صفحه : 1

الجزء الثاني‌ والسبعون
تتمة كتاب العشرة
تتمة أبواب حقوق المؤمنين بعضهم علي بعض وبعض أحوالهم
باب 13-العشرة مع اليتامي وأكل أموالهم وثواب إيوائهم والرحم عليهم وعقاب إيذائهم

الآيات البقرةوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَ بنَيِ‌ إِسرائِيلَ لا تَعبُدُونَ إِلّا اللّهَ وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً وَ ذيِ‌ القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ و قال تعالي وَ آتَي المالَ عَلي حُبّهِ ذوَيِ‌ القُربي وَ اليَتامي و قال تعالي وَ يَسئَلُونَكَ عَنِ اليَتامي قُل إِصلاحٌ لَهُم خَيرٌ وَ إِن تُخالِطُوهُم فَإِخوانُكُم وَ اللّهُ يَعلَمُ المُفسِدَ مِنَ المُصلِحِ وَ لَو شاءَ اللّهُ لَأَعنَتَكُم إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌالنساء 2-وَ آتُوا اليَتامي أَموالَهُم وَ لا تَتَبَدّلُوا الخَبِيثَ بِالطّيّبِ وَ لا تَأكُلُوا أَموالَهُم إِلي أَموالِكُم إِنّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً وَ إِن خِفتُم أَلّا تُقسِطُوا فِي اليَتامي فَانكِحُوا ما طابَ لَكُم مِنَ النّساءِالآية. و قال تعالي وَ ابتَلُوا اليَتامي حَتّي إِذا بَلَغُوا النّكاحَ فَإِن آنَستُم مِنهُم رُشداً فَادفَعُوا إِلَيهِم أَموالَهُم وَ لا تَأكُلُوها إِسرافاً وَ بِداراً أَن يَكبَرُوا وَ مَن كانَ غَنِيّا فَليَستَعفِف وَ مَن كانَ فَقِيراً فَليَأكُل بِالمَعرُوفِ فَإِذا دَفَعتُم إِلَيهِم أَموالَهُم فَأَشهِدُوا عَلَيهِم وَ كَفي بِاللّهِ حَسِيباً


صفحه : 2

و قال تعالي وَ ليَخشَ الّذِينَ لَو تَرَكُوا مِن خَلفِهِم ذُرّيّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيهِم فَليَتّقُوا اللّهَ وَ ليَقُولُوا قَولًا سَدِيداً إِنّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَ سَيَصلَونَ سَعِيراًالأنعام وَ لا تَقرَبُوا مالَ اليَتِيمِ إِلّا باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ حَتّي يَبلُغَ أَشُدّهُالإسراء مثله .الفجركَلّا بَل لا تُكرِمُونَ اليَتِيمَ وَ لا تَحَاضّونَ عَلي طَعامِ المِسكِينِالماعون فَذلِكَ ألّذِي يَدُعّ اليَتِيمَ

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مَيمُونٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن أَرَادَ أَن يُدخِلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي رَحمَتِهِ وَ يُسكِنَهُ جَنّتَهُ فَليُحسِن خُلُقَهُ وَ ليُعطِ النّصَفَةَ مِن نَفسِهِ وَ ليَرحَمِ اليَتِيمَ وَ ليُعِنِ الضّعِيفَ وَ ليَتَوَاضَع لِلّهِ ألّذِي خَلَقَهُ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضائري‌ عن الصدوق مثله

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ التفّليِسيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَرّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ بِقَبرٍ يُعَذّبُ صَاحِبُهُ ثُمّ مَرّ بِهِ مِن قَابِلٍ فَإِذَا هُوَ لَيسَ يُعَذّبُ فَقَالَ يَا رَبّ مَرَرتُ بِهَذَا القَبرِ عَامَ أَوّلَ فَكَانَ صَاحِبُهُ يُعَذّبُ ثُمّ مَرَرتُ بِهِ العَامَ فَإِذَا هُوَ لَيسَ يُعَذّبُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا رُوحَ اللّهِ إِنّهُ أَدرَكَ لَهُ وَلَدٌ صَالِحٌ فَأَصلَحَ طَرِيقاً وَ آوَي يَتِيماً فَغَفَرتُ لَهُ بِمَا عَمِلَ ابنُهُ

3-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ


صفحه : 3

لَمّا نَزَلَإِنّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَ سَيَصلَونَ سَعِيراًأَخرَجَ كُلّ مَن كَانَ عِندَهُ يَتِيمٌ وَ سَأَلُوا رَسُولَ اللّهِص فِي إِخرَاجِهِم فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييَسئَلُونَكَ عَنِ اليَتامي قُل إِصلاحٌ لَهُم خَيرٌ وَ إِن تُخالِطُوهُم فَإِخوانُكُم وَ اللّهُ يَعلَمُ المُفسِدَ مِنَ المُصلِحِ وَ قَالَ الصّادِقُ ع لَا بَأسَ أَن تَخلِطَ طَعَامَكَ بِطَعَامِ اليَتِيمِ فَإِنّ الصّغِيرَ يُوشِكُ أَن يَأكُلَ كَمَا يَأكُلُ الكَبِيرُ وَ أَمّا الكِسوَةُ وَ غَيرُهَا فَيُحسَبُ عَلَي كُلّ رَأسٍ صَغِيرٍ وَ كَبِيرٍ كَم يَحتَاجُ إِلَيهِ

4- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص مَن كَفَلَ يَتِيماً وَ كَفَلَ نَفَقَتَهُ كُنتُ أَنَا وَ هُوَ فِي الجَنّةِ كَهَاتَينِ وَ قَرَنَ بَينَ إِصبَعَيهِ المُسَبّحَةِ وَ الوُسطَي

5-ب ،[قرب الإسناد]عَنهُمَا عَن حَنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع سأَلَنَيِ‌ عِيسَي بنُ مُوسَي عَنِ الغَنَمِ لِلأَيتَامِ وَ عَنِ الإِبِلِ المُؤَبّلَةِ مَا يَحِلّ مِنهُنّ فَقُلتُ لَهُ إِنّ ابنَ عَبّاسٍ كَانَ يَقُولُ إِذَا لَاطَ بِحَوضِهَا وَ طَلَبَ ضَالّتَهَا وَ دَهَنَ جَربَاهَا فَلَهُ أَن


صفحه : 4

يُصِيبَ مِن لَبَنِهَا فِي غَيرِ نَهكٍ لِضَرعٍ وَ لَا فَسَادٍ لِنَسلٍ

6- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ بَنَي اللّهُ لَهُ بَيتاً فِي الجَنّةِ مَن آوَي اليَتِيمَ وَ رَحِمَ الضّعِيفَ وَ أَشفَقَ عَلَي وَالِدَيهِ وَ رَفَقَ بِمَملُوكِهِ

سن ،[المحاسن ] أبي عن ابن محبوب مثله ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن علي بن عقبة عن ابن سنان عن الثمالي‌

مثله أقول قدمضي بعض الأخبار في باب بر الوالدين و في باب جوامع المكارم

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَن أَبِي عَمرٍو عَن بِشرِ بنِ مُوسَي عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ المقُريِ‌ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي أَيّوبَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي جَعفَرٍ القرُشَيِ‌ّ عَن سَالِمٍ الجيَشاَنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي ذَرّ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَا بَا ذَرّ إنِيّ‌ أُحِبّ لَكَ مَا أُحِبّ لنِفَسيِ‌ إنِيّ‌ أَرَاكَ ضَعِيفاً فَلَا تَأَمّرَنّ عَلَي اثنَينِ وَ لَا تَوَلّيَنّ مَالَ يَتِيمٍ

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِأَسَانِيدِ المجُاَشعِيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَالَ يَتِيماً حَتّي يسَتغَنيِ‌َ عَنهُ أَوجَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ بِذَلِكَ الجَنّةَ كَمَا أَوجَبَ لِأَكلِ مَالِ اليَتِيمِ النّارَ

9-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ إِسحَاقَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا مِن مُؤمِنٍ وَ لَا مُؤمِنَةٍ يَضَعُ يَدَهُ عَلَي رَأسِ يَتِيمٍ تَرَحّماً لَهُ


صفحه : 5

إِلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ شَعرَةٍ مَرّت يَدُهُ عَلَيهَا حَسَنَةً

10- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَسّنِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ السرّيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن عَبدٍ يَمسَحُ يَدَهُ عَلَي رَأسِ يَتِيمٍ رَحمَةً لَهُ إِلّا أَعطَاهُ اللّهُ بِكُلّ شَعرَةٍ نُوراً يَومَ القِيَامَةِ

11- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَنكَرَ مِنكُم قَسَاوَةَ قَلبِهِ فَليَدنُ يَتِيماً فَيُلَاطِفَهُ وَ ليَمسَح رَأسَهُ يَلِينُ قَلبُهُ بِإِذنِ اللّهِ إِنّ لِليَتِيمِ حَقّاً

وَ قَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ يُقعِدُهُ عَلَي خِوَانِهِ وَ يَمسَحُ رَأسَهُ يَلِينُ قَلبُهُ فَإِنّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ لَانَ قَلبُهُ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

12- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الضّحّاكِ عَن أَبِي خَالِدٍ الأَحمَرِ عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اليَتِيمَ إِذَا بَكَي اهتَزّ لَهُ العَرشُ فَيَقُولُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَن هَذَا ألّذِي أَبكَي عبَديِ‌َ ألّذِي سَلَبتُهُ أَبَوَيهِ فِي صِغَرِهِ فَوَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَا يُسكِتُهُ أَحَدٌ إِلّا أَوجَبتُ لَهُ الجَنّةَ

13- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَكَلَ مِن مَالِ اليَتِيمِ دِرهَماً وَاحِداً ظُلماً مِن غَيرِ حَقّ يُخَلّدُهُ اللّهُ فِي النّارِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ أَكلَ مَالِ اليَتِيمِ مِنَ الكَبَائِرِ التّيِ‌ وَعَدَ اللّهُ عَلَيهَا النّارَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مِن قَائِلٍ يَقُولُإِنّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَ سَيَصلَونَ سَعِيراً

وَ روُيِ‌َ مَنِ اتّجَرَ بِمَالِ اليَتِيمِ فَرَبِحَ كَانَ لِليَتِيمِ وَ الخُسرَانُ عَلَي التّاجِرِ وَ مَن حَوّلَ مَالَ اليَتِيمِ أَو أَقرَضَ شَيئاً مِنهُ كَانَ ضَامِناً بِجَمِيعِهِ وَ كَانَ عَلَيهِ زَكَاتُهُ دُونَ اليَتِيمِ

وَ روُيِ‌َ إِيّاكُم وَ أَموَالَ اليَتَامَي لَا تَعَرّضُوا لَهَا وَ لَا تَلبَسُوا بِهَا فَمَن تَعَرّضَ لِمَالِ اليَتِيمِ فَأَكَلَ مِنهُ شَيئاً كَأَنّمَا أَكَلَ جَذوَةً مِنَ النّارِ

وَ روُيِ‌َاتّقُوا اللّهَ وَ لَا يَعرِض أَحَدُكُم


صفحه : 6

لِمَالِ اليَتِيمِ فَإِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ يلَيِ‌ حِسَابَهُ بِنَفسِهِ مَغفُوراً لَهُ أَو مُعَذّباً وَ آخِرُ حُدُودِ اليَتِيمِ الِاحتِلَامُ

وَ أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع لَا يُتمَ بَعدَ احتِلَامٍ فَإِذَا احتَلَمَ امتُحِنَ فِي أَمرِ الصّغِيرِ وَ الوَسَطِ وَ الكَبِيرِ فَإِن أُونِسَ مِنهُ رُشدٌ دُفِعَ إِلَيهِ مَالُهُ وَ إِلّا كَانَ عَلَي حَالَتِهِ إِلَي أَن يُؤنَسَ مِنهُ الرّشدُ

وَ روُيِ‌َ أَنّ لِأَيسَرِ القَبِيلَةِ وَ هُوَ فَقِيهُهَا وَ عَالِمُهَا أَن يَتَصَرّفَ لِليَتِيمِ فِي مَالِهِ فِيمَا يَرَاهُ خَطَاءً وَ صَلَاحاً وَ لَيسَ عَلَيهِ خُسرَانٌ وَ لَا لَهُ رِبحٌ وَ الرّبحُ وَ الخُسرَانُ لِليَتِيمِ وَ عَلَيهِ وَ بِاللّهِ التّوفِيقُ

14- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِوَ لا تُؤتُوا السّفَهاءَ أَموالَكُمُ قَالَ هُمُ اليَتَامَي لَا تُعطُوهُم أَموَالَهُم حَتّي تَعرِفُوا مِنهُمُ الرّشدَ قُلتُ فَكَيفَ يَكُونُ أَموَالُهُم أَموَالَنَا فَقَالَ إِذَا كُنتَ أَنتَ الوَارِثَ لَهُم

وَ فِي رِوَايَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنهُ ع قَالَ لَا تُؤتُوا شُرّابَ الخَمرِ وَ النّسَاءَ

15- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ نَجدَةَ اسمُ الحرَوُريِ‌ّ كَتَبَ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ يَسأَلُهُ عَنِ اليَتِيمِ مَتَي ينَقضَيِ‌ يُتمُهُ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَمّا اليَتِيمُ فَانقِطَاعُ يُتمِهِ أَشُدّهُ وَ هُوَ الِاحتِلَامُ إِلّا أَن لَا يُؤنَسَ مِنهُ رُشدٌ بَعدَ ذَلِكَ فَيَكُونَ سَفِيهاً أَو ضَعِيفاً فَليُسنَد عَلَيهِ

16- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُ اللّهِفَإِن آنَستُم مِنهُم رُشداً فَادفَعُوا إِلَيهِم أَموالَهُم أَيّ شَيءٍ الرّشدُ ألّذِي يُؤنَسُ مِنهُم قَالَ حِفظُ مَالِهِ

17- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المَعبَدِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي قَولِ اللّهِفَإِن آنَستُم مِنهُم رُشداً فَادفَعُوا إِلَيهِم أَموالَهُم قَالَ فَقَالَ إِذَا رَأَيتُمُوهُم يُحِبّونَ آلَ مُحَمّدٍ فَارفَعُوهُم دَرَجَةً


صفحه : 7

18- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ بِيَدِهِ مَاشِيَةٌ لِابنِ أَخٍ يَتِيمٍ فِي حَجرِهِ مَا يَخلِطُ أَمرَهَا بِأَمرِ مَاشِيَتِهِ فَقَالَ إِن كَانَ يَلِيطُ حِيَاضَهَا وَ يَقُومُ عَلَي هِنَائِهَا وَ يَرُدّ نَادّتَهَا فَليَشرَب مِن أَلبَانِهَا غَيرَ مُجهِدٍ لِلحِلَابِ وَ لَا مُضِرّ بِالوَلَدِ ثُمّ قَالَوَ مَن كانَ غَنِيّا فَليَستَعفِف وَ مَن كانَ فَقِيراً فَليَأكُل بِالمَعرُوفِ

19- شي‌،[تفسير العياشي‌] أَبُو أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَليَأكُل بِالمَعرُوفِ فَقَالَ ذَاكَ رَجُلٌ يَحبِسُ نَفسَهُ عَلَي أَموَالِ اليَتَامَي فَيَقُومُ لَهُم فِيهَا وَ يَقُومُ لَهُم عَلَيهَا فَقَد شَغَلَ نَفسَهُ عَن طَلَبِ المَعِيشَةِ فَلَا بَأسَ أَن يَأكُلَ بِالمَعرُوفِ إِذَا كَانَ يُصلِحُ أَموَالَهُم وَ إِن كَانَ المَالُ قَلِيلًا فَلَا يَأكُل مِنهُ شَيئاً

20- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أَو أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِهِوَ مَن كانَ غَنِيّا فَليَستَعفِف وَ مَن كانَ فَقِيراً فَليَأكُل بِالمَعرُوفِ قَالَ بَلَي مَن كَانَ يلَيِ‌ شَيئاً لِليَتَامَي وَ هُوَ مُحتَاجٌ وَ لَيسَ لَهُ شَيءٌ وَ هُوَ يَتَقَاضَي أَموَالَهُم وَ يَقُومُ فِي ضَيعَتِهِم فَليَأكُل بِقَدَرٍ وَ لَا يُسرِف وَ إِن كَانَ ضَيعَتُهُم لَا يَشغَلُهُ مِمّا يُعَالِجُ لِنَفسِهِ فَلَا يَرزَأَنّ مِن أَموَالِهِم شَيئاً

21-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ مَن كانَ غَنِيّا فَليَستَعفِف وَ مَن كانَ فَقِيراً فَليَأكُل بِالمَعرُوفِ فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ يَحبِسُ نَفسَهُ لِليَتِيمِ عَلَي حَرثٍ أَو مَاشِيَةٍ وَ يَشغَلُ فِيهَا نَفسَهُ فَليَأكُل مِنهُ


صفحه : 8

بِالمَعرُوفِ وَ لَيسَ ذَلِكَ لَهُ فِي الدّنَانِيرِ وَ الدّرَاهِمِ التّيِ‌ عِندَهُ مَوضُوعَةٌ

22- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِوَ مَن كانَ فَقِيراً فَليَأكُل بِالمَعرُوفِ قَالَ ذَلِكَ إِذَا حَبَسَ نَفسَهُ فِي أَموَالِهِم فَلَا يَحتَرِثُ لِنَفسِهِ فَليَأكُل بِالمَعرُوفِ مِن مَالِهِم

23- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن رِفَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَليَأكُل بِالمَعرُوفِ قَالَ كَانَ أَبِي يَقُولُ إِنّهَا مَنسُوخَةٌ

24- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أَو أَبِي الحَسَنِ ع إِنّ اللّهَ أَوعَدَ فِي مَالِ اليَتِيمِ عُقُوبَتَينِ اثنَينِ أَمّا أَحَدُهُمَا فَعُقُوبَةُ الآخِرَةِ النّارُ وَ أَمّا الأُخرَي فَعُقُوبَةُ الدّنيَا قَولُهُوَ ليَخشَ الّذِينَ لَو تَرَكُوا مِن خَلفِهِم ذُرّيّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيهِم فَليَتّقُوا اللّهَ وَ ليَقُولُوا قَولًا سَدِيداً قَالَ يعَنيِ‌ بِذَلِكَ لِيَخشَ أَن أَخلُفَهُ فِي ذُرّيّتِهِ كَمَا صَنَعَ هُوَ بِهَؤُلَاءِ اليَتَامَي

25- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ فِي كِتَابِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ آكِلَ مَالِ اليَتِيمِ ظُلماً سَيُدرِكُهُ وَبَالُ ذَلِكَ فِي عَقِبِهِ مِن بَعدِهِ وَ يَلحَقُهُ فَقَالَ ذَلِكَ إِمّا فِي الدّنيَا فَإِنّ اللّهَ قَالَوَ ليَخشَ الّذِينَ لَو تَرَكُوا مِن خَلفِهِم ذُرّيّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيهِم وَ إِمّا فِي الآخِرَةِ فَإِنّ اللّهَ يَقُولُإِنّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَ سَيَصلَونَ سَعِيراً

26- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا قَالَ قُلتُ فِي كَم تَجِبُ لِأَكلِ مَالِ اليَتِيمِ النّارُ قَالَ فِي دِرهَمَينِ

27-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أَو أَبِي الحَسَنِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ أَكَلَ مَالَ اليَتِيمِ هَل لَهُ تَوبَةٌ قَالَ يَرُدّ بِهِ إِلَي أَهلِهِ قَالَ ذَلِكَ بِأَنّ اللّهَ يَقُولُإِنّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً


صفحه : 9

وَ سَيَصلَونَ سَعِيراً

28- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي يَدِهِ مَالٌ لِأَيتَامٍ فَيَحتَاجُ فَيَمُدّ يَدَهُ فَيُنفِقُ مِنهُ عَلَيهِ وَ عَلَي عِيَالِهِ وَ هُوَ ينَويِ‌ أَن يَرُدّهُ إِلَيهِم أَ هُوَ مِمّن قَالَ اللّهُإِنّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماًالآيَةَ قَالَ لَا وَ لَكِن ينَبغَيِ‌ لَهُ أَن لَا يَأكُلَ إِلّا بِقَصدٍ وَ لَا يُسرِف قُلتُ لَهُ كَم أَدنَي مَا يَكُونُ مِن مَالِ اليَتِيمِ إِذَا هُوَ أَكَلَهُ وَ هُوَ لَا ينَويِ‌ رَدّهُ حَتّي يَكُونَ يَأكُلُ فِي بَطنِهِ نَاراً قَالَ قَلِيلُهُ وَ كَثِيرُهُ وَاحِدٌ إِذَا كَانَ مِن نَفسِهِ نِيّتُهُ أَلّا يَرُدّهُ إِلَيهِم

29- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مَالُ اليَتِيمِ إِن عَمِلَ بِهِ مَن وُضِعَ عَلَي يَدَيهِ ضَمِنَهُ وَ لِليَتِيمِ رِبحُهُ قَالَ قُلنَا لَهُ قَولُهُوَ مَن كانَ فَقِيراً فَليَأكُل بِالمَعرُوفِ قَالَ إِنّمَا ذَلِكَ إِذَا حَبَسَ نَفسَهُ عَلَيهِم فِي أَموَالِهِم فَلَم يَتّخِذ لِنَفسِهِ فَليَأكُل بِالمَعرُوفِ مِن مَالِهِم

30- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَجلَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَن أَكَلَ مَالَ اليَتِيمِ فَقَالَ هُوَ كَمَا قَالَ اللّهُإِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَ سَيَصلَونَ سَعِيراً قَالَ هُوَ مِن غَيرِ أَن أَسأَلَهُ مَن عَالَ يَتِيماً حَتّي ينَقضَيِ‌َ يُتمُهُ أَو يسَتغَنيِ‌َ بِنَفسِهِ أَوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنّةَ كَمَا أَوجَبَ لِأَكلِ مَالِ اليَتِيمِ النّارَ

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ قَالَسَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَكُونُ لِلرّجُلِ عِندَهُ المَالُ إِمّا يَبِيعُ أَو يُقرِضُ فَيَمُوتُ وَ لَم يَقضِهِ إِيّاهُ فَيَترُكُ أَيتَاماً صِغَاراً فَيَبقَي لَهُم عَلَيهِ فَلَا يَقضِيهِم أَ يَكُونُ مِمّن يَأكُلُ مَالَ اليَتِيمِ ظُلماً قَالَ إِذَا كَانَ ينَويِ‌ أَن يؤُدَيّ‌َ إِلَيهِم


صفحه : 10

فَلَا قَالَ الأَحوَلُ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع إِنّمَا هُوَ ألّذِي يَأكُلُهُ وَ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ مِنَالّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي قَالَ نَعَم

32- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الكَبَائِرِ فَقَالَ مِنهَا أَكلُ مَالِ اليَتِيمِ ظُلماً وَ لَيسَ فِي هَذَا بَينَ أَصحَابِنَا اختِلَافٌ وَ الحَمدُ لِلّهِ

33- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُبعَثُ نَاسٌ عَن قُبُورِهِم يَومَ القِيَامَةِ تَأَجّجُ أَفوَاهُهُم نَاراً فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن هَؤُلَاءِ قَالَالّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتامي ظُلماً إِنّما يَأكُلُونَ فِي بُطُونِهِم ناراً وَ سَيَصلَونَ سَعِيراً

34- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أَصلَحَكَ اللّهُ مَا أَيسَرُ مَا يَدخُلُ بِهِ العَبدُ النّارَ قَالَ مَن أَكَلَ مِن مَالِ اليَتِيمِ دِرهَماً وَ نَحنُ اليَتِيمُ

35- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ إِن تُخالِطُوهُم فَإِخوانُكُم قَالَ أَن تُخرِجَ مِن أَموَالِهِم قَدرَ مَا يَكفِيهِم وَ تُخرِجَ مِن مَالِكَ قَدرَ مَا يَكفِيكَ قَالَ قُلتُ أَ رَأَيتَ أَيتَامٌ صِغَارٌ وَ كِبَارٌ وَ بَعضُهُم أَعلَي فِي الكِسوَةِ مِن بَعضٍ قَالَ أَمّا الكِسوَةُ فَعَلَي كُلّ إِنسَانٍ مِن كِسوَتِهِ وَ أَمّا الطّعَامُ فَاجعَلهُ جَمِيعاً فَأَمّا الصّغِيرُ فَإِنّهُ أَوشَكَ أَن يَأكُلَ كَمَا يَأكُلُ الكَبِيرُ

36- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أَو أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِوَ إِن تُخالِطُوهُم قَالَ يعَنيِ‌ اليَتَامَي يَقُولُ إِذَا كَانَ الرّجُلُ يلَيِ‌ يَتَامَي وَ هُوَ فِي حَجرِهِ فَليُخرِج مِن مَالِهِ عَلَي قَدرِ مَا يُخرِجُ لِكُلّ إِنسَانٍ مِنهُم فَيُخَالِطُهُم فَيَأكُلُونَ جَمِيعاً وَ لَا يَرزَأُ مِن أَموَالِهِم شَيئاً فَإِنّمَا هُوَ نَارٌ

37-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الكاَهلِيِ‌ّ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَأَلَهُ رَجُلٌ ضَرِيرُ البَصَرِ فَقَالَ إِنّا نَدخُلُ عَلَي أَخٍ لَنَا فِي بَيتِ أَيتَامٍ مَعَهُم خَادِمٌ لَهُم فَنَقعُدُ عَلَي بِسَاطِهِم وَ نَشرَبُ مِن مَائِهِم وَ يَخدُمُنَا خَادِمُهُم وَ رُبّمَا أُطعِمنَا فِيهِ طعام [الطّعَامَ] مِن عِندِ صَاحِبِنَا وَ فِيهِ مِن طَعَامِهِم فَمَا تَرَي أَصلَحَكَ اللّهُ فَقَالَ قَد قَالَ اللّهُبَلِ الإِنسانُ عَلي


صفحه : 11

نَفسِهِ بَصِيرَةٌفَأَنتُم لَا يَخفَي عَلَيكُم وَ قَد قَالَ اللّهُوَ إِن تُخالِطُوهُم فَإِخوانُكُم إِلَيلَأَعنَتَكُم ثُمّ قَالَ وَ إِن كَانَ دُخُولُكُم عَلَيهِم فِيهِ مَنفَعَةٌ لَهُم فَلَا بَأسَ وَ إِن كَانَ فِيهِ ضَرَرٌ فَلَا

38- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ أخَيِ‌ هَلَكَ وَ تَرَكَ أَيتَاماً وَ لَهُم مَاشِيَةٌ فَمَا يَحِلّ لِي مِنهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ إِن كُنتَ تَلِيطُ حَوضَهَا وَ تَرُدّ نَادّتَهَا وَ تَقُومُ عَلَي رَعِيّتِهَا فَاشرَب مِن أَلبَانِهَا غَيرَ مُجتَهِدٍ وَ لَا ضَارّ بِالوَلَدِوَ اللّهُ يَعلَمُ المُفسِدَ مِنَ المُصلِحِ

39- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ بِيَدِهِ المَاشِيَةُ لِابنِ أَخٍ لَهُ يَتِيمٍ فِي حَجرِهِ أَ يَخلِطُ أَمرَهَا بِأَمرِ مَاشِيَتِهِ قَالَ فَإِن كَانَ يَلِيطُ حَوضَهَا وَ يَقُومُ عَلَي هِنَائِهَا وَ يَرُدّ نَادّتَهَا فَيَشرَبُ مِن أَلبَانِهَا غَيرَ مُجتَهِدٍ لِلحِلَابِ وَ لَا مُضِرّ بِالوَلَدِ ثُمّ قَالَمَن كانَ غَنِيّا فَليَستَعفِف وَ مَن كانَ فَقِيراً فَليَأكُل بِالمَعرُوفِوَ اللّهُ يَعلَمُ المُفسِدَ مِنَ المُصلِحِ

40- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُ اللّهِوَ إِن تُخالِطُوهُم فَإِخوانُكُم وَ اللّهُ يَعلَمُ المُفسِدَ مِنَ المُصلِحِ قَالَ تُخرِجُ مِن أَموَالِهِم قَدرَ مَا يَكفِيهِم وَ تُخرِجُ مِن مَالِكَ قَدرَ مَا يَكفِيكَ ثُمّ تُنفِقُهُ

شيء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع مثله

41- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ فِي اليَتَامَيوَ إِن تُخالِطُوهُم فَإِخوانُكُم قَالَ يَكُونُ لَهُمُ التّمرُ وَ اللّبَنُ وَ يَكُونُ لَكَ مِثلُهُ عَلَي قَدرِ مَا يَكفِيكَ وَ يَكفِيهِم وَ لَا يَخفَي عَلَي اللّهِ المُفسِدُ مِنَ المُصلِحِ

42-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ قُلتُ لَهُ يَكُونُ لِليَتِيمِ عنِديِ‌َ الشيّ‌ءُ وَ هُوَ فِي حجَريِ‌ أُنفِقُ عَلَيهِ مِنهُ وَ رُبّمَا أَصَبتُ


صفحه : 12

مِمّا يَكُونُ لَهُ مِنَ الطّعَامِ وَ مَا يَكُونُ منِيّ‌ إِلَيهِ أَكثَرَ فَقَالَ لَا بَأسَ بِذَلِكَ إِنّ اللّهَيَعلَمُ المُفسِدَ مِنَ المُصلِحِ

43- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بَعضِ بنَيِ‌ عَطِيّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي مَالِ اليَتِيمِ يَعمَلُ بِهِ الرّجُلُ قَالَ يُنِيلُهُ مِنَ الرّبحِ شَيئاً إِنّ اللّهَ يَقُولُوَ لا تَنسَوُا الفَضلَ بَينَكُم

44- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص حَثّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي بِرّ اليَتَامَي لِانقِطَاعِهِم عَن آبَائِهِم فَمَن صَانَهُم صَانَهُ اللّهُ وَ مَن أَكرَمَهُم أَكرَمَهُ اللّهُ وَ مَن مَسَحَ يَدَهُ بِرَأسِ يَتِيمٍ رِفقاً بِهِ جَعَلَ اللّهُ لَهُ فِي الجَنّةِ بِكُلّ شَعرَةٍ مَرّت تَحتَ يَدِهِ قَصراً أَوسَعَ مِنَ الدّنيَا بِمَا فِيهَا وَ فِيهَا مَا تشَتهَيِ‌ الأَنفُسُ وَ تَلَذّ الأَعيُنُ وَ هُم فِيهَا خَالِدُونَ

45- غو،[غوالي‌ اللئالي‌]رَوَي مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ بِيَدِهِ مَاشِيَةٌ لِابنِ أَخٍ لَهُ يَتِيمٍ فِي حَجرِهِ أَ يَخلِطُ أَمرَهَا بِأَمرِ مَاشِيَتِهِ فَقَالَ إِن كَانَ يَلُوطُ حِيَاضَهَا وَ يَقُومُ عَلَي مِهنَتِهَا وَ يَرُدّ نَادّتَهَا فَليَشرَب مِن أَلبَانِهَا غَيرَ مُنهِكٍ لِلحِلَابِ وَ لَا مُضِرّ بِالوَلَدِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ رَجُلًا كَانَ عِندَهُ مَالٌ كَثِيرٌ لِابنِ أَخٍ لَهُ يَتِيمٍ فَلَمّا بَلَغَ اليَتِيمُ طَلَبَ المَالَ فَمَنَعَهُ مِنهُ فَتَرَافَعَا إِلَي النّبِيّ فَأَمَرَهُ بِدَفعِ مَالِهِ إِلَيهِ فَقَالَ أَطَعنَا اللّهَ وَ أَطَعنَا الرّسُولَ وَ نَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الحُوبِ الكَبِيرِ وَ دَفَعَ إِلَيهِ مَالَهُ وَ قَالَص مَن يُوقَ شُحّ نَفسِهِ وَ يُطِع رَبّهُ هَكَذَا فَإِنّهُ يُحِلّ دِرَاءَهُ أَي خُبثَهُ فَلَمّا أَخَذَ الفَتَي مَالَهُ أَنفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَقَالَ النّبِيّص ثَبَتَ الأَجرُ وَ بقَيِ‌َ الوِزرُ فَقِيلَ كَيفَ


صفحه : 13

يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ ثَبَتَ لِلغُلَامِ الأَجرُ وَ يَبقَي الوِزرُ عَلَي وَالِدِهِ

وَ جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ الرّضَا لِغَيرِهِ وَ التّعَبُ عَلَي ظَهرِهِ

وَ سُئِلَ الرّضَا ع كَم أَدنَي مَا يَدخُلُ بِهِ النّارَ مَن أَكَلَ مِن مَالِ اليَتِيمِ فَقَالَ كَثِيرُهُ وَ قَلِيلُهُ وَاحِدٌ إِذَا كَانَ مِن نِيّتِهِ أَن لَا يَرُدّهُ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ فِي مَالِ اليَتِيمِ عُقُوبَتَينِ بَيّنَتَينِ أَمّا إِحدَاهُمَا فَعُقُوبَةُ الدّنيَا فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ ليَخشَ الّذِينَ لَو تَرَكُوا مِن خَلفِهِم ذُرّيّةً ضِعافاًالآيَةَ وَ أَمّا الثّانِيَةُ فَعُقُوبَةُ الآخِرَةِ فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَموالَ اليَتاميالآيَةَ

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ فِي كِتَابِ عَلِيّ ع إِنّ آكِلَ مَالِ اليَتِيمِ سَيُدرِكُهُ وَبَالُ ذَلِكَ فِي عَقِبِهِ وَ يَلحَقُهُ وَبَالُ ذَلِكَ فِي الآخِرَةِ

دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَحسِنُوا فِي عَقِبِ غَيرِكُم تُحسِنُوا فِي عَقِبِكُم


صفحه : 14

نهج ،[نهج البلاغة] مِثلَهُ وَ فِيهِ تَحفَظُوا فِي عَقِبِكُم

وَ قَالَ ع فِي وَصِيّتِهِ عِندَ وَفَاتِهِ اللّهَ اللّهَ فِي الأَيتَامِ فَلَا تُغِبّوا أَفوَاهَهُم وَ لَا يَضِيعُوا بِحَضرَتِكُم

باب 23-آداب معاشرة العميان والزمني وأصحاب العاهات المسرية

الآيات النورلَيسَ عَلَي الأَعمي حَرَجٌ وَ لا عَلَي الأَعرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَي المَرِيضِ حَرَجٌ

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ القرُشَيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ كَرِهَ لَكُم أَيّهَا الأُمّةُ أَربَعاً وَ عِشرِينَ خَصلَةً وَ نَهَاكُم عَنهَا وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ كَرِهَ أَن يُكَلّمَ الرّجُلُ مَجذُوماً إِلّا أَن يَكُونَ بَينَهُ وَ بَينَهُ قَدرُ ذِرَاعٍ وَ قَالَ فِرّ مِنَ المَجذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ

2- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ مِثلَهُ

أقول أوردنا الخبر بتمامه في باب مناهي‌ النبي ص

3-فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلَيسَ عَلَي الأَعمي حَرَجٌ وَ لا عَلَي الأَعرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَي المَرِيضِ حَرَجٌ وَ ذَلِكَ أَنّ أَهلَ


صفحه : 15

المَدِينَةِ قَبلَ أَن يُسلِمُوا كَانُوا يَعتَزِلُونَ الأَعمَي وَ الأَعرَجَ وَ المَرِيضَ كَانُوا لَا يَأكُلُونَ مَعَهُم وَ كَانَتِ الأَنصَارُ فِيهِم تَيهٌ وَ تَكَرّمٌ فَقَالُوا إِنّ الأَعمَي لَا يُبصِرُ الطّعَامَ وَ الأَعرَجَ لَا يَستَطِيعُ الزّحَامَ عَلَي الطّعَامِ وَ المَرِيضَ لَا يَأكُلُ كَمَا يَأكُلُ الصّحِيحُ فَعَزَلُوا لَهُم طَعَامَهُم عَلَي نَاحِيَةٍ وَ كَانُوا يَرَونَ أَنّ عَلَيهِم فِي مُؤَاكَلَتِهِم جُنَاحاً وَ كَانَ الأَعمَي وَ المَرِيضُ يَقُولُونَ لَعَلّنَا نُؤذِيهِم فِي مُؤَاكَلَتِهِم فَلَمّا قَدِمَ النّبِيّص سَأَلُوهُ عَن ذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَأكُلُوا جَمِيعاً أَو أَشتاتاً

4- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَمسَةٌ يُجتَنَبُونَ عَلَي كُلّ حَالٍ المَجذُومُ وَ الأَبرَصُ وَ المَجنُونُ وَ وَلَدُ الزّنَا وَ الأعَراَبيِ‌ّ

5- طب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ البرُسيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الأرَمنَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا رَأَيتُمُ المَجذُومِينَ فَاسأَلُوا رَبّكُمُ العَافِيَةَ وَ لَا تَغفُلُوا عَنهُ

6- طب ،[طب الأئمة عليهم السلام ]طَاهِرُ بنُ حَربٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ السعّيِديِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تُدِيمُوا النّظَرَ إِلَي أَهلِ البَلَاءِ وَ المَجذُومِينَ فَإِنّهُ يَحزُنُهُم

7- طب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَقِلّوا مِنَ النّظَرِ إِلَي أَهلِ البَلَاءِ وَ لَا تَدخُلُوا عَلَيهِم وَ إِذَا مَرَرتُم بِهِم فَأَسرِعُوا المشَي‌َ لَا يُصِيبُكُم مَا أَصَابَهُم

8-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَادَ ضَرِيراً أَربَعِينَ خُطوَةً عَلَي أَرضٍ سَهلَةٍ لَا يفَيِ‌ بِقَدرِ إِبرَةٍ مِن جَمِيعِهِ طِلَاعُ الأَرضِ ذَهَباً فَإِن كَانَ فِيمَا قَادَهُ مَهلَكَةٌ جَوّزَهُ عَنهَا وَجَدَ ذَلِكَ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ يَومَ القِيَامَةِ أَوسَعَ


صفحه : 16

مِنَ الدّنيَا مِائَةَ أَلفِ مَرّةٍ وَ رَجَحَ بِسَيّئَاتِهِ كُلّهَا وَ مَحَقَهَا وَ أَنزَلَهُ فِي أَعلَي الجِنَانِ وَ غُرَفِهَا

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَحمَدُ بنُ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ الغمُشاَنيِ‌ّ عَن أَبِي أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَقَد مَرّ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع بِمَجذُومِينَ فَسَلّمَ عَلَيهِم وَ هُم يَأكُلُونَ فَمَضَي ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ لَا يُحِبّ المُتَكَبّرِينَ فَرَجَعَ إِلَيهِم فَقَالَ إنِيّ‌ صَائِمٌ وَ قَالَ ائتوُنيِ‌ بِهِم فِي المَنزِلِ قَالَ فَأَتَوهُ فَأَطعَمَهُمُ ثُمّ أَعطَاهُم

10- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، سُئِلَ زَينُ العَابِدِينَ ع عَنِ الطّاعُونِ أَ نَبرَأُ مِمّن يَلحَقُهُ فَإِنّهُ مُعَذّبٌ قَالَ إِن كَانَ عَاصِياً فَابرَأ مِنهُ طُعِنَ أَو لَم يُطعَن وَ إِن كَانَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مُطِيعاً فَإِنّ الطّاعُونَ مِمّا تُمَحّصُ بِهِ ذُنُوبُهُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَذّبَ بِهِ قَوماً وَ يَرحَمُ بِهِ آخَرِينَ وَاسِعَةٌ قُدرَتُهُ لِمَا يَشَاءُ أَ لَا تَرَونَ أَنّهُ جَعَلَ الشّمسَ ضِيَاءً لِعِبَادِهِ وَ مُنضِجاً لِثِمَارِهِم وَ مُبلِغاً لِأَقوَاتِهِم وَ قَد يُعَذّبُ بِهَا قَوماً يَبتَلِيهِم بِحَرّهَا يَومَ القِيَامَةِ بِذُنُوبِهِم وَ فِي الدّنيَا بِسُوءِ أَعمَالِهِم

11- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِنَ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَنظُرُوا إِلَي أَهلِ البَلَاءِ فَإِنّ ذَلِكَ يَحزُنُهُم

وَ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ كَانَ يَكرَهُ أَن يُسمِعَ مِنَ المُبتَلَي التّعَوّذَ مِنَ البَلَاءِ


صفحه : 17

باب 33-نصر الضعفاء والمظلومين وإغاثتهم وتفريج كرب المؤمنين ورد العادية عنهم وستر عيوبهم

أقول قدمضي بعضها في باب قضاء حاجة المؤمن و باب حقوقه و باب إطعامه

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَخذُلُ أَخَاهُ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي نُصرَتِهِ إِلّا خَذَلَهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن أحمد بن إدريس مثله

2- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَا يَحضُرَنّ أَحَدُكُم رَجُلًا يَضرِبُهُ سُلطَانٌ جَائِرٌ ظُلماً وَ عُدوَاناً وَ لَا مَقتُولًا وَ لَا مَظلُوماً إِذَا لَم يَنصُرهُ لِأَنّ نُصرَةَ المُؤمِنِ عَلَي المُؤمِنِ فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ إِذَا هُوَ حَضَرَهُ وَ العَافِيَةُ أَوسَعُ مَا لَم يَلزَمكَ الحُجّةُ الظّاهِرَةُ

ثو،[ثواب الأعمال ] ابن الوليد عن محمد بن أبي القاسم عن هارون مثله

3- ب ،[قرب الإسناد]بِهَذَا الإِسنَادِ أَنّ النّبِيّص أَمَرَ بِسَبعٍ عِيَادَةِ المَرضَي وَ اتّبَاعِ الجَنَائِزِ وَ إِبرَارِ القَسَمِ وَ تَسمِيتِ العَاطِسِ وَ نَصرِ المَظلُومِ وَ إِفشَاءِ السّلَامِ وَ إِجَابَةِ الداّعيِ‌

أقول قدأوردناه بأسانيد في أبواب المناهي‌

4-ثو،[ثواب الأعمال ] ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ بنِ


صفحه : 18

يَحيَي عَن صَفوَانَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أُقعِدَ رَجُلٌ مِنَ الأَخيَارِ فِي قَبرِهِ فَقِيلَ لَهُ إِنّا جَالِدُوكَ مِائَةَ جَلدَةٍ مِن عَذَابِ اللّهِ فَقَالَ لَا أُطِيقُهَا فَلَم يَزَالُوا بِهِ حَتّي انتَهَوا إِلَي جَلدَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالُوا لَيسَ مِنهَا بُدّ فَقَالَ فِيمَا تَجلِدُونّيهَا قَالُوا نَجلِدُكَ لِأَنّكَ صَلّيتَ يَوماً بِغَيرِ وُضُوءٍ وَ مَرَرتَ عَلَي ضَعِيفٍ فَلَم تَنصُرهُ قَالَ فَجَلَدُوهُ جَلدَةً مِن عَذَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَامتَلَأَ قَبرُهُ نَاراً

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي عن ابن أبي نجران عن صفوان الجمال مثله

5- ل ،[الخصال ]حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ القَدّاحِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ مَعرُوفٍ صَدَقَةٌ وَ الدّالّ عَلَي الخَيرِ كَفَاعِلِهِ وَ اللّهُ يُحِبّ إِغَاثَةَ اللّهفَانِ

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مَيمُونٍ الصّائِغِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن أَرَادَ أَن يُدخِلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي رَحمَتِهِ وَ يُسكِنَهُ جَنّتَهُ فَليُحسِن خُلُقَهُ وَ ليُعطِ النّصَفَةَ مِن نَفسِهِ وَ ليَرحَمِ اليَتِيمَ وَ ليُعِنِ الضّعِيفَ وَ ليَتَوَاضَع لِلّهِ ألّذِي خَلَقَهُ

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضَاَئرِيِ‌ّ عَنِ الصّدُوقِ مِثلَهُ

أقول قدمضي بعض الأخبار في باب بر الوالدين

8- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي خَبَرِ منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَلَا وَ مَن فَرّجَ عَن مُؤمِنٍ كُربَةً مِن كُرَبِ الدّنيَا فَرّجَ اللّهُ عَنهُ اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ كُربَةً مِن كُرَبِ الآخِرَةِ وَ اثنَتَينِ وَ سَبعِينَ كُربَةً مِن كُرَبِ الدّنيَا أَهوَنُهَا المَغصُ


صفحه : 19

9- ل ،[الخصال ] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ القَدّاحِ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ نَشَرَ اللّهُ عَلَيهِ كَنَفَهُ وَ أَدخَلَهُ الجَنّةَ فِي رَحمَتِهِ حُسنُ خُلُقٍ يَعِيشُ بِهِ فِي النّاسِ وَ رِفقٌ بِالمَكرُوبِ وَ شَفَقَةٌ عَلَي الوَالِدَينِ وَ إِحسَانٌ إِلَي المَملُوكِ

10- مع ،[معاني‌ الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ أَنّ العَبدَ مِن عبِاَديِ‌ ليَأَتيِنيِ‌ بِالحَسَنَةِ فَأُدخِلُهُ الجَنّةَ قَالَ يَا رَبّ وَ مَا تِلكَ الحَسَنَةُ قَالَ يُفَرّجُ عَنِ المُؤمِنِ كُربَتَهُ وَ لَو بِتَمرَةٍ قَالَ فَقَالَ دَاوُدُ ع حَقّ لِمَن عَرَفَكَ أَن لَا يَنقَطِعَ رَجَاؤُهُ مِنكَ

11- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ النّبِيّ ع أَن يَا دَاوُدُ إِنّ العَبدَ مِن عبِاَديِ‌ ليَأَتيِنيِ‌ بِالحَسَنَةِ يَومَ القِيَامَةِ فَأُحَكّمُهُ فِي الجَنّةِ قَالَ دَاوُدُ وَ مَا تِلكَ الحَسَنَةُ قَالَ كُربَةٌ يُنَفّسُهَا عَن مُؤمِنٍ بِقَدرِ تَمرَةٍ أَو بِشِقّ تَمرَةٍ فَقَالَ دَاوُدُ يَا رَبّ حَقّ لِمَن عَرَفَكَ أَن لَا يَقطَعَ رَجَاءَهُ مِنكَ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ قَرَأتُ فِي الزّبُورِ اسمَع منِيّ‌ مَا أَقُولُ وَ الحَقّ أَقُولُ مَن أتَاَنيِ‌ بِحَسَنَةٍ وَاحِدَةٍ أَدخَلتُهُ الجَنّةَ قَالَ دَاوُدُ يَا رَبّ وَ مَا هَذِهِ الحَسَنَةُ قَالَ مَن فَرّجَ عَن عَبدٍ مُسلِمٍ فَقَالَ دَاوُدُ إلِهَيِ‌ لِذَلِكَ لَا ينَبغَيِ‌ لِمَن عَرَفَكَ أَن يَقطَعَ رَجَاءَهُ مِنكَ

13- ل ،[الخصال ]حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَربَعَةٌ يَنظُرُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِم يَومَ القِيَامَةِ مَن أَقَالَ نَادِماً أَو أَغَاثَ لَهفَانَ أَو أَعتَقَ نَسَمَةً أَو زَوّجَ عَزَباً


صفحه : 20

14- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ مَن رَدّ عَنِ المُسلِمِينَ عَادِيَةَ مَاءٍ أَو عَادِيَةَ نَارٍ أَو عَادِيَةَ عَدُوّ مُكَابِرٍ لِلمُسلِمِينَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذَنبَهُ

15- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ بَنَي اللّهُ لَهُ بَيتاً فِي الجَنّةِ مَن آوَي اليَتِيمَ وَ رَحِمَ الضّعِيفَ وَ أَشفَقَ عَلَي وَالِدَيهِ وَ رَفَقَ بِمَملُوكِهِ

16- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن ذَرِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا مُؤمِنٍ نَفّسَ عَن مُؤمِنٍ كُربَةً نَفّسَ اللّهُ عَنهُ سَبعِينَ كُربَةً مِن كُرَبِ الدّنيَا وَ كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ وَ قَالَ وَ مَن يَسّرَ عَلَي مُؤمِنٍ وَ هُوَ مُعسِرٌ يَسّرَ اللّهُ لَهُ حَوَائِجَهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَ وَ مَن سَتَرَ عَلَي مُؤمِنٍ عَورَةً يَخَافُهَا سَتَرَ اللّهُ عَلَيهِ سَبعِينَ عَورَةً مِن عَورَاتِهِ التّيِ‌ يَخَافُهَا فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي عَونِ المُؤمِنِ مَا كَانَ المُؤمِنُ فِي عَونِ أَخِيهِ المُؤمِنِ فَانتَفِعُوا بِالعِظَةِ وَ ارغَبُوا فِي الخَيرِ

أقول قدمضي بعض الأخبار في باب قضاء حاجة المؤمن

17- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ يُعِينُ مُؤمِناً مَظلُوماً إِلّا كَانَ أَفضَلَ مِن صِيَامِ شَهرٍ وَ اعتِكَافِهِ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ وَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَنصُرُ أَخَاهُ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي نُصرَتِهِ إِلّا نَصَرَهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَخذُلُ أَخَاهُ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي نُصرَتِهِ إِلّا خَذَلَهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

18-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن شُرَحبِيلَ بنِ سَعدٍ عَن أُسَيدِ بنِ خُضَيرٍ


صفحه : 21

قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَغَاثَ أَخَاهُ المُؤمِنَ حَتّي يُخرِجَهُ مِن هَمّ وَ كُربَةٍ وَ وَرطَةٍ كَتَبَ اللّهُ لَهُ عَشرَ حَسَنَاتٍ وَ رَفَعَ لَهُ عَشرَ دَرَجَاتٍ وَ أَعطَاهُ ثَوَابَ عِتقِ عَشرِ نَسَمَاتٍ وَ دَفَعَ عَنهُ عَشرَ نَقِمَاتٍ وَ أَعَدّ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ عَشرَ شَفَاعَاتٍ

19- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَعَانَ ضَعِيفاً فِي بَدَنِهِ عَلَي أَمرِهِ أَعَانَهُ اللّهُ عَلَي أَمرِهِ وَ نَصَبَ لَهُ فِي القِيَامَةِ مَلَائِكَةً يُعِينُونَهُ عَلَي قَطعِ تِلكَ الأَهوَالِ وَ عُبُورِ تِلكَ الخَنَادِقِ مِنَ النّارِ حَتّي لَا يُصِيبَهُ مِن دُخَانِهَا وَ عَلَي سُمُومِهَا وَ عَلَي عُبُورِ الصّرَاطِ إِلَي الجَنّةِ سَالِماً آمِناً وَ مَن أَعَانَ ضَعِيفاً فِي فَهمِهِ وَ مَعرِفَتِهِ فَلَقّنَهُ حُجّتَهُ عَلَي خَصمِ الدّينِ طُلّابِ البَاطِلِ أَعَانَهُ اللّهُ عِندَ سَكَرَاتِ المَوتِ عَلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ الإِقرَارِ بِمَا يَتّصِلُ بِهِمَا وَ الِاعتِقَادِ لَهُ حَتّي يَكُونَ خُرُوجُهُ مِنَ الدّنيَا وَ رُجُوعُهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي أَفضَلِ أَعمَالِهِ وَ أَجَلّ أَحوَالِهِ فَيُحيَا عِندَ ذَلِكَ بِرَوحٍ وَ رَيحَانٍ وَ يُبَشّرُ بِأَنّ رَبّهُ عَنهُ رَاضٍ وَ عَلَيهِ غَيرُ غَضبَانَ وَ مَن أَعَانَ مَشغُولًا بِمَصَالِحِ دُنيَاهُ أَو دِينِهِ عَلَي أَمرِهِ حَتّي لَا يَتَعَسّرَ عَلَيهِ أَعَانَهُ اللّهُ تَزَاحُمَ الأَشغَالِ وَ انتِشَارَ الأَحوَالِ يَومَ قِيَامِهِ بَينَ يدَيَ‌ِ المَلِكِ الجَبّارِ فَمَيّزَهُ مِنَ الأَشرَارِ وَ جَعَلَهُ مِنَ الأَخيَارِ

20- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ، عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَصبَحَ لَا يَهتَمّ بِأَمرِ المُسلِمِينَ فَلَيسَ مِنَ الإِسلَامِ فِي شَيءٍ وَ مَن شَهِدَ رَجُلًا ينُاَديِ‌ يَا لَلمُسلِمِينَ فَلَم يُجِبهُ فَلَيسَ مِنَ المُسلِمِينَ

21- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن كَفّارَاتِ الذّنُوبِ العِظَامِ إِغَاثَةُ المَلهُوفِ وَ التّنفِيسُ عَنِ المَكرُوبِ

22-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الشّحّامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن أَغَاثَ أَخَاهُ المُؤمِنَ اللّهفَانَ عِندَ جَهدِهِ فَنَفّسَ كُربَتَهُ وَ أَعَانَهُ عَلَي نَجَاحِ حَاجَتِهِ كَانَت لَهُ بِذَلِكَ عِندَ اللّهِ


صفحه : 22

اثنَتَانِ وَ سَبعُونَ رَحمَةً مِنَ اللّهِ يُعَجّلُ لَهُ مِنهَا وَاحِدَةً يُصلِحُ بِهَا مَعِيشَتَهُ وَ يَدّخِرُ لَهُ إِحدَي وَ سَبعِينَ رَحمَةً لِأَفزَاعِ يَومِ القِيَامَةِ وَ أَهوَالِهِ

23- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ نُعَيمٍ عَن مِسمَعٍ كِردِينٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن نَفّسَ عَن مُؤمِنٍ كُربَةً نَفّسَ اللّهُ عَنهُ كُرَبَ الآخِرَةِ وَ خَرَجَ مِن قَبرِهِ وَ هُوَ ثَلِجُ الفُؤَادِ وَ مَن أَطعَمَهُ مِن جُوعٍ أَطعَمَهُ اللّهُ مِن ثِمَارِ الجَنّةِ وَ مَن سَقَاهُ شَربَةً سَقَاهُ اللّهُ مِنَ الرّحِيقِ المَختُومِ

24- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الغفِاَريِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَكرَمَ أَخَاهُ المُسلِمَ بِكَلِمَةٍ يُلطِفُهُ بِهَا وَ فَرّجَ كُربَتَهُ لَم يَزَل فِي ظِلّ اللّهِ المَمدُودِ بِالرّحمَةِ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ

25- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَغَاثَ أَخَاهُ المُؤمِنَ اللّهفَانَ اللّهثَانَ عِندَ جَهدِهِ فَنَفّسَ كُربَتَهُ أَو أَعَانَهُ عَلَي نَجَاحِ حَاجَتِهِ كَانَت لَهُ بِذَلِكَ اثنَتَانِ وَ سَبعُونَ رَحمَةً لِأَفزَاعِ يَومِ القِيَامَةِ وَ أَهوَالِهِ

26- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَخذُلُ أَخَاهُ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي نُصرَتِهِ إِلّا خَذَلَهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

27- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الصيّرفَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يُوسُفَ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ الوصَاّفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ يُحِبّ إِرَاقَةَ الدّمَاءِ وَ إِطعَامَ الطّعَامِ وَ إِغَاثَةَ اللّهفَانِ

28-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] مَا مِن رَجُلٍ رَأَي مَلهُوفاً فِي طَرِيقٍ بِمَركُوبٍ لَهُ قَد سَقَطَ وَ هُوَ يَستَغِيثُ


صفحه : 23

فَلَا يُغَاثُ فَأَغَاثَهُ وَ حَمَلَهُ عَلَي مَركُوبِهِ وَ سَوّي لَهُ إِلّا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَدَدتَ نَفسَكَ وَ بَذَلتَ جُهدَكَ فِي إِغَاثَةِ أَخِيكَ هَذَا المُؤمِنِ لَأَكُدّنّ مَلَائِكَةً هُم أَكثَرُ عَدَداً مِن خَلَائِقِ الإِنسِ كُلّهِم مِن أَوّلِ الدّهرِ إِلَي آخِرِهِ وَ أَعظَمُ قُوّةً كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مِمّن يَسهُلُ عَلَيهِ حَملُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ لِيَبنُوا لَكَ القُصُورَ وَ المَسَاكِينَ وَ يَرفَعُوا لَكَ الدّرَجَاتِ فَإِذَا أَنتَ فِي جنِاَنيِ‌ كَأَحَدِ مُلُوكِهَا الفَاضِلِينَ وَ مَن دَفَعَ عَن مَظلُومٍ قُصِدَ بِظُلمٍ ضَرَراً فِي مَالِهِ أَو بَدَنِهِ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن حُرُوفِ أَقوَالِهِ وَ حَرَكَاتِ أَفعَالِهِ وَ سُكُونِهَا أَملَاكاً بِعَدَدِ كُلّ حَرفٍ مِنهَا مِائَةَ أَلفِ مَلَكٍ كُلّ مَلَكٍ مِنهُم يَقصِدُونَ الشّيَاطِينَ الّذِينَ يَأتُونَ لِإِغوَائِهِ فَيُثخِنُونَهُم ضَرباً بِالأَحجَارِ الدّافِعَةِ وَ أَوجَبَ اللّهُ بِكُلّ ذَرّةِ ضَرَرٍ دَفَعَ عَنهُ وَ بِأَقَلّ قَلِيلِ جُزءِ أَلَمِ الضّرَرِ ألّذِي كَفّ عَنهُ مِائَةَ أَلفٍ مِن خُدّامِ الجِنَانِ وَ مِثلَهُم مِنَ الحُورِ الحِسَانِ يَدُلّونَهُ هُنَاكَ وَ يُشَرّفُونَهُ وَ يَقُولُونَ هَذَا بِدَفعِكَ عَن فُلَانٍ ضَرَراً فِي مَالِهِ أَو بَدَنِهِ

باب 43- من ينفع الناس وفضل الإصلاح بينهم

الآيات الرعدوَ أَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]السنّاَنيِ‌ّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَيرُ النّاسِ مَنِ انتَفَعَ بِهِ النّاسُ

مع ،[معاني‌ الأخبار] ابن الوليد عن الصفار عن أيوب بن نوح عن ابن أبي عمير


صفحه : 24

عن ابن عميرة عن الثمالي‌ عن الصادق ع عن النبي ص مثله

2- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَنِ ابنِ جَبَلَةَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جعَلَنَيِ‌ مُبارَكاً أَينَ ما كُنتُ قَالَ نَفّاعاً

3- نهج ،[نهج البلاغة] فِي وَصِيّتِهِ ع عِندَ وَفَاتِهِ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ ولُديِ‌ وَ أهَليِ‌ وَ مَن بَلَغَهُ كتِاَبيِ‌ بِتَقوَي اللّهِ وَ نَظمِ أَمرِكُم وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَينِكُم فإَنِيّ‌ سَمِعتُ جَدّكُمَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ البَينِ أَفضَلُ مِن عَامّةِ الصّلَاةِ وَ الصّيَامِ

باب 53-الإنصاف والعدل

الآيات النساءيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوّامِينَ بِالقِسطِالآية المائدةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوّامِينَ لِلّهِ شُهَداءَ بِالقِسطِ وَ لا يَجرِمَنّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلي أَلّا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتّقويالأنعام وَ إِذا قُلتُم فَاعدِلُوا وَ لَو كانَ ذا قُربيالأعراف قُل أَمَرَ ربَيّ‌ بِالقِسطِ و قال سبحانه وَ مِمّن خَلَقنا أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَحمعسق وَ أُمِرتُ لِأَعدِلَ بَينَكُمُ و قال تعالي اللّهُ ألّذِي أَنزَلَ الكِتابَ بِالحَقّ وَ المِيزانَ


صفحه : 25

الحجرات وَ أَقسِطُوا إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُقسِطِينَالحديدلَقَد أَرسَلنا رُسُلَنا بِالبَيّناتِ وَ أَنزَلنا مَعَهُمُ الكِتابَ وَ المِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالقِسطِ

أقول قدمضي كثير من الأخبار في باب جوامع المكارم

1- مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَعدَلُ النّاسِ مَن رضَيِ‌َ لِلنّاسِ مَا يَرضَي لِنَفسِهِ وَ كَرِهَ لَهُم مَا يَكرَهُ لِنَفسِهِ

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي خَبَرِ الشّيخِ الشاّميِ‌ّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا شَيخُ ارضَ لِلنّاسِ مَا تَرضَي لِنَفسِكَ وَ آتِ إِلَي النّاسِ مَا تُحِبّ أَن يُؤتَي إِلَيكَ

3- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِ‌ّ عَن حَبِيبٍ الخثَعمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَحِبّوا لِلنّاسِ مَا تُحِبّونَ لِأَنفُسِكُم

4- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ رضُيِ‌َ بِهِ حَكَماً لِغَيرِهِ

5- ل ،[الخصال ]عَنهُمَا عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الغفِاَريِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن وَاسَي الفَقِيرَ وَ أَنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ فَذَلِكَ المُؤمِنُ حَقّاً

6-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا نَاصَحَ اللّهَ عَبدٌ مُسلِمٌ فِي نَفسِهِ


صفحه : 26

فَأَعطَي الحَقّ مِنهَا وَ أَخذَ الحَقّ لَهَا إِلّا أعُطيِ‌َ خَصلَتَينِ رِزقاً مِنَ اللّهِ يَقنَعُ بِهِ وَ رِضًي عَنِ اللّهِ يُنجِيهِ

ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن سعد عن ابن عيسي مثله

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ هُم أَقرَبُ الخَلقِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَفرُغَ مِنَ الحِسَابِ رَجُلٌ لَم تَدعُهُ قُدرَتُهُ فِي حَالِ غَضَبِهِ إِلَي أَن يَحِيفَ عَلَي مَن تَحتَ يَدَيهِ وَ رَجُلٌ مَشَي بَينَ اثنَينِ فَلَم يَمِل مَعَ أَحَدِهِمَا عَلَي الآخَرِ بِشَعِيرَةٍ وَ رَجُلٌ قَالَ الحَقّ فِيمَا عَلَيهِ وَ لَهُ

ل ،[الخصال ] ابن الوليد عن الصفار عن البرقي‌ مثله

8- مع ،[معاني‌ الأخبار]ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ الكمَنَداَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ ابنِ قَيسٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي آدَمَ ع يَا آدَمُ إنِيّ‌ أَجمَعُ لَكَ الخَيرَ كُلّهُ فِي أَربَعَةِ كَلِمَاتٍ وَاحِدَةٌ مِنهُنّ لِي وَ وَاحِدَةٌ لَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ النّاسِ فَأَمّا التّيِ‌ لِي فتَعَبدُنُيِ‌ وَ لَا تُشرِك بيِ‌ شَيئاً وَ أَمّا التّيِ‌ لَكَ فَأُجَازِيكَ بِعَمَلِكَ أَحوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيهِ وَ أَمّا التّيِ‌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ فَعَلَيكَ الدّعَاءُ وَ عَلَيّ الإِجَابَةُ وَ أَمّا التّيِ‌ فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ النّاسِ فَتَرضَي لِلنّاسِ مَا تَرضَي لِنَفسِكَ

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ استِعمَالُ العَدلِ وَ الإِحسَانِ مُؤذِنٌ بِدَوَامِ النّعمَةِ

10-ل ،[الخصال ] جَعفَرُ بنُ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن سَعِيدِ بنِ شُرَحبِيلَ عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ عَن أَبِي مَالِكٍ قَالَ قُلتُ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع أخَبرِنيِ‌ بِجَمِيعِ شَرَائِعِ الدّينِ قَالَ قَولُ


صفحه : 27

الحَقّ وَ الحُكمُ بِالعَدلِ وَ الوَفَاءُ بِالعَهدِ

11- ل ،[الخصال ] فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص عَلِيّاً يَا عَلِيّ سَيّدُ الأَعمَالِ ثَلَاثُ خِصَالٍ إِنصَافُكَ النّاسَ مِن نَفسِكَ وَ مُوَاسَاتُكَ الأَخَ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ذِكرُكَ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي كُلّ حَالٍ يَا عَلِيّ ثَلَاثٌ مِن حَقَائِقِ الإِيمَانِ الإِنفَاقُ مِنَ الإِقتَارِ وَ إِنصَافُ النّاسِ مِن نَفسِكَ وَ بَذلُ العِلمِ لِلمُتَعَلّمِ

وَ بِإِسنَادٍ آخَرَ قَالَ يَا عَلِيّ ثَلَاثٌ لَا تُطِيقُهَا هَذِهِ الأُمّةُ المُوَاسَاةُ لِلأَخِ فِي مَالِهِ وَ إِنصَافُ النّاسِ مِن نَفسِهِ وَ ذِكرُ اللّهِ عَلَي كُلّ حَالٍ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عِندَ وَفَاتِهِ أُوصِيكَ بِالعَدلِ فِي الرّضَا وَ الغَضَبِ

وَ فِيمَا كَتَبَ ع لِمُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ أَحِبّ لِعَامّةِ رَعِيّتِكَ مَا تُحِبّ لِنَفسِكَ وَ أَهلَ بَيتِكَ وَ اكرَه لَهُم مَا تَكرَهُ لِنَفسِكَ وَ أَهلَ بَيتِكَ فَإِنّ ذَلِكَ أَوجَبُ لِلحُجّةِ وَ أَصلَحُ لِلرّعِيّةِ

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَدّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الحَذّاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ لَا أُخبِرُكَ بِأَشَدّ مَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَي خَلقِهِ إِنصَافُ النّاسِ مِن أَنفُسِهِم وَ مُوَاسَاةُ الإِخوَانِ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ذِكرُ اللّهِ عَلَي كُلّ حَالٍ فَإِن عَرَضَت لَهُ طَاعَةُ اللّهِ عَمِلَ بِهَا وَ إِن عَرَضَت لَهُ مَعصِيَتُهُ تَرَكَهَا

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ النّقّاشِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مَخلَدٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَيسَ مِنَ الإِنصَافِ مُطَالَبَةُ الإِخوَانِ بِالإِنصَافِ

15- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَن جَدّهِ


صفحه : 28

مُحَمّدِ بنِ عِيسَي القيَسيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ الصيّرفَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ رَجُلٌ للِنبّيِ‌ّص علَمّنيِ‌ عَمَلًا لَا يُحَالُ بَينَهُ وَ بَينَ الجَنّةِ قَالَ لَا تَغضَب وَ لَا تَسأَلِ النّاسَ شَيئاً وَ ارضَ لِلنّاسِ مَا تَرضَي لِنَفسِكَ

أقول سيأتي‌ أخبار كثيرة من هذاالباب في باب ذكر الله و باب مواساة الإخوان

16- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخَزّازِ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ مَرّ رَسُولُ اللّهِص بِقَومٍ يَربَعُونَ حَجَراً فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا نَعرِفُ بِذَلِكَ أَشَدّنَا وَ أَقوَانَا فَقَالَ ع أَ لَا أُخبِرُكُم بِأَشَدّكُم وَ أَقوَاكُم قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَشَدّكُم وَ أَقوَاكُمُ ألّذِي إِذَا رضَيِ‌َ لَم يُدخِلهُ رِضَاهُ فِي إِثمٍ وَ لَا بَاطِلٍ وَ إِذَا سَخِطَ لَم يُخرِجهُ سَخَطُهُ مِن قَولِ الحَقّ وَ إِذَا قَدَرَ لَم يَتَعَاطَ مَا لَيسَ لَهُ بِحَقّ

أقول قدمضي بإسناد آخر في باب صفات المؤمن

17- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ الحَسَنِ عَن مُعَاوِيَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا نَاصَحَ اللّهَ عَبدٌ فِي نَفسِهِ فَأَعطَي الحَقّ مِنهَا وَ أَخَذَ الحَقّ لَهَا إِلّا أعُطيِ‌َ خَصلَتَينِ رِزقٌ مِنَ اللّهِ يَسَعُهُ وَ رِضًي عَنِ اللّهِ يُنجِيهِ

18- ختص ،[الإختصاص ] عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ فَاطِمَةَ بِنتَ الحُسَينِ ع تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثُ خِصَالٍ مَن كُنّ فِيهِ استَكمَلَ خِصَالَ الإِيمَانِ ألّذِي إِذَا رضَيِ‌َ لَم يُدخِلهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ وَ إِذَا غَضِبَ لَم يُخرِجهُ غَضَبُهُ مِنَ الحَقّ وَ إِذَا قَدَرَ لَم يَتَعَاطَ مَا لَيسَ لَهُ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن محبوب ابن بنت الأشج الكندي‌ عن محمد بن عيسي بن هشام عن الحسن بن علي بن فضال عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي‌ عن أبي جعفر عن آبائه ع قال عاصم وحدثني‌ أبوحمزة


صفحه : 29

عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين ع عن أبيها عن النبي ص مثله

19- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص السّابِقُونَ إِلَي ظِلّ العَرشِ طُوبَي لَهُم قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَن هُم فَقَالَ الّذِينَ يَقبَلُونَ الحَقّ إِذَا سَمِعُوهُ وَ يَبذُلُونَهُ إِذَا سُئِلُوهُ وَ يَحكُمُونَ لِلنّاسِ كَحُكمِهِم لِأَنفُسِهِم هُمُ السّابِقُونَ إِلَي ظِلّ العَرشِ

20- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي أَ لَا أُخبِرُكَ بِأَشَدّ مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَي خَلقِهِ قَالَ نَعَم قَالَ إِنّ مِن أَشَدّ مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَي خَلقِهِ إِنصَافَكَ النّاسَ مِن نَفسِكَ وَ مُوَاسَاتَكَ أَخَاكَ المُسلِمَ فِي مَالِكَ وَ ذِكرَ اللّهِ كَثِيراً أَمَا إنِيّ‌ لَا أعَنيِ‌ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ إِن كَانَ مِنهُ لَكِن ذِكرَ اللّهِ عِندَ مَا أَحَلّ وَ مَا حَرّمَ فَإِن كَانَ طَاعَةً عَمِلَ بِهَا وَ إِن كَانَ مَعصِيَةً تَرَكَهَا

21- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيإِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِالعَدلُ الإِنصَافُ وَ الإِحسَانُ التّفَضّلُ

وَ قَالَ فِي وَصِيّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ ع يَا بنُيَ‌ّ اجعَل نَفسَكَ مِيزَاناً فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ غَيرِكَ فَأَحبِب لِغَيرِكَ مَا تُحِبّ لِنَفسِكَ وَ اكرَه لَهُ مَا تَكرَهُ لَهَا وَ لَا تَظلِم كَمَا لَا تُحِبّ أَن تُظلَمَ وَ أَحسِن كَمَا تُحِبّ أَن يُحسَنَ إِلَيكَ وَ استَقبِح مِن نَفسِكَ مَا تَستَقبِحُ مِن غَيرِكَ وَ ارضَ مِنَ النّاسِ بِمَا تَرضَاهُ لَهُم مِن نَفسِكَ وَ لَا تَقُل مَا لَا تَعلَمُ وَ قُل مَا تَعلَمُ وَ لَا تَقُل مَا لَا تُحِبّ أَن يُقَالَ لَكَ

22-كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ


صفحه : 30

أَبِي حَمزَةَ عَن جَدّهِ أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ فِي آخِرِ خُطبَتِهِ طُوبَي لِمَن طَابَ خُلُقُهُ وَ طَهُرَت سَجِيّتُهُ وَ صَلُحَت سَرِيرَتُهُ وَ حَسُنَت عَلَانِيَتُهُ وَ أَنفَقَ الفَضلَ مِن مَالِهِ وَ أَمسَكَ الفَضلَ مِن قَولِهِ وَ أَنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ

إيضاح طوبي أي الجنة أوشجرتها المعروفة أوأطيب الأحوال في الدنيا والآخرة لمن طاب خلقه بضم الخاء أي تخلق بالأخلاق الحسنة ويحتمل الفتح أيضا أي يكون مخلوقا من طينة حسنة وطهرت سجيته أي طبيعته من الأخلاق الرذيلة فعلي الأول يكون تأكيدا لماسبق و في المصباح السجية الغريزة والجمع سجايا وصلحت سريرته أي قلبه بالمعارف الإلهية والعقائد الإيمانية وبالخلو عن الحقد والنفاق وقصد إضرار المسلمين أوبواطن أحواله بأن لاتكون مخالفة لظواهرها كالمراءين و في القاموس السر مايكتم كالسريرة وحسنت علانيته بكونها موافقة للآداب الشرعية وأنفق الفضل من ماله بإخراج الحقوق الواجبة والمندوبة أوالأعم منهما ومما فضل من الكفاف وأمسك الفضل من قوله بحفظ لسانه عما لايعنيه . وأنصف الناس من نفسه أي كان حكما وحاكما علي نفسه فيما كان بينه و بين الناس ورضي‌ لهم مارضي‌ لنفسه وكره لهم ماكره لنفسه وكأن كلمة من للتعليل أي كان إنصافه الناس بسبب نفسه لابانتصاف حاكم وغيره قال في المصباح نصفت المال بين الرجلين أنصفه من باب قتل قسمته نصفين وأنصفت الرجل إنصافا عاملته بالعدل والقسط والاسم النصفة بفتحتين لأنك أعطيته من الحق مايستحقه بنفسك

23-كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن يَضمَنُ لِي أَربَعَةً بِأَربَعَةِ أَبيَاتٍ فِي الجَنّةِ


صفحه : 31

أَنفِق وَ لَا تَخَف فَقراً وَ أَفشِ السّلَامَ فِي العَالَمِ وَ اترُكِ المِرَاءَ وَ إِن كُنتَ مُحِقّاً وَ أَنصِفِ النّاسَ مِن نَفسِكَ

بيان من يضمن لي أربعة من للاستفهام ويقال ضمنت المال و به ضمانا فأنا ضامن وضمين التزمته بأربعة أبيات التزمها له في الجنة ثم بين ع الأعمال علي سبيل الاستئناف كأن السائل قال ماهي‌ حتي أفعلها قال أنفق أي فضل مالك في سبيل الله و مايوجب رضاه و لاتخف فقرا فإن الإنفاق موجب للخلف وأفش السلام في العالم أي انشر التسليم وأكثره أي سلم علي كل من لقيته إلا مااستثني‌ مما سيأتي‌ في بابه في القاموس فشا خبره وعرفه وفضله فشوا وفشوا وفشيا انتشر وأفشاه واترك المراء أي الجدال والمنازعة و إن كان في المسائل العلمية إذا لم يكن الغرض إظهار الحق و إلافهو مطلوب كما قال تعالي وَ جادِلهُم باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ و قدمر الكلام فيه

24- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن جَارُودٍ أَبِي المُنذِرِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ سَيّدُ الأَعمَالِ ثَلَاثَةٌ إِنصَافُ النّاسِ مِن نَفسِكَ حَتّي لَا تَرضَي بشِيَ‌ءٍ إِلّا رَضِيتَ لَهُم مِثلَهُ وَ مُوَاسَاتُكَ الأَخَ فِي المَالِ وَ ذِكرُ اللّهِ عَلَي كُلّ حَالٍ لَيسَ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَقَط وَ لَكِن إِذَا وَرَدَ عَلَيكَ شَيءٌ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ أَخَذتَ بِهِ وَ إِذَا وَرَدَ عَلَيكَ شَيءٌ نَهَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهُ تَرَكتَهُ

تبيان سيد الأعمال أي أشرفها وأفضلها حتي لاترضي بشي‌ء أي لنفسك أي لايطلب منهم من المنافع إلامثل مايعطيهم و لاينيلهم من المضار إلا مايرضي أن يناله منهم ويحكم لهم علي نفسه ومواساتك الأخ في المال أي جعله شريكك في مالك وسيأتي‌ الأخ في الله فيشمل نصرته بالنفس والمال و كل مايحتاج إلي النصرة فيه . قال في النهاية قدتكرر ذكر الأسوة والمواساة وهي‌ بكسر الهمزة وضمها


صفحه : 32

القدوة والمواساة المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق وأصلها الهمزة فقلبت واوا تخفيفا و في القاموس الأسوة بالكسر والضم القدوة وآساه بماله مواساة أناله منه وجعله فيه أسوة أو لا يكون ذلك إلا من كفاف فإن كان من فضله فليس بمواساة و قال واساه آساه لغة رديئة انتهي وذكر الله علي كل حال سواء كانت الأحوال شريفة أوخسيسة كحال الجنابة وحال الخلاء وغيرهما ليس أي ذكر الله سبحان إلخ أي منحصرا فيها كماتفهمه العوام و إن كان ذلك من حيث المجموع و كل واحد من أجزائه ذكرا أيضا ولكن العمدة في الذكر ماسيذكر واعلم أن الذكر ثلاثة أنواع ذكر باللسان وذكر بالقلب والأول يحصل بتلاوة القرآن والأدعية وذكر أسماء الله وصفاته سبحانه ودلائل التوحيد والنبوة والإمامة والعدل والمعاد والمواعظ والنصائح وذكر صفات الأئمة ع وفضائلهم ومناقبهم فإنه روي‌ عنهم إذاذكرنا ذكر الله و إذاذكر أعداؤنا ذكر الشيطان وبالجملة كل مايصير سببا لذكره تعالي حتي المسائل الفقهية والأخبار المأثورة عنهم ع . والثاني‌ نوعان أحدهما التفكر في دلائل جميع ماذكر وتذكرها وتذكر نعم الله وآلائه والتفكر في فناء الدنيا وترجيح الآخرة عليها وأمثال ذلك مما مر في باب التفكر والثاني‌ تذكر عقوبات الآخرة ومثوباتها عندعروض شيءأمر الله به أونهي عنه فيصير سببا لارتكاب الأوامر والارتداع عن النواهي‌. وقالوا الثالث من الأقسام الثلاثة أفضل من الأولين و من العامة من فضل الأول علي الثالث مستندا بأن في الأول زيادة عمل الجوارح وزيادة العمل تقتضي‌ زيادة الأجر والحق أن الأول إذاانضم إلي أحد الأخيرين كان المجموع أفضل من كل منهما بانفراده إلا إذا كان الذكر القلبي‌ بدون الذكر اللساني‌ أكمل في الإخلاص وسائر الجهات فيمكن أن يكون بهذه الجهة أفضل من المجموع و أماالذكر اللساني‌ بدون الذكر القلبي‌ كما هوالشائع عندأكثر الخلق أنهم يذكرون الله باللسان علي سبيل العادة مع غفلتهم عنه وشغل قلبهم بما يلهي‌ عن الله


صفحه : 33

فهذا الذكر لو كان له ثواب لكانت له درجة نازلة من الثواب و لاريب أن الذكر القلبي‌ فقط أفضل منه وكذا المواعظ والنصائح التي‌ يذكرها الوعاظ رئاء من غيرتأثر قلبهم به فهذا أيضا لو لم يكن صاحبه معاقبا فليس بمثاب و أماالترجيح بين الثاني‌ والثالث فمشكل مع أن لكل منها أفرادا كثيرة لايمكن تفصيلها وترجيحها ثم إن العامة اختلفوا في أن الذكر القلبي‌ هل تعرفه الملائكة وتكتبه أم لافقيل بالأول لأن الله تعالي يجعل له علامة تعرفه الملائكة بها وقيل بالثاني‌ لأنهم لايطلعون عليها

25- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَنِ المُعَلّي عَن يَحيَي بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الميِثمَيِ‌ّ عَن روُميِ‌ّ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي كَلَامٍ لَهُ أَلَا إِنّهُ مَن يُنصِفِ النّاسَ مِن نَفسِهِ لَم يَزِدهُ اللّهُ إِلّا عِزّاً

بيان كلمة من شرطية

26- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ هُم أَقرَبُ الخَلقِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يَفرُغَ مِنَ الحِسَابِ رَجُلٌ لَم تَدعُهُ قُدرَةٌ فِي حَالِ غَضَبِهِ إِلَي أَن يَحِيفَ عَلَي مَن تَحتَ يَدِهِ وَ رَجُلٌ مَشَي بَينَ اثنَينِ فَلَم يَمِل مَعَ أَحَدِهِمَا عَلَي الآخَرِ بِشَعِيرَةٍ وَ رَجُلٌ قَالَ بِالحَقّ فِيمَا لَهُ وَ عَلَيهِ

إيضاح هم أقرب الخلق أي بالقرب المعنوي‌ كناية عن شمول لطفه ورحمته تعالي لهم أوالمراد به القرب من عرشه تعالي أو من الأنبياء والأوصياء الذين إليهم حساب الخلق و علي الأول ليس المراد بالغاية انقطاع القرب بعده بل المراد أن في جميع الموقف ألذي الناس فيه خائفون وفازعون ومشغولون بالحساب هم في محل الأمن والقرب وتحت ظل العرش وبعده أيضا كذلك بالطريق الأولي و قوله حتي يفرغ إما علي بناء المعلوم والمستتر راجع إلي الله


صفحه : 34

أو علي بناء المجهول والظرف نائب الفاعل لم تدعه أي لم تحمله من دعا يدعو قدرة بالتنوين والإضافة إلي الضمير بعيد أي قدرة علي الحيف و هوالجور والظلم ويمكن حمله هنا علي مايشمل الانتقام بالمثل المجوز أيضا فإن العفو أفضل و في الخصال قدرته . و رجل مشي بين اثنين بالمشي‌ الحقيقي‌ أوكناية عن الحكم بينهما أوالأعم منه و من أداء رسالة أومصالحة بشعيرة مبالغة مشهورة في القلة والمراد ترك الميل بالكلية فيما له و عليه أي فيما ينفعه في الدنيا أويضره فيها

27- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن زُرَارَةَ عَنِ الحَسَنِ البَزّازِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي حَدِيثٍ لَهُ أَ لَا أُخبِرُكُم بِأَشَدّ مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَي خَلقِهِ فَذَكَرَ ثَلَاثَةَ أَشيَاءَ أَوّلُهَا إِنصَافُ النّاسِ مِن نَفسِكَ

بيان كأن المراد بالفرض أعم من الواجب والسنة المؤكدة

28- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سَيّدُ الأَعمَالِ إِنصَافُ النّاسِ مِن نَفسِكَ وَ مُوَاسَاةُ الأَخِ فِي اللّهِ وَ ذِكرُ اللّهِ عَلَي كُلّ حَالٍ

بيان في الله أي الأخ ألذي أخوته لله لاللأغراض الدنيوية أو هومتعلق بالمواساة أي تكون المواساة لله لاللشهرة والفخر و علي التقديرين ما فيه المواساة يشمل غيرالمال أيضا

29-كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن زُرَارَةَ عَنِ الحَسَنِ البَزّازِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ لَا أُخبِرُكَ بِأَشَدّ مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَي خَلقِهِ ثَلَاثٌ قُلتُ بَلَي قَالَ إِنصَافُ النّاسِ مِن نَفسِكَ وَ مُوَاسَاتُكَ أَخَاكَ وَ ذِكرُ اللّهِ فِي كُلّ مَوطِنٍ أَمَا إنِيّ‌ لَا أَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا


صفحه : 35

اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ إِن كَانَ هَذَا مِن ذَاكَ وَ لَكِن ذِكرُ اللّهِ فِي كُلّ مَوطِنٍ إِذَا هَجَمتَ عَلَي طَاعَةٍ أَو عَلَي مَعصِيَةٍ

بيان بأشد مافرض الله علي خلقه ثلاث ليس ثلاث في بعض النسخ و هوأظهر و علي تقديره بدل أوعطف بيان للأشد أوخبر مبتدأ محذوف إذاهجمت علي بناء المعلوم أوالمجهول في القاموس هجم عليه هجوما انتهي إليه بغتة أودخل بغير إذن وفلانا أدخله كأهجمه انتهي و في بعض النسخ إذاهممت والأول أكثر وأظهر

30- كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أُسَامَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا ابتلُيِ‌َ المُؤمِنُ بشِيَ‌ءٍ أَشَدّ عَلَيهِ مِن خِصَالٍ ثَلَاثٍ يُحرَمُهَا قِيلَ وَ مَا هُنّ قَالَ المُوَاسَاةُ فِي ذَاتِ يَدِهِ وَ الإِنصَافُ مِن نَفسِهِ وَ ذِكرُ اللّهِ كَثِيراً أَمَا إنِيّ‌ لَا أَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ لَكِن ذِكرُ اللّهِ عِندَ مَا أَحَلّ لَهُ وَ ذِكرُ اللّهِ عِندَ مَا حَرّمَ عَلَيهِ

بيان أشد عليه أي في الآخرة يحرمها علي بناء المجهول و هوبدل اشتمال للخصال أي من حرمان خصال ثلاث يقال حرمه الشي‌ء كضربه وعلمه حريما وحرمانا بالكسر منعه فهو محروم و من قرأ علي بناء المعلوم من قولهم حرمته إذاامتنعت فعله فقد أخطأ واشتبه عليه ما في كتب اللغة في ذات يده أي الأموال المصاحبة ليده أي المملوكة له فإن الملك ينسب غالبا إلي اليد كمايقال ملك اليمين قال الطيبي‌ ذات الشي‌ء نفسه وحقيقته ويراد به ماأضيف إليه و منه إصلاح ذات البين أي إصلاح أحوال بينكم حتي يكون أحوال ألفة ومحبة واتفاق كعَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ أي بمضمراتها و في شرح جامع الأصول في ذات يده أي فيما يملكه من ملك وأثاث


صفحه : 36

31- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ رَفَعَهُ قَالَ جَاءَ أعَراَبيِ‌ّ إِلَي النّبِيّص وَ هُوَ يُرِيدُ بَعضَ غَزَوَاتِهِ فَأَخَذَ بِغَرزِ رَاحِلَتِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ علَمّنيِ‌ عَمَلًا أَدخُلُ بِهِ الجَنّةَ فَقَالَ مَا أَحبَبتَ أَن يَأتِيَهُ النّاسُ إِلَيكَ فَأتِهِ إِلَيهِم وَ مَا كَرِهتَ أَن يَأتِيَهُ النّاسُ إِلَيكَ فَلَا تَأتِهِ إِلَيهِم خَلّ سَبِيلَ الرّاحِلَةِ

بيان فأخذ بغرز راحلته قال الجوهري‌ الغرز ركاب الرحل من جلد عن أبي الغوث قال فإذا كان من خشب أوحديد فهو ركاب و قال رحل البعير أصغر من القتب والراحلة الناقة التي‌ تصلح لأن ترحل ويقال الراحلة المركب من الإبل ذكرا كان أوأنثي انتهي أن يأتيه الناس إليك كأنه علي الحذف والإيصال أي يأتي‌ به الناس إليك أو هو من قولهم أتي الأمر أي فعله أي يفعله الناس منتهيا إليك ويمكن أن يقرأ علي بناء التفعيل من قولهم أتيت الماء تأتيه أي سهلت سبيله و قال في المصباح أتي الرجل يأتي‌ أتيا جاء وأتيته يستعمل لازما ومتعديا

32- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَدلُ أَحلَي مِنَ المَاءِ يُصِيبُهُ الظّمآنُ مَا أَوسَعَ العَدلَ إِذَا عُدِلَ فِيهِ وَ إِن قَلّ

33- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ مِثلَهُ

بيان العدل ضدّ الجور ويطلق علي ملكة للنفس تقتضي‌ الاعتدال في جميع الأمور واختيار الوسط بين الإفراط والتفريط ويطلق علي إجراء القوانين الشرعية في الأحكام الجارية بين الخلق قال الراغب العدل ضربان مطلق يقتضي‌ العقل حسنه و لا يكون في شيء من الأزمنة منسوخا و لايوصف بالاعتداء بوجه نحو الإحسان إلي من أحسن إليك وكفّ الأذيّة عمّن يكفّ أذاه عنك وعدل


صفحه : 37

يعرف كونه عدلا بالشرع ويمكن أن يكون منسوخا في بعض الأزمنة كالقصاص وأرش الجنايات ولذلك قال فَمَنِ اعتَدي عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ و قال وَ جَزاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مِثلُهافسميّ‌ ذلك اعتداء وسيئة و هذاالنحو هوالمعني‌ّ بقوله إِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ فإن العدل هوالمساواة في المكافاة إن خيرا فخيرا و إن شرّا فشرّا والإحسان أن يقابل الخير بأكثر منه والشر بأقل منه انتهي . و قوله ع ‌« إذاعدل فيه »يحتمل وجوها الأول أن يكون الضمير راجعا إلي الأمر أي ماأوسع العدل إذاعدل في أمر و إن قل ذلك الأمر الثاني‌ أن يكون الضمير راجعا إلي العدل والمراد بالعدل الأمر ألذي عدل فيه فيرجع إلي المعني الأول و يكون تأكيدا الثالث إرجاع الضمير إلي العدل أيضا والمعني ماأوسع العدل ألذي عدل فيه أي يكون العدل واقعيا حقيقيا لا مايسميه الناس عدلا أو يكون عدلا خالصا غيرمخلوط بجور أو يكون عدلا ساريا في جميع الجوارح لامخصوصا ببعضها و في جميع الناس لايختص ببعضهم الرابع ماقيل إن عدّل علي المجهول من بناء التفعيل والمراد جريانه في جميع الوقائع لا أن يعدل إذا لم يتعلق به غرض فالتعديل رعاية التعادل والتساوي‌ و علي التقادير يحتمل أن يكون المراد بقوله و‌« إن قلّ»بيان قلة العدل بين الناس

34- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ رضُيِ‌َ بِهِ حَكَماً لِغَيرِهِ

بيان رضي‌ به علي بناء المجهول حكما بالتحريك تميز أوحال عن ضمير به والمعني أنه يجب أن يكون الحاكم بين الناس من أنصف الناس من نفسه ويمكن أن يقرأ علي بناء المعلوم أي من أنصف الناس من نفسه لم يجنح إلي حاكم بل رضي‌ أن تكون نفسه حكما بينه و بين غيره والأول أظهر


صفحه : 38

35- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن يُوسُفَ بنِ عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي آدَمَ ع أنَيّ‌ سَأَجمَعُ لَكَ الكَلَامَ فِي أَربَعِ كَلِمَاتٍ قَالَ يَا رَبّ وَ مَا هُنّ قَالَ وَاحِدَةٌ لِي وَ وَاحِدَةٌ لَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ وَ وَاحِدَةٌ فِيمَا بَينَكَ وَ بَينَ النّاسِ قَالَ يَا رَبّ بَيّنهُنّ لِي حَتّي أَعلَمَهُنّ قَالَ أَمّا التّيِ‌ لِي فتَعَبدُنُيِ‌ لَا تُشرِك بيِ‌ شَيئاً وَ أَمّا التّيِ‌ لَكَ فَأَجزِيكَ بِعَمَلِكَ أَحوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيهِ وَ أَمّا التّيِ‌ بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ فَعَلَيكَ الدّعَاءُ وَ عَلَيّ الإِجَابَةُ وَ أَمّا التّيِ‌ بَينَكَ وَ بَينَ النّاسِ فَتَرضَي لِلنّاسِ مَا تَرضَي لِنَفسِكَ وَ تَكرَهُ لَهُم مَا تَكرَهُ لِنَفسِكَ

توضيح ‌«سأجمع لك الكلام » أي الكلمات الحقّة الجامعة النافعة فتعبدني‌ هذه الكلمة جامعة لجميع العبادات الحقة والإخلاص ألذي هو من أعظم شروطها ومعرفة الله تعالي بالوحدانية والتنزيه عن جميع النقائص والتوكل عليه في جميع الأمور قوله تعالي ‌«أحوج ماتكون إليه »أحوج منصوب بالظرفية الزمانية فإن كلمة مامصدرية وأحوج مضاف إلي المصدر و كما أن المصدر يكون نائبا لظرف الزمان نحو رأيته قدوم الحاج فكذا المضاف إليه يكون نائبا له ونسبة الاحتياج إلي الكون علي المجاز وتكون تامة‌« و إليه »متعلق بالأحوج وضميره راجع إلي الجزاء ألذي هو في ضمن أجزيك . قوله ‌«فعليك الدعاء»كأن الدعاء مبتدأ وعليك خبره وكذا‌« عليّ الإجابة» ويحتمل أن يكون بتقدير عليك بالدعاء

36- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن غَالِبِ بنِ عُثمَانَ عَن رَوحِ ابنِ أُختِ المُعَلّي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اتّقُوا اللّهَ وَ اعدِلُوا فَإِنّكُم تَعِيبُونَ عَلَي قَومٍ لَا يَعدِلُونَ

بيان ‌« واعدلوا» أي في أهاليكم ومعامليكم و كل من لكم عليهم الولاية وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص كُلّكُم رَاعٍ وَ كُلّكُم مَسئُولٌ عَن رَعِيّتِهِ

.‌«فإنكم تعيبون


صفحه : 39

علي قوم لايعدلون » بين الناس من أمراء الجور فلاينبغي‌ لكم أن تفعلوا ماتلومون غيركم عليه

37- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَدلُ أَحلَي مِنَ الشّهدِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ وَ أَطيَبُ رِيحاً مِنَ المِسكِ

إيضاح ‌«أحلي من الشهد» من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس لإلف أكثر الخلق بتلك المشتهيات البدنيّة الدنيّة

38- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن عُثمَانَ بنِ جَبَلَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثُ خِصَالٍ مَن كُنّ فِيهِ أَو وَاحِدَةٌ مِنهُنّ كَانَ فِي ظِلّ عَرشِ اللّهِ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ رَجُلٌ أَعطَي النّاسَ مِن نَفسِهِ مَا هُوَ سَائِلُهُم وَ رَجُلٌ لَم يُقَدّم رِجلًا وَ لَم يُؤَخّر رِجلًا حَتّي يَعلَمَ أَنّ ذَلِكَ لِلّهِ رِضًي وَ رَجُلٌ لَم يَعِب أَخَاهُ المُسلِمَ بِعَيبٍ حَتّي ينَفيِ‌َ ذَلِكَ العَيبَ عَن نَفسِهِ فَإِنّهُ لَا ينَفيِ‌ مِنهَا عَيباً إِلّا بَدَا لَهُ عَيبٌ وَ كَفَي بِالمَرءِ شُغُلًا بِنَفسِهِ عَنِ النّاسِ

تبيين ‌« يوم لاظلّ إلاظلّه»الضمير راجع إلي الله أو إلي العرش فعلي الأول يحتمل أن يكون لله تعالي يوم القيامة ظلال غيرظلّ العرش و هوأعظمها وأشرفها يخص الله سبحانه به من يشاء من عباده و من جملتهم صاحب هذه الخصال وقيل علي الأخير ينافي‌ ظاهرا مَا روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّ أَرضَ القِيَامَةِ نَارٌ مَا خَلَا ظِلّ المُؤمِنِ فَإِنّ صَدَقَتَهُ تُظِلّهُ

و من ثم قيل إن في القيامة ظلالا بحسب الأعمال تقي‌ أصحابها من حر الشمس والنار وأنفاس الخلائق ولكن ظل العرش أحسنها وأعظمها و قديجاب بأنه يمكن أن لا يكون هناك إلاظل العرش يظل بها من يشاء من عباده المؤمنين ولكن ظل العرش لما كان لاينال إلابالأعمال وكانت الأعمال تختلف فيحصل لكل عامل ظل يخصه من ظل العرش به حسب عمله وإضافة الظل إلي الأعمال باعتبار أن الأعمال سبب لاستقرار العامل فيه .


صفحه : 40

و قال الطيبي‌ في ظل عرش الله أي في ظل الله من الحر والوهج في الموقف أوأوقفه الله في ظل عرشه حقيقة و قال النووي‌ قيل الظل عبارة عن الراحة والنعيم نحو هو في عيش ظليل والمراد ظل الكرامة لاظل الشمس لأن سائر العالم تحت العرش وقيل يحتمل جعل جزء من العرش حائلا تحت فلك الشمس وقيل أي كنه من المكاره ووهج الموقف و‌« يوم لاظلّ إلاظلّه» أي دنت منهم الشمس واشتد الحر وأخذهم العرق وقيل أي لا يكون من له ظل كما في الدنيا. قوله ع ‌« لم يقدّم رجلا»بكسر الراء في الموضعين وهي‌ عبارة شائعة عندالعرب والعجم في التعميم في الأعمال والأفعال أوالتقديم كناية عن الفعل والتأخير عن الترك كمايقال في التردد في الفعل والترك يقدم رجلا ويؤخر أخري و أماقراءة رجلا بفتح الراء وضم الجيم فهو تصحيف قوله ع ‌« حتي ينفي‌»قيل حتي هنا مثله في قوله تعالي حَتّي يَلِجَ الجَمَلُ في التعليق علي المحال لتتمة الخبر و‌«كفي بالمرء شغلا»الباء زائدة وشغلا تميز والمعني من شغل بعيوب نفسه وإصلاحها لايحصل له فراغ ليشتغل بعيوب الناس وتفتيشها ولومهم عليها

39- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ الكوُفيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ الغفِاَريِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن وَاسَي الفَقِيرَ مِن مَالِهِ وَ أَنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ فَذَلِكَ المُؤمِنُ حَقّاً

بيان بنو غفار ككتاب رهط أبي ذر رضي‌ الله عنه ‌«فذلك المؤمن حقا» أي المؤمن ألذي يحق ويستأهل أن يسمي مؤمنا لكماله في الإيمان وصفاته

40-كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن خَالِدِ بنِ نَافِعٍ بَيّاعِ الساّبرِيِ‌ّ عَن يُوسُفَ البَزّازِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا تَدَارَي اثنَانِ


صفحه : 41

فِي أَمرٍ قَطّ فَأَعطَي أَحَدُهُمَا النّصَفَ صَاحِبَهُ فَلَم يَقبَل مِنهُ إِلّا أُدِيلَ مِنهُ

بيان في القاموس تداروا تدافعوا في الخصومة‌« وأديل منه » أي جعلت الغلبة والنصرة له عليه يقال أدالنا الله علي عدونا أي نصرنا عليه وجعل الغلبة لنا و في الصحيفة أدل لنا و لاتدل منا و في الفائق أدال الله زيدا من عمرو نزع الله الدولة من عمرو وآتاها زيدا

41- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ لِلّهِ جَنّةً لَا يَدخُلُهَا إِلّا ثَلَاثَةٌ أَحَدُهُم مَن حَكَمَ فِي نَفسِهِ بِالحَقّ

باب 63-المكافاة علي الصنائع وذم مكافاة الإحسان بالإساءة و أن المؤمن مكفر

الآيات الروم وَ ما آتَيتُم مِن رِباً لِيَربُوَا فِي أَموالِ النّاسِ فَلا يَربُوا عِندَ اللّهِالرحمن هَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلّا الإِحسانُالمدثروَ لا تَمنُن تَستَكثِرُ

1- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَدُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَوقَ رُءُوسِ المُكَفّرِينَ تُرَفرِفُ بِالرّحمَةِ


صفحه : 42

2- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ المُؤمِنَ مُكَفّرٌ وَ ذَلِكَ أَنّ مَعرُوفَهُ يَصعَدُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَلَا يَنتَشِرُ فِي النّاسِ وَ الكَافِرَ مَشهُورٌ وَ ذَلِكَ أَنّ مَعرُوفَهُ لِلنّاسِ يَنتَشِرُ فِي النّاسِ وَ لَا يَصعَدُ إِلَي السّمَاءِ

3- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص مُكَفّراً لَا يُشكَرُ مَعرُوفُهُ وَ لَقَد كَانَ مَعرُوفُهُ عَلَي القرُشَيِ‌ّ وَ العرَبَيِ‌ّ وَ العجَمَيِ‌ّ وَ مَن كَانَ أَعظَمَ مَعرُوفاً مِن رَسُولِ اللّهِ عَلَي هَذَا الخَلقِ وَ كَذَلِكَ نَحنُ أَهلَ البَيتِ مُكَفّرُونَ لَا يُشكَرُ مَعرُوفُنَا وَ خِيَارُ المُؤمِنِينَ مُكَفّرُونَ لَا يُشكَرُ مَعرُوفُهُم

4- مع ،[معاني‌ الأخبار]ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ بَشّارٍ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن صَنَعَ مِثلَ مَا صُنِعَ إِلَيهِ فَقَد كَافَأَ وَ مَن أَضعَفَ كَانَ شَكُوراً وَ مَن شَكَرَ كَانَ كَرِيماً وَ مَن عَلِمَ أَنّ مَا صَنَعَ إِنّمَا صَنَعَ لِنَفسِهِ لَم يَستَبطِئِ النّاسَ فِي بِرّهِم وَ لَم يَستَزِدهُم فِي مَوَدّتِهِم فَلَا تَطلُبَنّ مِن غَيرِكَ شُكرَ مَا آتَيتَهُ إِلَي نَفسِكَ وَ وَقَيتَ بِهِ عِرضَكَ وَ اعلَم أَنّ طَالِبَ الحَاجَةِ إِلَيكَ لَم يُكرِم وَجهَهُ عَن وَجهِكَ فَأَكرِم وَجهَكَ عَن رَدّهِ

5- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُصَينِ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَربَعَةٌ أَسرَعُ شَيءٍ عُقُوبَةً رَجُلٌ أَحسَنتَ إِلَيهِ وَ يُكَافِيكَ بِالإِحسَانِ إِلَيهِ إِسَاءَةً وَ رَجُلٌ لَا تبَغيِ‌ عَلَيهِ وَ هُوَ يبَغيِ‌ عَلَيكَ وَ رَجُلٌ عَاهَدتَهُ عَلَي أَمرٍ فَمِن أَمرِكَ الوَفَاءُ لَهُ وَ مِن أَمرِهِ الغَدرُ بِكَ وَ رَجُلٌ يَصِلُ قَرَابَتَهُ وَ يَقطَعُونَهُ


صفحه : 43

6- ل ،[الخصال ] فِي وَصِيّةِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع مِثلَهُ

أقول قدمضي المكافاة علي الصنائع في باب جوامع المكارم بأسانيد

7- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ مُسَجّلَةٌ قُلتُ مَا هيِ‌َ قَالَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي كِتَابِهِهَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلّا الإِحسانُجَرَت فِي الكَافِرِ وَ المُؤمِنِ وَ البَرّ وَ الفَاجِرِ مَن صُنِعَ إِلَيهِ مَعرُوفٌ فَعَلَيهِ أَن يُكَافِئَ بِهِ وَ لَيسَتِ المُكَافَاةُ أَن يَصنَعَ كَمَا صُنِعَ بِهِ بَل حَتّي يَرَي مَعَ فِعلِهِ لِذَلِكَ أَنّ لَهُ الفَضلَ المُبتَدَأَ

8- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي البِلَادِ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَأَلَكُم بِاللّهِ فَأَعطُوهُ وَ مَن آتَاكُم مَعرُوفاً فَكَافُوهُ وَ إِن لَم تَجِدُوا مَا تُكَافُونَهُ فَادعُوا اللّهَ لَهُ حَتّي تَظُنّوا أَنّكُم قَد كَافَيتُمُوهُ

9- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]بَعضُ أَصحَابِنَا عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ خَلَقَ خَلقاً مِن عِبَادِهِ فَانتَجَبَهُم لِفُقَرَاءِ شِيعَتِنَا لِيُثِيبَهُم لِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَفَاكَ بِثَنَائِكَ عَلَي أَخِيكَ إِذَا أَسدَي إِلَيكَ مَعرُوفاً أَن تَقُولَ لَهُ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً وَ إِذَا ذُكِرَ وَ لَيسَ هُوَ فِي المَجلِسِ أَن تَقُولَ جَزَاهُ اللّهُ خَيراً فَإِذاً أَنتَ قَد كَافَيتَهُ

10- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع لَعَنَ اللّهُ قاَطعِيِ‌ سَبِيلِ المَعرُوفِ وَ هُوَ الرّجُلُ يُصنَعُ إِلَيهِ المَعرُوفُ فَتُكَفّرُهُ فَيَمنَعُ صَاحِبَهُ مِن أَن يَصنَعَ ذَلِكَ إِلَي غَيرِهِ

الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الكَاظِمُ ع المَعرُوفُ غُلّ لَا يَفُكّهُ إِلّا مُكَافَاةٌ أَو شُكرٌ

11-مَجمَعُ البَيَانِ، قَالَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُآيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ مُسَجّلَةٌ قُلتُ مَا هيِ‌َ قَالَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيهَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلّا


صفحه : 44

الإِحسانُجَرَت فِي الكَافِرِ وَ المُؤمِنِ وَ البَرّ وَ الفَاجِرِ وَ مَن صُنِعَ إِلَيهِ مَعرُوفٌ فَعَلَيهِ أَن يُكَافِئَ بِهِ وَ لَيسَتِ المُكَافَأَةُ أَن تَصنَعَ كَمَا صَنَعَ حَتّي ترُبَيّ‌َ فَإِن صَنَعتَ كَمَا صَنَعَ كَانَ لَهُ الفَضلُ بِالِابتِدَاءِ

12- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ازجُرِ المسُيِ‌ءَ بِثَوَابِ المُحسِنِ

باب 73- في أن المؤمن مكفر لايشكر معروفه

أقول قدمضي أخبار كثيرة في باب مفرد أيضا بهذا العنوان في كتاب الإيمان والكفر

1- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُحسِنُ المَذمُومُ المَرجُومُ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ النّاسِ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةً وَ أَقرَبُهُم مِنَ اللّهِ وَسِيلَةً المُحسِنُ يُكَفّرُ إِحسَانَهُ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَدُ اللّهِ فَوقَ رُءُوسِ المُكَفّرِينَ تُرَفرِفُ بِالرّحمَةِ

باب 83-الهدية

الآيات النمل وَ إنِيّ‌ مُرسِلَةٌ إِلَيهِم بِهَدِيّةٍ

1- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نِعمَ الشيّ‌ءُ الهَدِيّةُ أَمَامَ الحَاجَةِ وَ قَالَ تَهَادَوا تَحَابّوا فَإِنّ الهَدِيّةَ تَذهَبُ بِالضّغَائِنِ


صفحه : 45

2- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مَنصُورِ بنِ العَبّاسِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الهَدِيّةُ عَلَي ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ هَدِيّةِ مُكَافَأَةٍ وَ هَدِيّةِ مُصَانَعَةٍ وَ هَدِيّةٍ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَنبَسَةَ عَن نُعَيمِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نِعمَ الشيّ‌ءُ الهَدِيّةُ مِفتَاحُ الحَوَائِجِ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ نِعمَ الشيّ‌ءُ الهَدِيّةُ تُذهِبُ الضّغَائِنَ مِنَ الصّدُورِ

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ تَتَهَادَونَ قَالَ نَعَم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ فَاستَدِيمُوا الهَدَايَا بِرَدّ الظّرُوفِ إِلَي أَهلِهَا

6- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن تَكرِمَةِ الرّجُلِ لِأَخِيهِ المُسلِمِ أَن يَقبَلَ تُحفَتَهُ أَو يُتحِفَهُ مِمّا عِندَهُ وَ لَا يَتَكَلّفَ شَيئاً

7- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع قَالَ النّبِيّص عِندَ ذِكرِ أَهلِ الفِتنَةِ فَيَستَحِلّونَ الخَمرَ بِالنّبِيذِ وَ السّحتَ بِالهَدِيّةِ وَ الرّبَا بِالبَيعِ

باب 93-الماعون

الآيات الماعون وَ يَمنَعُونَ الماعُونَ

1- فس ،[تفسير القمي‌] وَ يَمنَعُونَ الماعُونَمِثلَ السّرَاجِ وَ النّارِ وَ الخَمِيرِ وَ أَشبَاهَ ذَلِكَ مِنَ ألّذِي يَحتَاجُ إِلَيهِ النّاسُ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي الخَمِيرِ وَ الرّكوَةِ


صفحه : 46

2- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَا يَحِلّ مَنعُ المِلحِ وَ النّارِ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي أَن يَمنَعَ أَحَدٌ المَاعُونَ وَ قَالَ مَن مَنَعَ المَاعُونَ جَارَهُ مَنَعَهُ اللّهُ خَيرَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ وَكَلَهُ إِلَي نَفسِهِ وَ مَن وَكَلَهُ إِلَي نَفسِهِ فَمَا أَسوَأَ حَالَهُ

باب 04-الإغضاء عن عيوب الناس وثواب من مقت نفسه دون الناس

1- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع طُوبَي لِمَن شَغَلَهُ عَيبُهُ عَن عُيُوبِ النّاسِ

2- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الخَضِرِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ فِي ظِلّ عَرشِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ رَجُلٌ أَنصَفَ النّاسَ مِن نَفسِهِ وَ رَجُلٌ لَم يُقَدّم رِجلًا وَ لَم يُؤَخّر رِجلًا أُخرَي حَتّي يَعلَمَ أَنّ ذَلِكَ لِلّهِ عَزّ[ وَ] جَلّ رِضًي أَو سَخَطٌ وَ رَجُلٌ لَم يَعِب أَخَاهُ بِعَيبٍ حَتّي ينَفيِ‌َ ذَلِكَ العَيبَ مِن نَفسِهِ فَإِنّهُ لَا ينَفيِ‌ مِنهَا عَيباً إِلّا بَدَا لَهُ عَيبٌ آخَرُ وَ كَفَي بِالمَرءِ شُغُلًا بِنَفسِهِ عَنِ النّاسِ

سن ،[المحاسن ] أبي عن محمد بن سنان عن خضر عمن سمع أبا عبد الله ع مثله بتغيير ما و قدأوردناه في باب جوامع المكارم


صفحه : 47

3- ف ،[تحف العقول ] فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ لِابنِهِ الحُسَينِ ع أَي بنُيَ‌ّ مَن أَبصَرَ عَيبَ نَفسِهِ شُغِلَ عَن عَيبِ غَيرِهِ

4- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَفَي بِالمَرءِ عَيباً أَن يَنظُرَ مِنَ النّاسِ إِلَي مَا يَعمَي عَنهُ مِن نَفسِهِ وَ يُعَيّرُ النّاسَ بِمَا لَا يَستَطِيعُ تَركَهُ وَ يؤُذيِ‌ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعنِيهِ

5- ل ،[الخصال ] فِي وَصِيّةِ أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِيَحجُزكَ عَنِ النّاسِ مَا تَعلَمُ مِن نَفسِكَ وَ لَا تَجِدُ عَلَيهِم فِيمَا تأَتيِ‌ وَ قَالَ كَفَي بِالمَرءِ عَيباً أَن يَعرِفَ مِنَ النّاسِ مَا يَجهَلُ مِن نَفسِهِ وَ يسَتحَييِ‌ لَهُم مِمّا هُوَ فِيهِ وَ يؤُذيِ‌ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعنِيهِ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَبِي غَالِبٍ الزرّاَريِ‌ّ عَن جَدّهِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ ابنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَسرَعَ الخَيرِ ثَوَاباً البِرّ وَ أَسرَعَ الشّرّ عِقَاباً البغَي‌ُ وَ كَفَي بِالمَرءِ عَيباً أَن يُبصِرَ مِنَ النّاسِ مَا يَعمَي عَنهُ مِن نَفسِهِ وَ أَن يُعَيّرَ النّاسَ بِمَا لَا يَستَطِيعُ تَركَهُ وَ أَن يؤُذيِ‌َ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعنِيهِ

ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن علي بن موسي عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن ابن فضال عن عبد الله بن ابراهيم عن الحسين بن زيد عن الصادق عن أبيه ع عن النبي ص مثله

7-جا،[المجالس للمفيد]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ


صفحه : 48

عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنهُ ع مِثلَهُ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النضر عن ابن حميد مثله

7- ع ،[علل الشرائع ] الحَسَنُ بنُ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمِيمٍ قَالَ قِيلَ لَهُ لَا تَذُمّ النّاسَ قَالَ مَا أَنَا بِرَاضٍ عَن نفَسيِ‌ فَأَتَفَرّغَ مِن ذَمّهَا إِلَي ذَمّ غَيرِهَا فَإِنّ النّاسَ خَافُوا اللّهَ فِي ذُنُوبِ النّاسِ وَ ائتَمَنُوهُ عَلَي ذُنُوبِ أَنفُسِهِم

8- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَدنَي مَا يَخرُجُ بِهِ الرّجُلُ مِنَ الإِيمَانِ أَن يوُاَخيِ‌َ الرّجُلَ عَلَي دِينِهِ فيَحُصيِ‌َ عَلَيهِ عَثَرَاتِهِ وَ زَلّاتِهِ لِيُعَنّفَهُ بِهَا يَوماً مَا

9- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ القَمّاطِ عَن حُمرَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِذَا كَانَ الرّجُلُ عَلَي يَمِينِكَ عَلَي رأَي‌ٍ ثُمّ تَحَوّلَ إِلَي يَسَارِكَ فَلَا تَقُل إِلّا خَيراً وَ لَا تَبَرّأ مِنهُ حَتّي تَسمَعَ مِنهُ مَا سَمِعتَ وَ هُوَ عَلَي يَمِينِكَ فَإِنّ القُلُوبَ بَينَ إِصبَعَينِ مِن أَصَابِعِ اللّهِ يَقلِبُهَا كَيفَ يَشَاءُ سَاعَةً كَذَا وَ سَاعَةً كَذَا وَ إِنّ العَبدَ رُبّمَا وُفّقَ لِلخَيرِ

قال الصدوق رحمه الله قوله بين إصبعين من أصابع الله تعالي يعني‌ بين طريقين من طرق الله يعني‌ بالطريقين طريق الخير وطريق الشر إن الله عز و جل لايوصف بالأصابع و لايشبه بخلقه تعالي عن ذلك علوا كبيرا

10- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن حَمزَةَ بنِ يَعلَي رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن مَقَتَ نَفسَهُ دُونَ مَقتِ النّاسِ آمَنَهُ اللّهُ مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ

ثو،[ثواب الأعمال ] ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن الأشعري‌ عن حمزة بن يعلي عن عبيد الله بن الحسن رفعه عن النبي ص مثله


صفحه : 49

11- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَشرَفُ خِصَالِ الكَرَمِ غَفلَتُكَ عَمّا تَعلَمُ

12- نهج ،[نهج البلاغة] مِن أَشرَفِ أَفعَالِ الكَرِيمِ غَفلَتُهُ عَمّا يَعلَمُ

وَ قَالَ ع مَن نَظَرَ فِي عَيبِ نَفسِهِ اشتَغَلَ عَن عَيبِ غَيرِهِ

وَ قَالَ ع مَن نَظَرَ فِي عُيُوبِ النّاسِ فَأَنكَرَهَا ثُمّ رَضِيَهَا لِنَفسِهِ فَذَلِكَ الأَحمَقُ بِعَينِهِ

وَ قَالَ ع أَكبَرُ العَيبِ أَن تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثلُهُ

وَ قَالَ ع يَا أَيّهَا النّاسُ طُوبَي لِمَن شَغَلَهُ عَيبُهُ عَن عُيُوبِ النّاسِ وَ طُوبَي لِمَن لَزِمَ بَيتَهُ وَ أَكَلَ قُوتَهُ وَ اشتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبّهِ وَ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ فَكَانَ نَفسُهُ مِنهُ فِي شُغُلٍ وَ النّاسُ مِنهُ فِي رَاحَةٍ

باب 14-ثواب إماطة الأذي عن الطريق وإصلاحه والدلالة علي الطريق

1- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ عَنِ ابنِ مُعَاذٍ عَنِ الحُسَينِ المرَوزَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ عَن يَحيَي بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص دَخَلَ عَبدٌ الجَنّةَ بِغُصنٍ مِن شَوكٍ كَانَ عَلَي طَرِيقِ المُسلِمِينَ فَأَمَاطَهُ عَنهُ

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ التفّليِسيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَرّ عِيسَي ابنُ مَريَمَ بِقَبرٍ يُعَذّبُ صَاحِبُهُ ثُمّ مَرّ بِهِ مِن قَابِلٍ فَإِذَا هُوَ لَيسَ يُعَذّبُ فَقَالَ يَا رَبّ مَرَرتُ بِهَذَا القَبرِ عَامَ أَوّلَ فَكَانَ صَاحِبُهُ يُعَذّبُ ثُمّ مَرَرتُ بِهِ العَامَ فَإِذَا هُوَ لَيسَ يُعَذّبُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا رُوحَ اللّهِ إِنّهُ أَدرَكَ لَهُ وَلَدٌ صَالِحٌ فَأَصلَحَ طَرِيقاً وَ آوَي يَتِيماً فَغَفَرتُ لَهُ بِمَا عَمِلَ ابنُهُ


صفحه : 50

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَن أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَمَاطَ عَن طَرِيقِ المُسلِمِينَ مَا يُؤذِيهِم كَتَبَ اللّهُ لَهُ أَجرَ قِرَاءَةِ أَربَعِمِائَةِ آيَةٍ كُلّ حَرفٍ مِنهَا بِعَشرِ حَسَنَاتٍ

أقول قدمضي بإسناده في باب جوامع المكارم

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَحمَدُ بنُ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ الغمُشاَنيِ‌ّ عَن أَبِي أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَقَد كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَمُرّ عَلَي المَدَرَةِ فِي وَسَطِ الطّرِيقِ فَيَنزِلُ عَن دَابّتِهِ حَتّي يُنَحّيَهَا بِيَدِهِ عَنِ الطّرِيقِ تَمَامَ الخَبَرِ

دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ،روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ فِي كُلّ يَومٍ صَدَقَةً قِيلَ مَن يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَص إِمَاطَتُكَ الأَذَي عَنِ الطّرِيقِ صَدَقَةٌ وَ إِرشَادُكَ الرّجُلَ إِلَي الطّرِيقِ صَدَقَةٌ وَ عِيَادَتُكَ المَرِيضَ صَدَقَةٌ وَ أَمرُكَ بِالمَعرُوفِ صَدَقَةٌ وَ نَهيُكَ عَنِ المُنكَرِ صَدَقَةٌ وَ رَدّكَ السّلَامَ صَدَقَةٌ

باب 24-الرفق واللين وكف الأذي والمعاونة علي البر والتقوي

الآيات آل عمران فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُم وَ لَو كُنتَ فَظّا غَلِيظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ فَاعفُ عَنهُم وَ استَغفِر لَهُمالمائدةوَ تَعاوَنُوا عَلَي البِرّ وَ التّقوي وَ لا تَعاوَنُوا عَلَي الإِثمِ وَ العُدوانِالحجروَ اخفِض جَناحَكَ لِلمُؤمِنِينَالإسراءوَ قُل لعِبِاديِ‌ يَقُولُوا التّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ إِنّ الشّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنّ الشّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوّا مُبِيناً


صفحه : 51

الفرقان وَ إِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماًالشعراءوَ اخفِض جَناحَكَ لِمَنِ اتّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ

1- نهج ،[نهج البلاغة] إِذَا كَانَ الرّفقُ خُرقاً كَانَ الخُرقُ رِفقاً رُبّمَا كَانَ الدّوَاءُ دَاءً وَ الدّاءُ دَوَاءً

2- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ الرّفقُ يُمنٌ وَ الخُرقُ شُؤمٌ

وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الرّفقُ لَم يُوضَع عَلَي شَيءٍ إِلّا زَانَهُ وَ لَا يُنزَعُ مِن شَيءٍ إِلّا شَانَهُ

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ المُسلِمُ مَن سَلِمَ النّاسُ مِن يَدِهِ وَ لِسَانِهِ وَ المُؤمِنُ مَنِ ائتَمَنَهُ النّاسُ عَلَي أَموَالِهِم وَ أَنفُسِهِم

وَ روُيِ‌َ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنّ المُؤمِنَ مَن آمَنَ جَارَهُ بَوَائِقَهُ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُخبِرُكُم بِمَن تَحرُمُ عَلَيهِ النّارُ غَداً قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ الهَيّنُ القَرِيبُ اللّيّنُ السّهلُ

ل ،[الخصال ] ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن سعدان بن مسلم عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص وذكر مثله


صفحه : 52

ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن معروف عن سعدان

مثله

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَعقَلُ النّاسِ أَشَدّهُم مُدَارَاةً لِلنّاسِ وَ أَذَلّ النّاسِ مَن أَهَانَ النّاسَ

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ مُوسَي بنَ عِمرَانَ أَن قَالَ إلِهَيِ‌ مَا جَزَاءُ مَن كَفّ أَذَاهُ عَنِ النّاسِ وَ بَذَلَ مَعرُوفَهُ لَهُم قَالَ يَا مُوسَي تُنَادِيهِ النّارُ يَومَ القِيَامَةِ لَا سَبِيلَ لِي عَلَيكَ

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَنِ الروّياَنيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن رضَيِ‌َ بِالعَافِيَةِ مِمّن دُونَهُ رُزِقَ السّلَامَةَ مِمّن فَوقَهُ الخَبَرَ

8- ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الكمَنَداَنيِ‌ّ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ شَرَفُ المُؤمِنِ صَلَاتُهُ بِاللّيلِ وَ عِزّهُ كَفّ الأَذَي عَنِ النّاسِ

ل ،[الخصال ] أبي عن الكمنداني‌ عن أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن جبلة عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال جبرئيل للنبي‌ص وذكر مثله مع زيادةل ،[الخصال ] محمد بن أحمد بن علي الأسدي‌ عن محمد بن جرير و الحسن بن عروة و عبد الله بن محمدالوهبي‌ جميعا عن محمد بن حميد عن زافر بن سليمان عن محمد بن عيينة عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي ص

مثله


صفحه : 53

9- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن سَهلٍ عَنِ اللؤّلؤُيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ قَوماً مِن قُرَيشٍ قَلّت مُدَارَاتُهُم لِلنّاسِ فَنُفُوا مِن قُرَيشٍ وَ ايمُ اللّهِ مَا كَانَ بِأَحسَابِهِم بَأسٌ وَ إِنّ قَوماً مِن غَيرِهِم حَسُنَت مُدَارَاتُهُم فَأُلحِقُوا بِالبَيتِ الرّفِيعِ قَالَ ثُمّ قَالَ مَن كَفّ يَدَهُ عَنِ النّاسِ فَإِنّمَا يَكُفّ عَنهُم يَداً وَاحِدَةً وَ يَكُفّونَ عَنهُ أيَاَديِ‌َ كَثِيرَةً

أقول قدمضي بعض الأخبار في باب جوامع المكارم

10- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المُؤمِنُ نَفسُهُ مِنهُ فِي تَعَبٍ وَ النّاسُ مِنهُ فِي رَاحَةٍ

11- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ أَنّ النّبِيّص قَالَ نِعمَ وَزِيرُ الإِيمَانِ العِلمُ وَ نِعمَ وَزِيرُ العِلمِ الحِلمُ وَ نِعمَ وَزِيرُ الحِلمِ الرّفقُ وَ نِعمَ وَزِيرُ الرّفقِ اللّينُ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن حُسَينِ بنِ عَلِيّ الجعُفيِ‌ّ عَن زَائِدَةَ عَن هِشَامِ بنِ حَسّانَ عَنِ الحَسَنِ عَن جَابِرٍ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِص أَيّ الإِسلَامِ أَفضَلُ قَالَ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن يَدِهِ وَ لِسَانِهِ

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِ المجُاَشعِيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّا أُمِرنَا مَعَاشِرَ الأَنبِيَاءِ بِمُدَارَاةِ النّاسِ كَمَا أُمِرنَا بِأَدَاءِ الفَرَائِضِ

14- مع ،[معاني‌ الأخبار] عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَعقَلُ النّاسِ أَشَدّهُم مُدَارَاةً لِلنّاسِ

15- مع ،[معاني‌ الأخبار]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي


صفحه : 54

عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ النّاسِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَن أَبغَضَ النّاسَ وَ أَبغَضَهُ النّاسُ ثُمّ قَالَ أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن هَذَا قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ ألّذِي لَا يُقِيلُ عَثرَةً وَ لَا يَقبَلُ مَعذِرَةً وَ لَا يَغفِرُ ذَنباً ثُمّ قَالَ قَالَ أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن هَذَا قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن لَا يُؤمَنُ شَرّهُ وَ لَا يُرجَي خَيرُهُ الخَبَرَ

16- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَيفٍ عَن أَخِيهِ عَن أَبِيهِ عَن عَاصِمٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن كَفّ نَفسَهُ عَن أَعرَاضِ النّاسِ كَفّ اللّهُ عَنهُ عَذَابَ يَومِ القِيَامَةِ وَ مَن كَفّ غَضَبَهُ عَنِ النّاسِ أَقَالَهُ اللّهُ نَفسَهُ يَومَ القِيَامَةِ

17- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَلِيّ بنُ النّعمَانِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ رَفِيقٌ يعُطيِ‌ الثّوَابَ وَ يُحِبّ كُلّ رَفِيقٍ وَ يعُطيِ‌ عَلَي الرّفقِ مَا لَا يعُطيِ‌ عَلَي العُنفِ

18- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن جَابِرِ بنِ سَمِيرٍ عَن مُعَاذِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عِندَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص الرّفقُ يُمنٌ وَ الخُرقُ شُؤمٌ

19- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لأِبَيِ‌ ذَرّ الغفِاَريِ‌ّ كُفّ أَذَاكَ عَنِ النّاسِ فَإِنّهُ صَدَقَةٌ تَصَدّقُ بِهَا عَلَي نَفسِكَ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن عَمَلٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ إِلَي رَسُولِهِ مِنَ الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ الرّفقِ بِعِبَادِهِ وَ مَا مِن عَمَلٍ أَبغَضَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي مِنَ الإِشرَاكِ بِاللّهِ تَعَالَي وَ العُنفِ عَلَي عِبَادِهِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا اصطَحَبَ اثنَانِ إِلّا كَانَ أَعظَمُهُمَا


صفحه : 55

أَجراً عِندَ اللّهِ تَعَالَي وَ أَحَبّهُمَا عِندَ اللّهِ تَعَالَي أَرفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا وُضِعَ الرّفقُ عَلَي شَيءٍ إِلّا زَانَهُ وَ لَا وُضِعَ الخُرقُ عَلَي شَيءٍ إِلّا شَانَهُ فَمَن أعُطيِ‌َ الرّفقَ أعُطيِ‌َ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مَن حُرِمَهُ حُرِمَ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ قَالَ النّبِيّص مَن مَاتَ مُدَارِياً مَاتَ شَهِيداً

20- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ قُفلًا وَ قُفلُ الإِيمَانِ الرّفقُ

بيان قال في النهاية الرفق لين الجانب و هوخلاف العنف تقول منه رفق يرفق ويرفق و منه الحديث ما كان الرفق في شيء إلازانه أي اللطف والحديث الآخر أنت رفيق و الله الطبيب أي أنت ترفق بالمريض وتتلطفه و هو ألذي يبرأه ويعافيه و منه الحديث في إرفاق ضعيفهم وسد خلتهم أي إيصال الرفق إليهم انتهي . إن لكل شيءقفلا أي حافظا له من ورود أمر فاسد عليه وخروج أمر صالح منه علي الاستعارة وتشبيه المعقول بالمحسوس وقفل الإيمان الرفق و هولين الجانب والرأفة وترك العنف والغلظة في الأفعال والأقوال علي الخلق في جميع الأحوال سواء صدر عنهم بالنسبة إليه خلاف الآداب أو لم يصدر ففيه تشبيه الإيمان بالجوهر النفيس ألذي يعتني بحفظه والقلب بخزانته والرفق بالقفل لأنه يحفظه عن خروجه وطريان المفاسد عليه فإن الشيطان سارق الإيمان و مع فتح القفل وترك الرفق يبعث الإنسان علي أمور من الخشونة والفحش والقهر والضرب وأنواع الفساد وغيرها من الأمور التي‌ توجب نقص الإيمان أوزواله و قال بعض الأفاضل و ذلك لأن من لم يرفق يعنف فيعنف عليه فيغضب فيحمله


صفحه : 56

الغضب علي قول أوفعل به يخرج الإيمان من قلبه فالرفق قفل الإيمان يحفظه

21- كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن قُسِمَ لَهُ الرّفقُ قُسِمَ لَهُ الإِيمَانُ

بيان من قسم له الرفق أي قدر له قسط منه في علم الله قسم له الإيمان أي الكامل منه

22- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن يَحيَي الأَزرَقِ عَن حَمّادِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي رَفِيقٌ يُحِبّ الرّفقَ فَمِن رِفقِهِ بِعِبَادِهِ تَسلِيلُهُ أَضغَانَهُم وَ مُضَادّتُهُم لِهَوَاهُم وَ قُلُوبِهِم وَ مِن رِفقِهِ بِهِم أَنّهُ يَدَعُهُم عَلَي الأَمرِ يُرِيدُ إِزَالَتَهُم عَنهُ رِفقاً بِهِم لِكَيلَا تَلقَي عَلَيهِم عُرَي الإِيمَانِ وَ مُثَاقَلَتُهُ جُملَةً وَاحِدَةً فَيَضعُفُوا فَإِذَا أَرَادَ ذَلِكَ نَسَخَ الأَمرَ بِالآخَرِ فَصَارَ مَنسُوخاً

تبيان إن الله تعالي رفيق أقول رَوَي مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ رَفِيقٌ يُحِبّ الرّفقَ وَ يعُطيِ‌ عَلَي الرّفقِ مَا لَا يعُطيِ‌ عَلَي العُنفِ

قال القرطبي‌ الرفيق هوكثير الرفق والرفق يجي‌ء بمعني التسهيل و هوضد العنف والتشديد والتعصيب وبمعني الإرفاق و هوإعطاء مايرتفق به وبمعني التأني‌ وضد العجلة وصحت نسبة هذه المعاني‌ إلي الله تعالي لأنه المسهل والمعطي‌ و غيرالمعجل في عقوبة العصاة و قال الطيبي‌ الرفق اللطف وأخذ الأمر بأحسن الوجوه وأيسرها الله رفيق أي لطيف بعباده يريد بهم اليسر لاالعسر و لايجوز إطلاقه علي الله لأنه لم يتواتر و لم يستعمل هنا علي التسمية بل تمهيدا لأمر أي الرفق أنجح الأسباب وأنفعها فلاينبغي‌ الحرص في الرزق بل يكل إلي الله و قال النووي‌ يجوز تسمية الله بالرفيق وغيره من ماورد في خبر الواحد علي الصحيح واختلف أهل الأصول في التسمية بخبر الواحد انتهي . و قال في المصباح رفقت العمل من باب قتل أحكمته انتهي فيجوز أن يكون إطلاقه الرفيق عليه سبحانه بهذا المعني ومعني يحب الرفق أنه يأمر به ويحث


صفحه : 57

عليه ويثيب به والسل انتزاعك الشي‌ء وإخراجه في رفق كالاستلال كذا في القاموس و كان بناء التفعيل للمبالغة والضغن بالكسر والضغينة الحقد والأضغان جمع الضغن كالأحمال والحمل والمعني أنه من رفقه بعباده ولطفه لهم أنه يخرج أضغانهم قليلا قليلا وتدريجا من قلوبهم و إلالأفنوا بعضهم بعضا وقيل لم يكلفهم برفعها دفعة لصعوبتها عليهم بل كلفهم بأن يسعوا في ذلك ويخرجوها تدريجا و هوبعيد ويحتمل أن يكون المعني أنه أمر أنبياءه وأوصياءهم بالرفق بعباده الكافرين والمنافقين والإحسان إليهم وتأليف قلوبهم ببذل الأموال وحسن العشرة فيسل بذلك أضغانهم لله وللرسول وللمؤمنين برفق ويمكن أن يكون المراد بالتسليل إظهار كفرهم ونفاقهم علي المؤمنين لئلا ينخدعوا منهم كما قال سبحانه أَم حَسِبَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَن لَن يُخرِجَ اللّهُ أَضغانَهُم أي أحقادهم علي المؤمنين ثم قال وَ لَو نَشاءُ لَأَرَيناكَهُم فَلَعَرَفتَهُم بِسِيماهُم وَ لَتَعرِفَنّهُم فِي لَحنِ القَولِ وَ اللّهُ يَعلَمُ أَعمالَكُمإِنّمَا الحَياةُ الدّنيا لَعِبٌ وَ لَهوٌ وَ إِن تُؤمِنُوا وَ تَتّقُوا يُؤتِكُم أُجُورَكُم وَ لا يَسئَلكُم أَموالَكُم إِن يَسئَلكُمُوها فَيُحفِكُم تَبخَلُوا وَ يُخرِج أَضغانَكُمقالواإِن يَسئَلكُمُوها فَيُحفِكُم أي يجهدكم بمسألة جميعها أوأجرا علي الرسالة فيبالغ فيه تَبخَلُوا بها فلاتعطوهاوَ يُخرِج أَضغانَكُم أي بغضكم وعداوتكم لله والرسول ولكنه فرض عليكم ربع العشر أو لم يسألكم أجرا علي الرسالة و هذايؤيد المعني السابق أيضا. قوله ومضادتهم لهواهم وقلوبهم هذاأيضا يحتمل وجوها الأول أن يكون معطوفا علي الأضغان أي من لطفه بعباده رفع مضادة أهوية بعضهم لبعض وقلوب بعضهم لبعض فيكون قريبا من الفقرة السابقة علي بعض الوجوه .الثاني‌ أن يكون عطفا علي تسليله أي من لطفه بعباده المؤمنين أن جعل أهوية المخالفين والكافرين متضادة مختلفة فلو كانوا مجتمعين متفقين في الأهواء لأفنوا


صفحه : 58

المؤمنين واستأصلوهم كما قال تعالي لا يُقاتِلُونَكُم جَمِيعاً إِلّا فِي قُريً مُحَصّنَةٍ أَو مِن وَراءِ جُدُرٍ بَأسُهُم بَينَهُم شَدِيدٌ تَحسَبُهُم جَمِيعاً وَ قُلُوبُهُم شَتّي ذلِكَ بِأَنّهُم قَومٌ لا يَعقِلُونَ.الثالث أن يكون عطفا علي تسليله أيضا والمعني أنه من لطفه جعل المضادة بين هوي كل امر‌ئ وقلبه أي روحه وعقله فلو لم يكن القلب معارضا للهوي لم يختر أحد الآخرة علي الدنيا و في بعض النسخ ومضادته و هوأنسب بهذا المعني والمضادة بمعني جعل الشي‌ء ضد الشي‌ء شائع

كَمَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ضَادّ النّورَ بِالظّلمَةِ وَ اليُبسَ بِالبَلَلِ

.الرابع أن يكون الواو بمعني مع و يكون تتمة للفقرة السابقة أي أخرج أحقادهم مع وجود سببها و هومضادة أهوائهم وقلوبهم .الخامس أن يكون المعني من رفقه أنه أوجب عليهم التكاليف المضادة لهواهم وقلوبهم لكن برفق ولين بحيث لم يشق عليهم بل إنما كلف عباده بالأوامر والنواهي‌ متدرجا كيلا ينفروا كماأنهم لماكانوا اعتادوا بشرب الخمر نزلت أولا آية تدل علي مفاسدها ثم نهوا عن شربها قريبا من وقت الصلاة ثم عمم وشدد و لم ينزل عليهم الأحكام دفعة ليشد عليهم بل أنزلها تدريجا و كل ذلك ظاهر لمن تتبع موارد نزول الآيات وتقرير الأحكام و في لفظ المضادة إيماء إلي ذلك قال الفيروزآبادي‌ ضده في الخصومة غلبه و عنه صرفه ومنعه برفق وضاده خالفه . و من رفقه بهم أنه يدعهم علي الأمر حاصله أنه يريد إزالتهم عن أمر من الأمور لكن يعلم أنه لوبادر إلي ذلك يثقل عليهم فيؤخر ذلك إلي أن يسهل عليهم ثم يحولهم عنه إلي غيره فيصير الأول منسوخا كأمر القبلة فإن الله تعالي كان يحب لنبيه ص التوجه إلي الكعبة و كان في أول وروده المدينة هذاالحكم شاقا عليهم لإلفهم بالصلاة إلي بيت المقدس فتركهم عليها فلما كملوا وآنسوا


صفحه : 59

بأحكام الإسلام وصار سهلا يسيرا عليهم حولهم إلي الكعبة. وعري الإسلام أحكامه وشرائعه كأنها للإسلام بمنزلة العروة من جهة أن من أراد الشرب من الكوز يتمسك بعروته فكذا من أراد التمتع بالإسلام يستمسك بشرائعه وأحكامه والتعبير عن الثقل بالمثاقلة للمبالغة اللازمة للمفاعلة و لايبعد أن يكون في الأصل مثاقيله يقال ألقي عليه مثاقيله أي مئونته وقيل المراد أنه تعالي يعلم أن صلاح العباد في أمرين و أنه لوكلفهم بهما دفعه و في زمان واحد ثقل ذلك عليهم وضعفوا عن تحملهما فمن رفقه بهم أن يأمرهم بأحدهما ويدعهم عليه حينا ثم إذاأراد إزالتهم عنه نسخ الأمر الأول بالأمر الآخر ليفوزوا بالمصلحتين و هذاوجه آخر للنسخ غير ما هوالمعروف من اختصاص كل أمر بوقت دون آخر انتهي و لايخفي ما فيه . و قوله ع نسخ الأمر بالآخر إما من مؤيدات اليسر لأن ترك الناس أمرا رأسا أشق عليهم من تبديله بأمر آخر أولبيان أن النسخ يكون كذلك كما قال تعالي ما نَنسَخ مِن آيَةٍ أَو نُنسِها نَأتِ بِخَيرٍ مِنها أَو مِثلِها وسيأتي‌ مايؤيد الأول

23- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن مُعَاذِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَص الرّفقُ يُمنٌ وَ الخُرقُ شُؤمٌ

بيان اليمن بالضم البركة كالميمنة يمن كعلم وعني‌ وجعل وكرم فهو ميمون كذا في القاموس أي الرفق مبارك ميمون فإذااستعمل في أمر كان ذلك الأمر مقرونا بخير الدنيا والآخرة والخرق بعكسه قال في القاموس الخرق بالضم وبالتحريك ضد الرفق و أن لايحسن الرجل العمل والتصرف في الأمور والحمق


صفحه : 60

24- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ رَفِيقٌ يُحِبّ الرّفقَ وَ يعُطيِ‌ عَلَي الرّفقِ مَا لَا يعُطيِ‌ عَلَي العُنفِ

بيان يعطي‌ علي الرفق أي من أجر الدنيا وثواب الآخرة

25- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ الرّفقَ لَم يُوضَع عَلَي شَيءٍ إِلّا زَانَهُ وَ لَا نُزِعَ مِن شَيءٍ إِلّا شَانَهُ

بيان في المصباح زان الشي‌ء صاحبه زينا من باب سار وأزانه مثله والاسم الزينة وزينه تزيينا مثله والزين ضد الشين و قال شانه شينا من باب باع عابه والشين خلاف الزين

26- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ رَفَعَهُ إِلَي النّبِيّص قَالَ إِنّ فِي الرّفقِ الزّيَادَةَ وَ البَرَكَةَ وَ مَن يُحرَمِ الرّفقَ يُحرَمِ الخَيرَ

بيان إن في الرفق الزيادة أي في الرزق أو في جميع الخيرات والبركة والثبات فيها و من يحرم الرفق علي بناء المجهول أي منع منه و لم يوفق له حرم خيرات الدنيا والآخرة في القاموس حرمه الشي‌ء كضربه وعلمه حريما وحرمانا بالكسر منعه وأحرمه لغية والمحروم الممنوع من الخير و من لاينمي له مال والمحارف ألذي لايكاد يكتسب

27- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا زوُيِ‌َ الرّفقُ عَن أَهلِ بَيتٍ إِلّا زوُيِ‌َ عَنهُمُ الخَيرُ

بيان مازوي‌ علي بناء المفعول أي نحي‌ وأبعد في القاموس زواه زيا وزويا نحاه فانزوي وسره عنه طواه والشي‌ء جمعه وقبضه

28-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن عَلِيّ


صفحه : 61

بنِ المُعَلّي عَن إِسمَاعِيلَ بنِ يَسَارٍ عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادِ بنِ أَرقَمَ الكوُفيِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا أَهلِ بَيتٍ أُعطُوا حَظّهُم مِنَ الرّفقِ فَقَد وَسّعَ اللّهُ عَلَيهِم فِي الرّزقِ وَ الرّفقُ فِي تَقدِيرِ المَعِيشَةِ خَيرٌ مِنَ السّعَةِ فِي المَالِ وَ الرّفقُ لَا يَعجِزُ عَنهُ شَيءٌ وَ التّبذِيرُ لَا يَبقَي مَعَهُ شَيءٌ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ رَفِيقٌ يُحِبّ الرّفقَ

بيان أعطوا حظهم أي أعطاهم الله نصيبا وافرا من الرفق أي رفق بعضهم ببعض أورفقهم بخلق الله أورفقهم في المعيشة بالتوسط من غيرإسراف وتقتير أوالأعم من الجميع فقد وسع الله عليهم في الرزق لأن أعظم أسباب الرزق المداراة مع الخلق وحسن المعاملة معهم فإنه يوجب إقبالهم إليه مع أن الله تعالي يوفقه لإطاعة أمره لاسيما مع التقدير في المعيشة كما قال ع والرفق في تقدير المعيشة أي في خصوص هذاالأمر أومعه بأن يكون في بمعني مع وتقدير المعيشة يكون بمعني التقتير كقوله تعالي يَبسُطُ الرّزقَ لِمَن يَشاءُ وَ يَقدِرُ وبمعني التوسط بين الإسراف والتقتير و هوالمراد هنا خير من السعة في المال أي بلا تقدير. و قوله ع الرفق لايعجز عنه شيءكأنه تعليل للمقدمتين السابقتين أي الرفق في تقدير المعيشة لايضعف و لايقصر عنه شيء من المال أوالكسب لأن القليل منهما يكفي‌ مع التقدير والقدر الضروري‌ قدضمنه العدل الحكيم والتبذير أي الإسراف لايبقي معه شيء من المال و إن كثر وقيل أراد بقوله الرفق لايعجزه عنه شيء إن الرفيق يقدر علي كل مايريد بخلاف الأخرق و لايخفي ما فيه ثم قال والسر في جميع ذلك أن الناس إذارأوا من أحد الرفق أحبوه وأعانوه وألقي الله تعالي له في قلوبهم العطف والود فلم يدعوه يتعب أويتعسر عليه أمره

29-كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ رَفَعَهُ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن هِشَامِ بنِ أَحمَرَ


صفحه : 62

عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ قَالَ لِي وَ جَرَي بيَنيِ‌ وَ بَينَ رَجُلٍ مِنَ القَومِ كَلَامٌ فَقَالَ لِي ارفُق بِهِم فَإِنّ كُفرَ أَحَدِهِم فِي غَضَبِهِ وَ لَا خَيرَ فِيمَن كَانَ كُفرُهُ فِي غَضَبِهِ

إيضاح فإن كفر أحدهم في غضبه لأن أكثر الناس عندالغضب يتكلمون بكلمة الكفر وينسبون إلي الله سبحانه و إلي الأنبياء والأوصياء ما لايليق بهم و أي خير يتوقع ممن لايبالي‌ عندالغضب بالخروج عن الإسلام واستحقاق القتل في الدنيا والعقاب الدائم في الآخرة فإذا لم يبال بذلك لم يبال بشتمك وضربك وقتلك والافتراء عليك بما يوجب استيصالك ويحتمل أن يكون الكفر هنا شاملا لارتكاب الكبائر كمامر أنه أحد معانيه

30- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ الرّفقُ نِصفُ العَيشِ

بيان نصف العيش أي نصف أسباب العيش الطيب لأن رفاهية العيش إما بكثرة المال والجاه وحصول أسباب الغلبة أوبالرفق في المعيشة والمعاشرة بل هذاأحسن كمامر و إذاتأملت ذلك علمت أنه شامل لجميع الأمور حتي التعيش في الدار والمعاملة مع أهلها فإن تحصيل رضاهم إما بالتوسعة عليهم في المال أوبالرفق معهم في كل حال وبكل منهما يحصل رضاهم والغالب أنهم بالثاني‌ أرضي

31- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يُحِبّ الرّفقَ وَ يُعِينُ عَلَيهِ فَإِذَا رَكِبتُمُ الدّابّةَ العَجِفَ فَأَنزِلُوهَا مَنَازِلَهَا فَإِن كَانَتِ الأَرضُ مُجدِبَةً فَانجُوا عَلَيهَا وَ إِن كَانَت مُخصِبَةً فَأَنزِلُوهَا مَنَازِلَهَا

بيان ويعين عليه أي يهيئ أسباب الرفق أويعين بسبب الرفق أومعه أوكائنا عليه علي سائر الأمور كمامر والتفريع بقوله ع فإذاركبتم للتنبيه علي أن الرفق مطلوب حتي مع الحيوانات و قال في المغرب العجف بالتحريك


صفحه : 63

الهزال والأعجف المهزول والأنثي العجفاء والعجفاء يجمع علي عجف كصماء علي صم انتهي و قوله فأنزلوها منازلها أولا يحتمل وجهين الأول أن يكون المراد الإنزال المعنوي‌ أي راعوا حالها في إنزالها المنازل والمراد في الثاني‌ المعني الحقيقي‌ والثاني‌ أن يكون الأول مجملا والثاني‌ تفصيلا وتعيينا لمحل ذلك الحكم و علي التقديرين الفاء في قوله فإن كانت للتفصيل و في المصباح الجدب هوالمحل لفظا ومعني و هوانقطاع المطر ويبس الأرض يقال جدب البلد جدوبه فهو جدب وجديب وأرض جدبة وجدوب وأجدبت إجدابا فهي‌ مجدبة و قال الجوهري‌ نجوت نجاء ممدود أي أسرعت وسبقت والناجية والنجاة الناقة السريعة تنجو بمن ركبتها والبعير ناج والخصب بالكسر نقيض الجدب و قدأخصبت الأرض ومكان مخصب وخصيب وأخصب القوم أي صاروا إلي الخصب قوله فأنزلوها منازلها أي منازلها اللائقة بحالها من حيث الماء والكلاء أو لاتجعلوا منزلا لضعف الدابة وإنما يجوز ذلك مع جدب الأرض فإن مصلحتها أيضا في ذلك

32- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو كَانَ الرّفقُ خَلقاً يُرَي مَا كَانَ مِمّا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ شَيءٌ أَحسَنَ مِنهُ

33- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنّ اللّهَ رَفِيقٌ يُحِبّ الرّفقَ وَ مِن رِفقِهِ بِكُم تَسلِيلُ أَضغَانِكُم وَ مُضَادّةِ قُلُوبِكُم وَ إِنّهُ لَيُرِيدُ تَحوِيلَ العَبدِ عَنِ الأَمرِ فَيَترُكُهُ عَلَيهِ حَتّي يُحَوّلَهُ بِالنّاسِخِ كَرَاهِيَةَ تَثَاقُلِ الحَقّ عَلَيهِ

بيان قدعرفت الوجوه في حله و كان الأنسب هنا عطف مضادة علي أضغانكم إشارة إلي قوله تعالي لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً ما أَلّفتَ بَينَ قُلُوبِهِم وَ لكِنّ اللّهَ أَلّفَ بَينَهُم ويحتمل أيضا العطف علي التسليل بالإضافة إلي المفعول كمامر.


