صفحه : 1
الآيات المائدةقالَ اللّهُ هذا يَومُ يَنفَعُ الصّادِقِينَ صِدقُهُم لَهُم جَنّاتٌ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُ ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُالأنعام قالَ هذا ربَيّالتوبةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَيوسف ثُمّ أَذّنَ مُؤَذّنٌ أَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَالأنبياءقالَ بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَسئَلُوهُم إِن كانُوا يَنطِقُونَالأحزاب مِنَ المُؤمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًا ليِجَزيَِ اللّهُ الصّادِقِينَ بِصِدقِهِمالزمرألّذِي جاءَ بِالصّدقِ وَ صَدّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَ لَهُم ما يَشاؤُنَ عِندَ رَبّهِم ذلِكَ جَزاءُ المُحسِنِينَ لِيُكَفّرَ اللّهُ عَنهُم أَسوَأَ ألّذِي عَمِلُوا وَ يَجزِيَهُم أَجرَهُم
بِأَحسَنِ ألّذِي كانُوا يَعمَلُونَالحشرأُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ
1- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَبعَث نَبِيّاً إِلّا بِصِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ إِلَي البَرّ وَ الفَاجِرِ
تبيين إلابصدق الحديث أي متصفا بهما أو كان الأمر بهما في شريعته و قدمر أنه يحتمل شمول الأمانة لجميع حقوق الله وحقوق الخلق لكن الظاهر منه أداء كل حق ائتمنك عليه إنسان برا كان أوفاجرا والظاهر أن الفاجر يشمل الكافر أيضا فيدل علي عدم جواز الخيانة بل التقاص أيضا في ودائع الكفار وأماناتهم . واختلف الأصحاب في التقاص مع تحقق شرائطه في الوديعة فذهب الشيخ في الإستبصار وأكثر المتأخرين إلي الجواز علي كراهة وذهب الشيخ في النهاية وجماعة إلي التحريم والأخبار مختلفة وسيأتي تحقيقه في محله إن شاء الله وستأتي الأخبار في وجوب أداء الأمانة والوديعة إلي الكافر و إلي قاتل علي صلوات الله عليه
2- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَغتَرّوا بِصَلَاتِهِم وَ لَا بِصِيَامِهِم فَإِنّ الرّجُلَ رُبّمَا لَهِجَ بِالصّلَاةِ وَ الصّومِ حَتّي لَو تَرَكَهُ استَوحَشَ وَ لَكِنِ اختَبِرُوهُم عِندَ صِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ
بيان قال الجوهري اغترّ بالشيء خدع به و قال اللهج بالشيء الولوع و قدلهج به بالكسر يلهج لهجا إذاأغري به فثابر عليه انتهي وحاصل الحديث أن كثرة الصلاة والصوم ليست مما يختبر به صلاح المرء وخوفه من الله
صفحه : 3
تعالي فإنها من الأفعال الظاهرة التي لابد للمرء من الإتيان بهاخوفا أوطمعا ورياء لاسيما للمتسمين بالصلاة فيأتون بها من غيرإخلاص حتي يعتادونها و لاغرض لهم في تركها غالبا والدواعي الدنيوية في فعلها لهم كثيرة بخلاف الصدق وأداء الأمانة فإنهما من الأمور الخفية وظهور خلافهما علي الناس نادر والدواعي الدنيوية علي تركهما كثيرة فاختبروهم بهما لأن الآتي بهما غالبا من أهل الصلاح والخوف من الله مع أنهما من الصفات الحسنة التي تدعو إلي كثير من الخيرات وبهما تحصل كمال النفس و إن لم تكونا لله وأيضا الصدق يمنع كون العمل لغير الله إن الرياء حقيقة من أقبح أنواع الكذب كمايومئ إليه الخبر الآتي
3- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن مُثَنّي الحَنّاطِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ
بيان زكا عمله أي يصير عمله بسببه زاكيا أي ناميا في الثواب لأنه إِنّما يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ و هو من أعظم أركان التقوي أوكثيرا لأن الصدق مع الله يوجب الإتيان بما أمر الله والصدق مع الخلق أيضا يوجب ذلك لأنه إذاسئل عن عمل هل يفعله و لم يفعله لايمكنه ادعاء فعله فيأتي بذلك ولعله بعد ذلك يصير خالصا لله . أويقال لما كان الصدق لازما للخوف والخوف ملزوما لكثرة الأعمال فالصدق ملزوم لها أوالمعني طهر عمله من الرياء فإنها نوع من الكذب كماأشرنا إليه في الخبر السابق و في بعض النسخ زكي علي المجهول من بناء التفعيل بمعني القبول أي يمدح الله عمله ويقبله فيرجع إلي المعني الأول ويؤيده
4- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع فِي أَوّلِ دَخلَةٍ دَخَلتُ عَلَيهِ تَعَلّمُوا الصّدقَ قَبلَ الحَدِيثِ
صفحه : 4
بيان الدخلة مصدر كالجلسة و إن لم يذكر بخصوصه في اللغة تعلموا الصدق أي قواعده كجواز النقل بالمعني ونسبة الحديث المأخوذ عن واحد من الأئمة إلي آبائه أو إلي رسول الله ص أوتبعيض الحديث وأمثال ذلك أو يكون تعلمه كناية عن العمل به والتمرن عليه علي المشاكلة أوالمراد تعلم وجوبه ولزومه وحرمة تركه .قبل الحديث أي قبل سماع الحديث منا وروايته وضبطه ونقله و هذايناسب أول دخوله فإنه كان مريدا لسماع الحديث منه ع و لم يسمع بعد هذا ماأفهمه وقيل فيه وجوه مبنية علي أن المراد بالحديث التكلم لاالحديث بالمعني المصطلح .الأول أن المراد التفكر في الكلام ليعرف الصدق فيما يتكلم به ومثله قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لِسَانُ العَاقِلِ وَرَاءَ قَلبِهِ وَ قَلبُ الأَحمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ
يعني أن العاقل يعلم الصدق والكذب أولا ويتفكر فيما يقول ثم يقول ما هوالحق والصدق والأحمق يتكلم و يقول من غيرتأمل وتفكر فيتكلم بالكذب والباطل كثيرا.الثاني أن لا يكون قبل متعلقا بتعلموا بل يكون بدلا من قوله في أول دخلة.الثالث أن يكون قبل متعلقا بقال أي قال ع ابتداء قبل التكلم بكلام آخر تعلموا.الرابع أن يكون المعني تعلموا الصدق قبل تعلم آداب التكلم من القواعد العربية والفصاحة والبلاغة وأمثالها و لايخفي بعدالجميع لاسيما الثاني والثالث وكون ماذكرنا أظهر وأنسب
5-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي كَهمَشٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع عَبدُ اللّهِ بنُ أَبِي يَعفُورٍ يُقرِئُكَ السّلَامَ قَالَ عَلَيكَ
صفحه : 5
وَ عَلَيهِ السّلَامُ إِذَا أَتَيتَ عَبدَ اللّهِ فَأَقرِئهُ السّلَامَ وَ قُل لَهُ إِنّ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ يَقُولُ لَكَ انظُر مَا بَلَغَ بِهِ عَلِيّ ع عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَالزَمهُ فَإِنّ عَلِيّاً ع إِنّمَا بَلَغَ مَا بَلَغَ بِهِ عِندَ رَسُولِ اللّهِص بِصِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ
بيان مابلغ به علي ع كأن مفعول البلوغ محذوف أي انظر الشيء ألذي بسببه بلغ علي ع عند رسول الله ص المبلغ ألذي بلغه من القرب والمنزلة و قوله بعد ذلك مابلغ به كأنه زيدت كلمة به من النساخ وليست في بعض النسخ و علي تقديرها كان الباء زائدة فإنه يقال بلغت المنزل أوالدار و قديقال بلغت إليه بتضمين فيمكن أن يكون الباء بمعني إلي ويحتمل علي بعد أن يكون قوله فإن عليا تعليلا للزوم وضمير به راجعا إلي الموصول فيما بلغ به أولا و قوله بصدق الحديث كلاما مستأنفا متعلقا بفعل مقدر أي بلغ ذلك بصدق الحديث
6- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ البصَريِّ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا فُضَيلُ إِنّ الصّادِقَ أَوّلُ مَن يُصَدّقُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَعلَمُ أَنّهُ صَادِقٌ وَ تُصَدّقُهُ نَفسُهُ تَعلَمُ أَنّهُ صَادِقٌ
7- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّمَا سمُيَّ إِسمَاعِيلُ صَادِقَ الوَعدِ لِأَنّهُ وَعَدَ رَجُلًا فِي مَكَانٍ فَانتَظَرَهُ فِي ذَلِكَ المَكَانِ سَنَةً فَسَمّاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَادِقَ الوَعدِ ثُمّ إِنّ الرّجُلَ أَتَاهُ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ إِسمَاعِيلُ مَا زِلتُ مُنتَظِراً لَكَ
بيان اختلف المفسرون في إسماعيل المذكور في هذه الآية قال الطبرسي رحمه الله هوإسماعيل بن ابراهيم وإِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ إذاوعد بشيء
صفحه : 6
وفي به و لم يخلف و كان مع ذلك رسولا إلي جرهم نبيا رفيع الشأن عالي القدر و قال ابن عباس إنه واعد رجلا أن ينتظره في مكان ونسي الرجل فانتظره سنة حتي أتاه الرجل وروي ذلك عن أبي عبد الله ع وقيل أقام ينتظره ثلاثة أيام عن مقاتل وقيل إن إسماعيل بن ابراهيم ع مات قبل أبيه ابراهيم و إن هذا هوإسماعيل بن حزقيل بعثه الله إلي قوم فسلخوا جلدة وجهه وفروة رأسه فخيره الله فيما شاء من عذابهم فاستعفاه ورضي بثوابه وفوض أمره إلي الله في عفوه وعقابه ورواه أصحابنا عن أبي عبد الله ع ثم قال في آخره أتاه ملك من ربه يقرئه السلام و يقول قدرأيت ماصنع بك و قدأمرني بطاعتك فمرني بما شئت فقال يكون لي بالحسين أسوة
8- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ الخَزّازِ عَن جَدّهِ الرّبِيعِ بنِ سَعدٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع يَا رَبِيعُ إِنّ الرّجُلَ لَيَصدُقُ حَتّي يَكتُبَهُ اللّهُ صِدّيقاً
بيان الصديق مبالغة في الصدق أوالتصديق والإيمان بالرسول قولا وفعلا قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي إِنّهُ كانَ صِدّيقاً أي كثير التصديق في أمور الدين عن الجبائي وقيل صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن الله و قال الراغب الصدق والكذب أصلهما في القول ماضيا كان أومستقبلا وعدا كان أوغيره و لايكونان بالقصد الأول إلا في القول و لايكونان من القول إلا في الخبر دون غيره من أصناف الكلام و قديكونان بالعرض في غيره من أنواع الكلام الاستفهام والأمر والدعاء و ذلك نحو قول القائل أزيد في الدار فإن في ضمنه إخبارا بكونه جاهلا بحال زيد وكذا إذا قال واسني في ضمنه أنه محتاج إلي المواساة
صفحه : 7
و إذا قال لاتؤذني ففي ضمنه أنه يؤذيه والصديق من كثر منه الصدق وقيل بل يقال ذلك لمن لم يكذب قط وقيل بل لمن لايتأتي منه الكذب لتعوده الصدق وقيل بل لمن صدق بقوله واعتقاده وحقق صدقه بفعله فالصديقون هم قوم دوين الأنبياء في الفضيلة و قديستعمل الصدق والكذب في كل مايحق ويحصل في الاعتقاد نحو صدق ظني وكذب ويستعملان في أفعال الجوارح فيقال صدق في القتال إذاوفي حقه وفعل علي مايجب و كمايجب وكذب في القتال إذا كان بخلاف ذلك قال الله تعالي رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ أي حققوا العهد بما أظهروه من أفعالهم و قوله لِيَسئَلَ الصّادِقِينَ عَن صِدقِهِم أي يسأل من صدق بلسانه عن صدق فعله تنبيها علي أنه لايكفي الاعتراف بالحق دون تحريه بالفعل
7- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ العَبدَ لَيَصدُقُ حَتّي يُكتَبَ عِندَ اللّهِ مِنَ الصّادِقِينَ وَ يَكذِبُ حَتّي يُكتَبَ عِندَ اللّهِ مِنَ الكَاذِبِينَ فَإِذَا صَدَقَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَدَقَ وَ بَرّ وَ إِذَا كَذَبَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَذَبَ وَ فَجَرَ
توضيح يدل علي رفعة درجة الصادقين عند الله و قال الراغب البر التوسع في فعل الخير ويستعمل في الصدق لكونه بعض الخيرات المتوسع فيه وبر العبد ربه توسع في طاعته و قال سمي الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور
8-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ بنِ رَزِينٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَكُونُوا دُعَاةً لِلنّاسِ بِالخَيرِ بِغَيرِ أَلسِنَتِكُم لِيَرَوا
صفحه : 8
مِنكُمُ الِاجتِهَادَ وَ الصّدقَ وَ الوَرَعَ
بيان بغير ألسنتكم أي بجوارحكم وأعمالكم الصادرة عنها و إن كان اللسان أيضا داخلا فيها من جهة الأعمال لا من جهة الدعوة الصريحة والاجتهاد المبالغة في الطاعات والورع اجتناب المنهيات والشبهات كمامر
9- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ قَالَ قَالَ أَبُو الوَلِيدِ حَسَنُ بنُ زِيَادٍ الصّيقَلُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَا عَمَلُهُ وَ مَن حَسُنَت نِيّتُهُ زِيدَ فِي رِزقِهِ وَ مَن حَسُنَ بِرّهُ بِأَهلِ بَيتِهِ مُدّ لَهُ فِي عُمُرِهِ
إيضاح من حسنت نيته أي عزمه علي الطاعات أو علي إيصال النفع إلي العباد أوسريرته في معاملة الخلق بأن يكون ناصحا لهم غيرمبطن لهم غشا وعداوة وخديعة أو في معاملة الله أيضا بأن يكون مخلصا و لا يكون مرائيا و لا يكون عازما علي المعاصي ومبطنا خلاف مايظهر من مخافة الله عز و جل . والمراد بأهل بيته عياله أوالأعم منهم و من أقاربه بالتوسعة عليهم وحسن المعاشرة معهم
10- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَبِي طَالِبٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تَنظُرُوا إِلَي طُولِ رُكُوعِ الرّجُلِ وَ سُجُودِهِ فَإِنّ ذَلِكَ شَيءٌ قَدِ اعتَادَهُ فَلَو تَرَكَهُ استَوحَشَ لِذَلِكَ وَ لَكِنِ انظُرُوا إِلَي صِدقِ حَدِيثِهِ وَ أَدَاءِ أَمَانَتِهِ
بيان المراد بطول الركوع والسجود حقيقته أوكناية عن كثرة الصلاة والأول أظهر.أقول قدمضي أخبار الباب في باب جوامع المكارم و باب صفات المؤمن
11-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِي الحُسَينِ بنِ الحضَرمَيِّ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ البجَلَيِّ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ المحُاَربِيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص ثَلَاثٌ يَحسُنُ فِيهِنّ الكَذِبُ المَكِيدَةُ فِي الحَربِ وَ عِدَتُكَ زَوجَتَكَ
صفحه : 9
وَ الإِصلَاحُ بَينَ النّاسِ وَ قَالَ ثَلَاثٌ يَقبُحُ فِيهِنّ الصّدقُ النّمِيمَةُ وَ إِخبَارُكَ الرّجُلَ عَن أَهلِهِ بِمَا يَكرَهُهُ وَ تَكذِيبُكَ الرّجُلَ عَنِ الخَبَرِ وَ قَالَ ثَلَاثَةٌ مُجَالَسَتُهُم تُمِيتُ القَلبَ مُجَالَسَةُ الأَنذَالِ وَ الحَدِيثُ مَعَ النّسَاءِ وَ مُجَالَسَةُ الأَغنِيَاءِ
12- لي ،[الأمالي للصدوق ] سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّ النّاسِ أَكرَمُ قَالَ مَن صَدَقَ فِي المَوَاطِنِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص
زِينَةُ الحَدِيثِ الصّدقُ
13- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ التفّليِسيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الهمَداَنيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا تَنظُرُوا إِلَي كَثرَةِ صَلَاتِهِم وَ صَومِهِم وَ كَثرَةِ الحَجّ وَ المَعرُوفِ وَ طَنطَنَتِهِم بِاللّيلِ وَ لَكِنِ انظُرُوا إِلَي صِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ
14- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ زِيَادٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ أَحسَنُ مِنَ الصّدقِ قَائِلُهُ وَ خَيرٌ مِنَ الخَيرِ فَاعِلُهُ
15- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الزَمُوا الصّدقَ فَإِنّهُ مَنجَاةٌ
16-فس ،[تفسير القمي]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن رَجُلٍ مِن وُلدِ عدَيِّ بنِ حَاتِمٍ عَن
صفحه : 10
أَبِيهِ عَن جَدّهِ عدَيِّ بنِ حَاتِمٍ وَ كَانَ مَعَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فِي حُرُوبِهِ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ لَيلَةَ الهَرِيرِ بِصِفّينَ حِينَ التَقَي مَعَ مُعَاوِيَةَ رَافِعاً صَوتَهُ يُسمِعُ أَصحَابَهُ لَأَقتُلَنّ مُعَاوِيَةَ وَ أَصحَابَهُ ثُمّ قَالَ فِي آخِرِ قَولِهِ إِن شَاءَ اللّهُ يَخفِضُ بِهِ صَوتَهُ وَ كُنتُ مِنهُ قَرِيباً فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّكَ حَلَفتَ عَلَي مَا قُلتَ ثُمّ استَثنَيتَ فَمَا أَرَدتَ بِذَلِكَ فَقَالَ ع إِنّ الحَربَ خُدعَةٌ وَ أَنَا عِندَ أصَحاَبيِ صَدُوقٌ فَأَرَدتُ أَن أُطَمّعَ أصَحاَبيِ فِي قوَليِ كَيلَا يَفشَلُوا وَ لَا يَفِرّوا فَافهَم فَإِنّكَ تَنتَفِعُ بِهَا بَعدُ إِن شَاءَ اللّهُ
17- ثو،[ثواب الأعمال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَجلَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ العَبدَ إِذَا صَدَقَ كَانَ أَوّلَ مَن يُصَدّقُهُ اللّهُ وَ نَفسُهُ تَعلَمُ أَنّهُ صَادِقٌ وَ إِذَا كَذَبَ كَانَ أَوّلَ مَن يُكَذّبُهُ اللّهُ وَ نَفسُهُ تَعلَمُ أَنّهُ كَاذِبٌ
18-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الصّدقُ نُورٌ غَيرُ مُتَشَعشِعٍ إِلّا فِي عَالَمِهِ كَالشّمسِ يسَتضَيِءُ بِهَا كُلّ شَيءٍ يَغشَاهُ مِن غَيرِ نُقصَانٍ يَقَعُ عَلَي مَعنَاهَا وَ الصّادِقُ حَقّاً هُوَ ألّذِي يُصَدّقُ كُلّ كَاذِبٍ بِحَقِيقَةِ صِدقِ مَا لَدَيهِ وَ هُوَ المَعنَي ألّذِي لَا يَسمَعُ مَعَهُ سِوَاهُ أَو ضِدّهُ مِثلُ آدَمَ ع صَدّقَ إِبلِيسَ فِي كَذِبِهِ حِينَ أَقسَمَ لَهُ كَاذِباً لِعَدَمِ مَاهِيّةِ الكَذِبِ فِي آدَمَ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَم نَجِد لَهُ عَزماً وَ لِأَنّ إِبلِيسَ أَبدَعَ شَيئاً كَانَ أَوّلَ مَن أَبدَعَهُ وَ هُوَ غَيرُ مَعهُودٍ ظَاهِراً وَ بَاطِناً فَخَسِرَ هُوَ بِكَذِبِهِ عَلَي مَعنًي لَم يَنتَفِع بِهِ مِن صِدقِ آدَمَ ع عَلَي بَقَاءِ الأَبَدِ وَ أَفَادَ آدَمُ ع بِتَصدِيقِهِ كَذِبَهُ بِشَهَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بنِفَيِ عَزمِهِ عَمّا يُضَادّ عَهدَهُ عَلَي الحَقِيقَةِ عَلَي مَعنًي لَم يَنقُص مِنِ اصطِفَائِهِ بِكَذِبِهِ شَيئاً فَالصّدقُ صِفَةُ الصّادِقِينَ وَ حَقِيقَةُ الصّدقِ مَا يقَتضَيِ تَزكِيَةَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِعَبدِهِ
صفحه : 11
كَمَا ذَكَرَ عَن صِدقِ عِيسَي بنِ مَريَمَ فِي القِيَامَةِ بِسَبَبِ مَا أَشَارَ إِلَيهِ مِن صِدقِهِ مِرآةَ الصّادِقِينَ مِن رِجَالِ أُمّةِ مُحَمّدٍص فَقَالَ عَزّ وَ جَلّهذا يَومُ يَنفَعُ الصّادِقِينَ صِدقُهُمالآيَةَ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الصّدقُ سَيفُ اللّهِ فِي أَرضِهِ وَ سَمَائِهِ أَينَمَا هَوَي بِهِ يَقُدّ فَإِذَا أَرَدتَ أَن تَعلَمَ أَ صَادِقٌ أَنتَ أَم كَاذِبٌ فَانظُر فِي قَصدِ مَعنَاكَ وَ غَورِ دَعوَاكَ وَ عَيّرهَا بِقِسطَاسٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي القِيَامَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ الوَزنُ يَومَئِذٍ الحَقّ فَإِذَا اعتَدَلَ مَعنَاكَ بِدَعوَاكَ ثَبَتَ لَكَ الصّدقُ وَ أَدنَي حَدّ الصّدقِ أَن لَا يُخَالِفَ اللّسَانُ القَلبَ وَ لَا القَلبُ اللّسَانَ وَ مَثَلُ الصّادِقِ المَوصُوفِ بِمَا ذَكَرنَا كَمَثَلِ النّازِعِ رُوحَهُ إِن لَم يَنزِع فَمَا ذَا يَصنَعُ
19- ختص ،[الإختصاص ]الصّدُوقُ عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن صَالِحِ بنِ سَهلٍ الهمَداَنيِّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع أَيّمَا مُسلِمٍ سُئِلَ عَن مُسلِمٍ فَصَدَقَ وَ أَدخَلَ عَلَي ذَلِكَ المُسلِمِ مَضَرّةً كُتِبَ مِنَ الكَاذِبِينَ وَ مَن سُئِلَ عَن مُسلِمٍ فَكَذَبَ فَأَدخَلَ عَلَي ذَلِكَ المُسلِمِ مَنفَعَةً كُتِبَ عِندَ اللّهِ مِنَ الصّادِقِينَ
20-ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ بَعضُ المُخَالِفِينَ بِحَضرَةِ الصّادِقِ ع لِرَجُلٍ مِنَ الشّيعَةِ مَا تَقُولُ فِي العَشَرَةِ مِنَ الصّحَابَةِ قَالَ أَقُولُ فِيهِمُ الخَيرَ الجَمِيلَ ألّذِي يَحُطّ اللّهُ بِهِ سيَئّاَتيِ وَ يَرفَعُ لِي درَجَاَتيِ قَالَ السّائِلُ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي مَا أنَقذَنَيِ مِن بُغضِكَ كُنتُ أَظُنّكَ رَافِضِيّاً تُبغِضُ الصّحَابَةَ فَقَالَ الرّجُلُ أَلَا مَن أَبغَضَ وَاحِداً مِنَ الصّحَابَةِ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ قَالَ لَعَلّكَ تَتَأَوّلُ
صفحه : 12
مَا تَقُولُ فِيمَن أَبغَضَ العَشَرَةَ فَقَالَ مَن أَبغَضَ العَشَرَةَ فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ المَلَائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ فَوَثَبَ فَقَبّلَ رَأسَهُ وَ قَالَ اجعلَنيِ فِي حِلّ مِمّا قَذَفتُكَ بِهِ مِنَ الرّفضِ قَبلَ اليَومِ قَالَ أَنتَ فِي حِلّ وَ أَنتَ أخَيِ ثُمّ انصَرَفَ السّائِلُ فَقَالَ لَهُ الصّادِقُ ع جَوّدتَ لِلّهِ دَرّكَ لَقَد أَعجَبَتِ المَلَائِكَةُ مِن حُسنِ تَورِيَتِكَ وَ تَلَفّظِكَ بِمَا خَلّصَكَ وَ لَم تَثلَم دِينَكَ زَادَ اللّهُ فِي مُخَالِفِينَا غَمّاً إِلَي غَمّ وَ حَجَبَ عَنهُم مُرَادَ منُتحَلِيِ مَوَدّتِنَا فِي بَقِيّتِهِم فَقَالَ بَعضُ أَصحَابِ الصّادِقِ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا عَقَلنَا مِن كَلَامِ هَذَا إِلّا مُوَافَقَتَهُ لِهَذَا المُتَعَنّتِ النّاصِبِ فَقَالَ الصّادِقُ ع لَئِن كُنتُم لَم تَفهَمُوا مَا عَنَي فَقَد فَهِمنَاهُ نَحنُ وَ قَد شَكَرَهُ اللّهُ لَهُ إِنّ وَلِيّنَا الموُاَليَِ لِأَولِيَائِنَا المعُاَديَِ لِأَعدَائِنَا إِذَا ابتَلَاهُ اللّهُ بِمَن يَمتَحِنُهُ مِن مُخَالِفِيهِ وَفّقَهُ لِجَوَابٍ يَسلَمُ مَعَهُ دِينُهُ وَ عِرضُهُ وَ يُعظِمُ اللّهُ بِالتّقِيّةِ ثَوَابَهُ إِنّ صَاحِبَكُم هَذَا قَالَ مَن عَابَ وَاحِداً مِنهُم فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ أَي مَن عَابَ وَاحِداً مِنهُم هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَالَ فِي الثّانِيَةِ مَن عَابَهُم وَ شَتَمَهُم فَعَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ قَد صَدَقَ لِأَنّ مَن عَابَهُم فَقَد عَابَ عَلِيّاً ع لِأَنّهُ أَحَدُهُم فَإِذَا لَم يَعِب عَلِيّاً وَ لَم يَذُمّهُ فَلَم يَعِبهُم وَ إِنّمَا عَابَ بَعضَهُم وَ لَقَد كَانَ لِحِزقِيلَ المُؤمِنِ مَعَ قَومِ فِرعَونَ الّذِينَ وَشَوا بِهِ إِلَي فِرعَونَ مِثلُ هَذِهِ التّورِيَةِ كَانَ حِزقِيلُ يَدعُوهُم إِلَي تَوحِيدِ اللّهِ وَ نُبُوّةِ مُوسَي وَ تَفضِيلِ مُحَمّدٍص عَلَي جَمِيعِ رُسُلِ اللّهِ وَ خَلقِهِ وَ تَفضِيلِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الخِيَارِ مِنَ الأَئِمّةِ عَلَي سَائِرِ أَوصِيَاءِ النّبِيّينَ وَ إِلَي البَرَاءَةِ مِن رُبُوبِيّةِ فِرعَونَ فَوَشَي بِهِ وَاشُونَ إِلَي فِرعَونَ وَ قَالُوا إِنّ حِزقِيلَ يَدعُو إِلَي مُخَالَفَتِكَ وَ يُعِينُ أَعدَاءَكَ عَلَي مُضَادّتِكَ فَقَالَ لَهُم فِرعَونُ ابنُ عمَيّ وَ خلَيِفتَيِ عَلَي ملُكيِ وَ ولَيِّ عهَديِ إِن فَعَلَ مَا قُلتُم فَقَدِ استَحَقّ العَذَابَ عَلَي كُفرِهِ نعِمتَيِ فَإِن كُنتُم عَلَيهِ كَاذِبِينَ فَقَدِ استَحقَقتُم أَشَدّ العِقَابِ لِإِيثَارِكُمُ الدّخُولَ فِي مَسَاءَتِهِ فَجَاءَ بِحِزقِيلَ وَ جَاءَ بِهِم فَكَاشَفُوهُ وَ قَالُوا أَنتَ تَجحَدُ رُبُوبِيّةَ فِرعَونَ عَنِ المُلكِ وَ تَكفُرُ نَعمَاءَهُ فَقَالَ حِزقِيلُ أَيّهَا المَلِكُ هَل جَرّبتَ عَلَيّ كَذِباً قَطّ قَالَ لَا
صفحه : 13
قَالَ فَسَلهُم مَن رَبّهُم فَقَالُوا فِرعَونُ قَالَ وَ مَن خَالِقُكُم قَالُوا فِرعَونُ هَذَا قَالَ وَ مَن رَازِقُكُمُ الكَافِلُ لِمَعَايِشِكُم وَ الدّافِعُ عَنكُم مَكَارِهَكُم قَالُوا فِرعَونُ هَذَا قَالَ حِزقِيلُ أَيّهَا المَلِكُ فَأُشهِدُكَ وَ كُلّ مَن حَضَرَكَ أَنّ رَبّهُم هُوَ ربَيّ وَ خَالِقَهُم هُوَ خاَلقِيِ وَ رَازِقَهُم هُوَ راَزقِيِ وَ مُصلِحَ مَعَايِشِهِم هُوَ مُصلِحُ معَاَيشِيِ لَا رَبّ لِي وَ لَا خَالِقَ وَ لَا رَازِقَ غَيرُ رَبّهِم وَ خَالِقِهِم وَ رَازِقِهِم وَ أُشهِدُكَ وَ مَن حَضَرَكَ أَنّ كُلّ رَبّ وَ خَالِقٍ وَ رَازِقٍ سِوَي رَبّهِم وَ خَالِقِهِم وَ رَازِقِهِم فَأَنَا برَيِءٌ مِنهُ وَ مِن رُبُوبِيّتِهِ وَ كَافِرٌ بِإِلَهِيّتِهِ يَقُولُ حِزقِيلُ هَذَا وَ هُوَ يعَنيِ أَنّ رَبّهُم هُوَ اللّهُ ربَيّ وَ لَم يَقُل إِنّ ألّذِي قَالُوا إِنّ رَبّهُم هُوَ ربَيّ وَ خفَيَِ هَذَا المَعنَي عَلَي فِرعَونَ وَ مَن حَضَرَهُ وَ تَوَهّمُوا أَنّهُ يَقُولُ فِرعَونُ ربَيّ وَ خاَلقِيِ وَ راَزقِيِ فَقَالَ لَهُم فِرعَونُ يَا رِجَالَ الشّرّ وَ يَا طُلّابَ الفَسَادِ فِي ملُكيِ وَ مرُيِديِ الفِتنَةِ بيَنيِ وَ بَينَ ابنِ عمَيّ وَ هُوَ عضَدُيِ أَنتُمُ المُستَحِقّونَ لعِذَاَبيِ لِإِرَادَتِكُم فَسَادَ أمَريِ وَ هَلَاكَ ابنِ عمَيّ وَ الفَتّ فِي عضَدُيِ ثُمّ أَمَرَ بِالأَوتَادِ فَجُعِلَ فِي سَاقِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم وَتِدٌ وَ فِي صَدرِهِ وَتِدٌ وَ أَمَرَ أَصحَابَ أَمشَاطِ الحَدِيدِ فَشَقّوا بِهَا لُحُومَهُم مِن أَبدَانِهِم فَذَلِكَ مَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا لَمّا وَشَوا بِهِ إِلَي فِرعَونَ لِيُهلِكُوهُوَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ سُوءُ العَذابِ وَ هُمُ الّذِينَ وَشَوا بِحِزقِيلَ إِلَيهِ لَمّا أَوتَدَ فِيهِمُ الأَوتَادَ وَ مَشّطَ عَن أَبدَانِهِم لُحُومَهَا بِالأَمشَاطِ
21- ج ،[الإحتجاج ]مُعَاوِيَةُ بنُ وَهبٍ عَن سَعِيدِ بنِ السّمّانِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلَانِ مِنَ الزّيدِيّةِ فَقَالَا لَهُ أَ فِيكُم إِمَامٌ مُفتَرَضٌ طَاعَتُهُ قَالَ فَقَالَ لَا فَقَالَا لَهُ قَد أَخبَرَنَا عَنكَ الثّقَاتُ أَنّكَ تَقُولُ بِهِ وَ سَمّوا قَوماً وَ قَالُوا هُم أَصحَابُ وَرَعٍ وَ تَشمِيرٍ وَ هُم مِمّن لَا يَكذِبُ فَغَضِبَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ قَالَ مَا أَمَرتُهُم بِهَذَا فَلَمّا رَأَيَا الغَضَبَ بِوَجهِهِ خَرَجَا الخَبَرَ
صفحه : 14
22- ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن يُونُسَ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا خَيرَ فِيمَن لَا تَقِيّةَ لَهُ وَ لَقَد قَالَ يُوسُفُأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ مَا سَرَقُوا
23- ع ،[علل الشرائع ]بِالإِسنَادِ عَنِ العيَاّشيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع التّقِيّةُ مِن دِينِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قُلتُ مِن دِينِ اللّهِ قَالَ فَقَالَ إيِ وَ اللّهِ مِن دِينِ اللّهِ لَقَد قَالَ يُوسُفُأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ وَ اللّهِ مَا كَانُوا سَرَقُوا شَيئاً
24- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ يُوسُفَأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قَالَ مَا سَرَقُوا وَ مَا كَذَبَ
25- ع ،[علل الشرائع ]المُظَفّرُ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ العيَاّشيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ النهّاَونَديِّ عَن صَالِحِ بنِ سَعِيدٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي يُوسُفَأَيّتُهَا العِيرُ إِنّكُم لَسارِقُونَ قَالَ إِنّهُم سَرَقُوا يُوسُفَ عَن أَبِيهِ أَ لَا تَرَي أَنّهُ قَالَ لَهُم حِينَ قَالُواما ذا تَفقِدُونَقَالُوانَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَ لَم يَقُولُوا سَرَقتُم صُوَاعَ المَلِكِ إِنّمَا عَنَي أَنّكُم سَرَقتُم يُوسُفَ عَن أَبِيهِ
26-ج ،[الإحتجاج ]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِن خَوَاصّ الشّيعَةِ لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع وَ هُوَ يَرتَعِدُ بَعدَ مَا خَلَي[خَلَا] بِهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص
صفحه : 15
مَا أخَوفَنَيِ أَن يَكُونَ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ يُنَافِقُكَ فِي إِظهَارِهِ وَ اعتِقَادِ وَصِيّتِكَ وَ إِمَامَتِكَ فَقَالَ مُوسَي ع وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ لأِنَيّ حَضَرتُ مَعَهُ اليَومَ فِي مَجلِسِ فُلَانٍ رَجُلٍ مِن كِبَارِ أَهلِ بَغدَادَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ المَجلِسِ أَنتَ تَزعُمُ أَنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ إِمَامٌ دُونَ هَذَا الخَلِيفَةِ القَاعِدِ عَلَي سَرِيرِهِ قَالَ لَهُ صَاحِبُكَ هَذَا مَا أَقُولُ هَذَا بَل أَزعُمُ أَنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ غَيرُ إِمَامٍ وَ إِن لَم أَكُن أَعتَقِدُ أَنّهُ غَيرُ إِمَامٍ فعَلَيَّ وَ عَلَي مَن لَم يَعتَقِد ذَلِكَلَعنَةُ اللّهِ وَ المَلائِكَةِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ قَالَ لَهُ صَاحِبُ المَجلِسِ جَزَاكَ اللّهُ خَيراً وَ لَعَنَ مَن وَشَي بِكَ فَقَالَ لَهُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ لَيسَ كَمَا ظَنَنتَ وَ لَكِنّ صَاحِبَكَ أَفقَهُ مِنكَ إِنّمَا قَالَ مُوسَي غَيرُ إِمَامٍ أَي إِنّ ألّذِي هُوَ غَيرُ إِمَامٍ فَمُوسَي غَيرُهُ فَهُوَ إِذاً إِمَامٌ فَإِنّمَا أَثبَتَ بِقَولِهِ هَذَا إمِاَمتَيِ وَ نَفَي إِمَامَةَ غيَريِ يَا عَبدَ اللّهِ مَتَي يَزُولُ عَنكَ هَذَا ألّذِي ظَنَنتَهُ بِأَخِيكَ هَذَا مِنَ النّفَاقِ تُب إِلَي اللّهِ فَفَهِمَ الرّجُلُ مَا قَالَهُ وَ اغتَمّ وَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا لِي مَالٌ فَأُرضِيَهُ بِهِ وَ لَكِن قَد وَهَبتُ لَهُ شَطرَ عمَلَيِ كُلّهِ مِن تعَبَدّيِ وَ صلَاَتيِ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ وَ مِن لعَنتَيِ لِأَعدَائِكُم قَالَ مُوسَي ع الآنَ خَرَجتَ مِنَ النّارِ
27-ج ،[الإحتجاج ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَدَخَلَ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ لَقَد رَأَيتُ اليَومَ شَيئاً عَجِبتُ مِنهُ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ رَجُلٌ كَانَ مَعَنَا يُظهِرُ لَنَا أَنّهُ مِنَ المُوَالِينَ لِآلِ مُحَمّدٍ المُتَبَرّينَ مِن أَعدَائِهِم فَرَأَيتُهُ اليَومَ وَ عَلَيهِ ثِيَابٌ قَد خُلِعَت عَلَيهِ وَ هُوَ ذَا يُطَافُ بِهِ بِبَغدَادَ وَ ينُاَديِ المنُاَديِ بَينَ يَدَيهِ مَعَاشِرَ النّاسِ اسمَعُوا تَوبَةَ هَذَا الراّفضِيِّ ثُمّ يَقُولُونَ لَهُ قُل فَيَقُولُ خَيرُ النّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص أَبَا بَكرٍ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ ضَجّوا وَ قَالُوا قَد تَابَ وَ فَضّلَ أَبَا بَكرٍ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ الرّضَا ع إِذَا خَلَوتُ فَأَعِد عَلَيّ هَذَا الحَدِيثَ
صفحه : 16
فَلَمّا خَلَا أَعَادَ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ إِنّمَا لَم أُفَسّر لَكَ مَعنَي كَلَامِ الرّجُلِ بِحَضرَةِ هَذَا الخَلقِ المَنكُوسِ كَرَاهَةَ أَن يَنقُلَ إِلَيهِم فَيَعرِفُوهُ وَ يُؤذُوهُ لَم يَقُلِ الرّجُلُ خَيرُ النّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِص أَبُو بَكرٍ فَيَكُونَ قَد فَضّلَ أَبَا بَكرٍ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ لَكِن قَالَ خَيرُ النّاسِ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ أَبَا بَكرٍ فَجَعَلَهُ نِدَاءً لأِبَيِ بَكرٍ لِيَرضَي مَن يمَشيِ بَينَ يَدَيهِ مِن بَعضِ هَؤُلَاءِ الجَهَلَةِ لِيَتَوَارَي مِن شُرُورِهِم إِنّ اللّهَ تَعَالَي جَعَلَ هَذِهِ التّورِيَةَ مِمّا رَحِمَ بِهَا شِيعَتَنَا وَ مُحِبّينَا
28-ج ،[الإحتجاج ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ الرّاوِيَانِحَضَرنَا عِندَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ أَبِي القَائِمِ ع فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ جاَءنَيِ رَجُلٌ مِن إِخوَانِنَا الشّيعَةِ قَدِ امتُحِنَ بِجُهّالِ العَامّةِ يَمتَحِنُونَهُ فِي الإِمَامَةِ وَ يُحَلّفُونَهُ فَكَيفَ يُصنَعُ حَتّي يَتَخَلّصَ مِنهُم فَقُلتُ كَيفَ يَقُولُونَ قَالَ يَقُولُونَ لِي أَ تَقُولُ إِنّ فُلَاناً هُوَ الإِمَامُ بَعدَ رَسُولِ اللّهِ فَلَا بُدّ لِي أَن أَقُولَ نَعَم وَ إِلّا أثَخنَوُنيِ ضَرباً فَإِذَا قُلتُ نَعَم قَالُوا لِي قُل وَ اللّهِ قُلتُ فَإِذَا قُلتَ لَهُم نَعَم تُرِيدُ بِهِ نَعَماً مِنَ الأَنعَامِ الإِبِلِ وَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ قُلتُ فَإِذَا قَالُوا قُل وَ اللّهِ فَقُل وَ اللّهِ أَي ولَيِيّ تُرِيدُ فِي أَمرٍ كَذَا فَإِنّهُم لَا يُمَيّزُونَ وَ قَد سَلِمتَ فَقَالَ لِي فَإِن حَقّقُوا عَلَيّ وَ قَالُوا قُل وَ اللّه وَ بَيّنِ الهَاءَ فَقُلتَ قُل وَ اللّهُ بِرَفعِ الهَاءِ فَإِنّهُ لَا يَكُونُ يَمِيناً إِذَا لَم تَخفِض فَذَهَبَ ثُمّ رَجَعَ إلِيَّ فَقَالَ عَرَضُوا عَلَيّ وَ حلَفّوُنيِ فَقُلتُ كَمَا لقَنّتنَيِ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ ع أَنتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ الدّالّ عَلَي الخَيرِ كَفَاعِلِهِ لَقَد كَتَبَ اللّهُ لِصَاحِبِكَ بِتَقِيّتِهِ بِعَدَدِ كُلّ مَنِ استَعمَلَ التّقِيّةَ مِن شِيعَتِنَا وَ مَوَالِينَا وَ مُحِبّينَا حَسَنَةً وَ بِعَدَدِ كُلّ مَن تَرَكَ التّقِيّةَ مِنهُم
صفحه : 17
حَسَنَةً أَدنَاهَا حَسَنَةً لَو قُوبِلَ بِهَا ذُنُوبُ مِائَةِ سَنَةٍ لَغُفِرَت وَ لَكَ بِإِرشَادِكَ إِيّاهُ مِثلُ مَا لَهُ
29- سر،[السرائر] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يُستَأذَنُ عَلَيهِ فَيَقُولُ لِجَارِيَتِهِ قوُليِ لَيسَ هُوَ هَاهُنَا قَالَ لَا بَأسَ لَيسَ بِكَذِبٍ
30- قب ،[المناقب لابن شهرآشوب ] قَالَ كَهمَشٌ قَالَ لِي جَابِرٌ الجعُفيِّ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ لِي مِن أَينَ أَنتَ فَقُلتُ مِن أَهلِ الكُوفَةِ قَالَ مِمّن قُلتُ مِن جعُفيِّ قَالَ مَا أَقدَمَكَ إِلَي هَاهُنَا قُلتُ طَلَبُ العِلمِ قَالَ مِمّن قُلتُ مِنكَ قَالَ فَإِذَا سَأَلَكَ أَحَدٌ مِن أَينَ أَنتَ فَقُل مِن أَهلِ المَدِينَةِ قُلتُ أَ يَحِلّ لِي أَن أَكذِبَ قَالَ لَيسَ هَذَا كَذِباً مَن كَانَ فِي مَدِينَةٍ فَهُوَ مِن أَهلِهَا حَتّي يَخرُجَ
31- كش ،[رجال الكشي]جَبرَئِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ الشجّاَعيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ مِثلَهُ
32- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَن خَالِهِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ الخَزّازِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص زِينَةُ الحَدِيثِ الصّدقُ
صفحه : 18
الآيات البقرةيا بنَيِ إِسرائِيلَ اذكُرُوا نعِمتَيَِ التّيِ أَنعَمتُ عَلَيكُم في مواضع و قال تعالي لَعَلّكُم تَشكُرُونَ و قال تعالي وَ اشكُرُوا لِي وَ لا تَكفُرُونِ و قال وَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَ و قال تعالي وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَشكُرُونَآل عمران وَ سيَجَزيِ اللّهُ الشّاكِرِينَ و قال وَ سنَجَزيِ الشّاكِرِينَالنساءما يَفعَلُ اللّهُ بِعَذابِكُم إِن شَكَرتُم وَ آمَنتُم وَ كانَ اللّهُ شاكِراً عَلِيماًالمائدةوَ لِيُتِمّ نِعمَتَهُ عَلَيكُم لَعَلّكُم تَشكُرُونَ و قال وَ اذكُرُوا نِعمَةَ اللّهِ عَلَيكُم و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم و قال سبحانه وَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ يا قَومِ اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم و قال تعالي إِذ قالَ اللّهُ يا عِيسَي ابنَ مَريَمَ اذكُر نعِمتَيِ عَلَيكَ وَ عَلي والِدَتِكَالأنعام أَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِالشّاكِرِينَ و قال تعالي قُل مَن يُنَجّيكُم مِن ظُلُماتِ البَرّ وَ البَحرِ تَدعُونَهُ تَضَرّعاً وَ خُفيَةً لَئِن أَنجانا مِن هذِهِ لَنَكُونَنّ مِنَ الشّاكِرِينَ
صفحه : 19
قُلِ اللّهُ يُنَجّيكُم مِنها وَ مِن كُلّ كَربٍ ثُمّ أَنتُم تُشرِكُونَالأعراف وَ لَقَد مَكّنّاكُم فِي الأَرضِ وَ جَعَلنا لَكُم فِيها مَعايِشَ قَلِيلًا ما تَشكُرُونَ و قال كَذلِكَ نُصَرّفُ الآياتِ لِقَومٍ يَشكُرُونَ و قال فَاذكُرُوا آلاءَ اللّهِ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ و قال فَاذكُرُوا آلاءَ اللّهِ وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ و قال فَخُذ ما آتَيتُكَ وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَالأنفال وَ اذكُرُوا إِذ أَنتُم قَلِيلٌ مُستَضعَفُونَ فِي الأَرضِ إلي قوله تعالي لَعَلّكُم تَشكُرُونَيونس إِنّ اللّهَ لَذُو فَضلٍ عَلَي النّاسِ وَ لكِنّ أَكثَرَهُم لا يَشكُرُونَ ابراهيم إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍ وَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ اذكُرُوا نِعمَةَ اللّهِ عَلَيكُم إلي قوله تعالي وَ إِذ تَأَذّنَ رَبّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم وَ لَئِن كَفَرتُم إِنّ عذَابيِ لَشَدِيدٌ و قال تعالي وَ إِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللّهِ لا تُحصُوها و قال وَ ارزُقهُم مِنَ الثّمَراتِ لَعَلّهُم يَشكُرُونَالنحل وَ جَعَلَ لَكُمُ السّمعَ وَ الأَبصارَ وَ الأَفئِدَةَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَ و قال تعالي كَذلِكَ يُتِمّ نِعمَتَهُ عَلَيكُم لَعَلّكُم تُسلِمُونَ
صفحه : 20
و قال وَ اشكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ إِن كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدُونَ و قال تعالي في ابراهيم ع شاكِراً لِأَنعُمِهِ اجتَباهُ وَ هَداهُ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍالإسراءإِنّهُ كانَ عَبداً شَكُوراًالأنبياءفَهَل أَنتُم شاكِرُونَالحج كَذلِكَ سَخّرناها لَكُم لَعَلّكُم تَشكُرُونَالمؤمنون وَ هُوَ ألّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السّمعَ وَ الأَبصارَ وَ الأَفئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشكُرُونَالنمل فَلَمّا رَآهُ مُستَقِرّا عِندَهُ قالَ هذا مِن فَضلِ ربَيّ ليِبَلوُنَيِ أَ أَشكُرُ أَم أَكفُرُ وَ مَن شَكَرَ فَإِنّما يَشكُرُ لِنَفسِهِ وَ مَن كَفَرَ فَإِنّ ربَيّ غنَيِّ كَرِيمٌ و قال تعالي وَ لَكِنّ أَكثَرَهُم لا يَشكُرُونَالقصص وَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَالروم وَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَلقمان وَ لَقَد آتَينا لُقمانَ الحِكمَةَ أَنِ اشكُر لِلّهِ وَ مَن يَشكُر فَإِنّما يَشكُرُ لِنَفسِهِ وَ مَن كَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غنَيِّ حَمِيدٌ إلي قوله تعالي أَنِ اشكُر لِي وَ لِوالِدَيكَ إلِيَّ المَصِيرُ
صفحه : 21
و قال تعالي أَ لَم تَرَوا أَنّ اللّهَ سَخّرَ لَكُم ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً و قال تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍالتنزيل قَلِيلًا ما تَشكُرُونَسبأاعمَلُوا آلَ داوُدَ شُكراً وَ قَلِيلٌ مِن عبِاديَِ الشّكُورُ و قال تعالي كُلُوا مِن رِزقِ رَبّكُم وَ اشكُرُوا لَهُ بَلدَةٌ طَيّبَةٌ وَ رَبّ غَفُورٌ إلي قوله تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍفاطريا أَيّهَا النّاسُ اذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم و قال تعالي وَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَيس أَ فَلا يَشكُرُونَالزمروَ إِن تَشكُرُوا يَرضَهُ لَكُم و قال تعالي بَلِ اللّهَ فَاعبُد وَ كُن مِنَ الشّاكِرِينَالمؤمن إِنّ اللّهَ لَذُو فَضلٍ عَلَي النّاسِ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَشكُرُونَحمعسق إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍالجاثيةوَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَالقمركَذلِكَ نجَزيِ مَن شَكَرَ
صفحه : 22
1- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الطّاعِمُ الشّاكِرُ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَأَجرِ الصّائِمِ المُحتَسِبِ وَ المُعَافَي الشّاكِرُ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَأَجرِ المُبتَلَي الصّابِرِ وَ المُعطَي الشّاكِرُ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَأَجرِ المَحرُومِ القَانِعِ
تبيين قال الراغب الشكر تصور النعمة وإظهارها قيل و هومقلوب عن الكشر أي الكشف ويضاده الكفر و هونسيان النعمة وسترها ودابة شكور مظهر بسمنه إسداء صاحبه إليه وقيل أصله من عين شكري أي ممتلئة فالشكر علي هذا هوالامتلاء من ذكر المنعم عليه والشكر ثلاثة أضرب شكر بالقلب و هوتصور النعمة وشكر باللسان و هوالثناء علي المنعم وشكر بسائر الجوارح و هومكافاة النعمة بقدر استحقاقها انتهي . و قال المحقق الطوسي قدس سره الشكر أشرف الأعمال وأفضلها واعلم أن الشكر مقابلة النعمة بالقول والفعل والنية و له أركان ثلاثة.الأول معرفة المنعم وصفاته اللائقة به ومعرفة النعمة من حيث إنها نعمة و لاتتم تلك المعرفة إلابأن يعرف أن النعم كلها جليها وخفيها من الله سبحانه و أنه المنعم الحقيقي و أن الأوساط كلها منقادون لحكمه مسخرون لأمره الثاني الحال التي هي ثمرة تلك المعرفة وهي الخضوع والتواضع والسرور بالنعم من حيث إنها هدية دالة علي عناية المنعم بك وعلامة ذلك أن لاتفرح من الدنيا إلابما يوجب القرب منه .الثالث العمل ألذي هوثمرة تلك الحال فإن تلك الحال إذاحصلت في القلب حصل فيه نشاط للعمل الموجب للقرب منه و هذاالعمل يتعلق بالقلب واللسان والجوارح . أماعمل القلب فالقصد إلي تعظيمه وتحميده وتمجيده والتفكر في صنائعه
صفحه : 23
وأفعاله وآثار لطفه والعزم علي إيصال الخير والإحسان إلي كافة خلقه و أماعمل اللسان فإظهار ذلك المقصود بالتحميد والتمجيد والتسبيح والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلي غير ذلك و أماعمل الجوارح فاستعمال نعمه الظاهرة والباطنة في طاعته وعبادته والتوقي من الاستعانة بها في معصيته ومخالفته كاستعمال العين في مطالعة مصنوعاته وتلاوة كتابه وتذكر العلوم المأثورة من الأنبياء والأوصياء ع وكذا سائر الجوارح .فظهر أن الشكر من أمهات صفات الكمال وتحقق الكامل منه نادر كما قال سبحانه وَ قَلِيلٌ مِن عبِاديَِ الشّكُورُ. و لما كان الشكر بالجوارح التي هي من نعمه تعالي و لايتأتي إلابتوفيقه سبحانه فالشكر أيضا نعمة من نعمه ويوجب شكرا آخر فينتهي إلي الاعتراف بالعجز عن الشكر فآخر مراتب الشكر الاعتراف بالعجز عنه كما أن آخر مراتب المعرفة والثناء الاعتراف بالعجز عنهما وَ كَذَا العِبَادَةُ كَمَا قَالَ سَيّدُ العَابِدِينَ وَ العَارِفِينَ وَ الشّاكِرِينَص لَا أحُصيِ ثَنَاءً عَلَيكَ أَنتَ كَمَا أَثنَيتَ عَلَي نَفسِكَ
وَ قَالَص مَا عَبَدنَاكَ حَقّ عِبَادَتِكَ وَ مَا عَرَفنَاكَ حَقّ مَعرِفَتِكَ
قوله ع الطاعم الشاكر الطاعم يطلق علي الآكل والشارب كما قال تعالي وَ مَن لَم يَطعَمهُ ويقال فلان احتسب عمله وبعمله إذانوي به وجه الله والمعطي اسم مفعول والمحروم من حرم العطاء من الله أو من الخلق والقانع الراضي بما أعطاه الله
2- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنهُ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا فَتَحَ اللّهُ عَلَي عَبدٍ بَابَ شُكرٍ فَخَزَنَ عَنهُ بَابَ الزّيَادَةِ
صفحه : 24
بيان فخزن أي أحرز ومنع ومثله في النهج عن أمير المؤمنين ع ما كان الله ليفتح علي عبد باب الشكر ويغلق عليه باب الزيادة وهما إشارتان إلي قوله تعالي لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم
3- كا،[الكافي] عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن وُهَيبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص عِندَ عَائِشَةَ لَيلَتَهَا فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِص لِمَ تُتعِبُ نَفسَكَ وَ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ أَ لَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُومُ عَلَي أَطرَافِ أَصَابِعِ رِجلَيهِ فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي
إيضاح قدغفر الله لك إشارة إلي قوله تعالي إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبِيناً لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ وللشيعة في تأويله أقوال .أحدها أن المراد ليغفر لك الله ماتقدم من ذنب أمتك و ماتأخر بشفاعتك وإضافة ذنوب أمته إليه للاتصال والسبب بينه و بين أمته وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا كَانَ لَهُ ذَنبٌ وَ لَكِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ ضَمِنَ لَهُ أَن يَغفِرَ ذُنُوبَ شِيعَةِ عَلِيّ ع مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِم وَ مَا تَأَخّرَ
وَ رَوَي عُمَرُ بنُ يَزِيدَ عَنهُ ع قَالَ مَا كَانَ لَهُ ذَنبٌ وَ لَا هَمّ بِذَنبٍ وَ لَكِنّ اللّهَ حَمّلَهُ ذُنُوبَ شِيعَتِهِ ثُمّ غَفَرَهَا لَهُ
. والثاني ماذكره السيد المرتضي رضي الله عنه أن الذنب مصدر والمصدر يجوز إضافته إلي الفاعل والمفعول معا فيكون هنا مضافا إلي المفعول والمراد ماتقدم من ذنبهم إليك في منعهم إياك عن مكة وصدهم لك عن المسجد الحرام و
صفحه : 25
يكون معني المغفرة علي هذاالتأويل الإزالة والنسخ لأحكام أعدائه من المشركين عليه أي يزيل الله ذلك عنده ويستر عليك تلك الوصمة بما يفتح الله لك من مكة فستدخلها فيما بعد ولذلك جعله جزاء علي جهاده وغرضا في الفتح ووجها له قال و لو أنه أراد مغفرة ذنوبه لم يكن لقوله إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبِيناً لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُمعني معقول لأن المغفرة للذنوب لاتعلق لها بالفتح فلا يكون غرضا فيه و أما قوله ماتقدم و ماتأخر فلايمتنع أن يريد به ماتقدم زمانه من فعلهم القبيح بك وبقومك .الثالث أن معناه لو كان لك ذنب قديم أوحديث لغفرناه لك .الرابع أن المراد بالذنب هناك ترك المندوب وحسن ذلك لأن من المعلوم أنه ص ممن لايخالف الأوامر الواجبة فجاز أن يسمي ذنبا منه ما لووقع من غيره لم يسم ذنبا لعلو قدره ورفعة شأنه .الخامس أن القول خرج مخرج التعظيم وحسن الخطاب كماقيل في قوله عَفَا اللّهُ عَنكَ.أقول
وَ قَد رَوَي الصّدُوقُ فِي العُيُونِ بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ قَالَحَضَرتُ مَجلِسَ المَأمُونِ وَ عِندَهُ الرّضَا ع فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص أَ لَيسَ مِن قَولِكَ إِنّ الأَنبِيَاءَ مَعصُومُونَ قَالَ بَلَي قَالَ فَمَا مَعنَي قَولِ اللّهِلِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ قَالَ الرّضَا ع لَم يَكُن أَحَدٌ عِندَ مشُركِيِ مَكّةَ أَعظَمَ ذَنباً مِن رَسُولِ اللّهِص لِأَنّهُم كَانُوا يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ صَنَماً فَلَمّا جَاءَهُمص بِالدّعوَةِ إِلَي كَلِمَةِ الإِخلَاصِ كَبُرَ ذَلِكَ عَلَيهِم وَ عَظُمَ قَالُواأَ جَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنّ هذا لشَيَءٌ عُجابٌ إِلَي قَولِهِإِن هذا إِلّا اختِلاقٌ فَلَمّا فَتَحَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي نَبِيّهِ مَكّةَ قَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُإِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبِيناً لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ عِندَ
صفحه : 26
مشُركِيِ أَهلِ مَكّةَ بِدُعَائِكَ إِلَي تَوحِيدِ اللّهِ فِيمَا تَقَدّمَ وَ مَا تَأَخّرَ لِأَنّ مشُركِيِ مَكّةَ أَسلَمَ بَعضُهُم وَ خَرَجَ بَعضُهُم عَن مَكّةَ وَ مَن بقَيَِ مِنهُم لَم يَقدِر عَلَي إِنكَارِ التّوحِيدِ عَلَيهِ إِذَا دَعَا النّاسَ إِلَيهِ فَصَارَ ذَنبُهُ عِندَهُم فِي ذَلِكَ مَغفُوراً بِظُهُورِهِ عَلَيهِم فَقَالَ المَأمُونُ لِلّهِ دَرّكَ يَا أَبَا الحَسَنِ
و كان هذاالحديث بالوجه الرابع أنسب لتقريره ص كلام عائشة و إن أمكن توجيهه علي بعض الوجوه الأخر. والحاصل أن عائشة توهمت أن ارتكاب المشقة في الطاعات إنما يكون لمحو السيئات فأجاب ص بأنه ليس منحصرا في ذلك بل يكون لشكر النعم الغير المتناهية ورفع الدرجات الصورية والمعنوية بل الطاعات عندالمحبين من أعظم اللذات كماعرفت .طه قيل معني طه يا رجل عن ابن عباس وجماعة و قددلت الأخبار الكثيرة علي أنه من أسماء النبي ص .
وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي تَفسِيرِهِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا صَلّي قَامَ عَلَي أَصَابِعِ رِجلَيهِ حَتّي تَوَرّمَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيطه بِلُغَةِ طَيّئٍ يَا مُحَمّدُما أَنزَلناالآيَةَ
وَ رَوَي الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي معَاَنيِ الأَخبَارِ بِإِسنَادِهِ عَن سُفيَانَ الثوّريِّ عَنِ الصّادِقِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ فِيهِ فَأَمّاطه فَاسِمٌ مِن أَسمَاءِ النّبِيّص وَ مَعنَاهُ يَا طَالِبَ الحَقّ الهاَديَِ إِلَيهِما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقيبَل لِتَسعَدَ
وَ رَوَي الطبّرسِيِّ فِي الِاحتِجَاجِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ لَقَد قَامَ رَسُولُ اللّهِص عَشرَ سِنِينَ عَلَي أَطرَافِ أَصَابِعِهِ حَتّي تَوَرّمَت قَدَمَاهُ وَ اصفَرّ وَجهُهُ يَقُومُ اللّيلَ أَجمَعَ حَتّي عُوتِبَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّطه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقيبَل لِتَسعَدَ بِهِ الخَبَرَ
صفحه : 27
و قال النسفي من العامة قال القشيري الطاء إشارة إلي طهارة قلبه عن غير الله والهاء اهتداء قلبه إلي الله وقيل الطاء طرب أهل الجنة والهاء هوان أهل النار. و قال الطبرسي رحمه الله روي عن الحسن أنه قرأطه بفتح الطاء وسكون الهاء فإن صح ذلك عنه فأصله طأ فأبدل من الهمزة هاء أومعناه طأ الأرض بقدميك جميعا فقد روي أن النبي ص كان يرفع إحدي رجليه في الصلاة ليزيد تعبه فأنزل الله طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقيفوضعها وروي ذلك عن أبي عبد الله ع و قال الحسن هوجواب للمشركين حين قالوا إنه شقي فقال سبحانه يا رجل ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقيلكن لتسعد به تنال الكرامة به في الدنيا والآخرة قال قتادة و كان يصلي الليل كله ويعلق صدره بحبل حتي لايغلبه النوم فأمره الله سبحانه أن يخفف عن نفسه وذكر أنه ماأنزل عليه الوحي ليتعب كل هذاالتعب . و قال البيضاوي المعني ماأنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك علي كفر قريش إذ ماعليك إلا أن تبلغ أوبكثرة الرياضة وكثرة التهجد والقيام علي ساق والشقاء شائع بمعني التعب ولعله عدل إليه للإشعار بأنه أنزل عليه ليسعد وقيل رد وتكذيب للكفرة فإنهم لمارأوا كثرة عبادته قالوا إنك لتشقي بترك الدنيا و إن القرآن أنزل إليك لتشقي به انتهي . وأقول القيام علي رجل واحد علي أطراف الأصابع وأمثالهما لعلها كانت ابتداء في شريعته ص ثم نسخت بناء علي ما هوالأظهر من أنه ص كان عاملا بشريعة نفسه أو في شريعة من كان يعمل بشريعته علي الأقوال الأخر
4-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ
صفحه : 28
البغَداَديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ إِسحَاقَ الجعَفرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ اشكُر مَن أَنعَمَ عَلَيكَ وَ أَنعِم عَلَي مَن شَكَرَكَ فَإِنّهُ لَا زَوَالَ لِلنّعمَاءِ إِذَا شُكِرَت وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كُفِرَت وَ الشّكرُ زِيَادَةٌ فِي النّعَمِ وَ أَمَانٌ مِنَ الغِيَرِ
بيان من أنعم عليك يشمل المنعم الحقيقي وغيره زيادة في النعم أي سبب لزيادتها وأمان من الغير أي من تغير النعمة بالنقمة والغير بكسر الغين وفتح الياء اسم للتغير ويظهر من القاموس أنه بفتح الغين وسكون الياء قال في النهاية في حديث الاستسقاء من يكفر بالله يلق الغير أي تغير الحال وانتقالها من الصلاح إلي الفساد والغير الاسم من قولك غيرت الشيء فتغير و في بعض النسخ بالباء الموحدة و هومحركة داهية لايهتدي لمثلها والظاهر أنه تصحيف
5- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَو أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُعَافَي الشّاكِرُ لَهُ مِنَ الأَجرِ مَا لِلمُبتَلَي الصّابِرِ وَ المُعطَي الشّاكِرُ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَالمَحرُومِ القَانِعِ
6- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ البزَنَطيِّ عَن دَاوُدَ بنِ الحُصَينِ عَن فَضلٍ البَقبَاقِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّث قَالَ ألّذِي أَنعَمَ عَلَيكَ بِمَا فَضّلَكَ وَ أَعطَاكَ وَ أَحسَنَ إِلَيكَ ثُمّ قَالَ فَحَدّث بِدِينِهِ وَ مَا أَعطَاهُ اللّهُ وَ مَا أَنعَمَ بِهِ عَلَيهِ
بيان وَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّث قال في مجمع البيان معناه اذكر نعم الله تعالي وأظهرها وحدث بها و في الحديث التحدث بنعمة الله شكر وتركه كفر و قال الكلبي يريد بالنعمة القرآن و كان أعظم ماأنعم الله به فأمره أن يقرأه و قال مجاهد والزجاج يريد بالنبوة التي أعطاك ربك أي بلغ ماأرسلت
صفحه : 29
به وحدث بالنبوة التي آتاكها الله وهي أجل النعم وقيل معناه اشكر لماذكر من النعمة عليك في هذه السورة وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَعنَاهُ فَحَدّث بِمَا أَعطَاكَ اللّهُ وَ فَضّلَكَ وَ رَزَقَكَ وَ أَحسَنَ إِلَيكَ وَ هَدَاكَ
انتهي . قوله بما فضلك بيان للنعمة أي بتفضيلك علي سائر الخلق أوبما فضلك به من النبوة الخاصة وأعطاك من العلم والمعرفة والمحبة وسائر الكمالات النفسانية والشفاعة واللواء والحوض وسائر النعم الأخروية وأحسن إليك من النعم الدنيوية أوالأعم ثم قال أي الإمام ع فحدث بصيغة الماضي أي النبي ص عملا بما أمر به بدينه أي العقائد الإيمانية والعبادات القلبية والبدنية و ماأعطاه من النبوة والفضل والكرامة في الدنيا والآخرة و ماأنعم به عليه من النعم الدنيوية والأخروية والجسمانية والروحانية
7- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع هَل لِلشّكرِ حَدّ إِذَا فَعَلَهُ العَبدُ كَانَ شَاكِراً قَالَ نَعَم قُلتُ مَا هُوَ قَالَ يَحمَدُ اللّهَ عَلَي كُلّ نِعمَةٍ عَلَيهِ فِي أَهلٍ وَ مَالٍ وَ إِن كَانَ فِيمَا أَنعَمَ عَلَيهِ فِي مَالِهِ حَقّ أَدّاهُ وَ مِنهُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّسُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ وَ مِنهُ قَولُهُ تَعَالَيرَبّ إنِيّ لِما أَنزَلتَ إلِيَّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ وَ مِنهُ قَولُهُ تَعَالَيرَبّ أنَزلِنيِ مُنزَلًا مُبارَكاً وَ أَنتَ خَيرُ المُنزِلِينَ وَ قَولُهُرَبّ أدَخلِنيِ مُدخَلَ صِدقٍ وَ أخَرجِنيِ مُخرَجَ صِدقٍ وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً
إيضاح قوله حق أي واجب أوالأعم و منه أي من الشكر أو من الحق
صفحه : 30
ألذي يجب أداؤه فيما أنعم الله عليه أن يقول عندركوب الفلك أوالدابة اللتين أنعم الله بهما عليه ماقاله سبحانه تعليما لعباده وإرشادا لهم حيث قال عز و جل وَ جَعَلَ لَكُم مِنَ الفُلكِ وَ الأَنعامِ ما تَركَبُونَ لِتَستَوُوا عَلي ظُهُورِهِ ثُمّ تَذكُرُوا نِعمَةَ رَبّكُم إِذَا استَوَيتُم عَلَيهِ وَ تَقُولُوا سُبحانَ ألّذِي إلي قوله وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ أي مطيقين من أقرنت الشيء إقرانا أطقته وقويت عليه قال الطبرسي في تفسير هذه الآية ثم تذكروا نعمة ربكم فتشكروه علي تلك النعمة التي هي تسخر ذلك المركب وتقولوا معترفين بنعمه منزهين له عن شبه المخلوقين سُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا أي ذلله لنا حتي ركبناه قال قتادة قدعلمكم كيف تقولون إذاركبتم وَ رَوَي العيَاّشيِّ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ذِكرُ النّعمَةِ أَن تَقُولَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدَانَا لِلإِسلَامِ وَ عَلّمَنَا القُرآنَ وَ مَنّ عَلَينَا بِمُحَمّدٍص وَ تَقُولُ بَعدَهُسُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا إِلَي قَولِهِوَ إِنّا إِلي رَبّنا لَمُنقَلِبُونَ
. و منه قوله تعالي رَبّ إنِيّ لِما أَنزَلتَ إلِيَّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ ليس هذا في بعض النسخ و علي تقديره المعني أنه من موسي ع كان متضمنا للشكر علي نعمة الفقر وغيره لاشتماله علي الاعتراف بالمنعم الحقيقي والتوسل إليه في جميع الأمور
وَ روُيَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ مَا سَأَلَهُ إِلّا خُبزاً يَأكُلُهُ لِأَنّهُ كَانَ يَأكُلُ بَقلَةَ الأَرضِ وَ لَقَد كَانَت خُضرَةُ البَقلِ تُرَي مِن شَفِيفِ صِفَاقِ بَطنِهِ لِهُزَالِهِ وَ تَشَذّبِ لَحمِهِ
وكذا علم سبحانه نوحا ع الشكر حيث أمره أن يقول عنددخول السفينة أو عندالخروج منهارَبّ أنَزلِنيِ وصدر الآية هكذافَإِذَا استَوَيتَ أَنتَ وَ مَن مَعَكَ عَلَي الفُلكِ فَقُلِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي نَجّانا مِنَ القَومِ الظّالِمِينَ وَ قُل رَبّ أنَزلِنيِ مُنزَلًاقرأ أبوبكر مَنزِلًا بفتح الميم وكسر الزاي أي موضع النزول وقيل
صفحه : 31
هوالسفينة بعدالركوب وقيل هو الأرض بعدالنزول وقرأ الباقون مُنزَلًابضم الميم وفتح الزاي أي إنزالا مباركا فالبركة في السفينة النجاة و في النزول بعدالخروج كثرة النسل من أولاده وقيل مُبارَكاًبالماء والشجروَ أَنتَ خَيرُ المُنزِلِينَلأنه لايقدر أحد علي أن يصون غيره من الآفات إذاأنزل منزلا ويكفيه جميع مايحتاج إليه إلا أنت فظهر أن هذاشكر أمر الله به وتوسل إلي جنابه سبحانه وكذا كل من قرأ هذه الآية عندنزول منزل أودار فقد شكر الله . وكذا ماعلمه الله الرسول ص أن يقول عنددخول مكة أو في جميع الأموررَبّ أدَخلِنيِ في جميع ماأرسلتني به إدخال صدق وأخرجني منه سالما إخراج صدق أي أعني علي الوحي والرسالة وقيل معناه أدخلني المدينة وأخرجني منها إلي مكة للفتح وقيل إنه أمر بهذا الدعاء إذادخل في أمر أوخرج من أمر وقيل أي أدَخلِنيِالقبر عندالموت مُدخَلَ صِدقٍ وَ أخَرجِنيِ منه عندالبعث مُخرَجَ صِدقٍ ومدخل الصدق ماتحمد عاقبته في الدنيا والدين .وَ اجعَل لِي مِن لَدُنكَ سُلطاناً نَصِيراً أي عزا أمتنع به ممن يحاول صدي عن إقامة فرائضك وقوة تنصرني بها علي من عاداني وقيل اجعل لي ملكا عزيزا أقهر به العصاة فنصر بالرعب و قدورد قراءتها عندالدخول علي سلطان والتقريب في كونه شكرا مامر
8- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَقُولُ مَن حَمِدَ اللّهَ عَلَي النّعمَةِ فَقَد شَكَرَهُ وَ كَانَ الحَمدُ أَفضَلَ مِن تِلكَ النّعمَةِ
بيان و كان الحمد أي توفيق الحمد نعمة أخري أفضل من النعمة الأولي ويستحق بذلك شكرا آخر فلايمكن الخروج عن عهدة الشكر فمنتهي الشكر الاعتراف بالعجز أوالمعني أن أصل الحمد أفضل من تلك النعمة لأن ثمراته الدنيوية والأخروية له أعظم
صفحه : 32
9- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي عَبدٍ بِنِعمَةٍ صَغُرَت أَو كَبُرَت فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ إِلّا أَدّي شُكرَهَا
10- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن عِيسَي بنِ أَيّوبَ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي الحَسَنِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلبِهِ فَقَد أَدّي شُكرَهَا
بيان فعرفها بقلبه أي عرف قدر تلك النعمة و أن الله هوالمنعم بها
11- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الرّجُلَ مِنكُم لَيَشرَبُ الشّربَةَ مِنَ المَاءِ فَيُوجِبُ اللّهُ لَهُ بِهَا الجَنّةَ ثُمّ قَالَ إِنّهُ لَيَأخُذُ الإِنَاءَ فَيَضَعُهُ عَلَي فِيهِ فيَسُمَيّ ثُمّ يَشرَبُ فَيُنَحّيهِ وَ هُوَ يَشتَهِيهِ فَيَحمَدُ ثُمّ يَعُودُ فَيَشرَبُ ثُمّ يُنَحّيهِ فَيَحمَدُ اللّهَ ثُمّ يَعُودُ فَيَشرَبُ ثُمّ يُنَحّيهِ فَيَحمَدُ اللّهَ فَيُوجِبُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ بِهَا الجَنّةَ
بيان يدل علي استحباب تثليث الشرب واستحباب الافتتاح بالتسمية مرة والاختتام بالتحميد ثلاثا وسيأتي في أبواب الشرب في صحيحة ابن سنان تثليث التحميد من غيرتسمية و في رواية أخري عن عمر بن يزيد الافتتاح والاختتام بالتسمية والتحميد في كل مرة و هوأفضل قوله ع فيضعه أي يريد وضعه أويقرب وضعه علي مجاز المشارفة إذ لاتسمية بعدالوضع
12- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَطِيّةَ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ سَأَلتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يرَزقُنَيِ مَالًا فرَزَقَنَيِ وَ إنِيّ سَأَلتُ اللّهَ أَن يرَزقُنَيِ وَلَداً فرَزَقَنَيِ وَ سَأَلتُهُ أَن يرَزقُنَيِ دَاراً فرَزَقَنَيِ وَ قَد خِفتُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ استِدرَاجاً فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ مَعَ الحَمدِ فَلَا
بيان قال في القاموس استدرجه خدعه وأدناه كدرجه واستدراجه تعالي
صفحه : 33
العبد أنه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة وأنساه الاستغفار أو أن يأخذه قليلا قليلا و لايباغته
13- كا،[الكافي] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ قَالَ خَرَجَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مِنَ المَسجِدِ وَ قَد ضَاعَت دَابّتُهُ فَقَالَ لَئِن رَدّهَا اللّهُ عَلَيّ لَأَشكُرَنّ اللّهَ حَقّ شُكرِهِ قَالَ فَمَا لَبِثَ أَن أتُيَِ بِهَا فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ فَقَالَ قَائِلٌ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ قُلتَ لَأَشكُرَنّ اللّهَ حَقّ شُكرِهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ أَ لَم تسَمعَنيِ قُلتُ الحَمدُ لِلّهِ
بيان يدل علي أن قول الحمد لله أفضل أفراد الحمد اللساني وكفي به فضلا افتتاحه سبحانه به مع أنه علي الوجه ألذي قاله ع مقرونا بغاية الإخلاص والمعرفة كان حق الشكر له تعالي
14- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَنِ المُثَنّي الحَنّاطِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا وَرَدَ عَلَيهِ أَمرٌ يَسُرّهُ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي هَذِهِ النّعمَةِ وَ إِذَا وَرَدَ عَلَيهِ أَمرٌ يَغتَمّ بِهِ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي كُلّ حَالٍ
توضيح يغتم به علي بناء المعلوم و قديقرأ علي المجهول الحمد لله علي كل حال أي هوالمستحق للحمد علي النعمة والبلاء لأن كل مايفعله الله بعبده ففيه لامحالة صلاحه .قيل في كل بلاء خمسة أنواع من الشكر الأول يمكن أن يكون دافعا أشد منه كما أن موت دابته دافع لموت نفسه فينبغي الشكر علي عدم ابتلائه بالأشد.الثاني أن البلاء إما كفارة للذنوب أوسبب لرفع الدرجة فينبغي الشكر علي كل منهما.الثالث أن البلاء مصيبة دنيوية فينبغي الشكر علي أنه ليس مصيبته دينية و قَد نُقِلَ أَنّ عِيسَي ع مَرّ عَلَي رَجُلٍ أَعمَي مَجذُومٍ مَبرُوصٍ مَفلُوجٍ فَسَمِعَ مِنهُ يَشكُرُ و يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي عاَفاَنيِ مِن بَلَاءٍ ابتلُيَِ بِهِ أَكثَرُ الخَلقِ
صفحه : 34
فَقَالَ ع مَا بقَيَِ مِن بَلَاءٍ لَم يُصِبكَ قَالَ عاَفاَنيِ مِن بَلَاءٍ هُوَ أَعظَمُ البَلَايَا وَ هُوَ الكُفرُ فَمَسّهُ ع فَشَفَاهُ اللّهُ مِن تِلكَ الأَمرَاضِ وَ حَسُنَ وَجهُهُ فَصَاحَبَهُ وَ هُوَ يَعبُدُ مَعَهُ
.الرابع أن البلاء كان مكتوبا في اللوح المحفوظ و كان في طريقه لامحالة فينبغي الشكر علي أنه مضي ووقع خلف ظهره الخامس أن بلاء الدنيا سبب لثواب الآخرة وزوال حب الدنيا من القلب فينبغي الشكر عليها
15- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ تَقُولُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ إِذَا نَظَرتَ إِلَي المُبتَلَي مِن غَيرِ أَن تُسمِعَهُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي عاَفاَنيِ مِمّا ابتَلَاكَ بِهِ وَ لَو شَاءَ فَعَلَ قَالَ مَن قَالَ ذَلِكَ لَم يُصِبهُ ذَلِكَ البَلَاءُ أَبَداً
بيان إلي المبتلي قديقال يعم المبتلي بالمعصية أيضا إلا أن عدم الإسماع لايناسبه من غير أن تسمعه لئلا ينكسر قلبه و يكون موهنا للشماتة
16- كا،[الكافي] عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن حَفصٍ الكنُاَسيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن عَبدٍ رَأَي مُبتَلًي فَيَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي عَدَلَ عنَيّ مَا ابتَلَاكَ بِهِ وَ فضَلّنَيِ عَلَيكَ بِالعَافِيَةِ أللّهُمّ عاَفنِيِ مِمّا ابتَلَيتَهُ بِهِ إِلّا لَم يُبتَلَ بِذَلِكَ البَلَاءِ أَبَداً
17- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا رَأَيتَ الرّجُلَ قَدِ ابتلُيَِ وَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيكَ فَقُلِ أللّهُمّ إنِيّ لَا أَسخَرُ وَ لَا أَفخَرُ وَ لَكِن أَحمَدُكَ عَلَي عَظِيمِ نَعمَائِكَ عَلَيّ
بيان لاأسخر أي لاأستهزئ يقال سخر منه و به كفرح هزأ والمعني لاأسخر من هذاالمبتلي بابتلائه بذلك و لاأفخر عليه ببراءتي منه
18-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا رَأَيتُم أَهلَ البَلَاءِ
صفحه : 35
فَاحمَدُوا اللّهَ وَ لَا تُسمِعُوهُم فَإِنّ ذَلِكَ يَحزُنُهُم
19- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي سَفَرٍ يَسِيرُ عَلَي نَاقَةٍ لَهُ إِذ نَزَلَ فَسَجَدَ خَمسَ سَجَدَاتٍ فَلَمّا رَكِبَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا رَأَينَاكَ صَنَعتَ شَيئاً لَم تَصنَعهُ فَقَالَ نَعَم استقَبلَنَيِ جَبرَئِيلُ فبَشَرّنَيِ بِبِشَارَاتٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَسَجَدتُ لِلّهِ شُكراً لِكُلّ بُشرَي سَجدَةً
بيان يدل علي استحباب سجدة الشكر عندتجدد كل نعمة والبشارة بها و لاخلاف فيه بين أصحابنا و إن أنكره المخالفون خلافا للشيعة مع ورودها في رواياتهم كثيرا وسيأتي في كتاب الصلاة إن شاء الله
20- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدُكُم نِعمَةَ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ فَليَضَع خَدّهُ عَلَي التّرَابِ شُكراً لِلّهِ فَإِن كَانَ رَاكِباً فَليَنزِل فَليَضَع خَدّهُ عَلَي التّرَابِ وَ إِن لَم يَكُن يَقدِرُ عَلَي النّزُولِ لِلشّهرَةِ فَليَضَع خَدّهُ عَلَي قَرَبُوسِهِ فَإِن لَم يَكُن يَقدِرُ فَليَضَع خَدّهُ عَلَي كَفّهِ ثُمّ ليَحمَدِ اللّهَ عَلَي مَا أَنعَمَ عَلَيهِ
بيان يدل علي استحباب وضع الخد في سجدة الشكر و علي استحبابها عندتذكر النعم أيضا و لو كان بعدحدوثها بمدة و علي استحباب حمد الله فيها
21- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ عَطِيّةَ عَن هِشَامِ بنِ أَحمَرَ قَالَ كُنتُ أَسِيرُ مَعَ أَبِي الحَسَنِ ع فِي بَعضِ أَطرَافِ المَدِينَةِ إِذ ثَنَي رِجلَهُ عَن دَابّتِهِ فَخَرّ سَاجِداً فَأَطَالَ وَ أَطَالَ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ رَكِبَ دَابّتَهُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد أَطَلتَ السّجُودَ فَقَالَ إنِنّيِ ذَكَرتُ نِعمَةً أَنعَمَ اللّهُ بِهَا عَلَيّ فَأَحبَبتُ أَن أَشكُرَ ربَيّ
بيان يدل علي فورية سجدة الشكر و علي أنهم ع يذهلون عن بعض الأمور في بعض الأحيان و كان هذا ليس من السهو المتنازع فيه
صفحه : 36
22- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ صَاحِبِ الساّبرِيِّ فِيمَا أَعلَمُ أَو غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي ع يَا مُوسَي اشكرُنيِ حَقّ شكُريِ فَقَالَ يَا رَبّ فَكَيفَ أَشكُرُكَ حَقّ شُكرِكَ وَ لَيسَ مِن شُكرٍ أَشكُرُكَ بِهِ إِلّا وَ أَنتَ أَنعَمتَ بِهِ عَلَيّ قَالَ يَا مُوسَي الآنَ شكَرَتنَيِ حِينَ عَلِمتَ أَنّ ذَلِكَ منِيّ
بيان تقول أديت حق فلان إذاقابلت إحسانه بإحسان مثله والمراد منا طلب أداء شكر نعمته علي وجه التفصيل و هو لايمكن من وجوه .الأول أن نعمه غيرمتناهية لايمكن إحصاؤها تفصيلا فلايمكن مقابلتها بالشكر.الثاني أن كل مانتعاطاه مستند إلي جوارحنا وقدرتنا من الأفعال فهي في الحقيقة نعمة وموهبة من الله تعالي وكذلك الطاعات وغيرها نعمة منه فتقابل نعمته بنعمته .الثالث أن الشكر أيضا نعمة منه حصل بتوفيقه فمقابلة كل نعمة بالشكر يوجب التسلسل والعجز وقول موسي ع يحتمل كلا من الوجهين الأخيرين . وَ قَد روُيَِ هَذَا عَن دَاوُدَ ع أَيضاً حَيثُ قَالَ يَا رَبّ كَيفَ أَشكُرُكَ وَ أَنَا لَا أَستَطِيعُ أَن أَشكُرَكَ إِلّا بِنِعمَةٍ ثَانِيَةٍ مِن نِعَمِكَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ إِذَا عَرَفتَ هَذَا فَقَد شكَرَتنَيِ
23- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الفَضلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا أَصبَحتَ وَ أَمسَيتَ فَقُل عَشرَ مَرّاتٍ أللّهُمّ مَا أَصبَحَت بيِ مِن نِعمَةٍ أَو عَافِيَةٍ فِي دِينٍ أَو دُنيَا فَمِنكَ وَحدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَكَ الحَمدُ وَ لَكَ الشّكرُ بِهَا عَلَيّ يَا رَبّ حَتّي تَرضَي وَ بَعدَ الرّضَا فَإِنّكَ إِذَا قُلتَ ذَلِكَ كُنتَ قَد أَدّيتَ شُكرَ مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَيكَ فِي ذَلِكَ اليَومِ وَ فِي تِلكَ اللّيلَةِ
صفحه : 37
إيضاح ماأصبحت بي الإصباح الدخول في الصباح و قديراد به الدخول في الأوقات مطلقا و علي الأول ذكره علي المثال فيقول في المساء ماأمسيت و ماموصولة مبتدأ والظرف مستقر والباء للملابسة أي متلبسا بي فهو حال عن الموصول و من نعمة بيان له ولذا أنث الضمير العائد إلي الموصول في أصبحت رعاية للمعني و في بعض الروايات أصبح رعاية للفظ و قوله فمنك خبر الموصول والفاء لتضمن المبتدإ معني الشرط وربما يقرأ منك بفتح الميم وتشديد النون و هوتصحيف . حتي ترضي المراد به أول مراتب الرضا و بعدالرضا أي سائر مراتبه فإن كان المراد بقوله لك الحمد و لك الشكر أنك تستحقهما يكون أول مراتب الرضا دون الاستحقاق فإن الله سبحانه يرضي بقليل مما يستحقه من الحمد والشكر والطاعة و إن كان المراد لك مني الحمد والشكر أي أحمدك وأشكرك فلايحتاج إلي ذلك كنت قدأديت أي يرضي الله منك بذلك لاأنك أديت مايستحقه
24- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ نُوحٌ ع يَقُولُ ذَلِكَ إِذَا أَصبَحَ فسَمُيَّ بِذَلِكَ عَبداً شَكُوراً
قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَدَقَ اللّهَ نَجَا
بيان يقول ذلك أي الدعاء المذكور في الحديث السابق و في رواية أخري أن نوحا ع كان يقول ذلك عندالصباح و عندالمساء والأخبار في ذلك كثيرة بأدني اختلاف و قوله ص من صدق الله نجا معناه أنه إذاأظهر العبد حالة عند الله و كان صادقا في ذلك بحيث لايعتقد و لايعمل مايخالفه يصير سبب نجاته من مهالك الدنيا والآخرة ولعل ذكره في هذاالمقام لبيان أن نوحا ع كان صادقا فيما ادعي في هذاالدعاء من أن جميع النعم الواصلة إلي العبد من الله تعالي و أنه متوحد بالإنعام والربوبية واستحقاق الحمد
صفحه : 38
والشكر والطاعة فكان موقنا بجميع ذلك و لم يأت بما ينافيه من التوسل إلي المخلوقين ورعاية رضاهم دون رضا رب العالمين أومعه فلذلك صار سببا لنجاته وتسمية الله له شكورا. وربما يقرأ صدق علي بناء التفعيل كما قال بعض الأفاضل لعله ع أشار بآخر الحديث إلي تسمية نوح بنجي الله ويستفاد منه أن هذه الكلمات تصديق لله سبحانه فيما وصف الله به نفسه وشهد به من التوحيد و قال آخر تصديقه في تكاليفه عبارة عن الإقرار بها والإتيان بمقتضاها و في نعمائه عبارة عن معرفتها بالقلب ومقابلتها بالشكر والثناء انتهي و لايخفي أن ماذكرنا أظهر
25- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المنِقرَيِّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَن عَمّارٍ الدهّنيِّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ يُحِبّ كُلّ قَلبٍ حَزِينٍ وَ يُحِبّ كُلّ عَبدٍ شَكُورٍ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِعَبدٍ مِن عَبِيدِهِ يَومَ القِيَامَةِ أَ شَكَرتَ فُلَاناً فَيَقُولُ بَل شَكَرتُكَ يَا رَبّ فَيَقُولُ لَم تشَكرُنيِ إِذ لَم تَشكُرهُ ثُمّ قَالَ أَشكَرُكُم لِلّهِ أَشكَرُكُم لِلنّاسِ
بيان كل قلب حزين أي لأمور الآخرة متفكر فيها وفيما ينجي من عقوباتها غيرغافل عما يراد بالمرء و منه لامحزون بأمور الدنيا و إن احتمل أن يكون المعني إذاأحب الله عبدا ابتلاه بالبلايا فيصير محزونا لكنه بعيد كل عبدشكور أي كثير الشكر بحيث يشكر الله ويشكر وسائط نعم الله كالنبيص والأئمة ع والوالدين وأرباب الإحسان من المخلوقين . و في الأخبار ظاهرا تناف في هذاالمطلب لورود هذاالخبر وأمثاله . وَ قَد روُيَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ لَا يَحمَد حَامِدٌ إِلّا رَبّهُ
. ومثله كثير ويمكن الجمع بينها بأنه إذاحمد المخلوق وشكره لأن مولي النعم أمر بشكره فقد شكر ربه ويحتمل أن يكون هذا هوالمراد بقوله لم تشكرني إذ لم تشكره أوتكون أخبار الشكر محمولة علي أن يشكرهم باعتقاد أنهم وسائط
صفحه : 39
نعم الله ولهم مدخلية قليلة في ذلك و لايسلب عليتهم رأسا فينتهي إلي الجبر وأخبار الترك محمولة علي أنه لايجوز شكرهم بقصد أنهم مستقلون في إيصال النعمة فإن هذا في معني الشرك كماعرفت أن النعم كلها أصولها ووجود المنعم المجازي وآلات العطاء وتوفيق الإعطاء كلها من الله تعالي . و هذاأحد معاني الأمر بين الأمرين كماعرفت و إليه يرجع ماقيل إن الغير يتحمل المشقة بحمل رزق الله إليك فالنهي عن الحمد لغير الله علي أصل الرزق لأن الرازق هو الله والترغيب في الحمد له علي تكلف من حمل الرزق وكلفه إيصاله بإذن الله ليعطيه أجر مشقة الحمل والإيصال وبالجملة هناك شكران شكر للرزق و هولله وشكر للحمل و هوللغير وأيد بما روي لاتحمدن أحدا علي رزق الله وقيل النهي مختص بالخواص من أهل اليقين الذين شاهدوه رازقا وشغلوا عن رؤية الوسائط فنهاهم عن الإقبال عليها لأنه تعالي يتولي جزاء الوسائط عنهم بنفسه والأمر بالشكر مختص بغيرهم ممن لاحظ الأسباب والوسائط كأكثر الناس لأن فيه قضاء حق السبب أيضا. والوجه الثاني ألذي ذكرنا كأنه أظهر لوجوه لأن الله تعالي مع أنه مولي النعم علي الحقيقة و إليه يرجع كل الطاعات ونفعها يصل إلي العباد يشكرهم علي أعمالهم قولا وفعلا في الدنيا والآخرة فكيف لايحسن شكر العباد بعضهم بعضا لمدخليتهم في ذلك . ويمكن أن يكون قوله تعالي لم تشكرني إذ لم تشكره إشارة إلي ذلك أي إذا لم تشكر المنعم الظاهري بتوهم أنه لم يكن له مدخل في النعمة فكيف تنسب شكري إلي نفسك لأن نسبة الفعلين إلي الفاعلين واحدة فأنت أيضا لم تشكرني فلم نسبت الشكر إلي نفسك ونفيت الفعل عن غيرك و هذامعني لطيف لم أر من تفطن به و إن كان بعيدا في الجملة والوجه الأول أيضا وجه ظاهر و كان آخر الخبر يؤيده و إن احتمل وجوها كما لايخفي
26-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن حَسَنِ بنِ جَهمٍ
صفحه : 40
عَن أَبِي اليَقظَانِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ ثَلَاثٌ لَا يَضُرّ مَعَهُنّ شَيءٌ الدّعَاءُ عِندَ الكَربِ وَ الِاستِغفَارُ عَنِ الذّنبِ وَ الشّكرُ عِندَ النّعمَةِ
بيان لايضر معهن لأن الدعاء يدفع الكرب والاستغفار يمحو الذنوب والشكر يوجب عدم زوال النعمة ويؤمن من كونها استدراجا ووبالا في الآخرة
27- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَنِ ابنِ جَبَلَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أعُطيَِ الشّكرَ أعُطيَِ الزّيَادَةَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّلَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم
28- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن رَجُلَينِ مِن أَصحَابِنَا سَمِعَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي عَبدٍ مِن نِعمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلبِهِ وَ حَمِدَ اللّهَ ظَاهِراً بِلِسَانِهِ فَتَمّ كَلَامُهُ حَتّي يُؤمَرَ لَهُ بِالمَزِيدِ
بيان فعرفها بقلبه أي عرف قدر النعمة وعظمتها وأنها من الله تعالي لأنه مسبب الأسباب و فيه إشعار بأن الشكر الموجب للمزيد هوالقلبي مع اللساني
29- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ هِشَامٍ عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ شُكرُ النّعمَةِ اجتِنَابُ المَحَارِمِ وَ تَمَامُ الشّكرِ قَولُ الرّجُلِالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ
بيان يدل علي أن اجتناب المحارم من أعظم الشكر الأركاني و أن الحمد لله رب العالمين فرد كامل من الشكر لأنه يستفاد منه اختصاص جميع المحامد بالله سبحانه فيدل علي أنه المولي بجميع النعم الظاهرة والباطنة و أنه رب لجميع ماسواه وخالق ومرب لها و أنه لاشريك له في الخالقية والمعبودية والرازقية و قوله تمام الشكر المراد به الشكر التام الكامل و هومتمم لاجتناب المحارم ومكمل له
30-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن
صفحه : 41
عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ شُكرُ كُلّ نِعمَةٍ وَ إِن عَظُمَت أَن تَحمَدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهَا
بيان يدل علي أن الشكر يتحقق بالحمد اللساني و لاينافي كون كماله بانضمام شكر الجنان والأركان
31- لي ،[الأمالي للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَنعَمَ عَلَي قَومٍ بِالمَوَاهِبِ فَلَم يَشكُرُوا فَصَارَت عَلَيهِم وَبَالًا وَ ابتَلَي قَوماً بِالمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَت عَلَيهِم نِعمَةً
32- لي ،[الأمالي للصدوق ] قَالَ النّبِيّص مَن يَشكُرِ اللّهَ يَزِدهُ اللّهُ
33- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص يَسِيرُ مَعَ بَعضِ أَصحَابِهِ فِي بَعضِ طُرُقِ المَدِينَةِ إِذ ثَنَي رِجلَهُ عَن دَابّتِهِ ثُمّ خَرّ سَاجِداً فَأَطَالَ فِي سُجُودِهِ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَعَادَ ثُمّ رَكِبَ فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ يَا رَسُولَ اللّهِ رَأَينَاكَ ثَنَيتَ رِجلَكَ عَن دَابّتِكَ ثُمّ سَجَدتَ فَأَطَلتَ السّجُودَ فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ ع أتَاَنيِ فأَقَرأَنَيِ السّلَامَ مِن ربَيّ وَ بشَرّنَيِ أَنّهُ لَن يخُزيِنَيِ فِي أمُتّيِ فَلَم يَكُن لِي مَالٌ فَأَتَصَدّقَ بِهِ وَ لَا مَملُوكٌ فَأُعتِقَهُ فَأَحبَبتُ أَن أَشكُرَ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ
34- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ الطّاعِمُ الشّاكِرُ لَهُ مِنَ الأَجرِ مِثلُ أَجرِ الصّائِمِ المُحتَسِبِ وَ المُعَافَي الشّاكِرُ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَأَجرِ المُبتَلَي الصّابِرِ وَ الغنَيِّ الشّاكِرُ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَأَجرِ المَحرُومِ القَانِعِ
صفحه : 42
مشكاة الأنوار، من المحاسن مرسلا مثله كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص
مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ مَكَانَ الغنَيِّ المعُطيِ
35- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ أَبِي الخَطّابِ عَنِ البزَنَطيِّ عَن أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن لَم يُنكِرِ الجَفوَةَ لَم يَشكُرِ النّعمَةَ
36- فس ،[تفسير القمي] قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَيّمَا عَبدٍ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعمَةٍ فَعَرَفَهَا بِقَلبِهِ وَ حَمِدَ اللّهَ عَلَيهَا بِلِسَانِهِ لَم تَنفَد حَتّي يَأمُرَ اللّهُ لَهُ بِالزّيَادَةِ وَ هُوَ قَولُهُلَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم
مشكاة الأنوار، من المحاسن مرسلا مثله
37- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ احتَمَلَ الجَفَاءَ لَم يَشكُرِ النّعمَةَ
38- ل ،[الخصال ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ السيّاّريِّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن لَم تُغضِبهُ الجَفوَةُ لَم يَشكُرِ النّعمَةَ
39- ل ،[الخصال ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ شُكرُ كُلّ نِعمَةٍ الوَرَعُ عَمّا حَرّمَ اللّهُ
40-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ عَطِيّةَ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُشُكرُ كُلّ نِعمَةٍ وَ إِن
صفحه : 43
عَظُمَت أَن تَحمَدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
41- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن عُمَرَ بنِ مُصعَبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ العَبدُ بَينَ ثَلَاثَةٍ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعمَةٍ فَعَلَيهِ فِي البَلَاءِ مِنَ اللّهِ الصّبرُ فَرِيضَةً وَ عَلَيهِ فِي القَضَاءِ مِنَ اللّهِ التّسلِيمُ فَرِيضَةً وَ عَلَيهِ فِي النّعمَةِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الشّكرُ فَرِيضَةً
سن ،[المحاسن ] عبدالرحمن بن حماد مثله
42- يد،[التوحيد]ل ،[الخصال ]الفاَميِّ وَ ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ بُطّةَ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِمَا ذَا شَكَرتَ نَعمَاءَ رَبّكَ قَالَ نَظَرتُ إِلَي بَلَاءٍ قَد صَرَفَهُ عنَيّ وَ أَبلَي بِهِ غيَريِ فَعَلِمتُ أَنّهُ قَد أَنعَمَ عَلَيّ فَشَكَرتُهُ الخَبَرَ
43- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ مَن أعُطيَِ ثَلَاثَةً لَم يُحرَم ثَلَاثَةً مَن أعُطيَِ الدّعَاءَ أعُطيَِ الإِجَابَةَ وَ مَن أعُطيَِ الشّكرَ أعُطيَِ الزّيَادَةَ وَ مَن أعُطيَِ التّوَكّلَ أعُطيَِ الكِفَايَةَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ وَ يَقُولُلَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم وَ يَقُولُادعوُنيِ أَستَجِب لَكُم
صفحه : 44
سن ،[المحاسن ]معاوية بن وهب عنه ع مثله
44- مع ،[معاني الأخبار]ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ العسَكرَيِّ عَن بَدرِ بنِ الهَيثَمِ عَن عَلِيّ بنِ مُنذِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الصّبّاحِ قَالَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع مَن أعُطيَِ أَربَعاً لَم يُحرَم أَربَعاً مَن أعُطيَِ الدّعَاءَ لَم يُحرَمِ الإِجَابَةَ وَ مَن أعُطيَِ الِاستِغفَارَ لَم يُحرَمِ التّوبَةَ وَ مَن أعُطيَِ الشّكرَ لَم يُحرَمِ الزّيَادَةَ وَ مَن أعُطيَِ الصّبرَ لَم يُحرَمِ الأَجرَ
أقول قدمضي في باب جوامع المكارم و في باب صفات خيار العباد
45- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ السيّاّريِّ رَفَعَهُ إِلَي الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ مَن قَالَ الحَمدُ لِلّهِ فَقَد أَدّي شُكرَ كُلّ نِعمَةٍ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ الخَبَرَ
46- ل ،[الخصال ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ شُكرُ المُنعِمِ يَزِيدُ فِي الرّزقِ
47- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ وَ السنّاَنيِّ وَ المُكَتّبُ جَمِيعاً عَنِ الأسَدَيِّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن مَحمُودِ بنِ أَبِي البِلَادِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ مَن لَم يَشكُرِ المُنعِمَ مِنَ المَخلُوقِينَ لَم يَشكُرِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
48- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ أَخَذَ النّاسُ ثَلَاثَةً مِن ثَلَاثَةٍ أَخَذُوا الصّبرَ عَن أَيّوبَ وَ الشّكرَ عَن نُوحٍ وَ الحَسَدَ عَن بنَيِ يَعقُوبَ
صفحه : 45
49- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَنعَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ نِعمَةً فَليَحمَدِ اللّهَ وَ مَنِ استَبطَأَ الرّزقَ فَليَستَغفِرِ اللّهَ وَ مَن حَزَبَهُ أَمرٌ فَليَقُل لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ
50- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا ابنَ آدَمَ لَا يَغُرّنّكَ ذَنبُ النّاسِ عَن نَفسِكَ وَ لَا نِعمَةُ النّاسِ عَن نِعمَةِ اللّهِ عَلَيكَ وَ لَا تُقَنّطِ النّاسَ مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ أَنتَ تَرجُوهَا لِنَفسِكَ
51-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ عَنِ الصوّفيِّ عَنِ الروّياَنيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن آبَائِهِ ع قَالَدَعَا سَلمَانُ أَبَا ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا إِلَي مَنزِلِهِ فَقَدّمَ إِلَيهِ رَغِيفَينِ فَأَخَذَ أَبُو ذَرّ الرّغِيفَينِ فَقَلَبَهُمَا فَقَالَ سَلمَانُ يَا أَبَا ذَرّ لأِيَّ شَيءٍ تَقلِبُ هَذَينِ الرّغِيفَينِ قَالَ خِفتُ أَلّا يَكُونَا نَضِيجَينِ فَغَضِبَ سَلمَانُ مِن ذَلِكَ غَضَباً شَدِيداً ثُمّ قَالَ مَا أَجرَأَكَ حَيثُ تَقلِبُ الرّغِيفَينِ فَوَ اللّهِ لَقَد عَمِلَ فِي هَذَا الخُبزِ المَاءُ ألّذِي تَحتَ العَرشِ وَ عَمِلَت فِيهِ المَلَائِكَةُ حَتّي أَلقَوهُ إِلَي الرّيحِ وَ عَمِلَت فِيهِ الرّيحُ حَتّي أَلقَاهُ إِلَي السّحَابِ وَ عَمِلَ فِيهِ السّحَابُ حَتّي أَمطَرَهُ إِلَي الأَرضِ وَ عَمِلَ فِيهِ الرّعدُ وَ المَلَائِكَةُ حَتّي وَضَعُوهُ مَوَاضِعَهُ وَ عَمِلَت فِيهِ الأَرضُ وَ الخَشَبُ وَ الحَدِيدُ وَ البَهَائِمُ وَ النّارُ وَ الحَطَبُ وَ المِلحُ وَ مَا لَا أُحصِيهِ أَكثَرُ فَكَيفَ لَكَ أَن تَقُومَ بِهَذَا الشّكرِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ إِلَي اللّهِ أَتُوبُ وَ أَستَغفِرُ اللّهَ مِمّا أَحدَثتُ وَ إِلَيكَ أَعتَذِرُ مِمّا كَرِهتَ قَالَ وَ دَعَا سَلمَانُ أَبَا ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا ذَاتَ يَومٍ إِلَي ضِيَافَةٍ فَقَدّمَ إِلَيهِ مِن جِرَابِهِ كِسَراً يَابِسَةً وَ بَلّهَا مِن رَكوَتِهِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ مَا أَطيَبَ هَذَا الخُبزَ لَو
صفحه : 46
كَانَ مَعَهُ مِلحٌ فَقَامَ سَلمَانُ وَ خَرَجَ فَرَهَنَ رَكوَتَهُ بِمِلحٍ وَ حَمَلَهُ إِلَيهِ فَجَعَلَ أَبُو ذَرّ يَأكُلُ ذَلِكَ الخُبزَ وَ يَذُرّ عَلَيهِ ذَلِكَ المِلحَ وَ يَقُولُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي رَزَقَنَا هَذِهِ القَنَاعَةَ فَقَالَ سَلمَانُ لَو كَانَت قَنَاعَةٌ لَم تَكُن ركَوتَيِ مَرهُونَةً
52- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]البيَهقَيِّ عَنِ الصوّليِّ عَن أَبِي ذَكوَانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ العَبّاسِ قَالَ كَانَ الرّضَا ع يُنشِدُ كَثِيراً إِذَا كُنتَ فِي خَيرٍ فَلَا تَغتَرِر بِهِ وَ لَكِن قُلِ أللّهُمّ سَلّم وَ تَمّم
53- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِّ عَنِ ابنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَن أَبِي اليَقظَانِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ الرصّاّفيِّ[الوصَاّفيِّ] قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ ثَلَاثٌ لَا يَضُرّ مَعَهُنّ شَيءٌ الدّعَاءُ عِندَ الكُرُبَاتِ وَ الِاستِغفَارُ عِندَ الذّنبِ وَ الشّكرُ عِندَ النّعمَةِ
54- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَجلَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ طُوبَي لِمَن لَم يُبَدّل نِعمَةَ اللّهِ كُفراً طُوبَي لِلمُتَحَابّينَ فِي اللّهِ
55- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ القاَشاَنيِّ عَنِ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَنِ ابنِ عُيَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن عَبدٍ إِلّا وَ لِلّهِ عَلَيهِ حُجّةٌ إِمّا فِي ذَنبٍ اقتَرَفَهُ وَ إِمّا فِي نِعمَةٍ قَصّرَ عَن شُكرِهَا
56- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ الصيّرفَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مَهرَوَيهِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ
صفحه : 47
كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَتَاهُ أَمرٌ يَسُرّهُ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي بِنِعمَتِهِ تَتِمّ الصّالِحَاتُ وَ إِذَا أَتَاهُ أَمرٌ يَكرَهُهُ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي كُلّ حَالٍ
57- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ الرّبِيعِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن رَدّ عَن عِرضِ أَخِيهِ المُسلِمِ كُتِبَ لَهُ الجَنّةُ البَتّةَ وَ مَن أتُيَِ إِلَيهِ مَعرُوفٌ فَليُكَافِئ فَإِن عَجَزَ فَليُثنِ بِهِ فَإِن لَم يَفعَل فَقَد كَفَرَ النّعمَةَ
58- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَحسِنُوا جِوَارَ النّعَمِ وَ احذَرُوا أَن يَنتَقِلَ عَنكُم إِلَي غَيرِكُم أَمَا إِنّهَا لَم يَنتَقِل عَن أَحَدٍ قَطّ فَكَادَت أَن تَرجِعَ إِلَيهِ قَالَ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ قَلّ مَا أَدبَرَ شَيءٌ فَأَقبَلَ
59- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ خَمسٌ تَذهَبُ ضَيَاعاً سِرَاجٌ تُعِدّهُ فِي شَمسٍ الدّهنُ يَذهَبُ وَ الضّوءُ لَا يُنتَفَعُ بِهِ وَ مَطَرٌ جَودٌ عَلَي أَرضٍ سَبِخَةٍ المَطَرُ يَضِيعُ وَ الأَرضُ لَا يُنتَفَعُ بِهَا وَ طَعَامٌ يُحكِمُهُ طَابِخُهُ يُقَدّمُ إِلَي شَبعَانَ فَلَا يَنتَفِعُ بِهِ وَ امرَأَةٌ حَسنَاءُ تُزَفّ إِلَي عِنّينٍ فَلَا يَنتَفِعُ بِهَا وَ مَعرُوفٌ تَصطَنِعُهُ إِلَي مَن لَا يَشكُرُهُ
60- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي قَتَادَةَ عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ قَالَكُنّا عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ سَدِيرٌ الصيّرفَيِّ فَسَلّمَ وَ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ يَا سَدِيرُ مَا كَثُرَ مَالُ رَجُلٍ قَطّ إِلّا عَظُمَتِ الحُجّةُ لِلّهِ عَلَيهِ فَإِن قَدَرتُم تَدفَعُونَهَا عَلَي أَنفُسِكُم فَافعَلُوا
صفحه : 48
فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ بِمَا ذَا قَالَ بِقَضَاءِ حَوَائِجِ إِخوَانِكُم مِن أَموَالِكُم ثُمّ قَالَ تَلَقّوُا النّعَمَ يَا سَدِيرُ بِحُسنِ مُجَاوَرَتِهَا وَ اشكُرُوا مَن أَنعَمَ عَلَيكُم وَ أَنعِمُوا عَلَي مَن شَكَرَكُم فَإِنّكُم إِذَا كُنتُم كَذَلِكَ استَوجَبتُم مِنَ اللّهِ الزّيَادَةَ وَ مِن إِخوَانِكُمُ المُنَاصَحَةَ ثُمّ تَلَالَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم
61- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي قَتَادَةَ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ دَخَلَ مُعَلّي بنُ خُنَيسٍ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لِيُوَدّعَهُ وَ قَد أَرَادَ سَفَراً فَلَمّا وَدّعَهُ قَالَ يَا مُعَلّي اعتَزِز بِاللّهِ يُعزِزكَ قَالَ بِمَا ذَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ يَا مُعَلّي خَفِ اللّهَ يَخَف مِنكَ كُلّ شَيءٍ يَا مُعَلّي تَحَبّب إِلَي إِخوَانِكَ بِصِلَتِهِم فَإِنّ اللّهَ جَعَلَ العَطَاءَ مَحَبّةً وَ المَنعَ مَبغَضَةً فَأَنتُم وَ اللّهِ إِن تسَألَوُنيِ أُعطِكُم أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن لَا تسَألَوُنيِ فَلَا أُعطِيَكُم فتَبُغضِوُنيِ وَ مَهمَا أَجرَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَكُم مِن شَيءٍ عَلَي يدَيِ فَالمَحمُودُ اللّهُ تَعَالَي وَ لَا تَبعُدُونَ مِن شُكرِ مَا أَجرَي اللّهُ لَكُم عَلَي يدَيِ
62- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ حَمّوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ بَكرٍ عَنِ الفَضلِ بنِ حُبَابٍ عَن سَلّامٍ عَن أَبِي هِلَالٍ عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ إِنّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ دَخَلَ عَلَي النّبِيّص وَ هُوَ مَوقُودٌ أَو قَالَ مَحمُومٌ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَشَدّ وَعَكَكَ أَو حُمّاكَ فَقَالَ مَا منَعَنَيِ ذَلِكَ أَن قَرَأتُ اللّيلَةَ ثَلَاثِينَ سُورَةً فِيهِنّ السّبعُ الطّوَلُ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ غَفَرَ اللّهُ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ وَ أَنتَ تَجتَهِدُ هَذَا الِاجتِهَادَ فَقَالَ يَا عُمَرُ أَ فَلَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً
63- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ هِشَامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ عُلَيّةَ عَن وَهبِ بنِ حَرِيزٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ مَن أعُطيَِ الدّعَاءَ لَم يُحرَمِ الإِجَابَةَ وَ مَن أعُطيَِ الشّكرَ لَم يُمنَعِ الزّيَادَةَ وَ تَلَا أَبُو جَعفَرٍ ع وَ إِذ تَأَذّنَ رَبّكُم لَئِن شَكَرتُم
صفحه : 49
لَأَزِيدَنّكُم
64- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ يُونُسَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ جَابِرٍ عَن عَبدِ الرّحِيمِ الكرَخيِّ عَن هِشَامِ بنِ حَسّانَ عَن هَمّامِ بنِ عُروَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لَم يَعلَم فَضلَ نِعَمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ إِلّا فِي مَطعَمِهِ وَ مَشرَبِهِ فَقَد قَصُرَ عِلمُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ
65- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي دَاوُدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَسَنِ عَنِ ابنِ زَادَانَ عَن عُمَرَ بنِ صَبِيحٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أَربَعٌ لِلمَرءِ لَا عَلَيهِ الإِيمَانُ وَ الشّكرُ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُما يَفعَلُ اللّهُ بِعَذابِكُم إِن شَكَرتُم وَ آمَنتُم وَ الِاستِغفَارُ فَإِنّهُ قَالَوَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِيهِم وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم يَستَغفِرُونَ وَ الدّعَاءُ فَإِنّهُ قَالَ تَعَالَيقُل ما يَعبَؤُا بِكُم ربَيّ لَو لا دُعاؤُكُم
66- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَبِي بِشرٍ حَنَانِ بنِ بَشِيرٍ عَن خَالِ أَبِيهِ عِكرِمَةَ بنِ عَامِرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُفَضّلِ عَن أَبِيهِ المُفَضّلِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مَالِكِ بنِ أَعيَنَ الجهُنَيِّ قَالَأَوصَي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع بَعضَ وُلدِهِ فَقَالَ يَا بنُيَّ اشكُرِ اللّهَ لِمَن أَنعَمَ عَلَيكَ وَ أَنعِم عَلَي مَن شَكَرَكَ فَإِنّهُ لَا زَوَالَ لِلنّعمَةِ إِذَا شَكَرتَ وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كَفَرتَ وَ الشّاكِرُ بِشُكرِهِ أَسعَدُ مِنهُ بِالنّعمَةِ التّيِ وَجَبَ عَلَيهِ الشّكرُ بِهَا وَ تَلَا يعَنيِ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع قَولَ اللّهِ تَعَالَيوَ إِذ تَأَذّنَ رَبّكُم لَئِن شَكَرتُم
صفحه : 50
لَأَزِيدَنّكُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ
67- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَبِي شَيبَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي حَفصٍ الأَعشَي عَن زِيَادِ بنِ المُنذِرِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع حَقّ عَلَي مَن أُنعِمَ عَلَيهِ أَن يُحسِنَ مُكَافَاةَ المُنعِمِ فَإِن قَصُرَ عَن ذَلِكَ وُسعُهُ فَعَلَيهِ أَن يُحسِنَ الثّنَاءَ فَإِن كَلّ عَن ذَلِكَ لِسَانُهُ فَعَلَيهِ مَعرِفَةُ النّعمَةِ وَ مَحَبّةُ المُنعِمِ بِهَا فَإِن قَصُرَ عَن ذَلِكَ فَلَيسَ لِلنّعمَةِ بِأَهلٍ
68- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ضَغطَةُ القَبرِ لِلمُؤمِنِ كَفّارَةٌ لِمَا كَانَ مِنهُ مِن تَضيِيعِ النّعَمِ
69- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَنِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَن صَنَعَ مِثلَ مَا صُنِعَ إِلَيهِ فَإِنّمَا كَافَي وَ مَن أَضعَفَ كَانَ شَاكِراً وَ مَن شَكَرَ كَانَ كَرِيماً وَ مَن عَلِمَ أَنّ مَا صُنِعَ إِلَيهِ إِنّمَا يُصنَعُ إِلَي نَفسِهِ لَم يَستَبطِئِ النّاسَ فِي شُكرِهِم وَ لَم يَستَزِدهُم فِي مَوَدّتِهِم وَ اعلَم أَنّ الطّالِبَ إِلَيكَ الحَاجَةَ لَم يُكرِم وَجهَهُ عَن وَجهِكَ فَأَكرِم وَجهَكَ عَن رَدّهِ
70- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَنِ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ السيّاّريِّ عَنِ ابنِ بَقّاحٍ عَن عَبدِ السّلَامِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُفرٌ بِالنّعَمِ أَن يَقُولَ الرّجُلُ أَكَلتُ كَذَا وَ كَذَا فضَرَنّيِ
صفحه : 51
71- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَحسِنُوا صُحبَةَ النّعَمِ قَبلَ فِرَاقِهَا فَإِنّهَا تَزُولُ وَ تَشهَدُ عَلَي صَاحِبِهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا
72- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الفَضلِ بنِ عَامِرٍ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَنِ الهَيثَمِ بنِ وَاقِدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي عَبدٍ بِنِعمَةٍ بَالِغَةً مَا بَلَغَت فَحَمِدَ اللّهَ عَلَيهَا إِلّا كَانَ حَمدُ اللّهِ أَفضَلَ مِن تِلكَ النّعمَةِ وَ أَعظَمَ وَ أَوزَنَ
73- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الطّاعِمُ الشّاكِرُ لَهُ أَجرُ الصّائِمِ المُحتَسِبِ وَ المُعَافَي الشّاكِرُ لَهُ مِثلُ أَجرِ المُبتَلَي الصّابِرِ
74- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا إِسحَاقُ مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي عَبدٍ نِعمَةً فَعَرَفَهَا بِقَلبِهِ وَ جَهَرَ بِحَمدِ اللّهِ عَلَيهَا فَفَرَغَ مِنهَا حَتّي يُؤمَرَ لَهُ بِالمَزِيدِ
75- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ صَاحِبِ الساّبرِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي يَا مُوسَي اشكرُنيِ حَقّ شكُريِ فَقَالَ يَا رَبّ كَيفَ أَشكُرُكَ حَقّ شُكرِكَ لَيسَ مِن شُكرٍ أَشكُرُكَ بِهِ إِلّا وَ أَنتَ أَنعَمتَ بِهِ عَلَيّ فَقَالَ يَا مُوسَي شكَرَتنَيِ حَقّ شكُريِ حِينَ عَلِمتَ أَنّ ذَلِكَ منِيّ
76-ف ،[تحف العقول ]روُيَِ أَنّ جَمّالًا حَمَلَ أَبَا جَعفَرٍ الثاّنيَِ ع مِنَ المَدِينَةِ إِلَي الكُوفَةِ فَكَلّمَهُ فِي صِلَتِهِ وَ قَد كَانَ ع وَصَلَهُ بِأَربَعِمِائَةِ دِينَارٍ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ سُبحَانَ
صفحه : 52
اللّهِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّهُ لَا يَنقَطِعُ المَزِيدُ مِنَ اللّهِ حَتّي يَنقَطِعَ الشّكرُ مِنَ العِبَادِ
77- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع فِي كُلّ نَفَسٍ مِن أَنفَاسِكَ شُكرٌ لَازِمٌ لَكَ بَل أَلفٌ وَ أَكثَرُ وَ أَدنَي الشّكرِ رُؤيَةُ النّعمَةِ مِنَ اللّهِ مِن غَيرِ عِلّةٍ يَتَعَلّقُ القَلبُ بِهَا دُونَ اللّهِ وَ الرّضَا بِمَا أَعطَاهُ وَ أَن لَا تَعصِيَهُ بِنِعمَتِهِ وَ تُخَالِفَهُ بشِيَءٍ مِن أَمرِهِ وَ نَهيِهِ بِسَبَبِ نِعمَتِهِ وَ كُن لِلّهِ عَبداً شَاكِراً عَلَي كُلّ حَالٍ تَجِدِ اللّهَ رَبّاً كَرِيماً عَلَي كُلّ حَالٍ وَ لَو كَانَ عِندَ اللّهِ عِبَادَةٌ تُعُبّدَ بِهَا عِبَادَةَ المُخلَصِينَ أَفضَلَ مِنَ الشّكرِ عَلَي كُلّ حَالٍ لَأَطلَقَ لَفظَهُ فِيهِم مِن جَمِيعِ الخَلقِ بِهَا فَلَمّا لَم يَكُن أَفضَلَ مِنهَا خَصّهَا مِن بَينِ العِبَادَاتِ وَ خَصّ أَربَابَهَا فَقَالَوَ قَلِيلٌ مِن عبِاديَِ الشّكُورُ وَ تَمَامُ الشّكرِ اعتِرَافُ لِسَانِ السّرّ خَاضِعاً لِلّهِ تَعَالَي بِالعَجزِ عَن بُلُوغِ أَدنَي شُكرِهِ لِأَنّ التّوفِيقَ لِلشّكرِ نِعمَةٌ حَادِثَةٌ يَجِبُ الشّكرُ عَلَيهَا وَ هيَِ أَعظَمُ قَدراً وَ أَعَزّ وُجُوداً مِنَ النّعمَةِ التّيِ مِن أَجلِهَا وُفّقتَ لَهُ فَيَلزَمُكَ عَلَي كُلّ شُكرٍ شُكرٌ أَعظَمُ مِنهُ إِلَي مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ مُستَغرِقاً فِي نِعمَتِهِ قَاصِراً عَاجِزاً عَن دَركِ غَايَةِ شُكرِهِ وَ أَنّي يَلحَقُ العَبدُ شُكرَ نِعمَةِ اللّهِ وَ مَتَي يَلحَقُ صَنِيعُهُ بِصَنِيعِهِ وَ العَبدُ ضَعِيفٌ لَا قُوّةَ لَهُ أَبَداً إِلّا بِاللّهِ وَ اللّهُ غنَيِّ عَن طَاعَةِ العَبدِ قوَيِّ عَلَي مَزِيدِ النّعَمِ عَلَي الأَبَدِ فَكُن لِلّهِ عَبداً شَاكِراً عَلَي هَذَا الأَصلِ تُرَي العَجَبَ
78- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي عُمَرَ وَ الزبّيَريِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الكُفرُ فِي كِتَابِ اللّهِ عَلَي خَمسَةِ أَوجُهٍ فَمِنهَا كُفرُ النّعَمِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ يحَكيِ قَولَ سُلَيمَانَهذا مِن فَضلِ ربَيّ ليِبَلوُنَيِ أَ أَشكُرُ أَم أَكفُرُالآيَةَ وَ قَالَ اللّهُلَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم وَ قَالَفاَذكرُوُنيِ أَذكُركُم وَ اشكُرُوا لِي وَ لا تَكفُرُونِ
صفحه : 53
79- شي،[تفسير العياشي] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ ذَكّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ قَالَ بِآلَاءِ اللّهِ يعَنيِ نِعَمَهُ
80- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي عُمَرَ المدَيِنيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَيّمَا عَبدٍ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ فَعَرَفَهَا بِقَلبِهِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي فَأَقَرّ بِهَا بِقَلبِهِ وَ حَمِدَ اللّهَ عَلَيهَا بِلِسَانِهِ لَم يَنفَد كَلَامُهُ حَتّي يَأمُرَ اللّهُ لَهُ بِالزّيَادَةِ وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي إِسحَاقَ المدَاَئنِيِّ حَتّي يَأذَنَ اللّهُ لَهُ بِالزّيَادَةِ وَ هُوَ قَولُهُلَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم
81- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي وَلّادٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَ رَأَيتَ هَذِهِ النّعمَةَ الظّاهِرَةَ عَلَينَا مِنَ اللّهِ أَ لَيسَ إِن شَكَرنَاهُ عَلَيهَا وَ حَمِدنَاهُ زَادَنَا كَمَا قَالَ اللّهُ فِي كِتَابِهِلَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم فَقَالَ نَعَم مَن حَمِدَ اللّهَ عَلَي نِعَمِهِ وَ شَكَرَهُ وَ عَلِمَ أَنّ ذَلِكَ مِنهُ لَا مِن غَيرِهِ
82- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قِيلَ لَهُ مَن أَكرَمُ الخَلقِ عَلَي اللّهِ قَالَ مَن إِذَا أعُطيَِ شَكَرَ وَ إِذَا ابتلُيَِ صَبَرَ
83- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ بنِ يَاسِينَ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي عَبدٍ نِعمَةً فَشَكَرَهَا بِقَلبِهِ إِلّا استَوجَبَ المَزِيدَ فِيهَا قَبلَ أَن يُظهِرَ شُكرَهَا عَلَي لِسَانِهِ
84- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الجَوَادُ ع نِعمَةٌ لَا تُشكَرُ كَسَيّئَةٍ لَا تُغفَرُ
85- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا وَصَلَت إِلَيكُم أَطرَافُ النّعَمِ فَلَا تُنَفّرُوا أَقصَاهَا بِقِلّةِ الشّكرِ
وَ قَالَ ع إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي كُلّ نِعمَةٍ حَقّاً فَمَن أَدّاهُ زَادَهُ مِنهَا وَ مَن قَصّرَ عَنهُ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعمَتِهِ
صفحه : 54
وَ قَالَ ع احذَرُوا نِفَارَ النّعَمِ فَمَا كُلّ شَارِدٍ بِمَردُودٍ وَ قَالَ ع
مَا كَانَ اللّهُ لِيَفتَحَ عَلَي عَبدٍ بَابَ الشّكرِ وَ يُغلِقَ عَنهُ بَابَ الزّيَادَةِ وَ لَا لِيَفتَحَ عَلَي عَبدٍ بَابَ الدّعَاءِ وَ يُغلِقَ عَنهُ بَابَ الإِجَابَةِ وَ لَا لِيَفتَحَ عَلَي عَبدٍ بَابَ التّوبَةِ وَ يُغلِقَ عَنهُ بَابَ المَغفِرَةِ
86- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن عَلَاءِ بنِ الكَامِلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ الحَسَنِ ع أتَاَنيَِ اللّهُ بِأُمُورٍ لَا أَحتَسِبُهَا لَا أدَريِ كَيفَ وُجُوهُهَا قَالَ أَ وَ لَا تَعلَمُ أَنّ هَذَا مِنَ الشّكرِ
وَ فِي رِوَايَةٍ قَالَ لِي لَا تَستَصغِرِ الحَمدَ
وَ عَن سَعدَانَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ أَرَي مَن هُوَ شَدِيدُ الحَالِ مُضَيّقاً عَلَيهِ العَيشُ وَ أَرَي نفَسيِ فِي سَعَةٍ مِن هَذِهِ الدّنيَا لَا أَمُدّ يدَيِ إِلَي شَيءٍ إِلّا رَأَيتُ فِيهِ مَا أُحِبّ وَ قَد أَرَي مَن هُوَ أَفضَلُ منِيّ قَد صُرِفَ ذَلِكَ عَنهُ فَقَد خَشِيتُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ استِدرَاجاً مِنَ اللّهِ لِي بخِطَيِئتَيِ فَقَالَ أَمّا مَعَ الحَمدِ فَلَا وَ اللّهِ
وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ لَا يَنقَطِعُ المَزِيدُ مِنَ اللّهِ حَتّي يَنقَطِعَ الشّكرُ مِنَ العِبَادِ
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَحسِنُوا جِوَارَ النّعَمِ قِيلَ وَ مَا جِوَارُ النّعَمِ قَالَ الشّكرُ لِمَن أَنعَمَ بِهَا وَ أَدَاءُ حُقُوقِهَا
وَ عَنهُ ع قَالَ أَحسِنُوا جِوَارَ نِعَمِ اللّهِ وَ احذَرُوا أَن تَنتَقِلَ عَنكُم إِلَي غَيرِكُم أَمَا إِنّهَا لَم تَنتَقِل عَن أَحَدٍ قَطّ وَ كَادَت أَن تَرجِعَ إِلَيهِ وَ كَانَ عَلِيّ ع قَالَ قَلّ مَا أَدبَرَ شَيءٌ فَأَقبَلَ
وَ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ الرّضَا ع اتّقُوا اللّهَ وَ عَلَيكُم بِالتّوَاضُعِ وَ الشّكرِ
صفحه : 55
وَ الحَمدِ إِنّهُ كَانَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ فَأَتَاهُ فِي مَنَامِهِ مَن قَالَ لَهُ إِنّ لَكَ نِصفَ عُمُرِكَ سَعَةً فَاختَر أَيّ النّصفَينِ شِئتَ فَقَالَ إِنّ لِي شَرِيكاً فَلَمّا أَصبَحَ الرّجُلُ قَالَ لِزَوجَتِهِ قَد أتَاَنيِ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ رَجُلٌ فأَخَبرَنَيِ أَنّ نِصفَ عمُرُيِ لِي سَعَةً فَاختَر أَيّ النّصفَينِ شِئتَ فَقَالَت لَهُ زَوجَتُهُ اختَرِ النّصفَ الأَوّلَ فَقَالَ لَكَ ذَاكَ فَأَقبَلَت عَلَيهِ الدّنيَا فَكَانَ كُلّمَا كَانَت نِعمَةٌ قَالَت زَوجَتُهُ جَارُكَ فُلَانٌ مُحتَاجٌ فَصِلهُ وَ تَقُولُ قَرَابَتُكَ فُلَانٌ فَتُعطِيهِ وَ كَانُوا كَذَلِكَ كُلّمَا جَاءَتهُم نِعمَةٌ أَعطَوا وَ تَصَدّقُوا وَ شَكَرُوا فَلَمّا كَانَ لَيلَةٌ مِنَ الليّاَليِ أَتَاهُ الرّجُلُ فَقَالَ يَا هَذَا إِنّ النّصفَ قَدِ انقَضَي فَمَا رَأيُكَ قَالَ لِي شَرِيكٌ فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ لِزَوجَتِهِ أتَاَنيِ الرّجُلُ فأَعَلمَنَيِ أَنّ النّصفَ قَدِ انقَضَي فَقَالَت لَهُ زَوجَتُهُ قَد أَنعَمَ اللّهُ عَلَينَا فَشَكَرنَا وَ اللّهُ أَولَي بِالوَفَاءِ قَالَ فَإِنّ لَكَ تَمَامَ عُمُرِكَ
عَنهُ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثَلَاثَةٌ لَا يَضُرّ مَعَهُنّ شَيءٌ الدّعَاءُ عِندَ الكَربِ وَ الِاستِغفَارُ عِندَ الذّنبِ وَ الشّكرُ عِندَ النّعمَةِ
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَكتُوبٌ فِي التّورَاةِ اشكُر مَن أَنعَمَ عَلَيكَ وَ أَنعِم عَلَي مَن شَكَرَكَ فَإِنّهُ لَا زَوَالَ لِلنّعمَاءِ إِذَا شَكَرتَ وَ لَا بَقَاءَ لَهَا إِذَا كَفَرتَ وَ الشّكرُ زِيَادَةٌ فِي النّعَمِ وَ أَمَانٌ مِنَ الغِيَرِ
وَ عَنهُ ع قَالَ مَن شَكَرَ اللّهَ عَلَي مَا أُفِيدَ فَقَدِ استَوجَبَ عَلَي اللّهِ المَزِيدَ وَ مَن أَضَاعَ الشّكرَ فَقَد خَاطَرَ بِالنّعَمِ وَ لَم يَأمَنِ التّغَيّرَ وَ النّقَمَ
وَ عَنهُ ع قَالَ إنِيّ سَأَلتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يرَزقُنَيِ مَالًا فرَزَقَنَيِ وَ قَد خِفتُ أَن يَكُونَ ذَلِكَ مِنِ استِدرَاجٍ فَقَالَ أَمّا بِاللّهِ مَعَ الحَمدِ فَلَا
وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُوسَي بنِ عِمرَانَ يَا مُوسَي اشكرُنيِ حَقّ شكُريِ قَالَ يَا رَبّ كَيفَ أَشكُرُكَ حَقّ شُكرِكَ وَ النّعمَةُ مِنكَ وَ الشّكرُ
صفحه : 56
عَلَيهَا نِعمَةٌ مِنكَ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا عَرَفتَ أَنّ ذَلِكَ منِيّ فَقَد شكَرَتنَيِ حَقّ شكُريِ
وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ لَا يَنقَطِعُ المَزِيدُ مِنَ اللّهِ حَتّي يَنقَطِعَ الشّكرُ مِنَ العِبَادِ
وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ شُكرُ كُلّ نِعمَةٍ الوَرَعُ عَن مَحَارِمِ اللّهِ
87- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ الشّاكِرُ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَأَجرِ المُبتَلَي الصّابِرِ وَ المُعطَي الشّاكِرُ لَهُ مِنَ الأَجرِ كَأَجرِ المُحتَرِفِ القَانِعِ
الآيات البقرةوَ استَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّلاةِ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا استَعِينُوا بِالصّبرِ وَ الصّلاةِ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ و قال تعالي وَ لَنَبلُوَنّكُم بشِيَءٍ مِنَ الخَوفِ وَ الجُوعِ وَ نَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَ الأَنفُسِ وَ الثّمَراتِ وَ بَشّرِ الصّابِرِينَ الّذِينَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبّهِم وَ رَحمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ
صفحه : 57
و قال تعالي وَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ وَ حِينَ البَأسِآل عمران وَ اللّهُ يُحِبّ الصّابِرِينَ و قال يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُواالأعراف وَ تَمّت كَلِمَتُ رَبّكَ الحُسني عَلي بنَيِ إِسرائِيلَ بِما صَبَرُواالأنفال وَ اصبِرُوا إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَيونس وَ اصبِر حَتّي يَحكُمَ اللّهُ وَ هُوَ خَيرُ الحاكِمِينَهودفَاصبِر إِنّ العاقِبَةَ لِلمُتّقِينَ و قال تعالي وَ اصبِر فَإِنّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَيوسف فَصَبرٌ جَمِيلٌ وَ اللّهُ المُستَعانُ عَلي ما تَصِفُونَ و قال فَصَبرٌ جَمِيلٌ عَسَي اللّهُ أَن يأَتيِنَيِ بِهِم جَمِيعاً و قال إِنّهُ مَن يَتّقِ وَ يَصبِر فَإِنّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَالرعدوَ الّذِينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبّهِم إلي قوله تعالي سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِ ابراهيم إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍ و قال وَ لَنَصبِرَنّ عَلي ما آذَيتُمُونا
صفحه : 58
النحل الّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ و قال تعالي وَ لَنَجزِيَنّ الّذِينَ صَبَرُوا أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانُوا يَعمَلُونَ و قال تعالي وَ إِن عاقَبتُم فَعاقِبُوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَ لَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصّابِرِينَ وَ اصبِر وَ ما صَبرُكَ إِلّا بِاللّهِ وَ لا تَحزَن عَلَيهِم وَ لا تَكُ فِي ضَيقٍ مِمّا يَمكُرُونَالكهف ستَجَدِنُيِ إِن شاءَ اللّهُ صابِراًطه فَاصبِر عَلي ما يَقُولُونَالأنبياءوَ إِسماعِيلَ وَ إِدرِيسَ وَ ذَا الكِفلِ كُلّ مِنَ الصّابِرِينَالحج وَ الصّابِرِينَ عَلي ما أَصابَهُمالمؤمنون إنِيّ جَزَيتُهُمُ اليَومَ بِما صَبَرُوا أَنّهُم هُمُ الفائِزُونَالفرقان أَ تَصبِرُونَ وَ كانَ رَبّكَ بَصِيراً و قال تعالي أُولئِكَ يُجزَونَ الغُرفَةَ بِما صَبَرُوا وَ يُلَقّونَ فِيها تَحِيّةً وَ سَلاماًالقصص أُولئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم مَرّتَينِ بِما صَبَرُوا و قال تعالي وَ لا يُلَقّاها إِلّا الصّابِرُونَالعنكبوت نِعمَ أَجرُ العامِلِينَ الّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ
صفحه : 59
الروم فَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّ وَ لا يَستَخِفّنّكَ الّذِينَ لا يُوقِنُونَلقمان وَ اصبِر عَلي ما أَصابَكَ إِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ و قال تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍالتنزيل وَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَسبأإِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍيس فَلا يَحزُنكَ قَولُهُم إِنّا نَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَ ما يُعلِنُونَالصافات ستَجَدِنُيِ إِن شاءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِينَص اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ و قال تعالي إِنّا وَجَدناهُ صابِراً نِعمَ العَبدُ إِنّهُ أَوّابٌالزمرإِنّما يُوَفّي الصّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍالمؤمن فَاصبِر إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّالطلاق سَيَجعَلُ اللّهُ بَعدَ عُسرٍ يُسراًالمعارج فَاصبِر صَبراً جَمِيلًا و قال تعالي إِنّ الإِنسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسّهُ الشّرّ جَزُوعاً وَ إِذا مَسّهُ الخَيرُ مَنُوعاً
صفحه : 60
المدثروَ لِرَبّكَ فَاصبِرالدهروَ جَزاهُم بِما صَبَرُوا جَنّةً وَ حَرِيراً و قال فَاصبِر لِحُكمِ رَبّكَالبلدوَ تَواصَوا بِالصّبرِ وَ تَواصَوا بِالمَرحَمَةِ أ لم نشرح فَإِنّ مَعَ العُسرِ يُسراً إِنّ مَعَ العُسرِ يُسراًالعصروَ تَواصَوا بِالصّبرِ
1-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القاَساَنيِّ جَمِيعاً عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الأصَبهَاَنيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا حَفصُ إِنّ مَن صَبَرَ صَبَرَ قَلِيلًا وَ إِنّ مَن جَزِعَ جَزِعَ قَلِيلًا ثُمّ قَالَ عَلَيكَ بِالصّبرِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بَعَثَ مُحَمّداًص فَأَمَرَهُ بِالصّبرِ وَ الرّفقِ فَقَالَوَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًا وَ ذرَنيِ وَ المُكَذّبِينَ أوُليِ النّعمَةِ وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيادفَع باِلتّيِ هيَِ أَحسَنُ[السيئة]فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍفَصَبَرَص حَتّي نَالُوهُ بِالعَظَائِمِ وَ رَمَوهُ بِهَا فَضَاقَ صَدرُهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِوَ لَقَد نَعلَمُ أَنّكَ يَضِيقُ صَدرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبّح بِحَمدِ رَبّكَ وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَ ثُمّ كَذّبُوهُ وَ رَمَوهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّقَد
صفحه : 61
نَعلَمُ إِنّهُ لَيَحزُنُكَ ألّذِي يَقُولُونَ فَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ وَ لكِنّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجحَدُونَ وَ لَقَد كُذّبَت رُسُلٌ مِن قَبلِكَ فَصَبَرُوا عَلي ما كُذّبُوا وَ أُوذُوا حَتّي أَتاهُم نَصرُنافَأَلزَمَ النّبِيّص نَفسَهُ الصّبرَ فَتَعَدّوا فَذَكَرُوا اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ كَذّبُوهُ فَقَالَ قَد صَبَرتُ فِي نفَسيِ وَ أهَليِ وَ عرِضيِ وَ لَا صَبرَ لِي عَلَي ذِكرِ إلِهَيِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَقَد خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما فِي سِتّةِ أَيّامٍ وَ ما مَسّنا مِن لُغُوبٍ فَاصبِر عَلي ما يَقُولُونَفَصَبَرَ فِي جَمِيعِ أَحوَالِهِ ثُمّ بُشّرَ فِي عِترَتِهِ بِالأَئِمّةِ وَ وُصِفُوا بِالصّبرِ فَقَالَ جَلّ ثَنَاؤُهُوَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَفَعِندَ ذَلِكَ قَالَص الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ كَالرّأسِ مِنَ الجَسَدِ فَشَكَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ لَهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ تَمّت كَلِمَتُ رَبّكَ الحُسني عَلي بنَيِ إِسرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَ قَومُهُ وَ ما كانُوا يَعرِشُونَ فَقَالَص إِنّهُ بُشرَي وَ انتِقَامٌ فَأَبَاحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ قِتَالَ المُشرِكِينَ فَأَنزَلَ اللّهُفَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم وَ خُذُوهُم وَ احصُرُوهُم وَ اقعُدُوا لَهُم كُلّ مَرصَدٍوَ اقتُلُوهُم حَيثُ ثَقِفتُمُوهُمفَقَتَلَهُمُ اللّهُ عَلَي أيَديِ رَسُولِ اللّهِص وَ أَحِبّائِهِ وَ جَعَلَ لَهُ ثَوَابَ صَبرِهِ مَعَ مَا ادّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ فَمَن صَبَرَ وَ احتَسَبَ لَم يَخرُج مِنَ الدّنيَا حَتّي يُقِرّ اللّهُ عَينَهُ فِي أَعدَائِهِ مَعَ مَا يَدّخِرُ لَهُ فِي
صفحه : 62
الآخِرَةِ
بيان صبر قليلا نصب قليلا إما علي المصدرية أوالظرفية أي صبر صبرا قليلا أوزمانا قليلا و هوزمان العمر أوزمان البلية في جميع أمورك فإن كل مايصدر عنه من الفعل والترك والعقد و كل مايرد عليه من المصائب والنوائب من قبله تعالي أو من قبل غيره يحتاج إلي الصبر إذ لايمكنه تحمل ذلك بدون جهاده مع النفس والشيطان وحبس النفس عليه وَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ أي من الخرافات والشتم والإيذاءوَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًابأن تجانبهم وتداريهم و لاتكافيهم وتكل أمرهم إلي الله كما قال وَ ذرَنيِ وَ المُكَذّبِينَ أي دعني وإياهم و كل إلي أمرهم فإني أجازيهم في الدنيا والآخرةأوُليِ النّعمَةِالنعمة بالفتح لين الملمس أي المتنعمين ذوي الثروة في الدنيا وهم صناديد قريش وغيرهم ادفَعأول الآية هكذاوَ لا تسَتوَيِ الحَسَنَةُ وَ لَا السّيّئَةُ أي في الجزاء وحسن العاقبة و لاالثانية مزيدة لتأكيد النفيادفَع باِلتّيِ هيَِ أَحسَنُ السّيّئَةَكذا في أكثر نسخ الكتاب وتفسير علي بن ابراهيم والسيئة غيرمذكورة في المصاحف وكأنه ع زادها تفسيرا وليست في بعض النسخ و هوأظهر وقيل المعني ادفع السيئة حيث اعترضتك بالتي هي أحسن منها وهي الحسنة علي أن المراد بالأحسن الزائد مطلقا أوبأحسن مايمكن دفعها به من الحسنات وإنما أخرج مخرج الاستئناف علي أنه جواب من قال كيف أصنع للمبالغة ولذلك وضع أحسن موضع الحسنة كذا ذكره البيضاوي. وقيل اسم التفضيل مجرد عن معناه أوأصل الفعل معتبر في المفضل عليه علي سبيل الفرض أوالمعني ادفع السيئة بالحسنة التي هي أحسن من العفو أوالمكافاة وتلك الحسنة هي الإحسان في مقابل الإساءة ومعني التفضيل حينئذ بحاله لأن كلا من العفو والمكافاة أيضا حسنة إلا أن الإحسان أحسن منهما و هذاقريب
صفحه : 63
مما ذكره الزمخشري من أن لا غيرمزيدة والمعني أن الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما فخذ بالحسنة التي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِّ حَمِيمٌ أي إذافعلت ذلك صار عدوك المشاق مثل الولي الشفيق وَ ما يُلَقّاها أي مايلقي هذه السجية وهي مقابلة الإساءة بالإحسان إِلّا الّذِينَ صَبَرُوافإنها تحبس النفس عن الانتقام وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ من الخير وكمال النفس وقيل الحظ العظيم الجنة يقال لقاه الشيء أي ألقاه إليه حتي نالوه بالعظائم يعني نسبوه إلي الكذب والجنون والسحر و غير ذلك وافتروا عليه أَنّكَ يَضِيقُ صَدرُكَكناية عن الغم بِما يَقُولُونَ من الشرك أوالطعن فيك و في القرآن والاستهزاء بك و به فَسَبّح بِحَمدِ رَبّكَ أي فنزه ربك عما يقولون مما لايليق به متلبسا بحمده في توفيقك له أوفافزع إلي الله فيما نالك من الغم بالتسبيح والتحميد فإنهما يكشفان الغم عنك وَ كُن مِنَ السّاجِدِينَللشكر في توفيقك أورفع غمك أوكن من المصلين فإن في الصلاة قطع العلائق عن الغير.إِنّهُ لَيَحزُنُكَ ألّذِي يَقُولُونَالضمير للشأن أي مايقولون إنك شاعر أومجنون أوأشباه ذلك فَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ قال الطبرسي رحمه الله اختلف في معناه علي وجوه .أحدها أن معناه لايكذبونك بقلوبهم اعتقادا و إن كانوا يظهرون بأفواههم التكذيب عنادا و هوقول أكثر المفسرين . وَ يُؤَيّدُهُ مَا روُيَِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص لقَيَِ أَبَا جَهلٍ فَصَافَحَهُ أَبُو جَهلٍ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ وَ اللّهِ إنِيّ لَأَعلَمُ أَنّهُ صَادِقٌ وَ لَكِنّا مَتَي كُنّا تَبَعاً لِعَبدِ مَنَافٍ
فأنزل الله هذه الآية. وثانيها أن المعني لايكذبونك بحجة و لايتمكنون من إبطال ماجئت به ببرهان
وَ يَدُلّ عَلَيهِ مَا روُيَِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ يَقرَأُ لَا يُكذِبُونَكَ وَ يَقُولُ إِنّ المُرَادَ بِهَا أَنّهُم لَا يَأتُونَ بِحَقّ هُوَ أَحَقّ مِن حَقّكَ
.
