صفحه : 1
الآيات الكهف وَ اصبِر نَفسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ وَ لا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُرِيدُ زِينَةَ الحَياةِ الدّنيا وَ لا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَ اتّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمرُهُ فُرُطاًالفرقان تَبارَكَ ألّذِي إِن شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيراً مِن ذلِكَ جَنّاتٍ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَ يَجعَل لَكَ قُصُوراًالزخرف وَ لَو لا أَن يَكُونَ النّاسُ أُمّةً واحِدَةً لَجَعَلنا لِمَن يَكفُرُ بِالرّحمنِ لِبُيُوتِهِم سُقُفاً مِن فِضّةٍ وَ مَعارِجَ عَلَيها يَظهَرُونَ وَ لِبُيُوتِهِم أَبواباً وَ سُرُراً عَلَيها يَتّكِؤُنَ وَ زُخرُفاً وَ إِن كُلّ ذلِكَ لَمّا مَتاعُ الحَياةِ الدّنيا وَ الآخِرَةُ عِندَ رَبّكَ لِلمُتّقِينَالفجرفَأَمّا الإِنسانُ إِذا مَا ابتَلاهُ رَبّهُ فَأَكرَمَهُ وَ نَعّمَهُ فَيَقُولُ ربَيّ أَكرَمَنِ وَ أَمّا إِذا مَا ابتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ فَيَقُولُ ربَيّ أَهانَنِ
صفحه : 2
تفسير وَ اصبِر نَفسَكَ أَيِ احبِسهَا وَ ثَبّتهَا قَالَ الطبّرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ فِي نُزُولِهَا إِنّهَا نَزَلَت فِي سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ صُهَيبٍ وَ عَمّارٍ وَ خَبّابٍ وَ غَيرِهِم مِن فُقَرَاءِ أَصحَابِ النّبِيّص وَ ذَلِكَ أَنّ المُؤَلّفَةَ قُلُوبُهُم جَاءُوا إِلَي رَسُولِ اللّهِص عُيَينَةُ بنُ حِصنٍ وَ الأَقرَعُ بنُ حَابِسٍ وَ ذَوُوهُم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِن جَلَستَ فِي صَدرِ المَجلِسِ وَ نَحّيتَ عَنّا هَؤُلَاءِ وَ رَوَائِحَ صُنَانِهِم وَ كَانَت عَلَيهِم جِبَابُ الصّوفِ جَلَسنَا نَحنُ إِلَيكَ وَ أَخَذنَا عَنكَ فَمَا يَمنَعُنَا مِنَ الدّخُولِ عَلَيكَ إِلّا هَؤُلَاءِ فَلَمّا نَزَلَتِ الآيَةُ قَامَ النّبِيّص يَلتَمِسُهُم فَأَصَابَهُم فِي مُؤَخّرِ المَسجِدِ يَذكُرُونَ اللّهَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يمُتِنيِ حَتّي أمَرَنَيِ أَن أَصبِرَ نفَسيِ مَعَ رِجَالٍ مِن أمُتّيِ مَعَكُمُ المَحيَا وَ مَعَكُمُ المَمَاتُ
مَعَ الّذِينَ يَدعُونَإلخ أي يداومون علي الصلوات والدعاء عندالصباح والمساء لاشغل لهم غيره فيستفتحون يومهم بالدعاء ويختمونه بالدعاءيُرِيدُونَ وَجهَهُ أي رضوانه وقيل يريدون تعظيمه والقربة إليه دون الرئاء والسمعةوَ لا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم أي و لاتتجاوز عيناك عنهم بالنظر إلي غيرهم من أبناء الدنياتُرِيدُ زِينَةَ الحَياةِ الدّنياتريد في موضع الحال أي مريدا مجالسة أهل الشرف والغناء و كان النبي ص حريصا علي إيمان العظماء من المشركين طمعا في إيمان أتباعهم و لم يمل إلي الدنيا وزينتها قط و لا إلي أهلها وإنما كان يلين في بعض الأحايين للرؤساء طمعا في إيمانهم فعوتب بهذه الآية وأمر بالإقبال علي فقراء المؤمنين
صفحه : 3
و أن لايرفع بصره عنهم إلي مجالسة الأشراف .وَ لا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِناقيل فيه أقوال أحدها أن معناه و لاتطع من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا بتعريضه للغفلة ولهذا قال وَ اتّبَعَ هَواهُ ومثله فَلَمّا زاغُوا أَزاغَ اللّهُ قُلُوبَهُم وثانيها نسبنا قلبه إلي الغفلة كمايقال أكفره إذانسبه إلي الكفر وثالثها صادفناه غافلا ورابعها جعلناه غفلا لم نسمه بسمة قلوب المؤمنين و لم نعلم فيه علامة لتعرفه الملائكة بتلك السمة وخامسها تركنا قلبه وخذلناه وخلينا بينه و بين الشيطان بتركه أمرناوَ اتّبَعَ هَواهُ أي في شهواته وأفعاله وَ كانَ أَمرُهُ فُرُطاً أي سرفا وإفراطا وتجاوزا عن الحد أوضياعا وهلاكا. وأقول فيهامدح عظيم للفقراء وحث علي مصاحبتهم ومجالستهم إذاكانوا زاهدين في الدنيا مواظبين علي ذكر الله والصلوات ومنع عن مجالسة الأغنياء المتكبرين اللاهين عن الله . قوله تعالي تَبارَكَ أي تقدس ألّذِي إِن شاءَ جَعَلَ لَكَ أي في الدنياخَيراً مِن ذلِكَ أي مما قالواوَ يَجعَل لَكَ قُصُوراً في الدنيا أو في الآخرة علي القراءتين ومعلوم من السياق أن الآخرة خير من الدنيا واختارها الله لأحب خلقه .وَ لَو لا أَن يَكُونَ النّاسُ قدمر تفسيره مرارا. قوله سبحانه فَأَمّا الإِنسانُ إِذا مَا ابتَلاهُ رَبّهُ أي اختبره وامتحنه بالنعمةفَأَكرَمَهُبالمال وَ نَعّمَهُبما وسع عليه من أنواع الإفضال فَيَقُولُ ربَيّ أَكرَمَنِ أي فيفرح بذلك ويسرّ
1-المُؤمِنُ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الأَصبَغِ قَالَكُنتُ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَاعِداً فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّكَ فِي اللّهِ فَقَالَ صَدَقتَ إِنّ
صفحه : 4
طِينَتَنَا مَخزُونَةٌ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهَا مِن صُلبِ آدَمَ ع فَاتّخِذ لِلفَقرِ جِلبَاباً فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ وَ اللّهِ يَا عَلِيّ إِنّ الفَقرَ لَأَسرَعُ إِلَي مُحِبّيكَ مِنَ السّيلِ إِلَي بَطنِ الواَديِ
2- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبَانِ بنِ عَبدِ المَلِكِ قَالَ حدَثّنَيِ بَكرٌ الأَرقَطُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَو عَن شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ دَخَلَ عَلَيهِ وَاحِدٌ فَقَالَ لَهُ أَصلَحَكَ اللّهُ إنِيّ رَجُلٌ مُنقَطِعٌ إِلَيكُم بمِوَدَتّيِ وَ قَد أصَاَبتَنيِ حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ وَ قَد تَقَرّبتُ بِذَلِكَ إِلَي أَهلِ بيَتيِ وَ قوَميِ فَلَم يزَدِنيِ بِذَلِكَ مِنهُم إِلّا بُعداً قَالَ فَمَا آتَاكَ اللّهُ خَيرٌ مِمّا أَخَذَ مِنكَ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ ادعُ اللّهَ أَن يغُنيِنَيِ عَن خَلقِهِ قَالَ إِنّ اللّهَ قَسَمَ رِزقَ مَن شَاءَ عَلَي يدَيَ مَن شَاءَ وَ لَكِنِ اسأَلِ اللّهَ أَن يُغنِيَكَ عَنِ الحَاجَةِ التّيِ تَضطَرّكَ إِلَي لِئَامِ خَلقِهِ
بيان أصلحك الله مشتمل علي سوء أدب إلا أن يكون المراد إصلاح أحوالهم في الدنيا وتمكينهم في الأرض ودفع أعدائهم أو أنه جري ذلك علي لسانهم لإلفهم به فيما يجري بينهم من غيرتحقيق لمعناه ومورده إني رجل منقطع إليكم كأنه ضمّن الانقطاع معني التوجّه أي منقطع عن الخلق متوجّها إليكم بسبب مودتي لكم أومودتي مختصة بكم و قدتقرّبت بذلك الإشارة إما إلي مصدر أصابتني أو إلي الحاجة والمستتر في قوله فلم يزدني راجع إلي مصدر تقربت ومرجع الإشارة ماتقدم و قوله إلابعدا استثناء مفرغ و هومفعول لم يزدني أي لم يزدني التقرب منهم بسبب فقري شيئا إلابعدا منهم .
صفحه : 5
فما آتاك الله قيل الفاء للتفريع علي قوله إني رجل منقطع إليكم فقوله ماآتاك الله المودّة وقيل هوالفقر والأول أظهر مما أخذ منك أي المال إلي لئام خلقه اللئام جمع اللئيم و في المصباح لؤم بضم الهمزة لؤما فهو لئيم يقال ذلك للشحيح والدنيّ النفس والمهين ونحوهم لأن اللؤم ضدّ الكرم ويومي الحديث إلي أن الفقر المذموم مايصير سببا لذلك وغيره ممدوح وذمه لأن اللئيم لايقضي حاجة أحد وربما يلومه في رفع الحاجة إليه و إذاقضاها لايخلو من منة ويمكن أن يشمل الظالم والفاسق المعلن بفسقه و في كثير من الأدعية أللهم لاتجعل لظالم و لافاسق عليّ يدا و لامنّة و ذلك لأن القلب مجبول علي حبّ من أحسن إليه و في حبّ الظالم معاصيَ كثيرة كما قال تعالي وَ لا تَركَنُوا إِلَي الّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمُ النّارُ
3- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الفَقرُ المَوتُ الأَحمَرُ فَقُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع الفَقرُ مِنَ الدّينَارِ وَ الدّرهَمِ فَقَالَ لَا وَ لَكِن مِنَ الدّينِ
بيان قال في النهاية و فيه تعلمون ما في هذه الأمة من الموت الأحمر يعني القتل لما فيه من حمرة الدم أولشدته يقال موت أحمر أي شديد وَ مِنهُ حَدِيثُ عَلِيّ ع كُنّا إِذَا احمَرّ البَأسُ اتّقَينَا بِرَسُولِ اللّهِص
أي إذااشتدّت الحرب استقبلنا العدو به وجعلناه لنا وقاية وقيل أراد إذااضطرمت نار الحرب وتسعّرت كمايقال في الشر بين القوم اضطرمت نارهم تشبيها بجمرة النار وكثيرا مايطلقون الحمرة علي الشدة. ولكن من الدين نظيره
قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع الفَقرُ وَ الغِنَي بَعدَ العَرضِ عَلَي اللّهِ
والمعني أنهما يظهران بعدالحساب و هو ماأشار إليه رسول الله ص
صفحه : 6
بقوله
أَ تَدرُونَ مَا المُفلِسُ فَقِيلَ المُفلِسُ فِينَا مَن لَا دِرهَمَ لَهُ وَ لَا مَتَاعَ لَهُ فَقَالَ المُفلِسُ مِن أمُتّيِ مَن يأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَ صِيَامٍ وَ زَكَاةٍ وَ يأَتيِ قَد شَتَمَ وَ قَذَفَ هَذَا وَ أَكَلَ مَالَ هَذَا وَ سَفَكَ دَمَ هَذَا وَ ضَرَبَ هَذَا فَيُعطَي هَذَا مِن حَسَنَاتِهِ وَ هَذَا مِن حَسَنَاتِهِ فَإِن فَنِيَت حَسَنَاتُهُ قَبلَ أَن يُقضَي مَا عَلَيهِ أُخِذَ مِن خَطَايَاهُم فَطُرِحَت عَلَيهِ ثُمّ طُرِحَ فِي النّارِ
بل قديقال إن المفلس حقيقة هو هذا. ويحتمل أن يراد بقوله ع ولكن من الدّين الفقر القلبيّ وضدّه الغني القلبيّ فالفقير علي هذا من ليس له في الدين معرفة وعلم بأحكامه و لاتقوي و لاورع وغيرها من الصفات الحسنة كذا قيل وأقول يحتمل أن يكون المعني ألذي يضرّ بالدين و لايصبر عليه ويتوسّل بالظالمين والفاسقين كمامرّ
4- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ العَلَاءِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فُقَرَاءَ المُؤمِنِينَ يَتَقَلّبُونَ فِي رِيَاضِ الجَنّةِ قَبلَ أَغنِيَائِهِم بِأَربَعِينَ خَرِيفاً ثُمّ قَالَ سَأَضرِبُ لَكَ مَثَلَ ذَلِكَ إِنّمَا مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ سَفِينَتَينِ مُرّ بِهِمَا عَلَي عَاشِرٍ فَنَظَرَ فِي إِحدَاهُمَا فَلَم يَرَ فِيهَا شَيئاً فَقَالَ أَسرِبُوهَا وَ نَظَرَ فِي الأُخرَي فَإِذَا هيَِ مُوَقّرَةٌ فَقَالَ احبِسُوهَا
بيان في القاموس تقلّب في الأمور تصرّف كيف شاء و قال في النهاية فيه فقراء أمُتّي يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا الخريف الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء ويريد به أربعين سنة لأن الخريف لا يكون في السنة إلامرة واحدة فإذاانقضي أربعون خريفا فقد مضت أربعون سنة انتهي . وَ روُيَِ فِي معَاَنيِ الأَخبَارِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ عَبداً مَكَثَ فِي النّارِ سَبعِينَ خَرِيفاً وَ الخَرِيفُ سَبعُونَ سَنَةً إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
وفسّره صاحب المعالم بأكثر من ذلك و في بعض الروايات أنه ألف عام والعام ألف سنة وقيل
صفحه : 7
إن التفاوت بهذه المدّة إذا كان الأغنياء من أهل الصلاح والسداد وأدّوا الحقوق الواجبة و لم يكتسبوا من وجه الحرام فيكون حبسهم بمجرّد خروجهم عن عهدة الحساب والسؤال عن مكسب المال ومخرجه و إلافهم علي خطر عظيم .مُرّ بهما علي بناء المجهول والباء للتعدية والظرف نائب الفاعل والعاشر من يأخذ العُشر علي الطريق في المصباح عشرت المال عشرا من باب قتل وعشورا أخذت عشره واسم الفاعل عاشر وعشّار فقال أسربوها علي بناء الإفعال أي أرسلوها وخلّوها تذهب والسارب الذاهب علي وجهه في الأرض فإذاهي موقرة بفتح القاف أوكسرها في القاموس الوقر بالكسر الحمل الثقيل أوأعمّ وأوقر الدابّة إيقارا وقرة ودابة وقري موقرة و رجل موقر ذو وقر ونخلة موقِرة وموقَرة وموقِر وموقّرة. فقال احبسوها بالأمر من باب ضرب والتشبيه في غاية الحسن والكمال والحديث يدل علي أن الفقر أفضل من الغني و من الكفاف للصابر و ماوقع في بعض الروايات من استعاذتهم ع من الفقر يمكن حمله علي الاستعاذة من الفقر ألذي لا يكون معه صبر و لاورع يحجزه عما لايليق بأهل الدين أو علي فقر القلب أو علي فقر الآخرة و قدصرح به بعض العلماء ودل عليه بعض الروايات . وللعامة في تفضيل الفقر علي الغني والكفاف أوالعكس أربعة أقوال ثالثها الكفاف أفضل ورابعها الوقف ومعني الكفاف أن لايحتاج و لايفضل و لاريب أن الفقر أسلم وأحسن بالنسبة إلي أكثر الناس والغني أحسن بالنسبة إلي بعضهم فينبغي أن يكون المؤمن راضيا بكل ماأعطاه الله وعلم صلاحه فيه وسؤال الفقر لم يرد في الأدعية بل ورد في أكثرها الاستعاذة عن الفقر ألذي يشقي به و عن الغني ألذي يصير سببا لطغيانه
5-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن سَعدَانَ قَالَ قَالَ
صفحه : 8
أَبُو عَبدِ اللّهِ ع المَصَائِبُ مِنَحٌ مِنَ اللّهِ وَ الفَقرُ مَخزُونٌ عِندَ اللّهِ
بيان منح من الله المنح بكسر الميم وفتح النون جمع منحة بالكسر وهي العطية في القاموس منحه كمنعه وضربه أعطاه والاسم المنحة بالكسر وأقول الخبر يحتمل وجهين .أحدهما أن ثواب المصائب منح وعطايا يبذلها الله في الدنيا وثواب الفقر مخزون عند الله لايعطيه إلا في الآخرة لعظمه وشرافته والدنيا لايصلح أن يكون عوضا عنه . وثانيهما أن المصائب عطايا من الله عز و جل يعطيها من يشاء من عباده والفقر من جملتها مخزون عنده عزيز لايعطيه إلا من خصه بمزيد العناية و لايعترض أحد بكثرة الفقراء و ذلك لأن الفقير هنا من لايجد إلاالقوت من التعفف و لايوجد من هذه صفته في ألف ألف واحد.أقول أوالمراد به الفقر ألذي يصير سببا لشدة الافتقار إلي الله و لايتوسل معه إلي المخلوقين و يكون معه أعلي مراتب الرضا و فيه تنبيه علي أنه ينبغي أن يفرح صاحب المصيبة بها كمايفرح صاحب العطية بها
6- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ جَعَلَ الفَقرَ أَمَانَةً عِندَ خَلقِهِ فَمَن سَرّهُ أَعطَاهُ اللّهُ مِثلَ أَجرِ الصّائِمِ القَائِمِ وَ مَن أَفشَاهُ إِلَي مَن يَقدِرُ عَلَي قَضَاءِ حَاجَتِهِ فَلَم يَفعَل فَقَد قَتَلَهُ أَمَا إِنّهُ مَا قَتَلَهُ بِسَيفٍ وَ لَا رُمحٍ وَ لَكِنّهُ قَتَلَهُ بِمَا نَكَي مِن قَلبِهِ
بيان فقد قتله أي قتل المسئول السائل والعكس كمازعم بعيد جدا في المصباح نَكَأتُ القَرحَةَ أَنكَؤُهَا مهموز بفتحتين قَشَرتُهَا ونَكَأتُ في العدوّ نَكأ من باب نفع أيضا لغة في نَكَيتُ فيه من أنَكيِ من باب رمي والاسم النّكَايَة بالكسر إذاقَتَلتَ وأَثخَنتَ
7-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن دَاوُدَ الحَذّاءِ
صفحه : 9
عَن مُحَمّدِ بنِ صَغِيرٍ عَن جَدّهِ شُعَيبٍ عَن مُفَضّلٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُلّمَا ازدَادَ العَبدُ إِيمَاناً ازدَادَ ضِيقاً فِي مَعِيشَتِهِ
وَ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَو لَا إِلحَاحُ المُؤمِنِينَ عَلَي اللّهِ فِي طَلَبِ الرّزقِ لَنَقَلَهُم مِنَ الحَالِ التّيِ هُم فِيهَا إِلَي حَالٍ أَضيَقَ مِنهَا
بيان الازدياد هنا لازم بمعني الزيادة وإيمانا وضيقا تميزان و في المصباح ازداد الشيء زاد وازددت مالا زدته لنفسي زيادة علي ما كان ويؤيده مانسب إلي أمير المؤمنين ع .
وَ كَم مِن أَدِيبٍ عَالِمٍ فَطِنٍ | مُستَكمِلِ العَقلِ مُقِلّ عَدِيمٌ |
وَ كَم مِن جَهُولٍ يُكثِرُ مَالَهُ | ذَاكَ تَقدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ. |
والسرّ مامر من فوائد الابتلاء من المثوبات التي ليس لها انتهاء وأيضا الإكثار موجب للتكبر والخيلاء واحتقار الفقراء والخشونة والقسوة والجفاء والغفلة عن الله سبحانه بسبب اشتغالهم بحفظ أموالهم وتنميتها مع كثرة مايجب عليهم من الحقوق التي قل من يؤديها وبذلك يتعرضون لسخط الله تعالي والفقراء مبرءون من ذلك مع توسلهم بربهم وتضرعهم إليه وتوكلهم عليه وقربهم عنده بذلك مع سائر الخلال الحميدة التي لاتنفك عن الفقر إذاصبر علي الشدائد التي هي من قواصم الظهر
8- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا أعُطيَِ عَبدٌ مِنَ الدّنيَا إِلّا اعتِبَاراً وَ لَا زوُيَِ عَنهُ إِلّا اختِبَاراً
بيان إلااعتبارا مفعول له وكذا اختبارا وكأن المعني لايعطيه إلاليعتبر به غيره فيعلم أنه لاخير فيه لمايظهر للناس من مفاسده الدنيوية والأخروية أوليعتبر بحال الفقراء فيشكر الله علي الغني ويعين الفقراء كمامر في حديث آدم ع حيث سأل عن سبب اختلاف ذريته فقال تعالي في سياق جوابه وينظر الغني إلي الفقير فيحمدني ويشكرني وينظر الفقير إلي الغني فيدعوني ويسألني
صفحه : 10
لكن الأول في هذاالمقام أنسب . و قوله إلااختبارا في بعض النسخ بالياء المثناة التحتانية أي لأنه اختاره وفضله وأكرمه بذلك و في بعضها بالموحدة أي امتحانا فإذاصبر كان خيرا له والابتلاء والاختبار في حقه تعالي مجاز باعتبار أن فعل ذلك مع عباده ليترتب عليه الجزاء شبيه بفعل المختبر منا مع صاحبه و إلافهو سبحانه عالم بما يصدر عن العباد قبل صدوره عنهم وزوي علي بناء المجهول في القاموس زواه زيا وزويا نحاه فانزوي وسره عنه طواه والشيء جمعه وقبضه وأقول نائب الفاعل ضمير الدنيا وقيل هذامخصوص بزمان دولة الباطل لئلا ينافي ماسيأتي من الأخبار في كتاب المعيشة
9- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن بَعضِ مَشَايِخِهِ عَن إِدرِيسَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ الحَاجَةُ أَمَانَةُ اللّهِ عِندَ خَلقِهِ فَمَن كَتَمَهَا عَلَي نَفسِهِ أَعطَاهُ اللّهُ ثَوَابَ مَن صَلّي وَ مَن كَشَفَهَا إِلَي مَن يَقدِرُ أَن يُفَرّجَ عَنهُ وَ لَم يَفعَل فَقَد قَتَلَهُ أَمَا إِنّهُ لَم يَقتُلهُ بِسَيفٍ وَ لَا سِنَانٍ وَ لَا سَهمٍ وَ لَكِن قَتَلَهُ بِمَا نَكَأَ مِن قَلبِهِ
بيان من صلي أي في الليل كله أوواظب عليها
10- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ وَ أَبِي إِسحَاقَ الخَفّافِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ لِمُصَاصِ شِيعَتِنَا فِي دَولَةِ البَاطِلِ إِلّا القُوتُ شَرّقُوا إِن شِئتُم أَو غَرّبُوا لَم تُرزَقُوا إِلّا القُوتَ
بيان قال الجوهري المصاص خالص كل شيءيقال فلان مصاص قومه إذا كان أخلصهم نسبا يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمؤنث و في النهاية و منه الحديث أللهم اجعل رزق آل محمدقوتا أي بقدر مايمسك الرمق من المطعم و في المصباح القوت مايؤكل ليمسك الرمق قاله ابن فارس والأزهري انتهي وقيل هوالبلغة يعني قدر مايتبلغ به من العيش ويسمي ذلك أيضا كفافا لأنه
صفحه : 11
قدر يكفه عن الناس ويغنيه عن سؤالهم ثم بالغ ع في أن نصيبهم القوت بقوله شرقوا إلخ و هوكناية عن الجد في الطلب والسير في أطراف الأرض
11- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَعدَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَلتَفِتُ يَومَ القِيَامَةِ إِلَي فُقَرَاءِ المُؤمِنِينَ شَبِيهاً بِالمُعتَذِرِ إِلَيهِم فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ مَا أَفقَرتُكُم فِي الدّنيَا مِن هَوَانٍ بِكُم عَلَيّ وَ لَتَرَوُنّ مَا أَصنَعُ بِكُمُ اليَومَ فَمَن زَوّدَ أَحَداً مِنكُم فِي دَارِ الدّنيَا مَعرُوفاً فَخُذُوا بِيَدِهِ فَأَدخِلُوهُ الجَنّةَ قَالَ فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنهُم يَا رَبّ إِنّ أَهلَ الدّنيَا تَنَافَسُوا فِي دُنيَاهُم فَنَكَحُوا النّسَاءَ وَ لَبِسُوا الثّيَابَ اللّيّنَةَ وَ أَكَلُوا الطّعَامَ وَ سَكَنُوا الدّورَ وَ رَكِبُوا المَشهُورَ مِنَ الدّوَابّ فأَعَطنِيِ مِثلَ مَا أَعطَيتَهُم فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَكَ وَ لِكُلّ عَبدٍ مِنكُم مِثلُ مَا أَعطَيتُ أَهلَ الدّنيَا مُنذُ كَانَتِ الدّنيَا إِلَي أَنِ انقَضَتِ الدّنيَا سَبعُونَ ضِعفاً
بيان ولترون بسكون الواو وتخفيف النون أوبضم الواو وتشديد النون المؤكدة ماأصنع ماموصولة أواستفهامية فمن زوّد علي بناء التفعيل أي أعطي الزاد للسفر كماذكره الأكثر أومطلقا فيشمل الحضر في المصباح زاد المسافر طعامه المتخذ لسفره وتزود لسفره وزودته أعطيته زادا ونحوه قال الجوهري وغيره لكن قال الراغب الزاد المدخر الزائد علي مايحتاج إليه في الوقت منكم أي أحدا منكم كما في بعض النسخ وقيل من هنا اسم بمعني البعض وقيل معروفا صفة للمفعول المطلق المحذوف أي تزويدا معروفا و في النهاية التنافس من المنافسة وهي الرغبة في الشيء والانفراد به و هو من الشيء النفيس الجيد في نوعه ونافست في الشيء منافسة ونفاسا إذارغبت فيه ونفس بالضم نفاسة أي صار مرغوبا فيه ونفست به بالكسر أي بخلت ونفست عليه الشيء نفاسة إذا لم تره له أهلا. والمشهور من الدواب التي اشتهرت بالنفاسة و الحسن في القاموس المشهور
صفحه : 12
المعروف المكان المذكور والنبيه و في النهاية فيه الضعف في المعاد أي مثلي الأجر يقال إن أعطيتني درهما فلك ضعفه أي درهمان وربما قالوا تلك ضعفاه وقيل ضعف الشيء مثله وضعفاه مثلاه و قال الأزهري الضعف في كلام العرب المثل فما زاد و ليس بمقصور علي مثلين فأقل الضعف محصور في الواحد وأكثره غيرمحصور
12- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُقبَةَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَهلٍ وَ إِسمَاعِيلَ بنِ عَبّادٍ جَمِيعاً يَرفَعَانِهِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا كَانَ مِن وُلدِ آدَمَ مُؤمِنٌ إِلّا فَقِيراً وَ لَا كَافِرٌ إِلّا غَنِيّاً حَتّي جَاءَ اِبرَاهِيمُ ع فَقَالَرَبّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوافَصَيّرَ اللّهُ فِي هَؤُلَاءِ أَموَالًا وَ حَاجَةً وَ فِي هَؤُلَاءِ أَموَالًا وَ حَاجَةً
بيان رَبّنا لا تَجعَلناأقول هذاتتمة قول ابراهيم حيث قال في سورة الممتحنةقَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فِي اِبراهِيمَ وَ الّذِينَ مَعَهُ إِذ قالُوا لِقَومِهِم إِنّا بُرَآؤُا مِنكُم وَ مِمّا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ كَفَرنا بِكُم وَ بَدا بَينَنا وَ بَينَكُمُ العَداوَةُ وَ البَغضاءُ أَبَداً حَتّي تُؤمِنُوا بِاللّهِ وَحدَهُ إِلّا قَولَ اِبراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَستَغفِرَنّ لَكَ وَ ما أَملِكُ لَكَ مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ رَبّنا عَلَيكَ تَوَكّلنا وَ إِلَيكَ أَنَبنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُ رَبّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوا وَ اغفِر لَنا رَبّنا إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. قال في مجمع البيان معناه لاتعذبنا بأيديهم و لاببلاء من عندك فيقولوا لو كان هؤلاء علي حق لماأصابهم هذاالبلاء وقيل معناه لاتسلطهم علينا فيفتنونا عن دينك وقيل معناه ألطف لنا حتي نصبر علي أذاهم و لانتبعهم فنصير فتنة لهم وقيل معناه اعصمنا من موالاة الكفار فإنا إذاواليناهم ظنوا أناصوبناهم وقيل معناه لاتخذلنا إذاحاربناهم فلو خذلتنا لقالوا لو كان هؤلاء علي الحق لماخذلوا انتهي .
صفحه : 13
وأقول المعني المستفاد من الخبر قريب من المعني الأول لأن الفقر أيضا بلاء يصير سببا لافتتان الكفار إما بأن يقولوا لو كان هؤلاء علي الحق لماابتلوا بعموم الفقر فيهم أوبأن يفروا من الإسلام خوفا من الفقر في هؤلاء.أموالا وحاجة أي صار بعضهم ذوي مال وبعضهم محتاجين مفتاقين و لاينافي هذاكون الأموال في الكفار أو غيرالخلص من المؤمنين أكثر والفاقة في خلص المؤمنين أوكلهم أكثر وأشد
13- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مُوسِرٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص نقَيِّ الثّوبِ فَجَلَسَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَجَاءَ رَجُلٌ مُعسِرٌ دَرِنُ الثّوبِ فَجَلَسَ إِلَي جَنبِ المُوسِرِ فَقَبَضَ المُوسِرُ ثِيَابَهُ مِن تَحتِ فَخِذَيهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَ خِفتَ أَن يَمَسّكَ مِن فَقرِهِ شَيءٌ قَالَ لَا قَالَ فَخِفتَ أَن يُصِيبَهُ مِن غِنَاكَ شَيءٌ قَالَ لَا قَالَ فَخِفتَ أَن يُوَسّخَ ثِيَابَكَ قَالَ لَا قَالَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَي مَا صَنَعتَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لِي قَرِيناً يُزَيّنُ لِي كُلّ قَبِيحٍ وَ يُقَبّحُ لِي كُلّ حَسَنٍ وَ قَد جَعَلتُ لَهُ نِصفَ ماَليِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلمُعسِرِ أَ تَقبَلُ قَالَ لَا فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ لِمَ قَالَ أَخَافُ أَن يدَخلُنَيِ مَا دَخَلَكَ
بيان فجلس إلي رسول الله ص قال الشيخ البهائي قدس سره إلي إما بمعني مع كما قال بعض المفسرين في قوله تعالي مَن أنَصاريِ إِلَي اللّهِ أوبمعني عند كما في قول الشاعر
شهي إلي من الرحيق السلسل |
ويجوز أن يضمن جلس معني توجه أونحوه درن الثوب بفتح الدال وكسر الراء صفة مشبهة من الدرن بفتحهما و هوالوسخ وأقول في المصباح درن الثوب درنا فهو درن مثل وسخ وسخا فهو وسخ وزنا ومعني .فقبض الموسر ثيابه قيل أي أطراف ثوبه من تحت فخذيه كان الظاهر
صفحه : 14
إرجاع ضمير فخذيه إلي المعسر و لو كان راجعا إلي الموسر لما كان لجمع الطرف الآخر وجه إلا أن يكون لموافقة الطرف الآخر و فيه تكلفات أخر. و قال الشيخ المتقدم رحمه الله ضمير فخذيه يعود إلي الموسر أي جمع الموسر ثيابه وضمها تحت فخذي نفسه لئلا تلاصق ثياب المعسر ويحتمل عوده إلي المعسر و من علي الأول إما بمعني في أوزائدة علي القول بجواز زيادتها في الإثبات و علي الثاني لابتداء الغاية والعود إلي الموسر أولي كمايرشد إليه قوله ع فخفت أن يوسخ ثيابك لأن قوله ع فخفت أن يوسخ ثيابك الغرض منه مجرد التقريع للموسر كما هوالغرض من التقريعين السابقين أعني قوله خفت أن يمسك من فقره شيءخفت أن يصيبه من غناك شيء و هذه التقريعات الثلاث منخرطة في سلك واحد و لو كان ثياب الموسر تحت فخذي المعسر لايمكن أن يكون قبضها من تحت فخذيه خوفا من أن يوسخها.أقول ماذكره قدس سره و إن كان التقريع فيه أظهر وبالأولين أنسب لكن لايصير هذامجوزا لارتكاب بعض التكلفات إذ يمكن أن يكون التقريع لأن سراية الوسخ في الملاصقة في المدة القليلة نادرة أولأن هذه مفسدة قليلة لايحسن لأجلها ارتكاب إيذاء المؤمن . إن لي قرينا يزين لي كل قبيح قال رحمه الله أي إن لي شيطانا يغويني ويجعل القبيح حسنا و الحسن قبيحا و هذاالفعل الشنيع ألذي صدر مني من جملة إغوائه لي .أقول ويمكن أيضا أن يراد بالقرين النفس الأمارة التي طغت وبغت بالمال أوالمال أوالأعم كما قال تعالي إِنّ الإِنسانَ لَيَطغي أَن رَآهُ استَغني و قال في النهاية و منه الحديث ما من أحد إلاوكل به قرينه أي مصاحبه من الملائكة أوالشياطين و كل إنسان فإن معه قرينا منهما فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه .
صفحه : 15
وجعلت له نصف مالي أي في مقابلة ماصدر مني إليه من كسر قلبه وزجرا للنفس عن العود إلي مثل هذه الزلة قال أخاف أن يدخلني مادخلك أي مما ذكرت أو من الكبر والغرور والترفع علي الناس واحتقارهم وسائر الأخلاق الذميمة التي هي من لوازم التمول والغني
14- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القاَساَنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي مُنَاجَاةِ مُوسَي ع يَا مُوسَي إِذَا رَأَيتَ الفَقرَ مُقبِلًا فَقُل مَرحَباً بِشِعَارِ الصّالِحِينَ وَ إِذَا رَأَيتَ الغِنَي مُقبِلًا فَقُل ذَنبٌ عُجّلَت عُقُوبَتُهُ
بيان الشعار بالكسر ماولي الجسد من الثياب لأنه يلي شعره ويستعار للصفات المختصة و في حديث الأنصار أنتم الشعار دون الدثار والشعار أيضا علامة يتعارفون بها في الحرب والفقر من خصائص الصالحين ومرحبا أي لقيت رحبا وسعة وقيل معناه رحب الله بك مرحبا والقول كناية عن غاية الرضا والتسليم .ذنب عجلت عقوبته أي أذنبت ذنبا صار سببا لأن أخرجني الله من أوليائه واتصفت بصفات أعدائه أوابتلاني بالمشقة التي ابتلي بهاأصحاب الأموال كما قال تعالي إِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم بِها فِي الحَياةِ الدّنيا و ماقيل من أن الذنب من الغني فهو بعيد جدا
15- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص طُوبَي لِلمَسَاكِينِ بِالصّبرِ وَ هُمُ الّذِينَ يَرَونَ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ
صفحه : 16
بيان قدمر تفسير طوبي و قوله بالصبر إما للسببية أي طوبي لهم بسبب الصبر أوللملابسة فيكون حالا عن المساكين و لايبعد أن يقرأ المساكين بالتشديد للمبالغة أي المتمسكين كثيرا بالصبر. ورؤية ملكوت السماوات و الأرض للكمل منهم وهم الأنبياء والأوصياء و من يقرب منهم من الأولياء ويمكن أن يكون لرؤية ملكوت السماوات و الأرض مراتب يحصل لكل منهم مرتبة يليق بهم فمنهم من يتفكر في خلق السماوات و الأرض ونظام العالم فيعلم بذلك قدرته تعالي وحكمته و أنه لم يخلقها عبثا بل خلقها لأمر عظيم و هوعبادة الله سبحانه ومعرفته كما قال تعالي يَتَفَكّرُونَ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ رَبّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًا ومنهم من يتفكر في أن خالق السماوات و الأرض لا يكون عاجزا و لابخيلا فلم يفقرهم ويحوجهم إلالمصلحة عظيمة فيصبر علي بلاء الله ويرضي بقضائه
صفحه : 17
و كان تفسير المساكين هنا بالأنبياء والأوصياء ع أظهر و قدورد في بعض الأخبار تفسيره بهم ع فإن المسكنة الخضوع والخشوع والتوسل بجناب الحق سبحانه والإعراض عن غيره قال في النهاية قدتكرر في الحديث ذكر المسكين والمساكين والمسكنة والتمسكن وكلها يدور معناها علي الخضوع والذلة وقلة المال والحال السيئة واستكان إذاخضع والمسكنة فقر النفس وتمسكن إذاتشبه بالمساكين و هوجمع المسكين و هو ألذي لا شيء له وقيل هو ألذي له بعض الشيء و قدتقع المسكنة علي الضعف و منه حديث قيلة صدقت المسكنة أراد الضعف و لم يرد الفقر و فيه أللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين أراد به التواضع والإخبات و أن لا يكون من الجبارين المتكبرين و فيه أنه قال للمصلي تبأس وتمسكن أي تذلل وتخضع و هوتمفعل من السكون
16- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعشَرَ المَسَاكِينِ طِيبُوا نَفساً وَ أَعطُوا اللّهَ الرّضَا مِن قُلُوبِكُم يُثِبكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي فَقرِكِم فَإِن لَم تَفعَلُوا فَلَا ثَوَابَ لَكُم
بيان نفسا تمييز ويدل علي أن الثواب إنما هو علي الرضا بالفقر لا علي أصل الفقر وحمل علي أصول المتكلمين وهي أن الثواب هوالجزاء الدائم في الآخرة و هو لا يكون إلا علي الفعل الاختياري و أما مايعطيه الله علي الآلام التي يوردها علي العبد في الدنيا بغير اختياره فإنما هوالجزاء المنقطع في الدنيا أو في الآخرة أيضا علي قول بعضهم حيث جوزوا أن يكون انقطاعها علي وجه لايشعر به فلايصير سببا لألمه ومنهم من جوز كون العوض دائما في الآخرة. قال العلامة قدس الله روحه في الباب الحادي عشر السادسة في أنه تعالي يجب عليه فعل عوض الآلام الصادرة عنه ومعني العوض هوالنفع المستحق الخالي
صفحه : 18
عن التعظيم والإجلال و إلالكان ظالما تعالي الله عن ذلك ويجب زيادته علي الآلام و إلالكان عبثا. و قال بعض الأفاضل في شرحه الألم الحاصل للحيوان إما أن يعلم فيه وجه من وجوه القبح فذلك يصدر عنا خاصة أو لايعلم فيه ذلك فيكون حسنا و قدذكر لحسن الألم وجوه الأول كونه مستحقا الثاني كونه مشتملا علي النفع الزائد الثالث كونه مشتملا علي دفع الضرر الزائد عنه الرابع كونه بمجري العادة الخامس كونه متصلا علي وجه الدفع و ذلك الحسن قد يكون صادرا عنه تعالي و قد يكون صادرا عنا.فأما ما كان صادرا عنه تعالي علي وجه النفع فيجب فيه أمران أحدهما العوض و إلالكان ظالما تعالي الله عنه ويجب أن يكون زائدا علي الألم إلي حد يرضي عنه كل عاقل لأنه يقبح في الشاهد إيلام شخص لتعويضه ألمه من غيرزيادة لاشتماله علي العبث وثانيهما اشتماله علي اللطف إما للمتألم أولغيره ليخرج عن العبث فأما ما كان صادرا عنا مما فيه وجه من وجوه القبح فيجب عليه تعالي الانتصاف للمتألم من المؤلم لعدله ولدلالة الأدلة السمعية عليه و يكون العوض هنا مساويا للألم و إلالكان ظلما. وهنا فوائد الأولي العوض هوالنفع المستحق الخالي عن تعظيم وإجلال فبقيد المستحق خرج التفضل وبقيد الخلو عن تعظيم خرج الثواب .الثانية لايجب دوام العوض لأنه يحسن في الشاهد ركوب الأهوال العظيمة لنفع منقطع قليل .الثالثة العوض لايجب حصوله في الدنيا لجواز أن يعلم الله تعالي المصلحة في تأخره بل قد يكون حاصلا في الدنيا و قد لا يكون .الرابعة ألذي يصل إليه عوض ألمه في الآخرة إما أن يكون من أهل الثواب أو من أهل العقاب فإن كان من أهل الثواب فيكفيه إيصال أعواضه إليه بأن
صفحه : 19
يفرقها الله علي الأوقات أويتفضل الله عليه بمثلها و إن كان من أهل العقاب أسقط بهاجزءا من عقابه بحيث لايظهر له التخفيف بأن يفرق القدر علي الأوقات .الخامسة الألم الصادر عنا بأمره أوإباحته والصادر عن غيرالعاقل كالعجماوات وكذا مايصدر عنه تعالي من تفويت المنفعة لمصلحة الغير وإنزال الغموم الحاصلة من غيرفعل العبد عوض ذلك كله علي الله تعالي لعدله وكرمه . وأقول كون أعواض الآلام الغير الاختيارية منقطعة مما لم يدل عليه برهان قاطع وبعض الروايات تدل علي خلافه كالروايات الدالة علي أن حمي ليلة تعدل عبادة سنة و أن من مات له ولد يدخله الله الجنة صبر أم لم يصبر جزع أم لم يجزع و أن من سلب الله كريمتيه وجبت له الجنة وأمثال ذلك كثيرة و إن أمكن تأويل بعضها مع الحاجة إليه . وقيل للفقير ثلاثة أحوال أحدها الرضا بالفقر والفرح به و هوشأن الأصفياء وثانيها الرضا به دون الفرح و له أيضا ثواب دون الأول وثالثها عدم الرضا به والكراهة في القسمة و هذامما لاثواب له أصلا. و هوكلام علي التشهي لكن روي السيد الرضي رضي الله عنه في نهج البلاغة أنه قال أمير المؤمنين ع لبعض أصحابه في علة اعتلها جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك فإن المرض لاأجر فيه ولكنه يحط السيئات ويحتها حت الأوراق وإنما الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي والأقدام و إن الله سبحانه يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة. ثم قال السيد رحمه الله وأقول صدق ع أن المرض لاأجر فيه لأنه من قبيل مايستحق عليه العوض لأن العوض يستحق علي ما كان في مقابلة فعل الله تعالي بالعبد من الآلام والأمراض و مايجري مجري ذلك والأجر والثواب يستحقان علي ما كان في مقابلة فعل العبد فبينهما فرق قدبينه ع كما
صفحه : 20
يقضيه علمه الثاقب ورأيه الصائب انتهي . و قوله ع اعتلها أي اعتل بها والشكوي المرض والحط الوضع والحدر من علو إلي سفل وحت الورق كمد سقطت فانحتت وتحاتت وحت فلان الشيء أي حطه يتعدي و لايتعدي والسريرة مايكتم كالسر و لوكانت الرواية صحيحة يؤيد مذهب القوم في الجملة. و قال قطب الدين الراوندي في شرحه علي النهج قول السيد إن المرض لاأجر له ليس ذلك علي الإطلاق و ذلك لأن المريض إذااحتمل المشقة التي حملها الله عليه احتسابا كان له أجر الثواب علي ذلك والعوض علي المرض فعلي فعل العبد إذا كان مشروعا الثواب و علي فعل الله إذا كان ألما علي سبيل الاختيار العوض . و قال ابن أبي الحديد ينبغي أن يحمل كلام أمير المؤمنين ع في هذاالفصل علي تأويل يطابق مايدل عليه العقول و أن لايحمل علي ظاهره و ذلك لأن المرض إذااستحق عليه الإنسان العوض لم يجز أن يقال العوض يحط السيئات بنفسه لا علي قول أصحابنا و لا علي قول الإمامية. أماالإمامية فإنهم مرجئة لايذهبون إلي التحابط و أماأصحابنا فإنهم لاتحابط عندهم إلا في الثواب والعقاب فأما العقاب والعوض فلاتحابط بينهما لأن التحابط بين الثواب والعقاب إنما كان باعتبار التنافي بينهما من حيث كان أحدهما يتضمن الإجلال والإعظام والآخر يتضمن الاستخفاف والإهانة ومحال أن يكون الإنسان الواحد مهانا معظما في حال واحد و لما كان العوض لايتضمن إجلالا وإعظاما وإنما هونفع خالص فقط لم يكن منافيا للعقاب وجاز أن يجتمع للإنسان الواحد في الوقت الواحد كونه مستحقا للعقاب والعوض إما بأن يوفر العوض عليه في الدار الدنيا وإما بأن يخفف عنه بعض عقابه ويجعل ذلك بدلا من العوض ألذي كان سبيله أن يوصل إليه .
صفحه : 21
و إذاثبت ذلك وجب أن يحمل كلام أمير المؤمنين ع علي تأويل صحيح و هو ألذي أراده ع لأنه كان أعرف الناس بهذه المعاني و منه تعلم المتكلمون علم الكلام و هو أن المرض والألم يحط الله تعالي عن الإنسان المبتلي به مايستحقه من العقاب علي معاصيه السالفة تفضلا منه سبحانه فلما كان إسقاطه للعقاب متعقبا للمرض وواقعا بعده بلا فصل جاز أن يطلق اللفظ بأن المرض يحط السيئات ويحتها حت الورق كماجاز أن يطلق اللفظ بأن الجماع يحبل المرأة وبأن سقي البذر الماء ينبته و إن كان الولد والزرع عندالمتكلمين واقعا من الله تعالي علي سبيل الاختيار لا علي سبيل الإيجاب ولكنه أجري العادة بأن يفعل ذلك عقيب الجماع وعقيب سقي البذر الماء. فإن قلت يجوز أن يقال إن الله تعالي يمرض الإنسان المستحق للعقاب و يكون إنما أمرضه ليسقط عنه العقاب لا غير. قلت لالأنه قادر علي أن يسقط عنه العقاب ابتداء و لايجوز إنزال الألم إلاحيث لايمكن اقتناص العوض المجزي به إليه إلابطريق الألم و إلا كان فعل الألم عبثا أ لاتري أنه لايجوز أن يستحق زيد علي عمرو ألف درهم فيضربه و يقول إنما أضربه لأجعل مايناله من ألم الضرب مسقطا لماأستحقه من الدراهم عليه ويذمه العقلاء ويسفهونه ويقولون له فهلا وهبتها له وأسقطتها عنه من غيرحاجة إلي أن تضربه وأيضا فإن الآلام قدتنزل بالأنبياء وليسوا ذوي ذنوب ومعاص ليقال إنه يحطها عنهم .فأما قوله ع وإنما الأجر في القول إلي آخر الفصل فإنه ع قسم أسباب الثواب أقساما فقال لما كان المرض لايقتضي الثواب لأنه ليس من فعل المكلف إنما يستحق المكلف الثواب علي ما كان من فعله وجب أن نبين ما ألذي يستحق به المكلف الثواب . ألذي يستحق المكلف به ذلك أن يفعل فعلا إما من أفعال الجوارح وإما من أفعال القلوب فأفعال الجوارح إما قول باللسان أوعمل ببعض الجوارح وعبر
صفحه : 22
عن سائر الجوارح عدا اللسان بالأيدي والأقدام لأن أكثر مايفعل بها و إن كان قديفعل بغيرها نحو مجامعة الرجل زوجته إذاقصد به تحصينها وتحصينه عن الزنا ونحو أن ينحي حجرا ثقيلا برأسه عن صدر إنسان قدكاد يقتله و غير ذلك . و أماأفعال القلوب فهي العزوم والإرادات والنظر والعلوم والظنون والندم فعبر ع عن جميع ذلك بصدق النية والسريرة الصالحة واكتفي بذلك عن تعديد هذه الأجناس . فإن قلت فإن الإنسان قديستحق الثواب علي أن لايفعل القبيح و هذايخرم الحصر ألذي حصره أمير المؤمنين ع . قلت يجوز أن يكون يذهب مذهب أبي علي في أن القادر بقدرة لايخلو عن الفعل والترك انتهي . قال ابن ميثم قدس سره دعا ع لصاحبه بما هوممكن و هوحط السيئات بسبب المرض و لم يدع له بالأجر عليه معللا ذلك بقوله فإن المرض لاأجر فيه والسر فيه أن الأجر والثواب إنما يستحق بالأفعال المعدة له كماأشار إليه بقوله وإنما الأجر في القول إلي قوله بالأقدام وكني بالأقدام عن القيام بالعبادة وكذلك ما يكون كالفعل من عدمات الملكات كالصوم ونحوه فأما المرض فليس هوبفعل العبد و لاعدم فعل من شأنه أن يفعله .فأما حطه للسيئات فباعتبار أمرين أحدهما أن المريض تنكسر شهوته وغضبه اللذين هما مبدءا الذنوب والمعاصي ومادتهما الثاني أن من شأن المرض أن يرجع الإنسان فيه إلي ربه بالتوبة والندم علي المعصية والعزم علي ترك مثلها كما قال تعالي وَ إِذا مَسّ الإِنسانَ الضّرّ دَعانا لِجَنبِهِ أَو قاعِداً أَو قائِماًالآية.فما كان من السيئات حالات غيرمتمكنة من جوهر النفس فإنه يسرع زوالها منها و ماصار ملكة فربما يزول علي طول المرض ودوام الإنابة إلي الله تعالي
صفحه : 23
واستعار لزوالها لفظ الحت وشبهه في قوة الزوال والمفارقة بحت الأوراق . ثم نبه ع بقوله و إن الله إلي آخره علي أن العبد إذااحتسب المشقة في مرضه لله بصدق نيته مع صلاح سريرته فقد يكون ذلك معدا لإفاضة الأجر والثواب عليه ودخوله الجنة ويدخل ذلك في أعدام الملكات المقرونة بنية القربة إلي الله وكلام السيد رحمه الله مقتضي مذهب المعتزلة انتهي . و قال الكيدري نور الله ضريحه المرض لاأجر فيه للمريض بمجرد الألم بل فيه العوض و إذااحتمل المريض ماحمل احتسابا أثيب علي ذلك انتهي وأقول إذااطلعت علي ماذكره المخالف والمؤالف في هذاالباب فاعلم أنهم جروا في ذلك علي مانسجوه من قواعدهم الكلامية نسج العنكبوت و لاطائل في الخوض فيهالكن لابد من الخوض في الآيات والأخبار الواردة في ذلك والجمع بينهما. و ألذي يظهر منها أن الله تعالي بلطفه ورحمته يبتلي المؤمنين في الدنيا بأنواع البلايا علي قدر إيمانهم وسبب ذلك إما إصلاح نفوسهم وردعها عن الشهوات أوتعريضهم بالصبر عليها لأجزل المثوبات أولحط ماصدر عنهم من السيئات إذاعلم أن صلاحهم في العفو بعدالابتلاء ليكون رادعا لهم عن ارتكاب مثلها و مع ذلك يعوضهم أويثيبهم بأنواع الأعواض والمثوبات . و لوصح قولهم إن العوض لا يكون دائما يمكن أن يقال دخولهم الجنة وتنعمهم بنعيمه الدائم إنما هوبالإيمان والأعمال الصالحة لكن لماكانت معاصيهم حائلة بينهم و بين دخولهم الجنة ابتداء قديبتليهم في الدنيا ليطهرهم من لوثها و قديؤخرهم إلي سكرات الموت أوعذاب البرزخ أو في القيامة ليدخلوا الجنة مطهرين من لوث المعاصي و كل ذلك بحسب ماعلم من صلاحهم في ذلك . ثم إن جميع ذلك في غيرالأنبياء والأوصياء والأولياء ع و أمافيهم ع فليس إلالرفع الدرجات وتكثير المثوبات كماعرفت مما سبق من الروايات
صفحه : 24
فخذ ماآتيتك وكن من الشاكرين و لاتصغ إلي شبهات المضلين و قدسبق منا بعض القول فيه
17- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن عِيسَي الفَرّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَمَرَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مُنَادِياً ينُاَديِ بَينَ يَدَيهِ أَينَ الفُقَرَاءُ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ كَثِيرٌ فَيَقُولُ عبِاَديِ فَيَقُولُونَ لَبّيكَ رَبّنَا فَيَقُولُ إنِيّ لَم أُفقِركُم لِهَوَانٍ بِكُم عَلَيّ وَ لَكِن إِنّمَا اختَرتُكُم لِمِثلِ هَذَا اليَومِ تَصَفّحُوا وُجُوهَ النّاسِ فَمَن صَنَعَ إِلَيكُم مَعرُوفاً لَم يَصنَعهُ إِلّا فِيّ فَكَافُوهُ عنَيّ بِالجَنّةِ
بيان كان تحتمل التامة والناقصة كمامر بين يديه أي قدام عرشه وقيل أي يصل نداؤه إلي كل أحد كما أنه حاضر عند كل أحد و في النهاية فيه يخرج عنق من النار أي طائفة و قال عنق من الناس أي جماعة لهوان بكم علي أي لمذلة وهوان علي كان بكم ولكن إنما اخترتكم أي اصطفيتكم لمثل هذااليوم أي لهذا اليوم فكلمة مثل زائدة نحو قولهم مثلك لايبخل أولهذا اليوم ومثله لأثيبكم قال في المصباح المثل يستعمل علي ثلاثة أوجه بمعني التشبيه وبمعني نفس الشيء وزائدة و قال صفحت الكتاب قلبت صفحاته وهي وجوه الأوراق وتصفحته كذلك وصفحت القوم صفحا رأيت صفحات وجوههم لم يصنعه إلا في الجملة جزاء الشرط أوصفة لقوله معروفا أي معروفا يكون خالصا والأول أظهر ويومئ إليه قوله فكافوه عني
18- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ الحَذّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ صَغِيرٍ عَن جَدّهِ شُعَيبٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَو لَا إِلحَاحُ هَذِهِ الشّيعَةِ عَلَي اللّهِ فِي طَلَبِ الرّزقِ لَنَقَلَهُم مِنَ الحَالِ التّيِ هُم فِيهَا إِلَي مَا هُوَ أَضيَقُ
بيان هذه الشيعة أي الإمامية فإن الشيعة أعم منهم أوإشارة
صفحه : 25
إلي غيرالخلص منهم فإنهم لايلحون وكأن الإشارة علي الأول لبيان الاختصاص و علي الثاني للتحقير
19- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ كَثِيرٍ الخَزّازِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي أَ مَا تَدخُلُ السّوقَ أَ مَا تَرَي الفَاكِهَةَ تُبَاعُ وَ الشيّءَ مِمّا تَشتَهِيهِ فَقُلتُ بَلَي فَقَالَ أَمَا إِنّ لَكَ بِكُلّ مَا تَرَاهُ فَلَا تَقدِرُ عَلَي شِرَاهُ حَسَنَةً
بيان والشيء مما تشتهيه أي من غيرالفاكهة أعم من المأكول والملبوس وغيرهما والظاهر من الحسنة المثوبة الأخروية وحمل علي العوض أو علي أن الحسنة للصبر والرضا بالقضاء علي الأصل المتقدم
20- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَلِيّ بنِ عُثمَانَ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ لَيَعتَذِرُ إِلَي عَبدِهِ المُؤمِنِ المُحوِجِ فِي الدّنيَا كَمَا يَعتَذِرُ الأَخُ إِلَي أَخِيهِ فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ مَا أَحوَجتُكَ فِي الدّنيَا مِن هَوَانٍ كَانَ بِكَ عَلَيّ فَارفَع هَذَا السّجفَ فَانظُر إِلَي مَا عَوّضتُكَ مِنَ الدّنيَا قَالَ فَيَرفَعُ فَيَقُولُ مَا ضرَنّيِ مَا منَعَتنَيِ مَعَ مَا عوَضّتنَيِ
بيان ليعتذر كأنه مجاز كمايومئ إليه مامر في التاسع شبيها بالمعتذر والمحوج يحتمل كسر الواو وفتحها في المصباح أحوج وزان أكرم من الحاجة ويستعمل أيضا متعديا يقال أحوجه الله إلي كذا و في القاموس السجف ويكسر وككتاب الستر ماضرني مانافية مامنعتني مامصدرية مع ماعوضتني ماموصولة وتحتمل المصدرية أيضا
21-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ قَامَ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ حَتّي يَأتُوا بَابَ الجَنّةِ
صفحه : 26
فَيَضرِبُوا بَابَ الجَنّةِ فَيُقَالُ لَهُم مَن أَنتُم فَيَقُولُونَ نَحنُ الفُقَرَاءُ فَيُقَالُ لَهُم أَ قَبلَ الحِسَابِ فَيَقُولُونَ مَا أَعطَيتُمُونَا شَيئاً تُحَاسِبُونّا عَلَيهِ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَدَقُوا ادخُلُوا الجَنّةَ
بيان أقبل الحساب أي أتدخلون الجنة قبل الحساب علي التعجب أوالإنكار ماأعطيتمونا أي ماأعطانا الله شيئا وإضافته إلي الملائكة لأنهم مقربوا جنابه بمنزلة وكلائه تحاسبونا قيل يجوز فيه تشديد النون كماقرئ في سورة الزمرتأَمرُوُنيّبالتخفيف وبالتشديد وبالنونين والمخاطب في صدقوا الملائكة و في ادخلوا الفقراء إذاقرئ علي بناء المجرد كما هوالظاهر وأمرهم بالدخول يستلزم أمر الملائكة بفتح الباب ويمكن أن يقرأ علي بناء الإفعال فالمخاطب الملائكة أيضا وقيل هو من قبيل ذكر اللازم وإرادة الملزوم أي افتحوا الباب ولذا حذف المفعول بناء علي أن فتح الباب سبب لدخول كل من يستحقه و إن كان الباعث الفقراء وكأنّ هذامبني علي ماسيأتي من أن الله تعالي لايحاسب المؤمنين علي ماأكلوا ولبسوا ونكحوا وأمثال ذلك إذا كان من حلال
22- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن مُبَارَكٍ غُلَامِ شُعَيبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ إنِيّ لَم أُغنِ الغنَيِّ لِكَرَامَةٍ بِهِ عَلَيّ وَ لَم أُفقِرِ الفَقِيرَ لِهَوَانٍ بِهِ عَلَيّ وَ هُوَ مِمّا ابتَلَيتُ بِهِ الأَغنِيَاءَ بِالفُقَرَاءِ وَ لَو لَا الفُقَرَاءُ لَم يَستَوجِبِ الأَغنِيَاءُ الجَنّةَ
بيان و هومما ابتليت به الأغنياء كان ضمير هوراجع إلي التفاوت المفهوم من الكلام السابق أقول إذا كان من للتبعيض يدل علي أن ابتلاء الناس بعضهم ببعض يكون علي وجوه شتي منها ابتلاؤهم بالفقر والغني ويحتمل أن يكون من للتعليل و لو لاالفقراء كان المعني أن عمدة عبادة الأغنياء إعانة الفقراء أو أنه يلزم الغني أحوال لايمكن تداركها إلابرعاية الفقراء فتأمل
صفحه : 27
23- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن إِسحَاقَ بنِ عِيسَي عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ وَ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَيَاسِيرُ شِيعَتِنَا أُمَنَاؤُنَا عَلَي مَحَاوِيجِهِم فَاحفَظُونَا فِيهِم يَحفَظكُمُ اللّهُ
بيان المياسير والمحاويج جمعا الموسر والمحوج لكن علي غيرالقياس لأن القياس جمع مفعال علي مفاعيل قال الفيروزآبادي أيسر إيسارا ويسرا صار ذا غني فهو موسر والجمع مياسير و قال صاحب مصباح اللغة أحوج وزان أكرم من الحاجة فهو محوج وقياس جمعه بالواو والنون لأنه صفة عاقل و الناس يقولون محاويج مثل مفاطير ومفاليس وبعضهم ينكره و يقول غيرمسموع انتهي . وأقول وروده في الحديث يدل علي مجيئه لكن قال بعضهم إنهما جمعا ميسار ومحواج اسمي آلة استعملا في الموسر والمحوج للمبالغة.أمناؤنا علي محاويجهم كونهم أمناءهم ع إما مبني علي ماذكره الكليني رحمه الله في آخر كتاب الحجة أن الأموال كلها للإمام وإنما رخص لشيعتهم التصرف فيهافتصرفهم مشروط برعاية فقراء الشيعة وضعفائهم أو علي أنهم خلفاء الله ويلزمهم أخذ حقوق الله من الأغنياء وصرفها في مصارفها و لما لم يمكنهم في أزمنة التقية والغيبة أخذها منهم وصرفها في مصارفها وأمروا الأغنياء بذلك فهم أمناؤهم علي ذلك أو علي أنه لما كان الخمس وسائر أموالهم من الفيء والأنفال بأيديهم و لم يمكنهم إيصالها إليهم ع فهم أمناؤهم في إيصال ذلك إلي فقراء الشيعة فيدل علي وجوب صرف حصة الإمام من الخمس وميراث من لاوارث له و غير ذلك من أموال الإمام إلي فقراء الشيعة و لايخلو من قوة والأحوط صرفها إلي الفقيه المحدث العادل ليصرفها في مصارفها نيابة عنهم ع و الله يعلم .فاحفظونا فيهم أي ارعوا حقنا فيهم لكونهم شيعتنا وبمنزلة عيالنا يحفظكم الله أي يحفظكم الله في أنفسكم وأموالكم في الدنيا و من عذابه في الآخرة ويحتمل
صفحه : 28
أن تكون جملة دعائية وقيل يدل علي أن الأغنياء إذا لم يراعوا الفقراء سلبت عنهم النعمة لأنه إذاظهرت الخيانة من الأمين يؤخذ ما في يده كَمَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ لِلّهِ تَعَالَي عِبَاداً يَخُصّهُم بِالنّعَمِ لِمَنَافِعِ العِبَادِ فَيُقِرّهَا فِي أَيدِيهِم مَا بَذَلُوهَا فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنهُم ثُمّ حَوّلَهَا إِلَي غَيرِهِم
24- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الفَقرُ أَزيَنُ لِلمُؤمِنِينَ مِنَ العِذَارِ عَلَي خَدّ الفَرَسِ
بيان أزين للمؤمنين اللام للتعدية و في النهاية فيه الفقر أزين للمؤمن من عذار حسن علي خد فرس العذاران من الفرس كالعارضين من وجه الإنسان ثم سمي به السير ألذي يكون عليه من اللجام عذارا باسم موضعه انتهي . وأقول يمكن أن يقال لتكميل التشبيه إن الفقر يمنع الإنسان من الطغيان كمايمنع اللجام الفرس عن العصيان . و قال بعض شراح العامة لأن صاحب الدنيا كلما اطمأن منها إلي سرور أشخصته إلي مكروه فطلبها شين والقلة زين
25- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ عَن أَبِيهِ عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيّبِ قَالَ سَأَلتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَو لا أَن يَكُونَ النّاسُ أُمّةً واحِدَةً قَالَ عَنَي بِذَلِكَ أُمّةَ مُحَمّدٍص أَن يَكُونُوا عَلَي دِينٍ وَاحِدٍ كُفّاراً كُلّهُملَجَعَلنا لِمَن يَكفُرُ بِالرّحمنِ لِبُيُوتِهِم سُقُفاً مِن فِضّةٍ وَ لَو فَعَلَ اللّهُ ذَلِكَ بِأُمّةِ مُحَمّدٍ لَحَزِنَ المُؤمِنُونَ وَ غَمّهُم ذَلِكَ وَ لَم يُنَاكِحُوهُم وَ لَم يُوَارِثُوهُم
بيان قدمر تفسير الآية و أماتأويله ع فلعل المعني أن المراد بالناس
صفحه : 29
أمة محمدص بعدوفاته بقرينة المضارع في يكون ويكفر والمراد بمن يكفر بالرحمن المخالفون المنكرون للإمامة والنص علي الإمام ولذا عبر بالرحمن إشعارا بأن رحمانية الله تقتضي عدم إهمالهم في أمور دينهم أوالمراد أن المنكر للإمام كافر برحمانية الملك العلام . والحاصل أنه لو لا أنه كان يصير سببا لكفر المؤمنين لحزنهم وغمهم وانكسار قلبهم فيستولي عليهم الشيطان فيكفرون ويلحقون بالمخالفين إلاشاذ[شاذا]منهم لايكفي وجودهم لنصرة الإمام أويهلكون غما وحزنا وأيضا لو كان جميع المخالفين بهذه الدرجة من الغناء والثروة وجميع المؤمنين في غاية الفقر والمهانة والمذلة لم يناكحوهم أي المخالفون المؤمنين بأن يعطوهم بناتهم أويأخذوا منهم بناتهم فلم يكن يحصل فيهم نسب يصير سببا للتوارث فبذلك ينقطع نسل المؤمنين ويصير سببا لانقراضهم أولمزيد غمهم الموجب لارتدادهم وبتلك الأسباب يصير أمة محمدص كلهم كفرة ومخالفين فيكونوا أمة واحدة كفرة إما مطلقا أو إلا من شذ منهم ممن محض الإيمان محضا فعبر بالناس عن الأكثرين لقلة المؤمنين فكأنهم ليسوا منهم .فالمراد بالأمة في قوله عني بذلك أمة محمدص أعم من أمة الدعوة والإجابة قاطبة أوالأعم من المؤمنين والمنافقين والمخالفين و ذلك إشارة إلي الناس والمراد بالأمة في قوله و لوفعل ذلك بأمة محمدالمنافقون والمخالفون أوالأعم منهم و من سائر الكفار والأول أظهر بقرينة و لم يناكحوهم فإن غيرهم من الكفار لايناكحون الآن أيضا والضمير المرفوع راجع إلي المخالفين والمنصوب إلي المؤمنين وكذا و لم يوارثوهم
26- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الفاَميِّ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كَادَ الفَقرُ أَن يَكُونَ كُفراً وَ كَادَ الحَسَدُ أَن يَغلِبَ القَدَرَ
صفحه : 30
ل ،[الخصال ] عَن حَمزَةَ العلَوَيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص مِثلَهُ
كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص مِثلَهُ
توضيح هذه الرواية من المشهورات بين الخاصة والعامة و فيهاذم عظيم للفقر ويعارضها الأخبار السابقة و ما روُيَِ عَنِ النّبِيّص الفَقرُ فخَريِ وَ بِهِ أَفتَخِرُ
وَ قَولُهُص أللّهُمّ أحَينِيِ مِسكِيناً وَ أمَتِنيِ مِسكِيناً وَ احشرُنيِ فِي زُمرَةِ المَسَاكِينِ
وَ يُؤَيّدُ هَذِهِ الرّوَايَةَ مَا رَوَاهُ العَامّةُ عَنهُص الفَقرُ سَوَادُ الوَجهِ فِي الدّارَينِ
و قدقيل في الجمع بينها وجوه . قال الراغب في المفردات الفقر يستعمل علي أربعة أوجه الأول وجود الحاجة الضرورية و ذلك عام للإنسان مادام في دار الدنيا بل عام للموجودات كلها و علي هذا قوله عز و جل يا أَيّهَا النّاسُ أَنتُمُ الفُقَراءُ إِلَي اللّهِ وَ اللّهُ هُوَ الغنَيِّ الحَمِيدُ و إلي هذاالفقر أشار بقوله في وصف الإنسان ما جَعَلناهُم جَسَداً لا يَأكُلُونَ الطّعامَ. والثاني عدم المقتنيات و هوالمذكور في قوله لِلفُقَراءِ الّذِينَ أُحصِرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ إلي قوله يَحسَبُهُمُ الجاهِلُ أَغنِياءَ مِنَ التّعَفّفِإِنّمَا الصّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَ المَساكِينِ.الثالث فقر النفس و هوالشره المعني بقوله ص كاد الفقر أن يكون كفرا
صفحه : 31
و هوالمقابل بقوله الغني غني النفس والمعني بقولهم من عدم القناعة لم يفده المال غني .الرابع الفقر إلي الله المشار إليه بقوله أللهم أغنني بالافتقار إليك و لاتفقرني بالاستغناء عنك وإياه عني تعالي بقوله رَبّ إنِيّ لِما أَنزَلتَ إلِيَّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ وبهذا ألم الشاعر فقال .
ويعجبني فقري إليك و لم يكن | ليعجبني لو لامحبتك الفقر |
. ويقال افتقر فهو مفتقر وفقير و لايكاد يقال فقر و إن كان القياس يقتضيه وأصل الفقير هوالمكسور الفقار انتهي . و هذاأحسن ماقيل في هذاالمقام ومنهم من حمل سواد الوجه علي المدح أي أنه كالخال ألذي علي وجه المحبوب فإنه يزينه و لايشينه وقيل المراد بالوجه ذات الممكن و من الفقر احتياجه في وجوده وسائر كمالاته إلي الغير وكون ذلك الاحتياج سواد وجهه عبارة عن لزومه لذاته بحيث لاينفك كما لاينفك السواد عن محله و لايخفي بعدهما والأظهر حمله مع صحته علي الفقر المذموم كمامر. و قال الغزالي في شرح هذاالخبر إذ الفقر مع الاضطرار إلي ما لابد منه قارب أن يوقع في الكفر لأنه يحمل علي حسد الأغنياء والحسد يأكل الحسنات و علي التذلل لهم بما يدنس به عرضه وينثلم به دينه و علي عدم الرضا بالقضاء وتسخط الرزق و ذلك إن لم يكن كفرا فهو جار إليه ولذلك استعاذ المصطفي من الفقر. و قال بعضهم لأن أجمع عندي أربعين ألف دينار حتي أموت عنها أحب إلي من فقر يوم وذل في سؤال الناس و و الله ماأدري ماذا يقع مني لوابتليت ببلية من فقر أومرض فلعلي أكفر و لاأشعر فلذلك قال كاد الفقر أن يكون كفرا
صفحه : 32
لأنه يحمل المرء علي كل صعب وذلول وربما يؤديه إلي الاعتراض علي الله والتصرف في ملكه والفقر نعمة من الله داع إلي الإنابة والالتجاء إليه والطلب منه و هوحلية الأنبياء وزينة الأولياء وزي الصلحاء و من ثم ورد خبر إذارأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين فهو نعمة جليلة بيد أنه مولم شديد التحمل . قال الغزالي هذاالحديث ثناء علي المال و لاتقف علي وجه الجمع بين المدح والذم إلابأن تعرف حكمة المال ومقصوده وفوائده وغوائله حتي ينكشف لك أنه خير من وجه شر من وجه و ليس بخير محض و لابشر محض بل هوسبب للأمرين معا يمدح مرة ويذم مرة والبصير المميز يدرك أن الممدوح منه غيرالمذموم . و قال بعض أصحابنا في الدعاء نعوذ بك من الفقر والقلة قيل الفقر المستعاذ منه إنما هوفقر النفس ألذي يفضي بصاحبه إلي كفران نعم الله ونسيان ذكره ويدعوه إلي سد الخلة بما يتدنس به عرضه ويثلم به دينه والقلة تحمل علي قلة الصبر أوقلة العدد. و في الخبر أنه ص تعوذ من الفقر وَ قَالَ الفَقرُ فخَريِ وَ بِهِ أَفتَخِرُ عَلَي سَائِرِ الأَنبِيَاءِ
و قدجمع بين القولين بأن الفقر ألذي تعوذ منه ص الفقر إلي الناس و ألذي دون الكفاف و ألذي افتخر به الفقر إلي الله تعالي وإنما كان هذافخرا له علي سائر الأنبياء مع مشاركتهم له فيه لأن توحيده واتصاله بالحضرة الإلهية وانقطاعه إليه كان في الدرجة التي لم يكن لأحد مثلها في العلو ففقره إليه كان أتم وأكمل من فقر سائر الأنبياء و قال الكرماني في شرح البخاري في
قَولُهُص أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ
استدل به علي تفضيل الغني وبقوله تعالي إِن تَرَكَ خَيراً أي مالا وبأنه ص توفي علي أكمل حالاته و هوموسر بما أفاء الله عليه وبأن الغني وصف للحق وحديث أكثر أهل الجنة الفقراء إخبار عن الواقع كمايقال أكثر أهل الدنيا الفقراء و أماتركه الطيبات فلأنه لم يرض أن يستعجل من الطيبات .
صفحه : 33
وأجاب الآخرون بأنه إيماء إلي أن علة الدخول الفقر وتركه الطيبات يدل علي فضل الفقر واستعاذته من الفقر معارض باستعاذته من الغني و لانزاع في كون المال خيرا بل في الأفضل و كان عندوفاته ص درعه مرهونا وغني الله تعالي بمعني آخر انتهي . وذهب أكثرهم إلي أن الكفاف أفضل من الغني والفقر فإنه سالم من آفاتهما و ليس ببعيد و قال بعضهم هذاكله صحيح لكن لايدفع أصل السؤال في أيهما أفضل الغني أوالفقر لأن النزاع إنما ورد في حق من اتصف بأحد الوصفين أيهما في حقه أفضل وقيل إن السؤال أيهما أفضل لايستقيم لاحتمال أن يكون لأحدهما من العمل الصالح ما ليس للآخر فيكون أفضل وإنما يقع السؤال عنهما إذااستويا بحيث يكون لكل منهما من العمل مايقاوم به عمل الآخر فتعلم أيهما أفضل عند الله ولذا قيل صورة الاختلاف في فقير ليس بحريص وغني ليس بممسك إذ لايخفي أن الفقير القانع أفضل من الغني البخيل و أن الغني المنفق أفضل من الفقير الحريص قال و كل مايراد لغيره و لايراد لعينه ينبغي أن يضاف إلي مقصوده فيه ليظهر فضله فالمال ليس محذورا لعينه بل لكونه قديعوق عن الله وكذا العكس فكم من غني لم يشغله غناه عن الله وكم من فقير شغله فقره عن الله . إلي أن قال و إن أخذت بالأكثر فالفقير عن الخطر أبعد لأن فتنة الغني أشد من فتنة الفقر و قال بعضهم كلام الناس في أصل المسألة يختلف فمنهم من فضل الفقر ومنهم من فضل الغني ومنهم من فضل الكفاف و كل ذلك خارج عن محل الخلاف أي الحالين أفضل عند الله للعبد حتي يتكسب ذلك ويتخلق به هل التقلل من المال أفضل ليتفرغ قلبه عن الشواغل وينال لذة المناجاة و لاينهمك في الاكتساب ليستريح من طول الحساب أوالتشاغل باكتساب المال أفضل ليستكثر من القرب من البر والصلة لما في ذلك من النفع المتعدي. قال و إذا كان الأمر كذلك فالأفضل مااختاره النبي ص وجمهور أصحابه من التقلل في الدنيا والبعد عن زهرتها ويبقي النظر فيمن حصل له شيء من الدنيا
صفحه : 34
بغير تكسّب منه كالميراث وسهم الغنيمة هل الأفضل أن يبادر إلي إخراجه في وجوه البر حتي لايبقي منه شيء أويتشاغل بتثميره ليستكثر من نفعه المتعدي. قال و هو علي القسمين الأولين و قال ابن حجر مقتضي ذلك أن يبذل إلي أن يبقي في حالة الكفاف و لايضر مايتجدد من ذلك إذاسلك هذه الطريقة. ودعوي أن جمهور الصحابة كانوا علي التقلل والزهد ممنوعة فإن المشهور من أحوالهم أنهم كانوا علي قسمين بعد أن فتحت عليهم الفتوح فمنهم من أبقي مابيده مع التقرب إلي ربه بالبر والصلة والمواساة مع الاتصاف بغني النفس ومنهم من استمر علي ما كان عليه قبل ذلك و كان لايبقي شيئا مما فتح عليه وهم قليل والأخبار في ذلك متعارضة و من المواضع التي وقع فيهاالتردد من لا شيء له فالأولي في حقه أن يستكسب للصون عن ذل السؤال أويترك وينتظر مايفتح عليه بغير مسألة انتهي . وأقول مقتضي الجمع بين أخبارنا أن الفقر والغني كل منهما نعمة من نعم الله تعالي يعطي كلا منهما من شاء من عباده بحسب مايعلم من مصالحه الكاملة و علي العبد أن يصبر علي الفقر بل يشكره ويشكر الغني إن أعطاه ويعمل بمقتضاه فمع عمل كل منهما بما تقتضيه حاله فالغالب أن الفقير الصابر أكثر ثوابا من الغني الشاكر لكن مراتب أحوالهما مختلفة غاية الاختلاف و لايمكن الحكم الكلي من أحد الطرفين والظاهر أن الكفاف أسلم وأقل خطرا من الجانبين ولذا ورد في أكثر الأدعية طلبه وسأله النبي ص لآله وعترته وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب المكاسب إن شاء الله . و أما قوله ص كاد الحسد أن يغلب القدر فقد شرحناه في كتاب السماء والعالم وحمله أكثر المحققين علي تأثير العين فإنه ينشأ غالبا من حسد العائن و هذا هوالظاهر و هومبالغة في تأثير العين بأنه يقرب أن يغلب قضاء الله وقدره . و هذاالحديث مروي في شهاب الأخبار عن أنس بن مالك عنه ص و قال
صفحه : 35
الراوندي في الضوء المعني أن للحسد تأثيرا قويا في النظر في إزالة النعمة من المحسود أوالتمني لذلك فإنه ربما يحمله حسده علي قتل المحسود وإهلاك ماله وإبطال معاشه فكأنه سعي في غلبة المقدور لأن الله تعالي قدقدر للمحسود الخير والنعمة و هويسعي في إزالة ذلك عنه وقيل الحسد يأكل الجسد انتهي . و قال بعض المخالفين أي كاد الحسد في قلب الحاسد أن يغلب علي العلم بالقدر فلايري أن النعمة التي حسد عليها إنما صارت إليه بقدر الله وقضائه فلاتزول إلابقضائه وقدره وغرض الحاسد زوال نعمة المحسود و لوتحقق القدر لم يحسده واستسلم وعلم أن الكل مقدر
27- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَستَخِفّوا بِفُقَرَاءِ شِيعَةِ عَلِيّ وَ عِترَتِهِ مِن بَعدِهِ فَإِنّ الرّجُلَ مِنهُم لَيُشَفّعُ فِي مِثلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ
بيان ربيعة ومضر قبيلتان عظيمتان يضرب المثل بهما في الكثرة
28- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن دَاوُدَ بنِ النّعمَانِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وُقِفَ عَبدَانِ مُؤمِنَانِ لِلحِسَابِ كِلَاهُمَا مِن أَهلِ الجَنّةِ فَقِيرٌ فِي الدّنيَا وَ غنَيِّ فِي الدّنيَا فَيَقُولُ الفَقِيرُ يَا رَبّ عَلَي مَا أُوقَفُ فَوَ عِزّتِكَ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّكَ لَم توُلَنّيِ وِلَايَةً فَأَعدِلَ فِيهَا أَو أَجُورَ وَ لَم
صفحه : 36
ترَزقُنيِ مَالًا فأَؤُدَيَّ مِنهُ حَقّاً أَو أَمنَعَ وَ لَا كَانَ رزِقيِ يأَتيِنيِ مِنهَا إِلّا كَفَافاً عَلَي مَا عَلِمتَ وَ قَدّرتَ لِي فَيَقُولُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ صَدَقَ عبَديِ خَلّوا عَنهُ يَدخُلِ الجَنّةَ وَ يُبقَي الآخَرُ حَتّي يَسِيلَ مِنهُ مِنَ العَرَقِ مَا لَو شَرِبَهُ أَربَعُونَ بَعِيراً لَكَفَاهَا ثُمّ يَدخُلُ الجَنّةَ فَيَقُولُ لَهُ الفَقِيرُ مَا حَبَسَكَ فَيَقُولُ طُولُ الحِسَابِ مَا زَالَ الشيّءُ يجَيِئنُيِ بَعدَ الشيّءِ يُغفَرُ لِي ثُمّ أُسأَلُ عَن شَيءٍ آخَرَ حَتّي تغَمَدّنَيَِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنهُ بِرَحمَةٍ وَ ألَحقَنَيِ بِالتّائِبِينَ فَمَن أَنتَ فَيَقُولُ أَنَا الفَقِيرُ ألّذِي كُنتُ مَعَكَ آنِفاً فَيَقُولُ لَقَد غَيّرَكَ النّعِيمُ بعَديِ
بيان وقف علي بناء المعلوم أوالمجهول فإنه جاء لازما ومتعديا والثاني أظهر لماسيأتي ولعل تصديق الله تعالي العبد لسعة لطفه وكرمه و إلافنعمة الله علي كل عبدأكثر من أن تحصي بل نعمة الفقر أيضا من أعظم النعم عليه أوالتصديق معناه أنه صدق أني لاأحاسب العبد علي تلك النعم لسعة رحمتي و في القاموس قال آنفا كصاحب وكتف وقرئ بهما أي مذ ساعة أي في أول وقت يقرب منا انتهي ولعل هذانظرا إلي أيام الآخرة وساعاتها
29- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِي عُمَرَ الصنّعاَنيِّ عَنِ العَلَاءِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ رُبّ أَشعَثَ أَغبَرَ ذيِ طِمرَينِ مُدقِعٍ بِالأَبوَابِ لَو أَقسَمَ عَلَي اللّهِ لَأَبَرّهُ
توضيح قال في النهاية الشعث أي بالتحريك انتشار الأمر و منه قولهم
صفحه : 37
لم الله شعثه و منه حديث الدعاء أسألك رحمة تلم بهاشعثي أي تجمع بها ماتفرق من أمري و منه حديث رب أشعث أغبر ذي طمرين لايؤبه له لوأقسم علي الله لأبره و قال الطمر أي بالكسر الثوب الخلق و قال فيه قال للنساء إنكن إذاجعتن دقعتن الدقع الخضوع في طلب الحاجة مأخوذ من الدقعاء و هوالتراب أي لصقتن به و منه الحديث لاتحل المسألة إلالذي فقر مدقع أي شديد يفضين بصاحبه إلي الدقعاء وقيل هوسوء احتمال الفقر و في القاموس أبر اليمين أمضاها علي الصدق . وأقول يدل علي جواز السؤال عندشدة الحاجة وكأن المراد بالشعث تفرق الشعر وتداخله وعدم تسريحه وإصلاحه وكذا المراد بالغبرة عدم تنظيف الجسد وظهور آثار الفقر و ذلك إما لشدة الفقر أوكثرة الأشغال بالعبادة و قدمر الكلام فيه . وأقول روُيَِ هَذَا الحَدِيثُ فِي المِشكَاةِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنهُص رُبّ أَشعَثَ مَدفُوعٍ بِالأَبوَابِ لَو أَقسَمَ عَلَي اللّهِ لَأَبَرّهُ
و قال الطيبي في شرحه قال البيضاوي الأشعث هوالمغبر الرأس المتفرق الشعور والصواب مدفوع بالدال أي يدفع عندالدخول علي الأعيان والحضور في المحافل و لايترك أن يلج الباب فضلا عن أن يحضر معهم ويجلس فيما بينهم لوأقسم علي الله لأبره أي لوسأل الله شيئا وأقسم عليه أن يفعله لفعله فشبه إجابة المبر المقسم علي غيره بوفاء الحالف يمينه وبره فيها وقيل معناه لوحلف أن الله يفعله أو لايفعله صدقه في يمينه وأبره فيهابما يوافقها. ثم قال الطيبي ومما يؤيد الأول لفظة علي الله لأنه أراد به المسمي و لوأريد به اللفظ لقيل بالله و أمامعني الإبرار فعلي ماذهب إليه القاضي من باب الاستعارة ويجوز أن يكون من باب المشاكلة المعنوية
30- لي ،[الأمالي للصدوق ] فِي منَاَهيِ النّبِيّص قَالَص أَلَا وَ مَنِ استَخَفّ
صفحه : 38
بِفَقِيرٍ مُسلِمٍ فَقَدِ استَخَفّ بِحَقّ اللّهِ وَ اللّهُ يَستَخِفّ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ إِلّا أَن يَتُوبَ
وَ قَالَص مَن أَكرَمَ فَقِيراً مُسلِماً لقَيَِ اللّهَ يَومَ القِيَامَةِ وَ هُوَ عَنهُ رَاضٍ
31- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ ابنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المدَاَئنِيِّ عَن فَضلِ بنِ كَثِيرٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ مَن لقَيَِ فَقِيراً مُسلِماً فَسَلّمَ عَلَيهِ خِلَافَ سَلَامِهِ عَلَي الغنَيِّ لقَيَِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ وَ هُوَ عَلَيهِ غَضبَانُ
32-فس ،[تفسير القمي]وَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ ما عَلَيكَ مِن حِسابِهِم مِن شَيءٍ وَ ما مِن حِسابِكَ عَلَيهِم مِن شَيءٍ فَتَطرُدَهُم فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَفَإِنّهُ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا أَنّهُ كَانَ بِالمَدِينَةِ قَومٌ فُقَرَاءُ مُؤمِنُونَ يُسَمّونَ أَصحَابَ الصّفّةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص أَمَرَهُم أَن يَكُونُوا فِي صُفّةٍ يَأوُونَ إِلَيهَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَعَاهَدُهُم بِنَفسِهِ وَ رُبّمَا حَمَلَ إِلَيهِم مَا يَأكُلُونَ وَ كَانُوا يَختَلِفُونَ إِلَي رَسُولِ اللّهِ فَيَقرَبُهُم وَ يَقعُدُ مَعَهُم وَ يُؤنِسُهُم وَ كَانَ إِذَا جَاءَ الأَغنِيَاءُ وَ المُترَفُونَ مِن أَصحَابِهِ ينكروا[أَنكَرُوا] عَلَيهِ ذَلِكَ وَ يقولوا[يَقُولُونَ] لَهُ اطرُدهُم عَنكَ فَجَاءَ يَوماً رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عِندَهُ رَجُلٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِ مِن أَصحَابِ الصّفّةِ قَد لَزِقَ بِرَسُولِ اللّهِص وَ رَسُولُ اللّهِ يُحَدّثُهُ فَقَعَدَ الأنَصاَريِّ بِالبُعدِ مِنهُمَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص تَقَدّم فَلَم يَفعَل فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ لَعَلّكَ خِفتَ أَن يَلزَقَ فَقرُهُ بِكَ فَقَالَ الأنَصاَريِّ اطرُد هَؤُلَاءِ عَنكَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِّالآيَةَ ثُمّ قَالَوَ كَذلِكَ فَتَنّا بَعضَهُم بِبَعضٍ أَيِ اختَبَرنَا الأَغنِيَاءَ بِالغِنَي لِنَنظُرَ كَيفَ مُوَاسَاتُهُم لِلفُقَرَاءِ وَ كَيفَ يُخرِجُونَ مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَيهِم فِي أَموَالِهِم لَهُم وَ اختَبَرنَا الفُقَرَاءَ
صفحه : 39
لِنَنظُرَ كَيفَ صَبرُهُم عَلَي الفَقرِ وَ عَمّا فِي أيَديِ الأَغنِيَاءِلِيَقُولُوا أَيِ الفُقَرَاءُأَ هؤُلاءِالأَغنِيَاءُمَنّ اللّهُ عَلَيهِم مِن بَينِنا أَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِالشّاكِرِينَ
33- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن أَبِي العَبّاسِ السّرّاجِ عَن قُتَيبَةَ عَن عَبدِ العَزِيزِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي عَمرٍو عَن عَاصِمِ بنِ عَمرِو بنِ قَتَادَةَ عَن مَحمُودِ بنِ لَبِيدٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ شَيئَانِ يَكرَهُهُمَا ابنُ آدَمَ يَكرَهُ المَوتَ وَ المَوتُ رَاحَةٌ لِلمُؤمِنِ مِنَ الفِتنَةِ وَ يَكرَهُ قِلّةَ المَالِ وَ قِلّةُ المَالِ أَقَلّ لِلحِسَابِ
34- ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ القضُاَعيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ العَبّاسِ بنِ إِسحَاقَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَهلَكَ النّاسَ اثنَانِ خَوفُ الفَقرِ وَ طَلَبُ الفَخرِ
35- ل ،[الخصال ]فِيمَا أَوصَي بِهِ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عَلِيّ ع يَا عَلِيّ أَربَعَةٌ مِن قَوَاصِمِ الظّهرِ إِمَامٌ يعَصيِ اللّهَ وَ يُطَاعُ أَمرُهُ وَ زَوجَةٌ يَحفَظُهَا زَوجُهَا وَ هيَِ تَخُونُهُ وَ فَقرٌ لَا يَجِدُ صَاحِبُهُ لَهُ مُدَاوِياً وَ جَارُ سَوءٍ فِي دَارِ مُقَامٍ
36- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَنِ العقَرَقوُفيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع شَيءٌ يُروَي عَن أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ ثَلَاثَةٌ يُبغِضُهَا النّاسُ وَ أَنَا أُحِبّهَا أُحِبّ المَوتَ وَ أُحِبّ الفَقرَ وَ أُحِبّ البَلَاءَ فَقَالَ إِنّ هَذَا لَيسَ عَلَي مَا تَروُونَ إِنّمَا عَنَي المَوتُ فِي طَاعَةِ اللّهِ أَحَبّ إلِيَّ مِنَ الحَيَاةِ فِي مَعصِيَةِ اللّهِ وَ الفَقرُ فِي طَاعَةِ اللّهِ أَحَبّ إلِيَّ مِنَ الغِنَي فِي مَعصِيَةِ اللّهِ وَ البَلَاءُ فِي طَاعَةِ اللّهِ أَحَبّ إلِيَّ مِنَ الصّحّةِ فِي مَعصِيَةِ اللّهِ
جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ
صفحه : 40
مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ مِثلَهُ
37- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مَنصُورٍ عَن أَحمَدَ بنِ خَالِدٍ عَن أَحمَدَ بنِ المُبَارَكِ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع حَدِيثٌ يُروَي أَنّ رَجُلًا قَالَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إنِيّ أُحِبّكَ فَقَالَ لَهُ أَعِدّ لِلفَقرِ جِلبَاباً فَقَالَ لَيسَ هَكَذَا قَالَ إِنّمَا قَالَ لَهُ أَعدَدتَ لِفَاقَتِكَ جِلبَاباً يعَنيِ يَومَ القِيَامَةِ
38- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن حَارِثِ بنِ الحَسَنِ الطّحّانِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا يَبلُغُ أَحَدُكُم حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتّي يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ يَكُونُ المَوتُ أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الحَيَاةِ وَ الفَقرُ أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الغِنَي وَ المَرَضُ أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الصّحّةِ قُلنَا وَ مَن يَكُونُ كَذَلِكَ قَالَ كُلّكُم ثُمّ قَالَ أَيّمَا أَحَبّ إِلَي أَحَدِكُم يَمُوتُ فِي حُبّنَا أَو يَعِيشُ فِي بُغضِنَا فَقُلتُ نَمُوتُ وَ اللّهِ فِي حُبّكُم أَحَبّ إِلَينَا قَالَ وَ كَذَلِكَ الفَقرُ وَ الغِنَي وَ المَرَضُ وَ الصّحّةُ قُلتُ إيِ وَ اللّهِ
39- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن ذَرِيحٍ المحُاَربِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الفَقرُ المَوتُ الأَحمَرُ فَقِيلَ الفَقرُ مِنَ الدّنَانِيرِ وَ الدّرَاهِمِ قَالَ لَا وَ لَكِن مِنَ الدّينِ
40- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَمّن حَدّثَهُ قَالَمَاتَ رَجُلٌ مِن آلِ أَبِي طَالِبٍ لَم يَكُن حَضَرَهُ أَبُو الحَسَنِ ع فَجَاءَهُ قَومٌ فَلَمّا جَلَسَ أَمسَكَ القَومُ كَأَنّ عَلَي رُءُوسِهِمُ الطّيرَ فَكَانُوا فِي ذِكرِ الفُقَرَاءِ وَ المَوتِ فَلَمّا جَلَسَ ع قَالَ ابتِدَاءً مِنهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا بَينَ
صفحه : 41
السّتّينَ إِلَي السّبعِينَ مُعتَرَكُ المَنَايَا ثُمّ قَالَ الفُقَرَاءُ محسن [مِحَنُ]الإِسلَامِ
41- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ التفّليِسيِّ عَنِ البَقبَاقِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَا فُضَيلُ لَا تَزهَدُوا فِي فُقَرَاءِ شِيعَتِنَا فَإِنّ الفَقِيرَ مِنهُم لَيُشَفّعُ يَومَ القِيَامَةِ فِي مِثلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ
أَقُولُ سيَأَتيِ فِي وَصَايَا رَسُولِ اللّهِص لأِبَيِ ذَرّ أَنّهُ قَالَ أوَصاَنيِ رَسُولُ اللّهِ أَن أَنظُرَ إِلَي مَن هُوَ دوُنيِ وَ لَا أَنظُرَ إِلَي مَن هُوَ فوَقيِ وَ أوَصاَنيِ بِحُبّ المَسَاكِينِ وَ الدّنُوّ مِنهُم
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنهُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص أَحبِبِ المَسَاكِينَ وَ مُجَالَسَتَهُم
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنهُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص عَلَيكَ بِحُبّ المَسَاكِينِ وَ مُجَالَسَتِهِم
42- فس ،[تفسير القمي] وَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدّنيا لِنَفتِنَهُم فِيهِ وَ رِزقُ رَبّكَ خَيرٌ وَ أَبقي قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ استَوَي رَسُولُ اللّهِص جَالِساً ثُمّ قَالَ مَن لَم يَعِزّ بِعَزَاءِ اللّهِ تَقَطّعَت نَفسُهُ حَسَرَاتٍ وَ مَن أَتبَعَ بَصَرَهُ مَا فِي أيَديِ النّاسِ طَالَ هَمّهُ وَ لَم يُشفَ غَيظُهُ وَ مَن لَم يَعرِف لِلّهِ عَلَيهِ نِعمَةً إِلّا فِي مَطعَمٍ وَ مَشرَبٍ قَصُرَ أَجَلُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ
43- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عِندَ وَفَاتِهِ أُوصِيكَ بِحُبّ المَسَاكِينِ وَ مُجَالَسَتِهِم
صفحه : 42
44- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِحُمرَانَ يَا حُمرَانُ انظُر إِلَي مَن هُوَ دُونَكَ وَ لَا تَنظُر إِلَي مَن هُوَ فَوقَكَ فِي المَقدُرَةِ فَإِنّ ذَلِكَ أَقنَعُ لَكَ بِمَا قُسِمَ لَكَ وَ أَحرَي أَن تَستَوجِبَ الزّيَادَةَ مِن رَبّكَ الخَبَرَ
45- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الفَقرُ هُوَ المَوتُ الأَكبَرُ وَ قَالَ ع لَا تُحَقّرُوا ضُعَفَاءَ إِخوَانِكُم فَإِنّهُ مَنِ احتَقَرَ مُؤمِناً لَم يَجمَعِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَينَهُمَا فِي الجَنّةِ إِلّا أَن يَتُوبَ
46- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الأشَعرَيِّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لِبَعضِ أَصحَابِهِ أَ مَا تَدخُلُ السّوقَ أَ مَا تَرَي الفَاكِهَةَ تُبَاعُ وَ الشيّءَ مِمّا تَشتَهِيهِ فَقُلتُ بَلَي وَ اللّهِ فَقَالَ أَمَا إِنّ لَكَ بِكُلّ مَا تَرَاهُ وَ لَا تَقدِرُ عَلَي شِرَائِهِ وَ تَصبِرُ عَلَيهِ حَسَنَةً
47- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُنَادِياً فيَنُاَديِ أَينَ الفُقَرَاءُ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَيُؤمَرُ بِهِم إِلَي الجَنّةِ فَيَأتُونَ بَابَ الجَنّةِ فَيَقُولُ لَهُم خَزَنَةُ الجَنّةِ قَبلَ الحِسَابِ فَيَقُولُونَ أَعطَيتُمُونَا شَيئاً فَتُحَاسِبُونَا عَلَيهِ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَدَقُوا عبِاَديِ مَا أَفقَرتُكُم هَوَاناً بِكُم وَ لَكِنِ ادّخَرتُ هَذَا لَكُم لِهَذَا اليَومِ ثُمّ يَقُولُ لَهُمُ انظُرُوا وَ تَصَفّحُوا وُجُوهَ النّاسِ فَمَن آتَي إِلَيكُم مَعرُوفاً فَخُذُوا بِيَدِهِ وَ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ
صفحه : 43
جع ،[جامع الأخبار] مِثلَهُ
48- ثو،[ثواب الأعمال ]حَمزَةُ العلَوَيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعشَرَ المَسَاكِينِ طِيبُوا نَفساً وَ أَعطَوُا الرّضَا مِن قُلُوبِكُم يُثِبكُمُ اللّهُ عَلَي فَقرِكُم فَإِن لَم تَفعَلُوا فَلَا ثَوَابَ لَكُم
أقول قدأوردنا بعض الأخبار في باب من أذل مؤمنا في كتاب العشرة
49- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِمُوسَي يَا مُوسَي لَا تَستَذِلّ الفَقِيرَ وَ لَا تَغبِطِ الغنَيِّ باِلشيّءِ اليَسِيرِ
50- ير،[بصائر الدرجات ] اِبرَاهِيمُ بنُ هَاشِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ إنِيّ لَأَدِينُ اللّهَ بِوَلَايَتِكَ وَ إنِيّ لَأُحِبّكَ فِي السّرّ كَمَا أُحِبّكَ فِي العَلَانِيَةِ فَقَالَ لَهُ صَدَقتَ طِينَتُكَ مِن تِلكَ الطّينَةِ وَ عَلَي وَلَايَتِنَا أُخِذَ مِيثَاقُكَ وَ إِنّ رُوحَكَ مِن أَروَاحِ المُؤمِنِينَ فَاتّخِذ لِلفَقرِ جِلبَاباً فَوَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ الفَقرَ إِلَي مُحِبّينَا أَسرَعُ مِنَ السّيلِ مِن أَعلَي الواَديِ إِلَي أَسفَلِهِ
ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الأهَواَزيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ كُنتُ مَعَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ ذَكَرَ مِثلَهُ
51-ير،[بصائر الدرجات ]عَبّادُ بنُ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِّ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَبَينَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ
صفحه : 44
ع يَوماً جَالِسٌ فِي المَسجِدِ وَ أَصحَابُهُ حَولَهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِن شِيعَتِهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ اللّهَ يَعلَمُ أنَيّ أَدِينُهُ بِحُبّكَ فِي السّرّ كَمَا أَدِينُهُ بِحُبّكَ فِي العَلَانِيَةِ وَ أَتَوَلّاكَ فِي السّرّ كَمَا أَتَوَلّاكَ فِي العَلَانِيَةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَدَقتَ أَمَا فَاتّخِذ لِلفَقرِ جِلبَاباً فَإِنّ الفَقرَ أَسرَعُ إِلَي شِيعَتِنَا مِنَ السّيلِ إِلَي قَرَارِ الواَديِ
52- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ استَذَلّ مُؤمِناً أَو مُؤمِنَةً أَو حَقّرَهُ لِفَقرِهِ أَو قِلّةِ ذَاتِ يَدِهِ شَهَرَهُ اللّهُ تَعَالَي يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ يَفضَحُهُ
وَ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا كَانَ وَ لَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مُؤمِنٌ إِلّا وَ لَهُ جَارٌ يُؤذِيهِ
53-يج ،[الخرائج والجرائح ]رَوَي سَعِيدُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ قَالَكَتَبتُ إِلَيهِ ع أَشكُو الفَقرَ ثُمّ قُلتُ فِي نفَسيِ أَ لَيسَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الفَقرُ مَعَنَا خَيرٌ مِنَ الغِنَي مَعَ غَيرِنَا وَ القَتلُ مَعَنَا خَيرٌ مِنَ الحَيَاةِ مَعَ غَيرِنَا فَرَجَعَ الجَوَابُ أَنّ اللّهَ مَحّصَ أَولِيَاءَهُ إِذَا تَكَاثَفَت ذُنُوبُهُم بِالفَقرِ وَ قَد يَعفُو عَن كَثِيرٍ وَ هُوَ كَمَا حَدّثتَ نَفسَكَ الفَقرُ مَعَنَا خَيرٌ مِنَ الغِنَي مَعَ غَيرِنَا وَ نَحنُ كَهفٌ لِمَنِ التَجَأَ وَ نُورٌ لِمَنِ استَضَاءَ بِنَا وَ عِصمَةٌ لِمَنِ اعتَصَمَ مَن أَحَبّنَا كَانَ مَعَنَا فِي السّنَامِ الأَعلَي وَ مَنِ انحَرَفَ عَنّا فَإِلَي النّارِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع تَشهَدُونَ عَلَي عَدُوّكُم بِالنّارِ وَ لَا تَشهَدُونَ لِوَلِيّكُم بِالجَنّةِ مَا يَمنَعُكُم مِن ذَلِكَ إِلّا