صفحه : 64

قوله كراهية تثاقل الحق عليه قيل الكراهية علة لتحويله بالناسخ والحق الأمر المنسوخ ووجه التثاقل أن النفس يثقل عليها الأمر المكروه وينشط بالأمر الجديد أوعلة لتحويله بالناسخ دون جمعه معه مع أن في كلا الأمرين صلاح العبد إلا أن الرفق يقتضي‌ النسخ لئلا يتثاقل الحق عليه انتهي .أقول لايخفي ما في الوجهين أماالأول فلأن ترك المعتاد أشق علي النفس ولذا كانت الأمم يثقل عليهم قبول الشرائع المتجددة و إن كانت أسهل وكانوا يرغبون إلي ماألفوا به ومضوا عليه من طريقة آبائهم نعم قد كان بعض الشرائع الناسخة أسهل من المنسوخة كعدة الوفاة نقلهم فيها من السنة إلي أربعة أشهر وعشرة أيام وكثبات القدم في الجهاد من العشر إلي النصف لكن أكثرها كان أشق و أماالثاني‌ ففي‌ غالب الأمر لايمكن الجمع بين الناسخ والمنسوخ لتضادهما كالقبلتين والعدتين والحكمين في الجهاد وتحليل الخمر وتحريمه وإباحة الجماع في ليالي‌ شهر رمضان وعدمها والأكل والشرب فيها بعدالنوم وعدمهما نعم قديتصور نادرا كصوم عاشوراء وصوم شهر رمضان إن ثبت ذلك فالأوجه ماذكرنا سابقا

34- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا اصطَحَبَ اثنَانِ إِلّا كَانَ أَعظَمُهُمَا أَجراً وَ أَحَبّهُمَا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَرفَقَهُمَا بِصَاحِبِهِ

بيان يقال اصطحب القوم أي صحب بعضهم بعضا ويدل علي فضل الرفق لاسيما في المصطحبين المترافقين

35- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الفُضَيلِ بنِ عُثمَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن كَانَ رَفِيقاً فِي أَمرِهِ نَالَ مَا يُرِيدُ مِنَ النّاسِ


صفحه : 65

باب 34-النصيحة للمسلمين وبذل النصح لهم وقبول النصح ممن ينصح

1- ل ،[الخصال ] عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ البلَخيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ طَاهِرِ بنِ ظُهَيرٍ وَ كَانَ مِنَ الأَفَاضِلِ عَن نَصرِ بنِ الأَصبَغِ بنِ مَنصُورٍ عَن مُوسَي بنِ هِلَالٍ عَن هِشَامِ بنِ حَسّانَ عَنِ الحَسَنِ عَن تَمِيمٍ الراّزيِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن يَضمَن لِي خَمساً أَضمَن لَهُ الجَنّةَ قِيلَ وَ مَا هيِ‌َ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ النّصِيحَةُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ النّصِيحَةُ لِرَسُولِهِ وَ النّصِيحَةُ لِكِتَابِ اللّهِ وَ النّصِيحَةُ لِدِينِ اللّهِ وَ النّصِيحَةُ لِجَمَاعَةِ المُسلِمِينَ

أقول قدمضي خبر قبول النصيحة في باب كظم الغيظ فيما أوحي‌ إلي نبي‌ من الأنبياء

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ مَتّيلٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ ع يَقُولُ مَن رَأَي أَخَاهُ عَلَي أَمرٍ يَكرَهُهُ فَلَم يَرُدّهُ عَنهُ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَيهِ فَقَد خَانَهُ وَ مَن لَم يَجتَنِب مُصَادَقَةَ الأَحمَقِ أَوشَكَ أَن يَتَخَلّقَ بِأَخلَاقِهِ

3- ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع قَالَ المُؤمِنُ يَحتَاجُ إِلَي خِصَالٍ تَوفِيقٍ مِنَ اللّهِ وَ وَاعِظٍ مِن نَفسِهِ وَ قَبُولٍ مِمّن يَنصَحُهُ

4- ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع أَنّهُ قَالَ لِبَعضِ مَوَالِيهِ عَاتِب فُلَاناً وَ قُل لَهُ إِنّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ خَيراً إِذَا عُوتِبَ قَبِلَ


صفحه : 66

5- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ ثَلَاثٌ لَا يُغِلّ عَلَيهَا قَلبُ امر‌ِئٍ مُسلِمٍ إِخلَاصُ العَمَلِ لِلّهِ وَ النّصِيحَةُ لِأَئِمّةِ المُسلِمِينَ وَ اللّزُومُ لِجَمَاعَتِهِم وَ قَالَ حَقّ المُؤمِنِ عَلَي المُؤمِنِ أَن يَمحَضَهُ النّصِيحَةَ فِي المَشهَدِ وَ المَغِيبِ كَنَصِيحَتِهِ لِنَفسِهِ

وَ نرَويِ‌ مَن مَشَي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ فَلَم يُنَاصِحهُ كَانَ كَمَن حَارَبَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ

وَ أرَويِ‌ مَن أَصبَحَ لَا يَهتَمّ بِأَمرِ المُسلِمِينَ فَلَيسَ مِنهُم

وَ أرَويِ‌ لَا يَقبَلُ اللّهُ عَمَلَ عَبدٍ وَ هُوَ يُضمِرُ فِي قَلبِهِ عَلَي مُؤمِنٍ سُوءاً

وَ نرَويِ‌ لَيسَ مِنّا مَن غَشّ مُؤمِناً أَو ضَرّهُ أَو مَاكَرَهُ

وَ نرَويِ‌ الخَلقُ عِيَالُ اللّهِ فَأَحَبّ الخَلقِ عَلَي اللّهِ مَن أَدخَلَ عَلَي أَهلِ بَيتِ مُؤمِنٍ سُرُوراً وَ مَشَي مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَتِهِ

6- سر،[السرائر] مِن كِتَابِ المَسَائِلِ مِن مَسَائِلِ أَيّوبَ بنِ نُوحٍ وَ كَتَبَ إِلَي بَعضِ أَصحَابِنَا عَاتِب فُلَاناً وَ قُل لَهُ إِنّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ خَيراً إِذَا عُوتِبَ قَبِلَ

7- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع كَثرَةُ النّصحِ تَدعُو إِلَي التّهَمَةِ

8- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ لِابنِهِ الحَسَنِ ع رُبّمَا نَصَحَ غَيرُ النّاصِحِ وَ غَشّ المُستَنصَحُ

باب 44-الأدب و من عرف قدره و لم يتعد طوره

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الصوّفيِ‌ّ عَنِ الروّياَنيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا هَلَكَ امرُؤٌ عَرَفَ قَدرَهُ


صفحه : 67

ل ،[الخصال ] الحسن بن حمزة العلوي‌ عن يوسف بن محمدالطبري‌ عن سهل بن نجدة عن وكيع عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي‌ عن أمير المؤمنين ع مثله

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ خَمسٌ مَن لَم تَكُن فِيهِ لَم يَكُن فِيهِ كَثِيرُ مُستَمتَعٍ قِيلَ وَ مَا هُنّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ الدّينُ وَ العَقلُ وَ الحَيَاءُ وَ حُسنُ الخُلُقِ وَ حُسنُ الأَدَبِ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَا حَسَبَ أَبلَغُ مِنَ الأَدَبِ

أقول قدمضي أخبار من باب جوامع المكارم

4- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يَطمَعَنّ ذُو الكِبرِ فِي الثّنَاءِ الحَسَنِ وَ لَا الخِبّ فِي كَثرَةِ الصّدِيقِ وَ لَا السّيّئُ الأَدَبِ فِي الشّرَفِ وَ لَا البخل [البَخِيلُ] فِي صِلَةِ الرّحِمِ وَ لَا المسُتهَز‌ِئُ بِالنّاسِ فِي صِدقِ المَوَدّةِ وَ لَا القَلِيلُ الفِقهِ فِي القَضَاءِ وَ لَا المُغتَابُ فِي السّلَامَةِ وَ لَا الحَسُودُ فِي رَاحَةِ القَلبِ وَ لَا المُعَاقِبُ عَلَي الذّنبِ الصّغِيرِ فِي السّودَدِ وَ لَا القَلِيلُ التّجرِبَةِ المُعجَبُ بِرَأيِهِ فِي رِئَاسَةٍ

5- ل ،[الخصال ] عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ الأَدَبُ رِئَاسَةٌ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع العِلمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ الآدَابُ حُلَلٌ حِسَانٌ وَ الفِكرَةُ مِرآةٌ صَافِيَةٌ وَ الِاعتِذَارُ مُنذِرٌ نَاصِحٌ وَ كَفَي بِكَ أَدَباً لِنَفسِكَ تَركُكَ مَا كَرِهتَهُ لِغَيرِكَ


صفحه : 68

7- نهج ،[نهج البلاغة] الآدَابُ حُلَلٌ مُجَدّدَةٌ

وَ قَالَ ع هَلَكَ امرُؤٌ لَم يَعرِف قَدرَهُ وَ قَالَ ع لِبَعضِ مُخَاطِبِيهِ وَ قَد تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ يُستَصغَرُ مِثلُهُ عَن قَبُولِ مِثلِهَا لَقَد طِرتَ شَكِيراً وَ هَدَرتَ سَقباً وَ الشّكِيرُ هَاهُنَا أَوّلُ مَا يَنبُتُ مِن رِيشِ الطّائِرِ قَبلَ أَن يَقوَي وَ يَستَحصِفَ وَ السّقبُ الصّغِيرُ مِنَ الإِبِلِ وَ لَا يُهدَرُ إِلّا إِذَا استُفحِلَ

8- كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الأَدَبُ يغُنيِ‌ عَنِ الحَسَبِ

وَ قَالَ ع الآدَابُ تَلقِيحُ الأَفهَامِ وَ نَتَائِجُ الأَذهَانِ

وَ قَالَ ع حُسنُ الأَدَبِ يَنُوبُ عَنِ الحَسَبِ

باب 54-فضل كتمان السر وذم الإذاعة

1- أَقُولُ قَد مَضَي فِي بَابِ مَن ينَبغَيِ‌ مُصَادَقَتُهُ عَنِ البَاقِرِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن كَتَمَ سِرّهُ كَانَتِ الخِيَرَةُ بِيَدِهِ وَ كُلّ حَدِيثٍ جَاوَزَ اثنَينِ فَشَا

2-ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ الدّلهَاثِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ لَا يَكُونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً حَتّي يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ سُنّةٌ مِن رَبّهِ وَ سُنّةٌ مِن نَبِيّهِ وَ سُنّةٌ مِن وَلِيّهِ فَالسّنّةُ مِن رَبّهِ كِتمَانُ سِرّهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّعالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ وَ أَمّا السّنّةُ مِن نَبِيّهِ فَمُدَارَاةُ النّاسِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ نَبِيّهُ بِمُدَارَاةِ النّاسِ وَ قَالَخُذِ العَفوَ وَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ وَ أَمّا السّنّةُ مِن وَلِيّهِ فَالصّبرُ عَلَي البَأسَاءِ وَ الضّرّاءِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ


صفحه : 69

وَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ

مع ،[معاني‌ الأخبار] علي بن أحمد بن محمد عن الأسدي‌ عن سهل عن مبارك مولي الرضا عنه ع مثله

3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ وَ ابنُ عِصَامٍ وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ وَ الدّقّاقُ جَمِيعاً عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ العلَوَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ مُحَمّدٍ المحُاَربِيِ‌ّ عَن رَجُلٍ قَالَ قَالَ المَأمُونُ لِلرّضَا ع أنَشدِنيِ‌ أَحسَنَ مَا رَوَيتَهُ فِي كِتمَانِ السّرّ فَقَالَ ع


وَ إنِيّ‌ لَأَنسَي السّرّ كَيلَا أُذِيعَهُ   فَيَا مَن رَأَي سِرّاً يُصَانُ بِأَن يُنسَي

مَخَافَةَ أَن يجَريِ‌َ ببِاَليِ‌ ذِكرُهُ   فَيَنبِذَهُ قلَبيِ‌ إِلَي مُلتَوَي الحَشَا

فَيُوشِكُ مَن لَم يُفشِ سِرّاً وَ جَالَ فِي   خَوَاطِرِهِ أَن لَا يُطِيقَ لَهُ حَبساً

4- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَربَعَةٌ يَذهَبنَ ضَيَاعاً مَوَدّةٌ تَمنَحُهَا مَن لَا وَفَاءَ لَهُ وَ مَعرُوفٌ عِندَ مَن لَا يَشكُرُ لَهُ وَ عِلمٌ عِندَ مَن لَا استِمَاعَ لَهُ وَ سِرّ تُودِعُهُ عِندَ مَن لَا حَصَافَةَ لَهُ

5- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ طُوبَي لِعَبدٍ نُوَمَةٍ عَرَفَ النّاسَ فَصَاحَبَهُم بِبَدَنِهِ وَ لَم يُصَاحِبهُم فِي أَعمَالِهِم بِقَلبِهِ فَعَرَفَهُم فِي الظّاهِرِ وَ لَم يَعرِفُوهُ فِي البَاطِنِ

6- ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ وَدِدتُ أنَيّ‌ افتَدَيتُ خَصلَتَينِ فِي الشّيعَةِ لَنَا بِبَعضِ لَحمِ ساَعدِيِ‌ النّزَقَ وَ قِلّةَ الكِتمَانِ

أقول قدمر في الأبواب السابقة وصية أمير المؤمنين ع إلي ابنه و قد


صفحه : 70

أوردنا بعضها في باب التقية وبعضها في كتاب العلم

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كِتمَانُ سِرّنَا جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ

8- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع طُوبَي لِعَبدٍ نُوَمَةٍ عَرَفَ النّاسَ فَصَاحَبَهُم بِبَدَنِهِ وَ لَم يُصَاحِبهُم فِي أَعمَالِهِم بِقَلبِهِ فَعَرَفُوهُ فِي الظّاهِرِ وَ عَرَفَهُم فِي البَاطِنِ

9- مع ،[معاني‌ الأخبار]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سُفيَانَ عَن سَلّامِ بنِ أَبِي عَمرَةَ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي الطّفَيلِ أَنّهُ سَمِعَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِنّ بعَديِ‌ فِتَناً مُظلِمَةً عَميَاءَ مُتَشَكّكَةً لَا يَبقَي فِيهَا إِلّا النّوَمَةُ قِيلَ وَ مَا النّوَمَةُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ ألّذِي لَا يدَريِ‌ النّاسُ مَا فِي نَفسِهِ

10- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ النهّيِكيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع ثَلَاثَةٌ يَستَظِلّونَ بِظِلّ عَرشِ اللّهِ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ رَجُلٌ زَوّجَ أَخَاهُ المُسلِمَ أَو أَخدَمَهُ أَو كَتَمَ لَهُ سِرّاً

11-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُسَبعَةٌ يُفسِدُونَ أَعمَالَهُم الرّجُلُ الحَلِيمُ ذُو العِلمِ الكَثِيرِ لَا يُعرَفُ بِذَلِكَ وَ لَا يُذكَرُ بِهِ وَ الحَكِيمُ ألّذِي يُدَبّرُ مَالَهُ كُلّ كَاذِبٍ مُنكِرٍ لِمَا يُؤتَي إِلَيهِ وَ الرّجُلُ ألّذِي يَأمَنُ ذَا المَكرِ وَ الخِيَانَةِ وَ السّيّدُ الفَظّ ألّذِي لَا رَحمَةَ لَهُ وَ الأُمّ التّيِ‌ لَا تَكتُمُ عَنِ الوَلَدِ السّرّ وَ تفُشيِ‌ عَلَيهِ وَ السّرِيعُ إِلَي لَائِمَةِ إِخوَانِهِ وَ ألّذِي


صفحه : 71

يُجَادِلُ أَخَاهُ مُخَاصِماً لَهُ

12- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] قَالَ الصّادِقُ ع لِبَعضِ أَصحَابِهِ لَا تُطلِع صَدِيقَكَ مِن سِرّكَ إِلّا عَلَي مَا لَوِ اطّلَعَ عَلَيهِ عَدُوّكَ لَم يَضُرّكَ فَإِنّ الصّدِيقَ قَد يَكُونُ عَدُوّكَ يَوماً مَا

13- ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع قَالَ إِظهَارُ الشيّ‌ءِ قَبلَ أَن يُستَحكَمَ مَفسَدَةٌ لَهُ

سن ،[المحاسن ] أبويوسف النجاشي‌ عن يحيي بن ملك عن الأحول وغيره عن أبي عبد الله ع مثله

14- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جُمِعَ خَيرُ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فِي كِتمَانِ السّرّ وَ مُصَادَقَةِ الأَخيَارِ وَ جُمِعَ الشّرّ فِي الإِذَاعَةِ وَ مُوَاخَاةِ الأَشرَارِ

15- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع سِرّكَ مِن دَمِكَ فَلَا يَجرِيَنّ مِن غَيرِ أَودَاجِكَ

16- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الظّفَرُ بِالحَزمِ وَ الحَزمُ بِإِجَابَةِ الرأّي‌ِ وَ الرأّي‌ُ بِتَحصِينِ الأَسرَارِ

وَ قَالَ ع صَدرُ العَاقِلِ صُندُوقُ سِرّهِ

وَ قَالَ ع مَن كَتَمَ سِرّهُ كَانَتِ الخِيَرَةُ بِيَدِهِ

وَ قَالَ ع المَرءُ أَحفَظُ لِسِرّهِ

17- أَعلَامُ الدّينِ، قَالَ الصّادِقُ ع صَدرُكَ أَوسَعُ لِسِرّكَ

18-كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَوَدِدتُ وَ اللّهِ أنَيّ‌


صفحه : 72

افتَدَيتُ خَصلَتَينِ فِي شِيعَةٍ لَنَا بِبَعضِ لَحمِ ساَعدِيِ‌ النّزَقَ وَ قِلّةَ الكِتمَانِ

بيان لوددت بكسر الدال وفتحها أي أحببت ويقال فداه يفديه فداء وافتدي به وفاداه أعطي شيئا فأنقذه وكأن المعني وددت أن أهلك وأذهب تينك الخصلتين من الشيعة و لوانجر الأمر إلي أن يلزمني‌ أن أعطي‌ فداء عنهما بعض لحم ساعدي‌ أويقال لما كان افتداء الأسير إعطاء شيءلأخذ الأسير ممن أسره استعير هنا لإعطاء الشيعة لحم الساعد لأخذ الخصلتين منهم أو يكون علي القلب والمعني إنقاذ الشيعة من تينك الخصلتين والنزق بالفتح الطيش والخفة عندالغضب والمراد بالكتمان إخفاء أحاديث الأئمة وأسرارهم عن المخالفين عندخوف الضرر عليهم و علي شيعتهم أوالأعم منه و من كتمان أسرارهم وغوامض أخبارهم عمن لايحتمله عقله

19- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي أُسَامَةَ زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أُمِرَ النّاسُ بِخَصلَتَينِ فَضَيّعُوهُمَا فَصَارُوا مِنهُمَا عَلَي غَيرِ شَيءٍ الصّبرِ وَ الكِتمَانِ

بيان فصاروا منهما أي بسببهما أي بسبب تضييعهما علي غير شيء من الدين أوضيعوهما بحيث لم يبق في أيديهم شيءمنهما الصبر علي البلايا وأذي الأعادي‌ وكتمان الأسرار عنهم كمامر في قوله تعالي بِما صَبَرُوا وَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السّيّئَةَ

20- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن يُونُسَ بنِ عَمّارٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا سُلَيمَانُ إِنّكُم عَلَي دِينٍ مَن كَتَمَهُ أَعَزّهُ اللّهُ وَ مَن أَذَاعَهُ أَذَلّهُ اللّهُ

بيان أعزه الله خبر واحتمال الدعاء بعيد


صفحه : 73

21- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ دَخَلنَا عَلَيهِ جَمَاعَةً فَقُلنَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّا نُرِيدُ العِرَاقَ فَأَوصِنَا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لِيُقَوّ شَدِيدُكُم ضَعِيفَكُم وَ ليَعُد غَنِيّكُم عَلَي فَقِيرِكُم وَ لَا تَبُثّوا سِرّنَا وَ لَا تُذِيعُوا أَمرَنَا وَ إِذَا جَاءَكُم عَنّا حَدِيثٌ فَوَجَدتُم عَلَيهِ شَاهِداً أَو شَاهِدَينِ مِن كِتَابِ اللّهِ فَخُذُوا بِهِ وَ إِلّا فَقِفُوا عِندَهُ ثُمّ رُدّوهُ إِلَينَا حَتّي يَستَبِينَ لَكُم وَ اعلَمُوا أَنّ المُنتَظِرَ لِهَذَا الأَمرِ لَهُ مِثلُ أَجرِ الصّائِمِ القَائِمِ وَ مَن أَدرَكَ قَائِمَنَا فَخَرَجَ مَعَهُ فَقَتَلَ عَدُوّنَا كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِ عِشرِينَ شَهِيداً وَ مَن قُتِلَ مَعَ قَائِمِنَا كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِ خَمسَةٍ وَ عِشرِينَ شَهِيداً

بيان جماعة منصوب علي الحالية أي مجتمعين معا ليقوّ شديدكم أي بالإغاثة والإعانة ورفع الظلم أوبالتقوية في الدين ودفع الشبه عنه وليعد يقال عاد بمعروفه من باب قال أي أفضل والاسم العائدة وهي‌ المعروف والصلة و لاتبثوا سرنا أي الأحكام المخالفة لمذهب العامة عندهم و لاتذيعوا أمرنا أي أمر إمامتهم وخلافتهم وغرائب أحوالهم ومعجزاتهم عندالمخالفين بل الضعفة من المؤمنين إذ كانوا في زمان شديد و كان الناس يفتشون أحوالهم ويقتلون أشياعهم وأتباعهم . و أماإظهارها عندعقلاء الشيعة وأمنائهم و أهل التسليم منهم فأمر مطلوب كمامر فوجدتم عليه شاهدا أوشاهدين من كتاب الله كأنه محمول علي ما إذا كان مخالفا لما في أيديهم أو علي ما إذا لم يكن الراوي‌ ثقة أو يكون الغرض موافقته لعمومات الكتاب كماذهب إليه الشيخ من عدم العمل بخبر الواحد إلا إذا كان موافقا لفحوي الكتاب والسنة المتواترة علي التفصيل ألذي ذكره في صدر كتابي‌ الحديث و إلافقفوا عنده أي لاتعملوا به و لاتردوه بل توقفوا عنده حتي تسألوا عنه الإمام وقيل المراد أنه إذاوصل إليكم منا حديث يلزمكم العمل به فإن وجدتم عليه شاهدا من كتاب الله يكون لكم مفرا عندالمخالفين إذاسألوكم عن دليله فخذوا المخالفين به وألزموهم وأسكتوهم و لاتتقوا منهم و إن لم تجدوا


صفحه : 74

شاهدا فقفوا عنده أي فاعملوا به سرا و لاتظهروه عندالمخالفين ثم ردوه إلي العلم بالشاهد إليها أي سلونا عن الشاهد له من القرآن حتي نخبركم بشاهده من القرآن فعند ذلك أظهروه لهم و لايخفي ما فيه .لهذا الأمر أي لظهور دولة القائم ع

22- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ الأَعلَي قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّهُ لَيسَ مِنِ احتِمَالِ أَمرِنَا التّصدِيقُ لَهُ وَ القَبُولُ فَقَط مِنِ احتِمَالِ أَمرِنَا سَترُهُ وَ صِيَانَتُهُ مِن غَيرِ أَهلِهِ فَأَقرِئهُمُ السّلَامَ وَ قُل لَهُم رَحِمَ اللّهُ عَبداً اجتَرّ مَوَدّةَ النّاسِ إِلَي نَفسِهِ حَدّثُوهُم بِمَا يَعرِفُونَ وَ استُرُوا عَنهُم مَا يُنكِرُونَ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ مَا النّاصِبُ لَنَا حَرباً بِأَشَدّ عَلَينَا مَئُونَةً مِنَ النّاطِقِ عَلَينَا بِمَا نَكرَهُ فَإِذَا عَرَفتُم مِن عَبدٍ إِذَاعَةً فَامشُوا إِلَيهِ وَ رُدّوهُ عَنهَا فَإِن قَبِلَ مِنكُم وَ إِلّا فَتَحَمّلُوا عَلَيهِ بِمَن يَثقُلُ عَلَيهِ وَ يَسمَعُ مِنهُ فَإِنّ الرّجُلَ مِنكُم يَطلُبُ الحَاجَةَ فَيَلطُفُ فِيهَا حَتّي تُقضَي لَهُ فَالطُفُوا فِي حاَجتَيِ‌ كَمَا تَلطُفُونَ فِي حَوَائِجِكُم فَإِن هُوَ قَبِلَ مِنكُم وَ إِلّا فَادفِنُوا كَلَامَهُ تَحتَ أَقدَامِكُم وَ لَا تَقُولُوا إِنّهُ يَقُولُ وَ يَقُولُ فَإِنّ ذَلِكَ يُحمَلُ عَلَيّ وَ عَلَيكُم أَمَا وَ اللّهِ لَو كُنتُم تَقُولُونَ مَا أَقُولُ لَأَقرَرتُ أَنّكُم أصَحاَبيِ‌ هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ لَهُ أَصحَابٌ وَ هَذَا الحَسَنُ البصَريِ‌ّ لَهُ أَصحَابٌ وَ أَنَا امرُؤٌ مِن قُرَيشٍ قَد ولَدَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِمتُ كِتَابَ اللّهِ وَ فِيهِ تِبيَانُ كُلّ شَيءٍ بَدءِ الخَلقِ وَ أَمرِ السّمَاءِ وَ أَمرِ الأَرضِ وَ أَمرِ الأَوّلِينَ وَ أَمرِ الآخِرِينَ وَ أَمرِ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي ذَلِكَ نُصبَ عيَنيِ‌

تبيان كأن المراد بالتصديق الإذعان القلبي‌ وبالقبول الإقرار الظاهري‌ فقط أو مع العمل و من في الموضعين للتبعيض أي ليست أجزاء احتمال أمرنا أي قبول التكليف الإلهي‌ في التشيع منحصرة في الإذعان القلبي‌ والإقرار الظاهري‌ بل من أجزائه ستره وصيانته أي حفظه وضبطه من غيرأهله وهم المخالفون


صفحه : 75

والمستضعفون من الشيعة والضمير في فأقرئهم راجع إلي المحتملين أومطلق الشيعة بقرينة المقام و في القاموس قرأ عليه أبلغه كأقرأه أو لايقال أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبا و قال الجر الجذب كالاجترار و قوله حدثوهم بيان لكيفية اجترار مودة الناس بما يعرفون أي من الأمور المشتركة بين الفريقين والمئونة المشقة فتحملوا عليه أي احملوا أوتحاملوا عليه أوتكلفوا أن تحملوا عليه بمن يثقل عليه أي يعظم عنده أويثقل عليه مخالفته وقيل من يكون ثقيلا عليه لامفر له إلا أن يسمع منه في القاموس حمله علي الأمر فانحمل أغراه به وحمله الأمر تحميلا فتحمله تحملا وتحامل في الأمر و به تكلفه علي مشقة و عليه كلفه ما لايطيق و قال لطف كنصر لطفا بالضم رفق ودنا و الله لك أوصل إليك مرادك بلطف انتهي . ودفن الكلام تحت الأقدام كناية عن إخفائه وكتمه إنه يقول و يقول أي لاتكرروا قوله في المجالس و لو علي سبيل الذم فإن ذلك يحمل أي الضرر علي وعليكم أويغري‌ الناس علي وعليكم لوكنتم تقولون ماأقول أي من التقية وغيرها أوتعلنون ماأعلن له أصحاب أي ترونهم يسمعون قوله ويطيعون أمره مع جهالته وضلالته و أناامرؤ من قريش و هذاشرف واللذان تقدم ذكرهما ليسا منهم قدولدني‌ رسول الله ص أي أنا من ولده فيدل علي أن ولد البنت ولد حقيقة كماذهب إليه جماعة من أصحابنا و من قرأ ولدني‌ علي بناء التفعيل أي أخبر بولادتي‌ وإمامتي‌ في خبر اللوح فقد تكلف كأني‌ أنظر إلي ذلك نصب عيني‌ أي أعلم جميع ذلك من القرآن بعلم يقيني‌ كأني‌ أنظر إلي جميع ذلك وهي‌ نصب عيني‌ و في القاموس هذانصب عيني‌ بالضم والفتح أوالفتح لحن

23-كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ المسُليِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ


صفحه : 76

لِي مَا زَالَ سِرّنَا مَكتُوماً حَتّي صَارَ فِي يدَيَ‌ وُلدِ كَيسَانَ فَتَحَدّثُوا بِهِ فِي الطّرِيقِ وَ قُرَي السّوَادِ

بيان المراد بولد كيسان أولاد المختار الطالب بثأر الحسين ع وقيل المراد بولد كيسان أصحاب الغدر والمكر الذين ينسبون أنفسهم من الشيعة وليسوا منهم في القاموس كيسان اسم للغدر ولقب المختار بن أبي عبيد المنسوب إليه الكيسانية و في الصحاح سواد البصرة والكوفة قراهما وقيل السواد ناحية متصلة بالعراق أطول منها بخمسة وثلاثين فرسخا وحده في الطول من الموصل إلي عبادان و في العرض من العذيب إلي حلوان وتسميتها بالسواد لكثرة الخضرة فيها

24- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ وَ اللّهِ إِنّ أَحَبّ أصَحاَبيِ‌ إلِيَ‌ّ أَورَعُهُم وَ أَفقَهُهُم وَ أَكتَمُهُم لِحَدِيثِنَا وَ إِنّ أَسوَأَهُم عنِديِ‌ حَالًا وَ أَمقَتَهُمُ ألّذِي إِذَا سَمِعَ الحَدِيثَ يَنسِبُ إِلَينَا وَ يرَويِ‌ عَنّا فَلَم يَقبَلهُ اشمَأَزّ مِنهُ وَ جَحَدَهُ وَ كَفّرَ مَن دَانَ بِهِ وَ هُوَ لَا يدَريِ‌ لَعَلّ الحَدِيثَ مِن عِندِنَا خَرَجَ وَ إِلَينَا أُسنِدَ فَيَكُونُ بِذَلِكَ خَارِجاً مِن وَلَايَتِنَا

بيان الشمز نفور النفس مما تكره وتشمز وجهه تمعر وتقبض واشمأز وانقبض واقشعر أوذعر والشي‌ء كرهه والمشمئز النافر الكاره والمذعور انتهي و هو لايدري‌ إشارة إلي قوله تعالي بَل كَذّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ لَمّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ ويدل علي عدم جواز إنكار ماوصل إلينا من أخبارهم و إن لم تصل إليه عقولنا بل لابد من رده إليهم حتي يبينوا

25-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي عَن حَرِيزٍ عَن مُعَلّي بنِ خُنَيسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا مُعَلّي اكتُم أَمرَنَا وَ لَا تُذِعهُ فَإِنّهُ مَن كَتَمَ أَمرَنَا وَ لَم يُذِعهُ أَعَزّهُ اللّهُ بِهِ فِي الدّنيَا وَ جَعَلَهُ نُوراً بَينَ عَينَيهِ


صفحه : 77

فِي الآخِرَةِ يَقُودُهُ إِلَي الجَنّةِ يَا مُعَلّي مَن أَذَاعَ أَمرَنَا وَ لَم يَكتُمهُ أَذَلّهُ اللّهُ بِهِ فِي الدّنيَا وَ نَزَعَ النّورَ مِن بَينِ عَينَيهِ فِي الآخِرَةِ وَ جَعَلَهُ ظُلمَةً تَقُودُهُ إِلَي النّارِ يَا مُعَلّي إِنّ التّقِيّةَ مِن ديِنيِ‌ وَ دِينِ آباَئيِ‌ وَ لَا دِينَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ يَا مُعَلّي إِنّ اللّهَ يُحِبّ أَن يُعبَدَ فِي السّرّ كَمَا يُحِبّ أَن يُعبَدَ فِي العَلَانِيَةِ يَا مُعَلّي إِنّ المُذِيعَ لِأَمرِنَا كَالجَاحِدِ لَهُ

بيان قدمر مضمونه في آخر الباب السابق وكأنه ع كان يخاف علي المعلي القتل لمايري من حرصه علي الإذاعة ولذلك أكثر من نصيحته بذلك و مع ذلك لم تنجع نصيحته فيه وإنه قدقتل بسبب ذلك وتأتي‌ أخبار نكال الإذاعة في بابها إن شاء الله

26- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن عَمّارٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَخبَرتَ بِمَا أَخبَرتُكَ بِهِ أَحَداً قُلتُ لَا إِلّا سُلَيمَانَ بنَ خَالِدٍ قَالَ أَحسَنتَ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ الشّاعِرِ


فَلَا يَعدُوَن سرِيّ‌ وَ سِرّكَ ثَالِثاً   أَلَا كُلّ سِرّ جَاوَزَ اثنَينِ شَائِعٌ

بيان قوله أخبرت إما علي بناء الإفعال بحذف حرف الاستفهام أو علي بناء التفعيل بإثباته و فيه مدح عظيم لسليمان إن حمل قوله أحسنت علي ظاهره و إن حمل علي التهكم فلا و هوأوفق بقوله أ و ماسمعت فإن سليمان كان ثالثا و لايعدون نهي‌ غائب من باب نصر مؤكد بالنون الخفيفة والمراد بالاثنين الشخصين وكون المراد بهما الشفتين فيه لطف لكن لايناسب هذاالخبر فتدبر وقيل كأن الاستشهاد للإشعار بأن هذامما يحكم العقل الصريح بقبحه و لايحتاج إلي السماع عن صاحب الشرع

27-كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَن مَسأَلَةٍ فَأَبَي وَ أَمسَكَ ثُمّ قَالَ لَو أَعطَينَاكُم كُلّمَا تُرِيدُونَ


صفحه : 78

كَانَ شَرّاً لَكُم وَ أُخِذَ بِرَقَبَةِ صَاحِبِ هَذَا الأَمرِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَلَايَةَ اللّهِ أَسَرّهَا إِلَي جَبرَئِيلَ وَ أَسَرّهَا جَبرَئِيلُ إِلَي مُحَمّدٍص وَ أَسَرّهَا مُحَمّدٌص إِلَي عَلِيّ ع وَ أَسَرّهَا عَلِيّ ع إِلَي مَن شَاءَ اللّهُ ثُمّ أَنتُم تُذِيعُونَ ذَلِكَ مَنِ ألّذِي أَمسَكَ حَرفاً سَمِعَهُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فِي حِكمَةِ آلِ دَاوُدَ ينَبغَيِ‌ لِلمُسلِمِ أَن يَكُونَ مَالِكاً لِنَفسِهِ مُقبِلًا عَلَي شَأنِهِ عَارِفاً بِأَهلِ زَمَانِهِ فَاتّقُوا اللّهَ وَ لَا تُذِيعُوا حَدِيثَنَا فَلَو لَا أَنّ اللّهَ يُدَافِعُ عَن أَولِيَائِهِ وَ يَنتَقِمُ لِأَولِيَائِهِ مِن أَعدَائِهِ أَ مَا رَأَيتَ مَا صَنَعَ اللّهُ بِآلِ بَرمَكَ وَ مَا انتَقَمَ اللّهُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ ع وَ قَد كَانَ بَنُو الأَشعَثِ عَلَي خَطَرٍ عَظِيمٍ فَدَفَعَ اللّهُ عَنهُم بِوَلَايَتِهِم لأِبَيِ‌ الحَسَنِ أَنتُم بِالعِرَاقِ تَرَونَ أَعمَالَ هَؤُلَاءِ الفَرَاعِنَةِ وَ مَا أَمهَلَ اللّهُ لَهُم فَعَلَيكُم بِتَقوَي اللّهِ وَ لَا تَغُرّنّكُمُ الحَيَاةُ الدّنيَا وَ لَا تَغتَرّوا بِمَن قَد أُمهِلَ لَهُ فَكَأَنّ الأَمرَ قَد وَصَلَ إِلَيكُم

تبيان قوله عن مسألة كأنها كانت مما يلزم التقية فيها أو من الأخبار الآتية التي‌ لامصلحة في إفشائها أو من الأمور الغامضة التي‌ لاتصل إليها عقول أكثر الخلق كغرائب شئونهم وأحوالهم ع وأمثالها من المعارف الدقيقة وأخذ بصيغة المجهول عطفا علي كان أو علي صيغة التفضيل عطفا علي شر أونسبة الأخذ إلي الإعطاء إسناد إلي السبب وصاحب هذاالأمر الإمام ع ولاية الله أي الإمامة وشئونها وأسرارها وعلومها ولاية الله وإمارته وحكومته وقيل المراد تعيين أوقات الحوادث و لايخفي ما فيه إلي من شاء الله أي الأئمة. ثم أنتم ثم للتعجب وقيل استفهام إنكاري‌ من ألذي أمسك الاستفهام للإنكار أي لايمسك أحد من أهل هذاالزمان حرفا لايذيعه فلذا لانعتمد عليهم أو لاتعتمدوا عليهم في حكمة آل داود أي الزبور أوالأعم منه أي داود وآله مالكا لنفسه أي مسلطا عليها يبعثها إلي ماينبغي‌ ويمنعها عما لاينبغي‌ أومالكا لأسرار نفسه لايذيعها مقبلا علي شأنه أي مشتغلا بإصلاح نفسه متفكرا فيما ينفعه فيجلبه وفيما


صفحه : 79

يضره فيجتنبه عارفا بأهل زمانه فيعرف من يحفظ سره و من يذيعه و من تجب مودته أوعداوته و من ينفعه مجالسته و من تضره حديثنا أي الحديث المختص بنا عندالمخالفين و من لايكتم السر فلو لاالفاء للبيان وجزاء الشرط محذوف أي لانقطعت سلسلة أهل البيت وشيعتهم بترككم التقية أونحو ذلك . أ مارأيت ماصنع الله بآل برمك أقول دولة البرامكة وشوكتهم وزوالها عنهم معروفة في التواريخ و ماانتقم الله لأبي‌ الحسن أي الكاظم ع أي من البرامكة ترون أعمال هؤلاء الفراعنة أي بني‌ عباس وأتباعهم والحاصل أنه تعالي قدينتقم لأوليائه من أعدائه و قديمهلهم إتماما للحجة عليهم فاتقوا الله في الحالتين و لاتذيعوا سرنا و لاتغتروا بالدنيا وحبها فيصير سببا للإذاعة للأغراض الباطلة أوللتوسل بالمخالفين لتحصيل الدنيا أوباليأس عن الفرج استبطاء فكان الأمر قدوصل إليكم بشارة بقرب ظهور أمر القائم ع وبيان لتيقن وقوعه

28- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِعَبدٍ نُوَمَةٍ عَرَفَهُ اللّهُ وَ لَم يَعرِفهُ النّاسُ أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الهُدَي وَ يَنَابِيعُ العِلمِ ينَجلَيِ‌ عَنهُم كُلّ فِتنَةٍ مُظلِمَةٍ لَيسُوا بِالمَذَايِيعِ البُذُرِ وَ لَا بِالجُفَاةِ المُرَاءِينَ

بيان قال في النهاية في حديث علي أنه ذكر آخر الزمان والفتن ثم قال خير أهل ذلك الزمان كل مؤمن نومة النومة بوزن الهمزة الخامل الذكر ألذي لايؤبه له وقيل الغامض في الناس ألذي لايعرف الشر وأهله وقيل النومة بالتحريك الكثير النوم و أماالخامل ألذي لايؤبه له فهو بالتسكين و من الأول حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ لعِلَيِ‌ّ مَا النّوَمَةُ قَالَ ألّذِي يَسكُتُ فِي الفِتنَةِ وَ لَا يَبدُو مِنهُ شَيءٌ

انتهي . و قوله ع عرفه الله علي بناء المجرد كأنه تفسير للنومة أي عرفه الله


صفحه : 80

فقط دون الناس أوعرفه الله بالخير والإيمان والصلاح أي اتصف بهاواقعا و لم يعرفه الناس بها ويمكن أن يقرأ علي بناء التفعيل أي عرفه الله نفسه وأولياءه ودينه بتوسط حججه ع و لم تكن معرفته من الناس أي من سائر الناس ممن لايجوز أخذ العلم عنه لكنه بعيد أولئك مصابيح الهدي أولئك إشارة إلي جنس عبدالنومة و فيه إشارة إلي أن المراد بالناس الظلمة والمخالفون لا أهل الحق من المؤمنين المسترشدين و هذاوجه جمع حسن بين أخبار مدح العزلة كهذا الخبر وذمها و هوأيضا كثير أوباختلاف الأزمنة والأحوال فإنه يومئ إليه أيضا هذاالخبر كذا قوله وينابيع العلم فإنه يدل علي انتفاع الناس بعلمهم .ينجلي‌ أي ينكشف ويذهب عنهم كل فتنة مظلمة أي الفتنة التي‌ توجب اشتباه الحق والدين علي الناس وانجلاؤها عنهم كناية عن عدم صيرورتها سببا لضلالتهم بل هم مع تلك الفتن المضلة علي نور الحق واليقين ليسوا بالبذر المذاييع

قَالَ فِي النّهَايَةِ فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ ع عِندَ وَفَاةِ النّبِيّص قَالَت لِعَائِشَةَ إنِيّ‌ إِذاً لَبَذِرَةُ البَذرِ ألّذِي يفُشيِ‌ السّرّ وَ يُظهِرُ مَا يَسمَعُهُ

و منه حديث علي ع في صفة الصحابة ليسوا بالمذاييع البذر جمع بذور يقال بذرت الكلام بين الناس كماتبذر الحبوب أي أفشيته وفرقته و قال المذاييع جمع مذياع من أذاع الشي‌ء إذاأفشاه وقيل أراد الذين يشيعون الفواحش و هوبناء مبالغة. و قال الجفاء غلظ الطبع و منه في صفة النبي ص ليس بالجافي‌ و لابالمهين أي ليس بالغليظ الخلقة والطبع أو ليس بالذي‌ يجفو أصحابه و في القاموس البذور والبذير النمام و من لايستطيع كتم سره و رجل بذر ككتف كثير الكلام انتهي وقيل الجافي‌ هوالكز الغليظ السيئ الخلق كأنه جعله لانقباضه مقابلا لمنبسط اللسان الكثير الكلام والمراد النهي‌ عن طرفي‌ الإفراط والتفريط والأمر بلزوم الوسط

29-كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن


صفحه : 81

أَبِي الحَسَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع طُوبَي لِكُلّ عَبدٍ نُوَمَةٍ لَا يُؤبَهُ لَهُ يَعرِفُ النّاسَ وَ لَا يَعرِفُهُ النّاسُ يُعَرّفُهُ اللّهُ مِنهُ بِرِضوَانٍ أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الهُدَي ينَجلَيِ‌ عَنهُم كُلّ فِتنَةٍ مُظلِمَةٍ وَ يُفتَحُ لَهُم بَابُ كُلّ رَحمَةٍ لَيسُوا بِالبُذُرِ المَذَايِيعِ وَ لَا الجُفَاةِ المُرَاءِينَ وَ قَالَ قُولُوا الخَيرَ تُعرَفُوا بِهِ وَ اعمَلُوا الخَيرَ تَكُونُوا مِن أَهلِهِ وَ لَا تَكُونُوا عُجُلًا مَذَايِيعَ فَإِنّ خِيَارَكُمُ الّذِينَ إِذَا نُظِرَ إِلَيهِم ذُكِرَ اللّهُ وَ شِرَارَكُمُ المَشّاءُونَ بِالنّمِيمَةِ المُفَرّقُونَ بَينَ الأَحِبّةِ المُبتَغُونَ لِلبَرَاءِ المَعَايِبَ

تبيان قال في النهاية فيه رب أشعث أغبر ذي‌ طمرين لايؤبه له لوأقسم علي الله لأبر قسمه لايبالي به و لايلتفت إليه يقال ماوبهت له بفتح الباء وكسرها وبها ووبها بالسكون والفتح وأصل الواو الهمزة انتهي يعرف الناس أي محقهم ومبطلهم فلاينخدع منهم يعرفه الله كأن بناء التفعيل هنا أظهر و قوله منه متعلق بيعرفه أي من عنده و من لدنه كماأراد بسبب رضاه عنه أومتلبسا برضاه وربما يقرأ منه بفتح الميم وتشديد النون أي نعمته التي‌ هي‌ الإمام أومعرفته ويفتح له باب كل رحمة أي من رحمات الدنيا والآخرة كالفوائد الدنيوية والتوفيقات الأخروية والإفاضات الإلهية والهدايات الربانية. وقولوا الخير تعرفوا به أي لتعرفوا به أوقولوه كثيرا حتي تصيروا معروفين بقول الخير و علي الأول مبني‌ علي أن الخير مما يستحسنه العقل وكفي بالمعروفية به ثمرة لذلك وكذا الوجهان جاريان في الفقرة الأخيرة والعجل بضمتين جمع العجول و هوالمستعجل في الأمور ألذي لايتفكر في عواقبها الذين إذانظر إليهم ذكر الله علي بناء المجهول فيهما أي يكون النظر في أعمالهم وأطوارهم لموافقتها للكتاب والسنة وإشعار بفناء الدنيا وإيذانها بإيثار رضي الله وحبه مذكرا لله سبحانه وثوابه وعقابه و في القاموس النم التوريش والإغراء ورفع الحديث إشاعة له وإفسادا وتزيين الكلام بالكذب والنميمة الاسم المفرقون بين


صفحه : 82

الأحبة بنقل حديث بعضهم إلي بعض صدقا أوكذبا ليصير سبب العداوة بينهم وأمثال ذلك المبتغون للبراء المعايب أي الطالبون لمن بر‌ئ من العيب مطلقا أوظاهرا العيوب الخفية ليظهروه للناس أويفتروا عليهم حسدا وبغيا و في القاموس برأ المريض فهو بار‌ئ وبري‌ء والجمع ككرام وبر‌ئ من الأمر يبرأ ويبرؤ نادر براء وبراءة وبروءا تَبَرّأَ وأَبرَأَكَ منه وبَرّأَكَ و أنت بري‌ء والجمع بريئون وكفقهاء وكرام وأشراف وأنصباء ورُخال

30- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَمّن أَخبَرَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُفّوا أَلسِنَتَكُم وَ الزَمُوا بُيُوتَكُم فَإِنّهُ لَا يُصِيبُكُم أَمرٌ تَخُصّونَ بِهِ أَبَداً وَ لَا تَزَالُ الزّيدِيّةُ لَكُم وِقَاءً أَبَداً

بيان كفوا ألسنتكم أي عن إفشاء السر عندالمخالفين وإظهار دينكم والطعن عليهم والزموا بيوتكم أي لاتخالطوا الناس كثيرا فتشتهروا فإنه لايصيبكم أي إذااستعملتم التقية كماذكر لايصيبكم أمر أي ضرر من المخالفين تخصون به أي يكون مخصوصا بالشيعة الإمامية فإنهم حينئذ لايعرفونكم بذلك وهم إنما يطلبون من ينكر مذهبهم مطلقا من الشيعة وأنتم محفوظون في حصن التقية والزيدية لعدم تجويزهم التقية وطعنهم علي أئمتنا بهايجاهرون بمخالفتهم فالمخالفون يتعرضون لهم ويغفلون عنكم و لايطلبونكم فهم وقاء لكم و في المصباح الوقاء مثل كتاب كل ماوقيت به شيئا وروي أبوعبيدة عن الكسائي‌ الفتح في الوقاية والوقاء أيضا انتهي وقيل المراد أنهم يظهرون ماتريدون إظهاره فلاحاجة لكم إلي إظهاره حتي تلقوا بأيديكم إلي التهلكة

31-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ إِن كَانَ فِي يَدِكَ هَذِهِ شَيءٌ فَإِنِ استَطَعتَ أَن لَا تَعلَمَ هَذِهِ فَافعَل


صفحه : 83

قَالَ وَ كَانَ عِندَهُ إِنسَانٌ فَتَذَاكَرُوا الإِذَاعَةَ فَقَالَ احفَظ لِسَانَكَ تَعِزّ وَ لَا تُمَكّنِ النّاسَ مِن قِيَادِ رَقَبَتِكَ فَتَذِلّ

إيضاح إن كان في يدك هذه شيء هذه غاية المبالغة في كتمان سرك من أقرب الناس إليك فإنه و إن كان من خواصك فهو ليس بأحفظ لسرك منك من قياد رقبتك القياد بالكسر حبل تقاد به الدابة وتمكين الناس من القياد كناية عن تسليط المخالفين علي الإنسان بسبب ترك التقية وإفشاء الأسرار عندهم

32- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَمرَنَا مَستُورٌ مُقَنّعٌ بِالمِيثَاقِ فَمَن هَتَكَ عَلَينَا أَذَلّهُ اللّهُ

بيان المقنع اسم مفعول علي بناء التفعيل أي مستور وأصله من القناع بالميثاق أي بالعهد ألذي أخذ الله ورسوله والأئمة ع أن يكتموه عن غيرأهله و قوله أذله الله خبر ويحتمل الدعاء

33- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي جَمِيعاً عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدِ بنِ غَزوَانَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن عِيسَي بنِ أَبِي مَنصُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ نَفَسُ المَهمُومِ لَنَا المُغتَمّ لِظُلمِنَا تَسبِيحٌ وَ هَمّهُ لِأَمرِنَا عِبَادَةٌ وَ كِتمَانُهُ لِسِرّنَا جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ لِي مُحَمّدُ بنُ سَعِيدٍ اكتُب هَذَا بِالذّهَبِ فَمَا كَتَبتَ شَيئاً أَحسَنَ مِنهُ

بيان نفس المهموم لنا أي المتفكر في أمرنا الطالب لفرجنا أوالمغتم لعدم وصوله إلينا المغتم لظلمنا أي لمظلوميتنا تسبيح أي يكتب لكل نفس ثواب تسبيح وهمه لأمرنا أي اهتمامه بخروج قائمنا وسعيه في أسبابه ودعاؤه لذلك عبادة أي ثوابه ثواب المشتغل بالعبادة وكتمانه لسرنا جهاد لأنه لايحصل إلابمجاهدة النفس قال لي هوكلام محمد بن مسلم اكتب هذابالذهب


صفحه : 84

أي بمائه ولعله كناية عن شدة الاهتمام بحفظه والاعتناء به ونفاسته ويحتمل الحقيقة و لامنع منه إلا في القرآن كماسيأتي‌ في كتابه فما كتبت بالخطاب ويحتمل التكلم

34- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَجلَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَيّرَ أَقوَاماً بِالإِذَاعَةِ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعُوا بِهِفَإِيّاكُم وَ الإِذَاعَةَ

بيان يقال ذاع الخبر يذيع ذيعا أي انتشر وأذاعه غيره أي أفشاه وَ إِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ قال البيضاوي‌ أي مما يوجب الأمن أوالخوف أَذاعُوا أي أفشوه كان يفعله قوم من ضعفة المسلمين إذابلغهم خبر عن سرايا رسول الله أوأخبرهم الرسول بما أوحي‌ إليه من وعد بالظفر أوتخويف من الكفرة أذاعوا لعدم حزمهم وكانت إذاعتهم مفسدة والباء مزيدة أولتضمن الإذاعة معني التحدث وَ لَو رَدّوهُ أي ردوا ذلك الخبرإِلَي الرّسُولِ وَ إِلي أوُليِ‌ الأَمرِ مِنهُم أي إلي رأيه ورأي‌ كبار الصحابة البصراء بالأمور أوالأمراءلَعَلِمَهُ أي لعلمه علي أي وجه يذكرالّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ مِنهُم أي يستخرجون تدبيره بتجاربهم وأنظارهم وقيل كانوا يسمعون أراجيف المنافقين فيذيعونها فيعود وبالا علي المسلمين و لوردوه إلي الرسول و إلي أولي‌ الأمر منهم حتي سمعوه منهم ويعرفوا أنه هل يذاع لعلم ذلك من هؤلاء الذين يستنبطونه من الرسول وأولي‌ الأمر أي يستخرجون علمه من جهتهم انتهي . و في الأخبار أن أولي‌ الأمر الأئمة ع و علي أي حال تدل الآية علي ذم إذاعة ما في إفشائه مفسدة والغرض التحذير عن إفشاء أسرار الأئمة ع عندالمخالفين فيصير مفسدة وضررا علي الأئمة ع و علي المؤمنين ويمكن شموله لإفشاء بعض غوامض العلوم التي‌ لاتدركها عقول عامة الخلق


صفحه : 85

35- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن مُحَمّدٍ الخَزّازِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَذَاعَ عَلَينَا حَدِيثَنَا فَهُوَ بِمَنزِلَةِ مَن جَحَدَنَا حَقّنَا قَالَ وَ قَالَ لِلمُعَلّي بنِ خُنَيسٍ المُذِيعُ حَدِيثَنَا كَالجَاحِدِ لَهُ

بيان يدل علي أن المذيع والجاحد متشاركون في عدم الإيمان وبراءة الإمام منهم وفعل مايوجب لحوق الضرر بل ضرر الإذاعة أقوي لأن ضرر الجحد يعود إلي الجاحد وضرر الإذاعة يعود إلي المذيع و إلي المعصوم و إلي المؤمنين ولعل مخاطبة المعلي بذلك لأنه كان قليل التحمل لأسرارهم وصار ذلك سببا لقتله وَ رَوَي الكشَيّ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع يَومَ قُتِلَ فِيهِ المُعَلّي فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ لَا تَرَي إِلَي هَذَا الخَطبِ الجَلِيلِ ألّذِي نَزَلَ بِالشّيعَةِ فِي هَذَا اليَومِ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلتُ قَتلُ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ قَالَ رَحِمَ اللّهُ المُعَلّي قَد كُنتُ أَتَوَقّعُ ذَلِكَ إِنّهُ أَذَاعَ سِرّنَا وَ لَيسَ النّاصِبُ لَنَا حَرباً بِأَعظَمَ مَئُونَةً عَلَينَا مِنَ المُذِيعِ عَلَينَا سِرّنَا فَمَن أَذَاعَ سِرّنَا إِلَي غَيرِ أَهلِهِ لَم يُفَارِقِ الدّنيَا حَتّي يَعَضّهُ السّلَاحُ أَو يَمُوتَ بِحَبلٍ

36- كا،[الكافي‌] عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن أَذَاعَ عَلَينَا حَدِيثاً سَلَبَهُ اللّهُ الإِيمَانَ

بيان سلبه الله الإيمان أي يمنع منه لطفه فلايبقي علي الإيمان

37- كا،[الكافي‌] عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا قَتَلَنَا مَن أَذَاعَ حَدِيثَنَا قَتلَ خَطَإٍ وَ لَكِن قَتَلَنَا قَتلَ عَمدٍ

بيان كان المعني أنه مثل قتل العمد في الوزر كماسيأتي‌ في خبر آخر كمن قتلنا لا أن حكمه حكم العمد في القصاص وغيره

38-كا،[الكافي‌] عَن يُونُسَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُيُحشَرُ العَبدُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَا ندَيِ‌َ دَماً فَيُدفَعُ إِلَيهِ شِبهُ المِحجَمَةِ أَو فَوقَ ذَلِكَ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا سَهمُكَ مِن دَمِ فُلَانٍ فَيَقُولُ يَا رَبّ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّكَ قبَضَتنَيِ‌ وَ مَا


صفحه : 86

سَفَكتُ دَماً فَيَقُولُ بَلَي سَمِعتَ مِن فُلَانٍ رِوَايَةَ كَذَا وَ كَذَا فَرَوَيتَهَا عَلَيهِ فَنُقِلَت حَتّي صَارَت إِلَي فُلَانٍ الجَبّارِ فَقَتَلَهُ عَلَيهَا وَ هَذَا سَهمُكَ مِن دَمِهِ

بيان و ماندي‌ دما في بعض النسخ مكتوب بالياء و في بعضها بالألف وكأن الثاني‌ تصحيف ولعله ندي‌ بكسر الدال مخففا ودما إما تميز أومنصوب بنزع الخافض أي ماابتل بدم و هومجاز شائع بين العرب والعجم قال في النهاية فيه من لقي‌ الله و لم يتند من الدم الحرام بشي‌ء دخل الجنة أي لم يصب منه شيئا و لم ينله منه شيءكأنه نالته نداوة الدم وبلله يقال مانديني‌ من فلان شيءأكرهه و لانديت كفي‌ له بشي‌ء و قال الجوهري‌ المنديات المخزيات يقال مانديت بشي‌ء تكرهه و قال الراغب مانديت بشي‌ء من فلان أي مانلت منه ندي ومنديات الكلم المخزيات التي‌ تعرق وأقول يمكن أن يقرأ علي بناء التفعيل فيكون دما منصوبا بنزع الخافض أي مابل أحدا بدم أخرجه منه ويحتمل إسناد التندية إلي الدم علي المجاز و ماذكرنا أولا أظهر وقرأ بعض الفضلاء بدا بالباء الموحدة أي ماأظهر دما وأخرجه و هوتصحيف

39- كا،[الكافي‌] عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَذلِكَ بِأَنّهُم كانُوا يَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ يَقتُلُونَ النّبِيّينَ بِغَيرِ الحَقّ ذلِكَ بِما عَصَوا وَ كانُوا يَعتَدُونَ قَالَ وَ اللّهِ مَا قَتَلُوهُم بِأَيدِيهِم وَ لَا ضَرَبُوهُم بِأَسيَافِهِم وَ لَكِنّهُم سَمِعُوا أَحَادِيثَهُم فَأَذَاعُوهَا فَأُخِذُوا عَلَيهَا فَقُتِلُوا فَصَارَ قَتلًا وَ اعتِدَاءً وَ مَعصِيَةً

بيان قوله وتلا الواو للاستئناف أوحال عن فاعل قال المذكور بعدها أو عن فاعل روي المقدر أوللعطف علي جملة أخري تركها الراوي‌ذلِكَإشارة إلي ماسبق من ضرب الذلة والمسكنة والبوء بالغضب بِأَنّهُم كانُوا يَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ أي بالمعجزات أوبآيات الكتب المنزلةوَ يَقتُلُونَ النّبِيّينَكشعيا ويحيي


صفحه : 87

وزكريا وغيرهم ذلِكَ بِما عَصَواقيل أي جرهم العصيان والتمادي‌ والاعتداء فيه إلي الكفر بالآيات وقتل النبيين فإن صغار المعاصي‌ سبب يؤدي‌ إلي ارتكاب كبارها. قال و الله ماقتلوهم هذايحتمل وجوها الأول أن قتل الأنبياء لم يصدر من اليهود بل من غيرهم من الفراعنة ولكن اليهود لماتسببوا إلي ذلك بإفشاء أسرارهم نسب ذلك إليهم الثاني‌ أنه تعالي نسب إلي جميع اليهود أوآباء المخاطبين القتل و لم يصدر ذلك من جميعهم وإنما صدر من بعضهم وإنما نسب إلي الجميع لذلك فقوله ماقتلوهم أي جميعا الثالث أن يكون المراد في هذه الآية غيرالقاتلين و علي التقادير يمكن أن يكون المراد بغير الحق أي بسبب أمر غيرحق و هوذكرهم الأحاديث في غيرموضعها فالباء للآلة و قوله تعالي ذلِكَ بِما عَصَوايمكن أن يراد به أن ذلك القتل أونسبته إليهم بسبب أنهم عصوا واعتدوا في ترك التقية كما قال ع فصار أي الإذاعة قتلا واعتداء ومعصية و هذاالتفسير أشد انطباقا علي الآية من تفسير سائر المفسرين

40- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَقتُلُونَ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقّ فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ مَا قَتَلُوهُم بِأَسيَافِهِم وَ لَكِن أَذَاعُوا سِرّهُم وَ أَفشَوا عَلَيهِم فَقُتِلُوا

بيان مضمونة موافق للخبر السابق و هذه الآية في آل عمران والسابقة في البقرة

41- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَذَاعَ عَلَينَا شَيئاً مِن أَمرِنَا فَهُوَ كَمَن قَتَلَنَا عَمداً وَ لَم يَقتُلنَا خَطَأً


صفحه : 88

بيان قوله و لم يقتلنا خطأ إما تأكيد أولإخراج شبه العمد فإنه عمد من جهة وخطأ من أخري

42- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن نَصرِ بنِ صَاعِدٍ مَولَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مُذِيعُ السّرّ شَاكّ وَ قَائِلُهُ عِندَ غَيرِ أَهلِهِ كَافِرٌ وَ مَن تَمَسّكَ بِالعُروَةِ الوُثقَي فَهُوَ نَاجٍ قُلتُ مَا هُوَ قَالَ التّسلِيمُ

بيان مذيع السر شاك كأن المعني مذيع السر عند من لايعتمد عليه من الشيعة شاك أي غيرموقن فإن صاحب اليقين لايخالف الإمام في شيء ويحتاط في عدم إيصال الضرر إليه أو أنه إنما يذكره له غالبا لتزلزله فيه وعدم التسليم التام ويمكن حمله علي الأسرار التي‌ لاتقبلها عقول عامة الخلق و ماسيأتي‌ علي مايخالف أقوال المخالفين وقيل الأول مذيع السر عندمجهول الحال والثاني‌ عند من يعلم أنه مخالف قلت ما هو أي ماالمراد بالتمسك بالعروة الوثقي قال التسليم للإمام في كل مايصدر عنه مما تقبله ظواهر العقول أو لاتقبله ومما كان موافقا للعامة أومخالفا لهم وإطاعتهم في التقية وحفظ الأسرار وغيرهما

43- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَن رَجُلٍ مِنَ الكُوفِيّينَ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ الدّينَ دَولَتَينِ دَولَةَ آدَمَ وَ هيِ‌َ دَولَةُ اللّهِ وَ دَولَةَ إِبلِيسَ فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يُعبَدَ عَلَانِيَةً كَانَت دَولَةُ آدَمَ وَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يُعبَدَ فِي السّرّ كَانَت دَولَةُ إِبلِيسَ وَ المُذِيعُ لِمَا أَرَادَ اللّهُ سَترَهُ مَارِقٌ مِنَ الدّينِ

بيان جعل الدين دولتين قيل المراد بالدين العبادة ودولتين منصوب بنيابة ظرف الزمان والظرف مفعول ثان لجعل والدولة نوبة ظهور حكومة حاكم عادلا كان أوجائرا والمراد بدولة آدم دولة الحق الظاهر الغالب كما كان لآدم ع في زمانه فإنه غلب علي الشيطان وأظهر الحق علانية فكل


صفحه : 89

دولة حق غالب ظاهر فهو دولة آدم وهي‌ دولة الحكومة التي‌ رضي‌ الله لعباده وكانت في الموضعين تامة فإذاعلم الله صلاح العباد في أن يعبدوه ظاهرا سبب أسباب ظهور دولة الحق فكانت كدولة آدم و إذاعلم صلاحهم في أن يعبدوه سرا وتقية وكلهم إلي أنفسهم فاختاروا الدنيا وغلب الباطل علي الحق فمن أظهر الحق وترك التقية في دولة الباطل لم يرض بقضاء الله وخالف أمر الله وضيع مصلحة الله التي‌ اختارها لعباده فهو مارق أي خارج عن الدين غيرعامل بمقتضاه أوخارج عن العبادة غيرعامل بها قال في القاموس مرق السهم من الرمية مروقا خرج من الجانب الآخر والخوارج مارقة لخروجهم عن الدين

44- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ استَفتَحَ نَهَارَهُ بِإِذَاعَةِ سِرّنَا سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ حَرّ الحَدِيدِ وَ ضِيقَ المَحَابِسِ

بيان كأن استفتاح النهار علي المثال أولكونه أشد أوكناية عن كون هذا منه علي العمد والقصد لا علي الغفلة والسهو ويحتمل أن يكون الاستفتاح بمعني الاستنصار وطلب النصرة كما قال تعالي وَ كانُوا مِن قَبلُ يَستَفتِحُونَ عَلَي الّذِينَ كَفَرُوا و قال إِن تَستَفتِحُوا فَقَد جاءَكُمُ الفَتحُ أي يظهر الفتح ويهدد المخالفين بذكر الأسرار التي‌ ذكرها الأئمة ع تسلية للشيعة كانقراض دولة بني‌ أمية أوبني‌ العباس في وقت كذا فقوله نهاره أي في جميع نهاره لبيان المداومة عليه حر الحديد أي ألمه وشدته من سيف أوشبهه والعرب تعبر عن الراحة بالبرد و عن الشدة والألم بالحر قَالَ فِي النّهَايَةِ فِي حَدِيثِ عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ ع لَو أَتَيتِ النّبِيّص فَسَأَلتِهِ خَادِماً يَقِيكِ حَرّ مَا أَنتِ فِيهِ مِنَ العَمَلِ

و في رواية حار ما أنت فيه يعني‌ التعب والمشقة من خدمة البيت لأن الحرارة مقرونة بهما كما أن البرد مقرون بالراحة


صفحه : 90

والسكون والحار الشاق المتعب و منه حديث عيينة بن حصن حتي أذيق نساءه من الحر مثل ماأذاق نسائي‌ يريد حرقة القلب من الوجع والغيظ والمشقة وضيق المحابس أي السجون و في بعض النسخ المجالس والمعني واحد

باب 64-التحرز عن مواضع التهمة ومجالسة أهلها

1- ل ،[الخصال ]القَاسِمُ بنُ مُحَمّدٍ السّرّاجُ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الضبّيّ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ لِي أَبِي يَا بنُيَ‌ّ مَن يَصحَب صَاحِبَ السّوءِ لَا يَسلَم وَ مَن يَدخُل مَدَاخِلَ السّوءِ يُتّهَم وَ مَن لَا يَملِك لِسَانَهُ يَندَم

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عِندَ وَفَاتِهِ إِيّاكَ وَ مَوَاطِنَ التّهَمَةِ وَ المَجلِسَ المَظنُونَ بِهِ السّوءُ فَإِنّ قَرِينَ السّوءِ يَغُرّ جَلِيسَهُ

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص أَولَي النّاسِ بِالتّهَمَةِ مَن جَالَسَ أَهلَ التّهَمَةِ

لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]السناني‌ عن الأسدي‌ عن النخعي‌ عن النوفلي‌ عن محمد بن سنان عن المفضل عن ابن ظبيان عن الصادق ع مثله

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن وَقَفَ نَفسَهُ مَوقِفَ التّهَمَةِ فَلَا يَلُومَنّ مَن أَسَاءَ بِهِ الظّنّ


صفحه : 91

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن دَخَلَ مَوضِعاً مِن مَوَاضِعِ التّهَمَةِ فَاتّهِمَ فَلَا يَلُومَنّ إِلّا نَفسَهُ

6- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن عَرّضَ نَفسَهُ لِلتّهَمَةِ فَلَا يَلُومَنّ مَن أَسَاءَ الظّنّ بِهِ

7- سر،[السرائر] فِي جَوَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اتّقُوا مَوَاضِعَ الرّيبِ وَ لَا يَقِفَنّ أَحَدُكُم مَعَ أُمّهِ فِي الطّرِيقِ فَإِنّهُ لَيسَ كُلّ أَحَدٍ يَعرِفُهَا

8- نهج ،[نهج البلاغة] مَن وَضَعَ نَفسَهُ مَوَاضِعَ التّهَمَةِ فَلَا يَلُومَنّ مَن أَسَاءَ بِهِ الظّنّ

وَ قَالَ ع مَن دَخَلَ مَدَاخِلَ السّوءِ اتّهِمَ

باب 74-لزوم الوفاء بالوعد والعهد وذم خلفهما

الآيات البقرةأَ وَ كُلّما عاهَدُوا عَهداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنهُم بَل أَكثَرُهُم لا يُؤمِنُونَ و قال المُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذا عاهَدُواالإسراءوَ أَوفُوا بِالعَهدِ إِنّ العَهدَ كانَ مَسؤُلًامريم وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِالمؤمنون وَ الّذِينَ هُم لِأَماناتِهِم وَ عَهدِهِم راعُونَ


صفحه : 92

الصف يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفعَلُونَ كَبُرَ مَقتاً عِندَ اللّهِ أَن تَقُولُوا ما لا تَفعَلُونَالمعارج وَ الّذِينَ هُم لِأَماناتِهِم وَ عَهدِهِم راعُونَ

1- ل ،[الخصال ] جَعفَرُ بنُ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن سَعِيدِ بنِ شُرَحبِيلَ عَنِ ابنِ لَهِيعَةَ عَن أَبِي مَالِكٍ قَالَ قُلتُ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع أخَبرِنيِ‌ بِجَمِيعِ شَرَائِعِ الدّينِ قَالَ قَولُ الحَقّ وَ الحُكمُ بِالعَدلِ وَ الوَفَاءُ بِالعَهدِ

2- ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الكمَنَداَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُصعَبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ ثَلَاثَةٌ لَا عُذرَ لِأَحَدٍ فِيهَا أَدَاءُ الأَمَانَةِ إِلَي البَرّ وَ الفَاجِرِ وَ الوَفَاءُ بِالعَهدِ لِلبَرّ وَ الفَاجِرِ وَ بِرّ الوَالِدَينِ بَرّينِ كَانَا أَو فَاجِرَينِ

3- ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ عَطِيّةَ عَن عَنبَسَةَ بنِ مُصعَبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثٌ لَم يَجعَلِ اللّهُ لِأَحَدٍ مِنَ النّاسِ فِيهِنّ رُخصَةً بِرّ الوَالِدَينِ بَرّينِ كَانَا أَو فَاجِرَينِ وَ وَفَاءٌ بِالعَهدِ بِالبَرّ وَ الفَاجِرِ وَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ إِلَي البَرّ وَ الفَاجِرِ

4- ل ،[الخصال ] أَحمَدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ بَكرٍ عَن زَيدِ بنِ مُحَمّدٍ البغَداَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَامَلَ النّاسَ فَلَم يَظلِمهُم وَ حَدّثَهُم فَلَم يَكذِبهُم وَ وَعَدَهُم فَلَم يُخلِفهُم فَهُوَ مِمّن كَمَلَت مُرُوءَتُهُ وَ ظَهَرَت عَدَالَتُهُ وَ وَجَبَت أُخُوّتُهُ وَ حَرُمَت غِيبَتُهُ

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بالأسانيد الثلاثةمثله


صفحه : 93

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع

مثله

5- ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الكمَنَداَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ أَوجَبنَ لَهُ أَربَعاً عَلَي النّاسِ مَن إِذَا حَدّثَهُم لَم يَكذِبهُم وَ إِذَا خَالَطَهُم لَم يَظلِمهُم وَ إِذَا وَعَدَهُم لَم يُخلِفهُم وَجَبَ أَن تَظهَرَ فِي النّاسِ عَدَالَتُهُ وَ تَظهَرَ فِيهِم مُرُوءَتُهُ وَ أَن تَحرُمَ عَلَيهِم غِيبَتُهُ وَ أَن تُحِبّ عَلَيهِم أُخُوّتُهُ

6- ل ،[الخصال ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ كَمَلَ إِسلَامُهُ وَ مُحّصَت عَنهُ ذُنُوبُهُ وَ لقَيِ‌َ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ عَنهُ رَاضٍ مَن وَفَي لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ بِمَا يَجعَلُ عَلَي نَفسِهِ لِلنّاسِ وَ صَدَقَ لِسَانُهُ مَعَ النّاسِ وَ استَحيَا مِن كُلّ قَبِيحٍ عِندَ اللّهِ وَ عِندَ النّاسِ وَ حَسُنَ خُلُقُهُ مَعَ أَهلِهِ

سن ،[المحاسن ] أبي عن ابن محبوب مثله

7- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن سَعِيدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُصَينِ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَربَعَةٌ أَسرَعُ شَيءٍ عُقُوبَةً رَجُلٌ أَحسَنتَ إِلَيهِ وَ يُكَافِيكَ بِالإِحسَانِ إِلَيهِ إِسَاءَةً وَ رَجُلٌ لَا تبَغيِ‌ عَلَيهِ وَ هُوَ يبَغيِ‌ عَلَيكَ وَ رَجُلٌ عَاهَدتَهُ عَلَي أَمرٍ فَمِن أَمرِكَ الوَفَاءُ لَهُ وَ مِن أَمرِهِ الغَدرُ بِكَ وَ رَجُلٌ يَصِلُ قَرَابَتَهُ وَ يَقطَعُونَهُ

8- ل ،[الخصال ] فِي وَصِيّةِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ ثُمّ قَالَص يَا عَلِيّ مَنِ استَولَي عَلَيهِ الضّجَرُ رَحَلَت عَنهُ الرّاحَةُ


صفحه : 94

9- ل ،[الخصال ]العسَكرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ الوَلِيدِ عَن يَحيَي بنِ حَاتِمٍ عَن يَزِيدَ بنِ هَارُونَ عَن شُعبَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُرّةَ عَن مَسرُوقٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَ إِن كَانَت فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنهُنّ كَانَت فِيهِ خَصلَةٌ مِنَ النّفَاقِ حَتّي يَدَعَهَا مَن إِذَا حَدّثَ كَذَبَ وَ إِذَا وَعَدَ أَخلَفَ وَ إِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَ إِذَا خَاصَمَ فَجَرَ

أقول قدمضي بعض الأخبار في باب الوفاء وبعضها في باب جوامع المكارم وَ قَد مَضَي فِي بَابِ جَوَامِعِ المَكَارِمِ عَن أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ تَقبَلُوا لِي بِسِتّ أَتَقَبّلُ لَكُم بِالجَنّةِ إِذَا حَدّثتُم فَلَا تَكذِبُوا وَ إِذَا وَعَدتُم فَلَا تُخلِفُوا وَ إِذَا اؤتُمِنتُم فَلَا تَخُونُوا وَ غُضّوا أَبصَارَكُم وَ احفَظُوا فُرُوجَكُم وَ كُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَلسِنَتَكُم

وَ مَضَي فِيهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع الوَفَاءُ كَيلٌ

10- ع ،[علل الشرائع ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَشيَمَ عَنِ الجعَفرَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ تدَريِ‌ لِمَ سمُيّ‌َ إِسمَاعِيلُ صَادِقَ الوَعدِ قَالَ قُلتُ لَا أدَريِ‌ قَالَ وَعَدَ رَجُلًا فَجَلَسَ لَهُ حَولًا يَنتَظِرُهُ

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَمّ أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أَوفُوا بِعَهدِ مَن عَاهَدتُم الخَبَرَ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَقرَبُكُم غَداً منِيّ‌ فِي المَوقِفِ أَصدَقُكُم لِلحَدِيثِ وَ آدَاكُم لِلأَمَانَةِ وَ أَوفَاكُم بِالعَهدِ وَ أَحسَنُكُم خُلُقاً وَ أَقرَبُكُم مِنَ النّاسِ


صفحه : 95

13- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِ وَعَدَ رَجُلًا إِلَي صَخرَةٍ فَقَالَ أَنَا لَكَ هَاهُنَا حَتّي تأَتيِ‌َ قَالَ فَاشتَدّتِ الشّمسُ عَلَيهِ فَقَالَ أَصحَابُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَو أَنّكَ تَحَوّلتَ إِلَي الظّلّ قَالَ قَد وَعَدتُهُ إِلَي هَاهُنَا وَ إِن لَم يَجِئ كَانَ مِنهُ المَحشَرُ

مكا،[مكارم الأخلاق ] عن أبي عبد الله ع مثله بتغيير يسير في اللفظ

14- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ إِسمَاعِيلَ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَعَدَ رَجُلًا بِالصّفَاحِ فَمَكَثَ بِهِ سَنَةً مُقِيماً وَ أَهلُ مَكّةَ يَطلُبُونَهُ لَا يَدرُونَ أَينَ هُوَ حَتّي وَقَعَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ ضَعُفنَا بَعدَكَ وَ هَلَكنَا فَقَالَ إِنّ فُلَانَ الظّاهِرِ وعَدَنَيِ‌ أَن أكن [أَكُونَ]هَاهُنَا وَ لَم أَبرَح حَتّي يجَيِ‌ءَ فَقَالَ فَخَرَجُوا إِلَيهِ حَتّي قَالُوا لَهُ يَا عَدُوّ اللّهِ وَعَدتَ النّبِيّ فَأَخلَفتَهُ فَجَاءَ وَ هُوَ يَقُولُ لِإِسمَاعِيلَ ع يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ مَا ذَكَرتُ وَ لَقَد نَسِيتُ مِيعَادَكَ فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَو لَم تجَئِنيِ‌ لَكَانَ مِنهُ المَحشَرُ فَأَنزَلَ اللّهُوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ

أقول قدمضي بإسناد آخر في كتاب النبوة

15- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَن قَولِ اللّهِيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَوفُوا بِالعُقُودِ قَالَ العُهُودِ

16-جا،[المجالس للمفيد]بِالإِسنَادِ عَنِ الأصَمعَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ عُمَرَ قَالَسَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَمرِو بنِ العَلَاءِ حَاجَةً فَوَعَدَهُ ثُمّ إِنّ الحَاجَةَ تَعَذّرَت عَلَي أَبِي عَمرٍو فَلَقِيَهُ الرّجُلُ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ يَا بَا عَمرٍو وعَدَتنَيِ‌ وَعداً فَلَم تُنجِزهُ قَالَ أَبُو عَمرٍو فَمَن أَولَي بِالغَمّ أَنَا أَو أَنتَ فَقَالَ الرّجُلُ أَنَا فَقَالَ أَبُو عَمرٍو لَا وَ اللّهِ بَل أَنَا فَقَالَ لَهُ


صفحه : 96

الرّجُلُ وَ كَيفَ ذَاكَ فَقَالَ لأِنَنّيِ‌ وَعَدتُكَ وَعداً فَأُبتَ بِفَرَحِ الوَعدِ وَ أُبتُ بِهَمّ الإِنجَازِ وَ بِتّ فَرَحاً مَسرُوراً وَ بِتّ ليَلتَيِ‌ مُفَكّراً مَغمُوماً ثُمّ عَاقّ القَدَرُ عَن بُلُوغِ الإِرَادَةِ فلَقَيِتنَيِ‌ مُذِلّا وَ لَقِيتُكَ مُحتَشِماً

17- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ الحَافِظُ عَبدُ العَزِيزِ رَوَي دَاوُدُ بنُ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عِدَةُ المُؤمِنِ نَذرٌ لَا كَفّارَةَ لَهُ

18- مِن كِتَابِ قَضَاءِ الحُقُوقِ للِصوّريِ‌ّ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص عِدَةُ المُؤمِنِ أَخذٌ بِاليَدِ يَحُثّ عَلَي الوَفَاءِ بِالمَوَاعِيدِ وَ الصّدقِ فِيهَا يُرِيدُ أَنّ المُؤمِنَ إِذَا وَعَدَ كَانَ الثّقَةُ بِمَوعِدِهِ كَالثّقَةِ باِلشيّ‌ءِ إِذَا صَارَ بِاليَدِ وَ قَالَص المُؤمِنُونَ عِندَ شُرُوطِهِم

19- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَيفِ بنِ حَاتِمٍ عَن رَجُلٍ مِن وُلدِ عَمّارٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو لُؤلُؤَةَ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ عَمّارٌ كُنتُ أَرعَي غُنَيمَةَ أهَليِ‌ وَ كَانَ مُحَمّدٌص يَرعَي أَيضاً فَقُلتُ يَا مُحَمّدُ هَل لَكَ فِي فَجّ فإَنِيّ‌ تَرَكتُهَا رَوضَةَ بَرقٍ قَالَ نَعَم فَجِئتُهَا مِنَ الغَدِ وَ قَد سبَقَنَيِ‌ مُحَمّدٌص وَ هُوَ قَائِمٌ يَذُودُ غَنَمَهُ عَنِ الرّوضَةِ قَالَ إنِيّ‌ كُنتُ وَاعَدتُكَ فَكَرِهتُ أَن أَرعَي قَبلَكَ

20- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا دِينَ لِمَن لَا عَهدَ لَهُ

21- ف ،[تحف العقول ]نهج ،[نهج البلاغة] فِي وَصِيّتِهِ ع لِلأَشتَرِ وَ إِيّاكَ وَ المَنّ عَلَي رَعِيّتِكَ بِإِحسَانِكَ أَوِ التّزَيّدَ فِيمَا كَانَ مِن فِعلِكَ أَو أَن تَعِدَهُم فَتُتبِعَ مَوعِدَكَ بِخُلفِكَ فَإِنّ المَنّ يُبطِلُ الإِحسَانَ وَ التّزَيّدَ يَذهَبُ بِنُورِ الحَقّ وَ الخُلفَ يُوجِبُ المَقتَ عِندَ اللّهِ وَ عِندَ النّاسِ قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُكَبُرَ مَقتاً عِندَ اللّهِ أَن تَقُولُوا ما لا تَفعَلُونَ


صفحه : 97

وَ قَالَ ع الوَفَاءُ لِأَهلِ الغَدرِ غَدرٌ عِندَ اللّهِ وَ الغَدرُ بِأَهلِ الغَدرِ وَفَاءٌ عِندَ اللّهِ

وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع إِنّ الوَفَاءَ تَوأَمُ الصّدقِ وَ لَا أَعلَمُ جُنّةً أَوقَي مِنهُ وَ مَا يَغدِرُ مَن عَلِمَ كَيفَ المَرجِعُ وَ لَقَد أَصبَحنَا فِي زَمَانٍ قَدِ اتّخَذَ أَكثَرُ أَهلِهِ الغَدرَ كَيساً وَ نَسَبَهُم أَهلُ الجَهلِ فِيهِ إِلَي حُسنِ الحِيلَةِ مَا لَهُم قَاتَلَهُمُ اللّهُ قَد يَرَي الحُوّلُ القُلّبُ وَجهَ الحِيلَةِ وَ دُونَهُ مَانِعٌ مِن أَمرِ اللّهِ وَ نَهيِهِ فَيَدَعُهَا رأَي‌َ عَينٍ بَعدَ القُدرَةِ عَلَيهَا وَ يَنتَهِزُ فُرصَتَهَا مَن لَا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدّينِ

22- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ نَرَي مَا وَعَدنَا عَلَينَا دَيناً كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللّهِص

وَ قَالَ النّبِيّص تَقبَلُوا لِي سِتّ خِصَالٍ أَتَقَبّلُ لَكُمُ الجَنّةَ إِذَا حَدّثتُم فَلَا تَكذِبُوا وَ إِذَا وَعَدتُم فَلَا تُخلِفُوا وَ إِذَا اؤتُمِنتُم فَلَا تَخُونُوا وَ غُضّوا أَبصَارَكُم وَ احفَظُوا فُرُوجَكُم وَ كُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَلسِنَتَكُم

باب 84-المشورة وقبولها و من ينبغي‌ استشارته ونصح المستشير والنهي‌ عن الاستبداد بالرأي‌

الآيات آل عمران وَ شاوِرهُم فِي الأَمرِ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتَوَكّلِينَحمعسق وَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وَ أَبقي لِلّذِينَ آمَنُوا وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ إلي قوله وَ أَمرُهُم شُوري بَينَهُم


صفحه : 98

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الصوّفيِ‌ّ عَنِ الروّياَنيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع خَاطَرَ بِنَفسِهِ مَنِ استَغنَي بِرَأيِهِ

2- ل ،[الخصال ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَا يَطمَعَنّ القَلِيلُ التّجرِبَةِ المُعجَبُ بِرَأيِهِ فِي رِئَاسَةٍ

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَامِرِ بنِ رِيَاحٍ عَن عُمَرَ بنِ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ ثَلَاثٌ هُنّ قَاصِمَاتُ الظّهرِ رَجُلٌ استَكثَرَ عَمَلَهُ وَ نسَيِ‌َ ذُنُوبَهُ وَ أُعجِبَ بِرَأيِهِ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع شَاوِر فِي حَدِيثِكَ الّذِينَ يَخَافُونَ اللّهَ وَ أَحبِبِ الإِخوَانَ عَلَي قَدرِ التّقوَي وَ اتّقُوا شِرَارَ النّسَاءِ وَ كُونُوا مِن خِيَارِهِنّ عَلَي حَذَرٍ وَ إِن أَمَرنَكُم بِالمَعرُوفِ فَخَالِفُوهُنّ كَيلَا يَطمَعنَ مِنكُم فِي المُنكَرِ

5- ل ،[الخصال ]فِيمَا أَوصَي بِهِ الصّادِقُ ع سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ وَ شَاوِر فِي أَمرِكَ الّذِينَ يَخشَونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ

6- ل ،[الخصال ]فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع لَيسَ عَلَي النّسَاءِ جُمُعَةٌ وَ لَا جَمَاعَةٌ إِلَي قَولِهِ وَ لَا تُستَشَارُ وَ سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ خَوَاصّ النّسَاءِ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنِ البَاقِرِ ع

7-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن قَومٍ كَانَت لَهُم مَشُورَةٌ فَحَضَرَ مَعَهُم مَنِ اسمُهُ مُحَمّدٌ أَو حَامِدٌ أَو مَحمُودٌ أَو أَحمَدُ فَأَدخَلُوهُ


صفحه : 99

فِي مَشُورَتِهِم إِلّا خِيرَ لَهُم

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله

8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن غَشّ المُسلِمِينَ فِي مَشُورَةٍ فَقَد بَرِئتُ مِنهُ

9- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي، عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا عَمّارُ إِن كُنتَ تُحِبّ أَن تَستَتِبّ لَكَ النّعمَةُ وَ تَكمُلَ لَكَ المُرُوّةُ وَ تَصلُحَ لَكَ المَعِيشَةُ فَلَا تَستَشِرِ العَبدَ وَ السّفِلَةَ فِي أَمرِكَ فَإِنّكَ إِنِ ائتَمَنتَهُم خَانُوكَ وَ إِن حَدّثُوكَ كَذَبُوكَ وَ إِن نُكِبتَ خَذَلُوكَ وَ إِن وَعَدُوكَ مَوعِداً لَم يَصدُقُوكَ

10- ع ،[علل الشرائع ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قُم بِالحَقّ وَ لَا تَعَرّض لِمَا فَاتَكَ وَ اعتَزِل مَا لَا يَعنِيكَ وَ تَجَنّب عَدُوّكَ وَ احذَر صَدِيقَكَ مِنَ الأَقوَامِ إِلّا الأَمِينَ وَ الأَمِينُ مَن خشَيِ‌َ اللّهَ وَ لَا تَصحَبِ الفَاجِرَ وَ لَا تُطلِعهُ عَلَي سِرّكَ وَ لَا تَأمَنهُ عَلَي أَمَانَتِكَ وَ استَشِر فِي أُمُورِكَالّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم

11- ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ آدَمَ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ لَا تُشَاوِر جَبَاناً فَإِنّهُ يُضَيّقُ عَلَيكَ المَخرَجَ وَ لَا تُشَاوِرِ البَخِيلَ فَإِنّهُ يَقصُرُ بِكَ عَن غَايَتِكَ وَ لَا تُشَاوِر حَرِيصاً فَإِنّهُ يُزَيّنُ لَكَ شَرّهُمَا وَ اعلَم يَا عَلِيّ أَنّ الجُبنَ وَ البُخلَ وَ الحِرصَ غَرِيزَةٌ وَاحِدَةٌ يَجمَعُهَا سُوءُ الظّنّ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] فِيمَا كَتَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِمُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ وَ انصَحِ المَرءَ إِذَا استَشَارَكَ


صفحه : 100

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ المرَاَغيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَيضِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ بعَثَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص عَلَي اليَمَنِ فَقَالَ وَ هُوَ يوُصيِنيِ‌ يَا عَلِيّ مَا حَارَ مَنِ استَخَارَ وَ لَا نَدِمَ مَنِ استَشَارَ يَا عَلِيّ عَلَيكَ بِالدّلجَةِ فَإِنّ الأَرضَ تُطوَي بِاللّيلِ مَا لَا تُطوَي بِالنّهَارِ يَا عَلِيّ اغدُ عَلَي اسمِ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي بَارَكَ لأِمُتّيِ‌ فِي بُكُورِهَا

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ التّمّارِ عَن عَلِيّ بنِ مَاهَانَ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدِ بنِ دَاهِرٍ عَن دَاوُدَ بنِ المُخبِرِ عَن عَبّادِ بنِ كَثِيرٍ عَن سُهَيلِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص استَرشِدُوا العَاقِلَ وَ لَا تَعصُوهُ فَتَندَمُوا

15- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا عَطِبَ امرُؤٌ استَشَارَ

16- سن ،[المحاسن ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللّهِص مَا الحَزمُ قَالَ مُشَاوَرَةُ ذوَيِ‌ الرأّي‌ِ وَ اتّبَاعُهُم

17- سن ،[المحاسن ]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ سَلَمَةَ عَنِ السرّيِ‌ّ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِيمَا أَوصَي بِهِ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع أَن قَالَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوثَقُ مِنَ المُشَاوَرَةِ وَ لَا عَقلَ كَالتّدبِيرِ

18- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي التّورَاةِ أَربَعَةُ أَسطُرٍ مَن لَا يَستَشِيرُ يَندَمُ وَ الفَقرُ المَوتُ الأَكبَرُ وَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ وَ مَن مَلَكَ استَأثَرَ

19-سن ،[المحاسن ] مُوسَي بنُ القَاسِمِ عَن جَدّهِ مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع


صفحه : 101

قَالَ استَشِر فِي أَمرِكَالّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم

20- سن ،[المحاسن ]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لَن يَهلِكَ امرُؤٌ عَن مَشُورَةٍ

21- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع فِي كَلَامٍ لَهُ شَاوِر فِي حَدِيثِكَ الّذِينَ يَخَافُونَ اللّهَ

22- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ جِئتُكَ مُستَشِيراً إِنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ وَ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ خَطَبُوا إلِيَ‌ّ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المُستَشَارُ مُؤتَمَنٌ أَمّا الحَسَنُ فَإِنّهُ مِطلَاقٌ لِلنّسَاءِ وَ لَكِن زَوّجهَا الحُسَينَ فَإِنّهُ خَيرٌ لِابنَتِكَ

23- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ هَلَكَ مَولًي لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع يُقَالُ لَهُ سَعدٌ فَقَالَ أَشِر عَلَيّ بِرَجُلٍ لَهُ فَضلٌ وَ أَمَانَةٌ فَقُلتُ أَنَا أُشِيرُ عَلَيكَ فَقَالَ شِبهَ المُغضَبِ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَستَشِيرُ أَصحَابَهُ ثُمّ يَعزِمُ عَلَي مَا يُرِيدُ اللّهُ

24- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ استشَاَرنَيِ‌ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَرّةً فِي أَمرٍ فَقُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ مثِليِ‌ يُشِيرُ عَلَي مِثلِكَ قَالَ نَعَم إِذَا استُشِيرَ بِكَ

25- سن ،[المحاسن ]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَذَكَرنَا أَبَاهُ قَالَ كَانَ عَقلُهُ لَا يُوَازِنُ بِهِ العُقُولُ وَ رُبّمَا شَاوَرَ الأَسوَدَ مِن سُودَانِهِ فَقِيلَ لَهُ تُشَاوِرُ مِثلَ هَذَا فَقَالَ إِن شَاءَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رُبّمَا فَتَحَ عَلَي لِسَانِهِ قَالَ فَكَانُوا رُبّمَا أَشَارُوا عَلَيهِ باِلشيّ‌ءِ فَيَعمَلُ بِهِ مِنَ الضّيعَةِ وَ البُستَانِ

26-سن ،[المحاسن ]الجاَموُراَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن صَندَلٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُاستَشِرِ العَاقِلَ مِنَ الرّجَالِ الوَرِعَ فَإِنّهُ لَا يَأمُرُ إِلّا بِخَيرٍ وَ إِيّاكَ وَ الخِلَافَ فَإِنّ خِلَافَ الوَرِعِ


صفحه : 102

العَاقِلِ مَفسَدَةٌ فِي الدّينِ وَ الدّنيَا

27- سن ،[المحاسن ]الجاَموُراَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مُشَاوَرَةُ العَاقِلِ النّاصِحِ رُشدٌ وَ يُمنٌ وَ تَوفِيقٌ مِنَ اللّهِ فَإِذَا أَشَارَ عَلَيكَ النّاصِحُ العَاقِلُ فَإِيّاكَ وَ الخِلَافَ فَإِنّ فِي ذَلِكَ العَطَبَ

28- سن ،[المحاسن ]الجاَموُراَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن مُعَلّي بنِ خُنَيسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا يَمنَعُ أَحَدَكُم إِذَا وَرَدَ عَلَيهِ مَا لَا قِبَلَ لَهُ بِهِ أَن يَستَشِيرَ رَجُلًا عَاقِلًا لَهُ دِينٌ وَ وَرَعٌ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَمَا إِنّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ لَم يَخذُلهُ اللّهُ بَل يَرفَعُهُ اللّهُ وَ رَمَاهُ بِخَيرِ الأُمُورِ وَ أَقرَبِهَا إِلَي اللّهِ

29- سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن حُسَينِ بنِ حَازِمٍ عَن حُسَينِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ استَشَارَ أَخَاهُ فَلَم يَنصَحهُ مَحضَ الرأّي‌ِ سَلَبَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَأيَهُ

30- سن ،[المحاسن ] أَحمَدُ بنُ نُوحٍ عَن شُعَيبٍ النيّساَبوُريِ‌ّ عَنِ الدّهقَانِ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المَشُورَةَ لَا تَكُونُ إِلّا بِحُدُودِهَا فَمَن عَرَفَهَا بِحُدُودِهَا وَ إِلّا كَانَت مَضَرّتُهَا عَلَي المُستَشِيرِ أَكثَرَ مِن مَنفَعَتِهَا لَهُ فَأَوّلُهَا أَن يَكُونَ ألّذِي يُشَاوِرُهُ عَاقِلًا وَ الثّانِيَةُ أَن يَكُونَ حُرّاً مُتَدَيّناً وَ الثّالِثَةُ أَن يَكُونَ صَدِيقاً مُوَاخِياً وَ الرّابِعَةُ أَن تُطلِعَهُ عَلَي سِرّكَ فَيَكُونَ عِلمُهُ بِهِ كَعِلمِكَ بِنَفسِكَ ثُمّ يُسِرّ ذَلِكَ وَ يَكتُمَهُ فَإِنّهُ إِذَا كَانَ عَاقِلًا انتَفَعتَ بِمَشُورَتِهِ وَ إِذَا كَانَ حُرّاً مُتَدَيّناً جَهَدَ نَفسَهُ فِي النّصِيحَةِ لَكَ وَ إِذَا كَانَ صَدِيقاً مُوَاخِياً كَتَمَ سِرّكَ إِذَا أَطلَعتَهُ عَلَيهِ وَ إِذَا أَطلَعتَهُ عَلَي سِرّكَ فَكَانَ عِلمُهُ بِهِ كَعِلمِكَ تَمّتِ المَشُورَةُ وَ كَمَلَتِ النّصِيحَةُ

31-سن ،[المحاسن ] ابنُ أَبِي نَجرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّلتِ عَن أَبِي العُدَيسِ عَن صَالِحٍ


صفحه : 103

قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع اتّبِع مَن يُبكِيكَ وَ هُوَ لَكَ نَاصِحٌ وَ لَا تَتّبِع مَن يُضحِكُكَ وَ هُوَ لَكَ غَاشّ وَ سَتَرِدُونَ عَلَي اللّهِ جَمِيعاً فَتَعلَمُونَ

32- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا يسَتغَنيِ‌ المُؤمِنُ عَن خَصلَةٍ وَ بِهِ الحَاجَةُ إِلَي ثَلَاثِ خِصَالٍ تَوفِيقٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ وَاعِظٍ مِن نَفسِهِ وَ قَبُولٍ مِمّن يَنصَحُهُ

33- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع شَاوِر فِي أُمُورِكَ مِمّا يقَتضَيِ‌ الدّينُ مَن فِيهِ خَمسُ خِصَالٍ عَقلٌ وَ حِلمٌ وَ تَجرِبَةٌ وَ نُصحٌ وَ تَقوَي فَإِن لَم تَجِد فَاستَعمِلِ الخَمسَةَ وَ اعزِم وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ فَإِنّ ذَلِكَ يُؤَدّيكَ إِلَي الصّوَابِ وَ مَا كَانَ لَكَ مِن أُمُورِ الدّنيَا التّيِ‌ هيِ‌َ غَيرُ عَائِدَةٍ إِلَي الدّينِ فَاقضِهَا وَ لَا تَتَفَكّر فِيهَا فَإِنّكَ إِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ أَصَبتَ بَرَكَةَ العَيشِ وَ حَلَاوَةَ الطّاعَةِ وَ فِي المَشُورَةِ تَعَبّأَ اكتِسَابُ العِلمِ وَ العَاقِلُ مَن يَستَفِيدُ مِنهَا عِلماً جَدِيداً وَ يَستَدِلّ بِهِ عَلَي المَحصُولِ مِنَ المُرَادِ وَ مَثَلُ المَشُورَةِ مَعَ أَهلِهَا مَثَلُ التّفَكّرِ فِي خَلقِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ فَنَائِهِمَا وَ هُمَا غَيبَانِ عَنِ العَبدِ لِأَنّهُ كُلّمَا قوَيِ‌َ تَفَكّرُهُ فِيهِمَا غَاصَ فِي بَحرِ نُورِ المَعرِفَةِ وَ ازدَادَ بِهِمَا اعتِبَاراً وَ يَقِيناً وَ لَا تُشَاوِر مَن لَا يُصَدّقُهُ عَقلُكَ وَ إِن كَانَ مَشهُوراً بِالعَقلِ وَ الوَرَعِ وَ إِذَا شَاوَرتَ مَن يُصَدّقُهُ قَلبُكَ فَلَا تُخَالِفهُ فِيمَا يُشِيرُ بِهِ عَلَيكَ وَ إِن كَانَ بِخِلَافِ مُرَادِكَ فَإِنّ النّفسَ تَجمَحُ عَن قَبُولِ الحَقّ وَ خِلَافُهَا عِندَ الخَائِرِينَ[ وَ خِلَافُهَا عِندَ قَبُولِ الحَقَائِقِ أَبيَنُ]

34-شي‌،[تفسير العياشي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ قَالَكَتَبَ إلِيَ‌ّ أَبُو جَعفَرٍ ع أَن سَل فُلَاناً يُشِيرُ عَلَيّ وَ يَتَخَيّرُ لِنَفسِهِ فَهُوَ يَعلَمُ مَا يَجُوزُ فِي بَلَدِهِ وَ كَيفَ يُعَامِلُ السّلَاطِينَ فَإِنّ المَشُورَةَ مُبَارَكَةٌ قَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِفَاعفُ عَنهُم وَ استَغفِر لَهُم وَ شاوِرهُم فِي الأَمرِ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتَوَكّلِينَ فَإِن كَانَ مَا يَقُولُ مِمّا يَجُوزُ كُنتُ أُصَوّبُ رَأيَهُ وَ إِن كَانَ غَيرَ ذَلِكَ رَجَوتُ أَن أَضَعَهُ


صفحه : 104

عَلَي الطّرِيقِ الوَاضِحِ إِن شَاءَ اللّهُوَ شاوِرهُم فِي الأَمرِ قَالَ يعَنيِ‌ الِاستِخَارَةَ

35- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَن لَم يَستَشِر يَندَم

36- وَجَدتُ بِخَطّ الشّيخِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الجبُاَعيِ‌ّ ره قَالَ رَوَي المُفِيدُ فِي كِتَابِ الرّوضَةِ فِي حَدِيثِ عَبدِ اللّهِ بنِ النجّاَشيِ‌ّ أَنّ الصّادِقَ ع قَالَ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَنِ استَشَارَهُ أَخُوهُ المُؤمِنُ فَلَم يَمحَضهُ النّصِيحَةَ سَلَبَهُ اللّهُ لُبّهُ

37- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع لَا تَكُونَنّ أَوّلَ مُشِيرٍ وَ إِيّاكَ وَ الرأّي‌َ الفَطِيرَ وَ تَجَنّبِ ارتِجَالَ الكَلَامِ وَ لَا تُشِر عَلَي مُستَبِدّ بِرَأيِهِ وَ لَا عَلَي وَغدٍ وَ لَا عَلَي مُتَلَوّنٍ وَ لَا عَلَي لَجُوجٍ وَ خَفِ اللّهَ فِي مُوَافَقَةِ هَوَي المُستَشِيرِ فَإِنّ التِمَاسَ مُوَافَقَتِهِ لُؤمٌ وَ سُوءَ الِاستِمَاعِ مِنهُ خِيَانَةٌ

وَ قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع مَنِ استَشَارَ لَم يَعدَم عِندَ الصّوَابِ مَادِحاً وَ عِندَ الخَطَاءِ عَاذِراً

38- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا ظَهِيرَ كَالمُشَاوَرَةِ

وَ قَالَ ع لَا مُظَاهَرَةَ أَوثَقُ مِن مُشَاوَرَةٍ

وَ قَالَ ع مَنِ استَبَدّ بِرَأيِهِ هَلَكَ وَ مَن شَاوَرَ الرّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا

وَ قَالَ ع مَنِ استَقبَلَ وُجُوهَ الآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الخَطَاءِ

وَ قَالَ ع اللّجَاجَةُ تَسُلّ الرأّي‌َ

وَ قَالَ ع الِاستِشَارَةُ عَينُ الهِدَايَةِ


صفحه : 105

وَ قَد خَاطَرَ مَنِ استَغنَي بِرَأيِهِ

وَ قَالَ ع الخِلَافُ يَهدِمُ الرأّي‌َ

وَ قَالَ ع إِذَا ازدَحَمَ الجَوَابُ خفَيِ‌َ الصّوَابُ

وَ قَالَ ع مَن أَومَأَ إِلَي مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتهُ الحِيَلُ

39- كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا رأَي‌َ لِمَنِ انفَرَدَ بِرَأيِهِ

وَ قَالَ ع مَا عَطِبَ مَنِ استَشَارَ

وَ قَالَ ع مَن شَاوَرَ ذوَيِ‌ الأَلبَابِ دُلّ عَلَي الرّشَادِ وَ نَالَ النّصحَ مِمّن قَبِلَهُ

وَ قَالَ ع رأَي‌ُ الشّيخِ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن حِيلَةِ الشّبَابِ

وَ قَالَ ع رُبّ وَاثِقٍ خَجِلَ

وَ قَالَ ع اللّجَاجَةُ تَسلُبُ الرأّي‌َ

40- عُدّةُ الداّعيِ‌، عَنِ النّبِيّص قَالَ تَصَدّقُوا عَلَي أَخِيكُم بِعِلمٍ يُرشِدُهُ وَ رأَي‌ٍ يُسَدّدُهُ

41- أَعلَامُ الدّينِ، قَالَ النّبِيّص الحَزمُ أَن تَستَشِيرَ ذَا الرأّي‌ِ وَ تُطِيعَ أَمرَهُ

وَ قَالَص إِذَا أَشَارَ عَلَيكَ العَاقِلُ النّاصِحُ فَاقبَل وَ إِيّاكَ وَ الخِلَافَ عَلَيهِم فَإِنّ فِيهِ الهَلَاكَ

وَ قَالَ الصّادِقُ ع المُستَبِدّ بِرَأيِهِ مَوقُوفٌ عَلَي مَدَاحِضِ الزّلَلِ

وَ قَالَ ع لَا تُشِر عَلَي المُستَبِدّ بِرَأيِهِ

باب 94-غني النفس والاستغناء عن الناس واليأس عنهم

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]ل ،[الخصال ] مع ،[معاني‌ الأخبار] عَنِ الصّادِقِ ع نَاقِلًا عَن حَكِيمٍ غِنَي النّفسِ أَغنَي مِنَ البَحرِ

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مع ،[معاني‌ الأخبار]جَاءَ جَبرَئِيلُ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ عِش مَا شِئتَ


صفحه : 106

فَإِنّكَ مَيّتٌ وَ أَحبِب مَن شِئتَ فَإِنّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعمَل مَا شِئتَ فَإِنّكَ مجَزيِ‌ّ بِهِ وَ اعلَم أَنّ شَرَفَ الرّجُلِ قِيَامُهُ بِاللّيلِ وَ عِزّهُ استِغنَاؤُهُ عَنِ النّاسِ

أقول قدأثبتناه مسندا في أبواب المواعظ

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ لِيَجتَمِع فِي قَلبِكَ الِافتِقَارُ إِلَي النّاسِ وَ الِاستِغنَاءُ عَنهُم يَكُونُ افتِقَارُكَ إِلَيهِم فِي لِينِ كَلَامِكَ وَ حُسنِ بِشرِكَ وَ يَكُونُ استِغنَاؤُكَ عَنهُم فِي نَزَاهَةِ عِرضِكَ وَ بَقَاءِ عِزّكَ

4- فس ،[تفسير القمي‌] مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَيّارٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُلا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ اخفِض جَناحَكَ لِلمُؤمِنِينَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لَم يَتَعَزّ بِعَزَاءِ اللّهِ تَقَطّعَت نَفسُهُ عَلَي الدّنيَا حَسَرَاتٍ وَ مَن رَمَي بِبَصَرِهِ إِلَي مَا فِي يدَيَ‌ غَيرِهِ كَثُرَ هَمّهُ وَ لَم يَشفِ غَيظَهُ وَ مَن لَم يَعلَم أَنّ لِلّهِ عَلَيهِ نِعمَةً إِلّا فِي مَطعَمٍ أَو مَلبَسٍ فَقَد قَصَرَ عَمَلُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ وَ مَن أَصبَحَ عَلَي الدّنيَا حَزِيناً أَصبَحَ عَلَي اللّهِ سَاخِطاً وَ مَن شَكَا مُصِيبَةً نَزَلَت بِهِ فَإِنّمَا يَشكُو رَبّهُ وَ مَن دَخَلَ النّارَ مِن هَذِهِ الأُمّةِ مِمّن قَرَأَ القُرآنَ فَهُوَ مِمّن يَتّخِذُآياتِ اللّهِ هُزُواً وَ مَن أَتَي ذَا مَيسَرَةٍ فَتَخشَعُ لَهُ طَلَبَ مَا فِي يَدَيهِ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ ثُمّ قَالَ وَ لَا تَعجَل وَ لَيسَ يَكُونُ الرّجُلُ يَنَالُ مِنَ الرّجُلِ الرّفقَ فَيُجِلّهُ وَ يُوَقّرَهُ فَقَد يَجِبُ ذَلِكَ لَهُ عَلَيهِ وَ لَكِن تَرَاهُ أَنّهُ يُرِيدُ بِتَخَشّعِهِ مَا عِندَ اللّهِ أَو يُرِيدُ أَن يَختِلَهُ عَمّا فِي يَدَيهِ

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ الكنِاَنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص خَيرُ الغِنَي غِنَي النّفسِ الخَبَرَ


صفحه : 107

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ ع يَقُولُ ثَلَاثَةٌ هُنّ فَخرُ المُؤمِنِ وَ زَينُهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ الصّلَاةُ فِي آخِرِ اللّيلِ وَ يَأسُهُ مِمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ وَ وَلَايَةُ الإِمَامِ مِن آلِ مُحَمّدٍص

أقول قدمضي بعض الأخبار في باب جوامع المكارم

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ القاَشاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم أَن لَا يَسأَلَ اللّهَ شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ فَليَيأَس مِنَ النّاسِ كُلّهِم وَ لَا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلّا مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِذَا عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ مِن قَلبِهِ لَم يَسأَلِ اللّهَ شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ أَلَا فَحَاسِبُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُحَاسَبُوا فَإِنّ فِي القِيَامَةِ خَمسِينَ مَوقِفاً كُلّ مَوقِفٍ مِثلُ أَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَفِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ سَهلٍ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ جَاءَ أَبُو أَيّوبَ خَالِدُ بنُ زَيدٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أوَصنِيِ‌ وَ أَقلِل لعَلَيّ‌ أَن أَحفَظَ قَالَ أُوصِيكَ بِخَمسٍ بِاليَأسِ عَمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ فَإِنّهُ الغِنَي وَ إِيّاكَ وَ الطّمَعَ فَإِنّهُ الفَقرُ الحَاضِرُ وَ صَلّ صَلَاةَ مُوَدّعٍ وَ إِيّاكَ وَ مَا تَعتَذِرُ مِنهُ وَ أَحِبّ لِأَخِيكَ مَا تُحِبّ لِنَفسِكَ

9- ل ،[الخصال ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع امنُن عَلَي مَن شِئتَ تَكُن أَمِيرَهُ وَ احتَج إِلَي مَن شِئتَ تَكُن أَسِيرَهُ وَ استَغنِ عَمّن شِئتَ تَكُن نَظِيرَهُ

10-ل ،[الخصال ]ثو،[ثواب الأعمال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ دَاوُدَ اليعَقوُبيِ‌ّ عَن أَخِيهِ سُلَيمَانَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَجُلٌ للِنبّيِ‌ّص


صفحه : 108

علَمّنيِ‌ شَيئاً إِذَا أَنَا فَعَلتُهُ أحَبَنّيِ‌َ اللّهُ مِنَ السّمَاءِ وَ أحَبَنّيِ‌َ النّاسُ مِنَ الأَرضِ قَالَ فَقَالَ ارغَب فِيمَا عِندَ اللّهِ يُحِبّكَ اللّهُ وَ ازهَد فِيمَا عِندَ النّاسِ يُحِبّكَ النّاسُ

11- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]نرَويِ‌ أَنّ رَجُلًا أَتَي النّبِيّص لِيَسأَلَهُ فَسَمِعَهُ وَ هُوَ يَقُولُ مَن سَأَلَنَا أَعطَينَاهُ وَ مَنِ استَغنَي أَغنَاهُ اللّهُ فَانصَرَفَ وَ لَم يَسأَلهُ ثُمّ عَادَ إِلَيهِ فَسَمِعَ مِثلَ مَقَالَتِهِ فَلَم يَسأَلهُ حَتّي فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَلَمّا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ مَضَي وَ استَعَارَ فَأساً وَ صَعِدَ الجَبَلَ فَاحتَطَبَ وَ حَمَلَهُ إِلَي السّوقِ فَبَاعَهُ بِنِصفِ صَاعٍ مِن شَعِيرٍ فَأَكَلَهُ هُوَ وَ عِيَالُهُ ثُمّ أَدَامَ عَلَي ذَلِكَ حَتّي جَمَعَ مَا اشتَرَي بِهِ فَأساً ثُمّ اشتَرَي بِكرَينِ وَ غُلَاماً وَ أَيسَرَ فَصَارَ إِلَي النّبِيّص فَأَخبَرَهُ فَقَالَ أَ لَيسَ قَد قُلنَا مَن سَأَلَ أَعطَينَاهُ وَ مَنِ استَغنَي أَغنَاهُ اللّهُ

وَ أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ اليَأسُ مِمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ عِزّ المُؤمِنِ فِي دِينِهِ وَ مُرُوّتُهُ فِي نَفسِهِ وَ شَرَفُهُ فِي دُنيَاهُ وَ عَظَمَتُهُ فِي أَعيُنِ النّاسِ وَ جَلَالَتُهُ فِي عَشِيرَتِهِ وَ مَهَابَتُهُ عِندَ عِيَالِهِ وَ هُوَ أَغنَي النّاسِ عِندَ نَفسِهِ وَ عِندَ جَمِيعِ النّاسِ

وَ أرَويِ‌ شَرَفُ المُؤمِنِ قِيَامُ اللّيلِ وَ عِزّهُ استَغنَاهُ عَنِ النّاسِ[استِغنَاؤُهُ عَنِ النّاسِ]

وَ أرَويِ‌ أَنّ أَصلَ الإِنسَانِ لُبّهُ وَ عِزّهُ دِينُهُ وَ مُرُوّتَهُ حَيثُ يَجعَلُ وَ النّاسُ إِلَي آدَمَ شرعا[شَرَعٌ]سَوَاءٌ وَ آدَمُ مِن تُرَابٍ

وَ أرَويِ‌ اليَأسُ غِنًي وَ الطّمَعُ فَقرٌ حَاضِرٌ

وَ روُيِ‌َ مَن أَبدَي ضَرّهُ إِلَي النّاسِ فَضَحَ نَفسَهُ عِندَهُم

وَ أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ قَوّوا دِينَكُم بِالِاستِغنَاءِ بِاللّهِ عَن طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ اعلَمُوا أَنّهُ مَن خَضَعَ لِصَاحِبِ سُلطَانٍ جَائِرٍ أَو لِمُخَالِفٍ طَلَباً لِمَا فِي يَدَيهِ مِن دُنيَاهُ أَخمَلَهُ اللّهُ وَ مَقّتَهُ عَلَيهِ وَ وَكَلَهُ إِلَيهِ فَإِن هُوَ غَلَبَ عَلَي شَيءٍ مِن دُنيَاهُ نَزَعَ اللّهُ مِنهُ البَرَكَةَ وَ لَم يَنفَعهُ بشِيَ‌ءٍ فِي حَجّةٍ وَ لَا عُمرَةٍ مِن أَفعَالِ البِرّ

وَ أرَويِ‌ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم أَن لَا يَسأَلَ رَبّهُ شَيئاً إِلّا وَ أَعطَاهُ فَليَيأَس مِنَ النّاسِ كُلّهِم فَلَا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلّا عِندَ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ

وَ روُيِ‌َسَخَاءُ النّفسِ عَمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ أَكثَرُ مِن سَخَاءِ البَذلِ


صفحه : 109

وَ اعلَم أَنّ بَعضَ العُلَمَاءِ سَمِعَ رَجُلًا يَدعُو اللّهَ أَن يُغنِيَهُ عَنِ النّاسِ فَقَالَ إِنّ النّاسَ لَا يَستَغنُونَ عَنِ النّاسِ وَ لَكِن أَغنَاكَ اللّهُ عَن دُنَآءِ النّاسِ

12- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الجَوَادُ ع عِزّ المُؤمِنِ غِنَاهُ عَنِ النّاسِ

وَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الثّالِثِ ع الغِنَاءُ قِلّةُ تَمَنّيكَ وَ الرّضَا بِمَا يَكفِيكَ وَ الفَقرُ شَرَهُ النّفسِ وَ شِدّةُ القُنُوطِ

13- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع عِظَمُ الخَالِقِ عِندَكَ يُصَغّرُ المَخلُوقَ فِي عَينَيكَ

14- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ شَرَفُ المُؤمِنِ قِيَامُ اللّيلِ وَ عِزّهُ استِغنَاؤُهُ عَنِ النّاسِ

بيان الشرف علو القدر والمنزلة والعزة الغلبة ورفع المذلة والحمل فيهما علي المبالغة والمجاز والمراد بالاستغناء قطع الطمع عنهم والقناعة بالكفاف والتوكل علي الله وعدم التوسل بهم والسؤال عنهم من غيرضرورة و إلافالدنيا دار الحاجة والإنسان مدني‌ بالطبع وبعضهم محتاجون في تعيشهم إلي بعض لكن كلما سعي في قلة الاحتياج والسؤال يكون أعز عند الناس وكلما خلا قلبه عن الطمع من الناس كان عون الله له في تيسر حوائجه أكثر

15- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القاَساَنيِ‌ّ جَمِيعاً عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم أَن لَا يَسأَلَ رَبّهُ شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ فَليَيأَس مِنَ النّاسِ كُلّهِم وَ لَا يَكُونُ لَهُ رَجَاءٌ إِلّا عِندَ اللّهِ فَإِذَا عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ مِن قَلبِهِ لَم يَسأَلِ اللّهَ شَيئاً إِلّا أَعطَاهُ

إيضاح قوله فلييأس و في بعض النسخ فليأيس بتوسط الهمزة بين الياءين وكلاهما جائز و هو من المقلوب قال الجوهري‌ نقلا عن ابن السكيت أيست منه آيس


صفحه : 110

يأسا لغة في يئست منه أيأس يأسا ومصدرهما واحد وآيسني‌ منه فلان مثل أيئسني‌ وكذلك التأييس و قال اليأس القنوط و قديئس من الشي‌ء ييأس و فيه لغة أخري يئس ييأس بالكسر فيهما و هوشاذ انتهي . و قوله و لا يكون جملة حالية أو هو من عطف الخبر علي الإنشاء ويدل علي أن اليأس من الخلق وترك الرجاء منهم يوجب إجابة الدعاء لأن الانقطاع عن الخلق كلما ازداد زاد القرب منه تعالي بل عمدة الفائدة في الدعاء ذلك كماسيأتي‌ تحقيقه إن شاء الله تعالي في كتاب الدعاء

16- كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مَعمَرٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ رَأَيتُ الخَيرَ كُلّهُ قَدِ اجتَمَعَ فِي قَطعِ الطّمَعِ عَمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ وَ مَن لَم يَرجُ النّاسَ فِي شَيءٍ وَ رَدّ أَمرَهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ استَجَابَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ فِي كُلّ شَيءٍ

توضيح اجتماع الخيرات في قطع الطمع ظاهر إذ كل خير غيره إما موقوف عليه أوشرط له أولازم له لأنه لايحصل ذلك إلابمعرفة كاملة لجناب الحق تعالي واليقين بأنه الضار النافع وبقضائه وقدره و أن أسباب الأمور بيد الله وبلطفه ورحمته وفناء الدنيا وعجز أهلها واليقين بالآخرة ومثوباتها وعقوباتها و ما من خير إلا و هوداخل في تلك الأمور

17- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العلَيِ‌ّ عَن عَبدِ الأَعلَي بنِ أَعيَنَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ طَلَبُ الحَوَائِجِ إِلَي النّاسِ استِلَابٌ لِلعِزّ وَ مَذهَبَةٌ لِلحَيَاءِ وَ اليَأسُ مِمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ عِزّ لِلمُؤمِنِ فِي دِينِهِ وَ الطّمَعُ هُوَ الفَقرُ الحَاضِرُ

بيان الاستلاب الاختلاس أي يصير سببا لسلب العز سريعا مذهبة للحياء المذهبة إما بالفتح مصدرا ميميا والحمل علي المبالغة أو هوبمعني اسم الفاعل أواسم


صفحه : 111

مكان أي مظنة لذهاب الحياء أوبالكسر أي آلة لذهابه عزللمؤمن في دينه لأنه مع اليأس عن الناس لايترك حقا و لاعبادة و لاأمرا بمعروف و لانهيا عن منكر خوفا من عدم وصول منفعة منهم إليه فهو عزيز غالب في دينه أويكمل دينه بذلك لأنه من أعظم مكملات الإيمان والطمع هوالفقر الحاضر لأنه يطمع لئلا يصير فقيرا ومفسدة الفقر الحاجة إلي الناس فهو يتعجل مفسدة الفقر لئلا يصير فقيرا فيترتب عليه مفسدته وقيل يصير سببا لفقر معجل حاضر والأول أظهر

18- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع جُعِلتُ فِدَاكَ اكتُب لِي إِلَي إِسمَاعِيلَ بنِ دَاوُدَ الكَاتِبِ لعَلَيّ‌ أُصِيبُ مِنهُ قَالَ أَنَا أَضَنّ بِكَ أَن تَطلُبَ مِثلَ هَذَا وَ شِبهِهِ وَ لَكِن عَوّل عَلَي ماَليِ‌

بيان لعلي‌ أصيب منه أي نفعا وخيرا أناأضن بك في المصباح ضن بالشي‌ء يضن من باب تعب ضنا وضنة بالكسر بخل فهو ضنين و من باب ضرب لغة انتهي أي أناأبخل بك أن تضيع وتطلب هذه المطالب الخسيسة وأشباهها من الأمور الدنيوية بل أريد أن تكون همتك أرفع من ذلك وتطلب مني‌ المطالب العظيمة الأخروية أو أن تطلب حاجة من مثل هذاالمخالف الموافق له في جميع الصفات أوأكثرها وشبهه الموافق له في كونه مخالفا فإن التذلل عندالمخالفين موجب لضياع الدين و أنت عزيز علي لاأرضي بهلاكك وأضن بك ولكن إذاكانت لك حاجة عول واعتمد علي مالي‌ وخذ منه ماشئت . ويدل علي رفعة شأن البزنطي‌ وكونه من خواصه ع كمايظهر من سائر الأخبارمِثلُ مَا رَوَاهُ الكشَيّ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَكُنتُ عِندَ الرّضَا ع فَأَمسَيتُ عِندَهُ قَالَ فَقُلتُ أَنصَرِفُ قَالَ لَا تَنصَرِف فَقَد أَمسَيتَ قَالَ فَأَقَمتُ عِندَهُ فَقَالَ لِجَارِيَتِهِ هاَتيِ‌ مضُرَبّتَيِ‌ وَ وسِاَدتَيِ‌ فاَفرشُيِ‌ لِأَحمَدَ فِي ذَلِكَ البَيتِ قَالَ فَلَمّا صِرتُ فِي البَيتِ دخَلَنَيِ‌ شَيءٌ فَجَعَلَ يَخطُرُ ببِاَليِ‌ مَن مثِليِ‌ فِي


صفحه : 112

بَيتِ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ عَلَي مِهَادِهِ فنَاَداَنيِ‌ يَا أَحمَدُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَادَ صَعصَعَةَ بنَ صُوحَانَ فَقَالَ يَا صَعصَعَةُ لَا تَجعَل عيِاَدتَيِ‌ إِيّاكَ فَخراً عَلَي قَومِكَ وَ تَوَاضَع لِلّهِ يَرفَعكَ

19- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن نَجمِ بنِ حَطِيمٍ الغنَوَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ اليَأسُ مِمّا فِي أيَديِ‌ النّاسِ عِزّ المُؤمِنِ فِي دِينِهِ أَ وَ مَا سَمِعتَ قَولَ حَاتِمٍ


إِذَا مَا عَزَمتُ اليَأسَ أَلفَيتُهُ الغِنَي   إِذَا عَرَفَتهُ النّفسُ وَ الطّمَعُ الفَقرُ

إيضاح ذكر شعر حاتم ليس للاستشهاد بل للشهرة والدلالة علي أن هذامما يحكم به عقل جميع الناس حتي الكفار إذا ماعزمت اليأس كلمة مازائدة أي إذاعزمت علي اليأس عن الناس ألفيته أي وجدته الغني إذاعرفته بصيغة الخطاب من باب التفعيل ونصب النفس أوبصيغة الغيبة ورفع النفس والطمع مرفوع بالابتدائية والفقر بالخبرية

20- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ لِيَجتَمِع فِي قَلبِكَ الِافتِقَارُ إِلَي النّاسِ وَ الِاستِغنَاءُ عَنهُم فَيَكُونَ افتِقَارُكَ إِلَيهِم فِي لِينِ كَلَامِكَ وَ حُسنِ بِشرِكَ وَ يَكُونَ استِغنَاؤُكَ عَنهُم فِي نَزَاهَةِ عِرضِكَ وَ بَقَاءِ عِزّكَ

بيان ليجتمع في قلبك الافتقار إلي الناس والاستغناء عنهم أي العزم عليهما بأن تعاملهم ظاهرا معاملة من يفتقر إليهم في لين الكلام وحسن البشر و أن تعاملهم من جهة أخري معاملة من يستغني‌ عنهم بأن تنزه عرضك من التدنس بالسؤال عنهم وتبقي‌ عزك بعدم التذلل عندهم للأطماع الباطلة أويجتمع في قلبك اعتقادان اعتقادك بأنك مفتقر إليهم للمعاشرة لأن الإنسان مدني‌ بالطبع يحتاج بعضهم إلي بعض في التعيش والبقاء واعتقادك بأنك مستغن عنهم غيرمحتاج إلي سؤالهم


صفحه : 113

لأن الله تعالي ضمن أرزاق العباد و هومسبب الأسباب وفائدة الأول حسن المعاشرة والمخالطة معهم بلين الكلام وحسن الوجه والبشاشة وفائدة الثاني‌ حفظ العرض وصونه عن النقص وحفظ العز بترك السؤال والطمع . والحاصل أن ترك المعاشرة والمعاملة بالكلية مذموم والاعتماد عليهم والسؤال منهم والتذلل عندهم أيضا مذموم والممدوح من ذلك التوسط بين الإفراط والتفريط كماعرفت مرارا و في القاموس التنزه التباعد والاسم النزهة بالضم ونزه الرجل تباعد عن كل مكروه فهو نزيه ونزه نفسه عن القبيح تنزيها نحاها و قال العرض بالكسر النفس وجانب الرجل ألذي يصونه من نفسه وحسبه أن يتنقص ويثلب أوسواء كان في نفسه أوسلفه أو من يلزمه أمره أوموضع المدح والذم منه أو مايفتخر به من حسب وشرف و قديراد به الآباء والأجداد والخليقة المحمودة كا،[الكافي‌] عن علي عن أبيه عن علي بن معبد عن علي بن عمر عن يحيي بن عمران عن أبي عبد الله ع مثله

باب 05-أداء الأمانة

الآيات المؤمنون وَ الّذِينَ هُم لِأَماناتِهِم وَ عَهدِهِم راعُونَالأحزاب إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ الجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَ أَشفَقنَ مِنها وَ حَمَلَهَا الإِنسانُ إِنّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الكمُنَداَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُصعَبٍ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ ع يَقُولُ أَدّ الأَمَانَةَ وَ لَو إِلَي قَاتِلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع


صفحه : 114

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ ع يَقُولُ اتّقُوا اللّهَ وَ عَلَيكُم بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ إِلَي مَنِ ائتَمَنَكُم فَلَو أَنّ قَاتِلَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ائتمَنَنَيِ‌ عَلَي أَمَانَةٍ لَأَدّيتُهَا إِلَيهِ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن حُمرَانَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لِشِيعَتِهِ عَلَيكُم بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ فَوَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً لَو أَنّ قَاتِلَ أَبِيَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع ائتمَنَنَيِ‌ عَلَي السّيفِ ألّذِي قَتَلَهُ بِهِ لَأَدّيتُهُ إِلَيهِ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ آدَمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَزّارِ[الخَزّازِ] عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أَحَبّ العِبَادِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ رَجُلٌ صَدُوقٌ فِي حَدِيثِهِ مُحَافِظٌ عَلَي صَلَوَاتِهِ وَ مَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ مَعَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ ثُمّ قَالَ ع مَنِ اؤتُمِنَ عَلَي أَمَانَةٍ فَأَدّاهَا فَقَد حَلّ أَلفَ عُقدَةٍ مِن عُنُقِهِ مِن عُقَدِ النّارِ فَبَادِرُوا بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ فَإِنّ مَنِ اؤتُمِنَ عَلَي أَمَانَةٍ وَكّلَ بِهِ إِبلِيسُ مِائَةَ شَيطَانٍ مِن مَرَدَةِ أَعوَانِهِ لِيُضِلّوهُ وَ يُوَسوِسُوا إِلَيهِ حَتّي يُهلِكُوهُ إِلّا مَن عَصَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ التفّليِسيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الهمَداَنيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا تَنظُرُوا إِلَي كَثرَةِ صَلَاتِهِم وَ صَومِهِم وَ كَثرَةِ الحَجّ وَ المَعرُوفِ وَ طَنطَنَتِهِم بِاللّيلِ وَ لَكِنِ انظُرُوا إِلَي صِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ

6- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الأَمَانَةُ تَجلِبُ الغِنَاءَ وَ الخِيَانَةُ تَجلِبُ الفَقرَ

أقول قدمضي كثير من الأخبار في باب جوامع المكارم


صفحه : 115

7- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزَالُ أمُتّيِ‌ بِخَيرٍ مَا تَحَابّوا وَ تَهَادَوا وَ أَدّوُا الأَمَانَةَ وَ اجتَنَبُوا الحَرَامَ وَ قَرَوُا الضّيفَ وَ أَقَامُوا الصّلَاةَ وَ آتَوُا الزّكَاةَ فَإِذَا لَم يَفعَلُوا ذَلِكَ ابتُلُوا بِالقَحطِ وَ السّنِينَ

8- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَدّوا الأَمَانَةَ وَ لَو إِلَي قَتَلَةِ أَولَادِ الأَنبِيَاءِ ع

9- سن ،[المحاسن ] أَبِي رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ زَوّجَهُ اللّهُ مِنَ الحُورِ العِينِ كَيفَ شَاءَ كَظمُ الغَيظِ وَ الصّبرُ عَلَي السّيُوفِ لِلّهِ وَ رَجُلٌ أَشرَفَ عَلَي مَالٍ حَرَامٍ فَتَرَكَهُ لِلّهِ

10- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَنظُرُوا إِلَي كَثرَةِ صَلَاتِهِم وَ صِيَامِهِم وَ كَثرَةِ الحَجّ وَ الزّكَاةِ وَ كَثرَةِ المَعرُوفِ وَ طَنطَنَتِهِم بِاللّيلِ انظُرُوا إِلَي صِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ

11- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع أَدّوا الأَمَانَةَ إِلَي البَرّ وَ الفَاجِرِ فَلَو أَنّ قَاتِلَ عَلِيّ ع ائتمَنَنَيِ‌ عَلَي أَمَانَةٍ لَأَدّيتُهَا إِلَيهِ

وَ قَالَ ع أَدّوا الأَمَانَةَ وَ لَو إِلَي قَاتِلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع

12- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوجَبَ عَلَيكُم حُبّنَا وَ مُوَالَاتَنَا وَ فَرَضَ عَلَيكُم طَاعَتَنَا أَلَا فَمَن كَانَ مِنّا فَليَقتَدِ بِنَا فَإِنّ مِن شَأنِنَا الوَرَعَ وَ الِاجتِهَادَ وَ أَدَاءَ الأَمَانَةِ إِلَي البَرّ وَ الفَاجِرِ وَ صِلَةَ الرّحِمِ وَ إِقرَاءَ الضّيفِ وَ العَفوَ عَنِ المسُيِ‌ءِ وَ مَن لَم يَقتَدِ بِنَا فَلَيسَ مِنّا

وَ قَالَ ع لَا تَسفَهُوا فَإِنّ أَئِمّتَكُم لَيسُوا بِسُفَهَاءَ


صفحه : 116

13- ختص ،[الإختصاص ] الحُسَينُ بنُ أَبِي العَلَاءِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَحَبّ العِبَادِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ رَجُلٌ صَدُوقٌ فِي حَدِيثِهِ مُحَافِظٌ عَلَي صَلَاتِهِ وَ مَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ مَعَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ ثُمّ قَالَ مَنِ ائتُمِنَ عَلَي أَمَانَةٍ فَأَدّاهَا فَقَد حَلّ أَلفَ عُقدَةٍ مِن عُنُقِهِ مِن عُقَدِ النّارِ فَبَادِرُوا بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ فَإِنّهُ مَنِ اؤتُمِنَ عَلَي أَمَانَةٍ وَكّلَ إِبلِيسُ بِهِ مِائَةَ شَيطَانٍ مِن مَرَدَةِ أَعوَانِهِ لِيُضِلّوهُ وَ يُوَسوِسُوا إِلَيهِ وَ يُهلِكُوهُ إِلّا مَن عَصَمَهُ اللّهُ

14- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَبُو ذَرّ إنِيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ عَلَي حاَفتَيَ‌ِ الصّرَاطِ يَومَ القِيَامَةِ الرّحِمُ وَ الأَمَانَةُ فَإِذَا مَرّ عَلَيهِ الوَصُولُ لِلرّحِمِ المؤُدَيّ‌ لِلأَمَانَةِ لَم يَتَكَفّأ بِهِ فِي النّارِ

15- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا إِيمَانَ لِمَن لَا أَمَانَةَ لَهُ

16- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع فِي خُطبَةٍ بَعدَ فَرضِ الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ ثُمّ أَدَاءِ الأَمَانَةِ فَقَد خَابَ مَن لَيسَ مِن أَهلِهَا إِنّهَا عُرِضَت عَلَي السّمَاوَاتِ المَبنِيّةِ وَ الأَرَضِينَ المَدحُوّةِ وَ الجِبَالِ ذَاتِ الطّولِ المَنصُوبَةِ فَلَا أَطوَلَ وَ لَا أَعرَضَ وَ لَا أَعظَمَ مِنهَا وَ لَوِ امتَنَعَ شَيءٌ بِطُولٍ أَو عَرضٍ أَو قُوّةٍ أَو عِزّ لَامتَنَعنَ وَ لَكِن أَشفَقنَ مِنَ العُقُوبَةِ وَ عَقَلنَ مَا جَهِلَ مَن هُوَ أَضعَفُ مِنهُنّ وَ هُوَ الإِنسَانُإِنّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا

17- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِن كِتَابِ صِفَاتِ الشّيعَةِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ لَم يَبعَث نَبِيّاً قَطّ إِلّا بِصِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ فَإِنّ الأَمَانَةَ مُؤَدّاةٌ إِلَي البَرّ وَ الفَاجِرِ

وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ ابنَ أَبِي يَعفُورٍ يُقرِئُكَ السّلَامَ فَقَالَ عَلَيكَ وَ عَلَيهِ السّلَامُ إِذَا رَأَيتَ ابنَ أَبِي يَعفُورٍ فَأَقرِئهُ منِيّ‌ السّلَامَ فَقُل إِنّ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ يَقُولُ انظُر مَا بَلَغَ بِهِ عَلِيّ ع عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَالزَمهُ فَإِنّمَا بَلَغَ ع بِصِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ


صفحه : 117

18- وَ مِنهُ،نَقلًا مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَدّوا الأَمَانَةَ وَ لَو إِلَي قَاتِلِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع وَ قَالَ اتّقُوا اللّهَ وَ عَلَيكُم بِأَدَاءِ الأَمَانَةِ إِلَي مَنِ ائتَمَنَكُم فَلَو أَنّ قَاتِلَ عَلِيّ ع ائتمَنَنَيِ‌ عَلَي الأَمَانَةِ لَأَدّيتُ إِلَيهِ

وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ قَد صَلّي العَصرَ وَ هُوَ جَالِسٌ مُستَقبِلَ القِبلَةِ فِي المَسجِدِ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ بَعضَ السّلَاطِينِ يَأمِنُنَا عَلَي الأَموَالِ يَستَودِعُنَاهَا وَ لَيسَ يَدفَعُ إِلَيكُم خُمُسَكُم أَ فَنُؤَدّيهَا إِلَيهِم قَالَ وَ رَبّ هَذِهِ القِبلَةِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ لَو أَنّ ابنَ مُلجَمٍ قَاتِلَ أَبِي فإَنِيّ‌ أَطلُبُهُ وَ هُوَ مُتَسَتّرٌ لِأَنّهُ قَتَلَ أَبِي ائتمَنَنَيِ‌ عَلَي الأَمَانَةِ لَأَدّيتُهَا إِلَيهِ

وَ عَنِ الكَاظِمِ ع قَالَ إِنّ أَهلَ الأَرضِ لَمَرحُومُونَ مَا تَحَابّوا وَ أَدّوُا الأَمَانَةَ وَ عَمِلُوا بِالحَقّ

وَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَالآيَةَ مَا ألّذِي عَرَضَ عَلَيهِنّ وَ مَا ألّذِي حَمَلَ الإِنسَانُ وَ مَا كَانَ هَذَا قَالَ فَقَالَ عَرَضَ عَلَيهِنّ الأَمَانَةَ بَينَ النّاسِ وَ ذَلِكَ حِينَ خَلَقَ الخَلقَ

وَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ أَدّ الأَمَانَةَ يَسلَم لَكَ دُنيَاكَ وَ آخِرَتُكَ وَ كُن أَمِيناً تَكُن غَنِيّاً

باب 15-التواضع

الآيات المائدةأَذِلّةٍ عَلَي المُؤمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَي الكافِرِينَأقول قدمضي كثير من أخبار هذاالباب في باب جوامع المكارم

1-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَأَعرَفُ النّاسِ بِحُقُوقِ إِخوَانِهِ وَ أَشَدّهُم قَضَاءً لَهَا أَعظَمُهُم عِندَ اللّهِ شَأناً وَ مَن تَوَاضَعَ فِي الدّنيَا لِإِخوَانِهِ فَهُوَ عِندَ اللّهِ مِنَ الصّدّيقِينَ وَ مِن شِيعَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع حَقّاً وَ لَقَد وَرَدَ عَلَي


صفحه : 118

أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَخَوَانِ لَهُ مُؤمِنَانِ أَبٌ وَ ابنٌ فَقَامَ إِلَيهِمَا وَ أَكرَمَهُمَا وَ أَجلَسَهُمَا فِي صَدرِ مَجلِسِهِ وَ جَلَسَ بَينَ يَدَيهِمَا ثُمّ أَمَرَ بِطَعَامٍ فَأُحضِرَ فَأَكَلَا مِنهُ ثُمّ جَاءَ قَنبَرٌ بِطَستٍ وَ إِبرِيقِ خَشَبٍ وَ مِندِيلٍ لِيَيبَسَ وَ جَاءَ لِيَصُبّ عَلَي يَدِ الرّجُلِ فَوَثَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ أَخَذَ الإِبرِيقَ لِيَصُبّ عَلَي يَدِ الرّجُلِ فَتَمَرّغَ الرّجُلُ فِي التّرَابِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ اللّهُ يرَاَنيِ‌ وَ أَنتَ تَصُبّ عَلَي يدَيِ‌ قَالَ اقعُد وَ اغسِل فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَرَاكَ وَ أَخُوكَ ألّذِي لَا يَتَمَيّزُ مِنكَ وَ لَا يَتَفَضّلُ عَلَيكَ يَخدُمُكَ يُرِيدُ بِذَلِكَ فِي خِدمَتِهِ فِي الجَنّةِ مِثلَ عَشَرَةِ أَضعَافِ عَدَدِ أَهلِ الدّنيَا وَ عَلَي حَسَبِ ذَلِكَ فِي مَمَالِيكِهِ فِيهَا فَقَعَدَ الرّجُلُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع أَقسَمتُ عَلَيكَ بِعِظَمِ حقَيّ‌ ألّذِي عَرَفتَهُ وَ بَجّلتَهُ وَ تَوَاضُعِكَ لِلّهِ حَتّي جَازَاكَ عَنهُ بِأَن ندَبَنَيِ‌ لِمَا شَرّفَكَ بِهِ مِن خدِمتَيِ‌ لَكَ لَمّا غَسَلتَ مُطمَئِنّاً كَمَا كُنتَ تَغسِلُ لَو كَانَ الصّابّ عَلَيكَ قَنبَرَ فَفَعَلَ الرّجُلُ ذَلِكَ فَلَمّا فَرَغَ نَاوَلَ الإِبرِيقَ مُحَمّدَ بنَ الحَنَفِيّةِ وَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ لَو كَانَ هَذَا الِابنُ حضَرَنَيِ‌ دُونَ أَبِيهِ لَصَبَبتُ عَلَي يَدِهِ وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَأبَي أَن يسُوَيّ‌َ بَينَ ابنٍ وَ أَبِيهِ إِذَا جَمَعَهُمَا مَكَانٌ لَكِن قَد صَبّ الأَبُ عَلَي الأَبِ فَليَصُبّ الِابنُ عَلَي الِابنِ فَصَبّ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ عَلَي الِابنِ ثُمّ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ العسَكرَيِ‌ّ ع فَمَنِ اتّبَعَ عَلِيّاً ع عَلَي ذَلِكَ فَهُوَ الشيّعيِ‌ّ حَقّاً

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن سَهلٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ الجَهمِ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا حَدّ التّوَكّلِ فَقَالَ لِي أَن لَا تَخَافَ مَعَ اللّهِ أَحَداً قَالَ قُلتُ فَمَا حَدّ التّوَاضُعِ قَالَ أَن تعُطيِ‌َ النّاسَ مِن نَفسِكَ مَا تُحِبّ أَن يُعطُوكَ مِثلَهُ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أشَتهَيِ‌ أَن أَعلَمَ كَيفَ أَنَا عِندَكَ فَقَالَ انظُر كَيفَ أَنَا عِندَكَ

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ إِنّ مِنَ التّوَاضُعِ أَن يَرضَي الرّجُلُ بِالمَجلِسِ دُونَ


صفحه : 119

المَجلِسِ وَ أَن يُسَلّمَ عَلَي مَن يَلقَي وَ أَن يَترُكَ المِرَاءَ وَ إِن كَانَ مُحِقّاً وَ لَا يُحِبّ أَن يُحمَدَ عَلَي التّقوَي

4- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع طُوبَي لِمَن شَغَلَهُ عَيبُهُ عَن عُيُوبِ النّاسِ وَ تَوَاضَعَ مِن غَيرِ مَنقَصَةٍ وَ جَالَسَ أَهلَ الفِقهِ وَ الرّحمَةِ وَ خَالَطَ أَهلَ الذّلّ وَ المَسكَنَةِ وَ أَنفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِي غَيرِ مَعصِيَةٍ

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عِندَ مَوتِهِ عَلَيكَ بِالتّوَاضُعِ فَإِنّهُ مِن أَعظَمِ العِبَادَةِ

6-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ أُسَامَةَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الواَسطِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَأَرسَلَ النجّاَشيِ‌ّ مَلِكُ الحَبَشَةِ إِلَي جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَصحَابِهِ فَدَخَلُوا عَلَيهِ وَ هُوَ فِي بَيتٍ لَهُ جَالِسٌ عَلَي التّرَابِ وَ عَلَيهِ خُلقَانُ الثّيَابِ قَالَ فَقَالَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَشفَقنَا مِنهُ حِينَ رَأَينَاهُ عَلَي تِلكَ الحَالِ فَلَمّا رَأَي مَا بِنَا وَ تَغَيّرَ وُجُوهِنَا قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نَصَرَ مُحَمّداً وَ أَقَرّ عيَنيِ‌ بِهِ أَ لَا أُبَشّرُكُم فَقُلتُ بَلَي أَيّهَا المَلِكُ فَقَالَ إِنّهُ جاَءنَيِ‌ السّاعَةَ مِن نَحوِ أَرضِكُم عَينٌ مِن عيُوُنيِ‌ هُنَاكَ وَ أخَبرَنَيِ‌ أَنّ اللّهَ قَد نَصَرَ نَبِيّهُ مُحَمّداًص وَ أَهلَكَ عَدُوّهُ وَ أُسِرَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ قُتِلَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ التَقَوا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ بَدرٌ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ حَيثُ كُنتُ أَرعَي لسِيَدّيِ‌ هُنَاكَ وَ هُوَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ ضَمرَةَ فَقَالَ لَهُ جَعفَرٌ أَيّهَا المَلِكُ الصّالِحُ مَا لِي أَرَاكَ جَالِساً عَلَي التّرَابِ عَلَيكَ هَذِهِ الخُلقَانُ فَقَالَ يَا جَعفَرُ إِنّا نَجِدُ فِيمَا أُنزِلَ عَلَي عِيسَي أَنّ مِن حَقّ اللّهِ عَلَي عِبَادِهِ أَن يُحدِثُوا لِلّهِ تَوَاضُعاً عِندَ مَا يُحدِثُ لَهُم مِن نِعمَةٍ فَلَمّا أَحدَثَ اللّهُ تَعَالَي لِي نِعمَةَ نَبِيّهِ مُحَمّدٍص أَحدَثتُ لِلّهِ هَذَا التّوَاضُعَ قَالَ فَلَمّا بَلَغَ النّبِيّص ذَلِكَ قَالَ لِأَصحَابِهِ إِنّ الصّدَقَةَ تَزِيدُ صَاحِبَهَا كَثرَةً فَتَصَدّقُوا يَرحَمكُمُ اللّهُ وَ إِنّ التّوَاضُعَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفعَةً فَتَوَاضَعُوا يَرفَعكُمُ


صفحه : 120

اللّهُ وَ إِنّ العَفوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزّاً فَاعفُوا يُعِزّكُمُ اللّهُ

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ البزَوَفرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ دَاوُدَ عَن آدَمَ العقلاني‌[العسَقلَاَنيِ‌ّ] عَن أَبِي عُمَرَ الصنّعاَنيِ‌ّ عَنِ العَلَاءِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ إِلّا رَفَعَهُ اللّهُ

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الحَلّالِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن زُفَرَ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَشرَسَ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن أَيّوبَ السجّسِتاَنيِ‌ّ عَن أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ اللّهُ

9- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِنَ التّوَاضُعِ أَن تُسَلّمَ عَلَي مَن لَقِيتَ

10- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ لَا حَسَبَ لقِرُشَيِ‌ّ وَ لَا عرَبَيِ‌ّ إِلّا بِتَوَاضُعٍ الخَبَرَ

11- ثو،[ثواب الأعمال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ مَا مِن أَحَدٍ مِن وُلدِ آدَمَ إِلّا وَ نَاصِيَتُهُ بِيَدِ مَلَكٍ فَإِن تَكَبّرَ جَذَبَهُ بِنَاصِيَتِهِ إِلَي الأَرضِ وَ قَالَ لَهُ تَوَاضَع وَضَعَكَ اللّهُ وَ إِن تَوَاضَعَ جَذَبَهُ بِنَاصِيَتِهِ ثُمّ قَالَ لَهُ ارفَع رَأسَكَ رَفَعَكَ اللّهُ وَ لَا وَضَعَكَ بِتَوَاضُعِكَ

كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع التّوَاضُعُ يَكسِبُكَ السّلَامَةَ

وَ قَالَ ع زِينَةُ الشّرِيفِ التّوَاضُعُ


صفحه : 121

ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]روُيِ‌َ الكِبرُ رِدَاءُ اللّهِ مَن نَازَعَ اللّهَ رِدَاهُ قَصَمَهُ

وَ روُيِ‌َ أَنّ مَلَكَينِ مُوَكّلَينِ بِالعِبَادِ فَمَن تَوَاضَعَ رَفَعَاهُ وَ مَن تَكَبّرَ وَضَعَاهُ

وَ أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ عَجَباً لِلمُتَكَبّرِ الفَخُورِ ألّذِي كَانَ بِالأَمسِ نُطفَةً وَ هُوَ غَداً جِيفَةٌ وَ العَجَبُ كُلّ العَجَبِ لِمَن شَكّ فِي اللّهِ وَ هُوَ يَرَي الخَلقَ وَ العَجَبُ لِمَن أَنكَرَ المَوتَ وَ هُوَ يَرَي مَن يَمُوتُ كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ وَ لَم يَذكُرِ الآخِرَةَ وَ هُوَ يَرَي النّشأَةَ الأُولَي وَ لِمَن عَمِلَ لِدَارِ الفَنَاءِ وَ هُوَ يَرَي دَارَ البَقَاءِ

12- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع التّوَاضُعُ أَصلُ كُلّ خَيرٍ نَفِيسٍ وَ مَرتَبَةٍ رَفِيعَةٍ وَ لَو كَانَ لِلتّوَاضُعِ لُغَةٌ يَفهَمُهَا الخَلقُ لَنَطَقَ عَن حَقَائِقِ مَا فِي مَخفِيّاتِ العَوَاقِبِ وَ التّوَاضُعُ مَا يَكُونُ فِي اللّهِ وَ لِلّهِ وَ مَا سِوَاهُ مَكرٌ وَ مَن تَوَاضَعَ لِلّهِ شَرّفَهُ اللّهُ عَلَي كَثِيرٍ مِن عِبَادِهِ وَ لِأَهلِ التّوَاضُعِ سِيمَاءُ يَعرِفُهَا أَهلُ السّمَاءِ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ أَهلُ الأَرضِ مِنَ العَارِفِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم وَ أَصلُ التّوَاضُعِ مِن جَلَالِ اللّهِ وَ هَيبَتِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ لَيسَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عِبَادَةٌ يَقبَلُهَا وَ يَرضَاهَا إِلّا وَ بَابُهَا التّوَاضُعُ وَ لَا يَعرِفُ مَا فِي مَعنَي حَقِيقَةِ التّوَاضُعِ إِلّا المُقَرّبُونَ[ مِن عِبَادِهِ]المُستَقِلّينَ بِوَحدَانِيّتِهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ عِبادُ الرّحمنِ الّذِينَ يَمشُونَ عَلَي الأَرضِ هَوناً وَ إِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وَ قَد أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَعَزّ خَلقِهِ وَ سَيّدَ بَرِيّتِهِ مُحَمّداًص بِالتّوَاضُعِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّوَ اخفِض جَناحَكَ لِمَنِ اتّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ التّوَاضُعُ مَزرَعَةُ الخُشُوعِ وَ الخُضُوعِ وَ الخَشيَةِ وَ الحَيَاءِ وَ إِنّهُنّ لَا يَأتِينَ إِلّا مِنهَا وَ فِيهَا وَ لَا يَسلَمُ الشّرَفُ التّامّ الحقَيِقيِ‌ّ إِلّا لِلمُتَوَاضِعِ فِي ذَاتِ اللّهِ تَعَالَي

13-كش ،[رجال الكشي‌] قَالَ أَبُو النّصرِسَأَلتُ عَبدَ اللّهِ بنَ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ فَقَالَ كَانَ رَجُلًا شَرِيفاً مُوسِراً فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع تَوَاضَع يَا مُحَمّدُ فَلَمّا انصَرَفَ


صفحه : 122

إِلَي الكُوفَةِ أَخَذَ قَوصَرَةً مِن تَمرٍ مَعَ المِيزَانِ وَ جَلَسَ عَلَي بَابِ مَسجِدِ الجَامِعِ وَ صَارَ ينُاَديِ‌ عَلَيهِ فَأَتَاهُ قَومُهُ فَقَالُوا لَهُ فَضَحتَنَا فَقَالَ إِنّ موَلاَي‌َ أمَرَنَيِ‌ بِأَمرٍ فَلَن أُخَالِفَهُ وَ لَن أَبرَحَ حَتّي أَفرُغَ مِن بَيعِ مَا فِي هَذِهِ القَوصَرَةِ فَقَالَ لَهُ قَومُهُ إِذَا أَبَيتَ إِلّا أَن تَشتَغِلَ بِبَيعٍ وَ شِرَاءٍ فَاقعُد فِي الطّحّانِينَ فَهَيّأَ رَحًي وَ جَمَلًا وَ جَعَلَ يَطحَنُ

14- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَفطَرَ رَسُولُ اللّهِص عَشِيّةَ الخَمِيسِ فِي مَسجِدِ قُبَا فَقَالَ هَل مِن شَرَابٍ فَأَتَاهُ أَوسُ بنُ خَولَةَ الأنَصاَريِ‌ّ بِعُسّ مِن لَبَنٍ مَخِيضٍ بِعَسَلٍ فَلَمّا وَضَعَهُ عَلَي فِيهِ نَحّاهُ ثُمّ قَالَ شَرَابَانِ يُكتَفَي بِأَحَدِهِمَا عَن صَاحِبِهِ لَا أَشرَبُهُ وَ لَا أُحَرّمُهُ وَ لكَنِيّ‌ أَتَوَاضَعُ لِلّهِ فَإِنّ مَن تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ اللّهُ وَ مَن تَكَبّرَ خَفَضَهُ اللّهُ وَ مَنِ اقتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ اللّهُ وَ مَن أَكثَرَ ذِكرَ اللّهِ أَحَبّهُ اللّهُ

15- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَن بِسطَامَ الزّيّاتِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا قَدِمَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ الحَبَشَةِ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِ ع أُحَدّثُكَ يَا رَسُولَ اللّهِ دَخَلتُ عَلَي النجّاَشيِ‌ّ يَوماً مِنَ الأَيّامِ وَ هُوَ فِي غَيرِ مَجلِسِ المُلكِ وَ فِي غَيرِ رِيَاشِهِ وَ فِي غَيرِ زِيّهِ قَالَ فَحَيّيتُهُ بِتَحِيّةِ المَلِكِ وَ قُلتُ لَهُ يَا أَيّهَا المَلِكُ مَا لِي أَرَاكَ فِي غَيرِ مَجلِسِ المُلكِ وَ فِي غَيرِ رِيَاشِهِ وَ فِي غَيرِ زِيّهِ فَقَالَ إِنّا نَجِدُ فِي الإِنجِيلِ مَن أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعمَةٍ فَليَشكُرِ اللّهَ وَ نَجِدُ فِي الإِنجِيلِ أَن لَيسَ مِنَ الشّكرِ لِلّهِ شَيءٌ يَعدِلُهُ مِثلُ التّوَاضُعِ وَ أَنّهُ وَرَدَ عَلَيّ فِي ليَلتَيِ‌ هَذِهِ أَنّ ابنَ عَمّكَ مُحَمّداً قَد أَظفَرَهُ اللّهُ بمِشُركِيِ‌ أَهلِ بَدرٍ فَأَحبَبتُ أَن أَشكُرَ اللّهَ بِمَا تَرَي

16-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ حُبِسَ عَنهُ الوحَي‌ُ ثَلَاثِينَ صَبَاحاً فَصَعِدَ عَلَي جَبَلٍ بِالشّامِ يُقَالُ لَهُ أَرِيحَا فَقَالَ يَا رَبّ لِمَ حَبَستَ عنَيّ‌ وَحيَكَ وَ كَلَامَكَ أَ لِذَنبٍ أَذنَبتُهُ فَهَا أَنَا بَينَ يَدَيكَ فَاقتَصّ لِنَفسِكَ رِضَاهَا وَ إِن كُنتَ إِنّمَا حَبَستَ عنَيّ‌ وَحيَكَ وَ كَلَامَكَ


صفحه : 123

لِذُنُوبِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَعَفوَكَ القَدِيمَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَا مُوسَي تدَريِ‌ لِمَ خَصَصتُكَ بوِحَييِ‌ وَ كلَاَميِ‌ مِن بَينِ خلَقيِ‌ فَقَالَ لَا أَعلَمُهُ يَا رَبّ قَالَ يَا مُوسَي إنِيّ‌ اطّلَعتُ عَلَي خلَقيِ‌ اطّلَاعَةً فَلَم أَرَ فِي خلَقيِ‌ شَيئاً أَشَدّ تَوَاضُعاً مِنكَ فَمِن ثَمّ خَصَصتُكَ بوِحَييِ‌ وَ كلَاَميِ‌ مِن بَينِ خلَقيِ‌ قَالَ وَ كَانَ مُوسَي ع إِذَا صَلّي لَم يَنفَتِل حَتّي يُلصِقَ خَدّهُ الأَيمَنَ بِالأَرضِ وَ خَدّهُ الأَيسَرَ بِالأَرضِ

17- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]روُيِ‌َ أَنّ الوحَي‌َ احتَبَسَ عَلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ثَلَاثِينَ صَبَاحاً وَ ذَكَرَ مِثلَهُ

18- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن عَلِيّ بنِ شَجَرَةَ عَن عَمّهِ بَشِيرٍ النّبّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَدِمَ أعَراَبيِ‌ّ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ تسُاَبقِنُيِ‌ بِنَاقَتِكَ هَذِهِ قَالَ فَسَابَقَهُ فَسَبَقَهُ الأعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّكُم رَفَعتُمُوهَا فَأَحَبّ اللّهُ أَن يَضَعَهَا إِنّ الجِبَالَ تَطَاوَلَت لِسَفِينَةِ نُوحٍ وَ كَانَ الجوُديِ‌ّ أَشَدّ تَوَاضُعاً فَحَطّ اللّهُ بِهَا عَلَي الجوُديِ‌ّ

19- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ فِي السّمَاءِ مَلَكَينِ مُوَكّلَينِ بِالعِبَادِ فَمَن تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَاهُ وَ مَن تَكَبّرَ وَضَعَاهُ

20- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع التّوَاضُعُ أَن تَرضَي مِنَ المَجلِسِ بِدُونِ شَرَفِكَ وَ أَن تُسَلّمَ عَلَي مَن لَاقَيتَ وَ أَن تَترُكَ المِرَاءَ وَ إِن كُنتَ مُحِقّاً وَ رَأسُ الخَيرِ التّوَاضُعُ

21- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع بِالتّوَاضُعِ تَتِمّ النّعمَةُ

وَ قَالَ ع مَا أَحسَنَ تَوَاضُعَ الأَغنِيَاءِ لِلفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِندَ اللّهِ وَ أَحسَنُ مِنهُ تِيهُ الفُقَرَاءِ عَلَي الأَغنِيَاءِ اتّكَالًا عَلَي اللّهِ

22-عُدّةُ الداّعيِ‌، عَنِ النّبِيّص ثَلَاثَةٌ لَا يَزِيدُ اللّهُ بِهِنّ إِلّا خَيراً


صفحه : 124

التّوَاضُعُ لَا يَزِيدُ اللّهُ بِهِ إِلّا ارتِفَاعاً وَ ذُلّ النّفسِ لَا يَزِيدُ اللّهُ بِهِ إِلّا عِزّاً وَ التّعَفّفُ لَا يَزِيدُ اللّهُ بِهِ إِلّا غِنًي

23- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَرسَلَ النجّاَشيِ‌ّ إِلَي جَعفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَصحَابِهِ فَدَخَلُوا عَلَيهِ وَ هُوَ فِي بَيتٍ لَهُ جَالِسٌ عَلَي التّرَابِ وَ عَلَيهِ خُلقَانُ الثّيَابِ قَالَ فَقَالَ جَعفَرٌ ع فَأَشفَقنَا مِنهُ حِينَ رَأَينَاهُ عَلَي تِلكَ الحَالِ فَلَمّا رَأَي مَا بِنَا وَ تَغَيّرَ وُجُوهِنَا قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نَصَرَ مُحَمّداً وَ أَقَرّ عَينَهُ أَ لَا أُبَشّرُكُم فَقُلتُ بَلَي أَيّهَا المَلِكُ فَقَالَ إِنّهُ جَاءَ فِي السّاعَةِ مِن نَحوِ أَرضِكُم عَينٌ مِن عيُوُنيِ‌ هُنَاكَ فأَخَبرَنَيِ‌ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد نَصَرَ نَبِيّهُ مُحَمّداً وَ أَهلَكَ عَدُوّهُ وَ أُسِرَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ التَقَوا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ بَدرٌ كَثِيرُ الأَرَاكِ لكَأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَيهِ حَيثُ كُنتُ أَرعَي لسِيَدّيِ‌ هُنَاكَ وَ هُوَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ ضَمرَةَ فَقَالَ لَهُ جَعفَرٌ أَيّهَا المَلِكُ فَمَا لِي أَرَاكَ جَالِساً عَلَي التّرَابِ وَ عَلَيكَ هَذِهِ الخُلقَانُ فَقَالَ يَا جَعفَرُ إِنّا نَجِدُ فِيمَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَي عِيسَي أَنّ مِن حَقّ اللّهِ عَلَي عِبَادِهِ أَن يُحدِثُوا لَهُ تَوَاضُعاً عِندَ مَا يُحدِثُ لَهُم مِن نِعمَةٍ فَلَمّا أَحدَثَ اللّهُ تَعَالَي لِي نِعمَةً بِمُحَمّدٍص أَحدَثتُ لِلّهِ هَذَا التّوَاضُعَ فَلَمّا بَلَغَ النّبِيّص قَالَ لِأَصحَابِهِ إِنّ الصّدَقَةَ تَزِيدُ صَاحِبَهَا كَثرَةً فَتَصَدّقُوا يَرحَمكُمُ اللّهُ وَ إِنّ التّوَاضُعَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفعَةً فَتَوَاضَعُوا يَرحَمكُمُ اللّهُ وَ إِنّ العَفوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزّاً فَاعفُوا يُعِزّكُمُ اللّهُ

تبيين النجاشي‌ بفتح النون وتخفيف الجيم وبالشين المعجمة لقب ملك الحبشة والمراد هنا ألذي أسلم وآمن بالنبي‌ص واسمه أصحمة بن بحر أسلم قبل الفتح ومات قبله صلي عليه النبي ص لماجاء خبر موته و قال الفيروزآبادي‌ النجاشي‌ بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح وتكسر نونها أو هوأفصح أصحمة ملك الحبشة انتهي و جعفر بن أبي طالب هوأخو أمير المؤمنين ع و كان أكبر منه ع بعشر سنين و هو من كبار الصحابة و من الشهداء الأولين و هو


صفحه : 125

صاحب الهجرتين هجرة الحبشة وهجرة المدينة واستشهد يوم موته سنة ثمان و له إحدي وأربعون سنة فوجد فيما أقبل من جسده تسعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف وقطعت يداه في الحرب فأعطاه الله جناحين يطير بهما في الجنة فلقب ذا الجناحين و قدمرت تفاصيل جميع ذلك في أبوابها. و قال الجوهري‌ ثوب خلق أي بال يستوي‌ فيه المذكر والمؤنث لأنه في الأصل مصدر الأخلق و هوالأملس والجمع خلقان انتهي فأشفقنا منه أي خفنا من حاله ومما رأينا منه أن يكون أصابه سوء يقال أشفق منه أي خاف وحذر وأشفق عليه أي عطف عليه والعين الجاسوس وأهلك عدوه أي السبعين الذين قتلوا منهم أبوجهل وعتبة وشيبة وأسر أيضا سبعون وبدر اسم موضع بين مكة والمدينة و هو إلي المدينة أقرب ويقال هومنها علي ثمانية وعشرين فرسخا و عن الشعبي‌ أنه اسم بئر هناك قال وسميت بدرا لأن الماء كان لرجل من جهينة اسمه بدر كذا في المصباح و قال الأراك شجر من الخمط يستاك بقضبانه الواحدة أراكة ويقال هي‌ شجرة طويلة ناعمة كثيرة الورق والأغصان خوارة العود ولها ثمر في عناقيد يسمي البرين يملأ العنقود الكف .لكأني‌ أنظر إليه أي هو في بالي‌ كأني‌ أنظر إليه الآن وحيث للتعليل ويحتمل المكان بدلا من الضمير وبنو ضمرة بفتح الضاد وسكون الميم رهط عمرو بن أمية الضمري‌ وقيل لكأني‌ حكاية كلام العين و هوبعيد بل هوإشارة إلي ماذكروا أن والد النجاشي‌ كان ملك الحبشة و لم يكن له ولد غيره و كان للنجاشي‌ عم له اثنا عشر ولدا و أهل الحبشة قتلوا والد النجاشي‌ وأطاعوا عمه وجعلوه ملكا و كان النجاشي‌ في خدمة عمه فقالت الحبشة للملك إنا لانأمن هذاالولد أن يتسلط علينا يوما ويطلب منا دم والده فاقتله قال الملك قتلتم والده بالأمس وأقتل ولده اليوم أنا لاأرضي بذلك و إن أردتم بيعوه من رجل غريب يخرجه من دياركم ففعلوا ذلك فبعد زمان أصيب الملك بصاعقة فمات و لم يكن أحد من أولاده قابلا للسلطنة فاضطروا إلي أن أتوا وأخذوا النجاشي‌ من


صفحه : 126

سيده قهرا بلا ثمن وردوه إلي بلادهم وملكوه عليهم فجاء سيده وادعي عليهم ورفع أمره إلي النجاشي‌ و هو لايعرفه فحكم له عليهم و قال أعطوه إما الغلام وإما ثمنه فأدوا إليه الثمن . والتواضع هوإظهار الخشوع والخضوع والذل والافتقار إليه تعالي عندملاحظة عظمته و عندتجدد نعمه تعالي أوتذكرها ولذا استحبت سجدة الشكر في هذه الأمة وورد مثل هذاالتذلل بلبس أخس الثياب وأخشنها وإيصال مكارم البدن إلي التراب في بعض صلوات الحاجة تزيد صاحبها كثرة أي في الأموال والأولاد والأعوان في الدنيا و في الأجر في الآخرة و إن التواضع أي عدم التكبر والترفع وإظهار التذلل لله وللمؤمنين يوجب رفع صاحبه في الدنيا والآخرة

24- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ فِي السّمَاءِ مَلَكَينِ مُوَكّلَينِ بِالعِبَادِ فَمَن تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَاهُ وَ مَن تَكَبّرَ وَضَعَاهُ

بيان رفعاه أي بالثناء عليه أوبإعانته في حصول المطالب وتيسر أسباب العزة والرفعة في الدارين و في التكبر بالعكس فيهما

25- كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَفطَرَ رَسُولُ اللّهِ عَشِيّةَ خَمِيسٍ فِي مَسجِدِ قُبَا فَقَالَ هَل مِن شَرَابٍ فَأَتَاهُ أَوسُ بنُ خوَلَيِ‌ّ الأنَصاَريِ‌ّ بِعُسّ مَخِيضٍ بِعَسَلٍ فَلَمّا وَضَعَهُ عَلَي فِيهِ نَحّاهُ ثُمّ قَالَ شَرَابَانِ يُكتَفَي بِأَحَدِهِمَا مِن صَاحِبِهِ لَا أَشرَبُهُ وَ لَا أُحَرّمُهُ وَ لَكِن أَتَوَاضَعُ لِلّهِ فَإِنّ مَن تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَهُ اللّهُ وَ مَن تَكَبّرَ خَفَضَهُ اللّهُ وَ مَنِ اقتَصَدَ فِي مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ اللّهُ وَ مَن بَذّرَ حَرَمَهُ اللّهُ وَ مَن أَكثَرَ ذِكرَ المَوتِ أَحَبّهُ اللّهُ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] فِي كِتَابِ الزّهدِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ بِعُسّ مِن لَبَنٍ مَخِيضٍ بِعَسَلٍ


صفحه : 127

بيان في القاموس قباء بالضم ويذكر ويقصر موضع قرب المدينة و قال العساس ككتاب الأقداح العظام والواحد عس بالضم و قال مخض اللبن يمخضه مثلثة الآتي‌ أخذ زبده فهو مخيض وممخوض بعسل أي ممزوج بعسل وقيل إنما امتنع صلي الله عليه وآله لأن اللبن المخيض الحامض الممزوج بالعسل لالذة فيه فيكون إسرافا فالمراد بالتواضع لله الانقياد لأمره في ترك الإسراف و لايخفي بعده ويدل علي أن التواضع بترك الأطعمة اللذيذة مستحب ويعارضه أخبار كثيرة ويمكن اختصاصه بالنبي‌ والأئمة كمايظهر من بعض الأخبار والاقتصاد التوسط وترك الإسراف والتقتير والتبذير في الأصل التفريق ويستعمل في تفريق المال في غيرالجهات الشرعية إسرافا وإتلافا وصرفا في المحرم و من أكثر ذكر الموت أحبه الله لأن كثرة ذكر الموت توجب الزهد في الدنيا والميل إلي الآخرة وترك المعاصي‌ وسائر مايوجب حبه تعالي

26- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن دَاوُدَ الحَمّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ قَالَ مَن أَكثَرَ ذِكرَ اللّهِ أَظَلّهُ اللّهُ فِي جَنّتِهِ

بيان هذه الفقرة بدل من الفقرة الأخيرة في الخبر السابق وذكر الله أعم من أن يكون باللسان أوالجنان وأعم من أن يكون بذكر أسمائه الحسني


صفحه : 128

وصفاته العليا أوبتلاوة كتابه أوبذكر شرائعه وأحكامه أوبذكر أنبيائه وحججه فإنه قدورد إذاذكرنا ذكر الله وأظله الله في جنته أي آواه تحت قصورها وأشجارها أوأوقع عليه ظل رحمته أوأدخله في كنفه وحمايته كمايقال فلان في ظل فلان

27- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَذكُرُ أَنّهُ أَتَي رَسُولَ اللّهِ مَلَكٌ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُخَيّرُكَ أَن تَكُونَ عَبداً رَسُولًا مُتَوَاضِعاً أَو مَلِكاً رَسُولًا قَالَ فَنَظَرَ إِلَي جَبرَئِيلَ ع وَ أَومَأَ بِيَدِهِ أَن تَوَاضَع فَقَالَ عَبداً مُتَوَاضِعاً رَسُولًا فَقَالَ الرّسُولُ مَعَ أَنّهُ لَا يَنقُصُكَ مِمّا عِندَ رَبّكَ شَيئاً قَالَ وَ مَعَهُ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الأَرضِ

إيضاح قال فنظر إلي جبرئيل أي قال أبو جعفرفنظر الرسول إلي جبرئيل مستشيرا منه و إن كان عالما و كان لايحب الملك و كان هذا من تواضعه فأومأ جبرئيل بيده أن تواضع و أن مفسرة ويحتمل أن يكون المستتر في قال راجعا إلي الرسول وإلي‌ بالتشديد وكأن الأول أظهر كما أنه في مشكاة الأنوار قال فنظر إلي جبرئيل ع فأومأ إليه بيده أن يتواضع و علي التقديرين من قال إلي قوله تواضع معترضة فقال عبدا أي اخترت أن أكون عبدا فقال الرسول أي الملك مع أنه أي الملك أواختياره مما عندربك أي من القرب والمنزلة والمثوبات والدرجات قال ومعه أي قال أبو جعفر ع و كان مع الملك عندتبليغ هذه الرسالة المفاتيح أتي بهاليعطيه إياها إن اختار الملك ويحتمل أن يكون ضمير قال راجعا إلي الملك ومفعول القول محذوفا والواو في قوله ومعه للحال أي قال ذلك ومعه المفاتيح وقيل ضمير قال راجع إلي الرسول أي قال ص لاأقبل و إن كان معه المفاتيح و لايخفي ما فيه .


