صفحه : 1
الآيات النساءوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ذلِكَ الفَضلُ مِنَ اللّهِ وَ كَفي بِاللّهِ عَلِيماًالمائدةوَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا فَإِنّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَالأحزاب يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا اللّهَ ذِكراً كَثِيراً وَ سَبّحُوهُ بُكرَةً وَ أَصِيلًا هُوَ ألّذِي يصُلَيّ عَلَيكُم وَ مَلائِكَتُهُ لِيُخرِجَكُم مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ وَ كانَ بِالمُؤمِنِينَ رَحِيماً تَحِيّتُهُم يَومَ يَلقَونَهُ سَلامٌ وَ أَعَدّ لَهُم أَجراً كَرِيماًالمؤمن الّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَ مَن حَولَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم وَ يُؤمِنُونَ بِهِ وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوا رَبّنا وَسِعتَ كُلّ شَيءٍ رَحمَةً وَ عِلماً فَاغفِر لِلّذِينَ تابُوا
صفحه : 2
وَ اتّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِم عَذابَ الجَحِيمِ رَبّنا وَ أَدخِلهُم جَنّاتِ عَدنٍ التّيِ وَعَدتَهُم وَ مَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَ أَزواجِهِم وَ ذُرّيّاتِهِم إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَ قِهِمُ السّيّئاتِ وَ مَن تَقِ السّيّئاتِ يَومَئِذٍ فَقَد رَحِمتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُالحجرات وَ لكِنّ اللّهَ حَبّبَ إِلَيكُمُ الإِيمانَ وَ زَيّنَهُ فِي قُلُوبِكُم وَ كَرّهَ إِلَيكُمُ الكُفرَ وَ الفُسُوقَ وَ العِصيانَ أُولئِكَ هُمُ الرّاشِدُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ نِعمَةً وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌتفسيروَ مَن يُطِعِ اللّهَ قال الطبرسي قِيلَ نَزَلَت فِي ثَوبَانَ مَولَي رَسُولِ اللّهِص وَ كَانَ شَدِيدَ الحُبّ لِرَسُولِ اللّهِص قَلِيلَ الصّبرِ عِندَهُ فَأَتَاهُ ذَاتَ يَومٍ وَ قَد تَغَيّرَ لَونُهُ وَ نَحَلَ جِسمُهُ فَقَالَ ع يَا ثَوبَانُ مَا غَيّرَ لَونَكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا بيِ مِن مَرَضٍ وَ لَا وَجَعٍ غَيرُ أنَيّ إِذَا لَم أَرَكَ اشتَقتُ إِلَيكَ حَتّي أَلقَاكَ ثُمّ ذَكَرتُ الآخِرَةَ فَأَخَافُ أَن لَا أَرَاكَ هُنَاكَ لأِنَيّ عَرَفتُ أَنّكَ تُرفَعُ مَعَ النّبِيّينَ وَ إنِيّ إِن أُدخِلتُ الجَنّةَ كُنتُ فِي مَنزِلَةٍ أَدنَي مِن مَنزِلَتِكَ وَ إِن لَم أُدخَلِ الجَنّةَ فَلَا أَحسَبُ أَن أَرَاكَ أَبَداً فَنَزَلَتِ الآيَةُ ثُمّ قَالَص وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَا يُؤمِنَنّ عَبدٌ حَتّي أَكُونَ أَحَبّ إِلَيهِ مِن نَفسِهِ وَ أَبَوَيهِ وَ أَهلِهِ وَ وُلدِهِ وَ النّاسِ أَجمَعِينَ وَ قِيلَ إِنّ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِص قَالُوا مَا ينَبغَيِ لَنَا أَن نُفَارِقَكَ فَإِنّا لَا نَرَاكَ إِلّا فِي الدّنيَا فَأَمّا فِي الآخِرَةِ فَإِنّكَ تُرفَعُ فَوقَنَا بِفَضلِكَ فَلَا نَرَاكَ فَنَزَلَتِ الآيَةُ عَن قَتَادَةَ وَ مَسرُوقِ بنِ الأَجدَعِ
ثم قال والمعني وَ مَن يُطِعِ اللّهَبالانقياد لأمره ونهيه وَ الرّسُولَباتباع
صفحه : 3
شريعته والرضا بحكمه فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم في الجنة ثم بين المنعم عليهم فقال مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَيريد أنه يستمتع برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم فلاينبغي أن يتوهم من أجل أنهم في أعلي عليين أنه لايراهم وقيل في معني الصديق إنه المصدق بكل ماأمر الله به وبأنبيائه لايدخله في ذلك شك ويؤيده قوله وَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ.وَ الشّهَداءِيعني المقتولين في الجهادوَ الصّالِحِينَ أي صلحاء المؤمنين الذين لم تبلغ درجتهم درجة النبيين والصديقين والشهداءوَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًمعناه من يكون هؤلاء رفقاؤه فأحسن بهم من رفيق أوفما أحسنهم من رفيق . ثم روي ماسيأتي برواية العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع ثم قال ذلِكَإشارة إلي الكون مع النبيين والصديقين الفَضلُ مِنَ اللّهِ ماتفضل الله به علي من أطاعه وَ كَفي بِاللّهِ عَلِيماًبالعصاة والمطيعين والمنافقين والمخلصين وقيل معناه حسبك الله عالما بكنه جزاء المطيعين علي حقه وتوفير الحظ فيه انتهي . وأقول قدمضت أخبار كثيرة في كتاب الإمامة في أن الصديقين والشهداء هم الأئمة ع بل الصالحين أيضا
وَ قَد رَوَي الكلُيَنيِّ ره فِي رَوضَةِ الكاَفيِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَ لَم تَسمَعُوا مَا ذَكَرَ اللّهُ مِن فَضلِ أَتبَاعِ الأَئِمّةِ الهُدَاةِ وَ هُمُ المُؤمِنُونَ قَالَفَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم إِلَي قَولِهِوَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًفَهَذَا وَجهٌ مِن وُجُوهِ فَضلِ أَتبَاعِ الأَئِمّةِ فَكَيفَ بِهِم وَ بِفَضلِهِم
.
صفحه : 4
و في تفسير علي بن ابراهيم النّبِيّينَ رسول الله وَ الصّدّيقِينَ علي وَ الشّهَداءِ الحسن و الحسين وَ الصّالِحِينَالأئمةوَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًالقائم من آل محمدصلوات الله عليهم وَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ هذه الآية بعد قوله سبحانه إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا و قدمر أن الذين آمنوا أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم بالروايات المتواترة من طرق العامة والخاصة فمن تولاهم ونصرهم واتخذهم أئمة فهم حزب الله وأنصاره وهم الغالبون في الدنيا بالحجة و في الآخرة بالانتقام من أعدائهم وظهور حجتهم بل في الدنيا أيضا في زمن القائم ع .هُوَ ألّذِي يصُلَيّ عَلَيكُم وَ مَلائِكَتُهُ في المجمع الصلاة من الله تعالي المغفرة والرحمة وقيل الثناء وقيل هي الكرامة و أماصلاة الملائكة فهي دعاؤهم وقيل طلبهم إنزال الرحمة من الله تعالي لِيُخرِجَكُم مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ أي من الجهل بالله سبحانه إلي معرفته فشبه الجهل بالظلمات والمعرفة بالنور لأن هذايقود إلي الجنة و ذلك يقود إلي النار وقيل من الضلالة إلي الهدي بألطافه وهدايته وقيل من ظلمات النار إلي نور الجنةوَ كانَ بِالمُؤمِنِينَ رَحِيماًخص المؤمنين بالرحمة دون غيرهم لأن الله سبحانه جعل الإيمان بمنزلة العلة في إيجاب الرحمة والنعمة العظيمة التي هي الثواب تَحِيّتُهُم يَومَ يَلقَونَهُ سَلامٌ أي يحيي بعضهم بعضا يوم يلقون ثواب الله بأن يقولوا السلامة لكم من جميع الآفات ولقاء الله سبحانه لقاء ثوابه عز و جل . وروي عن البراء بن عازب أنه قال يوم يلقون ملك الموت لايقبض روح مؤمن إلاسلم عليه فعلي هذا يكون المعني تحية المؤمن من ملك الموت يوم يلقونه
صفحه : 5
أن يسلم عليهم وملك الموت مذكور في الملائكةوَ أَعَدّ لَهُم أَجراً كَرِيماً أي ثوابا جزيلا انتهي تفسير وأقول
رَوَي العَامّةُ بِأَسَانِيدَ جَمّةٍ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ صَلّتِ المَلَائِكَةُ عَلَيّ وَ عَلَي عَلِيّ سَبعَ سِنِينَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَم يُصَلّ فِيهَا أَحَدٌ غيَريِ وَ غَيرُهُ
وَ رَوَي الصّدُوقُ فِي التّوحِيدِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ عَن عَلِيّ ع يَقُولُ فِيهِ وَ قَد سَأَلَهُ رَجُلٌ عَمّا اشتَبَهَ عَلَيهِ مِنَ الآيَاتِ وَ اللّقَاءُ هُوَ البَعثُ فَإِنّ جَمِيعَ مَا فِي كِتَابِ اللّهِ مِن لِقَائِهِ فَإِنّهُ يعَنيِ بِذَلِكَ البَعثَ وَ كَذَلِكَ قَولُهُتَحِيّتُهُم يَومَ يَلقَونَهُ سَلامٌيعَنيِ أَنّهُ لَا يَزُولُ الإِيمَانُ عَن قُلُوبِهِم يَومَ يُبعَثُونَ
. و قال في المجمع في قوله تعالي الّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَعبادة لله وامتثالا لأمره وَ مَن حَولَهُيعني الملائكة المطيفين بالعرش وهم الكروبيون وسادة الملائكةيُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم أي ينزهون ربهم عما يصفه به هؤلاء المجادلون وقيل يسبحونه بالتسبيح المعهود ويحمدونه علي إنعامه وَ يُؤمِنُونَ بِهِ أي ويصدقون به ويعترفون بوحدانيته وَ يَستَغفِرُونَ أي يسألون الله المغفرةلِلّذِينَ آمَنُوا من أهل الأرض أي صدقوا بوحدانية الله واعترفوا بإلهيته وبما يجب الاعتراف به ويقولون في دعائهم لهم رَبّنا وَسِعتَ كُلّ شَيءٍ رَحمَةً وَ عِلماً أي وسعت رحمتك وعلمك كل شيء. والمراد بالعلم المعلوم كما في قوله وَ لا يُحِيطُونَ بشِيَءٍ مِن عِلمِهِ أي بشيء من معلومه علي التفصيل فجعل العلم في موضع المعلوم والمعني أنه لا
صفحه : 6
اختصاص لمعلوماتك بل أنت عالم بكل معلوم و لايختص رحمتك حيا دون حي بل شملت جميع الحيوانات و في هذاتعليم الدعاء ليبدأ بالثناء عليه قبل السؤال فَاغفِر لِلّذِينَ تابُوا من الشرك والمعاصيوَ اتّبَعُوا سَبِيلَكَ ألذي دعوت إليه عبادك و هودين الإسلام وَ قِهِم أي وادفع عنهم عَذابَ الجَحِيمِ. و في هذه الآية دلالة علي أن إسقاط العقاب عندالتوبة تفضل من الله إذ لو كان واجبا لكان لايحتاج فيه إلي مساءلتهم بل كان يفعله الله سبحانه لامحالةرَبّنا وَ أَدخِلهُم مع قبول توبتهم ووقايتهم النارجَنّاتِ عَدنٍ التّيِ وَعَدتَهُم علي ألسن أنبيائك وَ مَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَ أَزواجِهِم وَ ذُرّيّاتِهِمليكمل أنسهم ويتم سرورهم إِنّكَ أَنتَ العَزِيزُالقادر علي ماتشاءالحَكِيمُ في أفعالك وَ قِهِمُ السّيّئاتِ أي وقهم عذاب السيئات ويجوز أن يكون العذاب هوالسيئات وسماه السيئات اتساعا كما قال وَ جَزاءُ سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مِثلُهاوَ مَن تَقِ السّيّئاتِ يَومَئِذٍ فَقَد رَحِمتَهُ أي و من تصرف عنه شر معاصيه فتفضلت عليه يوم القيامة بإسقاط عقابها فقد أنعمت عليه وَ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ أي الظفر بالبغية والفلاح العظيم انتهي .
وَ أَقُولُ رَوَي الصّدُوقُ فِي العُيُونِ عَنِ الرّضَا ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَخُدّامُنَا وَ خُدّامُ مُحِبّينَا يَا عَلِيّالّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَ مَن حَولَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم...وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوابِوَلَايَتِنَا
وَ فِي الكاَفيِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ رَفَعَهُ قَالَ إِنّ اللّهَ أَعطَي التّائِبِينَ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَو أَعطَي خَصلَةً مِنهَا جَمِيعَ أَهلِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ لَنَجَوا بِهَا قَولُهُالّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَ مَن حَولَهُ إِلَي قَولِهِوَ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ
.
صفحه : 7
وَ لكِنّ اللّهَ حَبّبَ إِلَيكُمُ الإِيمانَ قدمر تفسيره في باب فضل الإيمان
1- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ القَطّانِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي العجِليِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ العرَزمَيِّ عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن شَرِيكٍ عَن سَالِمٍ الأَفطَسِ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّ شِيعَتُكَ هُمُ الفَائِزُونَ يَومَ القِيَامَةِ فَمَن أَهَانَ وَاحِداً مِنهُم فَقَد أَهَانَكَ وَ مَن أَهَانَكَ فَقَد أهَاَننَيِ وَ مَن أهَاَننَيِ أَدخَلَهُ اللّهُنارَ جَهَنّمَ خالِداً فِيهاوَ بِئسَ المَصِيرُ يَا عَلِيّ أَنتَ منِيّ وَ أَنَا مِنكَ رُوحُكَ مِن روُحيِ وَ طِينَتُكَ مِن طيِنتَيِ وَ شِيعَتُكَ خُلِقُوا مِن فَضلِ طِينَتِنَا فَمَن أَحَبّهُم فَقَد أَحَبّنَا وَ مَن أَبغَضَهُم فَقَد أَبغَضَنَا وَ مَن عَادَاهُم فَقَد عَادَانَا وَ مَن وَدّهُم فَقَد وَدّنَا يَا عَلِيّ إِنّ شِيعَتَكَ مَغفُورٌ لَهُم عَلَي مَا كَانَ فِيهِم مِن ذُنُوبٍ وَ عُيُوبٍ يَا عَلِيّ أَنَا الشّفِيعُ لِشِيعَتِكَ غَداً إِذَا قُمتُ المَقَامَ المَحمُودَ فَبَشّرهُم بِذَلِكَ يَا عَلِيّ شِيعَتُكَ شِيعَةُ اللّهِ وَ أَنصَارُكَ أَنصَارُ اللّهِ وَ أَولِيَاؤُكَ أَولِيَاءُ اللّهِ وَ حِزبُكَ حِزبُ اللّهِ يَا عَلِيّ سَعِدَ مَن تَوَلّاكَ وَ شقَيَِ مَن عَادَاكَ يَا عَلِيّ لَكَ كَنزٌ فِي الجَنّةِ وَ أَنتَ ذُو قَرنَيهَا
بشا،[بشارة المصطفي ] محمد بن علي بن عبدالصمد عن أبيه عن جده عن أحمد بن عيسي العجليمثله توضيح أقول قدمر شرح قوله ص و أنت ذو قرنيها في المجلد التاسع قال في النهاية فيه أنه قال لعلي ع إن لك بيتا في الجنة و أنت ذو قرنيها أي طرفي الجنة وجانبيها قال أبوعبيد و أناأحسب أنه أراد ذو قرني الأمة فأضمر وقيل أراد الحسن و الحسين . و منه حديث علي ع وذكر قصة ذي القرنين ثم قال وفيكم مثله فيري
صفحه : 8
أنه إنما عني نفسه لأنه ضرب علي رأسه ضربتين إحداهما يوم الخندق والأخري ضربه ابن ملجم لعنه الله وذو القرنين هوالإسكندر سمي بذلك لأنه ملك الشرق والغرب وقيل لأنه كان في رأسه شبه قرنين وقيل رأي في النوم أنه أخذ بقرني الشمس .أَقُولُ قَد مَضَي فِي بَابِ جَوَامِعِ مَنَاقِبِ عَلِيّ ع عَن جَابِرٍ
عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لعِلَيِّ ع إِنّهُ لَن يَرِدَ عَلَيّ الحَوضَ مُبغِضٌ لَكَ وَ لَن يَغِيبَ عَنهُ مُحِبّ لَكَ حَتّي يَرِدَ الحَوضَ مَعَكَ
2- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَبِي سَعِيدٍ الهاَشمِيِّ عَن فُرَاتٍ عَن مُحَمّدِ بنِ ظُهَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ البغَداَديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ النهّشلَيِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص عَن جَبرَئِيلَ عَن مِيكَائِيلَ عَن إِسرَافِيلَ عَنِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ أَنّ عَلِيّاً حجُتّيِ فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ عَلَي جَمِيعِ مَن فِيهِنّ مِن خلَقيِ لَا أَقبَلُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنهُم إِلّا بِالإِقرَارِ بِوَلَايَتِهِ مَعَ نُبُوّةِ أَحمَدَ رسَوُليِ وَ هُوَ يدَيَِ المَبسُوطَةُ عَلَي عبِاَديِ وَ هُوَ النّعمَةُ التّيِ أَنعَمتُ بِهَا عَلَي مَن أَحبَبتُهُ مِن عبِاَديِ فَمَن أَحبَبتُهُ مِن عبِاَديِ وَ تَوَلّيتُهُ عَرّفتُهُ وَلَايَتَهُ وَ مَعرِفَتَهُ وَ مَن أَبغَضتُهُ مِن عبِاَديِ أَبغَضتُهُ لِانصِرَافِهِ عَن مَعرِفَتِهِ وَ وَلَايَتِهِ فبَعِزِتّيِ حَلَفتُ وَ بجِلَاَليِ أَقسَمتُ أَنّهُ لَا يَتَوَالَي عَلِيّاً عَبدٌ مِن عبِاَديِ إِلّا زَحزَحتُهُ عَنِ النّارِ وَ أَدخَلتُهُ الجَنّةَ وَ لَا يُبغِضُهُ عَبدٌ مِن عبِاَديِ وَ يَعدِلُ عَن وَلَايَتِهِ إِلّا أَبغَضتُهُ وَ أَدخَلتُهُ النّارَوَ بِئسَ المَصِيرُ
بيان قال الجوهري زحزحته عن كذا أي باعدته عنه فتزحزح أي تنحي
3- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الطاّلقَاَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العدَوَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَمّارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي الهَيثَمِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ
صفحه : 9
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَبعَثُ أُنَاساً وُجُوهُهُم مِن نُورٍ عَلَي كرَاَسيِّ مِن نُورٍ عَلَيهِم ثِيَابٌ مِن نُورٍ فِي ظِلّ العَرشِ بِمَنزِلَةِ الأَنبِيَاءِ وَ لَيسُوا بِالأَنبِيَاءِ وَ بِمَنزِلَةِ الشّهَدَاءِ وَ لَيسُوا بِالشّهَدَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا مِنهُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا قَالَ آخَرُ أَنَا مِنهُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَا قِيلَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي رَأسِ عَلِيّ ع وَ قَالَ هَذَا وَ شِيعَتُهُ
بيان الرجلان أبوبكر وعمر كمايدل عليه غيره من الأخبار
4- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ كُنتُ ذَاتَ يَومٍ جَالِساً عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذ أَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيّ أَ لَا أُبَشّرُكَ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هَذَا حبَيِبيِ جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ عَنِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ أَنّهُ قَد أَعطَي مُحِبّكَ وَ شِيعَتَكَ سَبعَ خِصَالٍ الرّفقَ عِندَ المَوتِ وَ الأُنسَ عِندَ الوَحشَةِ وَ النّورَ عِندَ الظّلمَةِ وَ الأَمنَ عِندَ الفَزَعِ وَ القِسطَ عِندَ المِيزَانِ وَ الجَوَازَ عَلَي الصّرَاطِ وَ دُخُولَ الجَنّةِ قَبلَ سَائِرِ النّاسِ مِنَ الأُمَمِ بِثَمَانِينَ عَاماً
5- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ ابنِ نَاتَانَةَ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّيّانِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص شِيعَةُ عَلِيّ هُمُ الفَائِزُونَ يَومَ القِيَامَةِ
6- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ شُعَيبٍ عَن عِيسَي بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ الحيِريِّ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَبِي المِقدَامِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع نَزَلَت هَاتَانِ الآيَتَانِ فِي أَهلِ وَلَايَتِنَا وَ أَهلِ عَدَاوَتِنَافَأَمّا إِن
صفحه : 10
كانَ مِنَ المُقَرّبِينَ فَرَوحٌ وَ رَيحانٌيعَنيِ فِي قَبرِهِوَ جَنّةُ نَعِيمٍيعَنيِ فِي الآخِرَةِوَ أَمّا إِن كانَ مِنَ المُكَذّبِينَ الضّالّينَ فَنُزُلٌ مِن حَمِيمٍيعَنيِ فِي قَبرِهِوَ تَصلِيَةُ جَحِيمٍيعَنيِ فِي الآخِرَةِ
7- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن خَالِدِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِّ عَنِ الأَعمَشِ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ قَالَ سُئِلَ جَابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ ذَاكَ خَيرُ خَلقِ اللّهِ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ مَا خَلَا النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَخلُق خَلقاً بَعدَ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ أَكرَمَ عَلَيهِ مِن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ الأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ بَعدَهُ قُلتُ فَمَا تَقُولُ فِيمَن يُبغِضُهُ وَ يَنتَقِصُهُ فَقَالَ لَا يُبغِضُهُ إِلّا كَافِرٌ وَ لَا يَنتَقِصُهُ إِلّا مُنَافِقٌ قُلتُ فَمَا تَقُولُ فِيمَن يَتَوَلّاهُ وَ يَتَوَلّي الأَئِمّةَ مِن وُلدِهِ بَعدَهُ فَقَالَ إِنّ شِيعَةَ عَلِيّ وَ الأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ هُمُ الفَائِزُونَ الآمِنُونَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ مَا تَرَونَ لَو أَنّ رَجُلًا خَرَجَ يَدعُو النّاسَ إِلَي ضَلَالَتِهِ مَن كَانَ أَقرَبَ النّاسِ مِنهُ قَالُوا شِيعَتُهُ وَ أَنصَارُهُ قَالَ فَلَو أَنّ رَجُلًا خَرَجَ يَدعُو النّاسَ إِلَي هُدًي مَن كَانَ أَقرَبَ النّاسِ مِنهُ قَالُوا شِيعَتُهُ وَ أَنصَارُهُ قَالَ فَكَذَلِكَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ يَومَ القِيَامَةِ أَقرَبُ النّاسِ مِنهُ شِيعَتُهُ وَ أَنصَارُهُ