صفحه : 45
الضّعفُ
كشف ،[كشف الغمة] مِن دَلَائِلِ الحمِيرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ مِثلَهُ
كش ،[رجال الكشي] أَحمَدُ بنُ عَلِيّ بنِ كُلثُومٍ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ مِثلَهُ
54- شي،[تفسير العياشي] عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ الفَقرُ المَوتُ الأَكبَرُ
55- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فُقَرَاءَ المُؤمِنِينَ يَنقَلِبُونَ فِي رِيَاضِ الجَنّةِ قَبلَ أَغنِيَائِهِم بِأَربَعِينَ خَرِيفاً ثُمّ قَالَ سَأَضرِبُ لَكَ مِثَالَ ذَلِكَ إِنّمَا مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ سَفِينَتَينِ مُرّ بِهِمَا عَلَي عَاشِرٍ فَنَظَرَ فِي إِحدَاهُمَا فَلَم يَجِد فِيهَا شَيئاً فَقَالَ أَسرِبُوهَا وَ نَظَرَ فِي الأُخرَي فَإِذَا هيَِ مُوَقّرَةٌ فَقَالَ احبِسُوهَا
56-كش ،[رجال الكشي]خَلَفُ بنُ حَمّادٍ عَن سَهلٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحلَبَيِّ قَالَدَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع بِمِنًي فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ كُنّا أَهلَ بَيتِ عَطِيّةٍ وَ سُرُورٍ وَ نِعمَةٍ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد أَذهَبَ بِذَلِكَ كُلّهُ حَتّي احتَجتُ إِلَي مَن كَانَ يَحتَاجُ إِلَينَا فَقَالَ لِي يَا أَحمَدُ مَا أَحسَنَ حَالَكَ يَا أَحمَدَ بنَ عُمَرَ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ حاَليِ مَا أَخبَرتُكَ فَقَالَ لِي يَا أَحمَدُ أَ يَسُرّكَ أَنّكَ عَلَي بَعضِ مَا عَلَيهِ هَؤُلَاءِ الجَبّارُونَ وَ لَكَ الدّنيَا مَملُوّةً ذَهَباً فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَضَحِكَ ثُمّ قَالَ تَرجِعُ مِن هَاهُنَا إِلَي خَلَفٍ فَمَن أَحسَنُ حَالًا مِنكَ وَ بِيَدِكَ صِنَاعَةٌ لَا تَبِيعُهَا بمِلِ ءِ الأَرضِ ذَهَباً
صفحه : 46
أَ لَا أُبَشّرُكَ قُلتُ نَعَم فَقَد سرَنّيَِ اللّهُ بِكَ وَ بِآبَائِكَ فَقَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُمالَوحٌ مِن ذَهَبٍ فِيهِ مَكتُوبٌ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ بِالمَوتِ كَيفَ يَفرَحُ وَ مَن يَرَي الدّنيَا وَ تَغَيّرَهَا بِأَهلِهَا كَيفَ يَركَنُ إِلَيهَا وَ ينَبغَيِ لِمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ أَن لَا يَستَبطِئَ اللّهَ فِي رِزقِهِ وَ لَا يَتّهِمَهُ فِي قَضَائِهِ ثُمّ قَالَ رَضِيتَ يَا أَحمَدُ قَالَ قُلتُ عَنِ اللّهِ تَعَالَي وَ عَنكُم أَهلَ البَيتِ
57- ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع إِنّ الأَنبِيَاءَ وَ أَولَادَ الأَنبِيَاءِ وَ أَتبَاعَ الأَنبِيَاءِ خُصّوا بِثَلَاثِ خِصَالٍ السّقَمِ فِي الأَبدَانِ وَ خَوفِ السّلطَانِ وَ الفَقرِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الفَقرُ يُخرِسُ الفَطِنَ عَن حُجّتِهِ وَ المُقِلّ غَرِيبٌ فِي بَلَدِهِ طُوبَي لِمَن ذَكَرَ المَعَادَ وَ عَمِلَ لِلحِسَابِ وَ قَنِعَ بِالكَفَافِ الغِنَي فِي الغُربَةِ وَطَنٌ وَ الفَقرُ فِي الوَطَنِ غُربَةٌ القَنَاعَةُ مَالٌ لَا يَنفَدُ الفَقرُ المَوتُ الأَكبَرُ مَا أَحسَنَ تَوَاضُعَ الأَغنِيَاءِ لِلفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِندَ اللّهِ وَ أَحسَنُ مِنهُ تِيهُ الفُقَرَاءِ عَلَي الأَغنِيَاءِ اتّكَالًا عَلَي اللّهِ
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ استَذَلّ مُؤمِناً أَو مُؤمِنَةً أَو حَقّرَهُ لِفَقرِهِ وَ قِلّةِ ذَاتِ يَدِهِ شَهَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ يَفضَحُهُ
وَ قَالَص أللّهُمّ أحَينِيِ مِسكِيناً وَ أمَتِنيِ مِسكِيناً وَ احشرُنيِ فِي زُمرَةِ المَسَاكِينِ
وَ قَالَص إِذَا أَحَبّ اللّهُ عَبداً فِي دَارِ الدّنيَا يُرجِعُهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَيفَ يُرجِعُهُ قَالَ فِي مَوضِعِ الطّعَامِ الرّخِيصِ وَ الخَيرِ الكَثِيرِ ولَيِّ اللّهِ لَا يَجِدُ الطّعَامَ مَا يَملَأُ بِهِ بَطنَهُ
وَ قَالَص أَبوَابُ الجَنّةِ مُفَتّحَةٌ عَلَي الفُقَرَاءِ وَ الرّحمَةُ نَازِلَةٌ عَلَي الرّحَمَاءِ وَ اللّهُ رَاضٍ عَنِ الأَسخِيَاءِ
صفحه : 47
وَ قَالَص الفَقرُ فَقرَانِ فَقرُ الدّنيَا وَ فَقرُ الآخِرَةِ فَفَقرُ الدّنيَا غِنَي الآخِرَةِ وَ غِنَي الدّنيَا فَقرُ الآخِرَةِ وَ ذَلِكَ الهَلَاكُ
وَ قَالَص مَا أوُحيَِ إلِيَّ أَنِ اجمَعِ المَالَ وَ كُن مِنَ التّاجِرِينَ وَ لَكِن أوُحيَِ إلِيَّ أَنسَبّح بِحَمدِ رَبّكَ وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَ وَ اعبُد رَبّكَ حَتّي يَأتِيَكَ اليَقِينُ
وَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَّ لَا تُحَقّرَنّ أَحَداً بِخُلقَانِ ثِيَابِهِ فَإِنّ رَبّكَ وَ رَبّهُ وَاحِدٌ
58- جع ،[جامع الأخبار] سُئِلَ عَنِ النّبِيّص مَا الفَقرُ فَقَالَ خِزَانَةٌ مِن خَزَائِنِ اللّهِ قِيلَ ثَانِياً يَا رَسُولَ اللّهِ مَا الفَقرُ فَقَالَ كَرَامَةٌ مِنَ اللّهِ قِيلَ ثَالِثاً مَا الفَقرُ فَقَالَص شَيءٌ لَا يُعطِيهِ اللّهُ إِلّا نَبِيّاً مُرسَلًا أَو مُؤمِناً كَرِيماً عَلَي اللّهِ تَعَالَي
وَ قَالَ النّبِيّص الفَقرُ أَشَدّ مِنَ القَتلِ
قَالَ النّبِيّص أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي اِبرَاهِيمَ ع فَقَالَ يَا اِبرَاهِيمُ خَلَقتُكَ وَ ابتَلَيتُكَ بِنَارِ نُمرُودَ فَلَوِ ابتَلَيتُكَ بِالفَقرِ وَ رَفَعتُ عَنكَ الصّبرَ فَمَا تَصنَعُ قَالَ اِبرَاهِيمُ يَا رَبّ الفَقرُ أَشَدّ إلِيَّ مِن نَارِ نُمرُودَ قَالَ اللّهُ فبَعِزِتّيِ وَ جلَاَليِ مَا خَلَقتُ فِي السّمَاءِ وَ الأَرضِ أَشَدّ مِنَ الفَقرِ قَالَ يَا رَبّ مَن أَطعَمَ جَائِعاً فَمَا جَزَاؤُهُ قَالَ جَزَاؤُهُ الغُفرَانُ وَ إِن كَانَ ذُنُوبُهُ يَملَأُ مَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ
وَ قَالَص لَو لَا رَحمَةُ ربَيّ عَلَي فُقَرَاءِ أمُتّيِ كَادَ الفَقرُ يَكُونُ كُفراً فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الصّحَابَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا جَزَاءُ مُؤمِنٍ فَقِيرٍ يَصبِرُ عَلَي فَقرِهِ قَالَ إِنّ فِي الجَنّةِ غُرفَةً مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ يَنظُرُ أَهلُ الجَنّةِ إِلَيهَا كَمَا يَنظُرُ أَهلُ الأَرضِ إِلَي نُجُومِ السّمَاءِ لَا يَدخُلُ فِيهَا إِلّا نبَيِّ فَقِيرٌ أَو شَهِيدٌ فَقِيرٌ أَو مُؤمِنٌ فَقِيرٌ
قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِلحَسَنِ ع لَا تَلُم إِنسَاناً يَطلُبُ قُوتَهُ فَمَن عَدِمَ قُوتَهُ كَثُرَ خَطَايَاهُ يَا بنُيَّ الفَقِيرُ حَقِيرٌ لَا يُسمَعُ كَلَامُهُ وَ لَا يُعرَفُ مَقَامُهُ لَو كَانَ الفَقِيرُ صَادِقاً يُسَمّونَهُ كَاذِباً وَ لَو كَانَ زَاهِداً يُسَمّونَهُ جَاهِلًا يَا بنُيَّ مَنِ ابتلُيَِ بِالفَقرِ
صفحه : 48
ابتلُيَِ بِأَربَعِ خِصَالٍ بِالضّعفِ فِي يَقِينِهِ وَ النّقصَانِ فِي عَقلِهِ وَ الرّقّةِ فِي دِينِهِ وَ قِلّةِ الحَيَاءِ فِي وَجهِهِ فَنَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الفَقرِ
وَ قَالَ ع الفَقرُ مَخزُونٌ عِندَ اللّهِ بِمَنزِلَةِ الشّهَادَةِ يُؤتِيهِ اللّهُ مَن يَشَاءُ
عَنِ النّبِيّص مَن تُوُفّرَ حَظّهُ فِي الدّنيَا انتَقَصَ حَظّهُ فِي الآخِرَةِ وَ إِن كَانَ كَرِيماً
وَ قَالَ الفُقَرَاءُ لِرَسُولِ اللّهِ إِنّ الأَغنِيَاءَ ذَهَبُوا بِالجَنّةِ يَحُجّونَ وَ يَعتَمِرُونَ وَ يَتَصَدّقُونَ وَ لَا نَقدِرُ عَلَيهِ فَقَالَ ع إِنّ مَن صَبَرَ وَ احتَسَبَ مِنكُم تَكُن لَهُ ثَلَاثُ خِصَالٍ لَيسَ لِلأَغنِيَاءِ أَحَدُهَا أَنّ فِي الجَنّةِ غُرَفاً يَنظُرُ إِلَيهَا أَهلُ الجَنّةِ كَمَا يَنظُرُ أَهلُ الأَرضِ إِلَي نُجُومِ السّمَاءِ لَا يَدخُلُهَا إِلّا نبَيِّ فَقِيرٌ أَو شَهِيدٌ فَقِيرٌ أَو مُؤمِنٌ فَقِيرٌ وَ ثَانِيهَا يَدخُلُ الفُقَرَاءُ الجَنّةَ قَبلَ الأَغنِيَاءِ بِخَمسِمِائَةِ عَامٍ وَ ثَالِثُهَا إِذَا قَالَ الغنَيِّ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ قَالَ الفَقِيرُ مِثلَ ذَلِكَ لَم يَلحَقِ الغنَيِّ الفَقِيرَ وَ إِن أَنفَقَ فِيهَا عَشَرَةَ آلَافِ دِرهَمٍ وَ كَذَلِكَ أَعمَالُ البِرّ كُلّهَا فَقَالُوا رَضِينَا
عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ عَنِ النّبِيّص يَقُومُ فُقَرَاءُ أمُتّيِ يَومَ القِيَامَةِ وَ ثِيَابُهُم خُضرٌ وَ شُعُورُهُم مَنسُوجَةٌ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ بِأَيدِيهِم قُضبَانٌ مِن نُورٍ يَخطِبُونَ عَلَي المَنَابِرِ فَيَمُرّ عَلَيهِمُ الأَنبِيَاءُ فَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ تَقُولُ المَلَائِكَةُ هَؤُلَاءِ مِنَ الأَنبِيَاءِ فَيَقُولُونَ نَحنُ لَا مَلَائِكَةٌ وَ لَا أَنبِيَاءُ بَل نَفَرٌ مِن فُقَرَاءِ أُمّةِ مُحَمّدٍص فَيَقُولُونَ بِمَا نِلتُم هَذِهِ الكَرَامَةَ فَيَقُولُونَ لَم يَكُن[تَكُن]أَعمَالُنَا شديدا[شَدِيدَةً] وَ لَم نَصُمِ الدّهرَ وَ لَم نَقُمِ اللّيلَ وَ لَكِن أَقَمنَا عَلَي الصّلَوَاتِ الخَمسِ وَ إِذَا سَمِعنَا ذِكرَ مُحَمّدٍص فَاضَت دُمُوعُنَا عَلَي خُدُودِنَا
عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كلَمّنَيِ ربَيّ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِذَا أَحبَبتُ عَبداً أَجعَلُ مَعَهُ ثَلَاثَةَ أَشيَاءَ قَلبَهُ حَزِيناً وَ بَدَنَهُ سَقِيماً وَ يَدَهُ خَالِيَةً عَن حُطَامِ الدّنيَا وَ إِذَا أَبغَضتُ عَبداً أَجعَلُ مَعَهُ ثَلَاثَةَ أَشيَاءَ قَلبَهُ مَسرُوراً وَ بَدَنَهُ صَحِيحاً وَ يَدَهُ مَملُوّةً مِن حُطَامِ الدّنيَا
صفحه : 49
قَالَ النّبِيّص مَن جَاعَ أَوِ احتَاجَ فَكَتَمَهُ النّاسَ وَ أَفشَاهُ إِلَي اللّهِ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يَرزُقَهُ رِزقَ سَنَةٍ مِنَ الحَلَالِ
وَ قَالَص أللّهُمّ أحَينِيِ مِسكِيناً وَ أمَتِنيِ مِسكِيناً وَ احشرُنيِ فِي زُمرَةِ المَسَاكِينِ
وَ قَالَ ع الفُقَرَاءُ مُلُوكُ أَهلِ الجَنّةِ وَ النّاسُ كُلّهُم مُشتَاقُونَ إِلَي الجَنّةِ وَ الجَنّةُ مُشتَاقَةٌ إِلَي الفُقَرَاءِ
وَ قَالَص الفَقرُ فخَريِ
قَالَ النّبِيّص مَنِ استَذَلّ مُؤمِناً أَو مُؤمِنَةً أَو حَقّرَهُ لِفَقرِهِ وَ قِلّةِ ذَاتِ يَدِهِ شَهَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ يَفضَحُهُ
قَالَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع إِنّ الأَنبِيَاءَ وَ أَولَادَ الأَنبِيَاءِ وَ أَتبَاعَ الأَنبِيَاءِ خُصّوا بِثَلَاثِ خِصَالٍ السّقَمِ فِي الأَبدَانِ وَ خَوفِ السّلطَانِ وَ الفَقرِ
روُيَِ أَنّ أَحَداً مِنَ الصّحَابَةِ شَكَا إِلَي النّبِيّص عَنِ الفَقرِ وَ السّقَمِ قَالَ النّبِيّص فَإِذَا أَصبَحتَ وَ أَمسَيتَ فَقُل لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ تَوَكّلتُ عَلَي الحيَّ ألّذِي لَا يَمُوتُ وَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يَتّخِذ وَلَداً وَ لَم يَكُن لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلكِ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا قُلتُهُ إِلّا أَيّاماً حَتّي أَذهَبَ عنَيّ الفَقرَ وَ السّقَمَ
وَ قَالَ ع الفَقرُ شَينٌ عِندَ النّاسِ وَ زَينٌ عِندَ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ
عَن عُبَيدٍ البصَريِّ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ جَعَلَ الفَقرَ أَمَانَةً عِندَ خَلقِهِ فَمَن سَتَرَهُ كَانَ كَالصّائِمِ القَائِمِ وَ مَن أَفشَاهُ إِلَي مَن يَقدِرُ عَلَي قَضَاءِ حَاجَتِهِ فَلَم يَفعَل فَقَد قَتَلَهُ أَمَا إِنّهُ مَا قَتَلَهُ بِسَيفٍ وَ لَا رُمحٍ وَ لَكِن بِمَا أَنكَي مِن قَلبِهِ
59- محص ،[التمحيص ] عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُلّمَا ازدَادَ العَبدُ إِيمَاناً ازدَادَ ضِيقاً فِي مَعِيشَتِهِ
60-محص ،[التمحيص ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِأَكرَمُ مَا يَكُونُ
صفحه : 50
العَبدُ إِلَي اللّهِ أَن يَطلُبَ دِرهَماً فَلَا يَقدِرَ عَلَيهِ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذَا الكَلَامَ وَ عنِديِ مِائَةُ أَلفٍ وَ أَنَا اليَومَ مَا أَملِكُ دِرهَماً
61- محص ،[التمحيص ] عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لَو لَا أنَنّيِ أسَتحَييِ مِن عبَديَِ المُؤمِنِ مَا تَرَكتُ لَهُ خِرقَةً يَتَوَارَي بِهَا إِلّا أَنّ العَبدَ إِذَا تَكَامَلَ فِيهِ الإِيمَانُ ابتَلَيتُهُ فِي قُوتِهِ فَإِن جَزَعَ رَدَدتُ عَلَيهِ قُوتَهُ وَ إِن صَبَرَ بَاهَيتُ بِهِ ملَاَئكِتَيِ فَذَاكَ ألّذِي تُشِيرُ إِلَيهِ المَلَائِكَةُ بِالأَصَابِعِ
62- محص ،[التمحيص ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وُكّلَ الرّزقُ بِالحُمقِ وَ وُكّلَ الحِرمَانُ بِالعَقلِ وَ وُكّلَ البَلَاءُ بِالصّبرِ
63- محص ،[التمحيص ] عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَنِ استَذَلّ مُؤمِناً لِقِلّةِ ذَاتِ يَدِهِ شَهَرَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي رُءُوسِ الخَلَائِقِ لَا مَحَالَةَ
64- محص ،[التمحيص ] عَنِ ابنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المَصَائِبُ مِنَحٌ مِنَ اللّهِ وَ الفَقرُ عِندَ اللّهِ مِثلُ الشّهَادَةِ وَ لَا يُعطِيهِ مِن عِبَادِهِ إِلّا مَن أَحَبّ
65- محص ،[التمحيص ] عَن عَلِيّ بنِ عَفّانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ لَيَعتَذِرُ إِلَي عَبدِهِ المُؤمِنِ المُحتَاجِ كَانَ فِي الدّنيَا كَمَا يَعتَذِرُ الأَخُ إِلَي أَخِيهِ فَيَقُولُ لَا وَ عزِتّيِ مَا أَفقَرتُكَ لِهَوَانٍ بِكَ عَلَيّ فَارفَع هَذَا الغِطَاءَ فَانظُر مَا عَوّضتُكَ مِنَ الدّنيَا فَيَكشِفُ فَيَنظُرُ مَا عَوّضَهُ اللّهُ مِنَ الدّنيَا فَيَقُولُ مَا يضَرُنّيِ مَا منَعَتنَيِ مَعَ مَا عوَضّتنَيِ
66- محص ،[التمحيص ] عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ البرَقيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ اللّهُ مَا اعتَذَرَ إِلَي مَلَكٍ مُقَرّبٍ وَ لَا نبَيِّ مُرسَلٍ إِلّا إِلَي فُقَرَاءِ شِيعَتِنَا قِيلَ لَهُ وَ كَيفَ يَعتَذِرُ إِلَيهِم قَالَ ينُاَديِ مُنَادٍ أَينَ فُقَرَاءُ المُؤمِنِينَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَيَتَجَلّي لَهُمُ الرّبّ فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ وَ علُوُيّ وَ آلاَئيِ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ مَا حَبَستُ عَنكُم شَهَوَاتِكُم فِي دَارِ الدّنيَا هَوَاناً بِكُم عَلَيّ وَ لَكِن ذَخَرتُهُ لَكُم لِهَذَا اليَومِ أَ مَا تَرَي قَولَهُ مَا حَبَستُ عَنكُم شَهَوَاتِكُم فِي دَارِ الدّنيَا اعتِذَاراً قُومُوا اليَومَ وَ تَصَفّحُوا وُجُوهَ خلَاَئقِيِ فَمَن وَجَدتُم لَهُ عَلَيكُم مِنّةً بِشَربَةٍ مِن مَاءٍ فَكَافُوهُ عنَيّ بِالجَنّةِ
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَقُل لِمُصَاصِ شِيعَتِنَا غَرّبُوا أَو شَرّقُوا لَن تُرزَقُوا
صفحه : 51
إِلّا القُوتَ
67- محص ،[التمحيص ] عَن مُبَارَكٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ اللّهُ إنِيّ لَم أُغنِ الغنَيِّ لِكَرَامَةٍ بِهِ عَلَيّ وَ لَم أُفقِرِ الفَقِيرَ لِهَوَانٍ بِهِ عَلَيّ وَ هُوَ مِمّا ابتَلَيتُ بِهِ الأَغنِيَاءَ بِالفُقَرَاءِ وَ لَو لَا الفُقَرَاءُ لَم يَستَوجِبِ الأَغنِيَاءُ الجَنّةَ
68- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العَبدَ المُؤمِنَ الفَقِيرَ لَيَقُولُ يَا رَبّ ارزقُنيِ حَتّي أَفعَلَ كَذَا وَ كَذَا مِنَ البِرّ وَ وُجُوهِ الخَيرِ فَإِذَا عَلِمَ اللّهُ ذَلِكَ مِنهُ كَتَبَ لَهُ مِنَ الأَجرِ مِثلَ مَا يَكتُبُهُ لَو عَمِلَهُ إِنّ اللّهَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ
69- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَو لَا عبَديَِ المُؤمِنُ لَعَصّبتُ رَأسَ الكَافِرِ بِعِصَابَةٍ مِن جَوهَرٍ
70- محص ،[التمحيص ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَن ضُيّقَ عَلَيهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَم يَظُنّ أَنّ ذَلِكَ حُسنُ نَظَرٍ مِنَ اللّهِ لَهُ فَقَد ضَيّعَ مَأمُولًا وَ مَن وُسّعَ عَلَيهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَم يَظُنّ أَنّ ذَلِكَ استِدرَاجٌ مِنَ اللّهِ فَقَد أَمِنَ مَخُوفاً
71- محص ،[التمحيص ] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّا نُحِبّ المَالَ وَ أَن لَا نُؤتَي مِنهُ خَيرٌ لَنَا إِنّ عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَقُولُ أَنَا يَعسُوبُ المُؤمِنِينَ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ إِنّ أَكثَرَ المَالَ عَدُوّ لِلمُؤمِنِينَ وَ يَعسُوبُ المُنَافِقِينَ
72- محص ،[التمحيص ] عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ أَهدَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص صَاعاً مِن رُطَبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلخَادِمِ التّيِ جَاءَت بِهِ ادخلُيِ فاَنظرُيِ هَل تَجِدِينَ فِي البَيتِ قَصعَةً أَو طَبَقاً فتَأَتيِنَيِ بِهِ فَدَخَلَت ثُمّ خَرَجَت إِلَيهِ فَقَالَت مَا أَصَبتُ قَصعَةً وَ لَا طَبَقاً فَكَنَسَ رَسُولُ اللّهِص بِثَوبِهِ مَكَاناً مِنَ الأَرضِ ثُمّ قَالَ لَهَا ضَعِيهِ هَاهُنَا عَلَي الحَضِيضِ ثُمّ قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَو كَانَتِ الدّنيَا تَعدِلُ عِندَ اللّهِ مِثقَالَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ مَا أَعطَي كَافِراً وَ لَا مُنَافِقاً مِنهَا شَيئاً
صفحه : 52
73- محص ،[التمحيص ] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا دُنيَا تمَرَرّيِ عَلَي عبَديَِ المُؤمِنِ بِأَنوَاعِ البَلَاءِ وَ ضيَقّيِ عَلَيهِ فِي المَعِيشَةِ وَ لَا تحَلوَليِ فَيَركَنَ إِلَيكِ
74- محص ،[التمحيص ] عَنِ ابنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو لَا كَثرَةُ إِلحَاحِ المُؤمِنِ فِي الرّزقِ لَضُيّقَ عَلَيهِ مِنَ الرّزقِ أَكثَرَ مِمّا هُوَ فِيهِ
75- محص ،[التمحيص ] عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَو لَا إِلحَاحُ هَذِهِ الشّيعَةِ عَلَي اللّهِ فِي طَلَبِ الرّزقِ لَنَقَلَهُم مِنَ الحَالِ التّيِ هُم عَلَيهَا إِلَي مَا هُوَ أَضيَقُ
76- محص ،[التمحيص ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الفَقرُ أَزيَنُ عَلَي المُؤمِنِ مِنَ العِذَارِ عَلَي خَدّ الفَرَسِ وَ إِنّ آخِرَ الأَنبِيَاءِ دُخُولًا إِلَي الجَنّةِ سُلَيمَانُ وَ ذَلِكَ لِمَا أعُطيَِ مِنَ الدّنيَا
77- محص ،[التمحيص ] عَنِ ابنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا سَدّ اللّهُ عَلَي مُؤمِنٍ بَابَ رِزقٍ إِلّا فَتَحَ اللّهُ لَهُ خَيراً مِنهُ قَالَ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ لَيسَ يعَنيِ بِخَيرٍ مِنهُ أَكثَرَ مِنهُ وَ لَكِن يعَنيِ إِن كَانَ أَقَلّ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ
78- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن حَقّرَ مُؤمِناً مِسكِيناً لَم يَزَلِ اللّهُ لَهُ حَاقِراً مَاقِتاً حَتّي يَرجِعَ عَن مَحقَرَتِهِ إِيّاهُ
79- محص ،[التمحيص ] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ ليَعُطيِ الدّنيَا مَن يُحِبّ وَ يُبغِضُ وَ لَا يعُطيِ الآخِرَةَ إِلّا مَن يُحِبّ وَ إِنّ المُؤمِنَ لَيَسأَلُ رَبّهُ مَوضِعَ سَوطٍ فِي الدّنيَا فَلَا يُعطِيهِ وَ يَسأَلُهُ الآخِرَةَ فَيُعطِيهِ مَا شَاءَ وَ يعُطيِ الكَافِرَ فِي الدّنيَا قَبلَ أَن يَسأَلَهُ مَا شَاءَ وَ يَسأَلُهُ مَوضِعَ سَوطٍ فِي الآخِرَةِ فَلَا يُعطِيهِ شَيئاً
80- محص ،[التمحيص ] عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ هَذِهِ الدّنيَا يُعطَاهَا البَرّ وَ الفَاجِرُ وَ إِنّ هَذَا الدّينَ دِينٌ لَا يُعطِيهِ اللّهُ إِلّا خَاصّتَهُ
81-محص ،[التمحيص ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الفَقرَ مَخزُونٌ عِندَ اللّهِ لَا يبَتلَيِ بِهِ إِلّا مَن أَحَبّ مِنَ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ يعُطيِ
صفحه : 53
الدّنيَا مَن أَحَبّ وَ مَن أَبغَضَ وَ لَا يعُطيِ دِينَهُ إِلّا مَن أَحَبّ
82- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ النّبِيّص لَو لَا ثَلَاثَةٌ فِي ابنِ آدَمَ مَا طَأطَأَ رَأسَهُ شَيءٌ المَرَضُ وَ المَوتُ وَ الفَقرُ وَ كُلّهُنّ فِيهِ وَ إِنّهُ لَمَعَهُنّ لَوَثّابٌ
83- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع الغِنَي فِي الغُربَةِ وَطَنٌ وَ الفَقرُ فِي الوَطَنِ غُربَةٌ
وَ قَالَ ع الفَقرُ يُخرِسُ الفَطِنَ عَن حُجّتِهِ وَ المُقِلّ غَرِيبٌ فِي بَلدَتِهِ
وَ قَالَ ع الفَقرُ المَوتُ الأَكبَرُ
وَ قَالَ ع لِابنِهِ مُحَمّدٍ يَا بنُيَّ إنِيّ أَخَافُ عَلَيكَ الفَقرَ فَاستَعِذ بِاللّهِ مِنهُ فَإِنّ الفَقرَ مَنقَصَةٌ لِلدّينِ وَ مَدهَشَةٌ لِلعَقلِ دَاعِيَةٌ لِلمَقتِ
وَ قَالَ ع العَفَافُ زِينَةُ الفَقرِ وَ الشّكرُ زِينَةُ الغِنَي
وَ قَالَ ع أَلَا وَ إِنّ مِنَ البَلَاءِ الفَاقَةَ وَ أَشَدّ مِنَ الفَاقَةِ مَرَضُ البَدَنِ وَ أَشَدّ مِن مَرَضِ البَدَنِ مَرَضُ القَلبِ أَلَا وَ إِنّ مِنَ النّعَمِ سَعَةَ المَالِ وَ أَفضَلُ مِن سَعَةِ المَالِ صِحّةُ البَدَنِ وَ أَفضَلُ مِن صِحّةِ البَدَنِ تَقوَي القَلبِ
وَ قَالَ ع الغِنَي وَ الفَقرُ بَعدَ العَرضِ عَلَي اللّهِ سُبحَانَهُ
84-كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ اعلَم أَي بنُيَّ إنِيّ قَد ذُقتُ الصّبرَ وَ أَنوَاعَ المُرّ فَلَم أَرَ أَمَرّ مِنَ الفَقرِ فَإِنِ افتَقَرتَ يَوماً فَاجعَل فَقرَكَ بَينَكَ وَ بَينَ اللّهِ
صفحه : 54
وَ لَا تُحَدّثِ النّاسَ بِفَقرِكَ فَتَهُونَ عَلَيهِم ثُمّ سَل فِي النّاسِ هَل مِن أَحَدٍ دَعَا اللّهَ فَلَم يُجِبهُ أَو سَأَلَهُ فَلَم يُعطِهِ
85- عِدّةُ الداّعيِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الفَقرُ خَيرٌ لِلمُؤمِنِ مِن حَسَدِ الجِيرَانِ وَ جَورِ السّلطَانِ وَ تَمَلّقِ الإِخوَانِ
وَ رَوَي حَسّانُ بنُ يَحيَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا فَقِيراً أَتَي رَسُولَ اللّهِص وَ عِندَهُ رَجُلٌ غنَيِّ فَكَفّ ثِيَابَهُ وَ تَبَاعَدَ عَنهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ مَا حَمَلَكَ عَلَي مَا صَنَعتَ أَ خَشِيتَ أَن يَلصَقَ فَقرُهُ بِكَ أَو يَلصَقَ غِنَاكَ بِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَمّا إِذَا قُلتَ هَذَا فَلَهُ نِصفُ ماَليِ قَالَ النّبِيّص لِلفَقِيرِ أَ تَقبَلُ مِنهُ قَالَ لَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ أَخَافُ أَن يدَخلُنَيِ مَا دَخَلَهُ
وَ عَنهُ ع قَالَ فِي الإِنجِيلِ أَنّ عِيسَي ع قَالَ أللّهُمّ ارزقُنيِ غُدوَةً رَغِيفاً مِن شَعِيرٍ وَ عَشِيّةً رَغِيفاً مِن شَعِيرٍ وَ لَا ترَزقُنيِ فَوقَ ذَلِكَ فَأَطغَي
وَ عَنِ الصّادِقِينَ ع مَن كَثُرَ اشتِبَاكُهُ بِالدّنيَا كَانَ أَشَدّ لِحَسرَتِهِ عِندَ فِرَاقِهَا
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع تَخَفّفُوا تَلحَقُوا فَإِنّمَا يُنتَظَرُ بِأَوّلِكُم آخِرُكُم وَ تَحَسّرَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ عِندَ مَوتِهِ فَقِيلَ لَهُ عَلَامَ تَأَسّفُكَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَالَ لَيسَ تأَسَفّيِ عَلَي الدّنيَا وَ لَكِنّ رَسُولَ اللّهِص عَهِدَ إِلَينَا وَ قَالَ لِيَكُن بُلغَةُ أَحَدِكُم كَزَادِ الرّاكِبِ وَ أَخَافُ أَن نَكُونَ قَد جَاوَزنَا أَمرَهُ وَ حوَليِ هَذِهِ الأَسَاوِدُ وَ أَشَارَ إِلَي مَا فِي بَيتِهِ وَ قَالَ هُوَ دَستٌ وَ سَيفٌ وَ جَفنَةٌ
وَ قَالَ أَبُو ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ يَا رَسُولَ اللّهِ الخَائِفُونَ الخَاشِعُونَ المُتَوَاضِعُونَ الذّاكِرُونَ اللّهَ كَثِيراً يَسبِقُونَ النّاسَ إِلَي الجَنّةِ قَالَ لَا وَ لَكِنّ فُقَرَاءَ المُؤمِنِينَ يَأتُونَ فَيَتَخَطّونَ رِقَابَ النّاسِ فَيَقُولُ لَهُم خَزَنَةُ الجَنّةِ كَمَا أَنتُم حَتّي تُحَاسَبُوا فَيَقُولُونَ بِمَ نُحَاسَبُ فَوَ اللّهِ مَا مَلِكنَا فَنَجُورَ وَ نَعدِلَ وَ لَا أُفِيضَ عَلَينَا فَنَقبِضَ
صفحه : 55
وَ نَبسُطَ وَ لَكِن عَبَدنَا رَبّنَا حَتّي أَتَانَا اليَقِينُ
وَ فِيمَا أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي ع إِذَا رَأَيتَ الفَقرَ مُقبِلًا فَقُل مَرحَباً بِشِعَارِ الصّالِحِينَ وَ إِذَا رَأَيتَ الغِنَي مُقبِلًا فَقُل ذَنبٌ عُجّلَت عُقُوبَتُهُ
وَ قَالَ عِيسَي ع خاَدمِيِ يدَاَيَ وَ داَبتّيِ رجِلاَيَ وَ فرِاَشيَِ الأَرضُ وَ وسِاَديَِ الحَجَرُ وَ دفِئيِ فِي الشّتَاءِ مَشَارِقُ الأَرضِ وَ سرِاَجيِ بِاللّيلِ القَمَرُ وَ إدِاَميَِ الجُوعُ وَ شعِاَريَِ الخَوفُ وَ لبِاَسيَِ الصّوفُ وَ فاَكهِتَيِ وَ ريَحاَنتَيِ مَا أَنبَتَتِ الأَرضُ لِلوُحُوشِ وَ الأَنعَامِ أَبِيتُ وَ لَيسَ لِي شَيءٌ وَ أُصبِحُ وَ لَيسَ لِي شَيءٌ وَ لَيسَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَحَدٌ أَغنَي منِيّ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَيَعتَذِرُ إِلَي عَبدِهِ المُحوِجِ كَانَ فِي الدّنيَا كَمَا يَعتَذِرُ الأَخُ إِلَي أَخِيهِ فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ مَا أَفقَرتُكَ لِهَوَانٍ كَانَ بِكَ عَلَيّ فَارفَع هَذَا الغِطَاءَ فَانظُر مَا عَوّضتُكَ مِنَ الدّنيَا فَيَكشِفُ فَيَنظُرُ مَا عَوّضَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنَ الدّنيَا فَيَقُولُ مَا ضرَنّيِ يَا رَبّ مَا زَوَيتَ عنَيّ مَعَ مَا عوَضّتنَيِ
وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِعِيسَي ع إنِيّ وَهَبتُ لَكَ المَسَاكِينَ وَ رَحمَتَهُم تُحِبّهُم وَ يُحِبّونَكَ يَرضَونَ بِكَ إِمَاماً وَ قَائِداً وَ تَرضَي بِهِم صَحَابَةً وَ تَبَعاً وَ هُمَا خَلقَانِ مَن لقَيِنَيِ بِهِمَا لقَيِنَيِ بِأَزكَي الأَعمَالِ وَ أَحَبّهَا إلِيَّ
وَ قَالَ النّبِيّص الفَقرُ فخَريِ وَ بِهِ أَفتَخِرُ
وَ قَالَ عِيسَي ع بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ أَكنَافَ السّمَاءِ لَخَالِيَةٌ مِنَ الأَغنِيَاءِ وَ لَدُخُولُ جَمَلٍ فِي سَمّ الخِيَاطِ أَيسَرُ مِن دُخُولِ غنَيِّ الجَنّةَ
وَ عَنِ النّبِيّص اطّلَعتُ عَلَي الجَنّةِ فَوَجَدتُ أَكثَرَ أَهلِهَا الفُقَرَاءَ وَ المَسَاكِينَ
صفحه : 56
وَ إِذَا لَيسَ فِيهَا أَحَدٌ أَقَلّ مِنَ الأَغنِيَاءِ وَ النّسَاءِ
86- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سَائِلُوا العُلَمَاءَ وَ خَاطِبُوا الحُكَمَاءَ وَ جَالِسُوا الفُقَرَاءَ
وَ مِنهُ عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِلمَسَاكِينِ بِالصّبرِ هُمُ الّذِينَ يَرَونَ مَلَكُوتَ السّمَاوَاتِ
وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الفَقرُ خَيرٌ مِنَ الغِنَي إِلّا مَن حَمَلَ فِي مَغرَمٍ وَ أَعطَي فِي نَائِبَةٍ
وَ قَالَص الفَقرُ فَقرُ القَلبِ
وَ قَالَص الفَقرُ رَاحَةٌ
الآيات المؤمنون أَ يَحسَبُونَ أَنّما نُمِدّهُم بِهِ مِن مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُم فِي الخَيراتِ بَل لا يَشعُرُونَالعلق إِنّ الإِنسانَ لَيَطغي أَن رَآهُ استَغني إِنّ إِلي رَبّكَ الرّجعيالتكاثرأَلهاكُمُ التّكاثُرُ إلي قوله ثُمّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ
صفحه : 57
تفسيرأَ يَحسَبُونَ في المجمع معناه أيظن هؤلاء الكفار أن مانعطيهم ونزيدهم في الأموال والأولاد أنما نعطيهم ثوابا ومجازاة لهم علي أعمالهم أولرضانا عنهم ولكرامتهم علينا ليس الأمر كمايظنون بل ذلك إملاء لهم واستدراج لهوانهم علينا وللابتلاء في التعذيب لهم . وَ رَوَي السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُ يَحزَنُ عبَديَِ المُؤمِنُ إِذَا قَتّرتُ عَلَيهِ شَيئاً مِن هَذِهِ الدّنيَا وَ ذَلِكَ أَقرَبُ لَهُ منِيّ وَ يَفرَحُ إِذَا بَسَطتُ لَهُ فِي الدّنيَا وَ ذَلِكَ أَبعَدُ لَهُ منِيّ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ إِلَي قَولِهِبَل لا يَشعُرُونَ ثُمّ قَالَ إِنّ ذَلِكَ فِتنَةٌ لَهُم
. ومعني نُسارِعُنسرع ونتعجل وتقديره نسارع لهم به فِي الخَيراتِ والخيرات المنافع التي يعظم شأنها ونقيضها الشرور وهي المضار التي يشتد أمرها والشعور العلم ألذي يدق معلومه وفهمه علي صاحبه كدقة الشعر وقيل هوالعلم من جهة المشاعر وهي الحواس ولهذا لايوصف القديم سبحانه به . و قال البيضاوي أي بل هم كالبهائم لافطنة بهم و لاشعور لهم ليتأملوا فيعلموا أن ذلك الإمداد استدراج لامسارعة في الخير
1- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِنّ مِن أَغبَطِ أوَليِاَئيِ عنِديِ رجل [رَجُلًا]خَفِيفَ الحَالِ ذَا حَظّ مِن صَلَاةٍ أَحسَنَ عِبَادَةَ رَبّهِ بِالغَيبِ وَ كَانَ غَامِضاً فِي النّاسِ جُعِلَ رِزقُهُ كَفَافاً فَصَبَرَ عَلَيهِ عَجِلَت مَنِيّتُهُ فَقَلّ تُرَاثُهُ وَ قَلّت بَوَاكِيهِ
بيان الأغبط مأخوذ من الغبطة بالكسر وهي حسن الحال والمسرة خفيف
صفحه : 58
الحال في بعض النسخ بالحاء المهملة و في بعضها بالمعجمة فعلي الثاني أي قليل المال والحظ من الدنيا والأول أيضا قريب منه قال في النهاية فيه أنه ص لم يشبع من طعام إلا علي حفف الحفف الضيق وقلة المعيشة يقال أصابه حفف وحفوف وحفت الأرض إذايبس نباتها أي لم يشبع إلا والحال عنده خلاف الرخاء والخصب و منه حديث قال له وفد العراق إن أمير المؤمنين بلغ منا و هوحاف المطعم أي يابسه وقحله و منه رأيت أباعبيدة حفوفا أي ضيق عيش و منه إن عبد الله بن جعفرحفف وجهد أي قل ماله انتهي .ذا حظ من صلاة أي صاحب نصيب حسن وافر من الصلاة فرضا ونفلا كما وكيفا ويحتمل أن يكون من للتعليل أي ذا حظ عظيم من القرب أوالثواب أوالعفة وترك المحرمات أوالأعم بسبب الصلاة لأنها تنهي عن الفحشاء والمنكر وهي قربان كل تقي.أحسن عبادة ربه بالغيب أي غائبا عن الناس والتخصيص لأنه أخلص وأبعد من الرئاء أوبسبب إيمانه بموعود غائب عن حواسه كما قال تعالي يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ أوالباء للآلة أي إحسان عبادتهم بالقلب لابالجوارح الظاهرة فقط والأول أظهر. و كان غامضا في الناس في النهاية أي مغمورا غيرمشهور وأقول إما للتقية أوالمعني أنه ليس طالبا للشهرة ورفعة الذكر بين الناس جعل علي بناء المفعول رزقه كفافا أي بقدر الحاجة وبقدر مايكفه عن السؤال قال في النهاية الكفاف هو ألذي لايفضل عن الشيء و يكون بقدر الحاجة إليه و منه لاتلام علي كفاف أي إذا لم يكن عندك كفاف لم تلم علي أن لاتعطي أحدا و في المصباح قوته كفاف
صفحه : 59
بالفتح أي مقدار حاجته من غيرزيادة و لانقص سمي بذلك لأنه يكف عن سؤال الناس ويغني عنهم .عجلت منيته كأن ذكر تعجيل المنية لأنه من المصائب التي ترد عليه وعلم الله صلاحه في ذلك لخلاصه من أيدي الظلمة أوبذله نفسه لله بالشهادة وقيل كأن المراد بعجلة منيته زهده في مشتهيات الدنيا وعدم افتقاره إلي شيءمنها كأنه ميت و قدورد في الحديث المشهور موتوا قبل أن تموتوا أوالمراد أنه مهما قرب موته قل تراثه و قلت بواكيه لانسلاله متدرجا عن أمواله وأولاده وأقول سيأتي نقلا عن مشكاة الأنوار مات فقل تراثه . و قال في الصحاح التراث أصل التاء فيه واو وقلة البواكي لقلة عياله وأولاده وغموضه وعدم اشتهاره ولأنه ليس له مال ينفق في تعزيته فيجتمع عليه الناس
2- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِمَن أَسلَمَ وَ كَانَ عَيشُهُ كَفَافاً
بيان قال في النهاية فيه فطوبي للغرباء طوبي اسم الجنة وقيل هي شجرة فيها وأصلها فعلي من الطيب فلما ضمت التاء انقلبت الياء واوا و في القاموس العيش الحياة عاش يعيش عيشا ومعاشا ومعيشا ومعيشة وعيشة بالكسر والطعام و مايعاش به والخبز
3- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ ارزُق مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ وَ مَن أَحَبّ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ العَفَافَ وَ الكَفَافَ وَ ارزُق مَن أَبغَضَ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ المَالَ وَ الوَلَدَ
تبيان العفاف بالفتح عفة البطن والفرج أوالتعفف عن السؤال من الخلق أوالأعم ثم إن هذه الأخبار تدل علي ذم كثرة الأموال والأولاد
صفحه : 60
والأخبار في ذلك مختلفة وورد في كثير من الأدعية طلب الغني وكثرة الأموال والأولاد وورد في كثير منها ذم الفقر والاستعاذة منه والجمع بينها لايخلو من إشكال . ويمكن الجمع بينها بأن الغني الممدوح ما يكون وسيلة إلي تحصيل الآخرة و لا يكون مانعا من الاشتغال بالطاعات كماورد نعم المال الصالح للعبد الصالح و هونادر والفقر المذموم هو ما لايصبر عليه و يكون سببا للمذلة والافتقار إلي الناس وربما يحمل الفقر والغني الممدوحان علي الكفاف فإنه غني بحسب الواقع ويعده أكثر الناس فقرا و لاريب في أن كثرة الأموال والأولاد والخدم ملهية غالبا عن ذكر الله والآخرة كما قال سبحانه إِنّما أَموالُكُم وَ أَولادُكُم فِتنَةٌ و قال إِنّ الإِنسانَ لَيَطغي أَن رَآهُ استَغني. و أما إذا لم تكن حصول هذه الأشياء مانعة عن تحصيل الآخرة و كان الغرض فيهاطاعة الله وكثرة العابدين لله فهي من نعم الله علي من علم الله صلاحه فيه و كان هذه الأخبار محمولة علي الغالب ومضمون هذاالحديث مروي في طرق العامة أيضا ففَيِ صَحِيحِ مُسلِمٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أللّهُمّ اجعَل رِزقَ مُحَمّدٍ قُوتاً
وَ عَنهُ أَيضاً أللّهُمّ اجعَل رِزقَ مُحَمّدٍ كَفَافاً
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أللّهُمّ اجعَل رِزقَ آلِ مُحَمّدٍ قُوتاً
. قال عياض لاخلاف في فضيلة ذلك لقلة الحساب عليه وإنما اختلف أيهما أفضل الفقر أوالغني واحتج من فضل الفقر بدخول الفقراء الجنة قبل الأغنياء قال القرطبي القوت مايقوت الأبدان ويكف عن الحاجة و هذاالحديث حجة لمن قال إن الكفاف أفضل لأنه ص إنما يدعو بالأرجح وأيضا فإن الكفاف حالة متوسطة بين الفقر والغني وخير الأمور أوسطها وأيضا فإنه حالة يسلم معها من آفات الفقر وآفات الغني .
صفحه : 61
و قال الآبي في إكمال الإكمال في المسألة خلاف والمتحصل فيهاأربعة أقوال قيل الغني أفضل وقيل الفقر أفضل وقيل الكفاف أفضل وقيل بالوقف و قال المراد بالرزق المذكور ماينتفع به ص في نفسه و في أهل بيته و ليس المراد به الكسب لأنه كسب من خيبر وغيرها فوق القوت انتهي
4- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ النوّفلَيِّ رَفَعَهُ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ مَرّ رَسُولُ اللّهِص برِاَعيِ إِبِلٍ فَبَعَثَ يَستَسقِيهِ فَقَالَ أَمّا مَا فِي ضُرُوعِهَا فَصَبُوحُ الحيَّ وَ أَمّا مَا فِي آنِيَتِهَا فَغَبُوقُهُم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ أَكثِر مَالَهُ وَ وُلدَهُ ثُمّ مَرّ برِاَعيِ غَنَمٍ فَبَعَثَ إِلَيهِ يَستَسقِيهِ فَحَلَبَ لَهُ مَا فِي ضُرُوعِهَا وَ أَكفَأَ مَا فِي إِنَائِهِ فِي إِنَاءِ رَسُولِ اللّهِص وَ بَعَثَ إِلَيهِ بِشَاةٍ وَ قَالَ هَذَا مَا عِندَنَا وَ إِن أَحبَبتَ أَن نَزِيدَكَ زِدنَاكَ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ ارزُقهُ الكَفَافَ فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ يَا رَسُولَ اللّهِ دَعَوتَ للِذّيِ رَدّكَ بِدُعَاءٍ عَامّتُنَا نُحِبّهُ وَ دَعَوتَ للِذّيِ أَسعَفَكَ بِحَاجَتِكَ بِدُعَاءٍ كُلّنَا نَكرَهُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مَا قَلّ وَ كَفَي خَيرٌ مِمّا كَثُرَ وَ أَلهَي أللّهُمّ ارزُق مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ الكَفَافَ
توضيح الصبوح بالفتح شرب الغداة أو ماحلب أول النهار والغبوق بالفتح أيضا الشرب بالعشي أو ماحلب آخر النهار و في القاموس كفأه كمنعه صرفه وكبه وقلبه كأكفأه و قال الجوهري كفأت الإناء كببته وقلبته فهو مكفوء وزعم ابن الأعرابي أن أكفأته لغة و قال الكسائي كفأت الإناء كببته وأكفأته أملته و قال أسعفت الرجل بحاجته إذاقضيتها له
5- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ يَحزَنُ عبَديَِ المُؤمِنُ إِن قَتّرتُ عَلَيهِ وَ ذَلِكَ أَقرَبُ لَهُ منِيّ وَ يَفرَحُ عبَديَِ المُؤمِنُ إِن وَسّعتُ عَلَيهِ وَ ذَلِكَ أَبعَدُ لَهُ منِيّ
بيان الحزن بالضم الهم وحزن كفرح لازم وحزن كنصر متعد يقال
صفحه : 62
حزنه الأمر حزنا وأحزنه وهنا يحتمل الوجهين بأن يكون يحزن بفتح الزاي وعبدي فاعله و إن بالكسر حرف شرط أويحزن بالضم وعبدي مفعوله و أن بالفتح مصدرية في محل الفاعل والتقتير التضييق وكذا قوله يفرح يحتمل بناء المجرد ورفع عبدي وكسر إن أوبناء التفعيل ونصب عبدي وفتح أن واللام في له في الموضعين للتعدية
6- كا،[الكافي] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِنّ مِن أَغبَطِ أوَليِاَئيِ عنِديِ عَبداً مُؤمِناً ذَا حَظّ مِن صَلَاحٍ أَحسَنَ عِبَادَةَ رَبّهِ وَ عَبَدَ اللّهَ فِي السّرِيرَةِ وَ كَانَ غَامِضاً فِي النّاسِ فَلَم يُشَر إِلَيهِ بِالأَصَابِعِ وَ كَانَ رِزقُهُ كَفَافاً فَصَبَرَ عَلَيهِ فَعَجِلَت بِهِ المَنِيّةُ فَقَلّ تُرَاثُهُ وَ قَلّت بَوَاكِيهِ
بيان السر والسريرة مايكتم أي عبد الله خفية فهو يؤيد الغيب بالمعني الأول أو في القلب عندحضور المخالفين فيؤيد الأخير والأول أظهر فلم يشر علي بناء المجهول كناية عن عدم الشهرة تأكيدا وتفريعا علي الفقرة السابقة و قدمر مضمونه في الحديث الأول ولله در من نظم الحديثين فقال .
أخص الناس بالإيمان عبد | خفيف الحال مسكنه القفار |
له في الليل حظ من صلاة | و من صوم إذاطلع النهار |
وقوت النفس يأتي من كفاف | و كان له علي ذاك اصطبار |
و فيه عفة و به خمول | إليه بالأصابع لايشار |
وقل الباكيات عليه لما | قضي نحبا و ليس له يسار |
فذاك قدنجا من كل شر | و لم تمسسه يوم البعث نار |
7-ل ،[الخصال ] عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الأسَواَريِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي يَعقُوبَ عَن عَلِيّ بنِ خَشرَمٍ عَن عِيسَي عَنِ ابنِ عُبَيدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ كَعبٍ
صفحه : 63
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا أَتَخَوّفُ عَلَي أمُتّيِ مِن بعَديِ ثَلَاثَ خِلَالٍ أَن يَتَأَوّلُوا القُرآنَ عَلَي غَيرِ تَأوِيلِهِ أَو يَبتَغُوا زَلّةَ العَالِمِ أَو يَظهَرَ فِيهِمُ المَالُ حَتّي يَطغَوا وَ يَبطَرُوا وَ سَأُنَبّئُكُمُ المَخرَجَ مِن ذَلِكَ أَمّا القُرآنُ فَاعمَلُوا بِمُحكَمِهِ وَ آمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ وَ أَمّا العَالِمُ فَانتَظِرُوا فَيئَتَهُ وَ لَا تَبتَغُوا زَلّتَهُ وَ أَمّا المَالُ فَإِنّ المَخرَجَ مِنهُ شُكرُ النّعمَةِ وَ أَدَاءُ حَقّهِ
8- فس ،[تفسير القمي] مَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الآخِرَةِ نَزِد لَهُ فِي حَرثِهِيعَنيِ ثَوَابَ الآخِرَةِوَ مَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الدّنيا نُؤتِهِ مِنها وَ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المَالُ وَ البَنُونَ حَرثُ الدّنيَا وَ العَمَلُ الصّالِحُ حَرثُ الآخِرَةِ وَ قَد يَجمَعُهُمَا اللّهُ لِأَقوَامٍ
9- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ المقُرِئِ الخرُاَساَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي ع يَا مُوسَي لَا تَفرَح بِكَثرَةِ المَالِ وَ لَا تَدَع ذكِريِ عَلَي كُلّ حَالٍ فَإِنّ كَثرَةَ المَالِ تنُسيِ الذّنُوبَ وَ إِنّ تَركَ ذكِريِ يقُسيِ القُلُوبَ
10- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن اِبرَاهِيمَ الجاَزيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَذَكَرنَا عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع مِنَ الأَغنِيَاءِ مِنَ الشّيعَةِ فَكَأَنّهُ كَرِهَ مَا سَمِعَ مِنّا فِيهِم قَالَ يَا بَا مُحَمّدٍ إِذَا كَانَ المُؤمِنُ غَنِيّاً رَحِيماً وَصُولًا لَهُ مَعرُوفٌ إِلَي أَصحَابِهِ أَعطَاهُ اللّهُ أَجرَ مَا يُنفِقُ فِي البِرّ أَجرَهُ مَرّتَينِ ضِعفَينِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ ما أَموالُكُم وَ لا أَولادُكُم باِلتّيِ تُقَرّبُكُم عِندَنا زُلفي إِلّا مَن آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُم جَزاءُ الضّعفِ بِما عَمِلُوا وَ هُم فِي
صفحه : 64
الغُرُفاتِ آمِنُونَ
11- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِّ عَنِ الصوّليِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ قَالَ حدَثّنَيِ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ أَنّهُ قَالَ إِذَا أَقبَلَتِ الدّنيَا عَلَي إِنسَانٍ أَعطَتهُ مَحَاسِنَ غَيرِهِ وَ إِذَا أَدبَرَت عَنهُ سَلَبَتهُ مَحَاسِنَ نَفسِهِ
12- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ خَمسٌ مَن لَم تَكُن فِيهِ لَم يَتَهَنّ بِالعَيشِ الصّحّةُ وَ الأَمنُ وَ الغِنَي وَ القَنَاعَةُ وَ الأَنِيسُ المُوَافِقُ
13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ مَلَكٌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ إِن شِئتَ جَعَلتُ لَكَ بَطحَاءَ مَكّةَ ذَهَباً قَالَ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ يَا رَبّ أَشبَعُ يَوماً فَأَحمَدُكَ وَ أَجُوعُ يَوماً فَأَسأَلُكَ
14- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ المُظَفّرِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ رَبّهِ عَن عِصَامِ بنِ يُوسُفَ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَيّاشٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ مَن أحَبَنّيِ فَارزُقهُ الكَفَافَ وَ العَفَافَ وَ مَن أبَغضَنَيِ فَأَكثِر مَالَهُ وَ وَلَدَهُ
15- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]حَمّوَيهِ عَن أَبِي خَلِيفَةَ عَنِ ابنِ مُقبِلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَبِيبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ مُحَمّدٍ القرَوَيِّ عَن سَعِيدِ بنِ مُسلِمٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن رضَيَِ مِنَ اللّهِ بِالقَلِيلِ مِنَ الرّزقِ رضَيَِ
صفحه : 65
اللّهُ مِنهُ بِالقَلِيلِ مِنَ العَمَلِ
16- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ بنِ قَابُوسَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن مَعنَي الحَدِيثِ مَن رضَيَِ مِنَ اللّهِ بِاليَسِيرِ مِنَ الرّزقِ رضَيَِ اللّهُ مِنهُ بِاليَسِيرِ مِنَ العَمَلِ قَالَ يُطِيعُهُ فِي بَعضٍ وَ يَعصِيهِ فِي بَعضٍ
17- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الغضَاَئرِيِّ عَنِ الصّدُوقِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأسَدَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الدهّنيِّ وَ أَحمَدَ بنِ عُمَيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ أَبِي أَيّوبَ جَمِيعاً عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هاَنيِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن عَمّهِ اِبرَاهِيمَ ابنِ أُمّ الدّردَاءِ عَن أَبِي الدّردَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَصبَحَ مُعَافاً فِي جَسَدِهِ آمِناً فِي سَربِهِ عِندَهُ قُوتُ يَومِهِ فَكَأَنّمَا حِيزَت لَهُ الدّنيَا يَا ابنَ جُعشُمٍ يَكفِيكَ مِنهَا مَا سَدّ جَوعَتَكَ وَ وَارَي عَورَتَكَ وَ إِن يَكُن بَيتٌ يَكُنّكَ فَذَاكَ وَ إِن يَكُن دَابّةٌ تَركَبُهَا فَبَخ بَخ وَ إِلّا فَالخُبزُ وَ مَا بَعدَ ذَلِكَ حِسَابٌ عَلَيكَ أَو عَذَابُ
18- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ سَعدٍ عَنِ الأزَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مِن أَغبَطِ أوَليِاَئيِ عنِديِ عَبداً مُؤمِناً ذَا حَظّ مِن صَلَاحٍ أَحسَنَ عِبَادَةَ رَبّهِ وَ عَبَدَ اللّهَ فِي السّرِيرَةِ وَ كَانَ غَامِضاً فِي النّاسِ فَلَم يُشَر إِلَيهِ بِالأَصَابِعِ وَ كَانَ رِزقُهُ كَفَافاً فَصَبَرَ عَلَيهِ تَعَجّلَت بِهِ المَنِيّةُ فَقَلّ تُرَاثُهُ وَ قَلّت بَوَاكِيهِ ثَلَاثاً
19-ل ،[الخصال ]حَمزَةُ العلَوَيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُبغِضُ الغنَيِّ الظّلُومَ وَ الشّيخَ الفَاجِرَ وَ الصّعلُوكَ المُختَالَ ثُمّ قَالَ أَ تدَريِ مَا الصّعلُوكُ
صفحه : 66
المُختَالُ قَالَ فَقُلنَا القَلِيلُ المَالِ قَالَ لَا هُوَ ألّذِي لَا يَتَقَرّبُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بشِيَءٍ مِن مَالِهِ
20- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِنّ أَغبَطَ عبِاَديِ يَومَ القِيَامَةِ عَبدٌ رُزِقَ حَظّاً مِن صَلَاحِهِ قَتّرتُ فِي رِزقِهِ فَصَبَرَ حَتّي إِذَا حَضَرَت وَفَاتُهُ قَلّ تُرَاثُهُ وَ قَلّ بَوَاكِيهِ
وَ نرَويِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أللّهُمّ ارزُق مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ وَ مَن أَحَبّهُمُ العَفَافَ وَ الكَفَافَ وَ ارزُق مَن أَبغَضَ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ المَالَ وَ الوَلَدَ
وَ روُيَِ أَنّ قَيّماً كَانَ لأِبَيِ ذَرّ الغفِاَريِّ فِي غَنَمِهِ فَقَالَ قَد كَثُرَ الغَنَمُ وَ وَلَدَت فَقَالَ تبُشَرّنُيِ بِكَثرَتِهَا مَا قَلّ وَ كَفَي مِنهَا أَحَبّ إلِيَّ مِمّا كَثُرَ وَ أَلهَي
وَ روُيَِ طُوبَي لِمَن آمَنَ وَ كَانَ عَيشُهُ كَفَافاً
21- سر،[السرائر] مِن كِتَابِ ابنِ تَغلِبَ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَطِيّةَ أخَيِ أَبِي العُرَامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّا لَنُحِبّ الدّنيَا وَ لَا نُؤتَاهَا وَ هُوَ خَيرٌ لَنَا وَ مَا أوُتيَِ عَبدٌ مِنهَا شَيئاً إِلّا كَانَ أَنقَصَ لِحَظّهِ فِي الآخِرَةِ وَ لَيسَ مِن شِيعَتِنَا مَن لَهُ مِائَةُ أَلفٍ وَ لَا خَمسُونَ أَلفاً وَ لَا أَربَعُونَ أَلفاً وَ لَو شِئتُ أَن أَقُولَ ثَلَاثُونَ أَلفاً لَقُلتُ وَ مَا جَمَعَ رَجُلٌ قَطّ عَشَرَةَ آلَافٍ مِن حِلّهَا
22- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الفَقرُ خَيرٌ لِلمُؤمِنِ مِنَ الغِنَي إِلّا مَن حَمَلَ كَلّا وَ أَعطَي فِي نَائِبَةٍ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةُ غنَيِّ وَ لَا فَقِيرٌ إِلّا يَوَدّ أَنّهُ لَم يُؤتَ مِنهَا إِلّا القُوتَ
23-محص ،[التمحيص ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا أَعطَي اللّهُ عَبداً ثَلَاثِينَ أَلفاً وَ هُوَ يُرِيدُ بِهِ خَيراً وَ قَالَ مَا جَمَعَ رَجُلٌ قَطّ عَشَرَةَ آلَافٍ مِن حِلّ وَ قَد جَمَعَهُمَا اللّهُ لِأَقوَامٍ إِذَا أَعطَوُا القَرِيبَ وَ رُزِقُوا العَمَلَ الصّالِحَ وَ قَد جَمَعَ اللّهُ لِقَومٍ
صفحه : 67
الدّنيَا وَ الآخِرَةَ
24- محص ،[التمحيص ] عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المَالُ أَربَعَةُ آلَافٍ وَ اثنَا عَشَرَ أَلفَ كَنزٍ وَ لَم يَجتَمِع عِشرُونَ أَلفاً مِن حَلَالٍ وَ صَاحِبُ الثّلَاثِينَ أَلفاً هَالِكٌ وَ لَيسَ مِن شِيعَتِنَا مَن يَملِكُ مِائَةَ أَلفٍ
25- محص ،[التمحيص ] عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن أعُطيَِ فِي هَذِهِ الدّنيَا شَيئاً كَثِيراً ثُمّ دَخَلَ الجَنّةَ كَانَ أَقَلّ لِحَظّهِ فِيهَا
26- محص ،[التمحيص ] عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ يعُطيِ المَالَ البَارّ وَ الفَاجِرَ وَ لَا يعُطيِ الإِيمَانَ إِلّا مَن أَحَبّ
27- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا قَرُبَ عَبدٌ مِن سُلطَانٍ إِلّا تَبَاعَدَ مِنَ اللّهِ تَعَالَي وَ لَا كَثُرَ مَالُهُ إِلّا اشتَدّ حِسَابُهُ وَ لَا كَثُرَ تَبَعُهُ إِلّا كَثُرَ شَيَاطِينُهُ
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِمَن أَسلَمَ وَ كَانَ عَيشُهُ كَفَافاً وَ قَولُهُ سَدَاداً
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ ارزُق مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ وَ مَن أَحَبّ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ العَفَافَ وَ الكَفَافَ وَ ارزُق مَن أَبغَضَ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ كَثرَةَ المَالِ وَ الوَلَدِ
28- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع المَالُ مَادّةُ الشّهَوَاتِ
وَ قَالَ ع العَفَافُ زِينَةُ الفَقرِ وَ الشّكرُ زِينَةُ الغِنَي
صفحه : 68
وَ قَالَ ع إِذَا كَثُرَتِ المَقدُرَةُ قَلّتِ الشّهوَةُ
وَ قَالَ ع لَا ينَبغَيِ لِلعَبدِ أَن يَثِقَ بِخَصلَتَينِ العَافِيَةِ وَ الغِنَي بَينَا تَرَاهُ مُعَافًي إِذ سَقِمَ وَ بَينَا تَرَاهُ غَنِيّاً إِذِ افتَقَرَ
وَ قَالَ ع الدّنيَا دَارُ منُيَِ لَهَا الفَنَاءُ وَ لِأَهلِهَا مِنهَا الجَلَاءُ وَ هيَِ حُلوَةٌ خَضِرَةٌ قَد عَجِلَت لِلطّالِبِ وَ التَبَسَت بِقَلبِ النّاظِرِ فَارتَحِلُوا عَنهَا بَأَحسَنِ مَا بِحَضرَتِكُم مِنَ الزّادِ وَ لَا تَسأَلُوا فِيهَا فَوقَ الكَفَافِ وَ لَا تَطلُبُوا مِنهَا أَكثَرَ مِنَ البَلَاغِ
29- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِمَن أَسلَمَ وَ كَانَ عَيشُهُ كَفَافاً وَ قَولُهُ سَدَاداً
وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ طُوبَي لِمَن رُزِقَ الكَفَافَ ثُمّ صَبَرَ عَلَيهِ
وَ مِنهُ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الغِنَي فِي القَلبِ وَ الفَقرُ فِي القَلبِ
وَ قَالَص الغِنَي عُقُوبَةٌ
صفحه : 69
1- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع لَا رَاحَةَ لِمُؤمِنٍ عَلَي الحَقِيقَةِ إِلّا عِندَ لِقَاءِ اللّهِ وَ مَا سِوَي ذَلِكَ ففَيِ أَربَعَةِ أَشيَاءَ صَمتٍ تَعرِفُ بِهِ حَالَ قَلبِكَ وَ نَفسِكَ فِيمَا يَكُونُ بَينَكَ وَ بَينَ بَارِيكَ وَ خَلوَةٍ تَنجُو بِهَا مِن آفَاتِ الزّمَانِ ظَاهِراً وَ بَاطِناً وَ جُوعٍ تُمِيتُ بِهِ الشّهَوَاتِ وَ الوَسوَاسَ وَ الوَسَاوِسَ وَ سَهَرٍ تُنَوّرُ بِهِ قَلبَكَ وَ تنُقَيّ بِهِ طَبعَكَ وَ تزُكَيّ بِهِ رُوحَكَ
قَالَ النّبِيّص مَن أَصبَحَ آمِناً فِي سَربِهِ مُعَافًي فِي بَدَنِهِ وَ عِندَهُ قُوتُ يَومِهِ فَإِنّمَا حِيزَت لَهُ الدّنيَا بِحَذَافِيرِهَا
وَ قَالَ وَهبُ بنُ مُنَبّهٍ فِي كُتُبِ الأَوّلِينَ مَكتُوبٌ يَا قَنَاعَةُ العِزّ وَ الغِنَي مَعَكِ قَرُبَ مَن قَارَبَكِ
قَالَ أَبُو دَردَاءَ مَا قَسَمَ اللّهُ لِي لَا يفَوُتنُيِ وَ لَو كَانَ فِي جَنَاحِ رِيحٍ
وَ قَالَ أَبُو ذَرّ هُتِكَ سِترُ مَن لَا يَثِقُ بِرَبّهِ وَ لَو كَانَ مَحبُوساً فِي الصّمّ الصّيَاخِيدِ فَلَيسَ أَحَدٌ أَخسَرَ وَ أَخذَلَ وَ أَنزَلَ مِمّن لَا يُصَدّقُ رَبّهُ فِيمَا ضَمِنَ لَهُ وَ تَكَفّلَ بِهِ مِن قَبلِ أَن خَلَقَهُ لَهُ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ يَعتَمِدُ عَلَي قُوّتِهِ وَ تَدبِيرِهِ وَ سَعيِهِ وَ جُهدِهِ وَ يَتَعَدّي حُدُودَ رَبّهِ بِأَسبَابٍ قَد أَغنَاهُ اللّهُ عَنهَا
صفحه : 70
1- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الحُزنُ مِن شِعَارِ العَارِفِينَ لِكَثرَةِ وَارِدَاتِ الغَيبِ عَلَي سَرَائِرِهِم وَ طُولِ مُبَاهَاتِهِم تَحتَ تَسَتّرِ الكِبرِيَاءِ وَ المَحزُونُ ظَاهِرُهُ قَبضٌ وَ بَاطِنُهُ بَسطٌ يَعِيشُ مَعَ الخَلقِ عَيشَ المَرضَي وَ مَعَ اللّهِ عَيشَ القُربَي وَ المَحزُونُ غَيرُ المُتَفَكّرِ لِأَنّ المُتَفَكّرَ مُتَكَلّفٌ وَ المَحزُونُ مَطبُوعٌ وَ الحُزنُ يَبدُو مِنَ البَاطِنِ وَ التّفَكّرُ يَبدُو مِن رُؤيَةِ المُحدَثَاتِ وَ بَينَهُمَا فَرقٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي قِصّةِ يَعقُوبَ ع إِنّما أَشكُوا بثَيّ وَ حزُنيِ إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَفَبِسَبَبِ مَا تَحتَ الحُزنِ عِلمٌ خُصّ بِهِ مِنَ اللّهِ دُونَ العَالَمِينَ
وَ قِيلَ لِرَبِيعِ بنِ خُثَيمٍ مَا لَكَ مُهتَمّ قَالَ لأِنَيّ مَطلُوبٌ وَ يَمِينُ الحُزنِ الِابتِلَاءُ وَ شِمَالُهُ الصّمتُ وَ الحُزنُ يَختَصّ بِهِ العَارِفُونَ لِلّهِ وَ التّفَكّرُ يَشتَرِكُ فِيهِ الخَاصّ وَ العَامّ وَ لَو حُجِبَ الحُزنُ عَن قُلُوبِ العَارِفِينَ سَاعَةً لَاستَغَاثُوا وَ لَو وُضِعَ فِي قُلُوبِ غَيرِهِم لَاستَنكَرُوهُ فَالحُزنُ أَوّلٌ ثَانِيهِ الأَمنُ وَ البِشَارَةُ وَ التّفَكّرُ ثَانٍ أَوّلُهُ تَصحِيحُ الإِيمَانِ بِاللّهِ وَ ثَالِثُهُ الِافتِقَارُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِطَلَبِ النّجَاةِ وَ الحَزِينُ مُتَفَكّرٌ وَ المُتَفَكّرُ مُعتَبِرٌ
صفحه : 71
وَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا حَالٌ وَ عِلمٌ وَ طَرِيقٌ وَ عَلَمٌ يُشرِقُ
2- جا،[المجالس للمفيد]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع يَا عِيسَي هَب لِي مِن عَينَيكَ الدّمُوعَ وَ مِن قَلبِكَ الخُشُوعَ وَ اكحَل عَينَكَ بِمِيلِ الحُزنِ إِذَا ضَحِكَ البَطّالُونَ وَ قُم عَلَي قُبُورِ الأَموَاتِ فَنَادِهِم بِالصّوتِ الرّفِيعِ لَعَلّكَ تَأخُذُ مَوعِظَتَكَ مِنهُم وَ قُل إنِيّ لَاحِقٌ بِهِم فِي اللّاحِقِينَ
3- محص ،[التمحيص ] عَن رِفَاعَةَ عَن جَعفَرٍ ع قَالَ قَرَأتُ فِي كِتَابِ عَلِيّ ع إِنّ المُؤمِنَ يمُسيِ وَ يُصبِحُ حَزِيناً وَ لَا يَصلُحُ لَهُ إِلّا ذَلِكَ
صفحه : 74
أقول سيجيء في أبواب كتاب العشرة و كتاب الآداب والسنن والأوامر والنواهي مايتعلق بهذه الأبواب من الأخبار فانتظره
الآيات البقرةإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ خَتَمَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ عَلي سَمعِهِم وَ عَلي أَبصارِهِم غِشاوَةٌ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ و قال تعالي فَلَمّا جاءَهُم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعنَةُ اللّهِ عَلَي الكافِرِينَ
بِئسَمَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَن يَكفُرُوا بِما أَنزَلَ اللّهُ بَغياً أَن يُنَزّلَ اللّهُ مِن فَضلِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلي غَضَبٍ وَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ وَ إِذا قِيلَ لَهُم آمِنُوا بِما أَنزَلَ اللّهُ قالُوا نُؤمِنُ بِما أُنزِلَ عَلَينا وَ يَكفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَ هُوَ الحَقّ مُصَدّقاً لِما مَعَهُم قُل فَلِمَ تَقتُلُونَ أَنبِياءَ اللّهِ مِن قَبلُ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ و قال تعالي وَ ما كَفَرَ سُلَيمانُ وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُم كُفّارٌ أُولئِكَ عَلَيهِم لَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ خالِدِينَ فِيها لا يُخَفّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَ لا هُم يُنظَرُونَ و قال تعالي وَ مَن يُبَدّل نِعمَةَ اللّهِ مِن بَعدِ ما جاءَتهُ فَإِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ و قال تعالي وَ الكافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَفَرُوا أَولِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخرِجُونَهُم مِنَ النّورِ إِلَي الظّلُماتِ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ و قال تعالي وَ اللّهُ لا يهَديِ القَومَ الكافِرِينَآل عمران إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللّهِ لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا لَن تغُنيَِ عَنهُم أَموالُهُم وَ لا أَولادُهُم مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ أُولئِكَ هُم وَقُودُ النّارِ كَدَأبِ آلِ فِرعَونَ وَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم كَذّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِم وَ اللّهُ شَدِيدُ العِقابِ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ يَكفُرُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ يَقتُلُونَ النّبِيّينَ بِغَيرِ حَقّ وَ يَقتُلُونَ الّذِينَ يَأمُرُونَ بِالقِسطِ مِنَ النّاسِ فَبَشّرهُم بِعَذابٍ أَلِيمٍ أُولئِكَ الّذِينَ
حَبِطَت أَعمالُهُم فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ ما لَهُم مِن ناصِرِينَ و قال تعالي فَأَمّا الّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذّبُهُم عَذاباً شَدِيداً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ ما لَهُم مِن ناصِرِينَ و قال تعالي ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللّهُ الكِتابَ وَ الحُكمَ وَ النّبُوّةَ ثُمّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِن دُونِ اللّهِ وَ لكِن كُونُوا رَبّانِيّينَ بِما كُنتُم تُعَلّمُونَ الكِتابَ وَ بِما كُنتُم تَدرُسُونَ وَ لا يَأمُرَكُم أَن تَتّخِذُوا المَلائِكَةَ وَ النّبِيّينَ أَرباباً أَ يَأمُرُكُم بِالكُفرِ بَعدَ إِذ أَنتُم مُسلِمُونَ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا بَعدَ إِيمانِهِم ثُمّ ازدادُوا كُفراً لَن تُقبَلَ تَوبَتُهُم وَ أُولئِكَ هُمُ الضّالّونَ إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ ماتُوا وَ هُم كُفّارٌ فَلَن يُقبَلَ مِن أَحَدِهِم ملِ ءُ الأَرضِ ذَهَباً وَ لَوِ افتَدي بِهِ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ وَ ما لَهُم مِن ناصِرِينَ و قال سبحانه وَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ تَفَرّقُوا وَ اختَلَفُوا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ البَيّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ و قال سبحانه إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا لَن تغُنيَِ عَنهُم أَموالُهُم وَ لا أَولادُهُم مِنَ اللّهِ شَيئاً وَ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ مَثَلُ ما يُنفِقُونَ فِي هذِهِ الحَياةِ الدّنيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرّ أَصابَت حَرثَ قَومٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم فَأَهلَكَتهُ وَ ما ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَ لكِن أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ و قال تعالي وَ لِيُمَحّصَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ يَمحَقَ الكافِرِينَ و قال تعالي سنَلُقيِ فِي قُلُوبِ الّذِينَ كَفَرُوا الرّعبَ بِما أَشرَكُوا بِاللّهِ ما لَم يُنَزّل بِهِ سُلطاناً وَ مَأواهُمُ النّارُ وَ بِئسَ مَثوَي الظّالِمِينَ
صفحه : 77
و قال تعالي وَ لا يَحزُنكَ الّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الكُفرِ إِنّهُم لَن يَضُرّوا اللّهَ شَيئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلّا يَجعَلَ لَهُم حَظّا فِي الآخِرَةِ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ إِنّ الّذِينَ اشتَرَوُا الكُفرَ بِالإِيمانِ لَن يَضُرّوا اللّهَ شَيئاً وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌالنساءإِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ وَ مَن يُشرِك بِاللّهِ فَقَدِ افتَري إِثماً عَظِيماً و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوفَ نُصلِيهِم ناراً كُلّما نَضِجَت جُلُودُهُم بَدّلناهُم جُلُوداً غَيرَها لِيَذُوقُوا العَذابَ إِنّ اللّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً و قال تعالي إِنّ اللّهَ أَعَدّ لِلكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً و قال تعالي وَ مَن يُشاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُ الهُدي وَ يَتّبِع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلّهِ ما تَوَلّي وَ نُصلِهِ جَهَنّمَ وَ ساءَت مَصِيراً إِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ وَ مَن يُشرِك بِاللّهِ فَقَد ضَلّ ضَلالًا بَعِيداً و قال تعالي وَ مَن يَكفُر بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَقَد ضَلّ ضَلالًا بَعِيداً و قال تعالي إِنّ الّذِينَ يَكفُرُونَ بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يُرِيدُونَ أَن يُفَرّقُوا بَينَ اللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ يَقُولُونَ نُؤمِنُ بِبَعضٍ وَ نَكفُرُ بِبَعضٍ وَ يُرِيدُونَ أَن يَتّخِذُوا بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا أُولئِكَ هُمُ الكافِرُونَ حَقّا وَ أَعتَدنا لِلكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ قَد ضَلّوا ضَلالًا بَعِيداً إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا لَم يَكُنِ اللّهُ لِيَغفِرَ لَهُم وَ لا لِيَهدِيَهُم طَرِيقاً إِلّا طَرِيقَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَ كانَ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيراً
صفحه : 78
المائدةوَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصحابُ الجَحِيمِ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو أَنّ لَهُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً وَ مِثلَهُ مَعَهُ لِيَفتَدُوا بِهِ مِن عَذابِ يَومِ القِيامَةِ ما تُقُبّلَ مِنهُم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ يُرِيدُونَ أَن يَخرُجُوا مِنَ النّارِ وَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنها وَ لَهُم عَذابٌ مُقِيمٌ و قال تعالي إِنّ اللّهَ لا يهَديِ القَومَ الكافِرِينَ و قال تعالي فَلا تَأسَ عَلَي القَومِ الكافِرِينَ و قال تعالي وَ قالَ المَسِيحُ يا بنَيِ إِسرائِيلَ اعبُدُوا اللّهَ ربَيّ وَ رَبّكُم إِنّهُ مَن يُشرِك بِاللّهِ فَقَد حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الجَنّةَ وَ مَأواهُ النّارُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِن أَنصارٍ و قال تعالي لَيَمَسّنّ الّذِينَ كَفَرُوا مِنهُم عَذابٌ أَلِيمٌ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصحابُ الجَحِيمِ و قال تعالي قُل لا يسَتوَيِ الخَبِيثُ وَ الطّيّبُ وَ لَو أَعجَبَكَ كَثرَةُ الخَبِيثِالأنعام ثُمّ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم يَعدِلُونَ و قال تعالي وَ لَقَدِ استهُزِئَ بِرُسُلٍ مِن قَبلِكَ فَحاقَ بِالّذِينَ سَخِرُوا مِنهُم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ و قال تعالي الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم فَهُم لا يُؤمِنُونَ و قال تعالي وَ إِن يُهلِكُونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ وَ لَو تَري إِذ وُقِفُوا عَلَي النّارِ فَقالُوا يا لَيتَنا نُرَدّ وَ لا نُكَذّبَ بِآياتِ رَبّنا وَ نَكُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ بَل بَدا لَهُم ما كانُوا يُخفُونَ مِن قَبلُ وَ لَو رُدّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنهُ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَ
صفحه : 79
إلي قوله تعالي قالَ فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَ قَد خَسِرَ الّذِينَ كَذّبُوا بِلِقاءِ اللّهِ حَتّي إِذا جاءَتهُمُ السّاعَةُ بَغتَةً قالُوا يا حَسرَتَنا عَلي ما فَرّطنا فِيها وَ هُم يَحمِلُونَ أَوزارَهُم عَلي ظُهُورِهِم أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا صُمّ وَ بُكمٌ فِي الظّلُماتِ مَن يَشَأِ اللّهُ يُضلِلهُ وَ مَن يَشَأ يَجعَلهُ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ و قال تعالي قُل أَ رَأَيتَكُم إِن أَتاكُم عَذابُ اللّهِ بَغتَةً أَو جَهرَةً هَل يُهلَكُ إِلّا القَومُ الظّالِمُونَ إلي قوله تعالي وَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا يَمَسّهُمُ العَذابُ بِما كانُوا يَفسُقُونَ و قال تعالي وَ ذَرِ الّذِينَ اتّخَذُوا دِينَهُم لَعِباً وَ لَهواً وَ غَرّتهُمُ الحَياةُ الدّنيا وَ ذَكّر بِهِ أَن تُبسَلَ نَفسٌ بِما كَسَبَت لَيسَ لَها مِن دُونِ اللّهِ ولَيِّ وَ لا شَفِيعٌ و قال تعالي وَ لَو أَشرَكُوا لَحَبِطَ عَنهُم ما كانُوا يَعمَلُونَ و قال تعالي وَ جَعَلُوا لِلّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الحَرثِ وَ الأَنعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلّهِ بِزَعمِهِم وَ هذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِم فَلا يَصِلُ إِلَي اللّهِ وَ ما كانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلي شُرَكائِهِم ساءَ ما يَحكُمُونَ وَ كَذلِكَ زَيّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشرِكِينَ قَتلَ أَولادِهِم شُرَكاؤُهُم لِيُردُوهُم وَ لِيَلبِسُوا عَلَيهِم دِينَهُم وَ لَو شاءَ اللّهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرهُم وَ ما يَفتَرُونَ وَ قالُوا هذِهِ أَنعامٌ وَ حَرثٌ حِجرٌ لا يَطعَمُها إِلّا مَن نَشاءُ بِزَعمِهِم وَ أَنعامٌ حُرّمَت ظُهُورُها وَ أَنعامٌ لا يَذكُرُونَ اسمَ اللّهِ عَلَيهَا افتِراءً عَلَيهِ سَيَجزِيهِم بِما كانُوا يَفتَرُونَ وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الأَنعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَ مُحَرّمٌ عَلي أَزواجِنا وَ إِن يَكُن مَيتَةً فَهُم فِيهِ شُرَكاءُ سَيَجزِيهِم وَصفَهُم إِنّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ و قال تعالي قُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرّمَ رَبّكُم عَلَيكُم أَلّا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً
صفحه : 80
و قال تعالي إِنّ الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُم وَ كانُوا شِيَعاً لَستَ مِنهُم فِي شَيءٍ إِنّما أَمرُهُم إِلَي اللّهِ ثُمّ يُنَبّئُهُم بِما كانُوا يَفعَلُونَالأعراف إِنّ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا وَ استَكبَرُوا عَنها لا تُفَتّحُ لَهُم أَبوابُ السّماءِ وَ لا يَدخُلُونَ الجَنّةَ حَتّي يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ وَ كَذلِكَ نجَزيِ المُجرِمِينَ لَهُم مِن جَهَنّمَ مِهادٌ وَ مِن فَوقِهِم غَواشٍ وَ كَذلِكَ نجَزيِ الظّالِمِينَ إلي قوله تعالي فَأَذّنَ مُؤَذّنٌ بَينَهُم أَن لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ الّذِينَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ يَبغُونَها عِوَجاً وَ هُم بِالآخِرَةِ كافِرُونَ و قال تعالي وَ قَطَعنا دابِرَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا وَ ما كانُوا مُؤمِنِينَ و قال سبحانه سَأَصرِفُ عَن آياتيَِ الّذِينَ يَتَكَبّرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَ إِن يَرَوا كُلّ آيَةٍ لا يُؤمِنُوا بِها وَ إِن يَرَوا سَبِيلَ الرّشدِ لا يَتّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِن يَرَوا سَبِيلَ الغيَّ يَتّخِذُوهُ سَبِيلًا ذلِكَ بِأَنّهُم كَذّبُوا بِآياتِنا وَ كانُوا عَنها غافِلِينَ وَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا وَ لِقاءِ الآخِرَةِ حَبِطَت أَعمالُهُم هَل يُجزَونَ إِلّا ما كانُوا يَعمَلُونَ و قال تعالي ساءَ مَثَلًا القَومُ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا وَ أَنفُسَهُم كانُوا يَظلِمُونَ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا سَنَستَدرِجُهُم مِن حَيثُ لا يَعلَمُونَ وَ أمُليِ لَهُم إِنّ كيَديِ مَتِينٌالأنفال ذلِكَ بِأَنّهُم شَاقّوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَن يُشاقِقِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ ذلِكُم فَذُوقُوهُ وَ أَنّ لِلكافِرِينَ عَذابَ النّارِ و قال سبحانه ذلِكُم وَ أَنّ اللّهَ مُوهِنُ كَيدِ الكافِرِينَ
صفحه : 81
و قال سبحانه وَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ قالُوا سَمِعنا وَ هُم لا يَسمَعُونَ إِنّ شَرّ الدّوَابّ عِندَ اللّهِ الصّمّ البُكمُ الّذِينَ لا يَعقِلُونَ وَ لَو عَلِمَ اللّهُ فِيهِم خَيراً لَأَسمَعَهُم وَ لَو أَسمَعَهُم لَتَوَلّوا وَ هُم مُعرِضُونَ و قال سبحانه كَدَأبِ آلِ فِرعَونَ وَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم كَذّبُوا بِآياتِ رَبّهِم فَأَهلَكناهُم بِذُنُوبِهِم وَ أَغرَقنا آلَ فِرعَونَ وَ كُلّ كانُوا ظالِمِينَ إِنّ شَرّ الدّوَابّ عِندَ اللّهِ الّذِينَ كَفَرُوا فَهُم لا يُؤمِنُونَ الّذِينَ عاهَدتَ مِنهُم ثُمّ يَنقُضُونَ عَهدَهُم فِي كُلّ مَرّةٍ وَ هُم لا يَتّقُونَالتوبةوَ أَنّ اللّهَ مخُزيِ الكافِرِينَ و قال تعالي وَ بَشّرِ الّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ و قال تعالي وَ الّذِينَ يُؤذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ إلي قوله تعالي أَ لَم يَعلَمُوا أَنّهُ مَن يُحادِدِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنّ لَهُ نارَ جَهَنّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الخزِيُ العَظِيمُ و قال تعالي استَغفِر لَهُم أَو لا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعِينَ مَرّةً فَلَن يَغفِرَ اللّهُ لَهُم ذلِكَ بِأَنّهُم كَفَرُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اللّهُ لا يهَديِ القَومَ الفاسِقِينَيونس وَ الّذِينَ كَفَرُوا لَهُم شَرابٌ مِن حَمِيمٍ وَ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكفُرُونَ و قال تعالي وَ لا تَكُونَنّ مِنَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخاسِرِينَهودوَ لَقَد أَرسَلنا نُوحاً إِلي قَومِهِ إنِيّ لَكُم نَذِيرٌ مُبِينٌ أَن لا تَعبُدُوا إِلّا اللّهَ إنِيّ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ أَلِيمٍ
صفحه : 82
و قال تعالي حاكيا عن هوديا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ إِن أَنتُم إِلّا مُفتَرُونَ إلي قوله تعالي وَ تِلكَ عادٌ جَحَدُوا بِآياتِ رَبّهِم وَ عَصَوا رُسُلَهُ وَ اتّبَعُوا أَمرَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ وَ أُتبِعُوا فِي هذِهِ الدّنيا لَعنَةً وَ يَومَ القِيامَةِ أَلا إِنّ عاداً كَفَرُوا رَبّهُم أَلا بُعداً لِعادٍ قَومِ هُودٍالرعدوَ جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكاءَ قُل سَمّوهُم أَم تُنَبّئُونَهُ بِما لا يَعلَمُ فِي الأَرضِ أَم بِظاهِرٍ مِنَ القَولِ بَل زُيّنَ لِلّذِينَ كَفَرُوا مَكرُهُم وَ صُدّوا عَنِ السّبِيلِ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ لَهُم عَذابٌ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَقّ وَ ما لَهُم مِنَ اللّهِ مِن واقٍ و قال تعالي وَ قَد مَكَرَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم فَلِلّهِ المَكرُ جَمِيعاً يَعلَمُ ما تَكسِبُ كُلّ نَفسٍ وَ سَيَعلَمُ الكُفّارُ لِمَن عُقبَي الدّارِ ابراهيم وَ وَيلٌ لِلكافِرِينَ مِن عَذابٍ شَدِيدٍ و قال تعالي وَ قالَ مُوسي إِن تَكفُرُوا أَنتُم وَ مَن فِي الأَرضِ جَمِيعاً فَإِنّ اللّهَ لغَنَيِّ حَمِيدٌ و قال تعالي مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم أَعمالُهُم كَرَمادٍ اشتَدّت بِهِ الرّيحُ فِي يَومٍ عاصِفٍ لا يَقدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلي شَيءٍ ذلِكَ هُوَ الضّلالُ البَعِيدُالحجررُبَما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَالنحل لِلّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السّوءِ وَ لِلّهِ المَثَلُ الأَعلي وَ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ و قال تعالي الّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدناهُم عَذاباً فَوقَ العَذابِ
بِما كانُوا يُفسِدُونَ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِآياتِ اللّهِ لا يَهدِيهِمُ اللّهُ وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ إِنّما يفَترَيِ الكَذِبَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِآياتِ اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الكاذِبُونَ و قال تعالي وَ أَنّ اللّهَ لا يهَديِ القَومَ الكافِرِينَالإسراءوَ أَنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعتَدنا لَهُم عَذاباً أَلِيماًالكهف أَ فَحَسِبَ الّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتّخِذُوا عبِاديِ مِن دوُنيِ أَولِياءَ إِنّا أَعتَدنا جَهَنّمَ لِلكافِرِينَ نُزُلًا قُل هَل نُنَبّئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمالًا الّذِينَ ضَلّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدّنيا وَ هُم يَحسَبُونَ أَنّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً أُولئِكَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبّهِم وَ لِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناً ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنّمُ بِما كَفَرُوا وَ اتّخَذُوا آياتيِ وَ رسُلُيِ هُزُواًمريم فَاختَلَفَ الأَحزابُ مِن بَينِهِم فَوَيلٌ لِلّذِينَ كَفَرُوا مِن مَشهَدِ يَومٍ عَظِيمٍطه إِنّهُ مَن يَأتِ رَبّهُ مُجرِماً فَإِنّ لَهُ جَهَنّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحيي و قال تعالي وَ كَذلِكَ نجَزيِ مَن أَسرَفَ وَ لَم يُؤمِن بِآياتِ رَبّهِ وَ لَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدّ وَ أَبقيالأنبياءوَ مَن يَقُل مِنهُم إنِيّ إِلهٌ مِن دُونِهِ فَذلِكَ نَجزِيهِ جَهَنّمَ كَذلِكَ نجَزيِ الظّالِمِينَالحج إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ الّذِينَ هادُوا وَ الصّابِئِينَ وَ النّصاري وَ المَجُوسَ
وَ الّذِينَ أَشرَكُوا إِنّ اللّهَ يَفصِلُ بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ
و قال تعالي وَ مَن يُشرِك بِاللّهِ فَكَأَنّما خَرّ مِنَ السّماءِ فَتَخطَفُهُ الطّيرُ أَو تهَويِ بِهِ الرّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ و قال تعالي وَ الّذِينَ سَعَوا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصحابُ الجَحِيمِ و قال تعالي وَ لا يَزالُ الّذِينَ كَفَرُوا فِي مِريَةٍ مِنهُ حَتّي تَأتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغتَةً أَو يَأتِيَهُم عَذابُ يَومٍ عَقِيمٍ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌالمؤمنون فَبُعداً لِقَومٍ لا يُؤمِنُونَ و قال تعالي وَ مَن يَدعُ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرهانَ لَهُ بِهِ فَإِنّما حِسابُهُ عِندَ رَبّهِ إِنّهُ لا يُفلِحُ الكافِرُونَالنوروَ الّذِينَ كَفَرُوا أَعمالُهُم كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحسَبُهُ الظّمآنُ ماءً حَتّي إِذا جاءَهُ لَم يَجِدهُ شَيئاً وَ وَجَدَ اللّهَ عِندَهُ فَوَفّاهُ حِسابَهُ وَ اللّهُ سَرِيعُ الحِسابِ أَو كَظُلُماتٍ فِي بَحرٍ لجُيّّ يَغشاهُ مَوجٌ مِن فَوقِهِ مَوجٌ مِن فَوقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍ إِذا أَخرَجَ يَدَهُ لَم يَكَد يَراها وَ مَن لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِن نُورٍ و قال تعالي لا تَحسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُوا مُعجِزِينَ فِي الأَرضِ وَ مَأواهُمُ النّارُ وَ لَبِئسَ المَصِيرُالفرقان وَ قَدِمنا إِلي ما عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلناهُ هَباءً مَنثُوراً و قال تعالي وَ يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَنفَعُهُم وَ لا يَضُرّهُم وَ كانَ الكافِرُ
عَلي رَبّهِ ظَهِيراً و قال تعالي وَ الّذِينَ لا يَدعُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَالنمل إِنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيّنّا لَهُم أَعمالَهُم فَهُم يَعمَهُونَ أُولئِكَ الّذِينَ لَهُم سُوءُ العَذابِ وَ هُم فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخسَرُونَالقصص وَ يَومَ يُنادِيهِم فَيَقُولُ ما ذا أَجَبتُمُ المُرسَلِينَ فَعَمِيَت عَلَيهِمُ الأَنباءُ يَومَئِذٍ فَهُم لا يَتَساءَلُونَالعنكبوت وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللّهِ وَ لِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِن رحَمتَيِ وَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ و قال تعالي وَ ما يَجحَدُ بِآياتِنا إِلّا الكافِرُونَ و قال تعالي وَ ما يَجحَدُ بِآياتِنا إِلّا الظّالِمُونَ و قال تعالي وَ الّذِينَ آمَنُوا بِالباطِلِ وَ كَفَرُوا بِاللّهِ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ إلي قوله تعالي يَستَعجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَ إِنّ جَهَنّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَالروم وَ أَمّا الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا وَ لِقاءِ الآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي العَذابِ مُحضَرُونَلقمان وَ مَن كَفَرَ فَلا يَحزُنكَ كُفرُهُ إِلَينا مَرجِعُهُم فَنُنَبّئُهُم بِما عَمِلُوا إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِالتنزيل أَ فَمَن كانَ مُؤمِناً كَمَن كانَ فاسِقاً لا يَستَوُونَ إلي قوله تعالي وَ أَمّا الّذِينَ فَسَقُوا فَمَأواهُمُ النّارُ كُلّما أَرادُوا أَن يَخرُجُوا مِنها أُعِيدُوا فِيها وَ قِيلَ لَهُم
ذُوقُوا عَذابَ النّارِ ألّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَالأحزاب لِيُعَذّبَ اللّهُ المُنافِقِينَ وَ المُنافِقاتِ وَ المُشرِكِينَ وَ المُشرِكاتِ وَ يَتُوبَ اللّهُ عَلَي المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماًسبأوَ الّذِينَ سَعَوا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مِن رِجزٍ أَلِيمٌ إلي قوله تعالي بَلِ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي العَذابِ وَ الضّلالِ البَعِيدِ و قال تعالي وَ أَسَرّوا النّدامَةَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ وَ جَعَلنَا الأَغلالَ فِي أَعناقِ الّذِينَ كَفَرُوا هَل يُجزَونَ إِلّا ما كانُوا يَعمَلُونَفاطرالّذِينَ كَفَرُوا لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَفَرُوا لَهُم نارُ جَهَنّمَ لا يُقضي عَلَيهِم فَيَمُوتُوا وَ لا يُخَفّفُ عَنهُم مِن عَذابِها كَذلِكَ نجَزيِ كُلّ كَفُورٍ إلي قوله تعالي هُوَ ألّذِي جَعَلَكُم خَلائِفَ فِي الأَرضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيهِ كُفرُهُ وَ لا يَزِيدُ الكافِرِينَ كُفرُهُم عِندَ رَبّهِم إِلّا مَقتاً وَ لا يَزِيدُ الكافِرِينَ كُفرُهُم إِلّا خَساراًص بَلِ الّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزّةٍ وَ شِقاقٍ و قال تعالي فَوَيلٌ لِلّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النّارِالزمرإِن تَكفُرُوا فَإِنّ اللّهَ غنَيِّ عَنكُم وَ لا يَرضي لِعِبادِهِ الكُفرَ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللّهِ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ و قال تعالي وَ سِيقَ الّذِينَ كَفَرُوا إِلي جَهَنّمَ زُمَراً
صفحه : 87