صفحه : 129

والمفاتيح جمع المفتاح كالمفاتح جمع المفتح والمفاتيح يمكن حملها علي الحقيقة أي أتي بآلة يمكن بهاالتسلط علي خزائن الأرض والاطلاع عليها أو يكون تصويرا لتقدير ذلك وتحقيقا للقول بأنك إذااخترت ذلك كان سهل الحصول لك كهذه المفاتيح تكون بيدك فتفتح بها أو يكون الكلام مبنيا علي الاستعارة أي أتي بأمور يتيسر بهاالملك وعبر عنها بالمفتاح مجازا كخاتم سليمان وبساطه مثلا وأشباه ذلك مما يسهل معه الاستيلاء علي جميع الأرض أوالعلم بطريق الوصول إليها والقدرة عليها

28- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِنَ التّوَاضُعِ أَن تَرضَي بِالمَجلِسِ دُونَ المَجلِسِ وَ أَن تُسَلّمَ عَلَي مَن تَلقَي وَ أَن تَترُكَ المِرَاءَ وَ إِن كُنتَ مُحِقّاً وَ لَا تُحِبّ أَن تُحمَدَ عَلَي التّقوَي

بيان بالمجلس دون المجلس أي ترضي بمجلس هوأدون من المجلس ألذي هولائق بشرفك بحسب العرف أويجلس أي مجلس اتفق و لاتتقيد بمجلس خاص والأول أظهر علي من تلقي أي علي كل من تلقاه أي من المسلمين واستثني‌ منه التسليم علي المرأة الشابة إلا أن يأمن علي نفسه وسيأتي‌ تفصيل ذلك في أبواب العشرة إن شاء الله و أن تترك المراء أي المجادلة والمنازعة و أماإظهار الحق بحيث لاينتهي‌ إلي المراء فهو حسن بل واجب وقيل إذا كان الغرض الغلبة والتعجيز يكون مراء و إن كان الغرض إظهار الحق فليس بمراء قال في المصباح ماريته أماريه مماراة ومراء جادلته ويقال ماريته أيضا إذاطعنت في قوله تزييفا للقول وتصغيرا للقائل و لا يكون المراء إلااعتراضا بخلاف الجدال فإنه يكون ابتداء واعتراضا انتهي و لاتحب أن تحمد علي التقوي فإن هذا من آثار العجب وينافي‌ الإخلاص في العمل كمامر

29-كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي ع أَن يَا مُوسَي


صفحه : 130

أَ تدَريِ‌ لِمَا اصطَفَيتُكَ بكِلَاَميِ‌ دُونَ خلَقيِ‌ قَالَ يَا رَبّ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ يَا مُوسَي إنِيّ‌ قَلّبتُ عبِاَديِ‌ ظَهراً لِبَطنٍ فَلَم أَجِد فِيهِم أَحَداً أَذَلّ لِي نَفساً مِنكَ يَا مُوسَي إِنّكَ إِذَا صَلّيتَ وَضَعتَ خَدّكَ عَلَي التّرَابِ أَو قَالَ عَلَي الأَرضِ

بيان بكلامي‌ أي بأن أكلمك بلا توسط ملك إني‌ قلبت عبادي‌ أي اختبرتهم بملاحظة ظواهرهم وبواطنهم كناية عن إحاطة علمه سبحانه بهم وبجميع صفاتهم وأحوالهم قال في المصباح قلبته قلبا من باب ضرب حولته عن وجهه وقلبت الرداء حولته وجعلت أعلاه أسفله وقلبت الشي‌ء للابتياع قلبا أيضا تصفحته فرأيت داخله وباطنه وقلبت الأمر ظهرا لبطن اختبرته انتهي وقيل ظهرا بدل من عبادي‌ واللام في لبطن للغاية فهي‌ بمعني الواو مع مبالغة أو قال الترديد من الراوي‌ ويدل علي استحباب وضع الخد علي التراب أو الأرض بعدالصلاة

30- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرّ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عَلَي المَجذُومِينَ وَ هُوَ رَاكِبٌ حِمَارَهُ وَ هُم يَتَغَدّونَ فَدَعَوهُ إِلَي الغَدَاءِ فَقَالَ أَمَا إنِيّ‌ لَو لَا أنَيّ‌ صَائِمٌ لَفَعَلتُ فَلَمّا صَارَ إِلَي مَنزِلِهِ أَمَرَ بِطَعَامٍ فَصُنِعَ وَ أَمَرَ أَن يَتَنَوّقُوا فِيهِ ثُمّ دَعَاهُم فَتَغَدّوا عِندَهُ وَ تَغَدّي مَعَهُم

تبيان في القاموس الجذام كغراب علة تحدث من انتشار السوداء في البدن كله فيفسد مزاج الأعضاء وهيئاتها وربما انتهي إلي تأكل الأعضاء وسقوطها عن تقرح جذم كعني‌ فهو مجذوم ومجذم وأجذم ووهم الجوهري‌ في منعه وكأن صومه ع كان واجبا حيث لم يفطر مع الدعوة أن يتأنقوا و في بعض النسخ يتنوقوا أي يتكلفوا فيه ويعملوه لذيذا حسنا في القاموس تأنق فيه عمله بالإتقان كتنوق و قال تنيق في مطعمه وملبسه تجود وبالغ كتنوق انتهي فتغدوا عنده أي في


صفحه : 131

اليوم الآخر أوأطلق التعدي‌ علي التعشي‌ للمشاكلة وتغدي معهم هذا ليس بصريح في الأكل معهم في إناء واحد كما هوظاهر الخبر الآتي‌ برواية المشكاة فلاينافي‌ الأمر بالفرار من المجذوم مع أنه يمكن أن يكونوا مستثنين من هذاالحكم لقوة توكلهم وعدم تأثر نفوسهم بأمثال ذلك أولعلمهم بأن الله لايبتليهم بأمثال البلايا التي‌ توجب نفرة الخلق . ثم اعلم أن الأخبار في العدوي مختلفة فَقَد روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَا عَدوَي وَ لَا طِيَرَةَ

وَ قَد وَرَدَ فِرّ مِنَ المَجذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ

وقيل في الجمع بينهما أن حديث الفرار ليس للوجوب بل للجواز أوالندب احتياطا خوف مايقع في النفس من العدوي والأكل والمجالسة للدلالة علي الجواز

وَ أُيّدَ ذَلِكَ بِمَا روُيِ‌َ مِن طُرُقِ العَامّةِ عَن جَابِرٍ أَنّهُص أَكَلَ مَعَ المَجذُومِ فَقَالَ آكُلُ ثِقَةً بِاللّهِ وَ تَوَكّلًا عَلَيهِ

وَ مِن طُرُقِهِم أَيضاً أَنّ امرَأَةً سَأَلَت بَعضَ أَزوَاجِهِص عَنِ الفِرَارِ مِنَ المَجذُومِ فَقَالَت كَلّا وَ اللّهِ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا عَدوَي وَ قَد كَانَ لَنَا مَولًي أَصَابَهُ ذَلِكَ وَ كَانَ يَأكُلُ فِي صحِاَفيِ‌ وَ يَشرَبُ مِن قدِاَحيِ‌ وَ يَنَامُ عَلَي فرِاَشيِ‌

و قال بعض العامة حديث الأكل ناسخ لحديث الفرار ورده بعضهم بأن الأصل عدم النسخ علي أن الحكم بالنسخ يتوقف علي العلم بتأخر حديث الأكل و هو غيرمعلوم و قال بعضهم للجمع حديث الفرار علي تقدير وجوبه إنما كان لخوف أن تقع العلة بمشية الله فيعتقد أن العدوي حق

31-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن هَارُونَ بنِ


صفحه : 132

خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مِنَ التّوَاضُعِ أَن يَجلِسَ الرّجُلُ دُونَ شَرَفِهِ

بيان دون شرفه أي عندالمجلس ألذي يقتضي‌ شرفه الجلوس فيه أوأدون منه والأخير أظهر وأحسن

32- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ وَ مُحَسّنِ بنِ أَحمَدَ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ نَظَرَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِلَي رَجُلٍ مِن أَهلِ المَدِينَةِ قَدِ اشتَرَي لِعِيَالِهِ شَيئاً وَ هُوَ يَحمِلُهُ فَلَمّا رَآهُ الرّجُلُ استَحيَا مِنهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اشتَرَيتَهُ لِعِيَالِكَ وَ حَمَلتَهُ إِلَيهِم أَمَا وَ اللّهِ لَو لَا أَهلُ المَدِينَةِ لَأَحبَبتُ أَن أشَترَيِ‌َ لعِيِاَليِ‌َ الشيّ‌ءَ ثُمّ أَحمِلَهُ إِلَيهِم

33- إِيضَاحٌ يَدُلّ عَلَي استِحبَابِ شِرَاءِ الطّعَامِ لِلأَهلِ وَ حَملِهِ إِلَيهِم وَ أَنّهُ مَعَ مَلَامَةِ النّاسِ التّركُ أَولَي

34- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِيمَا أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ كَمَا أَنّ أَقرَبَ النّاسِ مِنَ اللّهِ المُتَوَاضِعُونَ كَذَلِكَ أَبعَدُ النّاسِ مِنَ اللّهِ المُتَكَبّرُونَ

بيان التواضع ترك التكبر والتذلل لله ولرسوله ولأولي‌ الأمر وللمؤمنين وعدم حب الرفعة والاستيلاء و كل ذلك موجب للقرب و إذا كان أحد الضدين موجبا للقرب كان الآخر موجبا للبعد

35-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ رَفَعَهُ عَن


صفحه : 133

أَبِي بَصِيرٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فِي السّنَةِ التّيِ‌ قُبِضَ فِيهَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا لَكَ ذَبَحتَ كَبشاً وَ نَحَرَ فُلَانٌ بَدَنَةً فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ نُوحاً كَانَ فِي السّفِينَةِ وَ كَانَ فِيهَا مَا شَاءَ اللّهُ وَ كَانَتِ السّفِينَةُ مَأمُورَةً فَطَافَت بِالبَيتِ وَ هُوَ طَوَافُ النّسَاءِ وَ خَلّي سَبِيلَهَا نُوحٌ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي الجِبَالِ أنَيّ‌ وَاضِعٌ سَفِينَةَ نُوحٍ عبَديِ‌ عَلَي جَبَلٍ مِنكُنّ فَتَطَاوَلَت وَ شَمَخَت وَ تَوَاضَعَ الجوُديِ‌ّ وَ هُوَ جَبَلٌ عِندَكُم فَضَرَبَتِ السّفِينَةُ بِجُؤجُؤِهَا الجَبَلَ قَالَ فَقَالَ نُوحٌ عِندَ ذَلِكَ يَا ماري‌ أتقن وَ هُوَ بِالسّريَانِيّةِ رَبّ أَصلِح قَالَ فَظَنَنتُ أَنّ أَبَا الحَسَنِ عَرّضَ بِنَفسِهِ

تبيين في السنة التي‌ قبض فيها أي بعدالقبض و كان أول إمامته لاقبله كماقيل والمراد بفلان أحد الأشراف الذين كانوا يعدون أنفسهم من أقرانه و كان أي نوح ع فيها أي في السفينة ماشاء الله من الزمان أي زمانا طويلا ويحتمل أن يكون ماشاء الله اسم كان أي ماشاء الله حفظه من المؤمنين والحيوانات والأشجار والحبوب و كل مايحتاج إليه بنو آدم والأول أظهر واختلف في مدة مكثه ع في السفينة فقيل سبعة أيام كماروي‌ عن الصادق ع و في رواية أخري مائة وخمسون يوما وقيل ستة أشهر وقيل خمسة أشهر. وكانت السفينة مأمورة أي بأمر الله تعالي يذهب به حيث أراد وقيل بأمر نوح قالوا كان إذاأراد وقوفها قال بسم الله فوقفت و إذاأراد جريها قال بسم الله فجرت كما قال تعالي بِسمِ اللّهِ مَجراها وَ مُرساهافطافت بالبيت كأنه لمادخلت السفينة الحرم أحرم ع بعمرة مفردة وطواف النساء للإحلال منها بأن أتي ببقية الأفعال قبله والتخصيص لبيان أن في شرعه أيضا كان طواف النساء ويحتمل أن يكون في شرعه ع هذامجزيا عن طواف الزيارة والأول أظهر بل يحتمل أن يكون الإحرام للحج وأتي بجميع أفعاله كمامر فِي كِتَابِ النّبُوّةِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ إِنّ


صفحه : 134

سَفِينَةَ نُوحٍ كَانَت مَأمُورَةً وَ طَافَت بِالبَيتِ حَيثُ غَرِقَتِ الأَرضُ ثُمّ أَتَت مِنًي فِي أَيّامِهَا ثُمّ رَجَعَتِ السّفِينَةُ وَ كَانَت مَأمُورَةً وَ طَافَت بِالبَيتِ طَوَافَ النّسَاءِ

فهذا الخبر كالتفسير لخبر المتن . و في القاموس طاولني‌ فطلته كنت أطول منه في الطول والطول جميعا وتطاول تطالل واستطال امتد وارتفع وتفضل وتطاول و قال شمخ الجبل علا وطال و الرجل بأنفه تكبر انتهي و هذه الجملة إما علي الاستعارة التمثيلية إشارة إلي أن الناس لماظنوا وقوعها علي أطول الجبال وأعظمها و لم يظنوا ذلك بالجودي‌ وجعلها الله عليه فكأنها تطاولت وكأن الجودي‌ خضع فإذا كان التواضع الخلقي‌ مؤثرا في ذلك فالتواضع الإرادي‌ أولي بذلك ويحتمل أن يكون الله تعالي أعطاها في ذلك الوقت الشعور وخاطبها للمصلحة فالجميع محمول علي الحقيقة و قديقال للجمادات شعور ضعيف بل لها نفوس أيضا وفهمه مشكل و إن أومأ إليه بعض الآيات والروايات . قوله ع و هوجبل عندكم أقول في تفسير العياشي‌ وتواضع جبل عندكم بالموصل يقال له الجودي‌ وأقول قدمر تفسير الجودي‌ والأقوال فيه وسائر مايتعلق بتلك القصة في كتاب النبوة والجؤجؤ كهدهد الصدر واللام في الجبل للعهد أي الجودي‌ وكأنه كان ظهر في السفينة اضطراب عندالوقوع علي الجودي‌ خافوا منه الغرق فلذا شرع ع في التضرع والدعاء كما

رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ عَنِ الصّادِقِ ع إِلَي أَن قَالَ فبَقَيِ‌َ المَاءُ يَنصَبّ مِنَ السّمَاءِ أَربَعِينَ صَبَاحاً وَ مِنَ الأَرضِ العُيُونُ حَتّي ارتَفَعَتِ السّفِينَةُ فَمَسَحَتِ السّمَاءَ قَالَ فَرَفَعَ نُوحٌ يَدَهُ ثُمّ قَالَ يَا رهمان أتقن وَ تَفسِيرُهَا رَبّ أَحسِن فَأَمَرَ اللّهُ الأَرضَ أَن تَبلَعَ مَاءَهَا

وَ رَوَي الصّدُوقُ فِي العُيُونِ وَ غَيرِهِ عَنِ الرّضَا ع أَنّ نُوحاً ع لَمّا


صفحه : 135

رَكِبَ السّفِينَةَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا نُوحُ إِن خِفتَ الغَرَقَ فهَلَلّنيِ‌ أَلفاً ثُمّ سلَنيِ‌ النّجَاةَ أُنجِكَ مِنَ الغَرَقِ وَ مَن آمَنَ مَعَكَ قَالَ فَلَمّا استَوَي نُوحٌ وَ مَن مَعَهُ فِي السّفِينَةِ وَ رَفَعَ القَلسَ عَصَفَتِ الرّيحُ عَلَيهِم فَلَم يَأمَن نُوحٌ الغَرَقَ فَأَعجَلَتهُ الرّيحُ فَلَم يُدرِك أَن يُهَلّلَ أَلفَ مَرّةٍ فَقَالَ بِالسّريَانِيّةِ هلوليا أَلفاً أَلفاً يَا ماريا أتقن قَالَ فَاستَوَي القَلسُ وَ استَمَرّتِ السّفِينَةُ الخَبَرَ

قوله عرض بنفسه التعريض توجيه الكلام إلي جانب وإرادة جانب آخر و هوخلاف التصريح أي غرضه من هذاالتمثيل بيان أنه اختار الكبش للتواضع و هومورث للعزة في الدارين ويدل علي أن اختيار أقل الأمرين في المستحبات إذا كان مستلزما للتواضع أحسن مع أن الإخلاص فيه أكثر و عن الرئاء والسمعة والتكبر أبعد ويحتمل أن يكون في ذلك تقية أيضا و لايبعد كون الكبش في الهدي‌ والأضحية أفضل لدلالة الأخبار الكثير عليه وسيأتي‌ القول فيه في محله إن شاء الله تعالي

36- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ قَالَ التّوَاضُعُ أَن تعُطيِ‌َ النّاسَ مَا تُحِبّ أَن تُعطَاهُ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ قُلتُ مَا حَدّ التّوَاضُعِ ألّذِي إِذَا فَعَلَهُ العَبدُ كَانَ مُتَوَاضِعاً فَقَالَ التّوَاضُعُ دَرَجَاتٌ مِنهَا أَن يَعرِفَ المَرءُ قَدرَ نَفسِهِ فَيُنزِلَهَا مَنزِلَتَهَا بِقَلبٍ سَلِيمٍ لَا يُحِبّ أَن يأَتيِ‌َ إِلَي أَحَدٍ إِلّا مِثلَ مَا يُؤتَي إِلَيهِ إِن رَأَي سَيّئَةً دَرَأَهَا بِالحَسَنَةِ كَاظِمُ الغَيظِ عَافٍ عَنِ النّاسِوَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَ

تبيان أن تعطي‌ الناس أي من التعظيم والإكرام والعطاء ماتحب أن تعطاه منهم من جميع ذلك التواضع درجات أي التواضع لله وللخلق درجات أوذو درجات باعتبار كمال النفس ونقصها أن يعرف المرء قدر نفسه بملاحظة عيوبها وتقصيراتها في خدمة خالقه بقلب سليم من الشك والشرك والرئاء


صفحه : 136

والعجب والحقد والعداوة والنفاق فإنها من أمراض القلب قال تعالي فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ. لايحب أن يأتي‌ إلي أحد من قبل الله أو من قبله أوالأعم إلامثل مايؤتي إليه كان المناسب للمعني ألذي ذكرنا أن يؤتي‌ إليه علي المعلوم وكأن الظرف فيهما مقدر والتقدير لايحب أن يأتي‌ إلي أحد بشي‌ء إلامثل مايؤتي به إليه ويؤيده ماسيأتي‌ من رواية علي بن سويد المدني‌ ويمكن أن يقرأ علي بناء التفعيل في الموضعين من قولهم أتيت الماء تأتية وتأتيا أي سهلت سبيله ليخرج إلي موضع ذكره الجوهري‌ لكنه بعيد درأها أي دفعها بالحسنة أي بالخصلة أوالمداراة أوالموعظة الحسنة إشارة إلي قوله تعالي وَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السّيّئَةَ و قال البيضاوي‌ يدفعونها بهافيجازون الإساءة بالإحسان أويتبعون الحسنة السيئة فتمحوها

باب 25-رحم الصغير وتوقير الكبير وإجلال ذي‌ الشيبة المسلم

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عِندَ وَفَاتِهِ وَ ارحَم مِن أَهلِكَ الصّغِيرَ وَ وَقّرِ مِنهُمُ الكَبِيرَ

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ حَشِيشٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأسَفرَاَينِيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَحمُودٍ عَن صَخرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ اللّيثِ بنِ سَعدٍ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَجّلُوا المَشَايِخَ فَإِنّ مِن إِجلَالِ اللّهِ تَبجِيلَ المَشَايِخِ


صفحه : 137

3- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ يَرفَعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَرَفَ فَضلَ شَيخٍ كَبِيرٍ فَوَقّرَهُ لِسِنّهِ آمَنَهُ اللّهُ مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ وَ قَالَ مِن تَعظِيمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِجلَالُ ذيِ‌ الشّيبَةِ المُؤمِنِ

4- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَكرَمَ شَابّ شَيخاً إِلّا قَضَي اللّهُ لَهُ عِندَ سِنّهِ مَن يُكرِمُهُ

وَ قَالَ النّبِيّص البَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُم

وَ قَالَ ع الشّيخُ فِي أَهلِهِ كاَلنبّيِ‌ّ فِي أُمّتِهِ

عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن إِكرَامِ جَلَالِ اللّهِ إِكرَامُ ذيِ‌ الشّيبَةِ المُسلِمِ

عَن أَنَسٍ قَالَ أوَصاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِ بِخَمسِ خِصَالٍ فَقَالَ فِيهِ وَ وَقّرِ الكَبِيرَ تَكُن مِن رفُقَاَئيِ‌ يَومَ القِيَامَةِ

وَ قَالَ ع لَيسَ مِنّا مَن لَم يَرحَم صَغِيرَنَا وَ لَم يُوَقّر كَبِيرَنَا

5- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي جَوَادٌ يُحِبّ الجَوَادَ وَ معَاَليِ‌َ الأُمُورِ وَ يَكرَهُ سَفسَافَهَا وَ إِنّ مِن عِظَمِ جَلَالِ اللّهِ إِكرَامَ ثَلَاثَةٍ ذيِ‌ الشّيبَةِ فِي الإِسلَامِ وَ الإِمَامِ العَادِلِ وَ حَامِلِ القُرآنِ غَيرِ الغاَليِ‌ فِيهِ وَ لَا الجاَفيِ‌ عَنهُ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن وَقّرَ ذَا شَيبَةٍ لِشَيبَتِهِ آمَنَهُ اللّهُ تَعَالَي مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ لأَسَتحَييِ‌ مِن عبَديِ‌ وَ أمَتَيِ‌ يَشِيبَانِ فِي الإِسلَامِ ثُمّ أُعَذّبُهُمَا

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَرَفَ فَضلَ كَبِيرٍ لِسِنّهِ فَوَقّرَهُ آمَنَهُ اللّهُ تَعَالَي مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ


صفحه : 138

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضَاَئرِيِ‌ّ عَنِ التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن عَبدِ اللّهِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الطيّاَلسِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا رَأَيتُ شَيئاً أَسرَعَ إِلَي شَيءٍ مِنَ الشّيبِ إِلَي المُؤمِنِ وَ إِنّهُ وَقَارٌ لِلمُؤمِنِ فِي الدّنيَا وَ نُورٌ سَاطِعٌ يَومَ القِيَامَةِ بِهِ وَقّرَ اللّهُ خَلِيلَهُ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ مَا هَذَا يَا رَبّ قَالَ لَهُ هَذَا وَقَارٌ فَقَالَ يَا رَبّ زدِنيِ‌ وَقَاراً قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَمِن إِجلَالِ اللّهِ إِجلَالُ شَيبَةِ المُؤمِنِ

باب 35-النهي‌ عن تعجيل الرجل عن طعامه أوحاجته

1- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تُعَجّلُوا الرّجُلَ عِندَ طَعَامِهِ حَتّي يَفرُغَ وَ لَا عِندَ غَائِطِهِ حَتّي يأَتيِ‌َ عَلَي حَاجَتِهِ

2- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن إِجلَالِ اللّهِ إِجلَالُ ذيِ‌ الشّيبَةِ المُسلِمِ

بيان من إجلال الله أي تعظيم الله فإن تعظيم أوامره سبحانه تعظيم له والشيبة بياض الشعر و كان فيه دلالة علي أن شعرا واحدا أيضا سبب للتعظيم قال الجوهري‌ الشيب والمشيب واحد و قال الأصمعي‌ الشيب بياض الشعر والمشيب دخول الرجل في حد الشيب من الرجال والأشيب المبيض الرأس وإجلاله تعظيمه وتوقيره واحترامه والإعراض عما صدر عنه لسوء خلقه لكبر سنه وضعف قوته لاسيما إذا كان أكثر تجربة وعلما وأكيس حزما وأقدم إيمانا وأحسن عبادة

3- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ مِنّا مَن لَم يُوَقّر كَبِيرَنَا وَ لَم يَرحَم صَغِيرَنَا


صفحه : 139

بيان ليس منا أي من المؤمنين الكاملين أو من شيعتنا الصادقين والمراد بالصغير إما الأطفال فإنهم لضعف بنيتهم وعقلهم وتجاربهم مستحقون للترحم ويحتمل أن يراد بالكبر والصغر الإضافيان أي يلزم كل أحد أن يعظم من هوأكبر منه ويرحم من هوأصغر منه و إن كان بقليل

4- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الوصَاّفيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَظّمُوا كِبَارَكُم وَ صِلُوا أَرحَامَكُم وَ لَيسَ تَصِلُونَهُم بشِيَ‌ءٍ أَفضَلَ مِن كَفّ الأَذَي عَنهُم

بيان الوصافي‌ اسمه عبد الله بن الوليد

باب 45-ثواب إماطة القذي عن وجه المؤمن والتبسم في وجهه و ما يقول الرجل إذاأميط عنه القذي ومعني قول الرجل لأخيه جزاك الله خيرا والنهي‌ عن قول الرجل لصاحبه لا وحياتك وحياة فلان

1- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا أُخِذَت مِنكَ قَذَاةٌ فَقُل أَمَاطَ اللّهُ عَنكَ مَا تَكرَهُ

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي أَن يَقُولَ الرّجُلُ لِلرّجُلِ لَا وَ حَيَاتِكَ وَ حَيَاةِ فُلَانٍ

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَعيَنَ أخَيِ‌ مَالِكٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ الرّجُلِ لِلرّجُلِ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً مَا يعَنيِ‌ بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الخَيرَ نَهَرٌ فِي الجَنّةِ


صفحه : 140

مَخرَجُهُ مِنَ الكَوثَرِ وَ الكَوثَرُ مَخرَجُهُ مِن سَاقِ العَرشِ عَلَيهِ مَنَازِلُ الأَوصِيَاءِ وَ شِيعَتِهِم عَلَي حاَفتَيَ‌ ذَلِكَ النّهَرِ جوَاَريِ‌ نَابِتَاتٌ كُلّمَا قُلِعَت وَاحِدَةٌ نَبَتَت أُخرَي بِاسمِ ذَلِكَ النّهَرِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِفِيهِنّ خَيراتٌ حِسانٌ فَإِذَا قَالَ الرّجُلُ لِصَاحِبِهِ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً فَإِنّمَا يعَنيِ‌ بِهِ تِلكَ المَنَازِلَ التّيِ‌ أَعَدّهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِصَفوَتِهِ وَ خِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ

4- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزعُكَ القَذَاةَ عَن وَجهِ أَخِيكَ عَشرُ حَسَنَاتٍ وَ تَبَسّمُكَ فِي وَجهِهِ حَسَنَةٌ وَ أَوّلُ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ أَهلُ المَعرُوفِ

5- نهج ،[نهج البلاغة] سُئِلَ ع عَنِ الخَيرِ مَا هُوَ فَقَالَ لَيسَ الخَيرَ أَن يَكثُرَ مَالُكَ وَ وَلَدُكَ وَ لَكِنّ الخَيرَ أَن يَكثُرَ عِلمُكَ وَ عَمَلُكَ وَ أَن يَعظُمَ حِلمُكَ وَ أَن تبُاَهيِ‌َ النّاسَ بِعِبَادَةِ رَبّكَ فَإِن أَحسَنتَ حَمِدتَ اللّهَ وَ إِن أَسَأتَ استَغفَرتَ اللّهَ

باب 55-حد الكرامة والنهي‌ عن رد الكرامة ومعناها

1- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا عُرِضَ عَلَي أَحَدِكُمُ الكَرَامَةُ فَلَا يَرُدّهَا فَإِنّمَا يَرُدّ الكَرَامَةَ الحِمَارُ

2- مع ،[معاني‌ الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البجَلَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ قَالَ الرّضَا ع كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ لَا يَأبَي الكَرَامَةَ إِلّا حِمَارٌ قُلتُ مَا مَعنَي ذَلِكَ قَالَ التّوسِعَةُ فِي المَجلِسِ وَ الطّيبُ


صفحه : 141

يُعرَضُ عَلَيهِ

3- مع ،[معاني‌ الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ الجَهمِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ لَا يَأبَي الكَرَامَةَ إِلّا حِمَارٌ قُلتُ أَيّ شَيءٍ الكَرَامَةُ قَالَ مِثلُ الطّيبِ وَ مَا يُكرِمُ بِهِ الرّجُلُ الرّجُلَ

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُيَسّرٍ عَن أَبِي زَيدٍ المكَيّ‌ّ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ لَا يَأبَي الكَرَامَةَ إِلّا حِمَارٌ يعَنيِ‌ بِذَلِكَ فِي الطّيبِ وَ التّوسِعَةِ فِي المَجلِسِ وَ الوِسَادَةِ

5- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَأبَي الكَرَامَةَ إِلّا حِمَارٌ قُلتُ مَا مَعنَي ذَلِكَ قَالَ ذَلِكَ فِي الطّيبِ يُعرَضُ عَلَيهِ وَ التّوسِعَةِ فِي المَجلِسِ مَن أَبَاهُمَا كَانَ كَمَا قَالَ

6- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَرُدّ الطّيبَ قَالَ لَا ينَبغَيِ‌ لَهُ أَن يَرُدّ الكَرَامَةَ

ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَ لَا تُكرِمِ الرّجُلَ بِمَا يَشُقّ عَلَيهِ


صفحه : 142

باب 65- من أذل مؤمنا أوأهانه أوحقره أواستهزأ به أوطعن عليه أورد قوله والنهي‌ عن التنابز بالألقاب

الآيات المؤمنون فَاتّخَذتُمُوهُم سِخرِيّا حَتّي أَنسَوكُم ذكِريِ‌ وَ كُنتُم مِنهُم تَضحَكُونَ إنِيّ‌ جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَرُوا أَنّهُم هُمُ الفائِزُونَالأحزاب وَ الّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُوا فَقَدِ احتَمَلُوا بُهتاناً وَ إِثماً مُبِيناًالحجرات وَ لا تَنابَزُوا بِالأَلقابِ بِئسَ الِاسمُ الفُسُوقُ بَعدَ الإِيمانِ

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضَاَئرِيِ‌ّ عَنِ التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ الماَلكِيِ‌ّ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا بنِ بِشرٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ المُؤمِنَ مِن عَظَمَةِ جَلَالِهِ وَ قُدرَتِهِ فَمَن طَعَنَ عَلَيهِ أَو رَدّ عَلَيهِ قَولَهُ فَقَد رَدّ عَلَي اللّهِ

2- مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ أَذَلّ النّاسِ مَن أَهَانَ النّاسَ

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَن أَبِي قِلَابَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن أَذَلّ مُؤمِناً أَذَلّهُ اللّهُ

4-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ استَذَلّ مُؤمِناً أَو حَقّرَهُ لِفَقرِهِ وَ قِلّةِ ذَاتِ يَدِهِ شَهَرَهُ اللّهُ


صفحه : 143

يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ يَفضَحُهُ

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي دَارِمٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَذَلّ مُؤمِناً أَو حَقّرَهُ لِفَقرِهِ وَ قِلّةِ ذَاتِ يَدِهِ شَهَرَهُ اللّهُ عَلَي جِسرِ جَهَنّمَ يَومَ القِيَامَةِ

6- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تُحَقّرُوا ضُعَفَاءَ إِخوَانِكُم فَإِنّهُ مَنِ احتَقَرَ مُؤمِناً لَم يَجمَعِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَينَهُمَا فِي الجَنّةِ إِلّا أَن يَتُوبَ

وَ قَالَ ع المُؤمِنُ لَا يَغُشّ أَخَاهُ وَ لَا يَخُونُهُ وَ لَا يَخذُلُهُ وَ لَا يَتّهِمُهُ وَ لَا يَقُولُ لَهُ أَنَا مِنكَ برَيِ‌ءٌ

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضَاَئرِيِ‌ّ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ العسَكرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِي عُمَرَ الصنّعاَنيِ‌ّ عَنِ العَلَاءِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ رُبّ أَشعَثَ أَغبَرَ ذيِ‌ طِمرَينِ مُدقِعٍ بِالأَبوَابِ لَو أَقسَمَ عَلَي اللّهِ لَأَبَرّهُ

8-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ أَبِي عَبّادٍ عَن عَمّهِ قَالَسَمِعتُ الرّضَا ع يَوماً يُنشِدُ شِعراً فَقُلتُ لِمَن هَذَا أَعَزّ اللّهُ الأَمِيرَ فَقَالَ لعِرِاَقيِ‌ّ لَكُم قُلتُ أَنشَدَنِيهِ أَبُو العَتَاهِيَةِ لِنَفسِهِ فَقَالَ هَاتِ اسمَهُ


صفحه : 144

وَ دَع عَنكَ هَذَا إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي يَقُولُوَ لا تَنابَزُوا بِالأَلقابِ وَ لَعَلّ الرّجُلَ يَكرَهُ هَذَا

9- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَطمَعَنّ المسُتهَز‌ِئُ بِالنّاسِ فِي صِدقِ المَوَدّةِ

أقول قدمضي في باب جوامع المساوي‌

10-فس ،[تفسير القمي‌]يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسي أَن يَكُونُوا خَيراً مِنهُم وَ لا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسي أَن يَكُنّ خَيراً مِنهُنّفَإِنّهَا نَزَلَت فِي صَفِيّةَ بِنتِ حيُيَ‌ّ بنِ أَخطَبَ وَ كَانَت زَوجَةَ رَسُولِ اللّهِص وَ ذَلِكَ أَنّ عَائِشَةَ وَ حَفصَةَ كَانَتَا تُؤذِيَانِهَا وَ تَشتِمَانِ وَ تَقُولَانِ لَهَا يَا بِنتَ اليَهُودِيّةِ فَشَكَت ذَلِكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ لَهَا أَ لَا تُجِيبِينَهُمَا فَقَالَت مَا ذَا يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قوُليِ‌ أَبِي هَارُونُ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ عمَيّ‌ مُوسَي كَلِيمُ اللّهِ وَ زوَجيِ‌ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَمَا تُنكِرَانِ منِيّ‌ فَقَالَت لَهُمَا


صفحه : 145

فَقَالَتَا هَذَا عَلّمَكِ رَسُولُ اللّهِ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي ذَلِكَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسي أَن يَكُونُوا خَيراً مِنهُم إِلَي قَولِهِوَ لا تَنابَزُوا بِالأَلقابِ بِئسَ الِاسمُ الفُسُوقُ بَعدَ الإِيمانِ

11- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن حَقّرَ مُؤمِناً لِقِلّةِ مَالِهِ حَقّرَهُ اللّهُ فَلَم يَزَل عِندَ اللّهِ مَحقُوراً حَتّي يَتُوبَ مِمّا صَنَعَ وَ قَالَ ع إِنّهُم مُبَاهُونَ بِأَكفَائِهِم يَومَ القِيَامَةِ

12- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِيَأذَن بِحَربٍ منِيّ‌ مَن أَذَلّ عبَديِ‌َ المُؤمِنَ وَ ليَأمَن غضَبَيِ‌ مَن أَكرَمَ عبَديِ‌َ المُؤمِنَ

سن ،[المحاسن ] علي بن عبد الله عن ابن محبوب مثله

13- ثو،[ثواب الأعمال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ المُؤمِنِينَ مِن نُورِ عَظَمَتِهِ وَ جَلَالِ كِبرِيَائِهِ فَمَن طَعَنَ عَلَيهِم أَو رَدّ عَلَيهِم قَولَهُم فَقَد رَدّ عَلَي اللّهِ فِي عَرشِهِ وَ لَيسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيءٍ إِنّمَا هُوَ شِركُ شَيطَانٍ

سن ،[المحاسن ] في رواية المفضل مثله

14- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن حَمّادٍ عَن ربِعيِ‌ّ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مِن إِنسَانٍ يَطعُنُ فِي عَينِ مُؤمِنٍ إِلّا مَاتَ بِشَرّ مِيتَةٍ وَ كَانَ يَتَمَنّي أَن يَرجِعَ إِلَي خَيرٍ


صفحه : 146

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي عن ابن سنان عن حماد مثله

15- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ المُثَنّي عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تُحَقّرُوا مُؤمِناً فَقِيراً فَإِنّهُ مَن حَقّرَ مُؤمِناً فَقِيراً أَوِ استَخَفّ بِهِ حَقّرَهُ اللّهُ وَ لَم يَزَل مَاقِتاً لَهُ حَتّي يَرجِعَ عَن حَقرَتِهِ أَو يَتُوبَ

وَ قَالَ ع مَنِ استَذَلّ مُؤمِناً أَو حَقّرَهُ لِقِلّةِ ذَاتِ يَدِهِ وَ لِفَقرِهِ شَهَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي رُءُوسِ الخَلَائِقِ

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي عن ابن محبوب مثله

16- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا قَالَ المُؤمِنُ لِأَخِيهِ أُفّ خَرَجَ مِن وَلَايَتِهِ وَ إِذَا قَالَ أَنتَ عدَوُيّ‌ كَفَرَ أَحَدُهُمَا وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِن مُؤمِنٍ عَمَلًا وَ هُوَ يُضمِرُ عَلَي المُؤمِنِ سُوءاً

17- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ المُؤمِنَ مِن نُورِ عَظَمَتِهِ وَ جَلَالِ كِبرِيَائِهِ فَمَن طَعَنَ عَلَي المُؤمِنِ أَو رَدّ عَلَيهِ فَقَد رَدّ عَلَي اللّهِ فِي عَرشِهِ وَ لَيسَ هُوَ مِنَ اللّهِ فِي وَلَايَةٍ وَ إِنّمَا هُوَ شِركُ شَيطَانٍ

18- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقَد أسُريِ‌َ بيِ‌ فَأَوحَي اللّهُ إلِيَ‌ّ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ مَا أَوحَي وَ شاَفهَنَيِ‌ مِن دُونِهِ بِمَا شاَفهَنَيِ‌ فَكَانَ فِيمَا شاَفهَنَيِ‌ أَن قَالَ يَا مُحَمّدُ مَن آذَي لِي وَلِيّاً فَقَد أرَصدَنَيِ‌ بِالمُحَارَبَةِ وَ مَن حاَربَنَيِ‌ حَارَبتُهُ قَالَ فَقُلتُ يَا رَبّ وَ مَن وَلِيّكَ هَذَا فَقَد عَلِمتُ أَنّهُ مَن حَارَبَكَ حَارَبتَهُ فَقَالَ ذَاكَ مَن أَخَذتُ مِيثَاقَهُ لَكَ وَ لِوَصِيّكَ وَ لِوَرَثَتِكُمَا بِالوَلَايَةِ

19-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ


صفحه : 147

ع قَالَا إِنّ أَبَا ذَرّ عَيّرَ رَجُلًا عَلَي عَهدِ النّبِيّص بِأُمّهِ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ السّودَاءِ وَ كَانَت أُمّهُ سَودَاءَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص تُعَيّرُهُ بِأُمّهِ يَا بَا ذَرّ قَالَ فَلَم يَزَل أَبُو ذَرّ يُمَرّغُ وَجهَهُ فِي التّرَابِ وَ رَأسَهُ حَتّي رضَيِ‌َ رَسُولُ اللّهِص عَنهُ

20- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، الهُزءُ فُكَاهَةُ السّفَهَاءِ وَ صِنَاعَةُ الجُهّالِ

21- كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ،روُيِ‌َ عَن أَحَدِ الأَئِمّةِ أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَتَمَ ثَلَاثَةً فِي ثَلَاثَةٍ كَتَمَ رِضَاهُ فِي طَاعَتِهِ وَ كَتَمَ سَخَطَهُ فِي مَعصِيَتِهِ وَ كَتَمَ وَلِيّهُ فِي خَلقِهِ فَلَا يَستَخِفّنّ أَحَدُكُم شَيئاً مِنَ الطّاعَاتِ فَإِنّهُ لَا يدَريِ‌ فِي أَيّهَا رِضَا اللّهِ وَ لَا يَستَقِلّنّ أَحَدُكُم شَيئاً مِنَ المعَاَصيِ‌ فَإِنّهُ لَا يدَريِ‌ فِي أَيّهَا سَخَطُ اللّهِ وَ لَا يَزرَأَنّ أَحَدُكُم بِأَحَدٍ مِن خَلقِ اللّهِ فَإِنّهُ لَا يدَريِ‌ أَيّهُم ولَيِ‌ّ اللّهِ

باب 75- من أخاف مؤمنا أوضربه أوآذاه أولطمه أوأعان عليه أوسبه وذم الرواية علي المؤمن

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ بنِ يُوسُفَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَنبَسَةَ عَن بَكرِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ الرّضَا عَن أَبِيهَا عَن آبَائِهِ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ وَ عَمّهِ زَيدٍ عَن أَبِيهِمَا عَن أَبِيهِ وَ عَمّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَا يَحِلّ لِمُسلِمٍ أَن يُرَوّعَ مُسلِماً

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَعتَي النّاسِ مَن قَتَلَ غَيرَ قَاتِلِهِ أَو ضَرَبَ غَيرَ ضَارِبِهِ

أقول قدمضي مثله بأسانيد في باب من أحدث حدثا وسيأتي‌ في باب مواعظ النبي ص


صفحه : 148

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الشّرِيفِ مُحَمّدِ بنِ طَاهِرٍ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ المُستَورِدِ عَنِ الكاَهلِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ بنِ مُدرِكٍ قَالَ دَخَلتُ مَعَ عمَيّ‌ عَامِرِ بنِ مُدرِكٍ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَمِعتُهُ يَقُولُ مَن أَعَانَ عَلَي مُؤمِنٍ بِشَطرِ كَلِمَةٍ لقَيِ‌َ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ بَينَ عَينَيهِ مَكتُوبٌ آيِسٌ مِن رَحمَةِ اللّهِ

4- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَكرَمَ أَخَاهُ المُؤمِنَ بِكَلِمَةٍ يُلطِفُهُ بِهَا أَو قَضَي لَهُ حَاجَةً أَو فَرّجَ عَنهُ كُربَةً لَم تَزَلِ الرّحمَةُ ظِلّا عَلَيهِ مَجدُولًا مَا كَانَ فِي ذَلِكَ مِنَ النّظَرِ فِي حَاجَتِهِ ثُمّ قَالَ أَ لَا أُنَبّئُكُم لِمَ سمُيّ‌َ المُؤمِنُ مُؤمِناً لِإِيمَانِهِ النّاسَ عَلَي أَنفُسِهِم وَ أَموَالِهِم أَ لَا أُنَبّئُكُم مَنِ المُسلِمُ مَن سَلِمَ النّاسُ مِن يَدِهِ وَ لِسَانِهِ أَ لَا أُنَبّئُكُم بِالمُهَاجِرِ مَن هَجَرَ السّيّئَاتِ وَ مَا حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ وَ مَن دَفَعَ مُؤمِناً دَفعَةً لِيُذِلّهُ بِهَا أَو لَطَمَهُ لَطمَةً أَو أَتَي إِلَيهِ أَمراً يَكرَهُهُ لَعَنَتهُ المَلَائِكَةُ حَتّي يُرضِيَهُ مِن حَقّهِ وَ يَتُوبَ وَ يَستَغفِرَ فَإِيّاكُم وَ العَجَلَةَ إِلَي أَحَدٍ فَلَعَلّهُ مُؤمِنٌ وَ أَنتُم لَا تَعلَمُونَ وَ عَلَيكُم بِالأَنَاةِ وَ اللّينِ وَ التّسَرّعُ مِن سِلَاحِ الشّيَاطِينِ وَ مَا مِن شَيءٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِنَ الأَنَاةِ وَ اللّينِ

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَلَا وَ مَن لَطَمَ خَدّ مُسلِمٍ أَو وَجهَهُ بَدّدَ اللّهُ عِظَامَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ حُشِرَ مَغلُولًا حَتّي يَدخُلَ جَهَنّمَ إِلّا أَن يَتُوبَ

6- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن فَضَالَةَ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِبَابُ المُؤمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفرٌ وَ أَكلُ لَحمِهِ مِن مَعصِيَةِ اللّهِ

7-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن


صفحه : 149

إِسحَاقَ الخَفّافِ عَن بَعضِ الكُوفِيّينَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن رَوّعَ مُؤمِناً بِسُلطَانٍ لِيُصِيبَ مِنهُ مَكرُوهاً فَلَم يُصِبهُ فَهُوَ فِي النّارِ وَ مَن رَوّعَ مُؤمِناً بِسُلطَانٍ لِيُصِيبَ مِنهُ مَكرُوهاً فَأَصَابَهُ فَهُوَ مَعَ فِرعَونَ وَ آلِ فِرعَونَ فِي النّارِ

8- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ أَينَ الصّدُودُ لأِوَليِاَئيِ‌ قَالَ فَيَقُومُ قَومٌ لَيسَ عَلَي وُجُوهِهِم لَحمٌ قَالَ فَيَقُولُ هَؤُلَاءِ الّذِينَ آذَوُا المُؤمِنِينَ وَ نَصَبُوا لَهُم وَ عَانَدُوهُم وَ عَنّفُوهُم فِي دِينِهِم قَالَ ثُمّ يُؤمَرُ بِهِم إِلَي جَهَنّمَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانُوا وَ اللّهِ الّذِينَ يَقُولُونَ بِقَولِهِم وَ لَكِنّهُم حَبَسُوا حُقُوقَهُم وَ أَذَاعُوا عَلَيهِم سِرّهُم

أقول سيأتي‌ بعض الأخبار في باب من أعان علي القتل في كتاب القصاص

9- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَعتَي النّاسِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَن قَتَلَ غَيرَ قَاتِلِهِ وَ مَن ضَرَبَ مَن لَم يَضرِبهُ

10- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن أَعَانَ عَلَي مُسلِمٍ بِشَطرِ كَلِمَةٍ كُتِبَ بَينَ عَينَيهِ يَومَ القِيَامَةِ آيِسٌ مِن رَحمَةِ اللّهِ

11- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع وَرِثتُ عَن رَسُولِ اللّهِص كِتَابَينِ كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كِتَاباً فِي قِرَابِ سيَفيِ‌ قِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَا الكِتَابُ ألّذِي فِي قِرَابِ سَيفِكَ قَالَ مَن قَتَلَ غَيرَ قَاتِلِهِ أَو ضَرَبَ غَيرَ ضَارِبِهِ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ

12-جا،[المجالس للمفيد]المرَاَغيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ النهّاَونَديِ‌ّ عَن


صفحه : 150

أَبِي الخَزرَجِ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَن جَعفَرِ بنِ أَيَاسٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ وُجِدَ قَتِيلٌ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص فَخَرَجَ مُغضَباً حَتّي رقَيِ‌َ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يُقتَلُ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمِينَ لَا يُدرَي مَن قَتَلَهُ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَو أَنّ أَهلَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ اجتَمَعُوا عَلَي قَتلِ مُؤمِنٍ أَو رَضُوا بِهِ لَأَدخَلَهُمُ اللّهُ فِي النّارِ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَا يَجلِدُ أَحَدٌ أَحَداً ظُلماً إِلّا جُلِدَ غَداً فِي نَارِ جَهَنّمَ مِثلَهُ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ لَا يُبغِضُنَا أَهلَ البَيتِ أَحَدٌ إِلّا أَكَبّهُ اللّهُ عَلَي وَجهِهِ فِي نَارِ جَهَنّمَ

13- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن آذَي مُؤمِناً فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن آذاَنيِ‌ فَقَد آذَي اللّهَ وَ مَن آذَي اللّهَ فَهُوَ مَلعُونٌ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ الفُرقَانِ

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ فَعَلَيهِلَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ

وَ قَالَص مَن نَظَرَ إِلَي مُؤمِنٍ نَظرَةً يُخِيفُهُ بِهَا أَخَافَهُ اللّهُ تَعَالَي يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ وَ حَشَرَهُ فِي صُورَةِ الذّرّ بِلَحمِهِ وَ جِسمِهِ وَ جَمِيعِ أَعضَائِهِ وَ رُوحِهِ حَتّي يُورِدَهُ مَورِدَهُ

وَ قَالَص مَن أَحزَنَ مُؤمِناً ثُمّ أَعطَاهُ الدّنيَا لَم يَكُن ذَلِكَ كَفّارَتَهُ وَ لَم يُؤجَر عَلَيهِ

14- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن بَالَغَ فِي الخُصُومَةِ ظَلَمَ وَ مَن قَصّرَ ظَلَمَ وَ لَا يَستَطِيعُ أَن يتَقّيِ‌َ اللّهَ مَن يُخَاصِمُ

15- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]حَمّادٌ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَفَي بِالمَرءِ عَيباً أَن يُبصِرَ مِن عُيُوبِ النّاسِ مَا يَعمَي عَنهُ مِن أَمرِ نَفسِهِ أَو يَعِيبَ عَلَي النّاسِ أَمراً هُوَ فِيهِ لَا يَستَطِيعُ التّحَوّلَ عَنهُ إِلَي غَيرِهِ وَ أَن يؤُذيِ‌َ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعنِيهِ

16- مِن كِتَابِ قَضَاءِ الحُقُوقِ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِبَابُ المُؤمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفرٌ وَ أَكلُ لَحمِهِ مَعصِيَةُ اللّهِ وَ حُرمَةُ مَالِهِ كَحُرمَةِ اللّهِ عِدَةُ المُؤمِنِ الأَخذُ بِاليَدِ


صفحه : 151

يحث ص علي الوفاء بالمواعيد والصدق فيهايريد أن المؤمن إذاوعد كان الثقة بموعده كالثقة بالشي‌ء إذاصار باليد

وَ قَالَص مَن عَارَضَ أَخَاهُ المُؤمِنَ فِي حَدِيثِهِ فَكَأَنّمَا خَدَشَ فِي وَجهِهِ

وَ قَالَص لَا تُحَقّرُوا ضُعَفَاءَ إِخوَانِكُم فَإِنّهُ مَنِ احتَقَرَ مُؤمِناً لَم يَجمَعِ اللّهُ بَينَهُمَا فِي الجَنّةِ إِلّا أَن يَتُوبَ

17- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع مَن أَسرَعَ إِلَي النّاسِ بِمَا يَكرَهُونَ قَالُوا فِيهِ مَا لَا يَعلَمُونَ

18- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَلَفٍ عَن مُوسَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ظَهرُ المُؤمِنِ حِمًي إِلّا مِن حَدّ

19- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن نَظَرَ إِلَي مُؤمِنٍ نَظرَةً لِيُخِيفَهُ بِهَا أَخَافَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ

بيان يوم لاظل إلاظله أي إلاظل عرشه أوالمراد بالظل الكنف أي لاملجأ و لامفزع إلا إليه قال الراغب الظل ضد الضح و هوأعم من الفي‌ء ويعبر بالظل عن العزة والمناعة و عن الرفاهة قال تعالي إِنّ المُتّقِينَ فِي ظِلالٍ وَ عُيُونٍ أي في عزة ومناعة وأظلني‌ فلان أي حرسني‌ وجعلني‌ في ظله أي في عزه ومناعته وَ نُدخِلُهُم ظِلّا ظَلِيلًاكناية عن غضارة العيش

20-كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي إِسحَاقَ الخَفّافِ عَن بَعضِ الكُوفِيّينَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن رَوّعَ مُؤمِناً بِسُلطَانٍ لِيُصِيبَهُ مِنهُ مَكرُوهٌ فَلَم يُصِبهُ فَهُوَ فِي النّارِ وَ مَن رَوّعَ مُؤمِناً بِسُلطَانٍ لِيُصِيبَهُ مِنهُ مَكرُوهٌ فَأَصَابَهُ


صفحه : 152

فَهُوَ مَعَ فِرعَونَ وَ آلِ فِرعَونَ فِي النّارِ

بيان ليصيبه منه أي من السلطان مكروه أي ضرر يكرهه فلم يصبه أي المكروه فهو في النار أي يستحقها إن لم يعف عنه والروع الفزع والترويع التخويف في النار قيل أي في نار البرزخ حيث قال النّارُ يُعرَضُونَ عَلَيها غُدُوّا وَ عَشِيّا وَ يَومَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدخِلُوا آلَ فِرعَونَ أَشَدّ العَذابِ

21- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَعَانَ عَلَي مُؤمِنٍ بِشَطرِ كَلِمَةٍ لقَيِ‌َ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ مَكتُوبٌ بَينَ عَينَيهِ آيِسٌ مِن رحَمتَيِ‌

بيان قال في النهاية الشطر النصف و منه الحديث من أعان علي قتل مؤمن بشطر كلمة قيل هو أن يقول اق في اقتل كَمَا قَالَص كَفَي بِالسّيفِ شَا

يريد شاهدا و في القاموس الشطر نصف الشي‌ء وجزؤه وأقول يحتمل أن يكون كناية عن قلة الكلام أوكأن يقول نعم مثلا في جواب من قال أقتل زيدا وكأن بين العينين كناية عن الجبهة

22- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِيَأذَن بِحَربٍ منِيّ‌ مَن آذَي عبَديِ‌َ المُؤمِنَ وَ ليَأمَن غضَبَيِ‌ مَن أَكرَمَ عبَديِ‌َ المُؤمِنَ وَ لَو لَم يَكُن مِن خلَقيِ‌ فِي الأَرضِ فِيمَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ إِلّا مُؤمِنٌ وَاحِدٌ مَعَ إِمَامٍ عَادِلٍ لَاستَغنَيتُ بِعِبَادَتِهِمَا عَن جَمِيعِ مَا خَلَقتُ فِي أرَضيِ‌ وَ لَقَامَت سَبعُ سَمَاوَاتٍ وَ أَرَضِينَ بِهِمَا وَ لَجَعَلتُ لَهُمَا إِيمَانَهُمَا أُنساً لَا يَحتَاجَانِ إِلَي أُنسِ سِوَاهُمَا

بيان ليأذن أي ليعلم كما قال تعالي في ترك مابقي‌ من الربافَإِن لَم تَفعَلُوا فَأذَنُوا بِحَربٍ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ قال البيضاوي‌ أي فاعلموا بها من


صفحه : 153

أذن بالشي‌ء إذاعلم به وتنكير حرب للتعظيم و ذلك يقتضي‌ أن يقاتل المربي‌ بعدالاستتابة حتي يفي‌ء إلي أمر الله كالباغي‌ و لايقتضي‌ كفره و في المجمع أي فأيقنوا واعلموا بقتال من الله ورسوله ومعني الحرب عداوة الله ورسوله و هذاإخبار بعظم المعصية و قال ابن عباس وغيره إن من عامل بالربا استتابه فإن تاب و إلاقتله انتهي . وأقول في الخبر يحتمل أن يكون كناية عن شدة الغضب بقرينة المقابلة أوالمعني أن الله يحاربه أي ينتقم منه في الدنيا والآخرة أو من فعل ذلك فليعلم أنه محارب لله كماسيأتي‌ فقد بارزني‌ بالمحاربة وقيل الأمر بالعلم ليس علي الحقيقة بل هوخبر عن وقوع المخبر به علي التأكيد وكذا وليأمن إخبار عن عدم وقوع مايحذر منه علي التأكيد والمراد بالمؤمن مطلق الشيعة أوالكامل منهم كمايومئ إليه عبدي‌ و علي الأول المراد بالإيذاء ألذي لم يأمر به الشارع كالأمر بالمعروف والنهي‌ عن المنكر والمراد بالإكرام الرعاية والتعظيم خلقا وقولا وفعلا منه جلب النفع له ودفع الضرر عنه . و لو لم يكن كان تامة والمراد بالخلق سوي الملائكة والجن و قوله مع إمام إما متعلق بلم يكن أوحال عن المؤمن و علي الأخير يدل علي ملازمته للإمام والمراد بالاستغناء بعبادة مؤمن واحد مع أنه سبحانه غني‌ مطلق لاحاجة له إلي عبادة أحد قبول عبادتهما والاكتفاء بهما لقيام نظام العالم وكأن كون المؤمن مع الإمام أعم من كونه بالفعل أوبالقوة القريبة منه فإنه يمكن أن يبعث نبي‌ و لم يؤمن به أحد إلا بعدزمان كمامر في باب قلة عدد المؤمنين أن ابراهيم ع كان يعبد الله و لم يكن معه غيره حتي آنسه الله بإسماعيل وإسحاق و قدمر الكلام فيه وقيل المقصود هنا بيان حال هذه الأمة فلاينافي‌ الوحدة في الأمم السابقة وأرضين بتقدير سبع أرضين وأنس إما مضاف إلي سواهما أومنون وسواهما للاستثناء


صفحه : 154

23- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن مُنذِرِ بنِ يَزِيدَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ أَينَ الصّدُودُ لأِوَليِاَئيِ‌ فَيَقُومُ قَومٌ لَيسَ عَلَي وُجُوهِهِم لَحمٌ فَيُقَالُ هَؤُلَاءِ الّذِينَ آذَوُا المُؤمِنِينَ وَ نَصَبُوا لَهُم وَ عَانَدُوهُم وَ عَنّفُوهُم فِي دِينِهِم ثُمّ يُؤمَرُ بِهِم إِلَي جَهَنّمَ

بيان أين الصدود لأوليائه كذا في أكثر نسخ الكتاب وثواب الأعمال وغيرهما وتطبيقه علي مايناسب المقام لايخلو من تكلف في القاموس صد عنه صدودا أعرض وفلانا عن كذا صدا منعه وصرفه وصد يصد ويصد صديدا ضج والتصدد التعرض و في النهاية الصد الصرف والمنع يقال صده وأصده وصد عنه والصد الهجران و منه الحديث فيصد هذا ويصد هذا أي يعرض بوجهه عنه و في المصباح صد من كذا من باب ضرب ضحك . وأقول أكثر المعاني‌ مناسبة لكن بتضمين معني التعرض ونحوه للتعدية باللام فالصدود بالضم جمع صاد و في بعض النسخ المؤذون لأوليائي‌ فلايحتاج إلي تكلف و قال الجوهري‌ نصبت لفلان نصبا إذاعاديته وناصبته الحرب مناصبة و قال التعنيف التعيير واللوم وقيل لعل خلو وجوههم من اللحم لأجل أنه ذاب من الغم وخوف العقوبة أو من خدشه بأيديهم تحسرا وتأسفا وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ العَامّةُ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَرَرتُ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ بِقَومٍ لَهُم أَظفَارٌ مِن نُحَاسٍ يَخدِشُونَ وُجُوهَهُم وَ صُدُورَهُم فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ قَالَ هُمُ الّذِينَ يَأكُلُونَ لُحُومَ النّاسِ وَ يَقَعُونَ فِي أَعرَاضِهِم

وقيل إنما سقط لحم وجوههم لأنهم كاشفوهم بوجوههم الشديدة من غيراستحياء من الله ومنهم . وأقول أولأنهم لماأرادوا أن يقبحوهم عند الناس في الدنيا قبحهم الله في الآخرة عند الناس في أظهر أعضائهم وأحسنها


صفحه : 155

24- كا،[الكافي‌] عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن حَمّادِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَن أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَد أَرصَدَ لمِحُاَربَتَيِ‌

بيان المراد بالولي‌ المحب البالغ بجهده في عبادة مولاه المعرض عما سواه فقد أرصد أي هيأ نفسه أوأدوات الحرب ويمكن أن يقرأ علي بناء المفعول قال في النهاية يقال رصدته إذاقعدت له علي طريقه تترقبه وأرصدت له العقوبة إذاأعددتها وحقيقته جعلتها علي طريقه كالمترقبة له والإضافة في قوله لمحاربتي‌ إلي المفعول و من فوائد هذاالخبر التحذير التام لأذي كل من المؤمنين لاحتمال أن يكون من أوليائه تعالي كَمَا رَوَي الصّدُوقُ بِإِسنَادِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ اللّهَ أَخفَي وَلِيّهُ فِي عِبَادِهِ فَلَا تَستَصغِرُوا شَيئاً مِن عِبَادِهِ فَرُبّمَا كَانَ وَلِيّهُ وَ أَنتَ لَا تَعلَمُ

25- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ عِيسَي وَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن حَمّادِ بنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَن أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَد أَرصَدَ لمِحُاَربَتَيِ‌ وَ مَا تَقَرّبَ إلِيَ‌ّ عَبدٌ بشِيَ‌ءٍ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا افتَرَضتُ عَلَيهِ وَ إِنّهُ لَيَتَقَرّبُ إلِيَ‌ّ بِالنّافِلَةِ حَتّي أُحِبّهُ فَإِذَا أَحبَبتُهُ كُنتُ سَمعَهُ ألّذِي يَسمَعُ بِهِ وَ بَصَرَهُ ألّذِي يُبصِرُ بِهِ وَ لِسَانَهُ ألّذِي يَنطِقُ بِهِ وَ يَدَهُ التّيِ‌ يَبطِشُ بِهَا إِن دعَاَنيِ‌ أَجَبتُهُ وَ إِن سأَلَنَيِ‌ أَعطَيتُهُ وَ مَا تَرَدّدتُ عَن شَيءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كتَرَدَدّيِ‌ عَن مَوتِ عبَديِ‌َ المُؤمِنِ يَكرَهُ المَوتَ وَ أَكرَهُ مَسَاءَتَهُ

بيان و ماتقرب لماقدم سبحانه ذكر اختصاص الأولياء لديه أشار إجمالا إلي طريق الوصول إلي درجة الولاية من بداية السلوك إلي النهاية أي ماتحبب و لاطلب القرب لدي‌ بمثل أداء ماافترضت عليه أي أصالة أوأعم منه ومما أوجبه علي نفسه بنذر وشبهه لعموم الموصول ويدل علي أن الفرائض أفضل من


صفحه : 156

المندوبات مطلقا و هذاظاهر بحسب الاعتبار أيضا فإنه سبحانه أعلم بالأسباب التي‌ توجب القرب إلي محبته وكرامته فلما أكد في الفرائض وأوعد علي تركها علمنا أنها أفضل مما خيرنا في فعله وتركه ووعد علي فعله و لم يتوعد علي تركه . قال الشيخ البهائي‌ قدس سره فإن قلت مدلول هذاالكلام هو أن غيرالواجب ليس أحب إلي الله سبحانه من الواجب لا أن الواجب أحب إليه من غيره فلعلهما متساويان قلت ألذي يستفيده أهل اللسان من مثل هذاالكلام هوتفضيل الواجب علي غيره كماتقول ليس في البلد أحسن من زيد لاتريد مجرد نفي‌ وجود من هوأحسن منه فيه بل تريد نفي‌ من يساويه في الحسن وإثبات أنه أحسن أهل البلد وإرادة هذاالمعني من مثل هذاالكلام شائع متعارف في أكثر اللغات انتهي . و قال الشهيد رحمه الله في القواعد الواجب أفضل من الندب غالبا لاختصاصه بمصلحة زائدة ولقوله تعالي في الحديث القدسي‌ ماتقرب إلي‌ عبدي‌ بمثل أداء ماافترضت عليه و قدتخلف ذلك في صور كالإبراء من الدين الندب وإنظار المعسر الواجب وإعادة المنفرد صلاته جماعة فإن الجماعة مطلقا تفضل صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة فصلاة الجماعة مستحبة وهي‌ أفضل من الصلاة التي‌ سبقت وهي‌ واجبة وكذلك الصلاة في البقاع الشريفة فإنها مستحبة وهي‌ أفضل من غيرها مائة ألف إلي اثنتي‌ عشرة صلاة والصلاة بالسواك والخشوع في الصلاة مستحب ويترك لأجله سرعة المبادرة إلي الجمعة و إن فات بعضها مع أنها واجبة لأنه إذااشتد سعيه شغله الانبهار عن الخشوع و كل ذلك في الحقيقة غيرمعارض لأصل الواجب وزيادته لاشتماله علي مصلحة أزيد من فعل الواجب لابذلك القيد انتهي . وأقول ماذكره قدس سره لايصلح جوابا للجميع ويمكن الجواب عن الأول بأن الواجب أحد الأمرين والإبراء أفضل الفردين و عن الثاني‌ بأنا لانسلم كون هذه الجماعة أفضل من المنفرد و لوسلم فيمكن أن يكون الفضل لكون أصلها واجبة وانضمت إلي تلك الفضيلة مع أنه قدورد أنه تعالي يقبل أفضلهما واحتمل


صفحه : 157

بعض الأصحاب نية الوجوب فيهاأيضا و كان بعض مشايخنا يحتمل هنا عدول نية الصلاة إلي الاستحباب بناء علي جواز عدول النية بعدالفعل كمايظهر من بعض الأخبار. ومما ذكروه نقضا علي تلك القاعدة الابتداء بالتسليم ورده فإن الأول أفضل مع وجوب الثاني‌ والإشكال فيه أصعب ويمكن الجواب بأن الابتداء بالسلام أفضل من الترك وانتظار تسليم الغير و لانسلم أنه أفضل من الرد الواجب بل يمكن أن يقال إن إكرام المؤمن وترك إهانته واجب و هويتحقق في أمور شتي منها ابتداء التسليم أورده فلو تركهما عصي و في الإتيان بكل منهما يتحقق ترك الإهانة لكن اختيار الابتداء أفضل فظهر أنه يمكن إجراء جوابه رحمه الله في الجميع . وأقول يمكن تخصيص الأخبار وكلام الأصحاب بكون الواجب أفضل من المستحب من نوعه وصنفه كصلاة الفريضة والنافلة فلايلزم كون رد السلام أفضل من الحج المندوب و لا من صلاة جعفررضي‌ الله عنه و لا من بناء قنطرة عظيمة أومدرسة كبيرة وبالجملة فروع هذه المسألة كثيرة و لم أر من تعرض لتحقيقها كماينبغي‌ والخوض فيهايوجب بسطا من الكلام لايناسب المقام وسيأتي‌ شرح باقي‌ الخبر في الخبر الآتي‌

26- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن حَقّرَ مُؤمِناً مِسكِيناً لَم يَزَلِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حَاقِراً لَهُ مَاقِتاً حَتّي يَرجِعَ عَن حُقرَتِهِ إِيّاهُ

بيان في القاموس الحقر الذلة كالحقرية بالضم والحقارة مثلثة والمحقرة والفعل كضرب وكرم والإذلال كالتحقير والاحتقار والاستحقار والفعل كضرب و قال مقته مقتا ومقاتة أبغضه كمقته والتحقير يكون بالقلب فقط وإظهاره أشد و هوإما بقول كرهه أوبالاستهزاء به أوبشتمه أوبضربه أوبفعله يستلزم إهانته أوبترك قول أوفعل يستلزمها وأمثال ذلك


صفحه : 158

27- عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ المُعَلّي قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ مَن أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَد أَرصَدَ لمِحُاَربَتَيِ‌ وَ أَنَا أَسرَعُ شَيءٍ إِلَي نُصرَةِ أوَليِاَئيِ‌

بيان يدل علي أن عقوبة إذلال المؤمن تصل إلي المذل في الدنيا أيضا بل بعدالإذلال بلا مهلة و لوبمنع اللطف والخذلان

28- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَد ناَبذَنَيِ‌ مَن أَذَلّ عبَديِ‌َ المُؤمِنَ

بيان نابذتهم خالفتهم ونابذتهم الحرب كاشفتهم إياها وجاهرتهم بها

29- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ استَذَلّ مُؤمِناً أَوِ احتَقَرَهُ لِقِلّةِ ذَاتِ يَدِهِ وَ لِفَقرِهِ شَهَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي رُءُوسِ الخَلَائِقِ

بيان لقلة ذات يده أي ما في يده من المال كناية عن فقره وشهره الله علي بناء المجرد أوالتفعيل أي جعل له علامة سوء يعرفه جميع الخلائق بها أنه من أهل العقوبة فيفتضح بذلك في المحشر ويذل كماأذل المؤمن في الدنيا في القاموس استذله رآه ذليلا و قال الشهرة بالضم ظهور الشي‌ء في شنعة شهره كمنعه وشهره واشتهره فاشتهر علي رءوس الخلائق أي علي وجه يطلع عليه جميع الخلائق كأنه فوق رءوسهم

30- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقَد أَسرَي بيِ‌ فَأَوحَي إلِيَ‌ّ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ مَا أَوحَي وَ شاَفهَنَيِ‌ إِلَي أَن قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ مَن أَذَلّ لِي وَلِيّاً فَقَد أرَصدَنَيِ‌ بِالمُحَارَبَةِ وَ مَن حاَربَنَيِ‌ حَارَبتُهُ قُلتُ يَا رَبّ وَ مَن وَلِيّكَ هَذَا فَقَد عَلِمتُ أَنّ مَن حَارَبَكَ حَارَبتَهُ قَالَ ذَاكَ مَن أَخَذتُ مِيثَاقَهُ لَكَ وَ لِوَصِيّكَ وَ لِذُرّيّتِكُمَا بِالوَلَايَةِ


صفحه : 159

بيان من وراء الحجاب كأن المراد بالحجاب الحجاب المعنوي‌ و هوإمكان العبد المانع لأن يصل العبد إلي حقيقة الربوبية أو كان خلق الصوت أولا من وراء حجاب ثم ظهر الصوت في الجانب ألذي هوص فيه و هوالمراد بالمشافهة و في بعض النسخ فشافهني‌ فيمكن أن يكون الفاء للتفسير وللترتيب المعنوي‌ فكلاهما كان بالمشافهة والمراد بهاعدم توسط الملك . وقيل المراد بالحجاب الملك وبالمشافهة ما كان بدون توسط الملك في القاموس شافهه أدني شفته من شفته و في الصحاح المشافهة المخاطبة من فيك إلي فيه قوله أن قال في بعض النسخ فشافهني‌ أن قال فكلمة أن مصدرية والتقدير بأن قال فقد علمت الفاء للبيان من أخذت كأن المراد به الأخذ مع القبول

31- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ المُعَلّي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَنِ استَذَلّ عبَديِ‌ فَقَد باَرزَنَيِ‌ بِالمُحَارَبَةِ وَ مَا تَرَدّدتُ فِي شَيءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كتَرَدَدّيِ‌ فِي عبَديِ‌َ المُؤمِنِ إنِيّ‌ أُحِبّ لِقَاءَهُ فَيَكرَهُ المَوتَ فَأَصرِفُهُ عَنهُ وَ إِنّهُ ليَدَعوُنيِ‌ فِي الأَمرِ فَأَستَجِيبُ لَهُ بِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ

بيان فأصرفه عنه أي فأصرف الموت عنه بتأخير أجله وقيل أصرف كراهة الموت عنه بإظهار اللطف والكرامة والبشارة بالجنة فأستجيب له بما هوخير له أي بفعل ماخير له من ألذي طلبه وإنما سماه استجابة لأنه يطلب الأمر لزعمه أنه خير له فهو في الحقيقة يطلب الخير ويخطأ في تعيينه و في الآخرة يعلم أن ماأعطاه خير له مما طلبه كما إذاطلب الصبي‌ المريض ما هوسبب لهلاكه فيمنعه والده ويعطيه دنانير فإذاكبر وعقل علم أن ماأعطاه خير مما منعه فكأنه استجاب له علي أحسن الوجوه . ويحتمل أن يكون المعني أستجيب له بما أعلم أنه خير له إما بإعطاء المسئول


صفحه : 160

أوبدله في الدنيا أو في الآخرة أوفيهما

32- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِبَابُ المُؤمِنِ كَالمُشرِفِ عَلَي الهَلَكَةِ

بيان السباب إما بكسر السين وتخفيف الباء مصدرا أوبفتح السين وتشديد الباء صيغة مبالغة و علي الأول كان في المشرف تقدير مضاف أي كفعل المشرف وربما يقرأ المشرف بفتح الراء مصدرا ميميا و في بعض النسخ كالشرف والسب الشتم و هوبحسب اللغة يشمل القذف أيضا و لايبعد شمول أكثر هذه الأخبار أيضا له و في اصطلاح الفقهاء هوالسب ألذي لم يكن قذفا بالزنا ونحوه كقولك ياشارب الخمر أو ياآكل الربا أو ياملعون أو ياخائن أو ياحمار أو ياكلب أو ياخنزير أو يافاسق أو يافاجر وأمثال ذلك مما يتضمن استخفافا وإهانة. و في المصباح سبه سبا فهو سباب و منه يقال للإصبع التي‌ تلي‌ الإبهام سبابة لأنه يشار بها عندالسب والسبة العار وسابه مسابة وسبابة أي بالكسر واسم الفاعل منه مسب و قال الهلكة مثال القصبة الهلاك ولعل المراد بهاهنا الكفر والخروج من الدين وبالمشرف عليها من قرب وقوعه فيهابفعل الكبائر العظيمة والساب شبيه بالمشرف وقريب منه ويحتمل أن تكون الكاف زائدة

33- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِبَابُ المُؤمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفرٌ وَ أَكلُ لَحمِهِ مَعصِيَةٌ وَ حُرمَةُ مَالِهِ كَحُرمَةِ دَمِهِ

بيان السباب هنا بالكسر مصدر باب المفاعلة و هوإما بمعني السب أوالمبالغة في السب أو علي بابه من الطرفين والإضافة إلي المفعول أوالفاعل


صفحه : 161

والأول أظهر فيدل علي أنه لابأس بسب غيرالمؤمن إذا لم يكن قذفا بل يمكن أن يكون المراد بالمؤمن من لايتظاهر بارتكاب الكبائر و لا يكون مبتدعا مستحقا للاستخفاف . قال المحقق في الشرائع كل تعريض بما يكرهه المواجه و لم يوضع للقذف لغة و لاعرفا يثبت به التعزير إلي قوله و لو كان المقول له مستحقا للاستخفاف فلاحد و لاتعزير وكذا كل مايوجب أذي كقوله ياأجذم أو ياأبرص . و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله في شرحه لما كان أذي المسلم الغير المستحق للاستخفاف محرما فكل كلمة تقال له ويحصل له بهاالأذي و لم تكن موضوعة للقذف بالزنا و ما في حكمه لغة و لاعرفا يجب بهاالتعزير بفعل المحرم كغيره من المحرمات و منه التعيير بالأمراض وَ فِي صَحِيحَةِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ سَبّ رَجُلًا بِغَيرِ قَذفٍ يُعَرّضُ بِهِ هَل يُجلَدُ قَالَ عَلَيهِ التّعزِيرُ

والمراد بكون المقول له مستحقا للاستخفاف أن يكون فاسقا متظاهرا بفسقه فإنه لاحرمة له حينئذ

لِمَا روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع إِذَا جَاهَرَ الفَاسِقُ بِفِسقِهِ فَلَا حُرمَةَ لَهُ وَ لَا غِيبَةَ

و في بعض الأخبار من تمام العبادة الوقيعة في أهل الريب

وَ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَأَيتُم أَهلَ الرّيبِ وَ البِدَعِ مِن بعَديِ‌ فَأَظهِرُوا البَرَاءَةَ مِنهُم وَ أَكثِرُوا مِن سَبّهِم وَ القَولَ فِيهِم وَ الوَقِيعَةَ وَ بَاهِتُوهُم لِئَلّا يَطغَوا فِي الفَسَادِ فِي الإِسلَامِ وَ يَحذَرَهُمُ النّاسُ وَ لَا يتعلمون [يَتَعَلّمُوا] مِن بِدَعِهِم يَكتُبِ اللّهُ لَكُم بِذَلِكَ الحَسَنَاتِ وَ يَرفَع لَكُم بِهِ الدّرَجَاتِ فِي الآخِرَةِ

والفسق في اللغة الخروج عن الطاعة مطلقا لكن يطلق غالبا في الكتاب والسنة علي الكفر أوارتكاب الكبائر العظيمة قال في المصباح فسق فسوقا من باب قعد خرج عن الطاعة والاسم الفسق ويفسق بالكسر لغة ويقال أصله خروج الشي‌ء من الشي‌ء علي وجه الفساد و منه فسقت الرطبة إذاخرجت من قشرها


صفحه : 162

و قال الراغب فسق فلان خرج عن حد الشرع و هوأعم من الكفر والفسق يقع بالقليل من الذنوب وبالكثير لكن تعورف فيما كان كثيرا وأكثر مايقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقر به ثم أخل بجميع أحكامه أوببعضه قال عز و جل فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبّهِفَفَسَقُوا فِيها فَحَقّ عَلَيهَا القَولُوَ أَكثَرُهُمُ الفاسِقُونَأَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاًفقابل بهاالإيمان و قال وَ مَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقُونَوَ أَمّا الّذِينَ فَسَقُوا فَمَأواهُمُ النّارُوَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا يَمَسّهُمُ العَذابُ بِما كانُوا يَفسُقُونَوَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الفاسِقِينَ وكَذلِكَ حَقّت كَلِمَةُ رَبّكَ عَلَي الّذِينَ فَسَقُوا أَنّهُم لا يُؤمِنُونَانتهي .فالفسق هنا ماقارب الكفر لأنه ترقي عنه إلي الكفر ويظهر منه أن السباب أعظم من الغيبة مع أن الإيذاء فيه أشد إلا أن يكون الغيبة بالسباب فهي‌ داخلة فيه . وقتاله كفر المراد به الكفر ألذي يطلق علي أرباب الكبائر أو إذاقاتله مستحلا أولإيمانه وقيل كان القتال لما كان من أسباب الكفر أطلق الكفر عليه مجازا أوأريد بالكفر كفر نعمة التألف فإن الله ألف بين المؤمنين أوإنكار حق الأخوة فإن من حقها عدم المقاتلة وأكل لحمه المراد به الغيبة كما قال عز و جل وَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً أَ يُحِبّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتاًشبه صاحب الغيبة بأكل لحم أخيه الميت زيادة في التنفير والزجر عنها وقيل المراد بالمعصية الكبيرة. وحرمة ماله كحرمة دمه جمع بين المال والدم في الاحترام و لاشك في أن إهراق دمه كبيرة مهلكة وكذا أكل ماله ومثل الحديث مروي‌ من طرق العامة و قال في النهاية قيل هذامحمول علي من سب أوقاتل مسلما من غيرتأويل وقيل إنما قال علي جهة التغليظ لا أنه يخرجه إلي الفسق والكفر


صفحه : 163

و قال الكرماني‌ في شرح البخاري‌ هوبكسر مهملة وخفة موحدة أي شتمه أوتشاتمهما وقتاله أي مقاتلته كفر فكيف يحكم بتصويب المرجئة في أن مرتكب الكبيرة غيرفاسق

34- كا،[الكافي‌] عَنهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا مِن بنَيِ‌ تَمِيمٍ أَتَي النّبِيّص فَقَالَ أوَصنِيِ‌ فَكَانَ فِيمَا أَوصَاهُ أَن قَالَ لَا تَسُبّوا النّاسَ فَتَكسِبُوا العَدَاوَةَ بَينَهُم

بيان كسب العداوة بالسب معلوم و هذه من مفاسده الدنيوية

35- كا،[الكافي‌] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فِي رَجُلَينِ يَتَسَابّانِ قَالَ الباَديِ‌ مِنهُمَا أَظلَمُ وَ وِزرُهُ وَ وِزرُ صَاحِبِهِ عَلَيهِ مَا لَم يَعتَذِر إِلَي المَظلُومِ

بيان في رواية أخري ما لم يتعد المظلوم و ماهنا يدل علي أنه إذااعتذر إلي صاحبه وعفا عنه سقط عنه الوزر بالأصالة وبالسببية والتعزير أوالحد أيضا و لااعتراض للحاكم لأنه حق آدمي‌ تتوقف إقامته علي مطالبته ويسقط بعفوه

36- كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا شَهِدَ رَجُلٌ عَلَي رَجُلٍ بِكُفرٍ قَطّ إِلّا بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا إِن كَانَ شَهِدَ عَلَي كَافِرٍ صَدَقَ وَ إِن كَانَ مُؤمِناً رَجَعَ الكُفرُ عَلَيهِ فَإِيّاكُم وَ الطّعنَ عَلَي المُؤمِنِينَ

بيان ماشهد رجل بأن شهد به عندالحاكم أوأتي بصيغة الخبر نحو أنت كافر أوبصيغة النداء نحو ياكافر و قال الجوهري‌ قال الأخفش وَ باؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ أي رجعوا به أي صار عليهم انتهي و في قوله فإياكم إشارة إلي أن مطلق الطعن حكمه حكم الكفر في الرجوع إلي أحدهما و قوله إن كان استئناف بياني‌ وكفر الساب مع أن محض السب و إن كان كبيرة لايوجب الكفر


صفحه : 164

يحتمل وجوها أشرنا إلي بعضها مرارا الأول أن يكون المراد به الكفر ألذي يطلق علي مرتكبي‌ الكبائر في مصطلح الآيات والأخبار الثاني‌ أن يعود الضمير إلي الذنب أوالخطإ المفهوم من السياق لا إلي الكفر الثالث عود الضمير إلي التكفير لا إلي الكفر يعني‌ تكفيره لأخيه تكفير لنفسه لأنه لماكفر مؤمنا فكأنه كفر نفسه وأورد عليه أن التكفير حينئذ غيرمختص بأحدهما لتعلقه بهما جميعا و لايخفي ما فيه و في الثالث من التكلف الرابع ماقيل إن الضمير يعود إلي الكفر الحقيقي‌ لأن القائل اعتقد أن ما عليه المقول له من الإيمان كفر فقد كفر لقوله تعالي وَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ ويرد عليه أن القائل بكفر أخيه لم يجعل الإيمان كفرا بل أثبت له بدل الإيمان كفرا توبيخا وتعييرا له بترك الإيمان وأخذ الكفر بدلا منه وبينهما بون بعيد نعم يمكن تخصيصه بما إذا كان سبب التكفير اعتقاده بشي‌ء من أصول ألذي يصير إنكاره سببا للكفر باعتقاد القائل كما إذاكفر عالم قائل بالاختيار عالما آخر قائلا بالجبر أوكفر قائل بالحدوث قائلا بالقدم أوقائل بالمعاد الجسماني‌ منكرا له وأمثال ذلك و هذاوجه وجيه و إن كان في التخصيص بعد. و قال الجزري‌ في النهاية فيه من قال لأخيه ياكافر فقد باء به أحدهما لأنه إما أن يصدق عليه أويكذب فإن صدق فهو كافر و إن كذب عاد الكفر إليه بتكفيره أخاه المسلم والكفر صنفان أحدهما الكفر بأصل الإيمان و هوضده والآخر الكفر بفرع من فروع الإسلام فلايخرج به عن أصل الإيمان وقيل الكفر علي أربعة أنحاء كفر إنكار بأن لايعرف الله أصلا و لايعترف به وكفر جحود ككفر إبليس يعرف الله بقلبه و لايقر بلسانه وكفر عناد و هو أن يعرف بقلبه ويعترف بلسانه و لايدين به حسدا وبغيا ككفر أبي جهل وأضرابه وكفر نفاق و هو أن يقر بلسانه و لايعتقد بقلبه .


صفحه : 165

قال الهروي‌ سئل الأزهري‌ عمن يقول بخلق القرآن أنسميه كافرا فقال ألذي يقوله كفر فأعيد عليه السؤال ثلاثا و يقول مثل ما قال ثم قال في الآخر قد يقول المسلم كفرا و منه حديث ابن عباس قيل له وَ مَن لَم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرُونَ قال هم كفرة وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر و منه الحديث الآخر أن الأوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلي بعض بالسيوف فأنزل الله تعالي وَ كَيفَ تَكفُرُونَ وَ أَنتُم تُتلي عَلَيكُم آياتُ اللّهِ وَ فِيكُم رَسُولُهُ و لم يكن ذلك علي الكفر بالله ولكن علي تغطيتهم ماكانوا عليه من الألفة والمودة. و منه حديث ابن مسعود إذا قال الرجل للرجل أنت لي عدو فقد كفر أحدهما بالإسلام أراد كفر نعمته لأن الله ألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا فمن لم يعرفها فقد كفرها وكذلك الحديث من أتي حائضا فقد كفر وحديث الأنواء أن الله ينزل الغيث فيصبح به قوم كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا أي كافرين بذلك دون غيره حيث ينسبون المطر إلي النوء دون الله وَ مِنهُ الحَدِيثُ فَرَأَيتُ أَكثَرَ أَهلِهَا النّسَاءَ لِكُفرِهِنّ قِيلَ أَ يَكفُرنَ بِاللّهِ قَالَ لَا وَ لَكِن يَكفُرنَ الإِحسَانَ وَ يَكفُرنَ العَشِيرَ

أي يجحدون إحسان أزواجهن والحديث الآخر سباب المسلم فسوق وقتاله كفر والأحاديث من هذاالنوع كثيرة وأصل الكفر تغطية الشي‌ء تستهلكه

37- كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَحَدِهِمَا عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ اللّعنَةَ إِذَا خَرَجَت مِن فِي صَاحِبِهَا تَرَدّدَت فَإِن وَجَدَت مَسَاغاً وَ إِلّا رَجَعَت عَلَي صَاحِبِهَا

كا،[الكافي‌] محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن علي عن علي بن عقبة عن عبد الله بن سنان عن أبي حمزة الثمالي‌ قال سمعت أبا جعفر


صفحه : 166

ع مثله بيان قال في النهاية في حديث أبي أيوب إذاشئت فاركب ثم سغ في الأرض ماوجدت مساغا أي ادخل فيها ماوجدت مدخلا وَ روُيِ‌َ فِي المَصَابِيحِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ

إِنّ العَبدَ إِذَا لَعَنَ شَيئاً صَعِدَتِ اللّعنَةُ إِلَي السّمَاءِ فَتُغلَقُ أَبوَابُ السّمَاءِ دُونَهَا ثُمّ تَهبِطُ إِلَي الأَرضِ فَتُغلَقُ أَبوَابُهَا دُونَهَا ثُمّ تَأخُذُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَإِذَا لَم تَجِد مَسَاغاً رَجَعَت إِلَي ألّذِي لُعِنَ فَإِن كَانَ لِذَلِكَ أَهلًا وَ إِلّا رَجَعَت إِلَي قَائِلِهَا

و في النهاية اللعن الطرد والإبعاد من الله تعالي و من الخلق السب والدعاء وأقول كأن هذامحمول علي الغالب و قديمكن أن يكون اللاعن والملعون كلاهما من أهل الجنة كما إذاثبت عنداللاعن كفر الملعون واستحقاقه للعن و إن لم يكن كذلك فإنه لاتقصير للاعن و قديمكن أن يجري‌ أكثر من اللعن بسبب ذلك كالحد والقتل والقطع بشهادة الزور ويحتمل أن يكون المراد بالمساغ محل الجواز والعذر في اللعن أو يكون المساغ بالمعني المتقدم كناية عن ذلك فإن اللاعن إذا كان معذورا كان مثابا عليه فيصعد لعنه إلي السماء ويثاب عليه

38- كا،[الكافي‌] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا قَالَ الرّجُلُ لِأَخِيهِ المُؤمِنِ أُفّ خَرَجَ مِن وَلَايَتِهِ وَ إِذَا قَالَ أَنتَ عدَوُيّ‌ كَفَرَ أَحَدُهُمَا وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِن مُؤمِنٍ عَمَلًا وَ هُوَ مُضمِرٌ عَلَي أَخِيهِ المُؤمِنِ سُوءاً

بيان لعل في السند تصحيفا أوتقديما وتأخيرا فإن محمد بن سنان ليس هنا موضعه وتقديم محمد بن علي عليه أظهر خرج من ولايته أي من محبته ونصرته الواجبتين عليه ويحتمل أن يكون كناية عن الخروج عن الإيمان لقوله تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ الّذِينَ


صفحه : 167

آوَوا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ ثم قال وَ الّذِينَ كَفَرُوا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ و قال سبحانه وَ المُؤمِنُونَ وَ المُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ. و إذا قال أنت عدوي‌ كفر أحدهما لمامر من أنه إن كان صادقا كفر المخاطب و إن كان كاذبا كفر القائل و قدمر معني الكفر و هومضمر علي أخيه المؤمن سوءا أي يريد به شرا أويظن به ما هوبري‌ء عنه أو لم يثبت عنده و ليس المراد به الخطرات التي‌ تخطر في القلب لأن دفعه غيرمقدور بل الحكم به و إن لم يتكلم و أمامجرد الظن فيشكل التكليف بعدمه مع حصول بواعثه و أماالظن ألذي حصل من جهة شرعية فالظاهر أنه خارج عن ذلك لترتب كثير من الأحكام الشرعية عليه كمامر و لاينافي‌ ماورد أن الحزم مساءة الظن لأن المراد به التحفظ والاحتياط في المعاملات دون الظن بالسوء

39- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن ربِعيِ‌ّ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا مِن إِنسَانٍ يَطعُنُ فِي عَينِ مُؤمِنٍ إِلّا مَاتَ بِشَرّ مِيتَةٍ وَ كَانَ قَمِناً أَن يَرجِعَ إِلَي خَيرٍ

بيان يطعن في عين مؤمن أي يواجهه بالطعن والعيب ويذكره بمحضره قال في المصباح طعنت عليه من باب قتل و من باب نفع لغة قدحت وعبت طعنا وطعانا فهو طاعن وطعان في الأعراض و في القاموس عين فلانا أخبره بمساويه في وجهه انتهي والظاهر أنه أعم من أن يكون متصفا بهاأم لا والميتة بالكسر للهيئة والحالة قال الجوهري‌ الميتة بالكسر كالجلسة والركبة يقال مات فلان ميتة حسنة والمراد بشر الميتة إما بحسب الدنيا كالغرق والحرق والهدم وأكل السبع وسائر ميتات السوء أوبحسب الآخرة كالموت علي الكفر أو علي المعاصي‌ بلا توبة و في الصحاح أنت قمن أن تفعل كذا بالتحريك أي خليق وجدير لايثني و لايجمع و لايؤنث فإن كسرت الميم أو قلت قمين ثنيت وجمعت


صفحه : 168

إلي خير أي إلي التوبة وصالح الأعمال أو إلي الإيمان

40- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن رَوَي عَلَي مُؤمِنٍ رِوَايَةً يُرِيدُ بِهَا شَينَهُ وَ هَدمَ مُرُوّتِهِ لِيَسقُطَ مِن أَعيُنِ النّاسِ أَخرَجَهُ اللّهُ مِن وَلَايَتِهِ إِلَي وَلَايَةِ الشّيطَانِ فَلَا يَقبَلُهُ الشّيطَانُ

بيان من روي علي مؤمن بأن ينقل عنه كلاما يدل علي ضعف عقله وسخافة رأيه علي ماذكره الأكثر ويحتمل شموله لرواية الفعل أيضا يريد بهاشينه أي عيبه في القاموس شانه يشينه ضد زانه يزينه و قال الجوهري‌ المروءة الإنسانية و لك أن تشدد قال أبوزيد مرؤ الرجل صار ذا مروءة انتهي وقيل هي‌ آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان علي الوقوف علي محاسن الأخلاق وجميل العادات و قديتحقق بمجانبة مايؤذن بخسة النفس من المباحات كالأكل في الأسواق حيث يمتهن فاعله . و قال الشهيد رحمه الله المروة تنزيه النفس عن الدناءة التي‌ لاتليق بأمثاله كالسخرية وكشف العورة التي‌ يتأكد استحباب سترها في الصلاة والأكل في الأسواق غالبا ولبس الفقيه لباس الجندي‌ بحيث يسخر منه أخرجه الله من ولايته في النهاية وغيره الولاية بالفتح المحبة والنصرة وبالكسر التولية والسلطان فقيل المراد هنا المحبة وإنما لم يقبله الشيطان لعدم الاعتناء به لأن الشيطان إنما يحب من كان فسقه في العبادات ويصيره وسيلة لإضلال الناس . وقيل السر في عدم قبول الشيطان له أن فعله أقبح من فعل الشيطان لأن سبب خروج الشيطان من ولاية الله هومخالفة أمره مستندا بأن أصله أشرف من أصل آدم ع و لم يذكر من فعل آدم مايسوء به ويسقطه عن نظر الملائكة وسبب خروج هذا الرجل من ولايته تعالي هومخالفة أمره عز و جل من غير أن يسندها إلي شبهة إذ الأصل واحد وذكره من فعل المؤمن مايؤذيه


صفحه : 169

ويحقره وادعاء الكمال لنفسه ضمنا و هذاإدلال وتفاخر وتكبر فلذا لايقبله الشيطان لكونه أقبح فعالا منه علي أن الشيطان لايعتمد علي ولايته له لأن شأنه نقض الولاية لا عن شيءفلذلك لايقبله انتهي . و لايخفي ما في هذه الوجوه لاسيما في الأخيرين علي من له أدني مسكة بل المراد إما المحبة والنصرة فيقطع الله عنه محبته ونصرته ويكله إلي الشيطان ألذي اختار تسويله وخالف أمر ربه وعدم قبول الشيطان له لأنه ليس غرضه من إضلال بني‌ آدم كثرة الأتباع والمحبين فيودهم وينصرهم إذاتابعوه بل مقصوده إهلاكهم وجعلهم مستوجبين للعذاب للعداوة القديمة بينه و بين أبيهم فإذاحصل غرضه منهم يتركهم ويشمت بهم و لايعينهم في شيء لا في الدنيا كما قال سبحانه فمثله كَمَثَلِ الشّيطانِ إِذ قالَ لِلإِنسانِ اكفُر فَلَمّا كَفَرَ قالَ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكَ و كما هوالمشهور من قصة برصيصا وغيره و لا في الآخرة لقوله فَلا تلَوُموُنيِ‌ وَ لُومُوا أَنفُسَكُم أوالمراد التولي‌ والسلطنة أي يخرجه الله من حزبه وعداد أوليائه ويعده من أحزاب الشيطان و هو لايقبله لأنه يتبرأ منه كماعرفت ويحتمل أن يكون عدم قبول الشيطان كناية عن عدم الرضا بذلك منه بل يريد أن يكفره ويجعله مستوجبا للخلود في النار

41- كا،[الكافي‌] عَنهُ عَن أَحمَدَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قُلتُ لَهُ عَورَةُ المُؤمِنِ عَلَي المُؤمِنِ حَرَامٌ قَالَ نَعَم قُلتُ تعَنيِ‌ سُفلَيهِ قَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّمَا هُوَ إِذَاعَةُ سِرّهِ

بيان الضمير في له للصادق ع و في النهاية العورة كل مايستحيا منه إذاظهر انتهي وغرضه ع أن المراد بهذا الخبر إفشاء السر لا أن النظر إلي عورته ليس بحرام والمراد بحرمة العورة حرمة ذكرها وإفشائها والسفلين العورتين وكني عنهما لقبح التصريح بهما


صفحه : 170

42- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن حُسَينِ بنِ مُختَارٍ عَن زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِيمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ عَورَةُ المُؤمِنِ عَلَي المُؤمِنِ حَرَامٌ قَالَ مَا هُوَ أَن يُكشَفَ فَتَرَي عَنهُ شَيئاً إِنّمَا هُوَ أَن ترَويِ‌َ عَلَيهِ أَو تَعِيبَهُ

بيان ما هو مانافية والضمير للحرام أوللعورة بتأويل العضو أوالنظر المقدر منه شيئا أي من عورتيه أن تروي‌ عليه أي قولا يتضرر به أوتعينه بالعين المهملة أي تذكر عيبه وربما يقرأ بالمعجمة من الغيبة

باب 85-الخيانة وعقاب أكل الحرام

الآيات الأنفال يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللّهَ وَ الرّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُم وَ أَنتُم تَعلَمُونَأقول قدمضي في باب الأمانة و باب جوامع المكارم

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي مُوسَي رَبّهُ إلِهَيِ‌ مَا جَزَاءُ مَن تَرَكَ الخِيَانَةِ حَيَاءً مِنكَ قَالَ يَا مُوسَي لَهُ الأَمَانُ يَومَ القِيَامَةِ

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُغِيرَةِ عَن جَدّهِ عَن جَدّهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعٌ لَا تَدخُلُ بَيتاً وَاحِدَةٌ مِنهُنّ إِلّا خَرِبَ وَ لَم يُعمَر بِالبَرَكَةِ الخِيَانَةُ وَ السّرِقَةُ وَ شُربُ الخَمرِ وَ الزّنَا

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابن الغضائري‌ عن الصدوق مثله


صفحه : 171

ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن علي عن أبيه عن النوفلي‌ عن السكوني‌

مثله

ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحُصَينِ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ البجَلَيِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي عَلِيّ ع مِثلَهُ وَ لَيسَ فِيهِ بِالبَرَكَةِ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي خَبَرِ المنَاَهيِ‌ قَالَ النّبِيّص مَن خَانَ جَارَهُ شِبراً مِنَ الأَرضِ جَعَلَهَا اللّهُ طَوقاً فِي عُنُقِهِ مِن تُخُومِ الأَرَضِينَ السّابِعَةِ حَتّي يَلقَي اللّهَ يَومَ القِيَامَةِ مُطَوّقاً إِلّا أَن يَتُوبَ وَ يَرجِعَ وَ قَالَ مَن خَانَ أَمَانَةً فِي الدّنيَا وَ لَم يَرُدّهَا إِلَي أَهلِهَا ثُمّ أَدرَكَهُ المَوتُ مَاتَ عَلَي غَيرِ ملِتّيِ‌ وَ يَلقَي اللّهَ وَ هُوَ عَلَيهِ غَضبَانُ وَ قَالَ مَنِ اشتَرَي خِيَانَةً وَ هُوَ يَعلَمُ فَهُوَ كاَلذّيِ‌ خَانَهُ

4- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الأَمَانَةُ تَجلِبُ الغِنَاءَ وَ الخِيَانَةُ تَجلِبُ الفَقرَ

5- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ زَوّجَهُ اللّهُ مِنَ الحُورِ العِينِ كَيفَ شَاءَ كَظمُ الغَيظِ وَ الصّبرُ عَلَي السّيُوفِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رَجُلٌ أَشرَفَ عَلَي مَالٍ حَرَامٍ فَتَرَكَهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ

6- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَنِ العرَزمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَقُولُ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ مَا أعَياَنيِ‌ فِي ابنِ آدَمَ فَلَن يعيني‌[يعُييِنَيِ‌] مِنهُ وَاحِدَةٌ مِن ثَلَاثٍ أَخذُ مَالٍ مِن غَيرِ حِلّهِ أَو مَنعُهُ مِن حَقّهِ أَو وَضعُهُ فِي غَيرِ وَجهِهِ

7-ل ،[الخصال ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ اللّهَ يُعَذّبُ سِتّةً بِسِتّةٍ إِلَي أَن قَالَ وَ


صفحه : 172

التّجّارَ بِالخِيَانَةِ

8- ل ،[الخصال ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ استِعمَالُ الأَمَانَةِ يَزِيدُ فِي الرّزقِ

9- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي خَبَرِ المِعرَاجِ قَالَ قَالَ النّبِيّص مَرَرتُ بِقَومٍ بَينَ أَيدِيهِم مَوَائِدُ مِن لَحمٍ طَيّبٍ وَ لَحمٍ خَبِيثٍ يَأكُلُونَ اللّحمَ الخَبِيثَ وَ يَدَعُونَ الطّيّبَ فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يَأكُلُونَ الحَرَامَ وَ يَدَعُونَ الحَلَالَ وَ هُم مِن أُمّتِكَ يَا مُحَمّدُ

10- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزَالُ أمُتّيِ‌ بِخَيرٍ مَا لَم يَتَخَاوَنُوا وَ أَدّوُا الأَمَانَةَ وَ آتَوُا الزّكَاةَ فَإِذَا لَم يَفعَلُوا ذَلِكَ ابتُلُوا بِالقَحطِ وَ السّنِينَ

11- ختص ،[الإختصاص ] الحَسَنُ بنُ مَحبُوبٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع يَكُونُ المُؤمِنُ بَخِيلًا قَالَ نَعَم قُلتُ فَيَكُونُ جَبَاناً قَالَ نَعَم قُلتُ فَيَكُونُ كَذّاباً قَالَ لَا وَ لَا خَائِناً ثُمّ قَالَ يُجبَلُ المُؤمِنُ عَلَي كُلّ طَبِيعَةٍ إِلّا الخِيَانَةَ وَ الكَذِبَ

12- ختص ،[الإختصاص ]إِسمَاعِيلُ بنُ جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَا مِن مُؤمِنٍ ضَيّعَ حَقّاً إِلّا أَعطَي فِي بَاطِلٍ مِثلَيهِ وَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَمتَنِعُ مِن مَعُونَةِ أَخِيهِ المُسلِمِ وَ السعّي‌ِ لَهُ فِي حَوَائِجِهِ قُضِيَت أَو لَم تُقضَ إِلّا ابتَلَاهُ اللّهُ باِلسعّي‌ِ فِي حَاجَةِ مَن يَأثَمُ عَلَيهِ وَ لَا يُؤجَرُ بِهِ وَ مَا مِن عَبدٍ يَبخَلُ بِنَفَقَةٍ يُنفِقُهَا فِيمَا رضَيِ‌َ اللّهُ إِلّا ابتلُيِ‌َ أَن يُنفِقَ أَضعَافَهَا فِيمَا يُسخِطُ اللّهَ

13- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ مِنّا مَن يُحَقّرُ الأَمَانَةَ حَتّي يَستَهلِكَهَا إِذَا استُودِعَهَا وَ لَيسَ مِنّا مَن خَانَ مُسلِماً فِي أَهلِهِ وَ مَالِهِ

14- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ مِنّا مَن خَانَ بِالأَمَانَةِ


صفحه : 173

باب 95- من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عندغيره أواستعان به أخوه فلم يعنه أو لم ينصحه في قضائه

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي المُنذِرِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي خَلَفٍ عَن صَفوَانَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا رَجُلٍ مُسلِمٍ أَتَاهُ رَجُلٌ مُسلِمٌ فِي حَاجَةٍ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي قَضَائِهَا فَمَنَعَهُ إِيّاهَا عَيّرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ تَعيِيراً شَدِيداً وَ قَالَ لَهُ أَتَاكَ أَخُوكَ فِي حَاجَةٍ قَد جَعَلتُ قَضَاهَا فِي يَدَيكَ فَمَنَعتَهُ إِيّاهَا زُهداً مِنكَ فِي ثَوَابِهَا وَ عزِتّيِ‌ لَا أَنظُرُ إِلَيكَ فِي حَاجَةٍ مُعَذّباً كُنتَ أَو مَغفُوراً لَكَ

أقول قدمر بعض الأخبار في باب المواساة

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِ‌ّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لَا تُخَيّب رَاجِيَكَ فَيَمقُتَكَ اللّهُ وَ يُعَادِيَكَ

3-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُنذِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي هَارُونَ المَكفُوفِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بَا هَارُونَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي آلَي عَلَي نَفسِهِ أَن لَا يُجَاوِرَهُ خَائِنٌ قَالَ قُلتُ وَ مَا الخَائِنُ قَالَ مَنِ ادّخَرَ عَن مُؤمِنٍ دِرهَماً أَو حَبَسَ عَنهُ شَيئاً مِن أَمرِ الدّنيَا قَالَ قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن غَضَبِ اللّهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي آلَي عَلَي نَفسِهِ أَن لَا يُسَكّنَ جَنّتَهُ أَصنَافاً ثَلَاثَةً رَادّ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَو رَادّ عَلَي إِمَامٍ هُدًي أَو مَن حَبَسَ حَقّ امر‌ِئٍ مُؤمِنٍ قَالَ قُلتُ يُعطِيهِ مِن فَضلِ مَا يَملِكُ قَالَ يُعطِيهِ مِن نَفسِهِ وَ رُوحِهِ فَإِن بَخِلَ عَلَيهِ بِنَفسِهِ فَلَيسَ مِنهُ إِنّمَا هُوَ


صفحه : 174

شِركُ شَيطَانٍ

قال الصدوق رضوان الله عليه الإعطاء من النفس والروح إنما هوبذل الجاه له إذااحتاج إلي معاونته و هوالسعي‌ له في حوائجه

4- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن فُرَاتِ ابنِ أَحنَفَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا مُؤمِنٍ مَنَعَ مُؤمِناً شَيئاً مِمّا يَحتَاجُ إِلَيهِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَيهِ مِن عِندِهِ أَو مِن عِندِ غَيرِهِ أَقَامَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ مُسوَدّاً وَجهُهُ مُزرَقّةً عَينَاهُ مَغلُولَةً يَدَاهُ إِلَي عُنُقِهِ فَيُقَالُ هَذَا الخَائِنُ ألّذِي خَانَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي عن محمد بن سنان مثله

5- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَمّارٍ الصيّرفَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ المُؤمِنُ رَحمَةٌ عَلَي المُؤمِنِ فَقَالَ نَعَم فَقُلتُ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ أَيّمَا مُؤمِنٍ أَتَاهُ أَخُوهُ فِي حَاجَةٍ فَإِنّمَا ذَلِكَ رَحمَةٌ مِنَ اللّهِ سَاقَهَا إِلَيهِ وَ سَيّبَهَا لَهُ فَإِن قَضَي حَاجَتَهُ كَانَ قَد قَبِلَ الرّحمَةَ بِقَبُولِهَا وَ إِن رَدّهُ عَن حَاجَتِهِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي قَضَائِهَا فَإِنّمَا رَدّ عَن نَفسِهِ الرّحمَةَ التّيِ‌ سَاقَهَا اللّهُ إِلَيهِ وَ سَيّبَهَا لَهُ وَ ذُخِرَتِ الرّحمَةُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَيَكُونُ المَردُودُ عَن حَاجَتِهِ هُوَ الحَاكِمَ فِيهَا إِن شَاءَ صَرَفَهَا إِلَي نَفسِهِ وَ إِن شَاءَ إِلَي غَيرِهِ يَا إِسمَاعِيلُ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ هُوَ الحَاكِمُ فِي رَحمَةٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَد شُرِعَت لَهُ فَإِلَي مَن تَرَي يَصرِفُهَا قَالَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَا أَظُنّهُ يَصرِفُهَا عَن نَفسِهِ قَالَ لَا تَظُنّ وَ لَكِنِ استَيقِن فَإِنّهُ لَا يَرُدّهَا عَن نَفسِهِ يَا إِسمَاعِيلُ مَن أَتَاهُ أَخُوهُ فِي حَاجَةٍ يَقدِرُ عَلَي قَضَائِهَا فَلَم يَقضِهَا لَهُ سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ شُجَاعاً يَنهَشُ إِبهَامَهُ فِي قَبرِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مَغفُوراً لَهُ أَو مُعَذّباً

6-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي رَحِمَهُ اللّهُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ


صفحه : 175

قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن مَشَي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ المُسلِمِ وَ لَم يُنَاصِحهُ فِيهَا كَانَ كَمَن خَانَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ كَانَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خَصمَهُ

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي عن أبي جميلة مثله

7- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن إِدرِيسَ بنِ الحَسَنِ عَن مُصَبّحِ بنِ هِلقَامٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَيّمَا رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا استَعَانَ بِهِ رَجُلٌ مِن إِخوَانِهِ فِي حَاجَةٍ فَلَم يُبَالِغ فِيهَا بِكُلّ جُهدِهِ فَقَد خَانَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ المُؤمِنِينَ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا تعَنيِ‌ بِقَولِكَ وَ المُؤمِنِينَ قَالَ مِن لَدُن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي آخِرِهِم

سن ،[المحاسن ]إدريس مثله

8- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي رَحِمَهُ اللّهُ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا رَجُلٍ مِن شِيعَتِنَا أَتَاهُ رَجُلٌ مِن إِخوَانِنَا فَاستَعَانَ بِهِ فِي حَاجَةٍ فَلَم يُعِنهُ وَ هُوَ يَقدِرُ ابتَلَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِأَن يقَضيِ‌َ حَوَائِجَ عَدُوّ مِن أَعدَائِنَا يُعَذّبُهُ اللّهُ عَلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ

سن ،[المحاسن ]إدريس بن الحسن عن يونس مثله

9- ثو،[ثواب الأعمال ] مُحَمّدُ بنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبَانٍ عَن جَعفَرٍ ع قَالَ مَن بَخِلَ بِمَعُونَةِ أَخِيهِ المُسلِمِ وَ القِيَامِ لَهُ فِي حَاجَتِهِ ابتلُيِ‌َ بِمَعُونَةِ مَن يَأثَمُ عَلَيهِ وَ لَا يُؤجَرُ

سن ،[المحاسن ]سعدان بن مسلم عن الحسين بن أنس عن أبي جعفر ع مثله

10-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَرَوَوا أَنّ


صفحه : 176

رَجُلًا مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ بَنَي قَصراً فَجَوّدَهُ وَ شَيّدَهُ ثُمّ صَنَعَ طَعَاماً فَدَعَا الأَغنِيَاءَ وَ تَرَكَ الفُقَرَاءَ فَكَانَ إِذَا جَاءَ الفَقِيرُ قِيلَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُم إِنّ هَذَا طَعَامٌ لَم يُصنَع لَكَ وَ لَا لِأَشبَاِهَك قَالَ فَبَعَثَ اللّهُ مَلَكَينِ فِي زيِ‌ّ الفُقَرَاءِ فَقِيلَ لَهُمَا مِثلُ ذَلِكَ ثُمّ أَمَرَهُمَا اللّهُ تَعَالَي بِأَن يَأتِيَا فِي زيِ‌ّ الأَغنِيَاءِ فَأُدخِلَا وَ أُكرِمَا وَ أُجلِسَا فِي الصّدرِ فَأَمَرَهُمَا اللّهُ تَعَالَي أَن يَخسِفَا المَدِينَةَ وَ مَن فِيهَا

11- ختص ،[الإختصاص ] عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن أَتَاهُ أَخُوهُ المُؤمِنُ فِي حَاجَةٍ فَإِنّمَا هيِ‌َ رَحمَةٌ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سَاقَهَا إِلَيهِ فَإِن قَبِلَ ذَلِكَ فَقَد وَصَلَهُ بِوَلَايَتِنَا وَ هُوَ مَوصُولٌ بِوَلَايَةِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ إِن رَدّهُ عَن حَاجَتِهِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي قَضَائِهَا سَلّطَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَيهِ شُجَاعاً مِن نَارٍ يَنهَشُهُ فِي قَبرِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مَغفُوراً لَهُ أَو مُعَذّباً فَإِن عَذَرَهُ الطّالِبُ كَانَ أَسوَأَ حَالًا

12- كِتَابُ قَضَاءِ الحُقُوقِ للِصوّريِ‌ّ، قَالَ الصّادِقُ ع المُؤمِنُ المُحتَاجُ رَسُولُ اللّهِ تَعَالَي إِلَي الغنَيِ‌ّ القوَيِ‌ّ فَإِذَا خَرَجَ الرّسُولُ بِغَيرِ حَاجَتِهِ غُفِرَت لِلرّسُولِ ذُنُوبُهُ وَ سَلّطَ اللّهُ عَلَي الغنَيِ‌ّ القوَيِ‌ّ شَيَاطِينَ تَنهَشُهُ قَالَ يُخَلّي بَينَهُ وَ بَينَ أَصحَابِ الدّنيَا فَلَا يَرضَونَ بِمَا عِندَهُ حَتّي يَتَكَلّفَ لَهُم يَدخُلُ عَلَيهِمُ الشّاعِرُ فَيُسمِعُهُ فَيُعطِيهِ مَا شَاءَ فَلَا يُؤجَرُ عَلَيهِ فَهَذِهِ الشّيَاطِينُ التّيِ‌ تَنهَشُهُ

وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ لِرِفَاعَةَ بنِ مُوسَي وَ قَد دَخَلَ عَلَيهِ يَا رِفَاعَةُ أَ لَا أُخبِرُكَ بِأَكثَرِ النّاسِ وِزراً قُلتُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ مَن أَعَانَ عَلَي مُؤمِنٍ بِفَضلِ كَلِمَةٍ ثُمّ قَالَ أَ لَا أُخبِرُكُم بأَقَلّهِم أَجراً قُلتُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ مَنِ ادّخَرَ عَن أَخِيهِ شَيئاً مِمّا يَحتَاجُ إِلَيهِ فِي أَمرِ آخِرَتِهِ وَ دُنيَاهُ ثُمّ قَالَ أَ لَا أُخبِرُكُم بِأَوفَرِهِم نَصِيباً مِنَ الإِثمِ قُلتُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ مَن عَابَ عَلَيهِ شَيئاً مِن قَولِهِ وَ فِعلِهِ أَو رَدّ عَلَيهِ احتِقَاراً لَهُ وَ تَكَبّراً عَلَيهِ ثُمّ قَالَ أَزِيدُكَ حَرفاً آخَرَ يَا رِفَاعَةُ مَا آمَنَ بِاللّهِ وَ لَا بِمُحَمّدٍ وَ لَا بعِلَيِ‌ّ مَن إِذَا أَتَاهُ أَخُوهُ المُؤمِنُ فِي حَاجَةٍ لَم يَضحَك فِي وَجهِهِ فَإِن


صفحه : 177

كَانَت حَاجَتُهُ عِندَهُ سَارَعَ إِلَي قَضَائِهَا وَ إِن لَم يَكُن عِندَهُ تَكَلّفَ مِن عِندِ غَيرِهِ حَتّي يَقضِيَهَا لَهُ فَإِذَا كَانَ بِخِلَافِ مَا وَصَفتُهُ فَلَا وَلَايَةَ بَينَنَا وَ بَينَهُ

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا مُؤمِنٍ سَأَلَ أَخَاهُ المُؤمِنَ حَاجَةً وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي قَضَائِهَا فَرَدّهُ عَنهَا سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ شُجَاعاً فِي قَبرِهِ يَنهَشُ مِن أَصَابِعِهِ

14- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ الصّادِقُ ع مَن أَتَاهُ أَخُوهُ المُسلِمُ يَسأَلُهُ عَن فَضلِ مَا عِندَهُ فَمَنَعَهُ مَثّلَهُ اللّهُ لَهُ فِي قَبرِهِ شُجَاعاً يَنهَشُ لَحمَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ

15- عُدّةُ الداّعيِ‌، عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع المُؤمِنُ رَحمَةٌ قَالَ نَعَم وَ أَيّمَا مُؤمِنٍ أَتَاهُ أَخُوهُ فِي حَاجَتِهِ فَإِنّمَا ذَلِكَ رَحمَةٌ سَاقَهَا اللّهُ إِلَيهِ وَ سَيّبَهَا لَهُ فَإِن قَضَاهَا كَانَ قَد قَبِلَ الرّحمَةَ بِقَبُولِهَا وَ إِن رَدّهُ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي قَضَائِهَا فَإِنّمَا رَدّ عَن نَفسِهِ الرّحمَةَ التّيِ‌ سَاقَهَا اللّهُ إِلَيهِ وَ سَيّبَهَا لَهُ وَ ذُخِرَتِ الرّحمَةُ لِلمَردُودِ عَن حَاجَتِهِ وَ مَن مَشَي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ وَ لَم يُنَاصِحهُ بِكُلّ جُهدِهِ فَقَد خَانَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ المُؤمِنِينَ وَ أَيّمَا رَجُلٍ مِن شِيعَتِنَا أَتَاهُ رَجُلٌ مِن إِخوَانِهِ وَ استَعَانَ بِهِ فِي حَاجَتِهِ فَلَم يُعِنهُ وَ هُوَ يَقدِرُ ابتَلَاهُ اللّهُ تَعَالَي بِقَضَاءِ حَوَائِجِ أَعدَائِنَا لِيُعَذّبَهُ بِهَا وَ مَن حَقّرَ مُؤمِناً فَقِيراً وَ استَخَفّ بِهِ وَ احتَقَرَهُ لِقِلّةِ ذَاتِ يَدِهِ وَ فَقرِهِ شَهَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي رُءُوسِ الخَلَائِقِ وَ حَقّرَهُ وَ لَا يَزَالُ مَاقِتاً لَهُ وَ مَنِ اغتِيبَ عِندَهُ أَخُوهُ المُؤمِنُ فَنَصَرَهُ وَ أَعَانَهُ نَصَرَهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مَن لَم يَنصُرهُ وَ لَم يَدفَع عَنهُ وَ هُوَ يَقدِرُ خَذَلَهُ اللّهُ وَ حَقّرَهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

16-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَيّمَا مُؤمِنٍ مَنَعَ مُؤمِناً شَيئاً مِمّا يَحتَاجُ إِلَيهِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَيهِ


صفحه : 178

مِن عِندِهِ أَو مِن عِندِ غَيرِهِ أَقَامَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ مُسوَدّاً وَجهُهُ مُزرَقّةً عَينَاهُ مَغلُولَةً يَدَاهُ إِلَي عُنُقِهِ فَيُقَالُ هَذَا الخَائِنُ ألّذِي خَانَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ

بيان مزرقة عيناه بضم الميم وسكون الزاي‌ وتشديد القاف من باب الافعلال من الزرقة وكأنه إشارة إلي قوله تعالي وَ نَحشُرُ المُجرِمِينَ يَومَئِذٍ زُرقاً و قال البيضاوي‌ أي زرق العيون وصفوا بذلك لأن الزرقة أسوأ ألوان العين وأبغضها إلي العرب لأن الروم كانوا أعدي أعدائهم وهم زرق ولذلك قالوا في صفة العدو أسود الكبد أصهب السبال أزرق العين أوعميا فإن حدقة الأعمي تزراق انتهي و قال في غريب القرآن يَومَئِذٍ زُرقاًلأن أعينهم تزرق من شدة العطش و قال الطيبي‌ فيه أسودان أزرقان أراد سوء منظرهما وزرقة أعينهما والزرقة أبغض الألوان إلي العرب لأنها لون أعدائهم الروم ويحتمل إرادة قبح المنظر وفظاعة الصورة انتهي وقيل لشدة الدهشة والخوف تنقلب عينه و لايري شيئا و إلي في قوله إلي عنقه بمعني مع أوضمن معني الانضمام ويدل علي وجوب قضاء حاجة المؤمن مع القدرة وربما يحمل علي ما إذامنعه لإيمانه أواستخفافا به وكأن المراد بالمؤمن المؤمن الكامل

17- كا،[الكافي‌] عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا يُونُسُ مَن حَبَسَ حَقّ المُؤمِنِ أَقَامَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ خَمسَمِائَةِ عَامٍ عَلَي رِجلَيهِ يَسِيلُ عَرَقُهُ أَودِيَةً وَ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ تَعَالَي هَذَا الظّالِمُ ألّذِي حَبَسَ عَنِ اللّهِ حَقّهُ قَالَ فَيُوَبّخُ أَربَعِينَ يَوماً ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ

بيان المراد بحق المؤمن الديون والحقوق اللازمة أوالأعم منها ومما يلزمه أداؤه من جهة الإيمان علي سياق سائر الأخبار خمسمائة عام أي مقدارها من أعوام الدنيا أودية في بعض النسخ أودمه فالترديد من الراوي‌ وقيل أو


صفحه : 179

للتقسيم أي إن كان ظلمه قليلا يسيل عرقه و إن كان كثيرا يسيل دمه والموبخ المؤمنون أوالملائكة أوالأنبياء والأوصياء ع أوالأعم و فيه دلالة علي أن حق المؤمن حق الله عز و جل لكمال قربه منه أولأمره تعالي به

18- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن كَانَت لَهُ دَارٌ فَاحتَاجَ مُؤمِنٌ إِلَي سُكنَاهَا فَمَنَعَهُ إِيّاهَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ملَاَئكِتَيِ‌ أَ بَخِلَ عبَديِ‌ بِسُكنَي الدّنيَا وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَا يَسكُنُ جنِاَنيِ‌ أَبَداً

بيان ظاهر هذه الأخبار وجوب إعانة المؤمنين بكل مايقدر عليه وإسكانهم و غير ذلك مما لم يقل بوجوبه أحد من الأصحاب بل ظاهرها كون تركها من الكبائر و هوحرج عظيم ينافي‌ الشريعة السمحة و قديئول بكون المنع من أجل الإيمان فيكون كافرا أو علي ما إذاوصل اضطرار المؤمن حدا خيف عليه التلف أوالضرر العظيم ألذي تجب إعانته عنده أويراد بالجنان جنات معينة لايدخلها إلاالمقربون

19- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ مَن أَتَاهُ أَخُوهُ المُؤمِنُ فِي حَاجَةٍ فَإِنّمَا هيِ‌َ رَحمَةٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ سَاقَهَا إِلَيهِ فَإِن قَبِلَ ذَلِكَ فَقَد وَصَلَهُ بِوَلَايَتِنَا وَ هُوَ مَوصُولٌ بِوَلَايَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِن رَدّهُ عَن حَاجَتِهِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي قَضَائِهَا سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ شُجَاعاً مِن نَارٍ يَنهَشُهُ فِي قَبرِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مَغفُورٌ لَهُ أَو مُعَذّبٌ فَإِن عَذَرَهُ الطّالِبُ كَانَ أَسوَأَ حَالًا قَالَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن قَصَدَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن إِخوَانِهِ مُستَجِيراً بِهِ فِي بَعضِ أَحوَالِهِ فَلَم يُجِرهُ بَعدَ أَن يَقدِرَ عَلَيهِ فَقَد قَطَعَ وَلَايَةَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي

بيان قدمر سندا ومتنا في باب قضاء حاجة المؤمن إلي قوله كان أسوأ


صفحه : 180

حالا إلا أن فيه مغفورا له أومعذبا ومضي مابعده في الباب السابق ونقول زائدا علي مامضي إن قوله فقد وصله بولايتنا يحتمل أن يكون المراد أنه وصل ذلك الفعل بولايتنا أي جعله سببا لولايتنا وحبنا له و هو أي الفعل أوالولاية بتأويل سبب لولاية الله ويمكن أن يكون ضمير الفاعل في وصل راجعا إلي الفعل والمفعول إلي الرجل أي وصل ذلك الفعل الرجل الفاعل له بولايتنا كان أسوأ حالا أي المطلوب والطالب كمامر والأول أظهر فالمراد بقوله عذره قيل عذره ألذي اعتذر به و لاأصل له وكون حال المطلوب حينئذ أسوأ ظاهر لأنه صدقه فيما ادعي كذبا و لم يقابله بتكذيب وإنكار ليخف وزره و أما علي الثاني‌ فقيل كونه أسوأ لتصديق الكاذب ولتركه النهي‌ عن المنكر والأولي أن يحمل علي ما إذافعل ذلك للطمع وذلة النفس لاللقربة وفضل العفو

20- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ وَ أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن سَعدَانَ عَن حُسَينِ بنِ أَمِينٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن بَخِلَ بِمَعُونَةِ أَخِيهِ المُسلِمِ وَ القِيَامِ لَهُ فِي حَاجَتِهِ إِلّا ابتلُيِ‌َ بِمَعُونَةِ مَن يَأثَمُ عَلَيهِ وَ لَا يُؤجَرُ

بيان قوله والقيام إما عطف تفسير للمعونة أوالمراد بالمعونة ما كان من عندنفسه وبالقيام ما كان من غيره إلاابتلي‌ كذا في أكثر النسخ فكلمة إلاإما زائدة أوالمستثني منه مقدر أي مافعل ذلك إلاابتلي‌ وقيل من للاستفهام الإنكاري‌ و في بعض النسخ ابتلي‌ بدون كلمة إلاموافقا لما في المحاسن وثواب الأعمال و هوأظهر وضمير عليه راجع إلي من بتقدير مضاف أي علي معونته وفاعل يأثم راجع إلي من بخل ويحتمل أن يكون راجعا إلي من


صفحه : 181

في من يأثم وضمير عليه للباخل والتعدية بعلي لتضمين معني القهر أو علي بمعني في أي بمعونة ظالم يأخذ منه قهرا وظلما ويعاقب علي ذلك الظلم و قوله و لايؤجر أي الباخل علي ذلك الظلم لأنه عقوبة و علي الأول قوله و لايؤجر إما تأكيد أولدفع توهم أن يكون آثما من جهة ومأجورا من أخري

21- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا رَجُلٍ مِن شِيعَتِنَا أَتَي رَجُلًا مِن إِخوَانِهِ فَاستَعَانَ بِهِ فِي حَاجَتِهِ فَلَم يُعِنهُ وَ هُوَ يَقدِرُ إِلّا ابتَلَاهُ اللّهُ بِأَن يقَضيِ‌َ حَوَائِجَ عِدّةٍ مِن أَعدَائِنَا يُعَذّبُهُ اللّهُ عَلَيهَا يَومَ القِيَامَةِ

بيان الاستثناء يحتمل الوجوه الثلاثة المتقدمة و قوله يعذبه الله صفة حوائج وضمير عليها راجع إلي الحوائج والمضاف محذوف أي علي قضائها ويدل علي تحريم قضاء حوائج المخالفين ويمكن حمله علي النواصب أو علي غيرالمستضعفين جمعا بين الأخبار وحمله علي الإعانة في المحرم بأن يكون يعذبه الله قيدا احترازيا بعيد

22- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ عَنِ الخَطّابِ بنِ مُصعَبٍ عَن سَدِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَم يَدَع رَجُلٌ مَعُونَةَ أَخِيهِ المُسلِمِ حَتّي يَسعَي فِيهَا وَ يُوَاسِيَهُ إِلّا ابتلُيِ‌َ بِمَعُونَةِ مَن يَأثَمُ وَ لَا يُؤجَرُ

بيان حتي يسعي متعلق بالمعونة فهو من تتمة مفعول يدع والضمير في يأثم راجع إلي الرجل والعائد إلي من محذوف أي علي معونته

23- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن قَصَدَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن إِخوَانِهِ مُستَجِيراً بِهِ فِي بَعضِ أَحوَالِهِ فَلَم يُجِرهُ بَعدَ أَن يَقدِرَ عَلَيهِ فَقَد قَطَعَ وَلَايَةَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

بيان مستجيرا به أي لدفع ظلم أولقضاء حاجة ضرورية فقد قطع


صفحه : 182

ولاية الله أي محبته لله أومحبة الله له أونصرة الله له أونصرته لله أوكناية عن سلب إيمانه فإن الله ولَيِ‌ّ الّذِينَ آمَنُوا والحاصل أنه لايتولي الله أموره و لايهديه بالهدايات الخاصة و لايعينه و لاينصره

24- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِي حَفصٍ الأَعشَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَعَي فِي حَاجَةٍ لِأَخِيهِ فَلَم يُنَاصِحهُ فَقَد خَانَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ

بيان فلم يناصحه و في بعض النسخ فلم ينصحه أي لم يبذل الجهد في قضاء حاجته و لم يهتم بذلك و لم يكن غرضه حصول ذلك المطلوب قال الراغب النصح تحري‌ قول أوفعل فيه صلاح صاحبه انتهي وأصله الخلوص و هوخلاف الغش ويدل علي أن خيانة المؤمن خيانة لله والرسول

25- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ وَ أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ جَمِيعاً عَن إِدرِيسَ بنِ الحَسَنِ عَن مُصَبّحِ بنِ هِلقَامَ قَالَ أَخبَرَنَا أَبُو بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَيّمَا رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا استَعَانَ بِهِ رَجُلٌ مِن إِخوَانِهِ فِي حَاجَةٍ فَلَم يُبَالِغ فِيهَا بِكُلّ جُهدِهِ فَقَد خَانَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ المُؤمِنِينَ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا تعَنيِ‌ بِقَولِكَ وَ المُؤمِنِينَ قَالَ مِن لَدُن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي آخِرِهِم

بيان في القاموس الجهد الطاقة ويضم والمشقة واجهد جهدك أي أبلغ غايتك وجهد كمنع جد كاجتهد قوله من لدن أمير المؤمنين يحتمل أن يكون المراد بهم الأئمة ع كما في الأخبار الكثيرة تفسير المؤمنين في الآيات بهم ع فإنهم المؤمنون حقا الذين يؤمنون علي الله فيجيز أمانهم و أن يكون المراد مايشمل سائر المؤمنين و أماخيانة الله فلأنه خالف أمره وادعي الإيمان و لم يعمل بمقتضاه وخيانة الرسول والأئمة ع لأنه لم يعمل بقولهم وخيانة


صفحه : 183

سائر المؤمنين لأنهم كنفس واحدة ولأنه إذا لم يكن الإيمان سببا لنصحه فقد خان الإيمان واستحقره و لم يراعه و هومشترك بين الجميع فكأنه خانهم جميعا

26- كا،[الكافي‌]عَنهُمَا جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن مَشَي فِي حَاجَةِ أَخِيهِ ثُمّ لَم يُنَاصِحهُ فِيهَا كَانَ كَمَن خَانَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ كَانَ اللّهُ خَصمَهُ

بيان و كان الله خصمه أي يخاصمه من قبل المؤمن في الآخرة أو في الدنيا أيضا فينتقم له فيهما

27- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن حُسَينِ بنِ حَازِمٍ عَن حُسَينِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ استَشَارَ أَخَاهُ فَلَم يَمحَضهُ مَحضَ الرأّي‌ِ سَلَبَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَأيَهُ

بيان شرت العسل أشوره شورا من باب قال جنيته وشرت الدابة شورا عرضته للبيع وشاورته في كذا واستشرته راجعته لأري فيه رأيه فأشار علي بكذا أراني‌ ماعنده فيه من المصلحة فكانت إشارته حسنة والاسم المشورة و فيه لغتان سكون الشين وفتح الواو والثانية ضم الشين وسكون الواو وزان معونة ويقال هي‌ من شار إذاعرضه في المشوار ويقال من أشرت العسل شبه حسن النصيحة بشري‌ العسل وتشاور القوم واشتوروا والشوري اسم منه .فلم يمحضه من باب منع أو من باب الإفعال في القاموس المحض اللبن الخالص ومحضه كمنعه سقاه المحض كأمحضه وأمحضه الود أخلصه كمحضه والحديث صدقه والأمحوضة النصيحة الخالصة و قوله محض الرأي‌ إما مفعول مطلق أومفعول به و في المصباح الرأي‌ العقل والتدبير و رجل ذو رأي‌ أي بصيرة


صفحه : 184

باب 06-الهجران

1- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ الرّبِيعِ وَ عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ فِي وَصِيّةِ المُفَضّلِ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يَفتَرِقُ رَجُلَانِ عَلَي الهِجرَانِ إِلّا استَوجَبَ أَحَدُهُمَا البَرَاءَةَ وَ اللّعنَةَ وَ رُبّمَا استَحَقّ ذَلِكَ كِلَاهُمَا فَقَالَ لَهُ مُعَتّبٌ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ هَذَا الظّالِمُ فَمَا بَالُ المَظلُومِ قَالَ لِأَنّهُ لَا يَدعُو أَخَاهُ إِلَي صِلَتِهِ وَ لَا يَتَغَامَسُ لَهُ عَن كَلَامِهِ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ إِذَا تَنَازَعَ اثنَانِ فَعَازّ أَحَدُهُمَا الآخَرَ فَليَرجِعِ المَظلُومُ إِلَي صَاحِبِهِ حَتّي يَقُولَ لِصَاحِبِهِ أَي أخَيِ‌ أَنَا الظّالِمُ حَتّي يَقطَعَ الهِجرَانَ بَينَهُ وَ بَينَ صَاحِبِهِ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي حَكَمٌ عَدلٌ يَأخُذُ لِلمَظلُومِ مِنَ الظّالِمِ

بيان الهجر والهجران خلاف الوصل قال في المصباح هجرته هجرا من باب قتل تركته ورفضته فهو مهجور وهجرت الإنسان قطعته والاسم الهجران و في التنزيل وَ اهجُرُوهُنّ فِي المَضاجِعِالبراءة أي براءة الله ورسوله منه ومعتب بضم الميم وفتح العين وتشديد التاء المكسورة و كان من خيار موالي‌ الصادق ع بل خيرهم كماروي‌ فيه و هذاالظالم أي أحدهما ظالم والظالم خبر أوالتقدير هذاالظالم استوجب ذلك فما حال المظلوم و لم استوجبه إلي صلته أي إلي صلة نفسه ويحتمل رجوع الضمير إلي الأخ و لايتغامس في أكثر النسخ بالغين المعجمة والظاهر أنه بالمهملة كما في بعضها قال في القاموس تعامس تغافل و علي تعامي علي ويمكن التكلف في المعجمة بما يرجع إلي ذلك من قولهم غمسه في الماء أي رمسه والغميس الليل المظلم والظلمة والشي‌ء ألذي لم يظهر للناس و لم يعرف بعد و كل ملتف يغتمس فيه أويستخفي قَالَ فِي النّهَايَةِ فِي حَدِيثِ عَلِيّ ع أَلَا وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ الغُوَاةِ وَ عَمّسَ عَلَيهِمُ الخَبَرَ

العمس أن تري أنك لاتعرف الأمر


صفحه : 185

و أنت به عارف ويروي بالغين المعجمة.فعاز بالزاي‌ المشددة و في بعض النسخ فعال باللام المخففة في القاموس عزه كمدة غلبه في المعازة و في الخطاب غالبه كعازه و قال عال جار ومال عن الحق والشي‌ء فلانا غلبه وثقل عليه وأهمه أناالظالم كأنه من المعاريض للمصلحة

2- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا هِجرَةَ فَوقَ ثَلَاثٍ

بيان ظاهره أنه لووقع بين أخوين من أهل الإيمان موجدة أوتقصير في حقوق العشرة والصحبة وأفضي ذلك إلي الهجرة فالواجب عليهم أن لايبقوا عليها فوق ثلاث ليال و أماالهجر في الثلاث فظاهره أنه معفو عنه وسببه أن البشر لايخلو عن غضب وسوء خلق فسومح في تلك المدة مع أن دلالته بحسب المفهوم وهي‌ ضعيفة و هذه الأخبار مختصة بغير أهل البدع والأهواء والمصرين علي المعاصي‌ لأن هجرهم مطلوب و هو من أقسام النهي‌ عن المنكر

3- كا،[الكافي‌] عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَصرِمُ ذوَيِ‌ قَرَابَتِهِ مِمّن لَا يَعرِفُ الحَقّ قَالَ لَا ينَبغَيِ‌ لَهُ أَن يَصرِمَهُ

بيان الصرم القطع أي يهجره رأسا ويدل علي أن الأمر بصلة الرحم يشمل المؤمن والمنافق والكافر كمامر

4- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن عَمّهِ مُرَازِمِ بنِ حَكِيمٍ قَالَ كَانَ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع رَجُلٌ مِن أَصحَابِنَا يُلَقّبُ شَلقَانَ وَ كَانَ قَد صَيّرَهُ فِي نَفَقَتِهِ وَ كَانَ سَيّئَ الخُلُقِ فَهَجَرَهُ فَقَالَ لِي يَوماً يَا مُرَازِمُ وَ تُكَلّمُ عِيسَي فَقُلتُ نَعَم قَالَ أَصَبتَ لَا خَيرَ فِي المُهَاجَرَةِ


صفحه : 186

بيان شلقان بفتح الشين وسكون اللام لقب لعيسي بن أبي منصور وقيل إنما لقب بذلك لسوء خلقه من الشلق و هوالضرب بالسوط وغيره وَ قَد روُيِ‌َ فِي مَدحِهِ أَخبَارٌ كَثِيرَةٌ مِنهَا أَنّ الصّادِقَ ع قَالَ فِيهِ مَن أَحَبّ أَن يَنظُرَ إِلَي رَجُلٍ مِن أَهلِ الجَنّةِ فَليَنظُر إِلَي هَذَا

وَ قَالَ ع أَيضاً فِيهِ إِذَا أَرَدتَ أَن تَنظُرَ إِلَي خِيَارٍ فِي الدّنيَا خِيَارٍ فِي الآخِرَةِ فَانظُر إِلَيهِ

والمراد بكونه عنده أنه كان في بيته لا أنه كان حاضرا في المجلس و كان قدصيره في نفقته أي تحمل نفقته وجعله في عياله وقيل وكل إليه نفقة العيال وجعله قيما عليها والأول أظهر فهجره أي بسبب سوء خلقه مع أصحاب أبي عبد الله ع الذين كان مرازم منهم هجر مرازم عيسي فعبر عنه ابن حديد هكذا. و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله ولعل الصواب فهجرته و قال بعض الأفاضل أي فهجر عيسي أبا عبد الله ع بسبب سوء خلقه مع أصحاب أبي عبد الله ع الذين كان مرازم منهم وأقول صحف بعضهم علي هذاالوجه قرأ نكلم بصيغة المتكلم مع الغير وتكلم في بعض النسخ بدون العاطف و علي تقديره فهو عطف علي مقدر أي أتواصل وتكلم ونحو هذا و هواستفهام علي التقديرين علي التقرير ويحتمل الأمر علي بعض الوجوه

5- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ القَمّاطِ عَن دَاوُدَ بنِ كَثِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ أَبِي قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّمَا مُسلِمَينِ تَهَاجَرَا فَمَكَثَا ثَلَاثاً لَا يَصطَلِحَانِ إِلّا كَانَا خَارِجَينِ عَنِ الإِسلَامِ وَ لَم يَكُن بَينَهُمَا وَلَايَةٌ فَأَيّهُمَا سَبَقَ إِلَي كَلَامِ أَخِيهِ كَانَ السّابِقَ إِلَي الجَنّةِ يَومَ الحِسَابِ

بيان إلاكانا كأن الاستثناء من مقدر أي لم يفعلا ذلك إلاكانا خارجين و هذاالنوع من الاستثناء شائع في الأخبار ويحتمل أن تكون إلاهنا زائدة كما قال الشاعر


  ري الدهر إلامنجنونا بأهله

وقيل التقدير لايصطلحان علي حال


صفحه : 187

إلا و قدكانا خارجين وقيل أيما مبتدأ و لايصطلحان حال عن فاعل مكثا و إلامركب من إن الشرطية و لاالنافية نحو إلاتنصروه فقد نصره الله و لم يكن بتشديد النون مضارع مجهول من باب الإفعال وتكرار للنفي‌ في إن لاكانا مأخوذ من الكنة بالضم وهي‌ جناح يخرج من حائط أوسقيفة فوق باب الدار و قوله فأيهما جزاء الشرط والجملة الشرطية خبر المبتدإ أي أيما مسلمين تهاجرا ثلاثة أيام إن لم يخرجا من الإسلام و لم يضعا الولاية والمحبة علي طاق النسيان فأيهما سبق إلخ وإنما ذكرنا ذلك للاستغراب مع أن أمثال ذلك دأبه رحمه الله في أكثر الأبواب و ليس ذلك منه بغريب والمراد بالولاية المحبة التي‌ تكون بين المؤمنين

6- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ الشّيطَانَ يغُريِ‌ بَينَ المُؤمِنِينَ مَا لَم يَرجِع أَحَدُهُم عَن دِينِهِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ استَلقَي عَلَي قَفَاهُ وَ تَمَدّدَ ثُمّ قَالَ فُزتُ فَرَحِمَ اللّهُ امرَأً أَلّفَ بَينَ وَلِيّينِ لَنَا يَا مَعشَرَ المُؤمِنِينَ تَأَلّفُوا وَ تَعَاطَفُوا

بيان في القاموس أغري بينهم العداوة ألقاها كأنه ألزقها بهم ما لم يرجع أحدهم عن دينه كأنه للسلب الكلي‌ فقوله إذافعلوا للإيجاب الجزئي‌ ويحتمل العكس و مابمعني مادام والتمدد للاستراحة وإظهار الفراغ من العمل والراحة فزت أي وصلت إلي مطلوبي‌

7- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَحفُوظٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَزَالُ إِبلِيسُ فَرِحاً مَا اهتَجَرَ المُسلِمَانِ فَإِذَا التَقَيَا اصطَكّت رُكبَتَاهُ وَ تَخَلّعَت أَوصَالُهُ وَ نَادَي يَا وَيلَهُ مَا لقَيِ‌َ مِنَ الثّبُورِ

بيان اصطكاك الركبتين اضطرابهما وتأثير أحدهما للآخر والتخلع التفكك والأوصال المفاصل أومجتمع العظام وإنما التفت في حكاية قول إبليس عن


صفحه : 188

التكلم إلي الغيبة في قوله ويله ولقي‌ تنزيها لنفسه المقدسة عن نسبة الشر إليه في اللفظ و إن كان في المعني منسوبا إلي غيره ونظيره شائع في الكلام قال في النهاية فيه إذاقرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي‌ يقول ياويله الويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب و كل من وقع في هلكة دعا بالويل ومعني النداء فيه ياويلي‌ و ياحزني‌ و ياهلاكي‌ و ياعذابي‌ احضر فهذا وقتك وأوانك وأضاف الويل إلي ضمير الغائب حملا علي المعني وعدل عن حكاية قول إبليس ياويلي‌ كراهة أن يضيف الويل إلي نفسه انتهي و ما في قوله مالقي‌ للاستفهام التعجبي‌ ومنصوب المحل مفعول لقي‌ و من للتبعيض والثبور بالضم الهلاك

8- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَنِ الهِجرَانِ فَإِن كَانَ لَا بُدّ فَاعِلًا فَلَا يَهجُرُ أَخَاهُ أَكثَرَ مِن ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَمَن كَانَ مُهَاجِراً لِأَخِيهِ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ كَانَ النّارُ أَولَي بِهِ

9- ل ،[الخصال ] ابنُ بُندَارَ عَن أَبِي العَبّاسِ الحمَاّديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الصّائِغِ عَنِ القعَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي ذِئبٍ عَنِ ابنِ شِهَابٍ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَحِلّ لِمُسلِمٍ أَن يَهجُرَ أَخَاهُ فَوقَ ثَلَاثٍ

10- ل ،[الخصال ]الهمَدَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ مَا مِن مُؤمِنَينِ اهتَجَرَا فَوقَ ثَلَاثٍ إِلّا وَ بَرِئتُ مِنهُمَا فِي الثّالِثَةِ فَقِيلَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هَذَا حَالُ الظّالِمِ فَمَا بَالُ المَظلُومِ فَقَالَ ع مَا بَالُ المَظلُومِ لَا يَصِيرُ إِلَي الظّالِمِ فَيَقُولُ أَنَا الظّالِمُ حَتّي يَصطَلِحَا

11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي دَارِمٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ فِي أَوّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ يَغُلّ المَرَدَةَ مِنَ الشّيَاطِينِ وَ يَغفِرُ فِي كُلّ لَيلَةٍ سَبعِينَ أَلفاً فَإِذَا كَانَ


صفحه : 189

فِي لَيلَةِ القَدرِ غَفَرَ اللّهُ بِمِثلِ مَا غَفَرَ فِي رَجَبٍ وَ شَعبَانَ وَ شَهرِ رَمَضَانَ إِلَي ذَلِكَ اليَومِ إِلّا رَجُلٌ بَينَهُ وَ بَينَ أَخِيهِ شَحنَاءُ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنظِرُوا هَؤُلَاءِ حَتّي يَصطَلِحُوا

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَنِ الرّزّازِ عَنِ العَبّاسِ بنِ حَاتِمٍ عَن يَعلَي بنِ عُبَيدٍ عَن يَحيَي بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَحِلّ لِمُسلِمٍ أَن يَهجُرَ أَخَاهُ فَوقَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ السّابِقُ يَسبِقُ إِلَي الجَنّةِ

13- مع ،[معاني‌ الأخبار] مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ الزنّجاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَنِ القَاسِمِ بنِ سَلّامٍ رَفَعَهُ إِلَي النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَا تَنَاجَشُوا وَ لَا تَدَابَرُوا

التدابر المصارمة والهجران مأخوذ من أن يولي‌ الرجل صاحبه دبره ويعرض عنه بوجهه

14- كِتَابُ قَضَاءِ الحُقُوقِ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَحِلّ لِلمُؤمِنِ أَن يَهجُرَ أَخَاهُ فَوقَ ثَلَاثٍ

باب 16- من حجب مؤمنا

1- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَيّمَا مُؤمِنٍ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ مُؤمِنٍ حِجَابٌ ضَرَبَ اللّهُ بَينَهُ وَ بَينَ الجَنّةِ سَبعِينَ أَلفَ سُورٍ مَا بَينَ السّورِ إِلَي السّورِ مَسِيرَةُ أَلفِ عَامٍ

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي عن ابن سنان مثله


صفحه : 190

2- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع مَن صَارَ إِلَي أَخِيهِ المُؤمِنِ فِي حَاجَةٍ أَو مُسَلّماً فَحَجَبَهُ لَم يَزَل فِي لَعنَةِ اللّهِ إِلَي أَن حَضَرَتهُ الوَفَاةُ

أقول قدمضي أخبار في هذاالمعني في باب من حجب مؤمنا في كتاب الإيمان والكفر

3- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ وَ عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَيّمَا مُؤمِنٍ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ مُؤمِنٍ حِجَابٌ ضَرَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَينَهُ وَ بَينَ الجَنّةِ سَبعِينَ أَلفَ سُورٍ مَا بَينَ السّورِ إِلَي السّورِ مَسِيرَةُ أَلفِ عَامٍ

كا،[الكافي‌] عن العدة عن سهل بن زياد عن بكر بن صالح عن محمد بن سنان مثله بتغيير يسير بيان كان بينه و بين مؤمن حجاب أي مانع من الدخول عليه إما بإغلاق الباب دونه أوإقامة بواب علي بابه يمنعه من الدخول عليه و قال الراغب الضرب إيقاع شيء علي شيء ولتصور اختلاف الضرب خولف بين تفاسيرها كضرب الشي‌ء باليد والعصا ونحوهما وضرب الأرض بالمطر وضرب الدراهم اعتبارا بضربه بالمطرقة وقيل له الطبع اعتبارا بتأثير السكة فيه وضرب الخيمة لضرب أوتادها بالمطرقة وتشبيها بضرب الخيمة قال ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذّلّةُ أي التحفتهم الذلة التحاف الخيمة بمن ضربت عليه و منه استعيرفَضَرَبنا عَلَي آذانِهِم فِي الكَهفِ قال فَضُرِبَ بَينَهُم بِسُورٍ إلي آخر ما قال في ذلك .مسيرة ألف عام أي من أعوام الدنيا ويحتمل الآخرة ثم الظاهر منه إرادة هذاالعدد حقيقة ويمكن حمله علي المجاز والمبالغة في بعده عن الرحمة


صفحه : 191

والجنة أو علي أنه لايدخلها إلا بعدزمان طويل تقطع فيه تلك المسافة. و علي التقادير لعله محمول علي ما إذا كان الاحتجاب للتكبر والاستهانة بالمؤمن وتحقيره وعدم الاعتناء بشأنه لأنه معلوم أنه لابد للمرء من ساعات في اليوم والليلة يشتغل فيهاالإنسان بإصلاح أمور نفسه ومعاشه ومعاده لاسيما العلماء لاضطرارهم إلي المطالعة والتفكر في المسائل الدينية وجمعها وتأليفها وتنقيحها وجمع الأخبار وشرحها وتصحيحها و غير ذلك من الأمور التي‌ لابد لهم من الخوض فيها والاعتزال عن الناس والتخلي‌ في مكان لايشغلهم عنها أحد والأدلة في مدح العزلة والمعاشرة متعارضة و قديقال المراد بالجنة جنة معينة يدخل فيها من لم يحجب المؤمن

4-كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ جُمهُورٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَكُنتُ عِندَ الرّضَا ع فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ إِنّهُ كَانَ فِي زَمَنِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَربَعَةُ نَفَرٍ مِنَ المُؤمِنِينَ فَأَتَي وَاحِدٌ مِنهُمُ الثّلَاثَةَ وَ هُم مُجتَمِعُونَ فِي مَنزِلِ أَحَدِهِم فِي مُنَاظَرَةٍ بَينَهُم فَقَرَعَ البَابَ فَخَرَجَ إِلَيهِ الغُلَامُ فَقَالَ أَينَ مَولَاكَ فَقَالَ لَيسَ هُوَ فِي البَيتِ فَرَجَعَ الرّجُلُ وَ دَخَلَ الغُلَامُ إِلَي مَولَاهُ فَقَالَ لَهُ مَن كَانَ ألّذِي قَرَعَ البَابَ قَالَ كَانَ فُلَانٌ فَقُلتُ لَهُ لَستَ فِي المَنزِلِ فَسَكَتَ وَ لَم يَكتَرِث وَ لَم يَلُم غُلَامَهُ وَ لَا اغتَمّ أَحَدٌ مِنهُم لِرُجُوعِهِ عَنِ البَابِ وَ أَقبَلُوا فِي حَدِيثِهِم فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ بَكّرَ إِلَيهِمُ الرّجُلُ فَأَصَابَهُم وَ قَد خَرَجُوا يُرِيدُونَ ضَيعَةً لِبَعضِهِم فَسَلّمَ عَلَيهِم وَ قَالَ أَنَا مَعَكُم فَقَالُوا نَعَم وَ لَم يَعتَذِرُوا إِلَيهِ وَ كَانَ الرّجُلُ مُحتَاجاً ضَعِيفَ الحَالِ فَلَمّا كَانُوا فِي بَعضِ الطّرِيقِ إِذَا غَمَامَةٌ قَد أَظَلّتهُم فَظَنّوا أَنّهُ مَطَرٌ فَبَادَرُوا فَلَمّا استَوَتِ الغَمَامَةُ عَلَي رُءُوسِهِم إِذَا مُنَادٍ ينُاَديِ‌ مِن جَوفِ الغَمَامَةِ أَيّتُهَا النّارُ خُذِيهِم وَ أَنَا جَبرَئِيلُ رَسُولُ اللّهِ فَإِذَا نَارٌ مِن جَوفِ الغَمَامَةِ قَدِ اختَطَفَتِ الثّلَاثَةَ نَفَرٍ وَ بقَيِ‌َ الرّجُلُ مَرعُوباً يَعجَبُ بِمَا نَزَلَ بِالقَومِ وَ لَا يدَريِ‌ مَا السّبَبُ فَرَجَعَ إِلَي المَدِينَةِ فلَقَيِ‌َ يُوشَعَ بنَ نُونٍ فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ وَ مَا رَأَي وَ مَا سَمِعَ


صفحه : 192

فَقَالَ يُوشَعُ بنُ نُونٍ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ سَخِطَ عَلَيهِم بَعدَ أَن كَانَ عَنهُم رَاضِياً وَ ذَلِكَ بِفِعلِهِم بِكَ قَالَ وَ مَا فِعلُهُم بيِ‌ فَحَدّثَهُ يُوشَعُ فَقَالَ الرّجُلُ فَأَنَا أَجعَلُهُم فِي حِلّ وَ أَعفُو عَنهُم قَالَ لَو كَانَ هَذَا قَبلُ لَنَفَعَهُم وَ أَمّا السّاعَةَ فَلَا وَ عَسَي أَن يَنفَعَهُم مِن بَعدُ

بيان كان فلان قيل كان تامة أوفلان كناية عن اسم غيرمنصرف كأحمد وأقول يحتمل تقدير الخبر أي كان فلان قارع الباب و في القاموس ماأكترث له ماأبالي‌ به فلما كان من الغد قيل كان تامة والمستتر راجع إلي أمر الدهر و من بمعني في و في القاموس بكر عليه و إليه و فيه بكورا وبكر وابتكر وأبكر وباكره أتاه بكرة و كل من بادر إلي شيءفقد أبكر إليه في أي وقت كان و قال الضيعة العقار و الأرض المغلة و لم يعتذروا إليه ربما يفهم منه أنه عرف أنهم كانوا في البيت و لم يأذنوا له و فيه نظر بل الظاهر من آخر الخبر خلافه ويدل علي أنه لوصدر عن أحد مثل هذه البادرة كان عليه أن يبادر إلي الاعتذار و أنه مع رضاه يسقط عنهم الوزر.ضعيف الحال أي قليل المال قدأظلتهم أي قربت منهم أوالشمس لماكانت في جانب المشرق وقعت ظلها عليهم قبل أن تحاذي‌ رءوسهم فظنوا أنه أي سبب حدوث الغمامة مطر فبادروا ليصلوا إلي الضيعة قبل نزول المطر والنفر لما كان في معني الجمع جعل تميزا للثلاثة و أماالساعة فلا أي لاينفعهم ليردوا إلي الدنيا وعسي أن ينفعهم أي في البرزخ أوالقيامة

5-كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي مُسلِمٍ أَتَي مُسلِماً زَائِراً وَ هُوَ فِي مَنزِلِهِ فَاستَأذَنَ عَلَيهِ فَلَم يَأذَن لَهُ وَ لَم يَخرُج إِلَيهِ قَالَ يَا أَبَا حَمزَةَ أَيّمَا مُسلِمٍ أَتَي مُسلِماً زَائِراً أَو طَالِبَ حَاجَةٍ وَ هُوَ فِي مَنزِلِهِ فَاستَأذَنَ عَلَيهِ فَلَم يَأذَن لَهُ وَ لَم يَخرُج إِلَيهِ لَم يَزَل فِي لَعنَةِ اللّهِ


