صفحه : 1

الجزء السابع والستون
تتمة كتاب الإيمان والكفر
تتمة أبواب مكارم الأخلاق
باب 93-العدالة والخصال التي‌ من كانت فيه ظهرت عدالته ووجبت أخوته وحرمت غيبته

1- ل ،[الخصال ] أَحمَدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ بَكرٍ عَن زَيدِ بنِ مُحَمّدٍ البغَداَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن عَامَلَ النّاسَ فَلَم يَظلِمهُم وَ حَدّثَهُم فَلَم يَكذِبهُم وَ وَعَدَهُم فَلَم يُخلِفهُم فَهُوَ مِمّن كَمَلَت مُرُوّتُهُ وَ ظَهَرَت عَدَالَتُهُ وَ وَجَبَت أُخُوّتُهُ وَ حَرُمَت غِيبَتُهُ

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بالأسانيد الثلاثة مثله صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع

مثله

2-ل ،[الخصال ] أَبِي عَنِ الكمُنُداَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ أَوجَبنَ لَهُ أَربَعاً عَلَي النّاسِ مَن إِذَا حَدّثَهُم لَم يَكذِبهُم وَ إِذَا خَالَطَهُم لَم يَظلِمهُم وَ إِذَا وَعَدَهُم لَم يُخلِفهُم


صفحه : 2

وَجَبَ أَن يَظهَرَ فِي النّاسِ عَدَالَتُهُ وَ يَظهَرَ فِيهِم مُرُوّتُهُ وَ أَن تَحرُمَ عَلَيهِم غِيبَتُهُ وَ أَن تَجِبَ عَلَيهِم أُخُوّتُهُ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ الأزَديِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ زِيَادٍ الكرَخيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن صَلّي خَمسَ صَلَوَاتٍ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ فِي جَمَاعَةٍ فَظُنّوا بِهِ خَيراً وَ أَجِيزُوا شَهَادَتَهُ

4- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَن حَمدَانَ بنِ سُلَيمَانَ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحٍ عَن عَلقَمَةَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ قَد قُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أخَبرِنيِ‌ عَمّن تُقبَلُ شَهَادَتُهُ وَ مَن لَا تُقبَلُ فَقَالَ يَا عَلقَمَةُ كُلّ مَن كَانَ عَلَي فِطرَةِ الإِسلَامِ جَازَت شَهَادَتُهُ قَالَ فَقُلتُ لَهُ تُقبَلُ شَهَادَةُ مُقتَرِفٍ بِالذّنُوبِ فَقَالَ يَا عَلقَمَةُ لَو لَم يُقبَل شَهَادَةُ المُقتَرِفِينَ لِلذّنُوبِ لَمَا قُبِلَت إِلّا شَهَادَاتُ الأَنبِيَاءِ وَ الأَوصِيَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم لِأَنّهُم هُمُ المَعصُومُونَ دُونَ سَائِرِ الخَلقِ فَمَن لَم تَرَهُ بِعَينِكَ يَرتَكِبُ ذَنباً أَو لَم يَشهَد عَلَيهِ بِذَلِكَ شَاهِدَانِ فَهُوَ مِن أَهلِ العَدَالَةِ وَ السّترِ وَ شَهَادَتُهُ مَقبُولَةٌ وَ إِن كَانَ فِي نَفسِهِ مُذنِباً وَ مَنِ اغتَابَهُ بِمَا فِيهِ فَهُوَ خَارِجٌ عَن وَلَايَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ دَاخِلٌ فِي وَلَايَةِ الشّيطَانِ وَ لَقَد حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَنِ اغتَابَ مُؤمِناً بِمَا فِيهِ لَم يَجمَعِ اللّهُ بَينَهُمَا فِي الجَنّةِ أَبَداً وَ مَنِ اغتَابَ مُؤمِناً بِمَا لَيسَ فِيهِ انقَطَعَتِ العِصمَةُ بَينَهُمَا وَ كَانَ المُغتَابُ فِي النّارِخالِداً فِيهاوَ بِئسَ المَصِيرُ قَالَ عَلقَمَةُ فَقُلتُ لِلصّادِقِ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ النّاسَ يَنسُبُونَنَا إِلَي عَظَائِمِ الأُمُورِ وَ قَد ضَاقَت بِذَلِكَ صُدُورُنَا فَقَالَ ع يَا عَلقَمَةُ إِنّ رِضَا النّاسِ لَا يُملَكُ وَ أَلسِنَتَهُم لَا تُضبَطُ وَ كَيفَ تَسلَمُونَ مِمّا لَم يَسلَم مِنهُ أَنبِيَاءُ اللّهِ وَ رُسُلُهُ وَ حُجَجُ اللّهِ ع أَ لَم يَنسُبُوا يُوسُفَ ع إِلَي أَنّهُ هَمّ بِالزّنَا أَ لَم يَنسُبُوا أَيّوبَ ع إِلَي أَنّهُ ابتلُيِ‌َ بِذُنُوبِهِ أَ لَم يَنسُبُوا دَاوُدَ ع إِلَي أَنّهُ تَبِعَ الطّيرَ حَتّي


صفحه : 3

نَظَرَ إِلَي امرَأَةِ أُورِيَا فَهَوَاهَا وَ أَنّهُ قَدّمَ زَوجَهَا أَمَامَ التّابُوتِ حَتّي قُتِلَ ثُمّ تَزَوّجَ بِهَا أَ لَم يَنسُبُوا مُوسَي ع إِلَي أَنّهُ عِنّينٌ وَ آذَوهُ حَتّي بَرّأَهُ اللّهُ مِمّا قَالُوا وَ كَانَ عِندَ اللّهِ وَجِيهاً أَ لَم يَنسُبُوا جَمِيعَ أَنبِيَاءِ اللّهِ إِلَي أَنّهُم سَحَرَةٌ طَلَبَةُ الدّنيَا أَ لَم يَنسُبُوا مَريَمَ بِنتَ عِمرَانَ ع إِلَي أَنّهَا حَمَلَت بِعِيسَي مِن رَجُلٍ نَجّارٍ اسمُهُ يُوسُفُ أَ لَم يَنسُبُوا نَبِيّنَا مُحَمّداًص إِلَي أَنّهُ شَاعِرٌ مَجنُونٌ أَ لَم يَنسُبُوهُ إِلَي أَنّهُ هَوَي امرَأَةَ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ فَلَم يَزَل بِهَا حَتّي استَخلَصَهَا لِنَفسِهِ أَ لَم يَنسُبُوهُ يَومَ بَدرٍ إِلَي أَنّهُ أَخَذَ لِنَفسِهِ مِنَ المَغنَمِ قَطِيفَةً حَمرَاءَ حَتّي أَظهَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي القَطِيفَةِ وَ بَرّأَ نَبِيّهُ ع مِنَ الخِيَانَةِ وَ أَنزَلَ بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِوَ ما كانَ لنِبَيِ‌ّ أَن يَغُلّ وَ مَن يَغلُل يَأتِ بِما غَلّ يَومَ القِيامَةِ أَ لَم يَنسُبُوهُ إِلَي أَنّهُ ع يَنطِقُ عَنِ الهَوَي فِي ابنِ عَمّهِ عَلِيّ ع حَتّي كَذّبَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ سُبحَانَهُوَ ما يَنطِقُ عَنِ الهَوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحي أَ لَم يَنسُبُوهُ إِلَي الكَذِبِ فِي قَولِهِ إِنّهُ رَسُولٌ مِنَ اللّهِ إِلَيهِم حَتّي أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِوَ لَقَد كُذّبَت رُسُلٌ مِن قَبلِكَ فَصَبَرُوا عَلي ما كُذّبُوا وَ أُوذُوا حَتّي أَتاهُم نَصرُنا وَ لَقَد قَالَ يَوماً عُرِجَ بيِ‌َ البَارِحَةَ إِلَي السّمَاءِ فَقِيلَ وَ اللّهِ مَا فَارَقَ فِرَاشَهُ طُولَ لَيلَتِهِ وَ مَا قَالُوا فِي الأَوصِيَاءِ أَكثَرُ مِن ذَلِكَ أَ لَم يَنسُبُوا سَيّدَ الأَوصِيَاءِ ع إِلَي أَنّهُ كَانَ يَطلُبُ الدّنيَا وَ المُلكَ وَ أَنّهُ كَانَ يُؤثِرُ الفِتنَةَ عَلَي السّكُونِ وَ أَنّهُ يَسفِكُ دِمَاءَ المُسلِمِينَ بِغَيرِ حِلّهَا وَ أَنّهُ لَو كَانَ فِيهِ خَيرٌ مَا أُمِرَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ بِضَربِ عُنُقِهِ أَ لَم يَنسُبُوهُ إِلَي أَنّهُ ع أَرَادَ أَن يَتَزَوّجَ ابنَةَ أَبِي جَهلٍ عَلَي فَاطِمَةَ ع وَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص شَكَاهُ عَلَي المِنبَرِ إِلَي المُسلِمِينَ فَقَالَ إِنّ عَلِيّاً يُرِيدُ أَن يَتَزَوّجَ ابنَةَ عَدُوّ اللّهِ عَلَي ابنَةِ نبَيِ‌ّ اللّهِ أَلَا إِنّ فَاطِمَةَ بَضعَةٌ منِيّ‌ فَمَن آذَاهَا فَقَد آذاَنيِ‌ وَ مَن سَرّهَا فَقَد سرَنّيِ‌ وَ مَن غَاظَهَا فَقَد غاَظنَيِ‌


صفحه : 4

ثُمّ قَالَ الصّادِقُ ع يَا عَلقَمَةُ مَا أَعجَبَ أَقَاوِيلَ النّاسِ فِي عَلِيّ ع كَم بَينَ مَن يَقُولُ إِنّهُ رَبّ مَعبُودٌ وَ بَينَ مَن يَقُولُ إِنّهُ عَبدٌ عَاصٍ لِلمَعبُودِ وَ لَقَد كَانَ قَولُ مَن يَنسُبُهُ إِلَي العِصيَانِ أَهوَنَ عَلَيهِ مِن قَولِ مَن يَنسُبُهُ إِلَي الرّبُوبِيّةِ يَا عَلقَمَةُ أَ لَم يَقُولُوا فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِنّهُ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ أَ لَم يُشَبّهُوهُ بِخَلقِهِ أَ لَم يَقُولُوا إِنّهُ الدّهرُ أَ لَم يَقُولُوا إِنّهُ الفَلَكُ أَ لَم يَقُولُوا إِنّهُ جِسمٌ أَ لَم يَقُولُوا إِنّهُ صُورَةٌ تَعَالَي اللّهُ عَن ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً يَا عَلقَمَةُ إِنّ الأَلسِنَةَ التّيِ‌ يَتَنَاوَلُ ذَاتَ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ بِمَا لَا يَلِيقُ بِذَاتِهِ كَيفَ تُحبَسُ عَن تَنَاوُلِكُم بِمَا تَكرَهُونَهُ فَاستَعِينُوا بِاللّهِ وَ اصبِرُوا إِنّ الأَرضَ لِلّهِ يُورِثُها مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ فَإِنّ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ قَالُوا لِمُوسَيأُوذِينا مِن قَبلِ أَن تَأتِيَنا وَ مِن بَعدِ ما جِئتَنا فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قُل لَهُم يَا مُوسَيعَسي رَبّكُم أَن يُهلِكَ عَدُوّكُم وَ يَستَخلِفَكُم فِي الأَرضِ فَيَنظُرَ كَيفَ تَعمَلُونَ

باب 04- ما به كمال الإنسان ومعني المروءة والفتوة

1- مع ،[معاني‌ الأخبار]ل ،[الخصال ] أَحمَدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الكَاتِبِ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ كَمَالُ الرّجُلِ بِسِتّ خِصَالٍ بِأَصغَرَيهِ وَ أَكبَرَيهِ وَ هَيئَتَيهِ فَأَمّا أَصغَرَاهُ فَقَلبُهُ وَ لِسَانُهُ إِن قَاتَلَ قَاتَلَ بِجَنَانٍ وَ إِن تَكَلّمَ تَكَلّمَ بِلِسَانٍ وَ أَمّا أَكبَرَاهُ فَعَقلُهُ وَ هِمّتُهُ وَ أَمّا هَيئَتَاهُ فَمَالُهُ وَ جَمَالُهُ

2- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَدرُ الرّجُلِ عَلَي قَدرِ هِمّتِهِ وَ صِدقُهُ عَلَي قَدرِ مُرُوّتِهِ وَ شَجَاعَتُهُ عَلَي قَدرِ أَنَفَتِهِ وَ عِفّتُهُ عَلَي قَدرِ غَيرَتِهِ


صفحه : 5

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِي قَتَادَةَ القمُيّ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَذَاكَرنَا أَمرَ الفُتُوّةِ عِندَهُ فَقَالَ أَ تَظُنّونَ أَنّ الفُتُوّةَ بِالفِسقِ وَ الفُجُورِ إِنّمَا الفُتُوّةُ طَعَامٌ مَوضُوعٌ وَ نَائِلٌ مَبذُولٌ وَ بِشرٌ مَعرُوفٌ وَ أَذًي مَكفُوفٌ فَأَمّا تِلكَ فَشَطَارَةٌ وَ فِسقٌ ثُمّ قَالَ مَا المُرُوّةُ قُلنَا لَا نَعلَمُ قَالَ المُرُوّةُ وَ اللّهِ أَن يَضَعَ الرّجُلُ خِوَانَهُ فِي فِنَاءِ دَارِهِ

باب 14-المنجيات والمهلكات

1- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن ثُوَيرِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع قَالَ ثَلَاثٌ دَرَجَاتٌ وَ ثَلَاثٌ كَفّارَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُوبِقَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُنجِيَاتٌ فَأَمّا الدّرَجَاتُ فَإِفشَاءُ السّلَامِ وَ إِطعَامُ الطّعَامِ وَ الصّلَاةُ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ وَ الكَفّارَاتُ إِسبَاغُ الوُضُوءِ فِي السّبَرَاتِ وَ المشَي‌ُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ إِلَي الصّلَوَاتِ وَ المُحَافَظَةُ عَلَي الجَمَاعَاتِ وَ أَمّا الثّلَاثُ المُوبِقَاتُ فَشُحّ مُطَاعٌ وَ هَوًي مُتّبَعٌ وَ إِعجَابُ المَرءِ بِنَفسِهِ وَ أَمّا المُنجِيَاتُ فَخَوفُ اللّهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ وَ القَصدُ فِي الغِنَي وَ الفَقرِ وَ كَلِمَةُ العَدلِ فِي الرّضَا وَ السّخَطِ

سن ،[المحاسن ] أبي عن هارون مثله مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ البرَقيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ

مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ وَ المشَي‌ُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ إِلَي الجَمَاعَاتِ وَ المُحَافَظَةُ


صفحه : 6

عَلَي الصّلَوَاتِ

2- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ ابنِ صَاعِدٍ عَن يُوسُفَ بنِ مُوسَي القَطّانِ وَ أَحمَدَ بنِ مَنصُورِ بنِ سَيّارٍ مَعاً عَن أَحمَدَ بنِ يُونُسَ عَن أَيّوبَ بنِ عُتبَةَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ بُكَيرٍ عَن قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ ثَلَاثٌ مُهلِكَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُنجِيَاتٌ فَالمُنجِيَاتُ خَشيَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ وَ القَصدُ فِي الفَقرِ وَ الغِنَي وَ العَدلُ فِي الرّضَا وَ الغَضَبِ وَ الثّلَاثُ المُهلِكَاتُ شُحّ مُطَاعٌ وَ هَوًي مُتّبَعٌ وَ إِعجَابُ المَرءِ بِنَفسِهِ وَ قَد روُيِ‌َ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ الشّحّ المُطَاعُ سُوءُ الظّنّ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ

مع ،[معاني‌ الأخبار]السبرات جمع سبرة و هوشدّة البرد بهاسمي‌ الرجل سبرة

3- ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الشّاهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ خَالِدٍ الخاَلدِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِيهِ عَن أَنَسِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ فِي وَصِيّتِهِ لَهُ يَا عَلِيّ ثَلَاثٌ دَرَجَاتٌ وَ ثَلَاثٌ كَفّارَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُهلِكَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُنجِيَاتٌ فَأَمّا الدّرَجَاتُ فَإِسبَاغُ الوُضُوءِ فِي السّبَرَاتِ وَ انتِظَارُ الصّلَاةِ بَعدَ الصّلَاةِ وَ المشَي‌ُ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ إِلَي الجَمَاعَاتِ وَ أَمّا الكَفّارَاتُ فَإِفشَاءُ السّلَامِ وَ إِطعَامُ الطّعَامِ وَ التّهَجّدُ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ وَ أَمّا المُهلِكَاتُ فَشُحّ مُطَاعٌ وَ هَوًي مُتّبَعٌ وَ إِعجَابُ المَرءِ بِنَفسِهِ وَ أَمّا المُنجِيَاتُ فَخَوفُ اللّهِ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ وَ القَصدُ فِي الغِنَي وَ الفَقرِ وَ كَلِمَةُ العَدلِ فِي الرّضَا وَ السّخَطِ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ لَمّا سُئِلَ فِي المِعرَاجِ فِيمَا اختَصَمَ المَلَأُ الأَعلَي قَالَ فِي الدّرَجَاتِ وَ الكَفّارَاتِ قَالَ فَنُودِيتُ وَ مَا الدّرَجَاتُ فَقُلتُ


صفحه : 7

إِسبَاغُ الوُضُوءِ فِي السّبَرَاتِ وَ المشَي‌ُ إِلَي الجَمَاعَاتِ وَ انتِظَارُ الصّلَاةِ بَعدَ الصّلَاةِ وَ ولَاَيتَيِ‌ وَ وَلَايَةُ أَهلِ بيَتيِ‌ حَتّي المَمَاتِ

4- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ ثَلَاثٌ مُوبِقَاتٌ نَكثُ الصّفقَةِ وَ تَركُ السّنّةِ وَ فِرَاقُ الجَمَاعَةِ وَ ثَلَاثٌ مُنجِيَاتٌ تَكُفّ لِسَانَكَ وَ تبَكيِ‌ عَلَي خَطِيئَتِكَ وَ تَلزَمُ بَيتَكَ

5- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بُزُرجَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ أَو عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ مُنجِيَاتٌ وَ ثَلَاثٌ مُهلِكَاتٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا المُنجِيَاتُ قَالَ خَوفُ اللّهِ فِي السّرّ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِن لَم تَكُن تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ وَ العَدلُ فِي الرّضَا وَ الغَضَبِ وَ القَصدُ فِي الغَنَاءِ وَ الفَقرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَا المُهلِكَاتُ قَالَ هَوًي مُتّبَعٌ وَ شُحّ مُطَاعٌ وَ إِعجَابُ المَرءِ بِنَفسِهِ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن أبي عمير بهذا الإسناد عن علي بن الحسين ع مثله

6- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ ثَلَاثٌ مُنجِيَاتٌ تَكُفّ لِسَانَكَ وَ تبَكيِ‌ عَلَي خَطِيئَتِكَ وَ يَسَعُكَ بَيتُكَ وَ قَالَ ع طُوبَي لِمَن لَزِمَ بَيتَهُ وَ أَكَلَ قُوتَهُ وَ اشتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبّهِ وَ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ

7- سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يُوسُفَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن فَيضِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُنجِيَاتُ إِطعَامُ الطّعَامِ وَ إِفشَاءُ السّلَامِ وَ الصّلَاةُ بِاللّيلِ وَ النّاسُ نِيَامٌ


صفحه : 8

باب 24-أصناف الناس ومدح حسان الوجوه ومدح البله

1-يد،[التوحيد] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ مُوسَي وَ القَطّانُ وَ السنّاَنيِ‌ّ جَمِيعاً عَنِ ابنِ زَكَرِيّا القَطّانِ عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي السرّيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ يُونُسَ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ لَمّا جَلَسَ عَلِيّ ع بِالخِلَافَةِ وَ بَايَعَهُ النّاسُ صَعِدَ المِنبَرَ وَ قَالَ سلَوُنيِ‌ قَبلَ أَن تفَقدِوُنيِ‌ فَقَامَ إِلَيهِ رَجُلٌ مِن أَقصَي المَسجِدِ مُتَوَكّئاً عَلَي عُكّازَةٍ فَلَم يَزَل يَتَخَطّي النّاسَ حَتّي دَنَا مِنهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ دلُنّيِ‌ عَلَي عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلتُهُ نجَاّنيِ‌َ اللّهُ مِنَ النّارِ فَقَالَ لَهُ اسمَع يَا هَذَا ثُمّ افهَم ثُمّ استَيقِن قَامَتِ الدّنيَا بِثَلَاثَةٍ بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُستَعمِلٍ لِعِلمِهِ وَ بغِنَيِ‌ّ لَا يَبخَلُ بِمَالِهِ عَلَي أَهلِ دِينِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ بِفَقِيرٍ صَابِرٍ فَإِذَا كَتَمَ العَالِمُ عِلمَهُ وَ بَخِلَ الغنَيِ‌ّ وَ لَم يَصبِرِ الفَقِيرُ فَعِندَهَا الوَيلُ وَ الثّبُورُ وَ عِندَهَا يَعرِفُ العَارِفُونَ لِلّهِ أَنّ الدّارَ قَد رَجَعَت إِلَي بَدئِهَا أَي إِلَي الكُفرِ بَعدَ الإِيمَانِ أَيّهَا السّائِلُ فَلَا تَغتَرّنّ بِكَثرَةِ المَسَاجِدِ وَ جَمَاعَةِ أَقوَامٍ أَجسَادُهُم مُجتَمِعَةٌ وَ قُلُوبُهُم شَتّي أَيّهَا النّاسُ إِنّمَا النّاسُ ثَلَاثَةٌ زَاهِدٌ وَ رَاغِبٌ وَ صَابِرٌ فَأَمّا الزّاهِدُ فَلَا يَفرَحُ بشِيَ‌ءٍ مِنَ الدّنيَا أَتَاهُ وَ لَا يَحزَنُ عَلَي شَيءٍ مِنهَا فَاتَهُ وَ أَمّا الصّابِرُ فَيَتَمَنّاهَا بِقَلبِهِ فَإِن أَدرَكَ مِنهَا شَيئاً صَرَفَ عَنهَا نَفسَهُ لِمَا يَعلَمُ مِن سُوءِ عَاقِبَتِهَا وَ أَمّا الرّاغِبُ فَلَا يبُاَليِ‌ مِن حِلّ أَصَابَهَا أَم مِن حَرَامٍ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَمَا عَلَامَةُ المُؤمِنِ فِي ذَلِكَ الزّمَانِ قَالَ يَنظُرُ إِلَي مَا أَوجَبَ اللّهُ عَلَيهِ مِن حَقّ فَيَتَوَلّاهُ وَ يَنظُرُ إِلَي مَا خَالَفَهُ فَيَتَبَرّأُ مِنهُ وَ إِن كَانَ حَبِيباً قَرِيباً قَالَ صَدَقتَ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ثُمّ غَابَ الرّجُلُ فَلَم نَرَهُ فَطَلَبَهُ النّاسُ فَلَم يَجِدُوهُ فَتَبَسّمَ عَلِيّ ع عَلَي المِنبَرِ ثُمّ قَالَ مَا لَكُم هَذَا


صفحه : 9

أخَيِ‌ الخَضِرُ ع

2- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ أَكثَرَ أَهلِهَا البُلهَ قَالَ قُلتُ مَا البُلهُ فَقَالَ العَاقِلُ فِي الخَيرِ وَ الغَافِلُ عَنِ الشّرّ ألّذِي يَصُومُ فِي كُلّ شَهرٍ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ

3- ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ النّبِيّص قَالَ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ أَكثَرَ أَهلِهَا البُلهَ يعَنيِ‌ بِالبُلهِ المُتَغَافِلَ عَنِ الشّرّ العَاقِلَ فِي الخَيرِ وَ الّذِينَ يَصُومُونَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فِي كُلّ شَهرٍ

4- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ المَخلَدِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ الخاَلدِيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ عَن جَندَلِ بنِ وَالِقٍ عَن أَبِي مَالِكٍ الأنَصاَريِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ السدّيّ‌ّ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي هِندٍ عَن أَبِي نَضرَةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اطلُبُوا الخَيرَ عِندَ حِسَانِ الوُجُوهِ

5- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الرّجَالُ ثَلَاثَةٌ رَجُلٌ بِمَالِهِ وَ رَجُلٌ بِجَاهِهِ وَ رَجُلٌ بِلِسَانِهِ وَ هُوَ أَفضَلُ الثّلَاثَةِ

6-ل ،[الخصال ] وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الرّجَالُ ثَلَاثَةٌ عَاقِلٌ وَ أَحمَقُ وَ فَاجِرٌ فَالعَاقِلُ الدّينُ شَرِيعَتُهُ وَ الحِلمُ طَبِيعَتُهُ وَ الرأّي‌ُ سَجِيّتُهُ إِن سُئِلَ أَجَابَ وَ إِن تَكَلّمَ أَصَابَ وَ إِن سَمِعَ وَعَي وَ إِن حَدّثَ صَدَقَ وَ إِنِ اطمَأَنّ إِلَيهِ أَحَدٌ وَفَي وَ الأَحمَقُ إِنِ استُنبِهَ بِجَمِيلٍ غَفَلَ وَ إِنِ استُنزِلَ عَن حُسنٍ تَرَكَ


صفحه : 10

وَ إِن حُمِلَ عَلَي جَهلٍ جَهِلَ وَ إِن حَدّثَ كَذَبَ لَا يَفقَهُ وَ إِن فُقّهَ لَم يَفقَه وَ الفَاجِرُ إِنِ ائتَمَنتَهُ خَانَكَ وَ إِن صَاحَبتَهُ شَانَكَ وَ إِن وَثِقتَ بِهِ لَم يَنصَحكَ

7- ل ،[الخصال ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المقُر‌ِئُ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الجرُجاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الموَصلِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَاصِمٍ الطرّيِفيِ‌ّ عَن عَيّاشِ بنِ زَيدِ بنِ الحَسَنِ عَن زَيدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ النّاسُ عَلَي أَربَعَةِ أَصنَافٍ جَاهِلٌ متُرَدَيّ‌[مُتَرَدّ]مُعَانِقٌ لِهَوَاهُ وَ عَابِدٌ متُغَوَيّ‌[مُتَغَوّ]كُلّمَا ازدَادَ عِبَادَةً ازدَادَ كِبراً وَ عَالِمٌ يُرِيدُ أَن يُوطَأَ عَقِبَاهُ وَ يُحِبّ مَحمِدَةَ النّاسِ وَ عَارِفٌ عَلَي طَرِيقِ الحَقّ يُحِبّ القِيَامَ بِهِ فَهُوَ عَاجِزٌ أَو مَغلُوبٌ فَهَذَا أَمثَلُ أَهلِ زَمَانِكَ وَ أَرجَحُهُم عَقلًا

8- ل ،[الخصال ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن سَعدٍ عَنِ النهّديِ‌ّ رَفَعَهُ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ النّاسُ أَربَعَةٌ فَمِنهُم مَن لَهُ خُلُقٌ وَ لَا خَلَاقَ لَهُ وَ مِنهُم مَن لَهُ خَلَاقٌ وَ لَا خُلُقَ لَهُ قَد ذَهَبَ الرّابِعُ وَ هُوَ ألّذِي لَا خَلَاقَ وَ لَا خُلُقَ لَهُ وَ ذَلِكَ شَرّ النّاسِ وَ مِنهُم مَن لَهُ خُلُقٌ وَ خَلَاقٌ فَذَلِكَ خَيرُ النّاسِ

9-ل ،[الخصال ] ابنُ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ بُطّةَ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ إِلَي زُرَارَةَ بنِ أَوفَي قَالَدَخَلتُ عَلَي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَقَالَ يَا زُرَارَةُ النّاسُ فِي زَمَانِنَا عَلَي سِتّ طَبَقَاتٍ أَسَدٌ وَ ذِئبٌ وَ ثَعلَبٌ وَ كَلبٌ وَ خِنزِيرٌ وَ شَاةٌ فَأَمّا الأَسَدُ فَمُلُوكُ الدّنيَا يُحِبّ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم أَن يَغلِبَ وَ لَا يُغلَبَ وَ أَمّا الذّئبُ فَتُجّارُكُم يَذُمّوا إِذَا اشتَرَوا وَ يَمدَحُوا إِذَا بَاعُوا وَ أَمّا الثّعلَبُ فَهَؤُلَاءِ الّذِينَ يَأكُلُونَ بِأَديَانِهِم وَ لَا يَكُونُ فِي قُلُوبِهِم مَا يَصِفُونَ بِأَلسِنَتِهِم وَ أَمّا الكَلبُ يَهِرّ عَلَي النّاسِ بِلِسَانِهِ وَ يَكرَهُهُ النّاسُ مِن شره [شِرّةِ]لِسَانِهِ وَ أَمّا الخِنزِيرُ فَهَؤُلَاءِ المُخَنّثُونَ وَ أَشبَاهُهُم لَا يُدعَونَ إِلَي فَاحِشَةٍ إِلّا أَجَابُوا وَ أَمّا الشّاةُ فَالّذِينَ تُجَزّ شُعُورُهُم وَ يُؤكَلُ لُحُومُهُم


صفحه : 11

وَ يُكسَرُ عَظمُهُم فَكَيفَ تَصنَعُ الشّاةُ بَينَ أَسَدٍ وَ ذِئبٍ وَ ثَعلَبٍ وَ كَلبٍ وَ خِنزِيرٍ

10- ل ،[الخصال ] أَبِي وَ ابنُ الوَلِيدِ مَعاً عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ أَبِي يَحيَي الواَسطِيِ‌ّ عَمّن ذَكَرَهُ أَنّهُ قَالَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أَ تَرَي هَذَا الخَلقَ كُلّهُ مِنَ النّاسِ فَقَالَ أَلقِ مِنهُمُ التّارِكَ لِلسّوَاكِ وَ المُتَرَبّعَ فِي مَوضِعِ الضّيقِ وَ الدّاخِلَ فِيمَا لَا يَعنِيهِ وَ الممُاَريِ‌َ فِيمَا لَا عِلمَ لَهُ بِهِ وَ المُتَمَرّضَ مِن غَيرِ عِلّةٍ وَ المُتَشَعّثَ مِن غَيرِ مُصِيبَةٍ وَ المُخَالِفَ عَلَي أَصحَابِهِ فِي الحَقّ وَ قَدِ اتّفَقُوا عَلَيهِ وَ المُفتَخِرَ يَفتَخِرُ بِآبَائِهِ وَ هُوَ خِلوٌ مِن صَالِحِ أَعمَالِهِم فَهُوَ بِمَنزِلَةِ الخَلَنجِ يُقشَرُ لِحاً عَن لِحاً حَتّي يُوصَلَ إِلَي جَوهَرِيّتِهِ وَ هُوَ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلّ سَبِيلًا

11- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]بَعضُ أَصحَابِنَا عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ طَلحَةَ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أَيّمَا عَبدٍ كَانَ لَهُ صُورَةٌ حَسَنَةٌ مَعَ مَوضِعٍ لَا يَشِينُهُ ثُمّ تَوَاضَعَ لِلّهِ كَانَ مِن خَالِصَةِ اللّهِ قَالَ قُلتُ مَا مَوضِعٌ لَا يَشِينُهُ قَالَ لَا يَكُونُ ضَربٌ فِيهِ سِفَاحٌ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع قَالَ سَمِعتُهُ بسِرُمّنَ رَأَي يَقُولُ الغَوغَاءُ قَتَلَةُ الأَنبِيَاءِ وَ العَامّةُ اسمٌ مُشتَقّ مِنَ العَمَي مَا رضَيِ‌َ اللّهُ أَن شَبّهَهُم بِالأَنعَامِ حَتّي قَالَبَل هُم أَضَلّ

13-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي صِفَةِ الغَوغَاءِ هُمُ الّذِينَ إِذَا اجتَمَعُوا غَلَبُوا وَ إِذَا تَفَرّقُوا لَم يُعرَفُوا وَ قِيلَ بَل قَالَ إِذَا اجتَمَعُوا ضَرّوا وَ إِذَا تَفَرّقُوا نَفَعُوا فَقِيلَ قَد عَلِمنَا مَضَرّةَ اجتِمَاعِهِم فَمَا مَنفَعَةُ افتِرَاقِهِم فَقَالَ يَرجِعُ[أَصحَابُ]المِهَنِ


صفحه : 12

إِلَي مِهَنِهِم فَيَنتَفِعُ النّاسُ بِهِم كَرُجُوعِ البَنّاءِ إِلَي بِنَائِهِ وَ النّسّاجِ إِلَي مَنسَجِهِ وَ الخَبّازِ إِلَي مَخبَزِهِ

وَ قَالَ ع وَ قَد أتُيِ‌َ بِجَانٍ وَ مَعَهُ غَوغَاءُ فَقَالَ لَا مَرحَباً بِوُجُوهٍ لَا تُرَي إِلّا عِندَ كُلّ سَوأَةٍ

14- نهج ،[نهج البلاغة] مِن كَلَامٍ لَهُ ع شُغِلَ مَنِ الجَنّةُ وَ النّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا وَ طَالِبٌ بطَيِ‌ءٌ رَجَا وَ مُقَصّرٌ فِي النّارِ هَوَي اليَمِينُ وَ الشّمَالُ مَضَلّةٌ وَ الطّرِيقُ الوُسطَي هيِ‌َ الجَادّةُ عَلَيهَا باَقيِ‌ الكِتَابِ وَ آثَارُ النّبُوّةِ وَ مِنهَا مَنقَذُ[مَنفَذُ]السّنّةِ وَ إِلَيهَا مَصِيرُ العَاقِبَةِ هَلَكَ مَنِ ادّعَي وَخابَ مَنِ افتَري مَن أَبدَي صَفحَتَهُ لِلحَقّ هَلَكَ عِندَ جَهَلَةِ النّاسِ وَ كَفَي بِالمَرءِ جَهلًا أَن لَا يَعرِفَ قَدرَهُ لَا يَهلِكُ عَلَي التّقوَي سِنخُ أَصلٍ وَ لَا يَظمَأُ عَلَيهَا زَرعُ قَومٍ فَاستَتِرُوا بِبُيُوتِكُموَ أَصلِحُوا ذاتَ بَينِكُم وَ التّوبَةُ مِن وَرَائِكُم فَلَا يَحمَد حَامِدٌ إِلّا رَبّهُ وَ لَا يَلُم لَائِمٌ إِلّا نَفسَهُ

15- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِمَن رآَنيِ‌ وَ طُوبَي لِمَن رَأَي مَن رآَنيِ‌ وَ طُوبَي لِمَن رَأَي مَن رآَنيِ‌ إِلَي السّابِعِ ثُمّ سَكَتَ


صفحه : 13

باب 34-حب الله تعالي

الآيات البقرةوَ مِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَنداداً يُحِبّونَهُم كَحُبّ اللّهِ وَ الّذِينَ آمَنُوا أَشَدّ حُبّا لِلّهِآل عمران قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فاَتبّعِوُنيِ‌ يُحبِبكُمُ اللّهُ وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌالمائدةوَ قالَتِ اليَهُودُ وَ النّصاري نَحنُ أَبناءُ اللّهِ وَ أَحِبّاؤُهُ قُل فَلِمَ يُعَذّبُكُم بِذُنُوبِكُمالآية و قال تعالي فَسَوفَ يأَتيِ‌ اللّهُ بِقَومٍ يُحِبّهُم وَ يُحِبّونَهُالتوبةقُل إِن كانَ آباؤُكُم وَ أَبناؤُكُم وَ إِخوانُكُم وَ أَزواجُكُم وَ عَشِيرَتُكُم وَ أَموالٌ اقتَرَفتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبّ إِلَيكُم مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبّصُوا حَتّي يأَتيِ‌َ اللّهُ بِأَمرِهِ وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الفاسِقِينَالشعراءفَإِنّهُم عَدُوّ لِي إِلّا رَبّ العالَمِينَ ألّذِي خلَقَنَيِ‌ فَهُوَ يَهدِينِ وَ ألّذِي هُوَ يطُعمِنُيِ‌ وَ يَسقِينِ وَ إِذا مَرِضتُ فَهُوَ يَشفِينِ وَ ألّذِي يمُيِتنُيِ‌ ثُمّ يُحيِينِ وَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌ يَومَ الدّينِالجمعةقُل يا أَيّهَا الّذِينَ هادُوا إِن زَعَمتُم أَنّكُم أَولِياءُ لِلّهِ مِن دُونِ


صفحه : 14

النّاسِ فَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَ

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الصّائِغُ عَن مُحَمّدِ بنِ أَيّوبَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُوسَي عَن هِشَامِ بنِ يُوسُفَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَحِبّوا اللّهَ لِمَا يَغذُوكُم بِهِ مِن نِعمَةٍ وَ أحَبِوّنيِ‌ لِحُبّ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَحِبّوا أَهلَ بيَتيِ‌ لحِبُيّ‌

ع ،[علل الشرائع ] محمد بن الفضل عن محمد بن إسحاق المذكّر عن أحمد بن العباس عن أحمد بن يحيي الكوفي‌ عن يحيي بن معين عن هشام بن يوسف مثله ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفحّام عن المنصوري‌ عن عمر بن أبي موسي عن عيسي بن أحمد عن أبي الحسن الثالث عن آبائه عن النبي ص

مثله بشا،[بشارة المصطفي ] أبوالبركات عمر بن ابراهيم عن أحمد بن محمد بن أحمد عن علي بن عمر السكري‌ عن أحمد بن الحسن بن عبدالجبار عن يحيي بن معين مثله

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع أَن قَالَ لَهُ يَا ابنَ عِمرَانَ كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يحُبِنّيِ‌ فَإِذَا جَنّهُ اللّيلُ نَامَ عنَيّ‌ أَ لَيسَ كُلّ مُحِبّ يُحِبّ خَلوَةَ حَبِيبِهِ هَا أَنَا ذَا يَا ابنَ عِمرَانَ مُطّلِعٌ عَلَي أحَبِاّئيِ‌ إِذَا جَنّهُمُ اللّيلُ حَوّلتُ أَبصَارَهُم مِن قُلُوبِهِم وَ مَثّلتُ عقُوُبتَيِ‌


صفحه : 15

بَينَ أَعيُنِهِم يخُاَطبِوُنيّ‌ عَنِ المُشَاهَدَةِ وَ يكُلَمّوُنيّ‌ عَنِ الحُضُورِ يَا ابنَ عِمرَانَ هَب لِي مِن قَلبِكَ الخُشُوعَ وَ مِن بَدَنِكَ الخُضُوعَ وَ مِن عَينِكَ الدّمُوعَ فِي ظُلَمِ اللّيلِ وَ ادعنُيِ‌ فَإِنّكَ تجَدِنُيِ‌ قَرِيباً مُجِيباً

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَمّن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا أَحَبّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مَن عَصَاهُ ثُمّ تَمَثّلَ فَقَالَ


تعَصيِ‌ الإِلَهَ وَ أَنتَ تُظهِرُ حُبّهُ   هَذَا مُحَالٌ فِي الفِعَالِ بَدِيعُ

لَو كَانَ حُبّكَ صَادِقاً لَأَطَعتَهُ   إِنّ المُحِبّ لِمَن يُحِبّ مُطِيعٌ

4- ثو،[ثواب الأعمال ]ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ دَاوُدَ اليعَقوُبيِ‌ّ عَن أَخِيهِ سُلَيمَانَ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَ رَجُلٌ للِنبّيِ‌ّص يَا رَسُولَ اللّهِ علَمّنيِ‌ شَيئاً إِذَا أَنَا فَعَلتُهُ أحَبَنّيِ‌َ اللّهُ مِنَ السّمَاءِ وَ أحَبَنّيِ‌َ النّاسُ مِنَ الأَرضِ فَقَالَ لَهُ ارغَب فِيمَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يُحِبّكَ اللّهُ وَ ازهَد فِيمَا عِندَ النّاسِ يُحِبّكَ النّاسُ

5-ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ البغَداَديِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُروَةَ عَن شُعَيبٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَخَمسَةٌ لَا يَنَامُونَ الهَامّ بِدَمٍ يَسفِكُهُ وَ ذُو مَالٍ كَثِيرٍ لَا أَمِينَ لَهُ وَ القَائِلُ فِي النّاسِ الزّورَ وَ البُهتَانَ عَن عَرَضٍ مِنَ الدّنيَا يَنَالُهُ وَ المَأخُوذُ بِالمَالِ


صفحه : 16

الكَثِيرِ وَ لَا مَالَ لَهُ وَ المُحِبّ حَبِيباً يَتَوَقّعُ فِرَاقَهُ

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ التّمّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ الأنَباَريِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ الطاّئيِ‌ّ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ قَرَأتُ فِي الزّبُورِ يَا دَاوُدُ اسمَع منِيّ‌ مَا أَقُولُ وَ الحَقّ أَقُولُ مَن أتَاَنيِ‌ وَ هُوَ يحُبِنّيِ‌ أَدخَلتُهُ الجَنّةَ الخَبَرَ

7- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ عَن شَيخٍ مِن أَهلِ الكُوفَةِ عَن جَدّهِ مِن قِبَلِ أُمّهِ وَ اسمُهُ سُلَيمَانُ بنُ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلنّاسِ وَ هُم مُجتَمِعُونَ عِندَهُ أَحِبّوا اللّهَ لِمَا يَغذُوكُم بِهِ مِن نِعمَةٍ وَ أحَبِوّنيِ‌ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَحِبّوا قرَاَبتَيِ‌ لِي

8- ع ،[علل الشرائع ]طَاهِرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُثمَانَ الهرَوَيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُهَاجِرٍ عَن هِشَامِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ يَحيَي عَن صَدَقَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن هِشَامٍ عَن أَنَسٍ عَنِ النّبِيّص عَن جَبرَئِيلَ قَالَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَن أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَد باَرزَنَيِ‌ بِالمُحَارَبَةِ وَ مَا تَرَدّدتُ فِي شَيءٍ أَنَا فَاعِلُهُ مَا تَرَدّدتُ فِي قَبضِ نَفسِ المُؤمِنِ يَكرَهُ المَوتَ وَ أَكرَهُ مَسَاءَتَهُ وَ لَا بُدّ لَهُ مِنهُ وَ مَا يَتَقَرّبُ إلِيَ‌ّ عبَديِ‌ بِمِثلِ أَدَاءِ مَا افتَرَضتُ عَلَيهِ وَ لَا يَزَالُ عبَديِ‌ يَبتَهِلُ إلِيَ‌ّ حَتّي أُحِبّهُ وَ مَن أَحبَبتُهُ كُنتُ لَهُ سَمعاً وَ بَصَراً وَ يَداً وَ مَوئِلًا إِن دعَاَنيِ‌ أَجَبتُهُ وَ إِن سأَلَنَيِ‌ أَعطَيتُهُ وَ إِنّ مِن عبِاَديِ‌َ المُؤمِنِ[ المُؤمِنِينَ]لَمَن يُرِيدُ البَابَ مِنَ العِبَادَةِ فَأَكُفّهُ عَنهُ لِئَلّا يَدخُلَهُ عُجبٌ وَ يُفسِدَهُ وَ إِنّ مِن عبِاَديِ‌َ المُؤمِنِينَ لَمَن لَا يَصلُحُ إِيمَانُهُ إِلّا بِالفَقرِ وَ لَو أَغنَيتُهُ لَأَفسَدَهُ ذَلِكَ وَ إِنّ مِن عبِاَديِ‌َ المُؤمِنِينَ لَمَن لَا يَصلُحُ إِيمَانُهُ إِلّا بِالغِنَي وَ لَو أَفقَرتُهُ لَأَفسَدَهُ ذَلِكَ وَ إِنّ مِن عبِاَديِ‌َ المُؤمِنِينَ لَمَن لَا يَصلُحُ إِيمَانُهُ إِلّا بِالسّقمِ وَ لَو صَحّحتُ


صفحه : 17

جِسمَهُ لَأَفسَدَهُ ذَلِكَ وَ إِنّ مِن عبِاَديِ‌َ المُؤمِنِينَ لَمَن لَا يَصلُحُ إِيمَانُهُ إِلّا بِالصّحّةِ وَ لَو أَسقَمتُهُ لَأَفسَدَهُ ذَلِكَ إنِيّ‌ أُدَبّرُ عبِاَديِ‌ بعِلِميِ‌ بِقُلُوبِهِم فإَنِيّ‌ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

بيان قال الشهيد طاب ثراه في قواعده في حديث القدسي‌ ماترددت في شيء أنافاعله فإن التردد علي الله محال غير أنه لمّا جرت العادة أن يتردد من يعظّم الشخص ويكرمه في مساءته نحو الوالدين والصديق و أن لايتردد في مساءة من لايكرمه و لايعظمه كالعدو والحيّة والعقرب بل إذاخطر بالبال مساءته أوقعها من غيرتردد فصار التردد لايقع إلا في موضع التعظيم والاهتمام وعدمه لايقع إلا في موضع الاحتقار وعدم المبالاة فحينئذ دل الحديث علي تعظيم الله للمؤمن وشرف منزلته عنده فعبر باللفظ المركب عما يلزمه و ليس مذكورا في اللفظ وإنما هوبالإرادة والقصد فكان معني الحديث حينئذ منزلة عبدي‌ المؤمن عظيمة ومرتبته رفيعة فدل علي تصرف النية في ذلك كله . و قدأجاب بعض من عاصرناه عن هذاالحديث بأن التردد إنما هو في الأسباب بمعني أن الله يظهر للمؤمن أسبابا يغلب علي ظنه دنو الوفاة بهاليصير علي الاستعداد التام للآخرة ثم يظهر له أسبابا تبسط في أمله فيرجع إلي عمارة دنياه بما لابد منه و لماكانت هذه بصورة التردد أطلق عليها ذلك استعارة وإذ كان العبد المتعلق بتلك الأسباب بصورة المتردد أسند التردد إليه تعالي من حيث إنه فاعل للتردد في العبد وقيل إنه تعالي لايزال يورد علي المؤمن سبب الموت حالا بعدحال ليؤثر المؤمن الموت فيقبضه مريدا له وإيراد تلك الأحوال المراد بهاغاياتها من غيرتعجيل بالغايات من القادر علي التعجيل يكون ترددا بالنسبة إلي القادر من المخلوقين فهو بصورة المتردد و إن لم يكن ثم ترددا ويؤيده الخبر المروي‌ عن ابراهيم ع لماأتاه ملك الموت ليقبض روحه وكره ذلك أخره الله إلي أن رأي شيخا هما يأكل ولعابه يسيل علي لحيته فاستفظع ذلك وأحب الموت وكذلك موسي ع

9- ع ،[علل الشرائع ]السنّاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي الحَبّالِ عَن مُحَمّدِ


صفحه : 18

بنِ الحُسَينِ الخَشّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ النّاسَ يَعبُدُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَلَي ثَلَاثَةِ أَوجُهٍ فَطَبَقَةٌ يَعبُدُونَهُ رَغبَةً إِلَي ثَوَابِهِ فَتِلكَ عِبَادَةُ الحُرَصَاءِ وَ هُوَ الطّمَعُ وَ آخَرُونَ يَعبُدُونَهُ خَوفاً مِنَ النّارِ فَتِلكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ وَ هيِ‌َ الرّهبَةُ وَ لكَنِيّ‌ أَعبُدُهُ حُبّاً لَهُ فَتِلكَ عِبَادَةُ الكِرَامِ وَ هُوَ الأَمنُ لِقَولِهِ تَعَالَيوَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَقُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فاَتبّعِوُنيِ‌ يُحبِبكُمُ اللّهُ وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُمفَمَن أَحَبّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَحَبّهُ اللّهُ وَ مَن أَحَبّهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَانَ مِنَ الآمِنِينَ

10- مع ،[معاني‌ الأخبار]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَحَبّ أَن يَعلَمَ مَا لَهُ عِندَ اللّهِ فَليَعلَم مَا لِلّهِ عِندَهُ الخَبَرَ

11- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَرَادَ مِنكُم أَن يَعلَمَ كَيفَ مَنزِلَتُهُ عِندَ اللّهِ فَليَنظُر كَيفَ مَنزِلَةُ اللّهِ مِنهُ عِندَ الذّنُوبِ كَذَلِكَ مَنزِلَتُهُ عِندَ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَوحَي عَزّ وَ جَلّ إِلَي نَجِيّهِ مُوسَي أحَببِنيِ‌ وَ حبَبّنيِ‌ إِلَي خلَقيِ‌ قَالَ رَبّ هَذَا أُحِبّكَ فَكَيفَ أُحَبّبُكَ إِلَي خَلقِكَ قَالَ اذكُر لَهُم نعَماَي‌َ عَلَيهِم وَ بلَاَئيِ‌ عِندَهُم فَإِنّهُم لَا يَذكُرُونَ أَو لَا يَعرِفُونَ منِيّ‌ إِلّا كُلّ الخَيرِ


صفحه : 19

13- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن زَكَرِيّا المُؤمِنِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي نُعَيمٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ ابنَ آدَمَ تَطَوّلتُ عَلَيكَ بِثَلَاثَةٍ سَتَرتُ عَلَيكَ مَا لَو يَعلَمُ بِهِ أَهلُكَ مَا وَارَوكَ وَ أَوسَعتُ عَلَيكَ فَاستَقرَضتُ مِنكَ فَلَم تُقَدّم خَيراً وَ جَعَلتُ لَكَ نَظِرَةً عِندَ مَوتِكَ فِي ثُلُثِكَ فَلَم تُقَدّم خَيراً

14- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ يُونُسَ عَن عَونِ بنِ عُمَارَةَ عَن سُلَيمَانَ بنِ عِمرَانَ عَن أَبِي حَازِمٍ المدَنَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً قَالَ الظّاهِرَةُ الإِسلَامُ وَ البَاطِنَةُ سَترُ الذّنُوبِ

15- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ آدَمَ عَنِ الفَضلِ بنِ يُونُسَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُكَاشَةَ عَن عَمرِو بنِ هَاشِمٍ عَن جُوَيبِرِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عَلِيّ ع وَ الضّحّاكِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَا فِي قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً قَالَ أَمّا الظّاهِرَةُ فَالإِسلَامُ وَ مَا أَفضَلَ عَلَيكُم فِي الرّزقِ وَ أَمّا البَاطِنَةُ فَمَا سَتَرَهُ عَلَيكَ مِن مسَاَويِ‌ عَمَلِكَ

16- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ يُونُسَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ جَابِرٍ عَن عَبدِ الرّحِيمِ الكرَخيِ‌ّ عَن هِشَامِ بنِ حَسّانَ عَن هَمّامِ بنِ عُروَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَت قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن لَم يَعلَم فَضلَ نِعَمِ اللّهِ عَلَيهِ إِلّا فِي مَطعَمِهِ وَ مَشرَبِهِ فَقَد قَصَرَ عِلمُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ


صفحه : 20

17- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ العلَوَيِ‌ّ عَن جَدّهِ اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ عُبَيدِ اللّهِ قَالَ حدَثّنَيِ‌ شَيخَانِ بَرّانِ مِن أَهلِنَا سَيّدَانِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع وَ حَدّثَنِيهِ الحُسَينُ بنُ زَيدِ بنِ عَلِيّ ذُو الدّمعَةِ عَن عَمّهِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَن أَخِيهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ الحُسَينِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع حدَثّنَيِ‌ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ وَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ وَ كَانَ بَدرِيّاً أُحُدِيّاً شَجَرِيّاً وَ مِمّن يَحَظّ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص فِي مَوَدّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالُوابَينَا رَسُولُ اللّهِص فِي مَسجِدِهِ فِي رَهطٍ مِن أَصحَابِهِ فِيهِم أَبُو بَكرٍ وَ أَبُو عُبَيدَةَ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ عَبدُ الرّحمَنِ وَ رَجُلَانِ مِن قُرّاءِ الصّحَابَةِ مِنَ المُهَاجِرِينَ عَبدُ اللّهِ ابنُ أُمّ عَبدٍ وَ مِنَ الأَنصَارِ أُبَيّ بنُ كَعبٍ وَ كَانَا بَدرِيّينِ فَقَرَأَ عَبدُ اللّهِ مِنَ السّورَةِ التّيِ‌ يُذكَرُ فِيهَا لُقمَانُ حَتّي أَتَي عَلَي هَذِهِ الآيَةِوَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةًالآيَةَ وَ قَرَأَ أُبَيّ مِنَ السّورَةِ التّيِ‌ يُذكَرُ فِيهَا اِبرَاهِيمُ ع وَ ذَكّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلّ صَبّارٍ شَكُورٍقَالُوا قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّامُ اللّهِ نَعمَاؤُهُ وَ بَلَاؤُهُ وَ مَثُلَاتُهُ سُبحَانَهُ ثُمّ أَقبَلَص عَلَي مَن شَهِدَهُ مِن أَصحَابِهِ فَقَالَ إنِيّ‌ لَأَتَخَوّلُكُم بِالمَوعِظَةِ تَخَوّلًا مَخَافَةَ السّأمَةِ عَلَيكُم وَ قَد أَوحَي إلِيَ‌ّ ربَيّ‌ جَلّ وَ تَعَالَي أَن أُذَكّرَكُم بِأَنعُمِهِ وَ أُنذِرَكُم بِمَا أُفِيضُ عَلَيكُم مِن كِتَابِهِ وَ تَلَاوَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُالآيَةَ ثُمّ قَالَ لَهُم قُولُوا الآنَ قَولَكُم مَا أَوّلُ نِعمَةٍ رَغّبَكُمُ اللّهُ فِيهَا وَ بَلَاكُم بِهَا


صفحه : 21

فَخَاضَ القَومُ جَمِيعاً فَذَكَرُوا نِعَمَ اللّهِ التّيِ‌ أَنعَمَ عَلَيهِم وَ أَحسَنَ إِلَيهِم بِهَا مِنَ المَعَاشِ وَ الرّيَاشِ وَ الذّرّيّةِ وَ الأَزوَاجِ إِلَي سَائِرِ مَا بَلَاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ مِن أَنعُمِهِ الظّاهِرَةِ فَلَمّا أَمسَكَ القَومُ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَلِيّ ع فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ قُل فَقَد قَالَ أَصحَابُكَ فَقَالَ وَ كَيفَ لِي بِالقَولِ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ‌ وَ إِنّمَا هَدَانَا اللّهُ بِكَ قَالَ مَعَ ذَلِكَ فَهَاتِ قُل مَا أَوّلُ نِعمَةٍ بَلَاكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنعَمَ عَلَيكَ بِهَا قَالَ أَن خلَقَنَيِ‌ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ لَم أَكُ شَيئاً مَذكُوراً قَالَ صَدَقتَ فَمَا الثّانِيَةُ قَالَ أَن أَحسَنَ بيِ‌ إِذ خلَقَنَيِ‌ فجَعَلَنَيِ‌ حَيّاً لَا مَوَاتاً قَالَ صَدَقتَ فَمَا الثّالِثَةُ قَالَ أَن أنَشأَنَيِ‌ فَلَهُ الحَمدُ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ وَ أَعدَلِ تَركِيبٍ قَالَ صَدَقتَ فَمَا الرّابِعَةُ قَالَ أَن جعَلَنَيِ‌ مُتَفَكّراً وَاعِياً لَا بَلِهاً سَاهِياً قَالَ صَدَقتَ فَمَا الخَامِسَةُ قَالَ أَن جَعَلَ لِيَ شَوَاعِرَ أُدرِكُ مَا ابتَغَيتُ بِهَا وَ جَعَلَ لِي سِرَاجاً مُنِيراً قَالَ صَدَقتَ فَمَا السّادِسَةُ قَالَ أَن هدَاَنيِ‌ لِدِينِهِ وَ لَم يضُلِنّيِ‌ عَن سَبِيلِهِ قَالَ صَدَقتَ فَمَا السّابِعَةُ قَالَ أَن جَعَلَ لِي مَرَدّاً فِي حَيَاةٍ لَا انقِطَاعَ لَهَا قَالَ صَدَقتَ فَمَا الثّامِنَةُ قَالَ أَن جعَلَنَيِ‌ مَلِكاً مَالِكاً لَا مَملُوكاً قَالَ صَدَقتَ فَمَا التّاسِعَةُ قَالَ أَن سَخّرَ لِي سَمَاءَهُ وَ أَرضَهُ وَ مَا فِيهَا وَ مَا بَينَهُمَا مِن خَلقِهِ قَالَ صَدَقتَ فَمَا العَاشِرَةُ قَالَ أَن جَعَلَنَا سُبحَانَهُ ذُكرَاناً قُوّاماً عَلَي حَلَائِلِنَا لَا إِنَاثاً قَالَ صَدَقتَ فَمَا بَعدَ هَذَا قَالَ كَثُرَت نِعَمُ اللّهِ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ فَطَابَتوَ إِن تَعُدّوا نِعمَةَ اللّهِ لا تُحصُوهافَتَبَسّمَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ لِتَهنِكَ[لِتَهنِئلَ]الحِكمَةُ لِيَهنِكَ[لِيَهنِئلَ]العِلمُ يَا أَبَا الحَسَنِ فَأَنتَ وَارِثُ علِميِ‌ وَ المُبَيّنُ لأِمُتّيِ‌ مَا اختَلَفَت فِيهِ مِن بعَديِ‌ مَن أَحَبّكَ لِدِينِكَ وَ أَخَذَ بِسَبِيلِكَ فَهُوَ مِمّنهدُيِ‌َ إِلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ مَن رَغِبَ عَن هُدَاكَ وَ أَبغَضَكَ وَ تَخَلّاكَ لقَيِ‌َ اللّهَ يَومَ القِيَامَةِ لَا خَلَاقَ لَهُ

18-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَمرِو بنِ


صفحه : 22

عُثمَانَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي مُوسَي ع أحَببِنيِ‌ وَ حبَبّنيِ‌ إِلَي خلَقيِ‌ قَالَ مُوسَي يَا رَبّ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّهُ لَيسَ أَحَدٌ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكَ فَكَيفَ لِي بِقُلُوبِ العِبَادِ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ فَذَكّرهُم نعِمتَيِ‌ وَ آلاَئيِ‌ فَإِنّهُم لَا يَذكُرُونَ منِيّ‌ إِلّا خَيراً

19- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن إِسرَائِيلَ رَفَعَهُ إِلَي النّبِيّص قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِدَاوُدَ ع أحَببِنيِ‌ وَ حبَبّنيِ‌ إِلَي خلَقيِ‌ قَالَ يَا رَبّ نَعَم أَنَا أُحِبّكَ فَكَيفَ أُحَبّبُكَ إِلَي خَلقِكَ قَالَ اذكُر أيَاَديِ‌ّ عِندَهُم فَإِنّكَ إِذَا ذَكَرتَ ذَلِكَ لَهُم أحَبَوّنيِ‌

20- سن ،[المحاسن ] أَبِي رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن أَرَادَ أَن يَعلَمَ مَا لَهُ عِندَ اللّهِ فَليَنظُر مَا لِلّهِ عِندَهُ

سن ،[المحاسن ]النوفلي‌ عن السكوني‌ عن الصادق عن آبائه عن النبي صلوات الله عليهم مثله

21- سن ،[المحاسن ] عَبدُ الرّحمَنِ بنُ حَمّادٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ مَا تَحَبّبَ إلِيَ‌ّ عبَديِ‌ بشِيَ‌ءٍ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِمّا افتَرَضتُهُ عَلَيهِ وَ إِنّهُ لَيَتَحَبّبُ إلِيَ‌ّ بِالنّافِلَةِ حَتّي أُحِبّهُ فَإِذَا أَحبَبتُهُ كُنتُ سَمعَهُ ألّذِي يَسمَعُ بِهِ وَ بَصَرَهُ ألّذِي يُبصِرُ بِهِ وَ لِسَانَهُ ألّذِي يَنطِقُ بِهِ وَ يَدَهُ التّيِ‌ يَبطِشُ بِهَا وَ رِجلَهُ التّيِ‌ يمَشيِ‌ بِهَا إِذَا دعَاَنيِ‌ أَجَبتُهُ وَ إِذَا سأَلَنَيِ‌ أَعطَيتُهُ وَ مَا تَرَدّدتُ فِي شَيءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كتَرَدَدّيِ‌ فِي مَوتِ المُؤمِنِ يَكرَهُ المَوتَ وَ أَنَا أَكرَهُ مَسَاءَتَهُ

22-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع نَجوَي العَارِفِينَ تَدُورُ عَلَي ثَلَاثَةِ أُصُولٍ الخَوفِ وَ الرّجَاءِ وَ الحُبّ فَالخَوفُ فَرعُ العِلمِ وَ الرّجَاءُ فَرعُ اليَقِينِ وَ الحُبّ فَرعُ المَعرِفَةِ فَدَلِيلُ الخَوفِ الهَرَبُ وَ دَلِيلُ الرّجَاءِ الطّلَبُ وَ دَلِيلُ الحُبّ إِيثَارُ المَحبُوبِ عَلَي مَا سِوَاهُ فَإِذَا تَحَقّقَ العِلمُ فِي الصّدرِ خَافَ فَإِذَا كَثُرَ المَرءُ فِي المَعرِفَةِ خَافَ


صفحه : 23

وَ إِذَا صَحّ الخَوفُ هَرَبَ وَ إِذَا هَرَبَ نَجَا وَ إِذَا أَشرَقَ نُورُ اليَقِينِ فِي القَلبِ شَاهَدَ الفَضلَ وَ إِذَا تَمَكّنَ مِن رُؤيَةِ الفَضلِ رَجَا وَ إِذَا وَجَدَ حَلَاوَةَ الرّجَاءِ طَلَبَ وَ إِذَا وُفّقَ لِلطّلَبِ وَجَدَ وَ إِذَا تَجَلّي ضِيَاءُ المَعرِفَةِ فِي الفُؤَادِ هَاجَ رِيحُ المَحَبّةِ وَ إِذَا هَاجَ رِيحُ المَحَبّةِ استَأنَسَ ظِلَالَ المَحبُوبِ وَ آثَرَ المَحبُوبَ عَلَي مَا سِوَاهُ وَ بَاشَرَ أَوَامِرَهُ وَ اجتَنَبَ نَوَاهِيَهُ وَ اختَارَهُمَا عَلَي كُلّ شَيءٍ غَيرِهِمَا وَ إِذَا استَقَامَ عَلَي بِسَاطِ الأُنسِ بِالمَحبُوبِ مَعَ أَدَاءِ أَوَامِرِهِ وَ اجتِنَابِ نَوَاهِيهِ وَصَلَ إِلَي رَوحِ المُنَاجَاةِ وَ القُربِ وَ مِثَالُ هَذِهِ الأُصُولِ الثّلَاثَةِ كَالحَرَمِ وَ المَسجِدِ وَ الكَعبَةِ فَمَن دَخَلَ الحَرَمَ أَمِنَ مِنَ الخَلقِ وَ مَن دَخَلَ المَسجِدَ أَمِنَت جَوَارِحُهُ أَن يَستَعمِلَهَا فِي المَعصِيَةِ وَ مَن دَخَلَ الكَعبَةَ أَمِنَ قَلبُهُ مِن أَن يَشغَلَهُ بِغَيرِ ذِكرِ اللّهِ فَانظُر أَيّهَا المُؤمِنُ فَإِن كَانَت حَالَتُكَ حَالَةً تَرضَاهَا لِحُلُولِ المَوتِ فَاشكُرِ اللّهَ عَلَي تَوفِيقِهِ وَ عِصمَتِهِ وَ إِن تَكُنِ الأُخرَي فَانتَقِل عَنهَا بِصِحّةِ العَزِيمَةِ وَ اندَم عَلَي مَا سَلَفَ مِن عُمُرِكَ فِي الغَفلَةِ وَ استَعِن بِاللّهِ عَلَي تَطهِيرِ الظّاهِرِ مِنَ الذّنُوبِ وَ تَنظِيفِ البَاطِنِ مِنَ العُيُوبِ وَ اقطَع زِيَادَةَ الغَفلَةِ عَن نَفسِكَ وَ أَطفِ نَارَ الشّهوَةِ مِن نَفسِكَ

23- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع حُبّ اللّهِ إِذَا أَضَاءَ عَلَي سِرّ عَبدٍ أَخلَاهُ عَن كُلّ شَاغِلٍ وَ كُلّ ذِكرٍ سِوَي اللّهِ عِندَ ظُلمَةٍ وَ المُحِبّ أَخلَصُ النّاسِ سِرّاً لِلّهِ وَ أَصدَقُهُم قَولًا وَ أَوفَاهُم عَهداً وَ أَزكَاهُم عَمَلًا وَ أَصفَاهُم ذِكراً وَ أَعبَدُهُم نَفساً تَتَبَاهَي المَلَائِكَةُ عِندَ مُنَاجَاتِهِ وَ تَفتَخِرُ بِرُؤيَتِهِ وَ بِهِ يَعمُرُ اللّهُ تَعَالَي بِلَادَهُ وَ بِكَرَامَتِهِ يُكرِمُ عِبَادَهُ يُعطِيهِم إِذَا سَأَلُوا بِحَقّهِ وَ يَدفَعُ عَنهُمُ البَلَايَا بِرَحمَتِهِ فَلَو عَلِمَ الخَلقُ مَا مَحَلّهُ عِندَ اللّهِ وَ مَنزِلَتُهُ لَدَيهِ مَا تَقَرّبُوا إِلَي اللّهِ إِلّا بِتُرَابِ قَدَمَيهِ

قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حُبّ اللّهِ نَارٌ لَا يَمُرّ عَلَي شَيءٍ إِلّا احتَرَقَ وَ نُورُ اللّهِ لَا يَطلُعُ عَلَي شَيءٍ إِلّا أَضَاءَ وَ سَحَابُ اللّهِ مَا يَظهَرُ مِن تَحتِهِ شَيءٌ إِلّا غَطّاهُ وَ رِيحُ اللّهِ مَا تَهُبّ فِي شَيءٍ إِلّا حَرّكَتهُ وَ مَاءُ اللّهِ يَحيَا بِهِ كُلّ شَيءٍ وَ أَرضُ اللّهِ


صفحه : 24

يَنبُتُ مِنهَا كُلّ شَيءٍ فَمَن أَحَبّ اللّهَ أَعطَاهُ كُلّ شَيءٍ مِنَ المَالِ وَ المُلكِ

قَالَ النّبِيّص إِذَا أَحَبّ اللّهُ عَبداً مِن أمُتّيِ‌ قَذَفَ فِي قُلُوبِ أَصفِيَائِهِ وَ أَروَاحِ مَلَائِكَتِهِ وَ سُكّانِ عَرشِهِ مَحَبّتَهُ لِيُحِبّوهُ فَذَلِكَ المُحِبّ حَقّاً طُوبَي لَهُ ثُمّ طُوبَي لَهُ وَ لَهُ عِندَ اللّهِ شَفَاعَةٌ يَومَ القِيَامَةِ

24- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع المُشتَاقُ لَا يشَتهَيِ‌ طَعَاماً وَ لَا يَلتَذّ بِشَرَابٍ وَ لَا يَستَطِيبُ رُقَاداً وَ لَا يَأنَسُ حَمِيماً وَ لَا يأَويِ‌ دَاراً وَ لَا يَسكُنُ عُمرَاناً وَ لَا يَلبَسُ لَيّناً وَ لَا يَقِرّ قَرَاراً وَ يَعبُدُ اللّهَ لَيلًا وَ نَهَاراً رَاجِياً أَن يَصِيرَ إِلَي مَا اشتَاقَ إِلَيهِ وَ يُنَاجِيَهُ بِلِسَانِ شَوقِهِ مُعَبّراً عَمّا فِي سَرِيرَتِهِ كَمَا أَخبَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن مُوسَي ع فِي مِيعَادِ رَبّهِ بِقَولِهِوَ عَجِلتُ إِلَيكَ رَبّ لِتَرضي وَ فَسّرَ النّبِيّص عَن حَالِهِ أَنّهُ لَا أَكَلَ وَ لَا شَرِبَ وَ لَا نَامَ وَ لَا اشتَهَي شَيئاً مِن ذَلِكَ فِي ذَهَابِهِ وَ مَجِيئِهِ أَربَعِينَ يَوماً شَوقاً إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِذَا دَخَلتَ مَيَدَانَ الشّوقِ فَكَبّر عَلَي نَفسِكَ وَ مُرَادِكَ مِنَ الدّنيَا وَ وَدّع جَمِيعَ المَألُوفَاتِ وَ أَحرِم عَن سِوَي مَعشُوقِكَ قَد وَلّت بَينَ حَيَاتِكَ وَ مَوتِكَ لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ أَعظَمَ اللّهُ أَجرَكَ وَ مَثَلُ المُشتَاقِ مَثَلُ الغَرِيقِ لَيسَ لَهُ هِمّةٌ إِلّا خَلَاصُهُ وَ قَد نسَيِ‌َ كُلّ شَيءٍ دُونَهُ

25-تم ،[فلاح السائل ]رَوَي الحُسَينُ بنُ سَيفٍ صَاحِبُ الصّادِقِ ع فِي كِتَابٍ أَصلُهُ ألّذِي


صفحه : 25

أَسنَدَهُ إِلَيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يُمَحّضُ رَجُلٌ الإِيمَانَ بِاللّهِ حَتّي يَكُونَ اللّهُ أَحَبّ إِلَيهِ مِن نَفسِهِ وَ أَبِيهِ وَ أُمّهِ وَ وُلدِهِ وَ أَهلِهِ وَ مَالِهِ وَ مِنَ النّاسِ كُلّهِم

26- نص ،[كفاية الأثر] عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ العبَديِ‌ّ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ عَن ابنِ ظَبيَانَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ أوُليِ‌ الأَلبَابِ الّذِينَ عَمِلُوا بِالفِكرَةِ حَتّي وَرِثُوا مِنهُ حُبّ اللّهِ فَإِنّ حُبّ اللّهِ إِذَا وَرِثَهُ القَلبُ وَ استَضَاءَ بِهِ أَسرَعَ إِلَيهِ اللّطفُ فَإِذَا نَزَلَ اللّطفُ صَارَ مِن أَهلِ الفَوَائِدِ فَإِذَا صَارَ مِن أَهلِ الفَوَائِدِ تَكَلّمَ بِالحِكمَةِ وَ إِذَا تَكَلّمَ بِالحِكمَةِ صَارَ صَاحِبَ فِطنَةٍ فَإِذَا نَزَلَ مَنزِلَةَ الفِطنَةِ عَمِلَ فِي القُدرَةِ فَإِذَا عَمِلَ فِي القُدرَةِ عَرَفَ الأَطبَاقَ السّبعَةَ فَإِذَا بَلَغَ هَذِهِ المَنزِلَةَ صَارَ يَتَقَلّبُ فِي فِكرٍ بِلُطفٍ وَ حِكمَةٍ وَ بَيَانٍ فَإِذَا بَلَغَ هَذِهِ المَنزِلَةَ جَعَلَ شَهوَتَهُ وَ مَحَبّتَهُ فِي خَالِقِهِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ نَزَلَ المَنزِلَةَ الكُبرَي فَعَايَنَ رَبّهُ فِي قَلبِهِ وَ وَرِثَ الحِكمَةَ بِغَيرِ مَا وَرِثَهُ الحُكَمَاءُ وَ وَرِثَ العِلمَ بِغَيرِ مَا وَرِثَهُ العُلَمَاءُ وَ وَرِثَ الصّدقَ بِغَيرِ مَا وَرِثَهُ الصّدّيقُونَ إِنّ الحُكَمَاءَ وَرِثُوا الحِكمَةَ بِالصّمتِ وَ إِنّ العُلَمَاءَ وَرِثُوا العِلمَ بِالطّلَبِ وَ إِنّ الصّدّيقِينَ وَرِثُوا الصّدقَ بِالخُشُوعِ وَ طُولِ العِبَادَةِ فَمَن أَخَذَهُ بِهَذِهِ المَسِيرَةِ إِمّا أَن يَسفُلَ وَ إِمّا أَن يُرفَعَ وَ أَكثَرُهُمُ ألّذِي يَسفُلُ وَ لَا يُرفَعُ إِذَا لَم يَرعَ حَقّ اللّهِ وَ لَم يَعمَل بِمَا أُمِرَ بِهِ فَهَذِهِ صِفَةُ مَن لَم يَعرِفِ اللّهَ حَقّ مَعرِفَتِهِ وَ لَم يُحِبّهُ حَقّ مَحَبّتِهِ فَلَا يَغُرّنّكَ صَلَاتُهُم وَ صِيَامُهُم وَ رِوَايَاتُهُم وَ عُلُومُهُم فَإِنّهُمحُمُرٌ مُستَنفِرَةٌ

أقول تمامه في أبواب النصوص علي الأئمة ع

27- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ عَلِيّ ع مَن أَحَبّ أَن يَعلَمَ كَيفَ مَنزِلَتُهُ عِندَ اللّهِ فَليَنظُر كَيفَ مَنزِلَتُهُ عِندَهُ فَإِنّ كُلّ مَن خُيّرَ لَهُ أَمرَانِ أَمرُ الدّنيَا وَ أَمرُ الآخِرَةِ فَاختَارَ أَمرَ الآخِرَةِ عَلَي الدّنيَا فَذَلِكَ ألّذِي يُحِبّ اللّهَ وَ مَنِ اختَارَ أَمرَ الدّنيَا فَذَلِكَ ألّذِي لَا مَنزِلَةَ لِلّهِ عِندَهُ

وَ قَالَ الصّادِقُ ع القَلبُ حَرَمُ اللّهِ فَلَا تُسكِن حَرَمَ اللّهِ غَيرَ اللّهِ


صفحه : 26

28- مُسَكّنُ الفُؤَادِ،لِلشّهِيدِ الثاّنيِ‌ رَفَعَ اللّهُ مَقَامَهُ فِي أَخبَارِ دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ أَبلِغ أَهلَ أرَضيِ‌ أنَيّ‌ حَبِيبُ مَن أحَبَنّيِ‌ وَ جَلِيسُ مَن جاَلسَنَيِ‌ وَ مُونِسٌ لِمَن أَنِسَ بذِكِريِ‌ وَ صَاحِبٌ لِمَن صاَحبَنَيِ‌ وَ مُختَارٌ لِمَنِ اختاَرنَيِ‌ وَ مُطِيعٌ لِمَن أطَاَعنَيِ‌ مَا أحَبَنّيِ‌ أَحَدٌ أَعلَمُ ذَلِكَ يَقِيناً مِن قَلبِهِ إِلّا قَبِلتُهُ لنِفَسيِ‌ وَ أَحبَبتُهُ حُبّاً لَا يَتَقَدّمُهُ أَحَدٌ مِن خلَقيِ‌ مَن طلَبَنَيِ‌ بِالحَقّ وجَدَنَيِ‌ وَ مَن طَلَبَ غيَريِ‌ لَم يجَدِنيِ‌ فَارفُضُوا يَا أَهلَ الأَرضِ مَا أَنتُم عَلَيهِ مِن غُرُورِهَا وَ هَلُمّوا إِلَي كرَاَمتَيِ‌ وَ مصُاَحبَتَيِ‌ وَ مجُاَلسَتَيِ‌ وَ مؤُاَنسَتَيِ‌ وَ آنسِوُنيِ‌ أُؤَانِسكُم وَ أُسَارِع إِلَي مَحَبّتِكُم وَ أَوحَي اللّهُ إِلَي بَعضِ الصّدّيقِينَ أَنّ لِي عِبَاداً مِن عبَيِديِ‌ يحُبِوّنيّ‌ وَ أُحِبّهُم وَ يَشتَاقُونَ إلِيَ‌ّ وَ أَشتَاقُ إِلَيهِم وَ يذَكرُوُنيّ‌ وَ أَذكُرُهُم فَإِن أَخَذتَ طَرِيقَهُم أَحبَبتُكَ وَ إِن عَدَلتَ عَنهُم مَقَتّكَ قَالَ يَا رَبّ وَ مَا عَلَامَتُهُم قَالَ يُرَاعُونَ الظّلَالَ بِالنّهَارِ كَمَا يرُاَعيِ‌ الشّفِيقُ غَنَمَهُ وَ يَحِنّونَ إِلَي غُرُوبِ الشّمسِ كَمَا تَحِنّ الطّيرُ إِلَي أَوكَارِهَا عِندَ الغُرُوبِ فَإِذَا جَنّهُمُ اللّيلُ وَ اختَلَطَ الظّلَامُ وَ فُرِشَتِ الفُرُشُ وَ نُصِبَتِ الأَسِرّةُ وَ خَلَا كُلّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِهِ نَصَبُوا إلِيَ‌ّ أَقدَامَهُم وَ افتَرَشُوا إلِيَ‌ّ وُجُوهَهُم وَ ناَجوَنيِ‌ بكِلَاَميِ‌ وَ تمَلَقّوُنيِ‌ بأِنَعاَميِ‌ مَا بَينَ صَارِخٍ وَ بَاكٍ وَ بَينَ مُتَأَوّهٍ وَ شَاكٍ وَ بَينَ قَائِمٍ وَ قَاعِدٍ وَ بَينَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ بعِيَنيِ‌ مَا يَتَحَمّلُونَ مِن أجَليِ‌ وَ بسِمَعيِ‌ مَا يَشكُونَ مِن حبُيّ‌ أَوّلُ مَا أُعطِيهِم ثَلَاثاً الأَوّلُ أَقذِفُ مِن نوُريِ‌ فِي قُلُوبِهِم فَيُخبِرُونَ عنَيّ‌ كَمَا أُخبِرُ عَنهُم وَ الثاّنيِ‌ لَو كَانَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرَضُونَ وَ مَا فِيهِمَا مِن مَوَارِيثِهِم لَاستَقلَلتُهَا لَهُم وَ الثّالِثُ أُقبِلُ بوِجَهيِ‌ عَلَيهِم أَ فَتَرَي مَن أَقبَلتُ عَلَيهِ بوِجَهيِ‌ يَعلَمُ أَحَدٌ مَا أُرِيدُ أَن أُعطِيَهُ

29- أَعلَامُ الدّينِ للِديّلمَيِ‌ّ،روُيِ‌َ أَنّ مُوسَي ع قَالَ يَا رَبّ أخَبرِنيِ‌ عَن آيَةِ رِضَاكَ عَن عَبدِكَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ إِذَا رأَيَتنَيِ‌ أُهَيّئُ عبَديِ‌ لطِاَعتَيِ‌ وَ أَصرِفُهُ عَن معَصيِتَيِ‌ فَذَلِكَ آيَةُ رضِاَي‌َ


صفحه : 27

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي إِذَا رَأَيتَ نَفسَكَ تُحِبّ المَسَاكِينَ وَ تُبغِضُ الجَبّارِينَ فَذَلِكَ آيَةُ رضِاَي‌َ

باب 44-القلب وصلاحه وفساده ومعني السمع والبصر والنطق والحياة الحقيقيات

الآيات البقرةخَتَمَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ عَلي سَمعِهِم وَ عَلي أَبصارِهِم غِشاوَةٌ و قال الله تعالي فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكذِبُونَ و قال تعالي صُمّ بُكمٌ عمُي‌ٌ فَهُم لا يَرجِعُونَ و قال تعالي صُمّ بُكمٌ عمُي‌ٌ فَهُم لا يَعقِلُونَثُمّ قَسَت قُلُوبُكُم مِن بَعدِ ذلِكَ فهَيِ‌َ كَالحِجارَةِ أَو أَشَدّ قَسوَةً وَ إِنّ مِنَ الحِجارَةِ لَما يَتَفَجّرُ مِنهُ الأَنهارُ وَ إِنّ مِنها لَما يَشّقّقُ فَيَخرُجُ مِنهُ الماءُ وَ إِنّ مِنها لَما يَهبِطُ مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ و قال تعالي وَ أُشرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجلَ بِكُفرِهِم و قال تَشابَهَت قُلُوبُهُمآل عمران فَأَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم زَيغٌ فَيَتّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنهُ و قال تعالي رَبّنا لا تُزِغ قُلُوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَناالمائدةوَ حَسِبُوا أَلّا تَكُونَ فِتنَةٌ فَعَمُوا وَ صَمّوا ثُمّ تابَ اللّهُ عَلَيهِم ثُمّ عَمُوا وَ صَمّوا كَثِيرٌ مِنهُم وَ اللّهُ بَصِيرٌ بِما يَعمَلُونَ و قال تعالي وَ جَعَلنا قُلُوبَهُم قاسِيَةً و قال تعالي أُولئِكَ الّذِينَ لَم يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهّرَ قُلُوبَهُم


صفحه : 28

الأنعام إِنّما يَستَجِيبُ الّذِينَ يَسمَعُونَ وَ المَوتي يَبعَثُهُمُ اللّهُ ثُمّ إِلَيهِ يُرجَعُونَ و قال تعالي وَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا صُمّ وَ بُكمٌ فِي الظّلُماتِ و قال تعالي وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً و قال وَ لكِن قَسَت قُلُوبُهُم و قال قُل أَ رَأَيتُم إِن أَخَذَ اللّهُ سَمعَكُم وَ أَبصارَكُم وَ خَتَمَ عَلي قُلُوبِكُم مَن إِلهٌ غَيرُ اللّهِ يَأتِيكُم بِهِ و قال تعالي فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَ مَن يُرِد أَن يُضِلّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كَأَنّما يَصّعّدُ فِي السّماءِ كَذلِكَ يَجعَلُ اللّهُ الرّجسَ عَلَي الّذِينَ لا يُؤمِنُونَالأعراف وَ نَطبَعُ عَلي قُلُوبِهِم فَهُم لا يَسمَعُونَ و قال كَذلِكَ يَطبَعُ اللّهُ عَلي قُلُوبِ الكافِرِينَ و قال تعالي لَهُم قُلُوبٌ لا يَفقَهُونَ بِها وَ لَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرُونَ بِها وَ لَهُم آذانٌ لا يَسمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلّ أُولئِكَ هُمُ الغافِلُونَالأنفال وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَ قَلبِهِ و قال إِذ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ غَرّ هؤُلاءِ دِينُهُمالتوبةوَ طُبِعَ عَلي قُلُوبِهِم فَهُم لا يَفقَهُونَ و قال تعالي وَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم فَهُم لا يَعلَمُونَ و قال سبحانه وَ أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجساً إِلَي رِجسِهِم وَ ماتُوا وَ هُم كافِرُونَ و قال تعالي ثُمّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَيونس وَ مِنهُم مَن يَستَمِعُونَ إِلَيكَ أَ فَأَنتَ تُسمِعُ الصّمّ وَ لَو كانُوا لا يَعقِلُونَ وَ مِنهُم مَن يَنظُرُ إِلَيكَ أَ فَأَنتَ تهَديِ‌ العمُي‌َ وَ لَو كانُوا لا يُبصِرُونَ و قال إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَسمَعُونَ و قال تعالي كَذلِكَ نَطبَعُ عَلي قُلُوبِ المُعتَدِينَ


صفحه : 29

هودما كانُوا يَستَطِيعُونَ السّمعَ وَ ما كانُوا يُبصِرُونَ و قال تعالي مَثَلُ الفَرِيقَينِ كَالأَعمي وَ الأَصَمّ وَ البَصِيرِ وَ السّمِيعِ هَل يَستَوِيانِ مَثَلًا أَ فَلا تَذَكّرُونَالرعدقُل هَل يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُ أَم هَل تسَتوَيِ‌ الظّلُماتُ وَ النّورُ إلي قوله تعالي أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحتَمَلَ السّيلُ زَبَداً رابِياً وَ مِمّا يُوقِدُونَ عَلَيهِ فِي النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أَو مَتاعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ كَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الحَقّ وَ الباطِلَ فَأَمّا الزّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَ أَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ كَذلِكَ يَضرِبُ اللّهُ الأَمثالَ إلي قوله سبحانه أَ فَمَن يَعلَمُ أَنّما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ الحَقّ كَمَن هُوَ أَعمي إِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِ و قال تعالي الّذِينَ آمَنُوا وَ تَطمَئِنّ قُلُوبُهُم بِذِكرِ اللّهِ أَلا بِذِكرِ اللّهِ تَطمَئِنّ القُلُوبُالنحل أَمواتٌ غَيرُ أَحياءٍ وَ ما يَشعُرُونَ أَيّانَ يُبعَثُونَ و قال تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَسمَعُونَ و قال تعالي مَن عَمِلَ صالِحاً مِن ذَكَرٍ أَو أُنثي وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنّهُ حَياةً طَيّبَةًإسراءوَ مَن كانَ فِي هذِهِ أَعمي فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعمي وَ أَضَلّ سَبِيلًاالكهف وَ رَبَطنا عَلي قُلُوبِهِم و قال تعالي وَ لا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَ اتّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمرُهُ فُرُطاًالأنبياءلاهِيَةً قُلُوبُهُم و قال تعالي قُل إِنّما أُنذِرُكُم باِلوحَي‌ِ وَ لا يَسمَعُ الصّمّ الدّعاءَ إِذا ما يُنذَرُونَالحج وَ بَشّرِ المُخبِتِينَ الّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم و قال


صفحه : 30

تعالي أَ فَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَتَكُونَ لَهُم قُلُوبٌ يَعقِلُونَ بِها أَو آذانٌ يَسمَعُونَ بِها فَإِنّها لا تَعمَي الأَبصارُ وَ لكِن تَعمَي القُلُوبُ التّيِ‌ فِي الصّدُورِ و قال تعالي لِيَجعَلَ ما يلُقيِ‌ الشّيطانُ فِتنَةً لِلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ وَ القاسِيَةِ قُلُوبُهُمالفرقان أَم تَحسَبُ أَنّ أَكثَرَهُم يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ إِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلّ سَبِيلًا و قال تعالي وَ الّذِينَ إِذا ذُكّرُوا بِآياتِ رَبّهِم لَم يَخِرّوا عَلَيها صُمّا وَ عُمياناًالشعراءيَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ و قال تعالي قالُوا سَواءٌ عَلَينا أَ وَعَظتَ أَم لَم تَكُن مِنَ الواعِظِينَ و قال تعالي نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ عَلي قَلبِكَ و قال تعالي كَذلِكَ سَلَكناهُ فِي قُلُوبِ المُجرِمِينَ لا يُؤمِنُونَ بِهِ حَتّي يَرَوُا العَذابَ الأَلِيمَالنمل إِنّكَ لا تُسمِعُ المَوتي وَ لا تُسمِعُ الصّمّ الدّعاءَ إِذا وَلّوا مُدبِرِينَ وَ ما أَنتَ بهِاديِ‌ العمُي‌ِ عَن ضَلالَتِهِم إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِآياتِنا فَهُم مُسلِمُونَالروم فَإِنّكَ لا تُسمِعُ المَوتي وَ لا تُسمِعُ الصّمّ الدّعاءَ إِذا وَلّوا مُدبِرِينَ وَ ما أَنتَ بِهادِ العمُي‌ِ عَن ضَلالَتِهِم إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِآياتِنا فَهُم مُسلِمُونَ إلي قوله تعالي كَذلِكَ يَطبَعُ اللّهُ عَلي قُلُوبِ الّذِينَ لا يَعلَمُونَلقمان وَ إِذا تُتلي عَلَيهِ آياتُنا وَلّي مُستَكبِراً كَأَن لَم يَسمَعها كَأَنّ فِي أُذُنَيهِ


صفحه : 31

وَقراًالتنزيل إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَ فَلا يَسمَعُونَالأحزاب ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ فِي جَوفِهِ و قال تعالي وَ بَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَ و قال تعالي وَ إِذ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ إِلّا غُرُوراً و قال تعالي وَ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرّعبَ و قال تعالي وَ اللّهُ يَعلَمُ ما فِي قُلُوبِكُم و قال تعالي ذلِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَ قُلُوبِهِنّ و قال لَئِن لَم يَنتَهِ المُنافِقُونَ وَ الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌفاطروَ ما يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُ وَ لَا الظّلُماتُ وَ لَا النّورُ وَ لَا الظّلّ وَ لَا الحَرُورُ وَ ما يسَتوَيِ‌ الأَحياءُ وَ لَا الأَمواتُ إِنّ اللّهَ يُسمِعُ مَن يَشاءُ وَ ما أَنتَ بِمُسمِعٍ مَن فِي القُبُورِيس وَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا فَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَ و قال تعالي لِيُنذِرَ مَن كانَ حَيّاالصافات وَ إِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبراهِيمَ إِذ جاءَ رَبّهُ بِقَلبٍ سَلِيمٍالزمرأَ فَمَن شَرَحَ اللّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِن رَبّهِ فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ اللّهُ نَزّلَ أَحسَنَ الحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مثَانيِ‌َ تَقشَعِرّ مِنهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم ثُمّ تَلِينُ جُلُودُهُم وَ قُلُوبُهُم إِلي ذِكرِ اللّهِ


صفحه : 32

المؤمن كَذلِكَ يَطبَعُ اللّهُ عَلي كُلّ قَلبِ مُتَكَبّرٍ جَبّارٍ و قال تعالي وَ ما يسَتوَيِ‌ الأَعمي وَ البَصِيرُ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ لَا المسُيِ‌ءُ قَلِيلًا ما تَتَذَكّرُونَالسجدةفَأَعرَضَ أَكثَرُهُم فَهُم لا يَسمَعُونَ وَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنّةٍ مِمّا تَدعُونا إِلَيهِ وَ فِي آذانِنا وَقرٌ وَ مِن بَينِنا وَ بَينِكَ حِجابٌ فَاعمَل إِنّنا عامِلُونَ و قال وَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ فِي آذانِهِم وَقرٌ وَ هُوَ عَلَيهِم عَمًي أُولئِكَ يُنادَونَ مِن مَكانٍ بَعِيدٍالزخرف أَ فَأَنتَ تُسمِعُ الصّمّ أَو تهَديِ‌ العمُي‌َ وَ مَن كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍالجاثيةأَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلّهُ اللّهُ عَلي عِلمٍ وَ خَتَمَ عَلي سَمعِهِ وَ قَلبِهِ وَ جَعَلَ عَلي بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَن يَهدِيهِ مِن بَعدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَكّرُونَ محمدوَ مِنهُم مَن يَستَمِعُ إِلَيكَ حَتّي إِذا خَرَجُوا مِن عِندِكَ قالُوا لِلّذِينَ أُوتُوا العِلمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ اتّبَعُوا أَهواءَهُم و قال تعالي أُولئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمّهُم وَ أَعمي أَبصارَهُم أَ فَلا يَتَدَبّرُونَ القُرآنَ أَم عَلي قُلُوبٍ أَقفالُهاالفتح هُوَ ألّذِي أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ لِيَزدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمالحجرات أُولئِكَ الّذِينَ امتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُم لِلتّقوي


صفحه : 33

ق وَ جاءَ بِقَلبٍ مُنِيبٍ و قال تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَذِكري لِمَن كانَ لَهُ قَلبٌ أَو أَلقَي السّمعَ وَ هُوَ شَهِيدٌالحديدأَ لَم يَأنِ لِلّذِينَ آمَنُوا أَن تَخشَعَ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الحَقّ وَ لا يَكُونُوا كَالّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلُ فَطالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَت قُلُوبُهُم وَ كَثِيرٌ مِنهُم فاسِقُونَالمجادلةأُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَ وَ أَيّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُالصف فَلَمّا زاغُوا أَزاغَ اللّهُ قُلُوبَهُمالمنافقين فَطُبِعَ عَلي قُلُوبِهِم فَهُم لا يَفقَهُونَ إلي قوله تعالي كَأَنّهُم خُشُبٌ مُسَنّدَةٌالتغابن وَ مَن يُؤمِن بِاللّهِ يَهدِ قَلبَهُالملك وَ قالُوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا فِي أَصحابِ السّعِيرِ و قال تعالي أَ فَمَن يمَشيِ‌ مُكِبّا عَلي وَجهِهِ أَهدي أَمّن يمَشيِ‌ سَوِيّا عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ أ لم نشرح أَ لَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ1-كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن قَلبٍ إِلّا وَ لَهُ أُذُنَانِ عَلَي إِحدَاهُمَا مَلَكٌ مُرشِدٌ وَ عَلَي الأُخرَي شَيطَانٌ مُفتِنٌ هَذَا يَأمُرُهُ وَ هَذَا يَزجُرُهُ الشّيطَانُ يَأمُرُهُ باِلمعَاَصيِ‌ وَ المَلَكُ يَزجُرُهُ عَنهَا


صفحه : 34

وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّعَنِ اليَمِينِ وَ عَنِ الشّمالِ قَعِيدٌ ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

تبيين اعلم أن معرفة القلب وحقيقته وصفاته مما خفي‌ علي أكثر الخلق و لم يبين أئمتنا ع ذلك إلابكنايات وإشارات والأحوط لنا أن نكتفي‌ من ذلك بما بينوه لنا من صلاحه وفساده وآفاته ودرجاته ونسعي في تكميل هذه الخلقة العجيبة واللطيفة الربانية وتهذيبها عن الصفات الذميمة الشيطانية وتحليتها بالأخلاق الملكية الروحانية لنستعد بذلك للعروج إلي أعلي مدارج الكمال وإفاضة المعارف من حضرة ذي‌ الجلال و لايتوقف ذلك علي معرفة حقيقة القلب ابتداء فإنه لو كان متوقفا علي ذلك لأوضح موالينا وأئمتنا ع لنا ذلك بأوضح البيان وحيث لم يبينوا ذلك لنا فالأحوط بنا أن نسكت عما سكت عنه الكريم المنان لكن نذكر هنا بعض ماقيل في هذاالمقام ونكتفي‌ بذلك وَ اللّهُ المُستَعانُفاعلم أن المشهور بين الحكماء و من يسلك مسلكهم أن المراد بالقلب النفس الناطقة وهي‌ جوهر روحاني‌ متوسط بين العالم الروحاني‌ الصرف والعالم الجسماني‌ يفعل فيما دونه وينفعل عما فوقه وإثبات الأذن له علي الاستعارة والتشبيه قال بعض المحققين القلب شرف الإنسان وفضيلته التي‌ بهافاق جملة من أصناف الخلق باستعداده لمعرفة الله سبحانه التي‌ في الدنيا جماله وكماله وفخره و في الآخرة عدّته وذخره وإنما استعدّ للمعرفة بقلبه لابجارحة من جوارحه فالقلب هوالعالم بالله و هوالعامل لله و هوالساعي‌ إلي الله و هوالمتقرب إليه وإنما الجوارح أتباع له وخدم وآلات يستخدمها القلب ويستعملها استعمال الملك للعبيد واستخدام الراعي‌ للرعية والصانع للآلة. والقلب هوالمقبول عند الله إذاسلم من غير الله و هوالمحجوب عن الله إذاصار مستغرقا بغير الله و هوالمطالب والمخاطب و هوالمثاب والمعاقب و هو ألذي


صفحه : 35

يستسعد بالقرب من الله تعالي فيفلح إذازكاه و هو ألذي يخيب ويشقي إذادنسه ودساه . و هوالمطيع لله بالحقيقة به وإنما ألذي ينتشر علي الجوارح من العبادات أنواره و هوالعاصي‌ المتمرد علي الله وإنما الساري‌ علي الأعضاء من الفواحش آثاره وبإظلامه واستنارته تظهر محاسن الظاهر ومساويه إذ كل إناء يترشح بما فيه . و هو ألذي إذاعرفه الإنسان فقد عرف نفسه و إذاعرف نفسه فقد عرف ربه و هو ألذي إذاجهله الإنسان فقد جهل نفسه و إذاجهل نفسه فقد جهل ربه و من جهل بقلبه فهو بغيره أجهل وأكثر الخلق جاهلون بقلوبهم وأنفسهم و قدحيل بينهم و بين أنفسهم فأَنّ اللّهَ يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَ قَلبِهِ وحيلولته بأن لايوفقه لمشاهدته ومراقبته ومعرفة صفاته وكيفية تقلبه بين إصبعين من أصابع الرحمن و أنه كيف يهوي‌ مرة إلي أسفل السافلين ويتخفض إلي أفق الشياطين وكيف يرتفع أخري إلي أعلي عليين ويرتقي‌ إلي عالم الملائكة المقربين . و من لم يعرف قلبه ليراقبه ويراعيه ويترصد مايلوح من خزائن الملكوت عليه و فيه فهو ممن قال الله تعالي فيه وَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ نَسُوا اللّهَ فَأَنساهُم أَنفُسَهُم أُولئِكَ هُمُ الفاسِقُونَفمعرفة القلب وحقيقة أوصافه أصل الدين وأساس طريق السالكين . فإذاعرفت ذلك فاعلم أن النفس والروح والقلب والعقل ألفاظ متقاربة المعاني‌ فالقلب يطلق لمعنيين أحدهما اللحم الصنوبري‌ الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر و هولحم مخصوص و في باطنه تجويف و في ذلك التجويف دم أسود و هومنبع الروح ومعدنه و هذاالقلب موجود للبهائم بل هوموجود للميت . والمعني الثاني‌ هولطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب الجسماني‌ تعلق و قدتحيرت عقول أكثر الخلق في إدراك وجه علاقته فإن تعلقها به يضاهي‌ تعلق


صفحه : 36

الأعراض بالأجسام والأوصاف بالموصوفات أوتعلق المستعمل للآلة بالآلة أوتعلق المتمكن بالمكان وتحقيقه يقتضي‌ إفشاء سر الروح و لم يتكلم فيه رسول الله ص فليس لغيره أن يتكلم فيه . والروح أيضا يطلق علي معنيين أحدهما جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني‌ وينتشر بواسطة العروق الضوارب إلي سائر أجزاء البدن وجريانها في البدن وفيضان أنوار الحياة والحس والسمع والبصر والشم منها علي أعضائها يضاهي‌ فيضان النور من السراج ألذي يدار في زوايا الدار فإنه لاينتهي‌ إلي جزء من البيت إلا ويستنير به .فالحياة مثالها النور الحاصل في الحيطان والروح مثالها السراج وسريان الروح وحركتها في الباطن مثاله مثال حركة السراج في جوانب البيت بتحريك محركه والأطباء إذاأطلقوا اسم الروح أرادوا به هذاالمعني و هوبخار لطيف أنضجته حرارة القلب . والمعني الثاني‌ هواللطيفة الربانية العالمة المدركة من الإنسان و هو ألذي شرحناه في أحد معنيي‌ القلب و هو ألذي أراده الله تعالي بقوله يَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ‌ و هوأمر عجيب رباني‌ يعجز أكثر العقول والأفهام عن درك كنه حقيقته . والنفس أيضا مشترك بين معاني‌ ويتعلق بغرضنا منه معنيان أحدهما أن يراد به المعني الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان و هذاالاستعمال هوالغالب علي الصوفية لأنهم يريدون بالنفس الأصل الجامع للصفات المذمومة من الإنسان فيقولون لابد من مجاهدة النفس وكسرها و إليه الإشارة بقوله ص أعدي عدوك نفسك التي‌ بين جنبيك .المعني الثاني‌ هواللطيفة التي‌ ذكرناها التي‌ هوالإنسان في الحقيقة وهي‌ نفس الإنسان وذاته ولكنها توصف بأوصاف مختلفة بحسب أحوالها فإذاسكنت


صفحه : 37

تحت الأمر وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات سميت النفس المطمئنة قال تعالي يا أَيّتُهَا النّفسُ المُطمَئِنّةُ ارجعِيِ‌ إِلي رَبّكِ راضِيَةً مَرضِيّةًفالنفس بالمعني الأول لايتصور رجوعها إلي الله فإنها مبعدة عن الله تعالي و هو من حزب الشيطان و إذا لم يتم سكونها ولكنها صارت مدافعة للنفس الشهوانية ومعترضة عليها سميت النفس اللوامة لأنها تلوم صاحبها عندتقصيره في عبادة مولاها قال الله تعالي وَ لا أُقسِمُ بِالنّفسِ اللّوّامَةِ و إن تركت الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضي الشهوات ودواعي‌ الشيطان سميت النفس الأمّارة بالسوء قال الله تعالي إخبارا عن يوسف ع وَ ما أبُرَ‌ّئُ نفَسيِ‌ إِنّ النّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِ و قديجوز أن يقال الأمّارة بالسوء هي‌ النفس بالمعني الأول فإذن النفس بالمعني الأول مذمومة غاية الذم وبالمعني الثاني‌ محمودة لأنها نفس الإنسان أي ذاته وحقيقته العالمة بالله تعالي وبسائر المعلومات . والعقل أيضا مشتركة لمعان مختلفة والمناسب هنا معنيان أحدهما العلم بحقائق الأمور أي صفته العلم ألذي محله القلب والثاني‌ أنه قديطلق ويراد به المدرك المعلوم فيكون هوالقلب أعني‌ تلك اللطيفة.فإذن قدانكشف لك أن معاني‌ هذه الأسامي‌ موجودة و هوالقلب الجسماني‌ والروح الجسماني‌ والنفس الشهوانية والعقل العلمي‌ و هذه أربعة معان يطلق عليها الألفاظ الأربعة ومعني خامس وهي‌ اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان والألفاظ الأربعة بجملتها يتوارد عليها فالمعاني‌ خمسة والألفاظ أربعة و كل لفظ أطلق لمعنيين . وأكثر العلماء قدالتبس عليهم اختلاف هذه الألفاظ وتواردها فتراهم يتكلمون في الخواطر ويقولون هذاخاطر العقل و هذاخاطر الروح و هذا


صفحه : 38

خاطر النفس و هذاخاطر القلب و ليس يدري‌ الناظر اختلاف معاني‌ هذه الأسماء وحيث ورد في الكتاب والسنة لفظ القلب فالمراد به المعني ألذي يفقه من الإنسان ويعرف حقيقة الأشياء و قديكني عنه بالقلب ألذي في الصدر لأن بين تلك اللطيفة و بين جسم القلب علاقة خاصة فإنها و إن كانت متعلقة بسائر البدن ومستعملة له ولكنها تتعلق به بواسطة القلب فتعلقها الأول بالقلب فكأنه محلها ومملكتها وعالمها ومطيتها ولذا شبه القلب بالعرش والصدر بالكرسي‌. ثم قال في بيان تسلط الشيطان علي القلب اعلم أن القلب مثال قبة لها أبواب تنصب إليها الأحوال من كل باب ومثاله أيضا مثال هدف تنصب إليه السهام من الجوانب أو هومثال مرآة منصوبة يجتاز عليها أنواع الصور المختلفة فيتراءي فيهاصورة بعدصورة و لايخلو عنها أومثال حوض ينصب إليه مياه مختلفة من أنهار مفتوحة إليه وإنما مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب في كل حال إما من الظاهر فالحواس الخمس وإما من الباطن فالخيال والشهوة والغضب والأخلاق المركبة في مزاج الإنسان فإنه إذاأدرك بالحواس شيئا حصل منه أثر في القلب و إن كف عن الإحساس والخيالات الحاصلة في النفس تبقي وينتقل الخيال من شيء إلي شيء وبحسب انتقال الخيال ينتقل القلب من حال إلي حال والمقصود أن القلب في التقلب والتأثر دائما من هذه الآثار وأخص الآثار الحاصلة في القلب هي‌ الخواطر وأعني‌ بالخواطر مايعرض فيه من الأفكار والأذكار وأعني‌ به إدراكاته علوما إما علي سبيل التجدد وإما علي سبيل التذكر فإنها تسمي خواطر من حيث إنها تخطر بعد أن كان القلب غافلا عنها والخواطر هي‌ المحركات للإرادات فإن النية والعزم والإرادة إنما تكون بعدخطور المنوي‌ بالبال لامحالة فمبدأ الأفعال الخواطر ثم الخاطر يحرك الرغبة والرغبة تحرك العزم ويحرك العزم النية والنية تحرك الأعضاء. والخواطر المحركة للرغبة تنقسم إلي مايدعو إلي الشر أعني‌ مايضر في العاقبة و إلي مايدعو إلي الخير أعني‌ ماينفع في الآخرة فهما خاطران مختلفان


صفحه : 39

فافتقرا إلي اسمين مختلفين فالخاطر المحمود يسمي إلهاما والخاطر المذموم أعني‌ الداعي‌ إلي الشر يسمي وسواسا. ثم إنك تعلم أن هذه الخواطر حادثة و كل حادث لابد له من سبب ومهما اختلفت الحوادث دل علي اختلاف الأسباب هذا ماعرف من سنة الله عز و جل في ترتيب المسببات علي الأسباب فمهما استنار حيطان البيت بنور النار وأظلم سقفه واسود بالدخان علمت أن سبب السواد غيرسبب الاستنارة كذلك لأنوار القلب وظلماته سببان مختلفان فسبب الخاطر الداعي‌ إلي الخير يسمي ملكا وسبب الخاطر الداعي‌ إلي الشر يسمي شيطانا واللطف ألذي به يتهيأ القلب لقبول إلهام الملك يسمي توفيقا و ألذي به يتهيأ لقبول وسواس الشيطان يسمي إغواء وخذلانا فإن المعاني‌ المختلفة تفتقر إلي أسامي‌ مختلفة. والملك عبارة عن خلق خلقه الله شأنه إفاضة الخير وإفادة العلم وكشف الحق والوعد بالمعروف و قدخلقه الله وسخره لذلك والشيطان عبارة عن خلق شأنه ضد ذلك و هوالوعد بالشر والأمر بالفحشاء والتخويف عندالهم بالخير بالفقر والوسوسة في مقابلة الإلهام والشيطان في مقابلة الملك والتوفيق في مقابلة الخذلان و إليه الإشارة بقوله تعالي وَ مِن كُلّ شَيءٍ خَلَقنا زَوجَينِ لَعَلّكُم تَذَكّرُونَ فإن الموجودات كلها متقابلة مزدوجة إلا الله تعالي فإنه لامقابل له بل هوالواحد الحق الخالق للأزواج كلها والقلب متجاذب بين الشيطان والملك فقد قَالَص لِلقَلبِ لَمّتَانِ لَمّةٌ مِنَ المَلَكِ إِيعَادٌ بِالخَيرِ وَ تَصدِيقٌ بِالحَقّ فَمَن وَجَدَ ذَلِكَ فَليَعلَم أَنّهُ مِنَ اللّهِ فَليَحمَدِ اللّهَ وَ لَمّةٌ مِنَ العَدُوّ إِيعَادٌ بِالشّرّ وَ تَكذِيبٌ بِالحَقّ وَ نهَي‌ٌ عَنِ الخَيرِ فَمَن وَجَدَ ذَلِكَ فَليَتَعَوّذ مِنَ الشّيطَانِ ثُمّ تَلَاالشّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَالآيَةَ

. ولتجاذب القلب بين هاتين اللمتين

قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَلبُ المُؤمِنِ بَينَ


صفحه : 40

إِصبَعَينِ مِن أَصَابِعِ الرّحمَنِ

و الله سبحانه منزه عن أن يكون له إصبع مركبة من دم ولحم وعظم ينقسم بالأنامل ولكن روح الإصبع سرعة التقليب والقدرة علي التحريك والتغيير فإنك لاتريد إصبعك لشخصها بل لفعلها في التقليب والترديد و كماأنك تتعاطي الأفعال بأصابعك فالله تعالي إنما يفعل مايفعله باستسخار الملك والشيطان وهما مسخران بقدرته في تقليب القلوب كما أن أصابعك مسخرة لك في تقليب الأجسام مثلا. والقلب بأصل الفطرة صالح لقبول آثار الملائكة والشياطين صلاحا متساويا ليس يترجح أحدهما علي الآخر وإنما يترجح أحد الجانبين باتباع الهوي والإكباب علي الشهوات أوالإعراض عنها ومخالفتها فإن اتبع الإنسان مقتضي الشهوة والغضب ظهر تسلط الشيطان بواسطة الهوي وصار القلب عش الشيطان ومعدنه لأن الهوي هومرعي الشيطان ومرتعه و إن جاهد الشهوات و لم يسلطها علي نفسه وتشبه بأخلاق الملائكة صار قلبه مستقر الملائكة ومهبطهم . و لما كان لايخلو قلب عن شهوة وغضب وحرص وطمع وطول أمل إلي غير ذلك من صفات البشرية المتشعبة عن الهوي لاجرم لم يخل قلب عن أن يكون للشيطان فيه جولان بالوسوسة ولذلك

قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِنكُم مِن أَحَدٍ إِلّا وَ لَهُ شَيطَانٌ قَالُوا وَ لَا أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ لَا أَنَا إِلّا أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أعَاَننَيِ‌ عَلَيهِ فَأَسلَمَ فَلَم يأَمرُنيِ‌ إِلّا بِخَيرٍ

. وإنما كان هذالأن الشيطان لايتصرف إلابواسطة الشهوة فمن أعانه الله علي شهوته حتي صار لاينبسط إلاحيث ينبغي‌ و إلي الحد ألذي ينبغي‌ فشهوته لاتدعوه إلي الشر فالشيطان المتدرع بها لايأمر إلابالخير ومهما غلب علي القلب ذكر الدنيا ومقتضيات الهوي وجد الشيطان مجالا فوسوس ومهما انصرف القلب إلي ذكر الله تعالي ارتحل الشيطان وضاق مجاله وأقبل الملك وألهم .فالتطارد بين جندي‌ الملائكة والشياطين في معركة القلب دائم إلي أن ينفتح القلب لأحدهما فيسكن ويستوطن و يكون اجتياز الثاني‌ اختلاسا وأكثر القلوب


صفحه : 41

قدفتحها جنود الشيطان وملكوها فامتلأت بالوساوس الداعية إلي إيثار العاجلة واطراح الآخرة ومبدأ استيلائها اتباع الهوي و لايمكن فتحها بعد ذلك إلابتخلية القلب عن قوت الشيطان و هوالهوي والشهوات وعمارته بذكر الله إذ هومطرح أثر الملائكة ولذلك قال الله تعالي إِنّ عبِاديِ‌ لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ و كل من اتبع الهوي فهو عبدالهوي لا عبد الله فلذلك تسلط عليه الشيطان و قال تعالي أَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُإشارة إلي أن الهوي إلهه ومعبوده فهو عبدالهوي لا عبد الله . و لايمحو وسوسة الشيطان عن القلب إلاذكر شيءسوي مايوسوس به لأنه إذاحضر في القلب ذكر شيءانعدم عنه ما كان فيه من قبل ولكن كل شيءسوي ذكر الله وسوي مايتعلق به فيجوز أن يكون أيضا مجالا للشيطان فذكر الله سبحانه هو ألذي يؤمن جانبه ويعلم أنه ليس للشيطان فيه مجال . و لايعالج الشيطان إلابضده وضد جميع وساوس الشيطان ذكر الله تعالي والاستعاذة به والتبري‌ عن الحول والقوة و هومعني قولك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم و لاحول و لاقوة إلابالله العلي‌ العظيم و ذلك لايقدر عليه إلاالمتقون الذين الغالب عليهم ذكر الله وإنما الشيطان يطوف بقلوبهم في أوقات الفلتات علي سبيل الخلسة قال الله تعالي إِنّ الّذِينَ اتّقَوا إِذا مَسّهُم طائِفٌ مِنَ الشّيطانِ تَذَكّرُوا فَإِذا هُم مُبصِرُونَ. و قال مجاهد في قوله مِن شَرّ الوَسواسِ الخَنّاسِ قال هومنبسط علي قلب الإنسان فإذاذكر الله سبحانه خنس وانقبض و إذاغفل انبسط علي قلبه .فالتطارد بين ذكر الله ووسوسة الشيطان كالتطارد بين النور والظلام و بين الليل والنهار ولتطاردهما قال الله تعالي استَحوَذَ عَلَيهِمُ الشّيطانُ فَأَنساهُم

ذِكرَ اللّهِ

وَ فِي الحَدِيثِ إِنّ الشّيطَانَ وَاضِعٌ خَطمَهُ عَلَي قَلبِ ابنِ آدَمَ فَإِذَا ذَكَرَ اللّهَ خَنَسَ وَ إِن نسَيِ‌َ اللّهَ التَقَمَ قَلبَهُ.

و كما أن الشهوات ممتزجة بلحم الآدمي‌ ودمه فسلطنة الشيطان أيضا سارية في لحمه ودمه ومحيطة بالقلب من جوانبه ولذا

قَالَص إِنّ الشّيطَانَ ليَجَريِ‌ مِنِ ابنِ آدَمَ مَجرَي الدّمِ فَضَيّقُوا مَجَارِيَهُ بِالجُوعِ

و ذلك لأن الجوع يكسر الشهوة ومجري الشيطان الشهوات ولأجل اكتناف الشهوات للقلب من جوانبه قال الله تعالي إخبارا عن إبليس لَأَقعُدَنّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقِيمَ ثُمّ لَآتِيَنّهُم مِن بَينِ أَيدِيهِم وَ مِن خَلفِهِم وَ عَن أَيمانِهِم وَ عَن شَمائِلِهِم. و

قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ الشّيطَانَ قَعَدَ لِابنِ آدَمَ فِي طُرُقِهِ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسلَامِ فَقَالَ لَهُ أَ تُسلِمُ وَ تَترُكُ دِينَكَ وَ دِينَ آبَائِكَ فَعَصَاهُ فَأَسلَمَ ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الهِجرَةِ فَقَالَ أَ تُهَاجِرُ وَ تَدَعُ أَرضَكَ وَ نِسَاءَكَ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الجِهَادِ فَقَالَ أَ تُجَاهِدُ وَ هُوَ تَلَفُ النّفسِ وَ المَالِ فَتُقَاتِلُ فَتُقتَلُ فَتُنكَحُ نِسَاؤُكَ وَ تُقسَمُ مَالُكَ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَمَاتَ كَانَ حَقّاً عَلَي اللّهِ أَن يُدخِلَهُ الجَنّةَ

فقد ذكرص معني الوسوسة فإذن الوسواس معلوم بالمشاهدة. و كل خاطر فله سبب ويفتقر إلي اسم تعرفه فاسم سببه الشيطان و لايتصور أن ينفك عنه آدمي‌ وإنما يختلفون بعصيانه ومتابعته ولذا

قَالَص مَا مِن أَحَدٍ إِلّا وَ لَهُ شَيطَانٌ.

و قداتضح بهذا النوع من استبصار معني الوسوسة والإلهام والملك والشيطان والتوفيق والخذلان فبعد هذانظر من ينظر في ذات الشيطان و أنه جسم لطيف أو ليس بجسم و إن كان جسما فكيف يدخل في بدن الإنسان ما هوجسم فهذا الآن غيرمحتاج إليه في علم المعاملة بل مثال الباحث عن هذاكمثال


صفحه : 43

من دخل في ثوبه حية و هومحتاج إلي دفع ضراوتها فاشتغل بالبحث عن لونها وطولها وعرضها و ذلك عين الجهل لمصادفة الخواطر الباعثة علي الشرور و قدعلمت ودل ذلك علي أنه عن سبب لامحالة وعلم أن الداعي‌ إلي الشر المحذور المستقبل عدو فقد عرف العدو فينبغي‌ أن يشتغل بمجاهدته . و قدعرف الله سبحانه عداوته في مواضع كثيرة من كتابه ليؤمن به ويحترز عنه فقال تعالي إِنّ الشّيطانَ لَكُم عَدُوّ فَاتّخِذُوهُ عَدُوّا إِنّما يَدعُوا حِزبَهُ لِيَكُونُوا مِن أَصحابِ السّعِيرِ و قال تعالي أَ لَم أَعهَد إِلَيكُم يا بنَيِ‌ آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشّيطانَ إِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌفينبغي‌ للعبد أن يشتغل بدفع العدو عن نفسه لابالسؤال عن أصله ونسبه ومسكنه .نعم ينبغي‌ أن يسأل عن سلاحه ليدفعه عن نفسه وسلاح الشيطان الهوي والشهوات و ذلك كاف للعالمين فأما معرفة صفة ذاته وحقيقة الملائكة فذلك ميدان العارفين المتغلغلين في علوم المكاشفات و لايحتاج في المعاملة إلي معرفته إلي آخر ماحققه في هذاالمقام . وأقول ماذكره أن دفع الشيطان لايتوقف علي معرفته حق لكن تأويل الملك والشيطان بما أومأ إليه في هذاالمقام وصرح به في غيره مع تصريح الكتاب بخلافه جرأة علي الله تعالي و علي رسوله كماحققناه في المجلد الرابع عشر والتوكل علي الله العليم الخبير وإنما بسطنا الكلام في هذاالمقام ليسهل عليك فهم الأخبار الماضية والآتية. وشيطان مفتن بكسر التاء المشددة أوالمخففة أي مضل في القاموس الفتنة بالكسر الخبرة وإعجابك بالشي‌ء فتنه يفتنه فتنا وفتونا وأفتنه والضلال والإثم والكفر والفضيحة والعذاب وإذابة الذهب والفضة والإضلال والجنون


صفحه : 44

والمحنة واختلاف الناس في الآراء وفتنه يفتنه أوقعه في الفتنة كفتنه وأفتنه قال سبحانه إِذ يَتَلَقّي المُتَلَقّيانِ قال البيضاوي‌ مقدر باذكر أومتعلق بأقرب يعني‌ في قوله وَ نَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَرِيدِ أي هوأعلم بحاله من كل قريب حين يتلقي أي يتلقي الحفيظان مايتلفظ به عَنِ اليَمِينِ وَ عَنِ الشّمالِ قَعِيدٌ أي عن اليمين قعيد و عن الشمال قعيد أي مقاعد كالجليس فحذف الأول لدلالة الثاني‌ عليه كقوله


  إني‌ وقيار بهالغريب

وقيل يطلق الفعيل للواحد والمتعددوَ المَلائِكَةُ بَعدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ.ما يَلفِظُ مِن قَولٍ مايرمي به من فيه إِلّا لَدَيهِ رَقِيبٌملك يرقب عمله عَتِيدٌمعد حاضر ولعله يكتب عليه ما فيه ثواب أوعقاب انتهي . وأقول ظاهر أكثر الأخبار الواردة من طريق الخاص والعام أن المتلقيين والرقيب العتيد هما الملكان الكاتبان للأعمال فصاحب اليمين يكتب الحسنات وصاحب الشمال يكتب السيئات وظاهر هذاالخبر أن الرقيب والعتيد الملك والشيطان بل المتلقيين أيضا ويحتمل أن يكون هذابطن الآية أو يكون الرقيب العتيد صاحب اليمين و يكون الزاجر والكاتب متحدا

2- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن سَعدَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ لِلقَلبِ أُذُنَينِ فَإِذَا هَمّ العَبدُ بِذَنبٍ قَالَ لَهُ رُوحُ الإِيمَانِ لَا تَفعَل وَ قَالَ لَهُ الشّيطَانُ افعَل وَ إِذَا كَانَ عَلَي بَطنِهَا نُزِعَ مِنهُ رُوحُ الإِيمَانِ

بيان فإذاهمّ العبد للنفس طريق إلي الخير وطريق إلي الشر وللخير مشقة حاضرة زائلة ولذة غائبة دائمة وللشر لذة حاضرة فانية ومشقة غائبة باقية والنفس يطلب اللذة ويهرب عن المشقة فهو دائما متردد بين الخير


صفحه : 45

والشر فروح الإيمان يأمره بالخير وينهاه عن الشر والشيطان بالعكس وهنا يحتمل وجوها.الأول أن يكون المراد به الملك كماصرح به في بعض الأخبار وسمي‌ بروح الإيمان لأنه مؤيد له وسبب لبقائه فكأنه روحه و به حياته .الثاني‌ أن يراد به العقل فإنه أيضا كذلك ومتي لم يغلب الهوي والشهوات النفسانية العقل لم يرتكب الخطيئة فكأن العقل يفارقه في تلك الحالة الثالث أن يراد به الروح الإنساني‌ من حيث اتصافه بالإيمان فإنها من هذه الجهة روح الإيمان فإذاغلبها الهوي و لم يعمل بمقتضاها فكأنها فارقته .الرابع أن يراد به قوة الإيمان وكماله ونوره فإن كمال الإيمان باليقين واليقين بالله واليوم الآخر لايجتمع مع ارتكاب الكبائر والذنوب الموبقة فمفارقته كناية عن ضعفه فإذاندم بعدانكسار الشهوة مما فعل وتفكر في الآخرة وبقائها وشدة عقوباتها وخلوص لذاتها يقوي يقينه فكأنه يعود إليه .الخامس أن يراد به نفس الإيمان وتكون الإضافة للبيان فإن الإيمان الحقيقي‌ ينافي‌ ارتكاب موبقات المعاصي‌ كماأشير إليه بقولهم ع لايزني‌ الزاني‌ حين يزني‌ و هومؤمن فإن من آمن وأيقن بوجود النار وإيعاد الله تعالي علي الزنا أشد العذاب فيهاكيف يجتر‌ئ علي الزنا وأمثالها إذ لوأوعده بعض الملوك علي فعل من الأفعال ضربا شديدا أوقتلا بل ضربا خفيفا أوإهانة وعلم أن الملك سيطلع عليه لايرتكب هذاالفعل وكذا لو كان صبي‌ من غلمانه أوضعيف من بعض خدمه فكيف الأجانب حاضرا لايفعل الأمور القبيحة فكيف يجتمع الإيمان بأن الملك القادر القاهر الناهي‌ الآمر مطلع علي السرائر و لايخفي عليه الضمائر مع ارتكاب الكبائر بحضرته وهل هذا إلا من ضعف الإيمان ولذا قيل الفاسق إما كافر أومجنون .السادس أن يقال في الكافر ثلاثة أرواح هي‌ موجودة في الحيوانات وهي‌ الروح الحيوانية والقوة البدنية والقوة الشهوانية فإنهم ضيعوا الروح


صفحه : 46

التي‌ بهايمتاز الإنسان عن سائر الحيوان وجعلوها تابعة للشهوات النفسانية والقوي البهيمية فإما أن تفارقهم بالكلية كماقيل أو لماصارت باطلة معطلة فكأنها فارقتهم ولذا قال تعالي إِن هُم إِلّا كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلّ سَبِيلًا. و في المؤمنين أربعة أرواح فإنه يتعلق بهم روح يصيرون به أحياء بالحياة المعنوية الأبدية فهي‌ مع الأرواح البدنية تصير أربعا و في الأنبياء والأوصياء ع روح خامس هوروح القدس و هذا علي بعض الوجوه قريب من الوجه الثالث . والحاصل أن الإنسان في بدو الأمر عندكونه نطفة جماد ولها صورة جمادية ثم يترقي إلي درجة النباتات فتتعلق به نفس نباتية ثم يترقي إلي أن تتعلق به نفس حيوانية هي‌ مبدأ للحس والحركة ثم يترقي إلي أن تتعلق به روح آخر هومبدأ الإيمان ومنشأ سائر الكمالات ثم يترقي إلي أن يتعلق به روح القدس فيحيط بجميع العوالم ويصير محلا للإلهامات الربانية والإفاضات السبحانية و قال بعضهم بناء علي القول بالحركة في الجوهر إن الصورة النوعية الجمادية المنوية تترقي وتتحرك إلي أن تصير نفسا نباتية ثم تترقي إلي أن تصير نفسا حيوانيا وروحا حيوانيا ثم تترقي إلي أن تصير نفسا مجردا علي زعمه مدركة للكليات ثم تترقي إلي أن تصير نفسا قدسيا وروح القدس و علي زعمه يتحد بالعقل . هذا ماحضرني‌ مما يمكن أن يقال في حل هذه الأخبار باختلاف مسالك العلماء ومذاهبهم في تلك الأمور والأول أظهر علي قواعد متكلمي‌ الإمامية وظواهر الأخبار و الله المطّلع علي غوامض الأسرار وحججه صلوات الله عليهم ماتعاقب الليل والنهار. وأقول البارز في قوله ع علي بطنها راجع إلي المرأة المزني‌ّ بها في الزنا ذكره علي سبيل المثال


صفحه : 47

3- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ لِقَلبِهِ أُذُنَانِ فِي جَوفِهِ أُذُنٌ يَنفُثُ فِيهَا الوَسوَاسُ الخَنّاسُ وَ أُذُنٌ يَنفُثُ فِيهَا المَلَكُ فَيُؤَيّدُ اللّهُ المُؤمِنَ بِالمَلَكِ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ أَيّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ

بيان في جوفه تأكيد لئلا يتوهم أن المراد بهما الأذنان اللتان في الرأس لأن لهما أيضا طريقا إلي القلب و قال البيضاوي‌مِن شَرّ الوَسواسِ أي الوسوسة كالزلزال بمعني الزلزلة و أماالمصدر فبالكسر كالزلزال والمراد به الموسوس سمي‌ به مبالغةالخَنّاسِ ألذي عادته أن يخنس أي يتأخر إذاذكر الإنسان ربه ألّذِي يُوَسوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ إذاغفلوا عن ذكر ربهم و ذلك كالقوة الوهمية فإنها تساعد العقل في المقدمات فإذاآل الأمر إلي النتيجة خنست وأخذت توسوسه وتشككه مِنَ الجِنّةِ وَ النّاسِبيان للوسواس أوللذي‌ أومتعلق بيوسوس أي يوسوس في صدورهم من جهة الجنة و الناس وقيل بيان للناس علي أن المراد به مايعمّ القبيلين و فيه تعسف إلا أن يراد به الناسي‌ كقوله يَومَ يَدعُ الدّاعِ فإن نسيان حق الله يعم الثقلين . و قال الطبرسي‌ قدس سره فيه أقوال أحدها أن معناه من شرّ الوسوسة الواقعة من الجنة والوسواس حديث النفس بما هوكالصوت الخفي‌ وأصله الصوت الخفي‌ والوسوسة كالهمهمة و منه قولهم فلان موسوس إذاغلب عليه مايعتريه من المِرّة يقال وسوس يوسوس وسواسا ووسوسة وتوسوس والخنوس الاختفاء بعدالظهور خنس يخنس . وثانيها أن معناه من شر ذي‌ الوسواس و هوالشيطان كماجاء في الأثر أنه يوسوس فإذاذكر ربه خنس ثم وصفه الله تعالي بقوله ألّذِي يُوَسوِسُ فِي


صفحه : 48

صُدُورِ النّاسِ أي بالكلام الخفي‌ ألذي يصل مفهومه إلي قلوبهم من غيرسماع ثم ذكر أنه مِنَ الجِنّةِ و هوالشياطين وَ النّاسِعطف علي الوسواس . وثالثها أن معناه من شر ذي‌ الوسواس الخناس ثم فسره بقوله من الجنة و الناس فوسواس الجنة هووسواس الشيطان و في وسواس الإنس وجهان أحدهما أنه وسوسة الإنسان من نفسه والثاني‌ إغواء من يغويه من الناس ويدل عليه شَياطِينَ الإِنسِ وَ الجِنّفشيطان الجن يوسوس وشيطان الإنس يأتي‌ علانية ويري‌ أنه ينصح وقصده الشر. قال مجاهد الخناس الشيطان إذاذكر الله سبحانه خنس وانقبض و إذا لم يذكر الله انبسط علي القلب ويؤيده مَا روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّ الشّيطَانَ وَاضِعٌ خَطمَهُ عَلَي قَلبِ ابنِ آدَمَ فَإِذَا ذَكَرَ اللّهَ سُبحَانَهُ خَنَسَ وَ إِن نسَيِ‌َ التَقَمَ قَلبَهُ فَذَلِكَ الوَسوَاسُ الخَنّاسُ

وقيل الخناس معناه الكثير الاختفاء بعدالظهور و هوالمستتر المختفي‌ عن أعين الناس لأنه يوسوس من حيث لايري بالعين وقيل إن المعني يلقي‌ الشغل في قلوبهم بوسواسه والمراد أن له رفقا به يوصل الوسواس إلي الصدر و هوأغرب من خلوصه بنفسه إلي الصدر.