صفحه : 64
وثالثها أن المراد لايصادفونك كاذبا تقول العرب قاتلناكم فما أجبناكم أي ماأصبناكم جبناء و لايختص هذاالوجه بالقراءة بالتخفيف لأن أفعلت وفعلت يجوزان في هذاالموضع إلا أن التخفيف أشبه بهذا الوجه . ورابعها أن المراد لاينسبونك إلي الكذب فيما أتيت به لأنك كنت عندهم أمينا صادقا وإنما يدفعون ماأتيت به ويقصدون التكذيب بآيات الله ويقوي هذاالوجه قوله وَ لكِنّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجحَدُونَ و قوله وَ كَذّبَ بِهِ قَومُكَ وَ هُوَ الحَقّ و لم يقل وكذبك قومك و ماروي أن أباجهل قال للنبيص مانتهمك و لانكذبك ولكنا نتهم ألذي جئت به ونكذبه . وخامسها أن المراد أنهم لايكذبونك بل يكذبونني فإن تكذيبك راجع إلي ولست مختصا به لأنك رسولي فمن رد عليك فقد رد علي و ذلك تسلية منه تعالي للنبيص .وَ لكِنّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ أي بالقرآن والمعجزات يَجحَدُونَبغير حجة سفها وجهلا وعنادا ودخلت الباء لتضمين معني التكذيب قال أبو علي الباء تتعلق بالظالمين . ثم زاد في تسلية النبي ص بقوله وَ لَقَد كُذّبَت رُسُلٌ مِن قَبلِكَ فَصَبَرُوا عَلي ما كُذّبُوا وَ أُوذُوا أي صبروا علي مانالهم منهم من التكذيب والأذي في أداء الرسالةحَتّي أَتاهُم نَصرُناإياهم علي المكذبين و هذاأمر منه تعالي لنبيه بالصبر علي أذي كفار قومه إلي أن يأتيه النصر كماصبرت الأنبياء وبعده وَ لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِ اللّهِ أي لايقدر أحد علي تكذيب خبر الله علي الحقيقة و لا علي إخلاف وعده وَ لَقَد جاءَكَ مِن نَبَإِ المُرسَلِينَ أي خبرهم في القرآن كيف أنجيناهم ونصرناهم علي قومهم . قوله ع فذكروا الله أي نسبوا إليه ما لايليق بجنابه وَ لَقَد
خَلَقنَا السّماواتِقيل هذه إشارة إلي حسن التأني وترك التعجيل في الأمور وتمهيد للأمر بالصبر. وأقول يحتمل أن يكون توطئة للصبر علي وجه آخر و هوبيان عظم قدره و أنه قادر علي الانتقام منهم وَ ما مَسّنا مِن لُغُوبٍ أي من تعب وإعياء و هورد لمازعمت اليهود من أنه تعالي بدأ خلق العالم يوم الأحد وفرغ منه يوم الجمعة واستراح يوم السبت واستلقي علي العرش فَاصبِر عَلي ما يَقُولُونَ أي ما يقول المشركون من إنكارهم البعث فإن من قدر علي خلق العالم بلا إعياء قدر علي بعثهم والانتقام منهم أو ما يقول اليهود من الكفر والتشبيه . قوله ع ثم بشر علي بناء المجهول وقبل الآية في سورة التنزيل هكذاوَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ فَلا تَكُن فِي مِريَةٍ مِن لِقائِهِ وَ جَعَلناهُ هُديً لبِنَيِ إِسرائِيلَ وَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً و في أكثر نسخ الكتاب وجعلناهم وكأنه تصحيف و في بعضهاوَ جَعَلنا مِنهُم كما في المصاحف . ثم إنه يرد أن الظاهر من سياق الآية رجوع ضمير منهم إلي بني إسرائيل فكيف تكون بشارة للنبيص وإيتائه القرآن في عترته وكيف وصفوا بالصبر والجواب ماعرفت أن ذكر القصص في القرآن لإنذار هذه الأمة وتبشيرهم مع أنه قد قال رسول الله ص إنه يقع في هذه الأمة ماوقع في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل فذكر قصة موسي وإيتائه الكتاب وجعل الأئمة من بني إسرائيل أي هارون وأولاده ذكر نظير لبعثة النبي ص وإيتائه القرآن وجعل الأئمة من أخيه و ابن عمه وأولاده كما قال ص أنت مني بمنزلة هارون من موسي . و قديقال إن قوله فَلا تَكُن فِي مِريَةٍ مِن لِقائِهِالمراد به لاتكن في تعجب من سقوط الكتاب بعدك وعدم عمل الأمة به فإنا نجعل بعدك أمة يهدون بالكتاب كماجعلنا في بني إسرائيل أمة يهدون بالتوراة والمفسرون ذكروا فيه وجوها الأول أن المعني لاتكن في شك من لقائك موسي ليلة الأسري الثاني
صفحه : 66
من لقاء موسي الكتاب الثالث من لقائك الكتاب الرابع من لقائك الأذي كمالقي موسي الأذي .وَ جَعَلناهُ أي موسي ع أوالمنزل عليه يَهدُونَ أي الناس إلي ما فيه من الحكم والأحكام بِأَمرِناإياهم أوبتوفيقنا لهم لَمّا صَبَرُوا أي لصبرهم علي الطاعة أو علي أذي القوم أو عن الدنيا وملاذها كماقيل وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ لايشكون في شيءمنها ويعرفونها حق المعرفة فشكر الله ذلك له إشارة إلي الصبر علي جميع الأحوال أو ذلك القول الدال علي الرضا بالصبر وشكر الله تعالي لعباده عبارة عن قبول العمل ومقابلته بالإحسان والجزاء في الدنيا والآخرة.وَ تَمّت كَلِمَتُ رَبّكَصدر الآيةوَ أَورَثنَا القَومَ الّذِينَ كانُوا يُستَضعَفُونَيعني بني إسرائيل في ظهر الآية فإن القبط كانوا يستضعفونهم فأورثهم الله بأن مكنهم وحكم لهم بالتصرف وأباح لهم بعدإهلاك فرعون وقومه مَشارِقَ الأَرضِ وَ مَغارِبَهَا أي أرض الشام شرقها وغربها أوأرض الشام ومصر وقيل كل الأرض لأن داود وسليمان كانا منهم وملكا الأرض التّيِ بارَكنا فِيهابإخراج الزرع والثمار وضروب المنافع وَ تَمّت كَلِمَتُ رَبّكَ الحُسني عَلي بنَيِ إِسرائِيلَ. قال الطبرسي ره معناه صح كلام ربك بإنجاز الوعد بإهلاك عدوهم واستخلافهم في الأرض وإنما كان الإنجاز تماما للكلام لتمام النعمة به وقيل إن كلمة الحسني قوله سبحانه وَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ إلي قوله يَحذَرُونَ و قال الحُسني و إن كانت كلمات الله كلها حسنة لأنها وعد بما يحبون و قال الحسن أراد وعد الله لهم بالجنةبِما صَبَرُوا علي أذي فرعون وقومه وَ دَمّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَ قَومُهُ أي أهلكنا ماكانوا يبنون من الأبنية والقصور والدياروَ ما كانُوا يَعرِشُونَ من الأشجار والأعناب والثمار وقيل
صفحه : 67
يَعرِشُونَيسقفون من القصور والبيوت . فقال ص إنه بشري أي لي ولأصحابي وانتقام من أعدائي ووجه البشارة مامر أن ذكر هذه القصة تسلية للنبيص بأني أنصرك علي أعدائك وأهلكهم وأنصر الأئمة من أهل بيتك علي الفراعنة الذين غلبوا عليهم وظلموهم في زمن القائم ع وأملكهم جميع الأرض فظهر الآية لموسي وبني إسرائيل وبطنها لمحمد وآل محمدصلي الله عليهم .فَاقتُلُوا المُشرِكِينَالآية هكذافَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُمقيل أي من حل وحرم وَ خُذُوهُم أي وأسروهم والأخيذ الأسيروَ احصُرُوهُم أي واحبسوهم أوحيلوا بينهم و بين المسجد الحرام وَ اقعُدُوا لَهُم كُلّ مَرصَدٍ أي كل ممر لئلا ينتشروا في البلاد وانتصابه علي الظرف و قال تعالي في سورة البقرةوَ قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقاتِلُونَكُم وَ لا تَعتَدُوا إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ المُعتَدِينَ وَ اقتُلُوهُم حَيثُ ثَقِفتُمُوهُم وَ أَخرِجُوهُم مِن حَيثُ أَخرَجُوكُميقال ثقفه أي صادفه أوأخذه أوظفر به أوأدركه .فقتلهم الله أي في غزوة بدر وغيرها وعجل له الثواب ثواب صبره و في بعض النسخ وجعل له ثواب صبره والأول أظهر وموافق للتفسير والحاصل أن هذه النصرة وقتل الأعداء كان ثوابا عاجلا علي صبره منضما مع ماادخر له في الآخرة من مزيد الزلفي والكرامة واحتسب أي كان غرضه القربة إلي الله ليكون محسوبا من أعماله الصالحة حتي يقر الله عينه أي يسره في أعدائه بنصره عليهم مع مايدخر له في الآخرة من الأجر الجميل والثواب الجزيل
2- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الصّبرُ رَأسُ الإِيمَانِ
صفحه : 68
بيان قال المحقق الطوسي قدس سره الصبر حبس النفس عن الجزع عندالمكروه و هويمنع الباطن عن الاضطراب واللسان عن الشكاية والأعضاء عن الحركات غيرالمعتادة انتهي و قدمر وسيأتي أن الصبر يكون علي البلاء و علي فعل الطاعة و علي ترك المعصية و علي سوء أخلاق الخلق قال الراغب الصبر الإمساك في ضيق يقال صبرت الدابة حبستها بلا علف وصبرت فلانا حلفته حلفة لاخروج له منها والصبر حبس النفس علي مايقتضيه العقل أوالشرع أوعما يقتضيان حبسها عنه فالصبر لفظ عام وربما خولف بين أسمائه بحسب اختلاف مواقعه فإن كان حبس النفس لمصيبة سمي صبرا لا غير ويضاده الجزع و إن كان في محاربة سمي شجاعة ويضاده الجبن و إن كان في نائبة مضجرة سمي رحب الصدر ويضاده الضجر و إن كان في إمساك الكلام سمي كتمانا ويضاده الإذاعة و قدسمي الله تعالي كل ذلك صبرا ونبه عليه بقوله وَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ وَ حِينَ البَأسِوَ الصّابِرِينَ عَلي ما أَصابَهُموَ الصّابِرِينَ وَ الصّابِراتِ وسمي الصوم صبرا لكونه كالنوع له و قوله اصبِرُوا وَ صابِرُوا أي احبسوا أنفسكم علي العبادة وجاهدوا أهواءكم و قوله عز و جل وَ اصطَبِر لِعِبادَتِهِ أي تحمل الصبر بجهدك و قوله أُولئِكَ يُجزَونَ الغُرفَةَ بِما صَبَرُوا أي بما تحملوه من الصبر في الوصول إلي مرضاة الله . قوله رأس الإيمان هو من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس ووجه الشبه ماسيأتي في رواية علاء بن الفضيل ووجهه أن الإنسان مادام في تلك النشأة هومورد
صفحه : 69
للمصائب والآفات ومحل للحوادث والنوائب والعاهات ومبتلي بتحمل الأذي من بني نوعه في المعاملات ومكلف بفعل الطاعات وترك المنهيات والمشتهيات و كل ذلك ثقيل علي النفس لاتشتهيها بطبعها فلابد من أن تكون فيه قوة ثابتة وملكة راسخة بهايقتدر علي حبس النفس علي هذه الأمور الشاقة ورعاية مايوافق الشرع والعقل فيها وترك الجزع والانتقام وسائر ماينافي الآداب المستحسنة المرضية عقلا وشرعا وهي المسماة بالصبر و من البين أن الإيمان الكامل بل نفس التصديق أيضا يبقي ببقائه ويفني بفنائه فلذلك هو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد
3- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الحُرّ حُرّ عَلَي جَمِيعِ أَحوَالِهِ إِن نَابَتهُ نَائِبَةٌ صَبَرَ لَهَا وَ إِن تَدَاكّت عَلَيهِ المَصَائِبُ لَم تَكسِرهُ وَ إِن أُسِرَ وَ قُهِرَ وَ استُبدِلَ بِاليُسرِ عُسراً كَمَا كَانَ يُوسُفُ الصّدّيقُ الأَمِينُ لَم يَضرُر حُرّيّتَهُ أَنِ استُعبِدَ وَ قُهِرَ وَ أُسِرَ وَ لَم يَضرُرهُ ظُلمَةُ الجُبّ وَ وَحشَتُهُ وَ مَا نَالَهُ أَن مَنّ اللّهُ عَلَيهِ فَجَعَلَ الجَبّارَ العاَتيَِ لَهُ عَبداً بَعدَ إِذ كَانَ مَالِكاً فَأَرسَلَهُ وَ رَحِمَ بِهِ أُمّهُ وَ كَذَلِكَ الصّبرُ يُعقِبُ خَيراً فَاصبِرُوا وَ وَطّنُوا أَنفُسَكُم عَلَي الصّبرِ تُؤجَرُوا
إيضاح الحر ضد العبد والمراد هنا من نجا في الدنيا من رق الشهوات النفسانية وأعتق في الآخرة من أغلال العقوبات الربانية فهو كالأحرار عزيز غني في جميع الأحوال قال الراغب الحر خلاف العبد والحرية ضربان الأول من لم يجر عليه حكم السبي نحوالحُرّ بِالحُرّ والثاني من لم يتملكه قواه الذميمة من الحرص والشره علي القنيات الدنيوية و إلي العبودية التي تضاد ذلك أشار النبي ص بقوله تعسر عبدالدرهم تعسر عبدالدينار وقول الشاعر ورق ذوي الأطماع رق مخلد وقيل عبدالشهوة أذل من عبدالرق انتهي .
صفحه : 70
و في القاموس الحر بالضم خلاف العبد وخيار كل شيء والفرس العتيق و من الطين والرمل الطيب . إن نابته نائبة صبر لها أي إن عرض له حادثة أونازلة أومصيبة صبر عليها أوحمل عليه مال يؤخذ منه أداه و لايذل نفسه بالبخل فيه قال في النهاية في حديث خيبر قسمها نصفين نصفا لنوائبه ونصفا بين المسلمين النوائب جمع النائبة وهي ماينوب الإنسان أي ينزل به من المهمات والحوادث و قدنابه ينوبه نوبا و منه الحَدِيثُ احتَاطُوا لِأَهلِ الأَموَالِ فِي النّائِبَةِ وَ الوَاطِئَةِ
أي الأضياف الذين ينوبونهم . و إن تداكت عليه المصائب أي اجتمعت وازدحمت قال في النهاية في
حَدِيثُ عَلِيّ ع ثُمّ تَدَاكَكتُم عَلَيّ تَدَاكُكَ الإِبِلِ الهِيمِ عَلَي حِيَاضِهَا
أي ازدحمتم وأصل الدك بالكسر انتهي لم تكسره أي لم تعجزه عن الصبر و لم تحمله علي الجزع وترك الرضا بقضاء الله تعالي و إن أسر إن وصلية واستبدل باليسر عسرا عطف علي أسر و في بعض النسخ واستبدل بالعسر يسرا فهو عطف علي قوله لم تكسره فيكون غاية للصبر أن استعبد علي بناء المجهول فاعل لم يضرر والمراد بحريته عزه ورفعته وصبره علي تلك المصائب ورضاه بقضاء الله واختياره طاعة الله وعدم تذلله للمخلوقين و ماناله أي من ظلم الإخوان وسائر الأحزان أن من الله أي في أن من الله أوبدل اشتمال للضمير في لم يضرره أوبتقدير إلي فالظرف متعلق بلم يضرر في الموضعين علي سبيل التنازع . وأقول يحتمل أن يكون ماناله عطفا علي الضمير في لم يضرره و أن من الله بيانا لمابتقدير من أوبدلا منه فيحتمل أن يكون فاعل نال يوسف وقيل اللام فيه مقدر أي لأن من الله فيكون تعليلا لقوله لم يضرر في الموضعين أو ماناله مبتدأ و أن من الله خبره والجملة معطوفة علي لم يضرره أو يكون الواو بمعني مع أي لم يضرره ذلك مع ماناله و أن من بيان لما والعاتي من العتو بمعني التجبر والتكبر والتجاوز عن الحد والجبار بائعه في مصر أوالعزيز فالمراد بصيرورته عبدا له أنه صار مطيعا له .
صفحه : 71
مع أنه قدروي الثعلبي وغيره أن ملك مصر كان ريان بن الوليد والعزيز ألذي اشتري يوسف ع كان وزيره و كان اسمه قطفير فلما عبر يوسف رؤيا الملك عزل قطفير عما كان عليه وفوض إلي يوسف أمر مصر وألبسه التاج وأجلسه علي سرير الملك وأعطاه خاتمه وهلك قطفير في تلك الليالي فزوج الملك يوسف زليخا امرأة قطفير و كان اسمها راعيل فولدت له ابنين أفرائيم وميشا فلما دخلت السنة الأولي من سني الجدب هلك فيها كل شيءأعدوه في السنين المخصبة فجعل أهل مصر يبتاعون من يوسف الطعام .فباعهم أول سنة بالنقود حتي لم يبق بمصر دينار و لادرهم إلاقبضه وباعهم السنة الثانية بالحلي والجواهر حتي لم يبق في أيدي الناس منها شيء وباعهم السنة الثالثة بالمواشي والدواب حتي احتوي عليها أجمع وباعهم السنة الرابعة بالعبيد والإماء حتي لم يبق عبد و لاأمة في يد أحد وباعهم السنة الخامسة بالضياع والعقار والدور حتي احتوي عليها وباعهم السنة السادسة بأولادهم حتي استرقهم وباعهم السنة السابعة برقابهم حتي لم يبق بمصر حر و لاحرة إلاصار عبدا له . ثم استأذن الملك وأعتقهم كلهم ورد أموالهم إليهم فظهر أن الله ملكه جميع أهل مصر وأموالهم عوضا عن مملوكيته صلوات الله عليه لهم فهذه ثمرة الصبر والطاعة. والمراد بإرساله إرساله إلي الخلق بالنبوة وبرحم الأمة به نجاتهم عن العقوبة الأبدية بإيمانهم به أو عن القحط والجوع أوالأعم . وكذلك الصبر يعقب خيرا يعقب علي بناء الإفعال قال الراغب أعقبه كذا أورثه ذلك قال تعالي فَأَعقَبَهُم نِفاقاً فِي قُلُوبِهِم وفلان لم يعقب أي لم يترك ولدا انتهي أي كما أن صبر يوسف ع أعقب خيرا عظيما له كذلك صبر كل أحد يعقب خيرا له و من ثم قيل اصبر تظفر وقيل .
إني رأيت للأيام تجربة | للصبر عاقبة محمودة الأثر |
وقل من جد في أمر يطالبه | فاستصحب الصبر إلافاز بالظفر |
صفحه : 72
4- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن ابنِ بُكَيرٍ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الجَنّةُ مَحفُوفَةٌ بِالمَكَارِهِ وَ الصّبرِ فَمَن صَبَرَ عَلَي المَكَارِهِ فِي الدّنيَا دَخَلَ الجَنّةَ وَ جَهَنّمُ مَحفُوفَةٌ بِاللّذّاتِ وَ الشّهَوَاتِ فَمَن أَعطَي نَفسَهُ لَذّتَهَا وَ شَهَوَاتِهَا دَخَلَ النّارَ
بيان مضمونه متفق عليه بين الخاصة والعامة. فَقَد رَوَي مُسلِمٌ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حُفّتِ الجَنّةُ بِالمَكَارِهِ وَ حُفّتِ النّارُ بِالشّهَوَاتِ
. و هذا من بديع الكلام و قال الراوندي في ضوء الشهاب يقال حف القوم حول زيد إذاأطافوا به واستداروا وحففته بشيء أي أدرته عليه يقال حففت الهودج بالثياب ويقال إنه مشتق من حفافي الشيء أي جانبيه يقول ص المكاره مطيفة محدقة بالجنة وهي الطاعات والشهوات محدقة مستديرة بالنار وهي المعاصي و هذامثل يعني أنك لايمكنك نيل الجنة إلاباحتمال مشاق ومكاره وهي فعل الطاعات والامتناع عن المقبحات و لاالتفصي عن النار إلابترك الشهوات وهي المعاصي التي تتعلق الشهوة بهافكأن الجنة محفوفة بمكاره تحتاج أن تقتطعها بتكلفها والنار محفوفة بملاذ وشهوات تحتاج أن تتركها.
وَ روُيَِ أَنّ اللّهَ تَعَالَي لَمّا خَلَقَ الجَنّةَ قَالَ لِجَبرَئِيلَ ع انظُر إِلَيهَا فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهَا قَالَ يَا رَبّ لَا يَترُكُهَا أَحَدٌ إِلّا دَخَلَهَا فَلَمّا حَفّهَا بِالمَكَارِهِ قَالَ انظُر إِلَيهَا فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهَا قَالَ يَا رَبّ أَخشَي أَن لَا يَدخُلَهَا أَحَدٌ وَ لَمّا خَلَقَ النّارَ قَالَ لَهُ انظُر إِلَيهَا فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهَا قَالَ يَا رَبّ لَا يَدخُلُهَا أَحَدٌ فَلَمّا حَفّهَا بِالشّهَوَاتِ قَالَ انظُر إِلَيهَا فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهَا قَالَ يَا رَبّ أَخشَي أَن يَدخُلَهَا كُلّ أَحَدٍ
. وفائدة الحديث إعلام أن الأعمال المفضية إلي الجنة مكروهة قرن الله بهاالكراهة وبالعكس منها الأعمال الموصلة إلي النار قرن بهاالشهوة ليجاهد الإنسان نفسه فيتحمل تلك ويجتنب هذه
5-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَرحُومٍ عَن
صفحه : 73
أَبِي سَيّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ المُؤمِنُ قَبرَهُ كَانَتِ الصّلَاةُ عَن يَمِينِهِ وَ الزّكَاةُ عَن يَسَارِهِ وَ البِرّ مُطِلّ عَلَيهِ وَ يَتَنَحّي الصّبرُ نَاحِيَةً فَإِذَا دَخَلَ عَلَيهِ المَلَكَانِ اللّذَانِ يَلِيَانِ مُسَاءَلَتَهُ قَالَ الصّبرُ لِلصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ البِرّ دُونَكُم صَاحِبَكُم فَإِن عَجَزتُم عَنهُ فَأَنَا دُونَهُ
توضيح البر يطلق علي مطلق أعمال الخير و علي مطلق الإحسان إلي الغير و علي الإحسان إلي الوالدين أوإليهما و إلي ذوي الأرحام والمراد هنا أحد المعاني سوي المعني الأول قال الراغب البر خلاف البحر وتصور منه التوسع فاشتق منه البر أي التوسع في فعل الخير وينسب ذلك إلي الله تارة نحو إنه هوالبر الرحيم و إلي العبد تارة فيقال بر العبد ربه أي توسع في طاعته فمن الله تعالي الثواب و من العبد الطاعة وبر الوالدين التوسع في الإحسان إليهما وضده العقوق .مطل بالطاء المهملة من قولهم أطل عليه أي أشرف و في بعض النسخ بالمعجمة و هوقريب المعني من الأول لكن التعدية بعلي بالأول أنسب دونكم اسم فعل بمعني خذوا ويدل ظاهرا علي تجسم الأعمال والأخلاق في الآخرة و من أنكره يأوله وأمثاله بأن الله تعالي يخلق صورا مناسبة للأعمال يريه إياها لتفريحه أوتحزينه أوالكلام مبني علي الاستعارة التمثيلية وتنحي الصبر وتمكثه في إعانته يناسب ذاته فتفطن
6-كا،[الكافي] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَدَخَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المَسجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ عَلَي بَابِ المَسجِدِ كَئِيبٍ حَزِينٍ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَا لَكَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أُصِبتُ بأِبَيِ وَ أخَيِ وَ أَخشَي أَن أَكُونَ قَد وَجِلتُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَيكَ بِتَقوَي اللّهِ وَ الصّبرِ تَقدَمُ عَلَيهِ غَداً وَ الصّبرُ فِي الأُمُورِ بِمَنزِلَةِ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ فَإِذَا فَارَقَ الرّأسُ الجَسَدَ فَسَدَ الجَسَدُ وَ إِذَا فَارَقَ الصّبرُ الأُمُورَ
صفحه : 74
فَسَدَتِ الأُمُورُ
بيان أصبت علي بناء المجهول بأبي وأخي أي ماتا وأخشي أن أكون قدوجلت الوجل استشعار الخوف وكأن المعني أخشي أن يكون حزني بلغ حدا مذموما شرعا فعبر عنه بالوجل أوأخشي أن تنشق مرارتي من شدة الألم أوأخشي الوجل ألذي يوجب الجنون عليك اسم فعل بمعني ألزم والباء للتقوية بتقوي الله أي في الشكاية والجزع وغيرهما مما يوجب نقص الإيمان وكأنه إشارة إلي قوله تعالي وَ إِن تَصبِرُوا وَ تَتّقُوا فَإِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ.تقدم علي بناء المعلوم من باب علم بالجزم جزاء للأمر في عليك أوبالرفع استئنافا بيانيا وضمير عليه راجع إلي الصبر بتقدير مضاف أي جزائه أو إلي الله أي ثوابه وقيل إلي كل من الأب والأخ أو إلي الأخ فإن فوته جزء أخير للعلة أو إلي الأب لأنه الأصل والكل بعيد غدا أي في القيامة أو عندالموت أوسريعا
7- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ قَالَ لِي مَا حَبَسَكَ عَنِ الحَجّ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَقَعَ عَلَيّ دَينٌ كَثِيرٌ وَ ذَهَبَ ماَليِ وَ ديَنيَِ ألّذِي قَد لزَمِنَيِ هُوَ أَعظَمُ مِن ذَهَابِ ماَليِ فَلَو لَا أَنّ رَجُلًا مِن أَصحَابِنَا أخَرجَنَيِ مَا قَدَرتُ أَن أَخرُجَ فَقَالَ لِي إِن تَصبِر تُغتَبَط وَ إِن لَا تَصبِر يُنفِذِ اللّهُ مَقَادِيرَهُ رَاضِياً كُنتَ أَم كَارِهاً
بيان الاغتباط مطاوع غبطه تقول غبطته أغبطه غبطا وغبطة فاغتبط هوكمنعته فامتنع والغبطة أن تتمني حال المغبوط لكونها في غاية الحسن من غير أن تريد زوالها عنه و هذا هوالفرق بينها و بين الحسد و في القاموس الغبطة بالكسر حسن الحال والمسرة و قداغتبط و قال الاغتباط التبجح بالحال الحسنة انتهي .
صفحه : 75
والاغتباط إما في الآخرة بجزيل الأجر وحسن الجزاء أو في الدنيا أيضا بتبديل الضراء بالسراء فإن الصبر مفتاح الفرج . وَ قَد قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَضيَقُ مَا يَكُونُ الحَرَجُ أَقرَبُ مَا يَكُونُ الفَرَجُ مَعَ أَنّ الكَارِهَ تَزدَادُ مُصِيبَتُهُ فَإِنّ فَوَاتَ الأَجرِ مُصِيبَةٌ أُخرَي وَ الكَرَاهَةُ المُوجِبَةُ لِحُزنِ القَلبِ مُصِيبَةٌ عَظِيمَةٌ وَ مِن ثَمّ قِيلَ المُصِيبَةُ لِلصّابِرِ وَاحِدَةٌ وَ لِلجَازِعِ اثنَتَانِ بَل لَهُ أَربَعُ مُصِيبَاتٍ الثّلَاثَةُ المَذكُورَةُ وَ شَمَاتَةُ الأَعدَاءِ وَ مِن ثَمّ قِيلَ الصّبرُ عِندَ المُصِيبَةِ مُصِيبَةٌ عَلَي الشّامِتِ
8- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَنِ الأَصبَغِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ الصّبرُ صَبرَانِ صَبرٌ عِندَ المُصِيبَةِ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَ أَحسَنُ مِن ذَلِكَ الصّبرُ عِندَ مَا حَرّمَ اللّهُ عَلَيكَ وَ الذّكرُ ذِكرَانِ ذِكرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عِندَ المُصِيبَةِ وَ أَفضَلُ مِن ذَلِكَ ذِكرُ اللّهِ عِندَ مَا حَرّمَ عَلَيكَ فَيَكُونُ حَاجِزاً
توضيح صبر خبر مبتدإ محذوف أي أحدهما صبر وحسن أيضا خبر مبتدإ محذوف أي هوحسن ويحتمل أن يكون صبر مبتدأ وحسن خبره فتكون الجملة استئنافا بيانيا و قوله ذكر الله خبر مبتدإ محذوف ليس إلافيكون أي الذكر والفاء بيانية حاجزا أي مانعا عن فعل الحرام
9- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَنِ العرَزمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سيَأَتيِ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ لَا يُنَالُ المُلكُ فِيهِ إِلّا بِالقَتلِ وَ التّجَبّرِ وَ لَا الغِنَي إِلّا بِالغَصبِ وَ البُخلِ وَ لَا المَحَبّةُ إِلّا بِاستِخرَاجِ الدّينِ وَ اتّبَاعِ الهَوَي فَمَن أَدرَكَ ذَلِكَ الزّمَانَ فَصَبَرَ عَلَي الفَقرِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي الغِنَي وَ الصّبرِ عَلَي البِغضَةِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي المَحَبّةِ وَ صَبَرَ عَلَي الذّلّ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي العِزّ آتَاهُ اللّهُ ثَوَابَ خَمسِينَ صِدّيقاً مِمّن صَدّقَ بيِ
تبيين لاينال الملك فيه أي السلطنة إلابالقتل لعدم إطاعتهم إمام الحق فيتسلط عليهم الملوك الجورة فيقتلونهم ويتجبرون عليهم و ذلك من فساد الزمان و إلا لم يتسلط عليهم هؤلاء و لاالغني إلابالغصب والبخل و ذلك
صفحه : 76
من فساد الزمان وأهله لأنهم لسوء عقائدهم يظنون أن الغني إنما يحصل بغصب أموال الناس والبخل في حقوق الله والخلق مع أنه لايتوقف علي ذلك بل الأمانة وأداء الحقوق أدعي إلي الغني لأنه بيد الله أولأنه لفسق أهل الزمان منع الله عنهم البركات فلايحصل الغني إلابهما. و لاالمحبة أي جلب محبة الناس إلاباستخراج الدين أي طلب خروج الدين من القلب أوبطلب خروجهم من الدين واتباع الهوي أي الأهواء النفسانية أوأهوائهم الباطلة و ذلك لأن أهل تلك الأزمنة لفسادهم لايحبون أهل الدين والعبادة فمن طلب مودتهم لابد من خروجه من الدين ومتابعتهم في الفسوق وصبر علي البغضة أي بغضة الناس له لعدم اتباعه أهواءهم وصبر علي الذل كأنه ناظر إلي نيل الملك فالنشر ليس علي ترتيب اللف فالمراد بالعز هنا الملك والاستيلاء أوالمراد بالملك هناك مطلق العز والرفعة ويحتمل أن تكون الفقرتان الأخيرتان ناظرتين إلي الفقرة الأخيرة و لم يتعرض للأولي لكون الملك عزيز المنال لايتيسر لكل أحد والأول أظهر. وَ فِي جَامِعِ الأَخبَارِ الرّوَايَةُ هَكَذَا وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّهُ سَيَكُونُ زَمَانٌ لَا يَستَقِيمُ لَهُمُ المُلكُ إِلّا بِالقَتلِ وَ الجَورِ وَ لَا يَستَقِيمُ لَهُمُ الغِنَي إِلّا بِالبُخلِ وَ لَا يَستَقِيمُ لَهُمُ الصّحبَةُ فِي النّاسِ إِلّا بِاتّبَاعِ أَهوَائِهِم وَ الِاستِخرَاجِ مِنَ الدّينِ فَمَن أَدرَكَ ذَلِكَ الزّمَانَ فَصَبَرَ عَلَي الفَقرِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي الغِنَي وَ صَبَرَ عَلَي الذّلّ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي العِزّ وَ صَبَرَ عَلَي بِغضَةِ النّاسِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي المَحَبّةِ أَعطَاهُ اللّهُ ثَوَابَ خَمسِينَ صِدّيقاً
10-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن دُرُستَ بنِ أَبِي مَنصُورٍ عَن عِيسَي بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَمّا حَضَرَت أَبِي عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع الوَفَاةُ ضمَنّيِ إِلَي صَدرِهِ وَ قَالَ يَا بنُيَّ أُوصِيكَ بِمَا أوَصاَنيِ بِهِ أَبِي حِينَ حَضَرَتهُ الوَفَاةُ وَ بِمَا ذَكَرَ أَنّ أَبَاهُ
صفحه : 77
أَوصَاهُ يَا بنُيَّ اصبِر عَلَي الحَقّ وَ إِن كَانَ مُرّاً
بيان اصبر علي الحق أي علي فعل الحق من ارتكاب الطاعات وترك المنهيات و إن كان مرا ثقيلا علي الطبع لكونه مخالفا للمشتهيات النفسانية غالبا أو علي قول الحق و إن كان مرا علي الناس فالصبر علي مايترتب علي هذاالقول من بغض الناس وأذيتهم أو علي سماع الحق ألذي ألقي إليك و إن كان مرا عليك مكروها لك كمن واجهك بعيب من عيوبك فتصدقه وتقبله أوأطلعك علي خطاء في الاجتهاد أوالرأي فتقبله ويمكن التعميم ليشتمل الجميع
11- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الصّبرُ صَبرَانِ صَبرٌ عَلَي البَلَاءِ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَ أَفضَلُ الصّبرَينِ الوَرَعُ عَنِ المَحَارِمِ
12- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي قَالَ أخَبرَنَيِ يَحيَي بنُ سُلَيمٍ الطاّئفِيِّ قَالَ أخَبرَنَيِ عَمرُو بنُ شِمرٍ اليمَاَنيِّ يَرفَعُ الحَدِيثَ إِلَي عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّبرُ ثَلَاثَةٌ صَبرٌ عَلَي المُصِيبَةِ وَ صَبرٌ عَلَي الطّاعَةِ وَ صَبرٌ عَلَي المَعصِيَةِ فَمَن صَبَرَ عَلَي المُصِيبَةِ حَتّي يَرُدّهَا بِحُسنِ عَزَائِهَا كَتَبَ اللّهُ لَهُ ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَينَ الدّرَجَةِ إِلَي الدّرَجَةِ كَمَا بَينَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ وَ مَن صَبَرَ عَلَي الطّاعَةِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ سِتّمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَينَ الدّرَجَةِ إِلَي الدّرَجَةِ كَمَا بَينَ تُخُومِ الأَرضِ إِلَي العَرشِ وَ مَن صَبَرَ عَلَي المَعصِيَةِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ تِسعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَينَ الدّرَجَةِ إِلَي الدّرَجَةِ كَمَا بَينَ تُخُومِ الأَرضِ إِلَي مُنتَهَي العَرشِ
بيان حتي يردها أي المصيبة وشدتها بحسن عزائها أي بحسن الصبر اللائق لتلك المصيبة ثلاثمائة درجة أي من درجات الجنة أودرجات الكمال فالتشبيه من تشبيه المعقول بالمحسوس و في الصحاح التخم منتهي كل قرية أوأرض والجمع تخوم كفلس وفلوس انتهي ويدل علي أن ارتفاع الجنة أكثر من تخوم الأرض إلي العرش و لاينافي ذلك كون عرضهاكَعَرضِ السّماءِ وَ الأَرضِ مع أنه قدقيل في الآية وجوه مع بعضها رفع التنافي أظهر
صفحه : 78
13- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ أمَرَنَيِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَن آتيَِ المُفَضّلَ وَ أُعَزّيَهُ بِإِسمَاعِيلَ وَ قَالَ أقَرِئِ المُفَضّلَ السّلَامَ وَ قُل لَهُ إِنّا قَد أُصِبنَا بِإِسمَاعِيلَ فَصَبَرنَا فَاصبِر كَمَا صَبَرنَا إِنّا أَرَدنَا أَمراً وَ أَرَادَ اللّهُ أَمراً فَسَلّمنَا لِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
توضيح الظاهر أنه المفضل بن عمر ويدل علي مدح عظيم له و أنه كان من خواص أصحابه وأحبائه وإسماعيل ولده الأكبر ألذي كان يظن الناس أنه الإمام بعده ع فلما مات في حياته علم أنه لم يكن إماما و هذا هوالمراد بقوله ع أردنا أمرا أي إمامته بظاهر الحال أوبشهوة الطبع أوالمراد إرادة الشيعة كالمفضل وأضرابه وأدخل ع نفسه تغليبا ومماشاة ويدل علي لزوم الرضا بقضاء الله والتسليم له وقيل المعني أردنا طول عمر إسماعيل وأراد الله موته وأغرب من ذلك أنه قال عزي المفضل بابن له مات في ذلك الوقت بذكر فوت إسماعيل
14- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَنِ ابتلُيَِ مِنَ المُؤمِنِينَ بِبَلَاءٍ فَصَبَرَ عَلَيهِ كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِ أَلفِ شَهِيدٍ
بيان قوله ع مثل أجر ألف شهيد فإن قيل كيف يستقيم هذا مع أن الشهيد أيضا من الصابرين حيث صبر حتي استشهد قلت يحتمل أن يكون المراد بهم شهداء سائر الأمم أوالمعني مثل مايستحق ألف شهيد و إن كان ثوابهم التفضلي أضعاف ذلك وقيل المراد بهم الشهداء الذين لم تكن لهم نية خالصة فلم يستحقوا ثوابا عظيما والأوسط كأنه أظهر
15-كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إنِيّ جَعَلتُ الدّنيَا بَينَ عبِاَديِ قَرضاً فَمَن
صفحه : 79
أقَرضَنَيِ مِنهَا قَرضاً أَعطَيتُهُ بِكُلّ وَاحِدَةٍ عَشراً إِلَي سَبعِمِائَةِ ضِعفٍ وَ مَا شِئتُ مِن ذَلِكَ وَ مَن لَم يقُرضِنيِ مِنهَا قَرضاً فَأَخَذتُ مِنهُ شَيئاً قَسراً أَعطَيتُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَو أَعطَيتُ وَاحِدَةً مِنهُنّ ملَاَئكِتَيِ لَرَضُوا بِهَا منِيّ قَالَ ثُمّ تَلَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَولُ اللّهِ تَعَالَيالّذِينَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبّهِمفَهَذِهِ وَاحِدَةٌ مِن ثَلَاثِ خِصَالٍوَ رَحمَةٌاثنَتَانِوَ أُولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَثَلَاثٌ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذَا لِمَن أَخَذَ اللّهُ مِنهُ شَيئاً قَسراً
بيان بين عبادي قرضا القرض القطع و ماسلفت من إساءة أوإحسان و ماتعطيه لتقضاه والمعني أعطيتهم مقسوما بينهم ليقرضوني فأعوضهم أضعافها لاليمسكوا عليها وقيل أي جعلتها قطعة قطعة وأعطيت كلا منهم نصيبا فمن أقرضني منها قرضا أي نوعا من القرض كصلة الإمام والصدقة والهدية إلي الإخوان ونحوها و ماشئت من ذلك أي من عدد العطية والزيادة زائدا علي السبعمائة كما قال تعالي وَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وقيل إشارة إلي كيفية الثواب المذكور والتفاوت باعتبار تفاوت مراتب الإخلاص وطيب المال واستحقاق الأخذ وصلاحه وقرابته وأشباه ذلك والقسر القهر لرضوا بهامني أي رضا كاملاالّذِينَصدر الآيةوَ لَنَبلُوَنّكُم بشِيَءٍ مِنَ الخَوفِ وَ الجُوعِ وَ نَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَ الأَنفُسِ وَ الثّمَراتِ وَ بَشّرِ الصّابِرِينَ الّذِينَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ. قال الطبرسي قدس الله روحه أي نالتهم نكبة في النفس والمال فوطنوا أنفسهم علي ذلك احتسابا للأجر والمصيبة المشقة الداخلة علي النفس لمايلحقها من المضرة و هو من الإصابة كأنها يصيبها بالنكبةقالُوا إِنّا لِلّهِإقرارا بالعبودية أي نحن عبيد الله وملكه وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ هذاإقرار بالبعث والنشور أي نحن إلي حكمه نصير وَ لِهَذَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ قَولَنَاإِنّا لِلّهِإِقرَارٌ عَلَي أَنفُسِنَا بِالمِلكِ
صفحه : 80
وَ قَولَنَاوَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَإِقرَارٌ عَلَي أَنفُسِنَا بِالهُلكِ
وإنما كانت هذه اللفظة تعزية عن المصيبة لما فيها من الدلالة علي أن الله تعالي يجبرها إن كانت عدلا وينصف من فاعلها إن كانت ظلما وتقديره إِنّا لِلّهِتسليما لأمره ورضا بتدبيره وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَثقة بأنا نصير إلي عدله وانفراده بالحكم في أموره صَلَواتٌ مِن رَبّهِمثناء جميل من ربهم وتزكية و هوبمعني الدعاء لأن الثناء يستحق دائما ففيه معني اللزوم كما أن الدعاء يدعي به مرة بعدمرة ففيه معني اللزوم وقيل بركات من ربهم عن ابن عباس وقيل مغفرة من ربهم وَ رَحمَةٌ أي نعمة أي عاجلا وآجلا فالرحمة النعمة علي المحتاج و كل أحد يحتاج إلي نعمة الله في دنياه وعقباه وَ أُولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ أي المصيبون طريق الحق في الاسترجاع وقيل إلي الجنة والثواب انتهي قوله هذالمن أخذ الله منه شيئا قسرا أي فكيف من أنفق بطيب نفسه
16- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّا صُبّرٌ وَ شِيعَتُنَا أَصبَرُ مِنّا قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ كَيفَ صَارَ شِيعَتُكُم أَصبَرَ مِنكُم قَالَ لِأَنّا نَصبِرُ عَلَي مَا نَعلَمُ وَ شِيعَتَنَا يَصبِرُونَ عَلَي مَا لَا يَعلَمُونَ
تبيين الصبر بضم الصاد وتشديد الباء المفتوحة جمع الصابر أصبر منا أي الصبر عليهم أشق وأشد لأنا نصبر علي مانعلم أقول يحتمل وجوها.الأول و هوالأظهر أن المعني أنانصبر علي مانعلم نزوله قبل وقوعه و هذامما يهين المصيبة ويسهلها وشيعتنا تنزل عليهم المصائب فجاءة مع عدم علمهم بهاقبل وقوعها فهي عليهم أشد ويؤيده مامر في مجلد الإمامة أن قوله تعالي ما أَصابَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الأَرضِ وَ لا فِي أَنفُسِكُم إِلّا فِي كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَها إِنّ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ لِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما
صفحه : 81
آتاكُمنزل فيهم ع فتدبر.الثاني أن المعني أنانصبر علي مانعلم كنه ثوابه والحكمة في وقوعه ورفعة الدرجات بسببه وشيعتنا ليس علمهم بجميع ذلك كعلمنا و هذه كلها مما يسكن النفس عندالمصيبة ويعزيها.الثالث أنانصبر علي مانعلم عواقبه وكيفية زواله وتبدل الأحوال بعده كعلم يوسف ع في الجب بعاقبة أمره واحتياج الإخوة إليه وكذا علم الأئمة ع برجوع الدولة إليهم والانتقام من أعدائهم وابتلاء أعدائهم بأنواع العقوبات في الدنيا والآخرة و هذاقريب من الوجه الثاني
17- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ العَلَاءِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ فَإِذَا ذَهَبَ الرّأسُ ذَهَبَ الجَسَدُ كَذَلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصّبرُ ذَهَبَ الإِيمَانُ
كا،[الكافي] عن علي عن أبيه عن حماد عن ربعي عن الفضيل عنه ع مثله كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ عَبدِ اللّهِ السّرّاجِ رَفَعَهُ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ
الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا صَبرَ لَهُ
18- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَنعَمَ عَلَي قَومٍ فَلَم يَشكُرُوا فَصَارَت عَلَيهِم وَبَالًا وَ ابتَلَي قَوماً بِالمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَت عَلَيهِم نِعمَةً
صفحه : 82
بيان الوبال الشدة والثقل والعذاب أي صارت النعمة مع عدم الشكر نكالا وعذابا عليهم في الدنيا والآخرة وصار البلاء علي الصابر نعمة في الدنيا والآخرة
19- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي مُسَافِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَ صابِرُوا قَالَ اصبِرُوا عَلَي المَصَائِبِ
وَ فِي رِوَايَةِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ صَابِرُوا عَلَي المَصَائِبِ
20- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَدّهِ أَبِي جَمِيلَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ لَو لَا أَنّ الصّبرَ خُلِقَ قَبلَ البَلَاءِ لَتَفَطّرَ المُؤمِنُ كَمَا تَتَفَطّرُ البَيضَةُ عَلَي الصّفَا
بيان التفطر التشقق من الفطر و هوالشق والصفا جمع الصفاة وهي الحجر الصلد الضخم لاتنبت و فيه إيماء إلي أن الصبر من لوازم الإيمان و من لم يصبر عندالبلاء لايستحق اسمه كمامر أنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ويشعر بكثرة ورود البلايا علي المؤمن
21- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ القاَساَنيِّ عَنِ الأصَبهَاَنيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ عَن يَحيَي بنِ آدَمَ عَن شَرِيكٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مُرُوّةُ الصّبرِ فِي حَالِ الحَاجَةِ وَ الفَاقَةِ وَ التّعَفّفِ وَ الغَنَاءِ أَكثَرُ مِن مُرُوّةِ الإِعطَاءِ
بيان المروة هي الصفات التي بهاتكمل إنسانية الإنسان والفاقة الفقر والحاجة والتعفف ترك السؤال عن الناس و هوعطف علي الصبر والغني بالغين المعجمة أيضا الاستغناء عن الناس وإظهار الغني لهم و في بعض النسخ بالمهملة بمعني التعب فعطفه علي الحاجة حينئذ أنسب وتخلل العطف في البين مما يبعده فالأظهر
صفحه : 83
علي تقديره عطفه علي الصبر أيضا
22- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع يَرحَمُكَ اللّهُ مَا الصّبرُ الجَمِيلُ قَالَ ذَلِكَ صَبرٌ لَيسَ فِيهِ شَكوَي إِلَي النّاسِ
بيان إلي الناس ظاهره عموم الناس وربما يخص بغير المؤمن . لِقَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَن شَكَا الحَاجَةَ إِلَي مُؤمِنٍ فَكَأَنّمَا شَكَاهَا إِلَي اللّهِ وَ مَن شَكَاهَا إِلَي كَافِرٍ فَكَأَنّمَا شَكَا اللّهَ
23- كا،[الكافي] عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبَانٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي النّعمَانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَو أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن لَا يُعِدّ الصّبرَ لِنَوَائِبِ الدّهرِ يَعجِزُ
بيان من لايعد أي لم يجعل الصبر ملكة راسخة في نفسه يدفع صولة نزول النوائب والمصائب به يعجز طبعه ونفسه عن مقاومتها وتحملها فيهلك بالهلاك الصوري والمعنوي أيضا بالجزع وتفويت الأجر وربما انتهي به إلي الفسق بل الكفر.أقول قدمضي الأخبار في باب جوامع المكارم و باب صفات خيار العباد و في باب الشكر وسيأتي في أبواب المواعظ
24- لي ،[الأمالي للصدوق ] قَالَ النّبِيّص مَن يَعرِفِ البَلَاءَ يَصبِر عَلَيهِ وَ مَن لَا يَعرِفهُ يُنكِرهُ
25-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَاصبِرُوا عَلَي المَصَائِبِ وَ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ أَينَ الصّابِرُونَ فَيَقُومُ فِئَامٌ مِنَ النّاسِ ثُمّ ينُاَديِ أَينَ المُتَصَبّرُونَ فَيَقُومُ فِئَامٌ مِنَ النّاسِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا الصّابِرُونَ وَ مَا المُتَصَبّرُونَ قَالَ الصّابِرُونَ عَلَي أَدَاءِ الفَرَائِضِ وَ المُتَصَبّرُونَ
صفحه : 84
عَلَي اجتِنَابِ المَحَارِمِ
26- فس ،[تفسير القمي] جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَها وَ مَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَ أَزواجِهِم وَ ذُرّيّاتِهِم وَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلّ بابٍ سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِ قَالَ نَزَلَت فِي الأَئِمّةِ ع وَ شِيعَتِهِمُ الّذِينَ صَبَرُوا
وَ حدَثّنَيِ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَحنُ صُبّرٌ وَ شِيعَتُنَا أَصبَرُ مِنّا لِأَنّا صَبَرنَا بِعِلمٍ وَ صَبَرُوا بِمَا لَا يَعلَمُونَ
27- فس ،[تفسير القمي] أُولئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم مَرّتَينِ بِما صَبَرُوا قَالَ الأَئِمّةُ ع
وَ قَالَ الصّادِقُ ع نَحنُ صُبّرٌ وَ شِيعَتُنَا أَصبَرُ مِنّا وَ ذَلِكَ أَنّا صَبَرنَا عَلَي مَا نَعلَمُ وَ صَبَرُوا هُم عَلَي مَا لَا يَعلَمُونَ
28-ب ،[قرب الإسناد] ابنُ سَعدٍ عَنِ الأزَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُأَلَا إِنّ الأَمرَ يَنزِلُ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ كُلّ يَومٍ كَقَطرِ المَطَرِ إِلَي كُلّ نَفسٍ بِمَا قَدّرَ اللّهُ لَهَا مِن زِيَادَةٍ أَو نُقصَانٍ فِي أَهلٍ أَو مَالٍ أَو نَفسٍ فَإِذَا أَصَابَ أَحَدَكُم مُصِيبَةٌ فِي أَهلٍ أَو مَالٍ أَو نَفسٍ أَو رَأَي عِندَ آخَرَ غَفِيرَةً فَلَا تَكُونُ لَهُ فِتنَةً فَإِنّ المَرءَ المُسلِمَ مَا لَم يَغشَ دَنَاءَةً تَظهَرُ تَخَشّعاً لَهَا إِذ ذُكِرَت وَ يُغرَي بِهَا لِئَامُ النّاسِ كَانَ كَاليَاسِرِ الفَالِجِ ألّذِي يَنتَظِرُ أَوّلَ فَوزَةٍ مِن قِدَاحِهِ تُوجِبُ لَهُ المَغنَمَ وَ تَدفَعُ عَنهُ المَغرَمَ فَذَلِكَ المَرءُ المُسلِمُ البرَيِءُ مِنَ الخِيَانَةِ وَ الكَذِبِ يَنتَظِرُ إِحدَي الحُسنَيَينِ إِمّا داَعيَِ اللّهِ فَمَا عِندَ اللّهِ خَيرٌ لَهُ وَ إِمّا رِزقَ اللّهِ فَإِذَا هُوَ ذُو أَهلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ دِينُهُ وَ حَسَبُهُ المَالُ وَ البَنُونَ حَرثُ الدّنيَا وَ العَمَلُ الصّالِحُ حَرثُ الآخِرَةِ وَ قَد يَجمَعُهُمَا اللّهُ
صفحه : 85
عَزّ وَ جَلّ لِأَقوَامٍ
29- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَا يَذُوقُ المَرءُ مِن حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتّي يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ الفِقهُ فِي الدّينِ وَ الصّبرُ عَلَي المَصَائِبِ وَ حُسنُ التّقدِيرِ فِي المَعَاشِ
أقول قدمضي بسند آخر في باب صفات المؤمن
30- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن عُمَرَ بنِ مُصعَبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ العَبدُ بَينَ ثَلَاثَةِ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعمَةٍ فَعَلَيهِ فِي البَلَاءِ مِنَ اللّهِ الصّبرُ فَرِيضَةً وَ عَلَيهِ فِي القَضَاءِ مِنَ اللّهِ التّسلِيمُ فَرِيضَةً وَ عَلَيهِ فِي النّعمَةِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الشّكرُ فَرِيضَةً
سن ،[المحاسن ] عبدالرحمن بن حماد مثله
31- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَنِ المُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبِي بَحرٍ عَن شُرَيحٍ الهمَداَنيِّ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ عَنِ الحَارِثِ بنِ الأَعوَرِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثَلَاثٌ بِهِنّ يَكمُلُ المُسلِمُ التّفَقّهُ فِي الدّينِ وَ التّقدِيرُ فِي المَعِيشَةِ وَ الصّبرُ عَلَي النّوَائِبِ
32-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إنِيّ أَعطَيتُ الدّنيَا بَينَ عبِاَديِ فَيضاً فَمَن أقَرضَنَيِ مِنهَا قَرضاً أَعطَيتُهُ بِكُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ عَشراً إِلَي سَبعِمِائَةِ ضِعفٍ وَ مَا شِئتُ وَ مَن لَم يقُرضِنيِ مِنهَا قَرضاً فَأَخَذتُ مِنهُ قَسراً أَعطَيتُهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَو أَعطَيتُ وَاحِدَةً مِنهُنّ ملَاَئكِتَيِ لَرَضُوا منِيّ الصّلَاةَ وَ الهِدَايَةَ وَ الرّحمَةَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ
صفحه : 86
الّذِينَ إِذا أَصابَتهُم مُصِيبَةٌ قالُوا إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبّهِموَاحِدَةً مِنَ الثّلَاثِوَ رَحمَةٌاثنَتَينِوَ أُولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَثَلَاثَةً ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذَا لِمَن أَخَذَ مِنهُ شَيئاً قَسراً
33- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي وَصِيّتِهِ لِابنِهِ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ إِيّاكَ وَ العُجبَ وَ سُوءَ الخُلُقِ وَ قِلّةَ الصّبرِ فَإِنّهُ لَا يَستَقِيمُ لَكَ عَلَي هَذِهِ الخِصَالِ الثّلَاثَةِ صَاحِبٌ وَ لَا يَزَالُ لَكَ عَلَيهَا مِنَ النّاسِ مُجَانِبٌ الخَبَرَ
34- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع أَخَذُوا النّاسُ ثَلَاثَةً مِن ثَلَاثَةٍ أَخَذُوا الصّبرَ عَن أَيّوبَ ع وَ الشّكرَ عَن نُوحٍ ع وَ الحَسَدَ عَن بنَيِ يَعقُوبَ ع
35- ع ،[علل الشرائع ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عِيسَي بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِّ عَن آبَائِهِ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ عَلَامَةُ الصّابِرِ فِي ثَلَاثٍ أَوّلُهَا أَن لَا يَكسَلَ وَ الثّانِيَةُ أَن لَا يَضجَرَ وَ الثّالِثَةُ أَن لَا يَشكُوَ مِن رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ لِأَنّهُ إِذَا كَسِلَ فَقَد ضَيّعَ الحَقّ وَ إِذَا ضَجِرَ لَم يُؤَدّ الشّكرَ وَ إِذَا شَكَا مِن رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَد عَصَاهُ
36- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن صَبّاحٍ الحَذّاءِ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الخَلَائِقَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَ نَادَي مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ يَسمَعُ آخِرُهُم كَمَا يَسمَعُ أَوّلُهُم
صفحه : 87
يَقُولُ أَينَ أَهلُ الصّبرِ قَالَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَتَستَقبِلُهُم زُمرَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ فَيَقُولُونَ لَهُم مَا كَانَ صَبرُكُم هَذَا ألّذِي صَبَرتُم فَيَقُولُونَ صَبّرنَا أَنفُسَنَا عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ صَبّرنَاهَا عَن مَعصِيَتِهِ قَالَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ صَدَقَ عبِاَديِ خَلّوا سَبِيلَهُم لِيَدخُلُوا الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ الخَبَرَ
37- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي قَولِ يَعقُوبَفَصَبرٌ جَمِيلٌ قَالَ بِلَا شَكوَي
38- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ سَأَلَ النّبِيّص جَبرَئِيلَ ع مَا تَفسِيرُ الصّبرِ قَالَ تَصبِرُ فِي الضّرّاءِ كَمَا تَصبِرُ فِي السّرّاءِ وَ فِي الفَاقَةِ كَمَا تَصبِرُ فِي الغِنَي وَ فِي البَلَاءِ كَمَا تَصبِرُ فِي العَافِيَةِ فَلَا يَشكُو حَالَهُ عِندَ المَخلُوقِ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ البَلَاءِ
39-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَنِ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَن حَفصٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا حَفصُ إِنّ مَن صَبَرَ صَبَرَ قَلِيلًا وَ إِنّ مَن جَزِعَ جَزِعَ قَلِيلًا ثُمّ قَالَ عَلَيكَ بِالصّبرِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ فَإِنّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمّداًص وَ أَمَرَهُ بِالصّبرِ وَ الرّفقِ فَقَالَوَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًا وَ قَالَادفَع باِلتّيِ هيَِ أَحسَنُالسّيّئَةَفَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِّ حَمِيمٌفَصَبَرَ رَسُولُ اللّهِ حَتّي قَابَلُوهُ بِالعِظَامِ وَ رَمَوهُ بِهَا فَضَاقَ صَدرُهُ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَقَد نَعلَمُ أَنّكَ يَضِيقُ صَدرُكَ بِما يَقُولُونَ ثُمّ كَذّبُوهُ وَ رَمَوهُ فَحَزِنَ لِذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُقَد
صفحه : 88
نَعلَمُ إِنّهُ لَيَحزُنُكَ ألّذِي يَقُولُونَ فَإِنّهُم لا يُكَذّبُونَكَ وَ لكِنّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجحَدُونَ وَ لَقَد كُذّبَت رُسُلٌ مِن قَبلِكَ فَصَبَرُوا عَلي ما كُذّبُوا وَ أُوذُوا حَتّي أَتاهُم نَصرُنافَأَلزَمَ نَفسَهُ الصّبرَص فَتَعَدّوا وَ ذَكَرُوا اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ كَذّبُوهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَقَد صَبَرتُ فِي نفَسيِ وَ أهَليِ وَ عرِضيِ وَ لَا صَبرَ لِي عَلَي ذِكرِهِم إلِهَيِ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لَقَد خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما فِي سِتّةِ أَيّامٍ وَ ما مَسّنا مِن لُغُوبٍ فَاصبِر عَلي ما يَقُولُونَفَصَبَرَص فِي جَمِيعِ أَحوَالِهِ ثُمّ بُشّرَ فِي الأَئِمّةِ ع مِن عِترَتِهِ وَ وُصِفُوا بِالصّبرِ فَقَالَوَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَفَعِندَ ذَلِكَ قَالَص الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ كَالرّأسِ مِنَ البَدَنِ فَشَكَرَ اللّهُ لَهُ ذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِوَ تَمّت كَلِمَتُ رَبّكَ الحُسني عَلي بنَيِ إِسرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَ دَمّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَ قَومُهُ وَ ما كانُوا يَعرِشُونَ فَقَالَص آيَةُ بُشرَي وَ انتِقَامٍ فَأَبَاحَ اللّهُ قَتلَ المُشرِكِينَ حَيثُ وُجِدُوا فَقَتَلَهُم عَلَي يدَيَ رَسُولِ اللّهِص وَ أَحِبّائِهِ وَ عَجّلَ لَهُ ثَوَابَ صَبرِهِ مَعَ مَا ادّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ
40-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَرحُومٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا دَخَلَ المُؤمِنُ قَبرَهُ كَانَتِ الصّلَاةُ عَن يَمِينِهِ وَ الزّكَاةُ عَن يَسَارِهِ وَ البِرّ مُطِلّ عَلَيهِ وَ يَتَنَحّي الصّبرُ نَاحِيَةً قَالَ فَإِذَا دَخَلَ المَلَكَانِ اللّذَانِ يَلِيَانِ مُسَاءَلَتَهُ قَالَ الصّبرُ لِلصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ البِرّ
صفحه : 89
دُونَكُم صَاحِبَكُم فَإِن عَجَزتُم عَنهُ فَأَنَا دُونَهُ
41- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثَلَاثٌ مِن أَبوَابِ البِرّ سَخَاءُ النّفسِ وَ طِيبُ الكَلَامِ وَ الصّبرُ عَلَي الأَذَي
42- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّ خَلَادَةَ بِنتَ أَوسٍ بَشّرهَا بِالجَنّةِ وَ أَعلِمهَا أَنّهَا قَرِينَتُكَ فِي الجَنّةِ فَانطَلَقَ إِلَيهَا فَقَرَعَ البَابَ عَلَيهَا فَخَرَجَت وَ قَالَت هَل نَزَلَ فِيّ شَيءٌ قَالَ نَعَم قَالَت مَا هُوَ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إلِيَّ وَ أخَبرَنَيِ أَنّكِ قرَيِنيِ فِي الجَنّةِ وَ أَن أُبَشّرَكِ بِالجَنّةِ قَالَت أَ وَ يَكُونُ اسمٌ وَافَقَ اسميِ قَالَ إِنّكِ لَأَنتِ هيَِ قَالَت يَا نبَيِّ اللّهِ مَا أُكَذّبُكَ وَ لَا وَ اللّهِ مَا أَعرِفُ مِن نفَسيِ مَا وصَفَتنَيِ بِهِ قَالَ دَاوُدُ ع أخَبرِيِنيِ عَن ضَمِيرِكِ وَ سَرِيرَتِكِ مَا هُوَ قَالَت أَمّا هَذَا فَسَأُخبِرُكَ بِهِ أُخبِرُكَ أَنّهُ لَم يصُبِنيِ وَجَعٌ قَطّ نَزَلَ بيِ كَائِناً مَا كَانَ وَ لَا نَزَلَ ضُرّ بيِ وَ حَاجَةٌ وَ جُوعٌ كَائِناً مَا كَانَ إِلّا صَبَرتُ عَلَيهِ وَ لَم أَسأَلِ اللّهَ كَشفَهُ عنَيّ حَتّي يُحَوّلَهُ اللّهُ عنَيّ إِلَي العَافِيَةِ وَ السّعَةِ وَ لَم أَطلُب بِهَا بَدَلًا وَ شَكَرتُ اللّهَ عَلَيهَا وَ حَمِدتُهُ فَقَالَ دَاوُدُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَبِهَذَا بَلَغتِ مَا بَلَغتِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ هَذَا دِينُ اللّهِ ألّذِي ارتَضَاهُ لِلصّالِحِينَ
43- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ أَنّ الصّبرَ عَلَي البَلَاءِ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَ أَفضَلُ مِنهُ الصّبرُ عَنِ المَحَارِمِ
صفحه : 90
وَ روُيَِ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ أَينَ الصّابِرُونَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَيُقَالُ لَهُمُ اذهَبُوا إِلَي الجَنّةِ بِغَيرِ حِسَابٍ قَالَ فَتَلَقّاهُمُ المَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ لَهُم أَيّ شَيءٍ كَانَت أَعمَالُكُم فَيَقُولُونَ كُنّا نَصبِرُ عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ نَصبِرُ عَن مَعصِيَةِ اللّهِ فَيَقُولُونَنِعمَ أَجرُ العامِلِينَ
وَ نرَويِ أَنّ فِي وَصَايَا الأَنبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم اصبِرُوا عَلَي الحَقّ وَ إِن كَانَ مُرّاً
وَ أرَويِ أَنّ اليَقِينَ فَوقَ الإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ وَ الصّبرَ فَوقَ اليَقِينِ
وَ نرَويِ أَنّهُ مَن صَبَرَ لِلحَقّ عَوّضَهُ اللّهُ خَيراً مِمّا صَبَرَ عَلَيهِ
وَ نرَويِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص أنَيّ آخُذُكَ بِمُدَارَاةِ النّاسِ كَمَا آخُذُكَ بِالفَرَائِضِ
وَ نرَويِ أَنّ المُؤمِنَ أَخَذَ مِنَ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ الكِتمَانَ وَ عَن نَبِيّهِ ع مُدَارَاةَ النّاسِ وَ عَنِ العَالِمِ ع الصّبرَ فِي البَأسَاءِ وَ الضّرّاءِ
وَ روُيَِ فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاصبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ قَالَاصبِرُوا عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ امتِحَانِهِوَ صابِرُوا قَالَ الزَمُوا طَاعَةَ الرّسُولِ وَ مَن يَقُومُ مَقَامَهُوَ رابِطُوا قَالَ لَا تُفَارِقُوا ذَلِكَ يعَنيِ الأَمرَينِ وَ لَعَلّ فِي كِتَابِ اللّهِ مُوجِبَةٌ وَ مَعنَاهَا أَنّكُم تُفلِحُونَ
وَ أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع الصّبرُ عَلَي العَافِيَةِ أَعظَمُ مِنَ الصّبرِ عَلَي البَلَاءِ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَن يَصبِرَ عَلَي مَحَارِمِ اللّهِ مَعَ بَسطِ اللّهِ عَلَيهِ فِي الرّزقِ وَ تَحوِيلِهِ النّعَمَ وَ أَن يَعمَلَ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ فِيهَا
وَ نرَويِ لَا يَصلُحُ المُؤمِنُ إِلّا بِثَلَاثِ خِصَالٍ الفِقهِ فِي الدّينِ وَ التّقدِيرِ فِي المَعِيشَةِ وَ الصّبرِ عَلَي النّائِبَةِ
44-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الصّبرُ يُظهِرُ مَا فِي بَوَاطِنِ العِبَادِ مِنَ النّورِ وَ الصّفَاءِ وَ الجَزَعُ يُظهِرُ مَا فِي بَوَاطِنِهِم مِنَ الظّلمَةِ وَ الوَحشَةِ وَ الصّبرُ يَدّعِيهِ كُلّ
صفحه : 91
أَحَدٍ وَ لَا يَثبُتُ عِندَهُ إِلّا المُخبِتُونَ وَ الجَزَعُ يُنكِرُهُ كُلّ أَحَدٍ وَ هُوَ أَبيَنُ عَلَي المُنَافِقِينَ لِأَنّ نُزُولَ المِحنَةِ وَ المُصِيبَةِ يُخبِرُ عَنِ الصّادِقِ وَ الكَاذِبِ وَ تَفسِيرُ الصّبرِ مَاءٌ يُستَمَرّ مَذَاقُهُ وَ مَا كَانَ عَنِ اضطِرَابٍ لَا يُسَمّي صَبراً وَ تَفسِيرُ الجَزَعِ اضطِرَابُ القَلبِ وَ تَحَزّنُ الشّخصِ وَ تَغَيّرُ السّكُونِ وَ تَغَيّرُ الحَالِ وَ كُلّ نَازِلَةٍ خَلَت أَوَائِلُهَا مِنَ الإِخبَاتِ وَ الإِنَابَةِ وَ التّضَرّعِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَصَاحِبُهَا جَزُوعٌ غَيرُ صَابِرٍ وَ الصّبرُ مَاءٌ أَوّلُهُ مُرّ وَ آخِرُهُ حُلوُ مَن دَخَلَهُ مِن أَوَاخِرِهِ فَقَد دَخَلَ وَ مَن دَخَلَهُ مِن أَوَائِلِهِ فَقَد خَرَجَ وَ مَن عَرَفَ قَدرَ الصّبرِ لَا يَصبِرُ عَمّا مِنهُ الصّبرُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي قِصّةِ مُوسَي وَ خَضِرٍوَ كَيفَ تَصبِرُ عَلي ما لَم تُحِط بِهِ خُبراًفَمَن صَبَرَ كُرهاً وَ لَم يَشكُ إِلَي الخَلقِ وَ لَم يَجزَع بِهَتكِ سِترِهِ فَهُوَ مِنَ العَامّ وَ نَصِيبُهُ مَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ بَشّرِ الصّابِرِينَ أَي بِالجَنّةِ وَ المَغفِرَةِ وَ مَنِ استَقبَلَ البَلَاءَ بِالرّحبِ وَ صَبَرَ عَلَي سَكِينَةٍ وَ وَقَارٍ فَهُوَ مِنَ الخَاصّ وَ نَصِيبُهُ مَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ
45- جا،[المجالس للمفيد] مُحَمّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ طَاهِرٍ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آدَمَ بنِ عُيَينَةَ بنِ أَبِي عِمرَانَ الهلِاَليِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كَم مِن صَبرِ سَاعَةٍ قَد أَورَثَت فَرَحاً طَوِيلًا وَ كَم مِن لَذّةِ سَاعَةٍ قَد أَورَثَت حُزناً طَوِيلًا
46-جع ،[جامع الأخبار] عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ قَالَ
صفحه : 92
خَمسَةٌ لَو رَحَلتُم فِيهِنّ لَأَصَبتُمُوهُنّ لَا يَخَافُ عَبدٌ إِلّا ذَنبَهُ وَ لَا يَرجُو إِلّا رَبّهُ وَ لَا يسَتحَيِ الجَاهِلُ إِذَا سُئِلَ عَمّا لَا يَعلَمُ أَن يَقُولَ لَا أَعلَمُ وَ الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ وَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا صَبرَ لَهُ
قَالَ عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ الصّبرُ ثَلَاثَةٌ صَبرٌ عَلَي المُصِيبَةِ وَ صَبرٌ عَلَي الطّاعَةِ وَ صَبرٌ عَنِ المَعصِيَةِ فَمَن صَبَرَ عَلَي المُصِيبَةِ أَعطَاهُ اللّهُ تَعَالَي ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَينَ الدّرَجَةِ إِلَي الدّرَجَةِ مَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ مَن صَبَرَ عَلَي الطّاعَةِ كَانَ لَهُ سِتّمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَينَ الدّرَجَةِ إِلَي الدّرَجَةِ مَا بَينَ الثّرَي إِلَي العَرشِ وَ مَن صَبَرَ عَنِ المَعصِيَةِ أَعطَاهُ اللّهُ سَبعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَينَ الدّرَجَةِ إِلَي الدّرَجَةِ مَا بَينَ مُنتَهَي العَرشِ إِلَي الثّرَي مَرّتَينِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّهَا النّاسُ عَلَيكُم بِالصّبرِ فَإِنّهُ لَا دِينَ لِمَن لَا صَبرَ لَهُ
وَ قَالَ ع إِنّكَ إِن صَبَرتَ جَرَت عَلَيكَ المَقَادِيرُ وَ أَنتَ مَأجُورٌ وَ إِنّكَ إِن جَزِعتَ جَرَت عَلَيكَ المَقَادِيرُ وَ أَنتَ مَأزُورٌ
عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الصّبرُ رَأسُ الإِيمَانِ
عَنهُ قَالَ ع الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ فَإِذَا ذَهَبَ الرّأسُ ذَهَبَ الجَسَدُ كَذَلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصّبرُ ذَهَبَ الإِيمَانُ
قَالَ رَسُولُ اللّهِص حَاكِياً عَنِ اللّهِ تَعَالَي إِذَا وَجّهتُ إِلَي عَبدٍ مِن عبَيِديِ مُصِيبَةً فِي بَدَنِهِ أَو مَالِهِ وَ وُلدِهِ ثُمّ استَقبَلَ ذَلِكَ بِصَبرٍ جَمِيلٍ استَحيَيتُ مِنهُ أَن أَنصِبَ لَهُ مِيزَاناً أَو أَنشُرَ لَهُ دِيوَاناً سُئِلَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع عَنِ الصّبرِ الجَمِيلِ فَقَالَ شَيءٌ لَا شَكوَي فِيهِ ثُمّ قَالَ وَ مَا فِي الشّكوَي مِنَ الفَرَجِ فَإِنّمَا هُوَ يَحزُنُ صَدِيقَكَ وَ يُفَرّحُ عَدُوّكَ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ الصّبرَ وَ حُسنَ الخُلُقِ وَ البِرّ وَ الحِلمَ مِن أَخلَاقِ الأَنبِيَاءِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّهُ سَيَكُونُ زَمَانٌ لَا يَستَقِيمُ لَهُمُ المُلكُ إِلّا بِالقَتلِ وَ الجَورِ وَ لَا يَستَقِيمُ لَهُمُ الغِنَي إِلّا بِالبُخلِ وَ لَا يَستَقِيمُ لَهُمُ الصّحبَةُ فِي النّاسِ إِلّا
صفحه : 93
بِاتّبَاعِ أَهوَائِهِم وَ الِاستِخرَاجِ مِنَ الدّينِ فَمَن أَدرَكَ ذَلِكَ الزّمَانَ فَصَبَرَ عَلَي الفَقرِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي الغِنَي وَ صَبَرَ عَلَي الذّلّ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي العِزّ وَ صَبَرَ عَلَي بِغضَةِ النّاسِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي المَحَبّةِ أَعطَاهُ اللّهُ ثَوَابَ خَمسِينَ صِدّيقاً
قَالَ النّبِيّص مَنِ ابتلُيَِ مِنَ المُؤمِنِينَ بِبَلَاءٍ فَصَبَرَ عَلَيهِ كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِ أَلفِ شَهِيدٍ
وَ قَالَ ع الجَزَعُ عِندَ البَلَاءِ تَمَامُ المِحنَةِ
وَ قَالَ ع كُلّ نَعِيمٍ دُونَ الجَنّةِ حَقِيرٌ وَ كُلّ بَلَاءٍ دُونَ النّارِ يَسِيرٌ
47- أَقُولُ رَوَي السّيّدُ بنُ طَاوُسٍ فِي كِتَابِ سَعدِ السّعُودِ مِن تَفسِيرِ أَبِي العَبّاسِ بنِ عُقدَةَ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ الفَضلِ عَن جَابِرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا الصّبرُ الجَمِيلُ قَالَ ذَاكَ صَبرٌ لَيسَ فِيهِ شَكوَي إِلَي النّاسِ إِنّ اِبرَاهِيمَ بَعَثَ يَعقُوبَ إِلَي رَاهِبٍ مِنَ الرّهبَانِ[ إِلَي عَابِدٍ مِنَ العُبّادِ] فِي حَاجَةٍ فَلَمّا رَآهُ الرّاهِبُ حَسِبَهُ اِبرَاهِيمَ فَوَثَبَ إِلَيهِ فَاعتَنَقَهُ وَ قَالَ مَرحَباً بِكَ يَا خَلِيلَ الرّحمَنِ فَقَالَ يَعقُوبُ لَستُ بِإِبرَاهِيمَ وَ لكَنِيّ يَعقُوبُ بنُ إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ الرّاهِبُ فَمَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَي مِنَ الكِبَرِ قَالَ الهَمّ وَ الحَزَنُ وَ السّقمُ فَمَا جَاوَزَ صَغِيرَ البَابِ حَتّي أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ يَا يَعقُوبُ شكَوَتنَيِ إِلَي العِبَادِ فَخَرّ سَاجِداً عَلَي عَتَبَةِ البَابِ يَقُولُ رَبّ لَا أَعُودُ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أنَيّ قَد غَفَرتُهَا لَكَ فَلَا تَعُودَنّ لِمِثلِهَا فَمَا شَكَا مِمّا أَصَابَ مِن نَوَائِبِ الدّنيَا إِلّا أَنّهُ قَالَإِنّما أَشكُوا بثَيّ وَ حزُنيِ إِلَي اللّهِ وَ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ
محص ،[التمحيص ] عن جابر مثله
48- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الصّبرُ صَبرَانِ فَالصّبرُ عِندَ المُصِيبَةِ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَ أَحسَنُ مِن ذَلِكَ الصّبرُ عِندَ مَا حَرّمَ اللّهُ عَلَيكَ وَ الذّكرُ ذِكرَانِ ذِكرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عِندَ المُصِيبَةِ وَ أَكبَرُ مِن ذَلِكَ ذِكرُ اللّهِ عِندَ مَا حَرّمَ اللّهُ فَيَكُونُ ذَلِكَ حَاجِزاً
صفحه : 94
49- محص ،[التمحيص ] عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ مَا خَلَقتُ خَلقاً هُوَ أَحَبّ إلِيَّ مِن عبَديَِ المُؤمِنِ إنِيّ إِنّمَا أَبتَلِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أزَويِ عَنهُ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أُعطِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعلَمُ بِمَا يَصلُحُ عَلَيهِ حَالُ عبَديَِ المُؤمِنِ فَليَرضَ بقِضَاَئيِ وَ ليَشكُر نعَماَئيِ وَ ليَصبِر عَلَي بلَاَئيِ أَكتُبهُ فِي الصّدّيقِينَ إِذَا عَمِلَ برِضِاَيَ وَ أَطَاعَ لأِمَريِ
50- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العَبدَ لَيَكُونُ لَهُ عِندَ اللّهِ الدّرَجَةُ لَا يَبلُغُهَا بِعَمَلِهِ فَيَبتَلِيهِ اللّهُ فِي جَسَدِهِ أَو يُصَابُ بِمَالِهِ أَو يُصَابُ فِي وُلدِهِ فَإِن هُوَ صَبَرَ بَلّغَهُ اللّهُ إِيّاهَا
51- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ هُوَ مُبتَلًي بِبَلَاءٍ مُنتَظِرٍ بِهِ مَا هُوَ أَشَدّ مِنهُ فَإِن صَبَرَ عَلَي البَلِيّةِ التّيِ هُوَ فِيهَا عَافَاهُ اللّهُ مِنَ البَلَاءِ ألّذِي يَنتَظِرُ بِهِ وَ إِن لَم يَصبِر وَ جَزِعَ نَزَلَ بِهِ مِنَ البَلَاءِ المُنتَظَرِ أَبَداً حَتّي يَحسُنَ صَبرُهُ وَ عَزَاؤُهُ
52- محص ،[التمحيص ] عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ ابتلُيَِ مِن شِيعَتِنَا فَصَبَرَ عَلَيهِ كَانَ لَهُ أَجرُ أَلفِ شَهِيدٍ
53- محص ،[التمحيص ] عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَا إِسحَاقُ لَا تَعُدّنّ مُصِيبَةً أُعطِيتَ عَلَيهَا الصّبرَ وَ استَوجَبتَ عَلَيهَا مِنَ اللّهِ ثَوَاباً بِمُصِيبَةٍ إِنّمَا المُصِيبَةُ التّيِ يُحرَمُ صَاحِبُهَا أَجرَهَا وَ ثَوَابَهَا إِذَا لَم يَصبِر عِندَ نُزُولِهَا
54- محص ،[التمحيص ]رَوَي أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ البرَقيِّ فِي كِتَابِهِ الكَبِيرِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَد عَجَزَ مَن لَم يُعِدّ لِكُلّ بَلَاءٍ صَبراً وَ لِكُلّ نِعمَةٍ شُكراً وَ لِكُلّ عُسرٍ يُسراً أَصبِر نَفسَكَ عِندَ كُلّ بَلِيّةٍ وَ رَزِيّةٍ فِي وَلَدٍ أَو فِي مَالٍ فَإِنّ اللّهَ إِنّمَا يَقبِضُ عَارِيّتَهُ وَ هِبَتَهُ لِيَبلُوَ شُكرَكَ وَ صَبرَكَ
55- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ أَنعَمَ عَلَي قَومٍ فَلَم يَشكُرُوا فَصَارَت عَلَيهِم وَبَالًا وَ ابتَلَي قَوماً بِالمَصَائِبِ فَصَبَرُوا فَصَارَت عَلَيهِم نِعمَةً
وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ لَم يُستَزَد فِي مَحبُوبٍ بِمِثلِ الشّكرِ وَ لَم يُستَنقَص
صفحه : 95
مِن مَكرُوهٍ بِمِثلِ الصّبرِ
56- محص ،[التمحيص ] عَن ربِعيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الصّبرَ وَ البَلَاءَ يَستَبِقَانِ إِلَي المُؤمِنِ فَيَأتِيهِ البَلَاءُ وَ هُوَ صَبُورٌ وَ إِنّ الجَزَعَ وَ البَلَاءَ يَستَبِقَانِ إِلَي الكَافِرِ فَيَأتِيهِ البَلَاءُ وَ هُوَ جَزُوعٌ
57- محص ،[التمحيص ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ لِلنّكَبَاتِ غَايَاتٍ لَا بُدّ أَن ينَتهَيَِ إِلَيهَا فَإِذَا حُكِمَ عَلَي أَحَدِكُم بِهَا فَليَتَطَأطَأ لَهَا وَ يَصبِر حَتّي يَجُوزَ فَإِنّ إِعمَالَ الحِيلَةِ فِيهَا عِندَ إِقبَالِهَا زَائِدٌ فِي مَكرُوهِهَا
وَ كَانَ يَقُولُ الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ فَمَن لَا صَبرَ لَهُ لَا إِيمَانَ لَهُ
وَ كَانَ يَقُولُ الصّبرُ ثَلَاثَةٌ الصّبرُ عَلَي المُصِيبَةِ وَ الصّبرُ عَلَي الطّاعَةِ وَ الصّبرُ عَنِ المَعصِيَةِ
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الصّبرُ صَبرَانِ الصّبرُ عَلَي البَلَاءِ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَ أَفضَلُ مِنهُ الصّبرُ عَلَي المَحَارِمِ
58- محص ،[التمحيص ] عَنِ ابنِ عَمِيرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اتّقُوا اللّهَ وَ اصبِرُوا فَإِنّهُ مَن لَم يَصبِر أَهلَكَهُ الجَزَعُ وَ إِنّمَا هَلَاكُهُ فِي الجَزَعِ أَنّهُ إِذَا جَزِعَ لَم يُؤجَر
59- محص ،[التمحيص ]جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مِن كُنُوزِ الجَنّةِ البِرّ وَ إِخفَاءُ العَمَلِ وَ الصّبرُ عَلَي الرّزَايَا وَ كِتمَانُ المَصَائِبِ
60- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صَبرُكَ عَلَي مَحَارِمِ اللّهِ أَيسَرُ مِن صَبرِكَ عَلَي عَذَابِ القَبرِ مَن صَبَرَ عَلَي اللّهِ وَصَلَ إِلَيهِ
نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع الصّبرُ صَبرَانِ صَبرٌ عَلَي مَا تَكرَهُ وَ صَبرٌ مِمّا تُحِبّ
وَ قَالَ ع لَا يَعدَمُ الصّبُورُ الظّفَرَ وَ إِن طَالَ بِهِ الزّمَانُ
صفحه : 96
وَ قَالَ ع مَن لَم يُنجِهِ الصّبرُ أَهلَكَهُ الجَزَعُ
وَ قَالَ ع عِندَ تنَاَهيِ الشّدّةِ تَكُونُ الفُرجَةُ وَ عِندَ تَضَايُقِ حَلَقِ البَلَاءِ يَكُونُ الرّخَاءُ
61- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص بِالصّبرِ يُتَوَقّعُ الفَرَجُ وَ مَن يُدمِن قَرعَ البَابِ يَلِج
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الصّبرُ مَطِيّةٌ لَا تَكبُو وَ القَنَاعَةُ سَيفٌ لَا يَنبُو
وَ قَالَ ع أَفضَلُ العِبَادِةِ الصّبرُ وَ الصّمتُ وَ انتِظَارُ الفَرَجِ
وَ قَالَ ع الصّبرُ جُنّةٌ مِنَ الفَاقَةِ
وَ قَالَ ع مَن رَكِبَ مَركَبَ الصّبرِ اهتَدَي إِلَي مَيَدَانِ النّصرِ
62- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ الحُرّ حُرّ عَلَي جَمِيعِ أَحوَالِهِ إِن نَابَتهُ نَائِبَةٌ صَبَرَ لَهَا وَ إِن تَدَاكّت عَلَيهِ المَصَائِبُ لَم تَكسِرهُ وَ إِن أُسِرَ وَ قُهِرَ وَ استَبدَلَ بِالعُسرِ يُسراً كَمَا كَانَ يُوسُفُ الصّدّيقُ الأَمِينُ ع لَم يَضُرّهُ حُزنُهُ أَنِ استُعبِدَ وَ قُهِرَ وَ أُسِرَ وَ لَم تَضرُرهُ ظُلمَةُ الجُبّ وَ وَحشَتُهُ وَ مَا نَالَهُ أَن مَنّ اللّهُ عَلَيهِ فَجَعَلَ الجَبّارَ العاَتيَِ لَهُ عَبداً بَعدَ أَن كَانَ مَالِكاً لَهُ فَأَرسَلَهُ فَرَحِمَ بِهِ أُمّةً وَ كَذَلِكَ الصّبرُ يُعقِبُ خَيراً فَاصبِرُوا تَظفَرُوا وَ وَاظِبُوا عَلَي الصّبرِ تُؤجَرُوا
أقول ورواه الكليني في الكافي أيضا بأدني تغيير
63- وَ مِنهُ، عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ مَن صَبَرَ وَ استَرجَعَ وَ حَمِدَ اللّهَ عِندَ المُصِيبَةِ فَقَد رضَيَِ بِمَا صَنَعَ اللّهُ وَوَقَعَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ وَ مَن لَم يَفعَل ذَلِكَ جَرَي عَلَيهِ القَضَاءُ وَ هُوَ ذَمِيمٌ وَ أَحبَطَ اللّهُ أَجرَهُ
صفحه : 97
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُؤمِنُ يُطبَعُ عَلَي الصّبرِ عَلَي النّوَائِبِ
64- وَ مِنهُ، عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ ع أَنّ قَرِينَكَ فِي الجَنّةِ خَلَادَةُ بِنتُ أَوسٍ فَأتِهَا وَ أَخبِرهَا وَ بَشّرهَا بِالجَنّةِ وَ أَعلِمهَا أَنّهَا قَرِينُكَ فِي الآخِرَةِ فَانطَلَقَ دَاوُدُ ع إِلَيهَا فَقَرَعَ البَابَ عَلَيهَا فَخَرَجَت إِلَيهِ فَقَالَ أَنتَ خَلَادَةُ بِنتُ أَوسٍ قَالَت يَا نبَيِّ اللّهِ لَستُ بِصَاحِبَتِكَ التّيِ تَطلُبُ قَالَ لَهَا دَاوُدُ أَ لَستِ خَلَادَةَ بِنتَ أَوسٍ مِن سِبطِ كَذَا وَ كَذَا قَالَت بَلَي قَالَ فَأَنتِ هيَِ إِذاً فَقَالَت يَا نبَيِّ اللّهِ لَعَلّ اسماً وَافَقَ اسماً فَقَالَ لَهَا دَاوُدُ مَا كُذِبتُ وَ لَا كَذَبتُ وَ إِنّكِ لَأَنتِ هيَِ فَقَالَت يَا نبَيِّ اللّهِ مَا أُكَذّبُكَ وَ لَا وَ اللّهِ مَا أَعرِفُ مِن نفَسيِ مَا وصَفَتنَيِ بِهِ قَالَ لَهَا دَاوُدُ خبَرّيِنيِ عَن سَرِيرَتِكِ مَا هيَِ قَالَت أَمّا هَذَا فَسَأُخبِرُكَ بِهِ إِنّهُ لَم يصُبِنيِ وَجَعٌ قَطّ نَزَلَ بيِ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي كَائِناً مَا كَانَ وَ لَا نَزَلَ بيِ مَرَضٌ أَو جُوعٌ إِلّا صَبَرتُ عَلَيهِ وَ لَم أَسأَلِ اللّهَ كَشفَهُ حَتّي هُوَ يَكُونُ ألّذِي يُحَوّلُهُ عنَيّ إِلَي العَافِيَةِ وَ السّعَةِ لَم أَطلُب بِهَا بَدَلًا وَ شَكَرتُ اللّهَ عَلَيهَا وَ حَمِدتُهُ قَالَ لَهَا دَاوُدُ ع فَبِهَذَا النّعتِ بَلَغتِ مَا بَلَغتِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذَا وَ اللّهِ دِينُ اللّهِ ألّذِي ارتَضَاهُ لِلصّالِحِينَ
65- المُؤمِنُ،بِإِسنَادِهِ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ مَا مِن عَبدٍ مُسلِمٍ ابتَلَاهُ اللّهُ بِمَكرُوهٍ وَ صَبَرَ إِلّا كُتِبَ لَهُ أَجرُ أَلفِ شَهِيدٍ
وَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ مَا مِن أَحَدٍ يُبلِيهِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِبَلِيّةٍ فَصَبَرَ عَلَيهَا إِلّا كَانَ لَهُ أَجرُ أَلفِ شَهِيدٍ
صفحه : 98
الآيات البقرةكُتِبَ عَلَيكُمُ القِتالُ وَ هُوَ كُرهٌ لَكُم وَ عَسي أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَ هُوَ خَيرٌ لَكُم وَ عَسي أَن تُحِبّوا شَيئاً وَ هُوَ شَرّ لَكُم وَ اللّهُ يَعلَمُ وَ أَنتُم لا تَعلَمُونَآل عمران وَ مَن يَعتَصِم بِاللّهِ فَقَد هدُيَِ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ و قال سبحانه وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ و قال تعالي فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتَوَكّلِينَ إِن يَنصُركُمُ اللّهُ فَلا غالِبَ لَكُم وَ إِن يَخذُلكُم فَمَن ذَا ألّذِي يَنصُرُكُم مِن بَعدِهِ وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ و قال الّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزادَهُم إِيماناً وَ قالُوا حَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ فَانقَلَبُوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضلٍ لَم يَمسَسهُم سُوءٌ وَ اتّبَعُوا رِضوانَ اللّهِ وَ اللّهُ ذُو فَضلٍ عَظِيمٍالنساءوَ كَفي بِاللّهِ وَلِيّا وَ كَفي بِاللّهِ نَصِيراً و قال فَأَعرِض عَنهُم وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًا
صفحه : 99
المائدةوَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ و قال وَ عَلَي اللّهِ فَتَوَكّلُوا إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ و قال رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُالأنعام قُل أَ غَيرَ اللّهِ أَتّخِذُ وَلِيّا فاطِرِ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ هُوَ يُطعِمُ وَ لا يُطعَمُ إلي قوله تعالي وَ إِن يَمسَسكَ اللّهُ بِضُرّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ وَ إِن يَمسَسكَ بِخَيرٍ فَهُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ و قال تعالي حاكيا عن ابراهيم ع وَ لا أَخافُ ما تُشرِكُونَ بِهِ إِلّا أَن يَشاءَ ربَيّ شَيئاًالأعراف قال تعالي حاكيا عن شعيب ع عَلَي اللّهِ تَوَكّلنا و قال سبحانه إِنّ ولَيِيَّ اللّهُ ألّذِي نَزّلَ الكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلّي الصّالِحِينَ وَ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَستَطِيعُونَ نَصرَكُم وَ لا أَنفُسَهُم يَنصُرُونَالأنفال وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ و قال وَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَإِنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ و قال وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ و قال وَ إِن يُرِيدُوا أَن يَخدَعُوكَ فَإِنّ حَسبَكَ اللّهُ هُوَ ألّذِي أَيّدَكَ بِنَصرِهِ وَ بِالمُؤمِنِينَ وَ أَلّفَ بَينَ قُلُوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً ما أَلّفتَ بَينَ قُلُوبِهِم وَ لكِنّ اللّهَ أَلّفَ بَينَهُم إِنّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ يا أَيّهَا النّبِيّ حَسبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتّبَعَكَ مِنَ
صفحه : 100
المُؤمِنِينَالتوبةقُل لَن يُصِيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللّهُ لَنا هُوَ مَولانا وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ و قال تعالي وَ مِنهُم مَن يَلمِزُكَ فِي الصّدَقاتِ فَإِن أُعطُوا مِنها رَضُوا وَ إِن لَم يُعطَوا مِنها إِذا هُم يَسخَطُونَ وَ لَو أَنّهُم رَضُوا ما آتاهُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسبُنَا اللّهُ سَيُؤتِينَا اللّهُ مِن فَضلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنّا إِلَي اللّهِ راغِبُونَ و قال تعالي فَإِن تَوَلّوا فَقُل حسَبيَِ اللّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ هُوَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِيونس حاكيا عن نوح ع يا قَومِ إِن كانَ كَبُرَ عَلَيكُم مقَاميِ وَ تذَكيِريِ بِآياتِ اللّهِ فَعَلَي اللّهِ تَوَكّلتُ فَأَجمِعُوا أَمرَكُم وَ شُرَكاءَكُم ثُمّ لا يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غُمّةً ثُمّ اقضُوا إلِيَّ وَ لا تُنظِرُونِ و قال تعالي وَ قالَ مُوسي يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيهِ تَوَكّلُوا إِن كُنتُم مُسلِمِينَ فَقالُوا عَلَي اللّهِ تَوَكّلنا رَبّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلقَومِ الظّالِمِينَ و قال تعالي وَ لا تَدعُ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَنفَعُكَ وَ لا يَضُرّكَ فَإِن فَعَلتَ فَإِنّكَ إِذاً مِنَ الظّالِمِينَ وَ إِن يَمسَسكَ اللّهُ بِضُرّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ وَ إِن يُرِدكَ بِخَيرٍ فَلا رَادّ لِفَضلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُهودوَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ وَكِيلٌ و قال تعالي حاكيا عن هود ع قالَ إنِيّ أُشهِدُ اللّهَ وَ اشهَدُوا أنَيّ برَيِءٌ مِمّا
صفحه : 101
تُشرِكُونَ مِن دُونِهِ فكَيِدوُنيِ جَمِيعاً ثُمّ لا تُنظِرُونِ إنِيّ تَوَكّلتُ عَلَي اللّهِ ربَيّ وَ رَبّكُم ما مِن دَابّةٍ إِلّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنّ ربَيّ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ
و قال تعالي حاكيا عن شعيب ع وَ ما توَفيِقيِ إِلّا بِاللّهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ إِلَيهِ أُنِيبُ و قال تعالي وَ لِلّهِ غَيبُ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ إِلَيهِ يُرجَعُ الأَمرُ كُلّهُ فَاعبُدهُ وَ تَوَكّل عَلَيهِ وَ ما رَبّكَ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَيوسف وَ إِلّا تَصرِف عنَيّ كَيدَهُنّ أَصبُ إِلَيهِنّ وَ أَكُن مِنَ الجاهِلِينَ و قال تعالي وَ قالَ للِذّيِ ظَنّ أَنّهُ ناجٍ مِنهُمَا اذكرُنيِ عِندَ رَبّكَ فَأَنساهُ الشّيطانُ ذِكرَ رَبّهِ فَلَبِثَ فِي السّجنِ بِضعَ سِنِينَ و قال تعالي فَاللّهُ خَيرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ و قال تعالي وَ قالَ يا بنَيِّ لا تَدخُلُوا مِن بابٍ واحِدٍ وَ ادخُلُوا مِن أَبوابٍ مُتَفَرّقَةٍ وَ ما أغُنيِ عَنكُم مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلّهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ عَلَيهِ فَليَتَوَكّلِ المُتَوَكّلُونَ وَ لَمّا دَخَلُوا مِن حَيثُ أَمَرَهُم أَبُوهُم ما كانَ يغُنيِ عَنهُم مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍ إِلّا حاجَةً فِي نَفسِ يَعقُوبَ قَضاها وَ إِنّهُ لَذُو عِلمٍ لِما عَلّمناهُ وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَ و قال عَسَي اللّهُ أَن يأَتيِنَيِ بِهِم جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ و قال تعالي قالَ أَ لَم أَقُل لَكُم إنِيّ أَعلَمُ مِنَ اللّهِ ما لا تَعلَمُونَالرعدلَهُ دَعوَةُ الحَقّ وَ الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِهِ لا يَستَجِيبُونَ لَهُم بشِيَءٍ إِلّا
صفحه : 102
كَباسِطِ كَفّيهِ إِلَي الماءِ لِيَبلُغَ فاهُ وَ ما هُوَ بِبالِغِهِ وَ ما دُعاءُ الكافِرِينَ إِلّا فِي ضَلالٍ إلي قوله تعالي قُل أَ فَاتّخَذتُم مِن دُونِهِ أَولِياءَ لا يَملِكُونَ لِأَنفُسِهِم نَفعاً وَ لا ضَرّا و قال تعالي قُل هُوَ ربَيّ لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ إِلَيهِ مَتابِ ابراهيم وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ وَ ما لَنا أَلّا نَتَوَكّلَ عَلَي اللّهِ وَ قَد هَدانا سُبُلَنا وَ لَنَصبِرَنّ عَلي ما آذَيتُمُونا وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُتَوَكّلُونَالنحل الّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ و قال تعالي وَ يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَملِكُ لَهُم رِزقاً مِنَ السّماواتِ وَ الأَرضِ شَيئاً وَ لا يَستَطِيعُونَالإسراءأَلّا تَتّخِذُوا مِن دوُنيِ وَكِيلًا و قال تعالي قُلِ ادعُوا الّذِينَ زَعَمتُم مِن دُونِهِ فَلا يَملِكُونَ كَشفَ الضّرّ عَنكُم وَ لا تَحوِيلًا و قال سبحانه وَ كَفي بِرَبّكَ وَكِيلًا و قال ثُمّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَينا وَكِيلًا و قال تعالي قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ وَ بَينَكُم إِنّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراًالكهف ما لَهُم مِن دُونِهِ مِن ولَيِّ وَ لا يُشرِكُ فِي حُكمِهِ أَحَداًمريم وَ اتّخَذُوا مِن دُونِ اللّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُم عِزّا كَلّا سَيَكفُرُونَ بِعِبادَتِهِم وَ يَكُونُونَ عَلَيهِم ضِدّا
صفحه : 103
طه فَأَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً مُوسي قُلنا لا تَخَف إِنّكَ أَنتَ الأَعليالحج 12-يَدعُوا مِن دُونِ اللّهِ ما لا يَضُرّهُ وَ ما لا يَنفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضّلالُ البَعِيدُ يَدعُوا لَمَن ضَرّهُ أَقرَبُ مِن نَفعِهِ لَبِئسَ المَولي وَ لَبِئسَ العَشِيرُ إلي قوله مَن كانَ يَظُنّ أَن لَن يَنصُرَهُ اللّهُ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ فَليَمدُد بِسَبَبٍ إِلَي السّماءِ ثُمّ ليَقطَع فَليَنظُر هَل يُذهِبَنّ كَيدُهُ ما يَغِيظُ و قال تعالي وَ مَن يُهِنِ اللّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ إِنّ اللّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ و قال تعالي إِنّ اللّهَ يُدافِعُ عَنِ الّذِينَ آمَنُوا و قال تعالي وَ اعتَصِمُوا بِاللّهِ هُوَ مَولاكُم فَنِعمَ المَولي وَ نِعمَ النّصِيرُالمؤمنون قُل مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيهِ إِن كُنتُم تَعلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُل فَأَنّي تُسحَرُونَالنوروَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكُم وَ رَحمَتُهُ ما زَكي مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَداً وَ لكِنّ اللّهَ يزُكَيّ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ و قال تعالي وَ مَن لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِن نُورٍالفرقان وَ تَوَكّل عَلَي الحيَّ ألّذِي لا يَمُوتُالشعراءوَ لَهُم عَلَيّ ذَنبٌ فَأَخافُ أَن يَقتُلُونِ قالَ كَلّا فَاذهَبا بِآياتِنا إِنّا مَعَكُم مُستَمِعُونَ و قال تعالي قالَ أَصحابُ مُوسي إِنّا لَمُدرَكُونَ قالَ كَلّا إِنّ معَيِ ربَيّ سَيَهدِينِ
صفحه : 104
و قال تعالي وَ تَوَكّل عَلَي العَزِيزِ الرّحِيمِ ألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُالنمل أَمّن يُجِيبُ المُضطَرّ إِذا دَعاهُ وَ يَكشِفُ السّوءَ وَ يَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ و قال تعالي فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ إِنّكَ عَلَي الحَقّ المُبِينِالقصص قالَ عَسي ربَيّ أَن يهَديِنَيِ سَواءَ السّبِيلِالعنكبوت نِعمَ أَجرُ العامِلِينَ الّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَالروم فَانتَقَمنا مِنَ الّذِينَ أَجرَمُوا وَ كانَ حَقّا عَلَينا نَصرُ المُؤمِنِينَلقمان ذلِكَ بِأَنّ اللّهَ هُوَ الحَقّ وَ أَنّ ما يَدعُونَ مِن دُونِهِ الباطِلُ وَ أَنّ اللّهَ هُوَ العلَيِّ الكَبِيرُالتنزيل ما لَكُم مِن دُونِهِ مِن ولَيِّ وَ لا شَفِيعٍ أَ فَلا تَتَذَكّرُونَالأحزاب وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًا و قال تعالي وَ تَظُنّونَ بِاللّهِ الظّنُونَا و قال تعالي قُل مَن ذَا ألّذِي يَعصِمُكُم مِنَ اللّهِ إِن أَرادَ بِكُم سُوءاً أَو أَرادَ بِكُم رَحمَةً وَ لا يَجِدُونَ لَهُم مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّا وَ لا نَصِيراً و قال تعالي وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًافاطرما يَفتَحِ اللّهُ لِلنّاسِ مِن رَحمَةٍ فَلا مُمسِكَ لَها وَ ما يُمسِك فَلا مُرسِلَ لَهُ
صفحه : 105
مِن بَعدِهِ وَ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ و قال تعالي مَن كانَ يُرِيدُ العِزّةَ فَلِلّهِ العِزّةُ جَمِيعاًالزمرأَ لَيسَ اللّهُ بِكافٍ عَبدَهُ وَ يُخَوّفُونَكَ بِالّذِينَ مِن دُونِهِ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ وَ مَن يَهدِ اللّهُ فَما لَهُ مِن مُضِلّ أَ لَيسَ اللّهُ بِعَزِيزٍ ذيِ انتِقامٍ وَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُل أَ فَرَأَيتُم ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ إِن أرَادنَيَِ اللّهُ بِضُرّ هَل هُنّ كاشِفاتُ ضُرّهِ أَو أرَادنَيِ بِرَحمَةٍ هَل هُنّ مُمسِكاتُ رَحمَتِهِ قُل حسَبيَِ اللّهُ عَلَيهِ يَتَوَكّلُ المُتَوَكّلُونَ و قال سبحانه اللّهُ خالِقُ كُلّ شَيءٍ وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ وَكِيلٌ لَهُ مَقالِيدُ السّماواتِ وَ الأَرضِالمؤمن وَ أُفَوّضُ أمَريِ إِلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُواحمعسق وَ الّذِينَ اتّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِياءَ اللّهُ حَفِيظٌ عَلَيهِم وَ ما أَنتَ عَلَيهِم بِوَكِيلٍ إلي قوله تعالي أَمِ اتّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِياءَ فَاللّهُ هُوَ الولَيِّ وَ هُوَ يحُيِ المَوتي وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ إلي قوله ذلِكُمُ اللّهُ ربَيّ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَ إِلَيهِ أُنِيبُ و قال تعالي وَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وَ أَبقي لِلّذِينَ آمَنُوا وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ و قال تعالي أَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الأُمُورُالزخرف أَم أَبرَمُوا أَمراً فَإِنّا مُبرِمُونَ
صفحه : 106
الفتح قُل فَمَن يَملِكُ لَكُم مِنَ اللّهِ شَيئاً إِن أَرادَ بِكُم ضَرّا أَو أَرادَ بِكُم نَفعاًالحديدلِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُمالممتحنةرَبّنا عَلَيكَ تَوَكّلنا وَ إِلَيكَ أَنَبنا وَ إِلَيكَ المَصِيرُالتغابن ما أَصابَ مِن مُصِيبَةٍ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ وَ مَن يُؤمِن بِاللّهِ يَهدِ قَلبَهُ وَ اللّهُ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ إلي قوله تعالي اللّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَالطلاق وَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنّ اللّهَ بالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللّهُ لِكُلّ شَيءٍ قَدراًالملك قُل هُوَ الرّحمنُ آمَنّا بِهِ وَ عَلَيهِ تَوَكّلناالجن قُل إنِيّ لَن يجُيِرنَيِ مِنَ اللّهِ أَحَدٌ وَ لَن أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتَحَداًالمزمل وَ تَبَتّل إِلَيهِ تَبتِيلًا رَبّ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَاتّخِذهُ وَكِيلًاالدهروَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ إِنّ اللّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماًتفسيروَ هُوَ كُرهٌ لَكُم أي شاق عليكم مكروه طبعاأَن تَكرَهُوا شَيئاً أي في الحال وَ هُوَ خَيرٌ لَكُم في العاقبة وهكذا أكثر ماكلفوا به فإن الطبع يكرهه و هومناط صلاحهم وسبب فلاحهم وَ عَسي أَن تُحِبّوا شَيئاً في الحال وَ هُوَ شَرّ لَكُم في العاقبة وهكذا أكثر مانهوا عنه فإن النفس تحبه وتهواه و هويفضي بها إلي الردي وإنما ذكر عسي لأن النفس إذاارتاضت ينعكس الأمر عليهاوَ اللّهُ يَعلَمُ ما هوخير لكم وَ أَنتُم لا تَعلَمُونَ ذلك فظهر
صفحه : 107
أنه لابد من تسليم الأمر إلي الله واتباع أوامره وترك اتباع الأهواء المخالفة لمايحبه الله ويرضاه .وَ مَن يَعتَصِم بِاللّهِقيل أي و من يستمسك بدينه أويلتجئ إليه في مجامع أموره فقد اهتدي لامحالة.وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ أي فليعتمدوا عليه في الكفاية.فَإِذا عَزَمتَ أي وطنت نفسك علي شيء بعدالشوري فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ في إمضاء أمرك علي ما هوأصلح لك فإنه لايعلمه سواه وروت العامة عن الصادق ع فإذاعزمت بضم التاء أي فإذاعزمت لك ووفقتك وأرشدتك إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتَوَكّلِينَفينصرهم ويهديهم إلي الصلاح إِن يَنصُركُمُ اللّهُ كمانصركم يوم بدرفَلا غالِبَ لَكُم أي فلاأحد يغلبكم وَ إِن يَخذُلكُم كماخذلكم يوم أحدفَمَن ذَا ألّذِي يَنصُرُكُم مِن بَعدِهِ أي لاناصر لكم من بعد الله إذاجاوزتموه أو من بعدخذلانه وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ أي فليخصوه بالتوكل لماآمنوا به وعلموا أن لاناصر سواه .الّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ عن الباقر ع أنها نزلت في غزوة بدر الصغري حين بعث أبوسفيان نعيم بن مسعود ليخوف المؤمنين ويثبطهم و قدمرت تلك القضية في المجلد السادس فقال المؤمنون سيما أميرهم ع حَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ أي هومحسبنا وكافينا من أحسبه إذاكفاه ونعم الموكول إليه فَانقَلَبُوا أي فرجعوا من بدربِنِعمَةٍ مِنَ اللّهِ أي عافية وثبات علي الإيمان وزيادة فيه وَ فَضلٍ أي ربح في التجارةلَم يَمسَسهُم سُوءٌ من جراحة وكيد عدووَ اتّبَعُوا رِضوانَ اللّهِبجرأتهم وخروجهم وَ اللّهُ ذُو فَضلٍ عَظِيمٍ قدتفضل
صفحه : 108
عليهم بما ذكر وغيره وَ فِي الخِصَالِ عَجِبتُ لِمَن يَفزَعُ مِن أَربَعٍ كَيفَ لَا يَفزَعُ إِلَي أَربَعٍ عَجِبتُ لِمَن خَافَ كَيفَ لَا يَفزَعُ إِلَي قَولِهِ تَعَالَيحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُفإَنِيّ سَمِعتُ قَولَ اللّهِ بِعَقِبِهَافَانقَلَبُوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضلٍ لَم يَمسَسهُم سُوءٌالخَبَرَ
ومثله كثير سيأتي في محله .وَ كَفي بِاللّهِ وَلِيّايلي أمركم وَ كَفي بِاللّهِ نَصِيراًيعينكم فثقوا به واكتفوا به عن غيره .وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًايكفيك شرهم وَ عَلَي اللّهِ فَتَوَكّلُوا أي في نصرته علي الجبارين إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ به ومصدقين لوعده .رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُ فيهاإشعار بمدح الرضا بقضاء الله .أَ غَيرَ اللّهِ أَتّخِذُ وَلِيّاإنكار لاتخاذ غير الله وليا لالاتخاذ الولي ولذلك قدم غير وأولي الهمزة وقيل المراد بالولي هنا المعبود وأقول يحتمل مطلق المتولي للأمور والأنبياء والأوصياء لماكانوا منصوبين من قبل الله فاتخاذهم اتخاذ الله فاطِرِ السّماواتِ وَ الأَرضِ أي منشئهما ومبدعهما ابتداء بقدرته وحكمته من غيراحتذاء مثال فمن كان بيده الأسباب السماوية والأرضية يصلح لأن يتخذ ولياوَ هُوَ يُطعِمُ وَ لا يُطعَمُ أي يرزق و لايرزق يعني أن المنافع كلها من عنده و لايجوز عليه الانتفاع .بِضُرّ أي ببلية كمرض وفقرفَلا كاشِفَ لَهُ أي فلاقادر علي كشفه إِلّا هُوَ وَ إِن يَمسَسكَ بِخَيرٍ أي بنعمة كصحة وغني فَهُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ
قَدِيرٌيقدر علي إدامته وإزالته .ما تُشرِكُونَ بِهِقيل أي لاأخاف معبوداتكم قط لأنها لاقدرة لها علي ضر أونفع إِلّا أَن يَشاءَ ربَيّ شَيئاً أن يصيبني بمكروه أقول ويحتمل شمولها لمن يتوسلون إليهم من الآلهة المجازية فإنه أيضا نوع من الشرك كمايستفاد من كثير من الأخبار.إِنّ ولَيِيَّ أي ناصري وحافظياللّهُ ألّذِي نَزّلَ الكِتابَ أي القرآن وَ هُوَ يَتَوَلّي الصّالِحِينَ أي ينصرهم ويحفظهم .وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ أي إليه يفوضون أمورهم فيما يخافون ويرجعون .فَإِنّ اللّهَ عَزِيزٌقيل أي غالب بنصر الضعيف علي القوي والقليل علي الكثيرحَكِيمٌيفعل بحكمته البالغة مايستبعده العقل ويعجز عن إدراكه .وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِ و لاتخف من خديعتهم ومكرهم فإن الله عاصمك وكافيك منهم إِنّهُ هُوَ السّمِيعُلأقوالهم العَلِيمُبنياتهم .وَ إِن يُرِيدُوا أَن يَخدَعُوكَ في الصلح فَإِنّ حَسبَكَ اللّهُ أي محسبك الله وروي علي بن ابراهيم عن الباقر ع أن هؤلاء قوم كانوا معه من قريش هُوَ ألّذِي أَيّدَكَ أي قواك وَ أَلّفَ بَينَ قُلُوبِهِم حتي صاروا متحابين متوادين وَ لكِنّ اللّهَ أَلّفَ بَينَهُمبالإسلام بقدرته البالغةإِنّهُ عَزِيزٌتام القدرة والغلبة لايعصي عليه مايريده حَكِيمٌيعلم أنه كيف ينبغي أن يفعل مايريد.