صفحه : 193

عَزّ وَ جَلّ حَتّي يَلتَقِيَا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فِي لَعنَةِ اللّهِ حَتّي يَلتَقِيَا قَالَ نَعَم يَا أَبَا حَمزَةَ

بيان أيما مسلم قيل أي مبتدأ و مازائدة بين المضاف والمضاف إليه وأتي مسلما خبره والجملة شرطية وجملة لم يزل جزائية والضمير راجع إلي المسلم الثاني‌ و لو كان أتي صفة و لم يزل خبرا لم يكن للمبتدإ عائد ولعل المراد بالالتقاء الاعتذار أومعه و هومحمول علي عدم العذر أوالاستخفاف

باب 26-التهمة والبهتان وسوء الظن بالإخوان وذم الاعتماد علي مايسمع من أفواه الرجال

الآيات النساءوَ مَن يَكسِب خَطِيئَةً أَو إِثماً ثُمّ يَرمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احتَمَلَ بُهتاناً وَ إِثماً مُبِيناًالإسراءوَ لا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنّ السّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًاالنورلَو لا إِذ سَمِعتُمُوهُ ظَنّ المُؤمِنُونَ وَ المُؤمِناتُ بِأَنفُسِهِم خَيراً وَ قالُوا هذا إِفكٌ مُبِينٌ إلي قوله تعالي إِذ تَلَقّونَهُ بِأَلسِنَتِكُم وَ تَقُولُونَ بِأَفواهِكُم ما لَيسَ لَكُم بِهِ عِلمٌ وَ تَحسَبُونَهُ هَيّناً وَ هُوَ عِندَ اللّهِ عَظِيمٌ وَ لَو لا إِذ سَمِعتُمُوهُ قُلتُم ما يَكُونُ لَنا أَن نَتَكَلّمَ بِهذا سُبحانَكَ هذا بُهتانٌ عَظِيمٌالحجرات يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظّنّ إِنّ بَعضَ الظّنّ إِثمٌ وَ لا تَجَسّسُوا


صفحه : 194

1- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ لَكَ أَن تَأتَمِنَ مَن غَشّكَ وَ لَا تَتّهِمَ مَنِ ائتَمَنتَ

2- ب ،[قرب الإسناد]عَنهُمَا عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَيسَ لَكَ أَن تَتّهِمَ مَن قَدِ ائتَمَنتَهُ وَ لَا تَأمَنَ الخَائِنَ وَ قَد جَرّبتَهُ

3- ل ،[الخصال ] عَنِ الصّادِقِ ع نَاقِلًا عَن حَكِيمٍ البُهتَانُ عَلَي البرَيِ‌ّ أَثقَلُ مِنَ الجِبَالِ الرّاسِيَاتِ

4- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المُؤمِنُ لَا يَغُشّ أَخَاهُ وَ لَا يَخُونُهُ وَ لَا يَخذُلُهُ وَ لَا يَتّهِمُهُ وَ لَا يَقُولُ لَهُ أَنَا مِنكَ برَيِ‌ءٌ وَ قَالَ ع اطلُب لِأَخِيكَ عُذراً فَإِن لَم تَجِد لَهُ عُذراً فَالتَمِس لَهُ عُذراً وَ قَالَ ع اطرَحُوا سُوءَ الظّنّ بَينَكُم فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ نَهَي عَن ذَلِكَ

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن بَهَتَ مُؤمِناً أَو مُؤمِنَةً أَو قَالَ فِيهِ مَا لَيسَ فِيهِ أَقَامَهُ اللّهُ تَعَالَي يَومَ القِيَامَةِ عَلَي تَلّ مِن نَارٍ حَتّي يَخرُجَ مِمّا قَالَهُ فِيهِ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه عليه السلام مثله

6- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ عَطِيّةَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن بَاهَتَ مُؤمِناً أَو مُؤمِنَةً بِمَا لَيسَ فِيهِمَا حَبَسَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ فِي طِينَةِ خَبَالٍ حَتّي يَخرُجَ مِمّا قَالَ قُلتُ وَ مَا طِينَةُ خَبَالٍ قَالَ صَدِيدٌ يَخرُجُ مِن فُرُوجِ المُومِسَاتِ يعَنيِ‌ الزوّاَنيِ‌َ

ثو،[ثواب الأعمال ] ابن المتوكل عن الحميري‌مثله


صفحه : 195

سن ،[المحاسن ] ابن محبوب

مثله أقول قدمضي بعض الأخبار في باب الغيبة

7- ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِن خَوَاصّ الشّيعَةِ لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ هُوَ يَرتَعِدُ بَعدَ مَا خَلَا بِهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص مَا أخَوفَنَيِ‌ أَن يَكُونَ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ يُنَافِقُكَ فِي إِظهَارِهِ وَ اعتِقَادِ وَصِيّتِكَ وَ إِمَامَتِكَ فَقَالَ مُوسَي ع وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ لأِنَيّ‌ حَضَرتُ مَعَهُ اليَومَ فِي مَجلِسِ فُلَانٍ رَجُلٍ مِن كِبَارِ أَهلِ بَغدَادَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ المَجلِسِ أَنتَ تَزعُمُ أَنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ إِمَامٌ دُونَ هَذَا الخَلِيفَةِ القَاعِدِ عَلَي سَرِيرِهِ قَالَ لَهُ صَاحِبُكَ هَذَا مَا أَقُولُ هَذَا بَل أَزعُمُ أَنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ غَيرُ إِمَامٍ وَ إِن لَم أَكُن أَعتَقِدُ أَنّهُ غَيرُ إِمَامٍ فعَلَيَ‌ّ وَ عَلَي مَن لَم يَعتَقِد ذَلِكَلَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ قَالَ لَهُ صَاحِبُ المَجلِسِ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً وَ أَلعَنُ مَن وَشَي بِكَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع لَيسَ كَمَا ظَنَنتَ وَ لَكِنّ صَاحِبَكَ أَفقَهُ مِنكَ إِنّمَا قَالَ مُوسَي غَيرُ إِمَامٍ أَي إِنّ ألّذِي هُوَ غَيرُ إِمَامٍ فَمُوسَي غَيرُهُ فَهُوَ إِذاً إِمَامٌ فَإِنّمَا أَثبَتَ بِقَولِهِ هَذَا إمِاَمتَيِ‌ وَ نَفَي إِمَامَةَ غيَريِ‌ يَا عَبدَ اللّهِ مَتَي يَزُولُ عَنكَ هَذَا ألّذِي ظَنَنتَهُ بِأَخِيكَ هَذَا مِنَ النّفَاقِ تُب إِلَي اللّهِ فَفَهِمَ الرّجُلُ مَا قَالَهُ وَ اغتَمّ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا لِي مَالٌ فَأُرضِيَهُ بِهِ وَ لَكِن قَد وَهَبتُ لَهُ شَطرَ عمَلَيِ‌ كُلّهِ مِن تعَبَدّيِ‌ وَ صلَاَتيِ‌ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ وَ مِن لعَنتَيِ‌ لِأَعدَائِكُم قَالَ مُوسَي ع الآنَ خَرَجتَ مِنَ النّارِ

8- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ النّبِيّص إِيّاكُم وَ الظّنّ فَإِنّ الظّنّ أَكذَبُ الكَذِبِ الخَبَرَ

9-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ السنّديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن كَرّامٍ عَن مُيَسّرِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ


صفحه : 196

عَلَيهِ السّلَامُ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَم بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ فَقَالَ أَربَعُ أَصَابِعَ وَ وَضَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ يَدَهُ عَلَي أُذُنِهِ وَ عَينَيهِ فَقَالَ مَا رَأَتهُ عَينَاكَ فَهُوَ الحَقّ وَ مَا سَمِعَتهُ أُذُنَاكَ فَأَكثَرُهُ بَاطِلٌ

10- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ ابنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلَ الشاّميِ‌ّ ألّذِي بَعَثَهُ مُعَاوِيَةُ لِيَسأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَمّا سَأَلَ عَنهُ مَلِكُ الرّومِ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ كَم بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ فَقَالَ ع أَربَعُ أَصَابِعَ فَمَا رَأَيتَهُ بِعَينِكَ فَهُوَ الحَقّ وَ قَد تَسمَعُ بِأُذُنَيكَ بَاطِلًا كَثِيراً

11- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيهِ السّلَامُ ضَع أَمرَ أَخِيكَ عَلَي أَحسَنِهِ حَتّي يَأتِيَكَ مِنهُ مَا يَغلِبُكَ وَ لَا تَظُنّنّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَت مِن أَخِيكَ سُوءاً وَ أَنتَ تَجِدُ لَهَا فِي الخَيرِ مَحمِلًا الخَبَرَ

12- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع حُسنُ الظّنّ أَصلُهُ مِن حُسنِ إِيمَانِ المَرءِ وَ سَلَامَةِ صَدرِهِ وَ عَلَامَتُهُ أَن يَرَي كُلّ مَا نَظَرَ إِلَيهِ بِعَينِ الطّهَارَةِ وَ الفَضلِ مِن حَيثُ مَا رَكِبَ فِيهِ وَ قَذَفَ مِنَ الحَيَاءِ وَ الأَمَانَةِ وَ الصّيَانَةِ وَ الصّدقِ

قَالَ النّبِيّص أَحسِنُوا ظُنُونَكُم بِإِخوَانِكُم تَغتَنِمُوا بِهَا صَفَاءَ القَلبِ وَ نَقَاءَ الطّبعِ

وَ قَالَ أُبَيّ بنُ كَعبٍ إِذَا رَأَيتُم أَحَدَ إِخوَانِكُم فِي خَصلَةٍ تَستَنكِرُونَهَا مِنهُ فَتَأَوّلُوا لَهَا سَبعِينَ تَأوِيلًا فَإِنِ اطمَأَنّت قُلُوبُكُم عَلَي أَحَدِهَا وَ إِلّا فَلُومُوا أَنفُسَكُم حَيثُ لَم تَعذِرُوهُ فِي خَصلَةٍ سَتَرَهَا عَلَيهِ سَبعُونَ تَأوِيلًا وَ أَنتُم أَولَي بِالإِنكَارِ عَلَي أَنفُسِكُم مِنهُ

13-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَإنِيّ‌ أَرَدتُ أَن أَستَبضِعَ بِضَاعَةً إِلَي اليَمَنِ فَأَتَيتُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقُلتُ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَستَبضِعَ فُلَاناً


صفحه : 197

فَقَالَ لِي أَ مَا عَلِمتَ أَنّهُ يَشرَبُ الخَمرَ فَقُلتُ قَد بلَغَنَيِ‌ مِنَ المُؤمِنِينَ أَنّهُم يَقُولُونَ ذَلِكَ فَقَالَ صَدّقهُم فَإِنّ اللّهَ يَقُولُيُؤمِنُ بِاللّهِ وَ يُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَ فَقَالَ يعَنيِ‌ يُصَدّقُ اللّهَ وَ يُصَدّقُ المُؤمِنِينَ لِأَنّهُ كَانَ رَءُوفاً رَحِيماً بِالمُؤمِنِينَ

14- غو،[غوالي‌ اللئالي‌]حدَثّنَيِ‌ المَولَي العَالِمُ الوَاعِظُ عَبدُ اللّهِ بنُ عَلَاءِ الدّينِ بنِ فَتحِ اللّهِ بنِ عَبدِ المَلِكِ القمُيّ‌ّ عَن جَدّهِ عَبدِ المَلِكِ عَن أَحمَدَ بنِ فَهدٍ عَن جَلَالِ الدّينِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ شَرَفشَاهَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القاَشيِ‌ّ عَن جَلَالِ الدّينِ بنِ دَارٍ الصّخرِ عَن نَجمِ الدّينِ أَبِي القَاسِمِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ عَنِ المُعَمّرِ السنّبسِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ موَلاَي‌َ أَبَا مُحَمّدٍ الحَسَنَ العسَكرَيِ‌ّ ع يَقُولُ أَحسِن ظَنّكَ وَ لَو بِحَجَرٍ يَطرَحُ اللّهُ فِيهِ سِرّهُ فَتَتَنَاوَلَ نَصِيبَكَ مِنهُ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ لَو بِحَجَرٍ فَقَالَ أَ لَا تَنظُرُ إِلَي الحَجَرِ الأَسوَدِ

15- مِن كِتَابِ قَضَاءِ الحُقُوقِ، قَالَ النّبِيّص اطلُب لِأَخِيكَ عُذراً فَإِن لَم تَجِد لَهُ عُذراً فَالتَمِس لَهُ عُذراً

16- نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ عَلَيهِ السّلَامُ أَيّهَا النّاسُ مَن عَرَفَ مِن أَخِيهِ وَثِيقَةَ دِينٍ وَ سَدَادَ طَرِيقٍ فَلَا يَسمَعَنّ فِيهِ أَقَاوِيلَ النّاسِ أَمَا إِنّهُ قَد يرَميِ‌ الراّميِ‌ وَ يُخطِئُ السّهَامَ وَ يُحِيلُ الكَلَامُ وَ بَاطِلُ ذَلِكَ يَبُورُ وَ اللّهُ سَمِيعٌ وَ شَهِيدٌ أَمَا إِنّهُ لَيسَ بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ إِلّا أَربَعُ أَصَابِعَ فَسُئِلَ عَن مَعنَي قَولِهِ هَذَا فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ وَ وَضَعَهَا بَينَ أُذُنِهِ وَ عَينِهِ ثُمّ قَالَ البَاطِلُ أَن تَقُولَ سَمِعتُ وَ الحَقّ أَن تَقُولَ رَأَيتُ

17- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ أَبُو الحَسَنِ الثّالِثُ ع إِذَا كَانَ زَمَانٌ العَدلُ فِيهِ أَغلَبُ مِنَ الجَورِ فَحَرَامٌ أَن تَظُنّ بِأَحَدٍ سُوءاً حَتّي يُعلَمَ ذَلِكَ مِنهُ وَ إِذَا كَانَ زَمَانٌ الجَورُ فِيهِ أَغلَبُ مِنَ العَدلِ فَلَيسَ لِأَحَدٍ أَن يَظُنّ بِأَحَدٍ خَيراً حَتّي يَبدُوَ ذَلِكَ مِنهُ

18-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا استَولَي الصّلَاحُ عَلَي الزّمَانِ وَ أَهلِهِ ثُمّ أَسَاءَ رَجُلٌ الظّنّ بِرَجُلٍ لَم تَظهَر مِنهُ خِزيَةٌ فَقَد ظَلَمَ إِذَا استَولَي الفَسَادُ


صفحه : 198

عَلَي الزّمَانِ وَ أَهلِهِ فَأَحسَنَ رَجُلٌ الظّنّ بِرَجُلٍ فَقَد غُرِرَ

وَ قَالَ عَلَيهِ السّلَامُ اتّقُوا ظُنُونَ المُؤمِنِينَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي جَعَلَ الحَقّ عَلَي أَلسِنَتِهِم

وَ قَالَ ع لَا تَظُنّنّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَت مِن أَحَدٍ سُوءاً وَ أَنتَ تَجِدُ لَهَا فِي الخَيرِ مُحتَمِلًا

19- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا اتّهَمَ المُؤمِنُ أَخَاهُ انمَاثَ الإِيمَانُ فِي قَلبِهِ كَمَا يَنمَاثُ المِلحُ فِي المَاءِ

بيان في القاموس الوهم من خطرات القلب أو هومرجوح طرفي‌ المتردد فيه ووهم في الشي‌ء كوعد ذهب وهمه إليه وتوهم ظن واتهمه بكذا اتهاما واتهمه كافتعله وأوهمه أدخل عليه التهمة كهمزة أي مايتهم عليه فاتهم هوفهو متهم وتهيم و في المصباح اتهمته بكذا ظننته به فهو تهيم واتهمته في قوله شككت في صدقه والاسم التهمة وزان رطبة والسكون لغة حكاها الفارابي‌ وأصل التاء واو و قال ماث الشي‌ء موثا من باب قال ويميث ميثا من باب باع لغة ذاب في الماء وماثه غيره من باب قال يتعدي و لايتعدي وماثت الأرض لانت وسهلت و في القاموس ماث موثا وموثانا محركة خلطه ودافه فانماث انمياثا انتهي . وكأن المراد هنا بالتهمة أن يقول فيه ما ليس فيه مما يوجب شينه ويحتمل أن يشمل سوء الظن أيضا و من في قوله من قلبه إما بمعني في كما في قوله تعالي إِذا نوُديِ‌َ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ أوضمن فيه معني الذهاب أوالزوال ونحوه ويحتمل التعليل لأن ذلك بسبب فساد قلبه وقيل إنما قال كذلك للتنبيه علي فساد قلبه حتي أنه ينافي‌ الإيمان ويوجب فساده

20-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ حَازِمٍ عَن حُسَينِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ


صفحه : 199

ع يَقُولُ مَنِ اتّهَمَ أَخَاهُ فِي دِينِهِ فَلَا حُرمَةَ بَينَهُمَا وَ مَن عَامَلَ أَخَاهُ بِمِثلِ مَا يُعَامِلُ بِهِ النّاسَ فَهُوَ برَيِ‌ءٌ مِمّن يَنتَحِلُ

بيان في دينه يحتمل تعلقه بالأخوة أوبالتهمة والأول أظهر و علي الثاني‌ التهمة تشمل تهمته بترك شيء من الفرائض أوارتكاب شيء من المحارم لأن الإتيان بالفرائض والاجتناب عن المحارم من الدين كما أن القول الحق والتصديق به من الدين فلاحرمة بينهما أي حرمة الإيمان كناية عن سلبه والحاصل أنه انقطعت علاقة الأخوة وزالت الرابطة الدينية بينهما في القاموس الحرمة بالضم وبضمتين وكهمزة ما لايحل انتهاكه والذمة والمهابة والنصيب و من يعظم حرمات الله أي ماوجب القيام به وحرم التفريط فيه بمثل ماعامل به الناس أي المخالفين أوالأعم منهم و من فساق الشيعة وممن لاصداقة وأخوة بينهما والتسوية في المعاملة بأن يربح عليهما علي حد سواء و لايخص أخاه بالرعاية والمسامحة وترك الربح أوتقليله وشدة النصيحة وحفظ حرمته في الحضور والغيبة والمواساة معه وأمثال ذلك مما هومقتضي الأخوة كمافصل في الأخبار الكثيرة.فهو بري‌ء ممن ينتحل أي من يجعل هو أوأخوه ولايتهم نحلة ومذهبا وهم الرب سبحانه ورسوله والأئمة والظاهر أن المستتر في ينتحل راجع إلي المعامل لا إلي الأخ تعريضا بأنه خارج من الدين فإن الانتحال ادعاء ما ليس له و لم يتصف به في القاموس انتحله وتنحله ادعاه لنفسه و هولغيره و في أكثر النسخ مما ينتحل و هوأظهر فالمراد بما ينتحل التشيع أوالأخوة

21- كا،[الكافي‌] عَنهُ عَن أَبِيهِ عَمّن حَدّثَهُ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي كَلَامٍ لَهُ ضَع أَمرَ أَخِيكَ عَلَي أَحسَنِهِ حَتّي يَأتِيَكَ مَا يَغلِبُكَ مِنهُ وَ لَا تَظُنّنّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَت مِن أَخِيكَ سُوءاً وَ أَنتَ تَجِدُ لَهَا فِي الخَيرِ مَحمِلًا


صفحه : 200

بيان ضع أمر أخيك أي احمل ماصدر عن أخيك من قول أوفعل علي أحسن محتملاته و إن كان مرجوحا من غيرتجسس حتي يأتيك منه أمر لايمكنك تأويله فإن الظن قديخطئ والتجسس منهي‌ عنه كما قال تعالي إِنّ بَعضَ الظّنّ إِثمٌ و قال وَ لا تَجَسّسُوا و قوله مايغلبك في بعض النسخ بالغين فقوله منه متعلق بيأتيك أي حتي يأتيك من قبله مايعجزك و لم يمكنك التأويل و في بعض النسخ بالقاف من باب ضرب كالسابق أو من باب الإفعال فالظرف متعلق بيقلبك والضمير للأحسن و قوله ع و لاتظنن تأكيد لبعض أفراد الكلام السابق أوالسابق محمول علي الفعل و هذه الجملة مروية في نهج البلاغة و فيه من أحد ومحتملا والحاصل أنه إذاصدرت منه كلمة ذات وجهين وجب عليك أن تحملها علي الوجه الخير و إن كان معني مجازيا بدون قرينة أوكناية أوتورية أونحوهما لاسيما إذاادعاه القائل . و من هذاالقبيل ماسماه علماء العربية أسلوب الحكيم كما قال الحجاج للقبعثري‌ متوعدا له بالقيد لأحملنك علي الأدهم فقال القبعثري‌ مثل الأمير يحمل علي الأدهم والأشهب فأبرز وعيده في معرض الوعد ثم قال الحجاج للتصريح بمقصوده إنه حديد فقال القبعثري‌ لأن يكون حديدا خير من أن يكون بليدا. و قال الشهيد الثاني‌ روح الله روحه وغيره ممن سبقه اعلم أنه كمايحرم علي الإنسان سوء القول في المؤمن و أن يحدث غيره بلسانه بمساوي‌ الغير كذلك يحرم عليه سوء الظن و أن يحدث نفسه بذلك والمراد بسوء الظن المحرم عقد القلب وحكمه عليه بالسوء من غيريقين فأما الخواطر وحديث النفس فهو معفو عنه كما أن الشك أيضا معفو عنه قال الله تعالي اجتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظّنّ إِنّ بَعضَ الظّنّ إِثمٌفليس لك أن تعتقد في غيرك سوءا إلا إذاانكشف لك بعيان لايحتمل التأويل و ما لم تعلمه ثم وقع في قلبك فالشيطان يلقيه فينبغي‌ أن تكذبه فإنه أفسق الفساق و قد قال الله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنُوا أَن تُصِيبُوا


صفحه : 201

قَوماً بِجَهالَةٍ فلايجوز تصديق إبليس و من هنا جاء في الشرع أن من علمت في فيه رائحة الخمر لايجوز أن تحكم عليه بشربها و لايحده عليه لإمكان أن يكون تمضمض به ومجه أوحمل عليه قهرا و ذلك أمر ممكن فلايجوز إساءة الظن بالمسلم وَ قَد قَالَص إِنّ اللّهَ تَعَالَي حَرّمَ مِنَ المُسلِمِ دَمَهُ وَ مَالَهُ وَ أَن يُظَنّ بِهِ ظَنّ السّوءِ

فينبغي‌ أن تدفعه عن نفسك وتقرر عليها أن حاله عندك مستور كما كان فإن مارأيته فيه يحتمل الخير والشر. فإن قلت فبما ذا يعرف عقد سوء الظن والشكوك تختلج والنفس تحدث فأقول أمارة عقد سوء الظن أن يتغير القلب معه عما كان فينفر عنه نفورا لم يعهده ويستثقله ويفتر عن مراعاته وتفقده وإكرامه والاهتمام بسببه فهذه أمارات عقد الظن وتحقيقه

وَ قَد قَالَص ثَلَاثٌ فِي المُؤمِنِ لَا يُستَحسَنُ وَ لَهُ مِنهُنّ مَخرَجٌ فَمَخرَجُهُ مِن سُوءِ الظّنّ أَن لَا يُحَقّقَهُ

أي لايحقق في نفسه بعقد و لافعل لا في القلب و لا في الجوارح أما في القلب إلي النفرة والكراهة و في الجوارح بالعمل بموجبه والشيطان قديقرر علي القلب بأدني مخيلة مساءة الناس ويلقي‌ إليه أن هذا من فطنتك وسرعة تنبهك وذكائك و أن المؤمن ينظر بنور الله و هو علي التحقيق ناظر بغرور الشيطان وظلمته .فأما إذاأخبرك به عدل فآل ظنك إلي تصديقه كنت معذورا لأنك لوكذبته لكنت جانيا علي هذاالعدل إذاظننت به الكذب و ذلك أيضا من سوء الظن فلاينبغي‌ أن تحسن الظن بالواحد وتسي‌ء بالآخر نعم ينبغي‌ أن تبحث هل بينهما عداوة ومحاسدة ومقت فيتطرق التهمة بسببه و قدرد الشرع شهادة العدو علي عدوه للتهمة فلك عند ذلك أن تتوقف في إخباره و إن كان عدلا و لاتصدقه و لاتكذبه ولكن تقول المستور حاله كان في ستر الله عني‌ و كان أمره محجوبا و قدبقي‌ كما كان لم ينكشف لي شيء من أمره . و قد يكون الرجل ظاهر العدالة و لامحاسدة بينه و بين المذكور ولكن


صفحه : 202

يكون من عادته التعرض للناس وذكر مساويهم فهذا قديظن أنه عدل و ليس بعدل فإن المغتاب فاسق و إذا كان ذلك من عادته ردت شهادته إلا أن الناس لكثرة الاعتياد تساهلوا في أمر الغيبة و لم يكترثوا بتناول أعراض الخلق ومهما خطر لك خاطر سوء علي مسلم فينبغي‌ أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك فلايلقي‌ إليك الخاطر السوء خيفة من اشتغالك بالدعاء والمراعاة ومهما عرفت هفوة مسلم بحجة فانصحه في السر و لايخدعنك الشيطان فيدعوك إلي اغتيابه و إذاوعظته فلاتعظه و أنت مسرور باطلاعك علي نقصه لينظر إليك بعين التعظيم وتنظر إليه بعين الاستصغار وترتفع عليه بدلالة الوعظ وليكن قصدك تخليصه من الإثم و أنت حزين كماتحزن علي نفسك إذادخل عليك نقصان وينبغي‌ أن يكون تركه ذلك من غيرنصيحتك أحب إليك من تركه بالنصيحة و إذا أنت فعلت ذلك كنت جمعت بين أجر الوعظ وأجر الغم بمصيبته وأجر الإعانة له علي دينه . و من ثمرات سوء الظن التجسس فإن القلب لايقنع بالظن ويطلب التحقيق فيشتغل بالتجسس و هوأيضا منهي‌ عنه قال الله وَ لا تَجَسّسُوافالغيبة وسوء الظن والتجسس منهي‌ عنها في آية واحدة ومعني التجسس أنه لاتترك عباد الله تحت ستر الله فتتوصل إلي الاطلاع وهتك الستر حتي ينكشف لك ما لو كان مستورا عنك لكان أسلم لقلبك ودينك انتهي

باب 36-ذي‌ اللسانين وذي‌ الوجهين

1- مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي شَيبَةَ الزهّريِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَبِئسَ العَبدُ عَبدٌ يَكُونُ ذَا وَجهَينِ وَ ذَا لِسَانَينِ يطُريِ‌


صفحه : 203

أَخَاهُ شَاهِداً وَ يَأكُلُهُ غَائِباً إِن أعُطيِ‌َ حَسَدَهُ وَ إِنِ ابتلُيِ‌َ خَذَلَهُ

ل ،[الخصال ] ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن علي بن النعمان مثله ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسي عن ابن مسكان

مثله

2- ثو،[ثواب الأعمال ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي شَيبَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بِئسَ العَبدُ عَبدٌ هُمَزَةٌ لُمَزَةٌ يُقبِلُ بِوَجهٍ وَ يُدبِرُ بِآخَرَ

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن عَونِ بنِ مُعِينٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَنِ الصّادِقِ ع مَن لقَيِ‌َ النّاسَ بِوَجهٍ وَ عَابَهُم بِوَجهٍ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَهُ لِسَانَانِ مِن نَارٍ

4- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ مِثلَهُ وَ فِيهِ المُؤمِنِينَ بَدَلَ النّاسِ وَ أَتَي بَدَلَ جَاءَ

5- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي الجَوزَاءِ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يجَيِ‌ءُ يَومَ القِيَامَةِ ذُو الوَجهَينِ دَالِعاً لِسَانَهُ فِي قَفَاهُ وَ آخَرُ مِن قُدّامِهِ يَلتَهِبَانِ نَاراً حَتّي يَلهَبَا جَسَدَهُ ثُمّ يُقَالُ هَذَا ألّذِي كَانَ فِي الدّنيَا ذَا وَجهَينِ وَ ذَا لِسَانَينِ يُعرَفُ بِذَلِكَ يَومَ القِيَامَةِ

ثو،[ثواب الأعمال ] ابن الوليد عن الصفار عن أبي الجوزاء مثله

6-ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ عَنِ ابنِ مَنِيعٍ عَن أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ


صفحه : 204

عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي صَالِحٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن شَرّ النّاسِ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ ذُو الوَجهَينِ

7- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ عَنِ ابنِ مَنِيعٍ عَن أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي شَيبَةَ عَن شَرِيكٍ عَنِ الرّكَينِ عَن نُعَيمِ بنِ حَنطَبٍ عَن عَمّارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَانَ لَهُ وَجهَانِ فِي الدّنيَا كَانَ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ لِسَانَانِ مِن نَارٍ

8- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَونٍ القلَاَنسِيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن لقَيِ‌َ المُسلِمِينَ بِوَجهَينِ وَ لِسَانَينِ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَهُ لِسَانَانِ مِن نَارٍ

9- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي حَمّادٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِعِيسَي ابنِ مَريَمَ يَا عِيسَي لِيَكُن لِسَانُكَ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ لِسَاناً وَاحِداً وَ كَذَلِكَ قَلبُكَ إنِيّ‌ أُحَذّرُكَ نَفسَكَ وَ كَفَي بيِ‌ خَبِيراً لَا يَصلُحُ لِسَانَانِ فِي فَمٍ وَاحِدٍ وَ لَا سَيفَانِ فِي غِمدٍ وَاحِدٍ وَ لَا قَلبَانِ فِي صَدرٍ وَاحِدٍ وَ كَذَلِكَ الأَذهَانُ

10- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بِئسَ العَبدُ عَبدٌ لَهُ وَجهَانِ يُقبِلُ بِوَجهٍ وَ يُدبِرُ بِوَجهٍ إِن أوُتيِ‌َ أَخُوهُ المُسلِمُ خَيراً حَسَدَهُ وَ إِنِ ابتلُيِ‌َ خَذَلَهُ

11- نهج ،[نهج البلاغة] مَا أَضمَرَ أَحَدٌ شَيئاً إِلّا ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَ صَفَحَاتِ وَجهِهِ

12- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَونٍ القلَاَنسِيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن لقَيِ‌َ المُسلِمِينَ بِوَجهَينِ وَ لِسَانَينِ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَهُ لِسَانَانِ مِن نَارٍ

بيان قال بعض المحققين ذو اللسانين هو ألذي يأتي‌ هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه


صفحه : 205

ويتردد بين المتعاديين ويكلم كل واحد بكلام يوافقه وقلما يخلو عنه من يشاهد متعاديين و ذلك عين النفاق و قال بعضهم اتفقوا علي أن ملاقاة الاثنين بوجهين نفاق وللنفاق علامات كثيرة و هذه من جملتها. فإن قلت فبما ذا يصير الرجل ذا اللسانين و ماحد ذلك .فأقول إذادخل علي متعاديين وجامع كل واحد منهما و كان صادقا فيه لم يكن منافقا و لاذا اللسانين فإن الواحد قديصادق متعاديين ولكن صداقة ضعيفة لاتنتهي‌ إلي حد الأخوة إذ لوتحققت الصداقة لاقتضت معاداة الأعداء نعم لونقل كلام كل واحد إلي الآخر فهو ذو لسانين و ذلك شر من النميمة إذ يصير نماما بأن ينقل من أحد الجانبين فإن نقل من الجانبين فهو شر من النميمة و إن لم ينقل كلاما ولكن حسن لكل واحد منهما ما هو عليه من المعاداة مع صاحبه فهذا ذو لسانين وكذلك إذاوعد كل واحد منهما أنه ينصره وكذلك إذاأثني علي كل واحد منهما في معاداته وكذلك إذاأثني علي أحدهما و كان إذاخرج من عنده يذمه فهو ذو لسانين بل ينبغي‌ أن يسكت أويثني‌ علي المحق من المتعاديين ويثني‌ في حضوره و في غيبته و بين يدي‌ عدوه .قيل لبعض الصحابة إنا ندخل علي أمرائنا فنقول القول فإذاخرجنا قلنا غيره فقال كنا نعد ذلك نفاقا علي عهد رسول الله ص و هذانفاق مهما كان مستغنيا عن الدخول علي الأمير و عن الثناء عليه فلو استغني عن الدخول ولكن إذادخل يخاف إن لم يثن فهو نفاق لأنه ألذي أحوج نفسه إليه و إن كان يستغني‌ عن الدخول لوقنع بالقليل وترك المال والجاه فلو دخل لضرورة الجاه والغني وأثني فهو منافق و هذامعني قوله ص حب المال والجاه ينبتان النفاق في القلب كماينبت الماء البقل لأنه يحوج إلي الأمراء ومراعاتهم ومراءاتهم فأما إذاابتلي‌ به لضرورة وخاف إن لم يثن فهو معذور فإن اتقاء الشر جائز. و قال أبوالدرداء إنا لنشكر في وجوه أقوام و إن قلوبنا لتبغضهم وَ قَالَت عَائِشَةُاستَأذَنَ رَجُلٌ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ ائذَنُوا لَهُ فَبِئسَ رَجُلُ العَشِيرَةِ هُوَ فَلَمّا دَخَلَ


صفحه : 206

أَقبَلَ عَلَيهِ وَ أَلَانَ لَهُ القَولَ فَلَمّا خَرَجَ قَالَت عَائِشَةُ قَد قُلتَ بِئسَ رَجُلُ العَشِيرَةِ ثُمّ أَلَنتَ لَهُ القَولَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ إِنّ شَرّ النّاسِ ألّذِي يُكرَمُ اتّقَاءً لِشَرّهِ

. ولكن هذاورد في الإقبال و في الكشر والتبسم و أماالثناء فهو كذب صريح فلايجوز إلالضرورة أوإكراه يباح الكذب لمثلهما بل لايجوز الثناء و لاالتصديق وتحريك الرأس في معرض التقرير علي كل كلام باطل فإن فعل ذلك فهو منافق بل ينبغي‌ أن ينكر بلسانه وبقلبه فإن لم يقدر فليسكت بلسانه ولينكر بقلبه . وأقول قال الشهيد الثاني‌ قدس الله روحه كونه ذا اللسانين وذا الوجهين من الكبائر للتوعد عليه بخصوصه ثم ذكر في تفصيله وتحقيقه نحوا مما مر و لاريب أن في مقام التقية والضرورة يجوز مثل ذلك و أما مع عدمهما فهو من علامات النفاق وأخس ذمائم الأخلاق

13- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي شَيبَةَ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بِئسَ العَبدُ عَبدٌ يَكُونُ ذَا وَجهَينِ وَ ذَا لِسَانَينِ يطُريِ‌ أَخَاهُ شَاهِداً وَ يَأكُلُهُ غَائِباً إِن أعُطيِ‌َ حَسَدَهُ وَ إِنِ ابتلُيِ‌َ خَذَلَهُ

بيان يطري‌ علي بناء الإفعال بالهمز وغيره في القاموس في باب الهمز أطرأه بالغ في مدحه و في باب المعتل أطراه أحسن الثناء عليه و في النهاية في المعتل الإطراء مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه والجوهري‌ ذكره في المعتل فقط و قال أطراه أي مدحه ويأكله أي يغتابه كما قال تعالي أَ يُحِبّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتاً. إن أعطي‌ علي المجهول أي الأخ والخذلان ترك النصرة

14-كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِعِيسَي لِيَكُن لِسَانُكَ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ لِسَاناً وَاحِداً وَ كَذَلِكَ قَلبُكَ إنِيّ‌ أُحَذّرُكَ نَفسَكَ وَ كَفَي بيِ‌ خَبِيراً لَا يَصلُحُ لِسَانَانِ فِي فَمٍ وَاحِدٍ وَ لَا سَيفَانِ فِي غِمدٍ وَاحِدٍ وَ لَا قَلبَانِ فِي صَدرٍ وَاحِدٍ وَ كَذَلِكَ


صفحه : 207

الأَذهَانُ

بيان لسانا واحدا أي لاتقول في الأحوال المختلفة شيئين مختلفين للأغراض الباطلة فيشمل الرئاء والفتاوي‌ المختلفة و مامر ذكره وكذلك قلبك أي ليكن باطن قلبك موافقا لظاهره إذ ربما يكون الشي‌ء كامنا في القلب يغفل عنه نفسه كحب الدنيا فينخدع ويظن أنه لايحبها وأشباه ذلك ثم يظهر له ذلك في الآخرة بعدكشف الحجب الظلمانية النفسانية أو في الدنيا أيضا بعدالمجاهدة والتفكر في خدع النفس وتسويلاتها ولذا قال سبحانه بعده إني‌ أحذرك نفسك و قد قال تعالي بَل بَدا لَهُم ما كانُوا يُخفُونَ مِن قَبلُ. ويحتمل أن يكون المعني وكذلك ينبغي‌ أن يكون قلبك موافقا للسانك فلاتقول ما ليس فيه أوالمعني أنه كمايجب أن يكون اعتقاد القلب واحدا واصلا إلي حد اليقين ويطمئن قلبه بالحق و لايتزلزل بالشبهات فيعتقد اليوم شيئا وغدا نقيضه أويجب أن تكون عقائد القلب متوافقة متناسبة لاكقلوب أهل الضلال والجهال فإنهم يعتقدون الضدين والنقيضين لتشعب أهوائهم وتفرق آرائهم من حيث لايشعرون كاعتقادهم بأفضلية أمير المؤمنين وتقديمهم الجهال عليه واعتقادهم بعدله تعالي وحكمهم بأن الكفر وجميع المعاصي‌ من فعله ويعذبهم عليها واعتقادهم بوجوب طاعة من جوزوا فسقه وكفره وأمثال ذلك كثيرة. أوالمعني أن المقصود الحقيقي‌ والغرض الأصلي‌ للقلب لا يكون إلاواحدا و لاتجتمع فيه محبتان متضادتان كحب الدنيا والآخرة وحب الله وحب معاصيه والشهوات التي‌ نهي عنها فمن اعتقد أنه يحب الله تعالي ويتبع الهوي ويحب الدنيا فهو كذي‌ اللسانين الجامع بين مؤالفة المتباغضين فإن الدنيا والآخرة كضرتين وطاعة الله وطاعة الهوي كالمتباغضين فقلبه منافق


صفحه : 208

ذو لسانين لسان منه مع الله والآخر مع ماسواه فهذا أولي بالذم من ذي‌ اللسانين وتحقيقه أن بدن الإنسان بمنزلة مدينة كبيرة لها حصن منيع هوالقلب بل هوالعالم الصغير من جهة والعالم الكبير من جهة أخري و الله سبحانه هوسلطان القلب ومدبره بل القلب عرشه وحصنه بالعقل والملائكة ونوره بالأنوار الملكوتية واستخدمه القوي الظاهرة والباطنة والجوارح والأعضاء الكثيرة ولهذا الحصن أعداء كثيرة من النفس الأمارة والشياطين الغدارة وأصناف الشهوات النفسانية والشبهات الشيطانية فإذامال العبد بتأييده سبحانه إلي عالم الملكوت وصفي‌ قلبه بالطاعات والرياضات عن شوك الشكوك والشبهات وقذارة الميل إلي الشهوات استولي عليه حبه تعالي ومنعه عن حب غيره فصارت القوي والمشاعر وجميع الآلات البدنية مطيعة للحق منقادة له و لايأتي‌ شيءمنها بما ينافي‌ رضاه و إذاغلبت عليه الشقوة وسقط في مهاوي‌ الطبيعة استولي الشيطان علي قلبه وجعله مستقر ملكه ونفرت عنه الملائكة وأحاطت به الشياطين وصارت أعماله كلها للدنيا وإراداته كلها للهوي فيدعي‌ أنه يعبد الله و قدنسي‌ الرحمن و هويعبد النفس والشيطان .فظهر أنه لايجتمع حب الله وحب الدنيا ومتابعة الله ومتابعة الهوي في قلب واحد و ليس للإنسان قلبان حتي يحب بأحدهما الرب تعالي ويقصده بأعماله ويحب بالآخرة الدنيا وشهواتها ويقصدها في أفعاله كما قال سبحانه ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ فِي جَوفِهِ ومثل سبحانه لذلك باللسان والسيف فكما لا يكون في فم لسانان و لا في غمد سيفان فكذلك لا يكون في صدر قلبان ويحتمل أن يكون اللسان لمامر في ذي‌ اللسانين . و أما قوله فكذلك الأذهان فالفرق بينها و بين القلب مشكل ويمكن أن يكون القلب للحب والعزم والذهن للاعتقاد الجزم أي لايجتمع في القلب حب الله وحب ماينافي‌ حبه سبحانه من حب الدنيا وغيره وكذلك لايجتمع


صفحه : 209

الجزم بوجوده تعالي وصفاته المقدسة وسائر العقائد الحقة مع ماينافيه من العقائد الباطلة والشكوك والشبهات في ذهن واحد كماأشرنا إليه سابقا وقيل يعني‌ كما أن الظاهر من هذه الأجسام لايصلح تعددها في محل واحد كذلك باطن الإنسان ألذي هوذهنه وحقيقته لايصلح أن يكون ذا قولين مختلفين أوعقيدتين متضادتين وقيل الذهن الذكاء والفطنة ولعل المراد هنا التفكر في الأمور الحقة النافعة ومباديها وكيفية الوصول إليها وبالجملة أمره بأن يكون لسانه واحدا وقلبه واحدا وذهنه واحدا ومطلبه واحدا و لما كان سبب التعدد والاختلاف أمرين أحدهما تسويل النفس والآخرة الغفلة عن عقوبة الله عقبه بتحذيرها وربما يقرأ بالدال المهملة من المداهنة في الدين كما قال تعالي أَ فَبِهذَا الحَدِيثِ أَنتُم مُدهِنُونَ و قال وَدّوا لَو تُدهِنُ فَيُدهِنُونَ و هذاتصحيف وتحريف مخالف للنسخ المضبوطة

باب 46-الحقد والبغضاء والشحناء والتشاجر ومعاداة الرجال

الآيات الأنفال وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفشَلُوا وَ تَذهَبَ رِيحُكُمالحشروَ لا تَجعَل فِي قُلُوبِنا غِلّا لِلّذِينَ آمَنُوا

1-ل ،[الخصال ] أَحمَدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الكَاتِبِ رَفَعَهُ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لِبَنِيهِ يَا بنَيِ‌ّ إِيّاكُم وَ مُعَادَاةَ الرّجَالِ فَإِنّهُم لَا يَخلُونَ مِن ضَربَينِ مِن عَاقِلٍ يَمكُرُ بِكُم أَو جَاهِلٍ يَعجَلُ عَلَيكُم وَ الكَلَامُ ذَكَرٌ وَ الجَوَابُ


صفحه : 210

أُنثَي فَإِذَا اجتَمَعَ الزّوجَانِ فَلَا بُدّ مِنَ النّتَاجِ ثُمّ أَنشَأَ يَقُولُ


سَلِيمُ العِرضِ مَن حَذَرَ الجَوَابَا   وَ مَن دَارَي الرّجَالَ فَقَد أَصَابَا

وَ مَن هَابَ الرّجَالَ تَهَيّبُوهُ   وَ مَن حَقّرَ الرّجَالَ فَلَن يُهَابَا

2- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن صَالِحٍ يَرفَعُهُ بِإِسنَادِهِ قَالَ أَربَعَةٌ القَلِيلُ مِنهَا كَثِيرٌ النّارُ القَلِيلُ مِنهَا كَثِيرٌ وَ النّومُ القَلِيلُ مِنهُ كَثِيرٌ وَ المَرَضُ القَلِيلُ مِنهُ كَثِيرٌ وَ العَدَاوَةُ القَلِيلُ مِنهَا كَثِيرٌ

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَعقِلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الوَشّاءِ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيّاكُم وَ مُشَاجَرَةَ النّاسِ فَإِنّهَا تُظهِرُ الغُرّةَ وَ تَدفِنُ العِزّةَ

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ النّعمَانِ بنِ أَحمَدَ بنِ نُعَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ شُعبَةَ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَنِ البَاقِرِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَثُرَ هَمّهُ سَقِمَ بَدَنُهُ وَ مَن سَاءَ خُلُقُهُ عَذّبَ نَفسَهُ وَ مَن لَاحَي الرّجَالَ سَقَطَت مُرُوّتُهُ وَ ذَهَبَت كَرَامَتُهُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَم يَزَل جَبرَئِيلُ ع ينَهاَنيِ‌ عَن ملاحات [مُلَاحَاةِ]الرّجَالِ كَمَا ينَهاَنيِ‌ عَن شُربِ الخَمرِ وَ عِبَادَةِ الأَوثَانِ

أقول قَد مَضَي فِي بَابِ شِرَارِ النّاسِ أَنّ النّبِيّص قَالَ أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ النّاسِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن أَبغَضَ النّاسَ وَ أَبغَضَهُ النّاسُ

و قدمضي بعضها في باب جوامع مساوي‌ الأخلاق

وَ قَد مَضَي فِيهِ أَيضاً عَنِ الصّادِقِ ع سَبعَةٌ يُفسِدُونَ أَعمَالَهُم وَ ذَكَرَ مِنهُمُ ألّذِي يُجَادِلُ أَخَاهُ مُخَاصِماً لَهُ

5-سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ


صفحه : 211

ع قَالَ لَا يَقبَلُ اللّهُ مِن مُؤمِنٍ عَمَلًا وَ هُوَ يُضمِرُ عَلَي المُؤمِنِ سُوءاً

6- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌلا يَنظُرُ اللّهُإِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌالمرُخيِ‌ ذَيلَهُ مِنَ العَظَمَةِ وَ المزُكَيّ‌ سِلعَتَهُ بِالكَذِبِ وَ رَجُلٌ استَقبَلَكَ بِوُدّ صَدرِهِ فيَوُاَريِ‌ وَ قَلبُهُ مُمتَلِئٌ غِشّاً

7- سر،[السرائر] مِن كِتَابِ أَبِي القَاسِمِ بنِ قُولَوَيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حِقدُ المُؤمِنِ مُقَامُهُ ثُمّ يُفَارِقُ أَخَاهُ فَلَا يَجِدُ عَلَيهِ شَيئاً وَ حِقدُ الكَافِرِ دَهرُهُ

8- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن أَبِي حَفصٍ العَطّارِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يُحَدّثُ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص جاَءنَيِ‌ جَبرَئِيلُ فِي سَاعَةٍ لَم يَكُن يأَتيِنيِ‌ فِيهَا فَقُلتُ لَهُ يَا جَبرَئِيلُ لَقَد جئِتنَيِ‌ فِي سَاعَةٍ وَ يَومٍ لَم تَكُن تأَتيِنيِ‌ فِيهِمَا لَقَد أرَعبَتنَيِ‌ قَالَ وَ مَا يُرَوّعُكَ يَا مُحَمّدُ وَ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ قَالَ بِمَا ذَا بَعَثَكَ بِهِ رَبّكَ قَالَ يَنهَاكَ رَبّكَ عَن عِبَادَةِ الأَوثَانِ وَ شُربِ الخُمُورِ وَ مُلَاحَاةِ الرّجَالِ وَ أُخرَي هيِ‌َ لِلآخِرَةِ وَ الأُولَي يَقُولُ لَكَ رَبّكَ يَا مُحَمّدُ مَا أَبغَضتُ مَا أَبغَضتُ وِعَاءً قَطّ كبَغُضيِ‌ بَطناً مَلآناً

9- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع إِيّاكَ وَ عَدَاوَةَ الرّجَالِ فَإِنّهَا تُورِثُ المَعَرّةَ وَ تبُديِ‌ العَورَةَ

وَ قَالَ ع لَا تُمَارِيَنّ سَفِيهاً وَ لَا حَلِيماً فَإِنّ الحَلِيمَ يُغلِيكَ وَ السّفِيهَ يُردِيكَ

نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُشَاحِنُ لَا يُقبَلُ مِنهُ صَرفٌ وَ لَا عَدلٌ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِص


صفحه : 212

وَ مَا المُشَاحِنُ قَالَ المُصَارِمُ لأِمُتّيِ‌ الطّاعِنُ عَلَيهَا

10- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع احصُدِ الشّرّ مِن صَدرِ غَيرِكَ بِقَلعِهِ مِن صَدرِكَ وَ قَالَ لِرَجُلٍ رَآهُ يَسعَي عَلَي عَدُوّ لَهُ بِمَا فِيهِ إِضرَارٌ بِنَفسِهِ إِنّمَا أَنتَ كَالطّاعِنِ نَفسَهُ لِيَقتُلَ رِدفَهُ

وَ قَالَ مَن بَالَغَ فِي الخُصُومَةِ أَثِمَ وَ مَن قَصّرَ فِيهَا ظَلَمَ وَ لَا يَستَطِيعُ أَن يتَقّيِ‌َ اللّهَ مَن خَاصَمَكُم

وَ قَالَ ع رُدّوا الحَجَرَ مِن حَيثُ جَاءَ فَإِنّ الشّرّ لَا يَدفَعُهُ إِلّا الشّرّ

وَ قَالَ ع مَن ضَنّ بِعِرضِهِ فَليَدَعِ المِرَاءَ

باب 56-تتبع عيوب الناس وإفشائها وطلب عثرات المؤمنين والشماتة

الآيات النورإِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الفاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌالحجرات وَ لا تَجَسّسُوا

1-ل ،[الخصال ] فِي وَصِيّةِ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع أَنّهُ قَالَ لِأَصحَابِهِ أَ لَا أُخبِرُكُم بِشِرَارِكُم قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ المَشّاءُونَ بِالنّمِيمَةِ المُفَرّقُونَ بَينَ


صفحه : 213

الأَحِبّةِ البَاغُونَ لِلبِرَاءِ العَيبَ

أقول قدمضي الأخبار في باب شرار الناس و باب الغيبة

2- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَالَ فِي مُؤمِنٍ مَا رَأَت عَينَاهُ وَ سَمِعَت أُذُنَاهُ كَانَ مِنَ الّذِينَ قَالَ اللّهُإِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الفاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَلَا وَ مَن سَمِعَ فَاحِشَةً فَأَفشَاهَا فَهُوَ كاَلذّيِ‌ أَتَاهَا

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ المرَاَغيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ الحَسَنِ بنِ سَلمَانَ عَن أَبِي بَكرِ بنِ الحَارِثِ الباَغنَديِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ رعينة[رَغَبَةَ] عَن مُحَمّدِ بنِ رَئِيسٍ عَنِ اللّيثِ بنِ سَعدٍ عَن يَزِيدَ بنِ أَبِي حَبِيبٍ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَانَ بِالمَدِينَةِ أَقوَامٌ لَهُم عُيُوبٌ فَسَكَتُوا عَن عُيُوبِ النّاسِ فَأَسكَتَ اللّهُ عَن عُيُوبِهِمُ النّاسَ فَمَاتُوا وَ لَا عُيُوبَ لَهُم عِندَ النّاسِ وَ كَانَ بِالمَدِينَةِ أَقوَامٌ لَا عُيُوبَ لَهُم وَ فَتَكَلّمُوا فِي عُيُوبِ النّاسِ فَأَظهَرَ اللّهُ لَهُم عُيُوباً لَم يَزَالُوا يُعرَفُونَ بِهَا إِلَي أَن مَاتُوا

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الأسَدَيِ‌ّ عَن يَعقُوبَ بنِ يُوسُفَ عَن عُمَرَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن بُردِ بنِ سِنَانٍ عَن مَكحُولٍ عَن وَاثِلَةَ بنِ الأَسقَعِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تُظهِرِ الشّمَاتَةَ بِأَخِيكَ فَيَرحَمَهُ اللّهُ وَ يَبتَلِيَكَ

6- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ النيّشاَبوُريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ السرّيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ مِثلَهُ

7- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ


صفحه : 214

الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِص عَورَةُ المُؤمِنِ عَلَي المُؤمِنِ حَرَامٌ قَالَ لَيسَ هُوَ أَن يَنكَشِفَ وَ يَرَي مِنهُ شَيئاً إِنّمَا هُوَ أَن يرَويِ‌َ عَلَيهِ

8- مع ،[معاني‌ الأخبار]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع شَيءٌ يَقُولُهُ النّاسُ عَورَةُ المُؤمِنِ عَلَي المُؤمِنِ حَرَامٌ قَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّمَا عَورَةُ المُؤمِنِ أَن يَرَاهُ يَتَكَلّمُ بِكَلَامٍ يُعَابُ عَلَيهِ فَيَحفَظَهُ عَلَيهِ لِيُعَيّرَهُ بِهِ يَوماً إِذَا غَضِبَ

9- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ عَورَةُ المُؤمِنِ عَلَي المُؤمِنِ حَرَامٌ فَقَالَ نَعَم قُلتُ يعَنيِ‌ سُفلَيهِ قَالَ لَيسَ هُوَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّمَا هُوَ إِذَاعَةُ سِرّهِ

10- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي بُردَةَ قَالَ صَلّي بِنَا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ انصَرَفَ مُسرِعاً حَتّي وَضَعَ يَدَهُ عَلَي بَابِ المَسجِدِ ثُمّ نَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ يَا مَعشَرَ مَن آمَنَ بِلِسَانِهِ وَ لَم يَخلُصِ الإِيمَانَ إِلَي قَلبِهِ لَا تَتَبّعُوا عَورَاتِ المُؤمِنِينَ فَإِنّهُ مَن تَتَبّعَ عَورَاتِ المُؤمِنِينَ تَتَبّعَ اللّهُ عَورَتَهُ وَ مَن تَتَبّعَ اللّهُ عَورَتَهُ فَضَحَهُ وَ لَو فِي جَوفِ بَيتِهِ

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي عن ابن سنان مثله جا،[المجالس للمفيد] ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسي عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع عن النبي ص

مثله

11-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن سَهلٍ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَنِ ابنِ جَبَلَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ الرّجُلُ مِن إخِواَنيِ‌ يبَلغُنُيِ‌ عَنهُ الشيّ‌ءُ ألّذِي أَكرَهُ لَهُ فَأَسأَلُهُ


صفحه : 215

عَنهُ فَيُنكِرُ ذَلِكَ وَ قَد أخَبرَنَيِ‌ عَنهُ قَومٌ ثِقَاتٌ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ كَذّب سَمعَكَ وَ بَصَرَكَ عَن أَخِيكَ فَإِن شَهِدَ عِندَكَ خَمسُونَ قَسَامَةً وَ قَالَ لَكَ قَولًا فَصَدّقهُ وَ كَذّبهُم وَ لَا تُذِيعَنّ عَلَيهِ شَيئاً تَشِينُهُ بِهِ وَ تَهدِمُ بِهِ مُرُوّتَهُ فَتَكُونَ مِنَ الّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الفاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ

12- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَمّارٍ عَن أَبِي حَازِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَذَاعَ فَاحِشَةً كَانَ كَمُبتَدِئِهَا وَ مَن عَيّرَ مُؤمِناً بشِيَ‌ءٍ لَا يَمُوتُ حَتّي يَركَبَهُ

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي و علي بن عبد الله معا عن ابن أبي عمير عن علي بن إسماعيل عن ابن حازم مثله

13- سن ،[المحاسن ] فِي رِوَايَةِ زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ قَالَ إِنّ أَقرَبَ مَا يَكُونُ العَبدُ إِلَي الكُفرِ أَن يؤُاَخيِ‌َ الرّجُلَ عَلَي الدّينِ فيَحُصيِ‌َ عَلَيهِ عَثَرَاتِهِ وَ زَلّاتِهِ لِيُعَنّفَهُ بِهَا يَوماً مَا

جا،[المجالس للمفيد] أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسي عن محمد بن سنان عن ابراهيم والفضل الأشعريين عن ابن بكير عن زرارة مثله

14- سر،[السرائر] أَبُو عَبدِ اللّهِ السيّاّريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا رَأَيتُمُ العَبدَ مُتَفَقّداً لِذُنُوبِ النّاسِ نَاسِياً لِذُنُوبِهِ فَاعلَمُوا أَنّهُ قَد مُكِرَ بِهِ

15- جا،[المجالس للمفيد] مُحَمّدُ بنُ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَنِ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَسرَعَ الخَيرِ ثَوَاباً البِرّ وَ أَسرَعَ الشّرّ عِقَاباً البغَي‌ُ وَ كَفَي بِالمَرءِ عَيباً أَن يُبصِرَ مِنَ النّاسِ مَا يَعمَي عَنهُ مِن نَفسِهِ وَ أَن يُعَيّرَ النّاسَ بِمَا لَا يَستَطِيعُ تَركَهُ وَ أَن يؤُذيِ‌َ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعنِيهِ


صفحه : 216

16- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع مَنِ اطّلَعَ مِن مُؤمِنٍ عَلَي ذَنبٍ أَو سَيّئَةٍ فَأَفشَي ذَلِكَ عَلَيهِ وَ لَم يَكتُمهَا وَ لَم يَستَغفِرِ اللّهَ لَهُ كَانَ عِندَ اللّهِ كَعَامِلِهَا وَ عَلَيهِ وِزرُ ذَلِكَ ألّذِي أَفشَاهُ عَلَيهِ وَ كَانَ مَغفُوراً لِعَامِلِهَا وَ كَانَ عِقَابُهُ مَا أَفشَي عَلَيهِ فِي الدّنيَا مَستُورٌ عَلَيهِ فِي الآخِرَةِ ثُمّ يَجِدُ اللّهَ أَكرَمَ مِن أَن يثُنَيّ‌َ عَلَيهِ عِقَاباً فِي الآخِرَةِ وَ قَالَ مَن رَوَي عَلَي مُؤمِنٍ رِوَايَةً يُرِيدُ بِهَا شَينَهُ وَ هَدمَ مُرُوّتِهِ لِيُسقِطَهُ مِن أَعيُنِ النّاسِ أَخرَجَهُ اللّهُ مِن وَلَايَتِهِ إِلَي وَلَايَةِ الشّيطَانِ فَلَا يَقبَلُهُ الشّيطَانُ

17- ختص ،[الإختصاص ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَي عَبدِهِ المُؤمِنِ أَربَعِينَ جُنّةً فَمَن أَذنَبَ ذَنباً كَبِيراً رَفَعَ عَنهُ جُنّةً فَإِذَا عَابَ أَخَاهُ المُؤمِنَ بشِيَ‌ءٍ يَعلَمُهُ مِنهُ انكَشَفَت تِلكَ الجُنَنُ عَنهُ وَ يَبقَي مُهتَكَ السّترِ فَيَفتَضِحُ فِي السّمَاءِ عَلَي أَلسِنَةِ المَلَائِكَةِ وَ فِي الأَرضِ عَلَي أَلسِنَةِ النّاسِ وَ لَا يَرتَكِبُ ذَنباً إِلّا ذَكَرُوهُ وَ يَقُولُ المَلَائِكَةُ المُوَكّلُونَ بِهِ يَا رَبّنَا قَد بقَيِ‌َ عَبدُكَ مُهتَكَ السّترِ وَ قَد أَمَرتَنَا بِحِفظِهِ فَيَقُولُ عَزّ وَ جَلّ ملَاَئكِتَيِ‌ لَو أَرَدتُ بِهَذَا العَبدِ خَيراً مَا فَضَحتُهُ فَارفَعُوا أَجنِحَتَكُم عَنهُ فَوَ عزِتّيِ‌ لَا يَئُولُ بَعدَهَا إِلَي خَيرٍ أَبَداً

18- كِتَابُ صِفَاتِ الشّيعَةِ،بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُؤمِنُ أَصدَقُ عَلَي نَفسِهِ مِن سَبعِينَ مُؤمِناً عَلَيهِ

19- كا،[الكافي‌] عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبَانِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لَا تبُديِ‌ الشّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرحَمَهُ اللّهُ وَ يُصَيّرَهَا بِكَ وَ قَالَ ع مَن شَمِتَ بِمُصِيبَةٍ نَزَلَت بِأَخِيهِ لَم يَخرُج مِنَ الدّنيَا حَتّي يُفتَتَنَ بِهِ

بيان قال الجوهري‌ الشماتة الفرح ببلية العدو يقال شمت به بالكسر يشمت شماتة و قال كل شيءأبديته وبديته أظهرته و قال افتتن الرجل


صفحه : 217

وفتن فهو مفتون إذاأصابه فتنة فيذهب ماله أوعقله وكذلك إذااختبر وإنما نهي ع عن الإبداء لأنه قديوجد ذلك في قلب العدو بغير اختياره وتكليف عامة الخلق به حرج ينافي‌ الشريعة السمحة والإبداء يكون بالفعل كإظهار السرور والبشاشة والضحك عندالمصاب و في غيبته وبالقول مثل الهزء والسخرية به وعقوبته في الدنيا أن الله تعالي يبتليه بمثله غيرة للمؤمن وانتصارا له وأيضا هونوع بغي‌ وعقوبة البغي‌ عاجلة سريعة

20- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن اِبرَاهِيمَ وَ الفَضلِ ابنيَ‌ يَزِيدَ الأَشعَرِيّينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَقرَبُ مَا يَكُونُ العَبدُ إِلَي الكُفرِ أَن يؤُاَخيِ‌َ الرّجُلَ عَلَي الدّينِ فيَحُصيِ‌َ عَلَيهِ عَثَرَاتِهِ وَ زَلّاتِهِ لِيُعَنّفَهُ بِهَا يَوماً مَا

بيان أقرب مبتدأ و مامصدرية و يكون من الأفعال التامة و إلي متعلق بأقرب و أن في قوله أن يواخي‌ مصدرية و هو في موضع ظرف الزمان مثل رأيته مجي‌ء الحاج و هوخبر المبتدإ والعثرة الكبوة في المشي‌ استعير للذنب مطلقا أوالخطاء منه وقريب منه الزلة ويمكن تخصيص إحداهما بالذنوب والأخري بمخالفة العادات والآداب والتعنيف التعيير واللوم و هذا من أعظم الخيانة في الصداقة والأخوة ولذا قال بعض العارفين لابد من أن تأخذ صديقا معتمدا موافقا مأمونا شره و لايحصل ذلك إلا بعداعتبارك إياه قبل الصداقة آونة من الزمان في جميع أقواله وأفعاله مع بني‌ نوعه و مع ذلك لابد بعدالصداقة من أن تخفي‌ كثيرا من أحوالك وأسرارك منه فإنه ليس بمعصوم فلعل بعدالمفارقة منك لأمر قليل يوجب زوال الصداقة يعنفك بأمر تكرهه . والمراد بإحصاء العثرات والزلات حفظها وضبطها في الخاطر أوالدفاتر ليعيره بهايوما من الأيام ويفهم منه أن كمال قربه من الكفر بمجرد الإحصاء بهذا القصد و إن لم يقع منه وقيل وجه قربه من الكفر أن ذلك منه باعتبار عدم


صفحه : 218

استقرار إيمانه في قلبه أوالمراد بالكفر كفر نعمة الأخوة فهو مع هذاالقصد قريب من الكفر ويتحقق الكفر بوقوع التعنيف بل ينبغي‌ للأخ في الله إذاعرف من أخيه عثرة أن ينظر أولا إلي عثرات نفسه ويطهر نفسه عنها ثم ينصح أخاه بالرفق واللطف والشفقة ليترك تلك العثرات وتكمل الأخوة والصداقة. ويمكن أن يكون المراد بتلك العثرات ماينافي‌ حسن الصحبة والعشرة و أما ماينافي‌ الدين من الذنوب فلايعنفه علي رءوس الخلائق ولكن يجب عليه من باب النهي‌ عن المنكر زجره عنها علي الشروط والتفاصيل التي‌ سنذكرها في محلها إن شاء الله تعالي

21- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعشَرَ مَن أَسلَمَ بِلِسَانِهِ وَ لَم يَخلُصِ الإِيمَانَ إِلَي قَلبِهِ لَا تَذُمّوا المُسلِمِينَ وَ لَا تَتَبّعُوا عَورَاتِهِم فَإِنّهُ مَن تَتَبّعَ عَورَاتِهِم تَتَبّعَ اللّهُ عَورَتَهُ وَ مَن تَتَبّعَ اللّهُ عَورَتَهُ يَفضَحهُ وَ لَو فِي بَيتِهِ

بيان المعشر الجماعة من الناس والجمع معاشر والإضافة من قبيل إضافة متعدد إلي جنسها وخلص إليه الشي‌ء كنصر وصل و فيه دلالة علي أن من أصر علي المعاصي‌ فهو كالمنافقين الذين قال الله تعالي فيهم قالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا وَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمإذ لودخل الإيمان قلبه واستقر فيه ظهرت آثاره في جوارحه و إن أمكن أن يكون الخطاب للمنافقين الذين كانوا بين المسلمين وكانوا يؤذونهم ويتبعون عثراتهم . و قوله و لاتتبعوا من باب التفعيل بحذف إحدي التاءين في المصباح تتبعت أحواله تطلبتها شيئا بعد شيء في مهلة والعورة كل أمر قبيح يستره الإنسان أنفة أوحياء والمراد بتتبع الله سبحانه عورته منع لطفه وكشف ستره ومنع الملائكة عن ستر ذنوبه وعيوبه فهو يفتضح في السماء و الأرض و لوأخفاها وفعلها في جوف بيته واهتم بإخفائها أوالمعني و لوكانت فضيحته عند أهل بيته


صفحه : 219

والأول أظهر و في أكثر النسخ يتبع فهو كيعلم أو علي بناء الافتعال استعمل في التتبع مجازا أو علي التفعيل وكأنه من النساخ و في أكثر نسخ الحديث علي التفعل في القاموس تبعه كفرح مشي خلفه ومر به فمضي معه وأتبعتهم تبعتهم و ذلك إذاكانوا سبقوك فلحقتهم والتتبيع التتبع والإتباع والاتباع كالتبع والتباع بالكسر الولاء وتتبعه تطلبه و في الصحاح تبعت القوم تبعا وتباعة بالفتح إذامشيت خلفهم أومروا بك فمضيت معهم وكذلك اتبعتهم و هوافتعلت وأتبعت القوم علي أفعلت إذاكانوا قدسبقوك فلحقتهم وأتبعت أيضا غيري‌ يقال أتبعته الشي‌ء فتبعه قال الأخفش تبعته واتبعته أيضا بمعني مثل ردفته وأردفته و منه قوله تعالي فَأَتبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ وتابعته علي كذا متابعة وتباعا والتباع الولاء وتتبعت الشي‌ء تتبعا أي تطلبته متتبعا له وكذلك تبعته تتبيعا

22- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَبعَدُ مَا يَكُونُ العَبدُ مِنَ اللّهِ أَن يَكُونَ الرّجُلُ يوُاَخيِ‌َ الرّجُلَ وَ هُوَ يَحفَظُ عَلَيهِ زَلّاتِهِ لِيُعَيّرَهُ بِهَا يَوماً مَا

بيان عيرته كذا أوبكذا إذاقبحته عليه ونسبته إليه يتعدي بنفسه وبالباء وكأن المراد الأبعدية بالنسبة إلي ما لايؤدي‌ إلي الكفر فلاينافي‌ قوله ع أقرب ما يكون العبد إلي الكفر


صفحه : 220

باب 66-الغيبة

الآيات النساءلا يُحِبّ اللّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ وَ كانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماًالإسراءوَ لا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنّ السّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًاالحجرات يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اجتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظّنّ إِنّ بَعضَ الظّنّ إِثمٌ وَ لا تَجَسّسُوا وَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً أَ يُحِبّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتاً فَكَرِهتُمُوهُ وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ تَوّابٌ رَحِيمٌالقلم وَ لا تُطِع كُلّ حَلّافٍ مَهِينٍ هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ

1- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الغِيبَةُ أَسرَعُ فِي دِينِ الرّجُلِ المُسلِمِ مِنَ الأَكِلَةِ فِي جَوفِهِ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الجُلُوسُ فِي المَسجِدِ انتِظَارَ الصّلَاةِ عِبَادَةٌ مَا لَم يُحدِث قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا يُحدِثُ قَالَ الِاغتِيَابَ

بيان الأكلة كفرحة داء في العضو يأتكل منه كما في القاموس وغيره و قديقرأ بمد الهمزة علي وزن فاعلة أي العلة التي‌ تأكل اللحم والأول أوفق باللغة و قوله أسرع في دين الرجل أي في ضرره وإفنائه وقيل الأكلة بالضم اللقمة وكفرحة داء في العضو يأتكل منه وكلاهما محتملان إلا أن ذكر الجوف يؤيد الأول وإرادة الإفناء والإذهاب يؤيد الثاني‌ والأول أقرب وأصوب وتشبيه الغيبة بأكل اللقمة أنسب لأن الله سبحانه شبهها بأكل اللحم انتهي و كان


صفحه : 221

الثاني‌ أظهر والتخصيص بالجوف لأنه أضر وأسرع في قتله و في التأييد ألذي ذكره نظر والمستتر في قوله ما لم يحدث راجع إلي الجالس المفهوم من الجلوس و هو علي بناء الإفعال والاغتياب منصوب و قال الجوهري‌ اغتابه اغتيابا إذاوقع فيه والاسم الغيبة و هو أن يتكلم خلف إنسان مستور بما يغمه لوسمعه فإن كان صدقا سمي‌ غيبة و إن كان كذبا سمي‌ بهتانا.أقول هذابحسب اللغة و أمابحسب عرف الشرع فهو ذكر الإنسان المعين أو من هوبحكمه في غيبته بما يكره نسبته إليه و هوحاصل فيه ويعد نقصا في العرب بقصد الانتقاص والذم قولا أوإشارة أوكناية تعريضا أوتصريحا فلاغيبة في غيرمعين كواحد مبهم من غيرمحصور كأحد أهل البلد و قال الشيخ البهائي‌ قدس سره وبحكمه لإدراج المبهم من محصور كأحد قاضي‌ البلد فاسق مثلا فإن الظاهر أنه غيبة و لم أجد أحدا تعرض له انتهي وقولنا في غيبته لإخراج ما إذا كان في حضوره لأنه ليس بغيبة و إن كان إثما لإيذائه إلابقصد الوعظ والنصيحة والتعريض حينئذ أولي إن نفع وقولنا بما يكره لإخراج غيبة من لايكره نسبة الفسق ونحوه إليه بل ربما يفرح بذلك ويعده كمالا وقولنا و هوحاصل فيه لإخراج التهمة و إن كانت أشد وقولنا ويعد نقصا لإخراج العيوب الشائعة التي‌ لايعدها أكثر الناس نقصا مع كونها مخفية وعدم مبالاته بذكرها وعدم عد أكثر الناس نقصا لشيوعها ففيه إشكال والأحوط ترك ذكرها و إن كان ظاهر الأصحاب جوازه وقولنا بقصد الانتقاص لخروج ما إذا كان للطبيب لقصد العلاج وللسلطان للترحم أوللنهي‌ عن المنكر. و قال الشهيد الثاني‌ رفع الله درجته و أما في الاصطلاح فلها تعريفان أحدهما مشهور و هوذكر الإنسان حال غيبته بما يكره نسبته إليه مما يعد نقصانا في العرف بقصد الانتقاص والذم واحترز بالقيد الأخير و هوقصد الانتقاص عن ذكر العيب للطبيب مثلا أولاستدعاء الرحمة من السلطان في حق الزمن والأعمي بذكر


صفحه : 222

نقصانهما ويمكن الغني عنه بقيد كراهة النسبة إليه والثاني‌ التنبيه علي مايكره نسبته إليه إلخ و هوأعم من الأول لشمول مورده اللسان والإشارة والحكاية وغيرها و هوأولي لماسيأتي‌ من عدم قصر الغيبة علي اللسان وَ قَد جَاءَ عَلَي المَشهُورِ قَولُ النّبِيّص هَل تَدرُونَ مَا الغِيبَةُ فَقَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ ذِكرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكرَهُ

قيل أرأيت إن كان في أخي‌ ماأقول قال إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته و إن لم يكن فيه فقد بهته . وتحريم الغيبة في الجملة إجماعي‌ بل هوكبيرة موبقة للتصريح بالتوعد عليها بالخصوص في الكتاب والسنة و قدنص الله علي ذمها في كتابه وشبه صاحبها بأكل لحم الميتة فقال وَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً أَ يُحِبّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتاً فَكَرِهتُمُوهُ

وَ عَن جَابِرٍ وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَا قَالَ النّبِيّص إِيّاكُم وَ الغِيبَةَ فَإِنّ الغِيبَةَ أَشَدّ مِنَ الزّنَا إِنّ الرّجُلَ قَد يزَنيِ‌ وَ يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللّهُ عَلَيهِ وَ إِنّ صَاحِبَ الغِيبَةِ لَا يُغفَرُ لَهُ حَتّي يَغفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ

وَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَرَرتُ لَيلَةَ أسُريِ‌َ بيِ‌ عَلَي قَومٍ يَخمِشُونَ وُجُوهَهُم بِأَظَافِيرِهِم فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يَغتَابُونَ النّاسَ وَ يَقَعُونَ فِي أَعرَاضِهِم

وَ عَنهُ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللّهِص فَذَكَرَ الرّبَا وَ عَظّمَ شَأنَهُ فَقَالَ إِنّ الدّرهَمَ يُصِيبُهُ الرّجُلُ مِنَ الرّبَا أَعظَمُ عِندَ اللّهِ فِي الخَطِيئَةِ مِن سِتّ وَ ثَلَاثِينَ زَنيَةً يَزنِيهَا الرّجُلُ وَ إِنّ أَربَي الرّبَا عِرضُ الرّجُلِ المُسلِمِ وَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ أَنّ المُغتَابَ إِذَا تَابَ فَهُوَ آخِرُ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ وَ إِن لَم يَتُب فَهُوَ أَوّلُ مَن يَدخُلُ النّارَ

وَ روُيِ‌َ أَنّ عِيسَي ع مَرّ وَ الحَوَارِيّونَ عَلَي جِيفَةِ كَلبٍ فَقَالَ الحَوَارِيّونَ مَا أَنتَنَ رِيحَ هَذَا فَقَالَ عِيسَي ع مَا أَشَدّ بَيَاضَ أَسنَانِهِ كَأَنّهُ يَنهَاهُم عَن غِيبَةِ الكَلبِ وَ يُنَبّهُهُم عَلَي أَنّهُ لَا يُذكَرُ مِن خَلقِ اللّهِ إِلّا أَحسَنُهُ

. وقيل في تفسير قوله تعالي وَيلٌ لِكُلّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍالهمزة الطعان في الناس واللمزة ألذي يأكل لحوم الناس و قال بعضهم أدركنا السلف لايرون


صفحه : 223

العبادة في الصوم و لا في الصلاة ولكن في الكف عن أعراض الناس . واعلم أن السبب الموجب للتشديد في أمر الغيبة وجعلها أعظم من كثير من المعاصي‌ الكثيرة هواشتمالها علي المفاسد الكلية المنافية لغرض الحكيم سبحانه بخلاف باقي‌ المعاصي‌ فإنها مستلزمة لمفاسد جزئية بيان ذلك أن المقاصد المهمة للشارع اجتماع النفوس علي هم واحد وطريقة واحدة وهي‌ سلوك سبيل الله بسائر وجوه الأوامر والنواهي‌ و لايتم ذلك إلابالتعاون والتعاضد بين أبناء النوع الإنساني‌ و ذلك يتوقف علي اجتماع هممهم وتصافي‌ بواطنهم واجتماعهم علي الألفة والمحبة حتي يكونوا بمنزلة عبدواحد في طاعة مولاه ولن يتم ذلك إلابنفي‌ الضغائن والأحقاد والحسد ونحوه وكانت الغيبة من كل منهم لأخيه مثيرة لضغنه ومستدعية منه لمثلها في حقه لاجرم وكانت ضد المقصود الكلي‌ للشارع وكانت مفسدة كلية ولذلك أكثر الله ورسوله النهي‌ عنها والوعيد عليها وبالله التوفيق . ثم قال قدس سره في ذكر أقسامها لماعرفت أن المراد منها ذكر أخيك بما يكرهه منه لوبلغه أوالإعلام به أوالتنبيه عليه كان ذلك شاملا لمايتعلق بنقصان في بدنه أونسبه أوخلقه أوفعله أو قوله أودينه أودنياه حتي في ثوبه وداره و قدأشار الصادق ع إلي ذلك أي في مصباح الشريعة بقوله وجوه الغيبة تقع بذكر عيب في الخلق والفعل والمعاملة والمذهب والجهل وأشباهه فالبدن كذكرك فيه العمش والحول والعور والقرع والقصر والطول والسواد والصفرة وجميع مايتصور أن يوصف به مما يكرهه و أماالنسب بأن تقول أبوه فاسق أوخبيث أوخسيس أوإسكاف أوحائك أونحو ذلك مما يكرهه كيف كان و أماالخلق بأن تقول إنه سيئ الخلق بخيل متكبر مراء شديد الغضب جبان ضعيف القلب ونحو ذلك و أما في أفعاله المتعلقة بالدين كقولك سارق كذاب شارب خائن ظالم متهاون بالصلاة لايحسن الركوع والسجود و لايحترز من النجاسات ليس بارا بوالديه لايحرس نفسه من الغيبة والتعرض لأعراض الناس و أمافعله


صفحه : 224

المتعلق بالدنيا كقولك قليل الأدب متهاون بالناس لايري لأحد عليه حقا كثير الكلام كثير الأكل نئوم يجلس في غيرموضعه ونحو ذلك و أما في ثوبه كقولك إنه واسع الكم طويل الذيل وسخ الثياب ونحو ذلك . واعلم أن ذلك لايقصر علي اللسان بل التلفظ به إنما حرم لأن فيه تفهيم الغير نقصان أخيك وتعريفه بما يكره فالتعريض كالتصريح والفعل فيه كالقول والإشارة والإيماء والغمز والرمز والكنية والحركة و كل مايفهم المقصود داخل في الغيبة مساو للسان في المعني ألذي حرم التلفظ به لأجله

وَ مِن ذَلِكَ مَا روُيِ‌َ عَن عَائِشَةَ أَنّهَا قَالَت دَخَلَت عَلَينَا امرَأَةٌ فَلَمّا وَلّت أَومَأتُ بيِدَيِ‌ أَي قَصِيرَةٌ فَقَالَص اغتَبتِيهَا

و من ذلك المحاكاة بأن تمشي‌ متعارجا أو كمايمشي‌ فهو غيبة بل أشد من الغيبة لأنه أعظم في التصوير والتفهيم وكذلك الغيبة بالكتاب فإن الكتاب كماقيل أحد اللسانين . و من ذلك ذكر المصنف شخصا معينا وتهجين كلامه في الكتاب إلا أن يقترن به شيء من الأعذار المحوجة إلي ذكره كمسائل الاجتهاد التي‌ لايتم الغرض من الفتوي وإقامة الدلائل علي المطلوب إلابتزييف كلام الغير ونحو ذلك ويجب الاقتصار علي ماتندفع به الحاجة في ذلك و ليس منه قوله قال قوم كذا ما لم يصرح بشخص معين ومنها أن يقول الإنسان بعض من مر بنا اليوم أوبعض من رأيناه حالة كذا إذا كان المخاطب يفهم منه شخصا معينا لأن المحذور تفهيمه دون ما به التفهيم فأما إذا لم يفهمه عينه جاز كان رسول الله ص إذاكره من إنسان شيئا قال مابال أقوام يفعلون كذا وكذا و لايعين . و من أخبث أنواع الغيبة غيبة المتسمين بالفهم والعلم المراءين فإنهم يفهمون المقصود علي صفة أهل الصلاح والتقوي ليظهروا من أنفسهم التعفف عن الغيبة ويفهمون المقصود و لايدرون بجهلهم أنهم جمعوا بين فاحشتين الرياء والغيبة و ذلك مثل أن يذكر عنده إنسان فيقول الحمد لله ألذي لم يبتلنا بحب الرئاسة أوبحب الدنيا أوبالتكيف بالكيفية الفلانية أو يقول نعوذ بالله من قلة الحياء


صفحه : 225

أو من سوء التوفيق أونسأل الله أن يعصمنا من كذا بل مجرد الحمد علي شيء إذاعلم منه اتصاف المحدث عنه بما ينافيه ونحو ذلك فإنه يغتابه بلفظ الدعاء وسمت أهل الصلاح وإنما قصده أن يذكر عيبه بضرب من الكلام المشتمل علي الغيبة والرياء ودعوي الخلاص من الرذائل و هوعنوان الوقوع فيهابل في أفحشها. و من ذلك أنه قديقدم مدح من يريد غيبته فيقول ماأحسن أحوال فلان ما كان يقصر في العبادات ولكن قداعتراه فتور وابتلي‌ بما نبتلي به كلنا و هوقلة الصبر فيذكر نفسه بالذم ومقصوده أن يذم غيره و أن يمدح نفسه بالتشبه بالصالحين في ذم أنفسهم فيكون مغتابا مرائيا مزكيا نفسه فيجمع بين ثلاث فواحش و هويظن بجهله أنه من الصالحين المتعففين عن الغيبة هكذا يلعب الشيطان بأهل الجهل إذااشتغلوا بالعلم أوالعمل من غير أن يتقنوا الطريق ويتعبهم ويحبط بمكايده عملهم ويضحك عليهم . و من ذلك أن يذكر ذاكر عيب إنسان فلايتنبه له بعض الحاضرين فيقول سبحان الله ماأعجب هذا حتي يصغي‌ الغافل إلي المغتاب ويعلم ما يقول فيذكر الله سبحانه ويستعمل اسمه آلة له في تحقيق خبثه وباطله و هويمن علي الله بذكره جهلا منه وغرورا. و من ذلك أن يقول جري من فلان كذا وابتلي‌ بكذا بل يقول جري لصاحبنا أوصديقنا كذا تاب الله علينا و عليه يظهر الدعاء والتألم والصداقة والصحبة و الله مطلع علي خبث سريرته وفساد ضميره و هوبجهله لايدري‌ أنه قدتعرض لمقت أعظم مما يتعرض له الجهال إذاجاهروا بالغيبة. و من أقسامها الخفية الإصغاء إلي الغيبة علي سبيل التعجب فإنه إنما يظهر التعجب ليزيد نشاط المغتاب في الغيبة فيزيد فيهافكأنه يستخرج منه الغيبة بهذا الطريق فيقول عجبت مما ذكرته ماكنت أعلم بذلك إلي الآن ماكنت أعرف من فلان ذلك يريد بذلك تصديق المغتاب واستدعاء الزيادة منه باللطف والتصديق للغيبة غيبة بل الإصغاء إليها بل السكوت عندسماعها

قَالَ رَسُولُ اللّهِ


صفحه : 226

ص المُستَمِعُ أَحَدُ المُغتَابَينِ

وَ قَالَ عَلِيّ ع السّامِعُ لِلغِيبَةِ أَحَدُ المُغتَابَينِ

ومراده ع السامع علي قصد الرضا والإيثار لا علي وجه الاتفاق أو مع القدرة علي الإنكار و لم يفعل ووجه كون المستمع والسامع علي ذلك الوجه مغتابين مشاركتهما للمغتاب في الرضا وتكيف ذهنهما بالتصورات المذمومة التي‌ لاينبغي‌ و إن اختلفا في أن أحدهما قائل والآخر قابل لكن كل واحد منهما صاحب آلة أماأحدهما فذو لسان يعبر عن نفس قدتنجست بتصور الكذب والحرام والعزم عليه و أماالآخر فذو سمع تقبل عنه النفس تلك الآثار عن إيثار وسوء اختيار فتألفها وتعتادها فتمكن من جوهرها سموم عقارب الباطل و من ذلك قيل السامع شريك القائل و قدتقدم في الخبر مايدل عليه .فالمستمع لايخرج من إثم الغيبة إلابأن ينكر بلسانه فإن خاف فبقلبه و إن قدر علي القيام أوقطع الكلام بكلام غيره فلم يفعله لزمه و لو قال بلسانه اسكت و هويشتهي‌ ذلك بقلبه فذلك نفاق وفاحشة أخري زائدة لايخرجه عن الإثم ما لم يكرهه بقلبه

وَ قَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن أُذِلّ عِندَهُ مُؤمِنٌ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي أَن يَنصُرَهُ فَلَم يَنصُرهُ أَذَلّهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي رُءُوسِ الخَلَائِقِ

وَ عَن أَبِي الدّردَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن رَدّ عَن عِرضِ أَخِيهِ بِالغَيبِ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يَرُدّ عَن عِرضِهِ يَومَ القِيَامَةِ

وَ قَالَ أَيضاً مَن رَدّ عَن عِرضِ أَخِيهِ بِالغَيبِ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يُعتِقَهُ مِنَ النّارِ

وَ رَوَي الصّدُوقُ بِإِسنَادِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَن تَطَوّلَ عَلَي أَخِيهِ فِي غِيبَةٍ سَمِعَهَا عَنهُ فِي مَجلِسٍ فَرَدّهَا عَنهُ رَدّ اللّهُ عَنهُ أَلفَ بَابٍ مِنَ الشّرّ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ إِن هُوَ لَم يَرُدّهَا وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَي رَدّهَا كَانَ عَلَيهِ كَوِزرِ مَنِ اغتَابَهُ سَبعِينَ مَرّةً

وَ بِإِسنَادِهِ إِلَي البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ مَنِ اغتِيبَ عِندَهُ أَخُوهُ المُؤمِنُ فَنَصَرَهُ وَ أَعَانَهُ نَصَرَهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مَن لَم يَنصُرهُ وَ لَم يَدفَع عَنهُ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي نُصرَتِهِ وَ عَونِهِ خَفَضَهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

. ثم قال قدس سره في علاج الغيبة اعلم أن مساوي‌ الأخلاق كلها إنما


صفحه : 227

تعالج بمعجون العلم والعمل وإنما علاج كل علة بمضاد سببها فلنبحث عن سبب الغيبة أولا ثم نذكر علاج كف اللسان عنها علي وجه يناسب علاج تلك الأسباب فنقول جملة ماذكروه من الأسباب الباعثة علي الغيبة عشرة أشياء قدنبه الصادق ع عليها إجمالا يعني‌ في مصباح الشريعة بقوله أصل الغيبة تتنوع بعشرة أنواع شفاء غيظ ومساعدة قوم وتصديق خبر بلا كشفه وتهمة وسوء ظن وحسد وسخرية وتعجب وتبرم وتزين ونحن نشير إليها مفصلة.الأول تشفي‌ الغيظ و ذلك إذاجري سبب غيظ غضب عليه فإذاهاج غضبه تشفي بذكر مساويه وسبق اللسان إليه بالطبع إن لم يكن ثمة دين وازع و قديمتنع من تشفي‌ الغيظ عندالغضب فيحتقن الغضب في الباطن ويصير حقدا ثابتا فيكون سببا دائما لذكر المساوي‌ بالحقد والغضب من البواعث العظيمة علي الغيبة.الثاني‌ موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء ومساعدتهم علي الكلام فإنهم إذاكانوا يتفكهون بذكر الأعراض فيري أنه لوأنكر أوقطع المجلس استثقلوه ونفروا عنه فيساعدهم ويري ذلك من حسن المعاشرة ويظن أنه مجاملة في الصحبة و قديغضب رفقاؤه فيحتاج إلي أن يغضب لغضبهم إظهارا للمساهمة في السراء والضراء فيخوض معهم في ذكر العيوب والمساوي‌ الثالث أن يستشعر من إنسان أنه سيقصده ويطول لسانه فيه أويقبح حاله عندمحتشم أويشهد عليه بشهادة فيبادر قبل ذلك ويطعن فيه ليسقط أثر شهادته وفعله أويبتد‌ئ بذكر ما فيه صادقا ليكذب عليه بعده فيروج كذبه بالصدق الأول ويستشهد به و يقول ما من عادتي‌ الكذب فإني‌ أخبرتكم بكذا وكذا من أحواله فكان كما قلت .الرابع أن ينسب إلي شيءفيريد أن يتبرأ منه فيذكر ألذي فعله و كان من حقه أن يبر‌ئ نفسه و لايذكر ألذي فعله و لاينسب غيره إليه أويذكر غيره بأنه كان مشاركا له في الفعل ليمهد بذلك عذر نفسه في فعله .الخامس إرادة التصنع والمباهاة و هو أن يرفع نفسه بتنقيص غيره


صفحه : 228

و يقول فلان جاهل وفهمه ركيك وكلامه ضعيف وغرضه أن يثبت في ضمن ذلك فضل نفسه ويريهم أنه أفضل منه أويحذر أن يعظم مثل تعظيمه فيقدح فيه لذلك .السادس الحسد و هو أنه يحسد من يثني‌ الناس عليه ويحبونه ويكرمونه فيريد زوال تلك النعمة عنه فلايجد سبيلا إليه إلابالقدح فيه فيريد أن يسقط ماء وجهه عند الناس حتي يكفوا عن إكرامه والثناء عليه لأنه يثقل عليه أن يسمع ثناء الناس عليه وإكرامهم له و هذا هوالحسد و هوعين الغضب والحقد والحسد قد يكون مع الصديق المحسن والقرين الموافق .السابع اللعب والهزل والمطايبة وترجئة الوقت بالضحك فيذكر غيره بما يضحك الناس علي سبيل المحاكاة والتعجب .الثامن السخرية والاستهزاء استحقارا له فإن ذلك قديجري‌ في الحضور فيجري‌ أيضا في الغيبة ومنشؤه التكبر واستصغار المستهز‌ئ به .التاسع و هومأخذ دقيق ربما يقع في الخواص و أهل الحذر من مزال اللسان و هو أن يغتم بسبب مايبتلي به أحد فيقول يامسكين فلان قدغمني‌ أمره و ماابتلي‌ به ويذكر سبب الغم فيكون صادقا في اغتمامه ويلهيه الغم عن الحذر عن ذكر اسمه فيذكره بما يكرهه فيصير به مغتابا فيكون غمه ورحمته خيرا ولكنه ساقه إلي شر من حيث لايدري‌ والترحم والتغمم ممكن من دون ذكر اسمه ونسبته إلي مايكره فيهيجه الشيطان علي ذكر اسمه ليبطل به ثواب اغتمامه وترحمه .العاشر الغضب لله فإنه قديغضب علي منكر قارفه إنسان فيظهر غضبه ويذكر اسمه علي غيروجه عن المنكر و كان الواجب أن يظهر غضبه عليه علي ذلك الوجه خاصة و هذامما يقع فيه الخواص أيضا فإنهم يظنون أن الغضب إذا كان لله تعالي كان عذرا كيف كان و ليس كذلك .أقول وعد بعضهم الوجهين الأخيرين مما يختص بأهل الدين والخاصة


صفحه : 229

وزاد وجها آخر و هو أن ينبعث من الدين داعية التعجب من إنكار المنكر والخطاء في الدين فيقول ماأعجب مارأيت من فلان فإنه قد يكون صادقا و يكون تعجبه من المنكر ولكن كان حقه أن يتعجب و لايذكر اسمه فسهل عليه الشيطان ذكر اسمه في ذكر تعجبه فصار به مغتابا من حيث لايدري‌ وأثم و من ذلك قول الرجل تعجبت من فلان كيف يحب جاريته وهي‌ قبيحة وكيف يجلس بين يدي‌ فلان و هوجاهل . ثم قال الشهيد رحمه الله إذاعرفت هذه الوجوه التي‌ هي‌ أسباب الغيبة فاعلم أن الطريق في علاج كف اللسان عن الغيبة يقع علي وجهين أحدهما علي الجملة والآخر علي التفصيل أما ما علي الجملة فهو أن يعلم تعرضه لسخط الله تعالي بغيبته كما قدسمعته في الأخبار المتقدمة و أن يعلم أنه يحبط حسناته فإنها تنقل في القيامة حسناته إلي من اغتابه بدلا عما أخذ من عرضه فإن لم تكن له حسنات نقل إليه من سيئاته و هو مع ذلك متعرض لمقت الله تعالي ومشبه عنده بأكل الميتة وَ قَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَا النّارُ فِي اليُبسِ بِأَسرَعَ مِنَ الغِيبَةِ فِي حَسَنَاتِ العَبدِ

. وينفعه أيضا أن يتدبر في نفسه فإن وجد فيهاعيبا اشتغل بعيب نفسه

وَ ذَكَرَ قَولَهُص طُوبَي لِمَن شَغَلَهُ عَيبُهُ عَن عُيُوبِ النّاسِ وَ مَهمَا وَجَدَ عَيباً فيَنَبغَيِ‌ أَن يسَتحَييِ‌َ أَن يَترُكَ نَفسَهُ وَ يَذُمّ غَيرَهُ بَل ينَبغَيِ‌ أَن يَعلَمَ أَنّ عَجزَ غَيرِهِ عَن نَفسِهِ فِي التّنَزّهِ عَن ذَلِكَ العَيبِ كَعَجزِهِ إِن كَانَ ذَلِكَ عَيباً

يتعلق بفعله واختياره و إن كان أمرا خلقيا فالذم له ذم للخالق فإن من ذم صنعة فقد ذم الصانع و إن لم يجد عيبا في نفسه فليشكر الله فلايلوثن نفسه بأعظم العيوب بل لوأنصف من نفسه لعلم أن ظنه بنفسه أنه بري‌ء من كل عيب جهل بنفسه و هو من أعظم العيوب وينفعه أن يعلم أن تألم غيره بغيبته كتألمه بغيبة غيره له فإذا كان لايرضي لنفسه أن يغتاب فينبغي‌ أن لايرضي لغيره ما لايرضاه لنفسه . و أماالتفصيلية فهو أن ينظر إلي السبب الباعث له علي الغيبة ويعالجه


صفحه : 230

فإن علاج العلة بقطع سببها و قدعرفت الأسباب الباعثة أماالغضب فيعالجه بالتفكر فيما مضي من ذم الغضب وفيما تقدم من فضل كظم الغيظ ومثوباته و أماالموافقة فبأن تعلم أن الله تعالي يغضب عليك و إذاطلبت سخطه في رضا المخلوقين فكيف ترضي لنفسك أن توقر غيرك وتحقر مولاك إلا أن يكون غضبك لله تعالي و ذلك لايوجب أن تذكر المغضوب عليه بسوء بل ينبغي‌ أن تغضب لله أيضا علي رفقائك إذاذكروه بالسوء فإنهم عصوا ربك بأفحش الذنوب و هوالغيبة. و أماتنزيه النفس بنسبة الجناية إلي الغير حيث يستغني‌ عن ذكر الغير فتعالجه بأن تعرض بأن التعرض لمقت الخالق أشد من التعرض لمقت الخلق و أنت بالغيبة متعرض لسخط الله تعالي يقينا و لاتدري‌ أنك تتخلص من سخط الناس أم لافتخلص نفسك في الدنيا بالتوهم وتهلك في الآخرة وتخسر حسناتك في الحقيقة ويحصل ذم الله لك نقدا وتنظر رفع ذم الخلق نسيئة و هذاغاية الجهل والخذلان و أماعذرك كقولك إن أكلت الحرام ففلان يأكل ونحو ذلك فهذا جهل لأنك تعتذر بالاقتداء بمن لايجوز الاقتداء به فإن من خالف أمر الله لايقتدي به كائنا من كان فما ذكرته غيبة وزيادة معصية أضفتها إلي مااعتذرت عنه وسجلت مع الجمع بين المعصيتين علي جهلك وغباوتك و أماقصدك المباهاة وتزكية النفس فينبغي‌ أن تعلم أنك بما ذكرته أبطلت فضلك عند الله تعالي و أنت من اعتقاد الناس فضلك علي خطر وربما نقص اعتقادهم فيك إذاعرفوك بثلب الناس فتكون قدبعت ما عندالخالق يقينا بما عندالمخلوق وهما و لوحصل لك من المخلوق اعتقاد الفضل لكانوا لايغنون عنك من الله شيئا. و أماالغيبة للحسد فهو جمع بين عذابين لأنك حسدته علي نعمة الدنيا وكنت معذبا بالحسد فما قنعت بذلك حتي أضفت إليه عذاب الآخرة فكنت خاسرا في الدنيا فجعلت نفسك خاسرا في الآخرة لتجمع بين النكالين فقد قصدت محسودك فأصبت نفسك و أماالاستهزاء فمقصودك منه إخزاء غيرك عند الناس بإخزاء نفسك عند الله والملائكة والنبيين فلو تفكرت في حسرتك وحيائك


صفحه : 231

وخجلتك وخزيك يوم تحمل سيئات من استهزأت به وتساق إلي النار لأدهشك ذلك عن إخزاء صاحبك و لوعرفت حالك لكنت أولي أن يضحك منك فإنك سخرت به عندنفر قليل وعرضت نفسك لأن يأخذ بيدك في القيامة علي ملأ من الناس ويسوقك تحت سيئاته كمايساق الحمار إلي النار مستهزئا بك وفرحا بخزيك ومسرورا بنصر الله إياه وتسلطه علي الانتقام منك و أماالرحمة علي إثمه فهو حسن ولكن حسدك إبليس واستنطقك بما ينقل من حسناتك إليه بما هوأكثر من رحمتك فيكون جبرا لإثم المرحوم فيخرج عن كونه مرجوما وتنقلب أنت مستحقا لأن تكون مرجوما إذ أحبط أجرك ونقصت من حسناتك . وكذلك الغضب لله لايوجب الغيبة وإنما حبب إليك الشيطان الغيبة ليحبط أجر غضبك وتصير متعرضا لغضب الله بالغيبة وبالجملة فعلاج جميع ذلك المعرفة والتحقيق لها بهذه الأمور التي‌ هي‌ من أبواب الإيمان فمن قوي‌ إيمانه بجميع ذلك انكف عن الغيبة لامحالة ثم ذكر رحمه الله الأعذار المرخصة في الغيبة فقال اعلم أن المرخص في ذكر مساءة الغير هوغرض صحيح في الشرع لايمكن التوصل إليه إلا به فيدفع ذلك إثم الغيبة و قدحصروها في عشرة الأول الظلم فإن من ذكر قاضيا بالظلم والخيانة وأخذ الرشوة كان مغتابا عاصيا و أماالمظلوم من جهة القاضي‌ فله أن يتظلم إلي من يرجو منه إزالة ظلمه وينسب القاضي‌ إلي الظلم إذ لايمكنه استيفاء حقه إلا به

وَ قَد قَالَص لِصَاحِبِ الحَقّ مَقَالٌ

وَ قَالَص مَطلُ الغنَيِ‌ّ ظُلمٌ

وَ قَالَص مَطلُ الوَاجِدِ يُحِلّ عِرضَهُ وَ عُقُوبَتَهُ

.الثاني‌ الاستعانة علي تغيير المنكر ورد المعاصي‌ إلي نهج الصلاح ومرجع الأمر في هذا إلي القصد الصحيح فإن لم يكن ذلك هوالمقصود كان حراما.الثالث الاستفتاء كماتقول للمفتي‌ ظلمني‌ أبي وأخي‌ فكيف طريقي‌ في الخلاص والأسلم في هذاالتعريض بأن تقول ماقولك في رجل ظلمه أبوه أوأخوه

وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ هِنداً قَالَت للِنبّيِ‌ّص إِنّ أَبَا سُفيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ لَا يعُطيِنيِ‌ مَا


صفحه : 232

يكَفيِنيِ‌ أَنَا وَ ولُديِ‌ أَ فَآخُذُ مِن غَيرِ عِلمِهِ فَقَالَ خذُيِ‌ مَا يَكفِيكِ وَ وُلدَكِ بِالمَعرُوفِ فَذَكَرَتِ الشّحّ لَهَا وَ لِوُلدِهَا وَ لَم يَزجُرهَا رَسُولُ اللّهِص إِذ كَانَ قَصدُهَا الِاستِفتَاءَ

. وأقول الأحوط حينئذ التعريض لكون الخبر عاميا مع أنه يحتمل أن يكون عدم المنع لفسق أبي سفيان ونفاقه ثم قال .الرابع تحذير المسلم من الوقوع في الخطر والشر ونصح المستشير فإذارأيت متفقها يتلبس بما ليس من أهله فلك أن تنبه الناس علي نقصه وقصوره عما يؤهل نفسه له وتنبيههم علي الخطر اللاحق لهم بالانقياد إليه وكذلك إذارأيت رجلا يتردد إلي فاسق يخفي أمره وخفت عليه من الوقوع بسبب الصحبة فيما لايوافق الشرع فلك أن تنبهه علي فسقه مهما كان الباعث لك الخوف علي إفشاء البدعة وسراية الفسق و ذلك موضع الغرور والخديعة من الشيطان إذ قد يكون الباعث لك علي ذلك هوالحسد له علي تلك المنزلة فيلبس عليك الشيطان ذلك بإظهار الشفقة علي الخلق وكذلك إذارأيت رجلا يشتري‌ مملوكا و قدعرفت المملوك بعيوب مستنقصة فلك أن تذكرها للمشتري‌ فإن في سكوتك ضررا للمشتري‌ و في ذكرك ضررا للعبد لكن المشتري‌ أولي بالمراعاة ولتقتصر علي العيب المنوط به ذلك الأمر فلاتذكر في عيب التزويج مايخل بالشركة أوالمضاربة أوالسفر مثلا بل تذكر في كل أمر مايتعلق بذلك الأمر و لاتتجاوزه قاصدا نصح المستشير لاالوقيعة و لوعلم أنه يترك التزويج بمجرد قوله لايصلح لك فهو الواجب فإن علم أنه لاينزجر إلابالتصريح بعيبه فله أن يصرح به

قَالَ النّبِيّص أَ تَرعَوُونَ عَن ذِكرِ الفَاجِرِ حَتّي يَعرِفَهُ النّاسُ اذكُرُوهُ بِمَا فِيهِ يَحذَرُهُ النّاسُ

وَ قَالَص لِفَاطِمَةَ بِنتِ قَيسٍ حِينَ شَاوَرَتهُ فِي خُطّابِهَا أَمّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ صُعلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ وَ أَمّا أَبُو جَهمٍ فَلَا يَضَعُ العَصَا عَن عَاتِقِهِ

الخامس الجرح والتعديل للشاهد والراوي‌ و من ثم وضع العلماء كتب الرجال وقسموهم إلي الثقات والمجروحين وذكروا أسباب الجرح غالبا ويشترط إخلاص النصيحة في ذلك كمامر بأن يقصد في ذلك حفظ أموال المسلمين


صفحه : 233

وضبط السنة وحمايتها عن الكذب و لا يكون حاملة العداوة والتعصب و ليس له إلاذكر مايحل بالشهادة والرواية منه و لايتعرض لغير ذلك مثل كونه ابن ملاعنة وشبهه إلا أن يكون متظاهرا بالمعصية كماسيأتي‌.السادس أن يكون المقول فيه مستحقا لذلك لتظاهره بسببه كالفاسق المتظاهر بفسقه بحيث لايستنكف من أن يذكر بذلك الفعل ألذي يرتكبه فيذكر بما هو فيه لابغيره

قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَلقَي جِلبَابَ الحَيَاءِ عَن وَجهِهِ فَلَا غِيبَةَ لَهُ

وظاهر الخبر جواز غيبته و إن استنكف عن ذكر ذلك الذنب و في جواز اغتياب مطلق الفاسق احتمال ناش

مِن قَولِهِص لَا غِيبَةَ لِفَاسِقٍ

ورد بمنع أصل الحديث أوبحمله علي فاسق خاص أوبحمله علي النهي‌ و إن كان بصورة الخبر و هذا هوالأجود إلا أن يتعلق بذلك غرض ديني‌ ومقصد صحيح يعود علي المغتاب بأن يرجو ارتداعه عن معصيته بذلك فيلحق بباب النهي‌ عن المنكر.السابع أن يكون الإنسان معروفا باسم يعرب عن غيبته كالأعرج والأعمش فلاإثم علي من يقول ذلك كأن يقول روي أبوالزناد الأعرج وسليمان الأعمش و مايجري‌ مجراه فقد نقل العلماء ذلك لضرورة التعريف ولأنه صار بحيث لايكرهه صاحبه لوعلمه بعد أن صار مشهورا به والحق أن ماذكره العلماء المعتمدون من ذلك يجوز التعويل فيه علي حكايتهم و أما ماذكره عن الإحياء فمشروط بعلم رضا المنسوب إليه لعموم النهي‌ وحينئذ يخرج عن كونه غيبة وكيف كان فلو وجد عنه معدلا وأمكنه التعريف بعبارة أخري فهو أولي ولذلك يقال للأعمي البصير عدولا عن اسم النقص .الثامن لواطلع العدد الذين يثبت بهم الحد أوالتعزير علي فاحشة جاز ذكرها عندالحكام بصورة الشهادة في حضرة الفاعل وغيبته و لايجوز التعرض لها في غير ذلك إلا أن يتجه فيه أحد الوجوه الأخري .التاسع قيل إذاعلم اثنان من رجل معصية شاهداها فأجري أحدهما ذكرها في غيبة ذلك العاصي‌ جاز لأنه لايؤثر عندالسامع شيئا و إن كان الأولي تنزيه النفس


صفحه : 234

واللسان عن ذلك لغير غرض من الأغراض المذكورة خصوصا مع احتمال نسيان المقول له لذلك المعصية أوخوف اشتهارها عنهما.العاشر إذاسمع أحد مغتابا لآخر و هو لايعلم استحقاق المقول عنه للغيبة و لاعدمه قيل لايجب نهي‌ القائل لإمكان استحقاق المقول عنه فيحمل فعل القائل علي الصحة ما لم يعلم فساده لأن ردعه يستلزم انتهاك حرمته و هوأحد المحرمين والأولي التنبيه علي ذلك إلي أن يتحقق المخرج عنه لعموم الأدلة وترك الاستفصال فيها و هودليل إرادة العموم حذرا من الإغراء بالجهل ولأن ذلك لوتم لتمشي فيمن يعلم عدم استحقاق المقول عنه بالنسبة إلي السامع لاحتمال اطلاع القائل علي مايوجب تسويغ مقاله و هوهدم قاعدة النهي‌ عن الغيبة و هذاالفرد يستثني من جهة سماع الغيبة و قدتقدم أنه إحدي الغيبتين وبالجملة فالتحرز عنها من دون وجه راجح في فعلها فضلا عن الإباحة أولي لتتسم النفس بالأخلاق الفاضلة ويؤيده إطلاق النهي‌ فيما تقدم

لِقَولِهِص أَ تَدرُونَ مَا الغِيبَةُ قَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ ذِكرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكرَهُ

و أما مع رجحانها كرد المبتدعة وزجر الفسقة والتنفير عنهم والتحذير من اتباعهم فذلك يوصف بالوجوب مع إمكانه فضلا من غيره والمعتمد في ذلك كله علي المقاصد فلايغفل المتيقظ عن ملاحظة مقصده وإصلاحه و الله الموفق انتهي ملخص كلامه نور الله ضريحه . و قال ولده السعيد السديد الفاضل المحقق المدقق الشيخ حسن نور الله ضريحه في أجوبة المسائل التي‌ سأله عنها بعض السادة الكرام حيث قال قدنظرت في مسائلك أيها المولي الجليل الفاضل والسيد السعيد الماجد وأجبت التماسك لتحرير أجوبتها علي حسب مااتسع له المجال وأرجو إن شاء الله أن يكون مطابقا لمقتضي الحال وذكرت أيدك الله بعنايته ووفقنا الله وإياك لطاعته أن تحريم الغيبة ونحوها من النميمة وسوء الظن هل يختص بالمؤمن أويعم كل مسلم وأشرت إلي الاختلاف ألذي يوهمه ظاهر كلام الوالد قدس سره حيث قال في ديباجة رسالته ونظرائهم


صفحه : 235

من المسلمين فإنه يعطي‌ العموم وصرح في الروضة بتخصيص الحكم بالمسلم .الجواب لاريب في اختصاص تحريم الغيبة بمن يعتقد الحق فإن أدلة الحكم غيرمتناولة لأهل الضلال أماالآية فلأنها خطاب مشافهة للمؤمنين بالنهي‌ عن غيبة بعضهم بعضا مع التصريح بالتعليل الواقع فيهابتحقق الأخوة في الدين بين المغتاب و من يغتابه و أماالأخبار المروية في هذاالباب من طريق أهل البيت عليهم السلام فالحكم فيهامنوط بالمؤمن أوبالأخ والمراد أخوة الإيمان فظاهر عدم تناول اللفظين لمن لايعتقد الحق و في بعض الأخبار أيضا تصريح بالإذن في سب أهل الضلال والوقيعة فيهم

فَرَوَي الشّيخُ أَبُو جَعفَرٍ الكلُيَنيِ‌ّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي الصّحِيحِ عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَأَيتُم أَهلَ الرّيبِ وَ البِدَعِ مِن بعَديِ‌ فَأَظهِرُوا البَرَاءَةَ مِنهُم وَ أَكثِرُوا مِن سَبّهِم وَ القَولِ فِيهِم وَ الوَقِيعَةِ وَ بَاهِتُوهُم كَيلَا يَطغَوا فِي الفَسَادِ فِي الإِسلَامِ وَ يَحذَرَهُمُ النّاسُ وَ لَا يَتَعَلّمُونَ مِن بِدَعِهِم يَكتُبُ اللّهُ لَكُم بِذَلِكَ الحَسَنَاتِ وَ يَرفَعُ لَكُم بِهِ الدّرَجَاتِ فِي الآخِرَةِ

. و ماتضمنته عبارة الوالد في ديباجة الرسالة غيرمناف لما في الروضة فإن كلمة من في قوله من المسلمين للتبعيض لاللتبيين و غيرالمؤمن ليس من نظرائه . وينبغي‌ أن يعلم أن ظاهر جملة من أخبارنا أن المراد بالإيمان في كلام أئمتنا ع معني زائد علي مجرد اعتقاد الحق و ذلك يقتضي‌ عدم عموم تحريم معتقد الحق أيضا

فَرَوَي الكلُيَنيِ‌ّ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا المُؤمِنُ ألّذِي إِذَا رضَيِ‌َ لَم يُدخِلهُ رِضَاهُ فِي إِثمٍ وَ لَا بَاطِلٍ وَ إِذَا سَخِطَ لَم يُخرِجهُ سَخَطُهُ مِن قَولِ الحَقّ وَ ألّذِي إِذَا قَدَرَ لَم تُخرِجهُ قُدرَتُهُ إِلَي التعّدَيّ‌ إِلَي مَا لَيسَ لَهُ بِحَقّ

وَ فِي الحَسَنِ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَإِنّا لَا نَعُدّ الرّجُلَ مُؤمِناً حَتّي يَكُونَ لِجَمِيعِ أَمرِنَا مُتّبِعاً مُرِيداً أَلَا وَ إِنّ مِنِ اتّبَاعِ


صفحه : 236

أَمرِنَا الوَرَعَ فَتَزَيّنُوا بِهِ يَرحَمكُمُ اللّهُ وَ كَبّدُوا أَعدَاءَنَا يَنعَشكُمُ اللّهُ

وَ فِي الصّحِيحِ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ يَا سُلَيمَانُ أَ تدَريِ‌ مَنِ المُسلِمُ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَنتَ أَعلَمُ قَالَ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسَانِهِ وَ يَدِهِ ثُمّ قَالَ أَ وَ تدَريِ‌ مَنِ المُؤمِنُ قُلتُ أَنتَ أَعلَمُ قَالَ المُؤمِنُ مَنِ ائتَمَنَهُ المُؤمِنُونَ عَلَي أَنفُسِهِم وَ أَموَالِهِم

وَ عَنِ ابنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَقَرّ بِدِينِ اللّهِ فَهُوَ مُسلِمٌ وَ مَن عَمِلَ بِمَا أَمَرَ اللّهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ

. ثم ذكر بعض الأخبار التي‌ مضت في معني الإيمان وصفات المؤمن ثم قال قدس سره وورد أيضا في عدة أخبار تعليق تحريم الغيبة علي أمور زائدة علي مجرد اعتقاد الحق منها حديث ابن أبي يعفور المتضمن لبيان معني العدالة التي‌ تقبل معها شهادة الشاهد و هوطويل مذكور في مواضع كثيرة من كتب أصحابنا

وَ مِنهَا مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ السّابِقِ عَنِ ابنِ خَالِدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن عَامَلَ النّاسَ فَلَم يَظلِمهُم وَ حَدّثَهُم فَلَم يَكذِبهُم وَ وَعَدَهُم فَلَم يُخلِفهُم كَانَ مِمّن حَرُمَت غِيبَتُهُ وَ كَمَلَت مُرُوّتُهُ وَ ظَهَرَ عَدلُهُ وَ وَجَبَت أُخُوّتُهُ

. وبملاحظة هذه الأخبار يظهر أن المنع من غيبة الناس كمايميل إليه كلام الشهيد الأول في قواعده والثاني‌ في رسالته ليس بمتجه فإن دلالتها علي اختصاص الحكم بغيره أظهر من أن يبين و أما ماأورده الوالد قدس سره في رسالته من الأخبار التي‌ يظهر منها عموم المنع كلها من أخبار العامة فلاتصلح لإثبات حكم شرعي‌ وعذره في إيرادها أنه إنما ذكرها في سياق الترهيب وشأنهم التسامح في مثله و قدسبقه إلي ذكره علي النهج ألذي سلكه بعض العامة يعني‌ الغزالي‌ فسهل عليه إيرادها و إلافهي‌ غيرمستحقة لتعب تحصيلها وجمعها وخصوصا مع وجود الداعي‌ لهم إلي اختلاق مثلها فإن كثرة عيوب أئمتهم ونقائص رؤسائهم يحوج إلي سد باب إظهارها بكل وجه ليروج حالهم ويأمنوا


صفحه : 237

نفرة الرعية منهم وإعراض الناس عنهم . وبالجملة فكما أن في التعرض لإظهار عيوب الناس خطرا ومحذورا فكذا في حسم مادته وسد بابه فإنه معز لأهل النقائص ومرتكبي‌ المعاصي‌ بما هم عليه فلابد من تخصيص الغيبة بمواضع معينة يساعدها الاعتبار وتوافق مدلول الأخبار و في استثنائهم للأمور المشهورة التي‌ نصوا علي جوازها وهي‌ بصورة الغيبة شهادة واضحة بما قلناه فإن مأخذه الاعتبار فهو قابل للزيادة والنقصان بحسب اختلاف الأفكار. وللسيد الإمام السعيد ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني‌ في شرحه لكتاب الشهاب المتضمن للأخبار المروية عن النبي ص في الحكم والآداب كلام جيد في تفسير قوله ص ليس لفاسق غيبة كلام يساعد علي ماذكرناه حيث قال إن الغيبة ذكر الغائب بما فيه من غيرحاجة إلي ذكره ثم قال فأما إذا كان من يغتاب فاسقا فإنه ليس مايذكر به غيبة وإنما يسمي مايذكر به في غيبته غيبة إذا كان تائبا نادما فأما إذا كان مصرا عليه فإنها ليست بغيبة كيف و هويرتكب مايغتاب فيه جهارا و في أخبارنا وكلام بعض أهل اللغة مايشهد له كقول الجوهري‌ خلف إنسان مستور و كما في رواية الأزرق مما لايعرفه الناس ورواية ابن سيابة ماستر الله عليه . والحاصل أن الاعتبار يقتضي‌ اختصاص الحكم بالمستور ألذي لايترتب علي معصيته أثر في غيره ويحتمل حالهم عدم الإصرار عليها إن كانت صغيرة والتوبة منها إن كانت كبيرة أويرتجي له ذلك قبل ظهورها عنه واشتهاره بها و لا يكون في ذكرها صلاح له كما إذاقصد تقريعه وظن انزجاره و كان القصد خالصا من الشوائب والأدلة لاتنافي‌ هذا فلاوجه للتوقف فيه و إذاعلم حكم غيرالمؤمن في الغيبة فالحال في نحوها من النميمة وسوء الظن أظهر فإن محذور النميمة هوكونها مظنة للتباعد والتباغض و ذلك في غيرالمؤمن تحصيل للحاصل وقريب منه الكلام في سوء الظن .


صفحه : 238

ثم ذكرت أنه هل يفرق في ذلك بين مايتضمن القذف و ما لايتضمنه والجواب أن القذف مستثني من البين و له أحكام خاصة مقررة في محلها من كتب الفقه . وذكرت أن الرواية التي‌ حكاها الوالد في الرسالة من كلام عيسي ع مع الحواريين في شأن جيفة الكلب حيث قالوا ماأنتن جيفة هذاالكلب فقال ع ماأشد بياض أسنانه تدل علي تحريم غيبة الحيوانات أيضا وسألت عن وجه الفرق بينها و بين الجمادات مع أن تعليل الحكم بأنه لاينبغي‌ أن يذكر من خلق الله إلابالحسن يقتضي‌ عدم الفرق والجواب أنه ليس المقتضي لكلام عيسي ع كون كلام الحواريين غيبة بل الوجه أن نتن الجيفة ونحوها مما لايلائم الطباع غيرمستند إلي فعل من يحسن إنكار فعله وكلام الحواريين ظاهر في الإنكار كما لايخفي فكان عيسي نظر إلي أن الأمور الملائمة وغيرها مما هو من هذاالقبيل كلها من فعل الله تعالي علي مقتضي حكمته و قدأمر بالشكر علي الأولي والصبر علي الثانية و في إظهار الحواريين لإنكار نتن الرائحة دلالة علي عدم الصبر أوالغفلة عن حقيقة الأمر فصرفهم عنه إلي أمر يلائم طباعهم و هوشدة بياض أسنان الكلب وجعله مقابلا للأمر ألذي لايلائم وشاغلا لهم . و هذامعني لطيف تبين لي من الكلام فإن صحت الرواية فهي‌ منزلة عليه ولكنها من جملة الروايات المحكية في كتب العامة انتهي و قال الشهيد رفع الله درجته في قواعده الغيبة محرمة بنص الكتاب العزيز والأخبار وهي‌ قسمان ظاهر و هومعلوم وخفي‌ و هوكثير كما في التعريض مثل أنا لاأحضر مجلس الحكام أنا لاآكل أموال الأيتام أوفلان ويشير بذلك إلي من يفعل ذلك أوالحمد لله ألذي نزهنا عن كذا يأتي‌ به في معرض الشكر و من الخفي‌ الإيماء والإشارة إلي نقص في الغير و إن كان حاضرا و منه لوفعل كذا كان خيرا و لو لم يفعل كذا لكان حسنا و منه التنقص بمستحق الغيبة لينبه به علي عيوب آخر غيرمستحق للغيبة أما مايخطر في النفس من نقائص الغير فلايعد غيبة


صفحه : 239

لأن الله تعالي عفا عن حديث النفس و من الأخفي أن يذم نفسه بطرائق غيرمحمودة فيه أو ليس متصفا بهالينبه علي عورات غيره و قدجوزت صورة الغيبة في مواضع سبعة.الأول أن يكون المقول فيه مستحقا لذلك لتظاهره بسببه كالكافر والفاسق المتظاهر فيذكره بما هو فيه لابغيره ومنع بعض الناس من ذكر الفاسق وأوجب التعزير بقذفه بذلك الفسق و قدروي الأصحاب تجويز ذلك قال العامة حديث لاغيبة لفاسق أو في فاسق لاأصل له قلت و لوصح أمكن حمله علي النهي‌ أي خبر يراد به النهي‌ أما من يتفكه بالفسق ويتبجح به في شعره أوكلامه فيجوز حكاية كلامه .الثاني‌ شكاية المتظلم بصورة ظلمه .الثالث النصيحة للمستشير.الرابع الجرح والتعديل للشاهد والراوي‌.الخامس ذكر المبتدعة وتصانيفهم الفاسدة وآرائهم المضلة وليقتصر علي ذلك القدر قال العامة من مات منهم و لاشيعة له تعظمه و لاخلف كتبا تقرأ و لا مايخشي إفساده لغيره فالأولي أن يستر بستر الله عز و جل و لايذكر له عيب البتة وحسابه علي الله عز و جل وَ قَالَ عَلِيّ ع اذكُرُوا مَحَاسِنَ مَوتَاكُم

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ لَا تَقُولُوا فِي مَوتَاكُم إِلّا خَيراً

.السادس لواطلع العدد الذين يثبت بهم الحد أوالتعزير علي فاحشة جاز ذكرها عندالحكام بصورة الشهادة في حضرة الفاعل وغيبته .السابع قيل إذاعلم اثنان من رجل معصية شاهداها فأجري أحدهما ذكرها في غيبة ذلك العاصي‌ جاز لأنه لايؤثر عندالسامع شيئا والأولي التنزه عن هذالأنه ذكر له بما يكره لو كان حاضرا ولأنه ربما ذكر أحدهما صاحبه بعدنسيانه أو كان سببا لاشتهارها. و قال الشيخ البهائي‌ روح الله روحه و قدجوزت الغيبة في عشرة مواضع


صفحه : 240

الشهادة والنهي‌ عن المنكر وشكاية المتظلم ونصح المستشير وجرح الشاهد والراوي‌ وتفضيل بعض العلماء والصناع علي بعض وغيبة المتظاهر بالفسق الغير المستنكف علي قول وذكر المشتهر بوصف مميز له كالأعور والأعرج مع عدم قصد الاحتقار والذم وذكره عند من يعرفه بذلك بشرط عدم سماع غيره علي قول والتنبيه علي الخطاء في المسائل العلمية ونحوها بقصد أن لايتبعه أحد فيها. وأقول إنما أطنبت الكلام فيهالكثرة الحاجة إلي تحقيقها ووقوع الإفراط والتفريط من العلماء فيها و الله الموفق للخير والصواب

2- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن قَالَ فِي مُؤمِنٍ مَا رَأَتهُ عَينَاهُ وَ سَمِعَتهُ أُذُنَاهُ فَهُوَ مِنَ الّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الفاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ

بيان إِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الفاحِشَةُ قال الطبرسي‌ أي يفشوا ويظهروا الزنا والقبائح فِي الّذِينَ آمَنُوابأن ينسبوها إليهم ويقذفوهم بهالَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدّنيابإقامة الحد عليهم وَ الآخِرَةِ و هوعذاب النار.أقول والغرض أن مورد الآية ليس هوالبهتان فقط بل يشتمل ما إذارآها وسمعها فإنه يلزمه الحد والتعزير إلا أن يكون بعنوان الشهادة عندالحاكم لإقامة حدود الله ويثبت عنده كمامر وإنما قال فِي الّذِينَلأن الآية تشمل البهتان وذكر عيبه في حضوره و من أحب شيوعه و إن لم يذكر و من سمعه ورضي‌ به والوعيد بالعذاب في الجميع

3-كا،[الكافي‌] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الغِيبَةِ قَالَ هُوَ أَن تَقُولَ لِأَخِيكَ فِي دِينِهِ مَا لَم يَفعَل وَ تَبُثّ عَلَيهِ أَمراً قَد سَتَرَهُ اللّهُ عَلَيهِ لَم يُقَم عَلَيهِ فِيهِ


صفحه : 241

حَدّ

بيان هو أن تقول الضمير للغيبة وتذكيره بتأويل الاغتياب أوباعتبار الخبر مع أنه مصدر لأخيك في دينه الظرف إما صفة لأخيك أي الأخ ألذي كانت إخوته بسبب دينه فيكون للاحتراز عن غيبة الكافر والمخالف كمامر أومتعلق بالقول أي كان ذلك القول طعنا في دينه بنسبة كفر أومعصية إليه وتدل علي أن الغيبة تشمل البهتان أيضا و كان هذااصطلاح آخر للغيبة و علي الأول يحتمل أن يكون المراد بما لم يفعل العيب ألذي لم يكن باختياره وفعله الله فيه كالعيوب البدنية فيخص بما إذا كان مستورا فالأول لذكر العيوب والثاني‌ لذكر المعاصي‌ فلا يكون اصطلاحا آخر و هذاوجه حسن . وربما يحمل الدين علي الوجه الثاني‌ علي الذل و هوأحد معانيه و في علي التعليل أي تقول فيه لإذلاله ما لم يفعله و لم يكن باختياره كالأمراض والفقر وأشباههما. لم يقم علي بناء المفعول من الإفعال أي لم يقم الحاكم الشرعي‌ عليه حدا أو لم يقم الله عليه أي لم يقرر عليه حدا في الكتاب والسنة أو علي بناء الفاعل من باب نصر وضمير عليه راجع إلي الأخ وضمير فيه إلي الأمر والجملة صفة بعدصفة أوحال بعدحال للأمر ويدل علي أن ذكر الأمر المشهور من الذنوب ليس بغيبة و لاريب فيه مع إصراره عليه و أما بعدتوبته ذكره عند من لايعلمه مشكل والأحوط الترك وكذا بعدإقامة الحد عليه ينبغي‌ ترك ذكره بذلك مع التوبة بل بدونها أيضا فإن الحد بمنزلة التوبة و قدروي‌ النهي‌ عن ذكره بسوء معللا بذلك وحمله علي الشهادة لإقامة الحد كمازعم بعيد

4- كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ النّبِيّص مَا كَفّارَةُ الِاغتِيَابِ قَالَ تَستَغفِرُ اللّهَ لِمَنِ اغتَبتَهُ كُلّمَا ذَكَرتَهُ


صفحه : 242

بيان كلما ذكرته أي الرجل بالغيبة أوكفارة غيبة واحدة أن تستغفر له كلما ذكرت من اغتبته أو كل وقت ذكرت الاغتياب و في بعض النسخ كماذكرته وحمل علي أن ذلك بعدالتوبة وظاهره عدم وجوب الاستحلال ممن اغتابه و به قال جماعة بل منعوا منه و لاريب أن الاستحلال منه أولي وأحوط إذا لم يصر سببا لمزيد إهانته ولإثارة فتنة لاسيما إذابلغه ذلك ويمكن حمل هذاالخبر علي ما إذا لم يبلغه و به يجمع بين الأخبار. وَ يُؤَيّدُهُ مَا روُيِ‌َ فِي مِصبَاحِ الشّرِيعَةِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ فَإِنِ اغتَبتَ فَبَلَغَ المُغتَابَ فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تَستَحِلّ مِنهُ وَ إِن لَم يَبلُغهُ وَ لَم يَلحَقهُ عِلمُ ذَلِكَ فَاستَغفِرِ اللّهَ لَهُ

وَ رَوَي الصّدُوقُ ره فِي الخِصَالِ وَ العِلَلِ بِإِسنَادِهِ عَن أَسبَاطِ بنِ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ إِلَي النّبِيّص أَنّهُ قَالَ الغِيبَةُ أَشَدّ مِنَ الزّنَا فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ صَاحِبُ الزّنَا يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللّهُ عَلَيهِ وَ صَاحِبُ الغِيبَةِ يَتُوبُ فَلَا يَتُوبُ اللّهُ عَلَيهِ حَتّي يَكُونَ صَاحِبُهُ ألّذِي[اغتَابَهُ]يُحِلّهُ

. وقيل يكفيه الاستغفار دون الاستحلال وربما يحتج في ذلك بما روي‌

عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ كَفّارَةُ مَنِ اغتَبتَهُ أَن تَستَغفِرَ لَهُ

و قال مجاهد كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني‌ عليه وتدعو له بخير وسئل بعضهم عن التوبة عن الغيبة فقال تمشي‌ إلي صاحبك وتقول كذبت فيما قلت وظلمت وأسأت فإن شئت أخذت بحقك و إن شئت عفوت و ماقيل إن العرض لاعوض له فلايجب الاستحلال منه بخلاف المال فلاوجه له إذ وجب في العرض حد القذف وتثبت المطالبة به . و قال المحقق الطوسي‌ قدس سره في التجريد عندذكر شرائط التوبة ويجب الاعتذار إلي المغتاب مع بلوغه و قال العلامة في شرحه المغتاب إما أن يكون بلغه اغتيابه أم لا ويلزم علي الفاعل للغيبة في الأول الاعتذار إليه لأنه أوصل إليه ضرر الغم فوجب عليه الاعتذار منه والندم عليه و في الثاني‌ لايلزمه الاعتذار و لاالاستحلال منه لأنه لم يفعل به ألما و في كلا القسمين يجب الندم


صفحه : 243

لله تعالي لمخالفته في النهي‌ والعزم علي ترك المواعدة انتهي ونحوه قال الشارح الجديد لكنه قال في الأول و لايلزمه تفصيل مااغتاب إلا إذابلغه علي وجه أفحش انتهي و لابأس به . و قال الشهيد الثاني‌ قدس الله لطيفه اعلم أن الواجب علي المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف علي مافعله ليخرج من حق الله سبحانه و تعالي ثم يستحل المغتاب ليحله فيخرج عن مظلمته وينبغي‌ أن يستحله و هوحزين متأسف نادم علي فعله إذ المرائي‌ قديستحل ليظهر من نفسه الورع و في الباطن لا يكون نادما فيكون قدقارف معصية أخري و قدورد في كفارتها حديثان

أَحَدُهُمَا قَولُهُص كَفّارَةُ مَنِ اغتَبتَهُ أَن تَستَغفِرَ لَهُ

وَ الثاّنيِ‌ قَولُهُص مَن كَانَت عِندَهُ فِي قِبَلِهِ مَظلِمَةٌ فِي عِرضٍ أَو مَالٍ فَليَتَحَلّلهَا مِنهُ مِن قَبلِ أَن يأَتيِ‌َ يَومٌ لَيسَ هُنَاكَ دِينَارٌ وَ لَا دِرهَمٌ يُؤخَذُ مِن حَسَنَاتِهِ فَإِن لَم تَكُن لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِن سَيّئَاتِ صَاحِبِهِ فَزِيدَت عَلَي سَيّئَاتِهِ

ويمكن أن يكون طريق الجمع حمل الاستغفار له علي من لم تبلغ غيبته المغتاب فينبغي‌ له الاقتصار علي الدعاء والاستغفار لأن في الاستحلال منه إثارة للفتنة وجلبا للضغائن و في حكم من لم يبلغه من لم يقدر علي الوصول إليه بموت أوغيبة وحمل المحالة علي من يمكن التوصل إليه مع بلوغه الغيبة ويستحب للمعتذر إليه قبول العذر والمحالة استحبابا مؤكدا

قَالَ اللّهُ تَعَالَي خُذِ العَفوَ وَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا جَبرَئِيلُ مَا هَذَا العَفوُ قَالَ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تَعفُوَ عَمّن ظَلَمَكَ وَ تَصِلَ مَن قَطَعَكَ وَ تعُطيِ‌َ مَن حَرَمَكَ

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ إِذَا جَثَتِ الأُمَمُ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ تَعَالَي يَومَ القِيَامَةِ نُودُوا لِيَقُم مَن كَانَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ تَعَالَي فَلَا يَقُومُ إِلّا مَن عَفَا فِي الدّنيَا عَن مَظلِمَتِهِ

وروي‌ عن بعضهم أن رجلا قال له إن فلانا قداغتابك فبعث إليه طبقا من الرطب و قال بلغني‌ أنك أهديت إلي‌ حسناتك فأردت أن أكافيك عليها فأعذرني‌


صفحه : 244

فإني‌ لاأقدر أن أكافيك علي التمام وسبيل المعتذر أن يبالغ في الثناء عليه والتودد ويلازم ذلك حتي يطيب قلبه فإن لم يطب قلبه كان اعتذاره وتودده حسنة محسوبة له و قديقابل بهاسيئة الغيبة في القيامة. و لافرق بين غيبة الصغير والكبير والحي‌ والميت والذكر والأنثي وليكن الاستغفار والدعاء له علي حسب مايليق بحاله فيدعو للصغير بالهداية وللميت بالرحمة والمغفرة ونحو ذلك و لايسقط الحق بإباحة الإنسان عرضه للناس لأنه عفو عما لم يجب و قدصرح الفقهاء بأن من أباح قذف نفسه لم يسقط حقه من حده

وَ مَا روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَ يَعجِزُ أَحَدُكُم أَن يَكُونَ كأَبَيِ‌ ضَمضَمٍ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِن بَيتِهِ قَالَ أللّهُمّ إنِيّ‌ تَصَدّقتُ بعِرِضيِ‌ عَلَي النّاسِ

معناه أني‌ لاأطلب مظلمته في القيامة و لاأخاصم عليها و لا أن غيبته صارت بذلك حلالا وتجب النية لها كباقي‌ الكفارات و الله الموفق انتهي كلامه

5- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن بَهَتَ مُؤمِناً أَو مُؤمِنَةً بِمَا لَيسَ فِيهِ بَعَثَهُ اللّهُ فِي طِينَةِ خَبَالٍ حَتّي يَخرُجَ مِمّا قَالَ قُلتُ وَ مَا طِينَةُ خَبَالٍ قَالَ صَدِيدٌ يَخرُجُ مِن فُرُوجِ المُومِسَاتِ

بيان في طينة خبال قال في النهاية فيه من شرب الخمر سقاه الله من طينة خبال يوم القيامة جاء تفسيره في الحديث أن الخبال عصارة أهل النار والخبال في الأصل الفساد و يكون في الأفعال والأبدان والعقول و قال الجوهري‌ والخبال أيضا الفساد و أما ألذي في الحديث من قفا مؤمنا بما ليس فيه وقفه الله في ردغة الخبال حتي يجي‌ء بالمخرج منه فيقال هوصديد أهل النار قوله قفا أي قذف والردغة الطينة انتهي حتي يخرج مما قال لعل المراد به الدوام والخلود فيهاإذ لايمكنه إثبات ذلك والخروج منه لكونه بهتانا أوالمراد به خروجه من دنس الإثم بتطهير


صفحه : 245

النار له و قال الطيبي‌ في شرح المشكاة حتي يخرج مما قال أي يتوب منه أويتطهر أقول لعل مراده التوبة قبل ذلك في الدنيا و لايخفي بعده و في النهاية فيه حتي تنظر في وجوه المومسات المومسة الفاجرة وتجمع علي ميامس أيضا وموامس و قداختلف في أصل هذه اللفظة فبعضهم يجعله من الهمزة وبعضهم يجعله من الواو و كل منهما تكلف له اشتقاقا فيه بعدانتهي و في الصحاح صديد الجرح ماؤه الرقيق المختلط بالدم قبل أن تغلظ المدة وإنما عبر عن الصديد بالطينة لأنها يخرج من البدن و كان جزؤه ونسب إلي الفساد لأنه إنما خرج عنها لفساد عملها أولفساد أصل طينتها

6- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَبَانٍ عَن رَجُلٍ لَا نَعلَمُهُ إِلّا يَحيَي الأَزرَقَ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع مَن ذَكَرَ رَجُلًا مِن خَلفِهِ بِمَا هُوَ فِيهِ مِمّا عَرَفَهُ النّاسُ لَم يَغتَبهُ وَ مَن ذَكَرَهُ مِن خَلفِهِ بِمَا هُوَ فِيهِ مِمّا لَا يَعرِفُهُ النّاسُ اغتَابَهُ وَ مَن ذَكَرَهُ بِمَا لَيسَ فِيهِ فَقَد بَهَتَهُ

بيان مما عرفه الناس أي اشتهر به فلو عرفه السامع أيضا فلاريب أنه ليس بغيبة و لو لم يعرفه السامع و كان مشهورا به و لايبالي‌ بذكره فهو أيضا كذلك و لو كان مما يحزنه ففيه إشكال و قدمر القول فيه والجواز أقوي والترك أحوط و هذا إذا لم يرتدع منه و لم يتب و أما مع التوبة وظهور آثار الندامة فيه فالظاهر عدم الجواز و إن اشتهر بذلك وأقيم عليه الحد ويدل أيضا علي جواز ذكر الألقاب المشهورة كالأعمي والأعور كماعرفت ويحتمل الخبر وجها آخر و هو أن يكون المراد بالناس من يذكر عندهم الغيبة و إن لم يعرفها غيرهم و لم يكن مشهورا بذلك لكنه بعيد. و قوله ع من خلفه يدل علي أنه لوذكره في حضوره بما يسوؤه لم تكن غيبة و إن كان حراما لأنه لايجوز إيذاء المؤمن بل هوأشد من الغيبة و في القاموس بهته كمنعه بهتا وبهتا وبهتانا قال عليه ما لم يفعل والبهيتة الباطل


صفحه : 246

ألذي يتحير من بطلانه والكذب كالبهت بالضم

7- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ الغِيبَةُ أَن تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا سَتَرَهُ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَمّا الأَمرُ الظّاهِرُ فِيهِ مِثلَ الحِدّةِ وَ العَجَلَةِ فَلَا وَ البُهتَانُ أَن تَقُولَ فِيهِ مَا لَيسَ فِيهِ

بيان في القاموس الحدة بالكسر مايعتري‌ الإنسان من الغضب والنزق والعجلة بالتحريك السرعة والمبادرة في الأمور من غيرتأمل ويفهم منه ومما سبق أن البهتان يشمل الحضور والغيبة ثم ماذكر في هذه الأخبار أنها ليست بغيبة يحتمل أن يكون المراد منها أنها ليست بغيبة محرمة أوليست بغيبة أصلا فإنها حقيقة شرعية في المحرمة غيرالبهتان و ما كان بحضور الإنسان و قديقال في البهتان أنها غيبة وبهتان وتجتمع عليه العقوبتان و هوبعيد

8- ج ،[الإحتجاج ] عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَجُلٌ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع إِنّ فُلَاناً يَنسِبُكَ إِلَي أَنّكَ ضَالّ مُبتَدِعٌ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَلَيهِمَا السّلَامُ مَا رَعَيتَ حَقّ مُجَالَسَةِ الرّجُلِ حَيثُ نَقَلتَ إِلَينَا حَدِيثَهُ وَ لَا أَدّيتَ حقَيّ‌ حَيثُ أبَلغَتنَيِ‌ عَن أخَيِ‌ مَا لَستُ أَعلَمُهُ إِنّ المَوتَ يَعُمّنَا وَ البَعثَ مَحشَرُنَا وَ القِيَامَةَ مَوعِدُنَا وَ اللّهَ يَحكُمُ بَينَنَا إِيّاكَ وَ الغِيبَةَ فَإِنّهَا إِدَامُ كِلَابِ النّارِ وَ اعلَم أَنّ مَن أَكثَرَ مِن ذِكرِ عُيُوبِ النّاسِ شَهِدَ عَلَيهِ الإِكثَارُ أَنّهُ إِنّمَا يَطلُبُهَا بِقَدرِ مَا فِيهِ

9-فس ،[تفسير القمي‌] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَلَا يَجلِسُ فِي مَجلِسٍ يُسَبّ فِيهِ إِمَامٌ أَو يُغتَابُ فِيهِ مُسلِمٌ إِنّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ إِذا رَأَيتَ الّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا


صفحه : 247

إِلَي قَولِهِمَعَ القَومِ الظّالِمِينَ

سر،[السرائر] من كتاب ابن قولويه عن عبدالأعلي مثله

10- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَنِ الغِيبَةِ وَ الِاستِمَاعِ إِلَيهَا وَ قَالَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ مَنِ اغتَابَ امرَأً مُسلِماً بَطَلَ صَومُهُ وَ نُقِضَ وُضُوؤُهُ وَ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ تَفُوحُ مِنهُ رَائِحَةٌ أَنتَنُ مِنَ الجِيفَةِ يَتَأَذّي بِهِ أَهلُ المَوقِفِ فَإِن مَاتَ قَبلَ أَن يَتُوبَ مَاتَ مُستَحِلّا لِمَا حَرّمَ اللّهُ وَ قَالَص مَن كَظَمَ غَيظاً وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَي إِنفَاذِهِ وَ حَلُمَ عَنهُ أَعطَاهُ اللّهُ أَجرَ شَهِيدٍ أَلَا وَ مَن تَطَوّلَ عَلَي أَخِيهِ فِي غِيبَةٍ سَمِعَهَا فِيهِ فِي مَجلِسٍ فَرَدّهَا عَنهُ رَدّ اللّهُ مِنهُ أَلفَ بَابٍ مِنَ السّوءِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَإِن هُوَ لَم يَرُدّهَا وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَي رَدّهَا كَانَ عَلَيهِ كَوِزرِ مَنِ اغتَابَهُ سَبعِينَ مَرّةً

11- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]السنّاَنيِ‌ّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَحَقّ النّاسِ بِالذّنبِ السّفِيهُ المُغتَابُ وَ أَذَلّ النّاسِ مَن أَهَانَ النّاسَ وَ قَالَ ع أَقَلّ النّاسِ حُرمَةً الفَاسِقُ

مع ،[معاني‌ الأخبار] ابن الوليد عن الصفار عن أيوب بن نوح عن ابن أبي عمير عن ابن عميرة عن الثمالي‌ عن الصادق ع مثله

12- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحٍ عَن عَلقَمَةَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع وَ قَد قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ عَمّن تُقبَلُ شَهَادَتُهُ وَ مَن لَا تُقبَلُ فَقَالَ يَا عَلقَمَةُ كُلّ مَن كَانَ عَلَي فِطرَةِ الإِسلَامِ جَازَت شَهَادَتُهُ قَالَ فَقُلتُ لَهُ تُقبَلُ شَهَادَةُ مُقتَرِفٍ لِلذّنُوبِ فَقَالَ يَا عَلقَمَةُ لَو لَم تُقبَل شَهَادَةُ المُقتَرِفِينَ لِلذّنُوبِ لَمَا قُبِلَت إِلّا شَهَادَاتُ الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم لِأَنّهُم هُمُ


صفحه : 248

المَعصُومُونَ دُونَ سَائِرِ الخَلقِ فَمَن لَم تَرَهُ بِعَينِكَ يَرتَكِبُ ذَنباً أَو لَم يَشهَد عَلَيهِ بِذَلِكَ شَاهِدَانِ فَهُوَ مِن أَهلِ العَدَالَةِ وَ السّترِ وَ شَهَادَتُهُ مَقبُولَةٌ وَ إِن كَانَ فِي نَفسِهِ مُذنِباً وَ مَنِ اغتَابَهُ بِمَا فِيهِ فَهُوَ خَارِجٌ عَن وَلَايَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ دَاخِلٌ فِي وَلَايَةِ الشّيطَانِ

وَ لَقَد حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَنِ اغتَابَ مُؤمِناً بِمَا فِيهِ لَم يَجمَعِ اللّهُ بَينَهُمَا فِي الجَنّةِ أَبَداً وَ مَنِ اغتَابَ مُؤمِناً بِمَا لَيسَ فِيهِ انقَطَعَتِ العِصمَةُ بَينَهُمَا وَ كَانَ المُغتَابُ فِي النّارِخالِداً فِيهاوَ بِئسَ المَصِيرُ

أقول قدمضي الخبر بتمامه في باب العدالة

13- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ المُغِيرَةِ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الشاّميِ‌ّ عَن نَوفٍ البكِاَليِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ اجتَنِبِ الغِيبَةَ فَإِنّهَا إِدَامُ كِلَابِ النّارِ ثُمّ قَالَ ع يَا نَوفُ كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّهُ وُلِدَ مِن حَلَالٍ وَ هُوَ يَأكُلُ لُحُومَ النّاسِ بِالغِيبَةِ الخَبَرَ

14- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن قَالَ فِي أَخِيهِ المُؤمِنِ مَا رَأَتهُ عَينَاهُ وَ سَمِعَتهُ أُذُنَاهُ فَهُوَ مِمّن قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الفاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ

فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله ع مثله

15- مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سَيَابَةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ مِنَ الغِيبَةِ أَن تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا سَتَرَهُ اللّهُ عَلَيهِ وَ إِنّ مِنَ البُهتَانِ أَن تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا لَيسَ فِيهِ

16- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن غَيرِ وَاحِدٍ


صفحه : 249

عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَا تَغتَب فتغتب [فَتُغتَابَ] وَ لَا تَحفِر لِأَخِيكَ حُفرَةً فَتَقَعَ فِيهَا فَإِنّكَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ

17- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الجُلُوسُ فِي المَسجِدِ لِانتِظَارِ الصّلَاةِ عِبَادَةٌ مَا لَم تُحدِث قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا الحَدَثُ قَالَ الِاغتِيَابُ

أقول قدمضي في صفات المنافقين إن خالفته اغتابك

18- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَلحَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّائِمُ فِي عِبَادَةِ اللّهِ وَ إِن كَانَ نَائِماً عَلَي فِرَاشِهِ مَا لَم يَغتَب مُسلِماً

19- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن مَدَحَ أَخَاهُ المُؤمِنَ فِي وَجهِهِ وَ اغتَابَهُ مِن وَرَائِهِ فَقَدِ انقَطَعَ مَا بَينَهُمَا مِنَ العِصمَةِ

20-ثو،[ثواب الأعمال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ يُؤذُونَ أَهلَ النّارِ عَلَي مَا بِهِم مِنَ الأَذَي يُسقَونَ مِن حَمِيمِ الجَحِيمِ يُنَادَونَ بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ يَقُولُ أَهلُ النّارِ بَعضُهُم لِبَعضٍ مَا بَالُ هَؤُلَاءِ الأَربَعَةِ قَد آذَونَا عَلَي مَا بِنَا مِنَ الأَذَي فَرَجُلٌ مُعَلّقٌ فِي تَابُوتٍ مِن جَمرٍ وَ رَجُلٌ يَجُرّ أَمعَاءَهُ وَ رَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيحاً وَ دَماً وَ رَجُلٌ يَأكُلُ لَحمَهُ فَقِيلَ لِصَاحِبِ التّابُوتِ مَا بَالُ الأَبعَدِ قَد آذَانَا عَلَي مَا بِنَا مِنَ الأَذَي فَيَقُولُ إِنّ الأَبعَدَ قَد مَاتَ وَ فِي عُنُقِهِ أَموَالُ النّاسِ لَم يَجِد لَهَا فِي نَفسِهِ أَدَاءً وَ لَا وَفَاءً ثُمّ يُقَالُ للِذّيِ‌ يَجُرّ أَمعَاءَهُ مَا بَالُ الأَبعَدِ قَد آذَانَا عَلَي مَا بِنَا مِنَ الأَذَي فَيَقُولُ إِنّ الأَبعَدَ كَانَ لَا يبُاَليِ‌ أَينَ أَصَابَ البَولُ مِن جَسَدِهِ ثُمّ يُقَالُ للِذّيِ‌ يَسِيلُ فُوهُ قَيحاً وَ دَماً مَا بَالُ الأَبعَدِ قَد آذَانَا عَلَي مَا بِنَا مِنَ الأَذَي


صفحه : 250

فَيَقُولُ إِنّ الأَبعَدَ كَانَ يحُاَكيِ‌ فَيَنظُرُ إِلَي كُلّ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ فَيُسنِدُهَا وَ يحُاَكيِ‌ بِهَا ثُمّ يُقَالُ للِذّيِ‌ كَانَ يَأكُلُ لَحمَهُ مَا بَالُ الأَبعَدِ قَد آذَانَا عَلَي مَا بِنَا مِنَ الأَذَي فَيَقُولُ إِنّ الأَبعَدَ كَانَ يَأكُلُ لُحُومَ النّاسِ بِالغِيبَةِ وَ يمَشيِ‌ بِالنّمِيمَةِ

21- مع ،[معاني‌ الأخبار]ل ،[الخصال ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ مَنِ اغتَابَ أَخَاهُ المُؤمِنَ مِن غَيرِ تِرَةٍ بَينَهُمَا فَهُوَ شِركُ شَيطَانٍ الخَبَرَ

أقول قدمضي في باب جوامع المساوي‌ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لَا يَطمَعَنّ المُغتَابُ فِي السّلَامَةِ

22- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِيّاكُم وَ غِيبَةَ المُسلِمِ فَإِنّ المُسلِمَ لَا يَغتَابُ أَخَاهُ وَ قَد نَهَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن ذَلِكَ فَقَالَوَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً أَ يُحِبّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتاً وَ قَالَ ع مَن قَالَ لِمُؤمِنٍ قَولًا يُرِيدُ بِهِ انتِقَاصَ مُرُوّتِهِ حَبَسَهُ اللّهُ فِي طِينَةِ خَبَالٍ حَتّي يأَتيِ‌َ مِمّا قَالَ بِمَخرَجٍ

23-ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]تَمِيمٌ القرُشَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الأنَصاَريِ‌ّ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَأَوحَي اللّهُ إِلَي نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَائِهِ إِذَا أَصبَحتَ فَأَوّلُ شَيءٍ يَستَقبِلُكَ فَكُلهُ وَ الثاّنيِ‌ فَاكتُمهُ وَ الثّالِثُ فَاقبَلهُ وَ الرّابِعُ فَلَا تُؤيِسهُ وَ الخَامِسُ فَاهرَب مِنهُ قَالَ فَلَمّا أَصبَحَ مَضَي فَاستَقبَلَهُ جَبَلٌ أَسوَدُ عَظِيمٌ فَوَقَفَ وَ قَالَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَن آكُلَ هَذَا وَ بقَيِ‌َ مُتَحَيّراً ثُمّ رَجَعَ إِلَي نَفسِهِ فَقَالَ إِنّ ربَيّ‌ جَلّ جَلَالُهُ لَا يأَمرُنُيِ‌ إِلّا بِمَا أُطِيقُ فَمَشَي إِلَيهِ لِيَأكُلَهُ فَلَمّا دَنَا مِنهُ صَغُرَ حَتّي انتَهَي إِلَيهِ فَوَجَدَهُ لُقمَةً فَأَكَلَهَا فَوَجَدَهَا أَطيَبَ شَيءٍ أَكَلَهُ ثُمّ مَضَي فَوَجَدَ طَستاً مِن ذَهَبٍ قَالَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن أَكتُمَ هَذَا فَحَفَرَ لَهُ وَ جَعَلَهُ فِيهِ وَ أَلقَي عَلَيهِ التّرَابَ ثُمّ مَضَي


صفحه : 251

فَالتَفَتَ فَإِذَا الطّستُ قَد ظَهَرَ قَالَ قَد فَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ فَمَضَي فَإِذَا هُوَ بِطَيرٍ وَ خَلفَهُ باَزيِ‌ فَطَافَ الطّيرُ حَولَهُ فَقَالَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أَن أَقبَلَ هَذَا فَفَتَحَ كُمّهُ فَدَخَلَ الطّيرُ فِيهِ فَقَالَ لَهُ الباَزيِ‌ أَخَذتَ صيَديِ‌ وَ أَنَا خَلفَهُ مُنذُ أَيّامٍ فَقَالَ إِنّ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ‌ أَن لَا أُويِسَ هَذَا فَقَطَعَ مِن فَخِذِهِ قِطعَةً فَأَلقَاهَا إِلَيهِ ثُمّ مَضَي فَلَمّا مَضَي إِذَا هُوَ بِلَحمِ مَيتَةٍ مُنتِنٍ مَدُودٍ فَقَالَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن أَهرُبَ مِن هَذَا فَهَرَبَ مِنهُ وَ رَجَعَ وَ رَأَي فِي المَنَامِ كَأَنّهُ قَد قِيلَ لَهُ إِنّكَ قَد فَعَلتَ مَا أُمِرتَ بِهِ فَهَل تدَريِ‌ مَا ذَا كَانَ قَالَ لَا قِيلَ لَهُ أَمّا الجَبَلُ فَهُوَ الغَضَبُ إِنّ العَبدَ إِذَا غَضِبَ لَم يَرَ نَفسَهُ وَ جَهِلَ قَدرَهُ مِن عِظَمِ الغَضَبِ فَإِذَا حَفِظَ نَفسَهُ وَ عَرَفَ قَدرَهُ وَ سَكَنَ غَضَبُهُ كَانَت عَاقِبَتُهُ كَاللّقمَةِ الطّيّبَةِ التّيِ‌ أَكَلتَهَا وَ أَمّا الطّستُ فَهُوَ العَمَلُ الصّالِحُ إِذَا كَتَمَهُ العَبدُ وَ أَخفَاهُ أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلّا أَن يُظهِرَهُ لِيُزَيّنَهُ بِهِ مَعَ مَا يَدّخِرُ لَهُ مِن ثَوَابِ الآخِرَةِ وَ أَمّا الطّيرُ فَهُوَ الرّجُلُ ألّذِي يَأتِيكَ بِنَصِيحَةٍ فَاقبَلهُ وَ اقبَل نَصِيحَتَهُ وَ أَمّا الباَزيِ‌ فَهُوَ الرّجُلُ ألّذِي يَأتِيكَ فِي حَاجَةٍ فَلَا تُؤيِسهُ وَ أَمّا اللّحمُ المُنتِنُ فهَيِ‌َ الغِيبَةُ فَاهرُب مِنهَا

24- مع ،[معاني‌ الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الهمَدَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَنِ ابنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَيُبغِضُ البَيتَ اللّحِمَ وَ اللّحِمَ السّمِينَ فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّا لَنُحِبّ اللّحمَ وَ لَا تَخلُو بُيُوتُنَا مِنهُ فَكَيفَ ذَلِكَ فَقَالَص لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّمَا البَيتُ اللّحِمُ البَيتُ ألّذِي يُؤكَلُ فِيهِ لُحُومُ النّاسِ بِالغِيبَةِ وَ أَمّا اللّحِمُ السّمِينُ فَهُوَ المُتَجَبّرُ المُتَكَبّرُ المُختَالُ فِي مِشيَتِهِ

25-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ الكمُنُداَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ أَوجَبنَ لَهُ أَربَعاً


صفحه : 252

عَلَي النّاسِ مَن إِذَا حَدّثَهُم لَم يَكذِبهُم وَ إِذَا خَالَطَهُم لَم يَظلِمهُم وَ إِذَا وَعَدَهُم لَم يُخلِفهُم وَجَبَ أَن يَظهَرَ فِي النّاسِ عَدَالَتُهُ وَ يَظهَرَ فِيهِم مُرُوّتُهُ وَ أَن تَحرُمَ عَلَيهِم غِيبَتُهُ وَ أَن تَجِبَ عَلَيهِم أُخُوّتُهُ

26- ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَامَلَ النّاسَ فَلَم يَظلِمهُم وَ حَدّثَهُم فَلَم يَكذِبهُم وَ وَعَدَهُم فَلَم يُخلِفهُم فَهُوَ مِمّن كَمَلَت مُرُوّتُهُ وَ ظَهَرَت عَدَالَتُهُ وَ وَجَبَت أُخُوّتُهُ وَ حَرُمَت غِيبَتُهُ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله

27- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَسبَاطِ بنِ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ إِلَي النّبِيّص أَنّهُ قَالَ الغِيبَةُ أَشَدّ مِنَ الزّنَا فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِص وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ صَاحِبُ الزّنَا يَتُوبُ فَيَتُوبُ اللّهُ عَلَيهِ وَ صَاحِبُ الغِيبَةِ يَتُوبُ فَلَا يَتُوبُ اللّهُ عَلَيهِ حَتّي يَكُونَ صَاحِبُهُ ألّذِي[اغتَابَهُ]يُحِلّهُ

ع ،[علل الشرائع ] أبي عن محمدالعطار عن الأشعري‌ مثله

28- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص إِيّاكُم وَ الظّنّ فَإِنّ الظّنّ أَكذَبُ الكَذِبِ وَ كُونُوا إِخوَاناً فِي اللّهِ كَمَا أَمَرَكُمُ اللّهُ لَا تَتَنَافَرُوا وَ لَا تَجَسّسُوا وَ لَا تَتَفَاحَشُواوَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً وَ لَا تَتَبَاغَوا وَ لَا تَتَبَاغَضُوا وَ لَا تَتَدَابَرُوا وَ لَا تَتَحَاسَدُوا فَإِنّ الحَسَدَ يَأكُلُ الإِيمَانَ كَمَا تَأكُلُ النّارُ الحَطَبَ اليَابِسَ

29- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الحكَيِميِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ


صفحه : 253

إِسحَاقَ عَن دَاوُدَ بنِ المُحَبّرِ عَن عَنبَسَةَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَفّارَةُ الِاغتِيَابِ أَن تَستَغفِرَ لِمَنِ اغتَبتَهُ

جا،[المجالس للمفيد]المرزباني‌ مثله

30- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ الحسَنَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ فِيمَا كَتَبَ عَلَي يَدِ أَبِي نُوحٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ اذكُرُوا أَخَاكُم إِذَا غَابَ عَنكُم بِأَحسَنِ مَا تُحِبّونَ أَن تُذكَرُوا بِهِ إِذَا غِبتُم عَنهُ الخَبَرَ

31- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اعلَم أَنّهُ لَا وَرَعَ أَنفَعُ مِن تَجَنّبِ مَحَارِمِ اللّهِ وَ الكَفّ عَن أَذَي المُؤمِنِينَ وَ اغتِيَابِهِم الخَبَرَ

32- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الفاَميِ‌ّ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِذَا جَاهَرَ الفَاسِقُ بِفِسقِهِ فَلَا حُرمَةَ لَهُ وَ لَا غِيبَةَ

33- ب ،[قرب الإسناد]البَزّازُ عَنِ ابنِ البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ لَيسَت لَهُم حُرمَةٌ صَاحِبُ هَوًي مُبتَدِعٌ وَ الإِمَامُ الجَائِرُ وَ الفَاسِقُ المُعلِنُ الفِسقِ

34- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الجرَجرَاَئيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ عُبدُونٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الأحَمسَيِ‌ّ عَنِ المحُاَربِيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي لَيلَي عَنِ الحَكَمِ بنِ عُيَينَةَ عَنِ ابنِ أَبِي الدّردَاءِ عَن أَبِيهِ قَالَ نَالَ رَجُلٌ مِن عِرضِ رَجُلٍ عِندَ النّبِيّص فَرَدّ رَجُلٌ مِنَ القَومِ عَلَيهِ فَقَالَ النّبِيّ ع مَن رَدّ عَن عِرضِ أَخِيهِ كَانَ لَهُ حِجَاباً مِنَ النّارِ

35- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ


صفحه : 254

عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ الرّبِيعِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن رَدّ عَن عِرضِ أَخِيهِ المُسلِمِ كُتِبَ لَهُ الجَنّةُ البَتّةَ وَ مَن أتُيِ‌َ إِلَيهِ مَعرُوفٌ فَليُكَافِئ فَإِن عَجَزَ فيلثن [فَليُثنِ] بِهِ فَإِن لَم يَفعَل فَقَد كَفَرَ النّعمَةَ

أقول سيأتي‌ بعض الأخبار في باب ذي‌ اللسانين و باب التهمة و باب تتبع العيوب

36- ثو،[ثواب الأعمال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن رَوَي عَلَي مُؤمِنٍ رِوَايَةً يُرِيدُ بِهَا شَينَهُ وَ هَدمَ مُرُوّتِهِ لِيَسقُطَ مِن أَعيُنِ النّاسِ أَخرَجَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن وَلَايَتِهِ إِلَي وَلَايَةِ الشّيطَانِ

سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ مِثلَهُ

37- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِ‌ّ عَنِ الصوّليِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ أَبِي عَبّادٍ عَن عَمّهِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَوماً يُنشِدُ شِعراً فَقُلتُ لِمَن هَذَا أَعَزّ اللّهُ الأَمِيرَ فَقَالَ لعِرِاَقيِ‌ّ لَكُم قُلتُ أَنشَدَنِيهِ أَبُو العَتَاهِيَةِ لِنَفسِهِ فَقَالَ هَاتِ اسمَهُ وَ دَع عَنكَ هَذَا إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي يَقُولُوَ لا تَنابَزُوا بِالأَلقابِ وَ لَعَلّ الرّجُلَ يَكرَهُ هَذَا

38- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن رَدّ عَن عِرضِ أَخِيهِ المُسلِمِ وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ البَتّةَ


صفحه : 255

ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي الوَردِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَنِ اغتِيبَ عِندَهُ أَخُوهُ المُؤمِنُ فَنَصَرَهُ وَ أَعَانَهُ نَصَرَهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مَنِ اغتِيبَ عِندَهُ أَخُوهُ المُؤمِنُ فَلَم يَنصُرهُ وَ لَم يَدفَع عَنهُ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي نُصرَتِهِ وَ عَونِهِ خَفَضَهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي عن ابن محبوب مثله

39- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن فَضَالَةَ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِبَابُ المُؤمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفرٌ وَ أَكلُ لَحمِهِ مِن مَعصِيَةِ اللّهِ

سن ،[المحاسن ]الأهوازي‌ مثله

40- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن سَهلٍ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَنِ ابنِ جَبَلَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ الرّجُلُ مِن إخِواَنيِ‌ يبَلغُنُيِ‌ عَنهُ الشيّ‌ءُ ألّذِي أَكرَهُ لَهُ فَأَسأَلُهُ عَنهُ فَيُنكِرُ ذَلِكَ وَ قَد أخَبرَنَيِ‌ عَنهُ قَومٌ ثِقَاتٌ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ كَذّب سَمعَكَ وَ بَصَرَكَ عَن أَخِيكَ فَإِن شَهِدَ عِندَكَ خَمسُونَ قَسَامَةً وَ قَالَ لَكَ قَولًا فَصَدّقهُ وَ كَذّبهُم وَ لَا تُذِيعَنّ عَلَيهِ شَيئاً تَشِينُهُ بِهِ وَ تَهدِمُ بِهِ مُرُوّتَهُ فَتَكُونَ مِنَ الّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الفاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ

41- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ عَمّارٍ عَنِ ابنِ حَازِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَذَاعَ فَاحِشَةً كَانَ كَمُبتَدِئِهَا وَ مَن عَيّرَ مُؤمِناً بشِيَ‌ءٍ لَا يَمُوتُ حَتّي يَركَبَهُ


صفحه : 256

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي و علي بن عبد الله عن ابن أبي عمير عن علي بن إسماعيل عن ابن حازم مثله

42- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ مَن كَفّ عَن أَعرَاضِ المُسلِمِينَ أَقَالَ اللّهُ تَعَالَي عَثرَتَهُ يَومَ القِيَامَةِ

43- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِيّاكُم وَ الغِيبَةَ فَإِنّهَا إِدَامُ كِلَابِ النّارِ

44- سن ،[المحاسن ]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن مِسمَعٍ البصَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَجُلًا قَالَ لَهُ إِنّ مَن قِبَلَنَا يَروُونَ أَنّ اللّهَ يُبغِضُ البَيتَ اللّحِمَ قَالَ صَدَقُوا وَ لَيسَ حَيثُ ذَهَبُوا إِنّ اللّهَ يُبغِضُ البَيتَ ألّذِي يُؤكَلُ فِيهِ لُحُومُ النّاسِ

45- سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَن عُروَةَ بنِ مُوسَي عَن أُدَيمٍ بَيّاعِ الهرَوَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع بَلَغَنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَقُولُ إِنّ اللّهَ يُبغِضُ البَيتَ اللّحِمَ قَالَ إِنّمَا ذَاكَ البَيتُ ألّذِي يُؤكَلُ فِيهِ لُحُومُ النّاسِ وَ قَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَحِماً يُحِبّ اللّحمَ وَ قَد جَاءَتِ امرَأَةٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص تَسأَلُهُ عَن شَيءٍ وَ عَائِشَةُ عِندَهُ فَلَمّا انصَرَفَت وَ كَانَت قَصِيرَةً قَالَت عَائِشَةُ بِيَدِهَا تحَكيِ‌ قِصَرَهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص تخَلَلّيِ‌ قَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ وَ هَل أَكَلتُ شَيئاً قَالَ تخَلَلّيِ‌ فَفَعَلَت فَأَلقَت مُضغَةً مِن فِيهَا

46-سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يُوسُفَ عَن زَكَرِيّا بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّا نرَويِ‌ عِندَنَا مِن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ يُبغِضُ البَيتَ اللّحِمَ فَقَالَ كَذَبُوا إِنّمَا


صفحه : 257

قَالَ رَسُولُ اللّهِ البَيتُ اللّحِمُ الّذِينَ يَغتَابُونَ النّاسَ وَ يَأكُلُونَ لُحُومَهُم وَ قَد كَانَ أَبِي لَحِماً وَ لَقَد مَاتَ يَومَ مَاتَ وَ فِي كُمّ أُمّ وَلَدِهِ ثَلَاثُونَ دِرهَماً لِلّحمِ

47- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ] اجتَنِبُوا الغِيبَةَ غِيبَةَ المُؤمِنِ وَ احذَرُوا النّمِيمَةَ فَإِنّهُمَا يُفَطّرَانِ الصّائِمَ وَ لَا غِيبَةَ لِلفَاجِرِ وَ شَارِبِ الخَمرِ وَ اللّاعِبِ بِالشّطرَنجِ وَ القِمَارِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ الغِيبَةَ تُفَطّرُ الصّائِمَ

48- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الغِيبَةُ حَرَامٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ مَأثُومٌ صَاحِبُهَا فِي كُلّ حَالٍ وَ صِفَةُ الغِيبَةِ أَن تَذكُرَ أَحَداً بِمَا لَيسَ هُوَ عِندَ اللّهِ عَيبٌ وَ تَذُمّ مَا يَحمَدُهُ أَهلُ العِلمِ فِيهِ وَ أَمّا الخَوضُ فِي ذِكرِ غَائِبٍ بِمَا هُوَ عِندَ اللّهِ مَذمُومٌ وَ صَاحِبُهُ فِيهِ مَلُومٌ فَلَيسَ بِغِيبَةٍ وَ إِن كَرِهَ صَاحِبُهُ إِذَا سَمِعَ بِهِ وَ كُنتَ أَنتَ مُعَافاً عَنهُ خَالِياً مِنهُ تَكُونُ فِي ذَلِكَ مُبَيّناً لِلحَقّ مِنَ البَاطِلِ بِبَيَانِ اللّهِ وَ رَسُولِهِص وَ لَكِن عَلَي شَرطِ أَن لَا يَكُونَ لِلقَائِلِ بِذَلِكَ مُرَاداً غَيرَ بَيَانِ الحَقّ وَ البَاطِلِ فِي دِينِ اللّهِ وَ أَمّا إِذَا أَرَادَ بِهِ نَقضَ المَذكُورِ بِهِ بِغَيرِ ذَلِكَ المَعنَي فَهُوَ مَأخُوذٌ بِفَسَادِ مُرَادِهِ وَ إِن كَانَ صَوَاباً فَإِنِ اغتَبتَ فَأُبلِغَ المُغتَابَ فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تَستَحِلّ مِنهُ وَ إِن لَم يَبلُغهُ وَ لَم يَلحَقهُ عِلمُ ذَلِكَ فَاستَغفِرِ اللّهَ لَهُ وَ الغِيبَةُ تَأكُلُ الحَسَنَاتِ كَمَا تَأكُلُ النّارُ الحَطَبَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع المُغتَابُ إِن تَابَ فَهُوَ آخِرُ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ وَ إِن لَم يَتُب فَهُوَ أَوّلُ مَن يَدخُلُ النّارَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَ يُحِبّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتاً فَكَرِهتُمُوهُالآيَةَ وَ وُجُوهُ الغِيبَةِ يَقَعُ بِذِكرِ عَيبٍ فِي الخَلقِ وَ الخُلُقِ وَ العَقلِ وَ المُعَامَلَةِ وَ المَذهَبِ وَ الجِيلِ وَ أَشبَاهِهِ وَ أَصلُ الغِيبَةِ تَتَنَوّعُ بِعَشَرَةِ أَنوَاعٍ شِفَاءِ غَيظٍ وَ مَسَاعَدَةِ قَومٍ وَ تُهَمَةٍ وَ تَصدِيقِ خَبَرٍ بِلَا كَشفِهِ وَ سُوءِ ظَنّ وَ حَسَدٍ وَ سُخرِيّةٍ وَ تَعَجّبٍ وَ تَبَرّمٍ وَ تَزَيّنٍ فَإِن أَرَدتَ السّلَامَةَ فَاذكُرِ الخَالِقَ لَا المَخلُوقَ فَيَصِيرَ لَكَ مَكَانَ الغِيبَةِ عِبرَةً وَ مَكَانَ الإِثمِ ثَوَاباً


صفحه : 258

49- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الغِيبَةُ أَن تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا هُوَ فِيهِ مِمّا قَد سَتَرَهُ اللّهُ عَلَيهِ فَأَمّا إِذَا قُلتَ مَا لَيسَ فِيهِ فَذَلِكَ قَولُ اللّهِفَقَدِ احتَمَلَ بُهتاناً وَ إِثماً مُبِيناً

50- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الفَضلِ عَنِ ابنِ أَبِي قُرّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِلا يُحِبّ اللّهُ الجَهرَ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ إِلّا مَن ظُلِمَ قَالَ مَن أَضَافَ قَوماً فَأَسَاءَ ضِيَافَتَهُم فَهُوَ مِمّن ظَلَمَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيهِم فِيمَا قَالُوا فِيهِ

وَ أَبُو الجَارُودِ عَنهُ ع قَالَ الجَهرُ بِالسّوءِ مِنَ القَولِ أَن يُذكَرَ الرّجُلُ بِمَا فِيهِ

51- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] مَن حَضَرَ مَجلِساً قَد حَضَرَهُ كَلبٌ يَفتَرِسُ عِرضَ أَخِيهِ أَو إِخوَانِهِ وَ اتّسَعَ جَاهُهُ فَاستَخَفّ بِهِ وَ رَدّ عَلَيهِ وَ ذَبّ عَن عِرضِ أَخِيهِ الغَائِبِ قَيّضَ اللّهُ المَلَائِكَةَ المُجتَمِعِينَ عِندَ البَيتِ المَعمُورِ لِحَجّهِم وَ هُم شَطرُ مَلَائِكَةِ السّمَاوَاتِ وَ مَلَائِكَةِ الكرُسيِ‌ّ وَ العَرشِ وَ هُم شَطرُ مَلَائِكَةِ الحُجُبِ فَأَحسَنَ كُلّ وَاحِدٍ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ مَحضَرَهُ يَمدَحُونَهُ وَ يُقَرّبُونَهُ وَ يُقَرّظُونَهُ وَ يَسأَلُونَ اللّهَ تَعَالَي لَهُ الرّفعَةَ وَ الجَلَالَةَ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي أَمّا أَنَا فَقَد أَوجَبتُ لَهُ بِعَدَدِ كُلّ وَاحِدٍ مِن مَادِحِيكُم لَهُ عَدَدَ جَمِيعِكُم مِنَ الدّرَجَاتِ وَ قُصُورٍ وَ جِنَانٍ وَ بَسَاتِينَ وَ أَشجَارٍ مِمّا شِئتُ مِمّا لَم يُحِط بِهِ المَخلُوقُونَ

52- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] اعلَمُوا أَنّ غِيبَتَكُم لِأَخِيكُمُ المُؤمِنِ مِن شِيعَةِ آلِ مُحَمّدٍ أَعظَمُ فِي التّحرِيمِ مِنَ المَيتَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً أَ يُحِبّ أَحَدُكُم أَن يَأكُلَ لَحمَ أَخِيهِ مَيتاً فَكَرِهتُمُوهُ وَ إِنّ الدّمَ أَخَفّ عَلَيكُم فِي التّحرِيمِ أَكلُهُ مِن أَن يشَيِ‌َ أَحَدُكُم بِأَخِيهِ المُؤمِنِ مِن شِيعَةِ آلِ مُحَمّدٍص إِلَي سُلطَانٍ جَائِرٍ فَإِنّهُ حِينَئِذٍ قَد أَهلَكَ نَفسَهُ وَ أَخَاهُ المُؤمِنَ وَ السّلطَانَ ألّذِي وَشَي بِهِ إِلَيهِ

53- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ النّبِيّص مَنِ اغتَابَ مُسلِماً أَو مُسلِمَةً لَم يَقبَلِ اللّهُ صَلَاتَهُ وَ لَا صِيَامَهُ أَربَعِينَ يَوماً وَ لَيلَةً إِلّا أَن يَغفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ

وَ قَالَص مَنِ اغتَابَ مُسلِماً


صفحه : 259

فِي شَهرِ رَمَضَانَ لَم يُؤجَر عَلَي صِيَامِهِ

وَ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يُؤتَي بِأَحَدٍ يَومَ القِيَامَةِ يُوقَفُ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ وَ يُدفَعُ إِلَيهِ كِتَابُهُ فَلَا يَرَي حَسَنَاتِهِ فَيَقُولُ إلِهَيِ‌ لَيسَ هَذَا كتِاَبيِ‌ فإَنِيّ‌ لَا أَرَي فِيهَا طاَعتَيِ‌ فَيُقَالُ لَهُ إِنّ رَبّكَ لَا يَضِلّ وَ لَا يَنسَي ذَهَبَ عَمَلُكَ بِاغتِيَابِ النّاسِ ثُمّ يُؤتَي بِآخَرَ وَ يُدفَعُ إِلَيهِ كِتَابُهُ فَيَرَي فِيهَا طَاعَاتٍ كَثِيرَةً فَيَقُولُ إلِهَيِ‌ مَا هَذَا كتِاَبيِ‌ فإَنِيّ‌ مَا عَمِلتُ هَذِهِ الطّاعَاتِ فَيُقَالُ لِأَنّ فُلَاناً اغتَابَكَ فَدُفِعَت حَسَنَاتُهُ إِلَيكَ

وَ قَالَ ع كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّهُ وُلِدَ مِن حَلَالٍ وَ هُوَ يَأكُلُ لُحُومَ النّاسِ بِالغِيبَةِ فَإِنّهَا إِدَامُ كِلَابِ النّارِ

وَ قَالَ ع مَا عُمِرَ مَجلِسٌ بِالغِيبَةِ إِلّا خَرِبَ مِنَ الدّينِ فَنَزّهُوا أَسمَاعَكُم مِنِ استِمَاعِ الغِيبَةِ فَإِنّ القَائِلَ وَ المُستَمِعَ لَهَا شَرِيكَانِ فِي الإِثمِ

وَ قَالَ ع إِيّاكُم وَ الغِيبَةَ فَإِنّ الغِيبَةَ أَشَدّ مِنَ الزّنَا قَالُوا وَ كَيفَ الغِيبَةُ أَشَدّ مِنَ الزّنَا قَالَ لِأَنّ الرّجُلَ يزَنيِ‌ ثُمّ يَتُوبُ فَتَابَ اللّهُ عَلَيهِ وَ إِنّ صَاحِبَ الغِيبَةِ لَا يُغفَرُ حَتّي يَغفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ

وَ قَالَ ع عَذَابُ القَبرِ مِنَ النّمِيمَةِ وَ الغِيبَةِ وَ الكَذِبِ

وَ قَالَ ع مَن رَوَي عَلَي أَخِيهِ المُؤمِنِ رِوَايَةً يُرِيدُ بِهَا شَينَهُ وَ هَدمَ مُرُوّتِهِ وَقَفَهُ اللّهُ فِي طِينَةِ خَبَالٍفِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ

54- ختص ،[الإختصاص ] نَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي رَجُلٍ يَغتَابُ رَجُلًا عِندَ الحَسَنِ ابنِهِ ع فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ نَزّه سَمعَكَ عَن مِثلِ هَذَا فَإِنّهُ نَظَرَ إِلَي أَخبَثِ مَا فِي وِعَائِهِ فَأَفرَغَهُ فِي وِعَائِكَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعشَرَ مَن أَسلَمَ بِلِسَانِهِ وَ لَم يَخلُصِ الإِيمَانَ إِلَي قَلبِهِ لَا تَذُمّوا المُسلِمِينَ وَ لَا تَتَبّعُوا عَورَاتِهِم فَإِنّهُ مَن تَتَبّعَ عَورَاتِهِم تَتَبّعَ اللّهُ عَورَتَهُ فَفَضَحَهُ فِي بَيتِهِ

55-ختص ،[الإختصاص ] عَنِ البَاقِرِ ع قَالَوَجَدنَا فِي كِتَابِ عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ عَلَي المِنبَرِ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا أعُطيِ‌َ مُؤمِنٌ قَطّ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ إِلّا بِحُسنِ ظَنّهِ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ الكَفّ عَنِ اغتِيَابِ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَا يُعَذّبُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُؤمِناً بِعَذَابٍ بَعدَ التّوبَةِ وَ الِاستِغفَارِ لَهُ إِلّا


صفحه : 260

بِسُوءِ ظَنّهِ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ اغتِيَابِهِ لِلمُؤمِنِينَ

56- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص الغِيبَةُ أَسرَعُ فِي جَسَدِ المُؤمِنِ مِنَ الأَكِلَةِ فِي لَحمِهِ وَ قَالَص مَن أَكَلَ بِأَخِيهِ المُسلِمِ أَو شَرِبَ أَو لَبِسَ بِهِ ثَوباً أَطعَمَهُ اللّهُ بِهِ أَكلَةً مِن نَارِ جَهَنّمَ وَ سَقَاهُ سَقيَةً مِن حَمِيمِ جَهَنّمَ وَ كَسَاهُ ثَوباً مِن سَرَابِيلِ جَهَنّمَ وَ مَن قَامَ بِأَخِيهِ المُسلِمِ مَقَاماً شَانِئاً أَقَامَهُ اللّهُ مَقَامَ السّمعَةِ وَ الرّيَاءِ وَ مَن جَدّدَ أَخاً فِي الإِسلَامِ بَنَي اللّهُ لَهُ بُرجاً فِي الجَنّةِ مِن جَوهَرَةٍ

57- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع مَن رَوَي عَلَي أَخِيهِ رِوَايَةً يُرِيدُ بِهَا شَينَهُ وَ هَدمَ مُرُوّتِهِ أَوقَفَهُ اللّهُ فِي طِينَةِ خَبَالٍ حَتّي يَبتَعِدَ مِمّا قَالَ

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَذَاعَ فَاحِشَةً كَانَ كَمُبتَدِئِهَا وَ مَن عَيّرَ مُؤمِناً بشِيَ‌ءٍ لَم يَمُت حَتّي يَركَبَهُ

58- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع اذكُر أَخَاكَ إِذَا تَغَيّبَ عَنكَ بِأَحسَنِ مِمّا تُحِبّ أَن يَذكُرَكَ بِهِ إِذَا تَغَيّبتَ عَنهُ وَ قَالَ ع مَن عَابَ أَخَاهُ بِعَيبٍ فَهُوَ مِن أَهلِ النّارِ

59- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الرّضَا ع مَن أَلقَي جِلبَابَ الحَيَاءِ فَلَا غِيبَةَ لَهُ

60- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ جَعفَرٌ ع مَن كَفّ عَن أَعرَاضِ النّاسِ أَقَالَهُ اللّهُ نَفسَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن كَفّ غَضَبَهُ عَنِ النّاسِ كَفّ اللّهُ عَنهُ عَذَابَ يَومِ القِيَامَةِ

61- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَحرُمُ الجَنّةُ عَلَي ثَلَاثَةٍ عَلَي المَنّانِ وَ عَلَي المُغتَابِ وَ عَلَي مُدمِنِ الخَمرِ

62- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي البِلَادِ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ هَل يَكُبّ النّاسَ فِي النّارِ إِلّا حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِم

63-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع فِي النهّي‌ِ عَن غِيبَةِ النّاسِفَإِنّمَا ينَبغَيِ‌ لِأَهلِ


صفحه : 261

العِصمَةِ وَ المَصنُوعِ إِلَيهِم فِي السّلَامَةِ أَن يَرحَمُوا أَهلَ الذّنُوبِ وَ المَعصِيَةِ وَ يَكُونَ الشّكرُ هُوَ الغَالِبَ عَلَيهِم وَ الحَاجِزَ لَهُم عَنهُم فَكَيفَ بِالعَائِبِ ألّذِي عَابَ أَخَاهُ وَ عَيّرَهُ بِبَلوَاهُ أَ مَا ذَكَرَ مَوضِعَ سَترِ اللّهِ عَلَيهِ مِن ذُنُوبِهِ مَا هُوَ أَعظَمُ مِنَ الذّنبِ ألّذِي عَابَهُ بِهِ وَ كَيفَ يَذُمّهُ بِذَنبٍ قَد رَكِبَ مِثلَهُ فَإِن لَم يَكُن رَكِبَ ذَلِكَ الذّنبَ بِعَينِهِ فَقَد عَصَي اللّهَ فِيمَا سِوَاهُ مِمّا هُوَ أَعظَمُ مِنهُ وَ ايمُ اللّهِ لَئِن لَم يَكُن عَصَاهُ فِي الكَبِيرِ وَ عَصَاهُ فِي الصّغِيرِ لَجُرأَتُهُ عَلَي عَيبِ النّاسِ أَكبَرُ يَا عَبدَ اللّهِ لَا تَعجَل فِي عَيبِ أَحَدٍ بِذَنبِهِ فَلَعَلّهُ مَغفُورٌ لَهُ وَ لَا تَأمَن عَلَي نَفسِكَ صَغِيرَ مَعصِيَةٍ فَلَعَلّكَ مُعَذّبٌ عَلَيهِ فَليَكفُف مَن عَلِمَ مِنكُم عَيبَ غَيرِهِ لِمَا يَعلَمُ مِن عَيبِ نَفسِهِ وَ ليَكُنِ الشّكرُ شَاغِلًا لَهُ عَلَي مُعَافَاتِهِ مِمّا ابتلُيِ‌َ غَيرُهُ بِهِ

64- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن رَدّ عَن عِرضِ أَخِيهِ المُسلِمِ وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ البَتّةَ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ لَيسَت غِيبَتُهُم غِيبَةً الفَاسِقُ المُعلِنُ بِفِسقِهِ وَ الإِمَامُ الكَذّابُ إِن أَحسَنتَ لَم يَشكُر وَ إِن أَسَأتَ لَم يَغفِر وَ المُتَفَكّهُونَ بِالأُمّهَاتِ وَ الخَارِجُ عَنِ الجَمَاعَةِ الطّاعِنُ عَلَي أمُتّيِ‌ الشّاهِرُ عَلَيهَا بِسَيفِهِ

65- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع وَ ليَقِلّ عَيبُ النّاسِ عَلَي لِسَانِكَ

وَ قَالَ ع مَن رَمَي النّاسَ بِمَا فِيهِم رَمَوهُ بِمَا لَيسَ فِيهِ

66- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، عَنِ النّبِيّص قَالَ تَركُ الغِيبَةِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن عَشَرَةِ آلَافِ رَكعَةٍ تَطَوّعاً

وَ قَالَص أَمسِك لِسَانَكَ فَإِنّهَا صَدَقَةٌ تَصَدّقُ بِلِسَانِكَ

وَ قَالَص سِتّ خِصَالٍ مَا مِن مُسلِمٍ يَمُوتُ فِي وَاحِدَةٍ مِنهُنّ إِلّا كَانَ ضَامِناً عَلَي اللّهِ أَن يُدخِلَهُ الجَنّةَ رَجُلٌ نِيّتُهُ أَن لَا يَغتَابَ مُسلِماً فَإِن مَاتَ عَلَي ذَلِكَ كَانَ ضَامِناً عَلَي اللّهِ الخَبَرَ

وَ رَوَي ابنُ عَبّاسٍ عَذَابُ القَبرِ ثَلَاثَةُ أَثلَاثٍ ثُلُثٌ لِلغِيبَةِ وَ ثُلُثٌ لِلنّمِيمَةِ وَ ثُلُثٌ لِلبَولِ


صفحه : 262

67- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الغِيبَةُ جُهدُ العَاجِزِ

وَ قَالَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَستَقِيمُ إِيمَانُ عَبدٍ حَتّي يَستَقِيمَ قَلبُهُ وَ لَا يَستَقِيمُ قَلبُهُ حَتّي يَستَقِيمَ لِسَانُهُ فَمَنِ استَطَاعَ مِنكُم أَن يَلقَي اللّهَ سُبحَانَهُ وَ هُوَ نقَيِ‌ّ الرّاحَةِ مِن دِمَاءِ المُسلِمِينَ وَ أَموَالِهِم سَلِيمُ اللّسَانِ مِن أَعرَاضِهِم فَليَفعَل

68- كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع لَا تَقُولَنّ فِي أَخِيكَ المُؤمِنِ إِذَا تَوَارَي عَنكَ إِلّا مِثلَ مَا تُحِبّ أَن يَقُولَ فِيكَ إِذَا تَوَارَيتَ عَنهُ

69- عُدّةُ الداّعيِ‌، فِيمَا أَوحَي اللّهُ إِلَي دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ نُح عَلَي خَطِيئَتِكَ كَالمَرأَةِ الثّكلَي عَلَي وَلَدِهَا لَو رَأَيتَ الّذِينَ يَأكُلُونَ النّاسَ بِأَلسِنَتِهِم وَ قَد بَسَطتُهَا بَسطَ الأَدِيمِ وَ ضَرَبتُ نوَاَحيِ‌َ أَلسِنَتِهِم بِمَقَامِعَ مِن نَارٍ ثُمّ سَلّطتُ عَلَيهِم مُوَبّخاً لَهُم يَقُولُ يَا أَهلَ النّارِ هَذَا فُلَانٌ السّلِيطُ فَاعرِفُوهُ

وَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ اغتِيبَ عِندَهُ أَخُوهُ المُؤمِنُ فَنَصَرَهُ وَ أَعَانَهُ نَصَرَهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ مَن لَم يَنصُرهُ وَ لَم يَدفَع عَنهُ وَ هُوَ يَقدِرُ خَذَلَهُ اللّهُ وَ حَقّرَهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

70- أَعلَامُ الدّينِ، قَالَ عَبدُ المُؤمِنِ الأنَصاَريِ‌ّ دَخَلتُ عَلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَلَيهِمَا السّلَامُ وَ عِندَهُ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الجعَفرَيِ‌ّ فَتَبَسّمتُ إِلَيهِ فَقَالَ أَ تُحِبّهُ فَقُلتُ نَعَم وَ مَا أَحبَبتُهُ إِلّا لَكُم فَقَالَ ع هُوَ أَخُوكَ وَ المُؤمِنُ أَخُو المُؤمِنِ لِأُمّهِ وَ لِأَبِيهِ وَ إِن لَم يَلِدهُ أَبُوهُ مَلعُونٌ مَنِ اتّهَمَ أَخَاهُ مَلعُونٌ مَن غَشّ أَخَاهُ مَلعُونٌ مَن لَم يَنصَح أَخَاهُ مَلعُونٌ مَنِ اغتَابَ أَخَاهُ

وَ قَالَ الصّادِقُ ع إِيّاكَ وَ الغِيبَةَ فَإِنّهَا إِدَامُ كِلَابِ النّارِ

71- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُإِيّاكُم وَ مَجَالِسَ اللّعَانِ فَإِنّ المَلَائِكَةَ لَتَنفِرُ عِندَ اللّعَانِ وَ كَذَلِكَ تَنفِرُ عِندَ الرّهَانِ وَ إِيّاكُم وَ الرّهَانَ إِلّا رِهَانَ الخُفّ وَ الحَافِرِ وَ الرّيشِ فَإِنّهُ تَحضُرُ المَلَائِكَةُ فَإِذَا سَمِعتَ اثنَينِ يَتَلَاعَنَانِ


صفحه : 263

فَقُلِ أللّهُمّ بَدِيعَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ صَلّ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ لَا تَجعَل ذَلِكَ إِلَينَا وَاصِلًا وَ لَا تَجعَل لِلَعنِكَ وَ سَخَطِكَ وَ نَقِمَتِكَ إِلَي ولَيِ‌ّ الإِسلَامِ وَ أَهلِهِ مَسَاغاً أللّهُمّ قَدّسِ الإِسلَامَ وَ أَهلَهُ تَقدِيساً لَا يُسِيغُ إِلَيهِ سَخَطُكَ وَ اجعَل لَعنَكَ عَلَي الظّالِمِينَ الّذِينَ ظَلَمُوا أَهلَ دِينِكَ وَ حَارَبُوا رَسُولَكَ وَ وَلِيّكَ وَ أَعِزّ الإِسلَامَ وَ أَهلَهُ وَ زَيّنهُم بِالتّقوَي وَ جَنّبهُمُ الرّدَي

باب 76-النميمة والسعاية

الآيات النساءوَ مَن يَشفَع شَفاعَةً سَيّئَةً يَكُن لَهُ كِفلٌ مِنهاالقلم وَ لا تُطِع كُلّ حَلّافٍ مَهِينٍ هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ

أقول قدمضت الأخبار في باب شرار الناس وبعضها في باب الغيبة وبعضها في باب جوامع مساوي‌ الأخلاق

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ هَاشِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَربَعَةٌ لَا يَدخُلُونَ الجَنّةَ الكَاهِنُ وَ المُنَافِقُ وَ مُدمِنُ الخَمرِ وَ القَتّاتُ وَ هُوَ النّمّامُ

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ القرُشَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ بَينَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع ينُاَجيِ‌ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ إِذ رَأَي رَجُلًا تَحتَ ظِلّ عَرشِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ يَا رَبّ مَن هَذَا ألّذِي قَد أَظَلّهُ عَرشُكَ فَقَالَ هَذَا كَانَ بَارّاً بِوَالِدَيهِ وَ لَم يَمشِ بِالنّمِيمَةِ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن


صفحه : 264

عَبدِ الجَبّارِ بنِ مُحَمّدٍ عَن دَاوُدَ الشعّيِريِ‌ّ عَنِ الرّبِيعِ صَاحِبِ المَنصُورِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع لِلمَنصُورِ لَا تَقبَل فِي ذيِ‌ رَحِمِكَ وَ أَهلِ الرّعَايَةِ مِن أَهلِ بَيتِكَ قَولَ مَن حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الجَنّةَ وَ جَعَلَ مَأوَاهُ النّارَ فَإِنّ النّمّامَ شَاهِدُ زُورٍ وَ شَرِيكُ إِبلِيسَ فِي الإِغرَاءِ بَينَ النّاسِ فَقَد قَالَ اللّهُ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوماً بِجَهالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلي ما فَعَلتُم نادِمِينَ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَنِ النّمِيمَةِ وَ الِاستِمَاعِ إِلَيهَا وَ قَالَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ قَتّاتٌ يعَنيِ‌ نَمّاماً وَ قَالَص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حَرّمتُ الجَنّةَ عَلَي المَنّانِ وَ البَخِيلِ وَ القَتّاتِ وَ هُوَ النّمّامُ

5- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ لَا يَدخُلُونَ الجَنّةَ السّفّاكُ لِلدّمِ وَ شَارِبُ الخَمرِ وَ مَشّاءٌ بِالنّمِيمَةِ

6- ل ،[الخصال ] فِي خَبَرِ وَصِيّةِ النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع أَنّهُ قَالَ لِأَصحَابِهِ أَ لَا أُخبِرُكُم بِشِرَارِكُم قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ المَشّاءُونَ بِالنّمِيمَةِ المُفَرّقُونَ بَينَ الأَحِبّةِ البَاغُونَ لِلبِرَاءِ العَيبَ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النضر عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أ لاأخبركم وذكر مثله

7- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الوَرّاقُ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لَمّا أسُريِ‌َ بيِ‌ رَأَيتُ امرَأَةً رَأسُهَا رَأسُ خِنزِيرٍ وَ بَدَنُهَا بَدَنُ الحِمَارِ وَ عَلَيهَا أَلفُ أَلفِ لَونٍ مِنَ العَذَابِ فَسُئِلَ مَا كَانَ عَمَلُهَا فَقَالَ إِنّهَا كَانَت نَمّامَةً كَذّابَةً


صفحه : 265

أقول قدمر الخبر بتمامه في باب المعراج

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَن أَبِي الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ حَنَانٍ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَن مَنصُورٍ عَن اِبرَاهِيمَ عَن هَمّامٍ عَن حُذَيفَةَ قَالَ قَالَ النّبِيّص لَا يَدخُلُ الجَنّةَ قَتّاتٌ

9- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص المُؤمِنُ غِرّ كَرِيمٌ وَ الفَاجِرُ خَبّ لَئِيمٌ وَ خَيرُ المُؤمِنِينَ مَن كَانَ مَألَفَةً لِلمُؤمِنِينَ وَ لَا خَيرَ فِيمَن لَا يُؤلَفُ وَ لَا يَألَفُ قَالَ وَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ شِرَارُ النّاسِ مَن يُبغِضُ المُؤمِنِينَ وَ تُبغِضُهُ قُلُوبُهُم المَشّاءُونَ بِالنّمِيمَةِ وَ المُفَرّقُونَ بَينَ الأَحِبّةِ البَاغُونَ لِلبِرَاءِ العَيبَ أُولَئِكَلا يَنظُرُ اللّهُإِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم ثُمّ تَلَاص هُوَ ألّذِي أَيّدَكَ بِنَصرِهِ وَ بِالمُؤمِنِينَ وَ أَلّفَ بَينَ قُلُوبِهِم

10- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع عَن عَلِيّ ع قَالَ عَذَابُ القَبرِ يَكُونُ مِنَ النّمِيمَةِ وَ البَولِ وَ عَزَبِ الرّجُلِ عَن أَهلِهِ

11- ثو،[ثواب الأعمال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عَفّانَ عَن عَلِيّ بنِ غَالِبٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ سَفّاكُ الدّمِ وَ لَا مُدمِنُ الخَمرِ وَ لَا مَشّاءٌ بِنَمِيمٍ

12-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِنَا


صفحه : 266

عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ حُرّمَتِ الجَنّةُ عَلَي ثَلَاثَةٍ النّمّامِ وَ مُدمِنِ الخَمرِ وَ الدّيّوثِ وَ هُوَ الفَاجِرُ

13- ختص ،[الإختصاص ] رَفَعَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع كِتَاباً فِيهِ سِعَايَةٌ فَنَظَرَ إِلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَالَ يَا هَذَا إِن كُنتَ صَادِقاً مَقَتنَاكَ وَ إِن كُنتَ كَاذِباً عَاقَبنَاكَ وَ إِن أَحسَنتَ القَيلَةَ أَقَلنَاكَ قَالَ بَل تقُيِلنُيِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

14- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ شَرّ النّاسِ يَومَ القِيَامَةِ المُثَلّثُ قِيلَ وَ مَا المُثَلّثُ يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ الرّجُلُ يَسعَي بِأَخِيهِ إِلَي إِمَامِهِ فَيَقتُلُهُ فَيُهلِكُ نَفسَهُ وَ أَخَاهُ وَ إِمَامَهُ

15- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي مُوسَي ع أَنّ بَعضَ أَصحَابِكَ يَنُمّ عَلَيكَ فَاحذَرهُ فَقَالَ يَا رَبّ لَا أَعرِفُهُ فأَخَبرِنيِ‌ بِهِ حَتّي أَعرِفَهُ فَقَالَ يَا مُوسَي عِبتُ عَلَيهِ النّمِيمَةَ وَ تكُلَفّنُيِ‌ أَن أَكُونَ نَمّاماً فَقَالَ يَا رَبّ وَ كَيفَ أَصنَعُ قَالَ اللّهُ تَعَالَي فَرّق أَصحَابَكَ عَشَرَةً عَشَرَةً ثُمّ تُقرِعُ بَينَهُم فَإِنّ السّهمَ يَقَعُ عَلَي العَشَرَةِ التّيِ‌ هُوَ فِيهِم ثُمّ تُفَرّقُهُم وَ تُقرِعُ بَينَهُم فَإِنّ السّهمَ يَقَعُ عَلَيهِ قَالَ فَلَمّا رَأَي الرّجُلُ أَنّ السّهَامَ تُقرَعُ قَامَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا صَاحِبُكَ لَا وَ اللّهِ لَا أَعُودُ أَبَداً

16- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ شَرّ النّاسِ المُثَلّثُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا المُثَلّثُ قَالَ ألّذِي يَسعَي بِأَخِيكَ إِلَي السّلطَانِ فَيُهلِكُ نَفسَهُ وَ يُهلِكُ أَخَاهُ وَ يُهلِكُ السّلطَانَ

17-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشِرَارِكُم قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ المَشّاءُونَ بِالنّمِيمَةِ المُفَرّقُونَ بَينَ الأَحِبّةِ البَاغُونَ


صفحه : 267

لِلبِرَاءِ المَعَايِبَ

بيان المشاءون بالنميمة إشارة إلي قوله تعالي وَ لا تُطِع كُلّ حَلّافٍ مَهِينٍ هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلّ بَعدَ ذلِكَ زَنِيمٍ قال البيضاوي‌هَمّازٍ أي عياب مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ أي نقال للحديث علي وجه السعايةعُتُلّجاف غليظبَعدَ ذلِكَ أي بعد ماعد من مثالبه زَنِيمٍدعي‌ و في المصباح نم الرجل الحديث نما من بابي‌ قتل وضرب سعي به ليوقع فتنة أووحشة و الرجل نم تسمية بالمصدر ومبالغة والاسم النميمة والنميم أيضا و في النهاية النميمة نقل الحديث من قوم إلي قوم علي جهة الإفساد والشر. والمفرقون بين الأحبة بالنميمة وغيرها والبغي‌ الطلب والبراء ككرام وكفقهاء جمع البري‌ء وهنا يحتملهما وأكثر النسخ علي الأول ويقال إنا براء منه بالفتح لايثني و لايجمع و لايؤنث أي بري‌ء كل ذلك ذكره الفيروزآبادي‌ والأخير هنا بعيد والظاهر أن المراد به من يثبت لمن لاعيب له عيبا ليسقطه من أعين الناس ويحتمل شموله لمن يتجسس عيوب المستورين ليفشيها عند الناس و إن كانت فيهم فالمراد البراء عند الناس

18- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن سَيفِ بنِ عَقِيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مُحَرّمَةٌ الجَنّةُ عَلَي القَتّاتِينَ المَشّاءِينَ بِالنّمِيمَةِ

بيان في القاموس القت نم الحديث والكذب واتباعك الرجل سرا لتعلم مايريد و في النهاية فيه لايدخل الجنة قتات و هوالنمام يقال قت الحديث يقته إذازوره وهياه وسواه وقيل النمام ألذي يكون مع القوم يتحدثون فينم عليهم والقتات ألذي يتسمع علي القوم وهم لايعلمون ثم ينم والقساس ألذي


صفحه : 268

يسأل عن الأخبار ثم ينمها انتهي وربما يؤول الحديث بالحمل علي المستحل أو علي أن الجنة محرمة عليه ابتداء و لايدخلها إلا بعدانقضاء مدة العقوبة أو علي أن المراد بالجنة جنة معينة لايدخلها القتات أبدا

19- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن أَبِي الحَسَنِ الأصَفهَاَنيِ‌ّ ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع شِرَارُكُمُ المَشّاءُونَ بِالنّمِيمَةِ المُفَرّقُونَ بَينَ الأَحِبّةِ المُبتَغُونَ لِلبِرَاءِ المَعَايِبَ

بيان قال الشهيد الثاني‌ قدس الله روحه في رسالة الغيبة في عد مايلحق بالغيبة أحدها النميمة وهي‌ نقل قول الغير إلي المقول فيه كماتقول فلان تكلم فيك بكذا وكذا سواء نقل ذلك بالقول أم بالكتابة أم بالإشارة والرمز فإن تضمن ذلك نقصا أوعيبا في المحكي‌ عنه كان ذلك راجعا إلي الغيبة أيضا فجمع بين معصية الغيبة والنميمة والنميمة إحدي المعاصي‌ الكبائر قال الله تعالي هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ ثم قال عُتُلّ بَعدَ ذلِكَ زَنِيمٍ قال بعض العلماء دلت هذه الآية علي أن من لم يكتم الحديث ومشي بالنميمة ولد زنا لأن الزنيم هوالدعي‌ و قال تعالي وَيلٌ لِكُلّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍقيل الهمزة النمام و قال تعالي عن امرأة نوح وامرأة لوطفَخانَتاهُما فَلَم يُغنِيا عَنهُما مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ قِيلَ ادخُلَا النّارَ مَعَ الدّاخِلِينَقيل كانت امرأة لوط تخبر بالضيفان وامرأة نوح تخبر بأنه مجنون وَ قَالَ النّبِيّص لَا يَدخُلُ الجَنّةَ نَمّامٌ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ قَتّاتٌ وَ القَتّاتُ هُوَ النّمّامُ

وَ روُيِ‌َ أَنّ مُوسَي ع استَسقَي لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حِينَ أَصَابَهُم قَحطٌ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ أنَيّ‌ لَا أَستَجِيبُ لَكَ وَ لَا لِمَن مَعَكَ وَ فِيكُم نَمّامٌ قَد أَصَرّ عَلَي النّمِيمَةَ فَقَالَ مُوسَي ع يَا رَبّ مَن هُوَ حَتّي نُخرِجَهُ مِن بَينِنَا فَقَالَ يَا مُوسَي أَنهَاكُم عَنِ النّمِيمَةِ وَ أَكُونُ نَمّاماً فَتَابُوا بِأَجمَعِهِم فَسُقُوا

.أقول وذكر رفع الله درجته أخبارا كثيرة من طريق الخاصة والعامة


صفحه : 269

ثم قال واعلم أن النميمة تطلق في الأكثر علي من ينم قول الغير إلي المقول فيه كأن يقول فلان كان يتكلم فيك بكذا وكذا وليست مخصوصة بالقول فيه بل يطلق علي ما هوأعم من القول كمامر في الغيبة وحدها بالمعني الأعم كشف مايكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه أم المنقول إليه أم كرهه ثالث وسواء كان الكشف بالقول أم بالكتابة أم الرمز أم الإيماء وسواء كان المنقول من الأعمال أم من الأقوال وسواء كان ذلك عيبا ونقصانا علي المنقول عنه أم لم يكن بل حقيقة النميمة إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه بل كل مارآه الإنسان من أحوال الناس فينبغي‌ أن يسكت عنه إلا ما في حكايته فائدة لمسلم أودفع لمعصيته كما إذارأي من يتناول مال غيره فعليه أن يشهد به مراعاة لحق المشهود عليه فأما إذارآه يخفي‌ مالا لنفسه فذكره نميمة وإفشاء للسر فإن كان ماينم به نقصانا أوعيبا في المحكي‌ عنه كان جمع بين الغيبة والنميمة. والسبب الباعث علي النميمة إما إرادة السوء بالمحكي‌ عنه أوإظهار الحب للمحكي‌ له أوالتفرج بالحديث أوالخوض في الفضول و كل من حملت إليه النميمة وقيل له إن فلانا قال فيك كذا وكذا وفعل فيك كذا وكذا و هويدبر في إفساد أمرك أو في ممالاة عدوك أوتقبيح حالك أو مايجري‌ مجراه فعليه ستة أمور الأول أن لايصدقه لأن النمام فاسق و هومردود الشهادة قال الله تعالي إِن جاءَكُم فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوماً بِجَهالَةٍالثاني‌ أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح له فعله قال الله تعالي وَ أمُر بِالمَعرُوفِ وَ انهَ عَنِ المُنكَرِالثالث أن يبغضه في الله تعالي فإنه بغيض عند الله ويجب بغض من يبغضه الله الرابع أن لاتظن بأخيك السوء بمجرد قوله لقوله تعالي اجتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظّنّبل تثبت حتي تتحقق الحال الخامس أن لايحملك ماحكي‌ لك علي التجسس والبحث للتحقيق لقوله تعالي وَ لا تَجَسّسُواالسادس أن لاترضي


صفحه : 270

لنفسك مانهيت النمام عنه فلاتحكي‌ نميمته فتقول فلان قدحكي لي كذا وكذا فتكون به نماما ومغتابا فتكون قدأتيت بما نهيت عنه

وَ قَد روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَجُلًا أَتَاهُ يَسعَي إِلَيهِ بِرَجُلٍ فَقَالَ يَا هَذَا نَحنُ نَسأَلُ عَمّا قُلتَ فَإِن كُنتَ صَادِقاً مَقَتنَاكَ وَ إِن كُنتَ كَاذِباً عَاقَبنَاكَ وَ إِن شِئتَ أَن نُقِيلَكَ أَقَلنَاكَ قَالَ أقَلِنيِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ

وَ قَالَ الحَسَنُ مَن نَمّ إِلَيكَ نَمّ عَلَيكَ

و هذه إشارة إلي أن النمام ينبغي‌ أن يبغض و لايوثق بصداقته وكيف لايبغض و هو لاينفك من الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغل والحسد والنفاق والإفساد بين الناس والخديعة و هوممن سعي في قطع ماأمر الله تعالي به أن يوصل قال الله تعالي وَ يَقطَعُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَ يُفسِدُونَ فِي الأَرضِ و قال تعالي إِنّمَا السّبِيلُ عَلَي الّذِينَ يَظلِمُونَ النّاسَ وَ يَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ والنمام منهم . وبالجملة فشر النمام عظيم ينبغي‌ أن يتوقي قيل باع بعضهم عبدا و قال للمشتري‌ ما فيه عيب إلاالنميمة قال رضيت به فاشتراه فمكث الغلام أياما ثم قال لزوجة مولاه إن زوجك لايحبك و هويريد أن يتسري عليك فخذي‌ الموسي واحلقي‌ من قفاه شعرات حتي أسحر عليها فيحبك ثم قال للزوج إن امرأتك اتخذت خليلا وتريد أن تقتلك فتناوم لها حتي تعرف فتناوم فجاءته المرأة بالموسي فظن أنها تقتله فقام وقتلها فجاء أهل المرأة وقتلوا الزوج فوقع القتال بين القبيلتين وطال الأمر


صفحه : 271

باب 86-المكافأة علي السوء و مايتعلق بذلك

الآيات البقرةفَمَنِ اعتَدي عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدي عَلَيكُمالنحل وَ إِن عاقَبتُم فَعاقِبُوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَ لَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصّابِرِينَالحج ذلِكَ وَ مَن عاقَبَ بِمِثلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمّ بغُيِ‌َ عَلَيهِ لَيَنصُرَنّهُ اللّهُ إِنّ اللّهَ لَعَفُوّ غَفُورٌالشعراءإِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللّهَ كَثِيراً وَ انتَصَرُوا مِن بَعدِ ما ظُلِمُواحمعسق وَ الّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ البغَي‌ُ هُم يَنتَصِرُونَ وَ جَزاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مِثلُها فَمَن عَفا وَ أَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَي اللّهِ إِنّهُ لا يُحِبّ الظّالِمِينَ وَ لَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ إِنّمَا السّبِيلُ عَلَي الّذِينَ يَظلِمُونَ النّاسَ وَ يَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ وَ لَمَن صَبَرَ وَ غَفَرَ إِنّ ذلِكَ لَمِن عَزمِ الأُمُورِ

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ جَعفَرٍ العسَكرَيِ‌ّ عَن عُبَيدِ بنِ الهَيثَمِ الأنَماَطيِ‌ّ عَن حُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع ثَلَاثَةٌ لَا يَنتَصِفُونَ مِن ثَلَاثَةٍ شَرِيفٌ مِن وَضِيعٍ وَ حَلِيمٌ مِن سَفِيهٍ وَ مُؤمِنٌ مِن فَاجِرٍ


صفحه : 272

باب 96-المعاقبة علي الذنب ومداقة المؤمنين

1- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ يَا فُلَانُ مَا لَكَ وَ لِأَخِيكَ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ كَانَ لِي عَلَيهِ شَيءٌ فَاستَقصَيتُ عَلَيهِ فِي حقَيّ‌ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ‌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ أَ تَرَاهُم خَافُوا أَن يَجُورَ عَلَيهِم أَو يَظلِمَهُم لَا وَ لَكِنّهُم خَافُوا الِاستِقصَاءَ وَ المُدَاقّةَ

2- ل ،[الخصال ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَا يَطمَعَنّ المُعَاقِبُ عَلَي الذّنبِ الصّغِيرِ فِي السّؤدَدِ

باب 07-البغي‌ والطغيان

الآيات الأنعام ذلِكَ جَزَيناهُم بِبَغيِهِم وَ إِنّا لَصادِقُونَالأعراف قُل إِنّما حَرّمَ ربَيّ‌َ الفَواحِشَ إلي قوله وَ البغَي‌َ بِغَيرِ الحَقّيونس فَلَمّا أَنجاهُم إِذا هُم يَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ يا أَيّهَا النّاسُ إِنّما بَغيُكُم عَلي أَنفُسِكُم مَتاعَ الحَياةِ الدّنيا ثُمّ إِلَينا مَرجِعُكُم فَنُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ و قال تعالي فَأَتبَعَهُم فِرعَونُ وَ جُنُودُهُ بَغياً وَ عَدواًالنحل إِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِ وَ إِيتاءِ ذيِ‌ القُربي وَ يَنهي عَنِ الفَحشاءِ

وَ المُنكَرِ وَ البغَي‌ِ يَعِظُكُم لَعَلّكُم تَذَكّرُونَطه اذهَب إِلي فِرعَونَ إِنّهُ طَغي و قال تعالي كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ لا تَطغَوا فِيهِ فَيَحِلّ عَلَيكُم غضَبَيِ‌ وَ مَن يَحلِل عَلَيهِ غضَبَيِ‌ فَقَد هَويالقصص إِنّ فِرعَونَ عَلا فِي الأَرضِ وَ جَعَلَ أَهلَها شِيَعاً يَستَضعِفُ طائِفَةً مِنهُم يُذَبّحُ أَبناءَهُم وَ يسَتحَييِ‌ نِساءَهُم إِنّهُ كانَ مِنَ المُفسِدِينَ و قال تعالي إِنّ قارُونَ كانَ مِن قَومِ مُوسي فَبَغي عَلَيهِم و قال تعالي تِلكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّا فِي الأَرضِ وَ لا فَساداً وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَص وَ إِنّ لِلطّاغِينَ لَشَرّ مَآبٍ جَهَنّمَ يَصلَونَها فَبِئسَ المِهادُالدخان مِن فِرعَونَ إِنّهُ كانَ عالِياً مِنَ المُسرِفِينَالنبأإِنّ جَهَنّمَ كانَت مِرصاداً لِلطّاغِينَ مَآباًالنازعات فَأَمّا مَن طَغي وَ آثَرَ الحَياةَ الدّنيا فَإِنّ الجَحِيمَ هيِ‌َ المَأوي

1- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَسرَعَ الخَيرِ ثَوَاباً البِرّ وَ إِنّ أَسرَعَ الشّرّ عِقَاباً البغَي‌ُ الخَبَرَ

ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن علي بن موسي عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح مثله ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المفيد عن أبي غالب الزراري‌ عن جده محمد بن سليمان عن محمد بن خالد عن ابن حميد عن الحذاء عن أبي جعفر ع عن النبي


صفحه : 274

ص

مثله

2- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ عَطِيّةَ عَنِ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي كِتَابِ عَلِيّ ع ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَمُوتُ صَاحِبُهُنّ أَبَداً حَتّي يَرَي وَبَالَهُنّ البغَي‌ُ وَ قَطِيعَةُ الرّحِمِ وَ اليَمِينُ الكَاذِبَةُ يُبَارِزُ اللّهَ بِهَا وَ إِنّ أَعجَلَ الطّاعَةِ ثَوَاباً لَصِلَةُ الرّحِمِ وَ إِنّ القَومَ لَيَكُونُونَ فُجّاراً فَيَتَوَاصَلُونَ فَتَنمَي أَموَالُهُم وَ يَبَرّونَ فَتَزدَادُ أَعمَارُهُم وَ إِنّ اليَمِينَ الكَاذِبَةَ وَ قَطِيعَةَ الرّحِمِ لَيَذَرَانِ الدّيَارَ بَلَاقِعَ مِن أَهلِهَا وَ يُثقِلَانِ الرّحِمَ وَ إِنّ تَثَقّلَ الرّحِمِ انقِطَاعُ النّسلِ

ثو،[ثواب الأعمال ] مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ يُبَارِزُ اللّهَ بِهَا

جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ مِن أَهلِهَا

3- ل ،[الخصال ]فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَا عَلِيّ أَربَعَةٌ أَسرَعُ شَيءٍ عُقُوبَةً رَجُلٌ أَحسَنتَ إِلَيهِ فَكَافَأَكَ بِالإِحسَانِ إِلَيهِ إِسَاءَةً وَ رَجُلٌ لَا تبَغيِ‌ عَلَيهِ وَ هُوَ يبَغيِ‌ عَلَيكَ وَ رَجُلٌ عَاهَدتَهُ عَلَي أَمرٍ فَوَفَيتَ لَهُ وَ غَدَرَ بِكَ وَ رَجُلٌ وَصَلَ قَرَابَتَهُ فَقَطَعُوهُ

4-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِ‌ّ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَعَوّذُ فِي كُلّ يَومٍ مِن سِتّ مِنَ الشّكّ


صفحه : 275

وَ الشّركِ وَ الحَمِيّةِ وَ الغَضَبِ وَ البغَي‌ِ وَ الحَسَدِ

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَن أَبِي إِسحَاقَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌ مِنَ الذّنُوبِ تُعَجّلُ عُقُوبَتُهَا وَ لَا تُؤَخّرُ إِلَي الآخِرَةِ عُقُوقُ الوَالِدَينِ وَ البغَي‌ُ عَلَي النّاسِ وَ كُفرُ الإِحسَانِ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا ظَهَرَ البغَي‌ُ قَطّ فِي قَومٍ إِلّا ظَهَرَ فِيهِمُ المَوَتَانُ

7- ع ،[علل الشرائع ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِنَ الذّنُوبِ التّيِ‌ تُغَيّرُ النّعَمَ البغَي‌ُ

أقول قدمضت بأسانيدها في باب مايوجب غضب الله من الذنوب

8- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الأَغلَبُ مَن غَلَبَ بِالخَيرِ وَ المَغلُوبُ مَن غَلَبَ بِالشّرّ وَ المُؤمِنُ مُلجَمٌ

9- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ إِلَي عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَسرَعَ الشّرّ عُقُوبَةً البغَي‌ُ

10- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو بَغَي جَبَلٌ عَلَي جَبَلٍ لَجَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الباَغيِ‌َ مِنهُمَا دَكّاءَ

11- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ القَدّاحِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَعجَلَ الشّرّ عُقُوبَةً البغَي‌ُ

12-ثو،[ثواب الأعمال ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَدَعَا رَجُلٌ بَعضَ بنَيِ‌ هَاشِمٍ إِلَي البِرَازِ فَأَبَي أَن يُبَارِزَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع مَا مَنَعَكَ أَن تُبَارِزَهُ فَقَالَ كَانَ فَارِسَ العَرَبِ وَ خَشِيتُ أَن يغَلبِنَيِ‌ فَقَالَ لَهُ إِنّهُ بَغَي عَلَيكَ وَ لَو بَارَزتَهُ لَغَلَبتَهُ وَ لَو بَغَي جَبَلٌ عَلَي جَبَلٍ


صفحه : 276

لَهَلَكَ الباَغيِ‌

13- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو بَغَي جَبَلٌ عَلَي جَبَلٍ لَجَعَلَ اللّهُ الباَغيِ‌َ مِنهُمَا دَكّاءَ

14- نهج ،[نهج البلاغة] مَن سَلّ سَيفَ البغَي‌ِ قُتِلَ بِهِ

وَ قَالَ ع فِي القَاصِعَةِ فَاللّهَ اللّهَ فِي عَاجِلِ البغَي‌ِ وَ آجِلِ وِخَامَةِ الظّلمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الكِبرِ فَإِنّهَا مَصيَدَةُ إِبلِيسَ العُظمَي وَ مَكِيدَتُهُ الكُبرَي التّيِ‌ تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرّجَالِ مُسَاوَرَةَ السّمُومِ القَاتِلَةِ فَمَا تكُديِ‌ أَبَداً وَ لَا تشُويِ‌ أَحَداً لَا عَالِماً لِعِلمِهِ وَ لَا مُقِلّا فِي طِمرِهِ

15- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَعجَلَ الشّرّ عُقُوبَةً البغَي‌ُ

بيان البغي‌ مجاوزة الحد وطلب الرفعة والاستطالة علي الغير في القاموس بغي عليه يبغي‌ بغيا علا وظلم وعدل عن الحق واستطال وكذب و في مشيته اختال والبغي‌ الكثير من البطر وفئة باغية خارجة عن طاعة الإمام العادل . و قال الراغب البغي‌ طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحري تجاوزه أو لم يتجاوزه فتارة يعتبر في الكمية وتارة في الكيفية يقال بغيت الشي‌ء إذاطلبت أكثر مما يجب وابتغيت كذلك والبغي‌ علي ضربين محمود و هوتجاوز العدل إلي الإحسان والفرض إلي التطوع ومذموم و هوتجاوز الحق إلي الباطل وبغي تكبر و ذلك لتجاوز منزلته إلي ما ليس له ويستعمل ذلك في أي أمر كان قال تعالي يَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ و قال إِنّما بَغيُكُم عَلي أَنفُسِكُم


صفحه : 277

وَ مَن...بغُيِ‌َ عَلَيهِ لَيَنصُرَنّهُ اللّهُإِنّ قارُونَ كانَ مِن قَومِ مُوسي فَبَغي عَلَيهِم و قال تعالي فَإِن بَغَت إِحداهُما عَلَي الأُخري فَقاتِلُوا التّيِ‌ تبَغيِ‌فالبغي‌ في أكثر المواضع مذموم انتهي والمراد بتعجيل عقوبته أنها تصل إليه في الدنيا أيضا بل تصل إليه فيهاسريعا وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مَا مِن ذَنبٍ أَجدَرَ أَن يُعَجّلَ اللّهُ لِصَاحِبِهِ العُقُوبَةَ فِي الدّنيَا مَعَ مَا يَدّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنَ البغَي‌ِ وَ قَطِيعَةِ الرّحِمِإِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن سَلّ سَيفَ البغَي‌ِ قُتِلَ بِهِ

والظاهر أن ذلك من قبل الله تعالي عقوبة علي البغي‌ وزجرا عنه وعبرة لا لماقيل سر ذلك أن الناس لايتركونه بل ينالونه بمثل مانالهم أوبأشد وتلك عقوبة حاضرة جلبها إلي نفسه من وجوه متكثرة انتهي . وأقول مما يضعف ذلك أنانري أن الباغي‌ يبتلي غالبا بغير من بغي عليه

16- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ وَ يَعقُوبَ السّرّاجِ جَمِيعاً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ البغَي‌َ يَقُودُ أَصحَابَهُ إِلَي النّارِ وَ إِنّ أَوّلَ مَن بَغَي عَلَي اللّهِ عَنَاقُ بِنتُ آدَمَ فَأَوّلُ قَتِيلٍ قَتَلَهُ اللّهُ عَنَاقُ وَ كَانَ مَجلِسُهَا جَرِيباً فِي جَرِيبٍ وَ كَانَ لَهَا عِشرُونَ إِصبَعاً فِي كُلّ إِصبَعٍ ظُفُرَانِ مِثلُ المِنجَلَينِ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهَا أَسَداً كَالفِيلِ وَ ذِئباً كَالبَعِيرِ وَ نَسراً مِثلَ البَغلِ فَقَتَلَتهَا وَ قَد قَتَلَ اللّهُ الجَبَابِرَةَ عَلَي أَفضَلِ أَحوَالِهِم وَ آمَنِ مَا كَانُوا

بيان كان مجلسها جريبا قال في المصباح الجريب الوادي‌ ثم استعير للقطعة المميزة من الأرض فقيل فيهاجريب ويختلف مقدارها بحسب اصطلاح أهل الأقاليم كاختلافهم في مقدار الرطل والكيل والذراع و في كتاب المساحة اعلم أن مجموع عرض كل ست شعيرات معتدلات يسمي إصبعا والقبضة أربع أصابع والذراع ست قبضات و كل عشرة أذرع يسمي قصبة و كل عشر قصبات يسمي أشلا و قديسمي مضروب الأشل في نفسه جريبا ومضروب الأشل في القصبة قفيزا ومضروب الأشل في الذراع عشيرا فحصل من هذا أن الجريب عشرة آلاف ذراع


صفحه : 278

ونقل عن قدامة أن الأشل ستون ذراعا وضرب الأشل في نفسه يسمي جريبا فيكون ثلاثة آلاف وستمائة انتهي .فقوله ع في جريب كأن المعني مع جريب فيكون جريبين أوأطلق الجريب علي أحد أضلاعه مجازا للإشعار بأنها كانت تملأ الجريب طولا وعرضا أو يكون الجريب في عرف زمانه ع مقدارا من امتداد المسافة كالفرسخ و في تفسير علي بن ابراهيم و كان مجلسها في الأرض موضع جريب والمنجل كمنبر حديدة يحصد بهاالزرع والنسر طائر معروف له قوة في الصيد ويقال لامخلب له وإنما له ظفر كظفر الدجاجة و في تفسير علي بن ابراهيم ونسرا كالحمار. و كان ذلك في الخلق الأول أي كانت تلك الحيوانات كذلك في أول الخلق في الكبر والعظم ثم صارت صغيرة كالإنسان وآمن أفعل تفضيل و مامصدرية وكانوا تامة والمصدر إما بمعناه أواستعمل في ظرف الزمان نحو رأيته مجي‌ء الحاج و علي التقديرين نسبة الأمن إليه علي التوسع والمجاز. والحاصل أن الله عز و جل قتل الجبارين الذين جبروا خلق الله علي ماأرادت نفوسهم الخبيثة من الأوامر والنواهي‌ وبغوا عليهم و لم يرفقوا بهم علي أحسن الأحوال والشوكة والقدرة لفسادهم فلايغتر الظالم بأمنه واجتماع أسباب عزته فإن الله هوالقوي‌ العزيز

17- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَقُولُ إِبلِيسُ لِجُنُودِهِ أَلقُوا بَينَهُمُ الحَسَدَ وَ البغَي‌َ فَإِنّهُمَا يَعدِلَانِ عِندَ اللّهِ الشّركَ

بيان فإنهما يعدلان إلخ أي في الإخراج من الدين والعقوبة والتأثير في فساد نظام العالم إذ أكثر المفاسد التي‌ نشأت في العالم من مخالفة الأنبياء والأوصياء ع وترك طاعتهم وشيوع المعاصي‌ إنما نشأت من هاتين الخصلتين كماحسد إبليس علي آدم ع وبغي عليه وحسد الطغاة من كل أمة علي


صفحه : 279

حجج الله فيهافطغوا وبغوا فجعلوا حجج الله مغلوبين وسري الكفر والمعاصي‌ في الخلق

18- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن مِسمَعٍ أَبِي سَيّارٍ أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع كَتَبَ إِلَيهِ فِي كِتَابٍ انظُر أَن لَا تَكَلّمَ بِكَلِمَةِ بغَي‌ٍ أَبَداً وَ إِن أَعجَبَتكَ نَفسَكَ وَ عَشِيرَتَكَ[نَفسُكَ وَ عَشِيرَتُكَ]

بيان أن لاتكلم و في بعض النسخ أن لاتكلمن وهما إما علي بناء التفعيل أي أحدا فإنه متعد أو علي بناء التفعل بحذف إحدي التاءين بكلمة بغي‌ أي بكلام مشتمل علي بغي‌ أي جور أوتطاول و إن أعجبتك نفسك وعشيرتك الظاهر أن فاعل أعجبتك الضمير الراجع إلي الكلمة ونفسك بالنصب تأكيد للضمير وعشيرتك عطف عليه وقيل نفسك فاعل أعجبت والأول أظهر

باب 17-سوء المحضر و من يكرمه الناس اتقاء شره و من لايؤمن شره و لايرجي خيره

1- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَلَا إِنّ شِرَارَ أمُتّيِ‌َ الّذِينَ يُكرَمُونَ مَخَافَةَ شَرّهِم أَلَا وَ مَن أَكرَمَهُ النّاسُ اتّقَاءَ شَرّهِ فَلَيسَ منِيّ‌

أقول قدمضي بعض الأخبار في باب أصناف الناس

2- مع ،[معاني‌ الأخبار]ل ،[الخصال ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ لِوَلَدِ الزّنَا عَلَامَاتٍ أَحَدُهَا بُغضُنَا أَهلَ البَيتِ وَ ثَانِيهَا أَنّهُ يَحِنّ إِلَي الحَرَامِ ألّذِي خُلِقَ مِنهُ وَ ثَالِثُهَا الِاستِخفَافُ بِالدّينِ وَ رَابِعُهَا


صفحه : 280

سُوءُ المَحضَرِ لِلنّاسِ وَ لَا يسُيِ‌ءُ مَحضَرَ إِخوَانِهِ إِلّا مَن وُلِدَ عَلَي غَيرِ فِرَاشِ أَبِيهِ أَو حَمَلَت بِهِ أُمّهُ فِي حَيضِهَا

ختص ،[الإختصاص ]الصدوق عن أبيه عن ابن عامر مثله

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ زِيَادٍ الكرَخيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ عَلَامَاتُ وَلَدِ الزّنَا ثَلَاثٌ سُوءُ المَحضَرِ وَ الحَنِينُ إِلَي الزّنَا وَ بُغضُنَا أَهلَ البَيتِ

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَبِي غَالِبٍ الزرّاَريِ‌ّ عَن جَدّهِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَسرَعَ الخَيرِ ثَوَاباً البِرّ وَ أَسرَعَ الشّرّ عِقَاباً البغَي‌ُ وَ كَفَي بِالمَرءِ عَيباً أَن يُبصِرَ مِنَ النّاسِ مَا يَعمَي عَنهُ[ مِن]نَفسِهِ وَ أَن يُعَيّرَ النّاسَ بِمَا لَا يَستَطِيعُ تَركَهُ وَ أَن يؤُذيِ‌َ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعنِيهِ

5- مع ،[معاني‌ الأخبار]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ النّاسِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَن أَبغَضَ النّاسَ وَ أَبغَضَهُ النّاسُ ثُمّ قَالَ أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن هَذَا قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ ألّذِي لَا يُقِيلُ عَثرَةً وَ لَا يَقبَلُ مَعذِرَةً وَ لَا يَغفِرُ ذَنباً ثُمّ قَالَ أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن هَذَا قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَن لَا يُؤمَنُ شَرّهُ وَ لَا يُرجَي خَيرُهُ

6-سر،[السرائر]السيّاّريِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُجَاءَ رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي مَنزِلِ عَائِشَةَ فَأُعلِمَ بِمَكَانِهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بِئسَ ابنُ العَشِيرَةِ ثُمّ خَرَجَ إِلَيهِ فَصَافَحَهُ وَ ضَحِكَ فِي وَجهِهِ فَلَمّا دَخَلَ قَالَت لَهُ عَائِشَةُ قُلتَ فِيهِ


صفحه : 281

مَا قُلتَ ثُمّ خَرَجتَ إِلَيهِ فَصَافَحتَهُ وَ ضَحِكتَ فِي وَجهِهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِ إِنّ مِن شِرَارِ النّاسِ مَنِ اتقّيِ‌َ لِسَانُهُ قَالَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قَد كَنّي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي الكِتَابِ عَنِ الرّجُلِ وَ هُوَ ذُو القُوّةِ وَ ذُو العِزّةِ فَكَيفَ نَحنُ

7- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَيرُ النّاسِ مَنِ انتَفَعَ بِهِ النّاسُ وَ شَرّ النّاسِ مَن تَأَذّي بِهِ النّاسُ وَ شَرّ مِن ذَلِكَ مَن أَكرَمَهُ النّاسُ اتّقَاءَ شَرّهِ وَ شَرّ مِن ذَلِكَ مَن بَاعَ دِينَهُ بِدُنيَا غَيرِهِ

8- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]حَمّادُ بنُ عِيسَي عَنِ العقَرَقوُفيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ عِندَ عَائِشَةَ فَاستَأذَنَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بِئسَ أَخُو العَشِيرَةِ وَ قَامَت عَائِشَةُ فَدَخَلَتِ البَيتَ وَ أَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ فَدَخَلَ فَأَقبَلَ رَسُولُ اللّهِ عَلَيهِ حَتّي إِذَا فَرَغَ مِن حَدِيثٍ خَرَجَ فَقَالَت لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ بَينَا أَنتَ تَذكُرُهُ إِذ أَقبَلتَ عَلَيهِ بِوَجهِكَ وَ بِشرِكَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص إِنّ مِن أَشَرّ عِبَادِ اللّهِ مَن يُكرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحشِهِ

9- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّبِيّص بَينَمَا هُوَ ذَاتَ يَومٍ عِندَ عَائِشَةَ إِذِ استَأذَنَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ بِئسَ أَخُو العَشِيرَةِ فَقَامَت عَائِشَةُ فَدَخَلَتِ البَيتَ فَأَذِنَ رَسُولُ اللّهِص لِلرّجُلِ فَلَمّا دَخَلَ أَقبَلَ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِ بِوَجهِهِ وَ بِشرُهُ إِلَيهِ يُحَدّثُهُ حَتّي إِذَا فَرَغَ وَ خَرَجَ مِن عِندِهِ قَالَت عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللّهِ بَينَمَا أَنتَ تَذكُرُ هَذَا الرّجُلَ بِمَا ذَكَرتَهُ بِهِ إِذ أَقبَلتَ عَلَيهِ بِوَجهِكَ وَ بِشرِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ ذَلِكَ إِنّ مِن شِرَارِ عِبَادِ اللّهِ مَن تُكرَهُ مُجَالَسَتُهُ لِفُحشِهِ

بيان في القاموس عشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون أوقبيلته و في المصباح تقول هوأخو تميم أي واحد منهم انتهي وقرأ بعض الأفاضل العشيرة بضم العين وفتح الشين تصغير العشرة بالكسر أي المعاشرة و لايخفي ما فيه وبشره بالرفع


صفحه : 282

و إليه خبره والجملة حالية كيحدثه و ليس في بعض النسخ عليه أولا فبشره مجرور عطفا علي وجهه و هوأظهر ويحتمل زيادة إليه آخرا كمايومي‌ إليه قولها إذ أقبلت عليه بوجهك وبشرك و قوله ص إن من شرار عباد الله إما عذر لماقاله أولا أو لمافعله آخرا أولهما معا فتأمل جدا. ونظير هذاالحديث رواه مخالفونا عن عروة بن الزبير قال حدثتني‌ عائشة أن رجلا استأذن علي النبي ص فقال ائذنوا له فلبئس ابن العشيرة فلما دخل عليه ألان له القول قالت عائشة فقلت يا رسول الله قلت له ألذي قلت ثم ألنت له القول قال ياعائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس أوتركه اتقاء فحشه . قال عياض قوله لبئس ذم له في الغيبة و الرجل عيينة بن حصن الفرازي‌ و لم يكن أسلم حينئذ ففيه لاغيبة علي فاسق ومبتدع و إن كان قدأسلم فيكون ع أراد أن يبين حاله و في ذلك الذم يعني‌ لبئس علم من أعلام النبوة فإنه ارتد وجي‌ء به إلي أبي بكر و له مع عمر خبر و فيه أيضا أن المداراة مع الفسقة والكفرة مباحة وتستحب في بعض الأحوال بخلاف المداهنة المحرمة والفرق بينهما أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدين أوالدنيا والمداهنة بذل الدين لصلاح الدنيا و النبي ص بذل له من دنياه حسن العشرة وطلاقة الوجه و لم يرو أنه مدحه حتي يكون ذلك خلاف قول لعائشة و لا من ذي‌ الوجهين و هو ع منزه عن ذلك وحديثه هذاأصل في جواز المداراة وغيبة أهل الفسق والبدع . و قال القرطبي‌ قيل أسلم هوقبل الفتح وقيل بعده ولكن الحديث دل علي أنه شر الناس منزلة عند الله تعالي و لا يكون كذلك حتي يختم له بالكفر و الله سبحانه أعلم بما ختم له و كان من المؤلفة وجفاة الأعراب و قال النخعي‌ دخل علي النبي ص بغير إذن فقال له النبي ص وأين الإذن فقال مااستأذنت علي أحد من مضر فقالت عائشة من هذا يا رسول الله قال هذاأحمق مطاع و هو علي ماترين سيد قومه و كان يسمي الأحمق المطاع و قال الآبي‌


صفحه : 283

هذا منه ص تعليم لغيره لأنه أرفع أن يتقي فحش كلامه

10- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص شَرّ النّاسِ عِندَ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ الّذِينَ يُكرَمُونَ اتّقَاءَ شَرّهِم

بيان يكرمون علي بناء المجهول

11- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن خَافَ النّاسُ لِسَانَهُ فَهُوَ فِي النّارِ

12- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص شَرّ النّاسِ يَومَ القِيَامَةِ الّذِينَ يُكرَمُونَ اتّقَاءَ شَرّهِم

باب 27-المكر والخديعة والغش والسعي‌ في الفتنة

الآيات الأنفال وَ يَمكُرُونَ وَ يَمكُرُ اللّهُ وَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَالنمل وَ مَكَرُوا مَكراً وَ مَكَرنا مَكراً وَ هُم لا يَشعُرُونَ فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ مَكرِهِم أَنّا دَمّرناهُم وَ قَومَهُم أَجمَعِينَفاطروَ الّذِينَ يَمكُرُونَ السّيّئاتِ لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ وَ مَكرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ و قال تعالي استِكباراً فِي الأَرضِ وَ مَكرَ السّيّئِ وَ لا يَحِيقُ المَكرُ السّيّئُ إِلّا بِأَهلِهِالمؤمن وَ ما كَيدُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ


صفحه : 284

الطورأَم يُرِيدُونَ كَيداً فَالّذِينَ كَفَرُوا هُمُ المَكِيدُونَ إلي قوله تعالي يَومَ لا يغُنيِ‌ عَنهُم كَيدُهُم شَيئاً وَ لا هُم يُنصَرُونَنوح وَ مَكَرُوا مَكراً كُبّاراً

1- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِن كَانَ العَرضُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَقّاً فَالمَكرُ لِمَا ذَا

2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَنِ ابنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَانَ مُسلِماً فَلَا يَمكُرُ وَ لَا يَخدَعُ فإَنِيّ‌ سَمِعتُ جَبرَئِيلَ ع يَقُولُ إِنّ المَكرَ وَ الخَدِيعَةَ فِي النّارِ ثُمّ قَالَ ع لَيسَ مِنّا مَن غَشّ مُسلِماً وَ لَيسَ مِنّا مَن خَانَ مُسلِماً ثُمّ قَالَ ع إِنّ جَبرَئِيلَ الرّوحَ الأَمِينَ نَزَلَ عَلَيّ مِن عِندِ رَبّ العَالَمِينَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ عَلَيكَ بِحُسنِ الخُلُقِ فَإِنّ سُوءَ الخُلُقِ يَذهَبُ بِخَيرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ أَلَا وَ إِنّ أَشبَهَكُم بيِ‌ أَحسَنُكُم خُلُقاً

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن غَشّ مُسلِماً فِي شِرَاءٍ أَو بَيعٍ فَلَيسَ مِنّا وَ يُحشَرُ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ اليَهُودِ لِأَنّهُم أَغَشّ الخَلقِ لِلمُسلِمِينَ وَ قَالَ ع مَن بَاتَ وَ فِي قَلبِهِ غِشّ لِأَخِيهِ المُسلِمِ بَاتَ فِي سَخَطِ اللّهِ وَ أَصبَحَ كَذَلِكَ حَتّي يَتُوبَ

أقول قدمضي في باب جوامع المساوي‌ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ لَا يَطمَعَنّ ذُو الكِبرِ فِي الثّنَاءِ الحَسَنِ وَ لَا الخِبّ فِي كَثرَةِ الصّدِيقِ

وَ فِي بَابِ أُصُولِ الكُفرِ أَنّ النّبِيّص قَالَ كَفَرَ بِاللّهِ العَظِيمِ مِن هَذِهِ الأُمّةِ عَشَرَةٌ وَ ذَكَرَ مِنهُمُ الساّعيِ‌َ فِي الفِتنَةِ


صفحه : 285

4- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المُؤمِنُ لَا يَغُشّ أَخَاهُ وَ لَا يَخُونُهُ وَ لَا يَخذُلُهُ وَ لَا يَتّهِمُهُ وَ لَا يَقُولُ لَهُ أَنَا مِنكَ برَيِ‌ءٌ

5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لَيسَ مِنّا مَن غَشّ مُسلِماً أَو ضَرّهُ أَو مَاكَرَهُ

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله

6- مع ،[معاني‌ الأخبار] عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَا خِلَابَةَ يعَنيِ‌ الخَدِيعَةَ

يقال خلبته أخلبه خلابة إذاخدعته

7- ثو،[ثواب الأعمال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُقبَةَ رَفَعَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ المَكرُ وَ الخَدِيعَةُ فِي النّارِ

8- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ مِنّا مَن مَاكَرَ مُسلِماً

9- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لَو لَا أَنّ المَكرَ وَ الخَدِيعَةَ فِي النّارِ لَكُنتُ أَمكَرَ العَرَبِ

10- ثو،[ثواب الأعمال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن حَبِيبِ بنِ سِنَانٍ عَن زَاذَانَ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَقُولُ لَو لَا أنَيّ‌ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ المَكرَ وَ الخَدِيعَةَ وَ الخِيَانَةَ فِي النّارِ لَكُنتُ أَمكَرَ العَرَبِ

11-كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ


صفحه : 286

سَالِمٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَو لَا أَنّ المَكرَ وَ الخَدِيعَةَ فِي النّارِ لَكُنتُ أَمكَرَ النّاسِ

بيان في القاموس المكر الخديعة و قال خدعه كمنعه خدعا ويكسر ختله وأراد به المكروه من حيث لايعلم كاختدعه فانخدع والاسم الخديعة و قال الراغب المكر صرف الغير عما يقصده بحيلة و ذلك ضربان مكر محمود و هو أن يتحري بذلك فعل جميل و علي ذلك قال الله عز و جل وَ اللّهُ خَيرُ الماكِرِينَ ومذموم و هو أن يتحري به فعل قبيح قال تعالي وَ لا يَحِيقُ المَكرُ السّيّئُ إِلّا بِأَهلِهِ و قال في الأمرين وَ مَكَرُوا مَكراً وَ مَكَرنا مَكراً وَ هُم لا يَشعُرُونَ و قال بعضهم من مكر الله تعالي إمهال العبد وتمكينه من أعراض الدنيا وَ لِذَلِكَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن وُسّعَ عَلَيهِ دُنيَاهُ وَ لَم يَعلَم أَنّهُ مُكِرَ بِهِ فَهُوَ مَخدُوعٌ عَن عَقلِهِ

وَ قَالَ الخِدَاعُ إِنزَالُ الغَيرِ عَمّا هُوَ بِصَدَدِهِ بِأَمرٍ يُبدِيهِ عَلَي خِلَافِ مَا يُخفِيهِ

انتهي . و في المصباح خدعته خدعا فانخدع والخدع بالكسر اسم منه والخديعة مثله والفاعل خدوع مثل رسول وخداع أيضا وخادع والخدعة بالضم مايخدع به الإنسان مثل اللعبة لمايلعب به انتهي وربما يفرق بينهما حيث اجتمعا بأن يراد بالمكر احتيال النفس واستعمال الرأي‌ فيما يراد فعله مما لاينبغي‌ وإرادة إظهار غيره وصرف الفكر في كيفيته وبالخديعة إبراز ذلك في الوجود وإجراؤه علي من يريد وكأنه ع إنما قال ذلك لأن الناس كانوا ينسبون معاوية إلي الدهاء والعقل وينسبونه ع إلي ضعف الرأي‌ لماكانوا يرون من أصابه حيل معاوية المبنية علي الكذب والغدر والمكر فبين ع أنه أعرف بتلك الحيل منه ولكنها لماكانت مخالفة لأمر الله ونهيه فلذا لم يستعملها

كَمَا رَوَي السّيّدُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فِي نَهجِ البَلَاغَةِ عَنهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَ 


صفحه : 287

وَ لَقَد أَصبَحنَا فِي زَمَانٍ اتّخَذَ أَكثَرُ أَهلِهِ الغَدرَ كَيساً وَ نَسَبَهُم أَهلُ الجَهلِ فِيهِ إِلَي حُسنِ الحِيلَةِ مَا لَهُم قَاتَلَهُمُ اللّهُ قَد يَرَي الحُوّلُ القُلّبُ وَجهَ الحِيلَةِ وَ دُونَهُ مَانِعٌ مِن أَمرِ اللّهِ وَ نَهيِهِ فَيَدَعُهَا رأَي‌َ العَينِ بَعدَ القُدرَةِ عَلَيهَا وَ يَنتَهِزُ فُرصَتَهَا مَن لَا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدّينِ

. والحريجة التقوي و قال بعض الشراح في تفسير هذاالكلام و ذلك لجهل الفريقين بثمرة الغدر وعدم تمييزهم بينه و بين الكيس فإنه لما كان الغدر هوالتفطن بوجه الحيلة وإيقاعها علي المغدور به و كان الكيس هوالتفطن بوجه الحيلة والمصالح فيما ينبغي‌ كانت بينهما مشاركة في التفطن بالحيلة واستخراجها بالآراء إلا أن تفطن الغادر بالحيلة التي‌ هو غيرموافقة للقوانين الشرعية والمصالح الدينية والكيس هوالتفطن بالحيلة الموافقة لهما ولدقة الفرق بينهما يلبس الغادر غدره بالكيس وينسبه الجاهلون إلي حسن الحيلة كمانسب ذلك إلي معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وأضرابهم و لم يعلموا أن حيلة الغادر تخرجه إلي رذيلة الفجور و أنه لاحسن لحيلة جرت إلي رذيلة بخلاف حيلة الكيس ومصلحته فإنها تجر إلي العدل انتهي . و قدصرح ع بذلك في مواضع يطول ذكرها وكونه ع أعرف بتلك الأمور وأقدر عليها ظاهر لأن مدار المكر علي استعمال الفكر في درك الحيل ومعرفة طرق المكروهات وكيفية إيصالها إلي الغير علي وجه لايشعر به و هو ع لسعة علمه كان أعرف الناس بجميع الأمور والمراد بكونهما في النار كون المتصف بهما فيها والإسناد علي المجاز

12- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يجَيِ‌ءُ كُلّ غَادِرٍ يَومَ القِيَامَةِ بِإِمَامٍ مَائِلٍ شِدقُهُ حَتّي يَدخُلَ النّارَ وَ يجَيِ‌ءُ كُلّ نَاكِثٍ بَيعَةَ إِمَامٍ أَجذَمَ حَتّي يَدخُلَ النّارَ


صفحه : 288

بيان في القاموس الغدر ضد الوفاء غدره و به كنصر وضرب وسمع غدرا وأقول يطلق الغدر غالبا علي نقض العهد والبيعة وإرادة إيصال السوء إلي الغير بالحيلة بسبب خفي‌ و قوله بإمام متعلق بغادر والمراد بالإمام إمام الحق ويحتمل أن يكون الباء بمعني مع و يكون متعلقا بالمجي‌ء فالمراد بالإمام إمام الضلالة كما قال بعض الأفاضل يجي‌ء كل غادر يعني‌ من أصناف الغادرين علي اختلافهم في أنواع الغدر بإمام يعني‌ إمام يكون تحت لوائه كما قال الله سبحانه يَومَ نَدعُوا كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم وإمام كل صنف من الغادرين من كان كاملا في ذلك الصنف من الغدر أوباديا به ويحتمل أن يكون المراد بالغادر بإمام من غدر ببيعة إمام في الحديث الآتي‌ خاصة و أما هذاالحديث فلالاقتضائه التكرار وللفصل فيه بيوم القيامة والأول أظهر لأنهما في الحقيقة حديث واحد يبين أحدهما الآخر فينبغي‌ أن يكون معناهما واحدا انتهي . و في المصباح الشدق بالفتح والكسر جانب الفم قاله الأزهري‌ وجمع المفتوح شدوق مثل فلس وفلوس وجمع المكسور أشداق مثل حمل وأحمال وقيل لما كان الغادر غالبا يتشبث بسبب خفي‌ لإخفاء غدره ذكر علي ع أنه يعاقب بضد مافعل و هوتشهيره بهذه البلية التي‌ تتضمن خزيه علي رءوس الأشهاد ليعرفوه بقبح عمله والنكث نقض البيعة والعهد والفعل كنصر وضرب في المصباح نكث الرجل العهد نكثا من باب قتل نقضه ونبذه فانتكث مثل نقضه فانتقض والنكث بالكسر مانقض ليغزل ثانية والجمع أنكاث قوله أجذم قال الجزري‌ فيه من تعلم القرآن ثم نسيه لقي‌ الله يوم القيامة و هوأجذم أي مقطوع اليد من الجذم القطع و منه حديث علي ع من نكث بيعته لقي‌ الله و هوأجذم ليست له يد. قال القتيبي‌ الأجذم هاهنا ألذي ذهبت أعضاؤه كلها وليست اليد أولي بالعقوبة من باقي‌ الأعضاء يقال رجل أجذم ومجذوم إذاتهافتت أطرافه من الجذام و هوالداء المعروف قال الجوهري‌ لايقال للمجذوم أجذم و قال


صفحه : 289

ابن الأنباري‌ ردا علي ابن قتيبة لو كان العذاب لايقع إلابالجارحة التي‌ باشرت المعصية لماعوقب الزاني‌ بالجلد والرجم في الدنيا وبالنار في الآخرة قال ابن الأنباري‌ معني الحديث أنه لقي‌ الله و هوأجذم الحجة لالسان له يتكلم و لاحجة له في يده وقول علي ع ليست له يد أي لاحجة له وقيل معناه لقيه منقطع السبب يدل عليه قوله القرآن سبب بيد الله وسبب بأيديكم فمن نسيه فقد قطع سببه و قال الخطابي‌ معني الحديث ماذهب إليه ابن الأعرابي‌ و هو أن من نسي‌ القرآن لقي‌ الله خالي‌ اليد صفرها عن الثواب فكني‌ باليد عما تحويه وتشتمل عليه من الخير قلت و في تخصيص علي ع بذكر اليد معني ليس في حديث نسيان القرآن لأن البيعة تباشرها اليد من بين الأعضاء انتهي وأقول في حديث القرآن أيضا يحتمل أن يكون المراد بنسيانه ترك العمل بما يدل عليه من مبايعة ولي‌ الأمر ومتابعته فيرجع معناه إلي الخبر الآخر

13- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن فَرِيقَينِ مِن أَهلِ الحَربِ لِكُلّ وَاحِدَةٍ مِنهَا مَلِكٌ عَلَي حِدَةٍ اقتَتَلُوا ثُمّ اصطَلَحُوا ثُمّ إِنّ أَحَدَ المَلِكَينِ غَدَرَ بِصَاحِبِهِ فَجَاءَ إِلَي المُسلِمِينَ فَصَالَحَهُم عَلَي أَن يَغزُوا مَعَهُم تِلكَ المَدِينَةَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا ينَبغَيِ‌ لِلمُسلِمِينَ أَن يَغدِرُوا وَ لَا يَأمُرُوا بِالغَدرِ وَ لَا يُقَاتِلُوا مَعَ الّذِينَ غَدَرُوا وَ لَكِنّهُم يُقَاتِلُونَ المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدُوهُم وَ لَا يَجُوزُ عَلَيهِم مَا عَاهَدَ عَلَيهِ الكُفّارُ

بيان في المصباح وحد يحد حدة من باب وعد انفرد بنفسه و كل شيء علي حدة أي متميز عن غيره و في الصحاح أعط كل واحد منهم علي حدة أي علي حياله والهاء عوض عن الواو و في القاموس يقال جلس وحده و علي وحده و علي وحدهما ووحديهما ووحدهم و هذا علي حدته و علي وحده أي توحده علي أن يغزوا بصيغة الجمع أي المسلمون معهم أي مع الملك الغادر وأصحابه


صفحه : 290

تلك المدينة أي أهل تلك المدينة المغدور بها و في بعض النسخ ملك المدينة أي الملك المغدور به أو علي أن يغزو بصيغة المفرد أي الملك الغادر معهم أي مع المسلمين والباقي‌ كمامر و لايأمروا بالغدر عطف علي يغدروا و لالتأكيد النفي‌ أي لاينبغي‌ للمسلمين أن يأمروا بالغدر لأن الغدر عدوان وظلم والأمر بهما غيرجائز و إن كان المغدور به كافرا و لايقاتلوا مع الذين غدروا أي لاينبغي‌ لهم أن يقاتلوا مع الغادرين المغدورين ولكنهم يقاتلون المشركين حيث وجدوهم سواء كانوا من أهل هاتين القريتين أوغيرهم و فيه دلالة علي جواز قتالهم في حال الغيبة و لايجوز عليهم ماعاهد عليه الكفار ومعني لايجوز لاينفذ و لايصح تقول جاز العقد وغيره إذانفذ ومضي علي الصحة يعني‌ عهد المشركين وصلحهم معهم علي غزو فريقهم غيرنافذ و لاصحيح فلهم أن يقاتلوهم حيث وجدوهم أوالمعني أن الصلح ألذي جري بين الفريقين لا يكون مانعا لقتال المسلمين الفرقة التي‌ لم يصالحوا مع المسلمين فإن الصلح مع أحد المتصالحين لايستلزم الصلح مع الآخر أوالمعني أن ماصالحوا عليه الكفار من إعانتهم لايلزمهم العمل به فيكون تأكيدا لمامر والأول أظهر

14- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن سَعدِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ذَاتَ يَومٍ وَ هُوَ يَخطُبُ عَلَي المِنبَرِ بِالكُوفَةِ يَا أَيّهَا النّاسُ لَو لَا كَرَاهِيَةُ الغَدرِ لَكُنتُ مِن أَدهَي النّاسِ أَلَا إِنّ لِكُلّ غُدَرَةٍ فُجَرَةً وَ لِكُلّ فُجَرَةٍ كُفَرَةً أَلَا وَ إِنّ الغَدرَ وَ الفُجُورَ وَ الخِيَانَةَ فِي النّارِ

بيان في القاموس الدهي‌ والدهاء النكر وجودة الرأي‌ والأدب و رجل داه وده وداهية والجمع دهاة ودهاه دهيا ودهاه نسبه إلي الدهاء أوعابه وتنقصه أوأصابه بداهية وهي‌ الأمر العظيم والدهي‌ كغني‌ العاقل انتهي وكأن المراد هنا طلب الدنيا بالحيلة واستعمال الرأي‌ في غيرالمشروع مما يوجب الوصول


صفحه : 291

إلي المطالب الدنيوية وتحصيلها وطالبها علي هذاالنحو يسمي داهيا وداهية للمبالغة و هومستلزم للغدر بمعني نقض العهد وترك الوفاء.ألا إن لكل غدرة فجرة أي اتساع في الشر وانبعاث في المعاصي‌ أوكذب أوموجب للفساد أوعدول عن الحق في القاموس الفجر الانبعاث في المعاصي‌ والزنا كالفجور فيهما فجر فهو فجور من فجر بضمتين وفاجر من فجار وفجره وفجر فسق وكذب وعصي وخالف وأمرهم فسد وأفجر كذب وزني وكفر ومال عن الحق انتهي وربما يقرأ بفتح اللام للتأكيد وغدرة بالتحريك جمع غادر كفجرة وفاجر وكذا الفقرة الثانية و لايخفي بعده ولكل فجرة كفرة بالفتح فيهما أي سترة للحق أوكفران للنعمة وستر لها أوالمراد بهاالكفر ألذي يطلق علي أصحاب الكبائر كمامر و في القاموس الكفر ضد الإيمان ويفتح وكفر نعمة الله و بهاكفورا وكفرانا جحدها وسترها وكافر جاحد لأنعم الله تعالي والجمع كفار وكفرة وكفر الشي‌ء ستره ككفره و قال الخون أن يؤتمن الإنسان فلاينصح خانه خونا وخيانة و قدخانه العهد والأمانة. وأقول رَوَي فِي نَهجِ البَلَاغَةِ عَنهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ اللّهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدهَي منِيّ‌ وَ لَكِنّهُ يَغدِرُ وَ يَفجُرُ وَ لَو لَا كَرَاهِيَةُ الغَدرِ لَكُنتُ مِن أَدهَي النّاسِ وَ لَكِن كُلّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ وَ كُلّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ وَ لِكُلّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُعرَفُ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ اللّهِ مَا أُستَغفَلُ بِالمَكِيدَةِ وَ لَا أُستَغمَزُ بِالشّدِيدَةِ

. و قال ابن أبي الحديد الغدرة علي فعلة الكثيرة الغدر والكفرة والفجرة الكثير الكفر والفجور وكلما كان علي هذاالبناء فهو الفاعل فإن سكنت العين تقول رجل ضحكة أي يضحك منه و قال ابن ميثم رحمه الله وجه لزوم الكفر هاهنا أن الغادر علي وجه استباحة ذلك واستحلاله كما هوالمشهور من حال عمرو بن العاص ومعاوية في استباحة ماعلم تحريمه بالضرورة من دين محمدص وجحده هوالكفر ويحتمل أن يريد كفر نعم الله وسترها بإظهار معصيته كما هوالمفهوم منه لغة وإنما وحد الكفرة لتعدد الكفر بسبب تعدد الغدر


صفحه : 292

15- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ مِنّا مَن مَاكَرَ مُسلِماً

بيان ليس منا أي من أهل الإسلام مبالغة أو من خواص أتباعنا وشيعتنا و كان المراد بالمماكرة المبالغة في المكر فإن ما يكون بين الطرفين يكون أشد أو فيه إشعار بأن المكر قبيح و إن كان في مقابلة المكر

باب 37-الغمز والهمز واللمز والسخرية والاستهزاء

الآيات التوبةالّذِينَ يَلمِزُونَ المُطّوّعِينَ مِنَ المُؤمِنِينَ فِي الصّدَقاتِ وَ الّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلّا جُهدَهُم فَيَسخَرُونَ مِنهُم سَخِرَ اللّهُ مِنهُم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌالزمرأَن تَقُولَ نَفسٌ يا حَسرَتي عَلي ما فَرّطتُ فِي جَنبِ اللّهِ وَ إِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرِينَالمؤمن يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وَ ما تخُفيِ‌ الصّدُورُالحجرات يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسي أَن يَكُونُوا خَيراً مِنهُم وَ لا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسي أَن يَكُنّ خَيراً مِنهُنّ وَ لا تَلمِزُوا أَنفُسَكُم وَ لا تَنابَزُوا بِالأَلقابِ بِئسَ الِاسمُ الفُسُوقُ بَعدَ الإِيمانِ وَ مَن لَم يَتُب فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَالقلم وَ لا تُطِع كُلّ حَلّافٍ مَهِينٍ هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍالمطففين إِنّ الّذِينَ أَجرَمُوا كانُوا مِنَ الّذِينَ آمَنُوا يَضحَكُونَ وَ إِذا مَرّوا بِهِم يَتَغامَزُونَ وَ إِذَا انقَلَبُوا إِلي أَهلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ وَ إِذا رَأَوهُم قالُوا

إِنّ هؤُلاءِ لَضالّونَ وَ ما أُرسِلُوا عَلَيهِم حافِظِينَ فَاليَومَ الّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفّارِ يَضحَكُونَ عَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَ هَل ثُوّبَ الكُفّارُ ما كانُوا يَفعَلُونَالهمزةوَيلٌ لِكُلّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ

1- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع سَأَلَ رَبّهُ وَ رَفَعَ يَدَيهِ فَقَالَ يَا رَبّ أَينَ ذَهَبتُ أُوذِيتُ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ يَا مُوسَي إِنّ فِي عَسكَرِكَ غَمّازاً فَقَالَ يَا رَبّ دلُنّيِ‌ عَلَيهِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ أنَيّ‌ أَبغَضُ الغَمّازَ فَكَيفَ أَغمِزُ

باب 47-السفيه والسفلة

الآيات البقرةوَ مَن يَرغَبُ عَن مِلّةِ اِبراهِيمَ إِلّا مَن سَفِهَ نَفسَهُ

1- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ عَنِ الفَضلِ بنِ أَبِي قُرّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ السّفَهَ خُلُقُ لَئِيمٍ يَستَطِيلُ عَلَي مَن دُونَهُ وَ يَخضَعُ لِمَن فَوقَهُ

بيان السفه خفة العقل والمبادرة إلي سوء القول والفعل بلا روية و في النهاية السفه في الأصل الخفة والطيش وسفه فلان رأيه إذا كان مضطربا لااستقامة له والسفيه الجاهل و في القاموس السفه محركة خفة الحلم أونقيضه أوالجهل وسفه كفرح وكرم علينا جهل كتسافه فهو سفيه والجمع سفهاء وسافهه شاتمه وسفه صاحبه كنصر غلبه في المسافهة انتهي . و قوله خلق لئيم بضم الخاء وجر لئيم بالإضافة فالوصفان بعده للئيم ويمكن أن يقرأ لئيم بالرفع علي التوصيف فيمكن أن يقرأ بكسر الفاء


صفحه : 294

وفتحها وضم الخاء وفتحها فالإسناد علي أكثر التقادير في الأوصاف علي التوسع والمجاز أويقدر مضاف في السفه علي بعض التقادير أوفاعل لقوله يستطيل أي صاحبه فتفطن وقيل السفه قديقابل الحكمة الحاصلة بالاعتدال في القوة العقلية و هووصف للنفس يبعثها علي السخرية والاستهزاء والاستخفاف والجزع والتملق وإظهار السرور عندتألم الغير والحركات الغير المنتظمة والأقوال والأفعال التي‌ لاتشابه أقوال العقلاء وأفعالهم ومنشؤه الجهل وسخافة الرأي‌ ونقصان العقل و قديقابل الحلم بالاعتدال في القوة الغضبية و هووصف للنفس يبعثها علي البطش والضرب والشتم والخشونة والتسلط والغلبة والترفع ومنشؤه الفساد في تلك القوة وميلها إلي طرف الإفراط و لايبعد أن ينشأ من فساد القوة الشهوية أيضا انتهي . وأقول الظاهر أن المراد به مقابل الحلم كمامر في حديث جنود العقل والجهل

2- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع فِي رَجُلَينِ يَتَسَابّانِ فَقَالَ الباَديِ‌ مِنهُمَا أَظلَمُ وَ وِزرُهُ وَ وِزرُ صَاحِبِهِ عَلَيهِ مَا لَم يَتَعَدّ المَظلُومُ

بيان البادي‌ منهما أظلم أي إن صدر الظلم عن صاحبه أيضا فهو أشد ظلما لابتدائه أو لما كان فعل صاحبه في صورة الظلم أطلق عليه الظلم مجازا ما لم يتعد المظلوم سيأتي‌ الخبر في باب السباب باختلاف في أول السند و فيه ما لم يعتذر إلي المظلوم و علي ماهنا كان المعني ما لم يتعد المظلوم ماأبيح له من مقابلته فالمراد بوزر صاحبه الوزر التقديري‌ وَ يُؤَيّدُ مَا هُنَا مَا رَوَاهُ مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ المُتَسَابّانِ مَا قَالَا فَعَلَي الباَديِ‌ مَا لَم يَتَعَدّ المَظلُومُ

قال الطيبي‌ أي الذين يشتمان كل منهما الآخر و ماشرطية أوموصولة فعلي البادي‌ جزاء أوخبر أي إثم ماقالا علي البادي‌ إذا لم يتعد المظلوم فإذاتعدي يكون عليهما انتهي .


صفحه : 295

و قال الراوندي‌ رحمه الله في شرح هذاالخبر في ضوء الشهاب السب الشتم القبيح وسميت الإصبع التي‌ تلي‌ الإبهام سبابة لإشارتها بالسب كماسميت مسبحة لتحريكها في التسبيح

يَقُولُص إِنّ مَا يَتَكَلّمُ بِهِ المُتَسَابّانِ تَرجِعُ عُقُوبَتُهُ عَلَي الباَديِ‌ لِأَنّهُ السّبَبُ فِي ذَلِكَ وَ لَو لَم يَفعَل لَم يَكُن

ولذلك قيل البادي‌ أظلم و ألذي يجيب ليس بملوم كل الملامة كما قال تعالي وَ لَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ علي أن الواجب علي المشتوم أن يحتمل ويحلم و لايطفئ النار بالنار فإن النارين إذااجتمعا كان أقوي لهما فيقول تغليظا لأمر الشاتم إن مايجري‌ بينهما من التشاتم عقوبته تركب البادي‌ لكونه سببا لذلك هذا إذا لم يتجاوز المظلوم حده في الجواب فإذاتجاوز وتعدي كانا شريكين في الوزر والوبال والكلام وارد مورد التغليظ و إلافالمشتوم ينبغي‌ أن لايجيب ويزيد في الشر و لاتكون عقوبة فعل المشتوم علي الشاتم إن للشاتم في فعله أيضا نصيبا من حيث كان سببه و إلافكل مأخوذ بفعله انتهي . وأقول الحاصل أن إثم سباب المتسابين علي البادي‌ أماإثم ابتدائه فلأن السب حرام وفسق لحديث سباب المؤمن فسق وقتاله كفر و أماإثم سب الراد فلأن البادي‌ هوالحامل له علي الرد و إن كان منتصرا فلاإثم علي المنتصر لقوله تعالي ولمن انتصر بعدظلمه الآية لكن الصادر منه هوسب يترتب عليه الإثم إلا أن الشرع أسقط عنه المؤاخذة وجعلها علي البادي‌ للعلة المتقدمة وإنما أسقطها عنه ما لم يتعد فإن تعدي كان هوالبادي‌ في القدر الزائد والتعدي‌ بالرد قد يكون بالتكرار مثل أن يقول البادي‌ ياكلب فيرد عليه مرتين و قد يكون بالأفحش كما لو قال له ياسنور فيقول في الرد ياكلب وإنما كان هذاتعديا لأن الرد بمنزلة القصاص والقصاص إنما يكون بالمثل ثم الراد أسقط حقه علي البادي‌ ويبقي علي البادي‌ حق الله لقدومه علي ذلك و لايبعد تخصيص تحمل البادي‌ إثم الراد بما إذا لم يكن الرد كذبا والأول قذفا فإنه إذا كان


صفحه : 296

الرد كذبا مثل أن يقول البادي‌ ياسارق و هوصادق فيقول الراد بل أنت سارق و هوكاذب أو يكون الأول قذفا مثل أن يقول البادي‌ يازاني‌ فيقول الراد بل أنت الزاني‌ فالظاهر أن إثم الرد علي الراد. وبالجملة إنما يكون الانتصار إذا كان السب مما تعارف السب به عندالتأديب كالأحمق والجاهل والظالم وأمثالها فأمثال هذه إذارد بها لاإثم علي الراد ويعود إثمه علي البادي‌. وأقول الآيات والأخبار الدالة علي جواز المعارضة بالمثل كثيرة فمن الآيات قوله تعالي فَمَنِ اعتَدي عَلَيكُم قال الطبرسي‌ رحمه الله أي ظلمكم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدي عَلَيكُم أي فجازوه باعتدائه وقابلوه بمثله والثاني‌ ليس باعتداء علي الحقيقة لكن سماه اعتداء لأنه مجازاة اعتداء وجعله مثله و إن كان ذلك جورا و هذاعدلا لأنه مثله في الجنس و في مقدار الاستحقاق ولأنه ضرر كما أن ذلك ضرر فهو مثله في الجنس والمقدار والصفة قال و فيهادلالة علي أن من غصب شيئا وأتلفه يلزمه رد مثله ثم إن المثل قد يكون من طريق الصورة في ذوات الأمثال و من طريق المعني كالقيمة فيما لامثل له . و قال المحقق الأردبيلي‌ رحمه الله واتقوا الله باجتناب المعاصي‌ فلاتظلموا و لاتمنعوا عن المجازاة و لاتتعدوا في المجازاة عن المثل والعدل وحقكم ففيها دلالة علي تسليم النفس وعدم المنع عن المجازاة والقصاص و علي وجوب الرد علي الغاصب المثل أوالقيمة وتحريم المنع والامتناع عن ذلك وجواز الأخذ بل وجوبه إذا كان تركه إسرافا فلايترك إلا أن يكون حسنا وتحريم التعدي‌ وتجاوز عن حده بالزيادة صفة أوعينا بل في الأصل بطريق يكون تعديا و لايبعد أيضا جواز الأخذ خفية أوجهرة من غيررضاه علي تقدير امتناعه من الإعطاء كماقاله الفقهاء من طريق المقاصة و لايبعد عدم اشتراط تعذر إثباته عندالحاكم بل علي تقدير الإمكان أيضا و لاإذنه بل يستقل وكذا في غيرالمال من الأذي فيجوز


صفحه : 297

الأذي بمثله من غيرإذن الحاكم وإثباته عنده وكذا القصاص إلا أن يكون جرحا لايجري‌ فيه القصاص أوضربا لايمكن حفظ المثل أوفحشا لايجوز القول والتلفظ به مما يقولون بعدم جوازه مطلقا مثل الرمي‌ بالزنا. ويدل عليه أيضا قوله سبحانه وَ إِن عاقَبتُم فَعاقِبُوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ قال في المجمع قيل نزلت لمامثل المشركون بقتلي أحد وحمزة رضي‌ الله عنهم و قال المسلمون لئن أمكننا الله منهم لنمثلن بالأحياء فضلا عن الأموات وقيل إن الآية عامة في كل ظلم كغصب أونحوه فإنما يجازي بمثل ماعمل وَ لَئِن صَبَرتُم أي تركتم المكافأة والقصاص وجرعتم مرارته لَهُوَ خَيرٌ لِلصّابِرِينَ ويدل عليه أيضا قوله سبحانه وَ الّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ البغَي‌ُ هُم يَنتَصِرُونَ في المجمع أي ممن بغي عليهم من غير أن يعتدوا وقيل جعل الله المؤمنين صنفين صنف يعفون في قوله وَ إِذا ما غَضِبُوا هُم يَغفِرُونَ وصنف ينتصرون ثم ذكر تعالي حد الانتصار فقال وَ جَزاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مِثلُهاقيل هوجواب القبيح إذا قال أخزاك الله تقول أخزاك الله من غير أن تعتدي‌ وقيل يعني‌ القصاص الجراحات والدماء وسمي‌ الثانية سيئة علي المشاكلةفَمَن عَفا وَ أَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَي اللّهِ أي فمن عفا عما له المؤاخذة به وأصلح أمره فيما بينه و بين ربه فثوابه علي الله إِنّهُ لا يُحِبّ الظّالِمِينَ وَ لَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيهِم مِن سَبِيلٍمعناه من انتصر لنفسه وانتصف من ظالمه بعدظلمه أضاف الظلم إلي المظلوم أي بعد أن ظلم وتعدي عليه فأخذ لنفسه بحقه فالمنتصرون ماعليهم من إثم وعقوبة وذم إِنّمَا السّبِيلُ أي الإثم والعقاب عَلَي الّذِينَ يَظلِمُونَ النّاسَابتداءوَ يَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ أي مولم وَ لَمَن صَبَرَ أي تحمل المشقة في رضا الله وَ غَفَرَفلم ينتصرإِنّ ذلِكَالصبر والتجاوزلَمِن عَزمِ الأُمُورِ أي من ثابت الأمور التي‌ أمر الله بهافلم تنسخ وقيل عزم الأمور هو


صفحه : 298

الأخذ بأعلاها في باب نيل الثواب . و قال المحقق الأردبيلي‌ قدس الله روحه بعدذكر بعض تلك الآيات فيهادلالة علي جواز القصاص في النفس والطرف والجروح بل جواز التعويض مطلقا حتي ضرب المضروب وشتم المشتوم بمثل فعلهما فيخرج ما لايجوز التعويض والقصاص فيه مثل كسر العظام والجرح والضرب في محل الخوف والقذف ونحو ذلك وبقي‌ الباقي‌ وأيضا تدل علي جواز ذلك من غيرإذن الحاكم والإثبات عنده والشهود وغيرها وتدل علي عدم التجاوز عما فعل به وتحريم الظلم والتعدي‌ و علي حسن العفو وعدم الانتقام و أنه موجب للأجر العظيم انتهي وأقول ربما يشعر كلام بعض الأصحاب بعدم جواز المقابلة و أنه أيضا يستحق التعزير كمامر في كلام الراوندي‌ و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله عندشرح قول المحقق قدس سره قيل لايعزر الكافر مع التنابز بالألقاب والتعيير بالأمراض إلا أن يخشي حدوث فتنة فيحسمها الإمام بما يراه القول بعدم تعزيرهم علي ذلك مع أن المسلم يستحق التعزير به هوالمشهور بين الأصحاب بل لم يذكر كثير منهم فيه خلافا و كان وجهه تكافؤ السب والهجاء من الجانبين كمايسقط الحد عن المسلمين بالتقاذف لذلك ولجواز الإعراض عنهم في الحدود والأحكام فهنا أولي ونسب القول إلي القيل مؤذنا بعدم قبوله ووجهه أن ذلك فعل محرم يستحق فاعله التعزير والأصل عدم سقوطه بمقابلة الآخر بمثله بل يجب علي كل منهما مااقتضاه فعله فسقوطه يحتاج إلي دليل كمايسقط عن المتقاذفين بالنص انتهي . و لايخفي عليك ضعفه بعد ماذكرنا وَ أَمّا رِوَايَةُ أَبِي مَخلَدٍ السّرّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَقَضَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي رَجُلٍ دَعَا آخَرَ ابنَ المَجنُونِ فَقَالَ لَهُ الآخَرُ أَنتَ ابنُ المَجنُونِ فَأَمَرَ الأَوّلَ أَن يَجلِدَ صَاحِبَهُ عِشرِينَ جَلدَةً وَ قَالَ لَهُ اعلَم أَنّكَ سَتُعَقّبُ مِثلَهَا عِشرِينَ فَلَمّا جَلَدَهُ أَعطَي المَجلُودَ السّوطَ فَجَلَدَهُ


صفحه : 299

عِشرِينَ نَكَالًا يُنَكّلُ بِهِمَا

فيمكن أن يكون لذكر الأب وشتمه لاالمواجه فتأمل

3- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَسفَهُوا فَإِنّ أَئِمّتَكُم لَيسُوا بِسُفَهَاءَ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن كَافَأَ السّفِيهَ بِالسّفَهِ فَقَد رضَيِ‌َ بِمَا أَتَي إِلَيهِ حَيثُ احتَذَي مِثَالَهُ

بيان لاتسفهوا نقل عن المبرد وتغلب أن سفه بالكسر متعد وبالضم لازم فإن كسرت الفاء هنا كان المفعول محذوفا أي لاتسفهوا أنفسكم والخطاب للشيعة كلهم والغرض من التعليل هوالترغيب في الأسوة وكأنه تنبيه علي أنكم إن سفهتم نسب من خالفكم السفه إلي أئمتكم كماينسب الفعل إلي المؤدب و قال الظاهر أنه من تتمة الخبر السابق ويحتمل أن يكون خبرا آخر مرسلا من كافأ يستعمل بالهمز وبدونها والأصل الهمز بما أتي إليه علي بناء المجرد أي جاء إليه من قبل خصمه فالمستتر راجع إلي الموصول أوالتقدير أتي به إليه فالمستتر للخصم و في المصباح أنه يأتي‌ متعديا و قديقرأ أوتي‌ علي بناء الإفعال أوالمفاعلة.حيث احتذي تعليل للرضا و في القاموس احتذي مثاله اقتدي به و فيه ترغيب في ترك مكافأة السفهاء كما قال تعالي وَ إِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً

4- مع ،[معاني‌ الأخبار] عَن أَبِيهِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَنِ الحَارِثِ الأَعوَرِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لِلحَسَنِ ابنِهِ ع فِي مَسَائِلِهِ التّيِ‌ سَأَلَهُ عَنهَا يَا بنُيَ‌ّ مَا السّفَهُ فَقَالَ اتّبَاعُ الدّنَاةِ وَ مُصَاحَبَةُ الغُوَاةِ


صفحه : 300

5- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ السيّاّريِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ السّفِلَةِ فَقَالَ مَن يَشرَبُ الخَمرَ وَ يَضرِبُ بِالطّنبُورِ

6- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الفَضلِ بنِ عَامِرٍ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن ذَرِيحٍ المحُاَربِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌ إِن لَم تَظلِمهُم ظَلَمُوكَ السّفِلَةُ وَ زَوجَتُكَ وَ خَادِمُكَ

7- ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَلِيّ بنِ رَاشِدٍ رَفَعَهُ إِلَي الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ خَمسٌ هُنّ كَمَا أَقُولُ لَيسَت لِبَخِيلٍ رَاحَةٌ وَ لَا لِحَسُودٍ لَذّةٌ وَ لَا لِمَلُولٍ وَفَاءٌ وَ لَا لِكَذّابٍ مُرُوّةٌ وَ لَا يَسُودُ سَفِيهٌ

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ بُشرَانَ عَن عُثمَانَ بنِ أَحمَدَ عَن جَعفَرٍ الحَنّاطِ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ يَزِيدَ عَن فُضَيلِ بنِ عِيَاضٍ قَالَ سُئِلَ ابنُ المُبَارَكِ مَنِ النّاسُ قَالَ العُلَمَاءُ قَالَ مَنِ المُلُوكُ قَالَ الزّهّادُ قَالَ فَمَنِ السّفِلَةُ قَالَ ألّذِي يَأكُلُ بِدِينِهِ

9- مع ،[معاني‌ الأخبار] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن لَم يُبَالِ مَا قَالَ وَ مَا قِيلَ لَهُ فَهُوَ شِركُ شَيطَانٍ

10- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع احذَرُوا السّفِلَةَ فَإِنّ السّفِلَةَ مَن لَا يَخَافُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِيهِم قَتَلَةُ الأَنبِيَاءِ وَ فِيهِم أَعدَاؤُنَا

11- ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع قَالَ مَن هَانَت عَلَيهِ نَفسُهُ فَلَا تَأمَن شَرّهُ

12-سر،[السرائر] أَبُو عَبدِ اللّهِ السيّاّريِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَجَاءَ رَجُلٌ إِلَي عُمَرَ فَقَالَ إِنّ امرَأَتَهُ نَازَعَتهُ فَقَالَت لَهُ يَا سَفِلَةُ فَقَالَ لَهَا إِن كَانَ


صفحه : 301

سَفِلَةً فهَيِ‌َ طَالِقٌ فَقَالَ إِن كُنتَ مِمّن يَتّبِعُ القُصّاصَ وَ يمَشيِ‌ فِي غَيرِ حَاجَةٍ وَ يأَتيِ‌ أَبوَابَ السّلَاطِينِ فَقَد بَانَت مِنكَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَيسَ كَمَا قَالَ فَأَتَي عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ ايتِهِ فَاسمَع مَا يُفتِيكَ بِهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِن كُنتَ مِمّن لَا يبُاَليِ‌ بِمَا قَالَ وَ لَا مَا قِيلَ لَكَ فَأَنتَ سَفِلَةٌ وَ إِلّا فَلَا شَيءَ عَلَيكَ

13- سر،[السرائر] مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ قَالَ سُئِلَ أَبُو الحَسَنِ ع عَنِ السّفِلَةِ فَقَالَ السّفِلَةُ ألّذِي يَأكُلُ فِي الأَسوَاقِ

باب 57-الجبن

1- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ النّضرِ بنِ شُعَيبٍ عَنِ الجاَزيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَا يُؤمَنُ رَجُلٌ فِيهِ الشّحّ وَ الحَسَدُ وَ الجُبنُ وَ لَا يَكُونُ المُؤمِنُ جَبَاناً وَ لَا حَرِيصاً وَ لَا شَحِيحاً

أقول قدمضي بعضها في باب الحرص أو باب البخل

باب 67- من باع دينه بدنيا غيره

1- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي خَبَرِ الشّيخِ الشاّميِ‌ّ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّ الخَلقِ أَشقَي قَالَ مَن بَاعَ دِينَهُ بِدُنيَا غَيرِهِ


صفحه : 302

باب 77-الإسراف والتبذير وحدهما

الآيات الأنعام وَ لا تُسرِفُوا إِنّهُ لا يُحِبّ المُسرِفِينَالأعراف وَ كُلُوا وَ اشرَبُوا وَ لا تُسرِفُواالإسراءوَ لا تُبَذّر تَبذِيراً إِنّ المُبَذّرِينَ كانُوا إِخوانَ الشّياطِينِ وَ كانَ الشّيطانُ لِرَبّهِ كَفُوراً إلي قوله تعالي وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً

1- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ لا تُبَذّر تَبذِيراً مَن أَنفَقَ شَيئاً فِي غَيرِ طَاعَةِ اللّهِ فَهُوَ مُبَذّرٌ وَ مَن أَنفَقَ فِي سَبِيلِ الخَيرِ فَهُوَ مُقتَصِدٌ

2- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِهِلا تُبَذّر تَبذِيراً قَالَ بَذّرَ الرّجُلُ مَالَهُ وَ يَقعُدُ لَيسَ لَهُ مَالٌ قَالَ فَيَكُونُ تَبذِيرٌ فِي حَلَالٍ قَالَ نَعَم

3- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ جُذَاعَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تُسرِف وَ لَا تَقتُر وَ كُن بَينَ ذَلِكَ قَوَاماً إِنّ التّبذِيرَ مِنَ الإِسرَافِ وَ قَالَ اللّهُلا تُبَذّر تَبذِيراً إِنّ اللّهَ لَا يُعَذّبُ عَلَي القَصدِ

4-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَامِرِ بنِ جُذَاعَةَ قَالَدَخَلَ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَرضاً إِلَي مَيسَرَةٍ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِلَي غَلّةٍ تُدرَكُ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ فَقَالَ إِلَي تِجَارَةٍ تؤُدَيّ‌ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ قَالَ فَإِلَي عُقدَةٍ تُبَاعُ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ فَقَالَ فَأَنتَ إِذاً مِمّن جَعَلَ اللّهُ لَهُ فِي أَموَالِنَا حَقّاً فَدَعَا أَبُو عَبدِ اللّهِ بِكِيسٍ فِيهِ دَرَاهِمُ فَأَدخَلَ يَدَهُ فَنَاوَلَهُ قَبضَةً ثُمّ قَالَ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تُسرِف وَ لَا تَقتُر وَ كُن بَينَ ذَلِكَ قَوَاماً


صفحه : 303

إِنّ التّبذِيرَ مِنَ الإِسرَافِ قَالَ اللّهُوَ لا تُبَذّر تَبذِيراً وَ قَالَ إِنّ اللّهَ لَا يُعَذّبُ عَلَي القَصدِ

5- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بِشرِ بنِ مَروَانَ قَالَ دَخَلنَا عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَعَا بِرُطَبٍ فَأَقبَلَ بَعضُهُم يرَميِ‌ بِالنّوَي قَالَ وَ أَمسَكَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَدَهُ فَقَالَ لَا تَفعَل إِنّ هَذَا مِنَ التّبذِيرِوَ اللّهُ لا يُحِبّ الفَسادَ

6- مكا،[مكارم الأخلاق ] مِن كِتَابِ اللّبَاسِ المَنسُوبِ إِلَي العيَاّشيِ‌ّ عَن أَبِي السّفَاتِجِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ إِنّا نَكُونُ فِي طَرِيقِ مَكّةَ فَنُرِيدُ الإِحرَامَ فَلَا يَكُونُ مَعَنَا نُخَالَةٌ نَتَدَلّكُ بِهَا مِنَ النّورَةِ فَنَدلُكُ بِالدّقِيقِ فيَدَخلُنُيِ‌ مِن ذَلِكَ مَا اللّهُ بِهِ أَعلَمُ قَالَ مَخَافَةَ الإِسرَافِ قُلتُ نَعَم قَالَ لَيسَ فِيمَا أَصلَحَ البَدَنَ إِسرَافٌ أَنَا رُبّمَا أَمَرتُ باِلنقّيِ‌ّ فَيُلَتّ بِالزّيتِ فَأَتَدَلّكُ بِهِ إِنّمَا الإِسرَافُ فِيمَا أَتلَفَ المَالَ وَ أَضَرّ بِالبَدَنِ قُلتُ فَمَا الإِقتَارُ قَالَ أَكلُ الخُبزِ وَ المِلحِ وَ أَنتَ تَقدِرُ عَلَي غَيرِهِ قُلتُ فَالقَصدُ قَالَ الخُبزُ وَ اللّحمُ وَ اللّبَنُ وَ الزّيتُ وَ السّمنُ مَرّةً ذَا وَ مَرّةً ذَا

7- مكا،[مكارم الأخلاق ] عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَدنَي الإِسرَافِ هِرَاقَةُ فَضلِ الإِنَاءِ وَ ابتِذَالُ ثَوبِ الصّونِ وَ إِلقَاءُ النّوَي

وَ عَنهُ ع قَالَ إِنّمَا السّرَفُ أَن تَجعَلَ ثَوبَ صَونِكَ ثَوبَ بَذلِكَ

باب 87- في ذم الإسراف والتبذير زائدا علي ماتقدم في الباب السابق

1-ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي إِسحَاقَ رَفَعَهُ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ


صفحه : 304

عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِلمُسرِفِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَأكُلُ مَا لَيسَ لَهُ وَ يَلبَسُ مَا لَيسَ لَهُ وَ يشَترَيِ‌ مَا لَيسَ لَهُ

2- ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السّرَفُ فِي ثَلَاثٍ ابتِذَالُكَ ثَوبَ صَونِكَ وَ إِلقَاؤُكَ النّوَي يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ إِهرَاقُكَ فَضلَةَ المَاءِ وَ قَالَ لَيسَ فِي الطّعَامِ سَرَفٌ

3- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ لِلمُسرِفِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يشَريِ‌ مَا لَيسَ لَهُ وَ يَلبَسُ مَا لَيسَ لَهُ وَ يَأكُلُ مَا لَيسَ لَهُ

4- مع ،[معاني‌ الأخبار] مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ الزنّجاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي عُبَيدٍ رَفَعَهُ قَالَ نَهَي النّبِيّص عَن قِيلٍ وَ قَالٍ وَ كَثرَةِ السّؤَالِ وَ إِضَاعَةِ المَالِ

يقال إن قوله إضاعة المال يكون في وجهين أماأحدهما و هوالأصل فما أنفق في معاصي‌ الله عز و جل من قليل أوكثير و هوالسرف ألذي عابه الله تعالي ونهي عنه والوجه الآخر دفع المال إلي ربه و ليس له بموضع قال الله عز و جل وَ ابتَلُوا اليَتامي حَتّي إِذا بَلَغُوا النّكاحَ فَإِن آنَستُم مِنهُم رُشداً و هوالعقل فَادفَعُوا إِلَيهِم أَموالَهُم و قدقيل إن الرشد هوصلاح في الدين وحفظ المال

5-مل ،[كامل الزيارات ] أَبُو سُمَينَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ عَن عَلِيّ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ نُسَافِرُ فَلَا يَكُونُ مَعَنَا نُخَالَةٌ فَنَتَدَلّكُ بِالدّقِيقِ قَالَ لَا بَأسَ بِذَلِكَ إِنّمَا يَكُونُ الفَسَادُ فِيمَا أَضَرّ بِالبَدَنِ وَ أَتلَفَ المَالَ فَأَمّا مَا أَصلَحَ البَدَنَ فَإِنّهُ لَيسَ بِفَسَادٍ وَ إنِيّ‌ رُبّمَا أَمَرتُ غلُاَميِ‌ يَلُتّ لِيَ النقّيِ‌ّ


صفحه : 305

بِالزّيتِ ثُمّ أَتَدَلّكُ بِهِ

6- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ تَرَي اللّهَ أَعطَي مَن أَعطَي مِن كَرَامَتِهِ عَلَيهِ وَ مَنَعَ مَن مَنَعَ مِن هَوَانٍ بِهِ عَلَيهِ لَا وَ لَكِنّ المَالَ مَالُ اللّهِ يَضَعُهُ عِندَ الرّجُلِ وَدَائِعَ وَ جَوّزَ لَهُم أَن يَأكُلُوا قَصداً وَ يَشرَبُوا قَصداً وَ يَلبَسُوا قَصداً وَ يَنكَحُوا قَصداً وَ يَركَبُوا قَصداً وَ يَعُودُوا بِمَا سِوَي ذَلِكَ عَلَي فُقَرَاءِ المُؤمِنِينَ وَ يَلُمّوا بِهِ شَعَثَهُم فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ مَا يَأكُلُ حَلَالًا وَ يَشرَبُ حَلَالًا وَ يَركَبُ وَ يَنكِحُ حَلَالًا وَ مَن عَدَا ذَلِكَ كَانَ عَلَيهِ حَرَاماً ثُمّ قَالَلا تُسرِفُوا إِنّهُ لا يُحِبّ المُسرِفِينَ أَ تَرَي اللّهَ ائتَمَنَ رَجُلًا عَلَي مَالٍ خُوّلَ لَهُ أَن يشَترَيِ‌َ فَرَساً بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ يُجزِيهِ فَرَسٌ بِعِشرِينَ دِرهَماً وَ يشَترَيِ‌َ جَارِيَةً بِأَلفِ دِينَارٍ وَ يُجزِيهِ بِعِشرِينَ دِينَاراً وَ قَالَوَ لا تُسرِفُوا إِنّهُ لا يُحِبّ المُسرِفِينَ

باب 97-الظلم وأنواعه ومظالم العباد و من أخذ المال من غيرحله فجعله في غيرحقه والفساد في الأرض

الآيات البقرةوَ الفِتنَةُ أَشَدّ مِنَ القَتلِ و قال تعالي فَمَنِ اعتَدي عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدي عَلَيكُم و قال تعالي وَ إِذا تَوَلّي سَعي فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيها وَ يُهلِكَ الحَرثَ وَ النّسلَ وَ اللّهُ لا يُحِبّ الفَسادَ و قال تعالي وَ الفِتنَةُ أَكبَرُ مِنَ القَتلِ و قال وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَآل عمران وَ اللّهُ لا يُحِبّ الظّالِمِينَالمائدةإِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ و قال تعالي وَ يَسعَونَ فِي الأَرضِ

فَساداً وَ اللّهُ لا يُحِبّ المُفسِدِينَالأنعام إِنّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمُونَ و قال تعالي فَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الّذِينَ ظَلَمُوا وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ و قال هَل يُهلَكُ إِلّا القَومُ الظّالِمُونَ و قال وَ كَذلِكَ نوُلَيّ‌ بَعضَ الظّالِمِينَ بَعضاً بِما كانُوا يَكسِبُونَ و قال إِنّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمُونَ و قال تعالي إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَالأعراف وَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ الظّالِمِينَ و قال وَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها و قال وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ و قال وَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها إلي قوله تعالي وَ انظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدِينَ و قال فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدِينَ و قال وَ أَصلِح وَ لا تَتّبِع سَبِيلَ المُفسِدِينَيونس وَ لَقَد أَهلَكنَا القُرُونَ مِن قَبلِكُم لَمّا ظَلَمُوا و قال فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الظّالِمِينَ و قال وَ رَبّكَ أَعلَمُ بِالمُفسِدِينَ و قال إِنّ اللّهَ لا يَظلِمُ النّاسَ شَيئاً وَ لكِنّ النّاسَ أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ و قال تعالي وَ لَو أَنّ لِكُلّ نَفسٍ ظَلَمَت ما فِي الأَرضِ لَافتَدَت بِهِ وَ أَسَرّوا النّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ وَ قضُيِ‌َ بَينَهُم بِالقِسطِ وَ هُم لا يُظلَمُونَ و قال تعالي إِنّ اللّهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدِينَهودوَ قِيلَ بُعداً لِلقَومِ الظّالِمِينَ و قال تعالي وَ أَخَذَ الّذِينَ ظَلَمُوا الصّيحَةُ و قال فَلَو لا كانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبلِكُم أُولُوا بَقِيّةٍ يَنهَونَ عَنِ الفَسادِ فِي الأَرضِ إِلّا قَلِيلًا مِمّن أَنجَينا مِنهُم وَ اتّبَعَ الّذِينَ ظَلَمُوا ما أُترِفُوا فِيهِ وَ كانُوا مُجرِمِينَيوسف إِنّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمُونَالرعدوَ يُفسِدُونَ فِي الأَرضِ


صفحه : 307

ابراهيم فَأَوحي إِلَيهِم رَبّهُم لَنُهلِكَنّ الظّالِمِينَ وَ لَنُسكِنَنّكُمُ الأَرضَ مِن بَعدِهِم و قال تعالي إِنّ الظّالِمِينَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌالحج وَ إِنّ الظّالِمِينَ لفَيِ‌ شِقاقٍ بَعِيدٍ و قال تعالي وَ ما لِلظّالِمِينَ مِن نَصِيرٍالمؤمنون فَبُعداً لِلقَومِ الظّالِمِينَالفرقان وَ مَن يَظلِم مِنكُم نُذِقهُ عَذاباً كَبِيراً و قال تعالي وَ أَعتَدنا لِلظّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماًالشعراءوَ لا تُطِيعُوا أَمرَ المُسرِفِينَ الّذِينَ يُفسِدُونَ فِي الأَرضِ وَ لا يُصلِحُونَ و قال تعالي وَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَالنمل فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدِينَ و قال تعالي وَ كانَ فِي المَدِينَةِ تِسعَةُ رَهطٍ يُفسِدُونَ فِي الأَرضِ وَ لا يُصلِحُونَ إلي قوله تعالي فَتِلكَ بُيُوتُهُم خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَعلَمُونَ و قال تعالي وَ وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم بِما ظَلَمُوا فَهُم لا يَنطِقُونَالقصص فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الظّالِمِينَ و قال تعالي وَ لا تَبغِ الفَسادَ فِي الأَرضِ إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ المُفسِدِينَالروم فَيَومَئِذٍ لا يَنفَعُ الّذِينَ ظَلَمُوا مَعذِرَتُهُم وَ لا هُم يُستَعتَبُونَلقمان بَلِ الظّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍص قالَ لَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعجَتِكَ إِلي نِعاجِهِ وَ إِنّ كَثِيراً مِنَ الخُلَطاءِ ليَبَغيِ‌ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ إِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ قَلِيلٌ ما هُم


صفحه : 308

المؤمن ما لِلظّالِمِينَ مِن حَمِيمٍ وَ لا شَفِيعٍ يُطاعُحمعسق وَ الظّالِمُونَ ما لَهُم مِن ولَيِ‌ّ وَ لا نَصِيرٍ و قال تعالي وَ إِنّ الظّالِمِينَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ تَرَي الظّالِمِينَ مُشفِقِينَ مِمّا كَسَبُوا وَ هُوَ واقِعٌ بِهِم و قال تعالي إِنّهُ لا يُحِبّ الظّالِمِينَ وَ لَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ إِنّمَا السّبِيلُ عَلَي الّذِينَ يَظلِمُونَ النّاسَ وَ يَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ إلي قوله تعالي وَ تَرَي الظّالِمِينَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ يَقُولُونَ هَل إِلي مَرَدّ مِن سَبِيلٍ إلي قوله أَلا إِنّ الظّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍالزخرف فَوَيلٌ لِلّذِينَ ظَلَمُوا مِن عَذابِ يَومٍ أَلِيمٍالجاثيةوَ إِنّ الظّالِمِينَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُتّقِينَالجن وَ أَمّا القاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنّمَ حَطَباًالبروج إِنّ الّذِينَ فَتَنُوا المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ ثُمّ لَم يَتُوبُوا فَلَهُم عَذابُ جَهَنّمَ وَ لَهُم عَذابُ الحَرِيقِ

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الهمَدَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن دُرُستَ عَن عِيسَي بنِ بَشِيرٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا حَضَرَت عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع الوَفَاةُ ضمَنّيِ‌ إِلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ أُوصِيكَ بِمَا أوَصاَنيِ‌ بِهِ أَبِي عَلَيهِ السّلَامُ حِينَ حَضَرَتهُ الوَفَاةُ وَ بِمَا ذَكَرَ أَنّ أَبَاهُ أَوصَاهُ بِهِ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِيّاكَ وَ ظُلمَ مَن لَا يَجِدُ عَلَيكَ نَاصِراً إِلّا اللّهَ

2- ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ مِثلَهُ


صفحه : 309

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن خَافَ رَبّهُ كَفّ ظُلمَهُ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الصوّفيِ‌ّ عَنِ الروّياَنيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِئسَ الزّادُ إِلَي المَعَادِ العُدوَانُ عَلَي العِبَادِ

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدقاق عن الصوفي‌ مثله

5- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ يَقُولُ مَن زَرَعَ حِنطَةً فِي أَرضٍ فَلَم يُزَكّ أَرضَهُ وَ زَرعَهُ وَ خَرَجَ زَرعُهُ كَثِيرَ الشّعِيرِ فَبِظُلمِ عَمَلِهِ فِي مِلكِ رَقَبَةِ الأَرضِ أَو بِظُلمٍ لِمُزَارِعِهِ وَ أَكَرَتِهِ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُفَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا حَرّمنا عَلَيهِم طَيّباتٍ أُحِلّت لَهُم

6- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الفَضلِ بنِ عَامِرٍ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَنِ المحُاَربِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌ إِن لَم تَظلِمهُم ظَلَمُوكَ السّفِلَةُ وَ زَوجَتُكَ وَ خَادِمُكَ

سن ،[المحاسن ] أبي عن موسي بن القاسم مثله

7- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن أَبِي العَبّاسِ السّرّاجِ عَن قُتَيبَةَ عَن بَكرِ بنِ عَجلَانَ عَن سَعِيدٍ المقَبرُيِ‌ّ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِيّاكُم وَ الفُحشَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يُحِبّ الفَاحِشَ المُتَفَحّشَ وَ إِيّاكُم وَ الظّلمَ فَإِنّ الظّلمَ عِندَ اللّهِ هُوَ الظّلُمَاتُ يَومَ القِيَامَةِ وَ إِيّاكُم وَ الشّحّ فَإِنّهُ دَعَا الّذِينَ مِن قَبلِكُم حَتّي سَفَكُوا دِمَاءَهُم وَ دَعَاهُم حَتّي قَطَعُوا أَرحَامَهُم وَ دَعَاهُم حَتّي انتَهَكُوا وَ استَحَلّوا مَحَارِمَهُم


صفحه : 310

8- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ لِلظّالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَظلِمُ مَن فَوقَهُ بِالمَعصِيَةِ وَ مَن دُونَهُ بِالغَلَبَةِ وَ يُعِينُ الظّلَمَةَ الخَبَرَ

أقول قدمر بعض الأخبار في باب العدالة وبعضها في باب مايوجب غضب الله من الذنوب

9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ بنِ الصّلتِ قَالَ أنَشدَنَيِ‌ الرّضَا ع لِعَبدِ المُطّلِبِ


يَعِيبُ النّاسُ كُلّهُم زَمَاناً   وَ مَا لِزَمَانِنَا عَيبٌ سِوَانَا

نَعِيبُ زَمَانَنَا وَ العَيبُ فِينَا   وَ لَو نَطَقَ الزّمَانُ بِنَا هَجَانَا

وَ إِنّ الذّئبَ يَترُكُ لَحمَ ذِئبٍ   وَ يَأكُلُ بَعضُنَا بَعضاً عِيَاناً

10- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِ‌ّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ عَنِ الصّادِقِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا يُحجَبنَ عَنِ اللّهِ تَعَالَي دُعَاءُ الوَالِدِ لِوَلَدِهِ إِذَا بَرّهُ وَ دَعوَتُهُ عَلَيهِ إِذَا عَقّهُ وَ دُعَاءُ المَظلُومِ عَلَي ظَالِمِهِ وَ دُعَاؤُهُ لِمَنِ انتَصَرَ لَهُ مِنهُ وَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ دَعَا لِأَخٍ لَهُ مُؤمِنٍ وَاسَاهُ فِينَا وَ دُعَاؤُهُ عَلَيهِ إِذَا لَم يُوَاسِهِ مَعَ القُدرَةِ عَلَيهِ وَ اضطِرَارِ أَخِيهِ إِلَيهِ

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الغنَيِ‌ّ بنِ سَعِيدٍ عَن عُثمَانَ بنِ مُحَمّدٍ السمّرَقنَديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ الطهّراَنيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ عَن أَبِي مَعشَرٍ عَن سَعِيدٍ المقَبرُيِ‌ّ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ دَعوَةُ المَظلُومِ مُستَجَابَةٌ وَ إِن كَانَت مِن فَاجِرٍ محوب [مَخُوفٍ] عَلَي نَفسِهِ قَالَ عَبدُ الرّزّاقِ فَلَقِيتُ أَبَا مَعشَرٍ فحَدَثّنَيِ‌ بِهِ


صفحه : 311

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]حَمّوَيهِ عَن أَبِي الحُسَينِ عَنِ ابنِ مُقبِلٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ النخّعَيِ‌ّ عَن مِسعَرِ بنِ يَحيَي عَن شَرِيكٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اشتَدّ غضَبَيِ‌ عَلَي مَن ظَلَمَ مَن لَا يَجِدُ نَاصِراً غيَريِ‌

13- مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ المُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ البِكرِ المرُاَديِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّ الخَلقِ أَشَحّ قَالَ مَن أَخَذَ المَالَ مِن غَيرِ حِلّهِ فَجَعَلَهُ فِي غَيرِ حَقّهِ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضائري‌ عن الصدوق مثله

14- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن نَوفٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ قُل لِلمَلَإِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَا يَدخُلُوا بَيتاً مِن بيُوُتيِ‌ إِلّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَبصَارٍ خَاشِعَةٍ وَ أَكُفّ نَقِيّةٍ وَ قُل لَهُم اعلَمُوا أنَيّ‌ غَيرُ مُستَجِيبٍ لِأَحَدٍ مِنكُم دَعوَةً وَ لِأَحَدٍ مِن خلَقيِ‌ قِبَلَهُ مَظلِمَةٌ الخَبَرَ

15- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ الظّلمُ ثَلَاثَةٌ ظُلمٌ يَغفِرُهُ اللّهُ وَ ظُلمٌ لَا يَغفِرُهُ اللّهُ وَ ظُلمٌ لَا يَدَعُهُ فَأَمّا الظّلمُ ألّذِي لَا يَغفِرُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَالشّركُ بِاللّهِ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِي يَغفِرُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَظُلمُ الرّجُلِ نَفسَهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِي لَا يَدَعُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَالمُدَايَنَةُ بَينَ العِبَادِ وَ قَالَ ع مَا يَأخُذُ المَظلُومُ مِن دِينِ الظّالِمِ أَكثَرُ مِمّا يَأخُذُ الظّالِمُ مِن دُنيَا المَظلُومِ


صفحه : 312

ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ إِلَي قَولِهِ بَينَ العِبَادِ

16- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ العَامِلُ بِالظّلمِ وَ المُعِينُ عَلَيهِ وَ الراّضيِ‌ بِهِ شُرَكَاءُ ثَلَاثَةٌ

17- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُبغِضُ الشّيخَ الجَاهِلَ وَ الغنَيِ‌ّ الظّلُومَ وَ الفَقِيرَ المُختَالَ

18- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن سَمَاعَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الظّلمُ فِي الدّنيَا هُوَ الظّلُمَاتُ فِي الآخِرَةِ

19- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ الحَجّالِ عَن غَالِبِ بنِ مُحَمّدٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ رَبّكَ لَبِالمِرصادِ قَالَ قَنطَرَةٌ عَلَي الصّرَاطِ لَا يَجُوزُهَا عَبدٌ بِمَظلِمَةٍ

20- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَا أُجِيبُ دَعوَةَ مَظلُومٍ دعَاَنيِ‌ فِي مَظلِمَةٍ ظُلِمَهَا وَ لِأَحَدٍ عِندَهُ مِثلُ تِلكَ المَظلِمَةِ

21- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع قَالَ يَأخُذُ المَظلُومُ مِن دِينِ الظّالِمِ أَكثَرَ مِمّا يَأخُذُ الظّالِمُ مِن دُنيَا المَظلُومِ


صفحه : 313

22- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا أَحَدٌ يَظلِمُ بِمَظلِمَةٍ إِلّا أَخَذَهُ اللّهُ بِهَا فِي نَفسِهِ وَ مَالِهِ فَأَمّا الظّلمُ ألّذِي بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِذَا تَابَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ

23- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي القَاسِمِ عَن عُثمَانَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَرقَطِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ مَنِ ارتَكَبَ أَحَداً بِظُلمٍ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ مَن يَظلِمُهُ بِمِثلِهِ أَو عَلَي وُلدِهِ أَو عَلَي عَقِبِهِ مِن بَعدِهِ

24- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن حَمّادٍ عَن ربِعيِ‌ّ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن أَكَلَ مِن مَالِ أَخِيهِ ظُلماً وَ لَم يَرُدّهُ عَلَيهِ أَكَلَ جَذوَةً مِنَ النّارِ يَومَ القِيَامَةِ

25- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِنّمَا خَافَ القِصَاصَ مَن كَفّ عَن ظُلمِ النّاسِ

26- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حُسَينِ بنِ عُثمَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُبغِضُ الغنَيِ‌ّ الظّلُومَ

27- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن ظَلَمَ أَحَداً فَفَاتَهُ فَليَستَغفِرِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَهُ فَإِنّهُ كَفّارَةٌ لَهُ

28- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا انتَصَرَ اللّهُ مِن ظَالِمٍ إِلّا بِظَالِمٍ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ نوُلَيّ‌ بَعضَ الظّالِمِينَ بَعضاً


صفحه : 314

29- سن ،[المحاسن ] أَبِي رَفَعَهُ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع صَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ فَأَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ الذّنُوبَ ثَلَاثَةٌ ثُمّ أَمسَكَ فَقَالَ لَهُ حَبّةُ العرُنَيِ‌ّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قُلتَ الذّنُوبُ ثَلَاثَةٌ ثُمّ أَمسَكتَ فَقَالَ لَهُ مَا ذَكَرتُهَا إِلّا وَ أَنَا أُرِيدُ أَن أُفَسّرَهَا وَ لَكِنّهُ عَرَضَ لِي بُهرٌ حَالَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ الكَلَامِ نَعَم الذّنُوبُ ثَلَاثَةٌ فَذَنبٌ مَغفُورٌ وَ ذَنبٌ غَيرُ مَغفُورٍ وَ ذَنبٌ نَرجُو لِصَاحِبِهِ وَ نَخَافُ عَلَيهِ قِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَبَيّنهَا لَنَا قَالَ نَعَم أَمّا الذّنبُ المَغفُورُ فَعَبدٌ عَاقَبَهُ اللّهُ تَعَالَي عَلَي ذَنبِهِ فِي الدّنيَا فَاللّهُ أَحكَمُ وَ أَكرَمُ أَن يُعَاقِبَ عَبدَهُ مَرّتَينِ وَ أَمّا الذّنبُ ألّذِي لَا يُغفَرُ فَظُلمُ العِبَادِ بَعضِهِم لِبَعضٍ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا بَرَزَ لِخَلقِهِ أَقسَمَ قَسَماً عَلَي نَفسِهِ فَقَالَ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَا يجَوُزنُيِ‌ ظُلمُ ظَالِمٍ وَ لَو كَفّ بِكَفّ وَ لَو مَسحَةٌ بِكَفّ وَ نَطحَةٌ مَا بَينَ الشّاةِ القَرنَاءِ إِلَي الشّاةِ الجَمّاءِ فَيَقتَصّ اللّهُ لِلعِبَادِ بَعضِهِم مِن بَعضٍ حَتّي لَا يَبقَي لِأَحَدٍ عِندَ أَحَدٍ مَظلِمَةٌ ثُمّ يَبعَثُهُمُ اللّهُ إِلَي الحِسَابِ وَ أَمّا الذّنبُ الثّالِثُ فَذَنبٌ سَتَرَهُ اللّهُ عَلَي عَبدِهِ وَ رَزَقَهُ التّوبَةَ فَأَصبَحَ خَاشِعاً مِن ذَنبِهِ رَاجِياً لِرَبّهِ فَنَحنُ لَهُ كَمَا هُوَ لِنَفسِهِ نَرجُو لَهُ الرّحمَةَ وَ نَخَافُ عَلَيهِ العِقَابَ

30- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا يُونُسُ مَن حَبَسَ حَقّ المُؤمِنِ أَقَامَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ خَمسَمِائَةِ عَامٍ عَلَي رِجلَيهِ حَتّي يَسِيلَ مِن عَرَقِهِ أَودِيَةٌ وَ ينُاَديِ‌ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ هَذَا الظّالِمُ ألّذِي حَبَسَ عَنِ اللّهِ حَقّهُ قَالَ فَيُوَبّخُ أَربَعِينَ يَوماً ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ

31- سن ،[المحاسن ] فِي رِوَايَةِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَيّمَا مُؤمِنٍ حَبَسَ مُؤمِناً عَن مَالِهِ وَ هُوَ يَحتَاجُ إِلَيهِ لَم يَذُق وَ اللّهِ مِن طَعَامِ الجَنّةِ وَ لَا يَشرَبُ مِنَ الرّحِيقِ المَختُومِ

32- سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ الجِهَادِ مَن أَصبَحَ لَا يَهُمّ بِظُلمِ أَحَدٍ


صفحه : 315

33- كِتَابُ الغَايَاتِ، عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع وَ ذَكَرَ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ أَعظَمُ مَكَانَ أَفضَلُ وَ بَعدَهُ هَذِهِ التّتِمّةَ وَ مَن أَصبَحَ لَا يَهُمّ بِظُلمِ أَحَدٍ غُفِرَ لَهُ مَا اجتَرَمَ

34- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيّاكُم وَ الظّلمَ فَإِنّهُ يُخَرّبُ قُلُوبَكُم

35- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مُبتَدِئاً مَن ظَلَمَ سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ مَن يَظلِمُهُ أَو عَلَي عَقِبِهِ أَو عَلَي عَقِبِ عَقِبِهِ قَالَ فَذَكَرتُ فِي نفَسيِ‌ فَقُلتُ يَظلِمُ هُوَ فَيُسَلّطُ اللّهُ عَلَي عَقِبِهِ أَو عَقِبِ عَقِبِهِ فَقَالَ لِي قَبلَ أَن أَتَكَلّمَ إِنّ اللّهَ يَقُولُوَ ليَخشَ الّذِينَ لَو تَرَكُوا مِن خَلفِهِم ذُرّيّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيهِم فَليَتّقُوا اللّهَ وَ ليَقُولُوا قَولًا سَدِيداً

36- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُمَا عَن قَولِهِوَ إِذا تَوَلّي سَعي فِي الأَرضِ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَقَالَ النّسلُ الوَلَدُ وَ الحَرثُ الأَرضُ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الحَرثُ الذّرّيّةُ

37- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِ‌ّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع فِي قَولِهِوَ إِذا تَوَلّي سَعي فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيها وَ يُهلِكَ الحَرثَ وَ النّسلَبِظُلمِهِ لِسُوءِ سِيرَتِهِ وَ اللّهُ لَا يُحِبّ الفَسَادَ

38- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا انتَصَرَ اللّهُ مِن ظَالِمٍ إِلّا بِظَالِمٍ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِوَ كَذلِكَ نوُلَيّ‌ بَعضَ الظّالِمِينَ بَعضاً بِما كانُوا يَكسِبُونَ

39-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَاتّقُوا النّارَ


صفحه : 316

التّيِ‌ وَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُ يَا مَعَاشِرَ شِيعَتِنَا اتّقُوا اللّهَ وَ احذَرُوا أَن تَكُونُوا لِتِلكَ النّارِ حَطَباً وَ إِن لَم تَكُونُوا بِاللّهِ كَافِرِينَ فَتَوَقّوهَا بتِوَقَيّ‌ ظُلمِ إِخوَانِكُمُ المُؤمِنِينَ وَ إِنّهُ لَيسَ مِن مُؤمِنٍ ظَلَمَ أَخَاهُ المُؤمِنَ المُشَارِكَ لَهُ فِي مُوَالَاتِنَا إِلّا ثَقّلَ اللّهُ فِي تِلكَ النّارِ سَلَاسِلَهُ وَ أَغلَالَهُ وَ لَن يَكُفّهُ مِنهَا إِلّا شَفَاعَتُنَا وَ لَن نَشفَعَ إِلَي اللّهِ تَعَالَي إِلّا بَعدَ أَن نَشفَعَ لَهُ فِي أَخِيهِ المُؤمِنِ فَإِن عَفَا شَفَعنَا وَ إِلّا طَالَ فِي النّارِ مَكثُهُ

40-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم لا تَسفِكُونَ دِماءَكُم وَ لا تُخرِجُونَ أَنفُسَكُم مِن دِيارِكُم ثُمّ أَقرَرتُم وَ أَنتُم تَشهَدُونَ ثُمّ أَنتُم هؤُلاءِ تَقتُلُونَ أَنفُسَكُم وَ تُخرِجُونَ فَرِيقاً مِنكُم مِن دِيارِهِم تَظاهَرُونَ عَلَيهِم بِالإِثمِ وَ العُدوانِ وَ إِن يَأتُوكُم أُساري تُفادُوهُم وَ هُوَ مُحَرّمٌ عَلَيكُم إِخراجُهُم أَ فَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَ تَكفُرُونَ بِبَعضٍ فَما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلِكَ مِنكُم إِلّا خزِي‌ٌ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ يَومَ القِيامَةِ يُرَدّونَ إِلي أَشَدّ العَذابِ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ أُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الحَياةَ الدّنيا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَ لا هُم يُنصَرُونَ قَالَ الإِمَامُ ع وَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم وَ اذكُرُوا يَا بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حِينَ أَخَذنَا مِيثَاقَكُم عَلَي أَسلَافِكُم وَ عَلَي كُلّ مَن يَصِلُ إِلَيهِ الخَبَرُ بِذَلِكَ مِن أَخلَافِهِمُ الّذِينَ أَنتُم مِنهُملا تَسفِكُونَ دِماءَكُم لَا يَسفِكُ بَعضُكُم دِمَاءَ بَعضٍوَ لا تُخرِجُونَ أَنفُسَكُم مِن دِيارِكُم لَا يُخرِجُ بَعضُكُم بَعضاً مِن دِيَارِهِمثُمّ أَقرَرتُمبِذَلِكَ المِيثَاقِ كَمَا أَقَرّ بِهِ أَسلَافُكُم وَ التَزَمتُمُوهُ كَمَا التَزَمُوهُوَ أَنتُم تَشهَدُونَبِذَلِكَ عَلَي أَسلَافِكُم وَ أَنفُسِكُمثُمّ أَنتُممَعَاشِرَ اليَهُودِتَقتُلُونَ أَنفُسَكُميَقتُلُ بَعضُكُم بَعضاًوَ تُخرِجُونَ فَرِيقاً مِنكُم مِن دِيارِهِمغَضَباً وَ قَهراً عَلَيهِمتَظاهَرُونَ عَلَيهِمتَظَاهَرَ بَعضُكُم بَعضاً عَلَي إِخرَاجِ مَن تُخرِجُونَهُ مِن دِيَارِهِم وَ قَتلِ مَن تَقتُلُونَهُ مِنهُم بِغَيرِ حَقّبِالإِثمِ وَ العُدوانِباِلتعّدَيّ‌ تَتَعَاوَنُونَ وَ تَتَظَاهَرُونَوَ إِن يَأتُوكُميعَنيِ‌ هَؤُلَاءِ الّذِينَ تُخرِجُونَهُم أَي تَرُومُونَ إِخرَاجَهُم وَ قَتلَهُم ظُلماً أَن يَأتُوكُمأُساري قَد أَسَرَهُم أَعدَاؤُهُم وَ أَعدَاؤُكُمتُفادُوهُم مِنَ الأَعدَاءِ


صفحه : 317

بِأَموَالِكُموَ هُوَ مُحَرّمٌ عَلَيكُم إِخراجُهُمأَعَادَ قَولَهُ عَزّ وَ جَلّإِخراجُهُم وَ لَم يَقتَصِر عَلَي أَن يَقُولَوَ هُوَ مُحَرّمٌ عَلَيكُملِأَنّهُ لَو قَالَ لَرَأَي أَنّ المُحَرّمَ إِنّمَا هُوَ مُفَادَاتُهُم ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّأَ فَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَ هُوَ ألّذِي أَوجَبَ عَلَيكُمُ المُفَادَاةَوَ تَكفُرُونَ بِبَعضٍ وَ هُوَ ألّذِي حَرّمَ عَلَيكُم قَتلَهُم وَ إِخرَاجَهُم فَقَالَ فَإِذَا كَانَ قَد حَرّمَ الكِتَابُ قَتلَ النّفُوسِ وَ الإِخرَاجَ مِنَ الدّيَارِ كَمَا فَرَضَ فِدَاءَ الأُسَرَاءِ فَمَا بَالُكُم تُطِيعُونَ فِي بَعضٍ وَ تَعصُونَ فِي بَعضٍ كَأَنّكُم بِبَعضٍ كَافِرُونَ وَ بِبَعضٍ مُؤمِنُونَ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّفَما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلِكَ مِنكُم يَا مَعشَرَ اليَهُودِإِلّا خزِي‌ٌذُلّفِي الحَياةِ الدّنياجِزيَةٌ تُضرَبُ عَلَيهِ وَ يُذَلّ بِهَاوَ يَومَ القِيامَةِ يُرَدّونَ إِلي أَشَدّ العَذابِ إِلَي جِنسِ أَشَدّ العَذَابِ يَتَفَاوَتُ ذَلِكَ عَلَي قَدرِ تَفَاوُتِ مَعَاصِيهِموَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَيَعمَلُ هَؤُلَاءِ اليَهُودُ ثُمّ وَصَفَهُم فَقَالَ عَزّ وَ جَلّأُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الحَياةَ الدّنيا بِالآخِرَةِرَضُوا بِالدّنيَا وَ حُطَامِهَا بَدَلًا مِن نَعِيمِ الجِنَانِ المُستَحَقّ بِطَاعَاتِ اللّهِفَلا يُخَفّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَ لا هُم يُنصَرُونَ لَا يَنصُرُهُم أَحَدٌ يَرفَعُ عَنهُمُ العَذَابَ