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ لِقَلبِهِ فِي صَدرِهِ أُذُنَانِ أُذُنٌ يَنفُثُ فِيهَا المَلَكُ وَ أُذُنٌ يَنفُثُ فِيهَا الوَسوَاسُ الخَنّاسُ فَيُؤَيّدُ اللّهُ المُؤمِنَ بِالمَلَكِ وَ هُوَ قَولُهُ سُبحَانَهُوَ أَيّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ

و قال رحمه الله في قوله تعالي أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَ أي ثبت في قلوبهم الإيمان بما فعل بهم من الألطاف فصار كالمكتوب وقيل كتب في قلوبهم علامة الإيمان ومعني ذلك أنها سمة لمن شاهدهم من الملائكة علي أنهم مؤمنون وَ أَيّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ أي قواهم بنور الإيمان ويدل عليه قوله وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري‌ ماالكتاب و لاالإيمان


صفحه : 49

وقيل معناه قواهم بنور الحجج والبرهان حتي اهتدوا للحق وعملوا به وقيل قواهم بالقرآن ألذي هوحياة القلوب من الجهل وقيل أيدهم بجبرئيل في كثير من المواطن ينصرهم ويدفع عنهم . و قال البيضاوي‌بِرُوحٍ مِنهُ أي من عند الله و هونور القلب أوالقرآن أوالنصر علي العدو وقيل الضمير للإيمان فإنه سبب لحياة القلب انتهي

وَ روُيِ‌َ عَن طَرِيقِ العَامّةِ أَنّ الشّيطَانَ يجَريِ‌ مِنِ ابنِ آدَمَ مَجرَي الدّمِ

. قال الأزهري‌ معناه أنه لايفارق ابن آدم مادام حيا كما لايفارقه دمه و قال هذا علي طريق ضرب المثل وجمهورهم حملوه علي ظاهره وقالوا إن الشيطان جعل له هذاالقدر من التطرق إلي باطن الآدمي‌ بلطافة هيأته فيجري‌ في العروق التي‌ هي‌ مجاري‌ الدم إلي أن يصل إلي قلبه فيوسوسه علي حسب ضعف إيمان العبد وقلة ذكره وكثرة غفلته ويبعد عنه ويقل تسلطه وسلوكه إلي باطنه بمقدار قوته ويقظته ودوام ذكره وإخلاص توحيده . ونقل عن ابن عباس أنه تعالي جعله بحيث يجري‌ من بني‌ آدم مجري الدم وصدور بني‌ آدم مسكن له كما قال مِن شَرّ الوَسواسِإلخ والجنة الشياطين و كما

قَالَ النّبِيّص إِنّ الشّيطَانَ لَيَجثِمُ عَلَي قَلبِ بنَيِ‌ آدَمَ لَهُ خُرطُومٌ كَخُرطُومِ الكَلبِ إِذَا ذَكَرَ العَبدُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَنَسَ أَي رَجَعَ عَلَي عَقِبَيهِ وَ إِذَا غَفَلَ عَن ذِكرِ اللّهِ وَسوَسَ فَاشتُقّ لَهُ اسمَانِ مِن فِعلَيهِ الوَسوَاسُ مِن وَسوَسَتِهِ عِندَ غَفلَةِ العَبدِ وَ الخَنّاسُ مِن خُنُوسِهِ عِندَ ذِكرِ العَبدِ

.قيل و الناس عطف علي الجنة والإنس لايصل في وسوسته بذاته إلي باطن


صفحه : 50

الآدمي‌ فكذا الجنة في وسوسته وأجيب بأن الإنس ليس له ماللجن من اللطافة فعدم وصول الإنس إلي الجوف لايستلزم عدم وصول الجن إليه . ثم إن الله تعالي بلطفه جعل للإنسان حفظة من الملائكة وأعطاهم قوي الإلهام والإلمام بهم في بواطن الإنسان في مقابلة لمة الشيطان كماروي‌ أن للملك لمة بابن آدم وللشيطان لمّة لمّة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليحمد الله ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق فمن وجد من ذلك شيئا فليستعذ بالله من الشيطان . و في النهاية في حديث ابن مسعود لابن آدم لمّتان لمّة من الملك ولمّة من الشيطان اللمة الهمة والخطرة تقع في القلب أراد إلمام الملك أوالشيطان به والقرب منه فما كان من خطرات الخير فهو من الملك و ما كان من خطرات الشر فهو من الشيطان

4- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الدبّيَليِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن سُفيَانَ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ الشعّبيِ‌ّ عَنِ النّعمَانِ بنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي الإِنسَانِ مُضغَةٌ إِذَا هيِ‌َ سَلِمَت وَ صَحّت سَلِمَ بِهَا سَائِرُ الجَسَدِ فَإِذَا سَقِمَت سَقِمَ لَهَا سَائِرُ الجَسَدِ وَ فَسَدَ وَ هيِ‌َ القَلبُ

5- شي‌،[تفسير العياشي‌] فِي حَدِيثِ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ فِي قَولِ اللّهِخُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ أَ قُوّةٌ فِي الأَبدَانِ أَم قُوّةٌ فِي القُلُوبِ قَالَ فِيهِمَا جَمِيعاً

6-ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ عَن أَبِي العَبّاسِ السّرّاجِ عَن قُتَيبَةَ عَن رُشَيدِ بنِ سَعدٍ البصَريِ‌ّ عَن شَرَاحِيلَ بنِ يَزِيدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ وَ أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِذَا طَابَ قَلبُ المَرءِ طَابَ جَسَدُهُ وَ إِذَا خَبُثَ القَلبُ


صفحه : 51

خَبُثَ الجَسَدُ

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص شَرّ العَمَي عَمَي القَلبِ

8- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ابنَهُ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ مِنَ البَلَاءِ الفَاقَةَ وَ أَشَدّ مِن ذَلِكَ مَرَضُ البَدَنِ وَ أَشَدّ مِن ذَلِكَ مَرَضُ القَلبِ وَ إِنّ مِنَ النّعَمِ سَعَةَ المَالِ وَ أَفضَلُ مِن ذَلِكَ صِحّةُ البَدَنِ وَ أَفضَلُ مِن ذَلِكَ تَقوَي القُلُوبِ

9- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ القُلُوبُ ثَلَاثَةٌ قَلبٌ مَنكُوسٌ لَا يَعثُرُ عَلَي شَيءٍ مِنَ الخَيرِ وَ هُوَ قَلبُ الكَافِرِ وَ قَلبٌ فِيهِ نُكتَةٌ سَودَاءُ فَالخَيرُ وَ الشّرّ فِيهِ يَعتَلِجَانِ فَمَا كَانَ مِنهُ أَقوَي غَلَبَ عَلَيهِ وَ قَلبٌ مَفتُوحٌ فِيهِ مِصبَاحٌ يَزهَرُ فَلَا يُطفَأُ نُورُهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ هُوَ قَلبُ المُؤمِنِ

10- مع ،[معاني‌ الأخبار]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن هَارُونَ عَنِ المُفَضّلِ عَن سَعدٍ الخَفّافِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَالقُلُوبُ أَربَعَةٌ قَلبٌ فِيهِ نِفَاقٌ وَ إِيمَانٌ وَ قَلبٌ مَنكُوسٌ وَ قَلبٌ مَطبُوعٌ وَ قَلبٌ أَزهَرُ أَنوَرُ قُلتُ مَا الأَزهَرُ قَالَ فِيهِ كَهَيئَةِ السّرَاجِ فَأَمّا المَطبُوعُ فَقَلبُ المُنَافِقِ وَ أَمّا الأَزهَرُ فَقَلبُ المُؤمِنِ إِن أَعطَاهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ شَكَرَ وَ إِنِ ابتَلَاهُ صَبَرَ وَ أَمّا المَنكُوسُ فَقَلبُ المُشرِكِ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَأَ فَمَن يمَشيِ‌ مُكِبّا عَلي وَجهِهِ أَهدي أَمّن يمَشيِ‌ سَوِيّا عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍ وَ أَمّا القَلبُ ألّذِي فِيهِ


صفحه : 52

إِيمَانٌ وَ نِفَاقٌ فَهُم قَومٌ كَانُوا بِالطّائِفِ فَإِن أَدرَكَ أَحَدَهُم أَجَلُهُ عَلَي نِفَاقِهِ هَلَكَ وَ إِن أَدرَكَ عَلَي إِيمَانِهِ نَجَا

11- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن عَلَامَاتِ الشّقَاءِ جُمُودُ العَينِ وَ قَسوَةُ القَلبِ وَ شِدّةُ الحِرصِ فِي طَلَبِ الرّزقِ وَ الإِصرَارُ عَلَي الذّنبِ

12- ل ،[الخصال ] فِي وَصِيّةِ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع يَا عَلِيّ أَربَعُ خِصَالٍ مِنَ الشّقَاءِ جُمُودُ العَينِ وَ قَسَاوَةُ القَلبِ وَ بُعدُ الأَمَلِ وَ حُبّ البَقَاءِ

13- ع ،[علل الشرائع ] مُحَمّدُ بنُ مُوسَي البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ مَاجِيلَوَيهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ أَعجَبُ مَا فِي الإِنسَانِ قَلبُهُ وَ لَهُ مَوَادّ مِنَ الحِكمَةِ وَ أَضدَادٌ مِن خِلَافِهَا فَإِن سَنَحَ لَهُ الرّجَاءُ أَذَلّهُ الطّمَعُ وَ إِن هَاجَ بِهِ الطّمَعُ أَهلَكَهُ الحِرصُ وَ إِن مَلَكَهُ اليَأسُ قَتَلَهُ الأَسَفُ وَ إِن عَرَضَ لَهُ الغَضَبُ اشتَدّ بِهِ الغَيظُ وَ إِن سُعِدَ بِالرّضَا نسَيِ‌َ التّحَفّظَ وَ إِن نَالَهُ الخَوفُ شَغَلَهُ الحَذَرُ وَ إِنِ اتّسَعَ لَهُ الأَمنُ استَلَبَتهُ الغِرّةُ وَ إِن جُدّدَت لَهُ النّعمَةُ أَخَذَتهُ العِزّةُ وَ إِن أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الجَزَعُ وَ إِنِ استَفَادَ مَالًا أَطغَاهُ الغِنَي وَ إِن عَضّتهُ فَاقَةٌ شَغَلَهُ البَلَاءُ وَ إِن جَهَدَهُ الجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضّعفُ وَ إِن أَفرَطَ فِي الشّبَعِ كَظّتهُ البِطنَةُ فَكُلّ تَقصِيرٍ بِهِ مُضِرّ وَ كُلّ إِفرَاطٍ بِهِ مُفسِدٌ

شا،[الإرشاد]مرسلا مثله

14- ع ،[علل الشرائع ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع


صفحه : 53

قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لِرَجُلٍ اعلَم يَا فُلَانُ إِنّ مَنزِلَةَ القَلبِ مِنَ الجَسَدِ بِمَنزِلَةِ الإِمَامِ مِنَ النّاسِ الوَاجِبِ الطّاعَةُ عَلَيهِم أَ لَا تَرَي أَنّ جَمِيعَ جَوَارِحِ الجَسَدِ شُرَطٌ لِلقَلبِ وَ تَرَاجِمَةٌ لَهُ مُؤَدّيَةٌ عَنهُ الأُذُنَانِ وَ العَينَانِ وَ الأَنفُ وَ الفَمُ وَ اليَدَانِ وَ الرّجلَانِ وَ الفَرجُ فَإِنّ القَلبَ إِذَا هَمّ بِالنّظَرِ فَتَحَ الرّجُلُ عَينَيهِ وَ إِذَا هَمّ بِالِاستِمَاعِ حَرّكَ أُذُنَيهِ وَ فَتَحَ مَسَامِعَهُ فَسَمِعَ وَ إِذَا هَمّ القَلبُ بِالشّمّ استَنشَقَ بِأَنفِهِ فَأَدّي تِلكَ الرّائِحَةَ إِلَي القَلبِ وَ إِذَا هَمّ بِالنّطقِ تَكَلّمَ بِاللّسَانِ وَ إِذَا هَمّ بِالحَرَكَةِ سَعَتِ الرّجلَانِ وَ إِذَا هَمّ بِالشّهوَةِ تَحَرّكَ الذّكَرُ فَهَذِهِ كُلّهَا مُؤَدّيَةٌ عَنِ القَلبِ بِالتّحرِيكِ وَ كَذَلِكَ ينَبغَيِ‌ لِلإِمَامِ أَن يُطَاعَ لِلأَمرِ مِنهُ

أقول قدمضي في باب الإغضاء عن عيوب الناس عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ القُلُوبَ بَينَ إِصبَعَينِ مِن أَصَابِعِ اللّهِ يَقلِبُهَا كَيفَ يَشَاءُ سَاعَةَ كَذَا وَ سَاعَةَ كَذَا

15- ل ،[الخصال ] عَنِ الصّادِقِ ع عَن حَكِيمٍ أَنّهُ قَالَ قَلبُ الكَافِرِ أَقسَي مِنَ الحَجَرِ

16- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَنِ الزهّريِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ فِيهِ أَلَا إِنّ لِلعَبدِ أَربَعَ أَعيُنٍ عَينَانِ يُبصِرُ بِهِمَا أَمرَ دِينِهِ وَ دُنيَاهُ وَ عَينَانِ يُبصِرُ بِهِمَا أَمرَ آخِرَتِهِ فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَيراً فَتَحَ لَهُ العَينَينِ اللّتَينِ فِي قَلبِهِ فَأَبصَرَ بِهِمَا الغَيبَ وَ أَمرَ آخِرَتِهِ وَ إِذَا أَرَادَ بِهِ غَيرَ ذَلِكَ تَرَكَ القَلبَ بِمَا فِيهِ

17- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ سَعدٍ عَنِ الأزَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ لِلقَلبِ أُذُنَينِ رُوحُ الإِيمَانِ يُسَارّهُ بِالخَيرِ وَ الشّيطَانُ يُسَارّهُ بِالشّرّ فَأَيّهُمَا ظَهَرَ عَلَي صَاحِبِهِ غَلَبَهُ


صفحه : 54

18- فس ،[تفسير القمي‌]سَعِيدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ سَهلٍ عَن عَبدِ الغنَيِ‌ّ بنِ سَعِيدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِمِن شَرّ الوَسواسِ الخَنّاسِيُرِيدُ الشّيطَانَ عَلَي قَلبِ ابنِ آدَمَ لَهُ خُرطُومٌ مِثلُ خُرطُومِ الخِنزِيرِ يُوَسوِسُ ابنَ آدَمَ إِذَا أَقبَلَ عَلَي الدّنيَا وَ مَا لَا يُحِبّ اللّهُ فَإِذَا ذَكَرَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَنَسَ يُرِيدُ رَجَعَ

19- فس ،[تفسير القمي‌] إِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ قَالَ القَلبُ السّلِيمُ ألّذِي يَلقَي اللّهَ وَ لَيسَ فِيهِ أَحَدٌ سِوَاهُ

20- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن سَهلٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ الجَهمِ قَالَ قُلتُ لِلرّضَا ع جُعِلتُ فِدَاكَ أشَتهَيِ‌ أَن أَعلَمَ كَيفَ أَنَا عِندَكَ فَقَالَ انظُر كَيفَ أَنَا عِندَكَ

21- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ سَعدٍ عَنِ الأزَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ الشّكّ وَ المَعصِيَةَ فِي النّارِ لَيسَا مِنّا وَ لَا إِلَينَا وَ إِنّ قُلُوبَ المُؤمِنِينَ لَمَطوِيّةٌ بِالإِيمَانِ طَيّاً فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ إِنَارَةَ مَا فِيهَا فَتَحَهَا باِلوحَي‌ِ فَزَرَعَ فِيهَا الحِكمَةَ زَارِعُهَا وَ حَاصِدُهَا

22- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مُغِيرَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ مَعاً عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي ع يَقُولُ مَا شَيءٌ أَفسَدَ لِلقَلبِ مِنَ الخَطِيئَةِ إِنّ القَلبَ لَيُوَاقِعُ الخَطِيئَةَ فَمَا تَزَالُ بِهِ حَتّي تَغلِبَ عَلَيهِ فَيَصِيرَ أَسفَلُهُ أَعلَاهُ وَ أَعلَاهُ أَسفَلَهُ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الغضائري‌ عن الصدوق مثله


صفحه : 55

23- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ المقُر‌ِئِ الخرُاَساَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي ع يَا مُوسَي لَا تَفرَح بِكَثرَةِ المَالِ وَ لَا تَدَع ذكِريِ‌ عَلَي كُلّ حَالٍ فَإِنّ كَثرَةَ المَالِ تنُسيِ‌ الذّنُوبَ وَ إِنّ تَركَ ذكِريِ‌ يقُسيِ‌ القُلُوبَ

24- ع ،[علل الشرائع ]القَطّانُ عَن أَحمَدَ الهمَداَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن مَروَانَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا جَفّتِ الدّمُوعُ إِلّا لِقَسوَةِ القُلُوبِ وَ مَا قَسَتِ القُلُوبُ إِلّا لِكَثرَةِ الذّنُوبِ

25- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع إِعرَابُ القُلُوبِ عَلَي أَربَعَةِ أَنوَاعٍ رَفعٍ وَ فَتحٍ وَ خَفضٍ وَ وَقفٍ فَرَفعُ القَلبِ فِي ذِكرِ اللّهِ وَ فَتحُ القَلبِ فِي الرّضَا عَنِ اللّهِ وَ خَفضُ القَلبِ فِي الِاشتِغَالِ بِغَيرِ اللّهِ وَ وَقفُ القَلبِ فِي الغَفلَةِ عَنِ اللّهِ أَ لَا تَرَي أَنّ العَبدَ إِذَا ذَكَرَ اللّهَ بِالتّعظِيمِ خَالِصاً ارتَفَعَ كُلّ حِجَابٍ كَانَ بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ مِن قَبلِ ذَلِكَ وَ إِذَا انقَادَ القَلبُ لِمَورِدِ قَضَاءِ اللّهِ بِشَرطِ الرّضَا عَنهُ كَيفَ يَنفَتِحُ القَلبُ بِالسّرُورِ وَ الرّوحِ وَ الرّاحَةِ وَ إِذَا اشتَغَلَ قَلبُهُ بشِيَ‌ءٍ مِن أَسبَابِ الدّنيَا كَيفَ تَجِدُهُ إِذَا ذَكَرَ اللّهَ بَعدَ ذَلِكَ وَ آيَاتِهِ مُنخَفِضاً مُظلِماً كَبَيتٍ خَرَابٍ خَاوِياً[خَاوٍ] وَ لَيسَ فِيهِ العِمَارَةُ وَ لَا مُونِسٌ وَ إِذَا غَفَلَ عَن ذِكرِ اللّهِ كَيفَ تَرَاهُ بَعدَ ذَلِكَ مَوقُوفاً مَحجُوباً قَد قسَيِ‌َ وَ أَظلَمَ مُنذُ فَارَقَ نُورَ التّعظِيمِ فَعَلَامَةُ الرّفعِ ثَلَاثَةُ أَشيَاءَ وُجُودُ المُوَافَقَةِ وَ فَقدُ المُخَالَفَةِ وَ دَوَامُ الشّوقِ وَ عَلَامَةُ الفَتحِ ثَلَاثَةُ أَشيَاءَ التّوَكّلُ وَ الصّدقُ وَ اليَقِينُ وَ عَلَامَةُ الخَفضِ ثَلَاثَةُ أَشيَاءَ العُجبُ وَ الرّيَاءُ وَ الحِرصُ وَ عَلَامَةُ الوَقفِ ثَلَاثَةُ أَشيَاءَ زَوَالُ حَلَاوَةِ الطّاعَةِ وَ عَدَمُ مَرَارَةِ المَعصِيَةِ وَ التِبَاسُ العِلمِ الحَلَالِ بِالحَرَامِ


صفحه : 56

26- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]روُيِ‌َ أَنّ لِلّهِ فِي عِبَادِهِ آنِيَةً وَ هُوَ القَلبُ فَأَحَبّهَا إِلَيهِ أَصفَاهَا وَ أَصلَبُهَا وَ أَرَقّهَا أَصلَبُهَا فِي دِينِ اللّهِ وَ أَصفَاهَا مِنَ الذّنُوبِ وَ أَرَقّهَا عَلَي الإِخوَانِ

27- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إنِيّ‌ أَفرَحُ مِن غَيرِ فَرَحٍ أَرَاهُ فِي نفَسيِ‌ وَ لَا فِي ماَليِ‌ وَ لَا فِي صدَيِقيِ‌ وَ أَحزَنُ مِن غَيرِ حَزَنٍ أَرَاهُ فِي نفَسيِ‌ وَ لَا فِي ماَليِ‌ وَ لَا فِي صدَيِقيِ‌ قَالَ نَعَم إِنّ الشّيطَانَ يُلِمّ بِالقَلبِ فَيَقُولُ لَو كَانَ لَكَ عِندَ اللّهِ خَيرٌ مَا أَدَالَ عَلَيكَ عَدُوّكَ وَ لَا جَعَلَ بِكَ إِلَيهِ حَاجَةً هَل تَنتَظِرُ إِلّا مِثلَ ألّذِي انتَظَرَ الّذِينَ مِن قَبلِكَ فَهَل قَالُوا شَيئاً فَذَاكَ ألّذِي يَحزَنُ مِن غَيرِ حَزَنٍ وَ أَمّا الفَرَحُ فَإِنّ المَلَكَ يُلِمّ بِالقَلبِ فَيَقُولُ إِن كَانَ اللّهُ أَدَالَ عَلَيكَ عَدُوّكَ وَ جَعَلَ بِكَ إِلَيهِ حَاجَةً فَإِنّمَا هيِ‌َ أَيّامٌ قَلَائِلُ أَبشِر بِمَغفِرَةٍ مِنَ اللّهِ وَ فَضلٍ وَ هُوَ قَولُ اللّهِالشّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ وَ يَأمُرُكُم بِالفَحشاءِ وَ اللّهُ يَعِدُكُم مَغفِرَةً مِنهُ وَ فَضلًا

28-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سَلّامٍ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَدَخَلَ عَلَيهِ حُمرَانُ بنُ أَعيَنَ فَسَأَلَهُ عَن أَشيَاءَ فَلَمّا هَمّ حُمرَانُ بِالقِيَامِ قَالَ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ ع أُخبِرُكَ أَطَالَ اللّهُ بَقَاكَ وَ أَمتَعَنَا بِكَ أَنّا نَأتِيكَ فَمَا نَخرُجُ مِن عِندِكَ حَتّي يَرِقّ قُلُوبُنَا وَ تَسلُوَ أَنفُسُنَا عَنِ الدّنيَا وَ يَهُونَ عَلَينَا مَا فِي أيَديِ‌ النّاسِ مِن هَذِهِ الأَموَالِ ثُمّ نَخرُجُ مِن عِندِكَ فَإِذَا صِرنَا مَعَ النّاسِ وَ التّجّارِ أَحبَبنَا الدّنيَا قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّمَا هيِ‌َ القُلُوبُ مَرّةً يَصعُبُ عَلَيهَا الأَمرُ وَ مَرّةً يَسهُلُ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَمَا إِنّ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِص قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ نَخَافُ عَلَينَا النّفَاقَ قَالَ فَقَالَ لَهُم وَ لِمَ تَخَافُونَ ذَلِكَ قَالُوا إِنّا إِذَا كُنّا عِندَكَ فَذَكّرتَنَا رُوّعنَا وَ وَجِلنَا وَ نَسِينَا الدّنيَا وَ زَهِدنَا فِيهَا حَتّي كَأَنّا نُعَايِنُ الآخِرَةَ وَ الجَنّةَ وَ النّارَ وَ نَحنُ عِندَكَ وَ إِذَا دَخَلنَا هَذِهِ البُيُوتَ وَ شَمِمنَا الأَولَادَ وَ رَأَينَا العِيَالَ وَ الأَهلَ وَ المَالَ يَكَادُ أَن نُحَوّلَ عَنِ الحَالِ التّيِ‌ كُنّا عَلَيهَا عِندَكَ وَ حَتّي كَأَنّا لَم نَكُن عَلَي شَيءٍ أَ فَتَخَافُ عَلَينَا أَن يَكُونَ هَذَا النّفَاقَ فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللّهِص كَلّا هَذَا


صفحه : 57

مِن خُطُوَاتِ الشّيطَانِ لِيُرَغّبَكُم فِي الدّنيَا وَ اللّهِ لَو أَنّكُم تَدُومُونَ عَلَي الحَالِ التّيِ‌ تَكُونُونَ عَلَيهَا وَ أَنتُم عنِديِ‌ فِي الحَالِ التّيِ‌ وَصَفتُم أَنفُسَكُم بِهَا لَصَافَحَتكُمُ المَلَائِكَةُ وَ مَشَيتُم عَلَي المَاءِ وَ لَو لَا أَنّكُم تُذنِبُونَ فَتَستَغفِرُونَ اللّهَ لَخَلَقَ اللّهُ خَلقاً لكِيَ‌ يُذنِبُوا ثُمّ يَستَغفِرُوا فَيَغفِرَ لَهُم إِنّ المُؤمِنَ مُفَتّنٌ تَوّابٌ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِهِإِنّ اللّهَ يُحِبّ التّوّابِينَوَ استَغفِرُوا رَبّكُم ثُمّ تُوبُوا إِلَيهِ

29- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ قَالَ إِنّ لِلقَلبِ تَلَجلُجاً فِي الخَوفِ يَطلُبُ الحَقّ فَإِذَا أَصَابَهُ اطمَأَنّ بِهِ وَ قَرَأَفَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَ مَن يُرِد أَن يُضِلّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كَأَنّما يَصّعّدُ فِي السّماءِ

30- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قَد سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع أَنّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ خَيراً نَكَتَ فِي قَلبِهِ نُكتَةً بَيضَاءَ وَ فَتَحَ مَسَامِعَ قَلبِهِ وَ وَكّلَ بِهِ مَلَكاً يُسَدّدُهُ وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ سُوءاً نَكَتَ فِي قَلبِهِ نُكتَةً سَودَاءَ وَ شَدّ عَلَيهِ مَسَامِعَ قَلبِهِ وَ وَكّلَ بِهِ شَيطَاناً يُضِلّهُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَفَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُالآيَةَ

وَ رَوَاهُ سُلَيمَانُ بنُ خَالِدٍ عَنهُ نُكتَةً مِن نُورٍ وَ لَم يَقُل بَيضَاءَ

31-شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن خَيثَمَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ القَلبَ يَنقَلِبُ مِن لَدُن مَوضِعِهِ إِلَي حَنجَرَتِهِ مَا لَم يُصِبِ الحَقّ فَإِذَا أَصَابَ الحَقّ قَرّ ثُمّ ضَمّ أَصَابِعَهُ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَفَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَ مَن يُرِد أَن يُضِلّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً قَالَ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِمُوسَي بنِ أَشيَمَ أَ تدَريِ‌ مَا الحَرَجُ قَالَ قُلتُ لَا فَقَالَ بِيَدِهِ وَ ضَمّ أَصَابِعَهُ كاَلشيّ‌ءِ


صفحه : 58

المُصمَتِ لَا يَدخُلُ فِيهِ شَيءٌ وَ لَا يَخرُجُ مِنهُ شَيءٌ

32- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَمزَةَ بنِ الطّيّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِيَحُولُ بَينَ المَرءِ وَ قَلبِهِ قَالَ هُوَ أَن يشَتهَيِ‌َ الشيّ‌ءَ بِسَمعِهِ وَ بَصَرِهِ وَ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ أَمَا إِن هُوَ غشَيِ‌َ شَيئاً بِمَا يشَتهَيِ‌ فَإِنّهُ لَا يَأتِيهِ إِلّا وَ قَلبُهُ مُنكِرٌ لَا يَقبَلُ ألّذِي يأَتيِ‌ يَعرِفُ أَنّ الحَقّ لَيسَ فِيهِ

وَ فِي خَبَرِ هِشَامٍ عَنهُ ع قَالَ يَحُولَ بَينَهُ وَ بَينَ أَن يَعلَمَ أَنّ البَاطِلَ حَقّ

33- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن حَمزَةَ بنِ الطّيّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ يَحُولُ بَينَ المَرءِ وَ قَلبِهِ قَالَ هُوَ أَن يشَتهَيِ‌َ الشيّ‌ءَ بِسَمعِهِ وَ بَصَرِهِ وَ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ أَمَا إِنّهُ لَا يَغشَي شَيئاً مِنهَا وَ إِن كَانَ يَشتَهِيهِ فَإِنّهُ لَا يَأتِيهِ إِلّا وَ قَلبُهُ مُنكِرٌ لَا يَقبَلُ ألّذِي يأَتيِ‌ يَعرِفُ أَنّ الحَقّ لَيسَ فِيهِ

34- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ هَذَا الشيّ‌ءُ يَشتَهِيهِ الرّجُلُ بِقَلبِهِ وَ سَمعِهِ وَ بَصَرِهِ لَا يَتُوقُ نَفسُهُ إِلَي غَيرِ ذَلِكَ فَقَد حِيلَ بَينَهُ وَ بَينَ قَلبِهِ إِلّا ذَلِكَ الشيّ‌ءَ

وَ فِي خَبَرِ يُونُسَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَستَيقِنُ القَلبُ أَنّ الحَقّ بَاطِلٌ أَبَداً وَ لَا يَستَيقِنُ أَنّ البَاطِلَ حَقّ أَبَداً

35- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّمَا شِيعَتُنَا أَصحَابُ الأَربَعَةِ الأَعيُنِ عَينٍ فِي الرّأسِ وَ عَينٍ فِي القَلبِ أَلَا وَ الخَلَائِقُ كُلّهُم كَذَلِكَ أَلَا وَ إِنّ اللّهَ فَتَحَ أَبصَارَكُموَ أَعمي أَبصارَهُم

36- جا،[المجالس للمفيد] أَبُو غَالِبٍ الزرّاَريِ‌ّ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الأهَواَزيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن صَالِحِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَبَحّرُوا قُلُوبَكُم فَإِنّ أَنقَاهَا مِن حَرَكَةِ الوَاحِشِ لِسَخَطِ شَيءٍ مِن صُنعِ اللّهِ فَإِذَا وَجَدتُمُوهَا كَذَلِكَ فَاسأَلُوهُ مَا شِئتُم


صفحه : 59

37- غو،[غوالي‌ اللئالي‌]رَوَي أَنَسُ بنُ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَاجَي دَاوُدُ رَبّهُ فَقَالَ إلِهَيِ‌ لِكُلّ مَلَكٍ خِزَانَةٌ فَأَينَ خِزَانَتُكَ قَالَ جَلّ جَلَالُهُ لِي خِزَانَةٌ أَعظَمُ مِنَ العَرشِ وَ أَوسَعُ مِنَ الكرُسيِ‌ّ وَ أَطيَبُ مِنَ الجَنّةِ وَ أَزيَنُ مِنَ المَلَكُوتِ أَرضُهَا المَعرِفَةُ وَ سَمَاؤُهَا الإِيمَانُ وَ شَمسُهَا الشّوقُ وَ قَمَرُهَا المَحَبّةُ وَ نُجُومُهَا الخَوَاطِرُ وَ سَحَابُهَا العَقلُ وَ مَطَرُهَا الرّحمَةُ وَ أَثمَارُهَا الطّاعَةُ وَ ثَمَرُهَا الحِكمَةُ وَ لَهَا أَربَعَةُ أَبوَابٍ العِلمُ وَ الحِلمُ وَ الصّبرُ وَ الرّضَا أَلَا وَ هيِ‌َ القَلبُ

38- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن صَبّاحٍ الحَذّاءِ عَن أَبِي أُسَامَةَ قَالَ زَامَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَقَالَ لِيَ اقرَأ فَافتَتَحتُ سُورَةً مِنَ القُرآنِ فَقَرَأتُهَا فَرَقّ وَ بَكَي ثُمّ قَالَ يَا أَبَا أُسَامَةَ ارعَوا قُلُوبَكُم بِذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ احذَرُوا النّكتَ فَإِنّهُ يأَتيِ‌ عَلَي القَلبِ تَارَاةٌ أَو سَاعَاتٌ الشّكّ مِن صَبّاحٍ لَيسَ فِيهِ إِيمَانٌ وَ لَا كُفرٌ شِبهَ الخِرقَةِ البَالِيَةِ أَوِ العَظمِ النّخِرِ يَا أَبَا أُسَامَةَ أَ لَيسَ رُبّمَا تَفَقّدتَ قَلبَكَ فَلَا تَذكُرُ بِهِ خَيراً وَ لَا شَرّاً وَ لَا تدَريِ‌ أَينَ هُوَ قَالَ قُلتُ لَهُ بَلَي إِنّهُ ليَصُيِبنُيِ‌ وَ أَرَاهُ يُصِيبُ النّاسَ قَالَ أَجَل لَيسَ يَعرَي مِنهُ أَحَدٌ قَالَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاذكُرُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ احذَرُوا النّكتَ فَإِنّهُ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ خَيراً نَكَتَ إِيمَاناً وَ إِذَا أَرَادَ بِهِ غَيرَ ذَلِكَ نَكَتَ غَيرَ ذَلِكَ قَالَ قُلتُ مَا غَيرُ ذَلِكَ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا هُوَ قَالَ إِذَا أَرَادَ كُفراً نَكَتَ كُفراً

39- أَسرَارُ الصّلَاةِ، عَنِ النّبِيّص قَالَ قَلبُ المُؤمِنِ أَجرَدُ فِيهِ سِرَاجٌ يَزهَرُ وَ قَلبُ الكَافِرِ أَسوَدُ مَنكُوسٌ

وَ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ قَالَ سَأَلتُ الصّادِقَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ قَالَ السّلِيمُ ألّذِي يَلقَي رَبّهُ وَ لَيسَ فِيهِ أَحَدٌ سِوَاهُ وَ قَالَ وَ كُلّ قَلبٍ فِيهِ شَكّ أَو شِركٌ فَهُوَ سَاقِطٌ وَ إِنّمَا أَرَادُوا الزّهدَ فِي الدّنيَا لِتَفرُغَ قُلُوبُهُم لِلآخِرَةِ

وَ قَالَ النّبِيّص لَو لَا أَنّ الشّيَاطِينَ يَحُومُونَ عَلَي قُلُوبِ بنَيِ‌ آدَمَ لَنَظَرُوا إِلَي المَلَكُوتِ


صفحه : 60

40- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص القُلُوبُ أَربَعَةٌ قَلبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَ لَيسَ فِيهِ قُرآنٌ وَ قَلبٌ فِيهِ إِيمَانٌ وَ قُرآنٌ وَ قَلبٌ فِيهِ قُرآنٌ وَ لَيسَ فِيهِ إِيمَانٌ وَ قَلبٌ لَا إِيمَانَ فِيهِ وَ لَا قُرآنَ فَأَمّا الأَوّلُ كَالتّمرَةِ طَيّبٌ طَعمُهَا وَ لَا طِيبَ لَهَا وَ الثاّنيِ‌ كَجِرَابِ المِسكِ طَيّبٌ إِن فُتِحَ وَ طَيّبٌ إِن وَعَاهُ وَ الثّالِثُ كَالآسِ طَيّبٌ رِيحُهَا وَ خَبِيثٌ طَعمُهَا وَ الرّابِعُ كَالحَنظَلِ خَبِيثٌ رِيحُهَا وَ طَعمُهَا

وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِلّهِ آنِيَةً فِي الأَرضِ فَأَحَبّهَا إِلَي اللّهِ مَا صَفَا مِنهَا وَ رَقّ وَ صَلُبَ وَ هيِ‌َ القُلُوبُ فَأَمّا مَا رَقّ مِنهَا فَالرّقّةُ عَلَي الإِخوَانِ وَ أَمّا مَا صَلُبَ مِنهَا فَقَولُ الرّجُلِ فِي الحَقّ لَا يَخَافُ فِي اللّهِ لَومَةَ لَائِمٍ وَ أَمّا مَا صَفَا مَا صَفَت مِنَ الذّنُوبِ القَصدُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي بِالقُلُوبِ أَبلَغُ مِن إِتعَابِ الجَوَارِحِ بِالأَعمَالِ

وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ العسَكرَيِ‌ّ ع إِذَا نَشِطَتِ القُلُوبُ فَأَودِعُوهَا وَ إِذَا نَفَرَت فَوَدّعُوهَا

41-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَقَد عُلّقَ بِنِيَاطِ هَذَا الإِنسَانِ بَضعَةٌ وَ هيِ‌َ أَعجَبُ مَا فِيهِ وَ ذَلِكَ القَلبُ وَ لَهُ مَوَادّ مِنَ الحِكمَةِ وَ أَضدَادٌ مِن خِلَافِهَا فَإِن سَنَحَ لَهُ الرّجَاءُ أَذَلّهُ الطّمَعُ وَ إِن أَسعَدَهُ الرّضَا نسَيِ‌َ التّحَفّظَ وَ إِن غَالَهُ الخَوفُ شَغَلَهُ الحَذَرُ وَ إِنِ اتّسَعَ لَهُ الأَمنُ استَلَبَتهُ الغِرّةُ وَ إِن جُدّدَت لَهُ النّعمَةُ أَخَذَتهُ العِزّةُ وَ إِن أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الجَزَعُ وَ إِن أَفَادَ مَالًا أَطغَاهُ الغِنَي وَ إِن


صفحه : 61

عَضّتهُ الفَاقَةُ شَغَلَهُ البَلَاءُ وَ إِن جَهَدَهُ الجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضّعفُ وَ إِن أَفرَطَ بِهِ الشّبَعُ كَظّتهُ البِطنَةُ فَكُلّ تَقصِيرٍ بِهِ مُضِرّ وَ كُلّ إِفرَاطٍ لَهُ مُفسِدٌ

وَ قَالَ ع إِنّ لِلقُلُوبِ شَهوَةً وَ إِقبَالًا وَ إِدبَاراً فَأتُوهَا مِن قِبَلِ شَهوَتِهَا وَ إِقبَالِهَا فَإِنّ القَلبَ إِذَا أُكرِهَ عمَيِ‌َ

وَ قَالَ ع إِنّ القُلُوبَ تَمَلّ كَمَا تَمَلّ الأَبدَانُ فَابتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الحِكمَةِ

وَ قَالَ ع أَلَا وَ إِنّ مِنَ البَلَاءِ الفَاقَةَ وَ أَشَدّ مِنَ الفَاقَةِ مَرَضُ البَدَنِ وَ أَشَدّ مِن مَرَضِ البَدَنِ مَرَضُ القَلبِ أَلَا وَ إِنّ مِنَ النّعَمِ سَعَةَ المَالِ وَ أَفضَلُ مِن سَعَةِ المَالِ صِحّةُ البَدَنِ وَ أَفضَلُ مِن صِحّةِ البَدَنِ تَقوَي القُلُوبِ

42- عُدّةُ الداّعيِ‌،روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص عَلَي كُلّ قَلبٍ جَاثِمٌ مِنَ الشّيطَانِ فَإِذَا ذَكَرَ اسمَ اللّهِ خَنَسَ وَ ذَابَ وَ إِذَا تَرَكَ ذِكرَ اللّهِ التَقَمَهُ الشّيطَانُ فَجَذَبَهُ وَ أَغوَاهُ وَ استَزَلّهُ وَ أَطغَاهُ


صفحه : 62

باب 54-مراتب النفس وعدم الاعتماد عليها و مازينتها وزين لها ومعني الجهاد الأكبر ومحاسبة النفس ومجاهدتها والنهي‌ عن ترك الملاذ والمطاعم

الآيات البقرةزُيّنَ لِلّذِينَ كَفَرُوا الحَياةُ الدّنياآل عمران زُيّنَ لِلنّاسِ حُبّ الشّهَواتِ مِنَ النّساءِ وَ البَنِينَ وَ القَناطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ الخَيلِ المُسَوّمَةِ وَ الأَنعامِ وَ الحَرثِ ذلِكَ مَتاعُ الحَياةِ الدّنيا وَ اللّهُ عِندَهُ حُسنُ المَآبِالأنعام كَذلِكَ زُيّنَ لِلكافِرِينَ ما كانُوا يَعمَلُونَالتوبةزُيّنَ لَهُم سُوءُ أَعمالِهِميونس كَذلِكَ زُيّنَ لِلمُسرِفِينَ ما كانُوا يَعمَلُونَيوسف وَ ما أبُرَ‌ّئُ نفَسيِ‌ إِنّ النّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِ إِلّا ما رَحِمَ ربَيّ‌ إِنّ ربَيّ‌ غَفُورٌ رَحِيمٌالرعدبَل زُيّنَ لِلّذِينَ كَفَرُوا مَكرُهُم وَ صُدّوا عَنِ السّبِيلِ وَ مَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ


صفحه : 63

ابراهيم وَ قالَ الشّيطانُ لَمّا قضُيِ‌َ الأَمرُ إِنّ اللّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقّ وَ وَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَ ما كانَ لِي عَلَيكُم مِن سُلطانٍ إِلّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لِي فَلا تلَوُموُنيِ‌ وَ لُومُوا أَنفُسَكُم ما أَنَا بِمُصرِخِكُم وَ ما أَنتُم بمِصُرخِيِ‌ّ إنِيّ‌ كَفَرتُ بِما أَشرَكتُمُونِ مِن قَبلُطه وَ كَذلِكَ سَوّلَت لِي نفَسيِ‌الحج وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ جِهادِهِ هُوَ اجتَباكُمالعنكبوت وَ مَن جاهَدَ فَإِنّما يُجاهِدُ لِنَفسِهِ إِنّ اللّهَ لغَنَيِ‌ّ عَنِ العالَمِينَ و قال تعالي وَ الّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهدِيَنّهُم سُبُلَنا وَ إِنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَفاطرأَ فَمَن زُيّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناًالمؤمن وَ كَذلِكَ زُيّنَ لِفِرعَونَ سُوءُ عَمَلِهِ وَ صُدّ عَنِ السّبِيلِ وَ ما كَيدُ فِرعَونَ إِلّا فِي تَبابٍ محمدأَ فَمَن كانَ عَلي بَيّنَةٍ مِن رَبّهِ كَمَن زُيّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَ اتّبَعُوا أَهواءَهُمالحشريا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ لتَنظُر نَفسٌ ما قَدّمَت لِغَدٍ وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِما تَعمَلُونَالقيامةوَ لا أُقسِمُ بِالنّفسِ اللّوّامَةِ


صفحه : 64

الفجريا أَيّتُهَا النّفسُ المُطمَئِنّةُ ارجعِيِ‌ إِلي رَبّكِ راضِيَةً مَرضِيّةً فاَدخلُيِ‌ فِي عبِاديِ‌ وَ ادخلُيِ‌ جنَتّيِ‌الشمس وَ نَفسٍ وَ ما سَوّاها فَأَلهَمَها فُجُورَها وَ تَقواها قَد أَفلَحَ مَن زَكّاها وَ قَد خابَ مَن دَسّاها

1- عُدّةُ الداّعيِ‌، قَالَ النّبِيّص أَعدَي عَدُوّكَ نَفسُكَ التّيِ‌ بَينَ جَنبَيكَ

2- مع ،[معاني‌ الأخبار]ل ،[الخصال ] فِي وَصِيّةِ أَبِي ذَرّ قَالَ النّبِيّص عَلَي العَاقِلِ أَن يَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ سَاعَةٌ ينُاَجيِ‌ فِيهَا رَبّهُ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفسَهُ وَ سَاعَةٌ يَتَفَكّرُ فِيمَا صُنعَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ

3- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مع ،[معاني‌ الأخبار] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن لَم يَتَعَاهَدِ النّقصَ مِن نَفسِهِ غَلَبَ عَلَيهِ الهَوَي وَ مَن كَانَ فِي نَقصٍ فَالمَوتُ خَيرٌ لَهُ

4- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ القاَشاَنيِ‌ّ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَلَا فَحَاسِبُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُحَاسَبُوا فَإِنّ فِي القِيَامَةِ خَمسِينَ مَوقِفاً كُلّ مَوقِفٍ مُقَامُ أَلفِ سَنَةٍ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَفِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ أَلفَ سَنَةٍالخَبَرَ

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ ابنَ آدَمَ لَا تَزَالُ بِخَيرٍ مَا كَانَ لَكَ وَاعِظٌ مِن نَفسِكَ وَ مَا كَانَتِ المُحَاسَبَةُ مِن هَمّكَ وَ مَا كَانَ الخَوفُ لَكَ شِعَاراً وَ الحُزنُ لَكَ دِثَاراً ابنَ آدَمَ إِنّكَ مَيّتٌ وَ مَبعُوثٌ وَ مَوقُوفٌ


صفحه : 65

بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَسئُولٌ فَأَعِدّ جَوَاباً

سر،[السرائر] ابن محبوب مثله جا،[المجالس للمفيد] أحمد بن الوليد

مثله

6- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]فِيمَا أَوصَي بِهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ابنَهُ الحَسَنَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا يَا بنُيَ‌ّ لِلمُؤمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ سَاعَةٌ ينُاَجيِ‌ فِيهَا رَبّهُ وَ سَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفسَهُ وَ سَاعَةٌ يَخلُو فِيهَا بَينَ نَفسِهِ وَ لَذّتِهَا فِيمَا يَحِلّ وَ يُحمَدُ وَ لَيسَ لِلمُؤمِنِ بُدّ مِن أَن يَكُونَ شَاخِصاً فِي ثَلَاثٍ مَرَمّةٍ لِمَعَاشٍ أَو خُطوَةٍ لِمَعَادٍ أَو لَذّةٍ فِي غَيرِ مُحَرّمٍ

7- مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخَزّازِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِيهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ سَرِيّةً فَلَمّا رَجَعُوا قَالَ مَرحَباً بِقَومٍ قَضَوُا الجِهَادَ الأَصغَرَ وَ بقَيِ‌َ عَلَيهِمُ الجِهَادُ الأَكبَرُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الجِهَادُ الأَكبَرُ قَالَ جِهَادُ النّفسِ ثُمّ قَالَص أَفضَلُ الجِهَادِ مَن جَاهَدَ نَفسَهُ التّيِ‌ بَينَ جَنبَيهِ

ختص ،[الإختصاص ] عنه ع مثله

8- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ جِهَادِ النّفسِ

9- فس ،[تفسير القمي‌] وَ مَن جاهَدَ قَالَ نَفسُهُ عَنِ الشّهَوَاتِ وَ اللّذّاتِ وَ المعَاَصيِ‌فَإِنّما يُجاهِدُ لِنَفسِهِ إِنّ اللّهَ لغَنَيِ‌ّ عَنِ العالَمِينَ


صفحه : 66

10- فس ،[تفسير القمي‌] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلِلّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌفَأَمّا الحُسنَي فَالجَنّةُ وَ أَمّا الزّيَادَةُ فَالدّنيَا مَا أَعطَاهُمُ اللّهُ فِي الدّنيَا لَم يُحَاسِبهُم بِهِ فِي الآخِرَةِ وَ يَجمَعُ لَهُم ثَوَابَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ يُثِيبُهُم بِأَحسَنِ أَعمَالِهِم فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ يَقُولُ اللّهُوَ لا يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَ لا ذِلّةٌ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ هُم فِيها خالِدُونَ

11- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]فِيمَا كَتَبَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَي أَهلِ مِصرَ مَعَ مُحَمّدِ بنِ أَبِي بَكرٍعَلَيكُم بِتَقوَي اللّهِ فَإِنّهَا تَجمَعُ الخَيرَ وَ لَا خَيرَ غَيرُهَا وَ يُدرَكُ بِهَا مِنَ الخَيرِ مَا لَا يُدرَكُ بِغَيرِهَا مِن خَيرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ قِيلَ لِلّذِينَ اتّقَوا ما ذا أَنزَلَ رَبّكُم قالُوا خَيراً لِلّذِينَ أَحسَنُوا فِي هذِهِ الدّنيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ وَ لَنِعمَ دارُ المُتّقِينَاعلَمُوا يَا عِبَادَ اللّهِ أَنّ المُؤمِنَ مَن يَعمَلُ لِثَلَاثٍ مِنَ الثّوَابِ إِمّا لِخَيرٍ فَإِنّ اللّهَ يُثِيبُهُ بِعَمَلِهِ فِي دُنيَاهُ قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُ لِإِبرَاهِيمَوَ آتَيناهُ أَجرَهُ فِي الدّنيا وَ إِنّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَفَمَن عَمِلَ لِلّهِ تَعَالَي أَعطَاهُ أَجرَهُ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ كَفَاهُ المُهِمّ فِيهِمَا وَ قَد قَالَ اللّهُ تَعَالَييا عِبادِ الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا رَبّكُملِلّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌ وَ الحُسنَي هيِ‌َ الجَنّةُ وَ الزّيَادَةُ هيِ‌َ الدّنيَا وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي يُكَفّرُ بِكُلّ حَسَنَةٍ سَيّئَةً قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِ ذلِكَ ذِكري لِلذّاكِرِينَ حَتّي إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ حُسِبَت لَهُم حَسَنَاتُهُم ثُمّ أَعطَاهُم بِكُلّ وَاحِدَةٍ عَشرَ أَمثَالِهَا إِلَي سَبعِمِائَةِ ضِعفٍ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّجَزاءً مِن رَبّكَ عَطاءً


صفحه : 67

حِساباً وَ قَالَفَأُولئِكَ لَهُم جَزاءُ الضّعفِ بِما عَمِلُوا وَ هُم فِي الغُرُفاتِ آمِنُونَفَارغَبُوا فِي هَذَا رَحِمَكُمُ اللّهُ وَ اعمَلُوا لَهُ وَ تَحَاضّوا عَلَيهِ وَ اعلَمُوا يَا عِبَادَ اللّهِ أَنّ المُتّقِينَ حَازُوا عَاجِلَ الخَيرِ وَ آجِلَهُ شَارَكُوا أَهلَ الدّنيَا فِي دُنيَاهُم وَ لَم يُشَارِكهُم أَهلُ الدّنيَا فِي آخِرَتِهِم أَبَاحَهُمُ اللّهُ فِي الدّنيَا مَا كَفَاهُم بِهِ وَ قَالَ عَزّ اسمُهُقُل مَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التّيِ‌ أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطّيّباتِ مِنَ الرّزقِ قُل هيِ‌َ لِلّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمُونَسَكَنُوا الدّنيَا بِأَفضَلِ مَا سُكِنَت وَ أَكَلُوهَا بِأَفضَلِ مَا أُكِلَتُ شَارَكُوا أَهلَ الدّنيَا فِي دُنيَاهُم فَأَكَلُوا مَعَهُم مِن طَيّبَاتِ مَا يَأكُلُونَ وَ شَرِبُوا مِن طَيّبَاتِ مَا يَشرَبُونَ وَ لَبِسُوا مِن أَفضَلِ مَا يَلبَسُونَ وَ سَكَنُوا مِن أَفضَلِ مَا يَسكُنُونَ وَ تَزَوّجُوا مِن أَفضَلِ مَا يَتَزَوّجُونَ وَ رَكِبُوا مِن أَفضَلِ مَا يَركَبُونَ أَصَابُوا لَذّةَ الدّنيَا مَعَ أَهلِ الدّنيَا وَ هُم غَداً جِيرَانُ اللّهِ يَتَمَنّونَ عَلَيهِ فَيُعطِيهِم مَا يَتَمَنّونَ لَا يُرَدّ لَهُم دَعوَةٌ وَ لَا يُنقَصُ لَهُم نَصِيبٌ مِنَ اللّذّةِ فَإِلَي هَذَا يَا عِبَادَ اللّهِ يَشتَاقُ إِلَيهِ مَن كَانَ لَهُ عَقلٌ وَ يَعمَلُ لَهُ تَقوَي اللّهِ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ

12- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَعيَنَ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي بنِ صَبِيحٍ عَن خَلَفِ بنِ خَلِيفَةَ عَن سَعِيدِ بنِ عُبَيدٍ عَن عَلِيّ بنِ رَبِيعَةَ الواَلبِيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي حَدّ لَكُم حُدُوداً فَلَا تَعتَدُوهَا وَ فَرَضَ عَلَيكُم فَرَائِضَ فَلَا تُضَيّعُوهَا وَ سَنّ لَكُم سُنَناً فَاتّبِعُوهَا وَ حَرّمَ عَلَيكُم حُرُمَاتٍ فَلَا تَنتَهِكُوهَا وَ عَفَا لَكُم عَن أَشيَاءَ رَحمَةً مِنهُ مِن غَيرِ نِسيَانٍ فَلَا تَكَلّفُوهَا


صفحه : 68

جا،[المجالس للمفيد] عبد الله بن جعفر مثله

13- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ] نرَويِ‌ أَنّ سَيّدَنَا رَسُولَ اللّهِص رَأَي بَعضَ أَصحَابِهِ مُنصَرِفاً مِن بَعثٍ كَانَ بَعَثَهُ وَ قَدِ انصَرَفَ بِشَعَثِهِ وَ غُبَارِ سَفَرِهِ وَ سِلَاحُهُ عَلَيهِ يُرِيدُ مَنزِلَهُ فَقَالَص انصَرَفتَ مِنَ الجِهَادِ الأَصغَرِ إِلَي الجِهَادِ الأَكبَرِ فَقِيلَ لَهُ أَ وَ جِهَادٌ فَوقَ الجِهَادِ بِالسّيفِ قَالَ نَعَم جِهَادُ المَرءِ نَفسَهُ

وَ نرَويِ‌ فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيفَاعتَبِرُوا يا أوُليِ‌ الأَبصارِقَبلَ أَن يُعتَبَرَ بِكُم

وَ أرَويِ‌ أَنّ الهَمّ فِي الدّينِ يَذهَبُ بِذُنُوبِ المُؤمِنِ

وَ نرَويِ‌ أَنّ الهُمُومَ سَاعَاتُ الكَفّارَاتِ وَ سأَلَنَيِ‌ رَجُلٌ عَمّا يَجمَعُ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ فَقُلتُ خَالِف نَفسَكَ

14- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع مَن رَعَي قَلبَهُ عَنِ الغَفلَةِ وَ نَفسَهُ عَنِ الشّهوَةِ وَ عَقلَهُ عَنِ الجَهلِ فَقَد دَخَلَ فِي دِيوَانِ المُتَنَبّهِينَ ثُمّ مَن رَعَي عَمَلَهُ عَنِ الهَوَي وَ دِينَهُ عَنِ البِدعَةِ وَ مَالَهُ عَنِ الحَرَامِ فَهُوَ مِن جُملَةِ الصّالِحِينَ

قَالَ رَسُولُ اللّهِص طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ وَ مُسلِمَةٍ وَ هُوَ عِلمُ الأَنفُسِ فَيَجِبُ أَن يَكُونَ نَفسُ المُؤمِنِ عَلَي كُلّ حَالٍ فِي شُكرٍ أَو عُذرٍ عَلَي مَعنَي إِن قُبِلَ فَفَضلٌ وَ إِن رُدّ فَعَدلٌ وَ يُطَالِعَ الحَرَكَاتِ فِي الطّاعَاتِ بِالتّوفِيقِ وَ يُطَالِعَ السّكُونَ عَنِ المعَاَصيِ‌ بِالعِصمَةِ وَ قِوَامُ ذَلِكَ كُلّهِ بِالِافتِقَارِ إِلَي اللّهِ وَ الِاضطِرَارِ إِلَيهِ وَ الخُشُوعِ وَ الخُضُوعِ وَ مِفتَاحُهَا الإِنَابَةُ إِلَي اللّهِ مَعَ قِصَرِ الأَمَلِ بِدَوَامِ ذِكرِ المَوتِ وَ عِيَانِ المَوقِفِ بَينَ يدَيَ‌ِ الجَبّارِ لِأَنّ فِي ذَلِكَ رَاحَةً مِنَ الحَبسِ وَ نَجَاةً مِنَ العَدُوّ وَ سَلَامَةَ النّفسِ وَ الإِخلَاصَ فِي الطّاعَةِ بِالتّوفِيقِ وَ أَصلُ ذَلِكَ أَن يُرَدّ العُمُرُ إِلَي يَومٍ وَاحِدٍ

قَالَ رَسُولُ اللّهِص الدّنيَا سَاعَةٌ فَاجعَلهَا طَاعَةً وَ بَابُ ذَلِكَ كُلّهِ مُلَازَمَةُ الخَلوَةِ بِمُدَاوَمَةِ الفِكرَةِ وَ سَبَبُ الخَلوَةِ القَنَاعَةُ وَ تَركُ الفُضُولِ مِنَ المَعَاشِ وَ سَبَبُ الفِكرَةِ الفَرَاغُ وَ عِمَادُ الفَرَاغِ الزّهدُ وَ تَمَامُ الزّهدِ التّقوَي وَ بَابُ التّقوَي الخَشيَةُ وَ دَلِيلُ الخَشيَةِ التّعظِيمُ لِلّهِ وَ التّمَسّكُ بِتَخلِيصِ طَاعَتِهِ وَ أَوَامِرِهِ وَ الخَوفُ وَ الحَذَرُ وَ الوُقُوفُ عَن مَحَارِمِهِ وَ دَلِيلُهَا العِلمُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّما يَخشَي اللّهَ مِن


صفحه : 69

عِبادِهِ العُلَماءُ

15- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع طُوبَي لِعَبدٍ جَاهَدَ لِلّهِ نَفسَهُ وَ هَوَاهُ وَ مَن هَزَمَ جُندَ هَوَاهُ ظَفِرَ بِرِضَا اللّهِ وَ مَن جَاوَرَ عَقلُهُ نَفسَهُ الأَمّارَةَ بِالسّوءِ بِالجَهدِ وَ الِاستِكَانَةِ وَ الخُضُوعِ عَلَي بِسَاطِ خِدمَةِ اللّهِ تَعَالَيفَقَد فازَ فَوزاً عَظِيماً وَ لَا حِجَابَ أَظلَمُ وَ أَوحَشُ بَينَ العَبدِ وَ بَينَ الرّبّ مِنَ النّفسِ وَ الهَوَي وَ لَيسَ لِقَتلِهِمَا فِي قَطعِهِمَا سِلَاحٌ وَ آلَةٌ مِثلُ الِافتِقَارِ إِلَي اللّهِ وَ الخُشُوعِ وَ الجُوعِ وَ الظّمَإِ بِالنّهَارِ وَ السّهَرِ بِاللّيلِ فَإِن مَاتَ صَاحِبُهُ مَاتَ شَهِيداً وَ إِن عَاشَ وَ استَقَامَ أَدّاهُ عَاقِبَتُهُ إِلَي الرّضوَانِ الأَكبَرِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ الّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهدِيَنّهُم سُبُلَنا وَ إِنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ وَ إِذَا رَأَيتَ مُجتَهِداً أَبلَغَ مِنكَ فِي الِاجتِهَادِ فَوَبّخ نَفسَكَ وَ لُمهَا وَ عَيّرهَا وَ حُثّهَا عَلَي الِازدِيَادِ عَلَيهِ وَ اجعَل لَهَا زِمَاماً مِنَ الأَمرِ وَ عِنَاناً مِنَ النهّي‌ِ وَ سُقهَا كَالرّائِضِ لِلفاره[الفَارِهِ] ألّذِي لَا يَذهَبُ عَلَيهِ خُطوَةً مِنهَا إِلّا وَ قَد صَحّحَ أَوّلَهَا وَ آخِرَهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يصُلَيّ‌ حَتّي يَتَوَرّمَ قَدَمَاهُ وَ يَقُولُ أَ فَلَا أَكُونُ عَبداً شَكُوراً أَرَادَ أَن يَعتَبِرَ بِهِ أُمّتُهُ فَلَا تَغفُلُوا عَنِ الِاجتِهَادِ وَ التّعَبّدِ وَ الرّيَاضَةِ بِحَالٍ أَلَا وَ إِنّكَ لَو وَجَدتَ حَلَاوَةَ عِبَادَةِ اللّهِ وَ رَأَيتَ بَرَكَاتِهَا وَ استَضَأتَ بِنُورِهَا لَم تَصبِر عَنهَا سَاعَةً وَاحِدَةً وَ لَو قُطّعتَ إِرباً إِرباً فَمَا أَعرَضَ مَن أَعرَضَ عَنهَا إِلّا بِحِرمَانِ فَوَائِدِ السّبقِ مِنَ العِصمَةِ وَ التّوفِيقِ قِيلَ لِرَبِيعِ بنِ خُثَيمٍ مَا لَكَ لَا تَنَامُ بِاللّيلِ قَالَ لأِنَيّ‌ أَخَافُ البَيَاتَ مَن خَافَ البَيَاتَ لَا يَنَامُ

16-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُنَبّئُكُم بِأَكيَسِ الكَيّسِينَ وَ أَحمَقِ الحُمَقَاءِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ أَكيَسُ الكَيّسِينَ مَن حَاسَبَ نَفسَهُ وَ عَمِلَ


صفحه : 70

لِمَا بَعدَ المَوتِ وَ أَحمَقُ الحُمَقَاءِ مَنِ اتّبَعَ نَفسُهُ هَوَاهُ وَ تَمَنّي عَلَي اللّهِ الأمَاَنيِ‌ّ فَقَالَ الرّجُلُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ كَيفَ يُحَاسِبُ الرّجُلُ نَفسَهُ قَالَ إِذَا أَصبَحَ ثُمّ أَمسَي رَجَعَ إِلَي نَفسِهِ وَ قَالَ يَا نَفسُ إِنّ هَذَا يَومٌ مَضَي عَلَيكِ لَا يَعُودُ إِلَيكِ أَبَداً وَ اللّهِ سَائِلُكِ عَنهُ فِيمَا أَفنَيتِهِ فَمَا ألّذِي عَمِلتِ فِيهِ أَ ذَكَرتِ اللّهَ أَم حَمِدتِيهِ أَ قَضَيتِ حَقّ أَخٍ مُؤمِنٍ أَ نَفّستِ عَنهُ كُربَتَهُ أَ حَفِظتِيهِ بِظَهرِ الغَيبِ فِي أَهلِهِ وَ وُلدِهِ أَ حَفِظتِيهِ بَعدَ المَوتِ فِي مُخَلّفِيهِ أَ كَفَفتِ عَن غِيبَةِ أَخٍ مُؤمِنٍ بِفَضلِ جَاهِكِ أَ أَعَنتِ مُسلِماً مَا ألّذِي صَنَعتِ فِيهِ فَيَذكُرُ مَا كَانَ مِنهُ فَإِن ذَكَرَ أَنّهُ جَرَي مِنهُ خَيرٌ حَمِدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ كَبّرَهُ عَلَي تَوفِيقِهِ وَ إِن ذَكَرَ مَعصِيَةً أَو تَقصِيراً استَغفَرَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ عَزَمَ عَلَي تَركِ مُعَاوَدَتِهِ وَ مَحَا ذَلِكَ عَن نَفسِهِ بِتَجدِيدِ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ عَرضِ بَيعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلَي نَفسِهِ وَ قَبُولِهَا وَ إِعَادَةِ لَعنِ شَانِئِيهِ وَ أَعدَائِهِ وَ دَافِعِيهِ عَن حُقُوقِهِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَستُ أُنَاقِشُكِ فِي شَيءٍ مِنَ الذّنُوبِ مَعَ مُوَالَاتِكِ أوَليِاَئيِ‌ وَ مُعَادَاتِكِ أعَداَئيِ‌

17- جا،[المجالس للمفيد]الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ الأزَديِ‌ّ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ البجَلَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن لَم يَجعَل لَهُ مِن نَفسِهِ وَاعِظاً فَإِنّ مَوَاعِظَ النّاسِ لَن تغُنيِ‌َ عَنهُ شَيئاً

18- جا،[المجالس للمفيد] عَلِيّ بنُ بِلَالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ رَاشِدٍ عَنِ الثقّفَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ شِمرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ المكَيّ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع أتُيِ‌َ بِخَبِيصٍ فَأَبَي أَن يَأكُلَهُ فَقَالُوا لَهُ أَ تُحَرّمُ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ‌ أَخشَي أَن تَتُوقَ إِلَيهِ نفَسيِ‌ فَأَطلُبَهُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَأَذهَبتُم طَيّباتِكُم فِي حَياتِكُمُ الدّنيا وَ استَمتَعتُم بِها


صفحه : 71

19- جا،[المجالس للمفيد] ابنُ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا كَانَ عَبدٌ لِيَحبِسَ نَفسَهُ عَلَي اللّهِ إِلّا أَدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ

20- ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ العِيصُ بنُ القَاسِمِ قُلتُ لِلصّادِقِ ع حَدِيثٌ يُروَي عَن أَبِيكَ ع أَنّهُ قَالَ مَا شَبِعَ رَسُولُ اللّهِص مِن خُبزِ بُرّ قَطّ أَ هُوَ صَحِيحٌ فَقَالَ لَا مَا أَكَلَ رَسُولُ اللّهِص خُبزَ بُرّ قَطّ وَ لَا شَبِعَ مِن خُبزِ شَعِيرٍ قَطّ قَالَت عَائِشَةُ مَا شَبِعَ رَسُولُ اللّهِص مِن خُبزِ الشّعِيرِ حَتّي مَاتَ وَ قَالَ النّبِيّص أللّهُمّ اجعَل رِزقَ مُحَمّدِ قُوتاً وَ قَالَت عَائِشَةُ مَا زَالَتِ الدّنيَا عَلَينَا عَسِيرَةً كَدِرَةً حَتّي قُبِضَ النّبِيّص فَلَمّا قُبِضَ النّبِيّ صُبّت عَلَينَا صَبّاً وَ قِيلَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَأكُل عَلَي خِوَانٍ حَتّي مَاتَ وَ لَم يَأكُل خُبزاً مُرَقّقاً حَتّي مَاتَ

وَ رَوَي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَن أَبِي جُحَيفَةَ قَالَ أَتَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ أَنَا أَتَجَشّأُ فَقَالَ يَا أَبَا جُحَيفَةَ اخفِض جُشَاكَ فَإِنّ أَكثَرَ النّاسِ شِبَعاً فِي الدّنيَا أَطوَلُهُم جُوعاً يَومَ القِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نُورُ الحِكمَةِ الجُوعُ وَ التّبَاعُدُ مِنَ اللّهِ الشّبَعُ وَ القُربَةُ إِلَي اللّهِ حُبّ المَسَاكِينِ وَ الدّنُوّ مِنهُم لَا تَشبَعُوا فَيُطفَأَ نُورُ المَعرِفَةِ مِن قُلُوبِكُم وَ مَن بَاتَ يصُلَيّ‌ فِي خِفّةٍ مِنَ الطّعَامِ بَاتَ وَ حُورُ العِينِ حَولَهُ وَ قَالَص لَا تُمِيتُوا القُلُوبَ بِكَثرَةِ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَ إِنّ القُلُوبَ تَمُوتُ كَالزّرُوعِ إِذَا كَثُرَ عَلَيهِ المَاءُ

21- جع ،[جامع الأخبار] قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَجَعنَا مِنَ الجِهَادِ الأَصغَرِ إِلَي الجِهَادِ الأَكبَرِ وَ قَالَ مَن غَلَبَ عِلمُهُ هَوَاهُ فَهُوَ عِلمٌ نَافِعٌ وَ مَن جَعَلَ شَهوَتَهُ تَحتَ قَدَمَيهِ فَرّ الشّيطَانُ مِن ظِلّهِ وَ قَالَص يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي أَيّمَا عَبدٍ أطَاَعنَيِ‌ لَم أَكِلهُ إِلَي غيَريِ‌ وَ أَيّمَا عَبدٍ عصَاَنيِ‌ وَكَلتُهُ إِلَي نَفسِهِ ثُمّ لَم أُبَالِ فِي أَيّ وَادٍ هَلَكَ


صفحه : 72

فلاح السائل ، ومحاسبة النفس ،للشهيد الثاني‌ مثله

22- تم ،[فلاح السائل ]رَوَي يَحيَي بنُ الحُسَينِ بنِ هَارُونَ الحسَنَيِ‌ّ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ بِإِسنَادِهِ إِلَي الحَسَنِ بنِ عَلِيّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَكُونُ العَبدُ مُؤمِناً حَتّي يُحَاسِبَ نَفسَهُ أَشَدّ مِن مُحَاسَبَةِ الشّرِيكِ شَرِيكَهُ وَ السّيّدِ عَبدَهُ

23- غو،[غوالي‌ اللئالي‌]روُيِ‌َ فِي بَعضِ الأَخبَارِ أَنّهُ دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص رَجُلٌ اسمُهُ مُجَاشِعٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ كَيفَ الطّرِيقُ إِلَي مَعرِفَةِ الحَقّ فَقَالَص مَعرِفَةُ النّفسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَيفَ الطّرِيقُ إِلَي مُوَافَقَةِ الحَقّ قَالَ مُخَالَفَةُ النّفسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَيفَ الطّرِيقُ إِلَي رِضَا الحَقّ قَالَ سَخَطُ النّفسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَيفَ الطّرِيقُ إِلَي وَصلِ الحَقّ قَالَ هَجرُ النّفسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَيفَ الطّرِيقُ إِلَي طَاعَةِ الحَقّ قَالَ عِصيَانُ النّفسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَيفَ الطّرِيقُ إِلَي ذِكرِ الحَقّ قَالَ نِسيَانُ النّفسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَيفَ الطّرِيقُ إِلَي قُربِ الحَقّ قَالَ التّبَاعُدُ مِنَ النّفسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَيفَ الطّرِيقُ إِلَي أُنسِ الحَقّ قَالَ الوَحشَةُ مِنَ النّفسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَيفَ الطّرِيقُ إِلَي ذَلِكَ قَالَ الِاستِعَانَةُ بِالحَقّ عَلَي النّفسِ

24- ختص ،[الإختصاص ] عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ لَيسَ مِنّا مَن لَم يُحَاسِب نَفسَهُ فِي كُلّ يَومٍ فَإِن عَمِلَ خَيراً استَزَادَ اللّهَ مِنهُ وَ حَمِدَ اللّهَ عَلَيهِ وَ إِن عَمِلَ شَرّاً استَغفَرَ اللّهَ مِنهُ وَ تَابَ إِلَيهِ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]حماد بن عيسي عن ابراهيم بن عمر عنه ع مثله كا،[الكافي‌] علي عن أبيه عن حماد بن عيسي

مثله

25-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَنِ الفَضلِ بنِ عُثمَانَ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُإنِيّ‌ لَأُبغِضُ رَجُلًا يرُضيِ‌ رَبّهُ بشِيَ‌ءٍ لَا يَكُونُ فِيهِ أَفضَلُ


صفحه : 73

مِنهُ فَإِن رَأَيتُهُ يُطِيلُ الرّكُوعَ قُلتُ يَا نَفسُ وَ إِن رَأَيتُهُ يُطِيلُ السّجُودَ قُلتُ يَا نَفسُ

26- مُحَاسَبَةُ النّفسِ، عَنِ النّبِيّص حَاسِبُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُحَاسَبُوا وَ زِنُوهَا قَبلَ أَن تُوزَنُوا وَ تَجَهّزُوا لِلعَرضِ الأَكبَرِ

27- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن حَاسَبَ نَفسَهُ رَبِحَ وَ مَن غَفَلَ عَنهَا خَسِرَ وَ مَن خَافَ أَمِنَ وَ مَنِ اعتَبَرَ أَبصَرَ وَ مَن أَبصَرَ فَهِمَ وَ مَن فَهِمَ عَلِمَ

وَ قَالَ ع يَا أَسرَي الرّغبَةِ أَقصِرُوا فَإِنّ المُعَرّجَ عَلَي الدّنيَا لَا يَرُوعُهُ مِنهَا إِلّا صَرِيفُ أَنيَابِ الحِدثَانِ أَيّهَا النّاسُ تَوَلّوا مِن أَنفُسِكُم تَأدِيبَهَا وَ اعدِلُوا بِهَا عَن ضَرَاوَةِ عَادَاتِهَا

وَ قَالَ ع كَفَاكَ أَدَباً لِنَفسِكَ اجتِنَابُ مَا تَكرَهُهُ مِن غَيرِكَ

باب 64-ترك الشهوات والأهواء

الآيات النساءوَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيكُم وَ يُرِيدُ الّذِينَ يَتّبِعُونَ الشّهَواتِ أَن تَمِيلُوا مَيلًا عَظِيماًالكهف وَ لا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَ اتّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمرُهُ فُرُطاًمريم فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصّلاةَ وَ اتّبَعُوا الشّهَواتِ فَسَوفَ


صفحه : 74

يَلقَونَ غَيّاطه فَلا يَصُدّنّكَ عَنها مَن لا يُؤمِنُ بِها وَ اتّبَعَ هَواهُ فَتَرديالفرقان أَ رَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَ فَأَنتَ تَكُونُ عَلَيهِ وَكِيلًاالقصص فَإِن لَم يَستَجِيبُوا لَكَ فَاعلَم أَنّما يَتّبِعُونَ أَهواءَهُم وَ مَن أَضَلّ مِمّنِ اتّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُديً مِنَ اللّهِ إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَالروم بَلِ اتّبَعَ الّذِينَ ظَلَمُوا أَهواءَهُم بِغَيرِ عِلمٍ فَمَن يهَديِ‌ مَن أَضَلّ اللّهُ وَ ما لَهُم مِن ناصِرِينَص وَ لا تَتّبِعِ الهَوي فَيُضِلّكَ عَن سَبِيلِ اللّهِالجاثيةأَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ محمدأُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ اتّبَعُوا أَهواءَهُمالقمروَ كَذّبُوا وَ اتّبَعُوا أَهواءَهُم وَ كُلّ أَمرٍ مُستَقِرّالنازعات وَ أَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبّهِ وَ نَهَي النّفسَ عَنِ الهَوي فَإِنّ الجَنّةَ هيِ‌َ المَأوي

1- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِمَن تَرَكَ شَهوَةً حَاضِرَةً لِمَوعُودٍ لَم يَرَهُ


صفحه : 75

كتاب الإمامة والتبصرة، عن القاسم بن علي العلوي‌ عن محمد بن أبي عبد الله عن سهل بن زياد عن النوفلي‌ عن السكوني‌ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص مثله ثو،[ثواب الأعمال ] ابن المغيرة بإسناده عن السكوني‌

مثله جا،[المجالس للمفيد]الصدوق عن أبيه عن محمدالعطار عن ابن عبدالجبار عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن الصادق ع مثله

2- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ بجِلَاَليِ‌ وَ جمَاَليِ‌ وَ بهَاَئيِ‌ وَ ارتفِاَعيِ‌ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ هوَاَي‌َ عَلَي هَوَاهُ إِلّا جَعَلتُ غِنَاهُ فِي نَفسِهِ وَ هَمّهُ فِي آخِرَتِهِ وَ كَفَفتُ عَنهُ ضَيعَتَهُ وَ ضَمّنتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ رِزقَهُ وَ كُنتُ لَهُ مِن وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلّ تَاجِرٍ

سن ،[المحاسن ] أبي عن الوشاء عن عبد الله بن سنان عن الثمالي‌ عن أبي جعفر ع مثله ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنهُ ع قَالَ

قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ عظَمَتَيِ‌ وَ قدُرتَيِ‌ وَ بهَاَئيِ‌ وَ علُوُيّ‌ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ

3- ل ،[الخصال ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عِمرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي بَكرٍ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي عَلِيّ اللهّبَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنكَدِرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَي أمُتّيِ‌ الهَوَي وَ طُولُ الأَمَلِ أَمّا الهَوَي فَإِنّهُ يَصُدّ عَنِ الحَقّ وَ أَمّا طُولُ الأَمَلِ فيَنُسيِ‌ الآخِرَةَ


صفحه : 76

ل ،[الخصال ] أبي عن محمدالعطار عن ابن عيسي عن أبيه عن حماد بن عيسي عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين ع مثله ل ،[الخصال ] ابن بندار عن أبي العباس الحمادي‌ عن أحمد بن محمدالشافعي‌ عن عمه ابراهيم بن محمد عن علي بن أبي علي اللهبي‌

إلي آخر مامضي أقول و قدأثبتنا تلك الأخبار تماما في كتاب الروضة في باب مواعظ النبي ص وبعض الأخبار في باب المنجيات والمهلكات وبعضها في باب العفاف من هذاالمجلد الخامس عشر

4- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إنِيّ‌ لَأَرجُو النّجَاةَ لِهَذِهِ الأُمّةِ لِمَن عَرَفَ حَقّنَا مِنهُم إِلّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ صَاحِبِ سُلطَانٍ جَائِرٍ وَ صَاحِبِ هَوًي وَ الفَاسِقِ المُعلِنِ

5- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَشجَعُ النّاسِ مَن غَلَبَ هَوَاهُ

لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]السناني‌ عن الأسدي‌ عن النخعي‌ عن النوفلي‌ عن محمد بن سنان عن المفضل عن ابن ظبيان عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين ع مثله

6- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مع ،[معاني‌ الأخبار] فِي خَبَرِ الشّيخِ الشاّميِ‌ّ قَالَ زَيدُ بنُ صُوحَانَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَيّ سُلطَانٍ أَغلَبُ وَ أَقوَي قَالَ الهَوَي


صفحه : 77

7- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن عَنبَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن شُعبَةَ عَن سَلَمَةَ بنِ جَمِيلٍ عَن أَبِي الطّفَيلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ الكنِاَنيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِنّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيكُم طُولُ الأَمَلِ وَ اتّبَاعُ الهَوَي فَأَمّا طُولُ الأَمَلِ فيَنُسيِ‌ الآخِرَةَ وَ أَمّا اتّبَاعُ الهَوَي فَيَصُدّ عَنِ الحَقّ أَلَا وَ إِنّ الدّنيَا قَد تَوَلّت مُدبِرَةً وَ الآخِرَةَ قَد أَقبَلَت مُقبِلَةً وَ لِكُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِن أَبنَاءِ الآخِرَةِ وَ لَا تَكُونُوا مِن أَبنَاءِ الدّنيَا فَإِنّ اليَومَ عَمَلٌ وَ لَا حِسَابَ وَ الآخِرَةَ حِسَابٌ وَ لَا عَمَلَ

جا،[المجالس للمفيد]الجعابي‌ عن الفضل بن الحباب عن مسلم بن عبد الله عن أبيه عن محمد بن عبدالرحمن عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني‌ عنه ع مثله

8- ثو،[ثواب الأعمال ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ إِسحَاقَ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ وَ عزِتّيِ‌ وَ عظَمَتَيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ بهَاَئيِ‌ وَ علُوُيّ‌ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ‌ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ هوَاَي‌َ عَلَي هَوَاهُ إِلّا جَعَلتُ هَمّهُ فِي آخِرَتِهِ وَ غِنَاهُ فِي قَلبِهِ وَ كَفَفتُ عَلَيهِ ضَيعَتَهُ وَ ضَمّنتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ رِزقَهُ وَ أَتَتهُ الدّنيَا وَ هيِ‌َ رَاغِمَةٌ

مشكاة الأنوار، مثله

9-سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ العَطّارُ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ عُقَيلٍ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع إنِيّ‌ أَخَافُ عَلَيكُمُ اثنَينِ اتّبَاعَ الهَوَي وَ طُولَ الأَمَلِ فَأَمّا اتّبَاعُ الهَوَي فَإِنّهُ يَرُدّ عَنِ الحَقّ وَ أَمّا طُولُ الأَمَلِ


صفحه : 78

فيَنُسيِ‌ الآخِرَةَ

10- محص ،[التمحيص ] عَن يُونُسَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَكَلَ مَا يشَتهَيِ‌ لَم يَنظُرِ اللّهُ إِلَيهِ حَتّي يَنزِعَ أَو يَترُكَ

11- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ الجَوَادُ ع مَن أَطَاعَ هَوَاهُ أَعطَي عَدُوّهُ مُنَاهُ

وَ قَالَ ع رَاكِبُ الشّهَوَاتِ لَا تُستَقَالَ لَهُ عَثرَةٌ

12- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع مَن كَرُمَت عَلَيهِ نَفسُهُ هَانَت عَلَيهِ شَهوَتُهُ

وَ قَالَ ع إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَقُولُ حُفّتِ الجَنّةُ بِالمَكَارِهِ وَ حُفّتِ النّارُ بِالشّهَوَاتِ وَ اعلَمُوا أَنّهُ مَا مِن طَاعَةِ اللّهِ شَيءٌ إِلّا يأَتيِ‌ فِي شَهوَةٍ فَرَحِمَ اللّهُ رَجُلًا نَزَعَ عَن شَهوَتِهِ وَ قَمَعَ هَوَي نَفسِهِ فَإِنّ هَذِهِ النّفسَ أَبعَدُ شَيءٍ مَنزِعاً وَ إِنّهَا لَا تَزَالُ تَنزِعُ إِلَي مَعصِيَةٍ فِي هَوًي وَ اعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ أَنّ المُؤمِنَ لَا يمُسيِ‌ وَ لَا يُصبِحُ إِلّا وَ نَفسُهُ ظَنُونٌ عِندَهُ فَلَا يَزَالُ زَارِياً عَلَيهَا وَ مُستَزِيداً لَهَا فَكُونُوا كَالسّابِقِينَ قَبلَكُم وَ المَاضِينَ أَمَامَكُم قَوّضُوا مِنَ الدّنيَا تَقوِيضَ الرّاحِلِ وَ طَوَوهَا طيَ‌ّ المَنَازِلِ إِلَي آخِرِ الخُطبَةِ

13- كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ، قَالَ لُقمَانُ لِابنِهِ يَا بنُيَ‌ّ مَن يُرِد رِضوَانَ اللّهِ يُسخِط نَفسَهُ كَثِيراً وَ مَن لَا يُسخِط نَفسَهُ لَا يُرضَي[يُرضَ] بِهِ وَ مَن لَا يَكظِم غَيظَهُ يُشمِت عَدُوّهُ

14-عُدّةُ الداّعيِ‌، عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ عظَمَتَيِ‌ وَ كبِريِاَئيِ‌ وَ نوُريِ‌ وَ علُوُيّ‌ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ‌ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ هَوَاهُ عَلَي هوَاَي‌َ إِلّا شَتّتّ أَمرَهُ وَ لَبّستُ عَلَيهِ دُنيَاهُ وَ شَغَلتُ قَلبَهُ بِهَا وَ لَم أُوتِهِ مِنهَا إِلّا مَا قَدّرتُ لَهُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ عظَمَتَيِ‌ وَ كبِريِاَئيِ‌ وَ نوُريِ‌ وَ علُوُيّ‌ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ‌ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ هوَاَي‌َ عَلَي هَوَاهُ إِلّا استَحفَظتُهُ ملَاَئكِتَيِ‌ وَ كَفّلتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ رِزقَهُ وَ كُنتُ لَهُ مِن وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلّ تَاجِرٍ وَ أَتَتهُ الدّنيَا


صفحه : 79

وَ هيِ‌َ رَاغِمَةٌ

مشكاة الأنوار،نقلا من المحاسن مثله

15- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ المُعَلّي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ عظَمَتَيِ‌ وَ علُوُيّ‌ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ‌ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ هوَاَي‌َ عَلَي هَوَي نَفسِهِ إِلّا كَفَفتُ عَلَيهِ ضَيعَتَهُ وَ ضَمّنتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ رِزقَهُ وَ كُنتُ لَهُ مِن وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلّ تَاجِرٍ

بيان قوله تعالي وعزتي‌ العزة القوة والشدة والغلبة وقيل عزته عبارة عن كونه منزها عن سمات الإمكان وذل النقصان ورجوع كل شيء إليه وخضوعه بين يديه والعظمة في صفة الأجسام كبر الطول والعرض والعمق و في وصفه تعالي عبارة عن تجاوز قدره عن حدود العقول والأوهام حتي لاتتصور الإحاطة بكنه حقيقته عندذوي‌ الأفهام وعلوه علو عقلي‌ علي الإطلاق بمعني أنه لارتبة أعلي من رتبته و ذلك لأن أعلي مراتب الكمال العقلي‌ هومرتبة العلية و لماكانت ذاته المقدسة مبدأ كل موجود حسي‌ وعقلي‌ لاجرم كانت مرتبته أعلي المراتب العقلية مطلقا و له العلو المطلق في الوجود العاري‌ عن الإضافة إلي شيء و عن إمكان أن يكون فوقه ما هوأعلي منه و هذامعني قَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع سَبَقَ فِي العُلُوّ فَلَا أَعلَي مِنهُ

وارتفاع مكانه كناية عن عدم إمكان الإشارة إليه بالقول والحواس . لايؤثر عبدهواي‌ علي هوي نفسه المراد بهوي النفس ميلها إلي ما هومقتضي طباعها من اللذات الحاضرة الدنيوية والخروج عن الحدود الشرعية وبإيثار هواه سبحانه إعراضها عن هذه الميل ورجوعها إلي مايوجب قرب الحق تعالي ورضاه و قد قال تعالي مخاطبا لداود ع يا داوُدُ إِنّا جَعَلناكَ خَلِيفَةً

فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقّ وَ لا تَتّبِعِ الهَوي فَيُضِلّكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِنّ الّذِينَ يَضِلّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ لَهُم عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَومَ الحِسابِفبين سبحانه أن متابعة الهوي أي ماتهوي الأنفس مخالفة لاتباع سبيل الله وسلوك طريق الحق ثم بين أن متابعة الهوي متفرع علي نسيان يوم الحساب فإن من تذكر الآخرة ونعيمها وعذابها لايتبع الأهواء النفسانية والدواعي‌ الشهوانية. و قال سبحانه فَأَمّا مَن طَغي وَ آثَرَ الحَياةَ الدّنيا فَإِنّ الجَحِيمَ هيِ‌َ المَأوي وَ أَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبّهِ وَ نَهَي النّفسَ عَنِ الهَوي فَإِنّ الجَنّةَ هيِ‌َ المَأوي.فأشار إلي أن إيثار الحياة الدنيا مقابل لنهي‌ النفس عن الهوي واتباع الهوي إيثار الحياة الدنيا ولذاتها علي الآخرة و قال سبحانه أَ رَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَ فَأَنتَ تَكُونُ عَلَيهِ وَكِيلًا و قال عز من قائل فَإِن لَم يَستَجِيبُوا لَكَ فَاعلَم أَنّما يَتّبِعُونَ أَهواءَهُم وَ مَن أَضَلّ مِمّنِ اتّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُديً مِنَ اللّهِ ومثله في الكتاب العزيز غيرعزيز. قوله ع إلاكففت عليه ضيعته قال في النهاية فيه أمرت أن لاأكف شعرا و لاثوبا يعني‌ في الصلاة يحتمل أن يكون بمعني المنع أي لاأمنعهما من الاسترسال حال السجود ليقعا علي الأرض ويحتمل أن يكون بمعني الجمع أي لايجمعهما ويضمهما و منه

الحَدِيثُ المُؤمِنُ أَخُو المُؤمِنِ يَكُفّ عَلَيهِ ضَيعَتَهُ

أي يجمع عليه معيشته ويضمها إليه و

قَالَ فِي حَدِيثِ سَعدٍ إنِيّ‌ أَخَافُ عَلَي الأَعقَابِ الضّيعَةَ

أي أنها تضيع وتتلف والضيعة في الأصل المرة من الضياع وضيعة الرجل في غير هذا ما يكون منه معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة و غير ذلك و منه

الحديث أَفشَي اللّهُ


صفحه : 81

عَلَيهِ ضَيعَتَهُ

أي أكثر عليه معاشه انتهي . وأقول هذه الفقرة تحتمل وجوها.الأول ماذكره في النهاية أي جمعت عليه ضيعته ومعيشته والتعدية بعلي لتضمين معني البركة أوالشفقة ونحوهما أو علي بمعني إلي كماأومأ إليه في النهاية فيحتاج أيضا إلي تضمين .الثاني‌ أن يكون الكف بمعني المنع و علي بمعني عن والضيعة بمعني الضياع أي أمنع عنه ضياع نفسه وماله وولده وسائر مايتعلق به ويؤيده ماسيأتي‌ في رواية الصدوق رحمه الله وكففت عنه ضيعته .الثالث ماذكره بعض المحققين وتبعه غيره أنه من الكفاف و هو مايفي‌ بمعيشته مباركا عليه كفافا له و لايخفي بعده لفظا إذ لاتساعده اللغة. قوله تعالي وضمنت علي صيغة المتكلم من باب التفعيل أي جعلت السماوات و الأرض ضامنتين لرزقه كناية عن تسبيب الأسباب السماوية والأرضية له وربما يقرأ بصيغة الغائب علي بناء المجرد ورفع السماوات و الأرض و هوبعيد وكنت له من وراء تجارة كل تاجر الوراء فعال ولامه همزة عندسيبويه و أبي علي الفارسي‌ وياء عندالعامة و هو من ظروف المكان بمعني قدام وخلف والتجارة مصدر بمعني البيع والشراء للنفع و قديراد بها مايتجر فيه من الأمتعة ونحوها علي تسمية المفعول باسم المصدر و هذه الفقرة أيضا تحتمل وجوها.الأول أن يكون المعني كنت له عقب تجارة كل تاجر أسوقها إليه أي ألقي‌ محبته في قلوب التجار ليتجروا له ويكفوا مهماته الثاني‌ أن يكون المعني كنت له عوضا من تجارة كل تاجر فإن كل تاجر يتجر لمنفعة دنيوية أوأخروية و لماأعرض عن جميع ذلك كفلت أناربح تجارته و هذامعني دقيق خطر بالبال لكن لايناسب إلا من


صفحه : 82

بلغ في درجات المحبة أقصي مراتب الكمال .الثالث الجمع بين المعنيين أي كنت له بعدحصول تجارة كل تاجر له .الرابع ماقيل إن كل تاجر في الدنيا للآخرة يجد نفع تجارته فيها من الحسنة ونعيمها و الله سبحانه بذاته المقدسة والتجليات اللائقة وراء هذالهذا العبد ففيه دلالة علي أن للزاهدين في الجنة نعمة روحانية أيضا و هوقريب من الثالث .الخامس أن يكون الوراء بمعني القدام أي كنت له أنيسا ومعينا ومحبا ومحبوبا قبل وصوله أي نعيم الآخرة ألذي هوغاية مقصود التاجرين لها.السادس ماقيل أي أناأتجر له فأربح له مثل ربح جميع التجار لواتجروا له و لايخفي بعده

16- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ عظَمَتَيِ‌ وَ بهَاَئيِ‌ وَ عُلُوّ ارتفِاَعيِ‌ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ مُؤمِنٌ هوَاَي‌َ عَلَي هَوَاهُ فِي شَيءٍ مِن أَمرِ الدّنيَا إِلّا جَعَلتُ غِنَاهُ فِي نَفسِهِ وَ هِمّتَهُ فِي آخِرَتِهِ وَ ضَمّنتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ رِزقَهُ وَ كُنتُ لَهُ مِن وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلّ تَاجِرٍ

بيان البهاء الحسن والمراد الحسن المعنوي‌ و هوالاتصاف بجميع الصفات الكمالية إلاجعلت غناه في نفسه أي أجعل نفسه غنية قانعة بما رزقته لابالمال فإن الغني‌ بالمال الحريص في الدنيا أحوج الناس وإنما الغني غني النفس فكلمة في للتعليل ويحتمل الظرفية أيضا بتكلف وهمته أي عزمه وقصده في آخرته ففي‌ للتعليل أيضا أوالمعني أنها مقصورة في آخرته فلايوجه همته إلي تحصيل الدنيا أصلا

17-كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الواَبشِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُاحذَرُوا أَهوَاءَكُم كَمَا تَحذَرُونَ أَعدَاءَكُم فَلَيسَ شَيءٌ أَعدَي لِلرّجَالِ مِنِ اتّبَاعِ أَهوَائِهِم وَ حَصَائِدِ


صفحه : 83

أَلسِنَتِهِم

بيان احذروا أهواءكم الأهواء جمع الهوي و هومصدر هويه كرضيه إذاأحبه واشتهاه ثم سمي‌ به المهوي‌ المشتهي محمودا كان أومذموما ثم غلب علي المذموم قال الجوهري‌ كل خال هواء و قوله تعالي وَ أَفئِدَتُهُم هَواءٌيقال إنه لاعقول فيها والهوي مقصورا هوي النفس والجمع الأهواء وهوي‌ بالكسر يهوي هوي أي أحب الأصمعي‌ هوي بالفتح يهوي‌ هويا أي سقط إلي أسفل و قال الراغب الهوي ميل النفس إلي الشهوة ويقال ذلك للنفس المائلة إلي الشهوة وقيل سمي‌ بذلك لأنه يهوي‌ بصاحبه في الدنيا إلي كل داهية و في الآخرة إلي الهاوية و قدعظم الله ذم اتباع الهوي فقال أَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ و قال وَ لا تَتّبِعِ الهَوي فَيُضِلّكَ عَن سَبِيلِ اللّهِوَ اتّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمرُهُ فُرُطاً و قوله وَ لَئِنِ اتّبَعتَ أَهواءَهُم بَعدَ ألّذِي جاءَكَ مِنَ العِلمِفإنما قاله بلفظ الجمع تنبيها علي أن لكل هوي غيرهوي الآخر ثم هوي كل واحد لايتناهي فإذن اتباع أهوائهم نهاية الضلال والحيرة قال وَ لا تَتّبِع أَهواءَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ و قال كاَلذّيِ‌ استَهوَتهُ الشّياطِينُ فِي الأَرضِوَ لا تَتّبِعُوا أَهواءَ قَومٍ قَد ضَلّوا مِن قَبلُ و قال قُل لا أَتّبِعُ أَهواءَكُم قَد ضَلَلتُ إِذاًوَ لا تَتّبِع أَهواءَهُم وَ قُل آمَنتُ بِما أَنزَلَ اللّهُ


صفحه : 84

مِن كِتابٍوَ مَن أَضَلّ مِمّنِ اتّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُديً مِنَ اللّهِانتهي . وأقول ينبغي‌ أن يعلم أن ماتهواه النفس ليس كله مذموما و ما لاتهواه النفس ليس كله ممدوحا بل المعيار مامر في باب ذم الدنيا و هو أن كل مايرتكبه الإنسان لمحض الشهوة النفسانية واللذة الجسمانية والمقاصد الفانية الدنيوية و لم يكن الله مقصودا له في ذلك فهو من الهوي المذموم ويتبع فيه النفس الأمارة بالسوء و إن كان مشتملا علي زجر النفس عن بعض المشتهيات أيضا كمن يترك لذيذ المآكل والمطعم والملبس ويقاسي‌ الجوع والصوم والسهر للاشتهار بالعبادة وجلب قلوب الجهال و مايرتكبه الإنسان لإطاعة أمره سبحانه وتحصيل رضاه و إن كان مما تشتهيه نفسه وتهواه فليس هو من الهوي المذموم كمن يأكل ويشرب لأمره تعالي بهما أولتحصيل القوة علي العبادة وكمن يجامع الحلال لكونه مأمورا به أولتحصيل الأولاد الصالحين أولعدم ابتلائه بالحرام .فهؤلاء و إن حصل لهم الالتذاذ بهذه الأمور لكن ليس مقصودهم محض اللذة بل لهم في ذلك أغراض صحيحة إن صدقتهم أنفسهم و لم تكن تلك من التسويلات النفسانية والتخييلات الشيطانية و لو لم يكن غرضهم من ارتكاب تلك اللذات هذه الأمور فليسوا بمعاقبين في ذلك إذا كان حلالا لكن إطاعة النفس في أكثر ماتشتهيه قدينجر إلي ارتكاب الشبهات والمكروهات ثم إلي المحرمات و من حام حول الحمي أوشك أن يقع فيه .فظهر أن كل ماتهواه النفس ليس مما يلزم اجتنابه فإن كثيرا من العلماء قديلتذون بعلمهم أكثر مما يلتذ الفساق بفسقهم كثيرا من العباد يأنسون بالعبادات بحيث يحصل لهم الهم العظيم بتركها و ليس كل ما لاتشتهيه النفس


صفحه : 85

يحسن ارتكابه كأكل القاذورات والزنا بالجارية القبيحة ويطلق أيضا الهوي علي اختيار ملة أوطريقة أورأي‌ لم يستند إلي برهان قطعي‌ أودليل من الكتاب والسنة كمذاهب المخالفين وآرائهم وبدعهم فإنها من شهوات أنفسهم و من أوهامهم المعارضة للحق الصريح كمادلت عليه أكثر الآيات المتقدمة.فذم الهوي مطلقا إما مبني‌ علي أن الغالب فيما تشتهيه الأنفس أنها مخالفة لمايرتضيه العقل أو علي أن المراد بالنفس النفس المعتادة بالشر الداعية إلي السوء والفساد ويعبر عنها بالنفس الأمارة كما قال تعالي إِنّ النّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِ إِلّا ما رَحِمَ ربَيّ‌ أوصار الهوي حقيقة شرعية في المعاصي‌ والأمور القبيحة التي‌ تدعو النفس إليها والآراء والملل والمذاهب الباطلة التي‌ تدعو إليها الشهوات الباطلة والأوهام الفاسدة لاالبراهين الحقة.فليس شيءأعدي للرجال لأن ضرر العدو علي فرض وقوعه راجع إلي الدنيا الزائلة ومنافعها الفانية وضرر الهوي راجع إلي الآخرة الباقية. وحصائد ألسنتهم قال في النهاية فيه وهل يكب الناس علي مناخرهم في النار إلاحصائد ألسنتهم أي مايقطعونه من الكلام ألذي لاخير فيه واحدتها حصيدة تشبيها بما يحصد من الزرع وتشبيها للسان و مايقتطعه من القول بحد المنجل ألذي يحصد به و قال الطيبي‌ أي كلامهم القبيح كالكفر والقذف والغيبة و قال الجوهري‌ حصدت الزرع وغيره أحصده وأحصده حصدا والزرع محصود وحصيد وحصيدة وحصائد ألسنتهم ألذي في الحديث هو ماقيل في الناس باللسان وقطع به عليهم

18-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ كبِريِاَئيِ‌ وَ نوُريِ‌ وَ علُوُيّ‌ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ‌ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ هَوَاهُ عَلَي هوَاَي‌َ إِلّا شَتّتّ عَلَيهِ أَمرَهُ وَ لَبّستُ عَلَيهِ دُنيَاهُ وَ شَغَلتُ قَلبَهُ بِهَا وَ لَم أُوتِهِ


صفحه : 86

مِنهَا إِلّا مَا قَدّرتُ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ عظَمَتَيِ‌ وَ نوُريِ‌ وَ علُوُيّ‌ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ‌ لَا يُؤثِرُ عَبدٌ هوَاَي‌َ عَلَي هَوَاهُ إِلّا استَحفَظتُهُ ملَاَئكِتَيِ‌ وَ كَفّلتُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ رِزقَهُ وَ كُنتُ لَهُ مِن وَرَاءِ تِجَارَةِ كُلّ تَاجِرٍ وَ أَتَتهُ الدّنيَا وَ هيِ‌َ رَاغِمَةٌ

بيان وعزتي‌ أقسم سبحانه تأكيدا لتحقيق مضمون الخطاب وتثبيته في قلوب السامعين أولا بعزته وهي‌ القوة والغلبة وخلاف الذلة وعدم المثل والنظير وثانيا بجلاله و هوالتنزه من النقائص أو عن أن يصل إليه عقول الخلق أوالقدرة التي‌ تصغر لديها قدرة كل ذي‌ قدرة وثالثا بعظمته وهي‌ تنصرف إلي عظمته الشأن والقدر ألذي يذل عندها شأن كل ذي‌ شأن أو هوأعظم من أن يصل إلي كنه صفاته أحد ورابعا بكبريائه و هوكون جميع الخلائق مقهورا له منقادا لإرادته وخامسا بنوره و هوهدايته التي‌ بهايهتدي‌ أهل السماوات والأرضين إليه و إلي مصالحهم ومراشدهم كمايهتدي بالنور وسادسا بعلوه أي كونه أرفع من أن يصل إليه العقول والأفهام أوكونه فوق الممكنات بالعلية أوتعاليه عن الاتصاف بصفات المخلوقين وسابعا بارتفاع مكانه و هوكونه أرفع من أن يصل إليه وصف الواصفين أويبلغه نعت الناعتين وكأن بعضها تأكيد لبعض . لايؤثر أي لايختار عبدهواه أي مايحبه ويهواه علي هواي‌ أي علي ماأرضاه وأمرت به إلاشتت عليه أمره علي بناء المجرد أوالتفعيل في القاموس شت يشت شتا وشتاتا وشتيتا فرق وافترق كانشت وتشتت وشتته الله وأشته وأقول تشتت أمره إما كناية عن تحيره في أمر دينه فإن الذين يتبعون الأهواء الباطلة في سبل الضلالة يتيهون و في طرق الغواية يهيمون أوكناية عن عدم انتظام أمور دنياهم فإن من اتبع الشهوات لاينظر في العواقب فيختل عليه أمور معاشه ويسلب الله البركة عما في يده أوالأعم منهما و علي الثاني‌ الفقرة الثانية تأكيد و علي الثالث تخصيص بعدالتعميم ولبست عليه


صفحه : 87

دنياه أي خلطتها أوأشكلتها وضيقت عليه المخرج منهما قال في المصباح لبست الأمر لبسا من باب ضرب خلطته و في التنزيل وَ لَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَ والتشديد مبالغة و في الأمر لبس بالضم ولبسة أيضا إشكال والتبس الأمر أشكل ولابسته بمعني خالطته . و قال الراغب أصل اللبس ستر الشي‌ء ويقال ذلك في المعاني‌ يقال لبست عليه أمره قال تعالي وَ لَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَوَ لا تَلبِسُوا الحَقّ بِالباطِلِلِمَ تَلبِسُونَ الحَقّ بِالباطِلِالّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يَلبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلمٍ ويقال في الأمر لبسة أي التباس ولابست فلانا خالطته . وشغلت قلبه بها أي هودائما في ذكرها وفكرها غافلا عن الآخرة وتحصيلها و لايصل من الدنيا غاية مناه فيخسر الدنيا والآخرة وذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ إلااستحفظته ملائكتي‌ أي أمرتهم بحفظه من الضياع والهلاك في الدين والدنيا وكفلت السماوات والأرضين رزقه و قدمر وضمنت أي جعلتهما ضامنين وكفيلين لرزقه كناية عن تسبيب الأسباب السماوية والأرضية لوصول رزقه المقدر إليه . وكنت له من وراء تجارة كل تاجر أقول قدمر أنه يحتمل وجوها الأول أن يكون المعني كنت من وراء تجارة التاجرين أي عقبها أسوقها إليه أي أسخر له قلوبهم له وألقي‌ فيها أن يدفعوا قسطا من أرباح تجاراتهم إليه الثاني‌ أني‌ أتجر له عوضا عن تجارة كل تاجر له لوكانوا اتجروا له الثالث أن المعني أنا أي قربي‌ وحبي‌ له عوضا عن المنافع الزائلة الفانية التي‌


صفحه : 88

تحصل للتجارة في تجارتهم وبعبارة أخري أنامقصوده في تجارته المعنوية بدلا عما يقصده التجار من أرباحهم الدنيويةفَما رَبِحَت تِجارَتُهُم وَ ما كانُوا مُهتَدِينَالرابع أن المعني كنت له بعد أن أسوق إليه أرباح التاجرين فتجتمع له الدنيا والآخرة وهي‌ التجارة الرابحة. وأتته الدنيا وهي‌ راغمة أي ذليلة منقادة كناية عن تيسر حصولها بلا مشقة و لاذلة أو مع هوانها عليه وليست لها عنده منزلة لزهده فيها أو مع كرهها كناية عن بعدحصولها له بحسب الأسباب الظاهرة لعدم توسله بأسباب حصولها و هذامعني لطيف و إن كان بعيدا و في القاموس الرغم الكره ويثلث كالمرغمة رغمه كعلمه ومنعه كرهه والتراب كالرغام ورغم أنفي‌ لله مثلثة ذل عن كره وأرغمه الله أسخطه ورغمته فعلت شيئا علي رغمه و في النهاية أرغم الله أنفه أي ألصقه بالرغام و هوالتراب هذا هوالأصل ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد علي كره

19- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن يَحيَي بنِ عُقَيلٍ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّمَا أَخَافُ عَلَيكُمُ اثنَتَينِ اتّبَاعَ الهَوَي وَ طُولَ الأَمَلِ أَمّا اتّبَاعُ الهَوَي فَإِنّهُ يَصُدّ عَنِ الحَقّ وَ أَمّا طُولُ الأَمَلِ فيَنُسيِ‌ الآخِرَةَ

بيان أمااتباع الهوي فإنه يصد عن الحق لأن حب الدنيا وشهواتها يعمي‌ القلب عن رؤية الحق وتمنع النفس عن متابعته فإن الحق والباطل متقابلان والآخرة والدنيا ضرتان متنافرتان والدنيا مع أهل الباطل فاتباع الهوي إما يصير سببا لاشتباه الحق بالباطل في نظره أويصير باعثا علي إنكار الحق مع العلم به والأول كعوام أهل الباطل والثاني‌ كعلمائهم . وطول الأمل أي ظن البقاء في الدنيا وتوقع حصول المشتهيات فيهابالأماني‌ الكاذبة الشيطانية ينسي‌ الموت والآخرة وأهوالهما فلايتوجه إلي تحصيل


صفحه : 89

الآخرة و ماينفعه فيها ويخلصه من شدائدها وإنما نسب الخوف منهما إلي نفسه القدسية لأنه هومولي المؤمنين والمتولي‌ لإصلاحهم والراعي‌ لهم في معاشهم والداعي‌ لهم إلي صلاح معادهم

20- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الأَصَمّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ ع اتّقِ المَرقَي[المُرتَقَي]السّهلَ إِذَا كَانَ مُنحَدَرُهُ وَعراً وَ قَالَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا تَدَعِ النّفسَ وَ هَوَاهَا فَإِنّ هَوَاهَا فِي رَدَاهَا وَ تَركُ النّفسِ وَ مَا تَهوَي أَذَاهَا وَ كَفّ النّفسِ عَمّا تَهوَي دَوَاهَا

بيان اتق المرقي السهل إلخ المرقي والمرتقي والمرقاة موضع الرقي‌ والصعود من رقيت السلم والسطح والجبل علوته والمنحدر الموضع ألذي ينحدر منه أي ينزل من الانحدار و هوالنزول الوعر ضد السهل قال الجوهري‌ جبل وعر بالتسكين ومطلب وعر قال الأصمعي‌ و لاتقل وعر أقول ولعل المراد به النهي‌ عن طلب الجاه والرئاسة وسائر شهوات الدنيا ومرتفعاتها فإنها و إن كانت مؤاتية علي اليسر والخفض إلا أن عاقبتها عاقبة سوء والتخلص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة. والحاصل أن متابعة النفس في أهوائها والترقي‌ من بعضها إلي بعض و إن كانت كل واحدة منها في نظره حقيرة وتحصل له بسهولة لكن عندالموت يصعب عليه ترك جميعها والمحاسبة عليها فهو كمن صعد جبلا بحيل شتي فإذاانتهي إلي ذروته تحير في تدبير النزول عنها وأيضا تلك المنازل الدنية تحصل له في الدنيا بالتدريج و عندالموت لابد من تركها دفعة ولذا تشق عليها سكرات الموت بقطع تلك العلائق فهو كمن صعد سلما درجة درجة ثم سقط في آخر درجة منه دفعة فكلما كانت الدرجات في الصعود أكثر كان السقوط منها أشد ضررا وأعظم خطرا فلابد للعاقل أن يتفكر عندالصعود علي درجات الدنيا في شدة النزول عنها فلايرقي


صفحه : 90

كثيرا ويكتفي‌ بقدر الضرورة والحاجة فهذا التشبيه البليغ علي كل من الوجهين من أبلغ الاستعارات وأحسن التشبيهات . و في بعض النسخ اتقي‌ بالياء وكأنه من تصحيف النساخ ولذا قرأ بعض الشارحين أتقي بصيغة التفضيل والمرقي علي البناء للمفعول وقرأ السهل مرفوعا ليكون خبرا للمبتدإ و هوأتقي أو يكون أتقي‌ بتشديد التاء بصيغة المتكلم من باب الافتعال فالسهل منصوب صفة للمرقي و كل منهما لايخلو من بعد. لاتدع النفس وهواها أي لاتتركها مع هواها و ماتهواه وتحبه من الشهوات المردية فإن هواها في رداها أي هلاكها في الآخرة بالهلاك المعنوي‌ في القاموس ردي‌ في البئر سقط كتردي وأرداه غيره ورداه وردي‌ كرضي‌ ردي‌ هلك وأرداه و رجل رد هالك قوله ع أذاها الأذي مايؤذي‌ الإنسان من مرض أومكروه والشي‌ء القذر و في بعض داؤها أي مرضها و هوأنسب بقوله دواؤها لفظا ومعني و في القاموس الدواء مثلثة ماداويت به وبالقصر المرض


صفحه : 91

باب 74-طاعة الله ورسوله وحججه ع والتسليم لهم والنهي‌ عن معصيتهم والإعراض عن قولهم وإيذائهم

الآيات البقرةقالُوا سَمِعنا وَ أَطَعناآل عمران قُل أَطِيعُوا اللّهَ وَ الرّسُولَ فَإِن تَوَلّوا فَإِنّ اللّهَ لا يُحِبّ الكافِرِينَ و قال تعالي وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ الرّسُولَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَالنساءوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدّ حُدُودَهُ يُدخِلهُ ناراً خالِداً فِيها وَ لَهُ عَذابٌ مُهِينٌ و قال تعالي وَ لَو أَنّهُم قالُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا وَ اسمَع وَ انظُرنا لَكانَ خَيراً لَهُم و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ‌ الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنازَعتُم فِي شَيءٍ فَرُدّوهُ إِلَي اللّهِ وَ الرّسُولِ إِن كُنتُم تُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ ذلِكَ خَيرٌ وَ أَحسَنُ تَأوِيلًا و قال تعالي وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ


صفحه : 92

النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًالمائدةإِذ قُلتُم سَمِعنا وَ أَطَعنا و قال تعالي وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ احذَرُوا فَإِن تَوَلّيتُم فَاعلَمُوا أَنّما عَلي رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُالأنفال وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لا تَوَلّوا عَنهُ وَ أَنتُم تَسمَعُونَ وَ لا تَكُونُوا كَالّذِينَ قالُوا سَمِعنا وَ هُم لا يَسمَعُونَالتوبةوَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللّهُالنوروَ يَقُولُونَ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِالرّسُولِ وَ أَطَعنا ثُمّ يَتَوَلّي فَرِيقٌ مِنهُم مِن بَعدِ ذلِكَ وَ ما أُولئِكَ بِالمُؤمِنِينَ وَ إِذا دُعُوا إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم إِذا فَرِيقٌ مِنهُم مُعرِضُونَ وَ إِن يَكُن لَهُمُ الحَقّ يَأتُوا إِلَيهِ مُذعِنِينَ أَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ أَمِ ارتابُوا أَم يَخافُونَ أَن يَحِيفَ اللّهُ عَلَيهِم وَ رَسُولُهُ بَل أُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ إِنّما كانَ قَولَ المُؤمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقُولُوا سَمِعنا وَ أَطَعنا وَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخشَ اللّهَ وَ يَتّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ وَ أَقسَمُوا بِاللّهِ جَهدَ أَيمانِهِم لَئِن أَمَرتَهُم لَيَخرُجُنّ قُل لا تُقسِمُوا طاعَةٌ مَعرُوفَةٌ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ بِما تَعمَلُونَ قُل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ فَإِن تَوَلّوا فَإِنّما عَلَيهِ ما حُمّلَ وَ عَلَيكُم ما حُمّلتُم وَ إِن تُطِيعُوهُ تَهتَدُوا وَ ما عَلَي الرّسُولِ إِلّا البَلاغُ المُبِينُ إلي قوله تعالي وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَ.


صفحه : 93

لقمان وَ اتّبِع سَبِيلَ مَن أَنابَ إلِيَ‌ّ ثُمّ إلِيَ‌ّ مَرجِعُكُم فَأُنَبّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلُونَالأحزاب وَ ما كانَ لِمُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَي اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَد ضَلّ ضَلالًا مُبِيناً و قال تعالي وَ ما كانَ لَكُم أَن تُؤذُوا رَسُولَ اللّهِ إلي قوله تعالي إِنّ الّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ أَعَدّ لَهُم عَذاباً مُهِيناً. و قال تعالي إِنّ اللّهَ لَعَنَ الكافِرِينَ وَ أَعَدّ لَهُم سَعِيراً خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّا وَ لا نَصِيراً يَومَ تُقَلّبُ وُجُوهُهُم فِي النّارِ يَقُولُونَ يا لَيتَنا أَطَعنَا اللّهَ وَ أَطَعنَا الرّسُولَا وَ قالُوا رَبّنا إِنّا أَطَعنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلّونَا السّبِيلَا رَبّنا آتِهِم ضِعفَينِ مِنَ العَذابِ وَ العَنهُم لَعناً كَبِيراً يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالّذِينَ آذَوا مُوسي فَبَرّأَهُ اللّهُ مِمّا قالُوا وَ كانَ عِندَ اللّهِ وَجِيهاً إلي قوله سبحانه وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَد فازَ فَوزاً عَظِيماًالزخرف وَ اتّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُستَقِيمٌ و قال تعالي فَاتّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُونِ محمدفَأَولي لَهُم طاعَةٌ وَ قَولٌ مَعرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الأَمرُ فَلَو صَدَقُوا اللّهَ لَكانَ خَيراً لَهُم فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَ تُقَطّعُوا أَرحامَكُم أُولئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمّهُم وَ أَعمي أَبصارَهُم إلي قوله تعالي ذلِكَ بِأَنّهُمُ اتّبَعُوا ما أَسخَطَ اللّهَ وَ كَرِهُوا رِضوانَهُ فَأَحبَطَ أَعمالَهُم


صفحه : 94

و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ لا تُبطِلُوا أَعمالَكُمالفتح وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَ مَن يَتَوَلّ يُعَذّبهُ عَذاباً أَلِيماًالحجرات يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ و قال تعالي وَ إِن تُطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ لا يَلِتكُم مِن أَعمالِكُم شَيئاً إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌالمجادلةإِنّ الّذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم وَ قَد أَنزَلنا آياتٍ بَيّناتٍ وَ لِلكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ يَومَ يَبعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيُنَبّئُهُم بِما عَمِلُوا أَحصاهُ اللّهُ وَ نَسُوهُ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيدٌ و قال تعالي المجادلةوَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ إلي قوله تعالي إِنّ الّذِينَ يُحَادّونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الأَذَلّينَ كَتَبَ اللّهُ لَأَغلِبَنّ أَنَا وَ رسُلُيِ‌ إِنّ اللّهَ قوَيِ‌ّ عَزِيزٌالحشرذلِكَ بِأَنّهُم شَاقّوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَن يُشَاقّ اللّهَ فَإِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ و قال تعالي وَ ما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوا وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ


صفحه : 95

الصف وَ إِذ قالَ مُوسي لِقَومِهِ يا قَومِ لِمَ تؤُذوُننَيِ‌ وَ قَد تَعلَمُونَ أنَيّ‌ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكُم فَلَمّا زاغُوا أَزاغَ اللّهُ قُلُوبَهُم وَ اللّهُ لا يهَديِ‌ القَومَ الفاسِقِينَالتغابن وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ فَإِن تَوَلّيتُم فَإِنّما عَلي رَسُولِنَا البَلاغُ المُبِينُ و قال تعالي وَ اسمَعُوا وَ أَطِيعُواالطلاق وَ تِلكَ حُدُودُ اللّهِ وَ مَن يَتَعَدّ حُدُودَ اللّهِ فَقَد ظَلَمَ نَفسَهُنوح قالَ نُوحٌ رَبّ إِنّهُم عصَوَنيِ‌ وَ اتّبَعُوا مَن لَم يَزِدهُ مالُهُ وَ وَلَدُهُ إِلّا خَساراًأقول أكثر أخبار هذاالباب مذكورة في مطاوي‌ الأبواب السابقة واللاحقة و لاسيما في باب الطاعة والتقوي

1- نهج ،[نهج البلاغة] عَلَيكُم بِطَاعَةِ مَن لَا تُعذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ

2- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ أخَيِ‌ غرام [عُرَامٍ] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا يَذهَب بِكُمُ المَذَاهِبُ فَوَ اللّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلّا مَن أَطَاعَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ

بيان لايذهب بكم المذاهب علي بناء المعلوم والباء للتعدية وإسناد الإذهاب إلي المذاهب علي المجاز فإن فاعله النفس أوالشيطان أي لايذهبكم المذاهب الباطلة إلي الضلال والوبال أو علي بناء المجهول أي لايذهب بكم الشيطان في المذاهب


صفحه : 96

الباطلة من الأماني‌ الكاذبة والعقائد الفاسدة بأن تجترءوا علي المعاصي‌ اتكالا علي دعوي التشيع والمحبة والولاية من غيرحقيقة فإنه ليس شيعتهم إلا من شايعهم في الأقوال والأفعال لا من ادعي التشيع بمحض المقال

3- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللّهِص فِي حَجّةِ الوَدَاعِ فَقَالَ يَا أَيّهَا النّاسُ وَ اللّهِ مَا مِن شَيءٍ يُقَرّبُكُم مِنَ الجَنّةِ وَ يُبَاعِدُكُم عَنِ النّارِ إِلّا وَ قَد أَمَرتُكُم بِهِ وَ مَا مِن شَيءٍ يُقَرّبُكُم مِنَ النّارِ وَ يُبَاعِدُكُم مِنَ الجَنّةِ إِلّا وَ قَد نَهَيتُكُم عَنهُ أَلَا وَ إِنّ الرّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي روُعيِ‌ أَنّهُ لَن تَمُوتَ نَفسٌ حَتّي تَستَكمِلَ رِزقَهَا فَاتّقُوا اللّهَ وَ أَجمِلُوا فِي الطّلَبِ وَ لَا يَحمِل أَحَدَكُم استِبطَاءُ شَيءٍ مِنَ الرّزقِ أَن يَطلُبَهُ بِغَيرِ حِلّهِ فَإِنّهُ لَا يُدرَكُ مَا عِندَ اللّهِ إِلّا بِطَاعَتِهِ

بيان الروح الأمين جبرئيل ع لأنه سبب لحياة النفوس بالعلم وأمين علي وحي‌ الله إلي الرسل و في النهاية فيه أن روح القدس نفث في روعي‌ يعني‌ جبرئيل أي أوحي وألقي من النفث بالفم و هوشبيه بالنفخ و هوأقل من التفل لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق في روعي‌ أي في نفسي‌ وخلدي‌ انتهي حتي تستكمل رزقها أي تأخذ رزقها المقدر علي وجه الكمال فاتقوا الله أي في خصوص طلب الرزق أومطلقا وأجملوا في الطلب أي اطلبوا طلبا جميلا و لايكن كدكم كدا فاحشا و في المصباح أجملت في الطلب رفقت قال الشيخ البهائي‌ قدس سره يحتمل معنيين الأول أن يكون المراد اتقوا الله في هذاالكد الفاحش أي لاتقيموا عليه كماتقول اتق الله في فعل كذا أي لاتفعله والثاني‌ أن يكون المراد أنكم إذااتقيتموه لاتحتاجون إلي هذاالكد والتعب و يكون إشارة إلي قوله تعالي وَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ.


صفحه : 97

و لايحمل أحدكم أي لايبعثه ويحدوه والمصدر المسبوك من أن المصدرية ومعمولها منصوب بنزع الخافض أي لايبعثكم استبطاء الرزق علي طلبه من غيرحله وسيأتي‌ في خبر آخر و لايحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشي‌ء من معصية الله فإن الله تعالي قسم الأرزاق بين خلقه حلالا و لم يقسمها حراما و من اتقي الله وصبر أتاه رزقه من حله و من هتك حجاب ستر الله عز و جل وأخذه من غيرحله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة. وأقول هذه الجمل كالتفسير لقوله ع فإنه لايدرك ما عند الله أي من الثواب الجزيل والرزق الحلال إلابطاعته في الأوامر والنواهي‌ والحاصل أن قوله ما عند الله يحتمل الرزق الحلال والدرجات الأخروية والأعم والأول أوفق بالتعليل وكذا الثالث و إن كان الثاني‌ أظهر في نفسه . واعلم أن الرزق عندالمعتزلة كل ماصح الانتفاع به بالتغذي‌ وغيره و ليس لأحد منعه منه و ليس الحرام عندهم رزقا والحديث يدل عليه و عندالأشاعرة كل ماينتفع به ذو حياة بالتغذي‌ وغيره و إن كان حراما وخص بعضهم بالأغذية والأشربة وسيأتي‌ تمام القول في ذلك في كتاب المكاسب إن شاء الله تعالي

4-كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ وَ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِي يَا جَابِرُ أَ يكَتفَيِ‌ مَن يَنتَحِلُ التّشَيّعَ أَن يَقُولَ بِحُبّنَا أَهلَ البَيتِ فَوَ اللّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلّا مَنِ اتّقَي اللّهَ وَ أَطَاعَهُ وَ مَا كَانُوا يُعرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلّا بِالتّوَاضُعِ وَ التّخَشّعِ وَ الأَمَانَةِ وَ كَثرَةِ ذِكرِ اللّهِ وَ الصّومِ وَ الصّلَاةِ وَ البِرّ بِالوَالِدَينِ وَ التّعَهّدِ لِلجِيرَانِ مِنَ الفُقَرَاءِ وَ أَهلِ المَسكَنَةِ وَ الغَارِمِينَ وَ الأَيتَامِ وَ صِدقِ الحَدِيثِ وَ تِلَاوَةِ القُرآنِ وَ كَفّ الأَلسُنِ عَنِ النّاسِ إِلّا مِن خَيرٍ وَ كَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِم فِي الأَشيَاءِ قَالَ جَابِرٌ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا نَعرِفُ اليَومَ أَحَداً بِهَذِهِ الصّفَةِ فَقَالَ ع يَا جَابِرُ لَا تَذهَبَنّ بِكَ المَذَاهِبُ حَسبُ الرّجُلِ أَن يَقُولَ أُحِبّ


صفحه : 98

عَلِيّاً وَ أَتَوَلّاهُ ثُمّ لَا يَكُونَ مَعَ ذَلِكَ فَعّالًا فَلَو قَالَ إنِيّ‌ أُحِبّ رَسُولَ اللّهِص فَرَسُولُ اللّهِص خَيرٌ مِن عَلِيّ ع ثُمّ لَا يَتّبِعُ سِيرَتَهُ وَ لَا يَعمَلُ بِسُنّتِهِ مَا نَفَعَهُ حُبّهُ إِيّاهُ شَيئاً فَاتّقُوا وَ اعمَلُوا لِمَا عِندَ اللّهِ لَيسَ بَينَ اللّهِ وَ بَينَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ أَحَبّ العِبَادِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَكرَمُهُم عَلَيهِ أَتقَاهُم وَ أَعمَلُهُم بِطَاعَتِهِ يَا جَابِرُ فَوَ اللّهِ مَا يُتَقَرّبُ إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِلّا بِالطّاعَةِ وَ مَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النّارِ وَ لَا عَلَي اللّهِ لِأَحَدٍ مِن حُجّةٍ مَن كَانَ لِلّهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا ولَيِ‌ّ وَ مَن كَانَ لِلّهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوّ وَ لَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلّا بِالعَمَلِ وَ الوَرَعِ

لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عن ابن الوليد عن البرقي‌ عن أبيه عن أحمد بن النضر مثله ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عن المفيد عن ابن أبي حميد عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسي عن الحسين بن سعيد عن يونس بن عبدالرحمن عن ابراهيم بن عمر اليماني‌ عن جابر الجعفي‌

مثله مشكاة الأنوار،مرسلامثله تبيان من ينتحل التشيع أي يدعيه من غير أن يتصف به و في غيركا انتحل في القاموس انتحله وتنحله ادعاه لنفسه و هولغيره و ماكانوا يعرفون علي بناء المجهول والضمير راجع إلي الشيعة أو إلي خيار العباد أي كان في زمن النبي و أمير المؤمنين وسائر الأئمة الماضين صلوات الله عليهم يعرفون الشيعة بتلك الصفات فمن لم يكن فيه تلك الخلال لم يكونوا يعدونهم من الشيعة أوكانوا موصوفين معروفين باتصافهم بها إلابالتواضع أي بالتذلل لله عندأوامره ونواهيه ولأئمة الدين بتعظيمهم وإطاعتهم وللمؤمنين بتكريمهم وإظهار حبهم وعدم التكبر عليهم وحسن العشرة معهم .


صفحه : 99

والتخشع إظهار الخشوع و هوالتذلل لله مع الخوف منه واستعمال الجوارح فيما أمر الله به وينسب إلي القلب و إلي الجوارح معا والأمانة ضد الخيانة أي أداء حقوق الله والخلق وعهودهم وترك الغدر والخيانة فيها و في ما والإنابة أي التوبة والرجوع إلي الله وكثرة ذكر الله باللسان والقلب والصوم عطف علي الذكر و في ما وبر الوالدين . والتعهد للجيران أي رعاية أحوالهم وترك إيذائهم وتحمل الأذي عنهم وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم وعدم منع الماعون عنهم وسيأتي‌ الخلاف في كون الفقير أسوأ حالا أوالمسكين والتخصيص بهما لكون رعايتهما أهم و إلايلزم رعاية الجيران مطلقا و في ما وتعاهد الجيران . والغارمين إما عطف علي الفقراء أو علي الجيران وكانوا أمناء عشائرهم أي يأتمنونهم ويعتمدون عليهم في جميع الأشياء من الأموال والفروج وحفظ الأسرار والعشائر جمع العشيرة وهي‌ القبيلة و في لي وغيره فقال جابر يا ابن رسول الله لست أعرف أحدا بهذه الصفة. قوله ع لاتذهبن بك المذاهب أي إلي الباطل والاغترار وترك العمل حسب الرجل أن يقول التركيب مثل حسبك درهم أي كافيك وحرف الاستفهام مقدر و هو علي الإنكار أي لايكفيه ذلك فعالا أي كثير الفعل لمايقتضيه اعتقاده من متابعة الأئمة ع في جميع الأمور وليست هذه الفقرة في لي قوله فرسول الله الظاهر أنها جملة معترضة و في لي وبعض الكتب و رسول الله و هوأظهر فتكون جملة حالية ويحتمل أن يكون علي النسختين عطفا علي أحب و يكون داخلا في مقول القول أي لو قال المخالف إني‌ أحب رسول الله و هوأفضل من علي فكما أنكم تتكلون علي حب علي أناأتكل علي حب رسول الله ص لم يمكنكم إلزامه بالجواب لأنكم إذاقلتم لاينفعكم حب محمد مع مخالفته في القول بأوصيائه يمكنه أن يقول فكذا لاينفعكم حب علي مع مخالفتكم له في الأفعال والأقوال و في لي وغيره لايعمل بعمله و لايتبع سنته


صفحه : 100

مانفعه . قوله ع ليس بين الله و بين أحد قرابة أي ليس بين الله و بين الشيعة قرابة حتي يسامحهم و لايسامح مخالفيهم مع كونهم مشتركين معهم في مخالفته تعالي أو ليس بينه و بين علي قرابة حتي يسامح شيعة علي و لايسامح شيعة الرسول والحاصل أن جهة القرب بين العبد و بين الله إنما هي‌ الطاعة والتقوي ولذا صار أئمتكم أحب الخلق إلي الله فلو لم تكن هذه الجهة فيكم لم ينفعكم شيء و في لي إلي الله وأكرمهم عليه أتقاهم له وأعملهم بطاعته و الله مايتقرب إلي الله جل ثناؤه إلابالطاعة مامعنا. و مامعنا براءة من النار ليس معنا صك وحكم ببراءتنا وبراءة شيعتنا من النار و إن عملوا بعمل الفجار و لا علي الله لأحد من حجة أي ليس لأحد علي الله حجة إذا لم يغفر له بأن يقول كنت من شيعة علي ع فلم لم تغفر لي لأن الله تعالي لم يحتم بغفران من ادعي التشيع بلا عمل أوالمعني ليس لنا علي الله حجة في إنقاذ من ادعي التشيع من العذاب ويؤيده أن في ما و مالنا علي الله حجة. من كان لله مطيعا كأنه جواب عما يتوهم في هذاالمقام أنهم ع حكموا بأن شيعتهم وأولياءهم لايدخلون النار فأجاب ع بأن العاصي‌ لله ليس بولي‌ لنا و لاتدرك ولايتنا إلابالعمل بالطاعات والورع عن المعاصي‌ قيل للورع أربع درجات الأولي ورع التائبين و هو مايخرج به الإنسان من الفسق و هوالمصحح لقبول الشهادة الثانية ورع الصالحين و هوالاجتناب عن الشبهات خوفا منها و من الوقوع في المحرمات الثالثة ورع المتقين و هوترك الحلال خوفا من أن ينجر إلي الحرام مثل ترك التحدث بأحوال الناس مخافة أن ينجر إلي الغيبة الرابعة ورع السالكين و هوالإعراض عما سواه تعالي خوفا من صرف ساعة من العمر فيما لايفيد زيادة القرب منه تعالي و إن علم أنه لاينجر


صفحه : 101

إلي الحرام . قوله ع إلابالعمل في لي وغيره إلابالورع والعمل

5- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ تَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ فَيَأتُونَ بَابَ الجَنّةِ فَيَضرِبُونَهُ فَيُقَالُ لَهُم مَن أَنتُم فَيَقُولُونَ نَحنُ أَهلُ الصّبرِ فَيُقَالُ لَهُم عَلَي مَا صَبَرتُم فَيَقُولُونَ كُنّا نَصبِرُ عَلَي طَاعَةِ اللّهِ وَ نَصبِرُ عَن معَاَصيِ‌ اللّهِ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ صَدَقُوا أَدخِلُوهُمُ الجَنّةَ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّما يُوَفّي الصّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ

إيضاح في النهاية عنق أي جماعة من الناس و في القاموس العنق بالضم وبضمتين الجماعة من الناس والرؤساءأَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍقيل أي أجرا لايهتدي‌ إليه حساب الحساب ويظهر من الخبر أن المعني أنهم لايوقفون في موقف الحساب بل يذهب بهم إلي الجنة بغير حساب قال الطبرسي‌ رحمه الله لكثرته لايمكن عده وحسابه وروي العياشي‌ بالإسناد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا نُشِرَتِ الدّوَاوِينُ وَ نُصِبَتِ المَوَازِينُ لَم يُنصَب لِأَهلِ البَلَاءِ مِيزَانٌ وَ لَم يُنشَر لَهُم دِيوَانٌ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَإِنّما يُوَفّي الصّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ

6-كا،[الكافي‌] عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبَانٍ عَن عُمَرَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يَا مَعشَرَ الشّيعَةِ شِيعَةِ آلِ مُحَمّدٍ كُونُوا النّمرُقَةَ الوُسطَي يَرجِعُ إِلَيكُمُ الغاَليِ‌ وَ يَلحَقُ بِكُمُ التاّليِ‌ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ يُقَالُ لَهُ سَعدٌ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا الغاَليِ‌ قَالَ قَومٌ يَقُولُونَ فِينَا مَا لَا نَقُولُهُ فِي أَنفُسِنَا فَلَيسَ أُولَئِكَ مِنّا وَ لَسنَا مِنهُم قَالَ فَمَا التاّليِ‌ قَالَ المُرتَادُ يُرِيدُ الخَيرَ يَبلُغُهُ الخَيرُ يُؤجَرُ عَلَيهِ


صفحه : 102

ثُمّ أَقبَلَ عَلَينَا فَقَالَ وَ اللّهِ مَا مَعَنَا مِنَ اللّهِ بَرَاءَةٌ وَ لَا بَينَنَا وَ بَينَ اللّهِ قَرَابَةٌ وَ لَا لَنَا عَلَي اللّهِ حُجّةٌ وَ لَا يُتَقَرّبُ إِلَي اللّهِ إِلّا بِالطّاعَةِ فَمَن كَانَ مِنكُم مُطِيعاً لِلّهِ تَنفَعُهُ وَلَايَتُنَا وَ مَن كَانَ مِنكُم عَاصِياً لِلّهِ لَم تَنفَعهُ وَلَايَتُنَا وَيحَكُم لَا تَغتَرّوا وَيحَكُم لَا تَغتَرّوا

بيان قال الجوهري‌ النمرقة وسادة صغيرة وكذلك النمرقة بالكسر لغة حكاها يعقوب وربما سموا الطنفسة التي‌ فوق الرحل نمرقة عن أبي عبيد و في القاموس النمرق والنمرقة مثلثة الوسادة الصغيرة أوالميثرة أوالطنفسة فوق الرحل والنمرقة بالكسر من السحاب ما كان بينه فتوق انتهي وكأن التشبيه بالنمرقة باعتبار أنها محل الاعتماد والتقييد بالوسطي لكونهم واسطة بين الإفراط والتفريط أوالتشبيه بالنمرقة الوسطي باعتبار أنها في المجالس صدر ومكان لصاحبه يلحق به ويتوجه إليه من علي الجانبين . وقيل المراد كونوا أهل النمرقة الوسطي وقيل المراد أنه كماكانت الوسادة التي‌ يتوسد عليها الرحل إذاكانت رفيعة جدا أوخفيضة جدا لاتصلح للتوسد بل لابد لها من حد من الارتفاع والانخفاض حتي يصلح لذلك كذلك أنتم في دينكم وأئمتكم لاتكونوا غالين تجاوزن بهم عن مرتبتهم التي‌ أقامهم الله عليها أوجعلهم أهلا لها وهي‌ الإمامة والوصاية النازلتان عن الألوهية والنبوة كالنصاري الغالين في المسيح المعتقدين فيه الألوهية أوالبنوة للإله و لاتكونوا أيضا مقصرين فيهم تنزلونهم عن مرتبتهم وتجعلونهم كسائر الناس أوأنزل كالمقصرين من اليهود في المسيح المنزلين له عن مرتبته بل كونوا كالنمرقة الوسطي وهي‌ المقتصدة للتوسد يرجع إليكم الغالي‌ ويلحق بكم التالي‌.


