس بن مالك قال دخلنا علي رجل من الأنصار و هومريض فلم نبرح حتي قضي فبسطنا عليه ثوبا وأم له عجوز كبيرة عندرأسه فقلنا لها يا هذااحتسبي مصيبتك علي الله عز و جل فقالت ومات ابني قلنا نعم قالت حقا تقولون قلنا نعم قال فمدت يدها فقالت أللهم إنك تعلم أني أسلمت لك وهاجرت إلي رسولك رجاء أن تعينني عند كل شدة ورخاء فلاتحمل علي هذه المصيبة اليوم فكشف الثوب عن وجهه ثم مابرحنا حتي طعمنا معه قال قدس سره و هذاالدعاء من المرأة رحمها الله إدلال علي الله واستيناس منه يقع للمحبين كثيرا فيقبل دعاءهم و إن كان في التذكير بنحو ذلك
صفحه : 152
مايظهر منه قلة الأدب لووقع عن غيرهم ولذلك بحث طويل وشواهد من الكتاب والسنة يخرج ذكره عن مناسبة المقام و قال أبان بن تغلب دخلت علي امرأة و قدنزل بابنها الموت فقامت إليه فغمضته وسجته ثم قالت يابني ماالجزع فيما لايزول و ماالبكاء فيما ينزل بك غدا يابني تذوق ماذاق أبوك وستذوقه من بعدك أمك و إن أعظم الراحة لهذا الجسد النوم والنوم أخو الموت فما عليك إن كنت نائما علي فراشك أو علي غيره و إن غدا السؤال والجنة أوالنار فإن كنت من أهل الجنة فما ضرك الموت و إن كنت من أهل النار فما ينفعك الحياة و لوكنت أطول الناس عمرا يابني لو لا أن الموت أشرف الأشياء لابن آدم لماأمات الله نبيه ص وأبقي عدوه إبليس و عن مسلم بن يسار قال قدمت البحرين فأضافتني امرأة لها بنون ورقيق ومال ويسار وكنت أراها محزونة فغبت عنها مدة طويلة ثم أتيتها فلم أر ببابها إنسا فاستأذنت عليها فإذاهي ضاحكة مسرورة فقلت لها ماشأنك قالت إنك لماغبت عنا لم نرسل شيئا في البحر إلاغرق و لا في البر شيئا إلاعطب وذهب الرقيق ومات البنون فقلت لها يرحمك الله رأيتك محزونة في ذلك اليوم ومسرورة في هذااليوم فقالت نعم إني لماكنت فيما كنت فيه من سعة الدنيا خشيت أن يكون الله قدعجل لي حسناتي في الدنيا فلما ذهب مالي وولدي ورقيقي رجوت أن يكون الله قدذخر لي عنده شيئا و عن بعضهم قال خرجت أنا وصديق لي إلي البادية فضللنا الطريق فإذانحن بخيمة عن يمين الطريق فقصدنا نحوها فسلمنا فإذابامرأة ترد علينا السلام وقالت من أنتم قلنا ضالون فأتيناكم فاستأنسنا بكم فقالت ياهؤلاء ولوا وجوهكم عني حتي أقضي من حقكم ماأنتم له أهل ففعلنا فألقت لنا مسحا فقالت اجلسوا عليه إلي أن يأتي ابني ثم جعلت ترفع طرف الخيمة و
صفحه : 153
تردها إلي أن رفعته مرة فقالت أسأل الله بركة المقبل أماالبعير فبعير ابني و أماالراكب فليس هو به قال فوقف الراكب عليها و قال ياأم عقيل عظم الله أجرك في عقيل ولدك فقالت له ويحك مات قال نعم قالت و ماسبب موته قال ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر فقالت انزل واقض ذمام القوم ودفعت إليه كبشا فذبحه وأصلحه وقرب إلينا الطعام فجعلنا نأكل ونتعجب من صبرها فلما فرغنا خرجت إلينا وقالت ياقوم هل فيكم من يحسن من كتاب الله شيئا فقلت نعم قالت فاقرأ علي آيات أتعزي بها عن ولدي فقلت يقول الله عز و جل وَ بَشّرِ الصّابِرِينَ الّذِينَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبّهِم وَ رَحمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَقالت بالله إنها في كتاب الله هكذا قلت و الله إنها لفي كتاب الله هكذا فقالت السلام عليكم ثم صفت قدميها وصلت ركعات ثم قالت أللهم إني قدفعلت ماأمرتني به فأنجز لي ماوعدتني به و لوبقي أحد لأحد قال فقلت في نفسي لبقي ابني لحاجتي إليه فقالت لبقي محمدص لأمته فخرجت و أناأقول مارأيت أكمل منها و لاأجزل ذكرت ربها بأكمل خصاله وأجمل خلاله ثم إنها لماعلمت أن الموت لامدفع له و لامحيص عنه و إن الجزع لايجدي نفعا والبكاء لايرد هالكا رجعت إلي الصبر الجميل واحتسبت ابنها عند الله ذخيرة نافعة ليوم الفقر والفاقة
وَ روُيَِ أَنّ يُونُسَ ع قَالَ لِجَبرَئِيلَ ع دلُنّيِ عَلَي أَعبَدِ أَهلِ الأَرضِ فَدَلّهُ عَلَي رَجُلٍ قَد قَطَعَ الجُذَامُ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ ذَهَبَ بِبَصَرِهِ وَ سَمعِهِ وَ هُوَ يَقُولُ متَعّتنَيِ بِهَا مَا شِئتَ وَ سلَبَتنَيِ مَا شِئتَ وَ أَبقَيتَ لِي فِيكَ الأَمَلَ يَا بَرّ يَا وَصُولُ
وَ روُيَِ أَنّ عِيسَي ع مَرّ بِرَجُلٍ أَعمَي أَبرَصَ مُقعَدٍ مَضرُوبِ الجَنبَينِ بِالفَالِجِ وَ قَد تَنَاثَرَ لَحمُهُ مِنَ الجُذَامِ وَ هُوَ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي عاَفاَنيِ مِمّا
صفحه : 154
ابتَلَي بِهِ كَثِيراً مِن خَلقِهِ فَقَالَ لَهُ عِيسَي ع يَا هَذَا وَ أَيّ شَيءٍ مِنَ البَلَاءِ أَرَاهُ مَصرُوفاً عَنكَ فَقَالَ يَا رُوحَ اللّهِ أَنَا خَيرٌ مِمّن لَم يَجعَلِ اللّهُ فِي قَلبِهِ مَا جَعَلَ فِي قلَبيِ مِن مَعرِفَتِهِ فَقَالَ لَهُ صَدَقتَ هَاتِ يَدَكَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ أَحسَنُ النّاسِ وَجهاً وَ أَفضَلُهُم هَيئَةً قَد أَذهَبَ اللّهُ عَنهُ مَا كَانَ بِهِ فَصَحِبَ عِيسَي ع وَ تَعَبّدَ مَعَهُ
وَ روُيَِ أَنّهُ كَانَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ فَقِيهٌ عَابِدٌ عَالِمٌ مُجتَهِدٌ وَ كَانَت لَهُ امرَأَةٌ وَ كَانَ بِهَا مُعجَباً فَمَاتَت فَوَجَدَ عَلَيهَا وَجداً شَدِيداً حَتّي خَلَا فِي بَيتٍ وَ أَغلَقَ عَلَي نَفسِهِ وَ احتَجَبَ عَنِ النّاسِ فَلَم يَكُن يَدخُلُ عَلَيهِ أَحَدٌ ثُمّ إِنّ امرَأَةً مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ سَمِعَت بِهِ فَجَاءَتهُ فَقَالَت لِي إِلَيهِ حَاجَةٌ أَستَفتِيهِ فِيهَا لَيسَ يجُزئِنُيِ إِلّا أَن أُشَافِهَهُ بِهَا فَذَهَبَ النّاسُ وَ لَزِمَتِ البَابَ فَأُخبِرَ فَأَذِنَ لَهَا فَقَالَت أَستَفتِيكَ فِي أَمرٍ قَالَ مَا هُوَ قَالَت إنِيّ استَعَرتُ مِن جَارَةٍ لِي حُلِيّاً فَكُنتُ أَلبَسُهُ زَمَاناً ثُمّ إِنّهُم أَرسَلُوا إلِيَّ أَ فَأَرُدّهُ إِلَيهِم قَالَ نَعَم وَ اللّهِ قَالَت إِنّهُ قَد مَكَثَ عنِديِ زَمَاناً قَالَ ذَاكِ أَحَقّ بِرَدّكِ إِيّاهُ فَقَالَت لَهُ رَحِمَكَ اللّهُ أَ فَتَأسَفُ عَلَي مَا أَعَارَكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ أَخَذَهُ مِنكَ وَ هُوَ أَحَقّ بِهِ مِنكَ فَأَبصَرَ مَا كَانَ فِيهِ وَ نَفَعَهُ اللّهُ بِقَولِهَا
وَ عَن أَبِي الدّردَاءِ قَالَ كَانَ لِسُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع ابنٌ يُحِبّهُ حُبّاً شَدِيداً فَمَاتَ فَحَزِنَ عَلَيهِ حُزناً شَدِيداً فَبَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ مَلَكَينِ فِي هَيئَةِ البَشَرِ فَقَالَ مَا أَنتُمَا قَالَا خَصمَانِ قَالَ اجلِسَا بِمَجلِسِ الخُصُومِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا إنِيّ زَرَعتُ زَرعاً فَأَتَي هَذَا فَأَفسَدَهُ فَقَالَ سُلَيمَانُ ع مَا يَقُولُ هَذَا قَالَ أَصلَحَكَ اللّهُ إِنّهُ زَرَعَ فِي الطّرِيقِ وَ إنِيّ مَرَرتُ فَنَظَرتُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَإِذَا الزّرعُ فَرَكِبتُ قَارِعَةَ الطّرِيقِ وَ كَانَ فِي ذَلِكَ فَسَادُ زَرعِهِ فَقَالَ سُلَيمَانُ مَا حَمَلَكَ عَلَي أَن تَزرَعَ فِي الطّرِيقِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ الطّرِيقَ سَبِيلُ النّاسِ وَ لَا بُدّ لِلنّاسِ مِن أَن يَسلُكُوا سَبِيلَهُم فَقَالَ لَهُ أَحَدُ المَلَكَينِ أَ وَ مَا عَلِمتَ يَا سُلَيمَانُ إِنّ المَوتَ سَبِيلُ النّاسِ وَ لَا بُدّ لِلنّاسِ أَن يَسلُكُوا سَبِيلَهُم قَالَ فَكَأَنّمَا كُشِفَ عَن سُلَيمَانَ ع الغِطَاءُ وَ لَم يَجزَع عَلَي وَلَدِهِ بَعدَ ذَلِكَ
رواه ابن أبي الدنيا
صفحه : 155
وَ روُيَِ أَيضاً أَنّ قَاضِياً كَانَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ مَاتَ لَهُ ابنٌ فَجَزِعَ عَلَيهِ وَ صَاحَ فَلَقِيَهُ رَجُلَانِ فَقَالَا لَهُ اقضِ بَينَنَا فَقَالَ مِن هَذَا فَرَرتُ فَقَالَ أَحَدُهُمَا إِنّ هَذَا مَرّ بِغَنَمِهِ عَلَي زرَعيِ فَأَفسَدَهُ فَقَالَ الآخَرُ إِنّ هَذَا زَرَعَ بَينَ الجَبَلِ وَ النّهَرِ وَ لَم يَكُن لِي طَرِيقٌ غَيرُهُ فَقَالَ لَهُ القاَضيِ أَنتَ حِينَ زَرَعتَ بَينَ الجَبَلِ وَ النّهَرِ أَ لَم تَعلَم أَنّهُ طَرِيقُ النّاسِ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ فَأَنتَ حِينَ وُلِدَ لَكَ وَلَدٌ أَ لَم تَعلَم أَنّهُ يَمُوتُ فَارجِع إِلَي قَضَائِكَ ثُمّ عَرَجَا وَ كَانَا مَلَكَينِ
وَ روُيَِ أَنّهُ كَانَ بِمَكّةَ مُقعَدَانِ كَانَ لَهُمَا ابنٌ شَابّ فَكَانَ إِذَا أَصبَحَ نَقَلَهُمَا فَأَتَي بِهِمَا المَسجِدَ فَكَانَ يَكتَسِبُ عَلَيهِمَا يَومَهُ فَإِذَا كَانَ المَسَاءُ احتَمَلَهُمَا فَأَقبَلَ بِهِمَا فَافتَقَدَهُ النّبِيّص فَسَأَلَ عَنهُ فَقِيلَ لَهُ مَاتَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو تُرِكَ أَحَدٌ لِأَحَدٍ تُرِكَ ابنُ المُقعَدَينِ
انتهي ماأردنا إخراجه من كتاب مسكن الفؤاد
صفحه : 156
1-نَهجُ البَلَاغَةِ، مِن كَلَامٍ لَهُ ع بَعدَ تِلَاوَتِهِأَلهاكُمُ التّكاثُرُ حَتّي زُرتُمُ المَقابِرَ يَا لَهُ مَرَاماً مَا أَبعَدَهُ وَ زَوراً مَا أَغفَلَهُ وَ خَطَراً مَا أَفظَعَهُ لَقَدِ استَخلَوا مِنهُم أَيّ مُدّكِرٍ وَ تَنَاوَشُوهُم مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ أَ فَبِمَصَارِعِ آبَائِهِم يَفخَرُونَ أَم بِعَدِيدِ الهَلكَي يَتَكَاثَرُونَ يَرتَجِعُونَ مِنهُم أَجسَاداً خَوَت وَ حَرَكَاتٍ سَكَنَت وَ لَأَن يَكُونُوا عِبَراً أَحَقّ مِن أَن يَكُونُوا مُفتَخَراً وَ لَأَن يَهبِطُوا بِهِم جَنَابَ ذِلّةٍ أَحجَي مِن أَن يَقُومُوا بِهِم مَقَامَ عِزّةٍ لَقَد نَظَرُوا إِلَيهِم بِأَبصَارِ العَشوَةِ وَ ضَرَبُوا مِنهُم فِي غَمرَةِ جَهَالَةٍ وَ لَوِ استَنطَقُوا عَنهُم عَرَصَاتِ تِلكَ الدّيَارِ الخَاوِيَةِ وَ الرّبُوعِ الخَالِيَةِ لَقَالَت ذَهَبُوا فِي الأَرضِ ضُلّالًا وَ ذَهَبتُم فِي أَعقَابِهِم جُهّالًا تَطَئُونَ فِي هَامِهِم وَ تَستَثبِتُونَ فِي أَجسَادِهِم وَ تَرتَعُونَ فِيمَا لَفَظُوا وَ تَسكُنُونَ فِيمَا خَرّبُوا وَ إِنّمَا الأَيّامُ بَينَهُم وَ بَينَكُم بَوَاكٍ وَ نَوَائِحُ عَلَيكُم أُولَئِكُم سَلَفُ غَايَتِكُم وَ فُرّاطُ مَنَاهِلِكُمُ الّذِينَ كَانَت لَهُم مَقَاوِمُ العِزّ وَ حَلَبَاتُ الفَخرِ مُلُوكاً وَ سُوَقاً سَلَكُوا فِي بُطُونِ البَرزَخِ سَبِيلًا سُلّطَتِ الأَرضُ عَلَيهِم فِيهِ فَأَكَلَت مِن لُحُومِهِم وَ شَرِبتَ مِن دِمَائِهِم فَأَصبَحُوا فِي فَجَوَاتِ قُبُورِهِم جَمَاداً لَا يَنمُونَ وَ ضِمَاراً لَا يُوجَدُونَ لَا يُفزِعُهُم وُرُودُ الأَهوَالِ وَ لَا يَحزُنُهُم تَنَكّرُ الأَحوَالِ وَ لَا يَحفِلُونَ بِالرّوَاجِفِ وَ لَا يَأذَنُونَ لِلقَوَاصِفِ غُيّباً لَا يُنتَظَرُونَ وَ شُهُوداً لَا يَحضُرُونَ وَ إِنّمَا كَانُوا جَمِيعاً فَتَشَتّتُوا وَ أُلّافاً فَافتَرَقُوا وَ مَا عَن طُولِ عَهدِهِم وَ لَا بُعدِ مَحَلّهِم عَمِيَت أَخبَارُهُم وَ صَمّت دِيَارُهُم وَ لَكِنّهُم سُقُوا كَأساً بَدّلَتهُم بِالنّطقِ خَرَساً وَ بِالسّمعِ صَمَماً وَ بِالحَرَكَاتِ سُكُوناً
صفحه : 157
فَكَأَنّهُم فِي ارتِجَالِ الصّفَةِ صَرعَي سُبَاتٍ جِيرَانٌ لَا يَتَأَنّسُونَ وَ أَحِبّاءُ لَا يَتَزَاوَرُونَ بَلِيَت بَينَهُم عُرَي التّعَارُفِ وَ انقَطَعَت مِنهُم أَسبَابُ الإِخَاءِ فَكُلّهُم وَحِيدٌ وَ هُم جَمِيعٌ وَ بِجَانِبِ الهَجرِ وَ هُم أَخِلّاءُ لَا يَتَعَارَفُونَ لِلَيلٍ صَبَاحاً وَ لَا لِنَهَارٍ مَسَاءً أَيّ الجَدِيدَينِ ظَعَنُوا فِيهِ كَانَ عَلَيهِم سَرمَداً شَاهَدُوا مِن أَخطَارِ دَارِهِم أَفظَعَ مِمّا خَافُوا وَ رَأَوا مِن آيَاتِهَا أَعظَمَ مِمّا قَدّرُوا فَكِلَا الغَايَتَينِ مُدّت لَهُم إِلَي مَبَاءَةٍ فَاتَت مَبَالِغَ الخَوفِ وَ الرّجَاءِ فَلَو كَانُوا يَنطِقُونَ بِهَا لَعَيّوا بِصِفَةِ مَا شَاهَدُوا وَ مَا عَايَنُوا وَ لَئِن عَمِيَت آثَارُهُم وَ انقَطَعَت أَخبَارُهُم لَقَد رَجَعَت فِيهِم أَبصَارُ العِبَرِ وَ سَمِعَت عَنهُم آذَانُ العُقُولِ وَ تَكَلّمُوا مِن غَيرِ جِهَاتِ النّطقِ فَقَالُوا كَلَحَتِ الوُجُوهُ النّوَاضِرُ وَ خَوَتِ الأَجسَادُ النّوَاعِمُ وَ لَبِسنَا أَهدَامَ البلاء[البِلَي] وَ تَكَاءَدَنَا ضِيقُ المَضجَعِ وَ تَوَارَثنَا الوَحشَةَ وَ تَهَكّمَت[تَهَدّمَت]عَلَينَا الرّبُوعُ الصّمُوتُ فَانمَحَت مَحَاسِنُ أَجسَادِنَا وَ تَنَكّرَت مَعَارِفُ صُوَرِنَا وَ طَالَت فِي مَسَاكِنِ الوَحشَةِ إِقَامَتُنَا وَ لَم نَجِد مِن كَربٍ فَرَجاً وَ لَا مِن ضِيقٍ مُتّسَعاً فَلَو مَثّلتَهُم بِعَقلِكَ أَو كُشِفَ عَنهُم مَحجُوبُ الغِطَاءِ لَكَ وَ قَدِ ارتَسَخَت أَسمَاعُهُم بِالهَوَامّ فَاستَكّت وَ اكتَحَلَت أَبصَارُهُم بِالتّرَابِ فَخَسَفَت وَ تَقَطّعَتِ الأَلسِنَةُ فِي أَفوَاهِهِم بَعدَ ذَلَاقَتِهَا وَ هَمَدَتِ القُلُوبُ فِي صَدرِهِم بَعدَ يَقَظَتِهَا وَ عَاثَ فِي كُلّ جَارِحَةٍ مِنهُم جَدِيدُ بِلًي سَمّجَهَا وَ سَهّلَ طُرُقَ الآفَةِ إِلَيهَا مُستَسلِمَاتٍ فَلَا أَيدٍ تَدفَعُ وَ لَا قُلُوبٌ تَجزَعُ لَرَأَيتَ أَشجَانَ قُلُوبٍ وَ أَقذَاءَ عُيُونٍ لَهُم مِن كُلّ فَظَاعَةٍ صِفَةُ حَالٍ لَا تَنتَقِلُ وَ غَمرَةٌ لَا تنَجلَيِ وَ كَم أَكَلَتِ الأَرضُ مِن عَزِيزِ جَسَدٍ وَ أَنِيقِ لَونٍ كَانَ فِي الدّنيَا غذَيِّ تَرَفٍ وَ رَبِيبَ شَرَفٍ يَتَعَلّلُ بِالسّرُورِ فِي سَاعَةِ حُزنِهِ وَ يَفزَعُ إِلَي السّلوَةِ إِن مُصِيبَةٌ نَزَلَت بِهِ ضَنّاً بِغَضَارَةِ عَيشِهِ وَ شَحَاحَةً بِلَهوِهِ وَ لَعِبِهِ فَبَينَا هُوَ يَضحَكُ إِلَي الدّنيَا وَ تَضحَكُ إِلَيهِ فِي ظِلّ عَيشٍ غَفُولٍ إِذ وَطِئَ الدّهرُ بِهِ حَسَكَهُ وَ نَقَضَتِ الأَيّامُ قُوَاهُ وَ نَظَرَت إِلَيهِ الحُتُوفُ مِن كَثَبٍ فَخَالَطَهُ بَثّ
صفحه : 158
لَا يَعرِفُهُ وَ نجَيِّ هَمّ مَا كَانَ يَجِدُهُ وَ تَوَلّدَت فِيهِ فَتَرَاتُ عِلَلٍ آنَسَ مَا كَانَ بِصِحّتِهِ فَفَزِعَ إِلَي مَا كَانَ عَوّدَهُ الأَطِبّاءُ مِن تَسكِينِ الحَارّ بِالقَارّ وَ تَحرِيكِ البَارِدِ بِالحَارّ فَلَم يُطفِئ بِبَارِدٍ إِلّا ثَوّرَ حَرَارَةً وَ لَا حَرّكَ بِحَارّ إِلّا هَيّجَ بُرُودَةً وَ لَا اعتَدَلَ بِمُمَازِجٍ لِتِلكَ الطّبَائِعِ إِلّا أَمَدّ مِنهَا كُلّ ذَاتِ دَاءٍ حَتّي فَتَرَ مُعَلّلُهُ وَ ذَهَلَ مُمَرّضُهُ وَ تَعَايَا أَهلُهُ بِصِفَةِ دَائِهِ وَ خَرِسُوا عَن جَوَابِ السّاِئِلينَ عَنهُ وَ تَنَازَعُوا دُونَهُ شجَيِّ خَبَرٍ يَكتُمُونَهُ فَقَائِلٌ هُوَ لِمَا بِهِ وَ مُمَنّ لَهُم إِيَابَ عَافِيَتِهِ وَ مُصَبّرٌ لَهُم عَلَي فَقدِهِ يُذَكّرُهُم أُسَي المَاضِينَ مِن قَبلِهِ فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ عَلَي جَنَاحٍ مِن فِرَاقِ الدّنيَا وَ تَركِ الأَحِبّةِ إِذ عَرَضَ لَهُ عَارِضٌ مِن غُصَصِهِ فَتَحَيّرَت نَوَافِذُ فِطنَتِهِ وَ يَبِسَت رُطُوبَةُ لِسَانِهِ فَكَم مِن مُهِمّ مِن جَوَابِهِ عَرَفَهُ فعَيَّ عَن رَدّهِ وَ دُعَاءٍ مُؤلِمٍ لِقَلبِهِ سَمِعَهُ فَتَصَامّ عَنهُ مِن كَبِيرٍ كَانَ يُعَظّمُهُ أَو صَغِيرٍ كَانَ يَرحَمُهُ وَ إِنّ لِلمَوتِ لَغَمَرَاتٍ هيَِ أَفظَعُ مِن أَن تُستَغرَقَ بِصِفَةٍ أَو تَعتَدِلَ عَلَي عُقُولِ أَهلِ الدّنيَا
بيان قيل نزلت سورة التكاثر في اليهود قالوا نحن أكثر من بني فلان وبنو فلان أكثر من بني فلان حتي ماتوا ضلالا وقيل في فخذ من الأنصار وقيل في حيين من قريش بني عبدمناف بن قصي وبني سهم بن عمرو تكاثرا فعدوا أشرافهم فكثرهم بنو عبدمناف ثم قالوا نعد موتانا حتي زاروا القبور وقالوا هذاقبر فلان و هذاقبر فلان فكثرهم بنو سهم لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية. وكلامه ع يدل علي الأخيرأَلهاكُمُ التّكاثُرُ أي شغلكم عن طاعة الله و عن ذكر الآخرة التكاثر بالأموال والأولاد والتفاخر بكثرتهاحَتّي زُرتُمُ المَقابِرَ أي حتي أدرككم الموت علي تلك الحال و لم تتوبوا أو حتي عددتم الأموات في القبور. يا له مراما ماأبعد اللام للتعجب كقولهم ياللدواهي ومراما وزورا
صفحه : 159
وخطرا منصوبات علي التميز والمرام المقصد والمعني التعجب من بعد ذلك المرام فإن الغاية المطلوبة لايدركها الإنسان لأن كل غاية بلغها فإن فوقها غاية أخري قدأدركها غيره فيطمح نفسه إليها أو ماأبعده عن نظر العقل وعما هوالغاية الأصلية التي لابد من السعي في الوصول إليها وزورا ماأغفله الزور الزائرون أومصدر لزار يزور فنسبة الغفلة إليه توسع أي ماأغفل صاحبه و هوأنسب بالمرام والخطر الإشراف علي الهلاك والسبق ألذي يتراهن عليه وخطر الرجل قدره ومنزلته وفظع الشيء بالضم و هوفظيع أي شديد شنيع مجاوز للحد والخطر الفظيع الموت أوشدائد الآخرة اللازمة لتلك الغفلة.لقد استخلوا منهم أي مدكر الضمير في استخلوا للأحياء و في منهم للأموات وكني بالمدكر عما خلفوه من الآثار التي هي محل العبرة و أي مدكر استفهام علي سبيل التعجب من ذلك المدكر في حسن إفادته للعبر لأولي الأبصار واستخلوا أي اتخذوا تخلية الذكر دأبهم وشأنهم وقيل استخلوا أي وجدوه خاليا كذا ذكره ابن ميثم و قال ابن أبي الحديد استخلوا أي ذكروا من خلا من آبائهم أي من مضي يقال هذاالأمر من الأمور الخالية و هذاالقرن من القرون الخالية أي الماضية واستخلا فلان في حديثه أي حدث عن أمور خالية والمعني أنه ع استعظم مايوجبه حديثهم عما خلا وعمن خلا من أسلافهم وآثار أسلافهم من التذكير فقال أي مذكر وواعظ في ذلك وروي أي مدكر بمعني المصدر كالمعتقد بمعني الاعتقاد. وتناوشوهم أي تناولوهم من مكان بعيد عنهم و عن تناولهم فإنهم بأن يكونوا عبرا أحق من أن يكونوا مفتخرا و قال الجوهري عددته أحصيته عدا والاسم العدد والعديد. ويرتجعون منهم أجسادا خوت يقال خوت الدار أي خلت أوسقطت أي خلت عن الروح أوسقطت وخربت والمعني يذكرون آباءهم فكأنهم يردونهم إلي الدنيا بذكرهم والافتخار بهم أو هواستفهام علي الإنكار والمفتخر محل الافتخار.
صفحه : 160
ولأن يهبطوا بهم جناب ذله الجناب الناحية أي يذلوا ويخشعوا بذكر مصارعهم أويذكروهم بالموت والاندراس والذلة وأحجي بمعني أولي وأجدر وأحق من قولهم حجي بالمكان إذاأقام وثبت والعشوة مرض في العين والضرب في الأرض السير فيها و قال الخليل في العين الضرب يقع علي كل فعل والغمر الماء الكثير والغمرة الشدة ومزدحم الشيء أي صاروا بسببهم في بيداء جهالة أوألقوا أنفسهم في شدتها ومزدحمها أوخاضوا في بحرها. و لواستنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية أي لوطلب الأحياء أن تنطق العرصات والربوع وتفصح عن أحوال الأموات لنطقت بلسان حالها أومقالها بناء علي شعورها وبينت أحوال الأموات استطردت بيان حال الأحياء فالضمير في استنطقوا راجع إلي الأحياء و في عنهم إلي الأموات والعكس بعيد ويحتمل إرجاع الضمير في عنهم إلي الجميع فلا يكون بيان حال الأحياء استطرادا والديار والربوع منازلهم حال حياتهم أوقبورهم والخاوية الخالية أوالساقطة والربع الدار والمحلة والهامة الرأس والجمع هام أي تمشون علي رءوسهم . وتستثبتون أي تنصبون الأشياء الثابتة كالعمود والأساطين و في بعض النسخ تستنبتون أي تزرعون النبات ورتعت الماشية أي أكلت ماشاءت ولفظت الشيء رميته وتسكنون فيما خربوا أي فارقوها وأخلوها فكأنهم خربوها أو لم يعمروها بالذكر والعبادة.أولئكم سلف غايتكم السلف المتقدمون والغاية الحد ألذي ينتهي إليه حسا أومعني والمراد هنا الموت وفرط القوم من سبقهم إلي الماء والمنهل المورد و هوعين ماء ترده الإبل في المراعي وتسمي المنازل التي في المفاوز علي طرق السفار مناهل لأن فيهاماء. ومقاوم العز دعائمه جمع مقوم وأصلها الخشبة التي تمسكها الحراث وحلبات الفخر جمع حلبة وهي الخيل تجمع للسباق والسوق جمع سوقة و هو من دون
صفحه : 161
الملك والبرزخ الحاجز بين الشيئين و ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلي البعث فالمراد هنا القبر لأنه حاجز بين الميت والدنيا ويحتمل الثاني أي بطون القبور الواقعة في البرزخ و في بعض النسخ و في بطون القبور والفجوة هي الفرجة المتسعة بين الشيئين .جمادا لاينمون من النمو ويروي بتشديد الميم من النميمة وهي الهمس والحركة و قال في النهاية المال الضمار الغائب ألذي لايرجي و إذارجي فليس بضمار من أضرمت الشيء إذاغيبته فعال بمعني فاعل ومفعل . و لايحزنهم تنكر الأحوال أي الأحوال الحادثة في الدنيا وأسباب الحزن لأهلها أواندراس أجزاء أبدانهم وتشتتها و لاينافي عذاب القبر و لايحفلون أي لايبالون بالرواجف أي الزلازل و لايأذنون للقواصف أي لايسمعون الأصوات الشديدة يقال رعد قاصف أي شديد الصوت غيبا لاينتظرون علي بناء المجهول أي لاينتظر الناس حضورهم أوالمعلوم أي لايطمع الموتي في حضور الناس عندهم وشهودا لايحضرون إذ أبدانهم شاهدة وأرواحهم غائبة و ما عن طول عهدهم أي ليس عدم علمنا بأخبارهم وعدم سماعهم للأصوات أوعدم سماعنا صوتا منهم في قبورهم لطول عهد بيننا وبينهم كالمسافر ألذي يغيب عنا خبره و لانسمع صوته أو لايسمع صوتنا فإنهم حال موتهم بلا تراخي زمان كذلك بل لأنهم سقوا كأس الموت فصار نطقهم مبدلا بالخرس وسمعهم بالصمم ونسبة الصمم إلي ديارهم التي هي القبور تجوز. و قوله ع وبالسمع صمما يدل علي أن المراد بقوله صمت ديارهم عدم سماعهم صوتنا لاعدم سماعنا صوتهم . قوله ع في ارتجال الصفة قال الجوهري ارتجال الخطبة والشعر ابتداؤه من غيرتهيئة قبل ذلك انتهي أي و لووصفهم واصف بلا تهيئة وتأمل بل بحسب مايبدو له في بادي الرأي لقال هم سقطوا علي الأرض لسبات والسبات نوم للمريض والشيخ المسن و هوالنومة الخفيفة وأصله من السبت و هوالقطع
صفحه : 162
وترك الأعمال أوالراحة والسكون .أحباء لايتزاورون الأحباء بالموحدة جمع حبيب كخليل والأخلاء أي هم أحباء لتقاربهم بأبدانهم أولأنهم كانوا أحباء قبل موتهم في الدنيا و في بعض النسخ المصححة الأحياء بالمثناة التحتانية فالظاهر أنه جمع حي بمعني القبيلة قال الجوهري الحي واحد أحياء العرب ويحتمل أن يراد أنهم أحياء بنفوسهم لايتزاورون بأبدانهم .بليت بينهم أي اندرست أسباب التعارف بينهم والسبب في الأصل الحبل ثم استعير لكل مايتوصل به إلي شيءذكره الجزري وقيل لفظة جنب موضوعة في الأصل للمباعدة و منه قولهم الجار الجنب أي جارك من قوم آخرين ولذا يقولون فلان في جانب الهجر و في جانب القطيعة و لايقولون في جانب المواصلة والظعن السير والجديدان الليل والنهار والسرمد الدائم . و قال ابن أبي الحديد ليس المراد أنهم وهم موتي يشعرون بالوقت ألذي ماتوا فيه و لايشعرون بما يتعقبه من الأوقات بل المراد أن صورة ذلك الوقت لوبقيت عندهم لبقيت من غير أن يزيلها وقت آخر يطرأ عليها ويجوز أن يفسر علي مذهب من قال ببقاء الأنفس فيقال إن النفس التي تفارق ليلا تبقي الليلة والظلمة حاصلة عندها أبدا و لاتزول بطريان نهار عليها لأنها قدفارقت الحواس فلاسبيل لها إلي أن يرتسم فيها شيء من المحسوسات بعدالمفارقة وإنما حصل ماحصل من غيرزيادة عليه وكذلك الأنفس التي تفارق نهارا.مما قدروا أي تصوروا وجعلوا له مقدارا بأوهامهم .فكلا الغايتين اللام العهدي في الكلام إشارة إلي الغايتين المعهودتين بين المتكلم والمخاطب أي غاية السعداء والأشقياء ويحتمل أن يكون المراد بالغاية امتداد المسافة أي مدة البرزخ أومنتهي الامتداد و هوالبرزخ لأنه غاية حياة الدنيا و هويمتد إلي أن ينتهي إلي مباءة هي الجنة أوالنار. ويحتمل أن يكون إشارة إلي الغايتين المفهومتين من الفقرتين السابقتين
صفحه : 163
أي الأخطار والآيات البالغتين الغاية أو إلي المدتين المنتهيتين إلي غاية أي مدة حياة السعداء والأشقياء لازمان كونهم في عالم البرزخ وقيل إشارة إلي الجديدين المذكورين سابقا. والمباءة المنزل والموضع ألذي يبوء الإنسان إليه أي يرجع فاتت مبالغ الخوف أي تجاوزت عن أن يبلغها خوف خائف أورجاء راج لعظمها وشدتها و قال الجوهري العي خلاف البيان و قدعي في منطقه وعيي أيضا والإدغام أكثر وتقول في الجمع عيوا مخففا كماقلناه في حيوا ويقال أيضا عيوا بالتشديد انتهي .لقد رجعت فيهم أبصار العبر رجع يكون لازما ومتعديا قال الله تعالي ثُمّ ارجِعِ البَصَرَ كَرّتَينِ أي فرد البصر وأدرها في خلق الله واستقص في النظر مرة بعدأخري وتكلموا أي بلسان الحال و في النهاية الكلوح العبوس يقال كلح الرجل وكلحه الهم والنظرة الحسن والرونق و في النهاية الأهدام الأخلاق من الثياب واحدها هدم بالكسر وهدمت الثوب رقعته .تكاءدنا أي شق علينا وتوارثنا الوحشة قيل لمامات الأب فاستوحش أهله منه ثم مات الابن فاستوحش أهله منه صار الابن وارثا لتلك الوحشة من أبيه وقيل لماأصاب كل ابن بعد أبيه وحشة القبر فكأنه ورثها من أبيه .أقول ويحتمل أن يكون المعني استوحش أهالينا وديارنا منا واستوحشنا منهم ومنها أوصارت القبور سببا لوحشتنا وصرنا سببا لوحشة القبور. وتهكمت علينا الربوع الصموت قال ابن أبي الحديد يروي تهدمت بالدال يقال تهدم فلان علي فلان غضبا إذااشتد ويجوز أن يكون تهدمت أي تساقطت ويروي تهكمت بالكاف و هوكقولك تهدمت بالتفسيرين جميعا ويعني بالربوع الصموت القبور لأنه لانطق فيهاكقولك نهاره صائم انتهي و في أكثر النسخ المعروضة علي المصنف بالكاف ويحتمل أن يكون بمعني الاستهزاء أوبمعني التكبر لكونهم أذلاء في القبور أوبمعني التندم والتأسف و قدورد بتلك
صفحه : 164
المعاني في اللغة ولعلها أنسب بوصف الربوع بالصموت ويحتمل أيضا أن يكون المراد بالربوع مساكنهم في الدنيا و في الصحاح امرأة حسنة المعارف أي الوجه و مايظهر منها والواحد معرف . و لم نجد من كرب أي من بعدكرب أو هومتعلق بفرجا أوكشف عنهم محجوب الغطاء لك من إضافة الصفة إلي الموصوف والمحجوب بمعني الحاجب كقوله سبحانه حِجاباً مَستُوراً و قال ابن ميثم أي ماحجب بأغطية التراب و لايخفي ما فيه لأن ماحجب هي أبدانهم و لايكشف عنهم إلا أن يريد به الأكفان المستورة بالتراب . و قدارتسخت قال ابن أبي الحديد ليس معناه ثبتت كماظنه القطب الراوندي لأنها لم تثبت وإنما ثبتت الهوام فيهابل الصحيح أنه من رسخ الغدير إذانش ماؤه ونضب ويقال قدارتسخ المطر بالتراب إذاابتلعته حتي يلتقي الثريان انتهي .أقول لعل الراوندي رحمه الله حمل الكلام علي القلب و هوأوفق بما في اللغة. و في القاموس استكت المسامع أي صمت وضاقت فخسفت أي غارت وذهبت في الرأس وذلاقة اللسان حدتها وهمدت أي سكنت وخمدت والعيث الإفساد و قوله سمجها أي قبح صورتها بيان لإفساد البلي الجديد مستسلمات أي منقادات طائعات ليس لها يد تدفع منها الآفات .لرأيت جواب لو والأشجان جمع الشجن و هوالحزن والأقذاء جمع قذي و هو مايسقط في العين فيؤذيها لاتنتقل أي إلي حسن وصلاح والغمرة الشدة والأنيق الحسن المعجب غذي ترف أي كان معتادا في الدنيا بأن يتغذي بالترف و هوالتنعم المطغي وربيب شرف أي قدربي في العز والشرف و قال الجوهري تعلل به أي تلهي به ويفزع إلي السلوة أي يلجأ إلي مايسليه عن الهم ضنا بالكسر أي بخلا كقوله شحاحة والغضارة طيب
صفحه : 165
العيش يضحك إلي الدنيا أي كان الدنيا تحبه و هويحب الدنيا قال ابن ميثم ضحكه إلي الدنيا كناية عن ابتهاجه بها وبما فيها وغاية إقباله عليها فإن غاية المبتهج بالشيء أن يضحك له . في ظل عيش غفول أي عيش غافل عن صاحبه فهو مستغرق في العيش لم يتنبه له الدهر فيكدر عليه أوعيش تكثر الغفلة فيه لطيبه من قبيل نهاره صائم أوذي غفلة يغفل فيه صاحبه كقوله سبحانه عِيشَةٍ راضِيَةٍ. إذاوطئ الدهر به حسكه الباء للتعدية والحسك جمع حسكة شوكة صلبة معروفة واستعار لفظ الحسك للآلام والأمراض ومصائب الدهر ورشح بذكر الوطء والحتوف جمع الحتف و هوالموت والكثب بالتحريك القرب والجمع إما باعتبار تعدد أسبابه أولأن بطلان كل قوة وضعف كل عضو موت والبث الحزن وباطن الأمر الدخيل ونجي فعيل من المناجاة والفترة الانكسار والضعف و قال ابن أبي الحديد الفترات أوائل المرض .آنس ما كان بصحته قال ابن ميثم انتصاب آنس علي الحال و مابمعني الزمان و كان تامة وبصحته متعلق بآنس أي حال ما هوآنس زمان مدة صحته وقيل مامصدرية والتقدير آنس كونه علي أحواله بصحته . من تسكين الحار إنما استعمل في البارد التسكين و في الحار التهييج لأن الحرارة شأنها التهييج والبرودة شأنها التسكين والتجميد فلم يطفئ ببارد أي لم يزد إطفاء الحرارة ببارد إلاثور حرارة أي غلبت الحرارة الطبيعية علي الدواء وظهر بعده الداء فكأن الدواء ثورها و لااعتدل بممازج أي ماأراد الاعتدال بدواء مركب من الحار والبارد إلاأعان صاحب المرض كل طبيعة ذات داء ومرض من تلك الطبائع بمرض زائد علي الأول أوبقوة زائدة علي ما كان ففاعل أمد الشخص ويحتمل الممازج ويظهر من ابن ميثم أنه جعل أمد بمعني صار مادة و لايخفي بعده . حتي فتر معلله قال الجوهري علله بالشيء لهاه به كمايعلل الصبي بشيء
صفحه : 166
من الطعام يتجزأ به عن اللبن انتهي أي ضعف عن التعليل لطول المرض أولأن المعلل يكون له نشاط في أوائل المرض لوجاء البرء فإذارأي أمارات الهلاك فترت همته و في الصحاح مرضته تمريضا إذاقمت عليه في مرضه وتعايا أهله أي عجزوا عن تحقيق مرضه قال الجوهري عييت بأمري إذا لم تهتد لوجهه وأعياني هو وأعيا عليه الأمر وتعيا وتعايا بمعني . وخرسوا أي سكتوا عن جواب السائلين عنه لأنهم لايخبرون عن عافية لعدمها و لا عن عدمها لكونه غيرموافق لنفوسهم وتنازعوا دونه شجي خبر الشجي مااعترض في الحلق من عظم ونحوه والشجو الهم والحزن أي تخاصموا في خبر معترض في حلوقهم لايمكنهم إساغته لشدته و لابثه لفظاعته و قال ابن أبي الحديد أي تخاصموا في خبر ذي شجي أوخبر ذي غصة يتنازعونه وهم حول المريض سرا دونه و هو لايعلم بنجواهم فقائل منهم هو لما به أي قدأشفي علي الموت وممن لهم أي يمنيهم إياب عافيته أي عودها يقول رأينا من بلغ أعظم من هذا ثم عوفي أسي الماضين الأسي جمع أسوة أي التأسي بالماضين أوصبر الماضين قال الجوهري الأسوة والأسوة بالكسر والضم لغتان و هو مايأتسي به الحزين ويتعزي به وجمعها أسي وإسي ثم سمي الصبر أسي و لاتأتس بمن ليس لك بأسوة أي لاتقتد بمن ليس لك بقدوة انتهي . والغصص جمع غصة و هو مايعترض في مجري الأنفاس فكم من مهم من جوابه كوصية أرادها أومال مدفون أراد أن يعرفه أهله فعي أي عجز فتصام عنه أي أظهر الصمم لأنه لاحيلة له ثم وصف ع ذلك الدعاء فقال من كبير كان يعظمه كصراخ الوالد علي الولد والولد يسمع و لايستطيع الكلام أوصغير كان يرحمه كصراخ الولد علي الوالد و إن للموت لغمرات أي شدائد هي أشد وأشنع من أن يبين بوصف كما هوحق بيانها و أوتعتدل علي عقول أهل الدنيا أي لاتستقيم علي العقول و لاتقبلها أو لايقدر أهل الدنيا علي تعقلها
صفحه : 167
2- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن أَبِي ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ كُنتُ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ فَقَالَ ادنُ منِيّ يَا أَبَا ذَرّ أَستَنِد إِلَيكَ فَدَنَوتُ مِنهُ فَاستَنَدَ إِلَي صدَريِ إِلَي أَن دَخَلَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ لِي قُم يَا أَبَا ذَرّ فَإِنّ عَلِيّاً أَحَقّ بِهَذَا مِنكَ فَجَلَسَ عَلِيّ ع فَاستَنَدَ إِلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ لِي هَاهُنَا بَينَ يدَيَّ فَجَلَستُ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لِي اعقِد بِيَدِكَ مَن خُتِمَ لَهُ بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن خُتِمَ لَهُ بِحَجّةٍ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن خُتِمَ لَهُ بِعُمرَةٍ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن خُتِمَ لَهُ بِطَعَامِ مِسكِينٍ دَخَلَ الجَنّةَ وَ مَن خُتِمَ لَهُ بِجِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لَو قَدرَ فُوَاقِ النّاقَةِ دَخَلَ الجَنّةَ
وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رُبّمَا أَمَرَ مَلَكَ المَوتِ ع فَرَدّدَ نَفسَ المُؤمِنِ لِيُخرِجَهَا مِن أَهوَنِ المَوَاضِعِ عَلَيهِ وَ يَرَي النّاسُ أَنّهُ شُدّدَ عَلَيهِ وَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رُبّمَا أَمَرَ مَلَكَ المَوتِ بِالتّشدِيدِ عَلَي الكَافِرَ فَيَجذِبُ نَفسَهُ جَذبَةً وَاحِدَةً كَمَا يُجذَبُ السّفّودُ مِنَ الصّوفِ المَبلُولِ وَ يَرَي النّاسُ أَنّهُ هُوّنَ عَلَيهِ
بيان السفود بالتشديد الحديدة التي يشوي بهااللحم
3- الدّعَائِمُ، عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِنّ العَبدَ لَتَكُونُ لَهُ المَنزِلَةُ مِنَ الجَنّةِ فَلَا يَبلُغُهَا بشِيَءٍ مِنَ البَلَاءِ حَتّي يُدرِكَهُ المَوتُ وَ لَم يَبلُغ تِلكَ الدّرَجَةَ فَيُشَدّدُ عَلَيهِ عِندَ المَوتِ فَيَبلُغُهَا
وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ أَوصَي رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ أُوصِيكَ بِذِكرِ المَوتِ فَإِنّهُ يُسَلّيكَ عَن أَمرِ الدّنيَا
وَ عَنهُص أَنّهُ قَالَأَكثِرُوا مِن ذِكرِ هَادِمِ اللّذّاتِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا هَادِمُ اللّذّاتِ قَالَ المَوتُ فَإِنّ أَكيَسَ المُؤمِنِينَ أَكثَرُهُم ذِكراً لِلمَوتِ وَ
صفحه : 168
أَشَدّهُم لَهُ استِعدَاداً
وَ عَنهُص أَنّهُ قَالَ لِقَومٍ مِن أَصحَابِهِ مَن أَكيَسُ النّاسِ قَالَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ أَكثَرُهُم ذِكراً لِلمَوتِ وَ أَشَدّهُمُ استِعدَاداً لَهُ
وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ أَوصَي بَعضَ أَصحَابِهِ فَقَالَ أَكثِرُوا ذِكرَ المَوتِ فَإِنّهُ مَا أَكثَرَ ذِكرَ المَوتِ إِنسَانٌ إِلّا زَهِدَ فِي الدّنيَا
وَ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ المَوتُ رَيحَانَةُ المُؤمِنِ
وَ عَنهُص قَالَ مُستَرِيحٌ وَ مُستَرَاحٌ مِنهُ فَأَمّا المُستَرِيحُ فَالعَبدُ الصّالِحُ استَرَاحَ مِن غَمّ الدّنيَا وَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ العِبَادَةِ إِلَي الرّاحَةِ وَ نَعِيمِ الآخِرَةِ وَ أَمّا المُستَرَاحُ مِنهُ فَالفَاجِرُ يَستَرِيحُ مِنهُ مَلَكَاهُ
وَ عَنهُ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ أَلَا رُبّ مَسرُورٍ مَقبُورٍ وَ هُوَ لَا يَشعُرُ يَأكُلُ وَ يَشرَبُ وَ يَضحَكُ وَ حَقّ لَهُ مِنَ اللّهِ أَن سَيَصلَي السّعِيرَ
وَ عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَ لَو لَا أَنّ اللّهَ خَلَقَ ابنَ آدَمَ أَحمَقَ مَا عَاشَ وَ لَو عَلِمَتِ البَهَائِمُ أَنّهَا تَمُوتُ كَمَا تَعلَمُونَ مَا سَمِنَت لَكُم
وَ عَنهُص أَنّهُ قَالَ مَا رَأَيتُ إِيمَاناً مَعَ يَقِينٍ أَشبَهَ مِنهُ بِشَكّ إِلّا هَذَا الإِنسَانَ إِنّهُ كُلّ يَومٍ يُوَدّعُ وَ إِلَي القُبُورِ يُشَيّعُ وَ إِلَي غُرُورِ الدّنيَا يَرجِعُ وَ عَنِ الشّهوَةِ وَ اللّذّةِ لَا يَقلَعُ فَلَو لَم يَكُن لِابنِ آدَمَ المِسكِينِ ذَنبٌ يَتَوَقّعُهُ وَ لَا حِسَابٌ يُوقَفُ عَلَيهِ إِلّا مَوتٌ يُبَدّدُ شَملَهُ وَ يُفَرّقُ جَمعَهُ وَ يُؤتِمُ وُلدَهُ لَكَانَ ينَبغَيِ لَهُ أَن يُحَاذِرَ مَا هُوَ فِيهِ وَ لَقَد غَفَلنَا عَنِ المَوتِ غَفلَةَ أَقوَامٍ غَيرِ نَازِلٍ بِهِم وَ رَكِنّا إِلَي الدّنيَا وَ شَهَوَاتِهَا رُكُونَ أَقوَامٍ لَا يَرجُونَ حِسَاباً وَ لَا يَخَافُونَ عِقَاباً
وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ لَمّا احتُضِرَ رَسُولُ اللّهِص غشُيَِ عَلَيهِ فَبَكَت فَاطِمَةُ ع فَأَفَاقَص وَ هيَِ تَقُولُ مَن لَنَا بَعدَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ
صفحه : 169
أَنتُمُ المُستَضعَفُونَ بعَديِ
وَ عَن عَلِيّ ع عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ رَخّصَ فِي زِيَارَةِ القُبُورِ وَ قَالَ تُذَكّرُكُمُ الآخِرَةَ
وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَت فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا تَزُورُ قَبرَ حَمزَةَ وَ تَقُومُ عَلَيهِ وَ كَانَت فِي كُلّ سَنَةٍ تأَتيِ قُبُورَ الشّهَدَاءِ مَعَ نِسوَةٍ مَعَهَا فَيَدعُونَ وَ يَستَغفِرُونَ
وَ عَن عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ كَانَ إِذَا مَرّ بِالقُبُورِ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم أَهلَ الدّيَارِ وَ إِنّا بِكُم لَاحِقُونَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ
وَ عَنهُ ع عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَن تخَطَيّ القُبُورِ وَ الضّحكِ عِندَهَا
4- الهِدَايَةُ، قَالَ الرّضَا ع مَن زَارَ قَبرَ مُؤمِنٍ فَقَرَأَ عِندَهُإِنّا أَنزَلناهُسَبعَ مَرّاتٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ وَ لِصَاحِبِ القَبرِ وَ مَن يَزُورُ القَبرَ يَستَقبِلُ القِبلَةَ وَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَي القَبرِ إِلّا أَن يَزُورَ إِمَاماً فَإِنّهُ يَجِبُ أَن يَستَقبِلَهُ بِوَجهِهِ وَ يَجعَلَ ظَهرَهُ إِلَي القِبلَةِ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع لَمّا أَشرَفَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي القُبُورِ قَالَ يَا أَهلَ التّربَةِ يَا أَهلَ الغُربَةِ أَمّا الدّورُ فَقَد سُكِنَت وَ أَمّا الأَزوَاجُ فَقَد نُكِحَت وَ أَمّا الأَموَالُ فَقَد قُسِمَت فَهَذَا خَبَرُ مَا عِندَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِندَكُم ثُمّ التَفَتَ إِلَي الصّحَابَةِ فَقَالَ لَو أُذِنَ لَهُم فِي الكَلَامِ لَأَخبَرُوكُم إِنّخَيرَ الزّادِ التّقوي
وَ روُيَِ أَنّ مَن مَسَحَ يَدَهُ عَلَي رَأسِ يَتِيمٍ تَرَحّماً كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلّ شَعرَةٍ مَرّت عَلَي يَدِهِ حَسَنَةً
5-مِشكَاةُ الأَنوَارِ،جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ
صفحه : 170
إِذَا حَضَرَ جِنَازَةٌ وَ حَضَرَ مَجلِسُ عَالِمٍ أَيّهُمَا أَحَبّ إِلَيكَ أَن أَشهَدَ فَقَالَص إِن كَانَ لِلجِنَازَةِ مَن يَتبَعُهَا وَ يَدفِنُهَا فَإِنّ حُضُورَ مَجلِسِ عَالِمٍ أَفضَلُ مِن حُضُورِ أَلفِ جِنَازَةٍ وَ مِن عِيَادَةِ أَلفِ مَرِيضٍ وَ مِن قِيَامِ أَلفِ لَيلَةٍ وَ مِن صِيَامِ أَلفِ يَومٍ وَ مِن أَلفِ دِرهَمٍ يُتَصَدّقُ بِهَا عَلَي المَسَاكِينِ وَ مِن أَلفِ حَجّةٍ سِوَي الفَرِيضَةِ وَ مِن أَلفِ غَزوَةٍ سِوَي الوَاجِبِ تَغزُوهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِمَالِكَ وَ بِنَفسِكَ وَ أَينَ تَقَعُ هَذِهِ المَشَاهِدُ مِن مَشهَدِ عَالِمٍ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ يُطَاعُ بِالعِلمِ وَ يُعبَدُ بِالعِلمِ وَ خِيَرَةُ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ مَعَ العِلمِ وَ شَرّ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ مَعَ الجَهلِ أَ لَا أُخبِرُكُم عَن أَقوَامٍ لَيسُوا بِأَنبِيَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ يَغبِطُهُمُ النّاسُ يَومَ القِيَامَةِ بِمَنَازِلِهِم مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ قِيلَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُمُ الّذِينَ يُحَبّبُونَ عِبَادَ اللّهِ إِلَي اللّهِ وَ يُحَبّبُونَ اللّهَ إِلَي عِبَادِهِ قُلنَا هَذَا حَبّبُوا اللّهَ إِلَي عِبَادِهِ فَكَيفَ يُحَبّبُونَ عِبَادَ اللّهِ إِلَي اللّهِ قَالَ يَأمُرُونَهُم بِمَا يُحِبّ اللّهُ وَ يَنهَونَهُم عَمّا يَكرَهُ اللّهُ فَإِذَا أَطَاعُوهُم أَحَبّهُمُ اللّهُ
وَ مِنهُ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع أُسَلّمُ عَلَي أَهلِ القُبُورِ قَالَ نَعَم قُلتُ كَيفَ أَقُولُ قَالَ تَقُولُ السّلَامُ عَلَي أَهلِ الدّيَارِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ المُسلِمِينَ وَ المُسلِمَاتِ أَنتُم لَنَا فَرَطٌ وَ إِنّا بِكُم إِن شَاءَ اللّهُ رَاجِعُونَ
وَ مِنهُ قَالَ قَالَ البَاقِرُ ع أَنزِلِ الدّنيَا مِنكَ كَمَنزِلٍ نَزَلتَهُ ثُمّ أَرَدتَ التّحَوّلَ عَنهُ مِن يَومِكَ أَو كَمَالٍ اكتَسَبتَهُ فِي مَنَامِكَ وَ لَيسَ فِي يَدِكَ مِنهُ شَيءٌ وَ إِذَا حَضَرتَ فِي جَنَازَةٍ فَكُن كَأَنّكَ المَحمُولُ عَلَيهَا وَ كَأَنّكَ سَأَلتَ رَبّكَ الرّجعَةَ إِلَي الدّنيَا فَرَدّكَ فَاعمَل عَمَلَ مَن قَد عَايَنَ
وَ مِنهُ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَجُلًا فِيمَا مَضَي مِنَ الدّهرِ كَانَ لَا يُرفَعُ لِأَهلِ الأَرضِ مِنَ الحَسَنَاتِ مَا يُرفَعُ لَهُ وَ لَم
صفحه : 171
يَكُن لَهُ سَيّئَةٌ فَأَحَبّهُ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ فَسَأَلَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يَأذَنَ لَهُ فَيَنزِلَ إِلَيهِ فَيُسَلّمَ عَلَيهِ فَأَذِنَ لَهُ فَنَزَلَ فَإِذَا الرّجُلُ قَائِمٌ يصُلَيّ فَجَلَسَ المَلَكُ وَ جَاءَ أَسَدٌ فَوَثَبَ عَلَي الرّجُلِ فَقَطَعَهُ أَربَعَةَ آرَابٍ وَ فُرّقَ فِي كُلّ جِهَةٍ مِنَ الأَربَعَةِ إِرباً وَ انطَلَقَ فَقَامَ المَلَكُ فَجَمَعَ تِلكَ الأَعضَاءَ فَدَفَنَهَا ثُمّ مَضَي عَلَي سَاحِلِ البَحرِ فَمَرّ بِرَجُلٍ مُشرِكٍ تُعرَضُ عَلَيهِ أَلوَانُ الأَطعِمَةِ فِي آنِيَةِ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ هُوَ مَلِكُ الهِندِ وَ هُوَ كَذَلِكَ إِذ تَكَلّمَ بِالشّركِ فَصَعِدَ المَلَكُ فدَعُيَِ فَقِيلَ لَهُ مَا رَأَيتَ فَقَالَ مِن أَعجَبِ مَا رَأَيتُ عَبدُكَ فُلَانٌ ألّذِي لَم يَكُن يُرفَعُ لِأَحَدٍ مِنَ الآدَمِيّينَ مِنَ الحَسَنَاتِ مِثلُ مَا يُرفَعُ لَهُ سَلّطتَ عَلَيهِ كَلباً فَقَطَعَهُ إِرباً ثُمّ مَرَرتُ بِعَبدٍ لَكَ قَد مَلّكتَهُ تُعرَضُ عَلَيهِ آنِيَةُ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ فِيهَا أَلوَانُ الأَطعِمَةِ فَيُشرِكُ بِكَ وَ هُوَ سوَيِّ قَالَ فَلَا تَعجَبَنّ مِن عبَديَِ الأَوّلِ فَإِنّهُ سأَلَنَيِ مَنزِلَةً مِنَ الجَنّةِ لَم يَبلُغهَا بِعَمَلٍ فَسَلّطتُ عَلَيهِ الكَلبَ لِأُبلِغَهُ الدّرَجَةَ التّيِ أَرَادَهَا وَ أَمّا عبَديَِ الآخَرُ فإَنِيّ استَكثَرتُ لَهُ شَيئاً صَنَعتُهُ بِهِ لِمَا يَصِيرُ إِلَيهِ غَداً مِن عذَاَبيِ
6- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ النّبِيّص تُحفَةُ المُؤمِنِ المَوتُ وَ قَالَ المَوتُ كَفّارَةٌ لِكُلّ مُسلِمٍ وَ إِذَا مَاتَ المُؤمِنُ ثُلِمَ فِي الإِسلَامِ ثُلمَةٌ لَا يَسُدّ مَكَانَهَا شَيءٌ وَ بَكَت عَلَيهِ بِقَاعُ الأَرضِ التّيِ كَانَ يَعبُدُ اللّهَ فِيهَا
وَ قَالَص إِذَا تَقَارَبَ الزّمَانُ انتَقَي المَوتُ خِيَارَ أمُتّيِ كَمَا ينَتقَيِ أَحَدُكُم خِيَارَ الرّطَبِ مِنَ الطّبَقِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَيسَ بَينَنَا وَ بَينَ الجَنّةِ أَوِ النّارِ إِلّا المَوتُ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع هَولٌ لَا تدَريِ مَتَي يَغشَاكَ مَا يَمنَعُكَ أَن تَستَعِدّ لَهُ قَبلَ أَن يَفجَأَكَ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا أَنزَلَ المَوتَ حَقّ مَنزِلَتِهِ مَن عَدّ غَداً مِن أَجَلِهِ
صفحه : 172
وَ مَا أَطَالَ عَبدٌ الأَمَلَ إِلّا أَسَاءَ العَمَلَ وَ طَلَبَ الدّنيَا
وَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّهُ لَم يُكثِر عَبدٌ ذِكرَ المَوتِ إِلّا زَهِدَ فِي الدّنيَا
وَ قَالَ النّبِيّص لَو نَظَرتُم إِلَي الأَجَلِ وَ مَسِيرِهِ لَأَبغَضتُمُ الأَمَلَ وَ غُرُورَهُ إِنّ لِكُلّ سَاعٍ غَايَةً وَ غَايَةَ كُلّ سَاعٍ المَوتُ لَو تَعلَمُ البَهَائِمُ مِنَ المَوتِ مَا تَعلَمُونَ مَا أَكَلتُم سَمِيناً عِش مَا شِئتَ فَإِنّكَ مَيّتٌ وَ أَحبِب مَن أَحبَبتَ فَإِنّكَ مُفَارِقُهُ عَجِبتُ لِمُؤَمّلِ دُنيَا وَ المَوتُ يَطلُبُهُ
وَ روُيَِ أَنّهُ لَمّا دَنَا وَفَاةُ اِبرَاهِيمَ ع قَالَ هَلّا أَرسَلتَ إلِيَّ رَسُولًا حَتّي آخُذَ أُهبَةً قَالَ لَهُ أَ وَ مَا عَلِمتَ أَنّ الشّيبَ رسَوُليِ
وَ حَدّثَ أَبُو بَكرِ بنِ عَيّاشٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ رَأَيتُكَ فِي النّومِ كأَنَيّ أَقُولُ لَكَ كَم بقَيَِ مِن أجَلَيِ فَقُلتَ لِي بِيَدِكَ هَكَذَا وَ أَومَأتَ إِلَي خَمسٍ وَ قَد شُغِلَ ذَلِكَ قلَبيِ فَقَالَ ع إِنّكَ سأَلَتنَيِ عَن شَيءٍ لَا يَعلَمُهُ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ هيَِ خَمسٌ تَفَرّدَ اللّهُ بِهَاإِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ إِلَي آخِرِهَا
وَ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ سُبحَانَ مَن لَا يَستَأنِسُ بشِيَءٍ أَبقَاهُ وَ لَا يَستَوحِشُ مِن شَيءٍ أَفنَاهُ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُوَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ أَ فَتُرَاكَ تَجمَعُ بَينَ أَهلِ القِسمَينِ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ وَ هيَِ النّارُ
وَ روُيَِ أَنّهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص وَ قَالَ إِنّ فُلَاناً جاَريِ يؤُذيِنيِ قَالَ اصبِر عَلَي أَذَاهُ كُفّ أَذَاكَ عَنهُ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ وَ قَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ إِنّ جاَريِ قَد مَاتَ فَقَالَص كَفَي بِالدّهرِ وَاعِظاً وَ كَفَي بِالمَوتِ مُفَرّقاً
وَ قَالَ النّبِيّص يَا رَبّ أَيّ عبادي[عِبَادِكَ]أَحَبّ إِلَيكَ قَالَ ألّذِي يبَكيِ لِفَقدِ الصّالِحِينَ كَمَا يبَكيِ الصبّيِّ عَلَي فَقدِ أَبَوَيهِ
صفحه : 173
وَ قَالَ زَيدُ بنُ أَرقَمَ قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع مَا مِن شِيعَتِنَا إِلّا صِدّيقٌ شَهِيدٌ قُلتُ أَنّي يَكُونُ ذَلِكَ وَ هُم يَمُوتُونَ عَلَي فُرُشِهِم فَقَالَ أَ مَا تَتلُو كِتَابَ اللّهِالّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَداءُ عِندَ رَبّهِم ثُمّ قَالَ ع لَو لَم تَكُنِ الشّهَادَةُ إِلّا لِمَن قُتِلَ بِالسّيفِ لَأَقَلّ اللّهُ الشّهَدَاءَ
وَ قَالَ زَينُ العَابِدِينَ ع أَشَدّ سَاعَاتِ ابنِ آدَمَ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ السّاعَةُ التّيِ يُعَايِنُ فِيهَا مَلَكَ المَوتِ وَ السّاعَةُ التّيِ يَقُومُ فِيهَا مِن قَبرِهِ وَ السّاعَةُ التّيِ يَقِفُ فِيهَا بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِمّا إِلَي الجَنّةِ أَو إِلَي النّارِ ثُمّ قَالَ ع إِن نَجَوتَ يَا ابنَ آدَمَ عِندَ المَوتِ فَأَنتَ أَنتَ وَ إِلّا هَلَكتَ وَ إِن نَجَوتَ يَا ابنَ آدَمَ حِينَ تُوضَعُ فِي قَبرِكَ فَأَنتَ أَنتَ وَ إِلّا هَلَكتَ وَ إِن نَجَوتَ حِينَ يُحمَلُ النّاسُ عَلَي الصّرَاطِ فَأَنتَ أَنتَ وَ إِلّا هَلَكتَ وَ إِن نَجَوتَ حِينَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبّ العَالَمِينَ فَأَنتَ أَنتَ وَ إِلّا هَلَكتَ ثُمّ تَلَاوَ مِن وَرائِهِم بَرزَخٌ إِلي يَومِ يُبعَثُونَ قَالَ هُوَ القَبرُ وَ إِنّ لَهُم فِيهِ مَعِيشَةً ضَنكاً وَ اللّهِ إِنّ القُبُورَ لَرَوضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنّةِ أَو حُفرَةٌ مِن حُفَرِ النّارِ