41-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدّنيا إِلَي قَولِهِوَ لَبِئسَ المِهادُ قَالَ الإِمَامُ ع فَلَمّا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي الآيَةِ المُتَقَدّمَةِ لِهَذِهِ الآيَاتِ بِالتّقوَي سِرّاً وَ عَلَانِيَةً أَخبَرَ مُحَمّداً أَنّ فِي النّاسِ مَن يُظهِرُهَا وَ يُسِرّ خِلَافَهَا وَ ينَطوَيِ‌ عَلَي معَاَصيِ‌ اللّهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُوَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ بِإِظهَارِهِ لَكَ الدّينَ وَ الإِسلَامَ وَ يُزَيّنُهُ بِحَضرَتِكَ بِالوَرَعِ وَ الإِحسَانِوَ يُشهِدُ اللّهَ عَلي ما فِي قَلبِهِبِأَن يَحلِفَ لَكَ بِأَنّهُ مُؤمِنٌ مُخلِصٌ مُصَدّقٌ لِقَولِهِ بِعِلمِهِوَ إِذا تَوَلّيعَنكَ أَدبَرَسَعي فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيها وَ يعَصيِ‌ بِالكُفرِ المُخَالِفِ لِمَا أَظهَرَ لَكَ وَ الظّلمِ المُبَايِنِ لِمَا وَعَدَ مِن نَفسِهِ بِحَضرَتِكَوَ يُهلِكَ الحَرثَبِأَن يُحرِقَهُ أَو يُفسِدَهُوَ النّسلَبِأَن يَقتُلَ الحَيَوَانَاتِ فَيَنقَطِعَ نَسلُهُوَ اللّهُ لا يُحِبّ الفَسادَ لَا يَرضَي بِهِ وَ لَا يُترَكُ أَن يُعَاقَبَ عَلَيهِ


صفحه : 318

وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتّقِ اللّهَلِهَذَا ألّذِي يُعجِبُكَ قَولُهُ اتّقِ اللّهَ وَ دَع سُوءَ صَنِيعِكَأَخَذَتهُ العِزّةُ بِالإِثمِ ألّذِي هُوَ مُحتَقِبُهُ فَيَزدَادُ إِلَي شَرّهِ شَرّاً وَ يُضِيفُ إِلَي ظُلمِهِ ظُلماًفَحَسبُهُ جَهَنّمُجَزَاءً لَهُ عَلَي سُوءِ فِعلِهِ وَ عَذَاباًوَ لَبِئسَ المِهادُتَمهِيدُهَا وَ يَكُونُ دَائِماً فِيهَا قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع ذَمّ اللّهُ تَعَالَي هَذَا الظّالِمَ المعُتدَيِ‌َ مِنَ المُخَالِفِينَ وَ هُوَ عَلَي خِلَافِ مَا يَقُولُ منُطوَيِ‌[مُنطَوٍ] وَ الإِسَاءَةِ إِلَي المُؤمِنِينَ مُضمِرٌ فَاتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ وَ إِيّاكُم وَ الذّنُوبَ التّيِ‌ قَلّ مَا أَصَرّ عَلَيهَا صَاحِبُهَا إِلّا أَدّاهُ إِلَي الخِذلَانِ المؤُدَيّ‌ إِلَي الخُرُوجِ عَن وَلَايَةِ مُحَمّدٍص وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِمَا وَ الدّخُولِ فِي مُوَالَاةِ أَعدَائِهِمَا فَإِنّ مَن أَصَرّ عَلَي ذَلِكَ فَأَدّاهُ خِذلَانُهُ إِلَي الشّقَاءِ الأَشقَي مِن مُفَارَقَةِ وَلَايَةِ سَيّدِ أوُليِ‌ النّهَي فَهُوَ مِن أَخسَرِ الخَاسِرِينَ قَالُوا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَا الذّنُوبُ المُؤَدّيَةُ إِلَي الخِذلَانِ العَظِيمِ قَالَ ظُلمُكُم لِإِخوَانِكُمُ الّذِينَ هُم لَكُم فِي تَفضِيلِ عَلِيّ ع وَ القَولِ بِإِمَامَتِهِ وَ إِمَامَةِ مَنِ انتَجَبَهُ مِن ذُرّيّتِهِ مُوَافِقُونَ وَ مُعَاوَنَتُكُمُ النّاصِبِينَ عَلَيهِم وَ لَا تَغتَرّوا بِحِلمِ اللّهِ عَنكُم وَ طُولِ إِمهَالِهِ لَكُم فَتَكُونُوا كَمَن قَالَ اللّهُ تَعَالَيكَمَثَلِ الشّيطانِ إِذ قالَ لِلإِنسانِ اكفُر فَلَمّا كَفَرَ قالَ إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكَ إنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ رَبّ العالَمِينَ كَانَ هَذَا رَجُلٌ فِيمَن كَانَ قَبلَكُم فِي زَمَانِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَتَعَاطَي الزّهدَ وَ العِبَادَةَ وَ قَد كَانَ قِيلَ لَهُ أَفضَلُ الزّهدِ الزّهدُ فِي ظُلمِ إِخوَانِكَ المُؤمِنِينَ بِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِمَا وَ إِنّ أَشرَفَ العِبَادَةِ خِدمَتُكَ إِخوَانَكَ المُؤمِنِينَ المُوَافِقِينَ لَكَ عَلَي تَفضِيلِ سَادَةِ الوَرَي مُحَمّدٍ المُصطَفَيص وَ عَلِيّ المُرتَضَي ع وَ المُنتَجَبِينَ المُختَارِينَ لِلقِيَامِ بِسِيَاسَةِ الوَرَي فَعُرِفَ الرّجُلُ بِمَا كَانَ يُظهِرُ مِنَ الزّهدِ فَكَانَ إِخوَانُهُ المُؤمِنُونَ يُودِعُونَهُ فيَدَعّيِ‌ فِيهَا أَنّهَا سُرِقَت وَ يَفُوزُ بِهَا وَ إِذَا لَم يُمكِنهُ دَعوَي السّرِقَةِ جَحَدَهَا وَ ذَهَبَ بِهَا وَ مَا زَالَ هَكَذَا وَ الدعّاَويِ‌ لَا تُقبَلُ فِيهِ وَ الظّنُونُ تُحسِنُ بِهِ وَ يَقتَصِرُ مِنهُ عَلَي


صفحه : 319

أَيمَانِهِ الفَاجِرَةِ إِلَي أَن خَذَلَهُ اللّهُ فَوُضِعَت عِندَهُ جَارِيَةٌ مِن أَجمَلِ النّاسِ قَد جُنّت لِيُرقِيَهَا بِرُقيَةٍ فَتَبرَأَ أَو يُعَالِجَهَا بِدَوَاءٍ فَحَمَلَهُ الخِذلَانُ عِندَ غَلَبَةِ الجُنُونِ عَلَيهَا عَلَي وَطئِهَا فَأَحبَلَهَا فَلَمّا اقتَرَبَ وَضعُهَا جَاءَ الشّيطَانُ فَأَخطَرَ بِبَالِهِ أَنّهَا تَلِدُ وَ تُعرَفُ بِالزّنَا بِهَا فَتُقتَلُ فَاقتُلهَا وَ ادفِنهَا تَحتَ مُصَلّاكَ فَقَتَلَهَا وَ دَفَنَهَا وَ طَلَبَهَا أَهلُهَا فَقَالَ زَادَ بِهَا جُنُونُهَا فَمَاتَت فَاتّهَمُوهُ وَ حَفَرُوا تَحتَ مُصَلّاهُ فَوَجَدُوهَا مَقتُولَةً مَدفُونَةً حُبلَي مُقرِبَةً فَأَخَذُوهُ وَ انضَافَ إِلَي هَذِهِ الخَطِيئَةِ دعَاَويِ‌ القَومِ الكَثِيرِ الّذِينَ جَحَدَهُم فَقَوِيَت عَلَيهِ التّهَمَةُ وَ ضُويِقَ فَاعتَرَفَ عَلَي نَفسِهِ بِالخَطِيئَةِ بِالزّنَا بِهَا وَ قَتلِهَا فَمُلِئَ ظَهرُهُ وَ بَطنُهُ سِيَاطاً وَ صُلِبَ عَلَي شَجَرَةٍ فَجَاءَ بَعضُ شَيَاطِينِ الإِنسِ وَ قَالَ لَهُ مَا ألّذِي أَغنَي عَنكَ عِبَادَةُ مَن كُنتَ تَعبُدُهُ وَ مُوَالَاةُ مَن كُنتَ تُوَالِيهِ مِن مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِمَا ع الّذِينَ زَعَمُوا أَنّهُم فِي الشّدَائِدِ أَنصَارُكَ وَ فِي المُلِمّاتِ أَعوَانُكَ ذَهَبَ مَا كُنتَ تَأمَلُ هَبَاءً مَنثُوراً وَ انكَشَفَت أَحَادِيثُهُم لَكَ وَ إِطَاعَتُكَ إِيّاهُم مِن أَعظَمِ الغُرُورِ وَ أَبطَلِ الأَبَاطِيلِ وَ أَنَا الإِمَامُ ألّذِي كُنتَ تُدعَي إِلَيهِ وَ صَاحِبُ الحَقّ ألّذِي كُنتَ تَدُلّ عَلَيهِ وَ قَد كُنتَ بِاعتِقَادِ إِمَامَةِ غيَريِ‌ مِن قَبلُ مَغرُوراً فَإِن أَرَدتَ أَن أُخَلّصَكَ مِن هَؤُلَاءِ وَ أَذهَبَ بِكَ إِلَي بِلَادِنَا وَ أَجعَلَكَ هُنَالِكَ رَئِيساً سَيّداً فَاسجُد لِي عَلَي خَشَبَتِكَ هَذِهِ سَجدَةَ مُعتَرِفٍ بأِنَيّ‌ أَنَا المَالِكُ لِإِنقَاذِكَ لِأُنقِذَكَ فَغَلَبَ عَلَيهِ الشّقَاءُ وَ الخِذلَانُ فَاعتَقَدَ قَولَهُ وَ سَجَدَ لَهُ ثُمّ قَالَ أنَقذِنيِ‌ فَقَالَ لَهُإنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِنكَ إنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ رَبّ العالَمِينَ وَ جَعَلَ يَسخَرُ وَ يَطنِزُ وَ تَحَيّرَ المَصلُوبُ وَ اضطَرَبَ عَلَيهِ اعتِقَادُهُ وَ مَاتَ بِأَسوَإِ عَاقِبَةٍ فَذَلِكَ ألّذِي أَدّاهُ إِلَي هَذَا الخِذلَانِ

42- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن ظَلَمَ أَحَداً فَفَاتَهُ فَليَستَغفِرِ اللّهَ لَهُ فَإِنّهُ كَفّارَةٌ

وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا انتَصَرَ اللّهُ مِن ظَالِمٍ إِلّا بِظَالِمٍ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيوَ كَذلِكَ نوُلَيّ‌ بَعضَ الظّالِمِينَ بَعضاً بِما كانُوا يَكسِبُونَ

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع قُل لِلظّالِمِينَ لَا يذَكرُوُننَيِ‌ فَإِنّهُ


صفحه : 320

حَقّاً عَلَيّ أَن أَذكُرَ مَن ذكَرَنَيِ‌ وَ إِنّ ذكِريِ‌ إِيّاهُم أَن أَلعَنَهُم

43- ختص ،[الإختصاص ] سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّ ذَنبٍ أَعجَلُ عُقُوبَةً لِصَاحِبِهِ فَقَالَ مَن ظَلَمَ مَن لَا نَاصِرَ لَهُ إِلّا اللّهُ وَ جَاوَرَ النّعمَةَ بِالتّقصِيرِ وَ استَطَالَ البغَي‌َ عَلَي الفَقِيرِ

44- ختص ،[الإختصاص ] عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن ظَلَمَ أَحَداً فَفَاتَهُ فَليَستَغفِرِ اللّهَ لَهُ فَإِنّهُ كَفّارَةٌ لَهُ

45- كِتَابُ صِفَاتِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن زِيَادٍ القنَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَفَي المُؤمِنَ مِنَ اللّهِ نُصرَةً أَن يَرَي عَدُوّهُ يَعمَلُ بمِعَاَصيِ‌ اللّهِ

46- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ فِي خُطبَتِهِ سِبَابُ المُؤمِنِ فِسقٌ وَ قِتَالُهُ كُفرٌ وَ أَكلُ لَحمِهِ مَعصِيَةُ اللّهِ وَ حُرمَةُ مَالِهِ كَحُرمَةِ دَمِهِ

47- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ الجِهَادِ مَن أَصبَحَ لَا يَهُمّ بِظُلمِ أَحَدٍ

48- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ النّبِيّص أَ لَا أُخبِرُكُم بِخِيارِكُم قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ هُمُ الضّعَفَاءُ المَظلُومُونَ

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن ظَلَمَكَ فَقَد نَفَعَكَ وَ أَضَرّ بِنَفسِهِ

49- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِلظّالِمِ الباَديِ‌ غَداً بِكَفّهِ عَضّةٌ

وَ قَالَ ع بِئسَ الزّادُ إِلَي المَعَادِ العُدوَانُ عَلَي العِبَادِ

وَ قَالَ ع يَومُ المَظلُومِ عَلَي الظّالِمِ أَشَدّ مِن يَومِ الظّالِمِ عَلَي المَظلُومِ

وَ قَالَ ع مَا ظَفِرَ مَن ظَفِرَ الإِثمُ بِهِ وَ الغَالِبُ بِالشّرّ مَغلُوبٌ

وَ قَالَ ع يَومُ


صفحه : 321

العَدلِ عَلَي الظّالِمِ أَشَدّ مِن يَومِ الجَورِ عَلَي المَظلُومِ

وَ قَالَ ع لِلظّالِمِ مِنَ الرّجَالِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَظلِمُ مَن فَوقَهُ بِالمَعصِيَةِ وَ مَن دُونَهُ بِالغَلَبَةِ وَ يُظَاهِرُ الظّلَمَةَ

وَ قَالَ ع إِذَا رَأَيتُم خَيراً فَأَعِينُوا عَلَيهِ وَ إِذَا رَأَيتُم شَرّاً فَاذهَبُوا عَنهُ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَقُولُ يَا ابنَ آدَمَ اعمَلِ الخَيرَ وَ دَعِ الشّرّ فَإِذَا أَنتَ جَوَادٌ قَاصِدٌ أَلَا وَ إِنّ الظّلمَ ثَلَاثَةٌ فَظُلمٌ لَا يُغفَرُ وَ ظُلمٌ لَا يُترَكُ وَ ظُلمٌ مَغفُورٌ لَا يُطلَبُ فَأَمّا الظّلمُ ألّذِي لَا يُغفَرُ فَالشّركُ بِاللّهِ قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُإِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِي يُغفَرُ فَظُلمُ العَبدِ نَفسَهُ عِندَ بَعضِ الهَنَاتِ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِي لَا يُترَكُ فَظُلمُ العِبَادِ بَعضِهِم بَعضاً القِصَاصُ هُنَاكَ شَدِيدٌ لَيسَ هُوَ جَرحاً بِالمُدَي وَ لَا ضَرباً بِالسّيَاطِ وَ لَكِنّهُ مَا يُستَصغَرُ ذَلِكَ مَعَهُ

وَ قَالَ ع فِي وَصِيّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ ع ظُلمُ الضّعِيفِ أَفحَشُ الظّلمِ

50- كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ،رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوحَي اللّهُ إِلَي نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَائِهِ ابنَ آدَمَ اذكرُنيِ‌ عِندَ غَضَبِكَ أَذكُركَ عِندَ غضَبَيِ‌ فَلَا أَمحَقُكَ فِيمَن أَمحَقُ وَ إِذَا ظُلِمتَ بِمَظلِمَةٍ فَارضَ باِنتصِاَريِ‌ لَكَ فَإِنّ انتصِاَريِ‌ لَكَ خَيرٌ مِنِ انتِصَارِكَ لِنَفسِكَ وَ اعلَم أَنّ الخُلُقَ الحَسَنَ يُذِيبُ السّيّئَةَ كَمَا يُذِيبُ الشّمسُ الجَلِيدَ وَ أَنّ الخُلُقَ السّيّئَ يُفسِدُ العَمَلَ كَمَا يُفسِدُ الخَلّ العَسَلَ

وَ روُيِ‌َ أَنّ فِي التّورَاةِ مَكتُوباً مَن يَظلِم يَخرَب بَيتُهُ

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُمهِلُ الظّالِمَ حَتّي يَقُولَ أهَملَنَيِ‌ ثُمّ إِذَا أَخَذَهُ أَخذَةً رَابِيَةً

وَ قَالَص إِنّ اللّهَ تَعَالَي حَمِدَ نَفسَهُ عِندَ هَلَاكِ الظّالِمِينَ فَقَالَفَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الّذِينَ ظَلَمُوا وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَكبُرَنّ عَلَيكَ ظُلمُ مَن ظَلَمَكَ فَإِنّمَا يَسعَي فِي مَضَرّتِهِ وَ نَفعِكَ وَ لَيسَ جَزَاءُ مَن سَرّكَ أَن تَسُوءَهُ وَ مَن سَلّ سَيفَ البغَي‌ِ قُتِلَ بِهِ وَ مَن حَفَرَ بِئراً لِأَخِيهِ وَقَعَ فِيهَا وَ مَن هَتَكَ حِجَابَ أَخِيهِ انهَتَكَت عَورَاتُ بَيتِهِ بِئسَ الزّادُ إِلَي المَعَادِ العُدوَانُ عَلَي العِبَادِ

وَ قَالَ ع Œè


صفحه : 322

اذكُر عِندَ الظّلمِ عَدلَ اللّهِ فِيكَ وَ عِندَ القُدرَةِ قُدرَةَ اللّهِ عَلَيكَ

51- أَعلَامُ الدّينِ، قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ يُمهِلُ الظّالِمَ حَتّي يَقُولَ قَد أهَملَنَيِ‌ ثُمّ يَأخُذُهُ أَخذَةً رَابِيَةً إِنّ اللّهَ حَمِدَ نَفسَهُ عِندَ هَلَاكِ الظّالِمِينَ فَقَالَفَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الّذِينَ ظَلَمُوا وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

52- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَلَفٍ عَن مُوسَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الظّلمُ نَدَامَةٌ

53- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن سَعدِ بنِ ظَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الظّلمُ ثَلَاثَةٌ ظُلمٌ يَغفِرُهُ اللّهُ وَ ظُلمٌ لَا يَغفِرُهُ اللّهُ وَ ظُلمٌ لَا يَدَعُهُ اللّهُ فَأَمّا الظّلمُ ألّذِي لَا يَغفِرُهُ فَالشّركُ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِي يَغفِرُهُ فَظُلمُ الرّجُلِ نَفسَهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِي لَا يَدَعُهُ فَالمُدَايَنَةُ بَينَ العِبَادِ

بيان الظلم وضع الشي‌ء في غيرموضعه فالمشرك ظالم لأنه جعل غير الله تعالي شريكا له ووضع العبادة في غيرمحلها والعاصي‌ ظالم لأنه وضع المعصية موضع الطاعة فالشرك كأنه يشمل كل إخلال بالعقائد الإيمانية والمراد المغفرة بدون التوبة كما قال عز و جل إِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ و أماالظلم ألذي يغفره أي يمكن أن يغفره بدون التوبة كما قال لِمَن يَشاءُ و أماالظلم ألذي لايدعه أي لايترك مكافأته في الدنيا أوالأعم ولعله للتفنن في العبارة لأنه ليس من حقه سبحانه حتي يتعلق به المغفرة أوالمعني لايدع تداركه للمظلوم إما بالانتقام من الظالم أوبالتعويض للمظلوم فلاينافي‌ الأخبار الدالة علي أنه إذاأراد تعالي أن يغفر لمن عنده من حقوق الناس يعوض المظلوم حتي يرضي والمداينة بين العباد أي المعاملة بينهم كناية عن مطلق حقوق الناس فإنها تترتب علي المعاملة بينهم أوالمراد به المحاكمة بين العباد


صفحه : 323

في القيامة فإن سببها حقوق الناس قال الجوهري‌ داينت فلانا إذاعاملته فأعطيت دينا وأخذت بدين والدين الجزاء والمكافأة يقال دانه دينا أي جازاه

54- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الحَجّالِ عَن غَالِبِ بنِ مُحَمّدٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ رَبّكَ لَبِالمِرصادِ قَالَ قَنطَرَةٌ عَلَي الصّرَاطِ لَا يَجُوزُهَا عَبدٌ بِمَظلِمَةٍ

بيان إِنّ رَبّكَ لَبِالمِرصادِ قال في المجمع المرصاد الطريق مفعال من رصده يرصده رصدا رعي ما يكون منه ليقابله بما يقتضيه أي عليه طريق العباد فلايفوته أحد والمعني أنه لايفوته شيء من أعمالهم لأنه يسمع ويري جميع أقوالهم وأفعالهم كما لايفوت من هوبالمرصاد وَ روُيِ‌َ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مَعنَاهُ إِنّ رَبّكَ قَادِرٌ عَلَي أَن يجَزيِ‌َ أَهلَ المعَاَصيِ‌ جَزَاءَهُم

وَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ المِرصَادُ قَنطَرَةٌ عَلَي الصّرَاطِ لَا يَجُوزُهَا عَبدٌ بِمَظلِمَةِ عَبدٍ

و قال عطا يعني‌ يجازي كل أحد وينتصف من الظالم للمظلوم وروي‌ عن ابن عباس في هذه الآية قال إن علي جسر جهنم سبع محابس يسأل العبد عندأولها عن شهادة أن لاإله إلا الله فإن جاء بهاتامة جاز إلي الثاني‌ فيسأل عن الصلاة فإن جاء بهاتامة جاز إلي الثالث فيسأل عن الزكاة فإن جاء بهاتامة جاز إلي الرابع فيسأل عن الصوم فإن جاء به تاما جاز إلي الخامس فيسأل عن الحج فإن جاء به تاما جاز إلي السادس فيسأل عن العمرة فإن جاء بهاتامة جاز إلي السابع فيسأل عن المظالم فإن خرج منها و إلايقال انظروا فإن كان له تطوع أكمل به أعماله فإذافرغ انطلق به إلي الجنة. و في القاموس المرصاد الطريق والمكان يرصد فيه العدو و قال القنطرة الجسر و ماارتفع من البنيان والمظلمة بكسر اللام ماتطلبه عندالظالم و هواسم ماأخذ منك ذكره الجوهري‌

55-كا،[الكافي‌] عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَن إِسحَاقَ


صفحه : 324

بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن أَصبَحَ لَا ينَويِ‌ ظُلمَ أَحَدٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا أَذنَبَ ذَلِكَ اليَومَ مَا لَم يَسفِك دَماً أَو يَأكُل مَالَ يَتِيمٍ حَرَاماً

بيان ظاهره أن من دخل الصباح علي تلك الحالة وهي‌ أن لايقصد ظلم أحد غفر الله له كل ماصدر عنه من الذنوب غيرالقتل وأكل مال اليتيم وكأن المراد بعدم النية العزم علي العدم و لاينافي‌ ذلك صدوره منه في أثناء اليوم لكن ينافي‌ ذلك الأخبار الكثيرة الدالة علي المؤاخذة بحقوق الناس و قدمر بعضها وتخصيص هذه الأخبار الكثيرة بل ظواهر الآيات أيضا بمثل هذاالخبر مشكل و إن قيل بأن الله تعالي يرضي‌ المظلوم ويمكن توجيهه بوجوه .الأول أن يكون الغرض استثناء جميع حقوق الناس سواء كان في أبدانهم أو في أموالهم وذكر من كل منهما فردا علي المثال لكن خص أشدهما ففي‌ الأبدان القتل و في الأموال أكل مال اليتيم فيكون حاصل الحديث أن من أصبح غيرقاصد بالظلم و لم يأت به في ذلك اليوم غفر الله له كل ما كان بينه و بين الله تعالي من الذنوب كما هوظاهر الخبر الآتي‌ الثاني‌ أن يكون التخصيص لأنهما من الكبائر والباقي‌ من الصغائر كما هوظاهر أكثر أخبار الكبائر و ماسواهما من الكبائر من حقوق الله ويمكن شمول سفك الدم للجراحات أيضا و لااستبعاد كثيرا في كون هذاالعزم في أول اليوم مع ترك كبائر حقوق الناس مكفرا لحقوق الله وسائر حقوق الناس بأن يرضي الله الخصوم .الثالث أن يكون المعني من أصبح و لم يهم بظلم أحد و لم يأت به في أثناء اليوم أيضا غفر الله له ماأذنب من حقوقه تعالي ما لم يسفك دما قبل ذلك اليوم و لم يأكل مال يتيم قبل ذلك اليوم و لم يتب منهما فإن من كانت ذمته مشغولة بمثل هذين الحقين لايستحق لغفران الذنوب و علي هذايحتمل أن يكون ذلك اليوم ظرفا للغفران لاللذنب فيكون الغفران شاملا لمامضي أيضا كما هوظاهر


صفحه : 325

الخبر الآتي‌ و قديؤول الغفران بأن الله يوفقه لئلا يصر علي كبيرة و لايخفي بعده . ثم اعلم أن قوله حراما يحتمل أن يكون حالا عن كل من السفك والأكل فالأول للاحتراز عن القصاص وقتل الكفار والمحاربين والثاني‌ للاحتراز عن الأكل بالمعروف و أن يكون حالا عن الأخير لظهور الأول

56- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَمّارِ بنِ حُكَيمٍ عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ مُبتَدِئاً مَن ظَلَمَ سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ مَن يَظلِمُهُ أَو عَلَي عَقِبِهِ أَو عَلَي عَقِبِ عَقِبِهِ قَالَ قُلتُ هُوَ يَظلِمُ فَيُسَلّطُ اللّهُ عَلَي عَقِبِهِ أَو عَلَي عَقِبِ عَقِبِهِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ ليَخشَ الّذِينَ لَو تَرَكُوا مِن خَلفِهِم ذُرّيّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيهِم فَليَتّقُوا اللّهَ وَ ليَقُولُوا قَولًا سَدِيداً

بيان و لما كان استبعاد السائل عن إمكان وقوع مثل هذا لا عن أنه ينافي‌ العدل فأجاب ع بوقوع مثله في قصة اليتامي أو أنه لما لم يكن له قابلية فهم ذلك و أنه لاينافي‌ العدل أجاب بما يؤكد الوقوع أويقال رفع ع الاستبعاد بالدليل الإني‌ وترك الدليل اللمي‌ والكل متقاربة. و أماتفسير الآية فقال البيضاوي‌ أمر للأوصياء بأن يخشوا الله ويتقوه في أمر اليتامي فيفعلوا بهم مايحبون أن يفعل بذراريهم الضعاف بعدوفاتهم أوللحاضرين المريض عندالإيصاء بأن يخشوا ربهم أويخشوا علي أولاد المريض ويشفقوا عليهم شفقتهم علي أولادهم فلايتركوهم أن يضر بهم بصرف المال عنهم أوللورثة بالشفقة علي من حضر القسمة من ضعفاء الأقارب واليتامي والمساكين متصورين أنهم لوكانوا أولادهم بقوا خلفهم ضعافا مثلهم هل يجوزون حرمانهم أوللموصين بأن ينظروا للورثة فلايسرفوا في الوصية و لوبما في حيزه جعل صلة للذين علي معني وَ ليَخشَ الّذِينَحالهم وصفتهم أنهم لوشارفوا أن يخلفواذُرّيّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيهِمالضياع و في ترتيب الأمر عليه إشارة إلي المقصود منه والعلة فيه وبعث علي الترحم و أن يحب لأولاد غيره مايحب لأولاده وتهديد المخالف بحال أولاده فَليَتّقُوا اللّهَ وَ ليَقُولُوا قَولًا سَدِيداًأمرهم بالتقوي ألذي


صفحه : 326

هونهاية الخشية بعد ماأمرهم بهامراعاة للمبتدإ والمنتهي إذ لاينفع الأول دون الثاني‌ ثم أمرهم أن يقولوا لليتامي مثل مايقولون لأولادهم بالشفقة وحسن الأدب أوللمريض مايصده عن الإسراف في الوصية مايؤدي‌ إلي مجاوزة الثلث وتضييع الورثة ويذكره التوبة وكلمة الشهادة أولحاضري‌ القسمة عذرا جميلا ووعدا حسنا أو أن يقولوا في الوصية ما لايؤدي‌ إلي مجاوزة الثلث وتضييع الورثة انتهي . و قال الطبرسي‌ رحمة الله عليه في ذكر الوجوه في تفسير الآية وثانيها أن الأمر في الآية لولي‌ مال اليتيم يأمره بأداء الأمانة فيه والقيام بحفظه كما لوخاف علي مخلفيه إذاكانوا ضعافا وأحب أن يفعل بهم عن ابن عباس وَ إِلَي هَذَا المَعنَي يَئُولُ مَا روُيِ‌َ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوعَدَ فِي مَالِ اليَتِيمِ عُقُوبَتَينِ ثِنتَينِ أَمّا إِحدَاهُمَا فَعُقُوبَةُ الدّنيَا قَولُهُوَ ليَخشَ الّذِينَ لَو تَرَكُواالآيَةَ قَالَ يعَنيِ‌ بِذَلِكَ لِيَخشَ أَن أَخلُفَهُ فِي ذُرّيّتِهِ كَمَا صَنَعَ بِهَؤُلَاءِ اليَتَامَي

وأقول أمادفع توهم الظلم في ذلك فهو أنه يجوز أن يكون فعل الألم بالغير لطفا لآخرين مع تعويض أضعاف ذلك الألم بالنسبة إلي من وقع عليه الألم بحيث إذاشاهد ذلك العوض رضي‌ بذلك الألم كأمراض الأطفال فيمكن أن يكون الله تعالي أجري العادة بأن من ظلم أحدا أوأكل مال يتيم ظلما بأن يبتلي‌ أولاده بمثل ذلك فهذا لطف بالنسبة إلي كل من شاهد ذلك أوسمع من مخبر علم صدقه فيرتدع عن الظلم علي اليتيم وغيره ويعوض الله الأولاد بأضعاف ماوقع عليهم أوأخذ منهم في الآخرة مع أنه يمكن أن يكون ذلك لطفا بالنسبة إليهم أيضا فيصير سببا لصلاحهم وارتداعهم عن المعاصي‌ فإنا نعلم أن أولاد الظلمة لوبقوا في نعمة آبائهم لطغوا وبغوا وهلكوا كما كان آباؤهم فصلاحهم أيضا في ذلك و ليس في شيء من ذلك ظلم علي أحد و قدتقدم بعض القول منا في ذلك سابقا

57-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ مَا انتَصَرَ اللّهُ مِن ظَالِمٍ إِلّا بِظَالِمٍ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كَذلِكَ نوُلَيّ‌ بَعضَ الظّالِمِينَ


صفحه : 327

بَعضاً

بيان الانتصار الانتقام وكذلك نولي‌ أقول قبله قوله تعالي وَ يَومَ يَحشُرُهُم جَمِيعاً يا مَعشَرَ الجِنّ قَدِ استَكثَرتُم مِنَ الإِنسِ وَ قالَ أَولِياؤُهُم مِنَ الإِنسِ رَبّنَا استَمتَعَ بَعضُنا بِبَعضٍ وَ بَلَغنا أَجَلَنَا ألّذِي أَجّلتَ لَنا قالَ النّارُ مَثواكُم خالِدِينَ فِيها إِلّا ما شاءَ اللّهُ إِنّ رَبّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ثم قال سبحانه وَ كَذلِكَ نوُلَيّ‌ بَعضَ الظّالِمِينَ بَعضاً بِما كانُوا يَكسِبُونَ و قال الطبرسي‌ رحمه الله الكاف للتشبيه أي كذلك المهل بتخلية بعضهم علي بعض للامتحان ألذي معه يصح الجزاء علي الأعمال توليتنا بعض الظالمين بعضا بأن نجعل بعضهم يتولي أمر بعض للعقاب ألذي يجري‌ علي الاستحقاق وقيل معناه أنا كماوكلنا هؤلاء الظالمين من الجن والإنس بعضهم إلي بعض يوم القيامة وتبرأنا منهم فكذلك نكل الظالمين بعضهم إلي بعض يوم القيامة ونكل الأتباع إلي المتبوعين ونقول للأتباع قولوا للمتبوعين حتي يخلصوكم من العذاب عن الجبائي‌ و قال غيره لماحكي الله سبحانه مايجري‌ بين الجن والإنس من الخصام والجدال في الآخرة قال وكذلك أي و كمافعلنا بهؤلاء من الجمع بينهم في النار وتولية بعضهم بعضا نفعل مثله بالظالمين جزاء علي أعمالهم و قال ابن عباس إذارضي‌ الله عن قوم ولي أمرهم خيارهم و إذاسخط علي قوم ولي أمرهم شرارهم بما كانوا يكسبون من المعاصي‌ أي جزاء علي أعمالهم القبيحة و ذلك معني قوله إِنّ اللّهَ لا يُغَيّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيّرُوا ما بِأَنفُسِهِم ومثله مارواه الكلبي‌ عن مالك بن دينار قال قرأت في بعض كتب الحكمة أن الله تعالي يقول إني‌ أنا الله مالك الملوك قلوب الملوك بيدي‌ فمن أطاعني‌ جعلتهم عليه رحمة و من عصاني‌ جعلتهم عليه نقمة فلاتشغلوا أنفسكم بسب الملوك ولكن توبوا إلي‌ أعطفهم عليكم وقيل معني نولي‌ بعضهم بعضا نخلي‌ بينهم و بين مايختارونه من غيرنصرة لهم وقيل معناه


صفحه : 328

نتابع بعضهم بعضا في النار انتهي . وأقول ماذكره ع أوفق بكلام ابن عباس والكلبي‌ ومطابق لظاهر الآية

58- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ دَخَلَ رَجُلَانِ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي مُدَارَاةٍ بَينَهُمَا وَ مُعَامَلَةٍ فَلَمّا أَن سَمِعَ كَلَامَهُمَا قَالَ أَمَا إِنّهُ مَا ظَفِرَ أَحَدٌ بِخَيرٍ مِن ظَفَرٍ بِالظّلمِ أَمَا إِنّ المَظلُومَ يَأخُذُ مِن دِينِ الظّالِمِ أَكثَرَ مِمّا يَأخُذُ الظّالِمُ مِن مَالِ المَظلُومِ ثُمّ قَالَ مَن يَفعَلِ الشّرّ بِالنّاسِ فَلَا يُنكِرِ الشّرّ إِذَا فُعِلَ بِهِ أَمَا إِنّهُ إِنّمَا يَحصُدُ ابنُ آدَمَ مَا يَزرَعُ وَ لَيسَ يَحصُدُ أَحَدٌ مِنَ المُرّ حُلواً وَ لَا مِنَ الحُلوِ مُرّاً فَاصطَلَحَ الرّجُلَانِ قَبلَ أَن يَقُومَا

بيان في القاموس تدارءوا تدافعوا في الخصومة ودارأته داريته ودافعته ولاينته ضد فلما أن سمع أن زائدة لتأكيد الاتصال ماظفر أحد بخير أقول هذه العبارة تحتمل عندي‌ وجوها.الأول أن ظفر من باب علم والظفر الوصول إلي المطلوب والباء في قوله بخير للآلية المجازية كقولك قام زيد بقيام حسن و في بالظلم صلة للظفر و من صلة لأفعل التفضيل والظلم مصدر مبني‌ للفاعل أوللمفعول والحاصل أنه لم يظفر أحد بنعمة يكون خيرا من أن يظفر بظلم ظالم له أوبمظلومية من ظالم فإنه ظفر بالمثوبات الأخروية كماسنبينه .الثاني‌ أن يكون كالسابق لكن يكون الباء في قوله بخير صلة للظفر و في قوله بالظلم للآلية المجازية و من للتعليل متعلقا بالظفر والظلم مصدر مبني‌ للفاعل أي ماظفر أحد بأمر خير بسبب ظفره بظلم أحد الثالث ماقيل إن الخير مضاف إلي من بالفتح و لايخفي ما فيه .الرابع أن يكون من اسم موصول وظفر فعلا ماضيا و يكون بدلا لقوله


صفحه : 329

أحد كما في قوله تعالي وَ لِلّهِ عَلَي النّاسِ حِجّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا و هذامما خطر أيضا بالبال لكن الأول أحسن الوجوه و علي التقادير قوله أماإنه استئناف بياني‌ لسابقه وَ يُؤَيّدُهُ مَا روُيِ‌َ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَا يَكبُرَنّ عَلَيكَ ظُلمُ مَن ظَلَمَكَ فَإِنّهُ يَسعَي فِي مَضَرّتِهِ وَ نَفعِكَ

. و ليس يحصد أحد من المر حلوا هذاتمثيل لبيان أن جزاء الشر لا يكون نفعا وخيرا وجزاء الخير وثمرته لا يكون شرا ووبالا في الدارين

59- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن وَهبِ بنِ عَبدِ رَبّهِ وَ عَبدِ اللّهِ الطّوِيلِ عَن شَيخٍ مِنَ النّخَعِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إنِيّ‌ لَم أَزَل وَالِياً مُنذُ زَمَنِ الحَجّاجِ إِلَي يوَميِ‌ هَذَا فَهَل لِي مِن تَوبَةٍ قَالَ فَسَكَتَ ثُمّ أَعَدتُ عَلَيهِ فَقَالَ لَا حَتّي تؤُدَيّ‌َ إِلَي كُلّ ذيِ‌ حَقّ حَقّهُ

بيان النخع بالتحريك قبيلة باليمن منهم مالك الأشتر حتي تؤدي‌ أي مع معرفتهم وإمكان الإيصال إليهم و إلافالتصدق أيضا لعله قائم مقام الإيصال كما هوالمشهور إلا أن يقال أرباب الصدقة أيضا ذوو الحقوق في تلك الصورة ولعله ع لماعلم أنه لايعمل بقوله لم يبين له المخرج من ذلك و الله يعلم

60- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ الوَلِيدِ بنِ صَبِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن مَظلِمَةٍ أَشَدّ مِن مَظلِمَةٍ لَا يَجِدُ صَاحِبُهَا عَلَيهَا عَوناً إِلّا اللّهَ

بيان لايجد صاحبها عليها عونا أي لايمكنه الانتصار في الدنيا لابنفسه و لابغيره وظلم الضعيف العاجز أفحش وقيل المعني أنه لايتوسل في ذلك إلي أحد و لايستعين بحاكم بل يتوكل علي الله ويؤخر انتقامه إلي يوم الجزاء والأول أظهر وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اشتَدّ غضَبَيِ‌ عَلَي مَن ظَلَمَ أَحَداً لَا يَجِدُ نَاصِراً غيَريِ‌

وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَنهُص أَنّ العَبدَ إِذَا ظُلِمَ فَلَم يَنتَصِر وَ لَم يَكُن مَن يَنصُرُهُ وَ رَفَعَ طَرفَهُ إِلَي السّمَاءِ فَدَعَا اللّهَ تَعَالَي قَالَ جَلّ جَلَالُهُ لَبّيكَ عبَديِ‌ أَنصُرُكَ عَاجِلًا وَ آجِلًا اشتَدّ غضَبَيِ‌ عَلَي مَن ظَلَمَ


صفحه : 330

أَحَداً لَا يَجِدُ نَاصِراً غيَريِ‌

61- كا،[الكافي‌] عَنهُ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن خَافَ القِصَاصَ كَفّ عَن ظُلمِ النّاسِ

بيان قيل المراد بالقصاص قصاص الدنيا و لايخفي قلة فائدة الحديث حينئذ بل المعني أن من خاف قصاص الآخرة ومجازاة أعمال العباد كف نفسه عن ظلم الناس فلايظلم أحدا والغرض التنبيه علي أن الظالم لايؤمن و لايوقن بيوم الحساب فهو علي حد الشرك بالله والكفر بما جاءت به رسل الله ع ويحتمل أن يكون المراد القصاص في الدنيا لكن للتنبيه علي ماذكرنا أي من خاف من قصاص الدنيا ترك ظلم الناس مع أنه لاقدر له في جنب قصاص الآخرة فمن لايخاف قصاص الدنيا ويجتر‌ئ علي الظلم فمعلوم أنه لايخاف عقاب الآخرة و لايؤمن به فيرجع إلي الأول مع مزيد تنبيه وتأكيد

62- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَصبَحَ لَا يَهُمّ بِظُلمِ أَحَدٍ غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا اجتَرَمَ

بيان في القاموس جرم فلان أذنب كأجرم واجترم فهو مجرم و مايحتمل المصدرية والموصولة

كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن ظَلَمَ مَظلِمَةً أُخِذَ بِهَا فِي نَفسِهِ أَو فِي مَالِهِ أَو فِي وُلدِهِ

63- كا،[الكافي‌] عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اتّقُوا الظّلمَ فَإِنّهُ ظُلُمَاتٌ يَومَ القِيَامَةِ

بيان الظلمات جمع ظلمة وهي‌ خلاف النور وحملها علي الظلم باعتبار تكثره معني أوللمبالغة والمراد بالظلمة إما الحقيقة لماقيل من أن الهيئات النفسانية التي‌ هي‌ ثمرات الأعمال الموجبة للسعادة أوالشقاوة أنوار وظلمات مصاحبة للنفس وهي‌ تنكشف لها في القيامة التي‌ هي‌ محل بروز الأسرار وظهور الخفيات فتحيط بالظالم علي قدر مراتب ظلمه ظلمات متراكمة حين يكون المؤمنون


صفحه : 331

في نور يسعي نورهم بين أيديهم وبأيمانهم أوالمراد بهاالشدائد والأهوال كماقيل في قوله تعالي قُل مَن يُنَجّيكُم مِن ظُلُماتِ البَرّ وَ البَحرِ

64- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا مِن أَحَدٍ يَظلِمُ بِمَظلِمَةٍ إِلّا أَخَذَهُ اللّهُ بِهَا فِي نَفسِهِ أَو مَالِهِ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِي بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ فَإِذَا تَابَ غَفَرَ لَهُ

بيان ذكر النفس والمال علي المثال لمامر وسيأتي‌ من إضافة الولد و فيه إشعار بأن رد المظالم ليس جزءا من التوبة بل من شرائط صحته

65- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَوحَي إِلَي نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَائِهِ فِي مَملَكَةِ جَبّارٍ مِنَ الجَبّارِينَ أَنِ ائتِ هَذَا الجَبّارَ فَقُل لَهُ إنِيّ‌ لَم أَستَعمِلكَ عَلَي سَفكِ الدّمَاءِ وَ اتّخَاذِ الأَموَالِ وَ إِنّمَا استَعمَلتُكَ لِتَكُفّ عنَيّ‌ أَصوَاتَ المَظلُومِينَ فإَنِيّ‌ لَن أَدَعَ ظُلَامَتَهُم وَ إِن كَانُوا كُفّاراً

بيان الظلامة بالضم ماتطلبه عندالظالم و هواسم ماأخذ منك و فيه دلالة علي أن سلطنة الجبارين أيضا بتقديره تعالي حيث مكنهم منها وهيأ لهم أسبابها و لاينافي‌ ذلك كونهم معاقبين علي أفعالهم لأنهم غيرمجبورين عليها مع أنه يظهر من الأخبار أنه كان في الزمن السابق السلطنة الحقة لغير الأنبياء والأوصياء أيضا لكنهم كانوا مأمورين بأن يطيعوا الأنبياء فيما يأمرونهم به و قوله فإني‌ لن أدع ظلامتهم تهديد للجبار بزوال ملكه فإن الملك يبقي مع الكفر و لايبقي مع الظلم

66- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن أَكَلَ مَالَ أَخِيهِ ظُلماً وَ لَم يَرُدّهُ إِلَيهِ أَكَلَ جَذوَةً مِنَ النّارِ يَومَ القِيَامَةِ


صفحه : 332

بيان في القاموس الجذوة مثلثة القبسة من النار والجمرة والمراد بالأخ إن كان المسلم فالتخصيص لأن أكل مال الكافر ليس بتلك المثابة و إن كان حراما وكذا إن كان المراد به المؤمن فإن مال المخالف أيضا ليس كذلك و إن كان المراد به من كان بينه وبينه أخوة ومصادقة فالتخصيص لكونه الفرد الخفي‌ لأن الصداقة مما يوهم حل أكل ماله مطلقا لحل بعض الأموال في بعض الأحوال كما قال تعالي أَو صَدِيقِكُمفالمعني فكيف من لم يكن كذلك و كان الأوسط أظهر وأكل الجذوة إما حقيقة بأن يلقي في حلقه النار أوكناية عن كونه سببا لدخول النار

67- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَامِلُ بِالظّلمِ وَ المُعِينُ لَهُ وَ الراّضيِ‌ بِهِ شُرَكَاءُ ثَلَاثَتُهُم

بيان العامل بالظلم الظاهر الظلم علي الغير وربما يعمم بما يشمل الظلم علي النفس والمعين له أي في الظلم و قديعم والراضي‌ به أي غيرالمظلوم وقيل يشمله ويؤيده قوله تعالي وَ لا تَركَنُوا إِلَي الّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمُ النّارُ قال في الكشاف النهي‌ متناول للانحطاط في هواهم والانقطاع إليهم ومصاحبتهم ومجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم والرضا بأعمالهم والتشبه بهم والتزيي‌ بزيهم ومد العين إلي زهرتهم وذكرهم بما فيه تعظيم لهم وَ فِي خَبَرِ منَاَهيِ‌ النّبِيّص فِي الفَقِيهِ وَ غَيرِهِ أَنّهُص قَالَ مَن مَدَحَ سُلطَاناً جَائِراً أَو تَخَفّفَ وَ تَضَعضَعَ لَهُ طَمَعاً فِيهِ كَانَ قَرِينَهُ فِي النّارِ

وَ قَالَص مَن دَلّ جَائِراً عَلَي جَورٍ كَانَ قَرِينَ هَامَانَ فِي جَهَنّمَ

68-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي نَهشَلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ مَن عَذَرَ ظَالِماً بِظُلمِهِ سَلّطَ اللّهُ


صفحه : 333

عَلَيهِ مَن يَظلِمُهُ وَ إِن دَعَا لَم يَستَجِب لَهُ وَ لَم يَأجُرهُ اللّهُ عَلَي ظُلَامَتِهِ

بيان من عذر ظالما يقال عذرته فيما صنع عذرا من باب ضرب رفعت عنه اللوم فهو معذور أي غيرملوم والاسم العذر بضم الذال للإتباع وتسكن والجمع أعذار والمعذرة بمعني العذر وأعذرته بالألف لغة و إن دعا لم يستجب له أي إن دعا الله تعالي أن يدفع عنه ظلم من يظلمه لم يستجب له لأنه بسبب عذره صار ظالما خرج عن استحقاق الإجابة أو لماعذر ظالم غيره يلزمه أن يعذر ظالم نفسه و لم يأجره الله علي ظلامته لذلك أولأنها وقعت مجازاة وقيل لاينافي‌ ذلك الانتقام من ظالمه كمادل عليه الخبر الأول

69- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ العَبدَ لَيَكُونُ مَظلُوماً فَمَا يَزَالُ يَدعُو حَتّي يَكُونَ ظَالِماً

بيان فما يزال يدعو أقول يحتمل وجوها.الأول أنه يفرط في الدعاء علي الظالم حتي يصير ظالما بسبب هذاالدعاء كان ظلمه بظلم يسير كشتم أوأخذ دراهم يسيرة فيدعو عليه بالموت والقتل والفناء أوالعمي أوالزمن وأمثال ذلك أويتجاوز في الدعاء إلي من لم يظلمه كانقطاع نسله أوموت أولاده وأحبائه أواستيصال عشيرته وأمثال ذلك فيصير في هذاالدعاء ظالما.الثاني‌ أن يكون المعني أنه يدعو كثيرا علي العدو المؤمن و لايكتفي‌ بالدعاء لدفع ضرره بل يدعو بابتلائه و هذامما لايرضي الله به فيكون في ذلك ظالما علي نفسه بل علي أخيه أيضا إذ مقتضي الأخوة الإيمانية أن يدعو له بصلاحه وكف ضرره عنه كماذكره سيد الساجدين ع في دعاء دفع العدو و ماورد من الدعاء بالقتل والموت والاستيصال فالظاهر أنه كان للدعاء علي المخالفين


صفحه : 334

وأعداء الدين بقرينة أن أعداءهم كانوا كفارا لامحالة كمايومئ إليه قوله تعالي وَ لَو يُعَجّلُ اللّهُ لِلنّاسِ الشّرّ استِعجالَهُم بِالخَيرِ لقَضُيِ‌َ إِلَيهِم أَجَلُهُم وَ سيَأَتيِ‌ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّ المَلَائِكَةَ إِذَا سَمِعُوا المُؤمِنَ يَذكُرُ أَخَاهُ بِسُوءٍ وَ يَدعُو عَلَيهِ قَالُوا لَهُ بِئسَ الأَخُ أَنتَ لِأَخِيكَ كُفّ أَيّهَا المُسَتّرُ عَلَي ذُنُوبِهِ وَ عَورَتِهِ وَ اربَع عَلَي نَفسِكَ وَ احمَدِ اللّهَ ألّذِي سَتّرَ عَلَيكَ وَ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَعلَمُ بِعَبدِهِ مِنكَ

.الثالث ماقيل إنه يدعو كثيرا و لايعلم الله صلاحه في إجابته فيؤخرها فييأس من روح الله فيصير ظالما علي نفسه و هوبعيد.الرابع أن يكون المعني أنه يلح في الدعاء حتي يستجاب له فيسلط علي خصمه فيظلمه فينعكس الأمر وكانت حالته الأولي أحسن له من تلك الحالة.الخامس أن يكون المراد به لاتدعوا كثيرا علي الظلمة فإنه ربما صرتم ظلمة فيستجيب فيكم مادعوتم علي غيركم .السادس ماقيل كأن المراد من يدعو للظالم يكن ظالما لأنه رضي‌ بظلمه

كَمَا روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص مَن دَعَا لِظَالِمٍ بِالبَقَاءِ فَقَد أَحَبّ أَن يُعصَي اللّهُ فِي أَرضِهِ

. وأقول هذاأبعد الوجوه

باب 08-آداب الدخول علي السلاطين والأمراء

1- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، عَنِ النّبِيّص قَالَ إِذَا دَخَلتَ عَلَي سُلطَانٍ جَائِرٍ فَاقرَأ حِينَ تَنظُرُ إِلَيهِ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ اعقِد بِيَدِكَ اليُسرَي وَ لَا تُفَارِقهَا حَتّي تَخرُجَ


صفحه : 335

باب 18-أحوال الملوك والأمراء والعراف والنقباء والرؤساء وعدلهم وجورهم

الآيات آل عمران قُلِ أللّهُمّ مالِكَ المُلكِ تؤُتيِ‌ المُلكَ مَن تَشاءُ وَ تَنزِعُ المُلكَ مِمّن تَشاءُ وَ تُعِزّ مَن تَشاءُ وَ تُذِلّ مَن تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيرُ إِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ و قال تعالي وَ تِلكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَينَ النّاسِيوسف وَ كَذلِكَ مَكّنّا لِيُوسُفَ فِي الأَرضِ يَتَبَوّأُ مِنها حَيثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحمَتِنا مَن نَشاءُ وَ لا نُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ وَ لَأَجرُ الآخِرَةِ خَيرٌ لِلّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتّقُونَالإسراءفَإِذا جاءَ وَعدُ أُولاهُما بَعَثنا عَلَيكُم عِباداً لَنا أوُليِ‌ بَأسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدّيارِ وَ كانَ وَعداً مَفعُولًا ثُمّ رَدَدنا لَكُمُ الكَرّةَ عَلَيهِم وَ أَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلناكُم أَكثَرَ نَفِيراًالكهف وَ يَسئَلُونَكَ عَن ذيِ‌ القَرنَينِ قُل سَأَتلُوا عَلَيكُم مِنهُ ذِكراً إِنّا مَكّنّا لَهُ فِي الأَرضِ وَ آتَيناهُ مِن كُلّ شَيءٍ سَبَباً إلي قوله تعالي قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذّبَ وَ إِمّا أَن تَتّخِذَ فِيهِم حُسناً قالَ أَمّا مَن ظَلَمَ فَسَوفَ نُعَذّبُهُ ثُمّ يُرَدّ إِلي رَبّهِ فَيُعَذّبُهُ عَذاباً نُكراً وَ أَمّا مَن آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الحُسني وَ سَنَقُولُ لَهُ مِن أَمرِنا يُسراًالنمل قالَت إِنّ المُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَريَةً أَفسَدُوها وَ جَعَلُوا أَعِزّةَ أَهلِها أَذِلّةً وَ كَذلِكَ يَفعَلُونَ


صفحه : 336

محمدفَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ تُقَطّعُوا أَرحامَكُم أُولئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمّهُم وَ أَعمي أَبصارَهُم

1- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ غَزوَانَ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص صِنفَانِ مِن أمُتّيِ‌ إِذَا صَلَحَا صَلَحَت أمُتّيِ‌ وَ إِذَا فَسَدَا فَسَدَت أمُتّيِ‌ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَن هُمَا قَالَ الفُقَهَاءُ وَ الأُمَرَاءُ

2- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ القُرّاءُ مَكَانَ الفُقَهَاءُ

كتاب الإمامة والتبصرة، عن الحسن بن حمزة العلوي‌ عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق عن أبيه عن آبائه ع عن النبي ص مثله

3- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ رَفَعَهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ رَجُلَانِ لَا تَنَالُهُمَا شفَاَعتَيِ‌ صَاحِبُ سُلطَانٍ عَسُوفٍ غَشُومٍ وَ غَالٍ فِي الدّينِ مَارِقٌ

4- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص صِنفَانِ لَا تَنَالُهُمَا شفَاَعتَيِ‌ سُلطَانٌ غَشُومٌ عَسُوفٌ وَ غَالٍ فِي الدّينِ مَارِقٌ مِنهُ غَيرُ تَائِبٍ وَ لَا نَازِعٍ

كتاب الإمامة والتبصرة، عن الحسن بن حمزة العلوي‌ عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق ع عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص مثله

5-ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَن


صفحه : 337

فَضَالَةَ عَن سُلَيمَانَ بنِ دُرُستَوَيهِ عَن عَجلَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ يُدخِلُهُمُ اللّهُ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ ثَلَاثَةٌ يُدخِلُهُمُ اللّهُ النّارَ بِغَيرِ حِسَابٍ فَأَمّا الّذِينَ يُدخِلُهُمُ اللّهُ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ فَإِمَامٌ عَادِلٌ وَ تَاجِرٌ صَدُوقٌ وَ شَيخٌ أَفنَي عُمُرَهُ فِي طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا الثّلَاثَةُ الّذِينَ يُدخِلُهُمُ النّارَ بِغَيرِ حِسَابٍ فَإِمَامٌ جَائِرٌ وَ تَاجِرٌ كَذُوبٌ وَ شَيخٌ زَانٍ

6- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إنِيّ‌ لَأَرجُو النّجَاةَ لِهَذِهِ الأُمّةِ لِمَن عَرَفَ حَقّنَا مِنهُم إِلّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ صَاحِبِ سُلطَانٍ جَائِرٍ وَ صَاحِبِ هَوًي وَ الفَاسِقِ المُعلِنِ

7- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ هَمّامٍ عَنِ ابنِ غَزوَانَ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ تُكَلّمُ النّارُ يَومَ القِيَامَةِ ثَلَاثَةً أَمِيراً وَ قَارِئاً وَ ذَا ثَروَةٍ مِنَ المَالِ فَتَقُولُ لِلأَمِيرِ يَا مَن وَهَبَ اللّهُ لَهُ سُلطَاناً فَلَم يَعدِل فَتَزدَرِدُهُ كَمَا يَزدَرِدُ الطّيرُ حَبّ السّمسِمِ وَ تَقُولُ للِقاَر‌ِئِ يَا مَن تَزَيّنَ لِلنّاسِ وَ بَارَزَ اللّهَ باِلمعَاَصيِ‌ فَتَزدَرِدُهُ وَ تَقُولُ للِغنَيِ‌ّ يَا مَن وَهَبَهُ اللّهُ دُنيَا كَثِيرَةً وَاسِعَةً فَيضاً وَ سَأَلَهُ الحَقِيرَ اليَسِيرَ قَرضاً فَأَبَي إِلّا بُخلًا فَتَزدَرِدُهُ

8-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُاحذَرُوا عَلَي دِينِكُم ثَلَاثَةً رَجُلًا قَرَأَ القُرآنَ حَتّي إِذَا رَأَيتَ عَلَيهِ بَهجَتَهُ اختَرَطَ سَيفَهُ عَلَي جَارِهِ وَ رَمَاهُ بِالشّركِ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَيّهُمَا أَولَي بِالشّركِ قَالَ الراّميِ‌ وَ رَجُلًا استَخَفّتهُ الأَحَادِيثُ كُلّمَا حَدَثَت أُحدُوثَةُ كَذِبٍ مَدّهَا بِأَطوَلَ مِنهَا وَ رَجُلًا آتَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ سُلطَاناً فَزَعَمَ أَنّ طَاعَتَهُ طَاعَةُ اللّهِ وَ مَعصِيَتَهُ مَعصِيَةُ اللّهِ وَ كَذَبَ لِأَنّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخلُوقٍ فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ لَا


صفحه : 338

ينَبغَيِ‌ لِلمَخلُوقِ أَن يَكُونَ حُبّهُ لِمَعصِيَةِ اللّهِ فَلَا طَاعَةَ فِي مَعصِيَتِهِ وَ لَا طَاعَةَ لِمَن عَصَي اللّهَ إِنّمَا الطّاعَةُ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِوُلَاةِ الأَمرِ وَ إِنّمَا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِطَاعَةِ الرّسُولِ لِأَنّهُ مَعصُومٌ مُطَهّرٌ لَا يَأمُرُ بِمَعصِيَةٍ وَ إِنّمَا أَمَرَ بِطَاعَةِ أوُليِ‌ الأَمرِ لِأَنّهُم مَعصُومُونَ مُطَهّرُونَ لَا يَأمُرُونَ بِمَعصِيَتِهِ

9- ل ،[الخصال ] عَن سُفيَانَ الثوّريِ‌ّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع لَا مُرُوّةَ لِكَذُوبٍ وَ لَا إِخَاءَ لِمُلُوكٍ

10- ل ،[الخصال ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الهَيثَمِ العجِليِ‌ّ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ الفَضلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثَلَاثَةٌ مَن عَازّهُم ذَلّ الوَالِدُ وَ السّلطَانُ وَ الغَرِيمُ

11- ل ،[الخصال ]فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع يَا عَلِيّ أَربَعَةٌ مِن قَوَاصِمِ الظّهرِ إِمَامٌ يعَصيِ‌ اللّهَ وَ يُطَاعُ أَمرُهُ وَ زَوجَةٌ يَحفَظُهَا زَوجُهَا وَ هيِ‌َ تَخُونُهُ وَ فَقرٌ لَا يَجِدُ صَاحِبُهُ لَهُ مُدَاوِياً وَ جَارُ سَوءٍ فِي دَارِ مُقَامٍ

12- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ لِلبَحرِ جَارٌ وَ لَا لِمَلِكٍ صَدِيقٌ وَ لَا لِلعَافِيَةِ ثَمَنٌ وَ كَم مِن مُنعَمٍ عَلَيهِ وَ هُوَ لَا يَعلَمُ

13- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَلِيّ بنِ رَاشِدٍ رَفَعَهُ إِلَي الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ خَمسٌ هُنّ كَمَا أَقُولُ لَيسَت لِبَخِيلٍ رَاحَةٌ وَ لَا لِحَسُودٍ لَذّةٌ وَ لَا لِمُلُوكٍ وَفَاءٌ وَ لَا لِكَذّابٍ مُرُوّةٌ وَ لَا يَسُودُ سَفِيهٌ

14-ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ إِنّ فِي جَهَنّمَ رَحًي تَطحَنُ أَ فَلَا تسَألَوُنيِ‌


صفحه : 339

مَا طَحنُهَا فَقِيلَ لَهُ فَمَا طَحنُهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ العُلَمَاءُ الفَجَرَةُ وَ القُرّاءُ الفَسَقَةُ وَ الجَبَابِرَةُ الظّلَمَةُ وَ الوُزَرَاءُ الخَوَنَةُ وَ العُرَفَاءُ الكَذَبَةُ وَ إِنّ فِي النّارِ لَمَدِينَةً يُقَالُ لَهَا الحَصِينَةُ أَ فَلَا تسَألَوُنيِ‌ مَا فِيهَا فَقِيلَ وَ مَا فِيهَا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ فِيهَا أيَديِ‌ النّاكِثِينَ

ثو،[ثواب الأعمال ]ماجيلويه عن عمه عن هارون مثله

15- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ الجبَلَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُعَذّبُ سِتّةً بِسِتّ العَرَبَ بِالعَصَبِيّةِ وَ الدّهَاقِنَةَ بِالكِبرِ وَ الأُمَرَاءَ بِالجَورِ وَ الفُقَهَاءَ بِالحَسَدِ وَ التّجّارَ بِالخِيَانَةِ وَ أَهلَ الرّستَاقِ بِالجَهلِ

16- ل ،[الخصال ]حَمزَةُ العلَوَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَيمُونٍ عَنِ القَدّاحِ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِتّةٌ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ كُلّ نبَيِ‌ّ مُجَابٍ الزّائِدُ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ المُكَذّبُ بِقَدَرِ اللّهِ وَ التّارِكُ لسِنُتّيِ‌ وَ المُستَحِلّ مِن عتِرتَيِ‌ مَا حَرّمَ اللّهُ وَ المُتَسَلّطُ بِالجَبَرُوتِ لِيُذِلّ مَن أَعَزّهُ اللّهُ وَ يُعِزّ مَن أَذَلّهُ اللّهُ وَ المُستَأثِرُ بفِيَ‌ءِ المُسلِمِينَ المُستَحِلّ لَهُ

أقول قدمر بعض الأخبار في باب أصناف الناس

17-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي القَاسِمِ الكوُفيِ‌ّ عَن عَبدِ المُؤمِنِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ لَعَنتُ سَبعَةً لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ كُلّ نبَيِ‌ّ مُجَابٍ قبَليِ‌ فَقِيلَ وَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ الزّائِدُ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ المُكَذّبُ بِقَدَرِ اللّهِ وَ المُخَالِفُ لسِنُتّيِ‌ وَ المُستَحِلّ مِن عتِرتَيِ‌ مَا حَرّمَ اللّهُ وَ المُتَسَلّطُ بِالجَبرِيّةِ لِيُعِزّ مَن أَذَلّ اللّهُ وَ يُذِلّ مَن أَعَزّ اللّهُ وَ المُستَأثِرُ عَلَي المُسلِمِينَ بِفَيئِهِم مُستَحِلّا لَهُ وَ المُحَرّمُ


صفحه : 340

مَا أَحَلّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

أقول قدمضي بسند آخر في باب شرار الناس

17- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]السنّاَنيِ‌ّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ النخّعَيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص أَقَلّ النّاسِ وَفَاءً المُلُوكُ وَ أَقَلّ النّاسِ صَدِيقاً المُلُوكُ وَ أَشقَي النّاسِ المُلُوكُ

18- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ الخَشّابِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الشّحّامِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن تَوَلّي أَمراً مِن أُمُورِ النّاسِ فَعَدَلَ وَ فَتَحَ بَابَهُ وَ رَفَعَ شَرّهُ وَ نَظَرَ فِي أُمُورِ النّاسِ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يُؤمِنَ رَوعَتَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ يُدخِلَهُ الجَنّةَ

19- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع إِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِرَعِيّةٍ خَيراً جَعَلَ لَهَا سُلطَاناً رَحِيماً وَ قَيّضَ لَهُ وَزِيراً عَادِلًا

20- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُغِيرَةِ عَن جَدّهِ عَن جَدّهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص صِنفَانِ مِن أمُتّيِ‌ إِذَا صَلَحَا صَلَحَت أمُتّيِ‌ وَ إِذَا فَسَدَا فَسَدَت أمُتّيِ‌ الأُمَرَاءُ وَ القُرّاءُ

21- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]السنّاَنيِ‌ّ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَنِ البرَمكَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي أَحمَدَ الأزَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ عَن أَبِي عُمَرَ العجَمَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُأَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَاخَلَقتُ المُلُوكَ وَ قُلُوبُهُم بيِدَيِ‌ فَأَيّمَا قَومٍ أطَاَعوُنيِ‌ جَعَلتُ قُلُوبَ المُلُوكِ عَلَيهِم رَحمَةً وَ أَيّمَا قَومٍ عصَوَنيِ‌ جَعَلتُ


صفحه : 341

قُلُوبَ المُلُوكِ عَلَيهِم سَخطَةً أَلَا لَا تَشغَلُوا أَنفُسَكُم بِسَبّ المُلُوكِ تُوبُوا إلِيَ‌ّ أَعطِف قُلُوبَهُم عَلَيكُم

22- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلُ مَن يَدخُلُ النّارَ أَمِيرٌ مُتَسَلّطٌ لَم يَعدِل وَ ذُو ثَروَةٍ مِنَ المَالِ لَم يُعطِ المَالَ حَقّهُ وَ فَقِيرٌ فَخُورٌ

23- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن يَاسِرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ إِذَا كَذَبَ الوُلَاةُ حُبِسَ المَطَرُ وَ إِذَا جَارَ السّلطَانُ هَانَتِ الدّولَةُ وَ إِذَا حُبِسَتِ الزّكَاةُ مَاتَتِ الموَاَشيِ‌

24- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] أَبُو عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَنِ الوصَاّفيِ‌ّ عَن أَبِي بُرَيدَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا يُؤَمّرُ رَجُلٌ عَلَي عَشَرَةٍ فَمَا فَوقَهُم إِلّا جيِ‌ءَ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ مَغلُولَةً يَدُهُ إِلَي عُنُقِهِ فَإِن كَانَ مُحسِناً فُكّ عَنهُ وَ إِن كَانَ مُسِيئاً زِيدَ غُلّا إِلَي غُلّهِ

25- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِ‌ّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِذَا كَانَ لَكَ صَدِيقٌ فوَلُيّ‌َ وِلَايَةً فَأَصَبتَهُ عَلَي العُشرِ مِمّا كَانَ لَكَ عَلَيهِ قَبلَ وِلَايَتِهِ فَلَيسَ بِصَدِيقِ سَوءٍ

26- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي قَتَادَةَ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلَ عَلَيهِ زِيَادٌ القنَديِ‌ّ فَقَالَ لَهُ يَا زِيَادُ وُلّيتَ لِهَؤُلَاءِ قَالَ نَعَم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لِي مُرُوّةٌ وَ لَيسَ وَرَاءَ ظهَريِ‌ مَالٌ وَ إِنّمَا أوُاَسيِ‌ إخِواَنيِ‌ مِن عَمَلِ السّلطَانِ فَقَالَ يَا زِيَادُ أَمّا إِذَا كُنتَ فَاعِلًا ذَلِكَ فَإِذَا دَعَتكَ نَفسُكَ إِلَي ظُلمِ النّاسِ عِندَ القُدرَةِ عَلَي ذَلِكَ فَاذكُر قُدرَةَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي عُقُوبَتِكَ وَ ذَهَابَ مَا أَتَيتَ إِلَيهِم عَنهُم وَ بَقَاءَ


صفحه : 342

مَا أَتَيتَ إِلَي نَفسِكَ عَلَيكَ وَ السّلَامُ

27- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن بِشرِ بنِ مُوسَي عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ المقُريِ‌ عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي أَيّوبَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي جَعفَرٍ عَن سَالِمٍ الجيَشاَنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي ذَرّ أَنّ النّبِيّص قَالَ يَا بَا ذَرّ إنِيّ‌ أُحِبّ لَكَ مَا أُحِبّ لنِفَسيِ‌ إنِيّ‌ أَرَاكَ ضَعِيفاً فَلَا تَأَمّرَنّ عَلَي اثنَينِ وَ لَا تَوَلّيَنّ مَالَ يَتِيمٍ

28- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ رَاشِدٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ طَاهِرٍ عَنِ الهرَوَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِذَا ولُيّ‌َ الظّالِمُ الظّالِمَ فَقَد أَنصَفَ الحَقّ وَ إِذَا ولُيّ‌َ العَادِلُ العَادِلَ فَقَدِ اعتَدَلَ الحَقّ وَ إِذَا ولُيّ‌َ العَادِلُ الظّالِمَ فَقَدِ استَرَاحَ الحَقّ وَ إِذَا ولُيّ‌َ العَبدُ الحُرّ فَقَدِ استُرِقّ الحَقّ

29- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي إِسحَاقَ الأرَجّاَنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ لِمَن جَعَلَ لَهُ سُلطَاناً مُدّةً مِن ليَاَليِ‌ وَ أَيّامٍ وَ سِنِينَ وَ شُهُورٍ فَإِن عَدَلُوا فِي النّاسِ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَاحِبَ الفَلَكِ أَن يُبطِئَ بِإِدَارَتِهِ فَطَالَت أَيّامُهُم وَ لَيَالِيهِم وَ سِنُوهُم وَ شُهُورُهُم وَ إِن هُم جَارُوا فِي النّاسِ وَ لَم يَعدِلُوا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَاحِبَ الفَلَكِ فَأَسرَعَ إِدَارَتَهُ وَ أَسرَعَ فَنَاءَ لَيَالِيهِم وَ أَيّامِهِم وَ سِنِيهِم وَ شُهُورِهِم وَ قَد وَفَي تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَهُم بِعَدَدِ الليّاَليِ‌ وَ الأَيّامِ وَ الشّهُورِ

30-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ المسُليِ‌ّ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن نَوفٍ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا نَوفُ إِيّاكَ أَن تَكُونَ عَشّاراً أَو شَاعِراً أَو شُرطِيّاً أَو عَرِيفاً أَو صَاحِبَ عَرطَبَةٍ وَ هيِ‌َ الطّنبُورُ أَو صَاحِبَ كُوبَةٍ وَ هُوَ الطّبلُ فَإِنّ نبَيِ‌ّ اللّهِ ع خَرَجَ ذَاتَ لَيلَةٍ فَنَظَرَ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ إِنّهَا السّاعَةُ التّيِ‌ لَا يُرَدّ فِيهَا دَعوَةٌ إِلّا دَعوَةُ عَرِيفٍ أَو دَعوَةُ شَاعِرٍ أَو شرُطيِ‌ّ


صفحه : 343

أَو صَاحِبِ عَرطَبَةٍ أَو صَاحِبِ كُوبَةٍ

31- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ الفاَرسِيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ البصَريِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا خَلَقَ الجَنّةَ خَلَقَهَا مِن لَبِنَتَينِ لَبِنَةٍ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٍ مِن فِضّةٍ وَ جَعَلَ حِيطَانَهَا اليَاقُوتَ وَ سَقفَهَا الزّبَرجَدَ وَ حَصبَاءَهَا اللّؤلُؤَ وَ تُرَابَهَا الزّعفَرَانَ وَ المِسكَ الأَذفَرَ فَقَالَ لَهَا تكَلَمّيِ‌ فَقَالَت لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ الحيَ‌ّ القَيّومُ قَد سَعِدَ مَن يدَخلُنُيِ‌ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّ بعِزِتّيِ‌ وَ عظَمَتَيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ ارتفِاَعيِ‌ لَا يَدخُلُهَا مُدمِنُ خَمرٍ وَ لَا سِكّيرٌ وَ لَا قَتّاتٌ وَ هُوَ النّمّامُ وَ لَا دَيّوثٌ وَ هُوَ القَلطَبَانُ وَ لَا قَلّاعٌ وَ هُوَ الشرّطيِ‌ّ وَ لَا زَنُوقٌ وَ هُوَ الخُنثَي وَ لَا خيوقٌ[خيوفٌ حَيّوفٌ] وَ هُوَ النّبّاشُ وَ لَا عَشّارٌ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا قدَرَيِ‌ّ

32- ل ،[الخصال ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَدخُلُ الجَنّةَ مُدمِنُ خَمرٍ وَ لَا سِكّيرٌ وَ لَا عَاقّ وَ لَا شَدِيدُ السّوَادِ وَ لَا دَيّوثٌ وَ لَا قَلّاعٌ وَ هُوَ الشرّطيِ‌ّ وَ لَا زَنُوقٌ وَ هُوَ الخُنثَي وَ لَا خيوقٌ[خيوفٌ حَيّوفٌ] وَ هُوَ النّبّاشُ وَ لَا عَشّارٌ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا قدَرَيِ‌ّ

33- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ المُغِيرَةِ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الشاّميِ‌ّ عَن نَوفٍ البكِاَليِ‌ّ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا نَوفُ اقبَل وصَيِتّيِ‌ لَا تَكُونَنّ نَقِيباً وَ لَا عَرِيفاً وَ لَا عَشّاراً وَ لَا بَرِيداً

34- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَلَا وَ مَن تَوَلّي عِرَافَةَ قَومٍ حَبَسَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي شَفِيرِ جَهَنّمَ بِكُلّ يَومٍ أَلفَ سَنَةٍ وَ حُشِرَ يَومَ القِيَامَةِ وَ يَدَاهُ مَغلُولَتَانِ


صفحه : 344

إِلَي عُنُقِهِ فَإِن قَامَ فِيهِم بِأَمرِ اللّهِ أَطلَقَهُ اللّهُ وَ إِن كَانَ ظَالِماً هوُيِ‌َ بِهِفِي نارِ جَهَنّمَوَ بِئسَ المَصِيرُ

35- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ تَبِعَ حَكِيمٌ حَكِيماً سَبعَ مِائَةِ فَرسَخٍ فِي سَبعِ كَلِمَاتٍ فَمِنهَا أَنّهُ سَأَلَهُ مَا أَوسَعُ مِنَ الأَرضِ قَالَ العَدلُ أَوسَعُ مِنَ الأَرضِ

36- ل ،[الخصال ]الطاّلقَاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِ‌ّ عَن أَبِي صَالِحٍ الكنِاَنيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن شَرِيكٍ عَن هِشَامِ بنِ مُعَاذٍ قَالَ دَخَلَ البَاقِرُ عَلَي عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ فَوَعَظَهُ وَ كَانَ فِيمَا وَعَظَهُ يَا عُمَرُ افتَحِ الأَبوَابَ وَ سَهّلِ الحِجَابَ وَ انصُرِ المَظلُومَ وَ رُدّ المَظَالِمَ

أقول قدأوردنا في أبواب المواعظ أخبارا من هذاالباب مثل ماكتبه أمير المؤمنين ع لمحمد بن أبي بكر ومالك الأشتر وغيرهما

37- ع ،[علل الشرائع ] فِي خَبَرِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا فَرَضَ اللّهُ العَدلَ مِسكاً لِلقُلُوبِ

38- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ ثَلَاثَةٌ هُنّ أُمّ الفَوَاقِرِ سُلطَانٌ إِن أَحسَنتَ إِلَيهِ لَم يَشكُر وَ إِن أَسَأتَ إِلَيهِ لَم يَغفِر وَ جَارٌ عَينُهُ تَرعَاكَ وَ قَلبُهُ يَنعَاكَ إِن رَأَي حَسَنَةً دَفَنَهَا وَ إِن رَأَي سَيّئَةً أَظهَرَهَا وَ أَذَاعَهَا وَ زَوجَةٌ إِن شَهِدتَ لَم تَقَرّ عَينُكَ بِهَا وَ إِن غِبتَ لَم تَطمَئِنّ إِلَيهَا

39-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌلا يُكَلّمُهُمُ


صفحه : 345

اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لا يَنظُرُ إِلَيهِم...وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌشَيخٌ زَانٍ وَ مَلِكٌ جَبّارٌ وَ مُقِلّ مُختَالٌ

40- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ جَبَلَةَ عَن أَبِي طَالِبٍ عَنِ ابنِ هُدبَةَ عَن أَنَسٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن ولَيِ‌َ عَشَرَةً فَلَم يَعدِل فِيهِم جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ يَدَاهُ وَ رِجلَاهُ وَ رَأسُهُ فِي ثَقبِ فَأسٍ

41- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن أَبِي عِمرَانَ الأرَمنَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَكَمِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن عَمرِو بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ مَن ولَيِ‌َ شَيئاً مِن أُمُورِ المُسلِمِينَ فَضَيّعَهُم ضَيّعَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

42- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ أَيّمَا وَالٍ احتَجَبَ عَن حَوَائِجِ النّاسِ احتَجَبَ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَن حَوَائِجِهِ وَ إِن أَخَذَ هَدِيّةً كَانَ غُلُولًا وَ إِن أَخَذَ رِشوَةً فَهُوَ مُشرِكٌ

43- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَبتَلِ شِيعَتَنَا بِأَربَعٍ أَن يَسأَلُوا النّاسَ فِي أَكُفّهِم وَ أَن يُؤتَوا فِي أَنفُسِهِم وَ أَن يَبتَلِيَهُم بِوَلَايَةِ سَوءٍ وَ لَا يُولَدُ لَهُم أَزرَقُ أَخضَرُ

44-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أُوحَي إِلَي نبَيِ‌ّ مِنَ الأَنبِيَاءِ فِي مَملَكَةِ جَبّارٍ مِنَ الجَبَابِرَةِ أَنِ ائتِ هَذَا الجَبّارَ فَقُل لَهُ إنِيّ‌ لَم أَستَعمِلكَ عَلَي سَفكِ الدّمَاءِ وَ اتّخَاذِ الأَموَالِ وَ إِنّمَا استَعمَلتُكَ لِتَكُفّ


صفحه : 346

عنَيّ‌ أَصوَاتَ المَظلُومِينَ فإَنِيّ‌ لَن أَدَعَ ظُلَامَتَهُم وَ إِن كَانُوا كُفّاراً

45- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هِلَالٍ عَن عُقبَةَ بنِ خَالِدٍ عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فِي جَهَنّمَ لَجَبَلًا يُقَالُ لَهُ الصّعَدَا وَ إِنّ فِي الصّعَدَا لَوَادِياً يُقَالُ لَهُ سَقَرُ وَ إِنّ فِي قَعرِ سَقَرَ لَجُبّاً يُقَالُ لَهُ هَبهَبُ كُلّمَا كُشِفَ غِطَاءُ ذَلِكَ الجُبّ ضَجّ أَهلُ النّارِ مِن حَرّهِ وَ ذَلِكَ مَنَازِلُ الجَبّارِينَ

46- سن ،[المحاسن ] فِي رِوَايَةِ مُيَسّرٍ مِثلَهُ وَ فِيهِ يُقَالُ لَهُ صَعُودٌ وَ إِنّ فِي صَعُودٍ لَوَادِياً

47- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَبِي عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن فَضلِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مِسمَعٍ عَن أَبِي الحَسَنِ عَن أَبِيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ كَانَ رَجُلٌ ظَالِمٌ فَكَانَ يَصِلُ الرّحِمَ وَ يُحسِنُ عَلَي رَعِيّتِهِ وَ يَعدِلُ فِي الحُكمِ فَحَضَرَ أَجَلُهُ فَقَالَ رَبّ حَضَرَ أجَلَيِ‌ وَ ابنيِ‌ صَغِيرٌ فَامدُد لِي فِي عمُرُيِ‌ فَأَرسَلَ اللّهُ إِلَيهِ أنَيّ‌ قَد أَنسَأتُ لَكَ فِي عُمُرِكَ اثنتَيَ‌ عَشرَةَ سَنَةً وَ قِيلَ لَهُ إِلَي هَذَا يَشِبّ ابنُكَ وَ يَعلَمُ مَن كَانَ جَاهِلًا وَ يُستَحكَمُ عِلمُ مَن لَا يَعلَمُ

48- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَنِ النّعمَانِ بنِ يَحيَي الأَزرَقِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ إِنّ مَلِكاً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالَ لَأَبنِيَنّ مَدِينَةً لَا يَعِيبُهَا أَحَدٌ فَلَمّا فَرَغَ مِن بِنَائِهَا اجتَمَعَ رَأيُهُم عَلَي أَنّهُم لَم يَرَوا مِثلَهَا قَطّ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ لَو آمنَتنَيِ‌ عَلَي نفَسيِ‌ أَخبَرتُكَ بِعَيبِهَا فَقَالَ لَكَ الأَمَانُ فَقَالَ لَهَا عَيبَانِ أَحَدُهُمَا أَنّكَ تَهلِكُ عَنهَا وَ الثاّنيِ‌ أَنّهَا تَخرَبُ مِن بَعدِكَ فَقَالَ المَلِكُ وَ أَيّ عَيبٍ أَعيَبُ مِن هَذَا ثُمّ قَالَ فَمَا نَصنَعُ قَالَ تبَنيِ‌ مَا يَبقَي وَ لَا يَفنَي وَ تَكُونُ شَابّاً لَا تَهرَمُ أَبَداً فَقَالَ المَلِكُ لِابنَتِهِ ذَلِكَ فَقَالَت مَا صَدَقَكَ أَحَدٌ غَيرُهُ مِن أَهلِ مَملَكَتِكَ


صفحه : 347

49-ف ،[تحف العقول ]سَأَلَ الصّادِقَ ع سَائِلٌ فَقَالَ كَم جِهَاتُ مَعَايِشِ العِبَادِ التّيِ‌ فِيهَا الِاكتِسَابُ وَ التّعَامُلُ بَينَهُم وَ وُجُوهُ النّفَقَاتِ فَقَالَ ع جَمِيعُ المَعَايِشِ كُلّهَا مِن وُجُوهِ المُعَامَلَاتِ فِيمَا بَينَهُم مِمّا يَكُونُ لَهُم فِيهِ المَكَاسِبُ أَربَعُ جِهَاتٍ مِنَ المُعَامَلَاتِ فَقَالَ لَهُ أَ كُلّ هَؤُلَاءِ الأَربَعَةِ أَجنَاسٍ حَلَالٌ أَو كُلّهَا حَرَامٌ أَو بَعضُهَا حَلَالٌ وَ بَعضُهَا حَرَامٌ فَقَالَ ع قَد يَكُونُ فِي هَؤُلَاءِ الأَجنَاسِ الأَربَعَةِ حَلَالٌ مِن جِهَةٍ حَرَامٌ حَرَامٌ مِن جِهَةٍ حَلَالٌ وَ هَذِهِ الأَجنَاسُ مُسَمّيَاتٌ مَعرُوفَاتُ الجِهَاتِ فَأَوّلُ هَذِهِ الجِهَاتِ الأَربَعَةِ الوِلَايَةُ وَ تَولِيَةُ بَعضِهِم عَلَي بَعضٍ فَالأَوّلُ وِلَايَةُ الوُلَاةِ وَ وُلَاةِ الوُلَاةِ إِلَي أَدنَاهُم بَاباً مِن أَبوَابِ الوِلَايَةِ عَلَي مَن هُوَ وَالٍ عَلَيهِ ثُمّ التّجَارَةُ فِي جَمِيعِ البَيعِ وَ الشّرَاءِ بَعضُهُم مِن بَعضٍ ثُمّ الصّنَاعَاتُ فِي جَمِيعِ صُنُوفِهَا ثُمّ الإِجَارَاتُ فِي كُلّ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ مِنَ الإِجَارَاتِ وَ كُلّ هَذِهِ الصّنُوفِ تَكُونُ حَلَالًا مِن جِهَةٍ وَ حَرَاماً مِن جِهَةٍ وَ الفَرضُ مِنَ اللّهِ عَلَي العِبَادِ فِي هَذِهِ المُعَامَلَاتِ الدّخُولُ فِي جِهَاتِ الحَلَالِ مِنهَا وَ العَمَلُ بِذَلِكَ الحَلَالِ وَ اجتِنَابُ جِهَاتِ الحَرَامِ مِنهَا تَفسِيرُ مَعنَي الوِلَايَاتِ وَ هيِ‌َ جِهَتَانِ فَإِحدَي الجِهَتَينِ مِنَ الوِلَايَةِ وِلَايَةُ وُلَاةِ العَدلِ الّذِينَ أَمَرَ اللّهُ بِوِلَايَتِهِم وَ تَولِيَتِهِم عَلَي النّاسِ وَ وِلَايَةِ وُلَاتِهِ وَ وُلَاةِ وُلَاتِهِ إِلَي أَدنَاهُم بَاباً مِن أَبوَابِ الوِلَايَةِ عَلَي مَن هُوَ وَالٍ عَلَيهِ وَ الجِهَةُ الأُخرَي مِنَ الوِلَايَةِ وِلَايَةُ وُلَاةِ الجَورِ وَ وُلَاةِ وُلَاتِهِم إِلَي أَدنَاهُم بَاباً مِنَ الأَبوَابِ التّيِ‌ هُوَ وَالٍ عَلَيهِ فَوَجهُ الحَلَالِ مِنَ الوِلَايَةِ وِلَايَةُ الواَليِ‌ العَادِلِ ألّذِي أَمَرَ اللّهُ بِمَعرِفَتِهِ وَ وِلَايَتِهِ وَ العَمَلِ لَهُ فِي وِلَايَتِهِ وَ وِلَايَةِ وُلَاتِهِ وَ وُلَاةِ وُلَاتِهِ بِجِهَةِ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ الواَليِ‌ العَادِلُ بِلَا زِيَادَةٍ فِيمَا أَنزَلَ اللّهُ وَ لَا نُقصَانٍ مِنهُ وَ لَا تَحرِيفٍ لِقَولِهِ وَ لَا تَعَدّ لِأَمرِهِ إِلَي غَيرِهِ فَإِذَا صَارَ الواَليِ‌ واَليِ‌َ عَدلٍ بِهَذِهِ الجِهَةِ فَالوِلَايَةُ لَهُ وَ العَمَلُ مَعَهُ وَ مَعُونَتُهُ فِي وِلَايَتِهِ وَ تَقوِيَتُهُ حَلَالٌ مُحَلّلٌ وَ حَلَالٌ الكَسبُ مَعَهُم وَ ذَلِكَ أَنّ فِي وِلَايَةِ واَليِ‌ العَدلِ وَ وُلَاتِهِ إِحيَاءَ كُلّ حَقّ وَ كُلّ عَدلٍ وَ إِمَاتَةَ كُلّ ظُلمٍ وَ جَورٍ وَ فَسَادٍ فَلِذَلِكَ كَانَ الساّعيِ‌ فِي تَقوِيَةِ سُلطَانِهِ وَ المُعِينُ لَهُ عَلَي وِلَايَتِهِ سَاعِياً فِي طَاعَةِ اللّهِ


صفحه : 348

مُقَوّياً لِدِينِهِ وَ أَمّا وَجهُ الحَرَامِ مِنَ الوِلَايَةِ فَوِلَايَةُ الواَليِ‌ الجَائِرِ وَ وِلَايَةُ وُلَاتِهِ الرّئِيسِ مِنهُم وَ أَتبَاعِ الواَليِ‌ فَمَن دُونَهُ مِن وُلَاةِ الوُلَاةِ إِلَي أَدنَاهُم بَاباً مِن أَبوَابِ الوِلَايَةِ عَلَي مَن هُوَ وَالٍ عَلَيهِ وَ العَمَلُ لَهُم وَ الكَسبُ مَعَهُم بِجِهَةِ الوِلَايَةِ لَهُم حَرَامٌ وَ مُحَرّمٌ مُعَذّبٌ مَن فَعَلَ ذَلِكَ عَلَي قَلِيلٍ مِن فِعلِهِ أَو كَثِيرٍ لِأَنّ كُلّ شَيءٍ مِن جِهَةِ المَعُونَةِ مَعصِيَةٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ وَ ذَلِكَ أَنّ فِي وِلَايَةِ الواَليِ‌ الجَائِرِ دُرُوسَ الحَقّ كُلّهِ وَ إِحيَاءَ البَاطِلِ كُلّهِ وَ إِظهَارَ الظّلمِ وَ الجَورِ وَ الفَسَادِ وَ إِبطَالَ الكُتُبِ وَ قَتلَ الأَنبِيَاءِ وَ المُؤمِنِينَ وَ هَدمَ المَسَاجِدِ وَ تَبدِيلَ سُنّةِ اللّهِ وَ شَرَائِعِهِ فَلِذَلِكَ حَرَامٌ العَمَلُ مَعَهُم وَ مَعُونَتُهُم وَ الكَسبُ مَعَهُم إِلّا بِجِهَةِ الضّرُورَةِ نَظِيرِ الضّرُورَةِ إِلَي الدّمِ وَ المَيتَةِ

وأقول تمامه في باب جوامع المكاسب و في التتمة أيضا بعض أحكام الولاة وأعمالهم

50- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن أُمّ سَلَمَةَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهَا قَالَت كَانَ النّبِيّص يمَشيِ‌ فِي الصّحرَاءِ فَنَادَاهُ مُنَادٍ يَا رَسُولَ اللّهِ مَرّتَينِ فَالتَفَتَ فَلَم يَرَ أَحَداً ثُمّ نَادَاهُ فَالتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِظَبيَةٍ مُوَثّقَةٍ فَقَالَت إِنّ هَذَا الأعَراَبيِ‌ّ صاَدنَيِ‌ وَ لِي خِشفَانِ فِي ذَلِكَ الجَبَلِ أطَلقِنيِ‌ حَتّي أَذهَبَ وَ أُرضِعَهُمَا وَ أَرجِعَ فَقَالَ وَ تَفعَلِينَ قَالَت نَعَم إِن لَم أَفعَل عذَبّنَيِ‌َ اللّهُ عَذَابَ العَشّارِ فَأَطلَقَهَا

أقول تمامه في أبواب المعجزات

51- سن ،[المحاسن ] فِي رِوَايَةِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَيّ قَومٍ عصَوَنيِ‌ جَعَلتُ المُلُوكَ عَلَيهِم نَقِمَةً أَلَا لَا تُولَعُوا بِسَبّ المُلُوكِ تُوبُوا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَعطِف بِقُلُوبِهِم عَلَيكُم

52-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَولُ اللّهِقُلِ أللّهُمّ مالِكَ المُلكِ تؤُتيِ‌ المُلكَ مَن تَشاءُ وَ تَنزِعُ المُلكَ مِمّن تَشاءُفَقَد آتَي


صفحه : 349

اللّهُ بنَيِ‌ أُمَيّةَ المُلكَ فَقَالَ لَيسَ حَيثُ يَذهَبُ النّاسُ إِلَيهِ إِنّ اللّهَ آتَانَا المُلكَ وَ أَخَذَهُ بَنُو أُمَيّةَ بِمَنزِلَةِ الرّجُلِ يَكُونُ لَهُ الثّوبُ وَ يَأخُذُهُ الآخَرُ فَلَيسَ هُوَ للِذّيِ‌ أَخَذَهُ

53- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِعُمَرَ بنِ الخَطّابِ ثَلَاثٌ إِن حَفِظتَهُنّ وَ عَمِلتَ بِهِنّ كَفَتكَ مَا سِوَاهُنّ وَ إِن تَرَكتَهُنّ لَم يَنفَعكَ شَيءٌ سِوَاهُنّ قَالَ وَ مَا هُنّ يَا أَبَا الحَسَنِ قَالَ إِقَامَةُ الحُدُودِ عَلَي القَرِيبِ وَ البَعِيدِ وَ الحُكمُ بِكِتَابِ اللّهِ فِي الرّضَا وَ السّخَطِ وَ القَسمُ بِالعَدلِ بَينَ الأَحمَرِ وَ الأَسوَدِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لعَمَريِ‌ لَقَد أَوجَزتَ وَ أَبلَغتَ

54- جا،[المجالس للمفيد] عَنِ الأصَمعَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَعرَابِيّاً وَ ذَكَرَ السّلطَانَ فَقَالَ لَئِن عَزّوا بِالظّلمِ فِي الدّنيَا لَيُذَلّنّ بِالعَدلِ فِي الآخِرَةِ رَضُوا بِقَلِيلٍ مِن كَثِيرٍ وَ بِيَسِيرٍ مِن خَطِيرٍ وَ إِنّمَا يَلقَونَ العَدَمَ حِينَ لَا يَنفَعُ النّدَمُ

55- كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمُ مَعاً عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن جَابِرٍ عَن عُقبَةَ بنِ بَشِيرٍ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقُلتُ إنِيّ‌ فِي الحَسَبِ الضّخمِ مِن قوَميِ‌ وَ إِنّ قوَميِ‌ كَانَ لَهُم عَرِيفٌ فَهَلَكَ فَأَرَادُوا أَن يعُرَفّوُنيِ‌ عَلَيهِم فَمَا تَرَي لِي قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع تَمُنّ عَلَينَا بِحَسَبِكَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي رَفَعَ بِالإِيمَانِ مَن كَانَ النّاسُ سَمّوهُ وَضِيعاً إِذَا كَانَ مُؤمِناً وَ وَضَعَ بِالكُفرِ مَن كَانَ يُسَمّونَهُ شَرِيفاً إِذَا كَانَ كَافِراً وَ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَي أَحَدٍ فَضلٌ إِلّا بِتَقوَي اللّهِ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّ قوَميِ‌ كَانَ لَهُم عَرِيفٌ فَهَلَكَ فَأَرَادُوا أَن يعُرَفّوُنيِ‌ عَلَيهِم فَإِن كُنتَ تَكرَهُ الجَنّةَ وَ تُبغِضُهَا فَتَعَرّف عَلَي قَومِكَ وَ يَأخُذُ سُلطَانٌ جَابِرٌ باِمر‌ِئٍ مُسلِمٍ لِسَفكِ دَمِهِ فَتَشرَكُهُم فِي دَمِهِ وَ عَسَي لَا تَنَالُ مِن دُنيَاهُم شَيئاً

56-كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَرّارٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا أَنّهُ لَمّا قَدِمَ أَبُو اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع العِرَاقَ قَالَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ أَ مَا تَرَي حاَليِ‌ وَ مَا أَنَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيّ إِنّ لِلّهِ تَعَالَي أَولِيَاءَ مَعَ أَولِيَاءِ الظّلَمَةِ لِيَدفَعَ


صفحه : 350

بِهِم عَن أَولِيَائِهِ وَ أَنتَ مِنهُم يَا عَلِيّ

57- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ الرّبِيعِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع لعِلَيِ‌ّ بنِ يَقطِينٍ اضمَن لِي خَصلَةً أَضمَن لَكَ ثَلَاثاً فَقَالَ عَلِيّ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا الخَصلَةُ التّيِ‌ أَضمَنُهَا لَكَ وَ مَا الثّلَاثُ اللوّاَتيِ‌ تَضمَنُهُنّ لِي قَالَ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع الثّلَاثُ اللوّاَتيِ‌ أَضمَنُهُنّ لَكَ أَن لَا يُصِيبَكَ حَرّ الحَدِيدِ أَبَداً بِقَتلٍ وَ لَا فَاقَةٌ وَ لَا سِجنُ حَبسٍ قَالَ فَقَالَ عَلِيّ وَ مَا الخَصلَةُ التّيِ‌ أَضمَنُهَا لَكَ قَالَ فَقَالَ تَضمَنُ أَلّا يَأتِيَكَ ولَيِ‌ّ أَبَداً إِلّا أَكرَمتَهُ قَالَ فَضَمِنَ عَلِيّ الخَصلَةَ وَ ضَمِنَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ الثّلَاثَ

58- جش ،[الفهرست للنجاشي‌]حَكَي بَعضُ أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ الوَلِيدِ قَالَ وَ فِي رِوَايَةِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع إِنّ لِلّهِ تَعَالَي بِأَبوَابِ الظّالِمِينَ مَن نَوّرَهُ اللّهُ وَ أَخَذَ لَهُ البُرهَانَ وَ مَكّنَ لَهُ فِي البِلَادِ لِيَدفَعَ بِهِم عَن أَولِيَائِهِ وَ يُصلِحُ اللّهُ بِهِ أُمُورَ المُسلِمِينَ إِلَيهِم يَلجَأُ المُؤمِنُ مِنَ الضّرّ وَ إِلَيهِم يَفزَعُ ذُو الحَاجَةِ مِن شِيعَتِنَا وَ بِهِم يُؤمِنُ اللّهُ رَوعَةَ المُؤمِنِ فِي دَارِ الظّلَمَةِ أُولَئِكَالمُؤمِنُونَ حَقّاأُولَئِكَ أُمَنَاءُ اللّهِ فِي أَرضِهِ أُولَئِكَ نُورُ اللّهِ فِي رَعِيّتِهِم يَومَ القِيَامَةِ وَ يَزهَرُ نُورُهُم لِأَهلِ السّمَاوَاتِ كَمَا تَزهَرُ الكَوَاكِبُ الدّرّيّةُ لِأَهلِ الأَرضِ أُولَئِكَ مِن نُورِهِم يَومَ القِيَامَةِ تضُيِ‌ءُ مِنهُمُ القِيَامَةُ خُلِقُوا وَ اللّهِ لِلجَنّةِ وَ خُلِقَتِ الجَنّةُ لَهُم فَهَنِيئاً لَهُم مَا عَلَي أَحَدِكُم أَن لَو شَاءَ لَنَالَ هَذَا كُلّهُ قَالَ قُلتُ بِمَا ذَا جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ تَكُونُ مَعَهُم فَتَسُرّنَا بِإِدخَالِ السّرُورِ عَلَي المُؤمِنِينَ مِن شِيعَتِنَا فَكُن مِنهُم يَا مُحَمّدُ

59- ضه ،[روضة الواعظين ] سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّمَا أَفضَلُ العَدلُ أَوِ الجُودُ قَالَ العَدلُ يَضَعُ الأُمُورَ مَوَاضِعَهَا وَ الجُودُ يُخرِجُهَا عَن جِهَتِهَا وَ العَدلُ سَائِسٌ عَامّ وَ الجُودُ عَارِضٌ خَاصّ فَالعَدلُ أَشرَفُهُمَا وَ أَفضَلُهُمَا احذَرِ العَسفَ وَ الحَيفَ فَإِنّ العَسفَ يَعُودُ بِالجَلَاءِ وَ الحَيفَ يَدعُو إِلَي السّيفِ

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيّاكُم وَ الظّلمَ فَإِنّهُ


صفحه : 351

يُخَرّبُ قُلُوبَكُم

وَ قَالَص أَحَبّ النّاسِ يَومَ القِيَامَةِ وَ أَقرَبُهُم إِلَي اللّهِ مَجلِساً إِمَامٌ عَادِلٌ وَ إِنّ أَبغَضَ النّاسِ إِلَي اللّهِ وَ أَشَدّهُم عَذَاباً إِمَامٌ جَائِرٌ

وَ قَالَص مَن أَصبَحَ وَ لَا يَهُمّ بِظُلمِ أَحَدٍ غُفِرَ لَهُ مَا اجتَرَمَ

60-إِرشَادُ القُلُوبِ،رَوَي المظُفَرّيِ‌ّ فِي تَارِيخِهِ قَالَ لَمّا حَجّ المَنصُورُ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وَ أَربَعِينَ وَ مِائَةٍ نَزَلَ بِدَارِ النّدوَةِ وَ كَانَ يَطُوفُ لَيلًا وَ لَا يُشعِرُ بِهِ أَحَدٌ فَإِذَا اطّلَعَ الفَجرُ صَلّي بِالنّاسِ وَ رَاحَ فِي مَوكِبِهِ إِلَي مَنزِلِهِ فَبَينَمَا هُوَ ذَاتَ لَيلَةٍ يَطُوفُ إِذ سَمِعَ قَائِلًا يَقُولُ أللّهُمّ إِنّا نَشكُو إِلَيكَ ظُهُورَ البغَي‌ِ وَ الفَسَادِ فِي الأَرضِ وَ مَا يَحُولُ بَينَ الحَقّ وَ أَهلِهِ مِنَ الظّلمِ قَالَ فَمَلَأَ المَنصُورُ مَسَامِعَهُ مِنهُ ثُمّ استَدعَاهُ فَقَالَ لَهُ مَا ألّذِي سَمِعتُهُ مِنكَ قَالَ إِن أمَنّتنَيِ‌ عَلَي نفَسيِ‌ نَبّأتُكَ بِالأُمُورِ مِن أَصلِهَا قَالَ أَنتَ آمِنٌ عَلَي نَفسِكَ قَالَ أَنتَ ألّذِي دَخَلَهُ الطّمَعُ حَتّي حَالَ بَينَهُ وَ بَينَ الحَقّ وَ حُصُولِ مَا فِي الأَرضِ مِنَ البغَي‌ِ وَ الفَسَادِ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي استَرعَاكَ أُمُورَ المُسلِمِينَ فَأَغفَلتَهَا وَ جَعَلتَ بَينَكَ وَ بَينَهُم حِجَاباً وَ حُصُوناً مِنَ الجِصّ وَ الآجُرّ وَ أَبوَاباً مِنَ الحَدِيدِ وَ حَجَبَةً مَعَهُمُ السّلَاحُ وَ اتّخَذتَ وُزَرَاءَ ظَلَمَةً وَ أَعوَاناً فَجَرَةً إِن أَحسَنتَ لَا يُعِينُوكَ وَ إِن أَسَأتَ لَا يَرُدّوكَ وَ قَوّمتَهُم عَلَي ظُلمِ النّاسِ وَ لَم تَأمُرهُم بِإِعَانَةِ المَظلُومِ وَ الجَائِعِ وَ العاَريِ‌ فَصَارُوا شُرَكَاءَكَ فِي سُلطَانِكَ وَ صَانَعتَهُمُ العُمّالَ بِالهَدَايَا خَوفاً مِنهُم فَقَالُوا هَذَا قَد خَانَ اللّهَ فَمَا لَنَا لَا نَخُونُهُ فَاختَزَنُوا الأَموَالَ وَ حَالُوا دُونَ المُتَظَلّمِ وَ دُونَكَ فَامتَلَأَت بِلَادُ اللّهِ فَسَاداً وَ بَغياً وَ ظُلماً فَمَا بَقَاءُ الإِسلَامِ وَ أَهلِهِ عَلَي هَذَا وَ قَد كُنتُ أُسَافِرُ إِلَي بِلَادِ الصّينِ وَ بِهَا مَلِكٌ قَد ذَهَبَ سَمعُهُ فَجَعَلَ يبَكيِ‌ فَقَالَ لَهُ وُزَرَاؤُهُ مَا يُبكِيكَ فَقَالَ لَستُ أبَكيِ‌ عَلَي مَا نَزَلَ مِن ذَهَابِ سمَعيِ‌ وَ لَكِنّ المَظلُومَ يَصرَخُ بِالبَابِ وَ لَا أَسمَعُ نِدَاءَهُ وَ لَكِن إِن كَانَ سمَعيِ‌ قَد ذَهَبَ فبَصَرَيِ‌ بَاقٍ فَنَادَي فِي النّاسِ لَا يَلبَس ثَوباً أَحمَرَ إِلّا مَظلُومٌ فَكَانَ يَركَبُ الفِيلَ فِي كُلّ طَرَفِ نَهَارٍ هَل يَرَي مَظلُوماً فَلَا يَجِدُهُ هَذَا وَ هُوَ مُشرِكٌ بِاللّهِ وَ قَد غَلَبَت رَأفَتُهُ بِالمُشرِكِينَ عَلَي شُحّ نَفسِهِ وَ أَنتَ


صفحه : 352

مُؤمِنٌ بِاللّهِ وَ ابنُ عَمّ رَسُولِ اللّهِص وَ لَا تَغلِبُكَ رَأفَتُكَ بِالمُسلِمِينَ عَلَي شُحّ نَفسِكَ فَإِنّكَ لَا تَجمَعُ المَالَ إِلّا لِوَاحِدَةٍ مِن ثَلَاثٍ إِن قُلتَ إِنّكَ تَجمَعُ لِوُلدِكَ فَقَد أَرَاكَ اللّهُ تَعَالَي الطّفلَ الصّغِيرَ يَخرُجُ مِن بَطنِ أُمّهِ لَا مَالَ لَهُ فَيُعطِيهِ فَلَستَ باِلذّيِ‌ تُعطِيهِ بَلِ اللّهُ سُبحَانَهُ هُوَ ألّذِي يعُطيِ‌ وَ إِن قُلتَ أَجمَعُهَا لِتَشيِيدِ سلُطاَنيِ‌ فَقَد أَرَاكَ اللّهُ القَدِيرُ عِبَراً فِي الّذِينَ تَقَدّمُوا مَا أَغنَي عَنهُم مَا جَمَعُوا مِنَ الأَموَالِ وَ لَا مَا أَعَدّوا مِنَ السّلَاحِ وَ إِن قُلتَ أَجمَعُهَا لِغَايَةٍ هيِ‌َ أَحسَنُ مِنَ الغَايَةِ التّيِ‌ أَنَا فِيهَا فَوَ اللّهِ مَا فَوقَ مَا أَنتَ فِيهِ مَنزِلَةٌ إِلّا العَمَلُ الصّالِحُ يَا هَذَا هَل تُعَاقِبُ مَن عَصَاكَ إِلّا بِالقَتلِ فَكَيفَ تَصنَعُ بِاللّهِ ألّذِي لَا يُعَاقِبُ إِلّا بِأَلِيمِ العَذَابِ وَ هُوَ يَعلَمُ مِنكَ مَا أَضمَرَ قَلبُكَ وَ عَقَدَت عَلَيهِ جَوَارِحُكَ فَمَا ذَا تَقُولُ إِذَا كُنتَ بَينَ يَدَيهِ لِلحِسَابِ عُريَاناً هَل يغُنيِ‌ عَنكَ مَا كُنتَ فِيهِ شَيئاً قَالَ فَبَكَي المَنصُورُ بُكَاءً شَدِيداً وَ قَالَ يَا ليَتنَيِ‌ لَم أُخلَق وَ لَم أَكُ شَيئاً ثُمّ قَالَ مَا الحِيلَةُ فِيمَا حَوّلتُ قَالَ عَلَيكَ بِأَعلَامِ العُلَمَاءِ الرّاشِدِينَ قَالَ فَرّوا منِيّ‌ قَالَ فَرّوا مِنكَ مَخَافَةَ أَن تَحمِلَهُم عَلَي ظَهرٍ مِن طَرِيقَتِكَ وَ لَكِنِ افتَحِ البَابَ وَ سَهّلِ الحِجَابَ وَ خُذِ الشيّ‌ءَ مِمّا حَلّ وَ طَابَ وَ انتَصِف لِلمَظلُومِ وَ أَنَا ضَامِنٌ عَمّن هَرَبَ مِنكَ أَن يَعُودَ إِلَيكَ فَيُعَاوِنَكَ عَلَي أَمرِكَ فَقَالَ المَنصُورُ أللّهُمّ وفَقّنيِ‌ لِأَن أَعمَلَ بِمَا قَالَ هَذَا الرّجُلُ ثُمّ حَضَرَ المُؤَذّنُونَ وَ أَقَامُوا الصّلَاةَ فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ قَالَ عَلَيّ بِالرّجُلِ فَطَلَبُوهُ فَلَم يَجِدُوا لَهُ أَثَراً فَقِيلَ إِنّهُ كَانَ الخَضِرَ ع

61- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَدلُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن عِبَادَةِ سَبعِينَ سَنَةً قِيَامٌ لَيلُهَا وَ صِيَامٌ نَهَارُهَا وَ جَورُ سَاعَةٍ فِي حُكمٍ أَشَدّ وَ أَعظَمُ عِندَ اللّهِ مِن معَاَصيِ‌ سِتّينَ سَنَةً

وَ قَالَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ مَن أَصبَحَ وَ لَا يَهُمّ بِظُلمِ أَحَدٍ غُفِرَ لَهُ مَا اجتَرَمَ

وَ قَالَص إِنّ أَهوَنَ الخَلقِ عَلَي اللّهِ مَن ولَيِ‌َ أَمرَ المُسلِمِينَ فَلَم يَعدِل لَهُم

62- غو،[غوالي‌ اللئالي‌] قَالَ رَسُولُ اللّهِص الرّفقُ رَأسُ الحِكمَةِ أللّهُمّ مَن ولَيِ‌َ شَيئاً مِن أُمُورِ أمُتّيِ‌ فَرَفَقَ بِهِم فَارفُق بِهِ وَ مَن شَقّ عَلَيهِم فَاشقُق عَلَيهِ

وَ قَالَص ”½


صفحه : 353

كَيفَ يُقَدّسُ اللّهُ قَوماً لَا يُؤخَذُ لِضَعِيفِهِم مِن شَدِيدِهِم

وَ قَالَ ع الدّنيَا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ وَ إِنّ اللّهَ يَستَعمِلُكُم فِيهَا فَيَنظُرُ كَيفَ تَعمَلُونَ

وَ قَالَ ع إِنّ لِلّهِ عِبَاداً اختَصّهُم بِالنّعَمِ يُقِرّهَا فِيهِم مَا بَذَلُوهَا لِلنّاسِ فَإِذَا مَنَعُوهَا حَوّلَهَا مِنهُم إِلَي غَيرِهِم وَ كَانَ كِسرَي قَد فَتَحَ بَابَهُ وَ سَهّلَ جَنَابَهُ وَ رَفَعَ حِجَابَهُ وَ بَسَطَ إِذنَهُ لِكُلّ وَاصِلٍ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ مَلِكِ الرّومِ لَقَد أَقدَرتَ عَلَيكَ عَدُوّكَ بِفَتحِكَ البَابَ وَ رَفعِكَ الحِجَابَ فَقَالَ إِنّمَا أَتَحَصّنُ مِن عدَوُيّ‌ بعِدَليِ‌ وَ إِنّمَا أَنصَبتُ هَذَا المَنصِبَ وَ جَلَستُ هَذَا المَجلِسَ لِقَضَاءِ الحَاجَاتِ وَ دَفعِ الظّلَامَاتِ فَإِذَا لَم تَتّصِلِ الرّعِيّةُ إلِيَ‌ّ فَمَتَي أقَضيِ‌ حَاجَتَهُ وَ أَكشِفُ ظُلَامَتَهُ

63- كا،[الكافي‌] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي سَمّالٍ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُقُلِ أللّهُمّ مالِكَ المُلكِ تؤُتيِ‌ المُلكَ مَن تَشاءُ وَ تَنزِعُ المُلكَ مِمّن تَشاءُ وَ تُعِزّ مَن تَشاءُ أَ لَيسَ قَد آتَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بنَيِ‌ أُمَيّةَ المُلكَ قَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ آتَانَا المُلكَ وَ أَخَذَتهُ بَنُو أُمَيّةَ بِمَنزِلَةِ الرّجُلِ يَكُونُ لَهُ الثّوبُ فَيَأخُذُهُ الآخَرُ فَلَيسَ هُوَ للِذّيِ‌ أَخَذَهُ

64- كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الصّلتِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن يُونُسَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاعلَمُوا أَنّ اللّهَ يحُي‌ِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها قَالَ العَدلَ بَعدَ الجَورِ

65- ختص ،[الإختصاص ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ عَن عِيسَي بنِ هِشَامٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَدلُ أَحلَي مِنَ المَاءِ يُصِيبُهُ الظّمآنُ مَا أَوسَعَ العَدلَ إِذَا عُدِلَ فِيهِ وَ إِن قَلّ

66-ختص ،[الإختصاص ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع


صفحه : 354

قَالَ العَدلُ أَحلَي مِنَ الشّهدِ وَ أَليَنُ مِنَ الزّبدِ وَ أَطيَبُ رِيحاً مِنَ المِسكِ

67- ختص ،[الإختصاص ] قَد رَوَي بَعضُهُم عَن أَحَدِهِم ع أَنّهُ قَالَ الدّينُ وَ السّلطَانُ أَخَوَانِ تَوأَمَانِ لَا بُدّ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا مِن صَاحِبِهِ وَ الدّينُ أُسّ وَ السّلطَانُ حَارِسٌ وَ مَا لَا أُسّ لَهُ مُنهَدِمٌ وَ مَا لَا حَارِسَ لَهُ ضَائِعٌ

68- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لِكُلّ شَيءٍ دَولَةٌ حَتّي إِنّهُ لَيُدَالُ لِلأَحمَقِ مِنَ العَاقِلِ

69- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن حُسَينِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ السّلطَانُ ظِلّ اللّهِ فِي الأَرضِ يأَويِ‌ إِلَيهِ كُلّ مَظلُومٍ فَمَن عَدَلَ كَانَ لَهُ الأَجرُ وَ عَلَي الرّعِيّةِ الشّكرُ وَ مَن جَارَ كَانَ عَلَيهِ الوِزرُ وَ عَلَي الرّعِيّةِ الصّبرُ حَتّي يَأتِيَهُمُ الأَمرُ

70- كِتَابُ الصّفّينَ،لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ قَالَ كَتَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي أُمَرَاءِ الجُنُودِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ حَقّ الواَليِ‌ أَن لَا يُغَيّرَهُ عَلَي رَعِيّتِهِ فَضلٌ نَالَهُ وَ لَا أَمرٌ خُصّ بِهِ وَ أَن يَزِيدَهُ مَا قَسَمَ اللّهُ لَهُ دُنُوّاً مِن عِبَادِهِ وَ عَطفاً عَلَيهِم أَلَا وَ إِنّ لَكُم عنِديِ‌ أَن لَا أَحتَجِزَ دُونَكُم سِرّاً إِلّا فِي حَربٍ وَ لَا أطَويِ‌َ عَنكُم أَمراً إِلّا فِي حُكمٍ وَ لَا أُؤَخّرَ لَكُم حَقّاً عَن مَحَلّهِ وَ لَا أَزرَأُكُم شَيئاً وَ أَن تَكُونُوا عنِديِ‌ فِي الحَقّ سَوَاءً فَإِذَا فَعَلتُ ذَلِكَ وَجَبَت عَلَيكُمُ النّصِيحَةُ وَ الطّاعَةُ فَلَا تَنكُصُوا عَن دَعوَةٍ وَ لَا تُفرِطُوا فِي صَلَاحِ دِينِكُم مِن دُنيَاكُم وَ أَن تَنفُذُوا لِمَا هُوَ لِلّهِ طَاعَةٌ وَ لِمَعِيشَتِكُم صَلَاحٌ وَ أَن تَخُوضُوا الغَمَرَاتِ إِلَي الحَقّ وَ لَا يَأخُذَكُم فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ فَإِن أَبَيتُم أَن تَستَقِيمُوا لِي عَلَي ذَلِكَ لَم يَكُن أَحَدٌ أَهوَنَ عَلَيّ مِمّن فَعَلَ ذَلِكَ مِنكُم ثُمّ أُعَاقِبُهُ عُقُوبَةً لَا يَجِدُ عنِديِ‌ فِيهَا هَوَادَةً فَخُذُوا هَذَا مِن أُمَرَائِكُم وَ أَعطُوهُم مِن أَنفُسِكُم يُصلِحُ اللّهُ أَمرَكُم وَ السّلَامُ


صفحه : 355

وَ كَتَبَ إِلَي أُمَرَاءِ الخَرَاجِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ إِلَي أُمَرَاءِ الخَرَاجِ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ مَن لَم يَحذَر مَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيهِ لَم يُقَدّم لِنَفسِهِ وَ لَم يُحرِزهَا وَ مَنِ اتّبَعَ هَوَاهُ وَ انقَادَ لَهُ فِيمَا لَم يَعرِف نَفعَ عَاقِبَتِهِ عَمّا قَلِيلٍ لَيُصبِحَنّ مِنَ النّادِمِينَ أَلَا وَ إِنّ أَسعَدَ النّاسِ فِي الدّنيَا مَن عَدَلَ عَمّا يَعرِفُ ضَرّهُ وَ إِنّ أَشقَاهُم مَنِ اتّبَعَ هَوَاهُ فَاعتَبِرُوا وَ اعلَمُوا أَنّ لَكُم مَا قَدّمتُم مِن خَيرٍ وَ مَا سِوَي ذَلِكَ وَدِدتُم لَو أَنّ بَينَكُموَ بَينَهُ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ وَ إِنّ عَلَيكُم وَبَالَ مَا فَرّطتُم فِيهِ وَ إِنّ ألّذِي طُلِبَ مِنكُم لَيَسِيرٌ وَ إِنّ ثَوَابَهُ لَكَثِيرٌ وَ لَو لَم يَكُن فِيمَا نَهَي عَنهُ مِنَ الظّلمِ وَ العُدوَانِ عِقَابٌ يَخَافُ كَانَ فِي ثَوَابِهِ مَا لَا عُذرَ لِأَحَدٍ فِي تَركِ طَلَبِهِ فَارحَمُوا تُرحَمُوا وَ لَا تُعَذّبُوا خَلقَ اللّهِ وَ لَا تُكَلّفُوهُم فَوقَ طَاقَتِهِم وَ أَنصِفُوا النّاسَ مِن أَنفُسِكُم وَ اصبِرُوا لِحَوَائِجِهِم فَإِنّكُم خُزّانُ الرّعِيّةِ لَا تَتّخِذَنّ حِجَاباً وَ لَا تَحجُبَنّ أَحَداً عَن حَاجَتِهِ حَتّي يَنهِيَهَا إِلَيكُم وَ لَا تَأخُذُوا أَحَداً بِأَحَدٍ إِلّا كَفِيلًا عَمّن كَفَلَ عَنهُ وَ اصبِرُوا أَنفُسَكُم عَلَي مَا فِيهِ الِاغتِبَاطُ وَ إِيّاكُم وَ تَأخِيرَ العَمَلِ وَ دَفعَ الخَيرِ فَإِنّ فِي ذَلِكَ النّدَمَ وَ السّلَامُ

قَالَ وَ كَتَبَ ع إِلَي أُمَرَاءِ الأَجنَادِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أَبرَأُ إِلَيكُم وَ إِلَي أَهلِ الذّمّةِ مِن مُعسِرَةِ الجَيشِ إِلّا مِن جَوعَةٍ إِلَي شُبعَةٍ وَ مِن فَقرٍ إِلَي غِنًي أَو عَمًي إِلَي هُدًي فَإِنّ ذَلِكَ عَلَيهِم فَاعدِلُوا النّاسَ عَنِ الظّلمِ وَ العُدوَانِ وَ أَن خُذُوا عَلَي أيَديِ‌ سُفَهَائِكُم وَ احتَرِسُوا أَن تَعمَلُوا أَعمَالًا لَا يَرضَي اللّهُ بِهَا عَنّا فَيَرُدّ عَلَينَا وَ عَلَيكُم دُعَاءَنَا فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُقُل ما يَعبَؤُا بِكُم ربَيّ‌ لَو لا دُعاؤُكُم فَقَد كَذّبتُم فَسَوفَ يَكُونُ لِزاماً فَإِنّ اللّهَ إِذَا مَقَتَ قَوماً مِنَ السّمَاءِ هَلَكُوا فِي الأَرضِ فَلَا تَدّخِرُوا لِأَنفُسِكُم خَيراً لِلجُندِ حُسنُ السّيرَةِ وَ لِلرّعِيّةِ مَعُونَةٌ وَ لِدِينِ اللّهِ قُوّةٌ وَ ابلُوهُ فِي سَبِيلِهِ مَا استَوجَبَ عَلَيكُم فَإِنّ اللّهَ قَدِ اصطَنَعَ عِندَنَا وَ عِندَكُم مَا نَشكُرُهُ بِجُهدِنَا وَ إِنّ


صفحه : 356

مَصِيرَهُ مَا بَلَغَت قُوّتُنَا وَلا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ

وَ كَتَبَ أَبُو ثَروَانَ قَالَ وَ فِي كِتَابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ أَيضاً وَ كَتَبَ إِلَي جُندِهِ يُخبِرُهُم باِلذّيِ‌ لَهُم وَ ألّذِي عَلَيهِم مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ جَعَلَكُم فِي الحَقّ جَمِيعاً سَوَاءً أَسوَدَكُم وَ أَحمَرَكُم وَ جَعَلَكُم مِنَ الواَليِ‌ وَ جَعَلَ الواَليِ‌َ مِنكُم بِمَنزِلَةِ الوَالِدِ مِنَ الوَلَدِ وَ الوَلَدِ مِنَ الوَالِدِ ألّذِي لَا يَكفِيهِم مَنعُهُ إِيّاهُم مِن طَلَبِ عَدُوّهِ وَ التّهَمَةِ بِهِ مَا سَمِعتُم وَ أَطَعتُم وَ قَضَيتُمُ ألّذِي عَلَيكُم وَ إِنّ حَقّكُم عَلَيهِ إِنصَافُكُم وَ التّعدِيلُ بَينَكُم وَ الكَفّ مِن قِبَلِكُم فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ وَجَبَت طَاعَتُهُ بِمَا وَافَقَ الحَقّ وَ نُصرَتُهُ عَلَي سِيرَتِهِ وَ الدّفعُ عَن سُلطَانِ اللّهِ فَإِنّكُم وَزَعَةُ اللّهِ فِي الأَرضِ قَالَ عُمَرُ الوَزَعَةُ الّذِينَ يَدفَعُونَ عَنِ الظّلمِ فَكُونُوا لِلّهِ أَعوَاناً وَ لِدِينِهِ أَنصَاراًوَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِهاإِنّ اللّهَ لا يُحِبّ المُفسِدِينَ

وَ مِنهُ قَالَ لَمّا مَرّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالأَنبَارِ استَقبَلَهُ بَنُو خشنوشك دَهَاقِنَتُهَا قَالَ سُلَيمَانُ خش طَيّبٌ نوشك راَضيِ‌ يعَنيِ‌ بنَيِ‌ الطّيّبِ الراّضيِ‌ بِالفَارِسِيّةِ فَلَمّا استَقبَلُوا نَزَلُوا ثُمّ جَاءُوا يَشتَدّونَ مَعَهُ قَالَ مَا هَذِهِ الدّوَابّ التّيِ‌ مَعَكُم وَ مَا أَرَدتُم بِهَذَا ألّذِي صَنَعتُم قَالُوا أَمّا هَذَا ألّذِي صَنَعنَا فَهُوَ خُلُقٌ مِنّا نُعَظّمُ بِهِ الأُمَرَاءَ وَ أَمّا هَذِهِ البَرَاذِينُ فَهَدِيّةٌ لَكَ وَ قَد صَنَعنَا لَكَ وَ لِلمُسلِمِينَ طَعَاماً وَ هَيّأنَا لِدَوَابّكُم عَلَفاً كَثِيراً قَالَ أَمّا هَذَا ألّذِي زَعَمتُم أَنّهُ مِنكُم خُلُقٌ تُعَظّمُونَ بِهِ الأُمَرَاءَ فَوَ اللّهِ مَا يَنتَفِعُ بِهَذَا الأُمَرَاءُ وَ إِنّكُم لَتَشُقّونَ بِهِ عَلَي أَنفُسِكُم وَ أَبدَانِكُم فَلَا تَعُودُوا لَهُ وَ أَمّا دَوَابّكُم هَذِهِ إِن أَحبَبتُم أَن نَأخُذَهَا مِنكُم فَنَحسَبُهَا مِن خَرَاجِكُم أَخَذنَاهَا مِنكُم وَ أَمّا طَعَامُكُمُ ألّذِي صَنَعتُم لَنَا فَإِنّا نَكرَهُ أَن نَأكُلَ مِن أَموَالِكُم شَيئاً إِلّا بِثَمَنٍ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ نُقَوّمُهُ ثُمّ نَقبَلُ ثَمَنَهُ قَالَ إِذاً لَا تُقَوّمُونَهُ قِيمَتَهُ وَ نَحنُ نكَتفَيِ‌ بِمَا هُوَ دُونَهُ قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَإِنّ لَنَا مِنَ العَرَبِ موَاَليِ‌َ وَ مَعَارِفَ فَتَمنَعُنَا أَن نهُديِ‌َ لَهُم وَ تَمنَعُهُم أَن يَقبَلُوا مِنّا قَالَ كُلّ العَرَبِ


صفحه : 357

لَهُم[لَكُم]مَوَالٍ وَ لَيسَ لِأَحَدٍ مِنَ المُسلِمِينَ أَن يَقبَلَ هَدِيّتَكُم وَ إِن غَصَبَكُم أَحَدٌ فَأَعلِمُونَا قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّا نُحِبّ أَن تَقبَلَ هَدِيّتَنَا وَ كَرَامَتَنَا قَالَ وَيحَكُم نَحنُ أَغنَي مِنكُم فَتَرَكَهُم وَ سَارَ

وَ مِنهُ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَاصِمٍ قَالَ لَمّا رَجَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن صِفّينَ وَ مَرّ بِالشّبَامِيّينَ خَرَجَ إِلَيهِ حَربُ بنُ شُرَحبِيلَ الشبّاَميِ‌ّ وَ أَقبَلَ يمَشيِ‌ مَعَهُ وَ عَلِيّ ع رَاكِبٌ فَقَالَ لَهُ ع ارجِع فَإِنّ مشَي‌َ مِثلِكَ مَعَ مثِليِ‌ فِتنَةٌ للِواَليِ‌ وَ مَذَلّةٌ لِلمُؤمِنِينَ

نهج ،[نهج البلاغة]مرسلا مثله

71- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع إِذَا أَقبَلَتِ الدّنيَا عَلَي أَحَدٍ أَعَارَتهُ مَحَاسِنَ غَيرِهِ وَ إِذَا أَدبَرَت عَنهُ سَلَبَتهُ مَحَاسِنَ نَفسِهِ

وَ قَالَ ع إِذَا هِبتَ أَمراً فَقَع فِيهِ فَإِنّ شِدّةَ تَوَقّيهِ أَعظَمُ مِمّا تَخَافُ مِنهُ

وَ قَالَ ع آلَةُ الرّئَاسَةِ سَعَةُ الصّدرِ

وَ قَالَ ع مَن مَلَكَ استَأثَرَ

وَ قَالَ ع مَن نَالَ استَطَالَ

وَ قَالَ ع بِالسّيرَةِ العَادِلَةِ يُقهَرُ المنُاَويِ‌

وَ قَالَ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيإِنّ اللّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِالعَدلُ الإِنصَافُ وَ الإِحسَانُ التّفَضّلُ

وَ قَالَ ع السّلطَانُ وَزَعَةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ

وَ قَالَ ع صَوَابُ الرأّي‌ِ بِالدّوَلِ يُقبِلُ بِإِقبَالِهَا وَ يَذهَبُ بِذَهَابِهَا

72- نهج ،[نهج البلاغة] سُئِلَ ع أَيّمَا أَفضَلُ العَدلُ أَوِ الجُودُ فَقَالَ ع العَدلُ يَضَعُ الأُمُورَ مَوَاضِعَهَا وَ الجُودُ يُخرِجُهَا عَن جِهَتِهَا وَ العَدلُ سَائِسٌ عَامّ وَ الجُودُ عَارِضٌ خَاصّ فَالعَدلُ أَشرَفُهُمَا وَ أَفضَلُهُمَا

وَ قَالَ ع الوِلَايَاتُ مَضَامِيرُ الرّجَالِ

وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع فِي الخَوَارِجِ لَمّا سَمِعَ قَولَهُم لَا حُكمَ إِلّا لِلّهِ قَالَ كَلِمَةُ


صفحه : 358

حَقّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ نَعَم لَا حُكمَ إِلّا لِلّهِ وَ لَكِنّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِمرَةَ وَ إِنّهُ لَا بُدّ لِلنّاسِ مِن أَمِيرٍ بَرّ أَو فَاجِرٍ يَعمَلُ فِي إِمرَتِهِ المُؤمِنُ وَ يَستَمتِعُ فِيهَا الكَافِرُ وَ يُبَلّغُ اللّهُ فِيهَا الأَجَلَ وَ يُجمَعُ بِهِ الفيَ‌ءُ وَ يُقَاتَلُ بِهِ العَدُوّ وَ تَأمَنُ بِهِ السّبُلُ وَ يُؤخَذُ بِهِ لِلضّعِيفِ مِنَ القوَيِ‌ّ حَتّي يَستَرِيحَ بَرّ وَ يُستَرَاحَ مِن فَاجِرٍ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي لَمّا سَمِعَ تَحكِيمَهُم قَالَ حُكمُ اللّهِ أَنتَظِرُ فِيكُم وَ قَالَ أَمّا الإِمرَةُ البَرّةُ فَيَعمَلُ فِيهَا التقّيِ‌ّ وَ أَمّا الإِمرَةُ الفَاجِرَةُ فَيَتَمَتّعُ فِيهَا الشقّيِ‌ّ إِلَي أَن تَنقَطِعَ مُدّتُهُ وَ تُدرِكَهُ مَنِيّتُهُ

وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع لَمّا عُوتِبَ عَلَي التّسوِيَةِ فِي العَطَاءِ أَ تأَمرُوُنيّ‌ أَن أَطلُبَ النّصرَ بِالجَورِ فِيمَن وُلّيتُ عَلَيهِ وَ اللّهِ لَا أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِيرٌ وَ مَا أَمّ نَجمٌ فِي السّمَاءِ نَجماً لَو كَانَ المَالُ لِي لَسَوّيتُ بَينَهُم فَكَيفَ وَ إِنّمَا المَالُ مَالُ اللّهِ أَلَا وَ إِنّ إِعطَاءَ المَالِ فِي غَيرِ حَقّهِ تَبذِيرٌ وَ إِسرَافٌ وَ هُوَ يَرفَعُ صَاحِبَهُ فِي الدّنيَا وَ يَضَعُهُ فِي الآخِرَةِ وَ يُكرِمُهُ فِي النّاسِ وَ يُهِينُهُ عِندَ اللّهِ وَ لَم يَضَعِ امرُؤٌ مَالَهُ فِي غَيرِ حَقّهِ وَ عِندَ غَيرِ أَهلِهِ إِلّا حَرَمَهُ اللّهُ شُكرَهُم وَ كَانَ لِغَيرِهِ وُدّهُم فَإِن زَلّت بِهِ النّعلُ يَوماً فَاحتَاجَ إِلَي مَعُونَتِهِم فَشَرّ خَدِينٍ وَ أَلأَمُ خَلِيلٍ

وَ قَالَ ع فِي وَصِيّتِهِ لِلحَسَنِ ع إِذَا تَغَيّرَ السّلطَانُ تَغَيّرَ الزّمَانُ

73- كِتَابُ الغَارَاتِ لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ، عَنِ القَزّازِ عَن عَلِيّ بنِ هَاشِمٍ عَن أَبِيهِ عَن يَزِيدَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَنِ العشفني‌[الشعّبيِ‌ّ] قَالَ دَخَلتُ الرّحبَةَ وَ أَنَا غُلَامٌ فِي غِلمَانٍ فَإِذَا أَنَا بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَائِمٌ عَلَي ذَهَبٍ وَ فِضّةٍ وَ مَعَهُ مِخفَقَةٌ فَجَعَلَ يَطرُدُ النّاسَ بِمِخفَقَتِهِ ثُمّ رَجَعَ إِلَي المَالِ فَقَسَمَهُ بَينَ النّاسِ حَتّي لَم يَبقَ مِنهُ شَيءٌ وَ رَجَعَ وَ لَم يَحمِل إِلَي بَيتِهِ شَيئاً فَرَجَعتُ إِلَي أَبِي فَقُلتُ فَقَد رَأَيتُ اليَومَ خَيرَ النّاسِ أَو أَحمَقَ النّاسِ قَالَ وَ مَن هُوَ يَا بنُيَ‌ّ قُلتُ رَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّاً ع فَقَصَصتُ ألّذِي رَأَيتُهُ يَصنَعُ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ رَأَيتَ خَيرَ النّاسِ


صفحه : 359

74- كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ،روُيِ‌َ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَن ولَيِ‌َ شَيئاً مِن أُمُورِ أمُتّيِ‌ فَحَسُنَت سَرِيرَتُهُ لَهُم رَزَقَهُ اللّهُ تَعَالَي الهَيبَةَ فِي قُلُوبِهِم وَ مَن بَسَطَ كَفّهُ لَهُم بِالمَعرُوفِ رُزِقَ المَحَبّةَ مِنهُم وَ مَن كَفّ عَن أَموَالِهِم وَفّرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَالَهُ وَ مَن أَخَذَ لِلمَظلُومِ مِنَ الظّالِمِ كَانَ معَيِ‌ فِي الجَنّةِ مُصَاحِباً وَ مَن كَثُرَ عَفوُهُ مُدّ فِي عُمُرِهِ وَ مَن عَمّ عَدلُهُ نُصِرَ عَلَي عَدُوّهِ وَ مَن خَرَجَ مِن ذُلّ المَعصِيَةِ إِلَي عِزّ الطّاعَةِ آنَسَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِغَيرِ أَنِيسٍ وَ أَعَانَهُ بِغَيرِ مَالٍ

وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَسَدٌ حَطُومٌ خَيرٌ مِن سُلطَانٍ ظَلُومٍ وَ سُلطَانٌ ظَلُومٌ خَيرٌ مِن فِتَنٍ تَدُومُ

75- أَعلَامُ الدّينِ، قَالَ النّبِيّص مَا مِن أَحَدٍ ولَيِ‌َ شَيئاً مِن أُمُورِ المُسلِمِينَ فَأَرَادَ اللّهُ بِهِ خَيراً إِلّا جَعَلَ اللّهُ لَهُ وَزِيراً صَالِحاً إِن نسَيِ‌َ ذَكَرَهُ وَ إِن ذَكَرَ أَعَانَهُ وَ إِن هَمّ بِشَرّ كَفّهُ وَ زَجَرَهُ

وَ قَالَص مَن ولَيِ‌َ مِن أُمُورِ أمُتّيِ‌ شَيئاً فَحَسُنَت سِيرَتُهُ رَزَقَهُ اللّهُ الهَيبَةَ فِي قُلُوبِهِم وَ مَن بَسَطَ كَفّهُ إِلَيهِم بِالمَعرُوفِ رَزَقَهُ اللّهُ المَحَبّةَ مِنهُم وَ مَن كَفّ عَن أَموَالِهِم وَفّرَ اللّهُ مَالَهُ وَ مَن أَخَذَ لِلمَظلُومِ مِنَ الظّالِمِ كَانَ معَيِ‌ فِي الجَنّةِ مُصَاحِباً وَ مَن كَثُرَ عَفوُهُ مُدّ فِي عُمُرِهِ وَ مَن عَمّ عَدلُهُ نُصِرَ عَلَي عَدُوّهِ وَ مَن خَرَجَ مِن ذُلّ المَعصِيَةِ إِلَي عِزّ الطّاعَةِ آنَسَهُ اللّهُ بِغَيرِ أَنِيسٍ وَ أَعَزّهُ بِغَيرِ عَشِيرَةٍ وَ أَعَانَهُ بِغَيرِ مَالٍ

76-نهج ،[نهج البلاغة] مِن كَلَامٍ لَهُ ع وَ اللّهِ لَأَن أَبِيتَ عَلَي حَسَكِ السّعدَانِ مُسَهّداً وَ أُجَرّ فِي الأَغلَالِ مُصَفّداً أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أَلقَي اللّهَ وَ رَسُولَهُ يَومَ القِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعضِ العِبَادِ وَ غَاصِباً لشِيَ‌ءٍ مِنَ الحُطَامِ وَ كَيفَ أَظلِمُ أَحَداً لِنَفسٍ يُسرِعُ إِلَي البِلَي قُفُولُهَا وَ يَطُولُ فِي الثّرَي حُلُولُهَا وَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ عَقِيلًا وَ قَد أَملَقَ حَتّي استمَاَحنَيِ‌ مِن بُرّكُم صَاعاً وَ رَأَيتُ صِبيَانَهُ شُعثَ الأَلوَانِ مِن فَقرِهِم كَأَنّمَا سُوّدَت وُجُوهُهُم بِالعِظلِمِ وَ عاَودَنَيِ‌ مُؤَكّداً وَ كَرّرَ عَلَيّ القَولَ مُرَدّداً فَأَصغَيتُ إِلَيهِ سمَعيِ‌ فَظَنّ أنَيّ‌ أَبِيعُهُ ديِنيِ‌ وَ أَتّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طرَيِقتَيِ‌ فَأَحمَيتُ لَهُ حَدِيدَةً ثُمّ أَدنَيتُهَا مِن جِسمِهِ لِيَعتَبِرَ بِهَا فَضَجّ ضَجِيجَ ذيِ‌ دَنَفٍ مِن أَلَمِهَا وَ كَادَ أَن يَحتَرِقَ مِن مِيسَمِهَا فَقُلتُ لَهُ ثَكِلَتكَ الثّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ أَ تَئِنّ مِن حَدِيدَةٍ أَحمَاهَا


صفحه : 360

إِنسَانُهَا لِلَعِبِهِ وَ تجَرُنّيِ‌ إِلَي نَارٍ سَجَرَهَا جَبّارُهَا لِغَضَبِهِ أَ تَئِنّ مِنَ الأَذَي وَ لَا أَئِنّ مِن لَظَي وَ أَعجَبُ مِن ذَلِكَ طَارِقٌ طَرَقَنَا بِمَلفُوفَةٍ فِي وِعَائِهَا وَ مَعجُونَةٍ شَنِئتُهَا كَأَنّمَا عُجِنَت بِرِيقِ حَيّةٍ أَو قَيئِهَا فَقُلتُ أَ صِلَةٌ أَم زَكَاةٌ أَم صَدَقَةٌ فَذَلِكَ كُلّهُ مُحَرّمٌ عَلَينَا أَهلَ البَيتِ فَقَالَ لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ وَ لَكِنّهَا هَدِيّةٌ فَقُلتُ هَبِلَتكَ الهَبُولُ أَ عَن دِينِ اللّهِ أتَيَتنَيِ‌ لتِخَدعَنَيِ‌ أَ مُختَبِطٌ أَم ذُو جِنّةٍ أَم تَهجُرُ وَ اللّهِ لَو أُعطِيتُ الأَقَالِيمَ السّبعَةَ بِمَا تَحتَ أَفلَاكِهَا عَلَي أَن أعَصيِ‌َ اللّهَ فِي نَملَةٍ أَسلُبُهَا جِلبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلتُهُ وَ إِنّ دُنيَاكُم عنِديِ‌ لَأَهوَنُ مِن وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقضَمُهَا مَا لعِلَيِ‌ّ وَ لِنَعِيمٍ يَفنَي وَ لَذّةٍ لَا تَبقَي نَعُوذُ بِاللّهِ مِن سُبَاتِ العَقلِ وَ قُبحِ الزّلَلِ وَ بِهِ نَستَعِينُ

77-رِسَالَةُ الغَيبَةِ،لِلشّهِيدِ الثاّنيِ‌ رَفَعَ اللّهُ دَرَجَتَهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الشّيخِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ النوّفلَيِ‌ّ قَالَكُنتُ عِندَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع فَإِذَا بِمَولًي لِعَبدِ اللّهِ النجّاَشيِ‌ّ قَد وَرَدَ عَلَيهِ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ أَوصَلَ إِلَيهِ كِتَابَهُ فَفَضّهُ وَ قَرَأَهُ فَإِذَا أَوّلُ سَطرٍ فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأَطَالَ اللّهُ بَقَاءَ سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ وَ جعَلَنَيِ‌ مِن كُلّ سُوءٍ فِدَاهُ وَ لَا أرَاَنيِ‌ فِيهِ مَكرُوهاً فَإِنّهُ ولَيِ‌ّ ذَلِكَ وَ القَادِرُ عَلَيهِ اعلَم سيَدّيِ‌ وَ موَلاَي‌َ أنَيّ‌ بُلِيتُ بِوِلَايَةِ الأَهوَازِ فَإِن رَأَي سيَدّيِ‌ أَن يَحُدّ لِيَ حَدّاً أَو يُمَثّلَ لِي مِثَالًا لِأَستَدِلّ بِهِ عَلَي مَا يقُرَبّنُيِ‌ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِلَي رَسُولِهِ وَ يُلَخّصَ فِي كِتَابِهِ مَا يَرَي لِيَ العَمَلَ بِهِ وَ فِيمَا أَبذُلُهُ وَ أَبتَذِلُهُ وَ أَينَ أَضَعُ زكَاَتيِ‌ وَ فِيمَن أَصرِفُهَا وَ بِمَن آنَسُ وَ إِلَي مَن أَستَرِيحُ وَ بِمَن أَثِقُ وَ آمَنُ وَ أَلجَأُ إِلَيهِ فِي سرِيّ‌ فَعَسَي أَن يخُلَصّنَيِ‌ اللّهُ بِهِدَايَتِكَ وَ دَلَالَتِكَ فَإِنّكَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ أَمِينُهُ فِي بِلَادِهِ لَا زَالَت نِعمَتُهُ عَلَيكَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سُلَيمَانَ فَأَجَابَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِحَاطَكَ اللّهُ بِصُنعِهِ وَ لَطَفَ بِكَ بِمَنّهِ وَ كَلَأَكَ بِرِعَايَتِهِ فَإِنّهُ ولَيِ‌ّ ذَلِكَ أَمّا بَعدُ فَقَد


صفحه : 361

جَاءَ إلِيَ‌ّ رَسُولُكَ بِكِتَابِكَ فَقَرَأتُهُ وَ فَهِمتُ جَمِيعَ مَا ذَكَرتَهُ وَ سَأَلتَ عَنهُ وَ زَعَمتَ أَنّكَ بُلِيتَ بِوِلَايَةِ الأَهوَازِ فسَرَنّيِ‌ ذَلِكَ وَ ساَءنَيِ‌ وَ سَأُخبِرُكَ بِمَا ساَءنَيِ‌ مِن ذَلِكَ وَ مَا سرَنّيِ‌ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَأَمّا سرُوُريِ‌ بِوِلَايَتِكَ فَقُلتُ عَسَي أَن يُغِيثَ اللّهُ بِكَ مَلهُوفاً خَائِفاً مِن أَولِيَاءِ آلِ مُحَمّدٍ وَ يُعِزّ بِكَ ذَلِيلَهُم وَ يَكسُوَ بِكَ عَارِيَهُم وَ يقُوَيّ‌َ بِكَ ضَعِيفَهُم وَ يُطفِئَ بِكَ نَارَ المُخَالِفِينَ عَنهُم وَ أَمّا ألّذِي ساَءنَيِ‌ مِن ذَلِكَ فَإِنّ أَدنَي مَا أَخَافُ عَلَيكَ تَغَيّرُكَ بوِلَيِ‌ّ لَنَا فَلَا تَشِيمُ حَظِيرَةَ القُدسِ فإَنِيّ‌ مُخَلّصٌ لَكَ جَمِيعَ مَا سَأَلتَ عَنهُ إِن أَنتَ عَمِلتَ بِهِ وَ لَم تُجَاوِزهُ رَجَوتُ أَن تَسلَمَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي أخَبرَنَيِ‌ أَبِي يَا عَبدَ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَنِ استَشَارَهُ أَخُوهُ المُؤمِنُ فَلَم يَمحَضهُ النّصِيحَةَ سَلَبَهُ اللّهُ لُبّهُ وَ اعلَم أنَيّ‌ سَأُشِيرُ عَلَيكَ برِأَي‌ٍ إِن أَنتَ عَمِلتَ بِهِ تَخَلّصتَ مِمّا أَنتَ مُتَخَوّفُهُ وَ اعلَم أَنّ خَلَاصَكَ وَ نَجَاتَكَ مِن حَقنِ الدّمَاءِ وَ كَفّ الأَذَي عَن أَولِيَاءِ اللّهِ وَ الرّفقِ بِالرّعِيّةِ وَ التأّنَيّ‌ وَ حُسنِ المُعَاشَرَةِ مَعَ لِينٍ فِي غَيرِ ضَعفٍ وَ شِدّةٍ فِي غَيرِ عُنفٍ وَ مُدَارَاةِ صَاحِبِكَ وَ مَن يَرِدُ عَلَيكَ مِن رُسُلِهِ وَ ارتُق فَتقَ رَعِيّتِكَ بِأَن تُوقِفَهُم عَلَي مَا وَافَقَ الحَقّ وَ العَدلَ إِن شَاءَ اللّهُ إِيّاكَ وَ السّعَاةَ وَ أَهلَ النّمَائِمِ فَلَا يَلتَزِقَنّ مِنهُم بِكَ أَحَدٌ وَ لَا يَرَاكَ اللّهُ يَوماً وَ لَا لَيلَةً وَ أَنتَ تَقبَلُ مِنهُم صَرفاً وَ لَا عَدلًا فَيَسخَطَ اللّهُ عَلَيكَ وَ يَهتِكَ سِترَكَ وَ احذَر مَا لِخُوزِ الأَهوَازِ فَإِنّ أَبِي أخَبرَنَيِ‌ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ الإِيمَانَ لَا يَثبُتُ فِي قَلبِ يهَوُديِ‌ّ وَ لَا خوُزيِ‌ّ أَبَداً فَأَمّا مَن تَأنَسُ بِهِ وَ تَستَرِيحُ إِلَيهِ وَ تُلجِئُ أُمُورَكَ إِلَيهِ فَذَلِكَ الرّجُلُ المُمتَحَنُ المُستَبصِرُ الأَمِينُ المُوَافِقُ لَكَ عَلَي دِينِكَ وَ مَيّز عَوَامّكَ وَ جَرّبِ الفَرِيقَينِ فَإِن رَأَيتَ هُنَالِكَ رُشداً فَشَأنَكَ وَ إِيّاهُ وَ إِيّاكَ أَن تعُطيِ‌َ دِرهَماً أَو تَخلَعَ ثَوباً أَو تَحمِلَ عَلَي دَابّةٍ فِي غَيرِ ذَاتِ اللّهِ تَعَالَي لِشَاعِرٍ أَو مُضحِكٍ أَو مُتَمَزّحٍ إِلّا أَعطَيتَ مِثلَهُ فِي ذَاتِ اللّهِ وَ لتَكُن جَوَائِزُكَ وَ عَطَايَاكَ وَ خِلَعُكَ لِلقُوّادِ وَ الرّسُلِ وَ الأَجنَادِ وَ أَصحَابِ الرّسَائِلِ وَ أَصحَابِ الشّرَطِ وَ الأَخمَاسِ وَ مَا أَرَدتَ أَن تَصرِفَهُ فِي وُجُوهِ


صفحه : 362

البِرّ وَ النّجَاحِ وَ الفُتُوّةِ وَ الصّدَقَةِ وَ الحَجّ وَ المَشرَبِ وَ الكِسوَةِ التّيِ‌ تصُلَيّ‌ فِيهَا وَ تَصِلُ بِهَا وَ الهَدِيّةِ التّيِ‌ تُهدِيهَا إِلَي اللّهِ تَعَالَي وَ إِلَي رَسُولِهِص مِن أَطيَبِ كَسبِكَ وَ مِن طُرَفِ الهَدَايَا يَا عَبدَ اللّهِ اجهَد أَن لَا تَكنِزَ ذَهَباً وَ لَا فِضّةً فَتَكُونَ مِن أَهلِ هَذِهِ الآيَةِ التّيِ‌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ يَكنِزُونَ الذّهَبَ وَ الفِضّةَ وَ لا يُنفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لَا تَستَصغِرَنّ شَيئاً مِن حُلوٍ أَو فَضلِ طَعَامٍ تَصرِفُهُ فِي بُطُونٍ خَالِيَةٍ تُسَكّنُ بِهَا غَضَبَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ اعلَم أنَيّ‌ سَمِعتُ أَبِي يُحَدّثُ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ سَمِعَ النّبِيّ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لِأَصحَابِهِ يَوماً مَا آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ مَن بَاتَ شَبعَانَ وَ جَارُهُ جَائِعٌ فَقُلنَا هَلَكنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ مِن فَضلِ طَعَامِكُم وَ مِن فَضلِ تَمرِكُم وَ رِزقِكُم وَ خِرَقِكُم تُطفِئُونَ بِهَا غَضَبَ الرّبّ وَ سَأُنَبّئُكَ بِهَوَانِ الدّنيَا وَ هَوَانِ شَرَفِهَا عَلَي مَا مَضَي مِنَ السّلَفِ وَ التّابِعِينَ فَقَد حدَثّنَيِ‌ أَبِي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ قَالَ لَمّا تَجَهّزَ الحُسَينُ ع إِلَي الكُوفَةِ أَتَاهُ ابنُ عَبّاسٍ فَنَاشَدَهُ اللّهَ وَ الرّحِمَ أَن يَكُونَ هُوَ المَقتُولَ بِالطّفّ فَقَالَ ع أَنَا أَعرَفُ بمِصَرعَيِ‌ مِنكَ وَ مَا وكُديِ‌ مِنَ الدّنيَا إِلّا فِرَاقَهَا أَ لَا أُخبِرُكَ يَا ابنَ عَبّاسٍ بِحَدِيثِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ الدّنيَا فَقَالَ لَهُ بَلَي لعَمَريِ‌ إنِيّ‌ لَأُحِبّ أَن تحُدَثّنَيِ‌ بِأَمرِهَا فَقَالَ أَبِي قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ الحُسَينَ ع يَقُولُ حدَثّنَيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ إنِيّ‌ كُنتُ بِفَدَكَ فِي بَعضِ حِيطَانِهَا وَ قَد صَارَت لِفَاطِمَةَ ع قَالَ فَإِذَا أَنَا بِامرَأَةٍ قَد قَحَمَت عَلَيّ وَ فِي يدَيِ‌ مِسحَاةٌ وَ أَنَا أَعمَلُ بِهَا فَلَمّا نَظَرتُ إِلَيهَا طَارَ قلَبيِ‌ مِمّا تدَاَخلَنَيِ‌ مِن جَمَالِهَا فَشَبّهتُهَا بِبُثَينَةَ بِنتِ عَامِرٍ الجمُحَيِ‌ّ وَ كَانَت مِن أَجمَلِ نِسَاءِ قُرَيشٍ فَقَالَت يَا ابنَ أَبِي طَالِبٍ هَل لَكَ أَن تَتَزَوّجَ بيِ‌ فَأُغنِيَكَ عَن هَذِهِ المِسحَاةِ وَ أَدُلّكَ عَلَي خَزَائِنِ الأَرضِ فَيَكُونَ لَكَ المُلكُ مَا بَقِيتَ وَ لِعَقِبِكَ مِن بَعدِكَ فَقَالَ لَهَا ع مَن أَنتِ حَتّي أَخطُبَكِ مِن أَهلِكِ فَقَالَت أَنَا الدّنيَا قَالَ قُلتُ لَهَا فاَرجعِيِ‌ وَ اطلبُيِ‌ زَوجاً غيَريِ‌ وَ أَقبَلتُ عَلَي


صفحه : 363

مسِحاَتيِ‌ وَ أَنشَأتُ أَقُولُ


لَقَد خَابَ مَن غَرّتهُ دُنيَا دَنِيّةٌ   وَ مَا هيِ‌َ إِن غَرّت قُرُوناً بِنَائِلٍ

أَتَتنَا عَلَي زيِ‌ّ العَزِيزِ بُثَينَةَ   وَ زِينَتُهَا فِي مِثلِ تِلكَ الشّمَائِلِ

فَقُلتُ لَهَا غرُيّ‌ سوِاَي‌َ فإَنِنّيِ‌   عَزُوفٌ عَنِ الدّنيَا وَ لَستُ بِجَاهِلٍ

وَ مَا أَنَا وَ الدّنيَا فَإِنّ مُحَمّداً   أَحَلّ صَرِيعاً بَينَ تِلكَ الجَنَادِلِ

وَ هَبهَا أتَتَنيِ‌ بِالكُنُوزِ وَ دُرّهَا   وَ أَموَالِ قَارُونَ وَ مُلكِ القَبَائِلِ

أَ لَيسَ جَمِيعاً لِلفَنَاءِ مَصِيرُهَا   وَ يَطلُبُ مِن خُزّانِهَا بِالطّوَائِلِ

فغَرُيّ‌ سوِاَي‌َ إنِنّيِ‌ غَيرُ رَاغِبٍ   بِمَا فِيكِ مِن مُلكٍ وَ عِزّ وَ نَائِلٍ

فَقَد قَنِعَت نفَسيِ‌ بِمَا قَد رُزِقتُهُ   فَشَأنَكِ يَا دُنيَا وَ أَهلَ الغَوَائِلِ

فإَنِيّ‌ أَخَافُ اللّهَ يَومَ لِقَائِهِ   وَ أَخشَي عَذَاباً دَائِماً غَيرَ زَائِلٍ

فَخَرَجَ مِنَ الدّنيَا وَ لَيسَ فِي عُنُقِهِ تَبِعَةٌ لِأَحَدٍ حَتّي لقَيِ‌َ اللّهَ مَحمُوداً غَيرَ مَلُومٍ وَ لَا مَذمُومٍ ثُمّ اقتَدَت بِهِ الأَئِمّةُ مِن بَعدِهِ بِمَا قَد بَلَغَكُم لَم يَتَلَطّخُوا بشِيَ‌ءٍ مِن بَوَائِقِهَا عَلَيهِمُ السّلَامُ أَجمَعِينَ وَ أَحسَنَ مَثوَاهُم وَ لَقَد وَجّهتُ إِلَيكَ بِمَكَارِمِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ عَنِ الصّادِقِ المُصَدّقِ رَسُولِ اللّهِص فَإِن أَنتَ عَمِلتَ بِمَا نَصَحتُ لَكَ فِي كتِاَبيِ‌ هَذَا ثُمّ كَانَت عَلَيكَ مِنَ الذّنُوبِ وَ الخَطَايَا كَمِثلِ أَوزَانِ الجِبَالِ وَ أَموَاجِ البِحَارِ رَجَوتُ اللّهَ أَن يَتَحَامَي عَنكَ جَلّ وَ عَزّ بِقُدرَتِهِ يَا عَبدَ اللّهِ إِيّاكَ أَن تُخِيفَ مُؤمِناً فَإِنّ أَبِي مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ حدَثّنَيِ‌ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ مَن نَظَرَ إِلَي مُؤمِنٍ نَظرَةً لِيُخِيفَهُ بِهَا أَخَافَهُ اللّهُ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ وَ حَشَرَهُ فِي صُورَةِ الذّرّ لَحمَهُ وَ جَسَدَهُ وَ جَمِيعَ أَعضَائِهِ حَتّي يُورِدَهُ مَورِدَهُ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن أَغَاثَ لَهفَاناً مِنَ المُؤمِنِينَ أَغَاثَهُ اللّهُ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ وَ آمَنَهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ وَ آمَنَهُ مِن سُوءِ المُنقَلَبِ وَ مَن قَضَي لِأَخِيهِ المُؤمِنِ حَاجَةً قَضَي اللّهُ