8- فس ،[تفسير القمي] فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ لا تَحسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمواتاً بَل أَحياءٌ عِندَ رَبّهِم يُرزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ وَ يَستَبشِرُونَ بِالّذِينَ لَم يَلحَقُوا بِهِم مِن خَلفِهِم أَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ
حدَثّنَيِ أَبِي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ الحَذّاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَهُم وَ اللّهِ شِيعَتُنَا إِذَا دَخَلُوا الجَنّةَ وَ استَقبَلُوا الكَرَامَةَ مِنَ اللّهِ
صفحه : 11
استَبشَرُوا بِمَن لَم يَلحَق بِهِم مِن إِخوَانِهِم مِنَ المُؤمِنِينَ فِي الدّنيَاأَلّا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ
9- ل ،[الخصال ] عَن عَمّارِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِصمَةَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الطبّرَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ اللّيثِ عَن سِنَانِ بنِ فَرّوخٍ عَن هَمّامِ بنِ يَحيَي عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَقِيلٍ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ قَالَ كُنتُ ذَاتَ يَومٍ عِندَ النّبِيّص إِذ أَقبَلَ بِوَجهِهِ عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ أَ لَا أُبَشّرُكَ يَا أَبَا الحَسَنِ فَقَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ هَذَا جَبرَئِيلُ يخُبرِنُيِ عَنِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ أَنّهُ قَالَ قَد أَعطَي شِيعَتَكَ وَ مُحِبّيكَ تِسعَ خِصَالٍ الرّفقَ عِندَ المَوتِ وَ الأُنسَ عِندَ الوَحشَةِ وَ النّورَ عِندَ الظّلمَةِ وَ الأَمنَ عِندَ الفَزَعِ وَ القِسطَ عِندَ المِيزَانِ وَ الجَوَازَ عَلَي الصّرَاطِ وَ دُخُولَ الجَنّةِ قَبلَ سَائِرِ النّاسِ وَنُورُهُم يَسعي بَينَ أَيدِيهِم وَ بِأَيمانِهِم
بيان روي الصدوق هذاالحديث في باب السبعة وذكر فيه سبع خصال ورواه في باب التسعة أيضا من غيراختلاف في المتن والسند إلا أنه قال فيه تسع خصال وكأنه باعتبار اختلاف نسخ المأخوذ منه والأول مبني علي عد دخول الجنة إلي آخره خصلة واحدة والثاني علي عدها ثلاث خصال الأول دخول الجنة قبل سائر الناس والثاني سعي نورهم بين أيديهم والثالث سعي نورهم بأيمانهم أوالأول دخول الجنة الثاني قبل سائر الناس والثالث سعي النور والقسط عندالميزان إما بمعني العدل فاختصاصه بالشيعة لأن غيرهم يدخلون النار بغير حساب أوبمعني النصيب لأن لكل منهم نصيبا من الرحمة بحسب حاله وأعماله
صفحه : 12
10- فس ،[تفسير القمي] فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ لا يَزالُونَ مُختَلِفِينَ فِي الدّينِإِلّا مَن رَحِمَ رَبّكَيعَنيِ آلَ مُحَمّدٍ وَ أَتبَاعَهُم يَقُولُ اللّهُوَ لِذلِكَ خَلَقَهُميعَنيِ أَهلَ رَحمَةٍ لَا يَختَلِفُونَ فِي الدّينِ
11- فس ،[تفسير القمي] عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن عُمَرَ بنِ شَيبَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ كَانَ رَسُولُ اللّهِص وَ عَلِيّ ع وَ شِيعَتُهُ عَلَي كُثبَانٍ مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا يَحزَنُونَ وَ يَفزَعُ النّاسُ وَ لَا يَفزَعُونَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِنها وَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَفَالحَسَنَةُ وَ اللّهِ وَلَايَةُ عَلِيّ ع ثُمّ قَالَلا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ ألّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ
12- فس ،[تفسير القمي] وَ الّذِينَ جاهَدُوا فِينا أَي صَبَرُوا وَ جَاهَدُوا مَعَ رَسُولِ اللّهِص لَنَهدِيَنّهُم سُبُلَنا أَي لَنُثَبّتَنّهُموَ إِنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ هَذِهِ الآيَةُ لآِلِ مُحَمّدٍص وَ أَشيَاعِهِم
13-فس ،[تفسير القمي] عَن أَبِي العَبّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَلِيَهنِكُمُ الِاسمُ قُلتُ مَا هُوَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَوَ إِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبراهِيمَ وَ قَولُهُفَاستَغاثَهُ ألّذِي
صفحه : 13
مِن شِيعَتِهِ عَلَي ألّذِي مِن عَدُوّهِفَليَهنِكُمُ الِاسمُ
بيان في المصباح هنوء الشيء بالضم مع الهمز هناءه بالفتح والمد تيسر من غيرمشقة و لاعناء فهو هنيء ويجوز الإبدال والإدغام وهنأني الولد يهنؤني مهموز من بابي نفع وضرب أي سرني وتقول العرب في الدعاء ليهنئك الولد بهمزة ساكنة وبإبدالها ياء وحذفها عامي ومعناه سرك وهنأني الطعام يهنئني ساغ ولذ وأكلته هنيئا مريئا أي بلا مشقة انتهي . وأقول لو كان الخبر مضبوطا بهذا الوجه يدل علي أن الحذف ليس بعامي وحاصل الخبر أن لفظ الشيعة ألذي يطلق علي أتباع الأئمة ع لقب شريف وصف الله النبيين وأتباع الأنبياء الماضين به فسروا به و لاتبالوا بتشنيع المخالفين بذلك عليكم
14- فس ،[تفسير القمي] وَ إِنّ لِلطّاغِينَ لَشَرّ مَآبٍهُمُ الأَوّلَانِ وَ بَنُو أُمَيّةَ ثُمّ ذَكَرَ مَن كَانَ بَعدَهُم مِمّن غَصَبَ آلَ مُحَمّدٍ حَقّهُم فَقَالَوَ آخَرُ مِن شَكلِهِ أَزواجٌ هذا فَوجٌ مُقتَحِمٌ مَعَكُم وَ هُم بَنُو السّبَاعِ فَيَقُولُ بَنُو أُمَيّةَلا مَرحَباً بِهِم إِنّهُم صالُوا النّارِفَيَقُولُ بَنُو فُلَانٍبَل أَنتُم لا مَرحَباً بِكُم أَنتُم قَدّمتُمُوهُ لَنا وَ بَدَأتُم بِظُلمِ آلِ مُحَمّدٍفَبِئسَ القَرارُ ثُمّ يَقُولُ بَنُو أُمَيّةَرَبّنا مَن قَدّمَ لَنا هذا فَزِدهُ عَذاباً ضِعفاً فِي النّارِيَعنُونَ الأَوّلَينِ ثُمّ يَقُولُ أَعدَاءُ آلِ مُحَمّدٍ فِي النّارِما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِ فِي الدّنيَا وَ هُم شِيعَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَتّخَذناهُم سِخرِيّا أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُ ثُمّ قَالَإِنّ ذلِكَ لَحَقّ تَخاصُمُ أَهلِ النّارِفِيمَا بَينَهُم وَ ذَلِكَ قَولُ الصّادِقِ وَ اللّهِ إِنّكُم لفَيِ الجَنّةِ تُحبَرُونَ وَ فِي النّارِ تُطلَبُونَ
بيان آخر من شكله قال المفسرون أي يذوق أوعذاب آخر و علي
صفحه : 14
تأويله ع ويدخل فوج آخر مثل الفوج الأول في الشقاوةأَزواجٌ أي أجناس متشابهةهذا فَوجٌ هوحكاية مايقال للطاغين الأولين وبنو السباع كناية عن بني العباس لا مَرحَباً بِهِمدعاء من المتبوعين علي أتباعهم فيقول بنو فلان أي بنو العباس لبني أميةبَل أَنتُم لا مَرحَباً بِكُم أي بل أنتم أحق بهذا القول لضلالكم وإضلالكم أَنتُم قَدّمتُمُوهُ أي العذاب أوالصلي لَنابإغوائنافَبِئسَ القَرارُجهنم عَذاباً ضِعفاً أي مضاعفا والأولان أبوبكر وعمرأَتّخَذناهُم سِخرِيّاقيل إنه إنكار علي أنفسهم وتأنيب لها في الاستسخار منهم أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُقيل معادلة لقوله ما لَناكأنهم قالوا ليسوا هنا أم زاغت عنهم أبصارنا فلانراهم أولأَتّخَذناهُمبمعني أي الأمرين فعلنا بهم الاستسخار منهم أم تحقيرهم فإن زيغ الأبصار كناية عنه علي معني إنكارهما علي أنفسهم تُحبَرُونَ علي بناء المجهول أي تسرون أوتتنعمون
15- فس ،[تفسير القمي] يا عبِاديَِ الّذِينَ أَسرَفُوا عَلي أَنفُسِهِمالآيَةَ قَالَ نَزَلَت فِي شِيعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع خَاصّةً
حَدّثَنَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَا يُعذِرُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ أَحَداً يَقُولُ يَا رَبّ لَم أَعلَم أَنّ وُلدَ فَاطِمَةَ هُمُ الوُلَاةُ عَلَي النّاسِ كَافّةً وَ فِي شِيعَةِ وُلدِ فَاطِمَةَ أَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَ خَاصّةًيا عبِاديَِ الّذِينَ أَسرَفُوا عَلي أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَغفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ
16- ب ،[قرب الإسناد] عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَن يَمِينِ اللّهِ وَ كِلتَا يَدَيهِ يَمِينٌ عَن يَمِينِ العَرشِ قَومٌ عَلَي وُجُوهِهِم نُورٌ لِبَاسُهُم مِن نُورٍ عَلَي كرَاَسيِّ مِن نُورٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَؤُلَاءِ فَقَالَ لَهُ شِيعَتُنَا وَ أَنتَ إِمَامُهُم
صفحه : 15
بيان قوله ع عن يمين العرش بدل عن قوله عن يمين الله و هوخبر قوم وسمي هذاالجانب يمينا لأنه محل رحمة الله وموقف أهل اليمين والبركة و لما كان الشمال في الإنسان أنقص أزال توهم ذلك بقوله وكلتا يديه يمين أي ليس فيه نقص بوجه و كما أن رحمته علي الكمال غضبه أيضا في غاية الشدة أو لما كان الشمال منسوبة إلي الشر بين أنه ليس فيه جهة شر و لايصدر منه شر بل كلما يصدر منه خير كمايشير إليه قوله ع والخير في يديك . قال في النهاية فيه الحجر الأسود يمين الله في الأرض هذاكلام تمثيل وتخييل وأصله أن الملك إذاصافح رجلا قبل الرجل يده فكأن الحجر الأسود بمنزلة اليمين للملك حيث يستلم ويلثم و منه الحديث الآخر وكلتا يديه يمين أي إن يديه تبارك و تعالي بصفة الكمال لانقص في واحدة منهما لأن الشمال ينقص عن اليمين وكلما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين و غير ذلك من أسماء الجوارح إلي الله تعالي فإنما هو علي سبيل المجاز والاستعارة و الله تعالي منزه عن التجسيم والتشبيه
17- ب ،[قرب الإسناد] عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ يَخرُجُ أَهلُ وَلَايَتِنَا يَومَ القِيَامَةِ مِن قُبُورِهِم مُشرِقَةً وُجُوهُهُم مَستُورَةً عَورَاتُهُم آمِنَةً رَوعَاتُهُم قَد فُرّجَت عَنهُمُ الشّدَائِدُ وَ سُهّلَت لَهُمُ المَوَارِدُ يَخَافُ النّاسُ وَ لَا يَخَافُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا يَحزَنُونَ وَ قَد أُعطُوا الأَمنَ وَ الإِيمَانَ وَ انقَطَعَت عَنهُمُ الأَحزَانُ حَتّي يُحمَلُوا عَلَي نُوقٍ بِيضٍ لَهَا أَجنِحَةٌ عَلَيهِم نِعَالٌ مِن ذَهَبٍ شُرُكُهَا النّورُ حَتّي يَقعُدُونَ فِي ظِلّ عَرشِ الرّحمَنِ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ بَينَ أَيدِيهِم مَائِدَةٌ يَأكُلُونَ عَلَيهَا حَتّي يَفرُغَ النّاسُ مِنَ الحِسَابِ
بيان الشرك ككتب جمع شراك ككتاب و هوسير النعل
18-ب ،[قرب الإسناد]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَبعَثُ اللّهُ عِبَاداً يَومَ القِيَامَةِ تَهَلّلَ وُجُوهُهُم نُوراً عَلَيهِم ثِيَابٌ مِن
صفحه : 16
نُورٍ فَوقَ مَنَابِرَ مِن نُورٍ بِأَيدِيهِم قُضبَانٌ مِن نُورٍ عَن يَمِينِ العَرشِ وَ عَن يَسَارِهِ بِمَنزِلَةِ الأَنبِيَاءِ وَ لَيسُوا بِأَنبِيَاءَ وَ بِمَنزِلَةِ الشّهَدَاءِ وَ لَيسُوا بِشُهَدَاءَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا مِنهُم فَقَالَ لَا فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا مِنهُم فَقَالَ لَا فَقَالَ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي مَنكِبِ عَلِيّ ع فَقَالَ هَذَا وَ شِيعَتُهُ
19- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ إِذَا حُمِلَ أَهلُ وَلَايَتِنَا عَلَي الصّرَاطِ يَومَ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ يَا نَارُ اخمدُيِ فَتَقُولُ النّارُ عَجّلُوا جوُزوُنيِ فَقَد أَطفَأَ نُورُكُم لهَبَيِ
20- ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُؤمِنُ أَعظَمُ حُرمَةً مِنَ الكَعبَةِ
21- ل ،[الخصال ] عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن عَبدِ المُؤمِنِ الأنَصاَريِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَعطَي المُؤمِنَ ثَلَاثَ خِصَالٍ العِزّ فِي الدّنيَا وَ الدّينِ وَ الفَلجَ فِي الآخِرَةِ وَ المَهَابَةَ فِي صُدُورِ العَالَمِينَ
بيان الفلج في أكثر النسخ بالجيم و في بعضها بالحاء المهملة و في القاموس الفلج الظفر والفوز كالإفلاج والاسم بالضم و قال الفلح محركة والفلاح الفوز والنجاة والبقاء في الخير
22-ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن عَبدِ المُؤمِنِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَعطَي المُؤمِنَ ثَلَاثَ خِصَالٍ العِزّةَ فِي الدّنيَا وَ الفَلجَ فِي الآخِرَةِ وَ المَهَابَةَ فِي صُدُورِ
صفحه : 17
الظّالِمِينَ ثُمّ قَرَأَوَ لِلّهِ العِزّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلمُؤمِنِينَ وَ قَرَأَقَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ إِلَي قَولِهِهُم فِيها خالِدُونَ
23- ل ،[الخصال ] عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ القزَويِنيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَيدَانَ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَسَنِ بنِ حُسَينٍ عَن يَحيَي بنِ مُسَاوِرٍ عَن أَبِي خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ شَكَوتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص حَسَدَ مَن يحَسدُنُيِ فَقَالَ يَا عَلِيّ أَ مَا تَرضَي أَن تَكُونَ أَوّلَ أَربَعَةٍ يَدخُلُونَ الجَنّةَ أَنَا وَ أَنتَ وَ ذَرَارِينَا خَلفَ ظُهُورِنَا وَ شِيعَتُنَا عَن أَيمَانِنَا وَ شَمَائِلِنَا
بيان يمكن أن يكون أحد الأربعة الرسول ص والثاني عليا ع والثالث الذراري والرابع الشيعة وكون علي ع أولهم لأنه ع صاحب الراية و هومقدم في الدخول كمامر ويحتمل أن يكون المراد بالذراري الحسنان ع تتمة الأربعة والظاهر أنه سقط شيء من الخبر كمايدل عليه ماسيأتي من خبر الإرشاد
24- ل ،[الخصال ] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ المُؤمِنُ يَتَقَلّبُ فِي خَمسَةٍ مِنَ النّورِ مَدخَلُهُ نُورٌ وَ مَخرَجُهُ نُورٌ وَ عِلمُهُ نُورٌ وَ كَلَامُهُ نُورٌ وَ مَنظَرُهُ يَومَ القِيَامَةِ إِلَي النّورِ
ل ،[الخصال ] فِي الأَربَعِمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع شِيعَتُنَا بِمَنزِلَةِ النّحلِ لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي أَجوَافِهَا لَأَكَلُوهَا
صفحه : 18
وَ قَالَ ع لِمُحِبّينَا أَفوَاجٌ مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ لِمُبغِضِينَا أَفوَاجٌ مِن غَضَبِ اللّهِ وَ قَالَ ع إِنّ أَهلَ الجَنّةِ لَيَنظُرُونَ إِلَي مَنَازِلِ شِيعَتِنَا كَمَا يَنظُرُ الإِنسَانُ إِلَي الكَوَاكِبِ فِي السّمَاءِ وَ قَالَ ع سِرَاجُ المُؤمِنِ مَعرِفَةُ حَقّنَا وَ قَالَ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اطّلَعَ إِلَي الأَرضِ فَاختَارَنَا وَ اختَارَ لَنَا شِيعَةً يَنصُرُونَنَا وَ يَفرَحُونَ بِفَرَحِنَا وَ يَحزَنُونَ لِحُزنِنَا وَ يَبذُلُونَ أَموَالَهُم وَ أَنفُسَهُم فِينَا أُولَئِكَ مِنّا وَ إِلَينَا
25- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَنِ المُفَسّرِ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الحسُيَنيِّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ عَن آبَائِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ قَومٌ مِن خَوَاصّ الصّادِقِ ع جُلُوساً بِحَضرَتِهِ فِي لَيلَةٍ مُقمِرَةٍ مُصحِيَةٍ فَقَالُوا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا أَحسَنَ أَدِيمَ هَذِهِ السّمَاءِ وَ أَنوَرَ هَذِهِ النّجُومَ وَ الكَوَاكِبَ فَقَالَ الصّادِقُ ع إِنّكُم لَتَقُولُونَ هَذَا وَ إِنّ المُدَبّرَاتِ الأَربَعَةَ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ مَلَكَ المَوتِ ع يَنظُرُونَ إِلَي الأَرضِ فَيَرَونَكُم وَ إِخوَانَكُم فِي أَقطَارِ الأَرضِ وَ نُورُكُم إِلَي السّمَاوَاتِ وَ إِلَيهِم أَحسَنُ مِن نُورِ هَذِهِ الكَوَاكِبِ وَ إِنّهُم لَيَقُولُونَ كَمَا تَقُولُونَ مَا أَحسَنَ أَنوَارَ هَؤُلَاءِ المُؤمِنِينَ
بيان المقمرة ليلة فيهاالقمر والمصحية علي بناء الإفعال من قولهم أصحت السماء إذاذهب غيمها والملائكة الأربعة مدبرات لأنها تدبر أمور العالم بإذنه تعالي كما قال سبحانه فَالمُدَبّراتِ أَمراً
26-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ المُؤمِنَ يُعرَفُ فِي السّمَاءِ كَمَا يَعرِفُ الرّجُلُ أَهلَهُ وَ وُلدَهُ وَ
صفحه : 19
إِنّهُ لَأَكرَمُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِن مَلَكٍ مُقَرّبٍ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
27- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذِهِ الأَسَانِيدِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ جَبرَئِيلُ عَن ربَيّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ هُوَ يَقُولُ ربَيّ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ يَا مُحَمّدُ بَشّرِ المُؤمِنِينَ الّذِينَ يَعمَلُونَ الصّالِحَاتِ وَ يُؤمِنُونَ بِكَ وَ بِأَهلِ بَيتِكَ بِالجَنّةِ فَلَهُم عنِديِ جَزَاءُ الحُسنَي وَ سَيَدخُلُونَ الجَنّةَ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عنه ع مثله
28- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِالأَسَانِيدِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ مِن كَرَامَةِ المُؤمِنِ عَلَي اللّهِ أَنّهُ لَم يَجعَل لِأَجَلِهِ وَقتاً حَتّي يَهُمّ بِبَائِقَةٍ فَإِذَا هَمّ بِبَائِقَةٍ قَبَضَهُ إِلَيهِ
قَالَ وَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع تَجَنّبُوا البَوَائِقَ يُمَدّ لَكُم فِي الأَعمَارِ
29- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ أَنَا وَ هَذَا يعَنيِ عَلِيّاً كَهَاتَينِ وَ ضَمّ بَينَ إِصبَعَيهِ وَ شِيعَتُنَا مَعَنَا وَ مَن أَعَانَ مَظلُوماً كَذَلِكَ
30- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تُوضَعُ يَومَ القِيَامَةِ مَنَابِرُ حَولَ العَرشِ لشِيِعتَيِ وَ شِيعَةِ أَهلِ بيَتيِ المُخلِصِينَ فِي وَلَايَتِنَا وَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَلُمّ يَا عبِاَديِ إلِيَّ لِأَنشُرَ عَلَيكُم كرَاَمتَيِ فَقَد أُوذِيتُم فِي الدّنيَا
31-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص تَرِدُ شِيعَتُكَ
صفحه : 20
يَومَ القِيَامَةِ رِوَاءً غَيرَ عِطَاشٍ وَ يَرِدُ عَدُوّكَ عِطَاشاً يَستَسقُونَ فَلَا يُسقَونَ
32- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ المُغِيرَةِ عَن حَيدَرِ بنِ مُحَمّدٍ السمّرَقنَديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الكشَيّّ عَنِ العيَاّشيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ عُذَافِرٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا ابنَ يَزِيدَ أَنتَ وَ اللّهِ مِنّا أَهلَ البَيتِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مِن آلِ مُحَمّدٍ قَالَ إيِ وَ اللّهِ مِن أَنفُسِهِم قُلتُ مِن أَنفُسِهِم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إيِ وَ اللّهِ مِن أَنفُسِهِم يَا عُمَرُ أَ مَا تَقرَأُ كِتَابَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّإِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِّ المُؤمِنِينَ أَ وَ مَا تَقرَأُ قَولَ اللّهِ عَزّ اسمُهُفَمَن تبَعِنَيِ فَإِنّهُ منِيّ وَ مَن عصَانيِ فَإِنّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
33- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ المقُريِ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ الوَرّاقِ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ نَسِيمٍ عَنِ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ عَن مُقَاتِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ المُقَرّبُونَ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ فَقَالَ قَالَ لِي جَبرَئِيلُ ع ذَاكَ عَلِيّ وَ شِيعَتُهُ هُمُ السّابِقُونَ إِلَي الجَنّةِ المُقَرّبُونَ مِنَ اللّهِ بِكَرَامَتِهِ لَهُم
34- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ قَالَدَخَلنَا عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي زَمَنِ مَروَانَ فَقَالَ مِمّن أَنتُم فَقُلنَا مِن أَهلِ الكُوفَةِ
صفحه : 21
فَقَالَ مَا مِنَ البُلدَانِ أَكثَرُ مُحِبّاً لَنَا مِن أَهلِ الكُوفَةِ لَا سِيّمَا هَذِهِ العِصَابَةِ إِنّ اللّهَ هَدَاكُم لِأَمرٍ جَهِلَهُ النّاسُ فَأَحبَبتُمُونَا وَ أَبغَضَنَا النّاسُ وَ تَابَعتُمُونَا وَ خَالَفَنَا النّاسُ وَ صَدّقتُمُونَا وَ كَذّبَنَا النّاسُ فَأَحيَاكُمُ اللّهُ مَحيَانَا وَ أَمَاتَكُم مَمَاتَنَا فَأَشهَدُ عَلَي أَبِي أَنّهُ كَانَ يَقُولُ مَا بَينَ أَحَدِكُم وَ بَينَ أَن يَرَي مَا تَقَرّ بِهِ عَينُهُ أَو يُغتَبَطُ إِلّا أَن تَبلُغَ نَفسُهُ هَكَذَا وَ أَهوَي بِيَدِهِ إِلَي حَلقِهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرّيّةًفَنَحنُ ذُرّيّةُ رَسُولِ اللّهِص
بيان لاسيما هذه العصابة أي الشيعة فإنها أخص و في القاموس الغبطة بالكسر حسن الحال والمسرة و قداغتبط
35- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ إِنّ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ مَلَائِكَةً يَقُولُونَ فِي تَسبِيحِهِم سُبحَانَ مَن دَلّ هَذَا الخَلقَ القَلِيلَ مِن هَذَا الخَلقِ الكَثِيرِ عَلَي هَذَا الدّينِ العَزِيزِ
36- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ الجعِاَبيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ الهمَداَنيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُتبَةَ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّامِتِ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عِندَهُ قَومٌ مِنَ البَصرِيّينَ فَحَدّثَهُم بِحَدِيثِ أَبِيهِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ فِي الحَجّ أَملَاهُ عَلَيهِم فَلَمّا قَامُوا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ النّاسَ أَخَذُوا يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ إِنّكُم لَزِمتُم صَاحِبَكُم فَإِلَي أَينَ تَرَونَ يُرِيدُ بِكُم إِلَي الجَنّةِ وَ اللّهِ إِلَي الجَنّةِ وَ اللّهِ إِلَي الجَنّةِ وَ اللّهِ
بشا،[بشارة المصطفي ] عن أبي علي ابن الشيخ عن والده عن المفيد مثله
صفحه : 22
37- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الأنَصاَريِّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع إِذ جَاءَ شَيخٌ قَدِ انحَنَي مِنَ الكِبَرِ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ وَ رَحمَةُ اللّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ عَلَيكَ السّلَامُ وَ رَحمَةُ اللّهِ يَا شَيخُ ادنُ منِيّ فَدَنَا مِنهُ وَ قَبّلَ يَدَهُ وَ بَكَي فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ مَا يُبكِيكَ يَا شَيخُ قَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَنَا مُقِيمٌ عَلَي رَجَاءٍ مِنكُم مُنذُ نَحوٍ مِن مِائَةِ سَنَةٍ أَقُولُ هَذِهِ السّنَةُ وَ هَذَا الشّهرُ وَ هَذَا اليَومُ وَ لَا أَرَاهُ فِيكُم فتَلَوُمنُيِ أَن أبَكيَِ قَالَ فَبَكَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ قَالَ يَا شَيخُ إِن أُخّرَت مُنيَتُكَ كُنتَ مَعَنَا وَ إِن عُجّلَت كُنتَ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ ثَقَلِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ الشّيخُ مَا أبُاَليِ مَا فاَتنَيِ بَعدَ هَذَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا شَيخُ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إنِيّ تَارِكٌ فِيكُمُ الثّقَلَينِ مَا إِن تَمَسّكتُم بِهِمَا لَن تَضِلّوا كِتَابَ اللّهِ المُنزَلَ وَ عتِرتَيِ أَهلَ بيَتيِ نجَيِءُ وَ أَنتَ مَعَنَا يَومَ القِيَامَةِ الخَبَرَ
38- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ الجعِاَبيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن دَاوُدَ بنِ رُشَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ التغّلبِيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ نَحنُ خِيَرَةُ اللّهِ مِن خَلقِهِ وَ شِيعَتُنَا خِيَرَةُ اللّهِ مِن أُمّةِ نَبِيّهِ
39- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ بَكرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا عَن كَثِيرِ بنِ طَارِقٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنتَ يَا عَلِيّ وَ أَصحَابُكَ فِي الجَنّةِ أَنتَ يَا عَلِيّ وَ أَتبَاعُكَ فِي الجَنّةِ
40- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَن عَلِيّ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ عَن عَبدِ الأَعلَي
صفحه : 23
بنِ وَاصِلٍ عَن مُخَوّلِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ حَزَوّرٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ قَد زَيّنَكَ بِزِينَةٍ لَم يُزَيّنِ العِبَادَ بِزِينَةٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِنهَا زَيّنَكَ بِالزّهدِ فِي الدّنيَا وَ جَعَلَكَ لَا تَرزَأُ مِنهَا شَيئاً وَ لَا تَرزَأُ مِنكَ شَيئاً وَ وَهَبَ لَكَ حُبّ المَسَاكِينِ فَجَعَلَكَ تَرضَي بِهِم أَتبَاعاً وَ يَرضَونَ بِكَ إِمَاماً فَطُوبَي لِمَن أَحَبّكَ وَ صَدَقَ فِيكَ وَ وَيلٌ لِمَن أَبغَضَكَ وَ كَذَبَ عَلَيكَ فَأَمّا مَن أَحَبّكَ وَ صَدَقَ فِيكَ فَأُولَئِكَ جِيرَانُكَ فِي دَارِكَ وَ شُرَكَاؤُكَ فِي جَنّتِكَ وَ أَمّا مَن أَبغَضَكَ وَ كَذَبَ عَلَيكَ فَحَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُوقِفَهُ مَوقِفَ الكَذّابِينَ
بيان الرزء النقص أي لم تأخذ من الدنيا شيئا و لم تنقص الدنيا من قدرك شيئا قال في النهاية فيه فلم يرزأني شيئا أي لم يأخذ مني شيئا يقال رزأته أرزؤه وأصله النقص
41- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن عُمَرَ بنِ أَسلَمَ عَن سَعِيدِ بنِ يُوسُفَ البصَريِّ عَن خَالِدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المدَاَئنِيِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي عَن أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ ره قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص وَ قَد ضَرَبَ كَتِفَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِيَدِهِ وَ قَالَ يَا عَلِيّ مَن أَحَبّنَا فَهُوَ العرَبَيِّ وَ مَن أَبغَضَنَا فَهُوَ العِلجُ شِيعَتُنَا أَهلُ البُيُوتَاتِ وَ المَعَادِنِ وَ الشّرَفِ وَ مَن كَانَ مَولِدُهُ صَحِيحاً وَ مَا عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ ع إِلّا نَحنُ وَ شِيعَتُنَا وَ سَائِرُ النّاسِ مِنهَا بِرَاءٌ وَ إِنّ لِلّهِ مَلَائِكَةً يَهدِمُونَ سَيّئَاتِ شِيعَتِنَا كَمَا يَهدِمُ القَومُ البُنيَانَ
جا،[المجالس للمفيد] عن الجعابيمثله توضيح المراد بأهل البيوتات والمعادن القبائل الشريفة والأنساب الصحيحة في القاموس البيت الشرف والشريف و في النهاية بيت الرجل شرفه قال العباس في مدح النبي ص
صفحه : 24
حتي احتوي بيتك المهيمن من .خندف علياء تحتها النطق .أراد شرفه فجعله في أعلي خندف بيتا و قال معادن العرب أصولها التي ينتسبون إليها ويتفاخرون بها كمايهدم القوم في بعض النسخ القدوم و هوبتخفيف الدال آلة ينحت بهاالخشب
42- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الواَبشِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنَ مُحَمّدٍ ع قَالَ إِذَا أَحسَنَ العَبدُ المُؤمِنُ ضَاعَفَ اللّهُ عَمَلَهُ لِكُلّ حَسَنَةٍ سَبعَمِائَةِ ضِعفٍ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ
43- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ الفَحّامِ عَن عَمّهِ عُمَرَ بنِ يَحيَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ الكنَجيِّ عَن أَبِي عَاصِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ شِيعَتُنَا جُزءٌ مِنّا خُلِقُوا مِن فَضلِ طِينَتِنَا يَسُوؤُهُم مَا يَسُوؤُنَا وَ يَسُرّهُم مَا يَسُرّنَا فَإِذَا أَرَادَنَا أَحَدٌ فَليَقصِدهُم فَإِنّهُمُ ألّذِي يُوصِلُ مِنهُ إِلَينَا
44- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ أَبِي قَتَادَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حُقُوقُ شِيعَتِنَا عَلَينَا أَوجَبُ مِن حُقُوقِنَا عَلَيهِم قِيلَ لَهُ وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ لِأَنّهُم يُصَابُونَ فِينَا وَ لَا نُصَابُ فِيهِم
45- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ الحَفّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَاذَانَ عَن عَبّادِ بنِ يَعقُوبَ عَن يَحيَي بنِ يَسَارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَاصِمِ بنِ ضَمرَةَ عَن عَلِيّ ع وَ عَنِ الحَارِثِ عَنهُ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مثَلَيِ مَثَلُ شَجَرَةٍ أَنَا أَصلُهَا وَ عَلِيّ فَرعُهَا وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ثَمَرَتُهَا وَ الشّيعَةُ وَرَقُهَا فَأَبَي أَن يُخرِجَ مِنَ الطّيّبِ إِلّا الطّيّبَ
صفحه : 25
بشا،[بشارة المصطفي ] محمد بن أحمد بن شهريار عن محمد بن محمد بن الحسين عن الحسن بن محمدالتميمي عن علي بن الحسين بن سفيان عن علي بن العباس عن عباد بن يعقوب مثله بيان فأبي أي أبي الله و في أمالي الشيخ نفسه فأني يخرج و هوأظهر
46- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ ابنِ شِبلٍ عَن ظَفرِ بنِ حُمدُونٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ النهّاَونَديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن يَعقُوبَ بنِ مِيثَمٍ التّمّارِ مَولَي عَلِيّ بنُ الحُسَينِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ وَجَدتُ فِي كُتُبِ أَبِي أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ لأِبَيِ مِيثَمٍ أَحبِب حَبِيبَ آلِ مُحَمّدٍ وَ إِن كَانَ فَاسِقاً زَانِياً وَ أَبغِض مُبغِضَ آلِ مُحَمّدٍ وَ إِن كَانَ صَوّاماً قَوّاماً فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِ وَ هُوَ يَقُولُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ ثُمّ التَفَتَ إلِيَّ وَ قَالَ هُم وَ اللّهِ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ يَا عَلِيّ وَ مِيعَادُكَ وَ مِيعَادُهُمُ الحَوضُ غَداً غُرّاً مُحَجّلِينَ مُكتَحِلِينَ مُتَوّجِينَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هَكَذَا هُوَ عِيَاناً فِي كِتَابِ عَلِيّ
بيان قال في النهاية و في الحديث غر محجلون من آثار الوضوء الغر جمع الأغر من الغرة بياض الوجه يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة و قال المحجل هو ألذي يرتفع البياض في قوائمه إلي موضع القيد ويجاوز الأرساغ و لايجاوز الركبتين لأنها مواضع الأحجال وهي الخلاخيل والقيود و لا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معها رجل أورجلان و منه الحديث أمتي الغر المحجلون أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والأقدام استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض ألذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه و قال توجته ألبسته التاج
47- مع ،[معاني الأخبار] عَنِ ابنِ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ
صفحه : 26
بنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ الرفّاَعيِّ عَنِ الصّبّاحِ بنِ سَيَابَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الرّجُلَ لَيُحِبّكُم وَ مَا يدَريِ مَا تَقُولُونَ فَيُدخِلُهُ اللّهُ الجَنّةَ وَ إِنّ الرّجُلَ لَيُبغِضُكُم وَ مَا يدَريِ مَا تَقُولُونَ فَيُدخِلُهُ اللّهُ النّارَ وَ إِنّ الرّجُلَ مِنكُم لَيَملَأُ صَحِيفَتَهُ مِن غَيرِ عَمَلٍ قُلتُ وَ كَيفَ يَكُونُ ذَاكَ قَالَ يَمُرّ بِالقَومِ يَنَالُونَ مِنّا فَإِذَا رَأَوهُ قَالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ إِنّ هَذَا الرّجُلَ مِن شِيعَتِهِم وَ يَمُرّ بِهِمُ الرّجُلُ مِن شِيعَتِنَا فَيَنهَرُونَهُ وَ يَقُولُونَ فِيهِ فَيَكتُبُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ حَسَنَاتٍ حَتّي يَملَأَ صَحِيفَتَهُ مِن غَيرِ عَمَلٍ
بيان و مايدري ماتقولون ظاهره المستضعفون من العامة فإن حبهم للشيعة علامة استضعافهم ويحتمل المستضعفون من الشيعة أيضا أي مايدري ماتقولون من كمال معرفة الأئمة ع و في القاموس نهر الرجل زجره كانتهره ويقولون فيه أي مايسوؤه من الذم والشتم
48- مع ،[معاني الأخبار] عَنِ الطاّلقَاَنيِّ عَنِ الجلَوُديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ العبَسيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ هِلَالٍ عَن نَائِلِ بنِ نَجِيحٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ البَاقِرَ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّكَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السّماءِ تؤُتيِ أُكُلَها كُلّ حِينٍ بِإِذنِ رَبّها قَالَ أَمّا الشّجَرَةُ فَرَسُولُ اللّهِص وَ فَرعُهَا عَلِيّ ع وَ غُصنُ الشّجَرَةِ فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللّهِ وَ ثَمَرُهَا أَولَادُهَا ع وَ وَرَقُهَا شِيعَتُنَا ثُمّ قَالَ ع إِنّ المُؤمِنَ مِن شِيعَتِنَا لَيَمُوتُ فَيَسقُطُ مِنَ الشّجَرَةِ وَرَقَةٌ وَ إِنّ المَولُودَ مِن شِيعَتِنَا لَيُولَدُ فَتُورِقُ الشّجَرَةُ وَرَقَةً
أقول قدمر مثله كثيرا مع شرحها في كتاب الإمامة
49-ير،[بصائر الدرجات ] عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ وَ عَن أَبِي
صفحه : 27
جَمِيلَةَ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ مَثّلَ لِي أمُتّيِ فِي الطّينِ وَ علَمّنَيِ أَسمَاءَهُم كُلّهَا كَمَاعَلّمَ آدَمَ الأَسماءَ كُلّهافَمَرّ بيِ أَصحَابُ الرّايَاتِ فَاستَغفَرتُ لعِلَيِّ وَ شِيعَتِهِ إِنّ ربَيّ وعَدَنَيِ فِي شِيعَةِ عَلِيّ خَصلَةً قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا هيَِ قَالَ المَغفِرَةُ مِنهُم لِمَن آمَنَ وَ اتّقَي لَا يُغَادِرُ مِنهُم صَغِيرَةً وَ لَا كَبِيرَةً وَ لَهُم تُبَدّلُ السّيّئَاتُ حَسَنَاتٍ
بيان في الطين كأنه حال عن الأمة وكونهم في الطين كناية عن عدم خلق أجسادهم كماورد كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ويحتمل كونه حالا عن الضمير في لي أوعنهما معا والمغادرة الترك وتبدل السيئات حسنات أن يكتب الله لهم مكان كل سيئة يمحوها حسنة أويوفقهم لأن يعملوا الطاعات بدل المعاصي ولأن يتصفوا بمكارم الأخلاق بدل مساويها والأول أظهر
50- ير،[بصائر الدرجات ] عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ لَقَد مُثّلَت لِي أمُتّيِ فِي الطّينِ حَتّي رَأَيتُ صَغِيرَهُم وَ كَبِيرَهُم أَروَاحاً قَبلَ أَن يُخلَقَ الأَجسَادُ وَ إنِيّ مَرَرتُ بِكَ وَ بِشِيعَتِكَ فَاستَغفَرتُ لَكُم فَقَالَ عَلِيّ يَا نبَيِّ اللّهِ زدِنيِ فِيهِم قَالَ نَعَم يَا عَلِيّ تَخرُجُ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ مِن قُبُورِكُم وَ وُجُوهُكُم كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ وَ قَد خَرَجَت عَنكُمُ الشّدَائِدُ وَ ذَهَبَت عَنكُمُ الأَحزَانُ تَستَظِلّونَ تَحتَ العَرشِ يَخَافُ النّاسُ وَ لَا تَخَافُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا تَحزَنُونَ وَ تُوضَعُ لَكُم مَائِدَةٌ وَ النّاسُ فِي الحِسَابِ
فضائل الشيعة للصدوق ، عن معاوية بن عمار مثله
51-سن ،[المحاسن ] عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ اللّهِ مَا بَعدَنَا غَيرُكُم وَ إِنّكُم مَعَنَا فِي السّنَامِ الأَعلَي فَتَنَافَسُوا فِي
صفحه : 28
الدّرَجَاتِ
بيان السنام الأعلي بفتح السين أعلي عليين في النهاية سنام كل شيءأعلاه فتنافسوا في الدرجات أي أنتم معنا في الجنة فارغبوا في أعالي درجاتها فإن لها درجات غيرمتناهية صورة ومعني أوأنتم في درجاتنا العالية في الجنة لكن لها أيضا درجات كثيرة مختلفة بحسب القرب والبعد منا فارغبوا في علو تلك الدرجات و هذاأظهر قال في النهاية التنافس من المنافسة وهي الرغبة في الشيء والانفراد به و هو من الشيء النفيس الجيد في نوعه
52- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي العَلَاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ لِكُلّ شَيءٍ جَوهَراً وَ جَوهَرَ وُلدِ آدَمَ مُحَمّدٌص وَ نَحنُ وَ شِيعَتُنَا
53- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن سَدِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَنتُم آلُ مُحَمّدٍ أَنتُم آلُ مُحَمّدٍ
بيان هذا علي المبالغة كقولهم سلمان منا أهل البيت
54- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَنتُم وَ اللّهِ نُورٌ فِي ظُلُمَاتِ الأَرضِ
بيان النور مايصير سببا لظهور الأشياء والظلمة ضده والعلم والمعرفة والإيمان مختصة بالشيعة لأخذهم جميع ذلك عن أئمتهم ع و من سواهم من الكفرة والمخالفين فليس معهم إلاالكفر والضلالة فالشيعة هادون مهتدون منورون للعالم في ظلمات الأرض
55-سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّ رِيحَكُم وَ أَروَاحَكُم
صفحه : 29
وَ رُؤيَتَكُم وَ زِيَارَتَكُم وَ إنِيّ لَعَلَي دِينِ اللّهِ وَ دِينِ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِينُوا عَلَي ذَلِكَ بِوَرَعٍ أَنَا فِي المَدِينَةِ بِمَنزِلَةِ الشّعِيرَةِ أَتَقَلقَلُ حَتّي أَرَي الرّجُلَ مِنكُم فَأَستَرِيحَ إِلَيهِ
توضيح الأرواح هنا إما جمع الروح بالضم أوبالفتح و هوالرحمة ونسيم الريح وإني لعلي دين الله أي أنتم أيضا كذلك وملحقون بنا فأعينونا علي شفاعتكم بالورع عن المعاصي بمنزلة الشعيرة أي في قلة الأشباه والموافقين في المسلك والمذهب و في بعض النسخ أي كشعرة بيضاء مثلا في ثور أسود و هوأظهر والتقلقل التحرك والاضطراب والاستراحة الأنس والسكون