صفحه : 103

قوله ع ما لانقوله في أنفسنا كالألوهية وكونهم خالقين للأشياء والنبوة المرتاد يريد الخير يبلغه الخير كأنه من قبيل وضع الظاهر موضوع المضمر أي يريد الأعمال الصالحة التي‌ تبلغه أن يعملها ولكن لايعمل بهايؤجر عليه بمحض هذه النية أوالمعني أنه المرتاد الطالب لدين الحق وكماله و قوله يبلغه الخير جملة أخري لبيان أن طالب الخير سيجده ويوفقه الله لذلك كما قال تعالي وَ الّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهدِيَنّهُم سُبُلَنا و قوله يؤجر عليه لبيان أنه بمحض الطلب مأجور. وقيل المرتاد الطالب للاهتداء ألذي لايعرف الإمام ومراسم الدين بعديريد التعلم ونيل الحق يبلغه الخير بدل من الخير يعني‌ يريد أن يبلغه الخير ليؤجر عليه وقيل المرتاد أي الطالب من ارتاد الرجل الشي‌ء إذاطلبه والمطلوب أعم من الخير والشر فقوله يريد الخير تخصيص وبيان للمعني المراد هاهنا يبلغه الخير من الإبلاغ أوالتبليغ وفاعله معلوم بقرينة المقام أي من يوصله إلي الخير المطلوب ثم يؤجر عليه لهدايته وإرشاده . وأقول علي هذايمكن أن يكون فاعله الضمير الراجع إلي النمرقة لمافهم سابقا أنه يلحق التالي‌ بنفسه وقيل جملة يريد الخير صفة المرتاد إذ اللام للعهد الذهني‌ و هو في حكم النكرة وجملة يبلغه إما علي المجرد من باب نصر أو علي بناء الإفعال أوالتفعيل استئناف بياني‌ و علي الأول الخير مرفوع بالفاعلية إشارة إلي أن الدين الحق لوضوح براهينه كأنه يطلبه ويصل إليه و علي الثاني‌ والثالث الضمير راجع إلي مصدر يريد والخير منصوب ويؤجر عليه استئناف للاستئناف الأول لدفع توهم أن لايؤجر لشدة وضوح الأمر فكأنه اضطر إليه وأكثر الوجوه لاتخلو من تكلف وكأن فيه تصحيفا وتحريفا. و لالنا علي الله حجة أي بمحض قرابة الرسول ص من غيرعمل لأنفسنا و لالتخليص شيعتنا و لانتقرب بصيغة المتكلم والغائب


صفحه : 104

المجهول ويحكم لاتغتروا في القاموس ويح لزيد وويحا له كلمة رحمة ورفعه علي الابتداء ونصبه بإضمار فعل وويح زيد وويحه نصبهما به أيضا أوأصله وي‌ فوصلت بهاء مرة وبلام مرة وبباء مرة وبسين مرة و في النهاية ويح كلمة ترحم وتوجع يقال لمن وقع في هلكة لايستحقها و قديقال بمعني المدح والتعجب وهي‌ منصوبة علي المصدر و قدترفع وتضاف و لاتضاف يقال ويح زيد وويحا له وويح له

7- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَذَكَرنَا الأَعمَالَ فَقُلتُ أَنَا مَا أَضعَفَ عمَلَيِ‌ فَقَالَ مَه استَغفِرِ اللّهَ ثُمّ قَالَ لِي إِنّ قَلِيلَ العَمَلِ مَعَ التّقوَي خَيرٌ مِن كَثِيرٍ بِلَا تَقوَي قُلتُ كَيفَ يَكُونُ كَثِيرٌ بِلَا تَقوَي قَالَ نَعَم مِثلُ الرّجُلِ يُطعِمُ طَعَامَهُ وَ يَرفُقُ جِيرَانَهُ وَ يُوَطّئُ رَحلَهُ فَإِذَا ارتَفَعَ لَهُ البَابُ مِنَ الحَرَامِ دَخَلَ فِيهِ فَهَذَا العَمَلُ بِلَا تَقوَي وَ يَكُونُ الآخَرُ لَيسَ عِندَهُ فَإِذَا ارتَفَعَ لَهُ البَابُ مِنَ الحَرَامِ لَم يَدخُل فِيهِ

بيان فذكرنا الأعمال أي قلتها وكثرتها أومدخليتها في الإيمان ماأضعف عملي‌ صيغة تعجب كما هوالظاهر أو مانافية وأضعف بصيغة المتكلم أي ماأعد عملي‌ ضعيفا و علي الأول يتوهم في نهيه ع وأمره بالاستغفار منافاة لمامر في الأخبار من ترك العجب والاعتراف بالتقصير ويمكن الجواب عنه بوجوه .الأول ماقيل إن النهي‌ للفتوي بغير علم لاللاعتراف بالتقصير.الثاني‌ أنه كان ذلك لاستشمامه منه رائحة الاتكال علي العمل مع أن العمل


صفحه : 105

هين جدا في جنب التقوي لاشتراط قبوله بها ولذا نبهه علي ذلك والحاصل أنه لما كان كلامه مبنيا علي أن المدار علي قلة العمل وكثرته نهاه عن ذلك .الثالث ماقيل إن الأقوال والأفعال يختلف حكمها باختلاف النيات والقصود و هو لم يقصد بهذا القول أن عمله ضعيف قليل بالنظر إلي عظمة الحق و مايستحقه من العبادة وإنما قصد به ضعفه وقلته لذاته وبينهما فرق ظاهر والأول هوالاعتراف بالتقصير دون الثاني‌.الرابع أنه ع لماعلم أن المفضل يعتد بعمله ويعده كثيرا وإنما يقول ذلك تواضعا وإخفاء للعمل نهاه عن ذلك . و في القاموس رفق فلانا نفعه كأرفقه ووطء الرحل كناية عن كثرة الضيافة قال في القاموس رجل موطأ الأكناف كمعظم سهل دمث كريم مضياف أويتمكن في ناحيته صاحبه غيرمؤذي و لاناب به موضعه و في النهاية في قوله ص أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا هذامثل وحقيقته من التوطئة و هوالتمهيد والتذليل وفراش وطي‌ء لايؤذي‌ جنب النائم والأكناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطئة يتمكن فيها من يصاحبهم و لايتأذي انتهي وقيل توطئة الرحل كناية عن التواضع والتذلل . فإذاارتفع له الباب من الحرام أي ظهر له مايدخله في الحرام من مال حرام أوفرج حرام و غير ذلك ليس عنده أي العمل الكثير ألذي كان عندصاحبه

8- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيّ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الطّاعَةُ قُرّةُ العَينِ


صفحه : 106

باب 84-إيثار الحق علي الباطل والأمر بقول الحق و إن كان مرا

الآيات أسري قُل جاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاًسبأقُل إِنّ ربَيّ‌ يَقذِفُ بِالحَقّ عَلّامُ الغُيُوبِ قُل جاءَ الحَقّ وَ ما يبُد‌ِئُ الباطِلُ وَ ما يُعِيدُحمعسق وَ يَمحُ اللّهُ الباطِلَ وَ يُحِقّ الحَقّ بِكَلِماتِهِ إِنّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِالزخرف لَقَد جِئناكُم بِالحَقّ وَ لكِنّ أَكثَرَكُم لِلحَقّ كارِهُونَ

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مع ،[معاني‌ الأخبار] سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّ النّاسِ أَكيَسُ قَالَ مَن أَبصَرَ رُشدَهُ مِن غَيّهِ فَمَالَ إِلَي رُشدِهِ

2- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ رَفَعَهُ إِلَي زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مِن حَقِيقَةِ الإِيمَانِ أَن تُؤثِرَ الحَقّ وَ إِن ضَرّكَ عَلَي البَاطِلِ وَ إِن نَفَعَكَ وَ أَن لَا يَجُوزَ مَنطِقُكَ عِلمَكَ

3-ل ،[الخصال ] الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارُ عَن مُحَمّدِ بنِ مَحمُودٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَنصُورٍ وَ إِسمَاعِيلَ المكَيّ‌ّ وَ حَمدَانَ جَمِيعاً عَنِ المكَيّ‌ّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن


صفحه : 107

هِشَامِ بنِ حَسّانَ وَ الحَسَنِ بنِ دِينَارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ وَاسِعٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّامِتِ عَن أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ أوَصاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص بِأَن أَقُولَ الحَقّ وَ إِن كَانَ مُرّاً وَ تَمَامُ الخَبَرَ فِي أَبوَابِ المَوَاعِظِ

وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ عَن أَبِي ذَرّ قَالَ لَهُ النّبِيّص قُلِ الحَقّ وَ إِن كَانَ مُرّاً

4- نبه ،[تنبيه الخاطر] ابنُ أَبِي سَمّالٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ استَفتَاهُ رَجُلٌ مِن أَهلِ الجَبَلِ فَأَفتَاهُ بِخِلَافِ مَا يُحِبّ فَرَأَي أَبُو عَبدِ اللّهِ الكَرَاهَةَ فِيهِ فَقَالَ يَا هَذَا اصبِر عَلَي الحَقّ فَإِنّهُ لَم يَصبِر أَحَدٌ قَطّ لِحَقّ إِلّا عَوّضَهُ اللّهُ مَا هُوَ خَيرٌ لَهُ

5- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع لَا يَترُكُ النّاسُ شَيئاً مِن أَمرِ دِينِهِم لِاستِصلَاحِ دُنيَاهُم إِلّا فَتَحَ اللّهُ عَلَيهِم مَا هُوَ أَضَرّ مِنهُ

وَ قَالَ ع مَن أَبدَي صَفحَتَهُ لِلحَقّ هَلَكَ

وَ قَالَ ع إِنّ الحَقّ ثَقِيلٌ مرَيِ‌ءٌ وَ إِنّ البَاطِلَ خَفِيفٌ وبَيِ‌ءٌ

وَ قَالَ ع إِنّ أَفضَلَ النّاسِ عِندَ اللّهِ مَن كَانَ العَمَلُ بِالحَقّ أَحَبّ إِلَيهِ وَ إِن نَقَصَهُ وَ كَرَثَهُ مِنَ البَاطِلِ وَ إِن جَرّ فَائِدَةً وَ زَادَهُ

وَ قَالَ ع أَيّهَا النّاسُ لَا تَستَوحِشُوا فِي طَرِيقِ الهُدَي لِقِلّةِ أَهلِهِ فَإِنّ النّاسَ اجتَمَعُوا عَلَي مَائِدَةٍ شِبَعُهَا قَصِيرٌ وَ جُوعُهَا طَوِيلٌ وَ سَاقَ الكَلَامَ إِلَي قَولِهِ


صفحه : 108

ع أَيّهَا النّاسُ مَن سَلَكَ الطّرِيقَ الوَاضِحَ وَرَدَ المَاءَ وَ مَن خَالَفَ وَقَعَ فِي التّيهِ

باب 94-العزلة عن شرار الخلق والأنس بالله

الآيات الكهف وَ إِذِ اعتَزَلتُمُوهُم وَ ما يَعبُدُونَ إِلّا اللّهَ فَأوُوا إِلَي الكَهفِ يَنشُر لَكُم رَبّكُم مِن رَحمَتِهِ وَ يُهَيّئ لَكُم مِن أَمرِكُم مِرفَقاًمريم وَ أَعتَزِلُكُم وَ ما تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَ أَدعُوا ربَيّ‌ عَسي أَلّا أَكُونَ بِدُعاءِ ربَيّ‌ شَقِيّا فَلَمّا اعتَزَلَهُم وَ ما يَعبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَالعنكبوت فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ قالَ إنِيّ‌ مُهاجِرٌ إِلي ربَيّ‌ إِنّهُ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُالصافات قالَ إنِيّ‌ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ‌ سَيَهدِينِ

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الدّقّاقُ عَنِ الصوّفيِ‌ّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي الحَبّالِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الخَشّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ مِحصَنٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ أَوحَي إِلَي نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ إِن أَحبَبتَ أَن تلَقاَنيِ‌ غَداً فِي حَظِيرَةِ القُدسِ فَكُن فِي الدّنيَا وَحِيداً غَرِيباً مَهمُوماً مَحزُوناً مُستَوحِشاً مِنَ النّاسِ بِمَنزِلَةِ الطّيرِ الوَاحِدِ ألّذِي يَطِيرُ فِي أَرضِ القِفَارِ وَ يَأكُلُ مِن رُءُوسِ الأَشجَارِ


صفحه : 109

وَ يَشرَبُ مِن مَاءِ العُيُونِ فَإِذَا كَانَ اللّيلُ أَوَي وَحدَهُ وَ لَم يَأوِ مَعَ الطّيُورِ استَأنَسَ بِرَبّهِ وَ استَوحَشَ مِنَ الطّيُورِ

2- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِن قَدَرتُم أَن لَا تُعرَفُوا فَافعَلُوا وَ مَا عَلَيكَ إِن لَم يُثنِ عَلَيكَ النّاسُ وَ مَا عَلَيكَ أَن تَكُونَ مَذمُوماً عِندَ النّاسِ إِذَا كُنتَ عِندَ اللّهِ مَحمُوداً

3- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ سَعدٍ عَنِ الأزَديِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ مِن أَغبَطِ أوَليِاَئيِ‌ عنِديِ‌ عَبداً مُؤمِناً إِذَا حظ[ذَا حَظّ] مِن صَلَاحٍ أَحسَنَ عِبَادَةَ رَبّهِ وَ عَبَدَ اللّهَ فِي السّرِيرَةِ وَ كَانَ غَامِضاً فِي النّاسِ فَلَم يُشَر إِلَيهِ بِالأَصَابِعِ وَ كَانَ رِزقُهُ كَفَافاً فَصَبَرَ عَلَيهِ تَعَجّلَت بِهِ المَنِيّةُ فَقَلّ تُرَاثُهُ وَ قَلّت بَوَاكِيهِ ثَلَاثاً

4- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّهَا النّاسُ طُوبَي لِمَن لَزِمَ بَيتَهُ وَ أَكَلَ كِسرَتَهُ وَ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ وَ كَانَ مِن نَفسِهِ فِي تَعَبٍ وَ النّاسُ مِنهُ فِي رَاحَةٍ

5- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص ثَلَاثٌ مُنجِيَاتٌ تَكُفّ لِسَانَكَ وَ تبَكيِ‌ عَلَي خَطِيئَتِكَ وَ تَلزَمُ بَيتَكَ

6- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ القَدّاحِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ طُوبَي لِمَن كَانَ صَمتُهُ فِكراً وَ نَظَرُهُ عَبراً وَ وَسِعَهُ بَيتُهُ وَ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ وَ سَلِمَ النّاسُ مِن يَدِهِ وَ لِسَانِهِ

7-ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ


صفحه : 110

رَفَعَهُ قَالَ يأَتيِ‌ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ تَكُونُ العَافِيَةُ فِيهِ عَشَرَةَ أَجزَاءٍ تِسعَةٌ مِنهَا فِي اعتِزَالِ النّاسِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الصّمتِ

8- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ مِثلَهُ

9- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع صَاحِبُ العُزلَةِ مُتَحَصّنٌ بِحِصنِ اللّهِ وَ مُحتَرِسٌ بِحَرَاسَتِهِ فَيَا طُوبَي لِمَن تَفَرّدَ بِهِ سِرّاً وَ عَلَانِيَةً وَ هُوَ يَحتَاجُ إِلَي عَشَرَةِ خِصَالٍ عِلمِ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ تَحَبّبِ الفَقرِ وَ اختِيَارِ الشِدّةِ وَ الزّهدِ وَ اغتِنَامِ الخَلوَةِ وَ النّظَرِ فِي العَوَاقِبِ وَ رُؤيَةِ التّقصِيرِ فِي العِبَادَةِ مَعَ بَذلِ المَجهُولِ وَ تَركِ العُجبِ وَ كَثرَةِ الذّكرِ بِلَا غَفلَةٍ فَإِنّ الغَفلَةَ مِصطَادُ الشّيطَانِ وَ رَأسُ كُلّ بَلِيّةٍ وَ سَبَبُ كُلّ حِجَابٍ وَ خَلوَةِ البَيتِ عَمّا لَا يَحتَاجُ إِلَيهِ فِي الوَقتِ

قَالَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع اخزُن لِسَانَكَ لِعِمَارَةِ قَلبِكَ وَ ليَسَعكَ بَيتُكَ وَ فِرّ مِنَ الرّيَاءِ وَ فُضُولِ مَعَاشِكَ وَ ابكِ عَلَي خَطِيئَتِكَ وَ فِرّ مِنَ النّاسِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ وَ الأَفعَي فَإِنّهُم كَانُوا دَوَاءً فَصَارُوا اليَومَ دَاءً ثُمّ القَ اللّهَ مَتَي شِئتَ

قَالَ رَبِيعُ بنُ خُثَيمٍ إِنِ استَطَعتَ أَن تَكُونَ فِي مَوضِعٍ لَا تَعرِفُ وَ لَا تُعرَفُ فَافعَل وَ فِي العُزلَةِ صِيَانَةُ الجَوَارِحِ وَ فَرَاغُ القَلبِ وَ سَلَامَةُ العَيشِ وَ كَسرُ سِلَاحِ الشّيطَانِ وَ المُجَانَبَةُ بِهِ مِن كُلّ سُوءٍ وَ رَاحَةُ الوَقتِ وَ مَا مِن نبَيِ‌ّ وَ لَا وصَيِ‌ّ إِلّا وَ اختَارَ العُزلَةَ فِي زَمَانِهِ إِمّا فِي ابتِدَائِهِ وَ إِمّا فِي انتِهَائِهِ

10- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]الجوَهرَيِ‌ّ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ طُوبَي لِعَبدٍ نَوُومَةٍ عَرَفَ النّاسَ قَبلَ مَعرِفَتِهِم بِهِ

11- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، وَ عُدّةُ الداّعيِ‌، قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ عَلَيهِ السّلَامُ مَن آنَسَ بِاللّهِ استَوحَشَ مِنَ النّاسِ


صفحه : 111

12- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ البَاقِرُ ع وَجَدَ رَجُلٌ صَحِيفَةً فَأَتَي بِهَا رَسُولَ اللّهِص فَنَادَي الصّلَاةَ جَامِعَةً فَمَا تَخَلّفَ أَحَدٌ ذَكَرٌ وَ لَا أُنثَي فَرَقَي المِنبَرَ فَقَرَأَهَا فَإِذَا كِتَابٌ مِن يُوشَعَ بنِ نُونٍ وصَيِ‌ّ مُوسَي وَ إِذَا فِيهَابِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ إِنّ رَبّكُمبِكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌأَلَا إِنّ خَيرَ عِبَادِ اللّهِ التقَيِ‌ّ النقّيِ‌ّ الخفَيِ‌ّ وَ إِنّ شَرّ عِبَادِ اللّهِ المُشَارُ إِلَيهِ بِالأَصَابِعِ الخَبَرَ

مهج ،[مهج الدعوات ]بإسنادنا إلي سعد بن عبد الله من كتابه رفعه قال قال أبو الحسن الرضا ع وذكر نحوه

13- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع طُوبَي لِمَن لَزِمَ بَيتَهُ وَ أَكَلَ قُوتَهُ وَ اشتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبّهِ وَ بَكَي عَلَي خَطِيئَتِهِ فَكَانَ مِن نَفسِهِ فِي شُغُلٍ وَ النّاسُ مِنهُ فِي رَاحَةٍ

14- عُدّةُ الداّعيِ‌،رَوَي عُبَيدُ بنُ زُرَارَةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ قَد جَعَلَ اللّهُ لَهُ مِن إِيمَانِهِ أُنساً يَسكُنُ إِلَيهِ حَتّي لَو كَانَ عَلَي قُلّةِ جَبَلٍ لَم يَستَوحِش

وَ رَوَي الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَالِطِ النّاسَ تَخبُرهُم وَ مَتَي تَخبُرهُم تَقلِهِم

وَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَ الوَحشَةُ مِنَ النّاسِ عَلَي قَدرِ الفِطنَةِ بِهِم

وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ لَا يَكُونُ العَبدُ عَابِداً لِلّهِ حَقّ عِبَادَتِهِ حَتّي يَنقَطِعَ عَنِ الخَلقِ كُلّهِم إِلَيهِ فَحِينَئِذٍ يَقُولُ هَذَا خَالِصٌ لِي فَيَقبَلُهُ بِكَرَمِهِ

وَ قَالَ الكَاظِمُ ع لِهِشَامِ بنِ الحَكَمِ يَا هِشَامُ الصّبرُ عَلَي الوَحدَةِ عَلَامَةٌ عَلَي


صفحه : 112

قُوّةِ العَقلِ فَمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ اعتَزَلَ أَهلَ الدّنيَا وَ الرّاغِبِينَ فِيهَا وَ رَغِبَ فِيمَا عِندَ اللّهِ وَ كَانَ اللّهُ أَنِيسَهُ فِي الوَحشَةِ وَ صَاحِبَهُ فِي الوَحدَةِ وَ غِنَاهُ فِي العَيلَةِ وَ مُعِزّهُ مِن غَيرِ عَشِيرَةٍ يَا هِشَامُ قَلِيلُ العَمَلِ مَعَ العِلمِ مَقبُولٌ مُضَاعَفٌ وَ كَثِيرُ العَمَلِ مِن أَهلِ الجَهلِ مَردُودٌ

وَ عَنِ الهاَديِ‌ ع لَو سَلَكَ النّاسُ وَادِياً وَسِيعاً لَسَلَكتُ واَديِ‌َ رَجُلٍ عَبَدَ اللّهَ وَحدَهُ خَالِصاً

باب 05- أن الغشية التي‌ يظهرها الناس عندقراءة القرآن والذكر من الشيطان

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن أَبِي عِمرَانَ الأرَمنَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَكَمِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إِنّ قَوماً إِذَا ذُكّرُوا بشِيَ‌ءٍ مِنَ القُرآنِ أَو حُدّثُوا بِهِ صَعِقَ أَحَدُهُم حَتّي يُرَي أَنّهُ لَو قُطِعَت يَدَاهُ وَ رِجلَاهُ لَم يَشعُر بِذَلِكَ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ ذَاكَ مِنَ الشّيطَانِ مَا بِهَذَا أُمِرُوا إِنّمَا هُوَ اللّينُ وَ الرّقّةُ وَ الدّمعَةُ وَ الوَجَلُ

أقول سيجي‌ء بعض أخبار هذاالباب في باب آداب القراءة وأوقاتها وذم من يظهر الغشية عندها من كتاب القرآن والذكر والدعاء


صفحه : 113

باب 15-النهي‌ عن الرهبانية والسياحة وسائر مايأمر به أهل البدع والأهواء

الآيات التوبةالعابِدُونَ...السّائِحُونَالأحقاف وَ يَومَ يُعرَضُ الّذِينَ كَفَرُوا عَلَي النّارِ أَذهَبتُم طَيّباتِكُم فِي حَياتِكُمُ الدّنيا وَ استَمتَعتُم بِها فَاليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهُونِ بِما كُنتُم تَستَكبِرُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَ بِما كُنتُم تَفسُقُونَالحديدوَ جَعَلنا فِي قُلُوبِ الّذِينَ اتّبَعُوهُ رَأفَةً وَ رَحمَةً وَ رَهبانِيّةً ابتَدَعُوها ما كَتَبناها عَلَيهِم إِلّا ابتِغاءَ رِضوانِ اللّهِ فَما رَعَوها حَقّ رِعايَتِها فَآتَينَا الّذِينَ آمَنُوا مِنهُم أَجرَهُم وَ كَثِيرٌ مِنهُم فاسِقُونَ


صفحه : 114

التحريم يا أَيّهَا النّبِيّ لِمَ تُحَرّمُ ما أَحَلّ اللّهُ لَكَ

1- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الأسَدَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ وَهبٍ البصَريِ‌ّ عَن ثُوَابَةَ بنِ مَسعُودٍ عَن أَنَسٍ قَالَتوُفُيّ‌َ ابنٌ لِعُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ فَاشتَدّ حُزنُهُ عَلَيهِ حَتّي اتّخَذَ مِن دَارِهِ مَسجِداً يَتَعَبّدُ فِيهِ فَبَلَغَ


صفحه : 115

ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَهُ يَا عُثمَانُ إِنَ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يَكتُب عَلَينَا الرّهبَانِيّةَ إِنّمَا رَهبَانِيّةُ أمُتّيِ‌ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَا عُثمَانَ بنَ مَظعُونٍ لِلجَنّةِ ثَمَانِيَةُ أَبوَابٍ وَ لِلنّارِ سَبعَةُ أَبوَابٍ أَ فَمَا يَسُرّكَ أَن لَا تأَتيِ‌َ بَاباً مِنهَا إِلّا وَجَدتَ ابنَكَ إِلَي جَنبِكَ آخِذاً بِحُجزَتِكَ يَشفَعُ لَكَ إِلَي رَبّكَ قَالَ بَلَي فَقَالَ المُسلِمُونَ وَ لَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فِي فَرَطِنَا مَا لِعُثمَانَ قَالَ نَعَم لِمَن صَبَرَ مِنكُم وَ احتَسَبَ ثُمّ قَالَ يَا عُثمَانُ مَن صَلّي صَلَاةَ الفَجرِ فِي جَمَاعَةٍ ثُمّ جَلَسَ يَذكُرُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حَتّي تَطلُعَ الشّمسُ كَانَ لَهُ فِي الفِردَوسِ سَبعُونَ دَرَجَةً بُعدُ مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ كَحُضرِ الفَرَسِ الجَوَادِ المُضَمّرِ سَبعِينَ سَنَةً وَ مَن صَلّي الظّهرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ فِي جَنّاتِ عَدنٍ خَمسُونَ دَرَجَةً مَا بَينَ كُلّ دَرَجَتَينِ كَحُضرِ الفَرَسِ الجَوَادِ خَمسِينَ سَنَةً وَ مَن صَلّي العَصرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ كَأَجرِ ثَمَانِيَةٍ مِن وُلدِ إِسمَاعِيلَ كُلّ مِنهُم رَبّ بَيتٍ يُعتِقُهُم وَ مَن صَلّي المَغرِبَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ كَحَجّةٍ مَبرُورَةٍ وَ عُمرَةٍ مُتَقَبّلَةٍ وَ مَن صَلّي العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيلَةِ القَدرِ

2- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَبِي الجَوزَاءِ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن عُمَرَ بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ فِي أمُتّيِ‌ رَهبَانِيّةٌ وَ لَا سِيَاحَةٌ وَ لَا زَمّ يعَنيِ‌ سُكُوتٌ


صفحه : 116

مع ،[معاني‌ الأخبار] أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن أبي الجوزاء مثله

3- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ نُصَيرٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُوقٍ عَن يَحيَي الجَلّاءِ قَالَ سَمِعتُ بِشراً يَقُولُ لِجُلَسَائِهِ سِيحُوا فَإِنّ المَاءَ إِذَا سَاحَ طَابَ وَ إِذَا وَقَفَ تَغَيّرَ وَ اصفَرّ

4-فس ،[تفسير القمي‌]يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرّمُوا طَيّباتِ ما أَحَلّ اللّهُ لَكُمفَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ بِلَالٍ وَ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ فَأَمّا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَحَلَفَ أَن لَا يَنَامَ فِي اللّيلِ أَبَداً وَ أَمّا بِلَالٌ فَإِنّهُ حَلَفَ أَن لَا يُفطِرَ بِالنّهَارِ أَبَداً وَ أَمّا عُثمَانُ بنُ مَظعُونٍ فَإِنّهُ حَلَفَ لَا يَنكِحُ أَبَداً فَدَخَلتِ امرَأَةُ عُثمَانَ عَلَي عَائِشَةَ وَ كَانَتِ امرَأَةً جَمِيلَةً فَقَالَت عَائِشَةُ مَا لِي أَرَاكِ مُتَعَطّلَةً فَقَالَت وَ لِمَن أَتَزَيّنُ فَوَ اللّهِ مَا قرَبَنَيِ‌ زوَجيِ‌ مُنذُ كَذَا وَ كَذَا فَإِنّهُ قَد تَرَهّبَ وَ لَبِسَ المُسُوحَ وَ زَهِدَ فِي الدّنيَا فَلَمّا دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص أَخبَرَتهُ عَائِشَةُ بِذَلِكَ فَخَرَجَ فَنَادَي الصّلَاةَ جَامِعَةً فَاجتَمَعَ النّاسُ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ مَا بَالُ أَقوَامٍ يُحَرّمُونَ عَلَي أَنفُسِهِمُ الطّيّبَاتِ أَلَا إنِيّ‌ أَنَامُ بِاللّيلِ وَ أَنكِحُ وَ أُفطِرُ بِالنّهَارِ فَمَن رَغِبَ عَن سنُتّيِ‌ فَلَيسَ منِيّ‌ فَقَامَ هَؤُلَاءِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَد حَلَفنَا عَلَي ذَلِكَ فَأَنزَلَ اللّهُلا يُؤاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللّغوِ فِي أَيمانِكُم وَ لكِن يُؤاخِذُكُم بِما عَقّدتُمُ الأَيمانَ فَكَفّارَتُهُ إِطعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِن أَوسَطِ ما تُطعِمُونَ أَهلِيكُم أَو كِسوَتُهُم أَو تَحرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَم يَجِد فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ ذلِكَ كَفّارَةُ أَيمانِكُم إِذا حَلَفتُم


صفحه : 117

الآيَةَ

5- غط،[الغيبة للشيخ الطوسي‌]الفزَاَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَ وَجّهَ قَومٌ مِنَ المُفَوّضَةِ وَ المُقَصّرَةِ كَامِلَ بنَ اِبرَاهِيمَ المدَنَيِ‌ّ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع قَالَ كَامِلٌ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ أَسأَلُهُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَ معَرفِتَيِ‌ وَ قَالَ بمِقَاَلتَيِ‌ قَالَ فَلَمّا دَخَلتُ عَلَي سيَدّيِ‌ أَبِي مُحَمّدٍ ع نَظَرتُ إِلَي ثِيَابٍ بَيَاضٍ نَاعِمَةٍ عَلَيهِ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ حُجّتُهُ يَلبَسُ النّاعِمَ مِنَ الثّيَابِ وَ يَأمُرُنَا نَحنُ بِمُوَاسَاةِ الإِخوَانِ وَ يَنهَانَا عَن لُبسِ مِثلِهِ فَقَالَ مُتَبَسّماً يَا كَامِلُ وَ حَسَرَ ذِرَاعَيهِ فَإِذَا مِسحٌ أَسوَدُ خَشِنٌ عَلَي جِلدِهِ فَقَالَ هَذَا لِلّهِ وَ هَذَا لَكُم تَمَامَ الخَبَرِ

6- كش ،[رجال الكشي‌] مُحَمّدُ بنُ مَسعُودٍ قَالَ كَتَبَ إلِيَ‌ّ الفَضلُ بنُ شَاذَانَ يَذكُرُ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ قَالَ حَجَجتُ وَ سُكَينٌ النخّعَيِ‌ّ فَتَعَبّدَ وَ تَرَكَ النّسَاءَ وَ الطّيبَ وَ الثّيَابَ وَ الطّعَامَ الطّيّبَ وَ كَانَ لَا يَرفَعُ رَأسَهُ دَاخِلَ المَسجِدِ إِلَي السّمَاءِ فَلَمّا قَدِمَ المَدِينَةَ دَنَا عَن أَبِي إِسحَاقَ فَصَلّي إِلَي جَانِبِهِ فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَسأَلَكَ مِن مَسَائِلَ قَالَ اذهَب فَاكتُبهَا وَ أَرسِل بِهَا إلِيَ‌ّ فَكَتَبَ جُعِلتُ فِدَاكَ رَجُلٌ دَخَلَهُ الخَوفُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي تَرَكَ النّسَاءَ وَ الطّعَامَ الطّيّبَ وَ لَا يَقدِرُ أَن يَرفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ وَ أَمّا الثّيَابُ فَشَكّ فِيهَا فَكَتَبَ أَمّا قَولُكَ فِي تَركِ النّسَاءِ فَقَد عَلِمتَ مَا كَانَ لِرَسُولِ اللّهِص مِنَ النّسَاءِ وَ أَمّا قَولُكَ فِي تَركِ الطّعَامِ الطّيّبِ فَقَد كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ اللّحمَ وَ العَسَلَ وَ أَمّا قَولُكَ إِنّهُ دَخَلَهُ الخَوفُ حَتّي لَا يَستَطِيعَ أَن يَرفَعَ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَأَكثِر مِن تِلَاوَةِ هَذِهِ الآيَاتِالصّابِرِينَ وَ الصّادِقِينَ وَ القانِتِينَ وَ المُنفِقِينَ وَ المُستَغفِرِينَ بِالأَسحارِ


صفحه : 118

7- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، قَالَ لَهُ الصّوفِيّةُ إِنّ المَأمُونَ قَد رَدّ هَذَا الأَمرَ إِلَيكَ وَ أَنتَ أَحَقّ النّاسِ بِهِ إِلّا أَنّهُ تَحتَاجُ أَن يَتَقَدّمَ مِنكَ تَقَدّمَكَ إِلَي لُبسِ الصّوفِ وَ مَا يُحسِنُ لُبسَهُ فَقَالَ وَيحَكُم إِنّمَا يُرَادُ مِنَ الإِمَامِ قِسطُهُ وَ عَدلُهُ إِذَا قَالَ صَدَقَ وَ إِذَا حَكَمَ عَدَلَ وَ إِذ وَعَدَ أَنجَزَقُل مَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التّيِ‌ أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطّيّباتِ مِنَ الرّزقِ إِنّ يُوسُفَ ع لَبِسَ الدّيبَاجَ المَنسُوجَ بِالذّهَبِ وَ جَلَسَ عَلَي مُتّكَآتِ آلِ فِرعَونَ

8- نهج ،[نهج البلاغة] مِن كَلَامٍ لَهُ ع بِالبَصرَةِ وَ قَد دَخَلَ عَلَي العَلَاءِ بنِ زِيَادٍ الحاَرثِيِ‌ّ يَعُودُهُ وَ هُوَ مِن أَصحَابِهِ فَلَمّا رَأَي سِعَةَ دَارِهِ قَالَ مَا كُنتَ تَصنَعُ بِسِعَةِ هَذِهِ الدّارِ فِي الدّنيَا أَمَا أَنتَ إِلَيهَا فِي الآخِرَةِ كُنتَ أَحوَجَ وَ بَلَي إِن شِئتَ بَلَغتَ بِهَا الآخِرَةَ تقَريِ‌ فِيهَا الضّيفَ وَ تَصِلُ فِيهَا الرّحِمَ وَ تُطلِعُ مِنهَا الحُقُوقَ مَطَالِعَهَا فَإِذَا أَنتَ قَد بَلَغتَ بِهَا الآخِرَةَ فَقَالَ لَهُ العَلَاءُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَشكُو إِلَيكَ أخَيِ‌ عَاصِمَ بنَ زِيَادٍ قَالَ وَ مَا لَهُ قَالَ لَبِسَ العَبَاءَ وَ تَخَلّي مِنَ الدّنيَا قَالَ عَلَيّ بِهِ فَلَمّا جَاءَ قَالَ يَا عدُيَ‌ّ نَفسِهِ لَقَدِ استَهَامَ بِكَ الخَبِيثُ أَ مَا رَحِمتَ أَهلَكَ وَ وَلَدَكَ أَ تَرَي اللّهَ أَحَلّ لَكَ الطّيّبَاتِ وَ هُوَ يَكرَهُ أَن تَأخُذَهَا أَنتَ أَهوَنُ عَلَي اللّهِ مِن ذَلِكَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هَذَا أَنتَ فِي خُشُونَةِ مَلبَسِكَ وَ جُشُوبَةِ مَأكَلِكَ قَالَ وَيحَكَ إنِيّ‌ لَستُ كَأَنتَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي فَرَضَ عَلَي أَئِمّةِ الحَقّ أَن يُقَدّرُوا أَنفُسَهُم بِضَعَفَةِ النّاسِ كَيلَا يَتَبَيّغَ بِالفَقِيرِ فَقرُهُ


صفحه : 119

9- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ رَفَعَهُ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ أتُيِ‌َ عَلِيّ ع بِخَبِيصٍ فَأَبَي أَن يَأكُلَهُ قَالُوا أَ تُحَرّمُهُ قَالَ لَا وَ لكَنِيّ‌ أَخشَي أَن تَتُوقَ إِلَيهِ نفَسيِ‌ ثُمّ تَلَاأَذهَبتُم طَيّباتِكُم فِي حَياتِكُمُ الدّنيا

وَ عَنهُ ع قَالَ أَعتَقَ عَلِيّ ع أَلفَ مَملُوكٍ مِمّا عَمِلَت يَدَاهُ وَ إِن كَانَ عِندَكُم إِنّمَا حَلوَاهُ التّمرُ وَ اللّبَنُ وَ ثِيَابُهُ الكَرَابِيسُ وَ تَزَوّجَ ع لَيلَي فَجُعِلَ لَهُ حَجَلَةٌ فَهَتَكَهَا وَ قَالَ أُحِبّ أهَليِ‌ عَلَي مَا هُم فِيهِ

10- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ قَالَ سَأَلتُ أخَيِ‌ مُوسَي ع عَنِ الرّجُلِ المُسلِمِ هَل يَصلُحُ أَن يَسِيحَ فِي الأَرضِ أَو يَتَرَهّبَ فِي بَيتٍ لَا يَخرُجُ مِنهُ قَالَ ع لَا

قال الكراجكي‌ قدس الله روحه في كنز الفوائد،لقد اضطررت يوما إلي الحضور مع قوم من المتصوفين فلما ضمهم المجلس أخذوا فيما جرب به عادتهم من الغناء والرقص فاعتزلتهم إلي إحدي الجهات وانضاف إلي‌ رجل من أهل الفضل والديانات فتحادثنا ذم الصوفية علي مايصنعون وفساد أغراضهم فيما يتناولون وقبح مايفعلون من الحركة والقيام و مايدخلون علي أنفسهم في الرقص من الآلام فكان الرجل لقولي‌ مصوبا وللقوم في فعلهم مخطئا. و لم نزل كذلك إلي أن غني مغني‌ القوم هذه الأبيات


و ماأم مكحول المدامع ترتعي‌   تري الأنس وحشا وهي‌ تأنس بالوحش

غدت فارتعت ثم انتشت لرضاعه   فلم تلف شيئا من قوائمه الخمش

فطافت بذاك القاع ولها فصادمت   سباع الفلا ينهشنه أيما نهش

بأوجع مني‌ يوم ظلت أنامل   تودعني‌ بالدر من شبك النقش

صفحه : 120

فلما سمع صاحبي‌ ذلك نهض مسرعا مبادرا ففعل من القفز والرقص والبكاء واللطم مايزيد علي مافعله من قبله ممن كان يخطئه ويستجهله وأخذ يستعيد من الشعر ما لايحسن استعادته و لاجرت عادتهم بالطرب علي مثله و هو قوله


فطافت بذاك القاع ولها فصادفت   سباع الفلا ينهشنه أيما نهش

ويفعل بنفسه ماحكيت و لايستعيد غير هذاالبيت حتي بلغ من نفسه المجهود ووقع كالمغشي‌ عليه من الموت فحيرني‌ مارأيت من حاله وأخذت أفكر في أفعاله المضادة لماسمعت من أقواله فلما أفاق من غشيته لم أملك الصبر دون سؤاله عن أمره وسبب ماصنعه بنفسه مع تجهيله من قبل لفاعله و عن وجه استعادته من الشعر ما لم تجر عادتهم باستعادة مثله فقال لي لست أجهل ماذكرت و لي عذر واضح فيما صنعت أعلمك أن أبي كان كاتبا و كان بي‌ برا و علي شفيقا فسخط السلطان عليه فقتله فخرجت إلي الصحراء لشدة مالحقني‌ من الحزن عليه فوجدته ملقي والكلاب ينهشون لحمه فلما سمعت المغني‌ يقول


فطافت بذاك القاع ولها فصادفت   سباع الفلا ينهشنه أيما نهش

ذكرت مالحق أبي وتصور شخصه بين عيني‌ وتجدد حزنه علي ففعلت ألذي رأيت بنفسي‌ فندمت حينئذ علي سوء ظني‌ به وتغممت له غما لحقه واتعظت بقصته

11- وَ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ نَهجِ البَلَاغَةِ،روُيِ‌َ أَنّ قَوماً مِنَ المُتَصَوّفَةِ دَخَلُوا بِخُرَاسَانَ عَلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي ع فَقَالُوا لَهُ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَكّرَ فِيمَا وَلّاهُ اللّهُ مِنَ الأُمُورِ فَرَآكُم أَهلَ بَيتٍ أَولَي النّاسِ أَن تَؤُمّوا النّاسَ وَ نَظَرَ فِيكُم أَهلَ البَيتِ فَرَآكَ أَولَي النّاسِ بِالنّاسِ فَرَأَي أَن يُرَدّ هَذَا الأَمرَ إِلَيكَ وَ الإِمَامَةُ تَحتَاجُ إِلَي مَن يَأكُلُ الجَشِبَ وَ يَلبَسُ الخَشِنَ وَ يَركَبُ الحِمَارَ وَ يَعُودُ المَرِيضَ


صفحه : 121

فَقَالَ لَهُم إِنّ يُوسُفَ كَانَ نَبِيّاً يَلبَسُ أَقبِيَةَ الدّيبَاجِ المُزَرّدَةَ بِالذّهَبِ وَ يَجلِسُ عَلَي مُتّكَآتِ آلِ فِرعَونَ وَ يَحكُمُ إِنّمَا يُرَادُ مِنَ الإِمَامِ قِسطُهُ وَ عَدلُهُ إِذَا قَالَ صَدَقَ وَ إِذَا حَكَمَ عَدَلَ وَ إِذَا وَعَدَ أَنجَزَ إِنّ اللّهَ لَم يُحَرّم لَبُوساً وَ لَا مَطعَماً ثُمّ قَرَأَقُل مَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التّيِ‌ أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطّيّباتِ مِنَ الرّزقِالآيَةَ

12- ثُمّ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِرُوّيتُ عَنِ الشّيُوخِ وَ رَأَيتُ بِخَطّ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الخَشّابِ رَحِمَهُ اللّهُ أَنّ الرّبِيعَ بنَ زِيَادٍ الحاَرثِيِ‌ّ أَصَابَتهُ نُشّابَةٌ فِي جَبِينِهِ فَكَانَت تَنتَقِضُ عَلَيهِ فِي كُلّ عَامٍ فَأَتَاهُ عَلِيّ ع عَائِداً فَقَالَ كَيفَ تَجِدُكَ أَبَا عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ أجَدِنُيِ‌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَو كَانَ لَا يَذهَبُ مَا بيِ‌ إِلّا بِذَهَابِ بصَرَيِ‌ لَتَمَنّيتُ ذَهَابَهُ قَالَ وَ مَا قِيمَةُ بَصَرِكَ عِندَكَ قَالَ لَو كَانَت لِيَ الدّنيَا لَفَدَيتُهُ بِهَا قَالَ لَا جَرَمَ لَيُعطِيَنّكَ اللّهُ عَلَي قَدرِ ذَلِكَ إِنّ اللّهَ يعُطيِ‌ عَلَي قَدرِ الأَلَمِ وَ المُصِيبَةِ وَ عِندَهُ تَضعِيفٌ كَثِيرٌ قَالَ الرّبِيعُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَ لَا أَشكُو إِلَيكَ عَاصِمَ بنَ زِيَادٍ أخَيِ‌ قَالَ مَا لَهُ قَالَ لَبِسَ العَبَاءَ وَ تَرَكَ المُلَاءَ وَ غَمّ أَهلَهُ وَ حَزّنَ وُلدَهُ فَقَالَ ع ادعُوا لِي عَاصِماً فَلَمّا أَتَاهُ عَبَسَ فِي وَجهِهِ وَ قَالَ وَيحَكَ يَا عَاصِمُ أَ تَرَي اللّهَ أَبَاحَ لَكَ اللّذّاتِ وَ هُوَ يَكرَهُ مَا أَخَذتَ مِنهَا لَأَنتَ أَهوَنُ عَلَي اللّهِ مِن ذَلِكَ أَ وَ مَا سَمِعتَهُ يَقُولُمَرَجَ البَحرَينِ يَلتَقِيانِ ثُمّ قَالَيَخرُجُ مِنهُمَا اللّؤلُؤُ وَ المَرجانُ وَ قَالَوَ مِن كُلّ تَأكُلُونَ لَحماً طَرِيّا وَ تَستَخرِجُونَ حِليَةً تَلبَسُونَها أَمَا وَ اللّهِ لَابتِذَالُ نِعَمِ اللّهِ بِالفَعَالِ أَحَبّ إِلَيهِ مِنِ ابتِذَالِهَا بِالمَقَالِ وَ قَد سَمِعتُمُ اللّهَ يَقُولُوَ أَمّا بِنِعمَةِ رَبّكَ فَحَدّث وَ قَولَهُقُل مَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التّيِ‌ أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطّيّباتِ مِنَ الرّزقِ


صفحه : 122

إِنّ اللّهَ خَاطَبَ المُؤمِنِينَ بِمَا خَاطَبَ بِهِ المُرسَلِينَ فَقَالَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ قَالَيا أَيّهَا الرّسُلُ كُلُوا مِنَ الطّيّباتِ وَ اعمَلُوا صالِحاً وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِبَعضِ نِسَائِهِ مَا لِي أَرَاكِ شَعثَاءَ مَرهَاءَ صَلتَاءَ قَالَ عَاصِمٌ فَلِمَ اقتَصَرتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلَي لُبسِ الخَشِنِ وَ أَكلِ الجَشِبِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي افتَرَضَ عَلَي أَئِمّةِ العَدلِ أَن يُقَدّرُوا لِأَنفُسِهِم بِالقَومِ كَيلَا يَتَبَيّغَ بِالفَقِيرِ فَقرُهُ فَمَا قَامَ عَلِيّ ع حَتّي نَزَعَ عَاصِمٌ العَبَاءَةَ وَ لَبِسَ مُلَاءَةً

13-ف ،[تحف العقول ]دَخَلَ سُفيَانُ الثوّريِ‌ّ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَرَأَي عَلَيهِ ثِيَابَ بَيَاضٍ[بِيضٍ]كَأَنّهَا غِرقِئُ البَيضِ فَقَالَ لَهُ إِنّ هَذَا اللّبَاسَ لَيسَ مِن لِبَاسِكَ فَقَالَ لَهُ اسمَع منِيّ‌ وَ عِ مَا أَقُولُ لَكَ فَإِنّهُ خَيرٌ لَكَ عَاجِلًا وَ آجِلًا إِن كُنتَ أَنتَ مِتّ عَلَي السّنّةِ وَ الحَقّ وَ لَم تَمُت عَلَي بِدعَةٍ أُخبِرُكَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ فِي زَمَانٍ مُقفِرٍ جَشِبٍ[جَدبٍ] فَإِذَا أَقبَلَتِ الدّنيَا فَأَحَقّ أَهلِهَا بِهَا أَبرَارُهَا لَا فُجّارُهَا وَ مُؤمِنُهَا[مُؤمِنُوهَا] لَا مُنَافِقُوهَا وَ مُسلِمُوهَا لَا كُفّارُهَا فَمَا أَنكَرتَ يَا ثوَريِ‌ّ فَوَ اللّهِ إنِيّ‌ لَمَعَ مَا تَرَي مَا أَتَي عَلَيّ مُذ عَقَلتُ صَبَاحٌ وَ لَا مَسَاءٌ وَ لِلّهِ فِي ماَليِ‌ حَقّ أمَرَنَيِ‌ أَن أَضَعَهُ مَوضِعاً إِلّا وَضَعتُهُ


صفحه : 123

فَقَالَ ثُمّ أَتَاهُ قَومُهُ مِمّن يُظهِرُ التّزَهّدَ وَ يَدعُونَ النّاسَ أَن يَكُونُوا مَعَهُم مِثلَ ألّذِي هُم عَلَيهِ مِنَ التّقَشّفِ فَقَالُوا إِنّ صَاحِبَنَا حَصِرَ عَن كَلَامِكَ وَ لَم تَحضُرهُ حُجّةٌ فَقَالَ لَهُم هَاتُوا حُجَجَكُم فَقَالُوا إِنّ حُجَجَنَا مِن كِتَابِ اللّهِ قَالَ لَهُم فَأَدلُوا بِهَا فَإِنّهَا أَحَقّ مَا اتّبِعَ وَ عُمِلَ بِهِ فَقَالُوا يَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُخبِرُ عَن قَومٍ مِن أَصحَابِ النّبِيّص وَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم وَ لَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَفَمَدَحَ فِعلَهُم وَ قَالَ فِي مَوضِعٍ آخَرَوَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراًفَنَحنُ نكَتفَيِ‌ بِهَذَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الجُلَسَاءِ إِنّا مَا رَأَينَاكُم تَزهَدُونَ فِي الأَطعِمَةِ الطّيّبَةِ وَ مَعَ ذَلِكَ تَأمُرُونَ النّاسَ بِالخُرُوجِ مِن أَموَالِهِم حَتّي تَتَمَتّعُوا أَنتُم مِنهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع دَعُوا عَنكُم مَا لَا يُنتَفَعُ بِهِ أخَبرِوُنيِ‌ أَيّهَا النّفَرُ أَ لَكُم عِلمٌ بِنَاسِخِ القُرآنِ مِن مَنسُوخِهِ وَ مُحكَمِهِ مِن مُتَشَابِهِهِ ألّذِي فِي مِثلِهِ ضَلّ مَن ضَلّ وَ هَلَكَ مَن هَلَكَ مِن هَذِهِ الأُمّةِ فَقَالُوا لَهُ أَو بَعضِهِ فَأَمّا كُلّهُ فَلَا فَقَالَ لَهُم مِن هَاهُنَا أُتِيتُم وَ كَذَلِكَ أَحَادِيثُ رَسُولِ اللّهِص فَأَمّا مَا ذَكَرتُم مِن إِخبَارِ اللّهِ إِيّانَا فِي كِتَابِهِ عَنِ القَومِ الّذِينَ أَخبَرَ عَنهُم بِحُسنِ


صفحه : 124

فِعَالِهِم فَقَد كَانَ مُبَاحاً جَائِزاً وَ لَم يَكُونُوا نُهُوا عَنهُ وَ ثَوَابُهُم مِنهُ عَلَي اللّهِ وَ ذَلِكَ أَنّ اللّهَ جَلّ وَ تَقَدّسَ أَمَرَ بِخِلَافِ مَا عَمِلُوا بِهِ فَصَارَ أَمرُهُ نَاسِخاً لِفِعلِهِم وَ كَانَ نَهَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي رَحمَةً لِلمُؤمِنِينَ وَ نَظَراً لكِيَ‌ لَا يُضِرّوا بِأَنفُسِهِم وَ عِيَالَاتِهِم مِنهُمُ الضّعَفَةُ الصّغَارُ وَ الوِلدَانُ وَ الشّيخُ الفَانِ وَ العَجُوزُ الكَبِيرَةُ الّذِينَ لَا يَصبِرُونَ عَلَي الجُوعِ فَإِن تَصَدّقتُ برِغَيِفيِ‌ وَ لَا رَغِيفَ لِي غَيرُهُ ضَاعُوا وَ هَلَكُوا جُوعاً فَمِن ثَمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَمسُ تَمَرَاتٍ أَو خَمسُ قُرَصٍ أَو دَنَانِيرُ أَو دَرَاهِمُ يَملِكُهَا الإِنسَانُ وَ هُوَ يُرِيدُ أَن يَمضِيَهَا فَأَفضَلُهَا مَا أَنفَقَهُ الإِنسَانُ عَلَي وَالِدَيهِ ثُمّ الثّانِيَةُ عَلَي نَفسِهِ وَ عِيَالِهِ ثُمّ الثّالِثَةُ القَرَابَةِ وَ إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ ثُمّ الرّابِعَةُ عَلَي جِيرَانِهِ الفُقَرَاءِ ثُمّ الخَامِسَةُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ هُوَ أَخَسّهَا أَجراً وَ قَالَ النّبِيّص للِأنَصاَريِ‌ّ حَيثُ أَعتَقَ عِندَ مَوتِهِ خَمسَةً أَو سِتّةً مِنَ الرّقِيقِ وَ لَم يَكُن يَملِكُ غَيرَهُم وَ لَهُ أَولَادٌ صِغَارٌ لَو أعَلمَتمُوُنيِ‌ أَمرَهُ مَا تَرَكتُكُم تَدفِنُونَهُ مَعَ المُسلِمِينَ تَرَكَ صِبيَةً صِغَاراً يَتَكَفّفُونَ النّاسَ ثُمّ قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي أَنّ النّبِيّص قَالَ ابدَأ بِمَن تَعُولُ الأَدنَي فَالأَدنَي ثُمّ هَذَا مَا نَطَقَ بِهِ الكِتَابُ رَدّاً لِقَولِكُم وَ نَهياً عَنهُ مَفرُوضٌ مِنَ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ قَالَالّذِينَ إِذا أَنفَقُوا لَم يُسرِفُوا وَ لَم يَقتُرُوا وَ كانَ بَينَ ذلِكَ قَواماً أَ فَلَا تَرَونَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ غَيرَ مَا أَرَاكُم تَدعُونَ النّاسَ إِلَيهِ مِنَ الأَثَرَةِ عَلَي أَنفُسِهِم وَ سَمّي مَن فَعَلَ مَا تَدعُونَ إِلَيهِ مُسرِفاً وَ فِي غَيرِ آيَةٍ مِن كِتَابِ اللّهِ يَقُولُإِنّهُ لا يُحِبّ المُسرِفِينَفَنَهَاهُم عَنِ الإِسرَافِ وَ نَهَاهُم عَنِ التّقتِيرِ لَكِن أَمرٌ بَينَ أَمرَينِ لَا يعُطيِ‌ جَمِيعَ مَا عِندَهُ ثُمّ يَدعُو اللّهَ أَن يَرزُقَهُ فَلَا يَستَجِيبُ لَهُ لِلحَدِيثِ ألّذِي جَاءَ عَنِ النّبِيّص أَنّ أَصنَافاً مِن أمُتّيِ‌ لَا يُستَجَابُ لَهُم دُعَاؤُهُم رَجُلٌ يَدعُو عَلَي وَالِدَيهِ


صفحه : 125

وَ رَجُلٌ يَدعُو عَلَي غَرِيمٍ ذَهَبَ لَهُ بِمَالٍ وَ لَم يُشهِد عَلَيهِ وَ رَجُلٌ يَدعُو عَلَي امرَأَتِهِ وَ قَد جَعَلَ اللّهُ تَخلِيَةَ سَبِيلِهَا بِيَدِهِ وَ رَجُلٌ يَقعُدُ فِي البَيتِ يَقُولُ يَا رَبّ ارزقُنيِ‌ وَ لَا يَخرُجُ يَطلُبُ الرّزقَ فَيَقُولُ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ عبَديِ‌ أَ وَ لَم أَجعَل لَكَ السّبِيلَ إِلَي الطّلَبِ وَ الضّربِ فِي الأَرضِ بِجَوَارِحَ صَحِيحَةٍ فَتَكُونَ قَد أُعذِرتَ فِيمَا بيَنيِ‌ وَ بَينَكَ فِي الطّلَبِ لِاتّبَاعِ أمَريِ‌ وَ لِكَيلَا تَكُونَ كَلّا عَلَي أَهلِكَ فَإِن شِئتُ رَزَقتُكَ وَ إِن شِئتُ قَتّرتُ عَلَيكَ وَ أَنتَ مَعذُورٌ عنِديِ‌ وَ رَجُلٌ رَزَقَهُ اللّهُ مَالًا كَثِيراً فَأَنفَقَهُ ثُمّ أَقبَلَ يَدعُو يَا رَبّ ارزقُنيِ‌ فَيَقُولُ اللّهُ أَ لَم أَرزُقكَ رِزقاً وَاسِعاً أَ فَلَا اقتَصَدتَ فِيهِ كَمَا أَمَرتُكَ وَ لَم تُسرِف كَمَا نَهَيتُكَ وَ رَجُلٌ يَدعُو فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ ثُمّ عَلّمَ اللّهُ نَبِيّهُ كَيفَ يُنفِقُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ عِندَهُ أُوقِيّةٌ مِن ذَهَبٍ فَكَرِهَ أَن تَبِيتَ عِندَهُ فَصَدّقَ وَ أَصبَحَ لَيسَ عِندَهُ شَيءٌ وَ جَاءَهُ مَن يَسأَلُهُ فَلَم يَكُن عِندَهُ مَا يُعطِيهِ فَلَامَهُ السّائِلُ وَ اغتَمّ هُوَ حَيثُ لَم يَكُن عِندَهُ مَا يُعطِيهِ وَ كَانَ رَحِيماً رَفِيقاً فَأَدّبَ اللّهُ نَبِيّهُ بِأَمرِهِ إِيّاهُ فَقَالَوَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً يَقُولُ إِنّ النّاسَ قَد يَسأَلُونَكَ وَ لَا يَعذِرُونَكَ فَإِذَا أَعطَيتَ جَمِيعَ مَا عِندَكَ كُنتَ قَد حَسَرتَ مِنَ المَالِ فَهَذِهِ أَحَادِيثُ رَسُولِ اللّهِص يُصَدّقُهَا الكِتَابُ وَ الكِتَابُ يُصَدّقُهُ أَهلُهُ مِنَ المُؤمِنِينَ وَ قَالَ أَبُو بَكرٍ عِندَ مَوتِهِ أوُصيِ‌ بِالخُمُسِ وَ الخُمُسُ كَثِيرٌ فَإِنّ اللّهَ قَد رضَيِ‌َ بِالخُمُسِ فَأَوصَي بِالخُمُسِ وَ قَد جَعَلَ اللّهُ لَهُ الثّلُثَ عِندَ مَوتِهِ وَ لَو عَلِمَ أَنّ الثّلُثَ خَيراً[خَيرٌ] لَهُ أَوصَي بِهِ ثُمّ مَن قَد عَلِمتُم بَعدَهُ فِي فَضلِهِ وَ زُهدِهِ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ فَأَمّا سَلمَانُ فَكَانَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ رَفَعَ مِنهُ قُوتَهُ لِسَنَتِهِ حَتّي يَحضُرَهُ عَطَاؤُهُ مِن قَابِلٍ فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَنتَ فِي زُهدِكَ تَصنَعُ هَذَا وَ إِنّكَ لَا تدَريِ‌ لَعَلّكَ تَمُوتُ اليَومَ أَو غَداً وَ كَانَ جَوَابُهُ أَن قَالَ مَا لَكُم لَا تَرجُونَ لِيَ البَقَاءَ كَمَا خِفتُم عَلَيّ الفَنَاءَ أَ وَ مَا عَلِمتُم يَا


صفحه : 126

جَهَلَةُ أَنّ النّفسَ قَد تَلتَاثُ عَلَي صَاحِبِهَا إِذَا لَم يَكُن لَهَا مِنَ العَيشِ مَا يَعتَمِدُ عَلَيهِ فَإِذَا هيِ‌َ أَحرَزَت مَعِيشَتَهَا اطمَأَنّت فَأَمّا أَبُو ذَرّ فَكَانَت لَهُ نُوَيقَاتٌ وَ شُوَيهَاتٌ يَحلُبُهَا وَ يَذبَحُ مِنهَا إِذَا اشتَهَي أَهلُهُ اللّحمَ أَو نَزَلَ بِهِ ضَيفٌ أَو رَأَي بِأَهلِ المَاءِ الّذِينَ هُم مَعَهُ خَصَاصَةً نَحَرَ لَهُمُ الجَزُورَ أَو مِنَ الشّاةِ عَلَي قَدرِ مَا يَذهَبُ عَنهُم قَرَمَ اللّحمِ فَيَقسِمُهُ بَينَهُم وَ يَأخُذُ كَنَصِيبِ أَحَدِهِم لَا يَفضُلُ عَلَيهِم وَ مَن أَزهَدُ مِن هَؤُلَاءِ وَ قَد قَالَ فِيهِم رَسُولُ اللّهِص مَا قَالَ وَ لَم يَبلُغ مِن أَمرِهِمَا أَن صَارَا لَا يَملِكَانِ شَيئاً البَتّةَ كَمَا تَأمُرُونَ النّاسَ بِإِلقَاءِ أَمتِعَتِهِم وَ شَيئِهِم وَ يُؤثِرُونَ بِهِ عَلَي أَنفُسِهِم وَ عِيَالَاتِهِم وَ اعلَمُوا أَيّهَا النّفَرُ أنَيّ‌ سَمِعتُ أَبِي يرَويِ‌ عَن آبَائِهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ يَوماً مَا عَجِبتُ مِن شَيءٍ كعَجَبَيِ‌ مِنَ المُؤمِنِ إِنّهُ إِن قُرّضَ جَسَدُهُ فِي دَارِ الدّنيَا بِالمَقَارِيضِ كَانَ خَيراً لَهُ وَ إِن مَلَكَ مَا بَينَ مَشَارِقِ الأَرضِ وَ مَغَارِبِهَا كَانَ خَيراً لَهُ فَكُلّ مَا يَصنَعُ اللّهُ بِهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ فَلَيتَ شعِريِ‌ هَل يَحِيقُ فِيكُمُ اليَومَ مَا قَد شَرَحتُ لَكُم أَم أَزِيدُكُم أَ وَ مَا عَلِمتُم أَنّ اللّهَ جَلّ اسمُهُ فَرَضَ عَلَي المُؤمِنِينَ فِي أَوّلِ الأَمرِ أَن يُقَاتِلَ الرّجُلُ مِنهُم عَشَرَةً مِنَ المُشرِكِينَ لَيسَ لَهُ أَن يوُلَيّ‌َ وَجهَهُ عَنهُم وَ مَن وَلّاهُم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ فَقَد تَبَوّأَ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ ثُمّ حَوّلَهُم مِن حَالِهِم رَحمَةً مِنهُ لَهُم فَصَارَ الرّجُلُ مِنهُم عَلَيهِ أَن يُقَاتِلَ الرّجُلَينِ مِنَ المُشرِكِينَ تَخفِيفاً مِنَ اللّهِ عَنِ المُؤمِنِينَ فَنَسَخَ الرّجُلَانِ العَشَرَةَ


صفحه : 127

وَ أخَبرِوُنيِ‌ أَيضاً عَنِ القُضَاةِ أَ جَورٌ مِنهُم حَيثُ يَفرُضُونَ عَلَي الرّجُلِ مِنكُم نَفَقَةَ امرَأَتِهِ إِذَا قَالَ أَنَا زَاهِدٌ وَ أَنّهُ لَا شَيءَ لِي فَإِن قُلتُم جَورٌ ظَلَمتُم أَهلَ الإِسلَامِ وَ إِن قُلتُم بَل عَدلٌ خَصَمتُم أَنفُسَكُم وَ حَيثُ يَرُدّونَ صَدَقَةَ مَن تَصَدّقَ عَلَي المَسَاكِينِ عِندَ المَوتِ بِأَكثَرَ مِنَ الثّلُثِ أخَبرِوُنيِ‌ لَو كَانَ النّاسُ كُلّهُم كَمَا تُرِيدُونَ زُهّاداً لَا حَاجَةَ لَهُم فِي مَتَاعِ غَيرِهِم فَعَلَي مَن كَانَ يُتَصَدّقُ بِكَفّارَاتِ الأَيمَانِ وَ النّذُورِ وَ الصّدَقَاتِ مِن فَرضِ الزّكَاةِ مِنَ الإِبِلِ وَ الغَنَمِ وَ البَقَرِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِنَ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ وَ النّخلِ وَ الزّبِيبِ وَ سَائِرِ مَا قَد وَجَبَت فِيهِ الزّكَاةُ إِذَا كَانَ الأَمرُ عَلَي مَا تَقُولُونَ لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ أَن يَحبِسَ شَيئاً مِن عَرَضِ الدّنيَا إِلّا قَدّمَهُ وَ إِن كَانَ بِهِ خَصَاصَةٌ فَبِئسَ مَا ذَهَبتُم إِلَيهِ وَ حَمَلتُمُ النّاسَ عَلَيهِ مِنَ الجَهلِ بِكِتَابِ اللّهِ وَ سُنّةِ نَبِيّهِ وَ أَحَادِيثِهِ التّيِ‌ يُصَدّقُهَا الكِتَابُ المُنزَلُ وَ رَدّكُم إِيّاهَا بِجَهَالَتِكُم وَ تَركِكُمُ النّظَرَ فِي غَرَائِبِ القُرآنِ مِنَ التّفسِيرِ بِالنّاسِخِ مِنَ المَنسُوخِ وَ المُحكَمِ وَ المُتَشَابِهِ وَ الأَمرِ وَ النهّي‌ِ وَ أخَبرِوُنيِ‌ أَنتُم عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع حَيثُ سَأَلَ اللّهَ مُلكاً لَا ينَبغَيِ‌ لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ فَأَعطَاهُ اللّهُ ذَلِكَ وَ كَانَ يَقُولُ الحَقّ وَ يَعمَلُ بِهِ ثُمّ لَم نَجِدِ اللّهَ عَابَ ذَلِكَ عَلَيهِ وَ لَا أَحَداً مِنَ المُؤمِنِينَ وَ دَاوُدَ قَبلَهُ فِي مُلكِهِ وَ شِدّةِ سُلطَانِهِ ثُمّ يُوسُفَ النّبِيّ حَيثُ قَالَ لِمَلِكِ مِصرَاجعلَنيِ‌ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ‌ حَفِيظٌ عَلِيمٌفَكَانَ مِن أَمرِهِ ألّذِي كَانَ أَنِ اختَارَ مَملَكَةَ المَلِكِ وَ مَا حَولَهَا إِلَي اليَمَنِ فَكَانُوا يَمتَارُونَ الطّعَامَ مِن عِندِهِ لِمَجَاعَةٍ أَصَابَتهُم وَ كَانَ يَقُولُ الحَقّ


صفحه : 128

وَ يَعمَلُ بِهِ فَلَم نَجِد أَحَداً عَابَ ذَلِكَ عَلَيهِ ثُمّ ذُو القَرنَينِ عَبدٌ أَحَبّ اللّهَ فَأَحَبّهُ طَوَي لَهُ الأَسبَابَ وَ مَلّكَهُ مَشَارِقَ الأَرضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ كَانَ يَقُولُ بِالحَقّ وَ يَعمَلُ بِهِ ثُمّ لَم نَجِد أَحَداً عَابَ ذَلِكَ عَلَيهِ فَتَأَدّبُوا أَيّهَا النّفَرُ بِآدَابِ اللّهِ لِلمُؤمِنِينَ وَ اقتَصِرُوا عَلَي أَمرِ اللّهِ وَ نَهيِهِ وَ دَعُوا عَنكُم مَا اشتَبَهَ عَلَيكُم مِمّا لَا عِلمَ لَكُم بِهِ وَ رُدّوا العِلمَ إِلَي أَهلِهِ تُؤجَرُوا وَ تُعذَرُوا عِندَ اللّهِ وَ كُونُوا فِي طَلَبِ عِلمِ النّاسِخِ مِنَ القُرآنِ مِن مَنسُوخِهِ وَ مُحكَمِهِ مِن مُتَشَابِهِهِ وَ مَا أَحَلّ اللّهُ فِيهِ مِمّا حَرّمَ فَإِنّهُ أَقرَبُ لَكُم مِنَ اللّهِ وَ أَبعَدُ لَكُم مِنَ الجَهلِ وَ دَعُوا الجَهَالَةَ لِأَهلِهَا فَإِنّ أَهلَ الجَهلِ كَثِيرٌ وَ أَهلَ العِلمِ قَلِيلٌ وَ قَد قَالَ اللّهُفَوقَ كُلّ ذيِ‌ عِلمٍ عَلِيمٌ

14- نبه ،[تنبيه الخاطر] قِيلَ إِنّ سَلمَانَ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ جَاءَ زَائِراً لأِبَيِ‌ الدّردَاءِ فَوَجَدَ أُمّ الدّردَاءِ مُبتَذِلَةً فَقَالَ مَا شَأنُكِ قَالَت إِنّ أَخَاكَ لَيسَت لَهُ حَاجَةٌ فِي شَيءٍ مِن أَمرِ الدّنيَا قَالَ فَلَمّا جَاءَ أَبُو الدّردَاءِ رَحّبَ لِسَلمَانَ وَ قَرّبَ إِلَيهِ طَعَاماً فَقَالَ لِسَلمَانَ اطعَم فَقَالَ إنِيّ‌ صَائِمٌ قَالَ أَقسَمتُ عَلَيكَ إِلّا مَا طَعِمتَ فَقَالَ مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتّي تَأكُلَ قَالَ وَ بَاتَ عِندَهُ فَلَمّا جَاءَ اللّيلُ قَامَ أَبُو الدّردَاءِ فَحَبَسَهُ سَلمَانُ قَالَ يَا أَبَا الدّردَاءِ إِنّ لِرَبّكَ عَلَيكَ حَقّاً إِنّ لِجَسَدِكَ عَلَيكَ حَقّاً وَ لِأَهلِكَ عَلَيكَ حَقّاً فَصُم وَ أَفطِر وَ صَلّ وَ نَم وَ أَعطِ كُلّ ذيِ‌ حَقّ حَقّهُ فَأَتَي أَبُو الدّردَاءِ النّبِيّص فَأَخبَرَهُ بِمَا قَالَ سَلمَانُ فَقَالَ لَهُ مِثلَ قَولِ سَلمَانَ

15-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ‌ أَهلَ الصّفّةِ وَ كَانُوا ضِيفَانَ رَسُولِ اللّهِص كَانُوا هَاجَرُوا مِن أَهَالِيهِم وَ أَموَالِهِم إِلَي المَدِينَةِ فَأَسكَنَهُم رَسُولُ اللّهِص صُفّةَ المَسجِدِ وَ هُم


صفحه : 129

أَربَعُمِائَةِ رَجُلٍ فَكَانَ يُسَلّمُ عَلَيهِم بِالغَدَاةِ وَ العشَيِ‌ّ فَأَتَاهُم ذَاتَ يَومٍ فَمِنهُم مَن يَخصِفُ نَعلَهُ وَ مِنهُم مَن يَرقَعُ ثَوبَهُ وَ مِنهُم مَن يَتَفَلّي وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَرزُقُهُم مُدّاً مُدّاً مِن تَمرٍ فِي كُلّ يَومٍ فَقَامَ رَجُلٌ مِنهُم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ التّمرُ ألّذِي تَرزُقُنَا قَد أَحرَقَ بُطُونَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ أَمَا إنِيّ‌ لَوِ استَطَعتُ أَن أُطعِمَكُمُ الدّنيَا لَأَطعَمتُكُم وَ لَكِن مَن عَاشَ مِنكُم مِن بعَديِ‌ يُغدَي عَلَيهِ بِالجِفَانِ وَ يُرَاحُ عَلَيهِ بِالجِفَانِ وَ يَغدُو أَحَدُكُم فِي قَمِيصَةٍ وَ يَرُوحُ فِي أُخرَي وَ تُنَجّدُونَ بُيُوتَكُم كَمَا تُنَجّدُ الكَعبَةُ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا إِلَي ذَلِكَ الزّمَانِ بِالأَشوَاقِ فَمَتَي هُوَ قَالَص زَمَانُكُم هَذَا خَيرٌ مِن ذَلِكَ الزّمَانِ إِنّكُم إِن مَلَأتُم بُطُونَكُم مِنَ الحَلَالِ تُوشِكُونَ أَن تَملَئُوهَا مِنَ الحَرَامِ فَقَامَ سَعدُ بنُ أَشَجّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا يُفعَلُ بِنَا بَعدَ المَوتِ قَالَ الحِسَابُ وَ القَبرُ ثُمّ ضِيقُهُ بَعدَ ذَلِكَ أَو سَعَتُهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ هَل تَخَافُ أَنتَ ذَلِكَ فَقَالَ لَا وَ لَكِن أسَتحَييِ‌ مِنَ النّعَمِ المُتَظَاهِرَةِ التّيِ‌ لَا أُجَازِيهَا وَ لَا جُزءاً مِن سَبعَةٍ فَقَالَ سَعدُ بنُ أَشَجّ إنِيّ‌ أُشهِدُ اللّهَ وَ أُشهِدُ رَسُولَهُ وَ مَن حضَرَنَيِ‌ أَنّ نَومَ اللّيلِ عَلَيّ حَرَامٌ وَ الأَكلَ بِالنّهَارِ عَلَيّ حَرَامٌ وَ لِبَاسَ اللّيلِ عَلَيّ حَرَامٌ وَ مُخَالَطَةَ النّاسِ عَلَيّ حَرَامٌ وَ إِتيَانَ النّسَاءِ عَلَيّ حَرَامٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ يَا سَعدُ لَم تَصنَع شَيئاً كَيفَ تَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَ تَنهَي عَنِ المُنكَرِ إِذَا لَم تُخَالِطِ النّاسَ وَ سُكُونُ البَرّيّةِ بَعدَ الحَضَرِ كُفرٌ لِلنّعمَةِ نَم بِاللّيلِ وَ كُل بِالنّهَارِ وَ البَس مَا لَم يَكُن ذَهَباً أَو حَرِيراً أَو مُعَصفَراً وَ آتِ النّسَاءَ يَا سَعدُ اذهَب إِلَي بنَيِ‌ المُصطَلَقِ فَإِنّهُم قَد رَدّوا رسَوُليِ‌ فَذَهَبَ إِلَيهِم فَجَاءَ بِصَدَقَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ رَأَيتَهُم قَالَ خَيرَ قَومٍ مَا رَأَيتُ قَوماً قَطّ أَحسَنَ أَخلَاقاً فِيمَا بَينَهُم مِن قَومٍ بعَثَتنَيِ‌ إِلَيهِم فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ لَا ينَبغَيِ‌ لِأَولِيَاءِ اللّهِ تَعَالَي مِن أَهلِ دَارِ الخُلُودِ الّذِينَ كَانَ لَهَا سَعيُهُم وَ فِيهَا رَغبَتُهُم أَن يَكُونُوا أَولِيَاءَ


صفحه : 130

الشّيطَانِ مِن أَهلِ دَارِ الغُرُورِ الّذِينَ كَانَ لَهَا سَعيُهُم وَ فِيهَا رَغبَتُهُم ثُمّ قَالَ بِئسَ القَومُ قَومٌ لَا يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ لَا يَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَقذِفُونَ الآمِرِينَ بِالمَعرُوفِ وَ النّاهِينَ عَنِ المُنكَرِ بِئسَ القَومُ قَومٌ لَا يَقُومُونَ لِلّهِ تَعَالَي بِالقِسطِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَقتُلُونَ الّذِينَ يَأمُرُونَ النّاسَ بِالقِسطِ فِي النّاسِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَكُونُ الطّلَاقُ عِندَهُم أَوثَقَ مِن عَهدِ اللّهِ تَعَالَي بِئسَ القَومُ قَومٌ جَعَلُوا طَاعَةَ إِمَامِهِم دُونَ طَاعَةِ اللّهِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَختَارُونَ الدّنيَا عَلَي الدّينِ بِئسَ القَومُ قَومٌ يَستَحِلّونَ المَحَارِمَ وَ الشّهَوَاتِ وَ الشّبُهَاتِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فأَيَ‌ّ المُؤمِنِينَ أَكيَسُ قَالَ أَكثَرُهُم لِلمَوتِ ذِكراً وَ أَحسَنُهُم لَهُ استِعدَاداً أُولَئِكَ هُمُ الأَكيَاسُ

باب 25-اليقين والصبر علي الشدائد في الدين

الآيات البقرةوَ بِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ و قال تعالي قَد بَيّنّا الآياتِ لِقَومٍ يُوقِنُونَ و قال تعالي مخاطبا لإبراهيم ع أَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌الأنعام وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَالرعديُفَصّلُ الآياتِ لَعَلّكُم بِلِقاءِ رَبّكُم تُوقِنُونَطه فأَلُقيِ‌َ السّحَرَةُ سُجّداً قالُوا آمَنّا بِرَبّ هارُونَ وَ مُوسي قالَ آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنّهُ لَكَبِيرُكُمُ ألّذِي عَلّمَكُمُ السّحرَ فَلَأُقَطّعَنّ أَيدِيَكُم وَ أَرجُلَكُم


صفحه : 131

مِن خِلافٍ وَ لَأُصَلّبَنّكُم فِي جُذُوعِ النّخلِ وَ لَتَعلَمُنّ أَيّنا أَشَدّ عَذاباً وَ أَبقي قالُوا لَن نُؤثِرَكَ عَلي ما جاءَنا مِنَ البَيّناتِ وَ ألّذِي فَطَرَنا فَاقضِ ما أَنتَ قاضٍ إِنّما تقَضيِ‌ هذِهِ الحَياةَ الدّنيا إِنّا آمَنّا بِرَبّنا لِيَغفِرَ لَنا خَطايانا وَ ما أَكرَهتَنا عَلَيهِ مِنَ السّحرِ وَ اللّهُ خَيرٌ وَ أَبقيالشعراءقالَ رَبّ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ ما بَينَهُمَا إِن كُنتُم مُوقِنِينَ إلي قوله تعالي قالُوا لا ضَيرَ إِنّا إِلي رَبّنا مُنقَلِبُونَ إِنّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنا رَبّنا خَطايانا أَن كُنّا أَوّلَ المُؤمِنِينَالنمل وَ هُم بِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَالعنكبوت وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ فَإِذا أوُذيِ‌َ فِي اللّهِ جَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللّهِ وَ لَئِن جاءَ نَصرٌ مِن رَبّكَ لَيَقُولُنّ إِنّا كُنّا مَعَكُم أَ وَ لَيسَ اللّهُ بِأَعلَمَ بِما فِي صُدُورِ العالَمِينَلقمان وَ هُم بِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَالتنزيل وَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَالجاثيةوَ فِي خَلقِكُم وَ ما يَبُثّ مِن دابّةٍ آياتٌ لِقَومٍ يُوقِنُونَ و قال تعالي وَ هُديً وَ رَحمَةٌ لِقَومٍ يُوقِنُونَالذاريات وَ فِي الأَرضِ آياتٌ لِلمُوقِنِينَ وَ فِي أَنفُسِكُم أَ فَلا تُبصِرُونَ


صفحه : 132

الطوربَل لا يُوقِنُونَالواقعةإِنّ هذا لَهُوَ حَقّ اليَقِينِالحاقةوَ إِنّهُ لَحَقّ اليَقِينِالتكاثركَلّا لَو تَعلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ لَتَرَوُنّ الجَحِيمَ ثُمّ لَتَرَوُنّها عَينَ اليَقِينِتفسيروَ بِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ أي يوقنون إيقانا زال معه الشك قال البيضاوي‌ اليقين إتقان العلم بنفي‌ الشك والشبهة عنه بالاستدلال ولذلك لايوصف به علم البار‌ئ تعالي و لاالعلوم الضرورية.وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي بلي أنامؤمن ولكن سألت ذاك لأزداد يقينا إلي يقيني‌ عن الحسن وقتادة ومجاهد و ابن جبير وقيل لأعاين ذلك ويسكن قلبي‌ إلي علم العيان بعدعلم الاستدلال وقيل ليطمئن قلبي‌ بأنك قدأجبت مسألتي‌ واتخذتني‌ خليلا كماوعدتني‌.وَ لِيَكُونَ مِنَ المُوقِنِينَ قال أي من المتيقنين بأن الله سبحانه هوخالق ذلك والملك له .يُفَصّلُ الآياتِ أي يأتي‌ بآية في أثر آية فصلا فصلا مميزا بعضها عن بعض ليكون أمكن للاعتبار والتفكر وقيل معناه يبين الدلائل بما يحدثه في السماوات و الأرض لَعَلّكُم بِلِقاءِ رَبّكُم تُوقِنُونَ أي لكي‌ توقنوا بالبعث والنشور


صفحه : 133

وتعلموا أن القادر علي هذه الأشياء قادر علي البعث بعدالموت و في هذادلالة علي وجوب النظر المؤدي‌ إلي معرفة الله تعالي و علي بطلان التقليد و لو لا ذلك لم يكن لتفصيل الآيات معني .إِن كُنتُم مُوقِنِينَ أي بأن الرب بهذه الصفة أوبأن هذه الأشياء محدثة وليست من فعلكم والمحدث لابد له من محدث لا ضَيرَ أي لاضرر علينا فيما تفعله إِنّا إِلي رَبّنا مُنقَلِبُونَ أي إلي ثواب ربنا راجعون خَطايانا أي من السحر وغيره أَن كُنّا أَوّلَ المُؤمِنِينَ أي لأن كنا أول من صدق بموسي عندتلك الآية أومطلقا.وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِبلسانه فَإِذا أوُذيِ‌َ فِي اللّهِ أي في دين الله أو في ذات الله جَعَلَ فِتنَةَ النّاسِ كَعَذابِ اللّهِ أي إذاأوذي‌ بسبب دين الله رجع عن الدين مخافة عذاب الناس كماينبغي‌ أن يترك الكافر دينه مخافة عذاب الله فيسوي‌ بين عذاب فان منقطع و بين عذاب دائم غيرمنقطع أبدا لقلة تمييزه وسمي أذية الناس فتنة لما في احتمالها من المشقة و قال علي بن ابراهيم قال إذاآذاه إنسان أوأصابه ضر أوفاقة أوخوف من الظالمين دخل معهم في دينهم فرأي أن مايفعلونه هومثل عذاب الله ألذي لاينقطع وَ لَئِن جاءَ نَصرٌ مِن رَبّكَ أي فتح وغنيمة و قال علي بن ابراهيم يعني‌ القائم ع لَيَقُولُنّ إِنّا كُنّا مَعَكُم في الدين فأشركونابِما فِي صُدُورِ العالَمِينَ من الإخلاص والنفاق .وَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا قال علي بن ابراهيم كان في علم الله أنهم يصبرون علي مايصيبهم فجعلهم أئمةوَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ أي لايشكون فيها.


صفحه : 134

وَ فِي خَلقِكُم وَ ما يَبُثّ مِن دابّةٍ أي في خلقه إياكم بما فيكم من بدائع الصنعة و مايتعاقب عليكم من غرائب الأحوال من مبتدإ خلقكم إلي انقضاء الآجال و في خلق ماتفرق علي وجه الأرض من الحيوانات علي اختلاف أجناسها ومنافعها دلالات واضحات علي ماذكرنالِقَومٍ يُوقِنُونَ أي يطلبون علم اليقين بالتفكر والتدبرلِقَومٍ يُوقِنُونَلأنهم به ينتفعون .وَ فِي الأَرضِ آياتٌ لِلمُوقِنِينَ أي دلائل تدل علي عظمة الله وعلمه وقدرته وإرادته ووحدته وفرط رحمته وَ فِي أَنفُسِكُم أي و في أنفسكم آيات إذ ما في العالم شيء إلا و في الإنسان له نظير يدل دلالته مع ماانفرد به من الهيئات النافعة والمناظر البهية والتركيبات العجيبة والتمكن من الأفعال الغريبة واستنباط الصنائع المختلفة واستجماع الكمالات المتنوعة وَ فِي المَجمَعِ، وَ تَفسِيرِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَنِ الصّادِقِ ع يعَنيِ‌ أَنّهُ خَلَقَكَ سَمِيعاً بَصِيراً تَغضَبُ وَ تَرضَي وَ تَجُوعُ وَ تَشبَعُ وَ ذَلِكَ كُلّهُ مِن آيَاتِ اللّهِ

أَ فَلا تُبصِرُونَ أي تنظرون نظر من يعتبرإِنّ هذا لَهُوَ حَقّ اليَقِينِ قال في المجمع أضاف الحق إلي اليقين وهما واحد للتأكيد أي هذا ألذي أخبرتك به من منازل هؤلاء الأصناف الثلاثة هوالحق ألذي لاشك فيه اليقين ألذي لاشبهة فيه وقيل تقديره حق الأمر اليقين .كَلّا لَو تَعلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ قال الطبرسي‌ قدس سره أي لوتعلمون الأمر علما يقينا لشغلكم ماتعلمون من التفاخر والتباهي‌ بالعز والكثرة وعلم اليقين هو


صفحه : 135

العلم ألذي يثلج به الصدر بعداضطراب الشك فيه ولهذا لايوصف الله تعالي بأنه متيقن لَتَرَوُنّ الجَحِيمَيعني‌ حين تبرز الجحيم في القيامة قبل دخولهم إليهاثُمّ لَتَرَوُنّهايعني‌ بعدالدخول إليهاعَينَ اليَقِينِ كمايقال حق اليقين ومحض اليقين ومعناه ثم لترونها بالمشاهدة إذادخلتموها وعذبتم بهاانتهي .أقول وجعل بعض المحققين لليقين ثلاث درجات الأولي علم اليقين و هوالعلم ألذي حصل بالدليل كمن علم وجود النار برؤية الدخان والثانية عين اليقين و هو إذاوصل إلي حد المشاهدة كمن رأي النار والثالثة حق اليقين و هوكمن دخل النار واتصف بصفاتها وسيأتي‌ بعض القول فيها

1- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَخَا جُعفٍ إِنّ الإِيمَانَ أَفضَلُ مِنَ الإِسلَامِ وَ إِنّ اليَقِينَ أَفضَلُ مِنَ الإِيمَانِ وَ مَا مِن شَيءٍ أَعَزّ مِنَ اليَقِينِ

بيان ياأخا جعف أي ياجعفي‌ وهم قبيلة من اليمن و في المصباح هوأخو تميم أي واحد منهم وفضل الإيمان علي الإسلام إما باعتبار الولاية في الأول أوالإذعان القلبي‌ فيه مع الأعمال أوبدونها كمامر جميع ذلك و علي أي معني أخذت يعتبر في الإيمان ما لايعتبر في الإسلام فهو أخص وأفضل وكذا اليقين يعتبر فيه أعلي مراتب الجزم بحيث يترتب عليه الآثار ويوجب فعل الطاعات وترك المناهي‌ و لايعتبر ذلك في الإيمان أي في حقيقته حتي يكون جميع أفراده فهو أخص وأفضل أفراد الإيمان أويعتبر في اليقين عدم احتمال النقيض و لايعتبر ذلك في الإيمان مطلقا كمامر والأظهر أن التصديق ألذي لا


صفحه : 136

يحتمل النقيض تختلف مراتبه حتي يصل إلي مرتبة اليقين كماأومأنا إليه سابقا. و ما من شيءأعز من اليقين أي أقل وجودا في الناس منه أوأشرف منه والأول أظهر إذ اليقين لايجتمع مع المعصية لاسيما مع الإصرار عليها وتارك ذلك نادر قليل بل يمكن أن يدعي أن إيمان أكثر الخلق ليس إلاتقليدا وظنا يزول بأدني وسوسة من النفس والشيطان أ لاتري أن الطبيب إذاأخبر أحدهم بأن الطعام الفلاني‌ يضره أويوجب زيادة مرضه أوبطؤ برئه يحتمي‌ من ذلك الطعام بمحض قول هذاالطبيب حفظا لنفسه من الضرر الضعيف المتوهم و لايترك المعصية الكبيرة مع إخبار الله ورسوله وأئمة الهدي ع بأنها مهلكة وموجبة للعذاب الشديد و ليس ذلك إلالضعف الإيمان وعدم اليقين

2- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ وَ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي جَمِيعاً عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ الإِيمَانُ فَوقَ الإِسلَامِ بِدَرَجَةٍ وَ التّقوَي فَوقَ الإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ وَ اليَقِينُ فَوقَ التّقوَي بِدَرَجَةٍ وَ مَا قُسِمَ فِي النّاسِ شَيءٌ أَقَلّ مِنَ اليَقِينِ

بيان يدل علي أن التقوي أفضل من الإيمان والتقوي من الوقاية وهي‌ في اللغة فرط الصيانة و في العرف صيانة النفس عما يضرها في الآخرة وقصرها علي ماينفعها فيها ولها ثلاث مراتب الأولي وقاية النفس عن العذاب المخلد بتصحيح العقائد الإيمانية والثانية التجنب عن كل مايؤثم من فعل أوترك و هوالمعروف عند أهل الشرع والثالثة التوقي‌ عن كل مايشغل القلب عن الحق و هذه درجة الخواص بل خاص الخاص والمراد هنا أحد المعنيين الأخيرين وكونه فوق الإيمان بالمعني الثالث ظاهر علي أكثر معاني‌ الإيمان التي‌ سبق ذكرها و إن أريد المعني الثاني‌ فالمراد بالإيمان إما محض العقائد الحقة أو مع فعل الفرائض وترك الكبائر بأن يعتبر ترك الصغائر أيضا في المعني الثاني‌ وقيل باعتبار أن الملكة معتبرة فيها لا فيه و لايخفي ما فيه .


صفحه : 137

وكون اليقين فوق التقوي كأنه يعين حملها علي المعني الثاني‌ و إلافيشكل الفرق لكن درجات المرتبة الأخيرة أيضا كثيرة فيمكن حمل اليقين علي أعالي‌ درجاتها و ماقيل في الفرق أن التقوي قديوجد بدون اليقين كما في بعض المقلدين فهو ظاهر الفساد إذ لاتوجد هذه الدرجة الكاملة من التقوي لمن كان بناء إيمانه علي الظن والتخمين و قوله ع و ماقسم للناس يدل علي أن للاستعدادات الذاتية والعنايات الإلهية مدخلا في مراتب الإيمان واليقين كمامرت الإشارة إليه

3- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ أَو غَيرِهِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ الكلَبيِ‌ّ عَن عَبدِ الحَمِيدِ الواَسطِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بَا مُحَمّدٍ الإِسلَامُ دَرَجَةٌ قُلتُ نَعَم قَالَ وَ الإِيمَانُ عَلَي الإِسلَامِ دَرَجَةٌ قُلتُ نَعَم قَالَ وَ التّقوَي عَلَي الإِيمَانِ دَرَجَةٌ قَالَ قُلتُ نَعَم قَالَ وَ اليَقِينُ عَلَي التّقوَي دَرَجَةٌ قُلتُ نَعَم قَالَ فَمَا أوُتيِ‌َ النّاسُ أَقَلّ مِنَ اليَقِينِ وَ إِنّمَا تَمَسّكتُم بِأَدنَي الإِسلَامِ فَإِيّاكُم أَن يَنفَلِتَ مِن أَيدِيكُم

بيان الإسلام درجة أي درجة من الدرجات أوأول درجة و هواستفهام أوخبر ونعم يقع في جوابهما علي الإسلام أي مشرفا أوزائدا عليه ماأوتي‌ الناس أقل من اليقين أي الإيمان أقل من سائر ماأعطي‌ الناس من الكمالات أوعزيز نادر فيهم كمامر وقيل المعني ماأعطي‌ الناس شيئا قليلا من اليقين و لايخفي بعده وكأنه حمله علي ذلك ماسيأتي‌ قوله ع بأدني الإسلام كأن المراد بالإسلام هنا مجموع العقائد الحقة بل مع قدر من الأعمال كمامر من اختلاف معاني‌ الإسلام ويحتمل أن يكون المراد بالخطاب غيرالمخاطب من ضعفاء الشيعة وقيل المراد بأدني الإسلام أدني الدرجات إلي الإسلام و هوالإيمان من قبيل يوسف أحسن إخوته . أن ينفلت من أيديكم أي يخرج من قلوبكم فجاءه فيدل علي أن من لم يكن في درجة كاملة من الإيمان فهو علي خطر من زواله فلايغتر من


صفحه : 138

لم يتق المعاصي‌ بحصول العقائد له فإنه يمكن زواله عنه بحيث لم يعلم فإن الأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة حصون للإيمان تحفظه من سراق شياطين الإنس والجان قال الجوهري‌ يقال كان ذلك الأمر فلتة أي فجاءة إذا لم يكن عن تدبر و لاتردد وأفلت الشي‌ء وتفلت وانفلت بمعني وأفلته غيره

4- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَنِ الإِيمَانِ وَ الإِسلَامِ فَقَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّمَا هُوَ الإِسلَامُ وَ الإِيمَانُ فَوقَهُ بِدَرَجَةٍ وَ التّقوَي فَوقَ الإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ وَ اليَقِينُ فَوقَ التّقوَي بِدَرَجَةٍ وَ لَم يُقسَم بَينَ النّاسِ شَيءٌ أَقَلّ مِنَ اليَقِينِ قَالَ قُلتُ فأَيَ‌ّ شَيءٍ اليَقِينُ قَالَ التّوَكّلُ عَلَي اللّهِ وَ التّسلِيمُ لِلّهِ وَ الرّضَا بِقَضَاءِ اللّهِ وَ التّفوِيضُ إِلَي اللّهِ قُلتُ فَمَا تَفسِيرُ ذَلِكَ قَالَ هَكَذَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع

بيان إنما هوالإسلام كأن الضمير راجع إلي الدين لقوله تعالي إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ أو ليس أول الدخول في الدين إلادرجة الإسلام قوله ع التوكل علي الله تفسير اليقين بما ذكر من باب تعريف الشي‌ء بلوازمه وآثاره فإنه إذاحصل اليقين في النفس بالله سبحانه ووحدانيته وعلمه وقدرته وحكمته وتقديره للأشياء وتدبيره فيها ورأفته بالعباد ورحمته يلزمه التوكل عليه في أموره والاعتماد عليه والوثوق به و إن توسل بالأسباب تعبدا والتسليم له في جميع أحكامه ولخلفائه فيما يصدر عنهم والرضا بكل مايقضي‌ عليه علي حسب المصالح من النعمة والبلاء والفقر والغني والعز والذل وغيرها وتفويض الأمر إليه في دفع شر الأعادي‌ الظاهرة والباطنة أورد الأمر بالكلية إليه في جميع الأمور بحيث يري قدرته مضمحلة في جنب قدرته وإرادته معدومة عندإرادته كما قال تعالي وَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ ويعبر عن هذه المرتبة بالفناء في الله


صفحه : 139

قوله ع هكذا إلخ لما كان السائل قاصرا عن فهم حقائق هذه الصفات لم يجبه ع بالتفسير بل أكد حقيته بالرواية عن والده ع وقيل استبعد الراوي‌ كون هذه الأمور تفسيرا لليقين فأجاب ع بأن الباقر ع كذا فسره

5- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ الإِيمَانُ فَوقَ الإِسلَامِ بِدَرَجَةٍ وَ التّقوَي فَوقَ الإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ وَ اليَقِينُ فَوقَ التّقوَي بِدَرَجَةٍ وَ لَم يُقسَم بَينَ العِبَادِ شَيءٌ أَقَلّ مِنَ اليَقِينِ

بيان قال بعض المحققين اعلم أن العلم والعبادة جوهران لأجلهما كان كلما تري وتسمع من تصنيف المصنفين وتعليم المعلمين ووعظ الواعظين ونظر الناظرين بل لأجلهما أنزلت الكتب وأرسلت الرسل بل لأجلهما خلقت السماوات و الأرض و مافيهما من الخلق وناهيك لشرف العلم قول الله عز و جل اللّهُ ألّذِي خَلَقَ سَبعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الأَرضِ مِثلَهُنّ يَتَنَزّلُ الأَمرُ بَينَهُنّ لِتَعلَمُوا أَنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ أَنّ اللّهَ قَد أَحاطَ بِكُلّ شَيءٍ عِلماً ولشرف العبادة قوله سبحانه وَ ما خَلَقتُ الجِنّ وَ الإِنسَ إِلّا لِيَعبُدُونِفحق للعبد أن لايشتغل إلابهما و لايتعب إلالهما وأشرف الجوهرين العلم كماورد فضل العالم علي العابد كفضلي‌ علي أدناكم . والمراد بالعلم الدين أعني‌ معرفة الله سبحانه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر قال الله عز و جل آمَنَ الرّسُولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبّهِ وَ المُؤمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الكِتابِ ألّذِي نَزّلَ عَلي رَسُولِهِ وَ الكِتابِ ألّذِي أَنزَلَ مِن قَبلُ وَ مَن يَكفُر


صفحه : 140

بِاللّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَقَد ضَلّ ضَلالًا بَعِيداً. ومرجع الإيمان إلي العلم و ذلك لأن الإيمان هوالتصديق بالشي‌ء علي ما هو عليه و لامحالة هومستلزم لتصور ذلك الشي‌ء كذلك بحسب الطاقة وهما معني العلم والكفر مايقابله و هوبمعني الستر والغطاء ومرجعه إلي الجهل و قدخص الإيمان في الشرع بالتصديق بهذه الخمسة و لوإجمالا فالعلم بها لابد منه و إليه الإشارة بِقَولِهِص طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ وَ مُسلِمَةٍ

ولكن لكل إنسان بحسب طاقته ووسعه لا يُكَلّفُ اللّهُ نَفساً إِلّا وُسعَها فإن للعلم والإيمان درجات مترتبة في القوة والضعف والزيادة والنقصان بعضها فوق بعض كمادلت عليه الأخبار الكثيرة. و ذلك لأن الإيمان إنما يكون بقدر العلم ألذي به حياة القلب و هونور يحصل في القلب بسبب ارتفاع الحجاب بينه و بين الله جل جلاله اللّهُ ولَيِ‌ّ الّذِينَ آمَنُوا يُخرِجُهُم مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِأَ وَ مَن كانَ مَيتاً فَأَحيَيناهُ وَ جَعَلنا لَهُ نُوراً يمَشيِ‌ بِهِ فِي النّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظّلُماتِ لَيسَ بِخارِجٍ مِنها و ليس العلم بكثرة التعلم إنما هونور يقذفه الله في قلب من يريد أن يهديه . و هذاالنور قابل للقوة والضعف والاشتداد والنقص كسائر الأنواروَ إِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إِيماناًوَ قُل رَبّ زدِنيِ‌ عِلماًكلما ارتفع حجاب ازداد نور فيقوي الإيمان ويتكامل إلي أن ينبسط نور فينشرح صدره ويطلع علي حقائق الأشياء وتجلي له الغيوب ويعرف كل شيء في موضعه فيظهر له


صفحه : 141

صدق الأنبياء ع في جميع ماأخبروا عنه إجمالا وتفصيلا علي حسب نوره وبمقدار انشراح صدره وينبعث من قلبه داعية العمل بكل مأمور والاجتناب عن كل محظور فيضاف إلي نور معرفته أنوار الأخلاق الفاضلة والملكات الحميدةنُورُهُم يَسعي بَينَ أَيدِيهِم وَ بِأَيمانِهِمنُورٌ عَلي نُورٍ. و كل عبادة تقع علي وجهها تورث في القلب صفاء يجعله مستعدا لحصول نور فيه وانشراح ومعرفة ويقين ثم ذلك النور والمعرفة واليقين تحمله علي عبادة أخري وإخلاص آخر فيهايوجب نورا آخر وانشراحا أتم ومعرفة أخري ويقينا أقوي وهكذا إلي ماشاء الله جل جلاله و علي كل من ذلك شواهد من الكتاب والسنة ثم اعلم أن أوائل درجات الإيمان تصديقات مشوبة بالشكوك والشبه علي اختلاف مراتبها ويمكن معها الشرك وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ وعنها يعبر بالإسلام في الأكثرقالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا وَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُم وأواسطها تصديقات لايشوبها شك و لاشبهةالّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمّ لَم يَرتابُوا وأكثر إطلاق الإيمان عليها خاصةإِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم وَ إِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إِيماناً وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ وأواخرها تصديقات كذلك مع كشف وشهود وذوق وعيان ومحبة كاملة لله سبحانه وشوق تام إلي حضرته المقدسةيُحِبّهُم وَ يُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَي المُؤمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَي الكافِرِينَ

يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لا يَخافُونَ لَومَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشاءُ وعنها العبارة تارة بالإحسان الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه وأخري بالإيقان وَ بِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ. و إلي المراتب الثلاث الإشارة بقوله عز و جل لَيسَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتّقَوا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ ثُمّ اتّقَوا وَ آمَنُوا ثُمّ اتّقَوا وَ أَحسَنُوا وَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَ و إلي مقابلاته التي‌ هي‌ مراتب الكفر الإشارة بقوله جل و عزإِنّ الّذِينَ آمَنُوا ثُمّ كَفَرُوا ثُمّ آمَنُوا ثُمّ كَفَرُوا ثُمّ ازدادُوا كُفراً لَم يَكُنِ اللّهُ لِيَغفِرَ لَهُم وَ لا لِيَهدِيَهُم سَبِيلًافنسبة الإحسان واليقين إلي الإيمان كنسبة الإيمان إلي الإسلام . ولليقين ثلاث مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين كَلّا لَو تَعلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ لَتَرَوُنّ الجَحِيمَ ثُمّ لَتَرَوُنّها عَينَ اليَقِينِإِنّ هذا لَهُوَ حَقّ اليَقِينِ والفرق بينها إنما ينكشف بمثال فعلم اليقين بالنار مثلا هومشاهدة المرئيات بتوسط نورها وعين اليقين بها هومعاينة جرمها وحق اليقين بهاالاحتراق فيها وانمحاء الهوية بها والصيرورة نارا صرفا و ليس وراء هذاغاية و لا هوقابل للزيادة لوكشف الغطاء ماازددت يقينا

6-كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَنِ المُثَنّي بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ شَيءٌ إِلّا وَ لَهُ حَدّ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا حَدّ التّوَكّلِ قَالَ اليَقِينُ قُلتُ فَمَا حَدّ اليَقِينِ قَالَ أَن لَا


صفحه : 143

تَخَافَ مَعَ اللّهِ شَيئاً

بيان قال المحقق الطوسي‌ رحمه الله في أوصاف الأشراف اليقين اعتقاد جازم مطابق ثابت لايمكن زواله و هو في الحقيقة مؤلف من علمين العلم بالمعلوم والعلم بأن خلاف ذلك العلم محال و له مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين . والمراد بالحد هنا إما علامته أوتعريفه أونهايته فعلي الأول المعني أن علامة التوكل اليقين و علي الثاني‌ تعريف له بلازمه و علي الثالث المعني أن التوكل ينتهي‌ إلي اليقين فإنه إذاتمرن علي التوكل وعرف آثاره حصل له اليقين بأن الله مدبر أمره و أنه الضار النافع وكذا الفقرة الثانية تحتمل الوجوه المذكورة. وعدم الخوف من غيره سبحانه لاينافي‌ التقية وعدم إلقاء النفس إلي التهلكة إطاعة لأمره تعالي فإن صاحب اليقين يفعلهما خوفا منه تعالي كما أن التوكل لاينافي‌ التوسل بالوسائل والأسباب تعبدا مع كون الاعتماد علي الله تعالي في جميع الأمور

7- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ الحَنّاطِ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِن صِحّةِ يَقِينِ المَرءِ المُسلِمِ أَن لَا يرُضيِ‌َ النّاسَ بِسَخَطِ اللّهِ وَ لَا يَلُومَهُم عَلَي مَا لَم يُؤتِهِ اللّهُ فَإِنّ الرّزقَ لَا يَسُوقُهُ حِرصُ حَرِيصٍ وَ لَا يَرُدّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ وَ لَو أَنّ أَحَدَكُم فَرّ مِن رِزقِهِ كَمَا يَفِرّ مِنَ المَوتِ لَأَدرَكَهُ رِزقُهُ كَمَا يُدرِكُهُ المَوتُ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ بِعَدلِهِ وَ قِسطِهِ جَعَلَ الرّوحَ وَ الرّاحَةَ فِي اليَقِينِ وَ الرّضَا وَ جَعَلَ الهَمّ وَ الحَزَنَ فِي الشّكّ وَ السّخَطِ

بيان من صحة يقين المرء المسلم أي من علامات كون يقينه بالله وبكونه


صفحه : 144

مالكا لنفعه وضره وقاسما لرزقه علي ماعلم صلاح دنياه وآخرته فيه و أن الله مقلب القلوب وهي‌ بيده يصرفها كيف يشاء و أن الآخرة الباقية خير من الدنيا الفانية صحيحا غيرمعلول و لامشوب بشك وشبهة و أنه واقع ليس محض الدعوي . أن لايرضي‌ الناس بسخط الله بأن يوافقهم في معاصيه تعالي طلبا لماعندهم من الزخارف الدنيوية أوالمناصب الباطلة ويفتيهم بما يوافق رضاهم من غيرخوف أوتقية و لايأمرهم بالمعروف و لاينهاهم عن المنكر من غيرخوف ضرر أوعدم تجويز تأثير بل لمحض رعاية رضاهم وطلب التقرب عندهم أويأتي‌ أبواب الظالمين ويتذلل عندهم لالتقية تجوزه و لالمصلحة جلب نفع لمؤمن أولدفع ضرر عنه بل لطلب ما في أيديهم لسوء يقينه بالله وبرازقيته مع أنه يترتب عليه خلاف ماأمله كما روُيِ‌َ مَن أَرضَي النّاسَ بِسَخَطِ اللّهِ سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِ وَ أَسخَطَ عَلَيهِ النّاسَ.

قوله ع و لايلومهم علي ما لم يؤته الله أي لايذمهم و لايشكوهم علي ترك صلتهم إياه بالمال وغيره فإنه يعلم صاحب اليقين أن ذلك شيء لم يقدره الله له و لايرزقه إياه لعدم كون صلاحه فيه مطلقا أو في كونه بيد هذا الرجل وبتوسطه بل يوصله إليه من حيث لايحتسب فلايلوم أحدا بذلك لأنه ينظر إلي مسبب الأسباب و لاينظر إليها و لايعترض علي الله فيما فعل به و هذااللوم يتضمن نوعا من الشرك حيث جعلهم الرازق والمعطي‌ مع الله وسخطا لقضاء الله والموقن بري‌ء منهما فضمير يؤته راجع إلي المرء المسلم وعائد مامحذوف بتقدير إياه . وقيل يحتمل أن يكون المراد أنه لايلومهم علي ما لم يؤته الله إياهم فإن الله خلق كل أحد علي ما هو عليه و كل ميسر لماخلق له فيكون

كَقَولِهِ ع لَو عَلِمَ النّاسُ كَيفَ خَلَقَ اللّهُ هَذَا الخَلقَ لَم يَلُم أَحَدٌ أَحَداً

و لايخفي بعده لاسيما بالنظر إلي التعليل بقوله فإن الرزق لايسوقه حرص حريص أي الرزق ألذي


صفحه : 145

قدره الله للإنسان لايحتاج في وصوله إلي حرص بل يأتيه بأدني سعي‌ أمر الله به و لايرد هذاالرزق كراهة كاره لرزق نفسه لقلته أوللزهد أوكاره لرزق غيره حسدا ويؤكد الأول و لو أن أحدكم إلخ . و هذايدل علي أن الرزق مقدر من الله تعالي ويصل إلي العبد البتة و فيه مقامان .الأول أن الرزق هل يشمل الحرام أم لافالمشهور بين الإمامية والمعتزلة الثاني‌ و بين الأشاعرة الأول . قال الرازي‌ في تفسير قوله تعالي وَ مِمّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَالرزق في كلام العرب الحظ و قال بعضهم كل شيءيؤكل أويستعمل و قال آخرون الرزق هو مايملك و أما في عرف الشرع فقد اختلفوا فيه فقال أبو الحسين البصري‌ الرزق هوتمكين الحيوان من الانتفاع بالشي‌ء والحظر علي غيره أن يمنعه من الانتفاع به فإذاقلنا رزقنا الله الأموال لمعني ذلك أنه مكننا من الانتفاع بها والمعتزلة لمافسروا الرزق بذلك لاجرم قالوا الحرام لا يكون رزقا و قال أصحابنا قد يكون رزقا.حجة الأصحاب من وجهين الأول أن الرزق في أصل اللغة هوالحظ والنصيب علي مابيناه فمن انتفع بالحرام فذلك الحرام صار حظا ونصيبا له فوجب أن يكون رزقا له الثاني‌ أنه تعالي قال وَ ما مِن دَابّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَي اللّهِ رِزقُها و قديعيش الرجل طول عمره لايأكل إلا من السرقة فوجب أن يقال أنه طول عمره لم يأكل من رزقه شيئا. و أماالمعتزلة فقد احتجوا بالكتاب والسنة والمعني أماالكتاب فوجوه أحدها قوله تعالي وَ مِمّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَمدحهم علي الإنفاق مما رزقهم الله تعالي فلو كان الحرام رزقا لوجب أن يستحقوا المدح إذاأنفقوا من الحرام و ذلك


صفحه : 146

باطل بالاتفاق وثانيها لو كان الحرام رزقا لجاز أن ينفق الغاصب منه لقوله تعالي وَ أَنفِقُوا مِن ما رَزَقناكُم وأجمع المسلمون علي أنه لايجوز للغاصب أن ينفق منه بل يجب عليه ردّه فدلّ علي أن الحرام لا يكون رزقا وثالثها قوله تعالي قُل أَ رَأَيتُم ما أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِن رِزقٍ فَجَعَلتُم مِنهُ حَراماً وَ حَلالًا قُل آللّهُ أَذِنَ لَكُمفبين أن من حرم رزق الله فهو مفتر علي الله فثبت أن الحرام لا يكون رزقا. و أماالسّنّة فما

رَوَاهُ أَبُو الحُسَينِ فِي كِتَابِ الغُرَرِ بِإِسنَادِهِ عَن صَفوَانَ بنِ أُمَيّةَ قَالَ كُنّا عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ جَاءَ عَمرُو بنُ مُرّةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ اللّهَ كَتَبَ عَلَيّ الشّقوَةَ فَلَا أرَاَنيِ‌ أُرزَقُ إِلّا مِن دفَيّ‌ بكِفَيّ‌ فَأذَن لِي فِي الغِنَاءِ مِن غَيرِ فَاحِشَةٍ فَقَالَ ع لَا آذَنُ لَكَ وَ لَا كَرَامَةَ وَ لَا نِعمَةَ كَذَبتَ أَي عَدُوّ اللّهِ لَقَد رَزَقَكَ اللّهُ طَيّباً فَاختَرتَ مَا حَرّمَ اللّهُ عَلَيكَ مِن رِزقِهِ مَكَانَ مَا أَحَلّ اللّهُ لَكَ مِن حَلَالِهِ أَمَا إِنّكَ لَو قُلتَ بَعدَ هَذِهِ النّوبَةِ شَيئاً ضَرَبتُكَ ضَرباً وَجِيعاً.

و أماالمعني فهو أن الله تعالي منع المكلف من الانتفاع به وأمر غيره بمنعه من الانتفاع به و من منع من أخذ الشي‌ء والانتفاع به لايقال أنه رزقه إياه أ لاتري أنه لايقال إن السلطان رزق جنده مالا قدمنعهم من أخذه .الثاني‌ أن الرزق هل يجب علي الله إيصاله من غيرسعي‌ وكسب أم لابد من الكسب والسعي‌ فيه ظاهر هذاالخبر وغيره الأول و قد

روُيِ‌َ فِي النّهجِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قِيلَ لَهُ ع لَو سُدّ عَلَي رَجُلٍ بَابُ بَيتٍ وَ تُرِكَ فِيهِ مِن أَينَ كَانَ يَأتِيهِ رِزقُهُ فَقَالَ ع مِن حَيثُ يَأتِيهِ أَجَلُهُ

وظاهر كثير من الأخبار الثاني‌ وسيأتي‌ تمام الكلام فيه في كتاب المكاسب إن شاء الله تعالي . قوله ع وقسطه العطف للتفسير والتأكيد وكذا الراحة أوالروح راحة القلب وسكونه عن الاضطراب والراحة فراغ البدن وعدم المبالغة


صفحه : 147

في الاكتساب في اليقين برازقيته سبحانه ولطفه وسعة كرمه و أنه لايفعل بعباده إلا ما هوأصلح لهم و أنه لايصل إلي العباد إلا ماقدر لهم والرضا بما يصل من الله إليه و هوثمرة اليقين والحزن بالضم والتحريك أيضا إما عطف تفسير للهم أوالهم اضطراب النفس عندتحصيله والحزن جزعها واغتمامها بعدفواته في الشك أي عدم اطمئنان النفس بما ذكر في اليقين والسخط وعدم الرضا بقضاء الله المترتب علي الشك ونعم ماقيل


ماالعيش إلا في الرضا   والصبر في حكم القضاء

مابات من عدم الرضا   إلا علي جمر الغضا

8- كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ العَمَلَ الدّائِمَ القَلِيلَ عَلَي اليَقِينِ أَفضَلُ عِندَ اللّهِ مِنَ العَمَلِ الكَثِيرِ عَلَي غَيرِ يَقِينٍ

توضيح يدل علي أن لكمال اليقين وقوة العقائد مدخلا عظيما في قبول الأعمال وفضلها بل لايحصل الإخلاص ألذي روح العبادة وملاكها إلا بها وكأن قيد الدوام معتبر في الثاني‌ أيضا ليظهر مزيد فضل اليقين ويحتمل أن يكون حذف قيد الدوام في الثاني‌ للإشعار بأن إحدي ثمرات اليقين دوام العمل فإن اليقين ألذي هوسببه لايزول بخلاف العمل الكثير علي غيريقين فإنه غالبا يكون متفرعا علي غرض من الأغراض تتبدل سريعا أوإيمان ناقص هوبمعرض الضعف والزوال علي نهج قَولُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيهِ خَيرٌ مِن كَثِيرٍ مَملُولٍ مِنهُ

9-كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانٍ عَن زُرَارَةَ


صفحه : 148

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَلَي المِنبَرِ لَا يَجِدُ أَحَدُكُم طَعمَ الإِيمَانِ حَتّي يَعلَمَ أَنّ مَا أَصَابَهُ لَم يَكُن لِيُخطِئَهُ وَ مَا أَخطَأَهُ لَم يَكُن لِيُصِيبَهُ

تبيين قوله ع طعم الإيمان قيل إن فيه مكنية وتخييلية حيث شبه الإيمان بالطعام في أنه غذاء للروح به ينمو ويبلغ حد الكمال كما أن الطعام غذاء للبدن قوله ع لم يكن ليخطئه يحتمل أن يكون من المعتل أي يتجاوزه أو من المهموز أي لايصيبه كمايخطئ السهم الرمية قال الراغب الخطأ العدول عن الجهة و ذلك أضرب أحدها أن يريد غير مايحسن إرادته فيفعله والثاني‌ أن يريد مايحسن فعله ولكن يقع منه خلاف مايريد و هذا قدأصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل والثالث أن يريد ما لايحسن فعله ويتفق منه خلافه و هذامخطئ في الإرادة ومصيب في الفعل فهو مذموم بقصده و غيرمحمود علي فعله وجملة الأمر أن من أراد شيئا واتفق منه غيره يقال أخطأ و إن وقع منه كماأراده يقال أصاب و قديقال لمن فعل فعلا لايحسن أوأراد إرادة لاتجمل أنه أخطأ. و قال الجوهري‌ في المعتل قولهم في الدعاء إذادعوا للإنسان خطي‌ عنه السوء أي دفع عنه السوء وتخطيته إذاتجاوز وتخطيت رقاب الناس وتخطيت إلي كذا و لاتقل تخطأت . و في المصباح الخطأ مهموزا ضد الصواب يقصر ويمد و هواسم من أخطأ فهو مخطئ قال أبوعبيدة خطئ خطأ من باب علم وأخطأ بمعني واحد لم يذنب علي غيرعمد و قال غيره خطئ في الدين وأخطأ في كل شيءعامدا كان أو غيرعامد وأخطأ الحق بعد عنه وأخطأه السهم تجاوزه و لم يصبه وتخفيف الرباعي‌ جائز و قال الزمخشري‌ في الأساس في المهموز و من المجاز لن يخطئك ما


صفحه : 149

كتب لك و ماأخطأك لم يكن ليصيبك و ماأصابك لم يكن ليخطئك و قال في المعتل و من المجاز تخطاه المكروه انتهي . وأقول فظهر أن الهمز أظهر وحاصل المعني أن ماأصابه في الدنيا كان يجب أن يصيبه و لم يكن بحيث يتجاوزه إذا لم يبالغ السعي‌ فيه و ما لم يصبه في الدنيا لم يكن يصيبه إذابالغ في السعي‌ أوالمعني أن ماأصابه في التقدير الأزلي‌ لايتجاوزه و إن قصر في السعي‌ وكذا العكس و هذاالخبر بظاهره مما يوهم الجبر ولذا أول وخص بما لم يكلف العبد به فعلا وتركا أوبما يصل إليه بغير اختياره من النعم والبلايا والصحة والمرض وأشباهها و قدمضي الكلام في أمثاله في كتاب العدل

10- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع جَلَسَ إِلَي حَائِطٍ مَائِلٍ يقَضيِ‌ بَينَ النّاسِ فَقَالَ بَعضُهُم لَا تَقعُد تَحتَ هَذَا الحَائِطِ فَإِنّهُ مُعوِرٌ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع حَرَسَ امرَأً أَجَلُهُ فَلَمّا قَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ سَقَطَ الحَائِطُ قَالَ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ مِمّا يَفعَلُ هَذَا وَ أَشبَاهَهُ وَ هَذَا اليَقِينُ

توضيح فإنه معور علي بناء الفاعل من باب الإفعال أي ذو شق وخلل يخاف منه أو علي بناء المفعول من التفعيل أوالإفعال أي ذو عيب قال في النهاية العوار بالفتح العيب و قديضم والعورة كل مايستحيي منه إذاظهر و فيه رأيته و قدطلع في طريق معورة أي ذات عورة يخاف فيهاالضلال والانقطاع و كل عيب وخلل في شيءفهو عورة و في الأساس مكان معمور ذو عورة. قوله ع حرس امرأ أجله امرأ مفعول حرس وأجله فاعله و هذامما استعمل فيه النكرة في سياق الإثبات للعموم أي حرس كل امر‌ئ أجله كقوله أنجز حر ماوعد ويؤيده ما فِي النّهجِ أَنّهُ قَالَ ع كَفَي


صفحه : 150

بِالأَجَلِ حَارِساً

. و من العجب ماذكره بعض الشارحين أن امرأ مرفوع علي الفاعلية وأجله منصوب علي المفعولية والعكس محتمل والمقصود الإنكار لأن أجل المرء ليس بيده حتي يحرسه انتهي . ويشكل هذابأنه يدل علي جواز إلقاء النفس إلي التهلكة وعدم وجوب الفرار عما يظن عنده الهلاك والمشهور عندالأصحاب خلافه ويمكن أن يجاب عنه بوجوه .الأول أنه يمكن أن يكون هذاالجدار مما يظن عدم انهدامه في ذلك الوقت ولكن الناس كانوا يحترزون عن ذلك بالاحتمال البعيد لشدة تعلقهم بالحياة فأجاب ع بأن الأجل حارس و لايحسن الحذر عندالاحتمالات البعيدة لذلك وإنما نحترز عندالظن بالهلاك تعبدا و هذا ليس من ذلك لكن قوله ع فلما قام إلخ مما يبعد هذاالوجه ويقعده و إن أمكن توجيهه .الثاني‌ أن يقال هذا كان من خصائصه ع وأضرابه حيث كان يعلم وقت أجله بإخبار النبي ص وغيره فكان يعلم أن هذاالحائط لايسقط في ذلك الوقت و إن كان مشرفا علي الانهدام لعدم الكذب في إخباره و أما من لم يعلم ذلك فهو مكلف بالاحتراز وكون هذا من اليقين لكونه متفرعا علي اليقين بخبر


صفحه : 151

النبي ص .الثالث أن يقال إنه من خصائصه ع علي وجه آخر و هو أنه ع كان يعلم أن هذاالحائط لاينهدم في هذاالوقت فلما علم أنه حان وقت سقوطه قام فسقط ويؤيده

مَا رَوَاهُ الصّدُوقُ فِي التّوحِيدِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَدَلَ مِن عِندِ حَائِطٍ آخَرَ فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ تَفِرّ مِن قَضَاءِ اللّهِ قَالَ أَفِرّ مِن قَضَاءِ اللّهِ إِلَي قَدَرِ اللّهِ

ولعل المعني أني‌ لماعلمت أنه ينهدم وأعلم أن الله قدر لي أجلا متأخرا عن هذاالوقت فأفر من هذا إلي أن يحصل لي القدر ألذي قدره الله لي أوالمراد بقدر الله أمره وحكمه أي إنما أفر من هذاالقضاء بأمره تعالي أوالمعني أن الفرار أيضا من تقديره تعالي فلاينافي‌ كون الأشياء بقضاء الله تعالي الفرار من البلايا والسعي‌ لتحصيل مايجب السعي‌ له فإن كل ذلك داخل في علمه وقضائه و لاينافي‌ شيء من ذلك اختيار العبد كماحققناه في محله .

وَ يُؤَيّدُ الوُجُوهَ كُلّهَا مَا روُيِ‌َ فِي الخِصَالِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَمسَةٌ لَا يُستَجَابُ لَهُم أَحَدُهُم رَجُلٌ مَرّ بِحَائِطٍ مَايِلٍ[مَائِلٍ] وَ هُوَ يُقبِلُ إِلَيهِ وَ لَم يُسرِعِ المشَي‌َ حَتّي سَقَطَ عَلَيهِ الخَبَرَ

.الرابع ما قال بعضهم التكليف بالفرار مختص بغير الموقن لأن الموقن يتوكل علي الله ويفوض أمره إليه فيقيه عن كل مكروه كما قال عز و جل أَ لَيسَ اللّهُ بِكافٍ عَبدَهُ و كما قال مؤمن آل فرعون وَ أُفَوّضُ أمَريِ‌ إِلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا وسر ذلك أن المؤمن الموقن المنتهي‌ إلي حد الكمال لاينظر إلي الأسباب والوسائط في النفع والضر


صفحه : 152

وإنما نظره إلي مسببها و أما من لم يبلغ ذلك الحد من اليقين فإنه يخاطب بالفرار قضاء لحق الوسائط. و هذااليقين أي من ثمرات اليقين بقضاء الله وقدره وقدرته وحكمته ولطفه ورأفته وصدق أنبيائه ورسله

11- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَمّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما فَقَالَ أَمَا إِنّهُ مَا كَانَ ذَهَباً وَ لَا فِضّةً وَ إِنّمَا كَانَ أَربَعَ كَلِمَاتٍ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا مَن أَيقَنَ بِالمَوتِ لَم يَضحَك سِنّهُ وَ مَن أَيقَنَ بِالحِسَابِ لَم يَفرَح قَلبُهُ وَ مَن أَيقَنَ بِالقُدرَةِ لَم يَخشَ إِلّا اللّهَ

بيان قوله تعالي أَمّا الجِدارُأقول هذا في قصة موسي والخضر ع كمامر تفسير الآيات وشرح القصة في كتاب النبوةوَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما قال الطبرسي‌ رحمه الله الكنز هو كل مال مذخور من ذهب أوفضة و غير ذلك واختلف في هذاالكنز فقيل كانت صحف علم مدفونة تحته عن ابن عباس و ابن جبير ومجاهد قال ابن عباس ما كان ذلك الكنز إلاعلما وقيل كان كنزا من الذهب والفضة رواه أبوالدرداء عن النبي ص وقيل كان لوحا من الذهب وَ فِيهِ مَكتُوبٌ عَجَباً لِمَن يُؤمِنُ بِالقَدَرِ كَيفَ يَحزَنُ عَجَباً لِمَن أَيقَنَ بِالرّزقِ كَيفَ يَتعَبُ عَجَباً لِمَن أَيقَنَ بِالمَوتِ كَيفَ يَفرَحُ عَجَباً لِمَن يُؤمِنُ بِالحِسَابِ كَيفَ يَغفُلُ عَجَباً لِمَن رَأَي الدّنيَا وَ تَقَلّبَهَا بِأَهلِهَا كَيفَ يَطمَئِنّ إِلَيهَا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص

عن ابن عباس و الحسن وروي‌ عن أبي عبد الله ع . و في بعض الروايات زيادة ونقصان و هذاالقول يجمع القولين الأولين لأنه يتضمن أن الكنز كان مالا كتب فيه علم فهو مال وعلم وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً


صفحه : 153

بين سبحانه أنه حفظ الغلامين بصلاح أبيهما و لم يذكر منهما صلاحا عن ابن عباس

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ كَانَ بَينَهُمَا وَ بَينَ ذَلِكَ الأَبِ الصّالِحِ سَبعَةُ آبَاءٍ

وَ قَالَ ع إِنّ اللّهَ لَيُصلِحُ بِصَلَاحِ الرّجُلِ المُؤمِنِ وُلدَهُ وَ وُلدَ وُلدِهِ وَ أَهلَ دُوَيرَتِهِ وَ دُوَيرَاتِ حَولِهِ فَلَا يَزَالُونَ فِي حِفظِ اللّهِ لِكَرَامَتِهِ عَلَي اللّهِ.