المؤمن وَ كَذلِكَ حَقّت كَلِمَةُ رَبّكَ عَلَي الّذِينَ كَفَرُوا أَنّهُم أَصحابُ النّارِ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يُنادَونَ لَمَقتُ اللّهِ أَكبَرُ مِن مَقتِكُم أَنفُسَكُم إِذ تُدعَونَ إِلَي الإِيمانِ فَتَكفُرُونَالسجدةإِنّ الّذِينَ يُلحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخفَونَ عَلَينا أَ فَمَن يُلقي فِي النّارِ خَيرٌ أَم مَن يأَتيِ آمِناً يَومَ القِيامَةِ اعمَلُوا ما شِئتُم إِنّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌحمعسق وَ الّذِينَ يُحَاجّونَ فِي اللّهِ مِن بَعدِ ما استُجِيبَ لَهُ حُجّتُهُم داحِضَةٌ عِندَ رَبّهِم وَ عَلَيهِم غَضَبٌ وَ لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ إلي قوله تعالي أَم لَهُم شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُم مِنَ الدّينِ ما لَم يَأذَن بِهِ اللّهُ وَ لَو لا كَلِمَةُ الفَصلِ لقَضُيَِ بَينَهُم وَ إِنّ الظّالِمِينَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ و قال تعالي وَ الكافِرُونَ لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌالزخرف إِنّ المُجرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنّمَ خالِدُونَ لا يُفَتّرُ عَنهُم وَ هُم فِيهِ مُبلِسُونَالجاثيةهذا هُديً وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبّهِم لَهُم عَذابٌ مِن رِجزٍ أَلِيمٌ و قال تعالي وَ أَمّا الّذِينَ كَفَرُوا أَ فَلَم تَكُن آياتيِ تُتلي عَلَيكُم فَاستَكبَرتُم وَ كُنتُم قَوماً مُجرِمِينَ وَ إِذا قِيلَ إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ السّاعَةُ لا رَيبَ فِيها قُلتُم ما ندَريِ مَا السّاعَةُ إِن نَظُنّ إِلّا ظَنّا وَ ما نَحنُ بِمُستَيقِنِينَ وَ بَدا لَهُم سَيّئاتُ ما عَمِلُوا وَ حاقَ بِهِم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ وَ قِيلَ اليَومَ نَنساكُم كَما نَسِيتُم لِقاءَ يَومِكُم هذا
وَ مَأواكُمُ النّارُ وَ ما لَكُم مِن ناصِرِينَ محمدالّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ أَضَلّ أَعمالَهُم إلي قوله تعالي ذلِكَ بِأَنّ الّذِينَ كَفَرُوا اتّبَعُوا الباطِلَ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَفَرُوا فَتَعساً لَهُم وَ أَضَلّ أَعمالَهُم ذلِكَ بِأَنّهُم كَرِهُوا ما أَنزَلَ اللّهُ فَأَحبَطَ أَعمالَهُم و قال تعالي وَ الّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتّعُونَ وَ يَأكُلُونَ كَما تَأكُلُ الأَنعامُ وَ النّارُ مَثويً لَهُم و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ شَاقّوا الرّسُولَ مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُمُ الهُدي لَن يَضُرّوا اللّهَ شَيئاً وَ سَيُحبِطُ أَعمالَهُم و قال تعالي إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ ثُمّ ماتُوا وَ هُم كُفّارٌ فَلَن يَغفِرَ اللّهُ لَهُمالفتح وَ يُعَذّبَ المُنافِقِينَ وَ المُنافِقاتِ وَ المُشرِكِينَ وَ المُشرِكاتِ الظّانّينَ بِاللّهِ ظَنّ السّوءِ عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِ وَ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم وَ لَعَنَهُم وَ أَعَدّ لَهُم جَهَنّمَ وَ ساءَت مَصِيراً و قال تعالي وَ مَن لَم يُؤمِن بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِنّا أَعتَدنا لِلكافِرِينَ سَعِيراًالذاريات فَإِنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثلَ ذَنُوبِ أَصحابِهِم فَلا يَستَعجِلُونِالحديدوَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصحابُ الجَحِيمِالتغابن وَ الّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ خالِدِينَ
فِيها وَ بِئسَ المَصِيرُالملك وَ لِلّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم عَذابُ جَهَنّمَ وَ بِئسَ المَصِيرُالمزمل فَكَيفَ تَتّقُونَ إِن كَفَرتُم يَوماً يَجعَلُ الوِلدانَ شِيباًالمدثرفَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ فَذلِكَ يَومَئِذٍ يَومٌ عَسِيرٌ عَلَي الكافِرِينَ غَيرُ يَسِيرٍالإنشقاق فَما لَهُم لا يُؤمِنُونَ وَ إِذا قرُِئَ عَلَيهِمُ القُرآنُ لا يَسجُدُونَ بَلِ الّذِينَ كَفَرُوا يُكَذّبُونَ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يُوعُونَ فَبَشّرهُم بِعَذابٍ أَلِيمٍالبروج بَلِ الّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكذِيبٍالغاشيةإِلّا مَن تَوَلّي وَ كَفَرَ فَيُعَذّبُهُ اللّهُ العَذابَ الأَكبَرَالبينةإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ المُشرِكِينَ فِي نارِ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُم شَرّ البَرِيّةِ
1-ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ مَعاً عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ زَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الإِيمَانُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الصّبرِ وَ اليَقِينِ وَ العَدلِ وَ الجِهَادِ وَ الصّبرُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الشّوقِ وَ الإِشفَاقِ وَ الزّهدِ وَ التّرَقّبِ فَمَنِ اشتَاقَ إِلَي الجَنّةِ سَلَا عَنِ الشّهَوَاتِ وَ مَن أَشفَقَ مِنَ النّارِ رَجَعَ عَنِ المُحَرّمَاتِ وَ مَن زَهِدَ فِي الدّنيَا تَهَاوَنَ بِالمُصِيبَاتِ وَ مَنِ ارتَقَبَ المَوتَ سَارَعَ فِي الخَيرَاتِ
صفحه : 90
وَ اليَقِينُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي تَبصِرَةِ الفِطنَةِ وَ تَأَوّلِ الحِكمَةِ وَ مَوعِظَةِ العِبرَةِ وَ سُنّةِ الأَوّلِينَ فَمَن تَبَصّرَ فِي الفِطنَةِ تَأَوّلَ الحِكمَةَ وَ مَن تَأَوّلَ الحِكمَةَ عَرَفَ العِبرَةَ وَ مَن عَرَفَ العِبرَةَ فَكَأَنّمَا عَاشَ فِي الأَوّلِينَ وَ العَدلُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي غَائِصِ الفَهمِ وَ غَمرَةِ العِلمِ وَ زَهرَةِ الحِكمَةِ[زُهرَةِ الحُكمِ] وَ رَوضَةِ الحِلمِ فَمَن فَهِمَ فَسّرَ جُمَلَ العِلمِ وَ مِن عَلِمَ شَرَعَ غَرَائِبَ الحِكَمِ[شَرَعَ شَرَائِعَ الحُكمِ] وَ مَن كَانَ حَكِيماً لَم يُفَرّط فِي أَمرٍ يَلِيهِ فِي النّاسِ وَ الجِهَادُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ وَ الصّدقِ فِي المَوَاطِنِ وَ شَنَآنِ الفَاسِقِينَ فَمَن أَمَرَ بِالمَعرُوفِ شَدّ ظَهرَ المُؤمِنِ وَ مَن نَهَي عَنِ المُنكَرِ أَرغَمَ أَنفَ المُنَافِقِ وَ مَن صَدَقَ فِي المَوَاطِنِ قَضَي ألّذِي عَلَيهِ وَ مَن شَنَأَ الفَاسِقِينَ وَ غَضِبَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ غَضِبَ اللّهُ لَهُ وَ ذَلِكَ الإِيمَانُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ وَ الكُفرُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الفِسقِ وَ العُتُوّ وَ الشّكّ وَ الشّبهَةِ وَ الفِسقُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الجَفَاءِ وَ العَمَي وَ الغَفلَةِ وَ العُتُوّ فَمَن جَفَا حَقّرَ الحَقّ وَ مَقَتَ الفُقَهَاءَ وَ أَصَرّ عَلَي الحِنثِ العَظِيمِ وَ مَن عمَيَِ نسَيَِ الذّكرَ وَ اتّبَعَ الظّنّ وَ أَلَحّ عَلَيهِ الشّيطَانُ وَ مَن غَفَلَ غَرّتهُ الأمَاَنيِّ وَ أَخَذَتهُ الحَسرَةُ إِذَا انكَشَفَ الغِطَاءُ وَ بَدَا لَهُ مِنَ اللّهِ مَا لَم يَكُن يَحتَسِبُ وَ مَن عَتَا عَن أَمرِ اللّهِ تَعَالَي اللّهُ عَلَيهِ ثُمّ أَذَلّهُ بِسُلطَانِهِ وَ صَغّرَهُ لِجَلَالِهِ[بِجَلَالِهِ] كَمَا فَرّطَ فِي جَنبِهِ وَ عَتَا عَن أَمرِ رَبّهِ الكَرِيمِ وَ العُتُوّ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي التّعَمّقِ وَ التّنَازُعِ وَ الزّيغِ وَ الشّقَاقِ فَمَن تَعَمّقَ لَم يُنِب إِلَي الحَقّ وَ لَم يَزدَد إِلّا غَرَقاً فِي الغَمَرَاتِ فَلَم تَحتَبِس عَنهُ فِتنَةٌ إِلّا غَشِيَتهُ أُخرَي وَ انخَرَقَ دِينُهُ فَهُوَ يَهِيمُ فِي أَمرٍ مَرِيجٍ وَ مَن نَازَعَ وَ خَاصَمَ قَطَعَ بَينَهُمُ الفَشَلُ وَ ذَاقَ وَبَالَ أَمرِهِ وَ سَاءَت عِندَهُ الحَسَنَةُ وَ حَسُنَت عِندَهُ السّيّئَةُ وَ مَن سَاءَت عَلَيهِ الحَسَنَةُ اعتَوَرَت عَلَيهِ طُرُقُهُ وَ اعتَرَضَ عَلَيهِ أَمرُهُ وَ ضَاقَ عَلَيهِ مَخرَجُهُ وَ حرَيِّ أَنّ يَرجِعَ مِن دِينِهِ وَ يَتّبِعَ غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ
صفحه : 91
وَ الشّكّ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الهَولِ وَ الرّيبِ وَ التّرَدّدِ وَ الِاستِسلَامِ فبَأِيَّ آلَاءِ رَبّكَ يَتَمَارَي المُتَمَارُونَ فَمَن هَالَهُ مَا بَينَ يَدَيهِنَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ مَن تَرَدّدَ فِي الرّيبِ سَبَقَهُ الأَوّلُونَ وَ أَدرَكَهُ الآخِرُونَ وَ قَطَعَتهُ سَنَابِكُ الشّيَاطِينِ وَ مَنِ استَسلَمَ لِهَلَكَةِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ هَلَكَ فِيمَا بَينَهُمَا وَ مَن نَجَا فَبِاليَقِينِ وَ الشّبهَةُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الإِعجَابِ بِالزّينَةِ وَ تَسوِيلِ النّفسِ وَ تَأَوّلِ العِوَجِ وَ تَلبِيسِ الحَقّ بِالبَاطِلِ ذَلِكَ بِأَنّ الزّينَةَ تَزِيدُ عَلَي الشّبهَةِ وَ أَنّ تَسوِيلَ النّفسِ يُقحِمُ عَلَي الشّهوَةِ وَ أَنّ العِوَجَ يَمِيلُ[بِصَاحِبِهِ]مَيلًا عَظِيماً وَ أَنّ التّلبِيسَظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍفَذَلِكَ الكُفرُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ وَ النّفَاقُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الهَوَي وَ الهُوَينَا وَ الحَفِيظَةِ وَ الطّمَعِ فَالهَوَي عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي البغَيِ وَ العُدوَانِ وَ الشّهوَةِ وَ الطّغيَانِ فَمَن بَغَي كَثُرَت غَوَائِلُهُ وَ غِلّاتُهُ وَ مَنِ اعتَدَي لَم يُؤمَن بَوَائِقُهُ وَ لَم يَسلَم قَلبُهُ وَ مَن لَم يَعزِل نَفسَهُ عَنِ الشّهَوَاتِ خَاضَ فِي الخَبِيثَاتِ وَ مَن طَغَي ضَلّ عَلَي غَيرِ يَقِينٍ وَ لَا حُجّةَ لَهُ وَ شُعَبُ الهُوَينَا الهَيبَةُ وَ الغِرّةُ وَ المُمَاطَلَةُ وَ الأَمَلُ وَ ذَلِكَ لِأَنّ الهَيبَةَ تَرُدّ عَلَي دِينِ الحَقّ وَ تُفرِطُ المُمَاطَلَةَ فِي العَمَلِ حِينَ يَقدَمُ الأَجَلُ وَ لَو لَا الأَمَلُ عَلِمَ الإِنسَانُ حَسَبَ مَا هُوَ فِيهِ وَ لَو عَلِمَ حَسَبَ مَا هُوَ فِيهِ مَاتَ مِنَ الهَولِ وَ الوَجَلِ وَ شُعَبُ الحَفِيظَةِ الكِبرُ وَ الفَخرُ وَ الحَمِيّةُ وَ العَصَبِيّةُ فَمَنِ استَكبَرَ أَدبَرَ وَ مَن فَخَرَ فَجَرَ وَ مَن حمَيَِ أَصَرّ وَ مَن أَخَذَتهُ العَصَبِيّةُ جَارَ فَبِئسَ الأَمرُ أَمرٌ بَينَ الِاستِكبَارِ وَ الإِدبَارِ وَ فُجُورٍ وَ جَورٍ وَ شُعَبُ الطّمَعِ أَربَعٌ الفَرَحُ وَ المَرَحُ وَ اللّجَاجَةُ وَ التّكَاثُرُ وَ الفَرَحُ مَكرُوهٌ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ المَرَحُ خُيَلَاءُ وَ اللّجَاجَةُ بَلَاءٌ لِمَنِ اضطَرّتهُ إِلَي حَبَائِلِ الآثَامِ وَ التّكَاثُرُ لَهوٌ وَ شُغُلٌ وَ استِبدَالُ ألّذِي هُوَ أَدنَي باِلذّيِ هُوَ خَيرٌ فَذَلِكَ النّفَاقُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ
صفحه : 92
2- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عُمَرَ الزبّيَريِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الكُفرُ فِي كِتَابِ اللّهِ عَلَي خَمسَةِ وُجُوهٍ فَمِنهُ كُفرُ الجُحُودِ وَ هُوَ عَلَي وَجهَينِ جُحُودٌ بِعِلمٍ وَ جُحُودٌ بِغَيرِ عِلمٍ فَأَمّا الّذِينَ جَحَدُوا بِغَيرِ عِلمٍ فَهُمُ الّذِينَ حكا[حَكَي] اللّهُ عَنهُم فِي قَولِهِوَ قالُوا ما هيَِ إِلّا حَياتُنَا الدّنيا نَمُوتُ وَ نَحيا وَ ما يُهلِكُنا إِلّا الدّهرُ وَ ما لَهُم بِذلِكَ مِن عِلمٍ إِن هُم إِلّا يَظُنّونَ وَ قَولُهُإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَفَهَؤُلَاءِ كَفَرُوا وَ جَحَدُوا بِغَيرِ عِلمٍ وَ أَمّا الّذِينَ كَفَرُوا وَ جَحَدُوا بِعِلمٍ فَهُمُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ كانُوا مِن قَبلُ يَستَفتِحُونَ عَلَي الّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّا جاءَهُم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِفَهَؤُلَاءِ كَفَرُوا وَ جَحَدُوا بِعِلمٍ
وَ قَالَ وَ حدَثّنَيِ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي اليَهُودِ وَ النّصَارَي يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيالّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفُونَهُيعَنيِ رَسُولَ اللّهِص كَما يَعرِفُونَ أَبناءَهُملِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أَنزَلَ عَلَيهِم فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ صِفَةَ مُحَمّدٍص وَ صِفَةَ أَصحَابِهِ وَ مَبعَثَهُ وَ مُهَاجَرَهُ وَ هُوَ قَولُهُمُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ الّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَي الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم تَراهُم رُكّعاً سُجّداً يَبتَغُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ رِضواناً سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُم فِي التّوراةِ وَ مَثَلُهُم فِي الإِنجِيلِفَهَذِهِ صِفَةُ رَسُولِ اللّهِص فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ صِفَةُ أَصحَابِهِ فَلَمّا بَعَثَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَرَفَهُ أَهلُ الكِتَابِ كَمَا قَالَ جَلّ جَلَالُهُفَلَمّا جاءَهُم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ
صفحه : 93
وَ كَانَتِ اليَهُودُ يَقُولُونَ لِلعَرَبِ قَبلَ مجَيِءِ النّبِيّ أَيّهَا العَرَبُ هَذَا أَوَانُ نبَيِّ يَخرُجُ بِمَكّةَ وَ يَكُونُ مُهَاجَرُهُ بِالمَدِينَةِ وَ هُوَ آخِرُ الأَنبِيَاءِ وَ أَفضَلُهُم فِي عَينَيهِ حُمرَةٌ وَ بَينَ كَتِفَيهِ خَاتَمُ النّبُوّةِ يَلبَسُ الشّملَةَ يجَتزَِئُ بِالكِسرَةِ وَ التّمَيرَاتِ وَ يَركَبُ الحِمَارَ العَرِيّةَ وَ هُوَ الضّحُوكُ القَتّالُ يَضَعُ سَيفَهُ عَلَي عَاتِقِهِ لَا يبُاَليِ مَن لَاقَي يَبلُغُ سُلطَانُهُ مُنقَطَعَ الخُفّ وَ الحَافِرِ لَنَقتُلَنّكُم بِهِ يَا مَعشَرَ العَرَبِ قَتلَ عَادٍ فَلَمّا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّهُ بِهَذِهِ الصّفَةِ حَسَدُوهُ وَ كَفَرُوا بِهِ كَمَا قَالَ اللّهُوَ كانُوا مِن قَبلُ يَستَفتِحُونَ عَلَي الّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّا جاءَهُم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ وَ مِنهُ كُفرُ البَرَاءَةِ وَ هُوَ قَولُهُثُمّ يَومَ القِيامَةِ يَكفُرُ بَعضُكُم بِبَعضٍ أَي يَتَبَرّأُ بَعضُكُم مِن بَعضٍ وَ مِنهُ كُفرُ التّركِ لِمَا أَمَرَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ قَولُهُوَ لِلّهِ عَلَي النّاسِ حِجّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا وَ مَن كَفَرَ أَي تَرَكَ الحَجّ وَ هُوَ مُستَطِيعٌ فَقَد كَفَرَ وَ مِنهُ كُفرُ النّعَمِ وَ هُوَ قَولُهُليِبَلوُنَيِ أَ أَشكُرُ أَم أَكفُرُ وَ مَن شَكَرَ فَإِنّما يَشكُرُ لِنَفسِهِ وَ مَن كَفَرَ أَي وَ مَن لَم يَشكُر نِعمَةَ اللّهِ فَقَد كَفَرَ فَهَذِهِ وُجُوهُ الكُفرِ فِي كِتَابِ اللّهِ
3- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَن قَولِ النّبِيّص إِنّ الشّركَ أَخفَي مِن دَبِيبِ النّملِ عَلَي صَفَاةٍ سَودَاءَ فِي لَيلَةٍ ظَلمَاءَ قَالَ كَانَ المُؤمِنُونَ يَسُبّونَ مَا يَعبُدُ المُشرِكُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَكَانَ المُشرِكُونَ يَسُبّونَ مَا يَعبُدُ المُؤمِنُونَ فَنَهَي اللّهُ المُؤمِنِينَ عَن سَبّ آلِهَتِهِم لِكَيلَا يَسُبّ الكُفّارُ إِلَهَ المُؤمِنِينَ فَيَكُونَ المُؤمِنُونَ قَد أَشرَكُوا بِاللّهِ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُونَ فَقَالَوَ لا تَسُبّوا الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِالآيَةَ
صفحه : 94
4- فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِاتّخَذُوا أَحبارَهُم وَ رُهبانَهُم أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ وَ المَسِيحَ ابنَ مَريَمَ أَمّا المَسِيحُ فَعَصَوهُ وَ عَظّمُوهُ فِي أَنفُسِهِم حِينَ زَعَمُوا أَنّهُ إِلَهٌ وَ أَنّهُ ابنُ اللّهِ وَ طَائِفَةٌ مِنهُم قَالُوا ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَ طَائِفَةٌ مِنهُم قَالُوا هُوَ اللّهُ وَ أَمّا أَحبَارُهُم وَ رُهبَانُهُم فَإِنّهُم أَطَاعُوا وَ أَخَذُوا بِقَولِهِم وَ اتّبَعُوا مَا أَمَرُوهُم بِهِ وَ دَانُوا بِمَا دَعَوهُم إِلَيهِ فَاتّخَذُوهُم أَربَاباً بِطَاعَتِهِم لَهُم وَ تَركِهِم أَمرَ اللّهِ وَ كُتُبَهُ وَ رُسُلَهُفَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِم وَ مَا أَمَرَهُم بِهِ الأَحبَارُ وَ الرّهبَانُ اتّبَعُوهُ وَ أَطَاعُوهُم وَ عَصَوُا اللّهَ
5- فس ،[تفسير القمي] أَحمَدُ بنُ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ قَالَ شِركُ طَاعَةٍ لَيسَ شِركَ عِبَادَةٍ وَ المعَاَصيِ التّيِ يَرتَكِبُونَ فهَيَِ شِركُ طَاعَةٍ أَطَاعُوا فِيهَا الشّيطَانَ فَأَشرَكُوا بِاللّهِ فِي الطّاعَةِ لِغَيرِهِ وَ لَيسَ بِإِشرَاكِ عِبَادَةٍ أَن يَعبُدُوا غَيرَ اللّهِ
6- فس ،[تفسير القمي] جَعفَرُ بنُ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُم عِزّا كَلّا سَيَكفُرُونَ بِعِبادَتِهِم وَ يَكُونُونَ عَلَيهِم ضِدّا يَومَ القِيَامَةِ أَي يَكُونُ هَؤُلَاءِ الّذِينَ اتّخَذُوهُم آلِهَةً مِن دُونِ اللّهِ عَلَيهِم ضِدّاً يَومَ القِيَامَةِ وَ يَتَبَرّءُونَ مِنهُم وَ مِن عِبَادَتِهِم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ لَيسَ العِبَادَةُ هيَِ السّجُودَ وَ لَا الرّكُوعَ إِنّمَا هيَِ طَاعَةُ الرّجَالِ مَن أَطَاعَ المَخلُوقَ فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ فَقَد عَبَدَهُ
صفحه : 95
7- فس ،[تفسير القمي] وَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ قَالَ عَلَي شَكّفَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنّ بِهِ وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ خَسِرَ الدّنيا وَ الآخِرَةَفَإِنّهُ حدَثّنَيِ أَبِي عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَن حَمّادٍ عَنِ ابنِ الطّيّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي قَومٍ وَحّدُوا اللّهَ وَ خَلَعُوا عِبَادَةَ مَن دُونَ اللّهِ وَ خَرَجُوا مِنَ الشّركِ وَ لَم يَعرِفُوا أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص فَهُم يَعبُدُونَ اللّهَ عَلَي شَكّ فِي مُحَمّدٍ وَ مَا جَاءَ بِهِ فَأَتَوا رَسُولَ اللّهِ فَقَالُوا نَنظُرُ فَإِن كَثُرَت أَموَالُنَا وَ عُوفِينَا فِي أَنفُسِنَا وَ أَولَادِنَا عَلِمنَا أَنّهُ صَادِقٌ وَ أَنّهُ رَسُولُ اللّهِص وَ إِن كَانَ غَيرُ ذَلِكَ نَظَرنَا فَأَنزَلَ اللّهُفَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنّ بِهِ وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ خَسِرَ الدّنيا وَ الآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرّهُ وَ ما لا يَنفَعُهُانقَلَبَ مُشرِكاً يَدعُو غَيرَ اللّهِ وَ يَعبُدُ غَيرَهُ فَمِنهُم مَن يَعرِفُ وَ يَدخُلُ الإِيمَانُ قَلبَهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ وَ يُصَدّقُ وَ يَزُولُ عَن مَنزِلَتِهِ مِنَ الشّكّ إِلَي الإِيمَانِ وَ مِنهُم مَن يَلبَثُ عَلَي شَكّهِ وَ مِنهُم مَن يَنقَلِبُ إِلَي الشّركِ
صفحه : 96
8- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ الخَشّابِ عَن يَزِيدَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ العَبّاسِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ إِنّ هَؤُلَاءِ العَوَامّ يَزعُمُونَ أَنّ الشّركَ أَخفَي مِن دَبِيبِ النّملِ فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ عَلَي المِسحِ الأَسوَدِ فَقَالَ لَا يَكُونُ العَبدُ مُشرِكاً حَتّي يصُلَيَّ لِغَيرِ اللّهِ أَو يَذبَحَ لِغَيرِ اللّهِ أَو يَدعُوَ لِغَيرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
9- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي العَلَاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الشّركَ أَخفَي مِن دَبِيبِ النّملِ وَ قَالَ مِنهُ تَحوِيلُ الخَاتَمِ لِيَذكُرَ الحَاجَةَ وَ شِبهُ هَذَا
10- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ النّضرِ بنِ شُعَيبٍ عَن عَبدِ الغَفّارِ الجاَزيِّ قَالَ حدَثّنَيِ مَن سَأَلَهُ يعَنيِ الصّادِقَ ع هَل يَكُونُ كُفرٌ لَا يَبلُغُ الشّركَ قَالَ ع إِنّ الكُفرَ هُوَ الشّركُ ثُمّ قَامَ فَدَخَلَ المَسجِدَ فَالتَفَتَ إلِيَّ وَ قَالَ نَعَم الرّجُلُ يَحمِلُ الحَدِيثَ إِلَي صَاحِبِهِ فَلَا يَعرِفُهُ فَيَرُدّهُ عَلَيهِ فهَيَِ نِعمَةٌ كَفَرَهَا وَ لَم يَبلُغِ الشّركَ
11- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ سُئِلَ عَنِ الكُفرِ وَ الشّركِ أَيّهُمَا أَقدَمُ قَالَ الكُفرُ أَقدَمُ وَ ذَلِكَ أَنّ إِبلِيسَ أَوّلُ مَن كَفَرَ وَ كَانَ كُفرُهُ غَيرَ الشّركِ لِأَنّهُ لَم يَدعُ إِلَي عِبَادَةِ غَيرِ اللّهِ وَ إِنّمَا دَعَا إِلَي ذَلِكَ بَعدُ فَأَشرَكَ
صفحه : 97
12- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع عُتُلّ بَعدَ ذلِكَ زَنِيمٍ قَالَ العُتُلّ العَظِيمُ الكُفرُ وَ الزّنِيمُ المُستَهتِرُ بِكُفرِهِ
13- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن آدَمَ بنِ إِسحَاقَ عَن هِشَامٍ عَنِ الهَيثَمِ التمّيِميِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا هَيثَمُ التمّيِميِّ إِنّ قَوماً آمَنُوا بِالظّاهِرِ وَ كَفَرُوا بِالبَاطِنِ فَلَم يَنفَعهُم شَيءٌ وَ جَاءَ قَومٌ مِن بَعدِهِم فَآمَنُوا بِالبَاطِنِ وَ كَفَرُوا بِالظّاهِرِ فَلَم يَنفَعهُم ذَلِكَ شَيئاً وَ لَا إِيمَانَ بِظَاهِرٍ إِلّا بِبَاطِنٍ وَ لَا بِبَاطِنٍ إِلّا بِظَاهِرٍ
14- شي،[تفسير العياشي] عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ الواَسطِيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع عَنِ الكُفرِ وَ الشّركِ أَيّهُمَا أَقدَمُ فَقَالَ مَا عهَديِ بِكَ تُخَاصِمُ النّاسَ قُلتُ أمَرَنَيِ هِشَامُ بنُ الحَكَمِ أَن أَسأَلَكَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ لِي الكُفرُ أَقدَمُ وَ هُوَ الجُحُودُ قَالَ لِإِبلِيسَأَبي وَ استَكبَرَ وَ كانَ مِنَ الكافِرِينَ
15- شي،[تفسير العياشي] عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ تَركُ العَمَلِ ألّذِي أَقَرّ بِهِ مِن ذَلِكَ أَن يَترُكَ الصّلَاةَ مِن غَيرِ سُقمٍ وَ لَا شُغلٍ قَالَ قُلتُ لَهُ الكَبَائِرُ أَعظَمُ الذّنُوبِ قَالَ فَقَالَ نَعَم قُلتُ هيَِ أَعظَمُ مِن تَركِ الصّلَاةِ قَالَ إِذَا تَرَكَ الصّلَاةَ تَركاً لَيسَ مِن أَمرِهِ كَانَ دَاخِلًا فِي وَاحِدَةٍ مِنَ السّبعَةِ
صفحه : 98
16- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبَانِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَدنَي مَا يَخرُجُ بِهِ الرّجُلُ مِنَ الإِسلَامِ أَن يَرَي الرأّيَ بِخِلَافِ الحَقّ فَيُقِيمَ عَلَيهِ قَالَوَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ وَ قَالَ ألّذِي يَكفُرُ بِالإِيمَانِ ألّذِي لَا يَعمَلُ بِمَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ وَ لَا يَرضَي بِهِ
17- شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَحَدِهِمَا فِي قَولِ اللّهِوَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ هُوَ تَركُ العَمَلِ حَتّي يَدَعَهُ أَجمَعَ قَالَ مِنهُ ألّذِي يَدَعُ الصّلَاةَ مُتَعَمّداً لَا مِن شُغلٍ وَ لَا مِن سُكرٍ يعَنيِ النّومَ
18- شي،[تفسير العياشي] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِوَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ فَقَالَ يعَنيِ بِوَلَايَةِ عَلِيّ ع وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ
19- شي،[تفسير العياشي] عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِوَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ قَالَ فَقَالَ مِن ذَلِكَ مَا اشتُقّ فِيهِ
20- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مَعَ بَعضِ أَصحَابِنَا فِيمَا يرَويِ النّاسُ عَنِ النّبِيّ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ أَنّهُ مَن أَشرَكَ بِاللّهِ فَقَد وَجَبَت لَهُ النّارُ وَ مَن لَم يُشرِك بِاللّهِ فَقَد وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ قَالَ أَمّا مَن أَشرَكَ بِاللّهِ فَهَذَا الشّركُ البَيّنُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِمَن يُشرِك بِاللّهِ فَقَد حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الجَنّةَ وَ أَمّا قَولُهُ مَن لَم يُشرِك بِاللّهِ فَقَد وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَاهُنَا النّظَرُ هُوَ مَن لَم يَعصِ اللّهَ
21- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِوَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ قَالَ مِن ذَلِكَ قَولُ الرّجُلِ لَا وَ حَيَاتِكَ
صفحه : 99
22- شي،[تفسير العياشي] عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ قَالَ كَانُوا يَقُولُونَ نُمطَرُ بِنَوءِ كَذَا وَ بِنَوءِ كَذَا وَ مِنهَا أَنّهُم كَانُوا يَأتُونَ الكُهّانَ فَيُصَدّقُونَهُم فِيمَا يَقُولُونَ
23- شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ شِركٌ لَا يَبلُغُ بِهِ الكُفرَ
24- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ شِركُ طَاعَةٍ قَولُ الرّجُلِ لَا وَ اللّهِ وَ فُلَانٍ وَ لَو لَا اللّهُ وَ فُلَانٌ وَ المَعصِيَةُ مِنهُ
25- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ قَالَ هُوَ قَولُ الرّجُلِ لَو لَا اللّهُ وَ أَنتَ مَا صُرِفَ عنَيّ كَذَا وَ كَذَا وَ أَشبَاهَ ذَلِكَ
26- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ شِركُ طَاعَةٍ وَ لَيسَ بِشِركِ عِبَادَةٍ وَ المعَاَصيِ التّيِ يَركَبُونَ مِمّا أَوجَبَ اللّهُ عَلَيهَا النّارَ شِركُ طَاعَةٍ أَطَاعُوا الشّيطَانَ وَ أَشرَكُوا بِاللّهِ فِي طَاعَتِهِ وَ لَم يَكُن بِشِركِ عِبَادَةٍ فَيَعبُدُونَ مَعَ اللّهِ غَيرَهُ
27-شي،[تفسير العياشي] عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ فِي قَولِهِوَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ قَالَ هُوَ قَولُ الرّجُلِ لَو لَا فُلَانٌ لَهَلَكتُ وَ لَو لَا
صفحه : 100
فُلَانٌ لَأَصَبتُ كَذَا وَ كَذَا وَ لَو لَا فُلَانٌ لَضَاعَ عيِاَليِ أَ لَا تَرَي أَنّهُ قَد جَعَلَ لِلّهِ شَرِيكاً فِي مُلكِهِ يَرزُقُهُ وَ يَدفَعُ عَنهُ قَالَ قُلتُ فَيَقُولُ لَو لَا أَنّ اللّهَ مَنّ عَلَيّ بِفُلَانٍ لَهَلَكتُ قَالَ نَعَم لَا بَأسَ بِهَذَا
28- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالُوا سَأَلنَاهُمَا فَقَالَا شِركُ النّعَمِ
29- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ شِركُ طَاعَةٍ لَيسَ شِركُ عِبَادَةٍ فِي المعَاَصيِ التّيِ يَرتَكِبُونَ فهَيَِ شِركُ طَاعَةٍ أَطَاعُوا فِيهَا الشّيطَانَ فَأَشرَكُوا بِاللّهِ فِي الطّاعَةِ غَيرَهُ وَ لَيسَ بِإِشرَاكِ عِبَادَةٍ أَن يَعبُدُوا غَيرَ اللّهِ
30-تَفسِيرُ النعّماَنيِّ،بِالإِسنَادِ الآتيِ فِي كِتَابِ فَضلِ القُرآنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ أَمّا الكُفرُ المَذكُورُ فِي كِتَابِ اللّهِ تَعَالَي فَخَمسَةُ وُجُوهٍ مِنهَا كُفرُ الجُحُودِ وَ مِنهَا كُفرٌ فَقَط وَ الجُحُودُ يَنقَسِمُ عَلَي وَجهَينِ وَ مِنهَا كُفرُ التّركِ لِمَا أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ وَ مِنهَا كُفرُ البَرَاءَةِ وَ مِنهَا كُفرُ النّعَمِ فَأَمّا كُفرُ الجُحُودِ فَأَحَدُ الوَجهَينِ مِنهُ جُحُودُ الوَحدَانِيّةِ وَ هُوَ قَولُ مَن يَقُولُ لَا رَبّ وَ لَا جَنّةَ وَ لَا نَارَ وَ لَا بَعثَ وَ لَا نُشُورَ وَ هَؤُلَاءِ صِنفٌ مِنَ الزّنَادِقَةِ وَ صِنفٌ مِنَ الدّهرِيّةِ الّذِينَ يَقُولُونَما يُهلِكُنا إِلّا الدّهرُ وَ ذَلِكَ رأَيٌ وَضَعُوهُ لِأَنفُسِهِم استَحسَنُوهُ بِغَيرِ حُجّةٍ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيإِن هُم إِلّا يَظُنّونَ وَ قَالَإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ أَي لَا يُؤمِنُونَ بِتَوحِيدِ اللّهِ وَ الوَجهُ الآخَرُ مِنَ الجُحُودِ هُوَ الجُحُودُ مَعَ المَعرِفَةِ بِحَقِيقَتِهِ قَالَ تَعَالَيوَ جَحَدُوا بِها وَ استَيقَنَتها أَنفُسُهُم ظُلماً وَ عُلُوّا وَ قَالَ سُبحَانَهُوَ كانُوا مِن
صفحه : 101
قَبلُ يَستَفتِحُونَ عَلَي الّذِينَ كَفَرُوا فَلَمّا جاءَهُم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعنَةُ اللّهِ عَلَي الكافِرِينَ أَي جَحَدُوهُ بَعدَ أَن عَرَفُوهُ وَ أَمّا الوَجهُ الثّالِثُ مِنَ الكُفرِ فَهُوَ كُفرُ التّركِ لِمَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ وَ هُوَ مِنَ المعَاَصيِ قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَكُم لا تَسفِكُونَ دِماءَكُم وَ لا تُخرِجُونَ أَنفُسَكُم مِن دِيارِكُم ثُمّ أَقرَرتُم وَ أَنتُم تَشهَدُونَ إِلَي قَولِهِأَ فَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَ تَكفُرُونَ بِبَعضٍفَكَانُوا كُفّاراً لِتَركِهِم مَا أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ فَنَسَبَهُم إِلَي الإِيمَانِ بِإِقرَارِهِم بِأَلسِنَتِهِم عَلَي الظّاهِرِ دُونَ البَاطِنِ فَلَم يَنفَعهُم ذَلِكَ لِقَولِهِ تَعَالَيفَما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلِكَ مِنكُم إِلّا خزِيٌ فِي الحَياةِ الدّنيا إِلَي آخِرِ الآيَةِ وَ أَمّا الوَجهُ الرّابِعُ مِنَ الكُفرِ فَهُوَ مَا حَكَاهُ تَعَالَي عَن قَولِ اِبرَاهِيمَ ع كَفَرنا بِكُم وَ بَدا بَينَنا وَ بَينَكُمُ العَداوَةُ وَ البَغضاءُ أَبَداً حَتّي تُؤمِنُوا بِاللّهِ وَحدَهُفَقَولُهُكَفَرنا بِكُم أَي تَبَرّأنَا مِنكُم وَ قَالَ سُبحَانَهُ فِي قِصّةِ إِبلِيسَ وَ تَبَرّيهِ مِن أَولِيَائِهِ مِنَ الإِنسِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِإنِيّ كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمُونِ مِن قَبلُ أَي تَبَرّأتُ مِنكُم وَ قَولُهُ تَعَالَيإِنّمَا اتّخَذتُم مِن دُونِ اللّهِ أَوثاناً مَوَدّةَ بَينِكُم فِي الحَياةِ الدّنيا إِلَي قَولِهِثُمّ يَومَ القِيامَةِ يَكفُرُ بَعضُكُم بِبَعضٍ وَ يَلعَنُ بَعضُكُم بَعضاًالآيَةَ وَ أَمّا الوَجهُ الخَامِسُ مِنَ الكُفرِ وَ هُوَ كُفرُ النّعَمِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي عَن قَولِ سُلَيمَانَ ع هذا مِن فَضلِ ربَيّ ليِبَلوُنَيِ أَ أَشكُرُ أَم أَكفُرُالآيَةَ وَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّلَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم وَ لَئِن كَفَرتُم إِنّ عذَابيِ لَشَدِيدٌ وَ قَالَ تَعَالَيفاَذكرُوُنيِ أَذكُركُم وَ اشكُرُوا لِي وَ لا تَكفُرُونِ
صفحه : 102
فَأَمّا مَا جَاءَ مِن ذِكرِ الشّركِ فِي كِتَابِ اللّهِ تَعَالَي فَمِن أَربَعَةِ أَوجُهٍ قَولُهُ تَعَالَيلَقَد كَفَرَ الّذِينَ قالُوا إِنّ اللّهَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ مَريَمَ وَ قالَ المَسِيحُ يا بنَيِ إِسرائِيلَ اعبُدُوا اللّهَ ربَيّ وَ رَبّكُم إِنّهُ مَن يُشرِك بِاللّهِ فَقَد حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الجَنّةَ وَ مَأواهُ النّارُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِن أَنصارٍفَهَذَا شِركُ القَولِ وَ الوَصفِ وَ أَمّا الوَجهُ الثاّنيِ مِنَ الشّركِ فَهُوَ شِركُ الأَعمَالِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ وَ قَولُهُ سُبحَانَهُاتّخَذُوا أَحبارَهُم وَ رُهبانَهُم أَرباباً مِن دُونِ اللّهِأَلَا إِنّهُم لَم يَصُومُوا لَهُم وَ لَم يُصَلّوا وَ لَكِنّهُم أَمَرُوهُم وَ نَهَوهُم فَأَطَاعُوهُم وَ قَد حَرّمُوا عَلَيهِم حَلَالًا وَ أَحَلّوا لَهُم حَرَاماً فَعَبَدُوهُم مِن حَيثُ لَا يَعلَمُونَ فَهَذَا شِركُ الأَعمَالِ وَ الطّاعَاتِ وَ أَمّا الوَجهُ الثّالِثُ مِنَ الشّركِ فَهُوَ شِركُ الزّنَي قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ شارِكهُم فِي الأَموالِ وَ الأَولادِفَمَن أَطَاعَ نَاطِقاً فَقَد عَبَدَهُ فَإِن كَانَ النّاطِقُ يَنطِقُ عَنِ اللّهِ تَعَالَي فَقَد عَبَدَ اللّهَ وَ إِن كَانَ يَنطِقُ عَن غَيرِ اللّهِ تَعَالَي فَقَد عَبَدَ غَيرَ اللّهِ وَ أَمّا الوَجهُ الرّابِعُ مِنَ الشّركِ فَهُوَ شِركُ الرّيَاءِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداًفَهَؤُلَاءِ صَامُوا وَ صَلّوا وَ استَعمَلُوا أَنفُسَهُم بِأَعمَالِ أَهلِ الخَيرِ إِلّا أَنّهُم يُرِيدُونَ بِهِ رِئَاءَ النّاسِ فَأَشرَكُوا لِمَا أَتَوهُ مِنَ الرّيَاءِ فَهَذِهِ جُملَةُ وُجُوهِ الشّركِ فِي كِتَابِ اللّهِ تَعَالَي وَ أَمّا مَا ذُكِرَ مِنَ الظّلمِ فِي كِتَابِهِ فَوُجُوهٌ شَتّي فَمِنهَا مَا حَكَاهُ اللّهُ تَعَالَي عَن قَولِ لُقمَانَ لِابنِهِيا بنُيَّ لا تُشرِك بِاللّهِ إِنّ الشّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ وَ مِنَ الظّلمِ مَظَالِمُ النّاسِ فِيمَا بَينَهُم مِن مُعَامَلَاتِ الدّنيَا وَ هُوَ[هيَِ]شَتّي قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَو تَري إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ المَوتِ وَ المَلائِكَةُ باسِطُوا أَيدِيهِم أَخرِجُوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ تُجزَونَ
صفحه : 103
عَذابَ الهُونِ بِما كُنتُم تَقُولُونَ
الآيَةَ فَأَمّا الرّدّ عَلَي مَن أَنكَرَ زِيَادَةَ الكُفرِ فَمِن ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِإِنّمَا النسّيِءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ وَ قَولُهُ تَعَالَيوَ أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجساً إِلَي رِجسِهِم وَ ماتُوا وَ هُم كافِرُونَ وَ قَولُهُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا ثُمّ كَفَرُوا ثُمّ آمَنُوا ثُمّ كَفَرُوا ثُمّ ازدادُوا كُفراًالآيَةَ وَ غَيرُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّهِ
31- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِنَ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ قَالَ يُطِيعُ الشّيطَانَ مِن حَيثُ يُشرِكُ
32- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الرّيبُ كُفرٌ
صفحه : 104
1- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أُصُولُ الكُفرِ ثَلَاثَةٌ الحِرصُ وَ الِاستِكبَارُ وَ الحَسَدُ فَأَمّا الحِرصُ فَإِنّ آدَمَ ع حِينَ نهُيَِ عَنِ الشّجَرَةِ حَمَلَهُ الحِرصُ عَلَي أَن أَكَلَ مِنهَا وَ أَمّا الِاستِكبَارُ فَإِبلِيسُ حِينَ أُمِرَ بِالسّجُودِ لِآدَمَ استَكبَرَ وَ أَمّا الحَسَدُ فَابنَا آدَمَ حَيثُ قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ
بيان كأن المراد بأصول الكفر مايصير سببا للكفر أحيانا لادائما وللكفر أيضا معان كثيرة منها مايتحقق بإنكار الرب سبحانه والإلحاد في صفاته ومنها مايتضمن إنكار أنبيائه وحججه أو ماأتوا به من أمور المعاد وأمثالها ومنها مايتحقق بمعصية الله ورسوله ومنها ما يكون بكفران نعم الله تعالي إلي أن ينتهي إلي ترك الأولي .فالحرص يمكن أن يصير داعيا إلي ترك الأولي أوارتكاب صغيرة أوكبيرة حتي ينتهي إلي جحود يوجب الشرك والخلود فما في آدم ع كان من الأول ثم تكامل في أولاده حتي انتهي إلي الأخير فصح أنه أصل الكفر وكذا سائر الصفات . وقيل قد كان إباء إبليس من السجود عن حسد واستكبار وإنما خص الاستكبار بالذكر لأنه تمسك به حيث قال أَنَا خَيرٌ مِنهُ خلَقَتنَيِ مِن نارٍ وَ خَلَقتَهُ مِن طِينٍ أولأن الاستكبار أقبح من الحسد انتهي . و قوله فأما الحرص فهو مبتدأ و قوله فإن إلي قوله أكل منها
صفحه : 105
خبر والعائد تكرار المبتدإ وضعا للظاهر موضع المضمر مثل الحَاقّةُ مَا الحَاقّةُ و قوله فإبليس بتقدير فمعصية إبليس وكذا قوله فابنا آدم بتقدير فمعصية ابني آدم أي معصية أحدهما كماقيل
2- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَركَانُ الكُفرِ أَربَعَةٌ الرّغبَةُ وَ الرّهبَةُ وَ السّخَطُ وَ الغَضَبُ
بيان أركان الكفر قريب من أصوله ولعل المراد بالرغبة الرغبة في الدنيا والحرص عليها أواتباع الشهوات النفسانية وبالرهبة الخوف من فوات الدنيا واعتباراتها بمتابعة الحق أوالخوف من القتل عندالجهاد و من الفقر عندأداء الزكاة و من لؤم اللائمين عندارتكاب الطاعات وإجراء الأحكام . وقيل الخوف من فوات الدنيا والهم من زوالها و هويوجب صرف العمر في حفظها والمنع من أداء حقوقها وبالسخط عدم الرضا بقضاء الله وانقباض النفس في أحكامه وعدم الرضا بقسمه وبالغضب ثوران النفس نحو الانتقام عندمشاهدة ما لايلائمها من المكاره والآلام
3- كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَوّلَ مَا عصُيَِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ سِتّ حُبّ الدّنيَا وَ حُبّ الرّئَاسَةِ وَ حُبّ الطّعَامِ وَ حُبّ النّومِ وَ حُبّ الرّاحَةِ وَ حُبّ النّسَاءِ
بيان حب الدنيا أي مال الدنيا والبقاء فيهاللذاتها ومألوفاتها لاللطاعة وحب الرئاسة بالجور والظلم والباطل أو في نفسها لالإجراء أوامر الله وهداية عباده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحب الطعام لمحض اللذة لالقوة الطاعة أوالإفراط في حبه بحيث لايبالي من حلال حصل أو من حرام وكذا حب النوم أي الإفراط فيه بحيث يصير مانعا عن الطاعات الواجبة أوالمندوبة أو
صفحه : 106
في نفسه لاللتقوي علي الطاعة وكذا حب الاستراحة علي الوجهين وكذا حب النساء أي الإفراط فيه بحيث ينتهي إلي ارتكاب الحرام أوترك السنن والاشتغال عن ذكر الله بسبب كثرة معاشرتهن أو مايوجب إطاعتهن في الباطل و إلافقد قَالَ رَسُولُ اللّهِص اختَرتُ مِن دُنيَاكُم الطّيبَ وَ النّسَاءَ
4- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَجُلًا مِن خَثعَمٍ جَاءَ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ أَيّ الأَعمَالِ أَبغَضُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ الشّركُ بِاللّهِ قَالَ ثُمّ مَا ذَا قَالَ قَطِيعَةُ الرّحِمِ قَالَ ثُمّ مَا ذَا قَالَ الأَمرُ بِالمُنكَرِ وَ النهّيُ عَنِ المَعرُوفِ
بيان المنكر ماحرمه الله أو ماعلم بالشرع أوالعقل قبحه ويحتمل شموله للمكروه أيضا. و قال الشهيد الثاني قدس سره المنكر المعصية قولا أوفعلا و قال أيضا هوالفعل القبيح ألذي عرف فاعله قبحه أودل عليه والمعروف ماعرف حسنه عقلا أوشرعا و قال الشهيد الثاني رحمه الله هوالطاعة قولا أوفعلا و قال رحمه الله يمكن بتكلف دخول المندوب في المعروف
5- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَسَنِ بنِ عَطِيّةَ عَن يَزِيدَ الصّائِغِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع رَجُلٌ عَلَي هَذَا الأَمرِ إِن حَدّثَ كَذَبَ وَ إِن وَعَدَ أَخلَفَ وَ إِنِ ائتُمِنَ خَانَ مَا مَنزِلَتُهُ قَالَ هيَِ أَدنَي المَنَازِلِ مِنَ الكُفرِ وَ لَيسَ بِكَافِرٍ
صفحه : 107
بيان علي هذاالأمر صفة رجل وجملة إن حدث خبر أدني المنازل أي أقربها من الكفر أي ألذي يوجب الخلود في النار و ليس بكافر بهذا المعني و إن كان كافرا ببعض المعاني ويشعر بكون خلف الوعد معصية بل كبيرة والمشهور استحباب الوفاء به
6- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن عَلَامَةِ الشّقَاءِ جُمُودُ العَينِ وَ قَسوَةُ القَلبِ وَ شِدّةُ الحِرصِ فِي طَلَبِ الدّنيَا وَ الإِصرَارُ عَلَي الذّنبِ
بيان الشقاء والشقوة والشقاوة سوء العاقبة بالعقاب في الآخرة ضد السعادة وهي حسن العاقبة باستحقاق دخول الجنة وجمود العين كناية عن بخلها بالدموع و هو من توابع قسوة القلب وهي غلظته وشدته وعدم تأثره من الوعيد بالعقاب والمواعظ قال الله تعالي فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللّهِ وكون تلك الأمور من علامة الشقاء ظاهر و فيه تحريص علي ترك تلك الخصال وطلب أضدادها بكثرة ذكر الله وذكر عقوباته علي المعاصي والتفكر في فناء الدنيا وعدم بقاء لذاتها و في عظمة الأمور الأخروية ومثوباتها وعقوباتها وأمثال ذلك
7-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن دَاوُدَ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَخَطَبَ رَسُولُ اللّهِص النّاسَ فَقَالَ أَ لَا أُخبِرُكُم بِشِرَارِكُم قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَص ألّذِي يَمنَعُ رِفدَهُ وَ يَضرِبُ عَبدَهُ وَ يَتَزَوّدُ وَحدَهُ فَظَنّوا أَنّ اللّهَ لَم يَخلُق خَلقاً هُوَ شَرّ مِن هَذَا ثُمّ قَالَ أَ لَا أُخبِرُكُم بِمَن هُوَ شَرّ مِن ذَلِكَ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ ألّذِي لَا يُرجَي خَيرُهُ وَ لَا يُؤمَنُ شَرّهُ فَظَنّوا أَنّ اللّهَ لَم يَخلُق خَلقاً هُوَ شَرّ مِن هَذَا ثُمّ قَالَ أَ لَا أُخبِرُكُم بِمَن هُوَ شَرّ مِن ذَلِكَ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ المُتَفَحّشُ اللّعّانُ ألّذِي إِذَا ذُكِرَ عِندَهُ المُؤمِنُونَ لَعَنَهُم وَ إِذَا ذَكَرُوهُ
صفحه : 108
لَعَنُوهُ
بيان ألذي يمنع رفده الرفد بالكسر العطاء والصلة و هواسم من رفده رفدا من باب ضرب أعطاه وأعانه والظاهر أنه أعم من منع الحقوق الواجبة والمستحبة ويضرب عبده أي دائما أو في أكثر الأوقات أو من غيرذنب أوزائدا علي القدر المقرر أومطلقا فإن العفو من أحسن الخصال ويتزود وحده أي يأكل زاده وحده من غيررفيق مع الإمكان أو أنه لايعطي من زاده غيره شيئا من عياله وغيرهم وقيل أي لايأخذ نصيب غيره عندأخذ العطاء و هوبعيد. ثم اعلم أنه لايلزم حمل هذه الخصال علي الأمور المحرمة فإنه يمكن أن يكون الغرض عد مساوي الأخلاق لاالمعاصي. والتفحش المبالغة في الفحش وسوء القول واللعان المبالغة في اللعن و هو من الله الطرد والإبعاد من الرحمة و من الخلق السب والدعاء علي الغير وقريب منه ما في النهاية
8- كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقاً وَ إِن صَامَ وَ صَلّي وَ زَعَمَ أَنّهُ مُسلِمٌ مَن إِذَا ائتُمِنَ خَانَ وَ إِذَا حَدّثَ كَذَبَ وَ إِذَا وَعَدَ أَخلَفَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فِي كِتَابِهِإِنّ اللّهَ لا يُحِبّ الخائِنِينَ وَ قَالَأَنّ لَعنَتَ اللّهِ عَلَيهِ إِن كانَ مِنَ الكاذِبِينَ وَ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا
بيان اعلم أنه كمايطلق المؤمن والمسلم علي معان كماعرفت فكذلك
صفحه : 109
يطلق المنافق علي معان منها أن يظهر الإسلام ويبطن الكفر و هوالمعني المشهور ومنها الرياء ومنها أن يظهر الحب و يكون في الباطن عدوا أويظهر الصلاح و يكون في الباطن فاسقا و قديطلق علي من يدعي الإيمان و لم يعمل بمقتضاه و لم يتصف بالصفات التي ينبغي أن يكون المؤمن عليها فكان باطنه مخالفا لظاهره وكأنه المراد هنا وسيأتي معاني النفاق في بابه إن شاء الله تعالي والمراد بالمسلم هنا المؤمن الكامل المسلم لأوامر الله ونواهيه ولذا عبر بلفظ الزعم المشعر بأنه غيرصادق في دعوي الإسلام . من إذاائتمن أي علي مال أوعرض أوسر خان صاحبه وقيل المراد به من أصر علي الخيانة كمايدل عليه قوله تعالي إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ الخائِنِينَحيث لم يقل إن الله لايحب الخيانة ويدل علي أنه كبيرة لايقبل معها عمل و إلا كان محبوبا في الجملة. و أماالاستدلال بآية اللعان فلأنه علق اللعنة بمطلق الكذب و إن كان مورده الكذب في القذف و لو لم يكن مستحقا للعن لم يأمره الله بهذا القول و أما قوله ع و في قوله عز و جل فلعله ع إنما غيرالأسلوب لعدم صراحة الآية في ذمه بل إنما يدل علي مدح ضده وبتوسطه يشعر بقبحه وإنما لم يذكر ع الآية التي هي أدل علي ذلك حيث قال يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفعَلُونَ كَبُرَ مَقتاً عِندَ اللّهِ أَن تَقُولُوا ما لا تَفعَلُونَ وسيأتي الاستدلال به في خبر آخر إما لظهوره واشتهاره أولاحتمال معني آخر كماسيأتي وقيل كلمة« في » في « في قوله »بمعني مع أي قال في سورة الصف ما هومشهور في ذلك مع قوله في سورة مريم وَ اذكُرلدلالته علي مدح ضده
9-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُخبِرُكُم بِأَبعَدِكُم منِيّ شَبَهاً
صفحه : 110
قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ الفَاحِشُ المُتَفَحّشُ البذَيِّ البَخِيلُ المُختَالُ الحَقُودُ الحَسُودُ القاَسيِ القَلبِ البَعِيدُ مِن كُلّ خَيرٍ يُرجَي غَيرُ المَأمُونِ مِن كُلّ شَرّ يُتّقَي
بيان الفحش القول السيئ والكلام الردي و كل شيءجاوز الحد فهو فاحش و منه غبن فاحش والتفحش كذلك مع زيادة تكلف وتصنع وقيل المراد بالمتفحش ألذي يقبل الفحش من غيره فالفاحش المتفحش ألذي لايبالي ما قال و لا ماقيل له والأول أظهر و بعد من كان كذلك من مشابهة الرسول ص ظاهر لأنه ص كان في غاية الحياء و كان يحترز عن الفحش في القول حتي أنه كان يعبر عن الوقاع والبول والتغوط بالكنايات بل بأبعدها تأسيا بالرب سبحانه في القرآن . قال في النهاية فيه إن الله يبغض الفاحش المتفحش الفاحش ذو الفحش في كلامه وفعاله والمتفحش ألذي يتكلف ذلك ويتعمده و قدتكرر ذكر الفاحش والفاحشة والفواحش في الحديث و هو كل مايشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وكثيرا ماترد الفاحشة بمعني الزني و كل خصلة قبيحة فهي فاحشة من الأقوال والأفعال و قال البذاء بالمد الفحش في القول وفلان بذي اللسان . و في المصباح بذا علي القوم يبذو بذاء بالفتح والمد سفه وأفحش في منطقه و إن كان كلامه صدقا فهو بذي علي فعيل و في النهاية فيه من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه الخيلاء بالضم والكسر الكبر والعجب يقال اختال فهو مختال و فيه خيلاء ومخيلة أي كبر وتقييد الخير والشر بكونه مرجوا أويتقي منه إما للتوضيح أوللاحتراز والأول كأنه أظهر
10-كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مَنصُورِ بنِ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ رَفَعَهُ إِلَي سَلمَانَ قَالَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَلَاكَ عَبدٍ نَزَعَ مِنهُ الحَيَاءَ فَإِذَا نَزَعَ مِنهُ الحَيَاءَ لَم تَلقَهُ إِلّا خَائِناً مَخُوناً فَإِن كَانَ خَائِناً مَخُوناً نَزَعَ مِنهُ الأَمَانَةَ فَإِذَا نُزِعَت مِنهُ الأَمَانَةُ لَم تَلقَهُ إِلّا فَظّاً غَلِيظاً فَإِذَا كَانَ فَظّاً غَلِيظاً
صفحه : 111
نُزِعَت مِنهُ رِبقَةُ الإِيمَانِ فَإِذَا نُزِعَت مِنهُ رِبقَةُ الإِيمَانِ لَم تَلقَهُ إِلّا شَيطَاناً مَلعُوناً
بيان إذاأراد الله هلاك عبدلعله كناية عن علمه سبحانه بسوء سريرته وعدم استحقاقه اللطف نزع منه الحياء أي سلب التوفيق منه حتي يخلع لباس الحياء و هوخلق يمنع من القبائح والتقصير في حقوق الخلق والخالق فإذانزع منه الحياء المانع من ارتكاب القبائح لم تلقه إلاخائنا مخونا و قدمر معني الخائن وذمه . و أماالمخون فيحتمل أن يكون بفتح الميم وضم الخاء أي يخونه الناس فذمه باعتبار أنه السبب فيه أوالمراد أنه يخون نفسه أيضا ويجعله مستحقا للعقاب فهو خائن لغيره ولنفسه وبهذا الاعتبار مخون ففي كل خيانة خيانتان أو يكون بضم الميم وفتح الخاء وفتح الواو المشددة منسوبا إلي الخيانة مشهورا بها أوبكسر الواو المشددة أي ينسب الناس إلي الخيانة مع كونه خائنا في القاموس الخون أن يؤتمن الإنسان فلاينصح خانه خونا وخيانة واختانه فهو خائن و قدخانه العهد والأمانة وخونه تخوينا نسبه إلي الخيانة ونقضه نزعت منه الأمانة لأنها ضد الخيانة. فإن قيل كان هذامعلوما لايحتاج إلي البيان قلت يحتمل أن يكون المراد أنه إذا لم يبال من الخيانة يصير بالآخرة إلي أنه يسلب منه الأمانة بالكلية أوالمعني أنه يصير بحيث لايأتمنه الناس علي شيء. لم تلقه إلافظا غليظا في القاموس الفظ الغليظ السيئ الخلق القاسي الخشن الكلام انتهي والغلظة ضد الرقة والمراد هنا قساوة القلب وغلظته كما قال تعالي وَ لَو كُنتَ فَظّا غَلِيظَ القَلبِ وتفرع هذا علي نزع الأمانة ظاهر لأن الخائن لاسيما من يعلمه الناس كذلك لابد من أن يعارض الناس ويجادلهم فيصير
صفحه : 112
سيئ الخلق الخشن و لايرحم الناس لذهابه بحقهم فيقسو قلبه وأيضا إصراره علي ذلك دليل علي عدم تأثير المواعظ في قلبه فإذا كان كذلك نزع منه ربقة الإيمان لسلب أكثر لوازمه وصفاته عنه كمامر في صفات المؤمن والمراد كمال الإيمان أوأحد المعاني التي مضت منه و لاأقل أنه ينزع منه الحياء و هورأس الإيمان لم تلقه إلاشيطانا أي شبيها به في الصفات أوبعيدا من الله وهدايته وتوفيقه ملعونا يلعنه الله والملائكة و الناس أوبعيدا من رحمة الله تعالي
11- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ زِيَادٍ الكرَخيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثُ مَلعُونَاتٍ مَلعُونٌ مَن فَعَلَهُنّ المُتَغَوّطُ فِي ظِلّ النّزّالِ وَ المَانِعُ المَاءَ المُنتَابَ وَ السّادّ الطّرِيقَ المَقرَبَةَ
بيان ثلاث مبتدأ و قديجوز كون المبتدأ نكرة محضة لاسيما في العدد وملعون من فعلهن استئناف بياني والمعني أن اللعن لايتعلق بالعمل حقيقة بل بفاعله وقرأ بعض الأفاضل بإضافة ثلاث إلي ملعونات فالجملة خبر و قوله المتغوط خبر مبتدإ محذوف بتقدير مضاف أيضا والتقدير هن صفة المتغوط والضمير لثلاث ويمكن عدم تقدير المضاف فالتقدير هوالمتغوط والضمير لمن فعلهن . و في المصباح الغائط المطمئن الواسع من الأرض ثم أطلق الغائط علي الخارج المستقذر من الإنسان كراهة لتسميته باسمه الخاص لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في المواضع المطمئنة فهو من مجاز المجاورة ثم توسعوا فيه حتي اشتقوا منه وقالوا تغوط الإنسان انتهي و كان نسبة اللعن إلي الفعل مجاز في الإسناد أوكناية عن قبحه ونهي الشارع عنه . والمراد بظل النزال تحت سقف أوشجرة ينزلها المسافرون و قديعم بحيث يشمل المواضع المعدة لنزولهم و إن لم يكن فيه ظل لاشتراك العلة أوبحمله علي
صفحه : 113
الأعم والتعبير بالظل لكونه غالبا كذلك والظاهر اختصاص الحكم بالغائط لكونه أشد ضررا وربما يعم ليشمل البول والمشهور بين الأصحاب كراهة ذلك وظاهر الخبر التحريم إذ فاعل المكروه لايستحق اللعن و قديقال اللعن البعد من رحمة الله و هويحصل بفعل المكروه أيضا في الجملة. و لايبعد القول بالحرمة إن لم يكن إجماع علي خلافه للضرر العظيم فيه علي المسلمين لاسيما إذا كان وقفا فإنه تصرف مناف لغرض الواقف ومصلحة الوقف و لايبعد القول بهذا التفصيل أيضا ويمكن حمل الخبر علي أن الناس يلعنونه ويشتمونه لكن يقل فائدة الخبر إلا أن يقال الغرض بيان علة النهي عن الفعل . قال في النهاية فيه اتقوا الملاعن الثلاث هي جمع ملعنة وهي الفعلة التي يلعن بهافاعلها كأنها مظنة للعن ومحصل له و هو أن يتغوط الإنسان علي قارعة الطريق أوظل الشجرة أوجانب النهر فإذامر بها الناس لعنوا فاعلها و منه الحديث اتّقُوا اللّاعِنِينَ
أي الآمرين الجالبين للعن الباعثين للناس عليه فإنه سبب للعن من فعله في هذه المواضع و ليس كل ظل وإنما هوالظل ألذي يستظل به الناس ويتخذونه مقيلا ومناخا وأصل اللعن الطرد والإبعاد من الله تعالي و من الخلق السب والدعاء انتهي . والمانع الماء المنتاب الماء مفعول أول للمانع إما مجرور بالإضافة من باب الضارب الرجل أومنصوب علي المفعولية والمنتاب اسم فاعل بمعني صاحب النوبة فهو مفعول ثان و هو من الانتياب افتعال من النوبة ويحتمل أن يكون اسم مفعول صفة للماء من انتاب فلان القوم أي أتاهم مرة بعدأخري . والماء المنتاب هوالماء ألذي يرد عليه الناس متناوبة ومتبادلة لعدم اختصاصه بأحدهم كالماء المملوك المشترك بين جماعة فلعن المانع لأحدهم في نوبته والماء المباح ألذي ليس ملكا لأحدهم كالغدران والآبار في البوادي فإذاورد عليه الواردون كانوا فيه سواء فيحرم لأحدهم منع الغير من التصرف فيه علي قدر الحاجة لأن في المنع
صفحه : 114
تعريض مسلم للتلف فلو منع حل قتاله قال الجوهري انتابه انتيابا أتاه مرة بعدأخري و في النهاية نابه ينوبه نوبا وانتابه إذاقصده مرة بعدأخري و منه حديث الدعاء يَا أَرحَمَ مَنِ انتَابَهُ المُستَرحَمُونَ و في حديث صلاة الجمعة كَانَ النّاسُ يَنتَابُونَ الجُمُعةَ مِن مَنَازِلِهِم. والساد الطريق المعربة بالعين المهملة علي بناء المفعول أي الواضحة التي ظهر فيهاأثر الاستطراق في النهاية الإعراب الإبانة والإفصاح و في أكثر النسخ المقربة بالقاف فيمكن أن يكون بكسر الراء المشددة أي الطريق المقربة إلي المطلوب بأن يكون هناك طريق آخر أبعد منه فإن لم يكن طريق آخر فبطريق أولي . و هذه النسخة موافقة لروايات العامة لكنهم فسروه علي وجه آخر قال في النهاية فيه من غيرالمطربة والمقربة فعليه لعنة الله المطربة واحدة المطارب وهي طرق صغار تنفذ إلي الطرق الكبار وقيل هي الطرق الضيقة المتفرقة يقال طربت عن الطريق أي عدلت عنه والمقربة طريق صغير ينفذ إلي طريق كبير وجمعها المقارب وقيل هو من القرب و هوالسير بالليل وقيل السير إلي الماء و منه الحديث ثلاث لعينات رجل عور طريق المقربة و قال في القاموس المقرب والمقربة الطريق المختصر و قال القرب بالتحريك سير الليل لورد الغد والبئر القريبة الماء وطلب الماء ليلا و في الفائق المقربة المنزل وأصلها من القرب و هوالسير إلي الماء
12- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ مَلعُونَاتٌ مَن فَعَلَهُنّ المُتَغَوّطُ فِي ظِلّ النّزّالِ وَ المَانِعُ لِلمَاءِ المُنتَابِ وَ السّادّ الطّرِيقَ المَسلُوكَ
بيان تذكير ضمير الطريق هنا وتأنيثه في ماتقدم باعتبار أن الطريق يذكر ويؤنث
13-كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ وَ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ
صفحه : 115
جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُخبِرُكُم بِشِرَارِ رِجَالِكُم قُلنَا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِنّ مِن شِرَارِ رِجَالِكُمُ البَهّاتَ الجرَيِءَ الفَحّاشَ الآكِلَ وَحدَهُ وَ المَانِعَ رِفدَهُ وَ الضّارِبَ عَبدَهُ وَ المُلجِئَ عِيَالَهُ إِلَي غَيرِهِ
بيان البهات مبالغة من البهتان و هو أن يقول في الناس ما ليس فيهم قال الجوهري بهته بهتا أخذه بغتة قال الله تعالي بَل تَأتِيهِم بَغتَةً فَتَبهَتُهُم وتقول أيضا بهته بهتا وبهتا وبهتانا فهو بهات أي قال عليه ما لم يفعله فهو مبهوت انتهي والجري بالياء المشددة وبالهمزة أيضا علي فعيل و هوالمقدام علي القبيح من غيرتوقف والاسم الجرأة والفحاش ذو الفحش و هو كل مايشتد قبحه من الأقوال والأفعال وكثيرا مايراد به الزني و قدمر الكلام فيه .الآكل وحده أقول لعل النكتة في إيراد العاطف في الأخيرات وتركها في الأول الإشعار بأن البهت والجرأة والفحش صارت لازمة له كالذاتيات فصرن كالذات التي أجريت عليها الصفات فناسب إيراد العاطف بين الصفات لتغايرها ويحتمل أن تكون العلة الفصل بالمعمول أي وحده ورفده وعبده بين الفقرات الأخيرة وعدمها في الأول فتأمل والمانع رفده قدمر الكلام فيه وعدم حرمة هذه الخصلة لاينافي كون المتصف بجميع تلك الصفات من شرار الناس فإنه الظاهر من الخبر لاكون المتصف بكل منها من شرار الناس وقيل يفهم منه ومما سبقه أن ترك المندوبات و ما هوخلاف المروة شر فالمراد بشرار الرجال فاقد الكمال سواء كان فقده موجبا للعقوبة أم لاانتهي والملجئ عياله إلي غيره أي لاينفق عليهم و لايقوم بحوائجهم
14-كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُيَسّرٍ عَن
صفحه : 116
أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَمسَةٌ لَعَنتُهُم وَ كُلّ نبَيِّ مُجَابٍ الزّائِدُ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ التّارِكُ لسِنُتّيِ وَ المُكَذّبُ بِقَدَرِ اللّهِ وَ المُستَحِلّ مِن عتِرتَيِ مَا حَرّمَ اللّهُ وَ المُستَأثِرُ باِلفيَءِ المُستَحِلّ لَهُ
بيان كل نبي مجاب أقول يحتمل أن يكون عطفا علي فاعل لعنتهم وترك التأكيد بالمنفصل للفصل بالضمير المنصوب مع أنه قدجوزه الكوفيون مطلقا وقيل كل منصوب علي أنه مفعول معه فقوله مجاب صفة للنبي أي لعنهم كل نبي أجابه قومه أو لابد من أن يجيبه قومه أوأجاب الله دعوته فالصفة موضحة ويحتمل أن يكون كل مبتدأ ومجاب خبرا والجملة حالية أي والحال أن كل نبي مستجاب الدعوة فلعني يؤثر فيهم لامحالة ويحتمل العطف أيضا. ويؤيد الأول ما في مجالس الصدوق وغيره من الكتب ولعنهم كل نبي والتارك لسنتي أي مغير طريقته والمبتدع في دينه والمكذب بقدر الله أي المفوضة الذين يقولون ليس لله في أعمال العباد مدخل أصلا كالمعتزلة و قدمر تحقيقه والمستحل من عترتي ماحرم الله المراد بعترته أهل بيته والأئمة من ذريته باستحلال قتلهم أوضربهم أوشتمهم أوإهانتهم أوترك مودتهم أوغصب حقهم أوعدم القول بإمامتهم أوترك تعظيمهم . والمستأثر بالفيء المستحل له في النهاية الاستيثار الانفراد بالشيء و قال الفيء ماحصل للمسلمين من أموال الكفار من غيرحرب و لاجهاد انتهي . وأقول الفيء يطلق علي الغنيمة والخمس والأنفال و كل ذلك يتعلق بالإمام كلا أوبعضا كماحقق في محله
15-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِّ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِّ
صفحه : 117
عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَبنُيَِ الكُفرُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ الفِسقِ وَ الغُلُوّ
صفحه : 118
وَ الشّكّ وَ الشّبهَةِ وَ الفِسقُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الجَفَاءِ وَ العَمَي وَ الغَفلَةِ وَ العُتُوّ فَمَن جَفَا احتَقَرَ الحَقّ وَ مَقَتَ الفُقَهَاءَ وَ أَصَرّ عَلَي الحِنثِ العَظِيمِ وَ مَن عمَيَِ نسَيَِ الذّكرَ وَ اتّبَعَ الظّنّ وَ بَارَزَ خَالِقَهُ وَ أَلَحّ عَلَيهِ الشّيطَانُ وَ طَلَبَ المَغفِرَةَ بِلَا تَوبَةٍ وَ لَا استِكَانَةٍ وَ لَا غَفلَةٍ وَ مَن غَفَلَ جَنَي عَلَي نَفسِهِ وَ انقَلَبَ عَلَي ظَهرِهِ وَ حَسِبَ غَيّهُ رُشداً وَ غَرّتهُ الأمَاَنيِّ وَ أَخَذَتهُ الحَسرَةُ وَ النّدَامَةُ إِذَا قَضَي الأَمرُ وَ انكَشَفَ عَنهُ الغِطَاءُ وَ بَدَا لَهُ مَا لَم يَكُن يَحتَسِبُ وَ مَن عَتَا عَن أَمرِ اللّهِ شَكّ وَ مَن شَكّ تَعَالَي اللّهُ عَلَيهِ فَأَذَلّهُ بِسُلطَانِهِ وَ صَغّرَهُ بِجَلَالِهِ كَمَا اغتَرّ بِرَبّهِ الكَرِيمِ وَ فَرّطَ فِي أَمرِهِ وَ الغُلُوّ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي التّعَمّقِ باِلرأّيِ وَ التّنَازُعِ فِيهِ وَ الزّيغِ وَ الشّقَاقِ فَمَن تَعَمّقَ لَم يُنِب إِلَي الحَقّ وَ لَم يَزدَد إِلّا غَرَقاً فِي الغَمَرَاتِ وَ لَم
صفحه : 119
تَنحَسِر عَنهُ فِتنَةٌ إِلّا غَشِيَتهُ أُخرَي وَ انخَرَقَ دِينُهُ فَهُوَ يهَويِ فِي أَمرٍ مَرِيجٍ وَ مَن نَازَعَ فِي الرأّيِ وَ خَاصَمَ شُهِرَ بِالعَثَلِ مِن طُولِ اللّجَاجِ وَ مَن زَاغَ قَبُحَت عِندَهُ الحَسَنَةُ وَ حَسُنَت عِندَهُ السّيّئَةُ وَ مَن شَاقّ اعوَرّت عَلَيهِ طُرُقُهُ وَ اعتَرَضَ عَلَيهِ أَمرُهُ فَضَاقَ مَخرَجُهُ إِذَا لَم يَتّبِع سَبِيلَ المُؤمِنِينَ وَ الشّكّ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي المِريَةِ وَ الهَوَي وَ التّرَدّدِ وَ الِاستِسلَامِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفبَأِيَّ آلاءِ رَبّكَ تَتَماري وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَلَي المِريَةِ وَ الهَولِ مِنَ الحَقّ وَ التّرَدّدِ وَ الِاستِسلَامِ لِلجَهلِ وَ أَهلِهِ فَمَن هَالَهُ مَا بَينَ يَدَيهِنَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ مَنِ امتَرَي فِي الدّينِ تَرَدّدَ فِي الرّيبِ وَ سَبَقَهُ الأَوّلُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ أَدرَكَهُ الآخِرُونَ وَ وَطِئَتهُ سَنَابِكُ الشّيطَانِ وَ مَنِ استَسلَمَ لِهَلَكَةِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ هَلَكَ فِيمَا بَينَهُمَا وَ مَن نَجَا مِن ذَلِكَ فَمِن فَضلِ اليَقِينِ وَ لَم يَخلُقِ اللّهُ خَلقاً أَقَلّ مِنَ اليَقِينِ وَ الشّبهَةُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ إِعجَابٍ بِالزّينَةِ وَ تَسوِيلِ النّفسِ وَ تَأَوّلِ العِوَجِ
صفحه : 120
وَ لَبسِ الحَقّ بِالبَاطِلِ وَ ذَلِكَ بِأَنّ الزّينَةَ تَصدِفُ عَنِ البَيّنَةِ وَ أَنّ تَسوِيلَ النّفسِ تُقحِمُ عَلَي الشّهوَةِ وَ أَنّ العِوَجَ يَمِيلُ بِصَاحِبِهِ مَيلًا عَظِيماً وَ أَنّ اللّبسَظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍفَذَلِكَ الكُفرُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ وَ قَالَ وَ النّفَاقُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الهَوَي وَ الهُوَينَا وَ الحَفِيظَةِ وَ الطّمَعِ فَالهَوَي عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي البغَيِ وَ العُدوَانِ وَ الشّهوَةِ وَ الطّغيَانِ فَمَن بَغَي كَثُرَت غَوَائِلُهُ وَ تخُلُيَّ مِنهُ وَ نُصِرَ عَلَيهِ وَ مَنِ اعتَدَي لَم يُؤمَن بَوَائِقُهُ وَ لَم يَسلَم قَلبُهُ وَ لَم يَملِك نَفسَهُ عَنِ الشّهَوَاتِ وَ مَن لَم يَعذِل نَفسَهُ فِي الشّهَوَاتِ خَاضَ فِي الخَبِيثَاتِ وَ مَن طَغَي ظَلّ عَلَي العَمَلِ بِلَا حُجّةٍ وَ الهُوَينَا عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الغِرّةِ وَ الأَمَلِ وَ الهَيبَةِ وَ المُمَاطَلَةِ وَ ذَلِكَ لِأَنّ الهَيبَةَ تَرُدّ عَنِ الحَقّ وَ المُمَاطَلَةَ تُفَرّطُ فِي العَمَلِ حَتّي يَقدَمَ عَلَيهِ الأَجَلُ وَ لَو لَا الأَمَلُ عَلِمَ الإِنسَانُ حَسَبَ مَا هُوَ فِيهِ وَ لَو عَلِمَ حَسَبَ مَا هُوَ فِيهِ مَاتَ خُفَاتاً مِنَ الهَولِ وَ الوَجَلِ وَ الغِرّةَ تَقصُرُ بِالمَرءِ عَنِ العَمَلِ وَ الحَفِيظَةُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الكِبرِ وَ الفَخرِ وَ الحَمِيّةِ وَ العَصَبِيّةِ فَمَنِ استَكبَرَ أَدبَرَ عَنِ الحَقّ وَ مَن فَخَرَ فَجَرَ وَ مَن حمَيَِ أَصَرّ عَلَي الذّنُوبِ وَ مَن أَخَذَتهُ العَصَبِيّةُ جَارَ فَبِئسَ الأَمرُ أَمرٌ بَينَ إِدبَارٍ وَ فُجُورٍ وَ إِصرَارٍ وَ جَورٍ عَلَي الصّرَاطِ وَ الطّمَعُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ الفَرَحِ وَ المَرَحِ وَ اللّجَاجَةِ وَ التّكَاثُرِ فَالفَرَحُ مَكرُوهٌ عِندَ اللّهِ وَ المَرَحُ خُيَلَاءُ وَ اللّجَاجَةُ بَلَاءٌ لِمَنِ اضطَرّتهُ إِلَي حَملِ الآثَامِ
صفحه : 121
وَ التّكَاثُرُ لَهوٌ وَ لَعِبٌ وَ شُغُلٌ وَ استِبدَالُ ألّذِي هُوَ أَدنَي باِلذّيِ هُوَ خَيرٌ فَذَلِكَ النّفَاقُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ وَ اللّهُ قَاهِرٌ فَوقَ عِبَادِهِ تَعَالَي ذِكرُهُ وَ جَلّ وَجهُهُ وَأَحسَنَ كُلّ شَيءٍ خَلَقَهُ وَ انبَسَطَت يَدَاهُ وَ وَسِعَت كُلّ شَيءٍ رَحمَتُهُ فَظَهَرَ أَمرُهُ وَ أَشرَقَ نُورُهُ وَ فَاضَت بَرَكَتُهُ وَ استَضَاءَت حِكمَتُهُ وَ هَيمَنَ كِتَابُهُ وَ فَلَجَت حُجّتُهُ وَ خَلَصَ دِينُهُ وَ استَظهَرَ سُلطَانُهُ وَ حَقّت كَلِمَتُهُ وَ أَقسَطَت مَوَازِينُهُ وَ بَلّغَت رُسُلُهُ فَجَعَلَ السّيّئَةَ ذَنباً وَ الذّنبَ فِتنَةً وَ الفِتنَةَ دَنَساً وَ جَعَلَ الحُسنَي عُتبَي وَ العُتبَي تَوبَةً وَ التّوبَةَ طَهُوراً فَمَن تَابَ اهتَدَي وَ مَنِ افتُتِنَ غَوَي مَا لَم يَتُب إِلَي اللّهِ وَ يَعتَرِف بِذَنبِهِ وَ لَا يَهلِكُ عَلَي اللّهِ إِلّا هَالِكٌ اللّهَ اللّهَ فَمَا أَوسَعَ مَا لَدَيهِ مِنَ التّوبَةِ وَ الرّحمَةِ وَ البُشرَي وَ الحِلمِ العَظِيمِ وَ مَا أَنكَلَ مَا عِندَهُ مِنَ الأَنكَالِ وَ الجَحِيمِ وَ البَطشِ الشّدِيدِ فَمَن ظَفِرَ بِطَاعَتِهِ اجتَلَبَ كَرَامَتَهُ وَ مَن دَخَلَ فِي مَعصِيَتِهِ ذَاقَ وَبَالَ نَقِمَتِهِ وَعَمّا قَلِيلٍ لَيُصبِحُنّ نادِمِينَ
16- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أُصُولُ الكُفرِ ثَلَاثَةٌ الحِرصُ وَ الِاستِكبَارُ وَ الحَسَدُ فَأَمّا الحِرصُ فَإِنّ آدَمَ ع حِينَ نهُيَِ عَنِ الشّجَرَةِ حَمَلَهُ الحِرصُ عَلَي أَن أَكَلَ مِنهَا وَ أَمّا الِاستِكبَارُ فَإِبلِيسُ حِينَ أُمِرَ بِالسّجُودِ لِآدَمَ استَكبَرَ وَ أَمّا الحَسَدُ فَابنَا آدَمَ حِينَ قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ حَسَداً
17- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ أَركَانُ الكُفرِ أَربَعَةٌ الرّغبَةُ وَ الرّهبَةُ وَ السّخَطُ وَ الغَضَبُ
18-ل ،[الخصال ] فِي مَا أَوصَي بِهِ النّبِيّص عَلِيّاً ع يَا عَلِيّ كَفَرَ بِاللّهِ العَظِيمِ
صفحه : 122
مِن هَذِهِ الأُمّةِ عَشَرَةٌ القَتّاتُ وَ السّاحِرُ وَ الدّيّوثُ وَ نَاكِحُ المَرأَةِ حَرَاماً فِي دُبُرِهَا وَ نَاكِحُ البَهِيمَةِ وَ مَن نَكَحَ ذَاتَ مَحرَمٍ مِنهُ وَ الساّعيِ فِي الفِتنَةِ وَ بَائِعُ السّلَاحِ مِن أَهلِ الحَربِ وَ مَانِعُ الزّكَاةِ وَ مَن وَجَدَ سَعَةً فَمَاتَ وَ لَم يَحُجّ
19-ل ،[الخصال ] عَنِ أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ مَعاً عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الكُفرُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الفِسقِ وَ العُتُوّ وَ الشّكّ وَ الشّبهَةِ وَ الفِسقُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الجَفَاءِ وَ العَمَي وَ الغَفلَةِ وَ العُتُوّ فَمَن جَفَا حَقّرَ الحَقّ وَ مَقَتَ الفُقَهَاءَ وَ أَصَرّ عَلَي الحِنثِ العَظِيمِ وَ مَن عمَيَِ نسَيَِ الذّكرَ وَ اتّبَعَ الظّنّ وَ أَلَحّ عَلَيهِ الشّيطَانُ وَ مَن غَفَلَ غَرّتُهُ الأمَاَنيِّ وَ أَخَذَتهُ الحَسرَةُ إِذَا انكَشَفَ الغِطَاءُ وَ بَدَا لَهُ مِنَ اللّهِ مَا لَم يَكُن يَحتَسِبُ وَ مَن عَتَا عَن أَمرِ اللّهِ تَعَالَي اللّهُ عَلَيهِ ثُمّ أَذَلّهُ بِسُلطَانِهِ وَ صَغّرَهُ بِجَلَالِهِ كَمَا فَرّطَ فِي جَنبِهِ وَ عَتَا عَن أَمرِ رَبّهِ الكَرِيمِ وَ العُتُوّ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي التّعَمّقِ وَ التّنَازُعِ وَ الزّيغِ وَ الشّقَاقِ فَمَن تَعَمّقَ لَم يُنِب إِلَي الحَقّ وَ لَم يَزدَد إِلّا غَرَقاً فِي الغَمَرَاتِ فَلَم تَحتَبِس مِنهُ فِتنَةٌ إِلّا غَشِيَتهُ أُخرَي وَ انخَرَقَ دِينُهُ فَهُوَ يَهِيمُ فِي أَمرٍ مَرِيجٍ وَ مَن نَازَعَ وَ خَاصَمَ قَطَعَ بَينَهُمُ الفَشَلُ وَ ذَاقُوا وَبَالَ أَمرِهِم وَ سَاءَت عِندَهُ الحَسَنَةُ وَ حَسُنَت عِندَهُ السّيّئَةُ وَ مَن سَاءَت عَلَيهِ الحَسَنَةُ اعتَوَرَت عَلَيهِ طُرُقُهُ وَ اعتَرَضَ عَلَيهِ أَمرُهُ وَ ضَاقَ عَلَيهِ مَخرَجُهُ وَ حرَيِّ أَن يَرجِعَ مِن دِينِهِ وَ يَتّبِعَ غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ وَ الشّكّ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الهَولِ وَ الرّيبِ وَ التّرَدّدِ وَ الِاستِسلَامِفبَأِيَّ آلاءِ رَبّكَ تَتَماريالمُتَمَارُونَ فَمَن هَالَهُ مَا بَينَ يَدَيهِنَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ مَن تَرَدّدَ فِي الرّيبِ سَبَقَهُ الأَوّلُونَ وَ أَدرَكَهُ الآخِرُونَ وَ قَطَعَتهُ سَنَابِكُ الشّيَاطِينِ وَ مَنِ استَسلَمَ لِهَلَكَةِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ هَلَكَ فِيمَا بَينَهُمَا وَ مَن نَجَا فَبِاليَقِينِ وَ الشّبهَةُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الإِعجَابِ بِالزّينَةِ وَ تَسوِيلِ النّفسِ وَ تَأَوّلِ العِوَجِ
صفحه : 123
وَ تَلَبّسِ الحَقّ بِالبَاطِلِ وَ ذَلِكَ بِأَنّ الزّينَةَ تَزِيدُ عَلَي الشّبهَةِ وَ أَنّ تَسوِيلَ النّفسِ يُقحِمُ عَلَي الشّهوَةِ وَ أَنّ العِوَجَ يَمِيلُ[بِصَاحِبِهِ]مَيلًا عَظِيماً وَ أَنّ التّلَبّسَظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍفَذَلِكَ الكُفرُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ
20- سر،[السرائر] عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا دِينَ لِمَن دَانَ بِطَاعَةِ مَن يعَصيِ اللّهَ وَ لَا دِينَ لِمَن دَانَ بِفِريَةِ بَاطِلٍ عَلَي اللّهِ وَ لَا دِينَ لِمَن دَانَ بِجُحُودِ شَيءٍ مِن آيَاتِ اللّهِ
الآيات البقرةوَ إِن تُبدُوا ما فِي أَنفُسِكُم أَو تُخفُوهُ يُحاسِبكُم بِهِ اللّهُ فَيَغفِرُ لِمَن يَشاءُ وَ يُعَذّبُ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌالأنعام ثُمّ أَنتُم تَمتَرُونَالحج وَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنّ بِهِ وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ خَسِرَ الدّنيا وَ الآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُسبأإِنّهُم كانُوا فِي شَكّ مُرِيبٍالمؤمن وَ لَقَد جاءَكُم يُوسُفُ مِن قَبلُ بِالبَيّناتِ فَما زِلتُم فِي شَكّ مِمّا جاءَكُم بِهِ حَتّي إِذا هَلَكَ قُلتُم لَن يَبعَثَ اللّهُ مِن بَعدِهِ رَسُولًا كَذلِكَ يُضِلّ اللّهُ مَن هُوَ مُسرِفٌ مُرتابٌالسجدةوَ إِنّهُم لفَيِ شَكّ مِنهُ مُرِيبٍ
صفحه : 124
حمعسق وَ إِنّ الّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِن بَعدِهِم لفَيِ شَكّ مِنهُ مُرِيبٍالدخان بَل هُم فِي شَكّ يَلعَبُونَالحجرات إِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمّ لَم يَرتابُواالنجم فبَأِيَّ آلاءِ رَبّكَ تَتَماري
1- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]نرَويِ مَن شَكّ فِي اللّهِ بَعدَ مَا وُلِدَ عَلَي الفِطرَةِ لَم يَتُب أَبَداً
وَ أرَويِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فِي كَلَامٍ لَهُ إِنّ مِنَ البَلَاءِ الفَاقَةَ وَ أَشَدّ مِنَ الفَاقَةِ مَرَضُ البَدَنِ وَ أَشَدّ مِن مَرَضِ البَدَنِ مَرَضُ القَلبِ
وَ أرَويِ لَا يَنفَعُ مَعَ الشّكّ وَ الجُحُودِ عَمَلٌ
وَ أرَويِ مَن شَكّ أَو ظَنّ فَأَقَامَ عَلَي إحداهما[أَحَدِهِمَا]أُحبِطَ عَمَلُهُ
وَ أرَويِ فِي قَولِ اللّهِ جَلّ وَ عَزّوَ ما وَجَدنا لِأَكثَرِهِم مِن عَهدٍ وَ إِن وَجَدنا أَكثَرَهُم لَفاسِقِينَ قَالَ نَزَلَت فِي الشّكّاكِ
وَ أرَويِ فِي قَولِهِالّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يَلبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلمٍ قَالَ الشّكّ الشّاكّ فِي الآخِرَةِ مِثلُ الشّاكّ فِي الأُولَي نَسأَلُ الثّبَاتَ وَ حُسنَ اليَقِينِ
وَ أرَويِ أَنّهُ سُئِلَ عَن رَجُلٍ يَقُولُ بِالحَقّ وَ يُسرِفُ عَلَي نَفسِهِ بِشُربِ الخَمرِ وَ يأَتيِ الكَبَائِرَ وَ عَن رَجُلٍ دُونَهُ فِي اليَقِينِ وَ هُوَ لَا يأَتيِ مَا يَأتِيهِ فَقَالَص أَحسَنُهُمَا يَقِيناً كَنَائِمٍ عَلَي المَحَجّةِ إِذَا انبته [انتَبَهَ]رَكَبِهَا وَ الأَدوَنُ ألّذِي يَدخُلُهُ الشّكّ كَالنّائِمِ عَلَي غَيرِ طَرِيقٍ لَا يدَريِ إِذَا انبته [انتَبَهَ]أَيّهُمَا المَحَجّةُ
2-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع لَا يَتَمَكّنُ الشّيطَانُ بِالوَسوَسَةِ مِنَ العَبدِ إِلّا وَ قَد أَعرَضَ عَن ذِكرِ اللّهِ وَ استَهَانَ بِأَمرِهِ وَ سَكَنَ إِلَي نَهيِهِ وَ نسَيَِ اطّلَاعَهُ عَلَي سِرّهِ فَالوَسوَسَةُ مَا يَكُونُ مِن خَارِجِ البَدَنِ بِإِشَارَةِ مَعرِفَةِ العَقلِ وَ مُجَاوَرَةِ الطّبعِ
صفحه : 125
وَ أَمّا إِذَا تَمَكّنَ فِي القَلبِ فَذَلِكَ غيَّ وَ ضَلَالَةٌ وَ كُفرٌ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ دَعَا عِبَادَهُ بِاللّطفِ دَعوَةً وَ عَرّفَهُم عَدَاوَتَهُ فَقَالَ عَزّ مِن قَائِلٍ إِنّ الشّيطَانَلَكُم عَدُوّ مُبِينٌ وَ قَالَإِنّ الشّيطانَ لَكُم عَدُوّ فَاتّخِذُوهُ عَدُوّاالآيَةَ فَكُن مَعَهُ كَالغَرِيبِ مَعَ كَلبِ الراّعيِ يَفزَعُ إِلَي صَاحِبِهِ فِي صَرفِهِ عَنهُ وَ كَذَلِكَ إِذَا أَتَاكَ الشّيطَانُ مُوَسوِساً لِيَصُدّكَ عَن سَبِيلِ الحَقّ وَ يُنسِيَكَ ذِكرَ اللّهِ فَاستَعِذ بِرَبّكَ وَ رَبّهِ مِنهُ فَإِنّهُ يُؤَيّدُ الحَقّ عَلَي البَاطِلِ وَ يَنصُرُ المَظلُومَ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّإِنّهُ لَيسَ لَهُ سُلطانٌ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ وَ لَن تَقدِرَ عَلَي هَذَا وَ مَعرِفَةِ إِتيَانِهِ وَ مَذهَبِ وَسوَسَتِهِ إِلّا بِدَوَامِ المُرَاقَبَةِ وَ الِاستِقَامَةِ عَلَي بِسَاطِ الخِدمَةِ وَ هَيبَةِ المُطّلِعِ وَ كَثرَةِ الذّكرِ وَ أَمّا المُهمِلُ لِأَوقَاتِهِ فَهُوَ صَيدُ الشّيطَانِ لَا مَحَالَةَ وَ اعتَبِر بِمَا فَعَلَ بِنَفسِهِ مِنَ الإِغرَاءِ وَ الِاستِكبَارِ مِن حَيثُ غَرّهُ وَ أَعجَبَهُ عَمَلُهُ وَ عِبَادَتُهُ وَ بَصِيرَتُهُ وَ رَأيُهُ قَد أَورَثَهُ عَمَلُهُ وَ مَعرِفَتُهُ وَ استِدلَالُهُ بِمَعقُولِهِ عَلَيهِ اللّعنَةَ إِلَي الأَبَدِ فَمَا ظَنّكَ بِنَصِيحَتِهِ وَ دَعوَتِهِ غَيرَهُ فَاعتَصِم بِحَبلِ اللّهِ الأَوثَقِ وَ هُوَ الِالتِجَاءُ وَ الِاضطِرَارُ بِصِحّةِ الِافتِقَارِ إِلَي اللّهِ فِي كُلّ نَفَسٍ وَ لَا يَغُرّنّكَ تَزيِينُهُ الطّاعَاتِ عَلَيكَ فَإِنّهُ يَفتَحُ لَكَ تِسعَةً وَ تِسعِينَ بَاباً مِنَ الخَيرِ لِيَظفَرَ بِكَ عِندَ تَمَامِ المِائَةِ فَقَابِلهُ بِالخِلَافِ وَ الصّدّ عَن سَبِيلِهِ وَ المُضَادّةِ بِاستِهزَائِهِ
3- شي،[تفسير العياشي] قَالَ الحُسَينُ بنُ الحَكَمِ الواَسطِيِّ كَتَبتُ إِلَي بَعضِ الصّالِحِينَ أَشكُو الشّكّ فَقَالَ إِنّمَا الشّكّ فِيمَا لَا يُعرَفُ فَإِذَا جَاءَ اليَقِينُ فَلَا شَكّ يَقُولُ اللّهُوَ ما وَجَدنا لِأَكثَرِهِم مِن عَهدٍ وَ إِن وَجَدنا أَكثَرَهُم لَفاسِقِينَنَزَلَت فِي الشّكّاكِ
صفحه : 126
4- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجساً إِلَي رِجسِهِم يَقُولُ شَكّاً إِلَي شَكّهِم
5- جا،[المجالس للمفيد] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الكَاتِبُ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ البرَقيِّ عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ يُبغِضُ مِن خَلقِهِ المُتَلَوّنَ فَلَا تَزُولُوا عَنِ الحَقّ وَ أَهلِهِ فَإِنّ مَنِ استَبَدّ بِالبَاطِلِ وَ أَهلِهِ هَلَكَ وَ فَاتَتهُ الدّنيَا وَ خَرَجَ مِنهَا صَاغِراً
6- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ سَعدٍ عَنِ الأزَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ الشّكّ وَ المَعصِيَةَ فِي النّارِ لَيسَا مِنّا وَ لَا إِلَينَا وَ إِنّ قُلُوبَ المُؤمِنِينَ لَمَطوِيّةٌ بِالإِيمَانِ طَيّاً فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ إِنَارَةَ مَا فِيهَا فَتَحَهَا باِلوحَيِ فَزَرَعَ فِيهَا الحِكمَةَ زَارِعَهَا وَ حَاصِدَهَا
7- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِّ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَعَوّذُ فِي كُلّ يَومٍ مِن سِتّ مِنَ الشّكّ وَ الشّركِ وَ الحَمِيّةِ وَ الغَضَبِ وَ البغَيِ وَ الحَسَدِ
8-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ الأَعمَالِ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِيمَانٌ لَا شَكّ فِيهِ وَ غَزوٌ لَا غُلُولَ فِيهِ وَ حَجّ مَبرُورٌ وَ أَوّلُ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ شَهِيدٌ وَ عَبدٌ مَملُوكٌ أَحسَنَ عِبَادَةَ رَبّهِ وَ نَصَحَ لِسَيّدِهِ وَ رَجُلٌ عَفِيفٌ مُتَعَفّفٌ ذُو عِبَادَةٍ وَ أَوّلُ مَن يَدخُلُ النّارَ أَمِيرٌ مُتَسَلّطٌ لَم يَعدِل وَ ذُو ثَروَةٍ مِنَ المَالِ لَم يُعطِ المَالَ حَقّهُ
صفحه : 127
وَ فَقِيرٌ فَخُورٌ
9- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ الكنِاَنيِّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص الرّيبُ كُفرٌ
10- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ الشّكّ وَ المَعصِيَةَ فِي النّارِ لَيسَا مِنّا وَ لَا إِلَينَا
سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ مِثلَهُ
11- سن ،[المحاسن ] ابنُ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن شَكّ فِي اللّهِ وَ فِي رَسُولِهِ فَهُوَ كَافِرٌ
12- سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ عَلِيّاً عَلَماً بَينَهُ وَ بَينَ خَلقِهِ لَيسَ بَينَهُ وَ بَينَهُم عَلَمٌ غَيرُهُ فَمَن تَبِعَهُ كَانَ مُؤمِناً وَ مَن جَحَدَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَن شَكّ فِيهِ كَانَ مُشرِكاً
13- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ أَنّهُ سُئِلَ العَالِمُ ع عَن حَدِيثِ النّفسِ فَقَالَ مَن يُطِيقُ أَلّا تُحَدّثَ نَفسُهُ[يُحَدّثَ نَفسَهُ] وَ سَأَلتُ العَالِمَ ع عَنِ الوَسوَسَةِ إِن كَثُرَت قَالَ لَا شَيءَ فِيهَا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ
وَ أرَويِ أَنّ رَجُلًا قَالَ لِلعَالِمِ يَقَعُ فِي نفَسيِ أَمرٌ عَظِيمٌ فَقَالَ قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ
صفحه : 128
وَ نرَويِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَفَا لأِمُتّيِ عَن وَسَاوِسِ الصّدرِ
وَ نرَويِ عَنهُ أَنّ اللّهَ تَجَاوَزَ لأِمُتّيِ عَمّا تُحَدّثُ بِهِ أَنفُسَهَا إِلّا مَا كَانَ يَعقِدُ عَلَيهِ
وَ أرَويِ إِذَا خَطَرَ بِبَالِكَ فِي عَظَمَتِهِ وَ جَبَرُوتِهِ أَو بَعضِ صِفَاتِهِ شَيءٌ مِنَ الأَشيَاءِ فَقُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِذَا قُلتَ ذَلِكَ عُدتَ إِلَي مَحضِ الإِيمَانِ
وَ أرَويِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَسقَطَ عَنِ المُؤمِنِ مَا لَا يَعلَمُ وَ مَا لَا يَتَعَمّدُ وَ النّسيَانَ وَ السّهوَ وَ الغَلَطَ وَ مَا استُكرِهَ عَلَيهِ وَ مَا اتّقَي فِيهِ وَ مَا لَا يُطِيقُ
14- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِكَذلِكَ يَجعَلُ اللّهُ الرّجسَ عَلَي الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ قَالَ هُوَ الشّكّ
15- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ سُئِلَ عَن إِيمَانِ مَن يَلزَمُنَا حَقّهُ وَ أُخُوّتُهُ كَيفَ هُوَ وَ بِمَا يَثبُتُ وَ بِمَا يَبطُلُ فَقَالَ إِنّ الإِيمَانَ قَد يُتّخَذُ عَلَي وَجهَينِ أَمّا أَحَدُهُمَا فَهُوَ ألّذِي يَظهَرُ لَكَ مِن صَاحِبِكَ فَإِذَا ظَهَرَ لَكَ مِنهُ مِثلُ ألّذِي تَقُولُ بِهِ أَنتَ حَقّت وَلَايَتُهُ وَ أُخُوّتُهُ إِلّا أَن يجَيِءَ مِنهُ نَقضٌ للِذّيِ وَصَفَ مِن نَفسِهِ وَ أَظهَرَهُ لَكَ فَإِن جَاءَ مِنهُ مَا تَستَدِلّ بِهِ عَلَي نَقضِ ألّذِي ظَهرَ[أَظهَرَ] لَكَ خَرَجَ عِندَكَ مِمّا وَصَفَ لَكَ وَ ظَهَرَ[أَظهَرَ] وَ كَانَ لِمَا أَظهَرَ لَكَ نَاقِضاً إِلّا أَن يدَعّيَِ أَنّهُ إِنّمَا عَمِلَ ذَلِكَ تَقِيّةً وَ مَعَ ذَلِكَ يُنظَرُ فِيهِ فَإِن كَانَت لَيسَ مِمّا يُمكِنُ أَن يَكُونَ التّقِيّةُ فِي مِثلِهِ لَم يُقبَل مِنهُ ذَلِكَ لِأَنّ لِلتّقِيّةِ مَوَاضِعَ مَن أَزَالَهَا عَن مَوَاضِعِهَا لَم تَستَقِم لَهُ وَ تَفسِيرُ مَا يُتّقَي مِثلُ أَن يَكُونَ قَومُ سَوءٍ ظَاهِرُ حُكمِهِم وَ فِعلِهِم عَلَي غَيرِ حُكمِ الحَقّ وَ فِعلِهِ فَكُلّ شَيءٍ يَعمَلُ المُؤمِنُ بَينَهُم لِمَكَانِ التّقِيّةِ مِمّا لَا يؤُدَيّ إِلَي الفَسَادِ فِي الدّينِ فَإِنّهُ جَائِزٌ
صفحه : 129
بيان وسئل الواو للحال بتقدير قد وإثبات الألف في قوله بم في الموضعين مع دخول حرف الجر شاذ و قوله فقال تكرير وتأكيد لقوله يقول قوله قديتخذ قدهنا للتحقيق . وإنما اكتفي بذكر أحد وجهي الإيمان مع التصريح بالوجهين وكلمة أماالتفصيلية المقتضية للتكرار لظهور القسم الآخر من ذكر هذاالقسم والقسم الآخر هو مايعرف بالصحبة المتأكدة والمعاشرة المتكررة الموجبة للظن القوي بل اليقين و إن كان نادرا فإن الإيمان أمر قلبي لايظهر للغير إلابآثاره من القول والعمل المخبرين عنه كمامر تحقيقه أوالقسم الآخر ما كان معلوما بالبرهان القطعي كالحجج ع وخواص أصحابهم الذين أخبروا بصحة إيمانهم وكماله كسلمان و أبي ذر والمقداد وأضرابهم رضي الله عنهم . ونظير هذا في ترك معادل أما قوله تعالي وَ أَنزَلنا إِلَيكُم نُوراً مُبِيناً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ اعتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدخِلُهُم فِي رَحمَةٍ مِنهُ وَ فَضلٍإذ ظاهر أن معادله و أماالذين كفروا بالله و لم يعتصموا به فسيدخلهم جهنم حقت بفتح الحاء وضمها لأنه لازم ومتعد ولايته أي محبته وأخوته أي في الدين و مع ذلك ينظر فيه أي فيه تفصيل فإن كان اسمه الضمير الراجع إلي ماتستدل به وجملة ليس إلخ خبره و ذلك إشارة إلي الدعوي المذكورة في ضمن إلا أن يدعي وتفسير مبتدأ ويتقي علي بناء المجهول بتقدير يتقي فيه ومثل خبره . وقوم مضاف إلي السوء بالفتح وظاهر صفة السوء وجملة حكمهم إلخ صفة للقوم أوظاهر صفة القوم لكونه بحسب اللفظ مفردا أي قوم غالبين وحكمهم إلخ جملة أخري كمامر أوحكمهم فاعل ظاهر أي قوم سوء كون حكمهم وفعلهم علي غيرالحق ظاهر أوظاهر مرفوع مضاف إلي حكمهم و هومبتدأ و علي غيرخبره والجملة صفة القوم .