56- سن ،[المحاسن ] عَن صَالِحِ بنِ السنّديِّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ نَحنُ جَمَاعَةٌ وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّ رُؤيَتَكُم وَ أَشتَاقُ إِلَي حَدِيثِكُم
57- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَلِيّ حَسّانَ العجِليِّ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا جَالِسٌ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّهَل يسَتوَيِ الّذِينَ يَعلَمُونَ وَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ إِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِ قَالَ نَحنُ الّذِينَ يَعلَمُونَ وَ عَدُوّنَا الّذِينَ لَا يَعلَمُونَ وَ شِيعَتُنَا أُولُو الأَلبَابِ
مشكاة الأنوار، عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع مثله
58- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن نُوحٍ المَضرُوبِ عَن أَبِي شَيبَةَ عَن عَنبَسَةَ العَابِدِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّكُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهِينَةٌ إِلّا أَصحابَ اليَمِينِ قَالَ هُم شِيعَتُنَا أَهلَ البَيتِ
صفحه : 30
59- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن بَعضِ الكُوفِيّينَ عَن عَنبَسَةَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِ اللّهِإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ قَالَ هُم شِيعَتُنَا أَهلَ البَيتِ
60- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا أخَيِ دَارِمٍ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ أَبِي يَقُولُ إِنّ شِيعَتَنَا آخِذُونَ بِحُجزَتِنَا وَ نَحنُ آخِذُونَ بِحُجزَةِ نَبِيّنَا وَ نَبِيّنَا آخِذٌ بِحُجزَةِ اللّهِ
61- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِحُجزَةِ رَبّهِ وَ أَخَذَ عَلِيّ بِحُجزَةِ رَسُولِ اللّهِ وَ أَخَذنَا بِحُجزَةِ عَلِيّ ع وَ أَخَذَ شِيعَتُنَا بِحُجزَتِنَا فَأَينَ تَرَونَ يُورِدُنَا رَسُولُ اللّهِص قُلتُ إِلَي الجَنّةِ
بيان قال في النهاية فيه إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرة وأصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة واحتجز الرجل بالإزار إذاشده علي وسطه فاستعاره للاعتصام والالتجاء والتمسك بالشيء والتعلق به و منه الحديث الآخر ياليتني آخذ بحجزة الله أي بسبب منه وذكر الصدوق معاني للحجزة منها الدين ومنها الأمر ومنها النور وأورد الأخبار فيها
62-سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ يَقُولُ إِنّ أَحَقّ النّاسِ بِالوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ فِيمَا يُحِبّ اللّهُ وَ يَرضَي الأَوصِيَاءُ وَ أَتبَاعُهُم أَ مَا تَرضَونَ أَنّهُ لَو كَانَت فَزعَةٌ مِنَ السّمَاءِ فَزِعَ كُلّ قَومٍ إِلَي مَأمَنِهِم وَ فَزِعتُم إِلَينَا وَ فَزِعنَا إِلَي نَبِيّنَا إِنّ نَبِيّنَا آخِذٌ بِحُجزَةِ
صفحه : 31
رَبّهِ وَ نَحنُ آخِذُونَ بِحُجزَةِ نَبِيّنَا وَ شِيعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجزَتِنَا
63- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا تَبغُونَ أَو مَا تُرِيدُونَ غَيرَ أَنّهَا لَو كَانَت فَزعَةٌ مِنَ السّمَاءِ فَزِعَ كُلّ قَومٍ إِلَي مَأمَنِهِم وَ فَزِعنَا إِلَي نَبِيّنَا وَ فَزِعتُم إِلَينَا
بيان ماتبغون أي أي شيءتطلبون في جزاء تشيعكم وبإزائه غيرأنها أي أتطلبون شيئا غيرفزعكم إلينا في القيامة أي ليس شيءأفضل وأعظم من ذلك
64- شا،[الإرشاد] عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ المرَزبُاَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدٍ الكوُفيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن سَعدِ بنِ طَالِبٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع قَالَ سُئِلَت أُمّ سَلَمَةَ زَوجُ النّبِيّص عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ عَلِيّاً وَ شِيعَتَهُ هُمُ الفَائِزُونَ
65- شا،[الإرشاد] عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ بنِ عِيسَي الهاَشمِيِّ عَن تَمِيمِ بنِ مُحَمّدٍ العَلَاءِ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن يَحيَي بنِ العَلَاءِ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِلّهِ قَضِيباً مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ لَا يَنَالُهُ إِلّا نَحنُ وَ شِيعَتُنَا وَ سَائِرُ النّاسِ مِنهُ بَرِيئُونَ
66-شا،[الإرشاد] عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدٍ الكوُفيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَمرِو بنِ حُرَيثٍ عَن دَاوُدَ بنِ السّلِيلِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَدخُلُ الجَنّةَ مِن أمُتّيِ سَبعُونَ أَلفاً لَا حِسَابَ عَلَيهِم وَ لَا عَذَابَ قَالَ ثُمّ التَفَتَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ هُم شِيعَتُكَ
صفحه : 32
وَ أَنتَ إِمَامُهُم
مشكاة الأنوار، عن جابر عن أبي جعفر ع مثله
67- شا،[الإرشاد] عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ عِيسَي الكرَخيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَائِشَةَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَمرٍو البجَلَيِّ عَن عُمَرَ بنِ مُوسَي عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ شَكَوتُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص حَسَدَ النّاسُ إيِاّيَ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ أَوّلَ أَربَعَةٍ يَدخُلُونَ الجَنّةَ أَنَا وَ أَنتَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ ذُرّيّتُنَا خَلفَ ظُهُورِنَا وَ أَحِبّاؤُنَا خَلفَ ذُرّيّتِنَا وَ أَشيَاعُنَا عَن أَيمَانِنَا وَ شَمَائِلِنَا
بيان إن أول أربعة أي أول الأربعات الذين يدخلون الجنة فالجميع إلي قوله ع و الحسين خبر أوالمعني أن الأربعة الذين يدخلون الجنة أولهم أنافخبر البواقي مقدر بقرينة المقام
68- شي،[تفسير العياشي] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ حَقّ عَلَي اللّهِ أَن يَجعَلَ وَلِيّنَا رَفِيقاً لِلنّبِيّينَوَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً
69- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَقَد ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَفَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَالآيَةَ فَرَسُولُ اللّهِ فِي هَذَا المَوضِعِ النّبِيّ وَ نَحنُ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَدَاءُ وَ أَنتُمُ الصّالِحُونَ فَتَسَمّوا بِالصّلَاحِ كَمَا سَمّاكُمُ اللّهُ
مجمع البيان ، عن أبي بصيرمثله بيان فتسموا بالصلاح أي انتسبوا إليه أوارتفعوا بسببه أواتصفوا به
صفحه : 33
حتي يسميكم الناس صالحين في القاموس سما سموا ارتفع و به أعلاه كأسماه وسماه فلانا و به وتسمي بكذا وبالقوم وإليهم انتسب
70-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ النّبِيّص عِندَ حَنِينِ الجِذعِ مَعَاشِرَ المُسلِمِينَ هَذَا الجِذعُ يَحِنّ إِلَي رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ وَ يَحزَنُ لِبُعدِهِ عَنهُ ففَيِ عِبَادِ اللّهِ الظّالِمِينَ أَنفُسَهُم مَن لَا يبُاَليِ قَرُبَ مِن رَسُولِ اللّهِ أَم بَعُدَ وَ لَو لَا أنَيّ احتَضَنتُ هَذَا الجِذعَ وَ مَسَحتُ بيِدَيِ عَلَيهِ مَا هَدَأَ حَنِينُهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِنّ مِن عِبَادِ اللّهِ وَ إِمَائِهِ لَمَن يَحِنّ إِلَي مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ إِلَي عَلِيّ ولَيِّ اللّهِ كَحَنِينِ هَذَا الجِذعِ وَ حَسبُ المُؤمِنِ أَن يَكُونَ قَلبُهُ عَلَي مُوَالَاةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ مُنطَوِياً أَ رَأَيتُم شِدّةَ حَنِينِ هَذَا الجِذعِ إِلَي مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ كَيفَ هَدَأَ لَمّا احتَضَنَهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ وَ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَيهِ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ ألّذِي بعَثَنَيِ بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ حَنِينَ خُزّانِ الجِنَانِ وَ حُورِ عِينِهَا وَ سَائِرِ قُصُورِهَا وَ مَنَازِلِهَا إِلَي مَن تَوَالَي مُحَمّداً وَ عَلِيّاً وَ آلَهُمَا الطّيّبِينَ وَ تَبَرّأَ مِن أَعدَائِهِمَا لَأَشَدّ مِن حَنِينِ هَذَا الجِذعِ ألّذِي رَأَيتُمُوهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِ وَ إِنّ ألّذِي يُسَكّنُ حَنِينَهُم وَ أَنِينَهُم مَا يَرِدُ عَلَيهِم مِن صَلَاةِ أَحَدِكُم مَعَاشِرَ شِيعَتِنَا عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ أَو صَلَاةِ نَافِلَةٍ أَو صَومٍ أَو صَدَقَةٍ وَ إِنّ مِن عَظِيمِ مَا يُسَكّنُ حَنِينَهُم إِلَي شِيعَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ مَا يَتّصِلُ بِهِم مِن إِحسَانِهِم إِلَي إِخوَانِهِمُ المُؤمِنِينَ وَ مَعُونَتِهِم لَهُم عَلَي دَهرِهِم يَقُولُ أَهلُ الجِنَانِ بَعضُهُم لِبَعضٍ لَا تَستَعجِلُوا صَاحِبَكُم فَمَا يُبطِئُ عَنكُم إِلّا لِلزّيَادَةِ فِي الدّرَجَاتِ العَالِيَاتِ فِي هَذِهِ الجِنَانِ بِإِسدَاءِ المَعرُوفِ إِلَي إِخوَانِهِ المُؤمِنِينَ وَ أَعظَمُ مِن ذَلِكَ مِمّا يُسَكّنُ حَنِينَ سُكّانِ الجِنَانِ وَ حُورِهَا إِلَي شِيعَتِنَا مَا يُعَرّفُهُمُ اللّهُ مِن صَبرِ شِيعَتِنَا عَلَي التّقِيّةِ وَ استِعمَالِهِمُ التّورِيَةَ لِيَسلَمُوا بِهَا مِن كَفَرَةِ عِبَادِ اللّهِ وَ فَسَقَتِهِم فَحِينَئِذٍ يَقُولُ خُزّانُ الجِنَانِ وَ حُورُهَا لَنَصبِرَنّ عَلَي شَوقِنَا إِلَيهِم وَ حَنِينِنَا كَمَا يَصبِرُونَ عَلَي سَمَاعِ المَكرُوهِ فِي سَادَاتِهِم وَ أَئِمّتِهِم وَ كَمَا يَتَجَرّعُونَ الغَيظَ وَ يَسكُتُونَ عَن إِظهَارِ الحَقّ لِمَا يُشَاهِدُونَ مِن ظُلمِ مَن لَا يَقدِرُونَ عَلَي دَفعِ مَضَرّتِهِ فَعِندَ ذَلِكَ يُنَادِيهِم رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ يَا سُكّانَ جنِاَنيِ وَ يَا خُزّانَ رحَمتَيِ مَا لِبُخلٍ أَخّرتُ عَنكُم أَزوَاجَكُم وَ سَادَاتِكُم إِلّا لِيَستَكمِلُوا نَصِيبَهُم مِن كرَاَمتَيِ بِمُوَاسَاتِهِم
صفحه : 34
إِخوَانَهُمُ المُؤمِنِينَ وَ الأَخذِ بأِيَديِ المَلهُوفِينَ وَ التّنفِيسِ عَنِ المَكرُوبِينَ وَ بِالصّبرِ عَلَي التّقِيّةِ مِنَ الفَاسِقِينَ الكَافِرِينَ حَتّي إِذَا استَكمَلُوا أَجزَلَ كرَاَماَتيِ نَقَلتُهُم إِلَيكُم عَلَي أَسَرّ الأَحوَالِ وَ أَغبَطِهَا فَأَبشِرُوا فَعِندَ ذَلِكَ يَسكُنُ حَنِينُهُم وَ أَنِينُهُم
توضيح في القاموس حضن الصبي حضنا وحضانة بالكسر جعله في حضنه أورباه كاحتضنه و قال الحضن بالكسر مادون الإبط إلي الكشح أوالصدر والعضدان و مابينهما و قال هدأ كمنع هدءا وهدوءا سكن و قال أسدي إليه أحسن
71- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ تَعَالَيوَ بَشّرِ الّذِينَ آمَنُوابِاللّهِ وَحدَهُ وَ صَدّقُوكَ بِنُبُوّتِكَ فَاتّخَذُوكَ إِمَاماً وَ صَدّقُوكَ فِي أَقوَالِكَ وَ صَوّبُوكَ فِي أَفعَالِكَ وَ اتّخَذُوا أَخَاكَ عَلِيّاً بَعدَكَ إِمَاماً وَ لَكَ وَصِيّاً مَرضِيّاً وَ انقَادُوا لِمَا يَأمُرُهُم بِهِ وَ صَارُوا إِلَي مَا أَصَارَهُم إِلَيهِ وَ رَأَوا لَهُ مَا يَرَونَ لَكَ إِلّا النّبُوّةَ التّيِ أُفرِدتَ بِهَا وَ إِنّ الجِنَانَ لَا تَصِيرُ لَهُم إِلّا بِمُوَالَاتِهِ وَ مُوَالَاةِ مَن يُنَصّ عَلَيهِ مِن ذُرّيّتِهِ وَ مُوَالَاةِ سَائِرِ أَهلِ وَلَايَتِهِ وَ مُعَادَاةِ أَهلِ مُخَالَفَتِهِ وَ عَدَاوَتِهِ وَ إِنّ النّيرَانَ لَا تَهدَأُ عَنهُم وَ لَا يَعدِلُ بِهِم عَن عَذَابِهَا إِلّا بِتَنَكّبِهِم عَن مُوَالَاةِ مُخَالِفِيهِم وَ مُوَازَرَةِ شَانِئِيهِموَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِن إِدَامَةِ الفَرَائِضِ وَ اجتِنَابِ المَحَارِمِ وَ لَا يَكُونُوا كَهَؤُلَاءِ الكَافِرِينَ بِكَ بَشّرهُمأَنّ لَهُم جَنّاتٍبَسَاتِينَتجَريِ مِن تَحتِهَا الأَنهارُ
72-شي،[تفسير العياشي] عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَالِمٍ الأَشَلّ عَن بَعضِ الفُقَهَاءِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَإِنّ أَولِياءَ اللّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ ثُمّ قَالَ تَدرُونَ مَن أَولِيَاءُ اللّهِ قَالُوا مَن هُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ هُم نَحنُ وَ أَتبَاعُنَا فَمَن تَبِعَنَا مِن بَعدِنَا طُوبَي لَنَا وَ طُوبَي لَهُم أَفضَلُ مِن طُوبَي لَنَا قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا شَأنُ طُوبَي لَهُم أَفضَلُ مِن طُوبَي لَنَا أَ لَسنَا نَحنُ وَ هُم عَلَي أَمرٍ قَالَ لَا لِأَنّهُم حَمَلُوا
صفحه : 35
مَا لَم تَحَمّلُوا عَلَيهِ وَ أَطَاقُوا مَا لَم تُطِيقُوا
بيان لأنهم حملوا إشارة إلي شدة تقية الشيعة بعده ع وكثرة وقوع الظلم من بني أمية وغيرهم عليهم
73- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي عَمرٍو الزبّيَريِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن تَوَلّي آلَ مُحَمّدٍ وَ قَدّمَهُم عَلَي جَمِيعِ النّاسِ بِمَا قَدّمَهُم مِن قَرَابَةِ رَسُولِ اللّهِص فَهُوَ مِن آلِ مُحَمّدٍ لِمَنزِلَتِهِ عِندَ آلِ مُحَمّدٍ لَا أَنّهُ مِنَ القَومِ بِأَعيَانِهِم وَ إِنّمَا هُوَ مِنهُم بِتَوَلّيهِ إِلَيهِم وَ اتّبَاعِهِ إِيّاهُم وَ كَذَلِكَ حُكمُ اللّهِ فِي كِتَابِهِوَ مَن يَتَوَلّهُم مِنكُم فَإِنّهُ مِنهُم وَ قَولُ اِبرَاهِيمَفَمَن تبَعِنَيِ فَإِنّهُ منِيّ وَ مَن عصَانيِ فَإِنّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
74- شي،[تفسير العياشي] عَن عُقبَةَ بنِ خَالِدٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَذِنَ لِي وَ لَيسَ هُوَ فِي مَجلِسِهِ فَخَرَجَ عَلَينَا مِن جَانِبِ البَيتِ مِن عِندِ نِسَائِهِ وَ لَيسَ عَلَيهِ جِلبَابٌ فَلَمّا نَظَرَ إِلَينَا رَحّبَ بِنَا ثُمّ جَلَسَ ثُمّ قَالَ أَنتُم أُولُو الأَلبَابِ فِي كِتَابِ اللّهِ قَالَ اللّهُإِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِ
بيان كأن المراد بالجلباب هنا الرداء مجازا أوالقميص في القاموس الجلباب كسرداب وسنمار القميص وثوب واسع للمرأة دون الملحفة أو ماتغطي به ثيابها من فوق كالملحفة أو هوالخمار
75-شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع وَ هُوَ يَقُولُنَحنُ أَهلُ بَيتِ الرّحمَةِ وَ بَيتِ النّعمَةِ وَ بَيتِ البَرَكَةِ وَ نَحنُ فِي الأَرضِ بُنيَانٌ وَ شِيعَتُنَا عُرَي الإِسلَامِ وَ مَا كَانَت دَعوَةُ اِبرَاهِيمَ إِلّا لَنَا وَ شِيعَتِنَا وَ لَقَدِ استَثنَي اللّهُ إِلَي يَومِ
صفحه : 36
القِيَامَةِ إِلَي إِبلِيسَ فَقَالَإِنّ عبِاديِ لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ
بيان البنيان بالضم البناء المبني والمراد بيت الشرف والنبوة والإمامة والكرامة و لايبعد أن يكون في الأصل بنيان الإيمان عري الإسلام أي يستوثق ويستمسك بهم الإسلام أو من أراد الصعود إلي الإسلام أو إلي ذروته يتعلق بهم ويأخذ منهم . قال في المصباح قوله ع و ذلك أوثق عري الإيمان علي التشبيه بالعروة التي يستمسك بها ويستوثق وكأن المراد بدعوة ابراهيم قوله ع رَبّنَا اغفِر لِي وَ لوِالدِيَّ وَ لِلمُؤمِنِينَ يَومَ يَقُومُ الحِسابُ ويحتمل أن يكون المراد قوله فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ إِلَيهِم والأول أظهر
76- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِإِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ قَالَ وَ اللّهِ مَا عَنَي غَيرَكُم
77- شي،[تفسير العياشي] عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أَنتُم وَ اللّهِ الّذِينَ قَالَ اللّهُوَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلّ إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَإِنّمَا شِيعَتُنَا أَصحَابُ الأَربَعَةِ الأَعيُنِ عَينٍ فِي الرّأسِ وَ عَينٍ فِي القَلبِ أَلَا وَ الخَلَائِقُ كُلّهُم كَذَلِكَ أَلَا إِنّ اللّهَ فَتَحَ أَبصَارَكُم وَ أَعمَي أَبصَارَهُم
بيان عين في الرأس المراد بهاالجنس أي عينان أوالمعني كل عين في الرأس بإزائها عين في القلب فتح أبصاركم أي أبصار قلوبكم
78-شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ مِنكُم رَجُلٌ وَ لَا امرَأَةٌ إِلّا وَ مَلَائِكَةُ اللّهِ يَأتُونَهُ بِالسّلَامِ وَ أَنتُمُ الّذِينَ قَالَ اللّهُوَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم
صفحه : 37
مِن غِلّ إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
79-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عِبَادَ اللّهِ اجعَلُوا حَجّتَكُم مَقبُولَةً مَبرُورَةً وَ إِيّاكُم أَن تَجعَلُوهَا مَردُودَةً عَلَيكُم أَقبَحَ الرّدّ وَ أَن تُصَدّوا عَن جَنّةِ اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ أَقبَحَ الصّدّ أَلَا وَ إِنّ مَا مَحَلّهَا مَحَلّ القَبُولِ مَا يَقرُنُ بِهَا مِن مُوَالَاةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ آلِهِمَا الطّيّبِينَ وَ إِنّ مَا يُسَفّلُهَا وَ يَرذُلُهَا مَا يَقرُنُ بِهَا مِنِ اتّخَاذِ الأَندَادِ مِن دُونِ أَئِمّةِ الحَقّ وَ وُلَاةِ الصّدقِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ المُنتَجَبِينَ مِمّن يَختَارُهُ مِن ذُرّيّتِهِ وَ ذَوِيهِ ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص طُوبَي لِلمُوَالِينَ عَلِيّاً ع إِيمَاناً بِمُحَمّدٍ وَ تَصدِيقاً لِمَقَالِهِ كَيفَ يُذَكّرُهُمُ اللّهُ بِأَشرَفِ الذّكرِ مِن فَوقِ عَرشِهِ وَ كَيفَ يصُلَيّ عَلَيهِم مَلَائِكَةُ العَرشِ وَ الكرُسيِّ وَ الحُجُبِ وَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ الهَوَاءِ وَ مَا بَينَ ذَلِكَ وَ مَا تَحتَهَا إِلَي الثّرَي وَ كَيفَ يصُلَيّ عَلَيهِم أَملَاكُ الغُيُومِ وَ الأَمطَارِ وَ أَملَاكُ البرَاَريِ وَ البِحَارِ وَ شَمسُ السّمَاءِ وَ قَمَرُهَا وَ نُجُومُهَا وَ حَصبَاءُ الأَرضِ وَ رِمَالُهَا وَ سَائِرُ مَا يَدِبّ مِنَ الحَيَوَانَاتِ فَيُشَرّفُ اللّهُ تَعَالَي بِصَلَاةِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهَا لَدَيهِ مَحَالّهُم وَ يُعَظّمُ عِندَهُ جَلَالَهُم حَتّي يَرِدُوا عَلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ قَد شُهِرُوا بِكَرَامَاتِ اللّهِ عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ وَ جُعِلُوا مِن رُفَقَاءِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع صفَيِّ رَبّ العَالَمِينَ وَ الوَيلُ لِلمُعَانِدِينَ عَلِيّاً كُفراً بِمُحَمّدٍ وَ تَكذِيباً بِمَقَالِهِ وَ كَيفَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ بِأَخَسّ اللّعنِ مِن فَوقِ عَرشِهِ وَ كَيفَ يَلعَنُهُم حَمَلَةُ العَرشِ وَ الكرُسيِّ وَ الحُجُبِ وَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ وَ الهَوَي وَ مَا بَينَ ذَلِكَ وَ مَا تَحتَهَا إِلَي الثّرَي وَ كَيفَ يَلعَنُهُم أَملَاكُ الغُيُومِ وَ الأَمطَارِ وَ أَملَاكُ البرَاَريِ وَ البِحَارِ وَ شَمسُ السّمَاءِ وَ قَمَرُهَا وَ نُجُومُهَا وَ حَصبَاءُ الأَرضِ وَ رِمَالُهَا وَ سَائِرُ مَا يَدِبّ مِنَ الحَيَوَانَاتِ فَيُسَفّلُ اللّهُ بِلَعنِ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم لَدَيهِ مَحَالّهُم وَ يُقَبّحُ عِندَهُ أَحوَالَهُم حَتّي يَرِدُوا عَلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ قَد شُهِرُوا بِلَعنِ اللّهِ وَ مَقتِهِ عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ وَ جُعِلُوا مِن رُفَقَاءِ إِبلِيسَ وَ نُمرُودَ وَ فِرعَونَ أَعدَاءِ رَبّ العِبَادِ وَ إِنّ مِن عَظِيمِ مَا يُتَقَرّبُ بِهِ خِيَارُ أَملَاكِ الحُجُبِ وَ السّمَاوَاتِ الصّلَاةُ عَلَي