فَأَرادَ رَبّكَ أَن يَبلُغا أَشُدّهُما قال البيضاوي‌ أي الحلم وكمال الرأي‌وَ يَستَخرِجا كَنزَهُما رَحمَةً مِن رَبّكَ أي مرحومين من ربك ويجوز أن يكون علة أومصدرا لأراد فإن أراد الخير رحمة وقيل يتعلق بمحذوف تقديره فعلت مافعلت رحمة من ربك انتهي . قوله ع ما كان ذهبا و لافضة أقول يدل علي أن الأخبار الواردة بأنه كان من ذهب محمولة علي التقية ويمكن أن يحمل هذاالخبر علي أنه لم يكن كونه كنزا وادخاره وحفظ الخضر ع له لكونه ذهبا بل للعلم ألذي كان فيه وإنما اقتصر علي هذه الأربع لأن الأولي مشتملة علي توحيد الله وتنزيهه عن كل ما لايليق به سبحانه والثانية علي تذكر الموت والاستعداد لمابعده والثالثة علي تذكر أحوال القيامة وأهوالها الموجب لعدم الفرح بلذات الدنيا والرغبة في زخارفها والرابعة علي اليقين بالقضاء والقدر المتضمن لعدم الخشية من غير الله وهي‌ من أعظم أركان الإيمان و من أمهات الصفات الكمالية. لم يضحك سنه إنما نسب الضحك إلي السن لإخراج التبسم فإنه ممدوح و كان ضحك رسول الله ص تبسما وقراءته بالنصب بأن يكون المراد بالسن العمر بعيد وظاهر أن تذكر الموت والأهوال التي‌ بعده يصير الإنسان مغموما مهموما متهيئا لرفع تلك الأهوال فلايدع في قلبه فرحا من اللذات يصير سببا لضحكه وكذا اليقين بالحساب لايدع فرحا في قلب أولي‌ الألباب وكذا من أيقن بأن جميع الأمور بقضاء الله وقدره علم أنه الضار النافع في الدنيا والآخرة


صفحه : 154

فلايخشي و لايرجو غيره سبحانه

12- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ لَا يَجِدُ عَبدٌ طَعمَ الإِيمَانِ حَتّي يَعلَمَ أَنّ مَا أَصَابَهُ لَم يَكُن لِيُخطِئَهُ وَ أَنّ مَا أَخطَأَهُ لَم يَكُن لِيُصِيبَهُ وَ أَنّ الضّارّ النّافِعَ هُوَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

بيان و الله هوالضار النافع لأن كل نفع وضرر بتقديره تعالي و إن كان بتوسط الغير و أن النفع والضرر الحقيقيان منه تعالي و أماالضرر اليسير من الغير مع الجزاء الكثير في الآخرة فليس بضرر حقيقة وكذا المنافع الفانية الدنيوية إذاكانت مع العقوبات الأخروية فهو عين الضرر وبالجملة كل نفع وضرر يعتد بهما فهو من عنده تعالي وأيضا كل نفع أوضر من غيره فهو بتوفيقه أوخذلانه سبحانه

13- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن سَعِيدِ بنَ قَيسٍ الهمَداَنيِ‌ّ قَالَ نَظَرتُ يَوماً فِي الحَربِ إِلَي رَجُلٍ عَلَيهِ ثَوبَانِ فَحَرّكتُ فرَسَيِ‌ فَإِذَا هُوَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِي مِثلِ هَذَا المَوضِعِ فَقَالَ نَعَم يَا سَعِيدَ بنَ قَيسٍ إِنّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ إِلّا وَ لَهُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَافِظٌ وَ وَاقِيَةٌ مَعَهُ مَلَكَانِ يَحفَظَانِهِ مِن أَن يَسقُطَ مِن رَأسِ جَبَلٍ أَو يَقَعَ فِي بِئرٍ فَإِذَا نَزَلَ القَضَاءُ خَلّيَا بَينَهُ وَ بَينَ كُلّ شَيءٍ

بيان في مثل هذاالموضع فيه تقدير أي تكتفي‌ بلبس القميص والإزار من غيردرع وجنة في مثل هذاالموضع حافظ أي ملك حافظ لأعماله وملائكة واقية له من البلايا دافعة لها عنه كما قال تعالي لَهُ مُعَقّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ. وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي تَفسِيرِهَا عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِن أَمرِ اللّهِ يَقُولُ بِأَمرِ اللّهِ مِن أَن يَقَعَ فِي ركَيِ‌ّ


صفحه : 155

أَو يَقَعَ عَلَيهِ حَائِطٌ أَو يُصِيبَهُ شَيءٌ حَتّي إِذَا جَاءَ القَدَرُ خَلّوا بَينَهُ وَ بَينَهُ يَدفَعُونَهُ إِلَي المَقَادِيرِ وَ هُمَا مَلَكَانِ يَحفَظَانِهِ بِاللّيلِ وَ مَلَكَانِ يَحفَظَانِهِ بِالنّهَارِ يَتَعَاقَبَانِهِ

وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّمَا نَزَلَت لَهُ مُعَقّبَاتٌ مِن خَلفِهِ وَ رَقِيبٌ مِن بَينِ يَدَيهِ يَحفَظُونَهُ بِأَمرِ اللّهِ

. و قال الطبرسي‌ رحمه الله في سياق الوجوه المذكورة في تفسيرها والثاني‌ أنهم ملائكة يحفظونه من المهالك حتي ينتهوا به إلي المقادير فيحولون بينه و بين المقادير عن علي ع وقيل هم عشرة أملاك علي كل آدمي‌ يحفظونه من بين يديه و من خلفه يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ أي يطوفون به كمايطوف الموكل بالحفظ وقيل يحفظون ماتقدم من عمله و ماتأخر إلي أن يموت فيكتبونه وقيل يحفظونه من وجوه المهالك والمعاطب و من الجن والإنس والهوام و قال ابن عباس يحفظونه مما لم يقدر نزوله فإذاجاء المقدر بطل الحفظ وقيل مِن أَمرِ اللّهِ أي بأمر الله وقيل يحفظونه عن خلق الله فمن بمعني عن قال كعب لو لا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم لتخطفتكم الجن انتهي .

وَ رَوَي الصّدُوقُ ره فِي التّوحِيدِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي حَيّانَ التيّميِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ كَانَ مَعَ عَلِيّ ع يَومَ صِفّينَ وَ فِيمَا بَعدَ ذَلِكَ قَالَبَينَمَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يُعَبّئُ الكَتَائِبَ يَومَ صِفّينَ وَ مُعَاوِيَةُ مُستَقبِلُهُ عَلَي فَرَسٍ لَهُ يَتَأَكّلُ تَحتَهُ تَأَكّلًا وَ عَلِيّ ع عَلَي فَرَسِ رَسُولِ اللّهِص المُرتَجِزِ وَ بِيَدِهِ حَربَةُ رَسُولِ اللّهِ وَ هُوَ مُتَقَلّدٌ سَيفَهُ ذَا الفَقَارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ احتَرِس يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَإِنّا نَخشَي


صفحه : 156

أَن يَغتَالَكَ هَذَا المَلعُونُ فَقَالَ ع لَئِن قُلتَ ذَاكَ إِنّهُ غَيرُ مَأمُونٍ عَلَي دِينِهِ وَ إِنّهُ لَأَشقَي القَاسِطِينَ وَ أَلعَنُ الخَارِجِينَ عَلَي الأَئِمّةِ المُهتَدِينَ وَ لَكِن كَفَي بِالأَجَلِ حَارِساً لَيسَ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ إِلّا وَ مَعَهُ مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ يَحفَظُونَهُ مِن أَن يَتَرَدّي فِي بِئرٍ أَو يَقَعَ عَلَيهِ حَائِطٌ أَو يُصِيبَهُ سُوءٌ فَإِذَا حَانَ أَجَلُهُ خَلّوا بَينَهُ وَ بَينَ مَا يُصِيبُهُ وَ كَذَلِكَ أَنَا إِذَا حَانَ أجَلَيِ‌ انبَعَثَ أَشقَاهَا فَخَضّبَ هَذِهِ مِن هَذَا وَ أَشَارَ إِلَي لِحيَتِهِ وَ رَأسِهِ عَهداً مَعهُوداً وَ وَعداً غَيرَ مَكذُوبٍ

وقيل التاء في قوله واقية للنقل إلي الاسمية إذاالمراد الواقية من خصوص الموت وقيل واقية أي جنة واقية كأنها من الصفات الغالبة أوالتاء فيهاللمبالغة عطف تفسيري‌ للحافظ انتهي

14- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ كَانَ فِي الكَنزِ ألّذِي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما كَانَ فِيهِ بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِيمِ عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ بِالمَوتِ كَيفَ يَفرَحُ وَ عَجِبتُ لِمَن أَيقَنَ بِالقَدَرِ كَيفَ يَحزَنُ وَ عَجِبتُ لِمَن رَأَي الدّنيَا وَ تَقَلّبَهَا بِأَهلِهَا كَيفَ يَركَنُ إِلَيهَا وَ ينَبغَيِ‌ لِمَن عَقَلَ عَنِ اللّهِ أَن لَا يَتّهِمَ اللّهَ فِي قَضَائِهِ وَ لَا يَستَبطِئَهُ فِي رِزقِهِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أُرِيدُ أَن أَكتُبَهُ قَالَ فَضَرَبَ وَ اللّهِ يَدَهُ إِلَي الدّوَاةِ لِيَضَعَهَا بَينَ يدَيَ‌ّ فَتَنَاوَلتُ يَدَهُ فَقَبّلتُهَا وَ أَخَذتُ الدّوَاةَ فَكَتَبتُهُ

بيان قوله كان فيه تأكيد لقوله كان في الكنز واختلاف الأخبار في المكتوب في اللوح لاضير فيه لأن الجميع كان فيه واختلاف العبارات للنقل بالمعني مع أن الظاهر أنها لم تكن عربية و في النقل من لغة إلي لغة كثيرا ماتقع تلك الاختلافات . فإن قلت الحصر في بعض الأخبار بإنما ينافي‌ تجويز الزيادة علي الأربع


صفحه : 157

قلت الظاهر أن الحصر بالإضافة إلي الذهب والفضة مع أن المضامين قريبة وإنما التفاوت بالإجمال والتفصيل ونسبة التعجب إلي الله تعالي مجاز والغرض الإخبار عن ندرة الوقوع أوعدمه . و قال بعض المحققين إنما اختلفت ألفاظ الروايتين مع أنهما إخبار عن أمر واحد لأنهما إنما تخبران عن المعني دون اللفظ فلعل اللفظ كان غيرعربي‌ و أما مايتراءي فيهما من الاختلاف في المعني فيمكن إرجاع إحداهما إلي الأخري و ذلك لأن التوحيد والتسمية مشتركان في الثناء ولعلهما كانا مجتمعين فاكتفي‌ في كل من الروايتين بذكر أحدهما. و من أيقن بالقدر علم أن ماأصابه لم يكن ليخطئه و ماأخطأه لم يكن ليصيبه فلم يحزن علي مافاته وَ لَم يَخشَ إِلّا اللّهَ و من أيقن بالحساب نظر إلي الدنيا بعين العبرة ورأي تقلبها بأهلها فلم يركن إليها فلم يفرح بما آتاه فهذه خصال متلازمة اكتفي‌ في إحدي الروايتين ببعضها و في الأخري بآخر و أما قوله ينبغي‌ إلي آخره فلعله من كلام الرضا ع دون أن يكون من جملة ما في الكنز و علي تقدير أن يكون من جملة ذلك فذكره في إحدي الروايتين لاينافي‌ السكوت عنه في الأخري انتهي .لمن عقل عن الله أي حصل له معرفة ذاته وصفاته المقدسة من علمه وحكمته ولطفه ورحمته أوأعطاه الله عقلا كاملا أوعلم الأمور بعلم ينتهي‌ إلي الله بأن أخذه عن أنبيائه وحججه ع إما بلا واسطة أوبواسطة أوبلغ عقله إلي درجة يفيض الله علومه عليه بغير تعليم بشر أوتفكر فيما أجري الله علي لسان الأنبياء والأوصياء وفيما أراه من آياته في الآفاق والأنفس وتقلب أحوال الدنيا وأمثالها والثاني‌ أظهر لِقَولِ الكَاظِمِ ع لِهِشَامٍ يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللّهُ أَنبِيَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَي عِبَادِهِ إِلّا لِيَعقِلُوا عَنِ اللّهِ

قَالَ أَيضاً إِنّهُ لَم يَخَفِ اللّهَ مَن لَم يَعقِل عَنِ اللّهِ وَ مَن لَم يَعقِل عَنِ اللّهِ لَم يَعقِد قَلبَهُ عَلَي مَعرِفَةٍ ثَابِتَةٍ يُبصِرُهَا وَ يَجِدُ حَقِيقَتَهَا فِي قَلبِهِ.


صفحه : 158

أن لايتهم الله في قضائه بأن يظن أن ما لم يقدره الله له خير مما قدر له أويفعل من السعي‌ والجزع مايوهم ذلك و لايستبطئه أي لايعده بطيئا في رزقه إن تأخر بأن يعترض عليه في الإبطاء بلسان الحال أوالقال ويدل علي رجحان كتابة الحديث وعدم الاتكال علي الحفظ

15- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ العرَزمَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ قَنبَرٌ غُلَامُ عَلِيّ يُحِبّ عَلِيّاً ع حُبّاً شَدِيداً فَإِذَا خَرَجَ عَلِيّ خَرَجَ عَلَي أَثَرِهِ بِالسّيفِ فَرَآهُ ذَاتَ لَيلَةٍ فَقَالَ يَا قَنبَرُ مَا لَكَ فَقَالَ جِئتُ لأِمَشيِ‌َ خَلفَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ وَيحَكَ أَ مِن أَهلِ السّمَاءِ تحَرسُنُيِ‌ أَو مِن أَهلِ الأَرضِ فَقَالَ لَا بَل مِن أَهلِ الأَرضِ فَقَالَ إِنّ أَهلَ الأَرضِ لَا يَستَطِيعُونَ لِي شَيئاً إِلّا بِإِذنِ اللّهِ مِنَ السّمَاءِ فَارجِع فَرَجَعَ

بيان قنبر كان من موالي‌ أمير المؤمنين ع و من خواصه وقتله الحجاج لعنه الله علي حبه ع قوله ع فإذاخرج روُيِ‌َ أَنّهُ ع كَانَ يَخرُجُ فِي أَكثَرِ الليّاَليِ‌ إِلَي ظَهرِ الكُوفَةِ فَيَعبُدُ اللّهَ هُنَاكَ

إلابإذن الله من السماء إنما نسب إلي السماء لأن التقديرات فيها والإذن التخلية كمامر

16- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَمّن ذَكَرَهُ قَالَ قِيلَ لِلرّضَا ع إِنّكَ تَتَكَلّمُ بِهَذَا الكَلَامِ وَ السّيفُ يَقطُرُ دَماً فَقَالَ إِنّ لِلّهِ وَادِياً مِن ذَهَبٍ حَمَاهُ بِأَضعَفِ خَلقِهِ النّملِ فَلَو رَامَتِ البخَاَتيِ‌ّ لَم تَصِل إِلَيهِ

بيان بهذا الكلام أي بدعوي الإمامة والسيف أي سيف هارون يقطر علي بناء المعلوم من باب نصر ودما تمييز وكونه من باب الإفعال ودما مفعولا بعيد و في القاموس البخت بالضم الإبل الخراسانية كالبختية والجمع بخاتي‌ وبخاتي‌ وبخات انتهي وذكر بعض المؤرخين أن عسكر بعض الخلفاء وصلوا إلي موضع فنظروا عن جانب الطريق إلي واد يلوح منها ذهب كثير فلما توجهوا


صفحه : 159

إليها خرج إليهم نمل كثير كالبغال فقتلت أكثرهم

17- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الواَبشِيِ‌ّ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي بِالنّاسِ الصّبحَ فَنَظَرَ إِلَي شَابّ فِي المَسجِدِ وَ هُوَ يَخفِقُ وَ يهَويِ‌ بِرَأسِهِ مُصفَرّاً لَونُهُ قَد نَحِفَ جِسمُهُ وَ غَارَت عَينَاهُ فِي رَأسِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ أَصبَحتَ يَا فُلَانُ قَالَ أَصبَحتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مُوقِناً فَعَجِبَ رَسُولُ اللّهِ مِن قَولِهِ وَ قَالَ لَهُ إِن لِكُلّ يَقِينٍ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ يَقِينِكَ فَقَالَ إِنّ يقَيِنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ ألّذِي أحَزنَنَيِ‌ وَ أَسهَرَ ليَليِ‌ وَ أَظمَأَ هوَاَجرِيِ‌ فَعَزَفَت نفَسيِ‌ عَنِ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا حَتّي كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي عَرشِ ربَيّ‌ وَ قَد نُصِبَ لِلحِسَابِ وَ حُشِرَ الخَلَائِقُ لِذَلِكَ وَ أَنَا فِيهِم وَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي أَهلِ الجَنّةِ يَتَنَعّمُونَ فِي الجَنّةِ وَ يَتَعَارَفُونَعَلَي الأَرائِكِ مُتّكِؤُنَ وَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي أَهلِ النّارِ وَ هُم فِيهَا مُعَذّبُونَ مُصطَرِخُونَ وَ كأَنَيّ‌ الآنَ أَسمَعُ زَفِيرَ النّارِ يَدُورُ فِي مسَاَمعِيِ‌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا عَبدٌ نَوّرَ اللّهُ قَلبَهُ بِالإِيمَانِ ثُمّ قَالَ لَهُ الزَم مَا أَنتَ عَلَيهِ فَقَالَ الشّابّ ادعُ اللّهَ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ أَن أُرزَقَ الشّهَادَةَ مَعَكَ فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللّهِص فَلَم يَلبَث أَن خَرَجَ فِي بَعضِ غَزَوَاتِ النّبِيّص فَاستُشهِدَ بَعدَ تِسعَةِ نَفَرٍ وَ كَانَ هُوَ العَاشِرَ

بيان و هويخفق ويهوي‌ برأسه أي ينعس فينحط رأسه للنعاس بكثرة العبادة في الليل في القاموس خفقت الراية تخفق وتخفق خفقا وخفقانا محركة اضطربت وتحركت وفلان حرك رأسه إذانعس كأخفق و قال هوي هويا سقط من علو إلي سفل انتهي فقوله ويهوي‌ برأسه كالتفسير لقوله يخفق أومبالغة في الخفق إذ يكفي‌ فيه الحركة القليلة ونحف كتعب وقرب نحافة هزل كيف أصبحت أي علي أي حال دخلت في الصباح أوكيف صرت .


صفحه : 160

فعجب رسول الله كتعب أي تعجب منه لندرة مثل ذلك أوأعجبه وسر به قال الراغب العجب والتعجب حالة تعرض للإنسان عندالجهل بسبب الشي‌ء ولهذا قال بعض الحكماء العجب ما لايعرف سببه ولهذا قيل لايصح علي الله التعجب إذ هوعلام الغيوب ويقال لما لايعهد مثله عجب قال تعالي أَ كانَ لِلنّاسِ عَجَباً أَن أَوحَيناكانُوا مِن آياتِنا عَجَباًإِنّا سَمِعنا قُرآناً عَجَباً أي لم نعهد مثله و لم نعرف سببه ويستعار تارة للمونق فيقال أعجبني‌ كذا أي راقني‌ و قال تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يُعجِبُكَ. قوله إن لكل يقين أي فرد من أفراده أوصنف من أصنافه حقيقة فما حقيقة يقينك من أي نوع أوصنف أولكل يقين علامة تدل عليه فما علامة يقينك كمامر هو ألذي أحزنني‌ أي في أمر الآخرة وأسهر ليلي‌ لحزن الآخرة أوللاستعداد لها أولحب عبادة الله ومناجاته عجبا للمحب كيف ينام والإسناد مجازي‌ أي أسهرني‌ في ليلي‌ وكذا في قوله وأظمأ هواجري‌ مجاز عقلي‌ أي أظمأني‌ عندالهاجرة وشدة الحر للصوم في الصيف وإنما خصه لأنه أشق وأفضل في القاموس الهاجرة نصف النهار عندزوال الشمس مع الظهر أو من عندزوالها إلي العصر لأن الناس يستكنون في بيوتهم كأنهم قدتهاجروا شدة الحر و قال عزفت نفسي‌ عنه تعزف عزوفا زهدت فيه وانصرفت عنه أوملته . حتي كأني‌ أنظر أي شدة اليقين بأحوال الآخرة صيرني‌ إلي حالة المشاهدة والاصطراخ الاستغاثة وزفير النار صوت توقدها في القاموس زفر يزفر زفرا وزفيرا أخرج نفسه بعدمدة إياه والنار سمع لتوقدها صوت و قال المسمع كمنبر الأذن كالسامعة والجمع مسامع انتهي وقيل المسامع جمع جمع


صفحه : 161

علي غيرقياس كمشابه وملامح جمع شبه ولمحة. و قال بعض المحققين هذاالتنوير ألذي أشير به في الحديث إنما يحصل بزيادة الإيمان وشدة اليقين فإنهما ينتهيان بصاحبهما إلي أن يطلع علي حقائق الأشياء محسوساتها ومعقولاتها فتنكشف له حجبها وأستارها فيعرفها بعين اليقين علي ماهي‌ عليه من غيروصمة ريب أوشائبة شك ليطمئن لها قلبه ويستريح بهاروحه و هذه هي‌ الحكمة الحقيقية التي‌ من أوتيهافَقَد أوُتيِ‌َ خَيراً كَثِيراً و إليه أَشَارَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِقَولِهِ هَجَمَ بِهِمُ العِلمُ عَلَي حَقَائِقِ الأُمُورِ وَ بَاشَرُوا رُوحَ اليَقِينِ وَ استَلَانُوا مَا استَوعَرَهُ المُترَفُونَ وَ أَنِسُوا بِمَا استَوحَشَ مِنهُ الجَاهِلُونَ وَ صَحِبُوا الدّنيَا بِأَبدَانٍ أَروَاحُهَا مُعَلّقَةٌ بِالمَلَإِ الأَعلَي

.أراد ع بما استوعره المترفون يعني‌ المتنعمون رفض الشهوات البدنية وقطع التعلقات الدنيوية وملازمة الصمت والسهر والجوع والمراقبة والاحتراز عما لايعني‌ ونحو ذلك وإنما يتيسر ذلك بالتجافي‌ عن دار الغرور والترقي‌ إلي عالم النور والأنس بالله والوحشة عما سواه وصيرورة الهموم جميعا هما واحدا و ذلك لأن القلب مستعد لأن يتجلي فيه حقيقة الحق في الأشياء كلها من اللوح المحفوظ ألذي هومنقوش بجميع ماقضي الله تعالي به إلي يوم القيامة وإنما حيل بينه وبينها حجب كنقصان في جوهره أوكدورة تراكمت عليه من كثرة الشهوات أوعدول به عن جهة الحقيقة المطلوبة أواعتقاد سبق إليه ورسخ فيه علي سبيل التقليد والقبول بحسن الظن أوجهل بالجهة التي‌ منها يقع العثور علي المطلوب و إلي بعض هذه الحجب أشير في

الحَدِيثِ النبّوَيِ‌ّ لَو لَا أَنّ الشّيَاطِينَ يَحُومُونَ عَلَي قُلُوبِ بنَيِ‌ آدَمَ لَنَظَرُوا إِلَي مَلَكُوتِ السّمَاءِ

18-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّثُمّ قَسَت قُلُوبُكُم مِن بَعدِ ذلِكَ فهَيِ‌َ كَالحِجارَةِ أَو أَشَدّ


صفحه : 162

قَسوَةً وَ إِنّ مِنَ الحِجارَةِ لَما يَتَفَجّرُ مِنهُ الأَنهارُ وَ إِنّ مِنها لَما يَشّقّقُ فَيَخرُجُ مِنهُ الماءُ وَ إِنّ مِنها لَما يَهبِطُ مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّثُمّ قَسَتقُلُوبُكُم عَسَت وَ جَفّت وَ يَبِسَت مِنَ الخَيرِ وَ الرّحمَةِقُلُوبُكُممَعَاشِرَ اليَهُودِمِن بَعدِ ذلِكَ مِن بَعدِ مَا بَيّنتُ مِنَ الآيَاتِ البَاهِرَاتِ فِي زَمَانِ مُوسَي ع وَ مِنَ الآيَاتِ المُعجِزَاتِ التّيِ‌ شَاهَدتُمُوهَا مِن مُحَمّدٍفهَيِ‌َ كَالحِجارَةِاليَابِسَةِ لَا تَرشَحُ بِرُطُوبَةٍ وَ لَا يَنتَفِضُ مِنهَا مَا يُنتَفَعُ بِهِ أَي إِنّكُم لَا حَقّ اللّهِ تُؤَدّونَ وَ لَا مِن أَموَالِكُم وَ لَا مِن حَوَاشِيهَا تَتَصَدّقُونَ وَ لَا بِالمَعرُوفِ تَتَكَرّمُونَ وَ تَجُودُونَ


صفحه : 163

وَ لَا الضّيفَ تُقرُونَ وَ لَا مَكرُوباً تُغِيثُونَ وَ لَا بشِيَ‌ءٍ مِنَ الإِنسَانِيّةِ تُعَاشِرُونَ وَ تُعَامِلُونَأَو أَشَدّ قَسوَةًإِنّمَا هيِ‌َ فِي قَسَاوَةِ الأَحجَارِ أَو أَشَدّ قَسوَةً أَبهَمَ عَلَي السّامِعِينَ وَ لَم يُبَيّن لَهُم كَمَا يَقُولُ القَائِلُ أَكَلتُ خُبزاً أَو لَحماً وَ هُوَ لَا يُرِيدُ بِهِ أنَيّ‌ لَا أدَريِ‌ مَا أَكَلتُ بَل يُرِيدُ أَن يُبهِمَ عَلَي السّامِعِ حَتّي لَا يَعلَمَ مَا ذَا أَكَلَ وَ إِن كَانَ يَعلَمُ أَنّهُ قَد أَكَلَ وَ لَيسَ مَعنَاهُ بَل أَشَدّ قَسوَةً لِأَنّ هَذَا استِدرَاكٌ غَلَطٌ وَ هُوَ عَزّ وَ جَلّ يَرتَفِعُ أَن يَغلَطَ فِي خَبَرٍ ثُمّ يَستَدرِكَ عَلَي نَفسِهِ الغَلَطَ لِأَنّهُ العَالِمُ بِمَا كَانَ وَ بِمَا يَكُونُ وَ مَا لَا يَكُونُ أَن لَو كَانَ كَيفَ كَانَ يَكُونُ وَ إِنّمَا يَستَدرِكُ الغَلَطَ عَلَي نَفسِهِ المَخلُوقُ المَنقُوصُ وَ لَا يُرِيدُ بِهِ أَيضاً فهَيِ‌َ كَالحِجَارَةِ أَو أَشَدّ أَي وَ أَشَدّ قَسوَةً لِأَنّ هَذَا تَكذِيبُ الأَوّلِ باِلثاّنيِ‌ لِأَنّهُ قَالَفهَيِ‌َ كَالحِجارَةِ فِي الشّدّةِ لَا أَشَدّ مِنهَا وَ لَا أَليَنَ فَإِذَا قَالَ بَعدَ ذَلِكَأَو أَشَدّفَقَد رَجَعَ عَن قَولِهِ الأَوّلِ أَنّهَا لَيسَ بِأَشَدّ وَ هَذَا مَثَلٌ لِمَن يَقُولُ لَا يجَيِ‌ءُ مِن قُلُوبِكُم خَيرٌ لَا قَلِيلٌ وَ لَا كَثِيرٌ فَأَبهَمَ عَزّ وَ جَلّ فِي الأَوّلِ حَيثُ قَالَ أَو أَشَدّ وَ بَيّنَ فِي الثاّنيِ‌ أَنّ قُلُوبَهُم أَشَدّ قَسوَةً مِنَ الحِجَارَةِ لَا بِقَولِهِأَو أَشَدّ قَسوَةً وَ لَكِن بِقَولِهِوَ إِنّ مِنَ الحِجارَةِ لَما يَتَفَجّرُ مِنهُ الأَنهارُ أَي فهَيِ‌َ فِي القَسَاوَةِ بِحَيثُ لَا يجَيِ‌ءُ مِنهَا الخَيرُ وَ فِي الحِجَارَةِ مَا يَتَفَجّرُ مِنهُ الأَنهَارُ فيَجَيِ‌ءُ بِالخَيرِ وَ الغِيَاثِ لبِنَيِ‌ آدَمَوَ إِنّ مِنها مِنَ الحِجَارَةِلَما يَشّقّقُ فَيَخرُجُ مِنهُ الماءُ وَ هُوَ مَا يَقطُرُ مِنهَا المَاءُ فَهُوَ خَيرٌ مِنهَا دُونَ الأَنهَارِ التّيِ‌ يَتَفَجّرُ مِن بَعضِهَا وَ قُلُوبُهُم لَا يَتَفَجّرُ مِنهَا الخَيرَاتُ وَ لَا يَشّقّقُ فَيَخرُجُ مِنهَا قَلِيلٌ مِنَ الخَيرَاتِ وَ إِن لَم يَكُن كَثِيراً ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ إِنّ مِنهايعَنيِ‌ مِنَ الحِجَارَةِلَما يَهبِطُ مِن خَشيَةِ اللّهِ إِذَا أَقسَمَ عَلَيهَا بِاسمِ اللّهِ وَ بِأَسمَاءِ أَولِيَائِهِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِم صَلّي اللّهُ عَلَيهِم وَ لَيسَ فِي قُلُوبِكُم شَيءٌ مِن هَذِهِ الخَيرَاتِوَ مَا اللّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلُونَبَل عَالِمٌ بِهِ يُجَازِيكُم عَنهُ بِمَا هُوَ بِهِ عَادِلٌ عَلَيكُم وَ لَيسَ بِظَالِمٍ لَكُم يُشَدّدُ حِسَابَكُم وَ يُؤلِمُ عِقَابَكُم


صفحه : 164

وَ هَذَا ألّذِي وَصَفَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ قُلُوبَهُم هَاهُنَا نَحوُ مَا قَالَ فِي سُورَةِ النّسَاءِأَم لَهُم نَصِيبٌ مِنَ المُلكِ فَإِذاً لا يُؤتُونَ النّاسَ نَقِيراً وَ مَا وَصَفَ بِهِ الأَحجَارَ هَاهُنَا نَحوُ مَا وَصَفَ فِي قَولِهِ تَعَالَيلَو أَنزَلنا هذَا القُرآنَ عَلي جَبَلٍ لَرَأَيتَهُ خاشِعاً مُتَصَدّعاً مِن خَشيَةِ اللّهِ وَ هَذَا التّقرِيعُ مِنَ اللّهِ تَعَالَي لِليَهُودِ وَ النّاصِبِ وَ اليَهُودُ جَمَعُوا الأَمرَينِ وَ اقتَرَفُوا الخَطِيئَتَينِ فَغَلُظَ عَلَي اليَهُودِ مَا وَبّخَهُم بِهِ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ جَمَاعَةٌ مِن رُؤَسَائِهِم وَ ذوَيِ‌ الأَلسُنِ وَ البَيَانِ مِنهُم يَا مُحَمّدُ إِنّكَ تَهجُونَا وَ تدَعّيِ‌ عَلَي قُلُوبِنَا مَا اللّهُ يَعلَمُ مِنهَا خِلَافَهُ إِنّ فِيهَا خَيراً كَثِيراً نَصُومُ وَ نَتَصَدّقُ وَ نوُاَسيِ‌ الفُقَرَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا الخَيرُ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجهُ اللّهِ تَعَالَي وَ عُمِلَ عَلَي مَا أَمَرَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ فَأَمّا مَا أُرِيدَ بِهِ الرّيَاءُ وَ السّمعَةُ وَ مُعَانَدَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ إِظهَارُ العِنَادِ لَهُ وَ التّمَالُكِ وَ الشّرَفِ عَلَيهِ فَلَيسَ بِخَيرٍ بَل هُوَ الشّرّ الخَالِصُ وَبَالٌ عَلَي صَاحِبِهِ يُعَذّبُهُ اللّهُ بِهِ أَشَدّ العَذَابِ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ أَنتَ تَقُولُ هَذَا وَ نَحنُ نَقُولُ بَل مَا نُنفِقُهُ إِلّا لِإِبطَالِ أَمرِكَ وَ دَفعِ رِئَاسَتِكَ وَ لِتَفرِيقِ أَصحَابِكَ عَنكَ وَ هُوَ الجِهَادُ الأَعظَمُ نَأمُلُ بِهِ مِنَ اللّهِ الثّوَابَ الأَجَلّ الأَجسَمَ وَ أَقَلّ أَحوَالِنَا أَنّا تَسَاوَينَا فِي الدّعوَي مَعَكَ فأَيَ‌ّ فَضلٍ لَكَ عَلَينَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا إِخوَةَ اليَهُودِ إِنّ الدعّاَويِ‌َ يَتَسَاوَي فِيهَا المُحِقّونَ وَ المُبطِلُونَ وَ لَكِن حُجَجُ اللّهِ وَ دَلَائِلُهُ تُفَرّقُ بَينَهُم فَتَكشِفُ عَن تَموِيهِ المُبطِلِينَ وَ تُبِينُ عَن حَقَائِقِ المُحِقّينَ وَ رَسُولُ اللّهِ مُحَمّدٌ لَا يَغتَنِمُ جَهلَكُم وَ لَا يُكَلّفُكُمُ التّسلِيمَ لَهُ بِغَيرِ حُجّةٍ وَ لَكِن يُقِيمُ عَلَيكُم حُجّةَ اللّهِ التّيِ‌ لَا يُمكِنُكُم دِفَاعُهَا وَ لَا تُطِيقُونَ الِامتِنَاعَ مِن مُوجَبِهَا وَ لَو ذَهَبَ مُحَمّدٌ يُرِيكُم آيَةً مِن عِندِهِ لَشَكَكتُم وَ قُلتُم إِنّهُ مُتَكَلّفٌ مَصنُوعٌ مُحتَالٌ فِيهِ مَعمُولٌ أَو مُتَوَاطَأٌ عَلَيهِ وَ إِذَا اقتَرَحتُم أَنتُم فَأُرِيكُم مَا تَقتَرِحُونَ لَم يَكُن لَكُم أَن تَقُولُوا مَعمُولٌ أَو مُتَوَاطَأٌ عَلَيهِ أَو مُتَأَتّي بِحِيلَةٍ


صفحه : 165

وَ مُقَدّمَاتٍ فَمَا ألّذِي تَقتَرِحُونَ فَهَذَا رَبّ العَالَمِينَ قَد وعَدَنَيِ‌ أَن يُظهِرَ لَكُم مَا تَقتَرِحُونَ لِيَقطَعَ مَعَاذِيرَ الكَافِرِينَ مِنكُم وَ يَزِيدَ فِي بَصَائِرِ المُؤمِنِينَ مِنكُم قَالُوا قَد أَنصَفتَنَا يَا مُحَمّدُ فَإِن وَفَيتَ بِمَا وَعَدتَ مِن نَفسِكَ مِنَ الإِنصَافِ وَ إِلّا فَأَنتَ أَوّلُ رَاجِعٍ مِن دَعوَاكَ النّبُوّةَ وَ دَاخِلٌ فِي غُمَارِ الأُمّةِ وَ مُسَلّمٌ لِحُكمِ التّورَاةِ لِيُعجِزَكَ عَمّا نَقتَرِحُهُ عَلَيكَ وَ ظُهُورِ بَاطِلِ دَعوَاكَ فِيمَا تَرُومُهُ مِن جِهَتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص الصّدقُ يُنبِئُ عَنكُم لَا الوَعِيدُ اقتَرِحُوا مَا أَنتُم تَقتَرِحُونَ لِيَقطَعَ مَعَاذِيرَكُم فِيمَا تَسأَلُونَ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمّدُ زَعَمتَ أَنّهُ مَا فِي قُلُوبِنَا شَيءٌ مِن مُوَاسَاةِ الفُقَرَاءِ وَ مُعَاوَنَةِ الضّعَفَاءِ وَ النّفَقَةِ فِي إِبطَالِ البَاطِلِ وَ إِحقَاقِ الحَقّ وَ أَنّ الأَحجَارَ أَليَنُ مِن قُلُوبِنَا وَ أَطوَعُ لِلّهِ مِنّا وَ هَذِهِ الجِبَالُ بِحَضرَتِنَا فَهَلُمّ بِنَا إِلَي بَعضِهَا فَاستَشهِدهُ عَلَي تَصدِيقِكَ وَ تَكذِيبِنَا فَإِن نَطَقَ بِتَصدِيقِكَ فَأَنتَ المُحِقّ يَلزَمُنَا اتّبَاعُكَ وَ إِن نَطَقَ بِتَكذِيبِكَ أَو صَمَتَ فَلَم يَرُدّ جَوَابَكَ فَاعلَم أَنّكَ المُبطِلُ فِي دَعوَاكَ المُعَانِدُ لِهَوَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص نَعَم هَلُمّوا بِنَا إِلَي أَيّهَا شِئتُم فَأَستَشهِدَهُ لِيَشهَدَ لِي عَلَيكُم فَخَرَجُوا إِلَي أَوعَرِ جَبَلٍ رَأَوهُ فَقَالُوا يَا مُحَمّدُ هَذَا الجَبَلُ فَاستَشهِدهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلجَبَلِ إنِيّ‌ أَسأَلُكَ بِجَاهِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِذِكرِ أَسمَائِهِم خَفّفَ اللّهُ العَرشَ عَلَي كَوَاهِلِ ثَمَانِيَةٍ مِنَ المَلَائِكَةِ بَعدَ أَن لَم يَقدِرُوا عَلَي تَحرِيكِهِ وَ هُم خَلقٌ كَثِيرٌ لَا يَعرِفُ عَدَدَهُم إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِذِكرِ أَسمَائِهِم تَابَ اللّهُ عَلَي آدَمَ وَ غَفَرَ خَطِيئَتَهُ وَ أَعَادَهُ إِلَي مَرتَبَتِهِ وَ بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ الّذِينَ بِذِكرِ أَسمَائِهِم وَ سُؤَالِ اللّهِ بِهِم رُفِعَ إِدرِيسُ فِي الجَنّةِمَكاناً عَلِيّا لَمّا شَهِدتَ لِمُحَمّدٍ بِمَا أَودَعَكَ اللّهُ بِتَصدِيقِهِ عَلَي هَؤُلَاءِ اليَهُودِ فِي ذِكرِ قَسَاوَةِ


صفحه : 166

قُلُوبِهِم وَ تَكذِيبِهِم فِي جَحدِهِم لِقَولِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص فَتَحَرّكَ الجَبَلُ وَ تَزَلزَلَ وَ فَاضَ عَنهُ المَاءُ وَ نَادَي يَا مُحَمّدُ أَشهَدُ أَنّكَ رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ وَ سَيّدُ الخَلَائِقِ أَجمَعِينَ وَ أَشهَدُ أَنّ قُلُوبَ هَؤُلَاءِ اليَهُودِ كَمَا وَصَفتَ أَقسَي مِنَ الحِجَارَةِ لَا يَخرُجُ مِنهَا خَيرٌ كَمَا قَد يَخرُجُ مِنَ الحِجَارَةِ المَاءُ سَيلًا وَ تَفَجّراً وَ أَشهَدُ أَنّ هَؤُلَاءِ كَاذِبُونَ عَلَيكَ فِيمَا بِهِ يَقذِفُونَكَ مِنَ الفِريَةِ عَلَي رَبّ العَالَمِينَ

أقول تمامه في باب معجزات النبي ص قوله تعالي أَ فَتَطمَعُونَ أَن يُؤمِنُوا لَكُمالآية قَالَ الإِمَامُ ع فَلَمّا بَهَرَ رَسُولُ اللّهِص هَؤُلَاءِ اليَهُودَ بِمُعجِزَاتِهِ وَ قَطَعَ مَعَاذِيرَهُم بِوَاضِحِ دَلَالَتِهِ لَم يُمكِنهُم مُرَاجَعَتُهُ فِي حُجّتِهِ وَ لَا إِدخَالُ التّلبِيسِ عَلَيهِ فِي مُعجِزَاتِهِ قَالُوا يَا مُحَمّدُ قَد آمَنّا بِأَنّكَ الرّسُولُ الهاَديِ‌ المهَديِ‌ّ وَ أَنّ عَلِيّاً أَخُوكَ هُوَ الوصَيِ‌ّ وَ الولَيِ‌ّ وَ كَانُوا إِذَا خَلَوا بِاليَهُودِ الآخَرِينَ يَقُولُونَ لَهُم إِنّ إِظهَارَنَا لَهُ الإِيمَانَ بِهِ أَمكَنُ لَنَا مِن مَكرُوهِهِ وَ أَعوَنُ لَنَا عَلَي اصطِلَامِهِ وَ اصطِلَامِ أَصحَابِهِ لِأَنّهُم عِندَ اعتِقَادِهِم أَنّنَا مَعَهُم يَقِفُونَنَا عَلَي أَسرَارِهِم وَ لَا يَكتُمُونَنَا شَيئاً فَنُطلِعُ عَلَيهِم أَعدَاءَهُم فَيَقصِدُونَ أَذَاهُم بِمُعَاوَنَتِنَا وَ مُظَاهَرَتِنَا فِي أَوقَاتِ اشتِغَالِهِم وَ اضطِرَابِهِم وَ فِي أَحوَالِ تَعَذّرِ المُدَافَعَةِ وَ الِامتِنَاعِ مِنَ الأَعدَاءِ عَلَيهِم وَ كَانُوا مَعَ ذَلِكَ يُنكِرُونَ عَلَي سَائِرِ اليَهُودِ الإِخبَارَ لِلنّاسِ عَمّا كَانُوا يُشَاهِدُونَهُ مِن آيَاتِهِ وَ يُعَايِنُونَ مِن مُعجِزَاتِهِ فَأَظهَرَ اللّهُ مُحَمّداً رَسُولَهُ عَلَي قُبحِ اعتِقَادِهِم وَ سُوءِ دَخِيلَاتِهِم وَ عَلَي إِنكَارِهِم عَلَي مَنِ اعتَرَفَ بِمَا شَاهَدَهُ مِن آيَاتِ مُحَمّدٍ وَ وَاضِحِ بَيّنَاتِهِ وَ بَاهِرَاتِ مُعجِزَاتِهِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّأَ فَتَطمَعُونَ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ مِن عَلِيّ وَ آلِهِ الطّيّبِينَأَن يُؤمِنُوا لَكُمهَؤُلَاءِ اليَهُودُ الّذِينَ هُم بِحُجَجِ اللّهِ قَد بَهَرتُمُوهُم وَ بِآيَاتِ


صفحه : 167

اللّهِ وَ دَلَائِلِهِ الوَاضِحَةِ قَد قَهَرتُمُوهُمأَن يُؤمِنُوا لَكُم وَ يُصَدّقُوكُم بِقُلُوبِهِم وَ يُبدُوا فِي الخَلَوَاتِ لِشَيَاطِينِهِم شَرِيفَ أَحوَالِكُموَ قَد كانَ فَرِيقٌ مِنهُميعَنيِ‌ مِن هَؤُلَاءِ اليَهُودِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَيَسمَعُونَ كَلامَ اللّهِ فِي أَصلِ جَبَلِ طُورِ سَينَاءَ وَ أَوَامِرِهِ وَ نَوَاهِيهِثُمّ يُحَرّفُونَهُعَمّا سَمِعُوهُ إِذَا أَدّوهُ إِلَي مَن وَرَاءَهُم مِن سَائِرِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَمِن بَعدِ ما عَقَلُوهُ وَ عَلِمُوا أَنّهُم فِيمَا يَقُولُونَهُ كَاذِبُونَوَ هُم يَعلَمُونَأَنّهُم فِي قِيلِهِم كَاذِبُونَ ثُمّ أَظهَرَ اللّهُ عَلَي نِفَاقِهِمُ الآخَرِ فَقَالَوَ إِذا لَقُوا الّذِينَ آمَنُواكَانُوا إِذَا لَقُوا سَلمَانَ وَ المِقدَادَ وَ أَبَا ذَرّ وَ عَمّاراًقالُوا آمَنّاكَإِيمَانِكُم إِيمَاناً بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍ مَقرُوناً بِالإِيمَانِ بِإِمَامَةِ أَخِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ بِأَنّهُ أَخُوهُ الهاَديِ‌ وَ وَزِيرُهُ المؤُاَتيِ‌ وَ خَلِيفَتُهُ عَلَي أُمّتِهِ وَ مُنجِزُ عِدَتِهِ وَ الواَفيِ‌ بِذِمّتِهِ وَ النّاهِضُ بِأَعبَاءِ سِيَاسَتِهِ وَ قَيّمُ الخَلقِ الذّائِدُ لَهُم عَن سَخَطِ الرّحمَنِ المُوجِبِ لَهُم إِن أَطَاعُوهُ رِضَي الرّحمَنِ وَ أَنّ خُلَفَاءَهُ مِن بَعدِهِ هُمُ النّجُومُ الزّاهِرَةُ وَ الأَقمَارُ النّيّرَةُ وَ الشّمسُ المُضِيئَةُ البَاهِرَةُ وَ أَنّ أَولِيَاءَهُم أَولِيَاءُ اللّهِ وَ أَنّ أَعدَاءَهُم أَعدَاءُ اللّهِ وَ يَقُولُ بَعضُهُم نَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً صَاحِبُ المُعجِزَاتِ وَ مُقِيمُ الدّلَالَاتِ الوَاضِحَاتِ

وساق الحديث كماسيأتي‌ في أبواب معجزات الرسول ص و باب غزوة بدر إلي

قَولِهِ فَلَمّا أَفضَي بَعضُ هَؤُلَاءِ اليَهُودِ إِلَي بَعضٍ قَالُوا أَيّ شَيءٍ صَنَعتُم أَخبَرتُمُوهُمبِما فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم مِنَ الدّلَالَاتِ عَلَي صِدقِ نُبُوّةِ مُحَمّدٍص وَ إِمَامَةِ أَخِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع لِيُحَاجّوكُم بِهِ عِندَ رَبّكُمبِأَنّكُم كُنتُم قَد عَلِمتُم هَذَا وَ شَاهَدتُمُوهُ فَلَم تُؤمِنُوا بِهِ وَ لَم تُطِيعُوهُ وَ قَدّرُوا بِجَهلِهِم إِن لَم يُخبِرُوهُم بِتِلكَ الآيَاتِ لَم تَكُن لَهُ عَلَيهِم حُجّةٌ فِي غَيرِهَا ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّأَ فَلا تَعقِلُونَ


صفحه : 168

أَنّ هَذَا ألّذِي يُخبِرُوهُم بِهِ مِمّا فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُم مِن دَلَائِلِ نُبُوّةِ مُحَمّدٍ حَجّةٌ عَلَيكُم عِندَ رَبّكُم قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَ وَ لا يَعلَمُونَيعَنيِ‌ أَ وَ لَا يَعلَمُ هَؤُلَاءِ القَائِلُونَ لِإِخوَانِهِمأَ تُحَدّثُونَهُم بِما فَتَحَ اللّهُ عَلَيكُمأَنّ اللّهَ يَعلَمُ ما يُسِرّونَ مِن عَدَاوَةِ مُحَمّدٍص وَ يُضمِرُونَ مِن أَنّ إِظهَارَهَمُ الإِيمَانَ بِهِ أَمكَنُ لَهُم مِنِ اصطِلَامِهِ وَ إِبَادَةِ أَصحَابِهِوَ ما يُعلِنُونَ مِنَ الإِيمَانِ ظَاهِراً لِيُونِسُوهُم وَ يَقِفُوا بِهِ عَلَي أَسرَارِهِم فَيُذِيعُونَهَا بِحَضرَةِ مَن يَضُرّهُم وَ أَنّ اللّهَ لَمّا عَلِمَ ذَلِكَ دَبّرَ لِمُحَمّدٍص تَمَامَ أَمرِهِ بِبُلُوغِ غَايَةِ مَا أَرَادَهُ اللّهُ بِبَعثِهِ وَ أَنّهُ قَيّمُ أَمرِهِ وَ أَنّ نِفَاقَهُم وَ كَيدَهُم لَا يَضُرّهُ

قوله تعالي وَ مِنهُم أُمّيّونَالآية قال الإمام ع ثم قال الله يا محمد و من هؤلاء اليهود أميون لايقرءون و لايكتبون كالأمي‌ منسوب إلي الأم أي هو كماخرج من بطن أمه لايقرأ و لايكتب لا يَعلَمُونَ الكِتابَالمنزل من السماء و لاالمتكذب به و لايميزون بينهماإِلّا أمَانيِ‌ّ أي إلا أن يقرأ عليهم ويقال لهم إن هذا كتاب الله وكلامه لايعرفون إن قر‌ئ من الكتاب خلاف ما فيه وَ إِن هُم إِلّا يَظُنّونَ أي ما يقول لهم رؤساؤهم من تكذيب محمد في نبوته وإمامة علي سيد عترته ع يقلدونهم مع أنهم محرم عليهم تقليدهم ثم قال عز و جل فَوَيلٌ لِلّذِينَ يَكتُبُونَ الكِتابَ بِأَيدِيهِمالآية قال


صفحه : 169

الإمام قال الله عز و جل لقوم من هؤلاء اليهود كتبوا صفة زعموا أنها صفة النبي ص و هوخلاف صفته وقالوا للمستضعفين هذه صفة النبي المبعوث في آخر الزمان أنه طويل عظيم البدن والبطن أصهب الشعر و محمدبخلافه و هويجي‌ء بعد هذاالزمان بخمسمائة سنة وإنما أرادوا بذلك لتبقي لهم علي ضعفائهم رئاستهم وتدوم لم منهم إصاباتهم ويكفوا أنفسهم مئونة خدمة رسول الله ص وخدمة علي ع و أهل خاصته فقال الله عز و جل فَوَيلٌ لَهُم مِمّا كَتَبَت أَيدِيهِم من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد و علي ع الشدة لهم من العذاب في أسوإ بقاع جهنم وَ وَيلٌ لَهُمالشدة لهم من العذاب ثابتة مضافة إلي الأولي مما يكسبونه من الأموال التي‌ يأخذونها إذاأثبتوا عوامهم علي الكفر بمحمد رسول الله ص والجحد لوصية أخيه علي ولي‌ الله وَ قالُوا لَن تَمَسّنَا النّارُ إِلّا أَيّاماً مَعدُودَةًالآية قال الإمام ع قال الله عز و جل وَ قالُوايعني‌ اليهود المصرين المظهرين للإيمان المسرين للنفاق المدبرين علي رسول الله وذويه بما يظنون أن فيه عطبهم لَن تَمَسّنَا النّارُ إِلّا أَيّاماً مَعدُودَةً و ذلك أنه كان لهم أصهار وإخوة رضاع من المسلمين يسرون كفرهم عن محمد وصحبه و إن كانوا به عارفين صيانة لهم لأرحامهم وأصهارهم قال لهم هؤلاء لم تفعلون هذاالنفاق ألذي تعلمون أنكم به عند الله مسخوط عليكم معذبون أجابهم ذلك اليهود بأن مدة ذلك العذاب ألذي نعذب به لهذه الذنوب أيام معدودة تنقضي‌ ثم نصير بعد في النعمة في الجنان فلانتعجل المكروه في الدنيا للعذاب ألذي هوبقدر أيام ذنوبنا فإنها تفني وتنقضي‌ ونكون قدحصلنا لذات الحرية من الخدمة ولذات نعمة الدنيا ثم لانبالي‌ بما يصيبنا بعدفإنه إذا لم يكن دائما فكأنه قدفني‌ فقال الله عز و جل قُل يا محمدأَتّخَذتُم عِندَ اللّهِ عَهداً أن عذابكم علي كفركم بمحمد ودفعكم لآياته في نفسه و في علي وسائر خلفائه وأوليائه منقطع غيردائم بل ما هو إلاعذاب دائم لانفاد له فلاتجترءوا علي الآثام والقبائح من الكفر بالله وبرسوله وبوليه المنصوب بعده علي أمته ليسوسهم ويرعاهم سياسة الوالد


صفحه : 170

الشفيق الرحيم الكريم لولده ورعاية الحدب المشفق علي خاصته فَلَن يُخلِفَ اللّهُ عَهدَهُفلذلك أنتم بما تدعون من فناء عذاب ذنوبكم هذه في حرزأَم تَقُولُونَ عَلَي اللّهِ ما لا تَعلَمُونَأتخذتم عهدا أم تقولون بل أنتم في أيهما ادعيتم كاذبون توضيح عسا الشي‌ء يبس وصلب قوله الصدق بيني‌ وبينكم أي يجب أن نصدق فيما نقول ونأتي‌ به و لانكتفي‌ بالوعد والوعيد و في بعض النسخ ينبئ عنكم و هوأظهر

19- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] وَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَ وَ قَفّينا مِن بَعدِهِ بِالرّسُلِالآيَةَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ يُخَاطِبُ هَؤُلَاءِ اليَهُودَ الّذِينَ أَظهَرَ مُحَمّدٌص المُعجِزَاتِ لَهُم عِندَ تِلكَ الجِبَالِ وَ يُوَبّخُهُموَ لَقَد آتَينا مُوسَي الكِتابَالتّورَاةَ المُشتَمِلَ عَلَي أَحكَامِنَا وَ عَلَي ذِكرِ فَضلِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ إِمَامَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ خُلَفَائِهِ بَعدَهُ وَ شَرَفِ أَحوَالِ المُسلِمِينَ لَهُ وَ سُوءِ أَحوَالِ المُخَالِفِينَ عَلَيهِوَ قَفّينا مِن بَعدِهِ بِالرّسُلِ وَ جَعَلنَا رَسُولًا فِي أَثَرِ رَسُولٍوَ آتَيناأَعطَينَاعِيسَي ابنَ مَريَمَ البَيّناتِالآيَاتِ الوَاضِحَاتِ إِحيَاءَ المَوتَي وَ إِبرَاءَ الأَكمَهِ وَ الأَبرَصِ وَ الإِنبَاءَ بِمَا يَأكُلُونَ وَ بِمَا يَدّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِموَ أَيّدناهُ بِرُوحِ القُدُسِ وَ هُوَ جَبرَئِيلُ وَ ذَلِكَ حِينَ رَفَعَهُ مِن رَوزَنَةِ بَيتِهِ إِلَي السّمَاءِ وَ أَلقَي شِبهَهُ عَلَي مَن رَامَ قَتلَهُ فَقُتِلَ بَدَلًا مِنهُ وَ قِيلَ هُوَ المَسِيحُ

20-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ قالُوا قُلُوبُنا غُلفٌ بَل لَعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفرِهِم فَقَلِيلًا ما يُؤمِنُونَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ قالُوايعَنيِ‌ اليَهُودَ الّذِينَ أَرَاهُم رَسُولُ اللّهِص المُعجِزَاتِ المَذكُورَاتِ عِندَ قَولِهِفهَيِ‌َ كَالحِجارَةِالآيَةَقُلُوبُنا غُلفٌأَوعِيَةٌ لِلخَيرِ وَ العُلُومِ قَد أَحَاطَت بِهَا وَ اشتَمَلَت عَلَيهَا ثُمّ هيِ‌َ مَعَ


صفحه : 171

ذَلِكَ لَا تَعرِفُ لَكَ يَا مُحَمّدُ فَضلًا مَذكُوراً فِي شَيءٍ مِن كُتُبِ اللّهِ وَ لَا عَلَي لِسَانِ أَحَدٍ مِن أَنبِيَاءِ اللّهِ فَقَالَ اللّهُ رَدّاً عَلَيهِمبَل لَيسَ كَمَا يَقُولُونَ أَوعِيَةٌ لِلعُلُومِ وَ لَكِن قَدلَعَنَهُمُ اللّهُأَبعَدَهُمُ اللّهُ مِنَ الخَيرِفَقَلِيلًا ما يُؤمِنُونَقَلِيلٌ إِيمَانُهُم يُؤمِنُونَ بِبَعضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ وَ يَكفُرُونَ بِبَعضٍ فَإِذَا كَذّبُوا مُحَمّداً فِي سَائِرِ مَا يَقُولُ فَقَد صَارَ مَا كَذّبُوا بِهِ أَكثَرَ وَ مَا صَدّقُوا بِهِ أَقَلّ وَ إِذَا قرُ‌ِئَ غُلُفٌ فَإِنّهُم قَالُواقُلُوبُنا غُلفٌ فِي غِطَاءٍ فَلَا نَفهَمُ كَلَامَكَ وَ حَدِيثَكَ كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ قالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنّةٍ مِمّا تَدعُونا إِلَيهِ وَ فِي آذانِنا وَقرٌ وَ مِن بَينِنا وَ بَينِكَ حِجابٌ وَ كِلَا القِرَاءَتَينِ حَقّ وَ قَد قَالُوا بِهَذَا وَ بِهَذَا جَمِيعاً ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَعَاشِرَ اليَهُودِ أَ تُعَانِدُونَ رَسُولَ رَبّ العَالَمِينَ وَ تَأبَونَ الِاعتِرَافَ بِأَنّكُم كُنتُم بِذُنُوبِكُم مِنَ الجَاهِلِينَ إِنّ اللّهَ لَا يُعَذّبُ بِهَا أَحَداً وَ لَا يُزِيلُ عَن فَاعِلِ هَذَا عَذَابَهُ أَبَداً إِنّ آدَمَ ع لَم يَقتَرِح عَلَي رَبّهِ المَغفِرَةَ لِذَنبِهِ إِلّا بِالتّوبَةِ فَكَيفَ تَقتَرِحُونَهَا أَنتُم مَعَ عِنَادِكُم

توضيح قال الطبرسي‌ رحمه الله القراءة المشهورةغُلفٌبسكون اللام وروي‌ في الشواذ غلف بضم اللام عن أبي عمرو فمن قرأ بتسكين اللام فهو جمع الأغلف يقال للسيف إذا كان في غلاف أغلف و من قرأ بضم اللام فهو جمع غلاف فمعناه أن قلوبنا أوعية العلم فما بالها لاتفهم

21- ب ،[قرب الإسناد] ابنُ عِيسَي عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ الإِيمَانُ أَفضَلُ مِنَ الإِسلَامِ بِدَرَجَةٍ وَ التّقوَي أَفضَلُ مِنَ الإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ وَ اليَقِينُ أَفضَلُ مِنَ التّقوَي بِدَرَجَةٍ وَ لَم يَقسِم بَينَ بنَيِ‌ آدَمَ شَيئاً أَقَلّ مِنَ اليَقِينِ

22-جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] مُحَمّدُ بنُ الحُسَينِ المقُريِ‌ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي العَبّاسِ


صفحه : 172

الأَحوَصُ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مِنَ اليَقِينِ أَن لَا تُرضُوا النّاسَ بِسَخَطِ اللّهِ وَ لَا تَلُومُوهُم عَلَي مَا لَم يُؤتِكُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ فَإِنّ الرّزقَ لَا يَسُوقُهُ حِرصُ حَرِيصٍ وَ لَا يَرُدّهُ كُرهُ كَارِهٍ وَ لَو أَنّ أَحَدَكُم فَرّ مِن رِزقِهِ كَمَا يَفِرّ مِنَ المَوتِ لَأَدرَكَهُ كَمَا يُدرِكُهُ المَوتُ

23- يد،[التوحيد]القَطّانُ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن عَلِيّ بنِ زِيَادٍ عَن مَروَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي حَيّانَ التيّميِ‌ّ عَن أَبِيهِ وَ كَانَ مَعَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَومَ صِفّينَ وَ فِيمَا بَعدَ ذَلِكَ قَالَ بَينَمَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يُعَبّئُ الكَتَائِبَ يَومَ صِفّينَ وَ مُعَاوِيَةُ مُستَقبِلُهُ عَلَي فَرَسٍ لَهُ يَتَأَكّلُ تَحتَهُ تَأَكّلًا وَ عَلِيّ ع عَلَي فَرَسِ رَسُولِ اللّهِص المُرتَجِزِ وَ بِيَدِهِ حَربَةُ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مُتَقَلّدٌ سَيفَهُ ذَا الفَقَارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِن أَصحَابِهِ احتَرِس يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَإِنّا نَخشَي أَن يَغتَالَكَ هَذَا المَلعُونُ فَقَالَ ع لَئِن قُلتَ ذَاكَ إِنّهُ غَيرُ مَأمُونٍ عَلَي دِينِهِ وَ إِنّهُ لَأَشقَي القَاسِطِينَ وَ أَلعَنُ الخَارِجِينَ عَلَي الأَئِمّةِ المُهتَدِينَ وَ لَكِن كَفَي بِالأَجَلِ حَارِساً لَيسَ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ إِلّا وَ مَعَهُ لَمَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ يَحفَظُونَهُ مِن أَن يَتَرَدّي فِي بِئرٍ أَو يَقَعَ عَلَيهِ حَائِطٌ أَو يُصِيبَهُ سُوءٌ فَإِذَا حَانَ أَجَلُهُ خَلّوا بَينَهُ وَ بَينَ مَا يُصِيبُهُ فَكَذَلِكَ أَنَا إِذَا حَانَ أجَلَيِ‌ انبَعَثَ أَشقَاهَا فَخَضَبَ هَذِهِ مِن هَذَا وَ أَشَارَ إِلَي لِحيَتِهِ وَ رَأسِهِ عَهداً مَعهُوداً وَ وَعداً غَيرَ مَكذُوبٍ


صفحه : 173

24- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الأسَدَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ العاَمرِيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عِيسَي السدّوُسيِ‌ّ عَن سُلَيمَانَ بنِ عَمرٍو عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أُمّهِ فَاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ عَن أَبِيهَا ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ صَلَاحَ أَوّلِ هَذِهِ الأُمّةِ بِالزّهدِ وَ اليَقِينِ وَ هَلَاكَ آخِرِهَا بِالشّحّ وَ الأَمَلِ

25- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَيرُ مَا ألُقيِ‌َ فِي القَلبِ اليَقِينُ

26- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَم يُقسَم بَينَ العِبَادِ أَقَلّ مِن خَمسٍ اليَقِينِ وَ القُنُوعِ وَ الصّبرِ وَ الشّكرِ وَ ألّذِي يَكمُلُ بِهِ هَذَا كُلّهُ العَقلُ

27- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ إِلَي النّبِيّص قَالَ قُلتُ لِجَبرَئِيلَ مَا تَفسِيرُ اليَقِينِ قَالَ المُؤمِنُ يَعمَلُ لِلّهِ كَأَنّهُ يَرَاهُ فَإِن لَم يَكُن يَرَي اللّهَ فَإِنّ اللّهَ يَرَاهُ وَ أَن يَعلَمَ يَقِيناً أَنّ مَا أَصَابَهُ لَم يَكُن لِيُخطِئَهُ وَ أَنّ مَا أَخطَأَهُ لَم يَكُن لِيُصِيبَهُ الخَبَرَ

28- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُلِحُمرَانَ بنِ أَعيَنَ يَا حُمرَانُ انظُر إِلَي مَن هُوَ دُونَكَ وَ لَا تَنظُر إِلَي مَن هُوَ فَوقَكَ فِي المَقدُرَةِ فَإِنّ ذَلِكَ أَقنَعُ لَكَ بِمَا قُسِمَ لَكَ وَ أَحرَي أَن تَستَوجِبَ الزّيَادَةَ مِن رَبّكَ وَ اعلَم أَنّ العَمَلَ الدّائِمَ القَلِيلَ عَلَي اليَقِينِ أَفضَلُ عِندَ اللّهِ مِنَ العَمَلِ الكَثِيرِ عَلَي غَيرِ يَقِينٍ وَ اعلَم أَنّهُ لَا وَرَعَ أَنفَعُ مِن تَجَنّبِ مَحَارِمِ اللّهِ وَ الكَفّ عَن أَذَي المُؤمِنِينَ وَ اغتِيَابِهِم وَ لَا عَيشَ أَهنَأُ مِن حُسنِ الخُلُقِ وَ لَا مَالَ أَنفَعُ مِنَ القُنُوعِ بِاليَسِيرِ المجُزيِ‌ وَ لَا جَهلَ أَضَرّ مِنَ


صفحه : 174

العُجبِ

29- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ استَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص حَارِثَةَ بنَ مَالِكِ بنِ النّعمَانِ فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَنتَ يَا حَارِثَةُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِص أَصبَحتُ مُؤمِناً حَقّاً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص يَا حَارِثَةُ لِكُلّ شَيءٍ حَقِيقَةٌ فَمَا حَقِيقَةُ يَقِينِكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ عَزَفَت نفَسيِ‌ عَنِ الدّنيَا وَ أَسهَرَت ليَليِ‌ وَ أَظمَأَت هوَاَجرِيِ‌ وَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي عَرشِ ربَيّ‌ وَ قَد وُضِعَ لِلحِسَابِ وَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي أَهلِ الجَنّةِ يَتَزَاوَرُونَ وَ كأَنَيّ‌ أَسمَعُ عُوَاءَ أَهلِ النّارِ فِي النّارِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص عَبدٌ نَوّرَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ فَاثبُت فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لِي أَن يرَزقُنَيِ‌ الشّهَادَةَ فَقَالَ أللّهُمّ ارزُق حَارِثَةَ الشّهَادَةَ فَلَم يَلبَث إِلّا أَيّاماً حَتّي بَعَثَ رَسُولُ اللّهِص سَرِيّةً فَبَعَثَهُ فِيهَا فَقَاتَلَ فَقَتَلَ سَبعَةً أَو ثَمَانِيَةً ثُمّ قُتِلَ

30-سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الواَبشِيِ‌ّ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص صَلّي بِالنّاسِ الصّبحَ فَنَظَرَ إِلَي شَابّ مِنَ الأَنصَارِ وَ هُوَ فِي المَسجِدِ يَخفِقُ وَ يهَويِ‌ رَأسُهُ مُصفَرّ لَونُهُ نَحِيفٌ جِسمُهُ وَ غَارَت عَينَاهُ فِي رَأسِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ أَصبَحتَ يَا فُلَانُ فَقَالَ أَصبَحتُ يَا رَسُولَ اللّهِص مُوقِناً فَقَالَ فَعَجِبَ رَسُولُ اللّهِص مِن قَولِهِ وَ قَالَ لَهُ إِن لِكُلّ شَيءٍ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ يَقِينِكَ


صفحه : 175

قَالَ إِنّ يقَيِنيِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ هُوَ أحَزنَنَيِ‌ وَ أَسهَرَ ليَليِ‌ وَ أَظمَأَ هوَاَجرِيِ‌ فَعَزَفَت نفَسيِ‌ عَنِ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا حَتّي كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي عَرشِ ربَيّ‌ وَ قَد نُصِبَ لِلحِسَابِ وَ حُشِرَ الخَلَائِقُ لِذَلِكَ وَ أَنَا فِيهِم وَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي أَهلِ الجَنّةِ يَتَنَعّمُونَ فِيهَا وَ يَتَعَارَفُونَ عَلَي الأَرَائِكِ مُتّكِئِينَ وَ كأَنَيّ‌ أَنظُرُ إِلَي أَهلِ النّارِ فِيهَا مُعَذّبُونَ يَصطَرِخُونَ وَ كأَنَيّ‌ أَسمَعُ الآنَ زَفِيرَ النّارِ يَعزِفُونَ فِي مسَاَمعِيِ‌ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لِأَصحَابِهِ هَذَا عَبدٌ نَوّرَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِيمَانِ ثُمّ قَالَ الزَم مَا أَنتَ عَلَيهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الشّابّ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لِي أَن أُرزَقَ الشّهَادَةَ مَعَكَ فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللّهِص بِذَلِكَ فَلَم يَلبَث أَن خَرَجَ فِي بَعضِ غَزَوَاتِ النّبِيّص فَاستُشهِدَ بَعدَ تِسعَةِ نَفَرٍ وَ كَانَ هُوَ العَاشِرَ


صفحه : 176

31- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِلَو تَعلَمُونَ عِلمَ اليَقِينِ قَالَ المُعَايَنَةُ

32- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَمّن ذَكَرَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَفَي بِاليَقِينِ غِنًي وَ بِالعِبَادَةِ شُغُلًا

محص ،[التمحيص ] عن ابن سنان مثله

33- سن ،[المحاسن ] أَبِي رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَةٍ لَهُ أَيّهَا النّاسُ سَلُوا اللّهَ اليَقِينَ وَ ارغَبُوا إِلَيهِ فِي العَافِيَةِ فَإِنّ أَجَلّ النّعمَةِ العَافِيَةُ وَ خَيرَ مَا دَامَ فِي القَلبِ اليَقِينُ وَ المَغبُونَ مَن غُبِنَ دِينُهُ وَ المَغبُوطَ مَن غُبِطَ يَقِينُهُ قَالَ وَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ يُطِيلُ القُعُودَ بَعدَ المَغرِبِ يَسأَلُ اللّهَ اليَقِينَ

محص ،[التمحيص ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ المَغبُوطَ مَن حَسُنَ يَقِينُهُ

34-سن ،[المحاسن ] مُحَمّدُ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ عَن صَفوَانَ قَالَسَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَن قَولِ اللّهِ لِإِبرَاهِيمَأَ وَ لَم تُؤمِن قالَ بَلي وَ لكِن لِيَطمَئِنّ قلَبيِ‌


صفحه : 177

أَ كَانَ فِي قَلبِهِ شَكّ قَالَ لَا كَانَ عَلَي يَقِينٍ وَ لَكِنّهُ أَرَادَ مِنَ اللّهِ الزّيَادَةَ فِي يَقِينِهِ

35- سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِالّذِينَ يُؤتُونَ ما آتَوا وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌ أَنّهُم إِلي رَبّهِم راجِعُونَ قَالَ يَعمَلُونَ مَا عَمِلُوا مِن عَمَلٍ وَ هُم يَعلَمُونَ أَنّهُم يُثَابُونَ عَلَيهِ

وَ رَوَي عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَعمَلُونَ وَ يَعلَمُونَ أَنّهُم سَيُثَابُونَ عَلَيهِ

36- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن فَضَالَةَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي أعَراَبيِ‌ّ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ باَيعِنيِ‌ عَلَي الإِسلَامِ فَقَالَ عَلَي أَن تَقتُلَ أَبَاكَ فَكَفّ الأعَراَبيِ‌ّ يَدَهُ وَ أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي القَومِ يُحَدّثُهُم فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ يَا رَسُولَ اللّهِ باَيعِنيِ‌ عَلَي الإِسلَامِ فَقَالَ عَلَي أَن تَقتُلَ أَبَاكَ قَالَ نَعَم فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللّهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ الآنَ لَم تَتّخِذ مِن دُونِ اللّهِ وَ لَا رَسُولِهِ وَ لَا المُؤمِنِينَ وَلِيجَةً إنِيّ‌ لَا آمُرُكَ بِعُقُوقِ الوَالِدَينِ وَ لَكِنصاحِبهُما فِي الدّنيا مَعرُوفاً

37- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أُنَاساً أَتَوا رَسُولَ اللّهِص بَعدَ مَا أَسلَمُوا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ أَ يُؤخَذُ الرّجُلُ مِنّا بِمَا عَمِلَ فِي الجَاهِلِيّةِ بَعدَ إِسلَامِهِ فَقَالَ مَن حَسُنَ إِسلَامُهُ وَ صَحّ يَقِينُ إِيمَانِهِ لَم يَأخُذهُ اللّهُ بِمَا عَمِلَ فِي الجَاهِلِيّةِ وَ مَن سَخُفَ إِسلَامُهُ وَ لَم يَصِحّ يَقِينُ إِيمَانِهِ أَخَذَهُ اللّهُ بِالأَوّلِ وَ الآخِرِ


صفحه : 178

38- سن ،[المحاسن ] ابنُ يَزِيدَ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ حَمّادٍ مَعاً عَنِ العبَديِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ الإِيمَانُ فِي القَلبِ وَ اليَقِينُ خَطَرَاتٌ

39- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع اعلَمُوا أَنّهُ لَا يَصغَرُ مَا ضَرّ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَا يَصغَرُ مَا يَنفَعُ يَومَ القِيَامَةِ فَكُونُوا فِيمَا أَخبَرَكُمُ اللّهُ كَمَن عَايَنَ

40- سن ،[المحاسن ]الوَشّاءُ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ سَلُوا رَبّكُمُ العَفوَ وَ العَافِيَةَ فَإِنّكُم لَستُم مِن رِجَالِ البَلَاءِ فَإِنّهُ مَن كَانَ قَبلَكُم مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ شُقّوا بِالمَنَاشِيرِ عَلَي أَن يُعطُوا الكُفرَ فَلَم يُعطُوهُ

41- سن ،[المحاسن ] ابنُ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَبدِ الأَعلَي قَالَ قَالَ لِي رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ عنِديِ‌ تَمرَةٌ مِن نَخلَةِ رَسُولِ اللّهِص قَالَ فَذَكَرتُ ذَلِكَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ إِنّهَا لَيسَت إِلّا لِمَن عَرَفَهَا

42- سن ،[المحاسن ] ابنُ بَزِيعٍ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ السّرّاجِ عَن خَضِرِ بنِ عَمرٍو قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ المُؤمِنَ أَشَدّ مِن زُبَرِ الحَدِيدِ إِنّ الحَدِيدَ إِذَا دَخَلَ النّارَ لَانَ وَ إِنّ المُؤمِنَ لَو قُتِلَ وَ نُشِرَ ثُمّ قُتِلَ لَم يَتَغَيّر قَلبُهُ

43- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ وَ يُونُسَ قَالَا سَأَلنَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِخُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ أَ قُوّةُ الأَبدَانِ أَو قُوّةٌ فِي القَلبِ قَالَ فِيهِمَا جَمِيعاً

44-ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]روُيِ‌َكَفَي بِاليَقِينِ غِنًي وَ بِالعِبَادَةِ شُغُلًا وَ إِنّ الإِيمَانَ بِالقَلبِ


صفحه : 179

وَ اليَقِينَ خَطَرَاتٌ

وَ أرَويِ‌ مَا قُسِمَ بَينَ النّاسِ أَقَلّ مِنَ اليَقِينِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ اللّهَ يُبغِضُ مِن عِبَادِهِ المَائِلِينَ فَلَا تَزِلّوا عَنِ الحَقّ فَمَنِ استَبدَلَ بِالحَقّ هَلَكَ وَ فَاتَتهُ الدّنيَا وَ خَرَجَ مِنهَا سَاخِطاً

45-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع اليَقِينُ يُوصِلُ العَبدَ إِلَي كُلّ حَالٍ سنَيِ‌ّ وَ مَقَامٍ عَجِيبٍ كَذَلِكَ أَخبَرَ رَسُولُ اللّهِص عَن عِظَمِ شَأنِ اليَقِينِ حِينَ ذُكِرَ عِندَهُ أَنّ عِيسَي ابنَ مَريَمَ كَانَ يمَشيِ‌ عَلَي المَاءِ فَقَالَ لَو زَادَ يَقِينُهُ لَمَشَي فِي الهَوَاءِ يَدُلّ بِهَذَا أَنّ الأَنبِيَاءَ مَعَ جَلَالَةِ مَحَلّهِم مِنَ اللّهِ كَانَت تَتَفَاضَلُ عَلَي حَقِيقَةِ اليَقِينِ لَا غَيرُ وَ لَا نِهَايَةَ بِزِيَادَةِ اليَقِينِ عَلَي الأَبَدِ وَ المُؤمِنُونَ أَيضاً مُتَفَاوِتُونَ فِي قُوّةِ اليَقِينِ وَ ضَعفِهِ فَمَن قوَيِ‌َ مِنهُم يَقِينُهُ فَعَلَامَتُهُ التبّرَيّ‌ مِنَ الحَولِ وَ القُوّةِ إِلّا بِاللّهِ وَ الِاستِقَامَةُ عَلَي أَمرِ اللّهِ وَ عِبَادَتُهُ ظَاهِراً وَ بَاطِناً قَدِ استَوَت عِندَهُ حَالَةُ العَدَمِ وَ الوُجُودِ وَ الزّيَادَةِ وَ النّقصَانِ وَ المَدحِ وَ الذّمّ وَ العِزّ وَ الذّلّ لِأَنّهُ يَرَي كُلّهَا مِن عَينٍ وَاحِدَةٍ وَ مَن ضَعُفَ يَقِينُهُ تَعَلّقَ بِالأَسبَابِ وَ رَخّصَ لِنَفسِهِ بِذَلِكَ وَ اتّبَعَ العَادَاتِ وَ أَقَاوِيلَ النّاسِ بِغَيرِ حَقِيقَةٍ وَ سَعَي فِي أُمُورِ الدّنيَا وَ جَمعِهَا وَ إِمسَاكِهَا مُقِرّ بِاللّسَانِ أَنّهُ لَا مَانِعَ وَ لَا معُطيِ‌َ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ العَبدَ لَا يُصِيبُ إِلّا مَا رُزِقَ وَ قُسِمَ لَهُ وَ الجَهدُ لَا يَزِيدُ الرّزقَ وَ يُنكِرُ ذَلِكَ بِفِعلِهِ وَ قَلبِهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيَقُولُونَ بِأَفواهِهِم ما لَيسَ فِي قُلُوبِهِم وَ اللّهُ أَعلَمُ بِما يَكتُمُونَ وَ إِنّمَا عَطَفَ اللّهُ تَعَالَي بِعِبَادِهِ حَيثُ أَذِنَ لَهُم فِي الكَسبِ وَ الحَرَكَاتِ فِي بَابِ العَيشِ مَا لَم يَتَعَدّوا حُدُودَهُ وَ لَا يَترُكُوا فَرَائِضَهُ وَ سُنَنَ نَبِيّهِ ع فِي جَمِيعِ حَرَكَاتِهِم وَ لَا يَعدِلُوا عَن مَحَجّةِ التّوَكّلِ وَ لَا يَقِفُوا فِي مَيَدَانِ الحِرصِ فَأَمّا إِذَا نَسُوا ذَلِكَ وَ ارتَبَطُوا بِخِلَافِ مَا حُدّ لَهُم كَانُوا مِنَ الهَالِكِينَ الّذِينَ لَيسَ لَهُم فِي الحَاصِلِ إِلّا الدعّاَويِ‌ الكَاذِبَةُ وَ كُلّ مُكتَسِبٍ لَا يَكُونُ مُتَوَكّلًا فَلَا يَستَجلِبُ مِن كَسبِهِ إِلَي نَفسِهِ إِلّا حَرَاماً وَ شُبهَةً وَ عَلَامَتُهُ أَن يُؤثِرَ مَا يَحصُلُ مِن كَسبِهِ وَ يَجُوعَ وَ لَا يُنفِقَ فِي


صفحه : 180

سَبِيلِ الدّينِ وَ يُمسِكَ وَ المَأذُونُ بِالكَسبِ مَن كَانَ بِنَفسِهِ مُكتَسِباً وَ بِقَلبِهِ مُتَوَكّلًا وَ إِن كَثُرَ المَالُ عِندَهُ قَامَ فِيهِ كَالأَمِينِ عَالِماً بِأَنّ كَونَ ذَلِكَ المَالِ وَ فَوتَهُ سَوَاءٌ وَ إِن أَمسَكَ أَمسَكَ لِلّهِ وَ إِن أَنفَقَ أَنفَقَ فِيمَا أَمَرَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ يَكُونُ مَنعُهُ وَ عَطَاؤُهُ فِي اللّهِ

46- محص ،[التمحيص ] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن شَيءٍ إِلّا وَ لَهُ حَدّ قُلتُ فَمَا حَدّ اليَقِينِ قَالَ أَن لَا تَخَافَ مَعَ اللّهِ شَيئاً

47- محص ،[التمحيص ] عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لَا يَجِدُ رَجُلٌ طَعمَ الإِيمَانِ حَتّي يَعلَمَ أَنّ مَا أَصَابَهُ لَم يَكُن لِيُخطِئَهُ وَ مَا أَخطَأَهُ لَم يَكُن لِيُصِيبَهُ

مشكاة الأنوار، عن علي ع مثله

48- محص ،[التمحيص ] عَن يُونُسَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع عَنِ الإِيمَانِ وَ الإِسلَامِ فَقَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّمَا هُوَ الإِسلَامُ وَ الإِيمَانُ فَوقَهُ بِدَرَجَةٍ وَ التّقوَي فَوقَ الإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ وَ اليَقِينُ فَوقَ التّقوَي بِدَرَجَةٍ وَ لَم يُقسَم بَينَ النّاسِ شَيءٌ أَقَلّ مِنَ اليَقِينِ قَالَ قُلتُ فأَيَ‌ّ شَيءٍ اليَقِينُ قَالَ التّوَكّلُ عَلَي اللّهِ وَ التّسلِيمُ لِلّهِ وَ الرّضَا بِقَضَاءِ اللّهِ وَ التّفوِيضُ إِلَي اللّهِ قُلتُ مَا تَفسِيرُ ذَلِكَ قَالَ هَكَذَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع

49- محص ،[التمحيص ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الإِيمَانُ فِي القَلبِ وَ اليَقِينُ خَطَرَاتٌ

50- كِتَابُ الصّفّينِ،لِنَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَن مَالِكِ بنِ أَعيَنَ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ قَالَ إِنّ أَهلَ الشّامِ دَنَوا مِن عَلِيّ ع يَومَ صِفّينَ فَوَ اللّهِ مَا يَزِيدُهُ قُربُهُم مِنهُ إِلّا سُرعَةً فِي مَشيِهِ فَقَالَ لَهُ الحَسَنُ مَا ضَرّكَ لَو سَعَيتَ حَتّي تنَتهَيِ‌َ إِلَي هَؤُلَاءِ الّذِينَ صَبَرُوا بَعدَكَ مِن أَصحَابِكَ قَالَ يَا بنُيَ‌ّ إِنّ لِأَبِيكَ يَوماً لَن يَعدُوَهُ وَ لَا يُبطِئُ بِهِ عَنهُ السعّي‌ُ وَ لَا يُعَجّلُ بِهِ إِلَي المشَي‌ِ إِنّ أَبَاكَ وَ اللّهِ لَا يبُاَليِ‌ وَقَعَ


صفحه : 181

عَلَي المَوتِ أَو وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِ

وَ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ قَالَ خَرَجَ عَلِيّ ع يَومَ صِفّينَ وَ بِيَدِهِ عُنَيزَةٌ فَمَرّ عَلَي سَعِيدِ بنِ قَيسٍ الهمَداَنيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ أَ مَا تَخشَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَن يَغتَالَكَ أَحَدٌ وَ أَنتَ قُربَ عَدُوّكَ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع إِنّهُ لَيسَ مِن أَحَدٍ إِلّا عَلَيهِ مِنَ اللّهِ حَفَظَةٌ يَحفَظُونَهُ مِن أَن يَتَرَدّي فِي قَلِيبٍ أَو يَخِرّ عَلَيهِ حَائِطٌ أَو تُصِيبَهُ آفَةٌ فَإِذَا جَاءَ القَدَرُ خَلّوا بَينَهُ وَ بَينَهُ

51- نهج ،[نهج البلاغة] سَمِعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع رَجُلًا مِنَ الحَرُورِيّةِ يَتَهَجّدُ وَ يَقرَأُ فَقَالَ نَومٌ عَلَي يَقِينٍ خَيرٌ مِن صَلَاةٍ فِي شَكّ

وَ مِن خُطبَةٍ لَهُ ع إِنّمَا سُمّيَتِ الشّبهَةُ شُبهَةً لِأَنّهَا تُشبِهُ الحَقّ وَ أَمّا أَولِيَاءُ اللّهِ فَضِيَاؤُهُم فِيهَا اليَقِينُ وَ دَلِيلُهُم سَمتُ الهُدَي وَ أَمّا أَعدَاءُ اللّهِ فَدُعَاؤُهُم فِيهَا الضّلَالُ وَ دَلِيلُهُمُ العَمَي فَمَا يَنجُو مِنَ المَوتِ مَن خَافَهُ وَ لَا يُعطَي البَقَاءَ مَن أَحَبّهُ

وَ مِن كَلَامٍ لَهُ ع لَمّا خُوّفَ مِنَ الغِيلَةِ وَ إِنّ عَلَيّ مِنَ اللّهِ جُنّةً حَصِينَةً فَإِذَا جَاءَ يوَميِ‌ انفَرَجَت عنَيّ‌ وَ أسَلمَتَنيِ‌ فَحِينَئِذٍ يَطِيشُ السّهمُ وَ لَا يَبرَأُ الكَلمُ

وَ قَالَ فِي وَصِيّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ ع اطرَح عَنكَ وَارِدَاتِ الأُمُورِ بِعَزَائِمِ الصّبرِ وَ حُسنِ اليَقِينِ

52- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع فِي خُطبَةٍ لَهُ طَوِيلَةٍ الإِيمَانُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الصّبرِ وَ اليَقِينِ وَ العَدلِ وَ التّوحِيدِ

وَ مِنهُ نَقلًا مِنَ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الإِيمَانَ أَفضَلُ مِنَ الإِسلَامِ


صفحه : 182

وَ إِنّ اليَقِينَ أَفضَلُ مِنَ الإِيمَانِ وَ مَا مِن شَيءٍ أَعَزّ مِنَ اليَقِينِ

وَ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ أَمّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَينِ يَتِيمَينِ فِي المَدِينَةِ وَ كانَ تَحتَهُ كَنزٌ لَهُما فَقَالَ أَمَا إِنّهُ مَا كَانَ ذَهَباً وَ لَا فِضّةً إِنّمَا كَانَ أَربَعَ كَلِمَاتٍ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا مَن أَيقَنَ بِالمَوتِ لَم يَضحَك سِنّهُ وَ مَن أَيقَنَ بِالحِسَابِ لَم يَفرَح قَلبُهُ وَ مَن أَيقَنَ بِالقَدَرِ لَم يَخشَ إِلّا اللّهَ

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الصّبرُ مِنَ اليَقِينِ

وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ قَنبَرٌ غُلَامُ عَلِيّ ع يُحِبّ عَلِيّاً حُبّاً شَدِيداً فَإِذَا خَرَجَ عَلِيّ ع خَرَجَ عَلَي أَثَرِهِ بِالسّيفِ فَرَآهُ ذَاتَ لَيلَةٍ فَقَالَ يَا قَنبَرُ مَا لَكَ فَقَالَ جِئتُ لأِمَشيِ‌َ خَلفَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ وَيحَكَ أَ مِن أَهلِ السّمَاءِ تحَرسُنُيِ‌ أَو مِن أَهلِ الأَرضِ قَالَ لَا بَل مِن أَهلِ الأَرضِ فَقَالَ إِنّ أَهلَ الأَرضِ لَا يَستَطِيعُونَ لَو شَاءُوا إِلّا بِإِذنِ اللّهِ مِنَ السّمَاءِ فَارجِع قَالَ فَرَجَعَ

وَ عَنهُ ع لَيسَ شَيءٌ إِلّا لَهُ حَدّ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا حَدّ التّوَكّلِ قَالَ اليَقِينُ قُلتُ فَمَا حَدّ اليَقِينِ قَالَ لَا تَخَافَ مَعَ اللّهِ شَيئاً وَ قَالَ إِنّ مُحَمّدَ بنَ الحَنَفِيّةِ كَانَ رَجُلًا رَابِطَ الجَأشِ وَ كَانَ الحَجّاجُ يَلقَاهُ فَيَقُولُ لَهُ لَقَد هَمَمتُ أَن أَضرِبَ ألّذِي فِيهِ عَينَاكَ فَيَقُولُ كَلّا إِن لِلّهِ فِي كُلّ يَومٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ لَحظَةً فَأَرجُو أَن يَكفِيَكَ بِإِحدَاهُنّ

وَ سَأَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ الحَسَنَ وَ الحُسَينَ ع فَقَالَ لَهُمَا مَا بَينَ الإِيمَانِ وَ اليَقِينِ فَسَكَتَا فَقَالَ لِلحَسَنِ ع أَجِب يَا أَبَا مُحَمّدٍ قَالَ بَينَهُمَا شِبرٌ قَالَ وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنّ الإِيمَانِ مَا سَمِعنَاهُ بِآذَانِنَا وَ صَدّقنَاهُ بِقُلُوبِنَا وَ اليَقِينُ مَا أَبصَرنَاهُ بِأَعيُنِنَا وَ استَدلَلنَا بِهِ عَلَي مَا غَابَ عَنّا


صفحه : 183

وَ مِنهُ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ‌ عَلَي النّاسِ زَمَانٌ لَا يُنَالُ فِيهِ المُلكُ إِلّا بِالقَتلِ وَ التّجَبّرِ وَ لَا الغِنَي إِلّا بِالغَصبِ وَ البُخلِ وَ لَا المَحَبّةُ إِلّا بِاستِخرَاجِ الدّينِ وَ اتّبَاعِ الهَوَي فَمَن أَدرَكَ ذَلِكَ الزّمَانَ فَصَبَرَ عَلَي البِغضَةِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي المَحَبّةِ وَ صَبَرَ عَلَي الفَقرِ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي الغِنَي وَ صَبَرَ عَلَي الذّلّ وَ هُوَ يَقدِرُ عَلَي العِزّ آتَاهُ اللّهُ ثَوَابَ خَمسِينَ صِدّيقاً مِمّن صَدّقَ بِهِ

وَ مِنهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ قَالَ أهُديِ‌َ إِلَي الرّسُولِص بَغلَةٌ أَهدَاهَا كِسرَي لَهُ أَو قَيصَرُ فَرَكِبَهَا النّبِيّص فَأَخَذَ مِن شَعرِهَا وَ أرَدفَنَيِ‌ خَلفَهُ ثُمّ قَالَ يَا غُلَامُ احفَظِ اللّهَ يَحفَظكَ احفَظِ اللّهَ تَجِدهُ أَمَامَكَ تَعَرّف إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي الرّخَاءِ يَعرِفكَ فِي الشّدّةِ إِذَا سَأَلتَ فَاسأَلِ اللّهَ وَ إِذَا استَعَنتَ فَاستَعِن بِاللّهِ قَد مَضَي القَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَلَو جَهَدَ النّاسُ أَن يَنفَعُوكَ بِأَمرٍ لَم يَكتُبهُ اللّهُ عَلَيكَ لَم يَقدِرُوا عَلَيهِ فَإِنِ استَطَعتَ أَن تَعمَلَ بِالصّبرِ مَعَ اليَقِينِ فَافعَل وَ إِن لَم تَستَطِع فَإِنّ فِي الصّبرِ عَلَي مَا تَكرَهُ خَيراً كَثِيراً وَ اعلَم أَنّ الصّبرَ مَعَ النّصرِ وَ أَنّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ وَ أَنّمَعَ العُسرِ يُسراً

وَ مِنهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الصّبرُ رَأسُ الإِيمَانِ

وَ عَنهُ ع قَالَ الصّبرُ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنزِلَةِ الرّأسِ مِنَ الجَسَدِ فَإِذَا ذَهَبَ الرّأسُ ذَهَبَ الجَسَدُ كَذَلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصّبرُ ذَهَبَ الإِيمَانُ

وَ مِنهُ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا حَفصُ إِنّ مَن صَبَرَ صَبراً[صَبَرَ]قَلِيلًا وَ إِنّ مَن جَزِعَ جَزَعاً[جَزِعَ]قَلِيلًا ثُمّ قَالَ عَلَيكَ بِالصّبرِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَعَثَ مُحَمّداًص فَأَمَرَهُ بِالصّبرِ وَ الرّفقِ فَقَالَاصبِر عَلي ما يَقُولُونَ وَ اهجُرهُم هَجراً جَمِيلًا وَ ذرَنيِ‌ وَ المُكَذّبِينَ وَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيادفَع باِلتّيِ‌ هيِ‌َ أَحسَنُ فَإِذَا ألّذِي بَينَكَ وَ بَينَهُ عَداوَةٌ


صفحه : 184

كَأَنّهُ ولَيِ‌ّ حَمِيمٌ وَ ما يُلَقّاها إِلّا الّذِينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقّاها إِلّا ذُو حَظّ عَظِيمٍفَصَبَرَ حَتّي نَالُوهُ بِالعَظَائِمِ وَ رَمَوهُ بِهَا تَمَامَ الحَدِيثِ

وَ مِنهُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وُكّلَ الرّزقُ بِالحُمقِ وَ وُكّلَ الحِرمَانُ بِالعَقلِ وَ وُكّلَ البَلَاءُ بِاليَقِينِ وَ الصّبرِ

وَ مِنهُ عَن مِهرَانَ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أَشكُو إِلَيهِ الدّينَ وَ تَغَيّرَ الحَالِ فَكَتَبَ لِي اصبِر تُؤجَر فَإِنّكَ إِن لَم تَصبِر لَم تُؤجَر وَ لَم تُرَدّ قَضَاءَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

وَ مِنهُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الصّبرُ صَبرَانِ صَبرٌ عِندَ المُصِيبَةِ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَ أَحسَنُ مِن ذَلِكَ الصّبرُ عِندَ مَا حَرّمَ اللّهُ عَلَيكَ الخَبَرَ

وَ قَالَ البَاقِرُ ع لَمّا حَضَرَت أَبِي عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع الوَفَاةُ ضمَنّيِ‌ إِلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ أَي بنُيَ‌ّ أُوصِيكَ بِمَا أوَصاَنيِ‌ أَبِي حِينَ حَضَرَتهُ الوَفَاةُ وَ بِمَا ذَكَرَ أَنّ أَبَاهُ ع أَوصَاهُ بِهِ أَي بنُيَ‌ّ اصبِر عَلَي الحَقّ وَ إِن كَانَ مُرّاً

عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَجَباً لِلمُؤمِنِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يقَضيِ‌ لَهُ قَضَاءً إِلّا كَانَ لَهُ خَيراً إِنِ ابتلُيِ‌َ صَبَرَ وَ إِن أعُطيِ‌َ شَكَرَ

وَ قِيلَ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَن أَكرَمُ الخَلقِ عَلَي اللّهِ قَالَ مَن إِذَا أعُطيِ‌َ شَكَرَ وَ إِذَا ابتلُيِ‌َ صَبَرَ


صفحه : 185

باب 35-النية وشرائطها ومراتبها وكمالها وثوابها و أن قبول العمل نادر

1- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ لَا عَمَلَ إِلّا بِنِيّةٍ

تبيين لاعمل إلابنية أي لاعمل صحيحة كمافهمه الأكثر إلابنية وخص بالعبادات لأنه لو كان المراد مطلق تصور الفعل وتصور فائدته والتصديق بترتب الغاية عليه وانبعاث العزم من النفس إليه فهذا لازم لكل فعل اختياري‌ ومعلوم أنه ليس غرض الشارع بيان هذاالمعني بل لابد أن يكون المراد بهانية خاصة خالصة بهايصير العمل كاملا أوصحيحا والصحة أقرب إلي نفي‌ الحقيقة ألذي هوالحقيقة في هذاالتركيب فلابد من تخصيصها بالعبادات لعدم القول باشتراط نية القربة وأمثالها في غيرها ولذا استدلوا به وبأمثاله علي وجوب النية وتفصيله في كتب الفروع . و قال المحقق الطوسي‌ قدس سره في بعض رسائله النية هي‌ القصد إلي الفعل وهي‌ واسطة بين العلم والعمل إذ ما لم يعلم الشي‌ء لم يمكن قصده و ما لم يقصده لم يصدر عنه ثم لما كان غرض السالك العامل الوصول إلي مقصد معين كامل علي الإطلاق و هو الله تعالي لابد من اشتماله علي قصد التقرب به . و قال بعض المحققين يعني‌ لاعمل يحسب من عبادة الله تعالي ويعد من طاعته بحيث يصح أن يترتب عليه الأجر في الآخرة إلا مايراد به التقرب إلي الله تعالي والدار الآخرة أعني‌ يقصد به وجه الله سبحانه أوالتوصل إلي ثوابه أوالخلاص من عقابه وبالجملة امتثال أمر الله تعالي فيما ندب عباده إليه ووعدهم


صفحه : 186

الأجر عليه وإنما يأجرهم علي حسب أقدارهم ومنازلهم ونياتهم فمن عرف الله بجماله وجلاله ولطف فعاله فأحبه واشتاق إليه وأخلص عبادته له لكونه أهلا للعبادة ولمحبته له أحبه الله وأخلصه واجتباه وقربه إلي نفسه وأدناه قربا معنويا ودنوا روحانيا كما قال في حق بعض من هذه صفته وَ إِنّ لَهُ عِندَنا لَزُلفي وَ حُسنَ مَآبٍ. وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ سَيّدُ المُوَحّدِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَا عَبَدتُكَ خَوفاً مِن نَارِكَ وَ لَا طَمَعاً فِي جَنّتِكَ لَكِن وَجَدتُكَ أَهلًا لِلعِبَادَةِ فَعَبَدتُك وَ مَن لَم يَعرِف مِنَ اللّهِ سِوَي كَونِهِ إِلَهاً صَانِعاً لِلعَالَمِ قَادِراً قَاهِراً عَالِماً وَ أَنّ لَهُ جَنّةً يُنعِمُ بِهَا المُطِيعِينَ وَ نَاراً يُعَذّبُ بِهَا العَاصِينَ فَعَبَدَهُ لِيَفُوزَ بِجَنّتِهِ أَو يَكُونَ لَهُ النّجَاةُ مِن نَارِهِ أَدخَلَهُ اللّهُ تَعَالَي بِعِبَادَتِهِ وَ طَاعَتِهِ الجَنّةَ وَ أَنجَاهُ مِنَ النّارِ لَا مَحَالَةَ

كَمَا أَخبَرَ عَنهُ فِي غَيرِ مَوضِعٍ مِن كِتَابِهِ فَإِنّمَا لِكُلّ امر‌ِئٍ مَا نَوَي

. فلاتصغ إلي قول من ذهب إلي بطلان العبادة إذاقصد بفعلها تحصيل الثواب أوالخلاص من العقاب زعما منه أن هذاالقصد مناف للإخلاص ألذي هوإرادة وجه الله سبحانه وحده و أن من قصد ذلك فإنما قصد جلب النفع إلي نفسه ودفع الضرر عنها لاوجه الله سبحانه فإن هذاقول من لامعرفة له بحقائق التكاليف ومراتب الناس فيها فإن أكثر الناس يتعذر منهم العبادة ابتغاء وجه الله بهذا المعني لأنهم لايعرفون من الله إلاالمرجو والمخوف فغايتهم أن يتذكروا النار ويحذروا أنفسهم عقابها ويتذكروا الجنة ويرغبوا أنفسهم ثوابها وخصوصا من كان الغالب علي قلبه الميل إلي الدنيا فإنه قلما ينبعث له إلي فعل الخيرات لينال بهاثواب الآخرة فضلا عن عبادته علي نية إجلال الله عز و جل لاستحقاقه الطاعة والعبودية فإنه قل من يفهمها فضلا عمن يتعاطاها. و الناس في نياتهم في العبادات علي أقسام أدناهم من يكون عمله إجابة لباعث الخوف فإنه يتقي‌ النار ومنهم من يعمل إجابة لباعث الرجاء فإنه يرغب


صفحه : 187

في الجنة و كل من القصدين و إن كان نازلا بالإضافة إلي قصد طاعة الله وتعظيمه لذاته ولجلاله لالأمر سواه إلا أنه من جملة النيات الصحيحة لأنه ميل إلي الموعود في الآخرة و إن كان من جنس المألوف في الدنيا. و أماقول القائل إنه ينافي‌ الإخلاص فجوابه أنك ماتريد بالإخلاص إن أردت به أن يكون خالصا للآخرة لا يكون مشوبا بشوائب الدنيا والحظوظ العاجلة للنفس كمدح الناس والخلاص من النفقة بعتق العبد ونحو ذلك فظاهر أن إرادة الجنة والخلاص من النار لاينافيان الإخلاص بهذا المعني و إن أردت بالإخلاص أن لايراد بالعمل سوي جمال الله وجلاله من غيرشوب من حظوظ النفس و إن كان حظا أخرويا فاشتراطه في صحة العبادة متوقف علي دليل شرعي‌ وأني لك به بل الدلائل علي خلافه أكثر من أن تذكر مع أنه تكليف بما لايطاق بالنسبة إلي أكثر الخلائق لأنهم لايعرفون الله بجماله وجلاله و لاتتأتي منهم العبادة إلا من خوف النار أوللطمع في الجنة. وأيضا فإن الله سبحانه قد قال ادعُوهُ خَوفاً وَ طَمَعاًوَ يَدعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباًفرغب ورهب ووعد وأوعد فلو كان مثل هذه النيات مفسدا للعبادات لكان الترغيب والترهيب والوعد والوعيد عبثا بل مخلا بالمقصود. وأيضا فإن أولياء الله قديعملون بعض الأعمال للجنة وصرف النار لأن حبيبهم يحب ذلك أولتعليم الناس إخلاص العمل للآخرة إذاكانوا أئمة يقتدي بهم هذا

أَمِيرُ المُؤمِنِينَ سِيّدُ الأَولِيَاءِ قَد كَتَبَ كِتَاباً لِبَعضِ مَا وَقَفَهُ مِن أَموَالِهِ فَصَدّرَ كِتَابَهُ بَعدَ التّسمِيَةِ بِهَذَا هَذَا مَا أَوصَي بِهِ وَ قَضَي بِهِ فِي مَالِهِ عَبدُ اللّهِ عَلِيّ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ ليِوُلجِنَيِ‌ بِهِ الجَنّةَ وَ يصَرفِنَيِ‌ بِهِ عَنِ النّارِ وَ يَصرِفَ النّارَ عنَيّ‌يَومَ تَبيَضّ وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ وُجُوهٌ


صفحه : 188

فإن لم تكن العبادة بهذه النية صحيحة لم يصح له أن يفعل ذلك ويلقن به غيره ويظهره في كلامه . إن قيل إن جنة الأولياء لقاء الله وقربه ونارهم فراقه وبعده فيجوز أن يكون أمير المؤمنين ع أراد ذلك قلنا إرادة ذلك ترجع إلي طلب القرب المعنوي‌ والدنو الروحاني‌ ومثل هذه النية مختص بأولياء الله كمااعترف به فغيرهم لماذا يعبدون و ليس في الآخرة إلا الله والجنة والنار فمن لم يكن من أهل الله وأوليائه لايمكن له أن يطلب إلاالجنة أويهرب إلا من النار المعهودتين إذ لايعرف غير ذلك و كل يعمل علي شاكلته و لمايحبه ويهواه غير هذا لا يكون أبدا. ولعل هذاالقائل لم يعرف معني النية وحقيقتها و أن النية ليست مجرد قولك عندالصلاة أوالصوم أوالتدريس أصلي‌ أوأصوم أوأدرس قربة إلي الله تعالي ملاحظا معاني‌ هذه الألفاظ بخاطرك ومتصورا لها بقلبك هيهات إنما هذاتحريك لسان وحديث نفس وإنما النية المعتبرة انبعاث النفس وميلها وتوجهها إلي ما فيه غرضها ومطلبها إما عاجلا وإما آجلا. و هذاالانبعاث والميل إذا لم يكن حاصلا لها لايمكنها اختراعه واكتسابه بمجرد النطق بتلك الألفاظ وتصور تلك المعاني‌ و ما ذلك إلاكقول الشبعان أشتهي‌ الطعام وأميل إليه قاصدا حصول الميل والاشتهاء وكقول الفارغ أعشق فلانا وأحبه وأنقاد إليه وأطيعه بل لاطريق إلي اكتساب صرف القلب إلي الشي‌ء وميله إليه وإقباله عليه إلابتحصيل الأسباب الموجبة لذلك الميل والانبعاث واجتناب الأمور المنافية لذلك المضادة له فإن النفس إنما تنبعث إلي الفعل وتقصده وتميل إليه تحصيلا للغرض الملائم لها بحسب مايغلب عليها من الصفات . فإذاغلب علي قلب المدرس مثلا حب الشهرة وإظهار الفضيلة وإقبال الطلبة إليه فلايتمكن من التدريس بنية التقرب إلي الله سبحانه بنشر العلم


صفحه : 189

وإرشاد الجاهلين بل لا يكون تدريسه إلالتحصيل تلك المقاصد الواهية والأغراض الفاسدة و إن قال بلسانه أدرس قربة إلي الله وتصور ذلك بقلبه وأثبته في ضميره و مادام لم يقلع تلك الصفات الذميمة من قلبه لاعبرة بنيته أصلا وكذلك إذا كان قلبك عندنية الصلاة منهمكا في أمور الدنيا والتهالك عليها والانبعاث في طلبها فلايتيسر لك توجيهه بكليته وتحصيل الميل الصادق إليها والإقبال الحقيقي‌ عليها بل يكون دخولك فيهادخول متكلف لها متبرم بها و يكون قولك أصلي‌ قربة إلي الله كقول الشبعان أشتهي‌ الطعام وقول الفارغ أعشق فلانا مثلا. والحاصل أنه لايحصل لك النية الكاملة المعتد بها في العبادات من دون ذلك الميل والإقبال وقمع مايضاده من الصوارف والأشغال و هو لايتيسر إلا إذاصرفت قلبك عن الأمور الدنيوية وطهرت نفسك عن الصفات الذميمة الدنية وقطعت نظرك عن حظوظك العاجلة بالكلية. وأقول أمر النية قداشتبه علي كثير من علمائنا رضوان الله عليهم لاشتباهه علي المخالفين و لم يحققوا ذلك علي الحق واليقين و قدحقق شيخنا البهائي‌ قدس الله روحه شيئا من ذلك في شرح الأربعين وحققنا كثيرا من غوامض أسرارها في كتاب عين الحياة ورسالة العقائد فمن أراد تحقيق ذلك فليرجع إليهما

2- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ وَ نِيّةُ الكَافِرِ شَرّ مِن عَمَلِهِ وَ كُلّ عَامِلٍ يَعمَلُ عَلَي نِيّتِهِ

بيان هذاالحديث من الأخبار المشهورة بين الخاصة والعامة و قدقيل فيه وجوه .الأول أن المراد بنية المؤمن اعتقاده الحق و لاريب أنه خير من أعماله


صفحه : 190

إذ ثمرته الخلود في الجنة وعدمه يوجب الخلود في النار بخلاف العمل .الثاني‌ أن المراد أن النية بدون العمل خير من العمل بدون النية ورد بأن العمل بدون نية لاخير فيه أصلا وحقيقة التفضيل تقتضي‌ المشاركة و لو في الجملة.الثالث مانقل عن ابن دريد و هو أن المؤمن ينوي‌ خيرات كثيرة لايساعده الزمان علي عملها فكان الثواب المترتب علي نياته أكثر من الثواب المترتب علي أعماله الرابع ماذكره بعض المحققين و هو أن المؤمن ينوي‌ أن يوقع عباداته علي أحسن الوجوه لأن إيمانه يقتضي‌ ذلك ثم إذا كان يشتغل بها لايتيسر له ذلك و لايتأتي كمايريد فلايأتي‌ بها كماينبغي‌ فالذي‌ ينوي‌ دائما خير من ألذي يعمل في كل عبادة و هذاقريب من المعني الأول ويمكن الجمع بينهما وَ يُؤَيّدُهُمَا الخَبَرُ الثّالِثُ وَ الخَامِسُ وَ مَا رَوَاهُ الصّدُوقُ ره فِي عِلَلِ الشّرَائِعِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ وَ ذَلِكَ لِأَنّهُ ينَويِ‌ مِنَ الخَيرِ مَا لَا يُدرِكُهُ وَ نِيّةُ الكَافِرِ شَرّ مِن عَمَلِهِ وَ ذَلِكَ لِأَنّ الكَافِرَ ينَويِ‌ الشّرّ وَ يَأمُلُ مِنَ الشّرّ مَا لَا يُدرِكُهُ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لَهُ زَيدٌ الشّحّامُ إنِيّ‌ سَمِعتُكَ تَقُولُ نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ فَكَيفَ تَكُونُ النّيّةُ خَيراً مِنَ العَمَلِ قَالَ لِأَنّ العَمَلَ إِنّمَا كَانَ رِئَاءَ المَخلُوقِينَ وَ النّيّةَ خَالِصَةٌ لِرَبّ العَالَمِينَ فيَعُطيِ‌ عَزّ وَ جَلّ عَلَي النّيّةِ مَا لَا يعُطيِ‌ عَلَي العَمَلِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ العَبدَ ليَنَويِ‌ مِن نَهَارِهِ أَن يصُلَيّ‌َ بِاللّيلِ فَتَغلِبُهُ عَينُهُ فَيَنَامُ فَيُثبِتُ اللّهُ لَهُ صَلَاتَهُ وَ يَكتُبُ نَفَسَهُ تَسبِيحاً وَ يَجعَلُ نَومَهُ صَدَقَةً

.الخامس أن طبيعة النية خير من طبيعة العمل لأنه لايترتب عليها عقاب أصلا بل إن كانت خيرا أثيب عليها و إن كانت شرا كان وجودها كعدمها


صفحه : 191

بخلاف العمل فإن من يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُفصح أن النية بهذا الاعتبار خير من العمل . وأقول يمكن أن يقال هذا في الشر أيضا بناء علي أن الكافر يعاقب علي نيات الشر وإنما العفو عن المؤمنين .السادس أن النية من أعمال القلب و هوأفضل من الجوارح فعمله أفضل من عملها أ لاتري إلي قوله تعالي أَقِمِ الصّلاةَ لذِكِريِ‌جعل سبحانه الصلاة وسيلة إلي الذكر والمقصود أشرف من الوسيلة وأيضا فأعمال القلب مستورة عن الخلق لايتطرق إليها الرئاء وغيره بخلاف أعمال الجوارح .السابع أن المراد أن نية بعض الأعمال الشاقة كالحجّ والجهاد خير من بعض الأعمال الخفية كتلاوة آية من القرآن والصدقة بدرهم مثلا.الثامن ماذكره السيد المرتضي رضي‌ الله عنه في الغرر أن لفظة خير ليست اسم تفضيل بل المراد أن نية المؤمن عمل خير من جملة أعماله و من تبعيضية و به دفع التنافي‌ بين هذاالحديث و بين ما

يُروَي عَنهُص أَفضَلُ الأَعمَالِ أَحمَزُهَا

ويجري‌ هذاالوجه في قوله ونية الكافر شر من عمله فإن المعني فيه أيضا ليس معني التفضيل بل المعني شر من جملة عمله . فإن قيل كيف يصح هذا مع ما

وَرَدَ فِي الحَدِيثِ مِن أَنّ ابنَ آدَمَ إِذَا هَمّ بِالحَسَنَةِ كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ وَ إِذَا هَمّ بِالسّيّئَةِ لَم يُكتَب عَلَيهِ شَيءٌ حَتّي يَعمَلَ

قلنا قدذكرنا سابقا أن ظاهر بعض الأخبار أن ذلك مخصوص بالمؤمنين .التاسع أن المراد بالنية تأثر القلب عندالعمل وانقياده إلي الطاعة وإقباله علي الآخرة وانصرافه عن الدنيا و ذلك يشتدّ بشغل الجوارح في الطاعات وكفها عن المعاصي‌ فإن بين الجوارح والقلب علاقة شديدة يتأثر كل منهما بالآخر كما إذاحصل للأعضاء آفة سري أثرها إلي القلب فاضطرب و إذاتألم القلب بخوف مثلا سري أثره إلي الجوارح فارتعدت والقلب هوالأمير المتبوع


صفحه : 192

والجوارح كالرعايا والأتباع والمقصود من أعمالها حصول ثمرة للقلب . فلاتظن أن في وضع الجبهة علي الأرض غرضا من حيث إنه جمع بين الجبهة و الأرض بل من حيث إنه بحكم العادة يؤكد صفة التواضع في القلب فإن من يجد في نفسه تواضعا فإذااستعان بأعضائه وصورها بصورة التواضع تأكد بذلك تواضعه و أما من يسجد غافلا عن التواضع و هومشغول القلب بأغراض الدنيا فلايصل من وضع جبهته علي الأرض أثر علي قلبه بل سجوده كعدمه نظرا إلي الغرض المطلوب منه فكانت النيّة روح العمل وثمرته والمقصد الأصلي‌ من التكليف به فكانت أفضل . و هذاالوجه قريب مما ذكره الغزالي‌ في إحيائه و هو أن كل طاعة تنتظم بنيّة وعمل و كل منهما من جملة الخيرات إلا أن النية من الطاعتين خير من العمل لأن أثر النية في المقصود أكثر من أثر العمل لأن صلاح القلب هوالمقصود من التكليف والأعضاء آلات موصلة إلي المقصود والغرض من حركات الجوارح أن يعتاد القلب إرادة الخير ويؤكد الميل إليه ليتفرغ عن شهوات الدنيا ويقبل علي الذكر والفكر فبالضرورة يكون خيرا بالإضافة إلي الغرض قال الله تعالي لَن يَنالَ اللّهَ لُحُومُها وَ لا دِماؤُها وَ لكِن يَنالُهُ التّقوي مِنكُم والتقوي صفة القلب

وَ فِي الحَدِيثِ إِنّ فِي الجَسَدِ لَمُضغَةً إِذَا صَلُحَت صَلُحَ لَهَا سَائِرُ الجَسَدِ.

العاشر أن نيّة المؤمن هي‌ الباعثة له علي عمل الخير فهي‌ أصل العمل وعلته والعمل فرعها لأنه لايحصل العمل و لايوجد إلابتصور المقصود الحقيقي‌ والتصديق بحصوله وانبعاث النفس إليه حتي يشتدّ العزم ويوجد الفعل فبهذه الجهة هي‌ أشرف وكذا نيّة الكافر سبب لعمله الخبيث فهي‌ شرّ منه .الحادي‌ عشر أن النيّة روح العمل والعمل بمثابة البدن لها فخيريته وشرّيته تابعتان لخيرية النية وشريتها كما أن شرافة البدن وخباثته تابعتان


صفحه : 193

لشرافة الروح وخباثته فبهذا الاعتبار نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله .الثاني‌ عشر أن نية المؤمن وقصده أولا هو الله وثانيا العمل لأنه يوصل إليه ونيّة الكافر وقصده غيره تعالي وعمله يوصله إليه وبهذا الاعتبار صح ماذكر. و هذاالوجه و ماتقدمه مستفادان من كلام المحقق الطوسي‌ قدس سره والوجود المذكورة ربما يرجع بعضها إلي بعض و بعد ماأحطت خبرا بما ذكرناه نذكر ما هوأقوي عندنا بعدالإعراض عن الفضول و هوالحق الحقيق بالقبول .فاعلم أن الإشكالات الناشئة من هذاالخبر إنما هولعدم تحقيق معني النية وتوهم أنها تصور الغرض والغاية وإخطارها بالبال و إذاحققتها كماأومأنا إليه سابقا عرفت أن تصحيح النية من أشق الأعمال وأحمزها وأنها تابعة للحالة التي‌ النفس متصفة بها وكمال الأعمال وقبولها وفضلها منوط بها و لايتيسر تصحيحها إلابإخراج حب الدنيا وفخرها وعزها من القلب برياضات شاقة وتفكرات صحيحة ومجاهدات كثيرة فإن القلب سلطان البدن وكلما استولي عليه يتبعه سائر الجوارح بل هوالحصن ألذي كل حب استولي عليه وتصرف فيه يستخدم سائر الجوارح والقوي ويحكم عليها و لاتستقر فيه محبتان غالبتان كما

قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا عِيسَي لَا يَصلُحُ لِسَانَانِ فِي فَمٍ وَاحِدٍ وَ لَا قَلبَانِ فِي صَدرٍ وَاحِدٍ وَ كَذَلِكَ الأَذهَانُ

و قال سبحانه ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ فِي جَوفِهِ.فالدنيا والآخرة ضرّتان لايجتمع حبهما في قلب فمن استولي علي قلبه حب المال لايذهب فكره وخياله وقواه وجوارحه إلا إليه و لايعمل عملا إلا ومقصوده الحقيقي‌ فيه تحصيله و إن ادعي غيره كان كاذبا ولذا يطلب


صفحه : 194

الأعمال التي‌ وعد فيهاكثرة المال و لايتوجه إلي الطاعات التي‌ وعد فيهاقرب ذي‌ الجلال وكذا من استولي عليه حب الجاه ليس مقصوده في أعماله إلا مايوجب حصوله وكذا سائر الأغراض الباطلة الدنيوية فلايخلص العمل لله سبحانه وللآخرة إلابإخراج حب هذه الأمور من القلب وتصفيته عما يوجب البعد عن الحق .فللناس في نياتهم مراتب شتي بل غيرمتناهية بحسب حالاتهم فمنها مايوجب فساد العمل وبطلانه ومنها مايوجب صحته ومنها مايوجب كماله ومراتب كماله أيضا كثيرة فأما مايوجب بطلانه فلاريب في أنه إذاقصد الرئاء المحض أوالغالب بحيث لو لم يكن رؤية الغير له لايعمل هذاالعمل إنه باطل لايستحق الثواب عليه بل يستحق العقاب كمادلت عليه الآيات والأخبار الكثيرة و أما إذاضم إلي القربة غيرها بحيث كان الغالب القربة و لو لم تكن الضميمة يأتي‌ بهاففيه إشكال و لاتبعد الصحة و لوتعلق الرئاء ببعض صفاته المندوبة كإسباغ الوضوء وتطويل الصلاة فأشد إشكالا. و لوضم إليها غيرالرئاء كالتبريد ففيه أقوال ثالثها التفصيل بالصحة مع كون القربة مقصودة بالذات والبطلان مع العكس قال في الذكري لوضم إلي النية منافيا فالأقرب البطلان كالرئاء والندب في الواجب لأن تنافي‌ المرادات يستلزم تنافي‌ الإرادات وظاهر المرتضي الصحة بمعني عدم الإعادة لابمعني حصول الثواب ذكر ذلك في الصلاة المنوي‌ بهاالرئاء و هويستلزم الصحة فيها و في غيرها مع ضم الرئاء إلي التقرب و لوضم اللازم كالتبرد قطع الشيخ وصاحب المعتبر بالصحة لأنه فعل الواجب وزيادة غيرمنافية ويمكن البطلان لعدم الإخلاص ألذي هوشرط الصحة وكذا التسخن والنظافة انتهي . وأقول لوضم إلي القربة بعض المطالب المباحة الدنيوية فهل تبطل عبادته ظاهر جماعة من الأصحاب البطلان ويشكل بأن صلوات الحاجة والاستخارة وتلاوة القرآن والأذكار والدعوات المأثورة للمقاصد الدنيوية عبادات بلا ريب مع أن


صفحه : 195

تكليف خلو القصد عنها تكليف بالمحال والجمع بين الضدين كأن يقول أحد ائت الموضع الفلاني‌ لرؤية الأسد من غير أن يكون غرضك رؤيته أواذهب إلي السوق واشتر المتاع من غير أن تقصد شراء المتاع و قدورد في الأخبار الكثيرة منافع دنيوية للطاعات ككون صلاة الليل سببا لوسعة الرزق وكون الحج موجبا للغناء وأمثال ذلك كثيرة فلو كانت هذه مخلة بالقربة لكان ذكرها إغراء بالقبيح إذ بعدالسماع ربما يمتنع تخلية القصد عنها.نعم يمكن أن تئول هذه القصود بالأخرة إلي القربة كأن يكون غرض طالب الرزق صرفه في وجوه البر والتقوي‌ به علي الطاعة و من يكون مقصوده من طول العمر تحصيل رضا الرب تعالي لكن هذاالقصد لايتحقق واقعا وحقيقة إلالآحاد المقربين و لايتيسر لأكثر الناس هذه النية و هذاالغرض إلابالانتحال والدعاوي‌ الكاذبة وتوهم أن الإخطار بالبال نية واقعية وبينهما بعدالمشرقين .فالظاهر أنه يكفي‌ لكونه طاعة وقربة كونه بأمره سبحانه وموافقا لرضاه ومتضمنا لذكره والتوسل إليه و إن كان المقصود تحصيل بعض الأمور المباحة لنيل اللذات المحللة و أماالنيات الكاملة والأغراض العرية عن المطالب الدنية الدنيوية فهي‌ تختلف بحسب الأشخاص والأحوال ولكل منهم نية تابعة لشاكلته وطريقته وحالته بل لكل شخص في كل حالة نية تتبع تلك الحالة ولنذكر بعض منازلها ودرجاتها فالأولي نية من تنبه وتفكر في شديد عذاب الله وأليم عقابه فصار ذلك موجبا لحط الدنيا ولذاتها عن نظره فهو يعمل كل ماأراد من الأعمال الحسنة ويترك ماينتهي‌ عنه من الأعمال السيئة خوفا من عذابه .الثانية نية من غلب عليه الشوق إلي ماأعد الله للمحسنين في الجنة من نعيمها وحورها وقصورها فهو يعبد الله لتحصيل تلك الأمور وهاتان نيتان صحيحتان علي الأظهر و إن توهم الأكثر بطلان العبادة بهما لغفلتهم عن معني النية كماعرفت والعجب أن العلامة رحمه الله ادعي اتفاق العدلية علي أن من


صفحه : 196

فعل فعلا لطلب الثواب أوخوف العقاب فإنه لايستحق بذلك ثوابا. وأقول لهاتين النيتين أيضا مراتب شتي بحسب اختلاف أحوال الناس فإن من الناس من يطلب الجنة لحصول مشتهياته الجسمانية فيه ومنهم من يطلبها لكونها دار كرامة الله ومحل قرب الله وكذا منهم من يهرب من النار لألمها ومنهم من يهرب منها لكونها دار البعد والهجران والحرمان ومحل سخط الله كما قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي الدّعَاءِ ألّذِي عَلّمَهُ كُمَيلَ بنَ زِيَادٍ النخّعَيِ‌ّ فَلَئِن صيَرّتنَيِ‌ فِي العُقُوبَاتِ مَعَ أَعدَائِكَ وَ جَمَعتَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ أَهلِ بَلَائِكَ وَ فَرّقتَ بيَنيِ‌ وَ بَينَ أَحِبّائِكَ وَ أَولِيَائِكَ فهَبَنيِ‌ يَا إلِهَيِ‌ وَ سيَدّيِ‌ صَبَرتُ عَلَي عَذَابِكَ فَكَيفَ أَصبِرُ عَلَي فِرَاقِكَ وَ هبَنيِ‌ صَبَرتُ عَلَي حَرّ نَارِكَ فَكَيفَ أَصبِرُ عَنِ النّظَرِ إِلَي كَرَامَتِكَ

. إلي آخر ماذكر في هذاالدعاء المشتمل علي جميع منازل المحبين ودرجات العارفين فظهر أن هاتين الغايتين وطلبهما لاتنافيان درجات المقربين .الثالثة نية من يعبد الله تعالي شكرا له فإنه يتفكر في نعم الله التي‌ لاتحصي عليه فيحكم عقله بأن شكر المنعم واجب فيعبده لذلك كما هوطريقة المتكلمين

وَ قَد قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ رَغبَةً فَتِلكَ عِبَادَةُ التّجّارِ وَ إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ رَهبَةً فَتِلكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ وَ إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ شُكراً فَتِلكَ عِبَادَةُ الأَحرَارِ

.الرابعة نية من يعبده حياء فإنه يحكم عقله بحسن الحسنات وقبح السيئات ويتذكر أن الرب الجليل مطلع عليه في جميع أحواله فيعبده ويترك معاصيه لذلك

وَ إِلَيهِ يُشِيرُ قَولُ النّبِيّص الإِحسَانُ أَن تَعبُدَ اللّهَ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِن لَم تَكُن تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ

.


صفحه : 197

الخامسة نية من يعبده تقربا إليه تعالي تشبيها للقرب المعنوي‌ بالقرب المكاني‌ و هذا هو ألذي ذكره أكثر الفقهاء و لم أر في كلامهم تحقيق القرب المعنوي‌ فالمراد إما القرب بحسب الدرجة والكمال إذ العبد لإمكانه في غاية النقص عار عن جميع الكمالات والرب سبحانه متصف بجميع الصفات الكمالية فبينهما غاية البعد فكلما رفع عن نفسه شيئا من النقائص واتصف بشي‌ء من الكمالات حصل له قرب مابذلك الجناب أوالقرب بحسب التذكر والمصاحبة المعنوية فإن من كان دائما في ذكر أحد ومشغولا بخدماته فكأنه معه و إن كان بينهما غاية البعد بحسب المكان و في قوة هذه النية إيقاع الفعل امتثالا لأمره تعالي أوموافقة لإرادته أوانقيادا وإجابة لدعوته أوابتغاء لمرضاته .فهذه النيات التي‌ ذكرها أكثر الأصحاب وقالوا لوقصد لله مجردا عن جميع ذلك كان مجزيا فإنه تعالي غاية كل مقصد و إن كان يرجع إلي بعض الأمور السالفة.السادسة نية من عبد الله لكونه أهلا للعبادة و هذه نية الصديقين كما

قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَا عَبَدتُكَ خَوفاً مِن نَارِكَ وَ لَا طَمَعاً فِي جَنّتِكَ وَ لَكِن وَجَدتُكَ أَهلًا لِلعِبَادَةِ فَعَبَدتُكَ

و لاتسمع هذه الدعوي من غيرهم وإنما يقبل ممن يعلم منه أنه لو لم يكن لله جنة و لانار بل لو كان علي الفرض المحال يدخل العاصي‌ الجنة والمطيع النار لاختار العبادة لكونه أهلا لها كماأنهم في الدنيا اختاروا النار لذلك فجعلها الله عليهم بردا وسلاما وعقوبة الأشرار فجعلها الله عندهم لذة وراحة ونعيما.السابعة نية من عبد الله حبا له ودرجة المحبة أعلي درجات المقربين والمحب يختار رضا محبوبه و لاينظر إلي ثواب و لايحذر من عقاب وحبه تعالي إذااستولي علي القلب يطهره عن حب ماسواه و لايختار في شيء من الأمور إلارضا مولاه .