صفحه : 130
وبالجملة يظهر منه أن التقية إنما تكون لدفع ضرر لالجلب نفع بأن يكون السوء بمعني الضرر أوالظاهر بمعني الغالب ويشترط فيه عدم التأدي إلي الفساد في الدين كقتل نبي أوإمام أواضمحلال الدين بالكلية كما أن الحسين ع لم يتق للعلم بأن تقيته تؤدي إلي بطلان الدين بالكلية.فالتقية إنما تكون فيما لم يصر تقيته سببا لفساد الدين وبطلانه كما أن تقيتنا في غسل الرجلين أوبعض أحكام الصلاة وغيرها لاتصير سببا لخفاء هذاالحكم وذهابه من بين المسلمين لكن لم أر أحدا صرح بهذا التفصيل وربما يدخل في هذاالتقية في الدماء و فيه خفاء ويمكن أن يراد بالإدّاء إلي الفساد في الدين أن يسري إلي العقائد القلبية أويعمل التقية في غيرموضع التقية. ثم اعلم أنه يستفاد من ظاهر هذاالخبر وجوب المواخاة وأداء الحقوق بمجرد ثبوت التشيع قيل و هو علي إطلاقه مشكل كيف و لو كان كذلك للزم الحرج وصعوبة المخرج إلا أن يخصص التشيع بما ورد من الشروط في أخبار صفات المؤمن وعلاماته . وأقول يمكن أن يكون الاستثناء الوارد في الخبر بقوله إلا أن يجيء منه نقض شاملا لكبائر المعاصي بل الأعم
صفحه : 131
أقول قدمضي الأخبار في كتاب الإمامة باب أن مبغضهم كافر حلال الدم
1- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَنِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِإِنّ الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُم وَ كانُوا شِيَعاً قَالَ فَارَقَ القَومُ وَ اللّهِ دِينَهُم
2- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي مَالِكٍ الجهُنَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ ثَلَاثَةٌلا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ يَومَ القِيامَةِوَ لا يَنظُرُ إِلَيهِم...وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ مَنِ ادّعَي إِمَاماً لَيسَت إِمَامَتُهُ مِنَ اللّهِ وَ مَن جَحَدَ إِمَاماً إِمَامَتُهُ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَن زَعَمَ أَنّ لَهُمَا فِي الإِسلَامِ نَصِيباً
3- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ النّاصِبُ مَن نَصَبَ لَنَا أَهلَ البَيتِ لِأَنّكَ لَا تَجِدُ رَجُلًا يَقُولُ أَنَا أُبغِضُ مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ وَ لَكِنّ النّاصِبَ مَن نَصَبَ لَكُم وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّكُم تَتَوَلّونَا وَ أَنّكُم مِن شِيعَتِنَا
صفحه : 132
ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ مِثلَهُ
4- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ بنِ رُشَيدٍ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ يُحشَرُ المُرجِئَةُ عُميَاناً إِمَامُهُم أَعمَي فَيَقُولُ بَعضُ مَن يَرَاهُم مِن غَيرِ أُمّتِنَا مَا تَكُونُ أُمّةُ مُحَمّدٍ إِلّا عُميَاناً فَأَقُولُ لَهُم لَيسُوا مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ لِأَنّهُم بَدّلُوا فَبُدّلَ مَا بِهِم وَ غَيّرُوا فَغُيّرَ مَا بِهِم
ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ مِثلَهُ
5- ع ،[علل الشرائع ] عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الفَضلِ بنِ كَثِيرٍ المدَاَئنِيِّ عَن سَعِيدِ بنِ سَعِيدٍ البلَخيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي وَقتِ كُلّ صَلَاةٍ يُصَلّيهَا هَذَا الخَلقُ لَعنَةً قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ بِجُحُودِهِم حَقّنَا وَ تَكذِيبِهِم إِيّانَا
ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي مِثلَهُ
6- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حَمزَةَ وَ مُحَمّدٍ ابنيَ حُمرَانَ قَالَا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِحُمرَانَالتّرّ تُرّ حُمرَانَ مُدّ المِطمَرَ بَينَكَ وَ بَينَ العَالِمِ قُلتُ يَا سيَدّيِ وَ مَا المِطمَرُ فَقَالَ أَنتُم تُسَمّونَهُ خَيطَ البَنّاءِ فَمَن خَالَفَكَ عَلَي هَذَا الأَمرِ فَهُوَ زِندِيقٌ فَقَالَ حُمرَانُ وَ إِن كَانَ عَلَوِيّاً
صفحه : 133
فَاطِمِيّاً فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ إِن كَانَ مُحَمّدِيّاً عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً
7- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ بَينَكُم وَ بَينَ مَن خَالَفَكُم إِلّا المِطمَرُ قُلتُ وَ أَيّ شَيءٌ المِطمَرُ قَالَ ألّذِي تُسَمّونَهُ التّرّ فَمَن خَالَفَكُم وَ جَازَهُ فَابرَءُوا مِنهُ وَ إِن كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً
8- ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُوسَي بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَ عَلِيّاً ع عَلَماً بَينَهُ وَ بَينَ خَلقِهِ لَيسَ بَينَهُم وَ بَينَهُ عَلَمٌ غَيرُهُ فَمَن تَبِعَهُ كَانَ مُؤمِناً وَ مَن جَحَدَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَن شَكّ فِيهِ كَانَ مُشرِكاً
9- ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ عَلِيّ ع بَابُ هُدًي مَن خَالَفَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَن أَنكَرَهُ دَخَلَ النّارَ
سن ،[المحاسن ] عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ مِثلَهُ
10- ثو،[ثواب الأعمال ]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنهُ ع قَالَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ السّلَامُ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ خَلَقتُ السّمَاوَاتِ السّبعَ وَ مَا فِيهِنّ وَ الأَرَضِينَ السّبعَ وَ مَن عَلَيهِنّ وَ مَا خَلَقتُ مَوضِعاً أَعظَمَ مِنَ الرّكنِ وَ المَقَامِ وَ لَو أَنّ عَبداً دعَاَنيِ مُنذُ خَلَقتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ ثُمّ لقَيِنَيِ جَاحِداً لِوَلَايَةِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَأَكبَبتُهُ فِي سَقَرَ
صفحه : 134
سن ،[المحاسن ] عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ مِثلَهُ
11- ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِي عِمرَانَ الأرَمنَيِّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي العَلَاءِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَو جَحَدَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع جَمِيعُ مَن فِي الأَرضِ لَعَذّبَهُمُ اللّهُ جَمِيعاً وَ أَدخَلَهُمُ النّارَ
سن ،[المحاسن ] عَن أَبِي عِمرَانَ مِثلَهُ
12- سن ،[المحاسن ] فِي رِوَايَةِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص التّارِكُونَ وَلَايَةَ عَلِيّ ع المُنكِرُونَ لِفَضلِهِ المُظَاهِرُونَ أَعدَاءَهُ خَارِجُونَ عَنِ الإِسلَامِ مَن مَاتَ مِنهُم عَلَي ذَلِكَ
13- سن ،[المحاسن ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَبغَضَنَا أَهلَ البَيتِ بَعَثَهُ اللّهُ يَهُودِيّاً قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ إِن شَهِدَ الشّهَادَتَينِ قَالَ نَعَم إِنّمَا احتَجَبَ بِهَاتَينِ الكَلِمَتَينِ عِندَ سَفكِ دَمِهِ أَو يؤُدَيَّ إلِيَّ الجِزيَةَ وَ هُوَ صَاغِرٌ ثُمّ قَالَ مَن أَبغَضَنَا أَهلَ البَيتِ بَعَثَهُ اللّهُ يَهُودِيّاً قِيلَ وَ كَيفَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِن أَدرَكَ الدّجّالَ آمَنَ بِهِ
14- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ وَ ابنِ الوَلِيدِ وَ ابنِ المُتَوَكّلِ جَمِيعاً عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِّ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ عَن عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَن مَاتَ وَ لَيسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مِيتَةَ جَاهِلِيّةِ كُفرٍ وَ شِركٍ وَ ضَلَالَةٍ
صفحه : 135
15- سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَن حَمزَةَ العلَوَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الفاَرسِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ قُدَامَةَ الترّمذِيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ مَن شَكّ فِي أَربَعَةٍ فَقَد كَفَرَ بِجَمِيعِ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَحَدُهَا مَعرِفَةُ الإِمَامِ فِي كُلّ زَمَانٍ وَ أَوَانٍ بِشَخصِهِ وَ نَعتِهِ
أقول أوردنا كثيرا منها في باب وجوب معرفة الإمام
16- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ أَعدَاءُ عَلِيّ هُمُ المُخَلّدُونَ فِي النّارِ قَالَ اللّهُوَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنها
17- شي،[تفسير العياشي] عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع وَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ قَالَ أَعدَاءُ عَلِيّ هُمُ المُخَلّدُونَ فِي النّارِ أَبَدَ الآبِدِينَ وَ دَهرَ الدّاهِرِينَ
18- سر،[السرائر] مِن كِتَابِ المَسَائِلِ مِن مَسَائِلِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عِيسَي حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ وَ مُوسَي بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أَسأَلُهُ عَنِ النّاصِبِ هَل أَحتَاجُ فِي امتِحَانِهِ إِلَي أَكثَرَ مِن تَقدِيمِهِ الجِبتَ وَ الطّاغُوتَ وَ اعتِقَادِ إِمَامَتِهِمَا فَرَجَعَ الجَوَابُ مَن كَانَ عَلَي هَذَا فَهُوَ نَاصِبٌ
19-شي،[تفسير العياشي] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ أُخَالِطُ النّاسَ فَيَكثُرُ عجَبَيِ مِن أَقوَامٍ لَا يَتَوَلّونَكُم وَ يَتَوَلّونَ فُلَاناً وَ فُلَاناً لَهُم أَمَانَةٌ وَ صِدقٌ وَ وَفَاءٌ وَ أَقوَامٍ يَتَوَلّونَكُم لَيسَ لَهُم تِلكَ الأَمَانَةُ وَ لَا الوَفَاءُ وَ لَا الصّدقُ قَالَ فَاستَوَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع جَالِساً وَ أَقبَلَ عَلَيّ كَالغَضبَانِ ثُمّ قَالَ لَا دِينَ لِمَن دَانَ بِوَلَايَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيسَ مِنَ اللّهِ وَ لَا عَتبَ عَلَي مَن دَانَ بِوَلَايَةِ إِمَامٍ عَدلٍ مِنَ اللّهِ قَالَ قُلتُ لَا دِينَ لِأُولَئِكَ وَ لَا عَتبَ عَلَي هَؤُلَاءِ فَقَالَ نَعَم لَا دِينَ لِأُولَئِكَ وَ لَا عَتبَ عَلَي هَؤُلَاءِ ثُمّ قَالَ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِ اللّهِاللّهُ ولَيِّ الّذِينَ آمَنُوا يُخرِجُهُم مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِيُخرِجُهُم مِن ظُلُمَاتِ الذّنُوبِ إِلَي نُورِ التّوبَةِ وَ المَغفِرَةِ
صفحه : 136
لِوَلَايَتِهِم كُلّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللّهِ قَالَ اللّهُوَ الّذِينَ كَفَرُوا أَولِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخرِجُونَهُم مِنَ النّورِ إِلَي الظّلُماتِ قَالَ قُلتُ أَ لَيسَ اللّهُ عَنَي بِهَا الكُفّارَ حِينَ قَالَوَ الّذِينَ كَفَرُوا قَالَ فَقَالَ وَ أَيّ نُورٍ لِلكَافِرِ وَ هُوَ كَافِرٌ فَأُخرِجَ مِنهُ إِلَي الظّلُمَاتِ وَ إِنّمَا عَنَي اللّهُ بِهَذَا أَنّهُم كَانُوا عَلَي نُورِ الإِسلَامِ فَلَمّا أَن تَوَلّوا كُلّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيسَ مِنَ اللّهِ خَرَجُوا بِوَلَايَتِهِم إِيّاهُم مِن نُورِ الإِسلَامِ إِلَي ظُلُمَاتِ الكُفرِ فَأَوجَبَ لَهُمُ النّارَ مَعَ الكُفّارِ فَقَالَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ
20- شي،[تفسير العياشي] عَن عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن طَعَنَ فِي دِينِكُم هَذَا فَقَد كَفَرَ قَالَ اللّهُوَ طَعَنُوا فِي دِينِكُم إِلَي قَولِهِيَنتَهُونَ
21- ختص ،[الإختصاص ] عَن عَبدِ العَزِيزِ القرَاَطيِسيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الأَئِمّةُ بَعدَ نَبِيّنَاص اثنَا عَشَرَ نَجِيباً مُفَهّمُونَ مَن نَقَصَ مِنهُم وَاحِداً أَو زَادَ فِيهِم وَاحِداً خَرَجَ مِن دِينِ اللّهِ وَ لَم يَكُن مِن وَلَايَتِنَا عَلَي شَيءٍ
22-ختص ،[الإختصاص ] عَبدُ اللّهِ بنُ مُحَمّدٍ الساّئيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ النهّيِكيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَابِقِ بنِ طَلحَةَ الأنَصاَريِّ قَالَ كَانَ مِمّا قَالَ هَارُونُ لأِبَيِ الحَسَنِ حِينَ أُدخِلَ عَلَيهِ مَا هَذِهِ الدّارُ فَقَالَ هَذِهِ دَارُ الفَاسِقِينَ قَالَسَأَصرِفُ عَن آياتيَِ الّذِينَ يَتَكَبّرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَ إِن يَرَوا كُلّ آيَةٍ لا يُؤمِنُوا بِها وَ إِن يَرَوا سَبِيلَ الرّشدِ لا يَتّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِن يَرَوا سَبِيلَ الغيَّ يَتّخِذُوهُ سَبِيلًاالآيَةَ فَقَالَ لَهُ هَارُونُ فَدَارُ مَن هيَِ قَالَ هيَِ لِشِيعَتِنَا فَترَةٌ وَ لِغَيرِهِم فِتنَةٌ قَالَ فَمَا بَالُ صَاحِبِ الدّارِ لَا يَأخُذُهَا فَقَالَ أُخِذَت مِنهُ عَامِرَةً وَ لَا يَأخُذُهَا
صفحه : 137
إِلّا مَعمُورَةً قَالَ فَأَينَ شِيعَتُكَ فَقَرَأَ أَبُو الحَسَنِ ع لَم يَكُنِ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ المُشرِكِينَ مُنفَكّينَ حَتّي تَأتِيَهُمُ البَيّنَةُ قَالَ فَقَالَ لَهُ فَنَحنُ كُفّارٌ قَالَ لَا وَ لَكِن كَمَا قَالَ اللّهُالّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوارِفَغَضِبَ عِندَ ذَلِكَ وَ غَلّظَ عَلَيهِ
23- ختص ،[الإختصاص ]عَمرُو بنُ ثَابِتٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِوَ مِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَنداداً يُحِبّونَهُم كَحُبّ اللّهِ قَالَ فَقَالَ هُم وَ اللّهِ أَولِيَاءُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ اتّخَذُوهُم أَئِمّةً دُونَ الإِمَامِ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ لِلنّاسِ إِمَاماً فَذَلِكَ قَولُ اللّهِوَ لَو يَرَي الّذِينَ ظَلَمُوا إِذ يَرَونَ العَذابَ أَنّ القُوّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العَذابِ إِذ تَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُوا مِنَ الّذِينَ اتّبَعُوا وَ رَأَوُا العَذابَ وَ تَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُ وَ قالَ الّذِينَ اتّبَعُوا لَو أَنّ لَنا كَرّةً فَنَتَبَرّأَ مِنهُم كَما تَبَرّؤُا مِنّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَ ما هُم بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هُم وَ اللّهِ يَا جَابِرُ أَئِمّةُ الظّلَمَةِ وَ أَشيَاعُهُم
24- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَنَا حُجَجَهُ عَلَي خَلقِهِ وَ أُمَنَاءَهُ عَلَي عِلمِهِ فَمَن جَحَدَنَا كَانَ بِمَنزِلَةِ إِبلِيسَ فِي تَعَنّتِهِ عَلَي اللّهِ حِينَ أَمَرَهُ بِالسّجُودِ لِآدَمَ وَ مَن عَرَفَنَا وَ اتّبَعَنَا كَانَ بِمَنزِلَةِ المَلَائِكَةِ الّذِينَ أَمَرَهُمُ اللّهُ بِالسّجُودِ لِآدَمَ فَأَطَاعُوهُ
25-تَقرِيبُ المَعَارِفِ،لأِبَيِ الصّلَاحِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَلِيّ الخرُاَساَنيِّ عَن مَولًي لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَكُنتُ مَعَهُ ع فِي بَعضِ خَلَوَاتِهِ فَقُلتُ إِنّ لِي عَلَيكَ حَقّاً أَ لَا تخُبرِنُيِ عَن هَذَينِ الرّجُلَينِ عَن أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ
صفحه : 138
فَقَالَ كَافِرَانِ كَافِرٌ مَن أَحَبّهُمَا
وَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ أَنّهُ سُئِلَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عَنهُمَا فَقَالَ كَافِرَانِ كَافِرٌ مَن تَوَلّاهُمَا
قَالَ وَ تَنَاصَرَ الخَبَرُ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع مِن طُرُقٍ مُختَلِفَةٍ أَنّهُم قَالُوا ثَلَاثَةٌلا يَنظُرُ اللّهُإِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ مَن زَعَمَ أَنّهُ إِمَامٌ وَ لَيسَ بِإِمَامٍ وَ مَن جَحَدَ إِمَامَةَ إِمَامٍ مِنَ اللّهِ وَ مَن زَعَمَ أَنّ لَهُمَا فِي الإِسلَامِ نَصِيباً وَ مِن طُرُقٍ أُخَرَ أَنّ لِلأَوّلَينِ وَ مِن أُخَرَ لِلأَعرَابِيّينِ فِي الإِسلَامِ نَصِيباً
ثم قال رحمه الله إلي غير ذلك من الروايات عمن ذكرناه و عن أبنائهم ع مقترنا بالمعلوم من دينهم لكل متأمل حالهم أنهم يرون في المتقدمين علي أمير المؤمنين ع و من دان بدينهم أنهم كفار و ذلك كاف عن إيراد رواية وأورد أخبارا أخر أوردناها في كتاب الفتن
26-نهج ،[نهج البلاغة]قَامَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع رَجُلٌ فَقَالَ أَخبِرنَا عَنِ الفِتنَةِ وَ هَل سَأَلتَ عَنهَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ ع لَمّا أَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ قَولَهُالم أَ حَسِبَ النّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَ هُم لا يُفتَنُونَعَلِمتُ أَنّ الفِتنَةَ لَا تَنزِلُ بِنَا وَ رَسُولُ اللّهِص بَينَ أَظهُرِنَا فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص مَا هَذِهِ الفِتنَةُ التّيِ أَخبَرَكَ اللّهُ بِهَا فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ أمُتّيِ سَيُفتَنُونَ مِن بعَديِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص أَ وَ لَيسَ قَد قُلتَ لِي يَومَ أُحُدٍ حَيثُ استُشهِدَ مَنِ استُشهِدَ مِنَ المُسلِمِينَ وَ حِيزَت عنَيّ الشّهَادَةُ فَشَقّ ذَلِكَ عَلَيّ فَقُلتَ لِي أَبشِر فَإِنّ الشّهَادَةَ مِن وَرَائِكَ فَقَالَ لِي إِنّ ذَلِكَ لَكَذَلِكَ فَكَيفَ صَبرُكَ إِذاً فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ لَيسَ هَذَا مِن مَوَاطِنِ الصّبرِ وَ لَكِن مِن مَوَاطِنِ البُشرَي وَ الشّكرِ وَ قَالَ يَا عَلِيّ إِنّ القَومَ سَيُفتَنُونَ بِأَموَالِهِم وَ يَمُنّونَ بِدِينِهِم عَلَي رَبّهِم وَ يَتَمَنّونَ رَحمَتَهُ وَ يَأمَنُونَ سَطوَتَهُ وَ يَستَحِلّونَ حَرَامَهُ بِالشّبُهَاتِ الكَاذِبَةِ وَ الأَهوَاءِ السّاهِيَةِ فَيَستَحِلّونَ الخَمرَ بِالنّبِيذِ وَ السّحتَ بِالهَدِيّةِ وَ الرّبَا بِالبَيعِ فَقُلتُ
صفحه : 139
يَا رَسُولَ اللّهِ فبَأِيَّ المَنَازِلِ أُنزِلُهُم عِندَ ذَلِكَ أَ بِمَنزِلَةِ رِدّةٍ أَم بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ فَقَالَ بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ
27- كِتَابُ البُرهَانِ،أَخبَرَنَا مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ قَالَ حدَثّنَيِ الحَسَنُ بنُ خُضَيرٍ قَالَ حدَثّنَيِ إِسحَاقُ بنُ إِسمَاعِيلَ بنَ حَمّادِ بنِ زَيدٍ البصَريِّ وَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ يَحيَي وَ مُوسَي بنُ مُحَمّدٍ الأنَصاَريِّ قَالَا حَدّثَنَا إِسمَاعِيلُ بنُ إِسحَاقَ بنِ إِسمَاعِيلَ القاَضيِ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي إِسمَاعِيلُ بنُ إِسحَاقَ بنِ حَمّادٍ وَ اللّفظُ لَهُ قَالَبَعَثَ إلِيَّ وَ إِلَي عِدّةٍ مِنَ المَشَايِخِ يَحيَي بنُ أَكثَمَ القاَضيِ فَأَحضَرَنَا وَ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ يعَنيِ المَأمُونَ أمَرَنَيِ أَن أُحضِرَ غَداً مَعَ الفَجرِ أَربَعِينَ رَجُلًا كُلّهُم فَقِيهٌ يَفهَمُ وَ يُحسِنُ الجَوَابَ فَسَمّوا مَن تَعرِفُونَ فَسَمّينَا لَهُ قَوماً فَأَحضَرَهُم وَ أَمَرَنَا بِالبُكُورِ فَغَدَونَا عَلَيهِ قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ فَرَكِبَ وَ رَكِبنَا مَعَهُ فَدَخَلَ إِلَي المَأمُونِ وَ أَمَرَنَا أَن نصُلَيَّ فَلَم نَستَتِمّ الصّلَاةَ حَتّي خَرَجَ الآذِنُ فَقَالَ ادخُلُوا فَدَخَلنَا وَ إِذَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ جَالِسٌ عَلَي فِرَاشِهِ وَ عَلَي سَوَادِهِ وَ العِمَامَةِ الطّوِيلَةِ فَلَمّا سَلّمنَا رَدّ السّلَامَ ثُمّ حَدَرَ عَن عَرشِهِ وَ نَزَعَ عِمَامَتَهُ وَ سَوَادَهُ وَ أَقبَلَ عَلَينَا وَ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَحَبّ مُنَاظَرَتَكُم عَلَي مَذهَبِهِ ألّذِي هُوَ عَلَيهِ وَ دِينِهِ ألّذِي يَدِينُ اللّهَ بِهِ قُلنَا لِيَقُل أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَيّدَهُ اللّهُ فَقَالَ إنِيّ أَدِينُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِأَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع خَيرُ خَلقِ اللّهِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَولَي النّاسِ بِمَقَامِ رَسُولِ اللّهِ وَ أَحَقّهُم بِالخِلَافَةِ مِن بَعدِهِ فَأَطرَقنَا جَمِيعاً فَقَالَ يَحيَي أَجِيبُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَلَمّا رَأَيتُ سُكُوتَ القَومِ جَثَوتُ عَلَي ركُبتَيَّ ثُمّ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ فِينَا مَن لَا يَعرِفُ مَا ذَكَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مِن أَمرِ عَلِيّ وَ قَد دَعَانَا لِلمُنَاظَرَةِ وَ نَحنُ مُنَاظِرُوهُ عَلَي مَا ذَكَرَ فَقَالَ يَا إِسحَاقُ إِن شِئتَ سَأَلتُكَ وَ إِن شِئتَ فاَسألَنيِ فَاغتَنَمتُهَا مِنهُ وَ قُلتُ بَل أَسأَلُ فَقَالَ سَل قُلتُ مِن أَينَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع أَفضَلُ
صفحه : 140
النّاسِ مِن بَعدِ رَسُولِ اللّهِ وَ أَحَقّهُم بِالخِلَافَةِ مِن بَعدِهِ قَالَ أخَبرِنيِ عَنِ النّاسِ بِمَا ذَا يَتَفَاضَلُونَ قُلتُ بِالأَعمَالِ الصّالِحَةِ قَالَ فأَخَبرِنيِ عَمّن فَضَلَ صَاحِبَهُ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِ ثُمّ إِنّ المَفضُولَ عَمَلَ بَعدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللّهِص بِأَكثَرَ مِن عَمَلِ الفَاضِلِ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص أَ يَلحَقُ بِهِ قُلتُ لَا يَلحَقُ المَفضُولُ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص بِالفَاضِلِ أَبَداً قَالَ فَانظُر مَا رَوَاهُ أَصحَابُكَ مِمّن أَخَذتَ دِينَكَ عَنهُم وَ جَعَلتَهُم قُدوَةً لَكَ مِن فَضَائِلِ عَلِيّ ع فَقِس إِلَيهَا مَا أُنزِلَ بِهِ مِن فَضَائِلِ أَبِي بَكرٍ فَإِن وَجَدتَ فَضَائِلَ أَبِي بَكرٍ تُشَاكِلُ فَضَائِلَ عَلِيّ فَقُل إِنّهُ أَفضَلُ لَا وَ اللّهِ وَ لَكِن قِس فَضَائِلَهُ إِلَي مَا روُيَِ لَكَ مِن فَضَائِلِ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ فَإِن وَجَدتَ لَهُمَا مِنَ المَفَاضِيلِ مِثلَ ألّذِي لعِلَيِّ وَحدَهُ فَقُل إِنّهُمَا أَفضَلُ لَا بَل فَقِس فَضَائِلَهُ إِلَي فَضَائِلِ العَشَرَةِ الّذِينَ شُهِدَ لَهُم بِالجَنّةِ فَإِن وَجَدتَهَا تُشَاكِلُ فَضَائِلَهُ فَقُل إِنّهُمَا أَفضَلُ مِنهُ يَا إِسحَاقُ أَيّ الأَعمَالِ كَانَت أَفضَلَ يَومَ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رَسُولَهُ قُلتُ الإِخلَاصُ بِالشّهَادَةِ وَ السّبقُ إِلَي الإِسلَامِ قَالَ صَدَقتَ إِنّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّالسّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ فِي جَنّاتِ النّعِيمِإِنّمَا عَنَي السّابِقَ إِلَي الإِسلَامِ فَهَل عَلِمتَ أَحَداً سَبَقَ عَلِيّاً إِلَي الإِسلَامِ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَسلَمَ عَلِيّ وَ هُوَ حَدَثٌ صَغِيرُ السّنّ لَا يَجُوزُ عَلَيهِ الحُكمُ وَ أَسلَمَ أَبُو بَكرٍ وَ قَد تَكَامَلَ عَقلُهُ وَ جَازَ عَلَيهِ الحُكمُ قَالَ أجَبِنيِ أَيّهُمَا أَسلَمَ قَبلَ صَاحِبِهِ حَتّي أُنَاظِرَكَ مِن بَعدُ فِي الحَدَاثَةِ قُلتُ عَلِيّ أَسلَمَ قَبلَ أَبِي بَكرٍ عَلَي هَذِهِ الشّرِيطَةِ قَالَ فأَخَبرِنيِ حِينَ أَسلَمَ أَ يَخلُو أَن يَكُونَ رَسُولُ اللّهِص دَعَاهُ فَأَجَابَ أَو يَكُونَ إِلهَاماً مِنَ اللّهِ لعِلَيِّ فَأَطرَقتُ مُفَكّراً وَ قُلتُ إِن قُلتُ إِلهَاماً قَدّمتُهُ عَلَي رَسُولِ اللّهِ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِ لَم يَعرِفِ الإِسلَامَ حَتّي جَاءَ بِهِ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقُلتُ بَل دَعَاهُ رَسُولُ اللّهِص قَالَ فَيَخلُو النّبِيّ أَن يَكُونَ دَعَا عَلِيّاً بِأَمرِ اللّهِ أَو تَكَلّفَ ذَلِكَ مِن قِبَلِ نَفسِهِ قُلتُ
صفحه : 141
لَا أَنسِبُ النّبِيّص إِلَي التّكَلّفِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ ما كانَ لِرَسُولٍ أَن يأَتيَِ بِآيَةٍ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ وَ لَكِن دَعَاهُ بِأَمرِ اللّهِ قَالَ يَا إِسحَاقُ فَمِن صِفَةِ الجَبّارِ أَن يُكَلّفَ رُسُلَهُ مَا لَا طَاقَةَ لَهُم بِهِ قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ قَالَ أَ وَ لَا تَرَي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي قَولِكَ أَسلَمَ عَلِيّ وَ هُوَ صَغِيرٌ لَا يَجُوزُ عَلَيهِ الحُكمُ قَد كَلّفَ رَسُولَ اللّهِص مِن دُعَاءِ الصّبيَانِ مَا لَا يُطِيقُ وَ شَغَلَهُ بصِبَيِّ لَا يَجُوزُ عَلَيهِ الحُكمُ فَهُوَ يَدعُوهُ السّاعَةَ وَ يَرتَدّ بَعدَ سَاعَةٍ ثُمّ يُعَاوِدُ وَ يُعَاوِدُ الصبّيِّ الِارتِدَادَ فَلَا حُكمَ يَجُوزُ عَلَيهِ وَ لَا النّبِيّص يَفرُغُ مِنهُ لِدُعَاءِ غَيرِهِ أَ رَأَيتَ هَذَا جَائِزاً عِندَكَ أَن تَنسِبَهُ إِلَي رَبّنَا سُبحَانَهُ قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ قَالَ فَأَرَاكَ إِنّمَا قَصَدتَ فَضِيلَةً فَضّلَ اللّهُ بِهَا عَلِيّاً ع عَلَي هَذَا الخَلقِ جَمِيعاً آتَاهَا لَهُ لِيُعَرّفَ بِهَا مَكَانَهُ وَ فَضلَهُ بِأَن لَم يُشرِك بِهِ سَاعَةً قَطّ فَجَعَلتَهَا نَقصاً عَلَيهِ وَ لَو كَانَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ نَبِيّهُ أَنّ يَدعُوَ الصّبيَانَ أَ لَم يَكُن دَعَاهُم كَمَا دَعَا عَلِيّاً ع قُلتُ بَلَي قَالَ فَهَل بَلَغَكَ أَنّ النّبِيّص دَعَا أَحَداً مِن صِبيَانِ الجَاهِلِيّةِ وَ قَرَابَتِهِ بَدَأَ بِهِم لِئَلّا يُقَالَ هَذَا ابنُ عَمّهِ أَو مِن سَائِرِ النّاسِ كَمَا فَعَلَ بعِلَيِّ قُلتُ لَا قَالَ ثُمّ أَيّ الأَفعَالِ كَانَت أَفضَلَ بَعدَ السّبقِ إِلَي الإِسلَامِ قُلتُ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ صَدَقتَ فَهَل تَجِدُ لِأَحَدٍ فِي الجِهَادِ إِلّا دُونَ مَا تَجِدُ لعِلَيِّ قُلتُ فِي أَيّ وَقتٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ فِي أَيّ الأَوقَاتِ شِئتَ قُلتُ فِي يَومِ بَدرٍ قَالَ نَعَم لَا أَزِيدُكَ عَلَيهَا كَم قَتلَي بَدرٍ يَومَ بَدرٍ قُلتُ نَيّفٌ وَ سِتّونَ رَجُلًا مِنَ الكُفّارِ قَالَ كَم قَتلَي عَلِيّ وَحدَهُ مِنهُم قُلتُ نَيّفٌ وَ عِشرُونَ رَجُلًا وَ أَربَعُونَ لِسَائِرِ النّاسِ قَالَ فأَيَّ النّاسِ أَفضَلُ جِهَاداً قُلتُ إِنّ أَبَا بَكرٍ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي عَرِيشِهِ قَالَ يَصنَعُ مَا ذَا قُلتُ يُدَبّرُ الأَمرَ قَالَ وَيلَكَ دُونَ رَسُولِ اللّهِ أَو شَرِيكاً مَعَ رَسُولِ اللّهِ أَوِ افتِقَاراً مِن رَسُولِ اللّهِ إِلَي أَبِي بَكرٍ قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ مِن أَن يُدَبّرَ أَبُو بَكرٍ دُونَ رَسُولِ اللّهِ أَو يَكُونَ
صفحه : 142
شَرِيكاً مَعَ رَسُولِ اللّهِص أَو يَكُونَ رَسُولُ اللّهِص فَقِيراً إِلَيهِ قَالَ فَمَا الفَضِيلَةُ فِي العَرِيشِ إِن كَانَ الأَمرُ عَلَي مَا وَصَفتَ أَ لَيسَ مَن ضَرَبَ بِسَيفِهِ أَفضَلَ مِمّن جَلَسَ قُلتُ كُلّ الجَيشِ كَانَ مُجَاهِداً قَالَ صَدَقتَ إِلّا أَنّ الضّارِبَ بِالسّيفِ المحُاَميَِ عَن رَسُولِ اللّهِ وَ عَنِ الجَيشِ كَانَ أَفضَلَ مِنَ الجَيشِ أَ مَا قَرَأتَ كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلا يسَتوَيِ القاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ غَيرُ أوُليِ الضّرَرِ وَ المُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم عَلَي القاعِدِينَ...أَجراً عَظِيماً دَرَجاتٍ مِنهُ وَ مَغفِرَةً وَ رَحمَةً وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً قُلتُ أَ فَكَانَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ مُجَاهِدَينِ أَم لَا قَالَ بَلَي وَ لَكِن أخَبرِنيِ هَل كَانَ لأِبَيِ بَكرٍ وَ عُمَرَ فَضلٌ عَلَي مَن لَم يَشهَد ذَلِكَ المَشهَدَ قُلتُ نَعَم قَالَ فَكَذَلِكَ يَسبِقُ البَاذِلُ نَفسَهُ عَلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ قُلتُ أَجَل قَالَ يَا إِسحَاقُ أَ تَقرَأُ القُرآنَ قُلتُ نَعَم قَالَ اقرَأهَل أَتي عَلَي الإِنسانِ حِينٌ مِنَ الدّهرِفَقَرَأتُ إِلَي قَولِهِوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِلَي قَولِهِوَ إِذا رَأَيتَ ثَمّ رَأَيتَ نَعِيماً وَ مُلكاً كَبِيراً قَالَ عَلَي رِسلِكَ فِيمَن أُنزِلَ هَذَا قُلتُ فِي عَلِيّ قَالَ هَل بَلَغَكَ أَنّ عَلِيّاً حِينَ أَطعَمَ المِسكِينَ وَ اليَتِيمَ وَ الأَسِيرَ قَالَإِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ عَلَي مَا سَمِعتَ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ قُلتُ لَا قَالَ صَدَقتَ إِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ عَرَفَ سَرِيرَةَ عَلِيّ وَ نِيّتَهُ فَأَظهَرَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ تَعرِيفاً مِنهُ لَخَلقِهِ حَالَ عَلِيّ وَ مَذهَبَهُ وَ سَرِيرَتَهُ فَهَل عَلِمتَ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَصَفَ شَيئاً مِمّا وَصَفَ فِي الجَنّةِ غَيرَ هَذِهِ السّورَةِقَوارِيرَا مِن فِضّةٍ قُلتُ لَا قَالَ أَجَل وَ هَذِهِ فَضِيلَةٌ أُخرَي أَنّ اللّهَ وَصَفَ لَهُ فِي الجَنّةِ مَا لَم يَصِفهُ لِغَيرِهِ أَ وَ تدَريِ مَا مَعنَيقَوارِيرَا مِن فِضّةٍ قُلتُ لَا قَالَ آنِيَةٌ مِن فِضّةٍ يَنظُرُ النّاظِرُ مَا فِي دَاخِلِهَا كَمَا يَرَي فِي القَوَارِيرِ يَا إِسحَاقُ أَ لَستَ مِمّن يَشهَدُ أَنّ العَشَرَةَ فِي الجَنّةِ قُلتُ بَلَي قَالَ أَ رَأَيتَ لَو أَنّ رَجُلًا قَالَ مَا أدَريِ هَذَا الحَدِيثُ صَحِيحٌ أَم لَا وَ مَا أدَريِ لَعَلّ رَسُولَ اللّهِ
صفحه : 143
ص قَالَهُ أَم لَم يَقُلهُ أَ كَانَ عِندَكَ كَافِراً قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ قَالَ فَلَو أَنّ رَجُلًا قَالَ وَ اللّهِ مَا أدَريِ هَذِهِ السّورَةُ مِنَ القُرآنِ أَم لَا أَ كَانَ عِندَكَ كَافِراً قُلتُ نَعَم قَالَ يَا إِسحَاقُ أَرَي أَثَرَهُم هَاهُنَا مُتَأَكّداً القُرآنُ يَشهَدُ لِهَذَا وَ الأَخبَارُ تَشهَدُ لِهَؤُلَاءِ ثُمّ قَالَ أَ ترَويِ يَا إِسحَاقُ حَدِيثَ الطّائِرِ قُلتُ نَعَم قَالَ حدَثّنيِ بِهِ فَحَدّثتُهُ بِهِ قَالَ أَ تُؤمِنُ أَنّ هَذَا الحَدِيثَ صَحِيحٌ قُلتُ رَوَاهُ مَن لَا يمُكنِنُيِ بِأَن أَرُدّ حَدِيثَهُ وَ لَا أَشُكّ فِي صِدقِهِ قَالَ أَ فَرَأَيتَ مَن أَيقَنَ أَنّ هَذَا الحَدِيثَ صَحِيحٌ ثُمّ زَعَمَ أَنّ أَحَداً أَفضَلُ مِن عَلِيّ أَ يَخلُو مِن أَن يَقُولَ دُعَاءُ النّبِيّص مَردُودٌ أَو إِنّ اللّهَ عَرَفَ الفَاضِلَ مِن خَلقِهِ فَكَانَ المَفضُولُ أَحَبّ إِلَيهِ مِنهُ أَو يَقُولَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَعرِفِ الفَاضِلَ مِنَ المَفضُولِ فأَيَّ الثّلَاثَةِ أَحَبّ إِلَيكَ أَن تَقُولَ فَإِنّكَ إِن قُلتَ مِنهَا شَيئاً استَبذَيتَ فَإِن كَانَ عِندَكَ فِي الحَدِيثِ تَأوِيلٌ غَيرُ هَذِهِ الثّلَاثَةِ أَوجُهٍ فَقُل قُلتُ لَا أَعلَمُ وَ إِنّ لأِبَيِ بَكرٍ فَضلًا قَالَ أَجَل لَو لَا أَنّ لأِبَيِ بَكرٍ فَضلًا لَم أَقُل عَلِيّ أَفضَلُ مِنهُ فَمَا فَضلُهُ ألّذِي قَصَدتَ بِهِ السّاعَةَ قُلتُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّثانيَِ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنّ اللّهَ مَعَنافَنَسَبَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي صُحبَةِ النّبِيّص قَالَ يَا إِسحَاقُ أَمَا إنِيّ لَا أَحمِلُكَ عَلَي الوَعرِ مِن طَرِيقِكَ فإَنِيّ وَجَدتُ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ نَسَبَ إِلَي صُحبَةِ مَن رَضِيَهُ وَ رضَيَِ عَنهُ كَافِراً فَقَالَ إِذ يَقُولُ لِصَاحِبِهِوَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرتَ باِلذّيِ خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمّ مِن نُطفَةٍ ثُمّ سَوّاكَ رَجُلًا قُلتُ إِنّ ذَلِكَ كَانَ كَافِراً وَ أَبُو بَكرٍ كَانَ مُؤمِناً قَالَ فَإِذَا جَازَ أَن يَنسِبَ إِلَي صُحبَةِ مِن رَضِيَهُ وَ رضَيَِ عَنهُ كَافِراً جَازَ أَن يَنسِبَ إِلَي صُحبَةِ نَبِيّهِ مُؤمِناً وَ لَيسَ بِأَفضَلِ المُؤمِنِينَ وَ لَا باِلثاّنيِ وَ لَا بِالثّالِثِ قُلتُ إِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَلَا يَقُولُثانيَِ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقُولُ لِصاحِبِهِ
صفحه : 144
لا تَحزَن إِنّ اللّهَ مَعَنافَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ قَالَ يَا إِسحَاقُ إِنّكَ تَأبَي إِلّا أَن أُخرِجَكَ إِلَي الِاستِقصَاءِ عَلَيكَ أخَبرِنيِ عَن حُزنِ أَبِي بَكرٍ أَ كَانَ لِلّهِ رِضًا أَو كَانَ مَعصِيَةً قُلتُ إِنّ أَبَا بَكرٍ إِنّمَا حَزَنَ مِن أَجلِ رَسُولِ اللّهِ خَوفاً عَلَيهِ مِن أَن يَصِلَ إِلَيهِ شَيءٌ مِنَ المَكرُوهِ قَالَ فَحُزنُهُ كَانَ لِلّهِ رِضًا أَو مَعصِيَةً قُلتُ بَل لِلّهِ رِضًا قَالَ فَكَانَ بَعَثَ إِلَيهِ رَسُولًا يَنهَاهُ عَن طَلَبِ رِضَاهُ وَ عَن طَاعَتِهِ قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ قَالَ أَ لَم تَزعُم أَنّ حُزنَ أَبِي بَكرٍ رِضًي قُلتُ بَلَي قَالَ أَ وَ لَم تَجِد أَنّ القُرآنَ يَشهَدُ أَنّ النّبِيّص يَقُولُ لَا تَحزَن نَهياً لَهُ عَنِ الحُزنِ وَ الحُزنُ لِلّهِ رِضًي أَ فَلَا تَرَاهُ قَد نَهَي عَنِ طَلَبِ رِضَي اللّهِ إِن كَانَ الأَمرُ عَلَي مَا وَصَفتَ وَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَن يَكُونَ كَذَلِكَ فَانقَطَعتُ عَن جَوَابِهِ قَالَ يَا إِسحَاقُ إِنّ مذَهبَيِ الرّفقُ بِكَ لَعَلّ اللّهَ أَن يَرُدّكَ فأَخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُفَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ مَن عَنَي بِذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص أَو أَبَا بَكرٍ قُلتُ بَل رَسُولَ اللّهِ قَالَ صَدَقتَ فأَخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِوَ يَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئاً وَ ضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمّ وَلّيتُم مُدبِرِينَ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَ أَ تَعلَمُ المُؤمِنِينَ الّذِينَ أَرَادَهُمُ اللّهِ فِي هَذَا المَوضِعِ قُلتُ لَا قَالَ إِنّ النّاسَ انهَزَمُوا يَومَ حَنِينٍ فَلَم يَبقَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِلّا سَبعَةٌ مِن بنَيِ هَاشِمٍ عَلِيّ يَضرِبُ بِسَيفِهِ وَ العَبّاسُ آخِذٌ بِلِجَامِ بَغلَتِهِ وَ البَاقُونَ يَحدِقُونَ بِرَسُولِ اللّهِص خَوفاً أَن يَنَالَهُ مِن سِلَاحِ القَومِ شَيءٌ حَتّي أَعطَي اللّهُ رَسُولَهُ النّصرَ فَالمُؤمِنُونَ فِي هَذَا المَوضِعِ عَلِيّ خَاصّةً ثُمّ مَن حَضَرَهُ مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ قَد قِيلَ إِنّ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ وَ عَمّاراً كَانَا فِيهِم فَمَن أَفضَلُ يَا إِسحَاقُ مَن كَانَ مَعَ النّبِيّص فَنَزَلَتِ السّكِينَةُ عَلَي النّبِيّص وَ عَلَيهِ أَم مَن كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ نَزَلَتِ السّكِينَةُ عَلَي النّبِيّص وَ لَم يَرَهُ مَوضِعاً لِتَنزِيلِهَا عَلَيهِ مَعَهُ قُلتُ بَل مَن أُنزِلَتِ السّكِينَةُ عَلَيهِ مَعَ النّبِيّص
صفحه : 145
قَالَ فَمَن أَفضَلُ عِندَكَ مَن كَانَ مَعَهُ فِي الغَارِ أَم مَن نَامَ عَلَي فِرَاشِهِ وَ وَقَاهُ بِنَفسِهِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمرَ النّبِيّص أَن يَأمُرَ عَلِيّاً ع بِالنّومِ عَلَي فِرَاشِهِ وَ أَن يقَيَِ النّبِيّص بِنَفسِهِ فَأَمَرَهُ بِذَلِكَ فَبَكَي عَلِيّ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص مَا يُبكِيكَ يَا عَلِيّ قَالَ الخَوفُ عَلَيكَ أَ فَتَسلَمُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَعَم فَاستَبشَرَ عَلِيّ ع وَ قَالَ سَمعاً وَ طَاعَةً لرِبَيّ طَابَت نفَسيِ بِالفِدَاءِ لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ ثُمّ أَتَي عَلِيّ مَضجَعَهُ فَاضطَجَعَ وَ تَسَجّي بِثَوبِهِ وَ جَاءَ المُشرِكُونَ مِن قُرَيشٍ فَأَحدَقُوا بِهِ وَ لَا يَشُكّونَ أَنّ النّبِيّص حَاصِلٌ فِي أَيدِيهِم قَد أَجمَعُوا أَن يَضرِبَهُ كُلّ بَطنٍ مِن قُرَيشٍ بِالسّيفِ لِئَلّا يَطلُبَ بَنُو هَاشِمٍ بَطناً مِن بُطُونِ قُرَيشٍ بِدَمِهِ وَ هُوَ يَسمَعُ مَا القَومُ فِيهِ مِن تَلَفِ نَفسِهِ فَلَم يَدعُهُ ذَلِكَ إِلَي الجَزَعِ كَمَا جَزَعَ صَاحِبُهُ فِي الغَارِ وَ لَم يَزَل صَابِراً مُحتَسِباً وَ بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِ مَلَائِكَةً تَمنَعُهُ مِن مشُركِيِ قُرَيشٍ حَتّي أَصبَحَ فَلَمّا أَصبَحَ قَامَ فَنَظَرَ القَومُ إِلَيهِ فَقَالُوا أَينَ مُحَمّدٌ قَالَ لَا أَعلَمُ أَينَ هُوَ قَالُوا لَا نَرَاكَ إِلّا كُنتَ تَغُرّنَا مُنذُ اللّيلَةِ ثُمّ لَحِقَ بِرَسُولِ اللّهِص فَلَم يَزَل عَلِيّ أَفضَلَ لِمَا بَدَا مِنهُ يَزِيدُ وَ لَا يَنقُصُ حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ يَا إِسحَاقُ أَ ترَويِ حَدِيثَ الوَلَايَةِ قُلتُ نَعَم قَالَ اروِهِ فَرَوَيتُهُ فَقَالَ أَ لَيسَ هَذَا الحَدِيثُ قَد أَوجَبَ لعِلَيِّ عَلَي أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ مَا لَم يَجِب لَهُمَا عَلَيهِ قُلتُ نَعَم إِلّا أَنّ النّاسَ لَا يَقُولُونَ بِذَلِكَ وَ قَالُوا بِأَنّ هَذَا الحَدِيثَ إِنّمَا كَانَ بِسَبَبِ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ لشِيَءٍ جَرَي بَينَهُ وَ بَينَ عَلِيّ فَأَنكَرَ وَلَاءَ عَلِيّ فَقَالَ النّبِيّص هَذَا القَولَ عِندَ ذَلِكَ قَالَ يَا سُبحَانَ اللّهِ لِهَذِهِ العُقُولِ مَتَي قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِّ مَولَاهُ وَ فِي أَيّ مَوضِعٍ قُلتُ بِغَدِيرِ خُمّ عِندَ مُنصَرَفِهِ مِن حَجّةِ الوَدَاعِ قَالَ أَجَل فَمَتَي قُتِلَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ قَالَ مَوضِعٌ بِمُؤتَهَ قَالَ فَكَم كَانَ بَينَ قَتلِ زَيدٍ وَ بَينَ غَدِيرِ خُمّ قُلتُ سَبعُ سِنِينَ أَو ثمَاَنيِ سِنِينَ قَالَ وَيحَكَ كَيفَ رَضِيتَ لِنَفسِكَ بِهَذَا وَ قَد عَلِمتَ أَنّ خِطَابَهُ لِلمُسلِمِينَ كَافّةً أَ لَستُ أَولَي بِكُم مِن أَنفُسِكُم قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِّ مَولَاهُ أللّهُمّ وَالِ مَن وَالَاهُ وَ عَادِ مَن عَادَاهُ وَيلَكُم لَا تَجعَلُوا فُقَهَاءَكُم أَربَابَكُم إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 146
يَقُولُاتّخَذُوا أَحبارَهُم وَ رُهبانَهُم أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ وَ لَم يُصَلّوا لَهُم وَ لَم يَصُومُوا وَ لَا زَعَمُوا أَنّهُم آلِهَةٌ وَ لَكِنّهُم أَمَرُوهُم فَأَطَاعُوهُم أَفتَوا بِغَيرِ حَقّ فَضَلّوا وَ أَضَلّوا أَ ترَويِ يَا إِسحَاقُ حَدِيثَ أَنتَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي قُلتُ نَعَم قَالَ اروِهِ فَرَوَيتُهُ قَالَ فَهَل يُمكِنُ أَن يَكُونَ النّبِيّص فَرِحَ بِهَذَا القَولِ قُلتُ أَعُوذُ بِاللّهِ قَالَ أَ فَمَا تَعلَمُ أَنّ هَارُونَ مِن مُوسَي أَخُوهُ لِأَبِيهِ وَ أُمّهِ قُلتُ بَلَي قَالَ فعَلَيِّ أَخُو رَسُولِ اللّهِص لِأَبِيهِ وَ أُمّهِ قُلتُ لَا قَالَ أَ وَ لَيسَ هَارُونُ نَبِيّاً قُلتُ نَعَم قَالَ وَ عَلِيّ غَيرَ نبَيِّ قُلتُ بَلَي قَالَ فَهَذَانِ مَعدُومَانِ فِي عَلِيّ مِنَ الحَالِ التّيِ كَانَت فِي هَارُونَ فَمَا مَعنَي قَولِهِ لعِلَيِّ أَنتَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي قُلتُ لَهُ إِنّمَا أَرَادَ أَنّ يُطَيّبَ نَفسَ عَلِيّ لَمّا قَالَ المُنَافِقُونَ استَخلَفَهُ استِثقَالًا لَهُ قَالَ فَأَرَادَ أَن يُطَيّبَ قَلبَ عَلِيّ بِقَولٍ لَا مَعنَي لَهُ فَسَكَتّ فَقَالَ إِنّ لَهُ مَعنًي فِي كِتَابِ اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ ظَاهِراً بَيّناً قُلتُ وَ مَا هُوَ قَالَ غَلَبَت عَلَيكُمُ الأَهوَاءُ وَ العَمَايَةُ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يُخبِرُ عَنِ مُوسَي حَيثُ يَقُولُاخلفُنيِ فِي قوَميِ وَ أَصلِح وَ لا تَتّبِع سَبِيلَ المُفسِدِينَ قُلتُ إِنّ مُوسَي استَخلَفَ هَارُونَ فِي قَومِهِ وَ هُوَ حيَّ وَ مَضَي إِلَي رَبّهِ وَ إِنّ النّبِيّص استَخلَفَ عَلِيّاً ع حِينَ خَرَجَ إِلَي غَزوَتِهِ قَالَ كَلّا لَيسَ كَمَا قُلتَ أخَبرِنيِ عَنِ مُوسَي حِينَ استَخلَفَ هَارُونَ هَل كَانَ مَعَهُ حِينَ ذَهَبَ إِلَي رَبّهِ أَحَدٌ مِن أَصحَابِهِ أَو مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ قُلتُ لَا قَالَ أَ وَ لَيسَ استَخلَفَهُ عَلَي جَمَاعَتِهِم قُلتُ نَعَم قَالَ فأَخَبرِنيِ عَنِ النّبِيّص حِينَ خَرَجَ إِلَي غَزوَتِهِ هَل خَلّفَ إِلّا الضّعَفَاءَ وَ النّسَاءَ وَ الصّبيَانَ فَأَنّي يَكُونُ مِثلَ ذَلِكَ وَ مَا مَعنَي الِاستِخلَافِ هَاهُنَا وَ عَلَي أَنّ النّبِيّص قَد بَيّنَ ذَلِكَ بِقَولِهِ إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِّ بعَديِ فَقَد كَشَفَ ذَلِكَ بِأَنّهُ استَخلَفَهُ مِن بَعدِهِ عَلَي كُلّ حَالٍ إِلّا عَلَي النّبُوّةِ إِذ كَانَ خَاتَمَ النّبِيّينَص وَ لَم يَكُن قَولُ النّبِيّص لِيَبطُلَ أَبَداً أَ ترَويِ يَا إِسحَاقُ حَدِيثَ المُبَاهَلَةِ قُلتُ نَعَم قَالَ أَ ترَويِ حَدِيثَ الكِسَاءِ
صفحه : 147
قُلتُ نَعَم قَالَ فَفَكّر فِي هَذَا أَو هَذَا وَ اعلَم أَيّ شَيءٍ فِيهِمَا ثُمّ قَالَ مَن ذَا ألّذِي تَصَدّقَ وَ هُوَ رَاكِعٌ قُلتُ عَلِيّ تَصَدّقَ بِخَاتَمِهِ قَالَ أَ تَعرِفُ غَيرَهُ قُلتُ لَا قَالَ فَمَا قَرَأتَإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ قُلتُ نَعَم قَالَ أَ فَمَا فِي هَذِهِ الآيَةِ نَصّ اللّهُ عَلَي عَلِيّ بِقَولِهِإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد جَمَعَ بِقَولِهِالّذِينَ آمَنُوا قَالَ القُرآنُ عرَبَيِّ وَ نَزَلَ بِلُغَاتِ العَرَبِ وَ العَرَبُ تُخَاطِبُ الوَاحِدَ بِخِطَابِ الجَمعِ وَ يَقُولُ الوَاحِدُ فَعَلنَا وَ صَنَعنَا وَ هُوَ مِن كَلَامِ المَلِكِ وَ العَالِمِ وَ الفَاضِلِ وَ كَذَلِكَ قَالَ اللّهُخَلَقنَا السّماواتِوَ بَنَينا فَوقَكُم سَبعاً وَ هُوَ اللّهُ الوَاحِدُ وَ قَالَ جَلّ ثَنَاؤُهُ حِكَايَةً مِن خِطَابِهِ سُبحَانَهُ قَالَرَبّ ارجِعُونِ وَ لَم يَقُل ارجعِنيِ لِهَذِهِ العِلّةِ ثُمّ قَالَ يَا إِسحَاقُ أَ وَ مَا عَلِمتَ أَنّ جَمَاعَةً مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص لَمّا أَشَادَ بِذِكرِ عَلِيّ وَ بِفَضلِهِ وَ طَوّقَ أَعنَاقَهُم وِلَايَتَهُ وَ إِمَامَتَهُ وَ بَيّنَ لَهُم أَنّهُ خَيرُهُم مِن بَعدِهِ وَ أَنّهُ لَا يَتِمّ لَهُم طَاعَةُ اللّهِ إِلّا بِطَاعَتِهِ وَ كَانَ فِي جَمِيعِ مَا فَضّلَهُ بِهِ نَصّ عَلَي أَنّهُ ولَيِّ الأَمرِ بَعدَهُ قَالُوا إِنّمَا يَنطِقُ النّبِيّص عَن هَوَاهُ وَ قَد أَضَلّهُ حُبّهُ ابنَ عَمّهِ وَ أَغوَاهُ وَ أَطنَبُوهُ فِي القَولِ سِرّاً فَأَنزَلَ اللّهُ المُطّلِعُ عَلَي السّرَائِرِوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي وَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَيٌ يُوحي ثُمّ قَالَ يَا إِسحَاقُ إِنّ النّاسَ لَا يُرِيدُونَ الدّينَ إِنّمَا أَرَادُوا الرّئَاسَةَ وَ طَلَبَ ذَلِكَ أَقوَامٌ فَلَم يَقدِرُوا عَلَيهِ بِالدّنيَا فَطَلَبُوا ذَلِكَ بِالدّينِ وَ لَا حِرصَ لَهُم
صفحه : 148
عَلَيهِ وَ لَا رَغبَةَ لَهُم فِيهِ أَ مَا ترَويِ أَنّ النّبِيّص قَالَ يُذَادُ قَومٌ مِن أصَحاَبيِ عَنِ الحَوضِ فَأَقُولُ يَا رَبّ أصَحاَبيِ أصَحاَبيِ فَيُقَالُ لِي إِنّكَ لَا تدَريِ مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ رَجَعُوا القَهقَرَي قُلتُ نَعَم قَالَ فَفَكّر فِي هَذَا فَقَالَ النّاسُ مَا أَرَادُوا وَ طَالَ المَجلِسُ وَ عَلَتِ الأَصوَاتُ وَ ارتَفَعَ الكَلَامُ فَقَالَ يَحيَي بنُ أَكثَمَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَد أَوضَحتَ لِمَن أَرَادَ اللّهُ بِهِ الخَيرَ وَ بَيّنتَ وَ اللّهِ مَا لَا يَقدِرُ أَحَدٌ عَلَي دَفعِهِ فَأَقبَلَ عَلَينَا فَقَالَ مَا تَقُولُونَ قُلنَا كُلّنَا يَقُولُ بِقَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَفّقَهُ اللّهُ قَالَ وَ اللّهِ لَو لَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَبِلَ القَولَ مِنَ النّاسِ لَم أَكُن لِأَقبِلَهُ مِنكُم أللّهُمّ إنِيّ قَد نَصَحتُ أللّهُمّ إنِيّ قَد أَرشَدتُ أللّهُمّ إنِيّ قَد أَخرَجتُ الأَمرَ مِن عنُقُيِ أللّهُمّ إنِيّ أَدِينُ لَكَ وَ أَتَقَرّبُ إِلَيكِ بِحُبّ عَلِيّ وَ وَلَايَتِهِ فَنَهَضنَا مِن عِندِهِ وَ كَانَ هَذَا آخِرَ مَجلِسِنَا مِنهُ
28- كِتَابُ البُرهَانِ،أَخبَرَنَا مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ قَالَ حَدّثَنَا الحَسَنُ بنُ خَضِرٍ عَن أَبِيهِ عَن عُثمَانَ بنِ سُهَيلٍ أَنّ الرّشِيدَ أَمَرَ يَحيَي بنَ خَالِدٍ أَن يَجمَعَ المُتَكَلّمِينَ فِي دَارِهِ وَ أَن يَكُونَ مِن وَرَاءِ السّترِ مِن حَيثُ يَسمَعُ كَلَامَهُم وَ لَا يُعلِمَهُم بِمَكَانِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَسَأَلَ بَيَانٌ الحرَوُريِّ هِشَامَ بنَ الحَكَمِ فَقَالَ أخَبرِنيِ أَصحَابُ عَلِيّ وَقتَ حُكمِ الحَكَمَينِ أَيّ شَيءٍ كَانُوا مُؤمِنِينَ أَم كَافِرِينَ قَالَ كَانُوا ثَلَاثَةَ أَصنَافٍ صِنفٌ مُؤمِنُونَ وَ صِنفٌ مُشرِكُونَ وَ صِنفٌ ضُلّالٌ فَأَمّا المُؤمِنُونَ فَالّذِينَ عَرَفُوا إِمَامَةَ عَلِيّ ع مِن كِتَابِ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ وَ نَصّ رَسُولِ اللّهِص وَ قَلِيلًا مَا كَانُوا وَ أَمّا المُشرِكُونَ فَقَومٌ مَالُوا إِلَي إِمَامَةِ مُعَاوِيَةَ بِصُلحٍ فَأَشرَكُوا إِذ جَعَلُوا مُعَاوِيَةَ مَعَ عَلِيّ وَ أَمّا الضّلّالُ فَمَن خَرَجَ عَلَي سَبِيلِ العَصَبِيّةِ وَ الحَمِيّةِ لِلقَبَائِلِ وَ العَشَائِرِ لَا لِلدّينِ قَالَ فَمَا كَانَ أَصحَابُ مُعَاوِيَةَ قَالَ ثَلَاثَةُ أَصنَافٍ صِنفٌ كَافِرُونَ وَ صِنفٌ مُشرِكُونَ وَ صِنفٌ ضُلّالٌ فَأَمّا الكَافِرُونَ فَقَومٌ قَالُوا مُعَاوِيَةُ إِمَامٌ وَ عَلِيّ لَا يَصلُحُ فَكَفَرُوا وَ جَحَدُوا إِمَاماً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ذِكرُهُ وَ نَصَبُوا إِمَاماً مِن غَيرِ اللّهِ وَ أَمّا المُشرِكُونَ فَقَومٌ قَالُوا مُعَاوِيَةُ إِمَامٌ وَ عَلِيّ يَصلُحُ لَو لَا قَتَلَ عُثمَانَ وَ أَمّا الضّلّالُ
صفحه : 149
فَقَومٌ خَرَجُوا عَلَي سَبِيلِ العَصَبِيّةِ وَ الحَمِيّةِ لِلقَبَائِلِ وَ العَشَائِرِ لَا لِلدّينِ قَالَ فَانبَرَي لَهُ ضِرَارُ بنُ عَمرٍو الضبّيّّ وَ كَانَ مِنَ المُعتَزِلَةِ مِمّن يَزعُمُ أَنّ عَقدَ الإِمَامِ لَيسَ بِفَرضٍ وَ لَا وَاجِبٍ وَ إِنّمَا هيَِ نَدبَةٌ حَسَنَةٌ إِن فَعَلُوهَا جَازَ وَ إِن لَم يَفعَلُوهَا جَازَ فَقَالَ أَسأَلُكَ يَا هِشَامُ قَالَ إِذَا تَكُونُ ظَالِماً فِي السّؤَالِ قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّكُم مُجمِعُونَ عَلَي رَفعِ إِمَامَةِ صاَحبِيِ وَ خلِاَفيِ فِي الأَصلِ وَ قَد سَأَلتُم مَسأَلَةً فَيَجِبُ أَن أَسأَلَكُم قَالَ لَهُ سَل قَالَ أخَبرِنيِ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَو كَلّفَ الأَعمَي قِرَاءَةَ الكُتُبِ وَ النّظَرَ فِي المَصَاحِفِ وَ كَلّفَ المُقعَدَ المشَيَ إِلَي المَسَاجِدِ وَ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ كَلّفَ ذوَيِ الزّمَانَاتِ مَا لَا يُوجَدُ فِي وُسعِهِم أَ كَانَ جَابِراً أَم عَادِلًا قَالَ لَم يَكُن لِيَفعَلَ ذَلِكَ قَالَ قَد عَلِمتُ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يَفعَلُ ذَلِكَ وَ لكَنِيّ سَأَلتُكَ عَلَي طَرِيقِ الجَدَلِ وَ الخُصُومَةِ لَو فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ جَابِراً أَم عَادِلًا قَالَ بَل جَابِراً قَالَ أَصَبتَ فخَبَرّنيِ الآنَ هَل كَلّفَ اللّهُ العِبَادَ مِن أَمرِ الدّينِ أَمراً وَاحِداً يَسأَلُهُم عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ لَا اختِلَافَ فِيهِ قَالَ نَعَم قَالَ فَجَعَلَ لَهُم عَلَي إِصَابَةِ ذَلِكَ دَلِيلًا فَيَكُونَ دَاخِلًا فِي بَابِ العَدلِ أَم لَا فَيَكُونَ دَاخِلًا فِي بَابِ الجَورِ فَأَطرَقَ ضِرَارٌ سَاعَةً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ لَا بُدّ مِن دَلِيلٍ وَ لَيسَ بِصَاحِبِكَ فَتَبَسّمَ هِشَامٌ وَ قَالَ صِرتَ إِلَي الحَقّ ضَرُورَةً وَ لَا خِلَافَ بيَنيِ وَ بَينَكَ إِلّا فِي التّسمِيَةِ قَالَ فإَنِيّ أَرجِعُ سَائِلًا قَالَ هِشَامٌ سَل قَالَ ضِرَارٌ كَيفَ تَعقِدُ الإِمَامَةَ قَالَ كَمَا عَقَدَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ النّبُوّةَ قَالَ ضِرَارٌ فَهُوَ إِذَا نبَيِّ قَالَ هِشَامٌ لَا إِنّ النّبُوّةَ يَعقِدُهَا بِالمَلَائِكَةِ وَ الإِمَامَةَ بِالأَنبِيَاءِ فَعَقدُ النّبُوّةِ إِلَي جَبرَئِيلَ وَ عَقدُ الإِمَامَةِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ كُلّ مِن عَقدِ اللّهِ قَالَ ضِرَارٌ فَمَا الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ الرّجُلِ بِعَينِهِ إِذَا كَانَ الأَمرُ إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ ثَمَانِيَةُ أَدِلّةٍ أَربَعَةٌ فِي نَعتِ نَفسِهِ وَ أَربَعَةٌ فِي نَعتِ نَسَبِهِ فَأَمّا التّيِ فِي نَعتِ نَسَبِهِ فَهُوَ أَن يَكُونَ مَشهُورَ الجِنسِ مَشهُورَ النّسَبِ مَشهُورَ القَبِيلَةِ مَشهُورَ البَيتِ وَ أَمّا التّيِ فِي نَعتِ نَفسِهِ فَأَن يَكُونَ أَعلَمَ النّاسِ بِدَقِيقِ الأَشيَاءِ وَ جَلِيلِهَا مَعصُوماً مِنَ الذّنُوبِ صَغِيرِهَا وَ كَبِيرِهَا أَسخَي أَهلِ زَمَانِهِ وَ أَشجَعَ أَهلِ زَمَانِهِ
صفحه : 150
فَلَمّا اضطَرّ الأَمرُ إِلَي هَذَا لَم نَجِد جِنساً فِي هَذَا الخَلقِ أَشهَرَ جِنساً مِنَ العَرَبِ ألّذِي مِنهُ صَاحِبُ المِلّةِ وَ الدّعوَةِ المُنَادَي بِاسمِهِ عَلَي الصَوَامِعِ فِي كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ فَتَصِلُ دَعوَتُهُ إِلَي كُلّ بَرّ وَ فَاجِرٍ وَ عَالِمٍ وَ جَاهِلٍ مُقِرّ وَ مُنكِرٍ فِي شَرقِ الأَرضِ وَ غَربِهَا وَ لَو جَازَ أَن يَكُونَ فِي غَيرِ هَذَا الجِنسِ مِنَ الحَبَشِ وَ البَربَرِ وَ الرّومِ وَ الخَزَرِ وَ التّركِ وَ الدّيلَمِ لَأَتَي عَلَي الطّالِبِ المُرتَادِ دَهرٌ مِن عُمُرِهِ وَ لَا يَجِدُ إِلَي وُجُودِهِ سَبِيلًا فَلَمّا لَم يَجِب أَن يَكُونَ إِلّا فِي هَذَا الجِنسِ لِهَذِهِ العِلّةِ وَجَبَ أَن لَا يَكُونَ مِن هَذَا الجِنسِ إِلّا فِي هَذَا النّسَبِ وَ مِن هَذَا النّسَبِ إِلّا فِي هَذِهِ القَبِيلَةِ وَ مِن هَذِهِ القَبِيلَةِ إِلّا فِي هَذَا البَيتِ وَ أَن يَكُونَ مِنَ النّبِيّص إِشَارَةٌ إِلَيهِ وَ إِلّا ادّعَاهَا جَمِيعُ أَهلِ هَذَا البَيتِ وَ أَمّا التّيِ فِي نَعتِ نَفسِهِ فَهُوَ كَمَا وَصَفنَاهُ قَالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ زَيدٍ[يَزِيدَ]الإبِاَضيِّ لِمَ زَعَمتَ أَنّ الإِمَامَ لَا يَكُونُ إِلّا مَعصُوماً قَالَ إِن لَم يَكُن مَعصُوماً لَم يُؤمَن عَلَيهِ أَن يَدخُلَ فِي الذّنُوبِ وَ الشّهَوَاتِ فَيَحتَاجُ إِلَي مَن يُقِيمُ عَلَيهِ الحُدُودَ كَمَا يُقِيمُهَا هُوَ عَلَي سَائِرِ النّاسِ وَ إِذَا استَوَت حَاجَةُ الإِمَامِ وَ حَاجَةُ الرّعِيّةِ لَم يَكُونُوا بِأَحوَجَ إِلَيهِ مِنهُ إِلَيهِم وَ إِذَا دَخَلَ فِي الذّنُوبِ وَ الشّهَوَاتِ لَم يُؤمَن عَلَيهِ أَن يَكتُمَهَا عَلَي حَمِيمِهِ وَ قَرَابَتِهِ وَ نَفسِهِ فَلَا يَكُونُ فِيهِ سَدّ حَاجَةٍ قَالَ فَلِمَ زَعَمتَ أَنّهُ أَعلَمُ النّاسِ بِدَقِيقِ الأَشيَاءِ وَ جَلِيلِهَا قَالَ لِأَنّهُ إِذَا لَم يَكُن كَذَلِكَ لَم يُؤمَن عَلَيهِ أَن يَقلِبَ الأَحكَامَ وَ السّنَنَ فَمَن وَجَبَ عَلَيهِ الحَدّ قَطَعَهُ وَ مَن وَجَبَ عَلَيهِ القَطعُ حَدّهُ وَ مَن وَجَبَ عَلَيهِ الأَدَبُ أَطلَقَهُ وَ مَن وَجَبَ عَلَيهِ الإِطلَاقُ حَبَسَهُ فَيَكُونُ فَسَاداً بِلَا صَلَاحٍ قَالَ فَلِمَ زَعَمتَ أَنّهُ أَسخَي النّاسِ قَالَ لِأَنّهُ خَازِنُ المُسلِمِينَ ألّذِي يَجتَمِعُ عِندَهُ أَموَالُ الشّرقِ وَ الغَربِ فَإِن لَم تَهِن عَلَيهِ الدّنيَا بِمَا فِيهَا شَحّ عَلَي أَموَالِهِم فَأَخَذَهَا قَالَ فَلِمَ قُلتَ إِنّهُ أَشجَعُ النّاسِ قَالَ لِأَنّهُ فِئَةٌ لِلمُسلِمِينَ الّذِينَ يَرجِعُونَ إِلَيهِ وَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُوَ مَن يُوَلّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرّفاً لِقِتالٍ أَو
صفحه : 151
مُتَحَيّزاً إِلي فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ فَلَا يَجُوزُ أَن يَجبُنَ الإِمَامُ كَمَا تَجبُنُ الأُمّةُ فَيَبُوءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ قَد قُلتُ إِنّهُ مَعصُومٌ وَ لَا بُدّ فِي كُلّ زَمَانٍ مِن وَاحِدٍ بِهَذِهِ الصّفَةِ فَقَالَ الرّشِيدُ لِبَعضِ الخَدَمِ اخرُج إِلَيهِ فَقُل لَهُ مَن فِي هَذَا الزّمَانِ بِهَذِهِ الصّفَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَاحِبُ القَصرِ يعَنيِ الرّشِيدَ فَقَالَ الرّشِيدُ وَ اللّهِ لَقَد أعَطاَنيِ مِن جِرَابٍ فَارِغٍ وَ إنِيّ لَأَعلَمُ أنَيّ لَستُ بِهَذِهِ الصّفَةِ فَقَالَ جَعفَرُ بنُ يَحيَي وَ كَانَ مَعَهُ دَاخِلَ السّترِ إِنّمَا يعَنيِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ قَالَ مَا عَدَاهَا وَ قَامَ يَحيَي بنُ خَالِدٍ فَدَخَلَ السّترَ فَقَالَ لَهُ الرّشِيدُ وَيحَكَ يَا يَحيَي مَن هَذَا الرّجُلُ قَالَ مِنَ المُتَكَلّمِينَ قَالَ وَيحَكَ مِثلُ هَذَا بَاقٍ وَ يَبقَي لِي ملُكيِ وَ اللّهِ لَلِسَانُ هَذَا أَبلَغُ فِي قُلُوبِ العَامّةِ مِن مِائَةِ أَلفِ سَيفٍ مَا زَالَ مُكَرّراً صِفَةَ صَاحِبِهِ وَ نَعتِهِ حَتّي هَمَمتُ أَن أَخرُجَ إِلَيهِ فَقَالَ تُكفَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ كَانَ يَحيَي مُحِبّاً لِهِشَامٍ مُكَرّماً لَهُ وَ عَلِمَ أَنّ هِشَاماً قَد غَلِطَ عَلَي نَفسِهِ فَخَرَجَ إِلَيهِ فَغَمَزَهُ فَقَامَ هِشَامٌ وَ تَرَكَ رِدَاءَهُ وَ نَهَضَ كَأَنّهُ يقَضيِ حَاجَةً وَ تَهَيّأَ لَهُ الخَلَاصَ فَخَرَجَ مِن وَقتِهِ إِلَي الكُوفَةِ فَمَاتَ بِهَا رَحِمَهُ اللّهُ
29- كِتَابُ البُرهَانِ،أَخبَرَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ الفَضلِ بنِ رَبِيعَةَ الأشَعرَيِّ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ حَسّانَ قَالَ حَدّثَنَا عَبدُ الرّحمَنِ بنُ كَثِيرٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ لَمّا أَجمَعَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَلَي صُلحِ مُعَاوِيَةَ خَرَجَ حَتّي لَقِيَهُ فَلَمّا اجتَمَعَا قَامَ مُعَاوِيَةُ خَطِيباً فَصَعِدَ المِنبَرَ وَ أَمَرَ الحَسَنَ أَن يَقُومَ أَسفَلَ مِنهُ بِدَرَجَةٍ ثُمّ تَكَلّمَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ هَذَا الحَسَنُ بنُ عَلِيّ رآَنيِ لِلخِلَافَةِ أَهلًا وَ لَم يَرَ نَفسَهُ لَهَا أَهلًا وَ قَد أَتَانَا لِيُبَايِعَ ثُمّ قَالَ قُم يَا حَسَنُ فَقَامَ الحَسَنُ ع فَخَطَبَ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ المُستَحمِدِ بِالآلَاءِ وَ تَتَابُعِ النّعمَاءِ وَ صَارِفَاتِ الشّدَائِدِ وَ البَلَاءِ عِندَ الفُهَمَاءِ وَ غَيرِ الفُهَمَاءِ المُذعِنِينَ مِن عِبَادِهِ لِامتِنَاعِهِ بِجَلَالِهِ وَ كِبرِيَائِهِ وَ عُلُوّهِ عَن لُحُوقِ الأَوهَامِ بِبَقَائِهِ المُرتَفِعِ عَن كُنهِ طَيّاتِ
صفحه : 152
المَخلُوقِينَ مِن أَن تُحِيطَ بِمَكنُونِ غَيبِهِ رَوِيّاتُ عُقُولِ الرّاءِينَ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي رُبُوبِيّتِهِ وَ وُجُودِهِ وَ وَحدَانِيّتِهِ صَمَداً لَا شَرِيكَ لَهُ فَرداً لَا وَترَ مَعَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ اصطَفَاهُ وَ انتَجَبَهُ وَ ارتَضَاهُ فَبَعَثَهُ دَاعِياً إِلَي الحَقّ سِرَاجاً مُنِيراً وَ لِلعِبَادِ مِمّا يَخَافُونَ نَذِيراً وَ لِمَا يَأمُلُونَ بَشِيراً فَنَصَحَ لِلأُمّةِ وَ صَدَعَ بِالرّسَالَةِ وَ أَبَانَ لَهُم دَرَجَاتِ العَمّالَةِ شَهَادَةً عَلَيهَا أَمُوتُ وَ أُحشَرُ وَ بِهَا فِي الآجِلَةِ أُقَرّبُ وَ أُحبَرُ وَ أَقُولُ مَعشَرَ المَلَإِ فَاستَمِعُوا وَ لَكُم أَفئِدَةٌ وَ أَسمَاعٌ فَعُوا إِنّا أَهلُ بَيتٍ أَكرَمَنَا اللّهُ بِالإِسلَامِ وَ اختَارَنَا وَ اصطَفَانَا وَ اجتَبَانَا فَأَذهَبَ عَنّا الرّجسَ وَ طَهّرَنَا تَطهِيراً وَ الرّجسُ هُوَ الشّكّ فَلَا نَشُكّ فِي الحَقّ أَبَداً وَ طَهّرَنَا وَ أَولَادَنَا مِن كُلّ أَفَنٍ وَ غَيّةٍ مُخلَصِينَ إِلَي آدَمَ لَم يَفتَرِقِ النّاسُ فِرقَتَينِ إِلّا جَعَلَنَا فِي خَيرِهِمَا حَتّي بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُحَمّداًص بِالنّبُوّةِ وَ اختَارَهُ لِلرّسَالَةِ وَ أَنزَلَ عَلَيهِ كِتَابَهُ ثُمّ أَمَرَهُ بِالدّعَاءِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَكَانَ أَبِي رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ أَوّلَ مَنِ استَجَابَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ فِي كِتَابِهِ المُنزَلِ عَلَي نَبِيّهِ المُرسَلِأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ وَ يَتلُوهُ شاهِدٌ مِنهُفَرَسُولُ اللّهِص بَيّنَةٌ مِن رَبّهِ وَ أَبِيَ ألّذِي يَتلُوهُ شَاهِدٌ مِنهُ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص حِينَ أَمَرَهُ أَن يَسِيرَ إِلَي أَهلِ مَكّةَ بِبَرَاءَةَ سِر بِهَا يَا عَلِيّ فإَنِيّ أُمِرتُ أَن لَا يَسِيرَ بِهَا إِلّا أَنَا أَو رَجُلٌ منِيّ فعَلَيِّ مِن رَسُولِ اللّهِ وَ رَسُولُ اللّهِ مِنهُ وَ قَالَ لَهُ حِينَ قَضَي بَينَهُ وَ بَينَ جَعفَرٍ وَ بَينَ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ فِي ابنَةِ حَمزَةَ وَ أَمّا أَنتَ يَا عَلِيّ فَرَجُلٌ منِيّ وَ أَنَا مِنكَ وَ أَنتَ ولَيِّ كُلّ مُؤمِنٍ بعَديِ فَصَدّقَ أَبِي رَسُولَ اللّهِص وَ وَقَاهُ بِنَفسِهِ فِي كُلّ مَوطِنٍ يُقَدّمُهُ رَسُولُ اللّهِ وَ فِي كُلّ شَدِيدَةٍ ثِقَةً مِنهُ وَ طُمَأنِينَةً إِلَيهِ لِعِلمِهِ بِنَصِيحَتِهِ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ أَنّهُ أَقرَبُ المُقَرّبِينَ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالسّابِقُونَ
صفحه : 153
السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ
وَ كَانَ أَبِي سَابِقَ السّابِقِينَ إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَقرَبَ الأَقرَبِينَ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلا يسَتوَيِ مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعظَمُ دَرَجَةًفأَبَيِ كَانَ أَوّلَهُم إِسلَاماً وَ أَقدَمَهُم هِجرَةً وَ أَوّلَهُم نَفَقَةً وَ قَالَوَ الّذِينَ جاؤُ مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبّنَا اغفِر لَنا وَ لِإِخوانِنَا الّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ وَ لا تَجعَل فِي قُلُوبِنا غِلّا لِلّذِينَ آمَنُوا رَبّنا إِنّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌفَالنّاسُ مِن بَعدِهِ مِن جَمِيعِ الأُمَمِ يَستَغفِرُونَ لَهُ بِسَبقِهِم إِيّاهُم إِلَي الإِيمَانِ بِنَبِيّهِص وَ لَم يَسبِقهُ إِلَي الإِيمَانِ أَحَدٌ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالسّابِقُونَ الأَوّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِ وَ الّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحسانٍلِجَمِيعِ السّابِقِينَ وَ هُوَ سَابِقُهُم وَ كَمَا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَضّلَ السّابِقِينَ عَلَي المُتَخَلّفِينَ فَكَذَلِكَ فَضّلَ سَابِقَ السّابِقِينَ عَلَي السّابِقِينَ وَ قَالَ تَعَالَيأَ جَعَلتُم سِقايَةَ الحاجّ وَ عِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لا يَستَوُونَ عِندَ اللّهِفَكَانَ أَبِيَ المُؤمِنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ المُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ فِيهِ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ وَ استَجَابَ رَسُولَ اللّهِ عَمّهُ حَمزَةُ وَ ابنُ عَمّهِ جَعفَرٌ فَقُتِلَا شَهِيدَينِ فِي قَتلَي كَثِيرَةٍ مَعَهُمَا فَجَعَلَ اللّهُ حَمزَةَ سَيّدَ الشّهَدَاءِ مِن بَينِهِم وَ جَعَلَ جَنَاحَينِ لِجَعفَرٍ يَطِيرُ بِهِمَا مَعَ المَلَائِكَةِ فِي الجِنَانَ كَيفَ يَشَاءُ وَ ذَلِكَ لِمَكَانِهِمَا مِن رَسُولِ اللّهِص وَ لِمَنزِلَتِهِمَا هَذِهِ وَ لِقَرَابَتِهِمَا مِنهُ وَ صَلّي رَسُولُ اللّهِص عَلَي حَمزَةَ سَبعِينَ صَلَاةً مِن بَينِ الشّهَدَاءِ الّذِينَ استُشهِدُوا مَعَهُ وَ جَعَلَ لِنِسَاءِ النّبِيّ أَجرَينِ لِلمُحسِنَةِ مِنهُنّ وَ لِلمُسِيئَةِ مِنهُنّ وِزرَينِ
صفحه : 154
ضِعفَينِ لِمَكَانِهِنّ مِن رَسُولِ اللّهِص وَ جَعَلَ الصّلَاةَ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِ بِأَلفِ صَلَاةٍ فِي سَائِرِ المَسَاجِدِ إِلّا مَسجِدَ خَلِيلِهِ اِبرَاهِيمَ ع بِمَكّةَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللّهِ مِن رَبّهِ وَ لِفَضِيلَتِهِ وَ عَلّمَ رَسُولُ اللّهِ المُؤمِنِينَ الصّلَاةَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ عَلَي آلِ مُحَمّدٍ فَأَخَذَ مِن كُلّ مُسلِمٍ أَن يصُلَيَّ عَلَينَا مَعَ الصّلَاةِ عَلَي النّبِيّص فَرِيضَةً وَاجِبَةً وَ أَحَلّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الغَنِيمَةَ لِرَسُولِهِ وَ أَحَلّهَا لَنَا مَعَهُ وَ حَرّمَ عَلَيهِ الصّدَقَةَ وَ حَرّمَ عَلَينَا مَعَهُ كَرَامَةً أَكرَمَنَا اللّهُ بِهَا وَ فَضِيلَةً فَضّلَنَا بِهَا عَلَي سَائِرِ العِبَادِ وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمُحَمّدٍص حَيثُ جَحَدَهُ أَهلُ الكِتَابَفَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَ أَبناءَكُم وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُم وَ أَنفُسَنا وَ أَنفُسَكُم ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللّهِ عَلَي الكاذِبِينَفَأَخرَجَ رَسُولُ اللّهِ مِنَ الأَنفُسِ هُوَ وَ أَبِي وَ مِنَ البَنِينَ أَنَا وَ أخَيِ وَ مِنَ النّسَاءِ أمُيّ فَاطِمَةَ فَنَحنُ أَهلُهُ وَ نَحنُ مِنهُ وَ هُوَ مِنّا وَ قَد قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً فَلَمّا نَزَلَت آيَةُ التّطهِيرِ جَمَعَنَا رَسُولُ اللّهِص أَنَا وَ أخَيِ وَ أمُيّ وَ أَبِي فَجَلّلَنَا وَ جَلّلَ نَفسَهُ فِي كِسَاءٍ لِأُمّ سَلَمَةَ خيَبرَيِّ فِي يَومِهَا فَقَالَ أللّهُمّ هَؤُلَاءِ أَهلُ بيَتيِ وَ عتِرتَيِ فَأَذهِب عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرهُم تَطهِيراً فَقَالَت أُمّ سَلَمَةَ أدَخلَنَيِ مَعَهُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهَا أَنتَ عَلَي خَيرٍ وَ لَكِنّهَا خَاصّةٌ لِي وَ لَهُم ثُمّ مَكَثَ رَسُولُ اللّهِص بَقِيّةَ عُمُرِهِ حَتّي قَبَضَهُ اللّهُ إِلَيهِ يَأتِينَا فِي كُلّ يَومٍ عِندَ طُلُوعِ الفَجرِ فَيَقُولُ الصّلَاةَ يَرحَمُكُمُ اللّهُإِنّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ وَ يُطَهّرَكُم تَطهِيراً وَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِسَدّ الأَبوَابِ التّيِ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص غَيرَ بَابِنَا فَكَلّمُوهُ فَقَالَ أَمَا إنِيّ لَم أَسُدّ بَابَكُم وَ لَم أَفتَح بَابَهُ وَ لَكِنّ اللّهَ أَمَرَ بِسَدّهَا وَ فَتحِ بَابِهِ وَ لَم يَكُن أَحَدٌ تُصِيبُهُ جَنَابَةٌ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص وَ يُولَدُ لَهُ الأَولَادُ غَيرُ رَسُولِ اللّهِ وَ أَبِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ
صفحه : 155
تَكرِمَةً مِنَ اللّهِ لَنَا وَ فَضِيلَةً اختَصّنَا بِهَا عَلَي جَمِيعِ النّاسِ وَ قَد رَأَيتُم مَكَانَ أَبِي مِن رَسُولِ اللّهِص وَ مَنزِلَنَا مِن مَنَازِلِ رَسُولِ اللّهِ أَمَرَهُ اللّهُ أَن يبَنيَِ المَسجِدَ فَابتَنَي فِيهِ عَشَرَةَ أَبيَاتٍ تِسعَةً لِنَبِيّهِ[لِبَنِيهِ] وَ لأِبَيَِ العَاشِرَ وَ هُوَ مُتَوَسّطُهَا وَ البَيتُ هُوَ المَسجِدُ وَ هُوَ البَيتُ ألّذِي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَهلَ البَيتِفَنَحنُ أَهلُ البَيتِ وَ نَحنُ الّذِينَ أَذهَبَ اللّهُ عَنّا الرّجسَ وَ طَهّرَنَا تَطهِيراً أَيّهَا النّاسُ إنِيّ لَو قُمتُ سَنَةً أَذكُرُ ألّذِي أَعطَانَا اللّهُ وَ خَصّنَا بِهِ مِنَ الفَضلِ فِي كِتَابِهِ وَ عَلَي لِسَانِ نَبِيّهِ لَم أُحصِهِ كُلّهُ وَ إِنّ مُعَاوِيَةَ زَعَمَ أنَيّ رَأَيتُهُ لِلخِلَافَةِ أَهلًا وَ لَم أَرَ نفَسيِ لَهَا أَهلًا وَ كَذَبَ دَعوَاهُ وَ إنِيّ أَولَي النّاسِ بِالنّاسِ فِي كِتَابِ اللّهِ عَلَي لِسَانِ رَسُولِهِ غَيرَ أَنّا لَم نَزَل أَهلَ البَيتِ مَظلُومِينَ مُنذُ قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص فَاللّهُ بَينَنَا وَ بَينَ مَن ظَلَمَنَا حَقّنَا وَ نَزَلَ عَلَي رِقَابِنَا وَ حَمَلَ النّاسَ عَلَي أَكتَافِنَا وَ مَنَعَنَا سَهمَنَا فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِنَ الفيَءِ وَ المَغَانِمِ وَ مَنَعَ أُمّنَا فَاطِمَةَ ع مِيرَاثَهَا مِن أَبِيهَا إِنّا لَا نسُمَيّ أَحَداً وَ لَكِن أُقسِمُ بِاللّهِ لَو أَنّ النّاسَ مَنَعُوا أَبِي وَ حَمُوهُ وَ سَمِعُوا وَ أَطَاعُوا لَأَعطَتهُمُ السّمَاءُ قَطرَهَا وَ الأَرضُ بَرَكَتَهَا وَ لَمَا طَمِعتَ فِيهَا يَا مُعَاوِيَةُ وَ لَكِنّهَا لَمّا خَرَجَت مِن مَعدِنِهَا تَنَازَعَتهَا قُرَيشٌ وَ طَمِعتَ أَنتَ فِيهَا يَا مُعَاوِيَةُ وَ أَصحَابُكَ وَ قَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا وَلّت أُمّةٌ أَمرَهَا رَجُلًا قَطّ وَ فِيهِم مَن هُوَ أَعلَمُ مِنهُ إِلّا لَم يَزَل أَمرُهُم يَذهَبُ سَفَالًا حَتّي يَرجِعُوا إِلَي مَا تَرَكُوا وَ قَد تَرَكَت بَنُو إِسرَائِيلَ هَارُونَ وَ عَكَفُوا عَلَي العِجلِ وَ هُم يَعلَمُونَ أَنّهُ خَلِيفَةُ مُوسَي فِيهِم وَ قَد تَرَكَتِ الأُمّةُ أَبِي وَ تَابَعَت غَيرَهُ وَ قَد سَمِعُوا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَنتَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِّ بعَديِ وَ قَد رَأَوا رَسُولَ اللّهِص حَيثُ نَصَبَهُ بِغَدِيرِ خُمّ وَ نَادَي لَهُ بِالوِلَايَةِ عَلَي المُؤمِنِينَ ثُمّ أَمَرَهُم أَن يُبَلّغَ الشّاهِدُ الغَائِبَ وَ قَد هَرَبَ رَسُولُ اللّهِص مِن قَومِهِ إِلَي الغَارِ وَ هُوَ يَدعُوهُم فَلَمّا لَم يَجِد عَلَيهِم أَعوَاناً هَرَبَ وَ قَد كَفّ أَبِي يَدَهُ وَ نَاشَدَهُم وَ استَغَاثَ فَلَم يُغَث وَ لَم يَجِد أَعوَاناً عَلَيهِم وَ لَو وَجَدَ أَعوَاناً عَلَيهِم مَا أَجَابَهُم وَ قَد جُعِلَ فِي سَعَةٍ كَمَا جُعِلَ النّبِيّص
صفحه : 156
فِي سَعَةٍ حِينَ هَرَبَ إِلَي الغَارِ إِذ لَم يَجِد أَعوَاناً وَ قَد خذَلَتَنيِ الأُمّةُ فَبَايَعتُكَ وَ لَو وَجَدتُ عَلَيكَ أَعوَاناً مَا بَايَعتُكَ وَ قَد جَعَلَ اللّهُ هَارُونَ فِي سَعَةٍ حِينَ استَضعَفُوهُ وَ عَادَوهُ وَ كَذَلِكَ أَنَا وَ أَبِي فِي سَعَةٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حِينَ تَرَكَتنَا الأُمّةُ وَ بَايَعَت غَيرَنَا وَ لَم نَجِد أَعوَاناً وَ إِنّمَا هيَِ السّنَنُ وَ الأَمثَالُ يَتبَعُ بَعضُهَا بَعضاً أَيّهَا النّاسُ لَوِ التَمَستُم بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ أَن تَجِدُوا رَجُلًا أَبُوهُ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِص وَ جَدّهُ نبَيِّ اللّهِ غيَريِ وَ غَيرَ أخَيِ لَم تَجِدُوا فَاتّقُوا اللّهَ وَ لَا تَضِلّوا بَعدَ البَيَانِ وَ إنِيّ قَد بَايَعتُ هَذَا وَ لَا أدَريِلَعَلّهُ فِتنَةٌ لَكُم وَ مَتاعٌ إِلي حِينٍأَيّهَا النّاسُ إِنّهُ لَا يُعَابُ أَحَدٌ بِتَركِ حَقّهِ وَ إِنّمَا يُعَابُ مَن يَأخُذُ مَا لَيسَ لَهُ وَ كُلّ صَوَابٍ نَافِعٌ وَ كُلّ خَطَإٍ غَيرُ ضَارّ[ضَارّ لِأَهلِهِ] وَ قَدِ انتَهَتِ القَضِيّةُ إِلَي دَاوُدَ فَفُهّمَهَا سُلَيمَانُ فَنَفَعَت سُلَيمَانَ وَ لَم تَضُرّ دَاوُدَ وَ أَمّا القَرَابَةُ فَقَد نَفَعَتِ المُشرِكَ وَ هيَِ لِلمُؤمِنِ أَنفَعُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِعَمّهِ أَبِي طَالِبٍ فِي المَوتِ قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ أَشفَع لَكَ بِهَا يَومَ القِيَامَةِ وَ لَم يَكُن رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ لَهُ إِلّا مَا يَكُونُ مِنهُ عَلَي يَقِينٍ وَ لَيسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنَ النّاسِ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لَيسَتِ التّوبَةُ لِلّذِينَ يَعمَلُونَ السّيّئاتِ حَتّي إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوتُ قالَ إنِيّ تُبتُ الآنَ وَ لَا الّذِينَ يَمُوتُونَ وَ هُم كُفّارٌ أُولئِكَ أَعتَدنا لَهُم عَذاباً أَلِيماًأَيّهَا النّاسُ اسمَعُوا وَ عُوا وَ اتّقُوا اللّهَ وَ ارجِعُوا وَ هَيهَاتَ مِنكُمُ الرّجعَةُ إِلَي الحَقّ وَ قَد خَامَرَكُمُ الطّغيَانُ وَ الجُحُودُوَ السّلامُ عَلي مَنِ اتّبَعَ الهُدي
صفحه : 157
الآيات النساءإِلّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ لا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولئِكَ عَسَي اللّهُ أَن يَعفُوَ عَنهُم وَ كانَ اللّهُ عَفُوّا غَفُوراًالتوبةوَ آخَرُونَ اعتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ إلي قوله تعالي وَ آخَرُونَ مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ إِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِم وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌالآية
1- فس ،[تفسير القمي] عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَن حَمّادٍ عَنِ ابنِ الطّيّارِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المُستَضعَفِ فَقَالَ هُوَ ألّذِي لَا يَستَطِيعُ حِيلَةَ الكُفرِ فَيَكفُرَ وَ لَا يهَتدَيِ سَبِيلًا إِلَي الإِيمَانِ فَيُؤمِنَ لَا يَستَطِيعُ أَن يُؤمِنَ وَ لَا يَستَطِيعُ أَن يَكفُرَ فَهُمُ الصّبيَانُ وَ مَن كَانَ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ عَلَي مِثلِ عُقُولِ الصّبيَانِ وَ مَن رُفِعَ عَنهُ القَلَمُ
2-فس ،[تفسير القمي]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع المُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ قَومٌ كَانُوا مُشرِكِينَ قَتَلُوا حَمزَةَ وَ جَعفَرَ[جَعفَراً] وَ أَشبَاهَهُمَا مِنَ المُؤمِنِينَ ثُمّ دَخَلُوا بَعدَهُ فِي الإِسلَامِ فَوَحّدُوا اللّهَ وَ تَرَكُوا الشّركَ وَ لَم يَعرِفُوا الإِيمَانَ بِقُلُوبِهِم فَيَكُونُوا مِنَ المُؤمِنِينَ فَتَجِبَ لَهُمُ الجَنّةُ وَ لَم يَكُونُوا عَلَي جُحُودِهِم فَيَجِبَ لَهُمُ النّارُ فَهُم عَلَي
صفحه : 158
تِلكَ الحَالَةِمُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ إِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِم
3- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن ضُرَيسٍ الكنُاَسيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا حَالُ المُوَحّدِينَ المُقِرّينَ بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍص مِنَ المُسلِمِينَ المُذنِبِينَ الّذِينَ يَمُوتُونَ وَ لَيسَ لَهُم إِمَامٌ وَ لَا يَعرِفُونَ وِلَايَتَكُم فَقَالَ أَمّا هَؤُلَاءِ فَإِنّهُم فِي حُفَرِهِم لَا يَخرُجُونَ مِنهَا فَمَن كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ وَ لَم يَظهَر مِنهُ عَدَاوَةٌ فَإِنّهُ يُخَدّ لَهُ خَدّاً إِلَي الجَنّةِ التّيِ خَلَقَهَا اللّهُ بِالمَغرِبِ فَيَدخُلُ عَلَيهِ الرّوحُ فِي حُفرَتِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ حَتّي يَلقَي اللّهَ فَيُحَاسِبَهُ بِحَسَنَاتِهِ وَ سَيّئَاتِهِ فَإِمّا إِلَي الجَنّةِ وَ إِمّا إِلَي النّارِ فَهَؤُلَاءِ المَوقُوفُونَ لِأَمرِ اللّهِ قَالَ ع وَ كَذَلِكَ يُفعَلُ بِالمُستَضعَفِينَ وَ البُلهِ وَ الأَطفَالِ وَ أَولَادِ المُسلِمِينَ الّذِينَ لَم يَبلُغُوا الحُلُمَ وَ أَمّا النّصّابُ مِن أَهلِ القِبلَةِ فَإِنّهُم يُخَدّ لَهُم خَدّاً إِلَي النّارِ التّيِ خَلَقَهَا اللّهُ فِي المَشرِقِ فَيَدخُلُ عَلَيهِمُ اللّهَبُ وَ الشّرَرُ وَ الدّخَانُ وَ فَورَةُ الحَمِيمِثُمّ بَعدَ ذَلِكَ مَصِيرُهُم إِلَي الجَحِيمِفِي النّارِ يُسجَرُونَ ثُمّ قِيلَ لَهُم أَينَ ما كُنتُم تُشرِكُونَ مِن دُونِ اللّهِ أَي أَينَ إِمَامُكُمُ ألّذِي اتّخَذتُمُوهُ دُونَ الإِمَامِ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ لِلنّاسِ إِمَاماً
4- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن سَهلٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ النّاسُ عَلَي سِتّ فِرَقٍ مُستَضعَفٍ وَ مُؤَلّفٍ وَ مُرجِئٍ وَ مُعتَرِفٍ بِذَنبِهِ وَ نَاصِبٍ وَ مُؤمِنٍ
5-ل ،[الخصال ]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن
صفحه : 159
عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ الزرّقَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ إِنّ لِلجَنّةِ ثَمَانِيَةَ أَبوَابٍ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ النّبِيّونَ وَ الصّدّيقُونَ وَ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ الشّهَدَاءُ وَ الصّالِحُونَ وَ خَمسَةُ أَبوَابٍ يَدخُلُ مِنهُ شِيعَتُنَا وَ مُحِبّونَا وَ بَابٌ يَدخُلُ مِنهُ سَائِرُ المُسلِمِينَ مِمّن يَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ لَم يَكُن فِي قَلبِهِ مِقدَارُ ذَرّةٍ مِن بُغضِنَا أَهلَ البَيتِ الخَبَرَ
6- ل ،[الخصال ] فِي خَبَرِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع أَصحَابُ الحُدُودِ فُسّاقٌ لَا مُؤمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ وَ لَا يَخلُدُونَ فِي النّارِ وَ يَخرُجُونَ مِنهَا يَوماً ما[0C] وَ الشّفَاعَةُ لَهُم جَائِزَةٌ وَ لِلمُستَضعَفِينَ إِذَا ارتَضَي اللّهُ دِينَهُم
ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ مِثلَهُ
7- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَنِ الصّبّاحِ بنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الرّجُلَ لَيُحِبّكُم وَ مَا يدَريِ مَا تَقُولُونَ فَيُدخِلُهُ اللّهُ الجَنّةَ وَ إِنّ الرّجُلَ لَيُبغِضُكُم وَ مَا يدَريِ مَا تَقُولُونَ فَيُدخِلُهُ اللّهُ النّارَ الخَبَرَ
8- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن نَضرِ بنِ شُعَيبٍ عَن عَبدِ الغَفّارِ الجاَزيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المُستَضعَفِينَ ضُرُوبٌ يُخَالِفُ بَعضُهُم بَعضاً وَ مَن لَم يَكُن مِن أَهلِ القِبلَةِ نَاصِباً فَهُوَ مُستَضعَفٌ
9- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ وَ فَضَالَةَ مَعاً عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ
صفحه : 160
عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِلّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ فَقَالَ هُوَ ألّذِي لَا يَستَطِيعُ الكُفرَ فَيَكفُرَ وَ لَا يهَتدَيِ سَبِيلَ الإِيمَانِ فَيُؤمِنَ وَ الصّبيَانُ وَ مَن كَانَ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ عَلَي مِثلِ عُقُولِ الصّبيَانِ مَرفُوعٌ عَنهُمُ القَلَمُ
10- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّإِلّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ لا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًا فَقَالَ لَا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً إِلَي النّصبِ فَيَنصِبُونَ وَ لَا يَهتَدُونَ سَبِيلَ أَهلِ الحَقّ فَيَدخُلُونَ فِيهِ وَ هَؤُلَاءِ يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِأَعمَالٍ حَسَنَةٍ وَ بِاجتِنَابِ المَحَارِمِ التّيِ نَهَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهَا وَ لَا يَنَالُونَ مَنَازِلَ الأَبرَارِ
11- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ عَن سُفيَانَ بنِ السّمطِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا تَقُولُ فِي المُستَضعَفِينَ فَقَالَ لِي شَبَهاً بِالمُفزَعِ وَ تَرَكتُمُ أَحَداً يَكُونُ مُستَضعَفاً وَ أَينَ المُستَضعَفُونَ فَوَ اللّهِ لَقَد مَشَي بِأَمرِكُم هَذَا العَوَاتِقُ إِلَي العَوَاتِقِ فِي خُدُورِهِنّ وَ تُحَدّثُ بِهِ السّقّايَاتُ بِطُرُقِ المَدِينَةِ
12- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَمرِو بنِ إِسحَاقَ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا حَدّ المُستَضعَفِ ألّذِي ذَكَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ مَن لَا يُحسِنُ سُورَةً مِنَ القُرآنِ وَ قَد خَلَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خِلقَةً مَا ينَبغَيِ لَهُ أَن لَا يُحسِنَ
13- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن حُجرِ بنِ زَائِدَةَ عَن حُمرَانَ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ
صفحه : 161
اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِلّا المُستَضعَفِينَ قَالَ هُم أَهلُ الوَلَايَةِ قُلتُ وَ أَيّ وَلَايَةٍ فَقَالَ أَمَا إِنّهَا لَيسَت بِوَلَايَةٍ فِي الدّينِ وَ لَكِنّهَا الوَلَايَةُ فِي المُنَاكَحَةِ وَ المُوَارَثَةِ وَ المُخَالَطَةِ وَ هُم لَيسُوا بِالمُؤمِنِينَ وَ لَا بِالكُفّارِ وَ هُمُ المُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
شي،[تفسير العياشي] عَن حُمرَانَ مِثلَهُ
14- مع ،[معاني الأخبار] عَنِ المُظَفّرِ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِلّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِالآيَةَ قَالَ يَا سُلَيمَانُ فِي هَؤُلَاءِ المُستَضعَفِينَ مَن هُوَ أَثخَنُ رَقَبَةً مِنكَ المُستَضعَفُونَ قَومٌ يَصُومُونَ وَ يُصَلّونَ تَعِفّ بُطُونُهُم وَ فُرُوجُهُم لَا يَرَونَ أَنّ الحَقّ فِي غَيرِهَا آخِذِينَ بِأَغصَانِ الشّجَرَةِفَأُولئِكَ عَسَي اللّهُ أَن يَعفُوَ عَنهُمإِذ كَانُوا آخِذِينَ بِالأَغصَانِ وَ إِن لَم يَعرِفُوا أُولَئِكَ فَإِن عَفَا عَنهُم فَبِرَحمَتِهِ وَ إِن عَذّبَهُم فَبَضَلالَتِهِم عَمّا عَرّفَهُم
شي،[تفسير العياشي] عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ مِثلَهُ
15- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُهُ عَنِ المُستَضعَفِينَ فَقَالَ البَلهَاءُ فِي خِدرِهَا وَ الخَادِمُ تَقُولُ لَهَا صلَيّ فتَصُلَيّ لَا تدَريِ إِلّا مَا قُلتَ لَهَا وَ الجَلِيبُ ألّذِي لَا يدَريِ إِلّا مَا قُلتَ لَهُ وَ الكَبِيرُ الفاَنيِ وَ الصبّيِّ الصّغِيرُ
صفحه : 162
هَؤُلَاءِ المُستَضعَفُونَ فَأَمّا رَجُلٌ شَدِيدُ العُنُقِ جَدِلٌ خَصِمٌ يَتَوَلّي الشّرَاءَ وَ البَيعَ لَا تَستَطِيعُ أَن تَغبُنَهُ فِي شَيءٍ تَقُولُ هَذَا مُستَضعَفٌ لَا وَ لَا كَرَامَةَ
شي،[تفسير العياشي] عَن سُلَيمَانَ مِثلَهُ
16- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَبِي عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي الصّبّاحِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ فِي المُستَضعَفِينَ الّذِينَ لَا يَجِدُونَ حِيلَةًوَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًالا يَستَطِيعُونَ حِيلَةًفَيَدخُلُوا فِي الكُفرِوَ لا يَهتَدُونَفَيَدخُلُوا فِي الإِيمَانِ فَلَيسَ هُم مِنَ الكُفرِ وَ الإِيمَانِ فِي شَيءٍ
17- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن أَبِي حَنِيفَةَ رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن عَرَفَ الِاختِلَافَ فَلَيسَ بِمُستَضعَفٍ
18- مع ،[معاني الأخبار]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن حَمدَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن عَرَفَ اختِلَافَ النّاسِ فَلَيسَ بِمُستَضعَفٍ
19-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن زُرَارَةَ قَالَسُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا جَالِسٌ عَن قَولِ اللّهِمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِهايجَريِ لِهَؤُلَاءِ مِمّن لَا يَعرِفُ مِنهُم هَذَا الأَمرَ فَقَالَ لَا إِنّمَا هَذِهِ لِلمُؤمِنِينَ خَاصّةً قُلتُ لَهُ أَصلَحَكَ اللّهُ أَ رَأَيتَ مَن صَامَ وَ صَلّي وَ اجتَنَبَ المَحَارِمَ وَ حَسُنَ وَرَعُهُ مِمّن لَا يَعرِفُ وَ لَا يَنصِبُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ يُدخِلُ أُولَئِكَ الجَنّةَ
صفحه : 163
بِرَحمَتِهِ
20- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي] عَنِ الفزَاَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي نُعَيمٍ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأنَصاَريِّ قَالَ وَجّهَ قَومٌ مِنَ المُفَوّضَةِ وَ المُقَصّرَةِ كَامِلَ بنَ اِبرَاهِيمَ المدَنَيِّ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَ كَامِلٌ فَقُلتُ فِي نفَسيِ أَسأَلُهُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَ معَرفِتَيِ وَ قَالَ بمِقَاَلتَيِ قَالَ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ أَبِي مُحَمّدٍ نَظَرتُ إِلَي ثِيَابٍ بَيَاضٍ نَاعِمَةٍ عَلَيهِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ ولَيِّ اللّهِ وَ حُجّتُهُ يَلبَسُ النّاعِمَ مِنَ الثّيَابِ وَ يَأمُرُنَا نَحنُ بِمُوَاسَاةِ الإِخوَانِ وَ يَنهَانَا عَن لُبسِ مِثلِهِ فَقَالَ مُتَبَسّماً يَا كَامِلُ وَ حَسَرَ ذِرَاعَيهِ فَإِذَا مِسحٌ أَسوَدُ خَشِنٌ عَلَي جِلدِهِ فَقَالَ هَذَا لِلّهِ وَ هَذَا لَكُم فَسَلّمتُ وَ جَلَستُ إِلَي بَابٍ عَلَيهِ سِترٌ مُرخًي فَجَاءَتِ الرّيحُ فَكَشَفَت طَرَفَهُ فَإِذَا أَنَا بصِبَيِّ كَأَنّهُ فِلقَةُ قَمَرٍ مِن أَبنَاءِ أَربَعِ سِنِينَ أَو مِثلِهَا فَقَالَ لِي يَا كَامِلَ بنَ اِبرَاهِيمَ فَاقشَعرَرتُ مِن ذَلِكَ وَ أُلهِمتُ أَن قُلتُ لَبّيكَ يَا سيَدّيِ فَقَالَ جِئتَ إِلَي ولَيِّ اللّهِ وَ حُجّتِهِ وَ بَابِهِ تَسأَلُهُ يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَ مَعرِفَتَكَ وَ قَالَ بِمَقَالَتِكَ فَقُلتُ إيِ وَ اللّهِ قَالَ إِذَن وَ اللّهِ يَقِلّ دَاخِلُهَا وَ اللّهِ إِنّهُ لَيَدخُلُهَا قَومٌ يُقَالُ لَهُمُ الحَقّيّةُ قُلتُ يَا سيَدّيِ وَ مَن هُم قَالَ قَومٌ مِن حُبّهِم لعِلَيِّ يَحلِفُونَ بِحَقّهِ وَ لَا يَدرُونَ مَا حَقّهُ وَ فَضلُهُ تَمَامَ الخَبَرِ
21- شي،[تفسير العياشي] عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ المُستَضعَفِينَ قَالَ هُم أَهلُ الوَلَايَةِ قُلتُ أَيّ وَلَايَةٍ تعَنيِ قَالَ لَيسَت وَلَايَةً فِي الدّينِ وَ لَكِنّهَا فِي المُنَاكَحَةِ وَ المَوَارِيثِ وَ المُخَالَطَةِ وَ هُم لَيسُوا بِالمُؤمِنِينَ وَ لَا الكُفّارِ وَ مِنهُمُ المُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ فَأَمّا قَولُهُوَ المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ الّذِينَ يَقُولُونَ رَبّنا أَخرِجنا إِلَينَصِيراًفَأُولَئِكَ نَحنُ
صفحه : 164
22- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ لا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًا قَالَ لَا يَستَطِيعُونَ سَبِيلَ أَهلِ الحَقّ فَيَدخُلُونَ فِيهِ وَ لَا يَستَطِيعُونَ حِيلَةَ أَهلِ النّصبِ فَيَنصِبُونَ قَالَ هَؤُلَاءِ يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِأَعمَالٍ حَسَنَةٍ وَ بِاجتِنَابِ المَحَارِمِ التّيِ نَهَي اللّهُ عَنهَا وَ لَا يَنَالُونَ مَنَازِلَ الأَبرَارِ
23- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ أَنَا أُكَلّمُهُ فِي المُستَضعَفِينَ أَينَ أَصحَابُ الأَعرَافِ أَينَ المُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ أَينَ الّذِينَخَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاًأَينَ المُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُم أَينَ أَهلُ تِبيَانِ اللّهِ أَينَ المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ لا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًافَأُولئِكَ عَسَي اللّهُ أَن يَعفُوَ عَنهُم وَ كانَ اللّهُ عَفُوّا غَفُوراً
24- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَ تُزَوّجُ المُرجِئَةُ أَوِ الحَرُورِيّةُ أَوِ القَدَرِيّةُ قَالَ لَا عَلَيكَ بِالبُلهِ مِنَ النّسَاءِ قَالَ زُرَارَةُ فَقُلتُ مَا هُوَ إِلّا مُؤمِنَةٌ أَو كَافِرَةٌ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَأَينَ أَهلُ استِثنَاءِ اللّهِ قَولُ اللّهِ أَصدَقُ مِن قَولِكَإِلّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ إِلَي قَولِهِسَبِيلًا
25- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي الصّبّاحِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ دعُيَِ إِلَي هَذَا الأَمرِ فَعَرَفَهُ وَ هُوَ فِي أَرضٍ مُنقَطِعَةٍ إِذ جَاءَهُ مَوتُ الإِمَامِ فَبَينَا هُوَ يَنتَظِرُ إِذ جَاءَهُ المَوتُ فَقَالَ هُوَ وَ اللّهِ بِمَنزِلَةِ مَن هَاجَرَ إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَمَاتَفَقَد وَقَعَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ
26-شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ قَالَدَخَلتُ أَنَا وَ حُمرَانُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقُلنَا إِنّا نَمُدّ المِطمَرَ فَقَالَ وَ مَا المِطمَرُ قُلنَا ألّذِي مَن وَافَقَنَا مِن علَوَيِّ أَو غَيرِهِ تَوَلّينَاهُ وَ مَن خَالَفَنَا بَرِئنَا مِنهُ مِن علَوَيِّ أَو غَيرِهِ قَالَ يَا زُرَارَةُ قَولُ اللّهِ أَصدَقُ مِن قَولِكَ فَأَينَ الّذِينَ قَالَ اللّهُإِلّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ
صفحه : 165
وَ الوِلدانِ لا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًاأَينَ المُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ أَينَ الّذِينَخَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاًأَينَأَصحابُ الأَعرافِأَينَ المُؤَلّفَةُ قُلُوبُهُم فَقَالَ زُرَارَةُ ارتَفَعَ صَوتُ أَبِي جَعفَرٍ وَ صوَتيِ حَتّي كَانَ يَسمَعُهُ مَن عَلَي بَابِ الدّارِ فَلَمّا كَثُرَ الكَلَامُ بيَنيِ وَ بَينَهُ قَالَ لِي يَا زُرَارَةُ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يُدخِلَكَ الجَنّةَ
27- شي،[تفسير العياشي] عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ آخَرُونَ مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ قَالَ هُم قَومٌ مِنَ المُشرِكِينَ أَصَابُوا دَماً مِن المُسلِمِينَ ثُمّ أَسلَمُوا فَهُمُ المُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ
28- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا المُرجَونَ هُم قَومٌ قَاتَلُوا يَومَ بَدرٍ وَ أُحُدٍ وَ يَومَ حُنَينٍ وَ سَلُوا عَنِ المُشرِكِينَ ثُمّ أَسلَمُوا بَعدَ تَأَخّرِهِ فَإِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِم
29- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِوَ آخَرُونَ مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ قَالَ هُم قَومٌ مُشرِكُونَ فَقَتَلُوا مِثلَ حَمزَةَ وَ جَعفَرٍ وَ أَشبَاهَهُمَا مِنَ المُؤمِنِينَ ثُمّ إِنّهُم دَخَلُوا فِي الإِسلَامِ فَوَحّدُوا وَ تَرَكُوا الشّركَ وَ لَم يُؤمِنُوا فَيَكُونُوا مِنَ المُؤمِنِينَ فَيَجِبَ لَهُمُ الجَنّةُ وَ لَم يَكفُرُوا فَيَجِبَ لَهُمُ النّارُ فَهُم عَلَي تِلكَ الحَالِمُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ
قَالَ حُمرَانُ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ المُستَضعَفِينَ قَالَ إِنّهُم لَيسُوا بِالمُؤمِنِينَ وَ لَا بِالكَافِرِينَ وَ هُمُ المُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ
30-شي،[تفسير العياشي] عَنِ ابنِ الطّيّارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع النّاسُ عَلَي سِتّ فِرَقٍ يُؤتَونَ إِلَي ثَلَاثِ فِرَقٍ الإِيمَانِ وَ الكُفرِ وَ الضّلَالِ وَ هُم أَهلُ الوَعدِ مِنَ الّذِينَ وَعَدَ اللّهُ الجَنّةَ وَ النّارَ وَ هُمُ المُؤمِنُونَ وَ الكَافِرُونَ وَ المُستَضعَفُونَ وَ المُرجَونَلِأَمرِ اللّهِ
صفحه : 166
إِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِم وَ المُعتَرِفُونَ بِذُنُوبِهِمخَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً وَ أَهلُ الأَعرَافِ
31- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ المُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ قَومٌ كَانُوا مُشرِكِينَ فَقَتَلُوا مِثلَ قَتلِ حَمزَةَ وَ جَعفَرٍ وَ أَشبَاهِهِمَا ثُمّ دَخَلُوا بَعدُ فِي الإِسلَامِ فَوَحّدُوا اللّهَ وَ تَرَكُوا الشّركَ وَ لَم يَعرِفُوا الإِيمَانَ بِقُلُوبِهِم فَيَكُونُوا مِنَ المُؤمِنِينَ فَيَجِبَ لَهُمُ الجَنّةُ وَ لَم يَكُونُوا عَلَي جُحُودِهِم فَيَكفُرُوا فَيَجِبَ لَهُمُ النّارُ فَهُم عَلَي تِلكَ الحَالِإِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِم
قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَرَي فِيهِم رَأيَهُ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مِن أَينَ يُرزَقُونَ قَالَ مِن حَيثُ شَاءَ اللّهُ
وَ قَالَ أَبُو اِبرَاهِيمَ ع هَؤُلَاءِ قَومٌ وَقَفَهُم حَتّي يَرَي فِيهِم رَأيَهُ
32- شي،[تفسير العياشي] عَنِ الحَارِثِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ بَينَ الإِيمَانِ وَ الكُفرِ مَنزِلَةٌ فَقَالَ نَعَم وَ مَنَازِلُ لَو يَجحَدُ شَيئاً مِنهَا أَكَبّهُ اللّهُ فِي النّارِ بَينَهُمَاآخَرُونَ مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ وَ بَينَهُمَا المُستَضعَفُونَ وَ بَينَهُمَا آخَرُونَخَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً وَ بَينَهُمَا قَولُهُوَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ
33- شي،[تفسير العياشي] عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع المُرجَونَ قَومٌ ذُكِرَ لَهُم فَضلُ عَلِيّ فَقَالُوا مَا ندَريِ لَعَلّهُ كَذَلِكَ وَ مَا ندَريِ لَعَلّهُ لَيسَ كَذَلِكَ قَالَ أَرجِه قَالَ تَعَالَيوَ آخَرُونَ مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِالآيَةَ
34-كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ هِلَالٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ قَالَدَخَلَ زُرَارَةُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا زُرَارَةُ مُتَأَهّلٌ أَنتَ قَالَ لَا قَالَ وَ مَا يَمنَعُكَ عَن ذَلِكَ قَالَ لأِنَيّ لَا أَعلَمُ تَطِيبُ مُنَاكَحَةُ هَؤُلَاءِ أَم لَا قَالَ فَكَيفَ تَصبِرُ وَ أَنتَ شَابّ قَالَ أشَترَيِ الإِمَاءَ قَالَ وَ مِن أَينَ طَابَت لَكَ نِكَاحُ الإِمَاءِ قَالَ إِنّ الأَمَةَ إِن راَبنَيِ مِن أَمرِهَا شَيءٌ بِعتُهَا قَالَ لَم أَسأَلكَ عَن هَذَا وَ لَكِن سَأَلتُكَ مِن أَينَ طَابَ لَكَ فَرجُهَا قَالَ لَهُ فتَأَمرُنُيِ أَن أَتَزَوّجَ قَالَ لَهُ ذَاكَ إِلَيكَ
صفحه : 167
قَالَ فَقَالَ لَهُ زُرَارَةُ هَذَا الكَلَامُ يَنصَرِفُ عَلَي ضَربَينِ إِمّا أَن لَا تبُاَليَِ أَن أعَصيَِ اللّهَ إِذ لَم تأَمرُنيِ بِذَلِكَ وَ الوَجهُ الآخَرُ أَن يَكُونَ[تَكُونَ]مُطلِقاً لِي قَالَ فَقَالَ عَلَيكَ بِالبَلهَاءِ قَالَ فَقُلتُ مِثلُ التّيِ يَكُونُ[تَكُونُ] عَلَي رأَيِ الحَكَمِ بنِ عُتَيبَةَ وَ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفصَةَ قَالَ لَا التّيِ لَا تَعرِفُ مَا أَنتُم عَلَيهِ وَ لَا تَنصِبُ قَد زَوّجَ رَسُولُ اللّهِص أَبَا العَاصِ بنَ الرّبِيعِ وَ عُثمَانَ بنَ عَفّانَ وَ تَزَوّجَ عَائِشَةَ وَ حَفصَةَ وَ غَيرَهُمَا فَقَالَ لَستُ أَنَا بِمَنزِلَةِ النّبِيّ ألّذِي كَانَ يجَريِ عَلَيهِ حُكمُهُ وَ مَا هُوَ إِلّا مُؤمِنٌ أَو كَافِرٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَمِنكُم كافِرٌ وَ مِنكُم مُؤمِنٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَأَينَأَصحابُ الأَعرافِ وَ أَينَالمُؤَلّفَة قُلُوبُهُم وَ أَينَ الّذِينَخَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً وَ أَينَ الّذِينَلَم يَدخُلُوها وَ هُم يَطمَعُونَ قَالَ زُرَارَةُ أَ يَدخُلُ النّارَ مُؤمِنٌ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا يَدخُلُهَا إِلّا أَن يَشَاءَ اللّهُ قَالَ زُرَارَةُ فَيَدخُلُ الكَافِرُ الجَنّةَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ لَا فَقَالَ زُرَارَةُ هَل يَخلُو أَن يَكُونَ مُؤمِناً أَو كَافِراً فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَولُ اللّهِ أَصدَقُ مِن قَولِكَ
صفحه : 168
يَا زُرَارَةُ بِقَولِ اللّهِ أَقُولُ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَيلَم يَدخُلُوها وَ هُم يَطمَعُونَ لَو كَانُوا مُؤمِنِينَ لَدَخَلُوا الجَنّةَ وَ لَو كَانُوا كَافِرِينَ لَدَخَلُوا النّارَ قَالَ فَمَا ذَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَرجِئهُم حَيثُ أَرجَأَهُمُ اللّهُ أَمَا إِنّكَ لَو بَقِيتَ لَرَجَعتَ عَن هَذَا الكَلَامِ وَ تحَلّلَت عَنكَ عُقَدُكَ قَالَ فَأَصحَابُ زُرَارَةَ يَقُولُونَ لَرَجَعتَ عَن هَذَا الكَلَامِ وَ تحَلّلَت عَنكَ عُقَدُ الإِيمَانِ
صفحه : 169
فَكُلّ مَن أَدرَكَ زُرَارَةَ بنَ أَعيَنَ فَقَد أَدرَكَ أَبَا عَبدِ اللّهِ فَإِنّهُ مَاتَ بَعدَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِشَهرَينِ أَو أَقَلّ وَ توُفُيَّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ زُرَارَةُ مَرِيضٌ مَاتَ فِي
صفحه : 170
مَرَضِهِ ذَلِكَ
35- فس ،[تفسير القمي] عَن سَعِيدِ بنِ الحَسَنِ بنِ مَالِكٍ عَن بَكّارٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن مَنصُورِ بنِ مُهَاجِرٍ عَن سَعدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن هَذِهِ الآيَةِمُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ الّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَي الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم تَراهُم رُكّعاً سُجّداً يَبتَغُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ رِضواناً فَقَالَ مَثَلٌ إجراء[أَجرَاهُ] اللّهُ فِي شِيعَتِنَا كَمَا يجُريِ لَهُم فِي الأَصلَابِ ثُمّ يَزرَعُهُم فِي الأَرحَامِ وَ يُخرِجُهُم لِلغَايَةِ التّيِ أَخَذَ عَلَيهَا مِيثَاقَهُم فِي الخَلقِ مِنهُم أَتقِيَاءُ وَ شُهَدَاءُ وَ مِنهُمُ المُمتَحَنَةُ قُلُوبُهُم وَ مِنهُمُ العُلَمَاءُ وَ مِنهُمُ النّجَبَاءُ وَ مِنهُمُ النّجَدَاءُ وَ مِنهُم أَهلُ التّقَي وَ مِنهُم أَهلُ التّقوَي وَ مِنهُم أَهلُ التّسلِيمِ فَازُوا بِهَذِهِ الأَشيَاءِ سَبَقَت لَهُم مِنَ اللّهِ وَ فَضَلُوا النّاسَ بِمَا فَضَلُوا وَ جَرَت لِلنّاسِ بَعدَهُم فِي المَوَاثِيقِ حَالُهُم أَسمَاؤُهُم حَدّ المُستَضعَفِينَ وَ حَدّ المُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ إِمّا أَنّ يَتُوبَ عَلَيهِم وَ حَدّ عَسَيأَن يَتُوبَ عَلَيهِم وَ حَدّلابِثِينَ فِيها أَحقاباً وَ حَدّخالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السّماواتُ وَ الأَرضُ ثُمّ حَدّ الِاستِثنَاءِ مِنَ اللّهِ مِنَ[ فِي]الفَرِيقَينِ مَنَازِلُ النّاسِ فِي الخَيرِ وَ الشّرّ خَلقَانِ مِن خَلقِ اللّهِ فِيهِمَا المَشِيّةُ فَمِن سَائِرِ مَن خَلَقَهُ[فَمَن يَشَاءُ مِن خَلقِهِ] فِي قِسمَةِ مَا قُسِمَ لَهُ تَحوِيلٌ عَن حَالٍ زِيَادَةٌ فِي الأَرزَاقِ أَو نَقصٌ مِنهَا أَو تَقصِيرٌ فِي الآجَالِ وَ زِيَادَةٌ فِيهَا أَو نُزُولُ البَلَاءِ أَو دَفعُهُ ثُمّ أَسكَنَ الأَبدَانَ عَلَي مَا شَاءَ مِن ذَلِكَ فَجَعَلَ مِنهُ مُستَقِرّاً فِي القُلُوبِ ثَابِتاً لِأَصلِهِ وَ عوَاَريِّ بَينَ القُلُوبِ وَ الصّدُورِ إِلَي أَجَلٍ لَهُ وَقتٌ فَإِذَا بَلَغَ وَقتُهُم انتَزَعَ ذَلِكَ مِنهُم فَمَن أَلهَمَهُ اللّهُ الخَيرَ وَ أَسكَنَهُ فِي قَلبِهِ بَلَغَ مِنهُ غَايَتَهُ التّيِ أَخَذَ عَلَيهَا مِيثَاقَهُ فِي الخَلقِ الأَوّلِ
36-أَقُولُ وَجَدتُ فِي كِتَابِ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ،فِيمَا جَرَي بَينَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ بَينَ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ لَعَنَهُ اللّهُ أَنّ الأَشعَثَ قَالَ لَهُ ع وَ اللّهِ لَئِن كَانَ الأَمرُ
صفحه : 171
كَمَا تَقُولُ لَقَد هَلَكَتِ الأُمّةُ غَيرَكَ وَ غَيرَ شِيعَتِكَ قَالَ فَإِنّ الحَقّ وَ اللّهِ معَيِ يَا ابنَ قَيسٍ كَمَا أَقُولُ وَ مَا هَلَكَ مِنَ الأُمّةِ إِلّا الناصبين [النّاصِبُونَ] وَ المكابرين [المُكَابِرُونَ] وَ الجاحدين [الجَاحِدُونَ] وَ المعاندين [المُعَانِدُونَ]فَأَمّا مَن تَمَسّكَ بِالتّوحِيدِ وَ الإِقرَارِ بِمُحَمّدٍ وَ الإِسلَامِ وَ لَم يَخرُج مِنَ المِلّةِ وَ لَم يُظَاهِر عَلَينَا الظّلَمَةَ وَ لَم يَنصِب لَنَا العَدَاوَةَ وَ شَكّ فِي الخِلَافَةِ وَ لَم يَعرِف أَهلَهَا وَ وُلَاتَهَا وَ لَم يَعرِف لَنَا وَلَايَةً وَ لَم يَنصِب لَنَا عَدَاوَةً فَإِنّ ذَلِكَ مُسلِمٌ مُستَضعَفٌ يُرجَي لَهُ رَحمَةُ اللّهِ وَ يُتَخَوّفُ عَلَيهِ ذُنُوبُهُ
37- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن نبَيِّ اللّهِ هَل كَانَ يَقُولُ عَلَي اللّهِ شَيئاً قَطّ أَو يَنطِقُ عَنِ الهَوَي أَو يَتَكَلّفُ فَقَالَ لَا فَقُلتُ أَ رَأَيتَكَ قَولَهُ لعِلَيِّ ع مَن كُنتُ مَولَاهُ فعَلَيِّ مَولَاهُ اللّهُ أَمَرَهُ بِهِ قَالَ نَعَم قُلتُ فَأَبرَأُ إِلَي اللّهِ مِمّن أَنكَرَ ذَلِكَ مُنذُ يَومَ أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ قَالَ نَعَم قُلتُ هَل يُسلِمُ النّاسُ حَتّي يَعرِفُوا ذَلِكَ قَالَ لَاإِلّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ لا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًا قُلتُ مَن هُم قَالَ أَ رَأَيتُم خَدَمَكُم وَ نِسَاءَكُم مِمّن لَا يَعرِفُ ذَلِكَ أَ تَقتُلُونَ خَدَمَكُم وَ هُم مُقِرّونَ لَكُم وَ قَالَ مَن عُرِضَ عَلَيهِ ذَلِكَ فَأَنكَرَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ وَ أَسحَقَهُ لَا خَيرَ فِيهِ
صفحه : 172
الآيات البقرةوَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِاليَومِ الآخِرِ وَ ما هُم بِمُؤمِنِينَ يُخادِعُونَ اللّهَ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخدَعُونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكذِبُونَ وَ إِذا قِيلَ لَهُم لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ قالُوا إِنّما نَحنُ مُصلِحُونَ أَلا إِنّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَ لكِن لا يَشعُرُونَ وَ إِذا قِيلَ لَهُم آمِنُوا كَما آمَنَ النّاسُ قالُوا أَ نُؤمِنُ كَما آمَنَ السّفَهاءُ أَلا إِنّهُم هُمُ السّفَهاءُ وَ لكِن لا يَعلَمُونَ وَ إِذا لَقُوا الّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوا إِلي شَياطِينِهِم قالُوا إِنّا مَعَكُم إِنّما نَحنُ مُستَهزِؤُنَ اللّهُ يسَتهَزِئُ بِهِم وَ يَمُدّهُم فِي طُغيانِهِم يَعمَهُونَ أُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الضّلالَةَ بِالهُدي فَما رَبِحَت تِجارَتُهُم وَ ما كانُوا مُهتَدِينَ مَثَلُهُم كَمَثَلِ ألّذِي استَوقَدَ ناراً فَلَمّا أَضاءَت ما حَولَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِم وَ تَرَكَهُم فِي ظُلُماتٍ لا يُبصِرُونَ صُمّ بُكمٌ عمُيٌ فَهُم لا يَرجِعُونَ أَو كَصَيّبٍ مِنَ السّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَ رَعدٌ وَ بَرقٌ يَجعَلُونَ أَصابِعَهُم فِي آذانِهِم مِنَ الصّواعِقِ حَذَرَ المَوتِ وَ اللّهُ مُحِيطٌ بِالكافِرِينَ يَكادُ البَرقُ يَخطَفُ أَبصارَهُم كُلّما أَضاءَ لَهُم مَشَوا فِيهِ وَ إِذا أَظلَمَ عَلَيهِم قامُوا وَ لَو شاءَ اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمعِهِم وَ أَبصارِهِم إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌآل عمران وَ قِيلَ لَهُم تَعالَوا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادفَعُوا قالُوا لَو نَعلَمُ قِتالًا لَاتّبَعناكُم هُم لِلكُفرِ يَومَئِذٍ أَقرَبُ مِنهُم لِلإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفواهِهِم ما لَيسَ فِي قُلُوبِهِم وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يَكتُمُونَ و قال تعالي لا تَحسَبَنّ الّذِينَ يَفرَحُونَ بِما أَتَوا وَ يُحِبّونَ أَن يُحمَدُوا بِما لَم يَفعَلُوا فَلا تَحسَبَنّهُم بِمَفازَةٍ مِنَ العَذابِ وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ
صفحه : 173
النساءوَ إِذا قِيلَ لَهُم تَعالَوا إِلي ما أَنزَلَ اللّهُ وَ إِلَي الرّسُولِ رَأَيتَ المُنافِقِينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدُوداً و قال فَما لَكُم فِي المُنافِقِينَ فِئَتَينِ وَ اللّهُ أَركَسَهُم بِما كَسَبُوا أَ تُرِيدُونَ أَن تَهدُوا مَن أَضَلّ اللّهُ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا و قال بَشّرِ المُنافِقِينَ بِأَنّ لَهُم عَذاباً أَلِيماً إلي قوله إِنّ اللّهَ جامِعُ المُنافِقِينَ وَ الكافِرِينَ فِي جَهَنّمَ جَمِيعاً الّذِينَ يَتَرَبّصُونَ بِكُم فَإِن كانَ لَكُم فَتحٌ مِنَ اللّهِ قالُوا أَ لَم نَكُن مَعَكُم وَ إِن كانَ لِلكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَ لَم نَستَحوِذ عَلَيكُم وَ نَمنَعكُم مِنَ المُؤمِنِينَ فَاللّهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَةِ وَ لَن يَجعَلَ اللّهُ لِلكافِرِينَ عَلَي المُؤمِنِينَ سَبِيلًا إِنّ المُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللّهَ وَ هُوَ خادِعُهُم وَ إِذا قامُوا إِلَي الصّلاةِ قامُوا كُسالي يُراؤُنَ النّاسَ وَ لا يَذكُرُونَ اللّهَ إِلّا قَلِيلًا مُذَبذَبِينَ بَينَ ذلِكَ لا إِلي هؤُلاءِ وَ لا إِلي هؤُلاءِ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا إلي قوله تعالي إِنّ المُنافِقِينَ فِي الدّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وَ لَن تَجِدَ لَهُم نَصِيراً إِلّا الّذِينَ تابُوا وَ أَصلَحُوا وَ اعتَصَمُوا بِاللّهِ وَ أَخلَصُوا دِينَهُم لِلّهِ فَأُولئِكَ مَعَ المُؤمِنِينَ وَ سَوفَ يُؤتِ اللّهُ المُؤمِنِينَ أَجراً عَظِيماًالتوبةيَحذَرُ المُنافِقُونَ أَن تُنَزّلَ عَلَيهِم سُورَةٌ تُنَبّئُهُم بِما فِي قُلُوبِهِم قُلِ استَهزِؤُا إِنّ اللّهَ مُخرِجٌ ما تَحذَرُونَ وَ لَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنّ إِنّما كُنّا نَخُوضُ وَ نَلعَبُ قُل أَ بِاللّهِ وَ آياتِهِ وَ رَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِؤُنَ لا تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمانِكُم إِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُم نُعَذّب طائِفَةً بِأَنّهُم كانُوا مُجرِمِينَ المُنافِقُونَ وَ المُنافِقاتُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمُنكَرِ وَ يَنهَونَ عَنِ المَعرُوفِ وَ يَقبِضُونَ أَيدِيَهُم نَسُوا اللّهَ فَنَسِيَهُم إِنّ المُنافِقِينَ هُمُ الفاسِقُونَ وَعَدَ اللّهُ المُنافِقِينَ وَ المُنافِقاتِ وَ الكُفّارَ نارَ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها هيَِ حَسبُهُم وَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ لَهُم عَذابٌ مُقِيمٌ إلي قوله تعالي يَحلِفُونَ لَكُم لِتَرضَوا عَنهُم فَإِن تَرضَوا عَنهُم فَإِنّ اللّهَ لا يَرضي عَنِ القَومِ الفاسِقِينَ إلي قوله تعالي وَ مِمّن حَولَكُم مِنَ الأَعرابِ مُنافِقُونَ
وَ مِن أَهلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَي النّفاقِ لا تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم سَنُعَذّبُهُم مَرّتَينِ ثُمّ يُرَدّونَ إِلي عَذابٍ عَظِيمٍ
و قال سبحانه وَ إِذا ما أُنزِلَت سُورَةٌ نَظَرَ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ هَل يَراكُم مِن أَحَدٍ ثُمّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَالعنكبوت وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ فَإِذا أوُذيَِ فِي اللّهِ جَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللّهِ وَ لَئِن جاءَ نَصرٌ مِن رَبّكَ لَيَقُولُنّ إِنّا كُنّا مَعَكُم أَ وَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِما فِي صُدُورِ العالَمِينَ وَ لَيَعلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ لَيَعلَمَنّ المُنافِقِينَالأحزاب وَ إِذ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ إِلّا غُرُوراً إلي قوله تعالي وَ يُعَذّبَ المُنافِقِينَ إِن شاءَ أَو يَتُوبَ عَلَيهِم إِنّ اللّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً و قال تعالي لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَ المُرجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغرِيَنّكَ بِهِم ثُمّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلّا قَلِيلًا مَلعُونِينَ أَينَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتّلُوا تَقتِيلًا محمدإِنّ الّذِينَ ارتَدّوا عَلي أَدبارِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُمُ الهُدَي الشّيطانُ سَوّلَ لَهُم وَ أَملي لَهُم ذلِكَ بِأَنّهُم قالُوا لِلّذِينَ كَرِهُوا ما نَزّلَ اللّهُ سَنُطِيعُكُم فِي بَعضِ الأَمرِ وَ اللّهُ يَعلَمُ إِسرارَهُم فَكَيفَ إِذا تَوَفّتهُمُ المَلائِكَةُ يَضرِبُونَ وُجُوهَهُم وَ أَدبارَهُم ذلِكَ بِأَنّهُمُ اتّبَعُوا ما أَسخَطَ اللّهَ وَ كَرِهُوا رِضوانَهُ فَأَحبَطَ أَعمالَهُم أَم حَسِبَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَن لَن يُخرِجَ اللّهُ أَضغانَهُم وَ لَو نَشاءُ لَأَرَيناكَهُم فَلَعَرَفتَهُم بِسِيماهُم وَ لَتَعرِفَنّهُم فِي لَحنِ القَولِ وَ اللّهُ يَعلَمُ أَعمالَكُم
صفحه : 175
الفتح يَقُولُونَ بِأَلسِنَتِهِم ما لَيسَ فِي قُلُوبِهِم قُل فَمَن يَملِكُ لَكُم مِنَ اللّهِ شَيئاً إِن أَرادَ بِكُم ضَرّا أَو أَرادَ بِكُم نَفعاً بَل كانَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ خَبِيراًالحديديَومَ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَ المُنافِقاتُ لِلّذِينَ آمَنُوا انظُرُونا نَقتَبِس مِن نُورِكُم قِيلَ ارجِعُوا وَراءَكُم فَالتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَينَهُم بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرّحمَةُ وَ ظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العَذابُ يُنادُونَهُم أَ لَم نَكُن مَعَكُم قالُوا بَلي وَ لكِنّكُم فَتَنتُم أَنفُسَكُم وَ تَرَبّصتُم وَ ارتَبتُم وَ غَرّتكُمُ الأمَانيِّ حَتّي جاءَ أَمرُ اللّهِ وَ غَرّكُم بِاللّهِ الغَرُورُ فَاليَومَ لا يُؤخَذُ مِنكُم فِديَةٌ وَ لا مِنَ الّذِينَ كَفَرُوا مَأواكُمُ النّارُ هيَِ مَولاكُم وَ بِئسَ المَصِيرُالمجادلةأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ تَوَلّوا قَوماً غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم ما هُم مِنكُم وَ لا مِنهُم وَ يَحلِفُونَ عَلَي الكَذِبِ وَ هُم يَعلَمُونَ أَعَدّ اللّهُ لَهُم عَذاباً شَدِيداً إِنّهُم ساءَ ما كانُوا يَعمَلُونَ اتّخَذُوا أَيمانَهُم جُنّةً فَصَدّوا عَن سَبِيلِ اللّهِ فَلَهُم عَذابٌ مُهِينٌ لَن تغُنيَِ عَنهُم أَموالُهُم وَ لا أَولادُهُم مِنَ اللّهِ شَيئاً أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ يَومَ يَبعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيَحلِفُونَ لَهُ كَما يَحلِفُونَ لَكُم وَ يَحسَبُونَ أَنّهُم عَلي شَيءٍ أَلا إِنّهُم هُمُ الكاذِبُونَ استَحوَذَ عَلَيهِمُ الشّيطانُ فَأَنساهُم ذِكرَ اللّهِ أُولئِكَ حِزبُ الشّيطانِ أَلا إِنّ حِزبَ الشّيطانِ هُمُ الخاسِرُونَالمنافقون إِذا جاءَكَ المُنافِقُونَ قالُوا نَشهَدُ إِنّكَ لَرَسُولُ اللّهِ وَ اللّهُ يَعلَمُ إِنّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللّهُ يَشهَدُ إِنّ المُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ إلي آخر السورة
1- ير،[بصائر الدرجات ]شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ كَتَبتُ إِلَيهِ أَسأَلُهُ عَن مَسأَلَةٍ فَكَتَبَ إلِيَّ أَنّ اللّهَ يَقُولُإِنّ المُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللّهَ وَ هُوَ خادِعُهُم إِلَي قَولِهِسَبِيلًالَيسُوا مِن عِترَةِ رَسُولِ اللّهِ وَ لَيسُوا مِنَ المُؤمِنِينَ وَ لَيسُوا مِنَ المُسلِمِينَ يُظهِرُونَ الإِيمَانَ وَ يُسِرّونَ الكُفرَ وَ التّكذِيبَ لَعَنَهُمُ اللّهُ
صفحه : 176
2- جا،[المجالس للمفيد]المرَاَغيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَلّتَانِ لَا تَجتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ فِقهٌ فِي الإِسلَامِ وَ حُسنُ سَمتٍ فِي الوَجهِ
3- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص مِثلَهُ
4- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع أَربَعٌ مِن عَلَامَاتِ النّفَاقِ قَسَاوَةُ القَلبِ وَ جُمُودُ العَينِ وَ الإِصرَارُ عَلَي الذّنبِ وَ الحِرصُ عَلَي الدّنيَا
5- محص ،[التمحيص ] عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يَجمَعُ اللّهُ لِمُنَافِقٍ وَ لَا فَاسِقٍ حُسنَ السّمتِ وَ الفَقرَ وَ حُسنَ الخُلُقِ أَبَداً
6-نهج ،[نهج البلاغة] مِن خُطبَةٍ لَهُ ع يَصِفُ فِيهَا المُنَافِقِينَنَحمَدُهُ عَلَي مَا وَفّقَ لَهُ مِنَ الطّاعَةِ وَ ذَادَ عَنهُ مِنَ المَعصِيَةِ وَ نَسأَلُهُ لِمِنّتِهِ تَمَاماً وَ بِحَبلِهِ اعتِصَاماً وَ نَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ خَاضَ إِلَي رِضوَانِ اللّهِ كُلّ غَمرَةٍ وَ تَجَرّعَ فِيهِ كُلّ غُصّةٍ وَ قَد تَلَوّنَ لَهُ الأَدنَونَ وَ تَأَلّبَ عَلَيهِ الأَقصَونَ وَ خَلَعَت إِلَيهِ العَرَبُ أَعِنّتَهَا وَ ضَرَبَت إِلَيهِ فِي مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا حَتّي أَنزَلَت
صفحه : 177
بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا مِن أَبعَدِ الدّارِ وَ أَسحَقِ المَزَارِ أُوصِيكُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَي اللّهِ وَ أُحَذّرُكُم أَهلَ النّفَاقِ فَإِنّهُمُ الضّالّونَ المُضِلّونَ وَ الزّالّونَ المُزِلّونَ يَتَلَوّنُونَ أَلوَاناً وَ يَفتَنّونَ افتِنَاناً وَ يَعمِدُونَكُم بِكُلّ عِمَادٍ وَ يَرصُدُونَكُم بِكُلّ مِرصَادٍ قُلُوبُهُم دَوِيّةٌ وَ صِفَاحُهُم نَقِيّةٌ يَمشُونَ الخَفَاءَ وَ يَدِبّونَ الضّرَاءَ وَصفُهُم دَوَاءٌ وَ قَولُهُم شِفَاءٌ وَ فِعلُهُمُ الدّاءُ العَيَاءُ حَسَدَةُ الرّخَاءِ وَ مُؤَكّدُو البَلَاءِ وَ مُقنِطُو الرّجَاءِ لَهُم بِكُلّ طَرِيقٍ صَرِيعٌ وَ إِلَي كُلّ قَلبٍ شَفِيعٌ وَ لِكُلّ شَجوٍ دُمُوعٌ يَتَقَارَضُونَ الثّنَاءَ وَ يَتَرَاقَبُونَ الجَزَاءَ إِن سَأَلُوا أَلحَفُوا وَ إِن عَذَلُوا كَشَفُوا وَ إِن حَكَمُوا أَسرَفُوا قَد أَعَدّوا لِكُلّ حَقّ بَاطِلًا وَ لِكُلّ قَائِمٍ مَائِلًا وَ لِكُلّ حيَّ قَاتِلًا وَ لِكُلّ بَابٍ مِفتَاحاً وَ لِكُلّ لَيلٍ مِصبَاحاً يَتَوَصّلُونَ إِلَي الطّمَعِ بِاليَأسِ لِيُقِيمُوا بِهِ أَسوَاقَهُم وَ يُنفِقُوا بِهِ أَعلَاقَهُم يَقُولُونَ فَيُشَبّهُونَ وَ يَصِفُونَ فَيُمَوّهُونَ قَد هَوّنُوا الطّرِيقَ وَ أَضلَعُوا المَضِيقَ فَهُم لُمَةُ الشّيطَانِ وَ حُمَةُ النّيرَانِأُولئِكَ حِزبُ الشّيطانِ أَلا إِنّ حِزبَ الشّيطانِ هُمُ الخاسِرُونَ
صفحه : 178
1- كش ،[رجال الكشي]سَعدُ بنُ جَنَاحٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِّ عَن فَضَالَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُثمَانَ عَن سَدِيرٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ معَيِ سَلَمَةُ بنُ كُهَيلٍ وَ أَبُو المِقدَامِ ثَابِتٌ الحَدّادُ وَ سَالِمُ بنُ أَبِي حَفصَةَ وَ كَثِيرٌ النّوّاءُ وَ جَمَاعَةٌ مَعَهُم وَ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع أَخُوهُ زَيدُ بنُ عَلِيّ ع فَقَالُوا لأِبَيِ جَعفَرٍ ع نَتَوَلّي عَلِيّاً وَ حَسَناً وَ حُسَيناً وَ نَتَبَرّأُ مِن أَعدَائِهِم قَالَ نَعَم قَالُوا نَتَوَلّي أَبَا بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ نَتَبَرّأُ مِن أَعدَائِهِم قَالَ فَالتَفَتَ إِلَيهِم زَيدُ بنُ عَلِيّ وَ قَالَ لَهُم أَ تَتَبَرّءُونَ مِن فَاطِمَةَ بَتَرتُم أَمرَنَا بَتَرَكُمُ اللّهُ فَيَومَئِذٍ سُمّوا البُترِيّةَ
2-كش ،[رجال الكشي]عُمَرُ بنُ رَبَاحٍ قِيلَإِنّهُ كَانَ أَوّلًا يَقُولُ بِإِمَامَةِ أَبِي جَعفَرٍ ع ثُمّ إِنّهُ فَارَقَ هَذَا القَولَ وَ خَالَفَ أَصحَابَهُ مَعَ عِدّةٍ يَسِيرَةٍ تَابَعُوهُ عَلَي ضَلَالَتِهِ فَإِنّهُ زَعَمَ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن مَسأَلَةٍ فَأَجَابَهُ فِيهَا بِجَوَابٍ ثُمّ عَادَ إِلَيهِ فِي عَامٍ آخَرَ وَ زَعَمَ أَنّهُ سَأَلَهُ عَن تِلكَ المَسأَلَةِ بِعَينِهَا فَأَجَابَهُ فِيهَا بِخِلَافِ الجَوَابِ الأَوّلِ فَقَالَ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع هَذَا بِخِلَافِ مَا أجَبَتنَيِ فِي هَذِهِ المَسأَلَةِ عَامَكَ الماَضيَِ فَذَكَرَ أَنّهُ قَالَ لَهُ إِنّ جَوَابَنَا خَرَجَ عَلَي وَجهِ التّقِيّةِ فَشَكّ فِي أَمرِهِ وَ إِمَامَتِهِ فلَقَيَِ رَجُلًا مِن أَصحَابِ أَبِي جَعفَرٍ ع يُقَالُ لَهُ مُحَمّدُ بنُ قَيسٍ فَقَالَ إنِيّ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن مسَألَتَيِ فأَجَاَبنَيِ فِيهَا بِجَوَابٍ ثُمّ سَأَلتُ عَنهَا فِي عَامٍ آخَرَ فأَجَاَبنَيِ فِيهَا بِخِلَافِ الجَوَابِ الأَوّلِ فَقُلتُ لَهُ لِمَ فَعَلتَ ذَلِكَ قَالَ فَعَلتُهُ لِلتّقِيّةِ وَ قَد عَلِمَ اللّهُ أنَنّيِ مَا سَأَلتُهُ إِلّا وَ إنِيّ صَحِيحُ العَزمِ عَلَي التّدَيّنِ بِمَا يفُتيِنيِ فِيهِ وَ قَبُولِهِ وَ العَمَلِ بِهِ وَ لَا وَجهَ لِاتّقَائِهِ إيِاّيَ وَ هَذِهِ حَالُهُ
صفحه : 179
فَقَالَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ قَيسٍ فَلَعَلّهُ حَضَرَكَ مَنِ اتّقَاهُ فَقَالَ مَا حَضَرَ مَجلِسَهُ فِي وَاحِدٍ مِنَ المَجَالِسِ غيَريِ لَا وَ لَكِن كَأَنّ جَوَابَيهِ[لَكِن كَانَ جَوَابُهُ]جَمِيعاً عَلَي وَجهِ التّخَيّبِ وَ لَم يَحفَظ مَا أَجَابَ بِهِ فِي العَامِ الماَضيِ فَيُجِيبَ بِمِثلِهِ فَرَجَعَ عَن إِمَامَتِهِ وَ قَالَ لَا يَكُونُ إِمَامٌ يفُتيِ بِالبَاطِلِ عَلَي شَيءٍ مِنَ الوُجُوهِ وَ لَا فِي حَالٍ مِنَ الأَحوَالِ وَ لَا يَكُونُ إماما[إِمَامٌ]يفُتيِ بِتَقِيّةٍ مِن غَيرِ مَا يَجِبُ عِندَ اللّهِ وَ لَا هُوَ مُرخٍ سَترَهُ وَ يُغلِقُ بَابَهُ وَ لَا يَسَعُ الإِمَامَ إِلّا الخُرُوجُ وَ الأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيُ عَنِ المُنكَرِ فَمَالَ إِلَي سُنّتِهِ بِقَولِ البُترِيّةِ وَ مَالَ مَعَهُ نَفَرٌ يَسِيرٌ
أقول قدأوردنا كثيرا من أخبار أحوال الزيدية في كتاب الإمامة بعد باب النصوص علي الأئمة الاثني عشر ع وأوردنا أيضا أخبارا كثيرة في شأن الواقفية وأمثالهم في مطاوي أبواب أحوالهم ع أيضا
3- شي،[تفسير العياشي] عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَشهَدُ أَنّ المُرجِئَةَ عَلَي دِينِ الّذِينَ قَالُواأَرجِه وَ أَخاهُ وَ ابعَث فِي المَدائِنِ حاشِرِينَ
4- كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَنِ ابنِ عُذَافِرٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الصّدَقَةِ عَلَي النّاصِبِ وَ عَلَي الزّيدِيّةِ فَقَالَ لَا تَصَدّق عَلَيهِم بشِيَءٍ وَ لَا تَسقِهِم مِنَ المَاءِ إِنِ استَطَعتَ وَ قَالَ لِي الزّيدِيّةُ هُمُ النّصّابُ
5- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن أَبِي عَلِيّ الفاَرسِيِّ قَالَ حَكَي مَنصُورٌ عَنِ الصّادِقِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الرّضَا ع أَنّ الزّيدِيّةَ وَ الوَاقِفِيّةَ وَ النّصّابَ بِمَنزِلَةٍ عِندَهُ سَوَاءٍ
صفحه : 180
6- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن أَبِي عَلِيّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن حَدّثَهُ قَالَ سَأَلتُ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ الرّضَا ع عَن هَذِهِ الآيَةِوُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ قَالَ نَزَلَت فِي النّصّابِ وَ الزّيدِيّةِ وَ الوَاقِفِيّةِ مِنَ النّصّابِ
7- كش ،[رجال الكشي]حَمدَوَيهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا أَحَدٌ أَجهَلَ مِنهُم يعَنيِ العِجلِيّةَ إِنّ فِي المُرجِئَةِ فُتيَا وَ عِلماً وَ فِي الخَوَارِجِ فُتيَا وَ عِلماً وَ مَا أَحَدٌ أَجهَلَ مِنهُم
8- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَزّازِ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عُرِضَت لِي إِلَي ربَيّ تَعَالَي حَاجَةٌ فَهَجَرتُ فِيهَا إِلَي المَسجِدِ وَ كَذَلِكَ كُنتُ أَفعَلُ إِذَا عُرِضَت لِيَ الحَاجَةُ فَبَينَا أَنَا أصُلَيّ فِي الرّوضَةِ إِذَا رَجُلٌ عَلَي رأَسيِ فَقُلتُ مِمّنِ الرّجُلُ قَالَ مِن أَهلِ الكُوفَةِ قَالَ فَقُلتُ مِمّنِ الرّجُلُ فَقَالَ مِن أَسلَمَ قَالَ قُلتُ مِمّنِ الرّجُلُ قَالَ مِنَ الزّيدِيّةِ قُلتُ يَا أَخَا أَسلَمَ مَن تَعرِفُ مِنهُم قَالَ أَعرِفُ خَيرَهُم وَ سَيّدَهُم وَ أَفضَلَهُم هَارُونَ بنَ سَعدٍ قَالَ قُلتُ يَا أَخَا أَسلَمَ رَأسُ العِجلِيّةِ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُإِنّ الّذِينَ اتّخَذُوا العِجلَ سَيَنالُهُم غَضَبٌ مِن رَبّهِم وَ ذِلّةٌ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ إِنّمَا الزيّديِّ حَقّاً مُحَمّدُ بنُ سَالِمٍ بَيّاعُ القَصَبِ
9-كش ،[رجال الكشي]سَعدُ بنُ صَبّاحٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ فُضَيلٍ عَن سَعدٍ الجَلّابِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو أَنّ البُترِيّةَ صَفّ وَاحِدٌ مَا بَينَ المَشرِقِ إِلَي المَغرِبِ مَا أَعَزّ اللّهُ بِهِم دِيناً
صفحه : 181
وَ البُترِيّةُ هُم أَصحَابُ كَثِيرٍ النّوّاءِ وَ الحَسَنِ بنِ صَالِحِ بنِ حيَّ وَ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفصَةَ وَ الحَكَمِ بنِ عُتَيبَةَ وَ سَلَمَةَ بنِ كُهَيلٍ وَ أبو[ أَبِي]المِقدَامِ ثَابِتٍ الحَدّادِ وَ هُمُ الّذِينَ دَعَوا إِلَي وَلَايَةِ عَلِيّ ع ثُمّ خَلَطُوهَا بِوَلَايَةِ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ وَ يُثبِتُونَ لَهُمَا إِمَامَتَهُمَا وَ يُبغِضُونَ عُثمَانَ وَ طَلحَةَ وَ الزّبَيرَ وَ عَائِشَةَ وَ يَرَونَ الخُرُوجَ مَعَ بُطُونِ وُلدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَذهَبُونَ فِي ذَلِكَ إِلَي الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ وَ يُثبِتُونَ لِكُلّ مَن خَرَجَ مِن وُلدِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عِندَ خُرُوجِهِ الإِمَامَةَ
10-دَلَائِلُ الإِمَامَةِ للِطبّرَيِّ الإمِاَميِّ، عَن حَسَنِ بنِ مُعَاذٍ الرضّوَيِّ عَن لُوطِ بنِ يَحيَي الأزَديِّ عَن عُمَارَةَ بنِ زَيدٍ الواَقدِيِّ قَالَحَجّ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَ سَنَةً مِنَ السّنِينَ وَ كَانَ قَد حَجّ فِي تِلكَ السّنَةِ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ البَاقِرُ وَ ابنُهُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع فَقَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ فِي بَعضِ كَلَامِهِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً وَ أَكرَمَنَا بِهِ فَنَحنُ صَفوَةُ اللّهِ عَلَي خَلقِهِ وَ خِيَرَتُهُ مِن عِبَادِهِ فَالسّعِيدُ مَنِ اتّبَعَنَا وَ الشقّيِّ مَن عَادَانَا وَ خَالَفَنَا وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ إِنّهُ[ أَنّهُ]يَتَوَلّانَا وَ هُوَ يوُاَليِ أَعدَاءَنَا وَ مَن يَلِيهِم مِن جُلَسَائِهِم وَ أَصحَابِهِم أعداؤنا[أَعدَائِنَا][ وَ مَن يَلِيهِم مِن جُلَسَائِهِم وَ أَصحَابِهِم]فَهُوَ لَم يَسمَع كَلَامَ رَبّنَا وَ لَم يَعمَل بِهِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع فَأَخبَرَ مُسَيلَمَةُ بنُ عَبدِ المَلِكِ أَخَاهُ بِمَا سَمِعَ فَلَم يَعرِض لَنَا حَتّي انصَرَفَ إِلَي دِمَشقَ وَ انصَرَفنَا إِلَي المَدِينَةِ فَأَنفَذَ بَرِيداً إِلَي عَامِلِ المَدِينَةِ بِإِشخَاصِ أَبِي وَ إشِخاَصيِ مَعَهُ فَأَشخَصَنَا فَلَمّا وَرَدنَا دِمَشقَ حَجَبَنَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ أَذِنَ لَنَا فِي اليَومِ الرّابِعِ فَدَخَلنَا وَ إِذَا هُوَ قَد قَعَدَ عَلَي سَرِيرِ المُلكِ وَ جُندُهُ وَ خَاصّتُهُ وُقُوفٌ عَلَي أَرجُلِهِمُ سِمَاطَينِ مُتَسَلّحَينِ وَ قَد نُصِبَ البُرجَاسُ حِذَاهُ وَ أَشيَاخُ قَومِهِ يَرمُونَ
صفحه : 182
فَلَمّا دَخَلنَا وَ أَبِي أمَاَميِ يقَدمُنُيِ عَلَيهِ بَدَأَهُ وَ أَنَا خَلفَهُ عَلَي يَدِ أَبِي حَتّي حَاذَينَاهُ فَنَادَي أَبِي يَا مُحَمّدُ ارمِ مَعَ أَشيَاخِ قَومِكَ الغَرَضَ وَ إِنّمَا أَرَادَ أَن يَهتِكَ بأِبَيِ وَ ظَنّ أَنّهُ يَقصُرُ وَ يُخطِئُ وَ لَا يُصِيبُ إِذَا رَمَي فيَشَتفَيِ مِنهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ أَبِي قَد كَبِرتُ عَنِ الرمّيِ فَإِن رَأَيتَ أَن تعُفيِنَيِ فَقَالَ وَ حَقّ مَن أَعَزّنَا بِدِينِهِ وَ نَبِيّهِ مُحَمّدٍص لَا أُعفِيكَ ثُمّ أَومَي إِلَي شَيخٍ مِن بنَيِ أُمَيّةَ أَن أَعطِهِ قَوسَكَ فَتَنَاوَلَ أَبِي عِندَ ذَلِكَ قَوسَ الشّيخِ ثُمّ تَنَاوَلَ مِنهُ سَهماً فَوَضَعَهُ فِي كَبِدِ القَوسِ ثُمّ انتَزَعَ وَ رَمَي وَسَطَ الغَرَضِ فَنَصَبَهُ فِيهِ ثُمّ رَمَي فِيهِ الثّانِيَةَ فَشَقّ فُوَاقَ سَهمِهِ إِلَي نَصلِهِ ثُمّ تَابَعَ الرمّيَ حَتّي شَقّ تِسعَةَ أَسهُمٍ بَعضُهَا فِي جَوفِ بَعضٍ وَ هِشَامٌ يَضطَرِبُ فِي مَجلِسِهِ فَلَم يَتَمَالَك أَن قَالَ أَجَدتَ يَا بَا جَعفَرٍ وَ أَنتَ أَرمَي العَرَبِ وَ العَجَمِ كَلّا زَعَمتَ أَنّكَ قَد كَبِرتَ عَنِ الرمّيِ ثُمّ أَدرَكَتهُ نَدَامَةٌ عَلَي مَا قَالَ وَ كَانَ هِشَامٌ لَم يُكَنّ أَحَداً قَبلَ أَبِي وَ لَا بَعدَهُ فِي خِلَافَتِهِ فَهَمّ بِهِ وَ أَطرَقَ إِطرَاقَةً يرَتوَيِ فِيهِ رَأياً وَ أَبِي وَاقِفٌ بِحِذَاهُ مُوَاجِهاً لَهُ وَ أَنَا وَرَاءَ أَبِي فَلَمّا طَالَ وُقُوفُنَا بَينَ يَدَيهِ غَضِبَ أَبِي فَهَمّ بِهِ وَ كَانَ أَبِي عَلَيهِ وَ عَلَي آبَائِهِ السّلَامُ إِذَا غَضِبَ نَظَرَ إِلَي السّمَاءِ نَظَرَ غَضبَانَ يَتَبَيّنُ لِلنّاظِرِ الغَضَبُ فِي وَجهِهِ فَلَمّا نَظَرَ هِشَامٌ إِلَي ذَلِكَ مِن أَبِي قَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ اصعَد فَصَعِدَ أَبِي إِلَي سَرِيرِهِ وَ أَنَا أَتبَعُهُ فَلَمّا دَنَا مِن هِشَامٍ قَامَ إِلَيهِ فَاعتَنَقَهُ وَ أَقعَدَهُ عَن يَمِينِهِ ثُمّ اعتنَقَنَيِ وَ أقَعدَنَيِ عَن يَمِينِ أَبِي ثُمّ أَقبَلَ عَلَي أَبِي بِوَجهِهِ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُ لَا تَزَالُ العَرَبُ وَ العَجَمُ تَسُودُهَا قُرَيشٌ مَا دَامَ فِيهِم مِثلُكَ لِلّهِ دَرّكَ مَن عَلّمَكَ هَذَا الرمّيَ وَ فِي كَم تَعَلّمتَهُ فَقَالَ لَهُ أَبِي قَد عَلِمتُ أَنّ أَهلَ المَدِينَةِ يَتَعَاطَونَهُ فَتَعَاطَيتُهُ أَيّامَ حدَاَثتَيِ ثُمّ تَرَكتُهُ فَلَمّا أَرَادَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ منِيّ ذَلِكَ عُدتُ فِيهِ فَقَالَ لَهُ مَا رَأَيتُ مِثلَ هَذَا الرمّيِ قَطّ مُنذُ عَقَلتُ وَ مَا ظَنَنتُ أَنّ فِي الأَرضِ
صفحه : 183
أَحَداً يرَميِ مِثلَ هَذَا الرمّيِ أَينَ رمَيُ جَعفَرٍ مِن رَميِكَ فَقَالَ إِنّا نَحنُ نَتَوَارَثُ الكَمَالَ وَ التّمَامَ وَ الدّينَ إِذ أَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ فِي قَولِهِاليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَ أَتمَمتُ عَلَيكُم نعِمتَيِ وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً وَ الأَرضُ لَا تَخلُو مِمّن يَكمُلُ هَذِهِ الأُمُورَ التّيِ يَقصُرُ عَنهَا غَيرُنَا قَالَ فَلَمّا سَمِعَ ذَلِكَ مِن أَبِي انقَلَبَت عَينُهُ اليُمنَي فَاحوَلّت وَ احمَرّ وَجهُهُ وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَامَةَ غَضَبِهِ إِذَا غَضِبَ ثُمّ أَطرَقَ هُنَيهَةً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ لأِبَيِ أَ لَسنَا بنَيِ عَبدِ مَنَافٍ نَسَبُنَا وَ نَسَبُكُم وَاحِدٌ فَقَالَ أَبِي نَحنُ كَذَلِكَ وَ لَكِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ اختَصّنَا مِن مَكنُونِ سِرّهِ وَ خَالِصِ عِلمِهِ بِمَا لَم يَخُصّ بِهِ أَحَداً غَيرَنَا فَقَالَ أَ لَيسَ اللّهُ جَلّ ثَنَاؤُهُ بَعَثَ مُحَمّداًص مِن شَجَرَةِ عَبدِ مَنَافٍ إِلَي النّاسِ كَافّةً أَبيَضِهَا وَ أَسوَدِهَا وَ أَحمَرِهَا مِن أَينَ وَرِثتُم مَا لَيسَ لِغَيرِكُم وَ رَسُولُ اللّهِ مَبعُوثٌ إِلَي النّاسِ كَافّةً وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ ما مِن غائِبَةٍ فِي السّماءِ وَ الأَرضِ إِلَي آخِرِ الآيَةِ فَمِن أَينَ وَرِثتُم هَذَا العِلمَ وَ لَيسَ بَعدَ مُحَمّدٍ نبَيِّ وَ لَا أَنتُم أَنبِيَاءُ فَقَالَ مِن قَولِهِ تَعَالَي لِنَبِيّهِلا تُحَرّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِفاَلذّيِ أَبدَاهُ فَهُوَ لِلنّاسِ كَافّةً وَ ألّذِي لَم يُحَرّك بِهِ لِسَانَهُ أَمَرَ اللّهُ أَن يَخُصّنَا بِهِ مِن دُونِ غَيرِنَا فَلِذَلِكَ كَانَ ينُاَجيِ أَخَاهُ عَلِيّاً مِن دُونِ أَصحَابِهِ وَ أَنزَلَ اللّهُ بِذَلِكَ قرآن [قُرآناً] فِي قَولِهِوَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَصحَابِهِ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَجعَلَهَا أُذُنَكَ يَا عَلِيّ فَلِذَلِكَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِالكُوفَةِ علَمّنَيِ رَسُولُ اللّهِص أَلفَ بَابٍ مِنَ العِلمِ يَفتَحُ كُلّ بَابٍ أَلفَ بَابٍ خَصّهُ بِهِ رَسُولُ اللّهِص مِن مَكنُونِ سِرّهِ فَكَمَا خَصّ اللّهُ أَكرَمَ الخَلقِ عَلَيهِ كَذَلِكَ خَصّ نَبِيّهُ أَخَاهُ عَلِيّاً مِن مَكنُونِ سِرّهِ وَ عِلمِهِ بِمَا لَم يَخُصّ بِهِ أَحَداً مِن قَومِهِ حَتّي صَارَ إِلَينَا فَتَوَارَثنَا مِن دُونِ أَهلِهَا فَقَالَ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ إِنّ عَلِيّاً كَانَ يدَعّيِ عِلمَ الغَيبِ وَ اللّهُ لَم يُطلِع
صفحه : 184
عَلَي غَيبِهِ أَحَداً فَمِن أَينَ ادّعَي ذَلِكَ فَقَالَ أَبِي إِنّ اللّهَ جَلّ ذِكرُهُ أَنزَلَ عَلَي نَبِيّهِ كِتَاباً بَيّنَ فِيهِ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فِي قَولِهِوَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍوَ هُديً وَ مَوعِظَةٌ لِلمُتّقِينَ وَ فِي قَولِهِكُلّ شَيءٍ أَحصَيناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ وَ فِي قَولِهِما فَرّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ وَ فِي قَولِهِوَ ما مِن غائِبَةٍ فِي السّماءِ وَ الأَرضِ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ وَ أَوحَي اللّهُ إِلَي نَبِيّهِ ع أَن لَا يبُقيَِ فِي غَيبِهِ وَ سِرّهِ وَ مَكنُونِ عِلمِهِ شيء[شَيئاً] إِلّا ينُاَجيِ بِهِ عَلِيّاً فَأَمَرَهُ أَن يُؤَلّفَ القُرآنَ مِن بَعدِهِ وَ يَتَوَلّي غُسلَهُ وَ تَكفِينَهُ وَ تَحنِيطَهُ مِن دُونِ قَومِهِ وَ قَالَ لِأَصحَابِهِ حَرَامٌ عَلَي أصَحاَبيِ وَ أهَليِ أَن يَنظُرُوا إِلَي عوَرتَيِ غَيرَ أخَيِ عَلِيّ فَإِنّهُ منِيّ وَ أَنَا مِنهُ لَهُ مَا لِي وَ عَلَيهِ مَا عَلَيّ وَ هُوَ قاَضيِ ديَنيِ وَ مُنجِزُ موَعدِيِ ثُمّ قَالَص لِأَصحَابِهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يُقَاتِلُ عَلَي تَأوِيلِ القُرآنِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي تَنزِيلِهِ وَ لَم يَكُن عِندَ أَحَدٍ تَأوِيلُ القُرآنِ بِكَمَالِهِ وَ تَمَامِهِ إِلّا عِندَ عَلِيّ ع وَ لِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَصحَابِهِ أَقضَاكُم عَلِيّ أَي هُوَ قَاضِيكُم وَ قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ لَو لَا عَلِيّ لَهَلَكَ عُمَرُ يَشهَدُ لَهُ عُمَرُ وَ يَجحَدُ غَيرُهُ فَأَطرَقَ هِشَامٌ طَوِيلًا ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ سَل حَاجَتَكَ فَقَالَ خَلّفتُ أهَليِ وَ عيِاَليِ مُستَوحِشِينَ لخِرُوُجيِ فَقَالَ قَد آمَنَ اللّهُ وَحشَتَهُم بِرُجُوعِكَ إِلَيهِم وَ لَا تُقِم أَكثَرَ مِن يَومِكَ فَاعتَنَقَهُ أَبِي وَ دَعَا لَهُ وَ وَدّعَهُ وَ فَعَلتُ أَنَا كَفِعلِ أَبِي ثُمّ نَهَضَ وَ نَهَضتُ مَعَهُ وَ خَرَجنَا إِلَي بَابِهِ وَ إِذَا مَيدَانٌ بِبَابِهِ وَ فِي آخِرِ المَيدَانِ أُنَاسٌ قُعُودٌ عَدَدٌ كَثِيرٌ
صفحه : 185
قَالَ أَبِي مَن هَؤُلَاءِ قَالَ الحُجّابُ هَؤُلَاءِ القِسّيسُونَ وَ الرّهبَانُ وَ هَذَا عَالِمٌ لَهُم يَقعُدُ إِلَيهِم فِي كُلّ سَنَةٍ يَوماً وَاحِداً يَستَفتُونَهُ فَيُفتِيهِم فَلَفّ أَبِي عِندَ ذَلِكَ رَأسَهُ بِفَاضِلِ رِدَائِهِ وَ فَعَلتُ أَنَا فِعلَ أَبِي فَأَقبَلَ نَحوَهُم حَتّي قَعَدَ نَحوَهُم وَ قَعَدتُ وَرَاءَ أَبِي وَ رُفِعَ ذَلِكَ فِي الخَبَرِ إِلَي هِشَامٍ فَأَمَرَ بَعضَ غِلمَانِهِ أَن يَحضُرَ المَوضِعَ فَيَنظُرَ مَا يَصنَعُ أَبِي فَأَقبَلَ وَ أَقبَلَ عَدَدٌ مِنَ المُسلِمِينَ فَأَحَاطُوا بِنَا وَ أَقبَلَ عَالِمُ النّصَارَي وَ قَد شَدّ حَاجِبَيهِ بِحَرِيرَةٍ صَفرَاءَ حَتّي تَوَسّطَنَا فَقَامَ إِلَيهِ جَمِيعُ القِسّيسِينَ وَ الرّهبَانِ مُسَلّمِينَ عَلَيهِ فَجَاءَ إِلَي صَدرِ المَجلِسِ فَقَعَدَ فِيهِ وَ أَحَاطَ بِهِ أَصحَابُهُ وَ أَبِي وَ أَنَا بَينَهُم فَأَدَارَ نَظَرَهُ ثُمّ قَالَ لأِبَيِ أَ مِنّا أَم مِن هَذِهِ الأُمّةِ المَرحُومَةِ فَقَالَ أَبِي بَل مِن هَذِهِ الأُمّةِ المَرحُومَةِ فَقَالَ مِن أَينَ أَنتَ مِن عُلَمَائِهَا أَم مِن جُهّالِهَا فَقَالَ لَهُ أَبِي لَستُ مِن جُهّالِهَا فَاضطَرَبَ اضطِرَاباً شَدِيداً ثُمّ قَالَ لَهُ أَسأَلُكَ فَقَالَ لَهُ أَبِي سَل فَقَالَ مِن أَينَ ادّعَيتُم أَنّ أَهلَ الجَنّةِ يَطعَمُونَ وَ يَشرَبُونَ وَ لَا يُحدِثُونَ وَ لَا يَبُولُونَ وَ مَا الدّلِيلُ فِيمَا تَدّعُونَهُ مِن شَاهِدٍ لَا يُجهَلُ فَقَالَ لَهُ أَبِي دَلِيلُ مَا ندَعّيِ مِن شَاهِدٍ لَا يُجهَلُ الجَنِينُ فِي بَطنِ أُمّهِ يَطعَمُ وَ لَا يُحدِثُ قَالَ فَاضطَرَبَ النصّراَنيِّ اضطِرَاباً شَدِيداً ثُمّ قَالَ كَلّا زَعَمتَ أَنّكَ لَستَ مِن عُلَمَائِهَا فَقَالَ لَهُ أَبِي وَ لَا مِن جُهّالِهَا وَ أَصحَابُ هِشَامٍ يَسمَعُونَ ذَلِكَ فَقَالَ لأِبَيِ أَسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ أُخرَي فَقَالَ لَهُ أَبِي سَل فَقَالَ مِن أَينَ ادّعَيتُم أَنّ فَاكِهَةَ الجَنّةِ أَبَداً غَضّةٌ طَرِيّةٌ مَوجُودَةٌ غَيرُ مَعدُومَةٍ عِندَ جَمِيعِ أَهلِ الجَنّةِ لَا تَنقَطِعُ وَ مَا الدّلِيلُ فِيمَا تَدّعُونَهُ مِن شَاهِدٍ لَا يُجهَلُ فَقَالَ لَهُ أَبِي دَلِيلُ مَا ندَعّيِ أَنّ قُرآنَنَا أَبَداً غَضّ طرَيِّ مَوجُودٌ غَيرُ مَعدُومٍ عِندَ جَمِيعِ المُسلِمِينَ لَا يَنقَطِعُ فَاضطَرَبَ اضطِرَاباً شَدِيداً ثُمّ قَالَ كَلّا زَعَمتَ أَنّكَ لَستَ مِن عُلَمَائِهَا فَقَالَ لَهُ أَبِي وَ لَا مِن جُهّالِهَا فَقَالَ أَسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ فَقَالَ لَهُ سَل قَالَ أخَبرِنيِ عَن سَاعَةٍ مِن سَاعَاتِ
صفحه : 186
الدّنيَا لَيسَت مِن سَاعَاتِ اللّيلِ وَ لَا مِن سَاعَاتِ النّهَارِ فَقَالَ لَهُ أَبِي هيَِ السّاعَةُ التّيِ بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ يَهدَأُ فِيهَا المُبتَلَي وَ يَرقُدُ فِيهَا السّاهِرُ وَ يُفِيقُ المُغمَي عَلَيهِ جَعَلَهَا اللّهُ فِي الدّنيَا رَغبَةً لِلرّاغِبِينَ وَ فِي الآخِرَةِ لِلعَامِلِينَ لَهَا وَ دَلِيلًا وَاضِحاً وَ حِجَاباً بَالِغاً عَلَي الجَاحِدِينَ المُنكِرِينَ التّارِكِينَ لَهَا قَالَ فَصَاحَ النصّراَنيِّ صَيحَةً ثُمّ قَالَ بَقِيَت مَسأَلَةٌ وَاحِدَةٌ وَ اللّهِ لَأَسأَلَنّكَ عَن مَسأَلَةٍ لَا تهَتدَيِ إِلَي الجَوَابِ عَنهَا أَبَداً فَأَسأَلُكَ فَقَالَ لَهُ أَبِي سَل فَإِنّكَ حَانِثٌ فِي يَمِينِكَ فَقَالَ أخَبرِنيِ عَن مَولُودَينِ وُلِدَا فِي يَومٍ وَاحِدٍ وَ مَاتَا فِي يَومٍ وَاحِدٍ عُمرُ أَحَدِهِمَا خَمسُونَ وَ مِائَةُ سَنَةٍ وَ الآخَرِ خَمسُونَ سَنَةً فِي دَارِ الدّنيَا فَقَالَ لَهُ أَبِي ذَلِكَ عُزَيرٌ وَ عَزرَةُ وُلِدَا فِي يَومٍ وَاحِدٍ فَلَمّا بَلَغَا مَبلَغَ الرّجَالِ خَمسَةً وَ عِشرِينَ عَاماً مَرّ عُزَيرٌ عَلَي حِمَارِهِ رَاكِباً عَلَي قَريَةٍ بِأَنطَاكِيَةَوَ هيَِ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها فَقَالَ أَنّي يحُييِ اللّهُ هَذِهِ بَعدَ مَوتِهَا وَ قَد كَانَ اصطَفَاهُ وَ هَدَاهُ فَلَمّا قَالَ ذَلِكَ القَولَ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِفَأَماتَهُ اللّهُ مِائَةَ عامٍسَخَطاً عَلَيهِ بِمَا قَالَثُمّ بَعَثَهُ عَلَي حِمَارِهِ بِعَينِهِ وَ طَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ فَعَادَ إِلَي دَارِهِ وَ عَزرَةُ أَخُوهُ لَا يَعرِفُهُ فَاستَضَافَهُ فَأَضَافَهُ وَ بَعَثَ إِلَي وُلدِ عَزرَةَ وَ وُلدِ وُلدِهِ وَ قَد شَاخُوا وَ عُزَيرٌ شَابّ فِي سِنّ ابنِ خَمسٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً فَلَم يَزَل عُزَيرٌ يَذكُرُ أَخَاهُ وَ وُلدَهُ وَ قَد شَاخُوا وَ هُم يَذكُرُونَ مَا يُذَكّرُهُم وَ يَقُولُونَ مَا أَعلَمَكَ بِأَمرٍ قَد مَضَت عَلَيهِ السّنُونَ وَ الشّهُورُ وَ يَقُولُ لَهُ عَزرَةُ وَ هُوَ شَيخٌ ابنُ مِائَةٍ وَ خَمسٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً مَا رَأَيتُ شَابّاً فِي سِنّ خَمسٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً أَعلَمَ بِمَا كَانَ بيَنيِ وَ بَينَ أخَيِ عُزَيرٍ أَيّامَ شبَاَبيِ مِنكَ فَمِن أَهلِ السّمَاءِ أَنتَ أَم مِن أَهلِ الأَرضِ فَقَالَ عُزَيرٌ لِأَخِيهِ عَزرَةَ أَنَا عُزَيرٌ سَخِطَ اللّهُ عَلَيّ بِقَولٍ قُلتُهُ بَعدَ أَنِ اصطفَاَنيِ وَ هدَاَنيِ فأَمَاَتنَيِ مِائَةَ سَنَةٍ ثُمّ بعَثَنَيِ لِيَزدَادُوا بِذَلِكَ يَقِيناًأَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ هَا هُوَ هَذَا حمِاَريِ وَ طعَاَميِ وَ شرَاَبيَِ ألّذِي خَرَجتُ بِهِ مِن عِندِكُم أَعَادَهُ اللّهُ لِي كَمَا كَانَ يُعِيدُهَا فَأَيقَنُوا فَأَعَاشَهُ اللّهُ بَينَهُم خَمساً وَ عِشرِينَ سَنَةً ثُمّ قَبَضَهُ اللّهُ وَ أَخَاهُ فِي يَومٍ وَاحِدٍ
صفحه : 187
فَنَهَضَ عَالِمُ النّصَارَي عِندَ ذَلِكَ قَائِماً وَ قَامَ النّصَارَي عَلَي أَرجُلِهِم فَقَالَ لَهُم عَالِمُهُم جئِتمُوُنيِ بِأَعلَمَ منِيّ وَ أَقعَدتُمُوهُ مَعَكُم حَتّي يهَتكِنَيِ وَ يفَضحَنَيِ وَ يَعلَمَ المُسلِمُونَ أَنّ لَهُم مَن أَحَاطَ بِعُلُومِنَا وَ عِندَهُ مَا لَيسَ عِندَنَا لَا وَ اللّهِ لَا كَلّمتُكُم مِن رأَسيِ كَلِمَةً وَ لَا قَعَدتُ لَكُم إِن عِشتُ سَنَةً فَتَفَرّقُوا وَ أَبِي قَاعِدٌ مَكَانَهُ وَ أَنَا مَعَهُ وَ رُفِعَ ذَلِكَ الخَبَرُ إِلَي هِشَامِ بنِ عَبدِ المَلِكِ فَلَمّا تَفَرّقَ النّاسُ نَهَضَ أَبِي وَ انصَرَفَ إِلَي المَنزِلِ ألّذِي كُنّا فِيهِ فَوَافَانَا رَسُولُ هِشَامٍ بِالجَائِزَةِ وَ أَمَرَنَا أَن نَنصَرِفَ إِلَي المَدِينَةِ مِن سَاعَتِنَا وَ لَا نَحتَبِسَ لِأَنّ النّاسَ مَاجُوا وَ خَاضُوا فِيمَا جَرَي بَينَ أَبِي وَ بَينَ عَالِمِ النّصَارَي فَرَكِبنَا دَوَابّنَا مُنصَرِفَينَ وَ قَد سَبَقَنَا بَرِيدٌ مِن عِندِ هِشَامٍ إِلَي عَامِلِ مَديَنَ عَلَي طَرِيقِنَا إِلَي المَدِينَةِ أَنّ ابنيَ أَبِي تُرَابٍ السّاحِرَينِ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ وَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ الكَذّابَينِ بَل هُوَ الكَذّابُ لَعَنَهُ اللّهُ فِيمَا يُظهِرَانِ مِنَ الإِسلَامِ وَرَدَا عَلَيّ فَلَمّا صَرَفتُهُمَا إِلَي المَدِينَةِ مَالَا إِلَي القِسّيسِينَ وَ الرّهبَانِ مِن كُفّارِ النّصَارَي وَ تَقَرّبَا إِلَيهِم بِالنّصرَانِيّةِ فَكَرِهتُ أَن أَنكُلَ بِهِمَا لِقَرَابَتِهِمَا فَإِذَا قَرَأتَ كتِاَبيِ هَذَا فَنَادِ فِي النّاسِ بَرِئَتِ الذّمّةُ مِمّن يُشَارِيهِم أَو يُبَايِعُهُم أَو يُصَافِحُهُم أَو يُسلّمُ عَلَيهِم فَإِنّهُمَا قَدِ ارتَدّا عَنِ الإِسلَامِ وَ رَأَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ أَن يَقتُلَهُمَا وَ دَوَابّهُمَا وَ غِلمَانَهُمَا وَ مَن مَعَهُمَا أَشَرّ قَتلَةٍ قَالَ فَوَرَدَ البَرِيدُ إِلَي مَدِينَةِ مَديَنَ فَلَمّا شَارَفنَا مَدِينَةَ مَديَنَ قَدّمَ أَبِي غِلمَانَهُ لِيَرتَادُوا لَهُ مَنزِلًا وَ يَشتَرُوا لِدَوَابّنَا عَلَفاً وَ لَنَا طَعَاماً فَلَمّا قَرُبَ غِلمَانُنَا مِن بَابِ المَدِينَةِ أَغلَقُوا البَابَ فِي وُجُوهِنَا وَ شَتَمُونَا وَ ذَكَرُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَالُوا لَا نُزُولَ لَكُم عِندَنَا وَ لَا شِرَي وَ لَا بَيعَ يَا كُفّارُ يَا مُشرِكِينَ[مُشرِكُونَ] يَا مُرتَدّينَ[مُرتَدّونَ] يَا كَذّابِينَ[كَذّابُونَ] يَا شَرّ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ فَوَقَفَ غِلمَانُنَا عَلَي البَابِ حَتّي انتَهَينَا إِلَيهِم فَكَلّمَهُم أَبِي وَ لَيّنَ لَهُمُ القَولَ وَ قَالَ لَهُمُ اتّقُوا اللّهَ وَ لَا تَغلَطُونَ فَلَسنَا كَمَا بَلَغَكُم وَ لَا نَحنُ كَمَا تَقُولُونَ فَاسمَعُونَا
صفحه : 188
فَقَالَ أَبِي فَهَبنَا كَمَا تَقُولُونَ افتَحُوا لَنَا البَابَ وَ شَارُونَا وَ بَايِعُونَا كَمَا تُشَارُونَ وَ تُبَايِعُونَ اليَهُودَ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسَ فَقَالُوا أَنتُم أَشَرّ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ لِأَنّ هَؤُلَاءِ يُؤَدّونَ الجِزيَةَ وَ أَنتُم مَا تُؤَدّونَ فَقَالَ لَهُم أَبِي افتَحُوا لَنَا البَابَ وَ أَنزِلُونَا وَ خُذُوا مِنّا الجِزيَةَ كَمَا تَأخُذُونَ مِنهُم فَقَالُوا لَا نَفتَحُ وَ لَا كَرَامَةَ لَكُم حَتّي تَمُوتُوا عَلَي ظُهُورِ دَوَابّكُم جِيَاعاً مِيَاعاً وَ تَمُوتَ دَوَابّكُم تَحتَكُم فَوَعَظَهُم أَبِي فَازدَادُوا عُتُوّاً وَ نُشُوزاً قَالَ فَثَنَي أَبِي بِرِجلِهِ عَن سَرجِهِ وَ قَالَ لِي مَكَانَكَ يَا جَعفَرُ لَا تَبرَح ثُمّ صَعِدَ الجَبَلَ المُطِلّ عَلَي مَدِينَةِ مَديَنَ وَ أَهلُ مَديَنَ يَنظُرُونَ إِلَيهِ مَا يَصنَعُ فَلَمّا صَارَ فِي أَعلَاهُ استَقبَلَ بِوَجهِهِ المَدِينَةَ وَحدَهُ ثُمّ وَضَعَ إِصبَعَيهِ فِي أُذُنَيهِ ثُمّ نَادَي بِأَعلَي صَوتِهِوَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً إِلَي قَولِهِبَقِيّتُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَنَحنُ وَ اللّهِ بَقِيّةُ اللّهِ فِي أَرضِهِ فَأَمَرَ اللّهُ رِيحاً سَودَاءَ مُظلِمَةً فَهَبّت وَ احتَمَلَت صَوتَ أَبِي فَطَرَحَتهُ فِي أَسمَاعِ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ الصّبيَانِ فَمَا بقَيَِ أَحَدٌ مِنَ الرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ الصّبيَانِ إِلّا صَعِدَ السّطُوحَ وَ أَبِي مُشرِفٌ عَلَيهِم وَ صَعِدَ فِيمَن صَعِدَ شَيخٌ مِن أَهلِ مَديَنَ كَبِيرُ السّنّ فَنَظَرَ إِلَي أَبِي عَلَي الجَبَلِ فَنَادَي بِأَعلَي صَوتِهِ اتّقُوا اللّهَ يَا أَهلَ مَديَنَ فَإِنّهُ قَد وَقَفَ المَوقِفَ ألّذِي وَقَفَ فِيهِ شُعَيبٌ ع حِينَ دَعَا عَلَي قَومِهِ فَإِن أَنتُم لَم تَفتَحُوا البَابَ وَ لَم تُنزِلُوهُ جَاءَكُم مِنَ العَذَابِ وَ أَتَي عَلَيكُم وَ قَد أَعذَرَ مَن أَنذَرَ فَفَزِعُوا وَ فَتَحُوا البَابَ وَ أَنزَلُونَا وَ كَتَبَ العَامِلُ بِجَمِيعِ ذَلِكَ إِلَي هِشَامٍ فَارتَحَلنَا فِي اليَومِ الثاّنيِ فَكَتَبَ هِشَامٌ إِلَي عَامِلِ مَديَنَ يَأمُرُهُ بِأَن يَأخُذَ الشّيخَ فَيَطُمّوهُ فَأَخَذُوهُ
صفحه : 189
فَطَمّوهُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ وَ صَلَوَاتُهُ وَ كَتَبَ إِلَي عَامِلِ مَدِينَةِ الرّسُولِ أَن يَحتَالَ فِي سَمّ أَبِي فِي طَعَامٍ أَو شَرَابٍ فَمَضَي هِشَامٌ وَ لَم يَتَهَيّأ لَهُ فِي أَبِي شَيءٌ مِن ذَلِكَ
الآيات المائدةوَ تَري كَثِيراً مِنهُم يُسارِعُونَ فِي الإِثمِ وَ العُدوانِ وَ أَكلِهِمُ السّحتَ لَبِئسَ ما كانُوا يَعمَلُونَالأنفال وَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم بَطَراً وَ رِئاءَ النّاسِ وَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ اللّهُ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطٌالرعدوَ الّذِينَ يَنقُضُونَ عَهدَ اللّهِ مِن بَعدِ مِيثاقِهِ وَ يَقطَعُونَ ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَ يُفسِدُونَ فِي الأَرضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللّعنَةُ وَ لَهُم سُوءُ الدّارِالكهف وَ مَن أَظلَمُ مِمّن ذُكّرَ بِآياتِ رَبّهِ فَأَعرَضَ عَنها وَ نسَيَِ ما قَدّمَت يَداهُ إِنّا جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً وَ إِن تَدعُهُم إِلَي الهُدي فَلَن يَهتَدُوا إِذاً أَبَداًق أَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ مُرِيبٍ ألّذِي جَعَلَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلقِياهُ فِي العَذابِ الشّدِيدِ
1-ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 190
يَقُولُ لَا يَطمَعَنّ ذُو الكِبرِ فِي الثّنَاءِ الحَسَنِ وَ الخِبّ فِي كَثرَةِ الصّدِيقِ وَ لَا السّيّئُ الأَدَبِ فِي الشّرَفِ وَ لَا البَخِيلُ فِي صِلَةِ الرّحِمِ وَ لَا المسُتهَزِئُ بِالنّاسِ فِي صِدقِ المَوَدّةِ وَ لَا القَلِيلُ الفِقهِ فِي القَضَاءِ وَ لَا المُغتَابُ فِي السّلَامَةِ وَ لَا الحَسُودُ فِي رَاحَةِ القَلبِ وَ لَا المُعَاقِبُ عَلَي الذّنبِ الصّغِيرِ فِي السّؤدَدِ وَ لَا القَلِيلُ التّجرِبَةِ المُعجَبُ بِرَأيِهِ فِي رِئَاسَةٍ
2- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ الجبَلَيِّ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُعَذّبُ سِتّةً بِسِتّ العَرَبَ بِالعَصَبِيّةِ وَ الدّهَاقِنَةَ بِالكِبرِ وَ الأُمَرَاءَ بِالجَورِ وَ الفُقَهَاءَ بِالحَسَدِ وَ التّجّارَ بِالخِيَانَةِ وَ أَهلَ الرّستَاقِ بِالجَهلِ
سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن دَاوُدَ النهّديِّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحلَبَيِّ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِثلَهُ
ختص ،[الإختصاص ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِثلَهُ
3-ل ،[الخصال ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِي يَحيَي الواَسطِيِّ عَمّن ذَكَرَهُ أَنّهُ قَالَ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَ تَرَي هَذَا الخَلقَ كُلّهُ مِنَ النّاسِ فَقَالَ أَلقِ مِنهُم التّارِكَ المِسوَاكِ وَ المُتَرَبّعَ فِي مَوضِعِ الضّيّقِ وَ الدّاخِلَ فِيمَا لَا يَعنِيهِ وَ الممُاَريَِ فِيمَا لَا عِلمَ لَهُ بِهِ وَ المُتَمَرّضَ مِن غَيرِ عِلّةٍ وَ المُتَشَعّثَ مِن غَيرِ مُصِيبَةٍ وَ المُخَالِفَ عَلَي أَصحَابِهِ فِي الحَقّ وَ قَدِ اتّفَقُوا عَلَيهِ وَ المُفتَخِرَ يَفتَخِرُ بِآبَائِهِ وَ هُوَ خِلوٌ مِن صَالِحِ أَعمَالِهِم فَهُوَ بِمَنزِلَةِ الخَلَنجِ يُقشَرُ لِحَاءً عَن لِحَاءٍ حَتّي يُوصَلَ إِلَي جَوهَرِيّتِهِ
صفحه : 191
وَ هُوَ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلّ سَبِيلًا
سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن أَبِي الحَسَنِ الواَسطِيِّ عَمّن ذَكَرَهُ مِثلَهُ
4- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَتَعَوّذُ فِي كُلّ يَومٍ مِن سِتّ مِنَ الشّكّ وَ الشّركِ وَ الحَمِيّةِ وَ الغَضَبِ وَ البغَيِ وَ الحَسَدِ
5- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ ع أَنّ رِيحَ الجَنّةِ تُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ أَلفِ عَامٍ مَا يَجِدُهَا عَاقّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا شَيخٌ زَانٍ وَ لَا جَارّ إِزَارِهِ خُيَلَاءَ وَ لَا فَتّانٌ وَ لَا مَنّانٌ وَ لَا جعَظرَيِّ قَالَ قُلتُ فَمَا الجعَظرَيِّ قَالَ ألّذِي لَا يَشبَعُ مِنَ الدّنيَا
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَ لَا حَيّوفٌ وَ هُوَ النّبّاشُ وَ لَا زَنُوفٌ وَ هُوَ المُخَنّثُ وَ لَا جَوّاضٌ وَ لَا جعَظرَيِّ وَ هُوَ ألّذِي لَا يَشبَعُ مِنَ الدّنيَا
6-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الفاَرسِيِّ عَنِ الجعَفرَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَمّا خَلَقَ الجَنّةَ خَلَقَهَا مِن لَبِنَتَينِ لَبِنَةٍ مِن ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٍ مِن فِضّةٍ وَ جَعَلَ حِيطَانَهَا اليَاقُوتَ وَ سَقفَهَا الزّبَرجَدَ وَ حَصبَاءَهَا اللّؤلُؤَ
صفحه : 192
وَ تُرَابَهَا الزّعفَرَانَ وَ المِسكَ الأَذفَرَ فَقَالَ لَهَا تكَلَمّيِ فَقَالَت لَا إِلَهَ إِلّا أَنتَ الحيَّ القَيّومُ قَد سَعِدَ مَن يدَخلُنُيِ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بعِزِتّيِ وَ عظَمَتَيِ وَ جلَاَليِ وَ ارتفِاَعيِ لَا يَدخُلُهَا مُدمِنُ خَمرٍ وَ لَا سِكّيرٌ وَ لَا قَتّاتٌ وَ هُوَ النّمّامُ وَ لَا دَيّوثٌ وَ هُوَ القَلطَبَانُ وَ لَا قَلّاعٌ وَ هُوَ الشرّطيِّ وَ لَا زَنُوقٌ وَ هُوَ الخُنثَي وَ لَا خَيّوفٌ وَ هُوَ النّبّاشُ وَ لَا عَشّارٌ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا قدَرَيِّ
7- ل ،[الخصال ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ وَ مُحَمّدٍ العَطّارِ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَدخُلُ الجَنّةَ مُدمِنُ خَمرٍ وَ لَا سِكّيرٌ وَ لَا عَاقّ وَ لَا شَدِيدُ السّوَادِ وَ لَا دَيّوثٌ وَ لَا قَلّاعٌ وَ هُوَ الشرّطيِّ وَ لَا زَنُوقٌ وَ هُوَ الخُنثَي وَ لَا خَيّوفٌ وَ هُوَ النّبّاشُ وَ لَا عَشّارٌ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَ لَا قدَرَيِّ
قال الصدوق رضي الله عنه يعني شديد ألذي لايبيض شيء من شعر رأسه و لا من شعر لحيته من كبر السن ويسمي الغربيب
8- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تَمزَح فَيَذهَبَ نُورُكَ وَ لَا تَكذِب فَيَذهَبَ بَهَاؤُكَ وَ إِيّاكَ وَ خَصلَتَينِ الضّجَرَ وَ الكَسَلَ فَإِنّكَ إِن ضَجِرتَ لَم تَصبِر عَلَي حَقّ وَ إِن كَسِلتَ لَم تُؤَدّ حَقّاً قَالَ ع وَ كَانَ المَسِيحُ ع يَقُولُ مَن كَثُرَ هَمّهُ سَقِمَ بَدَنُهُ وَ مَن سَاءَ خُلُقُهُ عَذّبَ نَفسَهُ وَ مَن كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ وَ مَن كَثُرَ كَذِبُهُ ذَهَبَ بَقَاؤُهُ وَ مَن لَاحَي الرّجَالَ ذَهَبَت مُرُوّتُهُ
9-ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ زَيدٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن ثَابِتِ بنِ دِينَارٍ عَنِ ابنِ ظَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُالصّدقُ أَمَانَةٌ وَ الكَذِبُ خِيَانَةٌ وَ الأَدَبُ رِئَاسَةٌ وَ الحَزمُ كِيَاسَةٌ وَ السّرَفُ مَثوَاةٌ وَ القَصدُ مَثرَاةٌ وَ الحِرصُ مَفقَرَةٌ
صفحه : 193
وَ الدّنَاءَةُ مَحقَرَةٌ وَ السّخَاءُ قُربَةٌ وَ اللّومُ غُربَةٌ وَ الدّقّةُ استِكَانَةٌ وَ العَجزُ مَهَانَةٌ وَ الهَوَي مَيلٌ وَ الوَفَاءُ كَيلٌ وَ العُجبُ هَلَاكٌ وَ الصّبرُ مِلَاكٌ
10- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ ثَلَاثٌ مَن لَم يَكُنّ فِيهِ فَلَا يُرجَي خَيرُهُ أَبَداً مَن لَم يَخشَ اللّهَ فِي الغَيبِ وَ مَن لَم يَرعَوِ عِندَ الشّيبِ وَ لَم يسَتحَيِ مِنَ العَيبِ
11- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ العَلَاءِ بنِ فُضَيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثٌ إِذَا كُنّ فِي الرّجُلِ فَلَا تَجرَحُ أَن تَقُولَ إِنّهُ فِي جَهَنّمَ الجَفَاءُ وَ الجُبنُ وَ البُخلُ وَ ثَلَاثٌ إِذَا كُنّ فِي المَرأَةِ فَلَا تَجرَحُ أَن تَقُولَ إِنّهَا فِي جَهَنّمَ البَذَاءُ وَ الخُيَلَاءُ وَ الفَجرُ
12- ل ،[الخصال ] عَنِ العَطّارِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ النضّريِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ سِتّةٌ لَا تَكُونُ فِي المُؤمِنِ العُسرُ وَ النّكرُ وَ اللّجَاجَةُ وَ الكَذِبُ وَ الحَسَدُ وَ البغَيُ
13- ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَلِيّ بنِ رَاشِدٍ رَفَعَهُ إِلَي الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ خَمسٌ هُنّ كَمَا أَقُولُ لَيسَت لِبَخِيلٍ رَاحَةٌ وَ لَا لِحَسُودٍ لَذّةٌ وَ لَا لِمُلُوكٍ وَفَاءٌ وَ لَا لِكَذّابٍ مُرُوّةٌ وَ لَا يَسُودُ سَفِيهٌ
14- مع ،[معاني الأخبار] عَنِ الطاّلقَاَنيِّ عَنِ البزَوَفرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَيثَمٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ المُعَافَي بنِ عِمرَانَ عَن إِسرَائِيلَ عَنِ المِقدَامِ بنِ شُرَيحِ بنِ هاَنيِ
صفحه : 194
عَن أَبِي السّردِ قَالَ سَأَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ابنَهُ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ فَقَالَ يَا بنُيَّ مَا العَقلُ قَالَ حِفظُ قَلبِكَ مَا استُودِعَهُ قَالَ فَمَا الحَزمُ قَالَ أَن تَنتَظِرَ فُرصَتَكَ وَ تُعَاجِلَ مَا أَمكَنَكَ قَالَ فَمَا المَجدُ قَالَ حَملُ الغَارِمِ وَ ابتِنَاءُ المَكَارِمِ قَالَ فَمَا السّمَاحَةُ قَالَ إِجَابَةُ السّائِلِ وَ بَذلُ النّائِلِ قَالَ فَمَا الشّحّ قَالَ أَن تَرَي القَلِيلَ سَرَفاً وَ مَا أَنفَقتَ تَلَفاً قَالَ فَمَا السّرِقَةُ قَالَ طَلَبُ اليَسِيرِ وَ مَنعُ الحَقِيرِ قَالَ فَمَا الكُلفَةُ قَالَ التّمَسّكُ بِمَن لَا يُؤمِنُكَ وَ النّظَرُ فِيمَا لَا يَعنِيكَ قَالَ فَمَا الجَهلُ قَالَ سُرعَةُ الوُثُوبِ عَلَي الفُرصَةِ قَبلَ الِاستِمكَانِ مِنهَا وَ الِامتِنَاعُ عَنِ الجَوَابِ وَ نِعمَ العوان [العَونُ]الصّمتُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَ إِن كُنتَ فَصِيحاً ثُمّ أَقبَلَ عَلَي الحُسَينِ ابنِهِ ع فَقَالَ لَهُ يَا بنُيَّ مَا السّؤدَدُ قَالَ إِحشَاشُ العَشِيرَةِ وَ احتِمَالُ الجَرِيرَةِ قَالَ فَمَا الغِنَي قَالَ قِلّةُ أَمَانِيّكَ وَ الرّضَا بِمَا يَكفِيكَ قَالَ فَمَا الفَقرُ قَالَ الطّمَعُ وَ شِدّةُ القُنُوطِ قَالَ فَمَا اللّؤمُ قَالَ إِحرَازُ المَرءِ نَفسَهُ وَ إِسلَامُهُ عِرسَهُ قَالَ فَمَا الخُرقُ قَالَ مُعَادَاتُكَ أَمِيرَكَ وَ مَن يَقدِرُ عَلَي ضَرّكَ وَ نَفعِكَ ثُمّ التَفَتَ إِلَي الحَارِثِ الأَعوَرِ فَقَالَ يَا حَارِثُ عَلّمُوا هَذِهِ الحِكَمَ أَولَادَكُم فَإِنّهَا زِيَادَةٌ فِي العَقلِ وَ الحَزمِ وَ الرأّيِ
15-ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُسَبعَةٌ يُفسِدُونَ أَعمَالَهُم الرّجُلُ الحَلِيمُ ذُو العِلمِ الكَثِيرِ لَا يُعرَفُ بِذَلِكَ وَ لَا يُذَكّرُ بِهِ وَ الحَكِيمُ ألّذِي يُدَبّرُ مَالَهُ كُلّ كَاذِبٍ مُنكِرٍ لِمَا يُؤتَي إِلَيهِ وَ الرّجُلُ ألّذِي يَأمَنُ ذَا المَكرِ وَ الخِيَانَةِ وَ السّيّدُ الفَظّ ألّذِي لَا رَحمَةَ لَهُ وَ الأُمّ
صفحه : 195
التّيِ لَا تَكتُمُ عَنِ الوَلَدِ السّرّ وَ تفُشيِ عَلَيهِ وَ السّرِيعُ إِلَي لَائِمَةِ إِخوَانِهِ وَ ألّذِي يُجَادِلُ أَخَاهُ مُخَاصِماً لَهُ
16- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن مُصعَبِ بنِ يَزِيدَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ نُوحٌ ع إِلَي الحِمَارِ لِيَدخُلَ السّفِينَةَ فَامتَنَعَ عَلَيهِ قَالَ وَ كَانَ إِبلِيسُ بَينَ أَرجُلِ الحِمَارِ فَقَالَ يَا شَيطَانُ ادخُل فَدَخَلَ الحِمَارُ وَ دَخَلَ الشّيطَانُ فَقَالَ إِبلِيسُ أُعَلّمُكَ خَصلَتَينِ فَقَالَ نُوحٌ لَا حَاجَةَ لِي فِي كَلَامِكَ فَقَالَ إِبلِيسُ إِيّاكَ وَ الحِرصَ فَإِنّهُ أَخرَجَ آدَمَ مِنَ الجَنّةِ وَ إِيّاكَ وَ الحَسَدَ فَإِنّهُ أخَرجَنَيِ مِنَ الجَنّةِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ[اقبَلهُمَا] وَ إِن كَانَ مَلعُوناً
17- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ ابنِ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع قَالَ جَاءَ إِبلِيسُ إِلَي نُوحٍ فَقَالَ إِنّ لَكَ عنِديِ يَداً عَظِيمَةً فاَنتصَحِنيِ فإَنِيّ لَا أَخُونُكَ فَتَأَثّمَ نُوحٌ بِكَلَامِهِ وَ مُسَاءَلَتِهِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن كَلّمهُ وَ سَلهُ فإَنِيّ سَأُنطِقُهُ بِحُجّةٍ عَلَيهِ فَقَالَ نُوحٌ تَكَلّم فَقَالَ إِبلِيسُ إِذَا وَجَدنَا ابنَ آدَمَ شَحِيحاً أَو حَرِيصاً أَو حَسُوداً أَو جَبّاراً أَو عَجُولًا تَلَقّفنَاهُ تَلَقّفَ الكُرَةِ فَإِنِ اجتَمَعَت لَنَا هَذِهِ الأَخلَاقُ سَمّينَاهُ شَيطَاناً مَرِيداً فَقَالَ نُوحٌ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَا اليَدُ العَظِيمَةُ التّيِ صَنَعتُ قَالَ إِنّكَ دَعَوتَ اللّهَ عَلَي أَهلِ الأَرضِ فَأَلحَقتَهُم فِي سَاعَةٍ بِالنّارِ فَصِرتُ فَارِغاً وَ لَو لَا دَعوَتُكَ لَشُغِلتُ بِهِم دَهراً طَوِيلًا
18-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَسرَعَ الخَيرِ ثَوَاباً البِرّ وَ إِنّ أَسرَعَ الشّرّ عِقَاباً البغَيُ وَ كَفَي بِالمَرءِ عَيباً أَن يَنظُرَ مِنَ النّاسِ إِلَي مَا يَعمَي عَنهُ مِن نَفسِهِ
صفحه : 196
أَو يُعَيّرَ النّاسَ بِمَا لَا يَستَطِيعُ تَركَهُ أَو يؤُذيَِ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعنِيهِ
19- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ النيّساَبوُريِّ عَنِ الدّهقَانِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَوّلَ مَا عصُيَِ اللّهُ بِهِ سِتّ حُبّ الدّنيَا وَ حُبّ الرّئَاسَةِ وَ حُبّ الطّعَامِ وَ حُبّ النّسَاءِ وَ حُبّ النّومِ وَ حُبّ الرّاحَةِ
20- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَجُلًا مِن خَثعَمٍ جَاءَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ أَيّ الأَعمَالِ أَبغَضُ إِلَي اللّهِ فَقَالَ الشّركُ بِاللّهِ فَقَالَ ثُمّ مَا ذَا قَالَ قَطِيعَةُ الرّحِمِ قَالَ ثُمّ مَا ذَا قَالَ الأَمرُ بِالمُنكَرِ وَ النهّيُ عَنِ المَعرُوفِ
21- شي،[تفسير العياشي] عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ مَن أَصبَحَ عَلَي الدّنيَا حَزِيناً فَقَد أَصبَحَ لِقَضَاءِ اللّهِ سَاخِطاً وَ مَن أَصبَحَ يَشكُو مُصِيبَةً نَزَلَت بِهِ فَقَد أَصبَحَ يَشكُو اللّهَ وَ مَن أَتَي غَنِيّاً فَتَوَاضَعَ لِغِنَائِهِ ذَهَبَ اللّهُ بثِلُثُيَ دِينِهِ وَ مَن قَرَأَ القُرآنَ مِن هَذِهِ الأُمّةِ ثُمّ دَخَلَ النّارَ فَهُوَ مِمّن كَانَ يَتّخِذُ آيَاتِ اللّهِ هُزُؤاً وَ مَن لَم يَستَشِر يَندَم وَ الفَقرُ المَوتُ الأَكبَرُ
22- جا،[المجالس للمفيد] عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مَهرَوَيهِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثَةٌ أَخَافُهُنّ عَلَي أمُتّيِ الضّلَالَةُ بَعدَ المَعرِفَةِ وَ مَضَلّاتُ الفِتَنِ وَ شَهوَةُ البَطنِ وَ الفَرجِ
23-جا،[المجالس للمفيد] ابنُ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن يُونُسَ عَن سَعدَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَينَمَا مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع جَالِسٌ إِذ أَقبَلَ إِبلِيسُ وَ عَلَيهِ بُرنُسٌ ذُو أَلوَانٍ فَلَمّا دَنَا مِن
صفحه : 197
مُوسَي ع خَلَعَ البُرنُسَ وَ أَقبَلَ عَلَيهِ فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ مُوسَي مَن أَنتَ قَالَ أَنَا إِبلِيسُ قَالَ مُوسَي فَلَا قَرّبَ اللّهُ دَارَكَ فِيمَ جِئتَ فَقَالَ إِنّمَا جِئتُ لِأُسَلّمَ عَلَيكَ لِمَكَانِكَ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ لَهُ مُوسَي فَمَا هَذَا البُرنُسُ قَالَ أَختَطِفُ بِهِ قُلُوبَ بنَيِ آدَمَ قَالَ مُوسَي فأَخَبرِنيِ بِالذّنبِ ألّذِي إِذَا أَذنَبَهُ ابنُ آدَمَ استَحوَذتَ عَلَيهِ فَقَالَ إِذَا أَعجَبَتهُ نَفسُهُ وَ استَكثَرَ عَمَلَهُ وَ صَغُرَ فِي عَينَيهِ ذَنبُهُ ثُمّ قَالَ لَهُ أُوصِيكَ بِثَلَاثِ خِصَالٍ يَا مُوسَي لَا تَخلُ بِامرَأَةٍ وَ لَا تَخلُ بِكَ فَإِنّهُ لَا يَخلُو رَجُلٌ بِامرَأَةٍ وَ لَا تَخلُو بِهِ إِلّا كُنتُ صَاحِبَهُ دُونَ أصَحاَبيِ وَ إِيّاكَ أَن تُعَاهِدَ اللّهَ عَهداً فَإِنّهُ مَا عَاهَدَ اللّهَ أَحَدٌ إِلّا كُنتُ صَاحِبَهُ دُونَ أصَحاَبيِ حَتّي أَحُولَ بَينَهُ وَ بَينَ الوَفَاءِ بِهِ وَ إِذَا هَمَمتَ بِصَدَقَةٍ فَأَمضِهَا فَإِنّهُ إِذَا هَمّ العَبدُ بِصَدَقَةٍ كُنتُ صَاحِبَهُ دُونَ أصَحاَبيِ حَتّي أَحُولَ بَينَهُ وَ بَينَهَا ثُمّ وَلّي إِبلِيسُ وَ هُوَ يَقُولُ يَا وَيلَهُ وَ يَا عَولَهُ عَلّمتُ مُوسَي مَا يُعَلّمُهُ بنَيِ آدَمَ
24- جا،[المجالس للمفيد] عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَن فَضَالَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي لَا يَغُرّنّكَ النّاسُ عَن نَفسِكَ فَإِنّ الأَمرَ يَصِلُ إِلَيكَ دُونَهُم وَ لَا تَقطَع عَنكَ النّهَارَ بِكَذَا وَ كَذَا فَإِنّ مَعَكَ مَن يَحفَظُ عَلَيكَ وَ لَا تَستَقِلّ قَلِيلَ الخَيرِ فَإِنّكَ تَرَاهُ غَداً حَيثُ يَسُرّكَ وَ لَا تَستَقِلّ قَلِيلَ الشّرّ فَإِنّكَ تَرَاهُ غَداً حَيثُ يَسُوؤُكَ وَ أَحسِن فإَنِيّ لَم أَرَ شَيئاً أَشَدّ طَلَباً وَ لَا أَسرَعَ دَرَكاً مِن حَسَنَةٍ لِذَنبٍ قَدِيمٍ إِنّ اللّهَ جَلّ اسمُهُ يَقُولُإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ
25-ختص ،[الإختصاص ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ أَبِي عَمِيرَةَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن لَم يُبَالِ بِمَا قَالَ وَ مَا قِيلَ لَهُ فَهُوَ شِركُ الشّيطَانِ وَ مَن شُغِفَ بِمَحَبّةِ الحَرَامِ وَ شَهوَةِ الزّنَي فَهُوَ
صفحه : 198
شِركُ الشّيطَانِ ثُمّ قَالَ ع إِنّ لِوَلَدِ الزّنَي عَلَامَاتٍ أَحَدُهَا بُغضُنَا أَهلَ البَيتِ وَ ثَانِيهَا أَنّهُ يَحِنّ إِلَي الحَرَامِ ألّذِي خُلِقَ مِنهُ وَ ثَالِثُهَا الِاستِخفَافُ بِالدّينِ وَ رَابِعُهَا سُوءُ المَحضَرِ لِلنّاسِ وَ لَا يسُيِءُ مَحضَرَ إِخوَانِهِ إِلّا مَن وُلِدَ عَلَي غَيرِ فِرَاشِ أَبِيهِ أَو مَن حَمَلَت بِهِ أُمّهُ فِي حَيضِهَا
26- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا إِيمَانَ لِمَن لَا أَمَانَةَ لَهُ وَ لَا دِينَ لِمَن لَا عَهدَ لَهُ وَ لَا صَلَاةَ لِمَن لَا يُتِمّ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ لَا ينَبغَيِ لِأَولِيَاءِ اللّهِ تَعَالَي مِن أَهلِ دَارِ الخُلُودِ الّذِينَ كَانَ لَهَا سَعيُهُم وَ فِيهَا رَغبَتُهُم[ أَن يَكُونُوا أَولِيَاءَ الشّيطَانِ مِن أَهلِ دَارِ الغُرُورِ الّذِينَ كَانَ لَهَا سَعيُهُم وَ فِيهَا رَغبَتُهُم] ثُمّ قَالَ بِئسَ القَومُ قَومٌ لَا يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ لَا يَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَقذِفُونَ الآمِرِينَ بِالمَعرُوفِ وَ النّاهِينَ عَنِ المُنكَرِ بِئسَ القَومُ قَومٌ لَا يَقُومُونَ لِلّهِ تَعَالَي بِالقِسطِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَقتُلُونَ الّذِينَ يَأمُرُونَ النّاسَ بِالقِسطِ فِي النّاسِ بِئسَ القَومُ قَومٌ جَعَلُوا طَاعَةَ إِمَامِهِم دُونَ طَاعَةِ اللّهِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَختَارُونَ الدّنيَا عَلَي الدّينِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَستَحِلّونَ المَحَارِمَ وَ الشّهَوَاتِ بِالشّبُهَاتِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فأَيَّ المُؤمِنِينَ أَكيَسُ قَالَص أَكثَرُهُم فِي المَوتِ ذِكراً وَ أَحسَنُهُم لَهُ استِعدَاداً أُولَئِكَ هُمُ الأَكيَاسُ
27-الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الصّادِقُ ع يُهلِكُ اللّهُ سِتّاً بِسِتّ الأُمَرَاءَ بِالجَورِ وَ العَرَبَ بِالعَصَبِيّةِ وَ الدّهَاقِينَ بِالكِبرِ وَ التّجّارَ بِالخِيَانَةِ وَ أَهلَ الرّسَاتِيقِ
صفحه : 199
بِالجَهَالَةِ وَ الفُقَهَاءَ بِالحَسَدِ
وَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الثّالِثُ ع الحَسَدُ مَاحِقُ الحَسَنَاتِ وَ الزّهوُ جَالِبُ المَقتِ وَ العُجبُ صَارِفٌ عَن طَلَبِ العِلمِ دَاعٍ إِلَي الغَمطِ وَ الجَهلِ وَ البُخلُ أَذَمّ الأَخلَاقِ وَ الطّمَعُ سَجِيّةٌ سَيّئَةٌ
28- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَجِبتُ لِلبَخِيلِ يَستَعجِلُ الفَقرَ ألّذِي مِنهُ هَرَبَ وَ يَفُوتُهُ الغِنَي ألّذِي إِيّاهُ طَلَبَ فَيَعِيشُ فِي الدّنيَا عَيشَ الفُقَرَاءِ وَ يُحَاسَبُ فِي الآخِرَةِ حِسَابَ الأَغنِيَاءِ وَ عَجِبتُ لِلمُتَكَبّرِ ألّذِي كَانَ بِالأَمسِ نُطفَةً وَ يَكُونُ غَداً جِيفَةً وَ عَجِبتُ لِمَن شَكّ فِي اللّهِ وَ هُوَ يَرَي خَلقَ اللّهِ وَ عَجِبتُ لِمَن نسَيَِ المَوتَ وَ هُوَ يَرَي مَن يَمُوتُ وَ عَجِبتُ لِمَن أَنكَرَ النّشأَةَ الأُخرَي وَ هُوَ يَرَي النّشأَةَ الأُولَي وَ عَجِبتُ لِعَامِرٍ دَارَ الفَنَاءِ وَ تَارِكٍ دَارَ البَقَاءِ
29- عُدّةُ الداّعيِ،روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِيّاكُم وَ فُضُولَ المَطعَمِ فَإِنّهُ يَسُمّ القَلبَ بِالفَضلَةِ وَ يُبطِئُ بِالجَوَارِحِ عَنِ الطّاعَةِ وَ يُصِمّ الهِمَمَ عَن سِمَاعِ المَوعِظَةَ وَ إِيّاكُم وَ فُضُولَ النّظَرِ فَإِنّهُ يَبذُرُ الهَوَي وَ يُوَلّدُ الغَفلَةَ وَ إِيّاكُم وَ استِشعَارَ الطّمَعِ فَإِنّهُ يَشُوبُ القَلبَ بِشِدّةِ الحِرصِ وَ يَختِمُ عَلَي القَلبِ بِطَابِعِ حُبّ الدّنيَا وَ هُوَ مِفتَاحُ كُلّ مَعصِيَةٍ وَ رَأسُ كُلّ خَطِيئَةٍ وَ سَبَبُ إِحبَاطِ كُلّ حَسَنَةٍ
30-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِرَجُلٍ سَأَلَهُ أَن يَعِظَهُ لَا تَكُن مِمّن يَرجُو الآخِرَةَ بِغَيرِ العَمَلِ وَ يُرجِئُ التّوبَةَ بِطُولِ الأَمَلِ يَقُولُ فِي الدّنيَا بِقَولِ الزّاهِدِينَ وَ يَعمَلُ فِيهَا بِعَمَلِ الرّاغِبِينَ إِن أعُطيَِ مِنهَا لَم يَشبَع وَ إِن مُنِعَ مِنهَا لَم
صفحه : 200
يَقنَع يَعجِزُ عَن شُكرِ مَا أوُتيَِ وَ يبَتغَيِ الزّيَادَةَ فِيمَا بقَيَِ يَنهَي وَ لَا ينَتهَيِ وَ يَأمُرُ بِمَا لَا يأَتيِ يُحِبّ الصّالِحِينَ وَ لَا يَعمَلُ عَمَلَهُم وَ يُبغِضُ المُذنِبِينَ وَ هُوَ أَحَدُهُم يَكرَهُ المَوتَ لِكَثرَةِ ذُنُوبِهِ وَ يُقِيمُ عَلَي مَا يَكرَهُ المَوتَ لَهُ إِن سَقِمَ ظَلّ نَادِماً وَ إِن صَحّ أَمِنَ لَاهِياً يُعجَبُ بِنَفسِهِ إِذَا عوُفيَِ وَ يَقنَطُ إِذَا ابتلُيَِ إِن أَصَابَهُ بَلَاءٌ دَعَا مُضطَرّاً وَ إِن نَالَهُ رَخَاءٌ أَعرَضَ مُغتَرّاً تَغلِبُهُ نَفسُهُ عَلَي مَا يَظُنّ وَ لَا يَغلِبُهَا عَلَي مَا يَستَيقِنُ يَخَافُ عَلَي غَيرِهِ بِأَدنَي مِن ذَنبِهِ وَ يَرجُو نَفسَهُ بِأَكثَرَ مِن عَمَلِهِ إِنِ استَغنَي بَطِرَ وَ فُتِنَ وَ إِنِ افتَقَرَ قَنِطَ وَ وَهَنَ يُقَصّرُ إِذَا عَمِلَ وَ يُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ إِن عَرَضَت لَهُ شَهوَةٌ أَسلَفَ المَعصِيَةَ وَ سَوّفَ التّوبَةَ وَ إِن عَرَتهُ مِحنَةٌ انفَرَجَ عَن شَرَائِطِ المِلّةِ يَصِفُ العِبرَةَ وَ لَا يَعتَبِرُ وَ يُبَالِغُ فِي المَوَاعِظِ وَ لَا يَتّعِظُ فَهُوَ بِالقَولِ مُدِلّ وَ مِنَ العَمَلِ مُقِلّ يُنَافِسُ فِيمَا يَفنَي وَ يُسَامِحُ فِيمَا يَبقَي يَرَي الغُنمَ مَغرَماً وَ الغُرمَ مَغنَماً يَخشَي المَوتَ وَ لَا يُبَادِرُ الفَوتَ يَستَعظِمُ مِن مَعصِيَةِ غَيرِهِ مَا يَستَقِلّ أَكثَرَ مِنهُ مِن نَفسِهِ وَ يَستَكثِرُ مِن طَاعَتِهِ مَا يَحقِرُهُ مِن طَاعَةِ غَيرِهِ فَهُوَ عَلَي النّاسِ طَاعِنٌ وَ لِنَفسِهِ مُدَاهِنٌ اللّغوُ مَعَ الأَغنِيَاءِ أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الذّكرِ مَعَ الفُقَرَاءِ يَحكُمُ عَلَي غَيرِهِ لِنَفسِهِ وَ لَا يَحكُمُ عَلَيهَا لِغَيرِهِ يُرشِدُ غَيرَهُ وَ يغُويِ نَفسَهُ فَهُوَ يُطَاعُ وَ يعَصيِ وَ يسَتوَفيِ وَ لَا يوُفيِ وَ يَخشَي الخَلقَ فِي غَيرِ رَبّهِ وَ لَا يَخشَي رَبّهُ فِي خَلقِهِ
قال السيد رضي الله عنه و لو لم يكن في هذاالكتاب إلا هذاالكلام لكفي به موعظة ناجعة وحكمة بالغة وبصيرة لمبصر وعبرة لناظر مفكر
31-نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع
صفحه : 201
قَالَ قَالَ عَلِيّ ع خَطَبَنَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ أَيّهَا النّاسُ المَوتَةَ المَوتَةَ الوَحِيّةَ الوَحِيّةَ لَا رَدّةَ سَعَادَةٌ أَو شَقَاوَةٌ جَاءَ المَوتُ بِمَا فِيهِ بِالرّوحِ وَ الرّاحَةِ لِأَهلِ دَارِ الحَيَوَانِ الّذِينَ كَانَ لَهَا سَعيُهُم وَ فِيهَا رَغبَتُهُم جَاءَ المَوتُ بِمَا فِيهِ بِالوَيلِ وَ الكَرّةِ الخَاسِرَةِ لِأَهلِ دَارِ الغُرُورِ الّذِينَ كَانَ لَهَا سَعيُهُم وَ فِيهَا رَغبَتُهُم بِئسَ العَبدُ عَبدٌ لَهُ وَجهَانِ يُقبِلُ بِوَجهٍ وَ يُدبِرُ بِوَجهٍ إِن أوُتيَِ أَخُوهُ المُسلِمُ خَيراً حَسَدَهُ وَ إِنِ ابتلُيَِ خَذَلَهُ بِئسَ العَبدُ عَبدٌ أَوّلُهُ نُطفَةٌ ثُمّ يَعُودُ جِيفَةً ثُمّ لَا يدَريِ مَا يُفعَلُ بِهِ فِيمَا بَينَ ذَلِكَ بِئسَ العَبدُ عَبدٌ خُلِقَ لِلعِبَادَةِ فَأَلهَتهُ العَاجِلَةُ عَنِ الآجِلَةِ وَ شقَيَِ بِالعَاقِبَةِ بِئسَ العَبدُ عَبدٌ تَجَبّرَ وَ اختَالَ وَ نسَيَِ الكَبِيرَ المُتَعَالَ بِئسَ العَبدُ عَبدٌ عَتَا وَ بَغَي وَ نسَيَِ الجَبّارَ الأَعلَي بِئسَ العَبدُ عَبدٌ لَهُ هَوًي يُضِلّهُ وَ نَفسٌ تُذِلّهُ بِئسَ العَبدُ عَبدٌ لَهُ طَمَعٌ يَقُودُهُ إِلَي طَبعٍ
صفحه : 202
الآيات الأعراف وَ لَقَد ذَرَأنا لِجَهَنّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ لَهُم قُلُوبٌ لا يَفقَهُونَ بِها وَ لَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرُونَ بِها وَ لَهُم آذانٌ لا يَسمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلّ أُولئِكَ هُمُ الغافِلُونَالحج إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ كُلّ خَوّانٍ كَفُورٍالسجدةوَ وَيلٌ لِلمُشرِكِينَ الّذِينَ لا يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرُونَالجاثيةوَيلٌ لِكُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ يَسمَعُ آياتِ اللّهِ تُتلي عَلَيهِ ثُمّ يُصِرّ مُستَكبِراً كَأَن لَم يَسمَعها فَبَشّرهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وَ إِذا عَلِمَ مِن آياتِنا شَيئاً اتّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ مِن وَرائِهِم جَهَنّمُ وَ لا يغُنيِ عَنهُم ما كَسَبُوا شَيئاً وَ لا مَا اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ أَولِياءَ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌالقلم وَ لا تُطِع كُلّ حَلّافٍ مَهِينٍ هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنّاعٍ لِلخَيرِ مُعتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلّ بَعدَ ذلِكَ زَنِيمٍ أَن كانَ ذا مالٍ وَ بَنِينَ إِذا تُتلي عَلَيهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الأَوّلِينَالحاقةوَ أَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا ليَتنَيِ لَم أُوتَ كِتابِيَه وَ لَم أَدرِ ما حِسابِيَه يا لَيتَها كانَتِ القاضِيَةَ ما أَغني عنَيّ مالِيَه هَلَكَ عنَيّ سُلطانِيَه خُذُوهُ فَغُلّوهُ ثُمّ الجَحِيمَ صَلّوهُ ثُمّ فِي سِلسِلَةٍ ذَرعُها سَبعُونَ ذِراعاً فَاسلُكُوهُ
صفحه : 203
إِنّهُ كانَ لا يُؤمِنُ بِاللّهِ العَظِيمِ وَ لا يَحُضّ عَلي طَعامِ المِسكِينِ فَلَيسَ لَهُ اليَومَ هاهُنا حَمِيمٌ وَ لا طَعامٌ إِلّا مِن غِسلِينٍ لا يَأكُلُهُ إِلّا الخاطِؤُنَالمعارج كَلّا إِنّها لَظي نَزّاعَةً لِلشّوي تَدعُوا مَن أَدبَرَ وَ تَوَلّي وَ جَمَعَ فَأَوعي إِنّ الإِنسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسّهُ الشّرّ جَزُوعاً وَ إِذا مَسّهُ الخَيرُ مَنُوعاًالمدثريَتَساءَلُونَ عَنِ المُجرِمِينَ ما سَلَكَكُم فِي سَقَرَ قالُوا لَم نَكُ مِنَ المُصَلّينَ وَ لَم نَكُ نُطعِمُ المِسكِينَ وَ كُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ وَ كُنّا نُكَذّبُ بِيَومِ الدّينِ حَتّي أَتانَا اليَقِينُالقيامةفَلا صَدّقَ وَ لا صَلّي وَ لكِن كَذّبَ وَ تَوَلّي ثُمّ ذَهَبَ إِلي أَهلِهِ يَتَمَطّي أَولي لَكَ فَأَولي ثُمّ أَولي لَكَ فَأَوليالماعون أَ رَأَيتَ ألّذِي يُكَذّبُ بِالدّينِ فَذلِكَ ألّذِي يَدُعّ اليَتِيمَ وَ لا يَحُضّ عَلي طَعامِ المِسكِينِ فَوَيلٌ لِلمُصَلّينَ الّذِينَ هُم عَن صَلاتِهِم ساهُونَ الّذِينَ هُم يُراؤُنَ وَ يَمنَعُونَ الماعُونَ
1- مع ،[معاني الأخبار] لي ،[الأمالي للصدوق ]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدِ بنِ النّعمَانِ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَحَبّ أَن يَكُونَ أَكرَمَ النّاسِ فَليَتّقِ اللّهَ وَ مَن أَحَبّ أَن يَكُونَ أَتقَي النّاسِ فَليَتَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ مَن أَحَبّ أَن يَكُونَ أَغنَي النّاسِ فَليَكُن بِمَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَوثَقَ مِنهُ بِمَا فِي يَدِهِ ثُمّ قَالَص أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ النّاسِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَن أَبغَضَ النّاسَ وَ أَبغَضَهُ النّاسُ ثُمّ قَالَ أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن هَذَا قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ ألّذِي لَا يُقِيلُ عَثرَةً وَ لَا يَقبَلُ مَعذِرَةً وَ لَا
صفحه : 204
يَغفِرُ ذَنباً ثُمّ قَالَ أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن هَذَا قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَن لَا يُؤمَنُ شَرّهُ وَ لَا يُرجَي خَيرُهُ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ ع قَامَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ فَقَالَ يَا بنَيِ إِسرَائِيلَ لَا تُحَدّثُوا بِالحِكمَةِ الجُهّالَ فَتَظلِمُوهَا وَ لَا تَمنَعُوهَا أَهلَهَا فَتَظلِمُوهُم وَ لَا تُعِينُوا الظّالِمَ عَلَي ظُلمِهِ فَيَبطُلَ فَضلُكُم الأُمُورُ ثَلَاثَةٌ أَمرٌ تَبَيّنَ لَكَ رُشدُهُ فَاتّبِعهُ وَ أَمرٌ تَبَيّنَ لَكَ غَيّهُ فَاجتَنِبهُ وَ أَمرٌ اختُلِفَ فِيهِ فَرُدّهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
2- ل ،[الخصال ]حَمزَةُ العلَوَيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَيمُونٍ الخَزّازِ عَنِ القَدّاحِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِتّةٌ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ كُلّ نبَيِّ مُجَابٍ الزّائِدُ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ المُكَذّبُ بِقَدَرِ اللّهِ وَ التّارِكُ لسِنُتّيِ وَ المُستَحِلّ مِن عتِرتَيِ مَا حَرّمَ اللّهُ وَ المُتَسَلّطُ بِالجَبَرُوتِ لِيُذِلّ مَن أَعَزّهُ اللّهُ وَ يُعِزّ مَن أَذَلّهُ اللّهُ وَ المُستَأثِرُ بفِيَءِ المُسلِمِينَ المُستَحِلّ لَهُ
3-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي القَاسِمِ الكوُفيِّ عَن عَبدِ المُؤمِنِ الأنَصاَريِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 205
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ لَعَنتُ سَبعَةً لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ كُلّ نبَيِّ مُجَابٍ قبَليِ فَقِيلَ وَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ الزّائِدُ فِي كِتَابِ اللّهِ وَ المُكَذّبُ بِقَدَرِ اللّهِ وَ المُخَالِفُ لسِنُتّيِ وَ المُستَحِلّ مِن عتِرتَيِ مَا حَرّمَ اللّهُ وَ المُتَسَلّطُ بِالجَبرِيّةِ لِيُعِزّ مَن أَذَلّ اللّهُ وَ يُذِلّ مَن أَعَزّ اللّهُ وَ المُستَأثِرُ عَلَي المُسلِمِينَ بِفَيئِهِم مُستَحِلّا لَهُ وَ المُحَرّمُ مَا أَحَلّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن عَبدِ المُؤمِنِ الأنَصاَريِّ مِثلَهُ
4- ل ،[الخصال ]الحَافِظُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الخثَعمَيِّ عَن ثَابِتِ بنِ عَامِرٍ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ الوَلِيدِ عَن عَمرِو بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص سَبعَةٌ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ كُلّ نبَيِّ مُجَابٍ المُغَيّرُ لِكِتَابِ اللّهِ وَ المُكَذّبُ بِقَدَرِ اللّهِ وَ المُبَدّلُ سُنّةَ رَسُولِ اللّهِ وَ المُستَحِلّ مِن عتِرتَيِ مَا حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ المُتَسَلّطُ فِي سُلطَانِهِ لِيُعِزّ مَن أَذَلّ اللّهُ وَ يُذِلّ مَن أَعَزّ اللّهُ وَ المُستَحِلّ لِحُرَمِ اللّهِ وَ المُتَكَبّرُ عَلَي عِبَادِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
5- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ المُنَافِقُ يَنهَي وَ لَا ينَتهَيِ وَ يَأمُرُ بِمَا لَا يأَتيِ إِذَا قَامَ فِي الصّلَاةِ اعتَرَضَ وَ إِذَا رَكَعَ رَبَضَ وَ إِذَا سَجَدَ نَقَرَ وَ إِذَا جَلَسَ شَغَرَ يمُسيِ وَ هَمّهُ الطّعَامُ وَ هُوَ مُفطِرٌ وَ يُصبِحُ وَ هَمّهُ النّومُ وَ لَم يَسهَر إِن حَدّثَكَ كَذَبَكَ وَ إِن وَعَدَكَ أَخلَفَكَ وَ إِنِ ائتَمَنتَهُ خَانَكَ وَ إِن خَالَفتَهُ اغتَابَكَ
6-ب ،[قرب الإسناد] عَنِ هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ النّبِيّص
صفحه : 206
قَالَ للِمرُاَئيِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَكسَلُ إِذَا كَانَ وَحدَهُ وَ يَنشَطُ إِذَا كَانَ عِندَهُ أَحَدٌ وَ يُحِبّ أَن يُحمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَ لِلظّالِمِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَقهَرُ مَن فَوقَهُ بِالمَعصِيَةِ وَ مَن هُوَ دُونَهُ بِالغَلَبَةِ وَ يُظَاهِرُ الظّلَمَةَ وَ لِلكَسلَانِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَتَوَانَي حَتّي يُفَرّطَ وَ يُفَرّطُ حَتّي يُضَيّعَ وَ يُضَيّعُ حَتّي يَأثَمَ وَ لِلمُنَافِقِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ إِذَا حَدّثَ كَذَبَ وَ إِذَا وَعَدَ أَخلَفَ وَ إِذَا ائتُمِنَ خَانَ