صفحه : 110
هُوَ مَولانا أي ناصرنا ومتولي أمرناوَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَلأن حق المؤمن أن لايتوكل إلا علي الله .مَن يَلمِزُكَ أي يعيبك فِي الصّدَقاتِ أي في قسمتهافَإِن أُعطُواإلخ يعني أن رضاهم وسخطهم لأنفسهم لاللدين
وَ فِي الكاَفيِ وَ المَجمَعِ وَ العيَاّشيِّ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ أَهلَ هَذِهِ الآيَةِ أَكثَرُ مِن ثلُثُيَِ النّاسِ
ما آتاهُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أي ماأعطاهم الرسول من الغنيمة أوالصدقة وذكر الله للتعظيم والتنبيه علي أن مافعله الرسول كان بأمره كذا قيل وَ قالُوا حَسبُنَا اللّهُ أي كفانا فضله سَيُؤتِينَا اللّهُ مِن فَضلِهِصدقة أوغنيمة أخري إِنّا إِلَي اللّهِ راغِبُونَ في أن يوسع علينا من فضله وجواب الشرط محذوف تقديره لكان خيرا لهم .فَإِن تَوَلّوا عن الإيمان بك فَقُل حسَبيَِ اللّهُ أي استعن بالله فإنه يكفيك أمرهم وينصرك عليهم عَلَيهِ تَوَكّلتُ فلاأرجو و لاأخاف إلا منه .مقَاميِ أي مكاني أوإقامتي بينكم مدة مديدة أوقيامي علي الدعوةوَ تذَكيِريِإياكم بِآياتِ اللّهِ فَعَلَي اللّهِ تَوَكّلتُ أي به وثقت فَأَجمِعُوا أَمرَكُم أي فاعزموا علي ماتريدون وَ شُرَكاءَكُم أي مع شركائكم واجتمعوا علي السعي في إهلاكيثُمّ لا يَكُن أَمرُكُم عَلَيكُم غُمّةً أي مستورا واجعلوه ظاهرا مكشوفا من غمه إذاستره و قال علي بن ابراهيم أي لاتغتمواثُمّ اقضُوا إلِيَّ أي أدوا إلي ذلك الأمر ألذي تريدون بي و قال علي بن ابراهيم
صفحه : 111
أي ثم ادعوا علي وَ لا تُنظِرُونِ أي لاتمهلوني.وَ قالَ مُوسي لمارأي تخوف المؤمنين به يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيهِ تَوَكّلُوا أي فثقوا به وأسندوا أمركم إليه واعتمدوا عليه إِن كُنتُم مُسلِمِينَ أي مستسلمين لقضاء الله مخلصين له و ليس هذاتعليق الحكم بشرطين فإن المعلق بالإيمان وجوب التوكل فإنه المقتضي له والمشروط بالإسلام حصوله فإنه لايوجد مع التخليط ونظيره إن دعاك زيد فأجبه إن قدرت فَقالُوا عَلَي اللّهِ تَوَكّلنالأنهم كانوا مؤمنين مخلصين ولذلك أجيبت دعوتهم رَبّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً أي موضع فتنةلِلقَومِ الظّالِمِينَ أي لاتسلطهم علينا فيفتنونا عن ديننا أويعذبونا و في المجمع عنهما ع والعياشي مقطوعا لاتسلطهم علينا فتفتنهم بناما لا يَنفَعُكَ إن دعوته وَ لا يَضُرّكَ إن خذلته فَإِن فَعَلتَ أي فإن دعوته فَإِنّكَ إِذاً مِنَ الظّالِمِينَفإِنّ الشّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ قال علي بن ابراهيم مخاطبة للنبي والمعني للناس وَ إِن يَمسَسكَ اللّهُ بِضُرّ أي إن يصبك فَلا كاشِفَ لَهُيدفعه إِلّا هُوَ أي إلا الله فَلا رَادّ أي فلادافع لِفَضلِهِ ألذي أرادك به قيل ذكر الإرادة مع الخير والمس مع الضر مع تلازم الأمرين للتنبيه علي أن الخير مراد بالذات و أن الضر إنما مسهم لابالقصد الأول ووضع الفضل موضع الضمير للدلالة علي أنه متفضل بما يريد بهم من الخير لااستحقاق لهم عليه و لم يستثن لأن مراد الله لايمكن رده يُصِيبُ بِهِ أي بالخيروَ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُفتعرضوا لرحمته بالطاعة و لاتيأسوا من غفرانه بالمعصية.
صفحه : 112
وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ وَكِيلٌفتوكل عليه فإنه عالم بحالهم وفاعل بهم جزاء أقوالهم وأفعالهم .مِمّا تُشرِكُونَ مِن دُونِهِ أي من إشراككم آلهة من دونه فكَيِدوُنيِ جَمِيعاً ثُمّ لا تُنظِرُونِواجههم بهذا الكلام مع قوتهم وشدتهم وكثرتهم وتعطشهم إلي إراقة دمه ثقة بالله واعتمادا علي عصمته إياه واستهانة بهم وبكيدهم و إن اجتمعوا عليه وتواطئوا علي إهلاكه إنِيّ تَوَكّلتُ عَلَي اللّهِ ربَيّ وَ رَبّكُمتقرير له والمعني و إن بذلتم غاية وسعكم لم تضروني فإني متوكل علي الله واثق بكلاءته و هومالكي ومالككم و لايحيق بي ما لم يرده و لاتقدرون علي ما لم يقدره إِلّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها أي إلا و هومالك لها قاهر عليها يصرفها علي مايريد بها والأخذ بالناصية تمثيل لذلك إِنّ ربَيّ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ أي إنه علي الحق والعدل لايضيع عنده معتصم و لايفوته ظالم .
وَ فِي تَفسِيرِ العيَاّشيِّ عَنِ ابنِ مَعمَرٍ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فِي قَولِهِإِنّ ربَيّ عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍيعَنيِ أَنّهُ عَلَي حَقّ يجَزيِ بِالإِحسَانِ إِحسَاناً وَ بِالسّيّئِ سَيّئاً وَ يَعفُو عَمّن يَشَاءُ وَ يَغفِرُ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي
وَ ما توَفيِقيِ أي لإصابة الحق والثواب إِلّا بِاللّهِ أي بهدايته ومعونته عَلَيهِ تَوَكّلتُفإنه القادر المتمكن من كل شيءدون غيره قيل و فيه إشارة إلي محض التوحيد ألذي هوأقصي مراتب العلم بالمبدإوَ إِلَيهِ أُنِيبُإشارة إلي معرفة المعاد نبه بهذه الكلمات علي إقباله علي الله بشراشره فيما يأتي ويذر وحسم أطماع الكفار وعدم المبالاة بعداوتهم وتهديدهم بالرجوع إلي الله للجزاء.وَ لِلّهِ غَيبُ السّماواتِ وَ الأَرضِ لالغيره وَ إِلَيهِ يُرجَعُ الأَمرُ كُلّهُ لا إلي
صفحه : 113
غيره فَاعبُدهُ وَ تَوَكّل عَلَيهِفإنه كافيك وَ ما رَبّكَ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ أنت وهم فيجازي كلا مايستحقه .وَ إِلّا تَصرِف عنَيّ أي و إن لم تصرف عنيكَيدَهُنّ في تحبيب ذلك إلي وتحسينه عندي بالتثبيت علي العصمةأَصبُ إِلَيهِنّ أي أمل إلي إجابتهن أو إلي أنفسهن بطبعي ومقتضي شهوتي والصبو الميل إلي الهوي وَ أَكُن مِنَ الجاهِلِينَ أي من السفهاء بارتكاب مايدعونني إليه .للِذّيِ ظَنّ أي علم اذكرُنيِ عِندَ رَبّكَ أي اذكر حالي عندالملك وأني حبست ظلما لكي يخلصني من السجن فَأَنساهُ الشّيطانُ ذِكرَ رَبّهِ أي فأنسي الشيطان صاحب الشراب أن يذكره لربه وقيل أنسي يوسف ذكر الله حتي استعان بغيره فَلَبِثَ فِي السّجنِ بِضعَ سِنِينَ.
رَوَي العيَاّشيِّ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ سَبعَ سِنِينَ
وَ عَنهُ ع لَم يَفزَع يُوسُفُ فِي حَالَةٍ إِلَي اللّهِ فَيَدعُوَهُ فَلِذَلِكَ قَالَ اللّهُفَأَنساهُ الشّيطانُ ذِكرَ رَبّهِ فَلَبِثَ فِي السّجنِ بِضعَ سِنِينَ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي يُوسُفَ فِي سَاعَتِهِ تِلكَ يَا يُوسُفُ مَن أَرَاكَ الرّؤيَا التّيِ رَأَيتَهَا فَقَالَ أَنتَ يَا ربَيّ قَالَ فَمَن حَبّبَكَ إِلَي أَبِيكَ قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ قَالَ فَمَن وَجّهَ السّيّارَةَ إِلَيكَ فَقَالَ أَنتَ يَا ربَيّ قَالَ فَمَن عَلّمَكَ الدّعَاءَ ألّذِي دَعَوتَ بِهِ حَتّي جَعَلَ لَكَ مِنَ الجُبّ فَرَجاً قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ قَالَ فَمَن جَعَلَ لَكَ مِن كَيدِ المَرأَةِ مَخرَجاً قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ قَالَ فَمَن أَنطَقَ لِسَانَ الصبّيِّ بِعُذرِكَ قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ قَالَ فَمَن صَرَفَ كَيدَ امرَأَةِ العَزِيزِ وَ النّسوَةِ قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ قَالَ فَمَن أَلهَمَكَ تَأوِيلَ الرّؤيَا قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ قَالَ فَكَيفَ استَعَنتَ بغِيَريِ وَ لَم تَستَعِن بيِ وَ تسَألَنيِ أَن أُخرِجَكَ مِنَ السّجنِ وَ استَعَنتَ وَ أَمّلتَ عَبداً مِن عبِاَديِ لِيَذكُرَ إِلَي مَخلُوقٍ مِن خلَقيِ فِي قبَضتَيِ وَ لَم تَفزَع إلِيَّ البَث فِي السّجنِ بِذَنبِكَ بِضعَ سِنِينَ بِإِرسَالِكَ عَبداً إِلَي عَبدٍ
صفحه : 114
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَنهُ ع اقتَصَرَ إِلَي بَعضِهَا وَ زَادَ فِي كُلّ مَرّةٍ فَصَاحَ وَ وَضَعَ خَدّهُ عَلَي الأَرضِ ثُمّ قَالَ أَنتَ يَا ربَيّ
.أقول قدمضت الأخبار في ذلك في أبواب أحوال يوسف ع .فَاللّهُ خَيرٌ حافِظاًفأتوكل علي الله وأفوض أمري إليه وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَيرحم ضعفي وكبر سني فيحفظه ويرده علي و لايجمع علي مصيبتين .
وَ فِي المَجمَعِ وَ عَنِ الخَبَرِ أَنّ اللّهَ سُبحَانَهُ قَالَ فبَعِزِتّيِ لَأَرُدّنّهُمَا إِلَيكَ بَعدَ مَا تَوَكّلتَ عَلَيّ
.وَ ادخُلُوا مِن أَبوابٍ مُتَفَرّقَةٍلأنهم كانوا ذوي بهاء وجمال وهيئة حسنة و قدشهروا في مصر بالقربة من الملك والتكرمة الخاصة التي لم يكن لغيرهم فخاف عليهم العين وَ ما أغُنيِ عَنكُم مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍيعني و إن أراد الله بكم لم ينفعكم و لم يدفع عنكم ماأشرت به عليكم من التفرق و هومصيبكم لامحالة فإن الحذر لايمنع القدرمِن حَيثُ أَمَرَهُم أَبُوهُم أي من أبواب متفرقةما كانَ يغُنيِ عَنهُمرأي يعقوب وأتباعه مِنَ اللّهِ مِن شَيءٍمما قضي عليهم كماقاله يعقوب فسرقوا وأخذ بنيامين وتضاعفت المصيبة علي يعقوب إِلّا حاجَةً فِي نَفسِ يَعقُوبَاستثناء منقطع أي ولكن حاجة في نفسه يعني شفقته عليهم واحترازه من أن يعانواقَضاهاأظهرها ووصي بهاوَ إِنّهُ لَذُو عِلمٍ لِما عَلّمناهُ أي لذو يقين ومعرفة بالله من أجل تعليمنا إياه ولذلك قال ما أغُنيِ هو و لم يغتر بتدبيره وَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمُونَسر القدر و أنه لايغني عنه الحذر.
صفحه : 115
لَهُ دَعوَةُ الحَقّفإنه يدعي فيستجيب وَ الّذِينَ يَدعُونَ أي يدعوهم المشركون بشِيَءٍ من الطلبات إِلّا كَباسِطِ كَفّيهِ أي إلااستجابة كاستجابة من بسط كفيه إِلَي الماءِ لِيَبلُغَ فاهُيطلب منه أن يبلغه من بعيد أويغترف مع بسط كفيه ليشربه وَ ما هُوَ بِبالِغِهِلأن الماء جماد لايشعر بدعائه و لايقدر علي إجابته و لايستقر في الكف المبسوطة وكذلك آلهتهم .
وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللّهُ لِلّذِينَ يَعبُدُونَ الأَصنَامَ وَ الّذِينَ يَعبُدُونَ الآلِهَةَ مِن دُونِ اللّهِ فَلا يَستَجِيبُونَ لَهُم بشِيَءٍ وَ لَا يَنفَعُهُمإِلّا كَباسِطِ كَفّيهِ إِلَي الماءِلِيَتَنَاوَلَهُ مِن بَعِيدٍ وَ لَا يَنَالُهُ
إِلّا فِي ضَلالٍ وبطلان .أقول هذاالمثل جار في الأصنام والآلهة المجازية فإنهم لايقدرون علي إيصال المنافع إلي غيرهم إلابتيسير الله وتسبيبه و هومالك الرقاب ومقلب القلوب ومسبب الأسباب وكذا قوله أَ فَاتّخَذتُم مِن دُونِهِ أَولِياءَظاهره في الأصنام ويجري في غيرها.قُل هُوَ ربَيّ أي الرحمن خالقي ومتولي أمريلا إِلهَ إِلّا هُوَ أي لايستحق العبادة إلا هو تعالي عن الشركاءعَلَيهِ تَوَكّلتُ في نصرتي عليكم وَ إِلَيهِ مَتابِ أي مرجعي فيثيبني علي مصابرتكم ومجاهدتكم .وَ ما لَنا أَلّا نَتَوَكّلَ عَلَي اللّهِ أي أي عذر لنا في أن لانتوكل وَ قَد هَدانا سُبُلَناالتي بهانعرفه ونعلم أن الأمور كلها بيده .الّذِينَ صَبَرُوا أي علي أذي الكفار ومفارقة الوطن وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ أي يفوضون إليه الأمر كله .
صفحه : 116
ما لا يَملِكُ لَهُم رِزقاًيعني لايملك أن يرزق شيئا من مطر ونبات وَ لا يَستَطِيعُونَ أن يملكوه أو لااستطاعة لهم قيل ويجوز أن يكون الضمير للكفار أي و لايستطيعون هم مع أنهم أحياء شيئا من ذلك فكيف بالجمادمِن دوُنيِ وَكِيلًا أي ربا تكلون إليه أموركم .قُلِ ادعُوا الّذِينَ زَعَمتُمأنهم آلهةمِن دُونِهِكالملائكة والمسيح وعزير بل الأعم منهم أيضا كمامرفَلا يَملِكُونَ أي لايستطيعون كَشفَ الضّرّ عَنكُمكالمرض والفقر والقحطوَ لا تَحوِيلًا أي و لاتحويل ذلك منكم إلي غيركم .ما لَهُم أي مالأهل السماوات و الأرض مِن ولَيِّيتولي أمورهم وَ لا يُشرِكُ فِي حُكمِهِ أي في قضائه أَحَداًمنهم .لِيَكُونُوا لَهُم عِزّا أي ليتعززوا بهم من حيث يكونون لهم وصلة إلي الله وشفعاء عنده كَلّاردع وإنكار لتعززهم بهاوَ يَكُونُونَ عَلَيهِم ضِدّا
رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ أَي يَكُونُونَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ اتّخَذُوهُم آلِهَةً مِن دُونِ اللّهِ ضِدّاً يَومَ القِيَامَةِ وَ يَتَبَرّءُونَ مِنهُم وَ مِن عِبَادَتِهِم ثُمّ قَالَ لَيسَتِ العِبَادَةُ هيَِ السّجُودَ وَ لَا الرّكُوعَ وَ إِنّمَا هيَِ طَاعَةُ الرّجَالِ مَن أَطَاعَ مَخلُوقاً فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ فَقَد عَبَدَهُ
فَأَوجَسَ فِي نَفسِهِ خِيفَةً أي فأضمر فيهاخوفا.هُوَ الضّلالُ البَعِيدُ عن القصدلَبِئسَ المَولي أي الناصروَ لَبِئسَ
العَشِيرُ أي الصاحب مَن كانَ يَظُنّقيل معناه أن الله ناصر رسوله في الدنيا والآخرة فمن كان يظن خلاف ذلك ويتوقعه من غيظه أوجزعه فليستقص في إزالة غيظه بأن يفعل كل مايفعله الممتلي غضبا أوالمبالغ جزعا حتي يمد حبلا إلي سماء بيته فيختنق من قطع إذااختنق فإن المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه أوفليمدد حبلا إلي سماء الدنيا ثم ليقطع به المسافة حتي يبلغ عنانه فيجتهد في دفع نصره وقيل المراد بالنصر الرزق والضمير لمن .إِنّ اللّهَ يُدافِعُ أي غائلة المشركين وَ اعتَصِمُوا بِاللّهِ أي وثقوا به في مجامع أموركم و لاتطلبوا الإعانة والنصرة إلا منه .هُوَ مَولاكُم أي ناصركم ومتولي أموركم فَنِعمَ المَولي وَ نِعمَ النّصِيرُ هوإذ لامثل له في الولاية والنصرة بل لامولي و لانصير سواه في الحقيقة.مَلَكُوتُ كُلّ شَيءٍقيل أي ملكه غاية مايمكن وقيل خزائنه وَ هُوَ يُجِيرُ أي يغيث من يشاء ويحرسه وَ لا يُجارُ عَلَيهِ أي و لايغاث أحد أو لايمنع منه وتعديته بعلي لتضمين معني النصرةفَأَنّي تُسحَرُونَ أي فمن أين تخدعون فتصرفون عن الرشد مع ظهور الأمر وتظاهر الأدلة.وَ لَو لا فَضلُ اللّهِ عَلَيكُم وَ رَحمَتُهُبتوفيق التوبة الماحية للذنوب وشرع الحدود المكفرة لهاما زَكي أي ماطهر من دنسهاأَبَداً أي آخر الدهروَ لكِنّ اللّهَ يزُكَيّ مَن يَشاءُبحمله علي التوبة وقبولهاوَ اللّهُ سَمِيعٌلمقالتهم عَلِيمٌبنياتهم وَ مَن لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً أي لم يقدر له الهداية و لم يوفقه لأسبابها.
صفحه : 118
وَ تَوَكّل عَلَي الحيَّ ألّذِي لا يَمُوتُ في استكفاء شرورهم والإغناء عن أجورهم فإنه الحقيق بأن يتوكل عليه دون الأحياء الذين يموتون فإنهم إذاماتوا ضاع من توكل عليهم .إِنّ معَيِ ربَيّبالحفظ والنصرةسَيَهدِينِطريق النجاة منهم .وَ تَوَكّل عَلَي العَزِيزِ الرّحِيمِ ألذي يقدر علي قهر أعدائه ونصر أوليائه يكفك شر من يعصيك ألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُقيل إلي التهجدوَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَقيل وترددك في تصفح أحوال المتهجدين أوتصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع والسجود والقعود إذاأممتهم
وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ ألّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ فِي النّبُوّةِوَ تَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ قَالَ فِي أَصلَابِ النّبِيّينَ
وَ فِي المَجمَعِ عَنهُمَا ع قَالَا فِي أَصلَابِ النّبِيّينَ نبَيِّ بَعدَ نبَيِّ حَتّي أَخرَجَهُ مِن صُلبِ أَبِيهِ عَن نِكَاحٍ غَيرِ سِفَاحٍ مِن لَدُن آدَمَ
.أَمّن يُجِيبُ المُضطَرّ ألذي أخرجه شدة ما به إلي اللجإ إلي الله إِذا دَعاهُ وَ يَكشِفُ السّوءَ أي ويدفع عن الإنسان مايسوؤه وَ يَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أي خلفاء فيهابأن ورثكم سكناها والتصرف فيهاممن كان قبلكم أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ ألذي حفكم بهذه النعم قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ أي تذكرون آلاءه تذكرا قليلا و مامزيدة.فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ و لاتبال بمعاداتهم إِنّكَ عَلَي الحَقّ المُبِينِ.
صفحه : 119
وصاحب الحق حقيق بالوثوق بحفظ الله ونصره .الّذِينَ صَبَرُوا علي المحن والمشاق وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ أي لايتوكلون إلا علي الله .وَ كانَ حَقّا عَلَينا نَصرُ المُؤمِنِينَ فيه إشعار بأن الانتقام لهم وإظهار لكرامتهم حيث جعلهم مستحقين علي الله أن ينصرهم
وَ فِي المَجمَعِ عَنِ النّبِيّص مَا مِنِ امرِئٍ مُسلِمٍ يَرُدّ عَن عِرضِ أَخِيهِ إِلّا كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يَرُدّ عَنهُ نَارَ جَهَنّمَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَرَأَوَ كانَ حَقّا عَلَينا نَصرُ المُؤمِنِينَ
.وَ أَنّ اللّهَ هُوَ العلَيِّ الكَبِيرُ أي المرتفع علي كل شيء والمتسلط عليه ما لَكُم مِن دُونِهِ مِن ولَيِّ وَ لا شَفِيعٍ أي مالكم إذاجاوزتم رضا الله أحد ينصركم ويشفع لكم أو مالكم سواه ولي و لاشفيع بل هو ألذي يتولي مصالحكم وينصركم في موطن نصركم علي أن الشفيع متجوز به للناصر فإذاخذلكم لم يبق لكم ولي و لاناصرأَ فَلا تَتَذَكّرُونَبمواعظ الله .وَ تَوَكّل عَلَي اللّهِفإنه يكفيكم وَ كَفي بِاللّهِ وَكِيلًاموكولا إليه الأمر في الأحوال كلها.ما يَفتَحِ اللّهُ لِلنّاسِ أي مايطلق لهم مِن رَحمَةٍكنعمة وأمن وصحة وعلم ونبوة وولاية وروي علي بن ابراهيم عن الصادق ع قال والمتعة من ذلك فَلا مُمسِكَ لَهايحبسهاوَ ما يُمسِك فَلا مُرسِلَ لَهُيطلقه مِن بَعدِهِ.
صفحه : 120
أي من بعدإمساكه وَ هُوَ العَزِيزُالغالب علي مايشاء ليس لأحد أن ينازعه فيه الحَكِيمُ لايفعل إلابعلم وإتقان .مَن كانَ يُرِيدُ العِزّةَ أي الشرف والمنعةفَلِلّهِ العِزّةُ جَمِيعاً أي فليطلبها من عنده فإن كلها له
وَ فِي المَجمَعِ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ رَبّكُم يَقُولُ كُلّ يَومٍ أَنَا العَزِيزُ فَمَن أَرَادَ عِزّ الدّارَينِ فَليُطِعِ العَزِيزَ
أَ لَيسَ اللّهُ بِكافٍ عَبدَهُ وَ يُخَوّفُونَكَ بِالّذِينَ مِن دُونِهِقيل قالت قريش إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا لعيبك إياها و قال علي بن ابراهيم يعني يقولون لك يا محمداعفنا من علي ويخوفونك بأنهم يلحقون بالكفارأَ لَيسَ اللّهُ بِعَزِيزٍغالب منيع ذيِ انتِقامٍينتقم من أعدائه لَيَقُولُنّ اللّهُلوضوح البرهان علي تفرده بالخالقيةقُل أَ فَرَأَيتُم أي أرأيتم بعد ماتحققتم أن خالق العالم هو الله أن آلهتكم إن أراد الله أن يصيبني بضر هل هن يكشفنه أوأرادني برحمة أي بنفع هَل هُنّ مُمسِكاتُ رَحمَتِهِفيمسكنها عنيقُل حسَبيَِ اللّهُ في إصابة الخير ودفع الضرعَلَيهِ يَتَوَكّلُ المُتَوَكّلُونَلعلمهم بأن الكل منه .وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ وَكِيلٌيتولي التصرف فيه لَهُ مَقالِيدُ السّماواتِ وَ الأَرضِ أي مفاتيحها لايملك و لايتمكن من التصرف فيهاغيره و هوكناية عن قدرته وحفظه لها.وَ أُفَوّضُ أمَريِ إِلَي اللّهِليعصمني من كل سوءإِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ
صفحه : 121
فيحرسهم فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا أي شدائد مكرهم
وَ فِي الخِصَالِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ عَجِبتُ لِمَن يَفزَعُ مِن أَربَعٍ كَيفَ لَا يَفزَعُ إِلَي أَربَعٍ إِلَي قَولِهِ ع وَ عَجِبتُ لِمَن مُكِرَ بِهِ كَيفَ لَا يَفزَعُ إِلَي قَولِهِ تَعَالَيوَ أُفَوّضُ أمَريِ إِلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِفإَنِيّ سَمِعتُ اللّهَ بِعَقِبِهَافَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا
.اللّهُ حَفِيظٌ عَلَيهِم أي رقيب علي أحوالهم وأعمالهم فيجازيهم بهافَاللّهُ هُوَ الولَيِّقيل جواب شرط محذوف مثل إن أرادوا وليا بحق فالله هوالولي بالحق وَ هُوَ يحُيِ المَوتي هوكالتقرير لكونه حقيقا بالولايةعَلَيهِ تَوَكّلتُ أي في مجامع الأموروَ إِلَيهِ أُنِيبُقيل أي أرجع في المعضلات .وَ ما عِندَ اللّهِ أي من ثواب الآخرةخَيرٌ وَ أَبقيلخلوص نفعه ودوامه .أَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الأُمُورُبارتفاع الوسائط والتعليقات و فيه وعد ووعيد للمطيعين والمجرمين
وَ فِي الكاَفيِ عَنِ البَاقِرِ ع وَقَعَ مُصحَفٌ فِي البَحرِ فَوَجَدُوهُ وَ قَد ذَهَبَ مَا فِيهِ إِلّا هَذِهِ الآيَةَأَلا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ
.فَمَن يَملِكُ لَكُم مِنَ اللّهِ شَيئاً أي فمن يمنعكم من مشيته وقضائه إِن أَرادَ بِكُم ضَرّا أي مايضركم كقتل أوهزيمة وخلل في المال والأهل أوعقوبة علي التخلف أَو أَرادَ بِكُم نَفعاً أي مايضاد ذلك .لِكَيلا تَأسَوا أي أثبت وكتب ماأصابكم لئلا تحزنواعَلي ما فاتَكُم من نعم الدنياوَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُم أي أعطاكم الله منها فإن من علم أن الكل مقدر هان عليه الأمر.
صفحه : 122
إِلّا بِإِذنِ اللّهِ أي إلابتقديره ومشيته وَ مَن يُؤمِن بِاللّهِ يَهدِ قَلبَهُ قال علي بن ابراهيم أي يصدق الله في قلبه فإذا بين الله له اختار الهدي وَ يَزِيدُ اللّهُ الّذِينَ اهتَدَوا هُديًوَ اللّهُ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ حتي القلوب وأحوالهاوَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَلأن الإيمان بالتوحيد يقتضي ذلك .فَهُوَ حَسبُهُ أي كافيه إِنّ اللّهَ بالِغُ أَمرِهِ أي يبلغ مايريده و لايفوته مرادلِكُلّ شَيءٍ قَدراً أي تقديرا أومقدارا لايتغير و هوبيان لوجوب التوكل قُل هُوَ الرّحمنُأدعوكم إليه مولي النعم كلها.لَن يجُيِرنَيِ مِنَ اللّهِ أَحَدٌ أي إن عصيته مُلتَحَداً أي منحرفا وملتجئا.وَ تَبَتّل إِلَيهِ تَبتِيلًاقيل أي انقطع إليه بالعبادة وجرد نفسك عما سواه و قال علي بن ابراهيم أخلص إليه إخلاصاوَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ في بعض الأخبار أنها في الأئمة ع
1-كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي حَفصٍ الأَعشَي عَن عُمَرَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَخَرَجتُ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي هَذَا الحَائِطِ فَاتّكَأتُ عَلَيهِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيهِ ثَوبَانِ أَبيَضَانِ يَنظُرُ فِي تُجَاهِ وجَهيِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ مَا لِي أَرَاكَ كَئِيباً حَزِيناً أَ عَلَي الدّنيَا فَرِزقُ اللّهِ حَاضِرٌ لِلبَرّ وَ الفَاجِرِ قُلتُ مَا عَلَي هَذَا أَحزَنُ وَ إِنّهُ لَكَمَا تَقُولُ قَالَ فَعَلَي الآخِرَةِ فَوَعدٌ صَادِقٌ يَحكُمُ فِيهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ أَو قَالَ قَادِرٌ قُلتُ مَا عَلَي هَذَا أَحزَنُ وَ إِنّهُ لَكَمَا تَقُولُ فَقَالَ مِمّا حُزنُكَ قُلتُ مِمّا يُتَخَوّفُ مِن فِتنَةِ ابنِ الزّبَيرِ وَ مَا فِيهِ النّاسُ قَالَ فَضَحِكَ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ بنَ
صفحه : 123
الحُسَينِ هَل رَأَيتَ أَحَداً دَعَا اللّهَ فَلَم يُجِبهُ قُلتُ لَا قَالَ فَهَل رَأَيتَ أَحَداً تَوَكّلَ عَلَي اللّهِ فَلَم يَكفِهِ قُلتُ لَا قَالَ فَهَل رَأَيتَ أَحَداً سَأَلَ اللّهَ فَلَم يُعطِهِ قُلتُ لَا ثُمّ غَابَ عنَيّ
بيان في القاموس وجاهك وتجاهك مثلثتين تلقاء وجهك و في النهاية وطائفة تجاه العدو أي مقابلهم وحذاهم والتاء فيه بدل من واو وجاه أي مما يلي وجوههم فرزق الله حاضر جزاء للشرط المحذوف وأقيم الدليل مقام المدلول والتقدير إن كان علي الدنيا فلاتحزن لأن رزق الله وكذا قوله فوعد صادق و قوله أو قال قادر ترديد من الثمالي أوأحد الرواة عنه . و في هذاالتعليل خفاء ويحتمل وجوها الأول أن يكون المعني أن الله لماوعد علي الطاعات المثوبات العظيمة و قدأتيت بها ولا يُخلِفُ اللّهُ وَعدَهُ فلاينبغي الحزن عليها مع أنك من أهل العصمة و قدضمن الله عصمتك فلأي شيءحزنك فيكون مختصا به ع فلاينافي مطلوبية الحزن للآخرة لغيرهم ع .الثاني أن الحزن إنما يكون لأمر لم يكن منه مخرج والمخرج موجود لأن وعد الله صادق و قدوعد علي الطاعة الثواب و علي المعصية العقاب فينبغي فعل الطاعة وترك المعصية لنيل الثواب والحذر عن العقوبات و لافائدة للحزن .الثالث ماقيل إن المراد بالحزين من به غاية الحزن لضم الكئيب معه فلاينافي استحباب قدر من الحزن للآخرة والأول أظهر وأنسب بالمقام . و ما فيه الناس أي من الاضطراب والشدة لفتنته أوالمراد بالناس الشيعة لأنه كان ينتقم منهم . و ابن الزبير هو عبد الله و كان أعدي عدو أهل البيت ع و هوصار سببا لعدول الزبير عن ناحية أمير المؤمنين ع حَيثُ قَالَ ع لَا زَالَ الزّبَيرُ مَعَنَا حَتّي أَدرَكَ فَرخُهُ
والمشهور أنه بويع له بالخلافة بعدشهادة الحسين صلوات الله عليه لسبع بقين من رجب سنة أربع وستين في أيام يزيد وقيل لمااستشهد الحسين ع في سنة ستين من الهجرة دعا ابن الزبير بمكة إلي نفسه وعاب يزيد
صفحه : 124
بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور فبايعه أهل تهامة والحجاز فلما بلغ يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع وضم إلي كل واحد جيشا واستعمل علي الجميع مسلم بن عقبة وجعله أميرالأمراء و لماودعهم قال يامسلم لاترد أهل الشام عن شيءيريدونه لعدوهم واجعل طريقك علي المدينة فإن حاربوك فحاربهم فإن ظفرت بهم فأبحهم ثلاثا.فسار مسلم حتي نزل الحرة فخرج أهل المدينة فعسكروا بها وأميرهم عبد الله بن حنظلة الراهب غسيل الملائكة فدعاهم مسلم ثلاثا فلم يجيبوا فقاتلهم فغلب أهل الشام وقتل عبد الله وسبعمائة من المهاجرين والأنصار ودخل مسلم المدينة وأباحها ثلاثة أيام ثم شخص بالجيش إلي مكة وكتب إلي يزيد بما صنع بالمدينة ومات مسلم لعنه الله في الطريق .فتولي أمر الجيش الحصين بن نمير حتي وافي مكة فتحصن منه ابن الزبير في المسجد الحرام في جميع من كان معه ونصب الحصين المنجنيق علي أبي قبيس ورمي به الكعبة فبينما هم كذلك إذ ورد في الخبر علي الحصين بموت يزيد لعنة الله عليهما فأرسل إلي ابن الزبير يسأله الموادعة فأجابه إلي ذلك وفتح الأبواب واختلط السكران يطوفون بالبيت فبينما الحصين يطوف ليلة بعدالعشاء إذااستقبله ابن الزبير فأخذ الحصين بيده و قال له سرا هل لك في الخروج معي إلي الشام فأدعو الناس إلي بيعتك فإن أمرهم قدمرج و لاأدري أحدا أحق بهااليوم منك ولست أعصي هناك فاجتذب ابن الزبير يده من يده و هويجهر دون أن أقتل بكل واحد من أهل الحجاز عشرة من الشام فقال الحصين لقد كذب ألذي زعم أنك من دهاة العرب أكلمك سرا وتكلمني علانية وأدعوك إلي الخلافة وتدعوني إلي الحرب ثم انصرف بمن معه إلي الشام . وقالوا بايعه أهل العراق و أهل مصر وبعض أهل الشام إلي أن بايعوا لمروان بعدحروب واستمر له العراق إلي سنة إحدي وسبعين وهي التي قتل
صفحه : 125
فيها عبدالملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبير وهدم قصر الإمارة بالكوفة. و لماقتل مصعب انهزم أصحابه فاستدعي بهم عبدالملك فبايعوه وسار إلي الكوفة ودخلها واستقر له الأمر بالعراق والشام ومصر ثم جهز الحجاج في سنة ثلاث وسبعين إلي عبد الله بن الزبير فحصره بمكة ورمي البيت بالمنجنيق ثم ظفر به وقتله واجتز الحجاج رأسه وصلبه منكسا ثم أنزله ودفنه في مقابر اليهود وكانت خلافته بالحجاز والعراق تسع سنين واثنين وعشرين يوما و له من العمر ثلاث وسبعون سنة وقيل اثنتان وسبعون سنة وكانت أمه أسماء بنت أبي بكر. وأقول الظاهر أن خوفه ع كان من ابن الزبير عليه و علي شيعته ويحتمل أن يكون من الحجاج وغيره ممن حاربه و كان الفرق بين الدعاء والسؤال أن الدعاء لدفع الضرر والسؤال لجلب النفع .فهل رأيت أحدا أي من الأئمة ع فإنهم لايدعون إلالأمر علموا أن الله لم يتعلق إرادته الحتمية بخلافه أو هومقيد بشرائط الإجابة التي منها ماذكر كمافصلناه في كتاب الدعاء. ثم الظاهر أن هذا الرجل إما كان ملكا تمثل بشرا بأمر الله تعالي أو كان بشرا كخضر أوإلياس ع وكونه ع أفضل وأعلم منهم لاينافي إرسال الله تعالي بعضهم إليه لتذكيره وتنبيهه وتسكينه كإرسال بعض الملائكة إلي النبي ص مع كونه أفضل منهم وكإرسال خضر إلي موسي ع وكونه ع عالما بما ألقي إليه لاينافي التذكير والتنبيه فإن أكثر أرباب المصائب عالمون بما يلقي إليهم علي سبيل التسلية والتعزية و مع ذلك ينفعهم لاسيما إذاعلم أن ذلك من قبل الله تعالي . وقيل إنه ع كان مترددا في أن يدعو علي ابن الزبير وهل هومقرون برضاه سبحانه فلما أذن بتوسط هذا الرجل أوالملك في الدعاء عليه دعا فاستجيب له فلذا لم يمنع الله من ألقي المنجنيق إلي الكعبة لقتله كمامنع الفيل لأن حرمة الإمام ع أعظم من الكعبة انتهي
2-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ
صفحه : 126
عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي دَاوُدَ مَا اعتَصَمَ بيِ عَبدٌ مِن عبِاَديِ دُونَ أَحَدٍ مِن خلَقيِ عَرَفتُ ذَلِكَ مِن نِيّتِهِ ثُمّ تَكِيدُهُ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ مَن فِيهِنّ إِلّا جَعَلتُ لَهُ المَخرَجَ مِن بَينِهِنّ وَ مَا اعتَصَمَ عَبدٌ مِن عبِاَديِ بِأَحَدٍ مِن خلَقيِ عَرَفتُ ذَلِكَ مِن نِيّتِهِ إِلّا قَطَعتُ أَسبَابَ السّمَاوَاتِ مِن يَدَيهِ وَ أَسَختُ الأَرضَ مِن تَحتِهِ وَ لَم أُبَالِ بأِيَّ وَادٍ هَلَكَ
بيان عبد من عبادي أي مؤمن عرفت نعت للعبد والكيد المكر والحيلة والحرب والظاهر أن تكيد كتبيع وربما يقرأ علي بناء التفعل وأسخت بالخاء المعجمة وتشديد التاء من السخت و هوالشديد و هو من اللغات المشتركة بين العرب والعجم أي لاينبت له زرع و لايخرج له خير من الأرض أو من السوخ و هوالانخساف علي بناء الإفعال أي خسفت الأرض به وربما يقرأ بالحاء المهملة من السياحة كناية عن الزلزلة و لم أبال كناية عن سلب اللطف والتوفيق عنه وعدم علمه سبحانه الخير فيه وعدم استحقاقه اللطف
3- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَمّهِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الغَنَاءَ وَ العِزّ يَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوضِعِ التّوَكّلِ أَوطَنَا
كا،[الكافي] عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن علي بن حسان مثله بيان يجولان من الجولان أي يسيران ويتحركان لطلب موطن ومنزل يقيمان فيه فإذاوجدا موضع التوكل أي المتوكل أوطنا عنده ولزماه وكأنه استعارة تمثيلية لبيان أن الغني والعز يلزمان التوكل فإن المتوكل يعتمد علي الله و لايلتجئ إلي المخلوقين فينجو من ذل الطلب ويستغني عنهم فإن الغنا غني
صفحه : 127
النفس لاالغني بالمال مع أنه سبحانه يغنيه عن التوسل إليهم علي كل حال . ثم إن التوكل ليس معناه ترك السعي في الأمور الضرورية وعدم الحذر عن الأمور المحذورة بالكلية بل لابد من التوسل بالوسائل والأسباب علي ماورد في الشريعة من غيرحرص ومبالغة فيه و مع ذلك لايعتمد علي سعيه و مايحصله من الأسباب بل يعتمد علي مسبب الأسباب . قال المحقق الطوسي قدس سره في أوصاف الأشراف المراد بالتوكل أن يكل العبد جميع مايصدر عنه ويرد عليه إلي الله تعالي لعلمه بأنه أقوي وأقدر ويضع ماقدر عليه علي وجه أحسن وأكمل ثم يرضي بما فعل و هو مع ذلك يسعي ويجتهد فيما وكله إليه ويعد نفسه وعمله وقدرته وإرادته من الأسباب والشروط المخصصة لتعلق قدرته تعالي وإرادته بما صنعه بالنسبة إليه و من ذلك يظهر معني لاجبر و لاتفويض بل أمر بين أمرين
4- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا عَبدٍ أَقبَلَ قُبلَ مَا يُحِبّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَقبَلَ اللّهُ قُبلَ مَا يُحِبّ وَ مَنِ اعتَصَمَ بِاللّهِ عَصَمَهُ اللّهُ وَ مَن أَقبَلَ اللّهُ قُبلَهُ وَ عَصَمَهُ لَم يُبَالِ لَو سَقَطَتِ السّمَاءُ عَلَي الأَرضِ أَو كَانَت نَازِلَةٌ نَزَلَت عَلَي أَهلِ الأَرضِ فَشَمِلَتهُم بَلِيّةٌ كَانَ فِي حِزبِ اللّهِ بِالتّقوَي مِن كُلّ بَلِيّةٍ أَ لَيسَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُإِنّ المُتّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ
بيان في القاموس و إذاأقبل قبلك بالضم اقصد قصدك وقبالته بالضم تجاهه والقبل محركة المحجة الواضحة و لي قبله بكسر القاف أي عنده انتهي والمراد إقبال العبد نحو مايحبه الله وكون ذلك مقصودة دائما وإقبال الله نحو مايحبه العبد توجيه أسباب مايحبه العبد من مطلوبات الدنيا والآخرة والاعتصام بالله الاعتماد والتوكل عليه . و من أقبل الله إلخ هذه الجمل تحتمل وجهين الأول أن يكون لم يبال
صفحه : 128
خبرا للموصول و قوله لوسقطت جملة أخري استئنافية و قوله كان في حزب الله جزاء الشرط الثاني أن يكون لم يبال جزاء الشرط ومجموع الشرط والجزاء خبر الموصول و قوله كان في حزب الله استئنافا فشملتهم بلية بالنصب علي التمييز أوبالرفع أي شملتهم بلية بسبب النازلة أو يكون من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر بالتقوي أي بسببه كما هوظاهر الآية فقوله من كل بلية متعلق بمحذوف أي محفوظا من كل بلية أوالباء للملابسة و من كل متعلق بالتقوي أي يقيه من كل بلية والأول أظهر و قوله في حزب الله كناية عن الغلبة والظفر أي الحزب الذين وعد الله نصرهم وتيسير أمورهم كما قال تعالي فَإِنّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَ.إِنّ المُتّقِينَ فِي مَقامٍقرأ ابن عامر ونافع بضم الميم والباقون بالفتح أي في موضع إقامةأَمِينٍ أي أمنوا فيه الغير من الموت والحوادث أوأمنوا فيه من الشيطان والأحزان قال البيضاوي يأمن صاحبه عن الآفة والانتقال انتهي . وأقول ظاهر أكثر المفسرين أن المراد وصف مقامهم في الآخرة بالأمن وظاهر الرواية الدنيا ويمكن حمله علي الأعم و لايأبي عنه الخبر ولعل المراد أمنهم من الضلال والحيرة ومضلات الفتن في الدنيا و من جميع الآفات والعقوبات في الآخرة و عليه يحمل قوله سبحانه أَلا إِنّ أَولِياءَ اللّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَفإنه لايتخوف عليهم الضلالة بعدالهداية و لايحزنون من مصائب الدنيا لعلمهم بحسن عواقبها ويحتمل أن يكون المعني هنا أن الله تعالي يحفظ المطيعين والمتقين المتوكلين عليه من أكثر النوازل والمصائب وينصرهم علي أعدائهم غالبا كمانصر كثيرا من الأنبياء والأولياء علي كثير من الفراعنة و لاينافي مغلوبيتهم في بعض الأحيان لبعض المصالح
صفحه : 129
5- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ عَن عَلِيّ بنِ سُوَيدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ فَقَالَ التّوَكّلُ عَلَي اللّهِ دَرَجَاتٌ مِنهَا أَن تَتَوَكّلَ عَلَي اللّهِ فِي أُمُورِكَ كُلّهَا فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنتَ عَنهُ رَاضِياً تَعلَمُ أَنّهُ لَا يَألُوكَ خَيراً وَ فَضلًا وَ تَعلَمُ أَنّ الحُكمَ فِي ذَلِكَ لَهُ فَتَوَكّل عَلَي اللّهِ بِتَفوِيضِ ذَلِكَ إِلَيهِ وَ ثِق بِهِ فِيهَا وَ فِي غَيرِهَا
بيان الحلال بالتشديد بياع الحل بالفتح و هودهن السمسم وَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ أي و من يفوض أموره إلي الله ووثق بحسن تدبيره وتقديره فهو كافيه يكفيه أمر دنياه ويعطيه ثواب الجنة ويجعله بحيث لايحتاج إلي غيره منها أن تتوكل الظاهر أن هذاآخر أفراد التوكل وسائر درجات التوكل أن يتوكل علي الله في بعض أموره دون بعض وتعددها بحسب كثرة الأمور المتوكل فيها وقلتها فما فعل بك إلخ بيان للوازم التوكل وآثاره وأسبابه والألو التقصير و إذاعدي إلي مفعولين ضمن معني المنع قال في النهاية ألوت قصرت يقال ألي الرجل وألي إذاقصر وترك الجهد قوله فيها أي في أمورك كلها و في غيرها أي في أمور غيرك من عشائرك وأتباعك وغيرهم
6-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أعُطيَِ ثَلَاثاً لَم يُمنَع ثَلَاثاً مَن أعُطيَِ الدّعَاءَ أعُطيَِ الإِجَابَةَ وَ مَن أعُطيَِ الشّكرَ أعُطيَِ الزّيَادَةَ وَ مَن أعُطيَِ التّوَكّلَ أعُطيَِ الكِفَايَةَ ثُمّ قَالَ أَ تَلَوتَ كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ وَ قَالَلَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم وَ قَالَ
صفحه : 130
ادعوُنيِ أَستَجِب لَكُم
بيان النشر في الآيات علي عكس ترتيب اللف والمراد بالإعطاء توفيق الإتيان به في الكل والتخلف المتوهم في بعض الموارد لعدم تحقق بعض الشرائط فإن كلا منها مشروط بعدم كون المصلحة في خلافها وعدم صدور مايمنع الاستحقاق عن فاعله و قد قال تعالي أَوفُوا بعِهَديِ أُوفِ بِعَهدِكُم وسيأتي مزيد تحقيق لذلك إن شاء الله
7-كا،[الكافي] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَبِي عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَنِ الحُسَينِ بنِ رَاشِدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ قَالَكُنّا فِي مَجلِسٍ يُطلَبُ فِيهِ العِلمُ وَ قَد نَفِدَت نفَقَتَيِ فِي بَعضِ الأَسفَارِ فَقَالَ لِي بَعضُ أَصحَابِنَا مَن تُؤَمّلُ لِمَا قَد نَزَلَ بِكَ فَقُلتُ فُلَاناً فَقَالَ إِذاً وَ اللّهِ لَا تُسعَفُ حَاجَتُكَ وَ لَا يَبلُغُكَ أَمَلُكَ وَ لَا تُنجَحُ طَلِبَتُكَ قُلتُ وَ مَا عَلّمَكَ رَحِمَكَ اللّهُ قَالَ إِنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع حدَثّنَيِ أَنّهُ قَرَأَ فِي بَعضِ الكُتُبِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ وَ مجَديِ وَ ارتفِاَعيِ عَلَي عرَشيِ لَأُقَطّعَنّ أَمَلَ كُلّ مُؤَمّلٍ مِنَ النّاسِ أَمّلَ غيَريِ بِاليَأسِ وَ لَأَكسُوَنّهُ ثَوبَ المَذَلّةِ عِندَ النّاسِ وَ لَأُنَحّيَنّهُ مِن قرُبيِ وَ لَأُبعِدَنّهُ مِن وصَليِ أَ يُؤَمّلُ غيَريِ فِي الشّدَائِدِ وَ الشّدَائِدُ بيِدَيِ وَ يَرجُو غيَريِ وَ يَقرَعُ بِالفِكرِ بَابَ غيَريِ وَ بيِدَيِ مَفَاتِيحُ الأَبوَابِ وَ هيَِ مُغلَقَةٌ وَ باَبيِ مَفتُوحٌ لِمَن دعَاَنيِ فَمَن ذَا ألّذِي أمَلّنَيِ لِنَوَائِبِهِ فَقَطَعتُهُ دُونَهَا وَ مَن ذَا ألّذِي رجَاَنيِ لِعَظِيمَةٍ فَقَطَعتُ رَجَاهُ منِيّ جَعَلتُ آمَالَ عبِاَديِ عنِديِ مَحفُوظَةً فَلَم يَرضَوا بحِفِظيِ وَ مَلَأتُ سمَاَواَتيِ مِمّن لَا يَمَلّ مِن تسَبيِحيِ وَ أَمَرتُهُم أَن لَا يُغلِقُوا الأَبوَابَ بيَنيِ وَ بَينَ عبِاَديِ فَلَم يَثِقُوا بقِوَليِ أَ لَم يَعلَم مَن طَرَقَتهُ نَائِبَةٌ مِن نوَاَئبِيِ أَنّهُ لَا يَملِكُ كَشفَهَا أَحَدٌ غيَريِ إِلّا مِن بَعدِ إذِنيِ فَمَا لِي أَرَاهُ لَاهِياً عنَيّ أَعطَيتُهُ بجِوُديِ مَا لَم يسَألَنيِ ثُمّ انتَزَعتُهُ
صفحه : 131
عَنهُ فَلَم يسَألَنيِ رَدّهُ وَ سَأَلَ غيَريِ أَ فيَرَاَنيِ أَبدَأُ بِالعَطَايَا قَبلَ المَسأَلَةِ ثُمّ أُسأَلُ فَلَا أُجِيبُ ساَئلِيِ أَ بَخِيلٌ أَنَا فيَبُخَلّنُيِ عبَديِ أَ وَ لَيسَ الجُودُ وَ الكَرَمُ لِي أَ وَ لَيسَ العَفوُ وَ الرّحمَةُ بيِدَيِ أَ وَ لَيسَ أَنَا مَحَلّ الآمَالِ فَمَن يَقطَعُهَا دوُنيِ أَ فَلَا يَخشَي المُؤَمّلُونَ أَن يُؤَمّلُوا غيَريِ فَلَو أَنّ أَهلَ سمَاَواَتيِ وَ أَهلَ أرَضيِ أَمّلُوا جَمِيعاً ثُمّ أَعطَيتُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مِثلَ مَا أَمّلَ الجَمِيعُ مَا انتَقَصَ مِن ملُكيِ مِثلَ عُضوِ ذَرّةٍ وَ كَيفَ يَنقُصُ مُلكٌ أَنَا قَيّمُهُ فَيَا بُؤساً لِلقَانِطِينَ مِن رحَمتَيِ وَ يَا بُؤساً لِمَن عصَاَنيِ وَ لَم يرُاَقبِنيِ
بيان أسعف حاجته قضاها له و في أكثر النسخ لاتسعف و لاتنجح بالتاء فيهما علي بناء المفعول و في بعضها بالياء فهما علي بناء الفاعل وحينئذ لايبلغك علي التفعيل أوالإفعال والضمائر المستترة لفلان و ماعلمك أي ماسبب علمك والعزة الشدة والقوة والغلبة والسلطنة والملك قال الراغب العزة حالة مانعة للإنسان من أن يقهر من قولهم أرض عزاز أي صلبة والعزيز ألذي يقهر و لايقهر والجلال العظمة والتنزه عن النقائص قال الراغب الجلالة عظم القدر والجلال بغير الهاء التناهي في ذلك وخص بوصف الله فقيل ذو الجلال و لم يستعمل في غيره والجليل العظيم القدر ووصفه تعالي بذلك إما لخلقه الأشياء العظيمة المستدل بها عليه أولأنه يجل عن الإحاطة به أولأنه يجل عن أن يدرك بالحواس و قال المجد السعة في الكرم والجلالة انتهي . وارتفاعه إما علي عرش العظمة والجلال أو هوكناية عن استيلائه علي العرش فهو يتضمن الاستيلاء علي كل شيءلأن تقدير جميع الأمور فيه أولكونه محيطا بالجميع أوالمراد بالعرش جميع الأشياء و هوأحد إطلاقاته كمامر و قوله باليأس متعلق بقوله لأقطعن أي ييأس غالبا أو إلابإذنه تعالي وإضافة الثوب إلي المذلة من إضافة المشبه به إلي المشبه والكسوة ترشيح التشبيه ولأنحينه أي لأبعدنه وأزيلنه والشدائد أي تحت قدرتي.
صفحه : 132
ويقرع بالفكر تشبيه الفكر باليد مكنية وإثبات القرع له تخييلية وذكر الباب ترشيح وهي مغلقة أي أبواب الحاجات مغلقة ومفاتيحها بيده سبحانه و هواستعارة علي التمثيل للتنبيه علي أن قضاء الحاجة المرفوعة إلي الخلق لايتحقق إلابإذنه والنائبة المصيبة واحدة نوائب الدهر أي أمل رحمتي لدفع نوائبه فقطعته دونها أي فجعلته منقطعا عاجزا قبل الوصول إلي دفعها من قولهم قطع بفلان فهو مقطوع به إذاعجز عن سفره من نفقة ذهبت أوقامت عليه راحلته ونحوه فالدفع أونحوه مقدر في الموضعين أوالتقدير فقطعته أي تجاوزت عنه عندتلك المصيبة فلم أخلصه عنها من قطع النهر إذاتجاوزه وقيل المعني قطعته عن نفسي قبل تلك المصيبة فلم أرافقه لدفعها وقيل أي قطعته عندالنوائب وهجرته أومنعته من أمله ورجائه و لم أدفع نوائبه تقول قطعت الصديق قطيعة إذاهجرته وقطعته من حقه إذامنعته لعظيمة أي لمطالب عظيمة أولنازلة عظيمة عندي محفوظة أي لم أعطهم إياها لعدم مصلحتهم وحفظت عوضها من المثوبات العظيمة فلم يرضوا بهذا الحفظ بل حملوه علي التقصير أوالعجز أوقلة اللطف وعجلوا طلبها وطلبوا من غيري ممن لايمل أي من الملائكة. وأمرتهم أن لايغلقوا الأبواب كناية عن السعي في قضاء حوائجهم أودفع وساوس الشيطان عنهم وتوفيقهم للدعاء والمسألة بل الدعاء وسؤال المغفرة والرحمة لهم أورفع حاجاتهم إلي الله وعرضها عليه سبحانه و إن كان تعالي عالما بهافإنه من أسباب الإجابة و كل ذلك ورد في الآيات والأخبار مع أنه لااستبعاد في أن يكون للسماوات أبواب تفتح عنددعاء المؤمنين علامة لإجابتهم .فلم يثقوا بقولي أي وعدي الإجابة لهم وإني أعطيهم مع عدم الإجابة أفضل من ذلك و إن مفاتيح الأمور بيدي من طرقته أي نزلت به وأتته مطلقا و إن كان إطلاقه علي مانزل بالليل أكثر إلا من بعدإذني أي تيسير الأسباب ورفع الموانع أعطيته الضمير راجع إلي من طرقته نائبة أو إلي الإنسان مطلقا أفيراني الاستفهام للإنكار والتعجب ويقال بخله بالتشديد أي نسبه إلي البخل
صفحه : 133
أ و ليس عطف علي بخيل أوالهمزة للاستفهام والواو للعطف علي الجمل السابقة وكذا الفقرة الآتية تحتمل الوجهين .فمن يقطعها دوني أي فمن يقدر أن يقطع آمال العباد عني قبل وصولها إلي أو من يقدر أن يقطع الآمال عن العباد غيري و علي الأول أيضا يشعر بأنه سبحانه قادر علي قطع آمال العباد بعضهم عن بعض أ فلايخشي المؤملون الخشية إما من العقوبة أو من قطع الآمال أو من الإبعاد عن مقام القرب أو من إزالة النعماء عنه أناقيمه أي قائم بسياسة أموره و فيه إشارة إلي أن مقدوراته سبحانه غيرمتناهية والزيادة والنقصان من خواص المتناهي.فيا بؤسا البؤس والبأساء الشدة والفقر والحزن ونصب بؤسا بالنداء لكونه نكرة فالنداء مجاز لبيان أن القانط والعاصي هومحل ذلك ومستحقه وقيل تقديره ياقوم أبصروا بؤسا وأقول يحتمل أن يكون ياللتنبيه و قوله بؤسا كقوله تعالي فَسُحقاً لِأَصحابِ السّعِيرِ فإن التقدير أسحقهم الله سحقا فكذا هاهنا و لم يراقبني أي لم يخف عذابي أو لم يحفظ حقوقي
8- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ الروّاَجنِيِّ عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ كُنتُ مَعَ مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بِيَنبُعَ وَ قَد نَفِدَت نفَقَتَيِ فِي بَعضِ الأَسفَارِ فَقَالَت لِي بَعضُ وُلدِ الحُسَينِ مَن تُؤَمّلُ لِمَا قَد نَزَلَ بِكَ فَقُلتُ مُوسَي بنَ عَبدِ اللّهِ فَقَالَ إِذاً لَا تُقضَي حَاجَتُكَ ثُمّ لَا تُنجَحُ طَلِبَتُكَ قُلتُ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ لأِنَيّ وَجَدتُ فِي بَعضِ كُتُبِ آباَئيِ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ ثُمّ ذَكَرَ مِثلَ الحَدِيثِ السّابِقِ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَملِ عَلَيّ فَأَملَاهُ عَلَيّ فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ مَا أَسأَلُهُ حَاجَةً بَعدَهَا
بيان في القاموس ينبع كينصر حصن له عيون ونخيل وزروع بطريق حاج مصر
صفحه : 134
9- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ كُن لِمَا لَا تَرجُو أَرجَي مِنكَ لِمَا تَرجُو فَإِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع خَرَجَ يَقتَبِسُ لِأَهلِهِ نَاراً فَكَلّمَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَرَجَعَ نَبِيّاً وَ خَرَجَت مَلِكَةُ سَبَإٍ فَأَسلَمَت مَعَ سُلَيمَانَ ع وَ خَرَجَ سَحَرَةُ فِرعَونَ يَطلُبُونَ العِزّةَ لِفِرعَونَ فَرَجَعُوا مُؤمِنِينَ
10- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ الفَضلِ بنِ صَالِحٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ إِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع قَالَ يَا رَبّ رَضِيتُ بِمَا قَضَيتَ تُمِيتُ الكَبِيرَ وَ تبُقيِ الطّفلَ الصّغِيرَ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ يَا مُوسَي أَ مَا ترَضاَنيِ لَهُم رَازِقاً وَ كَفِيلًا قَالَ بَلَي يَا رَبّ فَنِعمَ الوَكِيلُ أَنتَ وَ نِعمَ الكَفِيلُ
11-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن سَهلٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَسَأَلتُ الرّضَا ع فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا حَدّ التّوَكّلِ فَقَالَ لِي أَن لَا تَخَافَ مَعَ اللّهِ أَحَداً قَالَ قُلتُ
صفحه : 135
فَمَا حَدّ التّوَاضُعِ قَالَ أَن تعُطيَِ النّاسَ مِن نَفسِكَ مَا تُحِبّ أَن يُعطُوكَ مِثلَهُ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أشَتهَيِ أَن أَعلَمَ كَيفَ أَنَا عِندَكَ فَقَالَ انظُر كَيفَ أَنَا عِندَكَ
12- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن وَهبِ بنِ وَهبٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ يَا ابنَ آدَمَ أطَعِنيِ فِيمَا أَمَرتُكَ وَ لَا تعُلَمّنيِ مَا يُصلِحُكَ
13- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ الإِيمَانُ أَربَعَةُ أَركَانٍ التّوَكّلُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ الرّضَا بِقَضَائِهِ وَ التّسلِيمُ لِأَمرِ اللّهِ وَ التّفوِيضُ إِلَي اللّهِ قَالَ عَبدٌ صَالِحٌوَ أُفَوّضُ أمَريِ إِلَي اللّهِ...فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا
14- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَن وَثِقَ بِالزّمَانِ صُرِعَ
15- ل ،[الخصال ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ ثِق بِاللّهِ تَكُن مُؤمِناً وَ ارضَ بِمَا قَسَمَ اللّهُ لَكَ تَكُن غَنِيّاً
16-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ مَن أعُطيَِ ثَلَاثَةً لَم يُحرَم ثَلَاثَةً مَن أعُطيَِ الدّعَاءَ أعُطيَِ الإِجَابَةَ وَ مَن أعُطيَِ الشّكرَ أعُطيَِ الزّيَادَةَ وَ مَن أعُطيَِ التّوَكّلَ أعُطيَِ الكِفَايَةَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ وَ يَقُولُلَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنّكُم وَ يَقُولُ
صفحه : 136
ادعوُنيِ أَستَجِب لَكُم
سن ،[المحاسن ]معاوية بن وهب عنه ع مثله
17- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَ فِيمَا وَعَظَ بِهِ لُقمَانُ ابنَهُ أَن قَالَ لَهُ يَا بنُيَّ لِيَعتَبِر مَن قَصُرَ يَقِينُهُ وَ ضَعُفَت نِيّتُهُ فِي طَلَبِ الرّزقِ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَحوَالٍ مِن أَمرِهِ وَ آتَاهُ رِزقَهُ وَ لَم يَكُن لَهُ فِي وَاحِدَةٍ مِنهَا كَسبٌ وَ لَا حِيلَةٌ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي سَيَرزُقُهُ فِي الحَالِ الرّابِعَةِ أَمّا أَوّلُ ذَلِكَ فَإِنّهُ كَانَ فِي رَحِمِ أُمّهِ يَرزُقُهُ هُنَاكَ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ حَيثُ لَا يُؤذِيهِ حَرّ وَ لَا بَردٌ ثُمّ أَخرَجَهُ مِن ذَلِكَ وَ أَجرَي رِزقاً مِن لَبَنِ أُمّهِ يَكفِيهِ بِهِ وَ يُرَبّيهِ وَ يَنعَشُهُ مِن غَيرِ حَولٍ بِهِ وَ لَا قُوّةٍ ثُمّ فُطِمَ مِن ذَلِكَ فَأَجرَي لَهُ رِزقاً مِن كَسبِ أَبَوَيهِ بِرَأفَةٍ وَ رَحمَةٍ لَهُ مِن قُلُوبِهِمَا لَا يَملِكَانِ غَيرَ ذَلِكَ حَتّي إِنّهُمَا يُؤثِرَانِهِ عَلَي أَنفُسِهِمَا فِي أَحوَالٍ كَثِيرَةٍ حَتّي إِذَا كَبِرَ وَ عَقَلَ وَ اكتَسَبَ لِنَفسِهِ ضَاقَ بِهِ أَمرُهُ وَ ظَنّ الظّنُونَ بِرَبّهِ وَ جَحَدَ الحُقُوقَ فِي مَالِهِ وَ قَتّرَ عَلَي نَفسِهِ وَ عِيَالِهِ مَخَافَةَ إِقتَارِ رِزقِهِ وَ سُوءِ يَقِينٍ بِالخَلَفِ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فِي العَاجِلِ وَ الآجِلِ فَبِئسَ العَبدُ هَذَا يَا بنُيَّ
18- ل ،[الخصال ]الفاَميِّ عَنِ ابنِ بُطّةَ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ إِبلِيسُ خَمسَةُ أَشيَاءَ لَيسَ لِي فِيهِنّ حِيلَةٌ وَ سَائِرُ النّاسِ فِي قبَضتَيِ مَنِ اعتَصَمَ بِاللّهِ عَن نِيّةٍ صَادِقَةٍ وَ اتّكَلَ عَلَيهِ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وَ مَن كَثُرَ تَسبِيحُهُ فِي لَيلِهِ وَ نَهَارِهِ وَ مَن رضَيَِ لِأَخِيهِ المُؤمِنِ مَا يَرضَاهُ لِنَفسِهِ وَ مَن لَم يَجزَع عَلَي المُصِيبَةِ حِينَ تُصِيبُهُ وَ مَن رضَيَِ بِمَا قَسَمَ اللّهُ لَهُ وَ لَم يَهتَمّ لِرِزقِهِ
صفحه : 137
19- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ ع قَالَ سَأَلَ الصّادِقُ ع عَن بَعضِ أَهلِ مَجلِسِهِ فَقِيلَ عَلِيلٌ فَقَصَدَهُ عَائِداً وَ جَلَسَ عِندَ رَأسِهِ فَوَجَدَهُ دَنِفاً فَقَالَ لَهُ أَحسِن ظَنّكَ بِاللّهِ قَالَ أَمّا ظنَيّ بِاللّهِ حَسَنٌ وَ لَكِن غمَيّ لبِنَاَتيِ مَا أمَرضَنَيِ غَيرُ غمَيّ بِهِنّ قَالَ الصّادِقُ ع ألّذِي تَرجُوهُ لِتَضعِيفِ حَسَنَاتِكَ وَ مَحوِ سَيّئَاتِكَ فَارجُهُ لِإِصلَاحِ حَالِ بَنَاتِكَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَمّا جَاوَزتُ سِدرَةَ المُنتَهَي وَ بَلَغتُ أَغصَانَهَا وَ قُضبَانَهَا رَأَيتُ بَعضَ ثِمَارِ قُضبَانِهَا أَثدَاؤُهُ مُعَلّقَةٌ يَقطُرُ مِن بَعضِهَا اللّبَنُ وَ مِن بَعضِهَا العَسَلُ وَ مِن بَعضِهَا الدّهنُ وَ يَخرُجُ عَن بَعضِهَا شِبهُ دَقِيقِ السّمِيذِ وَ عَن بَعضِهَا الثّيَابُ وَ عَن بَعضِهَا كَالنّبِقِ فيَهَويِ ذَلِكَ نَحوَ الأَرضِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ أَينَ مَقَرّ هَذِهِ الخَارِجَاتِ عَن هَذِهِ الأَثدَاءِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَم يَكُن معَيِ جَبرَئِيلُ لأِنَيّ كُنتُ جَاوَزتُ مَرتَبَتَهُ وَ اختَزَلَ دوُنيِ فنَاَداَنيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ فِي سرِيّ يَا مُحَمّدُ هَذِهِ أَنبَتّهَا مِن هَذَا المَكَانِ الأَرفَعِ لِأَغذُوَ مِنهَا بَنَاتِ المُؤمِنِينَ مِن أُمّتِكَ وَ بَنِيهِم فَقُل لآِبَاءِ البَنَاتِ لَا تَضِيقَنّ صُدُورُكُم عَلَي فَاقَتِهِنّ فإَنِيّ كَمَا خَلَقتُهُنّ أَرزُقُهُنّ
20- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن عَمرِو بنِ سَيفٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَدَع طَلَبَ الرّزقِ
صفحه : 138
مِن حِلّهِ فَإِنّهُ عَونٌ لَكَ عَلَي دِينِكَ وَ اعقِل رَاحِلَتَكَ وَ تَوَكّل
جا،[المجالس للمفيد]الجعابي مثله
21- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]سيَأَتيِ فِي مَوَاعِظِ البَاقِرِ ع يَا جَابِرُ مَن هَذَا ألّذِي سَأَلَ اللّهَ فَلَم يُعطِهِ أَو تَوَكّلَ عَلَيهِ فَلَم يَكفِهِ أَو وَثِقَ بِهِ فَلَم يُنجِهِ
22- مع ،[معاني الأخبار] عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن أَحَبّ أَن يَكُونَ أَتقَي النّاسِ فَليَتَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ مَن أَحَبّ أَن يَكُونَ أَغنَي النّاسِ فَليَكُن بِمَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَوثَقَ مِنهُ بِمَا فِي يَدِهِ
23- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ سَأَلَ النّبِيّص عَن جَبرَئِيلَ مَا التّوَكّلُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ العِلمُ بِأَنّ المَخلُوقَ لَا يَضُرّ وَ لَا يَنفَعُ وَ لَا يعُطيِ وَ لَا يَمنَعُ وَ استِعمَالُ اليَأسِ مِنَ الخَلقِ فَإِذَا كَانَ العَبدُ كَذَلِكَ لَم يَعمَل لِأَحَدٍ سِوَي اللّهِ وَ لَم يَرجُ وَ لَم يَخَف سِوَي اللّهِ وَ لَم يَطمَع فِي أَحَدٍ سِوَي اللّهِ فَهَذَا هُوَ التّوَكّلُ الخَبَرَ
24- يد،[التوحيد]القَطّانُ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ تُرِيدُ وَ أُرِيدُ وَ لَا يَكُونُ إِلّا مَا أُرِيدُ فَإِن أَسلَمتَ لِمَا أُرِيدُ أَعطَيتُكَ مَا تُرِيدُ وَ إِن لَم تُسلِم لِمَا أُرِيدُ أَتعَبتُكَ فِيمَا تُرِيدُ ثُمّ لَا يَكُونُ إِلّا مَا أُرِيدُ
25-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]يد،[التوحيد]المُكَتّبُ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَنِ ابنِ خَالِدٍ
صفحه : 139
عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ مَن لَم يَرضَ بقِضَاَئيِ وَ لَم يُؤمِن بقِدَرَيِ فَليَلتَمِس إِلَهاً غيَريِ
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي كُلّ قَضَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ خِيَرَةٌ لِلمُؤمِنِ
أقول قدمضي بعض الأخبار في باب علامات المؤمن
26- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الفَرّاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن رضَيَِ القَضَاءَ أَتَي عَلَيهِ القَضَاءُ وَ هُوَ مَأجُورٌ وَ مَن سَخِطَ القَضَاءَ أَتَي عَلَيهِ القَضَاءُ وَ أَحبَطَ اللّهُ أَجرَهُ
27- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن رضَيَِ مِنَ اللّهِ بِمَا قَسَمَ لَهُ استَرَاحَ بَدَنُهُ
28- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع رَأسُ طَاعَةِ اللّهِ الرّضَا بِمَا صَنَعَ اللّهُ فِيمَا أَحَبّ العَبدُ وَ فِيمَا كَرِهَ وَ لَم يَصنَعِ اللّهُ بِعَبدٍ شَيئاً إِلّا وَ هُوَ خَيرٌ لَهُ
29- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ طَاهِرٍ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الدّنيَا دُوَلٌ فَمَا كَانَ لَكَ مِنهَا أَتَاكَ عَلَي ضَعفِكَ وَ مَا كَانَ عَلَيكَ لَم تَدفَعهُ بِقُوّتِكَ وَ مَنِ انقَطَعَ رَجَاهُ مِمّا فَاتَ استَرَاحَ بَدَنُهُ وَ مَن رضَيَِ بِمَا رَزَقَهُ اللّهُ قَرّت عَينُهُ
30- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ عَطِيّةَ عَنِ ابنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ
صفحه : 140
ع قَالَ فِيمَا أَوحَي اللّهُ جَلّ وَ عَزّ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ يَا مُوسَي مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحَبّ إلِيَّ مِن عبَديَِ المُؤمِنِ وَ إنِيّ إِنّمَا أَبتَلِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أُعَافِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعلَمُ بِمَا يَصلُحُ عبَديِ عَلَيهِ فَليَصبِر عَلَي بلَاَئيِ وَ ليَشكُر عَلَي نعَماَئيِ وَ ليَرضَ بقِضَاَئيِ أَكتُبهُ فِي الصّدّيقِينَ عنِديِ إِذَا عَمِلَ برِضِاَيَ وَ أَطَاعَ أمَريِ
31- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهرَوَيهِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا بنَيِ آدَمَ كُلّكُم ضَالّ إِلّا مَن هَدَيتُ وَ كُلّكُم عَائِلٌ إِلّا مَن أَغنَيتُ وَ كُلّكُم هَالِكٌ إِلّا مَن أَنجَيتُ فاَسألَوُنيِ أَكفِكُم وَ أَهدِكُم سَبِيلَ رُشدِكُم إِنّ مِن عبِاَديَِ المُؤمِنِينَ مَن لَا يُصلِحُهُ إِلّا الفَاقَةُ وَ لَو أَغنَيتُهُ لَأَفسَدَهُ ذَلِكَ وَ إِنّ مِن عبِاَديِ مَن لَا يُصلِحُهُ إِلّا الصّحّةُ وَ لَو أَمرَضتُهُ لَأَفسَدَهُ ذَلِكَ وَ إِنّ مِن عبِاَديِ لَمَن يَجتَهِدُ فِي عبِاَدتَيِ وَ قِيَامِ اللّيلِ لِي فأَلُقيِ عَلَيهِ النّعَاسَ نَظَراً منِيّ لَهُ فَيَرقُدُ حَتّي يُصبِحَ وَ يَقُومُ حِينَ يَقُومُ وَ هُوَ مَاقِتٌ لِنَفسِهِ زَارٍ عَلَيهَا وَ لَو خَلّيتُ بَينَهُ وَ بَينَ مَا يُرِيدُ لَدَخَلَهُ العُجبُ بِعَمَلِهِ ثُمّ كَانَ هَلَاكُهُ فِي عُجبِهِ وَ رِضَاهُ عَن نَفسِهِ فَيَظُنّ أَنّهُ قَد فَاقَ العَابِدِينَ وَ جَازَ بِاجتِهَادِهِ حَدّ المُقَصّرِينَ فَيَتَبَاعَدُ بِذَلِكَ منِيّ وَ هُوَ يَظُنّ أَنّهُ يَتَقَرّبُ إلِيَّ أَلَا فَلَا يَتّكِلِ العَامِلُونَ عَلَي أَعمَالِهِم وَ إِن حَسُنَت وَ لَا يَيأَسِ المُذنِبُونَ مِن مغَفرِتَيِ لِذُنُوبِهِم وَ إِن كَثُرَت لَكِن برِحَمتَيِ فَليَثِقُوا وَ لفِضَليِ فَليَرجُوا وَ إِلَي حُسنِ نظَرَيِ فَليَطمَئِنّوا وَ ذَلِكَ أنَيّ أُدَبّرُ عبِاَديِ بِمَا يُصلِحُهُم وَ أَنَا بِهِم لَطِيفٌ خَبِيرٌ
أقول قدمضي بعض الأخبار في كتاب العدل
32- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ
صفحه : 141
عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ ضَحِكَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ حَتّي بَدَت نَوَاجِذُهُ ثُمّ قَالَ أَ لَا تسَألَوُنيّ مِمّ ضَحِكتُ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِص قَالَ عَجِبتُ لِلمَرءِ المُسلِمِ أَنّهُ لَيسَ مِن قَضَاءٍ يَقضِيهِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ إِلّا كَانَ خَيراً لَهُ فِي عَاقِبَةِ أَمرِهِ
33- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن يَعقُوبَ بنِ مُحَمّدٍ البصَريِّ عَنِ ابنِ عُمَارَةَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي الزّعزَاعِ عَن أَبِي ثَابِتٍ الخزَرَيِّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ جَاعَ رَسُولُ اللّهِص جُوعاً شَدِيداً فَأَتَي الكَعبَةَ فَتَعَلّقَ بِأَستَارِهَا فَقَالَ رَبّ مُحَمّدٍ لَا تُجِع مُحَمّداً أَكثَرَ مِمّا أَجَعتَهُ قَالَ فَهَبَطَ جَبرَئِيلُ ع وَ مَعَهُ لُوزَةٌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ فَقَالَ يَا جَبرَئِيلُ اللّهُ السّلَامُ وَ مِنهُ السّلَامُ وَ إِلَيهِ يَعُودُ السّلَامُ فَقَالَ إِنّ اللّهَ يَأمُرُكَ أَن تَفُكّ عَن هَذِهِ اللّوزَةِ فَفَكّ عَنهَا فَإِذَا فِيهَا وَرَقَةٌ خَضرَاءُ نَضِرَةٌ مَكتُوبَةٌ عَلَيهَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ أَيّدتُ مُحَمّداً بعِلَيِّ وَ نَصَرتُهُ بِهِ مَا أَنصَفَ اللّهَ مِن نَفسِهِ مَنِ اتّهَمَ اللّهَ فِي قَضَائِهِ وَ استَبطَأَهُ فِي رِزقِهِ
34- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ رَفَعَهُ إِلَي عَمرِو بنِ جُمَيعٍ رَفَعَهُ إِلَي عَلِيّ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما قَالَ كَانَ ذَلِكَ الكَنزُ لَوحاً مِن ذَهَبٍ فِيهِ مَكتُوبٌبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَجِبتُ لِمَن يَعلَمُ أَنّ المَوتَ حَقّ كَيفَ يَفرَحُ عَجِبتُ لِمَن يُؤمِنُ بِالقَدَرِ كَيفَ يَحزَنُ عَجِبتُ لِمَن يَذكُرُ النّارَ كَيفَ يَضحَكُ عَجِبتُ لِمَن يَرَي الدّنيَا وَ تَصَرّفَ أَهلِهَا حَالًا بَعدَ حَالٍ كَيفَ يَطمَئِنّ إِلَيهَا
35-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن
صفحه : 142
عُمَرَ بنِ مُصعَبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ العَبدُ بَينَ ثَلَاثَةٍ بَلَاءٍ وَ قَضَاءٍ وَ نِعمَةٍ فَعَلَيهِ فِي البَلَاءِ مِنَ اللّهِ الصّبرُ فَرِيضَةً وَ عَلَيهِ فِي القَضَاءِ مِنَ اللّهِ التّسلِيمُ فَرِيضَةً وَ عَلَيهِ فِي النّعمَةِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الشّكرُ فَرِيضَةً
سن ،[المحاسن ] عبدالرحمن مثله
36- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي العَلَاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الشّركَ أَخفَي مِن دَبِيبِ النّملِ وَ قَالَ مِنهُ تَحوِيلُ الخَاتَمِ لِيَذكُرَ الحَاجَةَ وَ شِبهَ هَذَا
37- فس ،[تفسير القمي] وَ لا تَقُولَنّ لشِيَءٍ إنِيّ فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُأَخبَرَهُ أَنّهُ إِنّمَا حُبِسَ الوحَيُ أَربَعِينَ صَبَاحاً لِأَنّهُ قَالَ لِقُرَيشٍ غَداً أُخبِرُكُم بِجَوَابِ مَسَائِلِكُم وَ لَم يَستَثنِ فَقَالَ اللّهُوَ لا تَقُولَنّ لشِيَءٍالآيَةَ
38- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَمّا صَعِدَ مُوسَي إِلَي الطّورِ فَنَاجَي رَبّهُ قَالَ رَبّ أرَنِيِ خَزَائِنَكَ قَالَ يَا مُوسَي إِنّ خزَاَئنِيِ إِذَا أَرَدتُ شَيئاً أَن أَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَ قَالَ قَالَ يَا رَبّ أَيّ خَلقٍ أَبغَضُ إِلَيكَ قَالَ ألّذِي يتَهّمِنُيِ قَالَ وَ مِن خَلقِكَ مَن يَتّهِمُكَ قَالَ نَعَم ألّذِي يسَتخَيِرنُيِ فَأَخِيرُ لَهُ وَ ألّذِي أقَضيِ القَضَاءَ لَهُ وَ هُوَ خَيرٌ لَهُ فيَتَهّمِنُيِ
39-ك ،[إكمال الدين ] ابنُ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَحمَدَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ وَ غَيرِهِ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَخَرَجَ
صفحه : 143
أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ البَاقِرُ ع بِالمَدِينَةِ فَتَصَحّرَ وَ اتّكَي عَلَي جِدَارٍ مِن جُدرَانِهَا مُفَكّراً إِذ أَقبَلَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا جَعفَرٍ عَلَامَ حُزنُكَ أَ عَلَي الدّنيَا فَرِزقُ اللّهِ حَاضِرٌ يَشتَرِكُ فِيهِ البَرّ وَ الفَاجِرُ أَم عَلَي الآخِرَةِ فَوَعدٌ صَادِقٌ يَحكُمُ فِيهِ مَلِكٌ قَادِرٌ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا عَلَي هَذَا أَحزَنُ إِنّمَا حزُنيِ عَلَي فِتنَةِ ابنِ الزّبَيرِ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ فَهَل رَأَيتَ أَحَداً خَافَ اللّهَ فَلَم يُنجِهِ أَم هَل رَأَيتَ أَحَداً تَوَكّلَ عَلَي اللّهِ فَلَم يَكفِهِ وَ هَل رَأَيتَ أَحَداً استَخَارَ اللّهَ فَلَم يَخِر لَهُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَوَلّي الرّجُلُ وَ قَالَ هُوَ ذَاكَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هَذَا هُوَ الخَضِرُ ع
قال الصدوق جاء هذاالحديث هكذا و قدروي في حديث آخر أن ذلك كان مع علي بن الحسين ع
40- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَا مِن مَخلُوقٍ يَعتَصِمُ بِمَخلُوقٍ دوُنيِ إِلّا قَطَعتُ أَسبَابَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ مِن دُونِهِ فَإِن سأَلَنَيِ لَم أُعطِهِ وَ إِن دعَاَنيِ لَم أُجِبهُ وَ مَا مِن مَخلُوقٍ يَعتَصِمُ بيِ دُونَ خلَقيِ إِلّا ضَمّنتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ بِرِزقِهِ فَإِن سأَلَنَيِ أَعطَيتُهُ وَ إِن دعَاَنيِ أَجَبتُهُ وَ إِنِ استَغفَرَ لِي غَفَرتُ لَهُ
41- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ الحُسَينُ ع روُيَِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي لَأُقَطّعَنّ أَمَلَ كُلّ مُؤمِنٍ أَمّلَ دوُنيِ الأُنَاسَ وَ لَأُلبِسَنّهُ ثَوبَ مَذَلّةٍ بَينَ النّاسِ وَ لَأُنَحّيَنّهُ مِن وصَليِ وَ لَأُبعِدَنّهُ مِن قرُبيِ مَن ذَا ألّذِي رجَاَنيِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ فَقَطَعتُ بِهِ دُونَهَا
42- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَرَادَ أَن يَكُونَ أَقوَي النّاسِ فَليَتَوَكّل عَلَي اللّهِ وَ سُئِلَ عَن حَدّ التّوَكّلِ مَا هُوَ قَالَ لَا تَخَافُ سِوَاهُ
وَ أرَويِ أَنّ الغِنَي وَ العِزّ يَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِراَ بِمَوَاضِعِ التّوَكّلِ أَوطَنَا
وَ أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَالتّوَكّلُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ دَرَجَاتٌ مِنهَا
صفحه : 144
أَن تَثِقَ بِهِ فِي أُمُورِكَ كُلّهَا فَمَا فَعَلَهُ بِكَ كُنتَ عَنهُ رَاضِياً
وَ روُيَِ أَنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ أَوحَي إِلَي دَاوُدَ ع مَا اعتَصَمَ بيِ عَبدٌ مِن عبِاَديِ دُونَ أَحَدٍ مِن خلَقيِ عَرَفتُ ذَلِكَ مِن نِيّتِهِ ثُمّ يَكِيدُهُ أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ مَا فِيهِنّ إِلّا جَعَلتُ لَهُ المَخرَجَ مِن بَينِهِنّ وَ مَا اعتَصَمَ عَبدٌ مِن عبَيِديِ بِأَحَدٍ مِن خَلقٍ دوُنيِ عَرَفتُ ذَلِكَ مِن نِيّتِهِ إِلّا قَطَعتُ أَسبَابَ السّمَاوَاتِ مِن يَدَيهِ وَ أَسَختُ الأَرضَ مِن تَحتِهِ وَ لَم أُبَالِ بأِيَّ الواَديِ هَلَكَ
وَ أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ وَ ارتفِاَعيِ فِي علُوُيّ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ هوَاَيَ عَلَي هَوَاهُ إِلّا جَعَلتُ غِنَاهُ فِي قَلبِهِ وَ هَمّهُ فِي آخِرَتِهِ وَ كَفَفتُ عَلَيهِ ضَيعَتَهُ وَ ضَمّنتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ رِزقَهُ وَ كُنتُ لَهُ مِن وَرَاءِ حَاجَتِهِ وَ أَتَتهُ الدّنيَا وَ هيَِ رَاغِمَةٌ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ وَ ارتفِاَعيِ فِي عُلُوّ مكَاَنيِ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ هَوَاهُ عَلَي هوَاَيَ إِلّا قَطَعتُ رَجَاهُ وَ لَم أَرزُقهُ مِنهَا إِلّا مَا قَدّرتُ لَهُ
وأروي أن بعض العلماء كان يقول سبحان من لوكانت الدنيا خيرا كلها أهلك فيها من أحب سبحان من لوكانت الدنيا شرا كلها نجا منها من أراد
وَ روُيَِ كُن لِمَا لَا تَرجُو أَرجَي مِنكَ لِمَا تَرجُو فَإِنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع خَرَجَ يَقتَبِسُ نَاراً لِأَهلِهِ فَكَلّمَهُ اللّهُ وَ رَجَعَ نَبِيّاً وَ خَرَجَت مَلَكَةُ سَبَإٍ فَأَسلَمَت مَعَ سُلَيمَانَ وَ خَرَجَت سَحَرَةُ فِرعَونَ يَطلُبُونَ العِزّ لِفِرعَونَ فَرَجَعُوا مُؤمِنِينَ
وَ روُيَِ لَا تَقُل لشِيَءٍ قَد مَضَي لَو كَانَ غَيرُهُ
روُيَِ عَنِ العَالِمِ ع قَالَ إِذَا شَاءَ اللّهُ فَيُعطِينَا وَ إِذَا أَحَبّ أَن يَكرَهَ رَضِينَا
وَ أرَويِ أَعلَمُ النّاسِ بِاللّهِ أَرضَاهُم بِقَضَاءِ اللّهِ
وَ روُيَِ رَأسُ طَاعَةِ اللّهِ الصّبرُ وَ الرّضَا
وَ روُيَِ مَا قَضَي اللّهُ عَلَي عَبدِهِ قَضَاءً فرَضَيَِ بِهِ إِلّا جَعَلَ الخَيرَ فِيهِ
وَ روُيَِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع يَا مُوسَي
صفحه : 145
مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحَبّ إلِيَّ مِن عبَديَِ المُؤمِنِ وَ إنِيّ إِنّمَا أَبتَلِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أُعَافِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ فَليَصبِر عَلَي بلَاَئيِ وَ ليَشكُر نعَماَئيِ وَ ليَرضَ بقِضَاَئيِ أَكتُبهُ مِنَ الصّدّيقِينَ عنِديِ
وَ أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع المُؤمِنُ تَعَرّضَ[يَعتَرِضُ] كُلّ خَيرٍ لَو قُرّضَ بِالمَقَارِيضِ كَانَ خَيراً لَهُ وَ إِن مَلَكَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ كَانَ خَيراً لَهُ
وَ روُيَِ مَن أعُطيَِ الدّينَ فَقَد أعُطيَِ
وَ روُيَِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يعُطيِ الدّنيَا مَن يُحِبّ وَ مَن لَا يُحِبّ وَ لَا يعُطيِ الدّينَ إِلّا مَن يُحِبّهُ
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ لَا يعُطيِ اللّهُ الدّينَ إِلّا أَهلَ خَاصّتِهِ وَ صَفوَتَهُ مِن خَلقِهِ
وَ روُيَِ إِذَا طَلَبتَ شَيئاً مِنَ الدّنيَا فزَوُيَِ عَنكَ فَاذكُر مَا خَصّكَ اللّهُ بِهِ مِن دِينِهِ وَ مَا صَرَفَهُ عَنكَ بِغَيرِهِ فَإِنّ ذَلِكَ أَحرَي أَن تَسخُوَ نَفسُكَ عَمّا فَاتَكَ مِنَ الدّنيَا
وَ روُيَِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي دَاوُدَ ع فُلَانَةُ بِنتُ فُلَانَةَ مَعَكَ فِي الجَنّةِ فِي دَرَجَتِكَ فَسَارَ إِلَيهَا فَسَأَلَهَا عَن عَمَلِهَا فَخَبّرَتهُ فَوَجَدَهُ مِثلَ أَعمَالِ سَائِرِ النّاسِ فَسَأَلَهَا عَن نِيّتِهَا فَقَالَت مَا كُنتُ فِي حَالَةٍ فنَقَلَنَيِ مِنهَا إِلَي غَيرِهَا إِلّا كُنتُ بِالحَالَةِ التّيِ نقَلَنَيِ إِلَيهَا أَسَرّ منِيّ بِالحَالَةِ التّيِ كُنتُ فِيهَا فَقَالَ حُسنُ ظَنّكِ بِاللّهِ جَلّ وَ عَزّ
وَ أرَويِ عَنِ العَالِمِ أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ مَا أعُطيَِ مُؤمِنٌ قَطّ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ إِلّا بِحُسنِ ظَنّهِ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رَجَائِهِ مِنهُ وَ حُسنِ خُلُقِهِ وَ الكَفّ عَنِ اغتِيَابِ المُؤمِنِينَ وَ ايمُ اللّهِ لَا يُعَذّبُ اللّهُ مُؤمِناً بَعدَ التّوبَةِ وَ الِاستِغفَارِ إِلّا أَن يَسُوءَ الظّنّ[بِسُوءِ الظّنّ]بِاللّهِ وَ تَقصِيرِهِ مِن رَجَائِهِ لِلّهِ وَ سُوءِ خُلُقِهِ وَ مِنِ اغتِيَابِهِ لِلمُؤمِنِينَ وَ اللّهِ لَا يَحسُنُ ظَنّ عَبدٍ مُؤمِنٍ بِاللّهِ إِلّا كَانَ اللّهُ عِندَ ظَنّهِ بِهِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَرِيمٌ يسَتحَيِ أَن يَخلُفَ ظَنّ عَبدِهِ وَ رَجَاءَهُ فَأَحسِنُوا الظّنّ بِاللّهِ وَ ارغَبُوا إِلَيهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالظّانّينَ بِاللّهِ ظَنّ السّوءِ عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِ
صفحه : 146
وَ روُيَِ أَنّ دَاوُدَ ع قَالَ يَا رَبّ مَا آمَنَ بِكَ مَن عَرَفَكَ فَلَم يُحسِنِ الظّنّ بِكَ
وَ روُيَِ أَنّ آخِرَ عَبدٍ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ فَيَلتَفِتُ فَيَقُولُ يَا رَبّ لَم يَكُن هَذَا ظنَيّ بِكَ فَيَقُولُ مَا كَانَ ظَنّكَ بيِ قَالَ كَانَ ظنَيّ بِكَ أَن تَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ وَ تسُكنِنَيِ جَنّتَكَ فَيَقُولُ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ يَا ملَاَئكِتَيِ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ وَ جوُديِ وَ كرَمَيِ وَ ارتفِاَعيِ فِي علُوُيّ مَا ظَنّ بيِ عبَديِ خَيراً سَاعَةً قَطّ وَ لَو ظَنّ بيِ سَاعَةً خَيراً مَا رَوّعتُهُ بِالنّارِ أَجِيزُوا لَهُ كَذِبَهُ وَ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ
ثُمّ قَالَ العَالِمُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَلَا لَا يَتّكِلُ العَامِلُونَ عَلَي أَعمَالِهِمُ التّيِ يَعمَلُونَهَا لثِوَاَبيِ فَإِنّهُم لَوِ اجتَهَدُوا وَ أَتعَبُوا أَنفُسَهُم أَعمَارَهُم فِي عبِاَدتَيِ كَانُوا مُقَصّرِينَ غَيرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَاتِهِم كُنهَ عبِاَدتَيِ فِيمَا يَظُنّونَهُ عنِديِ مِن كرَاَمتَيِ وَ لَكِن برِحَمتَيِ فَليَثِقُوا وَ مِن فضَليِ فَليَرجُوا وَ إِلَي حُسنِ الظّنّ بيِ فَليَطمَئِنّوا فَإِنّ رحَمتَيِ عِندَ ذَلِكَ تُدرِكُهُم وَ منِتّيِ تَبلُغُهُم وَ رضِواَنيِ وَ مغَفرِتَيِ يَلبِسَهُم فإَنِيّ أَنَا اللّهُ الرّحمَنُ الرّحِيمُ وَ بِذَلِكَ سُمّيتُ
وَ أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ أَن يَحبِسَ فِي الحَبسِ رَجُلَينِ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ فَحَبَسَهُمَا ثُمّ أَمَرَهُ بِإِطلَاقِهِمَا قَالَ فَنَظَرَ إِلَي أَحَدِهِمَا فَإِذَا هُوَ مِثلُ الهُدبَةِ فَقَالَ لَهُ مَا ألّذِي بَلَغَ بِكَ مَا أَرَي مِنكَ قَالَ الخَوفُ عَنِ اللّهِ وَ نَظَرَ إِلَي الآخَرِ لَم يَتَشَعّب مِنهُ شَيءٌ فَقَالَ لَهُ أَنتَ وَ صَاحِبُكَ كُنتُمَا فِي أَمرٍ وَاحِدٍ وَ قَد رَأَيتُ بَلَغَ الأَمرُ بِصَاحِبِكَ وَ أَنتَ لَم تَتَغَيّر فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ إِنّهُ كَانَ ظنَيّ بِاللّهِ جَمِيلًا حَسَناً فَقَالَ يَا رَبّ قَد سَمِعتَ مَقَالَةَ عَبدَيكَ فَأَيّهُمَا أَفضَلُ قَالَ صَاحِبُ الظّنّ الحَسَنِ أَفضَلُ
وَ أرَويِ عَنِ العَالِمِ أَنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع يَا مُوسَي قُل لبِنَيِ إِسرَائِيلَ أَنَا عِندَ ظَنّ عبَديِ بيِ فَليَظُنّ بيِ مَا شَاءَ يجَدِنيِ عِندَهُ
صفحه : 147
42-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع التّوَكّلُ كَأسٌ مَختُومٌ يَختِمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَلَا يَشرَبُ بِهَا وَ لَا يَفُضّ خِتَامَهَا إِلّا المُتَوَكّلُ كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُتَوَكّلُونَ وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ عَلَي اللّهِ فَتَوَكّلُوا إِن كُنتُم مُؤمِنِينَجَعَلَ التّوَكّلَ مِفتَاحَ الإِيمَانِ وَ الإِيمَانَ قُفلَ التّوَكّلِ وَ حَقِيقَةُ التّوَكّلِ الإِيثَارُ وَ أَصلُ الإِيثَارِ تَقدِيمُ الشيّءِ بِحَقّهِ وَ لَا يَنفَكّ المُتَوَكّلُ فِي تَوَكّلِهِ مِن إِثبَاتِ أَحَدِ الإِيثَارَينِ فَإِن آثَرَ مَعلُولَ التّوَكّلِ وَ هُوَ الكَونُ حُجِبَ بِهِ وَ إِن آثَرَ المُعَلّلَ عِلّةَ التّوَكّلِ وَ هُوَ الباَرِئُ سُبحَانَهُ بقَيَِ مَعَهُ فَإِن أَرَدتَ أَن تَكُونَ مُتَوَكّلًا لَا مُتَعَلّلًا فَكَبّر عَلَي رُوحِكَ خَمسَ تَكبِيرَاتٍ وَ وَدّع أَمَانِيّكَ كُلّهَا وَدَاعَ المَوتِ وَ الحَيَاةِ وَ أَدنَي حَدّ التّوَكّلِ أَن لَا تُسَابِقَ مَقدُورَكَ بِالهِمّةِ وَ لَا تُطَالِعَ مَقسُومَكَ وَ لَا تَستَشرِفَ مَعدُومَكَ فَيَنتَقِضَ بِأَحَدِهَا عَقدُ إِيمَانِكَ وَ أَنتَ لَا تَشعُرُ وَ إِن عَزَمتَ أَن تَقِفَ عَلَي بَعضِ شِعَارِ المُتَوَكّلِينَ حَقّاً فَاعتَصِم بِمَعرِفَةِ هَذِهِ الحِكَايَةِ وَ هيَِ أَنّهُ روُيَِ أَنّ بَعضَ المُتَوَكّلِينَ قَدِمَ عَلَي بَعضِ الأَئِمّةِ فَقَالَ لَهُ اعطِف عَلَيّ بِجَوَابِ مَسأَلَةٍ فِي التّوَكّلِ وَ الإِمَامُ كَانَ يَعرِفُ الرّجُلَ بِحُسنِ التّوَكّلِ وَ نَفِيسِ الوَرَعِ وَ أَشرَفَ عَلَي صِدقِهِ فِيمَا سَأَلَ عَنهُ مِن قِبَلِ إِبدَائِهِ إِيّاهُ فَقَالَ لَهُ قِف مَكَانَكَ وَ أنَظرِنيِ سَاعَةً فَفَعَلَ فَبَينَمَا هُوَ مُطرِقٌ لِجَوَابِهِ إِذَا اجتَازَ بِهِمَا فَقِيرٌ فَأَدخَلَ الإِمَامُ ع يَدَهُ فِي جَيبِهِ وَ أَخرَجَ شَيئاً فَنَاوَلَهُ لِلفَقِيرِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَي السّائِلِ فَقَالَ هَاتِ وَ سَل عَمّا بَدَا لَكَ فَقَالَ السّائِلُ أَيّهَا الإِمَامُ كُنتُ أَعرِفُكَ قَادِراً مُتَمَكّناً مِن جَوَابِ مسَألَتَيِ قَبلَ أَنِ استنَظرَتنَيِ فَمَا شَأنُكَ فِي إِبطَائِكَ عنَيّ فَقَالَ الإِمَامُ لِتَعتَبِرَ المَعنَي منِيّ قَبلَ كلَاَميِ إِذَا لَم أَكُن أرَاَنيِ سَاهِياً بسِرِيّ وَ ربَيّ مُطّلِعٌ عَلَيهِ إِن أَتَكَلّم بِعِلمِ التّوَكّلِ وَ فِي جيَبيِ دَانَقٌ ثُمّ لَم يَحُلّ لِي ذَلِكَ إِلّا بَعدَ إِيتَائِهِ ثُمّ
صفحه : 148
لِيَعلَم بِهِ فَافهَم فَشَهِقَ السّائِلُ فَحَلَفَ أَن لَا يأَويَِ عُمرَاناً وَ لَا يَأنَسَ بَشَراً مَا عَاشَ
43- شا،[الإرشاد] أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي حَفصٍ الأَعشَي عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ خَرَجتُ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي هَذَا الحَائِطِ فَاتّكَيتُ عَلَيهِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيهِ ثَوبَانِ أَبيَضَانِ يَنظُرُ فِي تُجَاهِ وجَهيِ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ مَا لِي أَرَاكَ كَئِيباً حَزِيناً أَ عَلَي الدّنيَا حُزنُكَ فَرِزقُ اللّهِ حَاضِرٌ لِلبَرّ وَ الفَاجِرِ فَقُلتُ مَا عَلَي هَذَا أَحزَنُ وَ إِنّهُ لَكَمَا تَقُولُ قَالَ فَعَلَي الآخِرَةِ فَهُوَ وَعدٌ صَادِقٌ يَحكُمُ فِيهِ مَلِكٌ قَاهِرٌ فَعَلَامَ خَوفُكَ قُلتُ الخَوفُ مِن فِتنَةِ ابنِ الزّبَيرِ قَالَ فَضَحِكَ ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ هَل رَأَيتَ أَحَداً قَطّ تَوَكّلَ عَلَي اللّهِ فَلَم يَكفِهِ قُلتُ لَا قَالَ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ هَل رَأَيتَ أَحَداً قَطّ خَافَ اللّهَ فَلَم يُنجِهِ قُلتُ لَا قَالَ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ هَل رَأَيتَ أَحَداً قَطّ سَأَلَ اللّهَ فَلَم يُعطِهِ قُلتُ لَا ثُمّ نَظَرتُ إِلَيهِ فَإِذَا لَيسَ قدُاّميِ أَحَدٌ
جا،[المجالس للمفيد] أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن علي بن الحكم عن أبي حفص الأعشي و محمد بن سنان عن رجل من بني أسد جميعا عن الثمالي مثله
44- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع المُفَوّضُ أَمرَهُ إِلَي اللّهِ فِي رَاحَةِ الأَبَدِ وَ العَيشِ الدّائِمِ الرّغَدِ وَ المُفَوّضُ حَقّاً هُوَ العاَليِ عَن كُلّ هِمّةٍ دُونَ اللّهِ كَقَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع نَظماً
رَضِيتُ بِمَا قَسَمَ اللّهُ لِي | وَ فَوّضتُ أمَريِ إِلَي خاَلقِيِ |
كَمَا أَحسَنَ اللّهُ فِيمَا مَضَي | كَذَلِكَ يَحسُنُ فِيمَا بقَيَِ |
صفحه : 149
وَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي المُؤمِنِ مِن آلِ فِرعَونَوَ أُفَوّضُ أمَريِ إِلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرعَونَ سُوءُ العَذابِ وَ التّفوِيضُ خَمسَةُ أَحرُفٍ لِكُلّ حَرفٍ مِنهَا حُكمٌ فَمَن أَتَي بِأَحكَامِهِ فَقَد أَتَي بِهِ التّاءُ مِن تَركِ التّدبِيرِ وَ الدّنيَا وَ الفَاءُ مِن فَنَاءِ كُلّ هِمّةٍ غَيرِ اللّهِ وَ الوَاوُ مِن وَفَاءِ العَهدِ وَ تَصدِيقِ الوَعدِ وَ اليَاءُ مِنَ اليَأسِ مِن نَفسِكَ وَ اليَقِينِ بِرَبّكَ وَ الضّادُ مِنَ الضّمِيرِ الصاّفيِ لِلّهِ وَ الضّرُورَةِ إِلَيهِ وَ المُفَوّضُ لَا يُصبِحُ إِلّا سَالِماً مِن جَمِيعِ الآفَاتِ وَ لَا يمُسيِ إِلّا مُعَافًي بِدِينِهِ
45- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع صِفَةُ الرّضَا أَن يَرضَي المَحبُوبَ وَ المَكرُوهَ وَ الرّضَا[شُعَاعُ نُورِ المَعرِفَةِ وَ الراّضيِ فَانٍ عَن جَمِيعِ اختِيَارِهِ وَ الراّضيِ حَقِيقَةً هُوَ المرَضيِّ عَنهُ وَ الرّضَا اسمٌ يَجتَمِعُ فِيهِ معَاَنيِ العُبُودِيّةِ وَ تَفسِيرُ الرّضَا]سُرُورُ القَلبِ سَمِعتُ أَبِي محمد[مُحَمّداً]البَاقِرَ ع يَقُولُ تَعَلّقُ القَلبِ بِالمَوجُودِ شِركٌ وَ بِالمَفقُودِ كُفرٌ وَ هُمَا خَارِجَانِ عَن سُنّةِ الرّضَا وَ أَعجَبُ مِمّن يدَعّيِ العُبُودِيّةَ لِلّهِ كَيفَ يُنَازِعُهُ فِي مَقدُورَاتِهِ حَاشَا الرّاضِينَ العَارِفِينَ عَن ذَلِكَ
46- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَلَا فَلَا تَفعَلُوا كَمَا فَعَلَت بَنُو إِسرَائِيلَ وَ لَا تَسخَطُوا نِعَمَ اللّهِ وَ لَا تَقتَرِحُوا عَلَي اللّهِ وَ إِذَا ابتلُيَِ أَحَدُكُم فِي رِزقِهِ أَو مَعِيشَتِهِ بِمَا لَا يُحِبّ فَلَا يُنجِذَنّ شَيئاً يَسأَلُهُ لَعَلّ فِي ذَلِكَ حَتفَهُ وَ هَلَاكَهُ وَ لَكِن لِيَقُل أللّهُمّ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ إِن كَانَ مَا كَرِهتُهُ مِن أمَريِ هَذَا خَيراً لِي وَ أَفضَلَ فِي ديِنيِ فصَبَرّنيِ عَلَيهِ وَ قوَنّيِ عَلَي احتِمَالِهِ وَ نشَطّنيِ لِلنّهُوضِ بِثِقلِ أَعبَائِهِ وَ إِن كَانَ خِلَافُ ذَلِكَ خَيراً فَجُد عَلَيّ بِهِ وَ رضَنّيِ بِقَضَائِكَ عَلَي كُلّ حَالٍ فَلَكَ الحَمدُ فَإِنّكَ إِذَا قُلتَ ذَلِكَ قَدّرَ اللّهُ وَ يَسّرَ لَكَ مَا هُوَ خَيرٌ
47-شي،[تفسير العياشي] عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ اللّهُ
صفحه : 150
لِيُوسُفَ أَ لَستُ ألّذِي حَبّبتُكَ إِلَي أَبِيكَ وَ فَضّلتُكَ عَلَي النّاسِ بِالحُسنِ أَ وَ لَستُ ألّذِي سُقتُ إِلَيكَ السّيّارَةَ وَ أَنقَذتُكَ وَ أَخرَجتُكَ مِنَ الجُبّ أَ وَ لَستُ ألّذِي صَرَفتُ عَنكَ كَيدَ النّسوَةِ فَمَا حَمَلَكَ عَلَي أَن تَرفَعَ رَغبَتَكَ عنَيّ أَو تَدعُوَ مَخلُوقاً دوُنيِ فَالبَث لِمَا قُلتَ فِي السّجنِ بِضعَ سِنِينَ
48- شي،[تفسير العياشي] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَمّن ذَكَرَهُ عَنهُ قَالَ لَمّا قَالَ لِلفَتَياذكرُنيِ عِندَ رَبّكَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ ع فَضَرَبَهُ بِرِجلِهِ حَتّي كُشِطَ لَهُ عَنِ الأَرضِ السّابِعَةِ فَقَالَ لَهُ يَا يُوسُفُ انظُر مَا ذَا تَرَي قَالَ أَرَي حَجَراً صَغِيراً فَفَلَقَ الحَجَرَ فَقَالَ مَا ذَا تَرَي قَالَ أَرَي دُودَةً صَغِيرَةً قَالَ فَمَن رَازِقُهَا قَالَ اللّهُ قَالَ فَإِنّ رَبّكَ يَقُولُ لَم أَنسَ هَذِهِ الدّودَةَ فِي ذَلِكَ الحَجَرِ فِي قَعرِ الأَرضِ السّابِعَةِ أَ ظَنَنتَ أنَيّ أَنسَاكَ حَتّي تَقُولَ لِلفَتَياذكرُنيِ عِندَ رَبّكَلَتَلبَثَنّ فِي السّجنِ بِمَقَالَتِكَ هَذِهِ بِضعَ سِنِينَ قَالَ فَبَكَي يُوسُفُ عِندَ ذَلِكَ حَتّي بَكَي لِبُكَائِهِ الحِيطَانُ قَالَ فَتَأَذّي بِهِ أَهلُ السّجنِ فَصَالَحَهُم عَلَي أَن يبَكيَِ يَوماً وَ يَسكُتَ يَوماً وَ كَانَ فِي اليَومِ ألّذِي يَسكُتُ أَسوَأَ حَالًا
49- شي،[تفسير العياشي] عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ قَالَ هُوَ قَولُ الرّجُلِ لَو لَا فُلَانٌ لَهَلَكتُ وَ لَو لَا فُلَانٌ لَأَصَبتُ كَذَا وَ كَذَا وَ لَو لَا فُلَانٌ لَضَاعَ عيِاَليِ أَ لَا تَرَي أَنّهُ قَد جَعَلَ شَرِيكاً فِي مُلكِهِ يَرزُقُهُ وَ يَدفَعُ عَنهُ قَالَ قُلتُ فَيَقُولُ لَو لَا أَنّ اللّهَ مَنّ عَلَيّ بِفُلَانٍ لَهَلَكتُ قَالَ نَعَم لَا بَأسَ بِهَذَا
أقول قدمر مثله بأسانيد في باب أنواع الكفر
50-شي،[تفسير العياشي] عَنِ البزَنَطيِّ عَنِ الرّضَا ع قَالَعَجَباً لِمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ كَيفَ
صفحه : 151
يَستَبطِئُ اللّهَ فِي رِزقِهِ وَ كَيفَ لَم يَصطَبِر عَلَي قَضَائِهِ
51- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو أَنّكُم تَتَوَكّلُونَ عَلَي اللّهِ حَقّ تَوَكّلِهِ لَرَزَقَكُم كَمَا يَرزُقُ الطّيرَ تَغدُو خِمَاصاً وَ تَرُوحُ بِطَاناً
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَحَبّ أَن يَكُونَ أَقوَي النّاسِ فَليَتَوَكّل عَلَي اللّهِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن وَثِقَ بِاللّهِ أَرَاهُ السّرُورَ وَ مَن تَوَكّلَ عَلَيهِ كَفَاهُ الأُمُورَ
وَ قَالَ النّبِيّص مَن أَحَبّ أَن يَكُونَ أَتقَي النّاسِ فَليَتَوَكّل عَلَي اللّهِ
وَ قَالَ البَاقِرُ ع مَن تَوَكّلَ عَلَي اللّهِ لَا يُغلَبُ وَ مَنِ اعتَصَمَ بِاللّهِ لَا يُهزَمُ
52- محص ،[التمحيص ] عَن سَعِيدِ بنِ الحَسَنِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا أبُاَليِ أَصبَحتُ فَقِيراً أَو مَرِيضاً أَو غَنِيّاً لِأَنّ اللّهَ يَقُولُ لَا أَفعَلُ بِالمُؤمِنِ إِلّا مَا هُوَ خَيرٌ لَهُ
53-محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِنّ مِن عبِاَديَِ المُؤمِنِينَ لَعِبَاداً لَا يَصلُحُ لَهُم أَمرُ دِينِهِم إِلّا بِالفَاقَةِ وَ المَسكَنَةِ وَ السّقمِ فِي أَبدَانِهِم فَأَبلُوهُم بِالفَاقَةِ وَ المَسكَنَةِ وَ السّقمِ فَيَصلُحُ لَهُم عَلَيهِ أَمرُ دِينِ عبِاَديِ وَ إِنّ مِن عبِاَديَِ المُؤمِنِينَ لَمَن يَجتَهِدُ فِي عبِاَدتَيِ فَيَقُومُ مِن رُقَادِهِ وَ لَذِيذِ وِسَادِهِ فَيَتَهَجّدُ لِيَ الليّاَليَِ فَيُتعِبُ نَفسَهُ فِي عبِاَدتَيِ فَأَضرِبُهُ بِالنّعَاسِ اللّيلَةَ وَ اللّيلَتَينِ نَظَراً منِيّ لَهُ وَ إِبقَاءً عَلَيهِ فَيَنَامُ حَتّي يُصبِحَ فَيَقرَؤُهُ وَ هُوَ مَاقِتٌ لِنَفسِهِ زَارٍ عَلَيهَا وَ لَو أخُلَيّ بَينَهُ وَ بَينَ مَا يُرِيدُ مِن عبِاَدتَيِ لَدَخَلَهُ مِن ذَلِكَ العُجبُ فَيُصَيّرُهُ العُجبُ إِلَي الفِتنَةِ بِأَعمَالِهِ فَيَأتِيهِ مِن ذَلِكَ مَا فِيهِ هَلَاكُهُ لِعُجبِهِ بِأَعمَالِهِ وَ رِضَاهُ عَن نَفسِهِ عِندَ حَدّ التّقصِيرِ فَيَتَبَاعَدُ منِيّ عِندَ ذَلِكَ وَ هُوَ يَظُنّ أَنّهُ يَتَقَرّبُ إلِيَّ فَلَا يَتّكِلِ العَامِلُونَ عَلَي أَعمَالِهِمُ التّيِ يَعمَلُونَهَا لثِوَاَبيِ فَإِنّهُم لَوِ اجتَهَدُوا وَ أَتعَبُوا أَنفُسَهُم أَعمَارَهُم فِي عبِاَدتَيِ كَانُوا مُقَصّرِينَ غَيرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِم كُنهَ عبِاَدتَيِ فِيمَا يَطلُبُونَ عنِديِ مِن كرَاَمتَيِ وَ النّعِيمِ فِي جنَاّتيِ وَ لَكِن برِحَمتَيِ فَليَثِقُوا وَ لفِضَليِ فَليَرجُوا وَ إِلَي حُسنِ الظّنّ بيِ فَليَطمَئِنّوا فَإِنّ رحَمتَيِ عِندَ ذَلِكَ تُدَارِكُهُم وَ منَيّ
صفحه : 152
يُبَلّغُهُم رضِواَنيِ وَ مغَفرِتَيِ يُلبِسُهُم عفَويِ فإَنِيّ أَنَا اللّهُ الرّحمَنُ الرّحِيمُ بِذَلِكَ تَسَمّيتُ
54- محص ،[التمحيص ] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَجَباً لِلمُؤمِنِ لَا يقَضيِ اللّهُ عَلَيهِ قَضَاءً إِلّا كَانَ خَيراً لَهُ سَرّهُ أَو سَاءَهُ إِنِ ابتَلَاهُ كَانَ كَفّارَةً لِذَنبِهِ وَ إِن أَعطَاهُ وَ أَكرَمَهُ كَانَ قَد حَبَاهُ
55- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَم مِن نِعمَةٍ لِلّهِ عَلَي عَبدِهِ فِي غَيرِ أَمَلِهِ وَ كَم مِن مُؤَمّلٍ أَمَلًا الخِيَارُ فِي غَيرِهِ وَ كَم مِن سَاعٍ مِن حَتفِهِ وَ هُوَ مُبطِئٌ عَن حَظّهِ
56- محص ،[التمحيص ] عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ فِي قَضَاءِ اللّهِ كُلّ خَيرٍ لِلمُؤمِنِينَ
عَن طَرِيفٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العَبدَ الولَيِّ لِلّهِ يَدعُو فِي الأَمرِ يَنُوبُهُ فَيَقُولُ اللّهُ لِلمَلَكِ المُوَكّلِ بِذَلِكَ الأَمرِ اقضِ لعِبَديِ حَاجَتَهُ وَ لَا تَعجَل فإَنِيّ أشَتهَيِ أَن أَسمَعَ نِدَاءَهُ وَ صَوتَهُ وَ إِنّ العَبدَ العَدُوّ لِلّهِ لَيَدعُو اللّهَ فِي الأَمرِ يَنُوبُهُ فَيُقَالُ لِلمَلَكِ المُوَكّلِ بِهِ اقضِ حَاجَتَهُ وَ عَجّلهَا فإَنِيّ أُبغِضُ أَن أَسمَعَ نِدَاءَهُ وَ صَوتَهُ قَالَ فَيَقُولُ النّاسُ مَا أعُطيَِ هَذَا حَاجَتَهُ وَ حُرِمَ هَذَا إِلّا لِكَرَامَةِ هَذَا عَلَي اللّهِ وَ هَوَانِ هَذَا عَلَيهِ
57- محص ،[التمحيص ] عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ مَنِ اغتَمّ كَانَ لِلغَمّ أَهلًا فيَنَبغَيِ لِلمُؤمِنِ أَن يَكُونَ بِاللّهِ وَ بِمَا صَنَعَ رَاضِياً
58- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي خَلِيفَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا قَضَي اللّهُ لِمُؤمِنٍ قَضَاءً فرَضَيَِ بِهِ إِلّا جَعَلَ اللّهُ لَهُ الخِيَرَةَ فِيمَا يقَضيِ
59- محص ،[التمحيص ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ بِعَدلِهِ وَ حِكمَتِهِ وَ عِلمِهِ جَعَلَ الرّوحَ وَ الفَرَحَ فِي اليَقِينِ وَ الرّضَا عَنِ اللّهِ وَ جَعَلَ الهَمّ وَ الحَزَنَ فِي الشّكّ فَارضُوا عَنِ اللّهِ وَ سَلّمُوا لِأَمرِهِ
60- محص ،[التمحيص ] عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الرّضَا بِمَكرُوهِ القَضَاءِ مِن أَعلَي دَرَجَاتِ اليَقِينِ
صفحه : 153
وَ قَالَ ع مَن صَبَرَ وَ رضَيَِ عَنِ اللّهِ فِيمَا قَضَي عَلَيهِ فِيمَا أَحَبّ أَو كَرِهَ لَم يَقضِ اللّهُ عَلَيهِ فِيمَا أَحَبّ أَو كَرِهَ إِلّا مَا هُوَ خَيرٌ لَهُ
61- محص ،[التمحيص ] عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ رُفِعَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَومٌ فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ فَقَالَ مَنِ القَومُ قَالُوا مُؤمِنُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ مَا بَلَغَ مِن إِيمَانِكُم قَالُوا الصّبرُ عِندَ البَلَاءِ وَ الشّكرُ عِندَ الرّخَاءِ وَ الرّضَا بِالقَضَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص حُلَمَاءُ عُلَمَاءُ كَادُوا مِنَ الفِقهِ أَن يَكُونُوا أَنبِيَاءَ إِن كُنتُم كَمَا تَصِفُونَ فَلَا تَبنُوا مَا لَا تَسكُنُونَ وَ لَا تَجمَعُوا مَا لَا تَأكُلُونَ وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي إِلَيهِ تُرجَعُونَ
62- محص ،[التمحيص ] عَن عَلِيّ بنِ سُوَيدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ فَقَالَ التّوَكّلُ عَلَي اللّهِ دَرَجَاتٌ فَمِنهَا أَن تَثِقَ بِهِ فِي أُمُورِكَ كُلّهَا فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنتَ عَنهُ رَاضِياً تَعلَمُ أَنّهُ لَم يُؤتِكَ إِلّا خَيراً وَ فَضلًا وَ تَعلَمُ أَنّ الحُكمَ فِي ذَلِكَ لَهُ فَتَوَكّلتَ عَلَي اللّهِ بِتَفوِيضِ ذَلِكَ إِلَيهِ وَ وَثِقتَ بِهِ فِيهَا وَ فِي غَيرِهَا
مشكاة الأنوار، عن أبي الحسن الأول ع مثله
63- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَحَقّ مَن خَلَقَ اللّهُ بِالتّسلِيمِ لِمَا قَضَي اللّهُ مَن عَرَفَ اللّهَ وَ مَن رضَيَِ بِالقَضَاءِ أَتَي عَلَيهِ القَضَاءُ وَ عَظُمَ عَلَيهِ أَجرُهُ وَ مَن سَخِطَ القَضَاءَ مَضَي عَلَيهِ القَضَاءُ وَ أَحبَطَ اللّهُ أَجرَهُ
صفحه : 154
مشكاة الأنوار،نقلا من كتاب المحاسن مثله
64- محص ،[التمحيص ] عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ ينَبغَيِ لِمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ أَن لَا يَستَبطِئَهُ فِي رِزقِهِ وَ لَا يَتّهِمَهُ فِي قَضَائِهِ
65- محص ،[التمحيص ] عَن مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَا أُحِبّ أَنّ لِي بِالرّضَا فِي مَوضِعِ القَضَاءِ حُمرَ النّعَمِ
66- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَوَكّلَ وَ قَنِعَ وَ رضَيَِ كفُيَِ المَطلَبَ
67- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ بنِ يَاسِينَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ يَاسِينَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ عَجلَانَ قَالَأصَاَبتَنيِ فَاقَةٌ شَدِيدَةٌ وَ إِضَاقَةٌ وَ لَا صَدِيقَ لِمَضِيقٍ وَ لزَمِنَيِ دَينٌ ثَقِيلٌ وَ غَرِيمٌ يُلِحّ بِاِقتِضَائِهِ فَتَوَجّهتُ نَحوَ دَارِ الحَسَنِ بنِ زَيدٍ وَ هُوَ يَومَئِذٍ أَمِيرُ المَدِينَةِ لِمَعرِفَةٍ كَانَت بيَنيِ وَ بَينَهُ وَ شَعَرَ بِذَلِكَ مِن حاَليِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ كَانَت بيَنيِ وَ بَينَهُ قَدِيمُ مَعرِفَةٍ فلَقَيِنَيِ فِي الطّرِيقِ فَأَخَذَ بيِدَيِ وَ قَالَ لِي قَد بلَغَنَيِ مَا أَنتَ بِسَبِيلِهِ فَمَن تُؤَمّلُ لِكَشفِ مَا نَزَلَ بِكَ قُلتُ الحَسَنَ بنَ زَيدٍ فَقَالَ إِذاً لَا تُقضَي حَاجَتُكَ وَ لَا تُسعَفُ بِطَلِبَتِكَ فَعَلَيكَ بِمَن يَقدِرُ عَلَي ذَلِكَ وَ هُوَ أَجوَدُ الأَجوَدِينَ فَالتَمِس مَا تُؤَمّلُهُ مِن قِبَلِهِ فإَنِيّ سَمِعتُ ابنَ عمَيّ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ يُحَدّثُ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي بَعضِ أَنبِيَائِهِ فِي بَعضِ وَحيِهِ إِلَيهِ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَأُقَطّعَنّ أَمَلَ كُلّ مُؤَمّلٍ غيَريِ بِالإِيَاسِ وَ لَأَكسُوَنّهُ ثَوبَ المَذَلّةِ فِي النّارِ وَ لَأُبعِدَنّهُ مِن فرَجَيِ وَ فضَليِ أَ يُؤَمّلُ عبَديِ فِي الشّدَائِدِ غيَريِ وَ الشّدَائِدُ بيِدَيِ أَو يَرجُو سوِاَيَ وَ أَنَا الغنَيِّ الجَوَادُ بيِدَيِ مَفَاتِيحُ الأَبوَابِ وَ هيَِ مُغلَقَةٌ وَ باَبيِ مَفتُوحٌ لِمَن دعَاَنيِ أَ لَم يَعلَم أَنّهُ مَا أَوهَنَتهُ نَائِبَةٌ لَم يَملِك كَشفَهَا عَنهُ غيَريِ فَمَا لِي أَرَاهُ بِأَمَلِهِ مُعرِضاً
صفحه : 155
عنَيّ قَد أَعطَيتُهُ بجِوُديِ وَ كرَمَيِ مَا لَم يسَألَنيِ فَأَعرَضَ عنَيّ وَ لَم يسَألَنيِ وَ سَأَلَ فِي نَائِبَتِهِ غيَريِ وَ أَنَا اللّهُ أبَتدَِئُ بِالعَطِيّةِ قَبلَ المَسأَلَةِ أَ فَأُسأَلُ فَلَا أُجِيبُ كَلّا أَ وَ لَيسَ الجُودُ وَ الكَرَمُ لِي أَ وَ لَيسَ الدّنيَا وَ الآخِرَةُ بيِدَيِ فَلَو أَنّ أَهلَ سَبعِ سَمَاوَاتٍ وَ أَرَضِينَ سأَلَوُنيِ جَمِيعاً فَأَعطَيتُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم مَسأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِن ملُكيِ مِثلَ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ وَ كَيفَ يَنقُصُ مُلكٌ أَنَا قَيّمُهُ فَيَا بُؤساً لِمَن عصَاَنيِ وَ لَم يرُاَقبِنيِ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَعِد عَلَيّ هَذَا الحَدِيثَ فَأَعَادَهُ ثَلَاثاً فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ لَا سَأَلتُ أَحَداً بَعدَ هَذَا حَاجَةً فَمَا لَبِثتُ أَن جاَءنَيِ اللّهُ بِرِزقٍ وَ فَضلٍ مِن عِندِهِ
68- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ العلَوَيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَا مِن مَخلُوقٍ يَعتَصِمُ بِمَخلُوقٍ دوُنيِ إِلّا قَطَعتُ بِهِ أَسبَابَ السّمَاوَاتِ وَ أَسبَابَ الأَرضِ مِن دُونِهِ فَإِن سأَلَنَيِ لَم أُعطِهِ وَ إِن دعَاَنيِ لَم أُجِبهُ وَ مَا مِن مَخلُوقٍ يَعتَصِمُ بيِ دُونَ خلَقيِ إِلّا ضَمّنتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ رِزقَهُ فَإِن دعَاَنيِ أَجَبتُهُ وَ إِن سأَلَنَيِ أَعطَيتُهُ وَ إِنِ استغَفرَنَيِ غَفَرتُ لَهُ
69- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مَا استَغنَي أَحَدٌ بِاللّهِ إِلّا افتَقَرَ النّاسُ إِلَيهِ
وَ قَالَ ع مَن عَتَبَ عَلَي الزّمَانِ طَالَ مَعتَبَتُهُ
وَ قَالَ الجَوَادُ ع كَيفَ يُضَيّعُ مَنِ اللّهُ كَافِلُهُ وَ كَيفَ يَنجُو مَنِ اللّهُ طَالِبُهُ وَ مَنِ انقَطَعَ إِلَي غَيرِ اللّهِ وَكَلَهُ اللّهُ إِلَيهِ
70-بَيَانُ التّنزِيلِ لِابنِ شَهرَآشُوبَ، قَالَأَمَرَ نُمرُودُ بِجَمعِ الحَطَبِ فِي سَوَادِ الكُوفَةِ عِندَ نَهرِ كُوثَي مِن قَريَةِ قُطنَانَا وَ أَوقَدَ النّارَ فَعَجَزُوا عَن رمَيِ اِبرَاهِيمَ فَعَمِلَ
صفحه : 156
لَهُم إِبلِيسُ المَنجَنِيقَ فرَمُيَِ بِهِ فَتَلَقّاهُ جَبرَئِيلُ فِي الهَوَاءِ فَقَالَ هَل لَكَ مِن حَاجَةٍ فَقَالَ أَمّا إِلَيكَ فَلَا حسَبيَِ اللّهُوَ نِعمَ الوَكِيلُفَاستَقبَلَهُ مِيكَائِيلُ فَقَالَ إِن أَرَدتَ أَخمَدتُ النّارَ فَإِنّ خَزَائِنَ الأَمطَارِ وَ المِيَاهِ بيِدَيِ فَقَالَ لَا أُرِيدُ وَ أَتَاهُ مَلَكُ الرّيحِ فَقَالَ لَو شِئتَ طَيّرتُ النّارَ قَالَ لَا أُرِيدُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ فَاسأَلِ اللّهَ فَقَالَ حسَبيِ مِن سؤُاَليِ عِلمُهُ بحِاَليِ
71- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ النّبِيّص ثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ جَمَعَ اللّهُ لَهُ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ الرّضَا بِالقَضَاءِ وَ الصّبرُ عِندَ البَلَاءِ وَ الدّعَاءُ عِندَ الشّدّةِ وَ الرّخَاءِ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع رَأسُ كُلّ طَاعَةٍ الرّضَا بِمَا صَنَعَ اللّهُ إِلَي العَبدِ فِيمَا أَحَبّ وَ فِيمَا كَرِهَ
72- نهج ،[نهج البلاغة] أَغضِ عَلَي القَذَي وَ إِلّا لَم تَرضَ أَبَداً
73- كَنزٌ الكرَاَجكُيِّ، قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَّ ثِق بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ سَل فِي النّاسِ هَل مِن أَحَدٍ وَثِقَ بِاللّهِ فَلَم يُنجِهِ يَا بنُيَّ تَوَكّل عَلَي اللّهِ ثُمّ سَل فِي النّاسِ مَن ذَا ألّذِي تَوَكّلَ عَلَي اللّهِ فَلَم يَكفِهِ يَا بنُيَّ أَحسِنِ الظّنّ بِاللّهِ ثُمّ سَل فِي النّاسِ مَن ذَا ألّذِي أَحسَنَ الظّنّ بِاللّهِ فَلَم يَكُن عِندَ حُسنِ ظَنّهِ بِهِ
74- عُدّةُ الداّعيِ، سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن حَدّ التّوَكّلِ فَقَالَ أَن لَا تَخَافَ مَعَ اللّهِ شَيئاً
وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن أَرَادَ أَن يُعرَفَ كَيفَ مَنزِلَتُهُ عِندَ اللّهِ فَليَعرِف كَيفَ مَنزِلَةُ اللّهِ عِندَهُ فَإِنّ اللّهَ يُنَزّلُ العَبدَ مِثلَ مَا يُنَزّلُ العَبدُ اللّهَ مِن نَفسِهِ
صفحه : 157
75- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الغِنَي وَ العِزّ يَجُولَانِ فَإِذَا ظَفِرَا بِمَوضِعِ التّوَكّلِ أَوطَنَاهُ