صفحه : 364

لَهُ حَوَائِجَ كَثِيرَةً إِحدَاهَا الجَنّةُ وَ مَن كَسَا أَخَاهُ المُؤمِنَ مِن عُرًي كَسَاهُ اللّهُ مِن سُندُسِ الجَنّةِ وَ إِستَبرَقِهَا وَ حَرِيرِهَا وَ لَم يَزَل يَخُوضُ فِي رِضوَانِ اللّهِ مَا دَامَ عَلَي المَكسُوّ مِنهَا سِلكٌ وَ مَن أَطعَمَ أَخَاهُ مِن جُوعٍ أَطعَمَهُ اللّهُ مِن طَيّبَاتِ الجَنّةِ وَ مَن سَقَاهُ مِن ظَمَإٍ سَقَاهُ اللّهُ مِنَ الرّحِيقِ المَختُومِ وَ مَن أَخدَمَ أَخَاهُ المُؤمِنَ أَخدَمَهُ اللّهُ مِنَ الوِلدَانِ المُخَلّدِينَ وَ أَسكَنَهُ مَعَ أَولِيَائِهِ الطّاهِرِينَ وَ مَن حَمَلَ أَخَاهُ المُؤمِنَ عَلَي رَاحِلَةٍ حَمَلَهُ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ وَ بَاهَي بِهِ المَلَائِكَةُ المُقَرّبِينَ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن زَوّجَ أَخَاهُ المُؤمِنَ امرَأَةً يَأنَسُ بِهَا وَ تَشُدّ عَضُدَهُ وَ يَستَرِيحُ إِلَيهَا زَوّجَهُ اللّهُ مِنَ الحُورِ العِينِ وَ آنَسَهُ بِمَن أَحَبّ مِنَ الصّدّيقِينَ مِن أَهلِ بَيتِ نَبِيّهِ وَ إِخوَانِهِ وَ آنَسَهُم بِهِ وَ مَن أَعَانَ أَخَاهُ المُؤمِنَ عَلَي سُلطَانٍ جَائِرٍ أَعَانَهُ عَلَي إِجَازَةِ الصّرَاطِ عِندَ زَلزَلَةِ الأَقدَامِ وَ مَن زَارَ أَخَاهُ المُؤمِنَ إِلَي مَنزِلِهِ لَا لِحَاجَةٍ مِنهُ إِلَيهِ كُتِبَ مِن زُوّارِ اللّهِ وَ كَانَ حَقِيقاً عَلَي اللّهِ أَن يُكرِمَ زَائِرَهُ يَا عَبدَ اللّهِ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ لِأَصحَابِهِ يَوماً مَعَاشِرَ النّاسِ إِنّهُ لَيسَ بِمُؤمِنٍ مَن آمَنَ بِلِسَانِهِ وَ لَم يُؤمِن بِقَلبِهِ فَلَا تَتَبّعُوا عَثَرَاتِ المُؤمِنِينَ فَإِنّهُ مَنِ اتّبَعَ مَن آمَنَ اتّبَعَ اللّهُ عَثَرَاتِهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ فَضَحَهُ فِي جَوفِ بَيتِهِ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ المُؤمِنِ أَن لَا يُصَدّقَ فِي مَقَالَتِهِ وَ لَا يَنتَصِفَ مِن عَدُوّهِ وَ عَلَي أَن لَا يشَفيِ‌َ غَيظَهُ إِلّا بِفَضِيحَةِ نَفسِهِ لِأَنّ كُلّ مُؤمِنٍ مُلجَمٌ وَ ذَلِكَ لِغَايَةٍ قَصِيرَةٍ وَ رَاحَةٍ طَوِيلَةٍ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ المُؤمِنِ عَلَي أَشيَاءَ أَيسَرُهَا مُؤمِنٌ مِثلُهُ يَقُولُ بِمَقَالَتِهِ يَبغِيهِ وَ يَحسُدُهُ وَ الشّيطَانُ يُغوِيهِ وَ يَمقُتُهُ وَ السّلطَانُ يَقفُو أَثَرَهُ وَ يَتّبّعُ عَثَرَاتِهِ وَ كَافِرٌ باِلذّيِ‌ هُوَ بِهِ مُؤمِنٌ يَرَي سَفكَ دَمِهِ دِيناً وَ إِبَاحَةَ حَرِيمِهِ غُنماً فَمَا بَقَاءُ المُؤمِنِ بَعدَ هَذَا يَا عَبدَ اللّهِ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ اشتَقَقتُ لِلمُؤمِنِ أَسمَاءً مِن أسَماَئيِ‌ سَمّيتُهُ مُؤمِناً فَالمُؤمِنُ منِيّ‌ وَ أَنَا مِنهُ مَنِ استَهَانَ بِمُؤمِنٍ


صفحه : 365

فَقَدِ استقَبلَنَيِ‌ بِالمُحَارَبَةِ يَا عَبدَ اللّهِ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يَوماً يَا عَلِيّ لَا تُنَاظِر رَجُلًا حَتّي تَنظُرَ فِي سَرِيرَتِهِ فَإِن كَانَت سَرِيرَتُهُ حَسَنَةً فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَكُن لِيَخذُلَ وَلِيّهُ وَ إِن كَانَت سَرِيرَتُهُ رَدِيئَةً فَقَد يَكفِيهِ مَسَاوِيهِ فَلَو جَهَدتَ أَن تَعمَلَ بِهِ أَكثَرَ مِمّا عَمِلَهُ مِن معَاَصيِ‌ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَا قَدَرتَ عَلَيهِ يَا عَبدَ اللّهِ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَدنَي الكُفرِ أَن يَسمَعَ الرّجُلُ عَن أَخِيهِ الكَلِمَةَ فَيَحفَظَهَا عَلَيهِ يُرِيدُ أَن يَفضَحَهُ بِهَا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُم يَا عَبدَ اللّهِ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَالَ فِي مُؤمِنٍ مَا رَأَت عَينَاهُ وَ سَمِعَت أُذُنَاهُ مَا يَشِينُهُ وَ يَهدِمُ مُرُوّتَهُ فَهُوَ مِنَ الّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ أَن تَشِيعَ الفاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ يَا عَبدَ اللّهِ وَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مَن رَوَي عَن أَخِيهِ المُؤمِنِ رِوَايَةً يُرِيدُ بِهَا هَدمَ مُرُوّتِهِ وَ ثَلبِهِ أَوبَقَهُ اللّهُ بِخَطِيئَتِهِ حَتّي يأَتيِ‌َ بِمَخرَجٍ مِمّا قَالَ وَ لَن يأَتيِ‌َ بِالمَخرَجِ مِنهُ أَبَداً وَ مَن أَدخَلَ عَلَي أَخِيهِ المُؤمِنِ سُرُوراً فَقَد أَدخَلَ عَلَي أَهلِ البَيتِ ع سُرُوراً وَ مَن أَدخَلَ عَلَي أَهلِ البَيتِ سُرُوراً فَقَد أَدخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص سُرُوراً وَ مَن أَدخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص سُرُوراً فَقَد سَرّ اللّهَ وَ مَن سَرّ اللّهَ فَحَقِيقٌ عَلَيهِ أَن يُدخِلَهُ الجَنّةَ ثُمّ إنِيّ‌ أُوصِيكَ بِتَقوَي اللّهِ وَ إِيثَارِ طَاعَتِهِ وَ الِاعتِصَامِ بِحَبلِهِ فَإِنّهُ مَنِ اعتَصَمَ بِحَبلِ اللّهِفَقَد هدُيِ‌َ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍفَاتّقِ اللّهَ وَ لَا تُؤثِر أَحَداً عَلَي رِضَاهُ وَ هَوَاهُ فَإِنّهُ وَصِيّةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلَي خَلقِهِ لَا يَقبَلُ مِنهُم غَيرَهَا وَ لَا يُعَظّمُ سِوَاهَا وَ اعلَم أَنّ الخَلَائِقَ لَم يُوَكّلُوا بشِيَ‌ءٍ أَعظَمَ مِنَ التّقوَي فَإِنّهُ وَصِيّتُنَا أَهلَ البَيتِ فَإِنِ استَطَعتَ أَن لَا تَنَالَ مِنَ الدّنيَا شَيئاً تُسأَلُ عَنهُ غَداً فَافعَل قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سُلَيمَانَ فَلَمّا وَصَلَ كِتَابُ الصّادِقِ ع إِلَي النجّاَشيِ‌ّ نَظَرَ فِيهِ فَقَالَ صَدَقَ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ موَلاَي‌َ قَلّمَا عَمِلَ أَحَدٌ بِمَا فِي هَذَا الكِتَابِ


صفحه : 366

إِلّا نَجَا فَلَم يَزَل عَبدُ اللّهِ يَعمَلُ بِهِ أَيّامَ حَيَاتِهِ

أقول ووجدت في كراس بخط الشهيد الثاني‌ قدس الله روحه بعض هذه الرواية وكأنه كتبها لبعض إخوانه و هذالفظه يقول كاتب هذه الأحرف الفقير إلي عفو الله تعالي ورحمته زين الدين ابن علي بن أحمدالشامي‌ عامله الله تعالي برحمته وتجاوز عن سيئاته بمغفرته أخبرنا شيخنا السعيد المبرور المغفور النبيل نور الدين علي بن عبدالعالي‌ الميسي‌ قدس الله تعالي روحه ونور ضريحه يوم الخميس خامس شهر شعبان سنة ثلاثين وتسعمائة بداره قال أخبرنا شيخنا المرحوم الصالح الفاضل شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن داود الشهير بابن المؤذن الجزيني‌ حادي‌ عشر شهر المحرم سنة أربع وثمانين وثمانمائة قال أخبرنا الشيخ الصالح الأصيل الجليل ضياء الدين أبوالقاسم علي ابن الشيخ الإمام السعيد شمس الدين أبو عبد الله الشهيد محمد بن مكي‌ أعلي الله درجته كماشرف خاتمته قال أخبرني‌ والدي‌ السعيد الشهيد قال أخبرني‌ الإمامان الأعظمان عميد الملة والدين عبدالمطلب بن الأعرج الحسيني‌ والشيخ الإمام فخر الدين أبوطالب محمد ابن الشيخ الإمام شيخ الإسلام أفضل المتقدمين والمتأخرين وآية الله في العالمين محيي‌ سنن سيد المرسلين الشيخ جمال الدين حسن ابن الشيخ السعيد أبوالمظفر يوسف بن علي بن المطهر الحلي‌ قدس الله تعالي روحه الطاهرة وجمع بينه و بين أئمته في الآخرة كلاهما عن شيخنا السعيد جمال الدين الحسن بن المطهر عن والده السعيد سديد الدين يوسف بن المطهر قال أخبرنا السيد العلامة النسابة فخار بن معد الموسوي‌ عن الفقيه سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي‌ نزيل المدينة المشرفة عن الشيخ الفقيه عماد الدين محمد بن القاسم الطبري‌ عن الشيخ الفقيه أبي علي الحسن ابن الشيخ الجليل السعيد محيي‌ المذهب محمد بن الحسن الطوسي‌ عن والده السعيد قدس الله روحه عن الشيخ المفيد محمد بن النعمان عن الشيخ أبي عبد الله جعفر بن قولويه إلي آخر ماذكره من الرواية


صفحه : 367

78- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِيّاكُم وَ غِشيَانَ المُلُوكِ وَ أَبنَاءَ الدّنيَا فَإِنّ ذَلِكَ يُصَغّرُ نِعمَةَ اللّهِ فِي أَعيُنِكُم وَ يُعَقّبُكُم كُفراً وَ إِيّاكُم وَ مُجَالَسَةَ المُلُوكِ وَ أَبنَاءَ الدّنيَا ففَيِ‌ ذَلِكَ ذَهَابُ دِينِكُم وَ يُعَقّبُكُم نِفَاقاً وَ ذَلِكَ دَاءٌ دوَيِ‌ّ لَا شِفَاءَ لَهُ وَ يُورِثُ قَسَاوَةَ القَلبِ وَ يَسلُبُكُمُ الخُشُوعَ وَ عَلَيكَ بِالأَشكَالِ مِنَ النّاسِ وَ الأَوسَاطِ مِنَ النّاسِ فَعِندَهُم تَجِدُونَ مَعَادِنَ الجَوهَرِ وَ إِيّاكُم أَن تَمُدّوا أَطرَافَكُم إِلَي مَا فِي أيَديِ‌ أَبنَاءِ الدّنيَا فَمَن مَدّ طَرفَهُ إِلَي ذَلِكَ طَالَ حُزنُهُ وَ لَم يَشفِ غَيظَهُ وَ استَصغَرَ نِعمَةَ اللّهِ عِندَهُ فَيَقِلّ شُكرُهُ لِلّهِ وَ انظُر إِلَي مَن هُوَ دُونَكَ فَتَكُونَ لِأَنعُمِ اللّهِ شَاكِراً وَ لِمَزِيدِهِ مُستَوجِباً وَ لِجُودِهِ سَاكِباً

79- أَعلَامُ الدّينِ،روُيِ‌َ عَن أُوَيسٍ القرَنَيِ‌ّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ لِرَجُلٍ سَأَلَهُ كَيفَ حَالُكَ فَقَالَ كَيفَ يَكُونُ حَالُ مَن يُصبِحُ يَقُولُ لَا أمُسيِ‌ وَ يمُسيِ‌ يَقُولُ لَا أُصبِحُ يُبَشّرُ بِالجَنّةِ وَ لَا يَعمَلُ عَمَلَهَا وَ يُحَذّرُ النّارَ وَ لَا يَترُكُ مَا يُوجِبُهَا وَ اللّهِ إِنّ المَوتَ وَ غُصَصَهُ وَ كُرُبَاتِهِ وَ ذِكرَ هَولِ المُطّلَعِ وَ أَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ لَم تَدَع لِلمُؤمِنِ فِي الدّنيَا فَرَحاً وَ إِنّ حُقُوقَ اللّهِ لَم تَبقَ لَنَا ذَهَباً وَ لَا فِضّةً وَ إِنّ قِيَامَ المُؤمِنِ بِالحَقّ فِي النّاسِ لَم يَدَع لَهُ صَدِيقاً نَأمُرُهُم بِالمَعرُوفِ وَ نَنهَاهُم عَنِ المُنكَرِ فَيَشتِمُونَ أَعرَاضَنَا وَ يَرمُونَنَا بِالجَرَائِمِ وَ المَعَايِبِ وَ العَظَائِمِ وَ يَجِدُونَ عَلَي ذَلِكَ أَعوَاناً مِنَ الفَاسِقِينَ إِنّهُ وَ اللّهِ لَا يَمنَعُنَا ذَلِكَ أَن نَقُومَ فِيهِم بِحَقّ اللّهِ

باب 28-الركون إلي الظالمين وحبهم وطاعتهم

الآيات الأنعام وَ إِمّا يُنسِيَنّكَ الشّيطانُ فَلا تَقعُد بَعدَ الذّكري مَعَ القَومِ الظّالِمِينَهودوَ اتّبَعُوا أَمرَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ و قال تعالي فَاتّبَعُوا أَمرَ فِرعَونَ

وَ ما أَمرُ فِرعَونَ بِرَشِيدٍ و قال سبحانه وَ لا تَركَنُوا إِلَي الّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمُ النّارُ وَ ما لَكُم مِن دُونِ اللّهِ مِن أَولِياءَ ثُمّ لا تُنصَرُونَالكهف وَ ما كُنتُ مُتّخِذَ المُضِلّينَ عَضُداًالشعراءفَاتّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُونِ وَ لا تُطِيعُوا أَمرَ المُسرِفِينَ الّذِينَ يُفسِدُونَ فِي الأَرضِ وَ لا يُصلِحُونَالقصص قالَ رَبّ بِما أَنعَمتَ عَلَيّ فَلَن أَكُونَ ظَهِيراً لِلمُجرِمِينَالصافات احشُرُوا الّذِينَ ظَلَمُوا وَ أَزواجَهُم وَ ما كانُوا يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَاهدُوهُم إِلي صِراطِ الجَحِيمِالزمروَ الّذِينَ اجتَنَبُوا الطّاغُوتَ أَن يَعبُدُوها وَ أَنابُوا إِلَي اللّهِ لَهُمُ البُشريالجاثيةوَ إِنّ الظّالِمِينَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍنوح قالَ نُوحٌ رَبّ إِنّهُم عصَوَنيِ‌ وَ اتّبَعُوا مَن لَم يَزِدهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلّا خَساراًالدهرفَاصبِر لِحُكمِ رَبّكَ وَ لا تُطِع مِنهُم آثِماً أَو كَفُوراً

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ القَطّانِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحضَرمَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ بَكرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُصعَبٍ عَن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طَاعَةُ السّلطَانِ وَاجِبَةٌ وَ مَن تَرَكَ طَاعَةَ السّلطَانِ فَقَد تَرَكَ طَاعَةَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ دَخَلَ فِي نَهيِهِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ لا تُلقُوا بِأَيدِيكُم إِلَي التّهلُكَةِ


صفحه : 369

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الهمَدَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ لِشِيعَتِهِ يَا مَعشَرَ الشّيعَةِ لَا تُذِلّوا رِقَابَكُم بِتَركِ طَاعَةِ سُلطَانِكُم فَإِن كَانَ عَادِلًا فَاسأَلُوا اللّهَ إِبقَاءَهُ وَ إِن كَانَ جَائِراً فَاسأَلُوا اللّهَ إِصلَاحَهُ فَإِنّ صَلَاحَكُم فِي صَلَاحِ سُلطَانِكُم وَ إِنّ السّلطَانَ العَادِلَ بِمَنزِلَةِ الوَالِدِ الرّحِيمِ فَأَحِبّوا لَهُ مَا تُحِبّونَ لِأَنفُسِكُم وَ اكرَهُوا لَهُ مَا تَكرَهُونَ لِأَنفُسِكُم

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص قَالَ مَن مَدَحَ سُلطَاناً جَائِراً وَ تَخَفّفَ وَ تَضَعضَعَ لَهُ طَمَعاً فِيهِ كَانَ قَرِينَهُ إِلَي النّارِ

وَ قَالَص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لا تَركَنُوا إِلَي الّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمُ النّارُ وَ قَالَص مَن دَلّ جَائِراً عَلَي جَورٍ كَانَ قَرِينَ هَامَانَ فِي جَهَنّمَ وَ قَالَص مَن تَوَلّي خُصُومَةَ ظَالِمٍ أَو أَعَانَ عَلَيهَا ثُمّ نَزَلَ بِهِ مَلَكُ المَوتِ قَالَ لَهُ أَبشِر بِلَعنَةِ اللّهِ وَ نَارِ جَهَنّمَوَ بِئسَ المَصِيرُ

وَ قَالَص أَلَا وَ مَن عَلّقَ سَوطاً بَينَ يدَيَ‌ سُلطَانٍ جَائِرٍ جَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ السّوطَ يَومَ القِيَامَةِ ثُعبَاناً مِنَ النّارِ طُولُهُ سَبعُونَ ذِرَاعاً يُسَلّطُ عَلَيهِ فِي نَارِ جَهَنّمَوَ بِئسَ المَصِيرُ وَ نَهَيص عَن إِجَابَةِ الفَاسِقِينَ إِلَي طَعَامِهِم

4- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عِندَ وَفَاتِهِ أَحِبّ الصّالِحَ لِصَلَاحِهِ وَ دَارِ الفَاسِقَ عَن دِينِكَ وَ أَبغِضهُ بِقَلبِكَ

5- فس ،[تفسير القمي‌] احشُرُوا الّذِينَ ظَلَمُوا وَ أَزواجَهُم قَالَ الّذِينَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُموَ أَزواجَهُم قَالَ وَ أَشبَاهَهُم

6- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن فُضَيلِ بنِ عِيَاضٍ


صفحه : 370

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ مَنِ الوَرِعُ مِنَ النّاسِ فَقَالَ ألّذِي يَتَوَرّعُ عَن مَحَارِمِ اللّهِ وَ يَجتَنِبُ هَؤُلَاءِ الشّبُهَاتِ وَ إِذَا لَم يَتّقِ الشّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ وَ هُوَ لَا يَعرِفُهُ وَ إِذَا رَأَي المُنكَرَ وَ لَم يُنكِرهُ وَ هُوَ يَقوَي عَلَيهِ فَقَد أَحَبّ أَن يُعصَي اللّهُ وَ مَن أَحَبّ أَن يُعصَي اللّهُ فَقَد بَارَزَ اللّهَ بِالعَدَاوَةِ وَ مَن أَحَبّ بَقَاءَ الظّالِمِينَ فَقَد أَحَبّ أَن يُعصَي اللّهُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي حَمِدَ نَفسَهُ عَلَي هَلَاكِ الظّلَمَةِ فَقَالَفَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الّذِينَ ظَلَمُوا وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن الأصبهاني‌ مثله

7- مع ،[معاني‌ الأخبار]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ لَا تُعِينُوا الظّالِمَ عَلَي ظُلمِهِ فَيَبطُلَ فَضلُكُم الخَبَرَ

8- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ أَو عَن زَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ أَنّهُ كَتَبَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع أَنّ قلَبيِ‌ يَضِيقُ مِمّا أَنَا عَلَيهِ مِن عَمَلِ السّلطَانِ وَ كَانَ وَزِيراً لِهَارُونَ فَإِن أَذِنتَ لِي جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ هَرَبتُ مِنهُ فَرَجَعَ الجَوَابُ لَا آذَنُ لَكَ بِالخُرُوجِ مِن عَمَلِهِم وَ اتّقِ اللّهَ أَو كَمَا قَالَ

9- ل ،[الخصال ]فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع يَا عَلِيّ ثَلَاثٌ يُقَسّينَ القَلبَ استِمَاعُ اللّهوِ وَ طَلَبُ الصّيدِ وَ إِتيَانُ بَابِ السّلطَانِ

10-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ قَالَ روُيِ‌َ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي المرَوزَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعٌ يُفسِدنَ القَلبَ وَ يُنبِتنَ النّفَاقَ فِي القَلبِ كَمَا يُنبِتُ المَاءُ


صفحه : 371

الشّجَرَ استِمَاعُ اللّهوِ وَ البَذَاءُ وَ إِتيَانُ بَابِ السّلطَانِ وَ طَلَبُ الصّيدِ

11- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع السّحتُ أَنوَاعٌ كَثِيرَةٌ مِنهَا مَا أُصِيبَ مِن أَعمَالِ الوُلَاةِ الظّلَمَةِ وَ مِنهَا أُجُورُ القَضَاءِ وَ أُجُورُ الفَوَاجِرِ وَ ثَمَنُ الخَمرِ وَ النّبِيذِ المُسكِرِ وَ الرّبَا بَعدَ البَيّنَةِ فَأَمّا الرّشَا يَا عَمّارُ فِي الأَحكَامِ فَإِنّ ذَلِكَ الكُفرُ بِاللّهِ العَظِيمِ وَ بِرَسُولِهِ

12- ل ،[الخصال ]فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع ثَمَانِيَةٌ إِن أُهِينُوا فَلَا يَلُومُوا إِلّا أَنفُسَهُم الذّاهِبُ إِلَي مَائِدَةٍ لَم يُدعَ إِلَيهَا وَ المُتَأَمّرُ عَلَي رَبّ البَيتِ وَ طَالِبُ الخَيرِ مِن أَعدَائِهِ وَ طَالِبُ الفَضلِ مِنَ اللّئَامِ وَ الدّاخِلُ بَينَ اثنَينِ فِي سِرّ لَم يُدخِلَاهُ فِيهِ وَ المُستَخِفّ بِالسّلطَانِ وَ الجَالِسُ فِي مَجلِسٍ لَيسَ لَهُ بِأَهلٍ وَ المُقبِلُ بِالحَدِيثِ عَلَي مَن لَا يَسمَعُ مِنهُ

13- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن بَذَا جَفَا وَ مَن تَبِعَ الصّيدَ غَفَلَ وَ مَن لَزِمَ السّلطَانَ افتَتَنَ وَ مَا يَزدَادُ مِنَ السّلطَانِ قُرباً إِلّا ازدَادَ مِنَ اللّهِ بُعداً

14- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص رَحِمَ اللّهُ رَجُلًا أَعَانَ سُلطَانَهُ عَلَي بِرّهِ

أقول تمامه في باب بر الوالدين

15-ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن حَدِيدٍ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَصُونُوا دِينَكُم بِالوَرَعِ وَ قَوّوهُ بِالتّقِيّةِ وَ الِاستِغنَاءِ بِاللّهِ عَن طَلَبِ الحَوَائِجِ مِنَ السّلطَانِ وَ اعلَمُوا أَنّهُ أَيّمَا مُؤمِنٍ خَضَعَ لِصَاحِبِ سُلطَانٍ أَو مَن يُخَالِطُهُ عَلَي دِينِهِ طَلَباً لِمَا فِي يَدَيهِ مِن دُنيَاهُ أَخمَلَهُ اللّهُ


صفحه : 372

وَ مَقّتَهُ عَلَيهِ وَ وَكَلَهُ إِلَيهِ فَإِن هُوَ غَلَبَ عَلَي شَيءٍ مِن دُنيَاهُ وَ صَارَ فِي يَدِهِ مِنهُ شَيءٌ نَزَعَ اللّهُ البَرَكَةَ مِنهُ وَ لَم يَأجُرهُ عَلَي شَيءٍ يُنفِقُهُ فِي حَجّ وَ لَا عُمرَةٍ وَ لَا عِتقٍ

جا،[المجالس للمفيد] أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعد عن ابن عيسي عن ابن محبوب مثله

16- ثو،[ثواب الأعمال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا مُفَضّلُ إِنّهُ مَن تَعَرّضَ لِسُلطَانٍ جَائِرٍ فَأَصَابَتهُ مِنهُ بَلِيّةٌ لَم يُؤجَر عَلَيهَا وَ لَم يُرزَقِ الصّبرَ عَلَيهَا

17- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ أَينَ الظّلَمَةُ وَ أَعوَانُهُم مَن لَاقَ لَهُم دَوَاةً أَو رَبَطَ لَهُم كِيساً أَو مَدّ لَهُم مَدّةَ قَلَمٍ فَاحشُرُوهُم مَعَهُم

18- ثو،[ثواب الأعمال ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا اقتَرَبَ عَبدٌ مِن سُلطَانٍ إِلّا تَبَاعَدَ مِنَ اللّهِ وَ لَا كَثُرَ مَالُهُ إِلّا اشتَدّ حِسَابُهُ وَ لَا كَثُرَ تَبَعُهُ إِلّا كَثُرَت شَيَاطِينُهُ

19- ثو،[ثواب الأعمال ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيّاكُم وَ أَبوَابَ السّلطَانِ وَ حَوَاشِيَهَا فَإِنّ أَقرَبَكُم مِن أَبوَابِ السّلطَانِ وَ حَوَاشِيهَا أَبعَدُكُم مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَن آثَرَ السّلطَانَ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَذهَبَ اللّهُ عَنهُ الوَرَعَ وَ جَعَلَهُ حَيرَانَ

20- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ بِنتِ الوَلِيدِ بنِ صَبِيحٍ الباَهلِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن سَوّدَ اسمَهُ فِي دِيوَانِ وُلدِ فُلَانٍ حَشَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ خِنزِيراً

21-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي نَهشَلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن عَذَرَ ظَالِماً بِظُلمِهِ سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ


صفحه : 373

مَن يَظلِمُهُ فَإِن دَعَا لَم يُستَجَب لَهُ وَ لَم يَأجُرهُ اللّهُ عَلَي ظُلَامَتِهِ

22- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن أَعَانَ ظَالِماً عَلَي مَظلُومٍ لَم يَزَلِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ سَاخِطاً حَتّي يَنزِعَ عَن مَعُونَتِهِ

23- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُقَرّنٍ إِمَامِ بنَيِ‌ فِتيَانٍ عَمّن رَوَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ كَانَ فِي زَمَنِ مُوسَي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَلِكٌ جَبّارٌ قَضَي حَاجَةَ مُؤمِنٍ بِشَفَاعَةِ عَبدٍ صَالِحٍ فتَوُفُيّ‌َ فِي يَومٍ المَلِكُ الجَبّارُ وَ العَبدُ الصّالِحُ فَقَامَ عَلَي المَلِكِ النّاسُ وَ أَغلَقُوا أَبوَابَ السّوقِ لِمَوتِهِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ بقَيِ‌َ ذَلِكَ العَبدُ الصّالِحُ فِي بَيتِهِ وَ تَنَاوَلَت دَوَابّ الأَرضِ مِن وَجهِهِ فَرَآهُ مُوسَي بَعدَ ثَلَاثٍ فَقَالَ يَا رَبّ هُوَ عَدُوّكَ وَ هَذَا وَلِيّكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا مُوسَي إِنّ ولَيِيّ‌ سَأَلَ هَذَا الجَبّارَ حَاجَةً فَقَضَاهَا فَكَافَأتُهُ عَنِ المُؤمِنِ وَ سَلّطتُ دَوَابّ الأَرضِ عَلَي مَحَاسِنِ وَجهِ المُؤمِنِ لِسُؤَالِهِ ذَلِكَ الجَبّارَ

24-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَنِ التفّليِسيِ‌ّ عَنِ السمّنَديِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَفضَلَ الصّدَقَةِ صَدَقَةُ اللّسَانِ تَحقُنُ بِهِ الدّمَاءَ وَ تَدفَعُ بِهِ الكَرِيهَةَ وَ تَجُرّ المَنفَعَةَ إِلَي أَخِيكَ المُسلِمِ ثُمّ قَالَص إِنّ عَابِدَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ ألّذِي كَانَ أَعبَدَهُم كَانَ يَسعَي فِي حَوَائِجِ النّاسِ عِندَ المَلِكِ وَ إِنّهُ لقَيِ‌َ إِسمَاعِيلَ بنَ حِزقِيلَ فَقَالَ لَا تَبرَح حَتّي أَرجِعَ إِلَيكَ يَا إِسمَاعِيلُ فَسَهَا عَنهُ عِندَ المَلِكِ فبَقَيِ‌َ إِسمَاعِيلُ إِلَي الحَولِ هُنَاكَ فَأَنبَتَ اللّهُ لِإِسمَاعِيلَ عُشباً فَكَانَ يَأكُلُ مِنهُ وَ أَجرَي لَهُ عَيناً وَ أَظَلّهُ بِغَمَامٍ فَخَرَجَ المَلِكُ بَعدَ ذَلِكَ إِلَي التّنَزّهِ وَ مَعَهُ العَابِدُ فَرَأَي إِسمَاعِيلَ فَقَالَ إِنّكَ لَهَاهُنَا يَا إِسمَاعِيلُ فَقَالَ لَهُ قُلتَ لَا تَبرَح فَلَم أَبرَح فسَمُيّ‌َ صَادِقَ الوَعدِ قَالَ وَ كَانَ جَبّارٌ مَعَ المَلِكِ فَقَالَ أَيّهَا المَلِكُ كَذَبَ هَذَا العَبدُ قَد مَرَرتُ بِهَذِهِ البَرّيّةِ فَلَم أَرَهُ هَاهُنَا فَقَالَ لَهُ إِسمَاعِيلُ إِن كُنتَ كَاذِباً نَزَعَ اللّهُ


صفحه : 374

صَالِحَ مَا أَعطَاكَ قَالَ فَتَنَاثَرَت أَسنَانُ الجَبّارِ فَقَالَ الجَبّارُ إنِيّ‌ كَذَبتُ عَلَي هَذَا العَبدِ الصّالِحِ فَأَطلُبُ يَدعُو اللّهَ أَن يَرُدّ عَلَيّ أسَناَنيِ‌ فإَنِيّ‌ شَيخٌ كَبِيرٌ فَطَلَبَ إِلَيهِ المَلِكُ فَقَالَ إنِيّ‌ أَفعَلُ قَالَ السّاعَةَ قَالَ لَا وَ أَخّرَهُ إِلَي السّحَرِ ثُمّ دَعَا ثُمّ قَالَ يَا فَضلُ إِنّ أَفضَلَ مَا دَعَوتُمُ اللّهَ بِالأَسحَارِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ بِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرُونَ

أقول قدمضي بعض الأحكام في باب أحوال الملوك والأمراء وسيأتي‌ بعضها في باب جوامع المكاسب في كتاب التجارات

25- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ الرّضَا ع مَا تَقُولُ فِي أَعمَالِ السّلطَانِ فَقَالَ يَا سُلَيمَانُ الدّخُولُ فِي أَعمَالِهِم وَ العَونُ لَهُم وَ السعّي‌ُ فِي حَوَائِجِهِم عَدِيلُ الكُفرِ وَ النّظَرُ إِلَيهِم عَلَي العَمدِ مِنَ الكَبَائِرِ التّيِ‌ يُستَحَقّ به [ بِهَا]النّارُ

26- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَن أَتَي غَنِيّاً فَتَوَاضَعَ لِغِنَائِهِ ذَهَبَ اللّهُ بثِلُثُيَ‌ دِينِهِ

27- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ دَرّاجٍ الأسَدَيِ‌ّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقُلتُ لَهُ إنِيّ‌ كُنتُ عَامِلًا لبِنَيِ‌ أُمَيّةَ فَأَصَبتُ مَالًا كَثِيراً فَظَنَنتُ أَنّ ذَلِكَ لَا يَحِلّ لِي قَالَ فَسَأَلتُ عَن ذَلِكَ غيَريِ‌ قَالَ قُلتُ قَد سَأَلتُ فَقِيلَ لِي إِنّ أَهلَكَ وَ مَالَكَ وَ كُلّ شَيءٍ لَكَ حَرَامٌ قَالَ لَيسَ كَمَا قَالُوا لَكَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فلَيِ‌ تَوبَةٌ قَالَ نَعَم تَوبَتُكَ فِي كِتَابِ اللّهِقُل لِلّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغفَر لَهُم ما قَد سَلَفَ

28-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ أَحَدُهُمإِنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِوَ لا تَركَنُوا إِلَي الّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمُ النّارُ قَالَ هُوَ الرّجُلُ مِن شِيعَتِنَا يَعُولُ عَلَي


صفحه : 375

هَؤُلَاءِ الجَائِرِينَ

29- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ لا تَركَنُوا إِلَي الّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمُ النّارُ قَالَ أَمَا إِنّهُ لَم يَجعَلهَا خُلُوداً وَ لَكِن تَمَسّكُمُ النّارُ فَلَا تَركَنُوا إِلَيهِم

30- سر،[السرائر] مِن كِتَابِ أَبِي القَاسِمِ بنِ قُولَوَيهِ رَوَي جَابِرٌ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن مَشَي إِلَي سُلطَانٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ بِتَقوَي اللّهِ وَ خَوّفَهُ وَ وَعَظَهُ كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِ الثّقَلَينِ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ مِثلُ أَعمَالِهِم

31-قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] عَلِيّ بنُ أَبِي حَمزَةَ قَالَ كَانَ لِي صَدِيقٌ مِن كُتّابِ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَقَالَ لِيَ استَأذِن لِي عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ فَاستَأذَنتُ لَهُ فَلَمّا دَخَلَ سَلّمَ وَ جَلَسَ ثُمّ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ كُنتُ فِي دِيوَانِ هَؤُلَاءِ القَومِ فَأَصَبتُ مِن دُنيَاهُم مَالًا كَثِيراً وَ أَغمَضتُ فِي مَطَالِبِهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ لَو لَا أَنّ بنَيِ‌ أُمَيّةَ وَجَدُوا مَن يَكتُبُ لَهُم وَ يجَبيِ‌ لَهُمُ الفيَ‌ءَ وَ يُقَاتِلُ عَنهُم وَ يَشهَدُ جَمَاعَتَهُم لَمَا سَلَبُونَا حَقّنَا وَ لَو تَرَكَهُمُ النّاسُ وَ مَا فِي أَيدِيهِم مَا وَجَدُوا شَيئاً إِلّا مَا وَقَعَ فِي أَيدِيهِم فَقَالَ الفَتَي جُعِلتُ فِدَاكَ فَهَل لِي مِن مَخرَجٍ مِنهُ قَالَ إِن قُلتُ لَكَ تَفعَلُ قَالَ أَفعَلُ قَالَ اخرُج مِن جَمِيعِ مَا كَسَبتَ فِي دَوَاوِينِهِم فَمَن عَرَفتَ مِنهُم رَدَدتَ عَلَيهِ مَالَهُ وَ مَن لَم تَعرِف تَصَدّقتَ بِهِ وَ أَنَا أَضمَنُ لَكَ عَلَي اللّهِ الجَنّةَ قَالَ فَأَطرَقَ الفَتَي طَوِيلًا فَقَالَ قَد فَعَلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ ابنُ أَبِي حَمزَةَ فَرَجَعَ الفَتَي مَعَنَا إِلَي الكُوفَةِ فَمَا تَرَكَ شَيئاً عَلَي وَجهِ الأَرضِ إِلّا خَرَجَ مِنهُ حَتّي ثِيَابِهِ التّيِ‌ كَانَت عَلَي بَدَنِهِ قَالَ فَقَسَمنَا لَهُ قِسمَةً وَ اشتَرَينَا لَهُ ثِيَاباً وَ بَعَثنَا لَهُ بِنَفَقَةٍ قَالَ فَمَا أَتَي عَلَيهِ أَشهُرٌ قَلَائِلُ حَتّي مَرِضَ فَكُنّا نَعُودُهُ قَالَ فَدَخَلتُ عَلَيهِ يَوماً وَ هُوَ فِي السّيَاقِ فَفَتَحَ عَينَيهِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ وَفَي لِي وَ اللّهِ صَاحِبُكَ قَالَ ثُمّ مَاتَ فَوَلِينَا أَمرَهُ فَخَرَجتُ حَتّي دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَلَمّا نَظَرَ إلِيَ‌ّ قَالَ يَا عَلِيّ وَفَينَا وَ اللّهِ لِصَاحِبِكَ قَالَ فَقُلتُ


صفحه : 376

صَدَقتَ جُعِلتُ فِدَاكَ هَكَذَا قَالَ لِي وَ اللّهِ عِندَ مَوتِهِ

32- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن أَحمَدَ بنِ مَنصُورٍ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ مَزيَدٍ أخَيِ‌ شُعَيبٍ الكَاتِبِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع انظُر مَا أَصَبتَ فَعُد بِهِ عَلَي إِخوَانِكَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُإِنّ الحَسَناتِ قَالَ المُفَضّلُ كُنتُ خَلِيفَةَ أخَيِ‌ عَلَي الدّيوَانِ قَالَ وَ قَد قُلتُ تَرَي مكَاَنيِ‌ مِن هَؤُلَاءِ القَومِ فَمَا تَرَي قَالَ لَو لَم يَكُن كَيتَ

33- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن أَحمَدَ بنِ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ العمَركَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ غَيرِهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُفَضّلِ بنِ مَزيَدٍ أخَيِ‌ شُعَيبٍ الكَاتِبِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ قَد أُمِرتُ أَن أُخرِجَ لبِنَيِ‌ هَاشِمٍ جَوَائِزَ فَلَا أَعلَمُ إِلّا وَ هُوَ عَلَي رأَسيِ‌ وَ أَنَا مُستَخلٍ فَوَثَبتُ إِلَيهِ فسَأَلَنَيِ‌ عَمّا أُمِرَ لَهُم فَنَاوَلتُهُ الكِتَابَ قَالَ مَا أَرَي لِإِسمَاعِيلَ هَاهُنَا شَيئاً فَقُلتُ هَذَا ألّذِي خَرَجَ إِلَينَا ثُمّ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد تَرَي مكَاَنيِ‌ مِن هَؤُلَاءِ القَومِ فَقَالَ لِيَ انظُر مَا أَصَبتَ فَعُد بِهِ عَلَي أَصحَابِكَ فَإِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ يَقُولُإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ

34-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن صَفوَانَ بنِ مِهرَانَ الجَمّالِ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع فَقَالَ لِي يَا صَفوَانُ كُلّ شَيءٍ مِنكَ حَسَنٌ جَمِيلٌ مَا خَلَا شَيئاً وَاحِداً قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَيّ شَيءٍ قَالَ إِكَرَاءُكَ جِمَالَكَ مِن هَذَا الرّجُلِ يعَنيِ‌ هَارُونَ قُلتُ وَ اللّهِ مَا أَكرَيتُهُ أَشَراً وَ لَا بَطَراً وَ لَا لِلصّيدِ وَ لَا لِلّهوِ وَ لَكِن أَكرَيتُهُ لِهَذَا الطّرِيقِ يعَنيِ‌ طَرِيقَ مَكّةَ وَ لَا أَتَوَلّاهُ بنِفَسيِ‌ وَ لكَنِيّ‌ أَبعَثُ مَعَهُ غلِماَنيِ‌ فَقَالَ لِي يَا صَفوَانُ أَ يَقَعُ كِرَاكَ عَلَيهِم قُلتُ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ فَقَالَ لِي أَ تُحِبّ بَقَاءَهُم حَتّي يَخرُجَ كِرَاكَ قُلتُ نَعَم قَالَ فَمَن أَحَبّ بَقَاءَهُم فَهُوَ مِنهُم وَ مَن كَانَ مِنهُم فَهُوَ وَرَدَ النّارَ قَالَ صَفوَانُ فَذَهَبتُ وَ بِعتُ جمِاَليِ‌ عَن آخِرِهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ إِلَي هَارُونَ فدَعَاَنيِ‌ فَقَالَ لِي يَا صَفوَانُ بلَغَنَيِ‌


صفحه : 377

أَنّكَ بِعتَ جِمَالَكَ قُلتُ نَعَم فَقَالَ وَ لِمَ فَقُلتُ أَنَا شَيخٌ كَبِيرٌ وَ إِنّ الغِلمَانَ لَا يَقوُونَ بِالأَعمَالِ فَقَالَ هَيهَاتَ هَيهَاتَ إنِيّ‌ لَأَعلَمُ مَن أَشَارَ عَلَيكَ بِهَذَا أَشَارَ عَلَيكَ بِهَذَا مُوسَي بنُ جَعفَرٍ قُلتُ مَا لِي وَ لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَقَالَ دَع هَذَا عَنكَ فَوَ اللّهِ لَو لَا حُسنُ صُحبَتِكَ لَقَتَلتُكَ

35- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ النّبِيّص مَن مَشَي مَعَ ظَالِمٍ لِيُعِينَهُ وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّهُ ظَالِمٌ فَقَد خَرَجَ مِنَ الإِسلَامِ

وَ قَالَ البَاقِرُ ع العَامِلُ بِالظّلمِ وَ المُعِينُ لَهُ وَ الراّضيِ‌ بِهِ شُرَكَاءُ ثَلَاثٌ

وَ قَالَص شَرّ النّاسِ المُثَلّثُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا المُثَلّثُ قَالَ ألّذِي يَسعَي بِأَخِيهِ إِلَي السّلطَانِ فَيُهلِكُ نَفسَهُ وَ يُهلِكُ أَخَاهُ وَ يُهلِكُ السّلطَانَ

وَ قَالَص مَن مَشَي مَعَ ظَالِمٍ فَقَد أَجرَمَ

36- نص ،[كفاية الأثر] عَلِيّ بنُ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الكوُفيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَنِ النهّاَونَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ الغَفّارِ بنِ القَاسِمِ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ‌ مَا تَقُولُ فِي الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ قَالَ لَا أَرَي لَكَ ذَلِكَ قُلتُ إنِيّ‌ رُبّمَا سَافَرتُ إِلَي الشّامِ فَأَدخُلُ عَلَي اِبرَاهِيمَ بنِ الوَلِيدِ قَالَ يَا عَبدَ الغَفّارِ إِنّ دُخُولَكَ عَلَي السّلطَانِ يَدعُو إِلَي ثَلَاثَةِ أَشيَاءَ مَحَبّةِ الدّنيَا وَ نِسيَانِ المَوتِ وَ قِلّةِ الرّضَا بِمَا قَسَمَ اللّهُ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فإَنِيّ‌ ذُو عَيلَةٍ وَ أَتّجِرُ إِلَي ذَلِكَ المَكَانِ لِجَرّ المَنفَعَةِ فَمَا تَرَي فِي ذَلِكَ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ إنِيّ‌ لَستُ آمُرُكَ بِتَركِ الدّنيَا بَل آمُرُكَ بِتَركِ الذّنُوبِ فَتَركُ الدّنيَا فَضِيلَةٌ وَ تَركُ الذّنُوبِ فَرِيضَةٌ وَ أَنتَ إِلَي إِقَامَةِ الفَرِيضَةِ أَحوَجُ مِنكَ إِلَي اكتِسَابِ الفَضِيلَةِ قَالَ فَقَبّلتُ يَدَهُ وَ رِجلَهُ وَ قُلتُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا نَجِدُ العِلمَ الصّحِيحَ إِلّا عِندَكُم

أقول تمامه في أبواب النصوص

37- نبه ،[تنبيه الخاطر] مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ إِنّمَا هُوَ الرّضَا وَ السّخَطُ وَ إِنّمَا عَقَرَ النّاقَةَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَلَمّا رَضُوا أَصَابَهُمُ العَذَابُ فَإِذَا ظَهَرَ إِمَامٌ عَدلٌ فَمَن رضَيِ‌َ بِحُكمِهِ وَ أَعَانَهُ عَلَي عَدلِهِ فَهُوَ وَلِيّهُ وَ إِذَا ظَهَرَ إِمَامٌ جَورٌ فَمَن رضَيِ‌َ بِحُكمِهِ وَ أَعَانَهُ عَلَي جَورِهِ فَهُوَ وَلِيّهُ


صفحه : 378

طَلحَةُ بنُ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَامِلُ بِالظّلمِ وَ المُعِينُ لَهُ وَ الراّضيِ‌ بِهِ شُرَكَاءُ فِيهِ

38- ختص ،[الإختصاص ] اِبرَاهِيمُ بنُ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن سَدِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَ لَا أُبَشّرُكَ قُلتُ بَلَي جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ أَمَا إِنّهُ مَا كَانَ مِن سُلطَانِ جَورٍ فِيمَا مَضَي وَ لَا يأَتيِ‌ بَعدُ إِلّا وَ مَعَهُ ظَهِيرٌ مِنَ اللّهِ يَدفَعُ عَن أَولِيَائِهِ شَرّهُم

39- ختص ،[الإختصاص ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن أَخِيهِ جَعفَرِ بنِ عِيسَي عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الدّخُولِ فِي عَمَلِ السّلطَانِ فَقَالَ هُمُ الدّاخِلُونَ عَلَيكُم أَم أَنتُمُ الدّاخِلُونَ عَلَيهِم فَقَالَ لَا بَل هُمُ الدّاخِلُونَ عَلَينَا قَالَ فَمَا بَأسٌ بِذَلِكَ

40- ختص ،[الإختصاص ] اِبرَاهِيمُ بنُ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن مَشَي إِلَي سُلطَانٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ بِتَقوَي اللّهِ وَ وَعَظَهُ وَ خَوّفَهُ كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِ الثّقَلَينِ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ مِثلُ أَعمَالِهِم

41- ختص ،[الإختصاص ] أَحمَدُ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَبَاهُ كَانَ يَقُولُ مَن دَخَلَ عَلَي إِمَامٍ جَائِرٍ فَقَرَأَ عَلَيهِ القُرآنَ يُرِيدُ بِذَلِكَ عَرَضاً مِن عَرَضِ الدّنيَا لُعِنَ القاَريِ‌ بِكُلّ حَرفٍ عَشرَ لَعَنَاتٍ وَ لُعِنَ المُستَمِعُ بِكُلّ حَرفٍ لَعنَةً

42-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَن مُحَمّدِ بنِ هَاشِمٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ قَوماً مِمّن آمَنَ بِمُوسَي صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالُوا لَو أَتَينَا عَسكَرَ فِرعَونَ وَ كُنّا فِيهِ وَ نِلنَا مِن دُنيَاهُ فَإِذَا كَانَ ألّذِي نَرجُوهُ مِن ظُهُورِ مُوسَي صِرنَا إِلَيهِ فَفَعَلُوا فَلَمّا تَوَجّهَ مُوسَي وَ مَن مَعَهُ هَارِبِينَ رَكِبُوا دَوَابّهُم وَ أَسرَعُوا فِي السّيرِ لِيُوَافُوا مُوسَي وَ مَن مَعَهُ فَيَكُونُوا مَعَهُم فَبَعَثَ اللّهُ مَلَائِكَةً فَضَرَبَت وُجُوهَ دَوَابّهِم فَرَدّتهُم إِلَي عَسكَرِ


صفحه : 379

فِرعَونَ فَكَانُوا فِيمَن غَرِقَ مَعَ فِرعَونَ

43- كِتَابُ قَضَاءِ الحُقُوقِ للِصوّريِ‌ّ، قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع مَا مِن جَبّارٍ إِلّا وَ عَلَي بَابِهِ ولَيِ‌ّ لَنَا يَدفَعُ اللّهُ بِهِ عَن أَولِيَائِنَا أُولَئِكَ لَهُم أَوفَرُ حَظّ مِنَ الثّوَابِ يَومَ القِيَامَةِ وَ قَالَ استَأذَنَ عَلِيّ بنُ يَقطِينٍ مَولَانَا الكَاظِمَ ع فِي تَركِ عَمَلِ السّلطَانِ فَلَم يَأذَن لَهُ وَ قَالَ لَا تَفعَل فَإِنّ لَنَا بِكَ أُنساً وَ لِإِخوَانِكَ بِكَ عِزّاً وَ عَسَي أَن يَجبُرَ اللّهُ بِكَ كَسراً وَ يَكسِرَ بِكَ نَائِرَةَ المُخَالِفِينَ عَن أَولِيَائِهِ يَا عَلِيّ كَفّارَةُ أَعمَالِكُمُ الإِحسَانُ إِلَي إِخوَانِكُم اضمَن لِي وَاحِدَةً وَ أَضمَنُ لَكَ ثَلَاثاً اضمَن لِي أَن لَا تَلقَي أَحَداً مِن أَولِيَائِكَ إِلّا قَضَيتَ حَاجَتَهُ وَ أَكرَمتَهُ وَ أَضمَنُ لَكَ أَن لَا يُظِلّكَ سَقفُ سِجنٍ أَبَداً وَ لَا يَنَالَكَ حَدّ سَيفٍ أَبَداً وَ لَا يَدخُلَ الفَقرُ بَيتَكَ أَبَداً يَا عَلِيّ مَن سَرّ مُؤمِناً فَبِاللّهِ بَدَأَ وَ باِلنبّيِ‌ّص ثَنّي وَ بِنَا ثَلّثَ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الصّبّاحِ عَن مُحَمّدِ بنِ المرُاَديِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ استَأذَنتُ موَلاَي‌َ أَبَا اِبرَاهِيمَ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع فِي خِدمَةِ القَومِ فِيمَا لَا يُثلَمُ ديِنيِ‌ فَقَالَ لَا وَ لَا نُقطَةُ قَلَمٍ إِلّا بِإِعزَازِ مُؤمِنٍ وَ فَكّهِ مِن أَسرِهِ ثُمّ قَالَ ع إِنّ خَوَاتِيمَ أَعمَالِكُم قَضَاءُ حَوَائِجِ إِخوَانِكُم وَ الإِحسَانُ إِلَيهِم مَا قَدَرتُم وَ إِلّا لَم يُقبَل مِنكُم عَمَلٌ حَنّوا عَلَي إِخوَانِكُم وَ ارحَمُوهُم تَلحَقُوا بِنَا

44- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا قَرُبَ عَبدٌ مِن سُلطَانٍ إِلّا تَبَاعَدَ مِنَ اللّهِ تَعَالَي وَ لَا كَثُرَ مَالُهُ إِلّا اشتَدّ حِسَابُهُ وَ لَا كَثُرَ تَبَعُهُ إِلّا كَثُرَ شَيَاطِينُهُ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع ثَلَاثٌ مَن حَفِظَهُنّ كَانَ مَعصُوماً مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ مِن كُلّ بَلِيّةٍ مَن لَم يَخلُ بِامرَأَةٍ لَيسَ يَملِكُ مِنهَا شَيئاً وَ لَم يَدخُل عَلَي سُلطَانٍ وَ لَم يُعِن صَاحِبَ بِدعَةٍ بِبِدعَتِهِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن نَكَثَ بَيعَةً أَو رَفَعَ لِوَاءَ ضَلَالَةٍ أَو كَتَمَ عِلماً أَوِ اعتَقَلَ مَالًا ظُلماً أَو أَعَانَ ظَالِماً عَلَي ظُلمِهِ وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّهُ ظَالِمٌ فَقَد


صفحه : 380

برَ‌ِئَ مِنَ الإِسلَامِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص شَرّ البِقَاعِ دُورُ الأُمَرَاءِ الّذِينَ لَا يَقضُونَ بِالحَقّ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيّاكُم وَ أَبوَابَ السّلطَانِ وَ حَوَاشِيَهَا وَ أَبعَدُكُم مِنَ اللّهِ تَعَالَي مَن آثَرَ سُلطَاناً عَلَي اللّهِ تَعَالَي وَ مَن آثَرَ سُلطَاناً عَلَي اللّهِ تَعَالَي جَعَلَ اللّهُ فِي قَلبِهِ الإِثمَ ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً وَ أَذهَبَ عَنهُ الوَرَعَ وَ جَعَلَهُ حَيرَانَ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَرضَي سُلطَاناً بِمَا أَسخَطَ اللّهَ خَرَجَ مِن دِينِ الإِسلَامِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ أَينَ الظّلَمَةُ وَ الأَعوَانُ لِلظّلَمَةِ مَن لَاقَ لَهُم دَوَاةً أَو رَبَطَ لَهُم كِيساً أَو مَدّ لَهُم مَدّةً احشُرُوهُ مَعَهُم

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ التّابِعِينَ مِن أمُتّيِ‌ مَن لَا يَقرُبُ أَبوَابَ السّلطَانِ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرّسُلِ مَا لَم يَدخُلُوا فِي الدّنيَا قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا دُخُولُهُم فِي الدّنيَا قَالَ اتّبَاعُ السّلطَانِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَاحذَرُوهُم عَلَي أَديَانِكُم

45- الدّرّةُ البَاهِرَةُ قَالَ الجَوَادُ ع لَا يَضُرّكَ سَخَطُ مَن رِضَاهُ الجَورُ

وَ قَالَ ع كَفَي بِالمَرءِ خِيَانَةً أَن يَكُونَ أَمِيناً لِلخَوَنَةِ

46- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ النّبِيّص أَوحَي اللّهُ إِلَي أَيّوبَ هَل تدَريِ‌ مَا ذَنبُكَ إلِيَ‌ّ حِينَ أَصَابَكَ البَلَاءُ قَالَ لَا قَالَ إِنّكَ دَخَلتَ إِلَي فِرعَونَ فَدَاهَنتَ فِي كَلِمَتَينِ


صفحه : 381

47- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع صَاحِبُ السّلطَانِ كَرَاكِبِ الأَسَدِ يُغبَطُ بِمَوقِعِهِ وَ هُوَ أَعلَمُ بِمَوضِعِهِ

48- كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَلعُونٌ مَلعُونٌ عَالِمٌ يَؤُمّ سُلطَاناً جَائِراً مُعِيناً لَهُ عَلَي جَورِهِ

وَ مِنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَرَكَ مَعصِيَةَ اللّهِ مَخَافَةً مِنَ اللّهِ أَرضَاهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن مَشَي مَعَ ظَالِمٍ يُعِينُهُ وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّهُ ظَالِمٌ فَقَد خَرَجَ مِنَ الإِيمَانِ

49- مُنيَةُ المُرِيدِ،لِلشّهِيدِ الثاّنيِ‌ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ وَ هُوَ الثّقَةُ الصّدُوقُ عَنِ الرّضَا ع أَنّ لِلّهِ تَعَالَي بِأَبوَابِ الظّالِمِينَ مَن نَوّرَ اللّهُ وَجهَهُ بِالبُرهَانِ وَ مَكّنَ لَهُ فِي البِلَادِ لِيَدفَعَ بِهِم عَن أَولِيَائِهِ وَ يُصلِحُ اللّهُ بِهِ أُمُورَ المُسلِمِينَ لِأَنّهُ مَلجَأُ المُؤمِنِينَ مِنَ الضّرَرِ وَ إِلَيهِ يَفزَعُ ذُو الحَاجَةِ مِن شِيعَتِنَا بِهِم يُؤمِنُ اللّهُ رَوعَةَ المُؤمِنِ فِي دَارِ الظّلَمَةِأُولئِكَ هُمُ المُؤمِنُونَ حَقّاأُولَئِكَ أُمَنَاءُ اللّهِ فِي أَرضِهِ أُولَئِكَ نُورُ اللّهِ تَعَالَي فِي رَعِيّتِهِم يَومَ القِيَامَةِ وَ يَزهَرُ نُورُهُم لِأَهلِ السّمَاوَاتِ كَمَا تَزهَرُ الكَوَاكِبُ الزّهرِيّةُ لِأَهلِ الأَرضِ أُولَئِكَ مِن نُورِهِم نُورُ القِيَامَةِ تضُيِ‌ءُ مِنهُمُ القِيَامَةُ خُلِقُوا وَ اللّهِ لِلجَنّةِ وَ خُلِقَتِ الجَنّةُ لَهُم فَهَنِيئاً لَهُم مَا عَلَي أَحَدِكُم أَن لَو شَاءَ لَنَالَ هَذَا كُلّهُ قَالَ قُلتُ بِمَا ذَا جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ لَهُم قَالَ يَكُونُ مَعَهُم فَيَسُرّنَا بِإِدخَالِ السّرُورِ عَلَي المُؤمِنِينَ مِن شِيعَتِنَا فَكُن مِنهُم يَا مُحَمّدُ

50-أَعلَامُ الدّينِ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزَالُ هَذِهِ الأُمّةُ بِخَيرٍ تَحتَ يَدِ اللّهِ وَ فِي كَنَفِهِ مَا لَم يُمَالِئ قُرّاؤُهَا أُمَرَاءَهَا وَ لَم يُزَكّ صُلَحَاؤُهَا فُجّارَهَا وَ لَم يُمَالِئ أَخيَارُهَا أَشرَارَهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ رَفَعَ اللّهُ تَعَالَي يَدَهُ عَنهُم وَ سَلّطَ عَلَيهِم جَبَابِرَتَهُم فَسَامُوهُم سُوءَ العَذَابِ وَ ضَرَبَهُم بِالفَاقَةِ وَ الفَقرِ وَ مَلَأَ قُلُوبَهُم


صفحه : 382

رُعباً

وَ قَالَ الحُسَينُ ع لَا تَصِفَنّ لِمَلِكٍ دَوَاءً فَإِن نَفَعَهُ لَم يَحمَدكَ وَ إِن ضَرّهُ اتّهَمَكَ

51- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ شَرّ البِقَاعِ دُورُ الأُمَرَاءِ الّذِينَ لَا يَقضُونَ بِالحَقّ

باب 38-أكل أموال الظالمين وقبول جوائزهم

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَن إِجَابَةِ الفَاسِقِينَ إِلَي طَعَامِهِم

2- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ ظَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع كَانَا يَغمِزَانِ مُعَاوِيَةَ وَ يَقُولَانِ فِيهِ وَ يَقبَلَانِ جَوَائِزَهُ

3- ج ،[الإحتجاج ] فِي مُكَاتَبَةِ الحمِيرَيِ‌ّ إِلَي القَائِمِ ع أَنّهُ كَتَبَ إِلَيهِ ع يَسأَلُهُ عَنِ الرّجُلِ مِن وُكَلَاءِ الوَقفِ مُستَحِلّا لِمَا فِي يَدِهِ وَ لَا يَرِعُ عَن أَخذِ مَالِهِ رُبّمَا نَزَلتُ فِي قَريَتِهِ وَ هُوَ فِيهَا أَ وَ أَدخُلُ مَنزِلَهُ وَ قَد حَضَرَ طَعَامُهُ فيَدَعوُنيِ‌ إِلَيهِ فَإِن لَم آكُل مِن طَعَامِهِ عاَداَنيِ‌ عَلَيهِ وَ قَالَ فُلَانٌ لَا يَستَحِلّ أَن يَأكُلَ مِن طَعَامِنَا فَهَل يَجُوزُ أَن آكُلَ طَعَامَهُ وَ أَتَصَدّقَ بِصَدَقَةٍ وَ كَم مِقدَارُ الصّدَقَةِ وَ إِن أَهدَي هَذَا الوَكِيلُ هَدِيّةً إِلَي رَجُلٍ آخَرَ فيَدَعوُنيِ‌ إِلَي أَن أَنَالَ مِنهَا وَ أَنَا أَعلَمُ أَنّ الوَكِيلَ لَا يَتَوَرّعُ عَن أَخذِ مَا فِي يَدِهِ فَهَل عَلَيّ فِيهِ شَيءٌ إِن أَنَا نِلتُ مِنهَا فَخَرَجَ الجَوَابُ إِن كَانَ لِهَذَا الرّجُلِ مَالٌ أَو مَعَاشٌ غَيرُ مَا فِي يَدِهِ فَكُل طَعَامَهُ وَ اقبَل بِرّهُ وَ إِلّا فَلَا

4-كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ


صفحه : 383

عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَنِ الوَلِيدِ بنِ صَبِيحٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فاَستقَبلَنَيِ‌ زُرَارَةُ خَارِجاً مِن عِندِهِ فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا وَلِيدُ أَ مَا تَعجَبُ مِن زُرَارَةَ يسَألَنُيِ‌ عَن أَعمَالِ هَؤُلَاءِ أَيّ شَيءٍ كَانَ يُرِيدُ أَ يُرِيدُ أَن أَقُولَ لَهُ لَا فيَرَويِ‌َ ذَلِكَ عنَيّ‌ ثُمّ قَالَ يَا وَلِيدُ مَتَي كَانَتِ الشّيعَةُ تَسأَلُ عَن أَعمَالِهِم إِنّمَا كَانَتِ الشّيعَةُ تَقُولُ مَن أَكَلَ مِن طَعَامِهِم وَ شَرِبَ مِن شَرَابِهِم وَ استَظَلّ بِظِلّهِم مَتَي كَانَتِ الشّيعَةُ تَسأَلُ عَن مِثلِ هَذَا

5- كش ،[رجال الكشي‌]حَمدَوَيهِ بنُ نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن جَوَائِزِ العُمّالِ فَقَالَ لَا بَأسَ بِهِ قَالَ ثُمّ قَالَ إِنّمَا أَرَادَ زُرَارَةُ أَن يَبلُغَ هِشَاماً أنَيّ‌ أُحَرّمُ أَعمَالَ السّلطَانِ

6- ختص ،[الإختصاص ]ير،[بصائر الدرجات ] ابنُ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَن أَحلَلنَا لَهُ شَيئاً أَصَابَهُ مِن أَعمَالِ الظّالِمِينَ فَهُوَ لَهُ حَلَالٌ لِأَنّ الأَئِمّةَ مِنّا مُفَوّضٌ إِلَيهِم فَمَا أَحَلّوا فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرّمُوا فَهُوَ حَرَامٌ

ختص ،[الإختصاص ]الطيالسي‌ عن ابن عميرة مثله

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن رَجَاءِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَن عَبدِ الأَحَدِ بنِ الحَسَنِ عَنِ الفَضلِ بنِ الرّبِيعِ عَن أَبِيهِ الرّبِيعِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِرَجُلٍ مِن شِيعَتِهِ اجهَد أَن لَا يَكُونَ لِمُنَافِقٍ عِندَكَ يَدٌ فَإِنّ المكُاَفيِ‌َ عَنكَ وَ عَنهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِجَنّتِهِ وَ المُصطَفَي مُحَمّدٌص بِشَفَاعَتِهِ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ع بِحَوضِ جَدّهِمَا


صفحه : 384

باب 48-رد الظلم عن المظلومين ورفع حوائج المؤمنين إلي السلاطين

الآيات النساءمَن يَشفَع شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَهُ نَصِيبٌ مِنها

1- ل ،[الخصال ] مع ،[معاني‌ الأخبار]فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص أَبَا ذَرّ قَالَ كَانَت صُحُفُ اِبرَاهِيمَ أَمثَالًا كُلّهَا وَ كَانَ فِيهَا أَيّهَا المَلِكُ المُبتَلَي المَغرُورُ إنِيّ‌ لَم أَبعَثكَ لِتَجمَعَ الدّنيَا بَعضَهَا عَلَي بَعضٍ وَ لكَنِيّ‌ بَعَثتُكَ لِتَرُدّ عنَيّ‌ دَعوَةَ المَظلُومِ فإَنِيّ‌ لَا أَرُدّهَا وَ إِن كَانَت مِن كَافِرٍ

2- ب ،[قرب الإسناد] عَلِيّ عَن أَخِيهِ ع قَالَ مَن أَبلَغَ سُلطَاناً حَاجَةَ مَن لَا يَستَطِيعُ إِبلَاغَهَا أَثبَتَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَدَمَيهِ عَلَي الصّرَاطِ

سر،[السرائر] في جامع البزنطي‌ مثله

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أبَلغِوُنيِ‌ حَاجَةَ مَن لَا يَستَطِيعُ إِبلَاغَ حَاجَتِهِ فَإِنّهُ مَن أَبلَغَ سُلطَاناً حَاجَةَ مَن لَا يَستَطِيعُ إِبلَاغَهَا ثَبّتَ اللّهُ قَدَمَيهِ عَلَي الصّرَاطِ يَومَ القِيَامَةِ

4-أَعلَامُ الدّينِ للِديّلمَيِ‌ّ، قَالَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ إِسمَاعِيلَ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ لِلّهِ بِأَبوَابِ السّلَاطِينِ مَن نَوّرَ اللّهُ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي وَجهَهُ بِالبُرهَانِ وَ مَكّنَ لَهُ فِي البِلَادِ لِيَدفَعَ بِهِ عَن أَولِيَائِهِ وَ يُصلِحَ بِهِ أُمُورَ المُسلِمِينَ إِلَيهِ يَلجَأُ المُؤمِنُونَ مِنَ الضّرَرِ وَ يَفزَعُ ذُو الحَاجَةِ مِن شِيعَتِنَا وَ بِهِ يُؤمِنُ اللّهُ تَعَالَي رَوعَتَهُم فِي دَارِ الظّلَمَةِ


صفحه : 385

أُولَئِكَالمُؤمِنُونَ حَقّا وَ أُولَئِكَ أُمَنَاءُ اللّهِ فِي أَرضِهِ أُولَئِكَنُورُهُم يَسعي بَينَ أَيدِيهِميَزهَرُ نُورُهُم لِأَهلِ السّمَاوَاتِ كَمَا تَزهَرُ الكَوَاكِبُ الدّرّيّةُ لِأَهلِ الأَرضِ وَ أُولَئِكَ مِن نُورِهِم تضُيِ‌ءُ القِيَامَةُ خُلِقُوا وَ اللّهِ لِلجَنّةِ وَ خُلِقَتِ الجَنّةُ لَهُم فَهَنِيئاً لَهُم مَا عَلَي أَحَدِكُم إِن شَاءَ لَيَنَالُ هَذَا كُلّهُ قَالَ قُلتُ بِمَا ذَا جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ تَكُونُ مَعَهُم فَتَسُرّنَا بِإِدخَالِ السّرُورِ عَلَي المُؤمِنِينَ مِن شِيعَتِنَا

باب 58-النهي‌ عن موادة الكفار ومعاشرتهم وإطاعتهم والدعاء لهم

الآيات آل عمران لا يَتّخِذِ المُؤمِنُونَ الكافِرِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيءٍ إِلّا أَن تَتّقُوا مِنهُم تُقاةً وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ وَ إِلَي اللّهِ المَصِيرُ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا بِطانَةً مِن دُونِكُم لا يَألُونَكُم خَبالًا وَدّوا ما عَنِتّم قَد بَدَتِ البَغضاءُ مِن أَفواهِهِم وَ ما تخُفيِ‌ صُدُورُهُم أَكبَرُ قَد بَيّنّا لَكُمُ الآياتِ إِن كُنتُم تَعقِلُونَ ها أَنتُم أُولاءِ تُحِبّونَهُم وَ لا يُحِبّونَكُم وَ تُؤمِنُونَ بِالكِتابِ كُلّهِ وَ إِذا لَقُوكُم قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوا عَضّوا عَلَيكُمُ الأَنامِلَ مِنَ الغَيظِ قُل مُوتُوا بِغَيظِكُم إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ إِن تَمسَسكُم حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وَ إِن تُصِبكُم سَيّئَةٌ يَفرَحُوا بِها وَ إِن تَصبِرُوا وَ تَتّقُوا لا يَضُرّكُم كَيدُهُم شَيئاً إِنّ اللّهَ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطٌ و قال يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الّذِينَ كَفَرُوا يَرُدّوكُم عَلي أَعقابِكُم فَتَنقَلِبُوا خاسِرِينَالنساءالّذِينَ يَتّخِذُونَ الكافِرِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ أَ يَبتَغُونَ عِندَهُمُ العِزّةَ فَإِنّ العِزّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَ قَد نَزّلَ عَلَيكُم فِي الكِتابِ أَن إِذا سَمِعتُم آياتِ اللّهِ يُكفَرُ بِها وَ يُستَهزَأُ بِها فَلا تَقعُدُوا مَعَهُم حَتّي يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيرِهِ إِنّكُم إِذاً مِثلُهُم إِنّ اللّهَ جامِعُ المُنافِقِينَ وَ الكافِرِينَ فِي جَهَنّمَ جَمِيعاً و قال يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا

الكافِرِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ أَ تُرِيدُونَ أَن تَجعَلُوا لِلّهِ عَلَيكُم سُلطاناً مُبِيناًالمائدةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا اليَهُودَ وَ النّصاري أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَ مَن يَتَوَلّهُم مِنكُم فَإِنّهُ مِنهُم إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا الّذِينَ اتّخَذُوا دِينَكُم هُزُواً وَ لَعِباً مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَ الكُفّارَ أَولِياءَ وَ اتّقُوا اللّهَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ و قال تَري كَثِيراً مِنهُم يَتَوَلّونَ الّذِينَ كَفَرُواالتوبةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا آباءَكُم وَ إِخوانَكُم أَولِياءَ إِنِ استَحَبّوا الكُفرَ عَلَي الإِيمانِ وَ مَن يَتَوَلّهُم مِنكُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَ أَبناؤُكُم وَ إِخوانُكُم وَ أَزواجُكُم وَ عَشِيرَتُكُم وَ أَموالٌ اقتَرَفتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبّ إِلَيكُم مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبّصُوا حَتّي يأَتيِ‌َ اللّهُ بِأَمرِهِ وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الفاسِقِينَ و قال تعالي ما كانَ للِنبّيِ‌ّ وَ الّذِينَ آمَنُوا أَن يَستَغفِرُوا لِلمُشرِكِينَ وَ لَو كانُوا أوُليِ‌ قُربي مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُم أَنّهُم أَصحابُ الجَحِيمِ وَ ما كانَ استِغفارُ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلّا عَن مَوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ أَنّهُ عَدُوّ لِلّهِ تَبَرّأَ مِنهُ إِنّ اِبراهِيمَ لَأَوّاهٌ حَلِيمٌمريم قالَ سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِرُ لَكَ ربَيّ‌ إِنّهُ كانَ بيِ‌ حَفِيّاالشعراءوَ اغفِر لأِبَيِ‌ إِنّهُ كانَ مِنَ الضّالّينَالقصص فَلا تَكُونَنّ ظَهِيراً لِلكافِرِينَالأحزاب يا أَيّهَا النّبِيّ اتّقِ اللّهَ وَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ وَ المُنافِقِينَ إِنّ اللّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً و قال تعالي وَ لا تُطِعِ الكافِرِينَ وَ المُنافِقِينَ وَ دَع أَذاهُم وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ و قال تعالي وَ قالُوا رَبّنا إِنّا أَطَعنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلّونَا السّبِيلَا


صفحه : 387

الجاثيةقُل لِلّذِينَ آمَنُوا يَغفِرُوا لِلّذِينَ لا يَرجُونَ أَيّامَ اللّهِ ليِجَزيِ‌َ قَوماً بِما كانُوا يَكسِبُونَالفتح وَ الّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَي الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُمالمجادلةأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ تَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم ما هُم مِنكُم وَ لا مِنهُم وَ يَحلِفُونَ عَلَي الكَذِبِ وَ هُم يَعلَمُونَ أَعَدّ اللّهُ لَهُم عَذاباً شَدِيداً إِنّهُم ساءَ ما كانُوا يَعمَلُونَ إلي قوله تعالي لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَو كانُوا آباءَهُم أَو أَبناءَهُم أَو إِخوانَهُم أَو عَشِيرَتَهُم أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَ وَ أَيّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ وَ يُدخِلُهُم جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُ أُولئِكَ حِزبُ اللّهِ أَلا إِنّ حِزبَ اللّهِ هُمُ المُفلِحُونَالممتحنةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ وَ قَد كَفَرُوا بِما جاءَكُم مِنَ الحَقّ يُخرِجُونَ الرّسُولَ وَ إِيّاكُم أَن تُؤمِنُوا بِاللّهِ رَبّكُم إِن كُنتُم خَرَجتُم جِهاداً فِي سبَيِليِ‌ وَ ابتِغاءَ مرَضاتيِ‌ تُسِرّونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ وَ أَنَا أَعلَمُ بِما أَخفَيتُم وَ ما أَعلَنتُم وَ مَن يَفعَلهُ مِنكُم فَقَد ضَلّ سَواءَ السّبِيلِ إِن يَثقَفُوكُم يَكُونُوا لَكُم أَعداءً وَ يَبسُطُوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم وَ أَلسِنَتَهُم بِالسّوءِ وَ وَدّوا لَو تَكفُرُونَ لَن تَنفَعَكُم أَرحامُكُم وَ لا أَولادُكُم يَومَ القِيامَةِ يَفصِلُ بَينَكُم وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ قَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فِي اِبراهِيمَ وَ الّذِينَ مَعَهُ إِذ قالُوا لِقَومِهِم إِنّا بُرَآؤُا مِنكُم وَ مِمّا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرنا بِكُم وَ بَدا بَينَنا وَ بَينَكُمُ العَداوَةُ وَ البَغضاءُ أَبَداً حَتّي تُؤمِنُوا بِاللّهِ وَحدَهُ إِلّا قَولَ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَستَغفِرَنّ لَكَ وَ ما أَملِكُ لَكَ مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ رَبّنا عَلَيكَ تَوَكّلنا وَ إِلَيكَ أَنَبنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ رَبّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوا وَ اغفِر لَنا رَبّنا إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ لَقَد كانَ لَكُم فِيهِم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُوا اللّهَ وَ اليَومَ الآخِرَ وَ مَن يَتَوَلّ فَإِنّ اللّهَ هُوَ الغنَيِ‌ّ الحَمِيدُ عَسَي اللّهُ أَن يَجعَلَ بَينَكُم وَ بَينَ الّذِينَ عادَيتُم مِنهُم مَوَدّةً وَ اللّهُ قَدِيرٌ وَ اللّهُ

غَفُورٌ رَحِيمٌ لا يَنهاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ لَم يُقاتِلُوكُم فِي الدّينِ وَ لَم يُخرِجُوكُم مِن دِيارِكُم أَن تَبَرّوهُم وَ تُقسِطُوا إِلَيهِم إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُقسِطِينَ إِنّما يَنهاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ قاتَلُوكُم فِي الدّينِ وَ أَخرَجُوكُم مِن دِيارِكُم وَ ظاهَرُوا عَلي إِخراجِكُم أَن تَوَلّوهُم وَ مَن يَتَوَلّهُم فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ إلي قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم قَد يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَما يَئِسَ الكُفّارُ مِن أَصحابِ القُبُورِ

1-فس ،[تفسير القمي‌]يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِنَزَلَت فِي حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلتَعَةَ وَ لَفظُ الآيَةِ عَامّ وَ مَعنَاهُ خَاصّ وَ كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنّ حَاطِبَ بنَ أَبِي بَلتَعَةَ كَانَ قَد أَسلَمَ وَ هَاجَرَ إِلَي المَدِينَةِ وَ كَانَ عِيَالُهُ بِمَكّةَ وَ كَانَت قُرَيشٌ تَخَافُ أَن يَغزُوهُم رَسُولُ اللّهِص فَصَارُوا إِلَي عِيَالِ حَاطِبٍ وَ سَأَلُوهُم أَن يَكتُبُوا إِلَي حَاطِبٍ يَسأَلُونَهُ عَن خَبَرِ مُحَمّدٍص وَ هَل يُرِيدُ أَن يَغزُوَ مَكّةَ فَكَتَبُوا إِلَي حَاطِبٍ يَسأَلُونَهُ عَن ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيهِم حَاطِبٌ أَنّ رَسُولَ اللّهِص يُرِيدُ ذَلِكَ وَ دَفَعَ الكِتَابَ إِلَي امرَأَةٍ تُسَمّي صَفِيّةَ فَوَضَعَتهُ فِي قُرُونِهَا وَ مَرّت فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ بِذَلِكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ الزّبَيرَ بنَ العَوّامِ فِي طَلَبِهَا فَلَحِقُوهَا فَقَالَ لَهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَينَ الكِتَابُ فَقَالَت مَا معَيِ‌ شَيءٌ فَفَتّشُوهَا فَلَم يَجِدُوا مَعَهَا شَيئاً فَقَالَ الزّبَيرُ مَا نَرَي مَعَهَا شَيئاً فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اللّهِ مَا كَذَبَنَا رَسُولُ اللّهِص وَ لَا كَذَبَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي جَبرَئِيلَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ لَا كَذَبَ جَبرَئِيلُ عَلَي اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ اللّهِ لَتُظهِرَنّ الكِتَابَ أَو لَأُورِدَنّ رَأسَكِ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَقَالَت تَنَحّيَا حَتّي أُخرِجَهُ فَأَخرَجَتِ الكِتَابَ مِن قُرُونِهَا فَأَخَذَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ جَاءَ بِهِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا حَاطِبُ مَا هَذَا فَقَالَ حَاطِبٌ وَ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا نَافَقتُ وَ لَا غَيّرتُ وَ لَا بَدّلتُ وَ إنِيّ‌ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ حَقّاً وَ لَكِن أهَليِ‌ وَ عيِاَليِ‌ كَتَبُوا إلِيَ‌ّ بِحُسنِ صَنِيعِ قُرَيشٍ إِلَيهِم فَأَحبَبتُ أَن أجُاَزيِ‌َ قُرَيشاً بِحُسنِ مُعَاشَرَتِهِم فَأَنزَلَ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص يا أَيّهَا الّذِينَ


صفحه : 389

آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدّةِ إِلَي قَولِهِلَن تَنفَعَكُم أَرحامُكُم وَ لا أَولادُكُم يَومَ القِيامَةِ يَفصِلُ بَينَكُم وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ ثُمّ قَالَلا يَنهاكُمُ اللّهُ عَنِ الّذِينَ لَم يُقاتِلُوكُم فِي الدّينِ وَ لَم يُخرِجُوكُم مِن دِيارِكُم أَن تَبَرّوهُم وَ تُقسِطُوا إِلَيهِم إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُقسِطِينَ إِلَي قَولِهِفَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ

2- ب ،[قرب الإسناد] أَحمَدُ وَ عَبدُ اللّهِ ابنَا مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا ينَبغَيِ‌ لِلرّجُلِ المُؤمِنِ مِنكُم أَن يُشَارِكَ الذمّيّ‌ّ وَ لَا يُبضِعَهُ بِضَاعَةً وَ لَا يُودِعَهُ وَدِيعَةً وَ لَا يُصَافِيَهُ المَوَدّةَ

3- ب ،[قرب الإسناد] عَلِيّ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المُسلِمِ لَهُ أَن يَأكُلَ مَعَ المجَوُسيِ‌ّ فِي قَصعَةٍ وَاحِدَةٍ أَو يَقعُدَ مَعَهُ عَلَي فِرَاشٍ أَو فِي المَسجِدِ أَو يُصَاحِبَهُ قَالَ لَا

4- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي ع أَ رَأَيتَ إِنِ احتَجتُ إِلَي طَبِيبٍ وَ هُوَ نصَراَنيِ‌ّ أُسَلّمُ عَلَيهِ وَ أَدعُو لَهُ قَالَ نَعَم لِأَنّهُ لَا يَنفَعُهُ دُعَاؤُكَ

سر،[السرائر]السياري‌ عنه ع مثله

5- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَا تَبدَءُوا أَهلَ الكِتَابِ بِالسّلَامِ فَإِن سَلّمُوا عَلَيكُم فَقُولُوا عَلَيكُم وَ لَا تُصَافِحُوهُم وَ لَا تُكَنّوهُم إِلّا أَن تُضطَرّوا إِلَي ذَلِكَ

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص أَنّهُ قَالَأَلَا وَ مَن زَنَي بِامرَأَةٍ مُسلِمَةٍ أَو يَهُودِيّةٍ أَو نَصرَانِيّةٍ أَو مَجُوسِيّةٍ حُرّةٍ أَو أَمَةٍ ثُمّ لَم يَتُب وَ مَاتَ مُصِرّاً عَلَيهِ فَتَحَ اللّهُ لَهُ فِي قَبرِهِ ثَلَاثَمِائَةِ بَابٍ تَخرُجُ مِنهُ حَيّاتٌ وَ عَقَارِبُ وَ ثُعبَانُ النّارِ فَهُوَ يَحتَرِقُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَإِذَا بُعِثَ مِن قَبرِهِ تَأَذّي النّاسُ مِن نَتنِ رِيحِهِ فَيُعرَفُ بِذَلِكَ وَ بِمَا كَانَ


صفحه : 390

يَعمَلُ فِي دَارِ الدّنيَا حَتّي يُؤمَرَ بِهِ إِلَي النّارِ

7- سر،[السرائر] مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ لَا لُؤمَ عَلَي مَن أَحَبّ قَومَهُ وَ إِن كَانُوا كُفّاراً فَقُلتُ لَهُ قَولُ اللّهِلا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللّهَ وَ رَسُولَهُالآيَةَ فَقَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّهُ يُبغِضُهُ فِي اللّهِ وَ لَا يَوَدّهُ وَ يَأكُلُهُ وَ لَا يُطعِمُهُ غَيرُهُ مِنَ النّاسِ

8- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ العَبّاسِ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَالَ لِمُحَمّدٍص إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعِينَ مَرّةً فَلَن يَغفِرَ اللّهُ لَهُمفَاستَغفِر لَهُم مِائَةَ مَرّةٍ لِيَغفِرَ لَهُم فَأَنزَلَ اللّهُسَواءٌ عَلَيهِم أَستَغفَرتَ لَهُم أَم لَم تَستَغفِر لَهُم لَن يَغفِرَ اللّهُ لَهُم وَ قَالَلا تُصَلّ عَلي أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُم عَلي قَبرِهِفَلَم يَستَغفِر لَهُم بَعدَ ذَلِكَ وَ لَم يَقُم عَلَي قَبرِ أَحَدٍ مِنهُم

9- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي إِسحَاقَ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ الخَلِيلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن عَلِيّ ع قَالَ صَلّي رَجُلٌ إِلَي جنَبيِ‌ فَاستَغفَرَ لِأَبَوَيهِ وَ كَانَا مَاتَا فِي الجَاهِلِيّةِ فَقُلتُ تَستَغفِرُ لِأَبَوَيكَ وَ قَد مَاتَا فِي الجَاهِلِيّةِ فَقَالَ قَدِ استَغفَرَ اِبرَاهِيمُ لِأَبِيهِ فَلَم أَدرِ مَا أَرِدُ عَلَيهِ فَذَكَرتُ ذَلِكَ للِنبّيِ‌ّص فَأَنزَلَ اللّهُوَ ما كانَ استِغفارُ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلّا عَن مَوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ أَنّهُ عَدُوّ لِلّهِ تَبَرّأَ مِنهُ قَالَ لَمّا مَاتَ تَبَيّنَ أَنّهُ عَدُوّ لِلّهِ فَلَم يَستَغفِر لَهُ

10-تَفسِيرُ النعّماَنيِ‌ّ،بِالإِسنَادِ المَذكُورِ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ أَمّا الرّخصَةُ التّيِ‌ صَاحِبُهَا فِيهَا بِالخِيَارِ فَإِنّ اللّهَ نَهَي المُؤمِنَ أَن يَتّخِذَ الكَافِرَ وَلِيّاً ثُمّ مَنّ عَلَيهِ بِإِطلَاقِ الرّخصَةِ لَهُ عِندَ التّقِيّةِ فِي الظّاهِرِ أَن يَصُومَ بِصِيَامِهِ وَ يُفطِرَ بِإِفطَارِهِ وَ يصُلَيّ‌َ بِصَلَاتِهِ وَ يَعمَلَ بِعَمَلِهِ وَ يُظهِرَ لَهُ استِعمَالَ ذَلِكَ مُوَسّعاً عَلَيهِ فِيهِ وَ عَلَيهِ أَن يَدِينَ اللّهَ تَعَالَي فِي البَاطِنِ بِخِلَافِ مَا يُظهِرُ لِمَن


صفحه : 391

يَخَافُهُ مِنَ المُخَالِفِينَ المُستَولِينَ عَلَي الأُمّةِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيلا يَتّخِذِ المُؤمِنُونَ الكافِرِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيءٍ إِلّا أَن تَتّقُوا مِنهُم تُقاةً وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُفَهَذِهِ رُخصَةٌ تَفَضّلَ اللّهُ بِهَا عَلَي المُؤمِنِينَ رَحمَةً لَهُم لِيَستَعمِلُوهَا عِندَ التّقِيّةِ فِي الظّاهِرِ

11- كِتَابُ صِفَاتِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ مَن وَاصَلَ لَنَا قَاطِعاً أَو قَطَعَ لَنَا وَاصِلًا أَو مَدَحَ لَنَا عَائِباً أَو أَكرَمَ لَنَا مُخَالِفاً فَلَيسَ مِنّا وَ لَسنَا مِنهُ

وَ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ مَن وَالَي أَعدَاءَ اللّهِ فَقَد عَادَي أَولِيَاءَ اللّهِ وَ مَن عَادَي أَولِيَاءَ اللّهِ فَقَد عَادَي اللّهَ وَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُدخِلَهُ فِي نَارِ جَهَنّمَ

وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الوَشّاءِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِنّ مِمّن يَتّخِذُ مَوَدّتَنَا أَهلَ البَيتِ لَمَن هُوَ أَشَدّ فِتنَةً عَلَي شِيعَتِنَا مِنَ الدّجّالِ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ بِمَا ذَا قَالَ بِمُوَالَاةِ أَعدَائِنَا وَ مُعَادَاةِ أَولِيَائِنَا إِنّهُ كَانَ كَذَلِكَ اختَلَطَ الحَقّ بِالبَاطِلِ وَ اشتَبَهَ الأَمرُ فَلَم يُعرَف مُؤمِنٌ مِن مُنَافِقٍ

وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن أَشبَعَ عَدُوّاً لَنَا فَقَد قَتَلَ وَلِيّاً لَنَا

12- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن زَبدِ المُشرِكِينَ يُرِيدُ بِهِ هَدَايَا أَهلِ الحَربِ

13- كِتَابُ الإِستِدرَاكِ، قَالَ نَادَي المُتَوَكّلُ يَوماً كَاتِباً نَصرَانِيّاً أَبَا نُوحٍ فَأَنكَرُوا كُنَي الكِتَابِيّينَ فَاستَفتَي فَاختُلِفَ عَلَيهِ فَبَعَثَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ فَوَقّعَ ع بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ تَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍفَعَلِمَ المُتَوَكّلُ أَنّهُ يَحِلّ ذَلِكَ لِأَنّ اللّهَ قَد كَنّي الكَافِرَ


صفحه : 392

14- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ النّبِيّص فِي أَهلِ الذّمّةِ لَا تُسَاوُوهُم فِي المَجَالِسِ وَ لَا تَعُودُوا مَرِيضَهُم وَ لَا تُشَيّعُوا جَنَائِزَهُم وَ اضطَرّوهُم إِلَي أَضيَقِ الطّرُقِ فَإِن سَبَوكُم فَاضرِبُوهُم وَ إِن ضَرَبُوكُم فَاقتُلُوهُم

وَ قَالَ البَاقِرُ ع لِجَابِرٍ لَا تَستَعِن بِعَدُوّ لَنَا فِي حَاجَةٍ وَ لَا تَستَطعِمهُ وَ لَا تَسأَلهُ شَربَةً

15- كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَتَي ذِمّيّاً وَ تَوَاضَعَ لَهُ لِيُصِيبَ مِن دُنيَاهُ شَيئاً ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ

باب 68-الدخول في بلاد المخالفين والكفار والكون معهم

1- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ النهّديِ‌ّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ عَن حَمّادٍ السمّنَدرَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ أَدخُلُ إِلَي بِلَادِ الشّركِ وَ إِنّ مَن عِندَنَا يَقُولُونَ إِن مِتّ ثَمّ حُشِرتَ مَعَهُم قَالَ فَقَالَ لِي يَا حَمّادُ إِذَا كُنتَ ثَمّ تَذكُرُ أَمرَنَا وَ تَدعُو إِلَيهِ قَالَ قُلتُ بَلَي قَالَ فَإِذَا كُنتَ فِي هَذِهِ المُدُنِ مُدُنِ الإِسلَامِ تَذكُرُ أَمرَنَا وَ تَدعُو إِلَيهِ قَالَ قُلتُ لَا قَالَ فَقَالَ لِي إِن مِتّ ثَمّ حُشِرتَ أُمّةً وَحدَكَ وَ سَعَي نُورُكَ بَينَ يَدَيكَ

2- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ‌ برَيِ‌ءٌ مِن كُلّ مُسلِمٍ نَزَلَ مَعَ مُشرِكٍ فِي دَارِ حَربٍ


صفحه : 393

باب 78-التقية والمداراة

الآيات آل عمران إِلّا أَن تَتّقُوا مِنهُم تُقاةًالنحل مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعدِ إِيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِالمؤمن وَ قالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِن آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إِيمانَهُ

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ القاَشاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كَانَ فِيمَا أَوصَي بِهِ لُقمَانُ ابنَهُ يَا بنُيَ‌ّ لِيَكُن مِمّا تَتَسَلّحُ بِهِ عَلَي عَدُوّكَ وَ تَصرَعُهُ المُمَاسَحَةُ وَ إِعلَانُ الرّضَا عَنهُ وَ لَا تُزَاوِلهُ بِالمُجَانَبَةِ فَيَبدُوَ لَهُ مَا فِي نَفسِكَ فَيَتَأَهّبَ لَكَ

2- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قِيلَ لَهُ إِنّ النّاسَ يَروُونَ أَنّ عَلِيّاً قَالَ عَلَي مِنبَرِ الكُوفَةِ أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم سَتُدعَونَ إِلَي سبَيّ‌ فسَبُوّنيِ‌ ثُمّ تُدعَونَ إِلَي البَرَاءَةِ منِيّ‌ فَلَا تَبَرّءُوا منِيّ‌ فَقَالَ مَا أَكثَرَ مَا يَكذِبُ النّاسُ عَلَي عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ إِنّمَا قَالَ ع إِنّكُم سَتُدعَونَ إِلَي سبَيّ‌ فسَبُوّنيِ‌ ثُمّ سَتُدعَونَ إِلَي البَرَاءَةِ منِيّ‌ وَ إنِيّ‌ لَعَلَي دِينِ مُحَمّدٍص وَ لَم يَقُل وَ تَبَرّءُوا منِيّ‌ فَقَالَ لَهُ السّائِلُ أَ رَأَيتَ إِنِ اختَارَ القَتلَ دُونَ البَرَاءَةِ مِنهُ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا ذَلِكَ عَلَيهِ وَ مَا لَهُ إِلّا مَا مَضَي عَلَيهِ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ حَيثُ أَكرَهَهُ أَهلُ مَكّةَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمَانِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِيهِإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص عِندَهَا يَا عَمّارُ إِن عَادُوا فَعُد فَقَد أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عُذرَكَ فِي الكِتَابِ وَ أَمَرَكَ أَن تَعُودَ إِن عَادُوا

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَنِ ابنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ سُئِلَ مَا العَقلُ قَالَ التّجَرّعُ لِلغُصّةِ وَ مُدَاهَنَةُ الأَعدَاءِ


صفحه : 394

وَ مُدَارَاةُ الأَصدِقَاءِ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ الجوَهرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ الكوُفيِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا قَالَ سَأَلَ اِبرَاهِيمُ بنُ عَبدِ اللّهِ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنِ العَقلِ فَقَالَ التّجَرّعُ لِلغُصّةِ وَ مُدَاهَنَةُ الأَعدَاءِ

5- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ العوَنيِ‌ّ الجوَهرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ الكوُفيِ‌ّ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ سُئِلَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ

6- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ سَعدٍ عَنِ الأزَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ التّقِيّةَ تُرسُ المُؤمِنِ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ رَأَيتَ قَولَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ قَالَ وَ هَلِ التّقِيّةُ إِلّا هَذَا

7- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لِرَجُلٍ لَا تُمَكّنِ النّاسَ مِن قِيَادِكَ فَتَذِلّ

8- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ كَانَ أَبِي يَقُولُ يَا بنُيَ‌ّ مَا خَلَقَ اللّهُ شَيئاً أَقَرّ لِعَينِ أَبِيكَ مِنَ التّقِيّةِ

9- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن سَهلٍ عَنِ اللؤّلؤُيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ عَن أَبِي عُمَرَ العجَمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا عُمَرَ إِنّ تِسعَةَ أَعشَارِ الدّينِ فِي التّقِيّةِ وَ لَا دِينَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ التّقِيّةُ فِي كُلّ شَيءٍ إِلّا فِي شُربِ النّبِيذِ وَ المَسحِ عَلَي الخُفّينِ

10-ل ،[الخصال ] فِي خَبَرِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع استِعمَالُ التّقِيّةِ فِي دَارِ التّقِيّةِ


صفحه : 395

وَاجِبٌ وَ لَا حِنثَ وَ لَا كَفّارَةَ عَلَي مَن حَلَفَ تَقِيّةً يَدفَعُ بِذَلِكَ ظُلماً عَن نَفسِهِ

11- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَيسَ فِي شُربِ المُسكِرِ وَ المَسحِ عَلَي الخُفّينِ تَقِيّةٌ

وَ قَالَ ع لَا تَمتَدِحُوا بِنَا عِندَ عَدُوّنَا مُعلِنِينَ بِإِظهَارِ حُبّنَا فَتُذَلّلُوا أَنفُسَكُم عِندَ سُلطَانِكُم

وَ قَالَ ع شِيعَتُنَا بِمَنزِلَةِ النّحلِ لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي أَجوَافِهَا لَأَكَلُوهَا

وَ قَالَ ع لَو تَعلَمُونَ مَا لَكُم فِي مَقَامِكُم بَينَ عَدُوّكُم وَ صَبرِكُم عَلَي مَا تَسمَعُونَ مِنَ الأَذَي لَقَرّت أَعيُنُكُم

وَ قَالَ ع عَلَيكُم بِالصّبرِ وَ الصّلَاةِ وَ التّقِيّةِ

12- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِنّكُم سَتُعرَضُونَ عَلَي البَرَاءَةِ منِيّ‌ فَلَا تَتَبَرّءُوا منِيّ‌ فإَنِيّ‌ عَلَي دِينِ مُحَمّدٍ

13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ لَا يَجُوزُ قَتلُ أَحَدٍ مِنَ الكُفّارِ وَ النّصّابِ فِي دَارِ التّقِيّةِ إِلّا قَاتِلٍ أَو سَاعٍ فِي فَسَادٍ وَ ذَلِكَ إِذَا لَم تَخَف عَلَي نَفسِكَ وَ عَلَي أَصحَابِكَ وَ التّقِيّةُ فِي دَارِ التّقِيّةِ وَاجِبَةٌ وَ لَا حِنثَ عَلَي مَن حَلَفَ تَقِيّةً يَدفَعُ بِهَا ظُلماً عَن نَفسِهِ

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِ‌ّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَيسَ مِنّا مَن لَم يَلزَمِ التّقِيّةَ وَ يَصُونُنَا عَن سَفِلَةِ الرّعِيّةِ

15- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ عَلَيكُم بِالتّقِيّةِ فَإِنّهُ لَيسَ مِنّا مَن لَم يَجعَلهُ شِعَارَهُ وَ دِثَارَهُ مَعَ مَن يَأمَنُهُ لِتَكُونَ سَجِيّتَهُ مَعَ مَن يَحذَرُهُ

16-ك ،[إكمال الدين ]الهمَدَاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ الرّضَا ع لَا دِينَ لِمَن لَا وَرَعَ لَهُ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ


صفحه : 396

إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَعمَلُكُم بِالتّقِيّةِ قَبلَ خُرُوجِ قَائِمِنَا فَمَن تَرَكَهَا قَبلَ خُرُوجِ قَائِمِنَا فَلَيسَ مِنّا

17- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا عُبِدَ اللّهُ بشِيَ‌ءٍ أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الخبَ ءِ قُلتُ وَ مَا الخبَ ءُ قَالَ التّقِيّةُ

18- مع ،[معاني‌ الأخبار]القَطّانُ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن سُفيَانَ بنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ الصّادِقَ ع وَ كَانَ وَ اللّهِ صَادِقاً كَمَا سمُيّ‌َ يَقُولُ يَا سُفيَانُ عَلَيكَ بِالتّقِيّةِ فَإِنّهَا سُنّةُ اِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ ع وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لِمُوسَي وَ هَارُونَ ع اذهَبا إِلي فِرعَونَ إِنّهُ طَغي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً لَعَلّهُ يَتَذَكّرُ أَو يَخشي يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَنّيَاهُ وَ قُولَا لَهُ يَا أَبَا مُصعَبٍ وَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً وَرّي بِغَيرِهِ وَ قَالَ ع أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ بِمُدَارَاةِ النّاسِ كَمَا أمَرَنَيِ‌ بِأَدَاءِ الفَرَائِضِ وَ لَقَد أَدّبَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِالتّقِيّةِ فَقَالَادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ يَا سُفيَانُ مَنِ استَعمَلَ التّقِيّةَ فِي دِينِ اللّهِ فَقَد تَسَنّمَ الذّروَةَ العُليَا مِنَ العِزّ إِنّ عِزّ المُؤمِنِ فِي حِفظِ لِسَانِهِ وَ مَن لَم يَملِك لِسَانَهُ نَدِمَ الخَبَرَ

19- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فَقَالَ اصبِرُوا عَلَي المَصَائِبِ وَ صَابِرُوهُم عَلَي التّقِيّةِ وَ رَابِطُوا عَلَي مَن تَقتَدُونَ بِهِوَ اتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ

20- مع ،[معاني‌ الأخبار]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سُفيَانَ


صفحه : 397

عَن سَلّامِ بنِ أَبِي عَمرَةَ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي الطّفَيلِ أَنّهُ سَمِعَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِنّ بعَديِ‌ فِتَناً مُظلِمَةً عَميَاءَ مُتَشَكّكَةً لَا يَبقَي فِيهَا إِلّا النّوَمَةُ قِيلَ وَ مَا النّوَمَةُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ ألّذِي لَا يدَريِ‌ النّاسُ مَا فِي نَفسِهِ

21- سن ،[المحاسن ] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن حُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ النّاطِقُ عَنّا بِمَا نَكرَهُ أَشَدّ مَئُونَةً مِنَ الخَدِيعِ

22- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَذَاعَ عَلَينَا شَيئاً مِن أَمرِنَا فَهُوَ كَمَن قَتَلَنَا عَمداً وَ لَم يَقتُلنَا خَطَأً

23- سن ،[المحاسن ]عُثمَانُ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ يَقتُلُونَ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقّ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ مَا قَتَلُوهُم بِالسّيفِ وَ لَكِن أَذَاعُوا سِرّهُم وَ أَفشَوا عَلَيهِم فَقُتِلُوا

24- سن ،[المحاسن ]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَجلَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ عَيّرَ قَوماً بِالإِذَاعَةِ فَقَالَوَ إِذا جاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذاعُوا بِهِفَإِيّاكُم وَ الإِذَاعَةَ

25- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن يُونُسَ بنِ عَمّارٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا سُلَيمَانُ إِنّكُم عَلَي دِينٍ مَن كَتَمَهُ أَعَزّهُ اللّهُ وَ مَن أَذَاعَهُ أَذَلّهُ اللّهُ

26- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا خَيرَ فِيمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ

27-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِأُولئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم مَرّتَينِ بِما صَبَرُوا قَالَ بِمَا صَبَرُوا


صفحه : 398

عَلَي التّقِيّةِوَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السّيّئَةَ قَالَ الحَسَنَةُ التّقِيّةُ وَ الإِذَاعَةُ السّيّئَةُ

28- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ لا تسَتوَيِ‌ الحَسَنَةُ وَ لَا السّيّئَةُ قَالَ الحَسَنَةُ التّقِيّةُ وَ السّيّئَةُ الإِذَاعَةُ وَ قَولِهِادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُالسّيّئَةَ قَالَ التّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ التّقِيّةُفَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌ

29- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَن حُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن حَبِيبِ بنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ لَا وَ اللّهِ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ شَيءٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنَ التّقِيّةِ يَا حَبِيبُ إِنّهُ مَن كَانَت لَهُ تَقِيّةٌ رَفَعَهُ اللّهُ يَا حَبِيبُ مَن لَم يَكُن لَهُ تَقِيّةٌ وَضَعَهُ اللّهُ يَا حَبِيبُ إِنّمَا النّاسُ فِي هُدنَةٍ فَلَو قَد كَانَ ذَلِكَ كَانَ هَذَا

30- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فِي قَولِ اللّهِإِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم قَالَ أَشَدّكُم تَقِيّةً

31- سن ،[المحاسن ]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا النّهدِيّانِ وَ غَيرُهُمَا عَن عَبّاسِ بنِ عَامِرٍ القصَبَيِ‌ّ عَن جَابِرٍ المَكفُوفِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اتّقُوا اللّهَ عَلَي دِينِكُم وَ احجُبُوهُ بِالتّقِيّةِ فَإِنّهُ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ إِنّمَا أَنتُم فِي النّاسِ كَالنّحلِ فِي الطّيرِ لَو أَنّ الطّيرَ تَعلَمُ مَا فِي جَوفِ النّحلِ مَا بقَيِ‌َ فِيهَا شَيءٌ إِلّا أَكَلَتهُ وَ لَو أَنّ النّاسَ عَلِمُوا مَا فِي أَجوَافِكُم أَنّكُم تُحِبّونّا أَهلَ البَيتَ لَأَكَلُوكُم بِأَلسِنَتِهِم وَ لَنَحَلُوكُم فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ رَحِمَ اللّهُ عَبداً مِنكُم كَانَ عَلَي وَلَايَتِنَا

32- سن ،[المحاسن ] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ أَبِي ع كَانَ يَقُولُ مَا مِن شَيءٍ أَقَرّ لِعَينِ أَبِيكَ مِنَ التّقِيّةِ وَ زَادَ فِيهِ الحَسَنَ بنَ مَحبُوبٍ

عَن جَمِيلٍ أَيضاً قَالَ التّقِيّةُ جُنّةُ المُؤمِنِ


صفحه : 399

33- سن ،[المحاسن ] ابنُ بَزِيعٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن عُمَرَ بنِ يَحيَي بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ التّقِيّةُ فِي كُلّ ضَرُورَةٍ

سن ،[المحاسن ]النضر عن يحيي الحلبي‌ عن معمر مثله و ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحارث بن المغيرة مثله

34- سن ،[المحاسن ]حَمّادُ بنُ عِيسَي عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ وَ عِدّةٍ قَالُوا سَمِعنَا أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ التّقِيّةُ فِي كُلّ شَيءٍ وَ كُلّ شَيءٍ اضطُرّ إِلَيهِ ابنُ آدَمَ فَقَد أَحَلّهُ اللّهُ لَهُ

35- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامٍ وَ عَن أَبِي عُمَرَ العجَمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بَا عُمَرَ تِسعَةُ أَعشَارِ الدّينِ فِي التّقِيّةِ وَ لَا دِينَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ التّقِيّةُ فِي كُلّ شَيءٍ إِلّا فِي شُربِ النّبِيذِ وَ المَسحِ عَلَي الخُفّينِ

36- سن ،[المحاسن ] أَبِي وَ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن صَفوَانَ عَن شُعَيبٍ الحَدّادِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا جُعِلَتِ التّقِيّةُ لِيُحقَنَ بِهَا الدّمَاءُ فَإِذَا بَلَغَ الدّمَ فَلَا تَقِيّةَ

37- سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُلّمَا تَقَارَبَ هَذَا الأَمرُ كَانَ أَشَدّ لِلتّقِيّةِ

38- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن ثَابِتٍ مَولَي آلِ جَرِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَظمُ الغَيظِ عَنِ العَدُوّ فِي دَولَاتِهِم تَقِيّةً حَزمٌ لِمَن أَخَذَ بِهَا وَ تَحَرّزٌ مِنَ التّعَرّضِ لِلبَلَاءِ فِي الدّنيَا

39- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ لَأَحسَبُكَ إِذَا شُتِمَ عَلِيّ بَينَ يَدَيكَ لَو تَستَطِيعُ أَن تَأكُلَ أَنفَ شَاتِمِهِ لَفَعَلتَ فَقُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ لَهَكَذَا وَ أَهلَ بيَتيِ‌ فَقَالَ لِي فَلَا تَفعَل فَوَ اللّهِ لَرُبّمَا سَمِعتُ مَن يَشتِمُ عَلِيّاً وَ مَا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ إِلّا أُسطُوَانَةٌ فَأَستَتِرُ بِهَا فَإِذَا فَرَغتُ مِن صلَوَاَتيِ‌ فَأَمُرّ بِهِ فَأُسَلّمُ عَلَيهِ وَ أُصَافِحُهُ


صفحه : 400

40- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن فَضَالَةَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ عَلقَمَةُ أخَيِ‌ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِنّ أَبَا بَكرٍ قَالَ يغُاَليِ‌ النّاسُ فِي عَلِيّ فَقَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ إنِيّ‌ أَرَاكَ لَو سَمِعتَ إِنسَاناً يَشتِمُ عَلِيّاً فَاستَطَعتَ أَن تَقطَعَ أَنفَهُ فَعَلتَ قُلتُ نَعَم قَالَ فَلَا تَفعَل ثُمّ قَالَ إنِيّ‌ لَأَسمَعُ الرّجُلَ يَسُبّ عَلِيّاً وَ أَستَتِرُ مِنهُ بِالسّارِيَةِ وَ إِذَا فَرَغَ أَتَيتُهُ فَصَافَحتُهُ

41- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع اطلُبِ السّلَامَةَ أَينَمَا كُنتَ وَ فِي أَيّ حَالٍ كُنتَ لِدِينِكَ وَ لِقَلبِكَ وَ عَوَاقِبِ أُمُورِكَ مِنَ اللّهِ فَلَيسَ مَن طَلَبَهَا وَجَدَهَا فَكَيفَ مَن تَعَرّضَ لِلبَلَاءِ وَ سَلَكَ مَسَالِكَ ضِدّ السّلَامَةِ وَ خَالَفَ أُصُولَهَا بَل رَأَي السّلَامَةَ تَلَفاً وَ التّلَفَ سَلَامَةً وَ السّلَامَةُ قَد عَزّت فِي الخَلقِ فِي كُلّ عَصرٍ خَاصّةً فِي هَذَا الزّمَانِ وَ سَبِيلُ وُجُودِهَا فِي احتِمَالِ جَفَاءِ الخَلقِ وَ أَذِيّتِهِم وَ الصّبرِ عِندَ الرّزَايَا وَ حَقِيقَةِ المَوتِ وَ الفِرَارِ مِن أَشيَاءَ تَلزَمُكَ رِعَايَتُهَا وَ القَنَاعَةِ بِالأَقَلّ مِنَ المَيسُورِ فَإِن لَم يَكُن فَالعُزلَةُ فَإِن لَم تَقدِر فَالصّمتُ وَ لَيسَ كَالعُزلَةِ فَإِن لَم تَستَطِع فَالكَلَامُ بِمَا يَنفَعُكَ وَ لَا يَضُرّكَ وَ لَيسَ كَالصّمتِ فَإِن لَم تَجِدِ السّبِيلَ إِلَيهِ فَالِانقِلَابُ وَ السّفَرُ مِن بَلَدٍ إِلَي بَلَدٍ وَ طَرحُ النّفسِ فِي بوَاَديِ‌ التّلَفِ بِسِرّ صَافٍ وَ قَلبٍ خَاشِعٍ وَ بَدَنٍ صَابِرٍ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالمِيِ‌ أَنفُسِهِم قالُوا فِيمَ كُنتُم قالُوا كُنّا مُستَضعَفِينَ فِي الأَرضِ قالُوا أَ لَم تَكُن أَرضُ اللّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها وَ انتَهِز مَغنَمَ عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ وَ لَا تُنَافِسِ الأَشكَالَ وَ لَا تُنَازِعِ الأَضدَادَ وَ مَن قَالَ لَكَ أَنَا فَقُل أَنتَ وَ لَا تَدّعِ فِي شَيءٍ وَ إِن أَحَاطَ بِهِ عِلمُكَ وَ تَحَقّقتَ بِهِ مَعرِفَتَكَ وَ لَا تَكشِف سِرّكَ إِلّا عَلَي أَشرَفَ مِنكَ فِي الدّينِ وَ أَنّي تَجِدُ الشّرَفَ فَإِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ أَصَبتَ السّلَامَةَ وَ بَقِيتَ مَعَ اللّهِ بِلَا عِلَاقَةٍ


صفحه : 401

42- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناً قَالَ الصّادِقُ ع وَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناً أَي لِلنّاسِ كُلّهِم مُؤمِنِهِم وَ مُخَالِفِهِم أَمّا المُؤمِنُونَ فَيَبسُطُ لَهُم وَجهَهُ وَ أَمّا المُخَالِفُونَ فَيُكَلّمُهُم بِالمُدَارَاةِ لِاجتِذَابِهِم إِلَي الإِيمَانِ فَإِنّهُ بِأَيسَرِ مِن ذَلِكَ يَكُفّ شُرُورَهُم عَن نَفسِهِ وَ عَن إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ قَالَ الإِمَامُ ع إِنّ مُدَارَاةَ أَعدَاءِ اللّهِ مِن أَفضَلِ صَدَقَةِ المَرءِ عَلَي نَفسِهِ وَ إِخوَانِهِ كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَنزِلِهِ إِذَا استَأذَنَ عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ أُبَيّ بنِ سَلُولٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص بِئسَ أَخُو العَشِيرَةِ ائذَنُوا لَهُ فَلَمّا دَخَلَ أَجلَسَهُ وَ بَشَرَ فِي وَجهِهِ فَلَمّا خَرَجَ قَالَت لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللّهِص قُلتَ فِيهِ مَا قُلتَ وَ فَعَلتَ بِهِ مِنَ البِشرِ مَا فَعَلتَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عُوَيشُ يَا حُمَيرَاءُ إِنّ شَرّ النّاسِ عِندَ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ مَن يُكرَمُ اتّقَاءَ شَرّهِ

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّا لَنَبشِرُ فِي وُجُوهِ قَومٍ وَ إِنّ قُلُوبَنَا تَقلِيهِم أُولَئِكَ أَعدَاءُ اللّهِ نَتّقِيهِم عَلَي إِخوَانِنَا لَا عَلَي أَنفُسِنَا

وَ قَالَت فَاطِمَةُ ع بِشرٌ فِي وَجهِ المُؤمِنِ يُوجِبُ لِصَاحِبِهِ الجَنّةَ وَ بِشرٌ فِي وَجهِ المُعَانِدِ المعُاَديِ‌ يقَيِ‌ صَاحِبَهُ عَذَابَ النّارِ

وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ الأَنبِيَاءَ إِنّمَا فَضّلَهُمُ اللّهُ عَلَي خَلقِهِ بِشِدّةِ مُدَارَاتِهِم لِأَعدَاءِ دِينِ اللّهِ وَ حُسنِ تَقِيّتِهِم لِأَجلِ إِخوَانِهِم فِي اللّهِ

قَالَ الزهّريِ‌ّ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع [ يَقُولُ] مَا عَرَفتُ لَهُ صَدِيقاً فِي السّرّ وَ لَا عَدُوّاً فِي العَلَانِيَةِ لِأَنّهُ لَا أَحَدَ يَعرِفُهُ بِفَضَائِلِهِ البَاهِرَةِ إِلّا وَ لَا يَجِدُ بُدّاً مِن تَعظِيمِهِ مِن شِدّةِ مُدَارَاةِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ حُسنِ مُعَاشَرَتِهِ إِيّاهُ وَ أَخذِهِ مِنَ التّقِيّةِ بِأَحسَنِهَا وَ أَجمَلِهَا وَ لَا أَحَدَ وَ إِن كَانَ يُرِيهِ المَوَدّةَ فِي الظّاهِرِ إِلّا وَ هُوَ يَحسُدُهُ فِي البَاطِنِ لِتَضَاعُفِ فَضَائِلِهِ عَلَي فَضَائِلِ الخَلقِ

وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع مَن أَطَابَ الكَلَامَ مَعَ مُوَافِقِيهِ لِيُؤنِسَهُم وَ بَسَطَ وَجهَهُ لِمُخَالِفِيهِ لِيَأمَنَهُم عَلَي نَفسِهِ وَ إِخوَانِهِ فَقَد حَوَي مِنَ الخَيرَاتِ وَ الدّرَجَاتِ العَالِيَةِ عِندَ اللّهِ مَا لَا يُقَادِرُ قَدرَهُ غَيرُهُ


صفحه : 402

قَالَ بَعضُ المُخَالِفِينَ بِحَضرَةِ الصّادِقِ ع لِرَجُلٍ مِنَ الشّيعَةِ مَا تَقُولُ فِي العَشَرَةِ مِنَ الصّحَابَةِ قَالَ أَقُولُ فِيهِمُ الخَيرَ الجَمِيلَ ألّذِي يُحبِطُ اللّهُ بِهِ سيَئّاَتيِ‌ وَ يَرفَعُ بِهِ درَجَاَتيِ‌ قَالَ السّائِلُ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي مَا أنَقذَنَيِ‌ مِن بُغضِكَ كُنتُ أَظُنّكَ رَافِضِيّاً تُبغِضُ الصّحَابَةَ فَقَالَ الرّجُلُ أَلَا مَن أَبغَضَ وَاحِداً مِنَ الصّحَابَةِ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ قَالَ لَعَلّكَ تَتَأَوّلُ مَا تَقُولُ فِيمَن أَبغَضَ العَشَرَةَ مِنَ الصّحَابَةِ فَقَالَ مَن أَبغَضَ العَشَرَةَ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ المَلَائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ فَوَثَبَ يُقَبّلُ رَأسَهُ وَ قَالَ اجعلَنيِ‌ فِي حِلّ مِمّا قَذَفتُكَ بِهِ مِنَ الرّفضِ قَبلَ اليَومِ قَالَ أَنتَ فِي حِلّ وَ أَنتَ أخَيِ‌ ثُمّ انصَرَفَ السّائِلُ فَقَالَ لَهُ الصّادِقُ ع جَوّدتَ لِلّهِ دَرّكَ لَقَد عَجِبَتِ المَلَائِكَةُ فِي السّمَاوَاتِ مِن حُسنِ تَورِيَتِكَ وَ تَلَطّفِكَ بِمَا خَلّصَكَ اللّهُ وَ لَم يُثلَم دِينُكَ وَ زَادَ اللّهُ فِي مُخَالِفِينَا غَمّاً إِلَي غَمّ وَ حُجِبَ عَنهُم مُرَادُ منُتحَلِيِ‌ مَوَدّتِنَا فِي تَقِيّتِهِم فَقَالَ بَعضُ أَصحَابِ الصّادِقِ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا عَقَلنَا مِنَ الكَلَامِ إِلَي مُوَافِقَةِ صَاحِبِنَا لِهَذَا المُتَعَنّتِ النّاصِبِ فَقَالَ الصّادِقُ ع لَئِن كُنتُم لَم تَفهَمُوا مَا عَنَي فَقَد فَهِمنَا نَحنُ وَ قَد شَكَرَهُ اللّهُ لَهُ إِنّ الموُاَليِ‌َ لِأَولِيَائِنَا المعُاَديِ‌َ لِأَعدَائِنَا إِذَا ابتَلَاهُ اللّهُ بِمَن يَمتَحِنُهُ مِن مُخَالِفِيهِ وَفّقَهُ لِجَوَابٍ يَسلَمُ مَعَهُ دِينُهُ وَ عِرضُهُ وَ يُعظِمُ اللّهُ بِالتّقِيّةِ ثَوَابَهُ إِنّ صَاحِبَكُم هَذَا قَالَ مَن عَابَ وَاحِداً مِنهُم فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ أَي مَن عَابَ وَاحِداً مِنهُم هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَالَ فِي الثّانِيَةِ مَن عَابَهُم أَو شَتَمَهُم فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ قَد صَدَقَ لِأَنّ مَن عَابَهُم فَقَد عَابَ عَلِيّاً ع لِأَنّهُ أَحَدُهُم فَإِذَا لَم يَعِب عَلِيّاً وَ لَم يَذُمّهُ فَلَم يَعِبهُم وَ إِنّمَا عَابَ بَعضَهُم وَ لَقَد كَانَ لِخِربِيلَ المُؤمِنِ مَعَ قَومِ فِرعَونَ الّذِينَ وَشَوا بِهِ إِلَي فِرعَونَ مِثلُ هَذِهِ التّورِيَةِ كَانَ خِربِيلُ يَدعُوهُم إِلَي تَوحِيدِ اللّهِ وَ نُبُوّةِ مُوسَي وَ تَفضِيلِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص عَلَي جَمِيعِ رُسُلِ اللّهِ وَ خَلقِهِ وَ تَفضِيلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِنَ الأَئِمّةِ عَلَي سَائِرِ أَوصِيَاءِ النّبِيّينَ وَ مِنَ البَرَاءَةِ مِن رُبُوبِيّةِ فِرعَونَ فَوَشَي بِهِ الوَاشُونَ إِلَي فِرعَونَ وَ قَالُوا إِنّ خِربِيلَ يَدعُو إِلَي مُخَالَفَتِكَ وَ يُعِينُ أَعدَاءَكَ


صفحه : 403

عَلَي مُضَادّتِكَ فَقَالَ لَهُم فِرعَونُ ابنُ عمَيّ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ عَلَي ملُكيِ‌ وَ ولَيِ‌ّ عهَديِ‌ إِن فَعَلَ مَا قُلتُم فَقَدِ استَحَقّ العَذَابَ عَلَي كُفرِهِ لنِعِمتَيِ‌ وَ إِن كُنتُم عَلَيهِ كَاذِبِينَ قَدِ استَحقَقتُم أَشَدّ العِقَابِ لِإِيثَارِكُمُ الدّخُولَ فِي مَسَاءَتِهِ فَجَاءَ بِخِربِيلَ وَ جَاءَ بِهِم فَكَاشَفُوهُ وَ قَالُوا أَنتَ تَكفُرُ رُبُوبِيّةَ فِرعَونَ المَلِكِ وَ تَكفُرُ نَعمَاءَهُ فَقَالَ خِربِيلُ أَيّهَا المَلِكُ هَل جَرّبتَ عَلَيّ كَذِباً قَطّ قَالَ لَا فَسَلهُم مَن رَبّهُم قَالُوا فِرعَونُ قَالَ لَهُم وَ مَن خَالِقُكُم قَالُوا فِرعَونُ هَذَا قَالَ وَ مَن رَازِقُكُمُ الكَافِلُ لِمَعَايِشِكُم وَ الدّافِعُ عَنكُم مَكَارِهَكُم قَالُوا فِرعَونُ هَذَا قَالَ خِربِيلُ أَيّهَا المَلِكُ فَأُشهِدُكَ وَ مَن حَضَرَكَ أَنّ رَبّهُم هُوَ ربَيّ‌ وَ خَالِقَهُم هُوَ خاَلقِيِ‌ وَ رَازِقَهُم هُوَ راَزقِيِ‌ وَ مُصلِحَ مَعَايِشِهِم هُوَ مُصلِحُ معَاَيشِيِ‌ لَا رَبّ لِي وَ لَا خَالِقَ وَ لَا رَازِقَ غَيرُ رَبّهِم وَ خَالِقِهِم وَ رَازِقِهِم وَ أُشهِدُكَ وَ مَن حَضَرَكَ أَنّ كُلّ رَبّ وَ خَالِقٍ وَ رَازِقٍ سِوَي رَبّهِم وَ خَالِقِهِم وَ رَازِقِهِم فَأَنَا برَيِ‌ءٌ مِنهُ وَ مِن رُبُوبِيّتِهِ وَ كَافِرٌ بِإِلَهِيّتِهِ يَقُولُ خِربِيلُ هَذَا وَ هُوَ يعَنيِ‌ أَنّ رَبّهُم هُوَ اللّهُ ربَيّ‌ وَ لَم يَقُل إِنّ ألّذِي قَالُوا هُم إِنّهُ رَبّهُم هُوَ ربَيّ‌ وَ خفَيِ‌َ هَذَا المَعنَي عَلَي فِرعَونَ وَ مَن حَضَرَهُ وَ تَوَهّمُوا أَنّهُ يَقُولُ فِرعَونُ ربَيّ‌ وَ خاَلقِيِ‌ وَ راَزقِيِ‌ فَقَالَ لَهُم يَا رِجَالَ السّوءِ وَ يَا طُلّابَ الفَسَادِ فِي ملُكيِ‌ وَ مرُيِديِ‌ الفِتنَةِ بيَنيِ‌ وَ بَينَ ابنِ عمَيّ‌ وَ هُوَ عضَدُيِ‌ أَنتُمُ المُستَحِقّونَ لعِذَاَبيِ‌ لِإِرَادَتِكُم فَسَادَ أمَريِ‌ وَ إِهلَاكَ ابنِ عمَيّ‌ وَ الفَتّ فِي عضَدُيِ‌ ثُمّ أَمَرَ بِالأَوتَادِ فَجُعِلَ فِي سَاقِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم وَتِدٌ وَ فِي صَدرِهِ وَتِدٌ وَ أَمَرَ أَصحَابَ أَمشَاطِ الحَدِيدِ فَشَقّوا بِهَا لَحمَهُم مِن أَبدَانِهِم فَذَلِكَ مَا قَالَ اللّهُفَوَقاهُ اللّهُيعَنيِ‌ خِربِيلَسَيّئاتِ ما مَكَرُوا لَمّا وَشَوا إِلَي فِرعَونَ لِيُهلِكُوهُوَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ سُوءُ العَذابِ وَ هُمُ الّذِينَ وَشَوا لِخِربِيلَ إِلَيهِ لَمّا أَوتَدَ فِيهِمُ الأَوتَادَ وَ مَشَطَ عَن أَبدَانِهِم لُحُومَهُم بِالأَمشَاطِ وَ قَالَ رَجُلٌ لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع مِن خَوَاصّ الشّيعَةِ وَ هُوَ يَرتَعِدُ بَعدَ مَا خَلَا بِهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا أخَوفَنَيِ‌ إِلّا أَن يَكُونَ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ يُنَافِقُكَ فِي إِظهَارِ


صفحه : 404

اعتِقَادِ وَصِيّتِكَ وَ إِمَامَتِكَ فَقَالَ مُوسَي ع وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ لأِنَيّ‌ حَضَرتُ مَعَهُ اليَومَ فِي مَجلِسِ فُلَانٍ رَجُلٍ مِن كِبَارِ أَهلِ بَغدَادَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ المَجلِسِ أَنتَ تَزعُمُ أَنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ إِمَامٌ دُونَ هَذَا الخَلِيفَةِ القَاعِدِ عَلَي سَرِيرِهِ فَقَالَ صَاحِبُكَ هَذَا مَا أَقُولُ هَذَا بَل أَزعُمُ أَنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ غَيرُ إِمَامٍ وَ إِن لَم أَعتَقِد أَنّهُ غَيرُ إِمَامٍ فعَلَيَ‌ّ وَ عَلَي مَن لَم يَعتَقِد ذَلِكَ لَعنَةُ اللّهِ وَ المَلَائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ فَقَالَ صَاحِبُ المَجلِسِ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً وَ لَعَنَ اللّهُ مَن وَشَي بِكَ قَالَ لَهُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع لَيسَ كَمَا ظَنَنتَ وَ لَكِنّ صَاحِبَكَ أَفقَهُ مِنكَ إِنّمَا قَالَ إِنّ مُوسَي غَيرُ إِمَامٍ أَيِ ألّذِي هُوَ عِندَكَ إِمَامٌ فَمُوسَي غَيرُهُ فَهُوَ إِذاً إِمَامٌ فَإِنّمَا أَثبَتَ بِقَولِهِ هَذَا إمِاَمتَيِ‌ وَ نَفَي إِمَامَةَ غيَريِ‌ يَا عَبدَ اللّهِ مَتَي يَزُولُ عَنكَ هَذَا ألّذِي ظَنَنتَهُ بِأَخِيكَ هَذَا مِنَ النّفَاقِ فَتُب إِلَي اللّهِ فَفَهِمَ الرّجُلُ مَا قَالَهُ وَ اغتَمّ وَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا لِي مَالٌ فَأُرضِيَهُ وَ لَكِن قَد وَهَبتُ لَهُ شَطرَ عمَلَيِ‌ كُلّهِ مِن تعَبَدّيِ‌ وَ مِن صلَوَاَتيِ‌ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ وَ مِن لعَنتَيِ‌ لِأَعدَائِكُم قَالَ مُوسَي ع الآنَ خَرَجتَ مِنَ النّارِ

قَالَ وَ كُنّا عِندَ الرّضَا ع فَدَخَلَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ اليَومَ شَيئاً عَجِبتُ مِنهُ رَجُلٌ كَانَ مَعَنَا يُظهِرُ لَنَا أَنّهُ مِنَ المُوَالِينَ لآِلِ مُحَمّدٍ المُتَبَرّينَ مِن أَعدَائِكُم وَ رَأَيتُهُ اليَومَ وَ عَلَيهِ ثِيَابٌ قَد خُلِعَت عَلَيهِ وَ هُوَ ذَا يُطَافُ بِهِ بِبَغدَادَ وَ ينُاَديِ‌ المُنَادُونَ بَينَ يَدَيهِ مَعَاشِرَ النّاسِ اسمَعُوا تَوبَةَ هَذَا الراّفضِيِ‌ّ ثُمّ يَقُولُونَ لَهُ قُل فَقَالَ خَيرُ النّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص أَبَا بَكرٍ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ ضَجّوا وَ قَالُوا قَد طَابَ وَ فَضّلَ أَبَا بَكرٍ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ الرّضَا ع إِذَا خَلَوتُ فَأَعِد عَلَيّ هَذَا الحَدِيثَ فَلَمّا خَلَا أَعَادَ عَلَيهِ فَقَالَ إِنّمَا لَم أُفَسّر لَكَ مَعنَي كَلَامِ هَذَا الرّجُلِ بِحَضرَةِ هَذَا الخَلقِ المَنكُوسِ كَرَاهَةَ أَن يَنتَقِلُوا إِلَيهِ فَيَعرِفُوهُ وَ يُؤذُوهُ لَم يَقُلِ الرّجُلُ خَيرُ النّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص


صفحه : 405

أَبُو بَكرٍ فَيَكُونَ قَد فَضّلَ أَبَا بَكرٍ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ لَكِن قَالَ خَيرُ النّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ أَبَا بَكرٍ فَجَعَلَهُ نِدَاءً لأِبَيِ‌ بَكرٍ لِيَرضَي مَن يمَشيِ‌ بَينَ يَدَيهِ مِن بَعضِ هَؤُلَاءِ لِيَتَوَارَي مِن شُرُورِهِم إِنّ اللّهَ جَعَلَ هَذِهِ التّورِيَةَ مِمّا رَحِمَ بِهِ شِيعَتَنَا وَ مُحِبّينَا

وَ قَالَ رَجُلٌ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَرَرتُ اليَومَ بِالكَرخِ فَقَالُوا هَذَا نَدِيمُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ إِمَامِ الرّفَضَةِ فَاسأَلُوهُ مَن خَيرُ النّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ فَإِن قَالَ عَلِيّ فَاقتُلُوهُ وَ إِن قَالَ أَبُو بَكرٍ فَدَعُوهُ فَانثَالَ عَلَيّ مِنهُم خَلقٌ عَظِيمٌ وَ قَالُوا لِي مَن خَيرُ النّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ فَقُلتُ مُجِيباً أَخيَرُ النّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ سَكَتّ وَ لَم أَذكُر عَلِيّاً فَقَالَ بَعضُهُم قَد زَادَ عَلَينَا نَحنُ نَقُولُ هَاهُنَا وَ عَلِيّ فَقُلتُ فِي هَذَا نَظَرٌ لَا أَقُولُ هَذَا فَقَالُوا بَينَهُم إِنّ هَذَا أَشَدّ تَعَصّباً لِلسّنّةِ مِنّا قَد غَلَطنَا عَلَيهِ وَ نَجَوتُ بِهَذَا مِنهُم فَهَل عَلَيّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فِي هَذَا حَرَجٌ وَ إِنّمَا أَرَدتُ أَ خَيرُ النّاسِ أَي أَ هُوَ خَيرٌ استِفهَاماً لَا إِخبَاراً فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع قَد شَكّرَ اللّهُ لَكَ بِجَوَابِكَ هَذَا لَهُم وَ كَتَبَ لَكَ أَجرَهُ وَ أَثبَتَهُ لَكَ فِي الكِتَابِ الحَكِيمِ وَ أَوجَبَ لَكَ بِكُلّ حَرفٍ مِن حُرُوفِ أَلفَاظِكَ بِجَوَابِكَ هَذَا لَهُم مَا تَعجِزُ عَنهُ أمَاَنيِ‌ّ المُتَمَنّينَ وَ لَا يَبلُغُهُ آمَالُ الآمِلِينَ

قَالَ وَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ ع فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ بُلِيتُ اليَومَ بِقَومٍ مِن عَوَامّ البَلَدِ أخَذَوُنيِ‌ وَ قَالُوا أَنتَ لَا تَقُولُ بِإِمَامَةِ أَبِي بَكرِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ فَخِفتُهُم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ أَرَدتُ أَن أَقُولَ بَلَي أَقُولُهَا لِلتّقِيّةِ فَقَالَ لِي بَعضُهُم وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي فِيّ وَ قَالَ أَنتَ لَا تَتَكَلّمُ إِلّا بِمِخرَقَةٍ أَجِب عَمّا أُلَقّنُكَ قُلتُ قُل فَقَالَ لِي أَ تَقُولُ إِنّ أَبَا بَكرِ بنَ أَبِي قُحَافَةَ هُوَ الإِمَامُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ إِمَامٌ حَقّ عَدلٌ وَ لَم يَكُن لعِلَيِ‌ّ فِي الإِمَامَةِ حَقّ البَتّةَ فَقُلتُ نَعَم وَ أُرِيدُ نَعَماً مِنَ الأَنعَامِ الإِبِلِ وَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ فَقَالَ لَا أَقنَعُ بِهَذَا حَتّي تَحلِفَ قُل وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ الطّالِبُ الغَالِبُ المُدرِكُ المُهلِكُ يَعلَمُ مِنَ السّرّ مَا يَعلَمُ مِنَ العَلَانِيَةِ فَقُلتُ نَعَم وَ أُرِيدُ نَعَماً مِنَ الأَنعَامِ فَقَالَ لَا أَقنَعُ مِنكَ إِلّا بِأَن تَقُولَ أَبُو بَكرِ بنُ أَبِي قُحَافَةَ هُوَ الإِمَامُ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَ سَاقَ اليَمِينَ فَقُلتُ أَبُو بَكرِ بنُ أَبِي قُحَافَةَ إِمَامٌ


صفحه : 406

أَي هُوَ إِمَامُ مَنِ ائتَمّ بِهِ وَ اتّخَذَهُ إِمَاماً وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَ مَضَيتُ فِي صِفَاتِ اللّهِ فَقَنَعُوا بِهَذَا منِيّ‌ وَ جزَوَنيِ‌ خَيراً وَ نَجَوتُ مِنهُم فَكَيفَ حاَليِ‌ عِندَ اللّهِ قَالَ خَيرُ حَالٍ قَد أَوجَبَ اللّهُ لَكَ مُرَافَقَتَنَا فِي أَعلَي عِلّيّينَ لِحُسنِ يَقِينِكَ

قَالَ أَبُو يَعقُوبَ وَ عَلِيّ حَضَرنَا عِندَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ أَبِي القَائِمِ ع فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ جاَءنَيِ‌ رَجُلٌ مِن إِخوَانِنَا الشّيعَةِ قَدِ امتُحِنَ بِجُهّالِ العَامّةِ يَمتَحِنُونَهُ فِي الإِمَامَةِ وَ يُحَلّفُونَهُ فَقَالَ لِي كَيفَ أَصنَعُ مَعَهُم حَتّي أَتَخَلّصَ مِنهُم فَقُلتُ لَهُ كَيفَ يَقُولُونَ قَالَ يَقُولُونَ لِي أَ تَقُولُ إِنّ فُلَاناً هُوَ الإِمَامُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ فَلَا بُدّ لِي مِن أَن أَقُولَ نَعَم وَ إِلّا أثَخنَوُنيِ‌ ضَرباً فَإِذَا قُلتُ نَعَم قَالُوا لِي قُل وَ اللّهِ فَقُلتُ لَهُ قُل نَعَم وَ أُرِيدُ بِهِ نَعَماً مِنَ الإِبِلِ وَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ فَإِذَا قَالُوا قُل وَ اللّهِ فَقُل وَ اللّهِ وَ أُرِيدُ بِهِ ولَيِ‌ّ فِي أَمرِ كَذَا فَإِنّهُم لَا يُمَيّزُونَ وَ قَد سَلِمتُ فَقَالَ لِي فَإِن حَقّقُوا عَلَيّ وَ قَالُوا قُل وَ اللّهِ وَ بَيّنِ الهَاءَ فَقُلتُ قُل وَ اللّهُ بِرَفعِ الهَاءِ فَإِنّهُ لَا يَكُونُ يَمِيناً إِذَا لَم يُخفَضِ الهَاءُ فَذَهَبَ ثُمّ رَجَعَ إلِيَ‌ّ فَقَالَ عَرَضُوا عَلَيّ وَ حلَفّوُنيِ‌ وَ قُلتُ كَمَا لقَنّتنَيِ‌ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع أَنتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص الدّالّ عَلَي الخَيرِ كَفَاعِلِهِ وَ قَد كَتَبَ اللّهُ لِصَاحِبِكَ بِتَقِيّتِهِ بِعَدَدِ كُلّ مَنِ استَعمَلَ التّقِيّةَ مِن شِيعَتِنَا وَ مَوَالِينَا وَ مُحِبّينَا حَسَنَةً وَ بِعَدَدِ مَن تَرَكَ مِنهُمُ التّقِيّةَ حَسَنَةً أَدنَاهَا حَسَنَةٌ لَو قُوبِلَ بِهَا ذُنُوبُ مِائَةِ سَنَةٍ لَغُفِرَت وَ لَكَ لِإِرشَادِكَ إِيّاهُ مِثلُ مَا لَهُ

43-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي الجَوزَاءِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن مُنذِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَذَكَرَ أَنّ سَلمَانَ قَالَ إِنّ رَجُلًا دَخَلَ الجَنّةَ فِي ذُبَابٍ وَ آخَرَ دَخَلَ النّارَ فِي ذُبَابٍ فَقِيلَ لَهُ وَ كَيفَ ذَاكَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ قَالَ مَرّا عَلَي قَومٍ فِي عِيدٍ لَهُم وَ قَد وَضَعُوا أَصنَاماً لَهُم لَا يَجُوزُ بِهِم أَحَدٌ حَتّي يُقَرّبَ إِلَي أَصنَامِهِم قُربَاناً قَلّ أَم كَثُرَ فَقَالُوا لَهُمَا لَا تَجُوزَا حَتّي تُقَرّبَا كَمَا يُقَرّبُ


صفحه : 407

كُلّ مَن مَرّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا مَا معَيِ‌ شَيءٌ أُقَرّبُهُ وَ أَخَذَ أَحَدُهُمَا ذُبَاباً فَقَرّبَهُ وَ لَم يُقَرّبِ الآخَرُ فَقَالَ لَا أُقَرّبُ إِلَي غَيرِ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ شَيئاً فَقَتَلُوهُ فَدَخَلَ الجَنّةَ وَ دَخَلَ الآخَرُ النّارَ

44- سن ،[المحاسن ]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع التّقِيّةُ مِن دِينِ اللّهِ قُلتُ مِن دِينِ اللّهِ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ مِن دِينِ اللّهِ وَ قَد قَالَ يُوسُفُأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ اللّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا وَ لَقَد قَالَ اِبرَاهِيمُإنِيّ‌ سَقِيمٌ وَ اللّهِ مَا كَانَ سَقِيماً

ع ،[علل الشرائع ]المظفر العلوي‌ عن ابن العياشي‌ عن أبيه عن محمد بن نصير عن ابن عيسي عن الأهوازي‌ عن عثمان بن عيسي مثله

45- ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ إِلَي العيَاّشيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن يُونُسَ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا خَيرَ فِيمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ لَقَد قَالَ يُوسُفُأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ مَا سَرَقُوا

46- ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ إِلَي العيَاّشيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ النهّاَونَديِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ سَعِيدٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي يُوسُفَأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قَالَ إِنّهُم سَرَقُوا يُوسُفَ مِن أَبِيهِ أَ لَا تَرَي أَنّهُ قَالَ لَهُم حِينَ قَالُواما ذا تَفقِدُونَقَالُوانَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَ لَم يَقُل سَرَقتُم صُوَاعَ المَلِكِ إِنّمَا عَنَي أَنّكُم سَرَقتُم يُوسُفَ عَن أَبِيهِ

47-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مُنِعَ مِيثَمٌ رَحِمَهُ اللّهُ مِنَ التّعَبّدِ فَوَ اللّهِ لَقَد عَلِمَ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي عَمّارٍ وَ أَصحَابِهِإِلّا مَن أُكرِهَ وَ


صفحه : 408

قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ

48- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن مَعمَرِ بنِ يَحيَي بنِ سَالِمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِنّ أَهلَ الكُوفَةِ يَروُونَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ سَتُدعَونَ إِلَي سبَيّ‌ وَ البَرَاءَةِ منِيّ‌ فَإِن دُعِيتُم إِلَي سبَيّ‌ فسَبُوّنيِ‌ وَ إِن دُعِيتُم إِلَي البَرَاءَةِ منِيّ‌ فَلَا تَتَبَرّءُوا منِيّ‌ فإَنِيّ‌ عَلَي دِينِ مُحَمّدٍص فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا أَكثَرَ مَا يَكذِبُونَ عَلَي عَلِيّ ع إِنّمَا قَالَ إِنّكُم سَتُدعَونَ إِلَي سبَيّ‌ وَ البَرَاءَةِ منِيّ‌ فَإِن دُعِيتُم إِلَي سبَيّ‌ فسَبُوّنيِ‌ وَ إِن دُعِيتُم إِلَي البَرَاءَةِ منِيّ‌ فإَنِيّ‌ عَلَي دِينِ مُحَمّدٍص وَ لَم يَقُل فَلَا تَتَبَرّءُوا منِيّ‌ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَإِن أَرَادَ رَجُلٌ يمَضيِ‌ عَلَي القَتلِ وَ لَا يَتَبَرّأُ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ إِلّا عَلَي ألّذِي مَضَي عَلَيهِ عَمّارٌ إِنّ اللّهَ يَقُولُإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ قَالَ ثُمّ كَسَعَ هَذَا الحَدِيثَ بِوَاحِدٍ وَ التّقِيّةُ فِي كُلّ ضَرُورَةٍ

49- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَكرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع وَ مَا الحَرُورِيّةُ إِنّا قَد كُنّا مُتَعَاسِرِينَ وَ هُمُ اليَومَ فِي دُورِنَا أَ رَأَيتَ إِن أَخَذُونَا بِالأَيمَانِ قَالَ فَرَخّصَ لِي فِي الحَلفِ لَهُم بِالعَتَاقِ وَ الطّلَاقِ فَقَالَ بَعضُنَا مَدّ الرّقَابِ أَحَبّ إِلَيكَ أَمِ البَرَاءَةُ مِن عَلِيّ ع فَقَالَ الرّخصَةُ أَحَبّ إلِيَ‌ّ أَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِ فِي عَمّارٍإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ

50- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ مَروَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَولُ رَسُولِ اللّهِص رُفِعَت عَن أمُتّيِ‌ أَربَعَةُ خِصَالٍ مَا أَخطَئُوا وَ مَا نَسُوا وَ مَا أُكرِهُوا عَلَيهِ وَ مَا لَم يُطِيقُوا وَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّهِإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِمُختَصَرٌ

51-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَجلَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ فَقُلتُ لَهُ إِنّ الضّحّاكَ قَد ظَهَرَ بِالكُوفَةِ وَ يُوشِكُ أَن نُدعَي إِلَي البَرَاءَةِ مِن عَلِيّ ع فَكَيفَ نَصنَعُ قَالَ فَابرَأ مِنهُ قَالَ قُلتُ لَهُ أَيّ شَيءٍ أَحَبّ إِلَيكَ قَالَ أَن يَمضُوا عَلَي مَا مَضَي


صفحه : 409

عَلَيهِ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ أُخِذَ بِمَكّةَ فَقَالُوا لَهُ ابرَأ مِن رَسُولِ اللّهِص فبَرَ‌ِئَ مِنهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عُذرَهُإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ

52- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الرّحمنُ الرّحِيمُ قَالَ الإِمَامُ ع وَ إِلَهُكُمُ ألّذِي أَكرَمَ مُحَمّداًص وَ عَلِيّاً ع بِالفَضِيلَةِ وَ أَكرَمَ آلَهُمَا الطّيّبِينَ بِالخِلَافَةِ وَ أَكرَمَ شِيعَتَهُم بِالرّوحِ وَ الرّيحَانِ وَ الكَرَامَةِ وَ الرّضوَانِ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا نَظِيرَ وَ لَا عَدِيلَ لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ الخَالِقُ الباَر‌ِئُ المُصَوّرُ الرّازِقُ البَاسِطُ المغُنَيّ‌ المُفقِرُ المُعِزّ المُذِلّ الرّحمَنُ الرّحِيمُ يَرزُقُ مُؤمِنَهُم وَ كَافِرَهُم وَ صَالِحَهُم وَ طَالِحَهُم لَا يَقطَعُ عَنهُم مَادّةَ فَضلِهِ وَ رِزقِهِ وَ إِنِ انقَطَعُوا هُم عَن طَاعَتِهِ الرّحِيمُ بِعِبَادِهِ المُؤمِنِينَ مِن شِيعَةِ آلِ مُحَمّدٍص وَسّعَ لَهُم فِي التّقِيّةِ يُجَاهِرُونَ بِإِظهَارِ مُوَالَاةِ أَولِيَاءِ اللّهِ وَ مُعَادَاةِ أَعدَاءِ اللّهِ إِذَا قَدَرُوا وَ يَستُرُونَهَا إِذَا عَجَزُوا قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَو شَاءَ لَحَرّمَ عَلَيكُمُ التّقِيّةَ وَ أَمَرَكُم بِالصّبرِ عَلَي مَا يَنَالُكُم مِن أَعدَائِكُم عِندَ إِظهَارِكُمُ الحَقّ أَلَا فَأَعظَمُ فَرَائِضِ اللّهِ عَلَيكُم بَعدَ فَرضِ مُوَالَاتِنَا وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِنَا استِعمَالُ التّقِيّةِ عَلَي أَنفُسِكُم وَ إِخوَانِكُم وَ مَعَارِفِكُم وَ قَضَاءِ حُقُوقِ إِخوَانِكُم فِي اللّهِ أَلَا وَ إِنّ اللّهَ يَغفِرُ كُلّ ذَنبٍ بَعدَ ذَلِكَ وَ لَا يسَتقَصيِ‌ وَ أَمّا هَذَانِ فَقَلّ مَن يَنجُو مِنهُمَا إِلّا بَعدَ مَسّ عَذَابٍ شَدِيدٍ إِلّا أَن يَكُونَ لَهُم مَظَالِمُ عَلَي النّوَاصِبِ وَ الكُفّارِ فَيَكُونَ عَذَابُ هَذَينِ عَلَي أُولَئِكَ الكُفّارِ وَ النّوَاصِبِ قِصَاصاً بِمَا لَكُم عَلَيهِم مِنَ الحُقُوقِ وَ مَا لَهُم إِلَيكُم مِنَ الظّلمِ فَاتّقُوا اللّهَ وَ لَا تَتَعَرّضُوا لِمَقتِ اللّهِ بِتَركِ التّقِيّةِ وَ التّقصِيرِ فِي حُقُوقِ إِخوَانِكُمُ المُؤمِنِينَ

53-جا،[المجالس للمفيد]المرَزبُاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن هَارُونَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن عُثمَانَ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِي يَحيَي التمّيِميِ‌ّ عَن كَثِيرٍ عَن أَبِي مَريَمَ الخوَلاَنيِ‌ّ عَن مَالِكِ بنِ ضَمرَةَ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ أَمَا إِنّكُم مُعرَضُونَ عَلَي لعَنيِ‌ وَ دعُاَئيِ‌ كَذّاباً فَمَن لعَنَنَيِ‌ كَارِهاً مُكرَهاً يَعلَمُ اللّهُ أَنّهُ كَانَ مُكرَهاً وَرَدتُ أَنَا وَ هُوَ


صفحه : 410

عَلَي مُحَمّدٍص مَعاً وَ مَن أَمسَكَ لِسَانَهُ فَلَم يلَعنَيّ‌ سبَقَنَيِ‌ كَرَميَةِ سَهمٍ أَو لَمحَةٍ بِالبَصَرِ وَ مَن لعَنَنَيِ‌ مُنشَرِحاً صَدرُهُ بلِعَنيِ‌ فَلَا حِجَابَ بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ وَ لَا حُجّةَ لَهُ عِندَ مُحَمّدٍص إِلّا أَنّ مُحَمّداًص أَخَذَ بيِدَيِ‌ يَوماً فَقَالَ مَن بَايَعَ هَؤُلَاءِ الخَمسَ ثُمّ مَاتَ وَ هُوَ يُحِبّكَ فَقَد قَضَي نَحبَهُ وَ مَن مَاتَ وَ هُوَ يُبغِضُكَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً يُحَاسَبُ بِمَا عَمِلَ فِي الإِسلَامِ

54- جا،[المجالس للمفيد]الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الكنِديِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَارِثِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الصّبّاحِ المزُنَيِ‌ّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لِشِيعَتِهِ كُونُوا فِي النّاسِ كَالنّحلَةِ فِي الطّيرِ لَيسَ شَيءٌ مِنَ الطّيرِ إِلّا وَ هُوَ يَستَخِفّهَا وَ لَو يَعلَمُونَ مَا فِي أَجوَافِهَا مِنَ البَرَكَةِ لَم يَفعَلُوا ذَلِكَ بِهَا خَالِطُوا النّاسَ بِأَلسِنَتِكُم وَ أَجسَادِكُم وَ زَايِلُوهُم بِقُلُوبِكُم وَ أَعمَالِكُم لِكُلّ امر‌ِئٍ مَا اكتَسَبَ وَ هُوَ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ مَن أَحَبّ

55- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ بَحرٍ عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ تَبَذّل وَ لَا تُشهَر وَ أَخفِ شَخصَكَ لِئَلّا تُذكَرَ وَ تَعَلّم وَ اكتُم وَ اصمُت تَسلَم وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي صَدرِهِ تَسُرّ الأَبرَارَ وَ تَغِيظُ الفُجّارَ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي العَامّةِ

56- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ فَضّالٍ وَ فَضَالَةُ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ إِنّا نَمُرّ بِهَؤُلَاءِ القَومِ فَيَستَحلِفُونّا عَلَي أَموَالِنَا وَ قَد أَدّينَا زَكَاتَهَا قَالَ يَا زُرَارَةُ إِذَا خِفتَ فَاحلِف لَهُم بِمَا شَاءُوا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ بِطَلَاقٍ وَ عَتَاقٍ قَالَ بِمَا شَاءُوا وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع التّقِيّةُ فِي كُلّ ضَرُورَةٍ وَ صَاحِبُهَا أَعلَمُ بِهَا حِينَ تَنزِلُ بِهِ

57-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَن مَعمَرِ بنِ يَحيَي قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع إِنّ معَيِ‌ بَضَائِعَ


صفحه : 411

لِلنّاسِ وَ نَحنُ نَمُرّ بِهَا عَلَي هَؤُلَاءِ العُشّارِ فَيُحلِفُونّا عَلَيهَا فَنَحلِفُ لَهُم قَالَ وَدِدتُ أنَيّ‌ أَقدِرُ أَن أُجِيزَ أَموَالَ المُسلِمِينَ كُلّهَا وَ أَحلِفَ عَلَيهَا كُلّمَا خَافَ المُؤمِنُ عَلَي نَفسِهِ فِيهِ ضَرُورَةٌ فَلَهُ فِيهِ التّقِيّةُ

58- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَن سَمَاعَةَ قَالَ إِذَا حَلَفَ الرّجُلُ بِاللّهِ تَقِيّةً لَم يَضُرّهُ وَ بِالطّلَاقِ وَ العَتَاقِ أَيضاً لَا يَضُرّهُ إِذَا هُوَ أُكرِهَ وَ اضطُرّ إِلَيهِ وَ قَالَ لَيسَ شَيءٌ مِمّا حَرّمَ اللّهُ إِلّا وَ قَد أَحَلّهُ لِمَنِ اضطُرّ إِلَيهِ

59- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع نَحلِفُ لِصَاحِبِ العَشّارِ نُجِيزُ بِذَلِكَ مَالَنَا قَالَ نَعَم وَ فِي الرّجُلِ يَحلِفُ تَقِيّةً قَالَ إِن خَشِيتَ عَلَي دَمِكَ وَ مَالِكَ فَاحلِف تَرُدّهُ عَنكَ بِيَمِينِكَ وَ إِن رَأَيتَ أَنّ يَمِينَكَ لَا يَرُدّ عَنكَ شَيئاً فَلَا تَحلِف لَهُم

60- تم ،[فلاح السائل ]الصّفّارُ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن رَجُلٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَرَضَ هَذَا الأَمرَ عَلَي أَهلِ هَذِهِ العِصَابَةِ سِرّاً وَ لَن يَقبَلَهُ عَلَانِيَةً قَالَ صَفوَانُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَظَرَ رِضوَانُ خَازِنُ الجَنّةِ إِلَي قَومٍ لَم يَمُرّوا بِهِ فَيَقُولُ مَن أَنتُم وَ مِن أَينَ دَخَلتُم قَالَ يَقُولُونَ إِيّاكَ عَنّا فَإِنّا قَومٌ عَبَدنَا اللّهَ سِرّاً فَأَدخَلَنَا اللّهُ سِرّاً

61- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ الصّادِقُ ع مَن تَرَكَ التّقِيّةَ قَبلَ خُرُوجِ قَائِمِنَا فَلَيسَ مِنّا

وَ قَالَ ع التّقِيّةُ ديِنيِ‌ وَ دِينُ آباَئيِ‌

وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن أَذَاعَ عَلَينَا شَيئاً مِن أَمرِنَا فَهُوَ كَمَن قَتَلَنَا عَمداً وَ لَم يَقتُلنَا خَطَأً

وَ قَالَ ع التّقِيّةُ فِي كُلّ ضَرُورَةٍ وَ صَاحِبُهَا أَعلَمُ بِهَا حِينَ تَنزِلُ بِهِ

عَنِ ابنِ مُسكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ لَأَحسَبُكَ إِذَا شُتِمَ عَلِيّ بَينَ يَدَيكَ إِن تَستَطِع أَن تَأكُلَ أَنفَ شَاتِمِهِ لَفَعَلتَ فَقُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ لَهَكَذَا وَ أَهلَ بيَتيِ‌ قَالَ فَلَا تَفعَل فَوَ اللّهِ لَرُبّمَا سَمِعتُ مَن شَتَمَ عَلِيّاً وَ مَا بيَنيِ‌ وَ بَينَهُ إِلّا أُسطُوَانَةٌ فَأَستَتِرُ بِهَا فَإِذَا فَرَغتُ مِن صلَاَتيِ‌ أَمُرّ بِهِ فَأُسَلّمُ عَلَيهِ وَ أُصَافِحُهُ


صفحه : 412

مِن كِتَابِ صِفَاتِ الشّيعَةِ، قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ مِن شِيعَةِ عَلِيّ مَن لَا يتَقّيِ‌

مِن كِتَابِ التّقِيّةِ للِعيَاّشيِ‌ّ، قَالَ الصّادِقُ ع لَا دِينَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ إِنّ التّقِيّةَ لَأَوسَعُ مِمّا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ

وَ قَالَ ع مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَلَا يَتَكَلّم فِي دَولَةِ البَاطِلِ إِلّا بِالتّقِيّةِ

وَ عَنهُ ع إِيّاكُم عَن دِينٍ مَن كَتَمَهُ أَعَزّهُ اللّهُ وَ مَن أَذَاعَهُ أَذَلّهُ اللّهُ

وَ عَنهُ ع لَا خَيرَ فِيمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَبِي كَانَ يَقُولُ مَا مِن شَيءٍ أَقَرّ لِعَينِ أَبِيكَ مِنَ التّقِيّةِ إِنّ التّقِيّةَ لَجُنّةٌ لِلمُؤمِنِ

قَالَ الرّضَا ع لَا إِسلَامَ لِمَن لَا وَرَعَ لَهُ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ

عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ جُعِلَتِ التّقِيّةُ لِيُحقَنَ بِهَا الدّمُ فَإِذَا بَلَغَ الدّمَ فَلَا تَقِيّةَ

عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ التّقِيّةُ مِن دِينِ اللّهِ قُلتُ مِن دِينِ اللّهِ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ مِن دِينِ اللّهِ وَ لَقَد قَالَ يُوسُفَأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ اللّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا شَيئاً وَ لَقَد قَالَ اِبرَاهِيمُإنِيّ‌ سَقِيمٌ وَ اللّهِ مَا كَانَ سَقِيماً

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا تَقَارَبَ هَذَا الأَمرُ كَانَ أَشَدّ لِلتّقِيّةِ

وَ عَنهُ ع مَن أَفشَي سِرّنَا أَهلَ البَيتِ أَذَاقَهُ اللّهُ حَرّ الحَدِيدِ

وَ قَالَ النّبِيّص تَارِكُ التّقِيّةِ كَتَارِكِ الصّلَاةِ

وَ قَالَ ع مَن صَلّي خَلفَ المُنَافِقِينَ بِتَقِيّةٍ كَانَ كَمَن صَلّي خَلفَ الأَئِمّةِ

62-غو،[غوالي‌ اللئالي‌] فِي الحَدِيثِ أَنّ يَاسِراً وَ ابنَهُ عَمّاراً وَ امرَأَتَهُ سُمَيّةَ قَبَضَ عَلَيهِم أَهلُ مَكّةَ وَ عَذّبُوهُم بِأَنوَاعِ العَذَابِ لِأَجلِ إِسلَامِهِم وَ قَالُوا لَا يُنجِيكُم مِنّا إِلّا أَن تَنَالُوا مُحَمّداً وَ تَبَرّءُوا مِن دِينِهِ فَأَمّا عَمّارٌ فَأَعطَاهُم بِلِسَانِهِ كُلّمَا أَرَادُوا مِنهُ وَ أَمّا أَبَوَاهُ فَامتَنَعَا فَقُتِلَا ثُمّ أُخبِرَ رَسُولُ اللّهِص بِذَلِكَ فَقَالَ فِي عَمّارٍ جَمَاعَةٌ إِنّهُ كَفَرَ فَقَالَص كَلّا إِنّ عَمّاراً مُلِئَ إِيمَاناً مِن قَرنِهِ إِلَي قَدَمِهِ وَ اختَلَطَ الإِيمَانُ بِلَحمِهِ وَ دَمِهِ وَ جَاءَ عَمّارٌ وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا خَبَرُكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص


صفحه : 413

مَا تُرِكتُ حَتّي نِلتُ مِنكَ وَ ذَكَرتُ آلِهَتَهُم بِخَيرٍ فَصَارَ رَسُولُ اللّهِ يَمسَحُ عَينَيهِ وَ يَقُولُ إِن عَادُوا لَكَ فَعُد لَهُم بِمَا قُلتَ