7-ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَّ لِكُلّ شَيءٍ عَلَامَةٌ يُعرَفُ بِهَا وَ يُشهَدُ[ بِهَا]عَلَيهَا[ عَلَيهِ] وَ إِنّ لِلدّينِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ العِلمَ وَ الإِيمَانَ وَ العَمَلَ بِهِ وَ لِلإِيمَانِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ الإِيمَانَ بِاللّهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ لِلعَالِمِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ العِلمَ بِاللّهِ وَ بِمَا يُحِبّ وَ مَا يَكرَهُ وَ لِلعَامِلِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ الصّلَاةَ وَ الصّيَامَ وَ الزّكَاةَ وَ لِلمُتَكَلّفِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ يُنَازِعُ مَن فَوقَهُ وَ يَقُولُ مَا لَا يَعلَمُ وَ يَتَعَاطَي مَا لَا يَنَالُ وَ لِلظّالِمِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ يَظلِمُ مَن فَوقَهُ بِالمَعصِيَةِ وَ مَن دُونَهُ بِالغَلَبَةِ وَ يُعِينُ الظّلَمَةَ وَ لِلمُنَافِقِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ يُخَالِفُ لِسَانُهُ قَلبَهُ وَ قَلبُهُ فِعلَهُ وَ عَلَانِيَتُهُ سَرِيرَتَهُ وَ لِلآثِمِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ يَخُونُ وَ يَكذِبُ وَ يُخَالِفُ مَا يَقُولُ وَ للِمرُاَئيِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ يَكسَلُ إِذَا كَانَ وَحدَهُ وَ يَنشَطُ إِذَا كَانَ النّاسُ عِندَهُ وَ يَتَعَرّضُ فِي كُلّ أَمرٍ لِلمَحمَدَةِ وَ لِلحَاسِدِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ يَغتَابُ إِذَا غَابَ وَ يَتَمَلّقُ إِذَا شَهِدَ وَ يَشمَتُ بِالمُصِيبَةِ وَ لِلمُسرِفِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ يشَترَيِ مَا لَيسَ لَهُ وَ يَلبَسُ مَا لَيسَ لَهُ وَ يَأكُلُ مَا لَيسَ لَهُ وَ لِلكَسلَانِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ يَتَوَانَي حَتّي يُفَرّطَ وَ يُفَرّطُ حَتّي يُضَيّعَ وَ يُضَيّعُ حَتّي يَأثَمَ وَ لِلغَافِلِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ السّهوَ وَ اللّهوَ وَ النّسيَانَ قَالَ حَمّادُ بنُ عِيسَي قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ لِكُلّ وَاحِدَةٍ مِن هَذِهِ العَلَامَاتِ شُعَبٌ يَبلُغُ العِلمُ بِهَا أَكثَرَ مِن أَلفِ بَابٍ وَ أَلفِ بَابٍ وَ أَلفِ بَابٍ فَكُن يَا حَمّادُ طَالِباً لِلعِلمِ فِي آنَاءِ اللّيلِ وَ النّهَارِ وَ إِن أَرَدتَ أَن تَقَرّ عَينُكَ وَ تَنَالَ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَاقطَعِ الطّمَعَ مِمّا فِي أيَديِ النّاسِ وَ عُدّ نَفسَكَ فِي المَوتَي وَ لَا تُحَدّثَنّ نَفسَكَ
صفحه : 207
أَنّكَ فَوقَ أَحَدٍ مِنَ النّاسِ وَ اخزُن لِسَانَكَ كَمَا تَخزُنُ مَالَكَ
أقول قدمضي مثله في أبواب العقل
8- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع المُنَافِقُ قَد رضَيَِ بِبُعدِهِ مِن رَحمَةِ اللّهِ تَعَالَي لِأَنّهُ يأَتيِ بِأَعمَالِهِ الظّاهِرَةِ شَبِيهاً بِالشّرِيعَةِ وَ هُوَ لَاغٍ بَاغٍ لَاهٍ بِالقَلبِ عَن حَقّهَا مسُتهَزِئٌ فِيهَا وَ عَلَامَةُ النّفَاقِ قِلّةُ المُبَالَاةِ بِالكَذِبِ وَ الخِيَانَةُ وَ الوَقَاحَةُ وَ الدّعوَي بِلَا مَعنًي وَ سُخنَةُ العَينِ وَ السّفَهُ وَ الغَلَطُ وَ قِلّةُ الحَيَاءِ وَ استِصغَارُ المعَاَصيِ وَ استضياع [استِيضَاعُ]أَربَابِ الدّينِ وَ استِخفَافُ المَصَائِبِ فِي الدّينِ وَ الكِبرُ وَ حُبّ المَدحِ وَ الحَسَدُ وَ إِيثَارُ الدّنيَا عَلَي الآخِرَةِ وَ الشّرّ عَلَي الخَيرِ وَ الحَثّ عَلَي النّمِيمَةِ وَ حُبّ اللّهوِ وَ مَعُونَةُ أَهلِ الفِسقِ وَ البغَيُ وَ التّخَلّفُ عَنِ الخَيرَاتِ وَ تَنَقّصُ أَهلِهَا وَ استِحسَانُ مَا يَفعَلُهُ مِن سُوءٍ وَ استِقبَاحُ مَا يَفعَلُهُ غَيرُهُ مِن حُسنٍ وَ أَمثَالُ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ وَ قَد وَصَفَ اللّهُ تَعَالَي المُنَافِقِينَ فِي غَيرِ مَوضِعٍ فَقَالَ عَزّ مِن قَائِلٍوَ مِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللّهَ عَلي حَرفٍ فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنّ بِهِ وَ إِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلي وَجهِهِ خَسِرَ الدّنيا وَ الآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ فِي صِفَتِهِموَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِاليَومِ الآخِرِ وَ ما هُم بِمُؤمِنِينَ يُخادِعُونَ اللّهَ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخدَعُونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً
وَ قَالَ النّبِيّص المُنَافِقُ مَن إِذَا وَعَدَ أَخلَفَ وَ إِذَا فَعَلَ أَفشَي وَ إِذَا قَالَ كَذَبَ وَ إِذَا ائتُمِنَ خَانَ وَ إِذَا رُزِقَ طَاشَ وَ إِذَا مُنِعَ عَاشَ
وَ قَالَ النّبِيّص مَن خَالَفَت سَرِيرَتُهُ عَلَانِيَتَهُ فَهُوَ مُنَافِقٌ كَائِناً مَن كَانَ
صفحه : 208
وَ حَيثُ كَانَ وَ فِي أَيّ أَرضٍ كَانَ وَ عَلَي أَيّ رُتبَةٍ كَانَ
9- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا أُحِبّ الشّيخَ الجَاهِلَ وَ لَا الغنَيِّ الظّلُومَ وَ لَا الفَقِيرَ المُختَالَ
10- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَبغَضَ النّاسِ إِلَي اللّهِ مَن يقَتدَيِ بِسَيّئَةِ المُؤمِنِ وَ لَا يقَتدَيِ بِحَسَنَتِهِ
1- ب ،[قرب الإسناد] عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ اللّعنَةَ إِذَا خَرَجَت مِن صَاحِبِهَا تَرَدّدَت بَينَهُ وَ بَينَ ألّذِي يَلعَنُ فَإِن وَجَدَت مَسَاغاً وَ إِلّا عَادَت إِلَي صَاحِبِهَا وَ كَانَ أَحَقّ بِهَا فَاحذَرُوا أَن تَلعَنُوا مُؤمِناً فَيَحِلّ بِكُم
2- ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّعنَةَ إِذَا خَرَجَت مِن فِي صَاحِبِهَا تَرَدّدَت فَإِن وَجَدَت مَسَاغاً وَ إِلّا رَجَعَت عَلَي صَاحِبِهَا
3-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا شَهِدَ رَجُلٌ عَلَي رَجُلٍ بِكُفرٍ قَطّ إِلّا بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا إِن كَانَ شَهِدَ عَلَي كَافِرٍ صَدَقَ وَ إِن كَانَ
صفحه : 209
مُؤمِناً رَجَعَ الكُفرُ عَلَيهِ وَ إِيّاكُم وَ الطّعنَ عَلَي المُؤمِنِينَ
4- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن رَمَي مُؤمِناً بِكُفرٍ وَ مَن رَمَي مُؤمِناً بِكُفرٍ فَهُوَ كَقَتلِهِ
5- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] إِنّ الِاثنَينِ إِذَا ضَجَرَ بَعضُهُمَا عَلَي بَعضٍ وَ تَلَاعَنَا ارتَفَعَتِ اللّعنَتَانِ فَاستَأذَنَتَا رَبّهُمَا فِي الوُقُوعِ بِمَن لُعِنَا إِلَيهِ فَقَالَ اللّهُ لِمَلَائِكَتِهِ انظُرُوا فَإِن كَانَ اللّاعِنُ أَهلًا لِلّعنِ وَ لَيسَ المَقصُودُ بِهِ أَهلًا فَأَنزِلُوهُمَا جَمِيعاً بِاللّاعِنِ وَ إِن كَانَ المُشَارُ إِلَيهِ أَهلًا وَ لَيسَ اللّاعِنُ أَهلًا فَوَجّهُوهُمَا إِلَيهِ وَ إِن كَانَا جَمِيعاً لَهَا أَهلًا فَوَجّهُوا لَعنَ هَذَا إِلَي ذَاكَ وَ وَجّهُوا لَعنَ ذَاكَ إِلَي هَذَا وَ إِن لَم يَكُن وَاحِدٌ مِنهُمَا لَهَا أَهلًا لِإِيمَانِهِمَا وَ أَنّ الضّجَرَ أَحوَجَهُمَا إِلَي ذَلِكَ فَوَجّهُوا اللّعنَتَينِ إِلَي اليَهُودِ الكَاتِمِينَ نَعتَ مُحَمّدٍ وَ صِفَتَهُص وَ ذِكرَ عَلِيّ ع وَ حِليَتَهُ وَ إِلَي النّوَاصِبِ الكَاتِمِينَ لِفَضلِ عَلِيّ وَ الدّافِعِينَ لِفَضلِهِ
أقول سيأتي بعض الأخبار في باب اللواط
1- سر،[السرائر] مِن جَامِعِ البزَنَطيِّ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سِتّةٌ لَا تَكُونُ فِي المُؤمِنِ الحَسَرُ وَ النّكَدُ وَ اللّجَاجَةُ وَ الكَذِبُ وَ الحَسَدُ وَ البغَيُ
2-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ
صفحه : 210
عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ مَا ابتَلَي اللّهُ بِهِ شِيعَتَنَا فَلَن يَبتَلِيَهُم بِأَربَعٍ بِأَن يَكُونُوا لِغَيرِ رِشدَةٍ وَ أَن يَسأَلُوا بِأَكُفّهِم وَ أَن يُؤتَوا فِي أَدبَارِهِم وَ أَن يَكُونَ فِيهِم أَخضَرُ أَزرَقُ
3- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَربَعُ خِصَالٍ لَا تَكُونُ فِي مُؤمِنٍ لَا يَكُونُ مَجنُوناً وَ لَا يَسأَلُ عَن أَبوَابِ النّاسِ وَ لَا يُولَدُ مِنَ الزّنَي وَ لَا يُنكَحُ فِي دُبُرِهِ
4-ل ،[الخصال ]القَطّانُ وَ ابنُ مُوسَي مَعاً عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع وَ ابنِ حَبِيبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَاطَوَيهِ[نَاطَوَيهِ] عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ المُؤمِنِ الزعّفرَاَنيِّ عَن مُسلِمِ بنِ خَالِدٍ الزنّجيِّ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع وَ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ شَيبَانَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُسلِمِ بنِ خَالِدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍقَالُوا كُلّهُم ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَ قَالَ تَمِيمٌ سِتّةَ عَشَرَ صِنفاً مِن أُمّةِ جدَيّ لَا يُحِبّونَا وَ لَا يُحَبّبُونَا إِلَي الناسِ وَ يُبغِضُونَا وَ لَا يَتَوَلّونَا وَ يَخذُلُونَا وَ يُخَذّلُونَ النّاسَ عَنّا فَهُم أَعدَاؤُنَا حَقّاً لَهُم نَارُ جَهَنّمَ وَ لَهُم عَذَابُ الحَرِيقِ قَالَ قُلتُ بَيّنهُم لِي يَا أَبَه وَقَاكَ اللّهُ شَرّهُم قَالَ الزّائِدُ فِي خَلقِهِ فَلَا تَرَي أَحَداً مِنَ النّاسِ فِي خَلقِهِ زِيَادَةٌ إِلّا وَجَدتَهُ مُنَاصِباً وَ لَم تَجِدهُ لَنَا مُوَالِياً
صفحه : 211
وَ النّاقِصُ الخَلقِ مِنَ الرّجَالِ فَلَا تَرَي لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ خَلقاً نَاقِصَ الخِلقَةِ إِلّا وَجَدتَ فِي قَلبِهِ عَلَينَا غِلّا وَ الأَعوَرُ بِاليَمِينِ لِلوِلَادَةِ فَلَا تَرَي لِلّهِ خَلقاً وُلِدَ أَعوَرَ اليَمِينِ إِلّا كَانَ لَنَا مُحَارِباً وَ لِأَعدَائِنَا مُسَالِماً وَ الغِربِيبُ مِنَ الرّجَالِ فَلَا تَرَي لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ خَلقاً غِربِيباً وَ هُوَ ألّذِي قَد طَالَ عُمُرُهُ فَلَم يَبيَضّ شَعرُهُ وَ تَرَي لِحيَتَهُ مِثلَ حَنَكِ الغُرَابِ إِلّا كَانَ عَلَينَا مُؤَلّباً وَ لِأَعدَائِنَا مُكَاثِراً وَ الحُلكُوكُ مِنَ الرّجَالِ فَلَا تَرَي مِنهُم أَحَداً إِلّا كَانَ لَنَا شَتّاماً وَ لِأَعدَائِنَا مَدّاحاً وَ الأَقرَعُ مِنَ الرّجَالِ فَلَا تَرَي رَجُلًا بِهِ قَرَعٌ إِلّا وَجَدتَهُ هَمّازاً لَمّازاً مَشّاءً بِالنّمِيمَةِ عَلَينَا وَ المفضض [المُفَصّصُ]بِالخُضرَةِ مِنَ الرّجَالِ فَلَا تَرَي مِنهُم أَحَداً وَ هُم كَثِيرُونَ إِلّا وَجَدتَهُ يَلقَانَا بِوَجهٍ وَ يَستَدبِرُنَا بِآخَرَ يبَتغَيِ لَنَا الغَوَائِلَ وَ المَنبُوذُ مِنَ الرّجَالِ فَلَا تَلقَي مِنهُم أَحَداً إِلّا وَجَدتَهُ لَنَا عَدُوّاً مُضِلّا مُبِيناً وَ الأَبرَصُ مِنَ الرّجَالِ
صفحه : 212
فَلَا تَلقَي مِنهُم أَحَداً إِلّا وَجَدتَهُ يَرصُدُ لَنَا المَرَاصِدَ وَ يَقعُدُ لَنَا وَ لِشِيعَتِنَا مَقعَداً لِيُضِلّنَا بِزَعمِهِ عَن سَوَاءِ السّبِيلِ وَ المَجذُومُ وَ هُم حَصَبُ جَهَنّمَ هُم لَهَا وَارِدُونَ وَ المَنكُوحُ فَلَا تَرَي مِنهُم أَحَداً إِلّا وَجَدتَهُ يَتَغَنّي بِهِجَائِنَا وَ يُؤَلّبُ عَلَينَا وَ أَهلُ مَدِينَةٍ تُدعَي سِجِستَانَ هُم لَنَا أَهلُ عَدَاوَةٍ وَ نَصبٍ وَ هُم شَرّ الخَلقِ وَ الخَلِيقَةِ عَلَيهِم مِنَ العَذَابِ مَا عَلَي فِرعَونَ وَ هَامَانَ وَ قَارُونَ وَ أَهلُ مَدِينَةٍ تُدعَي الريّّ هُم أَعدَاءُ اللّهِ وَ أَعدَاءُ رَسُولِهِص وَ أَعدَاءُ أَهلِ بَيتِهِ يَرَونَ حَربَ أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللّهِ جِهَاداً وَ مَالَهُم مَغنَماً وَ لَهُم عَذَابُ الخزِيِ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِوَ لَهُم عَذابٌ مُقِيمٌ وَ أَهلُ مَدِينَةٍ تُدعَي المَوصِلَ شَرّ مَن عَلَي وَجهِ الأَرضِ وَ أَهلُ مَدِينَةٍ تُسَمّي الزّورَاءَ تُبنَي فِي آخِرِ الزّمَانِ يَستَشفُونَ بِدِمَائِنَا وَ يَتَقَرّبُونَ بِبُغضِنَا يُوَالُونَ فِي عَدَاوَتِنَا وَ يَرَونَ حَربَنَا فَرضاً وَ قِتَالَنَا حَتماً يَا بنُيَّ فَاحذَر هَؤُلَاءِ ثُمّ احذَرهُم فَإِنّهُ لَا يَخلُو اثنَانِ مِنهُم بِأَحَدٍ مِن أَهلِكَ إِلّا هَمّوا بِقَتلِهِ
واللفظ لتميم من أول الحديث إلي آخره
صفحه : 213
1- كش ،[رجال الكشي] عَن سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ بنِ عَامِرٍ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ تَرَاءَي وَ اللّهِ إِبلِيسُ لأِبَيِ الخَطّابِ عَلَي سُورِ المَدِينَةِ وَ المَسجِدِ وَ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ هُوَ يَقُولُ إِيهاً تَظفَرُ الآنَ إِيهاً تَظفَرُ الآنَ
2- كش ،[رجال الكشي] عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ وَ يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن حَفصِ بنِ عَمرٍو النخّعَيِّ قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ أَبَا مَنصُورٍ حدَثّنَيِ أَنّهُ رُفِعَ إِلَي رَبّهِ وَ مَسَحَ عَلَي رَأسِهِ فَقَالَ لَهُ بِالفَارِسِيّةِ بايست فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حدَثّنَيِ أَبِي عَن جدَيّ رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِنّ إِبلِيسَ اتّخَذَ عَرشاً فِي مَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ اتّخَذَ زَبَانِيَةً كَعَدَدِ المَلَائِكَةِ فَإِذَا دَعَا رَجُلًا فَأَجَابَهُ وَ وَطِئَ عَقِبَهُ وَ تَخَطّت إِلَيهِ الأَقدَامُ تَرَاءَي لَهُ إِبلِيسُ وَ رُفِعَ إِلَيهِ وَ إِنّ أَبَا مَنصُورٍ كَانَ رَسُولَ إِبلِيسَ لَعَنَ اللّهُ أَبَا مَنصُورٍ لَعَنَ اللّهُ أَبَا مَنصُورٍ ثَلَاثاً
3-كش ،[رجال الكشي]سَعدٌ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ بُنَاناً وَ السرّيِّ وَ بَزِيعاً لَعَنَهُمُ اللّهُ تَرَاءَي لَهُمُ الشّيطَانُ فِي أَحسَنِ مَا يَكُونُ صُورَةُ آدمَيِّ مِن قَرنِهِ إِلَي سُرّتِهِ قَالَ فَقُلتُ إِنّ بُنَاناً يَتَأَوّلُ هَذِهِ الآيَةَوَ هُوَ ألّذِي فِي السّماءِ إِلهٌ وَ فِي
صفحه : 214
الأَرضِ إِلهٌ أَنّ ألّذِي فِي الأَرضِ غَيرُ إِلَهِ السّمَاءِ وَ إِلَهَ السّمَاءِ غَيرُ إِلَهِ الأَرضِ وَ أَنّ إِلَهَ السّمَاءِ أَعظَمُ مِن إِلَهِ الأَرضِ وَ أَنّ أَهلَ الأَرضِ يَعرِفُونَ فَضلَ إِلَهِ السّمَاءِ وَ يُعَظّمُونَهُ فَقَالَ ع وَ اللّهِ مَا هُوَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَهٌ فِي السّمَاوَاتِ وَ إِلَهٌ فِي الأَرَضِينَ كَذَبَ بُنَانٌ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ لَقَد صَغّرَ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ وَ صَغّرَ عَظَمَتَهُ
4- كش ،[رجال الكشي]وَجَدتُ بِخَطّ جَبرَئِيلَ بنِ أَحمَدَ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ عَن حَمزَةَ أَ يَزعُمُ أَنّ أَبِي يَأتِيهِ قُلتُ نَعَم قَالَ كَذَبَ وَ اللّهِ مَا يَأتِيهِ إِلّا المُتَكَوّنُ إِنّ إِبلِيسَ سَلّطَ شَيطَاناً يُقَالُ لَهُ المُتَكَوّنُ يأَتيِ النّاسَ فِي أَيّ صُورَةٍ شَاءَ إِن شَاءَ فِي صُورَةٍ صَغِيرَةٍ وَ إِن شَاءَ فِي صُورَةٍ كَبِيرَةٍ وَ لَا وَ اللّهِ مَا يَستَطِيعُ أَن يجَيِءَ فِي صُورَةِ أَبِي ع
5- كش ،[رجال الكشي]سَعدٌ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ وَ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ العجِليِّ قَالَ كَانَ حَمزَةُ بنُ عُمَارَةَ البرَبرَيِّ لَعَنَهُ اللّهُ يَقُولُ لِأَصحَابِهِ إِنّ أَبَا جَعفَرٍ ع يأَتيِنيِ فِي كُلّ لَيلَةٍ وَ لَا يَزَالُ إِنسَانٌ يَزعُمُ أَنّهُ قَد أَرَاهُ إِيّاهُ فَقُدّرَ لِي أنَيّ لَقِيتُ أَبَا جَعفَرٍ ع فَحَدّثتُهُ بِمَا يَقُولُ حَمزَةُ فَقَالَ كَذَبَ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ مَا يَقدِرُ الشّيطَانُ أَن يَتَمَثّلَ فِي صُورَةِ نبَيِّ وَ لَا وصَيِّ نبَيِّ
6-كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَلّمتُ وَ جَلَستُ فَقَالَ لِي كَانَ فِي مَجلِسِكَ هَذَا أَبُو الخَطّابِ وَ مَعَهُ سَبعُونَ رَجُلًا كُلّهُم إِلَيهِ
صفحه : 215
يَنَالُهُم مِنهُ شَيءٌ فَرَحِمتُهُم فَقُلتُ لَهُم أَ لَا أُخبِرُكُم بِفَضَائِلِ المُسلِمِ فَلَا أَحسَبُ أَصغَرَهُم إِلّا قَالَ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قُلتُ مِن فَضَائِلِ المُسلِمِ أَن يُقَالَ لَهُ فُلَانٌ قاَرِئٌ لِكِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ فُلَانٌ ذُو حَظّ مِن وَرَعٍ وَ فُلَانٌ يَجتَهِدُ فِي عِبَادَتِهِ لِرَبّهِ فَهَذِهِ فَضَائِلُ المُسلِمِ مَا لَكُم وَ لِلرّئَاسَاتِ إِنّمَا لِلمُسلِمِينَ رَأسٌ وَاحِدٌ إِيّاكُم وَ الرّجَالَ فَإِنّ الرّجَالَ مَهلَكَةٌ فإَنِيّ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ إِنّ شَيطَاناً يُقَالُ لَهُ المُذهِبُ يأَتيِ فِي كُلّ صُورَةٍ إِلّا أَنّهُ لَا يأَتيِ فِي صُورَةِ نبَيِّ وَ لَا وصَيِّ نبَيِّ وَ لَا أَحسَبُهُ إِلّا وَ قَد تَرَاءَي لِصَاحِبِكُم فَاحذَرُوهُ فبَلَغَنَيِ أَنّهُم قُتِلُوا مَعَهُ فَأَبعَدَهُمُ اللّهُ وَ أَسحَقَهُم إِنّهُ لَا يَهلِكُ عَلَي اللّهِ إِلّا هَالِكٌ
7- كش ،[رجال الكشي] مُحَمّدُ بنُ قُولَوَيهِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ قَالَ سَمِعتُ رَجُلًا مِنَ الطّيّارَةِ يُحَدّثُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ أَنّهُ قَالَ كُنتُ فِي بَعضِ الليّاَليِ وَ أَنَا فِي الطّوَافِ فَإِذَا نِدَاءٌ مِن فَوقِ رأَسيِ يَا يُونُسُإنِنّيِ أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فاَعبدُنيِ وَ أَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِفَرَفَعتُ رأَسيِ فاذاح [كذا]فَغَضِبَ أَبُو الحَسَنِ غَضَباً لَم يَملِك نَفسَهُ ثُمّ قَالَ لِلرّجُلِ اخرُج عنَيّ لَعَنَكَ اللّهُ وَ لَعَنَ اللّهُ مَن حَدّثَكَ وَ لَعَنَ يُونُسَ بنَ ظَبيَانَ أَلفَ لَعنَةٍ تَتبَعُهَا أَلفُ لَعنَةٍ كُلّ لَعنَةٍ مِنهَا تُبلِغُكَ إِلَي قَعرِ جَهَنّمَ وَ أَشهَدُ مَا نَادَاهُ إِلّا شَيطَانٌ أَمَا إِنّ يُونُسَ مَعَ أَبِي الخَطّابِ فِي أَشَدّ العَذَابِ مَقرُونَانِ وَ أَصحَابَهُمَا إِلَي ذَلِكَ الشّيطَانِ مَعَ فِرعَونَ وَ آلِ فِرعَونَ فِي أَشَدّ العَذَابِ سَمِعتُ ذَلِكَ مِن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يُونُسُ فَقَامَ الرّجُلُ مِن عِندِهِ فَمَا بَلَغَ البَابَ إِلّا عَشَرَةَ خِطَاءٍ حَتّي صُرِعَ مَغشِيّاً عَلَيهِ قَد قَاءَ رَجِيعَهُ وَ حُمِلَ مَيّتاً فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع أَتَاهُ المَلَكُ بِيَدِهِ عَمُودٌ فَضَرَبَهُ عَلَي هَامَتِهِ ضَربَةً قَلَبَ فِيهَا مَثَانَتَهُ حَتّي قَاءَ رَجِيعَهُ وَ عَجّلَ اللّهُ بِرُوحِهِ إِلَي الهَاوِيَةِ وَ أَلحَقَهُ بِصَاحِبِهِ ألّذِي حَدّثَهُ يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ وَ رَأَي الشّيطَانَ ألّذِي كَانَ تَرَاءَي لَهُ
صفحه : 216
8- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَمِلَ فِي بِدعَةٍ خَلّاهُ الشّيطَانُ وَ العِبَادَةَ وَ أَلقَي عَلَيهِ الخُشُوعَ وَ البُكَاءَ
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَبَي اللّهُ لِصَاحِبِ البِدعَةِ بِالتّوبَةِ وَ أَبَي اللّهُ لِصَاحِبِ الخُلُقِ السّيّئِ بِالتّوبَةِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ أَمّا صَاحِبُ البِدعَةِ فَقَد أُشرِبَ قَلبُهُ حُبّهَا وَ أَمّا صَاحِبُ الخُلُقِ السّيّئِ فَإِنّهُ إِذَا تَابَ مِن ذَنبٍ وَقَعَ فِي ذَنبٍ أَعظَمَ مِنَ الذّنبِ ألّذِي تَابَ مِنهُ
الآيات النساءأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتابِ يَشتَرُونَ الضّلالَةَ وَ يُرِيدُونَ أَن تَضِلّوا السّبِيلَ وَ اللّهُ أَعلَمُ بِأَعدائِكُم وَ كَفي بِاللّهِ وَلِيّا وَ كَفي بِاللّهِ نَصِيراً و قال تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتابِ يُؤمِنُونَ بِالجِبتِ وَ الطّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهدي مِنَ الّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا أُولئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَ مَن يَلعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراًالأعراف وَ لا تَقعُدُوا بِكُلّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَ تَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَن آمَنَ
صفحه : 217
بِهِ وَ تَبغُونَها عِوَجاًهودوَ مَن أَظلَمُ مِمّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعرَضُونَ عَلي رَبّهِم وَ يَقُولُ الأَشهادُ هؤُلاءِ الّذِينَ كَذَبُوا عَلي رَبّهِم أَلا لَعنَةُ اللّهِ عَلَي الظّالِمِينَ الّذِينَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ يَبغُونَها عِوَجاً وَ هُم بِالآخِرَةِ هُم كافِرُونَ أُولئِكَ لَم يَكُونُوا مُعجِزِينَ فِي الأَرضِ وَ ما كانَ لَهُم مِن دُونِ اللّهِ مِن أَولِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ العَذابُ ما كانُوا يَستَطِيعُونَ السّمعَ وَ ما كانُوا يُبصِرُونَ أُولئِكَ الّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَ ضَلّ عَنهُم ما كانُوا يَفتَرُونَ لا جَرَمَ أَنّهُم فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخسَرُونَ ابراهيم وَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ يَبغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ و قال تعالي وَ جَعَلُوا لِلّهِ أَنداداً لِيُضِلّوا عَن سَبِيلِهِ قُل تَمَتّعُوا فَإِنّ مَصِيرَكُم إِلَي النّارِالنحل لِيَحمِلُوا أَوزارَهُم كامِلَةً يَومَ القِيامَةِ وَ مِن أَوزارِ الّذِينَ يُضِلّونَهُم بِغَيرِ عِلمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَالشعراءوَ بُرّزَتِ الجَحِيمُ لِلغاوِينَ إلي قوله تعالي وَ ما أَضَلّنا إِلّا المُجرِمُونَالقصص وَ جَعَلناهُم أَئِمّةً يَدعُونَ إِلَي النّارِ وَ يَومَ القِيامَةِ لا يُنصَرُونَ وَ أَتبَعناهُم فِي هذِهِ الدّنيا لَعنَةً وَ يَومَ القِيامَةِ هُم مِنَ المَقبُوحِينَالعنكبوت وَ قالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِلّذِينَ آمَنُوا اتّبِعُوا سَبِيلَنا وَ لنَحمِل خَطاياكُم وَ ما هُم بِحامِلِينَ مِن خَطاياهُم مِن شَيءٍ إِنّهُم لَكاذِبُونَ وَ لَيَحمِلُنّ أَثقالَهُم
صفحه : 218
وَ أَثقالًا مَعَ أَثقالِهِم وَ لَيُسئَلُنّ يَومَ القِيامَةِ عَمّا كانُوا يَفتَرُونَسبأوَ لَو تَري إِذِ الظّالِمُونَ مَوقُوفُونَ عِندَ رَبّهِم يَرجِعُ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ القَولَ يَقُولُ الّذِينَ استُضعِفُوا لِلّذِينَ استَكبَرُوا لَو لا أَنتُم لَكُنّا مُؤمِنِينَ قالَ الّذِينَ استَكبَرُوا لِلّذِينَ استُضعِفُوا أَ نَحنُ صَدَدناكُم عَنِ الهُدي بَعدَ إِذ جاءَكُم بَل كُنتُم مُجرِمِينَ وَ قالَ الّذِينَ استُضعِفُوا لِلّذِينَ استَكبَرُوا بَل مَكرُ اللّيلِ وَ النّهارِ إِذ تَأمُرُونَنا أَن نَكفُرَ بِاللّهِ وَ نَجعَلَ لَهُ أَنداداًالصافات وَ أَقبَلَ بَعضُهُم عَلي بَعضٍ يَتَساءَلُونَ قالُوا إِنّكُم كُنتُم تَأتُونَنا عَنِ اليَمِينِ قالُوا بَل لَم تَكُونُوا مُؤمِنِينَ وَ ما كانَ لَنا عَلَيكُم مِن سُلطانٍ بَل كُنتُم قَوماً طاغِينَ فَحَقّ عَلَينا قَولُ رَبّنا إِنّا لَذائِقُونَ فَأَغوَيناكُم إِنّا كُنّا غاوِينَص هذا فَوجٌ مُقتَحِمٌ مَعَكُم لا مَرحَباً بِهِم إِنّهُم صالُوا النّارِ قالُوا بَل أَنتُم لا مَرحَباً بِكُم أَنتُم قَدّمتُمُوهُ لَنا فَبِئسَ القَرارُ قالُوا رَبّنا مَن قَدّمَ لَنا هذا فَزِدهُ عَذاباً ضِعفاً فِي النّارِالمؤمن وَ إِذ يَتَحاجّونَ فِي النّارِ فَيَقُولُ الضّعَفاءُ لِلّذِينَ استَكبَرُوا إِنّا كُنّا لَكُم تَبَعاً فَهَل أَنتُم مُغنُونَ عَنّا نَصِيباً مِنَ النّارِ قالَ الّذِينَ استَكبَرُوا إِنّا كُلّ فِيها إِنّ اللّهَ قَد حَكَمَ بَينَ العِبادِالنجم أَم لَم يُنَبّأ بِما فِي صُحُفِ مُوسي وَ اِبراهِيمَ ألّذِي وَفّي أَلّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري وَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعي وَ أَنّ سَعيَهُ سَوفَ يُري ثُمّ يُجزاهُ الجَزاءَ الأَوفي
صفحه : 219
1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ غَافِرُ كُلّ ذَنبٍ إِلّا مَن أَحدَثَ دِيناً أَوِ اغتَصَبَ أَجِيراً أَجرَهُ أَو رَجُلًا بَاعَ حُرّاً
2- ع ،[علل الشرائع ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَجُلٌ فِي الزّمَنِ الأَوّلِ طَلَبَ الدّنيَا مِن حَلَالٍ فَلَم يَقدِر عَلَيهَا وَ طَلَبَهَا مِن حَرَامٍ فَلَم يَقدِر عَلَيهَا فَأَتَاهُ الشّيطَانُ فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا إِنّكَ قَد طَلَبتَ الدّنيَا مِن حَلَالٍ فَلَم تَقدِر عَلَيهَا وَ طَلَبتَهَا مِن حَرَامٍ فَلَم تَقدِر عَلَيهَا أَ فَلَا أَدُلّكَ عَلَي شَيءٍ تَكثُرُ بِهِ دُنيَاكَ وَ يَكثُرُ بِهِ تَبَعُكَ قَالَ بَلَي قَالَ تَبتَدِعُ دِيناً وَ تَدعُو إِلَيهِ النّاسَ فَفَعَلَ فَاستَجَابَ لَهُ النّاسُ وَ أَطَاعُوهُ وَ أَصَابَ مِنَ الدّنيَا ثُمّ إِنّهُ فَكّرَ فَقَالَ مَا صَنَعتُ ابتَدَعتُ دِيناً وَ دَعَوتُ النّاسَ مَا أَرَي لِي تَوبَةً إِلّا أَن آتيَِ مَن دَعَوتُهُ إِلَيهِ فَأَرُدّهُ عَنهُ فَجَعَلَ يأَتيِ أَصحَابَهُ الّذِينَ أَجَابُوهُ فَيَقُولُ لَهُم إِنّ ألّذِي دَعَوتُكُم إِلَيهِ بَاطِلٌ وَ إِنّمَا ابتَدَعتُهُ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ كَذَبتَ وَ هُوَ الحَقّ وَ لَكِنّكَ شَكَكتَ فِي دِينِكَ فَرَجَعتَ عَنهُ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ عَمَدَ إِلَي سِلسِلَةٍ فَوَتَدَ لَهَا وَتِداً ثُمّ جَعَلَهَا فِي عُنُقِهِ وَ قَالَ لَا أَحُلّهَا حَتّي يَتُوبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيّ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نبَيِّ مِنَ الأَنبِيَاءِ قُل لِفُلَانٍ وَ عزِتّيِ لَو دعَوَتنَيِ حَتّي تَتَقَطّعَ أَوصَالُكَ مَا استَجَبتُ لَكَ حَتّي تَرُدّ مَن مَاتَ إلي [ عَلَي] مَا دَعَوتَهُ إِلَيهِ فَيَرجِعَ عَنهُ
ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَجُلٌ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ
صفحه : 220
3- مع ،[معاني الأخبار] عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ النهّيِكيِّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مَن مَثّلَ مِثَالًا أَوِ اقتَنَي كَلباً فَقَد خَرَجَ مِنَ الإِسلَامِ فَقِيلَ لَهُ هَلَكَ إِذاً كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ فَقَالَ لَيسَ حَيثُ ذَهَبتُم إِنّمَا عَنَيتُ بقِوَليِ مَن مَثّلَ مِثَالًا مَن نَصَبَ دِيناً غَيرَ دِينِ اللّهِ وَ دَعَا النّاسَ إِلَيهِ وَ بقِوَليِ مَنِ اقتَنَي كَلباً مُبغِضاً لَنَا أَهلَ البَيتِ اقتَنَاهُ فَأَطعَمَهُ وَ سَقَاهُ مَن فَعَلَ ذَلِكَ فَقَد خَرَجَ مِنَ الإِسلَامِ
4- مع ،[معاني الأخبار] عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي الرّبِيعِ قَالَ قُلتُ مَا أَدنَي مَا يَخرُجُ بِهِ الرّجُلُ مِنَ الإِيمَانِ قَالَ الرأّيُ يَرَاهُ مُخَالِفاً لِلحَقّ فَيُقِيمُ عَلَيهِ
5- مع ،[معاني الأخبار]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا أَدنَي مَا يَكُونُ بِهِ العَبدُ كَافِراً قَالَ أَن يَبتَدِعَ شَيئاً فَيَتَوَلّي عَلَيهِ وَ يَبرَأَ مِمّن خَالَفَهُ
6- مع ،[معاني الأخبار]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن بُرَيدٍ العجِليِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا أَدنَي مَا يَصِيرُ بِهِ العَبدُ كَافِراً قَالَ فَأَخَذَ حَصَاةً مِنَ الأَرضِ فَقَالَ أَن يَقُولَ لِهَذِهِ الحَصَاةِ إِنّهَا نَوَاةٌ وَ يَبرَأَ مِمّن خَالَفَهُ عَلَي ذَلِكَ وَ يَدِينَ اللّهَ بِالبَرَاءَةِ مِمّن قَالَ بِغَيرِ قَولِهِ فَهَذَا نَاصِبٌ قَد أَشرَكَ بِاللّهِ وَ كَفَرَ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُ
7-ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيوَ لَكُم فِي القِصاصِ حَياةٌالآيَةَ وَ لَكُم يَا أُمّةَ مُحَمّدٍ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ لِأَنّ مَن هَمّ بِالقَتلِ فَعَرَفَ أَنّهُ يُقتَصّ مِنهُ فَكَفّ لِذَلِكَ عَنِ القَتلِ كَانَ حَيَاةً للِذّيِ كَانَ هَمّ بِقَتلِهِ وَ حَيَاةً لِهَذَا الجاَنيِ ألّذِي أَرَادَ أَن يَقتُلَ
صفحه : 221
وَ حَيَاةً لِغَيرِهِمَا مِنَ النّاسِ إِذَا عَلِمُوا أَنّ القِصَاصَ وَاجِبٌ لَا يَجسُرُونَ عَلَي القَتلِ مَخَافَةَ القِصَاصِيا أوُليِ الأَلبابِأوُليِ العُقُولِلَعَلّكُم تَتّقُونَ ثُمّ قَالَ ع عِبَادَ اللّهِ هَذَا قِصَاصُ قَتلِكُم لِمَن تَقتُلُونَهُ فِي الدّنيَا وَ تُفنُونَ رُوحَهُ أَ لَا أُنَبّئُكُم بِأَعظَمَ مِن هَذَا القَتلِ وَ مَا يُوجِبُهُ اللّهُ عَلَي قَاتِلِهِ مِمّا هُوَ أَعظَمُ مِن هَذَا القِصَاصِ قَالُوا بَلَي يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ أَعظَمُ مِن هَذَا القَتلِ أَن يَقتُلَهُ قَتلًا لَا يَنجَبِرُ وَ لَا يَحيَا بَعدَهُ أَبَداً قَالُوا مَا هُوَ قَالَ أَن يُضِلّهُ عَن نُبُوّةِ مُحَمّدٍ وَ عَن وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ يَسلُكَ بِهِ غَيرَ سَبِيلِ اللّهِ وَ يُغرِيَهُ بِاتّبَاعِ طَرَائِقِ أَعدَاءِ عَلِيّ ع وَ القَولِ بِإِمَامَتِهِم وَ دَفعِ عَلِيّ عَن حَقّهِ وَ جَحدِ فَضلِهِ وَ أَلّا يبُاَليَِ بِإِعطَائِهِ وَاجِبَ تَعظِيمِهِ فَهَذَا هُوَ القَتلُ ألّذِي هُوَ تَخلِيدُ المَقتُولِ فِي نَارِ جَهَنّمَ خَالِداً مُخَلّداً أَبَداً فَجَزَاءُ هَذَا القَتلِ مِثلُ ذَلِكَ الخُلُودِ فِي نَارِ جَهَنّمَ
8- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ النوّفلَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن كُمّهُ أَعمَي مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن عَبَدَ الدّينَارَ وَ الدّرهَمَ مَلعُونٌ مَلعُونٌ مَن نَكَحَ بَهِيمَةً
مع ،[معاني الأخبار] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ النوّفلَيِّ مِثلَهُ
ثم قال الصدوق قوله من كمه أعمي يعني من أرشد متحيرا في دينه إلي الكفر وقرره في نفسه حتي اعتقده و قوله من عبدالدينار والدرهم يعني به من يمنع زكاة ماله ويبخل بمواساة إخوانه فيكون قدآثر عبادة الدينار والدرهم علي عبادة خالقه .أقول قدمضت أخبار كثيرة في باب البدع والمقاييس في ذلك
صفحه : 222
9- سن ،[المحاسن ]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَنِ اجتَرَأَ عَلَي اللّهِ فِي المَعصِيَةِ وَ ارتِكَابِ الكَبَائِرِ فَهُوَ كَافِرٌ وَ مَن نَصَبَ دِيناً غَيرَ دِينِ اللّهِ فَهُوَ مُشرِكٌ
10- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلِيَحمِلُوا أَوزارَهُم كامِلَةً يَومَ القِيامَةِيعَنيِ لِيَستَكمِلُوا الكُفرَ يَومَ القِيَامَةِوَ مِن أَوزارِ الّذِينَ يُضِلّونَهُم بِغَيرِ عِلمٍيعَنيِ كُفرَ الّذِينَ يَتَوَلّونَهُم قَالَ اللّهُأَلا ساءَ ما يَزِرُونَ
الآيات البقرةأَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم وَ أَنتُم تَتلُونَ الكِتابَ أَ فَلا تَعقِلُونَ
تفسيرأَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ في تفسير الإمام ع أَي بِالصّدَقَاتِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَاتِوَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم أَي تَترُكُونَهَاوَ أَنتُم تَتلُونَ الكِتابَ أَيِ التّورَاةَ الآمِرَةَ لَكُم بِالخَيرَاتِ النّاهِيَةَ عَنِ المُنكَرَاتِأَ فَلا تَعقِلُونَ مَا عَلَيكُم مِنَ العِقَابِ فِي أَمرِكُم بِمَا بِهِ لَا تَأخُذُونَ وَ فِي نَهيِكُم عَمّا أَنتُم فِيهِ مُنهَمِكُونَ.نَزَلَت فِي عُلَمَاءِ اليَهُودِ وَ رُؤَسَائِهِمُ المَرَدَةِ المُنَافِقِينَ المُحتَجِنِينَ أَموَالَ الفُقَرَاءِ المُستَأكِلِينَ لِلأَغنِيَاءِ الّذِينَ كَانُوا يَأمُرُونَ بِالخَيرِ وَ يَترُكُونَهُ وَ يَنهَونَ عَنِ الشّرّ وَ يَرتَكِبُونَهُ.
صفحه : 223
أقول في القاموس احتجن المال ضمه واحتواه . و قال علي بن ابراهيم نزلت في الخطباء والقصاص و هو
قول أمير المؤمنين ع وَ عَلَي كُلّ مِنبَرٍ خَطِيبٌ مِصقَعٌ يَكذِبُ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ عَلَي كِتَابِهِ.
وَ فِي المَجمَعِ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَرَرتُ لَيلَةَ أسُريَِ بيِ عَلَي أُنَاسٍ تُقرَضُ شِفَاهُهُم بِمَقَارِيضَ مِن نَارٍ فَقُلتُ مَن هَؤُلَاءِ يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِن أَهلِ الدّنيَا مِمّن كَانُوا يَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ وَ يَنسَونَ أَنفُسَهُم
وَ فِي مِصبَاحِ الشّرِيعَةِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن لَم يَنسَلِخ مِن هَوَاجِسِهِ وَ لَم يَتَخَلّص مِن آفَاتِ نَفسِهِ وَ شَهَوَاتِهَا وَ لَم يَهزِمِ الشّيطَانَ وَ لَم يَدخُل فِي كَنَفِ اللّهِ وَ أَمَانِ عِصمَتِهِ لَا يَصلُحُ لِلأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ لِأَنّهُ إِذَا لَم يَكُن بِهَذِهِ الصّفَةِ فَكُلّ مَا أَظهَرَ يَكُونُ حُجّةً عَلَيهِ وَ لَا يَنتَفِعُ النّاسُ بِهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيأَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم وَ يُقَالُ لَهُ يَا خَائِنُ أَ تُطَالِبُ خلَقيِ بِمَا خُنتَ بِهِ نَفسَكَ وَ أَرخَيتَ عَنهُ عِنَانَكَ
1- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن يُوسُفَ البَزّازِ عَنِ المُعَلّي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَشَدّ النّاسِ حَسرَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن وَصَفَ عَدلًا ثُمّ عَمِلَ بِغَيرِهِ
بيان من وصف عدلا أي بين للناس أمرا حقا موافقا لقانون العدل أوأمرا وسطا غيرمائل إلي إفراط أوتفريط و لم يعمل به أووصف دينا حقا و لم يعمل بمقتضاه كما إذاادعي القول بإمامة الأئمة ع و لم يتابعهم قولا وفعلا ويؤيد الأول قوله ع أَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالبِرّ وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُم.
صفحه : 224
و قوله سبحانه لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفعَلُونَ وَ مَا روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَرَرتُ لَيلَةَ أسُريَِ بيِ بِقَومٍ تُقرَضُ شِفَاهُهُم بِمَقَارِيضَ مِن نَارٍ فَقُلتُ مَن أَنتُم قَالُوا كُنّا نَأمُرُ بِالخَيرِ وَ لَا نَأتِيهِ وَ نَنهَي عَنِ الشّرّ وَ نَأتِيهِ
ومثله كثير
2- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن قُتَيبَةَ الأَعشَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ مِن أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً يَومَ القِيَامَةِ مَن وَصَفَ عَدلًا وَ عَمِلَ بِغَيرِهِ
3- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مِن أَعظَمِ النّاسِ حَسرَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن وَصَفَ عَدلًا وَ خَالَفَهُ إِلَي غَيرِهِ
بيان وإنما كانت حسرته أشد لوقوعه في الهلكة مع العلم و هوأشد من الوقوع فيهابدونه ولمشاهدته نجاة الغير بقوله وعدم نجاته به وكأن أشدية العذاب والحسرة بالنسبة إلي من لم يعلم و لم يعمل و لم يأمر لابالنسبة إلي من علم و لم يفعل و لم يأمر لأن الهداية وبيان الأحكام وتعليم الجهال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها واجبة كما أن العمل واجب فإذاتركهما ترك واجبين و إذاترك أحدهما ترك واجبا واحدا.لكن الظاهر من أكثر الأخبار بل الآيات اشتراط الوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعمل ويشكل التوفيق بينها و بين سائر الآيات والأخبار الدالة علي وجوب الهداية والتعليم والنهي عن كتمان العلم و علي أي حال الظاهر أنها لاتشمل ما إذا كان له مانع من الإتيان بالنوافل مثلا ويبين للناس فضلها وأمثال ذلك
4-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن
صفحه : 225
عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَكُبكِبُوا فِيها هُم وَ الغاوُونَ قَالَ يَا بَا بَصِيرٍ هُم قَومٌ وَصَفُوا عَدلًا بِأَلسِنَتِهِم ثُمّ خَالَفُوهُ إِلَي غَيرِهِ
بيان فَكُبكِبُواأقول قبلها في الشعراءوَ بُرّزَتِ الجَحِيمُ لِلغاوِينَ وَ قِيلَ لَهُم أَينَ ما كُنتُم تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ هَل يَنصُرُونَكُم أَو يَنتَصِرُونَ وفسر المفسرون ما كُنتُم تَعبُدُونَبآلهتهم فَكُبكِبُوا فِيها هُم وَ الغاوُونَقالوا أي الآلهة وعبدتهم والكبكبة تكرير الكب لتكرير معناه كأن من ألقي في النار ينكب مرة بعدأخري حتي يستقر في قعرها. قوله ع هم قوم أي ضمير هم المذكور في الآية راجع إلي قوم أوهم ضمير راجع إلي مدلول هم في الآية والمعني أن المراد بالمعبودين في بطن الآية المطاعون في الباطل كقوله تعالي أَن لا تَعبُدُوا الشّيطانَ وهم قوم وصفوا الإسلام و لم يعملوا بمقتضاه كالغاصبين للخلافة حيث ادعوا الإسلام وخالفوا الله ورسوله في نصب الوصي وتبعهم جماعة وهم الغاوون أووصفوا الإيمان وادعوا اتصافهم به وخالفوا الأئمة الذين ادعوا الإيمان بهم وغيروا دين الله وأظهروا البدع فيه وتبعهم الغاوون . ويحتمل أن يكون هم راجعا إلي الغاوين فهم في الآية راجع إلي عبدة الأوثان أومعبوديهم أيضا لكنه بعيد عن سياق الآيات السابقة و قال علي بن ابراهيم بعدنقل هذه الرواية مرسلا عن الصادق ع و في خبر آخر قال هم بنو أميةوَ الغاوُونَبنو فلان أي بنو العباس
5-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ
صفحه : 226
بنِ عَطِيّةَ عَن خَيثَمَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع أَبلِغ شِيعَتَنَا أَنّهُ لَن يُنَالَ مَا عِندَ اللّهِ إِلّا بِعَمَلٍ وَ أَبلِغ شِيعَتَنَا أَنّ أَعظَمَ النّاسِ حَسرَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن وَصَفَ عَدلًا ثُمّ يُخَالِفُهُ إِلَي غَيرِهِ
بيان ما عند الله أي من المثوبات والدرجات والقربات
الآيات الكهف وَ يُجادِلُ الّذِينَ كَفَرُوا بِالباطِلِ لِيُدحِضُوا بِهِ الحَقّ وَ اتّخَذُوا آياتيِ وَ ما أُنذِرُوا هُزُواًطه وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فنَسَيَِ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماًالروم ثُمّ كانَ عاقِبَةَ الّذِينَ أَساؤُا السّواي أَن كَذّبُوا بِآياتِ اللّهِ وَ كانُوا بِها يَستَهزِؤُنَالصافات بَل عَجِبتَ وَ يَسخَرُونَ وَ إِذا ذُكّرُوا لا يَذكُرُونَ وَ إِذا رَأَوا آيَةً يَستَسخِرُونَ وَ قالُوا إِن هذا إِلّا سِحرٌ مُبِينٌص وَ قالُوا ما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِ أَتّخَذناهُم سِخرِيّا أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُالزخرف فَلَمّا جاءَهُم بِآياتِنا إِذا هُم مِنها يَضحَكُونَالجاثيةوَ إِذا عَلِمَ مِن آياتِنا شَيئاً اتّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌ
صفحه : 227
و قال تعالي وَ بَدا لَهُم سَيّئاتُ ما عَمِلُوا وَ حاقَ بِهِم ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ إلي قوله تعالي ذلِكُم بِأَنّكُمُ اتّخَذتُم آياتِ اللّهِ هُزُواً وَ غَرّتكُمُ الحَياةُ الدّنيا فَاليَومَ لا يُخرَجُونَ مِنها وَ لا هُم يُستَعتَبُونَالنجم أَ فَمِن هذَا الحَدِيثِ تَعجَبُونَ وَ تَضحَكُونَ وَ لا تَبكُونَ وَ أَنتُم سامِدُونَ
1- ل ،[الخصال ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ لِوَلَدِ الزّنَي عَلَامَاتٍ أَحَدُهَا بُغضُنَا أَهلَ البَيتِ وَ ثَانِيهَا أَنّهُ يَحِنّ إِلَي الحَرَامِ ألّذِي خُلِقَ مِنهُ وَ ثَالِثُهَا الِاستِخفَافُ بِالدّينِ وَ رَابِعُهَا سُوءُ المَحضَرِ لِلنّاسِ وَ لَا يسُيِءُ مَحضَرَ إِخوَانِهِ إِلّا مَن وُلِدَ عَلَي غَيرِ فِرَاشِ أَبِيهِ أَو حَمَلَت بِهِ أُمّهُ فِي حَيضِهَا
2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إنِيّ أَخَافُ عَلَيكُمُ استِخفَافاً بِالدّينِ وَ بَيعَ الحُكمِ وَ قَطِيعَةَ الرّحِمِ وَ أَن تَتّخِذُوا القُرآنَ مَزَامِيرَ تُقَدّمُونَ أَحَدَكُم وَ لَيسَ بِأَفضَلِكُم فِي الدّينِ
3- ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِيّاكُم وَ الغَفلَةَ فَإِنّهُ مَن غَفَلَ فَإِنّمَا يَغفُلُ عَن نَفسِهِ وَ إِيّاكُم وَ التّهَاوُنَ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّهُ مَن تَهَاوَنَ بِأَمرِ اللّهِ أَهَانَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ
صفحه : 228
سن ،[المحاسن ] جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ القَدّاحِ مِثلَهُ
4- سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ لَيُبغِضُ المُؤمِنَ الضّعِيفَ ألّذِي لَا دِينَ لَهُ
الآيات البقرةوَ إِن تَوَلّوا فَإِنّما هُم فِي شِقاقٍآل عمران أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكِتابِ يُدعَونَ إِلي كِتابِ اللّهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم ثُمّ يَتَوَلّي فَرِيقٌ مِنهُم وَ هُم مُعرِضُونَ و قال فَإِن تَوَلّوا فَإِنّ اللّهَ لا يُحِبّ الكافِرِينَ و قال فَإِن تَوَلّوا فَإِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالمُفسِدِينَ و قال فَإِن تَوَلّوا فَقُولُوا اشهَدُوا بِأَنّا مُسلِمُونَالأنعام وَ ما تَأتِيهِم مِن آيَةٍ مِن آياتِ رَبّهِم إِلّا كانُوا عَنها مُعرِضِينَ فَقَد كَذّبُوا بِالحَقّ لَمّا جاءَهُم فَسَوفَ يَأتِيهِم أَنباءُ ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ و قال تعالي انظُر كَيفَ نُصَرّفُ الآياتِ ثُمّ هُم يَصدِفُونَ و قال تعالي فَمَن أَظلَمُ مِمّن كَذّبَ بِآياتِ اللّهِ وَ صَدَفَ عَنها سنَجَزيِ الّذِينَ يَصدِفُونَ عَن آياتِنا سُوءَ العَذابِ بِما كانُوا يَصدِفُونَالتوبةوَ إِن يَتَوَلّوا يُعَذّبهُمُ اللّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ ما لَهُم
فِي الأَرضِ مِن ولَيِّ وَ لا نَصِيرٍهودوَ إِن تَوَلّوا فإَنِيّ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبِيرٍالحجروَ آتَيناهُم آياتِنا فَكانُوا عَنها مُعرِضِينَطه إِنّا قَد أوُحيَِ إِلَينا أَنّ العَذابَ عَلي مَن كَذّبَ وَ تَوَلّي إلي قوله تعالي وَ لَقَد أَرَيناهُ آياتِنا كُلّها فَكَذّبَ وَ أَبي و قال تعالي مَن أَعرَضَ عَنهُ فَإِنّهُ يَحمِلُ يَومَ القِيامَةِ وِزراًالأنبياءبَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَ الحَقّ فَهُم مُعرِضُونَالحج وَ إِذا تُتلي عَلَيهِم آياتُنا بَيّناتٍ تَعرِفُ فِي وُجُوهِ الّذِينَ كَفَرُوا المُنكَرَ يَكادُونَ يَسطُونَ بِالّذِينَ يَتلُونَ عَلَيهِم آياتِنا قُل أَ فَأُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن ذلِكُمُ النّارُ وَعَدَهَا اللّهُ الّذِينَ كَفَرُوا وَ بِئسَ المَصِيرُالمؤمنون قَد كانَت آياتيِ تُتلي عَلَيكُم فَكُنتُم عَلي أَعقابِكُم تَنكِصُونَ مُستَكبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهجُرُونَ إلي قوله تعالي بَل أَتَيناهُم بِذِكرِهِم فَهُم عَن ذِكرِهِم مُعرِضُونَالفرقان فَقَد كَذّبتُم فَسَوفَ يَكُونُ لِزاماًالشعراءوَ ما يَأتِيهِم مِن ذِكرٍ مِنَ الرّحمنِ مُحدَثٍ إِلّا كانُوا عَنهُ مُعرِضِينَ فَقَد كَذّبُوا فَسَيَأتِيهِم أَنبؤُا ما كانُوا بِهِ يَستَهزِؤُنَ و قال تعالي فَكَذّبُوهُ فَأَهلَكناهُم إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَ ما كانَ أَكثَرُهُم مُؤمِنِينَ
صفحه : 230
و قال تعالي فَكَذّبُوهُ فَأَخَذَهُم عَذابُ يَومِ الظّلّةِالنمل وَ جَحَدُوا بِها وَ استَيقَنَتها أَنفُسُهُم ظُلماً وَ عُلُوّا فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدِينَالعنكبوت وَ إِن تُكَذّبُوا فَقَد كَذّبَ أُمَمٌ مِن قَبلِكُم وَ ما عَلَي الرّسُولِ إِلّا البَلاغُ المُبِينُلقمان وَ إِذا تُتلي عَلَيهِ آياتُنا وَلّي مُستَكبِراً كَأَن لَم يَسمَعها كَأَنّ فِي أُذُنَيهِ وَقراً فَبَشّرهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ و قال تعالي وَ ما يَجحَدُ بِآياتِنا إِلّا كُلّ خَتّارٍ كَفُورٍفاطروَ إِن يُكَذّبُوكَ فَقَد كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيّناتِ وَ بِالزّبُرِ وَ بِالكِتابِ المُنِيرِ ثُمّ أَخَذتُ الّذِينَ كَفَرُوا فَكَيفَ كانَ نَكِيرِ و قال تعالي وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن جاءَهُم نَذِيرٌ لَيَكُونُنّ أَهدي مِن إِحدَي الأُمَمِ فَلَمّا جاءَهُم نَذِيرٌ ما زادَهُم إِلّا نُفُوراًيس وَ ما تَأتِيهِم مِن آيَةٍ مِن آياتِ رَبّهِم إِلّا كانُوا عَنها مُعرِضِينَص قُل هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنتُم عَنهُ مُعرِضُونَالمؤمن كَذلِكَ يُؤفَكُ الّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللّهِ يَجحَدُونَ إلي قوله تعالي أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللّهِ أَنّي يُصرَفُونَ الّذِينَ كَذّبُوا بِالكِتابِ وَ بِما أَرسَلنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوفَ يَعلَمُونَ
صفحه : 231
الجاثيةوَيلٌ لِكُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ يَسمَعُ آياتِ اللّهِ تُتلي عَلَيهِ ثُمّ يُصِرّ مُستَكبِراً كَأَن لَم يَسمَعها فَبَشّرهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ محمدإِنّ الّذِينَ ارتَدّوا عَلي أَدبارِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُمُ الهُدَي الشّيطانُ سَوّلَ لَهُم وَ أَملي لَهُمق بَل كَذّبُوا بِالحَقّ لَمّا جاءَهُم فَهُم فِي أَمرٍ مَرِيجٍالطورفَوَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَ الّذِينَ هُم فِي خَوضٍ يَلعَبُونَالرحمن فبَأِيَّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِنوح رَبّ إنِيّ دَعَوتُ قوَميِ لَيلًا وَ نَهاراً فَلَم يَزِدهُم دعُائيِ إِلّا فِراراً وَ إنِيّ كُلّما دَعَوتُهُم لِتَغفِرَ لَهُم جَعَلُوا أَصابِعَهُم فِي آذانِهِم وَ استَغشَوا ثِيابَهُم وَ أَصَرّوا وَ استَكبَرُوا استِكباراًالجن وَ مَن يُعرِض عَن ذِكرِ رَبّهِ يَسلُكهُ عَذاباً صَعَداًالمدثروَ كُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَ وَ كُنّا نُكَذّبُ بِيَومِ الدّينِ إلي قوله تعالي فَما لَهُم عَنِ التّذكِرَةِ مُعرِضِينَ كَأَنّهُم حُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ فَرّت مِن قَسوَرَةٍالمرسلات وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَالعلق أَ رَأَيتَ إِن كَذّبَ وَ تَوَلّي أَ لَم يَعلَم بِأَنّ اللّهَ يَري كَلّا لَئِن لَم يَنتَهِ لَنَسفَعاً بِالنّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ فَليَدعُ نادِيَهُ سَنَدعُ الزّبانِيَةَ
1-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَي
صفحه : 232
وَ خابَ كُلّ جَبّارٍ عَنِيدٍ قَالَ العَنِيدُ المُعرِضُ عَنِ الحَقّ
2- جا،[المجالس للمفيد]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي قَتَادَةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ الحَقّ مُنِيفٌ فَاعمَلُوا بِهِ وَ مَن سَرّهُ طُولُ العَافِيَةِ فَليَتّقِ اللّهَ
3- ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَ مَا تَرَكَ الحَقّ عَزِيزٌ إِلّا ذَلّ وَ لَا أَخَذَ بِهِ ذَلِيلٌ إِلّا عَزّ
الآيات المائدةوَ مِنَ الّذِينَ هادُوا سَمّاعُونَ لِلكَذِبِ إلي قوله تعالي يُحَرّفُونَ الكَلِمَ مِن بَعدِ مَواضِعِهِ إلي قوله تعالي سَمّاعُونَ لِلكَذِبِالتوبةفَأَعقَبَهُم نِفاقاً فِي قُلُوبِهِم إِلي يَومِ يَلقَونَهُ بِما أَخلَفُوا اللّهَ ما وَعَدُوهُ وَ بِما كانُوا يَكذِبُونَالنحل وَ تَصِفُ أَلسِنَتُهُمُ الكَذِبَ أَنّ لَهُمُ الحُسني لا جَرَمَ أَنّ لَهُمُ النّارَ وَ أَنّهُم مُفرَطُونَالكهف إِن يَقُولُونَ إِلّا كَذِباًالحج وَ اجتَنِبُوا قَولَ الزّورِالأحزاب لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَ المُرجِفُونَ فِي
المَدِينَةِ لَنُغرِيَنّكَ بِهِم ثُمّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلّا قَلِيلًاالزمرإِنّ اللّهَ لا يهَديِ مَن هُوَ كاذِبٌ كَفّارٌالمؤمن إِنّ اللّهَ لا يهَديِ مَن هُوَ مُسرِفٌ كَذّابٌالجاثيةوَيلٌ لِكُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ
1- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي النّعمَانِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا بَا النّعمَانِ لَا تَكذِب عَلَينَا كَذِبَةً فَتُسلَبَ الحَنِيفِيّةَ وَ لَا تَطلُبَنّ أَن تَكُونَ رَأساً فَتَكُونَ ذَنَباً وَ لَا تَستَأكِلِ النّاسَ بِنَا فَتَفتَقِرَ فَإِنّكَ مَوقُوفٌ لَا مَحَالَةَ وَ مَسئُولٌ فَإِن صَدَقتَ صَدّقنَاكَ وَ إِن كَذَبتَ كَذّبنَاكَ
بيان كذبة أي كذبة واحدة فكيف الأكثر والكذب الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه سواء طابق الاعتقاد أم لا علي المشهور وقيل الصدق مطابقة الاعتقاد والكذب خلافه وقيل الصدق مطابقة الواقع والاعتقاد معا والكذب خلافه والكلام فيه يطول و لاريب في أن الكذب من أعظم المعاصي وأعظم أفراده وأشنعها الكذب علي الله و علي رسوله و علي الأئمة ع .فتسلب الحنيفية الحنيفية مفعول ثان لتسلب أي الملة المحمدية المائلة عن الضلالة إلي الاستقامة أو من الشدة إلي السهولة أي خرج عن كمال الملة والدين و لم يعمل بشرائطها لا أنه يخرج من الملة حقيقة و قدمر نظائره أو هومحمول علي ما إذاتعمد ذلك لإحداث بدعة في الدين أوللطعن علي الأئمة الهادين .
صفحه : 234
و في النهاية الحنيف المائل إلي الإسلام الثابت عليه والحنيفية عندالعرب من كان علي دين ابراهيم وأصل الحنف الميل و منه الحديث بعثت بالحنيفية السمحة السهلة انتهي . والكذب يصدق علي العمد والخطإ لكن الظاهر أن الأتم يتبع العمد والكذب عليهم يشمل افتراء الحديث عليهم وصرف حديثهم إلي غيرمرادهم والجزم به ونسبة فعل إليهم لايرضون به أوادعاء مرتبة لهم لم يدعوها كالربوبية وخلق العالم وعلم الغيب أوفضلهم علي الرسول ص وأمثال ذلك أونسبة مايوجب النقص إليهم كفعل ينافي العصمة وأشباهه . و لاتطلبن أن تكون رأسا فتكون ذنبا الفاء متفرع علي الطلب و هويحتمل وجوها الأول أن يكون الذنب كناية عن الذل والهوان عند الله و عندالصالحين من عباده .الثاني أن يكون المراد به التأخر في الآخرة عمن طلب الرئاسة عليهم و قدنبه علي ذلك بتشبيه حسن و هو أن الركبان المترتبين الذاهبين في طريق إذابدا لهم الرجوع أواضطروا إليه يقع لضيق الطريق لامحالة المتأخر متقدما والمتقدم متأخرا وكذا القطيع من الغنم وغيره إذارجعوا ينعكس الترتيب .الثالث أن يكون المعني تكون ذنبا وذليلا و لايتحصل مرادك في الدنيا أيضا فإن الطالب لكل مرتبة من مراتب الدنيا يصير محروما منها غالبا والهارب من شيءمنها تدركه .الرابع أن يكون المعني أن الرئاسة في الدنيا لأوساط الناس لا يكون إلابالتوسل برئيس أعلي منه إما في الحق أو في الباطل و لما كان في غيردولة الحق لايمكن التوسل بأهل الحق في ذلك فلابد من التوسل بأهل الباطل فيكون ذنبا وتابعا لهم و من أعوانهم وأنصارهم محشورا في الآخرة معهم لقوله تعالي احشُرُوا الّذِينَ ظَلَمُوا وَ أَزواجَهُم إلا أن يكون مأذونا من قبل إمام الحق خصوصا أوعموما ويفعل
صفحه : 235
ذلك بنيابتهم علي الوجه ألذي أمروا به و هذا في غاية الندرة وأكثر الوجوه مما خطر بالبال و الله أعلم بحقيقة الحال . وربما يقرأ ذئبا بالهمزة بدل النون أي آكلا للناس وأموالهم و هومخالف للنسخ المضبوطة. و لاتستأكل الناس بنا أي لاتطلب أكل أموال الناس بوضع الأخبار الكاذبة فينا أوبافتراء الأحكام ونسبتها إلينا فتفتقر أي في الدنيا والآخرة والأخير أنسب بما هنا لكن كان في مامضي و لاتقل فينا ما لانقول في أنفسنا فإنك موقوف
2- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ مِهرَانَ عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ لِوُلدِهِ اتّقُوا الكَذِبَ الصّغِيرَ مِنهُ وَ الكَبِيرَ فِي كُلّ جِدّ وَ هَزلٍ فَإِنّ الرّجُلَ إِذَا كَذَبَ فِي الصّغِيرِ اجتَرَأَ عَلَي الكَبِيرِ أَ مَا عَلِمتُم أَنّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَا يَزَالُ العَبدُ يَصدُقُ حَتّي يَكتُبَهُ اللّهُ صِدّيقاً وَ مَا يَزَالُ العَبدُ يَكذِبُ حَتّي يَكتُبَهُ اللّهُ كَذّاباً
بيان في المصباح جد في الأمر يجد جدا من باب ضرب وقتل اجتهد فيه والاسم الجد بالكسر و منه يقال فلان محسن جدا أي نهاية ومبالغة وجد في الكلام جدا من باب ضرب هزل والاسم منه الجد بالكسر أيضا والأول هوالمراد هنا للمقابلة وهزل في كلامه هزلا من باب ضرب مزح ولعب والفاعل هازل وهزال مبالغة والظاهر أن كل واحد من الجد والهزل متعلق بالصغير والكبير وتخصيص الأول بالصغير والثاني بالكبير بعيد. وظاهره حرمة الكذب في الهزل أيضا ويؤيده عمومات النهي عن الكذب مطلقا و لم أذكر تصريحا من الأصحاب في ذلك وَ روُيَِ مِن طَرِيقِ العَامّةِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ وَيلٌ للِذّيِ يُحَدّثُ فَيَكذِبُ لِيُضحِكَ فَوَيلٌ لَهُ ثُمّ وَيلٌ لَهُ
وَ روُيَِ أَنّهُص كَانَ يَمزَحُ وَ لَا يَقُولُ إِلّا حَقّاً وَ لَا يؤُذيِ قَلباً وَ لَا يُفرِطُ فِيهِ
.
صفحه : 236
فالمزاح علي حد الاعتدال مع عدم الكذب والأذي لاحرج فيه بل هو من خصال الإيمان و لاريب أن ترك الكذب في المزاح إذا لم يكن من المعاريض المجوزة التي يكون مقصود القائل فيهاحقا كماسيأتي أولي وأحوط لكن الحكم بالتحريم بمجرد هذه الأخبار مشكل لاسيما إذا لم يترتب عليه مفسدة ويظهر خلافه قريبا وإنما المقصود محض المطايبة فإن أكثر هذه الأخبار مسوقة لبيان مكارم الأخلاق والزجر عن مساويها أعم من أن تكون واجبة أومندوبة محرمة أومكروهة والمراد بالكبير إما الكذب علي الله و علي رسوله و علي الأئمة ع كماسيأتي أنها من الكبائر أوالأعم منها ومما تعظم مفسدته وضرره علي المسلمين و قوله اجترأ علي الكبير أي علي الكبير من الكذب بأحد المعنيين أوالكبير من المعاصي أعم من الكذب وغيره فإن الكذب كثيرا مايؤدي إلي ذنوب غيره كما أن الصدق يؤدي إلي البر والعمل الصالح حتي يكتب صديقا. ويخطر بالبال وجه آخر و هو أن يكون المراد بالكبير الرب العليم القدير أي لاتجتر علي الكذب الصغير بأنه صغير فإنه معصية لله ومعصية الكبير كبيرة و ماسيأتي بالأول أنسب قال الراغب الصديق من كثر منه الصدق وقيل بل يقال ذلك لمن لم يكذب قط وقيل بل لمن لايأتي منه الكذب لتعوده الصدق وقيل من صدق بقوله واعتقاده وحقق صدقه بفعله والصديقون هم قوم دون الأنبياء في الفضيلة وقيل لعل معني يكتب علي ظاهره فإنه يكتب في اللوح المحفوظ أو في دفتر الأعمال أو في غيرهما أن فلانا صديق وفلانا كذاب ليعرفهما الناظرون إليه بهذين الوصفين أومعناه يحكم لهما بذلك أويوجب لهما استحقاق الوصف بصفة الصديقين وثوابهم وصفة الكذابين وعقابهم أومعناه أنه يلقي ذلك في قلوب المخلوقين ويشهره بين المقربين
3-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ لِلشّرّ
صفحه : 237
أَقفَالًا وَ جَعَلَ مَفَاتِيحَ تِلكَ الأَقفَالِ الشّرَابَ وَ الكَذِبُ شَرّ مِنَ الشّرَابِ
بيان الشر في الأول صفة مشبهة و في الثاني أفعل التفضيل والمراد بالشراب جميع الأشربة المسكرة وكأن المراد بالأقفال الأمور المانعة من ارتكاب الشرور من العقل و مايتبعه ويستلزمه من الحياء من الله و من الخلق والتفكر في قبحها وعقوباتها ومفاسدها الدنيوية والأخروية والشراب يزيل العقل وبزوالها ترتفع جميع تلك الموانع فتفتح جميع الأقفال وكأن المراد بالكذب ألذي هوشر من الشراب الكذب علي الله و علي حججه ع فإنه تالي الكفر وتحليل الأشربة المحرمة ثمرة من ثمرات هذاالكذب فإن المخالفين بمثل ذلك حللوها. وقيل الوجه فيه أن الشرور التابعة للشراب تصدر بلا شعور بخلاف الشرور التابعة للكذب و قديقال الشر في الثاني أيضا صفة مشبهة و من تعليلية والمعني أن الكذب أيضا شر ينشأ من الشراب لئلا ينافي ماسيأتي في كتاب الأشربة أن شرب الخمر أكبر الكبائر
4-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحَسَنِ الصّيقَلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّا قَد رُوّينَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ يُوسُفَ ع أَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا سَرَقُوا وَ مَا كَذَبَ وَ قَالَ اِبرَاهِيمُبَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا فَعَلُوا وَ مَا كَذَبَ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا عِندَكُم فِيهَا يَا صَيقَلُ قَالَ قُلتُ مَا عِندَنَا فِيهَا إِلّا التّسلِيمُ قَالَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ أَحَبّ اثنَينِ وَ أَبغَضَ اثنَينِ أَحَبّ الخَطَرَ فِيمَا بَينَ الصّفّينِ وَ أَحَبّ الكَذِبَ فِي الإِصلَاحِ وَ أَبغَضَ الخَطَرَ فِي الطّرُقَاتِ وَ أَبغَضَ الكَذِبَ
صفحه : 238
فِي غَيرِ الإِصلَاحِ إِنّ اِبرَاهِيمَ ع إِنّمَا قَالَبَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذاإِرَادَةَ الإِصلَاحِ وَ دَلَالَةً عَلَي أَنّهُم لَا يَعقِلُونَ وَ قَالَ يُوسُفُ ع إِرَادَةَ الإِصلَاحِ
بيان في قول يوسف ع هذا لم يكن قول يوسف ع وإنما كان قول مناديه ونسب إليه لوقوعه بأمره والعير بالكسر الإبل تحمل الميرة ثم غلب علي كل قافلة و قال ابراهيم ع عطف علي الجملة السابقة بتقدير روينا وقيل قال هنا مصدر فإن القال والقيل مصدران كالقول فهو عطف علي قول يوسف بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُمأريد بالكبير الكبير في الخلقة أوالتعظيم قيل كانت لهم سبعون صنما مصطفة و كان ثمة صنم عظيم مستقبل الباب من ذهب في عينيه جوهرتان تضيئان بالليل ولعل إرجاع الضمير المذكر العاقل إلي الأصنام من باب التهكم أوباعتبار أنها تعقل وتفهم وتجيب بزعم عبادها. و أماضمير الجمع في قوله و الله مافعلوا فراجع إلي الكبير باعتبار إرادة الجنس الشامل للتعدد و لوفرضا أو إلي الأصنام للتنبيه علي اشتراك الجميع في عدم صلاحية صدور ذلك الفعل منه وقيل إنما أتي بالجمع لمناسبة ماسرقوا أومبني علي أن الفعل الصادر عن أحد من الجماعة قدينسب إلي الجميع نحو قوله تعالي فَنادَتهُ المَلائِكَةُبناء علي أن المنادي جبرئيل فقط وقيل ويمكن أن يكون إرجاع ضميرفَسئَلُوهُمأيضا من هذاالقبيل إذ لو كان المقصود نطق كل واحد في الزمان المستقبل تكون زيادةكانُوا في المضارع لغوا و إن كان الغرض النطق في الزمان الماضي لايترتب عليه صحة السؤال إذ لايلزم من جواز نطقهم قبل الكسر جواز ذلك بعده .أحب الخطر في ما بين الصفين في النهاية يقال خطر البعير بذنبه يخطر إذارفعه وحطه إنما يفعل ذلك عندالشبع والسمن و منه حديث مرحب فخرج يخطر بسيفه أي يهزه معجبا بنفسه متعرضا للمبارزة أو أنه كان يخطر في
صفحه : 239
مشيته أي يتمايل ويمشي مشية المعجب وسيفه في يده أي كان يخطر سيفه معه .إرادة الإصلاح لعل المراد إرادة إصلاح حال قومه برجوعهم عن عبادة الأصنام وجه الدلالة أن العاقل إذاتفكر في نسبة الكسر إليها وعلم أنه لايصح ذلك إلا من ذي شعور عاقل قادر وعلم أن هذه الأوصاف منتفية منها وعلم أنها لاتقدر علي دفع الاستخفاف والضرر من أنفسها علم أنها ليست بمستحقة للألوهية والعبادة و يكون ذلك داعيا إلي الرجوع عنها ورفض العبادة لها. وللعلماء فيه وجوه أخري الأول أنه من المعاريض التي يقصد بهاالحق وإلزام الخصم وتبكيته فلم يكن قصده ع أن ينسب الفعل الصادر عنه إلي الصنم وإنما قصد أن يقرره لنفسه علي أسلوب تعريضي مع الاستهزاء والتبكيت كما لو قال لك من لايحسن الخط فيما كتبته بخط رشيق أنت كتبت فقلت بل كتبته أنت كان قصدك بهذا الجواب تقريره لك مع الاستهزاء به لانفيه عنك وإثباته لصاحبك الأمي والتعريض مما يجوز عقلا ونقلا لمصلحة جلب نفع أودفع ضرر أواستهزاء في موضعه ونحوها.الثاني أنه ع غاظته الأصنام حين رآها مصطفة مزينة و كان غيظ كبيرها أشد لمارأي من زيادة تعظيمهم وتوقيرهم له فأسند الفعل إليه لأنه هوالسبب في استهانته وكسره لها والفعل كمايسند إلي المباشر يسند إلي السبب أيضا.الثالث أن ذلك حكاية لمايقود إليه مذهبهم كأنه قال ماتنكرون أن يفعله كبيرهم فإن من حق من يعبد ويدعي إليه أن يقدر علي أمثال هذه الأفعال لاسيما الكبير ألذي يستنكف أن يعبد معه هذه الصغار.الرابع ماروي عن الكسائي أنه كان يقف عند قوله بَل فَعَلَهُ ثم يبتدئكَبِيرُهُم هذا أي فعله من فعله و هذا من باب التورية إذ له ظاهر وباطن وباطنه ماذكر وظاهره إسناد الفعل إلي الكبير وفهمهم تعلق به ومراده ع
صفحه : 240
هوالباطن .الخامس ماروي عن بعضهم أنه كان يقف عند قوله كَبِيرُهُم ثم يبتدئ بقول هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ وأراد بالكبير نفسه لأن الإنسان أكبر من كل صنم و هذاأيضا من باب التورية وقيل إنه يتم بدون الوقف أيضا بأن يكون هذاإشارة إلي نفسه المقدسة والمغايرة بين المشير والمشار إليه كاف بحسب الاعتبار.السادس أن في الكلام تقديما وتأخيرا والتقدير بل فعله كبيرهم إن كانوا ينطقون فاسألوهم فيكون إضافة الفعل إلي كبيرهم مشروطا بكونهم ناطقين فلما لم يكونوا ناطقين لم يكونوا فاعلين والغرض منه تسفيه القوم وتقريعهم وتوبيخهم لعبادة من لايسمع و لاينطق و لايقدر أن يخبر من نفسه بشيء. ويؤيده ماروي في كتاب الإحتجاج أَنّهُ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي قِصّةِ اِبرَاهِيمَقالَ بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ قَالَ مَا فَعَلَهُ كَبِيرُهُم وَ مَا كَذَبَ اِبرَاهِيمُ قِيلَ وَ كَيفَ ذَلِكَ فَقَالَ إِنّمَا قَالَ اِبرَاهِيمُ فَاسأَلُوهُم إِن كَانُوا يَنطِقُونَ إِن نَطَقُوا فَكَبِيرُهُم فَعَلَ وَ إِن لَم يَنطِقُوا فَلَم يَفعَل كَبِيرُهُم شَيئاً فَمَا نَطَقُوا وَ مَا كَذَبَ اِبرَاهِيمُ
. و قال البيضاوي و ماروي أن لإبراهيم ع ثلاث كذبات تسمية للمعاريض كذبا لماشابهت صورتها صورته . و قال يوسف ع إرادة الإصلاح كأن المراد الإصلاح بينه و بين إخوته في حبس أخيه بنيامين عنده وإلزامهم ذلك بحيث لا يكون لهم محل منازعة و لم يتيسر له ذلك إلابأمرين أحدهما نسبة السرقة وثانيهما التمسك بحكم آل يعقوب في السارق و هواسترقاق السارق سنة و كان حكم ملك مصر أن يضرب السارق ويغرم ماسرق فلم يتمكن من أخذ أخيه في دين الملك فلذلك أمر فتيانه بأن يدسوا الصاع في رحل أخيه و أن ينسبوا السرقة إليه و أن يستفتوا في
صفحه : 241
جزاء السارق منهم فقالُوا جَزاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ أي أخذ السارق نفسه هوجزاؤه لا غير. فلما فتشوا وجدوا الصاع في رحل أخيه فأخذوا برقبته وحكموا برقيته و لم يبق لإخوته محل منازعة في حبسه إلا أن قالوا علي سبيل التضرع والالتماس فَخُذ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنّا نَراكَ مِنَ المُحسِنِينَفردهم بقوله مَعاذَ اللّهِ أَن نَأخُذَ إِلّا مَن وَجَدنا مَتاعَنا عِندَهُ إِنّا إِذاً لَظالِمُونَقيل أراد إنا إذاأخذنا غيره لظالمون في مذهبكم لأن استعباد غير من وجد الصاع في رحله ظلم عندكم أوأراد أن الله أمرني وأوحي إلي أن آخذ بنيامين فلو أخذت غيره كنت عاملا بخلاف الوحي وللعلماء فيه أيضا وجوه أخري .الأول أن ذلك النداء لم يكن بأمره بل نادوا من عندأنفسهم لأنهم لما لم يجدوا الصاع غلب علي ظنهم أنهم أخذوه .الثاني أنهم لم ينادوا أنكم سرقتم الصاع فلعل المراد أنكم سرقتم يوسف من أبيه يدل عليه
مَا رَوَاهُ الصّدُوقُ فِي العِلَلِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ فِي تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ أَنّهُم سَرَقُوا يُوسُفَ مِن أَبِيهِ أَ لَا تَرَي أَنّهُم حِينَ قَالُواما ذا تَفقِدُونَ قالُوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَ لَم يَقُولُوا سَرَقتُم صَاعَ المَلِكِ
.الثالث لعل المراد من قولهم إِنّكُم لَسارِقُونَالاستفهام كما في قوله حكاية عن ابراهيم هذا ربَيّ و إن كان ظاهره الخبر وأيد ذلك بأن في مصحف ابن مسعود أإنكم بالهمزتين . و قال بعض الأفاضل حاصل الجواب أن لكل من الصدق والكذب معنيين أحدهما لغوي والآخر عرفي فالأول هوالموافق للواقع والمخالف للواقع والثاني الموافق للحق والمخالف للحق والمراد بالحق رضا الله تعالي فكما
صفحه : 242
يمكن أن لا يكون الصادق اللغوي صادقا عرفيا كما قال تعالي فَإِذ لَم يَأتُوا بِالشّهَداءِ فَأُولئِكَ عِندَ اللّهِ هُمُ الكاذِبُونَفكذلك يمكن أن لا يكون الكاذب اللغوي كاذبا عرفيا كماذكره ع في هذاالخبر
5- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَن أَبِي مَخلَدٍ السّرّاجِ عَن عِيسَي بنِ حَسّانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كُلّ كَذِبٍ مَسئُولٌ عَنهُ صَاحِبُهُ يَوماً إِلّا كَذِباً فِي ثَلَاثَةٍ رَجُلٌ كَائِدٌ فِي حَربِهِ فَهُوَ مَوضُوعٌ عَنهُ أَو رَجُلٌ أَصلَحَ بَينَ اثنَينِ يَلقَي هَذَا بِغَيرِ مَا يَلقَي بِهِ هَذَا يُرِيدُ بِذَلِكَ الإِصلَاحَ مَا بَينَهُمَا أَو رَجُلٌ وَعَدَ أَهلَهُ شَيئاً وَ هُوَ لَا يُرِيدُ أَن يُتِمّ لَهُم
بيان يوما لعل الإبهام لاحتمال أن يكون السؤال في القبر أو في القيامة ويحتمل الدنيا أيضا فإن للناس أن يعيروه بذلك إلاكذبا المراد به الكذب اللغوي فهو موضوع عنه أي إثمه مرفوع عنه لايأثم عليه يلقي هذابغير مايلقي به هذاكأن يقول لكل منهما التقصير منك و هو غيرمقصر في حقك أويلقي كلا منهما بكلام غيرالكلام ألذي سمع من الآخر فيه من الشتم وإظهار العداوة و هذاأنسب معني والأول لفظا. و ما في قوله مابينهما موصولة و هومفعول الإصلاح أو رجل وعد أهله فيه أن الوعد من قبيل الإنشاء والصدق والكذب إنما يكونان في الخبر ولعله باعتبار أنه يلزم إذا لم يف به أن يعتذر بما يتضمن الكذب كأن يقول نسيت أو لم يمكنني وأمثال ذلك باعتبار مايستلزمه من الإخبار ضمنا بإرادة الوفاء هذابحسب ما هوأظهر عندي في الوعد لكن ظاهر أكثر العلماء أنه من قبيل الخبر وسيأتي الكلام فيه في باب خلف الوعد. قال الراغب الصدق والكذب أصلهما في القول ماضيا كان أومستقبلا وعدا كان أوغيره و لايكونان بالقصد الأول إلا في القول و لايكونان من القول
صفحه : 243
إلا في الخبر دون غيره من أصناف الكلام الاستفهام والأمر والدعاء ولذلك قال وَ مَن أَصدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلًاوَ مَن أَصدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاًوَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ و قديكونان بالعرض في غيره من أنواع الكلام كالاستفهام والأمر والدعاء و ذلك نحو قول القائل أزيد في الدار فإن في ضمنه إخبارا بكونه جاهلا بحال زيد وكذا إذا قال واسني في ضمنه أنه محتاج إلي المواساة و إذا قال لاتؤذني ففي ضمنه أنه يؤذيه انتهي . ثم اعلم أن مضمون الحديث متفق عليه بين الخاصة والعامة فَرَوَي الترّمذِيِّ عَنِ النّبِيّص لَا يَحِلّ الكَذِبُ إِلّا فِي ثَلَاثٍ يُحَدّثُ الرّجُلُ امرَأَتَهُ لِيُرضِيَهَا وَ الكَذِبُ فِي الحَربِ وَ الكَذِبُ فِي الِاصطِلَاحِ بَينَ النّاسِ
و في صحيح مسلم قال ابن شهاب و هوأحد رواته لم أسمع يرخص في شيءمما يقول الناس كذبا إلا في ثلاث الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها. قال عياض لاخلاف في جوازه في الثلاث وإنما يجوز في صورة مايجوز منه فيهافأجاز قوم فيهاصريح الكذب و أن يقول ما لم يكن لما فيه من المصالح ويندفع فيهاالفساد قالوا و قديجب لنجاة مسلم من القتل و قال بعضهم لايجوز فيهاالتصريح بالكذب وإنما يجوز فيهاالتورية بالمعاريض وهي شيءيخلص من المكروه والحرام إلي الجائز إما لقصد الإصلاح بين الناس أولدفع مايضر أولغير ذلك وتأول المروي علي ذلك و قال مثل أن يعد زوجته أن يفعل لها ويحسن إليها ونيته إن قدر الله تعالي أويأتيها في هذابلفظ محتمل وكلمة مشتركة تفهم من ذلك مايطيب قلبها وكذلك في الإصلاح بين الناس ينقل لهؤلاء من هؤلاء الكلام المحتمل وكذلك في الحرب مثل أن يقول لعدوه انحل حزام سرجك ويريد فيما مضي و يقول لجيش عدوه مات أميركم ليذعر قلوبهم
صفحه : 244
ويعني النوم أو يقول لهم غدا يأتينا مدد و قدأعد قوما من عسكره ليأتوا في صورة المدد أويعني بالمدد الطعام فهذا نوع من الخدع الجائزة والمعاريض المباحة. و قال القرطبي لعل مااستند في منعه التصريح بقاعدة حرمة الكذب وتأويله الأحاديث بحملها علي المعاريض مايعضده دليل و أماالكذب ليمنع مظلوما من الظلم عليه فلم يختلف فيه أحد من الأمم لاعرب و لاعجم و من الكذب ألذي يجوز بين الزوجين الإخبار بالمحبة والاغتباط و إن كان كذبا لما فيه من الإصلاح ودوام الألفة
6- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَحيَي الكاَهلِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ قَالَ حدَثّنَيِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بِحَدِيثٍ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ لَيسَ زَعَمتَ لِيَ السّاعَةَ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لَا فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَيّ فَقُلتُ بَلَي وَ اللّهِ زَعَمتَ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ مَا زَعَمتُهُ قَالَ فَعَظُمَ عَلَيّ فَقُلتُ بَلَي وَ اللّهِ قَد قُلتَهُ قَالَ نَعَم قَد قُلتُهُ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ كُلّ زَعمٍ فِي القُرآنِ كَذِبٌ
بيان في القاموس الزعم مثلثة القول الحق والباطل والكذب ضد وأكثر مايقال فيما يشك فيه والزعمي الكذاب والصادق وزعمتني كذا ظننتني والتزعم التكذب وأمر مزعم كمقعد لايوثق به و في النهاية فيه أنه ذكر أيوب ع فقال إذا كان مر برجلين يتزاعمان و قال الزمخشري معناه أنهما يتحادثان بالزعمات وهي ما لايوثق به من الأحاديث و منه الحديث بئس مطية الرجل زعموا معناه أن الرجل إذاأراد المسير إلي بلد والظعن في حاجة ركب مطية حتي يقضي إربه فشبه مايقدمه المتكلم أمام كلامه ويتوصل به إلي غرضه من قوله زعموا كذا وكذا بالمطية التي يتوسل بها إلي الحاجة وإنما يقال زعموا في حديث لاسند له و لاثبت فيه وإنما يحكي عن الألسن علي البلاغ فذم من الحديث ما هذاسبيله والزعم بالضم والفتح قريب من الظن .
صفحه : 245
و قال في المصباح زعم زعما من باب قتل و في الزعم ثلاث لغات فتح الزاي للحجاز وضمها لأسد وكسرها لبعض قيس ويطلق بمعني القول و منه زعمت الحنيفية وزعم سيبويه أي قال و عليه قوله تعالي أَو تُسقِطَ السّماءَ كَما زَعَمتَ أي كماأخبرت ويطلق علي الظن يقال في زعمي كذا و علي الاعتقاد و منه قوله تعالي زَعَمَ الّذِينَ كَفَرُوا أَن لَن يُبعَثُوا قال الأزهري وأكثر ما يكون الزعم فيما يشك فيه و لايتحقق و قال بعضهم هوكناية عن الكذب و قال المرزوقي أكثر مايستعمل في ما كان باطلا و فيه ارتياب و قال ابن القوطية زعم زعما قال خبرا لايدري أحق هو أوباطل قال الخطابي ولذا قيل زعم مطية الكذب وزعم من غيرمزعم قال غيرمقول صالح وادعي ما لايمكن انتهي .أقول و إذاعلمت ذلك ظهر لك أن الزعم إما حقيقة لغوية أوعرفية أوشرعية في الكذب أو ماقيل بالظن أوبالوهم من غيرعلم وبصيرة فإسناده إلي من لا يكون قوله إلا عن حقيقة ويقين ليس من دأب أصحاب اليقين و إن كان مراده مطلق القول أوالقول عن علم فغرضه ع تأديبه وتعليمه آداب الخطاب مع أئمة الهدي وسائر أولي الألباب و أماالحكم بكون ذلك كذبا وحراما فهو مشكل إذ غاية الأمر أن يكون مجازا و لاحجر فيه و أمايمينه ع علي عدم الزعم فهو صحيح لأنه قصد به الحقيقة أوالمجاز الشائع وكأنه من التورية والمعاريض لمصلحة التأديب أوتعليم جواز مثل ذلك للمصلحة فإن المعتبر في ذلك قصد المحق من المتخاصمين كماذكره الأصحاب وكأنه لذلك ذكر المصنف رحمه الله الخبر في هذاالباب و إن كان مع قطع النظر عن ذلك له مناسبة خفية له فتأمل . قوله ع إن كل زعم في القرآن كذب أي أطلق في مقام
صفحه : 246
إظهار كذب المخبر به فلاينافي ذلك قوله تعالي حاكيا عن المشركين أَو تُسقِطَ السّماءَ كَما زَعَمتَ عَلَينا كِسَفاًفإنهم أشاروا بقوله زعمت إلي قوله تعالي إِن نَشَأ نَخسِف بِهِمُ الأَرضَ أَو نُسقِط عَلَيهِم كِسَفاً مِنَ السّماءِ فإن ماأشاروا إليه بقوله زعمت حق لكنهم أوردوه في مقام التكذيب ويمكن أيضا تخصيصه بما ذكره الله من قبل نفسه سبحانه غيرحاك من غيره كما قال تعالي زَعَمَ الّذِينَ كَفَرُوا أَن لَن يُبعَثُوا و قال سبحانه بَل زَعَمتُم أَلّن نَجعَلَ لَكُم مَوعِداً و قال أَينَ شرُكَائيَِ الّذِينَ كُنتُم تَزعُمُونَ و قال قُلِ ادعُوا الّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِهِ
7- كا،[الكافي]العِدّةُ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ الخرُاَساَنيِّ قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِيّاكُم وَ الكَذِبَ فَإِنّ كُلّ رَاجٍ طَالِبٌ وَ كُلّ خَائِفٍ هَارِبٌ
بيان فيه إما إرسال أوإضمار بأن يكون ضمير قال راجعا إلي الصادق ع أوالرضا ع إياكم والكذب أراد ع لاتكذبوا في ادعائكم الرجاء والخوف من الله سبحانه و ذلك لأن كل راج طالب لمايرجو ساع في أسبابه وأنتم لستم كذلك و كل خائف هارب مما يخاف منه مجتنب مما يقربه منه وأنتم لستم كذلك و هذامثل قوله ع ألذي رواه فِي نَهجِ البَلَاغَةِ أَنّهُ ع قَالَ بَعدَ كَلَامٍ طَوِيلٍ لِمُدّعٍ كَاذِبٍ أَنّهُ يَرجُو اللّهَيدَعّيِ بِزَعمِهِ أَنّهُ يَرجُو اللّهَ كَذَبَ وَ العَظِيمِ مَا بَالُهُ لَا يَتَبَيّنُ رَجَاؤُهُ فِي عَمَلِهِ وَ كُلّ مَن رَجَا عُرِفَ رَجَاؤُهُ فِي عَمَلِهِ[ وَ كُلّ رَجَاءٍ] إِلّا رَجَاءَ اللّهِ فَإِنّهُ مَدخُولٌ وَ كُلّ خَوفٍ مُحَقّقٌ إِلّا خَوفَ اللّهِ فَإِنّهُ مَعلُولٌ يَرجُو اللّهَ فِي الكَبِيرِ وَ يَرجُو العِبَادَ فِي الصّغِيرِ فيَعُطيِ العَبدَ مَا لَا يعُطيِ الرّبّ فَمَا بَالُ اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ يُقَصّرُ بِهِ عَمّا يُصنَعُ لِعِبَادِهِ أَ تَخَافُ أَن تَكُونَ
صفحه : 247
فِي رَجَائِكَ لَهُ كَاذِباً أَو تَكُونَ لَا تَرَاهُ لِلرّجَاءِ مَوضِعاً وَ كَذَلِكَ إِن هُوَ خَافَ عَبداً مِن عَبِيدِهِ أَعطَاهُ مِن خَوفِهِ مَا لَا يعُطيِ رَبّهُ فَجَعَلَ خَوفَهُ مِنَ العِبَادِ نَقداً وَ خَوفَهُ مِن خَالِقِهِ ضِمَاراً وَ وَعداً
. و قال بعضهم حذر من الكذب علي الله و علي رسوله و علي غيرهما في ادعاء الدين مع ترك العمل به ورغب في الصدق بأن الكذب ينافي الإيمان و ذلك لأن الكاذب لم يطلب الثواب و كل من لم يطلب الثواب فهو ليس براج بحكم المقدمة الأولي و لم يهرب من العقاب و كل من لم يهرب من العقاب فهو ليس بخائف بحكم المقدمة الثانية و من انتفي عنه الخوف والرجاء فهو ليس بمؤمن كما هوالمقرر عند أهل الإيمان انتهي وارتكب أنواع التكلف لقلة التتبع والمقصود ماذكرنا
8- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ الكَذِبَ هُوَ خَرَابُ الإِيمَانِ
بيان الحمل علي المبالغة أي هوسبب خراب الإيمان و قديقرأ بتشديد الراء بصيغة المبالغة
9- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَوّلَ مَن يُكَذّبُ الكَذّابَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ المَلَكَانِ اللّذَانِ مَعَهُ ثُمّ هُوَ يَعلَمُ أَنّهُ كَاذِبٌ
بيان لفظة ثم إما للترتيب الرتبي ويحتمل الزماني أيضا إذ علم الله مقدم علي إرادته أيضا ثم بإلهام الله يعلم الملكان المقربان أو عندالإرادة تظهر منه رائحة خبيثة يعلم الملكان قبحه وكذبه كمايظهر من بعض الأخبار ويمكن أن يكون
صفحه : 248
علم الملكين لمصاحبتهما له وعلمهما بأحواله بناء علي عدم تبدلهما في كل يوم كما هوظاهر أكثر الأخبار و أماتأخر علمه فلأنه ما لم يتم الكلام لايعلم يقينا صدور الكذب منه
10- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الكَذّابَ يَهلِكُ بِالبَيّنَاتِ وَ يَهلِكُ أَتبَاعُهُ بِالشّبُهَاتِ
بيان أريد بالكذاب في هذاالحديث إما مدعي الرئاسة بغير حق وسبب هلاكه بالبينات إفتاؤه بغير علم مع علمه بجهله وسبب إهلاك أتباعه بالشبهات تجويز كونه عالما وعدم قطعهم بجهله فهم في شبهة من أمره أو من يضع الحديث ويبتدع في الدين فهو يهلك نفسه بأمر يعلم كذبه وأتباعه يهلكون بالشبهة والجهالة لحسن ظنهم به واحتمالهم صدقه والوجهان متقاربان
11- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ آيَةَ الكَذّابِ بِأَن يُخبِرَكَ خَبَرَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَإِذَا سَأَلتَهُ عَن حَرَامِ اللّهِ وَ حَلَالِهِ لَم يَكُن عِندَهُ شَيءٌ
بيان بأن يخبرك كأن الباء زائدة أوالتقدير تعلم بأن يخبرك وإنما كان هذاآية الكذاب لأنه لو كان علمه بالوحي والإلهام لكان أحري بأن يعلم الحلال والحرام لأن الحكيم العلام يفيض علي الأنام ماهم أحوج إليه من الحقائق والأحكام وكذا لو كان بالوراثة عن الأنبياء والأوصياء ع و لو كان بالكشف فعلي تقدير إمكان حصوله لغير الحجج ع فالعلم بحقائق الأشياء علي ما هو عليه لايحصل لأحد إلابالتقوي وتهذيب السر من رذائل الأخلاق قال الله تعالي وَ اتّقُوا اللّهَ وَ يُعَلّمُكُمُ اللّهُ و لايحصل التقوي إلابالاقتصار علي الحلال
صفحه : 249
والاجتناب عن الحرام و لايتيسر ذلك إلابالعلم بالحلال والحرام فمن أخبر عن شيء من حقائق الأشياء و لم يكن عنده معرفة بالحلال والحرام فهو لامحالة كذاب يدعي ما ليس له
12- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الكَذِبَةَ لَتُفَطّرُ الصّائِمَ قُلتُ وَ أَيّنَا لَا يَكُونُ ذَلِكَ مِنهُ قَالَ لَيسَ حَيثُ ذَهَبتَ إِنّمَا ذَلِكَ الكَذِبُ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ عَلَي الأَئِمّةِ ع
بيان يدل علي أن الكذب علي الله و علي رسوله و علي الأئمة ع يفسد الصوم كماذهب إليه جماعة من الأصحاب وهم اختلفوا فقيل يجب به القضاء والكفارة وقيل القضاء خاصة والمشهور أنه لايفسد و إن نقص به ثوابه وفضله وتضاعف به العذاب والعقاب
13- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ذُكِرَ الحَائِكُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ مَلعُونٌ فَقَالَ إِنّمَا ذَلِكَ ألّذِي يَحُوكُ الكَذِبَ عَلَي اللّهِ وَ عَلَي رَسُولِهِص
بيان قوله أنه ملعون بفتح الهمزة بدل اشتمال للحائك ويحتمل أن يكون الحديث عنده ع موضوعا و لم يمكنه إظهاره ذلك تقية فذكر له تأويلا يوافق الحق ومثل ذلك في الأخبار كثير يعرف ذلك من اطلع علي أسرار أخبارهم ع واستعارة الحياكة لوضع الحديث شائعة بين العرب والعجم
14- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ عُروَةَ عَن عَبدِ الحَمِيدِ الطاّئيِّ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَجِدُ عَبدٌ طَعمَ الإِيمَانِ حَتّي يَترُكَ الكَذِبَ هَزلَهُ وَ جِدّهُ
بيان وجدان طعم الإيمان كناية عن كماله وترتب الثمرات العظيمة عليه
صفحه : 250
و لا يكون ذلك إلابوصوله درجة اليقين وصاحب اليقين المشاهد لمثوبات الآخرة وعقوباتها دائما لايجترئ علي شيء من المعاصي لاسيما الكذب ألذي هو من كبائرها
15- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع الكَذّابُ هُوَ ألّذِي يَكذِبُ فِي الشيّءِ قَالَ لَا مَا مِن أَحَدٍ إِلّا يَكُونُ ذَاكَ مِنهُ وَ لَكِنّ المَطبُوعَ عَلَي الكَذِبَ
بيان المطبوع علي الكذب المجبول عليه بحيث صار عادة له و لايتحرز عنه و لايبالي به و لايندم عليه و من لا يكون كذلك لايصدق عليه الكذاب مطلقا فإنه صيغة مبالغة أوالمراد الكذاب ألذي يكتبه الله كذابا كمامر أوالكذاب ألذي ينبغي أن يجتنب مواخاته كماسيأتي و فيه إيماء إلي أن الكذب مطلقا ليس من الكبائر و في القاموس طبع علي الشيء بالضم جبل
16- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِيهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَن كَثُرَ كَذِبُهُ ذَهَبَ بَهَاؤُهُ
بيان ذهب بهاؤه أي حسنه وجماله ووقره عند الله سبحانه و عندالخلق فإن الخلق و إن لم يكونوا من أهل الملة يكرهون الكذب ويقبحونه ويتنفرون من أهله
17- كا،[الكافي] عَنهُ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ينَبغَيِ لِلرّجُلِ المُسلِمِ أَن يَجتَنِبَ مُوَاخَاةَ الكَذّابِ فَإِنّهُ يَكذِبُ حَتّي يجَيِءُ بِالصّدقِ فَلَا يُصَدّقُ
بيان حتي يجيء بالصدق فلايصدق الظاهر أنه علي بناء المفعول من التفعيل أي لكثرة ماظهر لك من كذبه لايمكنك تصديقه فيما يأتي به من الصدق
صفحه : 251
أيضا فلاتنتفع بمواخاته ومصاحبته مع أنه جذاب لطبع الجليس إلي طبعه ويخطر بالبال أنه يحتمل أن يكون المراد به أن هذا الرجل المواخي يكذب نقلا عن الأخ الكذاب لاعتماده عليه ثم يظهر كذب ماأخبر به حتي لايعتمد الناس علي صدقه أيضا كما ورد في الخبر كَفَي بِالمَرءِ كَذِباً أَن يُحَدّثَ بِكُلّ مَا يَسمَعُ
و ماسيأتي في البابين يؤيد الأول وربما يقرأ يصدق علي بناء المجرد أي إذاأخبر بصدق يغيره ويدخل فيه شيئا يصير كذبا
18- كا،[الكافي] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ مِمّا أَعَانَ اللّهُ بِهِ عَلَي الكَذّابِينَ النّسيَانَ
بيان إن مما أعان الله علي الكذابين أي أضرهم به وفضحهم فإن كثيرا مايكذبون في خبر ثم ينسون ويخبرون بما ينافيه ويكذبه فيفتضحون بذلك عندالخاصة والعامة قال الجوهري في الدعاء رب أعني و لاتعن علي
19- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي يَحيَي الواَسطِيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الكَلَامُ ثَلَاثَةٌ صِدقٌ وَ كَذِبٌ وَ إِصلَاحٌ بَينَ النّاسِ قَالَ قِيلَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا الإِصلَاحُ بَينَ النّاسِ قَالَ تَسمَعُ مِنَ الرّجُلِ كَلَاماً يَبلُغُهُ فَتَخبُثُ نَفسُهُ فَتَقُولُ سَمِعتُ مِن فُلَانٍ قَالَ فِيكَ مِنَ الخَيرِ كَذَا وَ كَذَا خِلَافَ مَا سَمِعتَ مِنهُ
بيان تسمع من الرجل كلاما كأن من بمعني في كما في قوله تعالي إِذا نوُديَِ لِلصّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ أي فيه وكذا قالوا في قوله سبحانه أرَوُنيِ ما ذا خَلَقُوا مِنَ الأَرضِ أي في الأرض ويحتمل أن يكون تقدير الكلام تسمع من رجل كلاما في حق رجل آخر يذمه به فيبلغ الرجل الثاني ذلك
صفحه : 252
الكلام فتخبث نفسه علي الأول أي يتغير عليه ويبغضه فتلقي الرجل الثاني فتقول سمعت من الرجل الأول فيك كذا وكذا من مدحه خلاف ماسمعت منه من ذمه والتكلف فيه من جهة إرجاع ضمير يبلغه إلي الرجل الثاني و هو غيرمذكور في الكلام لكنه معلوم بقرينة المقام . و هذاالقول و إن كان كذبا لغة وعرفا جائز لقصد الإصلاح بين الناس وكأنه لاخلاف فيه عند أهل الإسلام والظاهر أنه لاتورية و لاتعريض فيه و إن أمكن أن يقصد تورية بعيدة كأن ينوي أنه كان حقه أن يقول كذا و لوصافيته لقال فيك كذا لكنه بعيد و قداتفقت الأمة علي أنه لوجاء ظالم ليقتل رجلا مختفيا ليقتله ظلما أويطلب وديعة مؤمن ليأخذها غصبا وجب الإخفاء علي من علم ذلك فلو أنكرها فطولب باليمين ظلما يجب عليه أن يحلف .لكن قالوا إذاعرف التورية بما يخرج به عن الكذب وجبت التورية كأن يقصد ليس عندي مال يجب علي أداؤه إليك أو لاأعلم علما يلزمني الإخبار به وأمثال ذلك . وقالوا إذا لم يعرفها وجب الحلف والكذب بغير تورية أيضا فإنه و إن كان قبيحا إلا أن ذهاب حق الآدمي أشد قبحا من حق الله تعالي في الكذب أواليمين الكاذبة فيجب ارتكاب أخف الضررين ولأن اليمين الكاذب عندالضرورة مأذون فيه شرعا كمطلق الكذب النافع بخلاف مال الغير فإنه لايباح إذهابه بغير إذنه مع إمكان حفظه فأمثال هذاالكذب ليست بمذمومة في نفس الأمر بل إما واجبة أومندوبة ويدل الحديث علي أن الكذب شرعا إنما يطلق علي ما كان مذموما فغير المذموم قسم ثالث من الكلام يسمي إصلاحا فهو واسطة بين الصدق والكذب
20-كا،[الكافي] عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ عَن مَعمَرِ بنِ عَمرٍو عَن عَطَاءٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا كَذِبَ عَلَي مُصلِحٍ ثُمّ تَلَاأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ مَا سَرَقُوا وَ مَا كَذَبَ
صفحه : 253
ثُمّ تَلَابَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ مَا فَعَلُوهُ وَ مَا كَذَبَ
تكملة قال بعض المحققين اعلم أن الكذب ليس حراما لعينه بل لما فيه من الضرر علي المخاطب أو علي غيره فإن أقل درجاته أن يعتقد المخبر الشيء علي خلاف ما هو به فيكون جاهلا و قديتعلق به ضرر غيره ورب جهل فيه منفعة ومصلحة فالكذب تحصيل لذلك الجهل فيكون مأذونا فيه وربما كان واجبا كما لو كان في الصدق قتل نفس بغير حق .فنقول الكلام وسيلة إلي المقاصد فكل مقصود محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعا فالكذب فيه حرام و إن أمكن التوصل بالكذب دون الصدق فالكذب فيه مباح إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا وواجب إن كان المقصود واجبا كما أن عصمة دم المسلم واجبة فمهما كان في الصدق سفك دم مسلم قداختفي من ظالم فالكذب فيه واجب ومهما كان لايتم مقصود الحرب أوإصلاح ذات البين أواستمالة قلب المجني عليه إلابالكذب فالكذب مباح إلا أنه ينبغي أن يحترز عنه مايمكن لأنه إذافتح علي نفسه باب الكذب فيخشي أن يتداعي إلي مايستغني عنه و إلي ما لم يقتصر فيه علي حد الواجب ومقدار الضرورة فكان الكذب حراما في الأصل إلالضرورة. و ألذي يدل علي الاستثناء ما روُيَِ عَن أُمّ كُلثُومٍ قَالَت مَا سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يُرَخّصُ فِي شَيءٍ مِنَ الكَذِبِ إِلّا فِي ثَلَاثٍ الرّجُلِ يَقُولُ القَولَ يُرِيدُ الإِصلَاحَ وَ الرّجُلِ يَقُولُ القَولَ فِي الحَربِ وَ الرّجُلِ يُحَدّثُ امرَأَتَهُ وَ المَرأَةِ تُحَدّثُ زَوجَهَا
وَ قَالَت أَيضاً قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ بِكَذّابٍ مَن أَصلَحَ بَينَ اثنَينِ
صفحه : 254
فَقَالَ خَيراً أَو نَمَا خَيراً
وَ قَالَت أَسمَاءُ بِنتُ يَزِيدَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ كُلّ الكَذِبِ يُكتَبُ عَلَي ابنِ آدَمَ إِلّا رَجُلٌ كَذَبَ بَينَ رَجُلَينِ يُصلِحُ بَينَهُمَا
وَ روُيَِ عَن أَبِي كَاهِلٍ قَالَ وَقَعَ بَينَ رَجُلَينِ مِن أَصحَابِ النّبِيّص كَلَامٌ حَتّي تَصَادَمَا فَلَقِيتُ أَحَدَهُمَا فَقُلتُ مَا لَكَ وَ لِفُلَانٍ فَقَد سَمِعتُهُ يُحسِنُ الثّنَاءَ عَلَيكَ وَ لَقِيتُ الآخَرَ فَقُلتُ لَهُ مِثلَ ذَلِكَ حَتّي اصطَلَحَا ثُمّ قُلتُ أَهلَكتُ نفَسيِ وَ أَصلَحتُ بَينَ هَذَينِ فَأَخبَرتُ النّبِيّص فَقَالَ يَا أَبَا كَاهِلٍ أَصلِح بَينَ النّاسِ وَ لَو بِالكَذِبِ
وَ قَالَ عَطَاءُ بنُ يَسَارٍ قَالَ رَجُلٌ للِنبّيِّ أَكذِبُ أهَليِ قَالَ لَا خَيرَ فِي الكَذِبِ قَالَ أَعِدُهَا وَ أَقُولُ لَهَا قَالَ لَا جُنَاحَ عَلَيكَ
وَ عَنِ النّوّاسِ بنِ سِمعَانَ الكلِاَبيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا لِي أَرَاكُم تَتَهَافَتُونَ فِي الكَذِبِ تَهَافُتَ الفَرَاشِ فِي النّارِ كُلّ الكَذِبِ مَكتُوبٌ كَذِباً لَا مَحَالَةَ إِلّا أَن يَكذِبَ الرّجُلُ فِي الحَربِ فَإِنّ الحَربَ خُدعَةٌ أَو يَكُونَ بَينَ رَجُلَينِ شَحنَاءُ فَيُصلِحَ بَينَهُمَا أَو يُحَدّثَ امرَأَتَهُ يُرضِيهَا
وَ قَالَ عَلِيّ ع إِذَا حَدّثتُكُم عَن رَسُولِ اللّهِص فَلَأَن أَخِرّ مِنَ السّمَاءِ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أَكذِبَ عَلَيهِ وَ إِذَا حَدّثتُكُم فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَكُم فَالحَربُ خُدعَةٌ
.فهذه الثلاث ورد فيهاصريح الاستثناء و في معناها ماعداها إذاارتبط به مقصود صحيح له أولغيره أماماله فمثل أن يأخذه ظالم ويسأله عن ماله فله أن ينكر أويأخذه السلطان فيسأله عن فاحشة بينه و بين الله ارتكبه فله أن ينكرها و يقول مازنيت و لاشربت
قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ ارتَكَبَ شَيئاً مِن هَذِهِ القَاذُورَاتِ فَليَستَتِر بِسِترِ اللّهِ
و ذلك لأن إظهار الفاحشة فاحشة أخري .فللرجل أن يحفظ دمه وماله ألذي يؤخذ ظلما وعرضه بلسانه و إن كان كاذبا و أماعرض غيره فبأن يسأل عن سر أخيه فله أن ينكره و أن يصلح بين اثنين و أن يصلح بين الضرات من نسائه بأن يظهر لكل واحدة أنها أحب إليه أوكانت امرأته
صفحه : 255
لاتطيعه إلابوعد ما لايقدر عليه فيعدها الحال تطييبا لقلبها أويعتذر إلي إنسان بالكذب و كان لايطيب قلبه إلابإنكار ذنب وزيادة تودد فلابأس به . ولكن الحد فيه أن الكذب محذور ولكن لوصدق في هذه المواضع تولد منه محذور فينبغي أن يقابل أحدهما بالآخر ويزن بالميزان القسط فإذاعلم أن المحذور ألذي يحصل بالصدق أشد وقعا في الشرع من الكذب فله الكذب و إن كان ذلك المقصود أهون من مقصود الصدق فيجب الصدق و قديتقابل الأمران بحيث يتردد فيهما و عند ذلك الميل إلي الصدق أولي لأن الكذب مباح بضرورة أوحاجة مهمة فإذاشك في كون الحاجة مهمة فالأصل التحريم فيرجع إليه . ولأجل غموض إدراك مراتب المقاصد ينبغي أن يحترز الإنسان من الكذب ماأمكنه وكذلك مهما كانت الحاجة له فيستحب أن يترك أغراضه ويهجر الكذب فأما إذاتعلق بغرض غيره فلايجوز المسامحة بحق الغير والإضرار به وأكثر كذب الناس إنما هولحظوظ أنفسهم ثم هولزيادات المال والجاه ولأمور ليس فواتها محذورا حتي إن المرأة لتحكي من زوجها ماتتفاخر به وتكذب لأجل مراغمة الضرات و ذلك حرام .