صفحه : 38
مُحِبّينَا أَهلَ البَيتِ وَ اللّعنُ لِشَانِئِينَا
80- جا،[المجالس للمفيد] عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ المقُريِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الأسَدَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِّ عَن يَحيَي بنِ هَاشِمٍ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عُلّمتُسَبعاً مِنَ المثَانيِ وَ مُثّلَت لِي أمُتّيِ فِي الطّينِ حَتّي نَظَرتُ إِلَي صَغِيرِهَا وَ كَبِيرِهَا وَ نَظَرتُ فِي السّمَاوَاتِ كُلّهَا فَلَمّا رَأَيتُ رَأَيتُكَ يَا عَلِيّ فَاستَغفَرتُ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
81- جا،[المجالس للمفيد] عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن جَيشِ بنِ المُعتَمِرِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ فِي الرّحبَةِ مُتّكِئٌ فَقُلتُ السّلَامُ عَلَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ كَيفَ أَصبَحتَ قَالَ فَرَفَعَ رَأسَهُ وَ رَدّ عَلَيّ وَ قَالَ أَصبَحتُ مُحِبّاً لِمُحِبّنَا مُبغِضاً لِمَن يُبغِضُنَا إِنّ مُحِبّنَا يَنتَظِرُ الرّوحَ وَ الفَرَجَ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ وَ إِنّ مُبغِضَنَا بَنَي بِنَاءً فَأَسّسَبُنيانَهُ عَلي شَفا جُرُفٍ هارٍفَكَأَنّ بُنيَانَهُ هَارٍفَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنّمَ يَا أَبَا المُعتَمِرِ إِنّ مُحِبّنَا لَا يَستَطِيعُ أَن يُبغِضَنَا قَالَ وَ مُبغِضُنَا لَا يَستَطِيعُ أَن يُحِبّنَا إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَبَلَ قُلُوبَ العِبَادِ عَلَي حُبّنَا وَ خَذَلَ مَن يُبغِضُنَا فَلَن يَستَطِيعَ مُحِبّنَا يُبغِضُنَا وَ لَن يَستَطِيعَ مُبغِضُنَا يُحِبّنَا وَ لَن يَجتَمِعَ حُبّنَا وَ حُبّ عَدُوّنَا فِي قَلبِ أَحَدٍما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ فِي جَوفِهِيُحِبّ بِهَذَا قَوماً وَ يُحِبّ بِالآخَرِ أَعدَاءَهُم
توضيح قال الراغب شفا البئر والنهر طرفه ويضرب به المثل في القرب من الهلكة قال تعالي عَلي شَفا جُرُفٍ هارٍ و قال يقال للمكان ألذي يأكله
صفحه : 39
السيل فيجرفه أي يذهب به جرف ويقال هار البناء يهور إذاسقط نحو أنهار قال تعالي عَلي شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنّمَ وقرئ هار يقال بئر هار وهار وهائر ومنهار ويقال أنهار فلان إذاسقط من مكان عال و رجل هار وهائر ضعيف في أمره تشبيها بالبئر الهائر.ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِالخبر يدل علي أن المراد بعدم القلبين عدم أمرين متضادين في إنسان واحد كالإيمان والكفر وحب رجل وبغضه أو مايستلزم بغضه . قال في المجمع في سياق معاني الآية وقيل هورد علي المنافقين والمعني ليس لأحد قلبان يؤمن بأحدهما ويكفر بالآخر ثم قال وقيل يتصل بما قبله والمعني أنه لايمكن الجمع بين اتباعين متضادين بين اتباع الوحي والقرآن واتباع أهل الكفر والطغيان فكني عن ذلك بذكر القلبين لأن الاتباع يصدر عن الاعتقاد والاعتقاد من أفعال القلوب فكما لايجتمع قلبان في جوف واحد لايجتمع اعتقادان متضادان في قلب واحد
وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ يُحِبّ بِهَذَا قَوماً وَ يُحِبّ بِهَذَا أَعدَاءَهُم.أَقُولُ وَ سيَأَتيِ تَمَامُ القَولِ فِيهِ فِي بَابِ القَلبِ إِن شَاءَ اللّهُ
82- كش ،[رجال الكشي] عَن حَمدَوَيهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن أَبِي خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ يَا ابنَ مَيمُونٍ كَم أَنتُم بِمَكّةَ قُلتُ نَحنُ أَربَعَةٌ قَالَ إِنّكُم نُورٌ فِي ظُلُمَاتِ الأَرضِ
83-كشف ،[كشف الغمة] مِن كِتَابِ الحَافِظِ عَبدِ العَزِيزِ روُيَِ أَنّهُ قَالَ سَلمَانُ لعِلَيِّ ع مَا جِئتَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَنَا عِندَهُ إِلّا وَ ضَرَبَ عضَدُيِ أَو بَينَ كتَفِيَّ وَ قَالَ يَا
صفحه : 40
سَلمَانُ هَذَا وَ حِزبُهُ المُفلِحُونَ
84- وَ مِن مَنَاقِبِ الخوُارزِميِّ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص وَ قَد رَأَيتُهُ فِي النّومِ مَا حَمَلَكَ عَلَي أَن لَا تؤُدَيَّ مَا سَمِعتَ منِيّ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع حَتّي أَدرَكَتكَ العُقُوبَةُ وَ لَو لَا استِغفَارُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ لَكَ مَا شَمِمتَ رَائِحَةَ الجَنّةِ أَبَداً وَ لَكِنِ انشُر فِي بَقِيّةِ عُمُرِكَ إِنّ أَولِيَاءَ عَلِيّ وَ ذُرّيّتِهِ وَ مُحِبّيهِم السّابِقُونَ الأَوّلُونَ إِلَي الجَنّةِ وَ هُم جِيرَانُ اللّهِ وَ أَولِيَاءُ اللّهِ حَمزَةُ وَ جَعفَرٌ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ أَمّا عَلِيّ فَهُوَ الصّدّيقُ الأَكبَرُ لَا يَخشَي يَومَ القِيَامَةِ مَن أَحَبّهُ
وَ مِنهُ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن أَحَبّ عَلِيّاً قَبِلَ اللّهُ عَنهُ صَلَاتَهُ وَ صِيَامَهُ وَ قِيَامَهُ وَ استَجَابَ دُعَاءَهُ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً أَعطَاهُ اللّهُ بِكُلّ عِرقٍ فِي بَدَنِهِ مَدِينَةً فِي الجَنّةِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ آلَ مُحَمّدٍ أَمِنَ مِنَ الحِسَابِ وَ المِيزَانِ وَ الصّرَاطِ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ فَأَنَا كَفِيلُهُ بِالجَنّةِ مَعَ الأَنبِيَاءِ أَلَا وَ مَن أَبغَضَ آلَ مُحَمّدٍ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ مَكتُوباً بَينَ عَينَيهِ آيِسٌ مِن رَحمَةِ اللّهِ
85-رِيَاضُ الجِنَانِ،لِفَضلِ اللّهِ بنِ مَحمُودٍ الفاَرسِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ وَهَبَ لَكَ حُبّ المَسَاكِينِ وَ الفُقَرَاءِ فِي الأَرضِ فَرَضِيتَ بِهِم إِخوَاناً وَ رَضُوا بِكَ إِمَاماً فَطُوبَي لِمَن أَحَبّكَ وَ وَيلٌ لِمَن أَبغَضَكَ يَا عَلِيّ أَهلُ مَوَدّتِكَ كُلّ أَوّابٍ حَفِيظٍ وَ كُلّ ذيِ طِمرَينِ لَو أَقسَمَ عَلَي اللّهِ لَأَبَرّهُ يَا عَلِيّ أَحِبّاؤُكَ كُلّ مُحتَقِرٍ عِندَ الخَلقِ عَظِيمٌ عِندَ الحَقّ يَا عَلِيّ مُحِبّوكَ فِي الفِردَوسِ الأَعلَي جِيرَانُ اللّهِ لَا يَأسَفُونَ عَلَي مَا فَاتَهُم مِنَ الدّنيَا يَا عَلِيّ إِخوَانُكَ ذُبُلُ الشّفَاهِ تُعرَفُ الرّهبَانِيّةُ فِي وُجُوهِهِم يَفرَحُونَ فِي ثَلَاثِ مَوَاطِنَ عِندَ المَوتِ وَ أَنَا شَاهِدُهُم وَ عِندَ المُسَاءَلَةِ فِي قُبُورِهِم وَ أَنتَ هُنَاكَ تُلَقّنُهُم وَ عِندَ العَرضِ الأَكبَرِ إِذَا دعُيَِ كُلّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِم يَا عَلِيّ بَشّر إِخوَانَكَ إِنّ اللّهَ قَد رضَيَِ عَنهُم يَا عَلِيّ أَنتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ
صفحه : 41
الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ الصّافّونَ المُسَبّحُونَ وَ لَو لَا أَنتَ وَ شِيعَتُكَ مَا قَامَ لِلّهِ دِينٌ وَ لَو لَا مَن فِي الأَرضِ مِنكُم مَا نَزَلَ مِنَ السّمَاءِ قَطرٌ يَا عَلِيّ لَكَ فِي الجَنّةِ كَنزٌ وَ أَنتَ ذُو قَرنَيهَا وَ شِيعَتُكَ حِزبُ اللّهِ وَ حِزبُ اللّهِهُمُ الغالِبُونَ يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ القَائِمُونَ بِالقِسطِ وَ أَنتُم عَلَي الحَوضِ تُسقُونَ مَن أَحَبّكُم وَ تَمنَعُونَ مَن أَخَلّ بِفَضلِكُم وَ أَنتُمُ الآمِنُونَ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ تُظَلّلُونَ فِي المَوقِفِ وَ تُنَعّمُونَ فِي الجِنَانِ يَا عَلِيّ إِنّ الجَنّةَ مُشتَاقَةٌ إِلَيكَ وَ إِلَي شِيعَتِكَ وَ إِنّ مَلَائِكَةَ العَرشِ المُقَرّبِينَ يَفرَحُونَ بِقُدُومِهِم وَ المَلَائِكَةُ تَستَغفِرُ لَهُم يَا عَلِيّ شِيعَتُكَ الّذِينَ يَخَافُونَ اللّهَ فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ يَا عَلِيّ شِيعَتُكَ الّذِينَ يَتَنَافَسُونَ فِي الدّرَجَاتِ وَ يَلقَونَ اللّهَ وَ لَا حِسَابَ عَلَيهِم يَا عَلِيّ أَعمَالُ شِيعَتِكَ تُعرَضُ عَلَيّ فِي كُلّ جُمُعَةٍ فَأَفرَحُ بِصَالِحِ أَعمَالِهِم وَ أَستَغفِرُ لِسَيّئَاتِهِم يَا عَلِيّ ذِكرُكَ وَ ذِكرُ شِيعَتِكَ فِي التّورَاةِ بِكُلّ خَيرٍ قَبلَ أَن يُخلَقُوا وَ كَذَلِكَ فِي الإِنجِيلِ فَإِنّهُم يُعَظّمُونَ إِليَا وَ شِيعَتَهُ يَا عَلِيّ ذِكرُ شِيعَتِكَ فِي السّمَاءِ أَكثَرُ مِن ذِكرِهِم فِي الأَرضِ فَبَشّرهُم بِذَلِكَ يَا عَلِيّ قُل لِشِيعَتِكَ وَ أَحِبّائِكَ يَتَنَزّهُونَ مِنَ الأَعمَالِ التّيِ يَعمَلُهَا عَدُوّهُم يَا عَلِيّ اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَي مَن أَبغَضَكَ وَ أَبغَضَ شِيعَتَكَ
بيان في القاموس الطمر بالكسر الثوب الخلق أوالكساء البالي من غيرالصوف ذبل الشفاه أي من الصوم أو من كثرة الدعاء والتلاوة ثم اعلم أن ظاهر الآية أن الصافون والمسبحون وصف الملائكة قال الطبرسي أي الصافون حول العرش ننتظر الأمر والنهي من الله تعالي وقيل القائمون صفوفا في الصلاة أوصافون بأجنحتنا في الهواء للعبادة والتسبيح وَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَ أي المصلون المنزهون الرب عما لايليق به والقائلون سبحان الله علي وجه التعظيم انتهي .لكن ورد في أخبار كثيرة تأويلها بل تأويل قوله تعالي وَ ما مِنّا إِلّا لَهُ مَقامٌ
صفحه : 42
مَعلُومٌبالأئمة ع وكأنه من بطون الآيات ويمكن أن يكون بعضها كهذا الخبر محمولا علي التشبيه والمبالغة في المدح قوله ص لك في الجنة كنز أي ثواب عظيم مدخر و في روايات العامة أن ذلك بيت في الجنة و قدمر شرح ذو قرنيها. و قال في النهاية فيه لاحول و لاقوة إلابالله كنز من كنوز الجنة أي أجرها مدخر لقائلها والمتصف بها كمايدخر الكنز
86- رِيَاضُ الجِنَانِ،بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ قَالَ كُنتُ مَعَ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ يَا جَابِرُ خُلِقنَا نَحنُ وَ مُحِبّونَا مِن طِينَةٍ وَاحِدَةٍ بَيضَاءَ نَقِيّةٍ مِن أَعلَي عِلّيّينَ فَخُلِقنَا نَحنُ مِن أَعلَاهَا وَ خُلِقَ مُحِبّونَا مِن دُونِهَا فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ التَحَقَتِ العُليَا بِالسّفلَي فَضَرَبنَا بِأَيدِينَا إِلَي حُجزَةِ نَبِيّنَا وَ ضَرَبَت شِيعَتُنَا بِأَيدِيهِم إِلَي حُجزَتِنَا فَأَينَ تَرَي يُصَيّرُ اللّهُ نَبِيّهُ وَ ذُرّيّتَهُ وَ أَينَ تَرَي يُصَيّرُ ذُرّيّتَهُ مُحِبّينَا فَضَرَبَ جَابِرُ بنُ يَزِيدَ عَلَي يَدِهِ وَ قَالَ دَخَلنَاهَا وَ رَبّ الكَعبَةِ
وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّكَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السّماءِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا أَصلُهَا وَ عَلِيّ فَرعُهَا وَ الأَئِمّةُ أَغصَانُهَا وَ عِلمُنَا ثَمَرَتُهَا وَ شِيعَتُنَا وَرَقُهَا يَا أَبَا حَمزَةَ فَهَل تَرَي فِيهَا فَضلًا فَقُلتُ وَ اللّهِ مَا أَرَي فِيهَا فَضلًا فَقَالَ يَا أَبَا حَمزَةَ إِنّ المَولُودَ لَيُولَدُ مِن شِيعَتِنَا فَتُورِقُ وَرَقَةً وَ إِنّ المَيّتَ لَيَمُوتُ فَتَسقُطُ وَرَقَةٌ مِنهَا
بيان فهل تري فيهافضلا أي فهل تكون في الشجرة غير هذه الأمور المذكورة فقال الراوي و الله ماأري فيهافضلا فبين ع بذلك أن أهل النجاة والسعادة منحصرون في هؤلاء لأن الله تعالي ضرب للكلمة الطيبة التي هي الإيمان وأهله بالشجرة الطيبة و بين أجزاء الشجرة فالمخالفون بريئون من تلك الشجرة وداخلون في الشجرة الخبيثة المذكورة بعدها ثم بين ع أن جميع الشيعة
صفحه : 43
داخلون في تلك الشجرة بقوله إن المولود ليولد و قدمر تمام القول فيه في كتاب الإمامة
87- بشا،[بشارة المصطفي ] عَنِ ابنِ شَيخِ الطّائِفَةِ عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن سَعدَانَ بنِ سَعِيدٍ عَن سُفيَانَ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ بِنَا يُبدَأُ البَلَاءُ ثُمّ بِكُم وَ بِنَا يُبدَأُ الرّخَاءُ ثُمّ بِكُم وَ ألّذِي يُحلَفُ بِهِ لَيَنتَصِرَنّ اللّهُ بِكُم كَمَا انتَصَرَ بِالحِجَارَةِ
جا،[المجالس للمفيد] عن الجعابي مثله بيان و ألذي يحلف به أي بالله أوبكل شيءيحلف به لينتصرن الله بكم أي لينتقمن الله من المخالفين بكم في زمن القائم ع كماانتقم بحجارة من سجيل من أصحاب الفيل أولكم كماانتقم لبيته من أصحاب الفيل والتعبير عن البيت بالحجارة للإشارة إلي أن المؤمن أشرف منه والأول أظهر
88- بشا،[بشارة المصطفي ]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الجعِاَبيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن دَاوُدَ بنِ رُشَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الثعّلبَيِّ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ نَحنُ خِيَرَةُ اللّهِ مِن خَلقِهِ وَ شِيعَتُنَا خِيَرَةُ اللّهِ مِن أُمّةِ نَبِيّهِ
89-بشا،[بشارة المصطفي ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحُسَينِ الرّفّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ عُتبَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الفَقِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ حبَشَيِّ بنِ قوُنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن يَحيَي بنِ زَكَرِيّا بنِ شَيبَانَ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَدَخَلَ أَبِي المَسجِدَ فَإِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِن شِيعَتِنَا فَدَنَا مِنهُم فَسَلّمَ ثُمّ قَالَ لَهُم وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّ رِيحَكُم وَ أَروَاحَكُم وَ إنِيّ لَعَلَي دِينِ اللّهِ وَ مَا بَينَ أَحَدِكُم وَ بَينَ أَن يُغتَبَطَ بِمَا هُوَ فِيهِ إِلّا أَن تَبلُغَ نَفسُهُ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي حَنجَرَتِهِ فَأَعِينُونَا بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ وَ مَن
صفحه : 44
يَأتَمّ مِنكُم بِإِمَامٍ فَليَعمَل بِعَمَلِهِ أَنتُم شُرَطُ اللّهِ وَ أَنتُم أَعوَانُ اللّهِ وَ أَنتُم أَنصَارُ اللّهِ وَ أَنتُمُالسّابِقُونَ الأَوّلُونَ وَ السّابِقُونَ الآخِرُونَ وَ أَنتُمُ السّابِقُونَ إِلَي الجَنّةِ قَد ضَمِنّا لَكُمُ الجِنَانَ بِضَمَانِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ كَأَنّكُم فِي الجَنّةِ تَنَافَسُونَ فِي فَضَائِلِ الدّرَجَاتِ كُلّ مُؤمِنٍ مِنكُم صِدّيقٌ وَ كُلّ مُؤمِنَةٍ مِنكُم حَورَاءُ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا قَنبَرُ قُم فَاستَبشِر فَاللّهُ سَاخِطٌ عَلَي الأُمّةِ مَا خَلَا شِيعَتَنَا أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ شَرَفاً وَ شَرَفُ الدّينِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ عِمَاداً وَ عِمَادُ الدّينِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ سَيّداً وَ سَيّدُ المَجَالِسِ مَجلِسُ شِيعَتِنَا أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ شُهُوداً وَ شُهُودُ الأَرضِ أَرضٌ سُكّانُ شِيعَتِنَا فِيهَا أَلَا وَ مَن خَالَفَكُم مَنسُوبٌ إِلَي هَذِهِ الآيَةِوُجُوهٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةًأَلَا وَ مَن دَعَا مِنكُم فَدَعوَتُهُ مُستَجَابَةٌ أَلَا وَ مَن سَأَلَ مِنكُم حَاجَةً فَلَهُ بِهَا مِائَةُ حَاجَةٍ يَا حَبّذَا حُسنُ صُنعِ اللّهِ إِلَيكُم تَخرُجُ شِيعَتُنَا يَومَ القِيَامَةِ مِن قُبُورِهِم مُشرِقَةً أَلوَانُهُم وَ وُجُوهُهُم قَد أُعطُوا الأَمَانَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ وَ اللّهُ أَشَدّ حُبّاً لِشِيعَتِنَا مِنّا لَهُم
بيان إنهم شرط الله بضم الشين وفتح الراء أي نخبة جنوده وأعوانه وعساكره قال في النهاية شرط السلطان نخبة أصحابه الذين يقدمهم علي غيرهم من جنده و قال الشرطة أول طائفة من الجيش تشهد الوقعة و قال الأشراط من الأضداد يقع علي الأشراف والأرذال والعماد بالكسر الخشبة التي يقوم عليها البيت
90-إِرشَادُ القُلُوبِ،بِالإِسنَادِ إِلَي مُحَمّدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ ع إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خلَقَنَيِ وَ إِيّاكَ مِن نُورِهِ الأَعظَمِ ثُمّ رَشّ مِن نُورِنَا عَلَي جَمِيعِ الأَنوَارِ مِن بَعدِ خَلقِهِ لَهَا فَمَن أَصَابَهُ مِن ذَلِكَ النّورِ اهتَدَي إِلَينَا وَ مَن
صفحه : 45
أَخطَأَهُ ذَلِكَ النّورُ ضَلّ عَنّا ثُمّ قَرَأَوَ مَن لَم يَجعَلِ اللّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِن نُورٍيهَتدَيِ إِلَي نُورِنَا
وَ رَوَي مُسنَداً إِلَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ نَحنُ أَهلُ بَيتٍ لَا يُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ مِن عِبَادِ اللّهِ وَ مَن وَالَانَا وَ ائتَمّ بِنَا وَ قَبِلَ مِنّا مَا أوُحيَِ إِلَينَا وَ عَلّمنَاهُ إِيّاهُ وَ أَطَاعَ اللّهَ فِينَا فَقَد وَالَي اللّهَ وَ نَحنُ خَيرُ البَرِيّةِ وَ وَلَدُنَا مِنّا وَ مِن أَنفُسِنَا وَ شِيعَتُنَا مِنّا مَن آذَاهُم آذَانَا وَ مَن أَكرَمَهُم أَكرَمَنَا وَ مَن أَكرَمَنَا كَانَ مِن أَهلِ الجَنّةِ