كَمَا رَوَي الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ النّاسَ


صفحه : 198

يَعبُدُونَ اللّهَ عَلَي ثَلَاثَةِ أَوجُهٍ فَطَبَقَةٌ يَعبُدُونَهُ رَغبَةً فِي ثَوَابِهِ فَتِلكَ عِبَادَةُ الحُرَصَاءِ وَ هُوَ الطّمَعُ وَ آخَرُونَ يَعبُدُونَهُ فَرَقاً مِنَ النّارِ فَتِلكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ وَ هيِ‌َ رَهبَةٌ وَ لكَنِيّ‌ أَعبُدُهُ حُبّاً لَهُ عَزّ وَ جَلّ فَتِلكَ عِبَادَةُ الكِرَامِ وَ هُوَ الأَمنُ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَ وَ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّقُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فاَتبّعِوُنيِ‌ يُحبِبكُمُ اللّهُ وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُمفَمَن أَحَبّ اللّهَ أَحَبّهُ اللّهُ وَ مَن أَحَبّهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَانَ مِنَ الآمِنِينَ

وَ فِي تَفسِيرِ الإِمَامِ ع قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أَعبُدَ اللّهَ لِأَغرَاضٍ لِي وَ لِثَوَابِهِ فَأَكُونَ كَالعَبدِ الطّمِعِ المُطِيعِ إِن طُمّعَ عَمِلَ وَ إِلّا لَم يَعمَل وَ أَكرَهُ أَن أَعبُدَهُ لِخَوفِ عِقَابِهِ فَأَكُونَ كَالعَبدِ السّوءِ إِن لَم يَخَف لَم يَعمَل قِيلَ فَلِمَ تَعبُدُهُ قَالَ لِمَا هُوَ أَهلُهُ بِأَيَادِيهِ عَلَيّ وَ إِنعَامِهِ

وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ البَاقِرُ ع لَا يَكُونُ العَبدُ عَابِداً لِلّهِ حَقّ عِبَادَتِهِ حَتّي يَنقَطِعَ عَنِ الخَلقِ كُلّهِ إِلَيهِ فَحِينَئِذٍ يَقُولُ هَذَا خَالِصٌ لِي فَيَتَقَبّلُهُ بِكَرَمِهِ

وَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع مَا أَنعَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي عَبدِهِ أَجَلّ مِن أَن لَا يَكُونَ فِي قَلبِهِ مَعَ اللّهِ غَيرُهُ

وَ قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع أَشرَفُ الأَعمَالِ التّقَرّبُ بِعِبَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

وَ قَالَ عَلِيّ الرّضَا ع إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطّيّبُقَولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ خَلِيفَةُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ حَقّاً وَ خُلَفَاؤُهُ خُلَفَاءُ اللّهِوَ العَمَلُ الصّالِحُ يَرفَعُهُعِلمُهُ فِي قَلبِهِ بِأَنّ هَذَا صَحِيحٌ كَمَا قُلتُهُ بلِسِاَنيِ‌

. وأقول لكل من النيات الفاسدة والصحيحة أفراد أخري يعلم بالمقايسة مما ذكرنا وهي‌ تابعة لأحواله وصفاته وملكاته الراسخة منبعثة عنها و من هذايظهر سر أن أهل الجنة يخلدون فيهابنياتهم لأن النية الحسنة تستلزم طينة


صفحه : 199

طيبة وصفات حسنة وملكات جميلة تستحق الخلود بذلك إذ لم يكن مانع العمل من قبله فهو بتلك الحالة مهيئ للأعمال الحسنة والأفعال الجميلة والكافر مهيئ لضد ذلك وتلك الصفات الخبيثة المستلزمة لتلك النية الردية استحق الخلود في النار. وبما ذكرنا ظهر معني

قَولِهِ ع وَ كُلّ عَامِلٍ يَعمَلُ عَلَي نِيّتِهِ

أي عمل كل عامل يقع علي وفق نيته في النقص والكمال والرد والقبول والمدار عليها كماعرفت و علي بعض الاحتمالات المعني أن النية سبب للفعل وباعث عليه و لايتأتي العمل إلا بها كمامر

3- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ الحُسَينِ بنِ عَمرٍو عَن حَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن حَدّ العِبَادَةِ التّيِ‌ إِذَا فَعَلَهَا فَاعِلُهَا كَانَ مُؤَدّياً فَقَالَ حُسنُ النّيّةِ بِالطّاعَةِ

بيان قدمضي الكلام فيه والحاصل أنه حد العبادة الصحيحة المقبولة بالنية الحسنة غيرالمشوبة مع طاعة الإمام لأنهما العمدة في الصحة والقبول فالحمل علي المبالغة أوالمراد بالطاعة الإتيان بالوجوه التي‌ يطاع الله منها مطلقا

4- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العَبدَ المُؤمِنَ الفَقِيرَ لَيَقُولُ يَا رَبّ ارزقُنيِ‌ حَتّي أَفعَلَ كَذَا وَ كَذَا مِنَ البِرّ وَ وُجُوهِ الخَيرِ فَإِذَا عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ذَلِكَ مِنهُ بِصِدقِ نِيّةٍ كَتَبَ اللّهُ لَهُ مِنَ الأَجرِ مِثلَ مَا يَكتُبُ لَهُ لَو عَمِلَهُ إِنّ اللّهَ وَاسِعٌ كَرِيمُ

تبيان ليقول أي بلسانه أوبقلبه أوالأعم منهما فإذاعلم الله عز و جل ذلك أي علم أنه إن رزقه يفي‌ بما يعده من الخير فإن كثيرا من المتمنيات والمواعيد كاذبة لايفي‌ الإنسان به إن الله واسع أي واسع القدرة أوواسع العطاء


صفحه : 200

كريم بالذات فالإثابة علي نية الخير من سعة جوده وكرمه لا من استحقاقهم ذلك . قال الشيخ البهائي‌ قدس سره هذاالحديث يمكن أن يجعل تفسيرا لِقَولِهِ ع نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ

فإن المؤمن ينوي‌ كثيرا من هذه النيات فيثاب عليها و لايتيسر العمل إلاقليلا انتهي . وأقول النية تطلق علي النية المقارنة للفعل و علي العزم المتقدم عليه سواء تيسر العمل أم لا و علي التمني‌ للفعل و إن علم عدم تمكنه منه والمراد هنا أحد المعنيين الآخرين ويمكن أن يقال إن النية لماكانت من الأفعال الاختيارية القلبية فلامحالة يترتب عليها ثواب و إذافعل الفعل المنوي‌ يترتب عليه ثواب آخر و لاينافي‌ اشتراط العمل بهاتعدد الثواب كما أن الصلاة صحتها مشروطة بالوضوء ويترتب علي كل منهما ثواب إذااقترنا. فإذا لم يتيسر الفعل لعدم دخوله تحت قدرته أولمانع عرض له يثاب علي العزم وترتب الثواب عليه غيرمشروطة بحصول الفعل بل بعدم تقصيره فيه فالثواب الوارد في الخبر يحتمل أن يكون هذاالثواب فله مع الفعل ثوابان وبدونه ثواب واحد فلايلزم كون العمل لغوا و لاكون ثواب النية والعمل معا كثوابها فقط ويحتمل أن يكون ثواب النية كثوابها مع العمل بلا مضاعفة و مع العمل يضاعف عشر أمثالها أوأكثر. ويؤيده ماسيأتي‌ أن الله جعل لآدم أن من هم من ذريته بسيئة لم تكتب عليه و إن عملها كتبت عليه سيئة و من هم منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة فإن هوعملها كتبت له عشرا و إن أمكن حمله علي ما إذا لم يعملها مع القدرة عليها. و علي ماحققنا أن النية تابعة للشاكلة والحالة و أن كمالها لايحصل إلابكمال النفس واتصافها بالأخلاق الرضية الواقعية فلااستبعاد في تساوي‌ ثواب من عزم علي فعل علي وجه خاص من الكمال و لم يتيسر له و من فعله علي هذا


صفحه : 201

الوجه . وقيل إثابة المؤمن بنية أمر خير متفق عليه بين الأمة ورواه الخاصة والعامة

رَوَي مُسلِمٌ بِإِسنَادِهِ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ مَن طَلَبَ الشّهَادَةَ صَادِقاً أُعطِيَهَا وَ لَو لَم تُصِبهُ

وَ بِإِسنَادٍ آخَرَ عَنهُص قَالَ مَن سَأَلَ اللّهَ الشّهَادَةَ بِصِدقٍ بَلّغَهُ اللّهُ مَنَازِلَ الشّهَدَاءِ وَ إِن مَاتَ عَلَي فِرَاشِهِ

قال الماذري‌ وفيهما دلالة علي أن من نوي شيئا من أعمال البر و لم يفعله لعذر كان بمنزلة من عمله و علي استحباب طلب الشهادة ونية الخير و قدصرح بذلك جماعة من علمائهم حتي قال الآبي‌ لو لم ينوه كان حاله حال المنافق لايفعل الخير و لاينويه

5- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي هَاشِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّمَا خُلّدَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ لِأَنّ نِيّاتِهِم كَانَت فِي الدّنيَا أَن لَو خُلّدُوا فِيهَا أَن يَعصُوا اللّهَ أَبَداً وَ إِنّمَا خُلّدَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ لِأَنّ نِيّاتِهِم كَانَت فِي الدّنيَا أَن لَو بَقُوا فِيهَا أَن يُطِيعُوا اللّهَ أَبَداً فَبِالنّيّاتِ خُلّدَ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ ثُمّ تَلَا قَولَهُ تَعَالَيقُل كُلّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ قَالَ عَلَي نِيّتِهِ

بيان كأن الاستشهاد بالآية مبني‌ علي ماحققنا سابقا أن المدار في الأعمال علي النية التابعة للحالة التي‌ اتصفت النفس بها من العقائد والأخلاق الحسنة والسيئة فإذاكانت النفس علي العقائد الثابتة والأخلاق الحسنة الراسخة التي‌ لايتخلف عنها الأعمال الصالحة الكاملة لوبقي‌ في الدنيا أبدا فبتلك الشاكلة والحالة استحق الخلود في الجنة و إذاكانت علي العقائد الباطلة والأخلاق الردية التي‌ علم الله تعالي أنه لوبقي‌ في الدنيا أبدا لعصي الله تعالي دائما فبتلك الشاكلة استحق الخلود في النار لابالأعمال التي‌ لم يعملها فلايرد أنه ينافي‌ الأخبار الواردة في أنه إذاأراد السيئة و لم يعملها لم تكتب عليه مع أنه يمكن حمله علي ما إذا لم تصر


صفحه : 202

شاكلة له و لم تكن بحيث علم الله أنه لوبقي‌ لأتي بها أويحمل عدم كتابة السيئة علي المؤمنين و هذاإنما هو في الكفار و قديستدل بهذا الخبر علي أن كل كافر يمكن في حقه التوبة والإيمان لايموت علي الكفر.أقول ويمكن أن يستدل به علي أن بالعزم علي المعصية يستحق العقاب و إن عفا الله عن المؤمنين تفضلا و ماذكره المحقق الطوسي‌ قدس سره في التجريد في مسألة خلق الأعمال حيث قال وإرادة القبيح قبيحة يدل علي أنه يعد إرادة العباد للحرام فعلا قبيحا محرما و هوالظاهر من كلام أكثر الأصحاب سواء كان تاما مستتبعا للقبيح أوعزما ناقصا غيرمستتبع لكن قدتقرر عندهم أن إرادة القبيح إذاكانت غيرمقارنة لفعل قبيح يتعلق بهاالعفو كمادلت عليه الروايات وسيأتي‌ بعضها و أما إذاكانت مقارنة فلعله أيضا كذلك وادعي بعضهم الإجماع علي أن فعل المعصية لايتعلق به إلاإثم واحد و من البعيد أن يتعلق به إثمان أحدهما بإرادته والآخر بإيقاعه .فيندفع حينئذ التدافع بين ماذكره المحقق رحمه الله من قبح إرادة القبيح و بين ما هوالمشهور من أن الله تعالي لايعاقب بإرادة الحرام وإنما يعاقب بفعله و ماأوله به بعضهم من أن المراد أنه لايعاقب العقوبة الخاصة بفعل المعصية بمجرد إرادتها ويثيب الثواب الخاص بفعل الطاعة بمجرد إرادتها ففيه أن شيئا من ذلك غيرصحيح فإن الظاهر من النصوص أنه تعالي لايعاقب و لايؤاخذ علي إرادة المعصية أصلا و أن الإجماع قائم علي أن ثواب الطاعة لايترتب علي إرادتها بل المترتب عليها نوع آخر من الثواب يختلف باختلاف الأحوال المقارنة لها من خلوص النية وشدة الجد فيها والاستمرار عليها إلي غير ذلك و لامانع من أن تصير في بعض الأحوال أعظم من ثواب نفس الفعل ألذي لم يكن لصاحبه تلك الإرادة البالغة الجامعة لهذه الخصوصيات وكأن تتبع الآثار المأثورة يغني‌ عن الإطالة في هذاالباب . وأقول قدعرفت بعض ماحققنا في ذلك وسيأتي‌ إن شاء الله تمام الكلام


صفحه : 203

عندشرح بعض الأخبار في أواخر هذاالمجلد

6- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ يَحيَي عَن أَيّوبَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُؤتَي يَومَ القِيَامَةِ بِرَجُلٍ فَيُقَالُ لَهُ احتَجّ فَيَقُولُ يَا رَبّ خلَقَتنَيِ‌ وَ هدَيَتنَيِ‌ فَأَوسَعتَ عَلَيّ فَلَم أَزَل أُوَسّعُ عَلَي خَلقِكَ وَ أُيَسّرُ عَلَيهِم لكِيَ‌ تَنشُرَ هَذَا اليَومَ رَحمَتَكَ وَ تُيَسّرَهُ فَيَقُولُ الرّبّ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ تَعَالَي ذِكرُهُ صَدَقَ عبَديِ‌ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ

7- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن عَلِيّ بنِ عِيسَي قَالَ إِنّ مُوسَي نَاجَاهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَقَالَ فِي مُنَاجَاتِهِ وَ ذَكَرَ حَدِيثاً قُدسِيّاً طَوِيلًا إِلَي أَن قَالَ فَاعمَل كَأَنّكَ تَرَي ثَوَابَ عَمَلِكَ لكِيَ‌ يَكُونَ أَطمَعَ لَكَ فِي الآخِرَةِ لَا مَحَالَةَ

8- نهج ،[نهج البلاغة] هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبدُ اللّهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فِي مَالِهِ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ ليِوُلجِنَيِ‌ بِهِ الجَنّةَ وَ يعُطيِنَيِ‌ الأَمَنَةَ

وَ فِيهِ وَ لَيسَ رَجُلٌ فَاعلَم أَحرَصَ عَلَي جَمَاعَةِ أُمّةِ مُحَمّدٍ وَ أُلفَتِهَا منِيّ‌ أبَتغَيِ‌ بِذَلِكَ حُسنَ الثّوَابِ وَ كَرِيمَ[كَرَمَ]المَآبِ

9- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]بِإِسنَادِهِ إِلَي النّبِيّص قَالَ مَن صَامَ يَوماً تَطَوّعاً ابتِغَاءَ ثَوَابِ اللّهِ وَجَبَت لَهُ المَغفِرَةُ

بيان في هذه الأخبار كلها دلالة علي أن طلب الثواب والحذر من العقاب لاينافي‌ صحة العمل وكماله والقربة فيه


صفحه : 204

10- فس ،[تفسير القمي‌] مَن كانَ يُرِيدُ الحَياةَ الدّنيا وَ زِينَتَها نُوَفّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فِيها وَ هُم فِيها لا يُبخَسُونَ قَالَ مَن عَمِلَ الخَيرَ عَلَي أَن يُعطِيَهُ اللّهُ ثَوَابَهُ فِي الدّنيَا أَعطَاهُ ثَوَابَهُ فِي الدّنيَا وَ كَانَ لَهُ فِي الآخِرَةِ النّارُ

11- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ لَا حَسَبَ لقِرُشَيِ‌ّ وَ لَا عرَبَيِ‌ّ إِلّا بِتَوَاضُعٍ وَ لَا كَرَمَ إِلّا بِتَقوَي وَ لَا عَمَلَ إِلّا بِنِيّةٍ وَ لَا عِبَادَةَ إِلّا بِتَفَقّهٍ أَلَا وَ إِنّ أَبغَضَ النّاسِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَن يقَتدَيِ‌ بِسُنّةِ إِمَامٍ وَ لَا يقَتدَيِ‌ بِأَعمَالِهِ

12- فس ،[تفسير القمي‌] قُل كُلّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ أَي عَلَي نِيّتِهِفَرَبّكُم أَعلَمُ بِمَن هُوَ أَهدي سَبِيلًافَإِنّهُ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أُوقِفَ المُؤمِنُ بَينَ يَدَيهِ فَيَكُونُ هُوَ ألّذِي يلَيِ‌ حِسَابَهُ فَيَعرِضُ عَلَيهِ عَمَلَهُ فَيَنظُرُ فِي صَحِيفَتِهِ فَأَوّلُ مَا يَرَي سَيّئَاتُهُ فَيَتَغَيّرُ لِذَلِكَ لَونُهُ وَ تَرتَعِشُ فَرَائِصُهُ وَ تَفزَعُ نَفسُهُ ثُمّ يَرَي حَسَنَاتِهِ فَتَقَرّ عَينُهُ وَ تُسَرّ نَفسُهُ وَ تَفرَحُ رُوحُهُ ثُمّ يَنظُرُ إِلَي مَا أَعطَاهُ مِنَ الثّوَابِ فَيَشتَدّ فَرَحُهُ ثُمّ يَقُولُ اللّهُ لِلمَلَائِكَةِ هَلُمّوا الصّحُفَ التّيِ‌ فِيهَا الأَعمَالُ التّيِ‌ لَم يَعمَلُوهَا قَالَ فَيَقرَءُونَهَا فَيَقُولُونَ وَ عِزّتِكَ إِنّكَ لَتَعلَمُ أَنّا لَم نَعمَل مِنهَا شَيئاً فَيَقُولُ صَدَقتُم نَوَيتُمُوهَا فَكَتَبنَاهَا لَكُم ثُمّ يُثَابُونَ عَلَيهَا

13- ع ،[علل الشرائع ]ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]السنّاَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُوسَي الطبّرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الخَشّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ مِحصَنٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ


صفحه : 205

قَالَ قَالَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع إِنّ النّاسَ يَعبُدُونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عَلَي ثَلَاثَةِ أَوجُهٍ فَطَبَقَةٌ يَعبُدُونَهُ رَغبَةً فِي ثَوَابِهِ فَتِلكَ عِبَادَةُ الحُرَصَاءِ وَ هُوَ الطّمَعُ وَ آخَرُونَ يَعبُدُونَهُ فَرَقاً مِنَ النّارِ فَتِلكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ وَ هيِ‌َ رَهبَةٌ وَ لكَنِيّ‌ أَعبُدُهُ حُبّاً لَهُ عَزّ وَ جَلّ فَتِلكَ عِبَادَةُ الكِرَامِ وَ هُوَ الأَمنُ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَ وَ لِقَولِهِ عَزّ وَ جَلّقُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فاَتبّعِوُنيِ‌ يُحبِبكُمُ اللّهُ وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُمفَمَن أَحَبّ اللّهَ أَحَبّهُ اللّهُ وَ مَن أَحَبّهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ كَانَ مِنَ الآمِنِينَ

14- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع مَا ضَعُفَ بَدَنٌ عَمّا قَوِيَت عَلَيهِ النّيّةُ

15- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن يُونُسَ عَن أَبِي الوَلِيدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن صَدَقَ لِسَانُهُ زَكَي عَمَلُهُ وَ مَن حَسُنَت نِيّتُهُ زِيدَ فِي رِزقِهِ وَ مَن حَسُنَ بِرّهُ بِأَهلِ بَيتِهِ زِيدَ فِي عُمُرِهِ

16- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الراّزيِ‌ّ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ فِيهِ زَادَ اللّهُ مَكَانَ زِيدَ فِي المَوضِعَينِ

17- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ


صفحه : 206

سِنَانٍ قَالَ كُنّا جُلُوساً عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الجُلَسَاءِ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَ تَخَافُ عَلَيّ أَن أَكُونَ مُنَافِقاً قَالَ فَقَالَ لَهُ إِذَا خَلَوتَ فِي بَيتِكَ نَهَاراً أَو لَيلًا أَ لَيسَ تصُلَيّ‌ فَقَالَ بَلَي قَالَ فَلِمَن تصُلَيّ‌ فَقَالَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ فَكَيفَ تَكُونُ مُنَافِقاً وَ أَنتَ تصُلَيّ‌ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ لَا لِغَيرِهِ

18- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن حَبِيبِ بنِ الحُسَينِ الكوُفيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَن أَحمَدَ بنِ صَبِيحٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ‌ سَمِعتُكَ تَقُولُ نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ فَكَيفَ تَكُونُ النّيّةُ خَيراً مِنَ العَمَلِ قَالَ لِأَنّ العَمَلَ رُبّمَا كَانَ رِيَاءَ المَخلُوقِينَ وَ النّيّةُ خَالِصَةٌ لِرَبّ العَالَمِينَ فيَعُطيِ‌ عَزّ وَ جَلّ عَلَي النّيّةِ مَا لَا يعُطيِ‌ عَلَي العَمَلِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ العَبدَ ليَنَويِ‌ مِن نَهَارِهِ أَن يصُلَيّ‌َ بِاللّيلِ فَتَغلِبُهُ عَينُهُ فَيَنَامُ فَيُثبِتُ اللّهُ لَهُ صَلَاتَهُ وَ يَكتُبُ نَفَسَهُ تَسبِيحاً وَ يَجعَلُ نَومَهُ عَلَيهِ صَدَقَةً

19- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن عِمرَانَ بنِ مُوسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ نِيّةُ المُؤمِنِ أَفضَلُ مِن عَمَلِهِ وَ ذَلِكَ لِأَنّهُ ينَويِ‌ مِنَ الخَيرِ مَا لَا يُدرِكُهُ وَ نِيّةُ الكَافِرِ شَرّ مِن عَمَلِهِ وَ ذَلِكَ لِأَنّ الكَافِرَ ينَويِ‌ الشّرّ وَ يَأمُلُ مِنَ الشّرّ مَا لَا يُدرِكُهُ

20-ب ،[قرب الإسناد]هَارُونُ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ قَالَسُئِلَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع عَمّا قَد يَجُوزُ وَ عَمّا لَا يَجُوزُ مِنَ النّيّةِ عَلَي الإِضمَارِ فِي اليَمِينِ فَقَالَ إِنّ النّيّاتِ قَد تَجُوزُ فِي مَوضِعٍ وَ لَا تَجُوزُ فِي آخَرَ فَأَمّا مَا تَجُوزُ فِيهِ فَإِذَا كَانَ مَظلُوماً فَمَا حَلَفَ بِهِ وَ نَوَي اليَمِينَ فَعَلَي نِيّتِهِ وَ أَمّا إِذَا كَانَ ظَالِماً فَاليَمِينُ عَلَي نِيّةِ المَظلُومِ ثُمّ قَالَ وَ لَو كَانَتِ النّيّاتُ مِن أَهلِ الفِسقِ يُؤخَذُ بِهَا أَهلُهَا إِذاً لَأُخِذَ كُلّ مَن نَوَي الزّنَا بِالزّنَا وَ كُلّ مَن نَوَي السّرِقَةَ بِالسّرِقَةِ وَ كُلّ مَن نَوَي القَتلَ بِالقَتلِ وَ لَكِنّ اللّهَ عَدلٌ كَرِيمُ حَكِيمٌ


صفحه : 207

لَيسَ الجَورُ مِن شَأنِهِ وَ لَكِنّهُ يُثِيبُ عَلَي نِيّاتِ الخَيرِ أَهلَهَا وَ إِضمَارِهِم عَلَيهَا وَ لَا يُؤَاخِذُ أَهلَ الفُسُوقِ حَتّي يَفعَلُوا

أقول روي هذاالخبر في موضع آخر من هذاالكتاب بهذا السند و زَادَ فِي آخِرِهِ زِيَادَةً هيِ‌َ هَذِهِ وَ ذَلِكَ أَنّكَ قَد تَرَي مِنَ المُحَرّمِ مِنَ العَجَمِ لَا يُرَادُ مِنهُ مَا يُرَادُ مِنَ العَالِمِ الفَصِيحِ وَ كَذَلِكَ الأَخرَسُ فِي القِرَاءَةِ فِي الصّلَاةِ وَ التّشَهّدِ وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ فَهَذَا بِمَنزِلَةِ العَجَمِ المُحَرّمِ لَا يُرَادُ مِنهُ مَا يُرَادُ مِنَ العَاقِلِ المُتَكَلّمِ الفَصِيحِ وَ لَو ذَهَبَ العَالِمُ المُتَكَلّمُ الفَصِيحُ حَتّي يَدَعَ مَا قَد عَلِمَ أَنّهُ يَلزَمُهُ وَ ينَبغَيِ‌ لَهُ أَن يَقُومَ بِهِ حَتّي يَكُونَ ذَلِكَ مِنهُ بِالنّبَطِيّةِ وَ الفَارِسِيّةِ فَحِيلَ بَينَهُ وَ بَينَ ذَلِكَ بِالأَدَبِ حَتّي يَعُودَ إِلَي مَا قَد عَلِمَهُ وَ عَقَلَهُ قَالَ وَ لَو ذَهَبَ مَن لَم يَكُن فِي مِثلِ حَالِ الأعَجمَيِ‌ّ المُحَرّمِ فَفَعَلَ فَعَالَ الأعَجمَيِ‌ّ وَ الأَخرَسِ عَلَي مَا قَد وَصَفنَا إِذاً لَم يَكُن أَحَدٌ فَاعِلًا لشِيَ‌ءٍ مِنَ الخَيرِ وَ لَا يُعرَفُ الجَاهِلُ مِنَ العَالِمِ

21- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الضبّيّ‌ّ عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي الصّلتِ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا قَولَ إِلّا بِعَمَلٍ وَ لَا قَولَ وَ لَا عَمَلَ إِلّا بِنِيّةٍ وَ لَا قَولَ وَ لَا عَمَلَ وَ لَا نِيّةَ إِلّا بِإِصَابَةِ السّنّةِ

22- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَن أَبِي عَمرٍو عَن مُحَمّدِ بنِ هِشَامٍ المرَوزَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ عُثمَانَ عَن بَقِيّةَ عَن إِسمَاعِيلَ البصَريِ‌ّ يعَنيِ‌ ابنَ عُلَيّةَ عَن أَبَانٍ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يُقبَلُ قَولٌ إِلّا بِعَمَلٍ وَ لَا يُقبَلُ قَولٌ وَ عَمَلٌ إِلّا بِنِيّةٍ وَ لَا يُقبَلُ قَولٌ وَ عَمَلٌ وَ نِيّةٌ إِلّا بِإِصَابَةِ السّنّةِ

23- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ سَيَابَةَ عَن


صفحه : 208

عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ وَ البَاقِرَ ع يُحَدّثَانِ عَن آبَائِهِمَا عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نِيّةُ المُؤمِنِ أَبلَغُ مِن عَمَلِهِ وَ كَذَلِكَ الفَاجِرُ

24- ير،[بصائر الدرجات ] أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِي عُثمَانَ العبَديِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا قَولَ إِلّا بِعَمَلٍ وَ لَا عَمَلَ إِلّا بِنِيّةٍ وَ لَا عَمَلَ وَ لَا نِيّةَ إِلّا بِإِصَابَةِ السّنّةِ

25- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو نَظَرَ النّاسُ إِلَي مَردُودِ الأَعمَالِ مِنَ السّمَاءِ لَقَالُوا مَا يَقبَلُ اللّهُ مِن أَحَدٍ عَمَلًا

26- سن ،[المحاسن ]النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ وَ نِيّةُ الفَاجِرِ شَرّ مِن عَمَلِهِ وَ كُلّ عَامِلٍ يَعمَلُ بِنِيّتِهِ

27- سن ،[المحاسن ]الوَشّاءُ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ المُثَنّي الحَنّاطِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن حَسُنَت نِيّتُهُ زَادَ اللّهُ فِي رِزقِهِ

28- سن ،[المحاسن ]بَعضُ أَصحَابِنَا بَلَغَ بِهِ خَيثَمَةَ بنَ عَبدِ الرّحمَنِ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَأَلَ عِيسَي بنُ عَبدِ اللّهِ القمُيّ‌ّ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ مَا العِبَادَةُ فَقَالَ حُسنُ النّيّةِ بِالطّاعَةِ مِنَ الوَجهِ ألّذِي يُطَاعُ اللّهُ مِنهُ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ حُسنُ النّيّةِ بِالطّاعَةِ عَنِ الوَجهِ ألّذِي أُمِرَ بِهِ


صفحه : 209

29- سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ الحَكَمِ عَن أَبِي عُروَةَ السلّمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ يَحشُرُ النّاسَ عَلَي نِيّاتِهِم يَومَ القِيَامَةِ

30- سن ،[المحاسن ]القاَساَنيِ‌ّ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ يُونُسَ عَن أَبِي هَاشِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الخُلُودِ فِي الجَنّةِ وَ النّارِ فَقَالَ إِنّمَا خُلّدَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ لِأَنّ نِيّاتِهِم كَانَت فِي الدّنيَا أَن لَو خُلّدُوا فِيهَا أَن يَعصُوا اللّهَ أَبَداً وَ إِنّمَا خُلّدَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ لِأَنّ نِيّاتِهِم كَانَت فِي الدّنيَا أَن لَو بَقُوا فِيهَا أَن يُطِيعُوا اللّهَ أَبَداً فَبِالنّيّاتِ خُلّدَ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ ثُمّ تَلَا قَولَهُقُل كُلّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِ أَي عَلَي نِيّتِهِ

شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي هاشم مثله

31- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ لِأَنّهُ ينَويِ‌ خَيراً مِن عَمَلِهِ وَ نِيّةُ الفَاجِرِ شَرّ مِن عَمَلِهِ وَ كُلّ عَامِلٍ يَعمَلُ عَلَي نِيّتِهِ وَ نرَويِ‌ نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ لِأَنّهُ ينَويِ‌ مِنَ الخَيرِ مَا لَا يُطِيقُهُ وَ لَا يَقدِرُ عَلَيهِ وَ روُيِ‌َ مَن حَسُنَت نِيّتُهُ زَادَ اللّهُ فِي رِزقِهِ وَ سَأَلتُ العَالِمَ ع عَن قَولِ اللّهِخُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍقُوّةُ الأَبدَانِ أَم قُوّةُ القُلُوبِ فَقَالَ جَمِيعاً وَ قَالَ لَا قَولَ إِلّا بِعَمَلٍ وَ لَا عَمَلَ إِلّا بِنِيّةٍ وَ لَا نِيّةَ إِلّا بِإِصَابَةِ السّنّةِ وَ نرَويِ‌ حُسنُ الخُلُقِ سَجِيّةٌ وَ نِيّةٌ وَ صَاحِبُ النّيّةِ أَفضَلُ وَ نرَويِ‌ مَا ضَعُفَت نِيّةٌ عَن نِيّةٍ

وَ أرَويِ‌ عَنهُنِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ فَسَأَلتُهُ عَن مَعنَي ذَلِكَ فَقَالَ العَمَلُ يَدخُلُهُ الرّيَاءُ وَ النّيّةُ لَا يَدخُلُهَا الرّيَاءُ


صفحه : 210

وَ سَأَلتُ العَالِمَ ع عَن تَفسِيرِ نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ قَالَ إِنّهُ رُبّمَا انتَهَت بِالإِنسَانِ حَالُهُ مِن مَرَضٍ أَو خَوفٍ فَتُفَارِقُهُ الأَعمَالُ وَ مَعَهُ نِيّتُهُ فَلِذَلِكَ الوَقتِ نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ وَ فِي وَجهٍ آخَرَ أَنّهَا لَا يُفَارِقُهُ عَقلُهُ أَو نَفسُهُ وَ الأَعمَالُ قَد يُفَارِقُهُ قَبلَ مُفَارَقَةِ العَقلِ وَ النّفسِ

32- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع صَاحِبُ النّيّةِ الصّادِقَةِ صَاحِبُ القَلبِ السّلِيمِ لِأَنّ سَلَامَةَ القَلبِ مِن هَوَاجِسِ المَحذُورَاتِ بِتَخلِيصِ النّيّةِ لِلّهِ فِي الأُمُورِ كُلّهَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ

وَ قَالَ النّبِيّص نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ

وَ قَالَ ع إِنّمَا الأَعمَالُ بِالنّيّاتِ وَ لِكُلّ امر‌ِئٍ مَا نَوَي وَ لَا بُدّ لِلعَبدِ مِن خَالِصِ النّيّةِ فِي كُلّ حَرَكَةٍ وَ سُكُونٍ لِأَنّهُ إِذَا لَم يَكُن هَذَا المَعنَي يَكُونُ غَافِلًا وَ الغَافِلُونَ قَد وَصَفَهُمُ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَأُولئِكَ كَالأَنعامِبَل هُم أَضَلّ سَبِيلًا وَ قَالَأُولئِكَ هُمُ الغافِلُونَ ثُمّ النّيّةُ تَبدُو مِنَ القَلبِ عَلَي قَدرِ صَفَاءِ المَعرِفَةِ وَ يَختَلِفُ عَلَي حَسَبِ اختِلَافِ الأَوقَاتِ فِي مَعنَي قُوّتِهِ وَ ضَعفِهِ وَ صَاحِبُ النّيّةِ الخَالِصَةِ نَفسُهُ وَ هَوَاهُ مَقهُورَتَانِ تَحتَ سُلطَانِ تَعظِيمِ اللّهِ وَ الحَيَاءِ مِنهُ وَ هُوَ مِن طَبعِهِ وَ شَهوَتِهِ وَ مَنِيّتِهِ نَفسُهُ مِنهُ فِي تَعَبٍ وَ النّاسُ مِنهُ فِي رَاحَةٍ

33- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أَعبُدَ اللّهَ وَ لَا غَرَضَ لِي إِلّا ثَوَابُهُ فَأَكُونَ كَالعَبدِ الطّمِعِ المُطَمّعِ إِن طُمّعَ عَمِلَ وَ إِلّا لَم يَعمَل وَ أَكرَهُ أَن لَا أَعبُدَهُ إِلّا لِخَوفِ عِقَابِهِ فَأَكُونَ كَالعَبدِ السّوءِ إِن لَم يَخَف لَم يَعمَل قِيلَ فَلِمَ تَعبُدُهُ قَالَ لِمَا هُوَ أَهلُهُ بِأَيَادِيهِ عَلَيّ وَ إِنعَامِهِ


صفحه : 211

وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ البَاقِرُ ع لَا يَكُونُ العَبدُ عَابِداً لِلّهِ حَقّ عِبَادَتِهِ حَتّي يَنقَطِعَ عَنِ الخَلقِ كُلّهِ إِلَيهِ فَحِينَئِذٍ يَقُولُ هَذَا خَالِصٌ لِي فَيَتَقَبّلُهُ بِكَرَمِهِ

وَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع مَا أَنعَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي عَبدٍ أَجَلّ مِن أَن لَا يَكُونَ فِي قَلبِهِ مَعَ اللّهِ غَيرُهُ

وَ قَالَ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ الكَاظِمُ ع أَشرَفُ الأَعمَالِ التّقَرّبُ بِعِبَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

وَ قَالَ عَلِيّ الرّضَا ع إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطّيّبُقَولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِ وَ خَلِيفَةُ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ حَقّاً وَ خُلَفَاؤُهُ خُلَفَاءُ اللّهِوَ العَمَلُ الصّالِحُ يَرفَعُهُعِلمُهُ فِي قَلبِهِ بِأَنّ هَذَا صَحِيحٌ كَمَا قُلتُهُ بلِسِاَنيِ‌

34- جا،[المجالس للمفيد] أَبُو غَالِبٍ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدٍ عَن جَدّهِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حَمزَةَ بنِ الطّيّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّمَا قَدّرَ اللّهُ عَونَ العِبَادِ عَلَي قَدرِ نِيّاتِهِم فَمَن صَحّت نِيّتُهُ تَمّ عَونُ اللّهِ لَهُ وَ مَن قَصُرَت نِيّتُهُ قَصُرَ عَنهُ العَونُ بِقَدرِ ألّذِي قَصّرَ

35- غو،[غوالي‌ اللئالي‌] عَنِ النّبِيّص إِنّمَا الأَعمَالُ بِالنّيّاتِ وَ إِنّمَا لِكُلّ امر‌ِئٍ مَا نَوَي فَمَن كَانَت هِجرَتُهُ إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَهِجرَتُهُ إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَن كَانَت هِجرَتُهُ إِلَي دُنيَا يُصِيبُهَا أَوِ امرَأَةٍ يَتَزَوّجُهَا فَهِجرَتُهُ إِلَي مَا هَاجَرَ إِلَيهِ

36- كِتَابُ قَضَاءِ الحُقُوقِ،للِصوّريِ‌ّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ

37- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن حَنظَلَةَ بنِ زَكَرِيّا عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا حَسَبَ إِلّا بِالتّوَاضُعِ وَ لَا كَرَمَ إِلّا بِالتّقوَي وَ لَا عَمَلَ إِلّا بِالنّيّةِ


صفحه : 212

38- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ الموُسوَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ إِسحَاقَ بنِ العَبّاسِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ وَ عَلِيّ بنِ مُوسَي عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَغزَي عَلِيّاً فِي سَرِيّةٍ وَ أَمَرَ المُسلِمِينَ أَن يَنتَدِبُوا مَعَهُ فِي سَرِيّتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ لِأَخٍ لَهُ اغزُ بِنَا فِي سَرِيّةِ عَلِيّ لَعَلّنَا نُصِيبُ خَادِماً أَو دَابّةً أَو شَيئاً نَتَبَلّغُ بِهِ فَبَلَغَ النّبِيّص قَولُهُ فَقَالَ إِنّمَا الأَعمَالُ بِالنّيّاتِ وَ لِكُلّ امر‌ِئٍ مَا نَوَي فَمَن غَزَا ابتِغَاءَ مَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَقَد وَقَعَ أَجرُهُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَن غَزَا يُرِيدُ عَرَضَ الدّنيَا أَو نَوَي عِقَالًا لَم يَكُن لَهُ إِلّا مَا نَوَي

39- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ رَغبَةً فَتِلكَ عِبَادَةُ التّجّارِ وَ إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ رَهبَةً فَتِلكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ وَ إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ شُكراً فَتِلكَ عِبَادَةُ الأَحرَارِ

40- الهِدَايَةُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا الأَعمَالُ بِالنّيّاتِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ نِيّةَ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ وَ نِيّةَ الكَافِرِ شَرّ مِن عَمَلِهِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ بِالنّيّاتِ خُلّدَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ وَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّقُل كُلّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِيعَنيِ‌ عَلَي نِيّتِهِ وَ لَا يَجِبُ عَلَي الإِنسَانِ أَن يُجَدّدَ لِكُلّ عَمَلٍ نِيّةً وَ كُلّ عَمَلٍ مِنَ الطّاعَاتِ إِذَا عَمِلَهُ العَبدُ لَم يُرِد بِهِ إِلّا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَهُوَ عَمَلٌ بِنِيّةٍ وَ كُلّ عَمَلٍ عَمِلَهُ العَبدُ مِنَ الطّاعَاتِ يُرِيدُ بِهِ غَيرَ اللّهِ فَهُوَ عَمَلٌ بِغَيرِ نِيّةٍ وَ هُوَ غَيرُ مَقبُولٍ


صفحه : 213

باب 45-الإخلاص ومعني قربه تعالي

الآيات الفاتحةإِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَستَعِينُالبقرةبَلي مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ وَ هُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبّهِ وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ و قال تعالي وَ نَحنُ لَهُ مُخلِصُونَ و قال وَ أَتِمّوا الحَجّ وَ العُمرَةَ لِلّهِ و قال وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ و قال تعالي وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِينَ و قال تعالي وَ مَثَلُ الّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُمُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِالآية آل عمران فَإِن حَاجّوكَ فَقُل أَسلَمتُ وجَهيِ‌َ لِلّهِ وَ مَنِ اتّبَعَنِ و قال تعالي وَ مَن يُرِد ثَوابَ الدّنيا نُؤتِهِ مِنها وَ مَن يُرِد ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤتِهِ مِنها وَ سنَجَزيِ‌ الشّاكِرِينَالنساءوَ اعبُدُوا اللّهَ وَ لا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً و قال وَ مَن يَفعَل ذلِكَ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ فَسَوفَ نُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً و قال وَ مَن أَحسَنُ دِيناً مِمّن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ وَ هُوَ مُحسِنٌ وَ اتّبَعَ مِلّةَ اِبراهِيمَ حَنِيفاً و قال إِلّا الّذِينَ تابُوا وَ أَصلَحُوا وَ اعتَصَمُوا بِاللّهِ وَ أَخلَصُوا دِينَهُم لِلّهِ فَأُولئِكَ مَعَ المُؤمِنِينَ


صفحه : 214

الأنعام إنِيّ‌ وَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ حَنِيفاً وَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَ و قال تعالي قُل إِنّ صلَاتيِ‌ وَ نسُكُيِ‌ وَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرتُ وَ أَنَا أَوّلُ المُسلِمِينَ و قال تعالي وَ لا تَطرُدِ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِ‌ّ يُرِيدُونَ وَجهَهُالأعراف وَ ادعُوهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَيوسف إِنّهُ مِن عِبادِنَا المُخلَصِينَالإسراءوَ قَضي رَبّكَ أَلّا تَعبُدُوا إِلّا إِيّاهُالكهف وَ اصبِر نَفسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدعُونَ رَبّهُم بِالغَداةِ وَ العشَيِ‌ّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ و قال تعالي فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداًمريم وَ اذكُر فِي الكِتابِ مُوسي إِنّهُ كانَ مُخلَصاً إلي قوله تعالي وَ قَرّبناهُ نَجِيّاالحج حُنَفاءَ لِلّهِ غَيرَ مُشرِكِينَ بِهِالروم فَآتِ ذَا القُربي حَقّهُ وَ المِسكِينَ وَ ابنَ السّبِيلِ ذلِكَ خَيرٌ لِلّذِينَ يُرِيدُونَ وَجهَ اللّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَلقمان وَ مَن يُسلِم وَجهَهُ إِلَي اللّهِ وَ هُوَ مُحسِنٌ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقي وَ إِلَي اللّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِالصافات إِلّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَ أُولئِكَ لَهُم رِزقٌ مَعلُومٌ فَواكِهُ وَ هُم


صفحه : 215

مُكرَمُونَ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ

إلي قوله تعالي لِمِثلِ هذا فَليَعمَلِ العامِلُونَص وَ إِنّ لَهُ عِندَنا لَزُلفي وَ حُسنَ مَآبٍالزمرفَاعبُدِ اللّهَ مُخلِصاً لَهُ الدّينَ أَلا لِلّهِ الدّينُ الخالِصُ و قال تعالي قُل إنِيّ‌ أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللّهَ مُخلِصاً لَهُ الدّينَ وَ أُمِرتُ لِأَن أَكُونَ أَوّلَ المُسلِمِينَ إلي قوله تعالي قُلِ اللّهَ أَعبُدُ مُخلِصاً لَهُ ديِنيِ‌ فَاعبُدُوا ما شِئتُم مِن دُونِهِ و قال ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَل يَستَوِيانِ مَثَلًا الحَمدُ لِلّهِ بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمُونَالمؤمن فَادعُوا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَحمعسق مَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الآخِرَةِ نَزِد لَهُ فِي حَرثِهِ وَ مَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الدّنيا نُؤتِهِ مِنها وَ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍالجن وَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً إلي قوله تعالي قُل إِنّما أَدعُوا ربَيّ‌ وَ لا أُشرِكُ بِهِ أَحَداًالدهرإِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً إِنّا نَخافُ مِن رَبّنا يَوماً عَبُوساً قَمطَرِيراًالليل وَ سَيُجَنّبُهَا الأَتقَي ألّذِي يؤُتيِ‌ مالَهُ يَتَزَكّي وَ ما لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِعمَةٍ تُجزي إِلّا ابتِغاءَ وَجهِ رَبّهِ الأَعليالبينةوَ ما أُمِرُوا إِلّا لِيَعبُدُوا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفاءَ


صفحه : 216

تفسيرإِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَستَعِينُ أي نخصك بالعبادة والاستعانة والمراد طلب المعونة في المهمات كلها أو في أداء العبادات والضمير المستكن في الفعلين للقاري‌ و من معه من الحفظة وحاضري‌ صلاة الجماعة أو له ولسائر الموحدين أدرج عبادته في تضاعيف عبادتهم وخلط حاجته بحاجتهم لعلها تقبل ببركتها ويجاب إليها ولهذا شرعت الجماعة وقدم المفعول للتعظيم والاهتمام به والدلالة علي الحصر وقيل لمانسب العبادة إلي نفسه أوهم ذلك تبجحا واعتدادا منه بما يصدر عنه فعقبه بقوله وَ إِيّاكَ نَستَعِينُليدل علي أن العبادة أيضا مما لاتتم و لاتستتب له إلابمعونة منه وتوفيق وقيل الواو للحال والمعني نعبدك مستعينين بك . و في تفسير الإمام ع في تفسيرها قَالَ اللّهُ تَعَالَي قُولُوا أَيّهَا الخَلقُ المُنَعّمُ عَلَيهِمإِيّاكَ نَعبُدُأَيّهَا المُنعِمُ عَلَينَا نُطِيعُكَ مُخلِصِينَ مَعَ التّذَلّلِ وَ الخُضُوعِ بِلَا رِئَاءٍ وَ لَا سُمعَةٍوَ إِيّاكَ نَستَعِينُمِنكَ نَسأَلُ المَعُونَةَ عَلَي طَاعَتِكَ لِنُؤَدّيَهَا كَمَا أَمَرتَ وَ نتَقّيِ‌َ مِن دُنيَانَا مَا عَنهُ نَهَيتَ وَ نَعتَصِمَ مِنَ الشّيطَانِ وَ مِن سَائِرِ مَرَدَةِ الإِنسِ مِنَ المُضِلّينَ وَ مِنَ المُؤذِينَ الظّالِمِينَ بِعِصمَتِكَ

بَلي مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِقيل أي نفسه أوقصده فيدل علي الإخلاص و قال الطبرسي‌ قيل معناه من أخلص نفسه لله بأن سلك طريق مرضاته عن ابن عباس وقيل وجه وجهه لطاعة الله وقيل فوض أمره إلي الله وقيل استسلم لأمر الله وخضع وتواضع لله وَ هُوَ مُحسِنٌ في عمله وقيل و هومؤمن وقيل مخلص فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبّهِ أي فله جزاء عمله عند الله تعالي و في تفسير الإمام ع بَلي مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ كمافعل الذين آمنوا برسول الله ص لماسمعوا براهينه وحججه وَ هُوَ مُحسِنٌ في عمله لله فَلَهُ أَجرُهُ أي ثوابه عِندَ رَبّهِ يوم فصل القضاءوَ لا خَوفٌ عَلَيهِمحين يخاف الكافرون مايشاهدونه من العذاب وَ لا هُم يَحزَنُونَ عندالموت لأن البشارة بالجنان تأتيهم انتهي .


صفحه : 217

وَ نَحنُ لَهُ مُخلِصُونَ أي في الإيمان والطاعة لانشرك به شركا جليا و لاخفيا.لِلّهِ أي لوجه الله خالصا ويدل علي وجوب نية القربة فيهمامَن يشَريِ‌ أي يبيع نَفسَهُببذلهاابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ أي طلبا لرضاه سبحانه ويدل علي أن طلب الرضا أيضا أحد وجوه القربة وروت العامة والخاصة بأسانيد جمة أنها نزلت في أمير المؤمنين ع حين بات علي فراش رسول الله ص و في تفسير الإمام ع وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ‌ نَفسَهُيبيعهاابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِفيعمل بطاعته ويأمر الناس بها ويصبر علي مايلحقه من الأذي فيها يكون كمن باع نفسه وسلمها وتسلم مرضاة الله عوضا منها فلايبالي‌ ماحل بها بعد أن يحصل لها رضا ربهاوَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِكلهم أماالطالبون لرضا ربهم فيبلغهم أقصي أمانيهم ويزيدهم عليها ما لم تبلغه آمالهم و أماالفاجرون في دينه فيتأناهم ويرفق بهم يدعوهم إلي طاعته و لايقطع ممن علم أنه سيتوب عن ذنبه التوبة الموجبة له عظيم كرامته .وَ قُومُوا لِلّهِيدل علي وجوب نية القربة في القيام للصلاة بل فيها.مَثَلُ الّذِينَ يُنفِقُونَ أي يخرجون أَموالَهُمُ في وجوه البرابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ أي لطلب رضاه فيدل علي اشتراط ترتب الثواب علي الصدقات وسائر الخيرات بالقربة.فَقُل أَسلَمتُ وجَهيِ‌َ لِلّهِ أي أخلصت نفسي‌ وجملتي‌ له لاأشرك فيهاغيره قيل عبر عن النفس بالوجه لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة ومظهر القوي


صفحه : 218

والحواس وَ مَنِ اتّبَعَنِ أي وأسلم من اتبعني‌.وَ مَن يُرِد ثَوابَ الدّنيا نُؤتِهِ مِنها قال في المجمع قيل في معناه أقوال أحدها أن المراد من عمل للدنيا لم نحرمه ماقسمنا له فيها من غيرحظ في الآخرة عن أبي إسحاق أي فلاتغتر بحاله في الدنيا وثانيها من أراد بجهاده ثواب الدنيا و هوالنصيب من الغنيمة نؤته منها فبين أن حصول الدنيا للإنسان ليس بموضع غبطة لأنها مبذولة للبر والفاجر عن أبي علي الجبائي‌ وثالثها من تعرض لثواب الدنيا بعمل النوافل مع مواقعة الكبائر جوزي‌ بها في الدنيا دون الآخرة لإحباط عمله بفسقه و هذا علي مذهب من يقول بالإحباط.وَ مَن يُرِد ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤتِهِ مِنها أي من يرد بالجهاد وأعماله ثواب الآخرة نؤته منها فلاينبغي‌ لأحد أن يطلب بطاعاته غيرثواب الله تعالي ومثله قوله تعالي مَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الآخِرَةِ نَزِد لَهُ فِي حَرثِهِالآية

وَ قَرِيبٌ مِنهُ قَولُ النّبِيّص مَن طَلَبَ الدّنيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ فَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ

وَ سنَجَزيِ‌ الشّاكِرِينَ أي نعطيهم جزاء الشكر وقيل معناه سنجزي‌ الشاكرين من الرزق في الدنيا لئلا يتوهم أن الشاكر يحرم مايعطي الكافر من نعيم الدنيا انتهي . وأقول الآية علي أظهر الوجوه تدل علي اشتراط ثواب الآخرة بقصد القربة و أما علي بطلان العمل ففيه إشكال إلا أن يظهر التلازم بين الصحة واستحقاق الثواب الأخروي‌ ويدل علي أن قصد الثواب لاينافي‌ القربة كمازعمه جماعة و علي أن الثواب الدنيوي‌ قديترتب علي العبادات الفاسدة كعبادة إبليس وبعض الكفار.وَ لا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً أي لاتشركوا في عبادته غيره و هويشمل الشرك


صفحه : 219

الجلي‌ والخفي‌.وَ مَن يَفعَل ذلِكَ أي الصدقة أوالمعروف أوالإصلاح بين الناس أوالأمر بها ويدل علي اشتراط القربة في ترتب الثواب عليه .وَ مَن أَحسَنُ دِيناً قال الطبرسي‌ رحمه الله هو في صورة الاستفهام والمراد به التقرير ومعناه من أصوب طريقة وأهدي سبيلا أي لاأحد أصدق اعتقادامِمّن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ أي استسلم والمراد بوجهه هنا ذاته ونفسه كما قال سبحانه كُلّ شَيءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ والمعني انقاد لله بالطاعة ولنبيه ص بالتصديق وقيل معني أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِقصده سبحانه بالعبادة وحده كماأخبر عن ابراهيم ع أنه قال وَجّهتُ وجَهيِ‌َ للِذّيِ‌ فَطَرَ السّماواتِ وَ الأَرضَ وقيل معناه أخلص أعماله لله أي أتي بهامخلصا لله وَ هُوَ مُحسِنٌ أي فاعل للفعل الحسن ألذي أمره الله سبحانه وقيل وَ هُوَ مُحسِنٌ في جميع أقواله وأفعاله وقيل إن المحسن هوالموحد

وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الإِحسَانِ فَقَالَ أَن تَعبُدَ اللّهَ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِن لَم تَكُن تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ

وَ اتّبَعَ مِلّةَ اِبراهِيمَ أي اقتدي بدينه وسيرته وطريقته يعني‌ ما كان عليه ابراهيم ع وأمر به بنيه من بعده وأوصاهم به من الإقرار بتوحيده وعدله وتنزيهه عما لايليق به و من ذلك الصلاة إلي الكعبة والطواف حولها وسائر المناسك حَنِيفاً أي مستقيما علي منهاجه وطريقه . قوله تعالي إِلّا الّذِينَ تابُوا أي من النفاق وَ أَصلَحُوا ماأفسدوا


صفحه : 220

من أسرارهم وأحوالهم في حال النفاق وَ اعتَصَمُوا بِاللّهِوثقوا به وتمسكوا بدينه وَ أَخلَصُوا دِينَهُم لِلّهِ لايريدون بطاعته إلاوجهه فَأُولئِكَ مَعَ المُؤمِنِينَ و من عدادهم في الدارين وَجّهتُ وجَهيِ‌َ أي نفسي‌ أووجه قلبي‌ أوقصدي‌حَنِيفاً أي مخلصا مائلا عن الشرك إلي الإخلاص وَ ما أَنَا مِنَ المُشرِكِينَ لابالشرك الجلي‌ و لابالشرك الخفي‌.قُل إِنّ صلَاتيِ‌الخطاب للرسول ص وَ نسُكُيِ‌ قال في المجمع قيل أي ديني‌ وقيل عبادتي‌ وقيل ذبيحتي‌ للحج والعمرةوَ محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ أي حياتي‌ وموتي‌لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وإنما جمع بين صلاته وحياته وأحدهما من فعله والآخر من فعل الله فإنهما جميعا بتدبير الله تعالي وقيل معناه صلاتي‌ ونسكي‌ له عبادة وحياتي‌ ومماتي‌ له ملكا وقدرة وقيل إن عبادتي‌ له لأنها بهدايته ولطفه ومحياي‌ ومماتي‌ له لأنهما بتدبيره وخلقه وقيل معني قوله محَياي‌َ وَ ممَاتيِ‌ لِلّهِ أن الأعمال الصالحة التي‌ تتعلق بالحياة في فنون الطاعات و مايتعلق بالممات من الوصية والختم بالخيرات لله و فيه تنبيه علي أنه لاينبغي‌ أن يكون الإنسان حياته لشهوته ومماته لورثته لا شَرِيكَ لَهُ أي لاثاني‌ له في الإلهية وقيل لاشريك له في العبادة و في الإحياء والإماتةوَ بِذلِكَ أُمِرتُ أي وبهذا أمرني‌ ربي‌وَ أَنَا أَوّلُ المُسلِمِينَ من هذه الأمة انتهي . وأقول يمكن أن يكون المراد بقوله محياي‌ ومماتي‌ لله إني‌ جعلت إرادتي‌ ومحبتي‌ موافقين لإرادة الله ومحبته في جميع الأمور حتي في الحياة والممات فإن أراد الله حياتي‌ لاأطلب الموت و إذاأراد موتي‌ لاأكرهها و لاأشتهي‌ الحياة.يُرِيدُونَ وَجهَهُ قال الطبرسي‌ رحمه الله يعني‌ يطلبون ثواب الله


صفحه : 221

ويعملون ابتغاء مرضاته لايعدلون بالله شيئا عن عطا قال الزجاج شهد الله لهم بصدق النيات وأنهم مخلصون في ذلك له أي يقصدون الطريق ألذي أمرهم بقصده فكأنه ذهب في معني الوجه إلي الجهة والطريق . و قال في قوله تعالي وَ ادعُوهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ هذاأمر بالدعاء والتضرع إليه سبحانه علي وجه الإخلاص أي ارغبوا إليه في الدعاء بعدإخلاصكم له الدين وقيل معناه واعبدوه مخلصين له الإيمان .مِن عِبادِنَا المُخلَصِينَقر‌ئ بفتح اللام أي المصطفين المختارين للنبوة وبكسرها أي المخلصين في العبادة والتوحيد أي من عبادنا الذين أخلصوا الطاعة لله وأخلصوا أنفسهم لله .أَلّا تَعبُدُوا إِلّا إِيّاهُكأنه شامل للشرك الخفي‌ أيضا.يُرِيدُونَ وَجهَهُ في المجمع أي رضوانه وقيل تعظيمه والقربة إليه دون الرئاء والسمعةفَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ قال رحمه الله أي فمن كان يطمع في لقاء ثواب ربه ويأمله ويقر بالبعث إليه والوقوف بين يديه وقيل معناه فمن كان يخشي لقاء عقاب ربه وقيل إن الرجاء يشتمل علي كلا المعنيين الخوف والأمل فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً أي خالصا لله تعالي يتقرب به إليه وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداًغيره من ملك أوبشر أوحجر أوشجر عن الحسن وقيل معناه لايرائي‌ عبادته أحدا و قال مجاهد جاء رجل إلي النبي ص فقال إني‌ أتصدق وأصل


صفحه : 222

الرحم و لاأصنع ذلك إلالله فيذكر ذلك مني‌ و أحمد عليه فيسرني‌ ذلك وأعجب به فسكت رسول الله ص و لم يقل شيئا فنزلت الآية قال عطا عن ابن عباس أن الله تعالي قال وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً و لم يقل و لايشرك به لأنه أراد العمل ألذي يعمل لله ويحب أن يحمد عليه قال ولذلك يستحب للرجل أن يدفع صدقته إلي غيره ليقسمها كيلا يعظمه من يصله بها. وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنَا أَغنَي الشّرَكَاءِ عَنِ الشّركِ فَمَن عَمِلَ عَمَلًا أَشرَكَ فِيهِ غيَريِ‌ فَأَنَا مِنهُ برَيِ‌ءٌ فَهُوَ للِذّيِ‌ أَشرَكَ

وَ روُيِ‌َ عَن عُبَادَةَ بَنِ الصّامِتِ وَ شَدّادِ بنِ أَوسٍ قَالَا سَمِعنَا رَسُولَ اللّهِص يَقُولٌ مَن صَلّي صَلَاةً يرُاَئيِ‌ بِهَا فَقَد أَشرَكَ وَ مَن صَامَ صَوماً يرُاَئيِ‌ بِهِ فَقَد أَشرَكَ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ

وَ روُيِ‌َ أَنّ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع دَخَلَ يَوماً عَلَي المَأمُونِ فَرَآهُ يَتَوَضّأُ لِلصّلَاةِ وَ الغُلَامُ يَصُبّ عَلَي يَدِهِ المَاءَ فَقَالَ لَا تُشرِك بِعِبَادَةِ رَبّكَ أَحَداً فَصَرَفَ المَأمُونُ الغُلَامَ وَ تَوَلّي إِتمَامَ وُضُوئِهِ بِنَفسِهِ

وقيل إن هذه الآية آخر آية نزلت من القرآن انتهي . وأقول الرواية الأخيرة تدل علي أن المراد بالشرك هنا الاستعانة في العبادة و هومخالف لسائر الأخبار ويمكن الجمع بحملها علي الأعم منها فإن الإخلاص التام هو أن لايشرك في القصد و لا في العمل غيره سبحانه .إِنّهُ كانَ مُخلَصاً في المجمع أخلص العبادة لله أوأخلص نفسه لأداء الرسالةوَ قَرّبناهُ نَجِيّا أي مناجيا كليما قال ابن عباس قربه الله وكلمه ومعني هذاالتقريب أنه أسمعه كلامه وقيل قربه حتي سمع صرير القلم ألذي كتبت به التوراة وقيل وَ قَرّبناهُ أي ورفعناه منزلته وإلينا محله حتي صار محله منا في الكرامة والمنزلة محل من قربه مولاه في مجلس كرامته فهو تقريب كرامة واصطفاء لاتقريب مسافة وإدناء إذ هوسبحانه لايوصف بالحلول في مكان فيقرب


صفحه : 223

عن بعد أويبعد عن قرب أو يكون أحد أقرب إليه من غيره .حُنَفاءَ لِلّهِ أي مستقيمي‌ الطريقة علي ماأمر الله مائلين عن سائر الأديان غَيرَ مُشرِكِينَ بِهِ أي حجاجا مخلصين وهم مسلمون موحدون كذا في المجمع و

فِي التّفسِيرِ عَنِ الصّادِقِ ع غَيرَ مُشرِكِينَ بِهِ فِي التّوحِيدِ

عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنهُ وَ عَنِ الحَنِيفِيّةِ فَقَالَ هيِ‌َ الفِطرَةُالتّيِ‌ فَطَرَ النّاسَ عَلَيها لا تَبدِيلَ لِخَلقِ اللّهِ قَالَ فَطَرَهُمُ اللّهُ عَلَي المَعرِفَةِ.

لِلّذِينَ يُرِيدُونَ وَجهَ اللّهِ أي الذين يقصدون بمعروفهم إياه خالصا من دون رئاء وسمعةوَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ أي الفائزون بثواب الله .وَ مَن يُسلِم وَجهَهُ إِلَي اللّهِ في المجمع أي و من يخلص دينه لله ويقصد في أفعاله التقرب إلي الله وَ هُوَ مُحسِنٌ فيهافيفعلها علي موجب العلم ومقتضي الشرع وقيل إسلام الوجه إلي الله تعالي هوالانقياد إليه في أوامره ونواهيه و ذلك يتضمن العلم والعمل فَقَدِ استَمسَكَ أي فقد تعلق بِالعُروَةِالوثيقة التي‌ لايخشي انفصامهاوَ إِلَي اللّهِ عاقِبَةُ الأُمُورِ أي و عند الله ثواب ماصنع والمعني و إلي الله يرجع أواخر الأمور علي وجه لا يكون لأحد التصرف فيهابالأمر والنهي‌ انتهي .إِلّا عِبادَ اللّهِ المُخلَصِينَبالكسر أي الذين تنبهوا بإنذارهم فأخلصوا دينهم لله وبالفتح الذين أخلصهم الله لدينه و علي التقديرين الاستثناء منقطع

وَ عَنِ البَاقِرِ ع عَنِ النّبِيّص لَهُم رِزقٌ مَعلُومٌ قَالَ يَعلَمُهُ الخُدّامُ فَيَأتُونَ بِهِ


صفحه : 224

أَولِيَاءَ اللّهِ قَبلَ أَن يَسأَلُوهُم إِيَاّهُ وَ أَمّا قَولُهُفَواكِهُ وَ هُم مُكرَمُونَ قَالَ فَإِنّهُم لَا يَشتَهُونَ شَيئاً فِي الجَنّةِ إِلّا أُكرِمُوا بِهِ.

مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ من الشرك الجلي‌ بل الخفي‌ أيضا.فَاعبُدِ اللّهَ مُخلِصاً لَهُ الدّينَ في المجمع من شرك الأوثان والأصنام والإخلاص أن يقصد العبد بنيته وعمله إلي خالقه لايجعل ذلك لغرض الدنياأَلا لِلّهِ الدّينُ الخالِصُ والخالص هو ما لايشوبه الرئاء والسمعة و لاوجه من وجوه الدنيا وقيل معناه ألا لله الطاعة بالعبادة التي‌ يستحق بهاالجزاء فهذا لله وحده لايجوز أن يكون لغيره وقيل هوالاعتقاد الواجب في التوحيد والعدل والنبوة والإقرار بها والعمل بموجبها والبراءة من كل دين سواها. و قال في قوله تعالي مُخلِصاً لَهُ الدّينَ أي موحدا له لاأعبد معه سواه والعبادة الخالصة هي‌ التي‌ لايشوبها شيء من المعاصي‌وَ أُمِرتُأيضالِأَن أَكُونَ أَوّلَ المُسلِمِينَفيكون لي فضل السبق مُخلِصاً لَهُ الدّينَ وطاعتي‌ انتهي فَاعبُدُوا ما شِئتُم مِن دُونِهِتهديد وخذلان .ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا أي للمشرك والموحدمُتَشاكِسُونَ أي متنازعون مختلفون وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ أي خالصا لواحد ليس لغيره عليه سبيل قيل مثل المشرك علي مايقتضيه مذهبه من أن يدعي‌ كل واحد من معبوديه عبوديته ويتنازعون فيه بعبد يتشارك فيه جمع يتجاذبونه ويتعاورونه في مهامهم المختلفة في تحيره وتوزع قلبه والموحد بمن خلص لواحد ليس لغيره عليه سبيل . وأقول قدمرت الأخبار الكثيرة في أنها نزلت في أمير المؤمنين ع وغاصبي‌


صفحه : 225

حقه و علي التقادير يشعر بذم الشرك الخفي‌ فإن من أشركه في عبادته له نصيب فيها ولذا

يَقُولُ اللّهُ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ أَنَا أَغنَي الشّرَكَاءِ خُذ ثَوَابَ عِبَادَتِكَ مِمّن أَشرَكتَهُ معَيِ‌

مَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الآخِرَةِ أي ثوابها شبهه بالزرع من حيث إنه فائدة تحصل بعمل الدنيا ولذلك قيل الدنيا مزرعة الآخرةنَزِد لَهُ فِي حَرثِهِفنعطه بالواحد عشرا إلي سبعمائة فما فوقهاوَ مَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الدّنيا أي بعمله نفع الدنيانُؤتِهِ مِنها أي شيئا منها علي ماقسمنا له ويحتمل أن يصير سببا لزيادة المنافع الدنيويةوَ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍلبطلانه وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امر‌ئ مانوي

وَ فِي التّفسِيرِ عَنِ الصّادِقِ ع المَالُ وَ البَنُونَ حَرثُ الدّنيَا وَ العَمَلُ الصّالِحُ حَرثُ الآخِرَةِ وَ قَد يَجمَعُهُمَا اللّهُ لِأَقوَامٍ.

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنهُ ع مَن أَرَادَ الحَدِيثَ لِمَنفَعَةِ الدّنيَا لَم يَكُن لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ وَ مَن أَرَادَ بِهِ خَيرَ الآخِرَةِ أَعطَاهُ اللّهُ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

وَ فِي المَجمَعِ عَنِ النّبِيّص مَن كَانَت نِيّتُهُ الدّنيَا فَرّقَ اللّهُ عَلَيهِ أَمرَهُ وَ جَعَلَ الفَقرَ بَينَ عَينَيهِ وَ لَم يَأتِهِ مِنَ الدّنيَا إِلّا مَا كُتِبَ لَهُ وَ مَن كَانَت نِيّتُهُ الآخِرَةَ جَمَعَ اللّهُ شَملَهُ وَ جَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلبِهِ وَ أَتَتهُ الدّنيَا وَ هيِ‌َ رَاغِمَةٌ

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنِ الصّادِقِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيمَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الآخِرَةِ قَالَ مَعرِفَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ الأَئِمّةِ ع

قيل نَزِد لَهُ فِي حَرثِهِ قال نزيده منها يستوفي‌ نصيبه من دولتهم وَ مَن كانَ يُرِيدُ حَرثَ الدّنيا نُؤتِهِ مِنها وَ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ قال ليس له في دولة الحق مع الإمام نصيب .


صفحه : 226

وَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِ في الأخبار الكثيرة أنها المساجد التي‌ يسجد عليها وقيل المساجد المعروفة وقيل كل الأرض فَلا تَدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً أي لاتشركوا في دعائه وعبادته غيره .إِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ أي لطلب رضاه خالصا له مخلصا من الرئاء وطلب الجزاءلا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً

رَوَي الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي مَجَالِسِهِ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَذكُرُ فِيهِ سَبَبَ نُزُولِ سُورَةِ هَل أَتَي فِي أَصحَابِ الكِسَاءِ ع وَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ يَقُولُ عَلَي شَهوَتِهِم لِلطّعَامِ وَ إِيثَارِهِم لَهُمِسكِيناً مِن مَسَاكِينِ المُسلِمِينَوَ يَتِيماً مِن يَتَامَي المُسلِمِينَوَ أَسِيراً مِن أُسَارَي المُشرِكِينَ وَ يَقُولُونَ إِذَا أَطعَمُوهُمإِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً قَالَ وَ اللّهِ مَا قَالُوا هَذَا لَهُم وَ لَكِنّهُم أَضمَرُوهُ فِي أَنفُسِهِم فَأَخبَرَ اللّهُ بِإِضمَارِهِم يَقُولُونَ لَا نُرِيدُ جَزَاءً تُكَافِئُونَنَا بِهِ وَ لَا شُكُوراً تُثنُونَ عَلَينَا بِهِ وَ لَكِنّا إِنّمَا أَطعَمنَاكُم لِوَجهِ اللّهِ وَ طَلَبِ ثَوَابِهِ

انتهي .إِنّا نَخافُ مِن رَبّنا يَوماً عَبُوساً أي تعبس فيه الوجوه قَمطَرِيراً أي شديد العبوس .يؤُتيِ‌ مالَهُ في المجمع أي ينفقه في سبيل الله يَتَزَكّييطلب أن يكون عند الله زكيا لايطلب بذلك رئاء و لاسمعةوَ ما لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِعمَةٍ تُجزي أي و لم يفعل الأتقي مافعله من إيتاء المال وإنفاقه في سبيل الله ليد أسديت إليه يكافئ عليها و لاليد يتخذها عندأحد من الخلق إِلّا ابتِغاءَ وَجهِ رَبّهِ الأَعلي أي ولكنه فعل مافعل يبتغي‌ به وجه الله ورضاه وثوابه وَ لَسَوفَ يَرضي أي ولسوف يعطيه الله من الجزاء والثواب مايرضي به فإنه يعطيه كل ماتمني و ما


صفحه : 227

لم يخطر بباله فيرضي به لامحالة انتهي .مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ أي لايشركون به شيئاحُنَفاءَمائلين عن العقائد الزائغة

1- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِحَنِيفاً مُسلِماً قَالَ خَالِصاً مُخلِصاً لَا يَشُوبُهُ شَيءٌ

2- كا،[الكافي‌] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ لَيسَ فِيهِ شَيءٌ مِن عِبَادَةِ الأَوثَانِ

بيان الحنيف المائل إلي الدين الحق و هوالدين الخالص والمسلم المنقاد لله في جميع أوامره ونواهيه و لما قال سبحانه ما كانَ اِبراهِيمُ يَهُودِيّا وَ لا نَصرانِيّا وَ لكِن كانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ وجعل الحنيف المسلم في مقابلة المشرك فلذا فسر ع الحنيف أوالحنيف المسلم بمن كان خالصا لله مخلصا عمله من الشرك الجلي‌ والخفي‌ فالأوثان أعم من الأوثان الحقيقية والمجازية فتشمل عبادة الشياطين في إغوائها وعبادة النفس في أهوائها كما قال تعالي أَ لَم أَعهَد إِلَيكُم يا بنَيِ‌ آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشّيطانَ و قال سبحانه أَ رَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ و قال عز و جل اتّخَذُوا أَحبارَهُم وَ رُهبانَهُم أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَلعُونٌ مَن عَبَدَ الدّينَارَ وَ الدّرهَمَ


صفحه : 228

3- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَمّن رَفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّمَا هُوَ اللّهُ وَ الشّيطَانُ وَ الحَقّ وَ البَاطِلُ وَ الهُدَي وَ الضّلَالُ وَ الرّشدُ وَ الغيَ‌ّ وَ العَاجِلَةُ وَ العَاقِبَةُ وَ الحَسَنَاتُ وَ السّيّئَاتُ فَمَا كَانَ مِن حَسَنَاتٍ فَلِلّهِ وَ مَا كَانَ مِن سَيّئَاتٍ فَلِلشّيطَانِ

4- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ وَ الضّلَالَةُ وَ العَاجِلَةُ وَ الآجِلَةُ وَ العَاقِبَةُ

بيان إنما هو الله الضمير راجع إلي المقصود في العبادة أوالأعم منه و من الباعث عليها أوالموجود في الدنيا والمقصود والغرض أن الحق والهدي والرشد ورعاية الآجلة والحسنات منسوب إلي الله وأضدادها منسوبة إلي الشيطان فما كان خالصا لله فهو من الحسنات و ما كان للشيطان فيه مدخل فهو من السيئات ففي‌ الكلام شبه قلب أوالمعني أن الرب تعالي والحق والهدي والرشد والآجلة والحسنات في جانب وأضدادها في جانب آخر فالحسنات ما يكون موافقا للحق ومعلوما بهداية الله و يكون سببا للرشد والمنظور فيه الدرجات الأخروية دون اللذات الدنيوية وقربه تعالي فهو منسوب إلي الله و إلافهو من خطوات الشيطان ووساوسه . والرشد مايوصل إلي السعادة الأبدية والغي‌ مايؤدي‌ إلي الشقاوة السرمدية والعاقبة عطف تفسير للآجلة علي رواية الكافي‌ و كان المناسب لترتيب سائر الفقرات تقديم الآجلة علي العاجلة ولعله ع إنما غيرالأسلوب لأن الآجلة بعدالعاجلة. قال بعض المحققين أريد بالحسنات والسيئات الأعمال الصالحة والسيئة المترتبتان علي الأمور الثمانية الناشئتان منها فما كان من حسنات يعني‌ مانشأ من الحق والهدي والرشد رعاية العاقبة من الأعمال الصالحة و ما كان من سيئات


صفحه : 229

يعني‌ مانشأ من الباطل والضلالة والغي‌ ورعاية العاجلة من الأعمال السيئة فكل من عمل عملا من الخير طاعة لله آتيا فيه بالحق علي هدي من ربه ورشده من أمره ولعاقبة أمره فهو حسنة يتقبله الله بقبول حسن و من عمل عملا من الخير والشر طاعة للشيطان آتيا فيه بالباطل علي ضلالة من نفسه وغي‌ من أمره ولعاجلة أمره فهو سيئة مردود إلي من عمل له و من عمل عملا مركبا من أجزاء بعضها لله وبعضها للشيطان فما كان لله فهو لله و ما كان للشيطان فهو للشيطان فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُ فإن أشرك بالله الشيطان في عمله أو في جزء من عمله فهو مردود إليه لأن الله لايقبل الشريك كمايأتي‌ بيانه في باب الرئاء إن شاء الله . وربما يقال إن كان الباعث الإلهي‌ مساويا للباعث الشيطاني‌ تقاوما وتساقطا وصار العمل لا له و لا عليه و إن كان أحدهما غالبا علي الآخر بأن يكون أصلا وسببا مستقلا و يكون الآخر تبعا غيرمستقل فالحكم للغالب إلا أن ذلك مما يشتبه علي الإنسان في غالب الأمر فربما يظن أن الباعث الأقوي قصد التقرب و يكون الأغلب علي سره الحظ النفساني‌ فلايحصل الأمن إلابالإخلاص وقلما يستيقن الإخلاص من النفس فينبغي‌ أن يكون العبد دائما مترددا بين الرد والقبول خائفا من الشوائب و الله الموفق للخير والسداد

5- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ كَانَ يَقُولُ طُوبَي لِمَن أَخلَصَ لِلّهِ العِبَادَةَ وَ الدّعَاءَ وَ لَم يَشغَل قَلبَهُ بِمَا تَرَي عَينَاهُ وَ لَم يَنسَ ذِكرَ اللّهِ بِمَا تَسمَعُ أُذُنَاهُ وَ لَم يَحزُن صَدرَهُ بِمَا أعُطيِ‌َ غَيرَهُ

بيان طوبي أي الجنة أوطيبها أوشجرة فيها كماورد في الخبر أوالعيش الطيب أوالخير لمن أخلص لله العبادة والدعاء أي لم يعبد و لم يدع غيره تعالي أو كان غرضه من العبادة والدعاء رضي الله سبحانه من غيررئاء


صفحه : 230

بما تري عيناه أي من زخارف الدنيا ومشتهياتها والرفعة والملك فيها و لم ينس ذكر الله بالقلب واللسان وبما تسمع أذناه من الغناء وأصوات الملاهي‌ وذكر لذات الدنيا والشهوات والشبهات المضلة والآراء المبتدعة والغيبة والبهتان و كل مايلهي‌ عن الله و لم يحزن صدره بما أعطي‌ غيره من أسباب العيش وحرمها والاتصاف بهذه الصفات العلية إنما يتيسر لمن قطع عن نفسه العلائق الدنية و في الخبر إشعار بأن الإخلاص في العبادة لايحصل إلالمن قطع عروق حب الدنيا من قلبه كماسيأتي‌ تحقيقه إن شاء الله

6- كا،[الكافي‌] عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلِيَبلُوَكُم أَيّكُم أَحسَنُ عَمَلًا قَالَ لَيسَ يعَنيِ‌ أَكثَرَكُم عَمَلًا وَ لَكِن أَصوَبَكُم عَمَلًا وَ إِنّمَا الإِصَابَةُ خَشيَةُ اللّهِ وَ النّيّةُ الصّادِقَةُ وَ الخَشيَةُ ثُمّ قَالَ الإِبقَاءُ عَلَي العَمَلِ حَتّي يَخلُصَ أَشَدّ مِنَ العَمَلِ وَ العَمَلُ الخَالِصُ ألّذِي لَا تُرِيدُ أَن يَحمَدَكَ عَلَيهِ أَحَدٌ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ النّيّةُ أَفضَلُ مِنَ العَمَلِ أَلَا وَ إِنّ النّيّةَ هيِ‌َ العَمَلُ ثُمّ تَلَا قَولَهُ عَزّ وَ جَلّقُل كُلّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِيعَنيِ‌ عَلَي نِيّتِهِ

تبيين قوله لِيَبلُوَكُمإشارة إلي قوله تعالي تَبارَكَ ألّذِي بِيَدِهِ المُلكُ وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ ألّذِي خَلَقَ المَوتَ وَ الحَياةَ لِيَبلُوَكُم أَيّكُم أَحسَنُ عَمَلًاتَبارَكَ أي تكاثر خيره من البركة وهي‌ كثرة الخير أوتزايد عن كل شيء و تعالي عنه في صفاته وأفعاله فإن البركة تتضمن معني الزيادةألّذِي بِيَدِهِ المُلكُ أي بقبضة قدرته التصرف في الأمور كلها ألذي خلق الموت والحيوة أي قدرهما أوأوجدهما و فيه دلالة علي أن الموت أمر وجودي‌ والمراد بالموت


صفحه : 231

الموت الطار‌ئ علي الحياة أوالعدم الأصلي‌ فإنه قديسمي موتا أيضا كما قال تعالي كُنتُم أَمواتاً فَأَحياكُم وتقديمه علي الأول لأنه أدعي إلي حسن العمل وأقوي في ترك الدنيا ولذاتها و علي الثاني‌ ظاهر لتقدمه لِيَبلُوَكُم أي ليعاملكم معاملة المختبرأَيّكُممفعول ثان لفعل البلوي باعتبار تضمينه معني العلم . ووجه التعليل أن الموت داع إلي حسن العمل لكمال الاحتياج إليه بعده وموجب لعدم الوثوق بالدنيا ولذاتها الفانية والحياة نعمة تقتضي‌ الشكر ويقتدر بها علي الأعمال الصالحة. و إن أريد به العدم الأصلي‌ فالمعني أنه نقلكم منه وألبسكم لباس الحياة لذلك الاختبار و لما كان اتصافنا بحسن العمل يتحقق بكثرة العمل تارة وبإصابته وشدة رعاية شرائطه أخري نفي الأول بقوله ليس يعني‌ أكثركم عملا لأن مجرد العمل من غيرخلوصه وجودته ليس أمرا يعتد به بل هوتضييع للعمر وأثبت الثاني‌ بقوله ولكن أصوبكم عملا لأن صواب العمل وجودته وخلوصه من الشوائب يوجب القرب منه تعالي و له درجات متفاوتة يتفاوت القرب بحسبها. واسم ليس في قوله ليس يعني‌ ضمير عائد إلي الله عز و جل أوضمير شأن وجملة يعني‌ خبرها. ثم بين الإصابة وحصرها في أمرين بقوله إنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة وذكر الخشية ثانيا لعله من الرواة أوالنساخ فليست في بعض النسخ و لوصحت يكون معناه خشية أن لايقبل كماسيأتي‌ في الخبر و هو غيرخشية الله أويقال النية الصادقة مبتدأ والخشية معطوف عليه والخبر محذوف أي مقرونتان أوالخشية منصوب ليكون مفعولا معه فيكون الحاصل أن مدار الإصابة علي الخشية وتلزمها النية الصادقة و في بعض النسخ والحسنة أي كونه موافقا لأمره تعالي و لا يكون فيه بدعة و في أسرار الصلاة للشهيد الثاني‌ رحمه الله والنية الصادقة الحسنة و هوأصوب .


صفحه : 232

والحاصل أن العمدة في قبول العمل بعدرعاية أجزاء العبادة وشرائطها المختصة النية الخالصة والاجتناب عن المعاصي‌ كما قال تعالي فَمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ رَبّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبّهِ أَحَداً و قال سبحانه إِنّما يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ. قال الشيخ البهائي‌ قدس سره المراد بالنية الصادقة انبعاث القلب نحو الطاعة غيرملحوظ فيه شيءسوي وجه الله سبحانه لاكمن يعتق عبده مثلا ملاحظا مع القربة الخلاص من مئونته أوسوء خلقه أويتصدق بحضور الناس لغرض الثواب والثناء معا بحيث لو كان منفردا لم يبعثه مجرد الثواب علي الصدقة و إن كان يعلم من نفسه أنه لو لاالرغبة في الثواب لم يبعثه مجرد الرئاء علي الإعطاء. و لاكمن له ورد في الصلاة وعادة في الصدقات واتفق أن حضر في وقتها جماعة فصار الفعل أخف عليه وحصل له نشاط مابسبب مشاهدتهم و إن كان يعلم من نفسه أنهم لو لم يحضروا أيضا لم يكن يترك العمل أويفتر عنه البتة.فأمثال هذه الأمور مما يخل بصدق النية وبالجملة فكل عمل قصدت به القربة وانضاف إليه حظ من حظوظ الدنيا بحيث تركب الباعث عليه من ديني‌ ونفسي‌ فنيتك فيه غيرصادقة سواء كان الباعث الديني‌ أقوي من الباعث النفسي‌ أوأضعف أومساويا. قال في مجمع البيان لِيَبلُوَكُم أَيّكُم أَحسَنُ عَمَلًا أي ليعاملكم معاملة المختبر بالأمر والنهي‌ فيجازي‌ كل عامل بقدر عمله وقيل ليبلوكم أيكم أكثر للموت ذكرا وأحسن له استعدادا وأحسن صبرا علي موته وموت غيره وأيكم أكثر امتثالا للأوامر واجتنابا من النواهي‌ في حال حياته قَالَ أَبُو قَتَادَةَ ¼


صفحه : 233

سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن قَولِهِ تَعَالَيأَيّكُم أَحسَنُ عَمَلًا مَا عَنَي بِهِ فَقَالَ يَقُولُ أَيّكُم أَحسَنُ عَقلًا ثُمّ قَالَص أَتَمّكُم عَقلًا وَ أَشَدّكُم لِلّهِ خَوفاً وَ أَحسَنُكُم فِيمَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ وَ نَهَي عَنهُ نَظَراً وَ إِن كَانَ أَقَلّكُم تَطَوّعاً

وَ عَنِ ابنِ عُمَرَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ تَلَا قَولَهُتَبارَكَ ألّذِي بِيَدِهِ المُلكُ إِلَي قَولِهِأَيّكُم أَحسَنُ عَمَلًا ثُمّ قَالَ أَيّكُم أَحسَنُ عَقلًا وَ أَورَعُ عَن مَحَارِمِ اللّهِ وَ أَسرَعُ فِي طَاعَةِ اللّهِ

و عن الحسن أيكم أزهد في الدنيا وأترك لها انتهي . و في القاموس الصواب ضد الخطإ كالإصابة و قال الإصابة الإتيان بالصواب وإرادته والإبقاء علي العمل محافظته والإشفاق عليه وحفظه عن الفساد قال الجوهري‌ أبقيت علي فلان إذاأرعيت عليه ورحمته يقال لاأبقي الله عليك إن أبقيت علي والاسم منه البقيا انتهي والحاصل أن رعاية العمل وحفظه عندالشروع وبعده إلي الفراغ منه و بعدالفراغ إلي الخروج من الدنيا حتي يخلص عن الشوائب الموجبة لنقصه أوفساده أشد من العمل نفسه

كَمَا سيَأَتيِ‌ فِي بَابِ الرّئَاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ الإِبقَاءُ عَلَي العَمَلِ أَشَدّ مِنَ العَمَلِ قَالَ وَ مَا الإِبقَاءُ عَلَي العَمَلِ قَالَ يَصِلُ الرّجُلُ بِصِلَةٍ وَ يُنفِقُ نَفَقَةً لِلّهِ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فَتُكتَبُ لَهُ سِرّاً ثُمّ يَذكُرُهَا فَتُمحَي وَ تُكتَبُ لَهُ عَلَانِيَةً ثُمّ يَذكُرُهَا فَتُمحَي فَتُكتَبُ لَهُ رِئَاءً

و من عرف معني النية وخلوصها علم أن إخلاص النية أشد من جميع الأعمال كماسيأتي‌ تحقيقه إن شاء الله . ثم بين ع معني العمل الخالص بأنه هوالعمل ألذي لاتريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز و جل لا عندالفعل و لابعده أي يكون خالصا عن أنواع الرئاء والسمعة و قديقال لو كان سروره باعتبار أن الله تعالي قبل عمله حيث أظهر جميله

كَمَا روُيِ‌َ فِي الحَدِيثِ القدُسيِ‌ّ عَمَلُكَ الصّالِحُ عَلَيكَ سَترُهُ وَ عَلَيّ إِظهَارُهُ

أوباعتبار أنه استدل بإظهار جميله في الدنيا علي إظهار جميله في الآخرة أوباعتبار رغبتهم إلي طاعة الله وميل قلوبهم إليها لم يقدح ذلك في الخلوص


صفحه : 234

وإنما يقدح فيه إن كان لرفع منزلته عند الناس وتعظيمهم واستجلاب الفوائد منهم فإنه بذلك يصير مرائيا مشركا بالشرك الخفي‌ و به يحبط عمله و هذاالكلام له جهة صدق لكن قلما تصدق النفس في ذلك فإن لها حيلا وتسويلات لاينجو منها إلاالمقربون . و قال الشيخ البهائي‌ روح الله روحه الخالص في اللغة كل ماصفا وتخلص و لم يمتزج بغيره سواء كان ذلك الغير أدون منه أو لافمن تصدق لمحض الرياء فصدقته خالصة لغة كمن تصدق لمحض الثواب و قدخص العمل الخالص في العرف بما تجرد قصد التقرب فيه عن جميع الشوائب و هذاالتجريد يسمي إخلاصا و قدعرفه أصحاب القلوب بتعريفات أخر فقيل هوتنزيه العمل عن أن يكون لغير الله فيه نصيب وقيل إخراج الخلق عن معاملة الحق وقيل هوستر العمل عن الخلائق وتصفيته عن العلائق وقيل أن لايريد عامله عليه عوضا في الدارين و هذه درجة عليه عزيزة المنال

قَد أَشَارَ إِلَيهَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِقَولِهِ مَا عَبَدتُكَ خَوفاً مِن نَارِكَ وَ لَا طَمَعاً فِي جَنّتِكَ وَ لَكِن وَجَدتُكَ أَهلًا لِلعِبَادَةِ فَعَبَدتُكَ

. و قال رحمه الله ذهب كثير من علماء الخاصة والعامة إلي بطلان العبادة إذاقصد بفعلها تحصيل الثواب أوالخلاص من العقاب وقالوا إن هذاالقصد مناف للإخلاص ألذي هوإرادة وجه الله وحده و إن من قصد ذلك فإنه قصد جلب النفع إلي نفسه ودفع الضرر عنها لاوجه الله سبحانه كما أن من عظم شخصا أوأثني عليه طمعا في ماله أوخوفا من إهانته لايعد مخلصا في ذلك التعظيم والثناء. وممن بالغ في ذلك السيد الجليل صاحب المقامات والكرامات رضي‌ الدين علي بن طاوس قدس الله روحه ويستفاد من كلام شيخنا الشهيد في قواعده أنه مذهب أكثر أصحابنا رضوان الله عليهم . ونقل الفخر الرازي‌ في التفسير الكبير اتفاق المتكلمين علي أن من عبد الله لأجل الخوف من العقاب أوالطمع في الثواب لم تصح عبادته أورده عندتفسير قوله تعالي ادعُوا رَبّكُم تَضَرّعاً وَ خُفيَةً وجزم في أوائل تفسير الفاتحة


صفحه : 235

بأنه لو قال أصلي‌ لثواب الله أوالهرب من عقابه فسدت صلاته و من قال بأن ذلك القصد غيرمفسد للعبادة منع خروجها به عن درجة الإخلاص و قال إن إرادة الفوز بثواب الله والسلامة من سخطه ليس أمرا مخالفا لإرادة وجه الله سبحانه و قد قال تعالي في مقام مدح أصفيائه كانُوا يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ وَ يَدعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً أي للرغبة في الثواب والرهبة من العقاب و قال سبحانه وَ ادعُوهُ خَوفاً وَ طَمَعاً و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَ اسجُدُوا وَ اعبُدُوا رَبّكُم وَ افعَلُوا الخَيرَ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ أي حال كونهم راجين للفلاح أولكي‌ تفلحوا والفلاح هوالفوز بالثواب نص عليه الشيخ أبو علي الطبرسي‌ رحمه الله . هذا ماوصل إلينا من كلام هؤلاء وللمناقشة فيه مجال أماقولهم إن تلك الإرادة ليست مخالفة لإرادة وجه الله تعالي فكلام ظاهري‌ قشري‌ إذ البون البعيد بين إطاعة المحبوب والانقياد إليه لمحض حبه وتحصيل رضاه و بين إطاعته لأغراض أخر أظهر من الشمس في رابعة النهار والثانية ساقطة بالكلية عن درجة الاعتبار عندأولي‌ الأبصار. و أماالاعتضاد بالآيتين الأوليين ففيه أن كثيرا من المفسرين ذكروا أن المعني راغبين في الإجابة راهبين من الرد والخيبة و أماالآية الثالثة فقد ذكر الطبرسي‌ رحمه الله في مجمع البيان أن معني لعلكم تفلحون لكي‌ تسعدوا و لاريب أن تحصيل رضاه سبحانه هوالسعادة العظمي وفسر رحمه الله الفلاح في قوله تعالي أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَبالنجاح والفوز و قال شيخ الطائفة في التبيان المفلحون هم المنجحون الذين أدركوا ماطلبوا من عند الله بأعمالهم وإيمانهم و في تفسير البيضاوي‌ المفلح الفائز بالمطلوب ومثله في الكشاف نعم فسر الطبرسي‌ رحمه الله الفلاح في قوله قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَبالفوز بالثواب لكن مجيئه في هذه الآية بهذا المعني لايوجب


صفحه : 236

حمله في غيرها أيضا عليه و علي تقدير حمله علي هذاالمعني إنما يتم التقريب لوجعلت جملة الترجي‌ حالية و لوجعلت تعليلية كماجعله الطبرسي‌ فلادلالة فيها علي ذلك المدعي أصلا كما لايخفي . هذا والأولي أن يستدل

بِمَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ بِطَرِيقٍ حَسَنٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العُبّادُ ثَلَاثَةٌ قَومٌ عَبَدُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَوفاً فَتِلكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ وَ قَومٌ عَبَدُوا اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي طَلَباً لِلثّوَابِ فَتِلكَ عِبَادَةُ الأُجَرَاءِ وَ قَومٌ عَبَدُوا اللّهَ حُبّاً لَهُ فَتِلكَ عِبَادَةُ الأَحرَارِ وَ هيِ‌َ أَفضَلُ العِبَادَةِ

فإن قوله ع وهي‌ أفضل العبادة يعطي‌ أن العبادة علي الوجهين السابقين لايخلو من فضل أيضا فتكون صحيحة و هوالمطلوب . ثم قال رحمه الله المانعون في نية العبادة من قصد تحصيل الثواب أودفع العقاب جعلوا هذاالقصد مفسدا لها و إن انضم إليه قصد وجه الله تعالي علي مايفهم من كلامهم أمابقية الضمائم اللازمة الحصول مع العبادة نويت أو لم تنو كالخلاص من النفقة بعتق العبد في الكفارة والحمية في الصوم والتبرد في الوضوء وإعلام المأموم الدخول في الصلاة بالتكبير ومماطلة الغريم بالتشاغل في الصلاة وملازمته بالطواف والسعي‌ وحفظه المتاع بالقيام لصلاة الليل وأمثال ذلك فالظاهر أن قصدها عندهم مفسد أيضا بالطريق الأولي . و أماالذين لايجعلون قصد الثواب مفسدا اختلفوا في الإفساد بأمثال هذه الضمائم فأكثرهم علي عدمه و به قطع الشيخ في المبسوط والمحقق في المعتبر والعلامة في التحرير والمنتهي لأنها تحصل لامحالة فلايضر قصدها و فيه أن لزوم حصولها لايستلزم صحة قصد حصولها والمتأخرون من أصحابنا حكموا بفساد العبادة بقصدها و هومذهب العلامة في النهاية والقواعد وولده فخر المحققين في الشرح وشيخنا الشهيد في البيان لفوت الإخلاص و هوالأصح . واحتمل شيخنا الشهيد في قواعده التفصيل بأن القربة إن كانت هي‌ المقصود


صفحه : 237

بالذات والضميمة مقصودة تبعا صحت العبادة و إن انعكس الأمر أوتساويا بطلت هذا. واعلم أن الضميمة إن كانت راجحة ولاحظ القاصد رجحانها وجوبا أوندبا كالحمية في الصوم لوجوب حفظ البدن والإعلام بالدخول في الصلاة للتعاون علي البر فينبغي‌ أن لاتكون مضرة إذ هي‌ حينئذ مؤكدة وإنما الكلام في الضمائم غيرالملحوظة الرجحان فصوم من ضم قصد الحمية مطلقا صحيح مستحبا كان الصوم أوواجبا معينا كان الواجب أو غيرمعين ولكن في النفس من صحة غيرالمعين شيء وعدمها محتمل و الله أعلم . قوله ع والنية أفضل من العمل أي النية الخالصة أوإخلاص النية أفضل من العمل والنية تطلق علي إرادة إيقاع الفعل و علي الغرض الباعث علي الفعل و علي العزم علي الفعل والأولتان مقارنتان للفعل دون الثالثة والأولي لاتنفك فعل الفاعل المختار عنها والثانية الإخلاص فيها من أشق الأمور وأصعبها و به تتفاضل عبادات المكلفين وهي‌ روح العبادة وبدونها لاتصح وكلما كانت أخلص عن الشوائب والأغراض الفاسدة كان العمل أكمل ولذا

وَرَدَ أَنّ نِيّةَ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ.

قَولَهُص أَفضَلُ الأَعمَالِ أَحمَزُهَا

إذ تصحيح النية أصعب من تصحيح العمل بمراتب شتي إذ ليس المراد بالنية مايتكلم به الإنسان عندالفعل أويتصوره ويخطره بباله بل هوالباعث الأصلي‌ والغرض الواقعي‌ الداعي‌ للإنسان علي الفعل و هوتابع للحالة التي‌ عليها الإنسان والطريقة التي‌ يسلكها فمن غلب عليه حب الدنيا وشهواتها لايمكنه قصد القربة وإخلاص النية عن دواعيها فإن نفسه متوجهة إلي الدنيا وهمته مقصورة عليها فما لم يقلع عن قلبه عروق حب الدنيا و لم يستقر فيه طلب النشأة الأخري وحب الرب الأعلي لم يمكنه إخلاص النية واقعا عن تلك الأغراض الدنية و ذلك متوقف علي مجاهدات عظيمة ورياضات طويلة وتفكرات صحيحة واعتزال


صفحه : 238

عن شرار الخلق فلذا

وَرَدَ أَنّ نِيّةَ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ

و من عرف ذلك لم يحتج إلي تأويل الخبر بما ستسمع من الوجوه مع ركاكة أكثرها وبعدها عن نظم الكلام فلذا قال النية أفضل من العمل والسعي‌ في تصحيحها أهم . فإن قيل العمل بلا نية باطل ومعها النية داخلة فيه فكيف يفضل النية علي العمل فإنه يوجب تفضيل الجزء علي الكل قلنا المراد به أن العمل المقرون بالنية نيته خير من سائر أجزائه سواء جعلنا النية جزءا من العمل أوشرطا فيه و قوله ع ألا و إن النية هي‌ العمل مبالغة في اشتراط العمل بها و أنه لااعتداد بالعمل بدونها فكأنها عينه ولذا أكد بحرف التأكيد وحرف التنبيه واسمية الجملة وتعريف الخبر باللام المفيد للحصر وضمير الفصل المؤكد له . وقيل إشارة إلي دفع مايتوهم من أن المفضل عليه لابد أن يكون من جنس المفضل والنية ليست من جنس العمل فأجاب ع بأن النية أيضا عمل من أعمال القلب و لايخفي ضعفه والاستشهاد بالآية الكريمة لبيان أن مدار العمل علي النية صحة وفسادا ونقصا وكمالا حيث قال قُل كُلّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِيعني‌ علي نيته . وكأنه ع فسر الشاكلة التي‌ تطلق غالبا علي الحالة والطريقة بالنية إيذانا بأن النية تابعة لحالة الإنسان وطريقته كماأومأنا إليه و إن ورد بمعني النية أيضا قال الفيروزآبادي‌ الشاكلة الشكل والناحية والنية والطريقة و قال في مجمع البيان أي كل واحد من المؤمن والكافر يعمل علي طبيعته وخليقته التي‌ تخلق بها عن ابن عباس وقيل علي طريقته وسنته التي‌ اعتادها وقيل ما هوأشكل بالصواب وأولي بالحق عنده عن الجبائي‌ قال ولهذا قال فَرَبّكُم أَعلَمُ بِمَن هُوَ أَهدي سَبِيلًا أي أنه يعلم أي الفريقين علي الهدي وأيهما علي الضلال وقيل معناه أنه أعلم بمن هوأصوب دينا وأحسن طريقة و قال بعض أرباب اللسان إن هذه الآية أرجي آية في كتاب الله لأن الأليق بكرمه


صفحه : 239

سبحانه وجوده العفو عن عباده فهو يعمل به انتهي . ويمكن حمل النية هنا علي المعني الثالث كماسيأتي‌ في الخبر لكنه بعيد عن سياق هذاالخبر وسيأتي‌ مزيد الكلام في ذلك في باب النية و باب الرئاء

7- كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ ابنِ عُيَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ قَالَ القَلبُ السّلِيمُ ألّذِي يَلقَي رَبّهُ وَ لَيسَ فِيهِ أَحَدٌ سِوَاهُ وَ قَالَ وَ كُلّ قَلبٍ فِيهِ شِركٌ أَو شَكّ فَهُوَ سَاقِطٌ وَ إِنّمَا أَرَادُوا الزّهدَ فِي الدّنيَا لِتَفرُغَ قُلُوبُهُم لِلآخِرَةِ

بيان قوله تعالي إِلّا مَن أَتَي اللّهَ قال سبحانه في سورة الشعراء حكاية عن ابراهيم ع حيث قال وَ لا تخُزنِيِ‌ يَومَ يُبعَثُونَ قال الطبرسي‌ قدس سره أي لاتفضحني‌ و لاتعيرني‌ بذنب يوم يحشر الخلائق و هذاالدعاء كان منه ع علي وجه الانقطاع إلي الله تعالي لمابينا أن القبيح لايجوز وقوعه من الأنبياء ع ثم فسر ذلك اليوم بأن قال يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ أي لاينفع المال والبنون أحدا إذ لايتهيأ لذي‌ مال أن يفتدي‌ من شدائد ذلك اليوم به و لايتحمل من صاحب البنين بنوه شيئا من معاصيه إِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ من الشرك والشك عن الحسن ومجاهد وقيل سليم من الفساد والمعاصي‌ وإنما خص القلب بالسلامة لأنه إذاسلم القلب سلم سائر الجوارح من الفساد من حيث إن الفساد بالجارحة لا يكون إلا عن قصد بالقلب الفاسد وَ روُيِ‌َ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ هُوَ القَلبُ ألّذِي سَلِمَ مِن حُبّ الدّنيَا

وَ يُؤَيّدُهُ قَولُ النّبِيّص حُبّ الدّنيَا رَأسُ كُلّ خَطِيئَةٍ

انتهي . قوله ع و ليس فيه أحد سواه أي أخرج عن قلبه حب ماسوي


صفحه : 240

الله والاشتغال بغيره سبحانه أو لم يختر في قلبه علي رضا الله رضا غيره أوكانت أعماله ونياته كلها خالصة لله لم يشرك فيهاغيره . و كل قلب فيه شرك أعم من الشرك الجلي‌ والخفي‌ أوشك و هو مايقابل اليقين ألذي يظهر أثره علي الجوارح فإن كل معصية أوتوسل بغيره سبحانه يستلزم ضعفا في اليقين فالشك يشمله فهو ساقط أي عن درجة الاعتبار أوبعيد عن الرب تعالي . وإنما أرادوا أي الأنبياء والأوصياء الزهد و في بعض النسخ أراد بالزهد أي أراد الله والباء زائدة يعني‌ أن الزهد في الدنيا ليس مقصودا لذاته وإنما أمر الناس به لتكون قلوبهم فارغة عن محبة الدنيا صالحة لحب الله تعالي خالصة له عز و جل لاشركة فيها لماسوي الله و لاشك ناشئا من شدة محبتها لغير الله

8- كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ أَيضاً عَنِ ابنِ عُيَينَةَ عَنِ السنّديِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا أَخلَصَ عَبدٌ الإِيمَانَ بِاللّهِ أَربَعِينَ يَوماً أَو قَالَ مَا أَجمَلَ عَبدٌ ذِكرَ اللّهِ أَربَعِينَ يَوماً إِلّا زَهّدَهُ اللّهُ فِي الدّنيَا وَ بَصّرَهُ دَاءَهَا وَ دَوَاءَهَا وَ أَثبَتَ الحِكمَةَ فِي قَلبِهِ وَ أَنطَقَ بِهَا لِسَانَهُ ثُمّ تَلَاإِنّ الّذِينَ اتّخَذُوا العِجلَ سَيَنالُهُم غَضَبٌ مِن رَبّهِم وَ ذِلّةٌ فِي الحَياةِ الدّنيا وَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُفتَرِينَ فَلَا تَرَي صَاحِبَ بِدعَةٍ إِلّا ذَلِيلًا أَو مُفتَرِياً عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ عَلَي رَسُولِهِ وَ أَهلِ بَيتِهِص إِلّا ذَلِيلًا

بيان إخلاص الإيمان مما يشوبه من الشرك والرئاء والمعاصي‌ و أن يكون جميع أعماله خالصة لله تعالي ولعل خصوص الأربعين لأن الله تعالي جعل انتقال الإنسان في أصل الخلقة من حال إلي حال في أربعين يوما كالانتقال من النطفة إلي العلقة و من العلقة إلي المضغة و من المضغة إلي العظام ومنها إلي اكتساء


صفحه : 241

اللحم ولذا يوقف قبول توبة شارب الخمر إلي أربعين يوما كماورد في الخبر والزهد في الشي‌ء تركه وعدم الرغبة فيه . وداء الدنيا المعاصي‌ والصفات الذميمة و مايوجب البعد عن الله تعالي ودواؤها مايوجب تركها واجتنابها من الرياضات والمجاهدات والتفكرات الصحيحة وأمثالها أوالمراد بدائها الأمراض القلبية الحاصلة من محبة الدنيا ودواؤها ملازمة مايوجب تركها وقيل أي قدر الضرورة منها والزائد عليه أوميل القلب إليها وصرفه عنها أوالضار والنافع منها في الآخرة أعني‌ الطاعة والمعصية والحكمة العلوم الحقة الواقعية وأصلها ومنبعها معرفة الإمام ولذا فسرت بها كمامر. و في مناسبة ذكر الآية لماتقدم إشكال ويمكن أن يقال في توجيهه وجوه .الأول ماخطر بالبال و هو أنه لماذكر فوائد إخلاص الأربعين و قدأبدع جماعة من الصوفية فيها ما ليس في الدين دفع ع توهم شموله لذلك بالاستشهاد بالآية وأنها تدل علي أن كل مبتدع في الأحكام ومفتر علي الله ورسوله في حكم من الأحكام ذليل في الدنيا والآخرة لقوله تعالي وَ كَذلِكَ نجَزيِ‌ المُفتَرِينَ و قوله أومفتريا أي لاتري مفتريا وبعبارة أخري لما كان صحة العبادة وكمالها مشترطة بأمرين الأول كونها علي وفق السنة والثاني‌ كونها خالصة لوجه الله تعالي فأشار أولا إلي الثاني‌ وثانيا إلي الأول فتأمل .الثاني‌ ماقيل إن الوجه في تلاوته ع الآية التنبيه علي أن من كانت عبادته لله عز و جل واجتهاده فيها علي وفق السنة بصره الله عيوب الدنيا فزهده فيهافصار بسبب زهده فيهاعزيزا لأن المذلة في الدنيا إنما تكون بسبب الرغبة فيها و من كانت عبادته علي وفق الهوي أعمي الله قلبه عن عيوب الدنيا فصار بسبب رغبته فيهاذليلا فأصحاب البدع لايزالون أذلاء صغارا و من هنا قال الله في متخذي‌ العجل ما قال .الثالث ماقيل أيضا إن الغرض من تلاوتها هوالتنبيه علي أن غيرالمخلص


صفحه : 242

مندرج فيها والوعيد متوجه إليه أيضا لأنك قدعرفت أن قلبه ساقط لكونه ذا شرك أوشك وهما بدعة وافتراء علي الله ورسوله والآية علي تقدير نزولها في قوم مخصوصين لايقتضي‌ تخصيص الوعيد بهم .الرابع ماخطر بالبال أيضا و هو أن الإخلاص المذكور في صدر الخبر يشمل الإخلاص عن الرئاء والبدعة و كل ماينافي‌ قبول العمل فاستشهد لأحد أجزائه بالآية

8- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللّهِص النّاسَ بِمِنًي فِي حَجّةِ الوَدَاعِ فِي مَسجِدِ الخَيفِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ نَضّرَ اللّهُ عَبداً سَمِعَ مقَاَلتَيِ‌ فَوَعَاهَا ثُمّ بَلّغَهَا إِلَي مَن لَم يَسمَعهَا فَرُبّ حَامِلِ فِقهٍ غَيرُ فَقِيهٍ وَ رُبّ حَامِلِ فِقهٍ إِلَي مَن هُوَ أَفقَهُ مِنهُ ثَلَاثٌ لَا يُغِلّ عَلَيهِنّ قَلبُ امر‌ِئٍ مُسلِمٍ إِخلَاصُ العَمَلِ لِلّهِ وَ النّصِيحَةُ لِأَئِمّةِ المُسلِمِينَ وَ اللّزُومُ لِجَمَاعَتِهِم فَإِنّ دَعوَتَهُم مُحِيطَةٌ مَن وَرَاءَهُم المُسلِمُونَ إِخوَةٌ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُم يَسعَي بِذِمّتِهِم أَدنَاهُم وَ هُم يَدٌ عَلَي مَن سِوَاهُم

9- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]الوَرّاقُ عَن عَلِيّ بنِ مَهرَوَيهِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الدّنيَا كُلّهَا جَهلٌ إِلّا مَوَاضِعَ العِلمِ وَ العِلمُ كُلّهُ حُجّةٌ إِلّا مَا عُمِلَ بِهِ وَ العَمَلُ كُلّهُ رِيَاءٌ إِلّا مَا كَانَ مُخلَصاً وَ الإِخلَاصُ عَلَي خَطَرٍ حَتّي يَنظُرَ العَبدُ بِمَا يُختَمُ لَهُ

يد،[التوحيد] محمد بن عمرو بن علي عن علي بن الحسين المثني عن علي بن مهرويه مثله

10-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي دَارِمٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَخلَصَ عَبدٌ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ أَربَعِينَ صَبَاحاً إِلّا جَرَت يَنَابِيعُ الحِكمَةِ


صفحه : 243

مِن قَلبِهِ عَلَي لِسَانِهِ

11- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن خَضِرٍ عَمّن سَمِعَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص ثَلَاثٌ مَن كُنّ فِيهِ أَو وَاحِدَةٌ مِنهُنّ كَانَ فِي ظِلّ عَرشِ اللّهِ يَومَ لَا ظِلّ إِلّا ظِلّهُ رَجُلٌ أَعطَي النّاسَ مِن نَفسِهِ مَا هُوَ سَائِلُهُم لَهَا وَ رَجُلٌ لَم يُقَدّم رِجلًا حَتّي يَعلَمَ أَنّ ذَلِكَ لِلّهِ رِضًا أَو يَحبِسَ وَ رَجُلٌ لَم يَعِب أَخَاهُ المُسلِمَ بِعَيبٍ حَتّي ينَفيِ‌َ ذَلِكَ العَيبَ عَن نَفسِهِ فَإِنّهُ لَا ينَتفَيِ‌ عَنهُ عَيبٌ إِلّا بَدَا لَهُ عَيبٌ وَ كَفَي بِالمَرءِ شُغُلًا بِنَفسِهِ عَنِ النّاسِ

12- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ الهاَشمِيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَصبَحَ مِن أمُتّيِ‌ وَ هَمّهُ غَيرُ اللّهِ فَلَيسَ مِنَ اللّهِ

13- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَمّن رَفَعَهُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّمَا هُوَ اللّهُ وَ الشّيطَانُ وَ الحَقّ وَ البَاطِلُ وَ الهُدَي وَ الضّلَالُ وَ الرّشدُ وَ الغيَ‌ّ وَ العَاجِلَةُ وَ العَاقِبَةُ وَ الحَسَنَاتُ وَ السّيّئَاتُ فَمَا كَانَ مِن حَسَنَاتٍ فَمِنَ اللّهِ وَ مَا كَانَ مِن سَيّئَاتٍ فَلِلشّيطَانِ

14- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِحَنِيفاً مُسلِماً قَالَ خَالِصاً مُخلِصاً لَا يَشُوبُهُ شَيءٌ

15- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]سن ،[المحاسن ]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ مَن أَشرَكَ معَيِ‌ غيَريِ‌ فِي عَمَلِهِ لَم أَقبَلهُ إِلّا مَا كَانَ خَالِصاً


صفحه : 244

16- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ رَبّكُم لَرَحِيمٌ يَشكُرُ القَلِيلَ إِنّ العَبدَ ليَصُلَيّ‌ الرّكعَتَينِ يُرِيدُ بِهَا وَجهَ اللّهِ فَيُدخِلُهُ اللّهُ بِهِ الجَنّةَ

17-سن ،[المحاسن ] ابنُ أَبِي نَجرَانَ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَرَجَ ثَلَاثُ نَفَرٍ يَسِيحُونَ فِي الأَرضِ فَبَينَا هُم يَعبُدُونَ اللّهَ فِي كَهفٍ فِي قُلّةِ جَبَلٍ حَتّي بَدَت صَخرَةٌ مِن أَعلَي الجَبَلِ حَتّي التَقَمَت بَابَ الكَهفِ فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ عِبَادَ اللّهِ وَ اللّهِ مَا يُنجِيكُم مِمّا وَقَعتُم إِلّا أَن تَصدُقُوا اللّهَ فَهَلُمّ مَا عَمِلتُم لِلّهِ خَالِصاً فَإِنّمَا ابتُلِيتُم بِالذّنُوبِ فَقَالَ أَحَدُهُم أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ طَلَبتُ امرَأَةً لِحُسنِهَا وَ جَمَالِهَا فَأَعطَيتُ فِيهَا مَالًا ضَخماً حَتّي إِذَا قَدَرتُ عَلَيهَا وَ جَلَستُ مِنهَا مَجلِسَ الرّجُلِ مِنَ المَرأَةِ ذَكَرتُ النّارَ فَقُمتُ عَنهَا فَرَقاً مِنكَ أللّهُمّ فَادفَع عَنّا هَذِهِ الصّخرَةَ فَانصَدَعَت حَتّي نَظَرُوا إِلَي الصّدعِ ثُمّ قَالَ الآخَرُ أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ استَأجَرتُ قَوماً يَحرُثُونَ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم بِنِصفِ دِرهَمٍ فَلَمّا فَرَغُوا أَعطَيتُهُم أُجُورَهُم فَقَالَ أَحَدُهُم قَد عَمِلتُ عَمَلَ اثنَينِ وَ اللّهِ لَا آخُذُ إِلّا دِرهَماً وَاحِداً وَ تَرَكَ مَالَهُ عنِديِ‌ فَبَذَرتُ بِذَلِكَ النّصفِ الدّرهَمِ فِي الأَرضِ فَأَخرَجَ اللّهُ مِن ذَلِكَ رِزقاً وَ جَاءَ صَاحِبُ النّصفِ الدّرهَمِ فَأَرَادَهُ فَدَفَعتُ إِلَيهِ ثَمَانَ عَشرَةَ آلَافٍ فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّمَا فَعَلتُهُ مَخَافَةً مِنكَ فَادفَع عَنّا هَذِهِ الصّخرَةَ قَالَ فَانفَجَرَت عَنهُم حَتّي نَظَرَ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ ثُمّ إِنّ الآخَرَ قَالَ أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّ أَبِي وَ أمُيّ‌ كَانَا نَائِمَينِ فَأَتَيتُهُمَا بِقَعبٍ مِن لَبَنٍ فَخِفتُ إِن أَضَعهُ أَن تَمُجّ فِيهِ هَامّةٌ وَ كَرِهتُ أَن أُوقِظَهُمَا مِن نَومِهِمَا فَيَشُقّ ذَلِكَ عَلَيهِمَا فَلَم أَزَل كَذَلِكَ حَتّي استَيقَظَا وَ شَرِبَا أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ كُنتُ فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَادفَع عَنّا هَذِهِ الصّخرَةَ فَانفَرَجَت لَهُم طَرِيقَهُم ثُمّ قَالَ


صفحه : 245

النّبِيّص مَن صَدَقَ اللّهَ نَجَا

18- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الإِخلَاصُ يَجمَعُ حَوَاصِلَ الأَعمَالِ وَ هُوَ مَعنًي مِفتَاحُهُ القَبُولُ وَ تَوقِيعُهُ الرّضَا فَمَن تَقَبّلَ اللّهُ مِنهُ وَ رضَيِ‌َ عَنهُ فَهُوَ المُخلِصُ وَ إِن قَلّ عَمَلُهُ وَ مَن لَا يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنهُ فَلَيسَ بِمُخلِصٍ وَ إِن كَثُرَ عَمَلُهُ اعتِبَاراً بِآدَمَ ع وَ إِبلِيسَ وَ عَلَامَةُ القَبُولِ وُجُودُ الِاستِقَامَةِ بِبَذلِ كُلّ المَحَابّ مَعَ إِصَابَةِ عِلمِ كُلّ حَرَكَةٍ وَ سُكُونٍ فَالمُخلِصُ ذَائِبٌ رُوحُهُ بازل [بَاذِلٌ]مُهجَتَهُ فِي تَقوِيمِ مَا بِهِ العِلمُ وَ الأَعمَالُ وَ العَامِلُ وَ المَعمُولُ بِالعَمَلِ لِأَنّهُ إِذَا أَدرَكَ ذَلِكَ فَقَد أَدرَكَ الكُلّ وَ إِذَا فَاتَهُ ذَلِكَ فَاتَهُ الكُلّ وَ هُوَ تَصفِيَةُ معَاَنيِ‌ التّنزِيهِ فِي التّوحِيدِ كَمَا قَالَ الأَوّلُ هَلَكَ العَامِلُونَ إِلّا العَابِدُونَ وَ هَلَكَ العَابِدُونَ إِلّا العَالِمُونَ وَ هَلَكَ العَالِمُونَ إِلّا الصّادِقُونَ وَ هَلَكَ الصّادِقُونَ إِلّا المُخلِصُونَ وَ هَلَكَ المُخلِصُونَ إِلّا المُتّقُونَ وَ هَلَكَ المُتّقُونَ إِلّا المُوقِنُونَ وَ إِنّ المُوقِنِينَ لَعَلَي خَطَرٍ عَظِيمٍ قَالَ اللّهُ لِنَبِيّهِص وَ اعبُد رَبّكَ حَتّي يَأتِيَكَ اليَقِينُ وَ أَدنَي حَدّ الإِخلَاصِ بَذلُ العَبدِ طَاقَتَهُ ثُمّ لَا يَجعَلُ لِعَمَلِهِ عِندَ اللّهِ قَدراً فَيُوجِبَ بِهِ عَلَي رَبّهِ مُكَافَاةً بِعَمَلِهِ لِعِلمِهِ أَنّهُ لَو طَالَبَهُ بِوَفَاءِ حَقّ العُبُودِيّةِ لَعَجَزَ وَ أَدنَي مَقَامِ المُخلِصِ فِي الدّنيَا السّلَامَةُ مِن جَمِيعِ الآثَامِ وَ فِي الآخِرَةِ النّجَاةُ مِنَ النّارِ وَ الفَوزُ بِالجَنّةِ

19- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الرّضَا ع أَفضَلُ العِبَادَةِ الإِخلَاصُ

وَ قَالَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ ع لَو سَلَكَ النّاسُ وَادِياً شِعباً لَسَلَكتُ واَديِ‌َ رَجُلٍ عَبَدَ اللّهَ وَحدَهُ خَالِصاً

وَ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ الزكّيِ‌ّ ع لَو جَعَلتُ الدّنيَا كُلّهَا لُقمَةً وَاحِدَةً وَ لَقّمتُهَا مَن يَعبُدُ اللّهَ خَالِصاً لَرَأَيتُ أنَيّ‌ مُقَصّرٌ فِي حَقّهِ وَ لَو مَنَعتُ الكَافِرَ مِنهَا حَتّي يَمُوتَ


صفحه : 246

جُوعاً وَ عَطَشاً ثُمّ أَذَقتُهُ شَربَةً مِنَ المَاءِ لَرَأَيتُ أنَيّ‌ قَد أَسرَفتُ

20-تم ،[فلاح السائل ]بِإِسنَادِنَا إِلَي هَارُونَ بنِ مُوسَي التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَالِمِ بنِ جَبهَانَ عَن عَبدِ العَزِيزِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن سِنَانٍ عَن عَبدِ الوَاحِدِ عَن رَجُلٍ عَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ قَالَ قُلتُ حدَثّنيِ‌ بِحَدِيثٍ سَمِعتَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص حَفِظتَهُ وَ ذَكَرتَهُ فِي كُلّ يَومٍ مِن دِقّةِ مَا حَدّثَكَ بِهِ قَالَ نَعَم وَ بَكَي مُعَاذٌ فَقُلتُ اسكُت فَسَكَتَ ثُمّ نَادَي بأِبَيِ‌ وَ أمُيّ‌ حدَثّنَيِ‌ وَ أَنَا رَدِيفُهُ قَالَ فَبَينَا نَسِيرُ إِذ يَرفَعُ بَصَرَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يقَضيِ‌ فِي خَلقِهِ مَا أَحَبّ قَالَ يَا مُعَاذُ قُلتُ لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِمَامَ الخَيرِ وَ نبَيِ‌ّ الرّحمَةِ فَقَالَ أُحَدّثُكَ مَا حَدّثَ نبَيِ‌ّ أُمّتَهُ إِن حَفِظتَهُ نَفَعَكَ عَيشُكَ وَ إِن سَمِعتَهُ وَ لَم تَحفَظهُ انقَطَعَت حُجّتُكَ عِندَ اللّهِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ سَبعَةَ أَملَاكٍ قَبلَ أَن يَخلُقَ السّمَاوَاتِ فَجَعَلَ فِي كُلّ سَمَاءٍ مَلَكاً قَد جَلّلَهَا بِعَظَمَتِهِ وَ جَعَلَ عَلَي كُلّ بَابٍ مِنهَا مَلَكاً بَوّاباً فَتَكتُبُ الحَفَظَةُ عَمَلَ العَبدِ مِن حِينِ يُصبِحُ إِلَي حِينِ يمُسيِ‌ ثُمّ يَرتَفِعُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِهِ لَهُ نُورٌ كَنُورِ الشّمسِ حَتّي إِذَا بَلَغَ سَمَاءَ الدّنيَا فَيُزَكّيهِ وَ يُكثِرُهُ فَيَقُولُ لَهُ قِف فَاضرِب بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ أَنَا مَلَكُ الغِيبَةِ فَمَنِ اغتَابَ لَا أَدَعُ عَمَلَهُ يجُاَوزِنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ أمَرَنَيِ‌ بِذَلِكَ ربَيّ‌ قَالَ ثُمّ يجَيِ‌ءُ مِنَ الغَدِ وَ مَعَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ فَيَمُرّ بِهِ وَ يُزَكّيهِ وَ يُكثِرُهُ حَتّي يَبلُغَ السّمَاءَ الثّانِيَةَ فَيَقُولُ المَلَكُ ألّذِي فِي السّمَاءِ الثّانِيَةِ قِف فَاضرِب بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ إِنّمَا أَرَادَ بِهَذَا العَمَلِ عَرَضَ الدّنيَا أَنَا صَاحِبُ الدّنيَا لَا أَدَعُ عَمَلَهُ يتَجَاَوزَنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ قَالَ ثُمّ يَصعَدُ بِعَمَلِ العَبدِ مُبتَهِجاً بِصَدَقَةٍ وَ صَلَاةٍ فَتَعجَبُ الحَفَظَةُ وَ يُجَاوِزُهُ إِلَي السّمَاءِ الثّالِثَةِ فَيَقُولُ المَلَكُ قِف فَاضرِب بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ وَ ظَهرَهُ أَنَا مَلَكُ صَاحِبِ الكِبرِ فَيَقُولُ إِنّهُ عَمِلَ وَ تَكَبّرَ فِيهِ عَلَي النّاسِ فِي مَجَالِسِهِم أمَرَنَيِ‌


صفحه : 247

ربَيّ‌ أَن لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يتَجَاَوزَنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ قَالَ وَ تَصعَدُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِ العَبدِ يَزهَرُ كَالكَوكَبِ الدرّيّ‌ّ فِي السّمَاءِ لَهُ دوَيِ‌ّ بِالتّسبِيحِ وَ الصّومِ وَ الحَجّ فَيَمُرّ بِهِ إِلَي مَلَكِ السّمَاءِ الرّابِعَةِ فَيَقُولُ لَهُ قِف فَاضرِب بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ وَ بَطنَهُ أَنَا مَلَكُ العُجبِ فَإِنّهُ كَانَ يُعجِبُ بِنَفسِهِ وَ إِنّهُ عَمِلَ وَ أَدخَلَ نَفسَهُ العُجبَ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ لَا أَدَعُ عَمَلَهُ يتَجَاَوزَنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ وَ أَضرِبُ بِهِ وَجهَ صَاحِبِهِ قَالَ وَ تَصعَدُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِ العَبدِ كَالعَرُوسِ المَزفُوفَةِ إِلَي أَهلِهَا فَيَمُرّ بِهِ إِلَي مَلَكِ السّمَاءِ الخَامِسَةِ بِالجِهَادِ وَ الصّلَاةِ مَا بَينَ الصّلَاتَينِ وَ لِذَلِكَ رَنِينٌ كَرَنِينِ الإِبِلِ عَلَيهِ ضَوءٌ كَضَوءِ الشّمسِ فَيَقُولُ المَلَكُ قِف أَنَا مَلَكُ الحَسَدِ فَاضرِب بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ وَ تَحَمّلهُ عَلَي عَاتِقِهِ إِنّهُ كَانَ يَحسُدُ مَن يَتَعَلّمُ وَ يَعمَلُ لِلّهِ بِطَاعَتِهِ فَإِذَا رَأَي لِأَحَدٍ فَضلًا فِي العَمَلِ وَ العِبَادَةِ حَسَدَهُ وَ وَقَعَ فِيهِ فَيَحمِلُهُ عَلَي عَاتِقِهِ وَ يَلعَنُهُ عَمَلُهُ قَالَ وَ تَصعَدُ الحَفَظَةُ فَيَمُرّ بِهِم إِلَي مَلَكِ السّمَاءِ السّادِسَةِ فَيَقُولُ المَلَكُ قِف أَنَا صَاحِبُ الرّحمَةِ اضرِب بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ وَ اطمِس عَينَيهِ لِأَنّ صَاحِبَهُ لَم يَرحَم شَيئاً إِذَا أَصَابَ عَبداً مِن عِبَادِ اللّهِ ذَنباً[ذَنبٌ]لِلآخِرَةِ أَو ضَرّاً[ضَرّ] فِي الدّنيَا يَشمَتُ بِهِ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يجُاَوزِنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ وَ قَالَ وَ تَصعَدُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِ العَبدِ أَعمَالًا بِفِقهٍ وَ اجتِهَادٍ وَ وَرَعٍ لَهُ صَوتٌ كَالرّعدِ وَ ضَوءٌ كَضَوءِ البَرقِ وَ مَعَهُ ثَلَاثَةُ آلَافِ مَلَكٍ فَيَمُرّ بِهِم إِلَي مَلَكِ السّمَاءِ السّابِعَةِ فَيَقُولُ المَلَكُ قِف وَ اضرِب بِهَذَا العَمَلِ وَجهَ صَاحِبِهِ أَنَا مَلَكُ الحِجَابِ أَحجُبُ كُلّ عَمَلٍ لَيسَ لِلّهِ إِنّهُ أَرَادَ رِفعَةً عِندَ القُوّادِ وَ ذِكراً فِي المَجَالِسِ وَ صَوتاً فِي المَدَائِنِ أمَرَنَيِ‌ ربَيّ‌ أَن لَا أَدَعَ عَمَلَهُ يجُاَوزِنُيِ‌ إِلَي غيَريِ‌ مَا لَم يَكُن خَالِصاً قَالَ وَ تَصعَدُ الحَفَظَةُ بِعَمَلِ العَبدِ مُبتَهِجاً بِهِ مِن خُلُقٍ حَسَنٍ وَ صَمتٍ وَ ذِكرٍ كَثِيرٍ تُشَيّعُهُ مَلَائِكَةُ السّمَاوَاتِ السّبعَةُ بِجَمَاعَتِهِم فَيَطَئُونَ الحُجُبَ كُلّهَا حَتّي يَقُومُوا بَينَ يَدَيهِ فَيَشهَدُوا لَهُ بِعَمَلٍ صَالِحٍ وَ دُعَاءٍ فَيَقُولُ اللّهُ أَنتُم حَفَظَةُ عَمَلِ عبَديِ‌ وَ أَنَا رَقِيبٌ عَلَي مَا نَفسُهُ عَلَيهِ لَم يرُدِنيِ‌ بِهَذَا العَمَلِ عَلَيهِ لعَنتَيِ‌ فَيَقُولُ


صفحه : 248

المَلَائِكَةُ عَلَيهِ لَعنَتُكَ وَ لَعنَتُنَا قَالَ ثُمّ بَكَي مُعَاذٌ وَ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَعمَلُ قَالَ اقتَدِ بِنَبِيّكَ يَا مُعَاذُ فِي اليَقِينِ قَالَ قُلتُ إِنّكَ أَنتَ رَسُولُ اللّهِ وَ أَنَا مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ قَالَ وَ إِن كَانَ فِي عَمَلِكَ تَقصِيرٌ يَا مُعَاذُ فَاقطَع لِسَانَكَ عَن إِخوَانِكَ وَ عَن حَمَلَةِ القُرآنِ وَ لتَكُن ذُنُوبُكَ عَلَيكَ لَا تُحَمّلهَا عَلَي إِخوَانِكَ وَ لَا تُزَكّ نَفسَكَ بِتَذمِيمِ إِخوَانِكَ وَ لَا تَرفَع نَفسَكَ بِوَضعِ إِخوَانِكَ وَ لَا تُرَاءِ بِعَمَلِكَ وَ لَا تُدخِل مِنَ الدّنيَا فِي الآخِرَةِ وَ لَا تَفَحّش فِي مَجلِسِكَ لكِيَ‌[ لَا]يَحذَرُوكَ بِسُوءِ خُلُقِكَ وَ لَا تُنَاجِ مَعَ رَجُلٍ وَ عِندَكَ آخَرُ وَ لَا تَتَعَظّم عَلَي النّاسِ فَيَقطَعُ عَنكَ خَيرَاتِ الدّنيَا وَ لَا تُمَزّقِ النّاسَ فَتُمَزّقُكَ كِلَابُ أَهلِ النّارِ قَالَ اللّهُوَ النّاشِطاتِ نَشطاً أَ تدَريِ‌ مَا النّاشِطَاتُ كِلَابُ أَهلِ النّارِ تَنشِطُ اللّحمَ وَ العَظمَ قُلتُ مَن يُطِيقُ هَذِهِ الخِصَالَ قَالَ يَا مُعَاذُ أَمَا إِنّهُ يَسِيرٌ عَلَي مَن يَسّرَ اللّهُ عَلَيهِ قَالَ وَ مَا رَأَيتُ مُعَاذاً يُكثِرُ تِلَاوَةَ القُرآنِ كَمَا يُكثِرُ تِلَاوَةَ هَذَا الحَدِيثِ

العدة،[عدة الداعي‌]روي أبو محمد جعفر بن أحمدالقمي‌ في كتابه المنبئ عن زهد النبي ص عن عبدالواحد عمن حدثه عن معاذ بن جبل مثله

21- جع ،[جامع الأخبار] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المُؤمِنَ لَيَخشَعُ لَهُ كُلّ شَيءٍ وَ يَهَابُهُ كُلّ شَيءٍ ثُمّ قَالَ إِذَا كَانَ مُخلِصاً لِلّهِ أَخَافَ اللّهُ مِنهُ كُلّ شَيءٍ حَتّي هَوَامّ الأَرضِ وَ سِبَاعَهَا وَ طَيرَ السّمَاءِ

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ لَا يَنظُرُ إِلَي صُوَرِكُم وَ أَعمَالِكُم وَ إِنّمَا يَنظُرُ إِلَي قُلُوبِكُم

22- سن ،[المحاسن ] ابنُ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن أَحَبّ لِلّهِ وَ أَبغَضَ لِلّهِ وَ أَعطَي لِلّهِ وَ مَنَعَ لِلّهِ فَهُوَ مِمّن يَكمُلُ إِيمَانُهُ

وَ عَنهُ ع قَالَ مِن أَوثَقِ عُرَي الإِيمَانِ أَن تُحِبّ لِلّهِ وَ تُبغِضَ لِلّهِ وَ تعُطيِ‌َ فِي اللّهِ وَ تَمنَعَ فِي اللّهِ


صفحه : 249

23- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَنّ المَساجِدَ لِلّهِالآيَةَ مَا سَجَدتَ بِهِ مِن جَوَارِحِكَ لِلّهِ تَعَالَيفَلا تَدعُوا مَعَ اللّهِ أَحَداً

24- مُنيَةُ المُرِيدِ، عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ أَولَي النّاسِ أَن يُقضَي يَومَ القِيَامَةِ عَلَيهِ رَجُلٌ استُشهِدَ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلتُ فِيكَ حَتّي استُشهِدتُ قَالَ كَذَبتَ وَ لَكِنّكَ قَاتَلتَ لِيُقَالَ جرَيِ‌ءٌ فَقَد قِيلَ ذَلِكَ ثُمّ أَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَي وَجهِهِ حَتّي ألُقيِ‌َ فِي النّارِ وَ رَجُلٌ تَعَلّمَ العِلمَ وَ عَلّمَهُ وَ قَرَأَ القُرآنَ فأَتُيِ‌َ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلتَ فِيهَا قَالَ تَعَلّمتُ العِلمَ وَ عَلّمتُهُ وَ قَرَأتُ فِيكَ القُرآنَ قَالَ كَذَبتَ وَ لَكِنّكَ تَعَلّمتَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَ قَرَأتَ القُرآنَ لِيُقَالَ قاَر‌ِئُ القُرآنِ فَقَد قِيلَ ثُمّ أَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَي وَجهِهِ حَتّي ألُقيِ‌َ فِي النّارِ