قَالَت أَسمَاءُ سَمِعتُ امرَأَةً تَسأَلُ رَسُولَ اللّهِص قَالَت إِنّ لِي ضَرّةً وَ أَنَا أَتَكَثّرُ مِن زوَجيِ بِمَا لَا يَفعَلُ أَضَارّهَا بِذَلِكَ فَهَل لِي فِيهِ شَيءٌ فَقَالَ المُتَشَبّعُ بِمَا لَم يُعطَ كَلَابِسِ ثوَبيَ زُورٍ
وَ قَالَ النّبِيّص مَن تَطَعّمَ بِمَا لَم يُطعَم وَ قَالَ لِي وَ لَيسَ لَهُ وَ أُعطِيتُ وَ لَم يُعطَ كَانَ كَلَابِسِ ثوَبيَ زُورٍ يَومَ القِيَامَةِ
ويدخل في هذافتوي العالم بما لايتحققه ورواية الحديث ألذي ليس يثبت فيه إذ غرضه أن يظهر فضل نفسه فهو لذلك يستنكف من أن يقول لاأدري و هذاحرام ومما يلتحق بالنساء الصبيان فإن الصبي إذا كان لارغبة له في المكتب إلابوعد ووعيد وتخويف كان ذلك مباحا.نعم روّينا في الأخبار أن ذلك يكتب كذبه ولكن الكذب المباح أيضا
صفحه : 256
يكتب ويحاسب عليه ويطالب لتصحيح قصده فيه ثم يعفي عنه لأنه إنما أبيح بقصد الإصلاح ويتطرق إليه غرور كثيرة فإنه قد يكون الباعث له حظه وغرضه ألذي هومستغن عنه وإنما يتعلل ظاهرا بالإصلاح فلهذا يكتب . و كل من أتي بكذبة فقد وقع في خطر الاجتهاد ليعلم أن المقصود ألذي كذب له هل هوأهم في الشرع من الصدق أو لا و ذلك غامض جدا فالحزم في تركه إلا أن يصير واجبا بحيث لايجوز تركه كمايؤدي إلي سفك دم أوارتكاب معصية كيف كان . و قدظن ظانون أنه يجوز وضع الأخبار في فضائل الأعمال و في التشديد في المعاصي وزعموا أن القصد منه صحيح و هوخطأ محض إذ
قَالَص مَن كَذَبَ عَلَيّ مُتَعَمّداً فَليَتَبَوّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ
و هذا لايترك إلالضرورة و لاضرورة هاهنا إذ في الصدق مندوحة عن الكذب ففيما ورد من الآيات والأخبار كفاية عن غيرها. وقول القائل إن ذلك قدتكرر علي الأسماع وسقط وقعها و ما هوجديد علي الأسماع فوقعه أعظم فهذا هوس إذ ليس هذا من الأغراض التي تقاوم محذور الكذب علي رسول الله ص و علي الله تعالي ويؤدي فتح بابه إلي أمور تشوش الشريعة فلايقاوم خير هذابشره أصلا فالكذب علي رسول الله ص من الكبائر التي لايقاومها شيء. ثم قال قدنقل عن السلف أن في المعاريض لمندوحة عن الكذب و عن ابن عباس وغيره أما في المعاريض مايغني الرجل عن الكذب وإنما أرادوا من ذلك إذااضطر الإنسان إلي الكذب فأما إذا لم يكن حاجة وضرورة فلايجوز التعريض و لاالتصريح جميعا ولكن التعريض أهون . ومثال المعاريض ماروي أن مطرفا دخل علي زياد فاستبطأه فتعلل بمرض فقال مارفعت جنبي منذ فارقت الأمير إلا مارفعني الله و قال ابراهيم إذابلغ الرجل عنك
صفحه : 257
شيءفكرهت أن تكذب فقل إن الله ليعلم ما قلت من ذلك من شيءفيكون قوله ماحرف النفي عندالمستمع وعنده للإبهام . و كان النخعي لا يقول لابنته أشتري لك سكرا بل يقول أرأيت لواشتريت سكرا فإنه ربما لايتفق و كان ابراهيم إذاطلبه في الدار من يكرهه قال للجارية قولي له اطلبه في المسجد و كان لا يقول ليس هاهنا لئلا يكون كاذبا و كان الشعبي إذاطلب في البيت و هويكرهه فيخط دائرة و يقول للجارية ضع [ضعي]الإصبع فيها وقولي ليس هاهنا. و هذاكله في موضع الحاجة فأما مع عدم الحاجة فلالأن هذاتفهيم للكذب و إن لم يكن اللفظ كذبا و هومكروه علي الجملة كماروي عن عبد الله بن عتبة قال دخلت مع أبي علي عمر بن عبدالعزيز فخرجت و علي ثوب فجعل الناس يقولون هذاكساء أمير المؤمنين فكنت أقول جزي الله أمير المؤمنين خيرا فقال لي يابني اتق الكذب إياك والكذب و ماأشبهه فنهاه عن ذلك لأن فيه تقريرا لهم علي ظن كاذب لأجل غرض المفاخرة و هوغرض باطل فلافائدة فيه .نعم المعاريض مباح لغرض خفيف كتطييب قلب الغير بالمزاح
كَقَولِهِص لَا تَدخُلُ الجَنّةَ عَجُوزٌ وَ فِي عَينِ زَوجِكِ بَيَاضٌ وَ نَحمِلُكِ عَلَي وَلَدِ البَعِيرِ
و أماالكذب الصريح فكما يعتاده الناس من مداعبة الحمقي بتغريرهم بأن امرأة قدرغبت في تزويجك فإن كان فيه ضرر يؤديه إلي إيذاء قلب فهو حرام و إن لم يكن إلامطايبة فلايوصف صاحبها بالفسق ولكن ينقص ذلك من درجة إيمانه
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَستَكمِلُ المَرءُ الإِيمَانَ حَتّي يُحِبّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبّ لِنَفسِهِ وَ حَتّي يَجتَنِبَ الكَذِبَ فِي مِزَاحِهِ
وَ أَمّا قَولُهُص إِنّ الرّجُلَ يَتَكَلّمُ بِالكَلِمَةِ يُضحِكُ بِهَا النّاسَ يهَويِ بِهَا أَبعَدَ مِنَ الثّرَيّا
أراد به ما فيه غيبة مسلم أوإيذاء قلب دون محض المزاح . و من الكذب ألذي لايوجب الفسق ماجرت به العادة في المبالغة كقوله قلت
صفحه : 258
لك كذا مائة مرة وطلبتك مائة مرة فإنه لايراد بهاتفهيم المرات بعددها بل تفهيم المبالغة فإن لم يكن طلب إلامرة واحدة كان كاذبا و إن طلب مرات لايعتاد مثلها في الكثرة فلايأثم و إن لم يبلغ مائة وبينهما درجات يتعرض مطلق اللسان بالمبالغة فيهالخطر الكذب . وربما يعتاد الكذب فيه ويستأهل به أن يقال كل الطعام لأحد فيقول لاأشتهيه و ذلك منهي عنه و هوحرام إن لم يكن فيه غرض صحيح قال مجاهد
قَالَت أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ كُنتُ صَاحِبَةَ عَائِشَةَ التّيِ هَيّأتُهَا وَ أَدخَلتُهَا عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ معَيِ نِسوَةٌ قَالَ فَوَ اللّهِ مَا وَجَدنَا عِندَهُ قُوتاً إِلّا قَدَحاً مِن لَبَنٍ فَشَرِبَ ثُمّ نَاوَلَهُ عَائِشَةَ قَالَت فَاستَحيَتِ الجَارِيَةُ فَقُلتُ لَا تَرُدّينَ[ لَا ترَدُيّ]يَدَ رَسُولِ اللّهِ خذُيِ مِنهُ قَالَت فَأَخَذَتهُ عَلَي حَيَاءٍ فَشَرِبَت مِنهُ ثُمّ قَالَ ناَولِيِ صَوَاحِبَكِ فَقُلنَ لَا نَشتَهِيهِ فَقَالَ لَا تَجمَعنَ جُوعاً وَ كَذِباً قَالَت فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِن قَالَت أَحَدُنَا[إِحدَانَا]لشِيَءٍ يَشتَهِيهِ[تَشتَهِيهِ] لَا نَشتَهِيهِ[أَشتَهِيهِ] أَ يُعَدّ ذَلِكَ كَذِباً قَالَ إِنّ الكَذِبَ لَيُكتَبُ حَتّي يُكتَبُ الكُذَيبَةُ كُذَيبَةً
. و قد كان أهل الورع يحترزون عن التسامح بمثل هذاالكذب قال الليث بن سعد كانت ترمص عينا سعيد بن المسيب حتي يبلغ الرمص خارج عينيه فيقال له لومسحت هذاالرمص فيقول فأين قول الطبيب و هو يقول لي لاتمس عينيك فأقول لاأفعل و هذه من مراقبة أهل الورع و من تركه انسل لسانه عن اختياره فيكذب و لايشعر. و عن خوات التيمي قال قدجاءت أخت الربيع بن خثيم عائدة إلي بني لي فانكبت عليه فقالت كيف أنت يابني فجلس الربيع فقال أرضعته فقالت لا قال ماعليك لو قلت يا ابن أخي فصدقت . و من العادة أن يقول يعلم الله فيما لايعلمه
قَالَ عِيسَي إِنّ مِن أَعظَمِ الذّنُوبِ عِندَ اللّهِ أَن يَقُولَ العَبدُ إِنّ اللّهَ يَعلَمُ لِمَا لَا يَعلَمُ
وربما يكذب في حكاية المنام والإثم فيه عظيم
قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مِن أَعظَمِ الفِرَي أَن يدَعّيَِ الرّجُلُ إِلَي غَيرِ أَبِيهِ أَو يرُيَِ عَينَيهِ فِي المَنَامِ مَا لَم تَرَيَا أَو يَقُولَ عَلَيّ مَا لَم أَقُل
وَ قَالَص مَن
صفحه : 259
كَذَبَ فِي حُلُمِهِ كُلّفَ يَومَ القِيَامَةِ أَن يَعقِدَ بَينَ شَعِيرَتَينِ
21- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَقَلّ النّاسِ مُرُوّةً مَن كَانَ كَاذِباً
أقول قدمضي بعض الأخبار في باب جوامع المكارم وبعضها في باب العدالة
22- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ ابنِ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَثرَةُ المِزَاحِ تَذهَبُ بِمَاءِ الوَجهِ وَ كَثرَةُ الضّحِكِ تَمحُو الإِيمَانَ وَ كَثرَةُ الكَذِبِ تَذهَبُ بِالبَهَاءِ
23- لي ،[الأمالي للصدوق ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا سُوءَ[سَوأَةَ]أَسوَأُ مِنَ الكَذِبِ
24- لي ،[الأمالي للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ القنَديِّ عَن أَبِي وَكِيعٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ عَنِ الحَارِثِ الأَعوَرِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَا يَصلُحُ مِنَ الكَذِبِ جِدّ وَ لَا هَزلٌ وَ لَا أَن يَعِدَ أَحَدُكُم صبيته [صَبِيّهُ] ثُمّ لَا يفَيَِ لَهُ إِنّ الكَذِبَ يهَديِ إِلَي الفُجُورِ وَ الفُجُورَ يهَديِ إِلَي النّارِ وَ مَا يَزَالُ أَحَدُكُم يَكذِبُ حَتّي يُقَالُ كَذَبَ وَ فَجَرَ وَ مَا يَزَالُ أَحَدُكُم يَكذِبُ حَتّي لَا يَبقَي فِي قَلبِهِ مَوضِعَ إِبرَةٍ صِدقٌ فَيُسَمّي عِندَ اللّهِ كَذّاباً
25- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص شَرّ الرّوَايَةِ رِوَايَةُ الكَذِبِ
26- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَبِي هَاشِمٍ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن
صفحه : 260
عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تَمزَح فَيَذهَبَ نُورُكَ وَ لَا تَكذِب فَيَذهَبَ بَهَاؤُكَ وَ إِيّاكَ وَ خَصلَتَينِ الضّجَرَ وَ الكَسَلَ فَإِنّكَ إِن ضَجِرتَ لَم تَصبِر عَلَي حَقّ وَ إِن كَسِلتَ لَم تُؤَدّ حَقّاً قَالَ وَ كَانَ المَسِيحُ ع يَقُولُ مَن كَثُرَ هَمّهُ سَقِمَ بَدَنُهُ وَ مَن سَاءَ خُلُقُهُ عَذّبَ نَفسَهُ وَ مَن كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ وَ مَن كَثُرَ كَذِبُهُ ذَهَبَ بَهَاؤُهُ وَ مَن لَاحَي الرّجَالَ ذَهَبَت مُرُوّتُهُ
27- ع ،[علل الشرائع ] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَلَا فَاصدُقُوا فَإِنّ اللّهَ مَعَ الصّادِقِينَ وَ جَانِبُوا الكَذِبَ فَإِنّ الكَذِبَ مُجَانِبُ الإِيمَانِ أَلَا وَ إِنّ الصّادِقَ عَلَي شَفَا مَنجَاةٍ وَ كَرَامَةٍ أَلَا وَ إِنّ الكَاذِبَ عَلَي شَفَا مَخزَاةٍ وَ هَلَكَةٍ
28- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فِيمَن يَنتَحِلُ هَذَا الأَمرَ لَمَن يَكذِبُ حَتّي يَحتَاجُ الشّيطَانُ إِلَي كَذِبِهِ
29- ع ،[علل الشرائع ] عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن حُسَينِ بنِ الحَسَنِ الكنِديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الرّجُلَ لَيَكذِبُ الكَذِبَةَ فَيُحرَمُ بِهَا صَلَاةَ اللّيلِ فَإِذَا حُرِمَ صَلَاةَ اللّيلِ حُرِمَ بِهَا الرّزقَ
30- مع ،[معاني الأخبار] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِإِبلِيسَ كُحلًا وَ لَعُوقاً وَ سَعُوطاً فَكُحلُهُ النّعَاسُ وَ لَعُوقُهُ الكَذِبُ وَ سَعُوطُهُ الكِبرُ
صفحه : 261
31- ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ أَنهَاكَ عَن ثَلَاثِ خِصَالٍ عِظَامٍ الحَسَدِ وَ الحِرصِ وَ الكَذِبِ
32- ل ،[الخصال ] عَنِ الخَلِيلِ عَن أَبِي العَبّاسِ السّرّاجِ عَن قُتَيبَةَ عَن قُرعَةَ[قَزَعَةَ] عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أُسَيدٍ عَن جَبَلَةَ الإفِريِقيِّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أَنَا زَعِيمٌ بِبَيتٍ فِي رَبَضِ الجَنّةِ وَ بَيتٍ فِي وَسَطِ الجَنّةِ وَ بَيتٍ فِي أَعلَي الجَنّةِ لِمَن تَرَكَ المِرَاءَ وَ إِن كَانَ مُحِقّاً وَ لِمَن تَرَكَ الكَذِبَ وَ إِن كَانَ هَازِلًا وَ لِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ
33- ل ،[الخصال ] عَن سُفيَانَ الثوّريِّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع يَا سُفيَانُ لَا مُرُوّةَ لِكَذُوبٍ وَ لَا أَخَ لِمُلُوكٍ وَ لَا رَاحَةَ لِحَسُودٍ وَ لَا سُؤدَدَ لِسَيّئِ الخُلُقِ
34- ل ،[الخصال ] عَنِ العسَكرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ وَلِيدٍ عَن يَحيَي بنِ حَاتِمٍ عَن يَزِيدَ بنِ هَارُونَ عَن شُعبَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُرّةَ عَن مَسرُوقٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَ إِن كَانَت فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنهُنّ كَانَت فِيهِ خَصلَةٌ مِنَ النّفَاقِ حَتّي يَدَعَهَا مَن إِذَا حَدّثَ كَذَبَ وَ إِذَا وَعَدَ أَخلَفَ وَ إِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَ إِذَا خَاصَمَ فَجَرَ
35- ل ،[الخصال ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَيسَ لِكَذّابٍ مُرُوّةٌ
36- ل ،[الخصال ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ اعتِيَادُ الكَذِبِ يُورِثُ الفَقرَ
37- ل ،[الخصال ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ الصّدقُ أَمَانَةٌ وَ الكَذِبُ خِيَانَةٌ
38-ثو،[ثواب الأعمال ] عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَلِيّ عَنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحَسَنِ بنِ المُغِيرَةِ عَن
صفحه : 262
عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ لِلشّرّ أَقفَالًا وَ جَعَلَ مَفَاتِيحَ تِلكَ الأَقفَالِ الشّرَابَ وَ أَشَرّ مِنَ الشّرَابِ الكَذِبُ
39- سن ،[المحاسن ] فِي رِوَايَةِ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ العَبدَ لَيَكذِبُ حَتّي يُكتَبُ مِنَ الكَذّابِينَ وَ إِذَا كَذَبَ قَالَ اللّهُ كَذَبَ وَ فَجَرَ
40- سن ،[المحاسن ] عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص يَكُونُ المُؤمِنُ جَبَاناً قَالَ نَعَم قِيلَ وَ يَكُونُ بَخِيلًا قَالَ نَعَم قِيلَ وَ يَكُونُ كَذّاباً قَالَ لَا
41- سن ،[المحاسن ] فِي رِوَايَةِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لَا يَجِدُ عَبدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتّي يَدَعَ الكَذِبَ جِدّهُ وَ هَزلَهُ
42- سن ،[المحاسن ] فِي رِوَايَةِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَوّلُ مَن يُكَذّبُ الكَاذِبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ المَلَكَانِ اللّذَانِ مَعَهُ ثُمّ هُوَ يَعلَمُ أَنّهُ كَاذِبٌ
43- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]روُيَِ أَنّ رَجُلًا أَتَي سَيّدَنَا رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ علَمّنيِ خُلُقاً يَجمَعُ لِي خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَقَالَ لَا تَكذِب فَقَالَ الرّجُلُ فَكُنتُ عَلَي حَالَةٍ يَكرَهُهَا اللّهُ فَتَرَكتُهَا خَوفاً مِن أَن يسَألَنَيِ سَائِلٌ عَمِلتَ كَذَا وَ كَذَا فَأَفتَضِحَ أَو أَكذِبَ فَأَكُونَ قَد خَالَفتُ رَسُولَ اللّهِص فِيمَا حمَلَنَيِ عَلَيهِ
44- شي،[تفسير العياشي] عَنِ العَبّاسِ بنِ هِلَالٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّهُ ذَكَرَ رَجُلًا كَذّاباً ثُمّ قَالَ قَالَ اللّهُإِنّما يفَترَيِ الكَذِبَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ
45- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ النّبِيّص لَا يَكذِبُ الكَاذِبُ إِلّا مِن مَهَانَةِ نَفسِهِ وَ أَصلُ السّخرِيّةِ الطّمَأنِينَةُ إِلَي أَهلِ الكَذِبِ
صفحه : 263
46- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع قَالَ جُعِلَتِ الخَبَائِثُ فِي بَيتٍ وَ جُعِلَ مِفتَاحُهُ الكَذِبُ
47- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ النّبِيّص أَربَي الرّبَا الكَذِبُ وَ قَالَ رَجُلٌ لَهُص المُؤمِنُ يزَنيِ قَالَ قَد يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ المُؤمِنُ يَسرِقُ قَالَص قَد يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ المُؤمِنُ يَكذِبُ قَالَ لَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيإِنّما يفَترَيِ الكَذِبَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ
48- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ ع إِيّاكُم وَ الكَذِبَ فَإِنّ الكَذِبَ يهَديِ إِلَي الفُجُورِ وَ الفُجُورَ يهَديِ إِلَي النّارِ
عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن نُعمَانَ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُؤمِنُ إِذَا كَذَبَ مِن غَيرِ عُذرٍ لَعَنَهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ خَرَجَ مِن قَلبِهِ نَتنٌ حَتّي يَبلُغَ العَرشَ وَ يَلعَنُهُ حَمَلَةُ العَرشِ وَ كَتَبَ اللّهُ عَلَيهِ لِتِلكَ الكَذِبَةِ سَبعِينَ زَنيَةً أَهوَنُهَا كَمَن يزَنيِ مَعَ أُمّهِ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع الكَذِبُ مَذمُومٌ إِلّا فِي أَمرَينِ دَفعِ شَرّ الظّلَمَةِ وَ إِصلَاحِ ذَاتِ البَينِ
قَالَ مُوسَي ع يَا رَبّ أَيّ عِبَادِكَ خَيرٌ عَمَلًا قَالَ مَن لَم يَكذِب لِسَانُهُ وَ لَا يَفجُرُ قَلبُهُ وَ لَا يزَنيِ فَرجُهُ
وَ قَالَ الإِمَامُ الزكّيِّ العسَكرَيِّ ع جُعِلَتِ الخَبَائِثُ كُلّهَا فِي بَيتٍ وَ جُعِلَ مِفتَاحُهَا الكَذِبَ
صفحه : 264
الآيات المائدةوَ مِنَ الّذِينَ هادُوا سَمّاعُونَ لِلكَذِبِمريم لا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً إِلّا سَلاماًالمؤمنون وَ الّذِينَ هُم عَنِ اللّغوِ مُعرِضُونَالفرقان وَ الّذِينَ لا يَشهَدُونَ الزّورَ وَ إِذا مَرّوا بِاللّغوِ مَرّوا كِراماًالقصص وَ إِذا سَمِعُوا اللّغوَ أَعرَضُوا عَنهُ وَ قالُوا لَنا أَعمالُنا وَ لَكُم أَعمالُكُم سَلامٌ عَلَيكُم لا نبَتغَيِ الجاهِلِينَلقمان وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَترَيِ لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضِلّ عَن سَبِيلِ اللّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَ يَتّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهِينٌالمدثروَ كُنّا نَخُوضُ مَعَ الخائِضِينَالنبألا يَسمَعُونَ فِيها لَغواً وَ لا كِذّاباً
1-عد،[العقائد]ذُكِرَ القَصّاصُونَ عِندَ الصّادِقِ ع فَقَالَلَعَنَهُمُ اللّهُ إِنّهُم يُشِيعُونَ عَلَينَا وَ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَنِ القُصّاصِ أَ يَحِلّ الِاستِمَاعُ لَهُم فَقَالَ لَا وَ قَالَ ع مَن أَصغَي إِلَي نَاطِقٍ فَقَد عَبَدَهُ فَإِن كَانَ النّاطِقُ عَنِ اللّهِ فَقَد عَبَدَ اللّهَ وَ إِن كَانَ النّاطِقُ عَن إِبلِيسَ فَقَد عَبَدَ إِبلِيسَ وَ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ الشّعَراءُ يَتّبِعُهُمُ الغاوُونَ
صفحه : 265
قَالَ هُمُ القُصّاصُ
وَ قَالَ النّبِيّص مَن أَتَي ذَا بِدعَةٍ فَوَقّرَهُ فَقَد سَعَي فِي هَدمِ الإِسلَامِ
أقول ويلوح من سوق كلام الصدوق في كتاب عقائده المشار إليه أنه قدحمل الخبر الأخير علي معني يشمل حكاية حال القصاصين أيضا ولكن لادلالة في هذاالخبر عليه فتأمل
2- ذُكِرَ القَصّاصُونَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ قَالَ هُمُ القُصّاصُ
3- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع رَأَي قَاصّاً فِي المَسجِدِ فَضَرَبَهُ بِالدّرّةِ وَ طَرَدَهُ
التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ مِثلَهُ
الآيات البقرةكاَلذّيِ يُنفِقُ مالَهُ رِئاءَ النّاسِالنساءوَ الّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم رِئاءَ النّاسِ و قال تعالي في وصف المنافقين يُراؤُنَ النّاسَالأنفال وَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم بَطَراً وَ رِئاءَ النّاسِ وَ يَصُدّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ اللّهُ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطٌالماعون الّذِينَ هُم يُراؤُنَ وَ يَمنَعُونَ الماعُونَ
صفحه : 266
1- كا،[الكافي] عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لِعَبّادِ بنِ كَثِيرٍ البصَريِّ فِي المَسجِدِ وَيلَكَ يَا عَبّادُ إِيّاكَ وَ الرّيَاءَ فَإِنّهُ مَن عَمِلَ لِغَيرِ اللّهِ وَكَلَهُ اللّهُ إِلَي مَن عَمِلَ لَهُ
بيان وكله الله إلي من عمل له أي في الآخرة كماسيأتي أوالأعم منها و من الدنيا وقيل وكل ذلك العمل إلي الغير و لايقبله أصلا وَ قَد روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيكُم الشّركُ الأَصغَرُ قِيلَ وَ مَا الشّركُ الأَصغَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ الرّيَاءُ قَالَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ إِذَا جَازَي العِبَادَ بِأَعمَالِهِم اذهَبُوا إِلَي الّذِينَ كُنتُم تُرَاءُونَ فِي الدّنيَا هَل تَجِدُونَ عِندَهُم ثَوَابَ أَعمَالِكُم
. و قال بعض المحققين اعلم أن الرياء مشتق من الرؤية والسمعة مشتق من السماع وإنما الرياء أصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإراءتهم خصال الخير إلا أن الجاه والمنزلة يطلب في القلب بأعمال سوي العبادات ويطلب بالعبادات واسم الرياء مخصوص بحكم العادة بطلب المنزلة في القلوب بالعبادات وإظهارها فحد الرياء هوإرادة المنزلة بطاعة الله تعالي فالمرائي هوالعابد والمراءي هو الناس المطلوب رؤيتهم لطلب المنزلة في قلوبهم والمراءي به هوالخصال التي قصد المرائي إظهارها والرياء هوقصد إظهار ذلك والمراءي بهاكثيرة ويجمعها خمسة أقسام وهي مجامع مايتزين العبد به للناس و هوالبدن والزي والقول والعمل والأتباع والأشياء الخارجة. ولذلك أهل الدنيا يراءون بهذه الأسباب الخمسة إلا أن طلب الجاه وقصد الرياء بأعمال ليست من جملة الطاعات أهون من الرياء بالطاعات . والأول الرياء في الدين من جهة البدن و ذلك بإظهار النحول والصفار ليوهم بذلك شدة الاجتهاد وعظم الحزن علي أمر الدين وغلبة خوف الآخرة وليدل
صفحه : 267
بالنحول علي قلة الأكل وبالصفار علي سهر الليل وكثرة الأرق في الدين وكذلك يرائي بتشعث الشعر ليدل به علي استغراق الهم بالدين وعدم التفرغ لتسريح الشعر ويقرب من هذاخفض الصوت وإغارة العينين وذبول الشفتين فهذه مراءاة أهل الدين في البدن . و أما أهل الدنيا فيراءون بإظهار السمن وصفاء اللون واعتدال القامة وحسن الوجه ونظافة البدن وقوة الأعضاء. وثانيها الرئاء بالزي والهيئة أماالهيئة فتشعث شعر الرأس وحلق الشارب وإطراق الرأس في المشي والهدوء في الحركة وإبقاء أثر السجود علي الوجه وغلظ الثياب ولبس الصوف وتشميرها إلي قريب من نصف الساق وتقصير الأكمام وترك تنظيف الثوب وتركه مخرقا كل ذلك يرائي به ليظهر من نفسه أنه يتبع السنة فيه ومقتد فيه بعباد الله الصالحين . و أما أهل الدنيا فمراءاتهم بالثياب النفيسة والمراكب الرفيعة وأنواع التوسع والتجمل .الثالث الرياء بالقول ورياء أهل الدين بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة وحفظ الأخبار والآثار لأجل الاستعمال في المحاورة إظهارا لغزارة العلم ولدلالته علي شدة العناية بأقوال السلف الصالحين وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمشهد الخلق وإظهار الغضب للمنكرات وإظهار الأسف علي مقارفة الناس بالمعاصي وتضعيف الصوت في الكلام . و أما أهل الدنيا فمراءاتهم بالقول بحفظ الأمثال والأشعار والتفاصح في العبارات وحفظ النحو الغريب للإغراب علي أهل الفضل وإظهار التودد إلي الناس لاستمالة القلوب .الرابع الرياء في العمل كمراءاة المصلي بطول القيام ومده وتطويل الركوع والسجود وإطراق الرأس وترك الالتفات وإظهار الهدوء والسكون وتسوية القدمين واليدين وكذلك بالصوم وبالحج وبالصدقة وبإطعام الطعام وبالإخبات
صفحه : 268
بالشيء عنداللقاء كإرخاء الجفون وتنكيس الرأس والوقار في الكلام حتي أن المرائي قديسرع في المشي إلي حاجته فإذااطلع عليه واحد من أهل الدين رجع إلي الوقار وإطراق الرأس خوفا من أن ينسبه إلي العجلة وقلة الوقار فإن غاب الرجل عاد إلي عجلته فإذارآه عاد إلي خشوعه ومنهم من يستحيي أن يخالف مشيته في الخلوة لمشيته بمرأي من الناس فيكلف نفسه المشية الحسنة في الخلوة حتي إذارآه الناس لم يفتقر إلي التغيير ويظن أنه تخلص به من الرياء و قدتضاعف به رياؤه فإنه صار في خلواته أيضا مرائيا. و أما أهل الدنيا فمراءاتهم بالتبختر والاختيال وتحريك اليدين وتقريب الخطي والأخذ بأطراف الذيل وإدارة العطفين ليدلوا بذلك علي الجاه والحشمة.الخامس المراءاة بالأصحاب والزائرين والمخالطين كالذي يتكلف أن يزور عالما من العلماء ليقال إن فلانا قدزار فلانا أوعابدا من العباد لذلك أوملكا من الملوك وأشباهه ليقال إنهم يتبركون به وكالذي يكثر ذكر الشيوخ ليري أنه لقي شيوخا كثيرا واستفاد منهم فيباهي بشيوخه ومنهم من يريد انتشار الصيت في البلاد لتكثر الرحلة إليه ومنهم من يريد الاشتهار عندالملوك لتقبل شفاعته ومنهم من يقصد التوصل بذلك إلي جمع حطام وكسب مال و لو من الأوقاف وأموال اليتامي و غير ذلك . و أماحكم الرياء فهل هوحرام أومكروه أومباح أو فيه تفصيل فأقول فيه تفصيل فإن الرياء هوطلب الجاه و هوإما أن يكون بالعبادات أوبغير العبادات فإن كان بغير العبادات فهو كطلب المال فلايحرم من حيث إنه طلب منزلة في قلوب العباد ولكن كمايمكن كسب المال بتلبيسات وأسباب محظورة فكذلك الجاه و كما أن كسب قليل من المال و هو مايحتاج إليه الإنسان محمود فكسب قليل من الجاه و هو مايسلم به عن الآفات محمود و هو ألذي طلبه يوسف ع حيث قال إنِيّ حَفِيظٌ عَلِيمٌ و كما أن المال فيه سم ناقع وترياق نافع فكذلك الجاه .
صفحه : 269
و أماانصراف الهم إلي سعة الجاه فهو مبدأ الشرور كانصراف الهم إلي كثرة المال و لايقدر محب الجاه والمال علي ترك معاصي القلب واللسان وغيرها. و أماسعة الجاه من غيرحرص منك علي طلبه و من غيراهتمام بزواله إن زال فلاضرر فيه فلاجاه أوسع من جاه رسول الله ص و من بعده من علماء الدين ولكن انصراف الهم إلي طلب الجاه نقصان في الدين و لايوصف بالتحريم . وبالجملة المراءاة بما ليس هو من العبادات قد يكون مباحا و قد يكون طاعة و قد يكون مذموما و ذلك بحسب الغرض المطلوب به و أماالعبادات كالصدقة والصلاة والغزو والحج فللمرائي فيه حالتان إحداهما أن لا يكون له قصد إلاالرياء المحض دون الأجر و هذايبطل عبادته لأن الأعمال بالنيات و هذا ليس يقصد العبادة ثم لايقتصر علي إحباط عبادته حتي يقال صار كما كان قبل العبادة بل يعصي بذلك ويأثم لمادلت عليه الأخبار والآيات . والمعني فيه أمران أحدهما يتعلق بالعبادة و هوالتلبيس والمكر لأنه خيل إليهم أنه مخلص مطيع لله و أنه من أهل الدين و ليس كذلك والتلبيس في أمر الدنيا أيضا حرام حتي لوقضي دين جماعة وخيل إلي الناس أنه متبرع عليهم ليعتقدوا سخاوته أثم بذلك لما فيه من التلبيس وتملك القلوب بالخداع والمكر. والثاني يتعلق بالله و هو أنه مهما قصد بعبادة الله خلق الله فهو مستهزئ بالله فهذا من كبائر المهلكات ولهذا سماه رسول الله ص الشرك الأصغر فلو لم يكن في الرياء إلا أنه يسجد ويركع لغير الله لكان فيه كفاية فإنه إذا لم يقصد التقرب إلي الله فقد قصد غير الله لعمري لوقصد غير الله بالسجود لكفر كفرا جليا إلا أن الرياء هوالكفر الخفي. واعلم أن بعض أبواب الرياء أشد وأغلظ من بعض واختلافه باختلاف أركانه وتفاوت الدرجات فيه وأركانه ثلاثة المراءي به والمراءي له ونفس قصد الرياء.الركن الأول نفس قصد الرياء و ذلك لايخلو إما أن يكون مجردا
صفحه : 270
دون إرادة الله والثواب وإما أن يكون مع إرادة الثواب فإن كان كذلك فلايخلو إما أن يكون إرادة الثواب أقوي وأغلب أوأضعف أومساويا لإراءة العباد فيكون الدرجات أربعا.الأولي وهي أغلظها أن لا يكون مراده الثواب أصلا كالذي يصلي بين أظهر الناس و لوانفرد لكان لايصلي فهذه الدرجة العليا من الرياء.الثانية أن يكون له قصد الثواب أيضا ولكن قصدا ضعيفا بحيث لو كان في الخلوة لكان لايفعله و لايحمله ذلك القصد علي العمل و لو لم يكن الثواب لكان قصد الرياء يحمله علي العمل فهذا قريب مما قبله .الثالثة أن يكون قصد الرياء وقصد الثواب متساويين بحيث لو كان كل واحد خاليا عن الآخر لم يبعثه علي العمل فلما اجتمعا انبعثت الرغبة فكان كل واحد لوانفرد لايستقل بحمله علي العمل فهذا قدأفسد مثل ماأصلح فنرجو أن يسلم رأسا برأس لا له و لا عليه أو يكون له من الثواب مثل ما عليه من العقاب وظواهر الأخبار تدل علي أنه لايسلم .الرابعة أن يكون اطلاع الناس مرجحا ومقويا لنشاطه و لو لم يكن لكان لايترك العبادة و لو كان قصد الرياء وحده لماأقدم و ألذي نظنه والعلم عند الله أنه لايحبط أصل الثواب ولكنه ينقص منه أويعاقب علي مقدار قصد الرياء ويثاب علي مقدار قصد الثواب و أما قوله تعالي أناأغني الأغنياء عن الشرك فهو محمول علي ما إذاتساوي القصدان أو كان قصد الرياء أرجح الركن الثاني المراءي به وهي الطاعات و ذلك ينقسم إلي الرياء بأصول العبادات و إلي الرياء بأوصافها.القسم الأول و هوالأغلظ الرياء بالأصول و هو علي ثلاث درجات .الأولي الرياء بأصل الإيمان و هوأغلظ أبواب الرياء وصاحبه مخلد في النار و هو ألذي يظهر كلمتي الشهادة وباطنه مشحون بالتكذيب ولكنه يرائي بظاهر الإسلام وهم المنافقون الذين ذمهم الله سبحانه في مواضع كثيرة و قد قال
صفحه : 271
يُراؤُنَ النّاسَ وَ لا يَذكُرُونَ اللّهَ إِلّا قَلِيلًا. و كان النفاق في ابتداء الإسلام ممن يدخل في ظاهر الإسلام ابتداء لغرض و ذلك مما يقل في زماننا ولكن يكثر نفاق من ينسل من الدين باطنا فيجحد الجنة والنار والدار الآخرة ميلا إلي قول الملحدة أويعتقد طي بساط الشرع والأحكام ميلا إلي أهل الإباحة ويعتقد كفرا أوبدعة و هويظهر خلافه فهؤلاء من المرائين المنافقين المخلدين في النار وحال هؤلاء أشد من حال الكفار المجاهرين لأنهم جمعوا بين كفر الباطن ونفاق الظاهر.الثانية الرياء بأصول العبادات مع التصديق بأصل الدين و هذاأيضا عظيم عند الله ولكنه دون الأول بكثير ومثاله أن يكون مال الرجل في يد غيره فيأمره بإخراج الزكاة خوفا من ذمه و الله يعلم منه أنه لو كان في يده لماأخرجها أويدخل وقت الصلاة و هو في جمع فيصلي معهم وعادته ترك الصلاة في الخلوة وكذا سائر العبادات فهو مراء معه أصل الإيمان بالله يعتقد أنه لامعبود سواه و لوكلف أن يعبد غير الله أويسجد لغير الله لم يفعل ولكنه يترك العبادات للكسل وينشط عنداطلاع الناس فتكون منزلته عندالخلق أحب إليه من منزلته عندالخالق وخوفه من مذمة الناس أعظم من خوفه من عقاب الله ورغبته في محمدتهم أشد من رغبته في ثواب الله و هذاغاية الجهل و ماأجدر صاحبه بالمقت و إن كان غيرمنسل عن أصل الإيمان من حيث الاعتقاد.الثالثة أن لايرائي بالإيمان و لابالفرائض ولكن يرائي بالنوافل والسنن التي لوتركها لايعصي ولكن يكسل عنها في الخلوة لفتور رغبته في ثوابها ولإيثار لذة الكسل علي مايرجي من الثواب ثم يبعثه الرياء علي فعله و ذلك كحضور الجماعة في الصلاة وعيادة المريض واتباع الجنائز وكالتهجد بالليل وصيام السنة والتطوع ونحو ذلك فقد يفعل المرائي جملة ذلك خوفا من المذمة أوطلبا للمحمدة ويعلم الله تعالي منه لوخلي بنفسه لمازاد علي أداء الفرائض فهذا أيضا
صفحه : 272
عظيم ولكن دون ماقبله وكأنه علي الشطر من الأول وعقابه نصف عقابه .القسم الثاني الرياء بأوصاف العبادات لابأصولها وهي أيضا علي ثلاث درجات .الأولي أن يرائي بفعل ما في تركه نقصان العبادة كالذي غرضه أن يخفف الركوع والسجود و لايطول القراءة فإذارآه الناس أحسن الركوع وترك الالتفات وتمم القعود بين السجدتين و قد قال ابن مسعود من فعل ذلك فهو استهانة يستهين بهاربه .فهذا أيضا من الرياء المحظور لكنه دون الرياء بأصول التطوعات فإن قال المرائي إنما فعلت ذلك صيانة لألسنتهم عن الغيبة فإنهم إذارأوا تخفيف الركوع والسجود وكثرة الالتفات أطلقوا اللسان بالذم والغيبة فإنما قصدت صيانتهم عن هذه المعصية فيقال له هذه مكيدة للشيطان وتلبيس و ليس الأمر كذلك فإن ضررك من نقصان صلاتك وهي خدمة منك لمولاك أعظم من ضررك من غيبة غيرك فلو كان باعثك الدين لكان شفقتك علي نفسك أكثر.نعم للمرائي فيه حالتان إحداهما أن يطلب بذلك المنزلة والمحمدة عند الناس و ذلك حرام قطعا والثانية أن يقول ليس يحضرني الإخلاص في تحسين الركوع والسجود و لوخففت كان صلاتي عند الله ناقصة وآذاني الناس بذمهم وغيبتهم وأستفيد بتحسين الهيئة دفع مذمتهم و لاأرجو عليه ثوابا فهو خير من أن أترك تحسين الصلاة فيفوت الثواب وتحصل المذمة فهذا فيه أدني نظر فالصحيح أن الواجب عليه أن يحسن ويخلص فإن لم يحضره النية فينبغي أن يستمر علي عبادته في الخلوة و ليس له أن يدفع الذم بالمراءاة بطاعة الله فإن ذلك استهزاء.الثانية أن يرائي بفعل ما لانقصان في تركه ولكن فعله في حكم التكملة والتتمة لعبادته كالتطويل في الركوع والسجود ومد القيام وتحسين الهيئة في رفع اليدين والزيادة في القراءة علي السورة المعتادة وأمثال ذلك و كل
صفحه : 273
ذلك مما لوخلي ونفسه لكان لايقدم عليه .الثالثة أن يرائي بزيادات خارجة عن نفس النوافل كحضوره الجماعة قبل القوم وقصده الصف الأول وتوجهه إلي يمين الإمام و مايجري مجراه و كل ذلك مما يعلم الله منه أنه لوخلي بنفسه لكان لايبالي من أين وقف ومتي يحرم بالصلاة فهذه درجات الرياء بالنسبة إلي مايراءي به وبعضه أشد من بعض والكل مذموم .الركن الثالث المراءي لأجله فإن للمرائي مقصودا لامحالة فإنما يرائي لإدراك مال أوجاه أوغرض من الأغراض لامحالة و له أيضا ثلاث درجات الأولي وهي أشدها وأعظمها أن يكون مقصده التمكن من معصية كالذي يرائي بعباداته ليعرف بالأمانة فيولي القضاء أوالأوقاف أوأموال الأيتام فيحكم بغير الحق ويتصرف في الأموال بالباطل وأمثال ذلك كثيرة.الثانية أن يكون غرضه نيل حظ مباح من مال أونكاح امرأة جميلة أوشريفة فهذا رياء محظور لأنه طلب بطاعة الله متاع الدنيا ولكنه دون الأول .الثالثة أن لايقصد نيل حظ وإدراك مال أوشبهه ولكن يظهر عبادته خيفة من أن ينظر إليه بعين النقص و لايعد من الخاصة والزهاد كأن يسبق إلي الضحك أويبدر منه المزاح فيخاف أن ينظر إليه بعين الاحتقار فيتبع ذلك بالاستغفار وتنفس الصعداء وإظهار الحزن و يقول ماأعظم غفلة الإنسان عن نفسه و الله يعلم منه أنه لو كان في الخلوة لما كان يثقل عليه ذلك .فهذه درجات الرياء ومراتب أصناف المرائين وجميعهم تحت مقت الله وغضبه وهي من أشد المهلكات . و أما مايحبط العمل من الرياء الخفي والجلي و ما لايحبط فنقول إذاعقد العبد العبادة علي الإخلاص ثم ورد وارد الرياء فلايخلو إما أن ورد عليه بعدفراغه من العمل أوقبل الفراغ فإن ورد بعدالفراغ سرور من غيرإظهار فلايحبط العمل إذ العمل قدتم علي نعت الإخلاص سالما من الرياء فما يطرأ بعده فنرجو
صفحه : 274
أن لاينعطف عليه أثره لاسيما إذا لم يتكلف هوإظهاره والتحدث به و لم يتمن ذكره وإظهاره ولكن اتفق ظهوره بإظهار الله إياه و لم يكن منه إلا مادخل من السرور والارتياح علي قلبه ويدل علي هذا ماسيأتي وَ قَد روُيَِ أَنّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللّهِص يَا رَسُولَ اللّهِ أُسِرّ العَمَلَ لَا أُحِبّ أَن يَطّلِعَ عَلَيهِ أَحَدٌ فَيَطّلِعُ عَلَيهِ فيَسَرُنّيِ قَالَ لَكَ أَجرَانِ أَجرُ السّرّ وَ أَجرُ العَلَانِيَةِ
. و قال الغزالي نعم لوتم العمل علي الإخلاص من غيرعقد رياء ولكن ظهرت له بعده رغبة في الإظهار فتحدث به وأظهره فهذا مخوف و في الأخبار والآثار مايدل علي أنه محبط ويمكن حملها علي أن هذادليل علي أن قلبه عندالعبادة لم يخل عن عقد الرياء وقصده لما أن ظهر منه التحدث به إذ يبعد أن يكون مايطرأ بعدالعمل مبطلا للثواب بل الأقيس أن يقال أنه مثاب علي عمله ألذي مضي ومعاقب علي مراءاته بطاعة الله بعدالفراغ منها بخلاف ما لوتغير عقده إلي الرياء قبل الفراغ فإنه مبطل . ثم قال المحقق المذكور و أما إذاورد وارد الرياء قبل الفراغ من الصلاة مثلا و كان قدعقد علي الإخلاص ولكن ورد في أثنائها وارد الرياء فلايخلو إما أن يكون مجرد سرور لايؤثر في العمل فهو لايبطله وإما أن يكون رياء باعثا علي العمل فختم وختم به العمل فإذا كان كذلك حبط أجره . ومثاله أن يكون في تطوع فتجددت له نظارة أوحضر ملك من الملوك و هويشتهي أن ينظر إليه أويذكر شيئا نسيه من ماله و هويريد أن يطلبه و لو لا الناس لقطع الصلاة فاستتمها خوفا من مذمة الناس فقد حبط أجره و عليه الإعادة إن كان في فريضة
وَ قَد قَالَص العَمَلُ كَالوِعَاءِ إِذَا طَابَ آخِرُهُ طَابَ أَوّلُهُ
أي النظر إلي خاتمته و
روُيَِ مَن رَاءَي بِعَمَلِهِ سَاعَةً حَبِطَ عَمَلُهُ ألّذِي كَانَ قَبلَهُ
و هومنزل علي الصلاة في هذه الصورة لا علي الصدقة و لا علي القراءة فإن كل جزء منها منفرد فما يطرأ يفسد الباقي دون الماضي والصوم والحج من قبيل الصلاة فأما إذا كان وارد الرياء بحيث لايمنعه من قصد الاستتمام لأجل الثواب
صفحه : 275
كما لوحضر جماعة في أثناء صلاته ففرح بحضورهم واعتقد الرياء وقصد تحسين الصلاة لأجل نظرهم و كان لو لاحضورهم لكان يتمها أيضا فهذا رياء قدأثر في العمل وانتهض باعثا علي الحركات فإن غلب حتي انمحق معه الإحساس بقصد العبادة والثواب وصار قصد العبادة مغمورا فهذا أيضا ينبغي أن يفسد العبادة مهما مضي ركن من أركانها علي هذاالوجه لأنا نكتفي بالنية السابقة عندالإحرام بشرط أن لايطرأ مايغلبها ويغمرها. ويحتمل أن يقال لاتفسد العبادة نظرا إلي حالة العقد و إلي بقاء أصل قصد الثواب و إن ضعف بهجوم قصد هوأغلب منه والأقيس أن هذاالقدر إذا لم يظهر أثره في العمل بل بقي العمل صادرا عن باعث الدين وإنما انضاف إليه سرور بالاطلاع فلايفسد العمل لأنه لاينعدم به أصل نيته وبقيت تلك النية باعثة علي العمل وحاملة علي الإتمام وروي في الكافي عن أبي جعفر ع مايدل عليه و أماالأخبار التي وردت في الرياء فهي محمولة علي ما إذا لم يرد به إلاالخلق و أما ماورد في الشركة فهو محمول علي ما إذا كان قصد الرياء مساويا لقصد الثواب أوأغلب منه أما إذا كان ضعيفا بالإضافة إليه فلايحبط بالكلية ثواب الصدقة وسائر الأعمال و لاينبغي أن يفسد الصلاة و لايبعد أيضا أن يقال إن ألذي أوجب عليه صلاة خالصة لوجه الله والخالصة ما لايشوبه شيء فلا يكون مؤديا للواجب مع هذاالشوب والعلم عند الله فيه فهذا حكم الرياء الطاري بعدعقد العبادة إما قبل الفراغ أوبعده .القسم الثالث ألذي يقارن حال العقد بأن يبتدئ في الصلاة علي قصد الرياء فإن تم عليه حتي يسلم فلاخلاف في أنه يعصي و لايعتد بصلاته و إن ندم عليه في أثناء ذلك واستغفر ورجع قبل التمام ففيما يلزمه ثلاثة أوجه .قالت فرقة لم تنعقد صلاته مع قصد الرياء فليستأنف . وقالت فرقة تلزمه إعادة الأفعال كالركوع والسجود وتفسد أعماله دون تحريمه الصلاة لأن التحريم عقد والرياء خاطر في قلبه لايخرج التحريم عن كونه عقدا
صفحه : 276
وقالت فرقة لاتلزمه إعادة شيءبل يستغفر الله بقلبه ويتم العبادة علي الإخلاص والنظر إلي خاتمة العبادة كما لوابتدأها بالإخلاص وختم بالرياء لكان يفسد علمه وشبهوا ذلك بثوب أبيض لطخ بنجاسة عارضة فإذاأزيل العارض عاد إلي الأصل فقالوا إن الصلاة والركوع والسجود لا يكون إلالله و لوسجد لغير الله لكان كافرا ولكن قداقترن به عارض الرياء ثم إن زال بالندم والتوبة وصار إلي حالة لايبالي بحمد الناس وذمهم فتصح صلاته . ومذهب الفريقين الآخرين خارج عن قياس الفقه جدا خصوصا من قال يلزمه إعادة الركوع والسجود دون الافتتاح لأن الركوع والسجود إن لم يصح صارت أفعالا زائدة في الصلاة فتبطل الصلاة وكذلك قول من يقول لوختم بالإخلاص صح نظرا إلي الخاتمة فهو أيضا ضعيف لأن الرياء يقدح بالنية وأولي الأوقات بمراعاة الأحكام النية حالة الافتتاح .فالذي يستقيم علي قياس الفقه هو أن يقال إن كان باعثه مجرد الرياء في ابتداء العقد دون طلب الثواب وامتثال الأمر لم ينعقد افتتاحه و لم يصح مابعده و ذلك من إذاخلا بنفسه لم يصل و لمارآه الناس يحرم بالصلاة و كان بحيث لو كان ثوبه أيضا نجسا كان يصلي لأجل الناس فهذه صلاة لانية فيهاإذ النية عبارة عن إجابة باعث الدين وهاهنا لاباعث و لاإجابة.فأما إذا كان بحيث لو لا الناس أيضا لكان يصلي إلا أنه ظهرت له الرغبة في المحمدة أيضا فاجتمع الباعثان فهذا إما أن يكون في صدقة أوقراءة و ما ليس فيه تحريم وتحليل أو في عقد صلاة وحج فإن كان في صدقة فقد عصي بإجابة باعث الرياء وأطاع بإجابة باعث الثواب فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُ و له ثواب بقدر قصده الصحيح وعقاب بقدر قصده الفاسد و لايحبط أحدهما الآخر. و إن كان في صلاة يقبل الفساد بتطرق خلل إلي النية فلايخلو إما أن
صفحه : 277
يكون نفلا أوفرضا فإن كان نفلا فحكمها أيضا حكم الصدقة فقد عصي من وجه وأطاع من وجه إذااجتمع في قلبه الباعثان و أما إذا كان في فرض واجتمع الباعثان و كان كل واحد منهما لايستقل وإنما يحصل الانبعاث بمجموعهما فهذا لايسقط الواجب عنه لأن الإيجاب لم ينتهض باعثا في حقه بمجرده واستقلاله و إن كان كل باعث مستقلا حتي لو لم يكن باعث الرياء لأدي الفرض و لو لم يكن باعث الفرض لأنشأ صلاة تطوعا لأجل الرياء فهذا في محل النظر و هومحتمل جدا.فيحتمل أن يقال إن الواجب صلاة خالصة لوجه الله و لم يؤد الواجب الخالص ويحتمل أن يقال إن الواجب امتثال الأمر الواجب بواجب مستقل بنفسه و قدوجد فاقتران غيره به لايمنع سقوط الفرض عنه كما لوصلي في دار مغصوبة فإنه و إن كان عاصيا بإيقاع الصلاة في الدار المغصوبة فإنه مطيع بأصل الصلاة ومسقط للفرض عن نفسه وتعارض الاحتمال في تعارض البواعث في أصل الصلاة أما إذا كان الرياء في المبادرة مثلا دون أصل الصلاة مثل من بادر في الصلاة في أول الوقت لحضور جماعة و لوخلا لأخرها إلي وسط الوقت و لو لاالفرض لكان لايبتدئ صلاة لأجل الرياء فهذا مما يقطع بصحة صلاته وسقوط الفرض به لأن باعث أصل الصلاة من حيث إنها صلاة لم يعارضها غيره بل من حيث تعيين الوقت فهذا أبعد من القدح في النية. هذا في رياء يكون باعثا علي العمل وحاملا عليه فأما مجرد السرور باطلاع الناس إذا لم يبلغ أثره حيث يؤثر في العمل فبعيد أن يفسد الصلاة فهذا مانراه لائقا بقانون الفقه والمسألة غامضة من حيث إن الفقهاء لم يتعرضوا لها في فن الفقه والذين خاضوا فيه وتصرفوا لم يلاحظوا قوانين الفقه ومقتضي فتاوي العلماء في صحة الصلاة وفسادها بل حملهم الحرص علي تصفية القلوب وطلب الإخلاص علي إفساد العبادات بأدني الخواطر و ماذكرناه هوالأقصد فيما نواه والعلم عند الله تعالي انتهي كلامه .
صفحه : 278
و قال الشهيد قدس الله روحه في قواعده النية يعتبر فيهاالقربة ودل عليها الكتاب والسنة قال تعالي وَ ما أُمِرُوا إِلّا لِيَعبُدُوا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ والإخلاص فعل الطاعة خالصة لله وحده وهنا غايات ثمان الأول الرياء و لاريب في أنه مخل بالإخلاص فيتحقق الرياء بقصد مدح الرائي أوالانتفاع به أودفع ضرره . فإن قلت فما تقول في العبادة المشوبة بالتقية قلت أصل العبادة واقع علي وجه الإخلاص و مافعل منها تقية فإن له اعتبارين بالنظر إلي أصله و هوقربة وبالنظر إلي ماطرأ من استدفاع الضرر و هولازم لذلك فلايقدح في اعتباره أما لوفرض إحداث صلاة مثلا تقية فإنها من باب الرياء الثاني قصد الثواب أوالخلاص من العقاب أوقصدهما معا الثالث فعلها شكرا لنعم الله تعالي واستجلابا لمزيده الرابع فعلها حياء من الله تعالي الخامس فعلها حبا لله تعالي السادس فعلها تعظيما لله تعالي ومهابة وانقيادا وإجابة السابع فعلها موافقة لإرادته وطاعة لأمره الثامن فعلها لكونه أهلا للعبادة و هذه الغاية مجمع علي كون العبادة تقع بهامعتبرة وهي أكمل مراتب الإخلاص و إليه أشار الإِمَامُ الحَقّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا عَبَدتُكَ طَمَعاً فِي جَنّتِكَ وَ لَا خَوفاً مِن نَارِكَ وَ لَكِن وَجَدتُكَ أَهلًا لِلعِبَادَةِ فَعَبَدتُكَ
. و أماغاية الثواب والعقاب فقد قطع الأصحاب بكون العبادة فاسدة بقصدها وكذلك ينبغي أن يكون غاية الحياء والشكر وباقي الغايات الظاهر أن قصدها مجزئ لأن الغرض بها الله في الجملة و لايقدح كون تلك الغايات باعثة علي العبادة أعني الطمع والرجاء والشكر والحياء لأن الكتاب والسنة مشتملة علي المرهبات من الحدود والتعزيرات والذم والإيعاد بالعقوبات و علي المرغبات من المدح والثناء في العاجل والجنة ونعيمها في الآجل و أماالحياء فغرض
صفحه : 279
مقصود
وَ قَد جَاءَ فِي الخَبَرِ عَنِ النّبِيّص استَحيُوا مِنَ اللّهِ حَقّ الحَيَاءِ اعبُدِ اللّهَ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِن لَم تَكُن تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ فَإِنّهُ إِذَا تَخَيّلَ الرّؤيَةَ انبَعَثَ عَلَي الحَيَاءِ وَ التّعظِيمِ وَ المَهَابَةِ
وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَد قَالَ لَهُ ذِعلِبٌ اليمَاَنيِّ بِالذّالِ المُعجَمَةِ المَكسُورَةِ وَ العَينِ المُهمَلَةِ السّاكِنَةِ وَ اللّامِ المَكسُورَةِ هَل رَأَيتَ رَبّكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ ع أَ فَأَعبُدُ مَا لَا أَرَي فَقَالَ وَ كَيفَ تَرَاهُ فَقَالَ لَا تُدرِكُهُ العُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ العِيَانِ وَ لَكِن تُدرِكُهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ قَرِيبٌ مِنَ الأَشيَاءِ غَيرَ[ غَيرُ]مُلَامِسٍ بَعِيدٌ مِنهَا غَيرَ[ غَيرُ]مُبَايِنٍ مُتَكَلّمٌ بِلَا رَوِيّةٍ مُرِيدٌ بِلَا هِمّةٍ صَانِعٌ لَا بِجَارِحَةٍ لَطِيفٌ لَا يُوصَفُ بِالخَفَاءِ بَعِيدٌ لَا يُوصَفُ بِالجَفَاءِ بَصِيرٌ لَا يُوصَفُ بِالحَاسّةِ رَحِيمٌ لَا يُوصَفُ بِالرّقّةِ تَعنُو الوُجُوهُ لِعَظَمَتِهِ وَ تَوجَلُ القُلُوبُ مِن مَخَافَتِهِ
و قداشتمل هذاالكلام الشريف علي أصول صفات الجلال والإكرام التي عليها مدار علم الكلام وأفاد أن العبادة تابعة للرؤية ويفسر معني الرؤية وأفاد الإشارة إلي أن قصد التعظيم بالعبادة حسن و إن لم يكن تمام الغاية وكذلك الخوف منه تعالي . ثم لما كان الركن الأعظم في النية هوالإخلاص و كان انضمام تلك الأربعة غيرقادح فيه فخليق أن يذكر ضمائم أخر وهي أقسام .الأول ما يكون منافية له كضم الرياء ويوصف بسببه العبادة بالبطلان بمعني عدم استحقاق الثواب وهل يقع مجزيا بمعني سقوط التعبد به والخلاص من العقاب الأصح أنه لايقع مجزيا و لم أعلم فيه خلافا إلا من السيد الإمام المرتضي قدس الله لطيفه فإن ظاهره الحكم بالإجزاء في العبادة المنوي بهاالرياء.الثاني من الضمائم ما يكون لازما للفعل كضم التبرد والتسخن أوالتنظيف
صفحه : 280
إلي نية القربة و فيه وجهان ينظران إلي عدم تحقق معني الإخلاص فلا يكون الفعل مجزيا و إلي أنه حاصل لامحالة فنيته كتحصيل الحاصل ألذي لافائدة فيه و هذاالوجه ظاهر أكثر الأصحاب والأول أشبه و لايلزم من حصوله نية حصوله ويحتمل أن يقال إن كان الباعث الأصلي هوالقربة ثم طرأ التبرد عندالابتداء في الفعل لم يضر و إن كان الباعث الأصلي هوالتبرد فلما أراده ضم القربة لم يجزئ وكذا إذا كان الباعث مجموع الأمرين لأنه لاأولوية فتدافعا فتساقطا فكأنه غيرناو و من هذاالباب ضم نية الحمية إلي القربة في الصوم وضم ملازمة الغريم إلي القربة في الطواف والسعي والوقوف بالمشعرين .الثالث ضم ما ليس بمناف و لالازم كما لوضم إرادة دخول السوق مع نية التقرب في الطهارة أوأراد الأكل و لم يرد بذلك الكون علي طهارة في هذه الأشياء فإنه لوأراد الكون علي طهارة كان مؤكدا غيرمناف و هذه الأشياء و إن لم يستحب لها الطهارة بخصوصياتها إلاأنها داخلة فيما يستحب لعمومه و في هذه الضميمة وجهان مرتبان علي القسم الثاني وأولي بالبطلان لأن ذلك تشاغل عما يحتاج إليه بما لايحتاج إليه . ثم قال ره يجب التحرز من الرياء فإنه يلحق العمل بالمعاصي و هوقسمان جلي وخفي فالجلي ظاهر والخفي إنما يطلع عليه أولو المكاشفة والمعاينة لله كمايروي عن بعضهم أنه طلب الغزو فتاقت نفسه إليه فتفقدها فإذا هويحب المدح بقولهم فلان غاز فتركه فتاقت نفسه إليه فأقبل يعرض علي ذلك الرياء حتي أزاله و لم يزل يتفقدها شيئا بعد شيء حتي وجد الإخلاص بعدبقاء الانبعاث فاتهم نفسه وتفقد أحوالها فإذاهي تحب أن يقال مات فلان شهيدا لتحسن سمعته في الناس بعدموته . و قد يكون في ابتداء النية إخلاصا و في الأثناء يحصل الرياء فيجب التحرز منه فإنه مفسد للعمل نعم لايتكلف بضبط هواجس النفس وخواطرها بعدإيقاع
صفحه : 281
النية في الابتداء خالصة فإن ذلك معفو عنه كما
جَاءَ فِي الحَدِيثِ إِنّ اللّهَ تَجَاوَزَ لأِمُتّيِ عَمّا حَدّثَت بِهِ أَنفُسَهَا
2- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ اجعَلُوا أَمرَكُم هَذَا لِلّهِ وَ لَا تَجعَلُوهُ لِلنّاسِ فَإِنّهُ مَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ لِلّهِ وَ مَا كَانَ لِلنّاسِ فَلَا يَصعَدُ إِلَي اللّهِ
بيان اجعلوا أمركم هذا أي التشيع لله أي خالصا له و لاتجعلوه للناس لابالانفراد و لابالاشتراك فإنه ما كان لله أي خالصا له فهو لله أي يصعد إليه ويقبله و عليه أجره و ما كان للناس و لوبالشركة فلايصعد إلي الله أي لايرفعه الملائكة و لايثبتونه في ديوان الأبرار كما قال تعالي إِنّ كِتابَ الأَبرارِ لفَيِ عِلّيّينَ والصعود إليه كناية عن القبول
3- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن يَزِيدَ بنِ خَلِيفَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُلّ رِيَاءٍ شِركٌ إِنّهُ مَن عَمِلَ لِلنّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي النّاسِ وَ مَن عَمِلَ لِلّهِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي اللّهِ
بيان كل رياء شرك هذا هوالشرك الخفي فإنه لماأشرك في قصد العبادة غيره تعالي فهو بمنزلة من أثبت معبودا غيره سبحانه كالصنم كان ثوابه علي الناس أي لو كان ثوابه لازما علي أحد كان لازما عليهم فإنه تعالي قدشرط في الثواب الإخلاص فهو لايستحق منه تعالي شيئا أو أنه تعالي يحيله يوم القيامة علي الناس
4-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن جَرّاحٍ المدَاَئنِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً
صفحه : 282
وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً قَالَ الرّجُلُ يَعمَلُ شَيئاً مِنَ الثّوَابِ لَا يَطلُبُ بِهِ وَجهَ اللّهِ إِنّمَا يَطلُبُ تَزكِيَةَ النّاسِ يشَتهَيِ أَن يُسَمّعَ بِهِ النّاسُ[يَسمَعَ بِهِ النّاسُ]فَهَذَا ألّذِي أَشرَكَ بِعِبَادَةِ رَبّهِ ثُمّ قَالَ مَا مِن عَبدٍ أَسَرّ خَيراً فَذَهَبَتِ الأَيّامُ أَبَداً حَتّي يُظهِرَ اللّهُ لَهُ خَيراً وَ مَا مِن عَبدٍ يُسِرّ شَرّاً فَذَهَبَتِ الأَيّامُ حَتّي يُظهِرَ اللّهُ لَهُ شَرّاً
بيان فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ قال الطبرسي رحمه الله أي فمن كان يطمع في لقاء ثواب ربه ويأمله ويقر بالبعث إليه والوقوف بين يديه وقيل معناه فمن كان يخشي لقاء عقاب ربه وقيل إن الرجاء يشتمل علي كلا المعنيين الخوف والأمل وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداًغيره من ملك أوبشر أوحجر أوشجر وقيل معناه لايرائي عبادته أحدا عن ابن جبير. وَ قَالَ مُجَاهِدٌ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ إنِيّ أَتَصَدّقُ وَ أَصِلُ الرّحِمَ وَ لَا أَصنَعُ ذَلِكَ إِلّا لِلّهِ فَيُذكَرُ ذَلِكَ منِيّ وَ أُحمَدُ عَلَيهِ فيَسَرُنّيِ ذَلِكَ وَ أُعجَبُ بِهِ فَسَكَتَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يَقُل شَيئاً فَنَزَلَتِ الآيَةُ
قال عطاء عن ابن عباس إن الله تعالي قال و لايشرك به لأنه أراد العمل ألذي يعمل لله ويحب أن يحمد عليه قال ولذلك يستحب للرجل أن يدفع صدقته إلي غيره ليقسمها كيلا يعظمه من يصل بها.
وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنَا أَغنَي الشّرَكَاءِ عَنِ الشّركِ فَمَن عَمِلَ عَمَلًا أَشرَكَ فِيهِ غيَريِ فَأَنَا مِنهُ برَيِءٌ فَهُوَ للِذّيِ أَشرَكَ
وَ روُيَِ عَن عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ وَ شَدّادِ بنِ الأَوسِ قَالَا سَمِعنَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن صَلّي صَلَاةً يرُاَئيِ بِهَا فَقَد أَشرَكَ وَ مَن صَامَ صَوماً يرُاَئيِ بِهِ فَقَد أَشرَكَ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ
وَ روُيَِ أَنّ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع دَخَلَ يَوماً عَلَي المَأمُونِ فَرَآهُ يَتَوَضّأُ لِلصّلَاةِ وَ الغُلَامُ يَصُبّ عَلَي يَدِهِ المَاءَ فَقَالَ لَا تُشرِك بِعِبَادَةِ رَبّكَ أَحَداً فَصَرَفَ
صفحه : 283
المَأمُونُ الغُلَامَ وَ تَوَلّي إِتمَامَ وُضُوئِهِ بِنَفسِهِ
انتهي . وأقول الرواية الأخيرة تدل علي أن المراد بالشرك هنا الاستعانة في العبادة و هومخالف لسائر الأخبار ويمكن الجمع بحملها علي الأعم منها فإن الإخلاص التام هو أن لايشرك لا في القصد و لا في العمل غيره سبحانه تزكية الناس أي مدحهم أن يسمع به علي بناء الإفعال ما من عبدأسر خيرا أي عملا صالحا بأن أخفاه عن الناس لئلا يشوب بالرياء أوأخفي في قلبه نية حسنة خالصة فذهبت الأيام أبدا قوله أبدا متعلق بالنفي في قوله ما من عبد حتي يظهر الله له خيرا حتي للاستثناء أي يظهر الله ذلك العمل الخفي للناس أوتلك النية الحسنة وصرف قلوبهم إليه ليمدحوه ويوقروه فيحصل له مع ثناء الله ثناء الناس . و علي الاحتمال الأول يدل علي أن إسرار الخير أحسن من إظهاره ولكل فائدة أمافائدة الإسرار فالتحرز من الرياء و أمافائدة الإظهار فترغيب الناس في الاقتداء به وتحريكهم إلي فعل الخير و قدمدح الله كليهما وفضل الإسرار في قوله سبحانه إِن تُبدُوا الصّدَقاتِ فَنِعِمّا هيَِ وَ إِن تُخفُوها وَ تُؤتُوهَا الفُقَراءَ فَهُوَ خَيرٌ لَكُم. ويظهر من بعض الأخبار أن الإخفاء في النافلة أفضل والإبداء في الفريضة أحسن ويمكن القول باختلاف ذلك بحسب اختلاف أحوال الناس فمن كان آمنا من الرياء فالإظهار منه أفضل و من لم يكن آمنا فالإخفاء أفضل والأول أظهر لتأييده بالخبر. قال المحقق الأردبيلي رحمه الله المشهور بين الأصحاب أن الإظهار في الفريضة أولي سيما في المال الظاهر ولمن هومحل التهمة لرفع تهمة عدم الدفع وبعده عن الرياء ولأن يتبعه الناس في ذلك والإخفاء في غيرها ليسلم من الرياء
صفحه : 284
والمروي عن ابن عباس أن صدقة التطوع إخفاؤها أفضل و أماالمفروضة فلايدخلها الرياء ويلحقها تهمة المنع بإخفائها فإظهارها أفضل
وَ مَا رَوَاهُ فِي مَجمَعِ البَيَانِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّادِقِ ع قَالَ الزّكَاةُ المَفرُوضَةُ تُخرَجُ عَلَانِيَةً وَ تُدفَعُ عَلَانِيَةً وَ غَيرُ الزّكَاةِ إِن دَفَعَهَا سِرّاً فَهُوَ أَفضَلُ
فإن ثبت صحته أوصحة مثله فتخصص الآية وتفصل به و إلافهي علي عمومها ومعلوم دخول الرياء في الزكاة المفروضة كما في سائر العبادات المفروضة ولهذا اشترط في النية عدمه و لوتمت التهمة لكانت مختصة بمن يتهم انتهي . و ما من عبديسر شرا أي عملا قبيحا أورياء في الأعمال الصالحة فإن الله يفضحه بهذا العمل القبيح إن داوم عليه و لم يتب عند الناس وكذا الرياء ألذي أصر عليه فيترتب علي إخفائه نقيض مقصوده علي الوجهين
5- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَرَفَةَ قَالَ قَالَ لِيَ الرّضَا ع وَيحَكَ يَا ابنَ عَرَفَةَ اعمَلُوا لِغَيرِ رِيَاءٍ وَ لَا سُمعَةٍ فَإِنّهُ مَن عَمِلَ لِغَيرِ اللّهِ وَكَلَهُ اللّهُ إِلَي مَن عَمِلَ وَيحَكَ مَا عَمِلَ أَحَدٌ عَمَلًا إِلّا رَدّاهُ اللّهُ بِهِ إِن خَيراً فَخَيراً وَ إِن شَرّاً فَشَرّاً
بيان في النهاية ويح كلمة ترحم وتوجع يقال لمن وقع في هلكة لايستحقها و قديقال بمعني المدح والتعجب وهي منصوبة علي المصدر و قدترفع وتضاف و لاتضاف انتهي والسمعة بالضم و قديفتح يكون علي وجهين أحدهما أن يعمل عملا و يكون غرضه عندالعمل سماع الناس له كما أن الرياء هو أن يعمل ليراه الناس فهو قريب من الرياء بل نوع منه وثانيهما أن يسمع عمله الناس بعدالفعل والمشهور أنه لايبطل عمله بل ينقض ثوابه أويزيله كماسيأتي وكأن المراد هنا الأول . في القاموس و مافعله رياء و لاسمعة ويضم ويحرك وهي مانوه
صفحه : 285
بذكره ليري ويسمع انتهي . إلي من عمل أي إلي من عمل له و في بعض النسخ إلي ماعمل أي إلي عمله أي لاثواب له إلاأصل عمله و ماقصده به إذ ليس له إلاالتعب إلارداه الله به رداه تردية ألبسه الرداء أي يلبسه الله رداء بسبب ذلك العمل فشبه ع الأثر الظاهر علي الإنسان بسبب العمل بالرداء فإنه يلبس فوق الثياب و لا يكون مستورا بثوب آخر. إن خيرا فخيرا أي إن كان العمل خيرا كان الرداء خيرا و إن كان العمل شرا كان الرداء شرا والحاصل أن من عمل شرا إما بكونه في نفسه أوبكونه مشوبا بالرياء يظهر الله أثر ذلك عليه ويفضحه بين الناس وكذا إذاعمل عملا خيرا وجعله لله خالصا ألبسه الله أثر ذلك العمل وأظهر حسنه للناس كمامر في الخبر السابق وقيل شبه العمل بالرداء في الإحاطة والشمول إن خيرا فخيرا أي إن كان عمله خيرا فكان جزاؤه خيرا وكذا الشرور وربما يقرأ ردأه بالتخفيف والهمزة يقال ردأه به أي جعله له ردءا وقوة وعمادا و لايخفي مافيهما من الخبط والتصحيف وسيأتي مايأبي عنهما
6-كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَإنِيّ لَأَتَعَشّي عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ تَلَا هَذِهِ الآيَةَبَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ وَ لَو أَلقي مَعاذِيرَهُ يَا بَا حَفصٍ مَا يَصنَعُ الإِنسَانُ أَن يَتَقَرّبَ
صفحه : 286
إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِخِلَافِ مَا يَعلَمُ اللّهُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَقُولُ مَن أَسَرّ سَرِيرَةً رَدّاهُ اللّهُ رِدَاءَهَا إِن خَيراً فَخَيراً وَ إِن شَرّاً فَشَرّاً
بيان التعشي أكل الطعام آخر النهار أوأول الليل في القاموس العشي والعشية آخر النهار والعشاء كسماء طعام العشي وتعشي أكله .بَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ قال البيضاوي أي حجة بينة علي أعمالها لأنه شاهد بهاوصفها بالبصارة علي سبيل المجاز أوعين بصيرة بها فلايحتاج إلي الإنباءوَ لَو أَلقي مَعاذِيرَهُ أي و لوجاء بكل مايمكن أن يعتذر به جمع معذار و هوالعذر أوجمع معذرة علي غيرقياس كالمناكير في المنكر فإن قياسه معاذر انتهي والتوجيه الأول لبصيرة لأكثر المفسرين والثاني نقله النيسابوري عن الأخفش فإنه جعل الإنسان بصيرة كمايقال فلان كرم لأنه يعلم بالضرورة متي رجع إلي عقله أن طاعة خالقه واجبة وعصيانه منكر فهو حجة علي نفسه بعقله السليم ونقل عن أبي عبيدة أن التاء للمبالغة كعلامة و قال في قوله تعالي وَ لَو أَلقي مَعاذِيرَهُ هذاتأكيد أي و لوجاء بكل معذرة يحاج بها عن نفسه فإنها لاتنفعه لأنها لاتخفي شيئا من أفعاله فإن نفسه وأعضاءه تشهد عليه قال قال الواحدي والزمخشري المعاذير اسم جمع للمعذرة كالمناكير للمنكر و لو كان جمعا لكان معاذر بغير ياء ونقل عن الضحاك والسدي أن المعاذير جمع المعذار و هوالستر والمعني أنه و إن أسبل الستور أن يخفي شيء من عمله قال الزمخشري إن صح هذاالنقل فالسبب في التسمية أن الستر يمنع رؤية المحتجب كمايمنع المعذرة عقوبة المذنب انتهي . يابا حفص أي قال ذلك مايصنع الإنسان استفهام علي الإنكار والغرض التنبيه علي أنه لاينفعه في آخرته و لا في دنياه أيضا لماسيأتي أن يتقرب إلي الله أي يفعل مايفعله المتقرب ويأتي بما يتقرب به و إن كان ينوي به أمرا آخر
صفحه : 287
بخلاف مايعلم الله أي من باطنه فإنه يظهر ظاهرا أنه يعمل العمل لله ويعلم الله من باطنه أنه يفعله لغير الله أو أنه ليس خالصا لله وقيل المعني أن التقرب بهذا العمل المشترك إلي الله تعالي تقرب بخلاف مايعلم الله أنه موجب للتقرب . والسريرة مايكتم رداه الله رداءها كأنه جرد التردية عن معني الرداء واستعمل بمعني الإلباس وسيأتي ألبسه الله . و قدمر أنه استعير الرداء للحالة التي تظهر علي الإنسان وتكون علامة لصلاحه أوفساده
7- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ المَلَكَ لَيَصعَدُ بِعَمَلِ العَبدِ مُبتَهِجاً بِهِ فَإِذَا صَعِدَ بِحَسَنَاتِهِ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اجعَلُوهَا فِي سِجّينٍ إِنّهُ لَيسَ إيِاّيَ أَرَادَ بِهِ
بيان الابتهاج السرور والباء في قوله بعمل وبحسناته للملابسة ويحتمل التعدية و قوله ليصعد أي يشرع في الصعود و قوله فإذاصعد أي تم صعوده ووصل إلي موضع يعرض فيه الأعمال علي الله تعالي و قوله بحسناته من قبيل وضع المظهر موضع المضمر تصريحا بأن العمل من جنس الحسنات أو هومنها بزعمه أي أثبتوا تلك الأعمال التي تزعمون أنها حسنات في ديوان الفجار ألذي هو في سجين كما قال تعالي إِنّ كِتابَ الفُجّارِ لفَيِ سِجّينٍ. و في القاموس سجين كسكين موضع فيه كتاب الفجار وواد في جهنم أعاذنا الله منها أوحجر في الأرض السابعة و قال البيضاويإِنّ كِتابَ الفُجّارِ مايكتب من أعمالهم أوكتابة أعمالهم لفَيِ سِجّينٍ كتاب جامع لأعمال الفجرة من الثقلين كما قال تعالي وَ ما أَدراكَ ما سِجّينٌ كِتابٌ مَرقُومٌ أي مسطورٌ بَيّنُ الكتابة ثم قال وقيل هواسم مكان والتقدير ما كتاب السجين أومحل كتاب مرقوم فحذف المضاف .
صفحه : 288
اجعلوها الخطاب إلي الملائكة الصاعدين فالمراد بالملك أولا الجنس أو إلي الملائكة الرد والقبول والضمير المنصوب للحساب ليس إياي أراد تقديم الضمير للحصر أي لم يكن مراده أنافقط بل أشرك معي غيري
8- كا،[الكافي]بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ للِمرُاَئيِ يَنشَطُ إِذَا رَأَي النّاسَ وَ يَكسَلُ إِذَا كَانَ وَحدَهُ وَ يُحِبّ أَن يُحمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ
بيان في القاموس نشط كسمع نشاطا بالفتح طابت نفسه للعمل وغيره و قال الكسل محركة التثاقل عن الشيء والفتور فيه كسل كفرح انتهي والنشاط يكون قبل العمل وباعثا للشروع فيه و يكون بعده وسببا لتطويله وتجويده في جميع أموره أي في جميع طاعاته وتركه للمنهيات أوالأعم منهما و من أمور الدنيا
9- كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ مَن أَشرَكَ معَيِ غيَريِ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لَم أَقبَلهُ إِلّا مَا كَانَ لِي خَالِصاً
بيان أناخير شريك لأنه سبحانه غني لايحتاج إلي الشركة وإنما يقبل الشركة من لم يكن غنيا بالذات فلايقبل العمل المخلوط لرفعته وغناه أوالمراد أني محسن إلي الشركاء أدع إليهم ما كان مشتركا بيني وبينهم و لاأقبله وقيل إن هذاالكلام مبني علي التشبيه والاستثناء في قوله إلا ما كان منقطع
10- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن دَاوُدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَظهَرَ لِلنّاسِ مَا يُحِبّ اللّهُ وَ بَارَزَ اللّهَ بِمَا كَرِهَهُ لقَيَِ اللّهَ وَ هُوَ مَاقِتٌ لَهُ
بيان بارز الله كأن المراد به أبرز وأظهر لله بما كرهه الله من المعاصي
صفحه : 289
فإن مايفعله في الخلوة يراه الله ويعلمه والمستفاد من اللغة أنه من المبارزة في الحرب فإن من يعصي الله سبحانه بمرأي منه ومسمع فكأنه يبارزه ويقاتله في القاموس بارز القرن مبارزة وبرازا برز إليه
11- كا،[الكافي] أَبُو عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَن فَضلٍ أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا يَصنَعُ أَحَدُكُم أَن يُظهِرَ حَسَناً وَ يُسِرّ سَيّئاً أَ لَيسَ يَرجِعُ إِلَي نَفسِهِ فَيَعلَمَ أَنّ ذَلِكَ لَيسَ كَذَلِكَ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُبَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ إِنّ السّرِيرَةَ إِذَا صَحّت قَوِيَتِ العَلَانِيَةُ
كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن فَضَالَةَ عَن مُعَاوِيَةَ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ مِثلَهُ
بيان ويسر سيئا أي نية سيئة ورئاء أوأعمالا قبيحة والأول أظهر فيعلم أن ذلك ليس كذلك أي يعلم أن عمله ليس بمقبول لسوء سريرته وعدم صحة نيته إن السريرة إذاصحت أي إن النية إذاصحت قويت الجوارح علي العمل كماورد لايضعف بدن عما قويت عليه النية و روُيَِ أَنّ فِي ابنِ آدَمَ مُضغَةً إِذَا صَلُحَت صَلُحَ لَهَا سَائِرُ الجَسَدِ أَلَا وَ هيَِ القَلبُ
لكن هذاالمعني لايناسب هذاالمقام كما لايخفي ويمكن أن يكون المراد بالقوة القوة المعنوية أي صحة العمل وكمالها وقيل المراد بالعلانية الرداء المذكور سابقا أي أثر العمل . وأقول يحتمل أن يكون المعني قوة العلانية علي العمل دائما لابمحضر الناس فقط
12- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مِن عَبدٍ يُسِرّ خَيراً إِلّا لَم تَذهَبِ الأَيّامُ حَتّي يُظهِرَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ خَيراً وَ مَا مِن عَبدٍ يُسِرّ شَرّاً إِلّا لَم تَذهَبِ الأَيّامُ حَتّي يُظهِرَ لَهُ شَرّاً
صفحه : 290
13- كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن يَحيَي بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَرَادَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِالقَلِيلِ مِن عَمَلِهِ أَظهَرَهُ اللّهُ لَهُ أَكثَرَ مِمّا أَرَادَ وَ مَن أَرَادَ النّاسَ بِالكَثِيرِ مِن عَمَلِهِ فِي تَعَبٍ مِن بَدَنِهِ وَ سَهَرٍ مِن لَيلِهِ أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلّا أَن يُقَلّلَهُ فِي عَينِ مَن سَمِعَهُ
بيان أظهر الله له في بعض النسخ أظهره الله له فالضمير للقليل أوللعمل وأكثر صفة للمفعول المطلق المحذوف مما أراد أي مما أراد الله به والمراد إظهاره علي الناس ونسبة السهر إلي الليل علي المجاز فضمير يقلله للكثير أوللعمل و قديقال الضمير للموصول فالتقليل كناية عن التحقير كماروي أن رجلا من بني إسرائيل قال لأعبدن الله عبادة أذكر بهافمكث مدة مبالغا في الطاعات وجعل لايمر بملإ من الناس إلاقالوا متصنع مراء فأقبل علي نفسه و قال قدأتعبت نفسك وضيعت عمرك في لا شيءفينبغي أن تعمل لله سبحانه فغير نيته وأخلص عمله لله فجعل لايمر بملإ من الناس إلاقالوا ورع تقي
14- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سيَأَتيِ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ تَخبُثُ فِيهِ سَرَائِرُهُم وَ تَحسُنُ فِيهِ عَلَانِيَتُهُم طَمَعاً فِي الدّنيَا لَا يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِندَ رَبّهِم يَكُونُ دِينُهُم رِيَاءً لَا يُخَالِطُهُم خَوفٌ يَعُمّهُمُ اللّهُ بِعِقَابٍ فَيَدعُونَهُ دُعَاءَ الغَرِيقِ فَلَا يَستَجِيبُ لَهُم
بيان سيأتي السين للتأكيد أوللاستقبال القريب تخبث كتحسن سرائرهم بالمعاصي أوبالنيات الخبيثة الريائية طمعا مفعول له لتحسن لايريدون به الضمير لحسن العلانية أوللعمل المعلوم بقرينة المقام يكون دينهم أي عباداتهم الدينية أوأصل إظهار الدين رياء لطلب المنزلة في قلوب الناس والباء في قوله بعقاب للتعدية دعاء الغريق أي كدعاء من أشرف علي الغرق
صفحه : 291
فإن الإخلاص والخضوع فيه أخلص من سائر الأدعية لانقطاع الرجاء عن غيره سبحانه و ماقيل من أن المعني من غرق في ماء دموعه فلايخفي بعده وعدم الإجابة لعدم علمهم بشرائطها وعدم وفائهم بعهوده تعالي كما قال تعالي أَوفُوا بعِهَديِ أُوفِ بِعَهدِكُم وسيأتي الكلام فيه في كتاب الدعاء إن شاء الله تعالي و لايبعد أن يكون العقاب إشارة إلي غيبة الإمام ع
15- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ إنِيّ لَأَتَعَشّي مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ تَلَا هَذِهِ الآيَةَبَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ وَ لَو أَلقي مَعاذِيرَهُ يَا بَا حَفصٍ مَا يَصنَعُ الإِنسَانُ أَن يَعتَذِرَ إِلَي النّاسِ بِخِلَافِ مَا يَعلَمُ اللّهُ مِنهُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَسَرّ سَرِيرَةً أَلبَسَهُ اللّهُ رِدَاءَهَا إِن خَيراً فَخَيراً وَ إِن شَرّاً فَشَرّاً
بيان قدمر بعينه سندا ومتنا و لااختلاف إلا في قوله أن يعتذر إلي الناس و قوله ألبسه الله وكأنه أعاده لاختلاف النسخ في ذلك و هوبعيد ولعله كان علي السهو و ماهنا كأنه أظهر في الموضعين والاعتذار إظهار العذر وطلب قبوله وقيل لعل المراد به هوالحث علي التسوية بين السريرة والعلانية بحيث لايفعل سرا ما لوظهر لاحتاج إلي العذر و من البين أن الخير لايحتاج إلي العذر وإنما المحتاج إليه هوالشر ففيه ردع عن تعلق السر بالشر مخالفا للظاهر و هذا كماقيل لبعضهم عليك بعمل العلانية قال و ماعمل العلانية قال ما إذااطلع الناس عليك لم تستحي منه و هذامأخوذ مِن كَلَامِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلَي مَا ذَكَرَهُ صَاحِبُ العُدّةِ حَيثُ يَقُولُ ع إِيّاكَ وَ مَا تَعتَذِرُ مِنهُ فَإِنّهُ لَا تَعتَذِرُ مِن خَيرٍ وَ إِيّاكَ وَ كُلّ عَمَلٍ فِي السّرّ تسَتحَييِ مِنهُ فِي العَلَانِيَةِ وَ إِيّاكَ
صفحه : 292
وَ كُلّ عَمَلٍ إِذَا ذُكِرَ لِصَاحِبِهِ أَنكَرَهُ
16- كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ الإِبقَاءُ عَلَي العَمَلِ أَشَدّ مِنَ العَمَلِ قَالَ وَ مَا الإِبقَاءُ عَلَي العَمَلِ قَالَ يَصِلُ الرّجُلُ بِصِلَةٍ وَ يُنفِقُ نَفَقَةً لِلّهِ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فَتُكتَبُ لَهُ سِرّاً ثُمّ يَذكُرُهَا فَتُمحَي فَتُكتَبُ لَهُ عَلَانِيَةً ثُمّ يَذكُرُهَا فَتُمحَي وَ تُكتَبُ لَهُ رِيَاءً
بيان الإبقاء علي العمل أي حفظه ورعايته والشفقة عليه من ضياعه في النهاية يقال أبقيت عليه أبقي إبقاء إذارحمته وأشفقت عليه والاسم البقيا و في الصحاح أبقيت علي فلان إذارعيت عليه ورحمته قوله ص يصل هوبيان لترك الإبقاء ليعرف الإبقاء فإن الأشياء تعرف بأضدادها فتكتب علي بناء المجهول والضمير المستتر راجع إلي كل من الصلة والنفقة وسرا وعلانية ورياء كل منها منصوب ومفعول ثان لتكتب و قوله فتمحي علي بناء المفعول من باب الإفعال ويمكن أن يقرأ علي بناء المعلوم من باب الافتعال بقلب التاء ميما.فتكتب له علانية أي يصير ثوابه أخف وأقل وتكتب له رياء أي يبطل ثوابه بل يعاقب عليه وقيل كمايتحقق الرياء في أول العبادة ووسطها كذلك يتحقق بعدالفراغ منها فيجعل مافعل لله خالصا في حكم مافعل لغيره فيبطلها كالأولين عندعلمائنا بل يوجب الاستحقاق للعقوبة أيضا عندالجميع و قال الغزالي لايبطلها لأن ماوقع صحيحا فهو صحيح لاينتقل من الصحة إلي
صفحه : 293
الفساد نعم الرياء بعده حرام يوجب استحقاق العقوبة و قدمر بسط القول فيه
17- كا،[الكافي]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اخشَوُا اللّهَ خَشيَةً لَيسَت بِتَعذِيرٍ وَ اعمَلُوا لِلّهِ فِي غَيرِ رِيَاءٍ وَ لَا سُمعَةٍ فَإِنّ مَن عَمِلَ لِغَيرِ اللّهِ وَكَلَهُ اللّهُ إِلَي عَمَلِهِ
بيان خشية ليست بتعذير أقول هذه الفقرة تحتمل وجوها.الأول ماذكره المحدث الأسترآبادي حيث قال إذافعل أحد فعلا من باب الخوف و لم يرض به فخشيته خشية تعذير وخشية كراهية و إن رضي به فخشيته خشية رضي وخشية محبة.الثاني أن يكون التعذير بمعني التقصير بحذف المضاف أي ذات تعذير أي لم تكونوا مقصرين في الخشية أوالباء للملابسة وبمعني مع قال في النهاية التعذير التقصير و منه حديث بني إسرائيل كانوا إذاعمل فيهم بالمعاصي نهوهم تعذيرا أي قصروا فيه و لم يبالغوا وضع المصدر موضع اسم الفاعل حالا كقولهم جاء مشيا و منه حديث الدعاء وتعاطي مانهيت عنه تعذيرا.الثالث أن يكون التعذير بمعني التقصير أيضا و يكون المعني لاتكون خشيتكم بسبب التقصيرات الكبيرة بل يكون مع بذل الجهد في الأعمال كماورد في صفات المؤمن يعمل ويخشي .الرابع أن يكون المعني تكون خشيتكم خشية واقعية لاإظهار خشية في مقام الاعتذار إلي الناس والعمل بخلاف ماتقتضيه كمامر في قوله ع مايصنع الإنسان أن يعتذر إلي الناس إلخ قال الجوهري المعذر بالتشديد هوالمظهر للعذر من غيرحقيقة له في العذر.الخامس ماذكره بعض مشايخنا أن المعني اخشوا الله خشية لاتحتاجون معها في القيامة إلي إبداء العذر وكأن الثالث أظهر الوجوه .