91-بشا،[بشارة المصطفي ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي مِنبَرِهِ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَهَبَ لَكَ حُبّ المَسَاكِينِ وَ المُستَضعَفِينَ فِي الأَرضِ فَرَضِيتَ بِهِم إِخوَاناً وَ رَضُوا بِكَ إِمَاماً فَطُوبَي لِمَن أَحَبّكَ وَ صَدّقَ عَلَيكَ وَ وَيلٌ لِمَن أَبغَضَكَ وَ كَذّبَ عَلَيكَ يَا عَلِيّ أَنتَ العَلَمُ لِهَذِهِ الأُمّةِ مَن أَحَبّكَ فَازَ وَ مَن أَبغَضَكَ هَلَكَ يَا عَلِيّ أَنَا المَدِينَةُ وَ أَنتَ بَابُهَا يَا عَلِيّ أَهلُ مَوَدّتِكَ كُلّ أَوّابٍ حَفِيظٍ وَ كُلّ ذيِ طِمرٍ لَو أَقسَمَ عَلَي اللّهِ لَبَرّ قَسَمَهُ يَا عَلِيّ إِخوَانُكَ كُلّ طَاهِرٍ زكَيِّ مُجتَهِدٍ عِندَ الخَلقِ عَظِيمِ المَنزِلَةِ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا عَلِيّ مُحِبّوكَ جِيرَانُ اللّهِ فِي دَارِ الفِردَوسِ لَا يَأسَفُونَ عَلَي مَا فَاتَهُم مِنَ الدّنيَا يَا عَلِيّ أَنَا ولَيِّ لِمَن وَالَيتَ وَ أَنَا عَدُوّ لِمَن عَادَيتَ يَا عَلِيّ مَن أَحَبّكَ فَقَد أحَبَنّيِ وَ مَن أَبغَضَكَ فَقَد أبَغضَنَيِ يَا عَلِيّ إِخوَانُكَ الذّبُلُ الشّفَاهِ تُعرَفُ الرّهبَانِيّةُ فِي وُجُوهِهِم يَا عَلِيّ إِخوَانُكَ يَفرَحُونَ فِي ثَلَاثِ مَوَاطِنَ عِندَ خُرُوجِ أَنفُسِهِم وَ أَنَا شَاهِدُهُم وَ أَنتَ وَ عِندَ المُسَاءَلَةِ فِي قُبُورِهِم وَ عِندَ العَرضِ وَ عِندَ الصّرَاطِ إِذَا سُئِلَ الخَلقُ عَن إِيمَانِهِم فَلَم يُجِيبُوا يَا عَلِيّ حَربُكَ حرَبيِ وَ سِلمُكَ سلِميِ وَ حرَبيِ حَربُ اللّهِ وَ سلِميِ سِلمُ اللّهِ وَ مَن سَالَمَكَ فَقَد ساَلمَنَيِ وَ مَن ساَلمَنَيِ فَقَد سَالَمَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 46
يَا عَلِيّ بَشّر إِخوَانَكَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد رضَيَِ عَنهُم إِذ رَضِيَكَ لَهُم قَائِداً وَ رَضُوا بِكَ وَلِيّاً يَا عَلِيّ أَنتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ يَا عَلِيّ شِيعَتُكَ المُنتَجَبُونَ وَ لَو لَا أَنتَ وَ شِيعَتُكَ مَا قَامَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ دِينٌ وَ لَو لَا مَن فِي الأَرضِ مِنكُم لَمَا أَنزَلَتِ السّمَاءُ قَطرَهَا يَا عَلِيّ لَكَ كَنزٌ فِي الجَنّةِ وَ أَنتَ ذُو قَرنَيهَا شِيعَتُكَ تُعرَفُ بِحِزبِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ الفَائِزُونَ بِالقِسطِ وَ خِيَرَةُ اللّهِ مِن خَلقِهِ يَا عَلِيّ أَنَا أَوّلُ مَن يَنفُضُ التّرَابَ عَن رَأسِهِ وَ أَنتَ معَيِ ثُمّ سَائِرُ الخَلقِ يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ عَلَي الحَوضِ تُسقُونَ مَن أَحبَبتُم وَ تَمنَعُونَ مَن كَرِهتُم وَ أَنتُمُ الآمِنُونَ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ فِي ظِلّ العَرشِ يَفزَعُ النّاسُ وَ لَا تَفزَعُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا تَحزَنُونَ فِيكُم نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُإِنّ الّذِينَ سَبَقَت لَهُم مِنّا الحُسني أُولئِكَ عَنها مُبعَدُونَ وَ فِيهِم نَزَلَتلا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ ألّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ تُطلَبُونَ فِي المَوقِفِ وَ أَنتُم فِي الجِنَانِ تَتَنَعّمُونَ يَا عَلِيّ إِنّ المَلَائِكَةَ وَ الخُزّانَ يَشتَاقُونَ إِلَيكُم وَ إِنّ حَمَلَةَ العَرشِ وَ المَلَائِكَةَ المُقَرّبِينَ لَيَخُصّونَكُم بِالدّعَاءِ وَ يَسأَلُونَ اللّهَ لِمُحِبّيكُم وَ يَفرَحُونَ لِمَن قَدِمَ عَلَيهِم مِنكُم كَمَا يَفرَحُ الأَهلُ بِالغَائِبِ القَادِمِ بَعدَ طُولِ الغَيبَةِ يَا عَلِيّ شِيعَتُكَ الّذِينَ يَخَافُونَ اللّهَ فِي السّرّ وَ يَنصَحُونَهُ فِي العَلَانِيَةِ يَا عَلِيّ شِيعَتُكَ الّذِينَ يَتَنَافَسُونَ فِي الدّرَجَاتِ لِأَنّهُم يَلقَونَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَ مَا عَلَيهِم ذَنبٌ يَا عَلِيّ إِنّ أَعمَالَ شِيعَتِكَ سَتُعرَضُ عَلَيّ فِي كُلّ جُمُعَةٍ فَأَفرَحُ بِصَالِحِ مَا يبَلغُنُيِ مِن أَعمَالِهِم وَ أَستَغفِرُ لِسَيّئَاتِهِم يَا عَلِيّ ذِكرُكَ فِي التّورَاةِ وَ ذِكرُ شِيعَتِكَ قَبلَ أَن يُخلَقُوا بِكُلّ خَيرٍ وَ كَذَلِكَ فِي الإِنجِيلِ فَاسأَل أَهلَ الإِنجِيلِ وَ أَهلَ الكِتَابِ يُخبِرُونَكَ عَن إِليَا مَعَ عِلمِكَ بِالتّورَاةِ
صفحه : 47
وَ الإِنجِيلِ وَ مَا أَعطَاكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن عِلمِ الكِتَابِ وَ إِنّ أَهلَ الإِنجِيلِ لَيَتَعَاظَمُونَ إِليَا وَ مَا يَعرِفُونَهُ وَ مَا يَعرِفُونَ شِيعَتَهُ وَ إِنّمَا يَعرِفُونَهُم بِمَا يَجِدُونَهُم فِي كُتُبِهِم يَا عَلِيّ إِنّ أَصحَابَكَ ذِكرُهُم فِي السّمَاءِ أَكبَرُ وَ أَعظَمُ مِن ذِكرِ أَهلِ الأَرضِ لَهُم بِالخَيرِ فَليَفرَحُوا بِذَلِكَ وَ ليَزدَادُوا اجتِهَاداً يَا عَلِيّ إِنّ أَروَاحَ شِيعَتِكَ لَتَصعَدُ إِلَي السّمَاءِ فِي رُقَادِهِم وَ وَفَاتِهِم فَتَنظُرُ المَلَائِكَةُ إِلَيهَا كَمَا يَنظُرُ النّاسُ إِلَي الهِلَالِ شَوقاً إِلَيهِم وَ لِمَا يَرَونَ مِن مَنزِلَتِهِم عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَا عَلِيّ قُل لِأَصحَابِكَ العَارِفِينَ بِكَ يَتَنَزّهُونَ عَنِ الأَعمَالِ التّيِ يُقَارِفُهَا عَدُوّهُم فَمَا مِن يَومٍ وَ لَا لَيلَةٍ إِلّا وَ رَحمَةُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي تَغشَاهُم فَليَجتَنِبُوا الدّنَسَ يَا عَلِيّ اشتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَي مَن قَلَاهُم وَ برَِئَ مِنكَ وَ مِنهُم وَ استَبدَلَ بِكَ وَ بِهِم وَ مَالَ إِلَي عَدُوّكَ وَ تَرَكَكَ وَ شِيعَتَكَ وَ اختَارَ الضّلَالَ وَ نَصَبَ الحَربَ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ وَ أَبغَضَنَا أَهلَ البَيتِ وَ أَبغَضَ مَن وَالَاكَ وَ نَصَرَكَ وَ اختَارَكَ وَ بَذَلَ مُهجَتَهُ وَ مَالَهُ فِينَا يَا عَلِيّ أَقرِئهُم منِيّ السّلَامَ مَن رآَنيِ مِنهُم وَ مَن لَم يرَنَيِ وَ أَعلِمهُم أَنّهُم إخِواَنيَِ الّذِينَ أَشتَاقُ إِلَيهِم فَليُلقُوا عمَلَيِ إِلَي مَن لَم يَبلُغ قرَنيِ مِن أَهلِ القُرُونِ مِن بعَديِ وَ ليَتَمَسّكُوا بِحَبلِ اللّهِ وَ ليَعتَصِمُوا بِهِ وَ ليَجتَهِدُوا فِي العَمَلِ فَإِنّا لَا نُخرِجُهُم مِن هُدًي إِلَي ضَلَالَةٍ وَ أَخبِرهُم أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ رَاضٍ عَنهُم وَ أَنّهُ يبُاَهيِ مَلَائِكَتَهُ وَ يَنظُرُ إِلَيهِم فِي كُلّ جُمُعَةٍ بِرَحمَتِهِ وَ يَأمُرُ المَلَائِكَةَ أَن تَستَغفِرَ لَهُم يَا عَلِيّ لَا تَرغَب عَن نُصرَةِ قَومٍ يَبلُغُهُم أَو يَسمَعُونَ أنَيّ أُحِبّكَ فَأَحَبّوكَ لحِبُيّ إِيّاكَ وَ دَانُوا اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِذَلِكَ وَ أَعطَوكَ صَفوَ المَوَدّةِ مِن قُلُوبِهِم وَ اختَارُوكَ عَلَي الآباءِ وَ الإِخوَةِ وَ الأَولَادِ وَ سَلَكُوا طَرِيقَكَ وَ قَد حُمِلُوا عَلَي المَكَارِهِ فِينَا فَأَبَوا إِلّا نَصرَنَا وَ بَذلَ المُهَجِ فِينَا مَعَ الأَذَي وَ سُوءِ القَولِ وَ مَا يُقَاسُونَهُ مِن مَضَاضَةِ ذَلِكَ فَكُن بِهِم رَحِيماً وَ اقنَع بِهِم فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اختَارَهُم بِعِلمِهِ لَنَا مِن بَينِ الخَلقِ وَ خَلَقَهُم مِن طِينَتِنَا وَ استَودَعَهُم سِرّنَا وَ أَلزَمَ قُلُوبَهُم مَعرِفَةَ حَقّنَا وَ شَرَحَ
صفحه : 48
صُدُورَهُم مُتَمَسّكِينَ بِحَبلِنَا لَا يُؤثِرُونَ عَلَينَا مَن خَالَفَنَا مَعَ مَا يَزُولُ مِنَ الدّنيَا عَنهُم أَيّدَهُمُ اللّهُ وَ سَلَكَ بِهِم طَرِيقَ الهُدَي فَاعتَصِمُوا بِهِ فَالنّاسُ فِي عَمَهِ الضّلَالَةِ مُتَحَيّرُونَ فِي الأَهوَاءِ عَمُوا عَنِ الحُجّةِ وَ مَا جَاءَ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَهُم يُصبِحُونَ وَ يُمسُونَ فِي سَخَطِ اللّهِ وَ شِيعَتُكَ عَلَي مِنهَاجِ الحَقّ وَ الِاستِقَامَةِ لَا يَستَأنِسُونَ إِلَي مَن خَالَفَهُم وَ لَيسَتِ الدّنيَا مِنهُم وَ لَيسُوا مِنهَا أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدّجَي أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الدّجَي
فضائل الشيعة،للصدوق بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع مثله إيضاح في القاموس البر بالفتح الصدق في اليمين ويكسر و قدبررت وبررت وبرت اليمين وتبر كيمل ويحل برا وبرا وبرورا وأبرها أمضاها علي الصدق و قال المهجة الدم أودم القلب والروح والمقاساة المكابدة وتحمل المشاق في الأمر والمضاضة وجع المصيبة ومض الكحل العين آلمها
92- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي الحُسَينِ بنِ أَبِي الطّيّبِ عَن أَحمَدَ بنِ القَاسِمِ القرُشَيِّ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أُمَيّةَ عَن عَنبَسَةَ العَابِدِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كُنّا جُلُوساً مَعَهُ فَتَلَا رَجُلٌ هَذِهِ الآيَةَكُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهِينَةٌ إِلّا أَصحابَ اليَمِينِ فَقَالَ رَجُلٌ مَن أَصحَابُ اليَمِينِ قَالَ شِيعَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
93-كا،[الكافي] مِنَ الرّوضَةِ عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ أَبُو بَصِيرٍ وَ قَد حَفَزَهُ النّفَسُ فَلَمّا أَخَذَ مَجلِسَهُ قَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا هَذَا النّفَسُ العاَليِ فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ كَبِرَت سنِيّ وَ دَقّ عظَميِ وَ اقتَرَبَ أجَلَيِ مَعَ أنَنّيِ لَستُ أدَريِ مَا أَرِدُ عَلَيهِ مِن أَمرِ آخرِتَيِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ وَ إِنّكَ لَتَقُولُ هَذَا قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ فَكَيفَ لَا أَقُولُ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي يُكرِمُ الشّبَابَ مِنكُم
صفحه : 49
وَ يسَتحَييِ مِنَ الكُهُولِ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَكَيفَ يُكرِمُ الشّبَابَ وَ يسَتحَييِ مِنَ الكُهُولِ فَقَالَ يُكرِمُ الشّبَابَ أَن يُعَذّبَهُم وَ يسَتحَييِ مِنَ الكُهُولِ أَن يُحَاسِبَهُم قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا لَنَا خَاصّةً أَم لِأَهلِ التّوحِيدِ قَالَ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ إِلّا لَكُم خَاصّةً دُونَ العَالَمِ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَإِنّا نُبِزنَا نَبزاً انكَسَرَت لَهُ ظُهُورُنَا وَ مَاتَت لَهُ أَفئِدَتُنَا وَ استَحَلّت لَهُ الوُلَاةُ دِمَاءَنَا فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ لَهُم فُقَهَاؤُهُم قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الرّافِضَةُ قَالَ قُلتُ نَعَم قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا هُم سَمّوكُم وَ لَكِنّ اللّهَ سَمّاكُم بِهِ أَ مَا عَلِمتَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ أَنّ سَبعِينَ رَجُلًا مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ رَفَضُوا فِرعَونَ وَ قَومَهُ لَمّا استَبَانَ لَهُم ضَلَالُهُم فَلَحِقُوا بِمُوسَي صَلّي اللّهُ عَلَيهِ لَمّا استَبَانَ لَهُم هُدَاهُ فَسُمّوا فِي عَسكَرِ مُوسَي الرّافِضَةَ لِأَنّهُم رَفَضُوا فِرعَونَ وَ كَانُوا أَشَدّ أَهلِ ذَلِكَ العَسكَرِ عِبَادَةً وَ أَشَدّهُم حُبّاً لِمُوسَي وَ هَارُونَ وَ ذُرّيّتِهِمَا ع فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مُوسَي أَن أَثبِت لَهُم هَذَا الِاسمَ فِي التّورَاةِ فإَنِيّ قَد سَمّيتُهُم بِهِ وَ نَحَلتُهُم إِيّاهُ فَأَثبَتَ مُوسَي صَلّي اللّهُ عَلَيهِ الِاسمَ لَهُم ثُمّ ذَخَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَكُم هَذَا الِاسمَ حَتّي نَحَلَكُمُوهُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ رَفَضُوا الخَيرَ وَ رَفَضتُمُ الشّرّ افتَرَقَ النّاسُ كُلّ فُرقَةٍ وَ تَشَعّبُوا كُلّ شُعبَةٍ فَانشَعَبتُم مَعَ أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُمص وَ ذَهَبتُم حَيثُ ذَهَبُوا وَ اختَرتُم مَنِ اختَارَ اللّهُ لَكُم وَ أَرَدتُم مَن أَرَادَ اللّهُ فَأَبشِرُوا ثُمّ أَبشِرُوا فَأَنتُم وَ اللّهِ المَرحُومُونَ المُتَقَبّلُ مِن مُحسِنِكُم وَ المُتَجَاوَزُ عَن مُسِيئِكُم مَن لَم يَأتِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِمَا أَنتُم عَلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ لَم يُتَقَبّل مِنهُ حَسَنَةٌ وَ لَم يُتَجَاوَز لَهُ عَن سَيّئَةٍ يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ قَالَ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مَلَائِكَةً يُسقِطُونَ الذّنُوبَ عَن ظُهُورِ شِيعَتِنَا كَمَا يُسقِطُ الرّيحُ الوَرَقَ فِي أَوَانِ سُقُوطِهِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَ مَن حَولَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم وَ يُؤمِنُونَ بِهِ وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوااستِغفَارُهُم وَ اللّهِ لَكُم دُونَ هَذَا الخَلقِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَقَد ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَمِنَ المُؤمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا
صفحه : 50
ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ وَ مِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَ ما بَدّلُوا تَبدِيلًا
إِنّكُم وَفَيتُم بِمَا أَخَذَ اللّهُ عَلَيهِ مِيثَاقَكُم مِن وَلَايَتِنَا وَ إِنّكُم لَم تُبَدّلُوا بِنَا غَيرَنَا وَ لَو لَم تَفعَلُوا لَعَيّرَكُمُ اللّهُ كَمَا عَيّرَهُم حَيثُ يَقُولُ جَلّ ذِكرُهُوَ ما وَجَدنا لِأَكثَرِهِم مِن عَهدٍ وَ إِن وَجَدنا أَكثَرَهُم لَفاسِقِينَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ وَ لَقَد ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَإِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ وَ اللّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُم يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ قَالَ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍالأَخِلّاءُ يَومَئِذٍ بَعضُهُم لِبَعضٍ عَدُوّ إِلّا المُتّقِينَ وَ اللّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُم يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَقَد ذَكَرَنَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ شِيعَتَنَا وَ عَدُوّنَا فِي آيَةٍ مِن كِتَابِهِ فَقَالَ عَزّ وَ جَلّهَل يسَتوَيِ الّذِينَ يَعلَمُونَ وَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ إِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِفَنَحنُ الّذِينَ يَعلَمُونَ وَ عَدُوّنَا الّذِينَ لَا يَعلَمُونَ وَ شِيعَتُنَا هُم أُولُو الأَلبَابِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ وَ اللّهِ مَا استَثنَي اللّهُ عَن ذِكرِهِ بِأَحَدٍ مِن أَوصِيَاءِ الأَنبِيَاءِ وَ لَا أَتبَاعِهِم مَا خَلَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ شِيعَتَهُ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ وَ قَولُهُ الحَقّيَومَ لا يغُنيِ مَولًي عَن مَولًي شَيئاً وَ لا هُم يُنصَرُونَ إِلّا مَن رَحِمَ اللّهُيعَنيِ بِذَلِكَ عَلِيّاً وَ شِيعَتَهُ يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ قَالَ لَقَد ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ إِذ يَقُولُيا عبِاديَِ الّذِينَ أَسرَفُوا عَلي أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَغفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً إِنّهُ هُوَ الغَفُورُ الرّحِيمُ وَ اللّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُم فَهَل سَرَرتُكَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ
صفحه : 51
فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَقَد ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَإِنّ عبِاديِ لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ وَ اللّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا إِلّا الأَئِمّةَ ع وَ شِيعَتَهُم فَهَل سَرَرتُكَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَقَد ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَفَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًفَرَسُولُ اللّهِ فِي الآيَةِ النّبِيّونَ وَ نَحنُ فِي هَذَا المَوضِعِ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَدَاءُ وَ أَنتُمُ الصّالِحُونَ فَتَسَمّوا بِالصّلَاحِ كَمَا سَمّاكُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَقَد ذَكَرَكُمُ اللّهُ إِذ حَكَي عَن عَدُوّكُم فِي النّارِ بِقَولِهِوَ قالُوا ما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِ أَتّخَذناهُم سِخرِيّا أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُ وَ اللّهِ مَا عَنَي اللّهُ وَ لَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُم صِرتُم عِندَ أَهلِ هَذَا العَالَمِ شِرَارَ النّاسِ وَ أَنتُم وَ اللّهِ فِي الجَنّةِ تُحبَرُونَ وَ فِي النّارِ تُطلَبُونَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا مِن آيَةٍ نَزَلَت تَقُودُ إِلَي الجَنّةِ وَ لَا يُذكَرُ أَهلُهَا بِخَيرٍ إِلّا وَ هيَِ فِينَا وَ فِي شِيعَتِنَا وَ مَا مِن آيَةٍ نَزَلَت تَذكُرُ أَهلَهَا بِشَرّ وَ لَا تَسُوقُ إِلَي النّارِ إِلّا وَ هيَِ فِي عَدُوّنَا وَ مَن خَالَفَنَا فَهَل سَرَرتُكَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَيسَ عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ إِلّا نَحنُ وَ شِيعَتُنَا وَ سَائِرُ النّاسِ مِن ذَلِكَ بِرَاءٌ يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي فَقَالَ حسَبيِ
ختص ،[الإختصاص ] عن ابن الوليد عن الحسن بن متيل عن النهاوندي عن أحمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصيرمثله بأدني تغيير و قدمر في باب أحوال أصحاب
صفحه : 52
الصادق ع وروي الصدوق في كتابه فضائل الشيعة عن ابن الوليد عن الصفار عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه
مثله توضيح قال في النهاية الحفز الحث والإعجال و منه حديث أبي بكرة أنه دب إلي الصف راكعا و قدحفزه النفس والشباب بالفتح جمع شاب و في القاموس الكهل من وخطه الشيب أي خالطه ورأيت له بجالة أي عظمة أو من جاوز الثلاثين أوأربعا وثلاثين إلي إحدي وخمسين . و قال النبز بالفتح اللمز ومصدر نبزه ينبزه لقبه كنبزه وبالتحريك اللقب والتنابز التعاير والتداعي بالألقاب و قال الجوهري يقال بشرته بمولود فأبشر إبشارا أي سر وتقول أبشر بخير بقطع الألف .صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيهِ أي وفوا بما عاهدوا الله عليه أن لايفروا عندلقائهم العدوفَمِنهُم مَن قَضي نَحبَهُ أي وفي بنذره وعهده فقاتل حتي استشهد و قال الجوهري النحب المدة والوقت يقال قضي فلان نحبه إذامات و قدمر في أخبار كثيرة أن الآية نزلت في أمير المؤمنين وحمزة و جعفر وعبيدة ع قال الثلاثة الأخيرة استشهدوا و علي ع ينتظر الشهادةوَ ما بَدّلُواشيئا من الدين تَبدِيلًا.يَومَ لا يغُنيِ مَولًي أي قريب أوحميم أوصاحب أوناصر عن صاحبه شيئا من الإغناء والنفع والدفع وَ لا هُم يُنصَرُونَ والضمير لمولي الأول أولهماأَسرَفُوا عَلي أَنفُسِهِم أي أفرطوا في الجناية عليها بالإسراف في المعاصيلَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌعدم سلطانه بالنسبة إلي الشيعة بمعني أنه لايمكنه أن يخرجهم من دينهم الحق أويمكنهم دفعه بالاستعاذة والتوسل به تعالي .