وَ قَالَ ع القَبرُ أَوّلُ مَنزِلٍ مِن مَنَازِلِ الآخِرَةِ فَإِن نَجَا مِنهُ فَمَا بَعدَهُ أَيسَرُ مِنهُ وَ إِن لَم يَنجُ مِنهُ فَمَا بَعدَهُ شَرّ مِنهُ
وَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مَن مَاتَ عَلَي مُوَالَاتِنَا فِي غَيبَةِ قَائِمِنَا أَعطَاهُ اللّهُ أَجرَ أَلفِ شَهِيدٍ مِثلَ شُهَدَاءِ بَدرٍ وَ أُحُدٍ
وَ قِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا شَأنُكَ جَاوَرتَ المَقبَرَةَ فَقَالَ إنِيّ أَجِدُهُم جِيرَانَ صِدقٍ يَكُفّونَ السّيّئَةَ وَ يُذَكّرُونَ الآخِرَةَ
بيان الانتقاء الاختيار قوله ع من الموت أي من شدائد الموت والعقوبات بعده أي لوكانوا مكلفين وعلموا ترتب العقاب علي أعمالهم السيئة لكانوا دائما مهتمين لذلك فيهزلون و لم تجدوا منهم سمينا فلاينافي ماورد أن الموت مما لم تبهم عنه البهائم أوالمعني لوكانوا يعلمون كعلمكم بالتجارب وإخبار الله والأنبياء
صفحه : 174
والأوصياء والصالحين لكانوا كذلك فإنهم و إن علموا الموت مجملا ويحذرون منه لكن لايعلمون كعلمكم والأول أظهر. قوله ع بين أهل القسمين الظاهر أن القسم الآخر قوله تعالي في سورة التغابن قُل بَلي وَ ربَيّ لَتُبعَثُنّ ثُمّ لَتُنَبّؤُنّ بِما عَمِلتُم ويحتمل أن يكون إشارة إلي تتمة تلك الآيةبَلي وَعداً عَلَيهِ حَقّافإنه في قوة القسم لكنه بعيد وكأن في الحديث سقطا
7- أَعلَامُ الدّينِ، عَنِ النّبِيّص قَالَ النّاسُ اثنَانِ رَجُلٌ أَرَاحَ وَ آخَرُ استَرَاحَ فَأَمّا ألّذِي استَرَاحَ فَالمُؤمِنُ استَرَاحَ مِنَ الدّنيَا وَ نَصَبِهَا وَ أَفضَي إِلَي رَحمَةِ اللّهِ وَ كَرِيمِ ثَوَابِهِ وَ أَمّا ألّذِي أَرَاحَ فَالفَاجِرُ استَرَاحَ مِنهُ النّاسُ وَ الشّجَرُ وَ الدّوَابّ وَ أَفضَي إِلَي مَا قَدّمَ
8- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ، عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا مِن مُؤمِنٍ يَحضُرُهُ المَوتُ إِلّا رَأَي مُحَمّداً وَ عَلِيّاً ع حَيثُ تَقَرّ عَينُهُ وَ لَا مُشرِكٌ يَمُوتُ إِلّا رَآهُمَا حَيثُ يَسُوؤُهُ
9- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ لِلمَرءِ المُسلِمِ ثَلَاثَةَ أَخِلّاءَ فَخَلِيلٌ يَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ حَيّاً وَ مَيّتاً وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ خَلِيلٌ يَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ حَتّي تَمُوتَ وَ هُوَ مَالُهُ فَإِذَا مَاتَ صَارَ لِلوَارِثِ وَ خَلِيلٌ يَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ إِلَي بَابِ قَبرِكَ ثُمّ أُخَلّيكَ وَ هُوَ وَلَدُهُ
الخصال ، عن أبيه عن عبد الله الحميري عن هارون مثله
10-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ البرَقيِّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن أَبَانِ
صفحه : 175
بنِ تَغلِبَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَن مَاتَ بَينَ زَوَالِ الشّمسِ مِن يَومِ الخَمِيسِ إِلَي زَوَالِ الشّمسِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ مِنَ المُؤمِنِينَ أَعَاذَهُ اللّهُ مِن ضَغطَةِ القَبرِ
11- وَ مِنهُ، وَ مِنَ العُيُونِ، عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ الوَفَاةُ بَكَي فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ تبَكيِ وَ مَكَانُكَ مِن رَسُولِ اللّهِص ألّذِي أَنتَ بِهِ وَ قَالَ فِيكَ رَسُولُ اللّهِص مَا قَالَ فِيكَ وَ قَد حَجَجتَ عِشرِينَ حَجّةً مَاشِياً وَ قَد قَاسَمتَ رَبّكَ مَالَكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ حَتّي النّعلَ وَ النّعلَ فَقَالَ ع إِنّمَا أبَكيِ لِخَصلَتَينِ لِهَولِ المُطّلَعِ وَ فِرَاقِ الأَحِبّةِ
12- العُيُونُ،بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّكَ مَيّتٌ وَ إِنّهُم مَيّتُونَ قُلتُ يَا رَبّ أَ يَمُوتُ الخَلَائِقُ وَ يَبقَي الأَنبِيَاءُ فَنَزَلَتكُلّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ ثُمّ إِلَينا تُرجَعُونَ
بيان لعله ص إنما سأل عن ذلك بعدنزول تلك الآية لاحتمال كون الكلام مسوقا علي الاستفهام الإنكاري
13- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ حَشِيشٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَلَفٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ العَلَاءِ عَن مكَيّّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ ابنِ جُرَيجٍ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ مَن مَاتَ فَاستَرَاحَ بِمَيّتٍ إِنّمَا المَيّتُ مَيّتُ الأَحيَاءِ
صفحه : 176
14- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِّ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَذَكَرُوا عِندَهُ المُؤمِنَ فَالتَفَتَ إلِيَّ فَقَالَ يَا أَبَا الفَضلِ أَ لَا أُحَدّثُكَ بِحَالِ المُؤمِنِ عِندَ اللّهِ قُلتُ بَلَي فحَدَثّنيِ قَالَ فَقَالَ إِذَا قَبَضَ اللّهُ رُوحَ المُؤمِنِ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَا رَبّنَا عَبدُكَ فُلَانٌ وَ نِعمَ العَبدُ كَانَ لَكَ سَرِيعاً فِي طَاعَتِكَ بَطِيئاً عَن مَعصِيَتِكَ وَ قَد قَبَضتَهُ إِلَيكَ فَمَا ذَا تَأمُرُنَا مِن بَعدِهِ قَالَ فَيَقُولُ اللّهُ لَهُمَا اهبِطَا إِلَي الدّنيَا وَ كُونَا عِندَ قَبرِ عبَديِ فمَجَدّاَنيِ وَ سبَحّاَنيِ وَ هلَلّاَنيِ وَ كبَرّاَنيِ وَ اكتُبَا ذَلِكَ لعِبَديِ حَتّي أَبعَثَهُ مِن قَبرِهِ ثُمّ قَالَ أَ لَا أَزِيدُكَ فَقُلتُ بَلَي فزَدِنيِ فَقَالَ إِذَا بَعَثَ اللّهُ المُؤمِنَ مِن قَبرِهِ خَرَجَ مَعَهُ مِثَالٌ يَقدُمُهُ أَمَامَهُ فَكُلّمَا رَأَي المُؤمِنُ هَولًا مِن أَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ قَالَ لَهُ المِثَالُ لَا تَحزَن وَ لَا تَفزَع وَ أَبشِر بِالسّرُورِ وَ الكَرَامَةِ مِنَ اللّهِ فَمَا يَزَالُ يُبَشّرُهُ بِالسّرُورِ وَ الكَرَامَةِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي يَقِفَ بَينَ يدَيَِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَيُحَاسِبُهُ حِسَاباً يَسِيراً وَ يَأمُرُ بِهِ إِلَي الجَنّةِ وَ المِثَالُ أَمَامَهُ فَيَقُولُ لَهُ المُؤمِنُ رَحِمَكَ اللّهُ نِعمَ الخَارِجُ خَرَجتَ معَيِ مِن قبَريِ مَا زِلتَ تبُشَرّنُيِ بِالسّرُورِ وَ الكَرَامَةِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي رَأَيتُ ذَلِكَ فَمَن أَنتَ فَيَقُولُ لَهُ المِثَالُ أَنَا السّرُورُ ألّذِي كُنتَ تُدخِلُهُ عَلَي أَخِيكَ المُؤمِنِ فِي الدّنيَا خلَقَنَيَِ اللّهُ مِنهُ لِأَسُرّكَ
15- مَجَالِسُ المُفِيدِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ ذَكَرَ مِثلَهُ
16-مُنتَهَي المَطلَبِ، عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا يَتَمَنّي أَحَدُكُمُ المَوتَ لِضُرّ نَزَلَ بِهِ وَ ليَقُل أللّهُمّ أحَينِيِ مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيراً لِي وَ توَفَنّيِ إِذَا كَانَتِ
صفحه : 177
الوَفَاةُ خَيراً لِي
17- العُيُونُ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَاسِرٍ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ كَانَ إِذَا رَجَعَ يَومَ الجُمُعَةِ مِنَ الجَامِعِ وَ قَد أَصَابَهُ العَرَقُ وَ الغُبَارُ رَفَعَ يَدَيهِ وَ قَالَ أللّهُمّ إِن كَانَ فرَجَيِ مِمّا أَنَا فِيهِ بِالمَوتِ فَعَجّلهُ لِيَ السّاعَةَ وَ لَم يَزَل مَغمُوماً إِلَي أَن قُبِضَ
بيان يدل علي جواز تمني الموت في بعض الأحوال ويحتمل أن يكون ذلك لإزالة وهم بعض الجاهلين الذين كانوا يظنون أنه ع مسرور بقرب المأمون راض بأفعاله متوقع لولاية عهده
18- قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ جَمِيعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع يَقُولُ إِذَا مَاتَ المُؤمِنُ بَكَت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ وَ بِقَاعُ الأَرضِ التّيِ كَانَ يَعبُدُ اللّهَ عَلَيهَا وَ أَبوَابُ السّمَاءِ التّيِ كَانَ يَصعَدُ بِأَعمَالِهِ فِيهَا وَ ثُلِمَ فِي الإِسلَامِ ثُلمَةٌ لَا يَسُدّهَا شَيءٌ قَالَ لِأَنّ المُؤمِنِينَ الفُقَهَاءَ حُصُونُ المُسلِمِينَ كَحِصنِ سُورِ المَدِينَةِ لَهَا
منية المريد، عن الكاظم ع مثله بيان بكاء البقاع والأبواب المراد به بكاء أهلهما من الملائكة أو هوكناية عن ظهور آثار فقده فيهما أوتمثيل لبيان عظم المصيبة فكأنه تبكي عليه السماء و الأرض كما هوالشائع في العرف أنهم يذكرون ذلك لبيان شدة المصيبة وعمومها والثلمة بالضم فرجة المكسور والمهدوم وإضافة الحصن إلي السور بيانية أوأريد به المعني المصدري
19-مَجَالِسُ المُفِيدِ، عَن عَلِيّ بنِ مَالِكٍ النحّويِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ الكَاتِبِ عَن عِيسَي بنِ حُمَيدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ الربّعَيِّ يَقُولُ حَدّثَنَا الأصَمعَيِّ
صفحه : 178
قَالَ دَخَلتُ البَصرَةَ فَبَينَا أَنَا أمَشيِ بِشَارِعِهَا إِذ أَبصَرتُ بِجَارِيَةٍ أَحسَنِ النّاسِ وَجهاً وَ إِذَا هيَِ كَالشّنّ الباَليِ فَلَم أَزَل أَتبَعُهَا وَ أَحبِسُ نفَسيِ عَنهَا حَتّي انتَهَت مِنَ المَقَابِرِ إِلَي قَبرٍ فَجَلَسَت عِندَهُ ثُمّ أَنشَأَت تَقُولُ بِصَوتٍ مَا يَكَادُ يُبِينُ هَذَا وَ اللّهِ المَسكَنُ لَا مَا بِهِ نَغُرّ أَنفُسَنَا هَذَا وَ اللّهِ المُفَرّقُ بَينَ الأَحبَابِ وَ المُقَرّبُ مِنَ الحِسَابِ وَ بِهِ عِرفَانُ الرّحمَةِ مِنَ العَذَابِ يَا أَبَه فَسَحَ اللّهُ فِي قَبرِكَ وَ تَغَمّدَكَ بِمَا تَغَمّدَ بِهِ نَبِيّكَ أَمَا إنِيّ لَا أَقُولُ خِلَافَ مَا أَعلَمُ كُنتُ علِميِ بِكَ جَوَاداً إِذَا أُتِيتَ أُتِيتَ وِسَاداً وَ إِذَا اعتُمِدتَ وُجِدتَ عِمَاداً ثُمّ قَالَت
يَا لَيتَ شعِريِ كَيفَ غَيّرَكَ البِلَي | أَم كَيفَ صَارَ جَمَالُ وَجهِكَ فِي الثّرَي |
لِلّهِ دَرّكَ أَيّ كَهلٍ غَيّبُوا | تَحتَ الجَنَادِلِ لَا تُحَسّ وَ لَا تُرَي |
لُبّاً وَ حِلماً بَعدَ حَزمٍ زَانَهُ | بَأسٌ وَ جُودٌ حِينَ يُطرَقُ لِلقِرَي |
لَمّا نُقِلتَ إِلَي المَقَابِرِ وَ البِلَي | دَنَتِ الهُمُومُ فَغَابَ عَن عيَنيِ الكِرَي |
20- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ بَابَوَيهِ رَحِمَهُ اللّهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع يَا عِيسَي هَب لِي مِن عَينِكَ الدّمُوعَ وَ مِن قَلبِكَ الخُشُوعَ وَ اكحُل عَينَكَ بِمِيلِ الحُزنِ إِذَا ضَحِكَ البَطّالُونَ وَ قُم عَلَي قُبُورِ الأَموَاتِ فَنَادِهِم بِالصّوتِ الرّفِيعِ لَعَلّكَ تَأخُذُ مَوعِظَتَكَ مِنهُم وَ قُل إنِيّ لَاحِقٌ بِهِم فِي اللّاحِقِينَ
21- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المَوتُ
صفحه : 179
كَفّارَةٌ لِذُنُوبِ المُؤمِنِينَ
22- أَعلَامُ الدّينِ،للِديّلمَيِّ فِيمَا أَوصَي لُقمَانُ ابنَهُ اعلَم يَا بنُيَّ أَنّ المَوتَ عَلَي المُؤمِنِ كَنَومَةٍ نَامَهَا وَ بَعثَهُ كَانتِبَاهِهِ مِنهَا
23- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن مُؤمِنٍ يَمُوتُ فِي غُربَتِهِ إِلّا بَكَت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ رَحمَةً لَهُ حَيثُ قَلّت بَوَاكِيهِ وَ فُسِحَ لَهُ فِي قَبرِهِ بِنُورٍ يَتَلَألَأُ مِن حَيثُ دُفِنَ إِلَي مَسقَطِ رَأسِهِ
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المَوتُ رَيحَانَةُ المُؤمِنِ
24- كِتَابُ الصّفّينِ،لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ جُندَبٍ قَالَ لَمّا رَجَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن صِفّينَ وَ جَازَ دُورَ بنَيِ عَوفٍ وَ كُنّا مَعَهُ إِذَا نَحنُ عَن أَيمَانِنَا بِقُبُورٍ سَبعَةٍ أَو ثَمَانِيَةٍ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا هَذِهِ القُبُورُ فَقَالَ لَهُ قُدَامَةُ بنُ العَجلَانِ الأزَديِّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ خَبّابَ بنَ الأَرَتّ توُفُيَّ بَعدَ مَخرَجِكَ فَأَوصَي أَن يُدفَنَ فِي الظّهرِ وَ كَانَ النّاسُ يُدفَنُونَ فِي دُورِهِم وَ أَفنِيَتِهِم فَدُفِنَ النّاسُ إِلَي جَنبِهِ فَقَالَ ع رَحِمَ اللّهُ خَبّاباً فَقَد أَسلَمَ رَاغِباً وَ هَاجَرَ طَائِعاً وَ عَاشَ مُجَاهِداً وَ ابتلُيَِ فِي جَسَدِهِ أَحوَالًا وَ لَن يُضِيعَ اللّهُأَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًافَجَاءَ حَتّي وَقَفَ عَلَيهِم ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ الدّيَارِ المُوحِشَةِ وَ المَحَالّ المُقفِرَةِ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ المُسلِمِينَ وَ المُسلِمَاتِ أَنتُم لَنَا سَلَفٌ وَ فَرَطٌ وَ نَحنُ لَكُم تَبَعٌ وَ بِكُم عَمّا قَلِيلٍ لَاحِقُونَ أللّهُمّ اغفِر لَنَا وَ لَهُم وَ تَجَاوَز عَنّا وَ عَنهُم ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي جَعَلَ الأَرضَكِفاتاً أَحياءً وَ أَمواتاًالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مِنهَا خَلَقَنَا وَ فِيهَا يُعِيدُنَا وَ عَلَيهَا يَحشُرُنَا طُوبَي لِمَن ذَكَرَ المَعَادَ وَ عَمِلَ لِلحِسَابِ وَ قَنِعَ بِالكَفَافِ وَ رضَيَِ
صفحه : 180
عَنِ اللّهِ بِذَلِكَ
بيان قال الجوهري الوحشة الخلوة والهم و قدأوحشت الرجل فاستوحش وأرض وحشة وبلد وحش بالتسكين أي قفر وتوحشت الأرض صارت وحشة وأوحشت الأرض وجدتها وحشة و قال القفر مفازة لانبات فيها و لاماء يقال أرض قفر ومفازة قفرة وأقفرت الدار خلت
25- نَهجُ البَلَاغَةِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد رَجَعَ مِن صِفّينَ فَأَشرَفَ عَلَي القُبُورِ بِظَاهِرِ الكُوفَةِ يَا أَهلَ الدّيَارِ المُوحِشَةِ وَ المَحَالّ المُقفِرَةِ وَ القُبُورِ المُظلِمَةِ يَا أَهلَ التّربَةِ يَا أَهلَ الغُربَةِ يَا أَهلَ الوَحدَةِ يَا أَهلَ الوَحشَةِ أَنتُم لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ وَ نَحنُ لَكُم تَبَعٌ لَاحِقٌ أَمّا الدّورُ فَقَد سُكِنَت وَ أَمّا الأَزوَاجُ فَقَد نُكِحَت وَ أَمّا الأَموَالُ فَقَد قُسِمَت هَذَا خَبَرُ مَا عِندَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِندَكُم ثُمّ التَفَتَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ أَمَا لَو أُذِنَ لَهُم فِي الكَلَامِ لَأَخبَرُوكُم إِنّخَيرَ الزّادِ التّقوي
وَ قَالَ ع إِنّ لِلّهِ مَلَكاً ينُاَديِ فِي كُلّ يَومٍ لِدُوا لِلمَوتِ وَ اجمَعُوا لِلفَنَاءِ وَ ابنُوا لِلخَرَابِ
وَ قَالَ ع الهَمّ نِصفُ الهَرَمِ
وَ قَالَ ع فِيمَا كَتَبَ إِلَي الحَارِثِ الهمَداَنيِّ أَكثِر ذِكرَ المَوتِ وَ مَا بَعدَ المَوتِ وَ لَا تَتَمَنّ المَوتَ إِلّا بِشَرطٍ وَثِيقٍ
بيان أي لاتتمن الموت إلامشروطا بالمغفرة أو بعدتحصيل مايوجب رفع درجات الآخرة في بقية العمر و قال ابن أبي الحديد أي لاتتمن الموت إلا و أنت واثق من أعمالك الصالحة أنها تؤديك إلي الجنة وتنقذك من النار.أقول علي هذايحتمل أن يكون نهيا عن تمني الموت مطلقا فإن ذلك
صفحه : 181
الوثوق لايكاد يحصل لأحد سوي الأنبياء والأئمة ع
26- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ كَتَبَ صَاحِبُ الرّومِ إِلَي مُعَاوِيَةَ فَسَأَلَهُ عَن مَسَائِلَ عَجَزَ عَنهَا فَبَعَثَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَن يَسأَلُهُ عَنهَا فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَينَ تأَويِ أَروَاحُ المُسلِمِينَ وَ أَينَ تأَويِ أَروَاحُ المُشرِكِينَ فَقَالَ ع تأَويِ أَروَاحُ المُسلِمِينَ عَيناً فِي الجَنّةِ تُسَمّي سَلمَي وَ تأَويِ أَروَاحُ المُشرِكِينَ فِي جُبّ فِي النّارِ يُسَمّي بَرَهُوتَ الخَبَرَ
27- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، قَالَ إِنّ حَنظَلَةَ بنَ أَبِي عَامِرٍ تَزَوّجَ فِي اللّيلَةِ التّيِ كَانَ فِي صَبِيحَتِهَا حَربُ أُحُدٍ فَاستَأذَنَ رَسُولَ اللّهِص أَن يُقِيمَ عِندَ أَهلِهِ فَأَنزَلَ اللّهُفَإِذَا استَأذَنُوكَ لِبَعضِ شَأنِهِم فَأذَن لِمَن شِئتَ مِنهُمفَأَقَامَ عِندَ أَهلِهِ ثُمّ أَصبَحَ وَ هُوَ جُنُبٌ فَحَضَرَ القِتَالَ فَاستُشهِدَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ المَلَائِكَةَ تُغَسّلُ حَنظَلَةَ بِمَاءِ المُزنِ فِي صِحَافِ فِضّةٍ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ فَكَانَ يُسَمّي غَسِيلَ المَلَائِكَةِ
بيان ربما يستدل به علي أن الجنب إذااستشهد يغسل للجنابة و لايخفي وهنه
28- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ،روُيَِ أَنّهُ كَانَ فِي التّورَاةِ مَكتُوباً يَا ابنَ آدَمَ لَا تشَتهَيِ تَمُوتُ حَتّي تَتُوبَ وَ أَنتَ لَا تَتُوبُ حَتّي تَمُوتَ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَكثَرَ ذِكرَ المَوتِ رضَيَِ مِنَ الدّنيَا بِاليَسِيرِ وَ قِيلَ إِنّ مِن عَجَائِبِ الدّنيَا أَنّكَ تبَكيِ عَلَي مَن تَدفِنُهُ وَ تَطرَحُ التّرَابَ عَلَي وَجهِ مَن تُكرِمُهُ
وَ مِنهُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَوتُ الأَبرَارِ رَاحَةٌ لِأَنفُسِهِم وَ مَوتُ الفُجّارِ رَاحَةٌ لِلعَالَمِ
وَ روُيَِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ لَهُ بَابٌ يَصعَدُ مِنهُ
صفحه : 182
عَمَلُهُ وَ يَنزِلُ مِنهُ رِزقُهُ فَإِذَا مَاتَ بَكَيَا عَلَيهِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ
و قال الكراجكي ره بعدإيراد الخبر هذه الآية نزلت في قوم فرعون وإهلاكهم و فيهاوجوه من التأويل أحدها ماورد في هذاالخبر ومعني البكاء هاهنا الإخبار عن الاختلال بعده كمايقال بكي منزل فلان بعده قال مزاحم العقيلي
بكت دارهم من بعدهم فتهللت | دموعي فأي الجازعين ألوم |
أمستعبرا يبكي من الهون والبلاء | وآخر يبكي شجوه ويهيم . |
فإذا لم يكن لهؤلاء القوم الذين أخبر الله تعالي ببوارهم مقام صالح في الأرض و لاعمل كريم يرفع إلي السماء جاز أن يقال فَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ و قدروي عن ابن عباس أنه قيل له و قدسئل عن هذه الآية أتبكي السماء و الأرض علي أحد فقال نعم مصلاه في الأرض ومصعد عمله في السماء. والثاني أن يكون تعالي أراد المبالغة في وصف القوم بصغر القدر وسقوط المنزلة لأن العرب إذاأخبرت عن عظم المصاب بالهالك قالت كسفت لفقده الشمس وأظلم القمر وبكاه الليل والنهار والسماء و الأرض قال جرير يرثي عمر بن عبدالعزيز
الشمس طالعة ليست بكاسفة | تبكي عليك نجوم الليل والقمر. |
والثالث أن يكون الله تعالي أراد ببكائهما بكاء أهلهما كما في قوله تعالي وَ سئَلِ القَريَةَ. والرابع أن يكون المعني لم يأخذ آخذ بثأرهم و لاأحد انتصر لهم لأن العرب كانت لاتبكي علي قتيل إلا بعدالأخذ بثأره فكني بهذا اللفظ عن فقد الانتصار والأخذ بالثأر علي مذهب القوم الذين خوطبوا بالقرآن
صفحه : 183
والخامس أن يكون البكاء كناية عن المطر والسقيا لأن العرب تشبه المطر بالبكاء فمعني الآية أن السماء لم تسق قبورهم و لم تجد بقطرها عليهم علي مذهب العرب المعهود بينهم لأنهم كانوا يستسقون السحائب لقبور من فقدوه من أعزائهم ويستنبتون الزهر والرياض لمواقع حفرهم قال النابغة
فلازال قبر بين تبني وحاسم | عليه من الوسمي طل ووابل |
فينبت حوذانا وغوفا منورا | سأتبعه من خير ما قال قائل . |
وكانوا يجرون هذاالدعاء مجري الاسترحام ومسألة الله تعالي لهم الرضوان والفعل إذاأضيف إلي السماوات كان لاتجوز إضافته إلي الأرض فقد يصح عطف الأرض علي السماء بأن يقدر فعل يصح نسبته إليها والعرب تفعل مثل هذا قال الشاعر
ياليت زوجك قدغدا | متقلدا سيفا ورمحا. |
بعطف الرمح علي السيف و إن كان التقلد لايجوز فيه ومثل هذايقدر في الآية فيقال إنه تعالي أراد السماء لم تسق قبورهم و أن الأرض لم تعشب عليها و كل هذاكناية عن حرمانهم رحمه الله عز و جل وربما شبه الشعراء النبات بضحك الأرض كماشبهوا المطر ببكاء السماء و في ذلك يقول أبوتمام
إن السماء إذا لم تبك مقلتها | لم تضحك الأرض عن شيء من الخضر |
والزهر لاتنجلي أبصاره أبدا | إلا إذارمدت من كثرة المطر. |
بيان قال الفيروزآبادي هام يهيم هيما وهيمانا أحب امرأة والهيام بالضم كالجنون من العشق و قال تبني بالضم موضع و قال حاسم كصاحب موضع و قال الوسمي مطر الربيع الأول و قال الطل المطر الضعيف والوابل المطر الشديد الضخم القطر و قال الجوهري الحوذان نبت نوره أصفر و في القاموس الغوف نبات طيب الرائحة
29-عُدّةُ الداّعيِ، عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِذَا مَاتَ المُؤمِنُ صَعِدَ مَلَكَاهُ فَقَالَا يَا رَبّنَا أَمَتّ فُلَاناً فَيَقُولُ انزِلَا فَصَلّيَا عَلَيهِ عِندَ قَبرِهِ وَ هلَلّاَنيِ وَ كبَرّاَنيِ وَ اكتُبَا
صفحه : 184
مَا تَعمَلَانِ لَهُ
30- أَعلَامُ الدّينِ،للِديّلمَيِّ عَنِ الزهّريِّ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن بَيتٍ إِلّا وَ مَلَكُ المَوتِ يَقِفُ عَلَي بَابِهِ كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ فَإِذَا وَجَدَ الإِنسَانَ قَد نَفِدَ أَجَلُهُ وَ انقَطَعَ أُكُلُهُ أَلقَي عَلَيهِ المَوتَ فَغَشِيَتهُ كُرُبَاتُهُ وَ غَمَرَتهُ غَمَرَاتُهُ فَمِن أَهلِ بَيتِهِ النّاشِرَةُ شَعرَهَا وَ الضّارِبَةُ وَجهَهَا الصّارِخَةُ بِوَيلِهَا البَاكِيَةُ بِشَجوِهَا فَيَقُولُ مَلَكُ المَوتِ وَيلَكُم مِمّ الفَزَعُ وَ فِيمَ الجَزَعُ وَ اللّهِ مَا أَذهَبتُ لِأَحَدٍ مِنكُم مَالًا وَ لَا قَرّبتُ لَهُ أَجَلًا وَ لَا أَتَيتُهُ حَتّي أُمِرتُ وَ لَا قَبَضتُ رُوحَهُ حَتّي استُؤمِرتُ وَ إِنّ لِي إِلَيكُم عَودَةً ثُمّ عَودَةً حَتّي لَا أبُقيَِ مِنكُم أَحَداً ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَو يَرَونَ مَكَانَهُ وَ يَسمَعُونَ كَلَامَهُ لَذَهِلُوا عَن مَيّتِهِم وَ بَكَوا عَلَي نُفُوسِهِم حَتّي إِذَا حُمِلَ المَيّتُ عَلَي نَعشِهِ رَفرَفَ رُوحُهُ فَوقَ النّعشِ وَ هُوَ ينُاَديِ يَا أهَليِ وَ ولُديِ لَا تَلعَبَنّ بِكُمُ الدّنيَا كَمَا لَعِبَت بيِ جَمَعتُهُ مِن حِلّهِ وَ مِن غَيرِ حِلّهِ وَ خَلّفتُهُ لغِيَريِ وَ المَهنَأُ لَهُ وَ التّبِعَاتُ عَلَيّ فَاحذَرُوا مِن مِثلِ مَا نَزَلَ بيِ
وَ عَن أَنَسٍ قَالَتَلَا رَسُولُ اللّهِص هَذِهِ الآيَةَوَ نُفِخَ فِي الصّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ إِلّا مَن شاءَ اللّهُقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هَؤُلَاءِ الّذِينَ استَثنَي اللّهُ قَالَص جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ وَ مَلَكُ المَوتِ فَإِذَا قَبَضَ اللّهُ أَروَاحَ الخَلَائِقِ قَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ مَن بقَيَِ قَالَ يَقُولُ سُبحَانَكَ ربَيّ تَبَارَكتَ ربَيّ وَ تَعَالَيتَ ربَيّ ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ بقَيَِ جَبرَائِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ وَ مَلَكُ المَوتِ قَالَ فَيَقُولُ خُذ نَفسَ إِسرَافِيلَ فَيَأخُذُ نَفسَ إِسرَافِيلَ قَالَ فَيَقُولُ يَا مَلَكَ المَوتِ مَن بقَيَِ قَالَ فَيَقُولُ سُبحَانَكَ ربَيّ تَبَارَكتَ وَ تَعَالَيتَ ربَيّ ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ بقَيَِ جَبرَائِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ مَلَكُ المَوتِ قَالَ فَيَقُولُ خُذ نَفسَ مِيكَائِيلَ قَالَ فَيَأخُذُ نَفسَ مِيكَائِيلَ فَيَقَعُ كَالطّودِ العَظِيمِ فَيَقُولُ يَا مَلَكَ المَوتِ
صفحه : 185
مَن بقَيَِ فَيَقُولُ تَبَارَكتَ ربَيّ وَ تَعَالَيتَ بقَيَِ جَبرَئِيلُ وَ مَلَكُ المَوتِ قَالَ فَيَقُولُ مُت يَا مَلَكَ المَوتِ فَيَمُوتُ قَالَ فَيَقُولُ يَا جَبرَئِيلُ مَن بقَيَِ فَيَقُولُ تَبَارَكتَ ربَيّ وَ تَعَالَيتَ ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ وَجهُكَ الباَقيِ الدّائِمُ وَ جَبرَئِيلُ المَيّتُ الفاَنيِ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ لَا بُدّ مِنَ المَوتِ فَيَخِرّ سَاجِداً فَيَخفِقُ بِجَنَاحَيهِ فَيَقُولُ سُبحَانَكَ ربَيّ تَبَارَكتَ وَ تَعَالَيتَ ذَا الجَلَالِ وَ الإِكرَامِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَعِندَ ذَلِكَ يَمُوتُ جَبرَئِيلُ وَ هُوَ آخِرُ مَن يَمُوتُ مِن خَلقِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ
31- إِختِيَارُ ابنِ الباَقيِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ مَرّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالمَقبَرَةِ وَ يُروَي بِالمَقَابِرِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ المَقبَرَةِ وَ التّربَةِ اعلَمُوا أَنّ المَنَازِلَ بَعدَكُم قَد سُكِنَت وَ أَنّ الأَموَالَ بَعدَكُم قَد قُسِمَت وَ أَنّ الأَزوَاجَ بَعدَكُم قَد نُكِحَت فَهَذَا خَبَرُ مَا عِندَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِندَكُم فَأَجَابَهُ هَاتِفٌ مِنَ المَقَابِرِ نَسمَعُ صَوتَهُ وَ لَا نَرَي شَخصَهُ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَمّا خَبَرُ مَا عِندَنَا فَقَد وَجَدنَا مَا وُعِدنَاهُ وَ رَبِحنَا مَا قَدّمنَاهُ وَ خَسِرنَا مَا خَلّفنَاهُ فَالتَفَتَ إِلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ أَ سَمِعتُم قَالُوا نَعَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَتَزَوّدُوا فَإِنّ خَيرَ الزّادِ التّقوي
32- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيقُل كُونُوا حِجارَةً أَو حَدِيداً أَو خَلقاً مِمّا يَكبُرُ فِي صُدُورِكُم قَالَ الخَلقُ ألّذِي يَكبُرُ فِي صُدُورِكُم المَوتُ
بيان قال في مجمع البيان في تفسير هذه الآية أي اجهدوا في أن لاتعادوا و لاتحشروا أوكونوا إن استطعتم حجارة أوحديدا في الشدة أوخلقا هوأعظم من ذلك عندكم وأصعب فإنكم لاتفوتون الله ويحييكم بعدالموت وقيل يعني
صفحه : 186
بقوله مايكبر في صدوركم الموت عن ابن عباس بن جبير أي لوكنتم الموت لأماتكم الله و ليس شيءأكبر في صدور بني آدم من الموت وقيل يعني به السماوات و الأرض والجبال . قدفرغ من تسويد هذاالجزء من المجلد الثامن عشر مؤلفه الحقير المقر بالتقصير في رابع عشر شهر صفر ختم بالخير والظفر من شهور سنة أربع وتسعين بعدالألف الهجرية والحمد لله أولا وآخرا وصلي الله علي سيد المرسلين محمد وعترته الأكرمين الأقدسين
صفحه : 188
الآيات البقرةوَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ و قال تعالي وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ في مواضع و قال تعالي وَ استَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّلاةِ وَ إِنّها لَكَبِيرَةٌ إِلّا عَلَي الخاشِعِينَ الّذِينَ يَظُنّونَ أَنّهُم مُلاقُوا رَبّهِم وَ أَنّهُم إِلَيهِ راجِعُونَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا استَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّلاةِ
صفحه : 189
و قال تعالي وَ أَقامُوا الصّلاةَالمائدةلَئِن أَقَمتُمُ الصّلاةَالأنعام وَ أَن أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ اتّقُوهُ و قال تعالي وَ الّذِينَ يُمَسّكُونَ بِالكِتابِ وَ أَقامُوا الصّلاةَ إِنّا لا نُضِيعُ أَجرَ المُصلِحِينَالأنفال الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَالتوبةفَإِن تابُوا وَ أَقامُوا الصّلاةَ وَ آتَوُا الزّكاةَ فَخَلّوا سَبِيلَهُم و قال إِنّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللّهِ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ أَقامَ الصّلاةَ وَ آتَي الزّكاةَ و قال تعالي وَ المُؤمِنُونَ وَ المُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَالرعدوَ أَقامُوا الصّلاةَ ابراهيم قُل لعِبِاديَِ الّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصّلاةَ وَ يُنفِقُوا مِمّا رَزَقناهُم سِرّا وَ عَلانِيَةً مِن قَبلِ أَن يأَتيَِ يَومٌ لا بَيعٌ فِيهِ وَ لا خِلالٌ و قال تعالي رَبّنا لِيُقِيمُوا الصّلاةَ إلي قوله رَبّ اجعلَنيِ مُقِيمَ الصّلاةِ وَ مِن ذرُيّتّيِمريم وَ أوَصانيِ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِ ما دُمتُ حَيّا
صفحه : 190
و قال تعالي وَ كانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِطه وَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيها لا نَسئَلُكَ رِزقاً نَحنُ نَرزُقُكَ وَ العاقِبَةُ لِلتّقويالأنبياءوَ أَوحَينا إِلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ وَ إِقامَ الصّلاةِالحج الّذِينَ إِن مَكّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصّلاةَ وَ آتَوُا الزّكاةَ و قال تعالي فَأَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَالنوروَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَالنمل هُديً وَ بُشري لِلمُؤمِنِينَ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَالعنكبوت وَ أَقِمِ الصّلاةَ إِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ لَذِكرُ اللّهِ أَكبَرُالروم وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ لا تَكُونُوا مِنَ المُشرِكِينَلقمان هُديً وَ رَحمَةً لِلمُحسِنِينَ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم بِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ و قال يا بنُيَّ أَقِمِ الصّلاةَفاطرإِنّما تُنذِرُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم بِالغَيبِ وَ أَقامُوا الصّلاةَ
صفحه : 191
و قال تعالي إِنّ الّذِينَ يَتلُونَ كِتابَ اللّهِ وَ أَقامُوا الصّلاةَ وَ أَنفَقُوا مِمّا رَزَقناهُم سِرّا وَ عَلانِيَةً يَرجُونَ تِجارَةً لَن تَبُورَحمعسق وَ الّذِينَ استَجابُوا لِرَبّهِم وَ أَقامُوا الصّلاةَالمجادلةفَأَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَالمزمل وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَالمدثرقالُوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَالقيامةفَلا صَدّقَ وَ لا صَلّيالعلق أَ رَأَيتَ ألّذِي يَنهي عَبداً إِذا صَلّيالبينةوَ ما أُمِرُوا إِلّا لِيَعبُدُوا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفاءَ وَ يُقِيمُوا الصّلاةَ وَ يُؤتُوا الزّكاةَ وَ ذلِكَ دِينُ القَيّمَةِتفسيروَ يُقِيمُونَ الصّلاةَبإتمام ركوعها وسجودها وحفظ مواقيتها وحدودها وصيانتها مما يفسدها أوينقصها وفسر في تفسير الإمام ع بالصلاة علي محمد وآل محمد و هوبطن من بطونها.وَ استَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّلاةِ أي استعينوا علي حوائجكم أو علي قربه سبحانه والوصول إلي درجات الآخرة بالصبر عن المعاصي و علي الطاعات و في المصائب وبكل صلاة فريضة أونافلة و فيه دلالة علي مطلوبية الصلاة في
صفحه : 192
كل وقت لاسيما عندعروض حاجة وقيل أي بالجمع بينهما بأن تصلوا صابرين علي تكليف الصلاة محتملين لمشاقها و مايجب من شرائطها وآدابها. وقيل استعينوا علي البلايا والنوائب بالصبر عليها والالتجاء إلي الصلاة كماروي أن رسول الله ص كان إذاحزبه أمر فزع إلي الصلاة و عن ابن عباس أنه نعي إليه أخوه قثم و هو في سفر فاسترجع وتنحي عن الطريق فصلي ركعتين وأطال فيهما الجلوس ثم قام يمشي إلي راحلته و هو يقول استَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّلاةِ وسيأتي في أخبار كثيرة أن المراد بالصبر الصوم و أنه ينبغي أن يستعين في الحوائج وغموم الدنيا بالصوم والصلاة و في تفسير الإمام ع استَعِينُوا بِالصّبرِ عن الحرام علي تأدية الأمانات و عن الرئاسات الباطلة و علي الاعتراف بالحق واستحقاق الغفران والرضوان ونعيم الجنان وبالصلوات الخمس وَ الصّلاةِ علي النبي وآله الطاهرين علي قرب الوصول إلي جنات النعيم وَ إِنّها أي الاستعانة بهما أو إن الصلاة أوجميع الأمور التي أمر بهابنو إسرائيل من قوله اذكُرُوا نعِمتَيَِ إلي قوله وَ استَعِينُوا كماقيل
صفحه : 193
و في تفسير الإمام ع أن هذه الفعلة من الصلوات الخمس والصلاة علي محمد وآله مع الانقياد لأوامرهم والإيمان بسرهم وعلانيتهم وترك معارضتهم بلم وكيف .لَكَبِيرَةٌلشاقة ثقيلة كقوله كَبُرَ عَلَي المُشرِكِينَ ما تَدعُوهُم إِلَيهِإِلّا عَلَي الخاشِعِينَ أي الخائفين عقاب الله في مخالفته في أعظم فرائضه و ذلك نفوسهم مرتاضة بأمثالها متوقعة في مقابلتها مايستخف لأجله مشاقها ويستلذ بسببه متاعبها كما قَالَ النّبِيّص جُعِلَت قُرّةُ عيَنيِ فِي الصّلَاةِ وَ كَانَ يَقُولُ أَرِحنَا يَا بِلَالُ
الّذِينَ يَظُنّونَ أَنّهُم مُلاقُوا رَبّهِم
فِي التّوحِيدِ وَ الإِحتِجَاجِ وَ تَفسِيرِ العيَاّشيِّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ المَعنَي يُوقِنُونَ أَنّهُم يُبعَثُونَ وَ الظّنّ مِنهُم يَقِينٌ وَ قَالَص اللّقَاءُ البَعثُ وَ الظّنّ هَاهُنَا اليَقِينُ
وَ فِي تَفسِيرِ الإِمَامِ ع وَ يَتَوَقّعُونَ أَنّهُم يَلقَونَ رَبّهُمُ اللّقَاءَ ألّذِي هُوَ أَعظَمُ كَرَامَتِهِ لِعِبَادِهِ
وقيل أي يتوقعون لقاء ثوابه ونيل ماعنده و في مصحف عبد الله يعلمون ومعناه يعلمون أنه لابد من لقاء الجزاء فيعلمون علي حسب ذلك و أما من لم يوقن بالجزاء و لم يرج الثواب كانت عليه مشقة خالصة فثقلت عليه كالمنافقين والمراءين . و في المجمع بعدحمل الظن علي اليقين وقيل إنه بمعني الظن غيراليقين أي يظنون أنهم ملاقو ربهم بذنوبهم لشدة إشفاقهم من الإقامة علي معصية
صفحه : 194
الله قال الرماني و فيه بعدلكثرة الحذف وقيل الذين يظنون انقضاء آجالهم وسرعة موتهم فهم أبدا علي حذر ووجل و لايركنون إلي الدنيا كمايقال لمن مات لقي الله .وَ أَنّهُم إِلَيهِ راجِعُونَ قال الإمام أي إلي كراماته ونعيم جناته قال وإنما قال يظنون لأنهم لايدرون بما ذا يختم لهم لأن العاقبة مستورة عنهم لايعلمون ذلك يقينا لأنهم لايأمنون أن يغيروا ويبدلوا انتهي ويسئل ويقال مامعني الرجوع هنا وهم ماكانوا قط في الآخرة فيعودوا إليها ويجاب بوجوه أحدها أنهم راجعون بالإعادة في الآخرة وثانيها أنهم كانوا أمواتا فأحيوا ثم يموتون فيرجعون أمواتا كماكانوا وثالثها أنهم راجعون بالموت إلي موضع لايملك أحدهم ضرا و لانفعا غيره تعالي كماكانوا في بدء الخلق فإنهم في أيام حياتهم قديملك غيره الحكم عليهم والتدبير لنفعهم وضرهم . والحق أنه لمادلت الأخبار علي أن الأرواح خلقت قبل الأجساد فهي قبل تعلقها بالأجساد كانت في حالة تعود بعدقطع التعلق إليها.وَ الّذِينَ يُمَسّكُونَ بِالكِتابِ أي يتمسكون به وقرأ أبوبكر يمسكون بتسكين الميم وتخفيف السين والباقون بالتشديد علي بناء التفعيل يقال أمسك ومسك وتمسك واستمسك بالشيء بمعني واحد أي استعصم به والكتاب التوراة أوالقرآن وَ أَقامُوا الصّلاةَ في تخصيص الصلاة بالذكر من بين سائر العبادات دلالة علي جلالة موقعها وشدة تأكدها. وكذا قوله سبحانه فَإِن تابُوا وَ أَقامُوا الصّلاةَ وَ آتَوُا الزّكاةَ فَخَلّوا
سَبِيلَهُميدل علي اشتراط الإيمان بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وقيل أي قبلوا إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة لأن عصمة الدم لايتوقف علي فعلهمافَخَلّوا سَبِيلَهُم أي دعوهم يتصرفون في بلاد الإسلام لهم ماللمسلمين وعليهم ماعليهم وقيل دعوهم يحجوا معكم و قال الطبرسي ره استدل بها علي أن من ترك الصلاة متعمدا يجب قتله لأن الله أوجب الامتناع من قتل المشركين بشرط أن يتوبوا ويقيموا الصلاة فإذا لم يقيموها وجب قتلهم انتهي . ويمكن أن يقال إظهار الإسلام بعدالكفر لايقبل إلابالإتيان بهاتين الفريضتين اللتين هما من عمدة شرائعه .وَ أَقامَ الصّلاةَ في حصر تعمير المساجد فيمن أتي بعدالإيمان بالله واليوم الآخر بهاتين الفريضتين دلالة علي جلالة شأنهما.بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ أي أنصار بعض أومتولي أمورهم .يُقِيمُوا الصّلاةَ أي أقيموا الصلاة يقيموا أوليقيموالا بَيعٌ فِيهِفيبتاع المقصر مايتدارك به تقصيره أويفدي به نفسه وَ لا خِلالٌ و لامخالة فيشفع له خليله .وَ مِن ذرُيّتّيِ أي وبعض ذريتي.وَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ أي أهل بيتك و أهل دينك كماذكره الطبرسي أو أهل بيتك خاصة كمارواه
أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ كَانَ
صفحه : 196
رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ بَابَ فَاطِمَةَ وَ عَلِيّ تِسعَةَ أَشهُرٍ وَقتَ كُلّ صَلَاةٍ فَيَقُولُ الصّلَاةَ يَرحَمُكُمُ اللّهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً
رواه الطبرسي و قال ورواه ابن عقدة من طرق كثيرة عن أهل البيت ع و عن غيرهم مثل أبي برزة و ابن أبي رافع
وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَمَرَهُ اللّهُ تَعَالَي أَن يَخُصّ أَهلَهُ دُونَ النّاسِ لِيَعلَمَ النّاسُ أَنّ لِأَهلِهِ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةً لَيسَت لِلنّاسِ فَأَمَرَهُم مَعَ النّاسِ عَامّةً وَ أَمَرَهُم خَاصّةً
وَ فِي العُيُونِ، وَ غَيرِهِ، عَنِ الرّضَا ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ خَصّنَا اللّهُ بِهَذِهِ الخُصُوصِيّةِ إِذ أَمَرَنَا مَعَ الأُمّةِ بِإِقَامَةِ الصّلَاةِ ثُمّ خَصّنَا مِن دُونِ الأُمّةِ فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يجَيِءُ عَلَي بَابِ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ بَعدَ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ تِسعَةَ أَشهُرٍ كُلّ يَومٍ عِندَ حُضُورِ كُلّ صَلَاةٍ خَمسَ مَرّاتٍ فَيَقُولُ الصّلَاةَ رَحِمَكُمُ اللّهُ وَ مَا أَكرَمَ اللّهُ أَحَداً مِن ذرَاَريِّ الأَنبِيَاءِ ع بِمِثلِ هَذِهِ الكَرَامَةِ التّيِ أَكرَمَنَا بِهَا وَ خَصّنَا مِن دُونِ جَمِيعِ أَهلِ بَيتِهِم
وَ فِي نَهجِ البَلَاغَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص نَصِباً بِالصّلَاةِ بَعدَ التّبشِيرِ لَهُ بِالجَنّةِ لِقَولِ اللّهِ سُبحَانَهُوَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيهافَكَانَ يَأمُرُ بِهَا وَ يَصبِرُ عَلَيهَا نَفسَهُ
ثم اعلم أن الظاهر من الأخبار الماضية و ماأوردنا سابقا في مجلدات الحجة أن المراد من يختص به من أهل بيته لا أهل دينه مطلقا و أنه إنما أمر بذلك لبيان شرفهم وكرامتهم عليه تعالي فما قيل إنه يجب علينا أيضا أمر أهالينا بدلالة التأسي محل نظر و إن أمكن أن يقال هذا لاينافي لزوم التأسي ويؤيده قوله تعالي قُوا أَنفُسَكُم وَ أَهلِيكُم ناراًالآية وعمومات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
صفحه : 197
وَ اصطَبِر عَلَيهابالمداومة عليها واحتمال مشاقها بل الأمر بها واحتمال مشاقه أيضا فهوص مأمور بها علي أبلغ وجه لا نَسئَلُكَ رِزقاً لانكلفك شيئا من الرزق لالنفسك و لالغيرك نَحنُ نَرزُقُكَ مايكفيك وأهلك فيحتمل أن يكون المراد ترك التوصل إلي تحصيل الرزق وكسب المعيشة بالكلية و يكون من خصائصه ص لمنافاة تحصيل الرزق لتعرض أشغال النبوة وتحمل أعبائها ويحتمل العموم كماورد من كان الله كان الله له و من أصلح أمر دينه أصلح الله أمر دنياه و من أصلح مابينه و بين الله أصلح الله مابينه و بين الناس و قال تعالي وَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ ولعل الأولي حينئذ أن يراد ترك الاعتناء والاهتمام لاترك الطلب بالكلية وسيأتي تمام القول فيه في محله وَ العاقِبَةُ لِلتّقوي أي العاقبة المحمودة لأهل التقوي .الّذِينَ إِن مَكّنّاهُم فِي الأَرضِورد في الأخبار الكثيرة أنها نزلت في الأئمة وقائمهم ع .إِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ قال الطبرسي ره في هذادلالة علي أن فعل الصلاة لطف للمكلف في ترك القبيح والمعاصي التي ينكرها العقل والشرع فإن انتهي عن القبيح يكون توفيقا و إلافقد أتي المكلف من قبل نفسه وقيل إن الصلاة بمنزلة الناهي بالقول إذا قال لاتفعل الفحشاء والمنكر و ذلك أن فيهاالتكبير والتسبيح والتهليل والقراءة والوقوف بين يدي الله سبحانه و غير ذلك من صنوف العبادة و كل ذلك يدعو إلي شكره ويصرف عن ضده فيكون مثل الأمر والنهي بالقول و كل دليل مؤد إلي المعرفة بالحق فهو داع إليه وصارف عن الباطل ألذي هوضده .
صفحه : 198
وقيل معناه أن الصلاة تنهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر مادام فيها وقيل معناه أنه ينبغي أن تنهاه كقوله وَ مَن دَخَلَهُ كانَ آمِناً و قال ابن عباس في الصلاة منهي ومزدجر عن معاصي الله فمن لم تنهه صلاته عن المعاصي لم يزدد من الله إلابعدا
وَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن لَم تَنهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الفَحشَاءِ وَ المُنكَرِ لَم يَزدَد مِنَ اللّهِ إِلّا بُعداً
وَ عَنهُص قَالَ لَا صَلَاةَ لِمَن لَم يُطِعِ الصّلَاةَ وَ طَاعَةُ الصّلَاةِ أَن تَنهَي عَنِ الفَحشَاءِ وَ المُنكَرِ
ومعني ذلك أن الصلاة إذاكانت ناهية عن المعاصي فمن أقامها ثم لم ينته عن المعاصي لم تكن صلاته بالصفة التي وصفها الله بها فإن تاب من بعد ذلك وترك المعاصي فقد تبين أن صلاته كانت نافعة له وناهيته و إن لم ينته إلا بعدزمان .
وَ روُيَِ أَنّ فَتًي مِنَ الأَنصَارِ كَانَ يصُلَيّ الصّلَاةَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ يَرتَكِبُ الفَوَاحِشَ فَوُصِفَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِنّ صَلَاتَهُ تَنهَاهُ يَوماً مَا فَلَم يَلبَث أَن تَابَ
وَ عَن جَابِرٍ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللّهِص إِنّ فُلَاناً يصُلَيّ بِالنّهَارِ وَ يَسرِقُ بِاللّيلِ فَقَالَ إِنّ صَلَاتَهُ لَتَردَعُهُ
وَ رَوَي أَصحَابُنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَحَبّ أَن يَعلَمَ أَ قُبِلَت صَلَاتُهُ أَم لَم تُقبَل فَليَنظُر هَل مَنَعَتهُ صَلَاتُهُ عَنِ الفَحشَاءِ وَ المُنكَرِ فَبِقَدرِ مَا مَنَعَتهُ قُبِلَت مِنهُ
وَ روُيَِ فِي الكاَفيِ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَنِ البَاقِرِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنّهُ سَأَلَهُ هَل يَتَكَلّمُ القُرآنُ فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ رَحِمَ اللّهُ الضّعَفَاءَ مِن شِيعَتِنَا إِنّهُم أَهلُ تَسلِيمٍ ثُمّ قَالَ نَعَم يَا سَعدُ وَ الصّلَاةُ تَتَكَلّمُ وَ لَهَا صُورَةٌ وَ خَلقٌ تَأمُرُ وَ تَنهَي قَالَ فَتَغَيّرَ لِذَلِكَ لوَنيِ وَ قُلتُ هَذَا شَيءٌ لَا أَستَطِيعُ أَن أَتَكَلّمَ بِهِ فِي النّاسِ فَقَالَ ع
صفحه : 199
وَ هَلِ النّاسُ إِلّا شِيعَتُنَا فَمَن لَم يَعرِفِ الصّلَاةَ فَقَد أَنكَرَ حَقّنَا ثُمّ قَالَ يَا سَعدُ أُسمِعُكَ كَلَامَ القُرآنِ قَالَ سَعدٌ فَقُلتُ بَلَي صَلّي اللّهُ عَلَيكَ فَقَالَإِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ وَ لَذِكرُ اللّهِ أَكبَرُفاَلنهّيُ كَلَامٌ وَ الفَحشَاءُ وَ المُنكَرُ رَجُلٌ وَ نَحنُ ذِكرُ اللّهِ وَ نَحنُ أَكبَرُ
.أقول قدمرت الأخبار بأن المراد بالصلاة أمير المؤمنين ع والفحشاء والمنكر أبوبكر وعمر وذكر الله رسول الله ص فقوله ع الصلاة تتكلم ولها صورة يمكن أن يكون علي سبيل التنظير أي لااستبعاد في أن يكون للقرآن صورة كما أن في بطن تلك الآية المراد بالصلاة رجل أوالمراد أن للصلاة صورة ومثالا يترتب عليه وينشأ منه آثار الصلاة فكذا القرآن . ويحتمل أن يكون صورة القرآن في القيامة أمير المؤمنين ع فإنه حامل علمه والمتحلي بأخلاقه كما قال ع أناكلام الله الناطق فإن كل من كمل فيه صفة عمل أوحالة فكأنه جسد لتلك الصفة وشخص لها فأمير المؤمنين ع جسد للقرآن وللصلاة والزكاة ولذكر الله لكمالها فيه فيطلق عليه تلك الأسامي في بطن القرآن ويطلق علي مخالفيه الفحشاء والمنكر والبغي والكفر والفسوق والعصيان لكمالها فيهم فهم أجساد لتلك الصفات الذميمة. وبهذا التحقيق ألذي أفيض علي ينحل كثير من غوامض الأخبار و قدمر بعض الكلام في ذلك في أبواب الآيات النازلة فيهم وسيأتي في كتاب القرآن أيضا.وَ لَذِكرُ اللّهِ أَكبَرُ.
روُيَِ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ ذِكرُ اللّهِ لِأَهلِ الصّلَاةِ أَكبَرُ مِن ذِكرِهِم إِيّاهُ أَ لَا تَرَي أَنّهُ يَقُولُفاَذكرُوُنيِ أَذكُركُم
صفحه : 200
وَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ ذِكرُ اللّهِ عِندَ مَا أَحَلّ وَ حَرّمَ
. و قال الطبرسي أي ولذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته عن ابن عباس وغيره وقيل ذكر العبد لربه أكبر مما سواه وأفضل من جميع أعماله عن سلمان وغيره و علي هذافيكون تأويله أن أكبر شيء في النهي عن الفواحش ذكر العبد ربه وأوامره ونواهيه و ماأعده من الثواب والعقاب فإنه أقوي لطف يدعو إلي الطاعة وترك المعصية و هوأكبر من كل لطف وقيل معناه ذكر الله العبد في الصلاة أكبر من الصلاة وقيل ذكر الله هوالتسبيح والتقديس و هوأكبر وأحري بأن ينهي عن الفحشاء والمنكر.وَ لا تَكُونُوا مِنَ المُشرِكِينَ فيه إيماء إلي أن ترك الصلاة نوع من الشرك .الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ فيه إيماء إلي أن العمدة في الإحسان إقامة الصلاة.إِنّما تُنذِرُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم بِالغَيبِ أي بالقلب ألذي هوغائب عن الحواس أوهم غائبون عما يخشون الله بسببه من أحوال الآخرة وأهوالها أويخشون ربهم في خلواتهم وغيبتهم عن الخلق وَ أَقامُوا الصّلاةَلعل فيه إيماء إلي أن الصلاة المقبولة هي التي تكون لخشية الله تعالي ومقرونة بها وإنما خص الإنذار بهم لأنهم المشفعون به دون غيرهم .إِنّ الّذِينَ يَتلُونَ كِتابَ اللّهِ في الصلاة وغيرهالَن تَبُورَ
صفحه : 201
أي لن تكسد ولن تفسد ولن تهلك .وَ الّذِينَ استَجابُوا لِرَبّهِم أي قبلوا ماأمروا به و في تفسير علي بن ابراهيم في إقامة الإمام ويدل علي أن الصلاة من عمدة المأمورات وأشرفها و علي ما في التفسير يومي إلي اشتراط قبول الصلاة وسائر الأعمال بالولاية.قالُوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَيعني الصلاة الواجبة كماسيأتي من نهج البلاغة ويدل علي مخاطبة الكفار بالفروع و قدمر تأويلها بمتابعة أئمة الدين وبالصلاة عليهم .فَلا صَدّقَ أي بما يجب أن يصدق به أو لم يتصدق بشيءوَ لا صَلّي أي لم يصل لله .أَ رَأَيتَ ألّذِي يَنهي عَبداً إِذا صَلّي ماذا يكون جزاؤه و ما يكون حاله و في تفسير علي بن ابراهيم قال كان الوليد بن المغيرة ينهي الناس عن الصلاة و أن يطاع الله ورسوله فقال أَ رَأَيتَ ألّذِي يَنهي عَبداً إِذا صَلّي و في مجمع البيان جاء في الحديث أن أباجهل قال هل يعفر محمدوجهه بين أظهركم قالوا نعم قال فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن علي رقبته فقيل ها هو ذلك يصلي فانطلق ليطأ علي رقبته فرأي معجزة ونكص علي عقبيه وتركه فأنزل الله هذه الآية و قدمرت الأخبار في ذلك .