وَ عَنهُ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ ع أَنّهُ مَا اعتَصَمَ بيِ عَبدٌ مِن عبِاَديِ دُونَ أَحَدٍ مِن خلَقيِ عَرَفتُ ذَلِكَ مِن نِيّتِهِ ثُمّ تَكِيدُهُ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ مَن فِيهِنّ إِلّا جَعَلتُ لَهُ المَخرَجَ مِن بَينِهِنّ وَ مَا اعتَصَمَ عَبدٌ مِن عبِاَديِ بِأَحَدٍ مِن خلَقيِ عَرَفتُ ذَلِكَ مِن نِيّتِهِ إِلّا قَطَعتُ أَسبَابَ السّمَاوَاتِ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ أَسَختُ الأَرضَ مِن تَحتِهِ وَ لَم أُبَالِ فِي أَيّ وَادٍ تَهَالَكَ
وَ عَنهُ ع قَالَ لَم يَكُن رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ لشِيَءٍ قَد مَضَي لَو كَانَ غَيرُهُ
وَ عَنهُ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي النّبِيّالآيَةَ قَالَ أَثنَوا عَلَيهِ وَ سَلّمُوا عَلَيهِ قُلتُ فَكَيفَ عَلِمَ الرّسُولُ أَنّهَا كَذَلِكَ قَالَ كُشِفَ لَهُ الغِطَاءُ قُلتُ فبَأِيَّ شَيءٍ عُلِمَ المُؤمِنُ أَنّهُ مُؤمِنٌ قَالَ بِالتّسلِيمِ لِلّهِ وَ الرّضَا فِيمَا وَرَدَ عَلَيهِ مِن وَرَاءِ سُخطٍ
وَ مِنهُ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الإِيمَانُ لَهُ أَركَانٌ أَربَعَةٌ التّوَكّلُ عَلَي اللّهِ وَ تَفوِيضُ الأَمرِ إِلَي اللّهِ وَ الرّضَا بِقَضَاءِ اللّهِ وَ التّسلِيمُ لِأَمرِ اللّهِ
وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُفَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَالآيَةَ قَالَ التّسلِيمُ وَ الرّضَا وَ القُنُوعُ بِقَضَائِهِ
وَ مِنهُ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَبَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلَي قَومٍ وَ أَمَرَ أَن يُقَاتِلَهُم فَشَكَا إِلَي اللّهِ الضّعفَ فَقَالَ اختَرِ القِتَالَ أَوِ النّارَ قَالَ يَا رَبّ لَا طَاقَةَ لِي بِالنّارِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنّ النّصرَ يَأتِيكَ فِي سَنَتِكَ هَذِهِ فَقَالَ ذَلِكَ النّبِيّ ع لِأَصحَابِهِ
صفحه : 158
إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد أمَرَنَيِ بِقِتَالِ بنَيِ فُلَانٍ فَقُلتُ لَا طَاقَةَ لَنَا بِقِتَالِهِم فَقَالَ اختَرِ النّارَ أَو القِتَالَ قَالُوا بَلَي لَا طَاقَةَ لَنَا بِالنّارِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ قَد أَوحَي أَنّ النّصرَ يأَتيِنيِ فِي سنَتَيِ هَذِهِ قَالُوا تَفعَلُ وَ نَفعَلُ وَ تَكُونُ وَ نَكُونُ قَالَ وَ بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً آخَرَ إِلَي قَومٍ وَ أَمَرَهُ أَن يُقَاتِلَهُم فَشَكَا إِلَي اللّهِ الضّعفَ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّ النّصرَ يَأتِيكَ بَعدَ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً فَقَالَ لِأَصحَابِهِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أمَرَنَيِ بِقِتَالِ بنَيِ فُلَانٍ فَشَكَوتُ إِلَيهِ الضّعفَ فَقَالُوا لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ فَقَالَ لَهُم إِنّ اللّهَ قَد أَوحَي إلِيَّ أَنّ النّصرَ يأَتيِنيِ بَعدَ خَمسَ عَشرَةَ سَنَةً فَقَالُوا مَا شَاءَ اللّهُ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ قَالَ فَأَتَاهُمُ اللّهُ بِالنّصرِ فِي سَنَتِهِم تِلكَ لِتَفوِيضِهِم إِلَي اللّهِ وَ قَولِهِم مَا شَاءَ اللّهُ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ
وَ مِنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ مِنَ التّوَكّلِ أَن لَا تَخَافَ مَعَ اللّهِ غَيرَهُ
وَ مِنهُ نَقلًا مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَعلَمَ النّاسِ بِاللّهِ أَرضَاهُم بِقَضَاءِ اللّهِ
وَ عَنهُ ع قَالَ رَأسُ طَاعَةِ اللّهِ الصّبرُ وَ الرّضَا عَنِ اللّهِ فِيمَا أَحَبّ العَبدُ أَو كَرِهَ وَ لَا يَرضَي عَبدٌ عَنِ اللّهِ فِيمَا أَحَبّ أَو كَرِهَ إِلّا كَانَ خَيراً لَهُ فِيمَا أَحَبّ أَو كَرِهَ
وَ عَنهُ ع قَالَ مَا قَضَي اللّهُ لِمُؤمِنٍ قَضَاءً فرَضَيَِ بِهِ إِلّا جَعَلَ الخِيَرَةَ لَهُ فِيمَا قَضَي
وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ يَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ مَا خَلَقتُ مِن خلَقيِ خَلقاً أَحَبّ إلِيَّ مِن عبَديَِ المُؤمِنِ وَ لِذَلِكَ سَمّيتُهُ باِسميِ مُؤمِناً لَأُحَرّمُهُ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ هيَِ خِيَرَةٌ لَهُ منِيّ وَ إنِيّ لَأُمَلّكُهُ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ هيَِ خِيَرَةٌ لَهُ منِيّ فَليَرضَ بقِضَاَئيِ وَ ليَصبِر
صفحه : 159
عَلَي بلَاَئيِ وَ ليَشكُر نعَماَئيِ أَكتُبهُ يَا مُحَمّدُ مِنَ الصّدّيقِينَ عنِديِ
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لقَيَِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرٍ ع فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ كَيفَ يَكُونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً وَ هُوَ يَسخَطُ قِسمَهُ وَ يُحَقّرُ مَنزِلَتَهُ وَ الحَاكِمُ عَلَيهِ اللّهُ فَأَنَا الضّامِنُ لِمَن لَا يَهجُس فِي قَلبِهِ إِلّا الرّضَا أَن يَدعُوَ اللّهَ فَيُستَجَابَ لَهُ
وَ عَنهُ ع الرّوحُ وَ الرّاحَةُ فِي الرّضَا وَ اليَقِينِ وَ الهَمّ وَ الحَزَنُ فِي الشّكّ وَ السّخَطِ
وَ قَالَ ع أجُريَِ القَلَمُ فِي مَحَبّةِ اللّهِ فَمَن أَصفَاهُ اللّهُ بِالرّضَا فَقَد أَكرَمَهُ وَ مَنِ ابتَلَاهُ بِالسّخطِ فَقَد أَهَانَهُ وَ الرّضَا وَ السّخطُ خَلقَانِ مِن خَلقِ اللّهِ وَ اللّهُيَزِيدُ فِي الخَلقِ ما يَشاءُ
وَ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ينَبغَيِ لِمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ أَن لَا يَستَبطِئَهُ فِي رِزقِهِ وَ لَا يَتّهِمَهُ فِي قَضَائِهِ
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَضَاءُ الحَوَائِجِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَسبَابُهَا إِلَي العِبَادِ فَمَن قُضِيَت لَهُ حَاجَةٌ فَليَقبَلهَا عَنِ اللّهِ بِالرّضَا وَ الصّبرِ
قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّمَا يَجمَعُ النّاسُ بِالرّضَا وَ السّخَطِ فَمَن رضَيَِ أَمراً فَقَد دَخَلَ عَلَيهِ وَ مَن سَخِطَ فَقَد خَرَجَ مِنهُ
وَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ الصّبرُ وَ الرّضَا عَنِ اللّهِ رَأسُ طَاعَةِ اللّهِ وَ مَن صَبَرَ وَ رضَيَِ عَنِ اللّهِ فِيمَا قَضَي عَلَيهِ مِمّا أَحَبّ أَو كَرِهَ لَم يَقضِ اللّهُ لَهُ فِيمَا أَحَبّ أَو كَرِهَ إِلّا مَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ دَخَلَ بَعضُ أَصحَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي مَرَضِهِ ألّذِي توُفُيَّ فِيهِ إِلَيهِ وَ قَد ذَبُلَ فَلَم يَبقَ إِلّا رَأسُهُ فَبَكَي فَقَالَ لأِيَّ شَيءٍ تبَكيِ فَقَالَ لَا أبَكيِ وَ أَنَا أَرَاكَ عَلَي هَذِهِ الحَالِ قَالَ لَا تَفعَل فَإِنّ المُؤمِنَ تَعَرّضَ كُلّ خَيرٍ إِن قُطِعَ أَعضَاؤُهُ كَانَ خَيراً لَهُ وَ إِن مَلَكَ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ كَانَ خَيراً لَهُ
76-المُؤمِنُ، عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ فِي قَضَاءِ اللّهِ
صفحه : 160
عَزّ وَ جَلّ كُلّ خَيرٍ لِلمُؤمِنِ
وَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ المُسلِمَ لَا يقَضيِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ قَضَاءً إِلّا كَانَ خَيراً لَهُ وَ إِن مَلَكَ مَشَارِقَ الأَرضِ وَ مَغَارِبَهَا كَانَ خَيراً لَهُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَفَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا ثُمّ قَالَ أَم وَ اللّهِ لَقَد سُلّطُوا عَلَيهِ وَ قَتَلُوهُ فَأَمّا مَا وَقَاهُ اللّهُ فَوَقَاهُ أَن يَفتِنُوهُ فِي دِينِهِ
وَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ لَو يَعلَمُ المُؤمِنُ مَا لَهُ فِي المَصَائِبِ مِنَ الأَجرِ لَتَمَنّي أَن يُقَرّضَ بِالمَقَارِيضِ
77- المُؤمِنُ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِيمَا أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي يَا مُوسَي مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحَبّ إلِيَّ مِن عبَديَِ المُؤمِنِ وَ إنِيّ أَنَا أَبتَلِيهِ بِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أُعطِيهِ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أزَويِ عَنهُ لِمَا هُوَ خَيرٌ لَهُ وَ أَنَا أَعلَمُ بِمَا يَصلُحُ عَلَيهِ فَليَصبِر عَلَي بلَاَئيِ وَ ليَرضَ بقِضَاَئيِ وَ ليَشكُر نعَماَئيِ أَكتُبهُ فِي الصّدّيقِينَ عنِديِ إِذَا عَمِلَ برِضِاَيَ وَ أَطَاعَ أمَريِ
الآيات البقرةيا أَيّهَا النّاسُ اعبُدُوا رَبّكُمُ ألّذِي خَلَقَكُم وَ الّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلّكُم تَتّقُونَ و قال تعالي فَمَن تَبِعَ هدُايَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ و قال تعالي سَنَزِيدُ المُحسِنِينَ و
صفحه : 161
قال إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ الّذِينَ هادُوا وَ النّصاري وَ الصّابِئِينَ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبّهِم وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ و قال تعالي وَ ما تُقَدّمُوا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنّ اللّهَ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ و قال تعالي وَ قَدّمُوا لِأَنفُسِكُم وَ اتّقُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنّكُم مُلاقُوهُ وَ بَشّرِ المُؤمِنِينَآل عمران يَومَ تَجِدُ كُلّ نَفسٍ ما عَمِلَت مِن خَيرٍ مُحضَراً وَ ما عَمِلَت مِن سُوءٍ تَوَدّ لَو أَنّ بَينَها وَ بَينَهُ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ و قال حاكيا عن عيسي إِنّ اللّهَ ربَيّ وَ رَبّكُم فَاعبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌالنساءلَيسَ بِأَمانِيّكُم وَ لا أمَانيِّ أَهلِ الكِتابِ مَن يَعمَل سُوءاً يُجزَ بِهِ وَ لا يَجِد لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّا وَ لا نَصِيراً وَ مَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ وَ لا يُظلَمُونَ نَقِيراً و قال تعالي لَن يَستَنكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبداً لِلّهِ وَ لَا المَلائِكَةُ المُقَرّبُونَ وَ مَن يَستَنكِف عَن عِبادَتِهِ وَ يَستَكبِر فَسَيَحشُرُهُم إِلَيهِ جَمِيعاً فَأَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَيُوَفّيهِم أُجُورَهُم وَ يَزِيدُهُم مِن فَضلِهِ وَ أَمّا الّذِينَ استَنكَفُوا وَ استَكبَرُوا فَيُعَذّبُهُم عَذاباً أَلِيماً وَ لا يَجِدُونَ لَهُم مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّا وَ لا نَصِيراًالمائدةإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ الّذِينَ هادُوا وَ الصّابِئُونَ وَ النّصاري مَن آمَنَ بِاللّهِ
صفحه : 162
وَ اليَومِ الآخِرِ وَ عَمِلَ صالِحاً فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا عَلَيكُم أَنفُسَكُم لا يَضُرّكُم مَن ضَلّ إِذَا اهتَدَيتُم إِلَي اللّهِ مَرجِعُكُم جَمِيعاً فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَالأنعام ذلِكُمُ اللّهُ رَبّكُم لا إِلهَ إِلّا هُوَ خالِقُ كُلّ شَيءٍ فَاعبُدُوهُ وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ وَكِيلٌالأعراف حاكيا عن نوح يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ إنِيّ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ و قال تعالي حاكيا عن هوديا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ أَ فَلا تَتّقُونَ و قال تعالي حاكيا عن صالح وشعيب ع يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ و قال إِنّ الّذِينَ عِندَ رَبّكَ لا يَستَكبِرُونَ عَن عِبادَتِهِ وَ يُسَبّحُونَهُ وَ لَهُ يَسجُدُونَالأنفال يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا استَجِيبُوا لِلّهِ وَ لِلرّسُولِ إِذا دَعاكُم لِما يُحيِيكُم وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَ قَلبِهِ وَ أَنّهُ إِلَيهِ تُحشَرُونَالتوبةوَ سَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ ثُمّ تُرَدّونَ إِلي عالِمِ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ و قال تعالي وَ قُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ وَ المُؤمِنُونَ وَ سَتُرَدّونَ إِلي عالِمِ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ
صفحه : 163
يونس ذلِكُمُ اللّهُ رَبّكُم فَاعبُدُوهُ أَ فَلا تَذَكّرُونَ إلي قوله تعالي ليِجَزيَِ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ بِالقِسطِهود حاكيا عن صالح ع قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَ استَعمَرَكُم فِيها و قال تعالي وَ إِنّ كُلّا لَمّا لَيُوَفّيَنّهُم رَبّكَ أَعمالَهُم إِنّهُ بِما يَعمَلُونَ خَبِيرٌ فَاستَقِم كَما أُمِرتَ وَ مَن تابَ مَعَكَ وَ لا تَطغَوا إِنّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌالنحل مَن عَمِلَ صالِحاً مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنّهُ حَياةً طَيّبَةً وَ لَنَجزِيَنّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانُوا يَعمَلُونَ و قال تعالي إِلّا مَن أُكرِهَ وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ بِالإِيمانِ وَ لكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدراً فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللّهِ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ إلي قوله تعالي أُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ سَمعِهِم وَ أَبصارِهِم وَ أُولئِكَ هُمُ الغافِلُونَالكهف إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضِيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا أُولئِكَ لَهُم جَنّاتُ عَدنٍ تجَريِ مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ و قال تعالي وَ الباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبّكَ ثَواباً وَ خَيرٌ أَمَلًامريم إِنّ اللّهَ ربَيّ وَ رَبّكُم فَاعبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌ و قال تعالي رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُما فَاعبُدهُ وَ اصطَبِر لِعِبادَتِهِ هَل تَعلَمُ لَهُ سَمِيّا و قال تعالي وَ يَزِيدُ اللّهُ الّذِينَ اهتَدَوا هُديً وَ الباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبّكَ ثَواباً وَ خَيرٌ مَرَدّا
صفحه : 164
طه إنِنّيِ أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فاَعبدُنيِ و قال تعالي وَ مَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلماً وَ لا هَضماً و قال تعالي وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَ مِن قَبلُ فنَسَيَِ وَ لَم نَجِد لَهُ عَزماًالأنبياءوَ مَن عِندَهُ لا يَستَكبِرُونَ عَن عِبادَتِهِ وَ لا يَستَحسِرُونَ و قال تعالي وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ إِلّا نوُحيِ إِلَيهِ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاعبُدُونِ و قال تعالي إِنّ هذِهِ أُمّتُكُم أُمّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبّكُم فَاعبُدُونِ و قال تعالي فَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلا كُفرانَ لِسَعيِهِ وَ إِنّا لَهُ كاتِبُونَالحج وَ بَشّرِ المُحسِنِينَالمؤمنون حاكيا عن نوح ع يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ أَ فَلا تَتّقُونَ و قال تعالي يا أَيّهَا الرّسُلُ كُلُوا مِنَ الطّيّباتِ وَ اعمَلُوا صالِحاً إنِيّ بِما تَعمَلُونَ عَلِيمٌ وَ إِنّ هذِهِ أُمّتُكُم أُمّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبّكُم فَاتّقُونِالنوروَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم وَ لَيُمَكّنَنّ لَهُم دِينَهُمُ ألّذِي ارتَضي لَهُم وَ لَيُبَدّلَنّهُم مِن
صفحه : 165
بَعدِ خَوفِهِم أَمناً يعَبدُوُننَيِ لا يُشرِكُونَ بيِ شَيئاً وَ مَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقُونَالعنكبوت وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُكَفّرَنّ عَنهُم سَيّئاتِهِم وَ لَنَجزِيَنّهُم أَحسَنَ ألّذِي كانُوا يَعمَلُونَ و قال سبحانه وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَنُدخِلَنّهُم فِي الصّالِحِينَ و قال تعالي وَ اِبراهِيمَ إِذ قالَ لِقَومِهِ اعبُدُوا اللّهَ وَ اتّقُوهُ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ و قال تعالي وَ الّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهدِيَنّهُم سُبُلَنا وَ إِنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَلقمان يا بنُيَّ إِنّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ فَتَكُن فِي صَخرَةٍ أَو فِي السّماواتِ أَو فِي الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللّهُ إِنّ اللّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌسبأوَ اعمَلُوا صالِحاً إنِيّ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌفاطرمَن كانَ يُرِيدُ العِزّةَ فَلِلّهِ العِزّةُ جَمِيعاً إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطّيّبُ وَ العَمَلُ الصّالِحُ يَرفَعُهُيس وَ نَكتُبُ ما قَدّمُوا وَ آثارَهُم وَ كُلّ شَيءٍ أَحصَيناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ و قال تعالي أَ لَم أَعهَد إِلَيكُم يا بنَيِ آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشّيطانَ إِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌ وَ أَنِ اعبدُوُنيِ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌ وَ لَقَد أَضَلّ مِنكُم جِبِلّا كَثِيراً أَ فَلَم تَكُونُوا تَعقِلُونَ
صفحه : 166
الصافات إِنّا كَذلِكَ نجَزيِ المُحسِنِينَ في مواضع ص أَم نَجعَلُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ كَالمُفسِدِينَ فِي الأَرضِ أَم نَجعَلُ المُتّقِينَ كَالفُجّارِالزمرثُمّ إِلي رَبّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ إِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ و قال تعالي لَهُم ما يَشاؤُنَ عِندَ رَبّهِم ذلِكَ جَزاءُ المُحسِنِينَ و قال تعالي وَ أَنِيبُوا إِلي رَبّكُم وَ أَسلِمُوا لَهُ مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ ثُمّ لا تُنصَرُونَ وَ اتّبِعُوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَ أَنتُم لا تَشعُرُونَ أَن تَقُولَ نَفسٌ يا حَسرَتي عَلي ما فَرّطتُ فِي جَنبِ اللّهِ وَ إِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ أَو تَقُولَ لَو أَنّ اللّهَ هدَانيِ لَكُنتُ مِنَ المُتّقِينَ أَو تَقُولَ حِينَ تَرَي العَذابَ لَو أَنّ لِي كَرّةً فَأَكُونَ مِنَ المُحسِنِينَ بَلي قَد جاءَتكَ آياتيِ فَكَذّبتَ بِها وَ استَكبَرتَ وَ كُنتَ مِنَ الكافِرِينَالمؤمن مَن عَمِلَ سَيّئَةً فَلا يُجزي إِلّا مِثلَها وَ مَن عَمِلَ صالِحاً مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ يُرزَقُونَ فِيها بِغَيرِ حِسابٍ و قال تعالي وَ ما يسَتوَيِ الأَعمي وَ البَصِيرُ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ لَا المسُيِءُ قَلِيلًا ما تَتَذَكّرُونَالسجدةمَن عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفسِهِ وَ مَن أَساءَ فَعَلَيها وَ ما رَبّكَ بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِحمعسق وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فِي رَوضاتِ الجَنّاتِ لَهُم ما يَشاؤُنَ عِندَ رَبّهِم ذلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ ذلِكَ ألّذِي يُبَشّرُ اللّهُ عِبادَهُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا
صفحه : 167
الصّالِحاتِ و قال تعالي وَ يَستَجِيبُ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ يَزِيدُهُم مِن فَضلِهِالزخرف إِنّ اللّهَ هُوَ ربَيّ وَ رَبّكُم فَاعبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌالجاثيةمَن عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفسِهِ وَ مَن أَساءَ فَعَلَيها ثُمّ إِلي رَبّكُم تُرجَعُونَ و قال تعالي أَم حَسِبَ الّذِينَ اجتَرَحُوا السّيّئاتِ أَن نَجعَلَهُم كَالّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحياهُم وَ مَماتُهُم ساءَ ما يَحكُمُونَ وَ خَلَقَ اللّهُ السّماواتِ وَ الأَرضَ بِالحَقّ وَ لِتُجزي كُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت وَ هُم لا يُظلَمُونَالذاريات فَفِرّوا إِلَي اللّهِ إنِيّ لَكُم مِنهُ نَذِيرٌ مُبِينٌالطوركُلّ امرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌالنجم أَم لِلإِنسانِ ما تَمَنّي فَلِلّهِ الآخِرَةُ وَ الأُولي وَ كَم مِن مَلَكٍ فِي السّماواتِ لا تغُنيِ شَفاعَتُهُم شَيئاً إِلّا مِن بَعدِ أَن يَأذَنَ اللّهُ لِمَن يَشاءُ وَ يَرضي و قال تعالي وَ لِلّهِ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ ليِجَزيَِ الّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَ يجَزيَِ الّذِينَ أَحسَنُوا بِالحُسنَي إلي قوله تعالي هُوَ أَعلَمُ بِكُم إِذ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَ إِذ أَنتُم أَجِنّةٌ فِي بُطُونِ أُمّهاتِكُم فَلا تُزَكّوا أَنفُسَكُم هُوَ أَعلَمُ بِمَنِ اتّقيالحديدسابِقُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم وَ جَنّةٍ عَرضُها كَعَرضِ السّماءِ وَ الأَرضِ
صفحه : 168
أُعِدّت لِلّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِالتحريم يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَ أَهلِيكُم ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَنوح قالَ يا قَومِ إنِيّ لَكُم نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنِ اعبُدُوا اللّهَ وَ اتّقُوهُ وَ أَطِيعُونِ يَغفِر لَكُم مِن ذُنُوبِكُم وَ يُؤَخّركُم إِلي أَجَلٍ مُسَمّي إِنّ أَجَلَ اللّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخّرُ لَو كُنتُم تَعلَمُونَالمزمل وَ ما تُقَدّمُوا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ هُوَ خَيراً وَ أَعظَمَ أَجراًالمدثركُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهِينَةٌ إِلّا أَصحابَ اليَمِينِ فِي جَنّاتٍالقيامةيُنَبّؤُا الإِنسانُ يَومَئِذٍ بِما قَدّمَ وَ أَخّرَ بَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ وَ لَو أَلقي مَعاذِيرَهُالدهرإِنّ هذا كانَ لَكُم جَزاءً وَ كانَ سَعيُكُم مَشكُوراًالمرسلات كُلُوا وَ اشرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنتُم تَعمَلُونَ إِنّا كَذلِكَ نجَزيِ المُحسِنِينَالنازعات يَومَ يَتَذَكّرُ الإِنسانُ ما سَعي وَ بُرّزَتِ الجَحِيمُ لِمَن يَريالمطففين كَلّا إِنّ كِتابَ الفُجّارِ لفَيِ سِجّينٍ وَ ما أَدراكَ ما سِجّينٌ
صفحه : 169
كِتابٌ مَرقُومٌ وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذّبِينَ الّذِينَ يُكَذّبُونَ بِيَومِ الدّينِ وَ ما يُكَذّبُ بِهِ إِلّا كُلّ مُعتَدٍ أَثِيمٍ إِذا تُتلي عَلَيهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الأَوّلِينَ كَلّا بَل رانَ عَلي قُلُوبِهِم ما كانُوا يَكسِبُونَ كَلّا إِنّهُم عَن رَبّهِم يَومَئِذٍ لَمَحجُوبُونَ ثُمّ إِنّهُم لَصالُوا الجَحِيمِ ثُمّ يُقالُ هذَا ألّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَ كَلّا إِنّ كِتابَ الأَبرارِ لفَيِ عِلّيّينَ وَ ما أَدراكَ ما عِلّيّونَ كِتابٌ مَرقُومٌ يَشهَدُهُ المُقَرّبُونَ إِنّ الأَبرارَ لفَيِ نَعِيمٍ عَلَي الأَرائِكِ يَنظُرُونَ تَعرِفُ فِي وُجُوهِهِم نَضرَةَ النّعِيمِ يُسقَونَ مِن رَحِيقٍ مَختُومٍ خِتامُهُ مِسكٌ وَ فِي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسُونَ وَ مِزاجُهُ مِن تَسنِيمٍ عَيناً يَشرَبُ بِهَا المُقَرّبُونَ
الانشقاق يا أَيّهَا الإِنسانُ إِنّكَ كادِحٌ إِلي رَبّكَ كَدحاً فَمُلاقِيهِ فَأَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً وَ يَنقَلِبُ إِلي أَهلِهِ مَسرُوراً وَ أَمّا مَن أوُتيَِ كِتابَهُ وَراءَ ظَهرِهِ فَسَوفَ يَدعُوا ثُبُوراً وَ يَصلي سَعِيراً إِنّهُ كانَ فِي أَهلِهِ مَسرُوراً إِنّهُ ظَنّ أَن لَن يَحُورَ بَلي إِنّ رَبّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً فَلا أُقسِمُ بِالشّفَقِ وَ اللّيلِ وَ ما وَسَقَ وَ القَمَرِ إِذَا اتّسَقَ لَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍالطارق إِن كُلّ نَفسٍ لَمّا عَلَيها حافِظٌالتين إِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُم أَجرٌ غَيرُ مَمنُونٍالزلزال فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُالقارعةفَأَمّا مَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ وَ أَمّا مَن خَفّت
صفحه : 170
مَوازِينُهُ فَأُمّهُ هاوِيَةٌ وَ ما أَدراكَ ما هِيَه نارٌ حامِيَةٌ
1- مع ،[معاني الأخبار]ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي للصدوق ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ دُرَيدٍ عَن أَبِي حَاتِمٍ عَنِ العُتبَي يعَنيِ مُحَمّدَ بنَ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ قَالَ وَ أَخبَرَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ شَبِيبٍ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي المنِقرَيِّ عَنِ العَلَاءِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الفَضلِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ قَيسُ بنُ عَاصِمٍوَفَدتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِن بنَيِ تَمِيمٍ إِلَي النّبِيّص فَدَخَلتُ وَ عِندَهُ الصّلصَالُ بنُ الدّلَهمَسِ فَقُلتُ يَا نبَيِّ اللّهِ عِظنَا مَوعِظَةً نَنتَفِعُ بِهَا فَإِنّا قَومٌ نُعَمّرُ فِي البَرّيّةِ
صفحه : 171
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا قَيسُ إِنّ مَعَ العِزّ ذُلّا وَ إِنّ مَعَ الحَيَاةِ مَوتاً وَ إِنّ مَعَ الدّنيَا آخِرَةً وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ حَسِيباً وَ عَلَي كُلّ شَيءٍ رَقِيباً وَ إِنّ لِكُلّ حَسَنَةٍ ثَوَاباً وَ لِكُلّ سَيّئَةٍ عِقَاباً وَ لِكُلّ أَجَلٍ كِتَاباً وَ إِنّهُ لَا بُدّ لَكَ يَا قَيسُ مِن قَرِينٍ يُدفَنُ مَعَكَ وَ هُوَ حيَّ وَ تُدفَنُ مَعَهُ وَ أَنتَ مَيّتٌ فَإِن كَانَ كَرِيماً أَكرَمَكَ وَ إِن كَانَ لَئِيماً أَسلَمَكَ ثُمّ لَا يُحشَرُ إِلّا مَعَكَ وَ لَا تُبعَثُ إِلّا مَعَهُ وَ لَا تُسأَلُ إِلّا عَنهُ فَلَا تَجعَلهُ إِلّا صَالِحاً فَإِنّهُ إِن صَلَحَ أَنِستَ بِهِ وَ إِن فَسَدَ لَا تَستَوحِشُ إِلّا مِنهُ وَ هُوَ فِعلُكَ فَقَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ أُحِبّ أَن يَكُونَ هَذَا الكَلَامُ فِي أَبيَاتٍ مِنَ الشّعرِ نَفخَرُ بِهِ عَلَي مَن يَلِينَا مِنَ العَرَبِ وَ نَدّخِرُهُ فَأَمَرَ النّبِيّص مَن يَأتِيهِ بِحَسّانَ بنِ ثَابِتٍ قَالَ فَأَقبَلتُ أُفَكّرُ فِيمَا أُشَبّهُ هَذِهِ العِظَةَ مِنَ الشّعرِ فَاستَتَبّ لِيَ القَولُ قَبلَ مجَيِءِ حَسّانَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد حضَرَتَنيِ أَبيَاتٌ أَحسَبُهَا تُوَافِقُ مَا يُرِيدُ فَقُلتُ لِقَيسِ بنِ عَاصِمٍ
تَخَيّر خَلِيطاً مِن فِعَالِكَ إِنّمَا | قَرِينُ الفَتَي فِي القَبرِ مَا كَانَ يَفعَلُ |
وَ لَا بُدّ بَعدَ المَوتِ مِن أَن تُعِدّهُ | لِيَومٍ يُنَادَي المَرءُ فِيهِ فَيُقبِلُ |
فَإِن كُنتَ مَشغُولًا بشِيَءٍ فَلَا تَكُن | بِغَيرِ ألّذِي يَرضَي بِهِ اللّهُ تُشغَلُ |
فَلَن يَصحَبَ الإِنسَانَ مِن بَعدِ مَوتِهِ | وَ مِن قَبلِهِ إِلّا ألّذِي كَانَ يَعمَلُ |
أَلَا إِنّمَا الإِنسَانُ ضَيفٌ لِأَهلِهِ | يُقِيمُ قَلِيلًا بَينَهُم ثُمّ يَرحَلُ |
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ نَاتَانَةَ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِمَن طَالَ
صفحه : 172
عُمُرُهُ وَ حَسُنَ عَمَلُهُ فَحَسُنَ مُنقَلَبُهُ إِذ رضَيَِ عَنهُ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ وَيلٌ لِمَن طَالَ عُمُرُهُ وَ سَاءَ عَمَلُهُ فَسَاءَ مُنقَلَبُهُ إِذ سَخِطَ عَلَيهِ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ
أقول سيأتي الأخبار في أبواب المواعظ
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ
اعمَل عَلَي مَهَلٍ فَإِنّكَ مَيّتٌ | وَ اختَر لِنَفسِكَ أَيّهَا الإِنسَانُ |
فَكَأَنّ مَا قَد كَانَ لَم يَكُ إِذ مَضَي | وَ كَأَنّ مَا هُوَ كَائِنٌ قَد كَانَ |
4- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ ابنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالكُوفَةِ إِذَا صَلّي العِشَاءَ الآخِرَةَ ينُاَديِ النّاسَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ حَتّي يُسمِعَ أَهلَ المَسجِدِ أَيّهَا النّاسُ تَجَهّزُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ فَقَد نوُديَِ فِيكُم بِالرّحِيلِ فَمَا التّعَرّجُ عَلَي الدّنيَا بَعدَ نِدَاءٍ فِيهَا بِالرّحِيلِ تَجَهّزُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ وَ انتَقِلُوا بِأَفضَلِ مَا بِحَضرَتِكُم مِنَ الزّادِ وَ هُوَ التّقوَي وَ اعلَمُوا أَنّ طَرِيقَكُم إِلَي المَعَادِ وَ مَمَرّكُم
صفحه : 173
عَلَي الصّرَاطِ وَ الهَولُ الأَعظَمُ أَمَامَكُم وَ عَلَي طَرِيقِكُم عَقَبَةٌ كَئُودٌ وَ مَنَازِلُ مَهُولَةٌ مَخُوفَةٌ لَا بُدّ لَكُم مِنَ المَمَرّ عَلَيهَا وَ الوُقُوفِ بِهَا فَإِمّا بِرَحمَةٍ مِنَ اللّهِ فَنَجَاةٌ مِن هَولِهَا وَ عِظَمِ خَطَرِهَا وَ فَظَاعَةِ مَنظَرِهَا وَ شِدّةِ مُختَبَرِهَا وَ إِمّا بِهَلَكَةٍ لَيسَ بَعدَهَا انجِبَارٌ
5- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ ابنِ مَتّيلٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع مَنِ استَوَي يَومَاهُ فَهُوَ مَغبُونٌ وَ مَن كَانَ آخِرُ يَومِهِ شَرّهُمَا فَهُوَ مَلعُونٌ وَ مَن لَم يَعرِفِ الزّيَادَةَ فِي نَفسِهِ كَانَ إِلَي النّقصَانِ أَقرَبَ وَ مَن كَانَ إِلَي النّقصَانِ أَقرَبَ فَالمَوتُ خَيرٌ لَهُ مِنَ الحَيَاةِ
مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ فِيهِ وَ مَن لَم يَرَ الزّيَادَةَ فِي نَفسِهِ فَهُوَ إِلَي النّقصَانِ وَ مَن كَانَ ....
6- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَنِيعٍ عَن أَحمَدَ بنِ عِمرَانَ عَن أَبِي خَالِدٍ الأحَمرَيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ عَن عَطَاءِ بنِ السّائِبِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الخَيرُ كَثِيرٌ وَ فَاعِلُهُ قَلِيلُ
أقول قدمضي أخبار كثيرة في باب جوامع المكارم و باب صفات المؤمن و باب صفات الشيعة
7- ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ النّوفَلِيّينَ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ كُونُوا عَلَي قَبُولِ العَمَلِ أَشَدّ عِنَايَةً مِنكُم عَلَي العَمَلِ الخَبَرَ
صفحه : 174
8- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَحَبّنَا فَليَعمَل بِعَمَلِنَا وَ ليَستَعِن بِالوَرَعِ فَإِنّهُ أَفضَلُ مَا يُستَعَانُ بِهِ فِي أَمرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ لَا تُجَالِسُوا لَنَا عَائِباً وَ لَا تَمتَدِحُوا بِنَا عِندَ عَدُوّنَا مُعلِنِينَ بِإِظهَارِ حُبّنَا فَتُذَلّلُوا أَنفُسَكُم عِندَ سُلطَانِكُم الزَمُوا الصّدقَ فَإِنّهُ مَنجَاةٌ وَ ارغَبُوا فِيمَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ اطلُبُوا طَاعَتَهُ وَ اصبِرُوا عَلَيهَا فَمَا أَقبَحَ بِالمُؤمِنِ أَن يَدخُلَ الجَنّةَ وَ هُوَ مَهتُوكُ السّترِ لَا تُعَنّونَا فِي الطّلَبِ وَ الشّفَاعَةِ لَكُم يَومَ القِيَامَةِ فِيمَا قَدّمتُم لَا تَفضَحُوا أَنفُسَكُم عِندَ عَدُوّكُم فِي القِيَامَةِ وَ لَا تُكَذّبُوا أَنفُسَكُم عِندَهُم فِي مَنزِلَتِكُم عِندَ اللّهِ بِالحَقِيرِ مِنَ الدّنيَا تَمَسّكُوا بِمَا أَمَرَكُمُ اللّهُ بِهِ فَمَا بَينَ أَحَدِكُم وَ بَينَ أَن يَغتَبِطَ وَ يَرَي مَا يُحِبّ إِلّا أَن يَحضُرَهُ رَسُولُ اللّهِص وَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وَ أَبقي وَ تَأتِيهِ البِشَارَةُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَتَقَرّ عَينُهُ وَ يُحِبّ لِقَاءَ اللّهِ
9- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اختَارُوا الجَنّةَ عَلَي النّارِوَ لا تُبطِلُوا أَعمالَكُمفَتُقذَفُوا فِي النّارِ مُنكَبّينَخالِدِينَ فِيها أَبَداً
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
10- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مِن كَلَامِ الرّضَا المَشهُورِ الصّغَائِرُ مِنَ الذّنُوبِ طُرُقٌ إِلَي الكَبَائِرِ وَ مَن لَم يَخَفِ اللّهَ فِي القَلِيلِ لَم يَخَفهُ فِي الكَثِيرِ وَ لَو لَم يُخَوّفِ اللّهُ النّاسَ بِجَنّةٍ وَ نَارٍ لَكَانَ الوَاجِبُ عَلَيهِم أَن يُطِيعُوهُ وَ لَا يَعصُوهُ لِتَفَضّلِهِ عَلَيهِم وَ إِحسَانِهِ إِلَيهِم وَ مَا بَدَأَهُم بِهِ مِن إِنعَامِهِ ألّذِي مَا استَحَقّوهُ
11-ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِّ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ
صفحه : 175
مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ لِلمَرءِ المُسلِمِ ثَلَاثَةَ أَخِلّاءَ فَخَلِيلٌ يَقُولُ أَنَا مَعَكَ حَيّاً وَ مَيّتاً وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ خَلِيلٌ يَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ إِلَي بَابِ قَبرِكَ ثُمّ أُخَلّيكَ وَ هُوَ وَلَدُهُ وَ خَلِيلٌ يَقُولُ لَهُ أَنَا مَعَكَ إِلَي أَن تَمُوتَ وَ هُوَ مَالُهُ فَإِذَا مَاتَ صَارَ لِلوَارِثِ
12- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن كُلَيبٍ الأسَدَيِّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَم وَ اللّهِ إِنّكُم لَعَلَي دِينِ اللّهِ وَ دِينِ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِينُونَا عَلَي ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ عَلَيكُم بِالصّلَاةِ وَ العِبَادَةِ عَلَيكُم بِالوَرَعِ
13- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ القاَشاَنيِّ عَنِ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَن حَفصٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ لِأَصحَابِهِ تَعمَلُونَ لِلدّنيَا وَ أَنتُم تُرزَقُونَ فِيهَا بِغَيرِ عَمَلٍ وَ لَا تَعمَلُونَ لِلآخِرَةِ وَ أَنتُم لَا تُرزَقُونَ فِيهَا إِلّا بِالعَمَلِ وَيلَكُم عُلَمَاءَ السّوءِ الأُجرَةَ تَأخُذُونَ وَ العَمَلَ لَا تَصنَعُونَ يُوشِكُ رَبّ العَمَلِ أَن يَطلُبَ عَمَلَهُ وَ تُوشِكُوا أَن تَخرُجُوا مِنَ الدّنيَا إِلَي ظُلمَةِ القَبرِ كَيفَ يَكُونُ مِن أَهلِ العِلمِ مَن مَصِيرُهُ إِلَي آخِرَتِهِ وَ هُوَ مُقبِلٌ عَلَي دُنيَاهُ وَ مَا يَضُرّهُ أَشهَي إِلَيهِ مِمّا يَنفَعُهُ
14- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَأَخَذَ رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ بِبَعضِ
صفحه : 176
جسَدَيِ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ كُن فِي الدّنيَا كَأَنّكَ غَرِيبٌ وَ كَأَنّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ وَ اعدُد نَفسَكَ فِي المَوتَي
قال قال لي مجاهد ثم قال لي ابن عمر يامجاهد إذاأصبحت فلاتحدثن نفسك بالصباح وخذ من حياتك لموتك وخذ من صحتك لسقمك وخذ من فراغك لشغلك فإنك يا عبد الله لاتدري مااسمك غدا
15- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ سَابُورَ عَن أَيّوبَ بنِ مُحَمّدٍ الرقّيّّ عَن سَلّامِ بنِ رَزِينٍ عَن إِسرَائِيلَ بنِ يُونُسَ عَن جَدّهِ أَبِي إِسحَاقَ الحَارِثِ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ عَنِ النّبِيّص قَالَ الأَنبِيَاءُ قَادَةٌ وَ الفُقَهَاءُ سَادَةٌ وَ مُجَالَسَتُهُم زِيَادَةٌ وَ أَنتُم فِي مَمَرّ اللّيلِ وَ النّهَارِ فِي آجَالٍ مَنقُوصَةٍ وَ أَعمَالٍ مَحفُوظَةٍ وَ المَوتُ يَأتِيكُم بَغتَةً فَمَن يَزرَع خَيراً يَحصُد غِبطَةً وَ مَن يَزرَع شَرّاً يَحصُد نَدَامَةً
16- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ الوَشّاءِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن بَعضِهِم قَالَ مَا مِن يَومٍ إِلّا وَ مَلَكٌ ينُاَديِ مِنَ المَشرِقِ لَو يَعلَمُ الخَلقُ لِمَا ذَا خُلِقُوا قَالَ فَيُجِيبُهُ مَلَكٌ آخَرُ مِنَ المَغرِبِ لَعَمِلُوا لِمَا خُلِقُوا
17-ل ،[الخصال ] مع ،[معاني الأخبار]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ البَاقِرِ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَخفَي أَربَعَةً فِي أَربَعَةٍ
صفحه : 177
أَخفَي رِضَاهُ فِي طَاعَتِهِ فَلَا تَستَصغِرَنّ شَيئاً مِن طَاعَتِهِ فَرُبّمَا وَافَقَ رِضَاهُ وَ أَنتَ لَا تَعلَمُ وَ أَخفَي سَخَطَهُ فِي مَعصِيَتِهِ فَلَا تَستَصغِرَنّ شَيئاً مِن مَعصِيَتِهِ فَرُبّمَا وَافَقَ سَخَطَهُ وَ أَنتَ لَا تَعلَمُ وَ أَخفَي إِجَابَتَهُ فِي دَعوَتِهِ فَلَا تَستَصغِرَنّ شَيئاً مِن دُعَائِهِ فَرُبّمَا وَافَقَ إِجَابَتَهُ وَ أَنتَ لَا تَعلَمُ وَ أَخفَي وَلِيّهُ فِي عِبَادِهِ فَلَا تَستَصغِرَنّ عَبداً مِن عَبِيدِ اللّهِ فَرُبّمَا يَكُونُ وَلِيّهُ وَ أَنتَ لَا تَعلَمُ
18- لي ،[الأمالي للصدوق ] مع ،[معاني الأخبار]العسَكرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ القشُيَريِّ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي الكوُفيِّ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنيا قَالَ لَا تَنسَ صِحّتَكَ وَ قُوّتَكَ وَ فَرَاغَكَ وَ شَبَابَكَ وَ نَشَاطَكَ أَن تَطلُبَ بِهَا الآخِرَةَ
19- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المَغبُونُ مَن غُبِنَ عُمُرَهُ سَاعَةً بَعدَ سَاعَةٍ
20- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن أَطَاعَ اللّهَ فَقَد ذَكَرَ اللّهَ وَ إِن قَلّت صَلَاتُهُ وَ صِيَامُهُ وَ تِلَاوَتُهُ القُرآنَ
21- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ الكنِاَنيِّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تُسخِطُوا اللّهَ بِرِضَا أَحَدٍ مِن خَلقِهِ وَ لَا تَتَقَرّبُوا إِلَي أَحَدٍ مِنَ الخَلقِ بِتَبَاعُدٍ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّ اللّهَ لَيسَ بَينَهُ وَ بَينَ أَحَدٍ مِنَ الخَلقِ
صفحه : 178
شَيءٌ يُعطِيهِ بِهِ خَيراً أَو يَصرِفُ بِهِ عَنهُ سُوءاً إِلّا بِطَاعَتِهِ وَ ابتِغَاءِ مَرضَاتِهِ إِنّ طَاعَةَ اللّهِ نَجَاحُ كُلّ خَيرٍ يُبتَغَي وَ نَجَاةٌ مِن كُلّ شَرّ يُتّقَي وَ إِنّ اللّهَ يَعصِمُ مَن أَطَاعَهُ وَ لَا يَعتَصِمُ مِنهُ مَن عَصَاهُ وَ لَا يَجِدُ الهَارِبُ مِنَ اللّهِ مَهرَباً فَإِنّ أَمرَ اللّهِ نَازِلٌ بِإِذلَالِهِ وَ لَو كَرِهَ الخَلَائِقُ وَ كُلّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ مَا شَاءَ اللّهُ كَانَ وَ مَا لَم يَشَأ لَم يَكُنتَعاوَنُوا عَلَي البِرّ وَ التّقوي وَ لا تَعاوَنُوا عَلَي الإِثمِ وَ العُدوانِ وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ
22- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَيّمَا عَبدٍ أطَاَعنَيِ لَم أَكِلهُ إِلَي غيَريِ وَ أَيّمَا عَبدٍ عصَاَنيِ وَكَلتُهُ إِلَي نَفسِهِ ثُمّ لَم أُبَالِ فِي أَيّ وَادٍ هَلَكَ
23- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَطِيعُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَمَا أَعلَمَ اللّهَ بِمَا يُصلِحُكُم
24- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ رَفَعَهُ إِلَي النّبِيّص قَالَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا ابنَ آدَمَ أطَعِنيِ فِيمَا أَمَرتُكَ وَ لَا تعُلَمّنيِ مَا يُصلِحُكَ
25- ل ،[الخصال ] عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ أَبغَضَ النّاسِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَن يقَتدَيِ بِسُنّةِ إِمَامٍ وَ لَا يقَتدَيِ بِأَعمَالِهِ
26-ل ،[الخصال ] عَن سُفيَانَ الثوّريِّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع يَا سُفيَانُ مَن أَرَادَ عِزّاً
صفحه : 179
بِلَا عَشِيرَةٍ وَ غِنًي بِلَا مَالٍ وَ هَيبَةً بِلَا سُلطَانٍ فَليَنتَقِل مِن ذُلّ مَعصِيَةِ اللّهِ إِلَي عِزّ طَاعَتِهِ
27- ثو،[ثواب الأعمال ]ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَلِيّ عَن فَضَالَةَ عَن سُلَيمَانَ بنِ دُرُستَوَيهِ عَن عَجلَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ يُدخِلُهُمُ اللّهُ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ تَاجِرٌ صَدُوقٌ وَ شَيخٌ أَفنَي عُمُرَهُ فِي طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
28- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَن عَمّهِ عَمرِو بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُثَنّي عَن أَبِيهِ عَن عُثمَانَ بنِ زَيدٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَنِ البَاقِرِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ يَا جَابِرُ بَلّغ شيِعتَيِ عنَيّ السّلَامَ وَ أَعلِمهُم أَنّهُ لَا قَرَابَةَ بَينَنَا وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا يُتَقَرّبُ إِلَيهِ إِلّا بِالطّاعَةِ لَهُ يَا جَابِرُ مَن أَطَاعَ اللّهَ وَ أَحَبّنَا فَهُوَ وَلِيّنَا وَ مَن عَصَي اللّهَ لَم يَنفَعهُ حُبّنَا
29- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ المجُاَشعِيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَرَادَ عِزّاً بِلَا عَشِيرَةٍ وَ هَيبَةً مِن غَيرِ سُلطَانٍ وَ غِنًي مِن غَيرِ مَالٍ وَ طَاعَةً مِن غَيرِ بَذلٍ فَليَتَحَوّل مِن ذُلّ مَعصِيَةِ اللّهِ إِلَي عِزّ طَاعَتِهِ فَإِنّهُ يَجِدُ ذَلِكَ كُلّهُ
30- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ أخَيِ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ لِخُثَيمَةَ أَبلِغ شِيعَتَنَا أَنّا لَا نغُنيِ عَنِ اللّهِ شَيئاً وَ أَبلِغ شِيعَتَنَا أَنّهُ لَا يُنَالُ مَا عِندَ اللّهِ إِلّا بِالعَمَلِ وَ أَبلِغ شِيعَتَنَا أَنّ أَعظَمَ النّاسِ حَسرَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن وَصَفَ عَدلًا ثُمّ خَالَفَهُ إِلَي غَيرِهِ وَ أَبلِغ شِيعَتَنَا أَنّهُم إِذَا قَامُوا بِمَا أُمِرُوا أَنّهُم هُمُ الفَائِزُونَ
صفحه : 180
يَومَ القِيَامَةِ
31- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ الرّيّانِ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي نَجرَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن ذَرِيحٍ المحُاَربِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ يَسأَلُ اللّهُ عَمّا سِوَي الفَرِيضَةِ قَالَ لَا قَالَ فَوَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ لَا تَقَرّبتُ إِلَي اللّهِ بشِيَءٍ سِوَاهَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّ اللّهَ قَبّحَ خلَقيِ قَالَ فَأَمسَكَ النّبِيّص وَ نَزَلَ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ أقَرِئ عبَديِ فُلَاناً السّلَامَ وَ قُل لَهُ أَ مَا تَرضَي أَن أَبعَثَكَ غَداً فِي الآمِنِينَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ قَد ذكَرَنَيَِ اللّهُ عِندَهُ قَالَ نَعَم قَالَ فَوَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ لَا بقَيَِ شَيءٌ يُتَقَرّبُ بِهِ إِلَي اللّهِ إِلّا تَقَرّبتُ بِهِ
32- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ غَزوَانَ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَادِر بِأَربَعٍ قَبلَ أَربَعٍ بِشَبَابِكَ قَبلَ هَرَمِكَ وَ صِحّتِكَ قَبلَ سُقمِكَ وَ غِنَاكَ قَبلَ فَقرِكَ وَ حَيَاتِكَ قَبلَ مَوتِكَ
ل ،[الخصال ] في وصية النبي ص إلي أمير المؤمنين ع مثله
33- لي ،[الأمالي للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الأسَدَيِّ عَن رُقَيّةَ بِنتِ إِسحَاقَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يُسأَلَ عَن أَربَعٍ عَن عُمُرِهِ فِيمَا أَفنَاهُ وَ شَبَابِهِ فِيمَا أَبلَاه وَ عَن مَالِهِ مِن أَينَ كَسَبَهُ وَ فِيمَا أَنفَقَهُ وَ عَن حُبّنَا أَهلَ البَيتِ
صفحه : 181
34- لي ،[الأمالي للصدوق ] مع ،[معاني الأخبار] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] فِي خَبَرِ الشّيخِ الشاّميِّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا شَيخُ مَنِ اعتَدَلَ يَومَاهُ فَهُوَ مَغبُونٌ وَ مَن كَانَتِ الدّنيَا هِمّتَهُ اشتَدّت حَسرَتُهُ عِندَ فِرَاقِهَا وَ مَن كَانَ غَدُهُ شَرّ يَومَيهِ فَمَحرُومٌ وَ مَن لَم يُبَالِ مَا رزُِئَ مِن آخِرَتِهِ إِذَا سَلِمَت لَهُ دُنيَاهُ فَهُوَ هَالِكٌ وَ مَن لَم يَتَعَاهَدِ النّقصَ مِن نَفسِهِ غَلَبَ عَلَيهِ الهَوَي وَ مَن كَانَ فِي نَقصٍ فَالمَوتُ خَيرٌ لَهُ
35- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع مَا مِن يَومٍ يَمُرّ عَلَي ابنِ آدَمَ إِلّا قَالَ لَهُ ذَلِكَ اليَومُ يَا ابنَ آدَمَ أَنَا يَومٌ جَدِيدٌ وَ أَنَا عَلَيكَ شَهِيدٌ فَقُل فِيّ خَيراً وَ اعمَل فِيّ خَيراً أَشهَد لَكَ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ فَإِنّكَ لَن ترَاَنيِ بَعدَهُ أَبَداً
36- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُغِيرَةِ عَن جَدّهِ عَن جَدّهِ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَتِ الفُقَهَاءُ وَ الحُكَمَاءُ إِذَا كَاتَبَ بَعضُهُم بَعضاً كَتَبُوا بِثَلَاثٍ لَيسَ مَعَهُنّ رَابِعَةٌ مَن كَانَتِ الآخِرَةُ هَمّهُ كَفَاهُ اللّهُ هَمّهُ مِنَ الدّنيَا وَ مَن أَصلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصلَحَ اللّهُ عَلَانِيَتَهُ وَ مَن أَصلَحَ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَصلَحَ اللّهُ لَهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ
37-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ التّاجِرِ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَمّن رَوَاهُ عَنِ الحَارِثِ بنِ الأَحوَلِ صَاحِبِ الطّاقِ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا يَغُرّكَ النّاسُ مِن نَفسِكَ فَإِنّ الأَمرَ يَصِلُ إِلَيكَ مِن دُونِهِم وَ لَا تَقطَعِ النّهَارَ بِكَذَا وَ كَذَا فَإِنّ مَعَكَ مَن يَحفَظُ عَلَيكَ وَ لَم
صفحه : 182
أَرَ شَيئاً قَطّ أَشَدّ طَلَباً وَ لَا أَسرَعَ دَرَكاً مِنَ الحَسَنَةِ لِلذّنبِ القَدِيمِ وَ لَا تُصَغّر شَيئاً مِنَ الخَيرِ فَإِنّكَ تَرَاهُ غَداً حَيثُ يَسُرّكَ وَ لَا تُصَغّر شَيئاً مِنَ الشّرّ فَإِنّكَ تَرَاهُ غَداً حَيثُ يَسُوؤُكَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ
38- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ الحَسَنِ عَن مُعَاوِيَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا نَاصَحَ لِلّهِ عَبدٌ مُسلِمٌ فِي نَفسِهِ فأَعُطيَِ الحَقّ مِنهَا وَ أَخَذَ الحَقّ لَهَا إِلّا أعُطيَِ خَصلَتَينِ رِزقٌ مِنَ اللّهِ يَقنَعُ بِهِ وَ رِضًا عَنِ اللّهِ يُنجِيهِ
39- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي التّورَاةِ مَكتُوبٌ ابنَ آدَمَ تَفَرّغ لعِبِاَدتَيِ املَأ قَلبَكَ خَوفاً منِيّ وَ إِلّا تَفَرّغ لعِبِاَدتَيِ أَملَأ قَلبَكَ شُغُلًا بِالدّنيَا ثُمّ لَا أَسُدّ فَاقَتَكَ وَ أَكِلُكَ إِلَي طَلَبِهَا
40- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَن بَلّغ قَومَكَ أَنّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ مِنهُم آمُرُهُ بطِاَعتَيِ فيَعُطيِنيِ إِلّا كَانَ حَقّاً عَلَيّ أَن أُعِينَهُ عَلَي طاَعتَيِ فَإِن سأَلَنَيِ أَعطَيتُهُ وَ إِن دعَاَنيِ أَجَبتُهُ وَ إِنِ اعتَصَمَ بيِ عَصَمتُهُ وَ إِنِ استكَفاَنيِ كَفَيتُهُ وَ إِن تَوَكّلَ عَلَيّ حَفِظتُهُ وَ إِن كَادَهُ جَمِيعُ خلَقيِ كِدتُ دُونَهُ
41- ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع قَالَ مَنِ اتّقَي اللّهَ يُتّقَي وَ مَن أَطَاعَ اللّهَ يُطَاعُ وَ مَن أَطَاعَ الخَالِقَ لَم يُبَالِ سَخَطَ المَخلُوقِينَ وَ مَن أَسخَطَ الخَالِقَ فَقَمِنَ أَن يَحُلّ بِهِ سَخَطُ المَخلُوقِينَ
صفحه : 183
42- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ اتّقُوا اللّهَ وَ استَعِينُوا عَلَي مَا أَنتُم عَلَيهِ بِالوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ فِي طَاعَةِ اللّهِ فَإِنّ أَشَدّ مَا يَكُونُ أَحَدُكُم اغتِبَاطاً مَا هُوَ عَلَيهِ لَو قَد صَارَ فِي حَدّ الآخِرَةِ وَ انقَطَعَتِ الدّنيَا عَنهُ فَإِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ الحَدّ عَرَفَ أَنّهُ قَدِ استَقبَلَ النّعِيمَ وَ الكَرَامَةَ مِنَ اللّهِ وَ البُشرَي بِالجَنّةِ وَ أَمِنَ مِمّن كَانَ يَخَافُ وَ أَيقَنَ أَنّ ألّذِي كَانَ عَلَيهِ هُوَ الحَقّ وَ أَنّ مَن خَالَفَ دِينَهُ عَلَي بَاطِلٍ هَالِكٌ
43- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع اعلَمُوا أَنّهُ لَا يَصغُرُ مَا ضَرّ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَا يَصغُرُ مَا يَنفَعُ يَومَ القِيَامَةِ فَكُونُوا فِيمَا أَخبَرَكُمُ اللّهُ كَمَن عَايَنَ
44-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ أَخَذنا مِيثاقَ بنَيِ إِسرائِيلَ لا تَعبُدُونَ إِلّا اللّهَ وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً وَ ذيِ القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينِ وَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناً وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ ثُمّ تَوَلّيتُم إِلّا قَلِيلًا مِنكُم وَ أَنتُم مُعرِضُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَي لبِنَيِ إِسرَائِيلَ اذكُرُواإِذ أَخَذنا مِيثاقَ بنَيِ إِسرائِيلَعَهدَهُمُ المُؤَكّدَ عَلَيهِملا تَعبُدُونَ إِلّا اللّهَ أَي لَا تُشَبّهُوهُ بِخَلقِهِ وَ لَا تُجَوّرُوهُ فِي حُكمِهِ وَ لَا تَعمَلُوا مَا يُرَادُ بِهِ وَجهُهُ تُرِيدُونَ بِهِ وَجهَ غَيرِهِوَ بِالوالِدَينِ إِحساناً وَ أَخَذنَا مِيثَاقَهُم بِأَن يَعمَلُوا بِوَالِدَيهِم إِحسَاناً مُكَافَاةً عَن إِنعَامِهِمَا عَلَيهِم وَ إِحسَانِهِمَا إِلَيهِم وَ احتِمَالِ المَكرُوهِ الغَلِيظِ لِتَرفِيهِهِمَا وَ تَودِيعِهِمَاوَ ذيِ القُربيقَرَابَاتِ الوَالِدَينِ بِأَن يُحسِنُوا إِلَيهِم لِكَرَامَةِ الوَالِدَينِوَ اليَتامي وَ أَن يُحسِنُوا إِلَي اليَتَامَي الّذِينَ فَقَدُوا آبَاءَهُمُ الكَافِلِينَ لَهُم أُمُورَهُم السّائِقِينَ لَهُم غِذَاءَهُم وَ قُوتَهُمُ المُصلِحِينَ لَهُم مَعَاشَهُم
صفحه : 184
وَ قُولُوا لِلنّاسِالّذِينَ لَا مَئُونَةَ لَكُم عَلَيهِمحُسناًعَامِلُوهُم بِخُلُقٍ جَمِيلٍوَ أَقِيمُواالصّلَوَاتِ الخَمسَ وَ أَقِيمُوا أَيضاً الصّلَاةَ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ عِندَ أَحوَالِ غَضَبِكُم وَ رِضَاكُم وَ شِدّتِكُم وَ رَخَاكُم وَ هُمُومِكُمُ المُعَلّقَةِ لِقُلُوبِكُمثُمّ تَوَلّيتُمأَيّهَا اليَهُودُ عَنِ الوَفَاءِ بِمَا نُقِلَ إِلَيكُم مِنَ العَهدِ ألّذِي أَدّاهُ أَسلَافُكُم إِلَيكُموَ أَنتُم مُعرِضُونَ عَن ذَلِكَ العَهدِ تَارِكِينَ لَهُ غَافِلِينَ عَنهُ قَالَ الإِمَامُ ع أَمّا قَولُهُ تَعَالَيلا تَعبُدُونَ إِلّا اللّهَ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن شَغَلَتهُ عِبَادَةُ اللّهِ عَن مَسأَلَتِهِ أَعطَاهُ اللّهُ أَفضَلَ مَا يعُطيِ السّائِلِينَ
وَ قَالَ عَلِيّ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَي مِن فَوقِ عَرشِهِ يَا عبِاَديِ اعبدُوُنيِ فِيمَا أَمَرتُكُم وَ لَا تعُلَمّوُنيّ مَا يُصلِحُكُم فإَنِيّ أَعلَمُ بِهِ وَ لَا أَبخَلُ عَلَيكُم بِمَصَالِحِكُم وَ قَالَت فَاطِمَةُ ع مَن أَصعَدَ إِلَي اللّهِ خَالِصَ عِبَادَتِهِ أَهبَطَ اللّهُ إِلَيهِ أَفضَلَ مَصلَحَتِهِ وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع مَن عَبَدَ اللّهَ عَبّدَ اللّهُ لَهُ كُلّ شَيءٍ وَ قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع مَن عَبَدَ اللّهَ حَقّ عِبَادَتِهِ آتَاهُ اللّهُ فَوقَ أَمَانِيّهِ وَ كِفَايَتِهِ
45- شي،[تفسير العياشي] عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِّ قَالَ إنِيّ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِنَ المَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مِن أَينَ جِئتَ ثُمّ قَالَ لَهُ جِئتَ مِن هَاهُنَا وَ هَاهُنَا لِغَيرِ مَعَاشٍ تَطلُبُهُ وَ لَا لِعَمَلِ آخِرَةٍ انظُر بِمَا ذَا تَقطَعُ يَومَكَ وَ لَيلَتَكَ وَ اعلَم أَنّ مَعَكَ مَلَكاً كَرِيماً مُوَكّلًا بِكَ يَحفَظُ عَلَيكَ مَا تَفعَلُ وَ يَطّلِعُ عَلَي سِرّكَ ألّذِي تُخفِيهِ مِنَ النّاسِ فاَستحَيِ وَ لَا تُحَقّرَنّ سَيّئَةً فَإِنّهَا سَتَسُوؤُكَ يَوماً وَ لَا تُحَقّرَنّ حَسَنَةً وَ إِن صَغُرَت عِندَكَ وَ قَلّت فِي عَينِكَ فَإِنّهَا سَتَسُرّكَ يَوماً وَ اعلَم أَنّهُ لَيسَ شَيءٌ أَضَرّ عَاقِبَةً وَ لَا أَسرَعَ نَدَامَةً مِنَ الخَطِيئَةِ وَ أَنّهُ لَيسَ شَيءٌ أَشَدّ طَلَباً وَ لَا أَسرَعَ دَرَكاً لِلخَطِيئَةِ مِنَ الحَسَنَةِ أَمَا إِنّهَا لَتُدرِكُ العَظِيمَ القَدِيمَ المنَسيِّ عِندَ عَامِلِهِ فَيَجُدّ بِهِ[فَيُجدِيهِ] وَ يُسقِطُ وَ يَذهَبُ بِهِ بَعدَ إِسَاءَتِهِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ
صفحه : 185
46- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ حَدِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ رَفَعَهُ قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ وَيحَ مَن غَلَبَت وَاحِدَتُهُ عَشَرَتَهُ
وَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ المَغبُونُ مَن غُبِنَ عُمُرَهُ سَاعَةً بَعدَ سَاعَةٍ
وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ أَظهِرِ اليَأسَ مِنَ النّاسِ فَإِنّ ذَلِكَ مِنَ الغِنَي وَ أَقِلّ طَلَبَ الحَوَائِجِ إِلَيهِم فَإِنّ ذَلِكَ فَقرٌ حَاضِرٌ وَ إِيّاكَ وَ مَا يُعتَذَرُ مِنهُ وَ صَلّ صَلَاةَ مُوَدّعٍ وَ إِنِ استَطَعتَ أَن تَكُونَ اليَومَ خَيراً مِنكَ أَمسِ وَ غَداً خَيراً مِنكَ اليَومَ فَافعَل
أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ العَمَلَ الصّالِحَ يَذهَبُ إِلَي الجَنّةِ فَيُمَهّدُ لِصَاحِبِهِ كَمَا يَبعَثُ الرّجُلُ غُلَامَهُ فَيُفرِشُ لَهُ ثُمّ قَرَأَ وَ أَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحَاتِفَلِأَنفُسِهِم يَمهَدُونَ
47-بشا،[بشارة المصطفي ] مُحَمّدُ بنُ شَهرِيَارَ الخَازِنُ عَن شَيخِ الطّائِفَةِ وَ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَيمُونٍ المُعَدّلِ مَعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ إِسمَاعِيلَ البَزّازِ وَ جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ المُنعِمِ الصيّداَويِّ عَن حُسَينِ بنِ شَدّادٍ الجعُفيِّ عَن شَدّادِ بنِ رُشَيدٍ عَن عَمرِو بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ هِندٍ الجمَلَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّ فَاطِمَةَ بِنتَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَتَت جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ فَقَالَت لَهُ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ لَنَا عَلَيكُم حُقُوقاً وَ إِنّ مِن حَقّنَا عَلَيكُم أَن إِذَا رَأَيتُم أَحَدَنَا يُهلِكُ نَفسَهُ اجتِهَاداً أَن تُذَكّرُوهُ اللّهَ وَ تَدعُوهُ إِلَي البُقيَا عَلَي نَفسِهِ وَ هَذَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ بَقِيّةُ أَبِيهِ الحُسَينِ ع قَدِ انخَرَمَ أَنفُهُ وَ ثَفِنَت جَبهَتُهُ وَ رُكبَتَاهُ وَ رَاحَتَاهُ إِدآباً مِنهُ لِنَفسِهِ فِي العِبَادَةِ فَأَتَي جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ بَابَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ بِالبَابِ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ
صفحه : 186
عَلِيّ ع فِي أُغَيلِمَةٍ مِن بنَيِ هَاشِمٍ وَ قَدِ اجتَمَعُوا هُنَاكَ فَنَظَرَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ إِلَيهِ مُقبِلًا فَقَالَ هَذِهِ مِشيَةُ رَسُولِ اللّهِ وَ سَجِيّتُهُ فَمَن أَنتَ يَا غُلَامُ فَقَالَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ فَبَكَي جَابِرٌ وَ قَالَ أَنتَ وَ اللّهِ البَاقِرُ عَنِ العِلمِ حَقّاً ادنُ منِيّ بأِبَيِ أَنتَ فَدَنَا مِنهُ فَحَلّ جَابِرٌ أَزرَارَهُ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي صَدرِهِ فَقَبّلَهُ وَ جَعَلَ عَلَيهِ خَدّهُ وَ وَجهَهُ وَ قَالَ أُقرِئُكَ عَن جَدّكَ رَسُولِ اللّهِ السّلَامَ وَ قَد أمَرَنَيِ أَن أَفعَلَ بِكَ مَا فَعَلتُ وَ قَالَ لِي يُوشِكُ أَن تَعِيشَ وَ تَبقَي حَتّي تَلقَي مِن ولُديِ مَنِ اسمُهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ يَبقُرُ العِلمَ بَقراً وَ قَالَ إِنّكَ تَبقَي حَتّي تَعمَي وَ يَكشِفُ لَكَ عَن بَصَرِكَ ثُمّ قَالَ لَهُ ائذَن لِي عَلَي أَبِيكَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَدَخَلَ أَبُو جَعفَرٍ إِلَي أَبِيهِ ع وَ أَخبَرَهُ الخَبَرَ وَ قَالَ إِنّ شَيخاً بِالبَابِ وَ قَد فَعَلَ بيِ كَيتَ كَيتَ فَقَالَ يَا بنُيَّ ذَاكَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ ثُمّ قَالَ مِن بَينِ وِلدَانِ أَهلِكَ قَالَ لَكَ مَا قَالَهُ وَ فَعَلَ بِكَ مَا فَعَلَهُ قَالَ نَعَم قَالَ إِنّا لِلّهِ إِنّهُ لَم يَقصِدكَ فِيهِ بِسُوءٍ وَ لَقَد أَشَاطَ بِدَمِكَ ثُمّ أَذِنَ لِجَابِرٍ فَدَخَلَ عَلَيهِ فَوَجَدَهُ فِي مِحرَابِهِ قَد أَنضَتهُ العِبَادَةُ فَنَهَضَ عَلِيّ وَ سَأَلَهُ عَن حَالِهِ سُؤَالًا حَثِيثاً ثُمّ أَجلَسَهُ فَأَقبَلَ جَابِرٌ عَلَيهِ يَقُولُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا هَذَا الجَهدُ ألّذِي كَلّفتَهُ نَفسَكَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ إِنّمَا خَلَقَ الجَنّةَ لَكُم وَ لِمَن أَحَبّكُم وَ خَلَقَ النّارَ لِمَن أَبغَضَكُم وَ عَادَاكُم فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللّهِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ جدَيّ رَسُولَ اللّهِ قَد غَفَرَ اللّهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ وَ مَا تَأَخّرَ فَلَم يَدَعِ الِاجتِهَادَ وَ قَد تَعَبّدَ بأِبَيِ هُوَ وَ أمُيّ حَتّي انتَفَخَ السّاقُ وَ وَرِمَ القَدَمُ فَقِيلَ لَهُ أَ تَفعَلُ هَذَا وَ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكَما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ فَقَالَ أَ فَلَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً فَلَمّا نَظَرَ جَابِرٌ إِلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ أَنّهُ لَيسَ يغُنيِ فِيهِ قَولُ مَن يَستَمِيلُهُ مِنَ الجَهدِ وَ التّعَبِ إِلَي القَصدِ قَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ البَقَاءُ عَلَي نَفسِكَ فَإِنّكَ مِن أُسرَةٍ بِهِم يُستَدفَعُ البَلَاءُ وَ يُكشَفُ اللّأوَاءُ وَ بِهِم يُستَمطَرُ السّمَاءُ فَقَالَ يَا جَابِرُ لَا أَزَالُ عَلَي مِنهَاجِ آباَئيِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم حَتّي أَلقَاهُم فَأَقبَلَ جَابِرٌ عَلَي مَن حَضَرَ وَ قَالَ وَ اللّهِ مَا رئُيَِ مِن أَولَادِ الأَنبِيَاءِ مِثلُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا إِلّا يُوسُفُ
صفحه : 187
بنُ يَعقُوبَ وَ اللّهِ لَذُرّيَةُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ أَفضَلُ مِن ذُرّيّةِ يُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ إِنّ مِنهُ لَمَن يَملَأُ الأَرضَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت جَوراً
48- بشا،[بشارة المصطفي ] الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ بنِ بَابَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن عَمّهِ أَبِي جَعفَرِ بنِ بَابَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن صَفوَانَ عَن خَيثَمَةَ الجعُفيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ أَنَا أُرِيدُ الشّخُوصَ فَقَالَ أَبلِغ مَوَالِيَنَا السّلَامَ وَ أَوصِهِم بِتَقوَي اللّهِ وَ أَن يَعُودَ غَنِيّهُم فَقِيرَهُم وَ قَوِيّهُم ضَعِيفَهُم وَ أَن يَعُودَ صَحِيحُهُم مَرِيضَهُم وَ أَن يَشهَدَ حَيّهُم جِنَازَةَ مَيّتِهِم وَ أَن يَتَلَاقَوا فِي بُيُوتِهِم وَ أَنّ لِقَاءَ بَعضِهِم بَعضاً حَيَاةٌ لِأَمرِنَا رَحِمَ اللّهُ عَبداً أَحيَا أَمرَنَا يَا خَيثَمَةُ إِنّا لَا نغُنيِ عَنكُم مِنَ اللّهِ شَيئاً إِلّا بِالعَمَلِ إِنّ وَلَايَتَنَا لَا تُنَالُ إِلّا بِالوَرَعِ وَ إِنّ أَشَدّ النّاسِ حَسرَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن وَصَفَ عَدلًا ثُمّ خَالَفَهُ إِلَي غَيرِهِ
49- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَلِيّ بنُ النّعمَانِ عَنِ ابنِ فَرقَدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ العَمَلَ الصّالِحَ لَيَذهَبُ إِلَي الجَنّةِ فَيُسَهّلُ لِصَاحِبِهِ كَمَا يَبعَثُ الرّجُلُ غُلَاماً فَيُفرِشُ لَهُ ثُمّ قَرَأَ أَمّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحَاتِفَلِأَنفُسِهِم يَمهَدُونَ
50- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ حَيّانَ الوَرّاقِ فِي دُكّانِهِ بِسِكّةِ الموَاَليِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ حَفصٍ الخثَعمَيِّ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن خَلّادٍ أَبِي عَلِيّ قَالَ قَالَ لَنَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ هُوَ يُوصِينَا اتّقُوا اللّهَ وَ أَحسِنُوا الرّكُوعَ وَ السّجُودَ وَ كُونُوا أَطوَعَ عِبَادِ اللّهِ فَإِنّكُم لَن تَنَالُوا وَلَايَتَنَا إِلّا بِالوَرَعِ وَ لَن تَنَالُوا مَا عِندَ اللّهِ تَعَالَي إِلّا بِالعَمَلِ وَ إِنّ
صفحه : 188
أَشَدّ النّاسِ حَسرَةً يَومَ القِيَامَةِ لَمَن وَصَفَ عَدلًا وَ خَالَفَهُ إِلَي غَيرِهِ
51- مِن كِتَابِ صِفَاتِ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا فَتَحَ رَسُولُ اللّهِص مَكّةَ قَامَ عَلَي الصّفَا فَقَالَ يَا بنَيِ هَاشِمٍ يَا بنَيِ عَبدِ المُطّلِبِ إنِيّ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم وَ إنِيّ شَفِيقٌ عَلَيكُم لَا تَقُولُوا إِنّ مُحَمّداً مِنّا فَوَ اللّهِ مَا أوَليِاَئيِ مِنكُم وَ لَا مِن غَيرِكُم إِلّا المُتّقُونَ أَلَا فَلَا أَعرِفُكُم تأَتوُنيّ يَومَ القِيَامَةِ تَحمِلُونَ الدّنيَا عَلَي رِقَابِكُم وَ يأَتيِ النّاسُ يَحمِلُونَ الآخِرَةَ أَلَا وَ إنِيّ قَد أَعذَرتُ فِيمَا بيَنيِ وَ بَينَكُم وَ فِيمَا بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بَينَكُم وَ إِنّلِي عمَلَيِ وَ لَكُم عَمَلُكُم
52- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ بنِ يَاسِينَ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ مِنَ الغِرّةِ بِاللّهِ أَن يُصِرّ العَبدُ عَلَي المَعصِيَةِ وَ يَتَمَنّي عَلَي اللّهِ المَغفِرَةَ
53- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن رَجَاءِ بنِ يَحيَي عَن يَعقُوبَ بنِ السّكّيتِ النحّويِّ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِيّاكُم وَ الإِيكَالَ بِالمُنَي فَإِنّهَا مِن بَضَائِعِ العَجَزَةِ قَالَ وَ أنَشدَنَيِ ابنُ السّكّيتِ
إِذَا مَا رَمَي بيِ الهَمّ فِي ضِيقِ مَذهَبٍ | رَمَت بيِ المُنَي عَنهُ إِلَي مَذهَبٍ رَحبٍ |
54- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ هِلَالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ ضُرَيسٍ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِّ عَن أَبِيهِ عَن خَالِهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَوعَظَنَيِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ
صفحه : 189
أَحبِب مَن شِئتَ فَإِنّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعمَل مَا شِئتَ فَإِنّكَ مُلَاقِيهِ
55- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع مَن أَبطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَم يُسرِع بِهِ حَسَبُهُ
وَ قَالَ ع إِنّ أَولَي النّاسِ بِالأَنبِيَاءِ أَعلَمُهُم بِمَا جَاءُوا بِهِ ثُمّ تَلَا ع إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُواالآيَةَ ثُمّ قَالَ ع إِنّ ولَيِّ مُحَمّدٍ مَن أَطَاعَ اللّهَ وَ إِن بَعُدَت لُحمَتُهُ وَ إِنّ عَدُوّ مُحَمّدٍ مَن عَصَي اللّهَ وَ إِن قَرُبَت قَرَابَتُهُ
بيان في أكثر النسخ أعلمهم والأصوب أعملهم كمايدل عليه التتمة إلا أن يقال العلم الكامل لا يكون إلا مع العمل
56- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع شَتّانَ بَينَ عَمَلَينِ عَمَلٍ تَذهَبُ لَذّتُهُ وَ تَبقَي تَبِعَتُهُ وَ عَمَلٍ تَذهَبُ مَئُونَتُهُ وَ يَبقَي أَجرُهُ
وَ قَالَ ع عَلَيكُم بِطَاعَةِ مَن لَا تُعذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ
وَ قَالَ ع مَن تَذَكّرَ بُعدَ السّفَرِ استَعَدّ
وَ قَالَ ع إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ جَعَلَ الطّاعَةَ غَنِيمَةَ الأَكيَاسِ عِندَ تَفرِيطِ العَجَزَةِ
وَ قَالَ ع احذَر أَن يَرَاكَ اللّهُ عِندَ مَعصِيَتِهِ وَ يَفقِدَكَ عِندَ طَاعَتِهِ فَتَكُونَ مِنَ الخَاسِرِينَ وَ إِذَا قَوِيتَ فَاقوَ عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ إِذَا ضَعُفتَ فَاضعُف عَن مَعصِيَةِ اللّهِ
صفحه : 190
وَ قَالَ ع الرّكُونُ إِلَي الدّنيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ مِنهَا جَهلٌ وَ التّقصِيرُ فِي حُسنِ العَمَلِ إِذَا وَثِقتَ بِالثّوَابِ عَلَيهِ غَبنٌ وَ الطّمَأنِينَةُ إِلَي كُلّ أَحَدٍ قَبلَ الِاختِبَارِ عَجزٌ
وَ قَالَ ع افعَلُوا الخَيرَ وَ لَا تُحَقّرُوا مِنهُ شَيئاً فَإِنّ صَغِيرَهُ كَبِيرٌ وَ قَلِيلَهُ كَثِيرٌ وَ لَا يَقُولَنّ أَحَدُكُم إِنّ أَحَداً أَولَي بِفِعلِ الخَيرِ منِيّ فَيَكُونَ وَ اللّهِ كَذَلِكَ إِنّ لِلخَيرِ وَ الشّرّ أَهلًا فَمَا تَرَكتُمُوهُ مِنهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهلُهُ
وَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَةٍ اعمَلُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ عَلَي أَعلَامٍ بَيّنَةٍ فَالطّرِيقُ نَهجٌ يَدعُو إِلَي دَارِ السّلَامِ وَ أَنتُم فِي دَارٍ مُستَعتَبٍ عَلَي مَهَلٍ وَ فَرَاغٍ وَ الصّحُفُ مَنشُورَةٌ وَ الأَقلَامُ جَارِيَةٌ وَ الأَبدَانُ صَحِيحَةٌ وَ الأَلسُنُ مُطلَقَةٌ وَ التّوبَةُ مَسمُوعَةٌ وَ الأَعمَالُ مَقبُولَةٌ
وَ قَالَ ع العَمَلَ العَمَلَ ثُمّ النّهَايَةَ النّهَايَةَ وَ الِاستِقَامَةَ الِاستِقَامَةَ ثُمّ الصّبرَ الصّبرَ وَ الوَرَعَ الوَرَعَ إِنّ لَكُم نِهَايَةً فَانتَهُوا إِلَي نِهَايَتِكُم وَ إِنّ لَكُم عَلَماً فَاهتَدُوا بِعَلَمِكُم وَ إِنّ لِلإِسلَامِ غَايَةً فَانتَهُوا إِلَي غَايَتِهِ وَ اخرُجُوا إِلَي اللّهِ مِمّا افتَرَضَ عَلَيكُم مِن حَقّهِ وَ بَيّنَ لَكُم مِن وَظَائِفِهِ أَنَا شَاهِدٌ لَكُم وَ حَجِيجٌ يَومَ القِيَامَةِ عَنكُم أَلَا وَ إِنّ القَدَرَ السّابِقَ قَد وَقَعَ وَ القَضَاءَ الماَضيَِ قَد تَوَرّدَ وَ إنِيّ مُتَكَلّمٌ بِعُدّةِ اللّهِ وَ حُجّتِهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ قالُوا رَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوا تَتَنَزّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافُوا وَ لا تَحزَنُوا وَ أَبشِرُوا بِالجَنّةِ التّيِ كُنتُم تُوعَدُونَ وَ قَد قُلتُم رَبّنَا اللّهُ فَاستَقِيمُوا عَلَي كِتَابِهِ وَ عَلَي مِنهَاجِ أَمرِهِ وَ عَلَي الطّرِيقَةِ الصّالِحَةِ
صفحه : 191
مِن عِبَادَتِهِ ثُمّ لَا تَمرُقُوا مِنهَا وَ لَا تَبتَدِعُوا فِيهَا وَ لَا تُخَالِفُوا عَنهَا فَإِنّ أَهلَ المُرُوقِ مُنقَطَعٌ بِهِم عِندَ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ الخُطبَةَ
وَ قَالَ ع فِي بَعضِ خُطَبِهِ فَاعمَلُوا وَ أَنتُم فِي نَفَسِ البَقَاءِ وَ الصّحُفُ مَنشُورَةٌ وَ التّوبَةُ مَبسُوطَةٌ وَ المُدبِرُ يُدعَي وَ المسُيِءُ يُرجَي قَبلَ أَن يَخمُدَ العَمَلُ وَ يَنقَطِعَ المَهَلُ وَ تنَقضَيَِ المُدّةُ وَ يُسَدّ بَابُ التّوبَةِ وَ تَصعَدَ المَلَائِكَةُ فَأَخَذَ امرُؤٌ مِن نَفسِهِ لِنَفسِهِ وَ أَخَذَ مِن حيَّ لِمَيّتٍ وَ مِن فَانٍ لِبَاقٍ وَ مِن ذَاهِبٍ لِدَائِمٍ امرُؤٌ خَافَ اللّهَ وَ هُوَ مُعَمّرٌ إِلَي أَجَلِهِ وَ مَنظُورٌ إِلَي عَمَلِهِ امرُؤٌ أَلجَمَ نَفسَهُ بِلِجَامِهَا وَ زَمّهَا بِزِمَامِهَا فَأَمسَكَهَا بِلِجَامِهَا مِن معَاَصيِ اللّهِ وَ قَادَهَا بِزِمَامِهَا إِلَي طَاعَةِ اللّهِ
57- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ رَفَعَهُ عَن بَعضِ أَصحَابِ عَلِيّ ع أَنّهُ قِيلَ لَهُ كَم تَتَصَدّقُ أَ لَا تُمسِكُ قَالَ إيِ وَ اللّهِ لَو أَعلَمُ أَنّ اللّهَ قَبِلَ منِيّ فَرضاً وَاحِداً لَأَمسَكتُ وَ لكَنِيّ وَ اللّهِ مَا أدَريِ أَ قَبِلَ اللّهُ منِيّ شَيئاً أَم لَا
58- عُدّةُ الداّعيِ، حَدّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَبدُ الغَفّارِ بنُ الحَسَنِ قَالَ قَدِمَ اِبرَاهِيمُ بنُ أَدهَمَ الكُوفَةَ وَ أَنَا مَعَهُ وَ ذَلِكَ عَلَي عَهدِ المَنصُورِ وَ قَدِمَهَا أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِّ فَخَرَجَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا يُرِيدُ الرّجُوعَ إِلَي المَدِينَةِ فَشَيّعَهُ العُلَمَاءُ وَ أَهلُ الفَضلِ مِن أَهلِ الكُوفَةِ وَ كَانَ فِيمَن شَيّعَهُ الثوّريِّ وَ اِبرَاهِيمُ بنُ أَدهَمَ فَتَقَدّمَ المُشَيّعُونَ فَإِذَا هُم بِأَسَدٍ عَلَي الطّرِيقِ فَقَالَ لَهُم اِبرَاهِيمُ بنُ أَدهَمَ قِفُوا حَتّي يأَتيَِ جَعفَرٌ فَنَظَرَ مَا يُصنَعُ فَجَاءَ جَعفَرٌ فَذَكَرُوا لَهُ حَالَ الأَسَدِ فَأَقبَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حَتّي دَنَا مِنَ الأَسَدِ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ حَتّي نَحّاهُ عَنِ الطّرِيقِ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيهِم فَقَالَ أَمَا إِنّ النّاسَ لَو أَطَاعُوا اللّهَ حَقّ طَاعَتِهِ لَحَمَلُوا عَلَيهِ أَثقَالَهُم
وَ رَوَي دَاوُدُ بنُ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العَمَلَ الصّالِحَ لَيُمَهّدُ لِصَاحِبِهِ فِي الجَنّةِ كَمَا يُرسِلُ الرّجُلُ غُلَاماً بِفِرَاشِهِ فَيُفرِشُ لَهُ ثُمّ قَرَأَوَ مَن عَمِلَ
صفحه : 192
صالِحاً فَلِأَنفُسِهِم يَمهَدُونَ
59-نهج ،[نهج البلاغة] وَ مِن كَلَامٍ لَهُ عِندَ تِلَاوَتِهِيا أَيّهَا الإِنسانُ ما غَرّكَ بِرَبّكَ الكَرِيمِأَدحَضُ مَسئُولٍ حُجّةً وَ أَقطَعُ مُغتَرّ مَعذِرَةً لَقَد أَبرَحَ جَهَالَةً بِنَفسِهِ يَا أَيّهَا الإِنسَانُ مَا غَرّكَ بِرَبّكَ وَ مَا جَرّأَكَ عَلَي ذَنبِكَ وَ مَا آنَسَكَ بِهَلَكَةِ نَفسِكَ أَ مَا مِن دَائِكَ بُلُولٌ أَم لَيسَ مِن نَومَتِكَ يَقَظَةٌ أَ مَا تَرحَمُ مِن نَفسِكَ مَا تَرحَمُ مِن غَيرِهَا فَلَرُبّمَا تَرَي الضاّحيَِ لِحَرّ الشّمسِ فَتُظِلّهُ أَو تَرَي المبُتلَيَِ بِأَلَمٍ يُمِضّ جَسَدَهُ فتَبَكيِ رَحمَةً لَهُ فَمَا صَبّرَكَ عَلَي دَائِكَ وَ جَلّدَكَ عَلَي مَصَائِبِكَ وَ عَزّاكَ مِنَ البُكَاءِ عَلَي نَفسِكَ وَ هيَِ أَعَزّ الأَنفُسِ عَلَيكَ وَ كَيفَ لَا يُوقِظُكَ خَوفُ بَيَاتِ نَقِمَةٍ وَ قَد تَوَرّطتَ بِمَعَاصِيهِ مَدَارِجَ سَطَوَاتِهِ فَتَدَاوَ مِن دَاءِ الفَترَةِ فِي قَلبِكَ بِعَزِيمَةٍ وَ مِن كَرَي الغَفلَةِ فِي نَاظِرِكَ بِيَقَظَةٍ وَ كُن لِلّهِ مُطِيعاً وَ بِذِكرِهِ آنِساً وَ تَمَثّل فِي حَالِ تَوَلّيكَ عَنهُ إِقبَالَهُ عَلَيكَ يَدعُوكَ إِلَي عَفوِهِ وَ يَتَغَمّدُكَ بِفَضلِهِ وَ أَنتَ مُتَوَلّ عَنهُ إِلَي غَيرِهِ فَتَعَالَي مِن قوَيِّ مَا أَكرَمَهُ وَ أَحلَمَهُ وَ تَوَاضَعتَ مِن ضَعِيفٍ مَا أَجرَأَكَ عَلَي مَعصِيَتِهِ وَ أَنتَ فِي كَنَفِ سِترِهِ مُقِيمٌ وَ فِي سَعَةِ فَضلِهِ مُتَقَلّبٌ فَلَم يَمنَعكَ فَضلَهُ وَ لَم يَهتِك عَنكَ سِترَهُ بَل لَم تَخلُ مِن لُطفِهِ مَطرَفَ عَينٍ فِي نِعمَةٍ يُحدِثُهَا لَكَ أَو سَيّئَةٍ يَستُرُهَا عَلَيكَ أَو بَلِيّةٍ يَصرِفُهَا عَنكَ فَمَا ظَنّكَ بِهِ لَو أَطَعتَهُ
صفحه : 193
وَ ايمُ اللّهِ لَو أَنّ هَذِهِ الصّفَةَ كَانَت فِي مُتّفِقَينِ فِي القُوّةِ مُتَوَازِنَينِ فِي القُدرَةِ لَكُنتَ أَوّلَ حَاكِمٍ عَلَي نَفسِكَ بِذَمِيمِ الأَخلَاقِ وَ مسَاَوِئِ الأَعمَالِ وَ حَقّاً أَقُولُ مَا الدّنيَا غَرّتكَ وَ لَكِن بِهَا اغتَرَرتَ وَ لَقَد كَاشَفَتكَ بِالعِظَاتِ وَ آذَنَتكَ عَلَي سَوَاءٍ وَ لهَيَِ بِمَا تَعِدُكَ مِن نُزُولِ البَلَاءِ بِجِسمِكَ وَ النّقصُ فِي قُوّتِكَ أَصدَقُ وَ أَوفَي مِن أَن تَكذِبَكَ أَو تَغُرّكَ وَ لَرُبّ نَاصِحٍ لَهَا عِندَكَ مُتّهَمٌ وَ صَادِقٍ مِن خَبَرِهَا مُكَذّبٌ وَ لَئِن تَعَرّفتَهَا فِي الدّيَارِ الخَاوِيَةِ وَ الرّبُوعِ الخَالِيَةِ لَتَجِدَنّهَا مِن حُسنِ تَذكِيرِكَ وَ بَلَاغِ مَوعِظَتِكَ بِمَحَلّةِ الشّفِيقِ عَلَيكَ وَ الشّحِيحِ بِكَ وَ لَنِعمَ دَارُ مَن لَم يَرضَ بِهَا دَاراً وَ مَحَلّ مَن لَم يُوَطّنهَا مَحَلّا وَ إِنّ السّعَدَاءَ بِالدّنيَا غَداً هُمُ الهَارِبُونَ مِنهَا اليَومَ إِذَا رَجَفَتِ الرّاجِفَةُ وَ حَقّت بِجَلَائِلِهَا القِيَامَةُ وَ لَحِقَ بِكُلّ مَنسِكٍ أَهلُهُ وَ بِكُلّ مَعبُودٍ عَبَدَتُهُ وَ بِكُلّ مُطَاعٍ أَهلُ طَاعَتِهِ فَلَم يُجزَ فِي عَدلِهِ وَ قِسطِهِ يَومَئِذٍ خَرقُ بَصَرٍ فِي الهَوَاءِ وَ لَا هَمسُ قَدَمٍ فِي الأَرضِ إِلّا بِحَقّهِ فَكَم حُجّةٍ يَومَ ذَاكَ دَاحِضَةٌ وَ عَلَائِقِ عُذرٍ مُنقَطِعَةٌ فَتَحَرّ مِن أَمرِكَ مَا يَقُومُ بِهِ عُذرُكَ وَ تَثبُتُ بِهِ حُجّتُكَ وَ خُذ مَا يَبقَي لَكَ مِمّا لَا تَبقَي لَهُ وَ تَيَسّر لِسَفَرِكَ وَ شِم بَرقَ النّجَاةِ وَ ارحَل مَطَايَا التّشمِيرِ
صفحه : 194
الآيات آل عمران أَ فَمَنِ اتّبَعَ رِضوانَ اللّهِ كَمَن باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللّهِ وَ مَأواهُ جَهَنّمُ وَ بِئسَ المَصِيرُالنساءوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدّ حُدُودَهُ يُدخِلهُ ناراً خالِداً فِيها وَ لَهُ عَذابٌ مُهِينٌ و قال وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ذلِكَ الفَضلُ مِنَ اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ عَلِيماًالحجروَ اعبُد رَبّكَ حَتّي يَأتِيَكَ اليَقِينُالنحل وَ لَقَد بَعَثنا فِي كُلّ أُمّةٍ رَسُولًا أَنِ اعبُدُوا اللّهَ وَ اجتَنِبُوا الطّاغُوتَ فَمِنهُم مَن هَدَي اللّهُ وَ مِنهُم مَن حَقّت عَلَيهِ الضّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذّبِينَالأنبياءوَ أَوحَينا إِلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ وَ إِقامَ الصّلاةِ وَ إِيتاءَ الزّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ
صفحه : 195
الحج يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا وَ اعبُدُوا رَبّكُم وَ افعَلُوا الخَيرَ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ
1- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مَن عَمِلَ بِمَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ فَهُوَ مِن خَيرِ النّاسِ
بيان فهو من خير الناس ليس من في بعض النسخ فالخيرية إضافية بالنسبة إلي من يأتي بالمستحبات ويترك بعض الفرائض
2- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاصبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا قَالَ اصبِرُوا عَلَي الفَرَائِضِ
3- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي السّفَاتِجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّاصبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا قَالَ اصبِرُوا عَلَي الفَرَائِضِ وَ صَابِرُوا عَلَي المَصَائِبِ وَ رَابِطُوا عَلَي الأَئِمّةِ ع
وَ فِي رِوَايَةِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي السّفَاتِجِ وَ زَادَ فِيهِ وَ اتّقُوا اللّهَ رَبّكُم فِيمَا افتَرَضَ عَلَيكُم
بيان اصبِرُوا قال الطبرسي ره اختلف في معناها علي وجوه أحدها أن المعني اصبروا علي دينكم أي اثبتوا عليه وَ صابِرُواالكفار ورابطوهم في سبيل الله فالمعني اصبِرُوا علي طاعة الله سبحانه و عن معاصيه وقاتلوا العدووَ صابِرُوا علي قتالهم في الحق كمايصبرون علي قتالكم في الباطل لأن الرباط هوالمرابطة فيكون بين اثنين يعني أعدوا لهم من الخيل مايعدونه لكم . وثانيها أن المراد اصبروا علي دينكم وصابروا وعدي إياكم ورابطوا
صفحه : 196
عدوي وعدوكم . وثالثها أن المراد اصبروا علي الجهاد وقيل إن معني رابطوا رابطوا الصلوات ومعناه انتظروها واحدة بعدواحدة لأن المرابطة لم تكن حينئذ روُيَِ ذَلِكَ عَن عَلِيّ ع وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ سُئِلَ عَن أَفضَلِ الأَعمَالِ فَقَالَ إِسبَاغُ الوُضُوءِ فِي السّبَرَاتِ وَ نَقلُ الأَقدَامِ إِلَي الجَمَاعَاتِ وَ انتِظَارُ الصّلَاةِ بَعدَ الصّلَاةِ فَذَلِكُمُ الرّبَاطُ
وَ روُيَِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ مَعنَاهُاصبِرُوا عَلَي المَصَائِبِوَ صابِرُوا عَلَي عَدُوّكُموَ رابِطُواعَدُوّكُم
و هوقريب من الأول انتهي . علي الفرائض يحتمل شمولها لترك المحرمات أيضا وصابروا علي المصائب لعل صيغة المفاعلة علي هذاالوجه للمبالغة لأن ما يكون بين الاثنين يكون الاهتمام فيه أشد أولأن فيه معارضة النفس والشيطان وكذا قوله رابِطُوايحتمل الوجهين لأن المراد به ربط النفس علي طاعتهم وانقيادهم وانتظار فرجهم مع أن في ذلك معارضة لعدوهم فيما افترض عليكم من فعل الواجبات وترك المحرمات
4- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اعمَل بِفَرَائِضِ اللّهِ تَكُن أَتقَي النّاسِ
5- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَا تَحَبّبَ إلِيَّ عبَديِ بِأَحَبّ مِمّا افتَرَضتُ عَلَيهِ
بيان التحبب جلب المحبة أوإظهارها والأول أنسب و لو لم تكن الفرائض أحب إليه تعالي لماافترضه
6-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ قَدِمنا
صفحه : 197
إِلي ما عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلناهُ هَباءً مَنثُوراً قَالَ أَمَا وَ اللّهِ إِن كَانَت أَعمَالُهُم أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ القبَاَطيِّ وَ لَكِن كَانُوا إِذَا عَرَضَ لَهُم حَرَامٌ لَم يَدَعُوهُ
تبيين وَ قَدِمنا أي عمدنا وقصدناإِلي ما عَمِلُوا مِن عَمَلٍكقري الضيف وصلة الرحم وإغاثة الملهوف وغيرهافَجَعَلناهُ هَباءً مَنثُوراًفلم يبق له أثر والهباء غبار يري في شعاع الشمس الطالع من الكوة من الهبوة و هوالغبار والقباطي بالفتح جمع القبطية بالكسر ثياب بيض دقاق من كتان تتخذ بمصر و قديضم لأنهم يغيرون في النسبة. و في المصباح القبطي بالضم ثوب من كتان رقيق يعمل بمصر نسبة إلي القبط علي غيرقياس فرقا بين الإنسان والثوب وثياب قبطية أيضا بالضم والجمع قباطي انتهي . و فيه دلالة علي حبط الطاعات بالفسوق وخصه بعض المفسرين بالكفر و لاكلام فيه ولنذكر هنا مجملا من معاني الحبط والتكفير والاختلافات الواردة فيه .اعلم أن الإحباط في عرف المتكلمين عبارة عن إبطال الحسنة بعدم ترتب مايتوقع منها عليها ويقابله التكفير و هوإسقاط السيئة بعدم جريان مقتضاها عليها فهو في المعصية نقيض الإحباط في الطاعة والحبط والتكفير وإطلاقهما بهذين اللفظين ربما يساوقهما كثير من الآيات والأخبار و قداشتهر بين المتكلمين أن الوعيدية من المعتزلة وغيرهم يقولون بالإحباط والتكفير دون من سواهم من الأشاعرة وغيرهم و هذا علي إطلاقه غيرصحيح فإن أصل الإحباط والتكفير مما لايمكن إنكاره لأحد من المسلمين كماظهر مما تلونا عليك فلابد أن يحرر مقصود كل طائفة ليتبين ما هوالحق فنقول لاخلاف بين من يعتد به من أهل الإسلام في أن كل مؤمن صالح يدخل الجنة خالدا فيهاحقيقة و كل كافر يدخل النار خالدا فيهاكذلك و أماالمؤمن ألذي خلط عملا صالحا بعمل غيرصالح فاختلفوا فيه فذهب بعض المرجئة إلي أن الإيمان يحبط الزلات فلاعقاب علي زلة مع الإيمان
صفحه : 198
كما لاثواب لطاعة مع الكفر وذهب الآخرون إلي ثبوت الثواب والعقاب في حقه . أماالمعتزلة فبعنوان الاستحقاق المعلوم عقلا باعتبار الحسن والقبح العقليين وشرعا باعتبار الآيات الدالة عليه من الوعد والوعيد. و أماالأشاعرة فبعنوان الانتفاء يقولون إنه لايجب علي الله شيء فلايستحق المكلف ثوابا منه تعالي فإن أثابه فبفضله و إن عاقبه فبعدله بل له إثابة العاصي وعقاب المطيع أيضا. وبالجملة قول المعتزلة في المؤمن الخارج من الدنيا بغير توبة عن كبيرة ارتكبها أنه استحق الخلود في النار لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار أمامطلق الاستحقاق فلما عرفت و أماخصوص الخلود فللعمومات المتأولة عندغيرهم بتخصيصها بالكفار أوبحمل الخلود علي المكث الطويل كقوله تعالي مَن يُحادِدِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنّ لَهُ نارَ جَهَنّمَ خالِداً فِيها و قوله وَ مَن...يَتَعَدّ حُدُودَهُ يُدخِلهُ ناراً خالِداً فِيهافلهذا حكموا بأن كبيرة واحدة تحبط جميع الطاعات فإن الخلود الموعود مستلزم لذلك هذاقول جمهورهم في أصل الإحباط. ثم إن الجبائيين أبا علي وابنه أباهاشم منهم علي مانقل عنهما الآمدي ذهبا إلي اشتراط الكثرة في المحبط بمعني أن من زادت معاصيه علي طاعته أحبطت معاصيه طاعاته وبالعكس لكنهما اختلفا فقال أبو علي ينحبط الناقص برمته من غير أن ينتقص من الزائد شيء و قال أبوهاشم بل ينتقص من الزائد أيضا بقدره ويبقي الباقي. إذاعرفت هذافاعلم أن ماذكره أكثر أصحابنا من نفي الإحباط والتكفير مع ورود الآيات الكثيرة والأخبار المستفيضة بل المتواترة بالمعني في كل منهما مما يقضي منه العجب مع أنه ليس لهم علي ذلك إلاشبه ضعيفة مذكورة
صفحه : 199
في كتب الكلام كالتجريد وغيره لكن بعدالتأمل والتحقيق يظهر أن ألذي ينفونه منهما لاينافي ظواهر الآيات والأخبار كثيرا بل يرجع إلي مناقشة لفظية.لأنهم قائلون بأن التوبة ترفع العقاب و أن الموت علي الكفر تبطل ثواب جميع الأعمال لكن الأكثر يقولون ليس هذابالإحباط بل باشتراط الموافاة علي الإيمان في استحقاق الثواب علي القول بالاستحقاق و في الوعد بالثواب علي القول بعدم الاستحقاق وكذا يمكنهم القول بأحد الأمرين في المعاصي التي وردت أنها حابطة لبعض الحسنات من غيرقول بالحبط بأن يكون الاستحقاق أوالوعد مشروطا بعدم صدور تلك المعصية. و أماالتوبة والأعمال المكفرة فلاحاجة إلي ارتكاب أمثال ذلك فيهاإذ في تجويز التفضل والعفو كما هومذهبنا غني عنها وأيضا لانقول بإذهاب كل معصية كل طاعة وبالعكس كماذهب إليه المعتزلة بل نتبع في ذلك النصوص الواردة في ذلك فكل معصية وردت في الكتاب أو في الآثار الصحيحة أنها ذاهبة أومنقصة لثواب جميع الحسنات أوبعضها نقول به وبالعكس تابعين للنص في جميع ذلك . و من أصحابنا من لم يقل بالموافاة و لابالإحباط بل يقول كل من الإيمان والكفر يتحقق بتحقق شروطه المقارنة و ليس شيء من استحقاق الثواب والعقاب مشروطا بشرط متأخر بل إن تحقق الإيمان تحقق استحقاق الثواب و إن تحقق الكفر تحقق معه استحقاق العقاب فإن كفر بعدالإيمان كان كفره اللاحق كاشفا عن أنه لم يكن مؤمنا سابقا و لم يكن مستحقا للثواب عليه وإطلاق المؤمن عليه بمحض اللفظ وبحسب الظاهر و إن آمن أخذ بعدالكفر زال كفره الأصلي بالإيمان اللاحق وسقط استحقاقه العقاب لعفو الله تعالي لابالإحباط و لالعدم الموافاة كما يقول الآخرون . وتفصيل هذاالمطلب وتنقيحه يحتاج إلي إيراد مقاصد الأول أن النافين للحسن والقبح لايثبتون استحقاق شيء من الثواب والعقاب بشيء من الأعمال بل
صفحه : 200
المالك للعباد عندهم قادر علي الثواب والعقاب ومالك للتصرف فيهم كيف شاء و ليس من شأن فعله في خلقه استحقاق الذم بل و لاالمدح وكلاهما اصطلاح ومواضعة من الشارع و أماالمثبتون لهما فلاكلام عندهم في استحقاق العقاب نعم ربما قيل بعدم استقلال العقل فيه ضرورة أونظرا و أماالثواب فعند بعضهم مما يستحقه العبد بطاعته و إليه يذهب جماعة من أصحابنا ويحتجون لذلك بأن إلزام المشقة بدون التزام نفع في مقابله قبيح وربما يوجه عليه أن التزام النفع في مقابله إنما يلزم لو لم تسبق النعم عليه بما يحسن إلزام المشقة بإزائها والفرق بين النفع المستقبل والنعمة الماضية تحكم وربما كفي في إلزام المشقة حسن العمل الشاق و لم يحتج في حسن الإلزام إلي أزيد منه ولهذا ذهب بعض أصحابنا وغيرهم إلي أن الثواب تفضل ووعد منه تعالي بدون استحقاق للعبد و هوالظاهر من كلام أكثر أصحابنا رضوان الله عليهم ويدل عليه كثير من الأخبار والأدعية.الثاني أن الثواب والعقاب هل يجب دوامهما أم لافذهب المعتزلة إلي الأول وطريقه العقل عندهم والصحيح عندأصحابنا أنه لايجب عقلا. و أماشرعا فالثواب دائم وكذا عقاب الكفر إجماعا من المسلمين إلا مانقل من شذاذ من المتصوفين الذين لايعدون من المسلمين . و أماعقاب المعاصي فمنقطع ويكفي هنا عدم وجدان طريق عقلي إلي دوامهما و في عبارة التجريد في هذاالمطلب تناقض يحتاج إلي تكلف تام في دفعه .الثالث أن الإحباط بالمعني ألذي ذكرناه من إفناء كل من الاستحقاقين للآخر أوالمتأخر للمتقدم باطل عندأصحابنا ومذهب أبي علي و هوبقاء المتأخر وفناء المتقدم مناف للنصوص الكثيرة المتضمنة لعدم تضييع العمل و أمامذهب أبي هاشم فلاينافي ظواهر النصوص لأنه إذاأفني المتقدم المتأخر أيضا فليس بضائع و لامما لم يره العامل لكن الظاهر أن ماذهب إليه من إبطاله له من جهة المنافاة بينهما فليس بصحيح إذ لامنافاة عقلا بين الثواب والعقاب واستحقاقهما بل يكاد
صفحه : 201
العقل يجزم بعدم مساواة من أعقب كثيرا من الطاعة بقليل من المعصية مع من اكتفي بالفضل بينهما حسب وعدم مساواة من أعقب أحدهما بما يساوي الآخر مع من لم يفعل شيئا. ثم إنه يمكن أن يسقط العقاب المتقدم عندالطاعة المتأخرة علي سبيل العفو و هوإسقاط الله تعالي مايستحقه علي العبد من العقوبة و هوالظاهر من مذاهب أصحابنا رضي الله عنهم و أماالثواب فلايتصور فيه ذلك ويمكن أن يكون الوعد بالثواب علي الطاعة المتقدمة أواستحقاقه مشروطا بعدم معاقبة المعصية لها كمايشترط ثواب الإيمان والطاعات بالموافاة علي الإيمان بأن يموت مؤمنا عندكثير من أصحابنا.لكن ذلك الاشتراط ليس بعام لجميع المعاصي بل مخصوص بمقتضي النصوص ببعضها و ليس كل ماورد بطلان الطاعة بسببه مما يقطع باشتراط الثواب به لأن كلا منها أخبار آحاد لاتفيد القطع نعم ربما حصل القطع بأن شيئا من تلك المعاصي يشترط استمرار انتفائه لاستحقاق الثواب أو هوشرط في الوعد به والفرق بين هذا و بين الإحباط ظاهر من وجوه .الأول أن إبطال الثواب في الإحباط من حيث التضاد عقلا بين الاستحقاقين وهاهنا من جهة اشتراطه شرعا بنفي المعصية.الثاني أن المنافاة هناك بين الاستحقاقين فلو لم يحصل استحقاق العقاب لانتفاء شرطه لم يحصل الإحباط وهاهنا بنفس المعصية ينتفي الثواب أواستحقاقه إن ثبت و كان مستمرا و إن توقف أصل الاستحقاق علي استمرار النفي لم يحصل أصلا وإنما يحصل في موضع الحصول بالموت . و لايختلف الحال باستحقاق العقاب علي تلك المعصية لاستجماع شرائطه وعدمه لفقد شيء منه كمنع الله تعالي لطفا معلوما عن المكلف و كما لوأعلم الله تعالي المكلف أنه يغفر له ويعفو عن جميع معاصيه فكان مغريا له بالقبيح و كما لو لم يقع فعل القبيح و لاالإخلال بالواجب عن المكلف علي سبيل إيثاره علي فعل الواجب
صفحه : 202
والامتناع من القبيح بل وقع لا علي وجه الإيثار فإن العاصي في جميع هذه الصور يستحق ذما و لايستحق عقابا عند أبي هاشم و من يحذو حذوه و علي تقدير الاشتراط باستمرار انتفاء المعصية ينتفي استحقاق الثواب و علي تقدير الإحباط لاينتفي.الثالث أن التوبة علي مذهب الإحباط يمنع من الإحباط و علي ماذكرنا لايمنع من الإحباط نعم لو كان الشرط استمرار انتفاء المعصية أوالموافاة بالتوبة من المعصية دون استمرار انتفائها فقط منع من الإحباط كمذهب القائلين به .الرابع أن هذايجري في مذهب النافين للاستحقاق دون الإحباط و هذا ألذي ذكرناه و إن لم يكن مذهبا صريحا لأصحابنا إلا أن من يذهب إلي الموافاة لابد له من تجويزه و به يجمع بين نفي الإحباط كماتقتضيه الأدلة بزعمهم و بين الآيات وكثير من الروايات الدالة علي أن بعضا من المعاصي يبطل الأعمال السابقة ويمكن القول بمثل هذا في المعاصي بأن يكون استحقاق العقاب عليها أواستمراره مشروطا بعدم بعض الطاعات في المستقبل فيأول مايتضمن شبه هذاالمعني من الروايات به لكن عدم استحقاق العقاب بتعمد معصية الله تعالي وتوقفه علي أمر منتظر بعيد وكذلك انقطاع استمراره و في العفو مندوحة عنه والكلام فيه كالكلام في التوبة و هوظاهر النصوص و في كلام الشارح العلامة قدس سره في شرح التجريد عندقول المصنف ره و هومشروط بالموافاة إلخ مايدل علي أن في المعتزلة من يقول باشتراط الطاعات بالمعاصي المتأخرة وبالعكس وظاهره أنه حمل كلام المصنف علي هذاالمعني فيكون قائلا بالموافاة في الطاعات باشتراطه بانتفاء الذنب في المستقبل و في المعاصي باشتراطه بعدم الطاعة الصالحة للتكفير في المستقبل إلاأني لم أقف علي قائل به من أصحابنا صريحا وكلام التجريد ليس بصريح إلا في الموافاة بالإيمان .الرابع أن العفو مطلقا سواء كانت المعصية مما تاب المكلف منها أو لا وسواء كانت صغيرة مكفرة أوكبيرة غيرواقع بالسمع عندجميع المعتزلة وذهب بعضهم
صفحه : 203
وهم البغداديون منهم إلي أنه قبيح عقلا والسمع أكده والبصريون إلي جوازه عقلا وإنما المانع منه السمع فمزيل العقاب عندهم منحصر في أمرين أحدهما التوبة والثاني التكفير بالثواب و ذلك عند من قال بأن التوبة إنما تسقط العقاب لكونه ندما علي المعصية و أما عند من قال إنه يسقط لكثرة الثواب فالمزيل منحصر في أمر واحد هوالإحباط فتوهم غير هذاباطل ودعوي الاتفاق علي العفو من الصغائر عنداجتناب الكبائر و من الذنوب مطلقا عندالتوبة كماوقع من الشارح الجديد للتجريد مضمحل عندالتحقيق كماذكره بعض الأفاضل . قال صاحب الكشاف في تفسير قوله تعالي إِن تَجتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنهَونَ عَنهُ نُكَفّر عَنكُم سَيّئاتِكُمنمط ماتستحقونه من العقاب في كل وقت علي صغائركم ونجعلها كأن لم تكن لزيادة الثواب المستحق علي اجتنابكم الكبائر وصبركم عنها علي عقاب السيئات و أماإسقاط التوبة للعقاب ففيه ثلاث مذاهب .الأول أنها تسقطه علي سبيل الوجوب عنداجتماع شرائطها لكونها ندما علي المعصية كما أن الندم علي الطاعة يحبطها لكونه ندما عليها مع قطع النظر عن استتباعها الثواب والعقاب .الثاني أنها تسقطه علي سبيل الوجوب لالكونها ندما عليها بل لاستتباعها ثوابا كثيرا.الثالث أنها لاتسقطه وإنما يسقط العقاب عندها لأنها علي سبيل العفو دون الاستحقاق و هذه المذاهب مشهورة مسطورة في كتب الكلام . وأقول بهذا التفصيل ألذي ذكر ارتفع التشنيع واللوم عن محققي أصحابنا رضوان الله عليهم بمخالفتهم للآيات المتضافرة والروايات المتواترة و أن الإحباط والتكفير بالمعني ألذي هوالمتنازع فيه بين أصحابنا و بين المعتزلة نفيهما لاينافي شيئا من ذلك . وإنما أطنبنا الكلام في هذاالمقام لأنه من مهمات المسائل الكلامية و من تعرض لتحقيقه لم يستوف حقه و الله الموفق
صفحه : 204
7- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كُلّ عَينٍ بَاكِيَةٌ يَومَ القِيَامَةِ غَيرَ ثَلَاثٍ عَينٍ سَهِرَت فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ عَينٍ فَاضَت مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ عَينٍ غُضّت مِن مَحَارِمِ اللّهِ
بيان في سبيل الله أي في الجهاد أوالأعم منه و من السفر إلي الحج والزيارات أوالأعم منها و من السهر للعبادة ومطالعة العلوم الدينية و هذاأظهر وإسناد الفيض إلي العين مجاز يقال فاض الماء والدمع يفيض فيضا كثر حتي سال وغضت علي بناء المفعول يقال غض طرفه أي كسره وأطرق لم يفتح عينه
8- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ مُوسَي ع يَا مُوسَي مَا تَقَرّبَ إلِيَّ المُتَقَرّبُونَ بِمِثلِ الوَرَعِ عَن محَاَرمِيِ فإَنِيّ أُبِيحُهُم جَنّاتِ عَدنٍ لَا أُشرِكُ مَعَهُم أَحَداً
بيان جنات عدن قال الراغب أي استقرار وثبات وعدن بمكان كذا استقر و منه المعدن لمستقر الجواهر
9- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِن أَشَدّ مَا فَرَضَ اللّهُ عَلَي خَلقِهِ ذِكرُ اللّهِ كَثِيراً ثُمّ قَالَ لَا أعَنيِ سُبحَانَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ وَ إِن كَانَ مِنهُ وَ لَكِن ذِكرَ اللّهِ عِندَ مَا أَحَلّ وَ حَرّمَ فَإِن كَانَ طَاعَةً عَمِلَ بِهَا وَ إِن كَانَ مَعصِيَةً تَرَكَهَا
توضيح مافرض الله أي قرره أعم من الواجب والندب ويحتمل الوجوب و إن كان أي هذاالذكر اللساني منه أي من مطلق الذكر الشديد الذكر عندالطاعة والمعصية والذكر اللساني هين بالنسبة إليه والحاصل أن الله سبحانه أمر بالذكر ومدحه في مواضع كثيرة من الذكر الحكيم لقوله سبحانه
صفحه : 205
اذكُرُوا اللّهَ ذِكراً كَثِيراً و قوله وَ اذكُر رَبّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرّعاً وَ خِيفَةً وَ دُونَ الجَهرِ مِنَ القَولِ بِالغُدُوّ وَ الآصالِ و قوله تعالي الّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِهِم. وأصل الذكر التذكر بالقلب و منه اذكُرُوا نعِمتَيَِ التّيِ أَنعَمتُ عَلَيكُم أي تذكروا ثم يطلق علي الذكر اللساني حقيقة أو من باب تسمية الدال باسم المدلول ثم كثر استعماله فيه لظهوره حتي صار هوالسابق إلي الفهم فنص ع علي إرادة الأول دون الثاني فقط دفعا لتوهم تخصيصه بالثاني وإشارة إلي أكمل أفراده . و قال بعضهم ذكر اللسان مع خلو القلب عنه لايخلو من فائدة لأنه يمنعه من التكلم باللغو ويجعل لسانه معتادا بالخير و قديلقي الشيطان إليه أن حركة اللسان بدون توجه القلب عبث ينبغي تركه فاللائق بحال الذاكر حينئذ أن يحضر قلبه رغما للشيطان و لو لم يحضره فاللائق به أن لايترك ذكر اللسان رغما لأنفه أيضا و أن يجيبه بأن اللسان آلة للذكر كالقلب و لايترك أحدهما بترك الآخر فإن لكل عضو عبادة. ثم اعلم أن الذكر القلبي من أعظم بواعث المحبة والمحبة أرفع منازل المقربين رزقنا الله إياها وسائر المؤمنين
10- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَرَكَ مَعصِيَةَ اللّهِ مَخَافَةَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَرضَاهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ
صفحه : 206
بيان يمكن تعميم المعصية ليشمل ترك الطاعة أيضا وعدم مايرضيه به لتفخيمه إيماء إلي أن عقل البشر لايصل إلي كنه حقيقته كما قال سبحانه وَ رِضوانٌ مِنَ اللّهِ أَكبَرُ.أقول قدأثبتنا بعض الأخبار في باب الاستعداد للموت
11- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَزَالُ أمُتّيِ بِخَيرٍ مَا تَحَابّوا وَ تَهَادَوا وَ أَدّوُا الأَمَانَةَ وَ اجتَنَبُوا الحَرَامَ وَ قَرَوُا الضّيفَ وَ أَقَامُوا الصّلَاةَ وَ آتَوُا الزّكَاةَ فَإِذَا لَم يَفعَلُوا ذَلِكَ ابتُلُوا بِالقَحطِ وَ السّنِينَ
12- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ المُظَفّرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ البلَخيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُبَيدِ بنِ حَنَانٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ سَلمَانَ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اعمَل بِفَرَائِضِ اللّهِ تَكُن مِن أَتقَي النّاسِ وَ ارضَ بِقِسمِ اللّهِ تَكُن مِن أَغنَي النّاسِ وَ كُفّ عَن مَحَارِمِ اللّهِ تَكُن أَورَعَ النّاسِ وَ أَحسِن مُجَاوَرَةَ مَن يُجَاوِرُكَ تَكُن مُؤمِناً وَ أَحسِن مُصَاحَبَةَ مَن صَاحَبَكَ تَكُن مُسلِماً
لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ السكّوُنيِّ مِثلَهُ
13- لي ،[الأمالي للصدوق ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَعبَدُ النّاسِ مَن أَقَامَ الفَرَائِضَ وَ أَشَدّ النّاسِ اجتِهَاداً مَن تَرَكَ الذّنُوبَ
14-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن أَبِي شُعَيبٍ
صفحه : 207
يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَورَعُ النّاسِ مَن وَقَفَ عِندَ الشّبهَةِ أَعبَدُ النّاسِ مَن أَقَامَ الفَرَائِضَ أَزهَدُ النّاسِ مَن تَرَكَ الحَرَامَ أَشَدّ النّاسِ اجتِهَاداً مَن تَرَكَ الذّنُوبَ
أقول قدمضي بعض الأخبار في باب اليقين
15- ع ،[علل الشرائع ] عَلِيّ بنُ حَاتِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ العبَديِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ الهاَشمِيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ الديّريِّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ هَمّامٍ عَن مُعَمّرٍ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ حبَيِبيِ جَبرَئِيلُ إِنّ مَثَلَ هَذَا الدّينِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ ثَابِتَةٍ الإِيمَانُ أَصلُهَا وَ الصّلَاةُ عُرُوقُهَا وَ الزّكَاةُ مَاؤُهَا وَ الصّومُ سَعَفُهَا وَ حُسنُ الخُلُقِ وَرَقُهَا وَ الكَفّ عَنِ المَحَارِمِ ثَمَرُهَا فَلَا تَكمُلُ شَجَرَةٌ إِلّا بِالثّمَرِ كَذَلِكَ الإِيمَانُ لَا يَكمُلُ إِلّا بِالكَفّ عَنِ المَحَارِمِ
16- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ مُوسَي عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع روُيَِ عَنِ المُغِيرَةِ أَنّهُ قَالَ إِذَا عَرَفَ الرّجُلُ رَبّهُ لَيسَ عَلَيهِ وَرَاءَ ذَلِكَ شَيءٌ قَالَ مَا لَهُ لَعَنَهُ اللّهُ أَ لَيسَ كُلّمَا ازدَادَ بِاللّهِ مَعرِفَةً فَهُوَ أَطوَعُ لَهُ أَ فَيُطِيعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مَن لَا يَعرِفُهُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَمَرَ مُحَمّداًص بِأَمرٍ وَ أَمَرَ مُحَمّدٌص المُؤمِنِينَ بِأَمرٍ فَهُم عَامِلُونَ بِهِ إِلَي أَن يجَيِءَ نَهيُهُ وَ الأَمرُ وَ النهّيُ عِندَ المُؤمِنِ سَوَاءٌ قَالَ ثُمّ قَالَ لَا يَنظُرُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي عَبدٍ وَ لَا يُزَكّيهِ إِذَا تَرَكَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللّهِ أَوِ ارتَكَبَ كَبِيرَةً مِنَ الكَبَائِرِ قَالَ قُلتُ لَا يَنظُرُ اللّهُ إِلَيهِ قَالَ نَعَم قَد أَشرَكَ بِاللّهِ قَالَ قُلتُ أَشرَكَ قَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ أَمَرَهُ بِأَمرٍ وَ أَمَرَهُ إِبلِيسُ بِأَمرٍ فَتَرَكَ مَا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ وَ صَارَ إِلَي مَا أَمَرَ إِبلِيسُ فَهَذَا مَعَ إِبلِيسَ فِي الدّركِ السّابِعِ مِنَ النّارِ
صفحه : 208
17- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ ع أَنّ رَجُلًا مِن أَهلِ الكُوفَةِ كَتَبَ إِلَي أَبِي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع يَا سيَدّيِ أخَبرِنيِ بِخَيرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَكَتَبَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ مَن طَلَبَ رِضَا اللّهِ بِسَخَطِ النّاسِ كَفَاهُ اللّهُ أُمُورَ النّاسِ وَ مَن طَلَبَ رِضَا النّاسِ بِسَخَطِ اللّهِ وَكَلَهُ اللّهُ إِلَي النّاسِ وَ السّلَامُ
18- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ اصبِر وَ مَا لَم يَأتِ مِنهَا فَلَستَ تَعرِفُهُ فَاصبِر عَلَي تِلكَ السّاعَةِ التّيِ أَنتَ فِيهَا وَ كَأَنّكَ قَد أُعطِيتَ
19- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن شَيءٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ تَعَالَي مِنَ الإِيمَانِ بِهِ وَ العَمَلِ الصّالِحِ وَ تَركِ مَا أَمَرَ بِهِ أَن يَترُكَهُ
20- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع لَا عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الفَرَائِضِ
صفحه : 209
الآيات البقرةفَاستَبِقُوا الخَيراتِآل عمران وَ يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصّالِحِينَ وَ قَالَوَ سارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُمالمائدةفَاستَبِقُوا الخَيراتِ إِلَي اللّهِ مَرجِعُكُم جَمِيعاً فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُونَطه وَ عَجِلتُ إِلَيكَ رَبّ لِتَرضيالأنبياءإِنّهُم كانُوا يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِالمؤمنون أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَ هُم لَها سابِقُونَ
1-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الأَحوَلِ عَن سَلّامِ بنِ المُستَنِيرِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَلَا إِنّ لِكُلّ عِبَادَةٍ شِرّةً ثُمّ تَصِيرُ إِلَي فَترَةٍ فَمَن صَارَت شِرّةُ عِبَادَتِهِ إِلَي سنُتّيِ فَقَدِ اهتَدَي وَ مَن خَالَفَ سنُتّيِ فَقَد ضَلّ وَ كَانَ عَمَلُهُ فِي تَبَابٍ أَمَا إنِيّ أصُلَيّ وَ أَنَامُ
صفحه : 210
وَ أَصُومُ وَ أُفطِرُ وَ أَضحَكُ وَ أبَكيِ فَمَن رَغِبَ عَن منِهاَجيِ وَ سنُتّيِ فَلَيسَ منِيّ وَ قَالَ كَفَي بِالمَوتِ مَوعِظَةً وَ كَفَي بِاليَقِينِ غِنًي وَ كَفَي بِالعِبَادَةِ شُغُلًا
تبيين إن لكل عبادة شرة الشرة بكسر الشين وتشديد الراء شدة الرغبة قال في النهاية فيه إن لهذا القرآن شرة ثم إن للناس عنه فترة الشرة النشاط والرغبة و منه الحديث الآخر لِكُلّ عَابِدٍ شِرّةٌ و قال في حديث ابن مسعود إنه مرض فبكي فقال إنما أبكي لأنه أصابني علي حال فترة و لم يصبني علي حال اجتهاد أي في حال سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات انتهي . إلي سنتي أي منتهيا إليها أو إلي بمعني مع أي لاتدعوه كثرة الرغبة في العبادة إلي ارتكاب البدع كالرياضات المبتدعة للمتصوفة بل يعمل بالسنن والتطوعات الواردة في السنة ويحتمل أن يكون المراد بانتهاء الشرة أن يكون ترك الشرة بالاقتصاد والاكتفاء بالسنن وترك بعض التطوعات لابترك السنن أيضا ويؤيده الخبر الآتي.فِي تَبابٍ أي تباب العمل أوصاحبه والتباب الخسران والهلاك و في بعض النسخ في تبار بالراء و هوأيضا الهلاك .كفي بالموت موعظة الباء زائدة والموعظة مايتعظ الإنسان به ويصير سببا لانزجار النفس عن الخطايا والميل إلي الدنيا والركون إليها وأعظمها الموت إذ العاقل إذاتفكر فيه و في غمراته و مايعقبه من أحوال البرزخ والقيامة وأهوالها و مافعله بأهل الدنيا من قطع أيديهم عنها وإخراجهم منها طوعا أوكرها فجاءه من غيراطلاع منهم علي وقت نزوله وكيفية حلوله هانت عنده الدنيا و ما فيها وشرع في التهيئة له إن أعطاه الله تعالي بصيرة في ذلك . وكفي باليقين غني أي كفي اليقين بأن الله رازق العباد و أنه يوسع علي من يشاء ويقتر علي من يشاء بحسب المصالح سببا لغني النفس وعدم
صفحه : 211
الحرص وترك التوسل بالمخلوقين و هو من فروع اليقين بالقضاء والقدر و قدمر في باب اليقين أنه يطلق غالبا عليه . وكفي بالعبادة شغلا كأن المقصود أن النفس يطلب شغلا ليشتغل به فإذاشغلها المرء بالعبادة تحيط بجميع أوقاته فلا يكون له فراغ يصرفه في الملاهي و إذا لم يشتغل بالعبادة يدعوه الفراغ إلي البطر واللهو وصرف العمر في المعاصي والملاهي والأمور الباطلة كسماع القصص الكاذبة وأمثالها والغرض الترغيب في العبادة وبيان عمدة ثمراتها. والظاهر أن هذه الفقرات الأخيرة مواعظ أخر لاارتباط لها بما تقدمها و قديتكلف بجعلها مربوطة بهابأن المراد بالأولي كفي الموت موعظة في عدم مخالفة السنة وكفي اليقين غني لئلا يطلب الدنيا بالرئاء وارتكاب البدع وكفت العبادة المقررة الشرعية شغلا فلايلزم الاشتغال بالبدع
2- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِكُلّ أَحَدٍ شِرّةٌ وَ لِكُلّ شِرّةٍ فَترَةٌ فَطُوبَي لِمَن كَانَت فَترَتُهُ إِلَي خَيرٍ
بيان الحاصل أن لكل أحد شوقا ونشاطا في العبادة في أول الأمر ثم يعرض له فترة وسكون فمن كانت فترته بالاكتفاء بالسنن وترك البدع أوترك التطوعات الزائدة فطوبي له و من كانت فترته بترك السنن أيضا أوبترك الطاعات رأسا وارتكاب المعاصي أوبالاقتصار علي البدع فويل له . وَ قَد روُيَِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ مَا مِن أَحَدٍ إِلّا وَ لَهُ شِرّةٌ وَ فَترَةٌ فَمَن كَانَت فَترَتُهُ إِلَي سُنّةٍ فَقَدِ اهتَدَي وَ مَن كَانَت فَترَتُهُ إِلَي بِدعَةٍ فَقَد غَوَي وَ هُوَ يُؤَيّدُ مَا ذَكَرنَا
3-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ هَذَا الدّينَ مَتِينٌ
صفحه : 212
فَأَوغِلُوا فِيهِ بِرِفقٍ وَ لَا تُكَرّهُوا عِبَادَةَ اللّهِ إِلَي عِبَادِ اللّهِ فَتَكُونُوا كَالرّاكِبِ المُنبَتّ ألّذِي لَا سَفَراً قَطَعَ وَ لَا ظَهراً أَبقَي
وَ بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن مُقَرّنٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُوقَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ
بيان قال في النهاية المتين الشديد القوي و قال فيه إن هذاالدين متين فأوغل فيه برفق الإيغال السير الشديد يقال أوغل القوم وتوغلوا إذاأمعنوا في سيرهم والوغول الدخول في الشيء و قدوغل يغل وغولا يريد سر فيه برفق وابلغ الغاية القصوي منه بالرفق لا علي سبيل التهافت والخرق و لاتحمل نفسك و لاتكلفها ما لاتطيقه فتعجز وتترك الدين والعمل . و قال فيه فإن المنبت لاأرضا قطع و لاظهرا أبقي يقال للرجل إذاانقطع به في سفره وعطبت راحلته قدانبت من البت القطع و هومطاوع بت يقال بته وأبته يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده لم يقض وطره و قدأعطب ظهره انتهي . و لاتكرهوا عبادة الله كأن المعني أنكم إذاأفرطتم في الطاعات يريد الناس متابعتكم في ذلك فيشق عليهم فيكرهون عبادة الله ويفعلونها من غيررغبة وشوق ويحتمل أن يكون أوغلوا في فعل أنفسهم و لاتكرهوا في دعوة الغير أي لاتحملوا علي الناس في تعليمهم وهدايتهم فوق سعتهم و مايشق عليهم كمامر في حديث الرجل ألذي هدي النصراني في باب درجات الإيمان . ويحتمل أن يكون عباد الله شاملا لأنفسهم أيضا ويمكن أن يكون الإيغال هنا متعديا أي أدخلوا الناس فيه برفق ليوافق الفقرة الثانية قال في القاموس وغل في الشيء يغل وغولا دخل وتواري أو بعد وذهب وأوغل في البلاد والعلم ذهب وبالغ وأبعد كتوغل و كل داخل مستعجلا موغل و قدأوغلته الحاجة
صفحه : 213
4- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تُكَرّهُوا إِلَي أَنفُسِكُمُ العِبَادَةَ
بيان حاصله النهي عن الإفراط في التطوعات بحيث يكرهها النفس و لاتكون فيهاراغبا ناشطا
5- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَحَبّ عَبداً فَعَمِلَ عَمَلًا قَلِيلًا جَزَاهُ بِالقَلِيلِ الكَثِيرَ وَ لَم يَتَعَاظَمهُ أَن يجَزيَِ بِالقَلِيلِ الكَثِيرَ لَهُ
بيان في القاموس تعاظمه عظم عليه و كان في أكثر هذه الأخبار إشارة إلي أن السعي في زيادة كيفية العمل أحسن من السعي في زيادة كميته و أن السعي في تصحيح العقائد والأخلاق أهم من السعي في كثرة الأعمال
6- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ جَهمٍ عَن مَنصُورٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرّ بيِ أَبِي وَ أَنَا بِالطّوَافِ وَ أَنَا حَدَثٌ وَ قَدِ اجتَهَدتُ فِي العِبَادَةِ فرَآَنيِ وَ أَنَا أَتَصَابّ عَرَقاً فَقَالَ لِي يَا جَعفَرُ يَا بنُيَّ إِنّ اللّهَ إِذَا أَحَبّ عَبداً أَدخَلَهُ الجَنّةَ وَ رضَيَِ عَنهُ بِاليَسِيرِ
بيان إذاأحب عبدا أي بحسن العقائد والأخلاق ورعاية الشرائط في الأعمال التي منها التقوي
7- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اجتَهَدتُ فِي العِبَادَةِ وَ أَنَا شَابّ فَقَالَ لِي أَبِي يَا بنُيَّ دُونَ مَا أَرَاكَ تَصنَعُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَحَبّ عَبداً رضَيَِ عَنهُ بِاليَسِيرِ
بيان دون ماأراك تصنع دون منصوب بفعل مقدر أي اصنع دون ذلك
8-كا،[الكافي] عَنِ حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الخَشّابِ عَنِ ابنِ بَقّاحٍ عَن مُعَاذِ بنِ
صفحه : 214
ثَابِتٍ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ هَذَا الدّينَ مَتِينٌ فَأَوغِل فِيهِ بِرِفقٍ وَ لَا تُبَغّض إِلَي نَفسِكَ عِبَادَةَ رَبّكَ إِنّ المُنبَتّ يعَنيِ المُفرِطَ لَا ظَهراً أَبقَي وَ لَا أَرضاً قَطَعَ فَاعمَل عَمَلَ مَن يَرجُو أَن يَمُوتَ هَرِماً وَ احذَر حَذَرَ مَن يَتَخَوّفُ أَن يَمُوتَ غَداً
بيان فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما أي تأن وارفق و لاتستعجل فإن من يرجو البقاء طويلا لايسارع في الفعل كثيرا أو إن من يرجو ذلك لايتعب نفسه بل يداري بدنه و لاينهكه بكثرة الصيام والسهر وأمثالها واحذر عن المنهيات كحذر من يخاف أن يموت غدا قيل ولعل السر فيه أن العبادات أعمال و فيهاتعب الأركان وشغل عما سواها فأمر فيهابالرفق والاقتصاد كيلا تكل بهاالجوارح و لاتبغضها النفس و لاتفوت بسببها حق من الحقوق .فأما الحذر عن المعاصي والمنهيات فهو ترك واطراح ليس فيه كثير كد و لاملالة و لاشغل عن شيءفيترك ترك من يخاف أن يموت غدا علي معصية الله تعالي وقيل الفرق أن فعل الطاعات نفل وفضل وترك المخالفات حتم وفرض
9- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عِندَ وَفَاتِهِ وَ اقتَصِد يَا بنُيَّ فِي مَعِيشَتِكَ وَ اقتَصِد فِي عِبَادَتِكَ وَ عَلَيكَ فِيهَا بِالأَمرِ الدّائِمِ ألّذِي تُطِيقُهُ
10- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العَمَلُ الدّائِمُ القَلِيلُ عَلَي اليَقِينِ أَفضَلُ عِندَ اللّهِ مِنَ العَمَلِ الكَثِيرِ عَلَي غَيرِ يَقِينٍ
11- ع ،[علل الشرائع ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَلَا وَ قُولُوا خَيراً تُعرَفُوا بِهِ وَ اعمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِن أَهلِهِ
صفحه : 215
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بأسانيد كثيرة مثله
12- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ زِيَادٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ إِسحَاقَ عَن أَخِيهِ مُوسَي عَن أَبِيهِ ع قَالَ أَحسَنُ مِنَ الصّدقِ قَائِلُهُ وَ خَيرٌ مِنَ الخَيرِ فَاعِلُهُ
13- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ الخَيرَ ثَقُلَ عَلَي أَهلِ الدّنيَا عَلَي قَدرِ ثِقَلِهِ فِي مَوَازِينِهِم يَومَ القِيَامَةِ وَ إِنّ الشّرّ خَفّ عَلَي أَهلِ الدّنيَا عَلَي قَدرِ خِفّتِهِ فِي مَوَازِينِهِم
14- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن بَشّارِ بنِ بَشّارٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا أَرَدتَ شَيئاً مِنَ الخَيرِ فَلَا تُؤَخّرهُ فَإِنّ العَبدَ لَيَصُومُ اليَومَ الحَارّ يُرِيدُ بِهِ مَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيُعتِقُهُ اللّهُ مِنَ النّارِ وَ يَتَصَدّقُ بِالصّدَقَةِ يُرِيدُ بِهَا وَجهَ اللّهِ فَيُعتِقُهُ اللّهُ مِنَ النّارِ
15- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِكُلّ شَيءٍ ثَمَرَةٌ وَ ثَمَرَةُ المَعرُوفِ تَعجِيلُهُ
وَ قَالَ ع بَادِرُوا بِعَمَلِ الخَيرِ قَبلَ أَن تُشغَلُوا عَنهُ بِغَيرِهِ
16- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عِندَ وَفَاتِهِ إِذَا عَرَضَ شَيءٌ مِن أَمرِ الآخِرَةِ فَابدَأ بِهِ وَ إِذَا عَرَضَ شَيءٌ مِن أَمرِ الدّنيَا فَتَأَنّهُ حَتّي تُصِيبَ رُشدَكَ فِيهِ
17-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع دَاوِم عَلَي تَخلِيصِ المُفتَرَضَاتِ وَ السّنَنِ فَإِنّهُمَا الأَصلُ فَمَن أَصَابَهُمَا وَ أَدّاهُمَا بِحَقّهِمَا فَقَد أَصَابَ الكُلّ فَإِنّ خَيرَ العِبَادَاتِ
صفحه : 216
أَقرَبُهَا بِالأَمنِ وَ أَخلَصُهَا مِنَ الآفَاتِ وَ أَدوَمُهَا وَ إِن قَلّ فَإِن سَلِمَ لَكَ فَرضُكَ وَ سُنّتُكَ فَأَنتَ أَنتَ وَ احذَر أَن تَطَأَ بِسَاطَ مَلِيكِكَ إِلّا بِالذّلّةِ وَ الِافتِقَارِ وَ الخَشيَةِ وَ التّعظِيمِ وَ أَخلِص حَرَكَاتِكَ مِنَ الرّيَاءِ وَ سِرّكَ مِنَ القَسَاوَةِ فَإِنّ النّبِيّص قَالَ المصُلَيّ ينُاَجيِ رَبّهُ فاَستحَيِ أَن يَطّلِعَ عَلَي سِرّكَ العَالِمُ بِنَجوَاكَ وَ مَا يخُفيِ ضَمِيرُكَ وَ كُن بِحَيثُ رَآكَ لِمَا أَرَادَ مِنكَ وَ دَعَاكَ إِلَيهِ وَ كَانَ السّلَفُ لَا يَزَالُونَ مِن وَقتِ الفَرضِ إِلَي وَقتِ الفَرضِ فِي إِصلَاحِ الفَرضَينِ جَمِيعاً وَ فِي هَذَا الزّمَانِ لِلفَضَائِلِ عَلَي الفَرَائِضِ كَيفَ يَكُونُ بَدَنٌ بِلَا رُوحٍ
قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عَجِبتُ لِطَالِبِ فَضِيلَةٍ تَارِكِ فَرِيضَةٍ وَ لَيسَ ذَلِكَ إِلّا لِحِرمَانِ مَعرِفَةِ الآمِرِ وَ تَعظِيمِهِ وَ تَركِ رُؤيَةِ مَشِيّتِهِ بِمَا أَهّلَهُم لِأَمرِهِ وَ اختَارَهُم لَهُ
18- سر،[السرائر] عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع اعلَم أَنّ أَوّلَ الوَقتِ أَبَداً أَفضَلُ فَتَعَجّلِ الخَيرَ أَبَداً مَا استَطَعتَ وَ أَحَبّ الأَعمَالِ إِلَي اللّهِ تَعَالَي مَا دَامَ عَلَيهِ العَبدُ وَ إِن قَلّ
19-شي،[تفسير العياشي] عَنِ الحلَبَيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنهُ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع يَا بنُيَّ عَلَيكَ بِالحَسَنَةِ بَينَ السّيّئَتَينِ تَمحُوهُمَا قَالَ وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا أَبَتِ قَالَ مِثلُ قَولِ اللّهِوَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها لَا تَجهَر بِصَلَاتِكَ سَيّئَةً وَ لَا تُخَافِت بِهَا سَيّئَةًوَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًاحَسَنَةً وَ مِثلُ قَولِهِوَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلّ البَسطِ وَ مِثلُ قَولِهِوَ الّذِينَ إِذا أَنفَقُوا لَم يُسرِفُوا وَ لَم يَقتُرُوافَأَسرَفُوا سَيّئَةً وَ أَقتَرُوا سَيّئَةًوَ كانَ بَينَ ذلِكَ قَواماًحَسَنَةً فَعَلَيكَ بِالحَسَنَةِ
صفحه : 217
بَينَ السّيّئَتَينِ
20- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا هَمَمتَ بِخَيرٍ فَلَا تُؤَخّرهُ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رُبّمَا اطّلَعَ عَلَي عَبدِهِ وَ هُوَ عَلَي الشيّءِ مِن طَاعَتِهِ فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَا أُعَذّبُكَ بَعدَهَا وَ إِذَا هَمَمتَ بِمَعصِيَةٍ فَلَا تَفعَلهَا فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رُبّمَا اطّلَعَ عَلَي العَبدِ وَ هُوَ عَلَي شَيءٍ مِن مَعَاصِيهِ فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَا أَغفِرُ لَكَ أَبَداً
21- جا،[المجالس للمفيد]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ حَدِيدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا هَمّ أَحَدُكُم بِخَيرٍ فَلَا يُؤَخّرهُ فَإِنّ العَبدَ رُبّمَا صَلّي الصّلَاةَ وَ صَامَ الصّومَ فَيُقَالُ لَهُ اعمَل مَا شِئتَ بَعدَهَا فَقَد غُفِرَ لَكَ أَبَداً
22- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع فَاعِلُ الخَيرِ خَيرٌ مِنهُ وَ فَاعِلُ الشّرّ شَرّ مِنهُ
وَ قَالَ ع لَا يُرَي الجَاهِلُ إِلّا مُفرِطاً أَو مُفَرّطاً
وَ قَالَ ع إِضَاعَةُ الفُرصَةِ غُصّةٌ
وَ قَالَ ع إِنّ لِلقُلُوبِ شَهوَةً وَ إِقبَالًا وَ إِدبَاراً فَأتُوهَا مِن قِبَلِ شَهوَتِهَا وَ إِقبَالِهَا فَإِنّ القَلبَ إِذَا أُكرِهَ عمَيَِ
صفحه : 218
وَ قَالَ ع أَفضَلُ الأَعمَالِ مَا أَكرَهتَ نَفسَكَ عَلَيهِ
وَ قَالَ ع قَلِيلٌ تَدُومُ عَلَيهِ أَرجَي مِن كَثِيرٍ مَملُولٍ مِنهُ
وَ قَالَ ع إِذَا أَضَرّتِ النّوَافِلُ بِالفَرَائِضِ فَارفُضُوهَا
وَ قَالَ ع قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيهِ خَيرٌ مِن كَثِيرٍ مَملُولٍ مِنهُ
23- المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ، قَالَص إِنّ هَذَا الدّينَ مَتِينٌ فَأَوغِل فِيهِ بِرِفقٍ وَ لَا تُبَغّض إِلَي نَفسِكَ عِبَادَةَ اللّهِ فَإِنّ المُنبَتّ لَا أَرضاً قَطَعَ وَ لَا ظَهراً أَبقَي
بيان قال السيد وصف الدين بالمتانة مجاز والمراد أنه صعب الظهر شديد الأسر مأخوذ من متن الإنسان و هو مااشتد من لحم منكبيه وإنما وصفه ع بذلك لمشقة القيام بشرائطه والأداء لوظائفه فأمر ع أن يدخل الإنسان أبوابه مترفقا ويرقأ هضابه متدرجا ليستمر علي تجشم متاعبه ويمرن علي امتطاء مصاعبه . وشبه ع العابد ألذي يحسر منته ويستنفد طاقته بالمنبت و هو ألذي يغذ السير ويكد الظهر منقطعا من رفقته ومتفردا عن صحابته فتحسر مطيته و لايقطع شقته و هذا من أحسن التمثيلات وأوقع التشبيهات . وَ مِمّا يقُوَيّ أَنّ المُرَادَ بِهَذَا الخَبَرِ مَا كَشَفنَا عَن حَقِيقَتِهِ الخَبَرُ الآخَرُ عَنهُ ع وَ هُوَ فِيمَا رَوَاهُ بُرَيدَةُ بنُ الحُصَيبِ الأسَلمَيِّ قَالَ قَالَ ع عَلَيكُم هَدياً قَاصِداً فَإِنّهُ مَن يُثَابِر هَذَا الدّينَ يَغلِبهُ
24-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ الرّجُلُ عَلَي عَمَلٍ فَليَدُم عَلَيهِ سَنَةً ثُمّ يَتَحَوّلُ عَنهُ إِن شَاءَ إِلَي غَيرِهِ وَ ذَلِكَ أَنّ لَيلَةَ القَدرِ يَكُونُ فِيهَا فِي عَامِهِ[عَامّةِ] ذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ
صفحه : 219
أَن يَكُونَ
بيان ثم يتحول عنه إن شاء إلي غيره من الطاعات لا أن يتركه بغير عوض يكون خبر أن و فيهاخبر يكون والضمير راجع إلي الليلة و قوله ماشاء الله أن يكون اسم يكون و قوله في عامه متعلق بيكون أوحال عن الليلة. والحاصل أنه إذاداوم سنة يصادف ليلة القدر التي فيها ماشاء الله كونه من البركات والخيرات والمضاعفات فيصير له هذاالعمل مضاعفا مقبولا ويحتمل أن يكون الكون بمعني التقدير أويقدر مضاف في ماشاء الله .فالمعني لما كان تقدير الأمور في ليلة القدر فإذاصادفها يصير سببا لتقدير الأمور العظيمة له وكون العمل في اليوم لاينافي ذلك فإنه قدورد أن يومها مثل الليلة في الفضل وقيل المستتر في تكون لليلة القدر وضمير فيهاللسنة و في عامة بتشديد الميم متعلق بتكون أوبقوله فيها والمراد بالعامة المجموع والمشار إليه بذلك مصدر فليدم فالمراد زمان الدوام و ماشاء الله بدل بعض للعامة والحاصل أنه يكون فيه ليلة القدر سواء وقع أوله أووسطه أوآخره و ماذكرنا أظهر
25- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَحَبّ الأَعمَالِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا دَاوَمَ عَلَيهِ العَبدُ وَ إِن قَلّ
بيان يدل علي أن العمل القليل ألذي يداوم عليه خير من عمل كثير يفارقه ويتركه . كَمَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَلِيلٌ مِن عَمَلٍ مَدُومٍ عَلَيهِ خَيرٌ مِن عَمَلٍ كَثِيرٍ مَملُولٍ مِنهُ
. أي يمل منه
26-كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن عِيسَي بنِ أَيّوبَ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن نَجَبَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا
صفحه : 220
مِن شَيءٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن عَمَلٍ يُدَاوَمُ عَلَيهِ وَ إِن قَلّ
27- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن فَضَالَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا يَقُولُ إنِيّ لَأُحِبّ أَن أُدَاوِمَ عَلَي العَمَلِ وَ إِن قَلّ
28- كا،[الكافي] وَ بِالإِسنَادِ عَن فَضَالَةَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ إنِيّ لَأُحِبّ أَن أَقدَمَ عَلَي ربَيّ وَ عمَلَيِ مُستَوٍ
بيان وعملي مستو كأن المراد بالاستواء الاشتراك في الكمال وعدم النقص فلاينافي ماروي عن النبي ص من استوي يوماه فهو مغبون ويمكن أن يكون المراد الاستواء في الترقي فإن من كان كل يوم منه أزيد من السابق فعمله مستو للاشتراك في هذاالمعني أو يكون المراد بأحدهما الكيفية وبالآخر الكمية
29- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِيّاكَ أَن تَفرِضَ عَلَي نَفسِكَ فَرِيضَةً فَتُفَارِقَهَا اثنيَ عَشَرَ هِلَالًا
توضيح أن تفرض علي نفسك أي تقرر عليها أمرا من الطاعات لا علي سبيل النذر فإنه لايجوز مفارقته بعدالسنة أيضا ويحتمل شموله للنذر القلبي أيضا فإن الوفاء مستحب أيضا
30-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ قَالَ حدَثّنَيِ حَمزَةُ بنُ حُمرَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا هَمّ أَحَدُكُم بِخَيرٍ
صفحه : 221
فَلَا يُؤَخّرهُ فَإِنّ العَبدَ رُبّمَا صَلّي الصّلَاةَ أَو صَامَ الصّومَ فَيُقَالُ لَهُ اعمَل مَا شِئتَ بَعدَهَا فَقَد غَفَرَ اللّهُ لَكَ
بيان قوله ع فإن العبد يعني أن العبادة التي توجب المغفرة التامة والقرب الكامل من جناب الحق تعالي مستورة علي العبد لايدري أيها هي فكلما هم بعبادة فعليه إمضاؤها قبل أن تفوته فلعلها تكون هي تلك العبادة كَمَا روُيَِ عَنِ النّبِيّص إِنّ لِرَبّكُم فِي أَيّامِ دَهرِكُم نَفَحَاتٍ أَلَا فَتَعَرّضُوا لَهَا
والصلاة والصوم منصوبان بالمصدرية للنوع أي نوعا من الصلاة ونوعا من الصوم و في بعض النسخ مكان الصوم اليوم فهو منصوب علي الظرفية فيقال له القائل هو الله كماسيأتي أوالملائكة بعدها الضمير راجع إلي الصلاة علي المثال أو إلي كل منها بتأويل العبادة و في قوله اعمل ماشئت إشكال فإنه ظاهرا أمر بالقبيح والجواب أنه معلوم أنه ليس الأمر هنا علي حقيقته بل الغرض بيان أن الأعمال السيئة لاتضرك بحيث تحرمك عن دخول الجنة بأن وفقت لعدم الإصرار علي الكبيرة أوصرت قابلا للعفو والمغفرة فيغفر الله لك . فإن قيل هذاإغراء بالقبيح قلت الإغراء بالقبيح إنما يكون إذاعلم العبد صدور مثل ذلك العمل عنه و أنه أي عمل هو و هومستور عنه و قديقال إن المعني أنك لاتحاسب علي مامضي فقد غفر لك فبعد ذلك استأنف العمل إما للجنة فستوجبها وإما للنار فتستحقها كقوله اعمل ماشئت فإنك ملاقيه . و هذاالخبر منقول في طرق العامة و قال القرطبي الأمر في قوله اعمل ماشئت أمر إكرام كما في قوله تعالي ادخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ وإخبار عن الرجل بأنه قدغفر له ماتقدم من ذنبه ومحفوظ في الآتي و قال الآبي يريد بأمر الإكرام أنه ليس إباحة لأن يفعل مايشاء
31-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع افتَتِحُوا نَهَارَكُم بِخَيرٍ وَ أَملُوا
صفحه : 222
عَلَي حَفَظَتِكُم فِي أَوّلِهِ وَ فِي آخِرِهِ خَيراً يُغفَر لَكُم مَا بَينَ ذَلِكَ إِن شَاءَ اللّهُ
بيان هوحث علي فعل الطاعات في أول النهار وافتتاح النهار بالأدعية والأذكار والتلاوة وسائر الأقوال الحسنة فإن ملائكة النهار يكتبونها في أول صحيفة أعمالهم فكأنه يملي عليهم وكذا في آخر النهار فإن الإملاء هو أن تلقي شيئا علي غيرك ليكتب وأصله الإملال ويدل علي أن فعل ذلك يوجب غفران مابينهما من الذنوب ولذا وردت عن أئمتنا ع أذكار وأدعية كثيرة للصباح والمساء والتقييد بالمشية للتبرك أولعدم الاغترار
32- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُرَازِمِ بنِ حَكِيمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي يَقُولُ إِذَا هَمَمتَ بِخَيرٍ فَبَادِر فَإِنّكَ لَا تدَريِ مَا يَحدُثُ
بيان فإنك لاتدري مايحدث أي كموت أوهرم أومرض أوسهو أونسيان أووسوسة شيطان أومانع أوالموانع التي لاتعد و لاتحصي
33- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يُحِبّ مِنَ الخَيرِ مَا يُعَجّلُ
بيان يدل علي استحباب تعجيل الخيرات كما قال تعالي وَ سارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم و قال سبحانه أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ ويدل علي استحباب المبادرة إلي الصلوات في أوائل أوقاتها وكذا سائر العبادات
34-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن بِشرِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَرَدتَ شَيئاً مِنَ الخَيرِ فَلَا تُؤَخّرهُ فَإِنّ العَبدَ يَصُومُ اليَومَ الحَارّ يُرِيدُ مَا عِندَ اللّهِ فَيُعتِقُهُ اللّهُ بِهِ مِنَ النّارِ وَ لَا يُستَقَلّ مَا
صفحه : 223
يُتَقَرّبُ بِهِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَو بِشِقّ تَمرَةٍ
بيان و لوبشق تمرة أي نصفها فإنه قديحفظ به النفس عن الجوع المهلك و قديعلل به اليتيم ولأنه إذااجتمع منه كثير يصير قوتا لشخص قال في النهاية فيه اتقوا النار و لوبشق تمرة فإنها تقع من الجائع موقعها من الشبعان قيل أراد شق التمرة أي نصفها لايتبين له كبير موقع من الجائع إذاتناوله كما لايتبين علي شبع الشبعان إذاأكله فلاتعجزوا أن تتصدقوا به وقيل لأنه يسأل هذاشق تمرة[ وذا شق تمرة] وثالثا ورابعا فيجتمع له مايسد به جوعته
35- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن هَمّ بِخَيرٍ فَليُعَجّلهُ وَ لَا يُؤَخّرهُ فَإِنّ العَبدَ رُبّمَا عَمِلَ العَمَلَ فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد غَفَرتُ لَكَ وَ لَا أَكتُبُ عَلَيكَ شَيئاً أَبَداً وَ مَن هَمّ بِسَيّئَةٍ فَلَا يَعمَلهَا فَإِنّهُ رُبّمَا عَمِلَ العَبدُ السّيّئَةَ فَيَرَاهُ الرّبّ سُبحَانَهُ فَيَقُولُ لَا وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَا أَغفِرُ لَكَ بَعدَهَا أَبَداً
إيضاح قوله تعالي قدغفرت لك الظاهر أن هذا من باب التفضل و ذلك العمل يصير سببا لاستحقاق هذاالفضل ويحتمل أن يكون مبنيا علي التكفير فإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ و يكون هذاالعمل مكفرا لمابعده أيضا أويحفظه الله فيما يأتي عن الكبائر كمامر و أما قوله لاأغفر لك بعدها أبدا فهو إما لخروجه بذلك عن استحقاق الغفران فيعاقب علي جميع معاصيه بعد ذلك أولاستحقاقه للخذلان فيتسلط عليه الشيطان فيخرجه من الإيمان أو هومبني علي الحبط فيحبط هذاالعمل مايأتي به من الطاعات بعده أعاذنا الله وسائر المؤمنين من ذلك وَ اللّهُ المُستَعانُ
36-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا هَمَمتَ بشِيَءٍ مِنَ الخَيرِ فَلَا تُؤَخّرهُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ رُبّمَا اطّلَعَ
صفحه : 224
عَلَي العَبدِ وَ هُوَ عَلَي شَيءٍ مِنَ الطّاعَةِ فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَا أُعَذّبُكَ بَعدَهَا أَبَداً وَ إِذَا هَمَمتَ بِسَيّئَةٍ فَلَا تَعمَلهَا فَإِنّهُ رُبّمَا اطّلَعَ اللّهُ عَلَي العَبدِ وَ هُوَ عَلَي شَيءٍ مِنَ المَعصِيَةِ فَيَقُولُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَا أَغفِرُ لَكَ بَعدَهَا أَبَداً
بيان في المصباح أطلعت زيدا علي كذا مثال أعلمته وزنا ومعني فاطلع علي افتعل أي أشرف عليه وعلم به
37- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا هَمّ أَحَدُكُم بِخَيرٍ أَو صِلَةٍ فَإِنّ عَن يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ شَيطَانَينِ فَليُبَادِر لَا يَكُفّاهُ عَن ذَلِكَ
تبيان بخير أي إيصال نفع إلي الغير أوالأعم منه و من سائر الأعمال الصالحة التي ينتفع بها في الآخرة أوصلة أي صلة رحم من الوالدين والأقارب أوالأعم منهم و من المؤمنين فيكون تخصيصا بعدالتعميم أوالمراد بالخير مايصل نفعه إلي نفسه وبالصلة مايصل إلي الغير. فإن عن يمينه وشماله قديقال صاحب اليمين يضله من جهة الطاعة وصاحب الشمال يضله من جهة المعصية. واعلم أن النفوس البشرية نافرة عن العبادات لما فيها من المشقة الثقيلة عليها و من صلة الأرحام والمبرات لما فيها من صرف المال المحبوب لها فإذاهم أحدهم بشيء من ذلك مما يوجب وصوله إلي مقام الزلفي وتشرفه بالسعادة العظمي فليبادر إلي إمضائه وليعجل إلي اقتنائه فإن الشيطان أبدا في مكمن ينتهض الفرصة لنفثه في نفسه الأمارة بالسوء ويتحري الحيلة مرة بعدأخري في منعها عن الإرادات الصحيحة الموجبة لسعادتها وأمرها بالقبائح المورثة لشقاوتها ويجلب عليها خيله ورجله من جميع الجهات ليسد عليها طرق الوصول إلي الخيرات وهي مع ذلك قابلة لتلك الوساوس ومائلة بالطبع إلي هذه الخسائس
صفحه : 225
فربما يتمكن منها الشيطان غاية التمكن حتي يصرفها عن تلك الإرادة ويكفها عن هذه السعادة وهي مجربة مشاهدة في أكثر الناس إلا من عصمه الله لايكفاه أي لايمنعاه
38- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَن هَمّ بشِيَءٍ مِنَ الخَيرِ فَليُعَجّلهُ فَإِنّ كُلّ شَيءٍ فِيهِ تَأخِيرٌ فَإِنّ لِلشّيطَانِ فِيهِ نَظرَةً
بيان فإن للشيطان فيه نظرة بسكون الظاء أي فكرة لإحداث حيلة يكف بهاالعبد عن الإتيان بالخير أوبكسرها يعني مهلة يتفكر فيهالذلك أوبالتحريك بمعني الحكم أوبمعني الفكر أوبمعني الانتظار والكل مناسب قال في القاموس نظره كضربه وسمعه و إليه نظرا أومنظرا تأمله بعينه وبينهم حكم والنظر محركة الفكر في الشيء تقدره وتقيسه والانتظار والحكم بين القوم والإعانة والفعل كنصر والنظرة كفرحة التأخير في الأمر والنظرة الهيئة
39- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ ثَقّلَ الخَيرَ عَلَي أَهلِ الدّنيَا كَثِقَلِهِ فِي مَوَازِينِهِم يَومَ القِيَامَةِ وَ إِنّ اللّهَ خَفّفَ الشّرّ عَلَي أَهلِ الدّنيَا كَخِفّتِهِ فِي مَوَازِينِهِم يَومَ القِيَامَةِ
تبيين ثقل الخير علي أهل الدنيا أي علي جميع المكلفين في الدنيا بأن جعل ماكلفهم به مخالفا لمشتهيات طباعهم و إن كان المقربون لقوة عقولهم وكثرة علومهم ورياضاتهم غلبوا علي أهوائهم وصار عليهم خفيفا بل يلتذون به أوالمراد بأهل الدنيا الراغبون فيها والطالبون مع ذلك للآخرة فهم يزجرون أنفسهم علي ترك الشهوات فالحسنات عليهم ثقيلة والشرور عليهم خفيفة.
صفحه : 226
والثقل والخفة في الموازين إشارة إلي قوله تعالي فَأَمّا مَن ثَقُلَت مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ وَ أَمّا مَن خَفّت مَوازِينُهُ فَأُمّهُ هاوِيَةٌ. واعلم أنه لاخلاف في حقية الميزان و قدنطق به صريح القرآن في مواضع لكن اختلف المتكلمون من الخاصة والعامة في معناه فمنهم من حمله علي المجاز و أن المراد من الموازين هي التعديل بين الأعمال والجزاء عليها ووضع كل جزاء في موضعه وإيصال كل ذي حق إلي حقه ذهب إليه الشيخ المفيد قدس الله روحه وجماعة من العامة والأكثرون منا ومنهم حملوه علي الحقيقة وقالوا إن الله ينصب ميزانا له لسان وكفتان يوم القيامة فتوزن به أعمال العباد والحسنات والسيئات . واختلفوا في كيفية الوزن لأن الأعمال أعراض لاتجوز عليها الإعادة و لا يكون لها وزن و لاتقوم بأنفسها فقيل توزن صحائف الأعمال وقيل تظهر علامات للحسنات وعلامات للسيئات في الكفتين فتراها الناس وقيل تظهر للحسنات صور حسنة وللسيئات صور سيئة و هومروي عن ابن عباس وقيل بتجسم الأعمال في تلك النشأة وقالوا بجواز تبدل الحقائق في النشأتين كما في النوم واليقظة. وقيل توزن نفس المؤمن والكافر فعن عبيد بن عمير قال يؤتي بالرجل العظيم الجثة فلايزن جناح بعوضة وقيل الميزان واحد والجمع باعتبار أنواع الأعمال والأشخاص وقيل الموازين متعددة بحسب ذلك و قدورد في الأخبار أن الأئمة ع هم الموازين القسط فيمكن حملها علي أنهم الحاضرون عندها والحاكمون عليها وعدم صرف ألفاظ القرآن عن حقائقها بدون حجة قاطعة أولي .فعلي القول بظاهر الميزان نسبة الخفة والثقل إلي الموازين باعتبار كفة
صفحه : 227
الحسنات فالمراد بمن خفت موازينه من خفت كفة حسناته بسبب ثقل كفة سيئاته . قال الطبرسي ره في قوله تعالي فَأَمّا مَن ثَقُلَت مَوازِينُهُإلخ قدذكر سبحانه الحسنات في الموضعين و لم يذكر وزن السيئات لأن الوزن عبارة عن القدر والخطر والسيئة لاخطر لها و لاقدر وإنما الخطر والقدر للحسنات فكان المعني فأما من عظم قدره عند الله لكثرة حسناته و من خفت قدره عند الله لخفة حسناته انتهي . و أما ماورد في الخبر من نسبة الخفة إلي الشر فيمكن أن يكون الإسناد علي المجاز فإن الشر لما كان علة لخفة كفة الحسنات نسبت الخفة إليها أولأنه يصير سببا لخفة قدر صاحبه ومذلته و لايبعد القول بوحدة كفة الميزان في القيامة فتوضع فيهاالحسنات والسيئات معا فتخف بسبب السيئات وتثقل بسبب الحسنات فتكون لوقوفها منازل من الاعتدال والثقل والخفة كماذهب إليه بعض المحدثين فالآيات والأخبار تعتدل علي ظواهرها و الله يعلم حقائق كلامه وكلام حججه وهم ع
صفحه : 228
الآيات فاطرأَ فَمَن زُيّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنّ اللّهَ يُضِلّ مَن يَشاءُ وَ يهَديِ مَن يَشاءُ
1- ب ،[قرب الإسناد]ذَكَرَ الحَسَنُ بنُ الجَهمِ أَنّهُ سَمِعَ الرّضَا ع يَقُولُ إِنّ رَجُلًا كَانَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ عَبَدَ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَربَعِينَ سَنَةً فَلَم يَقبَل مِنهُ فَقَالَ لِنَفسِهِ مَا أُتِيتُ إِلّا مِنكِ وَ لَا أَكدَيتُ إِلّا لَكِ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ ذَمّكَ نَفسَكَ أَفضَلُ مِن عِبَادَةِ أَربَعِينَ سَنَةً
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ البرَقيِّ عَنِ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَا يَتّكِلِ العَامِلُونَ عَلَي أَعمَالِهِمُ التّيِ يَعمَلُونَ بِهَا لثِوَاَبيِ فَإِنّهُم لَوِ اجتَهَدُوا وَ أَتعَبُوا أَنفُسَهُم أَعمَالَهُم فِي عبِاَدتَيِ كَانُوا مُقَصّرِينَ غَيرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِم كُنهَ عبِاَدتَيِ فِيمَا يَطلُبُونَ مِن كرَاَمتَيِ وَ النّعِيمِ فِي جنَاّتيِ وَ رَفِيعِ الدّرَجَاتِ العُلَي فِي جوِاَريِ وَ لَكِن برِحَمتَيِ فَليَثِقُوا وَ فضَليِ فَليَرجُوا وَ إِلَي حُسنِ الظّنّ بيِ فَليَطمَئِنّوا فَإِنّ رحَمتَيِ عِندَ ذَلِكَ تُدرِكُهُم وَ بمِنَيّ أُبَلّغُهُم رضِواَنيِ وَ أُلبِسُهُم عفَويِ فإَنِيّ أَنَا اللّهُ الرّحمَنُ الرّحِيمُ بِذَلِكَ تَسَمّيتُ
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن سَعدِ بنِ أَبِي خَلَفٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع أَنّهُ قَالَعَلَيكَ بِالجِدّ
صفحه : 229
وَ لَا تُخرِجَنّ نَفسَكَ عَن حَدّ التّقصِيرِ فِي عِبَادَةِ اللّهِ وَ طَاعَتِهِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي لَا يُعبَدُ حَقّ عِبَادَتِهِ
4- سن ،[المحاسن ] فِي رِوَايَةِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع الرّجُلُ يَعمَلُ العَمَلَ وَ هُوَ خَائِفٌ مُشفِقٌ ثُمّ يَعمَلُ شَيئاً مِنَ البِرّ فَيَدخُلُهُ شِبهُ العُجبِ لِمَا عَمِلَ قَالَ ع فَهُوَ فِي حَالِهِ الأُولَي أَحسَنُ حَالًا مِنهُ فِي هَذِهِ الحَالِ
5- سن ،[المحاسن ] ابنُ سِنَانٍ عَنِ العَلَاءِ عَن خَالِدٍ الصّيقَلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ فَوّضَ الأَمرَ إِلَي مَلَكٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فَخَلَقَ سَبعَ سَمَاوَاتٍ وَ سَبعَ أَرَضِينَ فَلَمّا رَأَي أَنّ الأَشيَاءَ قَدِ انقَادَت لَهُ قَالَ مَن مثِليِ فَأَرسَلَ اللّهُ عَلَيهِ نُوَيرَةً مِنَ النّارِ قُلتُ وَ مَا النّوَيرَةُ قَالَ نَارٌ مِثلُ الأَنمُلَةِ فَاستَقبَلَهَا بِجَمِيعِ مَا خَلَقَ فَيَحُكّ لِذَلِكَ حَتّي وَصَلَت إِلَي نَفسِهِ لَمّا أَن دَخَلَهُ العُجبُ
6-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ البَاقِرُ ع دَخَلَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مُسلِمِ بنِ شِهَابٍ الزهّريِّ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العَابِدِينَ ع وَ هُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ فَقَالَ لَهُ زَينُ العَابِدِينَ مَا بَالُكَ مَهمُوماً مَغمُوماً قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ هُمُومٌ وَ غُمُومٌ تَتَوَالَي عَلَيّ لِمَا امتُحِنتُ بِهِ مِن جِهَةِ حُسّادِ نعِمتَيِ وَ الطّامِعِينَ فِيّ وَ مِمّن أَرجُوهُ وَ مِمّن أَحسَنتُ إِلَيهِ فَيَخلُفُ ظنَيّ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العَابِدِينَ ع احفَظ لِسَانَكَ تَملِك بِهِ إِخوَانَكَ قَالَ الزهّريِّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ أُحسِنُ إِلَيهِم بِمَا يَبدُرُ مِن كلَاَميِ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع هَيهَاتَ هَيهَاتَ إِيّاكَ وَ أَن تُعجَبَ مِن نَفسِكَ بِذَلِكَ وَ إِيّاكَ أَن تَتَكَلّمَ بِمَا يَسبِقُ إِلَي القُلُوبِ إِنكَارُهُ وَ إِن كَانَ عِندَكَ اعتِذَارُهُ فَلَيسَ كُلّ مَن تُسمِعُهُ نُكراً يُمكِنُكَ لِأَن تُوَسّعَهُ عُذراً ثُمّ قَالَ يَا زهُريِّ مَن لَم يَكُن عَقلُهُ أَكمَلَ مَا فِيهِ كَانَ هَلَاكُهُ مِن أَيسَرِ
صفحه : 230
مَا فِيهِ ثُمّ قَالَ يَا زهُريِّ وَ مَا عَلَيكَ أَن تَجعَلَ المُسلِمِينَ مِنكَ بِمَنزِلَةِ أَهلِ بَيتِكَ فَتَجعَلَ كَبِيرَهُم بِمَنزِلَةِ وَالِدِكَ وَ تَجعَلَ صَغِيرَهُم بِمَنزِلَةِ وُلدِكَ وَ تَجعَلَ تِربَكَ مِنهُم بِمَنزِلَةِ أَخِيكَ فأَيَّ هَؤُلَاءِ تُحِبّ أَن تَظلِمَ وَ أَيّ هَؤُلَاءِ تُحِبّ أَن تَدعُوَ عَلَيهِ وَ أَيّ هَؤُلَاءِ تُحِبّ أَن تَهتِكَ سِترَهُ وَ إِن عَرَضَ لَكَ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ بِأَنّ لَكَ فَضلًا عَلَي أَحَدٍ مِن أَهلِ القِبلَةِ فَانظُر إِن كَانَ أَكبَرَ مِنكَ فَقُل قَد سبَقَنَيِ بِالإِيمَانِ وَ العَمَلِ الصّالِحِ فَهُوَ خَيرٌ منِيّ وَ إِن كَانَ أَصغَرَ مِنكَ فَقُل قَد سَبَقتُهُ باِلمعَاَصيِ وَ الذّنُوبِ فَهُوَ خَيرٌ منِيّ وَ إِن كَانَ تِربَكَ فَقُل أَنَا عَلَي يَقِينٍ مِن ذنَبيِ وَ فِي شَكّ مِن أَمرِهِ فَمَا لِي أَدَعُ يقَيِنيِ بشِكَيّ وَ إِن رَأَيتَ المُسلِمِينَ يُعَظّمُونَكَ وَ يُوَقّرُونَكَ وَ يُبَجّلُونَكَ فَقُل هَذَا فَضلٌ أَخَذُوا بِهِ وَ إِن رَأَيتَ مِنهُم جَفَاءً وَ انقِبَاضاً عَنكَ فَقُل هَذَا لِذَنبٍ أَحدَثتُهُ فَإِنّكَ إِن فَعَلتَ ذَلِكَ سَهّلَ اللّهُ عَلَيكَ عَيشَكَ وَ كَثُرَ أَصدِقَاؤُكَ وَ قَلّ أَعدَاؤُكَ وَ فَرِحتَ بِمَا يَكُونُ مِن بِرّهِم وَ لَم تَأسَف عَلَي مَا يَكُونُ مِن جَفَائِهِم وَ اعلَم أَنّ أَكرَمَ النّاسِ عَلَي النّاسِ مَن كَانَ خَيرُهُ فَائِضاً عَلَيهِم وَ كَانَ عَنهُم مُستَغنِياً مُتَعَفّفاً وَ أَكرَمُ النّاسِ بَعدَهُ عَلَيهِم مَن كَانَ عَنهُم مُتَعَفّفاً وَ إِن كَانَ إِلَيهِم مُحتَاجاً فَإِنّمَا أَهلُ الدّنيَا يَعشَقُونَ الأَموَالَ فَمَن لَم يُزَاحِمهُم فِيمَا يَعشَقُونَهُ كَرُمَ عَلَيهِم وَ مَن لَم يُزَاحِمهُم فِيهَا وَ مَكّنَهُم مِنهَا أَو مِن بَعضِهَا كَانَ أَعَزّ وَ أَكرَمَ
6- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ عَالِماً أَتَي عَابِداً فَقَالَ لَهُ كَيفَ صَلَاتُكَ فَقَالَ تسَألَنُيِ عَن صلَاَتيِ وَ أَنَا أَعبُدُ اللّهَ مُنذُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ كَيفَ بُكَاؤُكَ فَقَالَ إنِيّ لأَبَكيِ حَتّي تجَريَِ دمُوُعيِ فَقَالَ لَهُ العَالِمُ فَإِنّ ضَحِكَكَ وَ أَنتَ تَخَافُ اللّهَ أَفضَلُ مِن بُكَائِكَ وَ أَنتَ مُدِلّ عَلَي اللّهِ إِنّ المُدِلّ بِعَمَلِهِ لَا يَصعَدُ مِن عَمَلِهِ شَيءٌ
7-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ دَاوُدُ النّبِيّ ع لَأَعبُدَنّ اللّهَ اليَومَ عِبَادَةً وَ لَأَقرَأَنّ
صفحه : 231
قِرَاءَةً لَم أَفعَل مِثلَهَا قَطّ فَدَخَلَ مِحرَابَهُ فَفَعَلَ فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلَاتِهِ إِذَا هُوَ بِضِفدَعٍ فِي المِحرَابِ فَقَالَ لَهُ يَا دَاوُدُ أَعجَبَكَ اليَومَ مَا فَعَلتَ مِن عِبَادَتِكَ وَ قِرَاءَتِكَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ لَا يُعجِبَنّكَ فإَنِيّ أُسَبّحُ اللّهَ فِي كُلّ لَيلَةٍ أَلفَ تَسبِيحَةٍ يَتَشَعّبُ لِي مَعَ كُلّ تَسبِيحَةٍ ثَلَاثَةُ آلَافِ تَحمِيدَةٍ وَ إنِيّ لَأَكُونُ فِي قَعرِ المَاءِ فَيُصَوّتُ الطّيرُ فِي الهَوَاءِ فَأَحسَبُهُ جَائِعاً فَأَطفُو لَهُ عَلَي المَاءِ ليِأَكلُنَيِ وَ مَا لِي ذَنبٌ
8- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العَبدَ لَيُذنِبُ الذّنبَ فَيَندَمُ عَلَيهِ ثُمّ يَعمَلُ العَمَلَ فَيَسُرّهُ ذَلِكَ فَيَتَرَاخَي عَن حَالِهِ تِلكَ وَ لَأَن يَكُونَ عَلَي حَالِهِ تِلكَ خَيرٌ لَهُ مِمّا دَخَلَ فِيهِ
9- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ إِنّ مِن عبِاَديِ مَن يسَألَنُيِ الشيّءَ مِن طاَعتَيِ لِأُحِبّهُ فَأَصرِفُ ذَلِكَ عَنهُ لِكَيلَا يُعجِبَهُ عَمَلُهُ
10- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]الوَشّاءُ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ أَيّوبَ النّبِيّص قَالَ يَا رَبّ مَا سَأَلتُكَ شَيئاً مِنَ الدّنيَا قَطّ وَ دَاخَلَهُ شَيءٌ فَأَقبَلَت إِلَيهِ سَحَابَةٌ حَتّي نَادَتهُ يَا أَيّوبُ مَن وَفّقَكَ لِذَلِكَ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ
11- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع لَا وَحدَةَ أَوحَشُ مِنَ العُجبِ
12- عُدّةُ الداّعيِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ اعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ أَنّ المُؤمِنَ لَا يُصبِحُ وَ لَا يمُسيِ إِلّا وَ نَفسُهُ ظَنُونٌ عِندَهُ فَلَا يَزَالُ زَارِياً عَلَيهَا وَ مُستَزِيداً لَهَا فَكُونُوا كَالسّابِقِينَ قَبلَكُم وَ المَاضِينَ أَمَامَكُم قَوّضُوا مِنَ الدّنيَا تَقوِيضَ الرّاحِلِ وَ طَوَوهَا طيَّ المَنَازِلِ
13- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَخَطَبَ عَلِيّ ع فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ ذَكَرَ النّبِيّ فَصَلّي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ
صفحه : 232
أَمّا بَعدُ فإَنِيّ أُوصِيكُم بِتَقوَي اللّهِ ألّذِي بِطَاعَتِهِ يَنفَعُ أَولِيَاءَهُ وَ بِمَعصِيَتِهِ يُضِرّ أَعدَاءَهُ وَ إِنّهُ لَيسَ لِهَالِكٍ هَلَكَ مَن يُعذِرُهُ فِي تَعَمّدِ ضَلَالَةٍ حَسِبَهَا هُدًي وَ لَا تَركِ حَقّ حَسِبَهُ ضَلَالَةً وَ إِنّ أَحَقّ مَا يَتَعَاهَدُ الراّعيِ مِن رَعِيّتِهِ أَن يَتَعَاهَدَهُم باِلذّيِ لِلّهِ عَلَيهِم فِي وَظَائِفِ دِينِهِم وَ إِنّمَا عَلَينَا أَن نَأمُرَكُم بِمَا أَمَرَكُمُ اللّهُ بِهِ وَ أَن نَنهَاكُم عَمّا نَهَاكُمُ اللّهُ عَنهُ وَ أَن نُقِيمَ أَمرَ اللّهِ فِي قَرِيبِ النّاسِ وَ بَعِيدِهِم لَا نبُاَليِ بِمَن جَاءَ الحَقّ عَلَيهِ وَ قَد عَلِمتَ أَنّ أَقوَي مَا يَتَمَنّونَ فِي دِينِهِمُ الأمَاَنيِّ وَ يَقُولُونَ نَحنُ نصُلَيّ مَعَ المُصَلّينَ وَ نُجِاهِدُ مَعَ المُجَاهِدِينَ وَ نَهجُرُ الهِجرَةَ وَ نَقتُلُ العَدُوّ وَ كُلّ ذَلِكَ يَفعَلُهُ أَقوَامٌ لَيسَ الإِيمَانُ باِلتحّلَيّ وَ لَا باِلتمّنَيّ الصّلَاةُ لَهَا وَقتٌ فَرَضَهُ رَسُولُ اللّهِ لَا تَصلُحُ إِلّا بِهِ فَوَقتُ صَلَاةِ الفَجرِ حِينَ تَزَايُلِ المَرءِ لَيلَهُ وَ يَحرُمُ عَلَي الصّائِمِ طَعَامُهُ وَ شَرَابُهُ وَ وَقتُ صَلَاةِ الظّهرِ إِذَا كَانَ القَيظُ حِينَ يَكُونُ ظِلّكَ مِثلَكَ وَ إِذَا كَانَ الشّتَاءُ حِينَ تَزُولُ الشّمسُ مِنَ الفَلَكِ وَ ذَلِكَ حِينَ تَكُونُ عَلَي حَاجِبِكَ الأَيمَنِ مَعَ شُرُوطِ اللّهِ فِي الرّكُوعِ وَ السّجُودِ وَ وَقتُ العَصرِ وَ الشّمسُ بَيضَاءُ نَقِيّةٌ قَدرَ مَا يَسلُكُ الرّجُلُ عَلَي الجَمَلِ الثّقِيلِ فَرسَخَينِ قَبلَ غُرُوبِهَا وَ وَقتُ صَلَاةِ المَغرِبِ إِذَا غَرَبَتِ الشّمسُ وَ أَفطَرَ الصّائِمُ وَ وَقتُ صَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ حِينَ غَسَقَ اللّيلُ وَ تَذهَبُ حُمرَةُ الأُفُقِ إِلَي ثُلُثِ اللّيلِ فَمَن نَامَ عِندَ ذَلِكَ فَلَا أَنَامَ اللّهُ عَينَهُ فَهَذِهِ مَوَاقِيتُ الصّلَاةِإِنّ الصّلاةَ كانَت عَلَي المُؤمِنِينَ كِتاباً مَوقُوتاً وَ يَقُولُ الرّجُلُ هَاجَرتُ وَ لَم يُهَاجِر إِنّمَا المُهَاجِرُونَ الّذِينَ يَهجُرُونَ السّيّئَاتِ وَ لَم يَأتُوا بِهَا وَ يَقُولُ الرّجُلُ جَاهَدتُ وَ لَم يُجَاهِد إِنّمَا الجِهَادُ اجتِنَابُ المَحَارِمِ وَ مُجَاهَدَةُ العَدُوّ وَ قَد يُقَاتِلُ أَقوَامٌ فَيُحِبّونَ القِتَالَ لَا يُرِيدُونَ إِلّا الذّكرَ وَ الأَجرَ وَ إِنّ الرّجُلَ لَيُقَاتِلُ بِطَبعِهِ مِنَ الشّجَاعَةِ فيَحَميِ مَن يَعرِفُ وَ مَن لَا يَعرِفُ وَ يَجبُنُ بِطَبِيعَتِهِ مِنَ الجُبنِ فَيُسَلّمُ أَبَاهُ وَ أُمّهُ إِلَي العَدُوّ وَ إِنّمَا المِثَالُ
صفحه : 233
حَتفٌ مِنَ الحُتُوفِ وَ كُلّ امرِئٍ عَلَي مَا قَاتَلَ عَلَيهِ وَ إِنّ الكَلبَ لَيُقَاتِلُ دُونَ أَهلِهِ وَ الصّيَامُ اجتِنَابُ المَحَارِمِ كَمَا يَمتَنِعُ الرّجُلُ مِنَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَ الزّكَاةُ التّيِ فَرَضَهَا النّبِيّص طَيّبَةً بِهَا نَفسُكَ لَا تُسَنّوا عَلَيهَا سَنيَهَا فَافهَمُوا مَا تُوعَظُونَ فَإِنّ الحَرِيبَ مَن حَرِبَ دِينَهُ وَ السّعِيدَ مَن وُعِظَ بِغَيرِهِ أَلَا وَ قَد وَعَظتُكُم فَنَصَحتُكُم وَ لَا حُجّةَ لَكُم عَلَي اللّهِ أَقُولُ قوَليِ هَذَا وَ أَستَغفِرُ اللّهَ لِي وَ لَكُم
14- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن عِيسَي بنِ أَيّوبَ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَنِ الفَضلِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ قَالَ أَكثِر مِن أَن تَقُولَ أللّهُمّ لَا تجَعلَنيِ مِنَ المُعَارِينَ وَ لَا تخُرجِنيِ مِنَ التّقصِيرِ قُلتُ أَمّا المُعَارُونَ فَقَد عَرَفتُ أَنّ الرّجُلَ يُعَارُ الدّينَ ثُمّ يَخرُجُ مِنهُ فَمَا مَعنَي لَا تخُرجِنيِ مِنَ التّقصِيرِ فَقَالَ كُلّ عَمَلٍ تُرِيدُ بِهِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَكُن فِيهِ مُقَصّراً عِندَ نَفسِكَ فَإِنّ النّاسَ كُلّهُم فِي أَعمَالِهِم فِيمَا بَينَهُم وَ بَينَ اللّهِ مُقَصّرُونَ إِلّا مَن عَصَمَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
بيان قوله ع من المعارين قال السيد الداماد قدس الله روحه المعاري من يركب الفرس عريانا قال في القاموس اعروري سار في الأرض وحده وقبيحا أتاه وفرسا ركبه عريانا ونحن نعاري نركب الخيل أعراء والمعني بالمعاري هاهنا المتعبدون الذين يتعبدون لا علي أسبغ الوجوه والطائعون الذين يلتزمون الطاعات ولكن لا علي قصيا المراتب بل علي ضرب من التقصير كالذين يركبون الخيل ولكن أعراء بلغنا الله تعالي أقصي المدي في طاعته انتهي . ولعله ره غفل عن هذاالخبر وغيره مما سيأتي في باب المعارين فإنها صريحة في أنه مأخوذ من العارية. إلا من عصمه الله أي من الأنبياء والأوصياء ع فإنهم لايقصرون في
صفحه : 234
شرائط الطاعة بحسب الإمكان و إن كانوا أيضا يعدون أنفسهم مقصرين إظهارا للعجز والنقصان و لمايرون أعمالهم قاصرة في جنب ماأنعم الله عليهم من الفضل والإحسان وقيل إلا من عصمه الله من التقصير بالاعتراف بالتقصير
15- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ إِنّ رَجُلًا فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ عَبَدَ اللّهَ أَربَعِينَ سَنَةً ثُمّ قَرّبَ قُربَاناً فَلَم يُقبَل مِنهُ فَقَالَ لِنَفسِهِ وَ مَا أُتِيتُ إِلّا مِنكِ وَ مَا الذّنبُ إِلّا لَكِ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلَيهِ ذَمّكَ نَفسَكَ أَفضَلُ مِن عِبَادَتِكَ أَربَعِينَ سَنَةً
بيان القربان بالضم مايتقرب به إلي الله من هدي أوغيره وكانت علامة القبول في بني إسرائيل أن تجيء نار من السماء فتحرقه و قال في المغرب يقال من هنا أتيت أي من هنا دخل البلاء عليك فأوحي الله يحتمل أن يكون ذلك الرجل نبيا ويحتمل أن يكون الوحي بتوسط نبي في ذلك الزمان مع أنه لم يثبت امتناع نزول الوحي علي غيرالأنبياء كما أن ظاهر الآية نزول الوحي علي أم موسي ع . قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالي وَ أَوحَينا إِلي أُمّ مُوسي أي ألهمناها وقذفنا في قلبها و ليس بوحي نبوة عن قتادة وغيره وقيل أتاها جبرئيل بذلك عن مقاتل وقيل كان هذاالوحي رؤيا منام عبر عنها من تثق به من علماء بني إسرائيل عن الجبائي
صفحه : 235
16- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن سَعدِ بنِ أَبِي خَلَفٍ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ قَالَ لِبَعضِ وُلدِهِ يَا بنُيَّ عَلَيكَ بِالجِدّ لَا تُخرِجَنّ نَفسَكَ عَن حَدّ التّقصِيرِ فِي عِبَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ طَاعَتِهِ فَإِنّ اللّهَ لَا يُعبَدُ حَقّ عِبَادَتِهِ
بيان لاتخرجن نفسك إلخ أي عد نفسك مقصرا في طاعة الله و إن بذلت الجهد فيها فإن الله لايمكن أن يعبد حق عبادته كَمَا قَالَ سَيّدُ البَشَرِص مَا عَبَدنَاكَ حَقّ عِبَادَتِكَ
17- كا،[الكافي]العِدّةُ عَنِ البرَقيِّ عَن بَعضِ العِرَاقِيّينَ عَن مُحَمّدِ بنِ المُثَنّي الحضَرمَيِّ عَن أَبِيهِ عَن عُثمَانَ بنِ زَيدٍ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع يَا جَابِرُ لَا أَخرَجَكَ اللّهُ مِنَ النّقصِ وَ لَا التّقصِيرِ
بيان لاأخرجك الله أي وفقك الله لأن تعد عبادتك ناقصة ونفسك مقصرة أبدا
صفحه : 236
الآيات الكهف 82-وَ أَمّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبّكَ أَن يَبلُغا أَشُدّهُما وَ يَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبّكَ
1- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا يُحفَظُ الأَطفَالُ بِصَلَاحِ آبَائِهِم كَمَا حَفِظَ اللّهُ الغُلَامَينِ بِصَلَاحِ أَبَوَيهِمَا
2- شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو الكوُفيِّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ يَحفَظُ وُلدَ المُؤمِنِ إِلَي أَلفِ سَنَةٍ وَ إِنّ الغُلَامَينِ كَانَ بَينَهُمَا وَ بَينَ أَبِيهِمَا سَبعُمِائَةِ سَنَةٍ
3- شي،[تفسير العياشي] عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ لَيُفلِحُ بِفَلَاحِ الرّجُلِ المُؤمِنِ وُلدَهُ وَ وُلدَ وُلدِهِ وَ يَحفَظُهُ فِي دُوَيرَتِهِ وَ دُوَيرَاتِ حَولِهِ فَلَا يَزَالُونَ فِي حِفظِ اللّهِ لِكَرَامَتِهِ عَلَي اللّهِ ثُمّ ذَكَرَ الغُلَامَينِ فَقَالَوَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ شَكَرَ صَلَاحَ أَبَوَيهِمَا لَهُمَا
4- شي،[تفسير العياشي] عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ إِنّ اللّهَ لَيَخلُفُ العَبدَ الصّالِحَ مِن بَعدِ مَوتِهِ فِي أَهلِهِ وَ مَالِهِ وَ إِن كَانَ أَهلُهُ أَهلَ سَوءٍ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ إِلَي آخِرِهَاوَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً
صفحه : 237
الآيات فاطروَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري وَ إِن تَدعُ مُثقَلَةٌ إِلي حِملِها لا يُحمَل مِنهُ شَيءٌ وَ لَو كانَ ذا قُربي إلي قوله تعالي وَ مَن تَزَكّي فَإِنّما يَتَزَكّي لِنَفسِهِ وَ إِلَي اللّهِ المَصِيرُ
صفحه : 238
الزمروَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخري ثُمّ إِلي رَبّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَ
صفحه : 241
الآيات هودإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِأسري إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَ إِن أَسَأتُم فَلَهاالفرقان إِلّا مَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماًالنمل إِلّا مَن ظَلَمَ ثُمّ بَدّلَ حُسناً بَعدَ سُوءٍ فإَنِيّ غَفُورٌ رَحِيمٌ
صفحه : 242
و قال تعالي مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها وَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَ
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا أَحسَنَ الحَسَنَاتِ بَعدَ السّيّئَاتِ وَ مَا أَقبَحَ السّيّئَاتِ بَعدَ الحَسَنَاتِ
2- فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن حَمّادٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّ مَا مِن دَارٍ فِيهَا فَرحَةٌ إِلّا يَتبَعُهَا تَرحَةٌ وَ مَا مِن هَمّ إِلّا وَ لَهُ فَرَجٌ إِلّا هَمّ أَهلِ النّارِ فَإِذَا عَمِلتَ سَيّئَةً فَأَتبِعهَا بِحَسَنَةٍ تَمحُهَا سَرِيعاً وَ عَلَيكَ بِصَنَائِعِ الخَيرِ فَإِنّهَا تَدفَعُ مَصَارِعَ السّوءِ
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الكَاتِبِ عَن أَحمَدَ بنِ جَعفَرٍ الماَلكِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن أَبِيهِ عَن يَحيَي بنِ سَعِيدٍ عَن سُفيَانَ عَن حَبِيبٍ عَن مَيمُونِ بنِ أَبِي شَبِيبٍ عَن أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اتّقِ اللّهَ حَيثُ كُنتَ وَ خَالِقِ النّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ وَ إِذَا عَمِلتَ سَيّئَةً فَاعمَل حَسَنَةً تَمحُوهَا
4-فس ،[تفسير القمي] أَبِي عَن جَعفَرٍ وَ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَوقَفَ اللّهُ المُؤمِنِينَ بَينَ يَدَيهِ وَ عَرَضَ عَلَيهِ عَمَلَهُ فَيَنظُرُ فِي صَحِيفَتِهِ فَأَوّلُ مَا يَرَي سَيّئَاتُهُ فَيَتَغَيّرُ لِذَلِكَ لَونُهُ وَ تَرتَعِشُ فَرَائِصُهُ ثُمّ يَعرِضُ عَلَيهِ حَسَنَاتِهِ فَيَفرَحُ لِذَلِكَ نَفسُهُ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَدّلُوا سَيّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ وَ أَظهِرُوهَا
صفحه : 243
لِلنّاسِ فَيُبَدّلُ لَهُم فَيَقُولُ النّاسُ أَ مَا كَانَ لِهَؤُلَاءِ سَيّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَ هُوَ قَولُهُيُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ
5- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَن خَالِهِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن رَجُلٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ إنِيّ لَم أَرَ شَيئاً قَطّ أَشَدّ طَلَباً وَ لَا أَسرَعَ دَرَكاً مِن حَسَنَةٍ مُحدَثَةٍ لِذَنبٍ قَدِيمٍ
6- مع ،[معاني الأخبار]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن خَلَا بِعَمَلٍ فَليَنظُر فِيهِ فَإِن كَانَ حَسَناً جَمِيلًا فَليَمضِ عَلَيهِ وَ إِن كَانَ سَيّئاً قَبِيحاً فَليَجتَنِبهُ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَولَي بِالوَفَاءِ وَ الزّيَادَةِ وَ مَن عَمِلَ سَيّئَةً فِي السّرّ فَليَعمَل حَسَنَةً فِي السّرّ وَ مَن عَمِلَ سَيّئَةً فِي العَلَانِيَةِ فَليَعمَل حَسَنَةً فِي العَلَانِيَةِ
7- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ وَيلٌ لِمَن غَلَبَت آحَادُهُ أَعشَارَهُ فَقُلتُ لَهُ وَ كَيفَ هَذَا فَقَالَ أَ مَا سَمِعتَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَ مَن جاءَ بِالسّيّئَةِ فَلا يُجزي إِلّا مِثلَهافَالحَسَنَةُ الوَاحِدَةُ إِذَا عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ عَشراً وَ السّيّئَةُ الوَاحِدَةُ إِذَا عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ وَاحِدَةً فَنَعُوذُ بِاللّهِ مِمّن يَرتَكِبُ فِي يَومٍ وَاحِدٍ عَشرَ سَيّئَاتٍ وَ لَا تَكُونُ لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ فَتَغلِبَ حَسَنَاتُهُ سَيّئَاتِهِ
صفحه : 244
8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ]الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَ إِن أَسَأتُم فَلَها قَالَ إِن أَحسَنتُم أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَ إِن أَسَأتَها فَلَهَا رَبّ يَغفِرُ لَهَا
9- جا،[المجالس للمفيد]الصّدُوقَ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي النّعمَانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي يَا أَبَا النّعمَانِ لَا يَغُرّنّكَ النّاسُ مِن نَفسِكَ فَإِنّ الأَمرَ يَصِلُ إِلَيكَ دُونَهُم وَ لَا تَقطَع نَهَارَكَ بِكَذَا وَ كَذَا فَإِنّ مَعَكَ مَن يحُصيِ عَلَيكَ وَ أَحسِن فإَنِيّ لَم أَرَ أَشَدّ طَلَباً وَ لَا أَسرَعَ دَرَكاً مِن حَسَنَةٍ مُحدَثَةٍ لِذَنبٍ قَدِيمٍ إِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ يَقُولُإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ
صفحه : 245
الآيات النساءإِنّ اللّهَ لا يَظلِمُ مِثقالَ ذَرّةٍ وَ إِن تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفها وَ يُؤتِ مِن لَدُنهُ أَجراً عَظِيماً و قال إِن تُبدُوا خَيراً أَو تُخفُوهُ أَو تَعفُوا عَن سُوءٍ فَإِنّ اللّهَ كانَ عَفُوّا قَدِيراًالأنعام مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَ مَن جاءَ بِالسّيّئَةِ فَلا يُجزي إِلّا مِثلَها وَ هُم لا يُظلَمُونَيونس لِلّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌ وَ لا يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَ لا ذِلّةٌ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ هُم فِيها خالِدُونَ وَ الّذِينَ كَسَبُوا السّيّئاتِ جَزاءُ سَيّئَةٍ بِمِثلِها وَ تَرهَقُهُم ذِلّةٌ ما لَهُم مِنَ اللّهِ مِن عاصِمٍ كَأَنّما أُغشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً مِنَ اللّيلِ مُظلِماً أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَالقصص مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها وَ مَن جاءَ بِالسّيّئَةِ فَلا يُجزَي الّذِينَ عَمِلُوا السّيّئاتِ إِلّا ما كانُوا يَعمَلُونَحمعسق وَ مَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَزِد لَهُ فِيها حُسناً إِنّ اللّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
صفحه : 246
1- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ عَلَي النّبِيّص مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ زدِنيِ فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ زدِنيِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّمَن ذَا ألّذِي يُقرِضُ اللّهَ قَرضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافاً كَثِيرَةًفَعَلِمَ رَسُولُ اللّهِص أَنّ الكَثِيرَ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَا يُحصَي وَ لَيسَ لَهُ مُنتَهَي
شي،[تفسير العياشي] عن علي بن عمار عنه ع مثله
2- ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الهاَشمِيِّ عَن فُرَاتٍ عَن مُحَمّدِ بنِ ظُهَيرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العبَديِّ عَن سَهلِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن عَبدِ القُدّوسِ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا هَمّ العَبدُ بِحَسَنَةٍ كُتِبَت لَهُ حَسَنَةً فَإِذَا عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ عَشرَ حَسَنَاتٍ وَ إِذَا هَمّ بِسَيّئَةٍ لَم تُكتَب عَلَيهِ فَإِذَا عَمِلَهَا أُجّلَ تِسعَ سَاعَاتٍ فَإِن نَدِمَ عَلَيهَا وَ استَغفَرَ وَ تَابَ لَم تُكتَب عَلَيهِ وَ إِن لَم يَندَم وَ لَم يَتُب مِنهَا كُتِبَت عَلَيهِ سَيّئَةً وَاحِدَةً
3- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ مَا مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ يُذنِبُ ذَنباً إِلّا أَجّلَهُ اللّهُ فِيهِ سَبعَ سَاعَاتٍ فَإِن هُوَ تَابَ مِنهُ وَ استَغفَرَ لَم يُكتَب عَلَيهِ وَ إِن لَم يَتُب كُتِبَ عَلَيهِ سَيّئَةً وَاحِدَةً
صفحه : 247
4- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ أَتَي أَبِي رضَيَِ اللّهُ عَنهُ الحَسَنُ البصَريِّ وَ قَالَ يَا أَبَا جَعفَرٍ بلَغَنَيِ عَنكَ أَنّكَ قُلتَ مَا مِن عَبدٍ يُذنِبُ ذَنباً إِلّا أَجّلَهُ اللّهُ سَبعَ سَاعَاتٍ فَإِن هُوَ تَابَ مِنهُ وَ استَغفَرَ لَم يُكتَب عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ أَبِي لَيسَ هَكَذَا قُلتُ وَ لكَنِيّ قُلتُ مَا مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ يُذنِبُ ذَنباً وَ كَذَلِكَ كَانَ قوَليِ
5- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ طَاهِرٍ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص صَاحِبُ اليَمِينِ أَمِيرٌ عَلَي صَاحِبِ الشّمَالِ فَإِذَا عَمِلَ العَبدُ السّيّئَةَ قَالَ صَاحِبُ اليَمِينِ لِصَاحِبِ الشّمَالِ لَا تَعجَل وَ أَنظِرهُ سَبعَ سَاعَاتٍ فَإِن مَضَي سَبعُ سَاعَاتٍ وَ لَم يَستَغفِر قَالَ اكتُب فَمَا أَقَلّ حَيَاءَ هَذَا العَبدِ
6- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المُؤمِنَ ليَنَويِ الذّنبَ فَيُحرَمُ رِزقَهُ
7- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا أَحسَنَ المُؤمِنُ عَمَلَهُ ضَاعَفَ اللّهُ عَمَلَهُ لِكُلّ حَسَنَةٍ سَبعَمَائَةٍ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُفَأَحسِنُوا أَعمَالَكُمُ التّيِ تَعمَلُونَهَا لِثَوَابِ اللّهِ فَقُلتُ لَهُ وَ مَا الإِحسَانُ قَالَ فَقَالَ إِذَا صَلّيتَ فَأَحسِن رُكُوعَكَ وَ سُجُودَكَ وَ إِذَا صُمتَ فَتَوَقّ كُلّ مَا فِيهِ فَسَادُ صَومِكَ وَ إِذَا حَجَجتَ فَتَوَقّ مَا يَحرُمُ عَلَيكَ فِي حَجّكَ وَ عُمرَتِكَ قَالَ وَ كُلّ عَمَلٍ تَعمَلُهُ فَليَكُن نَقِيّاً مِنَ الدّنَسِ
صفحه : 248
شي،[تفسير العياشي] عن عمر بن يزيد مثله
8- شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدٍ الواَبشِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَحسَنَ العَبدُ المُؤمِنُ ضَاعَفَ اللّهُ لَهُ عَمَلَهُ بِكُلّ حَسَنَةٍ سَبعَمَائَةِ ضِعفٍ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ
9- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ وَ حُمرَانَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالُوا سَأَلنَاهُمَا عَن قَولِهِمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها أَ هيَِ لِضُعَفَاءِ المُسلِمِينَ قَالَ لَا وَ لَكِنّهَا لِلمُؤمِنِينَ وَ إِنّهُ لَحَقّ عَلَي اللّهِ أَن يَرحَمَهُم
10- شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَ لآِدَمَ ثَلَاثَ خِصَالٍ فِي ذُرّيّتِهِ جَعَلَ لَهُم أَنّ مَن هَمّ مِنهُم بِحَسَنَةٍ أَن يَعمَلَهَا كَتَبَ لَهُ حَسَنَةً وَ مَن هَمّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كَتَبَ لَهُ بِهَا عَشرَ حَسَنَاتٍ وَ مَن هَمّ بِالسّيّئَةِ أَن يَعمَلَهَا لَا يُكتَبُ عَلَيهِ وَ مَن عَمِلَهَا كُتِبَت عَلَيهِ سَيّئَةً وَاحِدَةً وَ جَعَلَ لَهُمُ التّوبَةَ حَتّي يَبلُغَ حَنجَرَةَ الرّجُلِ فَقَالَ إِبلِيسُ يَا رَبّ جَعَلتَ لآِدَمَ ثَلَاثَ خِصَالٍ فَاجعَل لِي مِثلَ مَا جَعَلتَ لَهُ فَقَالَ قَد جَعَلتُ لَكَ لَا يُولَدُ لَهُ مَولُودٌ إِلّا وُلِدَ لَكَ مِثلُهُ وَ جَعَلتُ لَكَ أَن تجَريَِ مِنهُم مَجرَي الدّمِ فِي العُرُوقِ وَ جَعَلتُ لَكَ أَن جَعَلتُ صُدُورَهُم أَوطَاناً وَ مَسَاكِنَ لَكَ فَقَالَ إِبلِيسُ يَا رَبّ حسَبيِ
11-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن بُكَيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنّ آدَمَ ع قَالَ يَا رَبّ سَلّطتَ عَلَيّ الشّيطَانَ وَ أَجرَيتَهُ مَجرَي الدّمِ منِيّ فَاجعَل لِي شَيئاً أَصرِف كَيدَهُ عنَيّ قَالَ يَا آدَمُ قَد جَعَلتُ لَكَ أَنّ مَن هَمّ مِن ذُرّيّتِكَ
صفحه : 249
بِسَيّئَةٍ لَم يُكتَب عَلَيهِ وَ مَن هَمّ مِنهُم بِحَسَنَةٍ وَ لَم يَعمَلهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةً فَإِن عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ عَشَرَةً قَالَ يَا رَبّ زدِنيِ قَالَ يَا آدَمُ قَد جَعَلتُ لَكَ أَنّ مَن عَمِلَ مِنهُم بِسَيّئَةٍ ثُمّ استَغفَرَ غَفَرتُ لَهُ قَالَ يَا رَبّ زدِنيِ قَالَ قَد جَعَلتُ لَهُمُ التّوبَةَ أَو بَسَطتُ لَهُمُ التّوبَةَ حَتّي تَبلُغَ النّفَسُ الحَنجَرَةَ قَالَ يَا رَبّ حسَبيِ
صفحه : 250
12- العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن دَارِمِ بنِ قَبِيصَةَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يوُحيِ اللّهُ إِلَي الحَفَظَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ لَا تَكتُبُوا عَلَي عبَديِ وَ أمَتَيِ عَلَي ضَجَرِهِم وَ عَثَرَاتِهِم بَعدَ العَصرِ
13- كِتَابُ المُسَلسَلَاتِ، حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن حَبِيبِ بنِ الحَسَنِ التغّلبِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المَنصُورِ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلتُ مَولَانَا أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع عَن قَولِهِ عَزّ وَ جَلّيَعلَمُ السّرّ وَ أَخفي قَالَ فَقَالَ لِي سَأَلتُ أَبِي قَالَ سَأَلتُ جدَيّ قَالَ سَأَلتُ أَبِي عَلِيّ بنَ الحُسَينِ قَالَ سَأَلتُ أَبِيَ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ قَالَ سَأَلتُ النّبِيّص عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَعلَمُ السّرّ وَ أَخفي قَالَ سَأَلتُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَأَوحَي إلِيَّ أنَيّ خَلَقتُ فِي قَلبِ آدَمَ عِرقَينِ يَتَحَرّكَانِ بشِيَءٍ مِنَ الهَوَاءِ فَإِن يَكُن فِي طاَعتَيِ كَتَبتُ لَهُ حَسَنَاتٍ وَ إِن يَكُن فِي معَصيِتَيِ لَم أَكتُب عَلَيهِ شَيئاً حَتّي يُوَاقِعَ الخَطِيئَةَ فَاذكُرُوا اللّهَ عَلَي مَا أَعطَاكُم أَيّهَا المُؤمِنُونَ
14- قال الشهيد رفع الله درجته في القواعد لايؤثر نية المعصية عقابا و لاذما ما لم يتلبس بها و هومما ثبت في الأخبار العفو عنه و لونوي المعصية وتلبس بما يراه معصية فظهر خلافها ففي تأثير هذه النية نظر من حيث إنها لم تصادف المعصية فقد صارت كنية مجردة وهي غيرمؤاخذ بهانظر و من دلالتها علي انتهاكه الحرمة وجرأته علي
صفحه : 251
المعاصي و قدذكر بعض الأصحاب أنه لوشرب المباح متشبها بشراب المسكر فعل حراما ولعله ليس لمجرد النية بل بانضمام فعل الجوارح إليها ويتصور محل النظر في صور منها ما لووجد امرأته في منزل غيره فظنها أجنبية فأصابها فتبين أنها زوجته أوأمته ومنها ما لووطئ زوجته فظنها حائضا فبان طاهرا ومنها لوهجم علي طعام بيد غيره فأكل منه فتبين ملك الآكل ومنها لوذبح شاة فظنها للغير بقصد العدوان فظهرت ملكه ومنها إذاقتل نفسا فظنها معصومة فبانت مهدورة و قد قال بعض العامة يحكم بفسق متعاطي ذلك لدلالته علي عدم المبالاة بالمعاصي ويعاقب في الآخرة ما لم يتب عقابا متوسطا بين عقاب الكبيرة والصغيرة وكلاهما تحكم وتخرص علي الغيب انتهي
و قال شيخنا البهائي قدس الله روحه في بعض تعليقاته علي الكتاب المذكور قوله لايؤثر نية المعصية عقابا و لاذما إلخ غرضه طاب ثراه أن نية المعصية و إن كانت معصية إلا أنه لماوردت الأخبار بالعفو عنها لم يترتب علي فعلها عقاب و لاذم و إن ترتب استحقاقهما و لم يرد أن قصد المعصية والعزم علي فعلها غيرمحرم كمايتبادر إلي بعض الأوهام حتي لوقصد الإفطار مثلا في شهر رمضان و لم يفطر لم يكن آثما كيف والمصنف مصرح في كتب الفروع بتأثيمه والحاصل أن تحريم العزم علي المعصية مما لاريب فيه عندنا وكذا عندالعامة وكتب الفريقين من التفاسير وغيرها مشحونة بذلك بل هو من ضروريات الدين و لابأس بنقل شيء من كلام الخاصة والعامة في هذاالكتاب ليرتفع به جلباب الارتياب في الجوامع عندتفسير قوله تعالي إِنّ السّمعَ وَ البَصَرَ وَ الفُؤادَ كُلّ أُولئِكَ كانَ عَنهُ مَسؤُلًايقال للإنسان لم سمعت ما لايحل لك سماعه و لم نظرت إلي ما لايحل لك النظر إليه و لم عزمت علي مايحل لك العزم عليه انتهي وكلامه
صفحه : 252
رحمه الله في مجمع البيان قريب من كلامه هذا و قال البيضاوي وغيره من علماء العامة عندتفسير هذه الآية فيهادليل علي أن العبد مؤاخذ بعزمه علي المعصية انتهي وعبارة الكشاف موافقة لعبارة الطبرسي ره وكذا عبارة التفسير الكبير للفخري و قال السيد المرتضي علم الهدي أنار الله برهانه في كتاب تنزيه الأنبياء عندذكر قوله تعالي إِذ هَمّت طائِفَتانِ مِنكُم أَن تَفشَلا وَ اللّهُ وَلِيّهُماإنما أراد تعالي أن الفشل خطر ببالهم و لو كان الهم في هذاالمكان عزما لما كان الله وليهما ثم قال وإرادة المعصية والعزم عليها معصية و قدتجاوز قوم حتي قالوا العزم علي الكبيرة كبيرة و علي الكفر كفر انتهي كلامه نور الله مرقده وكلام صاحب الكشاف في تفسير هذه الآية مطابق لكلامه طاب ثراه وكذا كلام البيضاوي وغيره وأيضا فقد صرح الفقهاء بأن الإصرار علي الصغائر ألذي هومعدود من الكبائر إما فعلي و هوالمداومة علي الصغائر بلا توبة وإما حكمي و هوالعزم علي فعل الصغائر متي تمكن منها وبالجملة فتصريحات المفسرين والفقهاء والأصوليين بهذا المطلب أزيد من أن تحصي والخوض فيه من قبيل توضيح الواضحات و من تصفح كتب الخاصة والعامة لايعتريه ريب فيما تلوناه فإن قلت قدورد عن أئمتنا ع أخبار كثيرة تشعر بأن العزم علي المعصية ليس بمعصية
كَمَا رَوَاهُ ثِقَةُ الإِسلَامِ فِي الكاَفيِ عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي جَعَلَ لآِدَمَ فِي ذُرّيّتِهِ مَن هَمّ بِحَسَنَةٍ وَ لَم يَعمَلهَا كُتِبَت لَهُ حَسَنَةً وَ مَن هَمّ بِحَسَنَةٍ وَ عَمِلَهَا كُتِبَت لَهُ عَشراً وَ مَن هَمّ بِسَيّئَةٍ لَم تُكتَب عَلَيهِ وَ مَن هَمّ
صفحه : 253
بِهَا وَ عَمِلَهَا كُتِبَت عَلَيهِ سَيّئَةً
وَ كَمَا رَوَاهُ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 255
أَنّهُ قَالَ إِنّ المُؤمِنَ لَيَهُمّ بِالسّيّئَةِ أَن يَعمَلَهَا فَلَا تُكتَبُ عَلَيهِ وَ الأَحَادِيثُ الوَارِدَةُ فِي الكاَفيِ وَ غَيرِهِ بِهَذَا المَضمُونِ كَثِيرَةٌ قُلتُ لَا دَلَالَةَ فِي تِلكَ الأَحَادِيثِ عَلَي مَا ظَنَنتُ مِن أَنّ العَزمَ عَلَي المَعصِيَةِ لَيسَ مَعصِيَةً وَ إِنّمَا دَلّت عَلَي أَنّ مَن عَزَمَ عَلَي مَعصِيَةٍ كَشُربِ الخَمرِ وَ الزّنَا مَثَلًا وَ لَم يَعمَلهَا لَم يُكتَب عَلَيهِ تِلكَ المَعصِيَةُ التّيِ عَزَمَ عَلَيهَا وَ أَينَ هَذَا عَنِ المَعنَي ألّذِي ظَنَنتُهُ قَولُهُ فَهُوَ غَيرُ مُؤَاخَذٍ بِهَا أَي غَيرُ مُعَاقَبٍ عَلَيهَا لِأَنّهَا مَعفُوّ عَنهَا قَولُهُ مِنهَا مَا لَو وُجِدَ امرَأَتُهُ إِلَخ عَدّ بَعضُهُم مِن هَذِهِ الصّوَرِ مَا لَو صَلّي فِي ثَوبٍ يَظُنّ أَنّهُ حَرِيرٌ أَو مَغصُوبٌ عَالِماً بِالحُكمِ فَظَهَرَ بَعدَ الصّلَاةِ أَنّهُ مَمزُوجٌ أَو مُبَاحٌ وَ فَرّعَ عَلَي ذَلِكَ التّرَدّدَ فِي بُطلَانِ صَلَاتِهِ وَ الأَولَي عَدَمُ التّرَدّدِ فِي بُطلَانِهَا نَعَم يُتَمَشّي صِحّتُهَا عِندَ القَائِلِ بِعَدَمِ دَلَالَةِ النهّيِ فِي العِبَادَةِ عَلَي الفَسَادِ
صفحه : 256
قَولُهُ وَ كِلَاهُمَا أَيِ الحُكمُ بِفِسقِ متُعَاَطيِ ذَلِكَ وَ بِعِقَابِهِ عِقَاباً مُتَوَسّطاً قَولٌ بِلَا دَلِيلٍ وَ فِيهِ أَنّ دَلِيلَ الأَوّلِ مَذكُورٌ وَ سِيّمَا عَلَي القَولِ بِأَنّ العَزمَ عَلَي الكَبِيرَةِ كَبِيرَةٌ فَتَأَمّل قَولُهُ وَ تَخَرّصٌ بِالخَاءِ المُعجَمَةِ وَ الصّادِ المُهمَلَةِ أَي كَذِبٌ وَ تَخمِينٌ بَاطِلٌ
صفحه : 257
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مَنصُورٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ لَيسَ يَتبَعُ الرّجُلَ بَعدَ مَوتِهِ مِنَ الأَجرِ إِلّا ثَلَاثُ خِصَالٍ صَدَقَةٌ أَجرَاهَا فِي حَيَاتِهِ فهَيَِ تجَريِ بَعدَ مَوتِهِ وَ سُنّةُ هُدًي سَنّهَا فهَيَِ تُعمَلُ بِهَا بَعدَ مَوتِهِ وَ وَلَدٌ صَالِحٌ يَستَغفِرُ لَهُ
2- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ شُعَيبٍ عَنِ الهَيثَمِ بنِ أَبِي كَهمَشٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سِتّ خِصَالٍ يَنتَفِعُ بِهَا المُؤمِنُ بَعدَ مَوتِهِ وَلَدٌ صَالِحٌ يَستَغفِرُ لَهُ وَ مُصحَفٌ يَقرَأُ مِنهُ وَ قَلِيبٌ يَحفِرُهُ وَ غَرسٌ يَغرِسُهُ وَ صَدَقَةُ مَاءٍ يُجرِيهِ وَ سُنّةٌ حَسَنَةٌ يُؤخَذُ بِهَا بَعدَهُ
3- ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ يَتبَعُ الرّجُلَ بَعدَ مَوتِهِ مِنَ الأَجرِ إِلّا ثَلَاثُ خِصَالٍ صَدَقَةٌ أَجرَاهَا فِي حَيَاتِهِ فهَيَِ تجَريِ بَعدَ مَوتِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ صَدَقَةً مَوقُوفَةً لَا تُورَثُ أَو سُنّةُ هُدًي سَنّهَا فَكَانَ يَعمَلُ بِهَا وَ عَمِلَ بِهَا مِن بَعدِهِ غَيرُهُ أَو وَلَدٌ صَالِحٌ يَستَغفِرُ لَهُ
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ السرّيِّ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الخَالِقِ بنِ عَبدِ رَبّهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ
صفحه : 258
ع خَيرُ مَا يُخَلّفُهُ الرّجُلُ بَعدَهُ ثَلَاثَةٌ وَلَدٌ بَارّ يَستَغفِرُ لَهُ وَ سُنّةُ خَيرٍ يُقتَدَي بِهِ فِيهَا وَ صَدَقَةٌ تجَريِ مِن بَعدِهِ
5- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَيّمَا عَبدٍ مِن عِبَادِ اللّهِ سَنّ سُنّةَ هُدًي كَانَ لَهُ أَجرٌ مِثلُ أَجرِ مَن عَمِلَ بِذَلِكَ مِن غَيرِ أَن يَنقُصَ مِن أُجُورِهِم شَيءٌ أَيّمَا عَبدٍ مِن عِبَادِ اللّهِ سَنّ سُنّةَ ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيهِ مِثلُ وِزرِ مَن فَعَلَ ذَلِكَ مِن غَيرِ أَن يَنقُصَ مِن أَوزَارِهِم شَيءٌ
6- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَن سَنّ سُنّةَ عَدلٍ فَاتّبِعَ كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِ مَن عَمِلَ بِهَا مِن غَيرِ أَن يَنقُصَ مِن أُجُورِهِم شَيءٌ وَ مَن سَنّ سُنّةَ جَورٍ فَاتّبِعَ كَانَ لَهُ مِثلُ وِزرِ مَن عَمِلَ بِهِ مِن غَيرِ أَن يَنقُصَ مِن أَوزَارِهِم شَيءٌ
جا،[المجالس للمفيد] أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن أحمد بن محمد عن حماد بن عثمان عن إسماعيل الجعفي مثله
صفحه : 259
1- لي ،[الأمالي للصدوق ]الفاَميِّ عَن مُحَمّدٍ الحمِيرَيِّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَاءَتهُ سَيّئَتُهُ وَ سَرّتهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ
ل ،[الخصال ]مرسلا مثله أقول قدمر في باب صفات خيار العباد
عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَن خِيَارِ العِبَادِ فَقَالَ الّذِينَ إِذَا أَحسَنُوا استَبشَرُوا وَ إِذَا أَسَاءُوا استَغفَرُوا الخَبَرَ
2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]الدّقّاقُ وَ السنّاَنيِّ وَ المُكَتّبُ جَمِيعاً عَنِ الأسَدَيِّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي مَحمُودٍ قَالَ قَالَ الرّضَا ع المُؤمِنُ ألّذِي إِذَا أَحسَنَ استَبشَرَ وَ إِذَا أَسَاءَ استَغفَرَ وَ المُسلِمُ ألّذِي يَسلَمُ المُسلِمُونَ مِن لِسَانِهِ وَ يَدِهِ وَ لَيسَ مِنّا مَن لَم يَأمَن جَارُهُ بَوَائِقَهُ
3- عُدّةُ الداّعيِ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَيسَ مِنّا مَن لَم يُحَاسِب نَفسَهُ كُلّ يَومٍ فَإِن عَمِلَ خَيراً حَمِدَ اللّهَ وَ استَزَادَهُ وَ إِن عَمِلَ سُوءاً استَغفَرَ اللّهَ
صفحه : 260
الآيات البقرةوَ ما أَنفَقتُم مِن نَفَقَةٍ أَو نَذَرتُم مِن نَذرٍ فَإِنّ اللّهَ يَعلَمُهُ وَ ما لِلظّالِمِينَ مِن أَنصارٍالأنعام وَ بِعَهدِ اللّهِ أَوفُواالأعراف وَ ما وَجَدنا لِأَكثَرِهِم مِن عَهدٍ
1- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ كَمُلَ إِسلَامُهُ وَ أُعِينَ عَلَي إِيمَانِهِ وَ مُحّصَت ذُنُوبُهُ وَ لقَيَِ رَبّهُ وَ هُوَ عَنهُ رَاضٍ وَ لَو كَانَ فِيمَا بَينَ قَرنِهِ إِلَي قَدَمَيهِ ذُنُوبٌ حَطّهَا اللّهُ عَنهُ وَ هيَِ الوَفَاءُ بِمَا يَجعَلُ لِلّهِ عَلَي نَفسِهِ وَ صِدقُ اللّسَانِ مَعَ النّاسِ وَ الحَيَاءُ مِمّا يَقبُحُ عِندَ اللّهِ وَ عِندَ النّاسِ وَ حُسنُ الخُلُقِ مَعَ الأَهلِ وَ النّاسِ الخَبَرَ
صفحه : 261
أقول قدمضي في باب تضاعف الحسنات مايشيد بنيان هذاالباب
1- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ التّاجِرِ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن فَضَالَةَ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَمَنّي شَيئاً وَ هُوَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ رِضاً لَم يَخرُج مِنَ الدّنيَا حَتّي يُعطَاهُ
لي ،[الأمالي للصدوق ] ابن إدريس عن الحسين بن إسحاق مثله
2- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ سَنّ عَلَي نَفسِهِ سُنّةً حَسَنَةً أَو شَيئاً مِنَ الخَيرِ ثُمّ حَالَ بَينَهُ وَ بَينَ ذَلِكَ حَائِلٌ إِلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ مَا أَجرَي عَلَي نَفسِهِ أَيّامَ الدّنيَا
3- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العَبدَ المُؤمِنَ الفَقِيرَ لَيَقُولُ يَا رَبّ ارزقُنيِ حَتّي أَفعَلَ كَذَا وَ كَذَا مِنَ البِرّ وَ وُجُوهِ الخَيرِ فَإِذَا عَلِمَ اللّهُ ذَلِكَ مِنهُ بِصِدقِ نِيّتِهِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ مِنَ الأَجرِ مِثلَ مَا يَكتُبُ لَهُ لَو عَمِلَهُ إِنّ اللّهَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ
صفحه : 262
4- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ الأنَصاَريِّ عَنِ الصّبّاحِ المزُنَيِّ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَصِيرَةَ عَنِ الحَكَمِ بنِ عُيَينَةَ قَالَ لَمّا قَتَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الخَوَارِجَ يَومَ النّهرَوَانِ قَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ طُوبَي لَنَا إِذ شَهِدنَا مَعَكَ هَذَا المَوقِفَ وَ قَتَلنَا مَعَكَ هَؤُلَاءِ الخَوَارِجَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَقَد شَهِدَنَا فِي هَذَا المَوقِفِ أُنَاسٌ لَم يَخلُقِ اللّهُ آبَاءَهُم وَ لَا أَجدَادَهُم بَعدُ فَقَالَ الرّجُلُ وَ كَيفَ يَشهَدُنَا قَومٌ لَم يُخلَقُوا قَالَ بَلَي قَومٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزّمَانِ يَشرَكُونَنَا فِيمَا نَحنُ فِيهِ وَ يُسَلّمُونَ لَنَا فَأُولَئِكَ شُرَكَاؤُنَا فِيمَا كُنّا فِيهِ حَقّاً حَقّاً
5- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ سَلَمَةَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّمَا يَجمَعُ النّاسَ الرّضَا وَ السّخَطُ فَمَن رضَيَِ أَمراً فَقَد دَخَلَ فِيهِ وَ مَن سَخِطَهُ فَقَد خَرَجَ مِنهُ
6- سن ،[المحاسن ] ابنُ بَزِيعٍ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو الخثَعمَيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو أَنّ أَهلَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ لَم يُحِبّوا أَن يَكُونُوا شَهِدُوا مَعَ رَسُولِ اللّهِص لَكَانُوا مِن أَهلِ النّارِ
صفحه : 263
1- لي ،[الأمالي للصدوق ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]المُفَسّرُ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الحسُيَنيِّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا الِاستِعدَادُ لِلمَوتِ قَالَ أَدَاءُ الفَرَائِضِ وَ اجتِنَابُ المَحَارِمِ وَ الِاشتِمَالُ عَلَي المَكَارِمِ ثُمّ لَا يبُاَليِ أَ وَقَعَ عَلَي المَوتِ أَم وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ وَ اللّهِ مَا يبُاَليِ ابنُ أَبِي طَالِبٍ أَ وَقَعَ عَلَي المَوتِ أَم وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] فِي خُطبَةِ الوَسِيلَةِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَا غَائِبَ أَقرَبُ مِنَ المَوتِ أَيّهَا النّاسُ إِنّهُ مَن مَشَي عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَإِنّهُ يَصِيرُ إِلَي بَطنِهَا وَ اللّيلُ وَ النّهَارُ مُسرِعَانِ فِي هَدمِ الأَعمَارِ وَ لِكُلّ ذيِ رَمَقٍ قُوتٌ وَ لِكُلّ حَبّةٍ آكِلٌ وَ أَنتَ قُوتُ المَوتِ وَ إِنّ مَن عَرَفَ الأَيّامَ لَم يَغفُل عَنِ الِاستِعدَادِ لَم يَنجُ مِنَ المَوتِ غنَيِّ بِمَالِهِ وَ لَا فَقِيرٌ لِإِقلَالِهِ
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ ابنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِالكُوفَةِ إِذَا صَلّي العِشَاءَ الآخِرَةَ ينُاَديِ النّاسَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ حَتّي يُسمِعَ أَهلَ المَسجِدِ أَيّهَا النّاسُ تَجَهّزُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ فَقَد نوُديَِ فِيكُم بِالرّحِيلِ فَمَا التّعَرّجُ عَلَي الدّنيَا بَعدَ نِدَاءٍ فِيهَا بِالرّحِيلِ تَجَهّزُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ وَ انتَقِلُوا بِأَفضَلِ مَا بِحَضرَتِكُم مِنَ الزّادِ وَ هُوَ التّقوَي وَ اعلَمُوا أَنّ طَرِيقَكُم إِلَي المَعَادِ وَ مَمَرّكُم عَلَي الصّرَاطِ وَ الهَولُ الأَعظَمُ أَمَامَكُم وَ عَلَي طَرِيقِكُم عَقَبَةٌ كَئُودٌ وَ مَنَازِلُ مَهُولَةٌ مَخُوفَةٌ لَا بُدّ
صفحه : 264
لَكُم مِنَ المَمَرّ عَلَيهَا وَ الوُقُوفِ بِهَا فَإِمّا بِرَحمَةٍ مِنَ اللّهِ فَنَجَاةٌ مِن هَولِهَا وَ عِظَمِ خَطَرِهَا وَ فَظَاعَةِ مَنظَرِهَا وَ شِدّةِ مُختَبَرِهَا وَ إِمّا بِهَلَكَةٍ لَيسَ بَعدَهَا انجِبَارٌ
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]فِيمَا كَتَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي أَهلِ مِصرَ عِبَادَ اللّهِ إِنّ المَوتَ لَيسَ مِنهُ فَوتٌ فَاحذَرُوا قَبلَ وُقُوعِهِ وَ أَعِدّوا لَهُ عُدّتَهُ فَإِنّكُم طَردُ[طَرِيدُ]المَوتِ إِن أَقَمتُم لَهُ أَخَذَكُم وَ إِن فَرَرتُم مِنهُ أَدرَكَكُم وَ هُوَ أَلزَمُ لَكُم مِن ظِلّكُم المَوتُ مَعقُودٌ بِنَوَاصِيكُم وَ الدّنيَا تُطوَي خَلفَكُم فَأَكثِرُوا ذِكرَ المَوتِ عِندَ مَا تُنَازِعُكُم إِلَيهِ أَنفُسُكُم مِنَ الشّهَوَاتِ وَ كَفَي بِالمَوتِ وَاعِظاً وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص كَثِيراً مَا يوُصيِ أَصحَابَهُ بِذِكرِ المَوتِ فَيَقُولُ أَكثِرُوا ذِكرَ المَوتِ فَإِنّهُ هَادِمُ اللّذّاتِ حَائِلٌ بَينَكُم وَ بَينَ الشّهَوَاتِ
5- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المَوتُ طَالِبٌ وَ مَطلُوبٌ لَا يُعجِزُهُ المُقِيمُ وَ لَا يَفُوتُهُ الهَارِبُ فَقَدّمُوا وَ لَا تَتّكِلُوا فَإِنّهُ لَيسَ عَنِ المَوتِ مَحِيصٌ إِنّكُم إِن لَم تُقتَلُوا تَمُوتُوا وَ ألّذِي نَفسُ عَلِيّ بِيَدِهِ لَأَلفُ ضَربَةٍ بِالسّيفِ عَلَي الرّأسِ أَهوَنُ مِن مَوتٍ عَلَي فِرَاشٍ
6- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] وَ مِن كَلَامِهِ ع أَيّهَا النّاسِ أَصبَحتُم أَغرَاضاً تَنتَضِلُ فِيكُمُ المَنَايَا وَ أَموَالُكُم نَهبٌ لِلمَصَائِبِ مَا طَعِمتُم فِي الدّنيَا مِن طَعَامٍ فَلَكُم فِيهِ غُصَصٌ وَ مَا شَرِبتُمُوهُ مِن شَرَابٍ فَلَكُم فِيهِ شَرَقٌ وَ أَشهَدُ بِاللّهِ مَا تَنَالُونَ مِنَ الدّنيَا نِعمَةً تَفرَحُونَ بِهَا إِلّا بِفِرَاقِ أُخرَي تَكرَهُونَهَا أَيّهَا النّاسُ وَ إِنّا خُلِقنَا وَ إِيّاكُم
صفحه : 265
لِلبَقَاءِ لَا لِلفَنَاءِ وَ لَكِنّكُم مِن دَارٍ إِلَي دَارٍ تُنقَلُونَ فَتَزَوّدُوا لِمَا أَنتُم صَائِرُونَ إِلَيهِ وَ خَالِدُونَ فِيهِ وَ السّلَامُ
7- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن سَمِعَ الصّادِقَ قَالَ كَانَ ع يَقُولُ
اعمَل عَلَي مَهَلٍ فَإِنّكَ مَيّتٌ | وَ اختَر لِنَفسِكَ أَيّهَا الإِنسَانُ |
فَكَأَنّمَا قَد كَانَ لَم يَكُ إِذ مَضَي | وَ كَأَنّمَا هُوَ كَائِنٌ قَد كَانَ |
8- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع لَو لَم يَكُن لِلحِسَابِ مَهُولَةٌ إِلّا حَيَاءُ العَرضِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ فَضِيحَةُ هَتكِ السّترِ عَلَي المَخفِيّاتِ لَحَقّ لِلمَرءِ أَلّا يَهبِطَ مِن رُءُوسِ الجِبَالِ وَ لَا يأَويَِ إِلَي عُمرَانٍ وَ لَا يَأكُلَ وَ لَا يَشرَبَ وَ لَا يَنَامَ إِلّا عَنِ اضطِرَارٍ مُتّصِلٍ بِالتّلَفِ وَ مِثلَ ذَلِكَ يَفعَلُ مَن يَرَي القِيَامَةَ بِأَهوَالِهَا وَ شَدَائِدُهَا قَائِمَةٌ فِي كُلّ نَفسٍ وَ يُعَايِنُ بِالقَلبِ الوُقُوفَ بَينَ يدَيَِ الجَبّارِ حِينَئِذٍ يَأخُذُ نَفسَهُ بِالمُحَاسَبَةِ كَأَنّهُ إِلَي عَرَصَاتِهَا مَدعُوّ وَ فِي غَمَرَاتِهَا مَسئُولٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِن كانَ مِثقالَ حَبّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَ كَفي بِنا حاسِبِينَ
وَ قَالَ بَعضُ الأَئِمّةِ حَاسِبُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُحَاسَبُوا وَ زِنُوا أَعمَالَكُم بِمِيزَانِ الحَيَاءِ قَبلَ أَن تُوزَنُوا
وَ قَالَ أَبُو ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ ذِكرُ الجَنّةِ مَوتٌ وَ ذِكرُ النّارِ مَوتٌ فَوَا عَجَبَا لِنَفسٍ تَحيَا بَينَ مَوتَينِ
صفحه : 266
وَ روُيَِ أَنّ يَحيَي بنَ زَكَرِيّا ع كَانَ يُفَكّرُ فِي طُولِ اللّيلِ فِي أَمرِ الجَنّةِ وَ النّارِ فَيَسهَرُ لَيلَهُ وَ لَا يَأخُذُهُ نَومٌ ثُمّ يَقُولُ عِندَ الصّبّاحِ أللّهُمّ أَينَ المَفَرّ وَ أَينَ المُستَقَرّ أللّهُمّ إِلّا إِلَيكَ
9- ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ عَجِبتُ لِسِتّ ثَلَاثٍ أضَحكَتَنيِ وَ ثَلَاثٍ أبَكتَنيِ فَأَمّا التّيِ أبَكتَنيِ فَفِرَاقُ الأَحِبّةِ مُحَمّدٍ وَ حِزبِهِ وَ هَولُ المُطّلَعِ وَ الوُقُوفُ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمّا ألّذِي أضَحكَتَنيِ فَطَالِبُ الدّنيَا وَ المَوتُ يَطلُبُهُ وَ غَافِلٌ لَيسَ بِمَغفُولٍ عَنهُ وَ ضَاحِكٌ ملِ ءَ فِيهِ لَا يدَريِ أَ رضَيَِ اللّهُ أَم سَخِطَ
10- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَن سَعدَانَ الواَسطِيِّ عَن عَجلَانَ أَبِي صَالِحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بَا صَالِحٍ إِذَا حَمَلتَ جَنَازَةً فَكُن كَأَنّكَ أَنتَ المَحمُولُ أَو كَأَنّكَ سَأَلتَ رَبّكَ الرّجُوعَ إِلَي الدّنيَا لِتَعمَلَ فَانظُر مَا تَستَأنِفُ قَالَ ثُمّ قَالَ عَجَباً حُبِسَ أَوّلُهُم عَلَي آخِرِهِم ثُمّ نَادَي مُنَادٍ فِيهِم بِالرّحِيلِوَ هُم يَلعَبُونَ
11- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَيمَنَ عَن دَاوُدَ الأبَزاَريِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ ينُاَديِ مُنَادٍ كُلّ يَومٍ ابنَ آدَمَ لِد لِلمَوتِ وَ اجمَع لِلفَنَاءِ وَ ابنِ لِلخَرَابِ
12- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي عُبَيدَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع جُعِلتُ فِدَاكَ حدَثّنيِ بِمَا أَنتَفِعُ بِهِ فَقَالَ يَا بَا عُبَيدَةَ أَكثِر ذِكرَ المَوتِ فَمَا أَكثَرَ ذِكرَ المَوتِ إِنسَانٌ إِلّا زَهِدَ فِي الدّنيَا
13- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَلِيّ بنُ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي يَزِيدَ عَن أَبِي شَيبَةَ الزهّريِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المَوتَ المَوتَ جَاءَ المَوتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ بِالرّوحِ وَ الرّاحَةِ وَ الكَرّةِ المُبَارَكَةِ إِلَي جَنّةٍ عَالِيَةٍ لِأَهلِ دَارِ الخُلُودِ الّذِينَ كَانَ لَهُم سَعيُهُم وَ فِيهَا رَغبَتُهُم وَ قَالَ إِذَا استَحَقّت وَلَايَةُ الشّيطَانِ وَ الشّقَاوَةُ جَاءَ الأَمَلُ بَينَ العَينَينِ وَ ذَهَبَ الأَجَلُ وَرَاءَ الظّهرِ
صفحه : 267
قَالَ وَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص أَيّ المُؤمِنِينَ أَكيَسُ قَالَ أَكثَرُهُم ذِكراً لِلمَوتِ وَ أَشَدّهُم لَهُ استِعدَاداً
14- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ جَبرَئِيلُ ع إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ عِش مَا شِئتَ فَإِنّكَ مَيّتٌ وَ أَحبِب مَن شِئتَ فَإِنّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعمَل مَا شِئتَ فَإِنّكَ مُلَاقِيهِ
قَالَ ابنُ أَبِي عُمَيرٍ وَ زَادَ فِيهِ ابنُ سِنَانٍ يَا مُحَمّدُ شَرَفُ المُؤمِنِ صَلَاتُهُ بِاللّيلِ وَ عِزّهُ كَفّهُ الأَذَي عَنِ النّاسِ
15- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَن إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَبِيهِ قَالَ كَانَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع يَقُولُ هَولٌ لَا تدَريِ مَتَي يَلقَاكَ مَا يَمنَعُكَ أَن تَستَعِدّ لَهُ قَبلَ أَن يَفجَأَكَ
16- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع مَن أَكثَرَ مِن ذِكرِ المَوتِ رضَيَِ مِنَ الدّنيَا بِاليَسِيرِ
17- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنيا أَي لَا تَنسَ صِحّتَكَ وَ قُوّتَكَ وَ فَرَاغَكَ وَ شَبَابَكَ وَ نَشَاطَكَ وَ غِنَاكَ أَن تَطلُبَ بِهِ الآخِرَةَ وَ قِيلَ لِزَينِ العَابِدِينَ ع مَا خَيرُ مَا يَمُوتُ عَلَيهِ العَبدُ قَالَ أَن يَكُونَ قَد فَرَغَ مِن أَبنِيَتِهِ وَ دُورِهِ وَ قُصُورِهِ قِيلَ وَ كَيفَ ذَلِكَ قَالَ أَن يَكُونَ مِن ذُنُوبِهِ تَائِباً وَ عَلَي الخَيرَاتِ مُقِيماً يَرِدُ عَلَي اللّهِ حَبِيباً كَرِيماً
وَ قَالَ النّبِيّص مَن مَاتَ وَ لَم يَترُك دِرهَماً وَ لَا دِينَاراً لَم يَدخُلِ الجَنّةَ أَغنَي مِنهُ
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا أَوَيتَ إِلَي فِرَاشِكَ فَانظُر مَا سَلَكتَ فِي بَطنِكَ وَ مَا كَسَبتَ فِي يَومِكَ وَ اذكُر أَنّكَ مَيّتٌ وَ أَنّ لَكَ مَعَاداً
صفحه : 268
الآيات الأحزاب وَ الحافِظِينَ فُرُوجَهُم وَ الحافِظاتِالمعارج وَ الّذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حافِظُونَ إِلّا عَلي أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَإِنّهُم غَيرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابتَغي وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ
1- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا عُبِدَ اللّهُ بشِيَءٍ أَفضَلَ مِن عِفّةِ بَطنٍ وَ فَرجٍ
بيان العفة في الأصل الكف قال في القاموس عف عفا وعفافا وعفافة بفتحهن وعفة بالكسر فهو عف وعفيف كف عما لايحل و لايجمل كاستعف وتعفف و قال الراغب العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة والمتعفف المتعاطي لذلك بضرب من الممارسة والقهر وأصله الاقتصار علي تناول الشيء القليل الجاري مجري العفافة والعفة أي البقية من الشيء أومجري العفعف و هوثمر الأراك والاستعفاف طلب العفة انتهي وتطلق في الأخبار غالبا علي عفة البطن والفرج وكفهما عن مشتهياتهما المحرمة بل المشتبهة والمكروهة أيضا من المأكولات والمشروبات والمنكوحات بل من مقدماتهما من تحصيل الأموال المحرمة لذلك و من القبلة واللمس والنظر إلي المحرم ويدل علي أن ترك المحرمات من العبادات
صفحه : 269
وكونهما من أفضل العبادات وكون العفتين من أفضل العبادات لكونهما أشقهما
2- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ أَفضَلَ العِبَادَةِ عِفّةُ البَطنِ وَ الفَرجِ
3- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَقُولُ أَفضَلُ العِبَادَةِ العَفَافُ
بيان يمكن حمل العفاف هنا علي مايشمل ترك جميع المحرمات
4- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ الحلَبَيِّ عَن مُعَلّي أَبِي عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع إنِيّ ضَعِيفُ العَمَلِ قَلِيلُ الصّيَامِ وَ لكَنِيّ أَرجُو أَن لَا آكُلَ إِلّا حَلَالًا قَالَ فَقَالَ لَهُ وَ أَيّ الِاجتِهَادِ أَفضَلُ مِن عِفّةِ بَطنٍ وَ فَرجٍ
بيان الاجتهاد بذل الوسع في طلب الأمر والمراد هنا المبالغة في الطاعة
5- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَكثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أمُتّيِ النّارَ الأَجوَفَانِ البَطنُ وَ الفَرجُ
وَ بِإِسنَادِهِ المُتَقَدّمِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ أَخَافُهُنّ بعَديِ عَلَي أمُتّيِ الضّلَالَةُ بَعدَ المَعرِفَةِ وَ مَضَلّاتُ الفِتَنِ وَ شَهوَةُ البَطنِ وَ الفَرَجِ
بيان ماتلج أي تدخل و في النهاية الأجوف ألذي له جوف و منه الحَدِيثُ أَن لَا تَنسَوُا الجَوفَ وَ مَا وَعَي
أي مايدخل إليه من الطعام والشراب ويجمع فيه وقيل أراد بالجوف القلب و ماوعي وحفظ من معرفة الله تعالي وقيل أراد بالجوف البطن والفرج معا و منه
الحَدِيثُ إِنّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيكُمُ الأَجوَفَانِ.