وَ قَالَص إِنّمَا الأَعمَالُ بِالنّيّاتِ وَ إِنّمَا لِكُلّ امر‌ِئٍ مَا نَوَي فَمَن كَانَت هِجرَتُهُ إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَهِجرَتُهُ إِلَي اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَن كَانَت هِجرَتُهُ إِلَي أَمرِ دُنيَا يُصِيبُهَا أَوِ امرَأَةٍ يَنكِحُهَا فَهِجرَتُهُ إِلَي مَا هَاجَرَ إِلَيهِ

وَ قَالَص نِيّةُ المُؤمِنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ

وَ فِي لَفظٍ آخَرَ أَبلَغُ مِن عَمَلِهِ

وَ قَالَص إِنّمَا يُبعَثُ النّاسُ عَلَي نِيّاتِهِم

وَ قَالَص مُخبِراً عَن جَبرَئِيلَ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ قَالَ الإِخلَاصُ سِرّ مِن أسَراَريِ‌ استَودَعتُهُ قَلبَ مَن أَحبَبتُ مِن عبِاَديِ‌

25- عُدّةُ الداّعيِ‌، عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن أَخلَصَ لِلّهِ أَربَعِينَ يَوماً فَجّرَ اللّهُ يَنَابِيعَ الحِكمَةِ مِن قَلبِهِ عَلَي لِسَانِهِ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ الجَوَادِ ع قَالَ أَفضَلُ العِبَادَةِ الإِخلَاصُ

وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَا أَنعَمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي عَبدٍ أَجَلّ مِن أَن لَا يَكُونَ فِي قَلبِهِ مَعَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ غَيرُهُ

وَ عَن سَيّدَةِ النّسَاءِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا قَالَت مَن أَصعَدَ إِلَي اللّهِ خَالِصَ عِبَادَتِهِ


صفحه : 250

أَهبَطَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَفضَلَ مَصلَحَتِهِ

وَ عَنِ العسَكرَيِ‌ّ ع قَالَ لَو جَعَلتُ الدّنيَا كُلّهَا لُقمَةً وَاحِدَةً ثُمّ لَقّمتُهَا مَن يَعبُدُ اللّهَ خَالِصاً لَرَأَيتُ أنَيّ‌ مُقَصّرٌ فِي حَقّهِ وَ لَو مَنَعتُ الكَافِرَ مِنهَا حَتّي يَمُوتَ جُوعاً وَ عَطَشاً ثُمّ أَذَقتُهُ شَربَةً مِنَ المَاءِ لَرَأَيتُ أنَيّ‌ قَد أَسرَفتُ

وَ كَانَ عِيسَي ع يَقُولُ لِلحَوَارِيّينَ إِذَا كَانَ صَومُ أَحَدِكُم فَليُدَهّن رَأسَهُ وَ لِحيَتَهُ وَ يَمسَح شَفَتَيهِ بِالزّيتِ لِئَلّا يَرَي النّاسُ أَنّهُ صَائِمٌ وَ إِذَا أَعطَي بِيَمِينِهِ فَليُخفِ عَن شِمَالِهِ وَ إِذَا صَلّي فَليُرخِ سَترَ بَابِهِ فَإِنّ اللّهَ يَقسِمُ الثّنَاءَ كَمَا يَقسِمُ الرّزقَ

26- أَسرَارُ الصّلَاةِ، عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّلِيَبلُوَكُم أَيّكُم أَحسَنُ عَمَلًا قَالَ لَيسَ يعَنيِ‌ أَكثَرَكُم عَمَلًا وَ لَكِن أَصوَبَكُم عَمَلًا وَ إِنّمَا الإِصَابَةُ خَشيَةُ اللّهِ تَعَالَي وَ النّيّةُ الصّادِقَةُ الحَسَنَةُ ثُمّ قَالَ الإِبقَاءُ عَلَي العَمَلِ حَتّي يَخلُصَ أَشَدّ مِنَ العَمَلِ وَ العَمَلُ الخَالِصُ ألّذِي لَا تُرِيدُ أَن يَحمَدَكَ عَلَيهِ أَحَدٌ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ النّيّةُ أَفضَلُ مِنَ العَمَلِ أَلَا وَ إِنّ النّيّةَ هيِ‌َ العَمَلُ ثُمّ تَلَا قَولَهُ عَزّ وَ جَلّقُل كُلّ يَعمَلُ عَلي شاكِلَتِهِيعَنيِ‌ عَلَي نِيّتِهِ

27- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّحَنِيفاً مُسلِماً قَالَ خَالِصاً مُخلِصاً لَا يَشُوبُهُ شَيءٌ


صفحه : 251

باب 55-العبادة والاختفاء فيها وذم الشهرة بها

1- ب ،[قرب الإسناد]السنّديِ‌ّ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَعظَمُ العِبَادَةِ أَجراً أَخفَاهَا

أقول سيأتي‌ في باب نوادر المواعظ ماأوحي الله إلي نبي‌ من أنبيائه و أن العمل الصالح إذاكتمه العبد وأخفاه أبي الله عز و جل إلا أن يظهره ليزينه به مع مايدخره له من ثواب الآخرة

2- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبّاسِ بنِ هِلَالٍ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ المُستَتِرُ بِالحَسَنَةِ تَعدِلُ سَبعِينَ حَسَنَةً وَ المُذِيعُ بِالسّيّئَةِ مَخذُولٌ وَ المُستَتِرُ بِالسّيّئَةِ مَغفُورٌ لَهُ

3- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع مِن كُنُوزِ الجَنّةِ إِخفَاءُ العَمَلِ وَ الصّبرُ عَلَي الرّزَايَا وَ كِتمَانُ المَصَائِبِ

محص ،[التمحيص ] عن جابر عن علي ع مثله

4- ختص ،[الإختصاص ] عَنِ العَالِمِ ع قَالَ المُستَتِرُ بِالحَسَنَةِ لَهُ سَبعُونَ ضِعفاً وَ المُذِيعُ لَهُ وَاحِدٌ وَ المُستَتِرُ بِالسّيّئَةِ مَغفُورٌ لَهُ وَ المُذِيعُ لَهَا مَخذُولٌ

5- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ عُبَيدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المُكَتّبِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ


صفحه : 252

عَنِ الرّضَا ع قَالَ مَن شَهّرَ نَفسَهُ بِالعِبَادَةِ فَاتّهِمُوهُ عَلَي دِينِهِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُبغِضُ شُهرَةَ العِبَادَةِ وَ شُهرَةَ اللّبَاسِ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِنّمَا فَرَضَ عَلَي النّاسِ فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ سَبعَ عَشرَةَ رَكعَةً مَن أَتَي بِهَا لَم يَسأَلهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَمّا سِوَاهَا وَ إِنّمَا أَضَافَ رَسُولُ اللّهِص إِلَيهَا مِثلَيهَا لِيَتِمّ بِالنّوَافِلِ مَا يَقَعُ فِيهَا مِنَ النّقصَانِ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يُعَذّبُ عَلَي كَثرَةِ الصّلَاةِ وَ الصّومِ وَ لَكِنّهُ يُعَذّبُ عَلَي خِلَافِ السّنّةِ

6- عِدّةُ الداّعيِ‌،روُيِ‌َ عَنهُم ع أَنّ فَضلَ عَمَلِ السّرّ عَلَي عَمَلِ الجَهرِ سَبعُونَ ضِعفاً

7- إِرشَادُ القُلُوبِ،روُيِ‌َ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ قَالَ قَالَ لِي موَلاَي‌َ الصّادِقُ ع يَا مُفَضّلُ إِنّ لِلّهِ تَعَالَي عِبَاداً عَامَلُوهُ بِخَالِصٍ مِن سِرّهِ فَقَابَلَهُم بِخَالِصٍ مِن بِرّهِ فَهُمُ الّذِينَ تَمُرّ صُحُفُهُم يَومَ القِيَامَةِ فَارِغاً فَإِذَا وَقَفُوا بَينَ يَدَيهِ مَلَأَهَا لَهُم مِن سِرّ مَا أَسَرّوا إِلَيهِ فَقُلتُ وَ كَيفَ ذَاكَ يَا موَلاَي‌َ فَقَالَ أَجَلّهُم أَن تَطّلِعَ الحَفَظَةُ عَلَي مَا بَينَهُ وَ بَينَهُم

8- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فِي التّورَاةِ مَكتُوبٌ يَا ابنَ آدَمَ تَفَرّغ لعِبِاَدتَيِ‌ أَملَأ قَلبَكَ غِنًي وَ لَا أَكِلكَ إِلَي طَلَبِكَ وَ عَلَيّ أَن أَسُدّ فَاقَتَكَ وَ أَملَأَ قَلبَكَ خَوفاً منِيّ‌ وَ إِن لَا تَفَرّغ لعِبِاَدتَيِ‌ أَملَأ قَلبَكَ شُغُلًا بِالدّنيَا ثُمّ لَا أَسُدّ فَاقَتَكَ وَ أَكِلُكَ إِلَي طَلَبِكَ

بيان في القاموس تفرغ تخلي من الشغل أي اجعل نفسك وقلبك فارغا عن أشغال الدنيا وشهواتها وعلائقها واللام للتعليل أوللظرفية أملأ قلبك غني أي عن الناس و علي بتشديد الياء والجملة حالية وربما يقرأ بالتخفيف عطفا علي أملأ بحسب المعني لأنه في قوة علي أن أملأ والأول أظهر و إن لاتفرغ إن للشرط و لانافية وأكلك بالجزم


صفحه : 253

9- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا عبِاَديِ‌َ الصّدّيقِينَ تَنَعّمُوا بعِبِاَدتَيِ‌ فِي الدّنيَا فَإِنّكُم تَتَنَعّمُونَ بِهَا فِي الآخِرَةِ

إيضاح تنعموا بعبادتي‌ الظاهر أن الباء صلة فإن الصديقين والمقربين يلتذون بعبادة ربهم ويتقوون بها وهي‌ عندهم أعظم اللذات الروحانية وقيل الباء سببية فإن العبادة سبب الرزق كما قال تعالي وَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً و هوبعيد فإنكم تتنعمون بها أي بأصل العبادة فإنها أشهي عندهم من اللذات الجسمانية فهم يعبدون للذة لاللتكليف كما أن الملائكة طعامهم التسبيح وشرابهم التقديس أوبسببها أوبقدرها أوبعوضها والأول أظهر

10- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ النّاسِ مَن عَشِقَ العِبَادَةَ فَعَانَقَهَا وَ أَحَبّهَا بِقَلبِهِ وَ بَاشَرَهَا بِجَسَدِهِ وَ تَفَرّغَ لَهَا فَهُوَ لَا يبُاَليِ‌ عَلَي مَا أَصبَحَ مِنَ الدّنيَا عَلَي عُسرٍ أَم عَلَي يُسرٍ

بيان عشق من باب تعب والاسم العشق و هوالإفراط في المحبة أي أحبها حبا مفرطا من حيث كونه وسيلة إلي القرب ألذي هوالمطلوب الحقيقي‌ وربما يتوهم أن العشق مخصوص بمحبة الأمور الباطلة فلايستعمل في حبه سبحانه و مايتعلق به و هذايدل علي خلافه و إن كان الأحوط عدم إطلاق الأسماء المشتقة منه علي الله تعالي بل الفعل المشتق منه أيضا بناء علي التوقيف .قيل ذكرت الحكماء في كتبهم الطبية أن العشق ضرب من الماليخوليا والجنون والأمراض السوداوية وقرروا في كتبهم الإلهية أنه من أعظم الكمالات


صفحه : 254

والسعادات وربما يظن أن بين الكلامين تخالفا و هو من واهي‌ الظنون فإن المذموم هوالعشق الجسماني‌ الحيواني‌ الشهواني‌ والممدوح هوالروحاني‌ الإنساني‌ النفساني‌ والأول يزول ويفني بمجرد الوصال والاتصال والثاني‌ يبقي ويستمر أبد الآباد و علي كل حال . علي ماأصبح أي علي أي حال دخل في الصباح أوصار أم علي يسر فيه دلالة علي أن اليسر والمال لاينافي‌ حبه تعالي وحب عبادته وتفريغ القلب عن غيرها لأجلها وإنما المنافي‌ له تعلق القلب به

11- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن شَاذَانَ بنِ الخَلِيلِ قَالَ وَ كَتَبتُ مِن كِتَابِهِ بِإِسنَادٍ لَهُ يَرفَعُهُ إِلَي عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ عِيسَي بنُ عَبدِ اللّهِ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مَا العِبَادَةُ قَالَ حُسنُ النّيّةِ بِالطّاعَةِ مِنَ الوُجُوهِ التّيِ‌ يُطَاعُ اللّهُ مِنهَا أَمَا إِنّكَ يَا عِيسَي لَا تَكُونُ مُؤمِناً حَتّي تَعرِفَ النّاسِخَ مِنَ المَنسُوخِ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا مَعرِفَةُ النّاسِخِ مِنَ المَنسُوخِ قَالَ فَقَالَ أَ لَيسَ تَكُونُ مَعَ الإِمَامِ مُوَطّناً نَفسَكَ عَلَي حُسنِ النّيّةِ فِي طَاعَتِهِ فيَمَضيِ‌ ذَلِكَ الإِمَامُ وَ يأَتيِ‌ إِمَامٌ آخَرُ فَتُوَطّنُ نَفسَكَ عَلَي حُسنِ النّيّةِ فِي طَاعَتِهِ قَالَ قُلتُ نَعَم قَالَ هَذَا مَعرِفَةُ النّاسِخِ مِنَ المَنسُوخِ

بيان حسن النية بالطاعة كأن المعني أن العبادة الصحيحة المقبولة هي‌ ما يكون مع النية الحسنة الخالصة من شوائب الرئاء والسمعة وغيرها مع طاعة أئمة الحق ع وتكون تلك العبادة مأخوذة من الوجوه التي‌ يطاع الله منها أي لاتكون مبتدعة بل تكون مأخوذة عن الدلائل الحقة والآثار الصحيحة أوتكون تلك الطاعة مستندة إلي البراهين الواضحة ليخرج منها طاعة أئمة الضلالة أوالمعني شدة العزم في طاعة من تجب طاعته حال كون تلك الطاعة من الوجوه التي‌ يطاع الله منها أي لم تكن مخلوطة ببدعة و لارئاء و لاسمعة و هذاأنسب بما بعده وقيل يعني‌ أن يكون له في طاعة من يعبده نية حسنة فإن


صفحه : 255

تيسر له الإتيان بما وافق نيته و إلافقد أدي ما عليه من العبادة بحسن نيته أ ليس تكون هذاالمعني للناسخ والمنسوخ موافق ومؤيد لماورد في الأخبار في تفسير قوله تعالي ما نَنسَخ مِن آيَةٍ أَو نُنسِها نَأتِ بِخَيرٍ مِنها أَو مِثلِها أن المراد به ذهاب إمام ونصب إمام بعده فهو خير منه أومثله وقيل لعل المراد بهذه الوجوه الأئمة ع واحد بعدواحد لأنهم الوجوه التي‌ يطاع الله منها لإرشادهم وهدايتهم وبالطاعة الطاعة المعلومة بتعليمهم وإطاعتهم والانقياد لهم وبحسن النية تعلق القلب بها من صميمه بلا منازعة و لامخاطرة ويحتمل أن يراد بالوجوه وجوه العبادات وأنواعها وبحسن النية تخليصها عن شوائب النقص

12- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلٍ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ العُبّادَ ثَلَاثَةٌ قَومٌ عَبَدُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَوفاً فَتِلكَ عِبَادَةُ العَبِيدِ وَ قَومٌ عَبَدُوا اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي طَلَبَ الثّوَابِ فَتِلكَ عِبَادَةُ الأُجَرَاءِ وَ قَومٌ عَبَدُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ حُبّاً لَهُ فَتِلكَ عِبَادَةُ الأَحرَارِ وَ هيِ‌َ أَفضَلُ العِبَادَةِ

إيضاح العباد ثلاثة في بعض النسخ هكذا فلايحتاج إلي تقدير و في بعضها العبادة فيحتاج إلي تقدير إما في العبادة أي ذوو العبادة أو في الأقوام أي عبادة قوم وحاصل المعني أن العبادة الصحيحة المرتبة عليها الثواب والكرامة في الجملة ثلاثة أقسام و أماغيرها كعبادة المرائين ونحوها فليست بعبادة و لاداخلة في المقسم .فتلك عبادة العبيد إذ العابد فيهاشبيه بالعبيد في أنه يطيع السيد خوفا منه وتحرزا من عقوبته .فتلك عبادة الأجراء فإنهم يعبدون للثواب كما أن الأجير يعمل للأجر


صفحه : 256

حبا له أي لكونه محبا له والمحب يطلب رضا المحبوب أويعبده ليصل إلي درجة المحبين ويفوز بمحبة رب العالمين والأول أظهر.فتلك عبادة الأحرار أي الذين تحرروا من رق الشهوات وخلعوا من رقابهم طوق طاعة النفس الأمارة بالسوء الطالبة للذات والشهوات فهم لايقصدون في عبادتهم شيئا سوي رضا عالم الأسرار وتحصيل قرب الكريم الغفار و لاينظرون إلي الجنة والنار وكونها أفضل العبادة لايخفي علي أولي‌ الأبصار و في صيغة التفضيل دلالة علي أن كلا من الوجهين السابقين أيضا عبادة صحيحة ولها فضل في الجملة فهو حجة علي من قال ببطلان عبادة من قصد التحرز عن العقاب أوالفوز بالثواب

13- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَقبَحَ الفَقرَ بَعدَ الغِنَي وَ أَقبَحَ الخَطِيئَةِ بَعدَ المَسكَنَةِ وَ أَقبَحُ مِن ذَلِكَ العَابِدُ لِلّهِ ثُمّ يَدَعُ عِبَادَتَهُ

بيان ماأقبح الفقر بعدالغني لعل المعني قبحه عند الناس و إن كان ممدوحا عند الله أو يكون محمولا علي من فعل ذلك باختياره بالإسراف والتبذير أوترك الكسب وأشباهه أو يكون المراد التعيش بعيش الفقراء بعدحصول الغناء علي سياق قوله ع وأقبح الخطيئة بعدالمسكنة فإن الظاهر أن المراد به بيان قبح ارتكاب الخطايا بعدحصول الفقر والمسكنة لضعف الدواعي‌ وقلة الآلات والأدوات و إن احتمل أن يكون الغرض بيان قبح الذنوب بعدكونه مبتلي بالفقر والمسكنة فأغناه الله فارتكب بعد ذلك الخطايا لتضمنه كفران النعمة ونسيان الحالة السابقة ويحتمل أن يكون المراد بالمسكنة التذلل لله بترك المعصية فيكون أنسب بما قبله وبعده . وأقبح مبتدأ أوخبر فالعابد أيضا يحتملهما ثم يدع عطف علي العابد إذ اللام في اسم الفاعل بمعني ألذي فهو بتقدير ألذي يعبد الله ثم يدع


صفحه : 257

14- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ مَن عَمِلَ بِمَا افتَرَضَ اللّهُ فَهُوَ مِن أَعبَدِ النّاسِ

باب 65-الطاعة والتقوي والورع ومدح المتقين وصفاتهم وعلاماتهم و أن الكرم به وقبول العمل مشروط به

أقول قدمضي مايناسب الباب في باب طاعة الله ورسوله وحججه فلاتغفل .الآيات البقرةالم ذلِكَ الكِتابُ لا رَيبَ فِيهِ هُديً لِلمُتّقِينَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ وَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ مِمّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَ وَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَ ما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَ بِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلي هُديً مِن رَبّهِم وَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ و قال تعالي وَ إيِاّي‌َ فَاتّقُونِ و قال تعالي وَ اذكُرُوا ما فِيهِ لَعَلّكُم تَتّقُونَ و قال تعالي وَ مَوعِظَةً لِلمُتّقِينَ و قال تعالي وَ لَو أَنّهُم آمَنُوا وَ اتّقَوا لَمَثُوبَةٌ مِن عِندِ اللّهِ خَيرٌ لَو كانُوا يَعلَمُونَ و قال تعالي وَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَ و قال تعالي حَقّا عَلَي المُتّقِينَ


صفحه : 258

و قال تعالي وَ لكِنّ البِرّ مَنِ اتّقي و قال سبحانه وَ اتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ و قال تعالي وَ اتّقُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ مَعَ المُتّقِينَ و قال تعالي وَ اتّقُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ و قال تعالي تَزَوّدُوا فَإِنّ خَيرَ الزّادِ التّقوي وَ اتّقُونِ يا أوُليِ‌ الأَلبابِ و قال سبحانه وَ اتّقُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنّكُم إِلَيهِ تُحشَرُونَ و قال تعالي وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتّقِ اللّهَ أَخَذَتهُ العِزّةُ بِالإِثمِ فَحَسبُهُ جَهَنّمُ وَ لَبِئسَ المِهادُ و قال سبحانه وَ اتّقُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ بِما تَعمَلُونَ بَصِيرٌ و قال تعالي وَ أَن تَعفُوا أَقرَبُ لِلتّقوي و قال تعالي وَ اتّقُوا يَوماً تُرجَعُونَ فِيهِ إِلَي اللّهِ ثُمّ تُوَفّي كُلّ نَفسٍ ما كَسَبَت وَ هُم لا يُظلَمُونَآل عمران حاكيا عن عيسي ع فَاتّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُونِ و قال تعالي بَلي مَن أَوفي بِعَهدِهِ وَ اتّقي فَإِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتّقِينَ و قال سبحانه يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَ


صفحه : 259

و قال تعالي وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالمُتّقِينَ و قال تعالي وَ إِن تَصبِرُوا وَ تَتّقُوا لا يَضُرّكُم كَيدُهُم شَيئاً و قال تعالي فَاتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تَشكُرُونَ و قال تعالي وَ اتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ وَ اتّقُوا النّارَ التّيِ‌ أُعِدّت لِلكافِرِينَ وَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ الرّسُولَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَ و قال تعالي وَ سارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم وَ جَنّةٍ عَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُ أُعِدّت لِلمُتّقِينَ و قال تعالي وَ مَوعِظَةٌ لِلمُتّقِينَ و قال لِلّذِينَ أَحسَنُوا مِنهُم وَ اتّقَوا أَجرٌ عَظِيمٌ و قال لكِنِ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم لَهُم جَنّاتٌ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلًا مِن عِندِ اللّهِ وَ ما عِندَ اللّهِ خَيرٌ لِلأَبرارِ و قال وَ اتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تُفلِحُونَالنساءيا أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا رَبّكُمُ ألّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ إلي قوله وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الأَرحامَ إِنّ اللّهَ كانَ عَلَيكُم رَقِيباً و قال وَ لَقَد وَصّينَا الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَ إِيّاكُم أَنِ اتّقُوا اللّهَ وَ إِن تَكفُرُوا فَإِنّ لِلّهِ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ كانَ اللّهُ غَنِيّا حَمِيداًالمائدةوَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ و قال جل وعلاوَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِ و قال تعالي وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ و قال تعالي اعدِلُوا هُوَ أَقرَبُ لِلتّقوي وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ خَبِيرٌ


صفحه : 260

بِما تَعمَلُونَ و قال سبحانه وَ اتّقُوا اللّهَ وَ عَلَي اللّهِ فَليَتَوَكّلِ المُؤمِنُونَ و قال تعالي حاكيا عن ابن آدم قالَ إِنّما يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ ابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ و قال وَ هُديً وَ مَوعِظَةٌ لِلمُتّقِينَ و قال وَ اتّقُوا اللّهَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ و قال تعالي وَ لَو أَنّ أَهلَ الكِتابِ آمَنُوا وَ اتّقَوا لَكَفّرنا عَنهُم سَيّئاتِهِم وَ لَأَدخَلناهُم جَنّاتِ النّعِيمِ و قال وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ و قال تعالي وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي إِلَيهِ تُحشَرُونَ و قال فَاتّقُوا اللّهَ يا أوُليِ‌ الأَلبابِ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ و قال تعالي قالَ اتّقُوا اللّهَ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَالأنعام وَ لَلدّارُ الآخِرَةُ خَيرٌ لِلّذِينَ يَتّقُونَ أَ فَلا تَعقِلُونَ و قال سبحانه وَ ما عَلَي الّذِينَ يَتّقُونَ مِن حِسابِهِم مِن شَيءٍ وَ لكِن ذِكري لَعَلّهُم يَتّقُونَ و قال جل وعلاوَ اتّقُوهُ وَ هُوَ ألّذِي إِلَيهِ تُحشَرُونَ و قال تعالي ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلّكُم تَتّقُونَ و قال تعالي وَ اتّقُوا لَعَلّكُم تُرحَمُونَالأعراف وَ لِباسُ التّقوي ذلِكَ خَيرٌ و قال سبحانه وَ لِتَتّقُوا وَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَ و قال تعالي وَ لَو أَنّ أَهلَ القُري آمَنُوا وَ اتّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ وَ لكِن كَذّبُوا فَأَخَذناهُم بِما كانُوا يَكسِبُونَ


صفحه : 261

و قال تعالي وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ و قال تعالي وَ الدّارُ الآخِرَةُ خَيرٌ لِلّذِينَ يَتّقُونَ أَ فَلا تَعقِلُونَ و قال تعالي خُذُوا ما آتَيناكُم بِقُوّةٍ وَ اذكُرُوا ما فِيهِ لَعَلّكُم تَتّقُونَ و قال إِنّ الّذِينَ اتّقَوا إِذا مَسّهُم طائِفٌ مِنَ الشّيطانِ تَذَكّرُوا فَإِذا هُم مُبصِرُونَالأنفال فَاتّقُوا اللّهَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن تَتّقُوا اللّهَ يَجعَل لَكُم فُرقاناً وَ يُكَفّر عَنكُم سَيّئاتِكُم وَ يَغفِر لَكُم وَ اللّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ و قال تعالي وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌالتوبةإِنّ اللّهَ يُحِبّ المُتّقِينَ و قال وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ مَعَ المُتّقِينَ و قال تعالي لَمَسجِدٌ أُسّسَ عَلَي التّقوي مِن أَوّلِ يَومٍ أَحَقّ أَن تَقُومَ فِيهِ إلي قوله سبحانه أَ فَمَن أَسّسَ بُنيانَهُ عَلي تَقوي مِنَ اللّهِ وَ رِضوانٍ خَيرٌ أَم مَن أَسّسَ بُنيانَهُ عَلي شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنّمَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ و قال وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ مَعَ المُتّقِينَيونس إِنّ فِي اختِلافِ اللّيلِ وَ النّهارِ وَ ما خَلَقَ اللّهُ فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتّقُونَ و قال تعالي فَقُل أَ فَلا تَتّقُونَ و قال تعالي الّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتّقُونَ لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدّنيا


صفحه : 262

وَ فِي الآخِرَةِ لا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُهودفَاصبِر إِنّ العاقِبَةَ لِلمُتّقِينَيوسف وَ لَأَجرُ الآخِرَةِ خَيرٌ لِلّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتّقُونَ و قال إِنّهُ مَن يَتّقِ وَ يَصبِر فَإِنّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ و قال تعالي وَ لَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ لِلّذِينَ اتّقَوا أَ فَلا تَعقِلُونَالرعدمَثَلُ الجَنّةِ التّيِ‌ وُعِدَ المُتّقُونَ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلّها تِلكَ عُقبَي الّذِينَ اتّقَوا وَ عُقبَي الكافِرِينَ النّارُالحجرإِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍالنحل أَن أَنذِرُوا أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا فَاتّقُونِ و قال وَ قِيلَ لِلّذِينَ اتّقَوا ما ذا أَنزَلَ رَبّكُم قالُوا خَيراً لِلّذِينَ أَحسَنُوا فِي هذِهِ الدّنيا حَسَنَةٌ وَ لَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ وَ لَنِعمَ دارُ المُتّقِينَ جَنّاتُ عَدنٍ يَدخُلُونَها تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ لَهُم فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يجَزيِ‌ اللّهُ المُتّقِينَ و قال سبحانه إِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَوا وَ الّذِينَ هُم مُحسِنُونَمريم وَ كانَ تَقِيّا و قال تعالي قالَت إنِيّ‌ أَعُوذُ بِالرّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّا و قال سبحانه تِلكَ الجَنّةُ التّيِ‌ نُورِثُ مِن عِبادِنا مَن كانَ تَقِيّا و قال تعالي ثُمّ ننُجَيّ‌ الّذِينَ اتّقَوا وَ نَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيّا و قال تعالي يَومَ


صفحه : 263

نَحشُرُ المُتّقِينَ إِلَي الرّحمنِ وَفداًطه وَ صَرّفنا فِيهِ مِنَ الوَعِيدِ لَعَلّهُم يَتّقُونَ أَو يُحدِثُ لَهُم ذِكراً و قال تعالي وَ العاقِبَةُ لِلتّقويالحج يا أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا رَبّكُم إِنّ زَلزَلَةَ السّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ و قال تعالي لَن يَنالَ اللّهَ لُحُومُها وَ لا دِماؤُها وَ لكِن يَنالُهُ التّقوي مِنكُمالمؤمنون أَ فَلا تَتّقُونَالنوروَ مَوعِظَةً لِلمُتّقِينَالفرقان قُل أَ ذلِكَ خَيرٌ أَم جَنّةُ الخُلدِ التّيِ‌ وُعِدَ المُتّقُونَ كانَت لَهُم جَزاءً وَ مَصِيراً لَهُم فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلي رَبّكَ وَعداً مَسؤُلًا و قال تعالي وَ اجعَلنا لِلمُتّقِينَ إِماماًالشعراءأَ لا يَتّقُونَ و قال تعالي وَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ و قال تعالي إِذ قالَ لَهُم أَخُوهُم نُوحٌ أَ لا تَتّقُونَ إنِيّ‌ لَكُم رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتّقُوا اللّهَ وَ أَطِيعُونِ و قال تعالي وَ اتّقُوا ألّذِي أَمَدّكُم بِما تَعلَمُونَ أَمَدّكُم بِأَنعامٍ وَ بَنِينَ وَ جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ إنِيّ‌ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ و قال تعالي وَ اتّقُوا ألّذِي خَلَقَكُم وَ الجِبِلّةَ الأَوّلِينَالنمل وَ أَنجَينَا الّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتّقُونَ


صفحه : 264

القصص وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَالروم وَ اتّقُوهُالأحزاب لَستُنّ كَأَحَدٍ مِنَ النّساءِ إِنِ اتّقَيتُنّ و قال تعالي وَ اتّقِينَ اللّهَ إِنّ اللّهَ كانَ عَلي كُلّ شَيءٍ شَهِيداًيس وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتّقُوا ما بَينَ أَيدِيكُم وَ ما خَلفَكُم لَعَلّكُم تُرحَمُونَص أَم نَجعَلُ المُتّقِينَ كَالفُجّارِ و قال تعالي وَ إِنّ لِلمُتّقِينَ لَحُسنَ مَآبٍ جَنّاتِ عَدنٍ مُفَتّحَةً لَهُمُ الأَبوابُالزمرقُل يا عِبادِ الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا رَبّكُم و قال تعالي يا عِبادِ فَاتّقُونِ و قال تعالي لكِنِ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم لَهُم غُرَفٌ مِن فَوقِها غُرَفٌ مَبنِيّةٌ تجَريِ‌ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ وَعدَ اللّهِ لا يُخلِفُ اللّهُ المِيعادَ و قال تعالي وَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ وَ صَدّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَ و قال تعالي وَ ينُجَيّ‌ اللّهُ الّذِينَ اتّقَوا بِمَفازَتِهِم لا يَمَسّهُمُ السّوءُ وَ لا هُم يَحزَنُونَ و قال تعالي وَ سِيقَ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم إِلَي الجَنّةِ زُمَراًالسجدةوَ نَجّينَا الّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتّقُونَالزخرف وَ الآخِرَةُ عِندَ رَبّكَ لِلمُتّقِينَ و قال تعالي الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوّ إِلّا المُتّقِينَ يا عِبادِ لا خَوفٌ عَلَيكُمُ اليَومَ وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَالدخان إِنّ المُتّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ


صفحه : 265

الجاثيةوَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُتّقِينَ محمدمَثَلُ الجَنّةِ التّيِ‌ وُعِدَ المُتّقُونَ فِيها أَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَ أَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيّر طَعمُهُ وَ أَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ وَ أَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفّي وَ لَهُم فِيها مِن كُلّ الثّمَراتِ وَ مَغفِرَةٌ مِن رَبّهِم كَمَن هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ وَ سُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطّعَ أَمعاءَهُم إلي قوله تعالي وَ الّذِينَ اهتَدَوا زادَهُم هُديً وَ آتاهُم تَقواهُمالحجرات وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ و قال وَ اتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَ و قال تعالي إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُمق وَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ غَيرَ بَعِيدٍالذاريات إِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ عُيُونٍ آخِذِينَ ما آتاهُم رَبّهُم إِنّهُم كانُوا قَبلَ ذلِكَ مُحسِنِينَ كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللّيلِ ما يَهجَعُونَ وَ بِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرُونَ وَ فِي أَموالِهِم حَقّ لِلسّائِلِ وَ المَحرُومِالطورإِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَعِيمٍ فاكِهِينَ بِما آتاهُم رَبّهُم وَ وَقاهُم رَبّهُم عَذابَ الجَحِيمِالقمرإِنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍالحشروَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِالممتحنةوَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَالتغابن فَاتّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُم


صفحه : 266

الطلاق وَ اتّقُوا اللّهَ رَبّكُم و قال تعالي وَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ و قال تعالي وَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مِن أَمرِهِ يُسراً و قال تعالي وَ مَن يَتّقِ اللّهَ يُكَفّر عَنهُ سَيّئاتِهِ وَ يُعظِم لَهُ أَجراً و قال سبحانه فَاتّقُوا اللّهَ يا أوُليِ‌ الأَلبابِالقلم إِنّ لِلمُتّقِينَ عِندَ رَبّهِم جَنّاتِ النّعِيمِالنبأإِنّ لِلمُتّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَ أَعناباً وَ كَواعِبَ أَتراباً وَ كَأساً دِهاقاًالليل وَ سَيُجَنّبُهَا الأَتقَي ألّذِي يؤُتيِ‌ مالَهُ يَتَزَكّيالعلق أَ رَأَيتَ إِن كانَ عَلَي الهُدي أَو أَمَرَ بِالتّقويتفسيرالم سيأتي‌ الكلام في الفواتح في كتاب القرآن إن شاء الله ذلِكَ الكِتابُ في تفسير الإمام ع يعني‌ القرآن ألذي افتتح بالم هو ذلك الكتاب ألذي أخبرت به موسي و من بعده من الأنبياء وهم أخبروا بني‌ إسرائيل أني‌ سأنزله عليك يا محمدلا رَيبَ فِيهِ لاشك فيه لظهوره عندهم هُديًبيان من الضلالةلِلمُتّقِينَالذين يتقون الموبقات ويتقون تسليط السفه علي أنفسهم حتي إذاعلموا مايجب عليهم عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم وقيل إنما خص المتقين بالاهتداء به لأنهم المنتفعون به و ذلك لأن التقوي شرط في تحصيل المعرفة الحقة.الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ أي بما غاب عن حواسهم من توحيد الله ونبوة


صفحه : 267

الأنبياء وقيام القائم والرجعة والبعث والحساب والجنة والنار وسائر الأمور التي‌ يلزمهم الإيمان بهامما لايعرف بالمشاهدة وإنما يعرف بدلائل نصبها الله عز و جل عليه وَ يُقِيمُونَ الصّلاةَبإتمام ركوعها وسجودها وحفظ مواقيتها وحدودها وصيانتها مما يفسدها أوينقصهاوَ مِمّا رَزَقناهُم من الأموال والقوي والأبدان والجاه والعلم يُنفِقُونَ أي يتصدقون يحتملون الكل ويؤدون الحقوق لأهاليها ويقرضون ويسعفون الحاجات ويأخذون بأيدي‌ الضعفاء يقودون الضرائر وينجونهم من المهالك ويحملون عنهم المتاع ويحملون الراجلين علي دوابهم ويؤثرون من هوأفضل منهم في الإيمان علي أنفسهم بالمال والنفس ويساوون من كان في درجتهم فيه بهما ويعلمون العلم لأهله ويرون فضائل أهل البيت ع لمحبيهم ولمن يرجون هدايته وَ عَنِ الصّادِقِ ع وَ مِمّا عَلّمنَاهُم يَبُثّونَ

.وَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ من القرآن أوالشريعةوَ ما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ من التوراة والإنجيل والزبور وصحف ابراهيم وسائر كتب الله المنزلةوَ بِالآخِرَةِ أي الدار التي‌ بعد هذه الدنيا التي‌ فيهاجزاء الأعمال الصالحة بأفضل ماعملوه وعقاب الأعمال السيئة بمثل ماكسبوه هُم يُوقِنُونَ لايشكون .أُولئِكَ عَلي هُديً مِن رَبّهِم علي بيان وصواب وعلم بما أمرهم به وَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَالناجون مما منه يوجلون الفائزون بما يؤملون وَ إيِاّي‌َ فَاتّقُونِ لاغيري‌

وَ قَالَ الإِمَامُ فِي كِتمَانِ أَمرِ مُحَمّدٍ وَ أَمرِ وَصِيّهِ

.وَ اذكُرُوا ما فِيهِ أي ما في التوراة من جزيل ثوابنا علي قيامكم به وشديد عقابنا علي إبائكم له

وَ فِي المَجمَعِ عَنِ الصّادِقِ ع وَ اذكُرُوا مَا فِي تَركِهِ مِنَ العُقُوبَةِلَعَلّكُم تَتّقُونَ أَي لِتَتّقُوا المُخَالَفَةَ المُوجِبَةَ لِلعِقَابِ فَتَستَحِقّوا بِذَلِكَ الثّوَابَ

.


صفحه : 268

وَ لَو أَنّهُم أي الذين تعلموا السحروَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَحكم بحصر المتقين في الموصوفين بالصفات السابقة في قوله وَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِإلخ .وَ لكِنّ البِرّ مَنِ اتّقي أي ماحرم الله كماروي‌ عن الصادق ع وَ اتّقُوا اللّهَ أي في تغيير أحكامه لَعَلّكُم تُفلِحُونَ أي لكي‌ تظفروا بالهدي والبر.وَ اتّقُوا اللّهَ أي في الانتقام فلاتعتدوا إلي ما لم يرخص لكم وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ مَعَ المُتّقِينَفيحرسهم ويصلح شأنهم .وَ اتّقُوا اللّهَ أي في المحافظة علي أوامره ونواهيه وخصوصا في الحج وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِلمن لم يتقه وخالف أمره وتعدي حدوده .وَ تَزَوّدُوا أي لمعادكم التقوي وقيل كانوا يحجون من غيرزاد فيكونون كلا علي الناس فأمروا أن يتزودوا ويتقوا الإبرام والتثقيل علي الناس وَ اتّقُونِ يا أوُليِ‌ الأَلبابِ فإن مقتضي اللب خشية الله عقب الحث علي التقوي بأن يكون المقصود بها هو الله سبحانه والتبري‌ عما سواه .وَ اتّقُوا اللّهَ أي في مجامع أموركم و في تفسير الإمام ع واتقوا الله أيها الحاج المغفور لهم سالف ذنوبهم بحجهم المقرون بتوبتهم فلاتعاودوا الموبقات فتعود إليكم أثقالها ويثقلكم احتمالها فلاتغفر لكم إلابتوبة بعدهاوَ اعلَمُوا أَنّكُم إِلَيهِ تُحشَرُونَفيجازيكم بما تعملون وَ إِذا قِيلَ لَهُ اتّقِ اللّهَ ودع سوء صنيعك أَخَذَتهُ العِزّةُ بِالإِثمِ أي


صفحه : 269

حملته الأنفة وحمية الجاهلية علي الإثم ألذي يؤمر باتقائه وألزمته ارتكابه لجاجا من قولك أخذته بكذا إذاحملته عليه وألزمته إياه فيزداد إلي شره شرا ويضيف إلي ظلمه ظلمافَحَسبُهُ جَهَنّمُ أي كفته جزاء وعذابا علي سوء فعله وَ لَبِئسَ المِهادُ أي الفراش يمهدها و يكون دائما فيها.وَ اتّقُوا يَوماً أي تأهبوا لمصيركم إليه ثُمّ تُوَفّي كُلّ نَفسٍ ما كَسَبَت من خير أوشروَ هُم لا يُظلَمُونَبنقص ثواب أوتضعيف عقاب .فَاتّقُوا اللّهَ أي في المخالفةوَ أَطِيعُونِ أي فيما أدعوكم إليه .مَن أَوفي بِعَهدِهِ أي كل من أوفي بما عاهد عليه أي عهد كان وَ اتّقي الله في ترك الخيانة والغدر فإن الله يحبه و في وضع الظاهر موضع المضمر إشعار بأن التقوي ملاك الأمر.يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِ أي حق تقواه و مايجب منها و هواستفراغ الوسع في القيام بالمواجب والاجتناب عن المحارم وسيأتي‌ الأخبار في تفسيرها وروي‌ أنها نسخت بقوله سبحانه فَاتّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُموَ لا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَ أي و لاتكونن علي حال سوي حال الإسلام إذاأدرككم الموت و في المجمع عن الصادق ع وَ أَنتُم مُسَلّمُونَ بالتشديد ومعناه مستسلمون لماأتي النبي ص منقادون له .

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ عَنِ الكَاظِمِ ع أَنّهُ قَالَ لِبَعضِ أَصحَابِهِكَيفَ تَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مَا ذَا قَالَمُسلِمُونَ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ يُوقِعُ عَلَيهِمُ الإِيمَانَ فَيُسَمّيهِم مُؤمِنِينَ ثُمّ يَسأَلُهُمُ


صفحه : 270

الإِسلَامَ وَ الإِيمَانُ فَوقَ الإِسلَامِ قَالَ هَكَذَا يُقرَأُ فِي قِرَاءَةِ زَيدٍ قَالَ ع إِنّمَا هيِ‌َ فِي قِرَاءَةِ عَلِيّ ع وَ هُوَ التّنزِيلُ ألّذِي نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ عَلَي مُحَمّدٍص إِلّا وَ أَنتُم مُسَلّمُونَ لِرَسُولِ اللّهِص ثُمّ لِلإِمَامِ مِن بَعدِهِ

وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِالمُتّقِينَبشارة لفاعلي‌ الخير وإشعار بأن التقوي مبدأ الخير وحسن العمل .وَ إِن تَصبِرُوا أي علي عداوتهم وَ تَتّقُواموالاتهم ومخالطتهم لا يَضُرّكُم كَيدُهُم شَيئاً لماوعد الله الصابرين والمتقين من الحفظ.لَعَلّكُم تَشكُرُونَ ماأنعم به عليكم .وَ اتّقُوا اللّهَ أي فيما نهيتم عنه لَعَلّكُم تُفلِحُونَ أي رجاء فلاحكم وَ اتّقُوا النّارَإلخ أي بالتجنب عن مثل أفعالهم لَعَلّكُم تُرحَمُونَ أي بطاعتهما ولعل وعسي في أمثال ذلك دليل عزة التوصل إليهاوَ سارِعُوا أي وبادرواإِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم أي إلي أسباب المغفرة

وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِلَي أَدَاءِ الفَرَائِضِ

وَ جَنّةٍ عَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُ

عَنِ الصّادِقِ ع إِذَا وَضَعُوهُمَا كَذَا وَ بَسَطَ يَدَيهِ إِحدَاهُمَا مَعَ الأُخرَي

عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَإِنّكُم لَن تَنَالُوهَا إِلّا بِالتّقوَي.

نُزُلًا مِن عِندِ النُزُلًا مِن عِندِ اللّهِالنزل مايعد للنازل من طعام وشراب وصلةوَ ما عِندَ اللّهِلكثرته ودوامه خَيرٌ لِلأَبرارِمما يتقلب فيه الفجار لقلته وسرعة


صفحه : 271

زواله وامتزاجه بالآلام .وَ اتّقُوا اللّهَ لَعَلّكُم تُفلِحُونَ

عَنِ الصّادِقِ ع يعَنيِ‌ فِيمَا أَمَرَكُم بِهِ وَ افتَرَضَ عَلَيكُم

. ومِن نَفسٍ واحِدَةٍيعني‌ آدم علي نبينا وآله و عليه السلام كانَ عَلَيكُم رَقِيباً أي حفيظا.فَإِنّ لِلّهِ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ أي مالك الملك كله لايتضرر بكفرانكم وعصيانكم كما لاينتفع بشكركم وتقواكم وإنما وصاكم لرحمته لالحاجته وَ كانَ اللّهُ غَنِيّا عن الخلق وعبادتهم حَمِيداً في ذاته حمد أو لم يحمد.شَدِيدُ العِقابِفانتقامه أشدوَ اتّقُوا اللّهَ أي فيما حرم عليكم إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِفيؤاخذكم بما جل ودق عَلِيمٌ بِذاتِ الصّدُورِ أي بخفياتها فضلا عن جليات أعمالكم .وَ ابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ أي ماتتوسلون به إلي ثوابه والزلفي منه من فعل الطاعات وترك المعاصي‌ بعدمعرفة الإمام واتباعه من وسل إلي كذا إذاتقرب إليه و قال علي بن ابراهيم تقربوا إليه بالإمام وَ جاهِدُوا فِي سَبِيلِهِبمحاربة أعدائه الظاهرة والباطنةلَعَلّكُم تُفلِحُونَبالوصول إلي الله والفوز إلي كرامته .وَ مَوعِظَةً لِلمُتّقِينَإنما خصهم بالذكر مع عموم الموعظة لأنهم اختصوا بالانتفاع به .آمَنُوا أي بمحمدص وبما جاء به سَيّئاتِهِم أي التي‌ فعلوها


صفحه : 272

قبل وَ لَأَدخَلناهُم فإن الإسلام يجب ماقبله و إن جل وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَاستدعاء إلي التقوي بألطف الوجوه .خَيرٌ لِلّذِينَ يَتّقُونَلدوامها وخلوص لذاتها ومنافعهاأَ فَلا تَعقِلُونَ أي الأمرين خيرمِن حِسابِهِم أي من حساب الذين يخوضون في آياتناوَ لكِن ذِكري أي عليهم أن يذكروهم لَعَلّهُم يَتّقُونَ أي يجتنبون ذلك .لَعَلّكُم تَتّقُونَ أي الضلال والتفرق عن الحق .لَعَلّكُم تُرحَمُونَ أي باتباع الكتاب والعمل بما فيه .وَ لِباسُ التّقويقيل أي خشية الله .وَ لِتَتّقُوابسبب الإنذاروَ لَعَلّكُم تُرحَمُونَبالتقوي .وَ لَو أَنّ أَهلَ القُري آمَنُوا وَ اتّقَواالشرك والمعاصي‌لَفَتَحنا عَلَيهِم أي لوسعنا عليهم الخيرات ويسرناها لهم من كل جانب بإنزال المطر وإخراج النبات و غير ذلك .طائِفٌ مِنَ الشّيطانِ أي لمة منه كأنها طافت بهم ودارت حولهم و لم تقدر أن تؤثر فيهم تَذَكّرُوا ماأمر به ونهي عنه فَإِذا هُم مُبصِرُونَمواقع الخطإ ومكايد الشيطان فيتحرزون عنها

وَ فِي الكاَفيِ‌ وَ العيَاّشيِ‌ّ عَنِ


صفحه : 273

الصّادِقِ ع هُوَ العَبدُ يَهُمّ بِالذّنبِ ثُمّ يَتَذَكّرُ فَيُمسِكُ

و في التفسير إذاذكرهم الشيطان المعاصي‌ وحملهم عليها يذكرون اسم الله فَإِذا هُم مُبصِرُونَ.يَجعَل لَكُم فُرقاناً أي هداية في قلوبكم تفرقون بها بين الحق والباطل و في التفسير يعني‌ العلم ألذي تفرقون به بين الحق والباطل وَ يُكَفّر عَنكُم سَيّئاتِكُمقيل أي يسترهاوَ يَغفِر لَكُمبالتجاوز والعفو عنها.وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ مَعَ المُتّقِينَبالهداية والنصرة والمعونة.لَمَسجِدٌ أُسّسَ عَلَي التّقوييعني‌ مسجد قبا أسسه رسول الله ص وصلي فيه أيام مقامه بقبا أولي بأن تصلي‌ فيه من مسجد النفاق أَ فَمَن أَسّسَ بُنيانَهُ أي بنيان دينه عَلي تَقوي مِنَ اللّهِ وَ رِضوانٍقيل أي علي قاعدة محكمة هي‌ الحق ألذي هوالتقوي من الله وطلب مرضاته بالطاعةعَلي شَفا جُرُفٍ هارٍ أي علي قاعدة هي‌ أضعف القواعد وأقلها بقاء و هوالباطل والنفاق ألذي مثله مثل شفا جرف هار في قلة الثبات والشفا الشفير وجرف الوادي‌ جانبه ألذي ينحفر أصله بالماء وتجرفته السيول والهار الهائر ألذي أشفي علي السقوط والهدم فَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنّمَ لماجعل الجرف الهار مجازا عن الباطل قيل فَانهارَ بِهِ أي فهوي به الباطل فِي نارِ جَهَنّمَفكان المبطل أسس بنيانا علي شفير جهنم فطاح به إلي قعرها.وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ في روايات كثيرة أنهم الأئمة ع .لِقَومٍ يَتّقُونَالعواقب أَ فَلا تَتّقُونَعقابه في عبادة غيره .


صفحه : 274

الّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتّقُونَبيان لأولياء الله أواستئناف خبره مابعده لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدّنيا وهي‌ الرؤيا الحسنةوَ فِي الآخِرَةِبشارة المؤمن عندالموت كماورد في الأخبارلا تَبدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ لاتغيير لأقواله و لاخلف لمواعيده و هواعتراض ذلِكَإشارة إلي كونهم مبشرين في الدارين .فَاصبِر علي مشاق الرسالةإِنّ العاقِبَةَ في الدنيا بالظفر و في الآخرة بالفوزلِلمُتّقِينَ عن الشرك والمعاصي‌.وَ كانُوا يَتّقُونَ أي الشرك والفواحش إِنّهُ مَن يَتّقِ الله وَ يَصبِر علي البليات و عن المعاصي‌.مَثَلُ الجَنّةِ أي صفتها التي‌ هي‌ مثل في الغرابةأُكُلُها دائِمٌلا مَقطُوعَةٍ وَ لا مَمنُوعَةٍوَ ظِلّهاكذلك .أَن أَنذِرُوا أي بأن أعلموا من أنذرت بكذا إذاعلمته قالُوا خَيراًأطبقوا الجواب علي السؤال معترفين بالإنزال بخلاف الجاحدين إذقالُوا أَساطِيرُ الأَوّلِينَ و ليس من الإنزال في شيءحَسَنَةٌمكافاة في الدنياوَ لَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ أي ولثوابهم في الآخرة خير منها و هوعدةلِلّذِينَ اتّقَوا ويحتمل أن يكون بما بعده من تتمة كلامهم بدلا وتفسيرا لخيرا

وَ فِي العيَاّشيِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع وَ لَنِعمَ دارُ المُتّقِينَالدّنيَا

لَهُم فِيها ما يَشاؤُنَ من أنواع المشتهيات .مَعَ الّذِينَ اتّقَوا أي الشرك والمعاصي‌وَ الّذِينَ هُم مُحسِنُونَ في أعمالهم .


صفحه : 275

إِن كُنتَ تَقِيّا أي تتقي‌ الله وتحتفل بالاستعاذة وجواب الشرط محذوف دل عليه ماقبله أومتعلق بأعوذ فيكون مبالغة.مَن كانَ تَقِيّا

فِي أَدعِيَةِ نَوَافِلِ شَهرِ رَمَضَانَ سُبحَانَ مَن خَلَقَ الجَنّةَ لِمُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ سُبحَانَ مَن يُورِثُهَا مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ وَ شِيعَتَهُم

ثُمّ ننُجَيّ‌ الّذِينَ اتّقَوافيساقون إلي الجنةوَ نَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيّا علي هيئاتهم كماكانوايَومَ نَحشُرُ المُتّقِينَ أي نجمعهم إِلَي الرّحمنِ إلي ربهم ألذي غمرهم برحمته وَفداًوافدين عليه كمايفد الوفاد علي الملوك منتظرين لكرامتهم وإنعامهم لَعَلّهُم يَتّقُونَالمعاصي‌ فيصير التقوي لهم ملكةأَو يُحدِثُ لَهُم ذِكراً أي عظة واعتبارا حين يسمعونها فيثبطهم عنها ولهذه النكتة أسند التقوي إليهم والإحداث إلي القرآن وَ العاقِبَةُ أي المحمودةلِلتّقوي أي لذي‌ التقوي .اتّقُوا رَبّكُم

فِي الإِحتِجَاجِ عَنِ النّبِيّص مَعَاشِرَ النّاسِ التّقوَي التّقوَي احذَرُوا السّاعَةَ كَمَا قَالَ اللّهُإِنّ زَلزَلَةَ السّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ

و في التفسير قال مخاطبة للناس عامة.لَن يَنالَ اللّهَ أي لن يصيب رضاه و لايقع منه موقع القبول لُحُومُهاالمتصدق بهاوَ لا دِماؤُهاالمهراقة بالنحر من حيث إنها لحوم ودماءوَ لكِن يَنالُهُ التّقوي مِنكُم أي ولكنه يصيبه مايصحبه من تقوي قلوبكم التي‌ تدعوكم إلي أمر الله وتعظيمه والتقرب إليه والإخلاص له و في الجوامع روي‌ أن الجاهلية كانوا إذانحروا لطخوا البيت بالدم فلما حج المسلمون أرادوا مثل


صفحه : 276

ذلك فنزلت

وَ فِي العِلَلِ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ سُئِلَ مَا عِلّةُ الأُضحِيّةِ قَالَ إِنّهُ يُغفَرُ لِصَاحِبِهَا عِندَ أَوّلِ قَطرَةٍ تَقطُرُ مِن دَمِهَا إِلَي الأَرضِ وَ لِيَعلَمَ اللّهُ مَن يَتّقِيهِ بِالغَيبِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيلَن يَنالَ اللّهَ لُحُومُهاالآيَةَ ثُمّ قَالَ انظُر كَيفَ قَبِلَ اللّهُ قُربَانَ هَابِيلَ وَ رَدّ قُربَانَ قَابِيلَ

أَ فَلا تَتّقُونَقيل أي أ فلاتخافون أن يزيل عنكم نعمه .وَ مَوعِظَةً لِلمُتّقِينَخصهم بهالأنهم المنتفعون .وَ اجعَلنا لِلمُتّقِينَ إِماماً

فِي الجَوَامِعِ، عَنِ الصّادِقِ ع إِيّانَا عَنَي

وَ فِي رِوَايَةٍ هيِ‌َ فِينَا

وَ عَنهُ ع إِنّمَا أَنزَلَ اللّهُ وَ اجعَل لَنَا مِنَ المُتّقِينَ إِمَاماً

و قدمرت الأخبار الكثيرة في ذلك .أَ لا يَتّقُونَتعجيب من إفراطهم في الظلم واجترائهم وَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ أي قربت بحيث يرونها من الموقف فيتبجحون بأنهم المحشورون إليها.أَ لا تَتّقُونَ الله فتتركوا عبادة غيره وَ الجِبِلّةَ الأَوّلِينَقيل أي وذوي‌ الجبلة الأولين يعني‌ من تقدمهم من الخلائق و في التفسير الخلق الأولين .وَ كانُوا يَتّقُونَ أي الكفر والمعاصي‌.


صفحه : 277

وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ أي لمن اتقي ما لايرضاه الله .وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتّقُوا في المجمع عن الصادق ع معناه اتقواما بَينَ أَيدِيكُم من الذنوب وَ ما خَلفَكُم من العقوبةلَعَلّكُم تُرحَمُونَ أي لتكونوا راجين رحمة الله وجواب إذامحذوف دل عليه مابعده كأنه قيل أعرضوالَحُسنَ مَآبٍ أي مرجع اتّقُوا رَبّكُم أي بلزوم طاعته فَاتّقُونِ و لاتتعرضوا لمايوجب سخطي‌لَهُم غُرَفٌقيل أي علالي‌ بعضها فوق بعض مَبنِيّةٌبنيت بناء المنازل علي الأرض وَ ألّذِي جاءَ بِالصّدقِ في التفسير محمدص وَ صَدّقَ بِهِ أمير المؤمنين ع بِمَفازَتِهِمبفلاحهم وَ سِيقَ الّذِينَ اتّقَوا رَبّهُم إِلَي الجَنّةِإسراعا بهم إلي دار الكرامة ويساقون راكبين زُمَراًأفواجا متفرقة علي تفاوت مراتبهم في الشرف وعلو الطبقة.الأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوّ في التفسير يعني‌ الأصدقاء يعادي‌ بعضهم بعضا

وَ قَالَ الصّادِقُ ع أَلَا كُلّ خَلّةٍ كَانَت فِي الدّنيَا فِي غَيرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّهَا تَصِيرُ عَدَاوَةً يَومَ القِيَامَةِ

إِلّا المُتّقِينَ فإن خلتهم لماكانت في الله تبقي نافعة أبد الآباد

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُم

يا عِبادِحكاية لماينادي‌ به المتقون المتحابون في الله يومئذ.فِي مَقامٍ أي موضع إقامةأَمِينٍيأمن صاحبه عن الآفة والانتقال .


صفحه : 278

وَ اللّهُ ولَيِ‌ّ المُتّقِينَفوال الله بالتقي واتباع الشريعة و في التفسير هذاتأديب لرسول الله ص والمعني لأمته .مَثَلُ الجَنّةِ أي أمثل الجنةغَيرِ آسِنٍ أي غيرمتغير الطعم والريح لَذّةٍ لِلشّارِبِينَ أي لذيذة لاتكون فيهاكراهة غائلة وريح و لاغائلة سكر وخمارمِن عَسَلٍ مُصَفّي أي لم يخالطه الشمع وفضلات النحل وغيرهماكَمَن هُوَ خالِدٌ أي كمثل من هوخالدفَقَطّعَ أَمعاءَهُم من فرط الحرارة و في التفسير قال ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار كما أن ليس عدو الله كوليه .وَ اتّقُوا اللّهَ أي في التقديم بين يدي‌ الله ورسوله إِنّ اللّهَ سَمِيعٌلأقوالكم عَلِيمٌبأفعالكم وَ اتّقُوا اللّهَ أي في مخالفة حكمه والإهمال فيه لَعَلّكُم تُرحَمُونَ علي تقواكم .إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم فإن بالتقوي تكمل النفوس وتتفاضل الأشخاص فمن أراد شرفا فليلتمس منها و في التفسير هورد علي من يفتخر بالأحساب والأنساب

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ فَتحِ مَكّةَ يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّ اللّهَ قَد أَذهَبَ عَنكُم نَخوَةَ الجَاهِلِيّةِ وَ تَفَاخُرَهَا بِآبَائِهَا إِنّ العَرَبِيّةَ لَيسَت بِأَبٍ وَالِدٍ وَ إِنّمَا هُوَ لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَن تَكَلّمَ بِهِ فَهُوَ عرَبَيِ‌ّ أَمَا إِنّكُم مِن آدَمَ وَ آدَمُ مِنَ التّرَابِ وَإِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم

وَ فِي المَجمَعِ عَنِ النّبِيّص يَقُولُ اللّهُ تَعَالَي يَومَ القِيَامَةِ أَمَرتُكُم فَضَيّعتُم مَا عَهِدتُ إِلَيكُم فِيهِ وَ رَفَعتُم أَنسَابَكُم فَاليَومَ أَرفَعُ نسَبَيِ‌ وَ أَضَعُ أَنسَابَكُم أَينَ


صفحه : 279

المُتّقُونَإِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم

وَ عَنِ الصّادِقِ ع أَتقَاكُم أَعمَلُكُم بِالتّقِيّةِ

.وَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ أي قربت لهم غَيرَ بَعِيدٍ أي مكانا غيربعيد و في التفسير أي زينت غيربعيد قال بسرعة.آخِذِينَ ما آتاهُم رَبّهُم أي قابلين لماأعطاهم راضين به ومعناه أن كل ماآتاهم حسن مرضي‌ متلقي بالقبول إِنّهُم كانُوا قَبلَ ذلِكَ مُحسِنِينَ قدأحسنوا أعمالهم و هوتعليل لاستحقاقهم ذلك كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللّيلِ ما يَهجَعُونَ أي ينامون تفسير لإحسانهم

عَنِ الصّادِقِ ع كَانُوا أَقَلّ الليّاَليِ‌ يَفُوتُهُم لَا يَقُومُونَ فِيهَا

وَ عَنِ البَاقِرِ ع كَانَ القَومُ يَنَامُونَ وَ لَكِن كُلّمَا انقَلَبَ أَحَدُهُم قَالَ الحَمدُ لِلّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ اللّهُ أَكبَرُ

فِي التّهذِيبِ وَ المَجمَعِ عَنِ الصّادِقِ ع كَانُوا يَستَغفِرُونَ فِي الوَترِ فِي آخِرِ اللّيلِ سَبعِينَ مَرّةً

وَ فِي أَموالِهِم حَقّنصيب يستووَ فِي أَموالِهِم حَقّنصيب يستوجبونه علي أنفسهم تقربا إلي الله وإشفاقا علي الناس لِلسّائِلِ وَ المَحرُومِ

فِي الكاَفيِ‌ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ المَحرُومُ المُحَارَفُ ألّذِي قَد حُرِمَ كَدّ يَدِهِ فِي الشّرَاءِ وَ البَيعِ

فاكِهِينَناعمين متلذذين وَ نَهَرٍقيل أي أنهار واكتفي باسم الجنس أوسعة أوضياء من النهار


صفحه : 280

فِي مَقعَدِ صِدقٍ أي في مكان مرضي‌عِندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍ أي مقربين عند من تعالي أمره في الملك والاقتدار بحيث أبهمه ذوو الأفهام .وَ اتّقُوا اللّهَ في مخالفة الرسول إِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِلمن خالف

وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ اتّقُوا اللّهَ فِي ظُلمِ آلِ مُحَمّدٍإِنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِلِمَن ظَلَمَهُم.

وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ فإن الإيمان به مما يقتضي‌ التقوي منه .فَاتّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُم أي فابذلوا في تقواه جهدكم وطاقتكم و في المجمع الاتقاء الامتناع من الردي‌ باجتناب مايدعو إليه الهوي و لاتنافي‌ بين هذا و بين قوله اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِلأن كل واحد منهما إلزام لترك جميع المعاصي‌ فمن فعل ذلك فقد اتقي عقاب الله لأن من لم يفعل قبيحا و لاأخل بواجب فلاعقاب عليه إلا أن في أحد الكلامين تنبيها علي أن التكليف لايلزم العبد إلافيما يطيق و كل أمر أمر الله به فلابد أن يكون مشروطا بالاستطاعة. و قال قتادة قوله فَاتّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُمناسخ لقوله اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِ وكأنه يذهب إلي أن فيه رخصة لحال التقية و ماجري مجراها مما تعظم فيه المشقة و إن كانت القدرة حاصلة معه و قال غيره ليس هذابناسخ وإنما هومبين لإمكان العمل بهما جميعا و هوالصحيح .وَ اتّقُوا اللّهَ رَبّكُم أي في تطويل العدة والإضرار بهن وَ مَن يَتّقِ اللّهَفيما أمره به ونهاه عنه يَجعَل لَهُ مَخرَجاً من كل كرب في الدنيا والآخرةوَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ أي من وجه لم يخطر بباله

وَ فِي التّفسِيرِ عَنِ الصّادِقِ ع فِي دُنيَاهُ


صفحه : 281

وَ فِي المَجمَعِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَرَأَهَا فَقَالَمَخرَجاً مِن شُبُهَاتِ الدّنيَا وَ مِن غَمَرَاتِ المَوتِ وَ شَدَائِدِ يَومِ القِيَامَةِ

وَ عَنهُص إنِيّ‌ لَأَعلَمُ آيَةً لَو أَخَذَ بِهَا النّاسُ لَكَفَتهُموَ مَن يَتّقِ اللّهَالآيَةَ فَمَا زَالَ يَقُولُهَا وَ يُعِيدُهَا

وَ فِي النّهجِ مَخرَجاً مِنَ الفِتَنِ وَ نُوراً مِنَ الظّلَمِ

وَ فِي المَجمَعِ عَنِ الصّادِقِ ع وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ أَي يُبَارِكُ لَهُ فِيمَا آتَاهُ

وَ فِي الفَقِيهِ عَنهُ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع مَن أَتَاهُ اللّهُ بِرِزقٍ لَم يَخطُ إِلَيهِ بِرِجلِهِ وَ لَم يَمُدّ إِلَيهِ يَدَهُ وَ لَم يَتَكَلّم فِيهِ بِلِسَانِهِ وَ لَم يَشُدّ إِلَيهِ ثِيَابَهُ وَ لَم يَتَعَرّض لَهُ كَانَ مِمّن ذَكَرَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ مَن يَتّقِ اللّهَالآيَةَ

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ قَوماً مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ أَغلَقُوا الأَبوَابَ وَ أَقبَلُوا عَلَي العِبَادَةِ وَ قَالُوا كُفِينَا فَبَلَغَ ذَلِكَ النّبِيّ فَأَرسَلَ إِلَيهِم فَقَالَ مَا حَمَلَكُم عَلَي مَا صَنَعتُم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ تُكُفّلَ لَنَا بِأَرزَاقِنَا فَأَقبَلنَا عَلَي العِبَادَةِ فَقَالَ إِنّهُ مَن فَعَلَ ذَلِكَ لَم يُستَجَب لَهُ عَلَيكُم بِالطّلَبِ

وَ عَنهُ ع هَؤُلَاءِ قَومٌ مِن شِيعَتِنَا ضُعَفَاءُ لَيسَ عِندَهُم مَا يَتَحَمّلُونَ بِهِ إِلَينَا فَيَسمَعُونَ حَدِيثَنَا وَ يَقتَبِسُونَ مِن عِلمِنَا فَيَرحَلُ قَومٌ فَوقَهُم وَ يُنفِقُونَ أَموَالَهُم وَ يُتعِبُونَ أَبدَانَهُم حَتّي يَدخُلُوا عَلَينَا فَيَسمَعُوا حَدِيثَنَا فَيَنقُلُوهُ إِلَيهِم فَيَعِيهِ هَؤُلَاءِ وَ يُضَيّعُهُ هَؤُلَاءِ فَأُولَئِكَ الّذِينَ يَجعَلُ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ لَهُم مَخرَجاً وَ يَرزُقُهُم مِن حَيثُ لَا يَحتَسِبُونَ


صفحه : 282

وَ مَن يَتّقِ اللّهَ في أحكامه فيراعي‌ حقوقهايَجعَل لَهُ مِن أَمرِهِ يُسراً أي يسهل عليه أمره ويوفقه للخيروَ مَن يَتّقِ اللّهَ في أمره يُكَفّر عَنهُ سَيّئاتِهِفإِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السّيّئاتِوَ يُعظِم لَهُ أَجراًبالمضاعفة.جَنّاتِ النّعِيمِ أي جنات ليس فيها إلاالتنعم الخالص .مَفازاً في التفسير قال يفوزون

وَ عَنِ البَاقِرِ ع هيِ‌َ الكَرَامَاتُ

حَدائِقَ وَ أَعناباً أي بساتين فيهاأنواع الأشجار المثمرةوَ كَواعِبَنساء فلكت ثديهن أَتراباًلدات عن سن واحد

وَ فِي التّفسِيرِ عَنِ البَاقِرِ ع وَ كَواعِبَ أَتراباً أَيِ الفَتَيَاتِ النّاهِدَاتِ

وَ كَأساً دِهاقاً أي ممتلية

1- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن أَبِي دَاوُدَ المُستَرِقّ عَن مُحَسّنٍ الميِثمَيِ‌ّ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا نَقَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَبداً مِن ذُلّ المعَاَصيِ‌ إِلَي عِزّ التّقوَي إِلّا أَغنَاهُ مِن غَيرِ مَالٍ وَ أَعَزّهُ مِن غَيرِ عَشِيرَةٍ وَ آنَسَهُ مِن غَيرِ بَشَرٍ

بيان من غيربشر أي من غيرأنيس من البشر بل الله مونسه كما قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أللّهُمّ إِنّكَ آنَسُ الآنِسِينَ بِأَولِيَائِكَ

2-ضه ،[روضة الواعظين ]شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ إِنّ لِأَهلِ التّقوَي عَلَامَاتٍ يُعرَفُونَ بِهَا صِدقُ الحَدِيثِ وَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ وَ وَفَاءٌ بِالعَهدِ وَ قِلّةُ العَجزِ وَ البُخلِ وَ صِلَةُ الأَرحَامِ وَ رَحمَةُ الضّعَفَاءِ وَ قِلّةُ المُؤَاتَاةِ لِلنّسَاءِ وَ بَذلُ المَعرُوفِ وَ حُسنُ الخُلُقِ وَ سَعَةُ الحِلمِ وَ اتّبَاعُ العِلمِ فِيمَا يُقَرّبُ إِلَي اللّهِطُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍ وَ طُوبَي شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ أَصلُهَا فِي دَارِ رَسُولِ اللّهِ فَلَيسَ مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ فِي


صفحه : 283

دَارِهِ غُصنٌ مِن أَغصَانِهَا لَا ينَويِ‌ فِي قَلبِهِ شَيئاً إِلّا آتَاهُ[أَتَاهُ] ذَلِكَ الغُصنُ وَ لَو أَنّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِي ظِلّهَا مِائَةَ عَامٍ مَا خَرَجَ مِنهَا وَ لَو أَنّ غُرَاباً طَارَ مِن أَصلِهَا مَا بَلَغَ أَعلَاهَا حَتّي يَبيَاضّ هَرَماً أَلَا ففَيِ‌ هَذَا فَارغَبُوا إِنّ لِلمُؤمِنِ فِي نَفسِهِ شُغُلًا وَ النّاسُ مِنهُ فِي رَاحَةٍ إِذَا جَنّ عَلَيهِ اللّيلُ فَرَشَ وَجهَهُ وَ سَجَدَ لِلّهِ بِمَكَارِمِ بَدَنِهِ ينُاَجيِ‌ ألّذِي خَلَقَهُ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ أَلَا فَهَكَذَا فَكُونُوا

3- تَفسِيرُ النعّماَنيِ‌ّ،بِالإِسنَادِ المَسطُورِ فِي كِتَابِ القُرآنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ نَسَخَ قَولُهُ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِ قَولَهُ تَعَالَيفَاتّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُم

4- كِتَابُ صِفَاتِ الشّيعَةِ لِلصّدُوقِ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا عَلِيّ بنَ عَبدِ العَزِيزِ لَا يَغُرّنّكَ بُكَاؤُهُم فَإِنّ التّقوَي فِي القَلبِ

5- دَعَوَاتُ الراّونَديِ‌ّ، قَالَ النّبِيّص مَنِ اتّقَي اللّهَ عَاشَ قَوِيّاً وَ سَارَ فِي بِلَادِ عَدُوّهِ آمِناً

6- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع كَم مِن صَائِمٍ لَيسَ لَهُ مِن صِيَامِهِ إِلّا الظّمَأُ وَ كَم مِن قَائِمٍ لَيسَ لَهُ مِن قِيَامِهِ إِلّا العَنَاءُ حَبّذَا نَومُ الأَكيَاسِ وَ إِفطَارُهُم

وَ قَالَ ع اتّقُوا اللّهَ ألّذِي إِن قُلتُم سَمِعَ وَ إِن أَضمَرتُم عَلِمَ وَ بَادِرُوا المَوتَ ألّذِي إِن هَرَبتُم أَدرَكَكُم وَ إِن أَقَمتُم أَخَذَكُم وَ إِن نَسِيتُمُوهُ ذَكَرَكُم


صفحه : 284

وَ قَالَ ع اتّقُوا اللّهَ تَقِيّةَ مَن شَمّرَ تَجرِيداً وَ جَدّ تَشمِيراً وَ انكَمَشَ[كَمّشَ] فِي مَهَلٍ وَ بَادَرَ عَن وَجَلٍ وَ نَظَرَ فِي كَرّةِ المَوئِلِ وَ عَاقِبَةِ المَصدَرِ وَ مَغَبّةِ المَرجِعِ

وَ قَالَ ع اتّقُوا اللّهَ بَعضَ التّقَي وَ إِن قَلّ وَ اجعَل بَينَكَ وَ بَينَ اللّهِ سِتراً وَ إِن رَقّ

وَ قَالَ ع التّقَي رَئِيسُ الأَخلَاقِ

وَ قَالَ ع أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أُوصِيكُم بِتَقوَي اللّهِ ألّذِي ابتَدَأَ خَلقَكُم وَ إِلَيهِ يَكُونُ مَعَادُكُم وَ بِهِ نَجَاحُ طَلِبَتِكُم وَ إِلَيهِ مُنتَهَي رَغبَتِكُم وَ نَحوَهُ قَصدُ سَبِيلِكُم وَ إِلَيهِ مرَاَميِ‌ مَفزَعِكُم فَإِنّ تَقوَي اللّهِ دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِكُم وَ بَصَرُ عَمَي أَفئِدَتِكُم وَ شِفَاءُ مَرَضِ أَجسَادِكُم وَ صَلَاحُ فَسَادِ صُدُورِكُم وَ طَهُورُ دَنَسِ أَنفُسِكُم وَ جِلَاءُ غِشَاءِ أَبصَارِكُم وَ أَمنُ فَزَعِ جَأشِكُم وَ ضِيَاءُ سَوَادِ ظُلمَتِكُم فَاجعَلُوا طَاعَةَ اللّهِ شِعَاراً دُونَ دِثَارِكُم وَ دَخِيلًا دُونَ شِعَارِكُم وَ لَطِيفاً بَينَ أَضلَاعِكُم وَ أَمِيراً فَوقَ أُمُورِكُم وَ مَنهَلًا لِحِينِ وِردِكُم وَ شَفِيعاً لِدَرَكِ طَلِبَتِكُم وَ جُنّةً لِيَومِ فَزَعِكُم وَ مَصَابِيحَ لِبُطُونِ قُبُورِكُم وَ سَكَناً لِطُولِ وَحشَتِكُم وَ نَفَساً لِكَربِ مَوَاطِنِكُم فَإِنّ طَاعَةَ اللّهِ حِرزٌ مِن مَتَالِفَ مُكتَنِفَةٍ وَ مَخَاوِفَ مُتَوَقّعَةٍ وَ أُوَارِ نِيرَانٍ مُوقَدَةٍ فَمَن أَخَذَ بِالتّقوَي عَزَبَت عَنهُ الشّدَائِدُ بَعدَ دُنُوّهَا وَ احلَولَت لَهُ الأُمُورُ بَعدَ مَرَارَتِهَا وَ انفَرَجَت عَنهُ الأَموَاجُ بَعدَ تَرَاكُمِهَا وَ أَسهَلَت لَهُ الصّعَابُ بَعدَ انصِبَابِهَا[إِنصَابِهَا] وَ هَطَلَت عَلَيهِ الكَرَامَةُ بَعدَ قُحُوطِهَا وَ تَحَدّبَت عَلَيهِ الرّحمَةُ بَعدَ نُفُورِهَا وَ تَفَجّرَت عَلَيهِ النّعَمُ بَعدَ نُضُوبِهَا وَ وَبَلَت عَلَيهِ البَرَكَةُ بَعدَ إِرذَاذِهَا فَاتّقُوا اللّهَ ألّذِي نَفَعَكُم بِمَوعِظَتِهِ وَ وَعَظَكُم بِرِسَالَتِهِ وَ امتَنّ عَلَيكُم بِنِعمَتِهِ


صفحه : 285

فَعَبّدُوا أَنفُسَكُم لِعِبَادَتِهِ وَ اخرُجُوا إِلَيهِ مِن حَقّ طَاعَتِهِ إِلَي آخِرِ الخُطبَةِ

7- كَنزُ الكرَاَجكُيِ‌ّ،روُيِ‌َ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ خَصلَةٌ مَن لَزِمَهَا أَطَاعَتهُ الدّنيَا وَ الآخِرَةُ وَ رَبِحَ الفَوزَ بِالجَنّةِ قِيلَ وَ مَا هيِ‌َ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ التّقوَي مَن أَرَادَ أَن يَكُونَ أَعَزّ النّاسِ فَليَتّقِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ تَلَاوَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ

8- عُدّةُ الداّعيِ‌،رَوَي أَحمَدُ بنُ الحُسَينِ الميِثمَيِ‌ّ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ قَالَ قَرَأتُ جَوَاباً مِن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِلَي رَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ أَمّا بَعدُ فإَنِيّ‌ أُوصِيكَ بِتَقوَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّ اللّهَ قَد ضَمِنَ لِمَنِ اتّقَاهُ أَن يُحَوّلَهُ عَمّا يَكرَهُ إِلَي مَا يُحِبّوَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا يُخدَعُ عَن جَنّتِهِ وَ لَا يُنَالُ مَا عِندَهُ إِلّا بِطَاعَتِهِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي

وَ رَوَي عَبدُ اللّهِ بنُ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَيّمَا مُؤمِنٍ أَقبَلَ قِبَلَ مَا يُحِبّ اللّهُ أَقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ قِبَلَ كُلّ مَا يُحِبّ وَ مَنِ اعتَصَمَ بِاللّهِ بِتَقوَاهُ عَصَمَهُ اللّهُ وَ مَن أَقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ وَ عَصَمَهُ لَم يُبَالِ لَو سَقَطَتِ السّمَاءُ عَلَي الأَرضِ وَ إِن نَزَلَت نَازِلَةٌ عَلَي أَهلِ الأَرضِ فَشَمِلَهُم بَلِيّةٌ كَانَ فِي حِرزِ اللّهِ بِالتّقوَي مِن كُلّ بَلِيّةٍ أَ لَيسَ اللّهُ تَعَالَي يَقُولُإِنّ المُتّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ

مشكاة الأنوار، عنه ع مثله

وَ قَالَ النّبِيّص لَو أَنّ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ كَانَتَا رَتقاً عَلَي عَبدٍ ثُمّ اتّقَي اللّهَ لَجَعَلَ اللّهُ لَهُ مِنهُمَا فَرَجاً وَ مَخرَجاً

وَ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن تَفسِيرِ التّقوَي فَقَالَ أَن لَا يَفقِدَكَ اللّهُ حَيثُ أَمَرَكَ وَ لَا يَرَاكَ حَيثُ نَهَاكَ


صفحه : 286

وَ قَالَ النّبِيّص أَصلُ الدّينِ الوَرَعُ كُن وَرِعاً تَكُن أَعبَدَ النّاسِ وَ كُن بِالعَمَلِ بِالتّقوَي أَشَدّ اهتِمَاماً مِنكَ بِالعَمَلِ بِغَيرِهِ فَإِنّهُ لَا يَقِلّ عَمَلٌ بِالتّقوَي وَ كَيفَ يَقِلّ عَمَلٌ يُتَقَبّلُ لِقَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّما يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ وَ فِي الوحَي‌ِ القَدِيمِ العَمَلُ مَعَ أَكلِ الحَرَامِ كَنَاقِلِ المَاءِ فِي المُنخُلِ

وَ عَنهُم ع جِدّوا وَ اجتَهِدُوا وَ إِن لَم تَعمَلُوا فَلَا تَعصُوا فَإِنّ مَن يبَنيِ‌ وَ لَا يَهدِمُ يَرتَفِعُ بِنَاؤُهُ وَ إِن كَانَ يَسِيراً وَ إِنّ مَن يبَنيِ‌ وَ يَهدِمُ يُوشِكُ أَن لَا يَرتَفِعَ بِنَاؤُهُ

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ يَعقُوبَ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي حَمزَةَ قَالَ كُنتُ عِندَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إنِيّ‌ مُبتَلًي بِالنّسَاءِ فأَزَنيِ‌ يَوماً وَ أَصُومُ يَوماً أَ فَيَكُونُ ذَا كَفّارَةً لِذَا فَقَالَ لَهُ ع إِنّهُ لَيسَ شَيءٌ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن أَن يُطَاعَ فَلَا يُعصَي فَلَا تَزنِ وَ لَا تَصُم فَاجتَذَبَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع إِلَيهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَ قَالَ لَهُ تَعمَلُ عَمَلَ أَهلِ النّارِ وَ تَرجُو أَن تَدخُلَ الجَنّةَ

وَ عَنِ النّبِيّص قَالَ لَيَجِيئَنّ أَقوَامٌ يَومَ القِيَامَةِ لَهُم مِنَ الحَسَنَاتِ كَجِبَالِ تِهَامَةَ فَيُؤمَرُ بِهِم إِلَي النّارِ فَقِيلَ يَا نبَيِ‌ّ اللّهِ أَ مُصَلّونَ قَالَ كَانُوا يُصَلّونَ وَ يَصُومُونَ وَ يَأخُذُونَ وَهناً مِنَ اللّيلِ لَكِنّهُم كَانُوا إِذَا لَاحَ لَهُم شَيءٌ مِنَ الدّنيَا وَثَبُوا عَلَيهِ

9- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِنَ المَحَاسِنِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع التّقوَي سِنخُ الإِيمَانِ وَ قِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع صِف لَنَا الدّنيَا فَقَالَ وَ مَا أَصِفُ لَكُم مِنهَا لِحَلَالِهَا حِسَابٌ وَ لِحَرَامِهَا عَذَابٌ لَو رَأَيتُمُ الأَجَلَ وَ مَسِيرَهُ لَلُهِيتُم عَنِ الأَمَلِ وَ غُرُورِهِ ثُمّ قَالَ مَنِ اتّقَي اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ أَعطَاهُ اللّهُ أُنساً بِلَا أَنِيسٍ وَ غَنَاءً بِلَا مَالٍ وَ عِزّاً بِلَا سُلطَانٍ

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع القِيَامَةُ عُرسُ المُتّقِينَ

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا يَغُرّنّكَ بُكَاؤُهُم إِنّمَا التّقوَي فِي القَلبِ

وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ جَلّ ثَنَاؤُهُهُوَ أَهلُ التّقوي وَ أَهلُ المَغفِرَةِ قَالَ أَنَا أَهلٌ أَن يتَقّيِنَيِ‌ عبَديِ‌ فَإِن لَم يَفعَل فَأَنَا أَهلٌ أَن


صفحه : 287

أَغفِرَ لَهُ

10- وَ مِنهُ روُيِ‌َ أَنّ رَسُولَ اللّهِص دَخَلَ البَيتَ عَامَ الفَتحِ وَ مَعَهُ الفَضلُ بنُ عَبّاسٍ وَ أُسَامَةُ بنُ زَيدٍ ثُمّ خَرَجَ فَأَخَذَ بِحَلقَةِ البَابِ ثُمّ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي صَدَقَ عَبدَهُ وَ أَنجَزَ وَعدَهُ وَ غَلَبَ الأَحزَابَ وَحدَهُ إِنّ اللّهَ أَذهَبَ نَخوَةَ العَرَبِ وَ تَكَبّرَهَا بِآبَائِهَا وَ كُلّكُم مِن آدَمَ وَ آدَمُ مِن تُرَابٍ وَ أَكرَمُكُمعِندَ اللّهِ أَتقاكُم

11- وَ مِنهُ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ العُلَمَاءُ أُمَنَاءُ وَ الأَتقِيَاءُ حُصُونٌ وَ العُمّالُ سَادَةٌ

12- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِاتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِ قَالَ مَنسُوخَةٌ قُلتُ وَ مَا نَسَخَتهَا قَالَ قَولُ اللّهِفَاتّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُم

13- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن زَيدِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِإِنّ الّذِينَ اتّقَوا إِذا مَسّهُم طائِفٌ مِنَ الشّيطانِ تَذَكّرُوا فَإِذا هُم مُبصِرُونَ قَالَ هُوَ الذّنبُ يَهُمّ بِهِ العَبدُ فَيَتَذَكّرُ فَيَدَعُهُ

14- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِإِنّ الّذِينَ اتّقَوا إِذا مَسّهُم طائِفٌ مِنَ الشّيطانِ تَذَكّرُوا مَا ذَلِكَ الطّائِفُ قَالَ هُوَ السّيّئُ يَهُمّ العَبدُ بِهِ ثُمّ يَذكُرُ اللّهَ فَيُبصِرُ وَ يُقصِرُ

أَبُو بَصِيرٍ عَنهُ ع قَالَ هُوَ الرّجُلُ يَهُمّ بِالذّنبِ ثُمّ يَتَذَكّرُ فَيَدَعُهُ


صفحه : 288

15- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ أَتقَي النّاسِ مَن قَالَ الحَقّ فِيمَا لَهُ وَ عَلَيهِ

16- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع لَا كَرَمَ أَعَزّ مِنَ التّقوَي وَ سُئِلَ ع أَيّ عَمَلٍ أَفضَلُ قَالَ التّقوَي

أقول قدأثبتناها وأمثالها بأسانيدها في أبواب المواعظ و باب مكارم الأخلاق

17- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّهَا النّاسُ إِنّ العَرَبِيّةَ لَيسَت بِأَبٍ وَالِدٍ وَ إِنّمَا هُوَ لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَن تَكَلّمَ بِهِ فَهُوَ عرَبَيِ‌ّ أَلَا إِنّكُم وُلدُ آدَمَ وَ آدَمُ مِن تُرَابٍ وَ أَكرَمُكُمعِندَ اللّهِ أَتقاكُم

18- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ القاَشاَنيِ‌ّ عَمّن ذَكَرَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ القِيَامَةُ عُرسُ المُتّقِينَ

19- ل ،[الخصال ] عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع لَا حَسَبَ لقِرُشَيِ‌ّ وَ لَا عرَبَيِ‌ّ إِلّا بِتَوَاضُعٍ وَ لَا كَرَمَ إِلّا بِتَقوَي

20- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُعَاذٍ عَنِ الحُسَينِ المرَوزَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُبَيدٍ عَن دَاوُدَ الأوَديِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ أَوّلُ مَا يَدخُلُ النّارَ مِن أمُتّيِ‌َ الأَجوَفَانِ قَالُوا وَ مَا الأَجوَفَانِ قَالَ الفَرجُ وَ الفَمُ وَ أَكثَرُ مَا يُدخَلُ بِهِ الجَنّةُ تَقوَي اللّهِ وَ حُسنُ الخُلُقِ


صفحه : 289

21- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] فِي وَصِيّةِ النّبِيّص لأِبَيِ‌ ذَرّ عَلَيكَ بِتَقوَي اللّهِ فَإِنّهُ رَأسُ الأَمرِ كُلّهِ

أقول سيأتي‌ فيما كتب أمير المؤمنين ع لمحمد بن أبي بكر مدح المتقين

22- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن سُلَيمَانَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي الكنِديِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن أَخرَجَهُ اللّهُ مِن ذُلّ المَعصِيَةِ إِلَي عِزّ التّقوَي أَغنَاهُ اللّهُ بِلَا مَالٍ وَ أَعَزّهُ بِلَا عَشِيرَةٍ وَ آنَسَهُ بِلَا بَشَرٍ وَ مَن خَافَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَخَافَ اللّهُ مِنهُ كُلّ شَيءٍ وَ مَن لَم يَخَفِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَخَافَهُ اللّهُ مِن كُلّ شَيءٍ

ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] عن المفيد عن محمد بن محمد بن طاهر عن ابن عقدة مثله

23- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَجَلَسَ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص يَنتَسِبُونَ وَ يَفتَخِرُونَ وَ فِيهِم سَلمَانُ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ عُمَرُ مَا نَسَبُكَ أَنتَ يَا سَلمَانُ وَ مَا أَصلُكَ فَقَالَ أَنَا سَلمَانُ بنُ عَبدِ اللّهِ كُنتُ ضَالّا فهَدَاَنيِ‌َ اللّهُ بِمُحَمّدٍ ع وَ كُنتُ عَائِلًا فأَغَناَنيِ‌َ اللّهُ بِمُحَمّدٍص وَ كُنتُ مَملُوكاً فأَعَتقَنَيِ‌َ اللّهُ بِمُحَمّدٍص فَهَذَا حسَبَيِ‌ وَ نسَبَيِ‌ يَا عُمَرُ ثُمّ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص فَذَكَرَ لَهُ سَلمَانُ مَا قَالَ عُمَرُ وَ مَا أَجَابَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَعشَرَ قُرَيشٍ إِنّ حَسَبَ المَرءِ دِينُهُ وَ مُرُوّتَهُ خُلُقُهُ وَ أَصلَهُ عَقلُهُ قَالَ اللّهُ تَعَالَييا أَيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَ أُنثي وَ جَعَلناكُم شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا


صفحه : 290

إِنّ أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم ثُمّ أَقبَلَ عَلَي سَلمَانَ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ لَهُ يَا سَلمَانُ إِنّهُ لَيسَ لِأَحَدٍ مِن هَؤُلَاءِ عَلَيكَ فَضلٌ إِلّا بِتَقوَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَمَن كُنتَ أَتقَي مِنهُ فَأَنتَ أَفضَلُ مِنهُ

24- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الكَاتِبِ عَن أَحمَدَ بنِ جَعفَرٍ الماَلكِيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن أَبِيهِ عَن يَحيَي بنِ سَعِيدٍ عَن سُفيَانَ عَن حَبِيبٍ عَن مَيمُونِ بنِ أَبِي شَبِيبٍ عَن أَبِي ذَرّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اتّقِ اللّهَ حَيثُ كُنتَ وَ خَالِقِ النّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ وَ إِذَا عَمِلتَ سَيّئَةً فَاعمَل حَسَنَةً يَمحُوهَا

25- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ طَاهِرٍ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَحيَي بنِ الحَسَنِ العلَوَيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ مُوسَي عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص المُتّقُونَ سَادَةٌ وَ الفُقَهَاءُ قَادَةٌ وَ الجُلُوسُ إِلَيهِم عِبَادَةٌ

26- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ مَخلَدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ نُصَيرٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي أُسَامَةَ عَن دَاوُدَ بنِ المُحَبّرِ عَن عَبّادٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ دِينَارٍ عَنِ ابنِ عِمرَانَ عَنِ النّبِيّص قَالَ كَم مِن عَاقِلٍ عَقَلَ عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَمرَهُ وَ هُوَ حَقِيرٌ عِندَ النّاسِ دَمِيمُ المَنظَرِ يَنجُو غَداً وَ كَم مِن طَرِيفِ اللّسَانِ جَمِيلِ المَنظَرِ عِندَ النّاسِ يَهلِكُ غَداً فِي القِيَامَةِ

27- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِشكَابٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ حَفصٍ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن أَيّوبَ بنِ سَيّارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنكَدِرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِ‌ّ قَالَأَقبَلَ العَبّاسُ ذَاتَ يَومٍ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ العَبّاسُ


صفحه : 291

طُوَالًا حَسَنَ الجِسمِ فَلَمّا رَآهُ النّبِيّص تَبَسّمَ إِلَيهِ وَ قَالَ إِنّكَ يَا عَمّ لَجَمِيلٌ فَقَالَ العَبّاسُ مَا الجَمَالُ بِالرّجُلِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ بِصَوَابِ القَولِ بِالحَقّ قَالَ فَمَا الكَمَالُ قَالَ تَقوَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ حُسنُ الخُلُقِ

28- مع ،[معاني‌ الأخبار] ع ،[علل الشرائع ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ وَقَعَ بَينَ سَلمَانَ وَ بَينَ رَجُلٍ كَلَامٌ فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ وَ مَا أَنتَ فَقَالَ سَلمَانُ أَمّا أوُلاَي‌َ وَ أُولَاكَ فَنُطفَةٌ قَذِرَةٌ وَ أَمّا أخُراَي‌َ وَ أُخرَاكَ فَجِيفَةٌ مُنتِنَةٌ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ نُصِبَتِ المَوَازِينُ فَمَن خَفّ مِيزَانُهُ فَهُوَ اللّئِيمُ وَ مَن ثَقُلَ مِيزَانُهُ فَهُوَ الكَرِيمُ

29- ع ،[علل الشرائع ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الهمَداَنيِ‌ّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ دِينَارٍ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ افتَخَرَ رَجُلَانِ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ أَ تَفتَخِرَانِ بِأَجسَادٍ بَالِيَةٍ وَ أَروَاحٍ فِي النّارِ إِن يَكُن لَكَ عَقلٌ فَإِنّ لَكَ خُلُقاً وَ إِن يَكُن لَكَ تَقوَي فَإِنّ لَكَ كَرَماً وَ إِلّا فَالحِمَارُ خَيرٌ مِنكَ وَ لَستَ بِخَيرٍ مِن أَحَدٍ

30- مع ،[معاني‌ الأخبار]الوَرّاقُ عَن سَعدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَهزِيَارَ عَن أَخِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ حَمدِ بنِ النّعمَانِ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَحَبّ أَن يَكُونَ أَكرَمَ النّاسِ فَليَتّقِ اللّهَ وَ مَن أَحَبّ أَن يَكُونَ أَتقَي النّاسِ فَليَتَوَكّل عَلَي اللّهِ الخَبَرَ

أقول قدمضي بعض الأخبار في باب أصناف الناس في الإيمان

31- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ النّصرِ عَن أَبِي الحُسَينِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ


صفحه : 292

عَزّ وَ جَلّاتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِ قَالَ يُطَاعُ فَلَا يُعصَي وَ يُذكَرُ فَلَا يُنسَي وَ يُشكَرُ فَلَا يُكفَرُ

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النضر مثله سن ،[المحاسن ] عن أبيه عن النضر

مثله شي‌،[تفسير العياشي‌] عن أبي بصيرمثله

32- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الوَلِيدِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ الحَسَبُ الفِعَالُ وَ الشّرَفُ المَالُ وَ الكَرَمُ التّقوَي

33- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن عِيسَي بنِ أَبِي الوَردِ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَقِلّ مَعَ التّقوَي عَمَلٌ وَ كَيفَ يَقِلّ مَا يُتَقَبّلُ

جا،[المجالس للمفيد]الجعابي‌ مثله جا،[المجالس للمفيد] أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن ابن فضال عن ابن سنان عن الفضيل بن عثمان عن الحذاء عن أبي جعفر ع

مثله


صفحه : 293

كا،[الكافي‌] عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن سنان مثله بيان وكيف يقل مايتقبل لأن الله يقول إِنّما يَتَقَبّلُ اللّهُ مِنَ المُتّقِينَ

34- فس ،[تفسير القمي‌] إِنّ الصّلاةَ تَنهي عَنِ الفَحشاءِ وَ المُنكَرِ قَالَ مَن لَم يَنهَهُ الصّلَاةُ عَنِ الفَحشَاءِ وَ المُنكَرِ لَم يَزدَد مِنَ اللّهِ إِلّا بُعداً

35- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يَبعَثُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ قَوماً بَينَ أَيدِيهِم نُورٌ كاَلقبَاَطيِ‌ّ ثُمّ يُقَالُ لَهُ كُن هَبَاءً مَنثُوراً ثُمّ قَالَ أَمَا وَ اللّهِ يَا أَبَا حَمزَةَ إِنّهُم كَانُوا يَصُومُونَ وَ يُصَلّونَ وَ لَكِن كَانُوا إِذَا عَرَضَ لَهُم شَيءٌ مِنَ الحَرَامِ أَخَذُوهُ وَ إِذَا ذُكِرَ لَهُم شَيءٌ مِن فَضلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنكَرُوهُ وَ قَالَ وَ الهَبَاءُ المَنثُورُ هُوَ ألّذِي تَرَاهُ يَدخُلُ البَيتَ فِي الكُوّةِ مِن شُعَاعِ الشّمسِ

36-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الوَشّاءِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ يُكثِرُ أَن يَقُولَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَوَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَفَغَاظَ إِبلِيسَ ذَلِكَ فَبَعَثَ إِلَيهِ شَيطَاناً فَقَالَ قُلِ العَاقِبَةُ لِلأَغنِيَاءِ فَجَاءَهُ فَقَالَ ذَلِكَ فَتَحَاكَمَا إِلَي أَوّلِ مَن يَطلُعُ عَلَيهِمَا عَلَي قَطعِ يَدِ ألّذِي يَحكُمُ عَلَيهِ فَلَقِيَا شَخصاً فَأَخبَرَاهُ بِحَالِهِمَا فَقَالَ العَاقِبَةُ لِلأَغنِيَاءِ فَرَجَعَ وَ هُوَ يَحمَدُ اللّهَ وَ يَقُولُالعاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ فَقَالَ لَهُ تَعُودُ أَيضاً فَقَالَ نَعَم عَلَي يدَيِ‌َ الأُخرَي فَخَرَجَا فَطَلَعَ الآخَرُ فَحَكَمَ عَلَيهِ أَيضاً فَقُطِعَت يَدُهُ الأُخرَي وَ عَادَ أَيضاً يَحمَدُ اللّهَ


صفحه : 294

وَ يَقُولُالعاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ فَقَالَ لَهُ تحُاَكمِنُيِ‌ عَلَي ضَربِ العُنُقِ فَقَالَ نَعَم فَخَرَجَا فَرَأَيَا مِثَالًا فَوَقَفَا عَلَيهِ فَقَالَ إنِيّ‌ كُنتُ حَاكَمتُ هَذَا وَ قَصّا عَلَيهِ قِصّتَهُمَا قَالَ فَمَسَحَ يَدَيهِ فَعَاَدَتَا ثُمّ ضَرَبَ عُنُقَ ذَلِكَ الخَبِيثِ وَ قَالَ هَكَذَاالعاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ

37- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَحيَي عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِ عَلِيّ ع قَالَ إِنّ وَلِيّاً لِلّهِ وَ عَدُوّاً لِلّهِ اجتَمَعَا فَقَالَ ولَيِ‌ّ اللّهِ الحَمدُ لِلّهِوَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ وَ قَالَ الآخَرُ الحَمدُ لِلّهِ وَ العَاقِبَةُ لِلأَغنِيَاءِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي وَ العَاقِبَةُ لِلمُلُوكِ فَقَالَ ولَيِ‌ّ اللّهِ ارضَ بَينَنَا بِأَوّلِ طَالِعٍ يَطلُعُ مِنَ الواَديِ‌ قَالَ فَاطّلَعَ إِبلِيسُ فِي أَحسَنِ هَيئَةٍ فَقَالَ ولَيِ‌ّ اللّهِ الحَمدُ لِلّهِوَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِينَ فَقَالَ الآخَرُ الحَمدُ لِلّهِ وَ العَاقِبَةُ لِلمُلُوكِ فَقَالَ إِبلِيسُ كَذَا

38- سن ،[المحاسن ] عَلِيّ بنُ السنّديِ‌ّ عَنِ المُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ صَاحِبِ الحَجّالِ قَالَ قُلتُ لِجَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَتَاكُم شَرِيفُ قَومٍ فَأَكرِمُوهُ قَالَ نَعَم فَقُلتُ فَمَا الحَسَبُ فَقَالَ ألّذِي يَفعَلُ الأَفعَالَ الحَسَنَةَ بِمَالِهِ وَ غَيرِ مَالِهِ فَقُلتُ فَمَا الكَرَمُ فَقَالَ التّقَي

39- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ‌ مَن أَرَادَ أَن يَكُونَ أَعَزّ النّاسِ فَليَتّقِ اللّهَ فِي سِرّهِ وَ عَلَانِيَتِهِ

وَ أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع فِي تَفسِيرِ هَذِهِ الآيَةِوَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ قَالَيَجعَل لَهُ مَخرَجاً فِي دِينِهِوَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ فِي دُنيَاهُ

40-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع اتّقِ اللّهَ وَ كُن حَيثُ شِئتَ وَ مِن أَيّ قَومٍ شِئتَ فَإِنّهُ لَا خِلَافَ لِأَحَدٍ فِي التّقوَي وَ المتُقّيِ‌ مَحبُوبٌ عِندَ كُلّ فَرِيقٍ وَ فِيهِ جِمَاعُ كُلّ خَيرٍ وَ رُشدٍ وَ هُوَ مِيزَانُ كُلّ عِلمٍ وَ حِكمَةٍ وَ أَسَاسُ كُلّ طَاعَةٍ مَقبُولَةٍ


صفحه : 295

وَ التّقوَي مَا يَنفَجِرُ مِن عَينِ المَعرِفَةِ بِاللّهِ يَحتَاجُ إِلَيهِ كُلّ فَنّ مِنَ العِلمِ وَ هُوَ لَا يَحتَاجُ إِلّا إِلَي تَصحِيحِ المَعرِفَةِ بِالخُمُودِ تَحتَ هَيبَةِ اللّهِ وَ سُلطَانِهِ وَ مَزيَدُ التّقوَي يَكُونُ مِن أَصلِ اطّلَاعِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي سِرّ العَبدِ بِلُطفِهِ فَهَذَا أَصلُ كُلّ حَقّ وَ أَمّا البَاطِلُ فَهُوَ مَا يَقطَعُكَ عَنِ اللّهِ مُتّفَقٌ عَلَيهِ أَيضاً عِندَ كُلّ فَرِيقٍ فَاجتَنِب عَنهُ وَ أَفرِد سِرّكَ لِلّهِ تَعَالَي بِلَا عِلَاقَةٍ قَالَ النّبِيّص أَصدَقُ كَلِمَةٍ قَالَتهَا العَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ


أَلَا كُلّ شَيءٍ مَا خَلَا اللّهَ بَاطِلٌ   وَ كُلّ نُعَيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلٌ

فَالزَم مَا أَجمَعَ عَلَيهِ أَهلُ الصّفَا وَ التّقَي مِن أُصُولِ الدّينِ وَ حَقَائِقِ اليَقِينِ وَ الرّضَا وَ التّسلِيمِ وَ لَا تَدخُل فِي اختِلَافِ الخَلقِ وَ مَقَالَاتِهِم فَتَصعُبَ عَلَيكَ وَ قَدِ اجتَمَعَتِ الأُمّةُ المُختَارَةُ بِأَنّ اللّهَ وَاحِدٌلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَ أَنّهُ عَدلٌ فِي حُكمِهِيَفعَلُ ما يَشاءُ وَيَحكُمُ ما يُرِيدُ وَ لَا يُقَالُ لَهُ فِي شَيءٍ مِن صُنعِهِ لِمَ وَ لَا كَانَ وَ لَا يَكُونُ شَيءٌ إِلّا بِمَشِيّتِهِ وَ أَنّهُ قَادِرٌ عَلَي مَا يَشَاءُ صَادِقٌ فِي وَعدِهِ وَ وَعِيدِهِ وَ أَنّ القُرآنَ كَلَامُهُ وَ أَنّهُ مَخلُوقٌ وَ أَنّهُ كَانَ قَبلَ الكَونِ وَ المَكَانِ وَ الزّمَانِ وَ أَنّ إِحدَاثَ الكَونِ وَ الفَنَاءِ عِندَهُ سَوَاءٌ مَا ازدَادَ بِإِحدَاثِهِ عِلماً وَ لَا يَنقُصُ بِفِنَائِهِ مُلكُهُ عَزّ سُلطَانُهُ وَ جَلّ سُبحَانُهُ فَمَن أَورَدَ عَلَيكَ مَا يَنقُضُ هَذَا الأَصلَ فَلَا تَقبَلهُ وَ جَرّد بَاطِنَكَ لِذَلِكَ تَرَي بَرَكَاتِهِ عَن قَرِيبٍ وَ تَفُوزُ مَعَ الفَائِزِينَ

41-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع التّقوَي عَلَي ثَلَاثَةِ أَوجُهٍ تَقوَي بِاللّهِ فِي اللّهِ وَ هُوَ تَركُ الحَلَالِ فَضلًا عَنِ الشّبهَةِ وَ هُوَ تَقوَي خَاصّ الخَاصّ وَ تَقوَي مِنَ اللّهِ وَ هُوَ تَركُ الشّبُهَاتِ فَضلًا عَن حَرَامٍ وَ هُوَ تَقوَي الخَاصّ وَ تَقوَي مِن خَوفِ النّارِ وَ العِقَابِ وَ هُوَ تَركُ الحَرَامِ وَ هُوَ تَقوَي العَامّ وَ مَثَلُ التّقوَي كَمَاءٍ يجَريِ‌ فِي نَهَرٍ وَ مَثَلُ هَذِهِ الطّبَقَاتِ الثّلَاثِ فِي مَعنَي التّقوَي كَأَشجَارٍ مَغرُوسَةٍ عَلَي حَافّةِ ذَلِكَ النّهَرِ مِن كُلّ لَونٍ وَ جِنسٍ وَ كُلّ شَجَرَةٍ مِنهَا يَستَمِصّ المَاءَ مِن ذَلِكَ النّهَرِ عَلَي قَدرِ جَوهَرِهِ وَ طَعمِهِ


صفحه : 296

وَ لَطَافَتِهِ وَ كَثَافَتِهِ ثُمّ مَنَافِعُ الخَلقِ مِن ذَلِكَ الأَشجَارِ وَ الثّمَارِ عَلَي قَدرِهَا وَ قِيمَتِهَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيصِنوانٌ وَ غَيرُ صِنوانٍ يُسقي بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضّلُ بَعضَها عَلي بَعضٍ فِي الأُكُلِالآيَةَ فَالتّقوَي لِلطّاعَاتِ كَالمَاءِ لِلأَشجَارِ وَ مَثَلُ طَبَائِعِ الأَشجَارِ وَ الثّمَارِ فِي لَونِهَا وَ طَعمِهَا مَثَلُ مَقَادِيرِ الإِيمَانِ فَمَن كَانَ أَعلَي دَرَجَةً فِي الإِيمَانِ وَ أَصفَي جَوهَراً بِالرّوحِ كَانَ أَتقَي وَ مَن كَانَ أَتقَي كَانَت عِبَادَتُهُ أَخلَصَ وَ أَطهَرَ وَ مَن كَانَ كَذَلِكَ كَانَ مِنَ اللّهِ أَقرَبَ وَ كُلّ عِبَادَةٍ غَيرِ مُؤَسّسَةٍ عَلَي التّقوَي فَهُوَ هَبَاءٌ مَنثُورٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَ فَمَن أَسّسَ بُنيانَهُ عَلي تَقوي مِنَ اللّهِ وَ رِضوانٍ خَيرٌ أَم مَن أَسّسَ بُنيانَهُ عَلي شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنّمَالآيَةَ وَ تَفسِيرُ التّقوَي تَركُ مَا لَيسَ بِأَخذِهِ بَأسٌ حَذَراً عَمّا بِهِ بَأسٌ وَ هُوَ فِي الحَقِيقَةِ طَاعَةٌ وَ ذِكرٌ بِلَا نِسيَانٍ وَ عِلمٌ بِلَا جَهلٍ مَقبُولٌ غَيرُ مَردُودٍ

باب 75-الورع واجتناب الشبهات

1- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدِ بنِ هِلَالٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ إنِيّ‌ لَا أَلقَاكَ إِلّا فِي السّنِينَ فأَخَبرِنيِ‌ بشِيَ‌ءٍ آخُذُ بِهِ فَقَالَ أُوصِيكَ بِتَقوَي اللّهِ وَ الوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ وَ اعلَم أَنّهُ لَا يَنفَعُ اجتِهَادٌ لَا وَرَعَ فِيهِ

بيان لعل المراد بالتقوي ترك المحرمات وبالورع ترك الشبهات بل


صفحه : 297

بعض المباحات وبالاجتهاد بذل الجهد في فعل الطاعات يقال وقاه الله السوء يقيه وقاية أي حفظه واتقيت الله اتقاء أي حفظت نفسي‌ من عذابه أو عن مخالفته والتقوي اسم منه والتاء مبدلة من واو والأصل وقوي من وقيت لكن أبدل ولزمت التاء في تصاريف الكلمة و في النهاية فيه ملاك الدين الورع الورع في الأصل الكف عن المحارم والتحرج منها يقال ورع الرجل يرع بالكسر فيهما ورعا ورعة فهو ورع وتورع من كذا ثم استعير للكف عن المباح والحلال لاينفع أي نفعا كاملا

2- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن حَدِيدِ بنِ حَكِيمٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ اتّقُوا اللّهَ وَ صُونُوا دِينَكُم بِالوَرَعِ

بيان يدل علي أن بترك الورع عن المحرمات يصير الإيمان بمعرض الضياع والزوال فإن فعل الطاعات وترك المعاصي‌ حصون للإيمان من أن يذهب به الشيطان

3- كا،[الكافي‌] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن يَزِيدَ بنِ خَلِيفَةَ قَالَ وَعَظَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَأَمَرَ وَ زَهّدَ ثُمّ قَالَ عَلَيكُم بِالوَرَعِ فَإِنّهُ لَا يُنَالُ مَا عِندَ اللّهِ إِلّا بِالوَرَعِ

بيان فأمر أي بالطاعات و مايوجب الفوز بأرفع الدرجات وزهد علي بناء التفعيل أي أمر بالزهد في الدنيا وترك مشتهياتها المانعة عن قربه سبحانه قال الجوهري‌ التزهيد في الشي‌ء و عن الشي‌ء خلاف الترغيب فيه

4- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَنفَعُ اجتِهَادٌ لَا وَرَعَ فِيهِ

5-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَنِ الحَسَنِ


صفحه : 298

بنِ زِيَادٍ الصّيقَلِ عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ أَشَدّ العِبَادَةِ الوَرَعُ

بيان إن أشد العبادة الورع إذ ترك المحرمات أشق علي النفس من فعل الطاعات وأفضل الأعمال أحمزها

6- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا نَلقَي مِنَ النّاسِ فِيكَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ مَا ألّذِي تَلقَي مِنَ النّاسِ فِيّ فَقَالَ لَا يَزَالُ يَكُونُ بَينَنَا وَ بَينَ الرّجُلِ الكَلَامُ فَيَقُولُ جعَفرَيِ‌ّ خَبِيثٌ فَقَالَ يُعَيّرُكُمُ النّاسُ بيِ‌ فَقَالَ لَهُ أَبُو الصّبّاحِ نَعَم قَالَ فَمَا أَقَلّ وَ اللّهِ مَن يَتّبِعُ جَعفَراً مِنكُم إِنّمَا أصَحاَبيِ‌ مَنِ اشتَدّ وَرَعُهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ وَ رَجَا ثَوَابَهُ هَؤُلَاءِ أصَحاَبيِ‌

توضيح قال الشيخ البهائي‌ رحمه الله يعلم منه أنه لم يرتض ع ماقاله أبوالصباح لما فيه من الخشونة وسوء الأدب وعمل لخالقه أي أخلص العمل لله ورجا ثوابه كأنه إشارة إلي أن رجاء الثواب إنما يحسن مع الورع والطاعة و إلافهو غرور كمامر و إلي أنه مع العمل أيضا لاينبغي‌ اليقين بالثواب لكثرة آفات العمل ويمكن أن يكون ماذكره ع إيماء إلي أن ماتسمعون من المخالفين إنما هولعدم الطاعة إما بترك الطاعات والأعمال الرضية أولترك ماأمرتكم به من التقية

7- كا،[الكافي‌]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن حَنَانٍ عَن أَبِي سَارَةَ الغَزّالِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ابنَ آدَمَ اجتَنِب مَا حَرّمتُ عَلَيكَ تَكُن مِن أَورَعِ النّاسِ

بيان كأن الأورع بالنسبة إلي من يجتنب المكروهات ويأتي‌ بالسنن ويجتر‌ئ علي المحارم وترك الطاعات كما هوالشائع بين الناس أو هوتعريض بأرباب البدع


صفحه : 299

الذين يحرمون ماأحل الله علي أنفسهم ويسمونه ورعا أوتنبيه علي أن الورع إنما هوبترك المعاصي‌ لابالمبالغة في الطاعات والإكثار منها

8- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الوَرِعِ مِنَ النّاسِ فَقَالَ ألّذِي يَتَوَرّعُ عَن مَحَارِمِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

9- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِي أُسَامَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ عَلَيكَ بِتَقوَي اللّهِ وَ الوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ وَ صِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ وَ حُسنِ الخُلُقِ وَ حُسنِ الجِوَارِ وَ كُونُوا دُعَاةً إِلَي أَنفُسِكُم بِغَيرِ أَلسِنَتِكُم وَ كُونُوا زَيناً وَ لَا تَكُونُوا شَيناً وَ عَلَيكُم بِطُولِ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ فَإِنّ أَحَدَكُم إِذَا أَطَالَ الرّكُوعَ وَ السّجُودَ هَتَفَ إِبلِيسُ مِن خَلفِهِ فَقَالَ يَا وَيلَهُ أَطَاعَ وَ عَصَيتُ وَ سَجَدَ وَ أَبَيتُ

إيضاح حسن الجوار لكل من جاوره وصاحبه أولجار بيته وكونوا دعاة أي كونوا داعين للناس إلي طريقتكم المثلي ومذهبكم الحق بمحاسن أعمالكم ومكارم أخلاقكم فإن الناس إذارأوكم علي سيرة حسنة وهدي جميل نازعتهم أنفسهم إلي الدخول فيما ذهبتم إليه من التشيع وتصويبكم فيما تقلدتم من طاعة أئمتكم عليهم السلام وكونوا زينا أي زينة لنا و لاتكونوا شينا أي عيبا وعارا علينا. و في النهاية في حديث أبي هريرة إذاقرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي‌ يقول ياويله الويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب و كل من وقع في هلكة دعا بالويل ومعني النداء فيه ياويلي‌ و ياحزني‌ و ياهلاكي‌ و ياعذابي‌ احضر فهذا وقتك وأوانك فكأنه نادي الويل أن يحضره لماعرض له من الأمر الفظيع و هوالندم علي ترك السجود لآدم ع وأضاف الويل إلي ضمير الغائب


صفحه : 300

حملا علي المعني وعدل عن حكاية قول إبليس ياويلي‌ كراهة أن يضيف الويل إلي نفسه انتهي . و قال النووي‌ هو من أدب الكلام أنه إذاعرض في الحكاية عن الغير ما فيه سوء صرف الحاكي‌ عن نفسه إلي الغيبة صونا عن صورة إضافة السوء إلي نفسه انتهي . وقيل الضمير راجع إلي الساجد ودعا إبليس له بالعذاب والويل أو هو من كلام الإمام والضمير لإبليس والجملة معترضة و لايخفي بعدهما ويحتمل علي الأول أن يكون المنادي محذوفا نحو ألا يااسجدوا أي ياقوم احضروا ويلي‌

كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ أَبِي زِيَادٍ عَن أَبِيهِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلَ عِيسَي بنُ عَبدِ اللّهِ القمُيّ‌ّ فَرَحّبَ بِهِ وَ قَرّبَ مَجلِسَهُ ثُمّ قَالَ يَا عِيسَي بنَ عَبدِ اللّهِ لَيسَ مِنّا وَ لَا كَرَامَةَ مَن كَانَ فِي مِصرٍ فِيهِ مِائَةُ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ وَ كَانَ فِي ذَلِكَ المِصرِ أَحَدٌ أَورَعَ مِنهُ

بيان قال الجوهري‌ الرحب بالضم السعة وقولهم مرحبا وأهلا أي أتيت سعة وأتيت أهلا فاستأنس و لاتستوحش و قدرحب به ترحيبا إذا قال له مرحبا انتهي و في النهاية وقيل معناه رحب الله بك مرحبا فجعل المرحب موضع الترحيب انتهي . و قوله و لاكرامة جملة معترضة أي لاكرامة له عند الله أوعندنا أوأعم منهما فيه مائة ألف أي من المخالفين أوالأعم ويدل علي مدح عيسي بن عبد الله وَ رَوَي الشّيخُ المُفِيدُ فِي مَجَالِسِهِ حَدِيثاً يَدُلّ عَلَي مَدحٍ عَظِيمٍ لَهُ وَ أَنّهُ قَالَ ع فِيهِ هُوَ مِنّا أَهلَ البَيتِ

وزعم الأكثر أنه الأشعري‌ جد أحمد بن محمد والأظهر عندي‌ أنه غيره لبعد ملاقاة الأشعري‌ الصادق ع بل ذكروا أن له مسائل عن الرضا ع

10-كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن


صفحه : 301

عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي كَهمَشٍ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدِ بنِ هِلَالٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أوَصنِيِ‌ قَالَ أُوصِيكَ بِتَقوَي اللّهِ وَ الوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ وَ اعلَم أَنّهُ لَا يَنفَعُ اجتِهَادٌ لَا وَرَعَ فِيهِ

11- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَعِينُونَا بِالوَرَعِ فَإِنّهُ مَن لقَيِ‌َ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مِنكُم بِالوَرَعِ كَانَ لَهُ عِندَ اللّهِ فَرَجاً إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُفَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًفَمِنّا النّبِيّ وَ مِنّا الصّدّيقُ وَ الشّهَدَاءُ وَ الصّالِحُونَ

بيان أعينونا بالورع إشارة إلي أن الأئمة ع متكفلون لنجاة شيعتهم من العذاب فكلما كان ورعهم أشد وأكمل كانت الشفاعة عليهم أسهل فالورع إعانة لهم ع علي ذلك فإن قلت مع الورع أي حاجة إلي الشفاعة فإنه يجب عليه سبحانه بمقتضي وعده أدخالهم الجنة وإبعادهم من العذاب قلت يحتمل أن يكون المراد عدم تجشم الشفاعة أو يكون الورع ترك المعاصي‌ فقط فلاينافي‌ الاحتياج إلي الشفاعة للتقصير في الواجبات أو يكون المراد بالورع ترك الكبائر أوأعم من ترك كل المعاصي‌ أوبعضها مع أنه لااستبعاد في الحاجة إلي الشفاعة مع فعل الطاعات وترك المعاصي‌ لسرعة دخول الجنة أوالتخلص من أهوال القيامة أوعدم الحساب أوتخفيفه . كان له عند الله فرجا اسم كان الضمير المستتر الراجع إلي الورع وقيل إلي اللقاء وفرجا بالجيم خبره وربما يقرأ بالحاء المهملة و علي التقديرين التنوين للتعظيم من يطع الله ورسوله في سورة النساءوَ الرّسُولَ وكأنه نقل


صفحه : 302

بالمعني مع الإشارة إلي ما في سورة النوروَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخشَ اللّهَ وَ يَتّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ وإطاعة الله والرسول لاتكون إلا مع الورع فالاستشهاد لذلك وقيل المراد بطاعة الله ورسوله إطاعتهما في الاعتقاد بإمامة أئمة الهدي ع و إن كان مع المعاصي‌ فالاستشهاد للشفاعة.فمنا أي من بني‌ هاشم وكأن المراد بالصديق أمير المؤمنين ع وبالشهداء الحسنان ع أو الحسين وبالصالحين باقي‌ الأئمة ع أوالمراد بالشهداء جميع الأئمة ع وبالصالحين شيعتهم و قدفسرت الآية بالوجهين في الأخبار

12- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّا لَا نَعُدّ الرّجُلَ مُؤمِناً حَتّي يَكُونَ لِجَمِيعِ أَمرِنَا مُتّبِعاً وَ مُرِيداً أَلَا وَ إِنّ مِنِ اتّبَاعِ أَمرِنَا وَ إِرَادَتِهِ الوَرَعَ فَتَزَيّنُوا بِهِ يَرحَمكُمُ اللّهُ وَ كِيدُوا[كَبّدُوا]أَعدَاءَنَا بِهِ يَنعَشكُمُ اللّهُ

بيان إنا لانعد الرجل مؤمنا هذاأحد معاني‌ الإيمان التي‌ مضت مريدا أي لجميع أمرنا يرحمكم الله جواب الأمر أوجملة دعائية وكذا قوله ينعشكم الله يحتمل الوجهين وكيدوا به في أكثر النسخ بالياء المثناة أي حاربوهم بالورع لتغلبوا أوادفعوا به كيدهم سمي‌ كيدا مجازا أي الورع يصير سببا لكف ألسنتهم عنكم وترك ذمهم لكم أواحتالوا بالورع ليرغبوا في دينكم كمامر في قوله ع كونوا دعاة إلخ وكأنه أظهر. و في بعض النسخ بالباء الموحدة المشددة من الكبد بمعني الشدة والمشقة أي أوقعوهم في الألم والمشقة لأنه يصعب عليهم ورعكم والأول أكثر وأظهر ينعشكم الله أي يرفعكم الله في الدنيا والآخرة في القاموس نعشه الله كمنعه رفعه كأنعشه ونعشه وفلانا جبره بعدفقر والميت ذكره ذكرا حسنا


صفحه : 303

13- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَجّالِ عَنِ العَلَاءِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُونُوا دُعَاةً لِلنّاسِ بِغَيرِ أَلسِنَتِكُم لِيَرَوا مِنكُمُ الوَرَعَ وَ الِاجتِهَادَ وَ الصّلَاةَ وَ الخَيرَ فَإِنّ ذَلِكَ دَاعِيَةٌ

إيضاح فإن ذلك داعية أي للمخالفين إلي الدخول في دينكم كمامر والتاء للمبالغة وسيأتي‌ هذاالخبر في باب الصدق بأدني تفاوت في السند والمتن و فيه الصدق مكان الصلاة

14- كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ قَالَ أخَبرَنَيِ‌ عُبَيدُ اللّهِ بنُ عَلِيّ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ كَثِيراً مَا كُنتُ أَسمَعُ أَبِي يَقُولُ لَيسَ مِن شِيعَتِنَا مَن لَا يَتَحَدّثُ المُخَدّرَاتُ بِوَرَعِهِ فِي خُدُورِهِنّ وَ لَيسَ مِن أَولِيَائِنَا مَن هُوَ فِي قَريَةٍ فِيهَا عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ فِيهِم مِن خَلقِ اللّهِ أَورَعُ مِنهُ

بيان في القاموس الخدر بالكسر ستر يمد للجارية في ناحية البيت و كل ماواراك من بيت ونحوه والجمع خدور وأخدار وبالفتح إلزام البنت الخدر كالإخدار والتخدير وهي‌ مخدور ومخدرة ومخدرة انتهي والمعني اشتهر ورعه بحيث تتحدث النساء المستورات غيرالبارزات بورعه في بيوتهن وقيل إنه يدل علي أن إظهار الصلاح ليشتهر أمر مطلوب ولكن بشرط أن لا يكون لقصد الرياء والسمعة بل لغرض صحيح مثل الاقتداء به والتحفظ من نسبة الفسق إليه ونحوها و فيه نظر

15- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن فُضَيلِ بنِ عِيَاضٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ مَنِ الوَرِعُ مِنَ النّاسِ فَقَالَ ألّذِي يَتَوَرّعُ عَن مَحَارِمِ اللّهِ وَ يَتَجَنّبُ هَؤُلَاءِ وَ إِذَا لَم يَتّقِ الشّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ وَ هُوَ لَا يَعرِفُهُ


صفحه : 304

وَ إِذَا رَأَي المُنكَرَ وَ لَم يُنكِرهُ وَ هُوَ يَقوَي عَلَيهِ فَقَد أَحَبّ أَن يُعصَي اللّهُ وَ مَن أَحَبّ أَن يُعصَي اللّهُ فَقَد بَارَزَ اللّهَ بِالعَدَاوَةِ وَ مَن أَحَبّ بَقَاءَ الظّالِمِينَ فَقَد أَحَبّ أَن يُعصَي اللّهُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي حَمِدَ نَفسَهُ عَلَي هَلَاكِ الظّلَمَةِ فَقَالَفَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الّذِينَ ظَلَمُوا وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ

فس ،[تفسير القمي‌] أبي عن الأصبهاني‌ الحديث

16- مع ،[معاني‌ الأخبار] فِي خَبَرِ أَبِي ذَرّ يَا بَا ذَرّ لَا عَقلَ كَالتّدبِيرِ وَ لَا وَرَعَ كَالكَفّ وَ لَا حَسَبَ كَحُسنِ الخُلُقِ

17- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مع ،[معاني‌ الأخبار] سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّ الأَعمَالِ أَفضَلُ عِندَ اللّهِ قَالَ التّسلِيمُ وَ الوَرَعُ

18- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَضلُ العِلمِ أَحَبّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن فَضلِ العِبَادَةِ وَ أَفضَلُ دِينِكُمُ الوَرَعُ

19- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ بنِ رُشَيدٍ عَن مُوسَي بنِ سَلّامٍ عَن أَبَانِ بنِ سُوَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ مَا ألّذِي يُثبِتُ الإِيمَانَ فِي العَبدِ قَالَ ألّذِي يُثبِتُهُ فِيهِ الوَرَعُ وَ ألّذِي يُخرِجُهُ مِنهُ الطّمَعُ

20-ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن أَبِي مَنِيعٍ عَن هَارُونَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن


صفحه : 305

سُلَيمَانَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن خَالِدِ بنِ أَبِي خَالِدٍ الأَزرَقِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ وَ أَظُنّهُ ابنَ أَبِي لَيلَي عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ أَفضَلُ العِبَادَةِ الفِقهُ وَ أَفضَلُ الدّينِ الوَرَعُ

21- ل ،[الخصال ]فِيمَا أَوصَي بِهِ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع يَا عَلِيّ ثَلَاثٌ مَن لَم تَكُن فِيهِ لَم يَقُم لَهُ عَمَلٌ وَرَعٌ يَحجُزُهُ عَن معَاَصيِ‌ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ خُلُقٌ يدُاَريِ‌ بِهِ النّاسَ وَ حِلمٌ يَرُدّ بِهِ جَهلَ الجَاهِلِ

سن ،[المحاسن ] أبي عن النوفلي‌ عن السكوني‌ عن الصادق عن آبائه ع عنه ص مثله

22- ل ،[الخصال ] قَالَ النّبِيّص كُفّ عَن مَحَارِمِ اللّهِ تَكُن أَورَعَ النّاسِ

23- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]العَطّارُ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ مَا ثَبَاتُ الإِيمَانِ فَقَالَ الوَرَعُ فَقِيلَ لَهُ مَا زَوَالُهُ قَالَ الطّمَعُ

24- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي خُطبَةِ الوَسِيلَةَ لَا مَعقِلَ أَحرَزُ مِنَ الوَرَعِ

25-ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن أَبِي شُعَيبٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَورَعُ النّاسِ مَن وَقَفَ عِندَ الشّبهَةِ أَعبَدُ النّاسِ مَن أَقَامَ الفَرَائِضَ أَزهَدُ النّاسِ مَن تَرَكَ الحَرَامَ أَشَدّ النّاسِ اجتِهَاداً مَن تَرَكَ


صفحه : 306

الذّنُوبَ

26- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الحمَاّميِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ السرّيِ‌ّ بنِ عَامِرٍ قَالَ صَعِدَ النّعمَانُ بنُ بَشِيرٍ عَلَي المِنبَرِ بِالكُوفَةِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ لِكُلّ مَلِكٍ حِمًي وَ إِنّ حِمَي اللّهِ حَلَالُهُ وَ حَرَامُهُ وَ المُشتَبِهَاتُ بَينَ ذَلِكَ كَمَا لَو أَنّ رَاعِياً رَعَي إِلَي جَانِبِ الحِمَي لَم تَلبَث غَنَمُهُ أَن تَقَعَ فِي وَسَطِهِ فَدَعُوا المُشتَبِهَاتِ

27- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن كُلَيبِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَمَ وَ اللّهِ إِنّكُم لَعَلَي دِينِ اللّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِينُونَا عَلَي ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ عَلَيكُم بِالصّلَاةِ وَ العِبَادَةِ عَلَيكُم بِالوَرَعِ

28- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي المُغِيرَةِ عَن حَيدَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي عَمرٍو الكشَيّ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَن اِبرَاهِيمَ المحُاَربِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ اتّقُوا اللّهَ اتّقُوا اللّهَ عَلَيكُم بِالوَرَعِ وَ صِدقِ الحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ وَ عِفّةِ البَطنِ وَ الفَرجِ تَكُونُوا مَعَنَا فِي الرّفِيعِ الأَعلَي

29- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الفَحّامُ عَنِ المنَصوُريِ‌ّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع عَلَيكُم بِالوَرَعِ فَإِنّهُ الدّينُ ألّذِي نُلَازِمُهُ وَ نَدِينُ اللّهَ بِهِ وَ نُرِيدُهُ مِمّن يُوَالِينَا لَا تُتعِبُونَا بِالشّفَاعَةِ

30-ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَحَبّنَا فَليَعمَل بِعَمَلِنَا