صفحه : 202
مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ أي لايشركوا في عبادته سبحانه أحدا ويدل علي وجوب الإخلاص وتحريم الرياء حنفاء مائلين عن جميع الأديان إلي دين الإسلام و ذلك دين القيمة أي دين الملة القيمة أوالكتب القيمة ويشعر بأن الإخلال بالصلاة والزكاة وشرائطهما مخرج من الدين القويم
1- جَامِعُ الأَخبَارِ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّلَاةُ عِمَادُ الدّينِ فَمَن تَرَكَ صَلَاتَهُ مُتَعَمّداً فَقَد هَدَمَ دِينَهُ وَ مَن تَرَكَ أَوقَاتَهَا يَدخُلُ الوَيلَ وَ الوَيلُ وَادٍ فِي جَهَنّمَ كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ الّذِينَ هُم عَن صَلاتِهِم ساهُونَ
وَ قَالَ النّبِيّص حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يأَتيِ بِالعَبدِ فَأَوّلُ شَيءٍ يَسأَلُهُ عَنهُ الصّلَاةُ فَإِن جَاءَ بِهَا تَامّةً وَ إِلّا زُخّ فِي النّارِ
بيان قال في النهاية فيه مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار أي دفع ورمي يقال زخه يزخه زخا
2- الجَامِعُ، قَالَ النّبِيّص لَا تُضَيّعُوا صَلَاتَكُم فَإِنّ مَن ضَيّعَ صَلَاتَهُ حَشَرَهُ اللّهُ مَعَ قَارُونَ وَ فِرعَونَ وَ هَامَانَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ أَخزَاهُم وَ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يُدخِلَهُ النّارَ مَعَ المُنَافِقِينَ فَالوَيلُ لِمَن لَم يُحَافِظ صَلَاتَهُ
وَ قَالَص مَن تَرَكَ صَلَاتَهُ حَتّي تَفُوتَهُ مِن غَيرِ عُذرٍ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ ثُمّ قَالَ بَينَ العَبدِ وَ بَينَ الكُفرِ تَركُ الصّلَاةِ
وَ قَالَص لَا يَزَالُ الشّيطَانُ يَرعَبُ مِن بنَيِ آدَمَ مَا حَافَظَ عَلَي الصّلَوَاتِ الخَمسِ فَإِذَا ضَيّعَهُنّ تَجَرّأَ عَلَيهِ وَ أَوقَعَهُ فِي العَظَائِمِ
وَ قَالَص مَن تَرَكَ صَلَاةً لَا يَرجُو ثَوَابَهَا وَ لَا يَخَافُ عِقَابَهَا فَلَا أبُاَليِ
صفحه : 203
أَ يَمُوتُ يَهُودِيّاً أَو نَصرَانِيّاً أَو مَجُوسِيّاً
3-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ صَالِحٍ التمّيِميِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ هِشَامٍ عَن مَنصُورِ بنِ مُجَاهِدٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ بَدرٍ عَن سَوّارِ بنِ مُنِيبٍ عَن وَهبٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَلَكاً يُسَمّي سَخَائِيلَ يَأخُذُ البَرَوَاتِ لِلمُصَلّينَ عِندَ كُلّ صَلَاةٍ مِن رَبّ العَالَمِينَ جَلّ جَلَالُهُ فَإِذَا أَصبَحَ المُؤمِنُونَ وَ قَامُوا وَ تَوَضّئُوا وَ صَلّوا صَلَاةَ الفَجرِ أَخَذَ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بَرَاءَةً لَهُم مَكتُوبٌ فِيهَا أَنَا اللّهُ الباَقيِ عبِاَديِ وَ إمِاَئيِ فِي حرِزيِ جَعَلتُكُم وَ فِي حفِظيِ وَ تَحتَ كنَفَيِ صَيّرتُكُم وَ عزِتّيِ لَا خَذَلتُكُم وَ أَنتُم مَغفُورٌ لَكُم ذُنُوبُكُم إِلَي الظّهرِ فَإِذَا كَانَ وَقتُ الظّهرِ فَقَامُوا وَ تَوَضّئُوا وَ صَلّوا أَخَذَ لَهُم مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ البَرَاءَةَ الثّانِيَةَ مَكتُوبٌ فِيهَا أَنَا اللّهُ القَادِرُ عبِاَديِ وَ إمِاَئيِ بَدّلتُ سَيّئَاتِكُم حَسَنَاتٍ وَ غَفَرتُ لَكُمُ السّيّئَاتِ وَ أَحلَلتُكُم برِضِاَيَ عَنكُم دَارَ الجَلَالِ فَإِذَا كَانَت وَقتُ العَصرِ فَقَامُوا وَ تَوَضّئُوا وَ صَلّوا أَخَذَ لَهُم مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ البَرَاءَةَ الثّالِثَةَ مَكتُوبٌ فِيهَا أَنَا اللّهُ الجَلِيلُ جَلّ ذكِريِ وَ عَظُمَ سلُطاَنيِ عبَيِديِ وَ إمِاَئيِ حَرّمتُ أَبدَانَكُم عَلَي النّارِ وَ أَسكَنتُكُم مَسَاكِنَ الأَبرَارِ وَ دَفَعتُ عَنكُم برِحَمتَيِ شَرّ الأَشرَارِ فَإِذَا كَانَ وَقتُ المَغرِبِ فَقَامُوا وَ تَوَضّئُوا وَ صَلّوا أَخَذَ لَهُم مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ البَرَاءَةَ الرّابِعَةَ مَكتُوبٌ فِيهَا أَنَا اللّهُ الجَبّارُ الكَبِيرُ المُتَعَالِ عبَيِديِ وَ إمِاَئيِ صَعِدَ ملَاَئكِتَيِ مِن عِندِكُم بِالرّضَا وَ حَقّ عَلَيّ أَن أُرضِيَكُم وَ أُعطِيَكُم يَومَ القِيَامَةِ مَنِيّتَكُم فَإِذَا كَانَ وَقتُ العِشَاءِ فَقَامُوا وَ تَوَضّئُوا وَ صَلّوا أَخَذَ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَهُمُ البَرَاءَةَ الخَامِسَةَ مَكتُوبٌ فِيهَا إنِيّ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ غيَريِ وَ لَا رَبّ سوِاَيَ عبِاَديِ وَ إمِاَئيِ فِي بُيُوتِكُم تَطَهّرتُم وَ إِلَي بيُوُتيِ مَشَيتُم وَ فِي ذكِريِ خُضتُم وَ حقَيّ عَرَفتُم وَ فرَاَئضِيِ أَدّيتُم أُشهِدُكَ يَا سَخَائِيلُ وَ سَائِرَ ملَاَئكِتَيِ أنَيّ قَد رَضِيتُ عَنهُم
صفحه : 204
قَالَ فيَنُاَديِ سَخَائِيلُ بِثَلَاثَةِ أَصوَاتٍ كُلّ لَيلَةٍ بَعدَ صَلَاةِ العِشَاءِ يَا مَلَائِكَةَ اللّهِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد غَفَرَ لِلمُصَلّينَ المُوَحّدِينَ فَلَا يَبقَي مَلَكٌ فِي السّمَاوَاتِ السّبعِ إِلّا استَغفَرَ لِلمُصَلّينَ وَ دَعَا لَهُم بِالمُدَاوَمَةِ عَلَي ذَلِكَ فَمَن رُزِقَ صَلَاةَ اللّيلِ مِن عَبدٍ أَو أَمَةٍ قَامَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مُخلِصاً فَتَوَضّأَ وُضُوءاً سَابِغاً وَ صَلّي لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ بِنِيّةٍ صَادِقَةٍ وَ قَلبٍ سَلِيمٍ وَ بَدَنٍ خَاشِعٍ وَ عَينٍ دَامِعَةٍ جَعَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلفَهُ تِسعَةَ صُفُوفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فِي كُلّ صَفّ مَا لَا يحُصيِ عَدَدَهُم إِلّا اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَحَدُ طرَفَيَ كُلّ صَفّ بِالمَشرِقِ وَ الآخَرُ بِالمَغرِبِ قَالَ فَإِذَا فَرَغَ كُتِبَ لَهُ بِعَدَدِهِم دَرَجَاتٌ قَالَ مَنصُورٌ كَانَ الرّبِيعُ بنُ بَدرٍ إِذَا حَدّثَ بِهَذَا الحَدِيثِ يَقُولُ أَينَ أَنتَ يَا غَافِلُ عَن هَذَا الكَرَمِ وَ أَينَ أَنتَ عَن قِيَامِ هَذِهِ اللّيلِ وَ عَن جَزِيلِ هَذَا الثّوَابِ وَ عَن هَذِهِ الكَرَامَةِ
4- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ المُؤَدّبِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن خَالِدٍ القلَاَنسِيِّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع يُؤتَي بِشَيخٍ يَومَ القِيَامَةِ فَيُدفَعُ إِلَيهِ كِتَابُهُ ظَاهِرُهُ مِمّا يلَيِ النّاسَ لَا يَرَي إِلّا مسَاَويَِ فَيَطُولُ ذَلِكَ عَلَيهِ فَيَقُولُ يَا رَبّ أَ تأَمرُنُيِ إِلَي النّارِ فَيَقُولُ الجَبّارُ جَلّ جَلَالُهُ يَا شَيخُ أَنَا أسَتحَييِ أَن أُعَذّبَكَ وَ قَد كُنتَ تصُلَيّ فِي دَارِ الدّنيَا اذهَبُوا بعِبَديِ إِلَي الجَنّةِ
الخصال ، عن أبيه عن سعد عن سلمة مثله
5-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الأسَدَيِّ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع قَالَكَلّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع قَالَ مُوسَي إلِهَيِ مَا جَزَاءُ مَن صَلّي الصّلَوَاتِ
صفحه : 205
لِوَقتِهَا قَالَ أَعطَيتُهُ سُؤلَهُ وَ أُبِيحُهُ جنَتّيِ الخَبَرَ
6- وَ مِنهُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ الصّائِغِ عَن أَحمَدَ بنِ عُقدَةَ عَن جَعفَرِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ جَاءَ ثقَفَيِّ إِلَي النّبِيّص فَسَأَلَهُ عَمّا لَهُ مِنَ الثّوَابِ فِي الصّلَاةِ فَقَالَ النّبِيّص إِذَا قُمتَ إِلَي الصّلَاةِ وَ تَوَجّهتَ وَ قَرَأتَ أُمّ الكِتَابِ وَ مَا تَيَسّرَ مِنَ السّوَرِ ثُمّ رَكَعتَ فَأَتمَمتَ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا وَ تَشَهّدتَ وَ سَلّمتَ غُفِرَ لَكَ كُلّ ذَنبٍ فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ الصّلَاةِ التّيِ قَدّمتَهَا إِلَي الصّلَاةِ المُؤَخّرَةِ فَهَذَا لَكَ فِي صَلَاتِكَ
أقول تمامه في باب فضائل الحج
7- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَيمَنَ بنِ مُحرِزٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا مِن عَبدٍ مِن شِيعَتِنَا يَقُومُ إِلَي الصّلَاةِ إِلّا اكتَنَفَتهُ بِعَدَدِ مَن خَالَفَهُ مَلَائِكَةٌ يُصَلّونَ خَلفَهُ يَدعُونَ اللّهَ لَهُ حَتّي يَفرُغَ مِن صَلَاتِهِ
ثواب الأعمال ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن محبوب عن ابن الفضيل عن الثمالي مثله مشكاة الأنوار عنه ع
مثله
صفحه : 206
8- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لَذِكرُ اللّهِ أَكبَرُ يَقُولُ ذِكرُ اللّهِ لِأَهلِ الصّلَاةِ أَكبَرُ مِن ذِكرِهِم إِيّاهُ أَ لَا تَرَي أَنّهُ يَقُولُفاَذكرُوُنيِ أَذكُركُم
9- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يُؤتَي بِعَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ لَيسَت لَهُ حَسَنَةٌ فَيُقَالُ لَهُ اذكُر أَو تَذَكّر هَل لَكَ مِن حَسَنَةٍ قَالَ فَيَتَذَكّرُ فَيَقُولُ يَا رَبّ مَا بيِ مِن حَسَنَةٍ إِلّا أَنّ فُلَاناً عَبدَكَ المُؤمِنَ مَرّ بيِ فَطَلَبتُ مِنهُ مَاءً فأَعَطاَنيِ مَاءً فَتَوَضّأتُ بِهِ وَ صَلّيتُ لَكَ قَالَ فَيَقُولُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد غَفَرتُ لَكَ أَدخِلُوا عبَديَِ الجَنّةَ
10- وَ مِنهُ، عَنِ الخَلِيلِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي القَاسِمِ البغَوَيِّ عَن عَلِيّ بنِ الجَعدِ عَن شُعبَةَ عَنِ الوَلِيدِ بنِ الغَيزَارِ عَن أَبِي عَمرٍو الشيّباَنيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ أَحَبّ الأَعمَالِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الصّلَاةُ وَ البِرّ وَ الجِهَادُ
11- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ بُندَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن صَالِحِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ بنِ كَسِيرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَيّاشٍ عَن شُرَحبِيلَ بنِ مُسلِمٍ وَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ قَالَا سَمِعنَا أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ لَا نبَيِّ بعَديِ وَ لَا أُمّةَ بَعدَكُم أَلَا فَاعبُدُوا رَبّكُم وَ صَلّوا خَمسَكُم وَ صُومُوا شَهرَكُم وَ حُجّوا بَيتَ رَبّكُم وَ أَدّوا زَكَاةَ أَموَالِكُم طَيّبَةً بِهَا أَنفُسُكُم وَ أَطِيعُوا وُلَاةَ أَمرِكُم تَدخُلُوا جَنّةَ رَبّكُم
صفحه : 207
12- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَو يَعلَمُ المصُلَيّ مَا يَغشَاهُ مِن جَلَالِ اللّهِ مَا سَرّهُ أَن يَرفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجُودِ
وَ قَالَ ع مَن أَتَي الصّلَاةَ عَارِفاً بِحَقّهَا غُفِرَ لَهُ
وَ قَالَ ع إِذَا قَامَ الرّجُلُ إِلَي الصّلَاةِ أَقبَلَ إِلَيهِ إِبلِيسُ يَنظُرُ إِلَيهِ حَسَداً لِمَا يَرَي مِن رَحمَةِ اللّهِ التّيِ تَغشَاهُ
13- العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الشّاهِ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الطاّئيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع وَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ الخوُزيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الهرَوَيِّ عَنهُ ع وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الأشُناَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَهرَوَيهِ القزَويِنيِّ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَدّي فَرِيضَةً فَلَهُ عِندَ اللّهِ دَعوَةٌ مُستَجَابَةٌ
14- وَ مِنهُ،بِتِلكَ الأَسَانِيدِ عَنهُ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزَالُ أمُتّيِ بِخَيرٍ مَا تَحَابّوا وَ تَهَادَوا وَ أَدّوُا الأَمَانَةَ وَ اجتَنَبُوا الحَرَامَ وَ قَرَوُا الضّيفَ وَ أَقَامُوا الصّلَاةَ وَ آتَوُا الزّكَاةَ فَإِذَا لَم يَفعَلُوا ذَلِكَ ابتُلُوا بِالقَحطِ وَ السّنِينَ
15- وَ مِنهُ،بِتِلكَ الأَسَانِيدِ عَنهُ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يُدعَي بِالعَبدِ فَأَوّلُ شَيءٍ يُسأَلُ عَنهُ الصّلَاةُ فَإِن جَاءَ بِهَا تَامّةً
صفحه : 208
وَ إِلّا زُخّ فِي النّارِ
صحيفة الرضا عنه ع مثله
16- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن كُلَيبٍ الأسَدَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَمَا وَ اللّهِ إِنّكُم لَعَلَي دِينِ اللّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِينُونَا عَلَي ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ عَلَيكُم بِالصّلَاةِ وَ العِبَادَةِ عَلَيكُم بِالوَرَعِ
17- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ الزّيّاتِ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَحيَي بنِ عَيّاشٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَزِيدَ بنِ هَارُونَ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن عَلِيّ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عُثمَانَ قَالَ كُنّا مَعَ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ تَحتَ شَجَرَةٍ فَأَخَذَ غُصناً مِنهَا فَنَفَضَهُ فَتَسَاقَطَ وَرَقُهُ فَقَالَ أَ لَا تسَألَوُنيّ عَمّا صَنَعتُ فَقُلنَا أَخبِرنَا قَالَ كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي ظِلّ شَجَرَةٍ فَأَخَذَ غُصناً مِنهَا فَنَفَضَهُ فَتَسَاقَطَ وَرَقُهُ فَقَالَ أَ لَا تسَألَوُنيّ عَمّا صَنَعتُ قُلنَا أَخبِرنَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِنّ العَبدَ المُسلِمَ إِذَا قَامَ إِلَي الصّلَاةِ تَحَاتّت عَنهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتّت وَرَقُ هَذِهِ الشّجَرَةِ
بيان في النهاية تحاتت عنه ذنوبه أي تساقطت
18- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَتَنقُضُنّ عُرَي الإِسلَامِ عُروَةً عُروَةً كُلّمَا انتَقَضَت عُروَةٌ تَشَبّثَ النّاسُ باِلتّيِ تَلِيهَا فَأَوّلُهُنّ نَقضُ الحُكمِ وَ آخِرُهُنّ الصّلَاةُ
بيان لعل المراد بنقض الحكم إبطال الأحكام الشرعية وتوليها من لا
صفحه : 209
يستحق إجراءها كالثلاثة
19- أَقُولُ، قَد مَضَي بِأَسَانِيدَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ أَفضَلَ مَا تَوَسّلَ بِهِ المُتَوَسّلُونَ الإِيمَانُ بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي أَن قَالَ وَ إِقَامَةُ الصّلَاةِ فَإِنّهَا المِلّةُ
وَ فِيمَا أَوصَي بِهِ البَاقِرُ ع جَابِرَ الجعُفيِّ الصّلَاةُ بَيتُ الإِخلَاصِ وَ تَنزِيهٌ عَنِ الكِبرِ
وَ فِي خُطبَةِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا فَرَضَ اللّهُ الصّلَاةَ تَنزِيهاً مِنَ الكِبرِ
20- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الفَضلِ بنِ مُحَمّدٍ الشعّراَنيِّ عَن هَارُونَ بنِ عَمرٍو المجُاَشعِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ الصّادِقِ ع وَ عَنِ المجُاَشعِيِّ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أُوصِيكُم بِالصّلَاةِ وَ حِفظِهَا فَإِنّهَا خَيرُ العَمَلِ وَ هيَِ عَمُودُ دِينِكُم الخَبَرَ
21- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَن وَاصِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص مَا مِن صَلَاةٍ يَحضُرُ وَقتُهَا إِلّا نَادَي مَلَكٌ بَينَ يدَيَِ النّاسِ أَيّهَا النّاسُ قُومُوا إِلَي نِيرَانِكُمُ التّيِ أَوقَدتُمُوهَا عَلَي ظُهُورِكُم فَأَطفِئُوهَا بِصَلَاتِكُم
ثواب الأعمال ، عن أبيه عن محمد بن يحيي العطار عن عن محمد بن أحمد
صفحه : 210
الأشعري عن موسي بن جعفر عن الدهقان مثله بيان الظاهر اختصاص الصلاة بالفرائض اليومية ويحتمل التعميم ليشتمل جميع الفرائض والنوافل الموقتة ويدل علي تكفير الحسنات للسيئات في الجملة و قدسبق القول فيه . و قال الشيخ البهائي قدس الله روحه ما من صلاة من صلة لتأكيد النفي إلانادي ملك استثناء مفرغ وجملة نادي ملك حالية والمعني ماحضر وقت صلاة علي حالة من الحالات إلامقارنا لنداء ملك وإنما صح خلو الماضي الواقع حالا عن الواو و قد في أمثال هذه المقامات لأنه قصد به تعقيب ما بعد إلا لماقبلها فأشبه الشرط والجزاء صرح به التفتازاني وغيره . و قال في الكشاف حقيقة قول القائل جلست بين يدي فلان أن يجلس بين الجهتين المسامتتين ليمينه وشماله قريبا منه فسميت الجهتان يدين لكونهما علي سمت اليدين مع القرب منهما توسعا كمايسمي الشيء باسم غيره إذاجاوره وداناه انتهي . و قوله إلي نيرانكم استعارة مصرحة شبهت الذنوب بالنار في إهلاك من وقع فيها وأوقدتموها ترشيح وأطفئوها ترشيح آخر و إن جعلت نيرانكم مجازا مرسلا من قبيل تسمية السبب باسم المسبب فالترشيحان علي ماكانا عليه إذ المجاز المرسل ربما يرشح أيضا كماقالوه في قوله ص أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا و لايبعد أن يجعل الكلام استعارة تمثيلية من غيرارتكاب تجوز في المفردات بأن تشبه الهيئة المنتزعة من المذنب وتلبسه بالذنب المهلك له وتخفيف ذلك بالصلاة بالهيئة المنتزعة من موقد النار علي ظهره ثم إطفائه لها وهاهنا وجه آخر مبني علي تجسم الأعمال كماذهب إليه بعض أصحاب القلوب و قدورد في القرآن والحديث مايرشد إليه فيكون مجازا مرسلا علاقته تسمية الشيء باسم مايؤول إليه والترشيح بحاله كماعرفت انتهي كلامه
صفحه : 211
رفع مقامه
22- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ البُندَارِ عَن أَبِي العَبّاسِ الحمَاّديِّ عَن صَالِحِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الجَعدِ عَن سَلّامِ بنِ المُنذِرِ عَن ثَابِتٍ البنُاَنيِّ عَن أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ حُبّبَت إلِيَّ مِنَ الدّنيَا ثَلَاثٌ النّسَاءُ وَ الطّيبُ وَ جُعِلَت قُرّةُ عيَنيِ فِي الصّلَاةِ
23- وَ مِنهُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُصعَبٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ غَالِبٍ عَن يَسَارٍ مَولَي أَنَسٍ عَن أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ حُبّبَ إلِيَّ مِن دُنيَاكُمُ النّسَاءُ وَ الطّيبُ وَ جُعِلَ قُرّةُ عيَنيِ فِي الصّلَاةِ
قال الصدوق رحمه الله إن الملحدين يتعلقون بهذا الخبر يقولون إن النبي ص قال حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وأراد أن يقول الثالث فندم و قال وجعل قرة عيني في الصلاة وكذبوا لأنه ص لم يكن مراده بهذا الخبر إلاالصلاة وحدها لأنه قَالَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ رَكعَتَينِ[رَكعَتَانِ]يُصَلّيهِمَا المُتَزَوّجُ أَفضَلُ عِندَ اللّهِ مِن سَبعِينَ رَكعَةً يُصَلّيهِمَا غَيرُ مُتَزَوّجٍ وَ إِنّمَا حُبّبَ إِلَيهِ النّسَاءُ لِأَجلِ الصّلَاةِ
وَ هَكَذَا قَالَ رَكعَتَينِ[رَكعَتَانِ]يُصَلّيهِمَا مُتَعَطّرٌ أَفضَلُ مِن سَبعِينَ رَكعَةً يُصَلّيهِمَا غَيرُ مُتَعَطّرٍ وَ إِنّمَا حُبّبَ إِلَيهِ الطّيبُ أَيضاً لِأَجلِ الصّلَاةِ ثُمّ قَالَ ع وَ جُعِلَ قُرّةُ عيَنيِ فِي الصّلَاةِ لِأَنّ الرّجُلَ لَو تَطَيّبَ وَ تَزَوّجَ ثُمّ لَم يُصَلّ لَم يَكُن لَهُ فِي التّزوِيجِ وَ الطّيبِ فَضلٌ وَ لَا ثَوَابٌ
.توضيح أقول ماذكره رحمه الله جيد متين لكنه إنما يستقيم علي رواية ليس فيهاثلاث و أما علي الرواية التي ذكر فيهاالثلاث فلايستقيم ماذكره قدس سره وليت شعري أي إلحاد فيما ذكروه ولعله نسب إليهم الإلحاد من جهة
صفحه : 212
أخري علمها منهم وإنما ارتكبوا هذا في رواية ليس فيهالفظ الثلاث أيضا لأن الصلاة ليست من أمور الدنيا بل من أمور الآخرة وأفضلها و لو كان المراد مايقع في الدنيا فلاوجه ظاهرا لتخصيص تلك الأمور بالذكر ويمكن أن يقال المراد به مايقع في الدنيا مطلقا والغرض بيان أن الأولين من اللذات الدنيوية أهم وأفضل من سائرها والأخير من العبادات الدينية أهم من سائرها. والحاصل أني أحببت من اللذات هذين و من العبادات هذه ويحتمل وجها آخر بأن يقال قرة العين في الصلاة أيضا من اللذات التي تحصل للمقربين في الدنيا و إن كانت الصلاة من الأعمال الأخروية فإن التذاذ المقربين بالصلاة والمناجاة أشهي عندهم من جميع اللذات فلذا عده ص من لذات الدنيا بل يمكن أن يقال إنما عده ص في تلك الأمور إشعارا بأن التذاذه بالنساء والطيب أيضا من تلك الجهة أي لأن الله تعالي رضيهما واختارهما لاللشهوة النفسانية و قدمر وسيأتي في ذلك تحقيق منا يقتضي أن التذاذهم ع بنعيم الجنة أيضا من تلك الجهة و لو كان النار والعياذ بالله دار الأخيار ومرضيا للعزيز الجبار لكانوا طالبين لها فلذاتهم في الدارين مقصورة علي مااختاره لهم مولاهم و لايذعن بهذا الكلام حق الإذعان إلا من سعد بالوصول إلي مقامات المحبين رزقنا الله نيل ذلك وسائر المؤمنين . ثم اعلم أن القر بالضم ضد الحر والعرب تزعم أن دمع الباكي من شدة السرور بارد و من الحزن حار فقرة العين كناية عن السرور والظفر بالمطلوب يقال قرت عينه تقر بالكسر والفتح قرة بالفتح والضم
24-العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ العبَديِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ الهاَشمِيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص جاَءنَيِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لِي يَا أَحمَدُ الإِسلَامُ عَشَرَةُ أَسهُمٍ وَ قَد خَابَ مَن لَا سَهمَ لَهُ فِيهَا أُولَاهَا شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ هيَِ الكَلِمَةُ وَ الثّانِيَةُ الصّلَاةُ وَ هيَِ الطّهرُ وَ الثّالِثَةُ الزّكَاةُ وَ هيَِ الفِطرَةُ وَ الرّابِعَةُ الصّومُ وَ هيَِ الجُنّةُ وَ الخَامِسَةُ
صفحه : 213
الحَجّ وَ هيَِ الشّرِيعَةُ وَ السّادِسَةُ الجِهَادُ وَ هُوَ العِزّ وَ السّابِعَةُ الأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَ هُوَ الوَفَاءُ وَ الثّامِنَةُ النهّيُ عَنِ المُنكَرِ وَ هُوَ الحُجّةُ وَ التّاسِعَةُ الجَمَاعَةُ وَ هيَِ الأُلفَةُ وَ العَاشِرَةُ الطّاعَةُ وَ هيَِ العِصمَةُ ثُمّ قَالَ حبَيِبيِ جَبرَئِيلُ إِنّ مَثَلَ هَذَا الدّينِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ ثَابِتَةٍ الإِيمَانُ أَصلُهَا وَ الصّلَاةُ عُرُوقُهَا وَ الزّكَاةُ مَاؤُهَا وَ الصّومُ سَعَفُهَا وَ حُسنُ الخُلُقِ وَرَقُهَا وَ الكَفّ عَنِ المَحَارِمِ ثَمَرُهَا فَلَا تَكمُلُ شَجَرَةٌ إِلّا بِالثّمَرِ كَذَلِكَ الإِيمَانُ لَا يَكمُلُ إِلّا بِالكَفّ عَنِ المَحَارِمِ
بيان وهي الكلمة أي كلمة التوحيد وهي الطهر أي من الذنوب وهي الفطرة أي هي من عمدة شرائع الفطرة أي الملة الحنيفية التي فطر الله الناس عليها وبتركها كأنه يخرج الإنسان عنها وهي الشريعة أي شريعة عظيمة من شرائع الإسلام و هوالعز أي سبب لعزة الإسلام وغلبته علي الأديان أوعزة المسلمين أوالأعم و هوالوفاء أي بعهد الله ألذي أخذه علي العباد فيه خصوصا أو في جميع الأحكام و هوالحجة أي يصير سببا لتمام الحجة علي أهل المعاصي والجماعة هي صلاة الجماعة أوملازمة جماعة أهل الحق و كل منهما سبب للألفة بين المؤمنين وطاعة الأئمة سبب للعصمة عن الذنوب أوشر الأعادي والمراد بالسعف هنا جريد النخل لاورقها ويطلق عليهما معا
25- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مَتّيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِنّ الإِنسَانَ إِذَا كَانَ فِي الصّلَاةِ فَإِنّ جَسَدَهُ وَ ثِيَابَهُ وَ كُلّ شَيءٍ حَولَهُ يُسَبّحُ
26-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريَِ بيِ إِلَي السّمَاءِ مَضَيتُ
صفحه : 214
بِأَقوَامٍ تُرضَخُ رُءُوسُهُم بِالصّخرِ فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يَنَامُونَ عَن صَلَاةِ العِشَاءِ
27- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا بَالُ الزاّنيِ لَا تُسَمّيهِ كَافِراً وَ تَارِكُ الصّلَاةِ قَد تُسَمّيهِ كَافِراً وَ مَا الحُجّةُ فِي ذَلِكَ قَالَ لِأَنّ الزاّنيَِ وَ مَا أَشبَهَهُ إِنّمَا يَفعَلُ ذَلِكَ لِمَكَانِ الشّهوَةِ وَ لِأَنّهَا تَغلِبُهُ وَ تَارِكُ الصّلَاةِ لَا يَترُكُهَا إِلّا استِخفَافاً بِهَا وَ ذَلِكَ لِأَنّكَ لَا تَجِدُ الزاّنيَِ يأَتيِ المَرأَةَ إِلّا وَ هُوَ مُستَلِذّ لِإِتيَانِهِ إِيّاهَا قَاصِداً إِلَيهَا وَ كُلّ مَن تَرَكَ الصّلَاةَ قَاصِداً إِلَيهَا فَلَيسَ يَكُونُ قَصدُهُ لِتَركِهَا لِلّذّةِ فَإِذَا انتَفَتِ اللّذّةُ وَقَعَ الِاستِخفَافُ وَ إِذَا وَقَعَ الِاستِخفَافُ وَقَعَ الكُفرُ
28- وَ مِنهُ،بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ قَالَ قِيلَ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا فَرقٌ بَينَ مَن نَظَرَ إِلَي امرَأَةٍ فَزَنَي بِهَا أَو خَمراً فَشَرِبَهَا وَ بَينَ مَن تَرَكَ الصّلَاةَ حَيثُ لَا يَكُونُ الزاّنيِ وَ شَارِبُ الخَمرِ مُستَخِفّاً كَمَا استَخَفّ تَارِكُ الصّلَاةِ وَ مَا الحُجّةُ فِي ذَلِكَ وَ مَا العِلّةُ التّيِ تَفرُقُ بَينَهُمَا قَالَ الحُجّةُ أَنّ كُلّ مَا أَدخَلتَ نَفسَكَ فِيهِ وَ لَم يَدعُكَ إِلَيهِ دَاعٍ وَ لَم يَغلِبكَ عَلَيهِ غَالِبُ شَهوَةٍ مِثلُ الزّنَا وَ شُربِ الخَمرِ فَأَنتَ دَعَوتَ نَفسَكَ إِلَي تَركِ الصّلَاةِ وَ لَيسَ ثَمّ شَهوَةٌ فَهُوَ الِاستِخفَافُ بِعَينِهِ وَ هَذَا فَرقُ مَا بَينَهُمَا
العلل ، عن أبيه عن هارون مثل الخبرين معا بيان اعلم أن تارك الصلاة مستحلا كافر إجماعا كماذكره المنتهي ثم قال و لوتركها معتقدا لوجوبها لم يكفر و إن استحق القتل بعدترك ثلاث صلوات والتعزير فيهن و قال أحمد في رواية يقتل لاحدا بل لكفره ثم قال و لايقتل عندنا في أول مرة و لا إذاترك الصلاة و لم يعزر وإنما يجب القتل إذاتركها
صفحه : 215
مرة فعزر ثم تركها ثانية فعزر ثم تركها ثالثة فعزر فإذاتركها رابعة فإنه يقتل و إن تاب و قال بعض الجمهور يقتل بأول مرة انتهي . وحمل تلك الأخبار علي الاستحلال بعيد إذ لافرق حينئذ بين ترك الصلاة وفعل الزنا بل الظاهر أنه محمول علي أحد معاني الكفر التي مضت في كتاب الإيمان والكفر و هومقابل للإيمان ألذي يطلق علي يقين لايصدر معه عن المؤمن ترك الفرائض وفعل الكبائر بدون داع قوي و هذاالكفر لايترتب عليه وجوب القتل و لاالنجاسة و لااستحقاق خلود النار بل استحقاق الحد والتعزير في الدنيا والعقوبة الشديدة في الآخرة و قديطلق علي فعل مطلق الكبائر وترك مطلق الفرائض و علي هذاالمعني لافرق بين ترك الصلاة وفعل الزنا. قوله ع إن كل ماأدخلت الظاهر أن خبر إن مقدر بقرينة مابعده أو ماقبله أو قوله فهو الاستخفاف خبره و قوله و أنت دعوت معترض بين الاسم والخبر
29- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَلَكٌ مُوَكّلٌ يَقُولُ مَن نَامَ عَنِ العِشَاءِ إِلَي نِصفِ اللّيلِ فَلَا أَنَامَ اللّهُ عَينَهُ
بيان فلاأنام الله عينه هودعاء بنفي الصحة وفراغ البال فإن من به وجع أوحزن يرتفع نومه أوبنفي الحيات فإن النوم من لوازمها والأول أظهر
30- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ للِمصُلَيّ ثَلَاثُ خِصَالٍ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ يَتَنَاثَرُ عَلَيهِ البِرّ مِن أَعنَانِ السّمَاءِ إِلَي مَفرَقِ رَأسِهِ وَ تَحُفّ بِهِ المَلَائِكَةُ مِن تَحتِ قَدَمَيهِ إِلَي أَعنَانِ السّمَاءِ وَ مَلَكٌ ينُاَديِ أَيّهَا المصُلَيّ لَو تَعلَمُ مَن تنُاَجيِ مَا انفَتَلتَ
صفحه : 216
إيضاح قال الجوهري أعنان السماء صفائحها و مااعترض من أقطارها كأنه جمع عنن والعامة تقول عنان السماء و قال المفرق والمفرق وسط الرأس و هو ألذي يفرق فيه الشعر و قال حفوا حوله يحفون حفا أي أطافوا به واستداروا و قال فتله عن وجهه فانفتل صرفه فانصرف و هوقلب لفت
الهِدَايَةُ قَالَ الصّادِقُ ع للِمصُلَيّ ثَلَاثُ خِصَالٍ وَ ذَكَرَ مِثلَ مَا مَرّ إِلَي قَولِهِ وَ مَلَكٌ يُنَادِيهِ لَو تَعلَمُ مَن تنُاَجيِ وَ مَن يَنظُرُ إِلَيكَ لَمَا زِلتَ مِن مَوضِعِكَ أَبَداً
31- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِيّاكُم وَ الكَسَلَ إِنّ رَبّكُم رَحِيمٌ يَشكُرُ القَلِيلَ إِنّ الرّجُلَ ليَصُلَيّ الرّكعَتَينِ تَطَوّعاً يُرِيدُ بِهِمَا وَجهَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيُدخِلُهُ اللّهُ بِهِمَا الجَنّةَ وَ إِنّهُ لَيَتَصَدّقُ بِالدّرهَمِ تَطَوّعاً يُرِيدُ بِهِ وَجهَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيُدخِلُهُ اللّهُ بِهِ الجَنّةَ وَ إِنّهُ لَيَصُومُ اليَومَ تَطَوّعاً يُرِيدُ بِهِ وَجهَ اللّهِ فَيُدخِلُهُ اللّهُ بِهِ الجَنّةَ
32- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن بُرَيدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا بَينَ المُسلِمِ وَ بَينَ أَن يَكفُرَ إِلّا أَن يَترُكَ الصّلَاةَ الفَرِيضَةَ مُتَعَمّداً أَو يَتَهَاوَنَ بِهَا فَلَا يُصَلّيَهَا
المحاسن ، عن محمد بن علي عن ابن محبوب مثله بيان لعل المعني أن الإنسان يكفر بشيء يسير كترك الصلاة أي ليس بين الإسلام والكفر فاصلة كثيرة يلزم تحقق أمور كثيرة حتي يكفر بل يحصل بترك
صفحه : 217
الصلاة أيضا أوالمعني أن المرتبة المتوسطة بين الإيمان والكفر هي ترك الصلاة أي تارك الصلاة ليس بمؤمن لاشتراط الأعمال فيه و لاكافر يستحق القتل والخلود بل هو في درجة متوسطة و علي التقديرين لعل ذكر الصلاة علي المثال والاحتمالان جاريان في الخبر الآتي. ويؤيد الثاني مارواه فِي الكاَفيِ فِي الصّحِيحِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ
سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَرتَكِبُ الكَبِيرَةَ مِنَ الكَبَائِرِ فَيَمُوتُ هَل يُخرِجُهُ ذَلِكَ مِنَ الإِسلَامِ وَ إِن عُذّبَ كَانَ عَذَابُهُ كَعَذَابِ المُشرِكِينَ أَم لَهُ مُدّةٌ وَ انقِطَاعٌ فَقَالَ مَنِ ارتَكَبَ كَبِيرَةً مِنَ الكَبَائِرِ فَزَعَمَ أَنّهَا حَلَالٌ أَخرَجَهُ ذَلِكَ مِنَ الإِسلَامِ وَ عُذّبَ أَشَدّ العَذَابِ وَ إِن كَانَ مُعتَرِفاً أَنّهُ أَذنَبَ وَ مَاتَ عَلَيهِ أَخرَجَهُ مِنَ الإِيمَانِ وَ لَم يُخرِجهُ مِنَ الإِسلَامِ وَ كَانَ عَذَابُهُ أَهوَنَ مِن عَذَابِ الأَوّلِ
ويؤيد الأول ماسيأتي برواية عبيد بن زرارة و قدمر وجه الجمع بينهما في كتاب الإيمان والكفر
33- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا بَينَ الكُفرِ وَ الإِيمَانِ إِلّا تَركُ الصّلَاةِ
34- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصرِ غَيرَ نَاسٍ لَهَا حَتّي تَفُوتَهُ وَتَرَهُ اللّهُ أَهلَهُ وَ مَالَهُ يَومَ القِيَامَةِ
بيان قال في النهاية فيه من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله أي نقص يقال وترته إذانقصته فكأنك جعلته وترا بعد أن كان كثيرا وقيل هو
صفحه : 218
من الوتر الجناية التي يجنيها الرجل علي غيره من نهب أوسبي فشبه مايلحق من فاتته صلاة العصر بمن قتل حميمه أوسلب أهله وماله ويروي بنصب الأهل ورفعه فمن نصب جعله مفعولا ثانيا لوتر فأضمر فيهامفعولا لم يسم فاعله عائدا إلي ألذي فاتته الصلاة و من رفع لم يضمر وأقام الأهل مقام ما لم يسم فاعله لأنهم المصابون المأخوذون فمن رد النقص إلي الرجل نصبهما و من رده إلي الأهل والمال رفعهما انتهي والظاهر أن المراد فوتها مطلقا ويحتمل فوت وقت الفضيلة وسيأتي مايؤيده في باب وقت الظهرين
35- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَسبَغَ وُضُوءَهُ وَ أَحسَنَ صَلَاتَهُ وَ أَدّي زَكَاتَهُ وَ كَفّ غَضَبَهُ وَ سَجَنَ لِسَانَهُ وَ استَغفَرَ لِذَنبِهِ وَ أَدّي النّصِيحَةَ لِأَهلِ بَيتِ نَبِيّهِ فَقَدِ استَكمَلَ حَقَائِقَ الإِيمَانِ وَ أَبوَابُ الجَنّةِ مُفَتّحَةٌ لَهُ
36- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الصّلَاةُ عَمُودُ الدّينِ مَثَلُهَا كَمَثَلِ عَمُودِ الفُسطَاطِ إِذَا ثَبَتَ العَمُودُ ثَبَتَتِ الأَوتَادُ وَ الأَطنَابُ وَ إِذَا مَالَ العَمُودُ وَ انكَسَرَ لَم يَثبُت وَتِدٌ وَ لَا طُنُبٌ
توضيح رَوَاهُ الشّيخُ بِسَنَدٍ فِيهِ جَهَالَةٌ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَثَلُ الصّلَاةِ مَثَلُ عَمُودِ الفُسطَاطِ إِذَا ثَبَتَ العَمُودُ نَفَعَتِ الأَطنَابُ وَ الأَوتَادُ وَ الغِشَاءُ وَ إِذَا انكَسَرَ لَم يَنفَع طُنُبٌ وَ لَا وَتِدٌ وَ لَا غِشَاءٌ
و قال الفيروزآبادي الطنب بضمتين حبل طويل يشد به سرادق البيت أوالوتد والغشاء الغطاء والظاهر أنه ع شبه الإيمان بالخيمة والصلاة بعمودها وسائر الأعمال بسائر ماتحتاج إليها لبيان اشتراط الإيمان بالأعمال ومزيد اشتراطه بالصلاة أو أنه
صفحه : 219
ع شبه مجموع الأعمال بالخيمة مع جميع ماتحتاج إليها والصلاة بالعمود لبيان أنها العمدة من بينها
37- المَحَاسِنُ، فِي رِوَايَةِ جَابِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ قَالَ إِذَا استَقبَلَ المصُلَيّ القِبلَةَ استَقبَلَ الرّحمَنَ بِوَجهِهِ لَا إِلَهَ غَيرُهُ
38- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ تَركُ الصّلَاةِ ألّذِي أَقَرّ بِهِ قُلتُ فَمَا مَوضِعُ تَركِ العَمَلِ حَتّي يَدَعَهُ أَجمَعَ قَالَ مِنهُ ألّذِي يَدَعُ الصّلَاةَ مُتَعَمّداً لَا مِن سُكرٍ وَ لَا مِن عِلّةٍ
أَقُولُ رَوَاهُ فِي الكاَفيِ بِهَذَا السّنَدِ وَ بِسَنَدٍ آخَرَ أَيضاً إِلَي قَولِهِ مِن ذَلِكَ أَن يَترُكَ الصّلَاةَ مِن غَيرِ سُقمٍ وَ لَا شُغُلٍ
39- العيَاّشيِّ، عَن حُسَينِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ طَاعَةَ اللّهِ خِدمَتُهُ فِي الأَرضِ فَلَيسَ شَيءٌ مِن خِدمَتِهِ يَعدِلُ الصّلَاةَ فَمِن ثَمّ نَادَتِ المَلَائِكَةُ زَكَرِيّاوَ هُوَ قائِمٌ يصُلَيّ فِي المِحرابِ
40- تَفسِيرُ الإِمَامِ ع ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَلّي الخَمسَ كَفّرَ اللّهُ عَنهُ مِنَ الذّنُوبِ مَا بَينَ كُلّ صَلَاتَينِ وَ كَانَ كَمَن عَلَي بَابِهِ نَهَرٌ جَارٍ يَغتَسِلُ فِيهِ خَمسَ مَرّاتٍ لَا تبُقيِ عَلَيهِ مِنَ الذّنُوبِ شَيئاً إِلّا المُوبِقَاتِ التّيِ هيَِ جَحدُ النّبُوّةِ أَوِ الإِمَامَةِ أَو ظُلمُ إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ أَو تَركُ التّقِيّةِ حَتّي يُضِرّ بِنَفسِهِ وَ إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ
صفحه : 220
41- غوَاَليِ اللآّليِ، وَ مَجمَعُ البَيَانِ، وَ العيَاّشيِّ، عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَ سَمِعتُ أَحَدَهُمَا ع يَقُولُ إِنّ عَلِيّاً ع أَقبَلَ عَلَي النّاسِ فَقَالَ أَيّةُ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللّهِ أَرجَي عِندَكُم فَقَالَ بَعضُهُمإِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ قَالَ حَسَنَةٌ وَ لَيسَت إِيّاهَا وَ قَالَ بَعضُهُموَ مَن يَعمَل سُوءاً أَو يَظلِم نَفسَهُالآيَةَ قَالَ حَسَنَةٌ وَ لَيسَت إِيّاهَا فَقَالَ بَعضُهُميا عبِاديَِ الّذِينَ أَسرَفُوا عَلي أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللّهِ قَالَ حَسَنَةٌ وَ لَيسَت إِيّاهَا وَ قَالَ بَعضُهُموَ الّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللّهَ فَاستَغفَرُوا لِذُنُوبِهِم قَالَ حَسَنَةٌ وَ لَيسَت إِيّاهَا قَالَ ثُمّ أَحجَمَ النّاسُ فَقَالَ مَا لَكُم يَا مَعشَرَ المُسلِمِينَ قَالُوا لَا وَ اللّهِ مَا عِندَنَا شَيءٌ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَرجَي آيَةٍ فِي كِتَابِ اللّهِوَ أَقِمِ الصّلاةَ طرَفَيَِ النّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللّيلِ وَ قَرَأَ الآيَةَ كُلّهَا وَ قَالَ يَا عَلِيّ وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ بَشِيراً وَ نَذِيراً إِنّ أَحَدَكُم لَيَقُومُ إِلَي وُضُوئِهِ فَتَسَاقَطُ عَن جَوَارِحِهِ الذّنُوبُ فَإِذَا استَقبَلَ اللّهَ بِوَجهِهِ وَ قَلبِهِ لَم يَنفَتِل عَن صَلَاتِهِ وَ عَلَيهِ مِن ذُنُوبِهِ شَيءٌ كَمَا وَلَدَتهُ أُمّهُ فَإِن أَصَابَ شَيئاً بَينَ الصّلَاتَينِ كَانَ لَهُ مِثلُ ذَلِكَ حَتّي عَدّ الصّلَوَاتِ الخَمسَ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّمَا مَنزِلَةُ الصّلَوَاتِ الخَمسِ لأِمُتّيِ كَنَهَرٍ جَارٍ عَلَي بَابِ أَحَدِكُم فَمَا ظَنّ أَحَدُكُم لَو كَانَ فِي جَسَدِهِ دَرَنٌ ثُمّ اغتَسَلَ فِي ذَلِكَ النّهَرِ خَمسَ مَرّاتٍ فِي اليَومِ أَ كَانَ يَبقَي فِي جَسَدِهِ دَرَنٌ فَكَذَلِكَ وَ اللّهِ الصّلَوَاتُ الخَمسُ لأِمُتّيِ
صفحه : 221
42-تَفسِيرُ الإِمَامِ، قَالَ ع إِذَا تَوَجّهَ المُؤمِنُ إِلَي مُصَلّاهُ ليِصُلَيَّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمَلَائِكَتِهِ يَا ملَاَئكِتَيِ أَ لَا تَرَونَ إِلَي عبَديِ هَذَا قَدِ انقَطَعَ عَن جَمِيعِ الخَلَائِقِ إلِيَّ وَ أَمّلَ رحَمتَيِ وَ جوُديِ وَ رأَفتَيِ أُشهِدُكُم أنَيّ أَخُصّهُ برِحَمتَيِ وَ كرَاَماَتيِ فَإِذَا رَفَعَ يَدَيهِ وَ قَالَ اللّهُ أَكبَرُ وَ أَثنَي عَلَي اللّهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمَلَائِكَتِهِ يَا عبِاَديِ أَ مَا تَرَونَهُ كَيفَ كبَرّنَيِ وَ عظَمّنَيِ وَ نزَهّنَيِ عَن أَن يَكُونَ لِي شَرِيكٌ أَو شَبِيهٌ أَو نَظِيرٌ وَ رَفَعَ يَدَهُ وَ تَبَرّأَ عَمّا يَقُولُهُ أعَداَئيِ مِنَ الإِشرَاكِ بيِ أُشهِدُكُم أنَيّ سَأُكَبّرُهُ وَ أُعَظّمُهُ فِي دَارِ جلَاَليِ وَ أُنَزّهُهُ فِي مُتَنَزّهَاتِ دَارِ كرَاَمتَيِ وَ أُبرِئُهُ مِن آثَامِهِ وَ مِن ذُنُوبِهِ وَ مِن عَذَابِ جَهَنّمَ وَ مِن نِيرَانِهَا وَ إِذَا قَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَفَقَرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ سُورَةً قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمَلَائِكَتِهِ أَ مَا تَرَونَ عبَديِ هَذَا كَيفَ تَلَذّذَ بِقِرَاءَةِ كلَاَميِ أُشهِدُكُم يَا ملَاَئكِتَيِ لَأَقُولَنّ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ اقرَأ فِي جنِاَنيِ وَ ارقَ فِي دَرَجَاتٍ فَلَا يَزَالُ يَقرَأُ وَ يَرقَي بِعَدَدِ كُلّ حَرفٍ دَرَجَةً مِن ذَهَبٍ وَ دَرَجَةً مِن فِضّةٍ وَ دَرَجَةً مِن لُؤلُؤٍ وَ دَرَجَةً مِن جَوهَرٍ وَ دَرَجَةً مِن زَبَرجَدٍ أَخضَرَ وَ دَرَجَةً مِن زُمُرّدٍ أَخضَرَ وَ دَرَجَةً مِن نُورِ رَبّ العِزّةِ فَإِذَا رَكَعَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمَلَائِكَتِهِ يَا ملَاَئكِتَيِ أَ مَا تَرَونَ كَيفَ تَوَاضَعَ لِجَلَالِ عظَمَتَيِ أُشهِدُكُم لَأُعَظّمَنّهُ فِي دَارِ كبِريِاَئيِ وَ جلَاَليِ فَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرّكُوعِ وَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمَلَائِكَتِهِ أَ مَا تَرَونَ يَا ملَاَئكِتَيِ كَيفَ يَقُولُ أَرتَفِعُ عَن أَعدَائِكَ كَمَا أَتَوَاضَعُ لِأَولِيَائِكَ وَ أَنتَصِبُ لِخِدمَتِكَ أُشهِدُكُم يَا ملَاَئكِتَيِ لَأَجعَلَنّ جَمِيلَ العَاقِبَةِ لَهُ وَ لَأُصَيّرَنّهُ إِلَي جنِاَنيِ فَإِذَا سَجَدَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمَلَائِكَتِهِ يَا ملَاَئكِتَيِ أَ مَا تَرَونَ كَيفَ تَوَاضَعَ بَعدَ ارتِفَاعِهِ وَ قَالَ لِي وَ إِن كُنتُ جَلِيلًا مَكِيناً فِي دُنيَاكَ فَأَنَا ذَلِيلٌ عِندَ الحَقّ إِذَا ظَهَرَ لِي سَوفَ أَرفَعُهُ بِالحَقّ وَ أَدفَعُ بِهِ البَاطِلَ فَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ السّجدَةِ الأُولَي قَالَ اللّهُ تَعَالَي يَا ملَاَئكِتَيِ أَ مَا تَرَونَهُ كَيفَ قَالَ وَ إنِيّ وَ إِن تَوَاضَعتُ لَكَ فَسَوفَ أَخلِطُ الِانتِصَابَ فِي طَاعَتِكَ بِالذّلّ بَينَ يَدَيكَ فَإِذَا سَجَدَ ثَانِيَةً قَالَ اللّهُ تَعَالَي
صفحه : 222
لِمَلَائِكَتِهِ أَ مَا تَرَونَ عبَديِ هَذَا كَيفَ عَادَ إِلَي التّوَاضُعِ لِي لَأُعِيدَنّ إِلَيهِ رحَمتَيِ فَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ قَائِماً قَالَ اللّهُ تَعَالَي يَا ملَاَئكِتَيِ لَأَرفَعَنّهُ بِتَوَاضُعِهِ كَمَا ارتَفَعَ إِلَي صَلَاتِهِ ثُمّ لَا يَزَالُ يَقُولُ اللّهُ لِمَلَائِكَتِهِ هَكَذَا فِي كُلّ رَكعَةٍ حَتّي إِذَا قَعَدَ لِلتّشَهّدِ الأَوّلِ وَ التّشَهّدِ الثاّنيِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي يَا ملَاَئكِتَيِ قَد قَضَي خدِمتَيِ وَ عبِاَدتَيِ وَ قَعَدَ يثُنيِ عَلَيّ وَ يصُلَيّ عَلَي مُحَمّدٍ نبَيِيّ لَأُثنِيَنّ عَلَيهِ فِي مَلَكُوتِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ لَأُصَلّيَنّ عَلَي رُوحِهِ فِي الأَروَاحِ فَإِذَا صَلّي عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي صَلَاتِهِ قَالَ اللّهُ لَهُ يَا عبَديِ لَأُصَلّيَنّ عَلَيكَ كَمَا صَلّيتَ عَلَيهِ وَ لَأَجعَلَنّهُ شَفِيعَكَ كَمَا استَشفَعتَ بِهِ فَإِذَا سَلّمَ مِن صَلَاتِهِ سَلّمَ اللّهُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ عَلَيهِ مَلَائِكَتَهُ
أقول مضي صدر الخبر في باب الأدعية المستحبة عندالوضوء
43- العيَاّشيِّ، عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ اصبِر نَفسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّ قَالَ إِنّمَا عَنَي بِهَا الصّلَاةَ
44- وَ مِنهُ، عَن إِدرِيسَ القمُيّّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنالباقِياتُ الصّالِحاتُ فَقَالَ هيَِ الصّلَاةُ فَحَافِظُوا عَلَيهَا
45-مَجَالِسُ المُفِيدِ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبّادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ سَابِقٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ لَهِيعَةَ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ قَالَخَطَبَنَا
صفحه : 223
رَسُولُ اللّهِص فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَيّهَا النّاسُ بَعدَ كَلَامٍ تَكَلّمَ بِهِ عَلَيكُم بِالصّلَاةِ عَلَيكُم بِالصّلَاةِ فَإِنّهَا عَمُودُ دِينِكُم كَابِدُوا اللّيلَ بِالصّلَاةِ وَ اذكُرُوا اللّهَ كَثِيراً يُكَفّر سَيّئَاتِكُم إِنّمَا مَثَلُ هَذِهِ الصّلَوَاتِ الخَمسِ مَثَلُ نَهَرٍ جَارٍ بَينَ يدَيَ بَابِ أَحَدِكُم يَغتَسِلُ مِنهُ فِي اليَومِ خَمسَ اغتِسَالَاتٍ فَكَمَا يَنقَي بَدَنُهُ مِنَ الدّرَنِ بِتَوَاتُرِ الغَسلِ فَكَذَا يَنقَي مِنَ الذّنُوبِ مَعَ مُدَاوَمَتِهِ الصّلَاةَ فَلَا يَبقَي مِن ذُنُوبِهِ شَيءٌ أَيّهَا النّاسُ مَا مِن عَبدٍ إِلّا وَ هُوَ يُضرَبُ عَلَيهِ بِحَزَائِمَ مَعقُودَةٍ فَإِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللّيلِ وَ بقَيَِ ثُلُثُهُ أَتَاهُ مَلَكٌ فَقَالَ لَهُ قُم فَاذكُرِ اللّهَ فَقَد دَنَا الصّبحُ قَالَ فَإِن هُوَ تَحَرّكَ وَ ذَكَرَ اللّهَ انحَلّت عَنهُ عُقدَةٌ وَ إِن هُوَ قَامَ فَتَوَضّأَ وَ دَخَلَ فِي الصّلَاةِ انحَلّت عَنهُ العُقَدُ كُلّهُنّ فَيُصبِحُ حِينَ يُصبِحُ قَرِيرَ العَينِ
إيضاح قال الجوهري كابدت الأمر إذاقاسيت شدته قوله بحزائم في بعض النسخ بالحاء المهملة والزاي و في بعضها بالخاء المعجمة و في بعضها بالجيم والراء المهملة و قال في القاموس حزمه يحزمه شد حزامه والحزمة بالضم ماحزم و قال خزم البعير جعل في جانب منخره الخزامة ككتابة وخزامة النعل بالكسر سير دقيق يخزم بين الشراكين و في الصحاح الخزم بالتحريك شجر يتخذ من لحائه الحبال الواحدة خزمة و قال الجريمة الذنب انتهي .فالمعني يحمل علي ظهره خزم الخطايا التي اكتسبها أوالجرائم التي اكتسبها أويعقد في أنفه خزامة الآثام و مايلزمه منها و كل ذلك كناية عما يستحقه ويلزم عليه من العقوبات بسبب ارتكاب السيئات
46-فَلَاحُ السّائِلِ، مِن تَارِيخِ الخَطِيبِ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ عَنِ النّبِيّص قَالَتَحتَرِقُونَ فَإِذَا صَلّيتُمُ الفَجرَ غَسَلَتهَا ثُمّ تَحتَرِقُونَ تَحتَرِقُونَ فَإِذَا صَلّيتُمُ الظّهرَ غَسَلَتهَا ثُمّ تَحتَرِقُونَ تَحتَرِقُونَ فَإِذَا صَلّيتُمُ العَصرَ غَسَلَتهَا ثُمّ تَحتَرِقُونَ تَحتَرِقُونَ فَإِذَا صَلّيتُمُ المَغرِبَ غَسَلَتهَا ثُمّ تَحتَرِقُونَ تَحتَرِقُونَ فَإِذَا صَلّيتُمُ العِشَاءَ غَسَلَتهَا ثُمّ تَنَامُونَ
صفحه : 224
فَلَا يُكتَبُ عَلَيكُم حَتّي تَغتَسِلُوا
مِن كِتَابِ حِليَةِ الأَولِيَاءِ،بِإِسنَادِهِ عَن زِرّ بنِ حُبَيشٍ أَنّهُ حَدّثَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ سَمِعتُ مُنَادِياً عِندَ حَضرَةِ كُلّ صَلَاةٍ فَيَقُولُ يَا بنَيِ آدَمَ قُومُوا فَأَطفِئُوا عَنكُم مَا أَوقَدتُمُوهُ عَلَي أَنفُسِكُم فَيَقُومُونَ فَيَتَطَهّرُونَ فَتَسقُطُ خَطَايَاهُم مِن أَعيُنِهِم وَ يُصَلّونَ فَيُغفَرُ لَهُم مَا بَينَهُمَا ثُمّ تُوقِدُونَ فِيمَا بَينَ ذَلِكَ فَإِذَا كَانَ عِندَ صَلَاةِ الأُولَي نَادَي يَا بنَيِ آدَمَ قُومُوا فَأَطفِئُوا مَا أَوقَدتُم عَلَي أَنفُسِكُم فَيَقُومُونَ فَيَتَطَهّرُونَ وَ يُصَلّونَ فَيُغفَرُ لَهُم مَا بَينَهُمَا فَإِذَا حَضَرَتِ العَصرُ فَمِثلَ ذَلِكَ فَإِذَا حَضَرَتِ المَغرِبُ فَمِثلَ ذَلِكَ فَإِذَا حَضَرَتِ العَتَمَةُ فَمِثلَ ذَلِكَ فَيَنَامُونَ وَ قَد غُفِرَ لَهُم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَمُدلِجٌ فِي خَيرٍ وَ مُدلِجٌ فِي شَرّ
بيان قال الجزري في حديث المظاهر احترقت أي هلكت والإحراق الإهلاك و هو من إحراق النار و منه الحديث أوحي إلي أن أحرق قريشا أي أهلكهم انتهي قوله ص فمدلج في خير الإدلاج السير بالليل أي فبعد ذلك فمنهم من يسير إلي طرق الخير بكسب الحسنات بالليل ومنهم من يرتكب السيئات فيسلك مسلك الأشقياء في ليله
47- المُقنِعُ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ منِيّ مَنِ استَخَفّ بِصَلَاتِهِ لَا يَرِدُ عَلَيّ الحَوضَ لَا وَ اللّهِ
48-نَهجُ البَلَاغَةِ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ فِي كَلَامٍ يوُصيِ أَصحَابَهُتَعَاهَدُوا أَمرَ الصّلَاةِ وَ حَافِظُوا عَلَيهَا وَ استَكثِرُوا مِنهَا وَ تَقَرّبُوا بِهَا فَإِنّهَاكانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً أَ لَا تَسمَعُونَ إِلَي جَوَابِ أَهلِ النّارِ حِينَ سُئِلُواما سَلَكَكُم فِي سَقَرَ قالُوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَ وَ إِنّهَا لَتَحُتّ الذّنُوبَ حَتّ الوَرَقِ
صفحه : 225
وَ تُطلِقُهَا إِطلَاقَ الرّبَقِ وَ شَبّهَهَا رَسُولُ اللّهِص بِالحَمّةِ تَكُونُ عَلَي بَابِ الرّجُلِ فَهُوَ يَغتَسِلُ مِنهَا فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ خَمسَ مَرّاتٍ فَمَا عَسَي أَن يَبقَي عَلَيهِ مِنَ الدّرَنِ وَ قَد عَرَفَ حَقّهَا رِجَالٌ مِنَ المُؤمِنِينَ الّذِينَ لَا يَشغَلُهُم عَنهَا زِينَةُ مَتَاعٍ وَ لَا قُرّةُ عَينٍ مِن وَلَدٍ وَ لَا مَالٍ يَقُولُ اللّهُ سُبحَانَهُرِجالٌ لا تُلهِيهِم تِجارَةٌ وَ لا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصّلاةِ وَ إِيتاءِ الزّكاةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص نَصِباً بِالصّلَاةِ بَعدَ التّبَاشُرِ لَهُ بِالجَنّةِ لِقَولِ اللّهِ سُبحَانَهُوَ أمُر أَهلَكَ بِالصّلاةِ وَ اصطَبِر عَلَيهافَكَانَ يَأمُرُ بِهَا أَهلَهُ وَ يَصبِرُ عَلَيهَا نَفسَهُ
توضيح الحت نثر الورق من الغصن والربق جمع الربقة وهي في الأصل عروة في حبل يجعل في عنق البهيمة ويدها يمسكها ذكره الجزري أي تطلق الصلاة الذنوب كماتطلق الحبال المعقدة و قال في العين الحمة عين ماء حار وقيل التاء في إقامة عوض عن العين الساقطة للإعلال فإن أصله إقوام مصدر أقوم كقولك أعرض إعراضا فلما أضيف أقيمت الإضافة مقام حرف التعويض فأسقطت التاء قوله ع ويصبر عليها نفسه أي يحبس قال تعالي وَ اصبِر نَفسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم
49- مَجَالِسُ الشّيخِ،بِإِسنَادِهِ عَن زُرَيقٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ أَيّ الأَعمَالِ أَفضَلُ بَعدَ المَعرِفَةِ قَالَ مَا مِن شَيءٍ بَعدَ المَعرِفَةِ يَعدِلُ هَذِهِ الصّلَاةَ وَ لَا بَعدَ المَعرِفَةِ وَ الصّلَاةِ شَيءٌ يَعدِلُ الزّكَاةَ وَ لَا بَعدَ ذَلِكَ شَيءٌ يَعدِلُ الصّومَ وَ لَا بَعدَ ذَلِكَ شَيءٌ يَعدِلُ الحَجّ وَ فَاتِحَةُ ذَلِكَ كُلّهِ مَعرِفَتُنَا وَ خَاتِمَتُهُ مَعرِفَتُنَا الخَبَرَ
50-دَعَوَاتُ الراّونَديِّ،سَأَلَ مُعَاوِيَةُ بنُ وَهبٍ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن أَفضَلِ
صفحه : 226
مَا يَتَقَرّبُ بِهِ العِبَادُ إِلَي رَبّهِم فَقَالَ مَا أَعلَمُ شَيئاً بَعدَ المَعرِفَةِ أَفضَلَ مِن هَذِهِ الصّلَاةِ أَ لَا تَرَي أَنّ العَبدَ الصّالِحَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ قَالَوَ أوَصانيِ بِالصّلاةِ وَ سُئِلَ النّبِيّص عَن أَفضَلِ الأَعمَالِ قَالَ الصّلَاةُ لِأَوّلِ وَقتِهَا
بيان بعدالمعرفة أي معرفة الله أومعرفة الإمام فإنها المتبادر منها في عرفهم ع أوالأعم منهما و من سائر المعارف الدينية والأول يستلزم الأخيرين غالبا ولذا يطلقونها في الأكثر والأخير هنا أظهر والعبارة تحتمل معنيين أحدهما أن المعرفة أفضل الأعمال وبعدها في المرتبة ليس شيءأفضل من الصلاة والحاصل أنها أفضل العبادات البدنية والثاني أن الأعمال التي يأتي بهاالعبد بعدتحصيل المعارف الخمس صلوات أفضل منها إذ لافضل للعمل بدون المعرفة حتي يكون للصلاة أوتكون أفضل من غيرها مع أنه يقتضي أن يكون لغيرها فضل أيضا. و قال الشيخ البهائي زاد الله في بهائه ماقصده ع من أفضلية الصلاة علي غيرها من الأعمال و إن لم يدل عليها منطوق الكلام إلا أن المفهوم منه بحسب العرف ذلك كمايفهم من قولنا ليس بين أهل البلد أفضل من زيد أفضليته عليهم و إن كان منطوقه نفي أفضليتهم عليه و هو لايمنع المساواة. هذا و في جعله ع قول عيسي علي نبينا وآله و عليه السلام وَ أوَصانيِ بِالصّلاةِالآية مؤيدا لأفضلية الصلاة بعدالمعرفة علي غيرها من الأعمال نوع خفاء ولعل وجهه مايستفاد من تقديمه ع ما هو من قبيل الاعتقادات في مفتتح كلامه ثم إردافه ذلك بالأعمال البدنية والمالية وتصديره لها بالصلاة مقدما لها علي الزكاة. و لايبعد أن يكون التأييد لمجرد تفضيل الصلاة علي غيرها من الأعمال من غيرملاحظة تفضيل المعرفة عليها ويؤيده عدم إيراده ع صدر الآية في صدر التأييد والآية هكذاقالَ إنِيّ عَبدُ اللّهِ آتانيَِ الكِتابَ وَ جعَلَنَيِ نَبِيّا وَ جعَلَنَيِ
صفحه : 227
مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ وَ أوَصانيِ بِالصّلاةِ وَ الزّكاةِ ما دُمتُ حَيّا
51- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِيا بنُيَّ أَقِمِ الصّلاةَفَإِنّمَا مَثَلُهَا فِي دِينِ اللّهِ كَمَثَلِ عَمُودِ فُسطَاطٍ فَإِنّ العَمُودَ إِذَا استَقَامَ نَفَعَتِ الأَطنَابُ وَ الأَوتَادُ وَ الظّلَالُ وَ إِن لَم يَستَقِم لَم يَنفَع وَتِدٌ وَ لَا طُنُبٌ وَ لَا ظِلَالٌ
52- عُدّةُ الداّعيِ، وَ دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَنِ البَاقِرِ ع يَا باَغيَِ العِلمِ صَلّ قَبلَ أَن لَا تَقدِرَ عَلَي لَيلٍ وَ لَا نَهَارٍ تصُلَيّ فِيهِ إِنّمَا مَثَلُ الصّلَاةِ لِصَاحِبِهَا كَمَثَلِ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَي ذيِ سُلطَانٍ فَأَنصَتَ لَهُ حَتّي فَرَغَ مِن حَاجَتِهِ وَ كَذَلِكَ المَرءُ المُسلِمُ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا دَامَ فِي الصّلَاةِ لَم يَزَلِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَنظُرُ إِلَيهِ حَتّي يَفرُغَ مِن صَلَاتِهِ
53- غوَاَليِ اللآّليِ، قَالَ النّبِيّص أَوّلُ مَا يُنظَرُ فِي عَمَلِ العَبدِ فِي يَومِ القِيَامَةِ فِي صَلَاتِهِ فَإِن قُبِلَت نُظِرَ فِي غَيرِهَا وَ إِن لَم تُقبَل لَم يُنظَر فِي عَمَلِهِ بشِيَءٍ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع شَفَاعَتُنَا لَا تَنَالُ مُستَخِفّاً بِصَلَاتِهِ
54- المُعتَبَرُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَزَالُ الشّيطَانُ ذَعِراً مِن أَمرِ المُؤمِنِ مَا حَافَظَ عَلَي الصّلَوَاتِ الخَمسِ فَإِذَا ضَيّعَهُنّ اجتَرَأَ عَلَيهِ
وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ عَمُودَ الدّينِ الصّلَاةُ وَ هيَِ أَوّلُ مَا يَنزِلُ فِيهِ مِن عَمَلِ ابنِ آدَمَ فَإِن صَحّت نُظِرَ فِي عَمَلِهِ وَ إِن لَم تَصِحّ لَم يُنظَر فِي بَقِيّةِ عَمَلِهِ
وَ قَالَ ع لِكُلّ شَيءٍ وَجهٌ وَ وَجهُ دِينِكُمُ الصّلَاةُ
55- الكاَفيِ، وَ الفَقِيهُ، وَ التّهذِيبُ،بِأَسَانِيدِهِم عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ صَلَاةٌ فَرِيضَةٌ خَيرٌ مِن عِشرِينَ حَجّةً وَ حَجّةٌ خَيرٌ مِن بَيتٍ مَملُوّ ذَهَباً يُتَصَدّقُ مِنهُ حَتّي يَفنَي أَو حَتّي لَا يَبقَي مِنهُ شَيءٌ
صفحه : 228
تبيين أورد عليه إشكالان الأول أنه وردت أخبار دالة علي فضل الحج علي الصلاة فما وجه التوفيق بينهما الثاني أن الحج مشتمل علي الصلاة أيضا والحج و إن كان مندوبا فالصلاة فيه فرض فما معني تفضيل الصلاة الفريضة علي عشرين حجة. ويمكن الجواب عن الأول بوجوه الأول حمل الثواب في الصلاة علي التفضلي و في الحج علي الاستحقاقي أي يتفضل الله سبحانه علي المصلي بأزيد مما يستحقه المؤمن بعشرين حجة فلاينافي كون مايتفضل به علي الحاج أضعاف مايعطي المصلي. فإن قيل قدمر مايدل علي أن الإنسان لايستحق شيئا بعمله وإنما يتفضل الله تعالي بالثواب عليه قلنا يمكن أن يكون للتفضل أيضا مراتب إحداها مايتوقعه الإنسان في عمله و إن كان علي سبيل التفضل أو مايظنه الناس أنه يتفضل به عليه ثم بحسب كرم الكريم وسعة جوده للتفضل مراتب لاتحصي فيمكن أن يسمي الأولي استحقاقيا كما إذامدح شاعر كريما فهو لايستحق شيئا عقلا و لاشرعا لكن الناس يتوقعون له بحسب مايعرفونه من كرم الكريم أنه يعطيه مائة درهم فإذاأعطاه ألفا يقولون أعطاه عشرة أضعاف استحقاقه .الثاني أن تحمل الفريضة علي الصلوات الخمس اليومية كما هوالمتبادر في أكثر الموارد والصلاة التي فضل عليها الحج علي غيرها بقرينة أن الأذان والإقامة المشتملين علي حي علي خير العمل مختصان بهافيكون الغرض الحث علي الصلوات اليومية والمحافظة عليها والإتيان بشرائطها وحدودها وآدابها وحفظ مواقيتها فإن كثيرا من الحاج يضيعون فرائضهم اليومية في طريقهم إلي الحج إما بتفويت أوقاتها أوبأدائها علي المركب أو في المحمل أوبالتيمم أو مع عدم طهارة الثوب أوالبدن إلي غير ذلك . فإن قيل فما وجه الجمع بين هذاالخبر علي هذاالوجه و بين الخبر المشهور
صفحه : 229