صفحه : 294
وكله الله إلي عمله أي يرد عمله إليه فكأنه وكله إليه أوبحذف المضاف أي مقصود عمله أوشريك عمله أي ليس له إلاالعناء والتعب كمامر
18- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَعمَلُ الشيّءَ مِنَ الخَيرِ فَيَرَاهُ إِنسَانٌ فَيَسُرّهُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأسَ مَا مِن أَحَدٍ إِلّا وَ هُوَ يُحِبّ أَن يَظهَرَ لَهُ فِي النّاسِ الخَيرُ إِذَا لَم يَكُن صَنَعَ ذَلِكَ لِذَلِكَ
بيان ما من أحد أي الإنسان مجبول علي ذلك لايمكنه دفع ذلك عن نفسه فلو كلف به لكان تكليفا بما لايطاق إذا لم يكن صنع ذلك لذلك أي لم يكن باعثه علي أصل الفعل أو علي إيقاعه علي الوجه الخاص ظهوره في الناس و قدورد نظير ذلك من طريق العامة عَن أَبِي ذَرّ أَنّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللّهِص أَ رَأَيتَ الرّجُلُ يَعمَلُ العَمَلَ مِنَ الخَيرِ وَ يَحمَدُهُ النّاسُ عَلَيهِ قَالَ تِلكَ عَاجِلُ بُشرَي المُؤمِنِ يعَنيِ البُشرَي المُعَجّلَةَ لَهُ فِي الدّنيَا وَ البُشرَي الأُخرَي قَولُهُ سُبحَانَهُبُشراكُمُ اليَومَ جَنّاتٌ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ
.قيل و هذاينافي ما
روُيَِ مِن طَرِيقِنَا مَا بَلَغَ عَبدٌ حَقِيقَةَ الإِخلَاصِ حَتّي لَا يُحِبّ أَن يُحمَدَ عَلَي شَيءٍ مِن عَمَلٍ لِلّهِ
و ماروي من طريقهم عن ابن جبير في سبب نزول قوله تعالي فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ إلي آخره و قدمر. و قدجمع بينهما صاحب العدة ره بأنه إن كان سروره باعتبار أنه تعالي أظهر جميله عليهم أوباعتبار أنه استدل بإظهار جميله في الدنيا علي إظهار جميله في الآخرة علي رءوس الأشهاد أوباعتبار أن الرائي قديميل قلبه بذلك إلي طاعة الله تعالي أوباعتبار أنه يسلب ذلك اعتقادهم بصفة ذميمة له فليس ذلك السرور رياء وسمعة و إن كان سروره باعتبار رفع المنزلة أوتوقع التعظيم والتوقير بأنه عابد زاهد
صفحه : 295
وتزكيهم له إلي غير ذلك من التدليسات النفسية والتلبيسات الشيطانية فهو رياء ناقل للعمل من كفة الحسنات إلي كفة السيئات انتهي . وأقول يمكن أن يكون ذلك باعتبار اختلاف درجات الناس ومراتبهم فإن تكليف مثل ذلك بالنظر إلي أكثر الخلق تكليف بما لايطاق و لاريب في اختلاف التكاليف بالنسبة إلي اختلاف أصناف الخلق بحسب اختلاف استعدادهم وقابلياتهم
19- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الفاَميِّ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص سُئِلَ فِي مَا النّجَاةُ غَداً فَقَالَ إِنّمَا النّجَاةُ فِي أَن لَا تُخَادِعُوا اللّهَ فَيَخدَعَكُم فَإِنّهُ مَن يُخَادِعِ اللّهَ يَخدَعهُ وَ يَخلَع مِنهُ الإِيمَانَ وَ نَفسَهُ يَخدَعُ لَو يَشعُرُ فَقِيلَ لَهُ وَ كَيفَ يُخَادِعُ اللّهَ قَالَ يَعمَلُ بِمَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ ثُمّ يُرِيدُ بِهِ غَيرَهُ فَاتّقُوا اللّهَ وَ اجتَنِبُوا الرّيَاءَ فَإِنّهُ شِركٌ بِاللّهِ إِنّ المرُاَئيَِ يُدعَي يَومَ القِيَامَةِ بِأَربَعَةِ أَسمَاءٍ يَا كَافِرُ يَا فَاجِرُ يَا غَادِرُ يَا خَاسِرُ حَبِطَ عَمَلُكَ وَ بَطَلَ أَجرُكَ وَ لَا خَلَاقَ لَكَ اليَومَ فَالتَمِس أَجرَكَ مِمّن كُنتَ تَعمَلُ لَهُ
مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن هَارُونَ مِثلَهُ
ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِّ عَن هَارُونَ مِثلَهُ
شي،[تفسير العياشي] عَنِ ابنِ زِيَادٍ مِثلَهُ
20-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ إِذَا أَتَي الشّيطَانُ أَحَدَكُم وَ هُوَ فِي صَلَاتِهِ فَقَالَ إِنّكَ مرائي[مُرَاءٍ]فَليُطِل صَلَاتَهُ مَا بَدَا لَهُ مَا لَم يَفُتهُ وَقتُ فَرِيضَةٍ وَ إِذَا كَانَ عَلَي شَيءٍ مِن أَمرِ
صفحه : 296
الآخِرَةِ فَليَتَمَكّث مَا بَدَا لَهُ وَ إِذَا كَانَ عَلَي شَيءٍ مِن أَمرِ الدّنيَا فَليَبرَح وَ إِذَا دُعِيتُم إِلَي العُرُسَاتِ فَأَبطِئُوا فَإِنّهَا تُذَكّرُ الدّنيَا وَ إِذَا دُعِيتُم إِلَي الجَنَائِزِ فَأَسرِعُوا فَإِنّهَا تُذَكّرُ الآخِرَةَ
21- ع ،[علل الشرائع ] عَنِ العَطّارِ عَن أَبِيهِ عَنِ العمَركَيِّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُؤمَرُ بِرِجَالٍ إِلَي النّارِ فَيَقُولُ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ لِمَالِكٍ قُل لِلنّارِ لَا تُحرِق لَهُم أَقدَاماً فَقَد كَانُوا يَمشُونَ إِلَي المَسَاجِدِ وَ لَا تُحرِق لَهُم وَجهاً فَقَد كَانُوا يُسبِغُونَ الوُضُوءَ وَ لَا تُحرِق لَهُم أَيدِياً فَقَد كَانُوا يَرفَعُونَهَا بِالدّعَاءِ وَ لَا تُحرِق لَهُم أَلسُناً فَقَد كَانُوا يُكثِرُونَ تِلَاوَةَ القُرآنِ قَالَ فَيَقُولُ لَهُم خَازِنُ النّارِ يَا أَشقِيَاءُ مَا كَانَ حَالُكُم قَالُوا كُنّا نَعمَلُ لِغَيرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقِيلَ لَنَا خُذُوا ثَوَابَكُم مِمّن عَمِلتُم لَهُ
ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ العمَركَيِّ مِثلَهُ
22- ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ للِمرُاَئيِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ يَكسَلُ إِذَا كَانَ وَحدَهُ وَ يَنشَطُ إِذَا كَانَ النّاسُ عِندَهُ وَ يَتَعَرّضُ فِي كُلّ أَمرٍ لِلمَحمَدَةِ
23- ع ،[علل الشرائع ] عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ نُعمَانَ عَنِ يَزِيدَ بنِ خَلِيفَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا عَلَي أَحَدِكُم لَو كَانَ عَلَي قُلّةِ جَبَلٍ حَتّي ينَتهَيَِ إِلَيهِ أَجَلُهُ أَ تُرِيدُونَ تُرَاءُونَ النّاسَ إِنّ مَن عَمِلَ لِلنّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي النّاسِ وَ مَن عَمِلَ لِلّهِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي اللّهِ إِنّ كُلّ رِيَاءٍ شِركٌ
صفحه : 297
24- فس ،[تفسير القمي] عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً قَالَ هَذَا الشّركُ شِركُ رِيَاءٍ
25- وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَن تَفسِيرِ قَولِ اللّهِفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِالآيَةَ فَقَالَ مَن صَلّي مُرَاءَاةَ النّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ مَن زَكّي مُرَاءَاةَ النّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ مَن صَامَ مُرَاءَاةَ النّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ مَن حَجّ مُرَاءَاةَ النّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ مَن عَمِلَ عَمَلًا مِمّا أَمَرَ اللّهُ بِهِ مُرَاءَاةَ النّاسِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ لَا يَقبَلُ اللّهُ عَمَلَ مُرَاءٍ
26- مع ،[معاني الأخبار] لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع سُئِلَ أَيّ عَمَلٍ أَنجَحُ قَالَ طَلَبُ مَا عِندَ اللّهِ
27- مع ،[معاني الأخبار] لي ،[الأمالي للصدوق ]السنّاَنيِّ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ الِاشتِهَارُ بِالعِبَادَةِ رِيبَةٌ الخَبَرَ
28- ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَنِ الكوُفيِّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الحلَبَيِّ عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَو أَنّ عَبداً عَمِلَ عَمَلًا يَطلُبُ بِهِ وَجهَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ الدّارَ الآخِرَةَ فَأَدخَلَ فِيهِ رِضَي أَحَدٍ مِنَ النّاسِ كَانَ مُشرِكاً
صفحه : 298
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن عَمِلَ لِلنّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي النّاسِ إِنّ كُلّ رِيَاءٍ شِركٌ
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَن عَمِلَ لِي وَ لغِيَريِ هُوَ لِمَن عَمِلَ لَهُ
سن ،[المحاسن ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ مِثلَهُ
29- ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سيَأَتيِ عَلَي أمُتّيِ زَمَانٌ تَخبُثُ فِيهِ سَرَائِرُهُم وَ تَحسُنُ فِيهِ عَلَانِيَتُهُم طَمَعاً فِي الدّنيَا لَا يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَكُونُ أَمرُهُم رِيَاءً لَا يُخَالِطُهُ خَوفٌ يَعُمّهُمُ اللّهُ مِنهُ بِعِقَابٍ فَيَدعُونَهُ دُعَاءَ الغَرِيقِ فَلَا يُستَجَابُ لَهُم
30- ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَنزَلَ كِتَاباً مِن كُتُبِهِ عَلَي نبَيِّ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ فِيهِ أن يكون [ أَنّهُ سَيَكُونُ]خَلقٌ مِن خلَقيِ يَلحَسُونَ الدّنيَا بِالدّينِ يَلبَسُونَ مُسُوكَ الضّأنِ عَلَي قُلُوبٍ كَقُلُوبِ الذّئَابِ أَشَدّ مَرَارَةً مِنَ الصّبِرِ وَ أَلسِنَتُهُم أَحلَي مِنَ العَسَلِ وَ أَعمَالُهُمُ البَاطِنَةُ أَنتَنُ مِنَ الجِيَفِ فبَيِ يَغتَرّونَ أَم إيِاّيَ يُخَادِعُونَ أَم عَلَيّ يَجتَرِءُونَ فبَعِزِتّيِ حَلَفتُ لَأَبعَثَنّ عَلَيهِم فِتنَةً تَطَأُ فِي خِطَامِهَا حَتّي تَبلُغَ أَطرَافَ الأَرضِ تَترُكُ الحَكِيمَ مِنهَا حَيرَانَ يَبطُلُ فِيهَا رأَيُ ذيِ الرأّيِ وَ حِكمَةُ الحَكِيمِ وَ أُلبِسُهُم[أَترُكُهُم]شِيَعاً وَ أُذِيقُ بَعضَهُم بَأسَ بَعضٍ أَنتَقِمُ مِن أعَداَئيِ بأِعَداَئيِ فَلَا أبُاَليِ بِمَا أُعَذّبُهُم جَمِيعاً وَ لَا أبُاَليِ
31-ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَالشّركُ فِي النّاسِ أَخفَي مِن دَبِيبِ النّملِ
صفحه : 299
عَلَي المِسحِ الأَسوَدِ فِي اللّيلَةِ المُظلِمَةِ
32- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ فَمَن عَمِلَ لِي وَ لغِيَريِ فَهُوَ لِمَن عَمِلَ لَهُ غيَريِ
33- سن ،[المحاسن ] عَن بَعضِ أَصحَابِنَا بَلَغَ بِهِ أَبَا جَعفَرٍ ع قَالَ مَا بَينَ الحَقّ وَ البَاطِلِ إِلّا قِلّةُ العَقلِ قِيلَ وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ إِنّ العَبدَ يَعمَلُ العَمَلَ ألّذِي هُوَ لِلّهِ رِضًي فَيُرِيدُ بِهِ غَيرَ اللّهِ فَلَو أَنّهُ أَخلَصَ لِلّهِ لَجَاءَهُ ألّذِي يُرِيدُ فِي أَسرَعَ مِن ذَلِكَ
34- سن ،[المحاسن ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع اخشَوُا اللّهَ خَشيَةً لَيسَت بِتَعذِيرٍ وَ اعمَلُوا لِلّهِ فِي غَيرِ رِئَاءٍ وَ لَا سُمعَةٍ فَإِنّهُ مَن عَمِلَ لِغَيرِ اللّهِ وَكَلَهُ اللّهُ إِلَي عَمَلِهِ يَومَ القِيَامَةِ
35- سن ،[المحاسن ] عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِنَا عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن يَحيَي بنِ بَشِيرٍ النّبّالِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَرَادَ اللّهَ بِالقَلِيلِ مِن عَمَلِهِ أَظهَرَ اللّهُ لَهُ أَكثَرَ مِمّا أَرَادَهُ بِهِ وَ مَن أَرَادَ النّاسَ بِالكَثِيرِ مِن عَمَلِهِ فِي تَعَبٍ مِن بَدَنِهِ وَ سَهَرٍ فِي لَيلِهِ أَبَي اللّهُ إِلّا أَن يُقَلّلَهُ فِي عَينِ مَن سَمِعَهُ
36- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ مَن أَشرَكَ معَيِ غيَريِ فِي عمَلَيِ لَم أَقبَل إِلّا مَا كَانَ لِي خَالِصاً
وَ نرَويِ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ مَا شُورِكتُ فِي شَيءٍ إِلّا تَرَكتُهُ
وَ نرَويِ فِي قَولِ اللّهِفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا
صفحه : 300
يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً قَالَ لَيسَ مِن رَجُلٍ يَعمَلُ شَيئاً مِنَ الثّوَابِ لَا يَطلُبُ بِهِ وَجهَ اللّهِ إِنّمَا يَطلُبُ تَزكِيَةَ النّاسِ يشَتهَيِ أَن يُسَمّعَ[يَسمَعَ] بِهِ النّاسُ إِلّا أَشرَكَ بِعِبَادَةِ رَبّهِ فِي ذَلِكَ العَمَلِ فَيُبطِلُهُ الرّيَاءُ وَ قَد سَمّاهُ اللّهُ الشّركَ
وَ نرَويِ مَن عَمِلَ لِلّهِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي اللّهِ وَ مَن عَمِلَ لِلنّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي النّاسِ إِنّ كُلّ رِيَاءٍ شِركٌ
وَ نرَويِ مَا مِن عَبدٍ أَسَرّ خَيراً فَتَذهَبَ الأَيّامُ حَتّي يُظهِرَ اللّهُ لَهُ خَيراً وَ مَا مِن عَبدٍ أَسَرّ شَرّاً فَتَذهَبَ الأَيّامُ حَتّي يُظهِرَ اللّهُ لَهُ شَرّاً
37- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع لَا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ مَن لَا يحُييِ وَ لَا يُمِيتُ وَ لَا يغُنيِ عَنكَ شَيئاً وَ الرّيَاءُ شَجَرَةٌ لَا تُثمِرُ إِلّا الشّركَ الخفَيِّ وَ أَصلُهَا النّفَاقُ يُقَالُ للِمرُاَئيِ عِندَ المِيزَانِ خُذ ثَوَابَكَ مِمّن عَمِلتَ لَهُ مِمّن أَشرَكتَهُ معَيِ فَانظُر مَن تَدعُو وَ مَن تَرجُو وَ مَن تَخَافُ وَ اعلَم أَنّكَ لَا تَقدِرُ عَلَي إِخفَاءِ شَيءٍ مِن بَاطِنِكَ عَلَيهِ وَ تَصِيرُ مَخدُوعاً قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيُخادِعُونَ اللّهَ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخدَعُونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ وَ أَكثَرُ مَا يَقَعُ الرّيَاءُ فِي النّظَرِ وَ الكَلَامِ وَ الأَكلِ وَ المشَيِ وَ المُجَالَسَةِ وَ اللّبَاسِ وَ الضّحِكِ وَ الصّلَاةِ وَ الحَجّ وَ الجِهَادِ وَ قِرَاءَةِ القُرآنِ وَ سَائِرِ العِبَادَاتِ الظّاهِرَةِ وَ مَن أَخلَصَ بَاطِنَهُ لِلّهِ وَ خَشَعَ لَهُ بِقَلبِهِ وَ رَأَي نَفسَهُ مُقَصّراً بَعدَ بَذلِ كُلّ مَجهُودٍ وَجَدَ الشّكرَ عَلَيهِ حَاصِلًا فَيَكُونُ مِمّن يُرجَي لَهُ الخَلَاصُ مِنَ الرّيَاءِ وَ النّفَاقِ إِذَا استَقَامَ عَلَي ذَلِكَ عَلَي كُلّ حَالٍ
38-سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَن عَظِيمِ الشّقَاقِ[الشّقَاءِ] قَالَ رَجُلٌ تَرَكَ الدّنيَا لِلدّنيَا فَفَاتَتهُ الدّنيَا وَ خَسِرَ الآخِرَةَ وَ رَجُلٌ تَعَبّدَ وَ اجتَهَدَ وَ صَامَ رِئَاءَ النّاسِ فَذَلِكَ ألّذِي حُرِمَ لَذّاتِ الدّنيَا وَ لَحِقَهُ التّعَبُ ألّذِي لَو كَانَ بِهِ مُخلِصاً لَاستَحَقّ ثَوَابَهُ فَوَرَدَ الآخِرَةَ
صفحه : 301
وَ هُوَ يَظُنّ أَنّهُ قَد عَمِلَ مَا يَثقُلُ بِهِ مِيزَانُهُ فَيَجِدُهُ هَبَاءً مَنثُوراً
39- سر،[السرائر] عَبدُ اللّهِ بنُ بُكَيرٍ عَن عُبَيدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع الرّجُلُ يَدخُلُ فِي الصّلَاةِ فَيُجَوّدُ صَلَاتَهُ وَ يُحَسّنُهَا رَجَاءَ أَن يَستَجِرّ بَعضَ مَن يَرَاهُ إِلَي هَوَاهُ قَالَ لَيسَ هُوَ مِنَ الرّيَاءِ
40- شي،[تفسير العياشي] عَنِ العَلَاءِ بنِ فُضَيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً قَالَ مَن صَلّي أَو صَامَ أَو أَعتَقَ أَو حَجّ يُرِيدُ مَحمَدَةَ النّاسِ فَقَد أَشرَكَ فِي عَمَلِهِ وَ هُوَ شِركٌ مَغفُورٌ
41- شي،[تفسير العياشي] عَن جَرّاحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَمَن كانَ يَرجُوا إِلَيبِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً أَنّهُ لَيسَ مِن رَجُلٍ يَعمَلُ شَيئاً مِنَ البِرّ وَ لَا يَطلُبُ بِهِ وَجهَ اللّهِ إِنّمَا يَطلُبُ تَزكِيَةَ النّاسِ يشَتهَيِ أَن يُسَمّعَ[يَسمَعَ] بِهِ النّاسُ فَذَاكَ ألّذِي أَشرَكَ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَداً
42- شي،[تفسير العياشي] عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ مَن أَشرَكَ بيِ فِي عَمَلِهِ لَم أَقبَلهُ إِلّا مَا كَانَ لِي خَالِصاً
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَنهُ ع قَالَ إِنّ اللّهَ يَقُولُ أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ مَن عَمِلَ لِي وَ لغِيَريِ فَهُوَ لِمَن عَمِلَ لَهُ دوُنيِ
43- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا لَو أَنّ عَبداً عَمِلَ عَمَلًا يَطلُبُ بِهِ وَجهَ اللّهِ وَ الدّارَ الآخِرَةَ ثُمّ أَدخَلَ فِيهِ رِضَا أَحَدٍ مِنَ النّاسِ كَانَ مُشرِكاً
44-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَنِ الجوَهرَيِّ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَيُجَاءُ بِعَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ قَد صَلّي فَيَقُولُ يَا رَبّ صَلّيتُ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَيُقَالُ لَهُ بَل صَلّيتَ لِيُقَالَ مَا أَحسَنَ صَلَاةَ فُلَانٍ اذهَبُوا بِهِ إِلَي النّارِ
صفحه : 302
وَ يُجَاءُ بِعَبدٍ قَد تَعَلّمَ القُرآنَ فَيَقُولُ يَا رَبّ تَعَلّمتُ القُرآنَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَيُقَالُ لَهُ بَل تَعَلّمتَ لِيُقَالَ مَا أَحسَنَ صَوتَ فُلَانٍ اذهَبُوا بِهِ إِلَي النّارِ وَ يُجَاءُ بِعَبدٍ قَد قَاتَلَ فَيَقُولُ يَا رَبّ قَاتَلتُ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَيُقَالُ لَهُ بَل قَاتَلتَ لِيُقَالَ مَا أَشجَعَ فُلَاناً اذهَبُوا بِهِ إِلَي النّارِ وَ يُجَاءُ بِعَبدٍ قَد أَنفَقَ مَالَهُ فَيَقُولُ يَا رَبّ أَنفَقتُ ماَليَِ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَيُقَالُ بَل أَنفَقتَهُ لِيُقَالَ مَا أَسخَي فُلَاناً اذهَبُوا بِهِ إِلَي النّارِ
45- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن يَزِيدَ بنِ خَلِيفَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن عَمِلَ لِلّهِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي اللّهِ وَ مَن عَمِلَ لِلنّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي النّاسِ إِنّ كُلّ رِيَاءٍ شِركٌ
46- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي البِلَادِ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ عَابِدٌ فَأُعجِبَ بِهِ دَاوُدُ ع فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ لَا يُعجِبَنّكَ شَيءٌ مِن أَمرِهِ فَإِنّهُ مُرَاءٍ قَالَ فَمَاتَ الرّجُلُ فأَتُيَِ دَاوُدُ ع فَقِيلَ لَهُ مَاتَ الرّجُلُ فَقَالَ ادفِنُوا صَاحِبَكُم قَالَ فَأَنكَرَت ذَلِكَ بَنُو إِسرَائِيلَ وَ قَالُوا كَيفَ لَم يَحضُرهُ قَالَ فَلَمّا غُسّلَ قَامَ خَمسُونَ رَجُلًا فَشَهِدُوا بِاللّهِ مَا يَعلَمُونَ إِلّا خَيراً فَلَمّا صَلّوا عَلَيهِ قَامَ خَمسُونَ رَجُلًا فَشَهِدُوا بِاللّهِ مَا يَعلَمُونَ إِلّا خَيراً فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع مَا مَنَعَكَ أَن تَشهَدَ فُلَاناً قَالَ ألّذِي أطَلعَتنَيِ عَلَيهِ مِن أَمرِهِ قَالَ إِن كَانَ لَكَذَلِكَ وَ لَكِن شَهِدَهُ قَومٌ مِنَ الأَحبَارِ وَ الرّهبَانِ فَشَهِدُوا بيِ مَا يَعلَمُونَ إِلّا خَيراً فَأَجَزتُ شَهَادَتَهُم عَلَيهِ وَ غَفَرتُ لَهُ مَعَ علِميِ فِيهِ
47- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَنِ النّضرِ عَنِ القَاسِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن جَرّاحٍ المدَاَئنِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً قَالَ هُوَ العَبدُ يَعمَلُ شَيئاً مِنَ الطّاعَاتِ لَا يَطلُبُ بِهِ وَجهَ اللّهِ إِنّمَا يَطلُبُ تَزكِيَةَ النّاسِ يشَتهَيِ أَن يُسَمّعَ[يُسمَعَ] بِهِ فَهَذَا ألّذِي أَشرَكَ بِعِبَادَةِ رَبّهِ وَ قَالَ مَا مِن عَبدٍ أَسَرّ خَيراً فَتَذهَبَ الأَيّامُ حَتّي يُظهِرَ اللّهُ لَهُ خَيراً وَ مَا مِن عَبدٍ أَسَرّ شَرّاً فَتَذهَبَ الأَيّامُ حَتّي يُظهِرَ اللّهُ لَهُ شَرّاً
صفحه : 303
48- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع قُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِص الرّجُلُ مِنّا يَصُومُ وَ يصُلَيّ فَيَأتِيهِ الشّيطَانُ فَيَقُولُ إِنّكَ مُرَاءٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَليَقُل أَحَدُكُم عِندَ ذَلِكَ أَعُوذُ بِكَ أَن أُشرِكَ بِكَ شَيئاً وَ أَنَا أَعلَمُ وَ أَستَغفِرُكَ لِمَا لَا أَعلَمُ
49- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اعمَلُوا فِي غَيرِ رِيَاءٍ وَ لَا سُمعَةٍ فَإِنّهُ مَن يَعمَل لِغَيرِ اللّهِ يَكِلهُ اللّهُ إِلَي مَن عَمِلَ لَهُ
50- مُنيَةُ المُرِيدِ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيكُمُ الشّركُ الأَصغَرُ قَالُوا وَ مَا الشّركُ الأَصغَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُوَ الرّيَاءُ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي يَومَ القِيَامَةِ إِذَا جَازَي العِبَادَ بِأَعمَالِهِم اذهَبُوا إِلَي الّذِينَ كُنتُم تُرَاءُونَ فِي الدّنيَا فَانظُرُوا هَل تَجِدُونَ عِندَهُمُ الجَزَاءَ
وَ قَالَص استَعِيذُوا بِاللّهِ مِن جُبّ الخزِيِ قِيلَ وَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَادٍ فِي جَهَنّمَ أُعِدّ لِلمُرَائِينَ
وَ قَالَص إِنّ المرُاَئيَِ يُنَادَي يَومَ القِيَامَةِ يَا فَاجِرُ يَا غَادِرُ يَا مرُاَئيِ ضَلّ عَمَلُكَ وَ بَطَلَ أَجرُكَ اذهَب فَخُذ أَجرَكَ مِمّن كُنتَ تَعمَلُ لَهُ
وَ رَوَي جَرّاحٌ المدَاَئنِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِالآيَةَ قَالَ الرّجُلُ يَعمَلُ شَيئاً مِنَ الثّوَابِ لَا يَطلُبُ بِهِ وَجهَ اللّهِ وَ إِنّمَا يَطلُبُ تَزكِيَةَ النّاسِ يشَتهَيِ أَن يُسَمّعَ[يَسمَعَ] بِهِ النّاسُ فَهَذَا ألّذِي أَشرَكَ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَداً
وَ عَنهُ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّ المَلَكَ يَصعَدُ بِعَمَلِ العَبدِ مُبتَهِجاً بِهِ فَإِذَا صَعِدَ بِحَسَنَاتِهِ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اجعَلُوهَا فِي سِجّينٍ إِنّهُ لَيسَ إيِاّيَ أَرَادَ بِهِ
وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ للِمرُاَئيِ يَنشَطُ إِذَا رَأَي النّاسَ وَ يَكسَلُ إِذَا كَانَ وَحدَهُ وَ يُحِبّ أَن يُحمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ
صفحه : 304
51- عِدّةُ الداّعيِ، عَنِ النّبِيّص قَالَ يَقُولُ اللّهُ سُبحَانَهُ أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ مَن أَشرَكَ معَيِ شَرِيكاً فِي عَمَلِهِ فَهُوَ لشِرَيِكيِ دوُنيِ لأِنَيّ لَا أَقبَلُ إِلّا مَا أُخلِصَ لِي
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ إنِيّ أَغنَي الشّرَكَاءِ عَنِ الشّركِ فَمَن عَمِلَ عَمَلًا ثُمّ أَشرَكَ فِيهِ غيَريِ فَأَنَا مِنهُ برَيِءٌ وَ هُوَ للِذّيِ أَشرَكَ فِيهِ دوُنيِ
وَ قَالَ النّبِيّص إِنّ لِكُلّ حَقّ حَقِيقَةً وَ مَا بَلَغَ عَبدٌ حَقِيقَةَ الإِخلَاصِ حَتّي لَا يُحِبّ أَن يُحمَدَ عَلَي شَيءٍ مِن عَمَلٍ لِلّهِ
وَ قَالَص يَا بَا ذَرّ لَا يَفقَهُ الرّجُلُ كُلّ الفِقهِ حَتّي يَرَي النّاسَ أَمثَالَ الأَبَاعِرِ فَلَا يَحفِلُ بِوُجُودِهِم وَ لَا يُغَيّرُهُ ذَلِكَ كَمَا لَا يُغَيّرُهُ وُجُودُ بَعِيرٍ عِندَهُ ثُمّ يَرجِعُ هُوَ إِلَي نَفسِهِ فَيَكُونُ أَعظَمَ حَاقِرٍ لَهَا
وَ قَالَص وَ قَد سُئِلَ فِيمَ النّجَاةُ قَالَ أَن لَا يَعمَلَ العَبدُ بِطَاعَةِ اللّهِ يُرِيدُ بِهَا النّاسَ
وَ قَالَص إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يَقبَلُ عَمَلًا فِيهِ مِثقَالُ ذَرّةٍ مِن رِئَاءٍ
وَ قَالَص إِنّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيكُمُ الشّركُ الأَصغَرُ قَالُوا وَ مَا الشّركُ الأَصغَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ الرّئَاءُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِذَا جَازَي العِبَادَ بِأَعمَالِهِم اذهَبُوا إِلَي ألّذِي كُنتُم تُرَاءُونَ فِي الدّنيَا هَل تَجِدُونَ ثَوَابَ أَعمَالِكُم
وَ روُيَِ أَنّ رَجُلًا مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ قَالَ لَأَعبُدَنّ اللّهَ عِبَادَةً أُذكَرُ بِهَا فَمَكَثَ مُدّةً مُبَالِغاً فِي الطّاعَاتِ وَ جَعَلَ لَا يَمُرّ بِمَلَإٍ مِنَ النّاسِ إِلّا قَالُوا مُتَصَنّعٌ مُرَاءٍ فَأَقبَلَ عَلَي نَفسِهِ وَ قَالَ قَد أَتعَبتَ نَفسَكَ وَ ضَيّعتَ عُمُرَكَ فِي لَا شَيءٍ فيَنَبغَيِ أَن تَعمَلَ لِلّهِ سُبحَانَهُ فَغَيّرَ نِيّتَهُ وَ أَخلَصَ عَمَلَهُ لِلّهِ فَجَعَلَ لَا يَمُرّ بِمَلَإٍ مِنَ النّاسِ إِلّا قَالُوا وَرِعٌ تقَيِّ
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن آثَرَ مَحَامِدَ اللّهِ عَلَي مَحَامِدِ النّاسِ كَفَاهُ اللّهُ
صفحه : 305
مَئُونَةَ النّاسِ
وَ قَالَص مَن أَصلَحَ أَمرَ آخِرَتِهِ أَصلَحَ اللّهُ أَمرَ دُنيَاهُ وَ مَن أَصلَحَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ أَصلَحَ اللّهُ مَا بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ
52- أَسرَارُ الصّلَاةِ، عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ الجَنّةَ تَكَلّمَت وَ قَالَت إنِيّ حَرَامٌ عَلَي كُلّ بَخِيلٍ وَ مُرَاءٍ
وَ عَنهُص قَالَ إِنّ النّارَ وَ أَهلَهَا يَعِجّونَ مِن أَهلِ الرّئَاءِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ تَعِجّ النّارُ قَالَ مِن حَرّ النّارِ التّيِ يُعَذّبُونَ بِهَا
وَ عَنهُص أَنّ أَوّلَ مَن يُدعَي يَومَ القِيَامَةِ رَجُلٌ جَمَعَ القُرآنَ وَ رَجُلٌ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ رَجُلٌ كَثِيرُ المَالِ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ للِقاَريِ أَ لَم أُعَلّمكَ مَا أَنزَلتُ عَلَي رسَوُليِ فَيَقُولُ بَلَي يَا رَبّ فَيَقُولُ مَا عَمِلتَ فِيمَا عَلِمتَ فَيَقُولُ يَا رَبّ قُمتُ بِهِ فِي آنَاءِ اللّيلِ وَ أَطرَافِ النّهَارِ فَيَقُولُ اللّهُ كَذَبتَ وَ تَقُولُ المَلَائِكَةُ كَذَبتَ وَ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي إِنّمَا أَرَدتَ أَن يُقَالَ فُلَانٌ قاَرِئٌ فَقَد قِيلَ ذَلِكَ وَ يُؤتَي بِصَاحِبِ المَالِ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي أَ لَم أُوَسّع عَلَيكَ المَالَ حَتّي لَم أَدَعكَ تَحتَاجُ إِلَي أَحَدٍ فَيَقُولُ بَلَي يَا رَبّ فَيَقُولُ فَمَا عَمِلتَ بِمَا آتَيتُكَ قَالَ كُنتُ أَصِلُ الرّحِمَ وَ أَتَصَدّقُ فَيَقُولُ اللّهُ كَذَبتَ وَ تَقُولُ المَلَائِكَةُ كَذَبتَ وَ يَقُولُ اللّهُ سُبحَانَهُ بَل أَرَدتَ أَن يُقَالَ فُلَانٌ جَوَادٌ وَ قَد قِيلَ ذَلِكَ وَ يُؤتَي باِلذّيِ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقُولُ اللّهُ مَا فَعَلتَ فَيَقُولُ أَمَرتَ بِالجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلتُ حَتّي قُتِلتُ فَيَقُولُ اللّهُ كَذَبتَ وَ تَقُولُ المَلَائِكَةُ كَذَبتَ وَ يَقُولُ اللّهُ سُبحَانَهُ بَل أَرَدتَ أَن يُقَالَ فُلَانٌ شُجَاعٌ جرَيِءٌ فَقَد قِيلَ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُولَئِكَ خَلقُ اللّهِ تُسعَرُ بِهِم نَارُ جَهَنّمَ
صفحه : 306
الآيات النساءأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ يُزَكّونَ أَنفُسَهُم بَلِ اللّهُ يزُكَيّ مَن يَشاءُ وَ لا يُظلَمُونَ فَتِيلًاالنجم هُوَ أَعلَمُ بِكُم إِذ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَ إِذ أَنتُم أَجِنّةٌ فِي بُطُونِ أُمّهاتِكُم فَلا تُزَكّوا أَنفُسَكُم هُوَ أَعلَمُ بِمَنِ اتّقي
1- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا مِن أَهلِ خُرَاسَانَ مِن وُلدِ اِبرَاهِيمَ بنِ يَسَارٍ يَرفَعُهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَلِمَ أَنّ الذّنبَ خَيرٌ لِلمُؤمِنِ مِنَ العُجبِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا ابتلُيَِ مُؤمِنٌ بِذَنبٍ أَبَداً
بيان العجب استعظام العمل الصالح واستكثاره والابتهاج له والإدلال به و أن يري نفسه خارجا عن حد التقصير و أماالسرور به مع التواضع له تعالي والشكر له علي التوفيق لذلك وطلب الاستزادة منه فهو حسن ممدوح . قال الشيخ البهائي قدس الله روحه لاريب أن من عمل أعمالا صالحة من صيام الأيام وقيام الليالي وأمثال ذلك يحصل لنفسه ابتهاج فإن كان من حيث كونها عطية من الله له ونعمة منه تعالي عليه و كان مع ذلك خائفا من نقصها شفيقا من زوالها طالبا من الله الازدياد منها لم يكن ذلك الابتهاج عجبا و إن كان من حيث كونها صفته وقائمة به ومضافة إليه فاستعظمها وركن إليها ورأي نفسه خارجا عن حد التقصير وصار كأنه يمن علي الله سبحانه بسببها
صفحه : 307
فذلك هوالعجب انتهي . والخبر يدل علي أن العجب أشد من الذنب أي من ذنوب الجوارح فإن العجب ذنب القلب و ذلك أن الذنب يزول بالتوبة ويكفر بالطاعات والعجب صفة نفسانية يشكل إزالتها ويفسد الطاعات ويهبطها عن درجة القبول وللعجب آفات كثيرة فإنه يدعو إلي الكبر كماعرفت ومفاسد الكبر ماعرفت بعضها وأيضا العجب يدعو إلي نسيان الذنوب وإهمالها فبعض ذنوبه لايذكرها و لايتفقدها لظنه أنه مستغن عن تفقدها فينساها و مايتذكر منها فيستصغرها فلايجتهد في تداركها و أماالعبادات والأعمال فإنه يستعظمها ويتبجح بها ويمن علي الله بفعلها وينسي نعمة الله عليه بالتوفيق والتمكين منها. ثم إذاأعجب بهاعمي عن آفاتها و من لم يتفقد آفات الأعمال كان أكثر سعيه ضائعا فإن الأعمال الظاهرة إذا لم تكن خالصة نقية عن الشوائب قلما ينفع وإنما يتفقد من يغلب عليه الإشفاق والخوف دون العجب والمعجب يغتر بنفسه وبربه ويأمن مكر الله وعذابه ويظن أنه عند الله بمكان و أن له علي الله منة وحقا بأعماله التي هي نعمة من نعمه وعطية من عطاياه ثم إن إعجابه بنفسه ورأيه وعلمه وعقله يمنعه من الاستفادة والاستشارة والسؤال فيستنكف من سؤال من هوأعلم منه وربما يعجب بالرأي الخطإ ألذي خطر له فيصر عليه وآفات العجب أكثر من أن تحصي
2- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن نَضرِ بنِ قِروَاشٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي عَالِمٌ عَابِداً فَقَالَ لَهُ كَيفَ صَلَاتُكَ فَقَالَ مثِليِ يُسأَلُ عَن عِبَادَتِهِ وَ أَنَا أَعبُدُ اللّهَ مُنذُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ كَيفَ بُكَاؤُكَ قَالَ أبَكيِ حَتّي تجَريَِ دمُوُعيِ فَقَالَ لَهُ العَالِمُ فَإِنّ ضَحِكَكَ وَ أَنتَ خَائِفٌ أَفضَلُ مِن بُكَائِكَ وَ أَنتَ مُدِلّ وَ إِنّ المُدِلّ لَا يَصعَدُ مِن عَمَلِهِ شَيءٌ
صفحه : 308
بيان القرواش بالكسر الطفيلي أوعظيم الرأس والمدل علي بناء الفاعل من الإفعال المنبسط المسرور ألذي لاخوف له من التقصير في العمل في النهاية فيه يمشي علي الصراط مدلا أي منبسطا لاخوف عليه و هو من الإدلال والدالة علي من لك عنده منزلة و في القاموس دل المرأة ودلالها تدللها علي زوجها تريه جرأة في تغنج وتشكل كأنها تخالفه و ما بهاخلاف وأدل عليه انبسط كتدلل وأوثق بمحبته فأفرط عليه والدالة ماتدل به علي حميمك انتهي . والضحك مع الخوف هوالضحك الظاهري مع الخوف القلبي كمامر في صفات المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه والحاصل أن المدار علي القلب و لايصلح المرء إلابإصلاح قلبه وإخراج العجب والكبر والرياء منه وتذليله بالخوف والخشية والتفكر في أهوال الآخرة وشرائط الأعمال وكثرة نعم الله عليه وأمثال ذلك ويدل الخبر علي أن العالم أفضل من العابد و أن العبادة بدون العلم الحقيقي لاتنفع . قال بعض المحققين اعلم أن العجب إنما يكون بوصف هوكمال لامحالة وللعالم بكمال نفسه في علم وعمل ومال وغيره حالتان إحداهما أن يكون خائفا علي زواله مشفقا علي تكدره أوسلبه من أصله فهذا ليس بمعجب والأخري أن لا يكون خائفا من زواله لكن يكون فرحا من حيث إنه نعمة من الله تعالي عليه لا من حيث إضافته إلي نفسه و هذاأيضا ليس بمعجب و له حالة ثالثة هي العجب و هو أن يكون غيرخائف عليه بل يكون فرحا به مطمئنا إليه و يكون فرحه من حيث إنه كمال ونعمة ورفعة وخير لا من حيث إنه عطية من الله تعالي ونعمة منه فيكون فرحه به من حيث إنه صفته ومنسوب إليه بأنه له لا من حيث إنه منسوب إلي الله بأنه منه فمهما غلب علي قلبه أنه نعمة من الله مهما شاء سلبها زال العجب بذلك عن نفسه . فإذاالعجب هوإعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلي المنعم
صفحه : 309
فإن انضاف إلي ذلك أن غلب علي نفسه أن له عند الله حقا و أنه منه بمكان حتي توقع بعلمه كرامة له في الدنيا واستبعد أن يجري عليه مكروه استبعادا يزيد علي استبعاده فيما يجري علي الفساق سمي هذاإدلالا بالعمل فكأنه يري لنفسه علي الله دالة. وكذلك قديعطي غيره شيئا فيستعظمه ويمن عليه فيكون معجبا فإن استخدمه أواقترح عليه الاقتراحات أواستبعد تخلفه عن قضاء حقوقه كان مدلا عليه قال قتادة في قوله تعالي وَ لا تَمنُن تَستَكثِرُ أي لاتدل بعملك و في الخبر أن صلاة المدل لاترتفع فوق رأسه ولأن تضحك و أنت معترف بذنبك خير من أن تبكي و أنت تدل بعملك والإدلال وراء العجب فلامدل إلا و هومعجب ورب معجب لايدل إذ العجب يحصل بالاستعظام ونسيان النعمة دون توقع جزاء عليه والإدلال لايتم إلا مع توقع جزاء فإن توقع إجابة دعوته واستنكر ردها بباطنه وتعجب كان مدلا بعمله فإنه لايتعجب من رد دعاء الفساق ويتعجب من رد دعاء نفسه لذلك فهذا هوالعجب والإدلال و هو من مقدمات الكبر وأسبابه
3- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَن أَخِيهِ أَبِي عَامِرٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن دَخَلَهُ العُجبُ هَلَكَ
بيان المراد بالهلاك استحقاق العقاب والبعد من رحمة الله تعالي وقيل العجب يدخل الإنسان بالعبادة وتركه الذنوب والصورة والنسب والأفعال العادية مثل الإحسان إلي الغير وغيره و هو من أعظم المهلكات وأشد الحجب بين القلب والرب ويتضمن الشرك بالله وسلب الإحسان والإفضال والتوفيق عنه تعالي وادعاء الاستقلال لنفسه ويبطل به الأعمال والإحسان وأجرهما كما قال تعالي لا
صفحه : 310
تُبطِلُوا صَدَقاتِكُم بِالمَنّ وَ الأَذي و ليس المن بالعطاء وأذي الفقير بإظهار الفضل والتعيير عليه إلا من عجبه بعطيته وعماه عن منة ربه وتوفيقه
4- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ عَن عَلِيّ بنِ سُوَيدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ العُجبِ ألّذِي يُفسِدُ العَمَلَ فَقَالَ العُجبُ دَرَجَاتٌ مِنهَا أَن يُزَيّنَ لِلعَبدِ سُوءُ عَمَلِهِ فَيَرَاهُ حَسَناً فَيُعجِبَهُ وَ يَحسَبَ أَنّهُ يُحسِنُ صُنعاً وَ مِنهَا أَن يُؤمِنَ العَبدُ بِرَبّهِ فَيَمُنّ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لِلّهِ عَلَيهِ فِيهِ المَنّ
بيان العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا إشارة إلي قوله تعالي أَ فَمَن زُيّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناًفيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا إشارة إلي قوله تعالي قُل هَل نُنَبّئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمالًا الّذِينَ ضَلّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدّنيا وَ هُم يَحسَبُونَ أَنّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً وأكثر الجهلة علي هذه الصفة فإنهم يفعلون أعمالا قبيحة عقلا ونقلا ويواظبون عليها حتي تصير تلك الأعمال بتسويل أنفسهم وتزيين قرينهم من صفات الكمال عندهم فيذكرونها ويتفاخرون بها ويقولون إنا فعلنا كذا وكذا إعجابا بشأنهم وإظهارا لكمالهم . ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمن علي الله ولله عليه فيه المن إشارة إلي قوله تعالي يَمُنّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَمُوا قُل لا تَمُنّوا عَلَيّ إِسلامَكُم بَلِ اللّهُ يَمُنّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإِيمانِ إِن كُنتُم صادِقِينَ
صفحه : 311
5- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الرّجُلَ لَيُذنِبُ الذّنبَ فَيَندَمُ عَلَيهِ وَ يَعمَلُ العَمَلَ فَيَسُرّهُ ذَلِكَ فَيَتَرَاخَي عَن حَالِهِ تِلكَ فَلَأَن يَكُونَ عَلَي حَالِهِ تِلكَ خَيرٌ لَهُ مِمّا دَخَلَ فِيهِ
بيان فيندم عليه ندامته مقام عجز واعتراف بالتقصير و هومقام التائبين و هومحبوب لله تعالي في تلك الحالة لأنه قال سبحانه إِنّ اللّهَ يُحِبّ التّوّابِينَ ويعمل العمل فيسره ذلك المراد بالسرور هنا الإدلال بالعمل واستعظامه وإخراج نفسه عن حد التقصير كمامر فيتراخي عن حاله تلك أي تصير حاله بسبب هذاالسرور والعجب أدون وأخص من حاله وقت الندامة مع كونها مقرونة بالمعصية في القاموس تراخي تقاعس أي تأخر وراخاه باعده وتراخي السماء أبطأ المطر ويدل علي أن العجب يبطل فضل الأعمال السابقة.فلأن يكون علي حاله تلك خير مما دخل فيه ضمير دخل راجع إلي الرجل وضمير فيه إلي الموصول ويحتمل العكس والفاء للتفريع وخير خبر لأن يكون أي يكون علي حالة الندامة مع كونها مقرونة بالذنب خير مما دخل فيه من العجب و إن كان مقرونا بالحسنة أو ذلك الذنب لكونه مقرونا بالندامة أفضل من تلك الحسنة المقرونة بالعجب أوهاتان الحالتان معا خير من تينك الحالتين
6- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي دَاوُدَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ دَخَلَ رَجُلَانِ المَسجِدَ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَ الآخَرُ فَاسِقٌ فَخَرَجَا مِنَ المَسجِدِ وَ الفَاسِقُ صِدّيقٌ وَ العَابِدُ فَاسِقٌ وَ ذَلِكَ أَنّهُ يَدخُلُ العَابِدُ المَسجِدَ مُدِلّا بِعِبَادَتِهِ يُدِلّ بِهَا فَتَكُونُ فِكرَتُهُ فِي ذَلِكَ وَ تَكُونُ فِكرَةُ الفَاسِقِ فِي التّنَدّمِ عَلَي فِسقِهِ وَ يَستَغفِرُ اللّهَ مِمّا صَنَعَ مِنَ الذّنُوبِ
صفحه : 312
بيان والفاسق صديق أي مؤمن صادق في إيمانه كثير الصدق والتصديق قولا وفعلا قال الراغب الصديق من كثر منه الصدق وقيل بل يقال ذلك لمن لم يكذب قط وقيل بل لمن لايتأتي منه الكذب لتعوده الصدق وقيل بل لمن صدق بقوله واعتقاده وحقق صدقه بفعله
7- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع الرّجُلُ يَعمَلُ العَمَلَ وَ هُوَ خَائِفٌ مُشفِقٌ ثُمّ يَعمَلُ شَيئاً مِنَ البِرّ فَيَدخُلُهُ شِبهُ العُجبِ بِهِ فَقَالَ هُوَ فِي حَالِهِ الأُولَي وَ هُوَ خَائِفٌ أَحسَنُ حَالًا مِنهُ فِي حَالِ عُجبِهِ
بيان يعمل العمل أي معصية أومكروها أولغوا وحمله علي الطاعة بأن يكون خوفه للتقصير في الشرائط كماقيل بعيد لقلة فائدة الخبر حينئذ وإنما قال شبه العجب لبيان أنه يدخله قليل من العجب يخرج به عن الخوف السابق فأشار في الجواب إلي أن هذاأيضا عجب
8-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن يُونُسَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَينَمَا مُوسَي ع جَالِساً إِذ أَقبَلَ عَلَيهِ إِبلِيسُ وَ عَلَيهِ بُرنُسٌ ذُو أَلوَانٍ فَلَمّا دَنَا مِن مُوسَي خَلَعَ البُرنُسَ وَ قَامَ إِلَي مُوسَي فَسَلّمَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ مُوسَي مَن أَنتَ فَقَالَ أَنَا إِبلِيسُ قَالَ أَنتَ فَلَا قَرّبَ اللّهُ دَارَكَ قَالَ إنِيّ إِنّمَا جِئتُ لِأُسَلّمَ عَلَيكَ لِمَكَانِكَ مِنَ اللّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي فَمَا هَذَا البُرنُسُ قَالَ بِهِ أَختَطِفُ قُلُوبَ بنَيِ آدَمَ فَقَالَ مُوسَي فأَخَبرِنيِ بِالذّنبِ ألّذِي إِذَا أَذنَبَهُ ابنُ آدَمَ استَحوَذتَ عَلَيهِ قَالَ إِذَا أَعجَبَتهُ نَفسُهُ وَ استَكثَرَ عَمَلَهُ وَ صَغُرَ فِي عَينِهِ ذَنبُهُ وَ قَالَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِدَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ بَشّرِ المُذنِبِينَ وَ أَنذِرِ الصّدّيقِينَ قَالَ كَيفَ أُبَشّرُ المُذنِبِينَ وَ أُنذِرُ الصّدّيقِينَ قَالَ يَا دَاوُدُ بَشّرِ المُذنِبِينَ أنَيّ
صفحه : 313
أَقبَلُ التّوبَةَ وَ أَعفُو عَنِ الذّنبِ وَ أَنذِرِ الصّدّيقِينَ أَلّا يُعجَبُوا بِأَعمَالِهِم فَإِنّهُ لَيسَ عَبدٌ أَنصِبُهُ لِلحِسَابِ إِلّا هَلَكَ
بيان البرنس بالضم و في النهاية هو كل ثوب رأسه ملتزق به من دراعة أوجبة أوممطر أوغيره قال الجوهري هوقلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام و هو من البرس بكسر الباء القطن والنون زائدة وقيل إنه غيرعربي قال أنت أي أنت إبليس وقيل خبر مبتدإ محذوف أي المسلم أنت و علي التقديرين استفهام تعجبي. فلاقرب الله دارك أي لاقربك الله منا أو من أحد وقيل أي حيرك الله وقيل لاتكون دارك قريبة من المعمورة كناية عن تخريب داره إنما جئت لأسلم عليك أي لم أجئ لإضلالك فتبعدني لأنه لاطمع لي فيك لقربك من الله أوسلامي عليك للمنزلة التي لك عند الله . به أختطف يقال خطفه من باب علم وضرب واختطفه إذااستلبه وأخذه بسرعة و كان الألوان في البرنس كانت صورة شهوات الدنيا وزينتها أوالأديان المختلفة والآراء المبتدعة أوالأعم واستحواذ الشيطان علي العبد غلبته عليه واستمالته إلي مايريده منه . أن لايعجبوا قيل أن ناصبة و لانافية أو أن مفسرة و لاناهية ويعجبوا من باب الإفعال علي بناء المجهول أو علي بناء المعلوم نحو أغد البعير وأقول الأول أظهر أنصبه كأضربه أي أقيمه وكونه علي بناء الإفعال بمعني الإتعاب بعيد إلاهلك أي استحق العذاب إذ جميع الطاعات لاتفي بشكر نعمة واحدة من نعمه سبحانه و مع قطع النظر عن المناقشة في شرائط العبادة في غالب الناس المقاصة بالمعاصي
صفحه : 314
9- لَو لَا ذَلِكَ مَا ابتَلَي اللّهُ مُؤمِناً بِذَنبٍ
10- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع إِن كَانَ المَمَرّ عَلَي الصّرَاطِ فَالعُجبُ لِمَا ذَا
11- لي ،[الأمالي للصدوق ] فِي منَاَهيِ النّبِيّص لَا تُحَقّرُوا شَيئاً مِنَ الشّرّ وَ إِن صَغُرَ فِي أَعيُنِكُم وَ لَا تَستَكثِرُوا الخَيرَ وَ إِن كَثُرَ فِي أَعيُنِكُم فَإِنّهُ لَا كَبِيرَ مَعَ الِاستِغفَارِ وَ لَا صَغِيرَ مَعَ الإِصرَارِ
12- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن دَخَلَهُ العُجبُ هَلَكَ
13- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ ثَلَاثٌ مُوبِقَاتٌ شُحّ مُطَاعٌ وَ هَوًي مُتّبَعٌ وَ إِعجَابُ المَرءِ بِنَفسِهِ
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنِ النّبِيّص ثَلَاثٌ مُهلِكَاتٌ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ وَ كَذَا فِي وَصِيّةِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع
14- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عَامِرِ بنِ رِيَاحٍ عَن عَمرِو بنِ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ الإِسكَافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ ثَلَاثٌ هُنّ قَاصِمَاتُ الظّهرِ رَجُلٌ استَكثَرَ عَمَلَهُ وَ نسَيَِ ذُنُوبَهُ وَ أُعجِبَ بِرَأيِهِ
صفحه : 315
مع ،[معاني الأخبار] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ مِثلَهُ
15- ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ لِجُنُودِهِ إِذَا استَمكَنتُ مِنِ ابنِ آدَمَ فِي ثَلَاثٍ لَم أُبَالِ مَا عَمِلَ فَإِنّهُ غَيرُ مَقبُولٍ مِنهُ إِذَا استَكثَرَ عَمَلَهُ وَ نسَيَِ ذَنبَهُ وَ دَخَلَهُ العُجبُ
16- ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي وَصِيّتِهِ لِابنِهِ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ إِيّاكَ وَ العُجبَ وَ سُوءَ الخُلُقِ وَ قِلّةَ الصّبرِ فَإِنّهُ لَا يَستَقِيمُ لَكَ عَلَي هَذِهِ الخِصَالِ الثّلَاثِ صَاحِبٌ وَ لَا يَزَالُ لَكَ عَلَيهَا مِنَ النّاسِ مُجَانِبٌ الخَبَرَ
17- ل ،[الخصال ] عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ العُجبُ هَلَاكٌ وَ الصّبرُ مِلَاكٌ
18- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي الحَسَنِ ع لَا وَحدَةَ وَ لَا وَحشَةَ أَوحَشُ مِنَ العُجبِ
19- ع ،[علل الشرائع ] قَالَ عَنِ الصّادِقِ ع لَا جَهلَ أَضَرّ مِنَ العُجبِ
أقول قدمضي بعض الأخبار في باب جوامع المكارم
20- ع ،[علل الشرائع ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَعَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 316
أَنّ الذّنبَ خَيرٌ لِلمُؤمِنِ مِنَ العُجبِ وَ لَو لَا ذَلِكَ مَا ابتَلَاهُ بِذَنبٍ أَبَداً
21- ع عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع يَدخُلُ رَجُلَانِ المَسجِدَ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَ الآخَرُ فَاسِقٌ فَيَخرُجَانِ مِنَ المَسجِدِ وَ الفَاسِقُ صِدّيقٌ وَ العَابِدُ فَاسِقٌ وَ ذَلِكَ أَنّهُ يَدخُلُ العَابِدُ المَسجِدَ وَ هُوَ مُدِلّ بِعِبَادَتِهِ وَ يَكُونُ فِكرُهُ فِي ذَلِكَ وَ يَكُونُ فِكرَةُ الفَاسِقِ فِي التّنَدّمِ عَلَي فِسقِهِ فَيَستَغفِرُ اللّهَ مِن ذُنُوبِهِ
22- مع ،[معاني الأخبار] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَلِيّ بنِ مَيسَرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِيّاكُم أَن تَكُونُوا مَنّانِينَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ يمَشيِ أَحَدُكُم ثُمّ يسَتلَقيِ وَ يَرفَعُ رِجلَيهِ عَلَي المِيلِ ثُمّ يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ إِنّمَا أَرَدتُ وَجهَكَ
23- مع ،[معاني الأخبار] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن لَا يَعرِفُ لِأَحَدٍ الفَضلَ فَهُوَ المُعجَبُ بِرَأيِهِ
24- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ أَبُو الحَسَنِ الثّالِثُ ع قَالَ مَن رضَيَِ عَن نَفسِهِ كَثُرَ السّاخِطُونَ عَلَيهِ
25- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع سَيّئَةٌ تَسُوؤُكَ خَيرٌ عِندَ اللّهِ مِن حَسَنَةٍ تُعجِبُكَ
وَ قَالَ ع أَوحَشُ الوَحشَةِ العُجبُ
وَ قَالَ ع الإِعجَابُ يَمنَعُ مِنَ الِازدِيَادِ
صفحه : 317
وَ قَالَ ع عُجبُ المَرءِ بِنَفسِهِ أَحَدُ حُسّادِ عَقلِهِ
26- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ عَن عَلِيّ بنِ سُوَيدٍ المدَيِنيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ العُجبِ ألّذِي يُفسِدُ العَمَلَ فَقَالَ العُجبُ دَرَجَاتٌ مِنهَا أَن يُزَيّنَ لِلعَبدِ سُوءُ عَمَلِهِ فَيَرَاهُ حَسَناً فَيُعجِبَهُ وَ يَحسَبَ أَنّهُ يُحسِنُ صُنعاً وَ مِنهَا أَن يُؤمِنَ العَبدُ بِرَبّهِ فَيَمُنّ عَلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ لِلّهِ تَعَالَي عَلَيهِ فِيهِ المَنّ
27- ثو،[ثواب الأعمال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي خَالِدٍ الصّيقَلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَوّضَ الأَمرَ إِلَي مَلَكٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فَخَلَقَ سَبعَ سَمَاوَاتٍ وَ سَبعَ أَرَضِينَ وَ أَشيَاءَ فَلَمّا رَأَي الأَشيَاءَ قَدِ انقَادَت لَهُ قَالَ مَن مثِليِ فَأَرسَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ نُوَيرَةً مِن نَارٍ قُلتُ وَ مَا نُوَيرَةٌ مِن نَارٍ قَالَ نَارٌ بِمِثلِ أَنمُلَةٍ قَالَ فَاستَقبَلَهَا بِجَمِيعِ مَا خَلَقَ فَتَحَلّلَت لِذَلِكَ حَتّي وَصَلَت إِلَيهِ لِمَا أَن دَخَلَهُ العُجبُ
28- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن دُرُستَ عَمّن ذَكَرَهُ عَنهُم ع قَالَ بَينَمَا مُوسَي جَالِسٌ إِذ أَقبَلَ إِبلِيسُ فَقَالَ لَهُ مُوسَي أخَبرِنيِ بِالذّنبِ ألّذِي إِذَا أَذنَبَهُ ابنُ آدَمَ استَحوَذتَ عَلَيهِ قَالَ ذَلِكَ إِذَا أَعجَبَتهُ نَفسُهُ وَ استَكثَرَ عَمَلَهُ وَ صَغُرَ فِي نَفسِهِ ذَنبُهُ تَمَامَ الخَبَرِ
29- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَنِ الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ النّضرِ بنِ قِروَاشٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَمّن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يُحَدّثُ قَالَ مَرّ عَالِمٌ بِعَابِدٍ وَ هُوَ يصُلَيّ قَالَ يَا هَذَا كَيفَ صَلَاتُكَ قَالَ مثِليِ يُسأَلُ عَن هَذَا قَالَ بَلَي ثُمّ قَالَ وَ كَيفَ بُكَاؤُكَ فَقَالَ إنِيّ لأَبَكيِ حَتّي تجَريَِ دمُوُعيِ فَقَالَ لَهُ العَالِمُ تَضحَكُ وَ أَنتَ خَائِفٌ مِن رَبّكَ أَفضَلُ مِن بُكَائِكَ وَ أَنتَ مُدِلّ بِعَمَلِكَ إِنّ المُدِلّ بِعَمَلِهِ مَا يَصعَدُ مِنهُ شَيءٌ
صفحه : 318
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حَدّثُوا عَن بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ لَا حَرَجَ
30- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]روُيَِ أَنّ أَيّوبَ ع لَمّا جَهَدَهُ البَلَاءُ قَالَ لَأَقعُدَنّ مَقعَدَ الخَصمِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ تَكَلّم فَجَثَي عَلَي الرّمَادِ فَقَالَ يَا رَبّ إِنّكَ تَعلَمُ أَنّهُ مَا عَرَضَ لِي أَمرَانِ قَطّ كِلَاهُمَا لَكَ رِضاً إِلّا اختَرتُ أَشَدّهُمَا عَلَي بدَنَيِ فنَوُديَِ مِن غَمَامَةٍ بَيضَاءَ بِسِتّةِ آلَافِ أَلفِ لُغَةٍ فَلِمَنِ المَنّ فَوَضَعَ الرّمَادَ عَلَي رَأسِهِ وَ خَرّ سَاجِداً ينُاَديِ لَكَ المَنّ سيَدّيِ وَ موَلاَيَ فَكَشَفَ اللّهُ ضُرّهُ
31-ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]نرَويِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَنَا أَعلَمُ بِمَا يَصلُحُ عَلَيهِ دِينُ عبِاَديَِ المُؤمِنِينَ إِنّ مِن عبِاَديِ لَمَن يَجتَهِدُ فِي عبِاَدتَيِ وَ يَقُومُ مِن نَومِهِ وَ لَذّةِ وِسَادَتِهِ فَيَجتَهِدُ لِي فَأَضرِبُهُ بِالنّعَاسِ اللّيلَةَ وَ اللّيلَتَينِ نَظَراً منِيّ لَهُ وَ إِبقَاءً عَلَيهِ فَيَنَامُ حَتّي يُصبِحَ فَيَقُومُ وَ هُوَ مَاقِتٌ لِنَفسِهِ وَ لَو خَلّيتُ بَينَهُ وَ بَينَ مَا يُرِيدُ مِن عبِاَدتَيِ لَدَخَلَهُ مِن ذَلِكَ العُجبُ فَيُصَيّرُهُ العُجبُ إِلَي الفِتنَةِ فَيَأتِيهِ مِن ذَلِكَ مَا فِيهِ هَلَاكُهُ أَلَا فَلَا يَتّكِلِ العَامِلُونَ عَلَي أَعمَالِهِم فَإِنّهُم لَوِ اجتَهَدُوا أَنفُسَهُم أَعمَارَهُم فِي عبِاَدتَيِ كَانُوا مُقَصّرِينَ غَيرَ بَالِغِينَ كُنهَ عبِاَدتَيِ فِيمَا يَطلُبُونَهُ عنِديِ وَ لَكِن برِحَمتَيِ فَليَثِقُوا وَ بفِضَليِ فَليَفرَحُوا وَ إِلَي حُسنِ الظّنّ بيِ فَليَطمَئِنّوا فَإِنّ رحَمتَيِ
صفحه : 319
عِندَ ذَلِكَ تُدرِكُهُم فإَنِيّ أَنَا اللّهُ الرّحمَنُ الرّحِيمُ وَ بِذَلِكَ تَسَمّيتُ
وَ نرَويِ أَنّ عَالِماً أَتَي عَابِداً فَقَالَ كَيفَ صَلَاتُكَ فَقَالَ تسَألَنُيِ عَن صلَاَتيِ وَ أَنَا أَعبُدُ اللّهَ مُنذُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ كَيفَ بُكَاؤُكَ فَقَالَ إنِيّ لأَبَكيِ حَتّي تجَريَِ دمُوُعيِ فَقَالَ لَهُ العَالِمُ فَإِنّ ضَحِكَكَ وَ أَنتَ خَائِفٌ مِنَ اللّهِ أَفضَلُ مِن بُكَائِكَ وَ أَنتَ مُدِلّ عَلَي اللّهِ إِنّ المُدِلّ لَا يَصعَدُ مِن عَمَلِهِ شَيءٌ
32- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ الحسُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ القَاسِمِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو لَا أَنّ الذّنبَ خَيرٌ لِلمُؤمِنِ مِنَ العُجبِ مَا خَلّي اللّهُ بَينَ عَبدِهِ المُؤمِنِ وَ بَينَ ذَنبٍ أَبَداً
عُدّةُ الداّعيِ، مِثلَهُ
33-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع المَغرُورُ فِي الدّنيَا مِسكِينٌ وَ فِي الآخِرَةِ مَغبُونٌ لِأَنّهُ بَاعَ الأَفضَلَ بِالأَدنَي وَ لَا تَعجَب مِن نَفسِكَ حَيثُ رُبّمَا اغتَرَرتَ بِمَالِكَ وَ صِحّةِ جِسمِكَ أَن لَعَلّكَ تَبقَي[لَعَلّكَ أَن تَبقَي] وَ رُبّمَا اغتَرَرتَ بِطُولِ عُمُرِكَ وَ أَولَادِكَ وَ أَصحَابِكَ لَعَلّكَ تَنجُو بِهِم وَ رُبّمَا اغتَرَرتَ بِحَالِكَ وَ مُنيَتِكَ وَ إِصَابَتِكَ مَأمُولَكَ وَ هَوَاكَ وَ ظَنَنتَ أَنّكَ صَادِقٌ وَ مُصِيبٌ وَ رُبّمَا اغتَرَرتَ إِلَي الخَلقِ أَو شَكَوتَ مِن تَقصِيرِكَ فِي العِبَادَةِ وَ لَعَلّ اللّهَ يَعلَمُ مِن قَلبِكَ بِخِلَافِ ذَلِكَ وَ رُبّمَا أَقَمتَ نَفسَكَ عَلَي العِبَادَةِ مُتَكَلّفاً وَ اللّهُ يُرِيدُ الإِخلَاصَ وَ رُبّمَا افتَخَرتَ بِعِلمِكَ وَ نَسَبِكَ وَ أَنتَ غَافِلٌ عَن مُضمَرَاتِ مَا فِي غَيبِ اللّهِ وَ رُبّمَا تَوَهّمتَ أَنّكَ تَدعُو اللّهَ وَ أَنتَ تَدعُو سِوَاهُ وَ رُبّمَا حَسِبتَ أَنّكَ نَاصِحٌ لِلخَلقِ وَ أَنتَ تُرِيدُهُم لِنَفسِكَ أَن يَمِيلُوا إِلَيكَ وَ رُبّمَا ذَمَمتَ نَفسَكَ وَ أَنتَ تَمدَحُهَا عَلَي الحَقِيقَةِ وَ اعلَم أَنّكَ لَن تَخرُجَ مِن ظُلُمَاتِ الغُرُورِ وَ التمّنَيّ إِلّا بِصِدقِ الإِنَابَةِ إِلَي اللّهِ وَ الإِخبَاتِ لَهُ وَ مَعرِفَةِ عُيُوبِ أَحوَالِكَ مِن حَيثُ لَا يُوَافِقُ العَقلَ وَ العِلمَ
صفحه : 320
وَ لَا يَتَحَمّلُهُ الدّينُ وَ الشّرِيعَةُ وَ سُنَنُ النّبُوّةِ وَ أَئِمّةُ الهُدَي وَ إِن كُنتَ رَاضِياً بِمَا أَنتَ فِيهِ فَمَا أَحَدٌ أَشقَي بِعَمَلِهِ مِنكَ وَ أَضيَعَ عُمُراً فَأُورِثتَ حَسرَةً يَومَ القِيَامَةِ
34- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع العَجَبُ كُلّ العَجَبِ مِمّن يُعجَبُ بِعَمَلِهِ وَ لَا يدَريِ بِمَا يُختَمُ لَهُ فَمَن أُعجِبَ بِنَفسِهِ وَ فِعلِهِ فَقَد ضَلّ عَن مَنهَجِ الرّشدِ وَ ادّعَي مَا لَيسَ لَهُ وَ المدُعّيِ مِن غَيرِ حَقّ كَاذِبٌ وَ إِن خفَيَِ دَعوَاهُ وَ طَالَ دَهرُهُ وَ إِنّ أَوّلَ مَا يُفعَلُ بِالمُعجَبِ نَزعُ مَا أُعجِبَ بِهِ لِيَعلَمَ أَنّهُ عَاجِزٌ حَقِيرٌ وَ يَشهَدَ عَلَي نَفسِهِ لِيَكُونَ الحُجّةُ عَلَيهِ أَوكَدَ كَمَا فُعِلَ بِإِبلِيسَ وَ العُجبُ نَبَاتٌ حَبّهَا الكُفرُ وَ أَرضُهَا النّفَاقُ وَ مَاؤُهَا البغَيُ وَ أَغصَانُهَا الجَهلُ وَ وَرَقُهَا الضّلَالَةُ وَ ثَمَرُهَا اللّعنَةُ وَ الخُلُودُ فِي النّارِ فَمَنِ اختَارَ العُجبَ فَقَد بَذَرَ الكُفرَ وَ زَرَعَ النّفَاقَ وَ لَا بُدّ لَهُ مِن أَن يُثمِرَ
35- ختص ،[الإختصاص ] عَنِ الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو عَن أَبِي الرّبِيعِ الشاّميِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن أُعجِبَ بِنَفسِهِ هَلَكَ وَ مَن أُعجِبَ بِرَأيِهِ هَلَكَ وَ إِنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ قَالَ دَاوَيتُ المَرضَي فَشَفَيتُهُم بِإِذنِ اللّهِ وَ أَبرَأتُ الأَكمَهَ وَ الأَبرَصَ بِإِذنِ اللّهِ وَ عَالَجتُ المَوتَي فَأَحيَيتُهُم بِإِذنِ اللّهِ وَ عَالَجتُ الأَحمَقَ فَلَم أَقدِر عَلَي إِصلَاحِهِ فَقِيلَ يَا رُوحَ اللّهِ وَ مَا الأَحمَقُ قَالَ المُعجَبُ بِرَأيِهِ وَ نَفسِهِ ألّذِي يَرَي الفَضلَ كُلّهُ لَهُ لَا عَلَيهِ وَ يُوجِبُ الحَقّ كُلّهُ لِنَفسِهِ وَ لَا يُوجِبُ عَلَيهَا حَقّاً فَذَاكَ الأَحمَقُ ألّذِي لَا حِيلَةَ فِي مُدَاوَاتِهِ
36- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ القزَويِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي
صفحه : 321
عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَيّوبُ النّبِيّ ع حِينَ دَعَا رَبّهُ يَا رَبّ كَيفَ ابتلَيَتنَيِ بِهَذَا البَلَاءِ ألّذِي لَم تَبتَلِ بِهِ أَحَداً فَوَ عِزّتِكَ إِنّكَ تَعلَمُ أَنّهُ مَا عَرَضَ لِي أَمرَانِ قَطّ كِلَاهُمَا لَكَ طَاعَةٌ إِلّا عَمِلتُ بِأَشَدّهِمَا عَلَي بدَنَيِ قَالَ فنَوُديَِ وَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ بِكَ يَا أَيّوبُ قَالَ فَأَخَذَ التّرَابَ فَوَضَعَهُ عَلَي رَأسِهِ ثُمّ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ
37- عِدّةُ الداّعيِ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ مُهلِكَاتٌ شُحّ مُطَاعٌ وَ هَوًي مُتّبَعٌ وَ إِعجَابُ المَرءِ بِنَفسِهِ وَ هُوَ مُحبِطٌ لِلعَمَلِ وَ هُوَ دَاعِيَةُ المَقتِ مِنَ اللّهِ سُبحَانَهُ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع سَيّئَةٌ تَسُوؤُكَ خَيرٌ مِن حَسَنَةٍ تُعجِبُكَ
وَ عَنِ الصّادِقِ ع عَنِ النّبِيّص أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ بَشّرِ المُذنِبِينَ وَ أَنذِرِ الصّدّيقِينَ قَالَ كَيفَ أُبَشّرُ المُذنِبِينَ وَ أُنذِرُ الصّدّيقِينَ قَالَ يَا دَاوُدُ بَشّرِ المُذنِبِينَ بأِنَيّ أَقبَلُ التّوبَةَ وَ أَعفُو عَنِ الذّنبِ وَ أَنذِرِ الصّدّيقِينَ أَن يُعجَبُوا بِأَعمَالِهِم فَإِنّهُ لَيسَ عَبدٌ يُعجَبُ بِالحَسَنَاتِ إِلّا هَلَكَ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي فَإِنّهُ لَيسَ عَبدٌ نَاقَشتُهُ الحَسَنَاتِ إِلّا هَلَكَ
وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ قَالَ اللّهُ تَعَالَي أَنَا أَعلَمُ بِمَا يَصلُحُ بِهِ أَمرُ عبِاَديِ وَ إِنّ مِن عبِاَديَِ المُؤمِنِينَ لَمَن يَجتَهِدُ فِي عِبَادَتِهِ فَيَقُومُ مِن رُقَادِهِ وَ لَذِيذِ وِسَادِهِ فَيَجتَهِدُ وَ يُتعِبُ نَفسَهُ فِي عبِاَدتَيِ فَأَضرِبُهُ بِالنّعَاسِ اللّيلَةَ وَ اللّيلَتَينِ نَظَراً منِيّ لَهُ وَ إِبقَاءً عَلَيهِ فَيَنَامُ حَتّي يُصبِحَ فَيَقُومُ مَاقِتاً لِنَفسِهِ زَارِياً عَلَيهَا وَ لَو أخُلَيّ بَينَهُ وَ بَينَ مَا يُرِيدُ مِن عبِاَدتَيِ لَدَخَلَهُ مِن ذَلِكَ العُجبُ بِأَعمَالِهِ فَيَأتِيهِ مَا فِيهِ هَلَاكُهُ لِعُجبِهِ بِأَعمَالِهِ وَ رِضَاهُ عَن نَفسِهِ حَتّي يَظُنّ أَنّهُ قَد فَاقَ العَابِدِينَ وَ جَازَ فِي عِبَادَتِهِ حَدّ التّقصِيرِ فَيَتَبَاعَدُ منِيّ عِندَ ذَلِكَ وَ هُوَ يَظُنّ أَنّهُ تَقَرّبَ إلِيَّ
وَ مِن طَرِيقٍ آخَرَ رَوَاهُ صَاحِبُ الجَوَاهِرِبِزِيَادَةٍ عَلَي هَذَا الكَلَامِ تَتِمّةً لَهُ
صفحه : 322
فَلَا يَتّكِلِ العَامِلُونَ عَلَي أَعمَالِهِمُ التّيِ يَعمَلُونَهَا فَإِنّهُم لَوِ اجتَهَدُوا وَ أَتعَبُوا أَنفُسَهُم وَ أَعمَارَهُم فِي عبِاَدتَيِ كَانُوا مُقَصّرِينَ غَيرَ بَالِغِينَ مَا يَطلُبُونَ مِن كرَاَمتَيِ وَ النّعِيمِ فِي جنَاّتيِ وَ رَفِيعِ درَجَاَتيِ فِي جوِاَريِ وَ لَكِن رحَمتَيِ فَليَبغُوا وَ الفَضلَ منِيّ فَليَرجُوا وَ إِلَي حُسنِ الظّنّ بيِ فَليَطمَئِنّوا فَإِنّ رحَمتَيِ عِندَ ذَلِكَ تَدَارَكُهُم وَ هيَِ تُبَلّغُهُم رضِواَنيِ وَ مغَفرِتَيِ وَ أُلبِسُهُم عفَويِ فإَنِيّ أَنَا اللّهُ الرّحمَنُ الرّحِيمُ بِذَلِكَ تَسَمّيتُ
وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ قَالَ سُبحَانَهُ إِنّ مِن عبِاَديَِ المُؤمِنِينَ لَمَن يسَألَنُيِ الشيّءَ مِن طاَعتَيِ فَأَصرِفُهُ عَنهُ مَخَافَةَ الإِعجَابِ
وَ قَالَ المَسِيحُ ع يَا مَعشَرَ الحَوَارِيّينَ كَم مِن سِرَاجٍ أَطفَأَتهُ الرّيحُ وَ كَم مِن عَابِدٍ أَفسَدَهُ العُجبُ
رَوَي سَعدُ بنُ أَبِي خَلَفٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ عَلَيكَ بِالجِدّ وَ لَا تُخرِجَنّ نَفسَكَ مِن حَدّ التّقصِيرِ فِي عِبَادَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ طَاعَتِهِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يُعبَدُ حَقّ عِبَادَتِهِ
38- أَسرَارُ الصّلَاةِ،رَوَي مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ لَا بَأسَ أَن تُحَدّثَ أَخَاكَ إِذَا رَجَوتَ أَن تَنفَعَهُ وَ تَحُثّهُ وَ إِذَا سَأَلَكَ هَل قُمتَ اللّيلَةَ أَو صُمتَ فَحَدّثهُ بِذَلِكَ إِن كُنتَ فَعَلتَهُ فَقُل رَزَقَ اللّهُ تَعَالَي ذَلِكَ وَ لَا تَقُولُ لَا فَإِنّ ذَلِكَ كَذِبٌ
صفحه : 323
أقول قدسبق معني السمعة في باب الرئاء
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ الكنِاَنيِّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن يَتّبِعِ السّمعَةَ يُسَمّعِ اللّهُ بِهِ
2- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَنِ ابنِ أَبِي بَصِيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَن خَالِهِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ لِمُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ لَا تغرنك [يَغُرّنّكَ] النّاسُ مِن نَفسِكَ فَإِنّ الأَمرَ يَصِلُ إِلَيكَ دُونَهُم الخَبَرَ
3- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَلا تُزَكّوا أَنفُسَكُم هُوَ أَعلَمُ بِمَنِ اتّقي قَالَ قَولُ الإِنسَانِ صَلّيتُ البَارِحَةَ وَ صُمتُ أَمسِ وَ نَحوَ هَذَا ثُمّ قَالَ ع إِنّ قَوماً كَانُوا يُصبِحُونَ فَيَقُولُونَ صَلّينَا البَارِحَةَ
صفحه : 324
وَ صُمنَا أَمسِ فَقَالَ عَلِيّ ع لكَنِيّ أَنَامُ اللّيلَ وَ النّهَارَ وَ لَو أَجِدُ بَينَهُمَا شَيئاً لَنِمتُهُ
ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ وَ فَضَالَةُ عَن جَمِيلٍ مِثلَهُ
4- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ،روُيَِ أَنّ عَابِداً فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ سَأَلَ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ يَا رَبّ مَا حاَليِ عِندَكَ أَ خَيرٌ فَأَزدَادَ فِي خيَريِ أَو شَرّ فَأَستَعتِبَكَ قَبلَ المَوتِ قَالَ فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ لَيسَ لَكَ عِندَ اللّهِ خَيرٌ قَالَ يَا رَبّ وَ أَينَ عمَلَيِ قَالَ كُنتَ إِذَا عَمِلتَ خَيراً أَخبَرتَ النّاسَ بِهِ فَلَيسَ لَكَ مِنهُ إِلّا ألّذِي رَضِيتَ بِهِ لِنَفسِكَ تَمَامَ الخَبَرِ
5- عِدّةُ الداّعيِ،رَوَي المُفَسّرُونَ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ إنِيّ أَتَصَدّقُ وَ أَصِلُ الرّحِمَ وَ لَا أَصنَعُ ذَلِكَ إِلّا لِلّهِ فَيُذكَرُ منِيّ وَ أُحمَدُ عَلَيهِ فيَسَرُنّيِ ذَلِكَ وَ أُعجَبُ بِهِ فَسَكَتَ رَسُولُ اللّهِص وَ لَم يَقُل شَيئاً فَنَزَلَ قَولُهُ تَعَالَيقُل إِنّما أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم إِلَي قَولِهِأَحَداً
وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن عَمِلَ حَسَنَةً سِرّاً كُتِبَت لَهُ سِرّاً فَإِذَا أَقَرّ بِهَا مُحِيَت وَ كُتِبَت جَهراً فَإِذَا أَقَرّ بِهَا ثَانِياً مُحِيَت وَ كُتِبَت رِئَاءً
صفحه : 325
الآيات النساءوَ لا تَتَمَنّوا ما فَضّلَ اللّهُ بِهِ بَعضَكُم عَلي بَعضٍ لِلرّجالِ نَصِيبٌ مِمّا اكتَسَبُوا وَ لِلنّساءِ نَصِيبٌ مِمّا اكتَسَبنَ وَ سئَلُوا اللّهَ مِن فَضلِهِ إِنّ اللّهَ كانَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماًيوسف قالَ إِنّما أَشكُوا بثَيّ وَ حزُنيِ إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ
1- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن شَكَا إِلَي أَخِيهِ فَقَد شَكَا إِلَي اللّهِ وَ مَن شَكَا إِلَي غَيرِ أَخِيهِ فَقَد شَكَا اللّهَ
2- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَحَبّ السّبحَةِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ سُبحَةُ الحَدِيثِ وَ أَبغَضَ الكَلَامِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ التّحرِيفُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا سُبحَةُ الحَدِيثِ قَالَ الرّجُلُ يَسمَعُ حِرصَ الدّنيَا وَ بَاطِلَهَا فَيَغتَمّ عِندَ ذَلِكَ فَيَذكُرُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمَا التّحرِيفُ فَكَقَولِ الرّجُلِ إنِيّ مَجهُودٌ وَ مَا لِي وَ مَا عنِديِ
3- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ الأَشتَرِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن شَكَا إِلَي مُؤمِنٍ فَقَد شَكَا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَن شَكَا إِلَي مُخَالِفٍ فَقَد شَكَا
صفحه : 326
اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ النّعمَانِ بنِ أَحمَدَ القاَضيِ عَن مُحَمّدِ بنِ شُعبَةَ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ بنِ مَيمُونٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنِ البَاقِرِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَثُرَ هَمّهُ سَقِمَ بَدَنُهُ وَ مَن سَاءَ خُلُقُهُ عَذّبَ نَفسَهُ وَ مَن لَاحَي الرّجَالَ سَقَطَت مُرُوّتُهُ وَ ذَهَبَت كَرَامَتُهُ ثُمّ قَالَص لَم يَزَل جَبرَئِيلُ ينَهاَنيِ عَن مُلَاحَاةِ الرّجَالِ كَمَا ينَهاَنيِ عَن شُربِ الخَمرِ وَ عِبَادَةِ الأَوثَانِ
5- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا ضَاقَ المُسلِمُ فَلَا يَشكُوَنّ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ ليَشكُ إِلَي رَبّهِ ألّذِي بِيَدِهِ مَقَالِيدُ الأُمُورِ وَ تَدبِيرُهَا
6- لي ،[الأمالي للصدوق ] فِي خَبَرِ منَاَهيِ النّبِيّص قَالَ مَن لَم يَرضَ بِمَا قَسَمَ اللّهُ لَهُ مِنَ الرّزقِ وَ بَثّ شَكوَاهُ وَ لَم يَصبِر وَ لَم يَحتَسِب لَم تُرفَع لَهُ حَسَنَةٌ وَ يَلقَي اللّهَ وَ هُوَ عَلَيهِ غَضبَانُ إِلّا أَن يَتُوبَ
7- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ ابنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ العلَوَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي هَاشِمٍ الجعَفرَيِّ قَالَأصَاَبتَنيِ ضِيقَةٌ شَدِيدَةٌ فَصِرتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ ع فَأَذِنَ لِي فَلَمّا جَلَستُ قَالَ يَا بَا هَاشِمٍ أَيّ نِعَمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَيكَ تُرِيدُ أَن تؤُدَيَّ شُكرَهَا قَالَ أَبُو هَاشِمٍ فَوَجَمتُ وَ لَم أَدرِ مَا أَقُولُ لَهُ فَابتَدَأَ ع فَقَالَ رَزَقَكَ الإِيمَانَ فَحَرّمَ بِهِ بَدَنَكَ عَلَي النّارِ وَ رَزَقَكَ العَافِيَةَ فَأَعَانَكَ عَلَي الطّاعَةِ وَ رَزَقَكَ القُنُوعَ فَصَانَكَ عَنِ التّبَذّلِ يَا بَا هَاشِمٍ إِنّمَا ابتَدَأتُكَ بِهَذَا لأِنَيّ ظَنَنتُ أَنّكَ تُرِيدُ أَن تَشكُوَ إلِيَّ مَن فَعَلَ بِكَ هَذَا وَ قَد أَمَرتُ لَكَ بِمِائَةِ
صفحه : 327
دِينَارٍ فَخُذهَا
8- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الخَزّازِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ لِلحَوَارِيّينَ يَا بنَيِ إِسرَائِيلَ لَا تَأسَوا عَلَي مَا فَاتَكُم مِن دُنيَاكُم إِذَا سَلِمَ دِينُكُم كَمَا لَا يَأسَي أَهلُ الدّنيَا عَلَي مَا فَاتَهُم مِن دِينِهِم إِذَا سَلِمَت دُنيَاهُم
9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن سُلَيمٍ مَولَي طِربَالٍ عَنِ رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ الدّنيَا دُوَلٌ فَمَا كَانَ مِنهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَي ضَعفِكَ وَ مَا كَانَ مِنهَا عَلَيكَ أَتَاكَ وَ لَم تَمتَنِع مِنهُ بِقُوّةٍ ثُمّ أَتبَعَ هَذَا الكَلَامَ بِأَن قَالَ مَن يَئِسَ مِمّا فَاتَ أَرَاحَ بَدَنَهُ وَ مَن قَنِعَ بِمَا أوُتيَِ قَرّت عَينُهُ
10- محص ،[التمحيص ] عَن يُونُسَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا مُؤمِنٍ شَكَا حَاجَتَهُ وَ ضُرّهُ إِلَي كَافِرٍ أَو مَن يُخَالِفُهُ عَلَي دِينِهِ فَإِنّمَا شَكَا اللّهَ إِلَي عَدُوّ مِن أَعدَاءِ اللّهِ وَ أَيّمَا مُؤمِنٍ شَكَا حَاجَتَهُ وَ ضُرّهُ وَ حَالَهُ إِلَي مُؤمِنٍ مِثلِهِ كَانَت شَكوَاهُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
11- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن شَكَا الحَاجَةَ إِلَي مُؤمِنٍ فَكَأَنّمَا شَكَاهَا إِلَي اللّهِ وَ مَن شَكَاهَا إِلَي كَافِرٍ فَكَأَنّمَا شَكَا اللّهَ
12-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِنّ مِن عبِاَديَِ المُؤمِنِينَ عِبَاداً لَا يَصلُحُ لَهُم أَمرُ دِينِهِم إِلّا بِالغِنَي وَ السّعَةِ وَ الصّحّةِ فِي البَدَنِ فَأَبلُوهُم بِالغِنَي وَ السّعَةِ وَ صِحّةِ البَدَنِ فَيُصلِحُ عَلَيهِم أَمرَ دِينِهِم وَ إِنّ مِن عبِاَديَِ المُؤمِنِينَ لَعِبَاداً لَا يَصلُحُ لَهُم أَمرُ دِينِهِم إِلّا بِالفَاقَةِ وَ المَسكَنَةِ وَ السّقمِ فِي
صفحه : 328
أَبدَانِهِم فَأَبلُوهُم بِالفَاقَةِ وَ المَسكَنَةِ وَ السّقمِ فِي أَبدَانِهِم فَيَصلُحُ عَلَيهِم أَمرُ دِينِهِم وَ أَنَا أَعلَمُ بِمَا يَصلُحُ عَلَيهِ أَمرُ دِينِ عبِاَديَِ المُؤمِنِينَ وَ إِنّ مِن عبِاَديَِ المُؤمِنِينَ لَمَن يَجتَهِدُ فِي عبِاَدتَيِ فَيَقُومُ مِن رُقَادِهِ وَ لَذِيذِ وِسَادِهِ فَيَجتَهِدُ لِيَ الليّاَليَِ فَيُتعِبُ نَفسَهُ فِي عبِاَدتَيِ فَأَضرِبُهُ بِالنّعَاسِ اللّيلَةَ وَ اللّيلَتَينِ نَظَراً منِيّ إِلَيهِ وَ إِبقَاءً عَلَيهِ فَيَنَامُ حَتّي يُصبِحَ فَيَقُومُ وَ هُوَ مَاقِتٌ لِنَفسِهِ زَارٍ عَلَيهَا وَ لَو أخُلَيّ بَينَهُ وَ بَينَ مَا يُرِيدُ مِن عبِاَدتَيِ لَدَخَلَهُ العُجبُ مِن ذَلِكَ فَيُصَيّرُهُ العُجبُ إِلَي الفِتنَةِ بِأَعمَالِهِ فَيَأتِيهِ مِن ذَلِكَ مَا فِيهِ هَلَاكُهُ لِعُجبِهِ بِأَعمَالِهِ وَ رِضَاهُ عَن نَفسِهِ حَتّي يَظُنّ أَنّهُ قَد فَاقَ العَابِدِينَ وَ جَازَ فِي عِبَادَتِهِ حَدّ التّقصِيرِ فَيَتَبَاعَدُ منِيّ عِندَ ذَلِكَ وَ هُوَ يَظُنّ أَنّهُ يَتَقَرّبُ إلِيَّ فَلَا يَتّكِلِ العَامِلُونَ عَلَي أَعمَالِهِمُ التّيِ يَعمَلُونَهَا لثِوَاَبيِ فَإِنّهُم لَوِ اجتَهَدُوا وَ أَتعَبُوا أَنفُسَهُم وَ أَعمَارَهُم فِي عبِاَدتَيِ كَانُوا مُقَصّرِينَ غَيرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِم كُنهَ عبِاَدتَيِ فِيمَا يَطلُبُونَ عنِديِ مِن كرَاَمتَيِ وَ النّعِيمِ فِي جنَاّتيِ وَ رَفِيعِ دَرَجَاتِ العُلَي فِي جوِاَريِ وَ لَكِن فبَرِحَمتَيِ فَليَثِقُوا وَ بفِضَليِ فَليَفرَحُوا وَ إِلَي حُسنِ الظّنّ بيِ فَليَطمَئِنّوا فَإِنّ رحَمتَيِ عِندَ ذَلِكَ تَدَارَكُهُم وَ منَيّ يُبَلّغُهُم رضِواَنيِ وَ مغَفرِتَيِ تُلبِسُهُم عفَويِ فإَنِيّ أَنَا اللّهُ الرّحمَنُ الرّحِيمُ وَ بِذَلِكَ تَسَمّيتُ
توضيح الغني بالكسر والقصر وبالفتح والمد ضد الفقر والسعة بالفتح والكسر مصدر وسعه الشيء بالكسر يسعه سعة وهي تأكيد للغني أوالمراد بهاكثرة الغني و قدمر تأويل الاختبار مرارا فظهر أن اختلاف أحوالهم مبني علي اختبارهم فيختبر بعضهم بالغني ليظهر شكره أوكفرانه ولعلمه بأنه أصلح لدينه وبعضهم بالفقر ليظهر شكره أوشكايته ولعلمه بأنه أصلح لدينه وهكذا وبالجملة يختبر كلا منهم بما هوأصلح لدينه ودنياه . والرقاد بالضم النوم أو هوخاص بالليل والوساد بالفتح المتكأ والمخدة كالوسادة مثلثة وإضافة اللذيذ إليه إضافة الصفة إلي الموصوف والاجتهاد السعي والجد في العبادة والليالي منصوب بالظرفية فأضربه بالنعاس كأنه علي الاستعارة
صفحه : 329
أي أسلطه عليه أو هونظير قوله تعالي فَضَرَبنا عَلَي آذانِهِم قال الراغب الضرب إيقاع شيء علي شيء ولتصور اختلاف الضرب خولف بين تفاسيرها كضرب الشيء باليد والعصا وضرب الأرض بالمطر وضرب الدراهم اعتبارا بضربه بالمطرقة والضرب في الأرض الذهاب فيه لضربها بالأرجل وضرب الخيمة لضرب أوتادها و قال ضُرِبَت عَلَيهِمُ الذّلّةُ أي التحفتهم الذلة التحاف الخيمة لوضربت عليه و منه استعير فضربنا علي آذانهم وضرب اللبن بعضه ببعض بالخلط. و في القاموس نظر لهم رثي لهم وأعانهم و في النهاية أبقيت عليه أبقي إبقاء إذارحمته وأشفقت عليه والاسم البقيا و قال المقت أشد البغض و قال زريت عليه زراية إذاعتبته . والعجب ابتهاج الإنسان وسروره بتصور الكمال في نفسه وإعجابه بأعماله بظن كمالها وخلوصها و هذا من أقبح الأدواء النفسانية وأعظم الآفات للأعمال الحسنة حتي روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَو لَم تُذنِبُوا لَخَشِيتُ عَلَيكُم مَا هُوَ أَكبَرُ مِن ذَلِكَ العُجبَ
و لاينشأ ذلك إلا من جهل بآفات النفس وأدوائها وبشرائط الأعمال ومفسداتها وعظمة المعبود وجلاله وغنائه عن طاعة المخلوقين فيصيره العجب إلي الفتنة بأعماله أي إلي أن يفتتن بها ويحبها ويراها كاملة فائقة علي أعمال غيره أو إلي الضلالة أوالإثم بسبب أعماله والأول أظهر. قال في القاموس الفتنة بالكسر إعجابك بالشيء والضلال والإثم والكفر والفضيحة والعذاب والمحنة. فلايتكل العاملون علي أعمالهم التي يعملونها لثوابي لأنها و إن كان كاملة فهي في جنب عظمة المعبود ناقصة و في جنب الثواب ألذي يرجونه قاصرة وكأن في العبارة إشعارا بذلك وأيضا قدعرفت أن شرائط الأعمال وآفاتها كثيرة يخفي أكثرها علي الإنسان و فيه دلالة علي جواز العمل بقصد الثواب كما
صفحه : 330
مر تحقيقه .فيما يطلبون أي في جنب مايطلبونه عندي وهي كرامتهم علي في الدنيا والآخرة وقربهم عندي في جواري مجاورة رحمتي أومجاورة أوليائي أو في أماني ولكن فبرحمتي و في مجالس الشيخ برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا و في غيره و من فضلي فليرجوا و ما في الكتاب أنسب بقوله تعالي قُل بِفَضلِ اللّهِ وَ بِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحُوا والباء متعلقة بفعل يفسره مابعده والفاء لمعني الشرط كأنه قيل إن وثقوا بشيء فبرحمتي فليثقوا. و إلي حسن الظن بي فليطمئنوا أي ينبغي أن يروا أعمالهم قاصرة ويظنوا بسعة رحمته وعفوه قبولها فإن رحمتي عند ذلك تداركهم أي تتلافاهم بحذف إحدي التاءين و في المجالس وغيره تدركهم قال الجوهري الإدراك اللحوق واستدركت مافات وتداركته بمعني وتدارك القوم أي تلاحقوا ومني بالفتح أي نعمتي يبلغهم رضواني أي يوصلهم إليه و في المجالس وبمني أبلغهم رضواني وألبسهم عفوي و في فقه الرضا ع ومنتي تبلغهم ورضواني ومغفرتي تلبسهم
13- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عَمرِو بنِ نُهَيكٍ بَيّاعِ الهرَوَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عبَديَِ المُؤمِنُ لَا أَصرِفُهُ فِي شَيءٍ إِلّا جَعَلتُهُ خَيراً لَهُ فَليَرضَ بقِضَاَئيِ وَ ليَصبِر عَلَي بلَاَئيِ وَ ليَشكُر نعَماَئيِ أَكتُبهُ يَا مُحَمّدُ مِنَ الصّدّيقِينَ عنِديِ
صفحه : 331
بيان بياع الهروي أي بياع الثوب المعمول في هراة بخراسان لاأصرفه في شيءبالتخفيف وكأن في بمعني إلي كقوله تعالي وَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ أو علي بناء التفعيل يقال صرفته في الأمر تصريفا فتصرف قلبته فتقلب والصديق الكثير الصدق في الأقوال والأفعال بحيث يكون فعله لقوله موافقا أوالكثير التصديق للأنبياء المتقدم في ذلك علي غيره
14- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ فِيمَا أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع يَا مُوسَي بنَ عِمرَانَ مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحَبّ إلِيَّ مِن عبَديَِ المُؤمِنِ فإَنِيّ إِنّمَا أَبتَلِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أُعَافِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أزَويِ عَنهُ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعلَمُ بِمَا يَصلُحُ عَلَيهِ عبَديِ فَليَصبِر عَلَي بلَاَئيِ وَ ليَشكُر نعَماَئيِ وَ ليَرضَ بقِضَاَئيِ أَكتُبهُ فِي الصّدّيقِينَ عنِديِ إِذَا عَمِلَ برِضِاَيَ وَ أَطَاعَ أمَريِ
بيان البلاء يكون في الخير والشر والأول هنا أظهر قال في النهاية قال القتيبي يقال من الخير أبليته أبليه إبلاء و من الشر بلوته أبلوه بلاء والمعروف أن الابتلاء يكون في الخير والشر معا من غيرفرق بين فعليهما و منه قوله تعالي وَ نَبلُوكُم بِالشّرّ وَ الخَيرِ فِتنَةً و قال في حديث الدعاء و مازويت عني مما أحب أي صرفته عني وقبضته انتهي
15- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن فُضَيلِ بنِ عُثمَانَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ عَجِبتُ لِلمَرءِ المُسلِمِ لَا يقَضيِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ قَضَاءً إِلّا كَانَ خَيراً لَهُ وَ إِن قُرِضَ بِالمَقَارِيضِ كَانَ خَيراً لَهُ وَ إِن مَلَكَ مَشَارِقَ الأَرضِ وَ مَغَارِبَهَا كَانَ خَيراً لَهُ
صفحه : 332
بيان للمرء المسلم كأن المراد بالمسلم المعني الأخص أي المؤمن المنقاد لله وربما يقرأ بالتشديد من التسليم و إن قرض علي بناء المجهول من باب ضرب أو علي بناء التفعيل للتكثير والمبالغة في المصباح قرضت الشيء قرضا من باب ضرب قطعته بالمقراضين والمقراض أيضا بكسر الميم والجمع مقاريض و لايقال إذاجمع بينهما مقراض كماتقوله العامة وإنما يقال عنداجتماعهما قرضته قرضا من باب ضرب قطعته بالمقراضين و في الواحد قطعته بالمقراض انتهي . و إن ملك علي بناء المجرد المعلوم من باب ضرب أو علي بناء المفعول من التفعيل وربما يحمل التعجب هنا علي المجاز إظهارا لغرابة الأمر وعظمه فإنه محل التعجب و أماالتعجب حقيقة فلا يكون إلا عندخفاء الأسباب وهي لم تكن مخفية عليه ع
16- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَحَقّ خَلقِ اللّهِ أَن يُسَلّمَ لِمَا قَضَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَن عَرَفَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ مَن رضَيَِ بِالقَضَاءِ أَتَي عَلَيهِ القَضَاءُ وَ عَظّمَ اللّهُ أَجرَهُ وَ مَن سَخِطَ القَضَاءَ مَضَي عَلَيهِ القَضَاءُ وَ أَحبَطَ اللّهُ أَجرَهُ
بيان أن يسلم بفتح الهمزة بتقدير الباء أي بأن يسلم علي بناء التفعيل ويحتمل الإفعال بما قضي الله أي من البلايا والمصائب وتقتير الرزق وأمثال ذلك مما ليس فيه اختيار وعظم الله أجره الضمير راجع إلي القضاء فالمراد بالأجر العوض علي طريقة المتكلمين لاالثواب الدائم ويحتمل رجوع الضمير إلي من فالأجر يشملها أي ثواب الرضا وأجر القضاء أوالأعم منهما أيضا فإن الصفات الكمالية تصير سببا لتضاعف أجر سائر الطاعات أيضا. وكذا قوله ع أحبط الله أجره يحتمل الوجوه وقيل يحتمل أن يكون المراد به إحباط ثواب الرضا وإحباط أجر القضاء أيضا ويؤيد الأول ماروُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَثَوَابُ المُؤمِنِ مِن وَلَدِهِ إِذَا مَاتَ الجَنّةُ صَبَرَ
صفحه : 333
أَو لَم يَصبِر
17- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الإِيمَانُ أَربَعَةُ أَركَانٍ الرّضَا بِقَضَاءِ اللّهِ وَ التّوَكّلُ عَلَي اللّهِ وَ تَفوِيضُ الأَمرِ إِلَي اللّهِ وَ التّسلِيمُ لِأَمرِ اللّهِ
بيان الإيمان أربعة أركان أي مركب منها أوله هذه الأربعة وعليها بناؤه واستقراره فكأنه عينها
18- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن بَعضِ أَشيَاخِ بنَيِ النجّاَشيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَأسُ طَاعَةِ اللّهِ الصّبرُ وَ الرّضَا عَنِ اللّهِ فِيمَا أَحَبّ العَبدُ أَو كَرِهَ وَ لَا يَرضَي عَبدٌ عَنِ اللّهِ فِيمَا أَحَبّ أَو كَرِهَ إِلّا كَانَ خَيراً لَهُ فِيمَا أَحَبّ أَو كَرِهَ
بيان رأس طاعة الله أي أشرفها أو ما به بقاؤها فشبه الطاعة بإنسان وأثبت له الرأس في القاموس الرأس معروف وأعلي كل شيء وسيد القوم و في بعض الروايات كل طاعة الله .فيما أحب أي العبد مثل الصحة والسعة والأمن أوكره كالسقم والضيق إلا كان أي ماقضاه الله بقرينة المقام فإن الرضا عن الله هوالرضا بقضائه وإرجاعه إلي الرضا بعيد والرضا به لاينافي الفرار عنه والدعاء لدفعه لأنهما أيضا بأمره وقضائه سبحانه
19- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن لَيثٍ المرُاَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَعلَمَ النّاسِ بِاللّهِ أَرضَاهُم بِقَضَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
توضيح يدل علي أن الرضا بالقضاء تابع للعلم والمعرفة و أنه قابل للشدة والضعف مثلهما و ذلك لأن الرضا مبني علي العلم بأنه سبحانه قادر
صفحه : 334
قاهر عدل حكيم لطيف بعباده لايفعل بهم إلاالأصلح و أنه المدبر للعالم وبيده نظامه فكلما كان العلم بتلك الأمور أتم كان الرضا بقضائه أكمل وأعظم وأيضا الرضا من ثمرات المحبة والمحبة تابعة للمعرفة فبعد حصول المحبة لايأتي من محبوبه إليه شيء إلا كان أحلي من كل شيء
20- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن يَحيَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ الصّبرُ وَ الرّضَا عَنِ اللّهِ رَأسُ طَاعَةِ اللّهِ وَ مَن صَبَرَ وَ رضَيَِ عَنِ اللّهِ فِيمَا قَضَي عَلَيهِ فِيمَا أَحَبّ أَو كَرِهَ لَم يَقضِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ فِيمَا أَحَبّ أَو كَرِهَ إِلّا مَا هُوَ خَيرٌ لَهُ
بيان مضمونه موافق لحديث بعض الأشياخ فإن قوله ع و من صبر ورضي إلخ المراد به أن الصبر والرضا وقعا موقعهما فإن المقضي عليه لامحالة خير له لا أنه إذا لم يصبر و لم يرض لم يكن خيرا له و لوحمل علي هذاالوجه واعتبر المفهوم يحتمل أن يكون الرضا سببا لمزيد الخيرية و لو لم يكن إلاالأجر المترتب علي الصبر والرضا لكفي في ذلك مع أنه قدجرب أن الراضي بالسوء من القضاء تتبدل حاله سريعا من الشدة إلي الرخاء. وقيل لابد من القول بأن المفهوم غيرمعتبر أوالقول بأن ماقضاه الله شر له لفقده أجر الصبر والرضا أو في نظره بخلاف الصابر والراضي فإنه خير في نظرهما و في الواقع
21- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ ينَبغَيِ لِمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ أَن لَا يَستَبطِئَهُ فِي رِزقِهِ وَ لَا يَتّهِمَهُ فِي قَضَائِهِ
22-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المنِقرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ هَاشِمِ بنِ البَرِيدِ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع الزّهدُ عَشَرَةُ أَجزَاءٍ
صفحه : 335
أَعلَي دَرَجَةِ الزّهدِ أَدنَي دَرَجَةِ الوَرَعِ وَ أَعلَي دَرَجَةِ الوَرَعِ أَدنَي دَرَجَةِ اليَقِينِ وَ أَعلَي دَرَجَةِ اليَقِينِ أَدنَي دَرَجَةِ الرّضَا
بيان يدل علي أن للزهد في الدنيا وترك الرغبة فيهامراتب تنتهي أعلاها إلي أدني درجات الورع أي ترك المحرمات والشبهات و له أيضا مراتب تنتهي أعلاها إلي أدني درجات الرضا بقضاء الله فهو أعلي درجات القرب والكمال
23- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لقَيَِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ كَيفَ يَكُونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً وَ هُوَ يَسخَطُ قِسمَهُ وَ يُحَقّرُ مَنزِلَتَهُ وَ الحَاكِمُ عَلَيهِ اللّهُ وَ أَنَا الضّامِنُ لِمَن لَم يَهجُس فِي قَلبِهِ إِلّا الرّضَا أَن يَدعُوَ اللّهَ فَيُستَجَابَ لَهُ
توضيح كيف للإنكار مؤمنا أي كاملا في الإيمان مستحقا لهذا الاسم و هوالواو للحال يسخط قسمه القسم بالكسر و هوالنصيب أوبالفتح مصدر قسمه كضربه أوبكسر القاف وفتح السين جمع قسمة بالكسر مصدرا أيضا و علي الأول الضمير البارز راجع إلي المؤمن و علي الأخيرين إما راجع إليه أيضا بالإضافة إلي المفعول أو إلي الله . ويحقر منزلته الضمير راجع إلي المؤمن أيضا أي يحقر منزلته التي أعطاه الله إياها بين الناس في المال والعزة وغيرهما وقيل أي منزلته عند الله لأنه تعالي جعل ذلك قسما له لرفع منزلته فتحقير القسم السبب لها تحقير لها و ماذكرنا أظهر ويمكن إرجاعه إلي القسم أو إلي الله بالإضافة إلي الفاعل والحاكم عليه الله الواو للحال وضمير عليه للمؤمن أوللقسم وقيل الحاكم عطف علي منزلته و الله بدل عن الحاكم أي ويحقر الحاكم عليه و هو الله لأن تحقير حكم الحاكم تحقير له و لايخفي بعده و في القاموس هجس الشيء في صدره يهجس خطر بباله أو هو أن يحدث نفسه في صدره مثل الوسواس ويدل
صفحه : 336
علي أن الرضا بالقضاء موجب لاستجابة الدعاء
24- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ بأِيَّ شَيءٍ يَعلَمُ المُؤمِنُ بِأَنّهُ مُؤمِنٌ قَالَ بِالتّسلِيمِ لِلّهِ وَ الرّضَا فِيمَا وَرَدَ عَلَيهِ مِن سُرُورٍ أَو سَخَطٍ
بيان بأنه مؤمن أي متصف بكمال الإيمان بالتسليم لله أي في أحكامه وأوامره ونواهيه فيما ورد عليه أي من قضاياه وتقديراته
الآيات الأعراف أَ فَأَمِنُوا مَكرَ اللّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللّهِ إِلّا القَومُ الخاسِرُونَهودوَ لَئِن أَذَقنَا الإِنسانَ مِنّا رَحمَةً ثُمّ نَزَعناها مِنهُ إِنّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ وَ لَئِن أَذَقناهُ نَعماءَ بَعدَ ضَرّاءَ مَسّتهُ لَيَقُولَنّ ذَهَبَ السّيّئاتُ عنَيّ إِنّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُم مَغفِرَةٌ وَ أَجرٌ كَبِيرٌيوسف يا بنَيِّ اذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ وَ لا تَيأَسُوا مِن رَوحِ اللّهِ إِنّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللّهِ إِلّا القَومُ الكافِرُونَالحجرقالُوا بَشّرناكَ بِالحَقّ فَلا تَكُن مِنَ القانِطِينَ قالَ وَ مَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبّهِ إِلّا الضّالّونَ
صفحه : 337
الإسراءوَ إِذا أَنعَمنا عَلَي الإِنسانِ أَعرَضَ وَ نَأي بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسّهُ الشّرّ كانَ يَؤُساًالشعراءإِن هذا إِلّا خُلُقُ الأَوّلِينَ وَ ما نَحنُ بِمُعَذّبِينَ و قال تعالي أَ تُترَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ و قال فَأَسقِط عَلَينا كِسَفاً مِنَ السّماءِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَالعنكبوت وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللّهِ وَ لِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِن رحَمتَيِ و قال تعالي فَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالُوا ائتِنا بِعَذابِ اللّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَالروم وَ إِذا أَذَقنَا النّاسَ رَحمَةً فَرِحُوا بِها وَ إِن تُصِبهُم سَيّئَةٌ بِما قَدّمَت أَيدِيهِم إِذا هُم يَقنَطُونَ و قال تعالي وَ إِن كانُوا مِن قَبلِ أَن يُنَزّلَ عَلَيهِم مِن قَبلِهِ لَمُبلِسِينَالمؤمن يا قَومِ لَكُمُ المُلكُ اليَومَ ظاهِرِينَ فِي الأَرضِ إلي قوله تعالي وَ قالَ ألّذِي آمَنَ يا قَومِ إنِيّ أَخافُ عَلَيكُم مِثلَ يَومِ الأَحزابِ إلي قوله يا قَومِ إنِيّ أَخافُ عَلَيكُم يَومَ التّنادِ يَومَ تُوَلّونَ مُدبِرِينَ ما لَكُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍالسجدةوَ إِن مَسّهُ الشّرّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌالطوروَ إِن يَرَوا كِسفاً مِنَ السّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَركُومٌتفسيررَحمَةً أي نعمةثُمّ نَزَعناها أي سلبناهامِنهُ إِنّهُ لَيَؤُسٌشديد
صفحه : 338
اليأس قنوط من أن تعود إليه تلك النعمة المنزوعة قاطع رجاءه من سعة فضل الله كَفُورٌعظيم الكفران لنعمه وَ لَئِن أَذَقناهُ نَعماءَ بَعدَ ضَرّاءَ مَسّتهُكصحة بعدسقم وغني بعدعدم و في اختلاف الفعلين نكتة لاتخفي لَيَقُولَنّ ذَهَبَ السّيّئاتُ عنَيّ أي المصائب التي ساءتني وأحزنتنيإِنّهُ لَفَرِحٌأشر بطر مغتر بهافَخُورٌ علي الناس بما أنعم الله عليه قدشغله الفرح والفخر عن الشكر والقيام بحقها
1- مع ،[معاني الأخبار] عَنِ الصّادِقِ ع نَاقِلًا عَن حَكِيمٍ اليَأسُ مِن رَوحِ اللّهِ أَشَدّ بَرداً مِنَ الزّمهَرِيرِ
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ المقُريِ عَن يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ عَن عُمَرَ بنِ عَاصِمٍ عَن مُعَمّرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عُثمَانَ النهّديِّ عَن جُندَبٍ الغفِاَريِّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ رَجُلًا قَالَ يَوماً وَ اللّهِ لَا يَغفِرُ اللّهُ لِفُلَانٍ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَن ذَا ألّذِي تَأَلّي عَلَيّ أَن لَا أَغفِرَ لِفُلَانٍ فإَنِيّ قَد غَفَرتُ لِفُلَانٍ وَ أَحبَطتُ عَمَلَ المتُأَلَيّ بِقَولِهِ لَا يَغفِرُ اللّهُ لِفُلَانٍ
3- نَوَادِرُ الراّونَديِّ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَبعَثُ اللّهُ المُقنِطِينَ يَومَ القِيَامَةِ مُغَلّبَةً وُجُوهُهُم يعَنيِ غَلَبَةَ السّوَادِ عَلَي البَيَاضِ فَيُقَالُ لَهُم هَؤُلَاءِ المُقنِطُونَ مِن رَحمَةِ اللّهِ تَعَالَي
صفحه : 339
الآيات يونس وَ إِذا مَسّ الإِنسانَ الضّرّ دَعانا لِجَنبِهِ أَو قاعِداً أَو قائِماً فَلَمّا كَشَفنا عَنهُ ضُرّهُ مَرّ كَأَن لَم يَدعُنا إِلي ضُرّ مَسّهُ كَذلِكَ زُيّنَ لِلمُسرِفِينَ ما كانُوا يَعمَلُونَ و قال سبحانه وَ إِذا أَذَقنَا النّاسَ رَحمَةً مِن بَعدِ ضَرّاءَ مَسّتهُم إِذا لَهُم مَكرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللّهُ أَسرَعُ مَكراً إِنّ رُسُلَنا يَكتُبُونَ ما تَمكُرُونَ هُوَ ألّذِي يُسَيّرُكُم فِي البَرّ وَ البَحرِ حَتّي إِذا كُنتُم فِي الفُلكِ وَ جَرَينَ بِهِم بِرِيحٍ طَيّبَةٍ وَ فَرِحُوا بِها جاءَتها رِيحٌ عاصِفٌ وَ جاءَهُمُ المَوجُ مِن كُلّ مَكانٍ وَ ظَنّوا أَنّهُم أُحِيطَ بِهِم دَعَوُا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ لَئِن أَنجَيتَنا مِن هذِهِ لَنَكُونَنّ مِنَ الشّاكِرِينَ فَلَمّا أَنجاهُم إِذا هُم يَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ يا أَيّهَا النّاسُ إِنّما بَغيُكُم عَلي أَنفُسِكُم مَتاعَ الحَياةِ الدّنيا ثُمّ إِلَينا مَرجِعُكُم فَنُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَهودوَ لَئِن أَذَقنَا الإِنسانَ مِنّا رَحمَةً ثُمّ نَزَعناها مِنهُ إِنّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ وَ لَئِن أَذَقناهُ نَعماءَ بَعدَ ضَرّاءَ مَسّتهُ لَيَقُولَنّ ذَهَبَ السّيّئاتُ عنَيّ إِنّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُم مَغفِرَةٌ وَ أَجرٌ كَبِيرٌ ابراهيم أَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ بَدّلُوا نِعمَتَ اللّهِ كُفراً وَ أَحَلّوا قَومَهُم دارَ البَوارِ جَهَنّمَ يَصلَونَها وَ بِئسَ القَرارُ و قال تعالي وَ إِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللّهِ لا تُحصُوها إِنّ الإِنسانَ لَظَلُومٌ كَفّارٌالنحل وَ ما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمّ إِذا مَسّكُمُ الضّرّ فَإِلَيهِ تَجئَرُونَ
ثُمّ إِذا كَشَفَ الضّرّ عَنكُم إِذا فَرِيقٌ مِنكُم بِرَبّهِم يُشرِكُونَ لِيَكفُرُوا بِما آتَيناهُم فَتَمَتّعُوا فَسَوفَ تَعلَمُونَ و قال تعالي وَ اللّهُ فَضّلَ بَعضَكُم عَلي بَعضٍ فِي الرّزقِ فَمَا الّذِينَ فُضّلُوا برِاَديّ رِزقِهِم عَلي ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَهُم فِيهِ سَواءٌ أَ فَبِنِعمَةِ اللّهِ يَجحَدُونَ إلي قوله تعالي أَ فَبِالباطِلِ يُؤمِنُونَ وَ بِنِعمَتِ اللّهِ هُم يَكفُرُونَ و قال تعالي يَعرِفُونَ نِعمَتَ اللّهِ ثُمّ يُنكِرُونَها وَ أَكثَرُهُمُ الكافِرُونَ و قال تعالي وَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنّةً يَأتِيها رِزقُها رَغَداً مِن كُلّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللّهِ فَأَذاقَهَا اللّهُ لِباسَ الجُوعِ وَ الخَوفِ بِما كانُوا يَصنَعُونَالإسراءوَ إِذا مَسّكُمُ الضّرّ فِي البَحرِ ضَلّ مَن تَدعُونَ إِلّا إِيّاهُ فَلَمّا نَجّاكُم إِلَي البَرّ أَعرَضتُم وَ كانَ الإِنسانُ كَفُوراً أَ فَأَمِنتُم أَن يَخسِفَ بِكُم جانِبَ البَرّ أَو يُرسِلَ عَلَيكُم حاصِباً ثُمّ لا تَجِدُوا لَكُم وَكِيلًا أَم أَمِنتُم أَن يُعِيدَكُم فِيهِ تارَةً أُخري فَيُرسِلَ عَلَيكُم قاصِفاً مِنَ الرّيحِ فَيُغرِقَكُم بِما كَفَرتُم ثُمّ لا تَجِدُوا لَكُم عَلَينا بِهِ تَبِيعاًالكهف وَ اضرِب لَهُم مَثَلًا رَجُلَينِ جَعَلنا لِأَحَدِهِما جَنّتَينِ مِن أَعنابٍ وَ حَفَفناهُما بِنَخلٍ وَ جَعَلنا بَينَهُما زَرعاً كِلتَا الجَنّتَينِ آتَت أُكُلَها وَ لَم تَظلِم مِنهُ شَيئاً وَ فَجّرنا خِلالَهُما نَهَراً وَ كانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكثَرُ مِنكَ مالًا وَ أَعَزّ نَفَراً وَ دَخَلَ جَنّتَهُ وَ هُوَ ظالِمٌ لِنَفسِهِ قالَ ما أَظُنّ أَن تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً وَ ما أَظُنّ السّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِن رُدِدتُ إِلي ربَيّ لَأَجِدَنّ خَيراً مِنها مُنقَلَباً قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرتَ باِلذّيِ خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمّ مِن نُطفَةٍ ثُمّ سَوّاكَ رَجُلًا لكِنّا هُوَ اللّهُ ربَيّ وَ لا أُشرِكُ برِبَيّ أَحَداً وَ لَو لا إِذ دَخَلتَ جَنّتَكَ قُلتَ ما شاءَ اللّهُ لا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلّ مِنكَ مالًا وَ وَلَداً فَعَسي ربَيّ أَن يُؤتِيَنِ
خَيراً مِن جَنّتِكَ وَ يُرسِلَ عَلَيها حُسباناً مِنَ السّماءِ فَتُصبِحَ صَعِيداً زَلَقاً أَو يُصبِحَ ماؤُها غَوراً فَلَن تَستَطِيعَ لَهُ طَلَباً وَ أُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصبَحَ يُقَلّبُ كَفّيهِ عَلي ما أَنفَقَ فِيها وَ هيَِ خاوِيَةٌ عَلي عُرُوشِها وَ يَقُولُ يا ليَتنَيِ لَم أُشرِك برِبَيّ أَحَداً وَ لَم تَكُن لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَ ما كانَ مُنتَصِراً هُنالِكَ الوَلايَةُ لِلّهِ الحَقّ هُوَ خَيرٌ ثَواباً وَ خَيرٌ عُقباً
الحج وَ هُوَ ألّذِي أَحياكُم ثُمّ يُمِيتُكُم ثُمّ يُحيِيكُم إِنّ الإِنسانَ لَكَفُورٌالعنكبوت فَإِذا رَكِبُوا فِي الفُلكِ دَعَوُا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُم إِلَي البَرّ إِذا هُم يُشرِكُونَ لِيَكفُرُوا بِما آتَيناهُم وَ لِيَتَمَتّعُوا فَسَوفَ يَعلَمُونَ إلي قوله تعالي أَ فَبِالباطِلِ يُؤمِنُونَ وَ بِنِعمَةِ اللّهِ يَكفُرُونَالروم وَ إِذا مَسّ النّاسَ ضُرّ دَعَوا رَبّهُم مُنِيبِينَ إِلَيهِ ثُمّ إِذا أَذاقَهُم مِنهُ رَحمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنهُم بِرَبّهِم يُشرِكُونَ لِيَكفُرُوا بِما آتَيناهُم فَتَمَتّعُوا فَسَوفَ تَعلَمُونَ و قال تعالي وَ لَئِن أَرسَلنا رِيحاً فَرَأَوهُ مُصفَرّا لَظَلّوا مِن بَعدِهِ يَكفُرُونَلقمان أَ لَم تَرَ أَنّ الفُلكَ تجَريِ فِي البَحرِ بِنِعمَتِ اللّهِ لِيُرِيَكُم مِن آياتِهِ إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍ وَ إِذا غَشِيَهُم مَوجٌ كَالظّلَلِ دَعَوُا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُم إِلَي البَرّ فَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَ ما يَجحَدُ بِآياتِنا إِلّا كُلّ خَتّارٍ كَفُورٍسبألَقَد كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسكَنِهِم آيَةٌ جَنّتانِ عَن يَمِينٍ وَ شِمالٍ كُلُوا مِن رِزقِ رَبّكُم وَ اشكُرُوا لَهُ بَلدَةٌ طَيّبَةٌ وَ رَبّ غَفُورٌ فَأَعرَضُوا فَأَرسَلنا عَلَيهِم سَيلَ العَرِمِ وَ بَدّلناهُم بِجَنّتَيهِم جَنّتَينِ ذوَاتيَ أُكُلٍ خَمطٍ وَ أَثلٍ وَ شَيءٍ مِن سِدرٍ قَلِيلٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِما كَفَرُوا وَ هَل نجُازيِ إِلّا الكَفُورَ وَ جَعَلنا بَينَهُم وَ بَينَ القُرَي
التّيِ بارَكنا فِيها قُريً ظاهِرَةً وَ قَدّرنا فِيهَا السّيرَ سِيرُوا فِيها ليَاليَِ وَ أَيّاماً آمِنِينَ فَقالُوا رَبّنا باعِد بَينَ أَسفارِنا وَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم فَجَعَلناهُم أَحادِيثَ وَ مَزّقناهُم كُلّ مُمَزّقٍ إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍالزمرإِنّ اللّهَ لا يهَديِ مَن هُوَ كاذِبٌ كَفّارٌ و قال تعالي وَ إِذا مَسّ الإِنسانَ ضُرّ دَعا رَبّهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُمّ إِذا خَوّلَهُ نِعمَةً مِنهُ نسَيَِ ما كانَ يَدعُوا إِلَيهِ مِن قَبلُ وَ جَعَلَ لِلّهِ أَنداداً لِيُضِلّ عَن سَبِيلِهِ قُل تَمَتّع بِكُفرِكَ قَلِيلًا إِنّكَ مِن أَصحابِ النّارِالسجدةلا يَسأَمُ الإِنسانُ مِن دُعاءِ الخَيرِ وَ إِن مَسّهُ الشّرّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ وَ لَئِن أَذَقناهُ رَحمَةً مِنّا مِن بَعدِ ضَرّاءَ مَسّتهُ لَيَقُولَنّ هذا لِي وَ ما أَظُنّ السّاعَةَ قائِمَةً وَ لَئِن رُجِعتُ إِلي ربَيّ إِنّ لِي عِندَهُ لَلحُسني فَلَنُنَبّئَنّ الّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَ لَنُذِيقَنّهُم مِن عَذابٍ غَلِيظٍ وَ إِذا أَنعَمنا عَلَي الإِنسانِ أَعرَضَ وَ نَأي بِجانِبِهِ وَ إِذا مَسّهُ الشّرّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍحمعسق وَ إِنّا إِذا أَذَقنَا الإِنسانَ مِنّا رَحمَةً فَرِحَ بِها وَ إِن تُصِبهُم سَيّئَةٌ بِما قَدّمَت أَيدِيهِم فَإِنّ الإِنسانَ كَفُورٌالدهرإِنّا هَدَيناهُ السّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَ إِمّا كَفُوراً إِنّا أَعتَدنا لِلكافِرِينَ سَلاسِلَ وَ أَغلالًا وَ سَعِيراًعبس قُتِلَ الإِنسانُ ما أَكفَرَهُ مِن أَيّ شَيءٍ خَلَقَهُ مِن نُطفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدّرَهُ ثُمّ السّبِيلَ يَسّرَهُ ثُمّ أَماتَهُ فَأَقبَرَهُ ثُمّ إِذا شاءَ أَنشَرَهُ كَلّا لَمّا يَقضِ ما أَمَرَهُالعاديات إِنّ الإِنسانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