صفحه : 270
وبإسناده الضمير لعلي أوللسكوني و علي التقديرين المراد بالإسناد الإسناد السابق وقيل ليس هذا في نسخة الشهيد الثاني ره . وأقول قدوقعت الأمة في كل ماخاف ص عليهم إلا من عصمه الله وهم قليل من الأمة
6- ك ،[إكمال الدين ] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن مَيمُونٍ القَدّاحِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَا مِن عِبَادَةٍ أَفضَلَ مِن عِفّةِ بَطنٍ وَ فَرجٍ
7- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا مِن عِبَادَةٍ أَفضَلَ عِندَ اللّهِ مِن عِفّةِ بَطنٍ وَ فَرجٍ
8- المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ الفَضلِ بنِ حُبَابٍ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأَجلَحِ الكنِديِّ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يُحِبّ الحيَيِّ المُتَعَفّفَ وَ يُبغِضُ البذَيِّ السّائِلَ المُلحِفَ
9- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن سَعدِ بنِ أَبِي خَلَفٍ عَن نَجمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِي يَا نَجمُ كُلّكُم فِي الجَنّةِ مَعَنَا إِلّا أَنّهُ مَا أَقبَحَ بِالرّجُلِ مِنكُم أَن يَدخُلَ الجَنّةَ قَد هُتِكَ وَ بَدَت عَورَتُهُ قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ إِنّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ قَالَ نَعَم إِن لَم يَحفَظ فَرجَهُ وَ بَطنَهُ
10- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَنِ ابنِ رِبَاطٍ عَنِ الحضَرمَيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ بَرّوا آبَاءَكُم يَبَرّكُم أَبنَاؤُكُم وَ عِفّوا عَن نِسَاءِ النّاسِ تُعَفّ نِسَاؤُكُم
صفحه : 271
11- ب ،[قرب الإسناد] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي عَنِ القَدّاحِ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ النّبِيّص استَحيُوا مِنَ اللّهِ حَقّ الحَيَاءِ قَالُوا وَ مَا نَفعَلُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَإِن كُنتُم فَاعِلِينَ فَلَا يَبِيتَنّ أَحَدُكُم إِلّا وَ أَجَلُهُ بَينَ عَينَيهِ وَ ليَحفَظِ الرّأسَ وَ مَا وَعَي وَ البَطنَ وَ مَا حَوَي وَ ليَذكُرِ القَبرَ وَ البِلَي وَ مَن أَرَادَ الآخِرَةَ فَليَدَع زِينَةَ الحَيَاةِ الدّنيَا
12- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ القَدّاحِ مِثلَهُ
13- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُعَاذٍ عَنِ الحُسَينِ المرَوزَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدٍ عَن دَاوُدَ الأوَديِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ أَوّلَ مَا يَدخُلُ النّارَ مِن أمُتّيَِ الأَجوَفَانِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الأَجوَفَانِ قَالَ الفَرجُ وَ الفَمُ وَ أَكثَرُ مَا يُدخَلُ بِهِ الجَنّةُ تَقوَي اللّهِ وَ حُسنُ الخُلُقِ
أقول قدمضي بعض الأخبار في باب صفات الشيعة
14- ل ،[الخصال ]الفاَميِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي الحُسَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَلِمَ مِن أمُتّيِ[ مِن أَربَعِ]أَربَعَ خِصَالٍ فَلَهُ الجَنّةُ مِنَ الدّخُولِ فِي الدّنيَا وَ اتّبَاعِ الهَوَي وَ شَهوَةِ البَطنِ وَ شَهوَةِ الفَرجِ
15-فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ فِي قَولِهِ تَعَالَييا بنَيِ آدَمَ قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباساً يوُاريِ سَوآتِكُم وَ رِيشاًفَأَمّا اللّبَاسُ فَالثّيَابُ التّيِ يَلبَسُونَ وَ أَمّا الرّيَاشُ فَالمَتَاعُ وَ المَالُ وَ أَمّا لِبَاسُ التّقوَي
صفحه : 272
فَالعَفَافُ إِنّ العَفِيفَ لَا تَبدُو لَهُ عَورَةٌ وَ إِن كَانَ عَارِياً مِنَ الثّيَابِ وَ الفَاجِرُ باَديِ العَورَةِ وَ إِن كَانَ كَاسِياً مِنَ الثّيَابِ يَقُولُ اللّهُوَ لِباسُ التّقوي ذلِكَ خَيرٌ يَقُولُ العَفَافُ خَيرٌذلِكَ مِن آياتِ اللّهِ لَعَلّهُم يَذّكّرُونَ
16- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ أَخَافُهُنّ عَلَي أمُتّيِ مِن بعَديِ الضّلَالَةُ بَعدَ المَعرِفَةِ وَ مَضَلّاتُ الفِتَنِ وَ شَهوَةُ البَطنِ وَ الفَرجِ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله
17- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلُ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ شَهِيدٌ وَ عَبدٌ مَملُوكٌ أَحسَنَ عِبَادَةَ رَبّهِ وَ نَصَحَ لِسَيّدِهِ وَ رَجُلٌ عَفِيفٌ مُتَعَفّفٌ ذُو عِبَادَةٍ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المفيد عن عمر بن محمدالصيرفي عن علي بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه ع
مثله أقول قدمضي بعض الأخبار في باب الورع و في باب المكارم
18- مع ،[معاني الأخبار] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ المُذَكّرُ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الطبّرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن خِرَاشٍ مَولَي أَنَسٍ عَن أَنَسٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ مَن ضَمِنَ لِي اثنَينِ ضَمِنتُ لَهُ الجَنّةَ فَقَالَ أَبُو هُرَيرَةَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا أَضمَنُهُمَا لَكَ مَا هُمَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن ضَمِنَ لِي مَا بَينَ لَحيَيهِ وَ مَا بَينَ رِجلَيهِ ضَمِنتُ لَهُ الجَنّةَ
صفحه : 273
يعني من ضمن لي لسانه وفرجه وأسباب البلايا تنفتح من هذين العضوين وجناية اللسان الكفر بالله وتقول الزور والبهتان والإلحاد في أسماء الله وصفاته والغيبة والنميمة و كل ذلك من جنايات اللسان وجناية الفرج الوطء حيث لايحل النكاح و لاملك يمين قال الله تبارك و تعالي وَ الّذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حافِظُونَ إِلّا عَلي أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَإِنّهُم غَيرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابتَغي وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ
17- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ حَفصٍ القرُشَيِّ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا يُقَالُ لَهُ اِبرَاهِيمُ قَالَ سُئِلَ الحَسَنُ ع عَنِ المُرُوّةِ فَقَالَ العَفَافُ فِي الدّينِ وَ حُسنُ التّقدِيرِ فِي المَعِيشَةِ وَ الصّبرُ عَلَي النّائِبَةِ
18- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن مُعَلّي أَبِي عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ إنِيّ ضَعِيفُ العَمَلِ قَلِيلُ الصّلَاةِ قَلِيلُ الصّومِ وَ لَكِن أَرجُو أَن لَا آكُلَ إِلّا حَلَالًا وَ لَا أَنكَحَ إِلّا حَلَالًا فَقَالَ وَ أَيّ جِهَادٍ أَفضَلُ مِن عِفّةِ بَطنٍ وَ فَرجٍ
19- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ غَالِبٍ الأسَدَيِّ عَن ثَابِتٍ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِي بَرزَةَ وَ كَانَ مَكفُوفاً وَ كَانَ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فِي حَدِيثٍ لَهُ طَوِيلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَخَافُ عَلَيكُم بعَديِ إِلّا ثَلَاثاً الجَهلَ بَعدَ المَعرِفَةِ وَ مَضَلّاتِ الفِتَنِ وَ شَهَوَاتِ العَينِ مِنَ البَطنِ وَ الفَرجِ
20-صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَسُئِلَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَكثَرُ مَا يُدخِلُ الجَنّةَ قَالَ تَقوَي اللّهِ وَ حُسنُ الخُلُقِ وَ سُئِلَ عَن أَكثَرِ مَا يُدخِلُ
صفحه : 274
النّارَ قَالَ الأَجوَفَانِ البَطنُ وَ الفَرَجُ
21- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]صَفوَانُ بنُ يَحيَي عَن أَبِي خَالِدٍ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي النّبِيّص أعَراَبيِّ فَقَالَ لَهُ أوَصنِيِ يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ نَعَم أُوصِيكَ بِحِفظِ مَا بَينَ رِجلَيكَ
22- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أوصيكم [أُوصِيكَ]بِحِفظِ مَا بَينَ رِجلَيكَ وَ مَا بَينَ لَحيَيكَ
الآيات المائدةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَسئَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم إلي قوله تعالي قَد سَأَلَها قَومٌ مِن قَبلِكُم ثُمّ أَصبَحُوا بِها كافِرِينَ
1- ج ،[الإحتجاج ] سُئِلَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عَنِ الكَلَامِ وَ السّكُوتِ أَيّهُمَا أَفضَلُ فَقَالَ ع لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا آفَاتٌ فَإِذَا سَلِمَا مِنَ الآفَاتِ فَالكَلَامُ أَفضَلُ مِنَ السّكُوتِ قِيلَ كَيفَ ذَلِكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص قَالَ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مَا بَعَثَ الأَنبِيَاءَ وَ الأَوصِيَاءَ بِالسّكُوتِ إِنّمَا بَعَثَهُم بِالكَلَامِ وَ لَا استُحِقّتِ الجَنّةُ بِالسّكُوتِ وَ لَا استُوجِبَت وَلَايَةُ اللّهِ بِالسّكُوتِ وَ لَا تُوُقّيَتِ النّارُ بِالسّكُوتِ إِنّمَا ذَلِكَ كُلّهُ بِالكَلَامِ مَا كُنتُ لِأَعدِلَ القَمَرَ بِالشّمسِ إِنّكَ تَصِفُ فَضلَ السّكُوتِ بِالكَلَامِ وَ لَستَ تَصِفُ فَضلَ الكَلَامِ بِالسّكُوتِ
صفحه : 275
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ جُمِعَ الخَيرُ كُلّهُ فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ النّظَرِ وَ السّكُوتِ وَ الكَلَامِ فَكُلّ نَظَرٍ لَيسَ فِيهِ اعتِبَارٌ فَهُوَ سَهوٌ وَ كُلّ سُكُوتٍ لَيسَ فِيهِ فِكرٌ فَهُوَ غَفلَةٌ وَ كُلّ كَلَامٍ لَيسَ فِيهِ ذِكرٌ فَهُوَ لَغوٌ فَطُوبَي لِمَن كَانَ نَظَرُهُ عَبَراً وَ سُكُوتُهُ فِكراً وَ كَلَامُهُ ذِكراً وَ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ وَ آمَنَ النّاسَ شَرّهُ
ثو،[ثواب الأعمال ] ابن المتوكل عن علي بن ابراهيم عن اليقطيني عن يونس عن أبي أيوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع عن أمير المؤمنين ع مثله سن ،[المحاسن ] أبي عمن ذكره عن الصادق ع
مثله لي ،[الأمالي للصدوق ] ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن مرار عن يونس عن أبي أيوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع وذكر مثله ل ،[الخصال ] ابن المتوكل عن علي بن ابراهيم عن اليقطيني عن يونس مثله مع ،[معاني الأخبار] أبي عن سعد عن اليقطينيمثله
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ البَاقِرِ عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَا حَافِظَ أَحفَظُ مِنَ الصّمتِ
صفحه : 276
4- لي ،[الأمالي للصدوق ]الدّقّاقُ عَنِ الصوّفيِّ عَنِ الروّياَنيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ مَرّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ بِرَجُلٍ يَتَكَلّمُ بِفُضُولِ الكَلَامِ فَوَقَفَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا هَذَا إِنّكَ تمُليِ عَلَي حَافِظَيكَ كِتَاباً إِلَي رَبّكَ فَتَكَلّم بِمَا يَعنِيكَ وَ دَع مَا لَا يَعنِيكَ
5- مع ،[معاني الأخبار] لي ،[الأمالي للصدوق ] قَالَ رَسُولُ اللّهُ أَعظَمُ النّاسِ قَدراً مَن تَرَكَ مَا لَا يَعنِيهِ
6- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ النّومُ رَاحَةٌ لِلجَسَدِ وَ النّطقُ رَاحَةٌ لِلرّوحِ وَ السّكُوتُ رَاحَةٌ لِلعَقلِ
7- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الصوّفيِّ عَنِ الروّياَنيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ المَرءُ مَخبُوءٌ تَحتَ لِسَانِهِ
أقول سيأتي في باب مواعظه بإسناد آخر
8- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ مِن عَلَامَاتِ الفِقهِ الحِلمُ وَ العِلمُ وَ الصّمتُ إِنّ الصّمتَ بَابٌ مِن أَبوَابِ الحِكمَةِ إِنّ الصّمتَ يَكسِبُ المَحَبّةَ وَ هُوَ دَلِيلٌ عَلَي الخَيرِ
9-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الكمُنُداَنيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ عَنهُ
صفحه : 277
ع مِثلَهُ وَ فِيهِ أَنّهُ دَلِيلٌ عَلَي كُلّ خَيرٍ
10- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ عَلَي لِسَانِ كُلّ قَائِلٍ رَقِيباً فَليَتّقِ اللّهَ العَبدُ وَ ليَنظُر مَا يَقُولُ
وَ قَالَ مِن حُسنِ إِسلَامِ المَرءِ تَركُهُ مَا لَا يَعنِيهِ
11- ل ،[الخصال ]حَمزَةُ العلَوَيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن زِيَادِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي وَكِيعٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَا مِن شَيءٍ أَحَقّ بِطُولِ السّجنِ مِنَ اللّسَانِ
12- ثو،[ثواب الأعمال ]ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ رِبَاطٍ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَزَالُ العَبدُ المُؤمِنُ يُكتَبُ مُحسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً فَإِذَا تَكَلّمَ كُتِبَ مُحسِناً أَو مُسِيئاً
ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن محمد بن يحيي عن الأشعري مثله
13-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ دَاوُدَ قَالَ لِسُلَيمَانَ عَلَيهِمَا جَمِيعاً السّلَامُ يَا بنُيَّ إِيّاكَ وَ كَثرَةَ الضّحِكِ فَإِنّ كَثرَةَ الضّحِكِ تَترُكُ العَبدَ حَقِيراً يَومَ القِيَامَةِ يَا بنُيَّ عَلَيكَ بِطُولِ الصّمتِ إِلّا مِن خَيرٍ فَإِنّ النّدَامَةَ عَلَي طُولِ الصّمتِ مَرّةً وَاحِدَةً خَيرٌ مِنَ النّدَامَةِ عَلَي كَثرَةِ الكَلَامِ مَرّاتٍ
صفحه : 278
يَا بنُيَّ لَو أَنّ الكَلَامَ كَانَ مِن فِضّةٍ ينَبغَيِ لِلصّمتِ أَن يَكُونَ مِن ذَهَبٍ
14- ثو،[ثواب الأعمال ]ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ السنّديِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ لِسَانَ ابنِ آدَمَ يُشرِفُ كُلّ يَومٍ عَلَي جَوَارِحِهِ فَيَقُولُ كَيفَ أَصبَحتُم فَيَقُولُونَ بِخَيرٍ إِن تَرَكتَنَا وَ يَقُولُونَ اللّهَ اللّهَ فِينَا وَ يُنَاشِدُونَهُ وَ يَقُولُونَ إِنّمَا نُثَابُ بِكَ وَ نُعَاقَبُ بِكَ
15- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن رَبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ المسُليِّ عَن أَبِي الرّبِيعِ الشاّميِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا عُبِدَ اللّهُ بشِيَءٍ أَفضَلَ مِنَ الصّمتِ وَ المشَيِ إِلَي بَيتِهِ
كِتَابُ الغَايَاتِ، مُرسَلًا مِثلَهُ وَ فِيهِ مِثلُ الصّمتِ
16- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ أَبُو ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ اجعَلِ الدّنيَا كَلِمَتَينِ كَلِمَةً فِي طَلَبِ الحَلَالِ وَ كَلِمَةً لِلآخِرَةِ وَ الثّالِثَةُ تَضُرّ وَ لَا تَنفَعُ فَلَا تُرِدهَا الخَبَرَ
17-ل ،[الخصال ]القَاسِمُ بنُ مُحَمّدٍ السّرّاجُ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الضبّيّّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن سُفيَانَ الثوّريِّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ يَا سُفيَانُ أمَرَنَيِ واَلدِيِ ع بِثَلَاثٍ وَ نهَاَنيِ عَن ثَلَاثٍ فَكَانَ فِيمَا قَالَ لِي يَا بنُيَّ مَن يَصحَب صَاحِبَ السّوءِ لَا يَسلَم وَ مَن يَدخُل مَدَاخِلَ السّوءِ يُتّهَم وَ مَن لَا يَملِك لِسَانَهُ يَندَم ثُمّ أنَشدَنَيِ
صفحه : 279
عَوّد لِسَانَكَ قَولَ الخَيرِ تَحظَ بِهِ | إِنّ اللّسَانَ لِمَا عَوّدتَ مُعتَادٌ |
مُوَكّلٌ بتِقَاَضيِ مَا سَنَنتَ لَهُ | فِي الخَيرِ وَ الشّرّ فَانظُر كَيفَ تَعتَادُ |
أقول قدمضي في باب جوامع المكارم
18- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَ يأَتيِ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ العَافِيَةُ فِيهِ عَشَرَةَ أَجزَاءٍ تِسعَةٌ مِنهَا فِي اعتِزَالِ النّاسِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الصّمتِ
ثو،[ثواب الأعمال ] ابن الوليد عن محمد بن يحيي عن الأشعري عن ابن معروف مثله
19- مع ،[معاني الأخبار]ل ،[الخصال ] فِي وَصَايَا أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي العَاقِلِ أَن يَكُونَ بَصِيراً بِزَمَانِهِ مُقبِلًا عَلَي شَأنِهِ حَافِظاً لِلِسَانِهِ فَإِنّ مَن حَسَبَ كَلَامَهُ مِن عَمَلِهِ قَلّ كَلَامُهُ إِلّا فِيمَا يَعنِيهِ
وَ قَالَص عَلَيكَ بِطُولِ الصّمتِ فَإِنّهُ مَطرَدَةٌ لِلشّيطَانِ وَ عَونٌ لَكَ عَلَي أَمرِ دِينِكَ
20- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ مُنجِيَاتٌ تَكُفّ لِسَانَكَ وَ تبَكيِ عَلَي خَطِيئَتِكَ وَ تَلزَمُ بَيتَكَ
21-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِّ عَنِ المنِقرَيِّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي
صفحه : 280
قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِن أَرَدتَ أَن تَقَرّ عَينُكَ وَ تَنَالَ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَاقطَعِ الطّمَعَ مِمّا فِي أيَديِ النّاسِ وَ عُدّ نَفسَكَ فِي المَوتَي وَ لَا تُحَدّثَنّ نَفسَكَ أَنّكَ فَوقَ أَحَدٍ مِنَ النّاسِ وَ اخزُن لِسَانَكَ كَمَا تَخزُنُ مَالَكَ
22- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ وَ الحَجّالِ أَنّهُمَا سَمِعَا الرّضَا ع يَقُولُ كَانَ العَابِدُ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ لَا يَتَعَبّدُ حَتّي يَصمُتَ عَشرَ سِنِينَ
23- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي النّبِيّ أعَراَبيِّ فَقَالَ لَهُ أَ لَستَ خَيرَنَا أَباً وَ أُمّاً وَ أَكرَمَنَا عَقِباً وَ رَئِيسَنَا فِي الجَاهِلِيّةِ وَ الإِسلَامِ فَغَضِبَ النّبِيّص وَ قَالَ يَا أعَراَبيِّ كَم دُونَ لِسَانِكَ مِن حِجَابٍ قَالَ اثنَانِ شَفَتَانِ وَ أَسنَانٌ فَقَالَص فَمَا كَانَ فِي أَحَدِ هَذَينِ مَا يَرُدّ عَنّا غَربَ لِسَانِكَ هَذَا أَمَا إِنّهُ لَم يُعطَ أَحَدٌ فِي دُنيَاهُ شيء[شَيئاً] هُوَ أَضَرّ لَهُ فِي آخِرَتِهِ مِن طَلَاقَةِ لِسَانِهِ يَا عَلِيّ قُم فَاقطَع لِسَانَهُ فَظَنّ النّاسُ أَنّهُ يَقطَعُ لِسَانَهُ فَأَعطَاهُ دَرَاهِمَ
24- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عِندَ وَفَاتِهِ الزَمِ الصّمتَ تَسلَم
25- مع ،[معاني الأخبار] عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ نِعمَ العَونُ الصّمتُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَ إِن كُنتَ فَصِيحاً
26- مع ،[معاني الأخبار] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ المُذَكّرُ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الطبّرَيِّ
صفحه : 281
عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن خِرَاشٍ مَولَي أَنَسٍ عَن أَنَسٍ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أَصحَابِهِ فَقَالَ مَن ضَمِنَ لِي اثنَينِ ضَمِنتُ لَهُ الجَنّةَ فَقَالَ أَبُو هُرَيرَةَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِص أَنَا أَضمَنُهُمَا لَكَ مَا هُمَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن ضَمِنَ لِي مَا بَينَ لَحيَيهِ وَ مَا بَينَ رِجلَيهِ ضَمِنتُ لَهُ الجَنّةَ
يعني من ضمن لي لسانه وفرجه وأسباب البلايا تنفتح من هذين العضوين وجناية اللسان الكفر بالله وتقول الزور والبهتان والإلحاد في أسماء الله وصفاته والغيبة والنميمة و كل ذلك من جنايات اللسان وجناية الفرج الوطء حيث لايحل النكاح و لاملك يمين قال الله تبارك و تعالي وَ الّذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حافِظُونَ إِلّا عَلي أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَإِنّهُم غَيرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابتَغي وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ
27- لي ،[الأمالي للصدوق ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اخزُن لِسَانَكَ وَ عُدّ كَلَامَكَ يَقِلّ كَلَامُكَ إِلّا بِخَيرٍ
28- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ التّمّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ حَفصٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحَارِثِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ دِينَارٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تُكثِرُوا الكَلَامَ بِغَيرِ ذِكرِ اللّهِ فَإِنّ كَثرَةَ الكَلَامِ بِغَيرِ ذِكرِ اللّهِ تَقسُو القَلبَ إِنّ أَبعَدَ النّاسِ مِنَ اللّهِ القَلبُ القاَسيِ
29- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي ابنِهِ ع يَا بنُيَّ إِنّهُ لَا بُدّ لِلعَاقِلِ مِن أَن يَنظُرَ فِي شَأنِهِ فَليَحفَظ لِسَانَهُ وَ ليَعرِف أَهلَ زَمَانِهِ
30- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ الحسَنَيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ فِيمَا
صفحه : 282
كَتَبَ إِلَينَا عَلَي يَدِ أَبِي نُوحٍ الكَاتِبِ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ لِأَصحَابِهِ اسمَعُوا منِيّ كَلَاماً هُوَ خَيرٌ لَكُم مِنَ الدّهمِ المُوقّفَةِ لَا يَتَكَلّم أَحَدُكُم بِمَا لَا يَعنِيهِ وَ ليَدَع كَثِيراً مِنَ الكَلَامِ فِيمَا يَعنِيهِ حَتّي يَجِدَ لَهُ مَوضِعاً فَرُبّ مُتَكَلّمٍ فِي غَيرِ مَوضِعِهِ جَنَي عَلَي نَفسِهِ بِكَلَامِهِ وَ لَا يُمَارِيَنّ أَحَدُكُم سَفِيهاً وَ لَا حَلِيماً فَإِنّهُ مَن مَارَي حَلِيماً أَقصَاهُ وَ مَن مَارَي سَفِيهاً أَردَاهُ وَ اذكُرُوا أَخَاكُم إِذَا غَابَ عَنكُم بِأَحسَنِ مَا تُحِبّونَ أَن تُذكَرُوا بِهِ إِذَا غِبتُم عَنهُ وَ اعمَلُوا عَمَلَ مَن يَعلَمُ أَنّهُ مُجَازًي بِالإِحسَانِ مَأخُوذٌ بِالإِجرَامِ
31- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تَقطَعُوا أَنهَارَكُم بِكَذَا وَ كَذَا وَ فَعَلنَا كَذَا وَ كَذَا فَإِنّ مَعَكُم حَفَظَةً يَحفَظُونَ عَلَينَا وَ عَلَيكُم
وَ قَالَ ع كُفّوا أَلسِنَتَكُم وَ سَلّمُوا تَسلِيماً تَغنَمُوا
32- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن رَجُلٍ عَنِ البَاقِرِ ع
صفحه : 283
قَالَ لَا تَقطَعِ النّهَارَ عَنكَ بِكَذَا وَ كَذَا فَإِنّ مَعَكَ مَن يحُصيِ عَلَيكَ الخَبَرَ
33- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ العلَوَيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قُلتُ أَربَعاً أَنزَلَ اللّهُ تصَديِقيِ بِهَا فِي كِتَابِهِ قُلتُ المَرءُ مَخبُوءٌ تَحتَ لِسَانِهِ فَإِذَا تَكَلّمَ ظَهَرَ فَأَنزَلَ اللّهُ تَعَالَيوَ لَتَعرِفَنّهُم فِي لَحنِ القَولِ قُلتُ فَمَن جَهِلَ شَيئاً عَادَاهُ فَأَنزَلَ اللّهُبَل كَذّبُوا بِما لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَ قُلتُ قَدرُ[ أَو قِيمَةُ] كُلّ امرِئٍ مَا يُحسِنُ فَأَنزَلَ اللّهُ فِي قِصّةِ طَالُوتَإِنّ اللّهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وَ زادَهُ بَسطَةً فِي العِلمِ وَ الجِسمِ وَ قُلتُ القَتلُ يُقِلّ القَتلَ فَأَنزَلَ اللّهُوَ لَكُم فِي القِصاصِ حَياةٌ يا أوُليِ الأَلبابِ
34- فس ،[تفسير القمي] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع طُوبَي لِمَن أَنفَقَ الفَضلَ مِن مَالِهِ وَ أَمسَكَ الفَضلَ مِن كَلَامِهِ
35- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] إِنّ آدَمَ ع لَمّا كَثُرَ وُلدُهُ وَ وُلدُ وُلدِهِ كَانُوا يُحَدّثُونَ عِندَهُ وَ هُوَ سَاكِتٌ فَقَالُوا يَا أَبَتِ مَا لَكَ لَا تَتَكَلّمُ فَقَالَ يَا بنُيَّ إِنّ اللّهَ جَلّ جَلَالُهُ لَمّا أخَرجَنَيِ مِن جِوَارِهِ عَهِدَ إلِيَّ وَ قَالَ أَقِلّ كَلَامَكَ تَرجِع إِلَي جوِاَريِ
36- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع نَجَاةُ المُؤمِنِ فِي حِفظِ لِسَانِهِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن حَفِظَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللّهُ عَورَتَهُ
37-سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن مَالِكِ بنِ أَعيَنَ وَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ النّخّاسِ عَن مَالِكِ بنِ أَيمَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 284
أَ مَا تَرضَونَ أَن تُقِيمُوا الصّلَاةَ وَ تُؤتُوا الزّكَاةَ وَ تَكُفّوا أَلسِنَتَكُم وَ تَدخُلُوا الجَنّةَ قَالَ وَ رَوَاهُ أَبِي عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ
38-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الصّمتُ شِعَارُ المُحَقّقِينَ بِحَقَائِقِ مَا سَبَقَ وَ جَفّ القَلَمُ بِهِ وَ هُوَ مِفتَاحُ كُلّ رَاحَةٍ مِنَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ فِيهِ رِضَا الرّبّ وَ تَخفِيفُ الحِسَابِ وَ الصّونُ مِنَ الخَطَايَا وَ الزّلَلِ قَد جَعَلَهُ اللّهُ سِتراً عَلَي الجَاهِلِ وَ زَيناً لِلعَالِمِ وَ مَعَهُ عَزلُ الهَوَاءِ وَ رِيَاضَةُ النّفسِ وَ حَلَاوَةُ العِبَادَةِ وَ زَوَالُ قَسوَةِ القَلبِ وَ العَفَافُ وَ المُرُوّةُ وَ الظّرفُ فَأَغلِق بَابَ لِسَانِكَ عَمّا لَكَ بُدّ مِنهُ لَا سِيّمَا إِذَا لَم تَجِد أَهلًا لِلكَلَامِ وَ المُسَاعِدَ فِي المُذَاكَرَةِ لِلّهِ وَ فِي اللّهِ وَ كَانَ رَبِيعُ بنُ خُثَيمٍ يَضَعُ قِرطَاساً بَينَ يَدَيهِ وَ يَكتُبُ مَا يَتَكَلّمُ ثُمّ يُحَاسِبُ نَفسَهُ فِي عَشِيّتِهِ مَا لَهُ وَ مَا عَلَيهِ وَ يَقُولُ أَوّه نَجَا الصّامِتُونَ وَ بَقِينَا وَ كَانَ بَعضُ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص يَضَعُ حَصَاةً فِي فَمِهِ فَإِذَا أَرَادَ أَن يَتَكَلّمَ بِمَا عَلِمَ أَنّهُ لِلّهِ وَ فِي اللّهِ وَ لِوَجهِ اللّهِ أَخرَجَهَا وَ إِنّ كَثِيراً مِنَ الصّحَابَةِ كَانُوا يَتَنَفّسُونَ تَنَفّسَ الغَرقَي وَ يَتَكَلّمُونَ شِبهَ المَرضَي وَ إِنّمَا سَبَبُ هَلَاكِ الخَلقِ وَ نَجَاتِهِم الكَلَامُ وَ الصّمتُ فَطُوبَي لِمَن رُزِقَ مَعرِفَةَ عَيبِ الكَلَامِ وَ صَوَابِهِ وَ عَلِمَ الصّمتَ وَ فَوَائِدَهُ فَإِنّ
صفحه : 285
ذَلِكَ مِن أَخلَاقِ الأَنبِيَاءِ وَ شِعَارِ الأَصفِيَاءِ وَ مَن عَلِمَ قَدرَ الكَلَامِ أَحسَنَ صُحبَةَ الصّمتِ وَ مَن أَشرَفَ عَلَي مَا فِي لَطَائِفِ الصّمتِ وَ ائتَمَنَهُ عَلَي خَزَائِنِهِ كَانَ كَلَامُهُ وَ صَمتُهُ كُلّهُ عِبَادَةً وَ لَا يَطّلِعُ عَلَي عِبَادِتِهِ إِلّا المَلِكُ الجَبّارُ
39- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الكَلَامُ إِظهَارُ مَا فِي قَلبِ المَرءِ مِنَ الصّفَا وَ الكَدَرِ وَ العِلمِ وَ الجَهلِ
قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع المَرءُ مَخبُوءٌ تَحتَ لِسَانِهِ فَزِن كَلَامَكَ وَ اعرِضهُ عَلَي العَقلِ وَ المَعرِفَةِ فَإِن كَانَ لِلّهِ وَ فِي اللّهِ فَتَكَلّم بِهِ وَ إِن كَانَ غَيرَ ذَلِكَ فَالسّكُوتُ خَيرٌ مِنهُ وَ لَيسَ عَلَي الجَوَارِحِ عِبَادَةٌ أَخَفّ مَئُونَةً وَ أَفضَلَ مَنزِلَةً وَ أَعظَمَ قَدراً عِندَ اللّهِ مِنَ الكَلَامِ فِي رِضَي اللّهِ وَ لِوَجهِهِ وَ نَشرِ آلَائِهِ وَ نَعمَائِهِ فِي عِبَادَةٍ أَ لَا تَرَي أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَجعَل فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ رُسُلِهِ مَعنًي يَكشِفُ مَا أَسَرّ إِلَيهِم مِن مَكنُونَاتِ عِلمِهِ وَ مَخزُونَاتِ وَحيِهِ غَيرَ الكَلَامِ وَ كَذَلِكَ بَينَ الرّسُلِ وَ الأُمَمِ ثَبَتَ بِهَذَا أَنّهُ أَفضَلُ الوَسَائِلِ وَ الكُلَفِ وَ العِبَادَةِ وَ كَذَلِكَ لَا مَعصِيَةَ أَنغَلُ عَلَي العَبدِ وَ أَسرَعُ عُقُوبَةً عِندَ اللّهِ وَ أَشَدّهَا مَلَامَةً وَ أَعجَلُهَا سَأمَةً عِندَ الخَلقِ مِنهُ وَ اللّسَانُ تَرجُمَانُ الضّمِيرِ وَ صَاحِبُ خَبَرِ القَلبِ وَ بِهِ يَنكَشِفُ مَا فِي سِرّ البَاطِنِ وَ عَلَيهِ يُحَاسَبُ الخَلقُ يَومَ القِيَامَةِ وَ الكَلَامُ خَمرٌ تُسكِرُ العُقُولَ مَا كَانَ مِنهُ لِغَيرِ اللّهِ وَ لَيسَ شَيءٌ أَحَقّ بِطُولِ السّجنِ مِنَ اللّسَانِ قَالَ بَعضُ الحُكَمَاءِ احفَظ لِسَانَكَ عَن خَبِيثِ الكَلَامِ وَ فِي غَيرِهِ لَا تَسكُت إِنِ استَطَعتَ فَأَمّا السّكِينَةُ فهَيَِ هَيئَةٌ حَسَنَةٌ رَفِيعَةٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِأَهلِهَا وَ هُم أُمَنَاءُ أَسرَارِهِ فِي أَرضِهِ
40- سر،[السرائر] ابنُ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّمَا شِيعَتُنَا الخُرسُ
صفحه : 286
41- ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع حَقّ اللّسَانِ إِكرَامُهُ عَنِ الخَنَا وَ تَعوِيدُهُ الخَيرَ وَ تَركُ الفُضُولِ التّيِ لَا فَائِدَةَ لَهَا وَ البِرّ بِالنّاسِ وَ حُسنُ القَولِ فِيهِم
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَقَبّلُوا لِي سِتّ خِصَالٍ أَتَقَبّل لَكُم بِالجَنّةِ إِذَا حَدّثتُم فَلَا تَكذِبُوا وَ إِذَا وَعَدتُم فَلَا تُخلِفُوا وَ إِذَا ائتَمَنتُم فَلَا تَخُونُوا وَ غُضّوا أَبصَارَكُم وَ احفَظُوا فُرُوجَكُم وَ كُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَلسِنَتَكُم
وَ قَالَ الصّادِقُ ع كُونُوا لَنَا زَيناً وَ لَا تَكُونُوا عَلَينَا شَيناً قُولُوا لِلنّاسِ حُسناً وَ احفَظُوا أَلسِنَتَكُم وَ كُفّوهَا عَنِ الفُضُولِ وَ قَبِيحِ القَولِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الكَلَامُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَم تَتَكَلّم بِهِ فَإِذَا تَكَلّمتَ بِهِ صِرتَ فِي وَثَاقِهِ فَاخزُن لِسَانَكَ كَمَا تَخزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ فَرُبّ كَلِمَةٍ سَلَبَت نِعمَةً وَ لَا تَقُل مَا لَا تَعلَمُ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ قَد فَرَضَ عَلَي جَوَارِحِكَ كُلّهَا فَرَائِضَ يَحتَجّ بِهَا عَلَيكَ يَومَ القِيَامَةِ هَانَت عَلَيهِ نَفسُهُ مَن أَمّرَ عَلَيهَا لِسَانَهُ وَ مَن كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ خَطَاؤُهُ وَ مَن كَثُرَ خَطَاؤُهُ قَلّ حَيَاؤُهُ وَ مَن قَلّ حَيَاؤُهُ قَلّ وَرَعُهُ وَ مَن قَلّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلبُهُ وَ مَن مَاتَ قَلبُهُ دَخَلَ النّارَ
42- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَاحَةُ الإِنسَانِ فِي حَبسِ اللّسَانِ وَ قَالَ حَبسُ اللّسَانِ سَلَامَةُ الإِنسَانِ
وَ قَالَ ع بَلَاءُ الإِنسَانِ مِنَ اللّسَانِ
وَ قَالَ ع سَلَامَةُ الإِنسَانِ فِي حِفظِ اللّسَانِ
وَ قَالَ ع ذَلَاقَةُ اللّسَانِ رَأسُ المَالِ وَ قَالَ ع البَلَاءُ مُوَكّلٌ بِالمَنطِقِ وَ قَالَ ع فِتنَةُ اللّسَانِ أَشَدّ مِن ضَربِ السّيفِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ضَربُ اللّسَانِ أَشَدّ مِن ضَربِ السّنَانِ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع نَجَاةُ المَرءِ فِي حِفظِ لِسَانِهِ
قَالَ النّبِيّص فِي الوَصِيّةِ لعِلَيِّ يَا عَلِيّ مَن خَافَ النّاسُ لِسَانَهُ فَهُوَ مِن أَهلِ النّارِ
صفحه : 287
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تقُيَِ مِن مَئُونَةِ لَقلَقِهِ وَ قَبقَبِهِ وَ ذَبذَبِهِ دَخَلَ الجَنّةَ
وَ قَالَص طُوبَي لِمَن أَنفَقَ فَضَلَاتِ مَالِهِ وَ أَمسَكَ فَضَلَاتِ لِسَانِهِ
وَ قَالَص إِنّ اللّهَ تَعَالَي عِندَ لِسَانِ كُلّ قَائِلٍ وَ قَالَ لَا يَستَقِيمُ إِيمَانُ عَبدٍ حَتّي يَستَقِيمَ قَلبُهُ وَ لَا يَستَقِيمُ قَلبُهُ حَتّي يَستَقِيمَ لِسَانُهُ
43- ختص ،[الإختصاص ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي وَصِيّتِهِ لِمُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ وَ اعلَم أَنّ اللّسَانَ كَلبٌ عَقُورٌ إِن خَلّيتَهُ عَقَرَ وَ رُبّ كَلِمَةٍ سَلَبَت نِعمَةً فَاخزُن لِسَانَكَ كَمَا تَخزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ
44- ختص ،[الإختصاص ] عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ لِسَانَ ابنِ آدَمَ يُشرِفُ كُلّ يَومٍ عَلَي جَوَارِحِهِ فَيَقُولُ كَيفَ أَصبَحتُم فَيَقُولُونَ بِخَيرٍ إِن تَرَكتَنَا وَ يَقُولُونَ اللّهَ اللّهَ فَيُنَاشِدُونَهُ وَ يَقُولُونَ إِنّمَا نُثَابُ بِكَ وَ نُعَاقَبُ بِكَ
45-ختص ،[الإختصاص ]مُعَاوِيَةُ بنُ وَهبٍ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع كَانَ أَبِي يَقُولُ قُم
صفحه : 288
بِالحَقّ وَ لَا تَعَرّض لِمَا نَابَكَ وَ اعتَزِل عَمّا لَا يَعنِيكَ
46- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع استَمِعُوا منِيّ كَلَاماً هُوَ خَيرٌ مِنَ الدّرهَمِ المَدقُوقَةِ لَا تَكَلّمَنّ بِمَا لَا يَعنِيكَ وَ دَع كَثِيراً مِنَ الكَلَامِ فِيمَا يَعنِيكَ حَتّي تَجِدَ لَهُ مَوضِعاً فَرُبّ مُتَكَلّمٍ بِحَقّ فِي غَيرِ مَوضِعِهِ فَعَنِتَ وَ لَا تُمَارِيَنّ سَفِيهاً وَ لَا حَلِيماً فَإِنّ الحَلِيمَ يَقلِيكَ وَ السّفِيهَ يُردِيكَ وَ اذكُر أَخَاكَ إِذَا تَغَيّبَ عَنكَ بِأَحسَنَ مِمّا تُحِبّ أَن يَذكُرَكَ بِهِ إِذَا تَغَيّبتَ عَنهُ وَ اعلَم أَنّ هَذَا هُوَ العَمَلُ وَ اعمَل عَمَلَ مَن يَعلَمُ أَنّهُ مجَزيِّ بِالإِحسَانِ مَأخُوذٌ بِالإِجرَامِ
47- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِابنِهِ مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ لَا تَقُل مَا لَا تَعلَمُ بَل لَا تَقُل كُلّ مَا تَعلَمُ
48- ختص ،[الإختصاص ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ طُوبَي لِمَن كَانَ صَمتُهُ فِكراً وَ نَظَرُهُ عَبَراً وَ وَسِعَهُ بَيتُهُ وَ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ وَ سَلِمَ النّاسُ مِن يَدَيهِ وَ لِسَانِهِ
49- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الرّضَا ع مَا أَحسَنَ الصّمتَ لَا مِن عيِّ وَ المِهذَارُ لَهُ سَقَطَاتٌ
مشكاة الأنوار، عن موسي بن جعفر ع مثله
50- ختص ،[الإختصاص ]دَاوُدُ الرقّيّّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الصّمتُ كَنزٌ وَافِرٌ وَ زَينُ الحَلِيمِ وَ سِترُ الجَاهِلِ
51- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الرّضَا ع الصّمتُ بَابٌ مِن أَبوَابِ الحِكمَةِ وَ إِنّ الصّمتَ يَكسِبُ المَحَبّةَ إِنّهُ دَلِيلٌ عَلَي كُلّ خَيرٍ
وَ قَالَ ع مِن عَلَامَاتِ الفِقهِ الحِلمُ وَ العِلمُ
صفحه : 289
وَ الصّمتُ
52- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الصّادِقُ ع لَا يَزَالُ الرّجُلُ المُؤمِنُ يُكتَبُ مُحسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً فَإِذَا تَكَلّمَ كُتِبَ مُحسِناً أَو مُسِيئاً
وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الرّجُلُ الصّالِحُ يجَيِءُ بِخَبَرٍ صَالِحٍ وَ الرّجُلُ السّوءُ يجَيِءُ بِخَبَرِ سَوءٍ
53- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن كَانَ الشّرّ فِي شَيءٍ ففَيِ اللّسَانِ
54- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَن جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن عَلِمَ مَوضِعَ كَلَامِهِ مِن عَمَلِهِ قَلّ كَلَامُهُ فِيمَا لَا يَعنِيهِ
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِيّاكُم وَ جِدَالَ كُلّ مَفتُونٍ فَإِنّ كُلّ مَفتُونٍ مُلَقّنٌ حُجّتَهُ إِلَي انقِضَاءِ مُدّتِهِ فَإِذَا انقَضَت مُدّتُهُ أَحرَقَتهُ فِتنَتُهُ بِالنّارِ
55- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع عَن عَلِيّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص حِينَ يَقُولُ الكَلَامُ ثَلَاثَةٌ فَرَابِحٌ وَ سَالِمٌ وَ شَاحِبٌ فَأَمّا الرّابِحُ فاَلذّيِ يَذكُرُ اللّهَ وَ أَمّا السّالِمُ فاَلذّيِ يَقُولُ مَا أَحَبّ اللّهُ وَ أَمّا الشّاحِبُ فاَلذّيِ يَخُوضُ فِي النّاسِ
56- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الصّيقَلِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع جَالِساً فَبَعَثَ غُلَاماً لَهُ أَعجَمِيّاً فِي حَاجَةٍ إِلَي رَجُلٍ فَانطَلَقَ ثُمّ رَجَعَ فَجَعَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَستَفهِمُهُ الجَوَابَ وَ جَعَلَ الغُلَامُ لَا يَفهَمُهُ مِرَاراً قَالَ فَلَمّا رَأَيتُهُ لَا يَتَعَبّرُ لِسَانُهُ وَ لَا يَفهَمُهُ ظَنَنتُ أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع سَيَغضَبُ عَلَيهِ قَالَ وَ أَحَدّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع النّظَرَ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَئِن كُنتَ عيَيِّ اللّسَانِ فَمَا أَنتَ بعِيَيِّ القَلبِ ثُمّ قَالَ إِنّ الحَيَاءَ وَ العيِّ عيِّ اللّسَانِ لَا عيِّ القَلبِ مِنَ الإِيمَانِ وَ الفُحشُ وَ البَذَاءُ وَ السّلَاطَةُ مِنَ النّفَاقِ
صفحه : 290
57- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] اِبرَاهِيمُ بنُ أَبِي البِلَادِ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ هَل يُكِبّ النّاسَ فِي النّارِ إِلّا حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِم
58- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ بنُ سُوَيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُ أَبِي ع يَقُولُ مِن حُسنِ إِسلَامِ المَرءِ تَركُهُ مَا لَا يَعنِيهِ
59- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ غَالِبٍ عَنِ الفَضلِ بنِ المُفَضّلِ بنِ قَيسِ بنِ رُمّانَةَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن أَبَانِ بنِ أَبِي عَيّاشٍ عَن سُلَيمِ بنِ قَيسٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن فِقهِ الرّجُلِ قِلّةُ كَلَامِهِ فِيمَا لَا يَعنِيهِ
60- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي الضّرِيرِ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا المكَيّّ عَن كَثِيرِ بنِ طَارِقٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع قَالَ سُئِلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مَن أَفصَحُ النّاسِ قَالَ المُجِيبُ المُسكِتُ عِندَ بَدِيهَةِ السّؤَالِ
61- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ الصّادِقُ ع لَا تَتَكَلّم بِمَا لَا يَعنِيكَ وَ دَع كَثِيراً مِنَ الكَلَامِ فِيمَا يَعنِيكَ
62- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع اللّسَانُ سَبُعٌ إِن خلُيَّ عَنهُ عَقَرَ
وَ قَالَ ع هَانَت عَلَيهِ نَفسُهُ مَن أَمّرَ عَلَيهَا لِسَانَهُ
وَ قَالَ ع إِذَا تَمّ العَقلُ نَقَصَ الكَلَامُ
صفحه : 291
وَ قَالَ ع المَرءُ مَخبُوءٌ تَحتَ لِسَانِهِ
وَ قَالَ ع لَا خَيرَ فِي الصّمتِ عَنِ الحُكمِ كَمَا أَنّهُ لَا خَيرَ فِي القَولِ بِالجَهلِ
وَ قَالَ ع مَن كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ خَطَاؤُهُ وَ مَن كَثُرَ خَطَاؤُهُ قَلّ حَيَاؤُهُ وَ مَن قَلّ حَيَاؤُهُ قَلّ وَرَعُهُ وَ مَن قَلّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلبُهُ وَ مَن مَاتَ قَلبُهُ دَخَلَ النّارَ
وَ قَالَ ع مَن عَلِمَ أَنّ كَلَامَهُ مِن عَمَلِهِ قَلّ كَلَامُهُ إِلّا فِيمَا يَعنِيهِ
وَ قَالَ ع الكَلَامُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَم تَتَكَلّم بِهِ فَإِذَا تَكَلّمتَ بِهِ صِرتَ وَثَاقَهُ فَاخزُن لِسَانَكَ كَمَا تَخزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ فَرُبّ كَلِمَةٍ سَلَبَت نِعمَةً وَ جَلَبَت نَقِمَةً
وَ قَالَ ع لَا تَقُل مَا لَا تَعلَمُ وَ لَا تَقُل كُلّ مَا تَعلَمُ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ قَد فَرَضَ عَلَي جَوَارِحِكَ كُلّهَا فَرَائِضَ يَحتَجّ بِهَا عَلَيكَ يَومَ القِيَامَةِ
وَ قَالَ ع تَكَلّمُوا تُعرَفُوا فَإِنّ المَرءَ مَخبُوءٌ تَحتَ لِسَانِهِ
وَ قَالَ ع رُبّ قَولٍ أَنفَذُ مِن صَولٍ
وَ قَالَ ع إِيّاكُم وَ تَهزِيعَ الأَخلَاقِ وَ تَصرِيفَهَا وَ اجعَلُوا اللّسَانَ وَاحِداً
صفحه : 292
وَ ليَختَزِنِ الرّجُلُ لِسَانَهُ فَإِنّ هَذَا اللّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِهِ وَ اللّهِ مَا أَرَي عَبداً يتَقّيِ تَقوَي تَنفَعُهُ حَتّي يَختَزِنَ لِسَانَهُ وَ إِنّ لِسَانَ المُؤمِنِ مِن وَرَاءِ قَلبِهِ وَ إِنّ قَلبَ المُنَافِقِ مِن وَرَاءِ لِسَانِهِ لِأَنّ المُؤمِنَ إِذَا أَرَادَ أَن يَتَكَلّمَ بِكَلَامٍ تَدَبّرَهُ فِي نَفسِهِ فَإِن كَانَ خَيراً أَبدَاهُ وَ إِن كَانَ شَرّاً وَارَاهُ وَ إِنّ المُنَافِقَ يَتَكَلّمُ بِمَا أَتَي عَلَي لِسَانِهِ لَا يدَريِ مَا ذَا لَهُ وَ مَا ذَا عَلَيهِ
وَ لَقَد قَالَ رَسُولُ اللّهِ لَا يَستَقِيمُ إِيمَانُ عَبدٍ حَتّي يَستَقِيمَ قَلبُهُ وَ لَا يَستَقِيمُ قَلبُهُ حَتّي يَستَقِيمَ لِسَانُهُ فَمَنِ استَطَاعَ مِنكُم أَن يَلقَي اللّهَ سُبحَانَهُ وَ هُوَ نقَيِّ الرّاحَةِ مِن دِمَاءِ المُسلِمِينَ وَ أَموَالِهِم سَلِيمُ اللّسَانِ مِن أَعرَاضِهِم فَليَفعَل
وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع أَلَا إِنّ اللّسَانَ بَضعَةٌ مِنَ الإِنسَانِ فَلَا يُسعِدُهُ القَولُ إِذَا امتَنَعَ وَ لَا يُمهِلُهُ النّطقُ إِذَا اتّسَعَ وَ إِنّا لَأُمَرَاءُ الكَلَامِ وَ فِينَا تَنَشّبَت عُرُوقُهُ وَ عَلَينَا تَهَدّلَت غُصُونُهُ وَ اعلَمُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ أَنّكُم فِي زَمَانٍ القَائِلُ فِيهِ بِالحَقّ قَلِيلٌ وَ اللّسَانُ عَنِ الصّدقِ كَلِيلٌ وَ اللّازِمُ لِلحَقّ ذَلِيلٌ الخَبَرَ
وَ قَالَ فِي وَصِيّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ ع تَلَافِيكَ مَا فَرَطَ مِن صَمتِكَ أَيسَرُ مِن
صفحه : 293
إِدرَاكِكَ مَا فَاتَ مِن مَنطِقِكَ وَ حِفظُ مَا فِي الوِعَاءِ بِشَدّ الوِكَاءِ
63- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن عَلِمَ أَنّ كَلَامَهُ مِن عَمَلِهِ قَلّ كَلَامُهُ إِلّا فِيمَا يَعنِيهِ مَن كَثُرَ كَلَامُهُ كَثُرَ خَطَاؤُهُ وَ مَن كَثُرَ خَطَاؤُهُ قَلّ حَيَاؤُهُ وَ مَن قَلّ حَيَاؤُهُ قَلّ وَرَعُهُ وَ مَن قَلّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلبُهُ وَ مَن مَاتَ قَلبُهُ دَخَلَ النّارَ إِذَا فَاتَكَ الأَدَبُ فَالزَمِ الصّمتَ العَافِيَةُ عَشَرَةُ أَجزَاءٍ تِسعَةٌ مِنهَا فِي اعتِزَالِ النّاسِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الصّمتِ إِلّا عَن ذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ كَم مِن نَظرَةٍ جَلَبَت حَسرَةً وَ كَم مِن كَلِمَةٍ سَلَبَت نِعمَةً مَن عَلِمَ لِسَانُهُ[غَلَبَ لِسَانَهُ]أَمّرَهُ قَومُهُ المَرءُ يَعثُرُ بِرِجلِهِ فَيُبرَي وَ يَعثُرُ بِلِسَانِهِ فَيُقطَعُ رَأسُهُ احفَظ لِسَانَكَ فَإِنّ الكَلِمَةَ أَسِيرَةٌ فِي وَثَاقِ الرّجُلِ فَإِن أَطلَقَهَا صَارَ أَسِيراً فِي وَثَاقِهَا عَاقِبَةُ الكَذِبِ شَرّ عَاقِبَةٍ خَيرُ القَولِ الصّدقُ وَ فِي الصّدقِ السّلَامَةُ وَ السّلَامَةُ مَعَ الِاستِقَامَةِ لَا حَافِظَ أَحفَظُ مِنَ الصّمتِ إِيّاكُم وَ النّمَائِمَ فَإِنّهَا تُورِثُ الضّغَائِنَ هَانَت عَلَيهِ نَفسُهُ مَن أَمّرَ عَلَيهِ لِسَانَهُ الصّمتُ نُورٌ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ صُورَةَ المَرأَةِ فِي وَجهِهَا وَ صُورَةَ الرّجُلِ فِي مَنطِقِهِ
64- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَحِمَ اللّهُ عَبداً قَالَ خَيراً فَغَنِمَ أَو سَكَتَ عَن سُوءٍ فَسَلِمَ
وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الرّجُلُ الصّالِحُ يجَيِءُ بِخَبَرٍ صَالِحٍ وَ الرّجُلُ السّوءُ يجَيِءُ بِخَبَرِ سَوءٍ
صفحه : 294
وَ مِنهُ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص السّكُوتُ خَيرٌ مِن إِملَاءِ الشّرّ وَ إِملَاءُ الخَيرِ خَيرٌ مِنَ السّكُوتِ
وَ قَالَص السّكُوتُ ذَهَبٌ وَ الكَلَامُ فِضّةٌ
وَ مِنهُ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّمتُ كَنزٌ وَافِرٌ وَ زَينُ الحَلِيمِ وَ سَترُ الجَاهِلِ
وَ قَالَ ع الصّمتُ عِبَادَةٌ لِمَن ذَكَرَ اللّهَ
65- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِّ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع مِن عَلَامَاتِ الفِقهِ الحِلمُ وَ العِلمُ وَ الصّمتُ إِنّ الصّمتَ بَابٌ مِن أَبوَابِ الحِكمَةِ إِنّ الصّمتَ يَكسِبُ المَحَبّةَ إِنّهُ دَلِيلٌ عَلَي كُلّ خَيرٍ
بيان كأن المراد بالفقه العلم المقرون بالعمل فلاينافي كون مطلق العلم من علاماته أوالمراد بالفقه التفكر والتدبر في الأمور قال الراغب الفقه هوالتوصل إلي غائب بعلم شاهد فهو أخص من العلم قال تعالي فَما لِهؤُلاءِ القَومِ لا يَكادُونَ يَفقَهُونَ حَدِيثاًبِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَ إلي غير ذلك من الآيات والفقه العلم بأحكام الشريعة انتهي . وقيل أراد العلم فيما يقول والصمت عما لايعلم أويضر وقيل المراد بالعلم آثاره أعني إثبات الحق وإبطال الباطل وترويج الدين وحل المشكلات انتهي . وأقول قَد مَرّ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنهُ ع مِن عَلَامَاتِ الفَقِيهِ الحِلمُ وَ الصّمتُ
.
صفحه : 295
ويظهر من بعض الأخبار أن الفقه هوالعلم الرباني المستقر في القلب ألذي يظهر آثاره علي الجوارح . إن الصمت باب من أبواب الحكمة أي سبب من أسباب حصول العلوم الربانية فإن بالصمت يتم التفكر وبالتفكر يحصل الحكمة أو هوسبب لإفاضة الحكم عليه من الله سبحانه أوالصمت عندالعالم وعدم معارضته والإنصات إليه سبب لإفاضة الحكم منه أوالصمت دليل من دلائل وجود الحكمة في صاحبه .يكسب المحبة أي محبة الله أومحبة الخلق لأن عمدة أسباب العداوة بين الخلق الكلام من المنازعة والمجادلة والشتم والغيبة والنميمة والمزاح و في بعض النسخ يكسب الجنة و في سائر نسخ الحديث المحبة.إنه دليل علي كل خير أي وجود كل خير في صاحبه أودليل لصاحبه إلي كل خير
66- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ شِيعَتَنَا الخُرسُ
بيان الخرس بالضم جمع الأخرس أي هم لايتكلمون باللغو والباطل وفيما لايعلمون و في مقام التقية خوفا علي أئمتهم وأنفسهم وإخوانهم فكلامهم قليل فكأنهم خرس
67- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي عَلِيّ الجوَاّنيِّ قَالَ شَهِدتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ يَقُولُ لِمَولًي لَهُ يُقَالُ لَهُ سَالِمٌ وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَي شَفَتَيهِ وَ قَالَ يَا سَالِمُ احفَظ لِسَانَكَ تَسلَم وَ لَا تَحمِلِ النّاسَ عَلَي رِقَابِنَا
بيان ضمير شفتيه للإمام ع ورجوعه إلي سالم بعيد تسلم أي من معاصي اللسان ومفاسد الكلام و لاتحمل الناس علي رقابنا أي لاتسلطهم علينا بترك التقية وإذاعة أسرارنا
صفحه : 296
68- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي قَالَ حَضَرتُ أَبَا الحَسَنِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ أوَصنِيِ فَقَالَ احفَظ لِسَانَكَ تُعَزّ وَ لَا تُمَكّنِ النّاسَ مِن قِيَادِكَ فَتَذِلّ رَقَبَتُكَ
إيضاح قال الراغب الوصية التقدم إلي الغير بما يعمل به مقترنا بوعظ من قولهم أرض واصية متصلة النبات يقال أوصاه ووصاه والقياد ككتاب حبل تقاد به الدابة وتمكين الناس من القياد كناية عن تسلطهم وإعطاء حجة لهم علي إيذائه وإهانته بترك التقية ونسبة الإذلال إلي الرقبة لظهور الذل فيهاأكثر من سائر الأعضاء و فيه ترشيح للاستعارة السابقة لأن القياد يشد علي الرقبة
69- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الهَيثَمِ بنِ أَبِي مَسرُوقٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِرَجُلٍ أَتَاهُ أَ لَا أَدُلّكَ عَلَي أَمرٍ يُدخِلُكَ اللّهُ بِهِ الجَنّةَ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَنِل مِمّا أَنَالَكَ اللّهُ قَالَ فَإِن كُنتُ أَحوَجَ مِمّن أُنِيلُهُ قَالَ فَانصُرِ المَظلُومَ قَالَ فَإِن كُنتُ أَضعَفَ مِمّن أَنصُرُهُ قَالَ فَاصنَع لِلأَخرَقِ يعَنيِ أَشِر عَلَيهِ قَالَ فَإِن كُنتُ أَخرَقَ مِمّن أَصنَعُ لَهُ قَالَ فَأَصمِت لِسَانَكَ إِلّا مِن خَيرٍ أَ مَا يَسُرّكَ أَن تَكُونَ فِيكَ خَصلَةٌ مِن هَذِهِ الخِصَالِ تَجُرّكَ إِلَي الجَنّةِ
توضيح أنل مما أنالك الله أي أعط المحتاجين مما أعطاك الله تعالي قال الجوهري نال خيرا ينال نيلا أي أصاب وأناله غيره والأمر فيه نل بفتح النون للأخرق أي الجاهل بمصالح نفسه و في القاموس صنع إليه معروفا كمنع صنعا بالضم وصنع به صنيعا قبيحا فعله والشيء صنعا بالفتح والضم عمله وصنعة الفرس حسن القيام عليه وأصنع أعان آخر والأخرق تعلم وأحكم واصطنع عنده صنيعة اتخذها و في النهاية الخرق بالضم الجهل والحمق و قديخرق خرقا فهو أخرق والاسم الخرق بالضم و منه الحديث تعين ضائعا أوتصنع
صفحه : 297
لأخرق أي جاهل بما يجب أن يعمله و لم يكن في يده صنعة يكسب بهاانتهي . والظاهر أن يعني من كلام الصادق ع ويحتمل كونه كلام بعض الرواة أي ليس المراد نفعه بمال ونحوه بل برأي ومشورة ينفعه و فيه حث علي إرشاد كل من لم يعلم أمرا من مصالح الدين والدنيا. فإن كنت أخرق أي أشد خرقا و إن كان نادرا فاصمت علي بناء المجرد والإفعال في القاموس الصمت والصموت والصمات السكوت كالإصمات والتصميت وأصمته أسكته لازمان متعديان والمراد بالخير مايورث ثوابا في الآخرة أونفعا في الدنيا بلا مضرة أحد فالمباح غالبا مما ينبغي السكوت عنه والأمر لمطلق الطلب الشامل للوجوب والرجحان . واختلف في المباح هل يكتب أم لانقل عن ابن عباس أنه لايكتب و لايجازي عليه والأظهر أنه يكتب لعموم قوله تعالي ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ و قوله سبحانه كُلّ صَغِيرٍ وَ كَبِيرٍ مُستَطَرٌ ولدلالة كثيرة من الروايات عليه و قدأوردناها في كتاب العدل وعدم المجازات لايدل علي عدم الكتابة إذ لعل الكتابة لغرض آخر كالتأسف والتحسر علي تضييع العمر فيما لاينفع مع القدرة علي فعل مايوجب الثواب ويدل الخبر علي أن كمال خصلة واحدة من تلك الخصال يوجب الجنة ويحتمل اشتراطها بترك الكبائر أونحوه أو يكون الجر إليها كناية عن القرب منها وقيل يمكن أن يراد أن الخصلة الواحدة تجر إلي أسباب الدخول في الجنة وهي الخصال الأخر فإن الخير بعضه يفضي إلي بعض
70-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَّ إِن كُنتَ زَعَمتَ أَنّ
صفحه : 298
الكَلَامَ مِن فِضّةٍ فَإِنّ السّكُوتَ مِن ذَهَبٍ
تبيين يدل علي أن السكوت أفضل من الكلام وكأنه مبني علي الغالب و إلافظاهر أن الكلام خير من السكوت في كثير من الموارد بل يجب الكلام ويحرم السكوت عندإظهار أصول الدين وفروعه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويستحب في المواعظ والنصائح وإرشاد الناس إلي مصالحهم وترويج العلوم الدينية والشفاعة للمؤمنين وقضاء حوائجهم وأمثال ذلك فتلك الأخبار مخصوصة بغير تلك الموارد أوبأحوال عامة الخلق فإن غالب كلامهم إنما هوفيما لايعنيهم أو هومقصور علي المباحات وَ قَد مَرّ فِي كِتَابِ العَقلِ فِي حَدِيثِ هِشَامٍ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَقُولُ إِنّ مِن عَلَامَةِ العَاقِلِ أَن يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ يُجِيبُ إِذَا سُئِلَ وَ يَنطِقُ إِذَا عَجَزَ القَومُ عَنِ الكَلَامِ وَ يُشِيرُ باِلرأّيِ ألّذِي فِيهِ صَلَاحُ أَهلِهِ فَمَن لَم يَكُن فِيهِ مِن هَذِهِ الخِصَالِ الثّلَاثِ شَيءٌ فَهُوَ أَحمَقُ
71- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ الحلَبَيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمسِك لِسَانَكَ فَإِنّهَا صَدَقَةٌ تَصَدّقُ بِهَا عَلَي نَفسِكَ ثُمّ قَالَ وَ لَا يَعرِفُ عَبدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتّي يَخزُنَ مِن لِسَانِهِ
بيان فإنها أي الإمساك والتأنيث بتأويل الخصلة أوالفعلة أوالصفة أي صفة أنه صدقة أوباعتبار تأنيث الخبر وتشبيه الإمساك بالصدقة علي النفس باعتبار أنه ينفعها في الدنيا والآخرة كما أن الصدقة تنفع الفقير وباعتبار أنه معط يدفع عنه البلايا ويوجب قربه من الحق كالصدقة فالتشبيه كامل من الجهتين . و لايعرف عبدإلخ أشار ع بذلك إلي أن الإيمان لايكمل إلاباستقامة اللسان علي الحق وخزنه عن الباطل كالغيبة والنميمة والقذف والشتم والكذب والزور والفتوي بغير الحق والقول بالرأي وأشباهها من الأمور التي نهي
صفحه : 299
الشارع عنها و ذلك لأن الإيمان عبارة عن التصديق بالله وبرسوله والاعتقاد بحقية جميع ماجاء به النبي ص و هويستلزم استقامة اللسان وهي إقراره بالشهادتين وجميع العقائد الحقة ولوازمها وإمساكه عما لاينبغي و من البين أن الملزوم لايستقيم بدون استقامة اللازم وَ قَد أَشَارَ إِلَيهِ النّبِيّص بِقَولِهِ لَا يَستَقِيمُ إِيمَانُ عَبدٍ حَتّي يَستَقِيمَ قَلبُهُ وَ لَا يَستَقِيمُ قَلبُهُ حَتّي يَستَقِيمَ لِسَانُهُ
وأيضا كلما يتناول اللسان من الأباطيل والأكاذيب تدخل مفهوماتها في القلب و هوينافي استقرار حقيقة الإيمان فيه
72- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عُبَيدِ اللّهِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم قَالَ يعَنيِ كُفّوا أَلسِنَتَكُم
بيان الآية في سورة النساء هكذاأَ لَم تَرَ إِلَي الّذِينَ قِيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم وَ أَقِيمُوا الصّلاةَ وَ آتُوا الزّكاةَ فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنهُم يَخشَونَ النّاسَ كَخَشيَةِ اللّهِ أَو أَشَدّ خَشيَةً وَ قالُوا رَبّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ لَو لا أَخّرتَنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ قُل مَتاعُ الدّنيا قَلِيلٌ وَ الآخِرَةُ خَيرٌ لِمَنِ اتّقي وَ لا تُظلَمُونَ فَتِيلًا. و قال المفسرون قِيلَ لَهُم أي بمكةكُفّوا أَيدِيَكُم أي أمسكوا عن قتال الكفار فإني لم أؤمر بقتالهم فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُبالمدينة خافوا من الناس وقتلهم إياهم كَخَشيَةِ اللّهِ من عقابه أَو أَشَدّوَ قالُوا رَبّنا لِمَ كَتَبتَ عَلَينَا القِتالَ لَو لا أَخّرتَنا إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ و هو أن نموت بآجالنا وكذا في تفسير علي بن ابراهيم أيضا و في بعض الأخبار أن ذلك أمر لشيعتنا بالتقية إلي زمان القائم ع . كَمَا قَالَ الصّادِقُ ع أَ مَا تَرضَونَ أَن تُقِيمُوا الصّلَاةَ وَ تُؤتُوا الزّكَاةَ وَ تَكُفّوا وَ تَدخُلُوا الجَنّةَ
صفحه : 300
وَ عَنِ البَاقِرِ ع أَنتُم وَ اللّهِ أَهلُ هَذِهِ الآيَةِ
و في بعض الأخباركُفّوا أَيدِيَكُم مع الحسن ع كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ مع الحسين ع إِلي أَجَلٍ قَرِيبٍ إلي خروج القائم فإن معه الظفر.فهذا الخبر إما تفسير لظهر الآية كماذكرناه أولا أولبطنها بتنزيل الآية علي الشيعة في زمن التقية و هذاأنسب بكف الألسن تقية فإن أحوال أمير المؤمنين ع في أول أمره وآخره كان شبيها بأحوال الرسول في أول الأمر حين كونه بمكة وترك القتال لعدم الأعوان وأمره في المدينة بالجهاد لوجود الأنصار وكذا حال الحسن ع في الصلح والهدنة وحال الحسين ع عندوجود الأنصار ظاهرا وحال سائر الأئمة ع في ترك القتال والتقية مع حال القائم .فالآية و إن نزلت في حال الرسول فهي شاملة لتلك الأحوال أيضا لمشابهتها لها واشتراك العلل بينها وبينها. و أماتفسيره ع كف الأيدي بكف الألسن علي الوجهين يحتمل وجوها.الأول أن يكون المعني أن المراد بكف الأيدي عن القتال الكف عنها. ومما يوجب بسطها بسط الأيدي وهي الألسنة فإن مع عدم كف الألسنة ينتهي الأمر إلي القتال شاءوا أم أبوا فالنهي عن بسط الأيدي يستلزم النهي عن بسط الألسنة فالنهي عن القتال في زمن الهدنة يستلزم الأمر بالتقية.الثاني أن يكون المراد بكف الأيدي كف الألسن إطلاقا لاسم المسبب علي السبب أوالملزوم علي اللازم .الثالث أن يكون المراد بالأيدي في الآية الألسن لتشابههما في القوة وكونهما آلة المجادلة و هذاأبعد الوجوه كما أن الأول أقربها
73- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ الحلَبَيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَجَاةُ المُؤمِنِ مِن حِفظِ لِسَانِهِ
صفحه : 301
بيان نجاة المؤمن أي من مهالك الدنيا والآخرة حفظ لسانه الحمل علي المبالغة و في بعض النسخ من حفظ لسانه أي هو من أعظم أسباب النجاة فكأنها منحصرة فيه والحاصل أنه لاينجو إلا من حفظ لسانه
74- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ عَن يُونُسَ عَن مُثَنّي عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ كَانَ أَبُو ذَرّ يَقُولُ يَا مبُتغَيَِ العِلمِ إِنّ هَذَا اللّسَانَ مِفتَاحُ خَيرٍ وَ مِفتَاحُ شَرّ فَاختِم عَلَي لِسَانِكَ كَمَا تَختِمُ عَلَي ذَهَبِكَ وَ وَرِقِكَ
بيان يامبتغي العلم أي ياطالبه و فيه ترغيب علي التكلم بما ينفع في الآخرة أو في الدنيا أيضا إذا لم يضر بالآخرة فاختم علي لسانك أي إذا كان اللسان مفتاحا للشر فاخزنه حتي لايجري عليه مايوجب خسارك وبوارك كما أن ذهبك وفضتك تخزنهما لتوهم صلاح عاجل فيهما فاللسان أولي بذلك فإنه مادة لصلاح الدنيا والآخرة وفساده يوجب فساد الدارين و في القاموس الورق مثلثة وككتف وجبل الدراهم المضروبة والجمع أوراق و في المصباح ومنهم من يقول هوالنقرة مضروبة أو غيرمضروبة و قال الفارابي الورق المال من الدراهم وَ فِي نَهجِ البَلَاغَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ الكَلَامُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَم تَتَكَلّم بِهِ فَإِذَا تَكَلّمتَ بِهِ صِرتَ فِي وَثَاقِهِ فَاخزُن لِسَانَكَ كَمَا تَخزُنُ ذَهَبَكَ وَ وَرِقَكَ فَرُبّ كَلِمَةٍ سَلَبَت نِعمَةً وَ جَلَبَت نَقِمَةً
75- كا،[الكافي] عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الخَشّابِ عَنِ ابنِ بَقّاحٍ عَن مُعَاذِ بنِ ثَابِتٍ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ المَسِيحُ ع يَقُولُ لَا تُكثِرُوا الكَلَامَ فِي غَيرِ ذِكرِ اللّهِ فَإِنّ الّذِينَ يُكثِرُونَ الكَلَامَ فِي غَيرِ ذِكرِ اللّهِ قَاسِيَةٌ قُلُوبُهُم وَ لَكِن لَا يَعلَمُونَ
صفحه : 302
بيان قساوة القلب غلظه وشدته وصلابته بحيث يتأبي عن قبول الحق كالحجر الصلب يمر عليه الماء و لايقف فيه و فيه دلالة علي أن كثرة الكلام في الأمور المباحة يوجب قساوة القلب و أماالكلام في الأمور الباطلة فقليله كالكثير في إيجاب القساوة والنهي عنه و كان في الحديث إشارة إلي قوله سبحانه أَ فَمَن شَرَحَ اللّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِن رَبّهِ فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ قال البيضاوي الآية في حمزة و علي و أبي لهب وولده
76- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن يَومٍ إِلّا وَ كُلّ عُضوٍ مِن أَعضَاءِ الجَسَدِ يُكَفّرُ اللّسَانَ يَقُولُ نَشَدتُكَ اللّهَ أَن نُعَذّبَ فِيكَ
تبيين في النهاية في حديث الخدري إذاأصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان أي تذل وتخضع والتكفير هو أن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كمايفعل من يريد تعظيم صاحبه و قال نشدتك الله والرحم أي سألتك بالله وبالرحم يقال نشدتك الله وأنشدك الله وبالله وناشدتك الله وبالله أي سألتك وأقسمت عليك وتعديته إلي مفعولين إما لأنه بمنزلة دعوت أولأنهم ضمنوه معني ذكرت فأما أنشدتك بالله فخطأ انتهي . و كان الكلام بلسان الحال و فيه استعارة تمثيلية قوله أن نعذب كان في الكلام تقديرا أي تكف نفسك من أن نعذب فيك أي بسببك
77-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ الأسَدَيِّ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَ إِنّ لِسَانَ ابنِ آدَمَ يُشرِفُ عَلَي جَمِيعِ جَوَارِحِهِ كُلّ صَبَاحٍ فَيَقُولُ كَيفَ أَصبَحتُم فَيَقُولُونَ بِخَيرٍ إِن تَرَكتَنَا وَ يَقُولُونَ اللّهَ اللّهَ فِينَا وَ يُنَاشِدُونَهُ وَ يَقُولُونَ إِنّمَا نُثَابُ
صفحه : 303
وَ نُعَاقَبُ بِكَ
إيضاح قوله ع يشرف كان إشرافه كناية عن تسلطه عليها وكونها تحت حكمه و الله منصوب بتقدير اتق أواحذر والتكرار للتأكيد والحصر و قوله إنما نثاب ادعائي بناء علي الغالب والحاصل أن العمدة في ثوابنا وعقابنا أنت
78- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن قَيسٍ أَبِي إِسمَاعِيلَ وَ ذَكَرَ أَنّهُ لَا بَأسَ بِهِ مِن أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أوَصنِيِ فَقَالَ احفَظ لِسَانَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أوَصنِيِ قَالَ احفَظ لِسَانَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أوَصنِيِ قَالَ احفَظ لِسَانَكَ وَيحَكَ وَ هَل يُكِبّ النّاسَ عَلَي مَنَاخِرِهِم فِي النّارِ إِلّا حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِم
تبيان جاء رجل في روايات العامة أن الرجل كان معاذ بن جبل وويح كأنه منصوب علي النداء كمايصرح به كثيرا ورد للتعجب من حاله كيف استصغر ماأوصاه به و لم يكتف وطلب غيره بتكرار السؤال و في النهاية ويح كلمة ترحم وتوجع يقال لمن وقع في هلكة لايستحقها و قديقال بمعني المدح والتعجب وهي منصوبة علي المصدر. و قال في الحديث وهل يكب الناس علي مناخرهم في النار إلاحصائد ألسنتهم أي مايقطعونه من الكلام ألذي لاخير فيه واحدتها حصيدة تشبيها بما يحصد من الزرع وتشبيها للسان و مايقتطعه من القول بحد المنجل ألذي يحصد به . و في القاموس كبه قلبه وصرعه كأكبه وكبكبه فأكب و هولازم ومتعد و قال المنخر بفتح الميم والخاء وبكسرهما وضمهما وكمجلس وملمول الأنف انتهي والحصر كمامر وكأنه إشارة إلي قوله تعالي فَكُبكِبُوا فِيها هُم وَ الغاوُونَ
صفحه : 304
و قدوردت أخبار بأن الغاوين قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه إلي غيره
79- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لَم يَحسُب كَلَامَهُ مِن عَمَلِهِ كَثُرَت خَطَايَاهُ وَ حَضَرَ عَذَابُهُ
بيان من لم يحسب من باب نصر من الحساب أوكنعم من الحسبان بمعني الظن والأول أظهر و هذارد علي مايسبق إلي أوهام أكثر الخلق من الخواص والعوام أن الكلام ليس مما يترتب عليه عقاب فيجترءون علي أنواع الكلام بلا تأمل وتفكر مع أن أكثر أنواع الكفر والمعاصي من جهة اللسان لأن اللسان له تصرف في كل موجود وموهوم ومعدوم و له يد في العقليات والخياليات والمسموعات والمشمومات والمبصرات والمذوقات والملموسات فصاحب هذاالحسبان الباطل لايبالي بالكلام في أباطيل هذه الأمور وأكاذيبها فيجتمع عليه من كل وجه خطيئة فتكثر خطاياه . و أما غيراللسان فخطاياه قليلة بالنسبة إليه فإن خطيئة السمع ليست إلاالمسموعات وخطيئة البصر ليست إلاالمبصرات وقس عليهما سائر الجوارح والمراد بحضور عذابه حضور أسبابه وقيل إنما حضر عذابه لأنه أكثر ما يكون يندم علي بعض ماقاله و لاينفعه الندم ولأنه قلما يكون كلام لا يكون موردا للاعتراض و لاسيما إذاكثر
80-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُعَذّبُ اللّهُ اللّسَانَ بِعَذَابٍ لَا يُعَذّبُ بِهِ شَيئاً مِنَ الجَوَارِحِ فَيَقُولُ يَا رَبّ عذَبّتنَيِ بِعَذَابٍ لَم تُعَذّب بِهِ شَيئاً فَيَقُولُ لَهُ خَرَجَت مِنكَ كَلِمَةٌ فَبَلَغَت مَشَارِقَ الأَرضِ وَ مَغَارِبَهَا فَسُفِكَ بِهَا الدّمُ الحَرَامُ وَ انتُهِبَ بِهَا المَالُ الحَرَامُ وَ انتُهِكَ بِهَا الفَرجُ الحَرَامُ وَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَأُعَذّبَنّكَ بِعَذَابٍ
صفحه : 305
لَا أُعَذّبُ بِهِ شَيئاً مِن جَوَارِحِكَ
بيان خرجت منك كلمة أي من الفتاوي الباطلة أوالأعم منها و من أحكام الملوك وغيرهم وسائر ما يكون سببا لأمثال ذلك و قوله من جوارحك إما بتقدير مضاف أي جوارح صاحبك أوالإضافة للمجاورة والملابسة أوللإشارة إلي أن سائر الجوارح تابعة له و هورئيسها وكأن الكلام مبني علي التمثيل والسؤال والجواب بلسان الحال ويحتمل أن يكون الله تعالي يعطيه حياة وشعورا وقدرة علي الكلام كماقيل في شهادة الجوارح
81- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن كَانَ فِي شَيءٍ شُؤمٌ ففَيِ اللّسَانِ
بيان الشؤم أصله الهمز و قديخفف بل الغالب عليه التخفيف لكن الجوهري والفيروزآبادي لم يذكراه إلامهموزا قال الجوهري الشؤم نقيض اليمن يقال رجل مشوم ومشئوم و قدشأم فلان علي قومه يشأمهم فهو شائم إذاجر عليهم الشؤم و قدشئم عليهم فهو مشئوم إذاصار شؤما عليهم انتهي و قال في النهاية فيه إن كان الشوم في شيءففي ثلاث المرأة والدار والفرس أي إن كان مايكره ويخاف عاقبته ثم قال والواو في الشوم همزة ولكنها خففت فصارت واوا وغلب عليها التخفيف حتي لم ينطق بهامهموزة والشؤم ضد اليمن يقال تشاءمت بالشيء وتيمنت به . وأقول الحديث ألذي أورده مروي في طرقنا أيضا فالحصر في هذا
صفحه : 306
الخبر بالنسبة إلي أعضاء الإنسان وكثرة شؤم اللسان لكثرة المضرات والمفاسد المترتبة عليها ظاهرة قدسبق القول فيها
82- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ وَ الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي جَمِيعاً عَنِ الوَشّاءِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ كَانَ الرّجُلُ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ إِذَا أَرَادَ العِبَادَةَ صَمَتَ قَبلَ ذَلِكَ عَشرَ سِنِينَ
إيضاح صمت قبل ذلك أي عما لاينبغي وتلك المدة ليصير الصمت ملكة له ثم كان يشتغل بالعبادة والاجتهاد فيهالتقع العبادة صافية خالية عن المفاسد. وأقول يحتمل أن يكون الصمت في تلك المدة للتفكر في المعارف اليقينية والعلوم الدينية حتي يكمل في العلم ويستحق لتعليم العباد وإرشادهم وتكميل نفسه بالأعمال الصالحة أيضا فيأمن عن الخطاء والخطل في القول والعمل ثم يشرع في أنواع العبادات التي منها هداية الخلق وتعليمهم وتكميلهم كَمَا مَرّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع كُلّ سُكُوتٍ لَيسَ فِيهِ فِكرَةٌ فَهُوَ سَهوٌ
وَ قَالَ الكَاظِمُ ع دَلِيلُ العَقلِ التّفَكّرُ وَ دَلِيلُ التّفَكّرِ الصّمتُ
ومثله كثير. و هذاوجه حسن لم يسبقني إليه فطن و إن كان بفضل المفيض المالك جل ماأوردته في هذاالكتاب كذلك
83- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الغفِاَريِّ عَن جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن رَأَي مَوضِعَ كَلَامِهِ مِن عَمَلِهِ قَلّ كَلَامُهُ إِلّا فِيمَا يَعنِيهِ
إيضاح الغفار ككتاب حي من العرب من رأي موضع كلامه من عمله أي يعلم أن كلامه أكثر من سائر أعماله أويعلم أنه محسوب من أعماله ومجازي
صفحه : 307
به كمامر والأول هنا أظهر ويمكن إدراج المعنيين فيه فيما يعنيه أي يهمه وينفعه
84- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَعِيدِ بنِ يَسَارٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي حُكمِ آلِ دَاوُدَ عَلَي العَاقِلِ أَن يَكُونَ عَارِفاً بِزَمَانِهِ مُقبِلًا عَلَي شَأنِهِ حَافِظاً لِلِسَانِهِ
بيان في حكم آل داود أي الزبور أوالأعم منه ومما صدر عنه ع أوعنهم من الحكم علي العاقل أي يجب أويلزم عليه أن يكون عارفا بزمانه أي بأهل زمانه ليميز بين صديقه وعدوه الواقعيين و بين من يضله و من يهديه و بين من تجب متابعته و من تجب مفارقته ومجانبته فلاينخدع منهم في دينه ودنياه ويعلم موضع التقية والعشرة والعزلة والحب والبغض و في الحديث والعالم بزمانه لاتهجم عليه اللوابس و في حديث آخر عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه وَ فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ لِلحَسَنِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا يَا بنُيَّ إِنّهُ لَا بُدّ لِلعَاقِلِ مِن أَن يَنظُرَ فِي شَأنِهِ فَليَحفَظ لِسَانَهُ وَ ليَعرِف أَهلَ زَمَانِهِ
. قوله ع مقبلا علي شأنه أي يكون دائما مشتغلا بإصلاح نفسه ومحاسبتها ومعالجة أدوائها وتحصيل ماينفعها والاجتناب عما يرديها ويضر بها و لايصرف شيئا من عمره فيما لايعنيه حافظا للسانه عن اللغو والباطل
كَمَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا تَمّ العَقلُ نَقَصَ الكَلَامُ
85- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ رِبَاطٍ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَزَالُ العَبدُ المُؤمِنُ يُكتَبُ مُحسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً فَإِذَا تَكَلّمَ كُتِبَ مُحسِناً أَو مُسِيئاً
صفحه : 308
بيان يكتب محسنا إما لإيمانه أولسكوته فإنه من الأعمال الصالحة كماذكره الناظرون في هذاالخبر وأقول الأول عندي أظهر و إن لم يتفطن به الأكثر لقوله ع فإذاتكلم كتب محسنا أومسيئا لأنه علي الاحتمال الثاني يبطل الحصر لأنه يمكن أن يتكلم بالمباح فلا يكون محسنا و لامسيئا إلا أن يعم المسيء تجوزا بحيث يشمل غيرالمحسن مطلقا و هوبعيد. فإن قيل يرد علي مااخترته أن في حال التكلم بالحرام ثواب الإيمان حاصل له فيكتب محسنا ومسيئا معا فلايصح الترديد قلت يمكن أن يكون المراد بالمحسن المحسن من غيرإساءة كما هوالظاهر فتصح المقابلة مع أن بقاء ثواب استمرار الإيمان مع فعل المعصية في محل المنع وَ يوُميِ إِلَي عَدَمِهِ قَولُهُم عَلَيهِمُ السّلَامُ لَا يزَنيِ الزاّنيِ حِينَ يزَنيِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ
وأمثاله مما قدمر بعضها ويمكن أن يكون هذاأحد محامل هذه الأخبار وأحد علل ماورد أن نوم العالم عبادة أي هو في حال النوم في حكم العبادة لاستمرار ثواب علمه وإيمانه وعدم صدور شيء منه يبطله في تلك الحالة
صفحه : 309
الآيات البقرةوَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناًأسري قُل لعِبِاديِ يَقُولُوا التّيِ هيَِ أَحسَنُ إِنّ الشّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم إِنّ الشّيطانَ كانَ لِلإِنسانِ عَدُوّا مُبِيناًالفرقان وَ إِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماًالقصص وَ إِذا سَمِعُوا اللّغوَ أَعرَضُوا عَنهُ وَ قالُوا لَنا أَعمالُنا وَ لَكُم أَعمالُكُم سَلامٌ عَلَيكُم لا نبَتغَيِ الجاهِلِينَالأحزاب يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ قُولُوا قَولًا سَدِيداً يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُمتفسيروَ قُولُوا لِلنّاسِ. قَالَ الإِمَامُ ع قُولُوا لِلنّاسِكُلّهِمحُسناًمُؤمِنِهِم وَ مُخَالِفِهِم أَمّا المُؤمِنُونَ فَيَبسُطُ لَهُم وَجهَهُ وَ بِشرَهُ وَ أَمّا المُخَالِفُونَ فَيُكَلّمُهُم بِالمُدَارَاةِ لِاجتِذَابِهِم فَإِن يَيأَس مِن ذَلِكَ يَكُفّ شُرُورَهُم عَن نَفسِهِ وَ إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ
. إلي آخر ماسيأتي في باب التقية.