بين الخاصة والعامة إن أفضل الأعمال أحمزها قلنا علي تقدير تسليم صحته المراد به أن أفضل كل نوع من العمل أحمز ذلك النوع كالوضوء في البرد والحر والحج ماشيا وراكبا والصوم في الصيف والشتاء وأمثال ذلك .الثالث أن تحمل الفريضة علي عمومها والحج في المفضل عليه علي المندوب و في المفضل علي الفرض .الرابع أن يراد بالصلاة في هذاالخبر مطلق الفرض و بها في الأخبار التي فضل الحج عليها النافلة.الخامس أن يراد بالحج في هذاالخبر حج غير هذه الأمة من الأمم السابقة أي صلاة تلك الأمة أفضل من عشرين حجة أوقعتها الأمم الماضية.السادس ماقيل إن المراد أنه لوصرف زمان الحج والعمرة في الصلاة كان أفضل منهما و لايخفي أن هذاالوجه إنما يجري في الخبر ألذي تضمن أن خير أعمالكم الصلاة وأشباهه مما سبق مع أنه بعيد فيهاأيضا.السابع أن يقال إنه يختلف بحسب الأحوال والأشخاص كمانقل أن النبي ص سئل أي الأعمال أفضل فقال الصلاة لأول وقتها وسئل أيضا أي الأعمال أفضل فقال بر الوالدين وسئل أي الأعمال أفضل فقال حج مبرور فخص كل سائل بما يليق بحاله من الأعمال فيقال كان السائل الأول عاجزا عن الحج و لم يكن له والدان فكان الأفضل بحسب حاله الصلاة والثاني كان له والدان محتاجان إلي بره فكان الأفضل له ذلك وكذا الثالث .الثامن ماخطر بالبال زائدا علي ماتقدم من أكثر الوجوه بأن يقال لما كان لكل من الأعمال مدخل في الإيمان وتأثير في نفس الإنسان ليس لغيره كما أن لكل من الأغذية تأثيرا في بدن الإنسان ومدخلا في صلاحه ليس ذلك لغيره كالخبز مثلا فإن له تأثيرا في البدن ليس ذلك للحم وكذا اللحم له أثر
صفحه : 230
في البدن ليس للخبز و ليس شيءمنهما يغني عن الماء وهكذا. ثم تلك الأغذية تختلف بحسب شدة حاجة البدن إليها وضعفها فإن منها ما لاتبقي الحياة بدونها ومنها مايضعف البدن بدونها لكن يبقي الحياة مع تركها فكما أن لبدن الإنسان أعضاء رئيسة و غيررئيسة منها ما لايبقي الشخص بدونها كالرأس والقلب والكبد والدماغ ومنها مايبقي مع فقدها لكن لاينتفع بالحياة بدونها كالعين والسمع واللسان واليد و الرجل ومنها ماينتفع بدونها بالحياة لكنه ناقص عن درجة الكمال كما إذافقد بعض الأصابع أوالأذن أوالأسنان . وكذلك له أغذية لاتبقي حياته بدونها كالماء والخبز واللحم وأغذية يبقي بدونها مع ضعف كالسمن والأرز وأغذية يتروح بهاكالفواكه والحلاوات وتعرض له أمراض مهلكة و غيرمهلكة وخلق الله له أدوية يتداوي بها إذا لم تكن مهلكة وكذا له أثواب يتزين بها ودواب يتقوي بها وخدم يستعين بهم وأصدقاء يتزين بمجالستهم .فكذا الإيمان بمنزلة شخص له جميع هذه الأشياء فأعضاؤه الرئيسة هي عقائده التي إذافقد شيئا منها يزول رأسا كالأصول الخمسة والأعضاء الغير الرئيسة هي العقائد والعلوم التي بهايقوي الإيمان ويترتب عليه الآثار علي اختلاف مراتبها في ذلك فمنها مايجب الاعتقاد بها ومنها مايحسن ويتزين الإيمان بها وكذا له أغذية من الأعمال الصالحة فمنها ما لايبقي بدونها وهي الفرائض كالصلاة والصوم والحج والزكاة ومنها مايبقي بدونها مع ضعف شديد يزول ثمرته معه وهي سائر الواجبات و أماالنوافل فهي كالفواكه والأشربة والأدوية المقوية ومنها ماهي بمنزلة الألبسة والحلي و له مراكب من الأخلاق الحسنة يتقوي بها وأصدقاء من مرافقة العلماء والصلحاء بهم يحترز عن كيد الشياطين والذنوب بمنزلة الأمراض المهلكة و غيرالمهلكة فالمهلكة منها هي الكبائر و غيرالمهلكة الصغائر والتوبة التضرع والخشوع أدوية لها إذا لم يصل إلي حد لاينفع فيه الدواء والعيوب التي لاتؤثر في زواله لكن تحطه
صفحه : 231
عن درجة كماله . فإذاعرفت ذلك أمكنك فهم دقايق الأخبار والتوفيق بين الروايات المأثورة في ذلك عن الأئمة الأبرار فنعرف معني قولهم الشيء الفلاني رأس الإيمان وآخر قلب الإيمان وآخر بصر الإيمان والصلاة عمود وأشباه ذلك .فنقول علي هذاالتحقيق يمكن أن يقال مثلا الصلاة بمنزلة الماء والحج بمنزلة الخبز في قوام الإيمان فيمكن أن يقال الصلاة أفضل من حجج كثيرة والحج أفضل من صلوات كثيرة إذ لكل منهما أثر في قوام الإيمان ليس للآخر و لايستغني بأحدهما عن الآخر كمايمكن أن يقال رغيف خبز أفضل من روايا من الماء وشربة ماء خير من أرغفة كثيرة والحاصل أنه يرجع إلي اختلاف الاعتبارات والجهات والحيثيات فبجهة الصلاة خير من الحج وبجهة الحج خير من الصلاة وأفضل منها و هذاالتحقيق ينفعك في كثير من المواضع ويعينك علي التوفيق بين كثير من الآيات والأخبار. و أماالإشكال الثاني فينحل بكثير من الوجوه السابقة وأجيب عنه أيضا بأن المراد بالحج بلا صلاة واعترض عليه بأن الحج بلا صلاة باطل فلافضل له حتي يفضل عليه الصلاة ويمكن الجواب بأن المراد به الحج مع قطع النظر عن فضل الصلاة إذا كان معها لاالحج ألذي تركت فيه الصلاة. وإنما بسطنا الكلام في ذلك لكثرة الحاجة إليه في حل الأخبار و قدمر بعض القول في كتاب الإيمان والكفر
56-الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَيفَرٍ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عُمَرَ بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِيهِ عَن ضَمرَةَ بنِ حَبِيبٍ قَالَسُئِلَ النّبِيّص عَنِ الصّلَاةِ فَقَالَص الصّلَاةُ مِن شَرَائِعِ الدّينِ وَ فِيهَا مَرضَاةُ الرّبّ عَزّ وَ جَلّ فهَيَِ مِنهَاجُ الأَنبِيَاءِ
صفحه : 232
وَ للِمصُلَيّ حُبّ المَلَائِكَةِ وَ هُدًي وَ إِيمَانٌ وَ نُورُ المَعرِفَةِ وَ بَرَكَةٌ فِي الرّزقِ وَ رَاحَةٌ لِلبَدَنِ وَ كَرَاهَةٌ لِلشّيطَانِ وَ سِلَاحٌ عَلَي الكُفّارِ وَ إِجَابَةٌ لِلدّعَاءِ وَ قَبُولٌ لِلأَعمَالِ وَ زَادٌ لِلمُؤمِنِ مِنَ الدّنيَا إِلَي الآخِرَةِ وَ شَفِيعٌ بَينَهُ وَ بَينَ مَلَكِ المَوتِ وَ أَنِيسٌ فِي قَبرِهِ وَ فِرَاشٌ تَحتَ جَنبِهِ وَ جَوَابٌ لِمُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ تَكُونُ صَلَاةُ العَبدِ عِندَ المَحشَرِ تَاجاً عَلَي رَأسِهِ وَ نُوراً عَلَي وَجهِهِ وَ لِبَاساً عَلَي بَدَنِهِ وَ سِتراً بَينَهُ وَ بَينَ النّارِ وَ حُجّةً بَينَهُ وَ بَينَ الرّبّ جَلّ جَلَالُهُ وَ نَجَاةً لِبَدَنِهِ مِنَ النّارِ وَ جَوَازاً عَلَي الصّرَاطِ وَ مِفتَاحاً لِلجَنّةِ وَ مُهُوراً لِلحُورِ العِينِ وَ ثَمَناً لِلجَنّةِ بِالصّلَاةِ يَبلُغُ العَبدُ إِلَي الدّرَجَةِ العُليَا لِأَنّ الصّلَاةَ تَسبِيحٌ وَ تَهلِيلٌ وَ تَحمِيدٌ وَ تَكبِيرٌ وَ تَمجِيدٌ وَ تَقدِيسٌ وَ قَولٌ وَ دَعوَةٌ
57- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن عَلِيّ ع قَالَ أُوصِيكُم بِالصّلَاةِ التّيِ هيَِ عَمُودُ الدّينِ وَ قِوَامُ الإِسلَامِ فَلَا تَغفُلُوا عَنهَا
وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لِبَعضِ شِيعَتِهِ بَلّغ مَوَالِيَنَا عَنّا السّلَامَ وَ قُل لَهُم لَا أغُنيِ عَنكُم مِنَ اللّهِ شَيئاً إِلّا بِوَرَعٍ فَاحفَظُوا أَلسِنَتَكُم وَكُفّوا أَيدِيَكُم وَ عَلَيكُم بِالصّبرِ وَ الصّلَاةِ فَإِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ
وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ لَا حَظّ فِي الإِسلَامِ لِمَن تَرَكَ الصّلَاةَ
وَ عَنهُ ع قَالَأَتَي رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ
صفحه : 233
لِي أَن يدُخلِنَيِ الجَنّةَ فَقَالَ لَهُ أعَنِيّ عَلَيهِ بِكَثرَةِ السّجُودِ
وَ عَن عَلِيّ ع قَالَ الصّلَوَاتُ الخَمسُ كَفّارَةٌ لِمَا بَينَهُنّ مَا اجتَنَبَ مِنَ الكَبَائِرِ وَ هيَِ التّيِ قَالَ اللّهُإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ
وَ عَنهُ ع قَالَ أَحَبّ الأَعمَالِ إِلَي اللّهِ الصّلَاةُ فَمَا شَيءٌ أَحسَنَ مِن أَن يَغتَسِلَ الرّجُلُ أَو يَتَوَضّأَ فَيُسبِغَ الوُضُوءَ ثُمّ يَبرُزَ حَيثُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ فَيُشرِفُ اللّهُ عَلَيهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ وَ سَاجِدٌ إِنّ العَبدَ إِذَا سَجَدَ نَادَي إِبلِيسُ يَا وَيلَهُ أَطَاعَ وَ عَصَيتُ وَ سَجَدَ وَ أَبَيتُ وَ أَقرَبُ مَا يَكُونُ العَبدُ مِنَ اللّهِ إِذَا سَجَدَ
وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا أَحرَمَ العَبدُ المُسلِمُ فِي صَلَاتِهِ أَقبَلَ اللّهُ إِلَيهِ بِوَجهِهِ وَ وَكّلَ بِهِ مَلَكاً يَلتَقِطُ القُرآنَ مِن فِيهِ التِقَاطاً فَإِذَا أَعرَضَ أَعرَضَ اللّهُ عَنهُ وَ وَكَلَهُ إِلَي المَلَكِ
58-مَجَالِسُ الشّيخِ، عَن جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن رَجَاءِ بنِ يَحيَي العبَرَتاَئيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الأَصَمّ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن وَهبِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي حَربِ بنِ أَبِي الأَسوَدِ الدؤّلَيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِيمَا أَوصَي إِلَيهِ يَا أَبَا ذَرّ إِنّ اللّهَ جَعَلَ قُرّةَ عيَنيِ فِي الصّلَاةِ وَ حَبّبَهَا إلِيَّ كَمَا حَبّبَ إِلَي الجَائِعِ الطّعَامَ وَ إِلَي الظّمآنِ المَاءَ وَ إِنّ الجَائِعَ إِذَا أَكَلَ الطّعَامَ شَبِعَ وَ الظّمآنَ إِذَا شَرِبَ المَاءَ روَيَِ وَ أَنَا لَا أَشبَعُ مِنَ الصّلَاةِ يَا أَبَا ذَرّ إِنّ اللّهَ بَعَثَ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع بِالرّهبَانِيّةِ وَ بُعِثتُ بِالحَنِيفِيّةِ السّمحَةِ وَ حُبّبَ إلِيَّ النّسَاءُ وَ الطّيبُ جُعِلَت فِي الصّلَاةِ قُرّةُ عيَنيِ يَا أَبَا ذَرّ مَا دُمتَ فِي الصّلَاةِ فَإِنّكَ تَقرَعُ بَابَ المَلِكِ وَ مَن يُكثِر قَرعَ بَابِ
صفحه : 234
المَلِكِ يُفتَح لَهُ يَا أَبَا ذَرّ مَا مِن مُؤمِنٍ يَقُومُ إِلَي الصّلَاةِ إِلّا تَنَاثَرَ عَلَيهِ البِرّ مَا بَينَهُ وَ بَينَ العَرشِ وَ وَكّلَ بِهِ مَلَكٌ ينُاَديِ يَا ابنَ آدَمَ لَو تَعلَمُ مَا لَكَ فِي صَلَاتِكَ وَ مَن تنُاَجيِ مَا سَئِمتَ وَ مَا التَفَتّ يَا أَبَا ذَرّ مَا مِن رَجُلٍ يَجعَلُ جَبهَتَهُ فِي بُقعَةٍ مِن بِقَاعِ الأَرضِ إِلّا شَهِدَت لَهُ بِهَا يَومَ القِيَامَةِ يَا أَبَا ذَرّ مَا مِن صَبَاحٍ وَ لَا رَوَاحٍ إِلّا وَ بِقَاعُ الأَرضِ ينُاَديِ بَعضُهَا بَعضاً يَا جَارَةِ هَل مَرّ بِكِ اليَومَ ذَاكِرٌ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ أَو عَبدٌ وَضَعَ جَبهَتَهُ عَلَيكِ سَاجِداً لِلّهِ فَمِن قَائِلَةٍ لَا وَ مِن قَائِلَةٍ نَعَم فَإِذَا قَالَ نَعَم اهتَزّت وَ انشَرَحَت وَ تَرَي أَنّ لَهَا الفَضلَ عَلَي جَارَتِهَا
59-المَحَاسِنُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَبنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي خَمسَةِ أَشيَاءَ عَلَي الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الحَجّ وَ الصّومِ وَ الوَلَايَةِ قَالَ زُرَارَةُ فأَيَّ ذَلِكَ أَفضَلُ قَالَ الوَلَايَةُ أَفضَلُ لِأَنّهَا مِفتَاحُهُنّ وَ الواَليِ هُوَ الدّلِيلُ عَلَيهِنّ قُلتُ ثُمّ ألّذِي يلَيِ ذَلِكَ فِي الفَضلِ قَالَ الصّلَاةُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ الصّلَاةُ عَمُودُ دِينِكُم قَالَ قُلتُ ثُمّ ألّذِي يَلِيهِ فِي الفَضلِ قَالَ الزّكَاةُ لِأَنّهُ قَرَنَهَا بِهَا وَ بَدَأَ بِالصّلَاةِ قَبلَهَا وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الزّكَاةُ تَذهَبُ بِالذّنُوبِ قُلتُ فاَلذّيِ يَلِيهِ فِي الفَضلِ قَالَ الحَجّ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ قُلتُ ثُمّ مَا ذَا يَتبَعُهُ قَالَ الصّومُ قُلتُ وَ مَا بَالُ الصّومِ صَارَ آخِرَ ذَلِكَ أَجمَعَ قَالَ أَفضَلُ الأَشيَاءِ مَا إِذَا أَنتَ فَاتَكَ لَم يَكُن مِنهُ تَوبَةٌ دُونَ أَن تَرجِعَ
صفحه : 235
إِلَيهِ فَتُؤَدّيَهُ بِعَينِهِ إِنّ الصّلَاةَ وَ الزّكَاةَ وَ الحَجّ وَ الوَلَايَةَ لَيسَ شَيءٌ يَقَعُ مَكَانَهَا دُونَ أَدَائِهَا وَ إِنّ الصّومَ إِذَا فَاتَكَ أَو قَصّرتَ وَ سَافَرتَ فِيهِ أَدّيتَ مَكَانَهُ أَيّاماً غَيرَهَا وَ جُبِرَت ذَلِكَ الذّنبُ بِصَدَقَةٍ وَ لَا قَضَاءَ عَلَيكَ وَ لَيسَ مِن تِلكَ الأَربَعَةِ شَيءٌ يُجزِيكَ مَكَانَهُ غَيرُهُ
أقول الخبر مختصر و قدمر في كتاب الإيمان والكفر مشروحا و قدمر كثير من الأخبار في فضل الصلاة في أبواب هذاالكتاب لم نعدها مخافة الإطناب
60- الهِدَايَةُ لِلصّدُوقِ، الدّعَائِمُ التّيِ بنُيَِ عَلَيهَا الإِسلَامُ سِتّ الصّلَاةُ وَ الزّكَاةُ وَ الصّومُ وَ الحَجّ وَ الجِهَادُ وَ الوَلَايَةُ وَ هيَِ أَفضَلُهُنّ وَ مَن تَرَكَ وَاحِدَةً مِن هَذِهِ الخَمسِ عَمداً مُتَعَمّداً فَهُوَ كَافِرٌ وَ لَا صَلَاةَ إِلّا بِوُضُوءٍ وَ الصّلَاةُ تَتِمّ بِالنّوَافِلِ وَ الوُضُوءُ بِغُسلِ يَومِ الجُمُعَةِ
61- المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ، عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ المُسلِمَ إِذَا تَوَضّأَ وَ صَلّي الخَمسَ تَحَاتّت خَطَايَاهُ كَمَا تَتَحَاتّ الوَرَقُ
قال السيد هذه استعارة والمراد أن الله يكفر خطاياه بسرعة فتسقط عنه آصارها وتنحط أوزارها كماتتساقط الأوراق عن أغصانها إذاهزتها الراح أوزعزعتها الرياح
62- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ،لعِلَيِّ بنِ بَابَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّلَاةُ مِيزَانٌ مَن وَفّي استَوفَي
63- كِتَابُ المُثَنّي بنِ الوَلِيدِ الحَنّاطِ، عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَدَخَلتُ
صفحه : 236
عَلَي حَمِيدَةَ أُعَزّيهَا بأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع فَبَكَت ثُمّ قَالَت يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَو شَهِدتَهُ حِينَ حَضَرَهُ المَوتُ وَ قَد قُبِضَ إِحدَي عَينَيهِ ثُمّ قَالَ ادعُوا لِي قرَاَبتَيِ وَ مَن لَطَفَ لِي فَلَمّا اجتَمَعُوا حَولَهُ قَالَ إِنّ شَفَاعَتَنَا لَن تَنَالَ مُستَخِفّاً بِالصّلَاةِ
64- كِتَابُ الحُسَينِ بنِ عُثمَانَ، عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيهِ العَبدُ الصّلَاةُ فَإِذَا قُبِلَت قُبِلَ سَائِرُ عَمَلِهِ وَ إِذَا رُدّت عَلَيهِ رُدّ عَلَيهِ سَائِرُ عَمَلِهِ
65- كِتَابُ عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ، عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ كَانَ أَبُو ذَرّ يَقُولُ فِي عِظَتِهِ يَا مبُتغَيَِ العِلمِ صَلّ قَبلَ أَن لَا تَقدِرَ عَلَي لَيلٍ وَ لَا نَهَارٍ تصُلَيّ فِيهِ إِنّمَا مَثَلُ الصّلَاةِ لِصَاحِبِهَا كَمَثَلِ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَي ذيِ سُلطَانٍ فَأَنصَتَ لَهُ حَتّي يَخرُجَ مِن حَاجَتِهِ كَذَلِكَ المَرءُ المُسلِمُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي مَا دَامَ فِي صَلَاتِهِ لَم يَزَلِ اللّهُ تَعَالَي يَنظُرُ إِلَيهِ حَتّي يَفرُغَ مِن صَلَاتِهِ
66- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ، عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَو كَانَ عَلَي بَابِ أَحَدِكُم نَهَرٌ فَاغتَسَلَ مِنهُ كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ هَل كَانَ يَبقَي عَلَي جَسَدِهِ مِنَ الدّرَنِ شَيءٌ إِنّمَا مَثَلُ الصّلَاةِ مَثَلُ النّهَرِ ألّذِي ينُقَيّ كُلّمَا صَلّي صَلَاةً كَانَ كَفّارَةً لِذُنُوبِهِ إِلّا ذَنبٍ أَخرَجَهُ مِنَ الإِيمَانِ مُقِيمٍ عَلَيهِ
صفحه : 237
1-العِلَلُ، عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ مَعاً عَنِ الصّبّاحِ المزُنَيِّ وَ سَدِيرٍ الصيّرفَيِّ وَ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ وَ ابنِ أُذَينَةَ جَمِيعاً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ حَدّثَنَا ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ وَ سَعدٍ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ وَ يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ وَ اليقَطيِنيِّ جَمِيعاً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَنِ المزُنَيِّ وَ سَدِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ وَ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُم حَضَرُوهُ فَقَالَ يَا عُمَرَ بنَ أُذَينَةَ مَا تَرَي هَذِهِ النّاصِبَةَ فِي أَذَانِهِم وَ صَلَاتِهِم فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّهُم يَقُولُونَ إِنّ أُبَيّ بنَ كَعبٍ الأنَصاَريِّ رَآهُ فِي النّومِ فَقَالَ ع كَذَبُوا وَ اللّهِ إِنّ دِينَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَعَزّ مِن أَن يُرَي فِي النّومِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ العَزِيزَ الجَبّارَ عَرَجَ بِنَبِيّهِ إِلَي سَمَائِهِ سَبعاً أَمّا أُولَاهُنّ فَبَارَكَ عَلَيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ الثّانِيَةَ عَلّمَهُ فِيهَا فَرضَهُ وَ الثّالِثَةَ أَنزَلَ اللّهُ العَزِيزُ الجَبّارُ عَلَيهِ مَحمِلًا مِن نُورٍ فِيهِ أَربَعُونَ نَوعاً مِن أَنوَاعِ
صفحه : 238
النّورِ كَانَت مُحدِقَةً حَولَ العَرشِ عَرشِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي تَغشَي أَبصَارَ النّاظِرِينَ أَمّا وَاحِدٌ مِنهَا فَأَصفَرُ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ اصفَرّتِ الصّفرَةُ وَ وَاحِدٌ مِنهَا أَحمَرُ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ احمَرّتِ الحُمرَةُ وَ وَاحِدٌ مِنهَا أَبيَضُ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ ابيَضّ البَيَاضُ وَ الباَقيِ عَلَي عَدَدِ سَائِرِ مَا خَلَقَ اللّهُ مِنَ الأَنوَارِ وَ الأَلوَانِ فِي ذَلِكَ المَحمِلِ حَلَقٌ وَ سَلَاسِلُ مِن فِضّةٍ فَجَلَسَ فِيهِ ثُمّ عَرَجَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا فَنَفَرَتِ المَلَائِكَةُ إِلَي أَطرَافِ السّمَاءِ ثُمّ خَرّت سُجّداً فَقَالَت سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّنَا وَ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ مَا أَشبَهَ هَذَا النّورَ بِنُورِ رَبّنَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَسَكَتَ المَلَائِكَةُ وَ فُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ اجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ ثُمّ جَاءَت فَسَلّمَت عَلَي النّبِيّص أَفوَاجاً ثُمّ قَالَت يَا مُحَمّدُ كَيفَ أَخُوكَ قَالَ بِخَيرٍ قَالَت فَإِن أَدرَكتَهُ فَأَقرِئهُ مِنّا السّلَامَ فَقَالَ النّبِيّص أَ تَعرِفُونَهُ فَقَالُوا كَيفَ لَم نَعرِفهُ وَ قَد أَخَذَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِيثَاقَكَ وَ مِيثَاقَهُ مِنّا وَ إِنّا لنَصُلَيّ عَلَيكَ وَ عَلَيهِ ثُمّ زَادَهُ أَربَعِينَ نَوعاً مِن أَنوَاعِ النّورِ لَا يُشبِهُ شَيءٌ مِنهُ ذَلِكَ النّورَ الأَوّلَ وَ زَادَهُ فِي مَحمِلِهِ حَلَقاً وَ سَلَاسِلَ ثُمّ عَرَجَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ الثّانِيَةِ فَلَمّا قَرُبَ مِن بَابِ السّمَاءِ تَنَافَرَتِ المَلَائِكَةُ إِلَي أَطرَافِ السّمَاءِ وَ خَرّت سُجّداً وَ قَالَت سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ مَا أَشبَهَ هَذَا النّورَ بِنُورِ رَبّنَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَاجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ وَ فُتِحَ أَبوَابُ السّمَاءِ وَ قَالَت يَا جَبرَئِيلُ مَن هَذَا مَعَكَ فَقَالَ هَذَا مُحَمّدٌص قَالُوا وَ قَد بُعِثَ قَالَ نَعَم قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَخَرَجُوا إلِيَّ شِبهَ المَعَانِيقِ فَسَلّمُوا وَ قَالُوا أقَرِئ أَخَاكَ السّلَامَ فَقُلتُ هَل تَعرِفُونَهُ قَالُوا نَعَم وَ كَيفَ لَا نَعرِفُهُ وَ قَد أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَكَ وَ مِيثَاقَهُ وَ مِيثَاقَ شِيعَتِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ عَلَينَا وَ إِنّا لَنَتَصَفّحُ وُجُوهَ شِيعَتِهِ فِي كُلّ يَومٍ خَمساً يَعنُونَ فِي وَقتِ كُلّ صَلَاةٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ زاَدنَيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ أَربَعِينَ نَوعاً مِن أَنوَاعِ النّورِ
صفحه : 239
لَا تُشبِهُ الأَنوَارَ الأُولَي وَ زاَدنَيِ حَلَقاً وَ سَلَاسِلَ ثُمّ عَرَجَ بيِ إِلَي السّمَاءِ الثّالِثَةِ فَنَفَرَتِ المَلَائِكَةُ إِلَي أَطرَافِ السّمَاءِ وَ خَرّت سُجّداً وَ قَالَت سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ مَا هَذَا النّورُ ألّذِي يُشبِهُ نُورَ رَبّنَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَاجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ وَ فُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ قَالَت مَرحَباً بِالأَوّلِ وَ مَرحَباً بِالآخِرِ وَ مَرحَباً بِالحَاشِرِ وَ مَرحَباً بِالنّاشِرِ مُحَمّدٌ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ عَلِيّ خَيرُ الوَصِيّينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص سَلّمُوا عَلَيّ وَ سأَلَوُنيِ عَن عَلِيّ أخَيِ فَقُلتُ هُوَ فِي الأَرضِ خلَيِفتَيِ أَ وَ تَعرِفُونَهُ فَقَالُوا نَعَم وَ كَيفَ لَا نَعرِفُهُ وَ قَد نَحُجّ البَيتَ المَعمُورَ فِي كُلّ سَنَةٍ مَرّةً وَ عَلَيهِ رَقّ أَبيَضُ فِيهِ اسمُ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ الأَئِمّةِ وَ شِيعَتِهِم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِنّا لَنُبَارِكُ عَلَي رُءُوسِهِم بِأَيدِينَا ثُمّ زاَدنَيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ أَربَعِينَ نَوعاً مِن أَنوَاعِ النّورِ لَا تُشبِهُ شَيئاً مِن تِلكَ الأَنوَارِ الأُوَلِ وَ زاَدنَيِ حَلَقاً وَ سَلَاسِلَ ثُمّ عَرَجَ بيِ إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ فَلَم تَقُلِ المَلَائِكَةُ شَيئاً وَ سَمِعتُ دَوِيّاً كَأَنّهُ فِي الصّدُورِ وَ اجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ فَفُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ خَرَجَت إلِيَّ مَعَانِيقَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع حيَّ عَلَي الصّلَاةِ حيَّ عَلَي الصّلَاةِ حيَّ عَلَي الفَلَاحِ حيَّ عَلَي الفَلَاحِ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ صَوتَينِ مَقرُونَينِ بِمُحَمّدٍ تَقُومُ الصّلَاةُ وَ بعِلَيِّ الفَلَاحُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ قَد قَامَتِ الصّلَاةُ فَقَالَتِ المَلَائِكَةُ هيَِ لِشِيعَتِهِ أَقَامُوهَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ اجتَمَعَتِ المَلَائِكَةُ فَقَالُوا للِنبّيِّص أَينَ تَرَكتَ أَخَاكَ وَ كَيفَ هُوَ فَقَالَ لَهُم أَ تَعرِفُونَهُ فَقَالُوا نَعَم نَعرِفُهُ وَ شِيعَتَهُ وَ هُوَ نُورٌ حَولَ عَرشِ اللّهِ وَ إِنّ فِي البَيتِ المَعمُورِ لَرَقّاً مِن نُورٍ فِيهِ كِتَابٌ مِن نُورٍ فِيهِ اسمُ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ الأَئِمّةِ وَ شِيعَتِهِم لَا يَزِيدُ فِيهِم رَجُلٌ وَ لَا يَنقُصُ مِنهُم رَجُلٌ إِنّهُ لَمِيثَاقُنَا ألّذِي أُخِذَ عَلَينَا وَ إِنّهُ لَيُقرَأُ عَلَينَا فِي كُلّ يَومِ جُمُعَةٍ
صفحه : 240
فَسَجَدتُ لِلّهِ شُكراً فَقَالَ يَا مُحَمّدُ ارفَع رَأسَكَ فَرَفَعتُ رأَسيِ فَإِذَا أَطنَابُ السّمَاءِ قَد خُرِقَت وَ الحُجُبُ قَد رُفِعَت ثُمّ قَالَ لِي طَأطِئ رَأسَكَ وَ انظُر مَا تَرَي فَطَأطَأتُ رأَسيِ فَنَظَرتُ إِلَي بَيتِكُم هَذَا وَ إِلَي حَرَمِكُم هَذَا فَإِذَا هُوَ مِثلُ حَرَمِ ذَلِكَ البَيتِ يَتَقَابَلُ لَو أَلقَيتُ شَيئاً مِن يدَيِ لَم يَقَع إِلّا عَلَيهِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ هَذَا الحَرَمُ وَ أَنتَ الحَرَامُ وَ لِكُلّ مِثلٍ مِثَالٌ ثُمّ قَالَ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ يَا مُحَمّدُ مُدّ يَدَكَ فَيَتَلَقّاكَ مَاءٌ يَسِيلُ مِن سَاقِ عرَشيَِ الأَيمَنِ فَنَزَلَ المَاءُ فَتَلَقّيتُهُ بِاليَمِينِ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ أَوّلُ الوُضُوءِ بِاليُمنَي ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ خُذ ذَلِكَ فَاغسِل بِهِ وَجهَكَ وَ عَلّمَهُ غَسلَ الوَجهِ فَإِنّكَ تُرِيدُ أَن تَنظُرَ إِلَي عظَمَتَيِ وَ أَنتَ طَاهِرٌ ثُمّ اغسِل ذِرَاعَيكَ اليَمِينَ وَ اليَسَارَ وَ عَلّمَهُ ذَلِكَ فَإِنّكَ تُرِيدُ أَن تَتَلَقّي بِيَدَيكَ كلَاَميِ وَ امسَح بِفَضلِ مَا فِي يَدَيكَ مِنَ المَاءِ رَأسَكَ وَ رِجلَيكَ إِلَي كَعبَيكَ وَ عَلّمَهُ المَسحَ بِرَأسِهِ وَ رِجلَيهِ وَ قَالَ إنِيّ أُرِيدُ أَن أَمسَحَ رَأسَكَ وَ أُبَارِكَ عَلَيكَ فَأَمّا المَسحُ عَلَي رِجلَيكَ فإَنِيّ أُرِيدُ أَن أُوطِئَكَ مَوطِئاً لَم يَطَأهُ أَحَدٌ قَبلَكَ وَ لَا يَطَؤُهُ أَحَدٌ غَيرُكَ فَهَذَا عِلّةُ الوُضُوءِ وَ الأَذَانِ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ استَقبِلِ الحَجَرَ الأَسوَدَ وَ هُوَ بحِيِاَليِ وَ كبَرّنيِ بِعَدَدِ حجُبُيِ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَ التّكبِيرُ سَبعاً لِأَنّ الحُجُبَ سَبعَةٌ وَ افتَتِحِ القِرَاءَةَ عِندَ انقِطَاعِ الحُجُبِ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَ الِافتِتَاحُ سُنّةً وَ الحُجُبُ مُطَابَقَةً ثَلَاثاً بِعَدَدِ النّورِ
صفحه : 241
ألّذِي نَزَلَ عَلَي مُحَمّدٍص ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَلِذَلِكَ كَانَ الِافتِتَاحُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ كَانَ التّكبِيرُ سَبعاً وَ الِافتِتَاحُ ثَلَاثاً فَلَمّا فَرَغَ مِنَ التّكبِيرِ وَ الِافتِتَاحِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الآنَ وَصَلتَ إلِيَّ فَسَمّ باِسميِ فَقَالَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِفَمِن أَجلِ ذَلِكَ جُعِلَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ فِي أَوّلِ السّوَرِ ثُمّ قَالَ لَهُ احمدَنيِ فَقَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ قَالَ النّبِيّص فِي نَفسِهِ شُكراً فَقَالَ اللّهُ يَا مُحَمّدُ أَ قَطَعتَ حمَديِ فَسَمّ باِسميِ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ جُعِلَ فِي الحَمدِالرّحمنِ الرّحِيمِمَرّتَينِ فَلَمّا بَلَغَوَ لَا الضّالّينَ قَالَ النّبِيّص الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ شُكراً فَقَالَ اللّهُ العَزِيزُ الجَبّارُ قَطَعتَ ذكِريِ فَسَمّ باِسميِ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ جُعِلَبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ بَعدَ الحَمدِ فِي استِقبَالِ السّورَةِ الأُخرَي فَقَالَ لَهُ اقرَأ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ كَمَا أُنزِلَت فَإِنّهَا نسِبتَيِ وَ نعَتيِ ثُمّ طَأطِئ يَدَيكَ وَ اجعَلهُمَا عَلَي رُكبَتَيكَ فَانظُر إِلَي عرَشيِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَنَظَرتُ إِلَي عَظَمَةٍ ذَهَبَت لَهَا نفَسيِ وَ غشُيَِ عَلَيّ فَأُلهِمتُ أَن قُلتُ سُبحَانَ ربَيَّ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ لِعِظَمِ مَا رَأَيتُ فَلَمّا قُلتُ ذَلِكَ تَجَلّي الغشَيُ عنَيّ حَتّي قُلتُهَا سَبعاً أُلهِمَ ذَلِكَ فَرَجَعَت إلِيَّ نفَسيِ كَمَا كَانَت فَمِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَ فِي الرّكُوعِ سُبحَانَ ربَيَّ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ فَقَالَ ارفَع رَأسَكَ فَرَفَعتُ رأَسيِ فَنَظَرتُ إِلَي شَيءٍ ذَهَبَ مِنهُ عقَليِ فَاستَقبَلتُ الأَرضَ بوِجَهيِ وَ يدَيَّ فَأُلهِمتُ أَن قُلتُ سُبحَانَ ربَيَّ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ لِعُلُوّ مَا رَأَيتُ فَقُلتُهَا سَبعاً فَرَجَعَت إلِيَّ نفَسيِ كُلّمَا قُلتُ وَاحِدَةً فِيهَا تَجَلّي عنَيّ الغشَيُ فَقَعَدتُ فَصَارَ السّجُودُ فِيهِ سُبحَانَ ربَيَّ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ وَ صَارَتِ القَعدَةُ بَينَ السّجدَتَينِ استِرَاحَةً مِنَ الغشَيِ وَ عُلُوّ مَا رَأَيتُ فأَلَهمَنَيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ وَ طاَلبَتَنيِ نفَسيِ أَن أَرفَعَ رأَسيِ فَرَفَعتُ فَنَظَرتُ إِلَي ذَلِكَ العُلُوّ فغَشُيَِ عَلَيّ فَخَرَرتُ لوِجَهيِ وَ استَقبَلتُ الأَرضَ بوِجَهيِ وَ يدَيَّ وَ قُلتُ سُبحَانَ ربَيَّ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ فَقُلتُهَا سَبعاً ثُمّ رَفَعتُ رأَسيِ فَقَعَدتُ قَبلَ القِيَامِ لأِثُنيَِ
صفحه : 242
النّظَرَ فِي العُلُوّ فَمِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَت سَجدَتَينِ وَ رَكعَةً وَ مِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَ القُعُودُ قَبلَ القِيَامِ قَعدَةً خَفِيفَةً ثُمّ قُمتُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأِ الحَمدَ فَقَرَأتُهَا مِثلَ مَا قَرَأتُهَا أَوّلًا ثُمّ قَالَ لِي اقرَأ إِنّا أَنزَلنَاهُ فَإِنّهَا نِسبَتُكَ وَ نِسبَةُ أَهلِ بَيتِكَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ رَكَعتُ فَقُلتُ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ مِثلَ مَا قُلتُ أَوّلًا وَ ذَهَبتُ أَن أَقُومَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اذكُر مَا أَنعَمتُ عَلَيكَ وَ سَمّ باِسميِ فأَلَهمَنَيَِ اللّهُ أَن قُلتُ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ الأَسمَاءُ الحُسنَي كُلّهَا لِلّهِ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ صَلّ عَلَيكَ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِكَ فَقُلتُ صَلّي اللّهُ عَلَيّ وَ عَلَي أَهلِ بيَتيِ وَ قَد فَعَلَ ثُمّ التَفَتّ فَإِذَا أَنَا بِصُفُوفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ سَلّم فَقُلتُ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ أَنَا السّلَامُ وَ التّحِيّةُ وَ الرّحمَةُ وَ البَرَكَاتُ أَنتَ وَ ذُرّيّتُكَ ثُمّ أمَرَنَيِ ربَيَّ العَزِيزُ الجَبّارُ أَن لَا أَلتَفِتَ يَسَاراً وَ أَوّلُ سُورَةٍ سَمِعتُهَا بَعدَقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِفَمِن أَجلِ ذَلِكَ كَانَ السّلَامُ مَرّةً وَاحِدَةً تُجَاهَ القِبلَةِ وَ مِن أَجلِ ذَلِكَ صَارَ التّسبِيحُ فِي السّجُودِ وَ الرّكُوعِ شُكراً
و قوله سمع الله لمن حمده لأن النبي ص قال سمعت ضجة الملائكة فقلت سمع الله لمن حمده بالتسبيح والتهليل فمن أجل ذلك جعلت الركعتان الأولتان كلما أحدث فيهاحدث كان علي صاحبها إعادتها وهي الفرض الأول وهي أول مافرضت عندالزوال يعني صلاة الظهر.توضيح قوله إن أبي بن كعب لاخلاف بين علمائنا في أن شرعية الأذان كان بالوحي لابالنوم قال في المعتبر والمنتهي الأذان عند أهل البيت ع وحي علي لسان جبرئيل ع علمه رسول الله ص وعليا ع وأطبق الجمهور علي خلافه ورووا أنه برؤيا عبد الله بن زيد وعمر ورواية رؤيا أبي غيرمشتهر الآن بينهم وتدل علي أن بالنوم لاتثبت الأحكام ويمكن أن يخص بابتداء
صفحه : 243
شرعيتها ورأيت في بعض أجوبة العلامة رحمه الله عما سئل عنه تجويز العمل بما سمع في المنام عن النبي والأئمة ع إذا لم يكن مخالفا للإجماع لماروي من أن الشيطان لايتمثل بصورتهم و فيه إشكال . قوله ع أنزل الله و في بعض النسخ والثالثة أنزل والظاهر أنها زيدت من المصلحين فأفسدوا الكلام بل هذاتفصيل لماأجمل سابقا وعود إلي أول الكلام كماسيظهر مما سيأتي والأنوار تحتمل الصورية والمعنوية أوالأعم منهما. و أمانفرة الملائكة فلغلبة النور علي أنوارهم وعجزهم عن إدراك الكمالات التي أعطاها الله نبيناص كما قَالَص لِي مَعَ اللّهِ وَقتٌ لَا يسَعَنُيِ مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِّ مُرسَلٌ الخَبَرَ
ويؤيد المعنوية قول الملائكة ماأشبه هذاالنور بنور ربنا و علي تقدير أن يكون المراد الصورية فالمعني ماأشبه هذاالنور بنور خلقه الله في العرش و علي التقديرين لما كان كلامهم وفعلهم موهما لنوع من التشبيه قال جبرئيل الله أكبر تنزيها له عن تلك المشابهة أي أكبر من أن يشبهه أحد أويعرفه و قدمر تفسير الأنوار في كتاب التوحيد والتكرير للتأكيد أوالأول لنفي المشابهة والثاني لنفي الإدراك . و قال الجزري سبوح قدوس يرويان بالضم والفتح أقيس والضم أكثر استعمالا و هو من أبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه و قال فيه فانطلقنا معانيق أي مسرعين و في القاموس المعناق الفرس الجيد العنق والجمع معانيق والعنق بالتحريك ضرب من سير الدابة والتشبيه في الإسراع .
صفحه : 244
وتثنية التكبير يمكن أن يكون اختصارا من الراوي أو يكون الزيادة بوحي آخر كماورد في تعليم جبرئيل أمير المؤمنين ع أو يكون من النبي ص كزيادة الركعات بالتفويض أو يكون التكبيران الأولان خارجين عن الأذان كمايومي إليه حديث العلل و به يجمع بين الأخبار والأظهر أن الغرض في هذاالخبر بيان الإقامة وأطلق عليها الأذان مجازا. ويمكن أن يكون سؤالهم عن البعثة لزيادة الاطمئنان كما في سؤال ابراهيم إذ تصفح وجوه شيعة أخيه في وقت كل صلاة موقوف علي العلم بالبعثة ويمكن أن يكون قولهم وإنا لنتصفح إخبارا عما أمروا به أن يفعلوا بعد ذلك ويؤيده عدم وجوب الصلاة قبل ذلك كما هوالظاهر و إن أمكن أن يكون هذا في معراج تحقق بعدوجوب الصلاة لكنه بعيد عن سياق الخبر. ويحتمل أيضا أن يكونوا عرفوه ص وعرفوا وصيه وشيعة وصيه بأنهم يكونون كذلك ولذا كانوا يتصفحون وجوه شيعته في أوقات الصلوات ليعرفوا هل وجبت عليهم صلاة أم لا فلاينافي عدم علمهم بالبعثة و فيه أيضا بعد. ويحتمل أن يكون التصفح كناية عن رواية أسمائهم في رق بيت المعمور كماسيأتي أو عن رؤية أشباحهم وأمثلتهم حول العرش كمايومي إليه قولهم وهم نور حول العرش وقريب منه ماذكره بعض الأفاضل أن علمهم به وبأخيه وشيعته وأحوالهم في عالم فوق عالم الحس و هوالعالم ألذي أخذ عليهم فيه الميثاق والعلم فيه لايتغير و هذا لاينافي جهلهم ببعثه في عالم الحس ألذي يتغير العلم فيه .أقول هذاموقوف علي مقدمات مباينة لطريقة العقل . قوله مرحبا بالأول أي خلقا ورتبة ومرحبا بالآخر أي ظهورا وبعثه ومرحبا بالحاشر أي بمن يتصل زمان أمته بالحشر ومرحبا بالناشر أي بمن ينشر قبل الخلق و إليه الجمع والحساب و قدمر شرح الكل في مواضعها والرق بالفتح ويكسر جلد رقيق يكتب فيه والصحيفة البيضاء ودوي الريح والطائر والنحل صوتها.
صفحه : 245
صوتين مقرونين أن نسمع صوتين و في الكافي صوتان مقرونان معروفان وكونهما مقرونين لأن الصلاة مستلزمة للفلاح وسبب له ويحتمل أن تكون الفقرتان اللتان بعدهما مفسرتين لهما والغرض بيان اشتراط قبول الصلاة وصحتها بولايتهما. ويحتمل أن يكون إشارة إلي ماورد في بعض الأخبار من تفسير الصلاة والعبادات بهم أي الصلاة رسول الله ص والفلاح أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهما متحدان من نور واحد مقرونان قولا وفعلا وبما فسر في هذاالخبر يظهر سر تلك الأخبار ومعناها والضمير في قوله لشيعته راجع إلي الرسول أو إلي علي صلوات الله عليهما والأخير أظهر وترك حي علي خير العمل الظاهر أنه من الإمام ع أو من الرواة تقية ويحتمل أن يكون قرر بعد ذلك كمامر ويؤيده عدم ذكر بقية فصول الأذان . وأطناب السماء لعله كناية عن الأطباق والجوانب قال الجزري فيه ما بين طنبي المدينة أحوج مني إليها أي ما بين طرفيها والطنب أحد أطناب الخيمة فاستعارة للطرف والناحية انتهي و في الكافي أطباق السماء و هوأظهر. ثم إنه يحتمل أن يكون خرق الأطباق والحجب من تحته أو من فوقه أومنهما معا وأيضا يحتمل أن يكون هذا في السماء الرابعة أو بعدعروجه إلي السابعة والأخير أوفق بما بعده فعلي الأول إنما خرقت الحجب من تحته لينظر إلي الكعبة و إلي البيت المعمور فلما نظر إليهما وجدهما متحاذيين متطابقين متماثلين ولذا قال ولكل مثل مثال أي كل شيء في الأرض له مثال في السماء فعلي الثاني يحتمل أن تكون الصلاة تحت العرش محاذيا للبيت المعمور أو في البيت المعمور بعدالنزول و علي التقديرين استقبال الحجر مجاز أي استقبل مايحاذيه أو مايشاكله ويشبهه . قوله و أنت الحرام أي المحترم المكرم ولعله إشارة إلي أن حرمة البيت إنما هي لحرمتك كماورد في غيره ويدل علي استحباب أخذ ماء الوضوء
صفحه : 246
أولا باليمني و في الكافي صار الوضوء باليمني فيمكن أن يفهم منه استحباب الإدارة. قوله تعالي بعدد حجبي الظاهر أن المراد بالحجب هنا غيرالسماوات كمايظهر من سائر الأخبار و أن ثلاثة منها ملتصقة ثم تفصل بينها بحار النور ثم اثنان منها ملتصقان فلذا استحب التوالي بين ثلاث من التكبيرات ثم الفصل بالدعاء ثم بين اثنتين ثم الفصل بالدعاء ثم يأتي باثنتين متصلتين فكل شروع في التكبير ابتداء افتتاح و في الكافي هكذا والحجب متطابقة بينهن بحار النور و ذلك النور ألذي أنزل الله علي محمدص فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات لافتتاح الحجب ثلاث مرات فصار التكبير سبعا والافتتاح ثلاثا. وحمل الوالد العلامة الافتتاح ثلاثا علي تكبيرة الإحرام التي هي افتتاح القراءة وتكبير افتتاح الركوع وتكبير افتتاح السجود ولعل ماذكرناه أظهر. و قوله شكرا يحتمل أن يكون كلام الإمام ع أي قال النبي ص علي وجه الشكرالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ والظاهر أنه من تتمة التحميد ويؤيد الأول أنه ورد تحميد المأموم في هذاالمقام بدون هذه التتمة ويؤيد الثاني أنه ص أضمر شكرا عند قوله الحمد لله رب العالمين أولا ويدل علي استحباب التحميد في هذاالمقام للإمام والمنفرد أيضا ولعله خص بعد ذلك للمأموم . قوله تعالي قطعت ذكري لعله لماكانت سورة الفاتحة بالوحي وانقطع الوحي بتمامها وحمد الله من قبل نفسه قال الله تعالي لماقطعت القرآن بالحمد فاستأنف البسملة فالمراد بالذكر القرآن و قوله ع كماأنزلت يدل علي تغيير في سورة التوحيد و في الكافي هكذا ثم أوحي الله عز و جل إليه اقرأ يا محمدنسبة ربك تبارك و تعالي قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ لَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول الله ص الله الواحد الأحد
صفحه : 247
الصمد فأوحي الله إليه لَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌكذلك الله ربنا كذلك الله ربنا. قوله تعالي فانظر إلي عرشي أي بالقلب أوبمؤخر العين أوارفع رأسك في تلك الحالة فانظر إليه . و في الكافي فلما قال ذلك أوحي الله إليه اركع لربك يا محمدفركع فأوحي الله إليه و هوراكع قل سبحان ربي العظيم وبحمده ففعل ذلك ثلاثا ثم أوحي الله إليه ارفع رأسك يا محمدففعل رسول الله ص فقام منتصبا فأوحي الله عز و جل إليه أن اسجد لربك يا محمدفخر رسول الله ساجدا فأوحي الله إليه قل سبحان ربي الأعلي وبحمده ففعل ص ذلك ثلاثا ثم أوحي الله إليه استو جالسا يا محمدففعل فلما رفع رأسه عن سجوده واستوي جالسا نظر إلي عظمة تجلت له فخر ساجدا من تلقاء نفسه لالأمر أمر به فسبح أيضا ثلاثا فأوحي الله إليه انتصب قائما ففعل فلم ير ما كان رأي من العظمة فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة وسجدتين . قوله وعلو مارأيت أي استراحة من شدة ودهشة عرضت لي بسببه أوطلبا لهذا الأمر العالي وإعادة النظر إليه فيكون منصوبا بنزع الخافض . و قوله تعالي فإنها نسبتك أي مبينة شرفك وكرامتك وكرامة أهل بيتك أومشتملة علي نسبتك ونسبتهم إلي الناس وجهة احتياج الناس إليك وإليهم فإن نزول الملائكة والروح بجميع الأمور التي يحتاج الناس إليها إذا كان إليه وإليهم فبهذا الجهة هم محتاجون إليك وإليهم . قوله تعالي إني أنا السلام والتحية لعل التحية معطوفة علي السلام تفسيرا وتأكيدا و قوله والرحمة مبتدأ أي أنت المراد بالرحمة وذريتك بالبركات أوالمراد أن كلا منهم رحمة وبركة ويحتمل أن يكون قوله والتحية مبتدأ و علي التقادير حاصل المعني سلام الله وتحيته أورحمته وشفاعته محمد و أهل بيته صلوات الله عليهم ودعاؤهم وهدايتهم وإعانتهم عليكم أي لكم .
صفحه : 248
قوله تعالي تجاه القبلة أي من غيرالتفات إلي اليسار أو إلي اليمين أيضا كثيرا بأن يحتمل مافعله ص علي الالتفات القليل ويؤيده قوله ع أن لاألتفت يسارا و ماقيل من أنه رأي الملائكة والنبيين تجاه القبلة فسلم عليهم لأنهم المقربون ليسوا من أصحاب اليمين و لا من أصحاب الشمال فلايخفي ما فيه لأن الظاهر أنهم كانوا مؤتمين به ص . قوله تعالي صار التسبيح في السجود في الكافي كان التكبير في السجود شكرا فلعل المعني أنه ص لما كان هوته إلي السجود لمشاهدة عظمة تجلت له كبر قبل سجوده شكرا لتلك النعمة كما قال تعالي وَ لِتُكَبّرُوا اللّهَ عَلي ما هَداكُم وَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَ أي علي ماهدي و ماهنا أظهر كما لايخفي . قوله ع عندالزوال لعل المعني أن هذه الصلاة التي فرضت وعلمها الله نبيه في السماء أنها فرضت أووقعت أولا في الأرض عندالزوال فلايلزم أن يكون إيقاعها في السماء عندالزوال مع أنه يحتمل أن يكون النبي ص في ذلك الوقت محاذيا لموضع يكون في الأرض وقت الزوال لكنه بعيد إذ الظاهر من الخبر أنها وقعت في موضع كان محاذيا لمكة و لما كان الظاهر من الأخبار تعدد المعراج فيمكن حمل هذاالخبر علي معراج وقع في اليوم وبهذا الوجه يمكن التوفيق بين أكثر الأخبار المختلفة الواردة في كيفية المعراج . ثم إنه يظهر من هذاالخبر أن الصلاة لماكانت معراج المؤمن فكما أن النبي ص نفض عن ذيله الأطهر علائق الدنيا الدنية وتوجه إلي عرش القرب والوصال ومكالمة الكبير المتعال وكلما خرق حجابا من الحجب الجسمانية كبر الرب تعالي وكشف بسببه حجابا من الحجب العقلانية حتي وصل إلي عرش العظمة والجلال ودخل مجلس الأنس والوصال فبعد رفع الحجب المعنوية بينه و بين مولاه كلمه وناجاه فاستحق لأن يتجلي له نور من أنوار الجبروت فركع وخضع لذلك النور فاستحق أن يتجلي عليه نور أعلي منه فرفع رأسه وشاهده وخر
صفحه : 249
ساجدا لعظمته . ثم بعدطي تلك المقامات والوصول إلي درجة الشهود والاتصال بالرب الودود رفع له الأستار من البين وقربه إلي مقام قاب قوسين فأكرمه بأن يقرن اسمه باسمه في الشهادتين ثم حباه بالصلاة عليه و علي أهل بيته المصطفين فلما لم يكن بعدالوصول إلا السلام أكرمه بهذا الإنعام أوأمره بأن يسلم علي مقربي جنابه الذين فازوا قبله بمثل هذاالمقام تشريفا له بإنعامه وتأليفا بين مقربي جنابه أو أنه لماأذنه بالرجوع عن مقام لي مع الله ألذي لايرحمه فيه سواه و لم يخطر بباله غيرمولاه التفت إليهم فسلم عليهم كمايومي إليه هذاالخبر فكذا ينبغي للمؤمن إذاأراد أن يتوجه إلي جنابه تعالي بعدتشبثه بالعلائق الدنية وتوغله في العلائق الدنيوية أن يدفع عنه الأنجاس الظاهرة والباطنة ويتحلي بما يستر عورته الجسمانية والروحانية ويتعطر بروائح الأخلاق الحسنة ويتطهر من دنس الذنوب والأخلاق الذميمة ويخرج من بيته الأصنام والكلاب والصور والخمور الصورية و عن قلبه صور الأغيار وكلب النفس الأمارة وسكر الملك والمال والعزة وأصنام حب الذهب والفضة والأموال والأولاد والنساء وسائر الشهوات الدنيوية. ثم يتذكر بالأذان والإقامة مانسيه بسبب الاشتغال بالشبهات والأعمال من عظمة الله وجلاله ولطفه وقهره وفضل الصلاة وسائر العبادات مرة بعدأخري ويتذكر أمور الآخرة وأهوالها وسعاداتها وشقاواتها عندالاستنجاء والوضوء والغسل وأدعيتها إذاعلم أسرارها ثم يتوجه إلي المساجد التي هي بيوت الله في الأرض ويخطر بباله عظمة صاحب البيت وجلاله إذاوصل إلي أبوابها فلا يكون عنده أقل عظمة من أبواب الملوك الظاهرة التي إذاوصل إليها دهش وتحير وارتعد وخضع واستكان . فإذادخل المسجد وقرب المحراب ألذي هومحل مجاذبة النفس والشيطان
صفحه : 250
استعاذ بالكريم الرحمن من شرورهما وغرورهما وتوجه بصورته إلي بيت الله وبقلبه إلي الله وأعرض عن كل شيءسواه ثم يستفتح صلاته بتكبير الله وتعظيمه ليضمحل في نظره من عداه ويخرق بكل تكبير حجابا من الحجب الظلمانية الراجعة إلي نقصه والنورانية الراجعة إلي كمال معبوده فيقبل بعدتلك المعرفة والانقياد والتسليم بشراشره إلي العليم الحكيم واستعان في أموره باسم المعبود الرحمن الرحيم ويحمده علي نعمائه ويقر بأنه رب العالمين وأخرجه من كتم العدم إلي أن أوصله إلي مقام العابدين . ثم بأنه الرحمن الرحيم وبأنه مالك يوم الدين يجزي المطيعين والعاصين و إذاعرفه بهذا الوجه استحق لأن يرجع من مقام الغيبة إلي الخطاب مستعينا بالكريم الوهاب ويطلب منه الصراط المستقيم وصراط المقربين والأنبياء والأئمة المكرمين مقرا بأنهم علي الحق واليقين و أن أعداءهم ممن غضب الله عليهم ولعنهم و من الضالين ويتبرأ منهم و من طريقتهم تبرؤ الموقنين . ثم يصفه سبحانه بتلاوة التوحيد بالوحدانية والتنزيه عما لايليق بذاته وصفاته فإذا عبدربه بتلك الشرائط وعرفه بتلك الصفات يتجلي له نور من أنوار الجلال فيخضع لذلك بالركوع والخضوع ويقر بأني أعبدك و إن ضربت عنقي ثم بعد هذاالخضوع والانقياد يستحق معرفة أقوي ويناسبه خضوع أدني فيقر بأنك خلقتني من التراب والمخلوق منه خليق بالتذلل عندرب الأرباب ثم بأنك تعيدني بعدالموت إلي التراب فيناسب تلك الحالة خضوع آخر. فإذا عبد الله بتلك الآداب إلي آخر الصلاة وخاض في خلال ذلك بحار جبروته واكتسب أنوار فيضه ومعرفته وصل إلي مقام القرب والشهود فيقر بوحدانية معبوده ويثني علي مقربي جنابه ثم يسلم عليهم بعدالحضور والشهود و في هذاالمقام لطائف ودقايق لايسع المقام ذكرها وأوردنا شذرا منها في بعض
صفحه : 251
مؤلفاتنا وإنما أومأنا هاهنا إلي بعضها لمناسبة شرح الرواية و الله ولي التوفيق والهداية
2- العِلَلُ، وَ مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ التّوحِيدُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِصَامٍ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ[ بنِ]عَلّانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ التمّيِميِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ سَأَلتُ أَبِي سَيّدَ العَابِدِينَ ع فَقُلتُ لَهُ يَا أَبَه أخَبرِنيِ عَن جَدّنَا رَسُولِ اللّهِص لَمّا عُرِجَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ أَمَرَهُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ بِخَمسِينَ صَلَاةً كَيفَ لَم يَسأَلهُ التّخفِيفَ عَن أُمّتِهِ حَتّي قَالَ لَهُ مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع ارجِع إِلَي رَبّكَ فَاسأَلهُ التّخفِيفَ فَإِنّ أُمّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَقَالَ يَا بنُيَّ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَا يَقتَرِحُ عَلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا يُرَاجِعُهُ فِي شَيءٍ يَأمُرُهُ بِهِ فَلَمّا سَأَلَهُ مُوسَي ع ذَلِكَ وَ صَارَ شَفِيعاً لِأُمّتِهِ إِلَيهِ لَم يَجُز لَهُ رَدّ شَفَاعَةِ أَخِيهِ مُوسَي ع فَرَجَعَ إِلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ فَسَأَلَهُ التّخفِيفَ إِلَي أَن رَدّهَا إِلَي خَمسِ صَلَوَاتٍ قَالَ فَقُلتُ فَلِمَ لَم يَرجِع إِلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَم يَسأَلهُ التّخفِيفَ بَعدَ خَمسَ صَلَوَاتٍ فَقَالَ يَا بنُيَّ أَرَادَ ع أَن يُحَصّلَ لِأُمّتِهِ التّخفِيفَ مَعَ أَجرِ خَمسِينَ صَلَاةً لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها أَ لَا تَرَي أَنّهُ ع لَمّا هَبَطَ إِلَي الأَرضِ نَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ إِنّهَا خَمسٌ بِخَمسِينَما يُبَدّلُ القَولُ لدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ
بيان المراد بأجر خمسين ثوابها الاستحقاقي لاالتفضلي كمامر تحقيقه قوله ما يُبَدّلُ القَولُ لدَيَّلعل المعني أنه كان قصدي بالخمسين أن أعطيهم ثوابها
صفحه : 252
أو أنه تعالي لماقرر لهم خمسين صلاة فلو بدلها و لم يعطهم ثوابها كان ظلما في جنب عظمته وقدرته وسعته وافتقار خلقه إليه وعجزهم وقيل هوتأكيد لماقبله من الكلام أي ماوعدت من ثواب الخمسين لايبدل فإني لاأخلف الوعد و لاأظلم العباد به والتعبير بصيغه المبالغة علي سائر الوجوه للإشعار بأن مثل هذاظلم عظيم أوالظلم القليل من القادر الحكيم الغني بالذات ظلم عظيم أو أنه لو كان الظلم من صفاته لكان صفة كمال فكان يتصف بكاملها أو أن كل صفة من العظيم لابد أن يكون عظيما و قدمر الخبر بتمامه مشروحا مع تحقيقات أخري تركناها هاهنا حذرا من التكرار في باب المعراج
3- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن فُرَاتِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الشاّميِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَرِيرٍ عَن عَطَاءٍ الخرُاَساَنيِّ رَفَعَهُ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ غَنمٍ قَالَ لَمّا أسُريَِ باِلنبّيِّص وَ انتَهَي حَيثُ انتَهَي فُرِضَت عَلَيهِ الصّلَاةُ خَمسُونَ صَلَاةً قَالَ فَأَقبَلَ فَمَرّ عَلَي مُوسَي ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ كَم فُرِضَ عَلَي أُمّتِكَ قَالَ خَمسُونَ صَلَاةً قَالَ ارجِع إِلَي رَبّكَ فَاسأَلهُ أَن يُخَفّفَ عَن أُمّتِكَ قَالَ فَرَجَعَ ثُمّ مَرّ عَلَي مُوسَي فَقَالَ كَم فُرِضَ عَلَي أُمّتِكَ قَالَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَإِنّ أُمّتَكَ أَضعَفُ الأُمَمِ ارجِع إِلَي رَبّكَ فَاسأَلهُ أَن يُخَفّفَ عَن أُمّتِكَ فإَنِيّ كُنتُ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ فَلَم يَكُونُوا يُطِيقُونَ إِلّا دُونَ هَذَا فَلَم يَزَل يَرجِعُ إِلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي جَعَلَهَا خَمسَ صَلَوَاتٍ قَالَ ثُمّ مَرّ عَلَي مُوسَي ع فَقَالَ كَم فُرِضَ عَلَي أُمّتِكَ قَالَ خَمسُ صَلَوَاتٍ قَالَ ارجِع إِلَي رَبّكَ فَاسأَلهُ أَن يُخَفّفَ عَن أُمّتِكَ قَالَ قَدِ استَحيَيتُ مِن ربَيّ مِمّا أَرجِعُ إِلَيهِ
4- وَ مِنهُ، وَ مِنَ العِلَلِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن
صفحه : 253
أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الرقّيّّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَالَجَاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلَهُ أَعلَمُهُم عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أخَبرِنيِ عَنِ اللّهِ لأِيَّ شَيءٍ وَقّتَ هَذِهِ الخَمسَ الصّلَوَاتِ فِي خَمسِ مَوَاقِيتَ عَلَي أُمّتِكَ فِي سَاعَاتِ اللّيلِ وَ النّهَارِ قَالَ النّبِيّص إِنّ الشّمسَ إِذَا طَلَعَت عِندَ الزّوَالِ لَهَا حَلقَةٌ تَدخُلُ فِيهَا فَإِذَا دَخَلَت فِيهَا زَالَتِ الشّمسُ فَيُسَبّحُ كُلّ شَيءٍ دُونَ العَرشِ لِوَجهِ ربَيّ وَ هيَِ السّاعَةُ التّيِ يصُلَيّ عَلَيّ فِيهَا ربَيّ فَفَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيّ وَ عَلَي أمُتّيِ فِيهَا الصّلَاةَ وَ قَالَأَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِ وَ هيَِ السّاعَةُ التّيِ يُؤتَي فِيهَا بِجَهَنّمَ يَومَ القِيَامَةِ فَمَا مِن مُؤمِنٍ يُوَفّقُ تِلكَ السّاعَةَ أَن يَكُونَ سَاجِداً أَو رَاكِعاً أَو قَائِماً إِلّا حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جَسَدَهُ عَلَي النّارِ وَ أَمّا صَلَاةُ العَصرِ فهَيَِ السّاعَةُ التّيِ أَكَلَ فِيهَا آدَمُ مِنَ الشّجَرَةِ فَأَخرَجَهُ اللّهُ مِنَ الجَنّةِ فَأَمَرَ اللّهُ ذُرّيّتَهُ بِهَذِهِ الصّلَاةِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ اختَارَهَا لأِمُتّيِ فهَيَِ مِن أَحَبّ الصّلَوَاتِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أوَصاَنيِ أَن أَحفَظَهَا مِن بَينِ الصّلَوَاتِ وَ أَمّا صَلَاةُ المَغرِبِ فهَيَِ السّاعَةُ التّيِ تَابَ اللّهُ فِيهَا عَلَي آدَمَ وَ كَانَ بَينَ مَا أَكَلَ مِنَ الشّجَرَةِ وَ بَينَ مَا تَابَ اللّهُ عَلَيهِ ثَلَاثُ مِائَةِ سَنَةٍ مِن أَيّامِ الدّنيَا وَ فِي أَيّامِ الآخِرَةِ يَومٌ كَأَلفِ سَنَةٍ مِن وَقتِ صَلَاةِ العَصرِ إِلَي العِشَاءِ فَصَلّي آدَمُ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ رَكعَةً لِخَطِيئَتِهِ وَ رَكعَةً لِخَطِيئَةِ حَوّاءَ وَ رَكعَةً لِتَوبَتِهِ فَافتَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَذِهِ الثّلَاثَ الرّكَعَاتِ عَلَي أمُتّيِ وَ هيَِ السّاعَةُ التّيِ يُستَجَابُ فِيهَا الدّعَاءُ فوَعَدَنَيِ ربَيّ أَن يَستَجِيبَ لِمَن دَعَاهُ فِيهَا وَ هَذِهِ الصّلَاةُ التّيِ أمَرَنَيِ بِهَا ربَيّ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَفَسُبحانَ اللّهِ حِينَ تُمسُونَ وَ حِينَ تُصبِحُونَ وَ أَمّا صَلَاةُ العِشَاءِ الآخِرَةِ فَإِنّ لِلقَبرِ ظُلمَةً وَ لِيَومِ القِيَامَةِ ظُلمَةً أمَرَنَيَِ اللّهُ وَ أمُتّيِ بِهَذِهِ الصّلَاةِ فِي ذَلِكَ الوَقتِ لِتُنَوّرَ لَهُمُ القُبُورُ وَ لِيُعطَوُا النّورَ عَلَي الصّرَاطِ
صفحه : 254
وَ مَا مِن قَدَمٍ مَشَت إِلَي صَلَاةِ العَتَمَةِ إِلّا حَرّمَ اللّهُ جَسَدَهَا عَلَي النّارِ وَ هيَِ الصّلَاةُ التّيِ اختَارَهُ اللّهُ لِلمُرسَلِينَ قبَليِ وَ أَمّا صَلَاةُ الفَجرِ فَإِنّ الشّمسَ إِذَا طَلَعَت تَطلُعُ عَلَي قرَنيَِ الشّيطَانِ فأَمَرَنَيَِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن أصُلَيَّ صَلَاةَ الفَجرِ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ أَن يَسجُدَ لَهَا الكَافِرُ فَتَسجُدُ أمُتّيِ لِلّهِ وَ سُرعَتُهَا أَحَبّ إِلَي اللّهِ وَ هيَِ الصّلَاةُ التّيِ تَشهَدُهَا مَلَائِكَةُ اللّيلِ وَ مَلَائِكَةُ النّهَارِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ
إيضاح يحتمل أن يكون المراد بالحلقة دائرة نصف النهار المارة بقطبي الأفق وبقطبي معدل النهار وإنما يكون زوال الشمس بمجاوزتها عنها وصيرورتها إلي جانب المغرب منها و لاريب أنها مختلفة بالنسبة إلي البقاع والبلاد وتختلف أوقات صلوات أهلها فالمراد بقوله ع فيسبح كل شيءتسبيح أهل كل بقعة عندبلوغها إلي نصف نهارها و يكون ابتداء التسبيح عندبلوغ نصف نهار أول بلد من المعمورة. و أماصلاة الله علي النبي ص في تلك الساعة فإما أن يعتبر فيهانصف نهار بلده أويقال بتكررها من ابتداء نصف النهار من أول المعمورة إلي أن يخرج من جميع أنصاف النهار لها. و أماالإتيان بجهنم في تلك الساعة فالمراد بلوغ نصف نهار المحشر تقديرا إذ ليس للشمس في القيامة حركة أويقال جميع ذلك اليوم لمحاذاة الشمس بسمت رأسهم بمنزلة الزوال فالمعني أنه لماكانت الشمس يوم القيامة مسامتة لرءوس أهلها لاتزول فينبغي في الدنيا إذاصارت بتلك الهيئة أن يذكروا أهوالها وشدائدها التي من جملتها إحضار جهنم فيها. والمراد بكل شيءدون العرش عنده أوتحته أوالعرش و مادونه كماقيل في قول أمير المؤمنين ع سلوني عما دون العرش أو كل شيء عندعرش علمه تعالي أي جميع المكونات .