وَ روُيِ‌َ أَنّ مُسَيلَمَةَ الكَذّابَ أَخَذَ رَجُلَينِ مِنَ المُسلِمِينَ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا مَا تَقُولُ فِي مُحَمّدٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِيّ قَالَ أَنتَ أَيضاً فَخَلّاهُ وَ قَالَ لِلآخَرِ مَا تَقُولُ فِي مُحَمّدٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِيّ قَالَ أَنَا أَصَمّ فَأَعَادَ عَلَيهِ ثَلَاثاً فَأَعَادَ جَوَابَهُ الأَوّلَ فَقَتَلَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ أَمّا الأَوّلُ فَقَد أَخَذَ بِرُخصَةِ اللّهِ وَ أَمّا الثاّنيِ‌ فَقَد صَدَعَ بِالحَقّ فَهَنِيئاً لَهُ

63- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ الإِمَامُ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ يَذكُرُ فِيهِ مَا لقَيِ‌َ سَلمَانُ مِنَ اليَهُودِ حِينَ جَلَسَ إِلَيهِم فَضَرَبُوهُ بِالسّيَاطِ وَ كُلّفُوهُ أَن يَكفُرَ بِمُحَمّدٍص وَ لَم يَفعَل سَلمَانُ وَ سَأَلَ اللّهَ تَعَالَي الصّبرَ عَلَي أَذَاهُم فَقَالُوا أَ وَ لَيسَ مُحَمّدٌ قَد رَخّصَ لَكَ أَن تَقُولَ مِنَ الكُفرِ بِهِ مَا تَعتَقِدُ ضِدّهُ لِلتّقِيّةِ مِن أَعدَائِكَ فَمَا لَكَ لَا تَقُولُ مَا نَقتَرِحُ عَلَيكَ لِلتّقِيّةِ فَقَالَ سَلمَانُ إِنّ اللّهَ قَد رَخّصَ لِي فِي ذَلِكَ وَ لَم يَفرِضهُ عَلَيّ بَل أَجَازَ لِي أَن لَا أُعطِيَكُم مَا تُرِيدُونَ وَ أَحتَمِلَ مَكَارِهَكُم وَ جَعَلَهُ أَفضَلَ المَنزِلَتَينِ وَ أَنَا لَا أَختَارُ غَيرَهُ

أقول تمام الخبر في باب أحوال سلمان من المجلد السادس

64- كِتَابُ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ، قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ يَشكُو فِيهِ مَن تَقَدّمَهُ وَ اللّهِ لَو نَادَيتُ فِي عسَكرَيِ‌ هَذَا بِالحَقّ ألّذِي أَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّنَا وَ أَظهَرتُهُ وَ دَعَوتُ إِلَيهِ وَ شَرَحتُهُ وَ فَسّرتُهُ عَلَي مَا سَمِعتُ مِن نبَيِ‌ّ اللّهِص مَا بقَيِ‌َ فِيهِ إِلّا أَقَلّهُ وَ أَذَلّهُ وَ أَرذَلَهُ وَ لَاستَوحَشُوا مِنهُ وَ لَتَفَرّقُوا عنَيّ‌ وَ لَو لَا مَا عَهِدَهُ رَسُولُ اللّهِص إلِيَ‌ّ وَ سَمِعتُهُ مِنهُ وَ تَقَدّمَ إلِيَ‌ّ فِيهِ لَفَعَلتُ وَ لَكِنّ رَسُولَ اللّهِص قَد قَالَ كُلّمَا اضطُرّ إِلَيهِ العَبدُ فَقَد أَحَلّهُ اللّهُ لَهُ وَ أَبَاحَهُ إِيّاهُ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ


صفحه : 414

إِنّ التّقِيّةَ مِن دِينِ اللّهِ وَ لَا دِينَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ

65- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ يَقُولُ قَالَ اللّهُإِلّا أَن تَتّقُوا مِنهُم تُقاةً

66- سر،[السرائر] فِي كِتَابِ المَسَائِلِ عَن دَاوُدَ الصرّميِ‌ّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ ع يَا دَاوُدُ لَو قُلتُ إِنّ تَارِكَ التّقِيّةِ كَتَارِكِ الصّلَاةِ لَكُنتُ صَادِقاً

67- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مَا نَزَلَ بِالنّاسِ أَزمَةٌ قَطّ إِلّا كَانَ شيِعتَيِ‌ فِيهَا أَحسَنَ حَالًا وَ هُوَ قَولُ اللّهِالآنَ خَفّفَ اللّهُ عَنكُم وَ عَلِمَ أَنّ فِيكُم ضَعفاً

68- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَثَلُ مُؤمِنٍ لَا تَقِيّةَ لَهُ كَمَثَلِ جَسَدٍ لَا رَأسَ لَهُ وَ مَثَلُ مُؤمِنٍ لَا يَرعَي حُقُوقَ إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ كَمَثَلِ مَن حَوَاسّهُ كُلّهَا صَحِيحَةٌ وَ هُوَ لَا يَتَأَمّلُ بِعَقلِهِ وَ لَا يَبصُرُ بِعَينِهِ وَ لَا يَسمَعُ بِأُذُنِهِ وَ لَا يُعَبّرُ بِلِسَانِهِ عَن حَاجَتِهِ وَ لَا يَدفَعُ المَكَارِهَ بِالإِدلَاءِ بِحُجَجِهِ فَلَا يَبطِشُ بشِيَ‌ءٍ بِيَدَيهِ وَ لَا يَنهَضُ إِلَي شَيءٍ بِرِجلَيهِ فَذَلِكَ قِطعَةُ لَحمٍ قَد فَاتَتهُ المَنَافِعُ وَ صَارَ غَرَضاً لِلمَكَارِهِ فَكَذَلِكَ المُؤمِنُ إِذَا جَهِلَ حُقُوقَ إِخوَانِهِ فَاتَ ثَوَابُ حُقُوقِهِم فَكَانَ كَالعَطشَانِ بِحَضرَةِ المَاءِ البَارِدِ فَلَم يَشرَب حَتّي طَفَا فَإِذَا هُوَ سَلِيبُ ذيِ‌ الحَوَاسّ لَم يَستَعمِل شَيئاً مِنهَا لِدِفَاعِ مَكرُوهٍ وَ لَا انتِفَاعٍ بِمَحبُوبٍ فَإِذَا هُوَ سَلِيبُ كُلّ نِعمَةٍ مُبتَلًي بِكُلّ آفَةٍ

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع التّقِيّةُ مِن أَفضَلِ أَعمَالِ المُؤمِنِينَ يَصُونَ بِهَا نَفسَهُ وَ إِخوَانَهُ عَنِ الفَاجِرِينَ وَ قَضَاءُ حُقُوقِ الإِخوَانِ أَشرَفُ أَعمَالِ المُتّقِينَ وَ يَستَجلِبُ مَوَدّةَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ وَ شَوقَ الحُورِ العِينِ

قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع إِنّ التّقِيّةَ يُصلِحُ اللّهُ بِهَا أُمّةً لِصَاحِبِهَا مِثلُ ثَوَابِ أَعمَالِهِم وَ إِن تَرَكَهَا رُبّمَا أَهلَكَ أُمّةً تَارِكُهَا شَرِيكُ مَن أَهلَكَهُم وَ إِنّ


صفحه : 415

مَعرِفَةَ حُقُوقِ الإِخوَانِ تُحَبّبُ إِلَي الرّحمَنِ وَ تُعَظّمُ الزّلفَي لَدَي المَلِكِ الدّيّانِ وَ إِنّ تَركَ قَضَاءِهَا لمقت [يُمَقّتُ] إِلَي الرّحمَنِ وَ تصغر[يُصَغّرُ]الرّتبَةَ عِندَ الكَرِيمِ المَنّانِ

وَ قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع لَو لَا التّقِيّةُ مَا عُرِفَ وَلِيّنَا مِن عَدُوّنَا وَ لَو لَا مَعرِفَةُ حُقُوقِ الإِخوَانِ مَا عُرِفَ مِنَ السّيّئَاتِ شَيءٌ إِلّا عُوقِبَ عَلَي جَمِيعِهَا لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ ما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيدِيكُم وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍ

وَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَغفِرُ اللّهُ لِلمُؤمِنِينَ كُلّ ذَنبٍ وَ يُطَهّرُ مِنهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ مَا خَلَا ذَنبَينِ تَركَ التّقِيّةِ وَ تَضيِيعَ حُقُوقِ الإِخوَانِ

وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع أَشرَفُ أَخلَاقِ الأَئِمّةِ وَ الفَاضِلِينَ مِن شِيعَتِنَا التّقِيّةُ وَ أَخذُ النّفسِ بِحُقُوقِ الإِخوَانِ

وَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع استِعمَالُ التّقِيّةِ لِصِيَانَةِ الدّينِ وَ الإِخوَانِ فَإِن كَانَ هُوَ يحَميِ‌ الجَانِبَ فَهُوَ مِن أَشرَفِ خِصَالِ الكَرَمِ وَ المَعرِفَةُ بِحُقُوقِ الإِخوَانِ مِن أَفضَلِ الصّدَقَاتِ وَ الزّكَوَاتِ وَ الصّلَوَاتِ وَ الحَجّ وَ المُجَاهَدَاتِ

وَ قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع وَ قَد حَضَرَ فَقِيرٌ مُؤمِنٌ يَسأَلُهُ سَدّ فَاقَتِهِ فَضَحِكَ فِي وَجهِهِ وَ قَالَ أَسأَلُكَ مَسأَلَةً فَإِن أَصَبتَهَا أَعطَيتُكَ عَشَرَةَ أَضعَافِ مَا طَلَبتَ وَ إِن لَم تُصِبهَا أَعطَيتُكَ مَا طَلَبتَ وَ كَانَ قَد طَلَبَ مِنهُ مِائَةَ دِرهَمٍ يَجعَلُهَا فِي بِضَاعَةٍ يَتَعَيّشُ بِهَا فَقَالَ الرّجُلُ سَل فَقَالَ مُوسَي ع لَو جُعِلَ إِلَيكَ التمّنَيّ‌ لِنَفسِكَ فِي الدّنيَا مَا ذَا كُنتَ تَتَمَنّي قَالَ كُنتُ أَتَمَنّي أَن أُرزَقَ التّقِيّةَ فِي ديِنيِ‌ وَ قَضَاءِ حُقُوقِ إخِواَنيِ‌ قَالَ وَ مَا لَكَ لَم تَسأَلِ الوَلَايَةَ لَنَا أَهلَ البَيتِ قَالَ ذَلِكَ قَد أُعطِيتُهُ وَ هَذَا لَم أُعطَهُ فَأَنَا أَشكُرُ عَلَي مَا أُعطِيتُ وَ أَسأَلُ ربَيّ‌ عَزّ وَ جَلّ مَا مُنِعتُ فَقَالَ أَحسَنتَ أَعطُوهُ ألَفيَ‌ دِرهَمٍ وَ قَالَ اصرِفهَا فِي كَذَا يعَنيِ‌ فِي العَفصِ فَإِنّهُ مَتَاعٌ يَابِسٌ وَ سَيُقبِلُ بَعدَ مَا يُدبِرُ فَانتَظِر بِهِ سَنَةً وَ اختَلِف إِلَي دَارِنَا وَ خُذِ الأُجَرَاءَ فِي كُلّ يَومٍ فَفَعَلَ


صفحه : 416

فَمَا تَمّت لَهُ سَنَةٌ إِذ قَد زَادَ فِي ثَمَنِ العَفصِ لِلوَاحِدِ خَمسَةَ عَشَرَ فَبَاعَ مَا كَانَ اشتَرَي بأِلَفيَ‌ دِرهَمٍ بِثَلَاثِينَ أَلفَ دِرهَمٍ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ مُوسَي ع بَينَ يَدَيهِ فَرَسٌ صَعبٌ وَ هُنَاكَ رَاضّةٌ لَا يَجسُرُ أَحَدٌ مِنهُم أَن يَركَبَهُ وَ إِن رَكِبَهُ لَم يَجسُر أَن يُسَيّرَهُ مَخَافَةَ أَن يَثِبَ بِهِ فَيَرمِيَهُ وَ يَدُوسَهُ بِحَافِرِهِ وَ كَانَ هُنَاكَ صبَيِ‌ّ ابنُ سَبعِ سِنِينَ فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ تَأذَنُ لِي أَن أَركَبَهُ وَ أُسَيّرَهُ وَ أُذَلّلَهُ قَالَ أَنتَ قَالَ نَعَم قَالَ لِمَا ذَا قَالَ لأِنَيّ‌ استَوثَقتُ مِنهُ قَبلَ أَن أَركَبَهُ بِأَن صَلّيتُ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ مِائَةَ مَرّةٍ وَ جَدّدتُ الوَلَايَةَ لَكُم أَهلَ البَيتِ فَقَالَ اركَبهُ فَرَكِبَهُ فَقَالَ سَيّرهُ فَسَيّرَهُ وَ مَا زَالَ يُسَيّرُهُ وَ يُعدِيهِ حَتّي أَتعَبَهُ وَ كَدّهُ فَنَادَي الفَرَسُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَد آلمَنَيِ‌ مُنذُ اليَومَ فاَعفنُيِ‌ مِنهُ وَ إِلّا فصَبَرّنيِ‌ تَحتَهُ قَالَ الصبّيِ‌ّ سَل مَا هُوَ خَيرٌ لَكَ أَن يُصَبّرَكَ تَحتَ مُؤمِنٍ قَالَ الرّضَا ع صَدَقَ أللّهُمّ صَبّرهُ فَلَانَ الفَرَسُ وَ سَارَ فَلَمّا نَزَلَ الصبّيِ‌ّ قَالَ سَل مِن دَوَابّ داَريِ‌ وَ عَبِيدِهَا وَ جَوَارِيهَا وَ مِن أَموَالِ خزَاَئنِيِ‌ مَا شِئتَ فَإِنّكَ مُؤمِنٌ قَد شَهَرَكَ اللّهُ بِالإِيمَانِ فِي الدّنيَا قَالَ الصبّيِ‌ّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ أَسأَلُ مَا أَقتَرِحُ قَالَ يَا فَتَي اقتَرِح فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يُوفّقُكَ لِاقتِرَاحِ الصّوَابِ فَقَالَ سَل لِي رَبّكَ التّقِيّةَ الحَسَنَةَ وَ المَعرِفَةَ بِحُقُوقِ الإِخوَانِ وَ العَمَلَ بِمَا أَعرِفُ مِن ذَلِكَ قَالَ الرّضَا ع قَد أَعطَاكَ اللّهُ ذَلِكَ لَقَد سَأَلتَ أَفضَلَ شِعَارِ الصّالِحِينَ وَ دِثَارِهِم وَ قِيلَ لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع إِنّ فُلَاناً نَقَبَ فِي جِوَارِهِ عَلَي قَومٍ فَأَخَذُوهُ بِالتّهَمَةِ وَ ضَرَبُوهُ خَمسَمِائَةِ سَوطٍ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع ذَلِكَ أَسهَلُ مِن مِائَةِ أَلفِ أَلفِ سَوطٍ مِنَ النّارِ نُبّهَ عَلَي التّوبَةِ حَتّي يُكَفّرَ ذَلِكَ قِيلَ وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ إِنّهُ فِي غَدَاةِ يَومِهِ ألّذِي أَصَابَهُ مَا أَصَابَهُ ضَيّعَ حَقّ أَخٍ مُؤمِنٍ وَ جَهَرَ بِشَتمِ أَبِي الفَصِيلِ وَ أَبِي الدوّاَهيِ‌ وَ أَبِي الشّرُورِ وَ أَبِي الملَاَهيِ‌ وَ تَرَكَ التّقِيّةَ وَ لَم يَستُر عَلَي إِخوَانِهِ وَ مُخَالِفِيهِ فَاتّهَمَهُم عِندَ المُخَالِفِينَ وَ عَرَضَهُم لِلَعنِهِم وَ سَبّهِم وَ مَكرُوهِهِم وَ تَعَرّضَ هُوَ أَيضاً فَهَمّ الّذِينَ بَهَتُوا عَلَيهِ البَلِيّةَ وَ قَذَفُوهُ بِهَذِهِ التّهَمَةِ فَوَجّهُوا إِلَيهِ وَ عَرّفُوهُ ذَنبَهُ لِيَتُوبَ وَ يَتَلَافَي مَا فَرَطَ مِنهُ فَإِن لَم يَفعَل فَليُوَطّن


صفحه : 417

نَفسَهُ عَلَي ضَربِ خَمسِمِائَةِ سَوطٍ أَو حَبسٍ فِي مُطبَقٍ لَا يَفرُقُ بَينَ اللّيلِ وَ النّهَارِ فَوَجّهَ إِلَيهِ وَ تَابَ وَ قَضَي حَقّ الأَخِ ألّذِي كَانَ قَصّرَ فِيهِ فَمَا فَرَغَ مِن ذَلِكَ حَتّي عُثِرَ بِاللّصّ وَ أُخِذَ مِنهُ المَالُ وَ خلُيّ‌َ عَنهُ وَ جَاءَهُ الوُشَاةُ يَعتَذِرُونَ إِلَيهِ

وَ قِيلَ لعِلَيِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ ع مَن أَكمَلُ النّاسِ فِي خِصَالِ الخَيرِ قَالَ أَعمَلُهُم بِالتّقِيّةِ وَ أَقضَاهُم لِحُقُوقِ إِخوَانِهِ

69- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن دَاوُدَ بنِ الهَيثَمِ عَن جَدّهِ إِسحَاقَ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي بُهلُولٍ بنِ حَسّانَ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَنِ الوَصِينِ بنِ عَطَاءٍ عَن عُمَيرِ بنِ هَانِئٍ العبَسيِ‌ّ عَن جُنَادَةَ بنِ أَبِي أُمَيّةَ عَن عَبّادِ بنِ الصّامِتِ عَنِ النّبِيّص قَالَ سَتَكُونُ فِتَنٌ لَا يَستَطِيعُ المُؤمِنُ أَن يُغَيّرَ فِيهَا بِيَدٍ وَ لَا لِسَانٍ فَقَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ فِيهِم يَومَئِذٍ مُؤمِنُونَ قَالَ نَعَم قَالَ فَيَنقُصُ ذَلِكَ مِن إِيمَانِهِم شَيئاً قَالَ لَا إِلّا كَمَا يَنقُصُ القَطرُ مِنَ الصّفَا إِنّهُم يَكرَهُونَهُ بِقُلُوبِهِم

70- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ قَالَ اكتُمُوا أَسرَارَنَا وَ لَا تَحمِلُوا النّاسَ عَلَي أَعنَاقِنَا الخَبَرَ

71-ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ الدّلهَاثِ مَولَي الرّضَا ع قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ لَا يَكُونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً حَتّي يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ سُنّةٌ مِن رَبّهِ وَ سُنّةٌ مِن نَبِيّهِ وَ سُنّةٌ مِن وَلِيّهِ فَالسّنّةُ مِن رَبّهِ كِتمَانُ سِرّهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّعالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ وَ أَمّا السّنّةُ مِن نَبِيّهِ


صفحه : 418

فَمُدَارَاةُ النّاسِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ نَبِيّهُص بِمُدَارَاةِ النّاسِ قَالَخُذِ العَفوَ وَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ وَ أَمّا السّنّةُ مِن وَلِيّهِ فَالصّبرُ عَلَي البَأسَاءِ وَ الضّرّاءِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ

مع ،[معاني‌ الأخبار] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن مُبَارَكٍ مَولَي الرّضَا ع عَنهُ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِوَ حِينَ البَأسِ أُولئِكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَ

72-ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع عَن آبَائِهِ ع أَنّهُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع للِيوُناَنيِ‌ّ ألّذِي أَرَاهُ المُعجِزَاتِ البَاهِرَاتِ بَعدَ مَا أَسلَمَ وَ آمُرُكَ أَن تَصُونَ دِينَكَ وَ عِلمَنَا ألّذِي أَودَعنَاكَ وَ أَسرَارَنَا ألّذِي حَمَلنَاكَ فَلَا تُبدِ عُلُومَنَا لِمَن يُقَابِلُهَا بِالعِنَادِ وَ يُقَابِلُكَ مِن أَجلِهَا بِالشّتمِ وَ اللّعنِ وَ التّنَاوُلِ مِنَ العِرضِ وَ البَدَنِ وَ لَا تُفشِ سِرّنَا إِلَي مَن يُشَنّعُ عَلَينَا عِندَ الجَاهِلِينَ بِأَحوَالِنَا وَ يَعرِضُ أَولِيَاءَنَا لِبَوَادِرِ الجُهّالِ وَ آمُرُكَ أَن تَستَعمِلَ التّقِيّةَ فِي دِينِكَ فَإِنّ اللّهَ يَقُولُلا يَتّخِذِ المُؤمِنُونَ الكافِرِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيءٍ إِلّا أَن تَتّقُوا مِنهُم تُقاةً وَ قَد أَذِنتُ لَكَ فِي تَفضِيلِ أَعدَائِنَا إِن أَلجَأَكَ الخَوفُ إِلَيهِ وَ فِي إِظهَارِ البَرَاءَةِ مِنّا إِن حَمَلَكَ الوَجَلُ عَلَيهِ وَ فِي تَركِ الصّلَوَاتِ المَكتُوبَاتِ إِذَا خَشِيتَ عَلَي حُشَاشَتِكَ الآفَاتِ وَ العَاهَاتِ فَإِنّ تَفضِيلَكَ أَعدَاءَنَا عَلَينَا عِندَ خَوفِكَ لَا يَنفَعُهُم وَ لَا يَضُرّنَا وَ إِنّ إِظهَارَكَ براءتنا[بَرَاءَتَك]مِنّا عِندَ تَقِيّتِكَ لَا تَقدَحُ فِينَا وَ لَا تَنقُصُنَا وَ إِن أَنتَ تَبرَأُ مِنّا بِلِسَانِكَ وَ أَنتَ مُوَالٍ لَنَا بِجَنَانِكَ لتِبُقيِ‌َ عَلَي نَفسِكَ رُوحَهَا التّيِ‌ بِهَا قِوَامُهَا


صفحه : 419

وَ مَالَهَا ألّذِي بِهِ قِيَامُهَا وَ جَاهَهَا ألّذِي بِهِ تَمَاسُكُهَا وَ تَصُونَ مَن عُرِفَ بِذَلِكَ وَ عَرَفتَ بِهِ مِن أَولِيَائِنَا وَ إِخوَانِنَا وَ أَخَوَاتِنَا مِن بَعدِ ذَلِكَ بشِهُوُرٍ أَو سِنِينَ إِلَي أَن تَتَفَرّجَ تِلكَ الكُربَةُ وَ تَزُولَ بِهِ تِلكَ النّقِمَةُ فَإِنّ ذَلِكَ أَفضَلُ مِن أَن تَتَعَرّضَ لِلهَلَاكِ وَ تَنقَطِعَ بِهِ عَنِ العَمَلِ فِي الدّينِ وَ صَلَاحِ إِخوَانِكَ المُؤمِنِينَ وَ إِيّاكَ ثُمّ إِيّاكَ أَن تَتَعَرّضَ لِلهَلَاكِ أَو أَن تَترُكَ التّقِيّةَ التّيِ‌ أَمَرتُكَ بِهَا فَإِنّكَ شَائِطٌ بِدَمِكَ وَ دِمَاءِ إِخوَانِكَ مُعَرّضٌ لِنِعَمِكَ وَ نِعَمِهِم لِلزّوَالِ مُذِلّ لَهُم فِي أيَديِ‌ أَعدَاءِ دِينِ اللّهِ وَ قَد أَمَرَكَ اللّهُ بِإِعزَازِهِم فَإِنّكَ إِن خَالَفتَ وصَيِتّيِ‌ كَانَ ضَرَرُكَ عَلَي نَفسِكَ وَ إِخوَانِكَ أَشَدّ مِن ضَرَرِ النّاصِبِ لَنَا الكَافِرِ بِنَا

73- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن سَهلٍ عَنِ اللؤّلؤُيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ قَوماً مِن قُرَيشٍ قَلّت مُدَارَاتُهُم لِلنّاسِ فَنُفُوا مِن قُرَيشٍ وَ ايمُ اللّهِ مَا كَانَ بِأَحسَابِهِم بَأسٌ وَ إِنّ قَوماً مِن غَيرِهِم حَسُنَت مُدَارَاتُهُم فَأُلحِقُوا بِالبَيتِ الرّفِيعِ قَالَ ثُمّ قَالَ مَن كَفّ يَدَهُ عَنِ النّاسِ فَإِنّمَا يَكُفّ عَنهُم يَداً وَاحِدَةً وَ يَكُفّونَ عَنهُم أيَاَديِ‌َ كَثِيرَةً

74- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي الدّيلَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ قَابِيلَ أَتَي هِبَةَ اللّهِ ع فَقَالَ إِنّ أَبِي قَد أَعطَاكَ العِلمَ ألّذِي كَانَ عِندَهُ وَ أَنَا كُنتُ أَكبَرَ مِنكَ وَ أَحَقّ بِهِ مِنكَ وَ لَكِن قَتَلتُ ابنَهُ فَغَضِبَ عَلَيّ فَآثَرَكَ بِذَلِكَ العِلمِ عَلَيّ وَ إِنّكَ وَ اللّهِ إِن ذَكَرتَ شَيئاً مِمّا عِندَكَ مِنَ العِلمِ ألّذِي وَرّثَكَ أَبُوكَ لِتَتَكَبّرَ بِهِ عَلَيّ وَ تَفتَخِرَ عَلَيّ لَأَقتُلَنّكَ كَمَا قَتَلتُ أَخَاكَ فَاستَخفَي هِبَةُ اللّهِ بِمَا عِندَهُ مِنَ العِلمِ ليِنَقضَيِ‌َ دَولَةُ قَابِيلَ وَ لِذَلِكَ يَسَعُنَا فِي قَومِنَا التّقِيّةُ لِأَنّ لَنَا فِي ابنِ آدَمَ أُسوَةً

75-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُأُوصِيكُم بِتَقوَي اللّهِ وَ لَا تَحمِلُوا النّاسَ عَلَي أَكتَافِكُم فَتَذِلّوا


صفحه : 420

إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناًعُودُوا مَرضَاهُم وَ اشهَدُوا جَنَائِزَهُم وَ اشهَدُوا لَهُم وَ عَلَيهِم وَ صَلّوا مَعَهُم فِي مَسَاجِدِهِم ثُمّ قَالَ أَيّ شَيءٍ أَشَدّ عَلَي قَومٍ يَزعُمُونَ أَنّهُم يَأتَمّونَ بِقَومٍ فَيَأمُرُونَهُم وَ يَنهَونَهُم فَلَا يَقبَلُونَ مِنهُم وَ يُذِيعُونَ حَدِيثَهُم عِندَ عَدُوّهِم فيَأَتيِ‌ عَدُوّهُم إِلَينَا فَيَقُولُونَ لَنَا إِنّ قَوماً يَقُولُونَ وَ يَروُونَ عَنكُم كَذَا وَ كَذَا فَنَحنُ نَقُولُ إِنّا بِرَاءٌ مِمّن يَقُولُ هَذَا فَيَقَعُ عَلَيهِمُ البَرَاءَةُ

76- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَتَلَا قَولَ اللّهِ تَعَالَيذلِكَ بِأَنّهُم كانُوا يَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ يَقتُلُونَ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقّ ذلِكَ بِما عَصَوا وَ كانُوا يَعتَدُونَ فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ مَا ضَرَبُوهُم بِأَيدِيهِم وَ لَا قَتَلُوهُم بِأَسيَافِهِم وَ لَكِن سَمِعُوا أَحَادِيثَهُم فَأَذَاعُوهَا عَلَيهِم فَأُخِذُوا وَ قُتِلُوا فَصَارَ اعتِدَاءً وَ مَعصِيَةً

77- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَن أَحمَدَ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم قَالَ أَعمَلُكُم بِالتّقِيّةِ

قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ رَوَي صَاحِبُ كِتَابِ الغَارَاتِ عَن يُوسُفَ بنِ كُلَيبٍ عَن يَحيَي بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي مَريَمَ الأنَصاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع قَالَ خَطَبَ عَلِيّ ع عَلَي مِنبَرِ الكُوفَةِ فَقَالَ سَيُعرَضُ عَلَيكُم سبَيّ‌ وَ سَتُذبَحُونَ عَلَيهِ فَإِن عُرِضَ عَلَيكُم سبَيّ‌ فسَبُوّنيِ‌ وَ إِن عُرِضَ عَلَيكُمُ البَرَاءَةُ منِيّ‌ فإَنِيّ‌ عَلَي دِينِ مُحَمّدٍص وَ لَم يَقُل فَلَا تَبَرّءُوا منِيّ‌

وَ عَن أَحمَدَ بنِ المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ صَالِحٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لَتُذبَحُنّ عَلَي سبَيّ‌ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي حَلقِهِ ثُمّ قَالَ فَإِن أَمَرُوكُم بسَبَيّ‌ فسَبُوّنيِ‌ وَ إِن أَمَرُوكُم أَن تَبَرّءُوا منِيّ‌ فإَنِيّ‌


صفحه : 421

عَلَي دِينِ مُحَمّدٍ وَ لَم يَنهَهُم عَن إِظهَارِ البَرَاءَةِ

78- نهج ،[نهج البلاغة] مِن كَلَامٍ لَهُ ع لِأَصحَابِهِ أَمَا إِنّهُ سَيَظهَرُ عَلَيكُم بعَديِ‌ رَجُلٌ رَحبُ البُلعُومِ مُندَحِقُ البَطنِ يَأكُلُ مَا يَجِدُ وَ يَطلُبُ مَا لَا يَجِدُ فَاقتُلُوهُ وَ لَن تَقتُلُوهُ أَلَا وَ إِنّهُ سَيَأمُرُكُم بسِبَيّ‌ وَ البَرَاءَةِ منِيّ‌ فَأَمّا السّبّ فسَبُوّنيِ‌ فَإِنّهُ لِي زَكَاةٌ وَ لَكُم نَجَاةٌ وَ أَمّا البَرَاءَةُ فَلَا تَتَبَرّءُوا منِيّ‌ فإَنِيّ‌ وُلِدتُ عَلَي الفِطرَةِ وَ سَبَقتُ إِلَي الإِيمَانِ وَ الهِجرَةِ

79- الهِدَايَةُ، التّقِيّةُ فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَينَا فِي دَولَةِ الظّالِمِينَ فَمَن تَرَكَهَا فَقَد خَالَفَ دِينَ الإِمَامِيّةِ وَ فَارَقَهُ

وَ قَالَ الصّادِقُ ع لَو قُلتُ إِنّ تَارِكَ التّقِيّةِ كَتَارِكِ الصّلَاةِ لَكُنتُ صَادِقاً وَ التّقِيّةُ فِي كُلّ شَيءٍ حَتّي يَبلُغَ الدّمَ فَإِذَا بَلَغَ الدّمَ فَلَا تَقِيّةَ وَ قَد أَطلَقَ اللّهُ جَلّ اسمُهُ إِظهَارَ مُوَالَاةِ الكَافِرِينَ فِي حَالِ التّقِيّةِ فَقَالَ جَلّ مِن قَائِلٍلا يَتّخِذِ المُؤمِنُونَ الكافِرِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيءٍ إِلّا أَن تَتّقُوا مِنهُم تُقاةً

وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم قَالَ أَعمَلُكُم بِالتّقِيّةِ

وَ قَالَ ع خَالِطُوا النّاسَ بِالبَرّانِيّةِ وَ خَالِفُوهُم بِالجَوّانِيّةِ مَا دَامَتِ الإِمرَةُ صِبيَانِيّةً

وَ قَالَ ع رَحِمَ اللّهُ امرَأً حَبّبَنَا إِلَي النّاسِ وَ لَم يُبَغّضنَا إِلَيهِم

وَ قَالَ ع مَن صَلّي مَعَهُم فِي الصّفّ الأَوّلِ فَكَأَنّمَا صَلّي مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي الصّفّ الأَوّلِ

وَ قَالَ ع الرّيَاءُ مَعَ المُنَافِقِ فِي دَارِهِ عِبَادَةٌ وَ مَعَ المُؤمِنِ شِركٌ وَ التّقِيّةُ وَاجِبَةٌ لَا يَجُوزُ تَركُهَا إِلَي أَن يَخرُجَ القَائِمُ فَمَن تَرَكَهَا فَقَد دَخَلَ فِي نهَي‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ نهَي‌ِ رَسُولِ اللّهِص وَ الأَئِمّةِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم

80-مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَن مُعَلّي بنِ خُنَيسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا مُعَلّي اكتُم أَمرَنَا وَ لَا تُذِعهُ فَإِنّ مَن كَتَمَ أَمرَنَا وَ لَم يُذِعهُ


صفحه : 422

أَعَزّهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ جَعَلَهُ نُوراً بَينَ عَينَيهِ فِي الآخِرَةِ يَقُودُهُ إِلَي الجَنّةِ يَا مُعَلّي مَن أَذَاعَ أَمرَنَا وَ لَم يَكتُمهُ أَذَلّهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ نَزَعَ النّورَ مِن بَينِ عَينَيهِ فِي الآخِرَةِ وَ جَعَلَهُ ظُلمَةً تَقُودُهُ إِلَي النّارِ يَا مُعَلّي إِنّ التّقِيّةَ ديِنيِ‌ وَ دِينُ آباَئيِ‌ وَ لَا دِينَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ إِنّ اللّهَ يُحِبّ أَن يُعبَدَ فِي السّرّ كَمَا يُحِبّ أَن يُعبَدَ فِي العَلَانِيَةِ يَا مُعَلّي إِنّ المُذِيعَ لِأَمرِنَا كَالجَاحِدِ لَهُ

وَ مِنهُ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا لَنَا مَن يُخبِرُنَا بِمَا يَكُونُ كَمَا كَانَ عَلِيّ يُخبِرُ أَصحَابَهُ فَقَالَ ع بَلَي وَ اللّهِ وَ لَكِن هَاتِ حَدِيثاً وَاحِداً حَدّثتُكَ فَكَتَمتَهُ فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ فَوَ اللّهِ مَا وَجَدتُ حَدِيثاً وَاحِداً كَتَمتُهُ

وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ جُعِلَتِ التّقِيّةُ لِيُحقَنَ بِهَا الدّمُ فَإِذَا بَلَغَ الدّمَ فَلَا تَقِيّةَ

وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن حَدِيثٍ كَثِيرٍ فَقَالَ هَل كَتَمتَ عَلَيّ شَيئاً قَطّ فَبَقِيتُ أَذكُرُ فَلَمّا رَأَي مَا بيِ‌ قَالَ أَمّا مَا حَدّثتَ بِهِ أَصحَابَكَ فَلَا بَأسَ بِهِ إِنّمَا الإِذَاعَةُ أَن تُحَدّثَ بِهِ غَيرَ أَصحَابِكَ

وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَظمُ الغَيظِ عَنِ العَدُوّ فِي دَولَاتِهِم تَقِيّةٌ وَ حِرزٌ لِمَن أَخَذَ بِهَا وَ تَحَرّزٌ مِنَ التّعرِيضِ لِلبَلَاءِ فِي الدّنيَا

81- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأُولئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم مَرّتَينِ بِما صَبَرُوا قَالَ بِمَا صَبَرُوا عَلَي التّقِيّةِوَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السّيّئَةَ قَالَ الحَسَنَةُ التّقِيّةُ وَ السّيّئَةُ الإِذَاعَةُ

بيان أُولئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُمالآية في سورة القصص هكذاالّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ مِن قَبلِهِ هُم بِهِ يُؤمِنُونَ قال الطبرسي‌ رحمه الله مِن قَبلِهِ أي من قبل محمدهُم بِهِ أي بمحمديُؤمِنُونَلأنه وجدوا صفته في التوراة وقيل من قبله أي من قبل القرآن هم بالقرآن يصدقون والمراد بالكتاب التوراة


صفحه : 423

والإنجيل وَ إِذا يُتلي أي القرآن عَلَيهِم قالُوا آمَنّا بِهِ إِنّهُ الحَقّ مِن رَبّنا إِنّا كُنّا مِن قَبلِهِ مُسلِمِينَ ثم أثني الله سبحانه عليهم فقال أُولئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم مَرّتَينِ بِما صَبَرُوا قال رحمه الله مرة بتمسكهم بدينهم حتي أدركوا محمداص فآمنوا به ومرة بإيمانهم به وقيل بما صبروا علي الكتاب الأول و علي الكتاب الثاني‌ وإيمانهم بما فيهما وقيل بما صبروا علي دينهم و علي أذي الكفار لهم وتحمل المشاق وَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السّيّئَةَ أي يدفعون بالحسن من الكلام القبيح من الكلام ألذي يسمعونه من الكفار وقيل يدفعون بالمعروف المنكر وقيل يدفعون بالحلم جهل الجاهل وقيل يدفعون بالمداراة مع الناس أذاهم عن أنفسهم وروي‌ مثل ذلك عن أبي عبد الله ع . وأقول علي ما في الخبر كأنها منزلة علي جماعة من مؤمني‌ أهل الكتاب آمنوا بمحمدص باطنا وأخفوا إيمانهم عن قومهم تقية فآتاهم أجرهم مرتين مرة لإيمانهم ومرة للعمل بالتقية والمراد بالإذاعة الإشاعة وإفشاء ماأمروا ع بكتمانه عندخوف الضرر عليهم

82- كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عُمَرَ الأعَجمَيِ‌ّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا عُمَرَ إِنّ تِسعَةَ أَعشَارِ الدّينِ فِي التّقِيّةِ وَ لَا دِينَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ التّقِيّةُ فِي كُلّ شَيءٍ إِلّا فِي النّبِيذِ وَ المَسحِ عَلَي الخُفّينِ

تبيان إن تسعة أعشار الدين في التقية كان المعني أن ثواب التقية في زماننا تسعة أضعاف سائر الأعمال وبعبارة أخري إيمان العاملين بالتقية عشرة أمثال من لم يعمل بها وقيل لقلة الحق وأهله وكثرة الباطل وأهله حتي أن الحق عشر والباطل تسعة أعشار و لابد لأهل الحق من المماشاة مع أهل الباطل فيهاحال ظهور دولتهم ليسلموا من بطشهم و لايخفي ما فيه و لادين أي كاملا إلا في النبيذ.أقول سيأتي‌ في كتاب الطهارة في حديث زرارة ثلاثة لاأتقي‌ فيهن أحدا


صفحه : 424

شرب المسكر ومسح الخفين ومتعة الحج و هذامخالف للمشهور من كون التقية في كل شيء إلا في الدماء واختلف في توجيهه علي وجوه الأول ماذكره زرارة في تتمة الخبر السابق حيث قال و لم يقل الواجب عليكم أن لاتتقوا فيهن أحدا أي عدم التقية فيهن مختص بهم ع إما لأنهم يعلمون أنه لايلحقهم الضرر بذلك و أن الله يحفظهم أولأنها كانت مشهورة من مذهبهم ع فكان لاينفعهم التقية الثاني‌ ماذكره الشيخ قدس سره في التهذيب و هو أنه لاتقية فيهالأجل مشقة يسيرة لاتبلغ إلي الخوف علي النفس أوالمال و إن بلغت أحدهما جازت الثالث أنه لاتقية فيهالظهور الخلاف فيها بين المخالفين فلاحاجة إلي التقية الرابع لعدم الحاجة إلي التقية فيهالجهات أخري أما في النبيذ فلإمكان التعلل في ترك شربه بغير الحرمة كالتضرر به ونحو ذلك و أما في المسح فلأن الغسل أولي منه وهم لايقولون بتعين المسح علي الخفين و أما في متعة الحج فلأنهم يأتون بالطواف والسعي‌ للقدوم استحبابا فلا يكون الاختلاف إلا في النية وهي‌ أمر قلبي‌ لايطلع عليه أحد والتقصير وإخفاؤه في غاية السهولة قال في الذكري يمكن أن يقال هذه الثلاث لاتقية فيها من العامة غالبا لأنهم لاينكرون متعة الحج وأكثرهم يحرم المسكر و من خلع خفه وغسل رجليه فلاإنكار عليه والغسل أولي منه عندانحصار الحال فيهما و علي هذاتكون نسبته إلي غيره كنسبته إلي نفسه في أنه تنتفي‌ التقية فيه و إذاقدر خوف ضرر نادر جازت التقية انتهي . وأقول علي ماذكرنا في الوجه الرابع يظهر علة عدم ذكر متعة الحج في هذاالخبر لعدم الحاجة إلي التقية فيه أصلا غالبا و أماعدم التعرض لنفي‌ التقية في القتل فلظهوره أولكون المراد التقية من المخالفين و لااختصاص لتقية القتل بهم


صفحه : 425

83- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع التّقِيّةُ مِن دِينِ اللّهِ قُلتُ مِن دِينِ اللّهِ قَالَ إيِ‌ وَ اللّهِ مِن دِينِ اللّهِ وَ لَقَد قَالَ يُوسُفُأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ اللّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا شَيئاً وَ لَقَد قَالَ اِبرَاهِيمُإنِيّ‌ سَقِيمٌ وَ اللّهِ مَا كَانَ سَقِيماً

تبيين من دين الله أي من دين الله ألذي أمر عباده بالتمسك به في كل ملة لأن أكثر الخلق في كل عصر لماكانوا من أهل البدع شرع الله التقية في الأقوال والأفعال والسكوت عن الحق لخلص عباده عندالخوف حفظا لنفوسهم ودمائهم وأعراضهم وأموالهم وإبقاء لدينه الحق و لو لاالتقية بطل دينه بالكلية وانقرض أهله لاستيلاء أهل الجور والتقية إنما هي‌ في الأعمال لاالعقائد لأنها من الأسرار التي‌ لايعلمها إلاعلام الغيوب . واستشهد ع لجواز التقية بالآية الكريمة حيث قال ولقد قال يوسف نسب القوم إلي يوسف باعتبار أنه أمر به والفعل ينسب إلي الآمر كماينسب إلي الفاعل والعير بالكسر القافلة مؤنثة و هذاالقول مع أنهم لم يسرقوا السقاية ليس بكذب لأنه كان لمصلحة وهي‌ حبس أخيه عنده بأمر الله تعالي مع عدم علم القوم بأنه ع أخوهم مع ما فيه من التورية المجوزة عندالمصلحة التي‌ خرج بها عن الكذب باعتبار أن صورتهم وحالتهم شبيهة بحال السراق بعدظهور السقاية عندهم أوبإرادة أنهم سرقوا يوسف من أبيه كماورد في الخبر. وكذا قول ابراهيم ع إنِيّ‌ سَقِيمٌ و لم يكن سقيما لمصلحة فإنه أراد التخلف عن القوم لكسر الأصنام فتعلل بذلك وأراد أنه سقيم القلب بما يري من القوم من عبادة الأصنام أو لماعلم من شهادة الحسين ع كمامر أوأراد أنه في معرض السقم والبلايا و كان الاستشهاد بالآيتين علي التنظير لرفع الاستبعاد


صفحه : 426

عن جواز التقية بأنه إذاجاز ماظاهره الكذب لبعض المصالح التي‌ لم تصل إلي حد الضرورة فجواز إظهار خلاف الواقع قولا وفعلا عندخوف الضرر العظيم أولي أوالمراد بالتقية مايشمل تلك الأمور أيضا

84- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ الحلَبَيِ‌ّ عَن حُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن حَبِيبِ بنِ بِشرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ لَا وَ اللّهِ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ شَيءٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنَ التّقِيّةِ يَا حَبِيبُ إِنّهُ مَن كَانَت لَهُ تَقِيّةٌ رَفَعَهُ اللّهُ يَا حَبِيبُ مَن لَم يَكُن لَهُ تَقِيّةٌ وَضَعَهُ اللّهُ يَا حَبِيبُ إِنّ النّاسَ إِنّمَا هُم فِي هُدنَةٍ فَلَو قَد كَانَ ذَلِكَ كَانَ هَذَا

بيان في النهاية الهدنة السكون والصلح والموادعة بين المسلمين والكفار و بين كل متحاربين انتهي والمراد بالناس إما المخالفون أي هم في دعة واستراحة لأنا لم نؤمر بعدلمحاربتهم ومنازعتهم وإنما أمرنا بالتقية منهم ومسالمتهم أوالشيعة أي أمروا بالموادعة والمداراة مع المخالفين أوالأعم منهما ولعله أظهر فلو قد كان ذلك أي ظهور القائم ع والأمر بالجهاد معهم ومعارضتهم كان هذا أي ترك التقية ألذي هومحبوبكم ومطلوبكم وقيل يعني‌ أن مخالفينا اليوم في هدنة وصلح ومسالمة معنا لايريدون قتالنا والحرب معنا ولهذا نعمل معهم بالتقية فلو قد كان ذلك يعني‌ لو كان في زمن أمير المؤمنين و الحسن بن علي صلوات الله عليهما أيضا الهدنة لكانت التقية فإن التقية واجبة ماأمكنت فإذا لم تمكن جاز تركها لمكان الضرورة انتهي و ماذكرنا أظهر

85-كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن جَابِرٍ المَكفُوفِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَاتّقُوا عَلَي دِينِكُم وَ احجُبُوهُ بِالتّقِيّةِ فَإِنّهُ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ إِنّمَا أَنتُم فِي النّاسِ كَالنّحلِ فِي الطّيرِ لَو أَنّ الطّيرَ يَعلَمُ مَا فِي أَجوَافِ النّحلِ مَا بقَيِ‌َ مِنهَا شَيءٌ


صفحه : 427

إِلّا أَكَلَتهُ وَ لَو أَنّ النّاسَ عَلِمُوا مَا فِي أَجوَافِكُم أَنّكُم تُحِبّونّا أَهلَ البَيتِ لَأَكَلُوكُم بِأَلسِنَتِهِم وَ لَنَحَلُوكُم فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ رَحِمَ اللّهُ عَبداً مِنكُم كَانَ عَلَي وَلَايَتِنَا

تبيان اتقوا علي دينكم أي احذروا المخالفين بكتمان دينكم إشفاقا وإبقاء عليه لئلا يسلبوه منكم أواحذروهم كائنين علي دينكم إشعارا بأن التقية لاينافي‌ كونكم علي الدين أواتقوهم ما لم يصر سببا لذهاب دينكم ويحتمل أن تكون علي بمعني في والأول أظهر إنما أنتم في الناس كالنحل .أقول كأنه لذلك لقب أمير المؤمنين ع بأمير النحل ويعسوب المؤمنين وتشبيه الشيعة بالنحل لوجوه الأول أن العسل ألذي في أجوافها ألذ الأشياء المدركة بالحس و ألذي في قلوب الشيعة من دين الحق والولاية ألذ المشتهيات العقلانية الثاني‌ أن العسل شفاء من الأمراض الجسمانية لقوله تعالي فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ و ما في جوف الشيعة شفاء من جميع الأدواء الروحانية الثالث ضعف النحل بالنسبة إلي الطيور وضعف الشيعة في زمان التقية بالنسبة إلي المخالفين الرابع شدة إطاعة النحل لرئيسهم كشدة انقياد الشيعة ليعسوبهم صلوات الله عليه الخامس ماذكر في الخبر من أنهم بين بني‌ آدم كالنحل بين سائر الطيور في أنها إذاعلمت ما في أجوافها لأكلتها رغبة فيما في أجوافها للذتها كما أن المخالفين لوعلموا ما في قلوب الشيعة من دين الحق لقتلوهم عنادا وقيل لأن الطير لو كان بينها حسد كبني‌ آدم وعلمت أن في أجوافها العسل و هوسبب عزتها عندبني‌ آدم لقتلها حسدا كما أن المخالفين لوعلموا أن في أجواف الشيعة ما يكون سببا لعزتهم عند الله لأفنوهم باللسان فكيف باليد والسنان حسدا و ماذكرنا أظهر وأقل تكلفا. و في القاموس نحله القول كمنعه نسبه إليه وفلانا سابه وجسمه كمنع وعلم ونصر وكرم نحولا ذهب من مرض أوسفر وأنحله الهم و في بعض النسخ


صفحه : 428

بالجيم في القاموس نجل فلانا ضربه بمقدم رجله وتناجلوا تنازعوا

86- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لا تسَتوَيِ‌ الحَسَنَةُ وَ لَا السّيّئَةُ قَالَ الحَسَنَةُ التّقِيّةُ وَ السّيّئَةُ الإِذَاعَةُ وَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ السّيّئَةَ قَالَ التّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ التّقِيّةُفَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌ

بيان كأن الجمع بين أجزاء الآيات المختلفة من قبيل النقل بالمعني وإرجاع بعضها إلي بعض فإن في سورة حم السجدة هكذاوَ لا تسَتوَيِ‌ الحَسَنَةُ وَ لَا السّيّئَةُ ادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌ و في سورة المؤمنون هكذاادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ السّيّئَةَ نَحنُ أَعلَمُ بِما يَصِفُونَفإلحاق السيئة في الآية الأولي لتوضيح المعني أولبيان أن دفع السيئة في الآية الأخري أيضا بمعني التقية مع أنه يحتمل أن يكون في مصحفهم ع كذلك قال الطبرسي‌ رحمه الله ادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ أي السيئة أي ادفع بحقك باطلهم وبحلمك جهلهم وبعفوك إساءتهم فإذافعلت ذلك صار عدوك ألذي يعاديك في الدين بصورة وليك القريب فكأنه وليك في الدين وحميمك في النسب

87- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَمرٍو الكنِاَنيِ‌ّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا عَمرٍو أَ رَأَيتَكَ لَو حَدّثتُكَ بِحَدِيثٍ أَو أَفتَيتُكَ بِفُتيَا ثُمّ جئِتنَيِ‌ بَعدَ ذَلِكَ فسَأَلَتنَيِ‌ عَنهُ فَأَخبَرتُكَ بِخِلَافِ مَا كُنتُ أَخبَرتُكَ أَو أَفتَيتُكَ بِخِلَافِ ذَلِكَ بِأَيّهِمَا كُنتَ تَأخُذُ قُلتُ بِأَحدَثِهِمَا وَ أَدَعُ الآخَرَ فَقَالَ قَد أَصَبتَ يَا أَبَا عَمرٍو أَبَي اللّهُ إِلّا أَن يُعبَدَ سِرّاً أَمَا وَ اللّهِ لَئِن فَعَلتُم ذَلِكَ إِنّهُ خَيرٌ لِي وَ لَكُم وَ أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَنَا وَ لَكُم فِي دِينِهِ إِلّا التّقِيّةَ


صفحه : 429

بيان قال الوالد قدس سره أبوعمرو هو عبد الله بن سعيد الثقة و في المصباح الفتوي بالواو فتفتح الفاء وبالياء فتضم و هواسم من أفتي العالم إذا بين الحكم واستفتيته سألته أن يفتي‌ والجمع الفتاوي‌ بكسر الواو علي الأصل وقيل يجوز الفتح للتخفيف انتهي و قوله بأحدثهما إما علي سبيل الاستفتاء والسؤال أو كان عالما بهذا الحكم قبل ذلك من جهتهم ع و إلافكيف يجوز ع فتواه من جهة الظن مع تيسر العلم و لما كان الاختلاف للتقية قال ع أبي الله إلا أن يعبد سرا أي في دولة الباطل والعبادة في السر هي‌ الاعتقاد بالحق قلبا أوالعمل بالحكم الأصلي‌ سرا وإظهار خلاف كل منهما علانية و هذا و إن كان عبادة أيضا وثوابه أكثر لكن الأول هوالأصل فلذا عبر هكذا

88- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن دُرُستَ الواَسطِيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا بَلَغَت تَقِيّةُ أَحَدٍ تَقِيّةَ أَصحَابِ الكَهفِ إِن كَانُوا لَيَشهَدُونَ الأَعيَادَ وَ يَشُدّونَ الزّنَانِيرَ فَأَعطَاهُمُ اللّهُأَجرَهُم مَرّتَينِ

بيان مابلغت أي في الأمم السابقة أو في هذه الأمة أيضا لأن أعظم التقية في هذه الأمة مع أهل الإسلام المشاركين لهم في كثير من الأحكام و لاتبلغ التقية منهم إلي حد إظهار الشرك والزنانير جمع الزنار وزان التفاح و هو ما علي وسط النصاري والمجوس وتزنروا شدوا الزنار علي وسطهم

89- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن حَمّادِ بنِ وَاقِدٍ اللّحّامِ قَالَ استَقبَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فِي طَرِيقٍ فَأَعرَضتُ عَنهُ بوِجَهيِ‌ وَ مَضَيتُ فَدَخَلتُ عَلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ لَأَلقَاكَ فَأَصرِفُ وجَهيِ‌ كَرَاهَةَ أَن أَشُقّ عَلَيكَ فَقَالَ لِي رَحِمَكَ اللّهُ لَكِن رَجُلٌ لقَيِنَيِ‌ أَمسِ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ مَا أَحسَنَ وَ لَا أَجمَلَ

بيان في القاموس شق عليه الأمر شقا ومشقة صعب و عليه أوقعه في المشقة ماأحسن مانافية أي لم يفعل الحسن حيث ترك التقية وسلم علي علي وجه


صفحه : 430

المعرفة والإكرام بمحضر المخالفين و لاأجمل أي و لافعل الجميل وقيل أي ماأجمل حيث قدم الظرف علي السلام و هويدل علي الحصر وعبر بالكنية و كل منهما يدل علي التعظيم

90- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ قِيلَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ النّاسَ يَروُونَ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ عَلَي مِنبَرِ الكُوفَةِ أَيّهَا النّاسُ إِنّكُم سَتُدعَونَ إِلَي سبَيّ‌ فسَبُوّنيِ‌ ثُمّ سَتُدعَونَ إِلَي البَرَاءَةِ منِيّ‌ فَلَا تَبَرّءُوا منِيّ‌ فَقَالَ مَا أَكثَرَ مَا يَكذِبُ النّاسُ عَلَي عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ إِنّمَا قَالَ إِنّكُم سَتُدعَونَ إِلَي سبَيّ‌ فسَبُوّنيِ‌ ثُمّ سَتُدعَونَ إِلَي البَرَاءَةِ منِيّ‌ وَ إنِيّ‌ لَعَلَي دِينِ مُحَمّدٍ وَ لَم يَقُل وَ لَا تَبَرّءُوا منِيّ‌ فَقَالَ لَهُ السّائِلُ أَ رَأَيتَ إِنِ اختَارَ القَتلَ دُونَ البَرَاءَةِ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا ذَلِكَ عَلَيهِ وَ مَا لَهُ إِلّا مَا مَضَي عَلَيهِ عَمّارُ بنُ يَاسِرٍ حَيثُ أَكرَهَهُ أَهلُ مَكّةَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمَانِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص عِندَهَا يَا عَمّارُ إِن عَادُوا فَعُد فَقَد أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عُذرَكَ وَ أَمَرَكَ أَن تَعُودَ إِن عَادُوا

بيان إنكم ستدعون هذا من معجزاته صلوات الله عليه فإنه أخبر بما سيقع و قدوقع لأن بني‌ أمية لعنهم الله أمروا الناس بسبه ع وكتبوا إلي عمالهم في البلاد أن يأمروهم بذلك وشاع ذلك حتي أنهم سبوه ع علي المنابر و ما له إلا مامضي عليه عمار بن ياسر رَوَي العَامّةُ وَ الخَاصّةُ أَنّ قُرَيشاً أَكرَهُوا عَمّاراً وَ أَبَوَيهِ يَاسِراً وَ سُمَيّةَ عَلَي الِارتِدَادِ فَلَم يَقبَلهُ أَبَوَاهُ فَقَتَلُوهُمَا وَ أَعطَاهُمَا عَمّارٌ بِلِسَانِهِ مَا أَرَادُوا مُكرَهاً فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ عَمّاراً كَفَرَ فَقَالَ كَلّا إِنّ عَمّاراً مُلِئَ إِيمَاناً مِن قَرنِهِ إِلَي قَدَمِهِ وَ اختَلَطَ الإِيمَانُ بِلَحمِهِ وَ دَمِهِ فَأَتَي رَسُولَ اللّهِص عَمّارٌ وَ هُوَ يبَكيِ‌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِص يَمسَحُ عَينَيهِ فَقَالَ مَا لَكَ إِن عَادُوا فَعُد لَهُم بِمَا قُلتَ لَهُم

. قوله ع وأمرك يمكن أن يكون علي صيغة الماضي‌ الغائب


صفحه : 431

بإرجاع المستتر إلي الله وبصيغة المضارع المتكلم

91- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن هِشَامٍ الكنِديِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِيّاكُم أَن تَعمَلُوا عَمَلًا نُعَيّرُ بِهِ فَإِنّ وَلَدَ السّوءِ يُعَيّرُ وَالِدُهُ بِعَمَلِهِ كُونُوا لِمَنِ انقَطَعتُم إِلَيهِ زَيناً وَ لَا تَكُونُوا عَلَيهِ شَيناً صَلّوا فِي عَشَائِرِهِم وَ عُودُوا مَرضَاهُم وَ اشهَدُوا جَنَائِزَهُم وَ لَا يَسبِقُونَكُم إِلَي شَيءٍ مِنَ الخَيرِ فَأَنتُم أَولَي بِهِ مِنهُم وَ اللّهِ مَا عُبِدَ اللّهُ بشِيَ‌ءٍ أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الخبَ ءِ فَقُلتُ وَ مَا الخبَ ءُ قَالَ التّقِيّةُ

بيان قوله ع فإن ولد السوء بفتح السين من إضافة الموصوف إلي الصفة و هذا علي التنظير أو هومبني‌ علي مامر مرارا من أن الإمام بمنزلة الوالد لرعيته والوالدان في بطن القرآن النبي ص والإمام ع و قداشتهر أيضا أن المعلم والد روحاني‌ والشين العيب صلوا في عشائرهم يمكن أن يقرأ صلوا بالتشديد من الصلاة وبالتخفيف من الصلة أي صلوا المخالفين مع عشائرهم أي كمايصلهم عشائرهم وقيل أي إذاكانوا عشائركم والضمائر للمخالفين بقرينة المقام و في بعض النسخ عشائركم و لايسبقونكم خبر في معني الأمر والخب ء الإخفاء والستر تقول خبأت الشي‌ء خبأ من باب منع إذاأخفيته وسترته والمراد به هنا التقية لأن فيهاإخفاء الحق وستره

92- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع عَنِ القِيَامِ لِلوُلَاةِ فَقَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع التّقِيّةُ مِن ديِنيِ‌ وَ دِينُ آباَئيِ‌ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ

بيان عن القيام للولاة أي القيام عندهم أولتعظيمهم عندحضورهم أومرورهم ويفهم منه عدم جواز القيام لهم عندعدم التقية و علي جوازه للمؤمنين بطريق أولي و فيه نظر وقيل المراد القيام بأمورهم والائتمار بأمرهم و لايخفي بعده


صفحه : 432

93- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن ربِعيِ‌ّ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ التّقِيّةُ فِي كُلّ ضَرُورَةٍ وَ صَاحِبُهَا أَعلَمُ بِهَا حِينَ تَنزِلُ بِهِ

بيان يدل علي وجوب التقية في كل مايضطر إليه الإنسان إلا ماخرج بدليل و علي أن الضرورة منوطة بعلم المكلف وظنه و هوأعلم بنفسه كما قال تعالي بَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ و الله يعلم من نفسه أنه مداهنة أوتقيه

94- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي يَقُولُ وَ أَيّ شَيءٍ أَقَرّ لعِيَنيِ‌ مِنَ التّقِيّةِ إِنّ التّقِيّةَ جُنّةُ المُؤمِنِ

بيان جنة المؤمن أي من ضرر المخالفين

95- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مُنِعَ مِيثَمٌ رَحِمَهُ اللّهُ مِنَ التّقِيّةِ فَوَ اللّهِ لَقَد عَلِمَ أَنّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَت فِي عَمّارٍ وَ أَصحَابِهِإِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ

تبيان مامنع ميثم كأنه كان ميثما فصحف ويمكن أن يقرأ منع علي بناء المجهول أي لم يكن ميثم ممنوعا من التقية في هذاالأمر فلم لم يتق فيكون الكلام مسوقا للإشفاق لاالذم والاعتراض كما هوالظاهر علي تقدير النصب ويحتمل أن يكون علي الرفع مدحا له بأنه مع جواز التقية تركه لشدة حبه لأمير المؤمنين ع ويحتمل أن يكون المعني لم يمنع من التقية و لم يتركها


صفحه : 433

لكن لم تنفعه وإنما تركها لعدم الانتفاع بها وعدم تحقق شرط التقية فيه ويمكن أن يقرأ منع علي بناء المعلوم أي ليس فعله مانعا للغير عن التقية لأنه اختار أحد الفردين المخير فيهما أولاختصاص الترك به لماذكر أوفعلها و لم تنفعه . وبالجملة يبعد عن مثل ميثم ورشيد وقنبر وأضرابهم رفع الله درجاتهم بعدإخباره صلوات الله عليه إياهم بما يجري‌ عليهم وأمرهم بالتقية تركهم أمره ع ومخالفتهم له وعدم بيانه ع لهم مايجب عليهم حينئذ أبعد فالظاهر أنهم كانوا مخيرين في ذلك فاختاروا ما كان أشق عليهم وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ الكشَيّ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ عَن مِيثَمٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ دعَاَنيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ لِي كَيفَ أَنتَ يَا مِيثَمُ إِذَا دَعَاكَ دعَيِ‌ّ بنَيِ‌ أُمَيّةَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ إِلَي البَرَاءَةِ منِيّ‌ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا وَ اللّهِ لَا أَبرَأُ مِنكَ قَالَ إِذاً وَ اللّهِ يَقتُلُكَ وَ يَصلِبُكَ فَقُلتُ أَصبِرُ فَذَاكَ فِي اللّهِ قَلِيلٌ فَقَالَ يَا مِيثَمُ إِذاً تَكُونُ معَيِ‌ فِي درَجَتَيِ‌

وَ روُيِ‌َ أَيضاً عَن قِنوَا بِنتِ رُشَيدٍ الهجَرَيِ‌ّ قَالَت سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ أخَبرَنَيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَقَالَ يَا رُشَيدُ كَيفَ صَبرُكَ إِذَا أَرسَلَ إِلَيكَ دعَيِ‌ّ بنَيِ‌ أُمَيّةَ فَقَطَعَ يَدَيكَ وَ رِجلَيكَ وَ لِسَانَكَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ آخِرُ ذَلِكَ إِلَي الجَنّةِ فَقَالَ يَا رُشَيدُ أَنتَ معَيِ‌ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَت وَ اللّهِ مَا ذَهَبَتِ الأَيّامُ حَتّي أَرسَلَ إِلَيهِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيَادٍ الدعّيِ‌ّ فَدَعَاهُ إِلَي البَرَاءَةِ مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَأَبَي أَن يَتَبَرّأَ مِنهُ وَ قَالَ لَهُ الدعّيِ‌ّ فبَأِيَ‌ّ مِيتَةٍ قَالَ لَكَ تَمُوتُ فَقَالَ لَهُ أخَبرَنَيِ‌ خلَيِليِ‌ أَنّكَ تدَعوُنيِ‌ إِلَي البَرَاءَةِ فَلَا أَبرَأُ مِنهُ فتَقُدَمّنُيِ‌ فَتَقطَعُ يدَيَ‌ّ وَ رجِليَ‌ّ وَ لسِاَنيِ‌ فَقَالَ وَ اللّهِ لَأُكَذّبَنّ قَولَهُ قَالَ فَقَدّمُوهُ فَقَطَعُوا يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ وَ تَرَكُوا لِسَانَهُ فَحَمَلتُ أَطرَافَهُ يَدَيهِ وَ رِجلَيهِ فَقُلتُ يَا أَبَتِ هَل تَجِدُ أَلَماً لِمَا أَصَابَكَ فَقَالَ لَا يَا بُنَيّةِ إِلّا كَالزّحَامِ بَينَ النّاسِ فَلَمّا احتَمَلنَاهُ وَ أَخرَجنَاهُ مِنَ القَصرِ اجتَمَعَ النّاسُ حَولَهُ فَقَالَ ائتوُنيِ‌ بِصَحِيفَةٍ وَ دَوَاةٍ أَكتُب لَكُم مَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَأَرسَلَ إِلَيهِ الحَجّامَ حَتّي قَطَعَ لِسَانَهُ فَمَاتَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ فِي لَيلَتِهِ

.


صفحه : 434

وأقول قصة عمار وأبويه رضي‌ الله عنهم تشهد بذلك أيضا إذ مدح عمارا علي التقية و قال سبق أبواه إلي الجنة و إن أمكن أن يكون ذلك لجهلهما بالتقية

وَ روُيِ‌َ فِي غوالي‌ اللآلّيِ‌ أَنّ مُسَيلَمَةَ لَعَنَهُ اللّهُ أَخَذَ رَجُلَينِ مِنَ المُسلِمِينَ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا مَا تَقُولُ فِي مُحَمّدٍص قَالَ رَسُولُ اللّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِيّ قَالَ أَنتَ أَيضاً فَخَلّاهُ فَقَالَ لِلآخَرِ مَا تَقُولُ فِي مُحَمّدٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِيّ قَالَ أَنَا أَصَمّ فَأَعَادَ عَلَيهِ ثَلَاثاً وَ أَعَادَ جَوَابَهُ الأَوّلَ فَقَتَلَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ أَمّا الأَوّلُ فَقَد أَخَذَ بِرُخصَةِ اللّهِ وَ أَمّا الثاّنيِ‌ فَقَد صَدَعَ بِالحَقّ فَهَنِيئاً لَهُ

96- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَن شُعَيبٍ الحَدّادِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا جُعِلَتِ التّقِيّةُ لِيُحقَنَ بِهَا الدّمُ فَإِذَا بَلَغَ الدّمَ فَلَيسَ تَقِيّةٌ

بيان قوله ع إنما جعلت التقية أي إنما قررت لئلا ينتهي‌ آخرا إلي إراقة الدم و إن كان في أول الحال يجوز التقية لغيرها أوالمعني أن العمدة في مصلحة التقية حفظ النفس فلاينافي‌ جواز التقية لغيره أيضا كحفظ المال أوالعرض فليس تقية أي ليس هناك تقية أو ليس مايفعلونه تقية و لاخلاف في أنه لاتقية في قتل معصوم الدم و إن ظن أنه يقتل إن لم يفعل والمشهور أنه إن أكرهه علي الجراح ألذي لايسري‌ إلي فوات النفس يجوز فعله إن ظن أنه يقتل إن لم يفعل و إن شمل قولهم لاتقية في الدماء ذلك و قديحمل الخبر علي أن المعني أن التقية لحفظ الدم فإذاعلم أنه يقتل علي كل حال فلاتقية

97- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُلّمَا تَقَارَبَ هَذَا الأَمرُ كَانَ أَشَدّ لِلتّقِيّةِ

بيان كلما تقارب هذاالأمر أي خروج القائم ع


صفحه : 435

98- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ وَ مَعمَرِ بنِ يَحيَي بنِ سَامٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ زُرَارَةَ قَالُوا سَمِعنَا أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ التّقِيّةُ فِي كُلّ شَيءٍ يُضطَرّ إِلَيهِ ابنُ آدَمَ فَقَد أَحَلّهُ اللّهُ لَهُ

بيان قيل الفاء في قوله فقد أحله الله للبيان وأقول يدل أيضا علي عموم التقية في كل ضرورة و قال الشهيد رفع الله درجته في قواعده التقية مجاملة الناس بما يعرفون وترك ماينكرون و قددل عليها الكتاب والسنة قال الله تعالي لا يَتّخِذِ المُؤمِنُونَ الكافِرِينَ أَولِياءَ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيءٍ إِلّا أَن تَتّقُوا مِنهُم تُقاةً و قال تعالي إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ ثم ذكر الأخبار في ذلك ثم قال رحمه الله التقية تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة فالواجب إذاعلم أوظن نزول الضرر بتركها به أوببعض المؤمنين والمستحب إذا كان لايخاف ضررا عاجلا أويخاف ضررا سهلا أو كان تقية في المستحب كالترتيب في تسبيح الزهراء ع وترك بعض فصول الأذان والمكروه التقية في المستحب حيث لاضرر عاجلا و لاآجلا ويخاف منه الالتباس علي عوام المذهب والحرام التقية حيث يؤمن الضرر عاجلا وآجلا أو في قتل مسلم والمباح التقية في بعض المباحات التي‌ ترجحها العامة و لايصل بتركها ضرر

99- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ التّقِيّةُ تُرسُ اللّهِ بَينَهُ وَ بَينَ خَلقِهِ

بيان قوله ع ترس الله أي ترس يمنع الخلق من عذاب الله أو من البلايا النازلة من عنده أوالمراد بقوله بينه و بين أوليائه علي حذف المضاف فالمراد بخلقه أعداؤه


صفحه : 436

100- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَمزَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع خَالِطُوهُم بِالبَرّانِيّةِ وَ خَالِفُوهُم بِالجَوّانِيّةِ إِذَا كَانَتِ الإِمرَةُ صِبيَانِيّةً

إيضاح قال في النهاية في حديث سلمان من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه أراد بالبراني‌ العلانية والألف والنون من زيادات النسب كماقالوا في صنعاء صنعاني‌ وأصله من قولهم خرج فلان برا أي خرج إلي البر والصحراء و ليس من قديم الكلام وفصيحه و قال أيضا في حديث سلمان إن لكل امر‌ئ جوانيا وبرانيا أي باطنا وظاهرا وسرا وعلانية و هومنسوب إلي جو البيت و هوداخله وزيادة الألف والنون للتأكيد انتهي . والإمرة بالكسر الإمارة والمراد بكونها صبيانية كون الأمير صبيا أومثله في قلة العقل والسفاهة أوالمعني أنه لم تكن بناء الإمارة علي أمر حق بل كانت مبنية علي الأهواء الباطلة كلعب الأطفال والنسبة إلي الجمع تكون علي وجهين أحدهما أن يكون المراد النسبة إلي الجنس فيرد إلي المفرد والثاني‌ أن تكون الجمعية ملحوظة فلايرد و هذا من الثاني‌ إذ المراد التشبيه بأمارة يجتمع عليها الصبيان

101- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن زَكَرِيّا المُؤمِنِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَسَدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع رَجُلَانِ مِن أَهلِ الكُوفَةِ أُخِذَا فَقِيلَ لَهُمَا ابرَأَا مِن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فبَرَ‌ِئَ وَاحِدٌ مِنهُمَا وَ أَبَي الآخَرُ فخَلُيّ‌َ سَبِيلُ ألّذِي برَ‌ِئَ وَ قُتِلَ الآخَرُ فَقَالَ أَمّا ألّذِي برَ‌ِئَ فَرَجُلٌ فَقِيهٌ فِي دِينِهِ وَ أَمّا ألّذِي لَم يَبرَأ فَرَجُلٌ تَعَجّلَ إِلَي الجَنّةِ

بيان يدل علي أن تارك التقية جهلا مأجور و لاينافي‌ جواز الترك كمامر


صفحه : 437

102- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع احذَرُوا عَوَاقِبَ العَثَرَاتِ

بيان احذروا عواقب العثرات أي في ترك التقية أوالأعم فيشمل تركها و علي الوجهين فالمعني أن كل ماتقولونه أوتفعلونه فانظروا أولا في عاقبته و ما له عاجلا وآجلا ثم قولوه أوافعلوه فإن العثرة قلما تفارق القول والفعل و لاسيما إذاكثرا أوالمراد أنه كلما عثرتم عثرة في قول أوفعل فاشتغلوا بإصلاحها وتداركها كيلا يؤدي‌ في العاقبة إلي فساد لايقبل الإصلاح

103- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ يَقُولُ التّقِيّةُ تُرسُ المُؤمِنِ وَ التّقِيّةُ حِرزُ المُؤمِنِ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ إِنّ العَبدَ لَيَقَعُ إِلَيهِ الحَدِيثُ مِن حَدِيثِنَا فَيَدِينُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَهُ فَيَكُونُ لَهُ عِزّاً فِي الدّنيَا وَ نُوراً فِي الآخِرَةِ وَ إِنّ العَبدَ لَيَقَعُ إِلَيهِ الحَدِيثُ مِن حَدِيثِنَا فَيُذِيعُهُ فَيَكُونُ لَهُ ذُلّا فِي الدّنيَا وَ يَنزِعُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ النّورَ مِنهُ

بيان لمن لاتقية له أي مع العلم بوجوبها أوفيما يجب فيه التقية حتما فيدين الله عز و جل به أي يعبد الله بقبوله والعمل به فيما بينه أي بين الله وبينه فيكون أي الحديث أوالتدين به له أي لهذا العبد عزا في الدنيا بسبب التقية ونورا في الآخرة بسبب عبادته الصحيحة من حديثنا أي المختص بنا المخالف لأحاديث العامة فيكون له ذلا أي بسبب ترك التقية وينزع الله لبطلان عبادته التي‌ لم يتق فيها

104- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ ثَلَاثٌ مَن لَم يَكُن فِيهِ لَم يَتِمّ لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ يَحجُزُهُ عَن معَاَصيِ‌ اللّهِ وَ خُلُقٌ يدُاَريِ‌ بِهِ النّاسَ وَ حِلمٌ يَرُدّ بِهِ جَهلَ الجَاهِلِ


صفحه : 438

بيان ثلاث أي ثلاث خصال لم يتم له عمل أي لم يكمل و لم يقبل منه عمل من العبادات أوالأعم منها و من أمور المعاش ومعاشرة الخلق فتأثير الورع في قبول الطاعات وكمالها ظاهر لأنه إِنّما يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ وكذا الأخيران لأن تركهما قدينتهي‌ إلي ارتكاب المعاصي‌ ويحتمل أن يكونا لأمور المعاش بناء علي تعميم العمل و كان الفرق بين الخلق والحلم أن الخلق وجودي‌ و هوفعل مايوجب تطييب قلوب الناس ورضاهم والحلم عدمي‌ و هوترك المعارضة والانتقام في الإساءة و قال في النهاية فيه رأس العقل بعدالإيمان مداراة الناس المداراة غيرمهموزة ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمالهم لئلا ينفروا عنك و قدتهمز

105- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ قَالَ سَمِعتُ جَعفَراً ع يَقُولُ جَاءَ جَبرَئِيلُ ع إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ دَارِ خلَقيِ‌

بيان المداراة إما مخصوصة بالمؤمنين أوتعم المشركين أيضا مع عدم الاضطرار إلي المقابلة والمحاربة كما كان دأبه ص فإنه كان يداريهم ماأمكن فإذا لم يكن ينفع الوعظ والمداراة كان يقاتلهم ليسلموا و بعدالظفر عليهم أيضا كان يعفو ويصفح و لاينتقم منهم ويحتمل أن يكون ذلك قبل أن يؤمرص بالجهاد

106- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن حَبِيبٍ السجّسِتاَنيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي التّورَاةِ مَكتُوبٌ فِيمَا نَاجَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع يَا مُوسَي اكتُم مَكتُومَ سرِيّ‌ فِي سَرِيرَتِكَ وَ أَظهِر فِي عَلَانِيَتِكَ المُدَارَاةَ عنَيّ‌ لعِدَوُيّ‌ وَ عَدُوّكَ مِن خلَقيِ‌ وَ لَا تَستَسِبّ لِي عِندَهُم بِإِظهَارِ مَكتُومِ سرِيّ‌ فَتَشرَكَ عَدُوّكَ وَ عدَوُيّ‌ فِي سبَيّ‌


صفحه : 439

تبيان فيما ناجي الله يقال ناجاه مناجاة ونجاء ساره والمراد هنا وحيه إليه بلا توسط ملك وإضافة المكتوم إلي السر من إضافة الصفة إلي الموصوف للمبالغة فإن السر هوالحديث المكتوم في النفس وكأن المراد بالسريرة هنا القلب لأنه محل السر تسمية للمحل باسم الحال قال الجوهري‌ السر ألذي يكتم والجمع الأسرار والسريرة مثله والجمع السرائر انتهي ويحتمل أن يكون بمعناه أي في جملة ماتسره وتكتمه من أسرارك وكأن المراد بالسر هنا ماأمر بإخفائه عنهم من العلوم التي‌ ألقاه إليه من عدم إيمانهم مثلا وانتهاء أمرهم إلي الهلاك والغرق أوالحكم بكون أسلافهم في النار كما أن فرعون لماسأله ع عن أحوالهم من السعادة والشقاوة بقوله فَما بالُ القُرُونِ الأُولي لم يحكم بشقاوتهم وكونهم في النار بل أجمل و قال عِلمُها عِندَ ربَيّ‌ فِي كِتابٍ لا يَضِلّ ربَيّ‌ وَ لا يَنسي علي بعض الوجوه المذكورة في الآية أوبعض الأسرار التي‌ لم يكونوا قابلين لفهمها. وأظهر في علانيتك المداراة عني‌ كأن التعدية بعن لتضمين معني الدفع أو يكون مهموزا من الدرء بمعني الدفع أولأن أصله لما كان من الدرء بمعني الدفع عدي‌ بها والنسبة إلي المتكلم لبيان أن الضرر الواصل إليك كأنه واصل إلي‌ فالمراد المداراة عنك ويحتمل أن يكون عني‌ متعلقا بأظهر أي أظهر من قبلي‌ المداراة كما قال تعالي فَقُولا لَهُ قَولًا لَيّناً و لاتستسب لي عندهم أي لاتظهر عندهم من مكتوم سري‌ مايصير سببا لسبهم وشتمهم لي أو لك فيكون بمنزلة سبي‌ كماورد هذا في قوله تعالي وَ لا تَسُبّوا الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبّوا اللّهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍ فَقَد رَوَي العيَاّشيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ أَ رَأَيتَ أَحَداً يَسُبّ اللّهَ فَقِيلَ لَا وَ كَيفَ قَالَ مَن سَبّ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَقَد سَبّ اللّهَ

وَ فِي غَيرِهِ عَنهُ ع قَالَ لَا تَسُبّوهُم فَإِنّهُم


صفحه : 440

يَسُبّونَكُم وَ مَن سَبّ ولَيِ‌ّ اللّهِ فَقَد سَبّ اللّهَ

فتشرك عدوك يدل علي أن السبب للفعل كالفاعل له

107- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن حَمزَةَ بنِ بَزِيعٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ بِمُدَارَاةِ النّاسِ كَمَا أمَرَنَيِ‌ بِأَدَاءِ الفَرَائِضِ

بيان بأداء الفرائض أي الصلوات الخمس أوكلما أمر به في القرآن

108- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مُدَارَاةُ النّاسِ نِصفُ الإِيمَانِ وَ الرّفقُ بِهِم نِصفُ العَيشِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع خَالِطُوا الأَبرَارَ سِرّاً وَ خَالِطُوا الفُجّارَ جِهَاراً وَ لَا تَمِيلُوا عَلَيهِم فَيَظلِمُوكُم فَإِنّهُ سيَأَتيِ‌ عَلَيكُم زَمَانٌ لَا يَنجُو فِيهِ مِن ذوَيِ‌ الدّينِ إِلّا مَن ظَنّوا أَنّهُ أَبلَهُ وَ صَبّرَ نَفسَهُ عَلَي أَن يُقَالَ أَنّهُ أَبلَهُ لَا عَقلَ لَهُ

تبيين كأن المراد بالمداراة هنا التغافل والحلم عنهم وعدم معارضتهم وبالرفق الإحسان إليهم وحسن معاشرتهم ويحتمل أن يكون مرجعهما إلي أمر واحد و يكون تفننا في العبارة فالغرض بيان أن المداراة والرفق بالعباد لهما مدخل عظيم في صلاح أمور الدين وتعيش الدنيا والثاني‌ ظاهر والأول لأنه إطاعة لأمر الشارع حيث أمر به وموجب لهداية الخلق وإرشادهم بأحسن الوجوه كما قال تعالي ادعُ إِلي سَبِيلِ رَبّكَ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جادِلهُم باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ والعيش الحياة والمراد هنا التعيش الحسن برفاهية خالطوا الأبرار سرا أي أحبوهم بقلوبكم وأفشوا إليهم أسراركم بخلاف الفجار فإنه إنما يحسن مخالطتهم في الظاهر للتقية والمداراة و لايجوز مودتهم قلبا من حيث فسقهم وليسوا محالا لأسرار المؤمنين و بين ع ذلك


صفحه : 441

بقوله و لاتميلوا عليهم علي بناء المجرد والتعدية بعلي للضرر أي لاتعارضوهم إرادة للغلبة قال في المصباح مال الحاكم في حكمه ميلا جار وظلم فهو مائل ومال عليهم الدهر أصابهم بجوائحه و في النهاية فيه لايهلك أمتي‌ حتي يكون بينهم التمايل والتمايز أي لا يكون لهم سلطان يكف الناس عن التظالم فيميل بعضهم علي بعض بالأذي والحيف انتهي . وقيل هو علي بناء الإفعال أوالتفعيل أي لاتعارضوهم لتميلوهم من مذهب إلي مذهب آخر و هوتكلف و إن كان أنسب بما بعده و في القاموس رجل أبله بين البله والبلاهة غافل أو عن الشر أوأحمق لاتمييز له والميت الداء أي من شره ميت و الحسن الخلق القليل الفطنة لمداق الأمور أو من غلبته سلامة الصدر و في المصباح صبرت صبرا من باب ضرب حبست النفس عن الجزع وصبرت زيدا يستعمل لازما ومتعديا وصبرته بالتثقيل حملته علي الصبر بوعد الأجر أو قلت له اصبر انتهي والحاصل أنه لفساد الزمان وغلبة أهل الباطل يختار العزلة والخمول و لايعارض الناس و لايتعرض لهم ويتحمل منهم أنواع الأذي حتي يظن الناس أن ذلك لبلاهته وقلة عقله

109- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ ذَكَرَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ قَوماً مِنَ النّاسِ قَلّت مُدَارَاتُهُم لِلنّاسِ فَأُنِفُوا مِن قُرَيشٍ وَ ايمُ اللّهِ مَا كَانَ بِأَحسَابِهِم بَأسٌ وَ إِنّ قَوماً مِن غَيرِ قُرَيشٍ حَسُنَت مُدَارَاتُهُم فَأُلحِقُوا بِالبَيتِ الرّفِيعِ قَالَ ثُمّ قَالَ مَن كَفّ يَدَهُ عَنِ النّاسِ فَإِنّمَا يَكُفّ عَنهُم يَداً وَاحِدَةً وَ يَكُفّونَ عَنهُ أيدي‌[أَيدِياً]كَثِيرَةً

بيان قوله ع فأنفوا من قريش كذا في أكثر النسخ وكأنه علي بناء الإفعال مشتقا من النفي‌ بمعني الانتفاء فإن النفي‌ يكون لازما ومتعديا لكن هذاالبناء لم يأت في اللغة أو هو علي بناء المفعول من أنف من قولهم أنفه يأنفه ويأنفه ضرب أنفه فيدل علي النفي‌ مع مبالغة فيه و هوأظهر


صفحه : 442

وأبلغ وقيل كأنه صيغة مجهول من الأنفة بمعني الاستنكاف إذ لم يأت الإنفاء بمعني النفي‌ انتهي . وأقول هذاأيضا لايستقيم لأن الفساد مشترك إذ لم يأت أنف بهذا المعني علي بناء المجهول فإنه يقال أنف منه كفرح أنفا كفرح أنفا وأنفة أي استنكف و في كثير من النسخ فألقوا أي أخرجوا وأطرحوا منهم و في الخصال فنفوا و هوأظهر ثم أشار ع مؤكدا بالقسم إلي أن ذلك الإلقاء كان باعتبار سوء معاشرتهم وفوات حسب أنفسهم ومآثرهم لاباعتبار قدح في نسبهم أو في حسب آبائهم ومآثر أسلافهم بقوله وايم الله ما كان بأحسابهم بأس . قال الجوهري‌ اليمين القسم والجمع أيمن وأيمان ثم قال وايمن الله اسم وضع للقسم هكذا بضم الميم والنون وألفه ألف وصل عندأكثر النحويين و لم يجئ في الأسماء ألف الوصل مفتوحة غيرها و قدتدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء تقول ليمن الله فتذهب الألف في الوصل و هومرفوع بالابتداء وخبره محذوف والتقدير ليمن الله قسمي‌ وليمن الله ماأقسم به و إذاخاطبت قلت ليمنك وربما حذفوا منه النون قالوا ايم الله وايم الله بكسر الهمزة وربما حذفوا منه الياء قالوا أم الله وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة قالوا م الله ثم يكسرونها لأنها صارت حرفا واحدا فيشبهونها بالباء فيقولون م الله وربما قالوا من الله بضم الميم والنون و من الله بفتحهما و من الله بكسرهما قال أبوعبيد وكانوا يحلفون باليمين يقولون يمين الله لاأفعل ثم يجمع اليمين علي أيمن ثم حلفوا به فقالوا أيمن الله لأفعلن كذا قال فهذا هوالأصل في أيمن الله ثم كثر هذا في كلامهم وخف علي ألسنتهم حتي حذفوا منه النون كماحذفوا في قوله لم يكن فقالوا لم يك قال و فيهالغات كثيرة سوي هذه و إلي هذاذهب ابن كيسان و ابن درستويه فقالا ألف أيمن ألف قطع و هوجمع يمين وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها. و قال الحسب مايعده الإنسان من مفاخر آبائه ويقال حسبه دينه ويقال


صفحه : 443

ماله و الرجل حسيب قال ابن السكيت الحسب والكرام يكونان في الرجل و إن لم يكن له آباء لهم شرف قال والشرف والمجد لايكونان إلابالآباء انتهي . والحاصل أن الكلام يحتمل وجهين أحدهما أنه لابد من حسن المعاشرة والمداراة مع المخالفين في دولاتهم مع المخالفة لهم باطنا في أديانهم وأعمالهم فإن قوما قلت مداراتهم للمخالفين فنفاهم خلفاء الجور والضلالة من قبيلة قريش وضيعوا أنسابهم وأحسابهم مع أنه لم يكن في أحساب أنفسهم شيء إلاترك المداراة والتقية أو لم يكن في شرف آبائهم نقص و إن قوما من قريش لم يكن فيهم حسب أو في آبائهم شرف فألحقهم خلفاء الضلالة وقضاة الجور في الشرف والعطاء والكرم بالبيت الرفيع من قريش وهم بنو هاشم . وثانيهما أن المعني أن القوم الأول بتركهم متابعة الأئمة ع في أوامرهم التي‌ منها المداراة مع المخالفين في دولاتهم و مع سائر الناس نفاهم الأئمة ع عن أنفسهم فذهب فضلهم وكأنهم خرجوا من قريش و لم ينفعهم شرف آبائهم و إن قوما من غيرقريش بسبب متابعة الأئمة ع ألحقوا بالبيت الرفيع وهم أهل البيت ع كقوله ص سلمان منا أهل البيت وكأصحاب سائر الأئمة ع من الموالي‌ فإنهم كانوا أقرب إلي الأئمة من كثير من بني‌ هاشم بل من كثير من أولاد الأئمة ع . والمراد بالبيت هنا الشرف والكرامة قال في المصباح بيت العرب شرفها يقال بيت تميم في حنظلة أي شرفها أوالمراد أهل البيت الرفيع وهم آل النبي ص . من كف يده هذامثل ما قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ مَن يَقبِض يَدَهُ عَن عَشِيرَتِهِ فَإِنّمَا يَقبِضُ عَنهُم يَداً وَاحِدَةً وَ يُقبَضُ مِنهُم عَنهُ أيَديِ‌ كَثِيرَةٌ

كماسيأتي‌ في باب صلة الرحم


صفحه : 444

باب 88- من مشي إلي طعام لم يدع إليه و من يجوز الأكل من بيته بغير إذنه

الآيات النورلَيسَ عَلَي الأَعمي حَرَجٌ وَ لا عَلَي الأَعرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَي المَرِيضِ حَرَجٌ وَ لا عَلي أَنفُسِكُم أَن تَأكُلُوا مِن بُيُوتِكُم أَو بُيُوتِ آبائِكُم أَو بُيُوتِ أُمّهاتِكُم أَو بُيُوتِ إِخوانِكُم أَو بُيُوتِ أَخَواتِكُم أَو بُيُوتِ أَعمامِكُم أَو بُيُوتِ عَمّاتِكُم أَو بُيُوتِ أَخوالِكُم أَو بُيُوتِ خالاتِكُم أَو ما مَلَكتُم مَفاتِحَهُ أَو صَدِيقِكُم لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَأكُلُوا جَمِيعاً أَو أَشتاتاً

1- ل ،[الخصال ] فِي وَصَايَا النّبِيّص لعِلَيِ‌ّ ع يَا عَلِيّ ثَمَانِيَةٌ إِن أُهِينُوا فَلَا يَلُومُوا إِلّا أَنفُسَهُم الذّاهِبُ إِلَي مَائِدَةٍ لَم يُدعَ إِلَيهَا وَ المُتَأَمّرُ عَلَي رَبّ البَيتِ وَ طَالِبُ الخَيرِ مِن أَعدَائِهِ وَ طَالِبُ الفَضلِ مِنَ اللّئَامِ وَ الدّاخِلُ بَينَ اثنَينِ فِي سِرّ لَم يُدخِلَاهُ فِيهِ وَ المُستَخِفّ بِالسّلطَانِ وَ الجَالِسُ فِي مَجلِسٍ لَيسَ لَهُ بِأَهلٍ وَ المُقبِلُ بِالحَدِيثِ عَلَي مَن لَا يَسمَعُ مِنهُ

2-فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِأَن تَأكُلُوا مِن بُيُوتِكُم أَو بُيُوتِ آبائِكُم أَو بُيُوتِ أُمّهاتِكُم أَو بُيُوتِ إِخوانِكُم أَو بُيُوتِ أَخَواتِكُم أَو بُيُوتِ أَعمامِكُم أَو بُيُوتِ عَمّاتِكُم أَو بُيُوتِ أَخوالِكُم أَو بُيُوتِ خالاتِكُم أَو ما مَلَكتُم مَفاتِحَهُ أَو صَدِيقِكُم لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَأكُلُوا جَمِيعاً أَو أَشتاتاًفَإِنّهَا نَزَلَت لَمّا هَاجَرَ النّبِيّص إِلَي المَدِينَةِ وَ آخَي بَينَ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ آخَي بَينَ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ بَينَ عُثمَانَ وَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ وَ بَينَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرِ وَ بَينَ سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ بَينَ المِقدَادِ وَ عَمّارٍ وَ تَرَكَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَاغتَمّ مِن ذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ لَم تُوَاخِ بيَنيِ‌ وَ بَينَ أَحَدٍ فَقَالَص وَ اللّهِ يَا


صفحه : 445

عَلِيّ مَا حَبَستُكَ إِلّا لنِفَسيِ‌ أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ أخَيِ‌ وَ أَنَا أَخُوكَ وَ أَنتَ وصَيِيّ‌ وَ وزَيِريِ‌ وَ خلَيِفتَيِ‌ فِي أمُتّيِ‌ تقَضيِ‌ ديَنيِ‌ وَ تُنجِزُ عدِاَتيِ‌ وَ تَتَوَلّي غسُليِ‌ وَ لَا يَلِيهِ غَيرُكَ وَ أَنتَ منِيّ‌ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِ‌ّ بعَديِ‌ فَاستَبشَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِذَلِكَ فَكَانَ بَعدَ ذَلِكَ إِذَا بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص فِي غَزَاةٍ أَو سَرِيّةٍ يَدفَعُ الرّجُلُ مِفتَاحَ بَيتِهِ إِلَي أَخِيهِ فِي الدّينِ وَ يَقُولُ خُذ مَا شِئتَ وَ كُل مَا شِئتَ وَ كَانُوا يَمتَنِعُونَ مِن ذَلِكَ حَتّي رُبّمَا فَسَدَ الطّعَامُ فِي البَيتِ فَأَنزَلَ اللّهُلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَأكُلُوا جَمِيعاً أَو أَشتاتاًيعَنيِ‌ إِذَا حَضَرَ صَاحِبُهُ أَو لَم يَحضُر إِذَا مَلَكتُم مَفَاتِحَهُ

3- سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا دعُيِ‌َ أَحَدُكُم إِلَي طَعَامٍ فَلَا يَستَتبِعَنّ وَلَدَهُ فَإِنّهُ إِن فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَرَاماً وَ دَخَلَ غَاصِباً

4- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌالآيَةَ قَالَ بِإِذنٍ وَ بِغَيرِ إِذنٍ

5- سن ،[المحاسن ] ابنُ سِنَانٍ وَ صَفوَانُ بنُ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ أَوِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن هَذِهِ الآيَةِ لَيسَ عَلَيكُم جُنَاحٌأَن تَأكُلُوا مِن بُيُوتِكُم أَو بُيُوتِ آبائِكُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ قُلتُ مَا يعَنيِ‌ بِقَولِهِأَو صَدِيقِكُم قَالَ هُوَ وَ اللّهِ الرّجُلُ يَدخُلُ بَيتَ صَدِيقِهِ وَ يَأكُلَ بِغَيرِ إِذنِهِ

6- سن ،[المحاسن ] ابنُ البزَنَطيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَمّا يَحِلّ لِلرّجُلِ مِن بَيتِ أَخِيهِ مِنَ الطّعَامِ قَالَ المَأدُومُ وَ التّمرُ وَ كَذَلِكَ يَحِلّ لِلمَرأَةِ مِن بَيتِ زَوجِهَا

7- سن ،[المحاسن ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لِلمَرأَةِ أَن تَأكُلَ وَ تَصَدّقَ وَ لِلصّدِيقِ أَن يَأكُلَ مِن مَنزِلِ أَخِيهِ وَ يَتَصَدّقَ


صفحه : 446

8- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن صَفوَانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيأَو صَدِيقِكُمأَو ما مَلَكتُم مَفاتِحَهُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ سَمّي اللّهُ فِي هَذِهِ الآيَةِ يُؤكَلُ بِغَيرِ إِذنِهِم مِنَ التّمرِ وَ المَأدُومِ وَ كَذَلِكَ ألّذِي تَطعَمُ المَرأَةُ بِغَيرِ إِذنِ زَوجِهَا فَأَمّا مَا خَلَا ذَلِكَ مِنَ الطّعَامِ فَلَا

9- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ القَاسِمِ بنِ عُروَةَ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَحَدَهُمَا ع عَن هَذِهِ الآيَةِ لَيسَ عَلَيكُم جُنَاحٌأَن تَأكُلُوا مِن بُيُوتِكُمالآيَةَ قَالَ لَيسَ عَلَيكَ فِيمَا طَعِمتَ أَو أَكَلتَ مِمّا مَلَكتَ مَفَاتِحَهُ مَا لَم تُفسِد

10- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِأَو ما مَلَكتُم مَفاتِحَهُ قَالَ الرّجُلُ يَكُونُ لَهُ وَكِيلٌ يَقُومُ فِي مَالِهِ فَيَأكُلُ بِغَيرِ إِذنِهِ

11- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ] لَا بَأسَ لِلرّجُلِ أَن يَأكُلَ مِن بَيتِ أَبِيهِ وَ أَخِيهِ وَ أُمّهِ وَ أُختِهِ وَ صَدِيقِهِ مَا لَم يَخشَ عَلَيهِ الفَسَادَ مِن يَومِهِ بِغَيرِ إِذنِهِ مِثلَ البُقُولِ وَ الفَاكِهَةِ وَ أَشبَاهِ ذَلِكَ

باب 98-الحث علي إجابة دعوة المؤمن والحث علي الأكل من طعام أخيه

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ السخّيِ‌ّ يَأكُلُ مِن طَعَامِ النّاسِ لِيَأكُلُوا مِن طَعَامِهِ وَ البَخِيلُ لَا يَأكُلُ مِن طَعَامِ النّاسِ لِئَلّا يَأكُلُوا مِن طَعَامِهِ

2-ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن أَبِي العَبّاسِ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّبّاحِ عَن


صفحه : 447

جَرِيرٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ الشيّباَنيِ‌ّ عَن أَشعَثَ بنِ أَبِي الشّعثَاءِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ سُوَيدٍ عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ أَمَرَنَا رَسُولُ اللّهِص بِسَبعٍ إِلَي أَن قَالَ وَ إِجَابَةِ الداّعيِ‌

ب ،[قرب الإسناد]هارون عن ابن صدقة عن جعفر عن أبيه عن النبي صلوات الله عليهم مثله

3- ب ،[قرب الإسناد] أَبُو البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌ مِنَ الجَفَاءِ أَن يَصحَبَ الرّجُلُ الرّجُلَ فَلَا يَسأَلَهُ عَنِ اسمِهِ وَ كُنيَتِهِ وَ أَن يُدعَي الرّجُلُ إِلَي طَعَامٍ فَلَا يُجِيبَ أَو يُجِيبَ فَلَا يَأكُلَ وَ مُوَاقَعَةُ الرّجُلِ أَهلَهُ قَبلَ المُلَاعَبَةِ

4- سن ،[المحاسن ] ابنُ مِهرَانَ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُجِيبُ الدّعوَةَ

5- سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَنِ المُثَنّي الحَنّاطِ عَن إِسحَاقَ بنِ يَزِيدَ وَ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِن حَقّ المُسلِمِ أَن يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ

6- سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن ابنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِنَ الحُقُوقِ الوَاجِبَاتِ لِلمُؤمِنِ عَلَي المُؤمِنِ أَن يُجِيبَ دَعوَتَهُ

سن ،[المحاسن ] محمد بن علي عن إسماعيل بن بشار عن ابن عميرة عن أبي عبد الله ع مثله

7- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أوُصيِ‌ الشّاهِدَ مِن أمُتّيِ‌ وَ الغَائِبَ أَن يُجِيبَ دَعوَةَ المُسلِمِ وَ لَو عَلَي خَمسَةِ أَميَالٍ فَإِنّ ذَلِكَ مِنَ الدّينِ


صفحه : 448

8- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو أَنّ مُؤمِناً دعَاَنيِ‌ إِلَي ذِرَاعِ شَاةٍ لَأَجَبتُهُ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الدّينِ أَبَي اللّهُ لِي زيِ‌ّ المُشرِكِينَ وَ المُنَافِقِينَ وَ طَعَامَهُم

9- سن ،[المحاسن ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو دُعِيتُ إِلَي ذِرَاعِ شَاةٍ لَأَجَبتُ

10- سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن أَعجَزِ العَجزِ رَجُلٌ دَعَاهُ أَخُوهُ إِلَي طَعَامٍ فَتَرَكَهُ مِن غَيرِ عِلّةٍ

11- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لَم يُجِبِ الدّعوَةَ فَقَد عَصَي اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُكرَهُ إِجَابَةُ مَن يَشهَدُ وَلِيمَتَهُ الأَغنِيَاءُ دُونَ الفُقَرَاءِ

12- نهج ،[نهج البلاغة] مِن كِتَابٍ لَهُ ع إِلَي عُثمَانَ بنِ حُنَيفٍ الأنَصاَريِ‌ّ وَ هُوَ عَامِلُهُ عَلَي البَصرَةِ وَ قَد بَلَغَهُ أَنّهُ دعُيِ‌َ إِلَي وَلِيمَةِ قَومٍ مِن أَهلِهَا فَمَضَي إِلَيهَا أَمّا بَعدُ يَا ابنَ حُنَيفٍ فَقَد بلَغَنَيِ‌ أَنّ رَجُلًا مِن فِتيَةِ أَهلِ البَصرَةِ دَعَاكَ إِلَي مَأدُبَةٍ فَأَسرَعتَ إِلَيهَا تُستَطَابُ لَكَ الأَلوَانُ وَ تُنقَلُ إِلَيكَ الجِفَانُ وَ مَا ظَنَنتُ أَنّكَ تُجِيبُ إِلَي طَعَامِ قَومٍ عَائِلُهُم مَجفُوّ وَ غَنِيّهُم مَدعُوّ فَانظُر إِلَي مَا تَقضَمُهُ مِن هَذَا المَقضَمِ فَمَا اشتَبَهَ عَلَيكَ عِلمُهُ فَالفِظهُ وَ مَا أَيقَنتَ بِطِيبِ وُجُوهِهِ فَنَل مِنهُ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ

باب 09-جودة الأكل في منزل الأخ المؤمن

1- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ يَقُولُ لِرَجُلٍ كَانَ يَأكُلُ أَ مَا عَلِمتَ أَنّهُ يُعرَفُ حُبّ الرّجُلِ أَخَاهُ بِكَثرَةِ أَكلِهِ عِندَهُ

2-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ


صفحه : 449

ع يَقُولُ يُعرَفُ حُبّ الرّجُلِ بِأَكلِهِ مِن طَعَامِ أَخِيهِ

3- سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ أَكَلتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع شِوَاءً فَجَعَلَ يلُقيِ‌ بَينَ يدَيَ‌ّ ثُمّ قَالَ إِنّهُ يُقَالُ اعتَبِر حُبّ الرّجُلِ بِأَكلِهِ مِن طَعَامِ أَخِيهِ

4- سن ،[المحاسن ]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ الصيّرفَيِ‌ّ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَدّمَ إِلَينَا طَعَاماً فِيهِ شِوَاءٌ وَ أَشيَاءَ بَعدَهُ ثُمّ جَاءَ بِقَصعَةٍ مِن أَرُزّ فَأَكَلتُ مَعَهُ فَقَالَ كُل قُلتُ قَد أَكَلتُ فَقَالَ كُل فَإِنّهُ يُعتَبَرُ حُبّ الرّجُلِ لِأَخِيهِ بِانبِسَاطِهِ فِي طَعَامِهِ ثُمّ أَحَازَ لِي حَوزاً بِإِصبَعِهِ مِنَ القَصعَةِ وَ قَالَ لِي لَتَأكُلَنّ بَعدَ مَا قَد أَكَلتُهُ فَأَكَلتُهُ

5- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَعَا بِالخِوَانِ فأَتُيِ‌َ بِقَصعَةٍ فِيهَا أَرُزّ فَأَكَلتُ مِنهَا حَتّي امتَلَأَتُ فَخَطّهُ بِيَدِهِ فِي القَصعَةِ ثُمّ قَالَ أَقسَمتُ عَلَيكَ لَمّا أَكَلتَ دُونَ الخَطّ

6- سن ،[المحاسن ] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ دَخَلتُ مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ نَحنُ جَمَاعَةٌ فَدَعَا بِالغَدَاءِ فَتَغَدّينَا وَ تَغَدّي مَعَنَا وَ كُنتُ أَحدَثَ القَومِ سِنّاً فَجَعَلتُ أَقصُرُ وَ أَنَا آكُلُ فَقَالَ لِي كُل أَ مَا عَلِمتَ أَنّهُ تُعرَفُ مَوَدّةُ الرّجُلِ لِأَخِيهِ بِأَكلِهِ مِن طَعَامِهِ

7- سن ،[المحاسن ]إِسمَاعِيلُ بنُ مِهرَانَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي المَغرَاءِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ خاَليِ‌ عَنبَسَةُ بنُ مُصعَبٍ قَالَ أَتَينَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ يُرِيدُ الخُرُوجَ إِلَي مَكّةَ فَأَمَرَ بِسُفرَتِهِ فَوُضِعَت بَينَ أَيدِينَا فَقَالَ كُلُوا فَأَكَلنَا وَ جَعَلنَا نَقصُرُ فِي الأَكلِ فَقَالَ كُلُوا فَأَكَلنَا فَقَالَ أَبَيتُم أَبَيتُم إِنّهُ كَانَ يُقَالُ اعتَبِر حُبّ القَومِ بِأَكلِهِم قَالَ فَأَكَلنَا وَ ذَهَبَتِ الحِشمَةُ


صفحه : 450

8- سن ،[المحاسن ]الوَشّاءُ عَن يُونُسَ بنِ رَبِيعٍ قَالَ دَعَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بِطَعَامٍ فأَتُيِ‌َ بِهَرِيسَةٍ فَقَالَ لَنَا ادنُوا فَكُلُوا قَالَ فَأَقبَلَ القَومُ يَقصُرُونَ فَقَالَ كُلُوا إِنّمَا تَستَبِينُ مَوَدّةُ الرّجُلِ لِأَخِيهِ فِي أَكلِهِ قَالَ فَأَقبَلنَا نُصَعّرُ أَنفُسَنَا كَمَا يُصَعّرُ الإِبِلُ

9- سن ،[المحاسن ] ابنُ عِيسَي عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ المُلَقّبِ بِزُحَلَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ أَكَلنَا مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأُتِينَا بِقَصعَةٍ مِن أَرُزّ فَجَعَلنَا نُعَذّرُ فَقَالَ مَا صَنَعتُم شَيئاً إِنّ أَشَدّكُم حُبّاً لَنَا أَحسَنُكُم أَكلًا عِندَنَا قَالَ عَبدُ الرّحمَنِ فَرَفَعتُ[كسحت ][كُسحَةَ] مَا بِهِ فَأَكَلتُ فَقَالَ الآنَ ثُمّ أَنشَأَ يُحَدّثُنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص أُهدِيَت لَهُ قَصعَةُ أَرُزّ مِن نَاحِيَةِ الأَنصَارِ فَدَعَا سَلمَانَ وَ المِقدَادَ وَ أَبَا ذَرّ رَحِمَهُمُ اللّهُ فَجَعَلُوا يُعَذّرُونَ فِي الأَكلِ فَقَالَ مَا صَنَعتُم شَيئاً إِنّ أَشَدّكُم حُبّاً لَنَا أَحسَنُكُم أَكلًا عِندَنَا فَجَعَلُوا يَأكُلُونَ جَيّداً ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع رَحِمَهُمُ اللّهُ وَ صَلّي عَلَيهِم

10- سن ،[المحاسن ]يَاسِرٌ الخَادِمُ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ الخَيّرُ يَأكُلُ مِن طَعَامِ النّاسِ لِيَأكُلُوا مِن طَعَامِهِ

باب 19-آداب الضيف وصاحب المنزل و من ينبغي‌ ضيافته

الآيات الأحزاب يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم إِلي طَعامٍ غَيرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَ لكِن إِذا دُعِيتُم فَادخُلُوا فَإِذا طَعِمتُم فَانتَشِرُوا وَ لا مُستَأنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنّ ذلِكُم كانَ يؤُذيِ‌ النّبِيّ فيَسَتحَييِ‌ مِنكُم وَ اللّهُ لا يسَتحَييِ‌

مِنَ الحَقّالذاريات هَل أَتاكَ حَدِيثُ ضَيفِ اِبراهِيمَ المُكرَمِينَ إِذ دَخَلُوا عَلَيهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَومٌ مُنكَرُونَ فَراغَ إِلي أَهلِهِ فَجاءَ بِعِجلٍ سَمِينٍ فَقَرّبَهُ إِلَيهِم قالَ أَ لا تَأكُلُونَ

1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ البغَداَديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَنبَسَةَ عَن دَارِمٍ وَ نُعَيمِ بنِ صَالِحٍ الطبّرَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مِن حَقّ الضّيفِ أَن تمَشيِ‌َ مَعَهُ فَتُخرِجَهُ مِن حَرِيمِكَ إِلَي البَابِ

2- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُم عَلَي أَخِيهِ فِي رَحلِهِ فَليَقعُد حَيثُ يَأمُرُ صَاحِبُ الرّحلِ فَإِنّ صَاحِبَ الرّحلِ أَعرَفُ بِعَورَةِ بَيتِهِ مِنَ الدّاخِلِ عَلَيهِ

3- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لِكُلّ شَيءٍ ثَمَرَةٌ وَ ثَمَرَةُ المَعرُوفِ تَعجِيلُ السراج [السّرَاحِ]

4- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ دَعَا رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ قَد أَجَبتُكَ عَلَي أَن تَضمَنَ لِي ثَلَاثَ خِصَالٍ قَالَ وَ مَا هُنّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ لَا تُدخِل عَلَيّ شَيئاً مِن خَارِجٍ وَ لَا تَدّخِر عَلَيّ شَيئاً فِي البَيتِ وَ لَا تُجحِف بِالعِيَالِ قَالَ ذَلِكَ لَكَ فَأَجَابَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع

صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله

5- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ أَو غَيرِهِ قَالَنَزَلَ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَومٌ مِن جُهَينَةَ


صفحه : 452

فَأَضَافَهُم فَلَمّا أَرَادُوا الرّحلَةَ زَوّدَهُم وَ وَصَلَهُم وَ أَعطَاهُم ثُمّ قَالَ لِغِلمَانِهِ تَنَحّوا لَا تُعِينُوهُم فَلَمّا فَرَغُوا جَاءُوا لِيُوَدّعُوهُ فَقَالُوا لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَد أَضَفتَ فَأَحسَنتَ الضّيَافَةَ وَ أَعطَيتَ فَأَجزَلتَ العَطِيّةَ ثُمّ أَمَرتَ غِلمَانَكَ أَن لَا يُعِينُونَا عَلَي الرّحلَةِ فَقَالَ ع إِنّا أَهلُ بَيتٍ لَا نُعِينُ أَضيَافَنَا عَلَي الرّحلَةِ مِن عِندِنَا

6- ل ،[الخصال ] فِي وَصَايَا النّبِيّص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يَا عَلِيّ ثَمَانِيَةٌ إِن أُهِينُوا فَلَا يَلُومُوا إِلّا أَنفُسَهُم الذّاهِبُ إِلَي مَائِدَةٍ لَم يُدعَ إِلَيهَا وَ المُتَأَمّرُ عَلَي رَبّ البَيتِ الخَبَرَ

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ النحّويِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الخيَبرَيِ‌ّ عَن أَبِي نُعَيمٍ عَن أَبِي الأَحوَصِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ رَفِيعٍ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ نَزَلَ ضَيفٌ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ فَأَبطَأَ الأنَصاَريِ‌ّ عَلَي أَهلِهِ فَجَاءَ فَقَالَ مَا عَشّيتُم ضيَفيِ‌ وَ اللّهِ لَا أَطعَمُ عِشَاءَكُم وَ قَالَتِ المَرأَةُ وَ أَنَا وَ اللّهِ لَا أَطعَمُ اللّيلَةَ قَالَ الضّيفُ وَ أَنَا وَ اللّهِ لَا أَطعَمُ اللّيلَةَ فَقَالَ الأنَصاَريِ‌ّ يَبِيتُ اللّيلَةَ ضيَفيِ‌ بِغَيرِ عِشَاءٍ قَرّبُوا طَعَامَكُم فَأَكَلَ وَ أَكَلُوا مَعَهُ فَلَمّا أَصبَحَ غَدَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَخبَرَهُ بِأَمرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اللّهَ أَطَعتَ عَزّ وَ جَلّ وَ عَصَيتَ الشّيطَانَ

8- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ إِلَي بَشِيرٍ الدّهّانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن دَهّنَ مُسلِماً كَرَامَةً لَهُ كَتَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ بِكُلّ شَعرَةٍ نُوراً يَومَ القِيَامَةِ

9- سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَضِف بِطَعَامِكَ مَن تُحِبّ فِي اللّهِ

10- سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَنِ الوصَاّفيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَأَن أُشبِعَ أَخاً لِي فِي اللّهِ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن أُشبِعَ عَشَرَةَ مَسَاكِينَ


صفحه : 453

11- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن شِهَابِ بنِ عَبدِ رَبّهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اعمَل طَعَاماً وَ تَنَوّق فِيهِ وَ ادعُ عَلَيهِ أَصحَابَكَ

12- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَتَاكَ أَخُوكَ فَأتِهِ بِمَا عِندَكَ وَ إِذَا دَعَوتَهُ فَتَكَلّف لَهُ

13- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُؤمِنُ لَا يَحتَشِمُ مِن أَخِيهِ وَ مَا أدَريِ‌ أَيّهُمَا أَعجَبُ ألّذِي يُكَلّفُ أَخَاهُ إِذَا دَخَلَ عَلَيهِ أَن يَتَكَلّفَ لَهُ أَوِ المُتَكَلّفُ لِأَخِيهِ

14- سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن سُلَيمَانَ بنِ عُمَرَ الثقّفَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ كَفَي بِالمَرءِ إِثماً أَن يَستَقِلّ مَا يُقَرّبُ إِلَي إِخوَانِهِ وَ كَفَي بِالقَومِ إِثماً أَن يَستَقِلّوا مَا يُقَرّبُهُ إِلَيهِم أَخُوهُم

وَ قَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ إِثمٌ بِالمَرءِ

سن ،[المحاسن ]إِسمَاعِيلُ بنُ مِهرَانَ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلِ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن جَابِرٍ عَنِ النّبِيّص مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ إِثمٌ بِالمَرءِ

15- سن ،[المحاسن ]نُوحٌ النيّساَبوُريِ‌ّ عَن صَفوَانَ قَالَ جاَءنَيِ‌ عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ قَالَ هَل عِندَكَ شَيءٌ قُلتُ نَعَم بَعَثتُ ابنيِ‌ وَ أَعطَيتُهُ دِرهَماً يشَترَيِ‌ بِهِ لَحماً وَ بَيضاً فَقَالَ أَينَ أَرسَلتَ ابنَكَ فَخَبّرتُهُ فَقَالَ رُدّهُ رُدّهُ عِندَكَ خَلّ عِندَكَ زَيتٌ قُلتُ نَعَم قَالَ فَهَاتِهِ فإَنِيّ‌ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ هُلكٌ لاِمر‌ِئٍ احتَقَرَ لِأَخِيهِ مَا حَضَرَهُ هُلكٌ لاِمر‌ِئٍ احتَقَرَ مِن أَخِيهِ مَا قَدّمَ إِلَيهِ

16- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ هُلكٌ بِالمَرءِ المُسلِمِ أَن يُخرِجَ إِلَيهِ أَخُوهُ مَا عِندَهُ فَيَستَقِلّهُ وَ هُلكٌ بِالمَرءِ المُسلِمِ أَن يَستَقِلّ مَا عِندَهُ لِلضّيفِ


صفحه : 454

17- سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن مَكرُمَةِ الرّجُلِ لِأَخِيهِ أَن يَقبَلَ تُحفَتَهُ وَ أَن يُتحِفَهُ بِمَا عِندَهُ وَ لَا يَتَكَلّفَ لَهُ شَيئاً

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا أُحِبّ المُتَكَلّفِينَ

18- سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَن مُرَازِمِ بنِ حَكِيمٍ عَمّن رَفَعَهُ قَالَ إِنّ الحَارِثَ الأَعوَرَ أَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ أُحِبّ أَن تكُرمِنَيِ‌ بِأَن تَأكُلَ عنِديِ‌ فَقَالَ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي أَن لَا تَتَكَلّفَ شَيئاً وَ دَخَلَ فَأَتَاهُ الحَارِثُ بِكِسرٍ فَجَعَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَأكُلُ فَقَالَ لَهُ الحَارِثُ إِنّ معَيِ‌ دَرَاهِمَ وَ أَظهَرَهَا فَإِذَا هيِ‌َ فِي كُمّهِ فَقَالَ إِن أَذِنتَ لِي اشتَرَيتُ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَذِهِ مِمّا فِي بَيتِكَ

19- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ الحَارِثِ الأَعوَرِ فَقَالَ أتَاَنيِ‌ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقُلتُ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ادخُل منَزلِيِ‌ فَقَالَ عَلَي شَرطِ أَن لَا تَدّخِرَ عنَيّ‌ شَيئاً مِمّا فِي بَيتِكَ وَ لَا تَتَكَلّفَ شَيئاً مِمّا وَرَاءَ بَابِكَ

20- سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا طَعِمَ عِندَ أَهلِ بَيتٍ قَالَ طَعِمَ عِندَكُمُ الصّائِمُونَ وَ أَكَلَ مَعَكُمُ الأَبرَارُ وَ صَلّت عَلَيكُمُ المَلَائِكَةُ الأَخيَارُ

21- سن ،[المحاسن ] ابنُ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ السّمّانِ أَنّهُ حَمَلَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لُطفاً فَأَكَلَ مَعَهُ مِنهُ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ وَ قَالَ لَهُ أَكَلَ طَعَامَكَ الأَبرَارُ وَ صَلّت عَلَيكَ المَلَائِكَةُ الأَخيَارُ

22- سن ،[المحاسن ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَكَلَ مَعَ القَومِ كَانَ أَوّلَ مَن يَضَعُ يَدَهُ مَعَ القَومِ وَ آخَرُ مَن يَرفَعُهَا لِأَن يَأكُلَ القَومُ


صفحه : 455

23- سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص صَاحِبُ الرّحلِ يَشرَبُ أَوّلَ القَومِ وَ يَتَوَضّأُ آخِرَهُم

24- سن ،[المحاسن ] جَعفَرٌ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِيَشرَب ساَقيِ‌ القَومِ آخِرَهُم

25- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يُقسِمُ عَلَي الرّجُلِ فِي الطّعَامِ أَو نَحوِهِ قَالَ لَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ إِنّمَا أَرَادَ إِكرَامَهُ

26- سن ،[المحاسن ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ الفاَرسِيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ البصَريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مِن حَقّ الضّيفِ أَن يُعَدّ لَهُ الخِلَالُ

27- سر،[السرائر]السيّاّريِ‌ّ قَالَ نَزَلَ بأِبَيِ‌ الحَسَنِ مُوسَي ع أَضيَافٌ فَلَمّا أَرَادُوا الرّحِيلَ قَعّدَ عَنهُم غِلمَانَهُ فَقَالُوا لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَو أَمَرتَ الغِلمَانَ فَأَعَانُونَا عَلَي رِحلَتِنَا فَقَالَ لَهُم أَمّا وَ أَنتُم رَاحِلُونَ عَنّا فَلَا

28- سر،[السرائر] مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مِنَ الحِشمَةِ عِندَ الأَخِ إِذَا أَكَلَ عَلَي خِوَانٍ عِندَ أَخِيهِ أَن يَرفَعَ يَدَهُ قَبلَ يَدَيهِ وَ قَالَ لَا تَقُل لِأَخِيكَ إِذَا دَخَلَ عَلَيكَ أَكَلتَ اليَومَ شَيئاً وَ لَكِن قَرّب إِلَيهِ مَا عِندَكَ فَإِنّ الجَوَادَ كُلّ الجَوَادِ مَن بَذَلَ مَا عِندَهُ

29- مكا،[مكارم الأخلاق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَو أَنّ رَجُلًا أَنفَقَ عَلَي طَعَامٍ أَلفَ دِرهَمٍ وَ أَكَلَ مِنهُ مُؤمِنٌ لَم يُعَدّ مُسرِفاً

30-كش ،[رجال الكشي‌] جَعفَرُ بنُ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن مَيمُونِ بنِ مِهرَانَ عَن عَلِيّ ع


صفحه : 456

قَالَ قَالَ الحَارِثُ تَدخُلُ منَزلِيِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع عَلَي شَرطِ أَن لَا تدَخّرِنَيِ‌ شَيئاً مِمّا فِي بَيتِكَ وَ لَا تَكَلّفَ لِي شَيئاً مِمّا وَرَاءَ بَابِكَ قَالَ نَعَم فَدَخَلَ يَتَحَرّقُ وَ يُحِبّ أَن يشَترَيِ‌َ لَهُ وَ هُوَ يَظُنّ أَنّهُ لَا يَجُوزُ لَهُ حَتّي قَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مَا لَكَ يَا حَارِثُ قَالَ هَذِهِ دَرَاهِمُ معَيِ‌ وَ لَستُ أَقدِرُ عَلَي أَن أشَترَيِ‌َ لَكَ مَا أُرِيدُ قَالَ أَ وَ لَيسَ قُلتُ لَكَ لَا تَكَلّف مَا وَرَاءَ بَابِكَ فَهَذِهِ مِمّا فِي بَيتِكَ

31- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن تَكرِمَةِ الرّجُلِ لِأَخِيهِ المُسلِمِ أَن يَقبَلَ تُحفَتَهُ أَو يُتحِفَهُ مِمّا عِندَهُ وَ لَا يَتَكَلّفَ شَيئاً

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا أُحِبّ المُتَكَلّفِينَ

32- زُهدُ النّبِيّ،لِلشّيخِ جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ القمُيّ‌ّ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن أَطعَمَ طَعَاماً رِئَاءً وَ سُمعَةً أَطعَمَهُ اللّهُ مِن صَدِيدِ جَهَنّمَ وَ جَعَلَ ذَلِكَ الطّعَامَ نَاراً فِي بَطنِهِ حَتّي يقَضيِ‌َ بَينَ النّاسِ يَومَ القِيَامَةِ

33- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ النّبِيّص مَن أَطعَمَ أَخَاهُ حَلَاوَةً أَذهَبَ اللّهُ عَنهُ مَرَارَةَ المَوتِ

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قُوتُ الأَجسَادِ الطّعَامُ وَ قُوتُ الأَروَاحِ الإِطعَامُ

وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن أَشبَعَ جَائِعاً أَجرَي اللّهُ لَهُ نَهَراً فِي الجَنّةِ وَ قَالَ كَانَ سُلَيمَانُ ع يُطعِمُ أَضيَافَهُ اللّحمَ بِالحُوّارَي وَ عِيَالَهُ الخُشكَارَ وَ يَأكُلُ هُوَ الشّعِيرَ غَيرَ مَنخُولٍ

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَلَيكَ بِالمَسَاكِينِ فَأَشبِعهُم فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُوَ ما يبُد‌ِئُ الباطِلُ وَ ما يُعِيدُ


صفحه : 457

باب 29-العرض علي أخيك

1- سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ القاَساَنيِ‌ّ عَن أَبِي أَيّوبَ سُلَيمَانَ بنِ مُقبِلٍ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي بَعضِ مَغَازِيهِ فَمَرّ بِهِ رَكبٌ وَ هُوَ يصُلَيّ‌ فَوَقَفُوا عَلَي أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فَسَأَلُوهُم عَن رَسُولِ اللّهِص وَ دَعَوا وَ أَثنَوا وَ قَالُوا لَو لَا أَنّا عِجَالٌ لَانتَظَرنَا رَسُولَ اللّهِ فَأَقرَءُوهُ السّلَامَ وَ مَضَوا فَانفَتَلَ رَسُولُ اللّهِص مُغضَباً ثُمّ قَالَ لَهُم يَقِفُ عَلَيكُمُ الرّكبُ وَ يَسأَلُونَكُم عنَيّ‌ وَ يبُلَغّوُننَيِ‌ السّلَامَ وَ لَا تَعرِضُونَ عَلَيهِمُ الغَدَاءَ يَعِزّ عَلَي قَومٍ فِيهِم خلَيِليِ‌ جَعفَرٌ أَن يَجُوزُوهُ حَتّي يَتَغَدّوا عِندَهُ

2- سن ،[المحاسن ] ابنُ عِيسَي عَن عِدّةٍ رَفَعُوا إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ عَلَيكَ أَخُوكَ فَاعرِض عَلَيهِ الطّعَامَ فَإِن لَم يَأكُل فَاعرِض عَلَيهِ المَاءَ فَإِن لَم يَشرَب فَاعرِض عَلَيهِ الوَضُوءَ

3- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ الخَطّابِ الخِلَالِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَاهُ مَولًي لَهُ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ مَعَهُ ابنُهُ إِسمَاعِيلُ فَسَلّمَ عَلَيهِ وَ جَلَسَ فَلَمّا انصَرَفَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع انصَرَفَ مَعَهُ الرّجُلُ فَلَمّا انتَهَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِلَي بَابِ دَارِهِ دَخَلَ وَ تَرَكَ الرّجُلَ وَ قَالَ لَهُ ابنُهُ إِسمَاعِيلُ يَا أَبَه أَلّا كُنتَ عَرَضتَ عَلَيهِ الدّخُولَ فَقَالَ لَم يَكُن مِن شأَنيِ‌ إِدخَالُهُ قَالَ فَهُوَ لَم يَكُن يَدخُلُ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن يكَتبُنَيِ‌ اللّهُ عَرّاضاً


صفحه : 458

باب 39-فضل إقراء الضيف وإكرامه

الآيات هودفَما لَبِثَ أَن جاءَ بِعِجلٍ حَنِيذٍ

1- ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن يَزِيدَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المَكَارِمُ عَشرٌ فَإِنِ استَطَعتَ أَن تَكُونَ فِيكَ فَلتَكُن أَحَدُهَا إِقرَاءُ الضّيفِ الخَبَرَ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المفيد عن ابن قولويه عن علي بن بابويه عن علي بن ابراهيم عن ابن عيسي عن النهدي‌ عن يزيد بن إسحاق مثله

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عِندَ الوَفَاةِ أُوصِيكَ يَا بنُيَ‌ّ بِالصّلَاةِ عِندَ وَقتِهَا إِلَي أَن قَالَ وَ إِكرَامِ الضّيفِ

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِإِسنَادِ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِدَاوُدَ بنِ سِرحَانَ يَا دَاوُدُ إِنّ خِصَالَ المَكَارِمِ بَعضُهَا مُقَيّدٌ بِبَعضٍ يَقسِمُهَا اللّهُ حَيثُ شَاءَ تَكُونُ فِي الرّجُلِ وَ لَا تَكُونُ فِي ابنِهِ وَ تَكُونُ فِي العَبدِ وَ لَا تَكُونُ فِي سَيّدِهِ صِدقُ الحَدِيثِ وَ صِدقُ البَأسِ وَ إِعطَاءُ السّائِلِ وَ المُكَافَأَةُ بِالصّنَائِعِ وَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ وَ صِلَةُ الرّحِمِ وَ التّوَدّدُ إِلَي الجَارِ وَ الصّاحِبِ وَ قِرَي الضّيفِ وَ رَأسُهُنّ الحَيَاءُ

4-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص مَرّ بِقَبرٍ يُحفَرُ وَ قَدِ انبَهَرَ ألّذِي يَحفِرُهُ فَقَالَ لَهُ لِمَن تَحفِرُ هَذَا القَبرَ فَقَالَ لِفُلَانِ بنِ فُلَانٍ فَقَالَ وَ مَا لِلأَرضِ تَشَدّدُ عَلَيكَ إِن كَانَ مَا عَلِمتُ لَسَهلًا حَسَنَ الخُلُقِ فَلَانَتِ الأَرضُ عَلَيهِ حَتّي كَانَ لَيَحفِرُهَا بِكَفّيهِ ثُمّ قَالَ


صفحه : 459

لَقَد كَانَ يُحِبّ إِقرَاءَ الضّيفِ وَ لَا يقُريِ‌ الضّيفَ إِلّا مُؤمِنٌ تقَيِ‌ّ

5- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَجُلًا أَتَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ إنِيّ‌ أُحسِنُ الوُضُوءَ وَ أُقِيمُ الصّلَاةَ وَ أوُتيِ‌ الزّكَاةَ فِي وَقتِهَا وَ أقُريِ‌ الضّيفَ طَيّبٌ بِهَا نفَسيِ‌ مُحتَسِبٌ بِذَلِكَ أَرجُو مَا عِندَ اللّهِ فَقَالَ بَخ بَخ بَخ مَا لِجَهَنّمَ عَلَيكَ سَبِيلٌ إِنّ اللّهَ قَد بَرّأَكَ مِنَ الشّحّ إِن كُنتَ كَذَلِكَ ثُمّ قَالَ نَهَي عَنِ التّكَلّفِ لِلضّيفِ بِمَا لَا يَقدِرُ عَلَيهِ إِلّا بِمَشَقّةٍ وَ مَا مِن ضَيفٍ حَلّ بِقَومٍ إِلّا وَ رِزقُهُ مَعَهُ

6- ف ،[تحف العقول ] فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَمّا الوُجُوهُ الأَربَعَةُ التّيِ‌ يَلزَمُهُ فِيهَا النّفَقَةُ مِن وُجُوهِ اصطِنَاعِ المَعرُوفِ فَقَضَاءُ الدّينِ وَ العَارِيّةُ وَ القَرضُ وَ إِقرَاءُ الضّيفِ وَاجِبَاتٌ فِي السّنّةِ

7- سن ،[المحاسن ]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ نُعَيمٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ تُحِبّ إِخوَانَكَ يَا حُسَينُ قُلتُ نَعَم قَالَ تَنفَعُ فُقَرَاءَهُم قُلتُ نَعَم قَالَ أَمَا إِنّهُ يَحِقّ عَلَيكَ أَن تُحِبّ مَن يُحِبّ اللّهُ أَمَا وَ اللّهِ لَا تَنفَعُ مِنهُم أَحَداً حَتّي تُحِبّهُ تَدعُوهُم إِلَي مَنزِلِكَ قُلتُ مَا آكُلُ إِلّا وَ معَيِ‌ مِنهُمُ الرّجُلَانِ وَ الثّلَاثَةُ وَ أَقَلّ وَ أَكثَرُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَضلُهُم عَلَيكَ أَعظَمُ مِن فَضلِكَ عَلَيهِم فَقُلتُ أَدعُوهُم إِلَي منَزلِيِ‌ وَ أُطعِمُهُم طعَاَميِ‌ وَ أَسقِيهِم وَ أُوطِئُهُم رحَليِ‌ وَ يَكُونُونَ عَلَيّ أَفضَلُ مِنّا قَالَ نَعَم إِنّهُم إِذَا دَخَلُوا مَنزِلَكَ دَخَلُوا بِمَغفِرَتِكَ وَ مَغفِرَةِ عِيَالِكَ وَ إِذَا خَرَجُوا مِن مَنزِلِكَ خَرَجُوا بِذُنُوبِكَ وَ ذُنُوبِ عِيَالِكَ

8-سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَلَأَن آخُذَ خَمسَةَ دَرَاهِمَ فَأَدخُلَ إِلَي سُوقِكُم هَذِهِ فَأَبتَاعَ بِهَا الطّعَامَ ثُمّ أَجمَعَ بِهَا نَفَراً مِنَ المُسلِمِينَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن أَن


صفحه : 460

أُعتِقَ نَسَمَةً

9- سن ،[المحاسن ]البزَنَطيِ‌ّ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَكلَةٌ يَأكُلُهَا أخَيِ‌َ المُسلِمُ عنِديِ‌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن عِتقِ رَقَبَةٍ

10- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ يُدخِلُ بَيتَهُ مُؤمِنَينِ فَيُطعِمُهُمَا شِبَعَهُمَا إِلّا كَانَ أَفضَلَ مِن عِتقِ نَسَمَةٍ

11- سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَن حَسّانَ عَن صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا جَعفَرٍ ع أَيّ عَمَلٍ يُعمَلُ بِهِ يَعدِلُ عِتقَ نَسَمَةٍ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَأَن أُطعِمَ ثَلَاثَةً مِنَ المُسلِمِينَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن نَسَمَةٍ وَ نَسَمَةٍ حَتّي بَلَغَ سَبعاً وَ إِطعَامُ مُسلِمٍ يَعدِلُ نَسَمَةً

12- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن صَفوَانَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع شِبَعُ أَربَعٍ مِنَ المُسلِمِينَ يَعدِلُ عِتقَ رَقَبَةٍ مِن وُلدِ إِسمَاعِيلَ

13- مكا،[مكارم الأخلاق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ المُنجِيَاتُ إِطعَامُ الطّعَامِ وَ إِفشَاءُ السّلَامِ وَ الصّلَاةُ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ

14- جع ،[جامع الأخبار] عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا تَزَالُ أمُتّيِ‌ بِخَيرٍ مَا تَحَابّوا وَ أَدّوُا الأَمَانَةَ وَ اجتَنَبُوا الحَرَامَ وَ أَقرَوُا الضّيفَ وَ أَقَامُوا الصّلَاةَ وَ آتَوُا الزّكَاةَ فَإِذَا لَم يَفعَلُوا ذَلِكَ ابتُلُوا بِالقَحطِ وَ السّنِينَ

عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَليُكرِم ضَيفَهُ وَ الضّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيّامٍ وَ لَيَالِيهِنّ فَمَا فَوقَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ وَ جَائِزَةٌ يوم [يَوماً] وَ لَيلَةً وَ لَا ينَبغَيِ‌ لِلضّيفِ إِذَا نَزَلَ بِقَومٍ أَن يُمِلّهُم فَيُخرِجَهُم أَو يُخرِجُوهُ

وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ يَسمَعُ بِهَمسِ الضّيفِ وَ فَرِحَ بِذَلِكَ إِلّا غُفِرَت لَهُ خَطَايَاهُ وَ إِن كَانَ مُطبِقَةً بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ

وَ عَنِ النّبِيّص قَالَالضّيفُ


صفحه : 461

دَلِيلُ الجَنّةِ

وَ عَن عَاصِمِ بنِ ضَمِيرٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ يُحِبّ الضّيفَ إِلّا وَ يَقُومُ مِن قَبرِهِ وَ وَجهُهُ كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ فَيَنظُرُ أَهلُ الجَمعِ فَيَقُولُونَ مَا هَذَا إِلّا نبَيِ‌ّ مُرسَلٌ فَيَقُولُ مَلَكٌ هَذَا مُؤمِنٌ يُحِبّ الضّيفَ وَ يُكرِمُ الضّيفَ وَ لَا سَبِيلَ لَهُ إِلّا أَن يَدخُلَ الجَنّةَ

قَالَ النّبِيّص إِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَومٍ خَيراً أَهدَي إِلَيهِم هَدِيّةً قَالُوا وَ مَا تِلكَ الهَدِيّةُ قَالَ الضّيفُ يَنزِلُ بِرِزقِهِ وَ يَرتَحِلُ بِذُنُوبِ أَهلِ البَيتِ

عَنِ النّبِيّص لَيلَةُ الضّيفِ حَقّ وَاجِبٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ وَ مَن أَصبَحَ إِن شَاءَ أَخَذَهُ وَ إِن شَاءَ تَرَكَهُ وَ كُلّ بَيتٍ لَا يَدخُلُ فِيهِ الضّيفُ لَا يَدخُلُهُ المَلَائِكَةُ

عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ فِي المَالِ حَقّ سِوَي الزّكَاةِ قَالَ نَعَم عَلَي المُسلِمِ أَن يُطعِمَ الجَائِعَ إِذَا سَأَلَهُ وَ يَكسُوَ العاَريِ‌َ إِذَا سَأَلَهُ قَالَ إِنّهُ يَخَافُ أَن يَكُونَ كَاذِباً قَالَ أَ فَلَا يَخَافُ صِدقَهُ

15- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَضِف بِطَعَامِكَ وَ شَرَابِكَ مَن تُحِبّهُ فِي اللّهِ تَعَالَي

16- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ الصّادِقُ ع قَالَ النّبِيّص البَرَكَةُ أَسرَعُ إِلَي مَن يُطعِمُ الطّعَامَ مِنَ السّكّينِ فِي السّنَامِ

17- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عُبَيدٍ الكنِديِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الضّيفُ يأَتيِ‌ القَومَ بِرِزقِهِ فَإِذَا ارتَحَلَ ارتَحَلَ بِجَمِيعِ ذُنُوبِهِم

عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الطّعَامُ إِذَا جُمِعَ فِيهِ أَربَعُ خِصَالٍ فَقَد تَمّ إِذَا كَانَ مِن حَلَالٍ وَ


صفحه : 462

كَثُرَتِ الأيَديِ‌ عَلَيهِ وَ سمُيّ‌َ فِي أَوّلِهِ وَ حُمِدَ فِي آخِرِهِ

وَ قَالَص طُوبَي لِمَن طَوَي وَ جَاعَ وَ صَبَرَ أُولَئِكَ الّذِينَ يَشبَعُونَ يَومَ القِيَامَةِ

باب 49- أن الرجل إذادخل بلدة فهو ضيف علي إخوانه وحد الضيافة

1- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ السيّاّريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الكوُفيِ‌ّ عَن رَجُلٍ ذَكَرَهُ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يرَويِ‌ عَن أَبِيهِ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِذَا دَخَلَ الرّجُلُ بَلدَةً فَهُوَ ضَيفٌ عَلَي مَن بِهَا مِن أَهلِ دِينِهِ حَتّي يَرحَلَ عَنهُم وَ لَا ينَبغَيِ‌ لِلضّيفِ أَن يَصُومَ إِلّا بِإِذنِهِم لِئَلّا يَعمَلُوا لَهُ الشيّ‌ءَ فَيَفسُدَ عَلَيهِم وَ لَا ينَبغَيِ‌ لَهُم أَن يَصُومُوا إِلّا بِإِذنِ ضَيفِهِم لِئَلّا يَحتَشِمَهُم فيَشَتهَيِ‌َ الطّعَامَ فَيَترُكَهُ لِمَكَانِهِم

ع ،[علل الشرائع ] علي بن بندار عن ابراهيم بن إسحاق بإسناده ذكره عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع مثله

2- ع ،[علل الشرائع ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الكرَخيِ‌ّ عَن رَجُلٍ ذَكَرَهُ قَالَبلَغَنَيِ‌ أَنّ بَعضَ أَهلِ المَدِينَةِ يرَويِ‌ حَدِيثاً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فَأَتَيتُ فَسَأَلتُهُ عَنهُ فزَبَرَنَيِ‌ وَ حَلَفَ لِي بِأَيمَانٍ غَلِيظَةٍ لَا يُحَدّثُ بِهِ أَحَداً فَقُلتُ أَجَل اللّهَ هَل سَمِعَهُ مَعَكَ أَحَدٌ غَيرُكَ قَالَ نَعَم سَمِعَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الفَضلُ فَقَصَدتُهُ حَتّي إِذَا صِرتُ إِلَي مَنزِلِهِ استَأذَنتُ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الحَدِيثِ فزَبَرَنَيِ‌ وَ فَعَلَ بيِ‌ كَمَا فَعَلَ المدَيِنيِ‌ّ فَأَخبَرتُهُ بسِفَرَيِ‌ وَ مَا فَعَلَ بيِ‌َ المدَيِنيِ‌ّ فَرَقّ لِي وَ قَالَ نَعَم سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع يرَويِ‌ عَن أَبِيهِ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِذَا دَخَلَ رَجُلٌ بَلدَةً فَهُوَ ضَيفٌ عَلَي مَن بِهَا مِن أَهلِ دِينِهِ حَتّي يَرحَلَ عَنهُم وَ لَا ينَبغَيِ‌ لِلضّيفِ أَن يَصُومَ إِلّا بِإِذنِهِم لِئَلّا يَعمَلُوا لَهُ الشيّ‌ءَ فَيَفسُدَ عَلَيهِم وَ لَا ينَبغَيِ‌ لَهُم أَن يَصُومُوا إِلّا بِإِذنِهِ لِئَلّا


صفحه : 463

يَحتَشِمَهُم فَيَترُكَ لِمَكَانِهِم ثُمّ قَالَ لِي أَينَ نَزَلتَ فَأَخبَرتُهُ فَلَمّا كَانَ مِنَ الغَدِ إِذَا هُوَ قَد بَكّرَ عَلَيّ وَ مَعَهُ خَادِمٌ لَهُ عَلَي رَأسِهَا خِوَانٌ عَلَيهَا مِن ضُرُوبِ الطّعَامِ فَقُلتُ مَا هَذَا رَحِمَكَ اللّهُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ أَ لَم أَروِ لَكَ الحَدِيثَ بِالأَمسِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع ثُمّ انصَرَفَ

سر،[السرائر]السياري‌ مثله

3- ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن وَاصِلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الضّيَافَةُ ثَلَاثَةٌ أَوّلُ يَومٍ حَقّ وَ الثاّنيِ‌ وَ الثّالِثُ جَائِزَةٌ وَ مَا بَعدَ ذَلِكَ فَإِنّهَا صَدَقَةٌ تُصُدّقَ بِهَا عَلَيهِ ثُمّ قَالَص لَا يَنزِلَنّ أَحَدُكُم عَلَي أَخِيهِ حَتّي يُؤثِمَهُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَيفَ يُؤثِمُهُ قَالَ حَتّي لَا يَكُونَ عِندَهُ مَا يُنفِقُ عَلَيهِ

باب 59-آداب المجالس والمواضع التي‌ ينبغي‌ الجلوس فيها أو لاينبغي‌ وحد التواضع لمن يدخله

أقول قدمر مايناسب بهذا الباب في باب التواضع فلاتغفل .

الآيات النساءلا خَيرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجواهُم إِلّا مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعرُوفٍ أَو إِصلاحٍ بَينَ النّاسِ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ فَسَوفَ نُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماًالعنكبوت إِنّكُم لَتَأتُونَ الرّجالَ وَ تَقطَعُونَ السّبِيلَ وَ تَأتُونَ فِي نادِيكُمُ المُنكَرَ


صفحه : 464

لقمان وَ اغضُض مِن صَوتِكَ إِنّ أَنكَرَ الأَصواتِ لَصَوتُ الحَمِيرِالمجادلةأَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يَعلَمُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ ما يَكُونُ مِن نَجوي ثَلاثَةٍ إِلّا هُوَ رابِعُهُم وَ لا خَمسَةٍ إِلّا هُوَ سادِسُهُم وَ لا أَدني مِن ذلِكَ وَ لا أَكثَرَ إِلّا هُوَ مَعَهُم أَينَ ما كانُوا ثُمّ يُنَبّئُهُم بِما عَمِلُوا يَومَ القِيامَةِ إِنّ اللّهَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ نُهُوا عَنِ النّجوي ثُمّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنهُ وَ يَتَناجَونَ بِالإِثمِ وَ العُدوانِ وَ مَعصِيَةِ الرّسُولِ وَ إِذا جاؤُكَ حَيّوكَ بِما لَم يُحَيّكَ بِهِ اللّهُ وَ يَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِم لَو لا يُعَذّبُنَا اللّهُ بِما نَقُولُ حَسبُهُم جَهَنّمُ يَصلَونَها فَبِئسَ المَصِيرُ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيتُم فَلا تَتَناجَوا بِالإِثمِ وَ العُدوانِ وَ مَعصِيَةِ الرّسُولِ وَ تَناجَوا بِالبِرّ وَ التّقوي وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي إِلَيهِ تُحشَرُونَ إِنّمَا النّجوي مِنَ الشّيطانِ لِيَحزُنَ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَيسَ بِضارّهِم شَيئاً إِلّا بِإِذنِ اللّهِ وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُم تَفَسّحُوا فِي المَجالِسِ فَافسَحُوا يَفسَحِ اللّهُ لَكُم وَ إِذا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرفَعِ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ الّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ وَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ خَبِيرٌ

1- ل ،[الخصال ]فِيمَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع يَا عَلِيّ ثَمَانِيَةٌ إِن أُهِينُوا فَلَا يَلُومُوا إِلّا أَنفُسَهُم الذّاهِبُ إِلَي مَائِدَةٍ لَم يُدعَ إِلَيهَا وَ المُتَأَمّرُ عَلَي رَبّ البَيتِ وَ طَالِبُ الخَيرِ مِن أَعدَائِهِ وَ طَالِبُ الفَضلِ مِنَ اللّئَامِ وَ الدّاخِلُ بَينَ اثنَينِ فِي سِرّ لَم يُدخِلَاهُ فِيهِ وَ المُستَخِفّ بِالسّلطَانِ وَ الجَالِسُ فِي مَجلِسٍ لَيسَ لَهُ بِأَهلٍ وَ المُقبِلُ بِالحَدِيثِ عَلَي مَن لَا يَسمَعُ مِنهُ

2- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا ينَبغَيِ‌ لِلمُؤمِنِ أَن يَجلِسَ إِلّا حَيثُ ينَتهَيِ‌ بِهِ الجُلُوسُ فَإِنّ تخَطَيّ‌َ أَعنَاقِ الرّجَالِ سَخَافَةٌ

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ العبَسيِ‌ّ عَن عَبدِ الجَبّارِ بنِ عَاصِمٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ عَن مُصعَبِ


صفحه : 465

بنِ شَيبَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَخَذَ القَومُ مَجَالِسَهُم فَإِن دَعَا رَجُلٌ أَخَاهُ وَ أَوسَعَ لَهُ فِي مَجلِسِهِ فَليَأتِهِ فَإِنّمَا هيِ‌َ كَرَامَةٌ أَكرَمَهُ بِهَا أَخُوهُ وَ إِن لَم يُوسِع لَهُ أَحَدٌ فَليَنظُر أَوسَعَ مَكَانٍ يَجِدُهُ فَليَجلِس فِيهِ

4- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ إِنّ مِنَ التّوَاضُعِ أَن يَرضَي الرّجُلُ بِالمَجلِسِ دُونَ المَجلِسِ وَ أَن يُسَلّمَ عَلَي مَن يَلقَي وَ أَن يَترُكَ المِرَاءَ وَ إِن كَانَ مُحِقّاً وَ لَا يُحِبّ أَن يُحمَدَ عَلَي التّقوَي

5- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُم عَلَي أَخِيهِ فِي رَحلِهِ فَليَقعُد حَيثُ يَأمُرُهُ صَاحِبُ الرّحلِ فَإِنّ صَاحِبَ الرّحلِ أَعرَفُ بِعَورَةِ بَيتِهِ مِنَ الدّاخِلِ عَلَيهِ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عِندَ وَفَاتِهِ إِيّاكَ وَ الجُلُوسَ فِي الطّرُقَاتِ

وَ قَالَ ع جَاهِد نَفسَكَ وَ احذَر جَلِيسَكَ وَ اجتَنِب عَدُوّكَ وَ عَلَيكَ بِمَجَالِسِ الذّكرِ

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ التّمّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ زَيدٍ عَنِ الزّبَيرِ بنِ بَكّارٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ نَافِعٍ عَنِ ابنِ أَبِي ذِئبٍ عَنِ ابنِ أخَيِ‌ جَابِرٍ عَن عَمّهِ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ إِلّا ثَلَاثَةَ مَجَالِسَ مَجلِسٌ سُفِكَ فِيهِ دَمٌ حَرَامٌ وَ مَجلِسٌ استُحِلّ فِيهِ فَرجٌ حَرَامٌ وَ مَجلِسٌ استُحِلّ فِيهِ مَالٌ حَرَامٌ بِغَيرِ حَقّهِ

8- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ اختَرِ المَجَالِسَ عَلَي عَينِكَ فَإِن رَأَيتَ قَوماً يَذكُرُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَاجلِس مَعَهُم فَإِنّكَ إِن تَكُ عَالِماً يَنفَعكَ عِلمُكَ وَ يَزِيدُونَكَ


صفحه : 466

عِلماً وَ إِن كُنتَ جَاهِلًا عَلّمُوكَ وَ لَعَلّ اللّهَ أَن يُظِلّهُم بِرَحمَةٍ فَتَعُمّكَ مَعَهُم وَ إِذَا رَأَيتَ قَوماً لَا يَذكُرُونَ اللّهَ فَلَا تَجلِس مَعَهُم فَإِنّكَ إِن تَكُ عَالِماً لَا يَنفَعكَ عِلمُكَ وَ إِن تَكُ جَاهِلًا يَزِيدُونَكَ جَهلًا وَ لَعَلّ اللّهَ أَن يُظِلّهُم بِعُقُوبَةٍ فَتَعُمّكَ مَعَهُم

9- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن دُرُستَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع مِثلَهُ

10- مع ،[معاني‌ الأخبار] مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ الزنّجاَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَنِ القَاسِمِ بنِ سَلّامٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ النّبِيّص إِيّاكُم وَ القُعُودَ بِالصّعُدَاتِ إِلّا مَن أَدّي حَقّهَا

الصعدات الطرق و هومأخوذ من الصعيد والصعيد التراب وجمع الصعيد الصعد ثم الصعدات جمع الجمع كماتقول طريق وطرق ثم طرقات قال الله عز و جل فَتَيَمّمُوا صَعِيداً طَيّباًفالتيمم التعمد للشي‌ء يقال منه أممت فلانا فأنا أؤمه أما وتأممته وتيممته كله تعمدته وقصدت له وَ قَد روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ الصّعِيدُ المَوضِعُ المُرتَفِعُ وَ الطّيّبُ المَوضِعُ ألّذِي يَنحَدِرُ عَنهُ المَاءُ

11- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَيسَ لِلرّجُلِ أَن يَكشِفَ ثِيَابَهُ عَن فَخِذِهِ وَ يَجلِسَ بَينَ قَومٍ

12- ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَ مَن رضَيِ‌َ بِدُونِ الشّرَفِ مِنَ المَجلِسِ لَم يَزَلِ اللّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ يُصَلّونَ عَلَيهِ حَتّي يَقُومَ

وَ قَالَ ع مِنَ التّوَاضُعِ السّلَامُ عَلَي كُلّ مَن تَمُرّ بِهِ وَ الجُلُوسُ دُونَ شَرَفِ المَجلِسِ

13-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن سَعدَانَ بنِ عَبدِ الرّحِيمِ بنِ مُسلِمٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَن قَامَ مِن مَجلِسِهِ تَعظِيماً لِرَجُلٍ قَالَ مَكرُوهٌ


صفحه : 467

إِلّا لِرَجُلٍ فِي الدّينِ

14- كِتَابُ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ، عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّهَا النّاسُ عَظّمُوا أَهلَ بيَتيِ‌ فِي حيَاَتيِ‌ وَ مِن بعَديِ‌ وَ أَكرِمُوهُم وَ فَضّلُوهُم فَإِنّهُ لَا يَحِلّ لِأَحَدٍ أَن يَقُومَ مِن مَجلِسِهِ لِأَحَدٍ إِلّا لِأَهلِ بيَتيِ‌

15- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ وَاعِظٍ قِبلَةٌ

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع قَدِمَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَتَلَقّاهُ رَسُولُ اللّهِص وَ قَبّلَ بَينَ عَينَيهِ الخَبَرَ

وَ قَالَ ابنُ الأَشعَثِ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ عَزِيزٍ عَن سَلَامَةَ بنِ عَقِيلٍ عَنِ ابنِ شِهَابٍ قَالَ قَدِمَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَامَ فَتَلَقّاهُ فَقَبّلَ بَينَ عَينَيهِ الخَبَرَ

16- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن رَجَاءِ بنِ يَحيَي عَن هَارُونَ بنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المَجَالِسُ بِالأَمَانَةِ وَ لَا يَحِلّ لِمُؤمِنٍ أَن يُؤثِرَ عَن مُؤمِنٍ أَو قَالَ عَن أَخِيهِ المُؤمِنِ قَبِيحاً

17- مِن خَطّ الشّهِيدِ قُدّسَ سِرّهُ،روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّ كَفّارَةَ المَجلِسِ سُبحَانَكَ أللّهُمّ وَ بِحَمدِكَ لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ رَبّ تُب عَلَيّ وَ اغفِر لِي

18- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع فِيمَا كَتَبَ إِلَي الحَارِثِ الهمَداَنيِ‌ّ إِيّاكَ وَ مَقَاعِدَ الأَسوَاقِ فَإِنّهَا مَحَاضِرُ الشّيطَانِ وَ مَعَارِيضُ الفِتَنِ

19- مُنيَةُ المُرِيدِ، نَهَي النّبِيّص عَن أَن يُقَامَ الرّجُلُ عَن مَجلِسِهِ وَ يَجلِسَ فِيهِ آخَرُ قَالَص وَ لَكِن تَفَسّحُوا وَ تَوَسّعُوا


صفحه : 468

وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص لَعَنَ مَن جَلَسَ وَسَطَ الحَلقَةِ وَ نَهَي أَن يَجلِسَ الرّجُلُ بَينَ الرّجُلَينِ إِلّا بِإِذنِهِمَا

20- عُدّةُ الداّعيِ‌، عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَا اجتَمَعَ قَومٌ فِي مَجلِسٍ لَم يَذكُرُوا اللّهَ وَ لَم يَذكُرُونَا إِلّا كَانَ ذَلِكَ المَجلِسُ حَسرَةً عَلَيهِم يَومَ القِيَامَةِ وَ قَالَ ع مَا مِن مَجلِسٍ يَجتَمِعُ فِيهِ أَبرَارٌ وَ فُجّارٌ ثُمّ تَفَرّقُوا عَلَي غَيرِ ذِكرِ اللّهِ إِلّا كَانَ ذَلِكَ حَسرَةً عَلَيهِم يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ ذِكرَنَا مِن ذِكرِ اللّهِ وَ ذِكرَ عَدُوّنَا مِن ذِكرِ الشّيطَانِ

وَ عَنهُ ع قَالَ مَن أَرَادَ أَن يُكتَالَ بِالمِكيَالِ الأَوفَي فَليَقُل إِذَا أَرَادَ القِيَامَ مِن مَجلِسِهِسُبحانَ رَبّكَ رَبّ العِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَي المُرسَلِينَ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

وَ رَوَي الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ الديّلمَيِ‌ّ عَنِ النّبِيّص أَنّ المَلَائِكَةَ يَمُرّونَ عَلَي حَلَقِ الذّكرِ فَيَقُومُونَ عَلَي رُءُوسِهِم وَ يَبكُونَ لِبُكَائِهِم وَ يُؤَمّنُونَ عَلَي دُعَائِهِم فَإِذَا صَعِدُوا إِلَي السّمَاءِ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي يَا ملَاَئكِتَيِ‌ أَينَ كُنتُم وَ هُوَ أَعلَمُ فَيَقُولُونَ يَا رَبّنَا إِنّا حَضَرنَا مَجلِساً مِن مَجَالِسِ الذّكرِ فَرَأَينَا أَقوَاماً يُسَبّحُونَكَ وَ يُمَجّدُونَكَ وَ يُقَدّسُونَكَ وَ يَخَافُونَ نَارَكَ فَيَقُولُ اللّهُ سُبحَانَهُ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ ازوُوهَا عَنهُم وَ أُشهِدُكُم أنَيّ‌ قَد غَفَرتُ لَهُم وَ آمَنتُهُم مِمّا يَخَافُونَ فَيَقُولُونَ رَبّنَا إِنّ فِيهِم فُلَاناً وَ إِنّهُ لَم يَذكُركَ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي قَد غَفَرتُ لَهُ بِمُجَالَسَتِهِ لَهُم فَإِنّ الذّاكِرِينَ مَن لَا يَشقَي بِهِم جَلِيسُهُم

وَ قَالَ الصّادِقُ ع الذّاكِرُ لِلّهِ فِي الغَافِلِينَ كَالمُقَاتِلِ عَنِ الهَارِبِينَ

21- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الرّجُلُ أَحَقّ بِصَدرِ دَارِهِ وَ بِصَدرِ فَرَسِهِ وَ أَن يَؤُمّ فِي بَيتِهِ وَ أَن يَبدَأَ فِي صَحفَتِهِ


صفحه : 469

باب 69-السنة في الجلوس وأنواعه

1- أَقُولُ قَد مَضَي فِي بَابِ جَوَامِعِ مسَاَويِ‌ الأَخلَاقِ أَنّهُ قِيلَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَ تَرَي هَذَا الخَلقَ كُلّهُ مِنَ النّاسِ فَقَالَ أَلقِ مِنهُمُ التّارِكَ لِلسّوَاكِ وَ المُتَرَبّعَ فِي مَوضِعِ الضّيّقِ الخَبَرَ

2- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُم عَلَي الطّعَامِ فَليَجلِس جِلسَةَ العَبدِ وَ لَا يَضَعَنّ أَحَدُكُم إِحدَي رِجلَيهِ عَلَي الأُخرَي وَ يُرَبّعُ فَإِنّهَا جِلسَةٌ يُبغِضُهَا اللّهُ وَ يَمقُتُ صَاحِبَهَا

3- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَمّادٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ رَأَيتُهُ جَالِساً مُتَوَرّكاً بِرِجلِهِ عَلَي فَخِذِهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ عِندَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا جِلسَةٌ مَكرُوهٌ فَقَالَ لَا إِنّ اليَهُودَ قَالَت إِنّ الرّبّ لَمّا فَرَغَ مِن خَلقِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ جَلَسَ عَلَي الكرُسيِ‌ّ هَذِهِ الجِلسَةَ لِيَستَرِيحَ فَأَنزَلَ اللّهُلا إِلهَ إِلّا هُوَ الحيَ‌ّ القَيّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَومٌ لَم يَكُن مُتَوَرّكاً كَمَا كَانَ

4- كِتَابُ الغَايَاتِ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِكُلّ شَيءٍ شَرَفاً وَ إِنّ أَشرَفَ المَجَالِسِ مَا استُقبِلَ بِهِ القِبلَةُ