وَ فِي الكاَفيِ وَ العيَاّشيِّ عَنِ البَاقِرِ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ قُولُوا
صفحه : 310
لِلنّاسِ أَحسَنَ مَا تُحِبّونَ أَن يُقَالَ لَكُم
وَ فِي الكاَفيِ عَنِ الصّادِقِ ع لَا تَقُولُوا إِلّا خَيراً حَتّي تَعلَمُوا مَا هُوَ
.قيل يعني لاتقولوا إلاخيرا ماتعلموا الخير فيهم فأما إذاعلمتم أنه لاخير فيهم وانكشف لكم عن سوء ضمائرهم بحيث لاتبقي لكم مرية فلاعليكم أن لاتقولوا خيرا و ماتحتمل الموصولية والاستفهام والنفي
وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ نَزَلَت فِي اليَهُودِ ثُمّ نُسِخَت بِقَولِهِ تَعَالَيفَاقتُلُوا المُشرِكِينَ حَيثُ وَجَدتُمُوهُم
. ويمكن الجمع بأنه إنما نسخت في حق اليهود و أهل الذمة المأمور بقتالهم وبقي حكمها في سائر الناس
1- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي للصدوق ]يَحيَي بنُ زَيدِ بنِ العَبّاسِ عَن عَمّهِ عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ بِشرٍ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ القَولُ الحَسَنُ يثُريِ المَالَ وَ ينُميِ الرّزقَ وَ ينُسيِ فِي الأَجَلِ وَ يُحَبّبُ إِلَي الأَهلِ وَ يُدخِلُ الجَنّةَ
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا نَوفُ قُل خَيراً تُذكَر بِخَيرٍ
3- لي ،[الأمالي للصدوق ]المُكَتّبُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن جَعفَرِ بنِ عُثمَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الصّادِقِ وَ عِندَهُ نَفَرٌ مِنَ الشّيعَةِ فَسَمِعتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ مَعَاشِرَ الشّيعَةِ كُونُوا لَنَا زَيناً وَ لَا تَكُونُوا عَلَينَا شَيناًقُولُوا لِلنّاسِ حُسناً وَ احفَظُوا أَلسِنَتَكُم وَ كُفّوهَا عَنِ الفُضُولِ وَ قَبِيحِ القَولِ
صفحه : 311
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الغضائري عن الصدوق مثله
4- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَن لَم يَرعَ فِي كَلَامِهِ أَظهَرَ هُجرَهُ
5- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ع ،[علل الشرائع ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَلَا وَ قُولُوا خَيراً تُعرَفُوا بِهِ وَ اعمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِن أَهلِهِ
6- ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ القاَساَنيِّ عَنِ الثقّفَيِّ عَن عَلِيّ بنِ المُعَلّي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الخَطّابِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَفلَتَت مِن أَحَدِكُم كَلِمَةُ جَفَاءٍ يَخَافُ مِنهَا عَلَي نَفسِهِ فَليُتبِعهَا بِكَلِمَةٍ تَعَجّبٍ مِنهَا تَحفَظُ عَلَيهِ وَ تنُسيِ تِلكَ
7- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثَلَاثٌ مِن أَبوَابِ البِرّ سَخَاءُ النّفسِ وَ طِيبُ الكَلَامِ وَ الصّبرُ عَلَي الأَذَي
8- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ مَا أَنفَقَ النّاسُ مِن نَفَقَةٍ أَحَبّ مِن قَولِ الخَيرِ
9-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن يُونُسَ عَن أَبِي الحَسَنِ الأصَفهَاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قُولُوا الخَيرَ تُعرَفُوا بِهِ وَ اعمَلُوا
صفحه : 312
الخَيرَ تَكُونُوا مِن أَهلِهِ
10- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَحِمَ اللّهُ عَبداً قَالَ خَيراً فَغَنِمَ أَو سَكَتَ عَلَي سُوءٍ فَسَلِمَ
11- ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَ قَلبُ الأَحمَقِ فِي فَمِهِ وَ فَمُ الحَكِيمِ فِي قَلبِهِ
12- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَن خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ رَفَعَهُ قَالَ أَخَذَ رَجُلٌ بِلِجَامِ دَابّةِ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَيّ الأَعمَالِ أَفضَلُ فَقَالَ إِطعَامُ الطّعَامِ وَ إِطيَابُ الكَلَامِ
13- ل ،[الخصال ]بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناً قَالَ نَزَلَت فِي أَهلِ الذّمّةِ ثُمّ نَسَخَهَا قَولُهُ تَعَالَيقاتِلُوا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ لا بِاليَومِ الآخِرِ وَ لا يُحَرّمُونَ ما حَرّمَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الحَقّ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ حَتّي يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَ هُم صاغِرُونَ
14- يب ،[تهذيب الأحكام ]بِإِسنَادِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَبِي عَلِيّ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ رَجُلٌ جُعِلتُ فِدَاكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناً هُوَ لِلنّاسِ جَمِيعاً فَضَحِكَ وَ قَالَ لَا عنُيَِ قُولُوا مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ عَلَي أَهلِ بَيتِهِ
بيان كأنه علي المثال والمراد تأويل الآية بأن الغرض إظهار الأمور الحقة بين الناس أوالمراد بالناس الإنسان الحقيقي وهم الأنبياء والأئمة ع كماورد في تفسير قوله تعالي ثُمّ أَفِيضُوا مِن حَيثُ أَفاضَ النّاسُ و علي
صفحه : 313
التقديرين هوأحد بطون الآية ومحمول علي غيرحال التقية
15- شي،[تفسير العياشي] عَن حَرِيزٍ عَن بُرَيدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أُطعِمُ رَجُلًا سَائِلًا لَا أَعرِفُهُ مُسلِماً قَالَ نَعَم أَطعِمهُ مَا لَم تَعرِفهُ بِوَلَايَةٍ وَ لَا بِعَدَاوَةٍ إِنّ اللّهَ يَقُولُوَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناً
بيان كأن المعني أنه إذا كان القول الحسن معهم مطلوبا كان إطعامهم أيضا مطلوبا بطريق أولي أو يكون ذكره للتنظير لرفع الاستبعاد أو يكون هذاتأويلا آخر للآية بأن يراد بهاحسن الظن بهم وعدم نسبة الكفر والخلاف إليهم ما لم يعلم ذلك
16- شي،[تفسير العياشي] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ اتّقُوا اللّهَ وَ لَا تَحمِلُوا النّاسَ عَلَي أَكتَافِكُم إِنّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ قُولُوا لِلنّاسِ حُسناً
صفحه : 314
الآيات البقرةكَذلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلّكُم تَتَفَكّرُونَ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ و قال تعالي وَ ما يَذّكّرُ إِلّا أُولُوا الأَلبابِآل عمران إِنّ فِي ذلِكَ لَعِبرَةً لأِوُليِ الأَبصارِ و قال تعالي قَد خَلَت مِن قَبلِكُم سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذّبِينَ و قال تعالي وَ يَتَفَكّرُونَ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ رَبّنا ما خَلَقتَ هذا باطِلًاالأنعام قُل سِيرُوا فِي الأَرضِ ثُمّ انظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذّبِينَ و قال تعالي إِنّما يَستَجِيبُ الّذِينَ يَسمَعُونَ وَ المَوتي يَبعَثُهُمُ اللّهُ ثُمّ إِلَيهِ يُرجَعُونَ و قال قُل هَل يسَتوَيِ الأَعمي وَ البَصِيرُ أَ فَلا تَتَفَكّرُونَ
صفحه : 315
و قال ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلّكُم تَذَكّرُونَالأعراف قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ و قال فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلّهُم يَتَفَكّرُونَ و قال تعالي أَ وَ لَم يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما خَلَقَ اللّهُ مِن شَيءٍ وَ أَن عَسي أَن يَكُونَ قَدِ اقتَرَبَ أَجَلُهُم فبَأِيَّ حَدِيثٍ بَعدَهُ يُؤمِنُونَ و قال تعالي إِنّ الّذِينَ اتّقَوا إِذا مَسّهُم طائِفٌ مِنَ الشّيطانِ تَذَكّرُوا فَإِذا هُم مُبصِرُونَ وَ إِخوانُهُم يَمُدّونَهُم فِي الغيَّ ثُمّ لا يُقصِرُونَيونس كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكّرُونَ و قال تعالي فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُنذَرِينَ و قال سبحانه قُلِ انظُرُوا ما ذا فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما تغُنيِ الآياتُ وَ النّذُرُ عَن قَومٍ لا يُؤمِنُونَيوسف أَ فَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبلِهِم و قال تعالي لَقَد كانَ فِي قَصَصِهِم عِبرَةٌ لأِوُليِ الأَلبابِالرعدإِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكّرُونَالحجرإِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَ وَ إِنّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ إِنّ فِي
صفحه : 316
ذلِكَ لَآيَةً لِلمُؤمِنِينَالنحل إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكّرُونَ و قال تعالي فَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذّبِينَالمؤمنون قُل أَ فَلا تَذَكّرُونَالفرقان وَ لَقَد صَرّفناهُ بَينَهُم لِيَذّكّرُوا فَأَبي أَكثَرُ النّاسِ إِلّا كُفُوراً و قال تعالي وَ الّذِينَ إِذا ذُكّرُوا بِآياتِ رَبّهِم لَم يَخِرّوا عَلَيها صُمّا وَ عُمياناًالنمل قَلِيلًا ما تَذَكّرُونَ و قال تعالي قُل سِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُجرِمِينَالعنكبوت قُل سِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ بَدَأَ الخَلقَ ثُمّ اللّهُ يُنشِئُ النّشأَةَ الآخِرَةَ إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ و قال تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنُونَ و قال تعالي وَ لَقَد تَرَكنا مِنها آيَةً بَيّنَةً لِقَومٍ يَعقِلُونَ و قال تعالي وَ تِلكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ وَ ما يَعقِلُها إِلّا العالِمُونَالروم أَ وَ لَم يَتَفَكّرُوا فِي أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللّهُ السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما
صفحه : 317
إِلّا بِالحَقّ وَ أَجَلٍ مُسَمّي وَ إِنّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ بِلِقاءِ رَبّهِم لَكافِرُونَ أَ وَ لَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبلِهِم كانُوا أَشَدّ مِنهُم قُوّةً وَ أَثارُوا الأَرضَ وَ عَمَرُوها أَكثَرَ مِمّا عَمَرُوها وَ جاءَتهُم رُسُلُهُم بِالبَيّناتِ فَما كانَ اللّهُ لِيَظلِمَهُم وَ لكِن كانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ و قال تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكّرُونَالمؤمن وَ ما يَتَذَكّرُ إِلّا مَن يُنِيبُ و قال تعالي قَلِيلًا ما تَتَذَكّرُونَ و قال تعالي أَ فَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبلِهِم كانُوا أَكثَرَ مِنهُم وَ أَشَدّ قُوّةً وَ آثاراً فِي الأَرضِ فَما أَغني عَنهُم ما كانُوا يَكسِبُونَالسجدةسَنُرِيهِم آياتِنا فِي الآفاقِ وَ فِي أَنفُسِهِم حَتّي يَتَبَيّنَ لَهُم أَنّهُ الحَقّ أَ وَ لَم يَكفِ بِرَبّكَ أَنّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ أَلا إِنّهُم فِي مِريَةٍ مِن لِقاءِ رَبّهِم أَلا إِنّهُ بِكُلّ شَيءٍ مُحِيطٌالجاثيةإِنّ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ لَآياتٍ لِلمُؤمِنِينَ وَ فِي خَلقِكُم وَ ما يَبُثّ مِن دابّةٍ آياتٌ لِقَومٍ يُوقِنُونَ وَ اختِلافِ اللّيلِ وَ النّهارِ وَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّماءِ مِن رِزقٍ فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وَ تَصرِيفِ الرّياحِ آياتٌ لِقَومٍ يَعقِلُونَ و قال تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكّرُونَ
صفحه : 318
محمدأَ فَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ الّذِينَ مِن قَبلِهِم دَمّرَ اللّهُ عَلَيهِم وَ لِلكافِرِينَ أَمثالُهاالذاريات وَ فِي الأَرضِ آياتٌ لِلمُوقِنِينَ وَ فِي أَنفُسِكُم أَ فَلا تُبصِرُونَالقمروَ لَقَد جاءَهُم مِنَ الأَنباءِ ما فِيهِ مُزدَجَرٌ حِكمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغنِ النّذُرُ إلي قوله تعالي وَ لَقَد تَرَكناها آيَةً فَهَل مِن مُدّكِرٍ فَكَيفَ كانَ عذَابيِ وَ نُذُرِ وَ لَقَد يَسّرنَا القُرآنَ لِلذّكرِ فَهَل مِن مُدّكِرٍالحشرفَاعتَبِرُوا يا أوُليِ الأَبصارِ و قال وَ تِلكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ لَعَلّهُم يَتَفَكّرُونَالحاقةلِنَجعَلَها لَكُم تَذكِرَةً وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌالمزمل والدهرإِنّ هذِهِ تَذكِرَةٌ فَمَن شاءَ اتّخَذَ إِلي رَبّهِ سَبِيلًا
1- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ نَبّه بِالتّفَكّرِ قَلبَكَ وَ جَافِ عَنِ اللّيلِ جَنبَكَ وَ اتّقِ اللّهَ رَبّكَ
بيان التنبيه الإيقاظ عن النوم و عن الغفلة و في القاموس النبه بالضم الفطنة والقيام من النوم وأنبهته ونبهته فتنبه وانتبه و هذامنبهة علي كذا مشعر به ولفلان مشعر بقدره ومعل له و مانبه له كفرح مافطن والاسم
صفحه : 319
النبه بالضم ونبه باسمه تنبيها نوه انتهي والتفكر إعمال الفكر فيما يفيد العلم به قوة الإيمان واليقين والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة. قال الغزالي حقيقة التفكر طلب علم غيربديهي من مقدمات موصلة إليه كما إذاتفكر أن الآخرة باقية والدنيا فانية فإنه يحصل له العلم بأن الآخرة خير من الدنيا و هويبعثه علي العمل للآخرة فالتفكر سبب لهذا العلم و هذاالعمل حالة نفسانية و هوالتوجه إلي الآخرة و هذه الحالة تقتضي العمل لها وقس علي هذافالتفكر موجب لتنور القلب وخروجه من الغفلة وأصل لجميع الخيرات . و قال المحقق الطوسي قدس سره التفكر سير الباطن من المبادي إلي المقاصد و هوقريب من النظر و لايرتقي أحد من النقص إلي الكمال إلابهذا السير ومباديه الآفاق والأنفس بأن يتفكر في أجزاء العالم وذراته و في الأجرام العلوية من الأفلاك والكواكب وحركاتها وأوضاعها ومقاديرها واختلافاتها ومقارناتها ومفارقاتها وتأثيراتها وتغييراتها و في الأجرام السفلية وترتيبها وتفاعلها وكيفياتها ومركباتها ومعدنياتها وحيواناتها و في أجزاء الإنسان وأعضائه من العظام والعضلات والعصبات والعروق وغيرها مما لايحصي كثرة ويستدل بها وبما فيها من المصالح والمنافع والحكم والتغيير علي كمال الصانع وعظمته وعلمه وقدرته وعدم ثبات ماسواه . وبالجملة التفكر فيما ذكر ونحوه من حيث الخلق والحكمة والمصالح أثره العلم بوجود الصانع وقدرته وحكمته و من حيث تغيره وانقلابه وفنائه بعدوجوده أثره الانقطاع منه والتوجه بالكلية إلي الخالق الحق . و من هذاالقبيل التفكر في أحوال الماضين وانقطاع أيديهم عن الدنيا و ما فيها ورجوعهم إلي دار الآخرة فإنه يوجب قطع المحبة عن غير الله والانقطاع إليه بالتقوي والطاعة ولذا أمر بهما بعدالأمر بالتفكر ويمكن تعميم التفكر بحيث يشمل التفكر في معاني الآيات القرآنية والأخبار النبوية والآثار المروية
صفحه : 320
عن الأئمة الأطهار والمسائل الدينية والأحكام الشرعية وبالجملة كل ماأمر الشارع الصادع بالخوض فيه والعلم به . قوله ع وجاف عن الليل جنبك الجفا البعد وجاف عنه كذا أي باعده عنه في الصحاح جفا السرج عن ظهر الفرس وأجفيته أنا إذارفعته عنه وجافاه عنه فتجافا جنبه عن الفراش أي نبا انتهي و قال سبحانه تَتَجافي جُنُوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ وإسناد المجافاة إلي الليل مجاز في الإسناد أي جاف عن الفراش بالليل أو فيه تقدير مضاف أي جاف عن فراش الليل جنبك و علي التقادير كناية عن القيام بالليل للعبادة و قدمر معني التقوي والتوصيف بالرب للتعليل
2- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبَانٍ عَنِ الحَسَنِ الصّيقَلِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَمّا يرَويِ النّاسُ إِنّ تَفَكّرَ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن قِيَامِ لَيلَةٍ قُلتُ كَيفَ يَتَفَكّرُ قَالَ يَمُرّ بِالخَرِبَةِ أَو بِالدّارِ فَيَقُولُ أَينَ سَاكِنُوكِ وَ أَينَ بَانُوكِ مَا لَكِ لَا تَتَكَلّمِينَ
بيان خير من قيام ليلة أي للعبادة لأن التفكر من أعمال القلب و هوأفضل من أعمال الجوارح وأيضا أثره أعظم وأدوم إذ ربما صار تفكر ساعة سببا للتوبة عن المعاصي ولزوم الطاعة تمام العمر يمر بخربة كأنه ع ذكر ذلك علي سبيل المثال لتفهيم السائل أو قال ذلك علي قدر فهم السائل ورتبته فإنه كان قابلا لهذا النوع من التفكر والمراد بالدار ما لم تخرب لكن مات من بناها وسكنها غيره وبالخربة ماخرب و لم يسكنه أحد وكون الترديد من الراوي كمازعم بعيد ويحتمل أن يكون أين ساكنوك للخربة وأين بانوك للدار علي اللف والنشر المرتب لكن كونهما لكل منهما أظهر. والظاهر أن القول بلسان الحال ويحتمل المقال و قوله ما لك لاتتكلمين بيان لغاية ظهور الحال أي العبرة فيك بينة بحيث كان ينبغي أن تتكلم بذلك
صفحه : 321
وقيل هو من قبيل ذكر اللازم وإرادة الملزوم فنفي التكلم كناية عن نفي الاستماع أي لم لايستمع الغافلون ماتتكلمين به بلسان الحال جهرا وقيل استفهام إنكاري أي أنت تتكلمين لكن الغافلون لايستمعون و هوبعيد. ويمكن أن يكون كلامها كناية عن تنبيه الغافلين أي لم لاتنبه المغرورين بالدنيا مع هذه الحالة الواضحة ويئول إلي تعيير الجاهلون بعدم الاتعاظ به كما أنه يقول رجل لوالد رجل فاسق بحضرته لم لاتعظ ابنك مع أنه يعظه وإنما يقول ذلك تعييرا للابن
3- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ البزَنَطيِّ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَفضَلُ العِبَادَةِ إِدمَانُ التّفَكّرِ فِي اللّهِ وَ فِي قُدرَتِهِ
بيان الإدمان الإدامة و قوله ع و في قدرته كأنه عطف تفسير لقوله في الله فإن التفكر في ذات الله وكنه صفاته ممنوع كمامر في الأخبار في كتاب التوحيد لأنه يورث الحيرة والدهش واضطراب العقل فالمراد بالتفكر في الله النظر إلي أفعاله وعجائب صنعه وبدائع أمره في خلقه فإنها تدل علي جلاله وكبريائه وتقدسه وتعاليه وتدل علي كمال علمه وحكمته و علي نفاذ مشيته وقدرته وإحاطته بالأشياء و أنه سبحانه لكمال علمه وحكمته لم يخلق هذاالخلق عبثا من غيرتكليف ومعرفة وثواب وعقاب فإنه لو لم تكن نشأة أخري باقية غير هذه النشأة الفانية المحفوفة بأنواع المكاره والآلام لكان خلقها عبثا كما قال تعالي أَ فَحَسِبتُم أَنّما خَلَقناكُم عَبَثاً وَ أَنّكُم إِلَينا لا تُرجَعُونَ. و هذاتفكر أولي الألباب كما قال تعالي إِنّ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اختِلافِ اللّيلِ وَ النّهارِ لَآياتٍ لأِوُليِ الأَلبابِ الّذِينَ يَذكُرُونَ اللّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلي جُنُوبِهِم وَ يَتَفَكّرُونَ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ رَبّنا ما خَلَقتَ هذا
صفحه : 322
باطِلًا سُبحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ و قال سبحانه وَ مِن آياتِهِ و من آياته في مواضع كثيرة فتلك الآيات هي مجاري التفكر في الله و في قدرته لأولي النهي لاذاته تعالي . فَقَد روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ تَفَكّرُوا فِي آلَاءِ اللّهِ فَإِنّكُم لَن تَقدِرُوا قَدرَهُ
4- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ لَيسَ العِبَادَةُ كَثرَةَ الصّلَاةِ وَ الصّومِ إِنّمَا العِبَادَةُ التّفَكّرُ فِي أَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
توضيح ليس العبادة كثرة الصلاة أي ليست منحصرة فيهاإنما العبادة أي الكاملة التفكر في أمر الله بالمعاني المتقدمة و قديقال المراد بالتفكر في أمر الله طلب العلم بكيفية العمل وآدابه وشرائطه والعبادة بدونه باطلة فالحاصل أن كثرة الصلاة والصوم بدون العمل بشرائطهما وكيفياتهما وأحكامهما ليست عبادة. وأقول يحتمل أن يكون المعني أن كثرة الصلاة والصوم بدون التفكر في معرفة الله ومعرفة رسوله ومعرفة أئمة الهدي كمايصنعه المخالفون غيرمقبولة وموجبة للبعد عن الحق
5- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ سَهلٍ عَن حَمّادٍ عَن ربِعيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع التّفَكّرُ يَدعُو إِلَي البِرّ وَ العَمَلِ بِهِ
بيان التفكر يدعو إلي البر كأن التفكر الوارد في هذاالخبر شامل لجميع التفكرات الصحيحة التي أشرنا إليها كالتفكر في عظمة الله فإنه يدعو إلي خشيته وطاعته والتفكر في فناء الدنيا ولذاتها فإنه يدعو إلي تركها والتفكر في عواقب من مضي من الصالحين فيدعو إلي اقتفاء آثارهم و في ماآل
صفحه : 323
إليه أمر المجرمين فيدعو إلي اجتناب أطوارهم و في عيوب النفس وآفاتها فيدعو إلي الإقبال علي إصلاحها و في أسرار العبادة وغاياتها فيدعو إلي السعي في تكميلها ورفع النقص عنها و في رفعة درجات الآخرة فيدعو إلي تحصيلها و في مسائل الشريعة فيدعو إلي العمل بها في مواضعها و في حسن الأخلاق الحسنة فيدعو إلي تحصيلها و في قبح الأخلاق السيئة وسوء آثارها فيدعو إلي تجنبها و في نقص أعماله ومعايبها فيدعو إلي السعي في إصلاحها و في سيئاته و مايترتب عليها من العقوبات والبعد عن الله والحرمان عن السعادات فيدعوه إلي الانتهاء عنها وتدارك ماأتي به بالتوبة والندم و في صفات الله وأفعاله من لطفه بعباده وإحسانه إليه بسوابغ النعماء وبسط الآلاء والتكليف دون الطاقة والوعد لعمل قليل بثواب جزيل وتسخيره له ما في السماوات و الأرض و مابينهما إلي غير ذلك فيدعوه إلي البر والعمل به والرغبة في الطاعات والانتهاء عن السيئات وبالمقايسة إلي ماذكرنا يظهر آثار سائر التفكرات و الله الموفق للخيرات .أقول قدمضي بعض الأخبار في باب السكوت والكلام
6- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن يُونُسَ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَكثَرُ عِبَادَةِ أَبِي ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ التّفَكّرَ وَ الِاعتِبَارَ
7- مع ،[معاني الأخبار]ل ،[الخصال ] فِي خَبَرِ أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي العَاقِلِ أَن يَكُونَ لَهُ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ ينُاَجيِ فِيهَا رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفسَهُ وَ سَاعَةٌ يَتَفَكّرُ فِيمَا صُنعَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ وَ سَاعَةٌ يَخلُو فِيهَا يِحَظّ نَفسِهِ مِنَ الحَلَالِ
10- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ يَاسِينَ
صفحه : 324
عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ العِلمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ الآدَابُ حُلَلٌ حِسَانٌ وَ الفِكرَةُ مِرآةٌ صَافِيَةٌ الخَبَرَ
11- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِيمَا أَوصَي بِهِ الحَسَنُ ع لَا عِبَادَةَ كَالتّفَكّرِ فِي صَنعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
12- مع ،[معاني الأخبار] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَغفَلُ النّاسِ مَن لَم يَتّعِظ بِتَغَيّرِ الدّنيَا مِن حَالٍ إِلَي حَالٍ
13- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص السّعِيدُ مَن وُعِظَ بِغَيرِهِ
14- لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَالِكٍ عَن سَعِيدِ بنِ عَمرٍو عَن إِسمَاعِيلَ بنِ بِشرِ بنِ عَمّارٍ قَالَ كَتَبَ هَارُونُ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع عظِنيِ وَ أَوجِز قَالَ فَكَتَبَ إِلَيهِ مَا مِن شَيءٍ تَرَاهُ عَينُكَ إِلّا وَ فِيهِ مَوعِظَةٌ
15- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَمّن ذَكَرَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الخَيرُ كُلّهُ فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ فِي النّظَرِ وَ السّكُوتِ وَ الكَلَامِ فَكُلّ نَظَرٍ لَيسَ فِيهِ اعتِبَارٌ فَهُوَ سَهوٌ وَ كُلّ سُكُوتٍ لَيسَ فِيهِ فِكرَةٌ فَهُوَ غَفلَةٌ وَ كُلّ كَلَامٍ لَيسَ فِيهِ ذِكرٌ فَهُوَ لَغوٌ فَطُوبَي لِمَن كَانَ نَظَرُهُ اعتِبَاراً وَ سُكُوتُهُ فِكرَةً وَ كَلَامُهُ ذِكراً وَ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ وَ أَمِنَ النّاسُ شَرّهُ
16-سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن بُنَانِ بنِ العَبّاسِ عَن حُسَينٍ الكرَخيِّ عَن جَعفَرِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحَسَنِ الصّيقَلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع تَفَكّرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن
صفحه : 325
قِيَامِ لَيلَةٍ قَالَ نَعَم قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَفَكّرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن قِيَامِ لَيلَةٍ قُلتُ كَيفَ يَتَفَكّرُ قَالَ يَمُرّ بِالدّورِ الخَرِبَةِ فَيَقُولُ أَينَ بَانُوكِ أَينَ سَاكِنُوكِ مَا لَكِ لَا تَتَكَلّمِينَ
ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]القاسم وفضالة عن أبان عن الصيقل مثله
17- ف ،[تحف العقول ] عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع قَالَ لَيسَتِ العِبَادَةُ كَثرَةَ الصّيَامِ وَ الصّلَاةِ وَ إِنّمَا العِبَادَةُ كَثرَةُ التّفَكّرِ فِي أَمرِ اللّهِ
18- سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الجعُفيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُدَاعِبَ فِي الجَمَاعَةِ بِلَا رَفَثٍ المُتَوَحّدَ بِالفِكرَةِ المتُخَلَيَّ بِالصّبرِ المُسَاهِرَ بِالصّلَاةِ
19- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ طُوبَي لِمَن كَانَ صَمتُهُ فِكراً وَ نَظَرُهُ عَبَراً وَ كَلَامُهُ ذِكراً وَ وَسِعَهُ بَيتُهُ وَ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ وَ سَلِمَ النّاسُ مِن لِسَانِهِ وَ يَدِهِ
وَ أرَويِ فِكرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن عِبَادَةِ سَنَةٍ فَسَأَلتُ العَالِمَ ع عَن ذَلِكَ فَقَالَ تَمُرّ بِالخَرِبَةِ وَ بِالدّيَارِ القِفَارِ فَتَقُولُ أَينَ بَانِيكِ أَينَ سُكّانُكِ مَا لَكِ لَا تَكَلّمِينَ وَ لَيسَ العِبَادَةُ كَثرَةَ الصّلَاةِ وَ الصّيَامِ وَ العِبَادَةُ التّفَكّرُ فِي أَمرِ اللّهِ جَلّ وَ عَلَا
وَ أرَويِ التّفَكّرُ مِرآتُكَ تُرِيكَ سَيّئَاتِكَ وَ حَسَنَاتِكَ
20-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع اعتَبِرُوا بِمَا مَضَي مِنَ الدّنيَا هَل بقَيَِ عَلَي أَحَدٍ أَو هَل فِيهَا بَاقٍ مِنَ الشّرِيفِ وَ الوَضِيعِ وَ الغنَيِّ وَ الفَقِيرِ وَ الولَيِّ وَ العَدُوّ فَكَذَلِكَ مَا لَم يَأتِ مِنهَا بِمَا مَضَي أَشبَهُ مِنَ المَاءِ بِالمَاءِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَفَي بِالمَوتِ وَاعِظاً وَ بِالعَقلِ دَلِيلًا وَ بِالتّقوَي زَاداً وَ بِالعِبَادَةِ شُغُلًا وَ بِاللّهِ مُونِساً وَ بِالقُرآنِ بَيَاناً
صفحه : 326
وَ قَالَ النّبِيّص لَم يَبقَ مِنَ الدّنيَا إِلّا بَلَاءٌ وَ فِتنَةٌ وَ مَا نَجَا مَن نَجَا إِلّا بِصِدقِ الِالتِجَاءِ وَ قَالَ نُوحٌ ع وَجَدتُ الدّنيَا كَبَيتٍ لَهُ بَابَانِ دَخَلتُ مِن أَحَدِهِمَا وَ خَرَجتُ مِنَ الآخَرِ هَذَا حَالُ صفَيِّ اللّهِ كَيفَ حَالُ مَنِ اطمَأَنّ فِيهَا وَ رَكَنَ إِلَيهَا وَ أَضَاعَ عُمُرَهُ فِي عِمَارَتِهَا وَ مَزّقَ دِينَهُ فِي طَلَبِهَا وَ الفِكرَةُ مِرآةُ الحَسَنَاتِ وَ كَفّارَةُ السّيّئَاتِ وَ ضِيَاءُ القُلُوبِ وَ فُسحَةُ الخَلقِ وَ إِصَابَةٌ فِي صَلَاحِ المَعَادِ وَ اطّلَاعٌ عَلَي العَوَاقِبِ وَ استِزَادَةٌ فِي العِلمِ وَ هيَِ خَصلَةٌ لَا يُعبَدُ اللّهُ بِمِثلِهَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِكرَةُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن عِبَادَةِ سَنَةٍ وَ لَا يَنَالُ مَنزِلَةَ التّفَكّرِ إِلّا مَن قَد خَصّهُ اللّهُ بِنُورِ المَعرِفَةِ وَ التّوحِيدِ
21-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُعتَبِرُ فِي الدّنيَا عَيشُهُ فِيهَا كَعَيشِ النّائِمِ يَرَاهَا وَ لَا يَمَسّهَا وَ هُوَ يُزِيلُ عَن قَلبِهِ وَ نَفسِهِ بِاستِقبَاحِهِ مُعَامَلَاتِ المَغرُورِينَ بِهَا مَا يُورِثُهُ الحِسَابَ وَ العِقَابَ وَ يَتَبَدّلُ بِهَا مَا يَقرَبُهُ مِن رِضَا اللّهِ وَ عَفوِهِ وَ يَغسِلُ بِمَاءِ زَوَالِهَا مَوَاضِعَ دَعوَتِهَا إِلَيهِ وَ تَزيِينَ نَفسِهَا إِلَيهِ فَالعِبرَةُ يُورِثُ صَاحِبَهَا ثَلَاثَةَ أَشيَاءَ العِلمَ بِمَا يَعمَلُ وَ العَمَلَ بِمَا يَعلَمُ وَ عِلمَ مَا لَم يَعلَم وَ العِبرَةُ أَصلُهَا أَوّلٌ يُخشَي آخِرُهُ وَ آخِرٌ يُحَقّقُ الزّهدُ فِي أَوّلِهِ وَ لَا يَصِحّ الِاعتِبَارُ إِلّا لِأَهلِ الصّفَا وَ البَصِيرَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَاعتَبِرُوا يا أوُليِ الأَبصارِ وَ قَالَ جَلّ اسمُهُفَإِنّها لا تَعمَي الأَبصارُ وَ لكِن تَعمَي القُلُوبُ التّيِ فِي الصّدُورِفَمَن فَتَحَ اللّهُ عَينَ قَلبِهِ وَ بَصِيرَةَ عَينِهِ بِالِاعتِبَارِ فَقَد أَعطَاهُ
صفحه : 327
مَنزِلَةً رَفِيعَةً وَ زُلفَةً عَظِيمَةً
22- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَفَكّرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن عِبَادَةِ سَنَةٍإِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِ
23- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَن فَضَالَةَ عَن إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ نَبّه بِالتّفَكّرِ قَلبَكَ وَ جَافِ عَنِ النّومِ جَنبَكَ وَ اتّقِ اللّهَ رَبّكَ
24- كِتَابُ صِفّينَ، قَالَ لَمّا تَوَجّهَ عَلِيّ ع إِلَي صِفّينَ انتَهَي إِلَي سَابَاطَ ثُمّ إِلَي مَدِينَةِ بَهُرَسِيرَ وَ إِذَا رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ يُقَالُ لَهُ حَرِيزُ بنُ سَهمٍ مِن بنَيِ رَبِيعَةَ يَنظُرُ إِلَي آثَارِ كِسرَي وَ هُوَ يَتَمَثّلُ بِقَولِ ابنِ يَعفُرَ التمّيِميِّ
جَرَتِ الرّيَاحُ عَلَي مَكَانِ دِيَارِهِم | فَكَأَنّمَا كَانُوا عَلَي مِيعَادٍ |
فَقَالَ عَلِيّ ع أَ فَلَا قُلتَكَم تَرَكُوا مِن جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ وَ نَعمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَ أَورَثناها قَوماً آخَرِينَ فَما بَكَت عَلَيهِمُ السّماءُ وَ الأَرضُ وَ ما كانُوا مُنظَرِينَ إِنّ هَؤُلَاءِ كَانُوا وَارِثِينَ فَأَصبَحُوا مَورُوثِينَ إِنّ هَؤُلَاءِ لَم يَشكُرُوا النّعمَةَ فَسُلِبُوا دُنيَاهُم بِالمَعصِيَةِ إِيّاكَ وَ كُفرَ النّعَمِ لَا تَحُلّ بِكُمُ النّقَمُ
25- نهج ،[نهج البلاغة] إِنّ الأُمُورَ إِذَا اشتَبَهَت اعتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوّلِهَا
وَ قَالَ ع مَنِ اعتَبَرَ أَبصَرَ وَ مَن أَبصَرَ فَهِمَ وَ مَن فَهِمَ عَلِمَ
صفحه : 328
وَ قَالَ ع مَا أَكثَرَ العِبَرَ وَ أَقَلّ الِاعتِبَارَ
وَ قَالَ ع الفِكرُ مِرآةٌ صَافِيَةٌ وَ الِاعتِبَارُ مُنذِرٌ نَاصِحٌ وَ كَفَي أَدَباً لِنَفسِكَ تَجَنّبُكَ مَا كَرِهتَهُ لِغَيرِكَ
وَ قَالَ ع القَلبُ مُصحَفُ البَصَرِ
وَ قَالَ ع فِي وَصِيّتِهِ لِلحَسَنِ ع استَدِلّ عَلَي مَا لَم يَكُن بِمَا قَد كَانَ فَإِنّ الأُمُورَ أَشبَاهٌ وَ لَا تَكُونَنّ مِمّن لَا تَنفَعُهُ العِظَةُ إِلّا إِذَا بَالَغتَ فِي إِيلَامِهِ فَإِنّ العَاقِلَ يَتّعِظُ بِالأَدَبِ وَ البَهَائِمَ لَا تَتّعِظُ إِلّا بِالضّربِ
26- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ وَ أَخِيهِ مَعاً عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن حَفصِ بنِ قُرطٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن وَعَظَهُ اللّهُ بِخَيرٍ فَقَبِلَ فَالبُشرَي وَ مَن لَم يَقبَل فَالنّارُ لَهُ أَحرَي
27- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَنِ الحَسَنِ الصّيقَلِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَمّا يرَويِ النّاسُ تَفَكّرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن قِيَامِ لَيلَةٍ قُلتُ يَتَفَكّرُ سَاعَةً خَيرٌ مِن قِيَامِ لَيلَةٍ قَالَ نَعَم قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَفَكّرُ سَاعَةٍ خَيرٌ مِن قِيَامِ لَيلَةٍ قُلتُ كَيفَ يَتَفَكّرُ قَالَ يَمُرّ بِالخَرِبَةِ وَ بِالدّارِ فَيُفَكّرُ وَ يَقُولُ أَينَ سَاكِنُوكِ أَينَ بَانُوكِ مَا لَكِ لَا تَكَلّمِينَ
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي كَلَامٍ لَهُ يَا ابنَ آدَمَ إِنّ التّفَكّرَ يَدعُو إِلَي البِرّ وَ العَمَلِ بِهِ وَ إِنّ النّدَمَ عَلَي الشّرّ يَدعُو إِلَي تَركِهِ وَ لَيسَ مَا يَفنَي وَ إِن كَانَ كَثِيراً بِأَهلٍ أَن يُؤثَرَ عَلَي مَا يَبقَي وَ إِن كَانَ طَلَبُهُ عَزِيزاً
صفحه : 329
1- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ وَ الإِيمَانُ فِي الجَنّةِ
تبيين الحياء ملكة للنفس توجب انقباضها عن القبيح وانزجارها عن خلاف الآداب خوفا من اللوم و من في قوله من الإيمان إما سببية أي تحصل بسبب الإيمان لأن الإيمان بالله وبرسوله وبالثواب والعقاب وقبح ما بين الشارع قبحه يوجب الحياء من الله و من الرسول و من الملائكة وانزجار النفس من القبائح والمحرمات لذلك أوتبعيضية أي من الخصال التي هي من أركان الإيمان أوتوجب كماله . و قال الراوندي رحمه الله في ضوء الشهاب الحياء انقباض النفس عن القبائح وتركها لذلك يقال حيي يحيا حياء فهو حيي واستحيا فهو مستحي واستحي فهو مستح والحياء إذانسب إلي الله فالمراد به التنزيه و أنه لايرضي فيوصف بأنه يستحي منه ويتركه كرما و ماأكثر مايمنع الحياء من الفواحش والذنوب ولذلك قال ص الحياء من الإيمان الحياء خير كله الحياء لايأتي إلابالخير فإن الرجل إذا كان حييا لم يرخص حياؤه من الخلق في شيء من الفواحش فضلا عن الحياء من الله وَ رَوَي ابنُ مَسعُودٍ أَنّهُ جَاءَ قَومٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالُوا إِنّ صَاحِبَنَا قَد أَفسَدَهُ الحَيَاءُ فَقَالَ النّبِيّص إِنّ الحَيَاءَ مِنَ الإِسلَامِ وَ إِنّ البَذَاءَ مِن لُؤمِ المَرءِ
.انتهي والإيمان في الجنة أي صاحبه
2-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن حَسَنٍ الصّيقَلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الحَيَاءُ وَ العَفَافُ وَ العيِّ أعَنيِ
صفحه : 330
عيِّ اللّسَانِ لَا عيِّ القَلبِ مِنَ الإِيمَانِ
بيان العفاف أي ترك المحرمات بل الشبهات أيضا ويطلق غالبا علي عفة البطن والفرج و في القاموس عي بالأمر وعيي كرضي وتعايا واستعيا وتعيا لم يهتد لوجه مراده أوعجز منه و لم يطق أحكامه وعيي في المنطق كرضي عيا بالكسر حصر وأعيا الماشي كل انتهي والمراد بعي اللسان ترك الكلام فيما لافائدة فيه وعدم الاجتراء علي الفتوي بغير علم و علي إيذاء الناس وأمثاله و هذاممدوح وعي القلب عجزه عن إدراك دقائق المسائل وحقائق الأمور و هومذموم . من الإيمان قيل أي من قبيلة في المنع عن القبائح أو من أفراده أو من أجزائه أو من شيم أهله ومحاسنه التي ينبغي التخلق بهاانتهي . أَقُولُ وَ رَوَي الحُسَينُ بنُ سَعِيدٍ فِي كِتَابِ الزّهدِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الصّيقَلِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع جَالِساً فَبَعَثَ غُلَاماً لَهُ أَعجَمِيّاً فِي حَاجَةٍ إِلَي رَجُلٍ فَانطَلَقَ ثُمّ رَجَعَ فَجَعَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَستَفهِمُهُ الجَوَابَ وَ جَعَلَ الغُلَامُ لَا يَفهَمُهُ مِرَاراً قَالَ فَلَمّا رَأَيتُهُ لَا يَتَعَبّرُ لِسَانُهُ وَ لَا يَفهَمُهُ ظَنَنتُ أَنّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع سَيَغضَبُ عَلَيهِ قَالَ وَ أَحَدّ أَبُو عَبدِ اللّهِ النّظَرَ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَئِن كُنتَ عيَيِّ اللّسَانِ فَمَا أَنتَ بعِيَيِّ القَلبِ ثُمّ قَالَ إِنّ الحَيَاءَ وَ العيِّ عيِّ اللّسَانِ لَا عيِّ القَلبِ مِنَ الإِيمَانِ وَ الفُحشُ وَ البَذَاءُ وَ السّلَاطَةُ مِنَ النّفَاقِ
3- كا،[الكافي] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ النهّديِّ عَن مُصعَبِ بنِ يَزِيدَ عَنِ العَوّامِ بنِ الزّبَيرِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن رَقّ وَجهُهُ رَقّ عِلمُهُ
بيان المراد برقة الوجه الاستحياء عن السؤال وطلب العلم و هومذموم فإنه لاحياء في طلب العلم و لا في إظهار الحق وإنما الحياء عن الأمر القبيح قال تعالي إن الله لا يسَتحَييِ مِنَ الحَقّ ورقة العلم كناية عن قلته و ماقيل إن المراد برقة الوجه قلة الحياء فضعفه ظاهر و في القاموس الرقة بالكسر
صفحه : 331
الرحمة رققت له أرق والاستحياء والدقة رق يرق فهو رقيق ورقاق انتهي واستعارة رقة الوجه للحياء شائع بين العرب والعجم وقيل المراد برقة العلم الاكتفاء بما يجب ويحسن طلبه لاالغلو فيه بطلب ما لايفيد بل يضر كعلم الفلاسفة ونحوه أواستعارة للإنتاج فإن الثوب الرقيق يحكي ماتحته أو يكون نسبة الرقة إلي العلم علي المجاز والمراد رقة المعلوم أي يتعلق علمه بالدقائق والحقائق الخفية و لايخفي ما في الجميع من التكلف والتعسف
4- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن يَحيَي أخَيِ دَارِمٍ عَن مُعَاذِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ الحَيَاءُ وَ الإِيمَانُ مَقرُونَانِ فِي قَرَنٍ فَإِذَا ذَهَبَ أَحَدُهُمَا تَبِعَهُ صَاحِبُهُ
بيان في القاموس القرن بالتحريك حبل يجمع به البعيران وخيط من سلب يشد في عنق الفدان انتهي والغرض بيان تلازمهما و لاينافي الجزئية ويحتمل أن يكون المراد هنا بالإيمان العقائد اليقينية المستلزمة للأخلاق الجميلة والأفعال الحسنة كماعرفت أنه أحد معانيه
5- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَنِ الفُضَيلِ بنِ كَثِيرٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا إِيمَانَ لِمَن لَا حَيَاءَ لَهُ
6- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَيَاءُ حَيَاءَانِ حَيَاءُ عَقلٍ وَ حَيَاءُ حُمقٍ فَحَيَاءُ العَقلِ هُوَ العِلمُ وَ حَيَاءُ الحُمقِ هُوَ الجَهلُ
بيان يدل علي انقسام الحياء إلي قسمين ممدوح ومذموم فأما الممدوح فهو حياء ناش عن العقل بأن يكون حياؤه وانقباض نفسه عن أمر يحكم العقل الصحيح أوالشرع بقبحه كالحياء عن المعاصي أوالمكروهات و أماالمذموم فهو الحياء الناشي عن الحمق بأن يستحيي عن أمر يستقبحه أهل العرف من العوام
صفحه : 332
وليست له قباحة واقعية يحكم بهاالعقل الصحيح والشرع الصريح كالاستحياء عن سؤال المسائل العلمية أوالإتيان بالعبادات الشرعية التي يستقبحها الجهال فحياء العقل هوالعلم أي موجب لوفور العلم أوسببه العلم المميز بين الحسن والقبح وحياء الحمق سببه الجهل وعدم التمييز المذكور أوموجب للجهل لأنه يستحيي عن طلب العلم فهو مؤيد لماذكرنا في الخبر الثالث
7- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي عَلِيّ اللهّبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ وَ كَانَ مِن قَرنِهِ إِلَي قَدَمِهِ ذُنُوباً بَدّلَهَا اللّهُ حَسَنَاتٍ الصّدقُ وَ الحَيَاءُ وَ حُسنُ الخُلُقِ وَ الشّكرُ
بيان بدلها الله حسنات إشارة إلي قوله تعالي إِلّا مَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً و قدقيل في هذاالتبديل وجوه الأول أنه يمحو سوابق معاصيهم بالتوبة ويثبت مكانها لواحق طاعتهم الثاني أنه يبدل ملكة المعصية في النفس بملكة الطاعة الثالث أنه تعالي يوفقه لأضداد ماسلف منه .الرابع أنه يثبت له بدل كل عقاب ثوابا
وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ مُسلِمٌ عَن أَبِي ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُؤتَي بِالرّجُلِ يَومَ القِيَامَةِ فَيُقَالُ اعرِضَا عَلَيهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَ نَحّيَا عَنهُ كِبَارَهَا فَيُقَالُ عَمِلتَ يَومَ كَذَا وَ كَذَا كَذَا وَ كَذَا وَ هُوَ مُقِرّ لَا يُنكِرُ وَ هُوَ مُشفِقٌ مِنَ الكِبَارِ فَيُقَالُ أَعطُوهُ مَكَانَ كُلّ سَيّئَةٍ عَمِلَهَا حَسَنَةً فَيَقُولُ إِنّ لِي ذُنُوباً مَا أَرَاهَا هَاهُنَا قَالَ وَ لَقَد رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص ضَحِكَ حَتّي بَدَت نَوَاجِذُهُ
وَ مَا رَوَاهُ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَوقَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ المُؤمِنَ بَينَ يَدَيهِ وَ يَعرِضُ عَلَيهِ عَمَلَهُ فَيَنظُرُ فِي صَحِيفَتِهِ
صفحه : 333
فَأَوّلُ مَا يَرَي سَيّئَاتِهِ فَيَتَغَيّرُ لِذَلِكَ لَونُهُ وَ تَرتَعِدُ فَرَائِصُهُ ثُمّ تُعرَضُ عَلَيهِ حَسَنَاتُهُ فَتَفرَحُ لِذَلِكَ نَفسُهُ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَدّلُوا سَيّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ وَ أَظهِرُوهَا لِلنّاسِ فَيُبَدّلُ اللّهُ لَهُم فَيَقُولُ النّاسُ أَ مَا كَانَ لِهَؤُلَاءِ سَيّئَةٌ وَاحِدَةٌ وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَييُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ
وأقول أكثر الوجوه جارية في الخبر بأن يوفقه الله للتوبة والأعمال الصالحة فيبدل فسوقه بالطاعات أومساوي أخلاقه بمحاسنها أويكتب له في القيامة بدل سيئاته حسنات .أقول قدمضي أخبار هذاالباب في باب جوامع المكارم
8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَم يَبقَ مِن أَمثَالِ الأَنبِيَاءِ إِلّا قَولُ النّاسِ إِذَا لَم تسَتحَيِ فَاصنَع مَا شِئتَ
ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب مثله
9- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ المكَيّّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص استَحيُوا مِنَ اللّهِ حَقّ الحَيَاءِ قَالُوا وَ مَا نَفعَلُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَإِن كُنتُم فَاعِلِينَ فَلَا يَبِيتَنّ أَحَدُكُم إِلّا وَ أَجَلُهُ بَينَ عَينَيهِ وَ ليَحفَظِ الرّأسَ وَ مَا حَوَي وَ البَطنَ وَ مَا وَعَي وَ ليَذكُرِ القَبرَ وَ البِلَي وَ مَن أَرَادَ الآخِرَةَ فَليَدَع زِينَةَ الحَيَاةِ الدّنيَا
ل ،[الخصال ]ماجيلويه عن علي عن أبيه عن عبد الله مثله ب ،[قرب الإسناد] محمد بن عيسي عن عبد الله بن ميمون
مثله
صفحه : 334
10- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَيَاءُ عَلَي وَجهَينِ فَمِنهُ الضّعفُ وَ مِنهُ قُوّةٌ وَ إِسلَامٌ وَ إِيمَانٌ
ل ،[الخصال ]ماجيلويه عن عمه عن هارون عن ابن زياد عن الصادق عن آبائه ع مثله
11- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع إِذَا قَعَدَ أَحَدُكُم فِي مَنزِلِهِ فَليُرخِ عَلَيهِ سِترَهُ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَسّمَ الحَيَاءَ كَمَا قَسّمَ الرّزقَ
12- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ سَعِيدٍ الهاَشمِيِّ عَن فُرَاتٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَبدِ اللّهِ البخُاَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الهرَوَيِّ قَالَ قَالَ الرّضَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ
13- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ الفَضلِ بنِ حُبَابٍ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ سَلمَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأَجلَحِ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يُحِبّ الحيَيِّ المُتَعَفّفَ وَ يُبغِضُ البذَيِّ السّائِلَ المُلحِفَ
14- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ المرَزبُاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الحكُيَميِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن يَحيَي بنِ مُعِينٍ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن مُعَمّرِ بنِ ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا كَانَ الفُحشُ فِي شَيءٍ قَطّ إِلّا شَانَهُ وَ لَا كَانَ الحَيَاءُ فِي شَيءٍ قَطّ إِلّا زَانَهُ
صفحه : 335
جا،[المجالس للمفيد]المرزباني مثله
15- مع ،[معاني الأخبار] عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ المُذَكّرُ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الطبّرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن خِرَاشٍ مَولَي أَنَسٍ قَالَ حَدّثَنَا موَلاَيَ أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَيَاءُ خَيرٌ كُلّهُ
يعني أن الحياء يكف ذا الدين و من لادين له عن القبيح فهو جماع كل جميل
16- مع ،[معاني الأخبار]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَيَاءُ وَ الإِيمَانُ فِي قَرَنٍ وَاحِدٍ فَإِذَا سُلِبَ أَحَدُهُمَا اتّبَعَهُ الآخَرُ
يعني أن من لم يكفه الحياء عن القبيح فيما بينه و بين الناس فهو لايكفه عن القبيح فيما بينه و بين ربه عز و جل و من لم يستحي من الله عز و جل وجاهره بالقبيح فلادين له
17- مع ،[معاني الأخبار]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلُ مَا يَنزِعُ اللّهُ مِنَ العَبدِ الحَيَاءُ فَيَصِيرُ مَاقِتاً مُمَقّتاً ثُمّ يَنزِعُ مِنهُ الأَمَانَةَ ثُمّ يَنزِعُ مِنهُ الرّحمَةَ ثُمّ يَخلَعُ دِينَ الإِسلَامِ عَن عُنُقِهِ فَيَصِيرُ شَيطَاناً لَعِيناً
يعني أن ارتكاب القبيحة بعدالقبيحة ينتهي إلي الشيطنة و من تشيطن علي الله لعنه الله
18- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ مَا بقَيَِ مِن أَمثَالِ الأَنبِيَاءِ ع إِلّا كَلِمَةٌ إِذَا لَم تَستَحِ فَاعمَل مَا شِئتَ وَ قَالَ أَمَا إِنّهَا فِي بنَيِ أُمَيّةَ
صفحه : 336
19- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الحَيَاءُ نُورٌ جَوهَرُهُ صَدرُ الإِيمَانِ وَ تَفسِيرُهُ التّذوِيبُ عِندَ كُلّ شَيءٍ يُنكِرُهُ التّوحِيدُ وَ المَعرِفَةُ قَالَ النّبِيّص الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ فَقِيلَ الحَيَاءُ بِالإِيمَانِ وَ الإِيمَانُ بِالحَيَاءِ وَ صَاحِبُ الحَيَاءِ خَيرٌ كُلّهُ وَ مَن حُرِمَ الحَيَاءَ فَهُوَ شَرّ كُلّهُ وَ إِن تَعَبّدَ وَ تَوَرّعَ وَ إِنّ خُطوَةً يُتَخَطّي فِي سَاحَاتِ هَيبَةِ اللّهِ تَعَالَي بِالحَيَاءِ مِنهُ إِلَيهِ خَيرٌ مِن عِبَادَةِ سَبعِينَ سَنَةً وَ الوَقَاحَةُ صَدرُ النّفَاقِ وَ الشّقَاقِ وَ الكُفرِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا لَم تَستَحِ فَافعَل مَا شِئتَ أَي إِذَا فَارَقتَ الحَيَاءَ فَكُلّ مَا عَمِلتَ مِن خَيرٍ وَ شَرّ فَأَنتَ بِهِ مُعَاقَبٌ وَ قُوّةُ الحَيَاءِ مِنَ الحُزنِ وَ الخَوفِ وَ الحَيَاءُ مَسكَنُ الخَشيَةِ فَالحَيَاءُ أَوّلُهُ الهَيبَةُ وَ صَاحِبُ الحَيَاءِ مُشتَغِلٌ بِشَأنِهِ مُعتَزِلٌ مِنَ النّاسِ مُزدَجَرٌ عَمّا هُم فِيهِ وَ لَو تُرِكَ صَاحِبُ الحَيَاءِ مَا جَالَسَ أَحَداً قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَرَادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَيراً أَلهَاهُ عَن مَحَاسِنِهِ وَ جَعَلَ مَسَاوِيَهُ بَينَ عَينَيهِ وَ كَرّهَهُ مُجَالَسَةَ المُعرِضِينَ عَن ذِكرِ اللّهِ وَ الحَيَاءُ خَمسَةُ أَنوَاعٍ حَيَاءُ ذَنبٍ وَ حَيَاءُ تَقصِيرٍ وَ حَيَاءُ كَرَامَةٍ وَ حَيَاءُ حُبّ وَ حَيَاءُ هَيبَةٍ وَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِن ذَلِكَ أَهلٌ وَ لِأَهلِهِ مَرتَبَةٌ عَلَي حِدَةٍ
20- ضه ،[روضة الواعظين ] قِيلَ للِنبّيِّص أوَصنِيِ قَالَ استحَيِ مِنَ اللّهِ كَمَا تسَتحَييِ مِنَ الرّجُلِ الصّالِحِ مِن قَومِكَ
21- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَحِمَ اللّهُ عَبداً استَحيَا مِن رَبّهِ حَقّ الحَيَاءِ فَحَفِظَ الرّأسَ وَ مَا حَوَي وَ البَطنَ وَ مَا وَعَي وَ ذَكَرَ القَبرَ وَ البِلَي وَ ذَكَرَ أَنّ لَهُ فِي الآخِرَةِ مَعَاداً
22- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع خَفِ اللّهَ تَعَالَي لِقُدرَتِهِ عَلَيكَ وَ استحَيِ مِنهُ لِقُربِهِ مِنكَ
وَ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع مَن لَم يَتّقِ وُجُوهَ النّاسِ لَم يَتّقِ اللّهَ
صفحه : 337
23- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع قُرِنَتِ الهَيبَةُ بِالخَيبَةِ وَ الحَيَاءُ بِالحِرمَانِ وَ الفُرصَةُ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ فَانتَهِزُوا فُرَصَ الخَيرِ
وَ قَالَ ع مَن كَسَاهُ الحَيَاءُ ثَوبَهُ لَم يَرَ النّاسُ عَيبَهُ
الآيات الفرقان وَ عِبادُ الرّحمنِ الّذِينَ يَمشُونَ عَلَي الأَرضِ هَوناًلقمان وَ اقصِد فِي مَشيِكَ وَ اغضُض مِن صَوتِكَ إِنّ أَنكَرَ الأَصواتِ لَصَوتُ الحَمِيرِ
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ النهّديِّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ عُمَرَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحلَبَيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَيّ الخِصَالِ بِالمَرءِ أَجمَلُ قَالَ وَقَارٌ بِلَا مَهَابَةٍ وَ سَمَاحٌ بِلَا طَلَبِ مُكَافَاةٍ وَ تَشَاغُلٌ بِغَيرِ مَتَاعِ الدّنيَا
ل ،[الخصال ]العطار عن سعد عن النهدي مثله
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَحسَنُ زِينَةِ الرّجُلِ السّكِينَةُ مَعَ إِيمَانٍ
صفحه : 338
من الآيات الأنبياءخُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلٍ سَأُرِيكُم آياتيِ فَلا تَستَعجِلُونِأقول قدمضي في باب جوامع المكارم بعض أخبار هذاالباب
1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ مُوسَي عَنِ الصوّفيِّ عَنِ الروّياَنيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع التّدبِيرُ قَبلَ العَمَلِ يُؤمِنُكَ مِنَ النّدَمِ
2- مع ،[معاني الأخبار]ل ،[الخصال ] فِي وَصِيّةِ أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ النّبِيّص لَا عَقلَ كَالتّدبِيرِ وَ لَا وَرَعَ كَالكَفّ وَ لَا حَسَبَ كَحُسنِ الخُلُقِ
3- ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ وَهبٍ عَنِ الدّهقَانِ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحلَبَيِّ عَن زَيدٍ القَتّاتِ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَعَ التّثَبّتِ تَكُونُ السّلَامَةُ وَ مَعَ العَجَلَةِ تَكُونُ النّدَامَةُ وَ مَنِ ابتَدَأَ بِعَمَلٍ فِي غَيرِ وَقتِهِ كَانَ بُلُوغُهُ فِي غَيرِ حِينِهِ
4-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَجُلًا
صفحه : 339
أَتَي رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أوَصنِيِ فَقَالَ لَهُ فَهَل أَنتَ مُستَوصٍ إِن أَوصَيتُكَ حَتّي قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فِي كُلّهَا يَقُولُ الرّجُلُ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ فإَنِيّ أُوصِيكَ إِذَا أَنتَ هَمَمتَ بِأَمرٍ فَتَدَبّر عَاقِبَتَهُ فَإِن يَكُ رُشداً فَامضِهِ وَ إِن يَكُ غَيّاً فَانتَهِ عَنهُ
أقول قدمضي مثله في باب وصاياه ص
5- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عِندَ وَفَاتِهِ أَنهَاكَ عَنِ التّسَرّعِ بِالقَولِ وَ الفِعلِ
6- ل ،[الخصال ]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي أَيّوبَ المدَيِنيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَعَلّمُوا مِنَ الغُرَابِ خِصَالًا ثَلَاثاً استِتَارَهُ بِالسّفَادِ وَ بُكُورَهُ فِي طَلَبِ الرّزقِ وَ حَذَرَهُ
7- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ابنَهُ ع يَا بنُيَّ إِنّهُ لَا بُدّ لِلعَاقِلِ مِن أَن يَنظُرَ فِي شَأنِهِ فَليَحفَظ لِسَانَهُ وَ ليَعرِف أَهلَ زَمَانِهِ
8- ل ،[الخصال ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الحَزمُ كِيَاسَةٌ
9- مع ،[معاني الأخبار] سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا الحَزمُ قَالَ أَن تَنتَظِرَ فُرصَتَكَ وَ تُعَاجِلَ مَا أَمكَنَكَ
صفحه : 340
10- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ الحَلّالِ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ الحلَبَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ سَبعَةٌ يُفسِدُونَ أَعمَالَهُم الرّجُلُ الحَلِيمُ ذُو العِلمِ الكَثِيرِ لَا يُعرَفُ بِذَلِكَ وَ لَا يُذكَرُ بِهِ وَ الحَكِيمُ ألّذِي يُدَبّرُ مَالَهُ كُلّ كَاذِبٍ مُنكِرٍ لِمَا يُؤتَي إِلَيهِ وَ الرّجُلُ ألّذِي يَأمَنُ ذَا المَكرِ وَ الخِيَانَةِ وَ السّيّدُ الفَظّ ألّذِي لَا رَحمَةَ لَهُ وَ الأُمّ التّيِ لَا تَكتُمُ عَنِ الوَلَدِ السّرّ وَ تفُشيِ عَلَيهِ وَ السّرِيعُ إِلَي لَائِمَةِ إِخوَانِهِ وَ ألّذِي يُجَادِلُ أَخَاهُ مُخَاصِماً لَهُ
11- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدٌ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ بُزُرجٍ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا أَهلَكَ النّاسَ العَجَلَةُ وَ لَو أَنّ النّاسَ تَثَبّتُوا لَم يَهلِك أَحَدٌ
12- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن فَضَالَةَ عَنِ ابنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي النّعمَانِ عَن أَبِي جَعفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الأَنَاةُ مِنَ اللّهِ وَ العَجَلَةُ مِنَ الشّيطَانِ
13- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الرّضَا ع مَن طَلَبَ الأَمرَ مِن وَجهِهِ لَم يَزِلّ فَإِن زَلّ لَم تَخذُلهُ الحِيلَةُ
وَ قَالَ الجَوَادُ ع اتّئِد تُصِب أَو تَكَد
وَ قَالَ ع مَن لَم يَعرِفِ المَوَارِدَ أَعيَتهُ المَصَادِرُ
وَ قَالَ ع مَنِ انقَادَ إِلَي الطّمَأنِينَةِ قَبلَ الخِبرَةِ فَقَد عَرَضَ نَفسَهُ لِلهَلَكَةِ وَ العَاقِبَةِ المُتعِبَةِ
صفحه : 341
وَ قَالَ ع مَن هَجَرَ المُدَارَاةَ قَارَبَهُ المَكرُوهُ
14- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع الظّفَرُ بِالحَزمِ وَ الحَزمُ بِإِجَالَةِ الرأّيِ وَ الرأّيُ بِتَحصِينِ الأَسرَارِ
وَ قَالَ ع اللّجَاجَةُ تَسُلّ الرأّيَ
وَ قَالَ ع ثَمَرَةُ التّفرِيطِ النّدَامَةُ وَ ثَمَرَةُ الحَزمِ السّلَامَةُ
وَ قَالَ ع الخِلَافُ يَهدِمُ الرأّيَ
وَ قَالَ ع مِنَ الخُرقِ المُعَاجَلَةُ قَبلَ الإِمكَانِ وَ الأَنَاةُ بَعدَ الفُرصَةِ
وَ قَالَ ع الطّمَأنِينَةُ إِلَي كُلّ أَحَدٍ قَبلَ الِاختِبَارِ عَجزٌ
وَ قَالَ ع مَا أَنقَضَ النّومَ لِعَزَائِمِ اليَومِ
وَ قَالَ ع وَ إِيّاكَ أَن تَجمَعَ بِكَ مَطِيّةُ اللّجَاجِ
وَ قَالَ ع بَادِرِ الفُرصَةَ قَبلَ أَن تَكُونَ غُصّةً
15-كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع رَوّ تَحزَم فَإِذَا
صفحه : 342
استَوضَحتَ فَاجزِم
وَ قَالَ ع اللّجَاجَةُ تَسلُبُ الرأّيَ وَ الطّمَأنِينَةُ قَبلَ الحَزمِ ضِدّ الحَزمِ وَ التّدبِيرُ قَبلَ العَمَلِ يُؤمِنُكَ النّدَمَ وَ مَن تَحَرّي القَصدَ خَفّت عَلَيهِ المُؤَنُ وَ مَن كَابَدَ الأُمُورَ عَطَبَ وَ لَو لَا التّجَارِبُ عَمِيَتِ المَذَاهِبُ وَ فِي التّجَارِبِ عِلمٌ مُستَأنَفٌ وَ فِي التوّاَنيِ وَ العَجزِ أُنتِجَتِ الهَلَكَةُ
وَ قَالَ النّبِيّص إِذَا هَمَمتَ بِأَمرٍ فَتَدَبّر عَاقِبَتَهُ فَإِن كَانَ خَيراً فَأَسرِع إِلَيهِ وَ إِن كَانَ شَرّاً فَانتَهِ عَنهُ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن لَم يَعرِف لُؤمَ ظَفَرِ الأَيّامِ لَم يَحتَرِس مِن سَطَوَاتِ الدّهرِ وَ لَم يَتَحَفّظ مِن فَلَتَاتِ الزّلَلِ وَ لَم يَتَعَاظَمهُ ذَنبٌ وَ إِن عَظُمَ
أقول قدمضي في باب جوامع المكارم بعض أخبار هذاالباب
1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ حَمّوَيهِ عَنِ اليقَطيِنيِّ قَالَ قَالَ الرّضَا ع فِي الدّيكِ الأَبيَضِ خَمسُ خِصَالٍ مِن خِصَالِ الأَنبِيَاءِ مَعرِفَتُهُ بِأَوقَاتِ الصّلَاةِ وَ الغَيرَةُ وَ السّخَاءُ وَ الشّجَاعَةُ وَ كَثرَةُ الطّرُوقَةِ
2- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الغَيرَةُ مِنَ الإِيمَانِ وَ البَذَاءُ مِنَ النّفَاقِ
صفحه : 343
من الآيات الفتح سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السّجُودِ
1- ل ،[الخصال ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يَجمَعُ اللّهُ لِمُنَافِقٍ وَ لَا فَاسِقٍ حُسنَ السّمتِ وَ الفِقهَ وَ حُسنَ الخُلُقِ أَبَداً
2- ل ،[الخصال ] ابنُ بُندَارَ عَن أَبِي العَبّاسِ الحمَاّديِّ عَن صَالِحِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ بَكّارٍ عَنِ عُبَيدَةَ بنِ حُمَيدٍ عَن قَابُوسَ بنِ أَبِي ظَبيَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الهدَيُ الصّالِحُ وَ السّمتُ الصّالِحُ وَ الِاقتِصَادُ جُزءٌ مِن خَمسَةٍ وَ أَربَعِينَ جُزءاً مِنَ النّبُوّةِ
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن عَلِيّ بنِ خَالِدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَلّتَانِ لَا تَجتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ فِقهٌ فِي الإِسلَامِ وَ حُسنُ سَمتٍ فِي الوَجهِ
4-نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص أَبصَرَ رَجُلًا دَبِرَت جَبهَتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن يُغَالِبِ اللّهَ تَعَالَي يَغلِبهُ وَ مَن يَخدَعِ اللّهَ يَخدَعهُ فَهَلّا تَجَافَيتَ بِجَبهَتِكَ عَنِ الأَرضِ
صفحه : 344
وَ لَم تُشَوّه خَلقَكَ
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع إنِيّ لَأَكرَهُ لِلرّجُلِ أَن تُرَي جَبهَتُهُ جَلحَاءَ لَيسَ فِيهَا شَيءٌ مِن أَثَرِ السّجُودِ
5- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَن خَالِهِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ الخَزّازِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص زَينُ أمُتّيِ فِي حُسنِ السّمتِ
من الآيات الفرقان وَ الّذِينَ إِذا أَنفَقُوا لَم يُسرِفُوا وَ لَم يَقتُرُوا وَ كانَ بَينَ ذلِكَ قَواماً
1- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ الصّادِقُ ع أَربَعَةٌ لَا يُستَجَابُ لَهُم دُعَاءٌ رَجُلٌ جَالِسٌ فِي بَيتِهِ يَقُولُ يَا رَبّ ارزقُنيِ فَيَقُولُ لَهُ أَ لَم آمُركَ بِالطّلَبِ وَ رَجُلٌ كَانَت لَهُ امرَأَةٌ فَدَعَا عَلَيهَا فَيَقُولُ أَ لَم أَجعَل أَمرَهَا بِيَدِكَ وَ رَجُلٌ كَانَ لَهُ مَالٌ فَأَفسَدَهُ فَيَقُولُ يَا رَبّ ارزقُنيِ فَيَقُولُ لَهُ أَ لَم آمُركَ بِالِاقتِصَادِ أَ لَم آمُركَ بِالإِصلَاحِ ثُمّ قَرَأَوَ الّذِينَ إِذا أَنفَقُوا لَم يُسرِفُوا وَ لَم يَقتُرُوا وَ كانَ بَينَ ذلِكَ قَواماً وَ رَجُلٌ كَانَ لَهُ مَالٌ فَأَدَانَهُ بِغَيرِ بَيّنَةٍ فَيَقُولُ أَ لَم آمُركَ بِالشّهَادَةِ
2- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع القَنَاعَةُ مَالٌ لَا يَنفَدُ
وَ قَالَ ع كُن سَمحاً وَ لَا تَكُن مُبَذّراً وَ كُن مُقَدّراً وَ لَا تَكُن مُقَتّراً
صفحه : 345
وَ قَالَ ع إِذَا لَم يَكُن مَا تُرِيدُ فَلَا تُبَل كَيفَ كُنتَ
وَ قَالَ ع كَفَي بِالقَنَاعَةِ مُلكاً وَ بِحُسنِ الخُلُقِ نَعِيماً وَ سُئِلَ ع عَن قَولِهِ تَعَالَيفَلَنُحيِيَنّهُ حَياةً طَيّبَةً فَقَالَ هيَِ القَنَاعَةُ
وَ قَالَ ع مَن رضَيَِ بِرِزقِ اللّهِ لَم يَحزَن عَلَي مَا فَاتَهُ
أقول قدمضي في باب جوامع المكارم بعض أخبار هذاالباب
3- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن سُلَيمٍ مَولَي طِربَالٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ الدّنيَا دُوَلٌ فَمَا كَانَ لَكَ فِيهَا أَتَاكَ عَلَي ضَعفِكَ وَ مَا كَانَ مِنهَا عَلَيكَ أَتَاكَ وَ لَم تَمتَنِع مِنهُ بِقُوّةٍ ثُمّ أَتبَعَ هَذَا الكَلَامَ بِأَن قَالَ مَن يَئِسَ مِمّا فَاتَ أَرَاحَ بَدَنَهُ وَ مَن قَنِعَ بِمَا أوُتيَِ قَرّت عَينُهُ
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ عَنِ الصّادِقِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَلَنُحيِيَنّهُ حَياةً طَيّبَةً قَالَ القُنُوعُ
5- لي ،[الأمالي للصدوق ] مع ،[معاني الأخبار] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّ القُنُوعِ أَفضَلُ قَالَ
صفحه : 346
القَانِعُ بِمَا أَعطَاهُ اللّهُ
6- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا مَالَ أَنفَعُ مِنَ القُنُوعِ بِاليَسِيرِ المجُزيِ الخَبَرَ
7- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ النّبِيّص لِجَبرَئِيلَ مَا تَفسِيرُ القَنَاعَةِ قَالَ تَقنَعُ بِمَا تُصِيبُ مِنَ الدّنيَا تَقنَعُ بِالقَلِيلِ وَ تَشكُرُ اليَسِيرَ
8- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ لَا يَذُوقُ المَرءُ مِن حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتّي يَكُونَ فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ الفِقهُ فِي الدّينِ وَ الصّبرُ عَلَي المَصَائِبِ وَ حُسنُ التّقدِيرِ فِي المَعَاشِ
أقول قدمضي بسند آخر في باب صفات المؤمن
9- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَيّوبَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَيمُونٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ ضَمِنتُ لِمَنِ اقتَصَدَ أَن لَا يَفتَقِرَ
10-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ القَصدَ أَمرٌ يُحِبّهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّ السّرَفَ يُبغِضُهُ حَتّي طَرحُكَ النّوَاةَ فَإِنّهَا تَصلُحُ لشِيَءٍ وَ حَتّي صَبّكَ فَضلَ
صفحه : 347
شَرَابِكَ
ثو،[ثواب الأعمال ]ماجيلويه عن محمد بن يحيي عن الأشعري عن ابن أبي الخطاب مثله
11- أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ سَمِعتُ العبَاّسيِّ وَ هُوَ يَقُولُ استَأذَنتُ الرّضَا ع فِي النّفَقَةِ عَلَي العِيَالِ فَقَالَ بَينَ المَكرُوهَينِ قَالَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَا وَ اللّهِ مَا أَعرِفُ المَكرُوهَينِ قَالَ فَقَالَ لِي يَرحَمُكَ اللّهُ أَ مَا تَعرِفُ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَرِهَ الإِسرَافَ وَ كَرِهَ الإِقتَارَ فَقَالَوَ الّذِينَ إِذا أَنفَقُوا لَم يُسرِفُوا وَ لَم يَقتُرُوا وَ كانَ بَينَ ذلِكَ قَواماً
12- أَقُولُ قَد مَضَي فِي بَابِ جَوَامِعِ المَكَارِمِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ أَمّا المُنجِيَاتُ فَخَوفُ اللّهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ وَ القَصدُ فِي الغِنَي وَ الفَقرِ وَ كَلِمَةُ العَدلِ فِي الرّضَا وَ السّخَطِ
13- ل ،[الخصال ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ تَركُ التّقدِيرِ فِي المَعِيشَةِ يُورِثُ الفَقرَ
وَ عَنهُ ع قَالَ السّرَفُ مَثوَاةٌ وَ القَصدُ مَثرَاةٌ
14- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع التّقدِيرُ نِصفُ العَيشِ
وَ قَالَ ع مَا عَالَ امرُؤٌ اقتَصَدَ
15- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا يُقَالُ لَهُ اِبرَاهِيمُ قَالَسُئِلَ الحَسَنُ ع عَنِ المُرُوّةِ فَقَالَ العَفَافُ فِي الدّينِ
صفحه : 348
وَ حُسنُ التّقدِيرِ فِي المَعِيشَةِ وَ الصّبرُ عَلَي النّائِبَةِ
16- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عِندَ وَفَاتِهِ وَ اقتَصِد يَا بنُيَّ فِي مَعِيشَتِكَ
17- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَرَادَ أَن يَكُونَ أَغنَي النّاسِ فَليَكُن وَاثِقاً بِمَا عِندَ اللّهِ جَلّ وَ عَزّ
وَ روُيَِ فَليَكُن بِمَا فِي يَدِ اللّهِ أَوثَقَ مِنهُ مِمّا فِي يَدَيهِ
وَ أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُ ارضَ بِمَا آتَيتُكَ تَكُن مِن أَغنَي النّاسِ
وَ أرَويِ مَن قَنِعَ شَبِعَ وَ مَن لَم يَقنَع لَم يَشبَع
وَ أرَويِ أَنّ جَبرَئِيلَ ع هَبَطَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقرَأُ عَلَيكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ اقرَأبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِلا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُمالآيَةَ فَأَمَرَ النّبِيّص مُنَادِياً ينُاَديِ مَن لَم يَتَأَدّب بِأَدَبِ اللّهِ تَقَطّعَت نَفسُهُ عَلَي الدّنيَا حَسَرَاتٍ
وَ نرَويِ مَن رضَيَِ مِنَ الدّنيَا بِمَا يَجزِيهِ كَانَ أَيسَرُ مَا فِيهَا يَكفِيهِ وَ مَن لَم يَرضَ مِنَ الدّنيَا بِمَا يَجزِيهِ لَم يَكُن شَيءٌ مِنهَا يَكفِيهِ
وَ نرَويِ مَا هَلَكَ مَن عَرَفَ قَدرَهُ وَ مَا يُنكِرُ النّاسُ عَنِ القُنُوتِ[القُوتِ]إِنّمَا يُنكِرُ عَنِ العُقُولِ[الفُضُولِ] ثُمّ قَالَ وَ كَم عَسَي يكَفيِ الإِنسَانَ
وَ نرَويِ مَن رضَيَِ مِنَ اللّهِ بِاليَسِيرِ مِنَ الرّزقِ رضَيَِ اللّهُ مِنهُ بِالقَلِيلِ مِنَ العَمَلِ
وَ نرَويِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن سَأَلَنَا أَعطَينَاهُ وَ مَنِ استَغنَي أَغنَاهُ اللّهُ
وَ نرَويِ إِن دَخَلَ نَفسَكَ شَيءٌ مِنَ القَنَاعَةِ فَاذكُر عَيشَ رَسُولِ اللّهِص فَإِنّمَا كَانَ قُوتُهُ الشّعِيرَ وَ حَلَاوَتُهُ التّمرَ وَ وَقُودُهُ السّعَفَ إِذَا وَجَدَ
صفحه : 349
18- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع لَو حَلَفَ القَانِعُ بِتَمَلّكِهِ الدّارَينِ لَصَدّقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ وَ لَأَبَرّهُ لِعِظَمِ شَأنِ مَرتَبَةِ القَنَاعَةِ ثُمّ كَيفَ لَا يَقنَعُ العَبدُ بِمَا قَسَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ وَ هُوَ يَقُولُنَحنُ قَسَمنا بَينَهُم مَعِيشَتَهُم فِي الحَياةِ الدّنيافَمَن أَيقَنَ وَ صَدّقَهُ بِمَا شَاءَ وَ لِمَا شَاءَ بِلَا غَفلَةٍ مِمّن أَيقَنَ بِرُبُوبِيّتِهِ أَضَافَ تَولِيَةَ الإِقسَامِ إِلَي نَفسِهِ بِلَا سَبَبٍ وَ مَن قَنِعَ بِالمَقسُومِ استَرَاحَ مِنَ الهَمّ وَ الكَذِبِ وَ التّعَبِ وَ كُلّمَا نَقَصَ مِنَ القَنَاعَةِ زَادَ فِي الرّغبَةِ وَ الطّمَعُ وَ الرّغبَةُ فِي الدّنيَا أَصلَانِ لِكُلّ شَرّ وَ صَاحِبُهُمَا لَا يَنجُو مِنَ النّارِ إِلّا أَن يَتُوبَ وَ لِذَلِكَ قَالَ النّبِيّص القَنَاعَةُ مُلكٌ لَا يَزُولُ وَ هُوَ مَركَبُ رِضَا اللّهِ تَحمِلُ صَاحِبَهَا إِلَي دَارِهِ فَأَحسِنِ التّوَكّلَ فِيمَا لَم تُعطَ وَ الرّضَا بِمَا أُعطِيتَهُوَ اصبِر عَلي ما أَصابَكَفَإِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ
19- سر،[السرائر] مُوسَي بنُ بَكرٍ عَنِ العَبدِ الصّالِحِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص التّوَدّدُ إِلَي النّاسِ نِصفُ العَقلِ وَ الرّفقُ نِصفُ المَعِيشَةِ وَ مَا عَالَ امرُؤٌ فِي اقتِصَادٍ
20- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ ابنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ الحبَشَيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي وَ جَعفَرِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَن أَيّوبَ بنِ الحُرّ قَالَ سَمِعتُ رَجُلًا يَقُولُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع بلَغَنَيِ أَنّ الِاقتِصَادَ وَ التّدبِيرَ فِي المَعِيشَةِ نِصفُ الكَسبِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا بَل هُوَ الكَسبُ كُلّهُ وَ مِنَ الدّينِ التّدبِيرُ فِي المَعِيشَةِ
صفحه : 350
من الآيات التغابن 16-وَ أَنفِقُوا خَيراً لِأَنفُسِكُم وَ مَن يُوقَ شُحّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ إِن تُقرِضُوا اللّهَ قَرضاً حَسَناً يُضاعِفهُ لَكُم وَ يَغفِر لَكُم وَ اللّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ البلَوَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ سَادَةُ النّاسِ فِي الدّنيَا الأَسخِيَاءُ وَ فِي الآخِرَةِ الأَتقِيَاءُ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين ع مثله أقول قدمر بعض الأخبار في باب جوامع المكارم وبعضها في باب حسن الخلق
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن يُونُسَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رضَيَِ لَكُمُ الإِسلَامَ دِيناً فَأَحسِنُوا صُحبَتَهُ بِالسّخَاءِ وَ حُسنِ الخُلُقِ
3-ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن سَهلٍ عَن رَجُلٍ وَ عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع خِيَارُكُم سُمَحَاؤُكُم وَ شِرَارُكُم بُخَلَاؤُكُم وَ مِن صَالِحِ الأَعمَالِ البِرّ بِالإِخوَانِ وَ السعّيُ فِي حَوَائِجِهِم وَ ذَلِكَ مَرغَمَةٌ
صفحه : 351
لِلشّيطَانِ وَ تَزَحزُحٌ عَنِ النّيرَانِ وَ دُخُولُ الجِنَانِ يَا جَمِيلُ أَخبِر بِهَذَا الحَدِيثِ غُرَرَ أَصحَابِكَ قَالَ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَن غُرَرُ أصَحاَبيِ قَالَ هُمُ البَارّونَ بِالإِخوَانِ فِي العُسرِ وَ اليُسرِ ثُمّ قَالَ يَا جَمِيلُ أَمَا إِنّ صَاحِبَ الكَثِيرِ يَهُونُ عَلَيهِ ذَلِكَ وَ قَد مَدَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَاحِبَ القَلِيلِ فَقَالَوَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم وَ لَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَبِي غَالِبٍ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن بُرَيدٍ العجِليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي المَعرُوفُ هَدِيّةٌ منِيّ إِلَي عبَديَِ المُؤمِنِ فَإِن قَبِلَهَا منِيّ فَبِرَحمَةٍ منِيّ فَإِن رَدّهَا فَبِذَنبِهِ حُرِمَهَا وَ مِنهُ لَا منِيّ وَ أَيّمَا عَبدٍ خَلَقتُهُ فَهَدَيتُهُ إِلَي الإِيمَانِ وَ حَسّنتُ خُلُقَهُ وَ لَم أَبتَلِهِ بِالبُخلِ فإَنِيّ أُرِيدُ بِهِ خَيراً
5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ سُلَيمَانَ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الحَسَنِ ع وَ هُوَ فِي الطّوَافِ فَقَالَ لَهُ أخَبرِنيِ عَنِ الجَوَادِ فَقَالَ إِنّ لِكَلَامِكَ وَجهَينِ فَإِن كُنتَ تَسأَلُ عَنِ المَخلُوقِ فَإِنّ الجَوَادَ ألّذِي يؤُدَيّ مَا افتَرَضَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِ وَ البَخِيلُ مَن بَخِلَ بِمَا افتَرَضَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِ وَ إِن كُنتَ تعَنيِ الخَالِقَ فَهُوَ الجَوَادُ إِن أَعطَي وَ هُوَ الجَوَادُ إِن مَنَعَ لِأَنّهُ إِن أَعطَي عَبداً أَعطَاهُ مَا لَيسَ لَهُ وَ إِن مَنَعَ مَنَعَ مَا لَيسَ لَهُ
مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الجَهمِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَحمَدَ بنِ سَلَمٍ[سَلَمَةَ] قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الحَسَنِ ع الحَدِيثَ
صفحه : 352
6- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ حَمّوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ قَالَ قَالَ الرّضَا ع فِي الدّيكِ الأَبيَضِ خَمسُ خِصَالٍ مِن خِصَالِ الأَنبِيَاءِ مَعرِفَتُهُ بِأَوقَاتِ الصّلَاةِ وَ الغَيرَةُ وَ السّخَاءُ وَ الشّجَاعَةُ وَ كَثرَةُ الطّرُوقَةِ
7- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ السخّيِّ قَرِيبٌ مِنَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ الجَنّةِ قَرِيبٌ مِنَ النّاسِ وَ البَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللّهِ بَعِيدٌ مِنَ الجَنّةِ بَعِيدٌ مِنَ النّاسِ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ السّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ مَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا دَخَلَ الجَنّةَ
8- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] أَبِي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ عَنِ الرّضَا ع قَالَ السخّيِّ يَأكُلُ مِن طَعَامِ النّاسِ لِيَأكُلُوا مِن طَعَامِهِ وَ البَخِيلُ لَا يَأكُلُ مِن طَعَامِ النّاسِ لِئَلّا يَأكُلُوا مِن طَعَامِهِ
9- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الحسُيَنيِّ عَن أَيّوبَ بنِ مُحَمّدِ بنِ فَرّوخٍ عَن سَعِيدِ بنِ مَسلَمَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ السّخَاءَ شَجَرَةٌ مِن أَشجَارِ الجَنّةِ لَهَا أَغصَانٌ مُتَدَلّيَةٌ فِي الدّنيَا فَمَن كَانَ سَخِيّاً تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا فَسَاقَهُ ذَلِكَ الغُصنُ إِلَي الجَنّةِ وَ البُخلُ شَجَرَةٌ مِن أَشجَارِ النّارِ لَهَا أَغصَانٌ مُتَدَلّيَةٌ فِي الدّنيَا فَمَن كَانَ بَخِيلًا تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا فَسَاقَهُ ذَلِكَ الغُصنُ إِلَي النّارِ
قَالَ أَبُو المُفَضّلِ قَالَ لَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ الحُسَينُ فحَدَثّنَيِ شَيخٌ مِن أَهلِنَا عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ بِحَدِيثِهِ هَذَا حَدِيثِ السّخَاءِ وَ البُخلِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ السخّيِّ المُبَذّرَ ألّذِي يُنفِقُ مَالَهُ فِي غَيرِ حَقّهِ وَ لَكِنّهُ ألّذِي يؤُدَيّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَا فَرَضَ عَلَيهِ فِي مَالِهِ مِنَ الزّكَاةِ وَ غَيرِهَا وَ البَخِيلُ ألّذِي لَا يؤُدَيّ
صفحه : 353
حَقّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي مَالِهِ
10- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ مَا حَدّ السّخَاءِ قَالَ تُخرِجُ مِن مَالِكَ الحَقّ ألّذِي أَوجَبَهُ اللّهُ عَلَيكَ فَتَضَعُهُ فِي مَوضِعِهِ
مع ،[معاني الأخبار] ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد الله ع مثله
11- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السخّيِّ الكَرِيمُ ألّذِي يُنفِقُ مَالَهُ فِي حَقّ
12- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَلِيّ بنِ عَوفٍ الأزَديِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع السّخَاءُ أَن تَسخُوَ نَفسُ العَبدِ عَنِ الحَرَامِ أَن تَطلُبَهُ فَإِذَا ظَفِرَ بِالحَلَالِ طَابَت نَفسُهُ أَن يُنفِقَهُ فِي طَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
13- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن رَجُلٍ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص السّخَاءُ شَجَرَةٌ أَصلُهَا فِي الجَنّةِ وَ هيَِ مُطَلّةٌ عَلَي الدّنيَا مَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهَا اجتَرّهُ إِلَي الجَنّةِ
14- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ رَفَعَهُ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَنِ الحَارِثِ الأَعوَرِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِلحَسَنِ يَا بنُيَّ مَا السّمَاحَةُ قَالَ البَذلُ فِي العُسرِ وَ اليُسرِ
أَقُولُ روُيَِ فِي الكِتَابِ المَذكُورِ بِإِسنَادٍ آخَرَ أَنّهُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِلحَسَنِ مَا السّمَاحَةُ قَالَ إِجَابَةُ السّائِلِ وَ بَذلُ النّائِلِ
صفحه : 354
15- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثَلَاثٌ مِن أَبوَابِ البِرّ سَخَاءُ النّفسِ وَ طِيبُ الكَلَامِ وَ الصّبرُ عَلَي الأَذَي
16- ختص ،[الإختصاص ]ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ السّخَاءُ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ أَغصَانُهَا فِي الدّنيَا فَمَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِنهَا أَدّتهُ إِلَي الجَنّةِ وَ البُخلُ شَجَرَةٌ فِي النّارِ أَغصَانُهَا فِي الدّنيَا فَمَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا أَدّتهُ إِلَي النّارِ أَعَاذَنَا اللّهُ وَ إِيّاكُم مِنَ النّارِ
وَ نرَويِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لعِدَيِّ بنِ حَاتِمِ طَيّئٍ دُفِعَ عَن أَبِيكَ العَذَابُ الشّدِيدُ لِسَخَاءِ نَفسِهِ
وَ روُيَِ أَنّ جَمَاعَةً مِنَ الأُسَارَي جَاءُوا بِهِم إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَأَمَرَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع بِضَربِ أَعنَاقِهِم ثُمّ أَمَرَهُ بِإِفرَادِ وَاحِدٍ لَا يَقتُلُهُ فَقَالَ الرّجُلُ لِمَ أفَردَتنَيِ مِن أصَحاَبيِ وَ الجِنَايَةُ وَاحِدَةٌ فَقَالَ لَهُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إلِيَّ أَنّكَ سخَيِّ قَومِكَ
صفحه : 355
وَ لَا أَقتُلُكَ فَقَالَ الرّجُلُ فإَنِيّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص قَالَ فَقَادَهُ سَخَاؤُهُ إِلَي الجَنّةِ
وَ روُيَِ الشّابّ السخّيِّ المُعتَرِفُ لِلذّنُوبِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِنَ الشّيخِ العَابِدِ البَخِيلِ
وَ روُيَِ مَا شَيءٌ يُتَقَرّبُ بِهِ إِلَي اللّهِ جَلّ وَ عَزّ مِن إِطعَامِ الطّعَامِ وَ إِرَاقَةِ الدّمَاءِ
وَ روُيَِ أَطِيلُوا الجُلُوسَ عِندَ المَوَائِدِ فَإِنّهَا أَوقَاتٌ لَا تُحسَبُ مِن أَعمَارِكُم
وَ روُيَِ لَو عَمِلتَ طَعَاماً بِمِائَةِ أَلفِ دِرهَمٍ ثُمّ أَكَلَ مِنهُ مُؤمِنٌ وَاحِدٌ لَم تُعَدّ مُسرِفاً
وَ روُيَِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ أَطعِمُوا الطّعَامَ وَ أَفشُوا السّلَامَ وَ صَلّوا وَ النّاسُ نِيَامٌ وَ ادخُلُوا الجَنّةَ بِسَلَامٍ
وَ أرَويِ إِيّاكَ وَ السخّيِّ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَأخُذُ بِيَدِهِ
وَ روُيَِ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَأخُذُ بِنَاصِيَةِ السخّيِّ إِذَا أُعثِرَ
17-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع السّخَاءُ مِن أَخلَاقِ الأَنبِيَاءِ وَ هُوَ عِمَادُ الإِيمَانِ وَ لَا يَكُونُ مُؤمِنٌ إِلّا سَخِيّاً وَ لَا يَكُونُ سَخِيّاً إِلّا ذُو يَقِينٍ وَ هِمّةٍ عَالِيَةٍ لِأَنّ السّخَاءَ شُعَاعُ نُورِ اليَقِينِ وَ مَن عَرَفَ مَا قَصَدَ هَانَ عَلَيهِ مَا بَذَلَ وَ قَالَ النّبِيّص وَ مَا جُبِلَ ولَيِّ اللّهِ إِلّا عَلَي السّخَاءِ وَ السّخَاءُ مَا يَقَعُ عَلَي كُلّ مَحبُوبٍ أَقَلّهُ الدّنيَا وَ مِن عَلَامَةِ السّخَاءِ أَن لَا يبُاَليَِ مَن[أَصحَابُ]أَكَلَ الدّنيَا وَ مَن مَلَكَهَا مُؤمِناً أَو كَافِراً وَ عَاصِياً أَو مُطِيعاً شَرِيفاً أَو وَضِيعاً يُطعِمُ غَيرَهُ وَ يَجُوعُ وَ يَكسُو غَيرَهُ وَ يَعرَي وَ يعُطيِ غَيرَهُ وَ يَمتَنِعُ مِن قَبُولِ عَطَاءِ غَيرِهِ وَ يَمُنّ بِذَلِكَ وَ لَا يَمتَنّ وَ لَو مَلَكَ الدّنيَا بِأَجمَعِهَا لَم يَرَ نَفسَهُ فِيهَا إِلّا أَجنَبِيّاً وَ لَو بَذَلَهَا فِي ذَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ مَا مَلّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص السخّيِّ قَرِيبٌ مِنَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ النّاسِ قَرِيبٌ مِنَ الجَنّةِ بَعِيدٌ مِنَ النّارِ وَ البَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللّهِ بَعِيدٌ مِنَ النّاسِ بَعِيدٌ مِنَ الجَنّةِ قَرِيبٌ مِنَ النّارِ وَ لَا يُسَمّي سَخِيّاً إِلّا البَاذِلُ فِي طَاعَةِ اللّهِ وَ لِوَجهِهِ وَ لَو بِرَغِيفٍ أَو شَربَةِ مَاءٍ قَالَ النّبِيّص السخّيِّ بِمَا مَلَكَ وَ أَرَادَ بِهِ وَجهَ اللّهِ وَ أَمّا السخّيِّ فِي مَعصِيَةِ اللّهِ
صفحه : 356
فَحَمّالُ سَخَطِ اللّهِ وَ غَضَبِهِ وَ هُوَ أَبخَلُ النّاسِ عَلَي نَفسِهِ فَكَيفَ لِغَيرِهِ حَيثُ اتّبَعَ هَوَاهُ وَ خَالَفَ أَمرَ اللّهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لَيَحمِلُنّ أَثقالَهُم وَ أَثقالًا مَعَ أَثقالِهِم وَ قَالَ النّبِيّص يَقُولُ ابنُ آدَمَ ملِكيِ ملِكيِ وَ ماَليِ ماَليِ يَا مِسكِينُ أَينَ كُنتَ حَيثُ كَانَ المِلكُ وَ لَم تَكُن وَ هَل لَكَ إِلّا مَا أَكَلتَ فَأَفنَيتَ أَو لَبِستَ فَأَبلَيتَ أَو تَصَدّقتَ فَأَبقَيتَ إِمّا مَرحُومٌ بِهِ وَ إِمّا مُعَاقَبٌ عَلَيهِ فَاعقِل أَن لَا يَكُونَ مَالُ غَيرِكَ أَحَبّ إِلَيكَ مِن مَالِكَ فَقَد قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا قَدّمتَ فَهُوَ لِلمَالِكِينَ وَ مَا أَخّرتَ فَهُوَ لِلوَارِثِينَ وَ مَا مَعَكَ فَمَا لَكَ عَلَيهِ سَبِيلٌ سِوَي الغُرُورِ بِهِ كَم تَسعَي فِي طَلَبِ الدّنيَا وَ كَم تدَعّيِ أَ فَتُرِيدُ أَن تُفقِرَ نَفسَكَ وَ تغُنيَِ غَيرَكَ
18- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللّهِص الجَنّةُ دَارُ الأَسخِيَاءِ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع السخّيِّ الكَرِيمُ ألّذِي يُنفِقُ مَالَهُ فِي حَقّ
روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَجَاهِلٌ سخَيِّ أَفضَلُ مِن سَائِحٍ بَخِيلٍ
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَشَابّ مُرَهّقٌ فِي الذّنُوبِ سخَيِّ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن شَيخٍ عَابِدٍ بَخِيلٍ
الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الوَشّاءُ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ السخّيِّ قَرِيبٌ مِنَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ الجَنّةِ قَرِيبٌ مِنَ النّاسِ بَعِيدٌ مِنَ النّارِ وَ البَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللّهِ بَعِيدٌ مِنَ الجَنّةِ بَعِيدٌ مِنَ النّاسِ قَرِيبٌ مِنَ النّارِ
وَ قَالَ النّبِيّص الرّجَالُ أَربَعَةٌ سخَيِّ وَ كَرِيمٌ وَ بَخِيلٌ وَ لَئِيمٌ فاَلسخّيِّ
صفحه : 357
ألّذِي يَأكُلُ وَ يعُطيِ وَ الكَرِيمُ ألّذِي لَا يَأكُلُ وَ يعُطيِ وَ البَخِيلُ ألّذِي يَأكُلُ وَ لَا يعُطيِ وَ اللّئِيمُ ألّذِي لَا يَأكُلُ وَ لَا يعُطيِ
19- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ الفُضَيلِ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ ارتَضَي الإِسلَامَ لِنَفسِهِ دِيناً فَأَحسِنُوا صُحبَتَهُ بِالسّخَاءِ وَ حُسنِ الخُلُقِ
20- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَنِ العَبدِ الصّالِحِ ع عَن أَبِي ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن صَدّقَ بِالخَلَفِ جَادَ بِالعَطِيّةِ
21- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع مَن قَبِلَ عَطَاءَكَ فَقَد أَعَانَكَ عَلَي الكَرَمِ
قَالَ ع مَالُكَ إِن لَم يَكُن لَكَ كُنتَ لَهُ فَلَا تُبقِ عَلَيهِ فَإِنّهُ لَا يبُقيِ عَلَيكَ وَ كُلهُ قَبلَ أَن يَأكُلَكَ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع جَاهِلٌ سخَيِّ أَفضَلُ مِن نَاسِكٍ بَخِيلٍ
قَالَ ع السّخَاءُ مَا كَانَ ابتِدَاءً فَأَمّا مَا كَانَ مِن مَسأَلَةٍ فَحَيَاءٌ وَ تَذَمّمٌ
وَ قَالَ ع الكَرَمُ أَعطَفُ مِنَ الرّحِمِ
22- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طَعَامُ السخّيِّ دَوَاءٌ وَ طَعَامُ الشّحِيحِ دَاءٌ
صفحه : 358
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ نَاتَانَةَ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن غَالِبِ بنِ عُثمَانَ عَن شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِّ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ مَن مَلَكَ نَفسَهُ إِذَا رَغِبَ وَ إِذَا رَهِبَ وَ إِذَا اشتَهَي وَ إِذَا غَضِبَ وَ إِذَا رضَيَِ حَرّمَ اللّهُ جَسَدَهُ عَلَي النّارِ
2- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَنفَقَ مُؤمِنٌ نَفَقَةً هيَِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن قَولِ الحَقّ فِي الرّضَا وَ الغَضَبِ
أقول قدمضي كثير من الأخبار في هذاالمعني في باب جوامع المكارم وبعضها في باب الخوف
3- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا المُؤمِنُ ألّذِي إِذَا رضَيَِ لَم يُدخِلهُ رِضَاهُ فِي إِثمٍ وَ لَا بَاطِلٍ وَ إِذَا سَخِطَ لَم يُخرِجهُ سَخَطُهُ مِن قَولِ الحَقّ وَ المُؤمِنُ ألّذِي إِذَا قَدَرَ لَم تُخرِجهُ قُدرَتُهُ إِلَي التعّدَيّ وَ إِلَي مَا لَيسَ لَهُ بِحَقّ
4-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ الصّلتِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ حُمَيدٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أُمّهِ
صفحه : 359
فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثُ خِصَالٍ مَن كُنّ فِيهِ استَكمَلَ خِصَالَ الإِيمَانِ ألّذِي إِذَا رضَيَِ لَم يُدخِلهُ رِضَاهُ فِي إِثمٍ وَ لَا بَاطِلٍ وَ إِذَا غَضِبَ لَم يُخرِجهُ الغَضَبُ مِنَ الحَقّ وَ إِذَا قَدَرَ لَم يَتَعَاطَ مَا لَيسَ لَهُ
5- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ ذَكَرَ رَجُلٌ المُؤمِنَ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ فَقَالَ ع إِنّمَا المُؤمِنُ ألّذِي إِذَا سَخِطَ لَم يُخرِجهُ سَخَطُهُ مِنَ الحَقّ وَ المُؤمِنُ إِذَا رضَيَِ لَم يُدخِلهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ وَ المُؤمِنُ ألّذِي إِذَا قَدَرَ لَم يَتَعَاطَ مَا لَيسَ لَهُ
6- ل ،[الخصال ]الطاّلقَاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَرِيرٍ الطبّرَيِّ عَن أَبِي صَالِحٍ الكنِاَنيِّ عَن يَحيَي بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن شَرِيكٍ عَن هِشَامِ بنِ مُعَاذٍ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ ثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ استَكمَلَ الإِيمَانَ بِاللّهِ مَن إِذَا رضَيَِ لَم يُدخِلهُ رِضَاهُ فِي البَاطِلِ وَ إِذَا غَضِبَ لَم يُخرِجهُ غَضَبُهُ مِنَ الحَقّ وَ مَن إِذَا قَدَرَ لَم يَتَنَاوَل مَا لَيسَ لَهُ الخَبَرَ
7- ثو،[ثواب الأعمال ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن غَالِبِ بنِ عُثمَانَ عَن شُعَيبٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن مَلَكَ نَفسَهُ إِذَا رَغِبَ وَ إِذَا رَهِبَ وَ إِذَا اشتَهَي وَ إِذَا غَضِبَ حَرّمَ اللّهُ جَسَدَهُ عَلَي النّارِ
صفحه : 360
الآيات المائدةيُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لا يَخافُونَ لَومَةَ لائِمٍ.القلم فَلا تُطِعِ المُكَذّبِينَ وَدّوا لَو تُدهِنُ فَيُدهِنُونَ
1- ل ،[الخصال ] فِي وَصَايَا أَبِي ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ أوَصاَنيِ رَسُولُ اللّهِص أَن لَا أَخَافَ فِي اللّهِ لَومَةَ لَائِمٍ
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَنهُ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَخَف فِي اللّهِ لَومَةَ لَائِمٍ
وسيأتي بأسانيده في أبواب المواعظ
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] فِيمَا كَتَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِمُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ أُوصِيكَ بِسَبعٍ هُنّ جَوَامِعُ الإِسلَامِ تَخشَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا تَخشَي النّاسَ فِي اللّهِ إِلَي أَن قَالَ وَ لَا تَخَف فِي اللّهِ لَومَةَ لَائِمٍ
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ المجُاَشعِيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تَأخُذكُم فِي اللّهِ لَومَةُ لَائِمٍ يَكفِكُمُ اللّهُ مَن أَرَادَكُم وَ بَغَي عَلَيكُم
صفحه : 361
4- فتح ،[فتح الأبواب ]روُيَِ أَنّ لُقمَانَ الحَكِيمَ قَالَ لِوَلَدِهِ فِي وَصِيّتِهِ لَا تُعَلّق قَلبَكَ بِرِضَا النّاسِ وَ مَدحِهِم وَ ذَمّهِم فَإِنّ ذَلِكَ لَا يَحصُلُ وَ لَو بَالَغَ الإِنسَانُ فِي تَحصِيلِهِ بِغَايَةِ قُدرَتِهِ فَقَالَ وَلَدُهُ مَا مَعنَاهُ أُحِبّ أَن أَرَي لِذَلِكَ مِثَالًا أَو فَعَالًا أَو مَقَالًا فَقَالَ لَهُ أَخرُجُ أَنَا وَ أَنتَ فَخَرَجَا وَ مَعَهُمَا بَهِيمٌ فَرَكِبَهُ لُقمَانُ وَ تَرَكَ وَلَدَهُ يمَشيِ وَرَاءَهُ فَاجتَازُوا عَلَي قَومٍ فَقَالُوا هَذَا شَيخٌ قاَسيِ القَلبِ قَلِيلُ الرّحمَةِ يَركَبُ هُوَ الدّابّةَ وَ هُوَ أَقوَي مِن هَذَا الصبّيِّ وَ يَترُكُ هَذَا الصبّيِّ يمَشيِ وَرَاءَهُ وَ إِنّ هَذَا بِئسَ التّدبِيرُ فَقَالَ لِوَلَدِهِ سَمِعتَ قَولَهُم وَ إِنكَارَهُم لرِكُوُبيِ وَ مَشيِكَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ اركَب أَنتَ يَا ولَدَيِ حَتّي أمَشيَِ أَنَا فَرَكِبَ وَلَدُهُ وَ مَشَي لُقمَانُ فَاجتَازُوا عَلَي جَمَاعَةٍ أُخرَي فَقَالُوا هَذَا بِئسَ الوَالِدُ وَ هَذَا بِئسَ الوَلَدُ أَمّا أَبُوهُ فَإِنّهُ مَا أَدّبَ هَذَا الصبّيِّ حَتّي يَركَبُ الدّابّةَ وَ يَترُكُ وَالِدَهُ يمَشيِ وَرَاءَهُ وَ الوَالِدُ أَحَقّ بِالِاحتِرَامِ وَ الرّكُوبِ وَ أَمّا الوَلَدُ فَلِأَنّهُ عَقّ وَالِدَهُ بِهَذِهِ الحَالِ فَكِلَاهُمَا أَسَاءَا فِي الفَعَالِ فَقَالَ لُقمَانُ لِوَلَدِهِ سَمِعتَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ نَركَبُ مَعاً الدّابّةَ فَرَكِبَا مَعاً فَاجتَازُوا عَلَي جَمَاعَةٍ فَقَالُوا مَا فِي قَلبِ هَذَينِ الرّاكِبَينِ رَحمَةٌ وَ لَا عِندَهُم مِنَ اللّهِ خَبَرٌ يَركَبَانِ مَعاً الدّابّةَ يَقطَعَانِ ظَهرَهَا وَ يَحمِلَانِهَا مَا لَا تُطِيقُ لَو كَانَ قَد رَكِبَ وَاحِدٌ وَ مَشَي وَاحِدٌ كَانَ أَصلَحَ وَ أَجوَدَ فَقَالَ سَمِعتَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ هَاتِ حَتّي نَترُكَ الدّابّةَ تمَشيِ خَالِيَةً مِن رُكُوبِنَا فَسَاقاَ الدّابّةَ بَينَ أَيدِيهِمَا وَ هُمَا يَمشِيَانِ فَاجتَازُوا عَلَي جَمَاعَةٍ فَقَالُوا هَذَا عَجِيبٌ مِن هَذَينِ الشّخصَينِ يَترُكَانِ دَابّةً فَارِغَةً تمَشيِ بِغَيرِ رَاكِبٍ وَ يَمشِيَانِ وَ ذَمّوهُمَا عَلَي ذَلِكَ كَمَا ذَمّوهُمَا عَلَي كُلّ مَا كَانَ فَقَالَ لِوَلَدِهِ تَرَي فِي تَحصِيلِ رِضَاهُم حِيلَةً لِمُحتَالٍ فَلَا تَلتَفِت إِلَيهِم وَ اشتَغِل بِرِضَا اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ فَفِيهِ شُغُلٌ شَاغِلٌ وَ سَعَادَةٌ وَ إِقبَالٌ فِي الدّنيَا وَ يَومَ الحِسَابِ وَ السّؤَالِ
5-فتح ،[فتح الأبواب ]روُيَِ أَنّ مُوسَي ع قَالَ يَا رَبّ احبِسِ عنَيّ أَلسِنَةَ بنَيِ آدَمَ فَإِنّهُم يذَمُوّنيّ وَ قَد أوُذيَِ كَمَا قَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ عَنهُملا تَكُونُوا كَالّذِينَ آذَوا
صفحه : 362
مُوسيقِيلَ فَأَوحَي اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ إِلَيهِ يَا مُوسَي هَذَا شَيءٌ مَا فَعَلتُهُ مَعَ نفَسيِ أَ فَتُرِيدُ أَن أَعمَلَهُ مَعَكَ فَقَالَ قَد رَضِيتُ أَن تَكُونَ لِي أُسوَةٌ بِكَ
6- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع مَن أَحَدّ سِنَانَ الغَضَبِ لِلّهِ قوَيَِ عَلَي قَتلِ أَشِدّاءِ البَاطِلِ
وَ قَالَ ع إِذَا هِبتَ أَمراً فَقَع فِيهِ فَإِنّ شِدّةَ تَوَقّيهِ أَعظَمُ مِمّا تَخَافُ مِنهُ
الآيات آل عمران قُل إِن تُخفُوا ما فِي صُدُورِكُم أَو تُبدُوهُ يَعلَمهُ اللّهُ وَ يَعلَمُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌالنساءيَستَخفُونَ مِنَ النّاسِ وَ لا يَستَخفُونَ مِنَ اللّهِ وَ هُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيّتُونَ ما لا يَرضي مِنَ القَولِ وَ كانَ اللّهُ بِما يَعمَلُونَ مُحِيطاًالأنعام وَ هُوَ اللّهُ فِي السّماواتِ وَ فِي الأَرضِ يَعلَمُ سِرّكُم وَ جَهرَكُم وَ يَعلَمُ ما تَكسِبُونَأسري رَبّكُم أَعلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُم إِن تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنّهُ كانَ لِلأَوّابِينَ غَفُوراً
صفحه : 363
الأحزاب إِن تُبدُوا شَيئاً أَو تُخفُوهُ فَإِنّ اللّهَ كانَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماًالسجدةوَ ما كُنتُم تَستَتِرُونَ أَن يَشهَدَ عَلَيكُم سَمعُكُم وَ لا أَبصارُكُم وَ لا جُلُودُكُم وَ لكِن ظَنَنتُم أَنّ اللّهَ لا يَعلَمُ كَثِيراً مِمّا تَعمَلُونَ وَ ذلِكُم ظَنّكُمُ ألّذِي ظَنَنتُم بِرَبّكُم أَرداكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخاسِرِينَ و قال تعالي اعمَلُوا ما شِئتُم إِنّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌالحجرات إِنّ اللّهَ يَعلَمُ غَيبَ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِما تَعمَلُونَالحشركَمَثَلِ الشّيطانِ إِذ قالَ لِلإِنسانِ اكفُر فَلَمّا كَفَرَ قالَ إنِيّ برَيِءٌ مِنكَ إنِيّ أَخافُ اللّهَ رَبّ العالَمِينَالتغابن يَعلَمُ ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ يَعلَمُ ما تُسِرّونَ وَ ما تُعلِنُونَ وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِالملك وَ أَسِرّوا قَولَكُم أَوِ اجهَرُوا بِهِ إِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ أَ لا يَعلَمُ مَن خَلَقَ وَ هُوَ اللّطِيفُ الخَبِيرُ
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَحسَنَ فِيمَا بقَيَِ مِن عُمُرِهِ لَم يُؤَاخَذ بِمَا مَضَي مِن ذَنبِهِ وَ مَن أَسَاءَ فِيمَا بقَيَِ مِن عُمُرِهِ أَخَذَ بِالأَوّلِ وَ الآخِرِ
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَيرُ الأُمُورِ خَيرُهَا عَاقِبَةً
صفحه : 364
3- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن وَهبٍ القرُشَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ إِنّ حَقِيقَةَ السّعَادَةِ أَن يُختَمَ لِلمَرءِ عَمَلُهُ بِالسّعَادَةِ وَ إِنّ حَقِيقَةَ الشّقَاءِ أَن يُختَمَ لِلمَرءِ عَمَلُهُ بِالشّقَاءِ
4- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَزَيّنَ لِلنّاسِ بِمَا يُحِبّ اللّهُ وَ بَارَزَ اللّهَ فِي السّرّ بِمَا يَكرَهُ اللّهُ لقَيَِ اللّهَ وَ هُوَ عَلَيهِ غَضبَانُ لَهُ مَاقِتٌ
5- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ سَهلٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا فَروَةَ الأنَصاَريِّ وَ كَانَ مِنَ السّائِحِينَ يَقُولُ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ يَا مَعشَرَ الحَوَارِيّينَ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ النّاسَ يَقُولُونَ إِنّ البِنَاءَ بِأَسَاسِهِ وَ إنِيّ لَا أَقُولُ لَكُم كَذَلِكَ قَالُوا فَمَا ذَا تَقُولُ يَا رُوحَ اللّهِ قَالَ بِحَقّ أَقُولُ لَكُم إِنّ آخِرَ حَجَرٍ يَضَعُهُ العَامِلُ هُوَ الأَسَاسُ قَالَ أَبُو فَروَةَ إِنّمَا أَرَادَ خَاتِمَةَ الأَمرِ
6- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن نَوفٍ البكِاَليِّ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا نَوفُ إِيّاكَ أَن تَتَزَيّنَ لِلنّاسِ وَ تُبَارِزَ اللّهَ باِلمعَاَصيِ فَيَفضَحَكَ اللّهُ يَومَ تَلقَاهُ
7- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُغِيرَةِ عَن جَدّهِ عَن جَدّهِ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَانَتِ الفُقَهَاءُ وَ الحُكَمَاءُ إِذَا كَاتَبَ بَعضُهُم بَعضاً كَتَبُوا بِثَلَاثٍ لَيسَ مَعَهُنّ رَابِعَةٌ مَن كَانَتِ الآخِرَةُ هَمّهُ كَفَاهُ اللّهُ هَمّهُ مِنَ الدّنيَا وَ مَن أَصلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصلَحَ اللّهُ عَلَانِيَتَهُ وَ مَن أَصلَحَ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَصلَحَ اللّهُ لَهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ
8-ل ،[الخصال ] ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني
صفحه : 365
مثله ثو،[ثواب الأعمال ] أبي عن علي عن أبيه
مثله
9- لي ،[الأمالي للصدوق ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عِيسَي الفَرّاءِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَن كَانَ ظَاهِرُهُ أَرجَحَ مِن بَاطِنِهِ خَفّ مِيزَانُهُ
10- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَسَرّ مَا يرُضيِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَظهَرَ اللّهُ لَهُ مَا يُسِرّهُ وَ مَن أَسَرّ مَا يُسخِطُ اللّهَ تَعَالَي أَظهَرَ اللّهُ مَا يُخزِيهِ
أقول قدمر الخبر بتمامه في باب جوامع المكارم
11- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن رَجَاءِ بنِ يَحيَي عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ الأنَباَريِّ عَن زِيَادِ بنِ مَروَانَ عَن جَرّاحِ بنِ مُلَيحٍ أَبِي وَكِيعٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ عَنِ الحَارِثِ الهمَداَنيِّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ مَا مِن عَبدٍ إِلّا وَ لَهُ جوَاّنيِّ وَ برَاّنيِّ يعَنيِ سَرِيرَةً وَ عَلَانِيَةً فَمَن أَصلَحَ جَوّانِيّهُ أَصلَحَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بَرّانِيّهُ وَ مَن أَفسَدَ جَوّانِيّهُ أَفسَدَ اللّهُ بَرّانِيّهُ وَ مَا مِن أَحَدٍ إِلّا لَهُ صِيتٌ فِي أَهلِ السّمَاءِ وَ صِيتٌ فِي أَهلِ الأَرضِ فَإِذَا حَسُنَ صِيتُهُ فِي أَهلِ السّمَاءِ وُضِعَ ذَلِكَ لَهُ فِي أَهلِ الأَرضِ فَإِذَا سَاءَ صِيتُهُ فِي أَهلِ السّمَاءِ وُضِعَ ذَلِكَ لَهُ فِي الأَرضِ قَالَ فَسُئِلَ ع عَن صِيتِهِ مَا هُوَ قَالَ ذِكرُهُ
11- فس ،[تفسير القمي] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع طُوبَي لِمَن ذَلّ فِي نَفسِهِ وَ طَابَ كَسبُهُ وَ صَلُحَت سَرِيرَتُهُ
صفحه : 366
12- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ مَن أَصلَحَ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ أَصلَحَ اللّهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ
13- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ يَظُنّونَ أَنّهُم مُلاقُوا رَبّهِمالّذِينَ يُقَدّرُونَ أَنّهُم يَلقَونَ رَبّهُمُ اللّقَاءَ ألّذِي هُوَ أَعظَمُ كَرَامَاتِهِ وَ إِنّمَا قَالَيَظُنّونَلِأَنّهُم لَا يَرَونَ بِمَا ذَا يُختَمُ لَهُم وَ العَاقِبَةُ مَستُورَةٌ عَنهُموَ أَنّهُم إِلَيهِ راجِعُونَ إِلَي كَرَامَاتِهِ وَ نَعِيمِ جَنّاتِهِ لِإِيمَانِهِم وَ خُشُوعِهِم لَا يَعلَمُونَ ذَلِكَ يَقِيناً لِأَنّهُم لَا يَأمَنُونَ أَن يُغَيّرُوا وَ يُبَدّلُوا
قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَزَالُ المُؤمِنُ خَائِفاً مِن سُوءِ العَاقِبَةِ لَا يَتَيَقّنُ الوُصُولَ إِلَي رِضوَانِ اللّهِ حَتّي يَكُونَ وَقتُ نَزعِ رُوحِهِ وَ ظُهُورِ مَلَكِ المَوتِ لَهُ
14- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن مُحَمّدِ بنِ يَاسِينَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا يَنفَعُ العَبدَ يُظهِرُ حُسناً وَ يُسِرّ سَيّئاً أَ لَيسَ إِذَا رَجَعَ إِلَي نَفسِهِ عَلِمَ أَنّهُ لَيسَ كَذَلِكَ وَ اللّهُ تَعَالَي يَقُولُبَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ إِنّ السّرِيرَةَ إِذَا صَلَحَت قَوِيَتِ العَلَانِيَةُ
15- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ خَالِدٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِي خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَظهَرَ لِلنّاسِ مَا يُحِبّ اللّهُ وَ بَارَزَهُ بِمَا يَكرَهُ لقَيَِ اللّهَ وَ هُوَ لَهُ مَاقِتٌ
16- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ العلَوَيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الجَوَادِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المَرَضُ لَا أَجرَ فِيهِ وَ لَكِنّهُ لَا يَدَعُ عَلَي العَبدِ ذَنباً إِلّا حَطّهُ وَ إِنّمَا الأَجرُ
صفحه : 367
فِي القَولِ بِاللّسَانِ وَ العَمَلِ بِالجَوَارِحِ وَ إِنّ اللّهَ بِكَرَمِهِ وَ فَضلِهِ يُدخِلُ العَبدَ بِصِدقِ النّيّةِ وَ السّرِيرَةِ الصّالِحَةِ الجَنّةَ
17- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع مَن أَصلَحَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ سُبحَانَهُ أَصلَحَ اللّهُ مَا بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ وَ مَن أَصلَحَ أَمرَ آخِرَتِهِ أَصلَحَ اللّهُ لَهُ أَمرَ دُنيَاهُ وَ مَن كَانَ لَهُ مِن نَفسِهِ وَاعِظٌ كَانَ عَلَيهِ مِنَ اللّهِ حَافِظٌ
وَ قَالَ ع لِكُلّ امرِئٍ عَاقِبَةٌ حُلوَةٌ أَو مُرّةٌ
وَ قَالَ ع مَن أَصلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصلَحَ اللّهُ لَهُ عَلَانِيَتَهُ وَ مَن عَمِلَ لِدِينِهِ كَفَاهُ اللّهُ أَمرَ دُنيَاهُ وَ مَن أَحسَنَ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ كَفَاهُ اللّهُ مَا بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ
وَ قَالَ ع وَ اعلَم أَنّ لِكُلّ ظَاهِرٍ بَاطِناً عَلَي مِثَالِهِ فَمَا طَابَ ظَاهِرُهُ طَابَ بَاطِنُهُ وَ مَا خَبُثَ ظَاهِرُهُ خَبُثَ بَاطِنُهُ
وَ قَد قَالَ الرّسُولُ الصّادِقُص إِنّ اللّهَ يُحِبّ العَبدَ وَ يُبغِضُ عَمَلَهُ وَ يُحِبّ العَمَلَ وَ يُبغِضُ بَدَنَهُ وَ اعلَم أَنّ لِكُلّ عَمَلٍ نبات [نَبَاتاً] وَ كُلّ نَبَاتٍ لَا غِنَي بِهِ عَنِ المَاءِ وَ المِيَاهُ مُختَلِفَةٌ فَمَا طَابَ سَقيُهُ طَابَ غَرسُهُ وَ حَلّت ثَمَرَتُهُ وَ مَا خَبُثَ سَقيُهُ خَبُثَ غَرسُهُ وَ أَمَرّت ثَمَرَتُهُ
بيان لعل المراد بالظاهر والباطن مايظهر من الإنسان من أعماله و ما هوباطن من نياته وعقائده فقوله ع و قد قال كالاستثناء من المقدمتين والحاصل أن الغالب مطابقة الظاهر للباطن و قديتخلف ذلك كمايدل عليه الخبر ويحتمل أن يكون المعني أن مايظهر من أفعال المرء وأفعاله في آخر عمره يدل علي ما كان كامنا في النفس من النيات الحسنة والعقائد الحقة والطينات الطيبة
صفحه : 368
أوالنيات الفاسدة والعقائد الردية والطينات الخبيثة فيكون الخبر دليلا علي ذلك فإن من يكون في بدو حاله فاجرا ويختم له بالحسني إنما يحبه الله لمايعلم من حسن سريرته ألذي يدل عليه خاتمة عمله و من كان بعكس ذلك يبغضه لمايعلم من سوء سريرته وهذان الوجهان مما خطر بالبال وربما يؤيد الثاني ماذكره بعده كما لايخفي بعدالتأمل . و قال ابن أبي الحديد هومشتق من قوله تعالي وَ البَلَدُ الطّيّبُ يَخرُجُ نَباتُهُ بِإِذنِ رَبّهِ والمعني أن لكلي حالتي الإنسان الظاهرة أمرا باطنيا يناسبها من أحواله والحالتان الظاهرتان ميله إلي العقل وميله إلي الهوي فالمتبع لعقله يرزق السعادة والفوز فهذا هو ألذي طاب ظاهره وطاب باطنه والمتبع لمقتضي هواه يرزق الشقاوة والعطب و هذا هو ألذي خبث ظاهره وخبث باطنه ومنهم من حمل الظاهر علي حسن الصورة والهيئة وقبحهما و قال هما يدلان علي قبح الباطن وحسنه وحمل حب العبد مع قبح الفعل علي ما إذا كان مع قبح الصورة و لايخفي بعدالوجهين علي الخبير
18- مَجمَعُ البَيَانِ،رَوَي العيَاّشيِّ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا يَصنَعُ أَحَدُكُم أَن يُظهِرَ حُسناً وَ يُسِرّ سَيّئاً أَ لَيسَ إِذَا رَجَعَ إِلَي نَفسِهِ يَعلَمُ أَنّهُ لَيسَ كَذَلِكَ وَ اللّهُ سُبحَانَهُ يَقُولُبَلِ الإِنسانُ عَلي نَفسِهِ بَصِيرَةٌ إِنّ السّرِيرَةَ إِذَا صَلَحَت قَوِيَتِ العَلَانِيَةُ
وَ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ ثُمّ قَالَ مَا يَصنَعُ الإِنسَانُ أَن يَعتَذِرَ إِلَي النّاسِ خِلَافَ مَا يَعلَمُ اللّهُ مِنهُ
إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَقُولُ مَن أَسَرّ سَرِيرَةً رَدّاهُ اللّهُ رِدَاءَهَا إِن خَيراً فَخَيرٌ وَ إِن شَرّاً فَشَرّ
صفحه : 369
19- عُدّةُ الداّعيِ، قَالَ الصّادِقُ ع يَوماً لِلمُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ يَا مُفَضّلُ إِنّ لِلّهِ عِبَاداً عَامَلُوهُ بِخَالِصٍ مِن سِرّهِ فَعَامَلَهُم بِخَالِصٍ مِن بِرّهِ فَهُمُ الّذِينَ تَمّ صُحُفُهُم يَومَ القِيَامَةِ فُرُغاً فَإِذَا وَقَفُوا بَينَ يَدَيهِ مَلَأَهَا مِن سِرّ مَا أَسَرّوا إِلَيهِ فَقُلتُ يَا موَلاَيَ وَ لِمَ ذَلِكَ فَقَالَ أَجَلّهُم أَن تَطّلِعَ الحَفَظَةُ عَلَي مَا بَينَهُ وَ بَينَهُم
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِيّاكَ وَ مَا تَعتَذِرُ مِنهُ فَإِنّهُ لَا يُعتَذَرُ مِن خَيرٍ وَ إِيّاكَ وَ كُلّ عَمَلٍ فِي السّرّ تسَتحَيِ مِنهُ فِي العَلَانِيَةِ وَ إِيّاكَ وَ كُلّ عَمَلٍ إِذَا ذُكِرَ لِصَاحِبِهِ أَنكَرَهُ
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَعلَي مَنَازِلِ الإِيمَانِ دَرَجَةٌ وَاحِدَةٌ مَن بَلَغَ إِلَيهَا فَقَد فَازَ وَ ظَفِرَ وَ هُوَ أَن ينَتهَيَِ بِسَرِيرَتِهِ فِي الصّلَاحِ إِلَي أَن لَا يبُاَليَِ لَهَا إِذَا ظَهَرَت وَ لَا يَخَافَ عِقَابَهَا إِذَا استَتَرَت
20- أَسرَارُ الصّلَاةِ،روُيَِ أَنّ رَجُلًا مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ قَالَ وَ اللّهِ لَأَعبُدَنّ اللّهَ عِبَادَةً أُذكَرُ بِهَا فَكَانَ أَوّلَ دَاخِلٍ فِي المَسجِدِ وَ آخِرَ خَارِجٍ مِنهُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ حِينَ الصّلَاةِ إِلّا قَائِماً يصُلَيّ وَ صَائِماً لَا يُفطِرُ وَ يَجلِسُ إِلَي حَلَقِ الذّكرِ فَمَكَثَ بِذَلِكَ مُدّةً طَوِيلَةً وَ كَانَ لَا يَمُرّ بِقَومٍ إِلّا قَالُوا فَعَلَ اللّهُ بِهَذَا المرُاَئيِ وَ صَنَعَ فَأَقبَلَ عَلَي نَفسِهِ وَ قَالَ أرَاَنيِ فِي غَيرِ شَيءٍ لَأَجعَلَنّ عمَلَيِ كُلّهُ لِلّهِ فَلَم يَزِد عَلَي عَمَلِهِ ألّذِي كَانَ يَعمَلُ قَبلَ ذَلِكَ إِلّا أَنّهُ تَغَيّرَت نِيّتُهُ إِلَي الخَيرِ فَكَانَ ذَلِكَ الرّجُلُ يَمُرّ بَعدَ ذَلِكَ بِالنّاسِ فَيَقُولُونَ رَحِمَ اللّهُ فُلَاناً الآنَ أَقبَلَ عَلَي الخَيرِ
صفحه : 370
الآيات مريم وَ جَعَلنا لَهُم لِسانَ صِدقٍ عَلِيّا و قال تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّاطه وَ أَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبّةً منِيّالشعراءوَ اجعَل لِي لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرِينَالعنكبوت وَ آتَيناهُ أَجرَهُ فِي الدّنيا وَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَالصافات وَ تَرَكنا عَلَيهِ فِي الآخِرِينَ
1- مع ،[معاني الأخبار] لي ،[الأمالي للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الأسَدَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ المَرزُبَانِ عَن عَلِيّ بنِ الجَعدِ عَن شُعبَةَ عَن أَبِي عِمرَانَ الجوُنيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّامِتِ قَالَ قَالَ أَبُو ذَرّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ الرّجُلُ يَعمَلُ لِنَفسِهِ وَ يُحِبّهُ النّاسُ قَالَ تِلكَ عَاجِلُ بُشرَي المُؤمِنِ
أقول قدمضي خبر الحارث في باب حسن العاقبة
صفحه : 371
2- مع ،[معاني الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ مَن قِبَلَنَا يَقُولُونَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِذَا أَحَبّ عَبداً نَوّهَ بِهِ مُنَوّهٌ مِنَ السّمَاءِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ فُلَاناً فَأَحِبّوهُ فَتُلقَي لَهُ المَحَبّةُ فِي قُلُوبِ العِبَادِ وَ إِذَا أَبغَضَ اللّهُ عَبداً نَوّهَ مُنَوّهٌ مِنَ السّمَاءِ إِنّ اللّهَ يُبغِضُ فُلَاناً فَأَبغِضُوهُ قَالَ فيَلُقيِ اللّهُ لَهُ البَغضَاءَ فِي قُلُوبِ العِبَادِ قَالَ وَ كَانَ ع مُتّكِئاً فَاستَوَي جَالِساً فَنَفَضَ يَدَهُ ثَلَاثَ مَرّاتٍ يَقُولُ لَا لَيسَ كَمَا يَقُولُونَ وَ لَكِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَحَبّ عَبداً أَغرَي بِهِ النّاسَ فِي الأَرضِ لِيَقُولُوا فِيهِ فَيُوثِمَهُم وَ يَأجُرَهُ وَ إِذَا أَبغَضَ اللّهُ عَبداً حَبّبَهُ إِلَي النّاسِ لِيَقُولُوا فِيهِ لِيُوثِمَهُم وَ يُوثِمَهُ ثُمّ قَالَ ع مَن كَانَ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع أَغرَاهُم بِهِ حَتّي قَتَلُوهُ وَ مَن كَانَ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فلَقَيَِ مِنَ النّاسِ مَا قَد عَلِمتُم وَ مَن كَانَ أَحَبّ إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا فَأَغرَاهُم بِهِ حَتّي قَتَلُوهُ
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ كَتَبَ رَجُلٌ إِلَي الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع يَا سيَدّيِ أخَبرِنيِ بِخَيرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَكَتَبَ إِلَيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ مَن طَلَبَ رِضَا اللّهِ بِسَخَطِ النّاسِ كَفَاهُ اللّهُ أُمُورَ النّاسِ وَ مَن طَلَبَ رِضَا النّاسِ بِسَخَطِ اللّهِ وَكَلَهُ اللّهُ إِلَي النّاسِ وَ السّلَامُ
4- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]فِيمَا كَتَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِمُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍ إِنِ استَطَعتَ أَن لَا تُسخِطَ رَبّكَ بِرِضَا أَحَدٍ مِن خَلقِهِ فَافعَل فَإِنّ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ خَلَفاً مِن غَيرِهِ وَ لَيسَ فِي شَيءٍ سِوَاهُ خَلَفٌ مِنهُ