صفحه : 255
قيل وإنما يسبح لله كل شيءدون العرش عندالزوال خاصة مع تسبيحه إياه في كل وقت علي الدوام لظهور النقص بالزوال والانحطاط والهبوط للشمس التي هي رئيس السماء وواهب الضياء بأمر الله سبحانه وطاعته وهي مما يعبد من دون الله وهي أعظم كوكب في السماء جسما ونورا فيسبح الله عند ذلك عما يوجب النقص والأفول قال الخليل ع لماأفلت إنيلا أُحِبّ الآفِلِينَإنِيّ وَجّهتُ وجَهيَِ للِذّيِ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاً وَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَ وإنما يصلي الله علي نبيه ص في تلك الساعة لتسبيحه ص إياه في تلك الساعة زيادة علي غيرها من الساعات وليشار بذلك إلي أنه ليس لارتفاع منزلته ص انحطاط و لالصعوده إلي جنابه سبحانه هبوط وعلة فرض الصلاة في تلك الساعة هي علة التسبيح . ثم إن الخبر يدل علي أن صلاة العصر هي الوسطي وسيأتي تحقيقها. قوله ص من وقت صلاة العصر و في الفقيه ما بين العصر والمراد بالعشاء هوالمغرب والجملة بيان لقوله ثلاث مائة أوخبر بعدخبر لكان و قوله في أيام الآخرة جملة معترضة لبيان أن الثلاثمائة من أيام الدنيا لاالآخرة فإن أيام الآخرة كل منها كألف سنة من أيام الدنيا ولذا كان ما بين عصره إلي المغرب ألذي هوقريب من ثلث اليوم ثلاث مائة سنة التي تقرب من ثلث الألف ويفهم منه أن وقت العصر يدخل بعدمضي سبعة أعشار من اليوم و هوقريب من مضي مثل القامة من الظل . قوله ص إلي صلاة العتمة إلي الجماعة بها أو إلي المسجد لإيقاعها أوالأعم والعتمة وقت صلاة العشاء ويدل علي عدم كراهة تسمية العشاء بالعتمة و لاالصبح بالفجر خلافا للشيخ ره قال في المنتهي قال الشيخ يكره تسمية
صفحه : 256
العشاء بالعتمة وكأنه نظر إلي ماروي عن رسول الله ص لايغلبنكم الأعراب علي اسم صلاتكم فإنها العشاء وإنهم يعتمون بالإبل ولكن هذاالحديث لم يرد من طرق الأصحاب قال وكذا يكره تسمية الصبح بالفجر انتهي . و قال في النهاية في الحديث لايغلبنكم الأعراب علي اسم صلاتكم العشاء فإن اسمها في كتاب الله العشاء وإنما يعتم بحلاب الإبل قال الأزهري أرباب النعم في البادية يريحون الإبل ثم ينيخونها في مراحها حتي يعتموا أي يدخلوا في عتمة الليل وهي ظلمته وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة تسمية بالوقت فنهاهم عن الاقتداء بهم واستحب لهم التمسك بالاسم الناطق به لسان الشريعة وقيل أراد لايغرنكم فعلهم هذافتؤخروا صلاتكم ولكن صلوا إذاحان وقتها انتهي .أقول الحكم بالكراهة لهذا الخبر العامي مع ورود هذه اللفظة في الأخبار الكثيرة المعتبرة واحتمال الخبر معني آخر لايخلو من غرابة وأغرب وأعجب منه الحكم الثاني مع ورود الفجر بهذا المعني في التنزيل الحكيم في مواضع عديدة و لاندري ماالعلة فيه إلا أن يريد كراهة إطلاقه علي الصلاة و هوأيضا ضعيف لتفسير جماعة من المفسرين الفجر بها وعدم ظهور رواية بالمنع ولعلها وصلت إليه وليست حجة علينا وكون العلة فيه إشعاره بالفجور بعيد. قوله ص جسدها أي الجسد المحمول عليها ويفهم منه حكم القدم بالطريق الأولي أو كل الجسد ألذي منه القدم وسيأتي تفسير الآيات قريبا
5-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريَِ بيِ إِلَي السّمَاءِ وَ انتَهَيتُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي سَمِعتُ الأَذَانَ فَإِذَا مَلَكٌ يُؤَذّنُ لَم يُرَ فِي السّمَاءِ قَبلَ تِلكَ اللّيلَةِ فَقَالَ اللّهُ أَكبَرُ اللّهُ أَكبَرُ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَدَقَ عبَديِ أَنَا أَكبَرُ فَقَالَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَالَ اللّهُ صَدَقَ عبَديِ أَنَا اللّهُ
صفحه : 257
ألّذِي لَا إِلَهَ غيَريِ فَقَالَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ اللّهُ صَدَقَ عبَديِ إِنّ مُحَمّداً عبَديِ وَ رسَوُليِ أَنَا بَعَثتُهُ وَ انتَجَبتُهُ فَقَالَ حيَّ عَلَي الصّلَاةِ حيَّ عَلَي الصّلَاةِ فَقَالَ اللّهُ صَدَقَ عبَديِ وَ دَعَا إِلَي فرَيِضتَيِ فَمَن مَشَي إِلَيهَا رَاغِباً فِيهَا مُحتَسِباً كَانَت لَهُ كَفّارَةٌ لِمَا مَضَي مِن ذُنُوبِهِ فَقَالَ حيَّ عَلَي الفَلَاحِ حيَّ عَلَي الفَلَاحِ فَقَالَ اللّهُ هيَِ الصّلَاحُ وَ النّجَاحُ وَ الفَلَاحُ ثُمّ أَمَمتُ المَلَائِكَةَ فِي السّمَاءِ كَمَا أَمَمتُ الأَنبِيَاءَ فِي بَيتِ المَقدِسِ قَالَ ثُمّ غشَيِتَنيِ صَبَابَةٌ فَخَرَرتُ سَاجِداً فنَاَداَنيِ ربَيّ أنَيّ قَد فَرَضتُ عَلَي كُلّ نبَيِّ كَانَ قَبلَكَ خَمسِينَ صَلَاةً وَ فَرَضتُهَا عَلَيكَ وَ عَلَي أُمّتِكَ فَقُم بِهَا أَنتَ فِي أُمّتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَانحَدَرتُ حَتّي مَرَرتُ عَلَي اِبرَاهِيمَ فَلَم يسَألَنيِ عَن شَيءٍ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي مُوسَي فَقَالَ مَا صَنَعتَ يَا مُحَمّدُص فَقُلتُ قَالَ ربَيّ فَرَضتُ عَلَي كُلّ نبَيِّ كَانَ قَبلَكَ خَمسِينَ صَلَاةً وَ فَرَضتُهَا عَلَيكَ وَ عَلَي أُمّتِكَ فَقَالَ مُوسَي يَا مُحَمّدُ إِنّ أُمّتَكَ آخِرُ الأُمَمِ وَ أَضعَفُهَا وَ إِنّ رَبّكَ لَا يَرُدّهُ شَيءٌ وَ إِنّ أُمّتَكَ لَا يَستَطِيعُ أَن تَقُومَ بِهَا فَارجِع إِلَي رَبّكَ فَاسأَلهُ التّخفِيفَ لِأُمّتِكَ فَرَجَعتُ إِلَي ربَيّ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي سِدرَةِ المُنتَهَي فَخَرَرتُ سَاجِداً ثُمّ قُلتُ فَرَضتَ عَلَيّ وَ عَلَي أمُتّيِ خَمسِينَ صَلَاةً وَ لَا أُطِيقُ ذَلِكَ وَ لَا أمُتّيِ فَخَفّف عنَيّ فَوَضَعَ عنَيّ عَشراً فَرَجَعتُ إِلَي مُوسَي وَ أَخبَرتُهُ فَقَالَ ارجِع لَا تُطِيقُ فَرَجَعتُ إِلَي ربَيّ فَوَضَعَ عنَيّ عَشراً فَرَجَعتُ إِلَي مُوسَي فَأَخبَرتُهُ فَقَالَ ارجِع وَ فِي كُلّ رَجعَةٍ أَرجِعُ إِلَيهِ أَخِرّ سَاجِداً حَتّي رَجَعَ إِلَي عَشرِ صَلَوَاتٍ فَرَجَعتُ إِلَي مُوسَي وَ أَخبَرتُهُ فَقَالَ لَا تُطِيقُ فَرَجَعتُ إِلَي ربَيّ فَوَضَعَ عنَيّ خَمساً فَرَجَعتُ إِلَي مُوسَي وَ أَخبَرتُهُ فَقَالَ لَا تُطِيقُ فَقُلتُ قَدِ استَحيَيتُ مِن ربَيّ وَ لَكِن أَصبِرُ عَلَيهَا فنَاَداَنيِ مُنَادٍ كَمَا صَبَرتَ عَلَيهَا فَهَذِهِ الخَمسُ بِخَمسِينَ كُلّ صَلَاةٍ بِعَشرٍ وَ مَن هَمّ مِن أُمّتِكَ بِحَسَنَةٍ يَعمَلُهَا فَعَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ عَشراً وَ إِن لَم يَعمَل كُتِبَت لَهُ وَاحِدَةً وَ مَن هَمّ مِن أُمّتِكَ بِسَيّئَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَت عَلَيهِ وَاحِدَةً وَ إِن لَم يَعمَلهَا لَم أَكتُب
صفحه : 258
عَلَيهِ شَيئاً فَقَالَ الصّادِقُ ع جَزَي اللّهُ مُوسَي عَن هَذِهِ الأُمّةِ خَيراً
بيان قال الجوهري الصبابة رقة الشوق وحرارته قوله ع لايرده شيءبالتخفيف أي لايرد عليه نفع شيء من عبادة وغيرها و في بعض النسخ لايزيده شيء أي لايزيد في ملكه طاعة مطيع و قدمر تمام الخبر بطوله في باب المعراج
6- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ بُندَارَ عَن سَعِيدِ بنِ أَحمَدَ عَن يَحيَي بنِ الفَضلِ عَن يَحيَي بنِ مُوسَي عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِّ عَن أَنَسٍ قَالَ فُرِضَت عَلَي النّبِيّص لَيلَةَ أسُريَِ بِهِ الصّلَاةُ خَمسِينَ ثُمّ نُقِصَت فَجُعِلَت خَمساً نوُديَِ يَا مُحَمّدُ إِنّهُ لَا يُبَدّلُ القَولُ لدَيَّ إِنّ لَكَ بِهَذِهِ الخَمسِ خَمسِينَ
7- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأزَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا خَفّفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنِ النّبِيّص حَتّي صَارَت خَمسَ صَلَوَاتٍ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُحَمّدُ إِنّهَا خَمسٌ بِخَمسِينَ
8-العِلَلُ، وَ الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن أَبِي هَاشِمٍ الخَادِمِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ الحَسَنِ الماَضيِ ع لِمَ جُعِلَت صَلَاةُ الفَرِيضَةِ وَ السّنّةِ خَمسِينَ رَكعَةً لَا يُزَادُ فِيهَا وَ لَا يَنقُصُ مِنهَا قَالَ إِنّ سَاعَاتِ اللّيلِ اثنَتَا عَشرَةَ سَاعَةً وَ فِيمَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ سَاعَةٌ وَ سَاعَاتِ النّهَارِ اثنَتَا عَشرَةَ سَاعَةً فَجَعَلَ لِكُلّ سَاعَةٍ رَكعَتَينِ وَ مَا بَينَ غُرُوبِ الشّمسِ إِلَي سُقُوطِ الشّفَقِ
صفحه : 259
غَسَقٌ فَجَعَلَ لِلغَسَقِ رَكعَةً
بيان هذااصطلاح شرعي للساعات وهي مختلفة باختلاف الاصطلاحات فمنها مستوية ومنها معوجة إلي غير ذلك والركعة التي جعلت للغسق لعلها ركعتا الوتيرة فإنهما تعدان بركعة و في الخصال ليس قوله فجعل للغسق ركعة و فيه مكان الشفق القرص فالمراد سقوطه بالكلية بذهاب الحمرة المشرقية و ما في العلل في الموضعين أظهر وأصح و في الكافي أيضا كذلك . و قال السيد الداماد رحمه الله كون كل من الليل والنهار اثنتي عشرة ساعة إما بحسب الساعات المعوجة أوبحسب الساعات المستوية في خط الاستواء أو و في الآفاق المائلة أيضا عندتساوي الليل والنهار و ذلك إذا كان مدار اليومي للشمس معدل النهار و أماإخراج ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس من الليل والنهار واعتبار زمانه علي حياله ساعة برأسها فقد ورد به بعض الأخبار عنهم صلوات الله عليهم . و من ذلك مارواه جماعة من مشيخة علمائنا رضوان الله عليهم عن مولانا الصادق ع أن مطران النصاري سأل أباه الباقر ع عن مسائل عديدة عويصة منها الساعة التي ليست هي من ساعات الليل و لا من ساعات النهار أية ساعة هي فقال ع هي الساعة التي بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس فاستشكل ذلك من باعه في تتبع العلوم وتعرف المذاهب قاصر زاعما أن هذاأمر لم ينعقد عليه اصطلاح و لم يذهب إليه ذاهب أصلا. ولعل مزجاة من بضاعة المتمهر حسبك لإزاحة هذه المرية أ ليس هذا
صفحه : 260
الاصطلاح منقولا في كتب أعاظم علماء الهيئة عن حكماء الهند و أ ليس الأستاد أبوريحان البيروني في القانون المسعودي ذكر أن براهمة الهند ذهبوا إلي أن ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس وكذلك ما بين غروب الشمس وغروب الشفق غيرداخل في شيء من الليل والنهار بل إن ذلك بمنزلة الفصل المشترك بينهما وأورد ذلك الفاضل البرجندي في شرح زيج الجديد و في شرح التذكرة. ثم إن ما في أكثر رواياتنا عن أئمتنا المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين و ما عليه العمل عندأصحابنا رضي الله تعالي عنهم إجماعا هو أن زمان ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس من النهار ومعدود من ساعاته وكذلك زمان غروب الشمس إلي ذهاب الحمرة من جانب المشرق فإن ذلك غروبها في أفق الغرب فالنهار الشرعي في باب الصلاة والصوم و في سائر الأبواب من طلوع الفجر المستطير إلي ذهاب الحمرة المشرقية و هذا هوالمعتبر والمعول عليه عندأساطين الإلهيين والرياضيين من حكماء يونان . وثاوذوسيوس بني أساس الاصطلاح في كتاب المساكن عليه وحكم أن مبدأ النهار عندظهور الضياء واختفاء الكواكب الثابتة ومنتهاه حين اختفاء الضياء واشتباك النجوم . والعلامة الشيرازي قطب فلك التحصيل والتحقيق شارح حكمة الإشراق وكليات القانون أظهر في كتبه نهاية الإدراك والتحفة والإختيارات المظفرية أن أول الليل في اصطلاح الشرع و عندعلماء الدين مجاوزة الشمس أفق المغرب حيث تذهب الحمرة المشرقية وتستبين الظلمة في جانب المشرق و ماذكره إن هو إلامذهب الإمامية. و أماأصحاب الأحكام من المنجمين فالنهار عندهم محدود في طرفي المبدإ والمنتهي بطلوع مركز الشمس من أفق المشرق وغروبه في أفق المغرب وزمان ظهور جرم الشمس إلي طلوع مركزها محسوب عندهم من الليل وزمان غروب المركز إلي اختفاء الجرم أيضا كذلك فليتعرف
صفحه : 261
9- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِّ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن عِلّةِ الصّلَاةِ فَإِنّ فِيهَا مَشغَلَةً لِلنّاسِ عَن حَوَائِجِهِم وَ مَتعَبَةً لَهُم فِي أَبدَانِهِم قَالَ فِيهَا عِلَلٌ وَ ذَلِكَ أَنّ النّاسَ لَو تُرِكُوا بِغَيرِ تَنبِيهٍ وَ لَا تَذكِيرٍ للِنبّيِّص بِأَكثَرَ مِنَ الخَبَرِ الأَوّلِ وَ بَقَاءِ الكِتَابِ فِي أَيدِيهِم فَقَط لَكَانُوا عَلَي مَا كَانَ عَلَيهِ الأَوّلُونَ فَإِنّهُم قَد كَانُوا اتّخَذُوا دِيناً وَ وَضَعُوا كُتُباً وَ دَعَوا أُنَاساً إِلَي مَا هُم عَلَيهِ وَ قَتَلُوهُم عَلَي ذَلِكَ فَدَرَسَ أَمرُهُم وَ ذَهَبَ حِينَ ذَهَبُوا وَ أَرَادَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن لَا يُنسِيَهُم أَمرَ مُحَمّدٍص فَفَرَضَ عَلَيهِمُ الصّلَاةَ يَذكُرُونَهُ فِي كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ يُنَادُونَ بِاسمِهِ وَ تَعَبّدُوا بِالصّلَاةِ وَ ذَكَرُوا اللّهَ لِكَيلَا يَغفُلُوا عَنهُ فَيَنسَوهُ فَيَندَرِسَ ذِكرُهُ
بيان درس الرسم يدرس دروسا عفا ودرسته الريح يتعدي و لايتعدي ذكره الجوهري و قال التعبد التنسك .أقول لعل ذكر النبي ص علي سبيل المثال أوالغرض تذكر ربهم بصفاته الجميلة ونبيهم وأئمتهم والحشر والجنة والنار وسائر مايمكنهم الغفلة عنه بسبب الأشغال الدنيوية واللذات الدنية كمامرت الإشارة إليه
10-العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ القَاسِمِ بنِ الرّبِيعِ الصّحّافِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع عَن جَوَابِ مَسَائِلِهِ قَالَعِلّةُ الصّلَاةِ أَنّهَا إِقرَارٌ بِالرّبُوبِيّةِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ خَلعُ الأَندَادِ وَ قِيَامٌ بَينَ يدَيَِ الجَبّارِ جَلّ جَلَالُهُ بِالذّلّ وَ المَسكَنَةِ وَ الخُضُوعِ وَ الِاعتِرَافِ وَ الطّلَبِ لِلإِقَالَةِ مِن سَالِفِ الذّنُوبِ وَ وَضعِ الوَجهِ عَلَي الأَرضِ كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ إِعظَاماً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَن يَكُونَ ذَاكِراً غَيرَ نَاسٍ وَ لَا بَطَرٍ وَ يَكُونَ
صفحه : 262
خَاشِعاً مُتَذَلّلًا رَاغِباً طَالِباً لِلزّيَادَةِ فِي الدّينِ وَ الدّنيَا مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الِانزِجَارِ وَ وَ المُدَاوَمَةِ عَلَي ذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ لِئَلّا يَنسَي العَبدُ سَيّدَهُ وَ مُدَبّرَهُ وَ خَالِقَهُ فَيَبطَرَ وَ يَطغَي وَ يَكُونَ فِي ذِكرِهِ لِرَبّهِ وَ قِيَامِهِ بَينَ يَدَيهِ زَاجِراً لَهُ مِنَ المعَاَصيِ وَ مَانِعاً مِن أَنوَاعِ الفَسَادِ
توضيح قوله ع إقرار بالربوبية قال الوالد قدس سره إما لاشتمالها علي الإقرار بالربوبية والتوحيد والإخلاص أولأن أصل عبادته تعالي دون غيره خلع للأنداد وإقرار بالربوبية وكذا طلب الإقالة وطلب الزيادة يحتملانهما والند بالكسر المثل والنظير والظاهر عطف الاعتراف ووضع الوجه علي الذل وربما يتوهم عطفهما علي الإقرار والبطر الأشر وشدة المرح والنشاط. قوله من الانزجار أي عن المعاصي فإِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ و في أكثر نسخ الفقيه من الإيجاب أي مجرد إيجاب الله تعالي علي العبد أوإيجاب العبد علي نفسه عبادته تعالي كماله أوسبب كماله وقيل أي إيجاب الذكر إذ لو لم يوجب لنسي و لم يؤت به و في بعض نسخه الإنجاب بالنون أي يصير به نجيبا حسن الأخلاق من قولهم أنجب أي صار نجيبا وأنجب أي ولد نجيبا و ماهنا أظهر
11-العِلَلُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ العلَوَيِّ الديّنوَرَيِّ بِإِسنَادِهِ رَفعَ الحَدِيثِ إِلَي الصّادِقِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ لِمَ صَارَتِ المَغرِبُ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ وَ أَربَعاً بَعدَهَا لَيسَ فِيهَا تَقصِيرٌ فِي حَضَرٍ وَ لَا سَفَرٍ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَنزَلَ عَلَي نَبِيّهِص لِكُلّ صَلَاةٍ رَكعَتَينِ فِي الحَضَرِ فَأَضَافَ إِلَيهَا رَسُولُ اللّهِص لِكُلّ صَلَاةٍ رَكعَتَينِ فِي الحَضَرِ وَ قَصّرَ فِيهَا فِي السّفَرِ إِلّا المَغرِبَ فَلَمّا
صفحه : 263
صَلّي المَغرِبَ بَلَغَهُ مَولِدُ فَاطِمَةَ ع فَأَضَافَ إِلَيهَا رَكعَةً شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَلَمّا أَن وُلِدَ الحَسَنُ ع أَضَافَ إِلَيهَا رَكعَتَينِ شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَلَمّا أَن وُلِدَ الحُسَينُ ع أَضَافَ إِلَيهَا رَكعَتَينِ شُكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَلِلذّكَرِ مِثلُ حَظّ الأُنثَيَينِفَتَرَكَهَا عَلَي حَالِهَا فِي الحَضَرِ وَ السّفَرِ
بيان فتركها أي مجموع الخمس ركعات لأنها زيدت لشكر نعم لاتذهب علي حال من الأحوال فينبغي أن لايسقط شكرها أيضا في وقت من الأوقات
12- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ قَالَ سَأَلتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع فَقُلتُ لَهُ مَتَي فُرِضَتِ الصّلَاةُ عَلَي المُسلِمِينَ عَلَي مَا هُمُ اليَومَ عَلَيهِ قَالَ فَقَالَ بِالمَدِينَةِ حِينَ ظَهَرَتِ الدّعوَةُ وَ قوَيَِ الإِسلَامُ وَ كَتَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي المُسلِمِينَ الجِهَادَ زَادَ رَسُولُ اللّهِص فِي الصّلَاةِ سَبعَ رَكَعَاتٍ فِي الظّهرِ رَكعَتَينِ وَ فِي العَصرِ رَكعَتَينِ وَ فِي المَغرِبِ رَكعَةً وَ فِي العِشَاءِ الآخِرَةِ رَكعَتَينِ وَ أَقَرّ الفَجرَ عَلَي مَا فُرِضَت بِمَكّةَ لِتَعجِيلِ عُرُوجِ مَلَائِكَةِ اللّيلِ إِلَي السّمَاءِ وَ لِتَعجِيلِ نُزُولِ مَلَائِكَةِ النّهَارِ إِلَي الأَرضِ فَكَانَ مَلَائِكَةُ اللّيلِ وَ مَلَائِكَةُ النّهَارِ يَشهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص صَلَاةَ الفَجرِ فَلِذَلِكَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ قُرآنَ الفَجرِ إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداًيَشهَدُهُ المُسلِمُونَ وَ يَشهَدُهُ مَلَائِكَةُ النّهَارِ وَ مَلَائِكَةُ اللّيلِ
صفحه : 264
العياشي، عن ابن المسيب مثله تبيين التعليل بتعجيل عروج ملائكة الليل ظاهر إما من حيث إنه سبب لتعجيلهم أومسبب عنه و أماالتعليل بتعجيل نزول ملائكة النهار فلايخلو من خفاء ويمكن توجيهه بوجوه الأول أن يكون قصر الصلاة معللا بتعجيل العروج فقط و يكون تعجيل النزول علة لمابعده أعني شهود ملائكة الليل والنهار معا و أما أن مدخول الفاء لايعمل فيما قبله فأمره هين لوقوعه في القرآن المجيد وكلام الفصحاء كثيرا كقوله تعالي وَ رَبّكَ فَكَبّر وَ ثِيابَكَ فَطَهّر والتأويل مشترك و هذاإنما يستقيم فيه هذاالتوجيه .الثاني أن يقال إذاكانت صلاة الفجر قصيره يتعجلون في النزول ليدركوها بخلاف ما إذاكانت طويلة لإمكان تأخيرهم النزول إلي الركعة الثالثة أوالرابعة و هذاإنما يتوجه لو لم يلزم شهودهم من أول الصلاة والظاهر من الخبر خلافه .الثالث أن يقال إرادة الله تعالي متعلقة بعدم اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار في الأرض كثيرا لمصلحة من المصالح فيكون تعجيل عروج ملائكة الليل أمرا مطلوبا في نفسه ومعللا أيضا بتعجيل نزول ملائكة النهار.الرابع أن يكون شهود ملائكة النار لصلاة الفجر في الهواء و يكون المراد بنزولهم نزولهم إلي الأرض
13-العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمدَانَ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الوَلِيدِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لأِيَّ عِلّةٍ أَوجَبَ رَسُولُ اللّهِص صَلَاةَ الزّوَالِ ثَمَانٍ قَبلَ الظّهرِ وَ ثَمَانٍ قَبلَ العَصرِ وَ لأِيَّ عِلّةٍ رَغّبَ فِي وُضُوءِ المَغرِبِ كُلّ الرّغبَةِ وَ لأِيَّ عِلّةٍ أَوجَبَ الأَربَعَ الرّكَعَاتِ مِن بَعدِ المَغرِبِ وَ لأِيَّ عِلّةٍ كَانَ يصُلَيّ صَلَاةَ اللّيلِ فِي آخِرِ اللّيلِ وَ لَا يصُلَيّ فِي أَوّلِ اللّيلِ قَالَ لِتَأكِيدِ الفَرَائِضِ لِأَنّ النّاسَ لَو لَم يَكُن إِلّا أَربَعُ رَكَعَاتِ الظّهرِ
صفحه : 265
لَكَانُوا مُستَخِفّينَ بِهَا حَتّي كَادَ يَفُوتُهُمُ الوَقتُ فَلَمّا كَانَ شَيئاً غَيرَ الفَرِيضَةِ أَسرَعُوا إِلَي ذَلِكَ لِكَثرَتِهِ وَ كَذَلِكَ التّيِ مِن قَبلِ العَصرِ لِيُسرِعُوا إِلَي ذَلِكَ لِكَثرَتِهِ وَ ذَلِكَ لِأَنّهُم يَقُولُونَ إِن سَوّفنَا وَ نُرِيدُ أَن نصُلَيَّ الزّوَالَ يَفُوتُنَا الوَقتُ وَ كَذَلِكَ الوُضُوءُ فِي المَغرِبِ يَقُولُونَ حَتّي نَتَوَضّأَ يَفُوتُنَا الوَقتُ فَيُسرِعُوا إِلَي القِيَامِ وَ كَذَلِكَ الأَربَعَةُ رَكَعَاتٍ التّيِ مِن بَعدِ المَغرِبِ وَ كَذَلِكَ صَلَاةُ اللّيلِ فِي آخِرِ اللّيلِ لِيُسرِعُوا إِلَي القِيَامِ إِلَي صَلَاةِ الفَجرِ فَلِتِلكَ العِلّةِ وَجَبَ هَذِهِ هَكَذَا
بيان حمل الوجوب علي الاستحباب المؤكد و هوشائع في الأخبار فإن مراتب الطاعات مختلفة فأولها الفرائض وهي التي ثبت وجوبها بالقرآن ثم الواجبات التي ثبت وجوبها بالسنة ثم السنن التي كان رسول الله ص يواظب عليها في أواخر عمره وهي تالية للواجبات و قديعبر عنها بالواجب ثم التطوعات وهي المستحبات التي لم يكن النبي ص يواظب عليها في آخره عمره للتوسعة علي الأمة وكذا النواهي أولها الكبائر ثم الصغائر ثم المكروهات الشديدة التي قديعبر عنها بالحرمة ثم المكروهات الخفيفة. وحاصل هذاالتعليل أن الإنسان بسبب كثرة أشغاله وكسله يؤخر الأمر ألذي يلزم عليه إلي آخر أوقات إمكان الفعل و قديخطأ في تقدير الوقت فيقع بعضها خارجا عن الوقت فضمت النوافل إلي الفرائض لتكون وقاية لها فإذاقدر وقت اثنتي عشرة ركعة للظهر مثلا وأخطأ يقع النقص في النافلة وتقع الفريضة في وقتها بخلاف ما إذاقدر وقت الأربع الركعات وأخطأ يقع بعض الفريضة خارج الوقت فظهر أن النوافل كماأنها مكملة كذلك هي وقاية لها
14-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن فَضَالَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا هَبَطَ آدَمُ مِنَ الجَنّةِ ظَهَرَت فِيهِ شَامَةٌ سَودَاءُ فِي وَجهِهِ مِن قَرنِهِ إِلَي قَدَمِهِ فَطَالَ حُزنُهُ وَ بُكَاؤُهُ عَلَي مَا ظَهَرَ بِهِ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ
صفحه : 266
مَا يُبكِيكَ يَا آدَمُ قَالَ لِهَذَا الشّامَةِ التّيِ ظَهَرَت بيِ قَالَ قُم فَصَلّ فَهَذَا وَقتُ الصّلَاةِ الأُولَي فَقَامَ فَصَلّي فَانحَطّتِ الشّامَةُ إِلَي عُنُقِهِ فَجَاءَهُ فِي وَقتِ الصّلَاةِ الثّانِيَةِ فَقَالَ يَا آدَمُ قُم فَصَلّ فَهَذَا وَقتُ الصّلَاةِ الثّانِيَةِ فَقَامَ فَصَلّي فَانحَطّتِ الشّامَةُ إِلَي سُرّتِهِ فَجَاءَهُ فِي الصّلَاةِ الثّالِثَةِ فَقَالَ يَا آدَمُ قُم فَصَلّ فَهَذَا وَقتُ الصّلَاةِ الثّالِثَةِ فَقَامَ فَصَلّي فَانحَطّتِ الشّامَةُ إِلَي رُكبَتَيهِ فَجَاءَهُ فِي الصّلَاةِ الرّابِعَةِ فَقَالَ يَا آدَمُ قُم فَصَلّ فَهَذَا وَقتُ الصّلَاةِ الرّابِعَةِ فَقَامَ فَصَلّي فَانحَطّتِ الشّامَةُ إِلَي رِجلَيهِ فَجَاءَهُ فِي الصّلَاةِ الخَامِسَةِ فَقَالَ يَا آدَمُ قُم فَصَلّ فَهَذَا وَقتُ الصّلَاةِ الخَامِسَةِ فَقَامَ فَصَلّي فَخَرَجَ مِنهَا فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا آدَمُ مَثَلُ وُلدِكَ فِي هَذِهِ الصّلَاةِ كَمَثَلِكَ فِي هَذِهِ الشّامَةِ مَن صَلّي مِن وُلدِكَ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ خَمسَ صَلَوَاتٍ خَرَجَ مِن ذُنُوبِهِ كَمَا خَرَجتَ مِن هَذِهِ الشّامَةِ
المحاسن ، عن أبيه عن فضالة مثله بيان الشامة بغير همز الخال و قال الوالد قدس سره يمكن أن يكون ظهور الشامة لردع أولاده عن الخطايا واعتبارهم أولأنه كلما كان الصفاء أكثر كان تأثير المخالفات أشد ويحتمل علي بعد أن تكون الشامة كناية عن حط رتبته وحطها عن رفعها و يكون ذكر العنق والسرة والركبة من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس أو يكون كناية عن ذهاب أثر الخطأ عن تلك الأعضاء ويدل الخبر علي أن الصلاة مكفرة لجميع الذنوب للجمع المضاف
15-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن صَبّاحٍ الحَذّاءِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع كَيفَ صَارَتِ الصّلَاةُ رَكعَةً وَ سَجدَتَينِ وَ كَيفَ إِذَا صَارَت سَجدَتَينِ لَم تَكُن رَكعَتَينِ فَقَالَ إِذَا سَأَلتَ عَن شَيءٍ فَفَرّغ قَلبَكَ لِتَفهَمَ
صفحه : 267
إِنّ أَوّلَ صَلَاةٍ صَلّاهَا رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا صَلّاهَا فِي السّمَاءِ بَينَ يدَيَِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قُدّامَ عَرشِهِ جَلّ جَلَالُهُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَمّا أسُريَِ بِهِ وَ صَارَ عِندَ عَرشِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ يَا مُحَمّدُ ادنُ مِن صَادٍ فَاغسِل مَسَاجِدَكَ وَ طَهّرهَا وَ صَلّ لِرَبّكَ فَدَنَا رَسُولُ اللّهِص إِلَي حَيثُ أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي فَتَوَضّأَ فَأَسبَغَ وُضُوءَهُ ثُمّ استَقبَلَ الجَبّارَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَائِماً فَأَمَرَهُ بِافتِتَاحِ الصّلَاةِ فَفَعَلَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ إِلَي آخِرِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ ثُمّ أَمَرَهُ أَن يَقرَأَ نِسبَةَ رَبّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ ثُمّ أَمسَكَ عَنهُ القَولَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ فَقَالَ قُللَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌفَأَمسَكَ عَنهُ القَولَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كَذَلِكَ اللّهُ ربَيّ كَذَلِكَ اللّهُ ربَيّ كَذَلِكَ اللّهُ ربَيّ فَلَمّا قَالَ ذَلِكَ قَالَ اركَع يَا مُحَمّدُ لِرَبّكَ فَرَكَعَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ وَ هُوَ رَاكِعٌ قُل سُبحَانَ ربَيَّ العَظِيمِ وَ بِحَمدِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ ارفَع رَأسَكَ يَا مُحَمّدُ فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص فَقَامَ مُنتَصِباً بَينَ يدَيَِ اللّهِ فَقَالَ اسجُد يَا مُحَمّدُ لِرَبّكَ فَخَرّ رَسُولُ اللّهِص سَاجِداً فَقَالَ قُل سُبحَانَ ربَيَّ الأَعلَي وَ بِحَمدِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثاً فَقَالَ لَهُ استَوِ جَالِساً يَا مُحَمّدُ فَفَعَلَ فَلَمّا استَوَي جَالِساً ذَكَرَ جَلَالَ رَبّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَخَرّ رَسُولُ اللّهِص سَاجِداً مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ لَا لِأَمرٍ أَمَرَهُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَسَبّحَ أَيضاً ثَلَاثاً فَقَالَ انتَصِب قَائِماً فَفَعَلَ فَلَم يَرَ مَا كَانَ رَأَي مِن عَظَمَةِ رَبّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَقَالَ لَهُ اقرَأ يَا مُحَمّدُ وَ افعَل كَمَا فَعَلتَ فِي الرّكعَةِ الأُولَي فَفَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ سَجَدَ سَجدَةً وَاحِدَةً فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ ذَكَرَ جَلَالَةَ رَبّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي الثّانِيَةَ فَخَرّ رَسُولُ اللّهِص سَاجِداً مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ لَا لِأَمرٍ أَمَرَهُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ فَسَبّحَ أَيضاً ثُمّ قَالَ لَهُ ارفَع رَأسَكَ ثَبّتَكَ اللّهُ وَ اشهَد أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيبَ فِيهَا وَ أَنّ اللّهَ يَبعَثُ مَن فِي القُبُورِ
صفحه : 268
أللّهُمّ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ ارحَم مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ كَمَا صَلّيتَ وَ بَارَكتَ وَ تَرَحّمتَ عَلَي اِبرَاهِيمَ وَ آلِ اِبرَاهِيمَ إِنّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ أللّهُمّ تَقَبّل شَفَاعَتَهُ فِي أُمّتِهِ وَ ارفَع دَرَجَتَهُ فَفَعَلَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ سَلّم فَاستَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص رَبّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَجهُهُ مُطرِقاً فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ فَأَجَابَهُ الجَبّارُ جَلّ جَلَالُهُ فَقَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا مُحَمّدُ بنِعِمتَيِ قَوّيتُكَ عَلَي طاَعتَيِ وَ بعِصِمتَيِ إِيّاكَ اتّخَذتُكَ نَبِيّاً وَ حَبِيباً ثُمّ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع وَ إِنّمَا كَانَتِ الصّلَاةُ التّيِ أَمَرَ بِهَا رَكعَتَينِ وَ سَجدَتَينِ وَ هُوَص إِنّمَا سَجَدَ سَجدَتَينِ فِي كُلّ رَكعَةٍ عَمّا أَخبَرتُكَ مِن تَذَكّرِهِ لِعَظَمَةِ رَبّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَجَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَرضاً قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا صَادٌ ألّذِي أُمِرَ أَن يَغتَسِلَ مِنهُ فَقَالَ عَينٌ يَنفَجِرُ مِن رُكنٍ مِن أَركَانِ العَرشِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الحَيَاةِ وَ هُوَ مَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّص وَ القُرآنِ ذيِ الذّكرِإِنّمَا أَمَرَهُ أَن يَتَوَضّأَ وَ يَقرَأَ وَ يصُلَيَّ
16- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِّ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن عِكرِمَةَ بنِ عَبدِ العَرشِ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن عِلّةِ الصّلَاةِ كَيفَ صَارَت رَكعَتَينِ وَ أَربَعَ سَجَدَاتٍ أَلّا كَانَت رَكعَتَينِ وَ سَجدَتَينِ فَذَكَرَ نَحوَ حَدِيثِ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع يَزِيدُ اللّفظَ وَ يَنقُصُ
بيان يظهر من هذاالخبر سر كون السجدتين معا ركنا وعدم بطلان الصلاة بزيادة واحدة منهما ونقصانها سهوا لأن ما كان بأمره تعالي كان واحدة منهما والثانية كانت من قبله ص بالتفويض أوبالإلهام فلم يكن لها حكم الفرائض والأركان فإذاتركنا معا تركت الفريضة والركن وتبطل الصلاة وكذا إذازيدتا معا بأن يأتي بأربع فتكرر الفريضة بخلاف ما إذاأتي بثلاث فإنه يحتمل أن يكون المكرر مازيد من قبله ص فلايزيد الركن .
صفحه : 269
وربما يقال الركن هوالسجدة الأولي و به يندفع الإشكال المورد هاهنا بأنه إن كان الركن السجدتين يلزم الإخلال به بترك واحدة و إن كان الواحدة أوالطبيعة يلزم الزيادة بالإتيان بسجدتين وأكثر ويرد عليه أنه لاينفع في دفع الإشكال إذ لايعقل حينئذ زيادة الركن أصلا لأن السجدة الأولي لاتتكرر إلا أن يفرض أنه سها عن الأولي وسجد أخري بقصد الأولي فعلي تقدير تسليم أنه يصدق عليه تكرر الأولي يلزم زيادة الركن بسجدتين أيضا ويلزم أنه إذاسجد ألف سجدات بغير هذاالوجه لم يكن زاد ركنا علي أنه لواعتبرت النية في ذلك يلزم بطلان صلاة من ظن أنه سجد سجدة الأولي وسجد بنية الأخيرة فظهر له بعدتجاوز المحل ترك الأولي ولعله لم يقل به أحد وقيل في دفع أصل الإشكال أن الركن هوأحد الأمرين من إحداهما وكلتيهما و هوأيضا غيرنافع إذ يرد الإشكال فيما إذاسجد ثلاث سجدات إذ حينئذ يلزم زيادة الركن إن أخذا لابشرط شيء و إن أخذا بشرط لايلزم عدم تحقق الركن فيما إذاسجد ثلاث سجدات . وتفصي بعضهم بوجه آخر و قال الركن المفهوم المردد بين السجدة الواحدة بشرط لا والسجدتين بشرط لا وثلاث سجدات بشرط لافيندفع الإشكال إذ ترك الركن حينئذ إنما يكون بترك السجدة مطلقا أوالإتيان بأربع فما زاد و هذاوجه متين لكن يرد عليه أن القوم إنما جعلوا بطلان الأربع فما زاد لزيادة الركن لالتركه . ويخطر بالبال وجه آخر و هو أن يقال الركن أحد الأمرين من سجدة واحدة بشرط لا أوسجدتين لابشرط شيء فإذاسجد سجدة واحدة سهوا فقد أتي بفرد من الركن وكذا إذاأتي بهما و لاينتفي الركن إلابانتفاء الفردين بأن لايسجد أصلا و إذاسجد ثلاث سجدات لم يأت إلابفرد واحد من الركن و هوالاثنتان و أماالواحدة الزائدة فليست فردا له لكونها مع أخري و ما كان فردا له كان بشرط لا و إذاأتي بأربع فما زاد أتي بفردين من الاثنتين و هذاوجه
صفحه : 270
وجيه لم أر أحدا سبقني إليه و مع ذلك لايخلو من تكلف . والأظهر في الجواب أن غرضهم إما إيراد الإشكال علي الأخبار فلاإشكال فيهالخلوها عن ذكر الركن وتلك القواعد الكلية ورد فيهاحكم كل ركن من الأركان بوجه مخصوص وورد حكم السجود هكذا و لايلزم توافق أجزاء الصلاة في الأحكام و أما علي كلام الأصحاب رضوان الله عليهم فلايرد عليه أيضا لأنه بعدتصريحهم بحكم السجود صارت قاعدتهم الكلية مخصوصة بغير السجود ومثل هذا في كلامهم كثير وأمثال تلك المناقشات بعدوضوح المقصود لاطائل تحتها
17- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الأسَدَيِّ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ النخّعَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ النوّفلَيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع لِمَ صَارَتِ الصّلَاةُ رَكعَتَينِ وَ أَربَعَ سَجَدَاتٍ قَالَ لِأَنّ رَكعَةً مِن قِيَامٍ بِرَكعَتَينِ مِن جُلُوسٍ
بيان لعل الغرض أن العلة في الحكمين واحدة لأن علة كون الركعتين من جلوس بركعة من قيام كون الصلاة من جلوس أخف علي المصلي وأسهل و هذه العلة بعينها متحققة في الركوع والسجود
18-العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الأنَصاَريِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِّ عَن أَبِي حَكِيمٍ الزّاهِدِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَبَينَمَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَارّ بِفِنَاءِ بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ إِذَا نَظَرَ إِلَي رَجُلٍ يصُلَيّ فَاستَحسَنَ صَلَاتَهُ فَقَالَ يَا هَذَا الرّجُلُ أَ تَعرِفُ تَأوِيلَ صَلَاتِكَ قَالَ الرّجُلُ يَا ابنَ عَمّ خَيرِ خَلقِ اللّهِ وَ هَل لِلصّلَاةِ تَأوِيلٌ غَيرُ التّعَبّدِ قَالَ عَلِيّ ع اعلَم يَا هَذَا الرّجُلُ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَا بَعَثَ نَبِيّهُص بِأَمرٍ مِنَ الأُمُورِ إِلّا وَ لَهُ مُتَشَابِهٌ وَ تَأوِيلٌ وَ تَنزِيلٌ وَ كُلّ ذَلِكَ عَلَي التّعَبّدِ فَمَن لَم يَعرِف تَأوِيلَ صَلَاتِهِ فَصَلَاتُهُ كُلّهَا خِدَاجٌ نَاقِصَةٌ غَيرُ تَامّةٍ فَقَالَ الرّجُلُ يَا ابنَ عَمّ خَيرِ خَلقِ اللّهِ مَا مَعنَي رَفعِ يَدَيكَ فِي التّكبِيرَةِ
صفحه : 271
الأُولَي فَقَالَ ع اللّهُ الوَاحِدُ الأَحَدُ ألّذِيلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ لَا يُقَاسُ بشِيَءٍ وَ لَا يُلمَسُ بِالأَخمَاسِ وَ لَا يُدرَكُ بِالحَوَاسّ قَالَ الرّجُلُ مَا مَعنَي مَدّ عُنُقِكَ فِي الرّكُوعِ قَالَ تَأوِيلُهُ آمَنتُ بِوَحدَانِيّتِكَ وَ لَو ضَرَبتَ عنُقُيِ قَالَ الرّجُلُ مَا مَعنَي السّجدَةِ الأُولَي فَقَالَ تَأوِيلُهَا أللّهُمّ إِنّكَ مِنهَا خلَقَتنَيِ يعَنيِ مِنَ الأَرضِ وَ رَفعُ رَأسِكَ وَ مِنهَا أَخرَجتَنَا وَ السّجدَةُ الثّانِيَةُ وَ إِلَيهَا تُعِيدُنَا وَ رَفعُ رَأسِكَ مِنَ الثّانِيَةِ وَ مِنهَا تُخرِجُنَا تَارَةً أُخرَي قَالَ الرّجُلُ مَا مَعنَي رَفعِ رِجلِكَ اليُمنَي وَ طَرحِكَ اليُسرَي فِي التّشَهّدِ قَالَ تَأوِيلُهُ أللّهُمّ أَمِتِ البَاطِلَ وَ أَقِمِ الحَقّ
بيان قال في النهاية فيه كل صلاة ليست فيهاقراءة فهي خداج الخداج النقصان يقال خدجت الناقة إذاألقت ولدها قبل أوانه و إن كان تام الخلق وأخدجته إذاولدته ناقص الخلق و إن كان لتمام الحمل وإنما قال فهي خداج والخداج مصدر علي حذف المضاف أي ذات خداج أو يكون قدوصفها بالمصدر نفسه مبالغة كقوله فإنما هي إقبال وإدبار
19-العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ فِي عِلَلِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَفَلِمَ أُمِرُوا بِالصّلَاةِ قِيلَ لِأَنّ فِي الصّلَاةِ الإِقرَارَ بِالرّبُوبِيّةِ وَ هُوَ صَلَاحٌ عَامّ لِأَنّ فِيهِ خَلعَ الأَندَادِ وَ القِيَامَ بَينَ يدَيَِ الجَبّارِ بِالذّلّ وَ الِاستِكَانَةِ وَ الخُضُوعِ وَ الِاعتِرَافِ وَ طَلَبِ الإِقَالَةِ مِن سَالِفِ الذّنُوبِ وَ وَضعِ الجَبهَةِ عَلَي الأَرضِ كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ لِيَكُونَ العَبدُ ذَاكِراً لِلّهِ تَعَالَي غَيرَ نَاسٍ لَهُ وَ يَكُونَ خَاشِعاً وَجِلًا مُتَذَلّلًا طَالِباً رَاغِباً فِي الزّيَادَةِ لِلدّينِ وَ الدّنيَا مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الِانزِجَارِ عَنِ الفَسَادِ وَ صَارَ ذَلِكَ عَلَيهِ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ لِئَلّا يَنسَي العَبدُ مُدَبّرَهُ وَ خَالِقَهُ فَيَبطَرَ وَ يَطغَي وَ لِيَكُونَ فِي ذِكرِ خَالِقِهِ وَ القِيَامُ بَينَ يدَيَ رَبّهِ زَاجِراً لَهُ عَنِ المعَاَصيِ وَ عَاجِزاً وَ مَانِعاً عَن أَنوَاعِ الفَسَادِ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ أَصلُ الصّلَاةِ رَكعَتَينِ وَ لِمَ زِيدَ عَلَي بَعضِهَا رَكعَةً وَ عَلَي
صفحه : 272
بَعضِهَا رَكعَتَينِ وَ لَم يُزَد عَلَي بَعضِهَا شَيءٌ قِيلَ لِأَنّ أَصلَ الصّلَاةِ إِنّمَا هيَِ رَكعَةٌ وَاحِدَةٌ لِأَنّ أَصلَ العَدَدِ وَاحِدٌ فَإِذَا نَقَصَت مِن وَاحِدٍ فَلَيسَت هيَِ صَلَاةً فَعَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّ العِبَادَ لَا يُؤَدّونَ تِلكَ الرّكعَةَ الوَاحِدَةَ التّيِ لَا صَلَاةَ أَقَلّ مِنهَا بِكَمَالِهَا وَ تَمَامِهَا وَ الإِقبَالِ عَلَيهَا فَقَرَنَ إِلَيهَا رَكعَةً لِيَتِمّ بِالثّانِيَةِ مَا نَقَصَ مِنَ الأُولَي فَفَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَصلَ الصّلَاةِ رَكعَتَينِ ثُمّ عَلِمَ رَسُولُ اللّهِص أَنّ العِبَادَ لَا يُؤَدّونَ هَاتَينِ الرّكعَتَينِ بِتَمَامِ مَا أُمِرُوا بِهِ وَ كَمَالِهِ فَضَمّ إِلَي الظّهرِ وَ العَصرِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ لِيَكُونَ فِيهِمَا تَمَامُ الرّكعَتَينِ الأُولَيَينِ ثُمّ عَلِمَ أَنّ صَلَاةَ المَغرِبِ يَكُونُ شُغُلُ النّاسِ فِي وَقتِهَا أَكثَرَ لِلِانصِرَافِ إِلَي الأَوطَانِ وَ الأَكلِ وَ الوُضُوءِ وَ التّهيِئَةِ لِلمَبِيتِ فَزَادَ فِيهَا رَكعَةً وَاحِدَةً لِيَكُونَ أَخَفّ عَلَيهِم وَ لِأَن تَصِيرَ رَكَعَاتُ الصّلَاةِ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ فَرداً ثُمّ تَرَكَ الغَدَاةَ عَلَي حَالِهَا لِأَنّ الِاشتِغَالَ فِي وَقتِهَا أَكثَرُ وَ المُبَادَرَةَ إِلَي الحَوَائِجِ فِيهَا أَعَمّ وَ لِأَنّ القُلُوبَ فِيهَا أَخلَي مِنَ الفِكرِ لِقِلّةِ مُعَامَلَاتِ النّاسِ بِاللّيلِ وَ لِقِلّةِ الأَخذِ وَ الإِعطَاءِ فَالإِنسَانُ فِيهَا أَقبَلُ عَلَي صَلَاتِهِ مِنهُ فِي غَيرِهَا مِنَ الصّلَوَاتِ لِأَنّ الفِكرَ قدتقدم [أَقَلّ لِعَدَمِ]العَمَلِ مِنَ اللّيلِ فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَ رَكعَةً وَ سَجدَتَينِ قِيلَ لِأَنّ الرّكُوعَ مِن فِعلِ القِيَامِ وَ السّجُودَ مِن فِعلِ القُعُودِ وَ صَلَاةَ القَاعِدِ عَلَي النّصفِ مِن صَلَاةِ القِيَامِ فَضُوعِفَ السّجُودُ ليِسَتوَيَِ بِالرّكُوعِ فَلَا يَكُونُ بَينَهُمَا تَفَاوُتٌ لِأَنّ الصّلَاةَ إِنّمَا هيَِ رُكُوعٌ وَ سُجُودٌ
بيان الإقرار بالربوبية لأن الصلاة مشتملة علي الإقرار بما ذكر أولأن أصل عبادته تعالي دون غيره خلع للأنداد وإقرار بالربوبية كمامر وكذا الطلب في الإقالة والطلب للدين والدنيا قوله و هوصلاح الضمير راجع إلي الإقرار والقيام عطف علي الإقرار والبطر الطغيان بالنعمة وكراهة الشيء من غير أن يستحق الكراهة
صفحه : 273
20- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن فَضَالَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ أَصحَابَ الدّهرِ يَقُولُونَ كَيفَ صَارَتِ الصّلَاةُ رَكعَةً وَ سَجدَتَينِ وَ لَم تَكُن رَكعَتَينِ وَ سَجدَتَينِ فَقَالَ إِذَا سَأَلتَ عَن شَيءٍ فَفَرّغ قَلبَكَ لِفَهمِهِ إِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّ أَوّلَ صَلَاةٍ صَلّاهَا رَسُولُ اللّهِص فِي الأَرضِ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ بِهَا وَ كَذَبُوا إِنّ أَوّلَ صَلَاةٍ صَلّاهَا فِي السّمَاءِ بَينَ يدَيَِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مُقَابِلَ عَرشِهِ جَلّ جَلَالُهُ وَ أَوحَي إِلَيهِ وَ أَمَرَهُ أَن يَدنُوَ مِن صَادٍ فَيَتَوَضّأَ وَ قَالَ أَسبِغ وُضُوءَكَ وَ طَهّر مَسَاجِدَكَ وَ صَلّ لِرَبّكَ قُلتُ لَهُ وَ مَا الصّادُ قَالَ عَينٌ تَحتَ رُكنٍ مِن أَركَانِ العَرشِ أُعِدّت لِمُحَمّدٍص ثُمّ قَرَأَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ص وَ القُرآنِ ذيِ الذّكرِفَتَوَضّأَ وَ أَسبَغَ وُضُوءَهُ ثُمّ استَقبَلَ عَرشَ الرّحمَنِ فَقَامَ قَائِماً فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ بِافتِتَاحِ الصّلَاةِ فَفَعَلَ ثُمّ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ أَمَرَهُ أَن يَقرَأَهَا ثُمّ أَوحَي إِلَيهِ أَنِ اقرَأ يَا مُحَمّدُ نِسبَةَ رَبّكَ فَقَرَأَقُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ ثُمّ أَمسَكَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَنهُ القَولَ فَقَرَأَ رَسُولُ اللّهِص مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ اللّهُ أَحَدٌ اللّهُ الصّمَدُ اللّهُ الوَاحِدُ الأَحَدُ الصّمَدُ ثُمّ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنِ اقرَألَم يَلِد وَ لَم يُولَد وَ لَم يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌفَقَرَأَ وَ أَمسَكَ اللّهُ عَنهُ القَولَ فَقَرَأَ رَسُولُ اللّهِص مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ كَذَلِكَ اللّهُ رَبّنَا فَلَمّا قَالَ ذَلِكَ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ اركَع لِرَبّكَ يَا مُحَمّدُ وَ انحَر فَاستَوَي وَ نَصَبَ نَفسَهُ بَينَ يدَيَِ اللّهِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ اسجُد لِرَبّكَ فَخَرّ سَاجِداً فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ استَوِ جَالِساً يَا مُحَمّدُ فَفَعَلَ فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ مِن أَوّلِ السّجدَةِ تَجَلّي لَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَخَرّ سَاجِداً مِن تِلقَاءِ نَفسِهِ لَا لِأَمرٍ أَمَرَهُ رَبّهُ فَجَرَي ذَلِكَ الفَضلُ مِنَ اللّهِ وَ سُنّةٌ مِن رَسُولِ اللّهِص
بيان قوله وانحر أي رافعا يدك إلي نحرك أوسو بعدالركوع بين نحرك وصدرك واستو قائما أوسو في الركوع بين نحرك وصدرك وسيأتي تمام
صفحه : 274
القول فيه
21- أَقُولُ قَالَ السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ وَجَدتُ فِي صُحُفِ إِدرِيسَ ع عِندَ ذِكرِ قِصّةِ آدَمَ ع أَنّهُ كَانَ إِقَامَةُ آدَمَ ع فِي الجَنّةِ وَ أَكلُهُ مِنَ الشّجَرَةِ خَمسَ سَاعَاتٍ مِن نَهَارِ ذَلِكَ اليَومِ قَالَ ثُمّ نَادَي اللّهُ تَعَالَي آدَمَ أَنّ أَفضَلَ أَوقَاتِ العِبَادَةِ الوَقتُ ألّذِي أَدخَلتُكَ وَ زَوجَتَكَ الجَنّةَ عِندَ زَوَالِ الشّمسِ فسَبَحّتمُاَنيِ فِيهَا فَكَتَبتُهَا صَلَاةً وَ سَمّيتُهَا لِذَلِكَ الأُولَي وَ كَانَت فِي أَفضَلِ الأَيّامِ يَومِ الجُمُعَةِ ثُمّ أَهبَطتُكُمَا إِلَي الأَرضِ وَقتَ العَصرِ فسَبَحّتمُاَنيِ فِيهَا فَكَتَبتُهَا لَكُمَا أَيضاً صَلَاةً وَ سَمّيتُهَا لِذَلِكَ بِصَلَاةِ العَصرِ ثُمّ غَابَتِ الشّمسُ فَصَلّيتَ لِي فِيهَا فَسَمّيتُهَا صَلَاةَ المَغرِبِ ثُمّ جَلَستَ لِي حِينَ غَابَ الشّفَقُ فَسَمّيتُهَا صَلَاةَ العِشَاءِ ثُمّ قَالَ وَ قَد فَرَضتُ عَلَيكَ وَ عَلَي نَسلِكَ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ خَمسِينَ رَكعَةً فِيهَا مِائَةُ سَجدَةٍ فَصَلّهَا يَا آدَمُ أَكتُب لَكَ وَ لِمَن صَلّاهَا مِن نَسلِكَ أَلفَينِ وَ خَمسَ مِائَةِ صَلَاةٍ
22-إِرشَادُ القُلُوبِ، عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِنَبِيّهِص لَيلَةَ أسُريَِ بِهِ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ مَفرُوضاً عَلَيهِم صَلَاتُهَا فِي كَبِدِ اللّيلِ وَ أَنصَافِ النّهَارِ وَ هيَِ مِنَ الشّدَائِدِ التّيِ كَانَت وَ قَد رَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ وَ فَرَضتُ عَلَيهِم صَلَاتَهُم فِي أَطرَافِ اللّيلِ وَ النّهَارِ فِي أَوقَاتِ نَشَاطِهِم وَ كَانَتِ الأُمَمُ السّالِفَةُ مَفرُوضاً عَلَيهِم خَمسُونَ صَلَاةً فِي خَمسِينَ وقت [وَقتاً] وَ هيَِ مِنَ الآصَارِ التّيِ كَانَت عَلَيهِم وَ قَد رَفَعتُهَا عَن أُمّتِكَ ثُمّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي بَيَانِ فَضلِ أُمّةِ نَبِيّنَاص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَرَضَ عَلَيهِم فِي اللّيلِ وَ النّهَارِ خَمسَ صَلَوَاتٍ فِي خَمسَةِ أَوقَاتٍ اثنَتَانِ بِاللّيلِ وَ ثَلَاثٌ بِالنّهَارِ ثُمّ جَعَلَ هَذِهِ الخَمسَ صَلَوَاتٍ تَعدِلُ خَمسِينَ صَلَاةً وَ جَعَلَهَا كَفّارَةَ خَطَايَاهُم فَقَالَ عَزّ وَ جَلّإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ يَقُولُ صَلَاةُ الخَمسِ تُكَفّرُ الذّنُوبَ مَا اجتَنَبَ العَبدُ الكَبَائِرَ ثُمّ قَالَ ع إِنّ النّبِيّص رَأَي فِي السّمَاءِ لَيلَةَ عُرِجَ بِهِ إِلَيهَا مَلَائِكَةً
صفحه : 275
قِيَاماً وَ رُكُوعاً مُنذُ خُلِقُوا فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ هَذِهِ هيَِ العِبَادَةُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ فَاسأَل رَبّكَ أَن يعُطيَِ أُمّتَكَ القُنُوتَ وَ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ فِي صَلَاتِهِم فَأَعطَاهُمُ اللّهُ ذَلِكَ فَأُمّةُ مُحَمّدٍص يَقتَدُونَ بِالمَلَائِكَةِ الّذِينَ فِي السّمَاءِ الخَبَرَ
23- نَهجُ البَلَاغَةِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي ذَمّ التّكَبّرِ وَ مِن ذَلِكَ مَا حَرّضَ اللّهُ عِبَادَهُ المُؤمِنِينَ بِالصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ مُجَاهَدَةِ الصّيَامِ فِي الأَيّامِ المَفرُوضَاتِ تَسكِيناً لِأَطرَافِهِم وَ تَخَشّعاً لِأَبصَارِهِم وَ تَذلِيلًا لِنُفُوسِهِم وَ تَخفِيضاً لِقُلُوبِهِم وَ إِذهَاباً لِلخُيَلَاءِ عَنهُم وَ لِمَا فِي ذَلِكَ مِن تَعفِيرِ عَتَاقِ الوُجُوهِ بِالتّرَابِ تَوَاضُعاً وَ إِلصَاقِ كَرَائِمِ الجَوَارِحِ بِالأَرضِ تَصَاغُراً وَ لُحُوقِ البُطُونِ بِالمُتُونِ مِنَ الصّيَامِ تَذَلّلًا إِلَي آخِرِ مَا مَرّ مَشرُوحاً فِي آخِرِ المُجَلّدِ الخَامِسِ
24- كِتَابُ العِلَلِ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَالعِلّةُ فِي الصّلَاةِ الِاستِعبَادُ وَ الإِقرَارُ بِرُبُوبِيّتِهِ وَ خَلعُ الأَندَادِ مُكَرّراً ذَلِكَ عَلَيهِم فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ خَمسَ مَرّاتٍ وَ لِئَلّا يَنسَوا خَالِقَهُم وَ رَازِقَهُم وَ لَا يَغفُلُوا عَن طَاعَتِهِ وَ يَكُونُوا ذَاكِرِينَ حَامِدِينَ شَاكِرِينَ لِنِعَمِهِ وَ تَفَضّلِهِ عَلَيهِم وَ عِلّةٌ أُخرَي لِيُذِلّ فِيهَا كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ وَ مُتَكَبّرٍ وَ يَعتَرِفَ وَ يَخشَعَ وَ يَخضَعَ وَ يَسجُدَ لَهُ وَ يَعلَمَ أَنّ لَهُ خَالِقاً وَ رَازِقاً وَ مُحيِياً وَ مُمِيتاً وَ حَتّي تَكُونَ لَهُ فِي قِيَامِهِ بَينَ يَدَيهِ زَاجِراً عَن معَاَصيِ اللّهِ ففَيِ الصّلَاةِ عِلّةُ الِاستِعبَادِ وَ عِلّةُ نَجَاةِ نَفسِهِ وَ عِلّةُ شُكرِ نِعَمِهِ وَ عِلّةُ ذُلّ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ وَ مُتَكَبّرٍ وَ خُشُوعِهِ وَ خُضُوعِهِ وَ عِلّةُ نَوَافِلِ الصّلَاةِ لِتَمَامِ مَا يَنقُصُ مِنَ الفَرَائِضِ مِمّا يَقَعُ فِيهَا مِنَ السّهوِ وَ التّقصِيرِ وَ التّخفِيفِ وَ حَدِيثِ النّفسِ وَ السّهوِ عَنِ الوَقتِ قَالَ وَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن عِلّةِ مَوَاقِيتِ الصّلَاةِ وَ لِمَ فُرِضَت فِي خَمسَةِ
صفحه : 276
أَوقَاتٍ مُختَلِفَةٍ وَ لِمَ لَم تُفرَض فِي وَقتٍ وَاحِدٍ فَقَالَ فَرَضَ اللّهُ صَلَاةَ الغَدَاةِ لِأَوّلِ سَاعَةٍ مِنَ النّهَارِ وَ هيَِ سَعدٌ وَ فَرَضَ الظّهرَ لِسِتّ سَاعَاتٍ مِنَ النّهَارِ وَ هيَِ سَعدٌ وَ فَرَضَ العَصرَ لِسَبعِ سَاعَاتٍ مِنَ النّهَارِ وَ هيَِ سَعدٌ وَ فَرَضَ المَغرِبَ لِأَوّلِ سَاعَةٍ مِنَ اللّيلِ وَ هيَِ سَعدٌ وَ فَرَضَ العِشَاءَ الآخِرَةَ لِثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِنَ اللّيلِ وَ هيَِ سَعدٌ فَهَذِهِ إِحدَي العِلَلِ لِمَوَاقِيتِ الصّلَاةِ وَ لَا يَجُوزُ أَن تُؤَخّرَ الصّلَاةُ مِن هَذِهِ الأَوقَاتِ السّعدِ فَتَصِيرَ فِي أَوقَاتِ النّحُوسِ
صفحه : 277
الآيات البقرةحافِظُوا عَلَي الصّلَواتِ وَ الصّلاةِ الوُسطي وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ.تفسير المحافظة عليها بأدائها في أوقاتها والمواظبة عليها بجميع شروطها وحدودها وإتمام أركانها ويدل بناء علي كون الأمر مطلقا أوخصوص أمر القرآن للوجوب علي وجوب المحافظة علي جميع الصلوات إلا ماأخرجها الدليل
صفحه : 278
وربما يستدل بها علي وجوب صلاة الجمعة والعيدين والآيات لكن في بعض الروايات أن المراد بهاالصلوات الخمس و علي تقدير العموم يمكن تعميمها بحيث يشمل النوافل والتطوعات أيضا فلا يكون الأمر علي الوجوب ويشمل رعاية السنن في الصلاة الواجبة أيضا كمايفهم من بعض الأخبار و علي الوجوب أيضا يمكن أن تعم النوافل أيضا بمعني رعاية مايوجب صحتها وعدم تطرق بدعة إليها فيؤول إلي أنه إذاأتيتم بالنافلة فأتوا بها علي ماأمرتم برعاية شرائطها ولوازمها و فيه مجال نظر. وخص الصلاة الوسطي بذلك بعدالتعميم لشدة الاهتمام بهالمزيد فضلها أولكونها معرضة للضياع من بينها فهي الوسطي بين الصلوات وقتا أوعددا أو
صفحه : 279
الفضلي من قولهم للأفضل الأوسط و قد قال بتعيين كل من الصلوات الخمس قوم إلا أن أصحابنا لم يقولوا بغير الظهر والعصر كمايظهر من المنتهي وغيره . فقال الشيخ في الخلاف إنها الظهر وتبعه جماعة من أصحابنا و به قال زيد بن ثابت وعائشة و عبد الله بن شداد لأنها بين صلاتين بالنهار ولأنها في وسط النهار ولأنها تقع في شدة الحر والهاجرة وقت شدة تنازع الإنسان إلي النوم والراحة فكانت أشق وأفضل العبادات أحمزها وأيضا الأمر بمحافظة ما كان أشق أنسب وأهم ولأنها أول صلاة فرضت ولأنها في الساعة التي يفتح فيهاأبواب السماء فلاتغلق حتي تصلي الظهر ويستجاب فيهاالدعاء قيل ولأنها بين البردين صلاة الصبح وصلاة العصر وقيل لأنها بين نافلتين متساويتين كمانقل عن ابن الجنيد أنه علل به . وروي الجمهور من زيد بن ثابت قال كان رسول الله ص يصلي الظهر بالهاجرة و لم يكن يصلي صلاة أشد علي أصحاب رسول الله ص منها فنزلت الآية رواه أبوداود وروي الترمذي و أبوداود عن عائشة عن رسول الله ص أنه قرأ حافظوا علي الصلوات والصلاة الوسطي وصلاة العصر قال في المنتهي والعطف يقتضي المغايرة لايقال الواو زائدة كما في قوله تعالي وَ لكِن رَسُولَ اللّهِ وَ خاتَمَ النّبِيّينَلأنا نقول الزيادة منافية للأصل فلايصار إليها إلالموجب والمثال ألذي ذكروه نمنع زيادة الواو فيه بل هي للعطف علي بابها و قال في مجمع البيان كونها الظهر هوالمروي عن الباقر والصادق ع و عن بعض أئمة الزيدية أنها الجمعة في يومها والظهر في غيرها كماسيأتي في بعض أخبارنا. و قال السيد المرتضي ره هي صلاة العصر وتبعه جماعة من أصحابنا و به قال أبوهريرة و أبوأيوب و أبوسعيد عبيدة السلماني و الحسن والضحاك و أبوحنيفة وأصحابه و أحمد ونقله الجمهور عن علي ع قالوا لأنها بين
صفحه : 280
صلاتي ليل وصلاتي نهار واحتج السيد بإجماع الشيعة والمخالفون بما رووا عن النبي ص أنه قال يوم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطي صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا وروي في الكشاف عن صفية أنها قالت لمن كتب لها المصحف إذابلغت هذه فلاتكتبها حتي أملأها عليك كماسمعت من رسول الله ص يقرأ فأملت عليه والصلاة الوسطي صلاة العصر وبأنها تقع في حال اشتغال الناس بمعاشهم فيكون الاشتغال بهاأشق . و قال بعض المخالفين هي المغرب لأنها تأتي بين بياض النهار وسواد الليل ولأنها متوسطة في العدد بين الرباعية والثنائية ولأنها لاتتغير في السفر والحضر مع زيادتها علي الركعتين فيناسب التأكيد ولأن الظهر هي الأولي إذ قدوجبت أولا فتكون المغرب هي الوسطي . و قال بعضهم هي العشاء لأنها متوسطة بين صلاتين لاتقصران أو بين ليلية ونهارية ولأنها أثقل صلاة علي المنافقين كماروي و قال بعضهم هي الصبح لتوسطها بين صلاتي الليل وصلاتي النهار و بين الظلام والضياء ولأنها لاتجمع مع أخري فهي منفردة بين مجتمعتين ولمزيد فضلها لشهود ملائكة الليل وملائكة النهار وعندها ولأنها تأتي في وقت مشقة من برد في الشتاء وطيب النوم في الصيف وفتور الأعضاء وكثرة النعاس وغفلة الناس واستراحتهم فكانت معرضة للضياع فخصت لذلك بشدة المحافظة و به قال مالك والشافعي و قال ولذا عقبه بالقنوت فإنه لايشرع عنده في فريضة إلاالصبح إلا عندنازلة فيعم . وقيل هي مخفية مثل ليلة القدر وساعة الإجابة واسم الله الأعظم لئلا يتطرق التساهل إلي غيرها بل يهتم غاية الاهتمام بكل منها فيدرك كمال الفضل في الكل . والظاهر أنها الجمعة والظهر وإنما أبهم بعض الإبهام لتلك الفائدة وغيرها مما قيل في إخفاء أمثالها وسيتضح لك ذلك في تضاعيف مايقرع سمعك
صفحه : 281
من الأخبار
1- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الصّلَاةَ وَ سَنّ رَسُولُ اللّهِص الصّلَاةَ عَلَي عَشَرَةِ أَوجُهٍ صَلَاةَ الحَضَرِ وَ صَلَاةَ السّفَرِ وَ صَلَاةَ الخَوفِ عَلَي ثَلَاثَةِ أَوجُهٍ وَ صَلَاةَ الكُسُوفِ لِلشّمسِ وَ القَمَرِ وَ صَلَاةَ العِيدَينِ وَ صَلَاةَ الِاستِسقَاءِ وَ الصّلَاةَ عَلَي المَيّتِ
الهداية،مرسلا عنه ع مثله بيان وسن أي شرع وقرر و بين أعم من الوجوب والاستحباب لدخول الاستسقاء والعيدين مع فقد الشرائط فيها و أماعدها عشرة مع كونها إحدي عشرة فلعد العيدين واحدة لاتحاد سببهما و هوكونه عيدا أوعد الكسوفين واحدة لتشابه سببهما أويقال المقصود عد الصلوات الواجبة غالبا فيكون ذكر الاستسقاء استطرادا أوعد الصلوات الحقيقية و يكون ذكر صلاة الميت استطرادا أوبعطفها علي العشرة وإفرازها عنها لتلك العلة و علي الوجوه الأخر يدل علي كونها صلاة حقيقة. فإن قيل بعض تلك الصلوات ظهر من القرآن كصلاة السفر والخوف قلنا لعل المعني أن أكثرها ظهر من السنة أوآدابها وشرائطها وتفاصيلها و أماأنواع صلاة الخوف فهي الصلاة المقصورة والمطاردة وشدة الخوف أوذات الرقاع وعسفان وبطن النخل والأول أظهر وإنها ترجع إلي القسم الأول وصلاة الجمعة داخلة في صلاة الحضر و لايضر خروج الصلاة الملتزمة لأن المقصود عد ماوجب بالأصالة و أماصلاة الطواف فيمكن عدها في صلاة السفر إذ الغالب وقوعها فيه أويقال إنها داخلة في أفعال الحج والمقصود عد ما لم يكن كذلك أويقال الغرض عد الصلوات المتكررة الكثيرة الوقوع
صفحه : 282
2- الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العجِليِّ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ وَ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ السنّاَنيِّ وَ غَيرِهِم مِن مَشَايِخِهِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع صَلَاةُ الفَرِيضَةِ الظّهرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ العَصرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ المَغرِبُ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ العِشَاءُ الآخِرَةُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ الفَجرُ رَكعَتَانِ فَجُملَةُ الصّلَاةِ المَفرُوضَةِ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً وَ السّنّةُ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ رَكعَةً مِنهَا أَربَعُ رَكَعَاتٍ بَعدَ المَغرِبِ لَا تَقصِيرَ فِيهَا فِي سَفَرٍ وَ لَا حَضَرٍ وَ رَكعَتَانِ مِن جُلُوسٍ بَعدَ العِشَاءِ الآخِرَةِ تُعَدّانِ بِرَكعَةٍ وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ فِي السّحَرِ وَ هيَِ صَلَاةُ اللّيلِ وَ الشّفعُ رَكعَتَانِ وَ الوَترُ رَكعَةٌ وَ رَكعَتَا الفَجرِ بَعدَ الوَترِ وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ قَبلَ الظّهرِ وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ قَبلَ العَصرِ
العيون ، عن عبدالواحد بن محمد بن عبدوس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان فيما كتب الرضا ع للمأمون مثله تحف العقول ،مرسلا
مثله
3-معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ مَعاً عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَمّا فَرَضَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ مِنَ الصّلَوَاتِ فَقَالَ خَمسُ صَلَوَاتٍ فِي اللّيلِ وَ النّهَارِ قُلتُ هَل سَمّاهُنّ اللّهُ تَعَالَي وَ بَيّنَهُنّ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ نَعَم قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِأَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِ وَ دُلُوكُهَا زَوَالُهَا فَفِيمَا بَينَ دُلُوكِ
صفحه : 283
الشّمسِ إِلَي غَسَقِ اللّيلِ أَربَعُ صَلَوَاتٍ سَمّاهُنّ وَ بَيّنَهُنّ وَ وَقّتَهُنّ وَ غَسَقُ اللّيلِ انتِصَافُهُ ثُمّ قَالَوَ قُرآنَ الفَجرِ إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداًفَهَذِهِ الخَامِسَةُ وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي ذَلِكَأَقِمِ الصّلاةَ طرَفَيَِ النّهارِ وَ طَرَفَاهُ صَلَاةُ المَغرِبِ وَ الغَدَاةِوَ زُلَفاً مِنَ اللّيلِفهَيَِ صَلَاةُ العِشَاءِ الآخِرَةِ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّحافِظُوا عَلَي الصّلَواتِ وَ الصّلاةِ الوُسطي وَ هيَِ صَلَاةُ الظّهرِ وَ هيَِ أَوّلُ صَلَاةٍ صَلّاهَا رَسُولُ اللّهِص وَ هيَِ وَسَطُ صَلَاتَينِ بِالنّهَارِ صَلَاةِ الغَدَاةِ وَ صَلَاةِ العَصرِوَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ فِي صَلَاةِ الوُسطَي
دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَنهُ ع مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ وَ الصّلَاةُ الوُسطَي وَ هيَِ صَلَاةُ الجُمُعَةِ وَ الظّهرِ فِي سَائِرِ الأَيّامِ
العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ وَ ابنِ أَبِي نَجرَانَ مَعاً عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ قَالَسُئِلَ أَبُو جَعفَرٍ ع عَمّا فَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ الصّلَاةِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ مِثلَ مَا مَرّ إِلَي قَولِهِ وَ هيَِ وَسَطُ صَلَاتَينِ بِالنّهَارِ صَلَاةِ الغَدَاةِ وَ صَلَاةِ العَصرِ وَ قَالَ فِي بَعضِ القِرَاءَةِ حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ وَ الصّلَاةِ الوُسطَي وَ صَلَاةِ العَصرِ وَ قُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ فِي صَلَاةِ العَصرِ قَالَ وَ أُنزِلَت هَذِهِ الآيَةُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ رَسُولُ اللّهِص فِي سَفَرٍ فَقَنَتَ فِيهَا فَتَرَكَهَا عَلَي حَالِهَا وَ أَضَافَ لِلمُقِيمِ رَكعَتَينِ وَ إِنّمَا وُضِعَتِ الرّكعَتَانِ اللّتَانِ أَضَافَهُمَا رَسُولُ اللّهِص يَومَ الجُمُعَةِ لِمَكَانِ الخُطبَتَينِ
صفحه : 284
فَمَن صَلّاهَا وَحدَهُ فَليُصَلّهَا أَربَعاً كَصَلَاةِ الظّهرِ فِي سَائِرِ الأَيّامِ قَالَ وَ وَقتُ العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ فِي وَقتِ الظّهرِ فِي سَائِرِ الأَيّامِ
تبيين قوله من الصلاة قال الشيخ البهائي قدس سره لعل تعريف الصلاة للعهد الخارجي والمراد الصلاة التي يلزم الإتيان بها في كل يوم وليلة أوالسؤال عما فرض الله سبحانه في الكتاب العزيز دون ماثبت بالسنة و علي الوجهين لاإشكال في الحصر في الخمس كمايستفاد من سوق الكلام بخروج صلاة الآيات والأموات والطواف مثلا. فإن قلت في الحمل علي الوجه الأول يشكل صلاة الجمعة فإنه مما لايلزم الإتيان به كل يوم و مايلزم الآيتان به كذلك أقل من خمس والحمل علي الوجه الثاني أيضا مشكل فإن الجمعة والعيد مما فرضه الله سبحانه في الكتاب قال جل وعلاإِذا نوُديَِ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِالآية قال فَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر و قد قال جماعة من المفسرين أن المراد صلاة العيد بقرينة قوله تعالي وَ انحَر أي انحر الهدي وروي أنه كان ينحر ثم يصلي فأمر أن يصلي ثم ينحر. قلت الجمعة مندرجة تحت الظهر ومنخرطة في سلكها فالإتيان بالظهر في قوة الإتيان بالجمعة وتفسير الصلاة في الآية الثانية بصلاة العيد والنحر بنحر الهدي و إن قال به جماعة من المفسرين إلا أن المروي عن أئمتنا أن المراد رفع اليدين إلي النحر حال التكبير في الصلاة انتهي . قوله ع سماهن قيل المراد بالتسمية المعني اللغوي وقيل
صفحه : 285
المراد بها وبالتبيين الإجماليان وقيل علي لسان النبي ص أوبفعله ووقتهن إذ يعلم من الآية أن هذاالوقت وقت لمجموع هذه الصلوات الأربع و ليس بين الأوقات فصل كما قال به بعضهم . قوله ع في ذلك أي في بيان الصلوات قوله و قال في بعض القراءة الظاهر أنه كلام الإمام ع ويحتمل أن يكون من كلام الراوي بقرينة أن الصدوق أسقطه في معاني الأخبار ثم إن النسخ مختلفة هاهنا ففي التهذيب وصلاة العصر كما في العلل و في الفقيه والكافي بدون الواو و قدقرئ في الشواذ بهما قال في الكشاف في قراءة ابن عباس وعائشة مع الواو و في قراءة حفصة بدونها فمع الواو أورده ع تأييدا وبدونها تبهيما للتقية أو هو من الراوي كماأومأنا إليه . قوله في صلاة العصر أقول في الكافي والفقيه والتهذيب وغيرها في صلاة الوسطي فالظاهر أنه كلام الإمام ع ذكره تفسيرا للآية و قدتمت القراءة عند قوله وصلاة العصر و علي ما في العلل يحتمل أن يكون تتمة للقراءة أوتفسيرا بناء علي هذه القراءة والظاهر أنه من تصحيف النساخ و ما في الكتب المشهورة أصح وأصوب ويدل علي وجوب القنوت أوتأكده في صلاة الجمعة ولذا كرر فيه القنوت وتركها علي حالها أي لم يضف إليها ركعتين أخريين كماأضاف للمقيم في الظهر والعصر والعشاء و في الكافي وغيره في السفر والحضر. و قال السيد الداماد قدس سره فالفرائض اليومية الحضرية يوم الجمعة خمس عشرة ركعة و في سائر الأيام سبع عشرة ركعة وهي في
صفحه : 286
السفر إحدي عشرة ركعة فهي من حيث صلاة الجمعة متوسطة بحسب العدد بين السفرية والحضرية في غير يوم الجمعة فهذا وجه ثالث ليكون صلاة الجمعة هي الصلاة الوسطي و قوله ع وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ في صلاة الوسطي أيضا يؤكد هذاالقول لمزيد اختصاص الجمعة بالقنوت لأن فيهاقنوتين فليتعرف انتهي . وإنما وضعت الركعتان أي وضع الله الركعتين ورفعهما عن المقيم ألذي يصلي جماعة لأجل الخطبتين فإنهما مكان الركعتين ويحتمل أن يكون المراد إنما قررت الركعتان المزيدتان للمقيم ألذي يصلي منفردا عوضا عن الخطبتين . و قال الشيخ البهائي قدس الله روحه المراد بالمقيم في قوله ع وأضاف للمقيم مايشمل من كان مقيما في غير يوم الجمعة و من كان مقيما فيه غيرمكلف بصلاة الجمعة والمراد بالمقيم المذكور ثانيا أماالأول علي أن يكون لامه للعهد الذكري فالجار متعلق بقوله أضافهما و أما من فرضه الجمعة فالجار متعلق بقوله وضعت أي سقطت لأجله و أماالظرف أعني قوله يوم الجمعة فمتعلق بقوله وضعت علي التقديرين انتهي .أقول في الكافي وغيرها وتركها علي حالها في السفر والحضر وأضاف للمقيم ركعتين وإنما وضعت الركعتان اللتان أضافهما النبي ص يوم الجمعة للمقيم و لو كان هذامراده بأضافهما لكان في غاية البعد والركاكة ويدل الخبر علي أن وقت صلاة الجمعة وقت النافلة سائر الأيام وسيأتي القول فيه وتفسير سائر الآيات في الأبواب الآتية
4-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَرَأَ حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ وَ الصّلَاةِ الوُسطَي وَ صَلَاةِ العَصرِ وَ قُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ قَالَ إِقبَالُ الرّجُلِ عَلَي صَلَاتِهِ وَ مُحَافَظَتُهُ حَتّي لَا يُلهِيَهُ وَ
صفحه : 287
لَا يَشغَلَهُ عَنهَا شَيءٌ
5- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقِ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ المَعرُوفِ بِابنِ مَقبَرَةَ القزَويِنيِّ مَعاً عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي خَلَفٍ عَن سَعدِ بنِ دَاوُدَ عَن مَالِكِ بنِ أَنَسٍ عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ عَنِ القَعقَاعِ بنِ حُكَيمٍ عَن أَبِي يُونُسَ مَولَي عَائِشَةَ زَوجَةِ النّبِيّص قَالَ أمَرَتَنيِ عَائِشَةُ أَن أَكتُبَ لَهَا مُصحَفاً وَ قَالَت إِذَا بَلَغتَ هَذِهِ الآيَةَ فَاكتُب حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ وَ الصّلَاةِ الوُسطَي وَ صَلَاةِ العَصرِ وَ قُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ ثُمّ قَالَت عَائِشَةُ سَمِعتُهَا وَ اللّهِ مِن رَسُولِ اللّهِص
6- وَ مِنهُ بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الصّبّاحِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَاصِمٍ عَنِ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ عَن هِشَامِ بنِ سَعدٍ عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ عَن أَبِي يُونُسَ قَالَ كَتَبتُ لِعَائِشَةَ مُصحَفاً فَقَالَت إِذَا مَرَرتَ بِآيَةِ الصّلَاةِ فَلَا تَكتُبهَا حَتّي أُملِئَهَا عَلَيكَ فَلَمّا مَرَرتُ بِهَا أَملَتهَا عَلَيّ حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ وَ الصّلَاةِ الوُسطَي وَ صَلَاةِ العَصرِ
7- وَ مِنهُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن سَعدِ بنِ دَاوُدَ عَن أَبِي زَهرٍ عَن مَالِكِ بنِ أَنَسٍ عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ عَن عَمرِو بنِ نَافِعٍ قَالَ كُنتُ أَكتُبُ مُصحَفاً لِحَفصَةَ زَوجَةِ النّبِيّص فَقَالَت إِذَا بَلَغتَ هَذِهِ الآيَةَ فَاكتُب حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ وَ الصّلَاةِ الوُسطَي وَ صَلَاةِ العَصرِ
قال الصدوق ره هذه الأخبار حجة لنا علي المخالفين وصلاة الوسطي صلاة الظهر
8- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ صَلَاةُ الوُسطَي صَلَاةُ الظّهرِ وَ هيَِ أَوّلُ صَلَاةٍ أَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِص
صفحه : 288
أقول قدسبق في باب علل الصلاة خبر نفر من اليهود سألوا النبي ص و فيه مايدل علي أن الصلاة الوسطي صلاة العصر
9- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَائِذٍ الأحَمسَيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ اللّهِ إِنّا لَوُلدُهُ وَ مَا نَحنُ بذِوَيِ قَرَابَتِهِ ثُمّ قَالَ لِي يَا عَائِذُ إِذَا لَقِيتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِالصّلَوَاتِ الخَمسِ المَفرُوضَاتِ لَم يَسأَلكَ اللّهُ عَمّا سِوَي ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَصحَابُنَا أَيّ شَيءٍ كَانَت مَسأَلَتُكَ حَتّي أَجَابَكَ بِهَذَا قَالَ مَا بَدَأتُ بِسُؤَالٍ وَ لكَنِيّ رَجُلٌ لَا يمُكنِنُيِ قِيَامُ اللّيلِ وَ كُنتُ خَائِفاً أَن أُؤخَذَ بِذَلِكَ فَأَهلِكَ فاَبتدَأَنَيِ ع بِجَوَابٍ مَا كُنتُ أُرِيدُ أَن أَسأَلَهُ عَنهُ
بيان عما سوي ذلك أي من النوافل أومطلقا تفضلا والأول أظهر كمايشعر به آخر الخبر
10- مَجمَعُ البَيَانِ، عَن عَلِيّ ع قَالَ الصّلَاةُ الوُسطَي صَلَاةُ الجُمُعَةِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الظّهرُ سَائِرَ الأَيّامِ
11- فِقهُ الرّضَا ع ، قَالَ العَالِمُ ع صَلَاةُ الوُسطَي العَصرُ
12- تَفسِيرُ العيَاّشيِّ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ الصّلَاةُ الوُسطَي فَقَالَ حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ وَ الصّلَاةِ الوُسطَي وَ صَلَاةِ العَصرِ وَ قُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ وَ الوُسطَي هيَِ الظّهرُ وَ كَذَلِكَ كَانَ يَقرَؤُهَا رَسُولُ اللّهِص
13- وَ مِنهُ، عَن زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍأَنّهُمَا سَأَلَا أَبَا جَعفَرٍ ع
صفحه : 289
عَن قَولِ اللّهِحافِظُوا عَلَي الصّلَواتِ وَ الصّلاةِ الوُسطي قَالَ صَلَاةُ الظّهرِ وَ فِيهَا فَرَضَ اللّهُ الجُمُعَةَ
14- وَ مِنهُ، عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الصّلَاةُ الوُسطَي الظّهرُ
15- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ صَلَاةُ الوُسطَي هيَِ الوُسطَي مِن صَلَاةِ النّهَارِ وَ هيَِ الظّهرُ وَ إِنّمَا يُحَافِظُ أَصحَابُنَا عَلَي الزّوَالِ مِن أَجلِهَا
16- وَ مِنهُ، عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَقِمِ الصّلاةَ طرَفَيَِ النّهارِ وَ طَرَفَاهُ المَغرِبُ وَ الغَدَاةُوَ زُلَفاً مِنَ اللّيلِهيَِ صَلَاةُ العِشَاءِ الآخِرَةِ
17- فَلَاحُ السّائِلِ، ألّذِي نَعتَقِدُ أَنّهُ أَقرَبُ إِلَي الصّحّةِ وَ الصّوَابِ أَنّ أَوّلَ صَلَاةٍ فُرِضَت عَلَي العِبَادِ صَلَاةُ الظّهرِ وَ أَنّهَا هيَِ الصّلَاةُ الوُسطَي وَ كَانَت رَكعَتَينِ وَ الأَخبَارُ فِي أَنّهَا أَوّلُ صَلَاةٍ فُرِضَت وَ أَنّهَا كَانَت رَكعَتَينِ كَثِيرَةٌ فَلَا حَاجَةَ إِلَي ذِكرِهَا لِظُهُورِهَا عِندَ القُدوَةِ مِنَ المُصطَفَينَ وَ أَمّا أَنّهَا الوُسطَي فإَنِنّيِ رَوَيتُ مِن كِتَابِ عَمرِو بنِ أُذَينَةَ فِي مَا رَوَاهُ عَن زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَا سَمِعنَا أَبَا جَعفَرٍ ع وَ سَأَلَاهُ عَن قَولِ اللّهِحافِظُوا عَلَي الصّلَواتِ وَ الصّلاةِ الوُسطي فَقَالَ هيَِ الصّلَاةُ الظّهرُ وَ فِيهَا فَرَضَ اللّهُ الجُمُعَةَ وَ فِيهَا السّاعَةُ التّيِ لَا يَسأَلُ اللّهَ فِيهَا عَبدٌ مُسلِمٌ خَيراً إِلّا أَعطَاهُ إِيّاهُ
وَ رَوَيتُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَتَبَت امرَأَةُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ مُصحَفاً فَقَالَ الحَسَنُ لِلكَاتِبِ لَمّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ اكتُب حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ وَ الصّلَاةِ الوُسطَي وَ صَلَاةِ العَصرِ وَ قُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ
صفحه : 290
وَ رَوَيتُ مِن كِتَابِ اِبرَاهِيمَ الخَزّازِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ وَ الصّلَاةِ الوُسطَي وَ صَلَاةِ العَصرِ وَ قُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ
وَ رَوَاهُ أَيضاً الحَاكِمُ النيّساَبوُريِّ فِي الجُزءِ الثاّنيِ مِن تَارِيخِ نَيسَابُورَ مِن طَرِيقِهِم فِي تَرجَمَةِ أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ السلّمَيِّ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عُمَرَ قَالَ أَمَرَت حَفصَةُ بِنتُ عُمَرَ أَن يُكتَبَ لَهَا مُصحَفٌ فَقَالَ لِلكَاتِبِ إِذَا أَتَيتَ عَلَي آيَةِ الصّلَاةِ فأَرَنِيِ حَتّي آمُرَكَ أَن تَكتُبَهَا كَمَا سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فَلَمّا آذَنَهَا أَمَرَتهُ أَن يَكتُبَهَا حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ وَ الصّلَاةِ الوُسطَي وَ صَلَاةِ العَصرِ
وروي أبو جعفر محمد بن بابويه في كتاب معاني الأخبار في باب معني الصلاة الوسطي
مثل هذاالحديث عن عائشة وذكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني في الجزء الأول من كتاب جميع المصاحف ستة أحاديث أن ذلك كان في مصحفها وثماني أحاديث أنه كان كذلك في مصحف حفصة وروي حديثين أن ذلك كان كذلك في مصحف أم سلمة.أقول فقد صار تعيين أن الصلاة الوسطي صلاة الظهر مرويا من الطريقين وذكر الشيخ المعظم محمد بن علي الكراجكي في رسالته إلي ولده في فضل صلاة الظهر من يوم الجمعة ما هذالفظه لصلاة الظهر يابني من هذااليوم شرف عظيم وهي أول صلاة فرضت علي سيدنا رسول الله ص وروي أنها الصلاة الوسطي التي ميزها الله تعالي في الأمر بالمحافظة علي الصلوات فقال جل من قائل حافِظُوا عَلَي الصّلَواتِ وَ الصّلاةِ الوُسطي وروي الكراجكي ماقدمناه من حديث زرارة و محمد بن مسلم .
أَقُولُ وَ وَجَدتُ فِي كِتَابٍ مِنَ الأُصُولِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ صَلَاةُ الوُسطَي صَلَاةُ الظّهرِ وَ هيَِ أَوّلُ صَلَاةٍ أَنزَلَهَا اللّهُ عَلَي نَبِيّهِص
وَ رَأَيتُ فِي كِتَابِ تَفسِيرِ القُرآنِ عَنِ الصّادِقَينِ ع مِن نُسخَةٍ عَتِيقَةٍ مَلِيحَةٍ عِندَنَا
صفحه : 291
الآنَ أَربَعَةَ أَحَادِيثَ بِعِدّةِ طُرُقٍ عَنِ البَاقِرِ وَ الصّادِقِ ع أَنّ الصّلَاةَ الوُسطَي صَلَاةُ الظّهرِ وَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ قَرَأَ حَافِظُوا عَلَي الصّلَوَاتِ وَ الصّلَاةِ الوُسطَي وَ صَلَاةِ العَصرِ
و فيه حديثان آخران بعدذكر أحاديث . قلت أنا وذهب أبو جعفر محمد بن بابويه في كتاب معاني الأخبار إلي أن الصلاة الوسطي صلاة الظهر وأورد في ذلك أخبارا من طريقين
وَ روُيَِ أَيضاً فِي كِتَابِ مَدِينَةِ العِلمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ الصّلَاةَ الوُسطَي صَلَاةُ الظّهرِ وَ هيَِ أَوّلُ صَلَاةٍ فَرَضَهَا اللّهُ عَلَي نَبِيّهِص
أقول لعل المراد بالوسطي أي العظمي كما قال تعالي وَ كَذلِكَ جَعَلناكُم أُمّةً وَسَطاً ويمكن أن يكون لأنها بين الصلاتين في نهار واحد وأنها عندوسط النهار. و قدتعجبت كيف خفي تعظيم صلاة الظهر وأنها هي الصلاة الوسطي مع الاتفاق علي أنها أول صلاة فرضت و أن الجمعة المفروضة تقع فيها و أن الساعة المتضمنة بالإجابة فيها وأنها وقت فتح أبواب السماء وأنها وقت صلاة الأوابين مع الرواية بأن صلاة العصر معطوفة عليها غيرها
18- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُوصِيكَ يَا عَلِيّ فِي نَفسِكَ بِخِصَالٍ فَاحفَظهَا إِلَي أَن قَالَ وَ السّادِسَةُ الأَخذُ بسِنُتّيِ فِي صلَاَتيِ وَ صوَميِ وَ صدَقَتَيِ فَأَمّا الصّلَاةُ فَالخَمسُونَ رَكعَةً فِي اللّيلِ وَ النّهَارِ إِلَي أَن قَالَ وَ عَلَيكَ بِصَلَاةِ اللّيلِ يُكَرّرُهَا أَربَعاً وَ عَلَيكَ بِصَلَاةِ الزّوَالِ وَ عَلَيكَ بِرَفعِ يَدَيكَ إِلَي رَبّكَ وَ كَثرَةِ تَقَلّبِهَا الحَدِيثَ
19- كِتَابُ صِفَاتِ الشّيعَةِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَن عَمّهِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ النوّفلَيِّ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن
صفحه : 292
أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع شِيعَتُنَا أَهلُ الوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ وَ أَهلُ الوَفَاءِ وَ الأَمَانَةِ وَ أَهلُ الزّهدِ وَ العِبَادَةِ وَ أَصحَابُ الإِحدَي وَ خَمسِينَ رَكعَةً فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ القَائِمُونَ بِاللّيلِ الصّائِمُونَ بِالنّهَارِ يُزَكّونَ أَموَالَهُم وَ يَحُجّونَ البَيتَ وَ يَجتَنِبُونَ كُلّ مُحَرّمٍ
20- مَجمَعُ البَيَانِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ الّذِينَ هُم عَلي صَلاتِهِم يُحافِظُونَ قَالَ أُولَئِكَ أَصحَابُ الخَمسِينَ صَلَاةً مِن شِيعَتِنَا
بيان أطلقت الصلاة علي الركعة مجازا
21- المِصبَاحُ لِلشّيخِ، عَن أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العسَكرَيِّ ع قَالَ عَلَامَاتُ المُؤمِنِ خَمسٌ وَ عَدّ مِنهَا صَلَاةَ الإِحدَي وَ خَمسِينَ
22- إِختِيَارُ الرّجَالِ للِكشَيّّ، عَن مُحَمّدِ بنِ قُولَوَيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ الزّيّاتِ عَن يَحيَي بنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَن أَفضَلِ مَا يَتَقَرّبُ بِهِ العَبدُ إِلَي اللّهِ مِن صَلَاتِهِ فَقَالَ سِتّ وَ أَربَعُونَ رَكعَةً فَرَائِضُهُ وَ نَوَافِلُهُ فَقُلتُ هَذِهِ رِوَايَةُ زُرَارَةَ فَقَالَ أَ تَرَي أَحَداً كَانَ أَصدَعَ بِحَقّ مِن زُرَارَةَ
صفحه : 293
بيان أصدع بحق أي أنطق به وأشد إظهارا له قال الجوهري يقال صدعت بالحق إذاتكلمت به جهارا
23- الإِختِيَارُ، عَن حَمدَوَيهِ بنِ نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ وَ عَن مُحَمّدِ بنِ قُولَوَيهِ وَ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ البُندَارِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن هَارُونَ بنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ وَ ابنَيهِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ وَ عَلَيكَ بِالصّلَاةِ السّتّةِ وَ الأَربَعِينَ وَ عَلَيكَ بِالحَجّ أَن تُهِلّ بِالإِفرَادِ وَ تنَويَِ الفَسخَ إِذَا قَدِمتَ مَكّةَ ثُمّ قَالَ وَ ألّذِي أَتَاكَ بِهِ أَبُو بَصِيرٍ مِن صَلَاةِ إِحدَي وَ خَمسِينَ وَ الإِهلَالِ بِالتّمَتّعِ بِالعُمرَةِ إِلَي الحَجّ وَ مَا أَمَرنَاهُ بِهِ مِن أَن يُهِلّ بِالتّمَتّعِ فَلِذَلِكَ عِندَنَا مَعَانٍ وَ تَصَارِيفُ لِذَلِكَ مَا يَسَعُنَا وَ يَسَعُكُم وَ لَا يُخَالِفُ شَيءٌ مِنهُ الحَقّ وَ لَا يُضَادّهُ
24-مَجَالِسُ الشّيخِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ الغضَاَئرِيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المُكَتّبِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ
صفحه : 294
بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِنّمَا فَرَضَ عَلَي النّاسِ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً مَن أَتَي بِهَا لَم يَسأَلهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَمّا سِوَاهَا وَ إِنّمَا أَضَافَ رَسُولُ اللّهِص إِلَيهَا مِثلَيهَا لِيَتِمّ بِالنّوَافِلِ مَا يَقَعُ فِيهَا مِنَ النّقصَانِ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يُعَذّبُ عَلَي كَثرَةِ الصّلَاةِ وَ الصّومِ وَ لَكِنّهُ يُعَذّبُ عَلَي خِلَافِ السّنّةِ
بيان علي خلاف السنة أي تبديلها بأن يزيد عليها أوينقص منها معتقدا أن العمل بهذه الكيفية و هذاالعدد في تلك الأوقات مطلوبة بخصوصه كصلاة الضحي وأمثالها من البدع و إلافالصلاة خير موضوع و في التهذيب في رواية أخري ولكن يعذب علي ترك السنة والمراد به أيضا ماذكرنا و ماقيل إن المراد ترك جميع السنن فهو بعيد ومستلزم للقول بوجوب كل سنة بالوجوب التخييري وتخصيص التخيير بما إذا كان بين أشياء محصورة أوالقول بأنه إنما يعاقب لمايستلزمه من الاستخفاف والاستهانة بها فلايخلو كل منهما من تكلف كما لايخفي
25- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَن أَحمَدَ بنِ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الأَصَمّ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن مَعمَرِ بنِ يَحيَي أَنّهُ سَمِعَ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا يَسأَلُ اللّهُ عَبداً عَن صَلَاةٍ بَعدَ الفَرِيضَةِ وَ لَا عَن صَدَقَةٍ بَعدَ الزّكَاةِ وَ لَا عَن صَومٍ بَعدَ شَهرِ رَمَضَانَ
تحقيق وتفصيل اعلم أن الروايات مختلفة في أعداد الصلوات اختلافا كثيرا فمنها أربع
صفحه : 295
وثلاثون بعدركعتي الوتيرة ركعة و هذامما لاخلاف بين الأصحاب كماذكره الأكثر ونقل الشيخ عليه الإجماع و في بعض الأخبار أنها تسع وعشرون بإسقاط الوتيرة وأربع ركعات من نافلة العصر وهي رواية زرارة و في بعضها أنها سبع وعشرون بإسقاط الركعتين من نافلة المغرب أيضا والوجه في الجمع بين تلك الروايات أن يحمل ماتضمن الأقل علي شدة الاستحباب والأمر بالأقل لايوجب نفي استحباب الأكثر و ماورد في بعض أخبار الأقل أن هذاجميع ماجرت به السنة لعله محمول علي السنة الأكيدة. و قال الشيخ في التهذيب يجوز أن يكون قدسوغ لزرارة الاقتصار علي هذه الصلوات لعذر كان في زرارة و لابأس به و ماذكرناه أولي . ثم المشهور بين الأصحاب أن نافلة الظهر ثمان ركعات قبلها وكذا نافلة العصر ونقل القطب الراوندي عن بعض أصحابنا أنه جعل الست عشرة للظهر و قال الشيخ البهائي والظاهر أن مراده بالظهر وقته لاصلاته كمايلوح من رِوَايَةِ حَنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ كَانَ النّبِيّص يصُلَيّ ثَمَانَ رَكَعَاتِ الزّوَالَ وَ أَربَعاً الأُولَي وَ ثمَاَنيَِ بَعدَهَا الخَبَرَ
فإنه بظاهره يعطي أن هذه النافلة للزوال لالصلاة الظهر ونقل عن ابن الجنيد أنه قال يصلي قبل الظهر ثمان ركعات وثمان ركعات بعدها منها ركعتان نافلة العصر لرواية سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال صلاة النافلة ثمان ركعات حين تزول الشمس قبل الظهر وست ركعات بعدالظهر وركعتان قبل العصر.
صفحه : 296
و قال في الذكري ومعظم الأخبار والمصنفات خالية من التعيين للعصر وغيرها والحق أنه لاصراحة في شيء من الروايات بالتعيين بل ظاهرها ذلك و في رواية البزنطي أنه يصلي أربعا بعدالظهر وأربعا قبل العصر و في رواية أبي بصير و بعدالظهر ركعتان وقبل العصر ركعتان و بعدالمغرب ركعتان وقبل العتمة ركعتان فالأولي الاقتصار في النية علي امتثال ماندب إليه في هذاالوقت من غيرإضافة إلي صلاة. و قديقال تظهر فائدة الخلاف في اعتبار إيقاع الست قبل القدمين أوالمثل إن جعلناها للظهر وفيما إذانذر نافلة العصر قيل ويمكن المناقشة في الموضعين أماالأول فبأن مقتضي النصوص اعتبار إيقاع الثمان التي قبل الظهر قبل القدمين أوالمثل والثمان التي بعدها قبل الأربعة أوالمثلين سواء جعلنا الست منها للظهر أوالعصر و أماالثاني فلأن النذر يتبع قصد الناذر فإن قصد الثماني أوالركعتين وجب و إن قصد ماوظفه الشارع للعصر أمكن التوقف في صحة النذر لعدم ثبوت الاختصاص .فائدة قال الصدوق ره أفضل هذه الرواتب ركعتا الفجر ثم ركعة الوتر ثم ركعتا الزوال ثم نافلة المغرب ثم تمام صلاة الليل ثم تمام نوافل النهار و قال ابن أبي عقيل لماعد النوافل وثماني عشرة ركعة بالليل منها نافلة المغرب والعشاء ثم قال بعضها أوكدها الصلوات التي تكون بالليل لارخصة في تركها في سفر و لاحضر كذا نقل عنه و في الخلاف ركعتا الفجر أفضل من الوتر بإجماعنا. و قال في المعتبر ركعتا الفجر أفضل من الوتر ثم نافلة المغرب ثم صلاة الليل وذكر روايات تدل علي فضل تلك الصلوات و قال في الذكري بعدنقلها ونعم ما قال هذه التمسكات غايتها الفضيلة أماالأفضلية فلادلالة فيها
صفحه : 297
عليها انتهي نعم يمكن أن يقال الترغيب في صلاة الليل أكثر من غيرها لكن ينبغي للمتدين المتبع لسنة نبيه ص أن لايترك شيئا منها إلالعذر مبين و الله الموفق والمعين
26- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ فَرَضَ اللّهُ الصّلَاةَ فَفَرَضَهَا خَمسِينَ صَلَاةً فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ ثُمّ رَحِمَ اللّهُ خَلقَهُ وَ لَطَفَ بِهِم فَرَدّهَا إِلَي خَمسِ صَلَوَاتٍ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ لَمّا أَسرَي بِنَبِيّهِ مُحَمّدٍص مَرّ عَلَي النّبِيّينَ فَلَم يَسأَلهُ أَحَدٌ حَتّي انتَهَي إِلَي مُوسَي ع فَسَأَلَهُ فَأَخبَرَهُ فَقَالَ لَهُ ارجِع إِلَي رَبّكَ فَاطلُب إِلَيهِ أَن يُخَفّفَ عَن أُمّتِكَ فإَنِيّ لَم أَزَل أَعرِفُ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ الطّاعَةَ حَتّي نَزَلَتِ الفَرَائِضُ فَأَنكَرتُهُم فَرَجَعَ النّبِيّص فَسَأَلَ رَبّهُ فَحَطّ عَنهُ خَمسَ صَلَوَاتٍ فَلَمّا انتَهَي إِلَي مُوسَي أَخبَرَهُ فَقَالَ ارجِع فَرَجَعَ فَحَطّ عَنهُ خَمساً فَلَم يَزَل يَرُدّهُ مُوسَي وَ يَحُطّ عَنهُ خَمساً بَعدَ خَمسٍ حَتّي انتَهَي إِلَي خَمسٍ فَاستَحيَا رَسُولُ اللّهِص أَن يُعَاوِدَ رَبّهُ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع جَزَي اللّهُ مُوسَي عَن هَذِهِ الأُمّةِ خَيراً
وَ عَنهُ ع أَنّهُ ذَكَرَ الفَرِيضَةَ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ ثُمّ قَالَ وَ السّنّةُ ضِعفَا ذَلِكَ جُعِلَت وَفَاءً لِلفَرِيضَةِ مَا نَقَصَ العَبدُ أَو غَفَلَ أَو سَهَا عَنهُ مِنَ الفَرِيضَةِ أَتَمّهَا بِالسّنّةِ
وَ عَنهُ ع إِنّ سَائِلًا سَأَلَهُ عَن صَلَاةِ السّنّةِ فَقَالَ لِلسّائِلِ لَعَلّكَ تَزعُمُ أَنّهَا فَرِيضَةٌ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا أَقُولُ فِيهَا إِلّا بِقَولِكَ فَقَالَ هَذِهِ صَلَاةٌ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَأخُذُ نَفسَهُ بِقَضَاءِ مَا فَاتَ مِنهَا فِي لَيلٍ أَو نَهَارٍ وَ هيَِ مِثلَا الفَرِيضَةِ
وَ عَنهُ ع أَنّهُ بَلَغَهُ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِّ أَنّهُ رَوَي عَنهُ أَنّ السّنّةَ مِنَ الصّلَاةِ مَفرُوضَةٌ فَأَنكَرَ ذَلِكَ وَ قَالَ أَينَ ذَهَبَ لَيسَ هَكَذَا حَدّثتُهُ إِنّمَا قُلتُ
صفحه : 298
إِنّهُ مَن صَلّي فَأَقبَلَ عَلَي صَلَاتِهِ وَ لَم يُحَدّث نَفسَهُ فَمَا أَقبَلَ عَلَيهَا أَقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ فَرُبّمَا رُفِعَ مِنَ الصّلَاةِ رُبُعُهَا وَ نِصفُهَا وَ خُمُسُهَا وَ ثُلُثُهَا وَ إِنّمَا أُمِرَ بِالسّنّةِ لِيَكمُلَ بِهَا مَا ذَهَبَ مِنَ المَكتُوبَةِ
وَ عَنهُ ع قَالَ مَا أُحِبّ أَن أَقصُرَ عَن تَمَامِ إِحدَي وَ خَمسِينَ رَكعَةً فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ قِيلَ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ قَبلَ صَلَاةِ الظّهرِ وَ هيَِ صَلَاةُ الزّوَالِ وَ صَلَاةُ الأَوّابِينَ حِينَ تَزُولُ الشّمسُ قَبلَ الفَرِيضَةِ وَ أَربَعٌ بَعدَ الفَرِيضَةِ وَ أَربَعٌ قَبلَ صَلَاةِ العَصرِ ثُمّ صَلَاةُ الفَرِيضَةِ وَ لَا صَلَاةَ بَعدَ ذَلِكَ حَتّي تَغرُبَ الشّمسُ وَ يَبدَأُ فِي صَلَاةِ المَغرِبِ بِالفَرِيضَةِ ثُمّ يصُلَيّ بَعدَهَا صَلَاةَ السّنّةِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ وَ بَعدَ العِشَاءِ رَكعَتَانِ مِن جُلُوسٍ تُعَدّانِ بِرَكعَةٍ لِأَنّ صَلَاةَ الجَالِسِ لِغَيرِ عِلّةٍ عَلَي النّصفِ مِن صَلَاةِ القَائِمِ ثُمّ صَلَاةُ اللّيلِ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ وَ الوَترُ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ رَكعَتَا الفَجرِ قَبلَ صَلَاةِ الفَجرِ فَلِذَلِكَ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ رَكعَةً مِثلَا الفَرِيضَةِ وَ الفَرِيضَةُ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً فَصَارَ الجَمِيعُ إِحدَي وَ خَمسِينَ رَكعَةً فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ
27- مَجَالِسُ الشّيخِ، فِي وَصِيّةِ النّبِيّص إِلَي أَبِي ذَرّ بِسَنَدِهِ المُتَقَدّمِ فِي بَابِ فَضلِ الصّلَاةِ يَا أَبَا ذَرّ أَيّمَا رَجُلٍ تَطَوّعَ فِي يَومٍ باِثنتَيَ عَشرَةَ رَكعَةً سِوَي المَكتُوبَةِ كَانَ لَهُ حَقّاً وَاجِباً بَيتٌ فِي الجَنّةِ
بيان يحتمل أن يكون المراد بعض النوافل اليومية أوغيرها من التطوعات
28- كِتَابُ العِلَلِ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ ألّذِي انتَهَي إِلَينَا
صفحه : 299
مِن عِلمِ عُلَمَائِنَا الّذِينَ فَرَضَ اللّهُ طَاعَتَهُم وَ أَوجَبَ وَلَايَتَهُم وَ مِن وُجُوهِ الصّلَاةِ سَبعَةَ عَشَرَ وَجهاً فَأَوّلُ وَجهِ الصّلَاةِ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَإِذا قَضَيتُمُ الصّلاةَيعَنيِ إِذَا وَجَبَتِ الصّلَاةُفَاذكُرُوا اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِكُم فَقَالَ الصّادِقُ ع الصّحِيحُ يصُلَيّ قَائِماً بِرُكُوعٍ وَ سُجُودٍ تَامّ فَهَذَا أَوّلُ وَجهِ الصّلَاةِ وَ الوَجهُ الثاّنيِ قَولُهُوَ قُعُوداً قَالَ وَ هُوَ المَرِيضُ يصُلَيّ جَالِساً وَ الوَجهُ الثّالِثُوَ عَلي جُنُوبِكُم وَ هُوَ ألّذِي لَا يَقدِرُ أَن يصُلَيَّ جَالِساً يصُلَيّ مُضطَجِعاً بِالإِيمَاءِ فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ أَوجُهٍ وَ صَلَاةُ الخَوفِ عَلَي ثَلَاثَةِ أَوجُهٍ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ وَ ليَأخُذُوا أَسلِحَتَهُم فَقَالَ الصّادِقُ ع يَقُومُ الإِمَامُ بِطَائِفَةٍ مِن قَومِهِ وَ طَائِفَةٌ بِإِزَاءِ العَدُوّ فيَصُلَيّ بِالطّائِفَةِ التّيِ مَعَهُ رَكعَةً وَ يَقُومُ فِي الثّانِيَةِ فَيَقُومُونَ مَعَهُ وَ يُصَلّونَ لِأَنفُسِهِمُ الرّكعَةَ الثّانِيَةَ وَ الإِمَامُ قَائِمٌ وَ يَجلِسُونَ وَ يَتَشَهّدُونَ وَ يُسَلّمُ بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ ثُمّ يَنصَرِفُونَ فَيَقُومُونَ مَقَامَ أَصحَابِهِم وَ تجَيِءُ الطّائِفَةُ الّذِينَ لَم يُصَلّوا فَيَقُومُونَ خَلفَ الإِمَامِ فيَصُلَيّ بِهِمُ الإِمَامُ الرّكعَةَ الثّانِيَةَ لَهُ وَ هيَِ لَهُمُ الأُولَي وَ يَقعُدُ وَ يَقُومُونَهُم فَيُصَلّونَ لِأَنفُسِهِمُ الرّكعَةَ الثّانِيَةَ وَ يُسَلّمُ الإِمَامُ عَلَيهِم وَ الوَجهُ الثاّنيِ مِن صَلَاةِ الخَوفِ هُوَ ألّذِي يَخَافُ اللّصُوصَ وَ السّبَاعَ وَ هُوَ فِي السّفَرِ فَإِنّهُ يَتَوَجّهُ إِلَي القِبلَةِ وَ يَستَفتِحُ الصّلَاةَ وَ يَمُرّ فِي وَجهِهِ ألّذِي هُوَ فِيهِ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ القِرَاءَةِ وَ أَرَادَ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ وَلّي وَجهَهُ إِلَي القِبلَةِ إِن قَدَرَ عَلَيهِ إِذَا كَانَ رَاجِلًا وَ إِن لَم يَقدِر رَكَعَ وَ سَجَدَ حَيثُمَا تَوَجّهَ وَ إِن كَانَ رَاكِباً يوُميِ إِيمَاءً بِرَأسِهِ وَ صَلَاةُ المُجَادَلَةِ وَ هيَِ المُضَارَبَةُ فِي الحَربِ إِذَا لَم يَقدِر أَن يَنزِلَ وَ يصُلَيَّ كَبّرَ
صفحه : 300
لِكُلّ رَكعَةٍ تَكبِيرَةً حَيثُمَا تَوَجّهَ فَهَذِهِ وُجُوهُ صَلَاةِ الخَوفِ وَ صَلَاةُ الحَيرَةِ عَلَي ثَلَاثَةِ أَوجُهٍ فَوَجهٌ مِنهَا هُوَ الرّجُلُ يَكُونُ فِي مَفَازَةٍ وَ لَا يَعرِفُ القِبلَةَ يصُلَيّ إِلَي أَربَعِ جَوَانِبَ وَ الوَجهُ الثاّنيِ مَن فَاتَتهُ صَلَاةٌ وَ لَم يَعلَم أَيّ صَلَاةٍ هيَِ فَإِنّهُ يَجِبُ أَن يصُلَيَّ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ وَ أَربَعَ رَكَعَاتٍ وَ رَكعَتَينِ فَإِن كَانَتِ التّيِ فَاتَتهُ العِشَاءَ فَقَد قَضَاهَا وَ إِن كَانَتِ الظّهرَ فَقَد قَضَاهَا وَ إِن كَانَتِ العَصرَ فَقَد قَضَاهَا وَ إِن كَانَتِ الفَجرَ فَقَد قَضَاهَا وَ كَذَا المَغرِبُ وَ مَن كَانَ عَلَيهِ ثَوبَانِ فَأَصَابَ أَحَدَهُمَا بَولٌ أَو قَذَرٌ أَو جَنَابَةٌ وَ لَم يَدرِ أَيّ الثّوبَينِ أَصَابَ القَذَرُ فَإِنّهُ يصُلَيّ فِي هَذَا وَ هَذَا فَإِذَا وَجَدَ المَاءَ غَسَلَهُمَا جَمِيعاً وَ صَلَاةُ الكُسُوفِ عَشرُ رَكَعَاتٍ بِأَربَعِ سَجَدَاتٍ وَ صَلَاةُ العِيدَينِ رَكعَتَانِ وَ صَلَاةُ الِاستِسقَاءِ وَ صَلَاةُ مَن يَخُوضُ المَاءَ وَ تَحضُرُهُ الصّلَاةُ وَ لَا يَقدِرُ أَن يَخرُجَ مِنَ المَاءِ يوُميِ إِيمَاءً وَ صَلَاةُ العُريَانِ يَقعُدُ مُنقَبِضاً وَ يوُميِ بِالرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ إِنّمَا يَكُونُ سُجُودُهُ أَخفَضَ مِن رُكُوعِهِ وَ صَلَاةُ الجَنَائِزِ
بيان لعله عد الكسوفين والعيدين كلا منهما اثنتين و في بعض النسخ تسعة عشر فعد الكسوف أربعا بإضافة الزلزلة والآيات
29-الهِدَايَةُ،الصّلَاةُ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ إِحدَي وَ خَمسُونَ رَكعَةً الفَرِيضَةُ مِنهَا سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً وَ مَا سِوَي ذَلِكَ سُنّةٌ وَ نَافِلَةٌ فَأَمّا الفَرِيضَةُ فَالظّهرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ العَصرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ المَغرِبُ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ العِشَاءُ الآخِرَةُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ الغَدَاةُ رَكعَتَانِ وَ أَمّا السّنّةُ وَ النّافِلَةُ فَأَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ رَكعَةً مِنهَا نَافِلَةُ الظّهرِ سِتّ عَشرَةَ رَكعَةً ثَمَانٌ قَبلَ الظّهرِ وَ ثَمَانٌ بَعدَهَا قَبلَ العَصرِ وَ نَافِلَةُ المَغرِبِ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ بَعدَ العِشَاءِ الآخِرَةِ رَكعَتَانِ مِن جُلُوسٍ تُعَدّانِ بِرَكعَةٍ فَإِن حَدَثَ بِالرّجُلِ حَدَثٌ قَبلَ أَن يَبلُغَ آخِرَ اللّيلِ فيَصُلَيّ الوَترَ يَكُونُ قَد مَضَي عَلَي الوَترِ وَ صَلَاةُ اللّيلِ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ وَ الشّفعُ رَكعَتَانِ وَ الوَترُ رَكعَةٌ وَ رَكعَتَا الفَجرِ فَهَذِهِ أَربَعٌ وَ
صفحه : 301
ثَلَاثُونَ رَكعَةً
30- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع اعلَم يَرحَمُكَ اللّهُ أَنّ الفَرِيضَةَ وَ النّافِلَةَ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ إِحدَي وَ خَمسُونَ رَكعَةً الفَرضُ مِنهَا سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً فَرِيضَةً وَ أَربَعٌ وَ ثَلَاثُونَ رَكعَةً سُنّةً الظّهرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ العَصرُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ المَغرِبُ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ العِشَاءُ الآخِرَةُ أَربَعُ رَكَعَاتٍ وَ الغَدَاةُ رَكعَتَانِ فَهَذِهِ فَرِيضَةُ الحَضَرِ وَ صَلَاةُ السّفَرِ الفَرِيضَةُ إِحدَي عَشرَةَ رَكعَةً الظّهرُ رَكعَتَانِ وَ العَصرُ رَكعَتَانِ وَ المَغرِبُ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ وَ العِشَاءُ الآخِرَةُ رَكعَتَانِ وَ الغَدَاةُ رَكعَتَانِ وَ النّوَافِلُ فِي الحَضَرِ مِثلَا الفَرِيضَةِ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ فَرَضَ عَلَيّ ربَيّ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً فَفَرَضتُ عَلَي نفَسيِ وَ أَهلِ بيَتيِ وَ شيِعتَيِ بِإِزَاءِ كُلّ رَكعَةٍ رَكعَتَينِ لِتَتِمّ بِذَلِكَ الفَرَائِضُ مَا يَلحَقُهُ مِنَ التّقصِيرِ وَ الثّلمِ مِنهَا ثَمَانُ رَكَعَاتٍ قَبلَ زَوَالِ الشّمسِ وَ هيَِ صَلَاةُ الأَوّابِينَ وَ ثَمَانٌ بَعدَ الظّهرِ وَ هيَِ صَلَاةُ الخَاشِعِينَ وَ أَربَعُ رَكَعَاتٍ بَينَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ وَ هيَِ صَلَاةُ الذّاكِرِينَ وَ رَكعَتَانِ بَعدَ العِشَاءِ الآخِرَةِ مِن جُلُوسٍ تُحسَبُ رَكعَةً مِن قِيَامٍ وَ هيَِ صَلَاةُ الشّاكِرِينَ وَ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ صَلَاةُ اللّيلِ وَ هيَِ صَلَاةُ الخَائِفِينَ وَ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ الوَترُ وَ هيَِ صَلَاةُ الرّاغِبِينَ وَ رَكعَتَانِ عِندَ الفَجرِ وَ هيَِ صَلَاةُ الحَامِدِينَ وَ النّوَافِلُ فِي السّفَرِ أَربَعُ رَكَعَاتٍ بَعدَ المَغرِبِ وَ رَكعَتَانِ بَعدَ العِشَاءِ الآخِرَةِ مِن جُلُوسٍ وَ ثَلَاثَ عَشرَةَ رَكعَةً صَلَاةُ اللّيلِ مَعَ ركَعتَيَِ الفَجرِ وَ إِن لَم يَقدِر بِاللّيلِ قَضَاهَا بِالنّهَارِ أَو مِن قَابِلِهِ فِي وَقتِ صَلَاةِ اللّيلِ أَو مِن أَوّلِ اللّيلِ
صفحه : 302
31- كِتَابُ عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي الكاَهلِيِّ، عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ رُبّ سَائِلٍ يَسأَلُ عَن صَلَاةِ رَسُولِ اللّهِص وَ صِيَامِهِ فَأُخبِرُهُ بِهَا فَيَقُولُ إِنّ اللّهَ لَا يُعَذّبُ عَلَي الزّيَادَةِ كَأَنّهُ يَظُنّ أَنّهُ أَفضَلُ مِن رَسُولِ اللّهِص
بيان لعله محمول علي ما إذاوقع الزيادة بقصد كونها من السنة أوليزيد فعله علي فعله ص واستحقارا لعمله
صفحه : 303
1- العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن آدَمَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن زَكَرِيّا بنِ آدَمَ عَنِ الرّضَا ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ الصّلَاةُ لَهَا أَربَعَةُ آلَافِ بَابٍ
2- المَنَاقِبُ،لِابنِ شَهرَآشُوبَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لِلصّلَاةِ أَربَعَةُ آلَافِ حُدُودٍ وَ فِي رِوَايَةٍ أَربَعَةُ آلَافِ بَابٍ
بيان فسر الشهيد رفع الله درجته الأبواب والحدود بواجبات الصلاة ومندوباتها وجعل الواجبات ألفا تقريبا وصنف لها الألفية والمندوبات ثلاثة آلاف وألف لها النفلية. و قال الوالد قدس الله روحه لعل المراد بالأبواب والحدود المسائل المتعلقة بها وهي تبلغ أربعة آلاف بلا تكلف أوأسباب الربط إلي جناب قدسه تعالي فإنه لايخفي علي العارف أنه من حين توجهه إليه تعالي وشروعه في مقدمات الصلاة إلي أن يفرغ منها يفتح له من أبواب المعارف ما لايحصيه إلا الله سبحانه أوالمراد بالحدود المسائل وبالأبواب أبواب الفيض والفضل فإن الصلاة معراج المؤمن انتهي . وربما يقال المراد بالأبواب أبواب السماء التي ترفع منها إليها الصلاة
صفحه : 304
من كل باب أوالأبواب علي التعاقب فكل صلاة تمر علي كل الأبواب أويراد بالأبواب مقدماتها التي تتوقف صحة الصلاة عليها من المعارف الضرورية وغيرها. و قال السيد الداماد قدس سره في حل هذاالخبر و إن هنالك مما أوعي البال ووسع المجال الآن ذكره وجوها عديدة منها أن الباب استعير هاهنا لمايناط به افتتاح صحة الصلاة وكمالها من الوظائف والآداب كما قال في المغرب الأبواب في المزارعة مفاتح الماء جمع باب علي الاستعارة وأصل الحد في اللغة المنع والفصل بين الشيئين والحد أيضا الحاجز بين الموضعين تسمية بالمصدر ومنها حدود الحرم ونهايات الجسم وحدود الشرع أحكامه لأنها فاصلة بين الحلال والحرام والفرض والنفل والمندوب والمكروه ومانعة من التخطي إلي ماوراءها وإذ في ما لامحيد عن مراعاته من أبواب الصلاة وحدودها من المفروضات والمسنونات والمصححات والمتممات مقدمات ومقارنات ومنافيات تبلغ من مراتب العدد أربعة آلاف قدأحصاها شيخنا الشهيد قدس الله تعالي لطيفه في رسالتيه و قال أحصيت ذلك ابتغاء للعدد المذكور في الخبرين تقريبا و إن كان المعدود لم يقع في الخلد تحقيقا. ومنها أن أقل المراتب من المفروض ألف و من المسنون ألف ويتبع الأول ألف حرام والأخير ألف مكروه علي ماذكره غيرواحد من المحققين أن كل واجب ضده العام حرام و كل مندوب ضده العام مكروه فيكمل نصاب العدد. ومنها أن واجبات الصلوات وأحكامها المبحوث عنها في كتب الفقه تبلغ مبلغ النصاب المذكور فضلا عن مستحباتها. ومنها أن مسائل أبواب العبادات من الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفروعها في المدونات من الكتب والرسائل تبلغ ذلك المبلغ وتتجاوزه علي التضاعف وجميع العبادات
صفحه : 305
قدنيط بهاقبول الصلاة كما في الحديث أن تارك الزكاة لاتقبل صلاته و أن النبي ص قدأخرج من المسجد من لم يؤد الزكاة فقد رجع جميع ذلك إلي حدود الصلاة وكانت الغاية القصوي منها جميعا الصلاة كماالغاية القصوي من الصلاة أيضا استتمام المعرفة واستكمال نصاب الاستعداد التام للمعارف الربوبية فمن الذائعات المستبينة المتقررة في مقرها أن السمعيات ألطاف في العقليات والواجبات السمعية مقربة للمكلف من الواجبات العقلية والمندوبات السمعية من المندوبات العقلية. ومنها أن الصلاة في حد أنفسها لها حكم الزكاة الأتم ومنزلة الصوم الأعظم والحج الأبر والجهاد الأكبر والأمر الأخص بالمعروف والنهي الأعم عن المنكر علي ما قداستبان في مظان بيان أسرار الصلاة وروح الصلاة صلاة القلب السليم . و في الخبر عن مولانا الصادق ع أن القلب السليم ألذي يلقي ربه و ليس فيه أحد غيره و عنه ع إن من الصلاة لمايقبل نصفها وثلثها وربعها إلي العشر و إن منها لماتلف كمايلف الثوب الخلق ويضرب بهاوجه صاحبها و إن المقبول منها ما كان القلب فيهامنصرفا عن ملاحظة ماسوي الجناب الحق علي الإطلاق .فإذن حقيقة الصلاة الحقيقية التي هي صلاة القلب وهي روح صلاة الجسد والجهاد الأكبر مع النفس والصوم الحق عما عدا بارئها وقطع منازل درجات العرفان والاستقرار في الدرجة الأخيرة التي هي عزل اللحظ عن لحاظ شيءغيره واستشعار موجود سواه مطلقا حتي لحاظ هذه الدرجة.فالصلاة منزلتها منزلة جملة العبادات وأحكام سائر العبادات راجعة إلي أحكامها ووظائفها إلي وظائفها ولتحقيق ذلك بيان تفصيلي موكول إلي حيزه ومقامه . ومنها أن أبواب الصلاة هي أبواب عروجها وطرق صعود الملائكة الموكلة عليها بها وهي السماوات إلي السماء الرابعة والملائكة السماوية في كل
صفحه : 306
سماء سماء بوابون وموكلون علي الرد والقبول وهم كثيرون لايحصيهم كثرة إلا الله سبحانه كما في التنزيل الكريم وَ ما يَعلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلّا هُوَ وَ عَنِ النّبِيّص أَطّتِ السّمَاءُ وَ حَقّ لَهَا أَن تَئِطّ فَمَا فِيهَا مَوضِعُ قَدَمٍ إِلّا وَ فِيهِ مَلَكٌ رَاكِعٌ أَو سَاجِدٌ
فالتعبير عن ملائكة كل سماء وهم أبواب نقد الصلاة الصاعدة إليهم والتفتيش عنها روم لبيان التكثير لاتعيين للمرتبة العددية بخصوصها. ومنها أن الصلاة يصعد بها إلي سماء سماء إلي السماء السابعة التي هي أقصي أفلاك الكواكب السبعة السيارة ثم منها إلي الكرسي و هوفلك الثوابت ثم مستودعها العرش و هوالفلك الأقصي فالأفلاك الثمانية بملائكتها من العقول والنفوس السمائية أبواب رفع الصلاة وطرق الصعود بها وحدود نقدها وردها وقبولها علي ماتكرر ذكره في الأحاديث عنهم صلوات الله عليهم و لايحيط بطبقات الخلق والأمر علما وخبرا و لايحصيها عددا وقدرا إلابارئها القيوم القيام العليم العلام تعالي شأنه وتعاظم سلطانه وغاية مايسر للبشر من عباده سبيلا إلي معرفته إثبات الملائكة القاهرة والمدبرة هنالك بعدد الكرات السماوية وبعدد الدرجات الفلكية ومحيط كل فلك ثلاثمائة وستون درجة وإنما المرصود من الكواكب سبعة سيارة وألف وتسعة وعشرون من الثوابت والأفلاك الكلية لها بحسب حركاتها المرصودة بادئ النظر السماوات السبع والفلك الثامن ألذي هوالكرسي وتنحل عندتفصيل الحركات وحل ماأعضل من الإشكالات إلي ثمانين كرة تقريبا فإذن يستتم نصاب أربعة آلاف من العدد في إزاء عدد الدرجات وعدد الكرات والكواكب كمايستبين بالحساب فهي بأسرها أبواب الصلاة وحدودها و ذلك أقل ما ليس عن إثباته بد علي ما هوالمنصرح لدي البصيرة النافذة و أما في جانب الكثرة فلاسبيل لنا إلي العلم والمعرفة فهذه سبعة من وجوه التفسير لهذين الحديثين الشريفين فلنقتصر الآن عليها و الله سبحانه أعلم و هوولي العلم والحكمة و به الاعتصام و منه العصمة انتهي .أقول و إن كان قدس سره بلغ الدرجة القصوي في التدقيق عندإبداء
صفحه : 307
تلك الوجوه الكثيرة لكن ماسوي الوجوه التي أشرنا إليها أولا بعضها في غاية البعد عن الأذهان المستقيمة وبعضها مخالفة للأصول المبينة في الملة القويمة و الله أعلم بالحق والصواب في جميع الأبواب
3- معَاَنيِ الأَخبَارِ، وَ الخِصَالُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الأسَواَريِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن عَمرِو بنِ حَفصٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَسَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَحيَي بنِ سَعِيدٍ البصَريِّ عَنِ ابنِ جُرَيجٍ عَن عَطَاءٍ عَن قُتَيبَةَ بنِ عُمَيرٍ عَن أَبِي ذَرّ ره قَالَ دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي المَسجِدِ جَالِسٌ وَحدَهُ فَقَالَ لِي يَا أَبَا ذَرّ لِلمَسجِدِ تَحِيّةٌ قُلتُ وَ مَا تَحِيّتُهُ قَالَ رَكعَتَانِ تَركَعُهَا فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ أمَرَتنَيِ بِالصّلَاةِ فَمَا الصّلَاةُ قَالَ خَيرُ مَوضُوعٍ فَمَن شَاءَ أَقَلّ وَ مَن شَاءَ أَكثَرَ
أعلام الدين ، ومجالس الشيخ ، عن أبي ذر مثله
4- العُيُونُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ الصّلَاةُ قُربَانُ كُلّ تقَيِّ
5- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِثلَهُ
كتاب الإمامة والتبصرة،لعلي بن بابويه عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص وذكر مثله
صفحه : 308
بيان قال في النهاية القربان مصدر من قرب يقرب و منه الحديث الصلاة قربان كل تقي أي إن الأتقياء من الناس يتقربون بها إلي الله تعالي أي يطلبون القرب منه بهاانتهي .أقول بل الأظهر أن المراد أن الصلاة تصير سببا لقرب المتقين لالغيرهم كما قال تعالي إِنّما يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ واستدل به علي شرعية الصلاة في كل وقت و علي كل حال إلا ماأخرجه الدليل
6- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الواَسطِيِّ النّخّاسِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ صَلَوَاتُ النّوَافِلِ قُرُبَاتُ كُلّ مُؤمِنٍ
7- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الراّزيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَبِيهِ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن صَلّي مَا بَينَ الجُمُعَتَينِ خَمسَمِائَةِ رَكعَةٍ فَلَهُ عِندَ اللّهِ مَا يَتَمَنّي مِن خَيرٍ
8- البَصَائِرُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ عَن عَنبَسَةَ العَابِدِ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع وَ ذُكِرَ عِندَهُ الصّلَاةُ فَقَالَ إِنّ فِي كِتَابِ عَلِيّ ألّذِي أَملَي رَسُولُ اللّهِص أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَا يُعَذّبُ عَلَي كَثرَةِ الصّلَاةِ وَ الصّيَامِ وَ لَكِن يَزِيدُهُ جَزَاءً خَيراً
9- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّلَاةُ خَيرُ مَوضُوعٍ
صفحه : 309
فَمَن شَاءَ استَقَلّ وَ مَن شَاءَ استَكثَرَ
10- إِرشَادُ المُفِيدِ، عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يصُلَيّ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ أَلفَ رَكعَةٍ وَ كَانَتِ الرّيحُ تُمِيلُهُ بِمَنزِلَةِ السّنبُلَةِ
بيان تميله أي لنحافته وضعفه أولشدة توجهه إلي جانب الحق كأنه جسد بلا روح
11- العُيُونُ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادِ بنِ جَعفَرٍ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ صَالِحٍ الهرَوَيِّ قَالَ جِئتُ إِلَي بَابِ الدّارِ التّيِ حُبِسَ فِيهَا الرّضَا ع بِسَرَخسَ وَ قَد قُيّدَ وَ استَأذَنتُ عَلَيهِ السّجّانَ فَقَالَ لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيهِ قُلتُ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّهُ رُبّمَا صَلّي فِي يَومِهِ وَ لَيلَتِهِ أَلفَ رَكعَةٍ الحَدِيثَ
12- العِلَلُ، عَنِ المُظَفّرِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُظَفّرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ حَاتِمٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ مَعمَرٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ مَا رَأَيتُ هَاشِمِيّاً أَفضَلَ مِن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ كَانَ يصُلَيّ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ أَلفَ رَكعَةٍ حَتّي خَرَجَ بِجَبهَتِهِ وَ آثَارِ سُجُودِهِ مِثلُ كِركِرَةِ البَعِيرِ
بيان في النهاية الكركرة بالكسر زور البعير أي وسط صدره ألذي إذابرك أصاب الأرض وهي ناتئة من جسمه كالقرصة
13-الخِصَالُ، عَنِ المُظَفّرِ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الطيّاَلسِيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يصُلَيّ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ أَلفَ رَكعَةٍ كَمَا كَانَ يَفعَلُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَت لَهُ خَمسُ مِائَةِ نَخلَةٍ وَ كَانَ يصُلَيّ عِندَ
صفحه : 310
كُلّ نَخلَةٍ رَكعَتَينِ الحَدِيثَ
14- نَهجُ البَلَاغَةِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الصّلَاةُ قُربَانُ كُلّ تقَيِّ
وَ قَالَ ع تَعَاهَدُوا أَمرَ الصّلَاةِ وَ حَافِظُوا عَلَيهَا وَ استَكثِرُوا مِنهَا وَ تَقَرّبُوا بِهَا فَإِنّهَاكانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً إِلَي آخِرِ مَا مَرّ
15- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ الصّلَاةُ قُربَانُ كُلّ تقَيِّ
وَ قَالَ لِكُلّ شَيءٍ وَجهٌ وَ وَجهُ دِينِكُمُ الصّلَاةُ
وَ رُوّينَا عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ كَانَ يَتَطَوّعُ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ بِأَلفِ رَكعَةٍ
16- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَنِ الحَفّارِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ أخَيِ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ خَلَعَ عَلَي دِعبِلٍ قَمِيصاً مِن خَزّ وَ قَالَ لَهُ احتَفِظ بِهَذَا القَمِيصِ فَقَد صَلّيتُ فِيهِ أَلفَ لَيلَةٍ كُلّ لَيلَةٍ أَلفَ رَكعَةٍ وَ خَتَمتُ فِيهِ القُرآنَ أَلفَ خَتمَةٍ الخَبَرَ
17-مَجمَعُ البَيَانِ، عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ وَ اللّهِ إِن كَانَ عَلِيّ ع لَيَأكُلُ أَكلَةَ العَبدِ إِلَي أَن قَالَ وَ كَانَ يصُلَيّ فِي اليَومِ وَ
صفحه : 311
اللّيلَةِ أَلفَ رَكعَةٍ
18- كِتَابُ المَلهُوفِ،لِلسّيّدِ بنِ طَاوُسٍ نَقلًا مِنَ الجُزءِ الرّابِعِ مِن كِتَابِ العِقدِ لِابنِ عَبدِ رَبّهِ قَالَ قِيلَ لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع مَا أَقَلّ وُلدَ أَبِيكَ قَالَ أَتَعَجّبُ كَيفَ وُلِدتُ لَهُ كَانَ يصُلَيّ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ أَلفَ رَكعَةٍ فَمَتَي كَانَ يَتَفَرّغُ لِلنّسَاءِ
صفحه : 312
الآيات آل عمران مخاطبا لزكريا ع وَ سَبّح باِلعشَيِّ وَ الإِبكارِالنساءإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاًهودوَ أَقِمِ الصّلاةَ طرَفَيَِ النّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللّيلِ إِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ وَ اصبِر فَإِنّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَأسري أَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِ وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداًمريم فَأَوحي إِلَيهِم أَن سَبّحُوا بُكرَةً وَ عَشِيّاطه وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ غُرُوبِها وَ مِن آناءِ اللّيلِ فَسَبّح وَ أَطرافَ النّهارِ لَعَلّكَ تَرضيالأنبياءإِنّهُم كانُوا يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِالروم فَسُبحانَ اللّهِ حِينَ تُمسُونَ وَ حِينَ تُصبِحُونَ وَ لَهُ الحَمدُ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ عَشِيّا وَ حِينَ تُظهِرُونَالأحزاب وَ سَبّحُوهُ بُكرَةً وَ أَصِيلًاالمؤمن وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ باِلعشَيِّ وَ الإِبكارِ
صفحه : 313
الفتح وَ تُسَبّحُوهُ بُكرَةً وَ أَصِيلًاق وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ الغُرُوبِ وَ مِنَ اللّيلِ فَسَبّحهُ وَ أَدبارَ السّجُودِالطوروَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ وَ مِنَ اللّيلِ فَسَبّحهُ وَ إِدبارَ النّجُومِالدهر 26-وَ اذكُرِ اسمَ رَبّكَ بُكرَةً وَ أَصِيلًا وَ مِنَ اللّيلِ فَاسجُد لَهُ وَ سَبّحهُ لَيلًا طَوِيلًاتفسيروَ سَبّح قال الطبرسي ره أي نزه الله سبحانه وأراد التسبيح المعروف وقيل معناه صل يقال فرغت من سبحتي أي صلاتيباِلعشَيِّ وَ الإِبكارِ في آخر النهار وأوله و قال العشي من حين زوال الشمس إلي غروبها والعشاء من لدن غروب الشمس إلي أن يولي صدر الليل والإبكار من حين طلوع الشمس إلي وقت الضحي .إِنّ الصّلاةَ كانَت أي صارت .