صفحه : 307

وَ ليَستَعِن بِالوَرَعِ فَإِنّهُ أَفضَلُ مَا يُستَعَانُ بِهِ فِي أَمرِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ

31- ل ،[الخصال ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ شُكرُ كُلّ نِعمَةٍ الوَرَعُ عَمّا حَرّمَ اللّهُ

32- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لَا يَجمَعُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمُؤمِنٍ الوَرَعَ وَ الزّهدَ فِي الدّنيَا إِلّا رَجَوتُ لَهُ الجَنّةَ

33- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَنِ الوصَاّفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ بِهِ مُوسَي ع أَن يَا مُوسَي أَبلِغ قَومَكَ أَنّهُ مَا تَعَبّدَ لِيَ المُتَعَبّدُونَ بِمِثلِ الوَرَعِ عَن محَاَرمِيِ‌ قَالَ مُوسَي فَمَا ذَا أَثَبتَهُم عَلَي ذَلِكَ قَالَ إنِيّ‌ أُفَتّشُ النّاسَ عَن أَعمَالِهِم وَ لَا أُفَتّشُهُم حَيَاءً مِنهُم

أقول تمامه في باب الزهد

34- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أَيّهَا النّاسُ لَا خَيرَ فِي دِينٍ لَا تَفَقّهَ فِيهِ وَ لَا خَيرَ فِي دُنيَا لَا تَدبِيرَ فِيهَا وَ لَا خَيرَ فِي نُسُكٍ لَا وَرَعَ فِيهِ

35-مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع أَغلِق أَبوَابَ جَوَارِحِكَ عَمّا يَرجِعُ ضَرَرُهُ إِلَي قَلبِكَ وَ يَذهَبُ بِوَجَاهَتِكَ عِندَ اللّهِ وَ تُعَقّبُ الحَسرَةَ وَ النّدَامَةَ يَومَ القِيَامَةِ وَ الحَيَاءَ عَمّا اجتَرَحتَ مِنَ السّيّئَاتِ وَ المُتَوَرّعُ يَحتَاجُ إِلَي ثَلَاثَةِ أُصُولٍ الصّفحِ عَن عَثَرَاتِ الخَلقِ أَجمَعَ وَ تَركِ خَوضِهِ فِيهِم وَ استِوَاءِ المَدحِ وَ الذّمّ وَ أَصلُ الوَرَعِ دَوَامُ المُحَاسَبَةِ وَ صِدقُ المُقَاوَلَةِ وَ صَفَاءُ المُعَامَلَةِ وَ الخُرُوجُ مِن كُلّ شُبهَةٍ وَ رَفضُ كُلّ عَيبَةٍ وَ رِيبَةٍ وَ مُفَارَقَةُ جَمِيعِ مَا لَا يَعنِيهِ وَ تَركُ فَتحِ أَبوَابٍ لَا يدَريِ‌ كَيفَ يُغلِقُهَا وَ لَا يُجَالِسُ مَن يُشكِلُ عَلَيهِ الوَاضِحُ وَ لَا يُصَاحِبُ مسُتخَفِيّ‌


صفحه : 308

الدّينِ وَ لَا يُعَارِضَ مِنَ العِلمِ مَا لَا يَحتَمِلُ قَلبُهُ وَ لَا يَتَفَهّمُهُ مِن قَائِلٍ وَ يَقطَعَ مَن يَقطَعُهُ عَنِ اللّهِ

36- سر،[السرائر] مِن كِتَابِ حَرِيزٍ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ لِي يَا فُضَيلُ أَبلِغ مَن لَقِيتَ مِن مَوَالِينَا عَنّا السّلَامَ وَ قُل لَهُم إنِيّ‌ لَا أغُنيِ‌ عَنهُم مِنَ اللّهِ شَيئاً إِلّا بِالوَرَعِ فَاحفَظُوا أَلسِنَتَكُم وَكُفّوا أَيدِيَكُم وَ عَلَيكُم بِالصّبرِ وَ الصّلَاةِإِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ

37- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ الصّلتِ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي الضّرِيرِ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا المكَيّ‌ّ عَن كَثِيرِ بنِ طَارِقٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ ع قَالَ الوَرَعُ نِظَامُ العِبَادَةِ فَإِذَا انقَطَعَ الوَرَعُ ذَهَبَتِ الدّيَانَةُ كَمَا أَنّهُ إِذَا انقَطَعَ السّلكُ اتّبَعَهُ النّظَامُ

38- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اتّقُوا اللّهَ وَ صُونُوا دِينَكُم بِالوَرَعِ

وَ عَنهُ ع قَالَ لَا يَنفَعُ اجتِهَادٌ لَا وَرَعَ فِيهِ

وَ عَنهُ ع قَالَ لَن أجُديِ‌ أَحد[أَبَداً] عَن أَحَدٍ شَيئاً إِلّا بِالعَمَلِ وَ لَن تَنَالُوا مَا عِندَ اللّهِ إِلّا بِالوَرَعِ

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا ابنَ آدَمَ اجتَنِب مَا حَرّمتُ عَلَيكَ تَكُن مِن أَورَعِ النّاسِ

وَ سُئِلَ الصّادِقُ ع مَنِ الأَورَعُ مِنَ النّاسِ قَالَ ألّذِي يَتَوَرّعُ عَن مَحَارِمِ اللّهِ

وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ عَلَيكَ بِتَقوَي اللّهِ وَ الِاجتِهَادِ فِي دِينِكَ وَ اعلَم أَنّهُ لَا يغُنيِ‌ عَنكَ اجتِهَادٌ لَيسَ مَعَهُ وَرَعٌ

وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَفِيمَا نَاجَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِهِ مُوسَي صَلَوَاتُ اللّهِ


صفحه : 309

عَلَيهِ يَا مُوسَي مَا تَقَرّبَ إلِيَ‌ّ المُتَقَرّبُونَ بِمِثلِ الوَرَعِ عَن محَاَرمِيِ‌ فإَنِيّ‌ أَمنَحُهُم جَنّاتِ عدَنيِ‌ لَا أُشرِكُ مَعَهُم أَحَداً

وَ مِنهُ نَقلًا مِن كِتَابِ صِفَاتِ الشّيعَةِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُونُوا دُعَاةَ النّاسِ بِغَيرِ أَلسِنَتِكُم لِيَرَوا مِنكُمُ الِاجتِهَادَ وَ الصّدقَ وَ الوَرَعَ

وَ عَن خَيثَمَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ دَخَلتُ عَلَيهِ لِأُوَدّعَهُ فَقَالَ أَبلِغ مَوَالِيَنَا السّلَامَ عَنّا وَ أَوصِهِم بِتَقوَي اللّهِ العَظِيمِ وَ أَعلِمهُم يَا خَيثَمَةُ أَنّا لَا نغُنيِ‌ عَنهُم مِنَ اللّهِ شَيئاً إِلّا بِعَمَلٍ وَ لَن يَنَالُوا وَلَايَتَنَا إِلّا بِوَرَعٍ وَ إِنّ أَشَدّ النّاسِ حَسرَةً يَومَ القِيَامَةِ مَن وَصَفَ عَدلًا ثُمّ خَالَفَهُ إِلَي غَيرِهِ

باب 85-الزهد ودرجاته

الآيات آل عمران لِكَيلا تَحزَنُوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا ما أَصابَكُمطه وَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدّنيا لِنَفتِنَهُم فِيهِ وَ رِزقُ رَبّكَ خَيرٌ وَ أَبقيالحديدما أَصابَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الأَرضِ وَ لا فِي أَنفُسِكُم إِلّا فِي كِتابٍ مِن قَبلِ أَن نَبرَأَها إِنّ ذلِكَ عَلَي اللّهِ يَسِيرٌ لِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُم وَ اللّهُ لا يُحِبّ كُلّ مُختالٍ فَخُورٍ

1- مع ،[معاني‌ الأخبار] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي خَبَرِ الشّيخِ الشاّميِ‌ّسَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَيّ النّاسِ


صفحه : 310

خَيرٌ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ أَخوَفُهُم لِلّهِ وَ أَعمَلُهُم بِالتّقوَي وَ أَزهَدُهُم فِي الدّنيَا

كتاب الغايات ،مرسلا مثله

2- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا الزّهدُ فِي الدّنيَا قَالَ تَنَكّبُ حَرَامِهَا

3- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ الأحَمسَيِ‌ّ عَن مَعرُوفِ بنِ خَرّبُوذَ عَن أَبِي الطّفَيلِ قَالَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ الزّهدُ فِي الدّنيَا قَصرُ الأَمَلِ وَ شُكرُ كُلّ نِعمَةٍ الوَرَعُ عَمّا حَرّمَ اللّهُ عَلَيكَ

4- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الجَهمِ بنِ الحَكَمِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ الزّهدُ فِي الدّنيَا بِإِضَاعَةِ المَالِ وَ لَا بِتَحرِيمِ الحَلَالِ بَلِ الزّهدُ فِي الدّنيَا أَن لَا تَكُونَ بِمَا فِي يَدِكَ أَوثَقَ مِنكَ بِمَا فِي يَدِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ

5- مع ،[معاني‌ الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ هَاشِمِ بنِ البَرِيدِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنِ الزّهدِ فَقَالَ الزّهدُ عَشَرَةُ أَشيَاءَ وَ أَعلَي دَرَجَاتِ الزّهدِ أَدنَي دَرَجَاتِ الوَرَعِ وَ أَعلَي دَرَجَاتِ الوَرَعِ أَدنَي دَرَجَاتِ اليَقِينِ وَ أَعلَي دَرَجَاتِ اليَقِينِ أَدنَي دَرَجَاتِ الرّضَا أَلَا وَ إِنّ الزّهدَ فِي آيَةٍ مِن كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُم

دعوات الراوندي‌، عن علي بن الحسين ع مثله

6- مع ،[معاني‌ الأخبار]ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ]المُفَسّرُ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الحسُيَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ


صفحه : 311

بنِ عَلِيّ بنِ النّاصِرِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَنِ الزّهدِ فِي الدّنيَا قَالَ ألّذِي يَترُكُ حَلَالَهَا مَخَافَةَ حِسَابِهِ وَ يَترُكُ حَرَامَهَا مَخَافَةَ عَذَابِهِ

7- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] قَد مَضَي فِي بَابِ اليَقِينِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ صَلَاحَ أَوّلِ هَذِهِ الأُمّةِ بِالزّهدِ وَ اليَقِينِ وَ هَلَاكَ آخِرِهَا بِالشّحّ وَ الأَمَلِ

8- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ مَا حَدّ الزّهدِ فِي الدّنيَا فَقَالَ فَقَد حَدّهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّلِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُم إِنّ أَعلَمَ النّاسِ بِاللّهِ أَخوَفُهُم بِاللّهِ وَ أَخوَفَهُم لَهُ أَعلَمُهُم بِهِ وَ أَعلَمَهُم بِهِ أَزهَدُهُم فِيهَا

ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ إِلَي قَولِهِبِما آتاكُم

9- ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ النّبِيّص إِذَا رَأَيتُمُ الرّجُلَ قَد أعُطيِ‌َ الزّهدَ فِي الدّنيَا فَاقتَرِبُوا مِنهُ فَإِنّهُ يلُقيِ‌ الحِكمَةَ

وَ قَالَص المُؤمِنُ بَيتُهُ قَصَبٌ وَ طَعَامُهُ كِسَرٌ وَ رَأسُهُ شَعِثٌ وَ ثِيَابُهُ خَلِقٌ وَ قَلبُهُ خَاشِعٌ وَ لَا يَعدِلُ بِالسّلَامَةِ شَيئاً

10- فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ ع مَا الزّهدُ قَالَ الزّهدُ عَشَرَةُ أَجزَاءٍ فَأَعلَي دَرَجَاتِ الزّهدِ أَدنَي دَرَجَاتِ الرّضَا أَلَا وَ إِنّ الزّهدَ فِي آيَةٍ مِن كِتَابِ اللّهِلِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُم


صفحه : 312

أقول قدمضي في باب الورع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَزهَدُ النّاسِ مَن تَرَكَ الحَرَامَ

11- ل ،[الخصال ] ابنُ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ النّوفَلِيّينَ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ كُونُوا عَلَي قَبُولِ العَمَلِ أَشَدّ عِنَايَةً مِنكُم عَلَي العَمَلِ الزّهدُ فِي الدّنيَا قَصرُ الأَمَلِ وَ شُكرُ كُلّ نِعمَةٍ الوَرَعُ عَمّا حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَن أَسخَطَ بَدَنَهُ أَرضَي رَبّهُ وَ مَن لَم يُسخِط بَدَنَهُ عَصَي رَبّهُ

12- ل ،[الخصال ]مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن سَهلٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ دَاوُدَ اليعَقوُبيِ‌ّ عَن أَخِيهِ سُلَيمَانَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَجُلٌ للِنبّيِ‌ّص يَا رَسُولَ اللّهِ علَمّنيِ‌ شَيئاً إِذَا أَنَا فَعَلتُهُ أحَبَنّيِ‌َ اللّهُ مِنَ السّمَاءِ وَ أحَبَنّيِ‌َ النّاسُ مِنَ الأَرضِ فَقَالَ لَهُ ارغَب فِيمَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يُحِبّكَ اللّهُ وَ ازهَد فِيمَا عِندَ النّاسِ يُحِبّكَ النّاسُ

13- ل ،[الخصال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ الرّبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ المسُليِ‌ّ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن نَوفٍ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ يَا نَوفُ طُوبَي لِلزّاهِدِينَ فِي الدّنيَا الرّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ أُولَئِكَ الّذِينَ اتّخَذُوا الأَرضَ بِسَاطاً وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِيباً وَ القُرآنَ دِثَاراً وَ الدّعَاءَ شِعَاراً وَ قُرّضُوا مِنَ الدّنيَا تَقرِيضاً عَلَي مِنهَاجِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع الخَبَرَ

14- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَسَأَلَ النّبِيّص جَبرَئِيلَ ع عَن تَفسِيرِ الزّهدِ قَالَ الزّاهِدُ يُحِبّ مَن يُحِبّ خَالِقَهُ وَ يُبغِضُ مَن يُبغِضُ خَالِقَهُ وَ يَتَحَرّجُ مِن حَلَالِ الدّنيَا وَ لَا يَلتَفِتُ إِلَي حَرَامِهَا فَإِنّ حَلَالَهَا حِسَابٌ وَ حَرَامَهَا عِقَابٌ وَ يَرحَمُ جَمِيعَ المُسلِمِينَ كَمَا يَرحَمُ نَفسَهُ وَ يَتَحَرّجُ مِنَ


صفحه : 313

الكَلَامِ كَمَا يَتَحَرّجُ مِنَ المَيتَةِ التّيِ‌ قَدِ اشتَدّ نَتنُهَا وَ يَتَحَرّجُ عَن حُطَامِ الدّنيَا وَ زِينَتِهَا كَمَا يَتَجَنّبُ النّارَ أَن يَغشَاهَا وَ أَن يُقَصّرَ أَمَلَهُ كَأَنّ بَينَ عَينَيهِ أَجَلَهُ

15- ل ،[الخصال ] لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأسَدَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الواَهبِيِ‌ّ وَ أَحمَدَ بنِ عُمَيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ أَبِي أَيّوبَ قَالُوا حَدّثَنَا عَبدُ اللّهِ بنُ هاَنيِ‌ عَن أَبِيهِ عَن عَمّهِ اِبرَاهِيمَ عَن أُمّ الدّردَاءِ عَن أَبِي الدّردَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَصبَحَ مُعَافًي فِي جَسَدِهِ آمِناً فِي سَربِهِ عِندَهُ قُوتُ يَومِهِ فَكَأَنّمَا خِيرَت لَهُ الدّنيَا يَا ابنَ خَثعَمٍ يَكفِيكَ مِنهَا مَا سَدّ جُوعَكَ[جَوعَتَكَ] وَ وَارَي عَورَتَكَ فَإِن يَكُن بَيتٌ يُكِنّكَ فَذَاكَ وَ إِن تَكُن دَابّةٌ تَركَبُهَا فَبَخٍ بَخٍ وَ إِلّا فَالخُبزُ وَ مَاءُ الجَرّ[الجَرّةِ] وَ مَا بَعدَ ذَلِكَ حِسَابٌ عَلَيكَ أَو عَذَابٌ

16- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن سَيفٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن لَم يسَتحَي‌ِ مِن طَلَبِ المَعَاشِ خَفّت مَئُونَتُهُ وَ رخَيِ‌َ بَالُهُ وَ نُعّمَ عِيَالُهُ وَ مَن زَهِدَ فِي الدّنيَا أَثبَتَ اللّهُ الحِكمَةَ فِي قَلبِهِ وَ أَنطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَ بَصّرَهُ عُيُوبَ الدّنيَا دَاءَهَا وَ دَوَاءَهَا وَ أَخرَجَهُ مِنهَا سَالِماً إِلَي دَارِ السّلَامِ

17-ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَنِ الوصَاّفيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ بِهِ مُوسَي ع عَلَي الطّورِ أَن يَا مُوسَي أَبلِغ قَومَكَ أَنّهُ مَا يَتَقَرّبُ إلِيَ‌ّ المُتَقَرّبُونَ بِمِثلِ البُكَاءِ مِن خشَيتَيِ‌ وَ مَا تَعَبّدَ لِيَ المُتَعَبّدُونَ بِمِثلِ الوَرَعِ عَن محَاَرمِيِ‌ وَ لَا تَزَيّنَ لِيَ المُتَزَيّنُونَ بِمِثلِ الزّهدِ فِي الدّنيَا عَمّا بِهِمُ الغِنَي عَنهُ قَالَ فَقَالَ مُوسَي ع يَا أَكرَمَ الأَكرَمِينَ فَمَا ذَا أَثَبتَهُم عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ


صفحه : 314

يَا مُوسَي أَمّا المُتَقَرّبُونَ إلِيَ‌ّ بِالبُكَاءِ مِن خشَيتَيِ‌ فَهُم فِي الرّفِيقِ الأَعلَي لَا يَشرَكُهُم فِيهِ أَحَدٌ وَ أَمّا المُتَعَبّدُونَ لِي بِالوَرَعِ عَن محَاَرمِيِ‌ فإَنِيّ‌ أُفَتّشُ النّاسَ عَن أَعمَالِهِم وَ لَا أُفَتّشُهُم حَيَاءً مِنهُم وَ أَمّا المُتَقَرّبُونَ إلِيَ‌ّ بِالزّهدِ فِي الدّنيَا فإَنِيّ‌ أُبِيحُهُمُ الجَنّةَ بِحَذَافِيرِهَا يَتَبَوّءُونَ مِنهَا حَيثُ يَشَاءُونَ

18- سن ،[المحاسن ] أَبِي رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لِرَجُلٍ أَحكَمَ أَهلُ الآخِرَةِ أَمرَ آخِرَتِهِم كَمَا أَحكَمَ أَهلُ الدّنيَا أَمرَ دُنيَاهُم فَإِنّمَا جُعِلَتِ الدّنيَا شَاهِداً يُعرَفُ بِهَا مَا غَابَ عَنهَا مِنَ الآخِرَةِ فَاعرِفِ الآخِرَةَ بِهَا وَ لَا تَنظُر إِلَي الدّنيَا إِلّا بِاعتِبَارٍ

19- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ الدّنيَا قَد تَرَحّلَت مُدبِرَةً وَ إِنّ الآخِرَةَ قَد تَرَحّلَت مُقبِلَةً وَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِن أَبنَاءِ الآخِرَةِ وَ لَا تَكُونُوا مِن أَبنَاءِ الدّنيَا وَ كُونُوا مِنَ الزّاهِدِينَ فِي الدّنيَا الرّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ لِأَنّ الزّاهِدِينَ اتّخَذُوا الأَرضَ بِسَاطاً وَ التّرَابَ فِرَاشاً وَ المَاءَ طِيباً وَ قَرّضُوا الدّنيَا تَقرِيضاً أَلَا مَنِ اشتَاقَ إِلَي الجَنّةِ سَلَا عَنِ الشّهَوَاتِ وَ مَن أَشفَقَ مِنَ النّارِ رَجَعَ عَنِ المُحَرّمَاتِ وَ مَن زَهِدَ فِي الدّنيَا هَانَت عَلَيهِ المَصَائِبُ أَلَا إِنّ لِلّهِ عِبَاداً شُرُورُهُم مَأمُونَةٌ وَ قُلُوبُهُم مَحزُونَةٌ وَ أَنفُسُهُم عَفِيفَةٌ وَ حَوَائِجُهُم خَفِيفَةٌ صَبَرُوا أَيّاماً فَصَارَت لَهُمُ العُقبَي رَاحَةً طَوِيلَةً أَمّا آنَاءَ اللّيلِ فَصَافّوا عَلَي أَقدَامِهِم وَ آنَاءَ النّهَارِ فَخَلَصُوا مَخلَصاً وَ هُم عَابِدُونَ يَسعَونَ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِم بَرَرَةٌ أَتقِيَاءُ كَأَنّهُمُ القِدَاحُ يَنظُرُ إِلَيهِمُ النّاظِرُ فَيَقُولُ مَرضَي

وَ روُيِ‌َ عَنِ المَسِيحِ ع أَنّهُ قَالَ لِلحَوَارِيّينَ أكَليِ‌ مَا أَنبَتَتهُ الأَرضُ لِلبَهَائِمِ وَ شرُبيِ‌ مَاءُ الفُرَاتِ بكِفَيّ‌ وَ سرِاَجيِ‌َ القَمَرُ وَ فرِاَشيِ‌َ التّرَابُ وَ وسِاَدتَيِ‌َ المَدَرُ وَ لبُسيِ‌َ الشّعرُ لَيسَ لِي وَلَدٌ يَمُوتُ وَ لَا لِيَ امرَأَةٌ تَحزَنُ وَ لَا بَيتٌ يَخرُبُ وَ لَا مَالٌ يَتلَفُ فَأَنَا أَغنَي وُلِدِ آدَمَ

وَ أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ كانَ تَحتَهُ


صفحه : 315

كَنزٌ لَهُما فَقَالَ وَ اللّهِ مَا كَانَ ذَهَباً وَ لَا فِضّةً وَ لَكِنّهُ كَانَ لَوحٌ مِن ذَهَبٍ مَكتُوبٌ عَلَيهِ أَربَعَةُ أَحرُفٍأَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَا مَن أَيقَنَ بِالمَوتِ لَم يَضحَك سِنّهُ وَ مَن أَيقَنَ بِالحِسَابِ لَم يَفرَح قَلبُهُ وَ مَن أَيقَنَ بِالقَدَرِ عَلِمَ أَنّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلّا مَا قَدَرَ عَلَيهِ

وَ أرَويِ‌ مَن مَلَكَ نَفسَهُ إِذَا رَغِبَ وَ إِذَا رَهِبَ وَ إِذَا اشتَهَي وَ إِذَا غَضِبَ حَرّمَ اللّهُ جَسَدَهُ عَلَي النّارِ وَ سَأَلتُ العَالِمَ ع عَن أَزهَدِ النّاسِ قَالَ ألّذِي لَا يَطلُبُ المَعدُومَ حَتّي يَنفَدَ المَوجُودُ

20- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الزّهدُ مِفتَاحُ بَابِ الآخِرَةِ وَ البَرَاءَةُ مِنَ النّارِ وَ هُوَ تَركُكَ كُلّ شَيءٍ يَشغَلُكَ عَنِ اللّهِ مِن غَيرِ تَأَسّفٍ عَلَي فَوتِهَا وَ لَا إِعجَابٍ فِي تَركِهَا وَ لَا انتِظَارِ فَرَجٍ مِنهَا وَ لَا طَلَبِ مَحمَدَةٍ عَلَيهَا وَ لَا عِوَضٍ مِنهَا بَل تَرَي فَوتَهَا رَاحَةً وَ كَونَهَا آفَةً وَ تَكُونُ أَبَداً هَارِباً مِنَ الآفَةِ مُعتَصِماً بِالرّاحَةِ وَ الزّاهِدُ ألّذِي يَختَارُ الآخِرَةَ عَلَي الدّنيَا وَ الذّلّ عَلَي العِزّ وَ الجَهدَ عَلَي الرّاحَةِ وَ الجُوعَ عَلَي الشّبَعِ وَ عَاقِبَةَ الآجِلِ عَلَي مَحَبّةِ العَاجِلِ وَ الذّكرَ عَلَي الغَفلَةِ وَ يَكُونُ نَفسُهُ فِي الدّنيَا وَ قَلبُهُ فِي الآخِرَةِ

قَالَ رَسُولُ اللّهِص حُبّ الدّنيَا رَأسُ كُلّ خَطِيئَةٍ أَ لَا تَرَي كَيفَ أَحَبّ مَا أَبغَضَهُ اللّهُ وَ أَيّ خَطَإٍ أَشَدّ جُرماً مِن هَذَا

وَ قَالَ بَعضُ أَهلِ البَيتِ ع لَو كَانَتِ الدّنيَا بِأَجمَعِهَا لُقمَةً فِي فَمِ طِفلٍ لَرَجَمنَاهُ[لَرَحِمنَاهُ]فَكَيفَ حَالُ مَن نَبَذَ حُدُودَ اللّهِ وَرَاءَ ظَهرِهِ فِي طَلَبِهَا وَ الحِرصِ عَلَيهَا وَ الدّنيَا دَارٌ لَو أَحسَنتَ إِلَي سَاكِنِهَا لَرَحِمَتكَ وَ أَحسَنَت وَدَاعَكَ

قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا خَلَقَ اللّهُ الدّنيَا أَمَرَهَا بِطَاعَتِهِ فَأَطَاعَت رَبّهَا فَقَالَ لَهَا خاَلفِيِ‌ مَن طَلَبَكِ وَ واَفقِيِ‌ مَن خَالَفَكِ فهَيِ‌َ عَلَي مَا عَهِدَ إِلَيهَا اللّهُ وَ طَبَعَهَا عَلَيهِ


صفحه : 316

21- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن رَجُلٍ حَدّثَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رُفِعَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع بِمِدرَعَةِ صُوفٍ مِن غَزلِ مَريَمَ وَ مِن نَسجِ مَريَمَ وَ مِن خِيَاطَةِ مَريَمَ فَلَمّا انتَهَي إِلَي السّمَاءِ نوُديِ‌َ يَا عِيسَي أَلقِ عَنكَ زِينَةَ الدّنيَا

22- جا،[المجالس للمفيد]المرَاَغيِ‌ّ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ هَاشِمٍ الغسَاّنيِ‌ّ عَن أَبِي عَاصِمٍ النّبِيلِ عَن سُفيَانَ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَلقَمَةَ بنِ قَيسٍ عَن نَوفٍ البكِاَليِ‌ّ قَالَ بِتّ لَيلَةً عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَرَأَيتُهُ يُكثِرُ الِاختِلَافَ مِن مَنزِلِهِ وَ يَنظُرُ إِلَي السّمَاءِ قَالَ فَدَخَلَ كَبَعضِ مَا كَانَ يَدخُلُ قَالَ أَ نَائِمٌ أَنتَ أَم رَامِقٌ فَقُلتُ بَل رَامِقٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا زِلتُ أَرمُقُكَ مُنذُ اللّيلَةِ بعِيَنيِ‌ وَ أَنظُرُ مَا تَصنَعُ فَقَالَ يَا نَوفُ طُوبَي لِلزّاهِدِينَ فِي الدّنيَا الرّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ قَومٌ يَتّخِذُونَ أَرضَ اللّهِ بِسَاطاً وَ تُرَابَهُ وِسَاداً وَ كِتَابَهُ شِعَاراً وَ دُعَاءَهُ دِثَاراً وَ مَاءَهُ طِيباً يَقرِضُونَ الدّنيَا قَرضاً عَلَي مِنهَاجِ المَسِيحِ ع إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي عِيسَي ع يَا عِيسَي عَلَيكَ بِالمِنهَاجِ الأَوّلِ تَلحَق مَلَاحِقَ المُرسَلِينَ قُل لِقَومِكَ يَا أَخَا المُنذِرِينَ أَن لَا تَدخُلُوا بَيتاً مِن بيُوُتيِ‌ إِلّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ أَيدٍ نَقِيّةٍ وَ أَبصَارٍ خَاشِعَةٍ فإَنِيّ‌ لَا أَسمَعُ مِن دَاعٍ دُعَاءَهُ وَ لِأَحَدٍ مِن عبِاَديِ‌ عِندَهُ مَظلِمَةٌ وَ لَا أَستَجِيبُ لَهُ دَعوَةً وَ لِي قِبَلَهُ حَقّ لَم يَرُدّهُ إلِيَ‌ّ فَإِنِ استَطَعتَ يَا نَوفُ أَلّا تَكُونَ عَرِيفاً وَ لَا شَاعِراً وَ لَا صَاحِبَ كُوبَةٍ وَ لَا صَاحِبَ عَرطَبَةٍ فَافعَل فَإِنّ دَاوُدَ ع رَسُولُ رَبّ العَالَمِينَ خَرَجَ لَيلَةً مِنَ الليّاَليِ‌ فَنَظَرَ فِي نوَاَحيِ‌ السّمَاءِ ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ رَبّ دَاوُدَ إِنّ هَذِهِ السّاعَةَ لَسَاعَةٌ مَا يُوَافِقُهَا عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّهَ فِيهَا خَيراً إِلّا أَعطَاهُ إِيّاهُ إِلّا أَن يَكُونَ عَرِيفاً أَو شَاعِراً أَو صَاحِبَ كُوبَةٍ أَو صَاحِبَ عَرطَبَةٍ

23-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الزّهدُ ثَروَةٌ وَ الوَرَعُ جُنّةٌ وَ أَفضَلُ


صفحه : 317

الزّهدِ إِخفَاءُ الزّهدِ الزّهدُ يُخلِقُ الأَبدَانَ وَ يُحَدّدُ الآمَالَ وَ يُقَرّبُ المَنِيّةَ وَ يُبَاعِدُ الأُمنِيّةَ مَن ظَفِرَ بِهِ نَصَبَ وَ مَن فَاتَهُ تَعِبَ وَ لَا كَرَمَ كَالتّقوَي وَ لَا تِجَارَةَ كَالعَمَلِ الصّالِحِ وَ لَا وَرَعَ كَالوُقُوفِ عِندَ الشّبهَةِ وَ لَا زُهدَ كَالزّهدِ فِي الحَرَامِ الزّهدُ كَلِمَةٌ بَينَ كَلِمَتَينِ قَالَ اللّهُ تَعَالَيلِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُمفَمَن لَم يَأسَ عَلَي الماَضيِ‌ وَ لَم يَفرَح باِلآتيِ‌ فَقَد أَخَذَ الزّهدَ بِطَرَفَيهِ أَيّهَا النّاسُ الزّهَادَةُ قَصرُ الأَمَلِ وَ الشّكرُ عِندَ النّعَمِ وَ الوَرَعُ عِندَ المَحَارِمِ فَإِن عَزَبَ ذَلِكَ عَنكُم فَلَا يَغلِبِ الحَرَامُ صَبرَكُم وَ لَا تَنسَوا عِندَ النّعَمِ شُكرَكُم فَقَد أَعذَرَ اللّهُ إِلَيكُم بِحُجَجٍ مُسفِرَةٍ ظَاهِرَةٍ وَ كُتُبٍ بَارِزَةِ العُذرِ وَاضِحَةٍ

24- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي كَهمَشٍ عَن عَبدِ المُؤمِنِ الأنَصاَريِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص استَحيُوا مِنَ اللّهِ حَقّ الحَيَاءِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَن يسَتحَييِ‌ مِنَ اللّهِ حَقّ الحَيَاءِ فَقَالَ مَنِ استَحيَا مِنَ اللّهِ حَقّ الحَيَاءِ فَليَكتُب أَجَلَهُ بَينَ عَينَيهِ وَ ليَزهَد فِي الدّنيَا وَ زِينَتِهَا وَ يَحفَظِ الرّأسَ وَ مَا حَوَي وَ البَطنَ وَ مَا وَعَي وَ لَا يَنسَي المَقَابِرَ وَ البِلَي

25- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَن دُرُستَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن مُيَسّرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُوَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدّنيااستَوَي رَسُولُ اللّهِص جَالِساً ثُمّ قَالَ مَن لَم يَتَعَزّ بِعَزَاءِ اللّهِ تَقَطّعَت نَفسُهُ حَسَرَاتٍ عَلَي الدّنيَا وَ مَنِ اتّبَعَ بَصَرُهُ مَا فِي أيَديِ‌ النّاسِ طَالَ هَمّهُ وَ لَم يَشفِ غَيظَهُ وَ مَن لَم يَعرِف لِلّهِ عَلَيهِ نِعمَةً إِلّا فِي مَطعَمٍ أَو مَشرَبٍ قَصَرَ عِلمُهُ وَ دَنَا عَذَابُهُ

26- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ المُغِيرَةِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ يَرفَعُ الحَدِيثَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قِيلَ لَهُ مَا الزّهدُ فِي الدّنيَا قَالَ حَرَامَهَا فَتَنَكّبهُ

27-ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابنُ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي يَعقُوبَ قَالَ سَمِعتُ


صفحه : 318

أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّا لَنُحِبّ الدّنيَا وَ أَن لَا نُعطَاهَا خَيرٌ لَنَا وَ مَا أعُطيِ‌َ أَحَدٌ مِنهَا شَيئاً إِلّا نَقَصَ مِن حَظّهِ مِنَ الآخِرَةِ

28- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]النّضرُ عَن عَاصِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص جاَءنَيِ‌ مَلَكٌ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِن شِئتَ جَعَلتُ لَكَ بَطحَاءَ مَكّةَ رَضرَاضَ ذَهَبٍ قَالَ فَرَفَعَ النّبِيّص رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ فَقَالَ يَا رَبّ أَشبَعُ يَوماً فَأَحمَدُكَ وَ أَجُوعُ يَوماً فَأَسأَلُكَ

29- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ بنِ يَاسِينَ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَصبَحَ وَ الآخِرَةُ هَمّهُ استَغنَي بِغَيرِ مَالٍ وَ استَأنَسَ بِغَيرِ أَهلٍ وَ عَزّ بِغَيرِ عَشِيرَةٍ

30- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الحسَنَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا ابنُ آدَمَ لِيَومِهِ فَمَن أَصبَحَ آمِناً فِي سَربِهِ مُعَافًي فِي جَسَدِهِ عِندَهُ قُوتُ يَومِهِ فَكَأَنّمَا خِيرَت لَهُ الدّنيَا

31- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الزعّفرَاَنيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي أُسَامَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ بَلَغَنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص لَم يَشبَع مِن خُبزِ بُرّ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ قَطّ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا أَكَلَهُ قَطّ قُلتُ فأَيَ‌ّ شَيءٍ كَانَ يَأكُلُ قَالَ كَانَ طَعَامُ رَسُولِ اللّهِص الشّعِيرَ إِذَا وَجَدَهُ وَ حَلوَاهُ التّمرَ وَ وَقُودُهُ السّعَفَ

32- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ زَكَرِيّا عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي كَهمَشٍ عَن عَمرِو بنِ


صفحه : 319

سَعِيدِ بنِ هِلَالٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أوَصنِيِ‌ فَقَالَ أُوصِيكَ بِتَقوَي اللّهِ وَ الوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ وَ اعلَم أَنّهُ لَا يَنفَعُ اجتِهَادٌ لَا وَرَعَ فِيهِ وَ انظُر إِلَي مَن هُوَ دُونَكَ وَ لَا تَنظُر إِلَي مَن هُوَ فَوقَكَ فَكَثِيراً مَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِرَسُولِهِص فَلا تُعجِبكَ أَموالُهُم وَ لا أَولادُهُم وَ قَالَ عَزّ ذِكرُهُوَ لا تَمُدّنّ عَينَيكَ إِلي ما مَتّعنا بِهِ أَزواجاً مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدّنيا فَإِن نَازَعَتكَ نَفسُكَ إِلَي شَيءٍ مِن ذَلِكَ فَاعلَم أَنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ قُوتُهُ الشّعِيرَ وَ حَلوَاهُ التّمرَ وَ وَقُودُهُ السّعَفَ وَ إِذَا أُصِبتَ بِمُصِيبَةٍ فَاذكُر مُصَابَكَ بِرَسُولِ اللّهِ فَإِنّ النّاسَ لَم يُصَابُوا بِمِثلِهِ أَبَداً

33- الدّرّةُ البَاهِرَةُ، سُئِلَ الرّضَا ع عَن صِفَةِ الزّاهِدِ فَقَالَ مُتَبَلّغٌ بِدُونِ قُوتِهِ مُستَعِدّ لِيَومِ مَوتِهِ مُتَبَرّمٌ بِحَيَاتِهِ

34- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع أَفضَلُ الزّهدِ إِخفَاءُ الزّهدِ

وَ قَالَ ع ازهَد فِي الدّنيَا يُبَصّركَ اللّهُ عَورَاتِهَا وَ لَا تَغفَل فَلَستَ بِمَغفُولٍ عَنكَ

35-نهج ،[نهج البلاغة] عَن نَوفٍ البكِاَليِ‌ّ قَالَرَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع ذَاتَ لَيلَةٍ وَ قَد خَرَجَ مِن فِرَاشِهِ فَنَظَرَ إِلَي النّجُومِ فَقَالَ يَا نَوفُ أَ رَاقِدٌ أَنتَ أَم رَامِقٌ فَقُلتُ بَل رَامِقٌ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ يَا نَوفُ طُوبَي لِلزّاهِدِينَ فِي الدّنيَا الرّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ أُولَئِكَ قَومٌ اتّخَذُوا الأَرضَ بِسَاطاً وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِيباً وَ القُرآنَ شِعَاراً وَ الدّعَاءَ دِثَاراً ثُمّ قَرَضُوا الدّنيَا قَرضاً عَلَي مِنهَاجِ المَسِيحِ ع يَا نَوفُ إِنّ دَاوُدَ ع قَامَ فِي مِثلِ هَذِهِ السّاعَةِ مِنَ اللّيلِ فَقَالَ إِنّهَا سَاعَةٌ لَا يَدعُو فِيهَا عَبدٌ رَبّهُ إِلّا استُجِيبَ لَهُ إِلّا أَن يَكُونَ عَشّاراً أَو عَرِيفاً أَو شُرطِيّاً أَو صَاحِبَ عَرطَبَةٍ وَ هيِ‌َ الطّنبُورُ أَو صَاحِبَ كُوبَةٍ وَ هيِ‌َ الطّبلُ وَ قَد قِيلَ أَيضاً إِنّ


صفحه : 320

العَرطَبَةَ الطّبلُ وَ الكُوبَةَ الطّنبُورُ

وَ قَالَ ع الزّهدُ كَلِمَةٌ بَينَ كَلِمَتَينِ مِنَ القُرآنِ قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُلِكَيلا تَأسَوا عَلي ما فاتَكُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاكُمفلم [فَمَن] لَم يَأسَ عَلَي الماَضيِ‌ وَ لَم يَفرَح باِلآتيِ‌ فَقَد أَخَذَ الزّهدَ بِطَرَفَيهِ

وَ قَالَ ع أَيّهَا النّاسُ الزّهَادَةُ قَصرُ الأَمَلِ وَ الشّكرُ عِندَ النّعَمِ وَ الوَرَعُ عِندَ المَحَارِمِ فَإِن عَزَبَ عَنكُم ذَلِكَ فَلَا يَغلِبِ الحَرَامُ صَبرَكُم وَ لَا تَنسَوا عِندَ النّعَمِ شُكرَكُم فَقَد أَعذَرَ اللّهُ إِلَيكُم بِحُجَجٍ سَافِرَةٍ ظَاهِرَةٍ وَ كُتُبٍ بَارِزَةِ العُذرِ وَاضِحَةٍ

36- مِن خُطبَةٍ لَهُ ع فِي صِفَةِ الزّهّادِ كَانُوا قَوماً مِن أَهلِ الدّنيَا وَ لَيسُوا مِن أَهلِهَا فَكَانُوا فِيهَا كَمَن لَيسَ مِنهَا عَمِلُوا فِيهَا بِمَا يُبصِرُونَ وَ بَادَرُوا فِيهَا مَا يَحذَرُونَ تَقَلّبُ أَبدَانُهُم بَينَ ظهَراَنيَ‌ أَهلِ الآخِرَةِ يَرَونَ أَهلَ الدّنيَا يُعَظّمُونَ مَوتَ أَجسَادِهِم وَ هُم أَشَدّ إِعظَاماً لِمَوتِ قُلُوبِ أَحِبّائِهِم

37- وَ مِن كِتَابٍ كَتَبَهُ إِلَي سَهلِ بنِ حُنَيفٍ يَا ابنَ حُنَيفٍ فَقَد بلَغَنَيِ‌ أَنّ رَجُلًا مِن فِتيَةِ أَهلِ البَصرَةِ دَعَاكَ إِلَي مَأدُبَةٍ فَأَسرَعتَ إِلَيهَا تُستَطَابُ لَكَ الأَلوَانُ وَ تُنقَلُ إِلَيكَ الجِفَانُ وَ مَا ظَنَنتُ أَنّكَ تُجِيبُ إِلَي طَعَامِ قَومٍ عَائِلُهُم مَجفُوّ وَ غَنِيّهُم مَدعُوّ فَانظُر إِلَي مَا تَقضَمُهُ مِن هَذَا المَقضَمِ فَمَا اشتَبَهَ عَلَيكَ عِلمُهُ فَالفِظهُ وَ مَا أَيقَنتَ بِطِيبِ وُجُوهِهِ فَنَل مِنهُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ مَأمُومٍ إِمَاماً يقَتدَيِ‌ بِهِ وَ يسَتضَيِ‌ءُ بِنُورِ عِلمِهِ أَلَا وَ إِنّ إِمَامَكُم قَدِ اكتَفَي مِن دُنيَاهُ بِطِمرَيهِ وَ مِن طَعمِهِ بِقُرصَيهِ أَلَا وَ إِنّكُم لَا تَقدِرُونَ عَلَي ذَلِكَ وَ لَكِن أعَيِنوُنيِ‌ بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ فَوَ اللّهِ مَا كَنَزتُ مِن دُنيَاكُم تِبراً وَ لَا ادّخَرتُ مِن غَنَائِمِهَا وَفراً وَ لَا أَعدَدتُ لبِاَليِ‌ ثوَبيِ‌ طِمراً إِلَي قَولِهِ ع وَ لَو شِئتُ لَاهتَدَيتُ الطّرِيقَ إِلَي مُصَفّي هَذَا العَسَلِ وَ لُبَابِ


صفحه : 321

هَذَا القَمحِ وَ نَسَائِجِ هَذَا القَزّ وَ لَكِن هَيهَاتَ أَن يغَلبِنَيِ‌ هوَاَي‌َ وَ يقَوُدنَيِ‌ جشَعَيِ‌ إِلَي تَخَيّرِ الأَطعِمَةِ وَ لَعَلّ بالحِجَازِ أَو بِاليَمَامَةِ مَن لَا طَمَعَ لَهُ فِي القُرصِ وَ لَا عَهدَ لَهُ بِالشّبَعِ أَو أَن أَبِيتَ مِبطَاناً وَ حوَليِ‌ بُطُونٌ غَرثَي وَ أَكبَادٌ حَرّي فَأَكُونَ كَمَا قَالَ القَائِلُ وَ حَسبُكَ دَاءً أَن تَبِيتَ بِبِطنَةٍ وَ حَولَكَ أَكبَادٌ تَحِنّ إِلَي القِدّ إِلَي آخِرِ مَا مَرّ مَشرُوحاً فِي كِتَابِ الفِتَنِ

38- عُدّةُ الداّعيِ‌،روُيِ‌َ أَنّ نُوحاً ع عَاشَ ألَفيَ‌ عَامٍ وَ خَمسَمِائَةِ عَامٍ وَ مَضَي مِنَ الدّنيَا وَ لَم يَبنِ فِيهَا بَيتاً وَ كَانَ إِذَا أَصبَحَ يَقُولُ لَا أمُسيِ‌ وَ إِذَا أَمسَي يَقُولُ لَا أُصبِحُ وَ كَذَلِكَ نَبِيّنَاص خَرَجَ مِنَ الدّنيَا وَ لَم يَضَع لَبِنَةً عَلَي لَبِنَةٍ وَ أَمّا اِبرَاهِيمُ ع فَكَانَ لِبَاسُهُ الصّوفَ وَ أَكلُهُ الشّعِيرَ وَ أَمّا يَحيَي ع فَكَانَ لِبَاسُهُ اللّيفَ وَ أَكلُهُ وَرَقَ الشّجَرِ وَ أَمّا سُلَيمَانُ ع فَقَد كَانَ مَعَ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ المُلكِ يَلبَسُ الشّعرَ وَ إِذَا جَنّهُ اللّيلُ شَدّ يَدَيهِ إِلَي عُنُقِهِ فَلَا يَزَالُ قَائِماً حَتّي يُصبِحَ بَاكِياً وَ كَانَ قُوتُهُ مِن سَفَائِفِ الخُوصِ يَعمَلُهَا بِيَدِهِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ نَبِيّنَاص أَصَابَهُ يَوماً الجُوعُ فَوَضَعَ صَخرَةً عَلَي بَطنِهِ ثُمّ قَالَ أَلَا رُبّ مُكرِمٍ لِنَفسِهِ وَ هُوَ لَهَا مُهِينٌ أَلَا رُبّ نَفسٍ كَاسِيَةٍ نَاعِمَةٍ فِي الدّنيَا جَائِعَةٌ عَارِيَةٌ يَومَ القِيَامَةِ أَلَا رُبّ مُتَخَوّضٍ مُتَنَعّمٍ فِيما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍأَلَا إِنّ عَمَلَ أَهلِ الجَنّةِ حَزنَةٌ بِرَبوَةٍ أَلَا إِنّ عَمَلَ أَهلِ النّارِ كَلِمَةٌ سَهلَاءُ بِشَهوَةٍ أَلَا رُبّ شَهوَةِ سَاعَةٍ أَورَثَت حُزناً طَوِيلًا يَومَ القِيَامَةِ

وَ قَالَ سُوَيدُ بنُ غَفَلَةَدَخَلتُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بَعدَ مَا بُويِعَ بِالخِلَافَةِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَي حَصِيرٍ صَغِيرٍ وَ لَيسَ فِي البَيتِ غَيرُهُ فَقُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِيَدِكَ بَيتُ المَالِ وَ لَستُ أَرَي فِي بَيتِكَ شَيئاً مِمّا يَحتَاجُ إِلَيهِ البَيتُ فَقَالَ ع يَا ابنَ


صفحه : 322

غَفَلَةَ إِنّ اللّبِيبَ لَا يَتَأَثّثُ فِي دَارِ النّقلَةِ وَ لَنَا دَارُ أَمنٍ قَد نَقَلنَا إِلَيهَا خَيرَ مَتَاعِنَا وَ إِنّا عَن قَلِيلٍ إِلَيهَا صَائِرُونَ وَ كَانَ ع إِذَا أَرَادَ أَن يكَتسَيِ‌َ دَخَلَ السّوقَ فيَشَترَيِ‌ الثّوبَينِ فَيُخَيّرُ قَنبَراً أَجوَدَهُمَا وَ يَلبَسُ الآخَرَ ثُمّ يأَتيِ‌ النّجّارَ فَيَمُدّ لَهُ إِحدَي كُمّيهِ وَ يَقُولُ خُذهُ بِقَدّومِكَ وَ يَقُولُ هَذِهِ تُخرَجُ فِي مَصلَحَةٍ أُخرَي وَ يبُقيِ‌ الكُمّ الأُخرَي بِحَالِهَا وَ يَقُولُ هَذِهِ تَأخُذُ فِيهَا مِنَ السّوقِ لِلحَسَنِ وَ الحُسَينِ ع

وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا تَعَبّدُوا لِلّهِ بشِيَ‌ءٍ مِثلِ الزّهدِ فِي الدّنيَا

وَ قَالَ عِيسَي ع لِلحَوَارِيّينَ ارضَوا بدِنَيِ‌ّ الدّنيَا مَعَ سَلَامَةِ دِينِكُم كَمَا رضَيِ‌َ أَهلُ الدّنيَا بدِنَيِ‌ّ الدّينِ مَعَ سَلَامَةِ دُنيَاهُم وَ تَحَبّبُوا إِلَي اللّهِ بِالبُعدِ مِنهُم وَ أَرضُوا اللّهَ فِي سَخَطِهِم فَقَالُوا فَمَن نُجَالِسُ يَا رُوحَ اللّهِ قَالَ مَن يُذَكّرُكُمُ اللّهَ رُؤيَتُهُ وَ يَزِيدُ فِي عِلمِكُم مَنطِقُهُ وَ يُرَغّبُكُم فِي الآخِرَةِ عَمَلُهُ


صفحه : 323

باب 95-الخوف والرجاء وحسن الظن بالله تعالي

الآيات البقرةوَ إيِاّي‌َ فَارهَبُونِ و قال تعالي وَ إيِاّي‌َ فَاتّقُونِ و قال سبحانه إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ الّذِينَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أُولئِكَ يَرجُونَ رَحمَتَ اللّهِآل عمران وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ وَ إِلَي اللّهِ المَصِيرُ و قال وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُ وَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِ و قال سبحانه يَظُنّونَ بِاللّهِ غَيرَ الحَقّ ظَنّ الجاهِلِيّةِ و قال سبحانه إِنّما ذلِكُمُ الشّيطانُ يُخَوّفُ أَولِياءَهُ فَلا تَخافُوهُم وَ خافُونِ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَالنساءوَ تَرجُونَ مِنَ اللّهِ ما لا يَرجُونَالمائدةقالَ رَجُلانِ مِنَ الّذِينَ يَخافُونَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِمَا ادخُلُوا عَلَيهِمُ البابَ و قال تعالي حاكيا عن ابن آدم ع إنِيّ‌ أَخافُ اللّهَ رَبّ العالَمِينَ


صفحه : 324

و قال تعالي أَ لَم تَعلَم أَنّ اللّهَ لَهُ مُلكُ السّماواتِ وَ الأَرضِ يُعَذّبُ مَن يَشاءُ وَ يَغفِرُ لِمَن يَشاءُ وَ اللّهُ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ و قال تعالي فَلا تَخشَوُا النّاسَ وَ اخشَونِ و قال وَ نَطمَعُ أَن يُدخِلَنا رَبّنا مَعَ القَومِ الصّالِحِينَ و قال سبحانه اعلَمُوا أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ وَ أَنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ما عَلَي الرّسُولِ إِلّا البَلاغُ وَ اللّهُ يَعلَمُ ما تُبدُونَ وَ ما تَكتُمُونَالأنعام قُل إنِيّ‌ أَخافُ إِن عَصَيتُ ربَيّ‌ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ مَن يُصرَف عَنهُ يَومَئِذٍ فَقَد رَحِمَهُ وَ ذلِكَ الفَوزُ المُبِينُ و قال وَ أَنذِر بِهِ الّذِينَ يَخافُونَ أَن يُحشَرُوا إِلي رَبّهِم لَيسَ لَهُم مِن دُونِهِ ولَيِ‌ّ وَ لا شَفِيعٌ لَعَلّهُم يَتّقُونَ و قال حاكيا عن ابراهيم ع وَ كَيفَ أَخافُ ما أَشرَكتُم وَ لا تَخافُونَ أَنّكُم أَشرَكتُم بِاللّهِ ما لَم يُنَزّل بِهِ عَلَيكُم سُلطاناً فأَيَ‌ّ الفَرِيقَينِ أَحَقّ بِالأَمنِ إِن كُنتُم تَعلَمُونَالأعراف أَ وَ أَمِنَ أَهلُ القُري أَن يَأتِيَهُم بَأسُنا ضُحًي وَ هُم يَلعَبُونَ أَ فَأَمِنُوا مَكرَ اللّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللّهِ إِلّا القَومُ الخاسِرُونَ أَ وَ لَم يَهدِ لِلّذِينَ يَرِثُونَ الأَرضَ مِن بَعدِ أَهلِها أَن لَو نَشاءُ أَصَبناهُم بِذُنُوبِهِم وَ نَطبَعُ عَلي قُلُوبِهِم فَهُم لا يَسمَعُونَ و قال وَ فِي نُسخَتِها هُديً وَ رَحمَةٌ لِلّذِينَ هُم لِرَبّهِم يَرهَبُونَ


صفحه : 325

و قال تعالي قالَ عذَابيِ‌ أُصِيبُ بِهِ مَن أَشاءُ وَ رحَمتَيِ‌ وَسِعَت كُلّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلّذِينَ يَتّقُونَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ الّذِينَ هُم بِآياتِنا يُؤمِنُونَ الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الأمُيّ‌ّ إلي قوله أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَالأنفال وَ اتّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصّةً وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِالتوبةأَ تَخشَونَهُم فَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ و قال تعالي إِنّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللّهِ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ أَقامَ الصّلاةَ وَ آتَي الزّكاةَ وَ لَم يَخشَ إِلّا اللّهَ فَعَسي أُولئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهتَدِينَهودوَ كَذلِكَ أَخذُ رَبّكَ إِذا أَخَذَ القُري وَ هيِ‌َ ظالِمَةٌ إِنّ أَخذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَن خافَ عَذابَ الآخِرَةِيوسف أَ فَأَمِنُوا أَن تَأتِيَهُم غاشِيَةٌ مِن عَذابِ اللّهِ أَو تَأتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغتَةً وَ هُم لا يَشعُرُونَالرعدوَ إِنّ رَبّكَ لَذُو مَغفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلي ظُلمِهِم وَ إِنّ رَبّكَ لَشَدِيدُ العِقابِ و قال تعالي وَ يَخشَونَ رَبّهُم وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِ و قال تعالي أَ وَ لَم يَرَوا أَنّا نأَتيِ‌ الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها وَ اللّهُ يَحكُمُ لا مُعَقّبَ لِحُكمِهِ وَ هُوَ سَرِيعُ الحِسابِ ابراهيم ذلِكَ لِمَن خافَ مقَاميِ‌ وَ خافَ وَعِيدِ


صفحه : 326

الحجرنَبّئ عبِاديِ‌ أنَيّ‌ أَنَا الغَفُورُ الرّحِيمُ وَ أَنّ عذَابيِ‌ هُوَ العَذابُ الأَلِيمُ و قال سبحانه وَ كانُوا يَنحِتُونَ مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ فَأَخَذَتهُمُ الصّيحَةُ مُصبِحِينَ فَما أَغني عَنهُم ما كانُوا يَكسِبُونَالنحل أَ فَأَمِنَ الّذِينَ مَكَرُوا السّيّئاتِ أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ أَو يَأخُذَهُم فِي تَقَلّبِهِم فَما هُم بِمُعجِزِينَ أَو يَأخُذَهُم عَلي تَخَوّفٍ فَإِنّ رَبّكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ و قال تعالي وَ لِلّهِ يَسجُدُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ مِن دابّةٍ وَ المَلائِكَةُ وَ هُم لا يَستَكبِرُونَ يَخافُونَ رَبّهُم مِن فَوقِهِم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ وَ قالَ اللّهُ لا تَتّخِذُوا إِلهَينِ اثنَينِ إِنّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فإَيِاّي‌َ فَارهَبُونِ وَ لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ لَهُ الدّينُ واصِباً أَ فَغَيرَ اللّهِ تَتّقُونَإسراءعَسي رَبّكُم أَن يَرحَمَكُم وَ إِن عُدتُم عُدنا وَ جَعَلنا جَهَنّمَ لِلكافِرِينَ حَصِيراً إِنّ هذَا القُرآنَ يهَديِ‌ للِتّيِ‌ هيِ‌َ أَقوَمُ وَ يُبَشّرُ المُؤمِنِينَ الّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنّ لَهُم أَجراً كَبِيراً وَ أَنّ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعتَدنا لَهُم عَذاباً أَلِيماً و قال تعالي رَبّكُم أَعلَمُ بِكُم إِن يَشَأ يَرحَمكُم أَو إِن يَشَأ يُعَذّبكُم وَ ما أَرسَلناكَ عَلَيهِم وَكِيلًا إلي قوله تعالي وَ يَرجُونَ رَحمَتَهُ وَ يَخافُونَ عَذابَهُ إِنّ عَذابَ رَبّكَ كانَ مَحذُوراًطه إِلّا تَذكِرَةً لِمَن يَخشي


صفحه : 327

و قال تعالي أَ فَلَم يَهدِ لَهُم كَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرُونِ يَمشُونَ فِي مَساكِنِهِم إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لأِوُليِ‌ النّهيالأنبياءوَ هُم مِن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَ و قال تعالي قُل مَن يَكلَؤُكُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ مِنَ الرّحمنِ بَل هُم عَن ذِكرِ رَبّهِم مُعرِضُونَ إلي قوله تعالي أَ فَلا يَرَونَ أَنّا نأَتيِ‌ الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها أَ فَهُمُ الغالِبُونَ و قال سبحانه وَ لَقَد آتَينا مُوسي وَ هارُونَ الفُرقانَ وَ ضِياءً وَ ذِكراً لِلمُتّقِينَ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم بِالغَيبِ وَ هُم مِنَ السّاعَةِ مُشفِقُونَ و قال تعالي وَ كانُوا لَنا خاشِعِينَالحج وَ بَشّرِ المُخبِتِينَ الّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُمالمؤمنون إِنّ الّذِينَ هُم مِن خَشيَةِ رَبّهِم مُشفِقُونَ إلي قوله تعالي وَ الّذِينَ يُؤتُونَ ما آتَوا وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌ أَنّهُم إِلي رَبّهِم راجِعُونَالنوريَخافُونَ يَوماً تَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَ الأَبصارُ و قال تعالي وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخشَ اللّهَ وَ يَتّقهِ فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَالشعراءإِنّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنا رَبّنا خَطايانا أَن كُنّا أَوّلَ المُؤمِنِينَ و قال تعالي وَ ألّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌ يَومَ الدّينِ


صفحه : 328

النمل يا مُوسي لا تَخَف إنِيّ‌ لا يَخافُ لدَيَ‌ّ المُرسَلُونَ إِلّا مَن ظَلَمَ ثُمّ بَدّلَ حُسناً بَعدَ سُوءٍ فإَنِيّ‌ غَفُورٌ رَحِيمٌالقصص يا مُوسي أَقبِل وَ لا تَخَف إِنّكَ مِنَ الآمِنِينَالعنكبوت مَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ اللّهِ فَإِنّ أَجَلَ اللّهِ لَآتٍ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ و قال تعالي يُعَذّبُ مَن يَشاءُ وَ يَرحَمُ مَن يَشاءُ وَ إِلَيهِ تُقلَبُونَ وَ ما أَنتُم بِمُعجِزِينَ فِي الأَرضِ وَ لا فِي السّماءِ وَ ما لَكُم مِن دُونِ اللّهِ مِن ولَيِ‌ّ وَ لا نَصِيرٍ وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللّهِ وَ لِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِن رحَمتَيِ‌ وَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌلقمان يا أَيّهَا النّاسُ اتّقُوا رَبّكُم وَ اخشَوا يَوماً لا يجَزيِ‌ والِدٌ عَن وَلَدِهِ وَ لا مَولُودٌ هُوَ جازٍ عَن والِدِهِ شَيئاً إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّالأحزاب لَقَد كانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُوا اللّهَ وَ اليَومَ الآخِرَ وَ ذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً و قال تعالي وَ تَخشَي النّاسَ وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ و قال سبحانه الّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسالاتِ اللّهِ وَ يَخشَونَهُ وَ لا يَخشَونَ أَحَداً إِلّا اللّهَ وَ كَفي بِاللّهِ حَسِيباًفاطرإِنّما تُنذِرُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم بِالغَيبِ وَ أَقامُوا الصّلاةَ و قال تعالي إِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُيس إِنّما تُنذِرُ مَنِ اتّبَعَ الذّكرَ وَ خشَيِ‌َ الرّحمنَ بِالغَيبِ فَبَشّرهُ بِمَغفِرَةٍ


صفحه : 329

وَ أَجرٍ كَرِيمٍص إِنّا أَخلَصناهُم بِخالِصَةٍ ذِكرَي الدّارِالزمرأَمّن هُوَ قانِتٌ آناءَ اللّيلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحذَرُ الآخِرَةَ وَ يَرجُوا رَحمَةَ رَبّهِ و قال تعالي قُل إنِيّ‌ أَخافُ إِن عَصَيتُ ربَيّ‌ عَذابَ يَومٍ عَظِيمٍ إلي قوله تعالي ذلِكَ يُخَوّفُ اللّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتّقُونِ إلي قوله تعالي مثَانيِ‌َ تَقشَعِرّ مِنهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم ثُمّ تَلِينُ جُلُودُهُم وَ قُلُوبُهُم إِلي ذِكرِ اللّهِالسجدةإِنّ رَبّكَ لَذُو مَغفِرَةٍ وَ ذُو عِقابٍ أَلِيمٍحمعسق تَكادُ السّماواتُ يَتَفَطّرنَ مِن فَوقِهِنّ وَ المَلائِكَةُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم وَ يَستَغفِرُونَ لِمَن فِي الأَرضِ أَلا إِنّ اللّهَ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ و قال تعالي وَ ما يُدرِيكَ لَعَلّ السّاعَةَ قَرِيبٌ يَستَعجِلُ بِهَا الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِها وَ الّذِينَ آمَنُوا مُشفِقُونَ مِنها وَ يَعلَمُونَ أَنّهَا الحَقّالفتح الظّانّينَ بِاللّهِ ظَنّ السّوءِ عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِ وَ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِم وَ لَعَنَهُم وَ أَعَدّ لَهُم جَهَنّمَ وَ ساءَت مَصِيراًق مَن خشَيِ‌َ الرّحمنَ بِالغَيبِ و قال تعالي فَذَكّر بِالقُرآنِ مَن يَخافُ وَعِيدِالذاريات وَ تَرَكنا فِيها آيَةً لِلّذِينَ يَخافُونَ العَذابَ الأَلِيمَالطورقالُوا إِنّا كُنّا قَبلُ فِي أَهلِنا مُشفِقِينَ فَمَنّ اللّهُ عَلَينا وَ وَقانا


صفحه : 330

عَذابَ السّمُومِ

الرحمن سَنَفرُغُ لَكُم أَيّهَ الثّقَلانِ فبَأِيَ‌ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ يا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِ إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذُوا مِن أَقطارِ السّماواتِ وَ الأَرضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلّا بِسُلطانٍ إلي قوله تعالي وَ لِمَن خافَ مَقامَ رَبّهِ جَنّتانِالحشرلَو أَنزَلنا هذَا القُرآنَ عَلي جَبَلٍ لَرَأَيتَهُ خاشِعاً مُتَصَدّعاً مِن خَشيَةِ اللّهِالملك إِنّ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم بِالغَيبِ لَهُم مَغفِرَةٌ وَ أَجرٌ كَبِيرٌ إلي قوله تعالي أَ أَمِنتُم مَن فِي السّماءِ أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَ فَإِذا هيِ‌َ تَمُورُ أَم أَمِنتُم مَن فِي السّماءِ أَن يُرسِلَ عَلَيكُم حاصِباً فَسَتَعلَمُونَ كَيفَ نَذِيرِ وَ لَقَد كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبلِهِم فَكَيفَ كانَ نَكِيرِ أَ وَ لَم يَرَوا إِلَي الطّيرِ فَوقَهُم صافّاتٍ وَ يَقبِضنَ ما يُمسِكُهُنّ إِلّا الرّحمنُ إِنّهُ بِكُلّ شَيءٍ بَصِيرٌ أَمّن هذَا ألّذِي هُوَ جُندٌ لَكُم يَنصُرُكُم مِن دُونِ الرّحمنِ إِنِ الكافِرُونَ إِلّا فِي غُرُورٍ أَمّن هذَا ألّذِي يَرزُقُكُم إِن أَمسَكَ رِزقَهُ بَل لَجّوا فِي عُتُوّ وَ نُفُورٍالمعارج وَ الّذِينَ هُم مِن عَذابِ رَبّهِم مُشفِقُونَ إِنّ عَذابَ رَبّهِم غَيرُ مَأمُونٍنوح ما لَكُم لا تَرجُونَ لِلّهِ وَقاراً وَ قَد خَلَقَكُم أَطواراًالمدثركَلّا بَل لا يَخافُونَ الآخِرَةَ إلي قوله تعالي هُوَ أَهلُ التّقوي وَ أَهلُ المَغفِرَةِ


صفحه : 331

الدهروَ يَخافُونَ يَوماً كانَ شَرّهُ مُستَطِيراً إلي قوله تعالي إِنّا نَخافُ مِن رَبّنا يَوماً عَبُوساً قَمطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ اليَومِ وَ لَقّاهُم نَضرَةً وَ سُرُوراً إلي قوله تعالي نَحنُ خَلَقناهُم وَ شَدَدنا أَسرَهُم وَ إِذا شِئنا بَدّلنا أَمثالَهُم تَبدِيلًا إلي قوله تعالي يُدخِلُ مَن يَشاءُ فِي رَحمَتِهِ وَ الظّالِمِينَ أَعَدّ لَهُم عَذاباً أَلِيماًالنازعات وَ أَهدِيَكَ إِلي رَبّكَ فَتَخشي إلي قوله تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَعِبرَةً لِمَن يَخشي و قال تعالي وَ أَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبّهِ وَ نَهَي النّفسَ عَنِ الهَوي فَإِنّ الجَنّةَ هيِ‌َ المَأويالانفطارعَلِمَت نَفسٌ ما قَدّمَت وَ أَخّرَت يا أَيّهَا الإِنسانُ ما غَرّكَ بِرَبّكَ الكَرِيمِ ألّذِي خَلَقَكَ فَسَوّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكّبَكَالبروج إِنّ بَطشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ إلي قوله تعالي وَ هُوَ الغَفُورُ الوَدُودُالأعلي سَيَذّكّرُ مَن يَخشي وَ يَتَجَنّبُهَا الأَشقَي ألّذِي يَصلَي النّارَ الكُبري ثُمّ لا يَمُوتُ فِيها وَ لا يَحييالبينةرضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم وَ رَضُوا عَنهُ ذلِكَ لِمَن خشَيِ‌َ رَبّهُتفسيروَ إيِاّي‌َ فَارهَبُونِقيل الرهبة خوف معه تحرز ويدل علي أن المؤمن ينبغي‌ أن لايخاف أحدا إلا الله وَ إيِاّي‌َ فَاتّقُونِ أي بالإيمان واتباع


صفحه : 332

الحق والإعراض عن الدنيا وقيل الرهبة مقدمة التقوي .أُولئِكَ يَرجُونَ رَحمَتَ اللّهِأقول كأن فيه دلالة علي أن الرجاء لا يكون إلا مع العمل وبدونه غرة وقيل أثبت لهم الرجاء إشعارا بأن العمل غيرموجب و لاقاطع في الدلالة سيما والعبرة بالخواتيم .وَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُقيل هوتهديد عظيم مشعر بتناهي‌ المنهي‌ في القبح وذكر النفس ليعلم أن المحذر منه عقاب يصدر منه فلايؤبه دونه بما يحذر من الكفرة وكرره ثانيا للتوكيد والتذكيروَ اللّهُ رَؤُفٌ بِالعِبادِإشارة إلي أنه تعالي إنما نهاهم وحذرهم رأفة بهم ومراعاة لصلاحهم أو أنه لَذُو مَغفِرَةٍ وَ ذُو عِقابٍفترجي رحمته ويخشي عذابه .يَظُنّونَ بِاللّهِ غَيرَ الحَقّ ظَنّ الجاهِلِيّةِ هذاوصف لحال المنافقين في غزوة أحد قيل أي يظنون بالله غيرالظن الحق ألذي يحق أن يظن به وظن الجاهلية بدله و هوالظن المختص بالملة الجاهلية وأهلها أقول ويدل علي حرمة سوء الظن بالله واليأس من رحمته .إِنّما ذلِكُمُ الشّيطانُيعني‌ من يعوقهم عن العود إلي قتال الكفار بعدغزوة أحد و هونعيم بن مسعودوَ خافُونِ أي في مخالفة أمري‌إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ فإن الإيمان يقتضي‌ إيثار خوف الله علي خوف الناس .وَ تَرجُونَ أي أيها المؤمنون مِنَ اللّهِالرحمة والنصرةما لا يَرجُونَ أي الكفار فيدل علي فضل الرجاء و أنه من صفات المؤمنين .


صفحه : 333

مِنَ الّذِينَ يَخافُونَ أي يخافون الله يتقونه ويدل علي مدح الخوف أَ لَم تَعلَمالخطاب للنبي‌ أولكل أحد و فيهاتخويف وتبشيرفَلا تَخشَوُا النّاسَ وَ اخشَونِقيل نهي‌ للحكام أن يخشوا غير الله في حكوماتهم .وَ أَنذِر أي عظ وخوف بِهِ أي بالقرآن أوبالله الّذِينَ يَخافُونَ أَن يُحشَرُوا إِلي رَبّهِم في المجمع يريد المؤمنين يخافون يوم القيامة و ما فيها من شدة الأهوال وقيل معناه يعلمون وَ قَالَ الصّادِقُ ع أَنذِر بِالقُرآنِ مَن يَرجُونَ الوُصُولَ إِلَي رَبّهِم بِرَغبَتِهِم فِيمَا عِندَهُ فَإِنّ القُرآنَ شَافِعٌ مُشَفّعٌ

لَيسَ لَهُم مِن دُونِهِ أي غير الله لَعَلّهُم يَتّقُونَ أي كي‌ يخافوا في الدنيا وينتهوا عما نهيتم عنه .كَيفَ أَخافُ ما أَشرَكتُم و لايتعلق به ضرروَ لا تَخافُونَ أَنّكُم أَشرَكتُم بِاللّهِ و هوحقيق بأن يخاف منه كل الخوف لأنه إشراك للمصنوع بالصانع وتسوية بين المقدور العاجز والقادر الضار النافع سُلطاناً أي حجة والحاصل أن الكفر والخطايا مظنة الخوف فلاينبغي‌ معه الأمن .أَ وَ أَمِنَ أَهلُ القُري أي المكذبون لنبيناأَن يَأتِيَهُم بَأسُنا ضُحًي أي ضحوة النهار و هو في الأصل اسم لضوء الشمس إذاأشرقت وارتفعت وَ هُم يَلعَبُونَ أي يشتغلون بما لاينفعهم أَ فَأَمِنُوا مَكرَ اللّهِمكر الله استعارة لاستدراجه العبد والأخذ من حيث لايحتسب و قال علي بن ابراهيم المكر من الله العذاب .


صفحه : 334

و قال الطبرسي‌ رحمه الله أي أفبعد هذاكله أمنوا عذاب الله أن يأتيهم من حيث لايشعرون وسمي‌ العذاب مكرا لنزوله بهم من حيث لايعلمون كما أن المكر ينزل بالممكور به من جهة الماكر من حيث لايعلمه وقيل إن مكر الله استدراجه إياهم بالصحة والسلامة وطول العمر وتظاهر النعمةفَلا يَأمَنُ مَكرَ اللّهِ إِلّا القَومُ الخاسِرُونَ.يسأل عن هذافيقال إن الأنبياء والمعصومين أمنوا مكر الله وليسوا بخاسرين وجوابه من وجوه أحدهما أن معناه لايأمن مكر الله من المذنبين إلاالقوم الخاسرين بدلالة قوله سبحانه إِنّ المُتّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ وثانيها أن معناه لايأمن عذاب الله للعصاة إلاالخاسرون والمعصومون لايؤمنون عذاب الله للعصاة ولهذا سلموا من مواقعة الذنوب وثالثها لايأمن عقاب الله جهلا بحكمته إلاالخاسرون ومعني الآية الإبانة عما يجب أن يكون عليه المكلف من الخوف لعقاب الله ليسارع إلي طاعته واجتناب معاصيه و لايستشعر الأمن من ذلك فيكون قدخسر في دنياه وآخرته بالتهالك في القبائح .أَ وَ لَم يَهدِ لِلّذِينَ يَرِثُونَ الأَرضَ أي يخلفون من خلا قبلهم في ديارهم وإنما عدي‌ يهد باللام لأنه بمعني يبين أَن لَو نَشاءُ أي أنه لونشاءأَصَبناهُم بِذُنُوبِهِم أي بجزاء ذنوبهم كماأصبنا من قبلهم وَ نَطبَعُ عَلي قُلُوبِهِممستأنف يعني‌ ونحن نطبع علي قلوبهم فَهُم لا يَسمَعُونَسماع تفهم واعتبار.لِلّذِينَ هُم لِرَبّهِم يَرهَبُونَ أي يخشون ربهم فلايعصونه ويعملون بما فيها.عذَابيِ‌ أُصِيبُ بِهِ مَن أَشاءُ قال في المجمع أي ممن عصاني‌ واستحقه بعصيانه وإنما علقه بالمشية لجواز الغفران وَ رحَمتَيِ‌ وَسِعَت كُلّ شَيءٍ قال


صفحه : 335

الحسن وقتادة إن رحمته في الدنيا وسعت البر والفاجر وهي‌ يوم القيامة للمتقين خاصة و قال العوفي‌ وسعت كل شيء ولكن لاتجب إلاللذين يتقون و ذلك أن الكافر يرزق ويدفع عنه بالمؤمن لسعة رحمة الله للمؤمن فيعيش فيها فإذاصار في الآخرة وجب للمؤمنين خاصة كالمستضي‌ء بنار غيره إذاذهب صاحب السراج بسراجه وقيل معناه أنها تسع كل شيء إن دخلوها فلو دخل الجميع فيهالوسعتهم إلا أن فيهم من لايدخل فيهالضلاله فَسَأَكتُبُها لِلّذِينَ يَتّقُونَ أي فسأوجب رحمتي‌ للذين يتقون الشرك أي يجتنبونه وقيل يجتنبون الكبائر والمعاصي‌.لا تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خَاصّةًقيل بل يعمهم وغيرهم كالمداهنة في الأمر بالمعروف والنهي‌ عن المنكر وافتراق الكلمة وظهور البدع

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ أَصَابَتِ النّاسَ فِتنَةٌ بَعدَ مَا قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُ حَتّي تَرَكُوا عَلِيّاً وَ بَايَعُوا غَيرَهُ وَ هيِ‌َ الفِتنَةُ التّيِ‌ فُتِنُوا بِهَا وَ قَد أَمَرَهُم رَسُولُ اللّهِ بِاتّبَاعِ عَلِيّ وَ الأَوصِيَاءِ مِنَ آلِ مُحَمّدٍ ع

وَ فِي المَجمَعِ عَن عَلِيّ وَ البَاقِرِ ع أَنّهُمَا قَرَءَا لَتُصِيبَنّ

فَاللّهُ أَحَقّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَبعقاب الله وثوابه ويدل علي أن خشية الله تعالي من لوازم الإيمان وَ لَم يَخشَ إِلّا اللّهَقيل يعني‌ في أبواب الدين و أن لايختار علي رضا الله رضا غيره فإن الخشية عن المحاذير جبلية لايكاد العاقل يتمالك عنها و في المجمع أي لم يخف سوي الله أحدا من المخلوقين و هذاراجع إلي قوله أَ تَخشَونَهُم أي إن خشيتموهم فقد ساويتموهم في الإشراك


صفحه : 336

كما قال فَلَمّا كُتِبَ عَلَيهِمُ القِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنهُم يَخشَونَ النّاسَ كَخَشيَةِ اللّهِالآية.وَ كَذلِكَ أي ومثل ذلك الأخذأَخذُ رَبّكَ إِذا أَخَذَ القُري أي أهلهاوَ هيِ‌َ ظالِمَةٌ إِنّ أَخذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ أي وجيع صعب

وَ فِي المَجمَعِ عِنَ النّبِيّص أَنّ اللّهَ يُمهِلُ الظّالِمَ حَتّي إِذَا أَخَذَهُ لَم يُفلِتهُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ

إِنّ فِي ذلِكَ أي فيما نزل بالأمم الهالكةلَآيَةً أي لعبرةلِمَن خافَ عَذابَ الآخِرَةِلعلمه بأنه أنموذج منه .غاشِيَةٌ مِن عَذابِ اللّهِ أي عقوبة تغشاهم وتشملهم بَغتَةً أي فجاءه من غيرسابقة علامةوَ هُم لا يَشعُرُونَبإتيانها غيرمستعدين لها.وَ يَخافُونَ سُوءَ الحِسابِخصوصا فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا

وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ الكلُيَنيِ‌ّ وَ الصّدُوقُ وَ العيَاّشيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ عَلَيهِ السّلَامُ أَنّهُ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ حِينَ وَافَي رَجُلًا استَقصَي حَقّهُ مِن أَخِيهِ وَ قَالَ أَ تَرَاهُم يَخَافُونَ أَن يَظلِمَهُم أَو يَجُورَ عَلَيهِم وَ لَكِنّهُم خَافُوا الِاستِقصَاءَ وَ المُدَاقّةَ فَسَمّاهُ اللّهُ سُوءَ الحِسَابِ فَمَنِ استَقصَي فَقَد أَسَاءَ

وَ فِي المَجمَعِ وَ العيَاّشيِ‌ّ عَنهُ ع أَن تَحسِبَ عَلَيهِمُ السّيّئَاتِ وَ تَحسِبَ لَهُمُ الحَسَنَاتِ وَ هُوَ الِاستِقصَاءُ

.نَنقُصُها مِن أَطرافِهاقيل أي بذهاب أهلها

وَ فِي الإِحتِجَاجِ عَن


صفحه : 337

أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يعَنيِ‌ بِذَلِكَ مَا يَهلِكُ مِنَ القُرُونِ فَسَمّاهُ إِتيَاناً

وَ فِي الفَقِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن هَذِهِ الآيَةِ فَقَالَ فَقدُ العُلَمَاءِ

و قال علي بن ابراهيم هوموت علمائها

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ عَلَيهِمَا السّلَامُ يَقُولُ إِنّهُ يسُخَيّ‌ نفَسيِ‌ فِي سُرعَةِ المَوتِ وَ القَتلِ فِينَا قَولُ اللّهِ تَعَالَيأَ وَ لَم يَرَوا أَنّا نأَتيِ‌ الأَرضَ نَنقُصُها مِن أَطرافِها وَ هُوَ ذَهَابُ العُلَمَاءِ

.لا مُعَقّبَ لِحُكمِهِ أي لاراد له والمعقب ألذي يعقب الشي‌ء فيبطله وَ هُوَ سَرِيعُ الحِسابِفيحاسبهم عما قليل .ذلِكَ أي إهلاك الظالمين وإسكان المؤمنين لِمَن خافَ مقَاميِ‌ أي موقفي‌ للحساب وَ خافَ وَعِيدِ أي وعيدي‌ بالعذاب نَبّئ عبِاديِ‌الآية فيهاحث علي الرجاء والخوف معا لكن في توصيف ذاته بالغفران والرحمة دون التعذيب ترجيح الرجاء.آمِنِينَ من الانهدام ونقب اللصوص وتخريب الأعداء لوثاقتها أو من العذاب لفرط غفلتهم ما كانُوا يَكسِبُونَ أي من بناء البيوت الوثيقة واستكثار الأموال والعدد.مَكَرُوا السّيّئاتِ أي المكرات السيئات قيل هم الذين احتالوا لهلاك الأنبياء والذين مكروا رسول الله ص وراموا صد أصحابه عن الإيمان أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَ كماخسف بقارون أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَبغتة من جانب السماء كمافعل بقوم لوطأَو يَأخُذَهُم فِي تَقَلّبِهِم إذاجاءوا وذهبوا في


صفحه : 338

متاجرهم وأعمالهم فَما هُم بِمُعجِزِينَ أي فليسوا بفائتين و مايريده الله بهم من الهلاك لايمتنع عليه أَو يَأخُذَهُم عَلي تَخَوّفٍقيل أي علي مخافة بأن يهلك قوما قبلهم فيتخوفوا فيأتيهم العذاب وهم متخوفون أو علي تنقص بأن ينقصهم شيئا بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتي يهلكوا من تخوفته إذاتنقصته و قال علي بن ابراهيم أي علي تيقظ وبالجملة هوخلاف قوله مِن حَيثُ لا يَشعُرُونَ.

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ هُم أَعدَاءُ اللّهِ وَ هُم يُمسَخُونَ وَ يُقذَفُونَ وَ يَسِيخُونَ فِي الأَرضِ

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنِ السّجّادِ ع فِي كَلَامٍ لَهُ فِي الوَعظِ وَ الزّهدِ فِي الدّنيَا وَ لَا تَكُونُوا مِنَ الغَافِلِينَ المَائِلِينَ إِلَي زَهرَةِ الدّنيَا الّذِينَ مَكَرُوا السّيّئَاتِ فَإِنّ اللّهَ يَقُولُ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِأَ فَأَمِنَ الّذِينَ مَكَرُوا السّيّئاتِ أَن يَخسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرضَالآيَةَ فَاحذَرُوا مَا حَذّرَكُمُ اللّهُ بِمَا فَعَلَ بِالظّلَمَةِ فِي كِتَابِهِ لِئَلّا تَأمَنُوا أَن يَنزِلَ بِكُم بَعضُ مَا تَوَعّدَ بِهِ القَومَ الظّالِمِينَ فِي الكِتَابِ وَ اللّهِ لَقَد وَعَظَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ بِغَيرِكُم فَإِنّ السّعِيدَ مَن وُعِظَ بِغَيرِهِ

وَ هُم لا يَستَكبِرُونَ أي عن عبادته يَخافُونَ رَبّهُم مِن فَوقِهِم أي يخافونه و هوفوقهم بالقهروَ هُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِوَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ.

فِي المَجمَعِ قَد صَحّ عَنِ النّبِيّص أَنّ لِلّهِ مَلَائِكَةً فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ سُجُوداً مُنذُ خَلَقَهُم إِلَي يَومِ القِيَامَةِ تَرعَدُ فَرَائِصُهُم مِن مَخَافَةِ اللّهِ لَا تَقطُرُ مِن دُمُوعِهِم قَطرَةٌ إِلّا صَارَ مَلَكاً فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ رَفَعُوا رُءُوسَهُم وَ قَالُوا مَا عَبَدنَاكَ حَقّ عِبَادَتِكَ


صفحه : 339

قال بعض أهل المعرفة إن أمثال هذه الآيات تدل علي أن العالم كله في مقام الشهود والعبادة إلا كل مخلوق له قوة التفكر و ليس إلاالنفوس الناطقة الإنسانية والحيوانية خاصة من حيث أعيان أنفسهم لا من حيث هياكلهم فإن هياكلهم كسائر العالم في التسبيح له والسجود فأعضاء البدن كلها مسبحة ناطقة أ لاتراها تشهد علي النفوس المسخرة لها يوم القيامة من الجلود والأيدي‌ والأرجل والألسنة والسمع والبصر وجميع القوي فالحكم لله العلي‌ الكبير.إِنّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌأكد العدد في الموضعين دلالة علي العناية به فإنك لو قلت إنما هوإله لخيل أنك أثبت الإلهية لاالوحدانيةفإَيِاّي‌َ فَارهَبُونِكأنه قيل و أنا هوفإياي‌ فارهبون لا غيروَ لَهُ ما فِي السّماواتِ وَ الأَرضِخلقا وملكاوَ لَهُ الدّينُ أي الطاعةواصِباًقيل أي لازما

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ وَاجِباً

أَ فَغَيرَ اللّهِ تَتّقُونَ و لاضار سواه كما لانافع غيره كما قال وَ ما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللّهِ.حَصِيراً أي محبسا لايقدرون علي الخروج منها أبداللِتّيِ‌ هيِ‌َ أَقوَمُ أي للطريقة التي‌ هي‌ أقوم الطرق وأشد استقامة

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنِ الصّادِقِ ع أَي يَدعُو

وَ عَنهُ ع يهَديِ‌ إِلَي الإِمَامِ

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع يهَديِ‌ إِلَي الوَلَايَةِ

وَ أَنّ الّذِينَ أي يبشر المؤمنين ببشارتين ثوابهم وعقاب أعدائهم .وَ ما أَرسَلناكَ عَلَيهِم وَكِيلًا أي موكولا إليك أمرهم تجبرهم علي


صفحه : 340

الإيمان وإنما أرسلناك مبشرا ونذيرا فدارهم ومر أصحابك بالاحتمال منهم كانَ مَحذُوراً أي حقيقا بأن يحذره كل أحد حتي الملائكة والرسل .لِمَن يَخشي أي لمن في قلبه خشية ورقة يتأثر بالإنذار.أَ فَلَم يَهدِ لَهُم قال علي بن ابراهيم أي يبين لهم يَمشُونَ فِي مَساكِنِهِم أي يشاهدون آثار هلاكهم لأِوُليِ‌ النّهي أي لذوي‌ العقول الناهية عن التغافل والتعامي‌.وَ هُم مِن خَشيَتِهِ أي من عظمته ومهابته مُشفِقُونَ أي مرتعدون وأصل الخشية خوف مع تعظيم ولذلك خص بهاالعلماء والإشفاق خوف مع اعتناء فإن عدي‌ بمن فمعني الخوف فيه أظهر و إن عدي‌ بعلي فبالعكس .قُل مَن يَكلَؤُكُم أي يحفظكم مِنَ الرّحمنِ أي من بأسه إن أراد بكم و في لفظ الرحمن تنبيه علي أن لاكالئ غيررحمته العامة و أن اندفاعه بهامهلةبَل هُم عَن ذِكرِ رَبّهِم مُعرِضُونَ لايخطرونه ببالهم فضلا أن يخافوا بأسه .أَنّا نأَتيِ‌ الأَرضَقيل أرض الكفرةنَنقُصُها مِن أَطرافِهاقيل أي بتسلط المسلمين عليها و هوتصوير لمايجريه الله علي أيدي‌ المسلمين أَ فَهُمُ الغالِبُونَ رسول الله و المؤمنين

وَ فِي الكاَفيِ‌، وَ المَجمَعِ، عَنِ الصّادِقِ ع نَنقُصُهَا يعَنيِ‌ بِمَوتِ العُلَمَاءِ

قال نقصانها ذهاب عالمها و قدمر الكلام فيه .الفُرقانَ أي الكتاب الجامع لكونه فارقا بين الحق والباطل وضياء يستضاء به في ظلمات الحيرة والجهالة وذكرا يتعظ به المتقون بِالغَيبِحال من الفاعل أوالمفعول مُشفِقُونَ أي خائفون .وَ كانُوا لَنا خاشِعِينَ أي مخبتين أودائمي‌ الوجل


صفحه : 341

وَ بَشّرِ المُخبِتِينَقيل أي المتواضعين أوالمخلصين فإن الإخبات صفتهم قال علي بن ابراهيم أي العابدين وَجِلَت قُلُوبُهُمهيبة منه لإشراق أشعة جلاله عليها.مِن خَشيَةِ رَبّهِم مُشفِقُونَقيل أي من خوف عذابه يحذرون وَ الّذِينَ يُؤتُونَ ما آتَواقيل يعطون ماأعطوه من الصدقات و قال علي بن ابراهيم من العبادة والطاعة ويؤيده قراءة يأتون ماأتوا في الشواذ و مايأتي‌ من الروايات وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌ أي خائفة أن لايقبل منهم و أن لايقع علي الوجه اللائق فيؤاخذ به أَنّهُم إِلي رَبّهِم راجِعُونَ أي لأن مرجعهم إليه أو من أن مرجعهم إليه و هويعلم مايخفي عليهم

وَ قَد رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ فِي الرّوضَةِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ الّذِينَ يُؤتُونَ ما آتَوا وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌ قَالَ هيِ‌َ إِشفَاقُهُم وَ رَجَاؤُهُم يَخَافُونَ أَن تُرَدّ عَلَيهِم أَعمَالُهُم إِن لَم يُطِيعُوا اللّهَ عَزّ ذِكرُهُ وَ يَرجُونَ أَن تُقبَلَ مِنهُم

وَ فِي الأُصُولِ بِإِسنَادِهِ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ فِي حَدِيثٍ أَلَا وَ مَن عَرَفَ حَقّنَا وَ رَجَا الثّوَابَ فِينَا وَ رضَيِ‌َ بِقُوتِهِ نِصفَ مُدّ فِي كُلّ يَومٍ وَ مَا سَتَرَ عَورَتَهُ وَ مَا أَكَنّ رَأسَهُ وَ هُم وَ اللّهِ فِي ذَلِكَ خَائِفُونَ وَجِلُونَ وَدّوا أَنّهُ حَظّهُم مِنَ الدّنيَا وَ كَذَلِكَ وَصَفَهُمُ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَوَ الّذِينَ يُؤتُونَالآيَةَ فَقَالَ مَا ألّذِي أَتَوا أَتَوا وَ اللّهِ الطّاعَةَ مَعَ المَحَبّةِ وَ الوَلَايَةِ وَ هُم فِي ذَلِكَ خَائِفُونَ لَيسَ خَوفُهُم خَوفَ شَكّ وَ لَكِنّهُم خَافُوا أَن يَكُونُوا مُقَصّرِينَ فِي مَحَبّتِنَا وَ طَاعَتِنَا


صفحه : 342

وَ فِي المَجمَعِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَعنَاهُ خَائِفَةٌ أَن لَا يُقبَلَ مِنهُم

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يؤُتيِ‌ مَا آتَي وَ هُوَ خَائِفٌ رَاجٍ

.يَخافُونَ يَوماً أي مع ماهم عليه من الذكر والطاعةتَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَ الأَبصارُقيل أي تضطرب وتتغير من الهول أوتتقلب أحوالها فتفقه القلوب ما لم تكن تفقه وتبصر الأبصار ما لم تكن تبصر أوتتقلب القلوب من توقع النجاة وخوف الهلاك والأبصار من أي ناحية يؤخذ بهم ويؤتي كتابهم .وَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُفيما يأمرانه وَ يَخشَ اللّهَ علي ماصدر عنه من الذنوب وَ يَتّقهِفيما بقي‌ من عمره فَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَبالنعيم المقيم .أَن كُنّا أي لأن كناأَوّلَ المُؤمِنِينَ من أتباع فرعون أو من أهل المشهدأَن يَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌قيل ذكر ذلك هضما لنفسه وتعليما للأمة أن يجتنبوا المعاصي‌ ويكونوا علي حذر وطلب لأن يغفر لهم مايفرط منهم واستغفارا لماعسي يندر منه من ترك الأولي .لا تَخَفقيل أي من غيرثقة بي‌ أومطلقا لقوله إنِيّ‌ لا يَخافُ لدَيَ‌ّ المُرسَلُونَحين يوحي إليهم من فرط الاستغراق فإنهم أخوف الناس أي من الله أو لا يكون لهم عندي‌ سوء عاقبة فيخافون منه إِلّا مَن ظَلَمَالمشهور أن الاستثناء منقطع و قال علي بن ابراهيم معني إِلّا مَن ظَلَمَ لا من ظلم فوضع حرف مكان حرف وقيل عاطفة قال في القاموس وتكون عاطفة بمنزلة


صفحه : 343

الواولا يَخافُ لدَيَ‌ّ المُرسَلُونَ إِلّا مَن ظَلَمَ وقر‌ئ في الشواذ أَلَا بالفتح والتخفيف .إِنّكَ مِنَ الآمِنِينَ أي من المخاوف كمامرمَن كانَ يَرجُوا لِقاءَ اللّهِقيل المراد بلقاء الله الوصول إلي ثوابه أو إلي العاقبة من الموت والبعث والحساب والجزاء علي تمثيل حاله بحال عبدقدم علي سيده بعدزمان مديد و قداطلع السيد علي أحواله فإما أن يلقاه ببشر لمارضي‌ من أفعاله أوبسخط لماسخطه منها و قال علي بن ابراهيم قال من أحب لقاء الله جاءه الأجل

وَ فِي التّوحِيدِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع يعَنيِ‌ مَن كَانَ يُؤمِنُ بِأَنّهُ مَبعُوثٌ فَإِنّ وَعدَ اللّهِ لَآتٍ مِنَ الثّوَابِ وَ العِقَابِ

قال فاللقاء هاهنا ليس بالرؤية واللقاء هوالبعث وَ هُوَ السّمِيعُلأقوال العبادالعَلِيمُبعقائدهم وأعمالهم .وَ إِلَيهِ تُقلَبُونَ أي تردون وَ ما أَنتُم بِمُعجِزِينَربكم عن إدراككم فِي الأَرضِ وَ لا فِي السّماءِ إن فررتم من قضائه بالتواري‌ في إحداهمامِن ولَيِ‌ّ وَ لا نَصِيرٍيحرسكم عن بلائه ولقائه بالبعث أُولئِكَ يَئِسُوا مِن رحَمتَيِ‌لإنكارهم البعث والجزاءوَ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌبكفرهم .لا يجَزيِ‌ والِدٌ عَن وَلَدِهِ أي لايقضي‌ عنه وقر‌ئ لَا يجُز‌ِئُ من أجزأ أي لايغني‌إِنّ وَعدَ اللّهِ حَقّبالثواب والعقاب .أُسوَةٌ حَسَنَةٌقيل أي خصلة حسنة من حقها أن يؤتسي بهاكالثبات في الحرب ومقاساة الشدائدلِمَن كانَ يَرجُوا اللّهَ وَ اليَومَ الآخِرَ أي ثواب الله أولقاءه ونعيم الآخرة أوأيام الله واليوم الآخر خصوصا والرجاء يحتمل الأمل


صفحه : 344

والخوف وقرن بالرجاء كثرة الذكر المؤدية إلي ملازمة الطاعة فإن المؤتسي‌ بالرسول من كان كذلك .وَ تَخشَي النّاسَ أي تعييرهم إياك وَ اللّهُ أَحَقّ أَن تَخشاهُ إن كان فيه مايخشي وَ كَفي بِاللّهِ حَسِيباًفينبغي‌ أن لايخشي إلا منه .الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم بِالغَيبِقيل أي غائبين عن عذابه أو عن الناس في خلواتهم أوغائبا عنهم عذابه إِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُإذ شرط الخشية معرفة المخشي‌ والعلم بصفاته وأفعاله فمن كان أعلم به كان أخشي منه ولذلك

قَالَ النّبِيّص إنِيّ‌ أَخشَاكُم لِلّهِ وَ أَتقَاكُم لَهُ

إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌتعليل لوجوب الخشية لدلالته علي أنه معاقب للمصر علي طغيانه غفور للتائب عن عصيانه

وَ فِي المَجمَعِ عَنِ الصّادِقِ ع يعَنيِ‌ بِالعُلَمَاءِ مَن صَدّقَ قَولَهُ فِعلُهُ وَ مَن لَم يُصَدّق قَولَهُ فِعلُهُ فَلَيسَ بِعَالِمٍ

وَ فِي الحَدِيثِ أَعلَمُكُم بِاللّهِ أَخوَفُكُم لِلّهِ

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنِ السّجّادِ ع وَ مَا العِلمُ بِاللّهِ وَ العَمَلُ إِلّا إِلفَانِ مُؤتَلِفَانِ فَمَن عَرَفَ اللّهَ خَافَهُ وَ حَثّهُ الخَوفُ عَلَي العَمَلِ بِطَاعَةِ اللّهِ وَ إِنّ أَربَابَ العِلمِ وَ أَتبَاعَهُمُ الّذِينَ عَرَفُوا اللّهَ فَعَمِلُوا لَهُ وَ رَغِبُوا إِلَيهِ وَ قَد قَالَ اللّهُإِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ

وَ عَنِ الصّادِقِ أَنّ مِنَ العِبَادَةِ شِدّةَ الخَوفِ مِنَ اللّهِ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ

وَ فِي مِصبَاحِ الشّرِيعَةِ عَنهُ ع دَلِيلُ الخَشيَةِ التّعظِيمُ لِلّهِ وَ التّمَسّكُ بِخَالِصِ الطّاعَةِ وَ أَوَامِرِهِ وَ الخَوفُ وَ الحَذَرُ وَ دَلِيلُهُمَا العِلمُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ

.


صفحه : 345

إِنّما تُنذِرُ أي إنذارا يترتب عليه الأثرمَنِ اتّبَعَ الذّكرَقيل هوالقرآن

وَ فِي الحَدِيثِ أَنّهُ عَلِيّ ع

وَ خشَيِ‌َ الرّحمنَ بِالغَيبِقيل أي خاف عقابه قبل حلوله ومعاينة أهواله أو في سريرية و لايغتر برحمته فإنه كما هورحمان منتقم قهارإِنّا أَخلَصناهُم بِخالِصَةٍ. أي جعلناهم خالصين لنا بخصلة خالصة لاشوب فيهاهي‌ذِكرَي الدّارِتذكرهم للآخرة دائما فإن خلوصهم في الطاعة بسببها و ذلك لأنه كان مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون جوار الله والفوز بلقائه وإطلاق الدار للإشعار بأنها الدار الحقيقية والدنيا معبر.أَمّن هُوَ قانِتٌ أي قائم بوظائف الطاعات آناءَ اللّيلِ أي ساعاته يَحذَرُ الآخِرَةَ وَ يَرجُوا رَحمَةَ رَبّهِيدل علي مدح الجمع بين الخوف والرجاء.ذلِكَ يُخَوّفُ اللّهُ بِهِ عِبادَهُ أي ذلك العذاب هو ألذي يخوفهم به ليجتنبوا مايوقعهم فيه يا عِبادِ فَاتّقُونِ و لاتتعرضوا لمايوجب سخطي‌.مثَانيِ‌َ في المجمع سمي‌ بذلك لأنه يثني فيه القصص والأخبار والأحكام والمواعظ بتصريفها في ضروب البيان ويثني أيضا في التلاوة فلايمل لحسن مسموعه تَقشَعِرّ مِنهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخشَونَ رَبّهُم أي يأخذهم قشعريرة خوفا مما في القرآن من الوعيدثُمّ تَلِينُ جُلُودُهُم وَ قُلُوبُهُم إِلي ذِكرِ اللّهِ إذاسمعوا ما فيه الوعد بالثواب والرحمة والمعني أن قلوبهم تطمئن وتسكن إلي ذكر الله الجنة والثواب فحذف مفعول الذكر للعلم به

وَ روُيِ‌َ عَنِ العَبّاسِ بنِ


صفحه : 346

عَبدِ المُطّلِبِ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِذَا اقشَعَرّ جِلدُ العَبدِ مِن خَشيَةِ اللّهِ تَحَاتّت عَنهُ ذُنُوبُهُ كَمَا تَتَحَاتّ عَنِ الشّجَرَةِ اليَابِسَةِ وَرَقُهَا

و قال قتادة هذانعت لأولياء الله نعتهم الله بأن تقشعر جلودهم وتطمئن قلوبهم إلي ذكر الله و لم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم إنما ذلك في أهل البدع و هو من الشيطان .تَكادُ السّماواتُ يَتَفَطّرنَ أي يتشققن من عظمة الله

وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ البَاقِرِ ع أَي يَتَصَدّعنَ

مِن فَوقِهِنّ أي من جهتهن الفوقانية أو من فوق الأرضين لِمَن فِي الأَرضِ قال للمؤمنين من الشيعة التوابين خاصة ولفظ الآية عام والمعني خاص

وَ فِي الجَوَامِعِ عَنِ الصّادِقِ ع وَ يَستَغفِرُونَ لِمَن فِي الأَرضِ مِنَ المُؤمِنِينَ

قَرِيبٌ أي إتيانها يستعجل بها أي استهزاءمُشفِقُونَ مِنها أي خائفون منها مع اعتناء بهالتوقع الثواب وَ يَعلَمُونَ أَنّهَا الحَقّالكائن لامحالة.الظّانّينَ بِاللّهِ ظَنّ السّوءِ و هو أن لاينصر رسوله و المؤمنين عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِ أي دائرة مايظنونه ويتربصونه بالمؤمنين لايتخطاهم .مَن يَخافُ وَعِيدِفإنه لاينتفع به غيره .آيَةً أي علامة للذين يخافون فإنهم المعتبرون بهامُشفِقِينَ قال علي بن ابراهيم أي خائفين من العذاب فَمَنّ اللّهُ عَلَينابالرحمةعَذابَ السّمُومِ أي عذاب النار النافذة في المسام نفوذ السموم و قال علي بن ابراهيم


صفحه : 347

السموم الحر الشديد.سَنَفرُغُ لَكُمقيل أي سنتجرد لحسابكم وجزائكم و ذلك يوم القيامة فإنه ينتهي‌ يومئذ شئون الخلق كلها فلايبقي إلاشأن واحد و هوالجزاء فجعل ذلك فراغا علي سبيل التمثيل وقيل تهديد مستعار من قولك لمن تهدده سأفرغ لك فإن المتجرد للشي‌ء كان أقوي عليه وأجد فيه والثقلان الجن والإنس إِنِ استَطَعتُم أَن تَنفُذُوا أي إن قدرتم أن تخرجوا من جوانب السماوات و الأرض هاربين من الله فارين من قضائه فَانفُذُوافاخرجوالا تَنفُذُونَ أي لاتقدرون علي النفوذإِلّا بِسُلطانٍقيل أي إلابقوة وقهر وأني لكم ذلك أو إن قدرتم أن تنفذوا لتعلموا ما في السماوات و الأرض فانفذوا لتعلموا لكن لاتنفذون و لاتعلمون إلاببينة نصبها الله فتعرجون عليها بأفكاركم . وأقول قدمرت الأخبار في ذلك في كتاب المعاد.وَ لِمَن خافَ مَقامَ رَبّهِ قال البيضاوي‌ أي موقفه ألذي يقف فيه العباد للحساب أوقيامه علي أحواله من قام عليه إذاراقبه أومقام الخائف عندربه للحساب بأحد المعنيين فأضاف إلي الرب تفخيما وتهويلا أوربه ومقام مقحم للمبالغةجَنّتانِجنة للخائف الإنسي‌ والأخري للخائف الجني‌ فإن الخطاب للفريقين والمعني لكل خائفين منكما أولكل واحد جنة لعقيدته وأخري لعمله أوجنة لفعل الطاعات وأخري لترك المعاصي‌ أوجنة يثاب بها وأخري يتفضل بها عليه أوروحانية وجسمانية.لَو أَنزَلنا هذَا القُرآنَ عَلي جَبَلٍالآية في المجمع تقديره لو كان


صفحه : 348

الجبل مما ينزل عليه القرآن ويشعر به مع غلظة وجفاء طبعه وكبر جسمه لخشع لمنزله وانصدع من خشيته تعظيما لشأنه فالإنسان أحق بهذا لوعقل الأحكام التي‌ فيه وقيل معناه لو كان الكلام ببلاغته يصدع الجبل لكان هذاالقرآن يصدعه وقيل إن المراد مايقتضيه الظاهر بدلالة قوله وَ إِنّ مِنها لَما يَهبِطُ مِن خَشيَةِ اللّهِ و هذاوصف للكافر بالقسوة حيث لم يلن قلبه بمواعظ القرآن ألذي لونزل علي جبل لتخشع ويدل علي أن هذاتمثيل قوله وتِلكَ الأَمثالُإلخ .بِالغَيبِ أي يخافون عذابه غائبا عنهم لم يعاينوه بعد أوغائبين عنه أو عن أعين الناس أوبالمخفي‌ فيهم و هوقلوبهم لَهُم مَغفِرَةٌلذنوبهم وأَجرٌ كَبِيرٌيصغر دونه لذائذ الدنياأَ أَمِنتُم مَن فِي السّماءِيعني‌ الملائكة الموكلين علي تدبير هذاالعالم أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَفيغيبكم فيها كمافعل بقارون فَإِذا هيِ‌َ تَمُورُ أي تضطرب أَن يُرسِلَ عَلَيكُم حاصِباً أي يمطر عليكم حصباءفَسَتَعلَمُونَ كَيفَ نَذِيرِ أي كيف إنذاري‌ إذاشاهدتم المنذر به ولكن لاينفعكم العلم حينئذفَكَيفَ كانَ نَكِيرِ أي إنكاري‌ عليهم بإنزال العذاب و هوتسلية للرسول ص وتهديد لقومه صافّاتٍ أي باسطات أجنحتهن في الجو عندطيرانها فإنهن إذابسطتها صففن قوادمهاوَ يَقبِضنَ أي و إذاضربن بهاجنوبهن وقتا بعدوقت للاستعانة به علي التحريك ما يُمسِكُهُنّ في الجو علي خلاف الطبع إِلّا الرّحمنُالواسع رحمته كل شيءإِنّهُ بِكُلّ شَيءٍ بَصِيرٌيعلم كيف ينبغي‌ أن يخلقه .أَمّن هذَا ألّذِي هُوَ جُندٌ لَكُميعني‌ أ و لم تنظروا في أمثال هذه الصنائع فتعلموا قدرتنا علي تعذيبكم بنحو خسف وإرسال حاصب أم هذا ألذي تعبدونه من دون الله لكم جند ينصركم من دون الله أن يرسل عليكم عذابه فهو


صفحه : 349

كقوله أَم لَهُم آلِهَةٌ تَمنَعُهُم مِن دُونِنا و فيه إشعار بأنهم اعتقدوا القسم الثاني‌ حيث أخرج مخرج الاستفهام عن تعيين من ينصرهم إِلّا فِي غُرُورٍ أي لامعتمد لهم إِن أَمسَكَ رِزقَهُ أي بإمساك المطر وسائر الأسباب المحصلة والموصلة له إليكم بَل لَجّوا أي تمادوافِي عُتُوّ أي عنادوَ نُفُورٍ أي شراد عن الحق لتنفر طباعهم عنه .مُشفِقُونَ أي خائفون علي أنفسهم إِنّ عَذابَ رَبّهِماعتراض يدل علي أنه لاينبغي‌ لأحد أن يأمن من عذاب الله و إن بالغ في طاعته .لا تَرجُونَ لِلّهِ وَقاراً قال البيضاوي‌ أي لاتأملون له توقيرا أي تعظيما لمن عبده وأطاعه فتكونون علي حال تأملون فيهاتعظيمه إياكم أو لاتعتقدون له عظمة فتخافوا عصيانه وإنما عبر عن الاعتقاد التابع لأدني الظن مبالغةوَ قَد خَلَقَكُم أَطواراًحال مقدرة للإنكار من حيث إنها موجبة للرجاء فإن خلقهم أطوارا أي تارات إذ خلقهم أولا عناصر ثم مركبات تغذي‌ الإنسان ثم أخلاطا ثم نطفا ثم علقا ثم مضغا ثم عظاما ولحوما ثم أنشأهم خلقا آخر يدل علي أنه يمكن أن يعيدهم تارة أخري فيعظمهم بالثواب و علي أنه تعالي عظيم القدرة تام الحكمة. وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلا تَرجُونَ لِلّهِ وَقاراً يَقُولُ لَا تَخَافُونَ لِلّهِ عَظَمَةً

و قال علي بن ابراهيم في قوله وَ قَد خَلَقَكُم أَطواراً قال علي اختلاف الأهواء والإرادات والمشيات كَلّاقيل ردع عن اقتراحهم الآيات بَل لا يَخافُونَ الآخِرَةَفلذلك


صفحه : 350

أعرضوا عن التذكرةهُوَ أَهلُ التّقوي أي حقيق بأن يتقي عقابه وَ أَهلُ المَغفِرَةِ أي حقيق بأن يغفر عباده

وَ فِي التّوحِيدِ عَنِ الصّادِقِ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ قَالَ تَعَالَي أَنَا أَهلٌ أَن أُتّقَي وَ لَا يُشرِكَ بيِ‌ عبَديِ‌ شَيئاً وَ أَنَا أَهلٌ إِن لَم يُشرِك بيِ‌ أَن أُدخِلَهُ الجَنّةَ

.كانَ شَرّهُقيل أي شدائده مُستَطِيراً أي فاشيا منتشرا غاية الانتشار و فيه إشعار بحسن عقيدتهم واجتنابهم عن المعاصي‌

وَ فِي المَجَالِسِ لِلصّدُوقِ عَنِ البَاقِرِ ع يَقُولُ كَلُوحاً عَابِساً

و قال علي بن ابراهيم المستطير العظيم يَوماً أي عذاب يوم عَبُوساً أي يعبس فيه الوجوه أويشبه الأسد العبوس في ضراوته وقَمطَرِيراًشديد العبوس كالذي‌ يجمع ما بين عينيه و قال علي بن ابراهيم القمطرير الشديدوَ لَقّاهُم نَضرَةً وَ سُرُوراً

عَنِ البَاقِرِ ع نَضرَةً فِي الوُجُوهِ وَ سُرُوراً فِي القُلُوبِ

وَ شَدَدنا أَسرَهُم أي وأحكمنا ربط مفاصلهم بالأعصاب و قال علي بن ابراهيم أي خلقهم بَدّلنا أَمثالَهُم تَبدِيلًا أي أهلكنا وبدلنا أمثالهم في الخلقة وشدة الأسر يعني‌ النشأة الآخرة أوالمراد تبديلهم بغيرهم ممن يطيع في الدنيافِي رَحمَتِهِبالهداية والتوفيق للطاعة

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنِ الكَاظِمِ ع فِي وَلَايَتِنَا.

وَ أَهدِيَكَ إِلي رَبّكَقيل أي وأرشدك إلي معرفته فَتَخشيبأداء الواجبات وترك المحرمات إذ الخشية إنما تكون بعدالمعرفةلِمَن يَخشيلمن كان شأنه الخشيةمَقامَ رَبّهِ أي مقامه بين يديه لعلمه بالمبدإ والمعادوَ نَهَي النّفسَ عَنِ الهَويلعلمه بأن الهوي يرديه قال علي بن ابراهيم هوالعبد إذاوقف


صفحه : 351

علي معصية الله وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهي النفس عنها فمكافاته الجنة.عَلِمَت نَفسٌ ما قَدّمَت وَ أَخّرَت أي من خير وشر وقيل و ماأخرت من سنة حسنة استن بهابعده أوسنة سيئة استن بهابعده ما غَرّكَ بِرَبّكَ الكَرِيمِ أي أي شيءخدعك وجرأك علي عصيانه قيل ذكر الكريم للمبالغة في المنع عن الاغترار والإشعار بما به يغره الشيطان فإنه يقول افعل ماشئت فإن ربك كريم لايعذب أحدا وقيل إنما قال سبحانه الكَرِيمِدون سائر أسمائه وصفاته لأنه كأنه لقنه الجواب حتي يقول غرني‌ كرم الكريم

وَ فِي المَجمَعِ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص لَمّا تَلَا هَذِهِ الآيَةَ قَالَ غَرّهُ جَهلُهُ

فَسَوّاكَجعل أعضاءك سليمة مسواة معدة لمنافعهافَعَدَلَكَجعل بنيتك معتدلة متناسبة الأعضاءفِي أَيّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكّبَكَ أي ركبك في أي صورة شاء و مامزيدة

وَ فِي المَجمَعِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لَو شَاءَ رَكّبَكَ عَلَي غَيرِ هَذِهِ الصّورَةِ.

إِنّ بَطشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌمضاعف عنفه فإن البطش أخذ بعنف وَ هُوَ الغَفُورُ الوَدُودُلمن تاب وأطاع سَيَذّكّرُ مَن يَخشي أي سيتعظ وينتفع بها من يخشي الله وَ يَتَجَنّبُهَا أي يتجنب الذكري النّارَ الكُبري قال نار يوم القيامةثُمّ لا يَمُوتُ فِيهافيستريح وَ لا يَحييحياة تنفعه فيكون كما قال الله وَ يَأتِيهِ المَوتُ مِن كُلّ مَكانٍ وَ ما هُوَ بِمَيّتٍ.وَ رَضُوا عَنهُلأنه بلغهم أقصي أمانيهم ذلِكَ لِمَن خشَيِ‌َ رَبّهُ فإن


صفحه : 352

الخشية ملاك الأمر والباعث علي كل خير

1- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَدِيدٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ أَو أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ مَا كَانَ فِي وَصِيّةِ لُقمَانَ قَالَ كَانَ فِيهَا الأَعَاجِيبُ وَ كَانَ أَعجَبَ مَا كَانَ فِيهَا أَن قَالَ لِابنِهِ خَفِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خِيفَةً لَو جِئتَهُ بِبِرّ الثّقَلَينِ لَعَذّبَكَ وَ ارجُ اللّهَ رَجَاءً لَو جِئتَهُ بِذُنُوبِ الثّقَلَينِ لَرَحِمَكَ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ أَبِي ع يَقُولُ إِنّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ إِلّا فِي قَلبِهِ نُورَانِ نُورُ خِيفَةٍ وَ نُورُ رَجَاءٍ لَو وُزِنَ هَذَا لَم يَزِد عَلَي هَذَا وَ لَو وُزِنَ هَذَا لَم يَزِد عَلَي هَذَا

بيان الأعاجيب جمع الأعجوبة وهي‌ مايعجبك حسنه أوقبحه والمراد هنا الأول ويدل علي أنه ينبغي‌ أن يكون الخوف والرجاء كلاهما كاملين في النفس و لاتنافي‌ بينهما فإن ملاحظة سعة رحمة الله وغنائه وجوده ولطفه علي عباده سبب الرجاء والنظر إلي شدة بأس الله وبطشه و ماأوعد العاصين من عباده موجب للخوف مع أن أسباب الخوف ترجع إلي نقص العبد وتقصيره وسوء أعماله وقصوره عن الوصول إلي مراتب القرب والوصال وانهماكه فيما يوجب الخسران والوبال وأسباب الرجاء تئول إلي لطف الله ورحمته وعفوه وغفرانه ووفور إحسانه و كل منهما في أعلي مدارج الكمال . قال بعضهم كلما يلاقيك من مكروه ومحبوب ينقسم إلي موجود في الحال و إلي موجود فيما مضي و إلي منتظر في الاستقبال فإذاخطر ببالك موجود فيما مضي سمي‌ فكرا وتذكرا و إن كان ماخطر بقلبك موجودا في الحال سمي‌ إدراكا و إن كان خطر ببالك وجود شيء في الاستقبال وغلب ذلك علي قلبك سمي‌ انتظارا وتوقعا فإن كان المنتظر مكروها حصل منه ألم في القلب سمي‌ خوفا وإشفاقا و إن كان محبوبا حصل من انتظاره وتعلق القلب به وإخطار وجوده بالبال لذة


صفحه : 353

في القلب وارتياح يسمي ذلك الارتياح رجاء.فالرجاء هوارتياح القلب لانتظار ما هومحبوب ولكن ذلك المحبوب المتوقع لابد و أن يكون له سبب فإن كان انتظاره لأجل حصول أكثر أسبابه فاسم الرجاء عليه صادق و إن كان ذلك انتظارا مع عدم تهيئ أسبابه واضطرابها فاسم الغرور والحمق عليه أصدق من اسم الرجاء و إن لم تكن الأسباب معلومة الوجود و لامعلومة الانتفاء فاسم التمني‌ أصدق علي انتظاره لأنه انتظار من غيرسبب . و علي كل حال فلايطلق اسم الرجاء والخوف إلا علي مايتردد فيه أما مايقطع به فلاإذ لايقال أرجو طلوع الشمس وقت الطلوع وأخاف غروبها وقت الغروب لأن ذلك مقطوع به نعم يقال أرجو نزول المطر وأخاف انقطاعه . و قدعلم أرباب القلوب أن الدنيا مزرعة الآخرة والقلب كالأرض والإيمان كالبذر فيه والطاعات جارية مجري تقليب الأرض وتطهيرها ومجري حفر الأنهار وسياقة الماء إليها والقلب المستغرق بالدنيا كالأرض السبخة التي‌ لاينمو فيهاالبذر و يوم القيامة الحصاد و لايحصد أحد إلا مازرع و لاينمو زرع إلا من بذر الإيمان وقلما ينفع إيمان مع خبث القلب وسوء أخلاقه كما لاينبو بذر في أرض سبخة.فينبغي‌ أن يقاس رجاء العبد للمغفرة برجاء صاحب الزرع فكل من طلب أرضا طيبة وألقي فيهابذرا جيدا غيرعفن و لامسوس ثم أمده بما يحتاج إليه و هوسياق الماء إليه في أوقاته ثم نقي الأرض عن الشوك والحشيش و كل مايمنع نبات البذر أويفسده ثم جلس منتظرا من فضل الله رفع الصواعق والآيات المفسدة إلي أن يثمر الزرع ويبلغ غايته سمي‌ انتظاره رجاء و إن بث البذر في أرض صلبة سبخة مرتفعة لاينصب الماء إليها و لم يشغل بتعهد البذر أصلا ثم انتظر حصاد الزرع يسمي انتظاره حمقا وغرورا لارجاء و إن بث البذر في أرض طيبة ولكن لاماء لها وينتظر مياه الأمطار حيث لاتغلب الأمطار و لايمتنع سمي‌ انتظاره تمنيا لارجاء.


صفحه : 354

فإذااسم الرجاء إنما يصدق علي انتظار محبوب تمهدت جميع أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد و لم يبق إلا ما ليس يدخل تحت اختياره و هوفضل الله بصرف القواطع والمفسدات .فالعبد إذابث بذر الإيمان وسقاه بماء الطاعة وطهر القلب عن شوك الأخلاق الردية وانتظر من فضل الله تثبيته علي ذلك إلي الموت وحسن الخاتمة المفضية إلي المغفرة كان انتظاره رجاء حقيقيا محمودا في نفسه باعثا له علي المواظبة والقيام بمقتضي الإيمان في إتمام أسباب المغفرة إلي الموت و إن انقطع عن بذر الإيمان تعهده بماء الطاعات أوترك القلب مشحونا برذائل الأخلاق وانهمك في طلب لذات الدنيا ثم انتظر المغفرة فانتظاره حمق وغرور كما قال تعالي فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ وَرِثُوا الكِتابَ يَأخُذُونَ عَرَضَ هذَا الأَدني وَ يَقُولُونَ سَيُغفَرُ لَنا وإنما الرجاء بعدتأكد الأسباب ولذا قال تعالي إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ الّذِينَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أُولئِكَ يَرجُونَ رَحمَتَ اللّهِ. و أما من ينهمك فيما يكرهه الله و لايذم نفسه عليه و لايعزم علي التوبة والرجوع فرجاؤه المغفرة حمق كرجاء من بث البذر في أرض سبخة وعزم أن لايتعهدها بسقي‌ و لاتنقية. فإذاعرفت حقيقة الرجاء ومظنته فقد عرفت أنها حالة أثمرها العلم بجريان أكثر الأسباب و هذه الحالة تثمر الجهد للقيام ببقية الأسباب علي حسب الإمكان فإن من حسن بذره وطابت أرضه وغزر ماؤه صدق رجاؤه فلايزال يحمله صدق الرجاء علي تفقد الأرض وتعهده وتنقية كل حشيش ينبت فيه و لايفتر عن تعهده أصلا إلي وقت الحصاد و هذالأن الرجاء يضاده اليأس واليأس يمنع من التعهد والخوف ليس بضد للرجاء بل هورفيق له وباعث آخر بطريق الرهبة كما أن الرجاء باعث بطريق الرغبة انتهي .


صفحه : 355

ثم ظاهر الخبر أنه لابد أن يكون العبد دائما بين الخوف والرجاء لايغلب أحدهما علي الآخر إذ لورجح الرجاء لزم الأمن لا في موضعه و قال تعالي أَ فَأَمِنُوا مَكرَ اللّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللّهِ إِلّا القَومُ الخاسِرُونَ و لورجح الخوف لزم اليأس الموجب للهلاك كما قال سبحانه لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللّهِ إِلّا القَومُ الكافِرُونَ. وقيل يستحب أن يغلب في حالة الصحة الخوف فإذاانقضي الأجل يستحب أن يغلب الرجاء ليلقي الله علي حالة هي‌ أحب إليه إذ هوسبحانه الرحمن الرحيم ويحب الرجاء. وقيل ثمرة الخوف الكف عن المعاصي‌ فعند دنو الأجل زالت تلك الثمرة فينبغي‌ غلبة الرجاء و قال بعضهم الخوف ليس من الفضائل والكمالات العقلية في النشأة الآخرة وإنما هو من الأمور النافعة للنفس في الهرب عن المعاصي‌ وفعل الطاعات مادامت في دار العمل و أما عندانقضاء الأجل والخروج من الدنيا فلافائدة فيه و أماالرجاء فإنه باق أبدا إلي يوم القيامة لاينقطع لأنه كلما نال العبد من رحمة الله أكثر كان ازدياد طمعه فيما عند الله أعظم وأشد لأن خزائن جوده وخيره ورحمته غيرمتناهية لاتبيد و لاتنقص فثبت أن الخوف منقطع والرجاء أبدا لاينقطع انتهي . والحق أن العبد مادام في دار التكليف لابد له من الخوف والرجاء و بعدمشاهدة أمور الآخرة يغلب عليه أحدهما لامحالة بحسب مايشاهده من أحوالها

2-كا،[الكافي‌] مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا إِسحَاقُ خَفِ اللّهَ كَأَنّكَ تَرَاهُ وَ إِن كُنتَ لَا تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ وَ إِن كُنتَ تَرَي أَنّهُ لَا يَرَاكَ فَقَد كَفَرتَ وَ إِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّهُ يَرَاكَ ثُمّ بَرَزتَ لَهُ بِالمَعصِيَةِ فَقَد جَعَلتَهُ مِن أَهوَنِ النّاظِرِينَ


صفحه : 356

عَلَيكَ

توضيح اعلم أن الرؤية تطلق علي الرؤية بالبصر و علي الرؤية القلبية وهي‌ كناية عن غاية الانكشاف والظهور والمعني الأول هنا أنسب أي خف الله خوف من يشاهده بعينه و إن كان محالا ويحتمل الثاني‌ أيضا فإن المخاطب لما لم يكن من أهل الرؤية القلبية و لم يرتق إلي تلك الدرجة العلية فإنها مخصوصة بالأنبياء والأوصياء ع قال كأنك تراه و هذه مرتبة عين اليقين وأعلي مراتب السالكين . و قوله فإن لم تكن تراه أي إن لم تحصل لك هذه المرتبة من الانكشاف والعيان فكن بحيث تتذكر دائما أنه يراك و هذه مقام المراقبة كما قال تعالي أَ فَمَن هُوَ قائِمٌ عَلي كُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَتإِنّ اللّهَ كانَ عَلَيكُم رَقِيباً والمراقبة مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به والمثمر لها هوتذكر أن الله تعالي مطلع علي كل نفس بما كسبت و أنه سبحانه عالم بسرائر القلوب وخطراتها فإذااستقر هذاالعلم في القلب جذبه إلي مراقبة الله سبحانه دائما وترك معاصيه خوفا وحياء والمواظبة علي طاعته وخدمته دائما. و قوله و إن كنت تري تعليم لطريق جعل المراقبة ملكة للنفس فتصير سببا لترك المعاصي‌ والحق أن هذه شبهة عظيمة للحكم بكفر أرباب المعاصي‌ و لايمكن التفصي‌ عنها إلابالاتكال علي عفوه وكرمه سبحانه و من هنا يظهر أنه لايجتمع الإيمان الحقيقي‌ مع الإصرار علي المعاصي‌ كمامرت الإشارة إليه . ثم برزت له بالمعصية أي أظهرت له المعصية أو من البراز للمقاتلة كأنك عاديته وحاربته وعليك متعلق بأهون

3-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ الجعَفرَيِ‌ّ


صفحه : 357

عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن عَرَفَ اللّهَ خَافَ اللّهَ وَ مَن خَافَ اللّهَ سَخَت نَفسُهُ عَنِ الدّنيَا

بيان يقال سخي‌ عن الشي‌ء يسخي من باب تعب ترك ويدل علي أن الخوف من الله لازم لمعرفته كما قال تعالي إِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ و ذلك لأن من عرف عظمته وغلبته علي جميع الأشياء وقدرته علي جميع الممكنات بالإيجاد والإفناء خاف منه وأيضا من علم احتياجه إليه في وجوده وبقائه وسائر كمالاته في جميع أحواله خاف سلب ذلك منه ومعلوم أن الخوف من الله سبب لترك ملاذ الدنيا وشهواتها الموجبة لسخط الله

4- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ قَومٌ يَعمَلُونَ باِلمعَاَصيِ‌ وَ يَقُولُونَ نَرجُو فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتّي يَأتِيَهُمُ المَوتُ فَقَالَ هَؤُلَاءِ قَومٌ يَتَرَجّحُونَ فِي الأمَاَنيِ‌ّ كَذَبُوا لَيسُوا بِرَاجِينَ إِنّ مَن رَجَا شَيئاً طَلَبَهُ وَ مَن خَافَ مِن شَيءٍ هَرَبَ مِنهُ

وَ رَوَاهُ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ قَوماً مِن مَوَالِيكَ يُلِمّونَ باِلمعَاَصيِ‌ وَ يَقُولُونَ نَرجُو فَقَالَ كَذَبُوا لَيسُوا لَنَا بِمَوَالٍ أُولَئِكَ قَومٌ تَرَجّحَت بِهِمُ الأمَاَنيِ‌ّ مَن رَجَا شَيئاً عَمِلَ لَهُ وَ مَن خَافَ مِن شَيءٍ هَرَبَ مِنهُ

بيان ويقولون نرجو أي رحمة الله وغفرانه حتي يأتيهم الموت أي بلا توبة و لاتدارك والترجح تذبذب الشي‌ء المعلق في الهواء والتميل من جانب إلي جانب وترجحت به الأرجوحة مالت وهي‌ حبل يعلق ويركبه الصبيان فكأنه ع شبه أمانيهم بأرجوحة يركبه الصبيان يتحرك بأدني نسيم وحركة فكذا هؤلاء يميلون بسبب الأماني‌ من الخوف إلي الرجاء بأدني وهم و في يحتمل الظرفية والسببية وكونه بمعني علي و لما كان الخوف والرجاء متلازمين ذكر الخوف أيضا فإن رجاء كل شيءمستلزم للخوف من فواته و في


صفحه : 358

القاموس ألم باشر اللمم و به نزل كلم واللمم صغار الذنوب .ليسوا لنا بموال لأن الموالاة ليست مجرد القول بل هي‌ اعتقاد ومحبة في الباطن ومتابعة وموافقة في الظاهر لاينفك أحدهما عن الآخر وَ روُيِ‌َ فِي نَهجِ البَلَاغَةِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَنّهُ قَالَ بَعدَ كَلَامٍ طَوِيلٍ لِمُدّعٍ كَاذِبٍ أَنّهُ يَرجُو اللّهَ يدَعّيِ‌ أَنّهُ يَرجُو اللّهَ كَذَبَ وَ اللّهِ العَظِيمِ مَا بَالُهُ لَا يَتَبَيّنُ رَجَاؤُهُ فِي عَمَلِهِ وَ كُلّ مَن رَجَا عُرِفَ رَجَاؤُهُ فِي عَمَلِهِ إِلّا رَجَاءَ اللّهِ فَإِنّهُ مَدخُولٌ وَ كُلّ خَوفٍ مُحَقّقٌ إِلّا خَوفَ اللّهِ فَإِنّهُ مَعلُولٌ يَرجُو اللّهَ فِي الكَبِيرِ وَ يَرجُو العِبَادَ فِي الصّغِيرِ فيَعُطيِ‌ العَبدَ مَا لَا يعُطيِ‌ الرّبّ فَمَا بَالُ اللّهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ يُقَصّرُ بِهِ عَمّا يَصنَعُ لِعِبَادِهِ أَ لَا تَخَافُ أَن تَكُونَ فِي رَجَائِكَ لَهُ كَاذِباً أَو تَكُونَ لَا تَرَاهُ لِلرّجَاءِ مَوضِعاً وَ كَذَلِكَ إِن هُوَ خَافَ عَبداً مِن عَبِيدِهِ أَعطَاهُ مِن خَوفِهِ مَا لَا يعُطيِ‌ رَبّهُ فَجَعَلَ خَوفَهُ مِنَ العِبَادِ نَقداً وَ خَوفَهُ مِن خَالِقِهِ ضِمَاراً وَ وَعداً

. و قال ابن ميثم في شرح هذاالكلام المدخول ألذي فيه شبهة وريبة والمعلول الغير الخالص والضمار ألذي لايرجي من الموعود. قال وبيان الدليل أن كل من رجا أمرا من سلطان أوغيره فإنه يخدمه الخدمة التامة ويبالغ في طلب رضاه و يكون عمله له بقدر قوة رجائه له وخلوصه ويري هذاالمدعي‌ للرجاء غيرعامل فيستدل بتقصيره في الأعمال الدينية علي عدم رجائه الخالص في الله وكذلك كل خوف محقق إلاخوف الله فإنه معلول توبيخ للسامعين في رجائه مع تقصيرهم في الأعمال الدينية انتهي . والحاصل أن الأحاديث الواردة في سعة عفو الله سبحانه وجزيل رحمته ووفور مغفرته كثيرة جدا ولكن لابد لمن يرجوها ويتوقعها من العمل الخالص المعد لحصولها وترك الانهماك في المعاصي‌ المفوت لهذا الاستعداد كماعرفت


صفحه : 359

في التمثيل بالبارزين سابقا.فاحذر أن يغرك الشيطان ويثبطك عن العمل ويقنعك بمحض الرجاء والأمل وانظر إلي حال الأنبياء والأولياء واجتهادهم في الطاعة وصرفهم العمر في العبادات ليلا ونهارا أ ماكانوا يرجون عفو الله ورحمته بلي و الله إنهم كانوا أعلم بسعة رحمته وأرجي لها منك و من كل أحد ولكن علموا أن رجاء الرحمة من دون العمل غرور محض وسفه بحت فصرفوا في العبادات أعمارهم وقصروا علي الطاعة ليلهم ونهارهم

5- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن صَالِحِ بنِ حَمزَةَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ مِنَ العِبَادَةِ شِدّةَ الخَوفِ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ وَ قَالَ جَلّ ثَنَاؤُهُفَلا تَخشَوُا النّاسَ وَ اخشَونِ وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً قَالَ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ حُبّ الشّرَفِ وَ الذّكرِ لَا يَكُونَانِ فِي قَلبِ الخَائِفِ الرّاهِبِ

بيان إن من العبادة أي من أعظم أسبابها أوهي‌ بنفسها عبادة أمر الله بها كماسيأتي‌ والخوف مبدؤه تصور عظمة الخالق ووعيده وأهوال الآخرة والتصديق بها وبحسب قوة ذلك التصور و هذاالتصديق يكون قوة الخوف وشدته وهي‌ مطلوبة ما لم تبلغ حد القنوط.إِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُهم الذين علموا عظمة الله وجلاله وعزه وقهره وجوده وفضله علما يقينيا يورث العمل ومعاينة أحوال الآخرة وأهوالها كمامر.