صفحه : 372
5- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَحَبّ اللّهُ تَعَالَي عَبداً نَادَي مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ أَلَا إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد أَحَبّ فُلَاناً فَأَحِبّوهُ فَتَعِيهِ القُلُوبُ وَ لَا يَلقَي إِلّا حَبِيباً مُحَبّباً مَذّاقاً عِندَ النّاسِ وَ إِذَا أَبغَضَ اللّهُ تَعَالَي عَبداً نَادَي مُنَادٍ مِنَ السّمَاءِ أَلَا إِنّ اللّهَ تَعَالَي قَد أَبغَضَ فُلَاناً فَأَبغِضُوهُ فَتَعِيهِ القُلُوبُ وَ تعَيِ عَنهُ الآذَانُ فَلَا تَلقَاهُ إِلّا بَغِيضاً مُبغِضاً شَيطَاناً مَارِداً
6- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ فِي وَصِيّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ ع إِنّمَا يُستَدَلّ عَلَي الصّالِحِينَ بِمَا يجُريِ اللّهُ لَهُم عَلَي أَلسُنِ عِبَادِهِ فَليَكُن أَحَبّ الذّخَائِرِ إِلَيكَ ذَخِيرَةَ العَمَلِ الصّالِحِ
الآيات آل عمران فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمالقلم إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍأقول قدمضي أخبار هذاالباب في الأبواب السابقة وخاصة في باب جوامع مكارم الأخلاق وستأتي أيضا
1-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ
صفحه : 373
صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَكمَلَ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً
بيان الخلق بالضم يطلق علي الملكات والصفات الراسخة في النفس حسنة كانت أم قبيحة وهي في مقابلة الأعمال ويطلق حسن الخلق غالبا علي مايوجب حسن المعاشرة ومخالطة الناس بالجميل . قال الراغب الخلق والخلق في الأصل واحد لكن خص الخلق بالهيئات والأشكال والصور المدركة بالبصر وخص الخلق بالقوي والسجايا المدركة بالبصيرة. و قال في النهاية فيه ليس شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق الخلق بضم اللام وسكونها الدين والطبع والسجية وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة وهي نفسها وأوصافها ومعانيها المختصة بهابمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ولهما أوصاف حسنة وقبيحة والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة ولهذا تكررت الأحاديث في مدح حسن الخلق في غيرموضع . كَقَولِهِ أَكثَرُ مَا يُدخِلُ النّاسَ الجَنّةَ تَقوَي اللّهِ وَ حُسنُ الخُلُقِ
وَ قَولِهِ أَكمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً
وَ قَولِهِ إِنّ العَبدَ لَيُدرِكُ بِحُسنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِمِ
وَ قَولِهِ بُعِثتُ لِأُتَمّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ
وأحاديث من هذاالنوع كثيرة وكذلك جاء في ذم سوء الخلق أحاديث كثيرة انتهي . وقيل حسن الخلق إنما يحصل من الاعتدال بين الإفراط والتفريط في القوة الشهوية والقوة الغضبية ويعرف ذلك بمخالطة الناس بالجميل والتودد والصلة والصدق واللطف والمبرة وحسن الصحبة والعشرة والمراعاة والمساواة والرفق والحلم والصبر والاحتمال لهم والإشفاق عليهم وبالجملة هي حالة نفسانية يتوقف حصولها علي اشتباك الأخلاق النفسانية بعضها ببعض و من ثم قيل هوحسن الصورة
صفحه : 374
الباطنة التي هي صورة الناطقة كما أن حسن الخلق هوحسن الصورة الظاهرة وتناسب الأجزاء إلا أن حسن الصورة الباطنة قد يكون مكتسبا ولذا تكررت الأحاديث في الحث به وبتحصيله . و قال الراوندي رحمه الله في ضوء الشهاب الخلق السجية والطبيعة ثم يستعمل في العادات التي يتعودها الإنسان من خير أوشر والخلق مايوصف العبد بالقدرة عليه ولذلك يمدح ويذم به
وَ يَدُلّ عَلَي ذَلِكَ قَولُهُص خَالِقِ النّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ
انتهي . وأقول مدخلية حسن الخلق في كمال الإيمان قدمر تحقيقه في أبواب الإيمان
2- كا،[الكافي] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن رَجُلٍ مِن أَهلِ المَدِينَةِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا يُوضَعُ فِي مِيزَانِ امرِئٍ يَومَ القِيَامَةِ أَفضَلُ مِن حُسنِ الخُلُقِ
بيان هومما يستدل به علي تجسم الأعمال و قدمضي الكلام فيه
3- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ الحَنّاطِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ كَمُلَ إِيمَانُهُ وَ إِن كَانَ مِن قَرنِهِ إِلَي قَدَمِهِ ذُنُوباً لَم يَنقُصهُ ذَلِكَ قَالَ وَ هُوَ الصّدقُ وَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ وَ الحَيَاءُ وَ حُسنُ الخُلُقِ
بيان أربع مبتدأ وكأن موصوفه مقدر أي خصال أربع والموصول بصلته خبره و إن كان من قرنه إلي قدمه ذنوبا مبالغة في كثرة ذنوبه أوكناية عن صدورها من كل جارحة من جوارحه ويمكن حملها علي الصغائر فإن صاحب هذه الخصال لايجترئ علي الإصرار علي الكبائر أو أنه يوفق للتوبة و هذه الخصال تدعوه إليها مع أن الصدق يخرج كثيرا من الذنوب كالكذب و مايشاكله وكذا أداء الأمانة يخرج كثيرا من الذنوب كالخيانة في أموال الناس ومنع الزكوات
صفحه : 375
والأخماس وسائر حقوق الله وكذا الحياء من الخلق يمنعه من التظاهر بأكثر المعاصي والحياء من الله يمنعه عن تعمد المعاصي والإصرار ويدعوه إلي التوبة سريعا وكذا حسن الخلق يمنعه عن المعاصي المتعلقة بإيذاء الخلق كعقوق الوالدين وقطع الأرحام والإضرار بالمسلمين فلايبقي من الذنوب إلاقليل لايضر في إيمانه مع أنه موفق للتوبة و الله الموفق
4- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَنبَسَةَ العَابِدِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا يَقدَمُ المُؤمِنُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ بِعَمَلٍ بَعدَ الفَرَائِضِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ تَعَالَي مِن أَن يَسَعَ النّاسَ بِخُلُقِهِ
بيان مايقدم كيعلم قدوما وتعديته بعلي لتضمين معني الإقبال والباء في قوله بعمل للمصاحبة ويحتمل التعدية من أن يسع الناس بخلقه أي يكون خلقه الحسن وسيعا بحيث يشمل جميع الناس
5- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَن ذَرِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ صَاحِبَ الخُلُقِ الحَسَنِ لَهُ مِثلُ أَجرِ الصّائِمِ القَائِمِ
بيان يدل علي أن الأخلاق لها ثواب مثل ثواب الأعمال
6- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَكثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أمُتّيِ الجَنّةَ تَقوَي اللّهِ وَ حُسنُ الخُلُقِ
توضيح التقوي حسن المعاملة مع الرب وحسن الخلق حسن المعاملة مع الخلق وهما يوجبان دخول الجنة والولوج الدخول
7- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حُسَينٍ الأحَمسَيِّ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الخُلُقَ الحَسَنَ يَمِيثُ الخَطِيئَةَ كَمَا تَمِيثُ الشّمسُ الجَلِيدَ
توضيح الميث والموث الإذابة مثت الشيء أميثه وأموثه من بابي باع
صفحه : 376
و قال فانماث إذادفته وخلطته بالماء وأذبته و في النهاية فيه حسن الخلق يذيب الخطايا كماتذيب الشمس الجليد الجليد هوالماء الجامد من البرد و في المغرب الجليد مايسقط علي الأرض من الندي فيجمد
8- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ هَلَكَ رَجُلٌ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص فَأَتَي الحَفّارِينَ فَإِذَا بِهِم لَم يَحفِرُوا شَيئاً وَ شَكَوا ذَلِكَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالُوا مَا يَعمَلُ حَدِيدُنَا فِي الأَرضِ فَكَأَنّمَا نَضرِبُ بِهِ فِي الصّفَا فَقَالَ وَ لِمَ إِن كَانَ صَاحِبُكُم لَحَسَنَ الخُلُقِ ائتوُنيِ بِقَدَحٍ مِن مَاءٍ فَأَتَوهُ بِهِ فَأَدخَلَ يَدَهُ فِيهِ ثُمّ رَشّهُ عَلَي الأَرضِ رَشّاً ثُمّ قَالَ احفِرُوا قَالَ فَحَفَرَ الحَفّارُونَ فَكَأَنّمَا كَانَ رَملًا يَتَهَايَلُ عَلَيهِم
بيان المستتر في قوله فأتي للنبيص ومنهم من قرأ أتي علي بناء المفعول من باب التفعيل فالنائب للفاعل الضمير المستتر الراجع إلي الرجل والحفارين مفعوله الثاني و لايخفي ما فيه والصفا جمع الصفاة وهي الصخرة الملساء و قوله و لم استفهام إنكاري أوتعجبي إن كان الظاهر أن إن مخففة عن المثقلة وتعجبه ص من أنه لم اشتد الأرض عليهم مع كون صاحبهم حسن الخلق فإنه يوجب يسر الأمر في الحياة و بعدالوفاة بخلاف سوء الخلق فإنه يوجب اشتداد الأمر فيهما والحاصل أنه لما كان حسن الخلق فليس هذاالاشتداد من قبله فهو من قبل صلابة الأرض فصب الماء المتبرك بيده المباركة علي الموضع فصار بإعجازه في غاية الرخاوة. وقيل إن للشرط و لم قائم مقام جزاء الشرط فحاصله أنه لو كان حسن الخلق لم يشتد الحفر علي الحفارين فرش صاحب الخلق الحسن الماء ألذي أدخل يده المباركة فيه لرفع تأثير خلقه السيئ و لايخفي بعده . و قال في النهاية كل شيءأرسلته إرسالا من طعام أوتراب أورمل فقد هلته هيلا يقال هلت الماء وأهلته إذاصببته وأرسلته و منه حديث الخندق فعادت كثيبا أهيل أي رملا سائلا انتهي وبعضهم يقول هلت التراب حركت أسفله فسال من أعلاه
صفحه : 377
9- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الخُلُقَ مَنِيحَةٌ يَمنَحُهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلقَهُ فَمِنهُ سَجِيّةٌ وَ مِنهُ نِيّةٌ فَقُلتُ فَأَيّتُهُمَا أَفضَلُ فَقَالَ صَاحِبُ السّجِيّةِ هُوَ مَجبُولٌ لَا يَستَطِيعُ غَيرَهُ وَ صَاحِبُ النّيّةِ يَصبِرُ عَلَي الطّاعَةِ تَصَبّراً فَهُوَ أَفضَلُهَا
إيضاح المنيحة كسفينة والمنحة بالكسر العطية فمنه سجية أي جبلة وطبيعة خلق عليها و منه نية أي يحصل عن قصد واكتساب وتعمل والحاصل أنه يتمرن عليه حتي يصير كالغريزة فبطل قول من قال إنه غريزة لامدخل للاكتساب فيه وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَوّد نَفسَكَ الصّبرَ عَلَي المَكرُوهِ فَنِعمَ الخُلُقُ التّصَبّرُ
والمراد بالتصبر تحمل الصبر بتكلف ومشقة لكونه غيرخلق
10- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي عَلِيّ اللهّبَيِّ[اللهّبيِّ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ليَعُطيِ العَبدَ مِنَ الثّوَابِ عَلَي حُسنِ الخُلُقِ كَمَا يعُطيِ المُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَغدُو عَلَيهِ وَ يَرُوحُ
بيان اللهب بالكسر قبيلة كمايعطي المجاهد لمشقتهما علي النفس ولكون جهاد النفس كجهاد العدو بل أشق وأشد ولذا سمي بالجهاد الأكبر و إن كان في جهاد العدو جهاد النفس أيضا و قوله يغدو عليه ويروح حال عن المجاهد كناية عن استمراره في الجهاد في أول النهار وآخره فإن الغدو أول النهار والرواح آخره أوالمعني يذهب أول النهار ويرجع آخره والأول أظهر. و قال في المصباح غدا غدوا من باب قعد ذهب غدوة وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ثم كثر حتي استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت كان
صفحه : 378
وراح يروح رواحا أي رجع كما في قوله تعالي غُدُوّها شَهرٌ وَ رَواحُها شَهرٌ أي ذهابها شهر ورجوعها شهر و قديتوهم بعض الناس أن الرواح لا يكون إلا في آخر النهار و ليس كذلك بل الرواح والغدو عندالعرب يستعملان في المسير أي وقت كان من ليل أونهار و قال الأزهري وغيره وَ عَلَيهِ قَولُهُ ع مَن رَاحَ إِلَي الجُمُعَةِ فِي أَوّلِ النّهَارِ فَلَهُ كَذَا أَي ذَهَبَ
انتهي و كان الأنسب هنا ماذكرنا أولا. وقيل لعل المراد أن الثواب يغدو علي حسن خلقه ويروح يعني أنه ملازم له كملازمة حسن خلقه و لايخلو من بعد
11- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ الحَجّالِ عَن أَبِي عُثمَانَ القاَبوُسيِّ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَعَارَ أَعدَاءَهُ أَخلَاقاً مِن أَخلَاقِ أَولِيَائِهِ لِيَعِيشَ أَولِيَاؤُهُ مَعَ أَعدَائِهِ فِي دَولَاتِهِم
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي وَ لَو لَا ذَلِكَ لَمَا تَرَكُوا وَلِيّاً لِلّهِ إِلّا قَتَلُوهُ
بيان أعار أعداءه كأن الإعارة إشارة إلي أن هذه الأخلاق لاتبقي لهم ثمرتها و لاينتفعون بها في الآخرة فكأنها عارية تسلب منهم بعدالموت أو أن هذه ليست مقتضي ذواتهم وطيناتهم وإنما اكتسبوها من مخالطة طينتهم مع طينة المؤمنين كماورد في بعض الأخبار و قدمر شرحها أو إلي أنها لما لم تكن مقتضي عقائدهم ونياتهم الفاسدة وإنما أعطوها لمصلحة غيرهم فكأنها عارية عندهم والوجوه متقاربة
12-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَنِ العَلَاءِ بنِ كَامِلٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا خَالَطتَ النّاسَ فَإِنِ استَطَعتَ أَن لَا تُخَالِطَ أَحَداً مِنَ النّاسِ إِلّا كَانَت يَدُكَ العُليَا عَلَيهِ فَافعَل فَإِنّ العَبدَ يَكُونُ فِيهِ بَعضُ التّقصِيرِ مِنَ العِبَادَةِ وَ يَكُونُ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ فَيُبَلّغُهُ اللّهُ بِخُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ
صفحه : 379
القَائِمِ
إيضاح العليا بالضم مؤنث الأعلي وهي خبر كانت و عليه متعلق بالعليا والتعريف يفيد الحصر فافعل أي الإحسان أوالمخالطة والأول أظهر أي كن أنت المحسن عليه أوأكثر إحسانا لابالعكس ويحتمل كون العليا صفة لليد و عليه خبر كانت أي يدك المعطية ثابتة أومفيضة أومشرفة عليه والأول أظهر و في كتاب الزهد للحسين بن سعيد يدك عليه العليا. قال في النهاية فيه اليد العليا خير من اليد السفلي العليا المتعففة والسفلي السائلة روي ذلك عن ابن عمر وروي عنه أنها المنفقة وقيل العليا المعطية والسفلي الآخذة وقيل السفلي المانعة. و قال السيد المرتضي رضي الله عنه في الغرر والدرر معني قوله ع اليد النعمة والعطية و هذاالإطلاق شائع بين العرب فالمعني أن العطية الجزيلة خير من العطية القليلة و هذاحث منه ص علي المكارم وتحضيض علي اصطناع المعروف بأوجز الكلام وأحسنه انتهي والتعليل المذكور بعده مبني علي أن الكرم أيضا من حسن الخلق أو هو من لوازمه .الصائم القائم أي المواظب علي الصيام بالنهار في غيرالأيام المحرمة أو في الأيام المسنونة و علي قيام الليل أي تمامه أو علي صلاة الليل مراعيا لآدابها
13-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن بَحرٍ السّقّاءِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بَحرُ حُسنُ الخُلُقِ يُسرٌ ثُمّ قَالَ أَ لَا أُخبِرُكَ بِحَدِيثٍ مَا هُوَ فِي يدَيَ أَحَدٍ مِن أَهلِ المَدِينَةِ قُلتُ بَلَي قَالَ بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص ذَاتَ يَومٍ جَالِسٌ فِي المَسجِدِ إِذ جَاءَت جَارِيَةٌ لِبَعضِ الأَنصَارِ وَ هُوَ قَائِمٌ فَأَخَذَت بِطَرَفِ ثَوبِهِ فَقَامَ لَهَا النّبِيّص فَلَم تَقُل شَيئاً وَ لَم يَقُل لَهَا النّبِيّص
صفحه : 380
شَيئاً حَتّي فَعَلَت ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَقَامَ لَهَا النّبِيّص فِي الرّابِعَةِ وَ هيَِ خَلفَهُ فَأَخَذَت هُدبَةً مِن ثَوبِهِ ثُمّ رَجَعَت فَقَالَ لَهَا النّاسُ فَعَلَ اللّهُ بِكِ وَ فَعَلَ حَبَستِ رَسُولَ اللّهِص ثَلَاثَ مَرّاتٍ لَا تَقُولِينَ لَهُ شَيئاً وَ لَا هُوَ يَقُولُ لَكِ شَيئاً مَا كَانَت حَاجَتُكِ إِلَيهِ قَالَت إِنّ لَنَا مَرِيضاً فأَرَسلَنَيِ أهَليِ لِآخُذَ هُدبَةً مِن ثَوبِهِ ليِسَتشَفيَِ بِهَا فَلَمّا أَرَدتُ أَخذَهَا رآَنيِ فَقَامَ فَاستَحيَيتُ أَن آخُذَهَا وَ هُوَ يرَاَنيِ وَ أَكرَهُ أَن أَستَأمِرَهُ فِي أَخذِهَا فَأَخَذتُهَا
بيان يسر أي سبب ليسر الأمور علي صاحبه ويمكن أن يقرأ يسر بصيغة المضارع أي يصير سببا لسرور صاحبه أو الناس أوالأعم ما هو مانافية والجملة صفة للحديث و هوقائم حال عن بعض الأنصار وقيل إنما ذكر ذلك للإشعار بأن مالكها لم يكن مطلعا علي هذاالأمر فحسن الخلق فيه أظهر فقام لها النبي كأن قيامه ص لظن أنها تريده لحاجة يذهب معها فقام ص لذلك فلما لم تقل شيئا و لم يعلم غرضها جلس وقيل إنما قام لتري الجارية أن الهدبة في أي موضع من الثوب فتأخذ و قال في النهاية هدب الثوب وهدبته وهدابه طرف الثوب مما يلي طرته و في القاموس الهدب بالضم وبضمتين شعر أشفار العين وخمل الثوب واحدتهما بهاء.فعل الله بك وفعل كناية عن كثرة الدعاء عليه بإيذائه النبي ص و هذاشائع في عرف العرب والعجم وقولها يستشفي الضمير المستتر راجع إلي المريض و هواستئناف بياني أوحال مقدرة عن الهدبة أو هوبتقدير لأن يستشفي و في بعض النسخ بل أكثرها ليستشفي و هويراني حال عن فاعل آخذها وقيل أكره حال عن فاعل استحييت
14- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَبِيبٍ الخثَعمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفَاضِلُكُم أَحسَنُكُم أَخلَاقاً المُوَطّئُونَ أَكنَافاً الّذِينَ يَألَفُونَ وَ يُؤلَفُونَ وَ تُوَطّأُ رِحَالُهُم
صفحه : 381
بيان أحسنكم خبر أفاضلكم ويجوز في أفعل التفضيل المضاف إلي المفضل عليه الإفراد والموافقة مع صاحبه في التثنية والجمع كماروعي في قوله الموطئون و في بعض الروايات أحاسنكم كما في كتاب الزهد للحسين بن سعيد وغيره قال في النهاية الواطئة المارة والسابلة سموا بذلك لوطئهم الطريق و منه الحديث أ لاأخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون هذامثل وحقيقته من التوطئة وهي التمهيد والتذلل وفراش وطيء لايؤذي جنب النائم والأكناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن فيها من يصاحبهم و لايتأذي انتهي . ويقال رجل موطئ الأكناف أي كريم مضياف و في بعض النسخ بالتاء كناية عن غاية حسن الخلق كأنهم يحملون الناس علي أكتافهم ورقابهم وكأنه تصحيف و إن كان موافقا لما في كتاب الحسين بن سعيد و في المصباح ألفته ألفا من باب علم أنست به وأحببته والاسم الألفة بالضم والألفة أيضا اسم من الإيلاف و هوالالتيام والاجتماع واسم الفاعل آلف مثل عالم والجمع آلاف مثل كفار انتهي . وتوطأ رحالهم أي للضيافة أوللزيارة أولطلب الحاجة أوالأعم ورحل الرجل منزله ومأواه وأثاث بيته
15- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المُؤمِنُ مَألُوفٌ وَ لَا خَيرَ فِيمَن لَا يَألَفُ وَ لَا يُؤلَف
بيان فيه حث علي الألفة وحمل علي الألفة بالخيار و إن احتمل التعميم إذا لم يوافقهم في المعاصي كماوردت الأخبار في حسن المعاشرة
16- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ حُسنَ الخُلُقِ يَبلُغُ بِصَاحِبِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِمِ
صفحه : 382
بيان يبلغ كينصر والباء للتعدية
17- مع ،[معاني الأخبار] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ قَالَ هُوَ الإِسلَامُ
وَ روُيَِ أَنّ الخُلقَ العَظِيمَ الدّينُ العَظِيمُ
بيان قال في مجمع البيان في تفسير قوله تعالي وَ إِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ أي علي دين عظيم و هودين الإسلام عن ابن عباس ومجاهد و الحسن وقيل معناه أنك متخلق بأخلاق الإسلام و علي طبع كريم وحقيقة الخلق مايأخذ به الإنسان نفسه من الآداب وإنما سمي خلقا لأنه يصير كالخلقة فيه فأما ماطبع عليه من الآداب فإنه الخيم فالخلق هوالطبع المكتسب والخيم الطبع الغريزي. وقيل الخلق العظيم الصبر علي الحق وسعة البذل وتدبير الأمور علي مقتضي العقل بالصلاح والرفق والمداراة وتحمل المكاره في الدعاء إلي الله سبحانه والتجاوز والعفو وبذل الجهد في نصرة المؤمنين وترك الحسد والحرص ونحو ذلك عن الجبائي. وقالت عائشة كان خلق النبي ص ماتضمنه العشر الأول من سورة المؤمنين و من مدحه الله سبحانه بأنه علي خلق عظيم فليس وراءه مدح وقيل سمي خلقه عظيما لأنه عاشر الخلق بخلقه وزايلهم بقلبه فكان ظاهره مع الخلق وباطنه مع الحق وقيل لأنه امتثل تأديب الله سبحانه إياه بقوله خُذِ العَفوَ وَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ. وقيل سمي خلقه عظيما لاجتماع مكارم الأخلاق فيه . وَ يَعضُدُهُ مَا روُيَِ عَنهُص أَنّهُ قَالَ إِنّمَا بُعِثتُ لِأُتَمّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ
وَ قَالَص أدَبّنَيِ ربَيّ فَأَحسَنَ تأَديِبيِ
وَ قَالَص إِنّ المُؤمِنَ لَيُدرِكُ بِحُسنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ قَائِمِ اللّيلِ وَ صَائِمِ النّهَارِ
صفحه : 383
وَ عَن أَبِي الدّردَاءِ قَالَ قَالَ النّبِيّص مَا مِن شَيءٍ أَثقَلَ فِي المِيزَانِ مِن خُلُقٍ حَسَنٍ
وَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ عَنِ النّبِيّص قَالَ عَلَيكُم بِحُسنِ الخُلُقِ فَإِنّ حُسنَ الخُلُقِ فِي الجَنّةِ لَا مَحَالَةَ وَ إِيّاكُم وَ سُوءَ الخُلُقِ فَإِنّ سُوءَ الخُلُقِ فِي النّارِ لَا مَحَالَةَ
وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنهُص قَالَ أَحَبّكُم إِلَي اللّهِ أَحَاسِنُكُم أَخلَاقاً المُوَطّئُونَ أَكنَافاً الّذِينَ يَألَفُونَ وَ يُؤلَفُونَ وَ أَبغَضُكُم إِلَي اللّهِ المَشّاءُونَ بِالنّمِيمَةِ المُفَرّقُونَ بَينَ الإِخوَانِ المُلتَمِسُونَ لِلبَرَاءِ العَثَرَاتِ
18- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّرَبّنا آتِنا فِي الدّنيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً قَالَ رِضوَانُ اللّهِ وَ الجَنّةُ فِي الآخِرَةِ وَ السّعَةُ فِي الرّزقِ وَ المَعَاشِ وَ حُسنُ الخُلُقِ فِي الدّنيَا
19- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّكُم لَن تَسَعُوا النّاسَ بِأَموَالِكُم فَسَعُوهُم بِأَخلَاقِكُم
20- لي ،[الأمالي للصدوق ] قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ النّاسِ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِنَوفٍ يَا نَوفُ صِل رَحِمَكَ يَزِيدُ[يَزِدِ] اللّهُ فِي عُمُرِكَ وَ حَسّن خُلُقَكَ يُخَفّفِ اللّهُ حِسَابَكَ
أقول قدمضي في باب صفات المؤمن و باب جوامع المكارم وسيأتي في أبواب المواعظ
21- لي ،[الأمالي للصدوق ] قَالَ الصّادِقُ ع عَلَيكُم بِحُسنِ الخُلُقِ فَإِنّهُ يَبلُغُ بِصَاحِبِهِ
صفحه : 384
دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِمِ
22- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَنِ الروّياَنيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّكُم لَن تَسَعُوا النّاسَ بِأَموَالِكُم فَسَعُوهُم بِطَلَاقَةِ الوَجهِ وَ حُسنِ اللّقَاءِ فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّكُم لَن تَسَعُوا النّاسَ بِأَموَالِكُم فَسَعُوهُم بِأَخلَاقِكُم
23- لي ،[الأمالي للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن مُوسَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَت أُمّ سَلَمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا لِرَسُولِ اللّهِص بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ المَرأَةُ يَكُونُ لَهَا زَوجَانِ فَيَمُوتُونَ وَ يَدخُلُونَ الجَنّةَ لِأَيّهِمَا تَكُونُ فَقَالَت ع يَا أُمّ سَلَمَةَ تَخَيّرُ أَحسَنَهُمَا خُلُقاً وَ خَيرَهُمَا لِأَهلِهِ يَا أُمّ سَلَمَةَ إِنّ حُسنَ الخُلُقِ ذَهَبَ بِخَيرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ
24- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَنّ أُمّ سَلَمَةَ قَالَت لَهُ بأِبَيِ أَنتَ الخَبَرَ
ثو،[ثواب الأعمال ]حمزة بن محمد عن علي عن أبيه مثله
25- لي ،[الأمالي للصدوق ] جَعفَرُ بنُ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأتُيَِ النّبِيّص بِأُسَارَي فَأَمَرَ بِقَتلِهِم خَلَا رَجُلٍ مِن بَينِهِم فَقَالَ الرّجُلُ بأِبَيِ
صفحه : 385
أَنتَ وَ أمُيّ يَا مُحَمّدُ كَيفَ أَطلَقتَ عنَيّ مِن بَينِهِم فَقَالَ أخَبرَنَيِ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ فِيكَ خَمسَ خِصَالٍ يُحِبّهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولُهُ الغَيرَةُ الشّدِيدَةُ عَلَي حَرَمِكَ وَ السّخَاءُ وَ حُسنُ الخُلُقِ وَ صِدقُ اللّسَانِ وَ الشّجَاعَةُ فَلَمّا سَمِعَهَا الرّجُلُ أَسلَمَ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ وَ قَاتَلَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص قِتَالًا شَدِيداً حَتّي استُشهِدَ
26- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَحَبّكُم إلِيَّ وَ أَقرَبَكُم منِيّ يَومَ القِيَامَةِ مَجلِساً أَحسَنُكُم خُلُقاً وَ أَشَدّكُم تَوَاضُعاً وَ إِنّ أَبعَدَكُم منِيّ يَومَ القِيَامَةِ الثّرثَارُونَ وَ هُمُ المُستَكبِرُونَ
قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوّلُ مَا يُوضَعُ فِي مِيزَانِ العَبدِ يَومَ القِيَامَةِ حُسنُ خُلُقِهِ
27- ب ،[قرب الإسناد]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص مَرّ بِقَبرٍ يُحفَرُ قَدِ انبَهَرَ ألّذِي يَحفِرُهُ فَقَالَ لَهُ لِمَن تَحفِرُ هَذَا القَبرَ فَقَالَ لِفُلَانِ بنِ فُلَانٍ فَقَالَ وَ مَا لِلأَرضِ تُشَدّدُ عَلَيكَ إِن كَانَ مَا عَلِمتُ لَسَهلًا حَسَنَ الخُلُقِ فَلَانَتِ الأَرضُ عَلَيهِ حَتّي كَانَ لَيَحفِرُهَا بِكَفّيهِ ثُمّ قَالَ لَقَد كَانَ يُحِبّ إِقرَاءَ الضّيفِ وَ لَا يقُريِ الضّيفَ إِلّا مُؤمِنٌ تقَيِّ
28- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَنِيعٍ عَن عَلِيّ بنِ عِيسَي عَن خَلّادِ بنِ عِيسَي عَن ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الخُلُقُ الحَسَنُ نِصفُ الدّينِ
29-ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ عَن أَبِي العَبّاسِ السّرّاجِ عَن يَعقُوبَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن وَكِيعٍ عَن مِسعَرٍ وَ سُفيَانَ عَن زِيَادِ بنِ عِلَاقَةَ عَن أُسَامَةَ بنِ شَرِيكٍ قَالَقِيلَ
صفحه : 386
لِرَسُولِ اللّهِص مَا أَفضَلُ مَا أعُطيَِ المَرءَ المُسلِمَ قَالَ الخُلُقُ الحَسَنُ
30- ل ،[الخصال ] أَبُو الحَسَنِ عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ الأسَواَريِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ عَلِيّ السرّخَسيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عِمرَانَ البغَداَديِّ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ قَالَ حَدّثَنَا أَبُو الحَسَنِ قَالَ حَدّثَنَا الحَسَنُ عَنِ الحَسَنِ عَنِ الحَسَنِ ع أَنّ أَحسَنَ الحَسَنِ الخُلُقُ الحَسَنُ
فأما أبو الحسن الأول فمحمد بن عبدالرحيم التستري و أما أبو الحسن الثاني فعلي بن أحمدالبصري التمار و أما أبو الحسن الثالث فعلي بن محمدالواقدي و أما الحسن الأول فالحسن بن عرفة العبدي و أما الحسن الثاني فالحسن بن أبي الحسن البصري و أما الحسن الثالث فالحسن بن علي بن أبي طالب كتاب المسلسلات ،لجعفر بن أحمدالقمي عن الأسواري مثله
31- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِحُسنِ الخُلُقِ فَإِنّ حُسنَ الخُلُقِ فِي الجَنّةِ لَا مَحَالَةَ وَ إِيّاكُم وَ سُوءَ الخُلُقِ فَإِنّ سُوءَ الخُلُقِ فِي النّارِ لَا مَحَالَةَ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
32- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ العَبدَ لَيَنَالُ بِحُسنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِمِ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
33-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن شَيءٍ فِي المِيزَانِ
صفحه : 387
أَحسَنَ مِن حُسنِ الخُلُقِ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
34- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَكمَلُكُم إِيمَاناً أَحسَنُكُم خُلُقاً
وَ قَالَ ع حُسنُ الخُلُقِ خَيرُ قَرِينٍ
وَ قَالَ ع سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَكثَرُ مَا يُدخَلُ بِهِ الجَنّةُ قَالَ تَقوَي اللّهِ وَ حُسنُ الخُلُقِ
وَ قَالَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَقرَبُكُم منِيّ مَجلِساً يَومَ القِيَامَةِ أَحسَنُكُم خُلُقاً وَ خَيرُكُم لِأَهلِهِ
وَ قَالَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَحسَنُ النّاسِ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً وَ أَلطَفُهُم بِأَهلِهِ وَ أَنَا أَلطَفُكُم بأِهَليِ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
35- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَعبَدٍ عَنِ ابنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَانَ مُسلِماً فَلَا يَمكُرُ وَ لَا يَخدَعُ فإَنِيّ سَمِعتُ جَبرَئِيلَ ع يَقُولُ إِنّ المَكرَ وَ الخَدِيعَةَ فِي النّارِ ثُمّ قَالَ ع لَيسَ مِنّا مَن غَشّ مُسلِماً وَ لَيسَ مِنّا مَن خَانَ مُسلِماً ثُمّ قَالَ ع إِنّ جَبرَئِيلَ الرّوحَ الأَمِينَ نَزَلَ عَلَيّ مِن عِندِ رَبّ العَالَمِينَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ عَلَيكَ بِحُسنِ الخُلُقِ فَإِنّهُ ذَهَبَ بِخَيرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ أَلَا وَ إِنّ أَشبَهَكُم بيِ أَحسَنُكُم خُلُقاً
صفحه : 388
36- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَنبَسَةَ عَن بَكرِ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن فَاطِمَةَ بِنتِ الرّضَا عَن أَبِيهَا عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ وَ عَمّهِ زَيدٍ عَن أَبِيهِمَا عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ وَ عَمّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن كَفّ غَضَبَهُ كَفّ اللّهُ عَنهُ عَذَابَهُ وَ مَن حَسُنَ خُلُقُهُ بَلّغَهُ اللّهُ دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِمِ
37- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُعَاذٍ عَنِ الحُسَينِ المرَوزَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدٍ عَن دَاوُدَ الأوَديِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَكثَرُ مَا يُدخَلُ بِهِ الجَنّةُ تَقوَي اللّهِ وَ حُسنُ الخُلُقِ
38- ل ،[الخصال ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يَجمَعُ اللّهُ لِمُنَافِقٍ وَ لَا فَاسِقٍ حُسنَ السّمتِ وَ الفِقهَ وَ حُسنَ الخُلُقِ أَبَداً
39- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن أَبِي العَبّاسِ السّرّاجِ عَن قُتَيبَةَ عَن قَزَعَةَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أُسَيدٍ عَن جَبَلَةَ الإفِريِقيِّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ أَنَا زَعِيمٌ بِبَيتٍ فِي رَبَضِ الجَنّةِ وَ بَيتٍ فِي وَسَطِ الجَنّةِ وَ بَيتٍ فِي أَعلَي الجَنّةِ لِمَن تَرَكَ المِرَاءَ وَ إِن كَانَ مُحِقّاً وَ لِمَن تَرَكَ الكَذِبَ وَ إِن كَانَ هَازِلًا وَ لِمَن حَسّنَ خُلُقَهُ
40- ع ،[علل الشرائع ] عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ حبَيِبيِ جَبرَئِيلُ إِنّ مَثَلَ هَذَا الدّينِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ ثَابِتَةٍ الإِيمَانُ أَصلُهَا وَ الصّلَاةُ عُرُوقُهَا وَ الزّكَاةُ مَاؤُهَا وَ الصّومُ سَعَفُهَا وَ حُسنُ الخُلُقِ وَرَقُهَا وَ الكَفّ عَنِ المَحَارِمِ ثَمَرُهَا فَلَا تَكمُلُ شَجَرَةٌ إِلّا بِالثّمَرِ كَذَلِكَ الإِيمَانُ لَا يَكمُلُ إِلّا بِالكَفّ عَنِ المَحَارِمِ
صفحه : 389
41- ع ،[علل الشرائع ] قَالَ الصّادِقُ ع لَا عَيشَ أَهنَأُ مِن حُسنِ الخُلُقِ
42- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا حَدّ حُسنِ الخُلُقِ قَالَ تُلِينُ جَانِبَكَ وَ تُطِيبُ كَلَامَكَ وَ تَلقَي أَخَاكَ بِبِشرٍ حَسَنٍ
43- مع ،[معاني الأخبار] فِي خَبَرِ أَبِي ذَرّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَبَا ذَرّ لَا عَقلَ كَالتّدبِيرِ وَ لَا وَرَعَ كَالكَفّ وَ لَا حَسَبَ كَحُسنِ الخُلُقِ
44- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَكمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً
45- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]فِيمَا أَوصَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي الحَسَنِ ع لَا حَسَبَ كَحُسنِ الخُلُقِ
46- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اتّقِ اللّهَ حَيثُ كُنتَ وَ خَالِقِ النّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ وَ إِذَا عَمِلتَ سَيّئَةً فَاعمَل حَسَنَةً تَمحُوهَا
47- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] ابنُ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ البخَترَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي العَوّامِ عَن عَبدِ الوَهّابِ بنِ عَطَا عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ أَكمَلَ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً وَ خِيَارَكُم خِيَارُكُم
صفحه : 390
لِنِسَائِهِ
48- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ العَبّاسُ للِنبّيِّص مَا الجَمَالُ بِالرّجُلِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ بِصَوَابِ القَولِ بِالحَقّ قَالَ فَمَا الكَمَالُ قَالَ تَقوَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حُسنُ الخُلُقِ
49- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي للصدوق ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ مَعقِلٍ عَن جَعفَرٍ الوَرّاقِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الأَشَجّ عَن يَحيَي بنِ زَيدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ قَالَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ آلُوا بِاللّاتِ وَ العُزّي لِيَقتُلُوا مُحَمّداًص فَذَهَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَحدَهُ إِلَيهِم وَ قَتَلَ وَاحِداً مِنهُم وَ جَاءَ بِالآخَرَينِ فَقَالَ النّبِيّص قَدّم إلِيَّ أَحَدَ الرّجُلَينِ فَقَدّمَهُ فَقَالَ قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اشهَد أنَيّ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ لَنَقلُ جَبَلِ أَبِي قُبَيسٍ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أَقُولَ هَذِهِ الكَلِمَةَ قَالَ يَا عَلِيّ أَخّرهُ وَ اضرِب عُنُقَهُ ثُمّ قَالَ قَدّمِ الآخَرَ فَقَالَ قُل لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اشهَد أنَيّ رَسُولُ اللّهِ قَالَ ألَحقِنيِ بصِاَحبِيِ قَالَ يَا عَلِيّ أَخّرهُ وَ اضرِب عُنُقَهُ فَأَخّرَهُ وَ قَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِيَضرِبَ عُنُقَهُ فَنَزَلَ جَبرَئِيلُ ع عَلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَا تَقتُلهُ فَإِنّهُ حَسَنُ الخُلُقِ سخَيِّ فِي قَومِهِ فَقَالَ النّبِيّص يَا عَلِيّ أَمسِك فَإِنّ هَذَا رَسُولُ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ يخُبرِنُيِ أَنّهُ حَسَنُ الخُلُقِ سخَيِّ فِي قَومِهِ فَقَالَ المُشرِكُ تَحتَ السّيفِ هَذَا رَسُولُ رَبّكَ يُخبِرُكَ قَالَ نَعَم قَالَ وَ اللّهِ مَا مَلَكتُ دِرهَماً مَعَ أَخٍ لِي قَطّ وَ لَا قَطَبتُ وجَهيِ فِي الحَربِ فَأَنَا أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا مِمّن جَرّهُ حُسنُ خُلُقِهِ وَ سَخَاؤُهُ إِلَي جَنّاتِ النّعِيمِ
صفحه : 391
أقول قدمر الخبر بطوله في باب شجاعة أمير المؤمنين ع ونوادر غزواته
50- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن يُونُسَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رضَيَِ لَكُمُ الإِسلَامَ دِيناً فَأَحسِنُوا صُحبَتَهُ بِالسّخَاءِ وَ حُسنِ الخُلُقِ
ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] محمد بن الفضيل عن زرارة مثله
51- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِلمُعَلّي بنِ خُنَيسٍ يَا مُعَلّي عَلَيكَ بِالسّخَاءِ وَ حُسنِ الخُلُقِ فَإِنّهُمَا يُزَيّنَانِ الرّجُلَ كَمَا تُزَيّنُ الوَاسِطَةَ القِلَادَةُ
52- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وُجُوهاً خَلَقَهُم مِن خَلقِهِ وَ أَمشَاهُم فِي أَرضِهِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ إِخوَانِهِم يَرَونَ الحَمدَ مَجداً وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يُحِبّ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ وَ كَانَ فِيمَا خَاطَبَ اللّهُ تَعَالَي نَبِيّهُ ع أَن قَالَ لَهُ يَا مُحَمّدُإِنّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ قَالَ السّخَاءُ وَ حُسنُ الخُلُقِ
53- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ أخَيِ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُؤمِنُ هَيّنٌ لَيّنٌ سَمِحٌ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ وَ الكَافِرُ فَظّ غَلِيظٌ لَهُ خُلُقٌ سَيّئٌ وَ فِيهِ جَبرِيّةٌ
54-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن مُوسَي بنِ
صفحه : 392
اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَا حَسّنَ اللّهُ خُلُقَ عَبدٍ وَ لَا خُلُقَهُ إِلّا استَحيَا أَن يُطعِمَ لَحمَهُ يَومَ القِيَامَةِ النّارَ
55- ل ،[الخصال ]فِيمَا أَوصَي بِهِ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً يَا عَلِيّ ثَلَاثَةٌ مَن لَم تَكُن فِيهِ لَم يَقُم لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ يَحجُزُهُ عَن معَاَصيِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ خُلُقٌ يدُاَريِ بِهِ النّاسَ وَ حِلمٌ يَرُدّ بِهِ جَهلَ الجَاهِلِ
سن ،[المحاسن ] أبي عن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه ع عنه ص مثله
56- سن ،[المحاسن ] اِبرَاهِيمُ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِنَ الإِيمَانِ حُسنُ الخُلُقِ وَ إِطعَامُ الطّعَامِ
57- سن ،[المحاسن ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَيمَنَ عَن مَيمُونٍ البَانّ عَن أَبِي جَعفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الإِيمَانُ حُسنُ الخُلُقِ وَ إِطعَامُ الطّعَامِ وَ إِرَاقَةُ الدّمَاءِ
58- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو يَعلَمُ العَبدُ مَا لَهُ فِي حُسنِ الخُلُقِ لَعَلِمَ أَنّهُ يَحتَاجُ أَن يَكُونَ لَهُ حُسنُ الخُلُقِ
59- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عُنوَانُ صَحِيفَةِ المُؤمِنِ حُسنُ خُلُقِهِ
60- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ عَجِبتُ لِمَن يشَترَيِ العَبِيدَ بِمَالِهِ فَيُعتِقُهُم كَيفَ لَا يشَترَيِ الأَحرَارَ بِحُسنِ خُلُقِهِ
صفحه : 393
61- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الخُلُقُ الحَسَنُ جَمَالٌ فِي الدّنيَا وَ نُزهَةٌ فِي الآخِرَةِ وَ بِهِ كَمَالُ الدّينِ وَ القُربَةُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا يَكُونُ حُسنُ الخُلُقِ إِلّا فِي كُلّ ولَيِّ وَ صفَيِّ لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي أَبَي أَن يَترُكَ أَلطَافَهُ بِحُسنِ الخُلُقِ إِلّا فِي مَطَايَا نُورِهِ الأَعلَي وَ جَمَالِهِ الأَزكَي لِأَنّهَا خَصلَةٌ يَخُصّ بِهَا الأَعرَفِينَ بِهِ وَ لَا يَعلَمُ مَا فِي حَقِيقَةِ حُسنِ الخُلُقِ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَاتَمُ زَمَانِنَا إِلَي حُسنِ الخُلُقِ وَ الخُلُقُ الحَسَنُ أَلطَفُ شَيءٍ فِي الدّينِ وَ أَثقَلُ شَيءٍ فِي المِيزَانِ وَ سُوءُ الخُلُقِ يُفسِدُ العَمَلَ كَمَا يُفسِدُ الخَلّ العَسَلَ وَ إِنِ ارتَقَي فِي الدّرَجَاتِ فَمَصِيرُهُ إِلَي الهَوَانِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حُسنُ الخُلُقِ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ وَ صَاحِبُهُ مُتَعَلّقٌ بِغُصنِهَا يَجذِبُهُ إِلَيهَا وَ سُوءُ الخُلُقِ شَجَرَةٌ فِي النّارِ وَ صَاحِبُهُ مُتَعَلّقٌ بِغُصنِهَا يَجذِبُهُ إِلَيهَا
62- ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص حُسنُ الخُلُقِ نِصفُ الدّينِ وَ قِيلَ لَهُص مَا أَفضَلُ مَا أعُطيَِ المَرءَ المُسلِمَ قَالَ الخُلُقُ الحَسَنُ
وَ قَالَص رَأَيتُ رَجُلًا فِي المَنَامِ جَاثِياً عَلَي رُكبَتَيهِ بَينَهُ وَ بَينَ رَحمَةِ اللّهِ حِجَابٌ فَجَاءَهُ حُسنُ خُلُقِهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدخَلَهُ فِي رَحمَةِ اللّهِ
63- نبه ،[تنبيه الخاطر] جَاءَ رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص مِن بَينِ يَدَيهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا الدّينُ فَقَالَ حُسنُ الخُلُقِ ثُمّ أَتَاهُ عَن يَمِينِهِ فَقَالَ مَا الدّينُ فَقَالَ حُسنُ الخُلُقِ ثُمّ أَتَاهُ مِن قِبَلِ شِمَالِهِ فَقَالَ مَا الدّينُ فَقَالَ حُسنُ الخُلُقِ ثُمّ أَتَاهُ مِن وَرَائِهِ فَقَالَ مَا الدّينُ فَالتَفَتَ إِلَيهِ وَ قَالَ أَ مَا تَفقَهُ الدّينُ هُوَ أَن لَا تَغضَبَ
وَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا الشّؤمُ قَالَ سُوءُ الخُلُقِ
وَ قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللّهِص أوَصنِيِ فَقَالَ اتّقِ اللّهَ حَيثُ كُنتَ قَالَ زدِنيِ قَالَ أَتبِعِ السّيّئَةَ الحَسَنَةَ تَمحُهَا قَالَ زدِنيِ قَالَ خَالِطِ النّاسِ بِحُسنِ الخُلُقِ
وَ سُئِلَص أَيّ الأَعمَالِ أَفضَلُ قَالَ حُسنُ الخُلُقِ
وَ قَالَص مَا حَسّنَ اللّهُ خُلُقَ امرِئٍ وَ خَلقَهُ فَيُطعِمَهُ النّارَ
صفحه : 394
قِيلَ لِرَسُولِ اللّهِص إِنّ فُلَانَةَ تَصُومُ النّهَارَ وَ تَقُومُ اللّيلَ وَ هيَِ سَيّئَةُ الخُلُقِ تؤُذيِ جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا فَقَالَ لَا خَيرَ فِيهَا هيَِ مِن أَهلِ النّارِ
وَ قَالَص إِنّكُم لَن تَسَعُوا النّاسَ بِأَموَالِكُم فَسَعُوهُم بِبَسطِ الوُجُوهِ وَ حُسنِ الخُلُقِ
وَ قَالَ أَيضاً سُوءُ الخُلُقِ يُفسِدُ العَمَلَ كَمَا يُفسِدُ الخَلّ العَسَلَ
وَ قَالَ جَرِيرُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ إِنّكَ امرُؤٌ قَد أَحسَنَ اللّهُ خَلقَكَ فَأَحسِن خُلُقَكَ
عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ مَن لَم تَكُن فِيهِ أَو وَاحِدَةٌ مِنهُنّ فَلَا يُعتَدّنّ بشِيَءٍ مِن عَمَلِهِ تَقوَي يَحجُزُهُ عَن معَاَصيِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَو حِلمٌ يَكُفّ بِهِ السّفِيهَ أَو خُلُقٌ يَعِيشُ بِهِ فِي النّاسِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حُسنُ الخُلُقِ فِي ثَلَاثٍ اجتِنَابِ المَحَارِمِ وَ طَلَبِ الحَلَالِ وَ التّوَسّعِ عَلَي العِيَالِ
وَ قَالَ بَعضُهُم أَن لَا يَكُونَ لَكَ هِمّةٌ إِلّا اللّهُ
64- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص الأَخلَاقُ مَنَائِحُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِذَا أَحَبّ عَبداً مَنَحَهُ خُلُقاً حَسَناً وَ إِذَا أَبغَضَ عَبداً مَنَحَهُ خُلُقاً سَيّئاً
65- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَلِيّ بنُ النّعمَانِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو كَانَ حُسنُ الخُلُقِ خَلقاً يُرَي مَا كَانَ مِمّا خَلَقَ اللّهُ شَيءٌ أَحسَنَ مِنهُ وَ لَو كَانَ الخُرقُ خَلقاً يُرَي مَا كَانَ مِمّا خَلَقَ اللّهُ شَيءٌ أَقبَحَ مِنهُ وَ إِنّ اللّهَ لَيُبلِغُ العَبدَ بِحُسنِ الخُلُقِ دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِمِ
66- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]حَمّادُ بنُ عِيسَي عَن ربِعيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِيَحيَي السّقّاءِ يَا يَحيَي إِنّ الخُلُقَ الحَسَنَ يُسرٌ وَ إِنّ الخُلُقَ السّيّئَ نَكَدٌ
67- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]المحَاَملِيِّ عَن ذَرِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَرَادَ اللّهُ بِأَهلِ بَيتٍ خَيراً رَزَقَهُمُ الرّفقَ فِي المَعِيشَةِ وَ حُسنَ الخُلُقِ
68-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]حَمّادُ بنُ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَنِ العَلَاءِ بنِ كَامِلٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا خَالَطتَ النّاسَ فَإِنِ استَطَعتَ أَن لَا تُخَالِطَ أَحَداً مِنَ النّاسِ
صفحه : 395
إِلّا كَانَت يَدُكَ عَلَيهِ العُليَا فَافعَل فَإِنّ العَبدَ يَكُونُ مِنهُ بَعضُ التّقصِيرِ فِي العِبَادَةِ وَ يَكُونُ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ فَيُبلِغُهُ اللّهُ بِخُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِمِ
69- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]حَمّادُ بنُ عِيسَي عَنِ العقَرَقوُفيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَقرَبُكُم منِيّ غَداً أَحسَنُكُم خُلُقاً وَ أَقرَبُكُم مِنَ النّاسِ
70- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]حَمّادٌ عَن ربِعيِّ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَيّ النّاسِ أَكمَلُ إِيمَاناً قَالَ أَحسَنُهُم خُلُقاً
71- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَلِيّ بنُ النّعمَانِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّهَا النّاسُ وَ اللّهِ إنِيّ لَأَعلَمُ أَنّكُم لَا تَسَعُونَ النّاسَ بِأَموَالِكُم وَ لَكِن سَعُوهُم بِالطّلَاقَةِ وَ حُسنِ الخُلُقِ قَالَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ رَحِمَ اللّهُ كُلّ سَهلٍ طَلقٍ
72- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ الخُلُقُ مِنحَةٌ يَمنَحُهَا اللّهُ مَن شَاءَ مِن خَلقِهِ فَمِنهُ سَجِيّةٌ وَ مِنهُ نِيّةٌ قُلتُ فَأَيّهُمَا أَفضَلُ قَالَ صَاحِبُ النّيّةِ أَفضَلُ فَإِنّ صَاحِبَ السّجِيّةِ هُوَ المَجبُولُ عَلَي الأَمرِ ألّذِي لَا يَستَطِيعُ غَيرَهُ وَ صَاحِبَ النّيّةِ هُوَ ألّذِي يَتَصَبّرُ عَلَي الطّاعَةِ فَيَصبِرُ فَهَذَا أَفضَلُ
73- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا ابنَ سِنَانٍ إِنّ النّبِيّص كَانَ قُوتُهُ الشّعِيرَ مِن غَيرِ أُدمٍ إِنّ البَرّ وَ حُسنَ الخُلُقِ يَعمُرَانِ الدّيَارَ وَ يَزِيدَانِ فِي الأَعمَارِ
74- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَلِيّ الأحَمسَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ حُسنَ الخُلُقِ يُذِيبُ الخَطِيئَةَ كَمَا تُذِيبُ الشّمسُ الجَلِيدَ وَ إِنّ سُوءَ الخُلُقِ لَيُفسِدُ العَمَلَ كَمَا يُفسِدُ الخَلّ العَسَلَ
75-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ
صفحه : 396
أَتَي النّبِيّص رَجُلٌ فَقَالَ إِنّ فُلَاناً مَاتَ فَحَفَرنَا لَهُ فَامتَنَعَتِ الأَرضُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ كَانَ سَيّئَ الخُلُقِ
76- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَبِيبٍ الخثَعمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُنَبّئُكُم بِخِيارِكُم قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَحَاسِنُكُم أَخلَاقاً المُوَطّئُونَ أَكنَافاً الّذِينَ يَألَفُونَ وَ يُؤلَفُونَ
77- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] أَبُو العَبّاسِ عَنِ ابنِ شَجَرَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حُسنُ الخُلُقِ يَزِيدُ فِي الرّزقِ
78- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع أَكرَمُ الحَسَبِ حُسنُ الخُلُقِ
وَ قَالَ ع كَفَي بِالقَنَاعَةِ مُلكاً وَ بِحُسنِ الخُلُقِ نَعِيماً
79- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حُسنُ الخُلُقِ يُبلِغُ دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِمِ
وَ قَالَ ع حُسنُ الخُلُقِ خَيرُ رَفِيقٍ
وَ قَالَ ع رُبّ عَزِيزٍ أَذَلّهُ خُلُقُهُ وَ ذَلِيلٍ أَعَزّهُ خُلُقُهُ
وَ قَالَ ع مَن لَانَت كَلِمَتُهُ وَجَبَت مَحَبّتُهُ
80- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو عَلِمَ الرّجُلُ مَا لَهُ فِي حُسنِ الخُلُقِ لَعَلِمَ أَنّهُ يَحتَاجُ أَن يَكُونَ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ
صفحه : 397
الآيات البقرةفَاعفُوا وَ اصفَحُوا حَتّي يأَتيَِ اللّهُ بِأَمرِهِآل عمران وَ الكاظِمِينَ الغَيظَ وَ العافِينَ عَنِ النّاسِ وَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَالنساءإِن تُبدُوا خَيراً أَو تُخفُوهُ أَو تَعفُوا عَن سُوءٍ فَإِنّ اللّهَ كانَ عَفُوّا قَدِيراًالمائدةفَاعفُ عَنهُم وَ اصفَح إِنّ اللّهَ يُحِبّ المُحسِنِينَالأعراف خُذِ العَفوَ وَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَالرعدوَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السّيّئَةَالحجرفَاصفَحِ الصّفحَ الجَمِيلَالمؤمنون ادفَع باِلتّيِ هيَِ أَحسَنُ السّيّئَةَ نَحنُ أَعلَمُ بِما يَصِفُونَالنوروَ ليَعفُوا وَ ليَصفَحُوا أَ لا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللّهُ لَكُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌالفرقان وَ إِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماًالقصص وَ يَدرَؤُنَ بِالحَسَنَةِ السّيّئَةَالسجدةوَ لا تسَتوَيِ الحَسَنَةُ وَ لَا السّيّئَةُ ادفَع باِلتّيِ هيَِ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها
صفحه : 398
إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍحمعسق وَ إِذا ما غَضِبُوا هُم يَغفِرُونَ إلي قوله تعالي وَ الّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ البغَيُ هُم يَنتَصِرُونَ وَ جَزاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مِثلُها فَمَن عَفا وَ أَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَي اللّهِ إِنّهُ لا يُحِبّ الظّالِمِينَ وَ لَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ إِنّمَا السّبِيلُ عَلَي الّذِينَ يَظلِمُونَ النّاسَ وَ يَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ وَ لَمَن صَبَرَ وَ غَفَرَ إِنّ ذلِكَ لَمِن عَزمِ الأُمُورِالزخرف فَاصفَح عَنهُم وَ قُل سَلامٌ فَسَوفَ يَعلَمُونَالجاثيةقُل لِلّذِينَ آمَنُوا يَغفِرُوا لِلّذِينَ لا يَرجُونَ أَيّامَ اللّهِ ليِجَزيَِ قَوماً بِما كانُوا يَكسِبُونَالتغابن وَ إِن تَعفُوا وَ تَصفَحُوا وَ تَغفِرُوا فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌالمزمل وَ اصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًاتفسيرفَاعفُوا وَ اصفَحُواقيل العفو ترك عقوبة الذنب والصفح ترك تثريبه حَتّي يأَتيَِ اللّهُ بِأَمرِهِفيهم بالقتل يوم فتح مكةوَ الكاظِمِينَ الغَيظَ قال تعالي قبل ذلك وَ سارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم وَ جَنّةٍ عَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُ أُعِدّت لِلمُتّقِينَ الّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السّرّاءِ وَ الضّرّاءِيعني ينفقون في أحوالهم كلها ماتيسر لهم من قليل أوكثيروَ الكاظِمِينَ الغَيظَ أي الممسكين عليه الكافين عن إمضائه فِي المَجمَعِ روُيَِ أَنّ جَارِيَةً لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع جَعَلَت تَسكُبُ عَلَيهِ المَاءُ لِيَتَهَيّأَ لِلصّلَاةِ فَسَقَطَ الإِبرِيقُ مِن يَدِهَا فَشَجّهُ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهَا فَقَالَت لَهُ
صفحه : 399
الجَارِيَةُ إِنّ اللّهَ يَقُولُوَ الكاظِمِينَ الغَيظَ فَقَالَ لَهَا كَظَمتُ غيَظيِ قَالَتوَ العافِينَ عَنِ النّاسِ قَالَ عَفَا اللّهُ عَنكِ قَالَتوَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَ قَالَ فاَذهبَيِ فَأَنتِ حُرّةٌ لِوَجهِ اللّهِ
1- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي خُطبَتِهِ أَ لَا أُخبِرُكُم بِخَيرِ خَلَائِقِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ العَفوِ عَمّن ظَلَمَكَ وَ تَصِلُ مَن قَطَعَكَ وَ الإِحسَانُ إِلَي مَن أَسَاءَ إِلَيكَ وَ إِعطَاءُ مَن حَرَمَكَ
بيان الخلائق جمع الخليقة وهي الطبيعة والمراد هنا الملكات النفسانية الراسخة أي خير الصفات النافعة في الدنيا والآخرة وتصل في سائر الروايات وصلة و علي ماهنا لعله مصدر أيضا بتقدير أن أويقال عدل إلي الجملة الفعلية التي هي في قوة الأمر لزيادة التأكيد والفرق بينها و بين الأولي أن القطع لايستلزم الظلم بل أريد بهاالمعاشرة لمن اختار الهجران ويمكن تخصيصها بالرحم لاستعمال الصلة غالبا فيها والإحسان في مقابلة الإساءة أخص منهما لأن الإحسان يزيد علي العفو والإساءة أخص من القطع ألذي هوترك المواصلة وكذا الحرمان غيرالإساءة والقطع إذ يعتبر في الإساءة فعل مايضره والقطع إنما هو في المعاشرة مع أنه يمكن أن يكون بعضها تأكيدا لبعض كما هوالشائع في الخطب والمواعظ
2- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَنِ ضَمرَةَ بنِ الدّينَارِ الرقّيّّ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أَدُلّكُم عَلَي خَيرِ أَخلَاقِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ تَصِلُ مَن قَطَعَكَ وَ تعُطيِ مَن حَرَمَكَ وَ تَعفُو عَمّن ظَلَمَكَ
3-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ نُشَيبٍ اللفّاَئفِيِّ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثَلَاثٌ
صفحه : 400
مِن مَكَارِمِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ تَعفُو عَمّن ظَلَمَكَ وَ تَصِلُ مَن قَطَعَكَ وَ تَحلُمُ إِذَا جُهِلَ عَلَيكَ
بيان اللفائفي كأنه بياع اللفافة و في القاموس اللفافة بالكسر مايلف به علي الرجل وغيرها والجميع لفائف انتهي ويقال جهل علي غيره سفه
4- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ أَينَ أَهلُ الفَضلِ قَالَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَتَلَقّاهُمُ المَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ وَ مَا كَانَ فَضلُكُم فَيَقُولُونَ كُنّا نَصِلُ مَن قَطَعَنَا وَ نعُطيِ مَن حَرَمَنَا وَ نَعفُو عَمّن ظَلَمَنَا قَالَ فَيُقَالُ لَهُم صَدَقتُمُ ادخُلُوا الجَنّةَ
تبيان في القاموس العنق بالضم وبضمتين وكأمير وصرد الجيد والجمع أعناق والجماعة من الناس والرؤساء انتهي والمراد بأهل الفضل إما أهل الفضيلة والكمال و أهل الرجحان أو أهل التفضل والإحسان فيقال لهم أي من قبل الله تعالي صدقتم أي في اتصافكم بتلك الصفات أو في كونها سبب الفضل أوفيهما معا و هوأظهر. واعلم أن هذه الخصال فضيلة وأية فضيلة ومكرمة وأية مكرمة لايدرك كنه شرفها وفضلها إذ العامل بهايثبت بهالنفسه الفضيلة ويرفع بها عن صاحبه الرذيلة ويغلب علي صاحبه بقوة قلبه يكسر بهاعدو نفسه ونفس عدوه و إلي هذاأشير في القرآن المجيد بقوله سبحانه ادفَع باِلتّيِ هيَِ أَحسَنُيعني السيئةفَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِّ حَمِيمٌ ثم أشير إلي فضلها العالي وشرفها الرفيع بقوله عز و جل وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍيعني من الإيمان والمعرفة رزقنا الله الوصول إليها
صفحه : 401
وجعلنا من أهلها
5- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن جَهمِ بنِ الحَكَمِ المدَاَئنِيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِالعَفوِ فَإِنّ العَفوَ لَا يَزِيدُ العَبدَ إِلّا عِزّاً فَتَعَافَوا يُعِزّكُمُ اللّهُ
بيان لايزيد العبد إلاعزا أي في الدنيا ردا علي مايسول الشيطان للإنسان بأن ترك الانتقام يوجب المذلة بين الناس وجرأتهم عليه و ليس كذلك بل يصير سببا لرفعة قدره وعلو أمره عند الناس لاسيما إذاعفا مع القدرة وترك العفو ينجر إلي المعارضات والمجادلات والمرافعة إلي الحكام أو إلي إثارة الفتنة الموجبة لتلف النفوس والأموال و كل ذلك مورث للمذلة والعزة الأخروية ظاهرة كمامر والتعافي عفو كل عن صاحبه
6- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي خَالِدٍ القَمّاطِ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ النّدَامَةُ عَلَي العَفوِ أَفضَلُ وَ أَيسَرُ مِنَ النّدَامَةِ عَلَي العُقُوبَةِ
إيضاح الندامة علي العفو أفضل يحتمل وجوها الأول أن صاحب الندامة الأولي أفضل من صاحب الندامة الثانية و إن كانت الندامة الأولي أخس وأرذل الثاني أن يكون الكلام مبنيا علي التنزل أي لو كان في العفو ندامة فهي أفضل وأيسر إذ يمكن تداركه غالبا بخلاف الندامة علي العقوبة فإنه لايمكن تدارك العقوبة بعدوقوعها غالبا فلاتزول تلك الندامة فيرجع إلي أن العفو أفضل فإنه يمكن إزالة ندامته بخلاف المبادرة بالعقوبة فإنه لايمكن إزالة ندامتها وتداركها الثالث أن يقدر مضاف فيهما مثل الدفع أوالرفع أي رفع تلك الندامة أيسر من رفع هذه الرابع أن يكون المعني أن مجموع تلك الحالتين أي العفو والندم عليه أفضل من مجموع حالتي العقوبة والندم عليها فلاينافي كون الندم علي العقوبة ممدوحا والندم علي العفو مذموما إذ العفو أفضل من تلك الندم والعقوبة أقبح من هذاالندم و هذاوجه وجيه
صفحه : 402
7- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن سَعدَانَ عَن مُعَتّبٍ قَالَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ مُوسَي ع فِي حَائِطٍ لَهُ يَصرِمُ فَنَظَرتُ إِلَي غُلَامٍ لَهُ قَد أَخَذَ كَارَةً مِن تَمرٍ فَرَمَي بِهَا وَرَاءَ الحَائِطِ فَأَتَيتُهُ فَأَخَذتُهُ وَ ذَهَبتُ بِهِ إِلَيهِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ وَجَدتُ هَذَا وَ هَذِهِ الكَارَةَ فَقَالَ لِلغُلَامِ فُلَانُ قَالَ لَبّيكَ قَالَ أَ تَجُوعُ قَالَ لَا يَا سيَدّيِ قَالَ فلَأِيَّ شَيءٍ أَخَذتَ هَذِهِ قَالَ اشتَهَيتُ ذَلِكَ قَالَ اذهَب فهَيَِ لَكَ وَ قَالَ خَلّوا عَنهُ
بيان صرم النخل جزه والفعل كضرب و في القاموس الكارة مقدار معلوم من الطعام ويدل علي استحباب العفو عن السارق وترك ماسرقه له
8- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ مَا التَقَت فِئَتَانِ قَطّ إِلّا نُصِرَ أَعظَمُهُمَا عَفواً
بيان يدل علي أن نية العفو تورث الغلبة علي الخصم
9- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص أتُيَِ بِاليَهُودِيّةِ التّيِ سَمّتِ الشّاةَ للِنبّيِّص فَقَالَ لَهَا مَا حَمَلَكِ عَلَي مَا صَنَعتِ فَقَالَت قُلتُ إِن كَانَ نَبِيّاً لَم يَضُرّهُ وَ إِن كَانَ مَلِكاً أَرَحتُ النّاسَ مِنهُ قَالَ فَعَفَا رَسُولُ اللّهِص عَنهَا
بيان يدل علي حسن العفو عن الكافر و إن أراد القتل وتمسك بحجة كاذبة وظاهر أكثر الروايات أنه ص أكل منها ولكن بإعجازه لم يؤثر فيه عاجلا و في بعض الروايات أن أثره بقي في جسده حتي توفي به بعدسنين فصار شهيدا فجمع الله له بذلك بين كرم النبوة وفضل الشهادة. واختلف المخالفون في أنه ص هل قتلها أم لا واختلف رواياتهم أيضا في ذلك ففي أكثر روايات الفريقين أنه عفا عنها و لم يقتلها و قال بعضهم إنه قتلها ورووا عن ابن عباس أنه رفعها إلي أولياء بشر و قد كان أكل من الشاة فمات فقتلوها و به جمعوا بين الروايات
صفحه : 403
10- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ ثَلَاثٌ لَا يَزِيدُ اللّهُ بِهِنّ المَرءَ المُسلِمَ إِلّا عِزّاً الصّفحُ عَمّن ظَلَمَهُ وَ إِعطَاءُ مَن حَرَمَهُ وَ الصّلَةُ لِمَن قَطَعَهُ
11- د،[العدد القوية] فِي طيَّ خَبَرِ طَلَبِ المَنصُورِ الصّادِقَ ع وَ مُعَاتَبَتِهِ لَهُ وَ الخَبَرُ طَوِيلٌ فَقَالَ ع فِي جَوَابِهِ وَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ النّبِيّص قَالَ ينُاَديِ مُنَادٍ يَومَ القِيَامَةِ مِن بُطنَانِ العَرشِ أَلَا فَليَقُم كُلّ مَن أَجرُهُ عَلَيّ فَلَا يَقُومُ إِلّا مَن عَفَا عَن أَخِيهِ الحَدِيثَ بِطُولِهِ
12- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ لَا يَكُونُ الرّجُلُ عَابِداً حَتّي يَكُونَ حَلِيماً وَ إِنّ الرّجُلَ كَانَ إِذَا تَعَبّدَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ لَم يُعَدّ عَابِداً حَتّي يَصمُتَ قَبلَ ذَلِكَ عَشرَ سِنِينَ
تبيين قال الراغب الحلم ضبط النفس عن هيجان الغضب وقيل الحلم الإناءة والتثبت في الأمور و هويحصل من الاعتدال في القوة الغضبية ويمنع النفس من الانفعال عن الواردات المكروهة المؤذية و من آثاره عدم جزع النفس عندالأمور الهائلة وعدم طيشها في المؤاخذة وعدم صدور حركات غيرمنتظمة منها وعدم إظهار المزية علي الغير وعدم التهاون في حفظ مايجب حفظه شرعا وعقلا انتهي . ويدل الحديث علي اشتراط قبول العبادة وكمالها بالحلم لأن السفيه يبادر بأمور قبيحة من الفحش والبذاء والضرب والإيذاء بل الجراحة والقتل و كل ذلك يفسد العبادة فإن الله إنما يتقبلها من المتقين وقيل الحليم هنا العاقل و قدمر أن عبادة غيرالعاقل ليس بكامل و لما كان الصمت عما لايعني من لوازم الحلم غالبا ذكره
صفحه : 404
بعده وَ لِذَلِكَ قَالَ النّبِيّص إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُم فَليَسكُت
وصوم الصمت كان في بني إسرائيل و هو و إن نسخ في هذه الأمة لكن كمال الصمت غيرمنسوخ فاستشهد ع علي حسنه بكونه شرعا مقررا في بني إسرائيل و لم يكونوا يعدون الرجل في العابدين المعروفين بالعبادة إلا بعدالمواظبة علي صوم الصمت أوأصله عشر سنين
13- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ إِنّهُ ليَعُجبِنُيِ الرّجُلُ أَن يُدرِكَهُ حِلمُهُ عِندَ غَضَبِهِ
بيان قوله أن يدركه بدل اشتمال للرجل
14- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُحِبّ الحيَيِّ الحَلِيمَ
15- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ حَفصٍ القرُشَيِّ الكوُفيِّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَعَزّ اللّهُ بِجَهلٍ قَطّ وَ لَا أَذَلّ بِحِلمٍ قَطّ
بيان الجهل يطلق علي خلاف العلم و علي ما هومقتضاه من السفاهة وصدور الأفعال المخالفة للعقل وهنا يحتمل الوجهين كما أن الحلم يحتمل مقابلهما والثاني أظهر فيهما
16- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَفَي بِالحِلمِ نَاصِراً وَ قَالَ إِذَا لَم تَكُن حَلِيماً فَتَحَلّم
بيان كفي بالحلم ناصرا لأنه بالحلم تندفع الخصومة بل يصير الخصم محبا له و هذاأحسن النصر مع أن الحليم يصير محبوبا عند الناس فالناس ينصرونه علي الخصوم ويعينونه في المكاره و قال إذا لم تكن حليما أي بحسب الخلقة والطبع فتحلم أي أظهر الحلم تكلفا وجاهد نفسك في ذلك حتي يصير خلقا لك ويسهل عليك مع أن تكلفه بمشقة أكثر ثوابا كمامر وَ قَالَ
صفحه : 405
أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِن لَم تَكُن حَلِيماً فَتَحَلّم فَإِنّهُ قَلّ مَن تَشَبّهَ بِقَومٍ إِلّا أَوشَكَ أَن يَكُونَ مِنهُم
17- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ الحَجّالِ عَن حَفصِ بنِ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ بَعَثَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع غُلَاماً لَهُ فِي حَاجَةٍ فَأَبطَأَ فَخَرَجَ أَبُو عَبدِ اللّهِ عَلَي أَثَرِهِ لَمّا أَبطَأَ فَوَجَدَهُ نَائِماً فَجَلَسَ عِندَ رَأسِهِ يُرَوّحُهُ حَتّي انتَبَهَ فَلَمّا انتَبَهَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا فُلَانُ وَ اللّهِ مَا ذَلِكَ لَكَ تَنَامُ اللّيلَ وَ النّهَارَ لَكَ اللّيلُ وَ لَنَا مِنكَ النّهَارُ
إيضاح تنام مرفوع أومنصوب بتقدير أن و هوبدل ذلك لك الليل استئناف ويدل علي جواز تكليف العبد بعدم النوم في النهار إذا لم يستخدمه في الليل و علي استحباب عدم تنبيه المملوك علي النوم وترويحه و هذاغاية المروة والحلم
18- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يُحِبّ الحيَيِّ الحَلِيمَ العَفِيفَ المُتَعَفّفَ
توضيح العفيف المجتنب عن المحرمات لاسيما مايتعلق منها بالبطن والفرج والمتعفف إما تأكيد كقولهم ليل أليل أوالعفيف عن المحرمات المتعفف عن المكروهات لأنه أشد فيناسب هذاالبناء أوالعفيف في البطن المتعفف في الفرج أوالعفيف عن الحرام المتعفف عن السؤال كما قال تعالي يَحسَبُهُمُ الجاهِلُ أَغنِياءَ مِنَ التّعَفّفِ أوالعفيف خلقا المتعفف تكلفا فإن العفة قد يكون عن بعض المحرمات خلقا وطبعيا و عن بعضها تكلفا ولعل هذاأنسب قال الراغب العفة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة والتعفف التعاطي لذلك بضرب من الممارسة والقهر وأصله الاقتصار علي تناول الشيء القليل الجاري مجري
صفحه : 406
العفافة والعفة أي البقية من الشيء أوالعفف و هوثمر الأراك و في النهاية فيه من يستعفف يعفه الله الاستعفاف طلب العفاف والتعفف و هوالكف عن الحرام والسؤال من الناس أي من طلب العفة وتكلفها أعطاه الله تعالي إياها
19- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن عَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن رَبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ المسُليِّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ عَن عِمرَانَ عَن سَعِيدِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا وَقَعَ بَينَ رَجُلَينِ مُنَازَعَةٌ نَزَلَ مَلَكَانِ فَيَقُولَانِ لِلسّفِيهِ مِنهُمَا قُلتَ وَ قُلتَ وَ أَنتَ أَهلٌ لِمَا قُلتَ سَتُجزَي بِمَا قُلتَ وَ يَقُولَانِ لِلحَلِيمِ مِنهُمَا صَبَرتَ وَ حَلُمتَ سَيَغفِرُ اللّهُ لَكَ إِن أَتمَمتَ ذَلِكَ قَالَ فَإِن رَدّ الحَلِيمُ عَلَيهِ ارتَفَعَ المَلَكَانِ
بيان قلت و قلت التكرار لبيان كثرة الشتم وقول الباطل وربما يقرأ الثاني بالفاء قال في النهاية يقال فال الرجل في رأيه وفيل إذا لم يصب فيه و رجل فائل الرأي وفاله وفيله انتهي والظاهر أنه تصحيف فإن رد الحليم عليه أي بعدحلمه عنه أولا ارتفع الملكان ساخطين عليهما ويكلانهما إلي الملكين ليكتبا عليهما قولهما والرد بعدمبالغة الآخر في الشتم والفحش لاينافي وصفه بالحلم لأنه قدحلم أولا ومراتب الحلم متفاوتة
20- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ مَا أُحِبّ أَنّ لِي بِذُلّ نفَسيِ حُمرَ النّعَمِ وَ مَا تَجَرّعتُ جُرعَةً أَحَبّ إلِيَّ مِن جُرعَةِ غَيظٍ لَا أكُاَفيِ بِهَا صَاحِبَهَا
بيان ذل النفس بالكسر سهولتها وانقيادها وهي ذلول وبالضم مذلتها وضعفها وهي ذليل والنعم المال الراعي و هوجمع لاواحد له من لفظه وأكثر مايقع علي الإبل قال أبوعبيد النعم الجمال فقط ويؤنث ويذكر وجمعه نعمان
صفحه : 407
وأنعام أيضا وقيل النعم الإبل خاصة والأنعام ذوات الخف والظلف وهي الإبل والبقر والغنم وقيل تطلق الأنعام علي هذه الثلاثة فإذاانفردت الإبل فهي نعم و إن انفردت البقر والغنم لم تسم نعما كذا في المصباح . و قال الكرماني حمر النعم بضم الحاء وسكون الميم أي أقواها وأجلدها و قال الطيبي أي الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب و قال في المغرب حمر النعم كرائمها وهي مثل في كل نفيس وقيل الحسن أحمر انتهي . وربما يقرأ النعم بالكسر جمع نعمة فالحمرة كناية عن الحسن أي محاسن النعم والأول أشهر وأظهر. والخبر يحتمل وجهين الأول أن يكون الذل بالضم والباء للسببية أوالمصاحبة أي لاأحب أن يكون لي مع ذل نفسي أوبسببه نفائس أموال الدنيا أقتنيها أوأتصدق بهالأنه لم يكن للمال عنده ع قدر ومنزلة و قال الطيبي هوكناية عن خير الدنيا كله والحاصل أني ماأرضي أن أذل نفسي و لي بذلك كرائم الدنيا ونبه ع بذكر تجرع الغيظ عقيب هذا علي أن في التجرع العز و في المكافاة الذل كمامر وسيأتي أوالمعني مع أني لاأرضي بذل نفسي أحب ذلك لكثرة ثوابه وعظم فوائده والأول أظهر.الثاني أن يكون الذل بالكسر والباء للعوض أي لاأرضي أن يكون لي عوض انقياد نفسي وسهولتها وتواضعها أوبالضم أيضا أي المذلة الحاصلة عندإطاعة أمر الله بكظم الغيظ والعفو نفائس الأموال وقيل التشبيه للتقريب إلي الأفهام و إلافذرة من الآخرة خير من الأرض و ما فيها. قوله ع و ماتجرعت جرعة الجرعة من الماء كاللقمة من الطعام و هو مايجرع مرة واحدة والجمع جرع كغرفة وغرف وتجرع الغصص مستعار منه وأصله الشرب من عجلة وقيل الشرب قليلا وإضافة الجرعة إلي الغيظ من قبيل لجين الماء والغيظ صفة للنفس عنداحتدادها موجبة لتحركها نحو الانتقام و في الكلام تمثيل .
صفحه : 408
و قال بعض الأفاضل لايقال الغيظ أمر جبلي لااختيار للعبد في حصوله فكيف يكلف برفعه لأنا نقول هومكلف بتصفية النفس علي وجه لايحركها أسباب الغيظ بسهولة. وأقول علي تقدير حصول الغيظ بغير اختياره فهو غيرمكلف برفعه ولكنه مكلف بعدم العمل بمقتضاه فإنه باختياره غالبا و إن سلب اختياره فلا يكون مكلفا
21- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ سِنَانٍ وَ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نِعمَ الجُرعَةُ الغَيظُ لِمَن صَبَرَ عَلَيهَا فَإِنّ عَظِيمَ الأَجرِ لَمِن عَظِيمِ البَلَاءِ وَ مَا أَحَبّ اللّهُ قَوماً إِلّا ابتَلَاهُمُ
بيان لمن عظيم البلاء أي الامتحان والاختبار فإن الله تعالي ابتلي المؤمنين بمعاشرة المخالفين والظلمة وأرباب الأخلاق السيئة وأمرهم بالصبر وكظم الغيظ و هذا من أشد البلاء وأشق الابتلاء
22- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ اصبِر عَلَي أَعدَاءِ النّعَمِ فَإِنّكَ لَن تكُاَفيَِ مَن عَصَي اللّهَ فِيكَ بِأَفضَلَ مِن أَن تُطِيعَ اللّهَ فِيهِ
إيضاح لعل المراد بأعداء النعم الحاسدون الذين يحبون زوال النعم من غيرهم فهم أعداء لنعم غيرهم يسعون في سلبها أوالذين أنعم الله عليهم بنعم وهم يطغون ويظلمون الناس فبذلك يتعرضون لزوال النعم عن أنفسهم فهم أعداء لنعم أنفسهم ويحتمل أن يكون المراد بالنعم الأئمة ع . من عصي الله فيك بالحسد و مايترتب عليه أوبالظلم أوالطغيان والأذي من أن تطيع الله فيه بالعفو وكظم الغيظ والصبر علي أذاه كما قال تعالي وَ الكاظِمِينَ
صفحه : 409
الغَيظَالآية و في صيغة التفضيل دلالة علي جواز المكافاة بشرط أن لايتعدي كما قال سبحانه فَمَنِ اعتَدي عَلَيكُم فَاعتَدُوا عَلَيهِ بِمِثلِ مَا اعتَدي عَلَيكُم وغيره ولكن العفو أفضل
23- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن ثَابِتٍ مَولَي آلِ حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَظمُ الغَيظِ مِنَ العَدُوّ فِي دَولَاتِهِم تَقِيّةً حَزمٌ لِمَن أَخَذَ بِهِ وَ تَحَرّزٌ عَنِ التّعَرّضِ لِلبَلَاءِ فِي الدّنيَا وَ مُعَانَدَةُ الأَعدَاءِ فِي دَولَاتِهِم وَ مُمَاظّتُهُم فِي غَيرِ تَقِيّةٍ تَركُ أَمرِ اللّهِ فَجَامِلُوا النّاسَ يَسمُن ذَلِكَ لَكُم عِندَهُم وَ لَا تُعَادُوهُم فَتَحمِلُوهُم عَلَي رِقَابِكُم فَتَذِلّوا
تبيان في النهاية كظم الغيظ تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه و منه الحديث إذاتثاءب أحدكم فليكظم مااستطاع أي ليحبسه ماأمكنه و قال الحزم ضبط الرجل أمره والحذر من فواته من قولهم حزمت الشيء أي شددته و في القاموس الحزم ضبط الأمر والأخذ فيه بالثقة و قال المظاظة شدة الخلق وفظاظته ومظظته لمته وماظظته مماظة ومماظا شاردته ونازعته والخصم لازمته و قال جامله لم يصفه الإخاء بل ماسحه بالجميل أوأحسن عشرته . قوله يسمن ذلك عندهم كذا في أكثر النسخ من قولهم سمن فلان يسمن من باب تعب و في لغة من باب قرب إذاكثر لحمه وشحمه كناية عن العظمة والنمو ويمكن أن يقرأ علي بناء المفعول من الإفعال أوالتفعيل أي يفعل الله ذلك مرضيا محبوبا عندهم و في بعض النسخ يسمي علي بناء المفعول من التسمية أي يذكر عندهم ويحمدونكم بذلك فيكون مرفوعا بالاستئناف البياني والحمل علي الرقاب كناية عن التسلط والاستيلاء
24-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن مَالِكِ بنِ حُصَينٍ السكّوُنيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مِن عَبدٍ كَظَمَ غَيظاً إِلّا زَادَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عِزّاً
صفحه : 410
فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ الكاظِمِينَ الغَيظَ وَ العافِينَ عَنِ النّاسِ وَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَ وَ أَثَابَهُ اللّهُ مَكَانَ غَيظِهِ ذَلِكَ
بيان و قد قال الله بيان لعز الآخرة لأنه تعالي قال في سورة آل عمران وَ سارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم وَ جَنّةٍ عَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُ أُعِدّت لِلمُتّقِينَ الّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السّرّاءِ وَ الضّرّاءِ وَ الكاظِمِينَ الغَيظَ قال البيضاوي الممسكين عليه الكافين عن إمضائه مع القدرة من كظمت القربة إذاملأتها وشددت رأسها وَ عَنِ النّبِيّص مَن كَظَمَ غَيظاً وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي إِنفَاذِهِ مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ أَمناً وَ إِيمَاناً
وَ العافِينَ عَنِ النّاسِالتاركين عقوبة من استحقوا مؤاخذته وَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَيحتمل الجنس ويدخل تحته هؤلاء والعهد فيكون إشارة إليهم انتهي فكفي عزا لهم في الآخرة بأن بشر الله لهم بالجنة وحكم بأنها أعدت لهم و أنه تعالي يحبهم . ويحتمل أن يكون تعليلا لعز الدنيا أيضا بأنهم يدخلون تحت هذه الآية و هذاشرف في الدنيا أيضا أويدل الآية علي أنهم من المحسنين وممن يحبهم الله ومحبوبه تعالي عزيز في الدنيا والآخرة كماقيل . قوله ع وأثابه الله مكان غيظه ذلك يحتمل أن يكون ذلك إشارة إلي المذكور في الآية و يكون فيه تقدير أي مكان كظم غيظه أي لأجله أوعوضه ويحتمل أن يكون ذلك عطف بيان أوبدلا من غيظه و يكون أثابه عطفا علي زاده أي ويعطيه الله أيضا مع عزالدنيا والآخرة أجرا لأصل الغيظ لأنه من البلايا التي يصيب الإنسان بغير اختياره ويعطي الله لها عوضا علي اصطلاح المتكلمين فالمراد بالثواب العوض لأن الثواب إنما يكون علي الأمور الاختيارية بزعمهم والغيظ ليس باختياره و إن كان الكظم باختياره فالجنة علي الكظم والثواب أي العوض لأصل الغيظ وقيل المراد بالمكان المنزل المخصوص لكل من أهل
صفحه : 411
الجنة وإضافته من قبيل إضافة المعلول إلي العلة
25- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ مِهرَانَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ قَالَ حدَثّنَيِ مَن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن كَظَمَ غَيظاً وَ لَو شَاءَ أَن يُمضِيَهُ أَمضَاهُ مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ يَومَ القِيَامَةِ رِضَاهُ
بيان و لوشاء أن يمضيه أي يعمل بمقتضي الغيظ ملأ الله قلبه يوم القيامة أي يعطيه من الثواب والكرامة والشفاعة والدرجة حتي يرضي رضا كاملا لايتصور فوقه . كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن غَالِبِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُنذِرٍ عَنِ الوصَاّفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن كَظَمَ غَيظاً وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي إِمضَائِهِ حَشَا اللّهُ قَلبَهُ أَمناً وَ إِيمَاناً يَومَ القِيَامَةِ
.إيضاح أمنا وإيمانا كأن المراد بالإيمان التصديق الكامل بكرمه ولطفه ورحمته لكثرة مايعطيه من الثواب فيرجع إلي الخبر السابق ويحتمل الأعم بأن يزيد الله تعالي في يقينه وإيمانه فيستحق مزيد الثواب والكرامة إذ لادليل علي عدم جواز مزيد الإيمان في ذلك اليوم
26- كا،[الكافي] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي يَا زَيدُ اصبِر عَلَي أَعدَاءِ النّعَمِ فَإِنّكَ لَن تكُاَفيَِ مَن عَصَي اللّهَ فِيكَ بِأَفضَلَ مِن أَن تُطِيعَ اللّهَ فِيهِ يَا زَيدُ إِنّ اللّهَ اصطَفَي الإِسلَامَ وَ اختَارَهُ فَأَحسِنُوا صُحبَتَهُ بِالسّخَاءِ وَ حُسنِ الخُلُقِ
توضيح قوله فأحسنوا صحبته إيماء إلي أن مع ترك هاتين الخصلتين يخاف زوال الإسلام فإن ترك حسن الصحبة موجب للهجرة غالبا
27-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن حَفصٍ بَيّاعِ الساّبرِيِّ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن أَحَبّ السّبِيلِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ جُرعَتَانِ جُرعَةُ غَيظٍ يَرُدّهَا
صفحه : 412
بِحِلمٍ وَ جُرعَةُ مُصِيبَةٍ يَرُدّهَا بِصَبرٍ
بيان يردها هذا علي التمثيل كان المغتاظ ألذي يريد إظهار غيظه فيدفعه و لايظهره لمنافعه الدنيوية والأخروية كمن شرب دواء بشعا لايقبله طبعه ويريد أن يدفعه فيتصور نفع هذاالدواء فيرده وكذا الصبر عندالبلاء وترك الجزع يشبه تلك الحالة ففيهما استعارة تمثيلية والفرق بين الكظم والصبر أن الكظم فيما يقدر علي الانتقام والصبر فيما لايقدر عليه
28- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن ربِعيِّ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِي أَبِي يَا بنُيَّ مَا مِن شَيءٍ أَقَرّ لِعَينِ أَبِيكَ مِن جُرعَةِ غَيظٍ عَاقِبَتُهَا صَبرٌ وَ مَا يسَرُنّيِ أَنّ لِي بِذُلّ نفَسيِ حُمرَ النّعَمِ
بيان ما من شيء مانافية و من زائدة للتصريح بالتعميم و هومرفوع محلا لأنه اسم ما وأقر خبره واللام في لعين للتعدية قال الراغب قرت عينه تقر سرت قال تعالي كيَ تَقَرّ عَينُها وقيل لمن يسر به قرة عين قال تعالي قُرّتُ عَينٍ لِي وَ لَكَقيل أصله من القر أي البرد فقرت عينه قيل معناه بردت فصحت وقيل بل لأن للسرور دمعة باردة قارة وللحزن دمعة حارة ولذلك يقال فيمن يدعي عليه أسخن الله عينه وقيل هو من القرار والمعني أعطاه الله ماتسكن به عينه فلاتطمح إلي غيره . قوله ع عاقبتها صبر كأن المراد بالصبر الرضا بكظم الغيظ والعزم علي ترك الانتقام أوالمعني أنه يكظم الغيظ بشدة ومشقة إلي أن ينتهي إلي درجة الصابرين بحيث يكون موافقا لطبعه غيركاره له و هذا من أفضل صفات المقربين وقيل إشارة إلي أن كظم الغيظ إنما هو مع القدرة علي الانتقام
صفحه : 413
و هومحبوب و إن انتهي إلي حد يصبر مع عدم القدرة علي الانتقام أيضا و لايخفي ما فيه . كا،[الكافي] عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن وهب عن معاذ بن مسلم عن أبي عبد الله ع مثله
29- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن مُثَنّي الحَنّاطِ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مِن جُرعَةٍ يَتَجَرّعُهَا العَبدُ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن جُرعَةِ غَيظٍ يَتَجَرّعُهَا عِندَ تَرَدّدِهَا فِي قَلبِهِ إِمّا بِصَبرٍ وَ إِمّا بِحِلمٍ
إيضاح المراد بترددها في قلبه إقدام القلب تارة إلي تجرعها لما فيه من الأجر الجزيل وإصلاح النفس وتارة إلي ترك تجرعها لما فيه من البشاعة والمرارة إما بصبر وإما بحلم الفرق بينهما إما بأن الأول فيما إذا لم يكن حليما فيتحلم ويصبر والثاني فيما إذا كان حليما و كان ذلك خلقه و كان عليه يسيرا أوالأول فيما إذا لم يقدر علي الانتقام فيصبر و لايجزع والثاني فيما إذاقدر و لم يفعل حلما وتكرما بناء علي أن كظم الغيظ قديستعمل فيما إذا لم يقدر علي الانتقام أيضا وقيل الصبر هو أن لا يقول و لايفعل شيئا أصلا والحلم أن يقول أويفعل شيئا يوجب رفع الفتنة وتسكين الغضب فيكون الحلم بمعني العقل واستعماله .أقول قدمضي كثير من أخبار هذاالباب في باب جوامع المكارم و باب صفات المؤمن و باب صفات خيار العباد
30- لي ،[الأمالي للصدوق ] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن يَحيَي بنِ الحُسَينِ بنِ جَعفَرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ اليمَاَنيِّ قَالَ سَمِعتُ عَبدَ الرّزّاقِ يَقُولُجَعَلَت جَارِيَةٌ لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع تَسكُبُ المَاءَ عَلَيهِ وَ هُوَ يَتَوَضّأُ لِلصّلَاةِ فَسَقَطَ الإِبرِيقُ مِن يَدِ الجَارِيَةِ عَلَي وَجهِهِ فَشَجّهُ فَرَفَعَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع رَأسَهُ إِلَيهَا فَقَالَتِ الجَارِيَةُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ الكاظِمِينَ الغَيظَ فَقَالَ لَهَا قَد كَظَمتُ غيَظيِ قَالَت
صفحه : 414
وَ العافِينَ عَنِ النّاسِ قَالَ لَهَا قَد عَفَا اللّهُ عَنكِ قَالَتوَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَ قَالَ اذهبَيِ فَأَنتِ حُرّةٌ
31- لي ،[الأمالي للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ مُرُوّتُنَا العَفوُ عَمّن ظَلَمَنَا
لي ،[الأمالي للصدوق ] ابن الوليد عن الصفار عن النهدي عن ابن أبي نجران عن حماد مثله
32- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَا عِزّ أَرفَعُ مِنَ الحِلمِ
33- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ نَاتَانَةَ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي زِيَادٍ النهّديِّ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ حَسبُ المُؤمِنِ مِنَ اللّهِ نُصرَةً أَن يَرَي عَدُوّهُ يَعمَلُ معَاَصيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
لي ،[الأمالي للصدوق ] ابن المتوكل عن الحميري عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله
34- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن قُتَيبَةَ الأَعشَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ
35- لي ،[الأمالي للصدوق ] ابنُ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ الجَبّارِ بنِ مُحَمّدٍ عَن دَاوُدَ الشعّيِريِّ عَنِ الرّبِيعِ صَاحِبِ المَنصُورِ قَالَ قَالَ المَنصُورُ لِلصّادِقِ ع حدَثّنيِ عَن نَفسِكَ بِحَدِيثٍ أَتّعِظُ بِهِ وَ يَكُونُ لِي زَاجِرَ صِدقٍ عَنِ المُوبِقَاتِ فَقَالَ الصّادِقُ ع عَلَيكَ بِالحِلمِ فَإِنّهُ رُكنُ العِلمِ وَ املِك نَفسَكَ عِندَ أَسبَابِ القُدرَةِ فَإِنّكَ إِن تَفعَل مَا تَقدِرُ عَلَيهِ كُنتَ كَمَن شَفَي غَيظاً وَ تَدَاوَي حِقداً أَو يُحِبّ أَن يُذكَرَ بِالصّولَةِ وَ اعلَم بِأَنّكَ إِن عَاقَبتَ مُستَحِقّاً لَم تَكُن غَايَةُ
صفحه : 415
مَا تُوصَفُ بِهِ إِلّا العَدلَ وَ لَا أَعرِفُ حَالًا أَفضَلَ مِن حَالِ العَدلِ وَ الحَالُ التّيِ تُوجِبُ الشّكرَ أَفضَلُ مِنَ الحَالِ التّيِ تُوجِبُ الصّبرَ فَقَالَ المَنصُورُ وَعَظتَ فَأَحسَنتَ وَ قُلتَ فَأَوجَزتَ الخَبَرَ
36- لي ،[الأمالي للصدوق ] الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ النحّويِّ عَن شُعَيبِ بنِ وَاقِدٍ عَن صَالِحِ بنِ الصّلتِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زُهَيرٍ قَالَ وَفَدَ العَلَاءُ بنُ الحضَرمَيِّ عَلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لِي أَهلَ بَيتٍ أُحسِنُ إِلَيهِم فَيُسِيئُونَ وَ أَصِلُهُم فَيَقطَعُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ادفَع باِلتّيِ هيَِ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍ فَقَالَ العَلَاءُ بنُ الحضَرمَيِّ إنِيّ قُلتُ شِعراً هُوَ أَحسَنُ مِن هَذَا قَالَ وَ مَا قُلتَ فَأَنشَدَهُ
وَ حيَّ ذوَيِ الأَضغَانِ تَسبِ قُلُوبَهُم | تَحِيّتُكَ العُظمَي فَقَد يُرفَعُ النّغَلُ |
فَإِن أَظهَرُوا خَيراً فَجَازِ بِمِثلِهِ | وَ إِن خَنَسُوا عَنكَ الحَدِيثَ فَلَا تَسَل |
فَإِنّ ألّذِي يُؤذِيكَ مِنكَ[BA] مِنهُ]سَمَاعُهُ | وَ إِنّ ألّذِي قَالُوا وَرَاءَكَ لَم يُقَل |
فَقَالَ النّبِيّص إِنّ مِنَ الشّعرِ لَحِكَماً وَ إِنّ مِنَ البَيَانِ لَسِحراً وَ إِنّ شِعرَكَ لَحَسَنٌ وَ إِنّ كِتَابَ اللّهِ أَحسَنُ
37- لي ،[الأمالي للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَنِ التفّليِسيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ لِيَحيَي بنِ زَكَرِيّا ع إِذَا قِيلَ فِيكَ مَا فِيكَ فَاعلَم أَنّهُ ذَنبٌ ذُكّرتَهُ فَاستَغفِرِ اللّهَ مِنهُ وَ إِن قِيلَ فِيكَ مَا لَيسَ فِيكَ فَاعلَم أَنّهُ حَسَنَةٌ كُتِبَت لَكَ لَم تَتعَب فِيهَا
صفحه : 416
38- لي ،[الأمالي للصدوق ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن مُعَاذِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اصبِر عَلَي أَعدَاءِ النّعَمِ فَإِنّكَ لَن تُكَافِئَ مَن عَصَي اللّهَ فِيكَ بِأَفضَلَ مِن أَن تُطِيعَ اللّهَ فِيهِ
ل ،[الخصال ] أبي عن سعد مثله
39- ل ،[الخصال ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن خَلّادٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ مَا أُحِبّ أَنّ لِي بِذُلّ نفَسيِ حُمرَ النّعَمِ وَ مَا تَجَرّعتُ جُرعَةً أَحَبّ إلِيَّ مِن جُرعَةِ غَيظٍ لَا أكُاَفيِ بِهِ صَاحِبَهَا
ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع ومنصور عن الثمالي عن أبي جعفر ع قالا كان علي بن الحسين ع يقول وذكر مثله
40- ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ وَدِدتُ أنَيّ افتَدَيتُ خَصلَتَينِ فِي الشّيعَةِ لَنَا بِبَعضِ ساَعدِيِ النّزَقَ وَ قِلّةَ الكِتمَانِ
41- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَنِ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ مَا مِن جُرعَةٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن جُرعَتَينِ جُرعَةِ غَيظٍ رَدّهَا مُؤمِنٌ بِحِلمٍ وَ جُرعَةِ مُصِيبَةٍ رَدّهَا مُؤمِنٌ بِصَبرٍ الخَبَرَ
42-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عُبَيدٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع ّ
صفحه : 417
ثَلَاثَةٌ لَا يَنتَصِفُونَ مِن ثَلَاثَةٍ شَرِيفٌ مِن وَضِيعٍ وَ حَلِيمٌ مِن سَفِيهٍ وَ بَرّ مِن فَاجِرٍ
سن ،[المحاسن ] أبي عن موسي بن القاسم عن المحاربي عن الصادق ع عن النبي ص مثله
43- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ زَوّجَهُ اللّهُ مِنَ الحُورِ العِينِ كَيفَ شَاءَ كَظمُ الغَيظِ وَ الصّبرُ عَلَي السّيُوفِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رَجُلٌ أَشرَفَ عَلَي مَالٍ حَرَامٍ فَتَرَكَهُ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ
سن ،[المحاسن ] عن أبيه رفعه عنه ع مثله
44- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن صَالِحِ بنِ مِيثَمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ استَكمَلَ خِصَالَ الإِيمَانِ مَن صَبَرَ عَلَي الظّلمِ وَ كَظَمَ غَيظَهُ وَ احتَسَبَ وَ عَفَا وَ غَفَرَ كَانَ مِمّن يُدخِلُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ وَ يُشَفّعُهُ فِي مِثلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ
45- فس ،[تفسير القمي] وَ إِذا ما غَضِبُوا هُم يَغفِرُونَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَن كَظَمَ غَيظاً وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي إِمضَائِهِ حَشَا اللّهُ قَلبَهُ أَمناً وَ إِيمَاناً يَومَ القِيَامَةِ قَالَ وَ مَن مَلَكَ نَفسَهُ إِذَا رَغِبَ وَ إِذَا رَهِبَ وَ إِذَا غَضِبَ حَرّمَ اللّهُ جَسَدَهُ عَلَي النّارِ
صفحه : 418
46- ل ،[الخصال ]سُلَيمَانُ بنُ أَحمَدَ اللخّميِّ عَن عَبدِ الوَهّابِ بنِ خَرَاجَةَ عَن أَبِي كُرَيبٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ العبَسيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ العلَوَيِّ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ ثَلَاثٌ مَن لَم تَكُن فِيهِ فَلَيسَ منِيّ وَ لَا مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا هُنّ قَالَ حِلمٌ يَرُدّ بِهِ جَهلَ الجَاهِلِ وَ حُسنُ خُلُقٍ يَعِيشُ بِهِ فِي النّاسِ وَ وَرَعٌ يَحجُزُهُ عَن معَاَصيِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
47-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]ل ،[الخصال ]تَمِيمٌ القرُشَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الهرَوَيِّ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نبَيِّ مِن أَنبِيَائِهِ إِذَا أَصبَحتَ فَأَوّلُ شَيءٍ يَستَقبِلُكَ فَكُلهُ وَ الثاّنيِ فَاكتُمهُ وَ الثّالِثُ فَاقبَلهُ وَ الرّابِعُ فَلَا تُؤيِسهُ وَ الخَامِسُ فَاهرَب مِنهُ قَالَ فَلَمّا أَصبَحَ مَضَي فَاستَقبَلَهُ جَبَلٌ أَسوَدُ عَظِيمٌ فَوَقَفَ وَ قَالَ أمَرَنَيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ أَن آكُلَ هَذَا وَ بقَيَِ مُتَحَيّراً ثُمّ رَجَعَ إِلَي نَفسِهِ فَقَالَ إِنّ ربَيّ جَلّ جَلَالُهُ لَا يأَمرُنُيِ إِلّا بِمَا أُطِيقُ فَمَشَي إِلَيهِ لِيَأكُلَهُ فَلَمّا دَنَا مِنهُ صَغُرَ حَتّي انتَهَي إِلَيهِ فَوَجَدَهُ لُقمَةً فَأَكَلَهَا فَوَجَدَهَا أَطيَبَ شَيءٍ أَكَلَهُ ثُمّ مَضَي فَوَجَدَ طَشتاً مِن ذَهَبٍ فَقَالَ أمَرَنَيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ أَن أَكتُمَ هَذَا فَحَفَرَ لَهُ وَ جَعَلَهُ فِيهِ وَ أَلقَي عَلَيهِ التّرَابَ ثُمّ مَضَي فَالتَفَتَ فَإِذَا الطّشتُ قَد ظَهَرَ فَقَالَ قَد فَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ فَمَضَي فَإِذَا هُوَ بِطَيرٍ وَ خَلفَهُ باَزيِّ فَطَافَ الطّيرُ حَولَهُ فَقَالَ أمَرَنَيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ أَن أَقبَلَ هَذَا فَفَتَحَ كُمّهُ فَدَخَلَ الطّيرُ فِيهِ فَقَالَ لَهُ الباَزيِّ أَخَذتَ منِيّ صيَديِ وَ أَنَا خَلفَهُ مُنذُ أَيّامٍ فَقَالَ أمَرَنَيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ أَن لَا أُويِسَ هَذَا فَقَطَعَ مِن فَخِذِهِ قِطعَةً فَأَلقَاهَا إِلَيهِ ثُمّ مَضَي فَلَمّا مَضَي فَإِذَا هُوَ بِلَحمِ مَيتَةٍ مُنتِنٍ مَدُودٍ فَقَالَ أمَرَنَيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ أَن أَهرُبَ مِن هَذَا فَهَرَبَ مِنهُ فَرَجَعَ فَرَأَي فِي المَنَامِ كَأَنّهُ قَد قِيلَ لَهُ إِنّكَ قَد فَعَلتَ مَا أُمِرتَ بِهِ فَهَل تدَريِ
صفحه : 419
مَا ذَا كَانَ قَالَ لَا قِيلَ لَهُ أَمّا الجَبَلُ فَهُوَ الغَضَبُ إِنّ العَبدَ إِذَا غَضِبَ لَم يَرَ نَفسَهُ وَ جَهِلَ قَدرَهُ مِن عِظَمِ الغَضَبِ فَإِذَا حَفِظَ نَفسَهُ وَ عَرَفَ قَدرَهُ وَ سَكَنَ غَضَبُهُ كَانَت عَاقِبَتُهُ كَاللّقمَةِ الطّيّبَةِ التّيِ أَكَلتَهَا وَ أَمّا الطّشتُ فَهُوَ العَمَلُ الصّالِحُ إِذَا كَتَمَهُ العَبدُ وَ أَخفَاهُ أَبَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلّا أَن يُظهِرَهُ لِيُزَيّنَهُ بِهِ مَعَ مَا يَدّخِرُ لَهُ مِن ثَوَابِ الآخِرَةِ وَ أَمّا الطّيرُ فَهُوَ الرّجُلُ ألّذِي يَأتِيكَ بِنَصِيحَةٍ فَاقبَلهُ وَ اقبَل نَصِيحَتَهُ وَ أَمّا الباَزيِّ فَهُوَ الرّجُلُ ألّذِي يَأتِيكَ فِي حَاجَةٍ فَلَا تُؤيِسهُ وَ أَمّا اللّحمُ المُنتِنُ فهَيَِ الغِيبَةُ فَاهرُب مِنهَا
48- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن صَبّاحٍ الحَذّاءِ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ يُسمِعُ آخِرَهُم كَمَا يُسمِعُ أَوّلَهُم فَيَقُولُ أَينَ أَهلُ الفَضلِ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَتَستَقبِلُهُمُ المَلَائِكَةُ فَيَقُولُونَ مَا فَضلُكُم هَذَا ألّذِي تَرَدّيتُم بِهِ فَيَقُولُونَ كُنّا يُجهَلُ عَلَينَا فِي الدّنيَا فَنَتَحَمّلُ وَ يُسَاءُ إِلَينَا فَنَعفُو قَالَ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ تَعَالَي صَدَقَ عبِاَديِ خَلّوا سَبِيلَهُم لِيَدخُلُوا الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ الخَبَرَ
49- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ أُسَامَةَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الواَسطِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ العَفوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزّاً فَاعفُوا يُعِزّكُمُ اللّهُ الخَبَرَ
50- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي الحَسَنِ يَا بنُيَّ العَقلُ خَلِيلُ المَرءِ وَ الحِلمُ وَزِيرُهُ وَ الرّفقُ وَالِدُهُ وَ الصّبرُ مِن خَيرِ جُنُودِهِ
51- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَظَمَ غَيظاً مَلَأَ اللّهُ
صفحه : 420
جَوفَهُ إِيمَاناً وَ مَن عَفَا عَن مَظلِمَةٍ أَبدَلَهُ اللّهُ بِهَا عِزّاً فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ
52- لي ،[الأمالي للصدوق ] سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّ الخَلقِ أَقوَي قَالَ الحَلِيمُ وَ سُئِلَ مَن أَحلَمُ النّاسِ قَالَ ألّذِي لَا يَغضَبُ
53- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِمَكَارِمِ الأَخلَاقِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بعَثَنَيِ بِهَا وَ إِنّ مِن مَكَارِمِ الأَخلَاقِ أَن يَعفُوَ الرّجُلُ عَمّن ظَلَمَهُ وَ يعُطيَِ مَن حَرَمَهُ وَ يَصِلَ مَن قَطَعَهُ وَ أَن يَعُودَ مَن لَا يَعُودُهُ
54- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] ابنُ المُتَوَكّلِ وَ ابنُ عِصَامٍ وَ المُكَتّبُ وَ الوَرّاقُ وَ الدّقّاقُ جَمِيعاً عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ العلَوَيِّ عَن مُوسَي بنِ مُحَمّدٍ المحُاَربِيِّ عَن رَجُلٍ ذَكَرَ اسمَهُ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّ المَأمُونَ قَالَ لَهُ هَل رَوَيتَ مِنَ الشّعرِ شَيئاً فَقَالَ قَد رَوَيتُ مِنهُ الكَثِيرَ فَقَالَ أنَشدِنيِ أَحسَنَ مَا رَوَيتَهُ فِي الحِلمِ فَقَالَ ع
إِذَا كَانَ دوُنيِ مَن بُلِيتُ بِجَهلِهِ | أَبَيتُ لنِفَسيِ أَن تُقَابِلَ بِالجَهلِ |
وَ إِن كَانَ مثِليِ فِي محَلَيّ مِنَ النّهَي | أَخَذتُ بحِلِميِ كيَ أَجِلّ عَنِ المِثلِ |
وَ إِن كُنتُ أَدنَي مِنهُ فِي الفَضلِ وَ الحِجَي | عَرَفتُ لَهُ حَقّ التّقَدّمِ وَ الفَضلِ |
قَالَ لَهُ المَأمُونُ مَا أَحسَنَ هَذَا هَذَا مَن قَالَهُ فَقَالَ بَعضُ فِتيَانِنَا
55- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ
صفحه : 421
عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَنِ الثمّاَليِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَولَي النّاسِ بِالعَفوِ أَقدَرُهُم عَلَي العُقُوبَةِ وَ أَحزَمُ النّاسِ أَكظَمُهُم لِلغَيظِ
56- مع ،[معاني الأخبار] لي ،[الأمالي للصدوق ]الطاّلقَاَنيِّ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَاصفَحِ الصّفحَ الجَمِيلَ قَالَ العَفوُ مِن غَيرِ عِتَابٍ
ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]القطان والنقاش والطالقاني جميعا عن أحمدالهمداني مثله لي ،[الأمالي للصدوق ]حمزة العلوي عن عبدالرحمن بن محمد بن القاسم الحسني عن محمد بن الحسين الوادعي عن أحمد بن صبيح عن ابن علوان عن عمرو بن ثابت عن الصادق عن أبيه عن علي بن الحسين ع
مثله
57- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَلِيّ بنُ أَحمَدَ عَنِ الأسَدَيِّ عَن سَهلٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي اللّهَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ ع أَن قَالَ إلِهَيِ مَا جَزَاءُ مَن صَبَرَ عَلَي أَذَي النّاسِ وَ شَتمِهِم فِيكَ قَالَ أُعِينُهُ عَلَي أَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ
58-الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صَافِح عَدُوّكَ وَ إِن كَرِهَ فَإِنّهُ مِمّا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ عِبَادَهُ يَقُولُادفَع باِلتّيِ هيَِ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنّهُ ولَيِّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ
صفحه : 422
عَظِيمٍ
وَ قَالَ ع مَا تُكَافِئُ عَدُوّكَ بشِيَءٍ أَشَدّ عَلَيهِ مِن أَن تُطِيعَ اللّهَ فِيهِ وَ حَسبُكَ أَن تَرَي عَدُوّكَ يَعمَلُ بمِعَاَصيِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
59- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لَم يَكُن فِيهِ ثَلَاثٌ لَم يَقُم لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ يَحجُزُهُ عَن معَاَصيِ اللّهِ وَ خُلُقٌ يدُاَريِ بِهِ النّاسَ وَ حِلمٌ يَرُدّ بِهِ جَهلَ الجَاهِلِ
60- سن ،[المحاسن ]الوَشّاءُ عَن مُثَنّي الحَنّاطِ عَنِ الثمّاَليِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا مِن قَطرَةٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِن جُرعَةِ غَيظٍ يَتَجَرّعُهَا عَبدٌ يُرَدّدُهَا فِي قَلبِهِ إِمّا بِصَبرٍ وَ إِمّا بِحِلمٍ
61-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الحِلمُ سِرَاجُ اللّهِ يسَتضَيِءُ بِهِ صَاحِبُهُ إِلَي جِوَارِهِ وَ لَا يَكُونُ حَلِيماً إِلّا المُؤَيّدُ بِأَنوَارِ اللّهِ وَ بِأَنوَارِ المَعرِفَةِ وَ التّوحِيدِ وَ الحِلمُ يَدُورُ عَلَي خَمسَةِ أَوجُهٍ أَن يَكُونَ عَزِيزاً فَيُذَلّ أَو يَكُونَ صَادِقاً فَيُتّهَمَ أَو يَدعُوَ إِلَي الحَقّ فَيُستَخَفّ بِهِ أَو أَن يُؤذَي بِلَا جُرمٍ أَو أَن يُطَالَبَ بِالحَقّ وَ يُخَالِفُوهُ فِيهِ فَإِن آتَيتَ كُلّا مِنهَا حَقّهُ فَقَد أَصَبتَ وَ قَابِلِ السّفِيهَ بِالإِعرَاضِ عَنهُ وَ تَركِ الجَوَابِ يَكُنِ النّاسُ أَنصَارَكَ لِأَنّ مَن جَاوَبَ السّفِيهَ وَ كَافَأَهُ قَد وَضَعَ الحَطَبَ عَلَي النّارِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَثَلُ المُؤمِنِ مَثَلُ الأَرضِ مَنَافِعُهُم مِنهَا وَ أَذَاهُم عَلَيهَا وَ مَن لَا يَصبِرُ عَلَي جَفَاءِ الخَلقِ لَا يَصِلُ إِلَي رِضَا اللّهِ تَعَالَي لِأَنّ رِضَا اللّهِ مَشُوبٌ بِجَفَاءِ الخَلقِ وَ حكُيَِ أَنّ رَجُلًا قَالَ لِأَحنَفَ بنِ قَيسٍ إِيّاكَ إِيّاكَ أعَنيِ قَالَ وَ عَنكَ
صفحه : 423
أُعرِضُ وَ قَالَ النّبِيّص بُعِثتُ لِلحِلمِ مَركَزاً وَ لِلعِلمِ مَعدِناً وَ لِلصّبرِ مَسكَناً
62- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع العَفوُ عِندَ القُدرَةِ مِن سُنَنِ المُرسَلِينَ وَ المُتّقِينَ وَ تَفسِيرُ العَفوِ أَن لَا تَلزَمَ صَاحِبَكَ فِيمَا أَجرَمَ ظَاهِراً وَ تَنسَي مِنَ الأَصلِ مَا أُصِبتَ مِنهُ بَاطِناً وَ تَزِيدَ عَلَي الِاختِيَارَاتِ إِحسَاناً وَ لَن يَجِدَ إِلَي ذَلِكَ سَبِيلًا إِلّا مَن قَد عَفَا اللّهُ عَنهُ وَ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ وَ مَا تَأَخّرَ وَ زَيّنَهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَلبَسَهُ مِن نُورِ بَهَائِهِ لِأَنّ العَفوَ وَ الغُفرَانِ صِفَتَانِ مِن صِفَاتِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَودَعَهُمَا فِي أَسرَارِ أَصفِيَائِهِ لِيَتَخَلّقُوا مَعَ الخَلقِ بِأَخلَاقِ خَالِقِهِم وَ جَعَلَهُم كَذَلِكَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ليَعفُوا وَ ليَصفَحُوا أَ لا تُحِبّونَ أَن يَغفِرَ اللّهُ لَكُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ مَن لَا يَعفُو عَن بَشَرٍ مِثلِهِ كَيفَ يَرجُو عَفوَ مَلِكٍ جَبّارٍ قَالَ النّبِيّص حَاكِياً عَن رَبّهِ يَأمُرُهُ بِهَذِهِ الخِصَالِ قَالَ صِل مَن قَطَعَكَ وَ اعفُ عَمّن ظَلَمَكَ وَ أَعطِ مَن حَرَمَكَ وَ أَحسِن إِلَي مَن أَسَاءَ إِلَيكَ وَ قَد أُمِرنَا بِمُتَابَعَتِهِ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ العَفوُ سِرّ اللّهِ فِي القُلُوبِ قُلُوبِ خَوَاصّهِ مِمّن يُسِرّ لَهُ سِرّهُ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ أَ يَعجِزُ أَحَدُكُم أَن يَكُونَ كأَبَيِ ضَمضَمٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا أَبُو ضَمضَمٍ قَالَ رَجُلٌ كَانَ مِمّن قَبلَكُم كَانَ إِذَا أَصبَحَ يَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ أَتَصَدّقُ بعِرِضيِ عَلَي النّاسِ عَامّةً
63-شي،[تفسير العياشي] أَبُو خَالِدٍ الكاَبلُيِّ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لَوَدِدتُ أَنّهُ أُذِنَ لِي فَكَلّمتُ النّاسَ ثَلَاثاً ثُمّ صَنَعَ اللّهُ بيِ مَا أَحَبّ قَالَ بِيَدِهِ عَلَي صَدرِهِ ثُمّ
صفحه : 424
قَالَ وَ لَكِنّهَا عَزمَةٌ مِنَ اللّهِ أَن نَصبِرَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ لَتَسمَعُنّ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَ مِنَ الّذِينَ أَشرَكُوا أَذيً كَثِيراً وَ إِن تَصبِرُوا وَ تَتّقُوا فَإِنّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمُورِ وَ أَقبَلَ يَرفَعُ يَدَهُ وَ يَضَعُهَا عَلَي صَدرِهِ
64- جا،[المجالس للمفيد] مُحَمّدُ بنُ المُظَفّرِ البَزّازُ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ عَلِيّ الدّهّانِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَنِ الحَسَنِ بنِ بِشرٍ عَن أَسَدِ بنِ سَعِيدٍ عَن جَابِرٍ قَالَ سَمِعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع رَجُلًا يَشتِمُ قَنبَراً وَ قَد رَامَ قَنبَرُ أَن يَرُدّ عَلَيهِ فَنَادَاهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَهلًا يَا قَنبَرُ دَع شَاتِمَكَ مُهَانًا ترُضيِ الرّحمَنَ وَ تُسخِطُ الشّيطَانَ وَ تُعَاقِبُ عَدُوّكَ فَوَ ألّذِي فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ مَا أَرضَي المُؤمِنُ رَبّهُ بِمِثلِ الحِلمِ وَ لَا أَسخَطَ الشّيطَانَ بِمِثلِ الصّمتِ وَ لَا عُوقِبَ الأَحمَقُ بِمِثلِ السّكُوتِ عَنهُ
65- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ مَا التَقَت فِئَتَانِ قَطّ إِلّا نَصَرَ اللّهُ أَعظَمَهُمَا عَفواً
66-جا،[المجالس للمفيد]الصّدُوقُ عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ بِالمَدِينَةِ رَجُلٌ بَطّالٌ يُضحِكُ أَهلَ المَدِينَةِ مِن كَلَامِهِ فَقَالَ يَوماً لَهُم قَد أعَياَنيِ هَذَا الرّجُلُ يعَنيِ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع فَمَا يُضحِكُهُ منِيّ شَيءٌ وَ لَا بُدّ مِن أَن أَحتَالَ فِي أَن أُضحِكَهُ قَالَ فَمَرّ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع ذَاتَ يَومٍ وَ مَعَهُ مَولَيَانِ لَهُ فَجَاءَ ذَلِكَ البَطّالُ حَتّي انتَزَعَ رِدَاءَهُ مِن ظَهرِهِ وَ اتّبَعَهُ المَولَيَانِ فَاستَرجَعَا الرّدَاءَ مِنهُ وَ أَلقَيَاهُ عَلَيهِ وَ هُوَ مُختَبٍ لَا يَرفَعُ طَرفَهُ مِنَ الأَرضِ ثُمّ قَالَ لِمَولَيَيهِ مَا هَذَا
صفحه : 425
فَقَالَا لَهُ رَجُلٌ بَطّالٌ يُضحِكُ أَهلَ المَدِينَةِ وَ يَستَطعِمُ مِنهُم بِذَلِكَ قَالَ فَقُولَا لَهُ يَا وَيحَكَ إِنّ لِلّهِ يَوماً يَخسَرُ فِيهِ البَطّالُونَ
67- كشف ،[كشف الغمة] قَالَ عَبدُ العَزِيزِ الجنَاَبذِيِّ روُيَِ أَنّ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع أَحضَرَ وُلدَهُ يَوماً فَقَالَ لَهُم يَا بنَيِّ إنِيّ مُوصِيكُم بِوَصِيّةٍ فَمَن حَفِظَهَا لَم يَضَع مَعَهَا إِن أَتَاكُم آتٍ فَأَسمَعَكُم فِي الأُذُنِ اليُمنَي مَكرُوهاً ثُمّ تَحَوّلَ إِلَي الأُذُنِ اليُسرَي فَاعتَذَرَ وَ قَالَ لَم أَقُل شَيئاً فَاقبَلُوا عُذرَهُ
68- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَظَمَ غَيظاً وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي أَن يُنفِذَهُ دَعَاهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَي رُءُوسِ الخَلَائِقِ حَتّي يُخَيّرَ مِن أَيّ الحُورِ شَاءَ
وَ قَالَ عَلِيّ ع إِنّ أَوّلَ عِوَضِ الحَلِيمِ مِن خَصلَتِهِ أَنّ النّاسَ أَعوَانُهُ عَلَي الجَاهِلِ
وَ فِي الحَدِيثِ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ مَن كَانَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ فَليَدخُلِ الجَنّةَ فَيُقَالُ مَن هُم فَيُقَالُ العَافُونَ عَنِ النّاسِ يَدخُلُونَ الجَنّةَ بِلَا حِسَابٍ
عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن كَظَمَ غَيظاً وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي إِنفَاذِهِ مَلَأَهُ اللّهُ أَمناً وَ إِيمَاناً وَ مَن تَرَكَ لُبسَ ثَوبِ جَمَالٍ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَيهِ تَوَاضُعاً كَسَاهُ اللّهُ حُلّةَ الكَرَامَةِ
69-تَفسِيرُ النعّماَنيِّ،بِالإِسنَادِ المَذكُورِ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ أَمّا الرّخصَةُ التّيِ صَاحِبُهَا فِيهَا بِالخِيَارِ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رَخّصَ أَن يُعَاقَبَ العَبدُ عَلَي ظُلمِهِ فَقَالَ اللّهُ تَعَالَيجَزاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مِثلُها فَمَن
صفحه : 426
عَفا وَ أَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَي اللّهِ وَ هَذَا هُوَ فِيهِ بِالخِيَارِ إِن شَاءَ عَفَا وَ إِن شَاءَ عَاقَبَ
70- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ الرّضَا ع مَن صَبَرَ عَلَي مَا وَرَدَ عَلَيهِ فَهُوَ الحَلِيمُ
وَ قَالَ لُقمَانَ عَدُوّ حَلِيمٌ خَيرٌ مِن صَدِيقٍ سَفِيهٍ
وَ قَالَ لُقمَانُ ثَلَاثَةٌ لَا يُعرَفُونَ إِلّا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ لَا يُعرَفُ الحَلِيمُ إِلّا عِندَ الغَضَبِ وَ لَا يُعرَفُ الشّجَاعُ إِلّا فِي الحَربِ وَ لَا تَعرِفُ أَخَاكَ إِلّا عِندَ حَاجَتِكَ إِلَيهِ
71- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ جَعفَرٌ ع مَن كَفّ عَن أَعرَاضِ النّاسِ أَقَالَ اللّهُ عَثرَتَهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ مَن كَفّ غَضَبَهُ عَنِ النّاسِ كَفّ اللّهُ عَنهُ عَذَابَ يَومِ القِيَامَةِ
72- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] الحُسَينُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ التلّعّكُبرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مَعمَرٍ عَن حُمرَانَ بنِ المُعَافَا عَن حَمّوَيهِ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي قَالَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع إِنّهُ لَيَعرِضُ لِي صَاحِبُ الحَاجَةِ فَأُبَادِرُ إِلَي قَضَائِهَا مَخَافَةَ أَن يسَتغَنيَِ عَنهَا صَاحِبُهَا أَلَا وَ إِنّ مَكَارِمَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فِي ثَلَاثَةِ أَحرُفٍ مِن كِتَابِ اللّهِخُذِ العَفوَ وَ أمُر بِالعُرفِ وَ أَعرِض عَنِ الجاهِلِينَ وَ تَفسِيرُهُ أَن تَصِلَ مَن قَطَعَكَ وَ تَعفُوَ عَمّن ظَلَمَكَ وَ تعُطيَِ مَن حَرَمَكَ
73- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] أَحمَدُ بنُ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ الغمُشاَنيِّ عَن أَبِي أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ مَا تَجَرّعتُ جُرعَةَ غَيظٍ قَطّ أَحَبّ إلِيَّ مِن جُرعَةِ غَيظٍ أُعقِبُهَا صَبراً وَ مَا أُحِبّ أَنّ لِي بِذَلِكَ حُمرَ النّعَمِ
صفحه : 427
74- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الرّضَا ع فِي تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيفَاصفَحِ الصّفحَ الجَمِيلَعَفوٌ بِغَيرِ عِتَابٍ
75- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَشرَفُ خِصَالِ الكَرَمِ غَفلَتُكَ عَمّا تَعلَمُ
76- نهج ،[نهج البلاغة] أَولَي النّاسِ بِالعَفوِ أَقدَرُهُم عَلَي العُقُوبَةِ
وَ قَالَ ع الِاحتِمَالُ قَبرُ العُيُوبِ وَ قَالَ السّيّدُ وَ روُيَِ أَنّهُ قَالَ فِي العِبَارَةِ عَن هَذَا المَعنَي أَيضاً المُسَالَمَةُ خبَ ءُ العُيُوبِ
وَ قَالَ ع إِذَا قَدَرتَ عَلَي عَدُوّكَ فَاجعَلِ العَفوَ عَنهُ شُكراً لِلقُدرَةِ عَلَيهِ
وَ قَالَ ع عَاتِب أَخَاكَ بِالإِحسَانِ إِلَيهِ وَ اردُد شَرّهُ بِالإِنعَامِ عَلَيهِ وَ كَانَ ع يَقُولُ
مَتَي أشَفيِ غيَظيِ إِذَا غَضِبتُ أَ حِينَ أَعجِزُ عَنِ الِانتِقَامِ فَيُقَالُ لِي لَو صَبَرتَ أَم حِينَ أَقدِرُ عَلَيهِ فَيُقَالُ لِي لَو غَفَرتَ
وَ قَالَ ع أَوّلُ عِوَضِ الحَلِيمِ مِن حِلمِهِ أَنّ النّاسَ أَنصَارُهُ عَلَي الجَاهِلِ
وَ قَالَ ع إِن لَم تَكُن حَلِيماً فَتَحَلّم فَإِنّهُ قَلّ مَن تَشَبّهَ بِقَومٍ إِلّا أَوشَكَ أَن يَكُونَ مِنهُم
صفحه : 428
وَ قَالَ ع الحِلمُ عَشِيرَةٌ
وَ قَالَ ع الحِلمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ وَ العَقلُ حُسَامٌ بَاتِرٌ فَاستُر خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلمِكَ وَ قَاتِل هَوَاكَ بِعَقلِكَ
وَ قَالَ ع الحِلمُ وَ الأَنَاةُ تَوأَمَانِ تُنتِجُهَما عُلُوّ الهِمّةِ
77- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، قَالَ لُقمَانُ مَن لَا يَكظِم غَيظَهُ يُشمِت عَدُوّهُ
78- كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الحِلمُ سَجِيّةٌ فَاضِلَةٌ
وَ قَالَ ع مَن حَلُمَ مِن عَدُوّهِ ظَفِرَ بِهِ
وَ قَالَ ع شِدّةُ الغَضَبِ تُغَيّرُ المَنطِقَ وَ تَقطَعُ مَادّةَ الحُجّةِ وَ تُفَرّقُ الفَهمَ
وَ قَالَ ع لَا عِزّ أَنفَعُ مِنَ الحِلمِ وَ لَا حَسَبَ أَنفَعُ مِنَ الأَدَبِ وَ لَا نَسَبَ أَوضَعُ مِنَ الغَضَبِ