صفحه : 314
أوتكون كان زائدة في تلك المواضع كما في قوله تعالي عز و جل وَ كانَ اللّهُ عَلِيماً
صفحه : 315
حَكِيماً وأمثاله أوالمعني كانت علي الأمم السالفة كذلك و ماسيأتي من أخبار صلاة سليمان ع يؤيد الثانيعَلَي المُؤمِنِينَتخصيص المؤمنين لتحريصهم وترغيبهم علي حفظها وحفظ أوقاتها حالتي الأمن والخوف ومراعاة جميع حدودها في حال الأمن وإيماء بأن ذلك من مقتضي الإيمان وشعار أهله فلايجوز أن يفوتهم و إن التساهل فيهايخل بالإيمان وإنهم هم المنتفعون بهالعدم صحتها من غيرهم .كِتاباً مَوقُوتاً قال الطبرسي رحمه الله اختلف في تأويله فقيل معناه واجبة مفروضة عن ابن عباس و هوالمروي عن الباقر والصادق ع وقيل معناه فرضا موقتا أي منجما يؤدونها في أنجمها عن ابن مسعود وقتادة و في الكافي عن الصادق ع مَوقُوتاً أي ثابتا و ليس إن عجلت قليلا وأخرت قليلا بالذي يضرك ما لم تضع تلك الإضاعة فإن الله عز و جل يقول لقوم أَضاعُوا الصّلاةَ وَ اتّبَعُوا الشّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيّا.أَقِمِ الصّلاةَقيل معني إقامة الصلاة تعديل أركانها وحفظها من أن يقع زيغ في فرائضها وسننها وآدابها من أقام العود إذاقومه أوالمداومة
صفحه : 316
والمحافظة عليها من قامت السوق إذانفقت لأنها إذاحوفظ عليها كانت كالشيء النافق ألذي يتوجه إليه أهل الرغبة ويتنافسون فيه و إذاعطلت وأضيعت كانت كالشيء الكاسد ألذي لايرغب فيه أوالتجلد والتشمر لأدائها و أن لا يكون في مؤديها فتور و لاتوان من قولهم قام بالأمر وقامت الحرب علي ساق أوأداؤها فعبر عن الأداء بالإقامة لأن القيام بعض أركانها كماعبر عنه بالقنوت وبالركوع وبالسجود.أقول ويظهر من بعض ماسبق من الأخبار أنه شبه الصلاة من بين أجزاء الإيمان بعمود الفسطاط فنسب إليها الإقامة لكونها من لوازمه وملائماته .طرَفَيَِ النّهارِ أي غدوة وعشية وانتصابه علي الظرف لأنه مضاف إليه وَ زُلَفاً مِنَ اللّيلِ أي وساعة منه قريبة من النهار فإنه من أزلفه إذاقربه و هوجمع زلفة فهو معطوف علي طرفي النهار ويمكن عطفه علي الصلاة أي أقم قربة أي ذا قربة في الليل والأول أظهر وقيل صلاة أحد الطرفين الفجر والآخر الظهر والعصر لأن ما بعدالزوال عشي وصلاة الزلف المغرب والعشاء و عن ابن عباس وغيره أن طرفي النهار وقت صلاة الفجر والمغرب والزلف وقت صلاة العشاء
صفحه : 317
الآخرة و هوالمروي عن أبي جعفر ع في حديث زرارة كمامر. و هذامما يوهم كون أول النهار من طلوع الشمس ليكون طرفاه معا خارجين ويمكن الجواب بأن المتبادر من الطرف أن يكون داخلا فإذاارتكب التجوز في أحد الطرفين لايلزم ارتكابه في الآخر مع أنه يمكن أنه تكون النكتة فيه الحث علي المبادرة إلي إيقاع المغرب قريبا من اليوم و من قال بدخول وقت المغرب بغيبوبة القرص يمكنه أن يقول بامتداد النهار إلي ذهاب الحمرة فيستقيم في الجملة وقيل بناء هذاالقول ظاهرا علي أن النهار من طلوع الفجر إلي غروب الشفق ولعله لم يقل به أحد. و قال في مجمع البيان وترك ذكر الظهر والعصر لأحد أمرين
صفحه : 318
إما لظهورهما في أنهما صلاة النهار فكأنه قال وأقم الصلاة طرفي النهار مع المعروفة من صلاة النهار أولأنهما مذكوران علي التبع للطرف الآخر لأنهما بعدالزوال فهما أقرب إليه وقيل صلاة طرفي النهار الغداة والظهر والعصر وصلاة الزلف المغرب والعشاء قَالَ الحَسَنُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المَغرِبُ وَ العِشَاءُ زُلفَتَا اللّيلِ
وقيل أراد بطرفي النهار صلاة الفجر وصلاة العصر. وقيل علي تقدير كون المراد بقوله وَ زُلَفاً مِنَ اللّيلِأقم صلوات ليقرب بها إلي الله عز و جل في بعض الليل يحتمل أن يكون إشارة إلي صلاة الليل المشهورة وحينئذ ينبغي إدخال العشاءين في صلاة طرفي النهار.أقول علي الوجه الآخر أيضا يحتمل أن يكون المراد صلاة الليل بأن يكون المراد بالزلف الساعات القريبة من الصبح .إِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ قال الطبرسي قيل معناه أن الصلوات الخمس تكفر مابينها بأن تكون اللام للعهد عن ابن عباس وأكثر المفسرين و قدمر في باب فضل الصلاة خبر الثمالي و هويدل علي ذلك .
صفحه : 319
وَ رَوَي الواَحدِيِّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عُثمَانَ قَالَ كُنتُ مَعَ سَلمَانَ تَحتَ شَجَرَةٍ فَأَخَذَ غُصناً يَابِساً مِنهَا فَهَزّهُ حَتّي تَحَاتّت وَرَقُهُ ثُمّ قَالَ أَ لَا تسَألَنُيِ لِمَ أَفعَلُ هَذَا قُلتُ وَ لِمَ تَفعَلُهُ قَالَ هَكَذَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنَا مَعَهُ تَحتَ شَجَرَةٍ فَأَخَذَ مِنهُ غُصناً يَابِساً فَهَزّهُ حَتّي تَحَاتّت وَرَقُهُ ثُمّ قَالَ أَ لَا تسَألَنُيِ يَا سَلمَانُ لِمَ أَفعَلُ هَذَا قُلتُ وَ لِمَ فَعَلتَهُ قَالَ إِنّ المُسلِمَ إِذَا تَوَضّأَ فَأَحسَنَ الوُضُوءَ ثُمّ صَلّي الصّلَاةَ الخَمسَ تَحَاتّت خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتّت هَذِهِ الوَرَقُ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَوَ أَقِمِ الصّلاةَ طرَفَيَِ النّهارِ إِلَي آخِرِهَا
وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الحَارِثِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ كُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي المَسجِدِ نَنتَظِرُ الصّلَاةَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ أَصَبتُ ذَنباً فَأَعرَضَ عَنهُ فَلَمّا قَضَي النّبِيّص الصّلَاةَ قَامَ الرّجُلُ فَأَعَادَ القَولَ فَقَالَ النّبِيّص أَ لَيسَ قَد صَلّيتَ مَعَنَا هَذِهِ الصّلَاةَ وَ أَحسَنتَ لَهَا الطّهُورَ قَالَ بَلَي قَالَ فَإِنّهَا كَفّارَةُ ذَنبِكَ
وَ فِي الحَدِيثِ النبّوَيِّ المَشهُورِ أَنّ الصّلَاةَ إِلَي الصّلَاةِ كَفّارَةُ مَا بَينَهُمَا مَا اجتَنَبَ الكَبَائِرَ
وَ فِي مَجَالِسِ الصّدُوقِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ اللّهَ يُكَفّرُ بِكُلّ حَسَنَةٍ سَيّئَةً ثُمّ تَلَا الآيَةَ
وَ فِي الكاَفيِ وَ غَيرِهِ عَنِ الصّادِقِ ع فِي تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ إِنّ صَلَاةَ المُؤمِنِ بِاللّيلِ يَذهَبُ بِمَا عَمِلَ مِن ذَنبٍ بِالنّهَارِ
و هذامما يؤيد كون صلاة الليل داخلة في عداد الصلوات الماضية إذ ظاهر سياق الخبر نافلة الليل وقيل معناه إن المداومة علي فعل الحسنات تدعو إلي ترك السيئات فكأنها تذهب بها وقيل المراد بالحسنات التوبة و لايخفي بعده .ذلِكَ أي مامر من تكفير السيئات أوالأعم ذِكري لِلذّاكِرِينَتذكار وموعظة لمن تذكر به وفكر فيه وَ اصبِر علي الصلاة أومطلق الطاعات أوتبليغ الرسالات فَإِنّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ أي المصلين أوالأعم و
صفحه : 320
هوأظهر.لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِاللام للتوقيت مثلها في قولهم لثلاث خلون و في مجمع البيان قال قوم دلوك الشمس زوالها و هوالمروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و قال قوم هوغروبها والقول الأول هوالأوجه لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس فصلاتا دلوك الشمس الظهر والعصر وصلاتا غسق الليل هما المغرب والعشاء وقرآن الفجر صلاة الفجر وغسق الليل هوأول بدو الليل وقيل هوغروب الشمس وقيل سواد الليل وظلمته وقيل هوانتصاف الليل عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع واستدل قوم من أصحابنا بالآية علي أن وقت صلاة الظهر والعصر موسع إلي آخر النهار لأنه سبحانه أوجب إقامة الصلاة من وقت دلوكها إلي غسق الليل و ذلك يقتضي أن مابينهما وقت . والحاصل أنه تعالي جعل من دلوك الشمس ألذي هوالزوال إلي غسق الليل وقتا للصلوات الأربع إلا أن الظهر والعصر اشتركا في الوقت من الزوال
صفحه : 321
إلي الغروب والمغرب والعشاء الآخرة اشتركا في الوقت من الغروب إلي الغسق وأفرد صلاة الفجر بالذكر في قوله وَ قُرآنَ الفَجرِففي الآية بيان وجوب الصلوات الخمس وبيان أوقاتها.أقول ويدل عليه صحيحة زرارة المتقدمة ورواية عبيد بن زرارة الآتية وغيرهما ويدل علي أن آخر وقت العشاءين نصف الليل ويمكن حمله علي المختار للأخبار الكثيرة الدالة علي أن وقتها للمضطر ممتد إلي الفجر وسيأتي القول فيه .وَ قُرآنَ الفَجرِعطف علي الصلاة أي وأقم قرآن الفجر و أهل البصرة علي أن النصب علي الإغراء أي عليك بصلاة الفجر والأول أظهر وإطلاق قرآن الفجر علي صلاته من قبيل تسمية الكل باسم الجزء كمامر ولعل الوجه في تخصيص هذه الصلاة من بينها بهذا الاسم لأن القراءة مع الجهر بها
صفحه : 322
مستغرقة لجميع ركعتها دون باقي الصلاة أولأن القراءة فيهاأهم مرغب فيهاأكثر منها في غيرها ولذلك كانت أطول الصلاة قراءة فكأنها تغلب باقي أجزائها فغلب في الاسم وكرر التعبير عنها به تنبيها عليه وترغيبا فيه و هذاأظهر ففيها دلالة علي استحباب قراءة السور الطوال فيها كماورد في الأخبار أيضا.إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار كمامر في الخبر أو من حقه أن يشهده الجم الغفير كماقيل أويشهده الكثير من المصلين في العادة أو هوالمشهود بشواهد القدرة وبدائع الصنع ولطائف التدبير من تبدل الظلمة بالضياء والنوم ألذي هوأخو الموت بالانتباه ألذي هوارتجاع الحياة وحدوث الضوء المستطيل علي الاستقامة في طول الفلك واستعقاب غلس الظلام ثم انتشار الضياء المستطير المعترض في عرض الأفق كماقيل و ما في الخبر هوالمؤثر.فَأَوحي إِلَيهِم قال الطبرسي أي أشار إليهم وقيل كتب لهم في الأرض أَن سَبّحُوا بُكرَةً وَ عَشِيّا أي صلوا فيهما وتسمي الصلاة سبحة وتسبيحا لما فيها من التسبيح وقيل أراد التسبيح بعينه .وَ سَبّحالمراد بالتسبيح إما ظاهره فيراد المداومة علي التسبيح و
صفحه : 323
التحميد في عموم الأوقات أوالأوقات المعينة أوالصلاة كما هوالمشهور بين المفسرين ويؤيد الأول مارواه في الخصال
عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ أَن يَقُولَ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ غُرُوبِهَا عَشرَ مَرّاتٍ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُلا شَرِيكَ لَهُلَهُ المُلكُ وَ لَهُ الحَمدُيحُييِ وَ يُمِيتُ وَ هُوَ حيَّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيرُ وَ[ هُوَ]عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ
ويؤيد الثاني مارواه في
الكاَفيِ عَنِ البَاقِرِ ع فِي قَولِهِوَ أَطرافَ النّهارِ قَالَ يعَنيِ تَطَوّع بِالنّهَارِ
بِحَمدِ رَبّكَ في موضع الحال أي و أنت حامد لربك علي أن وفقك للتسبيح وأعانك عليه أو علي أعم من ذلك قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ غُرُوبِهاالأشهر أن التسبيح قبل الطلوع صلاة الصبح وقبل الغروب الظهر والعصروَ مِن آناءِ اللّيلِ فَسَبّح أي وتعمد من ساعاته جمع إني بالكسر والقصر وآناء بالفتح والمد يعني المغرب والعشاء علي المشهور.وَ أَطرافَ النّهارِتكرير لصلاتي الصبح والمغرب علي إرادة الاختصاص
صفحه : 324
كما في قوله حافِظُوا عَلَي الصّلَواتِ وَ الصّلاةِ الوُسطي ومجيئه بلفظ الجمع لأمن الالتباس كقوله صَغَت قُلُوبُكُماففيها دلالة علي وجوب الصلوات الخمس وسعة أوقاتها في الجملة قيل ويدل علي اشتراك الصلاتين في جميع الوقت و علي أن وقت العشاءين جميع الليل إلا أن يراد بمن آناء الليل بعض معين منه حملا للإضافة علي العهد. وقيل أطراف النهار إشارة إلي العصر تخصيصا لها لأنها الصلاة الوسطي والجمع باعتبار أن كل جزء من أوقاتها كأنه طرف و قديؤيد بقراءةوَ أَطرافَ النّهارِبالكسر عطفا علي آناءِ اللّيلِ فإن الظاهر أن من للتبعيض وقبل غروبها صلاة العصر وأطراف النهار هوالظهر لأن وقته الزوال و هوآخر النصف الأول من النهار وأول النصف الثاني. وقيل المراد بآناء الليل صلاة العشاء وأطراف النهار صلاة الظهر والمغرب لأن الظهر في آخر الطرف الأول من النهار وأول الطرف الآخر فهو طرفان منه والطرف الثالث غروب الشمس فيه صلاة المغرب و لايخفي وهنه . ويفهم من الكشاف قول آخر و هو أن يكون آناء الليل العشاء وأطراف النهار المغرب والصبح أيضا علي طريق الاختصاص و قداحتمل أن يكون أطراف النهار باعتبار التطوع في أجزائه آنا فآنا من دون فريضة أومعها كمانقل الطبرسي ره عن ابن عباس في آناء الليل أنها صلاة الليل كله ويحمل الأمر علي معنييه أوالرجحان المطلق أوالاستحباب باعتبار جواز الترك بالاقتصار علي الفريضة أوباختصاص الأمر بالنوافل فإن إطلاق السبحة وإرادة النافلة في رواياتنا شائعة و في الخبر المتقدم عن الباقر ع دلالة عليه وربما احتمل ذلك في قوله قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ الغُرُوبِأيضا.
صفحه : 325
وقيل يحتمل وجوه أخري منها أن يكون معني وَ مِن آناءِ اللّيلِ وتعمد بعض آناء الليل مختصا لها بسبحتها بقرينة التكرار و يكون فَسَبّحعطفا علي سبح أي فسبح من آناء الليل وأطراف النهار فيكون الفاء حرف عطف لاجواب الأمر و يكون الكلام تضمن تكرار التسبيح في هذه الأوقات إما علي تكرارها كل يوم أوالأول للفرائض والثاني للنوافل و علي الأول يحتمل شمولها لهما بل للتعقيب ونحوه . ومنها أن يكون الإغراء مجابا بقوله فَسَبّح و يكون أَطرافَ النّهارِإشارة إلي الصبح والعصر أوالصلوات النهارية جميعا علي طريق الاختصاص لكثرة عروض الموانع في النهار هذا مع الاختصاص بالفرائض أوشمول النوافل أيضا وربما احتمل حينئذ أن يكون وَ أَطرافَ النّهارِإشارة إلي أوقات الخمس لكنه بعيد جدا. ومنها أن يكون قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِشاملا للمغرب والعشاء أيضاوَ قَبلَ غُرُوبِهاللظهر والعصروَ مِن آناءِ اللّيلِإلخ للصلوات الخمس جميعا مرة أخري فإن أريد بالأخير النوافل أمكن التأكيد بالإغراء لكونها في معرض التهاون لعدم الوجوب انتهي و لايخفي ما في الأكثر من التكلف والتعسف مع عدم الاستناد إلي حجة ورواية نعم التعميم بشمول الفرائض والنوافل والصلوات والتسبيحات وسائر الأذكار وجه جمع بين الأخبار و الله يعلم تأويل الآيات وحججه الأخيار.لَعَلّكَ تَرضي أي بالشفاعة والدرجة الرفيعة وقيل بجميع ماوعدك الله به من النصر وإعزاز الدين في الدنيا والشفاعة والجنة في الآخرة.إِنّهُم كانُوا يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ أي الأنبياء الذين تقدم ذكرهم كانوا يبادرون إلي الطاعات والعبادات و قال الطبرسي ره فيهادلالة
صفحه : 326
علي أن المسارعة إلي كل طاعة مرغب فيها و علي أن الصلاة في أول الوقت أفضل .فَسُبحانَ اللّهِ حِينَ تُمسُونَ وَ حِينَ تُصبِحُونَ قال البيضاوي إخبار في معني الأمر بتنزيه الله تعالي والثناء عليه في هذه الأوقات أودلالة علي أن مايحدث فيها من الشواهد ناطقة بتنزيهه واستحقاقه للحمد ممن له تميز من أهل السماوات و الأرض وتخصيص التسبيح بالمساء والصباح لأن آثار القدرة والعظمة فيهما أظهر وتخصيص الحمد بالعشاء ألذي هوآخر النهار من عشي العين إذانقص نورها والظهيرة التي هي وسطه لأن تجدد النعم فيهما أكثر ويجوز أن يكون عَشِيّامعطوفا علي حِينَ تُمسُونَ و قوله وَ لَهُ الحَمدُ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِاعتراضا و عن ابن عباس أن الآية جامعة للصلوات الخمس تُمسُونَصلاتا المغرب والعشاء وتُصبِحُونَصلاة الفجر وعَشِيّاصلاة العصر وتُظهِرُونَصلاة الظهر انتهي . وقيل يحتمل أن يكون المراد بتسبيح المساء المغرب وبعشيا العشاء وبتظهرون الظهرين و أن يراد بعشيا المغرب والعشاء وبتمسون العصر وبتظهرون الظهر و قديقال معني أمسي دخل في المساء وأصبح دخل في الصباح فتقييد ذلك بحين يقتضي نوع اختصاص بأول الوقت فلايبعد حمل الطلب فيه علي الاستحباب و قال الطبرسي ره وإنما خص تعالي هذه الأوقات بالذكر لأنها أوقات تذكر
صفحه : 327
بإحسان الله و ذلك لأن انقضاء إحسان أول إلي إحسان ثان يقتضي الحمد عندتمام الإحسان الأول والأخذ في الآخر كماأخبر سبحانه عن حمد أهل الجنة بقوله وَ آخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَلأن ذلك حال الانتقال من نعيم الدنيا إلي الجنة. وإنما خص صلاة الليل باسم التسبيح وصلاة النهار باسم الحمد لأن الإنسان في النهار متقلب في أحوال توجب الحمد لله عليها و في الليل علي أحوال توجب تنزيه الله تعالي من الأسواء فيهافلذلك صار الحمد بالنهار أخص فسميت به صلاة النهار والتسبيح بالليل أخص فسميت به صلاة الليل .وَ سَبّحُوهُ بُكرَةً وَ أَصِيلًا قال الطبرسي ره أي نزهوه سبحانه عن جميع ما لايليق به بالغداة والعشي والأصيل العشي وقيل يعني به صلاة الصبح وصلاة العصر وقيل صلاة الصبح وصلاة العشاء الآخرة خصهما بالذكر لأن لهما مزية علي غيرهما و قال الكلبي أمابكرة فصلاة الفجر و أماأصيلا فصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء وسمي الصلاة تسبيحا لما فيها من التسبيح والتنزيه .وَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ باِلعشَيِّ وَ الإِبكارِ قال في المعالم قال الحسن يعني صلاة العصر وصلاة الفجر و قال ابن عباس الصلوات الخمس وقيل كان الواجب بمكة ركعتان بكرة وركعتان عشية. و قال الطبرسي ره في قوله تعالي وَ تُسَبّحُوهُ بُكرَةً وَ أَصِيلًا أي وتصلوا لله بالغداة والعشيوَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَالتسبيح كمامر إما محمول علي ظاهره
صفحه : 328
أو علي الصلاة أوعليهما والصلاةقَبلَ طُلُوعِ الشّمسِالفجروَ قَبلَ الغُرُوبِالظهران وقيل العصروَ مِنَ اللّيلِالعشاءان وقيل التهجدوَ أَدبارَ السّجُودِالتسبيح في أعقاب الصلوات والسجود والركوع يعبر بهما من الصلاة وقيل النوافل بعدالمكتوبات والأدبار جمع دبر وقرئ بالكسر من أدبرت الصلاة إذاانقضت ومعناه وقت انقطاع السجود. وَ قَالَ فِي مَجمَعِ البَيَانِ روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِهِوَ سَبّح بِحَمدِ رَبّكَ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ قَبلَ الغُرُوبِ فَقَالَ تَقُولُ حِينَ تُصبِحُ وَ حِينَ تمُسيِ عَشرَ مَرّاتٍ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُلا شَرِيكَ لَهُلَهُ المُلكُ وَ لَهُ الحَمدُيحُييِ وَ يُمِيتُ وَ يُمِيتُ وَ يحُييِوَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ
و قال في أدبار السجود أقوال أحدها أن المراد به الركعتان بعدالمغرب وإدبار النجوم الركعتان قبل الفجر عن علي بن أبي طالب و الحسن بن علي ع و عن ابن عباس مرفوعا إلي النبي ص وثانيها أنه التسبيح بعد كل صلاة عن ابن عباس ومجاهد وثالثها أنه النوافل بعدالمفروضات ورابعها أنه الوتر من آخر الليل وروي ذلك عن أبي عبد الله ع .حِينَ تَقُومُ قال علي بن ابراهيم لصلاة الليل و قال الطبرسي ره من نومك وقيل حين تقوم إلي الصلاة المفروضة فقل سبحانك أللهم وبحمده وقيل معناه وصل بأمر ربك حين تقوم من منامك وقيل الركعتان قبل صلاة الفجر عن ابن عباس وقيل حين تقوم من نوم القائلة وهي صلاة الظهر وقيل معناه اذكر الله بلسانك حين تقوم إلي الصلاة إلي أن تدخل في الصلاة وقيل حين تقوم من المجلس فقل سبحانك أللهم وبحمدك لاإله إلا أنت اغفر لي وتب علي و قدروي مرفوعا أنه
صفحه : 329
كفارة المجلس انتهي أقول
وَ قَد روُيَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَحَبّ أَن يَكتَالَ بِالمِكيَالِ الأَوفَي فَليَكُن آخِرُ كَلَامِهِ مِن مَجلِسِهِسُبحانَ رَبّكَ رَبّ العِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَي المُرسَلِينَ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ
.وَ مِنَ اللّيلِ فَسَبّحهُ قال علي بن ابراهيم يعني صلاة الليل
وَ قَالَ الطبّرسِيِّ ره رَوَي زُرَارَةُ وَ حُمرَانُ وَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَا إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَقُومُ مِنَ اللّيلِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَيَنظُرُ فِي آفَاقِ السّمَاءِ فَيَقرَأُ خَمسَ آيَاتٍ مِن آلِ عِمرَانَإِنّ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ إِلَيإِنّكَ لا تُخلِفُ المِيعادَ ثُمّ يَفتَتِحُ صَلَاةَ اللّيلِ
الخبر وقيل معناه صل المغرب والعشاء الآخرة.وَ إِدبارَ النّجُومِيعني الركعتين قبل صلاة الفجر عن ابن عباس و هوالمروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع و ذلك حين تدبر النجوم أي تغيب بضوء الصبح وقيل يعني صلاة الفجر المفروضة وقيل إن المعني لاتغفل عن ذكر ربك صباحا ومساء ونزهه في جميع أحوالك ليلا ونهارا فإنه لايغفل عنك و عن حفظك وقيل فيهاوجوه أخري لم تستند إلي خبر و لاأثر فلذا لم نتعرض لها.وَ اذكُرِ اسمَ رَبّكَ بُكرَةً وَ أَصِيلًايمكن حمله علي صلوات طرفي النهاروَ مِنَ اللّيلِ فَاسجُد لَهُ علي فرائض الليل وَ سَبّحهُ لَيلًا طَوِيلًا علي التهجد قال الطبرسي ره
روُيَِ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ سَأَلَهُ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن هَذِهِ الآيَةِ وَ قَالَ مَا ذَلِكَ التّسبِيحُ قَالَ صَلَاةُ اللّيلِ
1-قُربُ الإِسنَادِ،للِحمِيرَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ العلَوَيِّ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ قَالَسَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ نسَيَِ المَغرِبَ حَتّي
صفحه : 330
دَخَلَ وَقتُ العِشَاءِ الآخِرَةِ قَالَ يصُلَيّ العِشَاءَ ثُمّ المَغرِبَ
بيان حتي دخل وقت العشاء أي وقته المختص من آخر الوقت بحيث لم يبق مقدار خمس ركعات فإنه إذا كان بقي مقدار خمس ركعات يأتي بهما
صفحه : 331
جميعا و إلايأتي بالعشاء ويقضي المغرب علي المشهور بين الأصحاب من القول بالاختصاص إذ ذهب معظم الأصحاب إلي اختصاص الظهر من أول الوقت بمقدار أدائها تامة الأفعال والشروط بأقل واجباتها بحسب حال المكلف باعتبار كونه مقيما ومسافرا خائفا و غيرخائف صحيحا ومريضا سريع الحركات والقراءة وبطيئها مستجمعا بعددخول الوقت لشرائط الصلاة وفاقدا لها فإن المعتبر مضي مقدار أدائها وتحصيل شرائطها المفقودة بحسب حال المكلف و هذامما يختلف اختلافا فاحشا وكذا اختصاص العصر من آخر الوقت بمقدار أدائها علي الوجه المذكور والمنقول عن الصدوق اشتراك الوقت بين الظهرين من أوله إلي آخره وكذا الشهرة والخلاف في وقت العشاءين . وتظهر الفائدة علي ماذكره القوم في أمور الأول من صلي العصر في الوقت المختص بالظهر ساهيا أوصلي الظهرين ظانا دخول الوقت ثم اتفق العصر في الوقت المختص فعلي القول بالاشتراك يصح العصر و علي القول بالاختصاص يبطل وربما يناقش في هذه الفائدة.الثاني من ظن ضيق الوقت إلا عن أداء العصر فإنه يتعين عليه الإتيان بالعصر فإذاصلي ثم تبين الخطأ و لم يبق من الوقت إلامقدار ركعة مثلا فحينئذ يجب عليه الإتيان بالظهر أداء علي القول بالاشتراك حسب .الثالث من أدرك من آخر وقت العشاء مقدار أدائها فإنه يجب الإتيان بالعشاءين علي القول بالاشتراك ويتعين العشاء علي القول الآخر.الرابع من صلي الظهر ظانا سعة الوقت ثم تبين الخطأ ووقوعها في الوقت المختص بالعصر فحينئذ يجب قضاؤهما علي القول بالاختصاص حسب ويتفرع عليه أحكام أخري في الحلف والنذر وتعليق الظهار وأمثالها لاجدوي كثيرا في إيرادها
2-قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ وَ عَبدِ اللّهِ ابنيَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ قَالَسَمِعتُ عُبَيدَ بنَ زُرَارَةَ يَقُولُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع يَكُونُ
صفحه : 332
أَصحَابُنَا مُجتَمِعِينَ فِي مَنزِلِ الرّجُلِ مِنّا فَيَقُومُ بَعضُنَا يصُلَيّ الظّهرَ وَ بَعضُنَا يصُلَيّ العَصرَ وَ ذَلِكَ كُلّهُ فِي وَقتِ الظّهرِ قَالَ لَا بَأسَ الأَمرُ وَاسِعٌ بِحَمدِ اللّهِ وَ نِعمَتِهِ
3- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ ع أَنّهُ كَانَ يَأمُرُ الصّبيَانَ يَجمَعُونَ بَينَ
صفحه : 333
الصّلَاتَينِ الأُولَي وَ العَصرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ يَقُولُ مَا دَامُوا عَلَي وُضُوءٍ قَبلَ أَن يَشتَغِلُوا
4- وَ مِنهُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ رَأَيتُ أَبِي وَ جدَيَّ القَاسِمَ بنَ مُحَمّدٍ يَجمَعَانِ مَعَ الأَئِمّةِ المَغرِبَ وَ العِشَاءَ فِي اللّيلَةِ المَطِيرَةِ وَ لَا يُصَلّيَانِ بَينَهُمَا شَيئاً
5- وَ مِنهُ،بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَجمَعُ بَينَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ فِي اللّيلَةِ المَطِيرَةِ فَعَلَ ذَلِكَ مِرَاراً
6- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ القرُشَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ البصَريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المدَاَئنِيِّ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن ثَورٍ عَن أَبِيهِ سَعِيدِ بنِ عِلَاقَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ الجَمعُ بَينَ الصّلَاتَينِ يَزِيدُ فِي الرّزقِ
7- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ عَن عُثمَانَ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُكرَمٍ عَن عُثمَانَ بنِ عُمَرَ عَن سُفيَانَ عَن عَمرِو بنِ دِينَارٍ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص جَمَعَ بَينَ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ عَامَ تَبُوكَ
صفحه : 334
8- العِلَلُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي الظّهرَ وَ العَصرَ مَكَانَهُ مِن غَيرِ عِلّةٍ وَ لَا سَبَبٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ وَ كَانَ أَجرَأَ القَومِ عَلَيهِ أَ حَدَثَ فِي الصّلَاةِ شَيءٌ قَالَ لَا وَ لَكِن أَرَدتُ أَن أُوَسّعَ عَلَي أمُتّيِ
9- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ المَلِكِ القمُيّّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ أَ جَمَعَ بَينَ الصّلَاتَينِ مِن غَيرِ عِلّةٍ قَالَ قَد فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص أَرَادَ التّخفِيفَ عَن أُمّتِهِ
10- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص بِالنّاسِ الظّهرَ وَ العَصرَ حِينَ زَالَتِ الشّمسُ فِي جَمَاعَةٍ مِن غَيرِ عِلّةٍ وَ صَلّي بِهِمُ المَغرِبَ وَ العِشَاءَ الآخِرَةَ بَعدَ سُقُوطِ الشّفَقِ مِن غَيرِ عِلّةٍ فِي جَمَاعَةٍ وَ إِنّمَا فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص لِيَتّسِعَ الوَقتُ عَلَي أُمّتِهِ
11- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقِ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مَقبَرَةَ مَعاً عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ العَبّاسِ بنِ سَعِيدٍ الأَزرَقِ عَن زُهَيرِ بنِ حَربٍ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ جَمَعَ رَسُولُ اللّهِص بَينَ الظّهرِ وَ العَصرِ مِن غَيرِ خَوفٍ وَ لَا سَفَرٍ فَقَالَ أَرَادَ أَن[ لَا]يَحرَجَ أَحَدٌ مِن أُمّتِهِ
12- وَ مِنهُ،بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ العَبّاسِ عَنِ ابنِ عَونِ بنِ سَلّامٍ عَن وَهبِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ مِثلَهُ
13- وَ مِنهُ،بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ العَبّاسِ عَن سُوَيدِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ
صفحه : 335
الجمُحَيِّ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَبَانٍ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ وَ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ أَنّ النّبِيّص صَلّي بِالمَدِينَةِ مُقِيماً غَيرَ مُسَافِرٍ جَمِيعاً وَ تَمَاماً جَمعاً
14- وَ مِنهُ، عَنِ الوَرّاقِ وَ ابنِ مَقبَرَةَ مَعاً عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي خَلَفٍ عَن أَبِي يَعلَي بنِ اللّيثِ عَن أَخِيهِ مُحَمّدِ بنِ اللّيثِ عَن عَونِ بنِ جَعفَرٍ المخَزوُميِّ عَن دَاوُدَ بنِ قَيسٍ الفَرّاءِ عَن صَالِحٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص جَمَعَ بَينَ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ مِن غَيرِ مَطَرٍ وَ لَا سَفَرٍ قَالَ فَقِيلَ لِابنِ عَبّاسٍ مَا أَرَادَ بِهِ قَالَ أَرَادَ التّوَسّعَ لِأُمّتِهِ
15- وَ مِنهُ، عَنِ الوَرّاقِ عَنِ ابنِ خُثَيمَةَ زُهَيرِ بنِ حَربٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عُلَيّةَ عَن لَيثٍ عَن طَاوُسٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص جَمَعَ بَينَ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ فِي السّفَرِ وَ الحَضَرِ
تبيين ولنتكلم في تلك الأخبار و مايتلخص منها قوله أن لايحرج كيعلم أي لايضيق قوله جميعا أي جماعة. ثم اعلم أن ألذي يستفاد من الأخبار أن التفريق بين الظهر والعصر و بين المغرب والعشاء أفضل من الجمع بينهما وإنما جمع رسول الله ص
صفحه : 336
أحيانا لبيان الجواز والتوسعة علي الأمة و قدجوز للصبيان وأشباههم من أصحاب العلل والحوائج لكن التفريق يتحقق بفعل النافلة بينهما و لايلزم أكثر من ذلك ويجوز أن يأتي في أول الوقت بالنافلة ثم بالظهر ثم بنافلة العصر ثم بها و لايلزمه تأخير الفرضين و لانوافلهما إلي وقت آخر بل إنما جعل الذراع والذراعان لئلا يزاحم النافلة الفريضة و لايوجب تأخيرها عن وقت فضيلتها و أماالتقديم فلاحرج فيه بل يستفاد من بعضها أنه أفضل و قدورد في خبر رجاء بن أبي الضحاك أن الرضا ع كان لايفرق بين الصلاتين الظهر والعصر بغير النافلة والتعقيب ولكنه كان يؤخر العشاء إلي قريب من ثلث الليل و ماورد من أنه سبب لزيادة الرزق لعله محمول علي هذاالنوع من الجمع بأن يأتي بالفرضين والنوافل في مكان واحد ثم يذهب إلي السوق لئلا يصير سببا لتفرق حرفائه أوجوزوا ذلك لمن كان حاله كذلك للعذر فجوزوا له ترك النافلة لَمّا رَوَاهُ الكلُيَنيِّ عَن عَبّاسٍ النّاقِدِ بِسَنَدٍ فِيهِ جَهَالَةٌ قَالَتَفَرّقَ مَا كَانَ بيِدَيِ وَ تَفَرّقَ عنَيّ حرُفَاَئيِ فَشَكَوتُ ذَلِكَ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع فَقَالَ لِي اجمَع بَينَ الصّلَاتَينِ الظّهرَ
صفحه : 337
وَ العَصرَ تَرَي مَا تُحِبّ
وَ بِسَنَدٍ فِيهِ جَهَالَةٌ عَن مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ الجَمعُ بَينَ الصّلَاتَينِ إِذَا لَم يَكُن بَينَهُمَا تَطَوّعٌ فَإِذَا كَانَ بَينَهُمَا تَطَوّعٌ فَلَا جَمعَ
وَ بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعفٌ عَن مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِذَا جَمَعتَ بَينَ الصّلَاتَينِ فَلَا تَطَوّع بَينَهُمَا
. و قال في المنتهي لايستحب تأخير العصر لماقدمناه من استحباب التعجيل و هوقول عمرو بن مسعود وعائشة و ابن المبارك و أهل المدينة والأوزاعي والشافعي وإسحاق و أحمد وروي عن ابن شبرمة و أبي قلابة أن تأخيرها أفضل و هوقول أصحاب الرأي ثم نقل الأخبار و قال
وَ فِي الصّحِيحِ عَن زُرَارَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع بَينَ الظّهرِ وَ العَصرِ حَدّ مَعرُوفٌ فَقَالَ لَا وَ إِذَا لَم يَكُن بَينَهُمَا حَدّ مُعَيّنٌ كَانَ وَقتُ العَصرِ حِينَ الفَرَاغِ مِنَ الظّهرِ فَيَكُونُ فِعلُهَا فِيهِ أَولَي
. و قال في الذكري لاخلاف عندنا في جواز الجمع بين الظهر والعصر حضرا وسفرا للمختار وغيره ورواه العامة عن علي ع و ابن عباس و ابن عمر و ابن موسي وجابر وسعد بن أبي وقاص وعائشة ثم نقل نحوا من مامر من الأخبار من صحاحهم ثم قال نعم الأقرب استحباب تأخير العصر إلي أن يخرج وقت فضيلة الظهر إما المقدر بالنافلتين والظهر وإما المقدر بما سلف من المثل والأقدام وغيرهما لأنه معلوم من حال النبي ص حتي إن رواية الجمع بين الصلاتين تشهد بذلك و قدصرح بذلك المفيد رحمه الله في باب غسل الجمعة قال والفرق بين الصلاتين في سائر الأيام مع الاختيار وعدم العوارض أفضل
صفحه : 338
وثبتت السنة به إلا في يوم الجمعة وظهري عرفة وعشائي المزدلفة و ابن الجنيد حيث قال لايختار أن يأتي الحاضر بالعصر عقيب الظهر التي صلاها مع الزوال إلامسافرا أوعليلا أوخائفا مايقطعه عنها بل الاستحباب للحاضر أن يقدم بعدالزوال وقبل فريضة الظهر شيئا من التطوع إلي أن تزول الشمس قدمين أوذراعا من وقت زوالها ثم يأتي بالظهر ويعقبها بالتطوع من التسبيح أوالصلاة إلي أن يصير الفيء أربعة أقدام أوذراعين ثم يصلي العصر ولمن أراد الجمع بينهما من غيرصلاة أن يفصل بينهما بمائة تسبيحة. والأصحاب في المعني قائلون باستحباب التأخير وإنما لم يصرح بعضهم به اعتمادا عن صلاة النافلة بين الفريضتين و قدرووا ذلك في أحاديثهم كثيرا مثل حديث إتيان جبرئيل بمواقيت الصلوات
رَوَاهَا مُعَاوِيَةُ بنُ وَهبٍ وَ مُعَاوِيَةُ بنُ مَيسَرَةَ وَ أَبُو خَدِيجَةَ وَ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ وَ ذَرِيحٌ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ الظّهرَ عَلَي ذِرَاعٍ وَ العَصرَ عَلَي نَحوِ ذَلِكَ
. ثم أورد الروايات في ذلك إلي أن أورد رواية عبد الله بن سنان الآتية من كتابه و قال هذانص في الباب و لم أقف علي ماينافي استحباب التفريق من رواية الأصحاب سوي مارواه عباس الناقد و هو إن صح أمكن تأويله بجمع لايقتضي طول التفريق لامتناع أن يكون ترك النافلة بينهما مستحبا أويحمل علي ظهر الجمعة و أماباقي الأخبار فمقصورة علي جواز الجمع و هو لاينافي استحباب التفريق . و قال الشيخ كل خبر دل علي أفضلية أول الوقت محمول علي الوقت ألذي يلي وقت النافلة. وبالجملة كماعلم من مذهب الإمامية جواز الجمع بين الصلاتين مطلقا علم منه استحباب التفريق بينهما بشهادة النصوص والمصنفات بذلك .