صفحه : 360

و قال المحقق الطوسي‌ قدس سره في أوصاف الأشراف ماحاصله أن الخوف والخشية و إن كانا بمعني واحد في اللغة إلا أن بينهما فرقا بين أرباب القلوب و هو أن الخوف تألم النفس من المكروه المنتظر والعقاب المتوقع بسبب احتمال فعل المنهيات وترك الطاعات و هويحصل لأكثر الخلق و إن كانت مراتبه متفاوتة جدا والمرتبة العليا منه لاتحصل إلاللقليل والخشية حالة نفسانية تنشأ عن الشعور بعظمة الرب وهيبته وخوف الحجب عنه و هذه الحالة لاتحصل إلالمن اطلع علي جلال الكبرياء وذاق لذة القرب ولذلك قال سبحانه إِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ والخشية خوف خاص و قديطلقون عليها الخوف أيضا انتهي .وَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاًالتقوي علي مراتب أولها التبري‌ عن الشرك و مايوجب الخلود في النار وثانيها التجنب عما يؤثم والاتقاء عن العذاب مطلقا وثالثها التنزه عما يشغل القلب عن الحق وبناء الكل علي الخوف من العقوبة والبعد عن الحق . ولعل المراد هنا إحدي الأخيرتين أي وَ مَن يَتّقِ اللّهَخوفا منه يَجعَل لَهُ مَخرَجاً من شدائد الدنيا والآخرة كماروي‌ عن ابن عباس أو من ضيق المعاش كمايشعر به قوله تعالي وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُقيل وكأن السر في الأول أن شدائد الدارين من الحرص علي الدنيا واقتراف الذنوب والغفلة عن الحق والمتقي‌ منزه عن جميع ذلك و في الثاني‌ أن فيضه تعالي وجوده عام لابخل فيه وإنما المانع من قبول فيضه هو بعدالعبد عنه وعدم استعداده له بالذنوب فإذااتقي منها قرب منه تعالي واستحق قبول فيضه بلا تعب و لاكلفة فيجمع بذلك خير الدنيا والآخرة. إن حب الشرف والذكر أي حب الجاه والرئاسة والعزة في الناس وحب الذكر والمدح والثناء منهم والشهرة فيهم لايكونان في قلب الخائف الراهب لأن حبهما من آثار الميل إلي الدنيا وأهلها والخائف الراهب منزه


صفحه : 361

عنه وأيضا حبهما من الأمراض النفسانية المهلكة والخوف والرهبة ينزهان النفس عنها وذكر الراهب بعدالخائف من قبيل ذكر الخاص بعدالعام إذ الرهبة بمعني الخشية وهي‌ أخص من الخوف

6- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّ رَجُلًا رَكِبَ البَحرَ بِأَهلِهِ فَكُسِرَ بِهِم فَلَم يَنجُ مِمّن كَانَ فِي السّفِينَةِ إِلّا امرَأَةُ الرّجُلِ فَإِنّهَا نَجَت عَلَي لَوحٍ مِن أَلوَاحِ السّفِينَةِ حَتّي أُلجِئَت إِلَي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ وَ كَانَ فِي تِلكَ الجَزِيرَةِ رَجُلٌ يَقطَعُ الطّرِيقَ وَ لَم يَدَع لِلّهِ حُرمَةً إِلّا انتَهَكَهَا فَلَم يَعلَم إِلّا وَ المَرأَةُ قَائِمَةٌ عَلَي رَأسِهِ فَرَفَعَ رَأسَهُ إِلَيهَا فَقَالَ إِنسِيّةٌ أَم جِنّيّةٌ فَقَالَت إِنسِيّةٌ فَلَم يُكَلّمهَا كَلِمَةً حَتّي جَلَسَ مِنهَا مَجلِسَ الرّجُلِ مِن أَهلِهِ فَلَمّا أَن هَمّ بِهَا اضطَرَبَت فَقَالَ لَهَا مَا لَكِ تَضطَرِبِينَ فَقَالَت أَفرَقُ مِن هَذَا وَ أَومَأَت بِيَدِهَا إِلَي السّمَاءِ قَالَ فَصَنَعتِ مِن هَذَا شَيئاً قَالَت لَا وَ عِزّتِهِ قَالَ فَأَنتِ تَفرَقِينَ مِنهُ هَذَا الفَرَقَ وَ لَم تصَنعَيِ‌ مِن هَذَا شَيئاً وَ إِنّمَا استَكرَهتُكِ استِكرَاهاً فَأَنَا وَ اللّهِ أَولَي بِهَذَا الفَرَقِ وَ الخَوفِ وَ أَحَقّ مِنكِ قَالَ فَقَامَ وَ لَم يُحدِث شَيئاً وَ رَجَعَ إِلَي أَهلِهِ وَ لَيسَ لَهُ هِمّةٌ إِلّا التّوبَةُ وَ المُرَاجَعَةُ فَبَينَمَا هُوَ يمَشيِ‌ إِذ صَادَفَهُ رَاهِبٌ يمَشيِ‌ فِي الطّرِيقِ فَحَمِيَت عَلَيهِمَا الشّمسُ فَقَالَ الرّاهِبُ لِلشّابّ ادعُ اللّهَ يُظِلّنَا بِغَمَامَةٍ فَقَد حَمِيَت عَلَينَا الشّمسُ فَقَالَ الشّابّ مَا أَعلَمُ أَنّ لِي عِندَ ربَيّ‌ حَسَنَةً فَأَتَجَاسَرَ عَلَي أَن أَسأَلَهُ شَيئاً قَالَ فَأَدعُو أَنَا وَ تُؤَمّنُ أَنتَ قَالَ نَعَم فَأَقبَلَ الرّاهِبُ يَدعُو وَ الشّابّ يُؤَمّنُ فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ مِن أَن أَظَلّتهُمَا غَمَامَةٌ فَمَشَيَا تَحتَهَا مَلِيّاً مِنَ النّهَارِ ثُمّ انفَرَقَتِ الجَادّةُ جَادّتَينِ فَأَخَذَ الشّابّ فِي وَاحِدَةٍ وَ أَخَذَ الرّاهِبُ فِي وَاحِدَةٍ فَإِذَا السّحَابُ مَعَ الشّابّ فَقَالَ الرّاهِبُ أَنتَ خَيرٌ منِيّ‌ لَكَ استُجِيبَ وَ لَم يُستَجَب لِي فخَبَرّنيِ‌ مَا قِصّتُكَ فَأَخبَرَهُ بِخَبَرِ المَرأَةِ فَقَالَ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَي حَيثُ دَخَلَكَ الخَوفُ فَانظُر كَيفَ تَكُونُ فِيمَا تَستَقبِلُ


صفحه : 362

توضيح ركب البحر البحر مفعول به أومفعول فيه أي ركب السفينة في البحر وقيل أراد بالبحر السفينة من قبيل تسمية الحال باسم المحل بقرينة رجوع الضمير المستتر في قوله فكسر إليه والباء في بأهله بمعني مع وانتهاك الحرمة تناولها بما لايحل والحرمة بالضم ما لايحل انتهاكه فلم يعلم أي تلك الواقعة إلا في حالة كانت المرأة قائمة علي رأسها مجلس الرجل أي وقت الجماع ويقال فرق كتعب أي خاف والمصدر الفرق بالتحريك وصادفه وجده ولقيه وحمي‌ الشمس كرضي‌ اشتد حرها وتجاسر عليه اجترأ وتؤمن علي بناء التفعيل أي تقول آمين .فما كان أي شيءأسرع من تظليل الغمامة و في النهاية الملي‌ طائفة من الزمان لاحد لها يقال مضي ملي‌ من النهار وملي‌ من الدهر أي طائفة منه ويدل علي أن ترك كبيرة واحدة مع القدرة عليها خوفا من الله وخالصا لوجهه موجب لغفران الذنوب كلها و لو كان حق الناس لأن الرجل كان يقطع الطريق مع احتمال أن تكون المغفرة للخوف مع التوبة إلي الله والمراجعة إلي الناس في حقوقهم كمايفهم من قوله و ليس له همة إلاالتوبة والمراجعة

7- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ مِمّا حُفِظَ مِن خُطَبِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أَيّهَا النّاسُ إِنّ لَكُم مَعَالِمَ فَانتَهُوا إِلَي مَعَالِمِكُم وَ إِنّ لَكُم نِهَايَةً فَانتَهُوا إِلَي نِهَايَتِكُم أَلَا إِنّ المُؤمِنَ يَعمَلُ بَينَ مَخَافَتَينِ بَينَ أَجَلٍ قَد مَضَي لَا يدَريِ‌ مَا اللّهُ صَانِعٌ فِيهِ وَ بَينَ أَجَلٍ قَد بقَيِ‌َ لَا يدَريِ‌ مَا اللّهُ قَاضٍ فِيهِ فَليَأخُذِ العَبدُ المُؤمِنُ مِن نَفسِهِ لِنَفسِهِ وَ مِن دُنيَاهُ لِآخِرَتِهِ وَ فِي الشّبِيبَةِ قَبلَ الكِبَرِ وَ فِي الحَيَاةِ قَبلَ المَمَاتِ فَوَ اللّهِ ألّذِي نَفسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ مَا بَعدَ الدّنيَا مِن مُستَعتَبٍ وَ مَا بَعدَهَا مِن دَارٍ إِلّا الجَنّةُ وَ النّارُ

تبيين إن لكم معالم في القاموس معلم الشي‌ء كمقعد مظنته و مايستدل به و في الصحاح المعلم الأثر يستدل به علي الطريق والمراد هنا إما الآيات


صفحه : 363

القرآنية لاسيما الآيات الدالة علي إمامة أئمة الدين ووجوب متابعتهم أو كل مايعلم منه حكم من أحكام الدين أصولا وفروعا من الكتاب والسنة بل البراهين القاطعة العقلية أيضا ويمكن شموله لكل مايعتبر به من آيات الله في الآفاق والأنفس أوالمراد بهاأئمة الدين ع فإنهم معالم الحلال والحرام والحكم والأحكام كمامر في الأخبار والنهاية بالكسر الغاية التي‌ ينتهي‌ إليها والمراد هنا إما الإمام بقرينة الإفراد إذ ليس في كل عصر إلاإمام واحد أوالمراد نهاية كل شخص في القرب والكمال بحسب استعداده وقابليته وقيل المستقر في الجنة والقرار دار القرار وقيل المراد به الأجل الموعود و هوبعيد. قوله بين أجل قدمضي المراد بالأجل هنا العمر وقيل دل هذا علي أن الخوف يطلق بالنسبة إلي مامضي و لايخفي وهنه لأن الخوف ليس من الأجل بل من العقوبة المترتبة علي ماعمل في مامضي من العمر فالخوف من المستقبل بل المعني يعمل بين سبب مخافتين و قوله لايدري‌ ما الله قاض فيه شامل للمصائب الدينية والدنيوية معا فليأخذ العبد من نفسه لنفسه يعني‌ ليجتهد في الطاعة والعبادة ويروض نفسه بالأعمال الصالحة في أيام قلائل لراحة الأبد والنعيم المخلد و من دنياه لآخرته بأن ينفق ماحصله في دنياه لتحصيل آخرته . و في الشبيبة قبل الكبر كذا في بعض النسخ الشبيبة بالباءين كسفينة قال الجوهري‌ الشباب الحداثة وكذلك الشبيبة و هوخلاف الشيب و في بعض النسخ و في الشيبة وهي‌ كبر السن وابيضاض الشعر. و علي الأول و هوالأظهر المعني وليعمل في سن الشباب قبل سن الشيخوخة لأنه قد لايصل إلي الكبر و إن وصل فالعمل في الحالتين أفضل من العمل في حالة واحدة مع أن المرء في الشباب أقوي علي العمل منه في المشيب و إذاصار العمل ملكة في الشباب تصير سببا لسهولة العمل عليه في المشيب وأيضا إذاأقبل


صفحه : 364

علي الطاعات في شبابه لايتكدر و لايرين مرآة قلبه بالفسوق والمعاصي‌ و إذاأقبل علي المعاصي‌ وران قلبه بهاقلما ينفك عنها و لوتركها قلما تصفو نفسه من كدوراتها. و علي الثاني‌ المراد بالكبر سن الهرم والزمن أي ينبغي‌ أن يغتنم أوائل الشيخوخة للطاعة قبل تعطل القوي وذهاب العقل فيكون قريبا من الفقرة الآتية و في الحياة قبل الممات أي ينبغي‌ أن يغتنم كل جزء من الحياة و لايسوف العمل لاحتمال انقطاع الحياة بعده والمستعتب إما مصدر أواسم مكان والاستعتاب الاسترضاء قال في النهاية أعتبني‌ فلان إذاعاد إلي مسرتي‌ واستعتب طلب أن يرضي عنه كما يقول استرضيته فأرضاني‌ والمعتب المرضي‌ وَ مِنهُ الحَدِيثُ لَا يَتَمَنّيَنّ أَحَدُكُمُ المَوتَ أَمّا مُحسِناً فَلَعَلّهُ يَزدَادُ وَ أَمّا مُسِيئاً فَلَعَلّهُ يُستَعتَبُ

أي يرجع عن الإساءة ويطلب الرضا

وَ مِنهُ الحَدِيثُ وَ لَا بَعدَ المَوتِ مِن مُستَعتَبٍ

أي ليس بعدالموت من استرضاء لأن الأعمال بطلت وانقضي زمانها و ما بعدالموت دار جزاء لادار عمل والعتبي الرجوع عن الذنب والإساءة

8- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ لِمَن خافَ مَقامَ رَبّهِ جَنّتانِ قَالَ مَن عَلِمَ أَنّ اللّهَ يَرَاهُ وَ يَسمَعُ مَا يَقُولُ وَ يَفعَلُهُ وَ يَعلَمُ مَا يَعمَلُهُ مِن خَيرٍ أَو شَرّ فَيَحجُزُهُ ذَلِكَ عَنِ القَبِيحِ مِنَ الأَعمَالِ فَذَلِكَ ألّذِيخافَ مَقامَ رَبّهِ وَ نَهَي النّفسَ عَنِ الهَوي

بيان قوله فذلك ألذي إشارة إلي تفسير آية أخري تنبيها علي تقارب مضمون الآيتين واتحاد الموصول في الموضعين و أن نهي‌ النفس عن الهوي مراد في تلك الآية أيضا فإن الخوف بدون ترك المعاصي‌ ليس بخوف حقيقة ووحدة الجنة فيها لاتنافي‌ التثنية في الأخري لأن المراد بهاالجنس وأشار ع إلي أن الخوف


صفحه : 365

تابع للعلم كما قال سبحانه إِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ

9- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي سَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يَكُونُ المُؤمِنُ مُؤمِناً حَتّي يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَ لَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتّي يَكُونَ عَامِلًا لِمَا يَخَافُ وَ يَرجُو

10- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن فُضَيلِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُؤمِنُ بَينَ مَخَافَتَينِ ذَنبٍ قَد مَضَي لَا يدَريِ‌ مَا صَنَعَ اللّهُ فِيهِ وَ عُمُرٍ قَد بقَيِ‌َ لَا يدَريِ‌ مَا يَكتَسِبُ فِيهِ مِنَ المَهَالِكِ فَهُوَ لَا يُصبِحُ إِلّا خَائِفاً وَ لَا يُصلِحُهُ إِلّا الخَوفُ

11- سن ،[المحاسن ] عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِالّذِينَ يُؤتُونَ ما آتَوا وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌ أَنّهُم إِلي رَبّهِم راجِعُونَ قَالَ يَعمَلُونَ مَا عَمِلُوا مِن عَمَلٍ وَ هُم يَعلَمُونَ أَنّهُم يُثَابُونَ عَلَيهِ

12- سن ،[المحاسن ] عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَعمَلُونَ وَ يَعلَمُونَ أَنّهُم سَيُثَابُونَ عَلَيهِ

13- الفَقِيهُ، فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص مَن عُرِضَت لَهُ فَاحِشَةٌ أَو شَهوَةٌ فَاجتَنَبَهَا مِن مَخَافَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ النّارَ وَ آمَنَهُ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ وَ أَنجَزَ لَهُ مَا وَعَدَهُ فِي كِتَابِهِ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّوَ لِمَن خافَ مَقامَ رَبّهِ جَنّتانِ

14-كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَوَجَدنَا فِي كِتَابِ عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ وَ هُوَ عَلَي مِنبَرِهِ وَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا أعُطيِ‌َ مُؤمِنٌ


صفحه : 366

قَطّ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ إِلّا بِحُسنِ ظَنّهِ بِاللّهِ وَ رَجَائِهِ لَهُ وَ حُسنِ خُلُقِهِ وَ الكَفّ عَنِ اغتِيَابِ المُؤمِنِينَ وَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَا يُعَذّبُ اللّهُ مُؤمِناً بَعدَ التّوبَةِ وَ الِاستِغفَارِ إِلّا بِسُوءِ ظَنّهِ بِاللّهِ وَ تَقصِيرٍ مِن رَجَائِهِ وَ سُوءِ خُلُقِهِ وَ اغتِيَابِهِ لِلمُؤمِنِينَ وَ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَا يَحسُنُ ظَنّ عَبدٍ مُؤمِنٍ بِاللّهِ إِلّا كَانَ اللّهُ عِندَ ظَنّ عَبدِهِ المُؤمِنِ لِأَنّ اللّهَ كَرِيمٌ بِيَدِهِ الخَيرَاتُ يسَتحَييِ‌ أَن يَكُونَ عَبدُهُ المُؤمِنُ قَد أَحسَنَ بِهِ الظّنّ ثُمّ يُخلِفَ ظَنّهُ وَ رَجَاهُ فَأَحسِنُوا بِاللّهِ الظّنّ وَ ارغَبُوا إِلَيهِ

بيان قوله ع إلابحسن ظنه قيل معناه حسن ظنه بالغفران إذاظنه حين يستغفر وبالقبول إذاظنه حين يتوب وبالإجابة إذاظنه حين يدعو وبالكفاية إذاظنها حين يستكفي‌ لأن هذه صفات لاتظهر إلا إذاحسن ظنه بالله تعالي وكذلك تحسين الظن بقبول العمل عندفعله إياه فينبغي‌ للمستغفر والتائب والداعي‌ والعامل أن يأتوا بذلك موقنين بالإجابة بوعد الله الصادق فإن الله تعالي وعد بقبول التوبة الصادقة والأعمال الصالحة و أما لوفعل هذه الأشياء و هويظن أن لايقبل و لاينفعه فذلك قنوط من رحمة الله تعالي والقنوط كبيرة مهلكة و أماظن المغفرة مع الإصرار وظن الثواب مع ترك الأعمال فذلك جهل وغرور يجر إلي مذهب المرجئة والظن هوترجيح أحد الجانبين بسبب يقتضي‌ الترجيح فإذاخلا عن سبب فإنما هوغرور وتمن للمحال

15- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ أَحسِنِ الظّنّ بِاللّهِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ أَنَا عِندَ حُسنِ ظَنّ عبَديِ‌َ المُؤمِنِ بيِ‌ إِن خَيراً فَخَيراً وَ إِن شَرّاً فَشَرّاً

بيان أنا عندحسن ظن عبدي‌ أقول هذاالخبر مروي‌ من طريق العامة أيضا و قال الخطابي‌ معناه أنا عندظن عبدي‌ في حسن عمله وسوء عمله لأن من حسن عمله حسن ظنه و من ساء عمله ساء ظنه


صفحه : 367

16- كا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الجوَهرَيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ حُسنُ الظّنّ بِاللّهِ أَن لَا تَرجُوَ إِلّا اللّهَ وَ لَا تَخَافَ إِلّا ذَنبَكَ

بيان فيه إشارة إلي أن حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء علي المعاصي‌ اتكالا علي رحمة الله بل معناه أنه مع العمل لايتكل علي عمله وإنما يرجو قبوله من فضله وكرمه و يكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لا من ربه فحسن الظن لاينافي‌ الخوف بل لابد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كمامر

17- كا،[الكافي‌] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الهَيثَمِ بنِ أَبِي مَسرُوقٍ عَن يَزِيدَ بنِ إِسحَاقَ شَعِرٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المَكَارِمُ عَشرٌ فَإِنِ استَطَعتَ أَن تَكُونَ فِيكَ فَلتَكُن فَإِنّهَا تَكُونُ فِي الرّجُلِ وَ لَا تَكُونُ فِي وَلَدِهِ وَ تَكُونُ فِي الوَلَدِ وَ لَا تَكُونُ فِي أَبِيهِ وَ تَكُونُ فِي العَبدِ وَ لَا تَكُونُ فِي الحُرّ قِيلَ وَ مَا هُنّ قَالَ صِدقُ البَأسِ وَ صِدقُ اللّسَانِ وَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ وَ صِلَةُ الرّحِمِ وَ إِقرَاءُ الضّيفِ وَ إِطعَامُ السّائِلِ وَ المُكَافَاةُ عَلَي الصّنَائِعِ وَ التّذَمّمُ لِلجَارِ وَ التّذَمّمُ لِلصّاحِبِ وَ رَأسُهُنّ الحَيَاءُ


صفحه : 368

تبيين في القاموس الكرم محركة ضد اللؤم كرم بضم الراء كرامة فهو كريم ومكرمة وأكرمه وكرمه عظمه ونزهه والكريم الصفوح والمكرم والمكرمة بضم رائهما فعل الكرم وأرض مكرمة كريمة طيبة انتهي والمكارم جمع المكرمة أي الأخلاق والأعمال الكريمة الشريفة التي‌ توجب كرم المرء وشرافته فإن استطعت يدل علي أن تحصيل تلك الصفات أوكمالها لايتيسر لكل أحد فإنها من العنايات الربانية والمواهب السبحانية التابعة للطينات الحسنة الطيبة و بين ع بقوله فإنها تكون في الرجل و لاتكون في ولده مع شدة المناسبة والخلطة والمعاشرة بينهما وكذا العكس و لامدخل للشرافة النسبية في ذلك و لاالكرامة الدنيوية و بين ع ذلك بقوله وتكون في العبد إلخ . فإن قيل إذاكانت هذه الصفات من المواهب الربانية فلااختيار للعباد فيها فلايتصور التكليف بها والمذمة علي تركها قلت يمكن أن يجاب عنه بوجهين الأول أن يكون المراد بالاستطاعة سهولة التحصيل لاالقدرة والاختيار وتكون العناية الإلهية سببا لسهولة الأمر لاالتمكن منه الثاني‌ أن تكون الاستطاعة في المستحبات كإقراء الضيف وإطعام السائل والتذمم والحياء لا في الواجبات كصدق اللسان وأداء الأمانة. قوله ع صدق البأس في بعض نسخ الكتاب ومجالس الشيخ وغيره بالياء المثناة التحتانية و في بعضها بالباء الموحدة فعلي الأول المراد به اليأس عما في أيدي‌ الناس وقصر النظر علي فضله تعالي ولطفه والمراد بصدقه عدم كونه بمحض الدعوي من غيرظهور آثاره إذ قديطلق الصدق في غيرالكلام من أفعال الجوارح فيقال صدق في القتال إذاوفي حقه وفعل علي مايجب و كمايجب وكذب في القتال إذا كان بخلاف ذلك و قديطلق علي مطلق الحسن نحو قوله تعالي مَقعَدِ صِدقٍ وقَدَمَ صِدقٍ و علي الثاني‌ المراد بالبأس إما الشجاعة وشدة في الحرب وغيره أي الشجاعة


صفحه : 369

الحسنة الصادقة في الجهاد في سبيل الله وإظهار الحق والنهي‌ عن المنكر. أو من البؤس والفقر كماقيل أريد بصدق البأس موافقة خشوع ظاهره وإخباته لخشوع باطنه وإخباته لايري التخشع في الظاهر أكثر مما في باطنه انتهي و هوبعيد عن اللفظ إذ الظاهر حينئذ البؤس بالضم و هوخلاف المضبوط من الرسم قال في القاموس البأس العذاب والشدة في الحرب بؤس ككرم بأسا فهو بئيس شجاع وبئس كسمع بؤسا اشتدت حاجته والتباؤس التفاقر و أن يري تخشع الفقراء إخباتا وتضرعا انتهي وكأنه أخذه من المعني الأخير و لايخفي ما فيه . و قال بعضهم صدق البأس أي الخوف أوالخضوع أوالشدة والفقر و منه البائس الفقير أوالقوة وصدق الخوف من المعصية بأن يتركها و من التقصير في العمل بأن يسعي في كماله و من عدم الوصول إلي درجة الأبرار بأن يسعي في اكتساب الخيرات وصدق الخضوع بأن يخضع لله لالغيره وصدق الفقر بأن يترك عن نفسه هواها ومتمنياتها وصدق القوة بأن يصرفها في الطاعات انتهي و في أكثرها تكلف مستغني عنه . وأداء الأمانة الأمانة ضد الخيانة و مايؤتمن عليه وكأنها تعم المال والعرض والسر وغيرها من حقوق الله وحقوق النبي والأئمة ع وسائر الخلق كما قال تعالي إِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدّوا الأَماناتِ إِلي أَهلِها و قدفسرت الأمانة في هذه الآية وغيرها بالودائع والتكاليف والإمامة والخلافة في أخبار كثيرة مر بعضها و في النهاية قدتكرر في الحديث ذكر صلة الرحم وهي‌ كناية عن الإحسان إلي الأقربين من ذوي‌ النسب والأصهار والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم وكذلك إن بعدوا وأساءوا وقطع الرحم ضد ذلك كله يقال وصل رحمه يصلها وصلا وصلة والهاء فيهاعوض من الواو المحذوفة فكأنه بالإحسان إليهم وصل مابينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر انتهي وشمولها للأصهار لايخلو


صفحه : 370

من نظر و إن كان حسنا. وإقراء الضيف كذا في نسخ الكتاب وغيره إلا في رواية أخري رواها الشيخ في المجالس موافقة المضامين لهذه الرواية فإن فيهاقري الضيف و هوأظهر وأوفق لما في كتب اللغة في القاموس قري الضيف قري بالكسر والقصر والفتح والمد إضافة واستقري واقتري وأقري طلب ضيافة انتهي لكن قدنري كثيرا من الأبنية مستعملة في الأخبار والعرف العام والخاص لم يتعرض لها اللغويون و قديقال الإفعال هنا للتعريض نحو أباع البعير. وقيل إقراء الضيف طلبه للضيافة و لم أدر من أين أخذه وكأنه أخذه من آخر كلام الفيروزآبادي‌ و لايخفي ما فيه والقري والإطعام إما مختصان بالمؤمن أوبالمسلم مطلقا كمايدل عليه بعض الأخبار و إن كان يأباه بعضها أوالأعم منه و من الكفار كمااشتهر علي الألسن أكرم الضيف و لو كان كافرا أماالحربي‌ فالظاهر العدم ثم هنا يتفاوتان في الفضل بحسب تفاوت نية القاري‌ أوالمطعم واحتياجهما واستحقاق الضيف أوالسائل وصلاحهما والغالب استحبابهما و قديجبان عندخوف هلاك الضيف والسائل . والمكافاة علي الصنائع أي المجازاة علي الإحسان في القاموس كافأه مكافاة وكفاء جازاه و في النهاية الاصطناع افتعال من الصنيعة وهي‌ العطية والكرامة والإحسان ولعلها من المستحبات والآداب لجواز الأخذ من غيرعوض لِمَا رَوَاهُ إِسحَاقُ بنُ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لَهُ الرّجُلُ الفَقِيرُ يهُديِ‌ إلِيَ‌ّ الهَدِيّةَ يَتَعَرّضُ لِمَا عنِديِ‌ فَآخُذُهَا وَ لَا أُعطِيهِ شَيئاً قَالَ نَعَم هيِ‌َ لَكَ حَلَالٌ وَ لَكِن لَا تَدَع أَن تُعطِيَهُ.


صفحه : 371

و هذا هوالأشهر الأقوي و عن الشيخ أن مطلق الهبة يقتضي‌ الثواب ومقتضاه لزوم بذله و إن لم يطلبه الواهب و هوبعيد و عن أبي الصلاح أن هبة الأدني للأعلي تقتضي‌ الثواب فيعوض عنها بمثلها و لايجوز التصرف فيها ما لم يعوض والأظهر خلافه نعم إن اشترط الواهب علي المتهب العوض وعينه لزم و إن أطلق و لم يتفقا علي شيءفالظاهر أنه يلزم المتهب مثل الموهوب أوقيمته إن أراد اللزوم وهل يجب علي المتهب الوفاء بالشرط أو له التخيير فيه و في رد العين فيه قولان . و في النهاية التذمم للصاحب هو أن يحفظ ذمامه ويطرح عن نفسه ذم الناس له إن لم يحفظه و في القاموس تذمم استنكف يقال لو لم أترك الكذب تأثما لتركته تذمما والحاصل أن يدفع الضرر عمن يصاحبه سفرا أوحضرا وعمن يجاوره في البيت أو في المجلس أيضا أو من أجاره وآمنه خوفا من اللوم والذم لكنه مقيد بما إذا لم ينته إلي الحمية والعصبية بأن يرتكب المعاصي‌ لإعانته في القاموس الجار المجاور و ألذي أجرته من أن يظلم والمجير والمستجير والحليف ورأسهن الحياء لأن جميع ماذكر إنما يحصل ويتم بالحياء من الله أو من الخلق فهي‌ بالنسبة إليها كالرأس من البدن والحياء انقباض النفس عن القبائح وتركها لذلك

18- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَصّ رُسُلَهُ بِمَكَارِمِ الأَخلَاقِ فَامتَحِنُوا أَنفُسَكُم فَإِن كَانَت فِيكُم فَاحمَدُوا اللّهَ وَ اعلَمُوا أَنّ ذَلِكَ مِن خَيرٍ وَ إِن لَا تَكُن فِيكُم فَاسأَلُوا اللّهَ وَ ارغَبُوا إِلَيهِ فِيهَا قَالَ فَذَكَرَ عَشَرَةً اليَقِينَ وَ القَنَاعَةَ وَ الصّبرَ وَ الشّكرَ وَ الحِلمَ وَ حُسنَ الخُلُقِ وَ السّخَاءَ وَ الغَيرَةَ وَ الشّجَاعَةَ وَ المُرُوّةَ قَالَ وَ رَوَي بَعضُهُم بَعدَ هَذِهِ الخِصَالِ العَشَرَةِ وَ زَادَ فِيهَا الصّدقَ وَ أَدَاءَ الأَمَانَةِ


صفحه : 372

بيان الخلق بالضم ملكة للنفس يصدر عنها الفعل بسهولة ومنها ماتكون خلقية ومنها ماتكون كسبية بالتفكر والمجاهدة والممارسة وتمرين النفس عليها فلاينافي‌ وقوع التكليف بها كما أن البخيل يعطي‌ أولا بمشقة ومجادلة للنفس ثم يكرر ذلك حتي يصير خلقا وعادة له والمراد بتخصيص الرسل بها أن الفرد الكامل منها مقصورة عليهم أوهم مقصورون عليها دون أضدادها فإن الباء قدتدخل علي المقصور كما هوالمشهور و قدتدخل علي المقصور عليه أوالمعني خص الرسل بإنزال المكارم عليهم وأمرهم بتبليغها كما روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص بُعِثتُ لِأُتَمّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ

. واعلموا أن ذلك من خير أي من خير عظيم أراد الله بكم أوعلم الله فيكم من صفاء طينتكم أو من عمل خير أونية خير صدر عنكم فاستحققتم أن يتفضل عليكم بذلك أواعلموا أن ذلك من توفيق الله سبحانه و لايمكن تحصيل ذلك إلا به أوعدوه من الخيرات العظيمة أوخص رسله من بين سائر الخلق بالنبوة والرسالة والكرامة بسبب مكارم الأخلاق التي‌ علمها فيهم . واليقين أعلي مراتب الإيمان بحيث يبعث علي العمل بمقتضاه كمامر والقناعة الاجتزاء باليسير من الأعراض المحتاج إليها يقال قنع يقنع قناعة إذارضي‌ والأظهر عندي‌ أنها الاكتفاء بما أعطاه الله تعالي وعدم طلب الزيادة منه قليلا كان أم كثيرا والصبر هوحبس النفس عن الجزع عندالمصيبة و عن ترك الطاعة لمشقتها و عن ارتكاب المعصية لغلبة شهوتها والشكر مكافاة نعم الله في جميع الأحوال باللسان والجنان والأركان والحلم ضبط النفس عن المبادرة إلي الانتقام فيما يحسن لامطلقا. وحسن الخلق هوالمعاشرة الجميلة مع الناس بالبشاشة والتودد والتلطف والإشفاق واحتمال الأذي عنهم والسخاء بذل المال بسهولة علي قدر لايؤدي‌ إلي الإسراف في موضعه وأفضله ما كان بغير سؤال والغيرة الحمية في الدين وترك المسامحة فيما يري في نسائه وحرمه من القبائح لاتغير الطبع بالباطل والحمية


صفحه : 373

فيه والقتل والضرب بالظن من غيرثبوت شيء عليه شرعا وأمثال ذلك والشجاعة الجرأة في الجهاد مع أعادي‌ الدين مع تحقق شرائطه والأمر بالمعروف والنهي‌ عن المنكر ومجاهدة النفس والشيطان . والمروءة بالهمز و قديشدد الواو بتخفيف الهمزة هي‌ الإنسانية وهي‌ صفات إذاكانت في الإنسان يحق أن يسمي إنسانا أويحق للإنسان من حيث إنه إنسان أن يأتي‌ بهافهو مشتق من المرء فهي‌ من أمهات الصفات الكمالية قال في المصباح المروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان علي الوقوف عندمحاسن الأخلاق وجميل العادات انتهي وقريب منه معني الفتوة ويعبر عنها بالفارسية بمردي‌ وجوانمردي‌ ويرجع أكثر مايندرج فيه إلي البذل والسخاء وحسن المعاشرة وكثرة النفع للعباد والإتيان بما يعظم عند الناس من ذلك .

وَ رَوَي الصّدُوقُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ بِسَنَدٍ مَرفُوعٍ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَذَاكَرنَا أَمرَ الفُتُوّةِ عِندَهُ فَقَالَ أَ تَظُنّونَ أَنّ الفُتُوّةَ بِالفِسقِ وَ الفُجُورِ إِنّمَا الفُتُوّةُ طَعَامٌ مَوضُوعٌ وَ نَائِلٌ مَبذُولٌ وَ بِشرٌ مَعرُوفٌ وَ أَذًي مَكفُوفٌ وَ أَمّا تِلكَ فَشَطَارَةٌ وَ فِسقٌ ثُمّ قَالَ مَا المُرُوءَةُ قُلنَا لَا نَعلَمُ قَالَ المُرُوءَةُ وَ اللّهِ أَن يَضَعَ الرّجُلُ خِوَانَهُ فِي فِنَاءِ دَارِهِ

. قوله قال وروي بعضهم الظاهر أن فاعل قال البرقي‌ حيث روي من كتابه ويحتمل ابن مسكان أيضا و علي التقديرين قوله روي وزاد فيهاتنازعا في الصدق فقوله وزاد فيهاتأكيد للكلام السابق لئلا يتوهم أنه أتي بهما بدلا من خصلتين من العشر تركهما فلابد من سقوط عشرة من الرواية الأخيرة كما في الرواية الآتية أوإبدالها باثنتي‌ عشرة ويحتمل أن يكون المراد بقوله وزاد فيها أنه زاد في الأصل العدد أيضا بما ذكرنا من الإبدال و الله أعلم بحقيقة الحال


صفحه : 374

19- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الهاَشمِيِ‌ّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَبّادٍ قَالَ بَكرٌ وَ أظَنُنّيِ‌ قَد سَمِعتُهُ مِن إِسمَاعِيلَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّا لَنُحِبّ مَن كَانَ عَاقِلًا فَهِماً فَقِيهاً حَلِيماً مُدَارِياً صَبُوراً صَدُوقاً وَفِيّاً إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَصّ الأَنبِيَاءَ بِمَكَارِمِ الأَخلَاقِ فَمَن كَانَت فِيهِ فَليَحمَدِ اللّهَ عَلَي ذَلِكَ وَ مَن لَم تَكُن فِيهِ فَليَتَضَرّع إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ليَسأَلهُ إِيّاهَا قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا هُنّ قَالَ هُنّ الوَرَعُ وَ القَنَاعَةُ وَ الصّبرُ وَ الشّكرُ وَ الحِلمُ وَ الحَيَاءُ وَ السّخَاءُ وَ الشّجَاعَةُ وَ الغَيرَةُ وَ البِرّ وَ صِدقُ الحَدِيثِ وَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ

بيان قدمر تفسير العقل في أول الكتاب والأظهر هنا أنه ملكة للنفس تدعو إلي اختيار الخير والنافع واجتناب الشرور والمضار و بهاتقوي النفس علي زجر الدواعي‌ الشهوية والغضبية والوساوس الشيطانية والفهم هوجودة تهيئ الذهن لقبول مايرد عليه من الحق وينتقل من المبادي‌ إلي المطالب بسرعة والفقه العلم بالأحكام من الحلال والحرام وبالأخلاق وآفات النفوس وموانع القرب من الحق وقيل بصيرة قلبية في أمر الدين تابعة للعلم والعمل مستلزمة للخوف والخشية و قال الراغب الفقه هوالتوصل إلي علم غائب بعلم شاهد فهو أخص من العلم قال تعالي فَما لِهؤُلاءِ القَومِ لا يَكادُونَ يَفقَهُونَ حَدِيثاًبِأَنّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَ إلي غير ذلك من الآيات والفقه العلم بأحكام الشريعة يقال فقه الرجل إذاصار فقيها وتفقه إذاطلبه فتخصص به قال تعالي لِيَتَفَقّهُوا فِي الدّينِ. والمداراة الملاطفة والملاينة مع الناس وترك مجادلتهم ومناقشتهم و قد


صفحه : 375

يهمز قال في القاموس درأه كجعله دفعه ودارأته داريته ودافعته ولاينته ضد و في النهاية فيه كان لايداري‌ و لايماري‌ أي لايشاغب و لايخالف و هومهموز فأما المداراة في حسن الخلق والصحبة فغير مهموز و قديهمز انتهي . والوفي‌ الكثير الوفاء بعهود الله وعهود الخلق و هوقريب من الصدق ملازم له كَمَا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الوَفَاءُ تَوأَمُ الصّدقِ

ويومئ الحديث إلي التحريص علي محبة الموصوف بالصفات المذكورة واختيار مصاحبته والورع قريب من التقوي بل أخص منها ببعض معانيها فإنه يعتبر فيه الكف عن الشبهات بل المكروهات وبعض المباحات قال في النهاية فيه ملاك الدين الورع الورع في الأصل الكف عن المحارم والتحرج منه ثم استعير للكف عن المباح والحلال والبر هوالإحسان بالوالدين والأقربين بل بالناس أجمعين و قديطلق علي جميع الأعمال الصالحة والخيرات

20- كا،[الكافي‌] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ وَ عَلِيّ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُخبِرُكُم بِخَيرِ رِجَالِكُم قُلنَا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ إِنّ مِن خَيرِ رِجَالِكُمُ التقّيِ‌ّ النقّيِ‌ّ السّمِحَ الكَفّينِ النقّيِ‌ّ الطّرَفَينِ البَرّ بِوَالِدَيهِ وَ لَا يُلجِئُ عِيَالَهُ إِلَي غَيرِهِ

توضيح بخير رجالكم ربما يتوهم التنافي‌ بين هذا و بين قوله من خير رجالكم وأجيب بأن المراد بالأول الصنف وبالثاني‌ كل فرد من هذاالصنف أوالحصر في الأول إضافي‌ بالنسبة إلي من لم يوجد فيه الصفات المذكورة دون الخير علي الإطلاق . وأقول يحتمل أن يكون ع أراد ذكر الكل ثم اكتفي بذكر البعض أوالمراد أن المتصف بكل من الصفات المذكورة من جملة الخير أوالمراد بقوله بخير رجالكم ببعضهم بقرينة الأخير ومرجعه إلي بعض الوجوه المتقدمة


صفحه : 376

التقي‌ أي من الشرك و مايوجب الخروج من الإيمان أو من سائر المعاصي‌ أيضا فقوله النقي‌ الطرفين تخصيص بعدالتعميم أوالمراد به الاحتراز عن الشبهات والنقي‌ النظيف الطاهر من الأوساخ الجسمانية والأدناس النفسانية من رذائل العقائد والأخلاق .السمح الكفين قال في النهاية سمح وأسمح إذاجاد وأعطي عن كرم وسخاء انتهي والإسناد إلي الكفين لظهور العطاء منهما والتثنية للمبالغة أوإشارة إلي عطاء الواجبات والمندوبات النقي‌ الطرفين أي الفرج عن الحرام والشبهة واللسان عن الكذب والخناء والافتراء والفحش والغيبة وسائر المعاصي‌ و ما لايفيد من الكلام أوالفرجين أوالفرج والفم عن أكل الحرام والشبهة أوالمراد كريم الأبوين والأول أظهر قال في النهاية طرفا الإنسان لسانه وذكره و منه قولهم لايدري‌ أي طرفيه أطول و فيه و ماأدري‌ أي طرفيه أسرع أراد حلقه ودبره أي أصابه القي‌ء والإسهال فلم أدر أيهما أسرع خروجا من كثرته انتهي والمعني الثالث أيضا حسن لِمَا روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّ أَكثَرَ مَا يُدخِلُ النّارَ الأَجوَفَانِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الأَجوَفَانِ قَالَ الفَرجُ وَ الفَمُ

وأيضا قرنوا في أخبار كثيرة في بيان المهلكات بين شهوة البطن والفرج

وَ رَوَي فِي معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ أَنّهُ قَالَ مَن ضَمِنَ لِي مَا بَينَ لَحيَيهِ وَ مَا بَينَ رِجلَيهِ ضَمِنتُ لَهُ الجَنّةَ

وحمله الأكثر علي المعني الأول قال الصدوق رحمه الله يعني‌ من ضمن لي لسانه وفرجه وأسباب البلايا تنفتح من هذين العضوين انتهي .البر بوالديه أي المحسن إليهما والمطيع لهما والمتحري‌ لمحابهما و لايلجئ عياله إلي غيره أي لم يضطرهم لعدم الإنفاق عليهم مع القدرة عليه إلي السؤال عن غيره يقال ألجأته إليه ولجأته بالهمزة والتضعيف أي اضطررته وكرهته

21-كا،[الكافي‌] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن رَجُلٍ مِن بنَيِ‌ هَاشِمٍ قَالَأَربَعٌ مَن كُنّ فِيهِ كَمَلَ إِسلَامُهُ وَ لَو كَانَ مِن قَرنِهِ


صفحه : 377

إِلَي قَدَمِهِ خَطَايَا لَم تَنقُصهُ الصّدقُ وَ الحَيَاءُ وَ حُسنُ الخُلُقِ وَ الشّكرُ

بيان كأن المراد برجل من بني‌ هاشم الصادق ع عبر هكذا لشدة التقية أو الرجل راو وضمير قال له ع أربع أي أربع خصال لم تنقصه ضمير المفعول للإسلام أوالموصول أي لم ينقصه شيئا من الإسلام وقيل أي يوفقه الله للتوبة بسبب تلك الخصال فلاينقصه شيئا من ثواب الآخرة مع أن حصول تلك الصفات يوجب ترك أكثر المعاصي‌ ويستلزمه

22- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَن سَعدٍ وَ الحمِيرَيِ‌ّ جَمِيعاً عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ البطَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ يَنبُشُ القُبُورَ فَاعتَلّ جَارٌ لَهُ فَخَافَ المَوتَ فَبَعَثَ إِلَي النّبّاشِ فَقَالَ كَيفَ كَانَ جوِاَريِ‌ لَكَ قَالَ أَحسَنَ جِوَارٍ قَالَ فَإِنّ لِي إِلَيكَ حَاجَةً قَالَ قُضِيَت حَاجَتُكَ قَالَ فَأَخرَجَ إِلَيهِ كَفَنَينِ فَقَالَ أُحِبّ أَن تَأخُذَ أَحَبّهُمَا إِلَيكَ وَ إِذَا دُفِنتُ فَلَا تنَبشُنيِ‌ فَامتَنَعَ النّبّاشُ مِن ذَلِكَ وَ أَبَي أَن يَأخُذَهُ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ أُحِبّ أَن تَأخُذَهُ فَلَم يَزَل بِهِ حَتّي أَخَذَ أَحَبّهُمَا وَ مَاتَ الرّجُلُ فَلَمّا دُفِنَ قَالَ النّبّاشُ هَذَا قَد دُفِنَ فَمَا عِلمُهُ بأِنَيّ‌ تَرَكتُ كَفَنَهُ أَو أَخَذتُهُ لَآخُذَنّهُ فَأَتَي قَبرَهُ فَنَبَشَهُ فَسَمِعَ صَائِحاً يَقُولُ وَ يَصِيحُ بِهِ لَا تَفعَل فَفَزِعَ النّبّاشُ مِن ذَلِكَ فَتَرَكَهُ وَ تَرَكَ مَا كَانَ عَلَيهِ وَ قَالَ لِوُلدِهِ أَيّ أَبٍ كُنتُ لَكُم قَالُوا نِعمَ الأَبُ كُنتَ لَنَا قَالَ فَإِنّ لِي إِلَيكُم حَاجَةً قَالُوا قُل مَا شِئتَ فَإِنّا سَنَصِيرُ إِلَيهِ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَأُحِبّ إِذَا أَنَا مِتّ أَن تأَخذُوُنيِ‌ فتَحُرقِوُنيِ‌ بِالنّارِ فَإِذَا صِرتُ رَمَاداً فدَفِوّنيِ‌ ثُمّ تَعَمّدُوا بيِ‌ رِيحاً عَاصِفاً فَذُرّوا نصِفيِ‌ فِي البَرّ وَ نصِفيِ‌ فِي البَحرِ قَالُوا نَفعَلُ فَلَمّا مَاتَ فَعَلَ بَعضُ وُلدِهِ مَا أَوصَاهُم بِهِ فَلَمّا ذَرّوهُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِلبَرّ اجمَع مَا فِيكَ وَ قَالَ لِلبَحرِ اجمَع مَا فِيكَ فَإِذَا الرّجُلُ قَائِمٌ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَا حَمَلَكَ عَلَي مَا أَوصَيتَ وُلدَكَ أَن يَفعَلُوهُ بِكَ قَالَ


صفحه : 378

حمَلَنَيِ‌ عَلَي ذَلِكَ وَ عِزّتِكَ خَوفُكَ فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ فإَنِيّ‌ سأَرُضيِ‌ خُصُومَكَ وَ قَد آمَنتُ خَوفَكَ وَ غَفَرتُ لَكَ

23- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] أَبِي عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن مُثَنّي عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ قَالَ سَمِعتُ رَجُلًا مِنَ الأَنصَارِ يَقُولُ بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص مُستَظِلّ بِظِلّ شَجَرَةٍ فِي يَومٍ شَدِيدِ الحَرّ إِذ جَاءَ رَجُلٌ فَنَزَعَ ثِيَابَهُ ثُمّ جَعَلَ يَتَمَرّغُ فِي الرّمضَاءِ يكَويِ‌ ظَهرَهُ مَرّةً وَ بَطنَهُ مَرّةً وَ جَبهَتَهُ مَرّةً وَ يَقُولُ يَا نَفسُ ذوُقيِ‌ فَمَا عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَعظَمُ مِمّا صَنَعتُ بِكِ وَ رَسُولُ اللّهِ يَنظُرُ إِلَي مَا يَصنَعُ ثُمّ إِنّ الرّجُلَ لَبِسَ ثِيَابَهُ ثُمّ أَقبَلَ فَأَومَأَ إِلَيهِ النّبِيّص بِيَدِهِ وَ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ لَقَد رَأَيتُكَ صَنَعتَ شَيئاً مَا رَأَيتُ أَحَداً مِنَ النّاسِ صَنَعَهُ فَمَا حَمَلَكَ عَلَي مَا صَنَعتَ فَقَالَ الرّجُلُ حمَلَنَيِ‌ عَلَي ذَلِكَ مَخَافَةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قُلتُ لنِفَسيِ‌ يَا نَفسُ ذوُقيِ‌ فَمَا عِندَ اللّهِ أَعظَمُ مِمّا صَنَعتُ بِكِ فَقَالَ النّبِيّص لَقَد خِفتَ رَبّكَ حَقّ مَخَافَتِهِ فَإِنّ رَبّكَ ليَبُاَهيِ‌ بِكَ أَهلَ السّمَاءِ ثُمّ قَالَ لِأَصحَابِهِ يَا مَعَاشِرَ مَن حَضَرَ ادنُوا مِن صَاحِبِكُم حَتّي يَدعُوَ لَكُم فَدَنَوا مِنهُ فَدَعَا لَهُم وَ قَالَ لَهُم أللّهُمّ اجمَع أَمرَنَا عَلَي الهُدَي وَ اجعَلِ التّقوَي زَادَنَا وَ الجَنّةَ مَآبَنَا

24- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّ النّاسِ خَيرٌ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ أَخوَفُهُم لِلّهِ وَ أَعمَلُهُم بِالتّقوَي وَ أَزهَدُهُم فِي الدّنيَا

25- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] فِي خَبَرِ منَاَهيِ‌ النّبِيّص قَالَص مَن عَرَضَت لَهُ فَاحِشَةٌ أَو شَهوَةٌ فَاجتَنَبَهَا مِن مَخَافَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ النّارَ وَ آمَنَهُ مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ وَ أَنجَزَ لَهُ مَا وَعَدَهُ فِي كِتَابِهِ فِي قَولِهِوَ لِمَن خافَ مَقامَ رَبّهِ جَنّتانِ


صفحه : 379

26- فس ،[تفسير القمي‌] قَالَ الصّادِقُ ع كَفَي بِخَشيَةِ اللّهِ عِلماً وَ كَفَي بِالِاغتِرَارِ بِاللّهِ جَهلًا

27- فس ،[تفسير القمي‌] وَ أَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبّهِ وَ نَهَي النّفسَ عَنِ الهَوي فَإِنّ الجَنّةَ هيِ‌َ المَأوي قَالَ هُوَ العَبدُ إِذَا وَقَفَ عَلَي مَعصِيَةِ اللّهِ وَ قَدَرَ عَلَيهَا ثُمّ يَترُكُهَا مَخَافَةَ اللّهِ وَ نَهَي النّفسَ عَنهَا فَمُكَافَاتُهُ الجَنّةُ

28- ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَنِ ابنِ المُعَاذِ عَنِ الحُسَينِ المرَوزَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَوفٍ عَنِ الحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ لَا أَجمَعُ عَلَي عبَديِ‌ خَوفَينِ وَ لَا أَجمَعُ لَهُ أَمنَينِ فَإِذَا أمَنِنَيِ‌ فِي الدّنيَا أَخَفتُهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ إِذَا خاَفنَيِ‌ فِي الدّنيَا آمَنتُهُ يَومَ القِيَامَةِ

أقول قدمر كثير من الأخبار في باب جوامع المكارم و في باب صفات الشيعة وسيأتي‌ في أبواب المواعظ

29-ل ،[الخصال ]الخَلِيلُ بنُ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ السّرّاجِ عَنِ الوَلِيدِ بنِ شُجَاعٍ عَن عَلِيّ بنِ مُسهِرٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَينَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فِيمَن كَانَ قَبلَكُم يَمشُونَ إِذ أَصَابَهُم مَطَرٌ فَأَوَوا إِلَي غَارٍ فَانطَبَقَ عَلَيهِم فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ يَا هَؤُلَاءِ وَ اللّهِ مَا يُنجِيكُم إِلّا الصّدقُ فَليَدعُ كُلّ رَجُلٍ مِنكُم بِمَا يَعلَمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ قَد صَدَقَ فِيهِ فَقَالَ أَحَدُهُم أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّهُ كَانَ لِي أَجِيرٌ عَمِلَ لِي عَلَي فَرَقِ أَرُزّ فَزَرَعتُهُ فَصَارَ مِن أَمرِهِ إِلَي أَنِ اشتَرَيتُ مِن ذَلِكَ الفَرَقِ بَقَراً ثُمّ أتَاَنيِ‌ فَطَلَبَ أَجرَهُ فَقُلتُ اعمِد إِلَي تِلكَ البَقَرِ فَسُقهَا فَقَالَ إِنّمَا لِي عِندَكَ فَرَقٌ مِن أَرُزّ فَقُلتُ اعمِد إِلَي تِلكَ البَقَرِ فَسُقهَا فَإِنّهَا مِن ذَلِكَ فَسَاقَهَا فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ


صفحه : 380

مِن خَشيَتِكَ فَفَرّج عَنّا فَانسَاحَتِ الصّخرَةُ عَنهُم وَ قَالَ الآخَرُ أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيخَانِ كَبِيرَانِ فَكُنتُ آتِيهِمَا كُلّ لَيلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِي فَأَبطَأَتُ عَلَيهِمَا ذَاتَ لَيلَةٍ فَأَتَيتُهُمَا وَ قَد رَقَدَا وَ أهَليِ‌ وَ عيِاَليِ‌ يَتَضَاغَونَ مِنَ الجُوعِ وَ كُنتُ لَا أَسقِيهِم حَتّي يَشرَبَ أبَوَاَي‌َ فَكَرِهتُ أَن أُوقِظَهُمَا مِن رَقدَتِهِمَا وَ كَرِهتُ أَن أَرجِعَ فَيَستَيقِظَا لِشُربِهِمَا فَلَم أَزَل أَنتَظِرُهُمَا حَتّي طَلَعَ الفَجرُ فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ مِن خَشيَتِكَ فَفَرّج عَنّا فَانسَاحَت عَنهُمُ الصّخرَةُ حَتّي نَظَرُوا إِلَي السّمَاءِ وَ قَالَ الآخَرُ أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّهُ كَانَت لِي ابنَةُ عَمّ أَحَبّ النّاسِ إلِيَ‌ّ وَ أنَيّ‌ رَاوَدتُهَا عَن نَفسِهَا فَأَبَت عَلَيّ إِلّا أَن آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ فَطَلَبتُهَا حَتّي قَدَرتُ عَلَيهَا فَجِئتُ بِهَا فَدَفَعتُهَا إِلَيهِ فأَمَكنَتَنيِ‌ مِن نَفسِهَا فَلَمّا قَعَدتُ بَينَ رِجلَيهَا قَالَت اتّقِ اللّهَ وَ لَا تَفُضّ الخَاتَمَ إِلّا بِحَقّهِ فَقُمتُ عَنهَا وَ تَرَكتُ لَهَا المِائَةَ فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ مِن خَشيَتِكَ فَفَرّج عَنّا فَفَرّجَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهُم فَخَرَجُوا

أقول قدمضي بإسناد آخر في باب قصة أصحاب الكهف وأوردناه بتغيير ما في باب الإخلاص

30-ل ،[الخصال ]أَنوَاعُ الخَوفِ خَمسَةٌ خَوفٌ وَ خَشيَةٌ وَ وَجَلٌ وَ رَهبَةٌ وَ هَيبَةٌ


صفحه : 381

فَالخَوفُ لِلعَاصِينَ وَ الخَشيَةُ لِلعَالِمِينَ وَ الوَجَلُ لِلمُخبِتِينَ وَ الرّهبَةُ لِلعَابِدِينَ وَ الهَيبَةُ لِلعَارِفِينَ أَمّا الخَوفُ فَلِأَجلِ الذّنُوبِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لِمَن خافَ مَقامَ رَبّهِ جَنّتانِ وَ الخَشيَةُ لِأَجلِ رُؤيَةِ التّقصِيرِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ وَ أَمّا الوَجَلُ فَلِأَجلِ تَركِ الخِدمَةِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم وَ الرّهبَةُ لِرُؤيَةِ التّقصِيرِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ يُحَذّرُكُمُ اللّهُ نَفسَهُيُشِيرُ إِلَي هَذَا المَعنَي

وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ كَانَ إِذَا صَلّي سُمِعَ لِصَدرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ المِرجَلِ مِنَ الهَيبَةِ حَدّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو عَبدِ اللّهِ بنُ حَامِدٍ رَفَعَهُ إِلَي بَعضِ الصّالِحِينَ ع

31- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَا كَانَ عَبدٌ لِيَحبِسَ نَفسَهُ عَلَي اللّهِ إِلّا أَدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ

32- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن سُلَيمَانَ بنِ مُحَمّدٍ الهمَداَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي الكنِديِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ مَن خَافَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَخَافَ اللّهُ مِنهُ كُلّ شَيءٍ وَ مَن لَم يَخَفِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَخَافَهُ اللّهُ مِن كُلّ شَيءٍ الخَبَرَ

33- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الحَسَنِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ فِي


صفحه : 382

حِكمَةِ آلِ دَاوُدَ يَا ابنَ آدَمَ كَيفَ تَتَكَلّمُ بِالهُدَي وَ أَنتَ لَا تُفِيقُ عَنِ الرّدَي يَا ابنَ آدَمَ أَصبَحَ قَلبُكَ قَاسِياً وَ أَنتَ لِعَظَمَةِ اللّهِ نَاسِياً فَلَو كُنتَ بِاللّهِ عَالِماً وَ بِعَظَمَتِهِ عَارِفاً لَم تَزَل مِنهُ خَائِفاً وَ لمن وعده [لِوَعدِهِ]رَاجِياً وَيحَكَ كَيفَ لَا تَذكُرُ لَحدَكَ وَ انفِرَادَكَ فِيهِ وَحدَكَ

34- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ الجعِاَبيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَمّ أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ المُؤمِنَ لَا يُصبِحُ إِلّا خَائِفاً وَ إِن كَانَ مُحسِناً وَ لَا يمُسيِ‌ إِلّا خَائِفاً وَ إِن كَانَ مُحسِناً لِأَنّهُ بَينَ أَمرَينِ بَينَ وَقتٍ قَد مَضَي لَا يدَريِ‌ مَا اللّهُ صَانِعٌ بِهِ وَ بَينَ أَجَلٍ قَدِ اقتَرَبَ لَا يدَريِ‌ مَا يُصِيبُهُ مِنَ الهَلَكَاتِ الخَبَرَ

35- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ ابنَ آدَمَ لَا تَزَالُ بِخَيرٍ مَا كَانَ لَكَ وَاعِظٌ مِن نَفسِكَ وَ مَا كَانَتِ المُحَاسَبَةُ مِن هَمّكَ وَ مَا كَانَ الخَوفُ لَكَ شِعَاراً وَ الحُزنُ لَكَ دِثَاراً ابنَ آدَمَ إِنّكَ مَيّتٌ وَ مَبعُوثٌ وَ مَوقُوفٌ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَسئُولٌ فَأَعِدّ جَوَاباً

36- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي قَتَادَةَ عَن صَفوَانَ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع لِلمُعَلّي بنِ خُنَيسٍ يَا مُعَلّي اعتَزِز بِاللّهِ يُعزِزكَ اللّهُ قَالَ بِمَا ذَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ يَا مُعَلّي خَفِ اللّهَ يُخِف مِنكَ كُلّ شَيءٍ الخَبَرَ

37- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌] ابنُ بُسرَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ صَفوَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي خَيثَمَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن صَالِحِ بنِ كَيسَانَ عَن نَافِعٍ أَنّ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بَينَمَا ثَلَاثَةُ رَهطٍ يَتَمَاشَونَ أَخَذَهُمُ المَطَرُ


صفحه : 383

فَأَوَوا إِلَي غَارٍ فِي جَبَلٍ فَبَينَمَا هُم فِيهِ انحَطّت صَخرَةٌ فَأَطبَقَت عَلَيهِم فَقَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ انظُرُوا أَفضَلَ أَعمَالٍ عَمِلتُمُوهَا فَاسأَلُوهُ بِهَا لَعَلّهُ يُفَرّجُ عَنكُم قَالَ أَحَدُهُم أللّهُمّ إِنّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ كَبِيرَانِ وَ كَانَت لِيَ امرَأَةٌ وَ أَولَادٌ صِغَارٌ فَكُنتُ أَرعَي عَلَيهِم فَإِذَا أَرَحتُ عَلَيهِم غنَمَيِ‌ بَدَأتُ بوِاَلدِيَ‌ّ فَسَقَيتُهُمَا فَلَم آتِ حَتّي نَامَ أبَوَاَي‌َ فَطَيّبتُ الإِنَاءَ ثُمّ حَلَبتُ ثُمّ قُمتُ بحِلِاَبيِ‌ عِندَ رَأسِ أبَوَيَ‌ّ وَ الصّبيَةُ يَتَضَاغَونَ عِندَ رجِليَ‌ّ أَكرَهُ أَن أَبدَأَ بِهِم قَبلَ أبَوَيَ‌ّ وَ أَكرَهُ أَن أُوقِظَهُمَا مِن نَومِهِمَا فَلَم أَزَل كَذَلِكَ حَتّي أَضَاءَ الفَجرُ أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَأَفرِج عَنّا فُرجَةً نَرَي مِنهَا السّمَاءَ فَفُرّجَ لَهُ فُرجَةٌ فَرَأَي مِنهَا السّمَاءَ وَ قَالَ الآخَرُ أللّهُمّ إِنّهُ كَانَ لِي بِنتُ عَمّ فَأَحبَبتُهَا حُبّاً كَانَت أَعَزّ النّاسِ إلِيَ‌ّ فَسَأَلتُهَا نَفسَهَا فَقَالَت لَا حَتّي تأَتيِنَيِ‌ بِمِائَةِ دِينَارٍ فَسَعَيتُ حَتّي جَمَعتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَأَتَيتُهَا بِهَا فَلَمّا كُنتُ بَينَ رِجلَيهَا قَالَت اتّقِ اللّهَ وَ لَا تَفتَحِ الخَاتَمَ إِلّا بِحَقّهِ فَقُمتُ عَنهَا أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَأَفرِج عَنّا فِيهَا فُرجَةً فَفَرّجَ اللّهُ لَهُم فِيهَا فُرجَةً وَ قَالَ الثّالِثُ أللّهُمّ إنِيّ‌ كُنتُ استَأجَرتُ أَجِيراً بِفَرَقِ ذُرَةٍ فَلَمّا قَضَي عَمَلَهُ عَرَضتُ عَلَيهِ فَأَبَي أَن يَأخُذَهَا وَ رَغِبَ عَنهُ فَلَم أَزَل أَعتَمِلُ بِهِ حَتّي جَمَعتُ مِنهُ بَقَراً وَ رُعَاءَهَا فجَاَءنَيِ‌ وَ قَالَ اتّقِ اللّهَ وَ أعَطنِيِ‌ حقَيّ‌ وَ لَا تظَلمِنيِ‌ فَقُلتُ لَهُ اذهَب إِلَي تِلكَ البَقَرِ وَ رُعَاتِهَا فَخُذهَا فَذَهَبَ وَ استَاقَهَا أللّهُمّ إِن كُنتَ تَعلَمُ أنَيّ‌ فَعَلتُ ذَلِكَ ابتِغَاءَ وَجهِكَ فَأَفرِج عَنّا مَا بقَيِ‌َ مِنهَا فَفَرّجَ اللّهُ عَنهُم فَخَرَجُوا يَتَمَاشَونَ

38- ع ،[علل الشرائع ] أَبِي عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ قَوماً أَصَابُوا ذُنُوباً فَخَافُوا مِنهَا وَ أَشفَقُوا فَجَاءَهُم قَومٌ آخَرُونَ فَقَالُوا لَهُم مَا لَكُم فَقَالُوا إِنّا أَصَبنَا ذُنُوباً فَخِفنَا مِنهَا وَ أَشفَقنَا فَقَالُوا لَهُم نَحنُ نَحمِلُهَا عَنكُم فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَخَافُونَ وَ تَجتَرِءُونَ عَلَيّ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِمُ العَذَابَ


صفحه : 384

39- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ الجعَفرَيِ‌ّ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَنِ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع ارجُ اللّهَ رَجَاءً لَا يُجَرّئُكَ عَلَي مَعَاصِيهِ وَ خَفِ اللّهَ خَوفاً لَا يُؤيِسُكَ مِن رَحمَتِهِ

40- لي ،[الأمالي‌ للصدوق ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ القاَشاَنيِ‌ّ عَنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كَانَ فِيمَا أَوصَي بِهِ لُقمَانُ ابنَهُ يَا بنُيَ‌ّ خَفِ اللّهَ خَوفاً لَو وَافَيتَهُ بِبِرّ الثّقَلَينِ خِفتَ أَن يُعَذّبَكَ وَ ارجُ اللّهَ رَجَاءً لَو وَافَيتَهُ بِذُنُوبِ الثّقَلَينِ رَجَوتَ أَن يَغفِرَ لَكَ

أقول قدمضي بإسناد آخر في باب مواعظ لقمان

41- مع ،[معاني‌ الأخبار] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ القاَشاَنيِ‌ّ عَمّن ذَكَرَهُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ الخَائِفُ مَن لَم يَدَع لَهُ الرّهبَةُ لِسَاناً يَنطِقُ بِهِ

42-فس ،[تفسير القمي‌] أَبِي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع حَدِيثٌ تَروِيهِ النّاسُ فِي مَن يُؤمَرُ بِهِ آخِرَ النّاسِ إِلَي النّارِ فَقَالَ أَمَا إِنّهُ لَيسَ كَمَا يَقُولُونَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ آخِرَ عَبدٍ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ فَإِذَا أُمِرَ بِهِ التَفَتَ فَيَقُولُ الجَبّارُ رُدّوهُ فَيَرُدّونَهُ فَيَقُولُ لَهُ لِمَ التَفَتّ فَيَقُولُ يَا رَبّ لَم يَكُن ظنَيّ‌ بِكَ هَذَا فَيَقُولُ وَ مَا كَانَ ظَنّكَ بيِ‌ فَيَقُولُ يَا رَبّ كَانَ ظنَيّ‌ بِكَ أَن تَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌ وَ تسُكنِنَيِ‌ جَنّتَكَ قَالَ فَيَقُولُ الجَبّارُ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ آلاَئيِ‌ وَ علُوُيّ‌ وَ ارتِفَاعِ مكَاَنيِ‌ مَا ظَنّ بيِ‌ عبَديِ‌ هَذَا سَاعَةً مِن خَيرٍ قَطّ وَ لَو ظَنّ بيِ‌ سَاعَةً مِن خَيرٍ مَا رَوّعتُهُ بِالنّارِ أَجِيزُوا لَهُ كَذِبَهُ وَ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَيسَ مِن عَبدٍ يَظُنّ بِاللّهِ خَيراً إِلّا كَانَ عِندَ ظَنّهِ بِهِ


صفحه : 385

وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ ذلِكُم ظَنّكُمُ ألّذِي ظَنَنتُم بِرَبّكُم أَرداكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخاسِرِينَ

43- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ مِثلَهُ بِتَغيِيرٍ مَا وَ قَد مَضَي فِي بَابِ مَا يَظهَرُ مِن رَحمَةِ اللّهِ فِي القِيَامَةِ

أقول قدمر بعض الأخبار في باب التوكل والتفويض

44- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] جَعفَرُ بنُ نُعَيمٍ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ أَحسِن بِاللّهِ الظّنّ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ أَنَا عِندَ حُسنِ ظَنّ عبَديِ‌َ المُؤمِنِ بيِ‌ إِن خَيرٌ فَخَيرٌ وَ إِنّ شَرّ فَشَرّ

45- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن دَاوُدَ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَا يَتّكِلِ العَامِلُونَ عَلَي أَعمَالِهِمُ التّيِ‌ يَعمَلُونَ بِهَا لثِوَاَبيِ‌ فَإِنّهُم لَوِ اجتَهَدُوا وَ أَتعَبُوا أَنفُسَهُم أَعمَارَهُم فِي عبِاَدتَيِ‌ كَانُوا مُقَصّرِينَ غَيرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِم كُنهَ عبِاَدتَيِ‌ فِيمَا يَطلُبُونَ مِن كرَاَمتَيِ‌ وَ النّعِيمِ فِي جنَاّتيِ‌ وَ رَفِيعِ الدّرَجَاتِ العُلَي فِي جوِاَريِ‌ وَ لَكِن برِحَمتَيِ‌ فَليَثِقُوا وَ فضَليِ‌ فَليَرجُوا وَ إِلَي حُسنِ الظّنّ بيِ‌ فَليَطمَئِنّوا فَإِنّ رحَمتَيِ‌ عِندَ ذَلِكَ تُدرِكُهُم وَ بمِنَيّ‌ أُبَلّغُهُم رضِواَنيِ‌ وَ أُلبِسُهُم عفَويِ‌ فإَنِيّ‌ أَنَا اللّهُ الرّحمَنُ الرّحِيمُ بِذَلِكَ تَسَمّيتُ

46- ما،[الأمالي‌ للشيخ الطوسي‌]الحَفّارُ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ كَثِيرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ هَانِئٍ عَن هَانِئِ بنِ حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ عَن يَزِيدَ الرقّاَشيِ‌ّ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَمُوتَنّ أَحَدُكُم حَتّي يُحسِنَ ظَنّهُ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّ حُسنَ الظّنّ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 386

ثَمَنُ الجَنّةِ

47- ل ،[الخصال ] ابنُ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ آدَمَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ لَا تُشَاوِرَنّ جَبَاناً فَإِنّهُ يُضَيّقُ عَلَيكَ المَخرَجَ وَ لَا تُشَاوِرَنّ البَخِيلَ فَإِنّهُ يَقصُرُ بِكَ عَن غَايَتِكَ وَ لَا تُشَاوِرَنّ حَرِيصاً فَإِنّهُ يُزَيّنُ لَكَ شَرَهاً وَ اعلَم يَا عَلِيّ أَنّ الجُبنَ وَ البُخلَ وَ الحِرصَ غَرِيزَةٌ وَاحِدَةٌ يَجمَعُهَا سُوءُ الظّنّ

48- ثو،[ثواب الأعمال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ يَا إِسحَاقُ خَفِ اللّهَ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِن كُنتَ لَا تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ فَإِن كُنتَ تَرَي أَنّهُ لَا يَرَاكَ فَقَد كَفَرتَ وَ إِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّهُ يَرَاكَ ثُمّ استَتَرتَ عَنِ المَخلُوقِينَ باِلمعَاَصيِ‌ وَ بَرَزتَ لَهُ بِهَا فَقَد جَعَلتَهُ فِي حَدّ أَهوَنِ النّاظِرِينَ إِلَيكَ

49- ثو،[ثواب الأعمال ] أَبِي عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ قَوماً أَذنَبُوا ذُنُوباً كَثِيرَةً فَأَشفَقُوا مِنهَا وَ خَافُوا خَوفاً شَدِيداً وَ جَاءَ آخَرُونَ فَقَالُوا ذُنُوبُكُم عَلَينَا فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِمُ العَذَابَ ثُمّ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خاَفوُنيِ‌ وَ اجتَرَأتُم

سن ،[المحاسن ] أبي عن ابن أبي عمير مثله

50-سن ،[المحاسن ] أَبِي رَفَعَهُ إِلَي سَلمَانَ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ قَالَ أضَحكَتَنيِ‌ ثَلَاثٌ وَ أبَكتَنيِ‌ ثَلَاثٌ فَأَمّا الثّلَاثُ التّيِ‌ أبَكتَنيِ‌ فَفِرَاقُ الأَحِبّةِ رَسُولِ اللّهِص وَ حِزبِهِ وَ الهَولُ عِندَ غَمَرَاتِ المَوتِ وَ الوُقُوفُ بَينَ يدَيَ‌ رَبّ العَالَمِينَ يَومَ تَكُونُ السّرِيرَةُ


صفحه : 387

عَلَانِيَةً لَا أدَريِ‌ إِلَي الجَنّةِ أَصِيرُ أَم إِلَي النّارِ وَ أَمّا الثّلَاثُ التّيِ‌ أضَحكَتَنيِ‌ فَغَافِلٌ لَيسَ بِمَغفُولٍ عَنهُ وَ طَالِبُ الدّنيَا وَ المَوتُ يَطلُبُهُ وَ ضَاحِكٌ ملِ ءَ فِيهِ لَا يدَريِ‌ أَ رَاضٍ عَنهُ سَيّدُهُ أَم سَاخِطٌ عَلَيهِ

51- سن ،[المحاسن ] أَبِي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يُوقَفُ عَبدٌ بَينَ يدَيَ‌ِ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ فَيَأمُرُ بِهِ إِلَي النّارِ فَيَقُولُ لَا وَ عِزّتِكَ مَا كَانَ هَذَا ظنَيّ‌ بِكَ فَيَقُولُ مَا كَانَ ظَنّكَ بيِ‌ فَيَقُولُ كَانَ ظنَيّ‌ بِكَ أَن تَغفِرَ لِي فَيَقُولُ قَد غَفَرتُ لَكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَمَا وَ اللّهِ مَا ظَنّ بِهِ فِي الدّنيَا طَرفَةَ عَينٍ وَ لَو كَانَ ظَنّ بِهِ طَرفَةَ عَينٍ مَا أَوقَفَهُ ذَلِكَ المَوقِفَ لِمَا رَأَي مِنَ العَفوِ

أقول أوردنا مثله في باب مايظهر من رحمة الله تعالي في القيامة

52-ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ إِلَي ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَخَرَجَتِ امرَأَةٌ بغَيِ‌ّ عَلَي شَبَابٍ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَفتَنَتهُم فَقَالَ بَعضُهُم لَو كَانَ العَابِدُ فُلَاناً لَو رَآهَا أَفتَنَتهُ وَ سَمِعَت مَقَالَتَهُم فَقَالَت وَ اللّهِ لَا أَنصَرِفُ إِلَي منَزلِيِ‌ حَتّي أَفتِنَهُ فَمَضَت نَحوَهُ فِي اللّيلِ فَدَقّت عَلَيهِ فَدَلَكَ فَقَالَت آويِ‌ عِندَكَ فَأَبَي عَلَيهَا فَقَالَت إِنّ بَعضَ شَبَابِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ راَودَوُنيِ‌ عَن نفَسيِ‌ فَإِن أدَخلَتنَيِ‌ وَ إِلّا لحَقِوُنيِ‌ وَ فضَحَوُنيِ‌ فَلَمّا سَمِعَ مَقَالَتَهَا فَتَحَ لَهَا فَلَمّا دَخَلَت عَلَيهِ رَمَت بِثِيَابِهَا فَلَمّا رَأَي جَمَالَهَا وَ هَيئَتَهَا وَقَعَت فِي نَفسِهِ فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَيهَا ثُمّ رَجَعَت إِلَيهِ نَفسُهُ وَ قَد كَانَ يُوقِدُ تَحتَ قِدرٍ لَهُ فَأَقبَلَ حَتّي وَضَعَ يَدَهُ عَلَي النّارِ فَقَالَت أَيّ شَيءٍ تَصنَعُ فَقَالَ أُحرِقُهَا لِأَنّهَا عَمِلَتِ العَمَلَ فَخَرَجَت حَتّي أَتَت جَمَاعَةَ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَقَالَت أَلحِقُوا


صفحه : 388

فُلَاناً فَقَد وَضَعَ يَدَهُ عَلَي النّارِ فَأَقبَلُوا فَلَحِقُوهُ وَ قَدِ احتَرَقَت يَدُهُ

53- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ] عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ عَابِداً كَانَ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَضَافَ امرَأَةً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَهَمّ بِهَا فَأَقبَلَ كُلّمَا هَمّ بِهَا قَرّبَ إِصبَعاً مِن أَصَابِعِهِ إِلَي النّارِ فَلَم يَزَل ذَلِكَ دَأبَهُ حَتّي أَصبَحَ فَقَالَ اخرجُيِ‌ لَبِئسَ الضّيفُ كُنتِ لِي

54- ص ،[قصص الأنبياء عليهم السلام ]الصّدُوقُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ رَفَعَهُ قَالَ كَانَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا يصُلَيّ‌ وَ يبَكيِ‌ حَتّي ذَهَبَ لَحمُ خَدّهِ وَ جَعَلَ لَبَداً وَ أَلزَقَهُ بِخَدّهِ حَتّي يجَريِ‌َ الدّمُوعُ عَلَيهِ وَ كَانَ لَا يَنَامُ فَقَالَ أَبُوهُ يَا بنُيَ‌ّ إنِيّ‌ سَأَلتُ اللّهَ أَن يَرزُقَنِيكَ لِأَفرَحَ بِكَ وَ تَقَرّ عيَنيِ‌ قُم فَصَلّ قَالَ فَقَالَ لَهُ يَحيَي إِنّ جَبرَئِيلَ حدَثّنَيِ‌ أَنّ أَمَامَ النّارِ مَفَازَةٌ لَا يَجُوزُهَا إِلّا البَكّاءُونَ فَقَالَ يَا بنُيَ‌ّ فَابكِ وَ حَقّ لَكَ أَن تبَكيِ‌َ

55- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَا ابنَ آدَمَ لَا يَغُرّنّكَ ذَنبُ النّاسِ عَن ذَنبِكَ وَ لَا نِعمَةُ النّاسِ مِن نِعمَةِ اللّهِ عَلَيكَ وَ لَا تُقَنّطِ النّاسَ مِن رَحمَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ أَنتَ تَرجُوهَا لِنَفسِكَ

ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله

56- ضا،[فقه الرضا عليه السلام ]روُيِ‌َ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَوحَي إِلَي دَاوُدَ ع فُلَانَةُ بِنتُ فُلَانَةَ مَعَكَ فِي الجَنّةِ فِي دَرَجَتِكَ فَسَارَ إِلَيهَا فَسَأَلَهَا عَن عَمَلِهَا فَخَبّرَتهُ فَوَجَدَهُ مِثلَ أَعمَالِ سَائِرِ النّاسِ فَسَأَلَهَا عَن نِيّتِهَا فَقَالَت مَا كُنتُ فِي حَالَةٍ فنَقَلَنَيِ‌ مِنهَا إِلَي غَيرِهَا إِلّا كُنتُ بِالحَالَةِ التّيِ‌ نقَلَنَيِ‌ إِلَيهَا أَسَرّ منِيّ‌ بِالحَالَةِ التّيِ‌ كُنتُ فِيهَا فَقَالَ حَسُنَ ظَنّكِ بِاللّهِ جَلّ وَ عَزّ

وَ أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ مَا أعُطيِ‌َ مُؤمِنٌ قَطّ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ إِلّا بِحُسنِ ظَنّهِ بِاللّهِ جَلّ وَ عَزّ وَ رَجَائِهِ مِنهُ وَ حُسنِ خُلُقِهِ وَ الكَفّ عَنِ اغتِيَابِ المُؤمِنِينَ وَ ايمُ اللّهِ لَا يُعَذّبُ اللّهُ مُؤمِناً بَعدَ التّوبَةِ وَ الِاستِغفَارِ إِلّا بِسُوءِ الظّنّ


صفحه : 389

بِاللّهِ وَ تَقصِيرِهِ مِن رَجَائِهِ لِلّهِ وَ سُوءِ خُلُقِهِ وَ مِنِ اغتِيَابِهِ لِلمُؤمِنِينَ وَ اللّهِ لَا يُحسِنُ عَبدٌ مُؤمِنٌ ظَنّاً بِاللّهِ إِلّا كَانَ اللّهُ عِندَ ظَنّهِ بِهِ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ كَرِيمٌ يسَتحَييِ‌ أَن يُخلِفَ ظَنّ عَبدِهِ وَ رَجَاءَهُ فَأَحسِنُوا الظّنّ بِاللّهِ وَ ارغَبُوا إِلَيهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّالظّانّينَ بِاللّهِ ظَنّ السّوءِ عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ دَاوُدَ ع قَالَ يَا رَبّ مَا آمَنَ بِكَ مَن عَرَفَكَ فَلَم يُحسِنِ الظّنّ بِكَ

وَ روُيِ‌َ أَنّ آخِرَ عَبدٍ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي النّارِ فَيَلتَفِتُ فَيَقُولُ يَا رَبّ لَم يَكُن هَذَا ظنَيّ‌ بِكَ فَيَقُولُ مَا كَانَ ظَنّكَ بيِ‌ قَالَ كَانَ ظنَيّ‌ بِكَ أَن تَغفِرَ لِي خطَيِئتَيِ‌ وَ تسُكنِيّ‌ جَنّتَكَ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا ملَاَئكِتَيِ‌ وَ عزِتّيِ‌ وَ جلَاَليِ‌ وَ جوُديِ‌ وَ كرَمَيِ‌ وَ ارتفِاَعيِ‌ فِي علُوُيّ‌ مَا ظَنّ بيِ‌ عبَديِ‌ خَيراً سَاعَةً قَطّ وَ لَو ظَنّ بيِ‌ سَاعَةً خَيراً مَا رَوّعتُهُ بِالنّارِ أَجِيزُوا لَهُ كَذِبَهُ وَ أَدخِلُوهُ الجَنّةَ

ثُمّ قَالَ العَالِمُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَلَا لَا يَتّكِلِ العَامِلُونَ عَلَي أَعمَالِهِمُ التّيِ‌ يَعمَلُونَهَا لثِوَاَبيِ‌ فَإِنّهُم لَوِ اجتَهَدُوا وَ أَتعَبُوا أَنفُسَهُم أَعمَارَهُم فِي عبِاَدتَيِ‌ كَانُوا مُقَصّرِينَ غَيرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِم كُنهَ عبِاَدتَيِ‌ فِيمَا يَظُنّونَهُ عنِديِ‌ مِن كرَاَمتَيِ‌ وَ لَكِن برِحَمتَيِ‌ فَليَثِقُوا وَ مِن فضَليِ‌ فَليَرجُوا وَ إِلَي حُسنِ الظّنّ بيِ‌ فَليَطمَئِنّوا فَإِنّ رحَمتَيِ‌ عِندَ ذَلِكَ تُدرِكُهُم وَ منِتّيِ‌ تَبلُغُهُم وَ رضِواَنيِ‌ وَ مغَفرِتَيِ‌ يَلبَسُهُم[تَلبَسُهُم]فإَنِيّ‌ أَنَا اللّهُ الرّحمَنُ الرّحِيمُ وَ بِذَلِكَ سُمّيتُ

وَ أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع أَنِ اجعَل فِي الحَبسِ رَجُلَينِ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَحَبَسَهُمَا ثُمّ أَمَرَهُ بِإِطلَاقِهِمَا قَالَ فَنَظَرَ إِلَي أَحَدِهِمَا فَإِذَا هُوَ مِثلُ الهُدبَةِ فَقَالَ لَهُ مَا ألّذِي بَلَغَ بِكَ مَا أَرَي مِنكَ قَالَ الخَوفُ مِنَ اللّهِ وَ نَظَرَ إِلَي الآخَرِ لَم يَتَشَعّب مِنهُ شَيءٌ فَقَالَ لَهُ أَنتَ وَ صَاحِبُكَ كُنتُمَا فِي أَمرٍ وَاحِدٍ وَ قَد رَأَيتُ بَلَغَ الأَمرُ بِصَاحِبِكَ وَ أَنتَ لَم يَتَغَيّر[تَتَغَيّر] فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ إِنّهُ كَانَ ظنَيّ‌ بِاللّهِ جَمِيلًا حَسَناً فَقَالَ يَا رَبّ قَد سَمِعتَ مَقَالَةَ عَبدَيكَ فَأَيّهُمَا أَفضَلُ قَالَ


صفحه : 390

صَاحِبُ الظّنّ الحَسَنِ أَفضَلُ

وَ أرَويِ‌ عَنِ العَالِمِ ع أَنّ اللّهَ أَوحَي إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع يَا مُوسَي قُل لبِنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَنَا عِندَ ظَنّ عبَديِ‌ بيِ‌ فَليَظُنّ بيِ‌ مَا شَاءَ يجَدِنُيِ‌ عِندَهُ

وَ نرَويِ‌ مَن خَافَ اللّهَ سَخَت نَفسُهُ عَنِ الدّنيَا

وَ نرَويِ‌ خَفِ اللّهَ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِن كُنتَ لَا تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ وَ إِن كُنتَ لَا تدَريِ‌ أَنّهُ يَرَاكَ فَقَد كَفَرتَ وَ إِن كُنتَ تَعلَمُ أَنّهُ يَرَاكَ ثُمّ استَتَرتَ عَنِ المَخلُوقِينَ باِلمعَاَصيِ‌ وَ بَرَزتَ لَهُ بِهَا فَقَد جَعَلتَهُ أَهوَنَ النّاظِرِينَ إِلَيكَ

وَ نرَويِ‌ مَن رَجَا شَيئاً طَلَبَهُ وَ مَن خَافَ مِن شَيءٍ هَرَبَ مِنهُ مَا مِن مُؤمِنٍ يَجتَمِعُ فِي قَلبِهِ خَوفٌ وَ رَجَاءٌ إِلّا أَعطَاهُ اللّهُ مَا أَمّلَ وَ آمَنَهُ مِمّا يَخَافُ

وَ نرَويِ‌ مَن مَاتَ آمِناً أَن يُسلَبَ سُلِبَ وَ مَن مَاتَ خَائِفاً أَن يُسلَبَ أَمِنَ السّلبَ

57- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي دَاوُدَ ع ذَكّر عبِاَديِ‌ مِن آلاَئيِ‌ وَ نعَماَئيِ‌ فَإِنّهُم لَم يَرَوا منِيّ‌ إِلّا الحَسَنَ الجَمِيلَ لِئَلّا يَظُنّوا فِي الباَقيِ‌ إِلّا مِثلَ ألّذِي سَلَفَ منِيّ‌ إِلَيهِم وَ حُسنُ الظّنّ يَدعُو إِلَي حُسنِ العِبَادَةِ وَ المَغرُورُ يَتَمَادَي فِي المَعصِيَةِ وَ يَتَمَنّي المَغفِرَةَ وَ لَا يَكُونُ مُحسِنُ الظّنّ فِي خَلقِ اللّهِ إِلّا المُطِيعَ لَهُ يَرجُو ثَوَابَهُ وَ يَخَافُ عِقَابَهُ

قَالَ رَسُولُ اللّهِص يحَكيِ‌ عَن رَبّهِ تَعَالَي أَنَا عِندَ حُسنِ ظَنّ عبَديِ‌ بيِ‌ يَا مُحَمّدُ فَمَن زَاغَ عَن وَفَاءِ حَقِيقَةِ مُوجِبَاتِ ظَنّهِ بِرَبّهِ فَقَد أَعظَمَ الحُجّةَ عَلَي نَفسِهِ وَ كَانَ مِنَ المَخدُوعِينَ فِي أَسرِ هَوَاهُ

58- مص ،[مصباح الشريعة] قَالَ الصّادِقُ ع الخَوفُ رَقِيبُ القَلبِ وَ الرّجَاءُ شَفِيعُ النّفسِ وَ مَن كَانَ بِاللّهِ عَارِفاً كَانَ مِنَ اللّهِ خَائِفاً وَ إِلَيهِ رَاجِياً وَ هُمَا جَنَاحَا الإِيمَانِ يَطِيرُ العَبدُ المُحَقّقُ بِهِمَا إِلَي رِضوَانِ اللّهِ وَ عَينَا عَقلِهِ يُبصِرُ بِهِمَا إِلَي وَعدِ اللّهِ وَ وَعِيدِهِ وَ الخَوفُ طَالِعُ عَدلِ اللّهِ ناَهيِ‌ وَعِيدِهِ وَ الرّجَاءُ داَعيِ‌ فَضلِ اللّهِ وَ هُوَ يحُييِ‌ القَلبَ وَ الخَوفُ يُمِيتُ النّفسَ


صفحه : 391

قَالَ النّبِيّص المُؤمِنُ بَينَ خَوفَينِ خَوفِ مَا مَضَي وَ خَوفِ مَا بقَيِ‌َ وَ بِمَوتِ النّفسِ يَكُونُ حَيَاةُ القَلبِ وَ بِحَيَاةِ القَلبِ البُلُوغُ إِلَي الِاستِقَامَةِ وَ مَن عَبَدَ اللّهَ عَلَي مِيزَانِ الخَوفِ وَ الرّجَاءِ لَا يَضِلّ وَ يَصِلُ إِلَي مَأمُولِهِ وَ كَيفَ لَا يَخَافُ العَبدُ وَ هُوَ غَيرُ عَالِمٍ بِمَا تُختَمُ صَحِيفَتُهُ وَ لَا لَهُ عَمَلٌ يَتَوَسّلُ بِهِ استِحقَاقاً وَ لَا قُدرَةَ لَهُ عَلَي شَيءٍ وَ لَا مَفَرّ وَ كَيفَ لَا يَرجُو وَ هُوَ يَعرِفُ نَفسَهُ بِالعَجزِ وَ هُوَ غَرِيقٌ فِي بَحرِ آلَاءِ اللّهِ وَ نَعمَائِهِ مِن حَيثُ لَا تُحصَي وَ لَا تُعَدّ فَالمُحِبّ يَعبُدُ رَبّهُ عَلَي الرّجَاءِ بِمُشَاهَدَةِ أَحوَالِهِ بِعَينِ سَهَرٍ وَ الزّاهِدُ يَعبُدُ عَلَي الخَوفِ

قَالَ أُوَيسٌ لِهَرِمِ بنِ حَيّانَ قَد عَمِلَ النّاسُ عَلَي رَجَاءٍ فَقَالَ بَل نَعمَلُ عَلَي الخَوفِ وَ الخَوفُ خَوفَانِ ثَابِتٌ وَ عَارِضٌ فَالثّابِتُ مِنَ الخَوفِ يُورِثُ الرّجَا وَ العَارِضُ مِنهُ يُورِثُ خَوفاً ثَابِتاً وَ الرّجَاءُ رَجَاءَانِ عَاكِفٌ وَ بَادٍ فَالعَاكِفُ مِنهُ يقُوَيّ‌ نِسبَةَ العَبدِ وَ الباَديِ‌ مِنهُ يُصَحّحُ أَمَلَ العَجزِ وَ التّقصِيرِ وَ الحَيَاءِ

59- شي‌،[تفسير العياشي‌] عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ صَلّيتُ خَلفَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَطرَقَ ثُمّ قَالَ أللّهُمّ لَا تؤُمنِيّ‌ مَكرَكَ ثُمّ جَهَمَ فَقَالَفَلا يَأمَنُ مَكرَ اللّهِ إِلّا القَومُ الخاسِرُونَ

60-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ اللّهُ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ آمَنُوابِاللّهِ وَ بِمَا فَرَضَ الإِيمَانَ بِهِ مِن نُبُوّةِ نبَيِ‌ّ اللّهِ وَ وَلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِوَ الّذِينَ هادُوايعَنيِ‌ اليَهُودَوَ النّصاريالّذِينَ زَعَمُوا أَنّهُم فِي دِينِ اللّهِ مُتَنَاصِرُونَوَ الصّابِئِينَالّذِينَ زَعَمُوا أَنّهُم صَبَوا إِلَي دِينِ اللّهِ وَ هُم بِقَولِهِم كَاذِبُونَمَن آمَنَ بِاللّهِ مِن هَؤُلَاءِ


صفحه : 392

الكُفّارِ وَ نَزَعَ عَن كُفرِهِ وَ مَن آمَنَ مِن هَؤُلَاءِ المُؤمِنِينَ فِي مُستَقبَلِ أَعمَارِهِم وَ أَخلَصَ وَ وَفَي بِالعَهدِ وَ المِيثَاقِ المَأخُوذَينِ عَلَيهِ لِمُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ خُلَفَائِهِمَا الطّاهِرِينَوَ عَمِلَ صالِحاً مِن هَؤُلَاءِ المُؤمِنِينَفَلَهُم أَجرُهُمثَوَابُهُمعِندَ رَبّهِم فِي الآخِرَةِوَ لا خَوفٌ عَلَيهِمهُنَاكَ حِينَ يَخَافُ الفَاسِقُونَوَ لا هُم يَحزَنُونَ إِذَا حَزِنَ الظّالِمُونَ لِأَنّهُم لَم يَعمَلُوا مِن مَخَافَةِ اللّهِ مَا يُخَافُ مِن فِعلِهِ وَ لَا يَحزَنُ لَهُ وَ نَظَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع إِلَي رَجُلٍ أَثّرَ الخَوفُ عَلَيهِ فَقَالَ مَا بَالُكَ قَالَ إنِيّ‌ أَخَافُ اللّهَ فَقَالَ يَا عَبدَ اللّهِ خَف ذُنُوبَكَ وَ خَف عَدلَ اللّهِ عَلَيكَ فِي مَظَالِمِ عِبَادِهِ وَ أَطِعهُ فِيمَا كَلّفَكَ وَ لَا تَعصِهِ فِيمَا يُصلِحُكَ ثُمّ لَا تَخَفِ اللّهَ بَعدَ ذَلِكَ فَإِنّهُ لَا يَظلِمُ أَحَداً وَ لَا يُعَذّبُهُ فَوقَ استِحقَاقِهِ أَبَداً إِلّا أَن تَخَافَ سُوءَ العَاقِبَةِ بِأَن تَغَيّرَ أَو تَبَدّلَ فَإِن أَرَدتَ أَن يُؤمِنَكَ اللّهُ سُوءَ العَاقِبَةِ فَاعلَم أَنّ مَا تَأتِيهِ مِن خَيرٍ فَبِفَضلِ اللّهِ وَ تَوفِيقِهِ وَ مَا تَأتِيهِ مِن سُوءٍ فَبِإِمهَالِ اللّهِ وَ إِنظَارِهِ إِيّاكَ وَ حِلمِهِ وَ عَفوِهِ عَنكَ

61- جا،[المجالس للمفيد] أَحمَدُ بنُ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي سَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا يَكُونُ العَبدُ مُؤمِناً حَتّي يَكُونَ خَائِفاً رَاجِياً وَ لَا يَكُونُ خَائِفاً رَاجِياً حَتّي يَكُونَ عَامِلًا لِمَا يَخَافُ وَ يَرجُو

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] ابن سنان مثله

62- جا،[المجالس للمفيد]بِالإِسنَادِ عَنِ ابنِ مَهزِيَارَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ الّذِينَ يُؤتُونَ ما آتَوا وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌ قَالَ مِن شَفَقَتِهِم وَ رَجَائِهِم يَخَافُونَ أَن تُرَدّ إِلَيهِم أَعمَالُهُم إِذَا لَم يُطِيعُوا وَ هُم يَرجُونَ أَن يُتَقَبّلَ مِنهُم


صفحه : 393

ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]القاسم بن محمد مثله

63- قيه ،[الدروع الواقية]ذَكَرَ أَبُو جَعفَرٍ أَحمَدُ القمُيّ‌ّ فِي كِتَابِ زُهدِ النّبِيّص أَنّ جَبرَئِيلَ أَتَاهُ عِندَ الزّوَالِ فِي سَاعَةٍ لَم يَأتِهِ فِيهَا وَ هُوَ مُتَغَيّرُ اللّونِ وَ كَانَ النّبِيّص يَسمَعُ حِسّهُ وَ جَرَسَهُ فَلَم يَسمَعهُ يَومَئِذٍ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص يَا جَبرَئِيلُ مَا لَكَ جئِتنَيِ‌ فِي سَاعَةٍ لَم تَكُن تجَيِئنُيِ‌ فِيهَا وَ أَرَي لَونَكَ مُتَغَيّراً وَ كُنتُ أَسمَعُ حِسّكَ وَ جَرَسَكَ فَلَم أَسمَعهُ فَقَالَ إنِيّ‌ جِئتُ حِينَ أَمَرَ اللّهُ بِمَنَافِخِ النّارِ فَوُضِعَت عَلَي النّارِ فَقَالَ النّبِيّص أخَبرِنيِ‌ عَنِ النّارِ يَا جَبرَئِيلُ حِينَ خَلَقَهَا اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ اللّهُ سُبحَانَهُ أَوقَدَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ فَاحمَرّت ثُمّ أَوقَدَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ فَابيَضّت ثُمّ أَوقَدَ عَلَيهَا أَلفَ عَامٍ فَاسوَدّت فهَيِ‌َ سَودَاءُ مُظلِمَةٌ لَا يضُيِ‌ءُ جَمرُهَا وَ لَا يَنطَفِئُ لَهَبُهَا وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ نَبِيّاً لَو أَنّ مِثلَ خَرقِ إِبرَةٍ خَرَجَ مِنهَا عَلَي أَهلِ الأَرضِ لَاحتَرَقُوا عَن آخِرِهِم وَ لَو أَنّ رَجُلًا دَخَلَ جَهَنّمَ ثُمّ أُخرِجَ مِنهَا لَهَلَكَ أَهلُ الأَرضِ جَمِيعاً حِينَ يَنظُرُونَ إِلَيهِ لِمَا يَرَونَ بِهِ وَ لَو أَنّ ذِرَاعاً مِنَ السّلسِلَةِ التّيِ‌ ذَكَرَهَا اللّهُ تَعَالَي فِي كِتَابِهِ وُضِعَ عَلَي جَمِيعِ جِبَالِ الدّنيَا لَذَابَت عَن آخِرِهَا وَ لَو أَنّ بَعضَ خُزّانِ التّسعَةَ عَشَرَ نَظَرَ إِلَيهِ أَهلُ الأَرضِ لَمَاتُوا حِينَ يَنظُرُونَ إِلَيهِ وَ لَو أَنّ ثِيَاباً مِن ثِيَابِ أَهلِ جَهَنّمَ خَرَجَ إِلَي الأَرضِ لَمَاتَ أَهلُ الأَرضِ مِن نَتنِ رِيحِهِ فَأَكَبّ النّبِيّص وَ أَطرَقَ يبَكيِ‌ وَ كَذَلِكَ جَبرَئِيلُ فَلَم يَزَالَا يَبكِيَانِ حَتّي نَادَاهُمَا مَلَكٌ مِنَ السّمَاءِ يَا جَبرَئِيلُ وَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ قَد آمَنَكُمَا مِن أَن تَعصِيَانِهِ فَيُعَذّبَكُمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ فِي المَنَامِ رَجُلًا قَد هَوَت صَحِيفَتُهُ قِبَلَ شِمَالِهِ فَجَاءَهُ خَوفُهُ مِنَ اللّهِ فَأَخَذَ صَحِيفَتَهُ فَجَعَلَهَا فِي يَمِينِهِ وَ رَأَيتُ رَجُلًا مِن أمُتّيِ‌ قَد هَوَي فِي النّارِ فَجَاءَتهُ دُمُوعُهُ التّيِ‌ بَكَي مِن خَشيَةِ اللّهِ فَاستَخرَجَهُ مِن ذَلِكَ

64-ضه ،[روضة الواعظين ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَانَ بِاللّهِ أَعرَفَ كَانَ مِنَ اللّهِ أَخوَفَ وَ قَالَص يَا ابنَ مَسعُودٍ اخشَ اللّهَ بِالغَيبِ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِن لَم تَرَهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ


صفحه : 394

يَقُولُ اللّهُ تَعَالَيمَن خشَيِ‌َ الرّحمنَ بِالغَيبِ وَ جاءَ بِقَلبٍ مُنِيبٍ ادخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَومُ الخُلُودِ

وَ روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص كَانَ يصُلَيّ‌ وَ قَلبُهُ كَالمِرجَلِ يغَليِ‌ مِن خَشيَةِ اللّهِ تَعَالَي

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا بنُيَ‌ّ خَفِ اللّهَ خَوفاً أَنّكَ لَو أَتَيتَهُ بِحَسَنَاتِ أَهلِ الأَرضِ لَم يَقبَلهَا مِنكَ وَ ارجُ اللّهَ رَجَاءً أَنّكَ لَو أَتَيتَهُ بِسَيّئَاتِ أَهلِ الأَرضِ غَفَرَهَا لَكَ

وَ قَالَ النّبِيّص إِذَا اقشَعَرّ قَلبُ المُؤمِنِ مِن خَشيَةِ اللّهِ تَحَاتّت عَنهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَتَحَاتّ مِنَ الشّجَرِ وَرَقُهَا

وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَجَدنَا فِي كِتَابِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ وَ هُوَ عَلَي مِنبَرِهِ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا أعُطيِ‌َ مُؤمِنٌ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ إِلّا بِحُسنِ ظَنّهِ بِاللّهِ وَ رَجَائِهِ وَ حُسنِ خُلُقِهِ وَ الكَفّ عَنِ اغتِيَابِ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَا يُعَذّبُ اللّهُ مُؤمِناً بَعدَ التّوبَةِ وَ الِاستِغفَارِ إِلّا بِسُوءِ ظَنّهِ بِاللّهِ وَ تَقصِيرٍ مِن رَجَائِهِ بِاللّهِ وَ سُوءِ خُلُقِهِ وَ اغتِيَابِهِ لِلمُؤمِنِينَ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَا يَحسُنُ ظَنّ عَبدٍ مُؤمِنٍ بِاللّهِ إِلّا كَانَ اللّهُ عِندَ ظَنّ عَبدِهِ المُؤمِنِ بِهِ لِأَنّ اللّهَ كَرِيمٌ بِيَدِهِ الخَيرَاتُ يسَتحَيِ‌ أَن يَكُونَ عَبدُهُ المُؤمِنُ قَد أَحسَنَ بِهِ الظّنّ وَ الرّجَاءَ ثُمّ يُخلِفُ ظَنّهُ وَ رَجَاءَهُ لَهُ فَأَحسِنُوا بِاللّهِ الظّنّ وَ ارغَبُوا إِلَيهِ

وَ قَالَ ع لَيسَ مِن عَبدٍ ظَنّ بِهِ خَيراً إِلّا كَانَ عِندَ ظَنّهِ بِهِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّذلِكُم ظَنّكُمُ ألّذِي ظَنَنتُم بِرَبّكُم أَرداكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخاسِرِينَ

عَنهُ ع قَالَ قَالَ دَاوُدُ النّبِيّ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ يَا رَبّ مَا آمَنَ مَن عَرَفَكَ فَلَم يُحسِنِ الظّنّ بِكَ

65- مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ وَجَدنَا فِي كِتَابِ عَلِيّ ع إِلَي آخِرِ الأَخبَارِ الثّلَاثَةِ


صفحه : 395

رَوضَةُ الوَاعِظِينَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَمُوتَنّ أَحَدُكُم إِلّا وَ هُوَ يُحسِنُ الظّنّ بِاللّهِ فَإِنّ حُسنَ الظّنّ بِاللّهِ ثَمَنُ الجَنّةِ

وَ مِن سَائِرِ الكُتُبِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ فِي زَمَنِ مُوسَي بنِ عِمرَانَ رَجُلَانِ فِي الحَبسِ فَأَمّا أَحَدُهُمَا فَسَمِنَ وَ غَلُظَ وَ أَمّا الآخَرُ فَنَحِلَ فَصَارَ مِثلَ الهُدبَةِ فَقَالَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ لِلمُسمَنِ مَا ألّذِي أَرَي بِكَ مِن حُسنِ الحَالِ فِي بَدَنِكَ قَالَ حُسنُ الظّنّ بِاللّهِ وَ قَالَ لِلآخَرِ مَا ألّذِي أَرَي بِكَ مِن سُوءِ الحَالِ فِي بَدَنِكَ قَالَ الخَوفُ مِنَ اللّهِ فَرَفَعَ مُوسَي يَدَهُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ يَا رَبّ قَد سَمِعتَ مَقَالَتَهُمَا فأَعَلمِنيِ‌ أَيّهُمَا أَفضَلُ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ صَاحِبُ حُسنِ الظّنّ بيِ‌

66-كا،[الكافي‌]عِدّةٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ مَلِكٌ فِي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ كَانَ لَهُ قَاضٍ وَ للِقاَضيِ‌ أَخٌ وَ كَانَ رَجُلَ صِدقٍ وَ لَهُ امرَأَةٌ قَد وَلَدَتهَا الأَنبِيَاءُ فَأَرَادَ المَلِكُ أَن يَبعَثَ رَجُلًا فِي حَاجَةٍ فَقَالَ للِقاَضيِ‌ ابغنِيِ‌ رَجُلًا ثِقَةً فَقَالَ مَا أَعلَمُ أَحَداً أَوثَقَ مِن أخَيِ‌ فَدَعَاهُ لِيَبعَثَهُ فَكَرِهَ ذَلِكَ الرّجُلُ وَ قَالَ لِأَخِيهِ إنِيّ‌ أَكرَهُ أَن أُضَيّعَ امرأَتَيِ‌ فَعَزَمَ عَلَيهِ فَلَم يَجِد بُدّاً مِنَ الخُرُوجِ فَقَالَ لِأَخِيهِ يَا أخَيِ‌ إنِيّ‌ لَستُ أُخَلّفُ شَيئاً أَهَمّ عَلَيّ مِنِ امرأَتَيِ‌ فاَخلفُنيِ‌ فِيهَا وَ تَوَلّ قَضَاءَ حَاجَتِهَا قَالَ نَعَم فَخَرَجَ الرّجُلُ وَ قَد كَانَتِ المَرأَةُ كَارِهَةً لِخُرُوجِهِ فَكَانَ القاَضيِ‌ يَأتِيهَا وَ يَسأَلُهَا عَن حَوَائِجِهَا وَ يَقُومُ لَهَا فَأَعجَبَتهُ فَدَعَاهَا إِلَي نَفسِهِ فَأَبَت عَلَيهِ فَحَلَفَ عَلَيهَا لَئِن لَم تَفعَل لَنُخبِرَنّ المَلِكَ أَنّكِ قَد فَجَرتِ فَقَالَت اصنَع مَا بَدَا لَكَ لَستُ أُجِيبُكَ إِلَي شَيءٍ مِمّا طَلَبتَ فَأَتَي المَلِكَ فَقَالَ إِنّ امرَأَةَ أخَيِ‌ قَد فَجَرَت وَ قَد حَقّ ذَلِكَ عنِديِ‌ فَقَالَ لَهُ المَلِكُ طَهّرهَا فَجَاءَ إِلَيهَا فَقَالَ إِنّ المَلِكَ قَد أمَرَنَيِ‌ بِرَجمِكِ فَمَا تَقُولِينَ تجبني‌[تجُيِبيِنيِ‌] وَ إِلّا رَجَمتُكِ فَقَالَت لَستُ أُجِيبُكَ فَاصنَع مَا بَدَا لَكَ


صفحه : 396

فَأَخرَجَهَا فَحَفَرَ لَهَا فَرَجَمَهَا وَ مَعَهُ النّاسُ فَلَمّا ظَنّ أَنّهَا قَد مَاتَت تَرَكَهَا وَ انصَرَفَ وَ جَنّ بِهَا اللّيلُ وَ كَانَ بِهَا رَمَقٌ فَتَحَرّكَت فَخَرَجَت مِنَ الحَفِيرَةِ ثُمّ مَشَت عَلَي وَجهِهَا حَتّي خَرَجَت مِنَ المَدِينَةِ فَانتَهَت إِلَي دَيرٍ فِيهَا ديَراَنيِ‌ّ فَنَامَت عَلَي بَابِ الدّيرِ فَلَمّا أَصبَحَ الديّراَنيِ‌ّ فَتَحَ البَابَ وَ رَآهَا فَسَأَلَهَا عَن قِصّتِهَا فَخَبّرَتهُ فَرَحِمَهَا وَ أَدخَلَهَا الدّيرَ وَ كَانَ لَهُ ابنٌ صَغِيرٌ لَم يَكُن لَهُ غَيرُهُ وَ كَانَ حَسَنَ الحَالِ فَدَاوَاهَا حَتّي بَرِئَت مِن عِلّتِهَا وَ اندَمَلَت ثُمّ دَفَعَ إِلَيهَا ابنَهُ فَكَانَت تُرَبّيهِ وَ كَانَ للِديّراَنيِ‌ّ قَهرَمَانٌ يَقُومُ بِأَمرِهِ فَأَعجَبَتهُ فَدَعَاهَا إِلَي نَفسِهِ فَأَبَت فَجَهَدَ بِهَا فَأَبَت فَقَالَ لَئِن لَم تفَعلَيِ‌ لَأَجتَهِدَنّ فِي قَتلِكِ فَقَالَت اصنَع مَا بَدَا لَكَ فَعَمَدَ إِلَي الصبّيِ‌ّ فَدَقّ عُنُقَهُ وَ أَتَي الديّراَنيِ‌ّ فَقَالَ لَهُ عَمَدتَ إِلَي فَاجِرَةٍ قَد فَجَرَت فَدَفَعتَ إِلَيهَا ابنَكَ فَقَتَلَتهُ فَجَاءَ الديّراَنيِ‌ّ فَلَمّا رَآهَا قَالَ لَهَا مَا هَذَا فَقَد تَعلَمِينَ صنَيِعيِ‌ بِكِ فَأَخبَرَتهُ بِالقِصّةِ فَقَالَ لَهَا لَيسَ تَطِيبُ نفَسيِ‌ أَن تكون [تكَوُنيِ‌]عنِديِ‌ فاَخرجُيِ‌ فَأَخرَجَهَا لَيلًا وَ دَفَعَ إِلَيهَا عِشرِينَ دِرهَماً وَ قَالَ لَهَا تزَوَدّيِ‌ هَذِهِ اللّهُ حَسبُكِ فَخَرَجَت لَيلًا فَأَصبَحَت فِي قَريَةٍ فَإِذَا فِيهَا مَصلُوبٌ عَلَي خَشَبَةٍ وَ هُوَ حيَ‌ّ فَسَأَلَت عَن قِصّتِهِ فَقَالُوا عَلَيهِ دَينٌ عِشرُونَ دِرهَماً وَ مَن كَانَ عَلَيهِ دَينٌ عِندَنَا لِصَاحِبِهِ صُلِبَ حَتّي يؤُدَيّ‌َ إِلَي صَاحِبِهِ فَأَخرَجَت عِشرِينَ دِرهَماً وَ دَفَعَتهَا إِلَي غَرِيمِهِ وَ قَالَت لَا تَقتُلُوهُ فَأَنزَلُوهُ عَنِ الخَشَبَةِ فَقَالَ لَهَا مَا أَحَدٌ أَعظَمَ عَلَيّ مِنّةً مِنكِ نجَيّتنِيِ‌ مِنَ الصّلبِ وَ مِنَ المَوتِ فَأَنَا مَعَكِ حَيثُ مَا ذَهَبتِ فَمَضَي مَعَهَا وَ مَضَت حَتّي انتَهَيَا إِلَي سَاحِلِ البَحرِ فَرَأَي جَمَاعَةً وَ سُفُناً فَقَالَ لَهَا اجلسِيِ‌ حَتّي أَذهَبَ أَنَا أَعمَلُ لَهُم وَ أَستَطعِمُ وَ آتِيكِ بِهِ فَأَتَاهُم فَقَالَ لَهُم مَا فِي سَفِينَتِكُم هَذِهِ قَالُوا فِي هَذِهِ تِجَارَاتٌ وَ جَوهَرٌ وَ عَنبَرٌ وَ أَشيَاءُ مِنَ التّجَارَةِ وَ أَمّا هَذِهِ فَنَحنُ فِيهَا قَالَ وَ كَم يَبلُغُ مَا فِي سَفِينَتِكُم قَالُوا كَثِيرٌ لَا نُحصِيهِ قَالَ


صفحه : 397

فَإِنّ معَيِ‌ شَيئاً هُوَ خَيرٌ مِمّا فِي سَفِينَتِكُم قَالُوا وَ مَا مَعَكَ قَالَ جَارِيَةٌ لَم تَرَوا مِثلَهَا قَطّ فَقَالُوا بِعنَاهَا قَالَ نَعَم عَلَي شَرطِ أَن يَذهَبَ بَعضُكُم فَيَنظُرَ إِلَيهَا ثُمّ يجَيِئنَيِ‌ فَيَشتَرِيَهَا وَ لَا يُعلِمَهَا وَ يَدفَعَ إلِيَ‌ّ الثّمَنَ وَ لَا يُعلِمَهَا حَتّي أمَضيِ‌َ أَنَا فَقَالُوا ذَلِكَ لَكَ فَبَعَثُوا مَن نَظَرَ إِلَيهَا فَقَالَ مَا رَأَيتُ مِثلَهَا قَطّ فَاشتَرَوهَا مِنهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرهَمٍ وَ دَفَعُوا إِلَيهِ الدّرَاهِمَ فَمَضَي بِهَا فَلَمّا أَمعَنَ أَتَوهَا فَقَالُوا لَهَا قوُميِ‌ وَ ادخلُيِ‌ السّفِينَةَ قَالَت وَ لِمَ قَالُوا قَدِ اشتَرَينَاكِ مِن مَولَاكِ قَالَت مَا هُوَ بمِوَلاَي‌َ قَالُوا لَتَقُومِينَ أَو لَنَحمِلَنّكِ فَقَامَت وَ مَضَت مَعَهُم فَلَمّا انتَهَوا إِلَي السّاحِلِ لَم يُؤمِن بَعضُهُم بَعضاً عَلَيهَا فَجَعَلُوهَا فِي السّفِينَةِ التّيِ‌ فِيهَا الجَوهَرُ وَ التّجَارَةُ وَ رَكِبُوا هُم فِي السّفِينَةِ الأُخرَي فَدَفَعُوهَا فَبَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِم رِيَاحاً فَغَرّقَتهُم وَ سَفِينَتَهُم وَ نَجَتِ السّفِينَةُ التّيِ‌ كَانَت فِيهَا حَتّي انتَهَت إِلَي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ وَ رَبَطَتِ السّفِينَةَ ثُمّ دَارَت فِي الجَزِيرَةِ فَإِذَا فِيهِ مَاءٌ وَ شَجَرٌ فِيهِ ثَمَرٌ فَقَالَت هَذَا مَاءٌ أَشرَبُ مِنهُ وَ ثَمَرٌ آكُلُ مِنهُ أَعبُدُ اللّهَ فِي هَذَا المَوضِعِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نبَيِ‌ّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ أَن يأَتيِ‌َ ذَلِكَ المَلِكَ فَيَقُولَ إِنّ فِي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ خَلقاً مِن خلَقيِ‌ فَاخرُج أَنتَ وَ مَن فِي مَملَكَتِكَ حَتّي أتوا[تَأتُوا]خلَقيِ‌ هَذَا فَتُقِرّوا لَهُ بِذُنُوبِكُم ثُمّ تَسأَلُوا ذَلِكَ الخَلقَ أَن يَغفِرَ لَكُم فَإِن غَفَرَ لَكُم غَفَرتُ لَكُم فَخَرَجَ المَلِكُ بِأَهلِ مَملَكَتِهِ إِلَي تِلكَ الجَزِيرَةِ فَرَأَوُا امرَأَةً فَتَقَدّمَ إِلَيهَا المَلِكُ فَقَالَ لَهَا إِنّ قاَضيِ‌ّ هَذَا أتَاَنيِ‌ فخَبَرّنَيِ‌ أَنّ امرَأَةَ أَخِيهِ فَجَرَت فَأَمَرتُهُ بِرَجمِهَا وَ لَم يُقِم عنِديِ‌ البَيّنَةَ فَأَخَافُ أَن أَكُونَ قَد تَقَدّمتُ عَلَي مَا لَا يَحِلّ لِي فَأُحِبّ أَن تسَتغَفرِيِ‌ لِي فَقَالَت غَفَرَ اللّهُ لَكَ اجلِس ثُمّ أَتَي زَوجُهَا وَ لَا يَعرِفُهَا فَقَالَ إِنّهُ كَانَ لِي امرَأَةٌ وَ كَانَ مِن فَضلِهَا وَ صَلَاحِهَا وَ إنِيّ‌ خَرَجتُ عَنهَا وَ هيِ‌َ كَارِهَةٌ لِذَلِكَ فَاستَخلَفتُ أخَيِ‌ عَلَيهَا فَلَمّا رَجَعتُ سَأَلتُ عَنهَا فأَخَبرَنَيِ‌ أخَيِ‌ أَنّهَا فَجَرَت فَرَجَمَهَا وَ أَنَا أَخَافُ أَن أَكُونَ قَد ضَيّعتُهَا فاَستغَفرِيِ‌ لِي غَفَرَ اللّهُ لَكِ فَقَالَت غَفَرَ اللّهُ لَكَ اجلِس فَأَجلَسَتهُ إِلَي جَنبِ المَلِكِ ثُمّ أَتَي القاَضيِ‌ فَقَالَ إِنّهُ كَانَ لأِخَيِ‌ امرَأَةٌ وَ إِنّهَا


صفحه : 398

أعَجبَتَنيِ‌ فَدَعَوتُهَا إِلَي الفُجُورِ فَأَبَت فَأَعلَمتُ المَلِكَ أَنّهَا قَد فَجَرَت وَ أمَرَنَيِ‌ بِرَجمِهَا فَرَجَمتُهَا وَ أَنَا كَاذِبٌ عَلَيهَا فاَستغَفرِيِ‌ لِي قَالَت غَفَرَ اللّهُ لَكَ ثُمّ أَقبَلَت عَلَي زَوجِهَا فَقَالَت اسمَع ثُمّ تَقَدّمَ الديّراَنيِ‌ّ فَقَصّ قِصّتَهُ وَ قَالَ أَخرَجتُهَا بِاللّيلِ وَ أَنَا أَخَافُ أَن تَكُونَ قَد لَقِيَهَا سَبُعٌ فَقَتَلَهَا فَقَالَت غَفَرَ اللّهُ لَكَ اجلِس ثُمّ تَقَدّمَ القَهرَمَانُ فَقَصّ قِصّتَهُ فَقَالَت للِديّراَنيِ‌ّ اسمَع غَفَرَ اللّهُ لَكَ ثُمّ تَقَدّمَ المَصلُوبُ فَقَصّ قِصّتَهُ فَقَالَت لَا غَفَرَ اللّهُ لَكَ قَالَ ثُمّ أَقبَلَت عَلَي زَوجِهَا فَقَالَت أَنَا امرَأَتُكَ وَ كُلّ مَا سَمِعتَ فَإِنّمَا هُوَ قصِتّيِ‌ وَ لَيسَت لِي حَاجَةٌ فِي الرّجَالِ وَ أَنَا أُحِبّ أَن تَأخُذَ هَذِهِ السّفِينَةَ وَ مَا فِيهَا وَ تخُلَيّ‌َ سبَيِليِ‌ فَأَعبُدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فِي هَذِهِ الجَزِيرَةِ فَقَد تَرَي مَا لَقِيتُ مِنَ الرّجَالِ فَفَعَلَ وَ أَخَذَ السّفِينَةَ وَ مَا فِيهَا وَ خَلّي سَبِيلَهَا وَ انصَرَفَ المَلِكُ وَ أَهلُ مَملَكَتِهِ

67- ختص ،[الإختصاص ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَرَكَ مَعصِيَةً مِن مَخَافَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَرضَاهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ

68- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]فَضَالَةُ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييُؤتُونَ ما آتَوا وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌ قَالَ يأَتيِ‌ مَا أَتَي وَ هُوَ خَاشٍ رَاجٍ

69- ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر]عُثمَانُ بنُ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ النّضرُ عَن عَاصِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِيُؤتُونَ ما آتَوا وَ قُلُوبُهُم وَجِلَةٌ قَالَ يَعمَلُونَ وَ يَعلَمُونَ أَنّهُم سَيُثَابُونَ

70-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَالَ إنِيّ‌ خَيرُ النّاسِ فَهُوَ مِن شَرّ النّاسِ وَ مَن قَالَ


صفحه : 399

إنِيّ‌ فِي الجَنّةِ فَهُوَ فِي النّارِ

71- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع لَا تَأمَنَنّ عَلَي خَيرِ هَذِهِ الأُمّةِ عَذَابَ اللّهِ يَقُولُ اللّهُ سُبحَانَهُفَلا يَأمَنُ مَكرَ اللّهِ إِلّا القَومُ الخاسِرُونَ وَ لَا تَيأَسَنّ لِشَرّ هَذِهِ الأُمّةِ مِن رَوحِ اللّهِ لِقَولِهِ سُبحَانَهُلا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللّهِ إِلّا القَومُ الكافِرُونَ

72- عُدّةُ الداّعيِ‌،روُيِ‌َ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ وَ اللّهِ مَا أعُطيِ‌َ مُؤمِنٌ قَطّ خَيرَ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ إِلّا بِحُسنِ ظَنّهِ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ رَجَائِهِ لَهُ وَ حُسنِ خُلُقِهِ وَ الكَفّ عَنِ اغتِيَابِ المُؤمِنِينَ وَ اللّهُ تَعَالَي لَا يُعَذّبُ عَبداً بَعدَ التّوبَةِ وَ الِاستِغفَارِ إِلّا بِسُوءِ ظَنّهِ وَ تَقصِيرِهِ فِي رَجَائِهِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ سُوءِ خُلُقِهِ وَ اغتِيَابِهِ المُؤمِنِينَ وَ لَيسَ يَحسُنُ ظَنّ عَبدٍ مُؤمِنٍ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ إِلّا كَانَ اللّهُ عِندَ ظَنّهِ لِأَنّ اللّهَ كَرِيمٌ يسَتحَييِ‌ أَن يُخلِفَ ظَنّ عَبدِهِ وَ رَجَاءَهُ فَأَحسِنُوا الظّنّ بِاللّهِ وَ ارغَبُوا إِلَيهِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُالظّانّينَ بِاللّهِ ظَنّ السّوءِ عَلَيهِم دائِرَةُ السّوءِ وَ غَضِبَ اللّهُ عَلَيهِمالآيَةَ

وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنِ استَطَعتُم أَن يَحسُنَ ظَنّكُم بِاللّهِ وَ يَشتَدّ خَوفُكُم مِنهُ فَاجمَعُوا بَينَهُمَا فَإِنّمَا يَكُونُ حُسنُ ظَنّ العَبدِ بِرَبّهِ عَلَي قَدرِ خَوفِهِ مِنهُ وَ إِنّ أَحسَنَ النّاسِ بِاللّهِ ظَنّاً لَأَشَدّهُم مِنهُ خَوفاً

عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ قَوماً مِن مَوَالِيكَ يُلِمّونَ باِلمعَاَصيِ‌ وَ يَقُولُونَ نَرجُو فَقَالَ كَذَبُوا أُولَئِكَ لَيسُوا لَنَا بِمَوَالٍ أُولَئِكَ قَومٌ رَجَحَت بِهِمُ الأمَاَنيِ‌ّ وَ مَن رَجَا شَيئاً عَمِلَ لَهُ وَ مَن خَافَ شَيئاً هَرَبَ مِنهُ

وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ اِبرَاهِيمَ ع كَانَ يُسمَعُ تَأَوّهُهُ عَلَي حَدّ مِيلٍ حَتّي مَدَحَهُ اللّهُ تَعَالَي بِقَولِهِإِنّ اِبراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مُنِيبٌ وَ كَانَ فِي صَلَاتِهِ يُسمَعُ لَهُ أَزِيزٌ


صفحه : 400

كَأَزِيزِ المِرجَلِ وَ كَذَلِكَ كَانَ يُسمَعُ مِن صَدرِ سَيّدِنَا رَسُولِ اللّهِص مِثلُ ذَلِكَ

وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا أَخَذَ فِي الوُضُوءِ يَتَغَيّرُ وَجهُهُ مِن خِيفَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ كَانَت فَاطِمَةُ ع تَنهَجُ فِي الصّلَاةِ مِن خِيفَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ كَانَ الحَسَنُ إِذَا فَرَغَ مِن وُضُوئِهِ يَتَغَيّرُ لَونُهُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ حَقّ عَلَي مَن أَرَادَ أَن يَدخُلَ عَلَي ذيِ‌ العَرشِ أَن يَتَغَيّرَ لَونُهُ وَ يُروَي مِثلُ هَذَا عَن زَينِ العَابِدِينَ ع

وَ رَوَي المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ ع أَنّ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع كَانَ أَعبَدَ النّاسِ فِي زَمَانِهِ وَ أَزهَدَهُم وَ أَفضَلَهُم وَ كَانَ إِذَا حَجّ حَجّ مَاشِياً وَ رَمَي مَاشِياً وَ رُبّمَا مَشَي حَافِياً وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ المَوتَ بَكَي وَ إِذَا ذَكَرَ البَعثَ وَ النّشُورَ بَكَي وَ إِذَا ذَكَرَ المَمَرّ عَلَي الصّرَاطِ بَكَي وَ إِذَا ذَكَرَ العَرضَ عَلَي اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ شَهَقَ شَهقَةً يُغشَي عَلَيهِ مِنهَا وَ كَانَ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ تَرتَعِدُ فَرَائِصُهُ بَينَ يدَيَ‌ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الجَنّةَ وَ النّارَ اضطَرَبَ اضطِرَابَ السّلِيمِ وَ سَأَلَ اللّهَ الجَنّةَ وَ تَعَوّذَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ

وَ قَالَت عَائِشَةُ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُحَدّثُنَا وَ نُحَدّثُهُ فَإِذَا حَضَرَتِ الصّلَاةُ فَكَأَنّهُ لَم يَعرِفنَا وَ لَم نَعرِفهُ

73- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِ‌ّ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن عَرَفَ اللّهَ خَافَهُ وَ مَن خَافَ اللّهَ حَثّهُ الخَوفُ مِنَ اللّهِ عَلَي العَمَلِ بِطَاعَتِهِ وَ الأَخذِ بِتَأدِيبِهِ فَبَشّرِ المُطِيعِينَ المُتَأَدّبِينَ بِأَدَبِ اللّهِ وَ الآخِذِينَ عَنِ اللّهِ أَنّهُ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُنجِيَهُ مِن مَضَلّاتِ الفِتَنِ وَ مَا رَأَيتُ شَيئاً هُوَ أَضَرّ لِدِينِ المُسلِمِ مِنَ الشّحّ

74-مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَبَعَثَ عِيسَي ابنُ مَريَمَ رَجُلَينِ


صفحه : 401

مِن أَصحَابِهِ فِي حَاجَةٍ فَرَجَعَ أَحَدُهُمَا مِثلَ الشّنّ الباَليِ‌ وَ الآخَرُ شَحِماً وَ سَمِيناً فَقَالَ للِذّيِ‌ مِثلُ الشّنّ مَا بَلَغَ مِنكَ مَا أَرَي قَالَ الخَوفُ مِنَ اللّهِ وَ قَالَ لِلآخَرِ السّمِينِ مَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَي فَقَالَ حُسنُ الظّنّ بِاللّهِ

75- نَوَادِرُ عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ، عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَابِدٌ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَطَرَقَتهُ امرَأَةٌ بِاللّيلِ فَقَالَت لَهُ أضَفِنيِ‌ فَقَالَ امرَأَةٌ مَعَ رَجُلٍ لَا يَستَقِيمُ قَالَت إنِيّ‌ أَخَافُ أَن يأَكلُنَيِ‌ السّبُعُ فَتَأثَمَ فَخَرَجَ وَ أَدخَلَهَا قَالَ وَ القِندِيلُ بِيَدِهِ فَذَهَبَ يَصعَدُ بِهِ فَقَالَت لَهُ أدَخلَتنَيِ‌ مِنَ النّورِ إِلَي الظّلمَةِ قَالَ فَرَدّ القِندِيلَ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَتهُ الشّهوَةُ فَلَمّا خشَيِ‌َ عَلَي نَفسِهِ قَرّبَ خِنصِرَهُ إِلَي النّارِ فَلَم يَزَل كُلّمَا جَاءَتهُ الشّهوَةُ أَدخَلَ إِصبَعَهُ النّارَ حَتّي أَحرَقَ خَمسَ أَصَابِعَ فَلَمّا أَصبَحَ قَالَ اخرجُيِ‌ فَبِئسَتِ الضّيفَةُ كُنتِ لِي