صفحه : 339
وأورد علي المحقق نجم الدين تلميذه جمال الدين بن يوسف بن حاتم الشامي المشغري و كان أيضا تلميذ السيدين ابني طاوس أن النبي ص إن كان يجمع بين الصلاتين فلاحاجة إلي الأذان الثانية إذ هوللإعلام وللخبر المتضمن لأن عندالجمع بين الصلاتين يسقط الأذان و إن كان يفرق فلم ندبتم إلي الجمع وجعلتموه أفضل فأجابه المحقق أن النبي ص كان يجمع تارة ويفرق أخري ثم ذكر الروايات كماذكرنا و قال إنما استحب فيهاالجمع في الوقت الواحد إذاأتي بالنوافل والفريضتين فيه لأنه مبادرة إلي تفريغ الذمة من الفرض حيث ثبت دخول وقت الصلاتين ثم ذكر خبر
عَمرُو بنُ حُرَيثٍ عَنِ الصّادِقِ ع وَ سَأَلَهُ عَن صَلَاةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ كَانَ النّبِيّص يصُلَيّ ثمَاَنيَِ رَكَعَاتِ الزّوَالِ ثُمّ يصُلَيّ الأَربَعَ الأُولَي وَ ثمَاَنيَِ بَعدَهَا وَ أَربَعاً العَصرَ وَ ثَلَاثاً المَغرِبَ وَ أَربَعاً بَعدَهَا وَ العِشَاءَ أَربَعاً وَ ثمَاَنيَِ اللّيلَ وَ ثَلَاثاً الوَترَ وَ ركَعتَيَِ الفَجرِ وَ الغَدَاةَ رَكعَتَينِ
. ثم قال معظم العامة علي عدم جواز الجمع بين الصلاتين لغير عذر ثم رد عليهم بما روي في صحاحهم من أخبار الجمع إلي أن قال وروي مالك أن النبي ص جمع بين الصلاتين في السفر و هودليل الجواز و لايحمل علي أنه صلي الأولي آخر وقتها والثانية أوله لأن ذلك لايسمي جمعا و ابن المنذر
صفحه : 340
من أئمة العامة لماصح عنده أحاديث الجمع ذهب إلي جوازه انتهي كلامه المتين حشره الله مع الشهداء الأولين وينبغي أن يحمل عليه كلام العلامة قدس الله روحه
16- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، أَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ قَالَ دُلُوكُهَا زَوَالُهَا وَ غَسَقُ اللّيلِ انتِصَافُهُ وَ قُرآنُ الفَجرِ صَلَاةُ الغَدَاةِإِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً قَالَ تَشهَدُهُ مَلَائِكَةُ اللّيلِ وَ مَلَائِكَةُ النّهَارِ ثُمّ قَالَوَ مِنَ اللّيلِ فَتَهَجّد بِهِ نافِلَةً لَكَ قَالَ صَلَاةُ اللّيلِ وَ قَالَ سَبَبُ النّورِ فِي القِيَامَةِ الصّلَاةُ فِي جَوفِ اللّيلِ
17- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً قَالَ مُوجَباً إِنّمَا يعَنيِ بِذَلِكَ وُجُوبَهَا عَلَي المُؤمِنِينَ وَ لَو كَانَت كَمَا يَقُولُونَ لَهَلَكَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ حِينَ أَخّرَ الصّلَاةَحَتّي تَوارَت بِالحِجابِلِأَنّهُ لَو صَلّاهَا قَبلَ أَن تَغِيبَ كَانَ وَقتاً وَ لَيسَ صَلَاةٌ أَطوَلَ وَقتاً مِنَ العَصرِ
صفحه : 341
توضيح وتأييد قال الصدوق رضي الله عنه في الفقيه بعدإيراد مثل هذه الرواية أن الجهال من أهل الخلاف يزعمون أن سليمان ع اشتغل ذات يوم بعرض الخيل حتي توارت الشمس بالحجاب ثم أمر برد الخيل وأمر بضرب سوقها وأعناقها و قال إنها شغلتني عن ذكر ربي و ليس كمايقولون جل نبي الله سليمان ع عن مثل هذاالفعل لأنه لم يكن للخيل ذنب فيضرب سوقها وأعناقها لأنها لم تعرض نفسها عليه و لم تشغله وإنما عرضت عليه وهي بهائم غيرمكلفة. والصحيح في ذلك مَا روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع عُرِضَ عَلَيهِ ذَاتَ يَومٍ باِلعشَيِّ الخَيلُ فَاشتَغَلَ بِالنّظَرِ إِلَيهَا حَتّي تَوَارَتِ الشّمسُ بِالحِجَابِ فَقَالَ لِلمَلَائِكَةِ رُدّوا الشّمسَ عَلَيّ حَتّي أصُلَيَّ صلَاَتيِ فِي وَقتِهَا فَرَدّوهَا فَقَامَ فَطَفِقَ فَمَسَحَ سَاقَيهِ وَ عُنُقَهُ وَ أَمَرَ أَصحَابَهُ الّذِينَ فَاتَتهُمُ الصّلَاةُ مَعَهُ بِمِثلِ ذَلِكَ وَ كَانَ ذَلِكَ وُضُوءَهُم لِلصّلَاةِ ثُمّ قَامَ فَصَلّي فَلَمّا فَرَغَ غَابَتِ الشّمسُ وَ طَلَعَتِ النّجُومُ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ وَهَبنا لِداوُدَ سُلَيمانَ نِعمَ العَبدُ إِنّهُ أَوّابٌ إِذ عُرِضَ عَلَيهِ باِلعشَيِّ الصّافِناتُ الجِيادُ فَقالَ إنِيّ أَحبَبتُ حُبّ الخَيرِ عَن ذِكرِ ربَيّ حَتّي تَوارَت بِالحِجابِ رُدّوها عَلَيّ فَطَفِقَ مَسحاً بِالسّوقِ وَ الأَعناقِ
. و قدأخرجت هذاالحديث مسندا في كتاب الفوائد.أقول قدأوردت في أبواب قصص سليمان ع تأويل هذه الآية وتفصيل تلك القصة فلانعيدها هاهنا. و قوله موجبا الظاهر أنه تفسير لقوله مَوقُوتاًفيكون تأكيدا لقوله كِتاباً ويحتمل علي بعد أن يكون تفسيرا لقوله كِتاباً و يكون قوله
صفحه : 342
و لوكانت كمايقولون نفيا لمافهمه المخالفون من تضييق الأوقات ولعله ع حمل التواري بالحجاب علي أنها توارت خلف الجدران وخرج وقت الفضيلة فاستردها لإدراك الفضيلة فقوله ع لأنه لوصلاها بيان لأنه لم يكن خرج وقت الأداء و لوأراد أن يصلي في تلك الحال كانت أداء لكن إنما طلب ردها لإدراك الفضل . ويحتمل أن يكون المراد لوصلاها المصلي ويمكن حمل التواري علي الغروب و يكون قوله لأنه لوصلاها علة لترتب الهلاك علي قولهم أي بناء علي قولهم لا يكون للصلاة وقتا إلاقبل الغروب فيكون سليمان تاركا للصلاة بالكلية بتأخيرها عن الغروب علي قولهم و أما إذاقلنا إن الوقت وقت للعامد ولمن لا يكون له عذر ويجوز القضاء بعدالوقت لايرد هذالكن تحمل تأخيره ع الصلاة لهذا العذر مشكل وتجويز النسيان أشكل و ماذكرنا أولا بالأصول أوفق . قوله و ليس صلاة أطول وقتا من العصر أي وقت الفضيلة فيكون بيانا لخطإ آخر منهم فإنهم ضيقوا وقت الفضيلة أيضا أووقت الأداء فالمراد بعدم كونه أطول إما معناه الحقيقي فكون الظهر مساوية لها في الوقت لاينافي ذلك أومعناه المجازي المتبادر من تلك العبارة و هوكونها أطول الصلوات وقتا فيكون الحصر إضافيا. و علي التقديرين يفهم منه عدم امتداد وقت الإجزاء للعشاءين إلي الفجر
صفحه : 343
لكن لاينافي مااخترناه لأنا لانجوز التأخير عن نصف الليل في حال الاختيار لكن يرد عليه أن العشاء علي عدم القول بالاختصاص وقتها نصف الليل والعصر وقتها نصف النهار فلا يكون وقت العصر أطول و علي القول بالاختصاص يكون وقت العشاء أطول بمقدار ركعة ووقت المغرب علي التقديرين مساو لوقت العصر. فإن قيل نصف الليل الشرعي أقصر من نصف النهار إذ ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس مع كونه داخلا في حساب الليل محسوب شرعا من النهار وكذا ما بين الغروب إلي ذهاب الحمرة.قلنا الوقتان المضافان إلي النهار غيرملحوظين في اعتبار النصف فإن الزوال نصف ما بين الطلوع إلي الغروب بل الجواب أن الوقتين و إن لم يحسبا في أخذ النصف من النهار لكنهما خارجان من حساب الليل فيكون نصف الليل أقصر فإن في أول الحمل مثلا عندتساوي الليل والنهار اليوم ألذي يعتبر نصفه وقت العصر اثنتا عشرة ساعة والليل الشرعي علي المشهور عشر ساعات و علي مذهب من يكتفي بغيبوبة القرص يزيد نصف ساعة تقريبا فعلي التقديرين يزيد نصف النهار علي نصف الليل و علي مذهب ذهاب الحمرة ينقص مابينه و بين غيبوبة القرص من الليل ويزيد في النصف الثاني من النهار ويزيد به وقت العصر.فهذا الخبر مما يدل علي أن ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس داخل في النهار كم هومختار العلماء الأخيار وسيأتي القول فيه علي أنه يمكن أن يكون الحصر بالإضافة إلي غيرالعشاء أيضا لكنه بعيد ويحتمل أيضا أن يكون الكلام مبنيا علي العادة فإن الوقت ألذي يمكن للناس الإتيان بالعشاءين فيه غالبا قليل لاشتغالهم بالأكل والنوم بخلاف العصر فإنه وقت فراغهم منهما و من أمثالهما فيكون أطول بتلك الجهة فيظهر منه وجه ترجيحها علي الظهر أيضا لأن أكثر وقتها مصروف في القيلولة والاستراحة هذا ماحضر لنا من الكلام في هذاالخبر الصادر عن معدن الوحي والإلهام و في المقام خبايا تركناها لأولي الأفهام
صفحه : 344
و الله أعلم بالمرام وحججه الكرام عليهم الصلاة و السلام
18- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ صَلّي الفَجرَ فِي يَومِ غَيمٍ أَو فِي بَيتٍ وَ أَذّنَ المُؤَذّنُ وَ قَعَدَ فَأَطَالَ الجُلُوسَ حَتّي شَكّ فَلَم يَدرِ هَل طَلَعَ الفَجرُ أَم لَا فَظَنّ أَنّ المُؤَذّنَ لَا يُؤَذّنُ حَتّي يَطلُعَ الفَجرُ قَالَ أَجزَأَهُ أَذَانُهُم
بيان اختلف الأصحاب في أنه هل يجوز التعويل علي الظن عندالتمكن من العلم المشهور عدم الجواز بل قيل لايعلم فيه مخالف وظاهر العلامة في بعض كتبه والشيخ الجواز والأول أقوي و إن كان هذاالخبر يدل علي الجواز لمعارضته بِمَا رَوَاهُ الشّهِيدُ ره فِي الذّكرَي قَالَ رَوَي ابنُ أَبِي قُرّةَ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع فِي الرّجُلِ يَسمَعُ الأَذَانَ فيَصُلَيّ الفَجرَ وَ لَا يدَريِ أَ طَلَعَ الفَجرُ أَم لَا غَيرَ أَنّهُ يَظُنّ لِمَكَانِ الأَذَانِ أَنّهُ طَلَعَ قَالَ لَا يُجزِيهِ حَتّي يَعلَمَ أَنّهُ طَلَعَ
لكن إطلاق بعض الأخبار الواردة بالاكتفاء بوقوع جزء من الصلاة في الوقت إذاصلي ظانا دخوله شامل لهذا الفرد و أما إذا لم يتمكن من العلم فالمشهور بين الأصحاب جواز التعويل علي الأمارات المفيدة للظن وعدم وجوب الصبر إلي حصول اليقين بل نقل بعضهم الإجماع عليه و قال ابن الجنيد ليس للشاك يوم الغيم و لاغيره أن يصلي إلا عنديقينه بالوقت وصلاته في آخر الوقت مع اليقين خير من صلاته مع الشك و قال السيد المرتضي
صفحه : 345
لاتصح الصلاة سواء كان جهلا أوسهوا و لابد من أن يكون جميع الصلاة واقعة في الوقت المضروب لها فإن صادف شيء من أجزائها ما هوخارج الوقت لم تكن مجزية وبهذا يفتي محصلو أصحابنا ومحققوهم فقد وردت روايات به و إن كان في كتب بعض أصحابنا مايخالف ذلك من الرواية. و قال ابن أبي عقيل من صلي صلاة فرض أوسنة قبل دخول وقتها فعليه الإعادة ساهيا كان أومتعمدا في أي وقت كان إلاسنن الليل في السفر. والمشهور لايخلو من قوة و إن كان الاحتياط في الصبر إلي أن يتيقن دخول الوقت فلو صلي بالظن وانكشف وقوع جميع الصلاة قبل الوقت أعاد إجماعا و إن دخل و هومتلبس بالصلاة و لوبالتشهد أجزأ علي المشهور والأقوي و قدعرفت قول السيد والابنين بوجوب الإعادة و هوأحوط. و لوصلي قبل الوقت عامدا أوناسيا أوجاهلا ودخل الوقت و هومتلبس فلاريب في العامد أنه يجب عليه الإعادة و إن كان قول الشيخ في النهاية موهما للصحة و أماالناسي أي ناسي مراعاة الوقت فالمشهور البطلان وظاهر كلام الشيخ و أبي الصلاح و ابن البراج الصحة و هوأقوي والإعادة أحوط. و أماالجاهل بالوقت أوبوجوب المراعاة فالمشهور البطلان كما هوالأقوي ونقل عن أبي الصلاح الصحة و لووقع جميع صلاته في الوقت فالأحوط الإعادة أيضا كمااختاره جماعة
19-الذّكرَي، قَالَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن أَدرَكَ رَكعَةً مِنَ
صفحه : 346
الصّلَاةِ فَقَد أَدرَكَ الصّلَاةَ
قَالَ وَ عَن عَلِيّ ع مَن أَدرَكَ رَكعَةً مِنَ العَصرِ قَبلَ أَن تَغرُبَ الشّمسُ فَقَد أَدرَكَ العَصرَ
بيان مادل عليه الخبران من إدراك الصلاة بإدراك ركعة منها في الوقت مع الشرائط المفقودة بمعني وجود الإتيان بهامجمع عليه بين الأصحاب بل قال في المنتهي إنه لاخلاف فيه بين أهل العلم لكن اختلفوا في كونها أداء أوقضاء فذهب الشيخ في الخلاف إلي أنها أداء بأجمعها ونقل فيه الإجماع وتبعه المحقق وجماعة واختار السيد المرتضي علي مانقل عنه أن جميعها قضاء وذهب جماعة إلي أن ماوقع في الوقت أداء و ماوقع في خارجه قضاء. وتظهر فائدة الخلاف في النية وأمرها هين و قال في الذكري إنها تظهر أيضا في الترتب علي الفائتة السابقة فعلي القضاء تترتب دون الأداء و هو في غاية الوهن إذ الظاهر أن الإجماع منعقد علي وجوب تقديم الصلاة التي قدأدرك من وقتها مقدار ركعة مع الشرائط علي غيرها من الفوائت
20- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَنّهُم قَالُوا مَن صَلّي صَلَاةً قَبلَ وَقتِهَا لَم تُجزِهِ وَ عَلَيهِ الإِعَادَةُ كَمَا أَنّ رَجُلًا لَو صَامَ شَعبَانَ لَم يُجزِهِ مِن رَمَضَانَ
وَ رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ رَخّصَ فِي الجَمعِ بَينَ الصّلَاتَينِ بَينَ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ بَينَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ فِي السّفَرِ وَ فِي مَسَاجِدِ الجَمَاعَةِ فِي الحَضَرِ إِذَا
صفحه : 347
كَانَ عُذرٌ مِن مَطَرٍ أَو ظُلمَةٍ يَجمَعُ بَينَ الصّلَاتَينِ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَ إِقَامَتَينِ يُؤَخّرُ وَ يصُلَيّ الأُولَي فِي آخِرِ وَقتِهَا وَ الثّانِيَةَ فِي أَوّلِ وَقتِهَا وَ إِن صَلّاهُمَا جَمِيعاً فِي وَقتِ الأُولَي مِنهُمَا أَو فِي وَقتِ الآخِرَةِ مِنهُمَا أَجزَأَهُ ذَلِكَ إِذَا جَمَعَهُمَا
21- أَربَعِينُ الشّهِيدِ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ أَو مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَتَي جَبرَئِيلُ رَسُولَ اللّهِص بِمَوَاقِيتِ الصّلَاةِ فَأَتَاهُ حِينَ زَالَتِ الشّمسُ فَأَمَرَهُ فَصَلّي الظّهرَ ثُمّ أَتَاهُ حِينَ زَادَ الظّلّ قَامَةً فَأَمَرَهُ فَصَلّي العَصرَ ثُمّ أَتَاهُ حِينَ غَرَبَتِ الشّمسُ فَأَمَرَهُ فَصَلّي المَغرِبَ ثُمّ أَتَاهُ حِينَ سَقَطَ الشّفَقُ فَأَمَرَهُ فَصَلّي العِشَاءَ ثُمّ أَتَاهُ حِينَ طَلَعَ الفَجرُ فَأَمَرَهُ فَصَلّي الصّبحَ ثُمّ أَتَاهُ الغَدَاةُ حِينَ زَادَ الظّلّ قَامَةً فَأَمَرَهُ فَصَلّي الظّهرَ ثُمّ أَتَاهُ حِينَ زَادَ الظّلّ قَامَتَينِ فَأَمَرَهُ فَصَلّي العَصرَ ثُمّ أَتَاهُ حِينَ غَرَبَتِ الشّمسُ فَأَمَرَهُ فَصَلّي المَغرِبَ ثُمّ أَتَاهُ حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللّيلِ فَأَمَرَهُ فَصَلّي العِشَاءَ ثُمّ أَتَاهُ حِينَ نَوّرَ الصّبحُ فَأَمَرَهُ فَصَلّي الصّبحَ ثُمّ قَالَ مَا بَينَهُمَا وَقتٌ
22-العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِيمَا رَوَاهُ مِنَ العِلَلِ عَنِ الرّضَا ع فَإِن قَالَ فَلِمَ جُعِلَتِ الصّلَوَاتُ فِي هَذِهِ الأَوقَاتِ وَ لَم تُقَدّم وَ لَم تُؤَخّر قِيلَ لِأَنّ الأَوقَاتَ المَشهُورَةَ المَعلُومَةَ التّيِ تَعُمّ أَهلَ الأَرضِ فَيَعرِفُهَا الجَاهِلُ وَ العَالِمُ أَربَعَةٌ غُرُوبُ الشّمسِ مَعرُوفٌ تَجِبُ عِندَهُ المَغرِبُ وَ سُقُوطُ الشّفَقِ مَشهُورٌ تَجِبُ عِندَهُ العِشَاءُ الآخِرَةُ وَ طُلُوعُ الفَجرِ مَشهُورٌ مَعلُومٌ تَجِبُ عِندَهُ الغَدَاةُ وَ زَوَالُ الشّمسِ مَشهُورٌ مَعلُومٌ تَجِبُ عِندَهُ الظّهرُ وَ لَم يَكُن لِلعَصرِ وَقتٌ مَعلُومٌ مَشهُورٌ مِثلُ هَذِهِ الأَوقَاتِ الأَربَعَةِ فَجُعِلَ وَقتُهَا عِندَ الفَرَاغِ مِنَ الصّلَاةِ التّيِ قَبلَهَا
صفحه : 348
وَ عِلّةٌ أُخرَي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحَبّ أَن يَبدَأَ النّاسُ فِي كُلّ عَمَلٍ أَوّلًا بِطَاعَتِهِ وَ عِبَادَتِهِ فَأَمَرَهُم أَوّلَ النّهَارِ أَن يَبدَءُوا بِعِبَادَتِهِ ثُمّ يَنتَشِرُوا فِيمَا أَحَبّوا مِن مَرَمّةِ دُنيَاهُم فَأَوجَبَ صَلَاةَ الغَدَاةِ عَلَيهِم فَإِذَا كَانَ نِصفُ النّهَارِ وَ تَرَكُوا مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الشّغُلِ وَ هُوَ وَقتٌ يَضَعُ النّاسُ فِيهِ ثِيَابَهُم وَ يَستَرِيحُونَ وَ يَشتَغِلُونَ بِطَعَامِهِم وَ قَيلُولَتِهِم فَأَمَرَهُم أَن يَبدَءُوا أَوّلًا بِذِكرِهِ وَ عِبَادَتِهِ فَأَوجَبَ عَلَيهِمُ الظّهرَ ثُمّ يَتَفَرّغُوا لِمَا أَحَبّوا مِن ذَلِكَ فَإِذَا قَضَوا وَطَرَهُم وَ أَرَادُوا الِانتِشَارَ فِي العَمَلِ لِآخِرِ النّهَارِ بَدَءُوا أَيضاً بِعِبَادَتِهِ ثُمّ صَارُوا إِلَي مَا أَحَبّوا مِن ذَلِكَ فَأَوجَبَ عَلَيهِمُ العَصرَ ثُمّ يَنتَشِرُونَ فِيمَا شَاءُوا مِن مَرَمّةِ دُنيَاهُم فَإِذَا جَاءَ اللّيلُ وَ وَضَعُوا زِينَتَهُم وَ عَادُوا إِلَي أَوطَانِهِم ابتَدَءُوا أَوّلًا بِعِبَادَةِ رَبّهِم ثُمّ يَتَفَرّغُونَ لِمَا أَحَبّوا مِن ذَلِكَ فَأَوجَبَ عَلَيهِمُ المَغرِبَ فَإِذَا جَاءَ وَقتُ النّومِ وَ فَرَغُوا مِمّا كَانُوا بِهِ مُشتَغِلِينَ أَحَبّ أَن يَبدَءُوا أَوّلًا بِعِبَادَتِهِ وَ طَاعَتِهِ ثُمّ يَصِيرُونَ إِلَي مَا شَاءُوا أَن يَصِيرُوا إِلَيهِ مِن ذَلِكَ فَيَكُونُوا قَد بَدَءُوا فِي كُلّ عَمَلٍ بِطَاعَتِهِ وَ عِبَادَتِهِ فَأَوجَبَ عَلَيهِمُ العَتَمَةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ لَم يَنسَوهُ وَ لَم يَغفُلُوا عَنهُ وَ لَم تَقسُ قُلُوبُهُم وَ لَم تَقِلّ رَغبَتُهُم فَإِن قِيلَ فَلِمَ إِذَا لَم يَكُن لِلعَصرِ وَقتٌ مَشهُورٌ مِثلُ تِلكَ الأَوقَاتِ أَوجَبَهَا بَينَ الظّهرِ وَ المَغرِبِ وَ لَم يُوجِبهَا بَينَ العَتَمَةِ وَ الغَدَاةِ أَو بَينَ الغَدَاةِ وَ الظّهرِ قِيلَ لِأَنّهُ لَيسَ وَقتٌ عَلَي النّاسِ أَخَفّ وَ لَا أَيسَرَ وَ لَا أَحرَي أَن يَعُمّ فِيهِ الضّعِيفَ وَ القوَيِّ بِهَذِهِ الصّلَاةِ مِن هَذَا الوَقتِ وَ ذَلِكَ أَنّ النّاسَ عَامّتَهُم يَشتَغِلُونَ فِي أَوّلِ النّهَارِ بِالتّجَارَاتِ وَ المُعَامَلَاتِ وَ الذّهَابِ فِي الحَوَائِجِ وَ إِقَامَةِ الأَسوَاقِ فَأَرَادَ أَن لَا يَشغَلَهُم عَن طَلَبِ مَعَاشِهِم وَ مَصلَحَةِ دُنيَاهُم وَ لَيسَ يَقدِرُ الخَلقُ كُلّهُم عَلَي قِيَامِ اللّيلِ وَ لَا يَشعُرُونَ بِهِ وَ لَا يَنتَبِهُونَ لِوَقتِهِ لَو كَانَ وَاجِباً وَ لَا يُمكِنُهُم ذَلِكَ فَخَفّفَ اللّهُ تَعَالَي عَنهُم وَ لَم يَجعَلهَا فِي أَشَدّ الأَوقَاتِ عَلَيهِم وَ لَكِن جَعَلَهَا فِي أَخَفّ الأَوقَاتِ عَلَيهِم كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَ لا يُرِيدُ
صفحه : 349
بِكُمُ العُسرَ
بيان يدل علي أن أول وقت العشاء سقوط الشفق المغربي وحمل علي أول وقت الفضيلة كماسيأتي و علي أن وقت العصر بعدالفراغ من الظهر فيدل علي اختصاص أول الوقت بالظهر و لوحمل علي الفضل فلعله محمول علي غيرالمتنفل أوالمراد العصر ونافلتها علي الترتيب و في العلل بعد ذلك إلي أن يصير الظل من كل شيءأربعة أضعافه و هوغريب مخالف لسائر الأخبار ولذا أسقطه في العيون ولعله كان أربعة أسباعه مع أنه أيضا لايستقيم كثيرا. ويمكن أن يكون المراد به الظل ألذي يحدث بعدالزوال إلي أن يفرغ من الفرضين أو من الظهر ونافلتها وغالبا يكون بقدر قدم فإذاضوعف ثلاث مرات يكون مع الأصل أربعا يكون ثمانية أقدام أوأربع مرات حقيقة فيقرب من المثلين أو يكون المراد مايحدث من الظل بعدالفراغ من الظهر ونوافلها فيكون قدمين تقريبا فإذاحملت الأضعاف علي الأمثال يستقيم من غيرتكلف وبناء جميع الوجوه علي إرجاع ضمير أضعافه إلي الظل لاالشيء. ويدل الخبر أيضا علي أن أول النهار من طلوع الفجر و علي أن وقت القيلولة بين الظهرين و علي استحباب التفريق بين الصلاتين في الظهرين والعشاءين
23-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع اعلَم أَنّ لِكُلّ صَلَاةٍ وَقتَينِ أَوّلٌ وَ آخِرٌ فَأَوّلُ الوَقتِ
صفحه : 350
رِضوَانُ اللّهِ وَ آخِرُهُ عَفوُ اللّهِ وَ نُرَوّي أَنّ لِكُلّ صَلَاةٍ ثَلَاثَةَ أَوقَاتٍ أَوّلٌ وَ أَوسَطُ وَ آخِرٌ فَأَوّلُ الوَقتِ رِضوَانُ اللّهِ وَ أَوسَطُهُ عَفوُ اللّهِ وَ آخِرُهُ غُفرَانُ اللّهِ وَ أَوّلُ الوَقتِ أَفضَلُهُ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ أَن يَتّخِذَ آخِرَ الوَقتِ وَقتاً وَ إِنّمَا جُعِلَ آخِرُ الوَقتِ لِلمَرِيضِ وَ المُعتَلّ وَ لِلمُسَافِرِ وَ قَالَ إِنّ الرّجُلَ قَد يصُلَيّ فِي وَقتٍ وَ مَا فَاتَهُ مِنَ الوَقتِ خَيرٌ لَهُ مِن أَهلِهِ وَ مَالِهِ وَ قَالَ إِذَا زَالَتِ الشّمسُ فُتِحَت أَبوَابُ السّمَاءِ فَلَا أُحِبّ أَن يسَبقِنَيِ أَحَدٌ بِالعَمَلِ لأِنَيّ أُحِبّ أَن تَكُونَ صحَيِفتَيِ أَوّلَ صَحِيفَةٍ يُرفَعُ فِيهَا العَمَلُ الصّالِحُ وَ قَالَ مَا يَأمَنُ أَحَدُكُمُ الحَدَثَانَ فِي تَركِ الصّلَاةِ وَ قَد دَخَلَ وَقتُهَا وَ هُوَ فَارِغٌ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ هُم عَلي صَلاتِهِم يُحافِظُونَ قَالَ يُحَافِظُونَ عَلَي المَوَاقِيتِ وَ قَالَالّذِينَ هُم عَلي صَلاتِهِم دائِمُونَ قَالَ يَدُومُونَ عَلَي أَدَاءِ الفَرَائِضِ وَ النّوَافِلِ فَإِن فَاتَهُم بِاللّيلِ قَضَوا بِالنّهَارِ وَ إِن فَاتَهُم بِالنّهَارِ قَضَوا بِاللّيلِ وَ قَالَ أَنتُم رُعَاةُ الشّمسِ وَ النّجُومِ وَ مَا أَحَدٌ يصُلَيّ صَلَاتَينِ وَ لَا يُؤجَرُ أَجرَينِ غَيرُكُم لَكُم أَجرٌ فِي السّرّ وَ أَجرٌ فِي العَلَانِيَةِ
بيان أجمع علماؤنا علي أنه لايجوز تقديم الصلاة علي الوقت المقدر لها شرعا و لاتأخيرها عنه وذهب الأكثر إلي أنها تجب بأول الوقت وجوبا موسعا ويظهر من كلام المفيد التضييق حيث قال و لاينبغي لأحد أن يؤخر الصلاة عن أول وقتها و هوذاكر لها غيرممنوع فيها و إن أخرها ثم اخترم في الوقت قبل أن يؤديها كان مضيعا لها و إن بقي حتي يؤديها في آخر الوقت أو في ما بين الأول والآخر عفي عن ذنبه في تأخيرها والأخبار المستفيضة تنفيه
صفحه : 351
ولعل مراد المفيد أيضا تأكد الاستحباب كماأول الشيخ كلامه به . و قداستدل في الذكري له بما رواه الصدوق رحمه الله عن أبي عبد الله ع أول الوقت رضوان الله وآخره عفو الله قال والعفو لا يكون إلا عن ذنب قال وجوابه بجواز توجه العفو بترك الأولي مثل عفا الله عنك وربما يؤول بغفران سائر الذنوب . قوله ع أنتم رعاة الشمس والنجوم من الرعاية أوالرعي فإنهم لمحافظتهم علي رعاية النجوم لمعرفة أوقات الصلوات فكأنهم رعاتها كماروي عن بعض الصحابة أنه قال صرنا رعاة الشمس والقمر بعد ماكنا رعاة الإبل
صفحه : 352
والغنم والبقر. و ماأحد يصلي صلاتين أي صلاة تحسب صلاتين فتكون الجملة الثانية مؤكدة وموضحة بها أوالمراد الصلاة مع المخالفين تقية والصلاة في البيت بآدابها أوالمراد نوعان من الصلاة أي قديصلون بطريقة المخالفين تقية و قديصلون بغير تقية فله النوعان من الصلاة وكذا قوله ع لكم أجر في السر وأجر في العلانية أي في الأعمال التي تأتون بهاسرا والأعمال التي تأتون بهاعلانية أو ماتأتون به ظاهرا من موافقتهم و ماتسرون من مخالفتهم وعدم الاعتناء بصلاتهم وأعمالهم
24-العيَاّشيِّ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ فِي صَلَاةِ المَغرِبِ فِي السّفَرِ لَا يَضُرّكَ أَن تُؤَخّرَ سَاعَةً ثُمّ تُصَلّيَهَا إِن أَحبَبتَ أَن تصُلَيَّ العِشَاءَ الآخِرَةَ وَ إِن شِئتَ مَشَيتَ سَاعَةً إِلَي أَن تَغِيبَ الشّفَقُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي صَلَاةَ الهَاجِرَةِ وَ العَصرَ جَمِيعاً وَ المَغرِبَ وَ العِشَاءَ الآخِرَةَ جَمِيعاً وَ كَانَ يُقَدّمُ وَ يُؤَخّرُ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَالَإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاًإِنّمَا عَنَي وُجُوبَهَا عَلَي المُؤمِنِينَ لَم يَعنِ غَيرَهُ إِنّهُ لَو كَانَ كَمَا يَقُولُونَ لَم يُصَلّ رَسُولُ اللّهِص هَكَذَا وَ كَانَ أَعلَمَ وَ أَخبَرَ وَ لَو كَانَ خَيراً لَأَمَرَ بِهِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 353
وَ قَد فَاتَ النّاسَ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَومَ صِفّينَ صَلَاةُ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ الآخِرَةِ فَأَمَرَهُم عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَكَبّرُوا وَ هَلّلُوا وَ سَبّحُوا رِجَالًا وَ رُكبَاناً لِقَولِ اللّهِفَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكباناًفَأَمَرَهُم عَلِيّ فَصَنَعُوا ذَلِكَ
25- وَ مِنهُ، عَن زُرَارَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع قَولُ اللّهِإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً قَالَ يعَنيِ كِتَاباً مَفرُوضاً وَ لَيسَ يعَنيِ وَقتاً وَقّتَهَا إِن جَازَ ذَلِكَ الوَقتَ ثُمّ صَلّاهَا لَم يَكُن صَلَاةً مُؤَدّاةً لَو كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَهَلَكَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ حِينَ صَلّاهَا لِغَيرِ وَقتِهَا وَ لَكِنّهُ مَتَي مَا ذَكَرَهَا صَلّاهَا
بيان قوله إن جاز ذلك الوقت بيان وتفسير للتوقيت و في الفقيه ليس يعني وقت فوتها إن جاز إلخ قوله ع لم تكن صلاة مؤداة أي صحيحا مثابا عليها و إن كان قضاء فلاتكون الصحة مخصوصة بالوقت المعين ويحتمل أن يكون وقت المنفي تعينه وقت الفضيلة والاختيار كمامرت الإشارة إليه فهو بيان لتوسعة الوقت وحينئذ يكون لفظ المؤداة بالمعني الاصطلاحي ويحتمل الأعم منهما
26-العيَاّشيِّ عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ يَقُولُإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً قَالَ لَو كَانَت مَوقُوتاً كَمَا يَقُولُونَ لَهَلَكَ النّاسُ وَ لَكَانَ الأَمرُ ضَيّقاً وَ لَكِنّهَا كَانَت عَلَي المُؤمِنِينَ
صفحه : 354
كِتَاباً مَوجُوباً
27- وَ مِنهُ، عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن هَذِهِ الآيَةِإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً فَقَالَ إِنّ لِلصّلَاةِ وَقتاً وَ الأَمرُ فِيهِ وَاسِعٌ يُقَدّمُ مَرّةً وَ يُؤَخّرُ مَرّةً إِلّا الجُمُعَةَ فَإِنّمَا هُوَ وَقتٌ وَاحِدٌ وَ إِنّمَا عَنَي اللّهُكِتاباً مَوقُوتاً أَي وَاجِباً يعَنيِ بِهَا أَنّهَا الفَرِيضَةُ
28- وَ مِنهُ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع إِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً قَالَ لَو عَنَي أَنّهَا فِي وَقتٍ لَا تُقبَلُ إِلّا فِيهِ كَانَت مُصِيبَةً وَ لَكِن مَتَي أَدّيتَهَا فَقَد أَدّيتَهَا
29- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً قَالَ إِنّمَا يعَنيِ وُجُوبَهَا عَلَي المُؤمِنِينَ وَ لَو كَانَ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَهَلَكَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع حِينَ قَالَحَتّي تَوارَت بِالحِجابِلِأَنّهُ لَو صَلّاهَا قَبلَ ذَلِكَ كَانَت فِي وَقتٍ وَ لَيسَ صَلَاةٌ أَطوَلَ وَقتاً مِن صَلَاةِ العَصرِ
30- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً فَقَالَ يعَنيِ بِذَلِكَ وُجُوبَهَا عَلَي المُؤمِنِينَ وَ لَيسَ لَهَا وَقتٌ مَن تَرَكَهُ أَفرَطَ الصّلَاةَ وَ لَكِن لَهَا تَضيِيعٌ
31- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ عَوّاضٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ قَالَإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً قَالَ إِنّمَا عَنَي وُجُوبَهَا عَلَي المُؤمِنِينَ وَ لَم يَعنِ غَيرَهُ
صفحه : 355
32- وَ مِنهُ، عَن عُبَيدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَو أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً قَالَ كِتَابٌ وَاجِبٌ أَمَا إِنّهُ لَيسَ مِثلَ وَقتِ الحَجّ وَ لَا رَمَضَانَ إِذَا فَاتَكَ فَقَد فَاتَكَ وَ إِنّ الصّلَاةَ إِذَا صَلّيتَ فَقَد صَلّيتَ
33- وَ مِنهُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ العمَركَيِّ عَنِ العبُيَديِّ عَن يُونُسَ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ ع قَالَ لِكُلّ صَلَاةٍ وَقتَانِ وَ وَقتُ يَومِ الجُمُعَةِ زَوَالُ الشّمسِ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ جَعَلَ الظّلُماتِ وَ النّورَ ثُمّ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم يَعدِلُونَ قَالَ يَعدِلُونَ بَينَ الظّلُمَاتِ وَ النّورِ وَ بَينَ الجَورِ وَ العَدلِ
بيان لعله علي هذاالتأويل قوله بِرَبّهِممتعلق بقوله كَفَرُوا ومناسبة الآية للمقام لعلها من جهة أن المخالفين يعدلون بين أجزاء النور وأجزاء الظلمة و لايفرقون بين الجمعة وغيرها و لا بين وقت الفضيلة ووقت الإجزاء وللظلمات والنور تأويل و هوالجور والعدل وهم يعدلون بينهما أيضا ويقولون بخلافة العادل والجائر
34- السّرَائِرُ، مِن كِتَابِ حَرِيزٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع اعلَم أَنّ أَوّلَ الوَقتِ أَبَداً أَفضَلُ فَعَجّلِ الخَيرَ مَا استَطَعتَ وَ أَحَبّ الأَعمَالِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ مَا دَامَ عَلَيهِ العَبدُ وَ إِن قَلّ
35-العيَاّشيِّ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ عَمّا فَرَضَ اللّهُ مِنَ الصّلَوَاتِ قَالَ خَمسَ صَلَوَاتٍ فِي اللّيلِ وَ النّهَارِ قُلتُ سَمّاهُنّ اللّهُ وَ بَيّنَهُنّ فِي كِتَابِهِ قَالَ نَعَم قَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِص أَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِ وَ دُلُوكُهَا زَوَالُهَا فِيمَا بَينَ دُلُوكِ الشّمسِ إِلَي غَسَقِ اللّيلِ أَربَعُ
صفحه : 356
صَلَوَاتٍ سَمّاهُنّ وَ بَيّنَهُنّ وَ وَقّتَهُنّ وَ غَسَقُ اللّيلِ انتِصَافُهُ وَ قَالَوَ قُرآنَ الفَجرِ إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً هَذِهِ الخَامِسَةُ
36- وَ مِنهُ، عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن هَذِهِ الآيَةِأَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِ قَالَ دُلُوكُ الشّمسِ زَوَالُهَا عِندَ كَبِدِ السّمَاءِإِلي غَسَقِ اللّيلِ إِلَي انتِصَافِ اللّيلِ فَرَضَ اللّهُ فِيمَا بَينَهُمَا أَربَعَ صَلَوَاتٍ الظّهرَ وَ العَصرَ وَ المَغرِبَ وَ العِشَاءَوَ قُرآنَ الفَجرِيعَنيِ القِرَاءَةَإِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً قَالَ يَجتَمِعُ فِي صَلَاةِ الغَدَاةِ حَرَسُ اللّيلِ وَ النّهَارِ مِنَ المَلَائِكَةِ قَالَ وَ إِذَا زَالَتِ الشّمسُ فَقَد دَخَلَ وَقتُ الصّلَاتَينِ لَيسَ نَفلٌ إِلّا السّبحَةَ التّيِ جَرَت بِهَا السّنّةُ أَمَامَهَاقُرآنَ الفَجرِ قَالَ رَكعَتَانِ الفَجرِ وَ وَضَعَهُنّ رَسُولُ اللّهِص وَ وَقّتَهُنّ لِلنّاسِ
37- وَ مِنهُ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِأَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِ قَالَ زَوَالُهَاإِلي غَسَقِ اللّيلِ إِلَي نِصفِ اللّيلِ ذَلِكَ أَربَعُ صَلَوَاتٍ وَضَعَهُنّ رَسُولُ اللّهِص وَ وَقّتَهُنّ لِلنّاسِوَ قُرآنَ الفَجرِصَلَاةُ الغَدَاةِ
وَ قَالَ مُحَمّدٌ الحلَبَيِّ عَن أَحَدِهِمَا وَ غَسَقُ اللّيلِ نِصفُهَا بَل زَوَالُهَا وَ قَالَ أُفرِدَ الغَدَاةُ وَ قَالَوَ قُرآنَ الفَجرِ إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداًفَرَكعَتَا الفَجرِ يَحضُرُهُمَا المَلَائِكَةُ مَلَائِكَةُ اللّيلِ وَ مَلَائِكَةُ النّهَارِ
38- وَ مِنهُ، عَن سَعِيدٍ الأَعرَجِ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ مُغضَبٌ وَ عِندَهُ نَفَرٌ مِن أَصحَابِنَا وَ هُوَ يَقُولُ تُصَلّونَ قَبلَ أَن تَزُولَ الشّمسُ قَالَ وَ هُم سُكُوتٌ قَالَ فَقُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ مَا نصُلَيّ حَتّي يُؤَذّنَ مُؤَذّنُ مَكّةَ قَالَ فَلَا بَأسَ أَمَا إِنّهُ إِذَا أَذّنَ فَقَد زَالَتِ الشّمسُ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ يَقُولُأَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِفَقَد دَخَلَت أَربَعُ صَلَوَاتٍ فِيمَا بَينَ هَذَينِ الوَقتَينِ وَ أَفرَدَ صَلَاةَ الفَجرِ فَقَالَوَ قُرآنَ الفَجرِ إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداًفَمَن صَلّي قَبلَ أَن تَزُولَ
صفحه : 357
الشّمسُ فَلَا صَلَاةَ لَهُ
بيان يدل علي جواز الاعتماد علي المؤذنين في دخول الوقت و إن كانوا مخالفين بل ربما يستدل به علي العمل بخبر الموثق و قديحمل علي ما إذاحصل العلم باتفاق جماعة من المؤذنين علي الأذان بحيث يستحيل تواطؤهم علي الكذب و هوبعيد وظاهر المعتبر أنه يجوز التعويل علي أذان الثقة ألذي يعرف منه الاستظهار عندالتمكن من العلم لقول النّبِيّص المُؤَذّنُونَ أُمَنَاءُ
وَ رَوَي الشّيخُ عَن ذَرِيحٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع صَلّ الجُمُعَةَ بِأَذَانِ هَؤُلَاءِ فَإِنّهُم أَشَدّ شَيءٍ مُوَاظَبَةً عَلَي الوَقتِ
وَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ القسَريِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَخَافُ أَن نَكُونَ نصُلَيّ الجُمُعَةَ قَبلَ أَن تَزُولَ الشّمسُ قَالَ إِنّمَا ذَاكَ عَلَي المُؤَذّنِينَ
ويعارضها خبر علي بن جعفرالمتقدم ويمكن حمله علي الكراهة جمعا أوحمل تلك الأخبار علي حصول العلم والثاني أحوط. و أماالاعتماد علي شهادة العدلين فظاهر الأكثر الجواز و في العدل الواحد عدم الجواز وظاهر المبسوط عدم جواز التعويل علي الغير مع عدم المانع مطلقا و هوأحوط
39-العيَاّشيِّ، عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِأَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِ قَالَ جُمِعَتِ الصّلَاةُ كُلّهُنّ وَ دُلُوكُ الشّمسِ زَوَالُهَا وَ غَسَقُ اللّيلِ انتِصَافُهُ وَ قَالَ إِنّهُ ينُاَديِ مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ كُلّ لَيلَةٍ إِذَا انتَصَفَ اللّيلُ مَن رَقَدَ عَن صَلَاةِ العِشَاءِ إِلَي هَذِهِ السّاعَةِ فَلَا نَامَت عَينَاهُوَ قُرآنَ الفَجرِ قَالَ صَلَاةُ الصّبحِ وَ أَمّا قَولُهُكانَ مَشهُوداً
صفحه : 358
قَالَ تَحضُرُهُ مَلَائِكَةُ اللّيلِ وَ النّهَارِ
40- وَ مِنهُ، عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِأَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِ قَالَ إِنّ اللّهَ افتَرَضَ أَربَعَ صَلَوَاتٍ أَوّلُ وَقتِهَا مِن زَوَالِ الشّمسِ إِلَي انتِصَافِ اللّيلِ مِنهَا صَلَاتَانِ أَوّلُ وَقتِهِمَا مِن عِندِ زَوَالِ الشّمسِ إِلَي غُرُوبِهَا إِلّا أَنّ هَذِهِ قَبلَ هَذِهِ وَ مِنهَا صَلَاتَانِ أَوّلُ وَقتِهِمَا مِن غُرُوبِ الشّمسِ إِلَي انتِصَافِ اللّيلِ إِلّا أَنّ هَذِهِ قَبلَ هَذِهِ
بيان هذاالخبر وأمثاله مما استدل به للصدوق رحمه الله علي اشتراك الوقت بين الصلاتين من أوله إلي آخره من غيراختصاص كمامر وربما يؤول بأن المراد بدخول الوقتين دخولهما موزعين علي الصلاتين كمايشعر به قولهم ع في بعض الأخبار إذازالت الشمس دخل وقت الظهر والعصر جميعا إلا أن هذه قبل هذه و قال المحقق رحمه الله في المعتبر بعدإيراد تلك الروايات ويمكن أن يتأول ذلك من وجوه أحدها أن الحديث تضمن إلا أن هذه قبل هذه و ذلك يدل علي أن المراد بالاشتراك ما بعدالاختصاص .الثاني أنه لم يكن للظهر وقت مقدر بل أي وقت فرض وقوعها فيه أمكن وقوعها فيما هوأقل منه حتي لوكانت الظهر تسبيحة كصلاة شدة الخوف كانت العصر بعدها ولأنه لوظن الزوال وصلي ثم دخل الوقت قبل إكمالها بلحظة أمكن وقوع العصر في أول الوقت إلا ذلك القدر فلقلة الوقت وعدم ضبطه كان التعبير عنه بما ذكر في الرواية ألخص العبارات وأحسنها.الثالث أن هذاالإطلاق مقيد في رواية ابن فرقد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إذازالت الشمس دخل وقت الظهر فإذامضي قدر أربع ركعات دخل وقت الظهر والعصر حتي يبقي من الشمس مقدار مايصلي أربع ركعات
صفحه : 359
فإذابقي مقدار ذلك فقد خرج وقت الظهر وبقي وقت العصر حتي تغيب الشمس وأخبار الأئمة ع و إن تعددت في حكم الخبر الواحد انتهي . و لايخفي قوة مااختاره و إن أمكن المناقشة في بعض ماذكره قدس سره والمسألة لاتخلو من إشكال
41- العيَاّشيِّ، عَن أَبِي هَاشِمٍ الخَادِمِ عَن أَبِي الحَسَنِ الماَضيِ ع قَالَ مَا بَينَ غُرُوبِ الشّمسِ إِلَي سُقُوطِ القُرصِ غَسَقٌ
42- إِختِيَارُ الرّجَالِ للِكشَيّّ، عَن حَمدَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ قَالَ كُنتُ قَاعِداً عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنَا وَ حُمرَانُ فَقَالَ لَهُ حُمرَانُ مَا تَقُولُ فِيمَا يَقُولُ زُرَارَةُ فَقَد خَالَفتُهُ فِيهِ قَالَ فَمَا هُوَ قَالَ يَزعُمُ أَنّ مَوَاقِيتَ الصّلَاةِ مُفَوّضَةٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ ألّذِي وَضَعَهَا قَالَ فَمَا تَقُولُ أَنتَ قَالَ قُلتُ إِنّ جَبرَئِيلَ ع أَتَاهُ فِي اليَومِ الأَوّلِ بِالوَقتِ الأَوّلِ وَ فِي اليَومِ الثاّنيِ بِالوَقتِ الأَخِيرِ ثُمّ قَالَ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ مَا بَينَهُمَا وَقتٌ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا حُمرَانُ زُرَارَةُ يَقُولُ إِنّمَا جَاءَ جَبرَئِيلُ ع مُشِيراً عَلَي مُحَمّدٍص وَ صَدَقَ زُرَارَةُ جَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ إِلَي مُحَمّدٍص فَوَضَعَهُ وَ أَشَارَ جَبرَئِيلُ عَلَيهِ
43- فَلَاحُ السّائِلِ، مِن كِتَابِ مَدِينَةِ العِلمِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَضلُ الوَقتِ الأَوّلِ عَلَي الأَخِيرِ كَفَضلِ الآخِرَةِ عَلَي الدّنيَا
وَ بِالإِسنَادِ عَنهُ ع قَالَ لَفَضلُ الوَقتِ الأَوّلِ عَلَي الآخِرِ خَيرٌ لِلمُؤمِنِ مِن مَالِهِ وَ وُلدِهِ
44-تَفسِيرُ النعّماَنيِّ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ
صفحه : 360
ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنّ اللّهَ تَعَالَي إِذَا حَجَبَ عَن عِبَادِهِ عَينَ الشّمسِ التّيِ جَعَلَهَا دَلِيلًا عَلَي أَوقَاتِ الصّلَوَاتِ فَمُوَسّعٌ عَلَيهِم تَأخِيرُ الصّلَوَاتِ لِيَتَبَيّنَ لَهُمُ الوَقتُ بِظُهُورِهَا وَ يَستَيقِنُوا أَنّهَا قَد زَالَت
45- الإِختِصَاصُ،لِلمُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ العلَوَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِأَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ وَ الشّمسُ وَ القَمَرُ وَ النّجُومُ وَ الجِبالُ وَ الشّجَرُ وَ الدّوَابّالآيَةَ فَقَالَ إِنّ لِلشّمسِ أَربَعَ سَجَدَاتٍ كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ فَأَوّلُ سَجدَةٍ إِذَا صَارَت فِي طُولِ السّمَاءِ قَبلَ أَن يَطلُعَ الفَجرُ قُلتُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ ذَاكَ الفَجرُ الكَاذِبُ لِأَنّ الشّمسَ تَخرُجُ سَاجِدَةً وَ هيَِ فِي طَرَفِ الأَرضِ فَإِذَا ارتَفَعَت مِن سُجُودِهَا طَلَعَ الفَجرُ وَ دَخَلَ وَقتُ الصّلَاةِ وَ أَمّا السّجدَةُ الثّانِيَةُ فَإِنّهَا إِذَا صَارَت فِي وَسَطِ القُبّةِ وَ ارتَفَعَ النّهَارُ رَكَدَت قَبلَ الزّوَالِ فَإِذَا صَارَت بِحِذَاءِ العَرشِ رَكَدَت وَ سَجَدَت فَإِذَا ارتَفَعَت مِن سُجُودِهَا زَالَت عَن وَسَطِ القُبّةِ فَيَدخُلُ وَقتُ صَلَاةِ الزّوَالِ وَ أَمّا السّجدَةُ الثّالِثَةُ فَإِنّهَا إِذَا غَابَت مِنَ الأُفُقِ خَرّت سَاجِدَةً فَإِذَا ارتَفَعَت مِن سُجُودِهَا زَالَ اللّيلُ كَمَا أَنّهَا حِينَ زَالَت وَسَطَ السّمَاءِ دَخَلَ وَقتُ الزّوَالِ زَوَالِ النّهَارِ
بيان الظاهر أن السجدة في تلك الآية كناية عن تذلل تلك الأشياء عندقدرته وعدم تأبيها عن تدبيره وكونها مسخرة لأمره أودلالتها بذلها علي عظمة مدبرها فإن السجود في اللغة تذلل مع تطامن قال الشاعر.
صفحه : 361
ري الأكم فيهاسجدا للحوافر. |
فلعل تخصيص تلك الأوقات بسجود الشمس لكون أثر الذل والتسخير فيهاعندها أظهر من سائر الأوقات والدلالة علي المدبر والصانع فيهاأبين . أماالصبح فلأنه أول ظهور انقيادها بعدغفلة الناس عنها بالغروب وبدو ظهور أثر النعمة بها ولأن الظهور بعدالخفاء والوجود بعدالعدم والكمال بعدالنقص من لوازم الإمكان . و أما عندالزوال فلأنها تأخذ في الهبوط بعدالصعود و في النقص بعدالقوة و هودليل العجز والإمكان والتسخير وأيضا في تلك الحالة تتم النعمة بوجودها لوصولها إلي الكمال فدلت علي كمال قدرة مدبرها ورحمته . وكذا عندالغروب والأفول سجدت وأقرت لمدبرها بالقدرة ولنفسها بالعجز والتسخير فناسب تلك الحالة أن يتذكر الناس مدبرها ويعبدوه ويعلموا أن لابقاء لشيء من الممكنات فينبغي قطع التعلق عنها والتوجه إلي من لايعتريه نقص و لاعجز و لازوال وأيضا أبدل نعمة اليوم بنعمة أخري هي الليل فناسب أن يعبدوه ويشكروه والارتفاع من السجود عندزوال الليل لأنها تأخذ في الارتفاع بعدالانحطاط فكأنها رفعت رأسها من السجدة ولعل فيه إيماء بأن نصف الليل إنما هو عندتجاوزها من دائرة نصف النهار تحت الأرض فيناسب رأي من جعل ما بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس من الليل وسيأتي القول فيه . والركود السكون والثبات وأول هاهنا بعدم ظهور حركتها بقدر يعتد بها عندالزوال وعدم ظهور زيادة الظل حينئذ إذ لوقيل بالركود حقيقة عندزوال
صفحه : 362
الشمس في كل بلد يلزم سكونها دائما إذ كل نقطة من مدار الشمس محاذية لسمت رأس أفق من الآفاق وتخصيص الركود بأفق خاص كمكة أوالمدينة مع بعده يستلزم سكونها في البلاد الأخري بحسبها في أوقات أخري فإن ظهر مكة يقع في وقت الضحي في بلد آخر فيلزم ركودها في ضحي ذلك البلد و هو في غاية البعد و قدمر القول فيه والسكوت عن تلك الأخبار البعيدة عن ظواهر العقول والتسليم إجمالا لماقصد المعصوم بها علي تقدير ثبوتها أحوط وأولي . ثم اعلم أنه سقطت من النسخ إحدي السجدات والظاهر أنه كان كذا فإذاارتفعت من سجودها دخل وقت المغرب و أماالسجدة الرابعة فإذاصارت في وسط القبة تحت الأرض فإذاارتفعت من سجودها زال الليل
46- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ صَلّيتُ يَوماً بِالمَدِينَةِ الظّهرَ وَ السّمَاءُ مُغِيمَةٌ وَ انصَرَفتُ وَ طَلَعَتِ الشّمسُ فَإِذَا هيَِ حِينَ زَالَت فَأَتَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَسَأَلتُهُ فَقَالَ لَا تَعُد وَ لَا تَعُودُنّ
بيان قال الجوهري الغيم السحاب و قدغامت السماء وأغامت وأغيمت وتغيمت كله بمعني و قال في التهذيب بعدإيراد تلك الرواية فالموجه في هذاالخبر أنه إنما نهاه عن المعاودة إلي مثله لأن ذلك فعل من لايصلي النوافل و لاينبغي الاستمرار علي ترك النوافل وإنما يسوغ ذلك عندالعوارض والعلل انتهي . والأظهر أنه لماصلي بالظن فظهر أنه كان صلاته في الوقت حكم ع بصحة صلاته ونهاه عن أن يصلي بعد ذلك قبل حصول اليقين بالوقت تنزيها علي المشهور لعدم إمكان تحصيل العلم للغيم وتحريما علي قول ابن الجنيد وجماعة فيدل علي مختارهم علي أنه لوخالف وأوقع صلاته قبل العلم وظهر وقوعها في الوقت تكون صحيحة و إن كان فعل محرما و مع العلم بالمسألة مشكل والظاهر
صفحه : 363
هنا الجهل ويحتمل أن يكون المراد بقوله حين زالت وقوع الزوال في أثناء صلاته و هواحتمال قريب فيدل علي المشهور في ذلك كماعرفت
47- السّرَائِرُ، مِن كِتَابِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ يَعقُوبَ الهاَشمِيِّ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يُفَوّتِ الصّلَاةَ مَن أَرَادَ الصّلَاةَ لَا تَفُوتُ صَلَاةُ النّهَارِ حَتّي تَغِيبَ الشّمسُ وَ لَا صَلَاةُ اللّيلِ حَتّي يَطلُعَ الفَجرُ وَ لَا صَلَاةُ الفَجرِ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ
48- الذّكرَي،نَقلًا مِن كِتَابِ عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي السّفَرِ يَجمَعُ بَينَ المَغرِبِ وَ العِشَاءِ وَ الظّهرِ وَ العَصرِ وَ إِنّمَا يَفعَلُ ذَلِكَ إِذَا كَانَ مُستَعجِلًا قَالَ وَ قَالَ ع وَ تَفرِيقُهُمَا أَفضَلُ
49- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع فِي الرّجُلِ يَسمَعُ الأَذَانَ فيَصُلَيّ الفَجرَ وَ لَا يدَريِ طَلَعَ أَم لَا غَيرَ أَنّهُ يَظُنّ لِمَكَانِ الأَذَانِ أَنّهُ طَلَعَ قَالَ لَا يُجزِيهِ حَتّي يَعلَمَ أَنّهُ قَد طَلَعَ
50-العُيُونُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الغرَوَيِّ عَن أَبِيهِ قَالَدَخَلتُ عَلَي الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَي سَطحٍ فَقَالَ لِي ادنُ منِيّ فَدَنَوتُ مِنهُ حَتّي حَاذَيتُهُ ثُمّ قَالَ لِي أَشرِف إِلَي البَيتِ فِي الدّارِ فَأَشرَفتُ فَقَالَ لِي مَا تَرَي قُلتُ ثَوباً مَطرُوحاً فَقَالَ انظُر حَسَناً فَتَأَمّلتُهُ وَ نَظَرتُ فَتَيَقّنتُ فَقُلتُ رَجُلٌ سَاجِدٌ إِلَي أَن قَالَ فَقَالَ هَذَا أَبُو الحَسَنِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع إنِيّ أَتَفَقّدُهُ اللّيلَ وَ النّهَارَ فَلَم
صفحه : 364
أَجِدهُ فِي وَقتٍ مِنَ الأَوقَاتِ إِلّا عَلَي الحَالَةِ التّيِ أُخبِرُكَ بِهَا أَنّهُ يصُلَيّ الفَجرَ فَيُعَقّبُ سَاعَةً فِي دُبُرِ صَلَاتِهِ إِلَي أَن تَطلُعَ الشّمسُ ثُمّ يَسجُدُ سَجدَةً فَلَا يَزَالُ سَاجِداً حَتّي تَزُولَ الشّمسُ وَ قَد وَكّلَ مَن يَتَرَصّدُ لَهُ الزّوَالَ فَلَستُ أدَريِ مَتَي يَقُولُ لَهُ الغُلَامُ قَد زَالَتِ الشّمسُ إِذ يَثِبُ فيَبَتدَِئُ الصّلَاةَ مِن غَيرِ أَن يُحدِثَ وُضُوءاً فَاعلَم أَنّهُ لَم يَنَم فِي سُجُودِهِ وَ لَا أَغفَي فَلَا يَزَالُ إِلَي أَن يَفرُغَ مِن صَلَاةِ العَصرِ فَإِذَا صَلّي العَصرَ سَجَدَ سَجدَةً فَلَا يَزَالُ سَاجِداً إِلَي أَن تَغِيبَ الشّمسُ فَإِذَا غَابَتِ الشّمسُ وَثَبَ مِن سَجدَتِهِ فَصَلّي المَغرِبَ مِن غَيرِ أَن يُحدِثَ حَدَثاً وَ لَا يَزَالُ فِي صَلَاتِهِ وَ تَعقِيبِهِ إِلَي أَن يصُلَيَّ العَتَمَةَ فَإِذَا صَلّي العَتَمَةَ أَفطَرَ عَلَي شوَيِّ يُؤتَي بِهِ ثُمّ يُجَدّدُ الوُضُوءَ ثُمّ يَسجُدُ ثُمّ يَرفَعُ رَأسَهُ فَيَنَامُ نَومَةً خَفِيفَةً ثُمّ يَقُومُ فَيُجَدّدُ الوُضُوءَ ثُمّ يَقُومُ فَلَا يَزَالُ يصُلَيّ فِي جَوفِ اللّيلِ حَتّي يَطلُعَ الفَجرُ فَلَستُ أدَريِ مَتَي يَقُولُ الغُلَامُ إِنّ الفَجرَ قَد طَلَعَ إِذ وَثَبَ هُوَ لِصَلَاةِ الفَجرِ فَهَذَا دَأبُهُ مُنذُ حُوّلَ إلِيَّ الحَدِيثَ
بيان في القاموس غفا غفوا وغفوا نام أونعس كأغفي و قال تصغير شيء شيء لاشوي أولغية عن إدريس بن موسي النحوي انتهي .أقول المتعارف عندالعرب الآن شوي بقلب الهمزة ياء و في بعض النسخ شواء و هوبالكسر اللحم المشوي والأول أكثر وأظهر ويدل ظاهرا علي جواز الاتكال علي قول الغير في دخول الوقت و إن كان واحدا لكن الظاهر أنه ع كان عارفا بالوقت بما يخصه من العلم وإنما وكل الغلام لمعرفة ذلك تقية و مع ذلك لايخلو عن تأييد لسائر الأخبار
51- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الكَاظِمِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَأمُرُ الصّبيَانَ أَن يُصَلّوا المَغرِبَ وَ العِشَاءَ جَمِيعاً فَقِيلَ لَهُ يُصَلّونَ الصّلَاةَ فِي غَيرِ وَقتِهَا قَالَ هُوَ خَيرٌ مِن أَن يَنَامُوا عَنهَا
صفحه : 365
52- نَهجُ البَلَاغَةِ، مِن كِتَابِهِ ع إِلَي أُمَرَائِهِ فِي الصّلَاةِ أَمّا بَعدُ فَصَلّوا بِالنّاسِ الظّهرَ حِينَ تفَيِءُ الشّمسُ مِثلَ مَربِضِ العَنزِ وَ صَلّوا بِهِمُ العَصرَ وَ الشّمسُ بَيضَاءُ حَيّةٌ فِي عُضوٍ مِنَ النّهَارِ حِينَ يُسَارُ فِيهَا فَرسَخَانِ وَ صَلّوا بِهِمُ المَغرِبَ حِينَ يُفطِرُ الصّائِمُ وَ يَدفَعُ الحَاجّ وَ صَلّوا بِهِمُ العِشَاءَ حِينَ يَتَوَارَي الشّفَقُ إِلَي ثُلُثِ اللّيلِ وَ صَلّوا بِهِمُ الغَدَاةَ وَ الرّجُلُ يَعرِفُ وَجهَ صَاحِبِهِ وَ صَلّوا بِهِم صَلَاةَ أَضعَفِهِم وَ لَا تَكُونُوا فَتّانِينَ
بيان مربض العنز بكسر الباء و قديفتح محل بروكها فإن أريد عرضه فهو قريب من الذراع والقدمين و إن أريد الطول فهو قريب من خمسة أقدام والأول أوفق بسائر الأخبار والثاني بتتمة الخبر إذ فيه شوب تقية و في النهاية فيه أنه كان يصلي العصر والشمس حية أي صافية اللون لم يدخلها التغير بدنو المغيب كأنه جعل مغيبها لها موتا وأراد تقديم وقتها و قال الجوهري العضو والعضو واحد الأعضاء وعضيت الشاء تعضيت إذاجزيتها أعضاء. و في النهاية فيه أنه دفع من عرفات أي ابتدأ السير ودفع نفسه منها ونحاها أودفع ناقته وحملها علي السير و لاتكونوا فتانين أي تفتنون الناس وتضلونهم بترك الجماعة بسبب إطالة الصلاة فإنها مستلزمة لتخلف الضعفاء والعاجزين والمضطرين رَوَوا عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يَا مُعَاذُ إِيّاكَ أَن تَكُونَ فَتّاناً لِلمُسلِمِينَ
و في أخري أفتان أنت يامعاذ
53-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ عِمرَانَ الأشَعرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي الخَشّابِ عَنِ الحَسَنِ بنِ إِسحَاقَ التمّيِميِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أخَيِ الضبّيّّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُتَزُولُ الشّمسُ فِي النّصفِ مِن حَزِيرَانَ عَلَي نِصفِ قَدَمٍ وَ فِي النّصفِ مِن تَمّوزَ عَلَي قَدَمٍ وَ نِصفٍ وَ فِي النّصفِ مِن آبَ عَلَي قَدَمَينِ وَ نِصفٍ وَ فِي النّصفِ مِن أَيلُولَ عَلَي ثَلَاثَةِ أَقدَامٍ وَ نِصفٍ وَ فِي النّصفِ مِن تِشرِينَ الأَوّلِ عَلَي خَمسَةٍ وَ نِصفٍ وَ فِي
صفحه : 366
النّصفِ مِن تِشرِينَ الآخِرِ عَلَي سَبعَةٍ وَ نِصفٍ وَ فِي النّصفِ مِن كَانُونَ الأَوّلِ عَلَي تِسعَةٍ وَ نِصفٍ وَ فِي النّصفِ مِن كَانُونَ الآخِرِ عَلَي سَبعَةٍ وَ نِصفٍ وَ فِي النّصفِ مِن شُبَاطَ عَلَي خَمسَةِ أَقدَامٍ وَ نِصفٍ وَ فِي النّصفِ مِن آذَارَ عَلَي ثَلَاثَةٍ وَ نِصفٍ وَ فِي النّصفِ مِن نَيسَانَ عَلَي قَدَمَينِ وَ نِصفٍ وَ فِي النّصفِ مِن أَيّارَ عَلَي قَدَمٍ وَ نِصفٍ وَ فِي النّصفِ مِن حَزِيرَانَ عَلَي نِصفِ قَدَمٍ
المناقب ،لابن شهرآشوب عن عبد الله بن سنان مثله تبيين قوله ع علي نصف قدم أي تزول الشمس بعد مابقي من الظل نصف قدم والقدم علي المشهور سبع الشاخص فإن الأكثر يقسمون كل شاخص بسبعة أقسام ويسمون كل قسم قدما بناء علي أن قامة الإنسان المستوي الخلقة تساوي سبعة أضعاف قدمه قال في المنتهي اعلم أن المقياس قديقسم مرة باثني عشر قسما ومرة بسبعة أقسام أوبستة ونصف أوبستين قسما فإن قسم باثني عشر قسما سميت الأقسام أسابع فظله ظل الأسابع و إن قسم بسبعة أقسام أوبستة ونصف سميت أقداما و إن قسم بستين قسما سميت أجزاء ثم قال ره الظاهر أن هذه الرواية مختصة بالعراق والشام و ماقاربهما. و قال الشيخ البهائي قدس الله روحه الظاهر أن هذاالحديث مختص بالعراق و ماقاربها كماقاله بعض علمائنا رضوان الله عليهم لأن عرض البلاد العراقية يناسب ذلك ولأن الراوي لهذا الحديث و هو عبد الله بن سنان عراقي فالظاهر أنه ع بين علامة الزوال في بلاده انتهي . ولنفصل الكلام بعض التفصيل ليتضح اشتباه بعض الأعلام في هذاالمقام ويندفع مايرد علي هذاالخبر بعدالتأمل و في بادي النظر.فأما مايرد عليه في بادئ الرأي فهو أنه لايريب أحد في أن العروض المختلفة في الآفاق المائلة لايكاد يصح اتفاقها في هذاالتقدير والجواب أنه
صفحه : 367
لافساد في ذلك إذ لايلزم أن تكون القاعدة المنقولة عنهم ع في تلك الأمور عامة شاملة لجميع البلاد والعروض والآفاق بل يمكن أن يكون الغرض بيان حكم بلد الخطاب أوبلد المخاطب أوغيرهما مما كان معهودا بين الإمام ع و بين راويه من البلاد التي كان عرضها أكثر من الميل الكلي إذ ما كان عرضه متساويا للميل ينعدم فيه الظل يوما واحدا حقيقة وبحسب الحس أياما و ما كان عرضه أقل ينعدم فيه الظل يومين حقيقة وأياما حسا. و أما مايرد عليه بعدالتأمل وإمعان النظر فأمور الأول أن انقسام السنة الشمسية عندالروم إلي هذه الشهور الاثني عشر التي بعضها كشباط ثمانية وعشرون يوما في غيرالكبيسة و فيهاتسعة وعشرون يوما وبعضها كحزيران وأيلول وتشرين الآخر ونيسان ثلاثون يوما وبعضها كباقي الشهور أحد وثلاثون يوما إنما هومحض اصطلاح منهم لم يذكر أحد من المحصلين وجها أونكتة لهذا الاختلاف و ماتوهم بعضهم من أنه مبني علي اختلاف مدة قطع الشمس كلا من البروج الاثني عشر ظاهر البطلان و غيرخفي علي من تذكر مدة مكث الشمس في تلك البروج أن الأمر فيه ليس علي طبقة كيف وكانون الأول ألذي اعتبروه أحدا وثلاثين هو بين القوس والجدي و كل منهما تسعة وعشرون . إذاعرفت هذافقد ظهر لك أن انتقاص الظل أوازدياده المبنيين علي ارتفاع الشمس وانخفاضها في البروج وأجزاؤها لايطابق الشهور الرومية تحقيقا أ لاتري أن انتقال الشمس من أول الحمل إلي أول الميزان ألذي يعود فيه الظل إلي مثل ما كان في أول الحمل إنما يكون في قريب من مائة وسبعة وثمانين يوما و من نصف آذار إلي نصف أيلول ألذي جعل في الرواية موافقا للوقتين إنما يكون في أقل من مائة وأربعة وثمانين يوما و علي هذاالقياس .الثاني أن ظل الزوال يزداد من أول السرطان إلي أول الجدي ثم ينتقص إلي أول السرطان يوما فيوما وشهرا فشهرا علي سبيل التزايد والتناقص والمعني أن ازدياده وانتقاصه في اليوم الثاني والشهر الثاني أزيد من ازدياده وانتقاصه في اليوم الأول
صفحه : 368
والشهر الأول وهكذا في الثالث بالنسبة إلي الثاني و في الرابع بالنسبة إلي الثالث حتي ينتهي إلي غاية الزيادة أوالنقصان التي هي بداية الآخر و من هذاالقبيل مال ازدياد الساعات وانتقاصها في أيام الشهر ولياليها ووجه الجميع ظاهر علي الناقد الخبير فكون ازدياد الظل في ثلاثة أشهر قدما قدما و في الثلاثة الأخري قدمين قدمين كما في الرواية خلاف ماتحكم به الدراية.الثالث أن كون نهاية انتقاص الظل إلي نصف قدم وغاية ازدياده إلي تسعة أقدام ونصف كمايظهر من الرواية إنما يستقيم إذا كان تفاوت ارتفاعي الشمس في الوقتين بقدر ضعف الميل الكلي فإن الأول إنما يكون في أول السرطان والثاني في أول الجدي و بعد كل منهما من المعدل بقدر الميل الكلي و ليس الحال كذلك فإن ارتفاع الشمس حين كون الظل نصف قدم يقرب من ست وثمانين درجة وحين كونه تسعة أقدام ونصفا يقرب من ست وثلاثين درجة فالتفاوت خمسون و هوزائد علي ضعف الميل الكلي بقريب من ثلاث درجات .الرابع أن يكون الظل نصف قدم في أول السرطان أوكونه تسعة أقدام ونصف في أول الجدي ليس موافقا لأفق من آفاق البلدان المشهورة فضلا عما ينبغي أن يكون موافقا له كالمدينة المشرفة التي هي بلد الخطاب أوالكوفة التي هي بلد المخاطب فإن عرض المدينة خمس وعشرون درجة وعرض الكوفة إحدي وثلاثون درجة ونصف درجة فارتفاع أول السرطان في المدينة قريب من ثمان وثمانين درجة ونصف درجة والظل حينئذ أنقص من خمس قدم و في الكوفة قريب من اثنتين وثمانين درجة والظل حينئذ أزيد من قدم وخمس قدم وارتفاع الجدي في المدينة قريب من إحدي وأربعين درجة ونصف درجة والظل حينئذ أنقص من ثمانية أقدام و في الكوفة قريب من خمس وثلاثين درجة والظل حينئذ عشرة أقدام علي مااستخرجه بعض الأفاضل في زماننا. وبالجملة ما في الرواية من قدر الظلين زائد علي الواقع بالنسبة إلي المدينة وناقص بالنسبة إلي الكوفة وهكذا حال أكثر ما في المراتب بل كلها
صفحه : 369
عندالتحقيق كمايظهر من الرجوع إلي العروض والارتفاعات والأظلال في مدونات هذاالفن . ووجه التفصي من تلك الإشكالات أن بناء هذه الأمور الحسابية في المحاورات علي التقريب والتخمين لاالتحقيق واليقين فإنه لاينفع بيان الأمور التحقيقية في تلك الأمور إذ السامع العامل بالحكم لابد له من أن يبني أمره علي التقريب لأنه إما أن يتبين ذلك بقامته وقدمه كما هوالغالب و لايمكن تحقيق حقيقة الأمر فيه بوجه أوبالسطوح المستوية والشواخص القائمة عليها و هذامما يتعسر تحصيله علي أكثر الناس و مع إمكانه فالأمر فيه أيضا لامحالة علي التقريب لكنه أقرب إلي التحقيق من الأول . ويمكن إيراد نكتة لهذا أيضا وهي أن فائدة معرفة الزوال إما معرفة أول وقت فضيلة الظهر ونوافلها و مايتعلق بهاالمنوطة بأصل الزوال وإما معرفة آخره أوالأول والآخر من وقت فضيلة العصر وبعض نوافلها المنوطة بمعرفة الفيء الزائد علي ظل الزوال فالمقصود من التفصيل المذكور في الرواية لاينبغي أن يكون هوالفائدة الأولي لأن العلامات العامة المعروفة كزيادة الظل بعدنقصانه أوميله عن الجنوب إلي المشرق مغنية عنها دون العكس .فإنا إذارأينا الظل في نصف حزيران مثلا زائدا علي نصف قدم أو في نصف تموز زائدا علي قدم ونصف لم يتميز به عدم دخول الوقت عن مضيه إلابضم ما هومغن عنه من العلامات المعروفة فيكون المقصود بهاالفائدة الثانية وهي المحتاج إليها كثيرا و لاتفي بهاالعلامات المذكورة.لأنا بعدمعرفة الزوال وزيادة الظل نحتاج لمعرفة تلك الأوقات إلي معرفة قدر الفيء الزائد علي ظل الزوال بحسب الأقدام والتميز بينهما و لايتيسر ذلك لاختلافه بحسب الأزمان إلابمعرفة التفصيل المذكور إذ به يعرف حينئذ أن الفيء الزائد هل زاد علي قدمين ففات وقت نافلة الظهر أو علي أربعة أقدام ففات وقت فضيلة فريضة الظهر علي قول أو علي سبعة أقدام ففات وقت فضيلة الظهر
صفحه : 370
أودخل وقت فضيلة العصر علي قول آخر فعلي هذا إن حملنا الرواية علي بيان حال المدينة المشرفة ينبغي أن توجه المساهلة التي فيهاباعتبار الزيادة علي الواقع بالنسبة إليها بحملها علي رعاية الاحتياط بالنسبة إلي أوائل الأوقات المذكورة و إن حملناها علي بيان حال الكوفة ينبغي أن توجه المساهلة التي بالنسبة إليها باعتبار النقصان بحملها علي رعاية الاحتياط بالنسبة إلي أواخرها و إن حملناها علي معرفة أول الزوال كمافهمه الأكثر فحملها علي المدينة أولي بل هومتعين إذ مع هذاالمقدار من الزيادة يحصل العلم بدخول الوقت بخلاف ما إذاحملنا علي الكوفة فإنه مخالف للاحتياط علي هذاالتقدير. ونظير هذاالاحتياط وقع في بعض الروايات نحو مَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي التّهذِيبِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَا يصُلَيّ مِنَ النّهَارِ شَيئاً حَتّي تَزُولَ الشّمسُ فَإِذَا زَالَ النّهَارُ قَدرَ إِصبَعٍ صَلّي ثمَاَنيَِ رَكَعَاتٍ
الخبر فإن الظاهر أن اعتبار زيادة الإصبع طولا أوعرضا علي الاحتمالين للاحتياط في دخول الوقت .
قال السيد الداماد قدس سره الشمس في زماننا هذادرجة تقويمها في النصف من حزيران بحسب التقريب الثالثة من سرطان و في النصف من تموز الثانية من الأسد و في النصف من آب الأولي من السنبلة و في النصف من أيلول الثانية من الميزان و في النصف من تشرين الأول الأولي من العقرب و في النصف من تشرين الآخر الثالثة من القوس و في النصف من كانون الأول الثالثة من الجدي و في النصف من كانون الآخر الخامسة من الدلو و في النصف من شباط الخامسة من الحوت و في النصف من الآذار الرابعة من الحمل و في النصف من نيسان الرابعة من الثور و في النصف من أيار الرابعة من الجوزاء و هذاالأمر التقريبي أيضا متغير علي مر الدهور تغييرا يسيرا.
صفحه : 371
و قال بعض أفاضل الأزكياء إن حساب السنة الشمسية عندالورم كمامر مبني علي مقتضي رصد أبرخس في كون الكسر الزائد علي ثلاث مائة وخمسة وستين يوما هوالربع التام و عندالمتأخرين علي الأرصاد المقتضية لكونه أقل من الربع بعده دقايق فيدور كل جزء من إحدي السنتين في الأخري بمر الدهور فإذا كان نصف حزيران مطابقا لأول السرطان مثلا في زمان كمايظهر من الرواية أنه كان في زمن الصادق ع كذلك يصير في هذه الأزمان علي حساب المتأخرين موافقا تقريبا للدرجة الثالثة من السرطان علي رصد بطلميوس والتاسعة منه علي رصد التباني و مابينهما علي سائر الأرصاد و علي هذاالقياس . فإن كان حساب الروم حقا مطابقا للواقع فلايختلف حال الأظلال المذكورة في الرواية بحسب الأزمان فيكون الحكم فيهاعاما و إن كان حساب بعض المتأخرين حقا فلابد من أن يكون حكمها خاصا ببعض الأزمنة و لابأس بذلك كما لابأس بكون حكمها مختصا ببعض البلاد دون بعض كماعرفت . وهكذا حال كل مايتعلق ببعض هذه الشهور في زمن النبي ص والأئمة صلوات الله عليهم مثل ماروي عنهم من استحباب اتخاذ ماء المطر في نيسان بآداب مفصلة في الاستشفاء فإن الظاهر أن نيسان ألذي مبدؤه في زماننا مطابق للثالث والعشرين من فروردين الجلالي إذاخرج بمرور الأيام عن فصل الربيع أوأوائله مطلقا وانقطع فيه نزول المطر انتهي زمان الحكم المنوط به فلايبعد علي ذلك احتمال الرجوع في العمل المذكور إلي أوائل الربيع التي كانت مطابقة في زمنهم ع لنيسان والعلم عند الله وأهله .
ولنذكر هنا مقدار ظل الزوال في بلدتنا هذه أصبهان و ماوافقها أوقاربها في العرض أعني يكون عرضها اثنتين وثلاثين درجة أوقريبا من ذلك ثم لنشر إلي ساعات الأقدام لينتفع بهاالمحافظ علي الصلوات المواظب علي النوافل في معرفة الأوقات فنقول
صفحه : 372
ظل الزوال هناك في أول السرطان قدم وعشر قدم و في وسطه قدم وخمس قدم و في أول الأسد قدم ونصف تقريبا و في وسطه قدمان و في أول السنبلة قدمان وتسعة أعشار قدم تقريبا و في نصفه ثلاثة أقدام ونصف و في أول الميزان أربعة أقدام ونصف تقريبا و في وسطه خمسة أقدام ونصف تقريبا و في أول العقرب ستة أقدام وثلاثة أرباع قدم و في وسطه ثمانية أقدام و في أول القوس تسعة أقدام وسدس قدم و في وسطه عشرة أقدام تقريبا و في أول الجدي عشرة أقدام وثلث و في وسطه عشرة تقريبا و في أول الدلو تسعة أقدام وعشر و في وسطه ثمانية أقدام و في أول الحوت ستة أقدام وثلثا قدم و في وسطه خمسة أقدام ونصف تقريبا و في أول الحمل أربعة أقدام ونصف تقريبا و في وسطه ثلاثة أقدام ونصف و في أول الثور قدمان وثلثا قدم و في وسطه قدمان و في أول الجوزاء قدم ونصف تقريبا و في وسطه قدم وخمس . و أماساعات الأقدام في العرض المذكور ففي أول الحمل يذهب القدمان في ساعتين تقريبا والأربعة الأقدام في ساعتين وأربع وأربعين دقيقة والستة أقدام في ثلاث ساعات وست عشرة دقيقة السبعة أعني مثل القامة في ثلاث ساعات وثمان وعشرين دقيقة والثمانية في ثلاث ساعات وثمان وثلاثين دقيقة تقريبا والقامتان في أربع ساعات وثلث ساعة تقريبا. و في أول الثور يزيد الفيء قدمين في ساعتين ودقيقتين وأربعة أقدام في ساعتين وثمان وخمسين دقيقة وستة أقدام في ثلاث ساعات وقامة في ثلاث ساعات وثلثي ساعة تقريبا وثمانية أقدام في ثلاث ساعات وخمسين دقيقة تقريبا وقامتين في أربع ساعات وأربعين دقيقة. و في أول الجوزاء يزيد الفيء قدمين في ساعة وست وأربعين دقيقة وأربعة أقدام في ساعتين وخمس وأربعين دقيقة وستة أقدام في ثلاث ساعات وخمس وعشرين دقيقة وقامة في ثلاث ساعات وإحدي وأربعين دقيقة وثمانية أقدام في أربع ساعات تقريبا وقامتين في خمس ساعات تقريبا.
صفحه : 373
و في أول السرطان يزيد الفيء قدمين في ساعة وعشر دقايق تقريبا وأربعة أقدام في ساعتين وثلث ساعة وستة أقدام في ثلاث ساعات ونصف تقريبا وقامة في ثلاث ساعات وثلثي ساعة تقريبا وثمانية أقدام في أربع ساعات تقريبا وقامتين في خمس ساعات تقريبا. والأسد كالجوزاء في جميع التقادير والمقادير والسنبلة مثل الثور والميزان مثل الحمل . و في أول العقرب يزيد الفيء قدمين في قريب من ساعتين وأربعة أقدام في ساعتين ونصف تقريبا وستة أقدام في ثلاث ساعات وثلث ساعة تقريبا وقامة في ثلاث ساعات وتسع دقائق وثمانية أقدام في ثلاث ساعات وثمان عشرة دقيقة وقامتين في أربع ساعات و في أول القوس يزيد الفيء قدمين في ساعة وأربعين دقيقة وأربعة أقدام في ساعتين وثلث تقريبا وستة أقدام في ساعتين وثلثي ساعة تقريبا وقامة في ساعتين وخمسين دقيقة وثمانية أقدام في ثلاث ساعات تقريبا وقامتين في ثلاث ساعات وثلاث وثلاثين دقيقة. و في أول الجدي يزيد قدمين في ساعة وثمان وعشرين دقيقة وأربعة أقدام في ساعتين وثمان دقايق وستة أقدام في ساعتين واثنتين وثلاثين دقيقة وقامة في ساعتين وثلثي ساعة وثمانية أقدام في ساعتين وثمان وأربعين دقيقة وقامتين في ثلاث ساعات واثنتين وأربعين دقيقة والدلو مثل القوس والحوت مثل العقرب ويمكن تحصيل ما بين التقديرين بما ذكرنا بالتقريب والتخمين و الله موفق الصالحين ومؤيد العابدين