صفحه : 53
و قال الجوهري قال تعالي فَهُم فِي رَوضَةٍ يُحبَرُونَ أي ينعمون ويكرمون ويسرون قوله براء بكسر الباء ككرام و في بعض النسخ برآء كفقهاء وكلاهما جمع بريء
94- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُوسَي بنِ زِيَادٍ عَن عَنبَسَةَ العَابِدِ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَسَلامٌ لَكَ مِن أَصحابِ اليَمِينِ قَالَ هُمُ الشّيعَةُ قَالَ اللّهُ تَعَالَي لِنَبِيّهِفَسَلامٌ لَكَ مِن أَصحابِ اليَمِينِيعَنيِ أَنّكَ تَسلَمُ مِنهُم لَا يَقتُلُونَ وُلدَكَ
وَ قَالَ أَيضاً حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن عَامِرِ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي هَذِهِ الآيَةِ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع هُم شِيعَتُنَا وَ مُحِبّونَا
95- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ الهَيثَمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن حَسَنِ بنِ حُسَينٍ عَن يَحيَي بنِ مُسَاوِرٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ زِيَادٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُهَاجِرٍ عَن يَزِيدَ بنِ شَرَاحِيلَ كَاتِبِ عَلِيّ ع قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ حدَثّنَيِ رَسُولُ اللّهِص وَ أَنَا مُسنِدُهُ إِلَي صدَريِ وَ عَائِشَةُ عِندَ أذُنُيِ فَأَصغَت عَائِشَةُ تَسمَعُ مَا يَقُولُ فَقَالَ أَي أخَيِ أَ لَم تَسمَع قَولَ اللّهِ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِهُم أَنتَ وَ شِيعَتُكَ وَ موَعدِيِ وَ مَوعِدُكَ الحَوضُ إِذَا جَثَتِ الأُمَمُ تُدعَونَ غُرّاً مُحَجّلِينَ شِبَاعاً مَروِيّينَ
96-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّادٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن أَبِي مِخنَفٍ عَن يَعقُوبَ بنِ مِيثَمٍ أَنّهُ وَجَدَ فِي كُتُبِ أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ ثُمّ التَفَتَ إلِيَّ فَقَالَ هُم أَنتَ
صفحه : 54
يَا عَلِيّ وَ شِيعَتُكَ وَ مِيعَادُكَ وَ مِيعَادُهُمُ الحَوضُ يَأتُونَ غُرّاً مُحَجّلِينَ مُتَوّجِينَ قَالَ يَعقُوبُ فَحَدّثتُ بِهِ أَبَا جَعفَرٍ ع فَقَالَ هَكَذَا هُوَ عِندَنَا فِي كِتَابِ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ
97- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الوَرّاقِ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُصعَبِ بنِ سَلّامٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي مَرَضِهِ ألّذِي قُبِضَ فِيهِ لِفَاطِمَةَ ع يَا بُنَيّةِ بأِبَيِ أَنتِ وَ أمُيّ أرَسلِيِ إِلَي بَعلِكِ فَادعِيهِ لِي فَقَالَت لِلحَسَنِ ع انطَلِق إِلَي أَبِيكَ فَقُل لَهُ إِنّ جدَيّ يَدعُوكَ فَانطَلَقَ إِلَيهِ الحَسَنُ فَدَعَاهُ فَأَقبَلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ حَتّي دَخَلَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ فَاطِمَةُ عِندَهُ وَ هيَِ تَقُولُ وَا كَربَاه لِكَربِكَ يَا أَبَتَاه فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا كَربَ عَلَي أَبِيكِ بَعدَ اليَومِ يَا فَاطِمَةُ إِنّ النّبِيّ لَا يُشَقّ عَلَيهِ الجَيبُ وَ لَا يُخمَشُ عَلَيهِ الوَجهُ وَ لَا يُدعَي لَهُ بِالوَيلِ وَ لَكِن قوُليِ كَمَا قَالَ أَبُوكِ عَلَي اِبرَاهِيمَ تَدمَعُ العَينُ وَ قَد يُوجَعُ القَلبُ وَ لَا نَقُولُ مَا يُسخِطُ الرّبّ وَ إِنّا بِكَ يَا اِبرَاهِيمُ لَمَحزُونُونَ وَ لَو عَاشَ اِبرَاهِيمُ لَكَانَ نَبِيّاً ثُمّ قَالَ يَا عَلِيّ ادنُ منِيّ فَدَنَا مِنهُ ثُمّ قَالَ فَأَدخِل أُذُنَكَ فِي فمَيِ فَفَعَلَ فَقَالَ يَا أخَيِ أَ لَم تَسمَع قَولَ اللّهِ فِي كِتَابِهِإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُم أَنتَ وَ شِيعَتُكَ تَجِيئُونَ غُرّاً مُحَجّلِينَ شِبَاعاً مَروِيّينَ أَ وَ لَم تَسمَع قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتابِ وَ المُشرِكِينَ فِي نارِ جَهَنّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُم شَرّ البَرِيّةِ قَالَ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُم عَدُوّكَ وَ شِيعَتُهُم يَجِيئُونَ يَومَ القِيَامَةِ مُسوَدّةً وُجُوهُهُم ظِمَاءً مُظمَئِينَ أَشقِيَاءَ مُعَذّبِينَ كُفّاراً مُنَافِقِينَ ذَاكَ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ وَ هَذَا لِعَدُوّكَ وَ شِيعَتِهِم
بيان في القاموس خمش وجهه يخمشه ويخمشه خدشه ولطمه وضربه وقطع عضوا منه قوله ع و لوعاش ابراهيم لكان نبيا ولذا لم يعش لأنه لانبي بعده مظمئين علي بناء الإفعال أوالتفعيل أي يبقون علي العطش و لايسقون
صفحه : 55
أومبالغة في شدة العطش
98- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِّ وَ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الكَاتِبِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَلَفٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَبِي رَافِعٍ أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ لِأَهلِ الشّورَي أُنشِدُكُمُ اللّهَ هَل تَعلَمُونَ يَومَ أَتَيتُكُم وَ أَنتُم جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ هَذَا أخَيِ قَد أَتَاكُم ثُمّ التَفَتَ إلِيَّ ثُمّ إِلَي الكَعبَةِ وَ قَالَ وَ رَبّ الكَعبَةِ المَبنِيّةِ إِنّ عَلِيّاً وَ شِيعَتَهُ هُمُ الفَائِزُونَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ أَقبَلَ نَحوَكُم وَ قَالَ أَمَا إِنّهُ أَوّلُكُم إِيمَاناً وَ أَقوَلُكُم بِأَمرِ اللّهِ وَ أَوفَاكُم بِعَهدِ اللّهِ وَ أَقضَاكُم بِحُكمِ اللّهِ وَ أَعدَلُكُم فِي الرّعِيّةِ وَ أَقسَمُكُم بِالسّوِيّةِ وَ أَعظَمُكُم عِندَ اللّهِ مَزِيّةً فَأَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِفَكَبّرَ النّبِيّص وَ كَبّرتُم وَ هنَأّتمُوُنيِ بِأَجمَعِكُم فَهَل تَعلَمُونَ أَنّ ذَلِكَ كَذَلِكَ قَالُوا أللّهُمّ نَعَم
99- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ مُعَنعَناً عَن أَصبَغَ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَا يَكُونُ النّاسُ فِي حَالِ شِدّةٍ إِلّا كَانَ شيِعتَيِ أَحسَنَ النّاسِ حَالًا أَ مَا سَمِعتُمُ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ المُبِينِالآنَ خَفّفَ اللّهُ عَنكُم وَ عَلِمَ أَنّ فِيكُم ضَعفاًفَخَفّفَ عَنهُم مَا لَا يُخَفّفُ عَن غَيرِهِم
100- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ مُعَنعَناً عَن خَيثَمَةَ الجعُفيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ لِي يَا خَيثَمَةُ أَبلِغ مَوَالِيَنَا مِنّا السّلَامَ وَ أَعلِمهُم أَنّهُم لَم يَنَالُوا مَا عِندَ اللّهِ إِلّا بِالعَمَلِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ سَلمَانُ مِنّا أَهلَ البَيتِ إِنّمَا عَنَي بِمَعرِفَتِنَا وَ إِقرَارِهِ بِوَلَايَتِنَا وَ هُوَ قَولُهُ تَعَالَيخَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَيّئاً عَسَي اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم وَ عَسَي مِنَ اللّهِ وَاجِبٌ وَ إِنّمَا نَزَلَت فِي شِيعَتِنَا المُذنِبِينَ
صفحه : 56
101- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الزهّريِّ مُعَنعَناً عَن زَيدِ بنِ سَلّامٍ الجعُفيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقُلتُ أَصلَحَكَ اللّهُ إِنّ خَيثَمَةَ الجعُفيِّ حدَثّنَيِ عَنكَ أَنّهُ سَأَلَكَ عَن قَولِ اللّهِوَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَلِيلٌفَأَخبَرتَهُ أَنّهَا جَرَت فِي شِيعَةِ آلِ مُحَمّدٍص فَقَالَ وَ اللّهِ صَدَقَ خَيثَمَةُ كَذَا حَدّثتُهُ
102- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الكسِاَئيِّ مُعَنعَناً عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ الصيّرفَيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ عَلَي كَتِفِهِ مِطرَفٌ مِن خَزّ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا يُثبِتُ اللّهُ شِيعَتَكُم عَلَي مَحَبّتِكُم أَهلَ البَيتِ قَالَ أَ وَ لَم يُؤمِن قَلبُكَ قُلتُ بَلَي إِلّا أَنّ قلَبيِ قَرحَةٌ ثُمّ قَالَ لِخَادِمٍ لَهُ ائتنِيِ بِبَيضَةٍ بَيضَاءَ فَوَضَعَهَا عَلَي النّارِ حَتّي نَضِجَت ثُمّ أَهوَي بِالقِشرِ إِلَي النّارِ وَ قَالَ أخَبرَنَيِ أَبِي عَن جدَيّ أَنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ هَوَي مُبغِضُنَا فِي النّارِ هَكَذَا ثُمّ أَخرَجَ صُفرَتَهَا فَأَخَذَهَا عَلَي كَفّهِ اليُمنَي ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ إِنّا لَصَفوَةُ اللّهِ كَمَا هَذِهِ الصّفرَةُ صَفوَةُ هَذِهِ البَيضَةِ ثُمّ دَعَا بِخَاتَمِ فِضّةٍ فَخَالَطَ الصّفرَةَ مَعَ البَيَاضِ وَ البَيَاضَ مَعَ الصّفرَةِ ثُمّ قَالَ أخَبرَنَيِ أَبِي عَن آباَئيِ عَن جدَيّ عَن رَسُولِ اللّهِ أَنّهُ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ كَانَ شِيعَتُنَا هَكَذَا بِنَا مُختَلِطِينَ وَ شَبّكَ بَينَ أَصَابِعِهِ ثُمّ قَالَإِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
103-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ عُبَيدٍ مُعَنعَناً عَن سُلَيمَانَ الديّلمَيِّ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ أَبُو بَصِيرٍ وَ قَد حَفَزَهُ نَفَسُهُ فَلَمّا أَن أَخَذَ مَجلِسَهُ قَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ مَا هَذَا النّفَسُ العاَليِ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ كَبِرَت سنِيّ وَ دَقّ عظَميِ وَ لَستُ أدَريِ مَا أَرِدُ عَلَيهِ مِن أَمرِ آخرِتَيِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّكَ لَتَقُولُ هَذَا فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ كَيفَ لَا أَقُولُ هَذَا فَذَكَرَ كَلَاماً فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ لَقَد ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَإِخواناً عَلي سُرُرٍ
صفحه : 57
مُتَقابِلِينَ وَ اللّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُم يَا أَبَا مُحَمّدٍ فَهَل سَرَرتُكَ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ فَقَالَ ذَكَرَكُمُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَإِنّ عبِاديِ لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ وَ اللّهِ مَا أَرَادَ بِهَا إِلّا الأَئِمّةَ وَ شِيعَتَهُم فَهَل سَرَرتُكَ
104- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ مُعَنعَناً عَن أَصبَغَ بنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ هُم مِن فَزَعٍ يَومَئِذٍ آمِنُونَ قَالَ فَقَالَ لِي عَلِيّ بَلَي يَا أَصبَغُ مَا سأَلَنَيِ أَحَدٌ عَن هَذِهِ الآيَةِ وَ لَقَد سَأَلتُ النّبِيّص كَمَا سأَلَتنَيِ فَقَالَ لِي سَأَلتُ جَبرَئِيلَ ع عَنهَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ حَشَرَكَ اللّهُ وَ أَهلَ بَيتِكَ وَ مَن يَتَوَلّاكَ وَ شِيعَتَكَ حَتّي يَقِفُوا بَينَ يدَيَِ اللّهِ تَعَالَي فَيَستُرُ اللّهُ عَورَاتِهِم وَ يُؤمِنُهُم مِنَ الفَزَعِ الأَكبَرِ لِحُبّهِم لَكَ وَ أَهلِ بَيتِكَ وَ لعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يَا عَلِيّ شِيعَتُكَ وَ اللّهِ آمِنُونَ فَرِحُونَ يَشفَعُونَ فَيُشَفّعُونَ ثُمّ قَرَأَفَلا أَنسابَ بَينَهُم يَومَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ
105- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ ينُاَديِ مُنَادٍ يَومَ القِيَامَةِ أَينَالّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيكُم قَالَ فَيَقُومُ قَومٌ مُبيَاضّينَ الوُجُوهِ فَيُقَالُ لَهُم مَن أَنتُم فَيَقُولُونَ نَحنُ المُحِبّونَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَيُقَالُ لَهُم بِمَا أَحبَبتُمُوهُ يَقُولُونَ يَا رَبّنَا بِطَاعَتِهِ لَكَ وَ لِرَسُولِكَ فَيُقَالُ لَهُم صَدَقتُمُادخُلُوا الجَنّةَ بِما كُنتُم تَعمَلُونَ
صفحه : 58
106- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ مُعَنعَناً عَن خَيثَمَةَ الجعُفيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ لِي يَا خَيثَمَةُ أَبلِغ مَوَالِيَنَا مِنّا السّلَامَ وَ أَعلِمهُم أَنّهُم لَن يَنَالُوا مَا عِندَ اللّهِ إِلّا بِالعَمَلِ وَ لَن يَنَالُوا وَلَايَتَنَا إِلّا بِالوَرَعِ يَا خَيثَمَةُ لَيسَ يَنتَفِعُ مَن لَيسَ مَعَهُ وَلَايَتُنَا وَ لَا مَعرِفَتُنَا أَهلَ البَيتِ وَ اللّهِ إِنّ الدّابّةَ لَتَخرُجُ فَتُكَلّمُ النّاسَ مُؤمِنٌ وَ كَافِرٌ وَ إِنّهَا تَخرُجُ مِن بَيتِ اللّهِ الحَرَامِ فَلَيسَ يَمُرّ بِهَا أَحَدٌ مِنَ الخَلقِ إِلّا قَالَ مُؤمِنٌ أَو كَافِرٌ وَ إِنّمَا كَفَرُوا بِوَلَايَتِنَا لَا يُوقِنُونَ يَا خَيثَمَةُ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُقِرّونَ يَا خَيثَمَةُ اللّهُ الإِيمَانُ وَ هُوَ قَولُهُالمُؤمِنُ المُهَيمِنُ وَ نَحنُ أَهلُهُ وَ فِينَا مَسكَنُهُ يعَنيِ الإِيمَانَ وَ مِنّا يَشّعّبُ وَ مِنّا عُرِفَ الإِيمَانُ وَ نَحنُ الإِسلَامُ وَ مِنّا عُرِفَ شَرَائِعُ الإِسلَامِ وَ بِنَا تَشّعّبُ يَا خَيثَمَةُ مَن عَرَفَ الإِيمَانَ وَ اتّصَلَ بِهِ لَم يُنَجّسهُ الذّنُوبُ كَمَا أَنّ المِصبَاحَ يضُيِءُ وَ يُنفِذُ النّورَ وَ لَيسَ يَنقُصُ مِن ضَوئِهِ شَيءٌ كَذَلِكَ مَن عَرَفَنَا وَ أَقَرّ بِوَلَايَتِنَا غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ
107- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] مُحَمّدُ بنُ عِيسَي بنِ زَكَرِيّا الدّهقَانُ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِلّهِ تَعَالَي قَضِيباً مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ خَلَقَهُ بِقُدرَتِهِ ثُمّ دَلّاهُ إِلَي الأَرضِ ثُمّ آلَي عَلَي نَفسِهِ أَن لَا يَنَالَ القَضِيبَ مِنهَا إِلّا مَن تَوَلّي مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ ثُمّ قَالَ مَا يَنتَظِرُ وَلِيّنَا إِلّا أَن يَتَبَوّأَ مَقعَدَهُ مِنَ الجَنّةِ وَ مَا يَنتَظِرُ عَدُوّنَا إِلّا أَن يَتَبَوّأَ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ ثُمّ أَومَأَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَالَ أَولِيَاءُ هَذَا أَولِيَاءُ اللّهِ وَ أَعدَاءُ هَذَا أَعدَاءُ اللّهِ فَضلًا مِنَ اللّهِ عَلَي لِسَانِ النّبِيّص وَ قَالَخابَ مَنِ افتَري
108-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الفزَاَريِّ مُعَنعَناً عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ النّاسَ مِن صَعِيدٍ وَاحِدٍ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ عُرَاةً حُفَاةً فَيَقِفُونَ عَلَي طَرِيقِ المَحشَرِ حَتّي يَعرَقُوا عَرَقاً شَدِيداً وَ تَشتَدّ أَنفَاسُهُم
صفحه : 59
فَيَمكُثُونَ بِذَلِكَ مِقدَارَ خَمسِينَ عَاماً قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَثَمّ قَولُ اللّهِ تَعَالَيفَلا تَسمَعُ إِلّا هَمساً قَالَ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ مِن تِلقَاءِ العَرشِ أَينَ النّبِيّ الأمُيّّ قَالَ فَيَقُولُ النّاسُ قَد أَسمَعتَ فَسَمّ بِاسمِهِ قَالَ فيَنُاَديِ أَينَ نبَيِّ الرّحمَةِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأمُيّّ قَالَ فَيُقَدّمُ رَسُولُ اللّهِ أَمَامَ النّاسِ كُلّهِم حَتّي ينَتهَيَِ إِلَي الحَوضِ طُولُهُ مَا بَينَ أُبُلّةَ إِلَي صَنعَاءَ فَيَقِفُ عَلَيهِ ثُمّ ينُاَديِ بِصَاحِبِكُم فَيَتَقَدّمُ أَمَامَ النّاسِ فَيَقِفُ مَعَهُ ثُمّ يُؤذَنُ لِلنّاسِ وَ يَمُرّونَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَبَينَ وَارِدٍ يَومَئِذٍ وَ بَينَ مَصرُوفٍ عَنهُ مِن مُحِبّينَا فَإِذَا رَأَي رَسُولُ اللّهِص ذَلِكَ بَكَي وَ قَالَ يَا رَبّ شِيعَةُ عَلِيّ أَرَاهُم قَد صُرِفُوا تِلقَاءَ أَصحَابِ النّارِ وَ مُنِعُوا عَنِ الحَوضِ قَالَ فَيَقُولُ لَهُ المَلَكُ إِنّ اللّهَ يَقُولُ لَكَ قَد وَهَبتُهُم لَكَ يَا مُحَمّدُ وَ صَفَحتُ لَكَ عَن ذُنُوبِهِم وَ أَلحَقتُهُم بِكَ وَ بِمَن كَانُوا يَقُولُونَ وَ جَعَلتُهُم فِي زُمرَتِكَ وَ أَورَدتُهُم عَلَي حَوضِكَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَكَم مِن بَاكٍ يَومَئِذٍ وَ بَاكِيَةٍ ينُاَديِ يَا مُحَمّدَاه إِذَا رَأَوا ذَلِكَ قَالَ فَلَا يَبقَي أَحَدٌ يَومَئِذٍ كَانَ مُحِبّنَا وَ يَتَوَلّانَا وَ يَتَبَرّأُ مِن عَدُوّنَا وَ يُبغِضُهُم إِلّا كَانَ فِي حَيّزِنَا وَ وَرَدَ حَوضَنَا
109-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ مُعَنعَناً عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ يَا مَعشَرَ الخَلَائِقِ غُضّوا أَبصَارَكُم حَتّي تَمُرّ بِنتُ حَبِيبِ اللّهِ إِلَي قَصرِهَا فتَأَتيِ فَاطِمَةُ ع ابنتَيِ عَلَيهَا رَيطَتَانِ خَضرَاوَانِ حَوَالَيهَا سَبعُونَ أَلفَ حَورَاءَ فَإِذَا بَلَغَت إِلَي بَابِ قَصرِهَا وَجَدَتِ الحَسَنَ قَائِماً وَ الحُسَينَ نَائِماً مَقطُوعَ الرّأسِ فَتَقُولُ لِلحَسَنِ مَن هَذَا فَيَقُولُ هَذَا أخَيِ إِنّ أُمّةَ أَبِيكِ قَتَلُوهُ وَ قَطَعُوا رَأسَهُ فَيَأتِيهَا النّدَاءُ مِن عِندِ اللّهِ يَا بِنتَ حَبِيبِ اللّهِ إنِيّ إِنّمَا أَرَيتُكِ مَا فَعَلَت بِهِ أُمّةُ أَبِيكِ إنِيّ ادّخَرتُ لَكِ عنِديِ تَعزِيَةً بِمُصِيبَتِكِ فِيهِ إنِيّ جَعَلتُ تَعزِيَةَ اليَومِ أنَيّ لَا أَنظُرُ فِي مُحَاسَبَةِ العِبَادِ حَتّي تدَخلُيِ الجَنّةَ أَنتِ وَ ذُرّيّتُكِ
صفحه : 60
وَ شِيعَتُكِ وَ مَن أَولَاكُم مَعرُوفاً مِمّن لَيسَ هُوَ مِن شِيعَتِكِ قَبلَ أَن أَنظُرَ فِي مُحَاسَبَةِ العِبَادِ فَتَدخُلُ فَاطِمَةُ ابنتَيِ الجَنّةَ وَ ذُرّيّتُهَا وَ شِيعَتُهَا وَ مَن أَولَاهَا مَعرُوفاً مِمّن لَيسَ مِن شِيعَتِهَا فَهُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ قَالَ هَولُ يَومِ القِيَامَةِوَ هُم فِي مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدُونَهيَِ وَ اللّهِ فَاطِمَةُ وَ ذُرّيّتُهَا وَ شِيعَتُهَا وَ مَن أَولَاهُم مَعرُوفاً وَ لَيسَ هُوَ مِن شِيعَتِهَا
110- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ عِيسَي الزهّريِّ مُعَنعَناً عَن أَصبَغَ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ تَوَجّهتُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع لِأُسَلّمَ عَلَيهِ فَلَم أَلبَث أَن خَرَجَ فَقُمتُ قَائِماً عَلَي رجِليِ فَاستَقبَلتُهُ فَضَرَبَ بِكَفّهِ إِلَي كفَيّ فَشَبّكَ أَصَابِعَهُ فِي أصَاَبعِيِ فَقَالَ لِي يَا أَصبَغَ بنَ نُبَاتَةَ فَقُلتُ لَبّيكَ وَ سَعدَيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ إِنّ وَلِيّنَا ولَيِّ اللّهِ فَإِذَا مَاتَ كَانَ فِي الرّفِيقِ الأَعلَي وَ سَقَاهُ اللّهُ مِن نَهَرٍ أَبرَدَ مِنَ الثّلجِ وَ أَحلَي مِنَ الشّهدِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ إِن كَانَ مُذنِباً قَالَ نَعَم أَ لَم تَقرَأ كِتَابَ اللّهِفَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً
111- فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن أَحمَدَ بنِ مُوسَي مُعَنعَناً عَن جَعفَرٍ ع قَالَ نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ فِينَا وَ فِي شِيعَتِنَافَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ وَ ذَلِكَ حِينَ نَادَي اللّهُ بِفَضلِنَا وَ بِفَضلِ شِيعَتِنَا حَتّي إِنّا لَنَشفَعُ وَ يَشفَعُونَ قَالَ فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ مَن لَيسَ مِنهُم قَالُوافَما لَنا مِن شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ
112-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ الأوَديِّ مُعَنعَناً عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا حَالُكُم عِندَ النّاسِ قَالَ قُلتُ مَا أَحَدٌ أَسوَأَ حَالًا مِنّا
صفحه : 61
عِندَهُم نَحنُ عِندَهُم أَشَرّ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ وَ الّذِينَ أَشرَكُوا قَالَ لَا وَ اللّهِ لَا يُرَي فِي النّارِ مِنكُم اثنَانِ لَا وَ اللّهِ وَ لَا وَاحِدٌ وَ إِنّكُمُ الّذِينَ نَزَلَت فِيهِم آيَةُوَ قالُوا ما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِ أَتّخَذناهُم سِخرِيّا أَم زاغَت عَنهُمُ الأَبصارُ
113-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن عُبَيدِ بنِ كَثِيرٍ مُعَنعَناً عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ أَنَا وَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي الحَوضِ وَ مَعَنَا عِترَتُنَا فَمَن أَرَادَنَا فَليَأخُذ بِقَولِنَا وَ ليَعمَل بِأَعمَالِنَا فَإِنّا أَهلَ البَيتِ لَنَا شَفَاعَةٌ فَتَنَافَسُوا فِي لِقَائِنَا عَلَي الحَوضِ فَإِنّا نَذُودُ عَنهُ أَعدَاءَنَا وَ نسَقيِ مِنهُ أَولِيَاءَنَا وَ مَن شَرِبَ مِنهُ لَم يَظمَأ أَبَداً وَ حَوضُنَا مُترَعٌ فِيهِ مَثعَبَانِ يَنصَبّانِ مِنَ الجَنّةِ أَحَدُهُمَا تَسنِيمٌ وَ الآخَرُ مَعِينٌ عَلَي حَافَتَيهِ الزّعفَرَانُ وَ حَصبَاهُ الدّرّ وَ اليَاقُوتُ وَ إِنّ الأُمُورَ إِلَي اللّهِ وَ لَيسَت إِلَي العِبَادِ وَ لَو كَانَت إِلَي العِبَادِ مَا اختَارُوا عَلَينَا أَحَداً وَ لَكِنّهُ يَختَصّ بِرَحمَتِهِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ فَاحمَدِ اللّهَ عَلَي مَا اختَصّكُم بِهِ مِنَ النّعَمِ وَ عَلَي طِيبِ المَولِدِ فَإِنّ ذِكرَنَا أَهلَ البَيتِ شِفَاءٌ مِنَ الوَعكِ وَ الأَسقَامِ وَ وَسوَاسِ الرّيبِ وَ إِنّ حُبّنَا رِضَي الرّبّ وَ الآخِذُ بِأَمرِنَا وَ طَرِيقَتِنَا مَعَنَا غَداً فِي حَظِيرَةِ القُدسِ وَ المُنتَظِرُ لِأَمرِنَا كَالمُتَشَحّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ مَن سَمِعَ وَاعِيَتَنَا فَلَم يَنصُرنَا أَكَبّهُ اللّهُ عَلَي مَنخِرَيهِ فِي النّارِ نَحنُ البَابُ إِذَا بُعِثُوا فَضَاقَت بِهِمُ المَذَاهِبُ نَحنُ بَابُ حِطّةٍ وَ هُوَ بَابُ الإِسلَامِ مَن دَخَلَهُ نَجَا وَ مَن تَخَلّفَ عَنهُ هَوَي بِنَا فَتَحَ اللّهُ وَ بِنَا يَختِمُ وَ بِنَايَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ بِنَا يُنَزّلُ الغَيثَ فَلَا يَغُرّنّكُم بِاللّهِ الغَرُورُ لَو تَعلَمُونَ مَا لَكُم فِي الغَنَاءِ بَينَ أَعدَائِكُم وَ صَبرِكُم عَلَي الأَذَي لَقَرّت أَعيُنُكُم وَ لَو فقَدَتمُوُنيِ لَرَأَيتُم أُمُوراً يَتَمَنّي أَحَدُكُمُ المَوتَ مِمّا يَرَي مِنَ الجَورِ وَ العُدوَانِ وَ الأَثَرَةِ وَ الِاستِخفَافِ بِحَقّ اللّهِ وَ الخَوفِ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُوا وَ عَلَيكُم بِالصّبرِ وَ الصّلَاةِ وَ التّقِيّةِ وَ اعلَمُوا أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُبغِضُ مِن عِبَادِهِ المُتَلَوّنَ فَلَا تَزُولُوا عَنِ الحَقّ وَ وَلَايَةِ أَهلِ الحَقّ فَإِنّهُ مَنِ استَبدَلَ بِنَا هَلَكَ وَ مَنِ اتّبَعَ أَثَرَنَا لَحِقَ وَ مَن سَلَكَ
صفحه : 62
غَيرَ طَرِيقِنَا غَرِقَ وَ إِنّ لِمُحِبّينَا أَفوَاجاً مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ إِنّ لِمُبغِضِينَا أَفوَاجاً مِن عَذَابِ اللّهِ طَرِيقُنَا القَصدُ وَ فِي أَمرِنَا الرّشدُ أَهلُ الجَنّةِ يَنظُرُونَ إِلَي مَنَازِلِ شِيعَتِنَا كَمَا يُرَي الكَوكَبُ الدرّيّّ فِي السّمَاءِ لَا يَضِلّ مَنِ اتّبَعَنَا وَ لَا يهَتدَيِ مَن أَنكَرَنَا وَ لَا يَنجُو مَن أَعَانَ عَلَينَا عَدُوّنَا وَ لَا يُعَانُ مَن أَسلَمَنَا فَلَا تَخَلّفُوا عَنّا لِطَمَعِ دُنيَا بِحُطَامٍ زَائِلٍ عَنكُم وَ أَنتُم تَزُولُونَ عَنهُ فَإِنّهُ مَن آثَرَ الدّنيَا عَلَينَا عَظُمَت حَسرَتُهُ وَ قَالَ اللّهُ تَعَالَييا حَسرَتي عَلي ما فَرّطتُ فِي جَنبِ اللّهِسِرَاجُ المُؤمِنِ مَعرِفَةُ حَقّنَا وَ أَشَدّ العَمَي مَن عمَيَِ مِن فَضلِنَا وَ نَاصَبَنَا العَدَاوَةَ بِلَا ذَنبٍ إِلّا أَن دَعَونَاهُ إِلَي الحَقّ وَ دَعَاهُ غَيرُنَا إِلَي الفِتنَةِ فَآثَرَهَا عَلَينَا لَنَا رَايَةٌ مَنِ استَظَلّ بِهَا كَنّتهُ وَ مَن سَبَقَ إِلَيهَا فَازَ وَ مَن تَخَلّفَ عَنهَا هَلَكَ وَ مَن تَمَسّكَ بِهَا نَجَا أَنتُم عُمّارُ الأَرضِ الّذِينَ استَخلَفَكُم فِيهَا لِيَنظُرَ كَيفَ تَعلَمُونَ فَرَاقِبُوا اللّهَ فِيمَا يَرَي مِنكُم وَ عَلَيكُم بِالمَحَجّةِ العُظمَي فَاسلُكُوهَا لَا يَستَبدِل بِكُم غَيرَكُمسارِعُوا إِلي مَغفِرَةٍ مِن رَبّكُم وَ جَنّةٍ عَرضُهَا السّماواتُ وَ الأَرضُ أُعِدّت لِلمُتّقِينَفَاعلَمُوا أَنّكُم لَن تَنَالُوهَا إِلّا بِالتّقوَي وَ مَن تَرَكَ الأَخذَ عَمّن أَمَرَ اللّهُ بِطَاعَتِهِ قَيّضَ اللّهُلَهُ شَيطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ مَا بَالُكُم قَد رَكَنتُم إِلَي الدّنيَا وَ رَضِيتُم بِالضّيمِ وَ فَرّطتُم فِيمَا فِيهِ عِزّكُم وَ سَعَادَتُكُم وَ قُوّتُكُم عَلَي مَن بَغَي عَلَيكُم لَا مِن رَبّكُم تَستَحيُونَ وَ لَا لِأَنفُسِكُم تَنظُرُونَ وَ أَنتُم فِي كُلّ يَومٍ تُضَامُونَ وَ لَا تَنتَبِهُونَ مِن رَقدَتِكُم وَ لَا تنَقضَيِ فَترَتُكُم أَ مَا تَرَونَ إِلَي دِينِكُم يَبلَي وَ أَنتُم فِي غَفلَةِ الدّنيَا قَالَ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُوَ لا تَركَنُوا إِلَي الّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمُ النّارُ وَ ما لَكُم مِن دُونِ اللّهِ مِن أَولِياءَ ثُمّ لا تُنصَرُونَ
توضيح اترع كافتعل امتلأ قاله الفيروزآبادي و قال مثاعب المدينة مسايل مائها و قال الواعية الصراخ والصوت لاالصارخة ووهم الجوهري و قال كنه ستره و قال قيض الله فلانا لفلان جاء به وأتاحه له وقيضنا لهم قرناء سببنا
صفحه : 63
لهم من حيث لايحتسبونه و قال الضيم الظلم
114-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الزهّريِّ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ المُفَلّسِ عَن زَكَرِيّا بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ وَ أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن بُرَيدِ بنِ مُعَاوِيَةَ العجِليِّ وَ اِبرَاهِيمَ الأحَمرَيِّ قَالَادَخَلنَا عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ عِندَهُ زِيَادٌ الأَحلَامُ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ يَا زِيَادُ مَا لِي أَرَي رِجلَيكَ مُتَفَلّقَينِ قَالَ جُعِلتُ لَكَ الفِدَاءَ جِئتُ عَلَي نِضوٍ لِي أُعَاتِبُهُ الطّرِيقَ وَ مَا حمَلَنَيِ عَلَي ذَلِكَ إِلّا حُبّ لَكُم وَ شَوقٌ إِلَيكُم ثُمّ أَطرَقَ زِيَادٌ مَلِيّاً ثُمّ قَالَ جُعِلتُ لَكَ الفِدَاءَ إنِيّ رُبّمَا خَلَوتُ فأَتَاَنيَِ الشّيطَانُ فيَذُكَرّنُيِ مَا قَد سَلَفَ مِنَ الذّنُوبِ وَ المعَاَصيِ فكَأَنَيّ آيِسٌ ثُمّ أَذكُرُ حبُيّ لَكُم وَ انقطِاَعيِ إِلَيكُم قَالَ يَا زِيَادُ وَ هَلِ الدّينُ إِلّا الحُبّ وَ البُغضُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الثّلَاثَ آيَاتٍ كَأَنّهَا فِي كَفّهِوَ لكِنّ اللّهَ حَبّبَ إِلَيكُمُ الإِيمانَ وَ زَيّنَهُ فِي قُلُوبِكُم وَ كَرّهَ إِلَيكُمُ الكُفرَ وَ الفُسُوقَ وَ العِصيانَ أُولئِكَ هُمُ الرّاشِدُونَ فَضلًا مِنَ اللّهِ وَ نِعمَةً وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَ قَالَيُحِبّونَ مَن هاجَرَ إِلَيهِم وَ قَالَإِن كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فاَتبّعِوُنيِ يُحبِبكُمُ اللّهُ وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَ اللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌأَتَي رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ أُحِبّ الصّوّامِينَ وَ لَا أَصُومُ وَ أُحِبّ المُصَلّينَ وَ لَا أصُلَيّ وَ أُحِبّ المُتَصَدّقِينَ وَ لَا أَصّدّقُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنتَ مَعَ مَن أَحبَبتَ وَ لَكَ مَا كَسَبتَ أَ مَا تَرضَونَ أَن لَو كَانَت فَزعَةٌ مِنَ السّمَاءِ فَزِعَ كُلّ
صفحه : 64
قَومٍ إِلَي مَأمَنِهِم وَ فَزِعنَا إِلَي رَسُولِ اللّهِ وَ فَزِعتُم إِلَينَا
بيان في القاموس فلقه يفلقه شقه كفلقه فانفلق وتفلق و في رجله فلوق شقوق و قال النضو بالكسر المهزول من الإبل وغيرها كأنها في كفه أي من غيرتفكر ومكث كأنها كانت مكتوبة في كفه وتعجب السائل من ذلك يدل علي قصور معرفته و لاأصوم أي كثيرا وكذا البواقي فزعة أي مايوجب الفزع والخوف وفزع إليه كفرح لجأ
115- ختص ،[الإختصاص ] عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ وَ اللّهِ إِنّ المُؤمِنَ لَيَزهَرُ نُورُهُ لِأَهلِ السّمَاءِ كَمَا تَزهَرُ نُجُومُ السّمَاءِ لِأَهلِ الأَرضِ وَ قَالَ إِنّ المُؤمِنَ ولَيِّ اللّهِ فَيُعِينُهُ وَ يَنصُرُهُ وَ يَصنَعُ لَهُ وَ لَا يَقُولُ عَلَيهِ إِلّا الحَقّ وَ لَا يَخَافُ غَيرَهُ وَ قَالَ وَ اللّهِ إِنّ المُؤمِنَ لَأَعظَمُ حَقّاً مِنَ الكَعبَةِ
116- ختص ،[الإختصاص ]بِإِسنَادِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عُروَةَ بنِ يَحيَي عَن أَبِي سَعِيدٍ المدَاَئنِيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا مَعنَي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِوَ ما كُنتَ بِجانِبِ الطّورِ إِذ نادَينا فَقَالَ ع كِتَابٌ لَنَا كَتَبَهُ اللّهُ يَا أَبَا سَعِيدٍ فِي وَرَقٍ قَبلَ أَن يَخلُقَ الخَلَائِقَ بأِلَفيَ عَامٍ صَيّرَهُ مَعَهُ فِي عَرشِهِ أَو تَحتَ عَرشِهِ فِيهِ يَا شِيعَةَ آلِ مُحَمّدٍ أَعطَيتُكُم قَبلَ أَن تسَألَوُنيِ وَ غَفَرتُ لَكُم قَبلَ أَن تسَتغَفرِوُنيِ مَن أتَاَنيِ مِنكُم بِوَلَايَةِ آلِ مُحَمّدٍ أَسكَنتُهُ جنَتّيِ برِحَمتَيِ
117- صِفَاتُ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لَهُ الدوّاَنيِقيِّ بِالحِيرَةِ أَيّامَ أَبِي العَبّاسِ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ مَا بَالُ الرّجُلِ مِن شِيعَتِكُم يَستَخرِجُ مَا فِي جَوفِهِ فِي مَجلِسٍ وَاحِدٍ حَتّي يُعرَفَ مَذهَبُهُ فَقَالَ ذَلِكَ لِحَلَاوَةِ الإِيمَانِ فِي صُدُورِهِم مِن حَلَاوَتِهِ يُبدُونَهُ تَبَدّياً
صفحه : 65
118- وَ مِنهُ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَخَرَجتُ أَنَا وَ أَبِي ذَاتَ يَومٍ إِلَي المَسجِدِ فَإِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِن أَصحَابِهِ بَينَ القَبرِ وَ المِنبَرِ قَالَ فَدَنَا مِنهُم وَ سَلّمَ عَلَيهِم وَ قَالَ وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّ رِيحَكُم وَ أَروَاحَكُم فَأَعِينُونَا عَلَي ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ وَ اعلَمُوا أَنّ وَلَايَتَنَا لَا تُنَالُ إِلّا بِالوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ مَنِ ائتَمّ مِنكُم بِقَومٍ فَليَعمَل بِعَمَلِهِم أَنتُم شِيعَةُ اللّهِ وَ أَنتُم أَنصَارُ اللّهِ وَ أَنتُمُالسّابِقُونَ الأَوّلُونَ وَ السّابِقُونَ الآخِرُونَ وَ السّابِقُونَ فِي الدّنيَا إِلَي مَحَبّتِنَا وَ السّابِقُونَ فِي الآخِرَةِ إِلَي الجَنّةِ ضَمِنتُ لَكُمُ الجَنّةَ بِضَمَانِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ضَمَانِ النّبِيّص وَ أَنتُمُ الطّيّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطّيّبَاتُ كُلّ مُؤمِنَةٍ حَورَاءُ وَ كُلّ مُؤمِنٍ صِدّيقٌ كَم مِن مَرّةٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ لِقَنبَرٍ أَبشِرُوا وَ بَشّرُوا فَوَ اللّهِ لَقَد مَاتَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ سَاخِطٌ عَلَي أُمّتِهِ إِلّا الشّيعَةَ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ عُروَةً وَ عُروَةُ الدّينِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ شَرَفاً وَ شَرَفُ الدّينِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ سَيّداً وَ سَيّدُ المَجَالِسِ مَجَالِسُ الشّيعَةِ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ إِمَاماً وَ إِمَامُ الأَرضِ أَرضٌ تَسكُنُهَا الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ شَهوَةً وَ شَهوَةُ الدّنيَا سُكنَي شِيعَتِنَا فِيهَا وَ اللّهِ لَو لَا مَا فِي الأَرضِ مِنكُم مَا استَكمَلَ أَهلُ خِلَافِكُم طَيّبَاتٍ مَا لَهُم فِي الآخِرَةِ فِيهَا نَصِيبٌ كُلّ نَاصِبٍ وَ إِن تَعَبّدَ وَ اجتَهَدَ مَنسُوبٌ إِلَي هَذِهِ الآيَةِخاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً وَ مَن دَعَا مُخَالِفاً لَكُم فَإِجَابَةُ دُعَائِهِ لَكُم وَ مَن طَلَبَ مِنكُم إِلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اسمُهُ حَاجَةً فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَن سَأَلَ مِنكُم مَسأَلَةً فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَن دَعَا دَعوَةً فَلَهُ مِائَةٌ وَ مَن عَمِلَ حَسَنَةً فَلَا يُحصَي تَضَاعُفاً وَ مَن أَسَاءَ سَيّئَةً فَمُحَمّدٌص حَجِيجُهُ عَلَي تَبِعَتِهَا وَ اللّهِ إِنّ صَائِمَكُم لَيَرتَعُ فِي رِيَاضِ الجَنّةِ تَدعُو لَهُ المَلَائِكَةُ بِالفَوزِ حَتّي يُفطِرَ
صفحه : 66
وَ إِنّ حَاجّكُم وَ مُعتَمِرَكُم لِخَاصّةِ اللّهِ وَ إِنّكُم جَمِيعاً لَأَهلُ دَعوَةِ اللّهِ وَ أَهلُ وَلَايَتِهِ لَا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لَا حُزنٌ كُلّكُم فِي الجَنّةِ فَتَنَافَسُوا فِي الصّالِحَاتِ وَ اللّهِ مَا أَحَدٌ أَقرَبَ مِن عَرشِ اللّهِ بَعدَنَا يَومَ القِيَامَةِ مِن شِيعَتِنَا مَا أَحسَنَ صُنعَ اللّهِ إِلَيهِم لَو لَا أَن تُفتَنُوا وَ يَشمَتَ بِكُم عَدُوّكُم وَ يُعَظّمَ النّاسُ ذَلِكَ لَسَلّمَت عَلَيكُمُ المَلَائِكَةُ قُبُلًا قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَخرُجُ أَهلُ وَلَايَتِنَا مِن قُبُورِهِم يَخَافُ النّاسُ وَ لَا يَخَافُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا يَحزَنُونَ
قَالَ وَ قَد حدَثّنَيِ بِهَذَا الحَدِيثِ ابنُ الوَلِيدِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِلّا أَنّ حَدِيثَهُ لَم يَكُن بِهَذَا الطّولِ وَ فِي هَذِهِ زِيَادَاتٌ لَيسَت فِي ذَلِكَ وَ المعَاَنيِ مُتَقَارِبَةٌ
119- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن عَلِيّ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِيهِ عَنهُ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ مَا أَحسَنَ صُنعَ اللّهِ إِلَيهِم ثُمّ قَالَ قَالَ عَلِيّ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ يَخرُجُ أَهلُ وَلَايَتِنَا يَومَ القِيَامَةِ مُشرِقَةً وُجُوهُهُم قَرِيرَةً أَعيُنُهُم قَد أُعطُوا الأَمَانَ مِمّا يَخَافُ النّاسُ يَخَافُ النّاسُ وَ لَا يَخَافُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا يَحزَنُونَ وَ اللّهِ مَا يَشعُرُ أَحَدٌ مِنكُم يَقُومُ إِلَي الصّلَاةِ وَ قَدِ اكتَنَفَتهُ المَلَائِكَةُ يُصَلّونَ عَلَيهِ وَ يَدعُونَ لَهُ حَتّي يَفرُغَ مِن صَلَاتِهِ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ جَوهَراً وَ إِنّ جَوهَرَ بنَيِ آدَمَ مُحَمّدٌص وَ نَحنُ وَ شِيعَتُنَا مَا أَقرَبَهُم مِن عَرشِ اللّهِ وَ أَحسَنَ صُنعَ اللّهِ إِلَيهِم يَومَ القِيَامَةِ وَ اللّهِ لَو لَا زَهوُهُم لِعِظَمِ ذَلِكَ لَسَلّمَت إِلَيهِمُ المَلَائِكَةُ قُبُلًا
بيان في القاموس الزهو الكبر والتيه والفخر
120-صِفَاتُ الشّيعَةِ،بِإِسنَادِهِ عَن عَامِرٍ الجهُنَيِّ قَالَدَخَلَ رَسُولُ اللّهِص المَسجِدَ وَ نَحنُ جُلُوسٌ وَ فِينَا أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ وَ عَلِيّ ع نَاحِيَةً فَجَاءَ النّبِيّص فَجَلَسَ إِلَي جَانِبِ عَلِيّ ع فَجَعَلَ يَنظُرُ يَمِيناً وَ شِمَالًا ثُمّ قَالَ إِنّ عَن يَمِينِ العَرشِ وَ عَن يَسَارِ العَرشِ لَرِجَالًا عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ تَتَلَألَأُ وُجُوهُهُم نُوراً
صفحه : 67
قَالَ فَقَامَ أَبُو بَكرٍ فَقَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا مِنهُم قَالَ لَهُ اجلِس ثُمّ قَامَ إِلَيهِ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ مِثلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ اجلِس فَلَمّا رَأَي ابنُ مَسعُودٍ مَا قَالَ لَهُمَا النّبِيّص قَامَ حَتّي استَوَي قَائِماً عَلَي قَدَمَيهِ ثُمّ قَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ صِفهُم لَنَا نَعرِفهُم بِصِفَتِهِم قَالَ فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَي مَنكِبِ عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ هَذَا وَ شِيعَتُهُ هُمُ الفَائِزُونَ
121- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن سَدِيرٍ الصيّرفَيِّ قَالَدَخَلتُ عَلَيهِ وَ عِندَهُ أَبُو بَصِيرٍ وَ مُيَسّرٌ وَ عِدّةٌ مِن جُلَسَائِهِ فَلَمّا أَن أَخَذتُ مجَلسِيِ أَقبَلَ عَلَيّ بِوَجهِهِ وَ قَالَ يَا سَدِيرُ أَمَا إِنّ وَلِيّنَا لَيَعبُدُ اللّهَ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ نَائِماً وَ حَيّاً وَ مَيّتاً قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَمّا عِبَادَتُهُ قَائِماً وَ قَاعِداً وَ حَيّاً فَقَد عَرَفنَا فَكَيفَ يَعبُدُ اللّهَ نَائِماً وَ مَيّتاً قَالَ إِنّ وَلِيّنَا لَيَضَعُ رَأسَهُ فَيَرقُدُ فَإِذَا كَانَ وَقتُ الصّلَاةِ وَكّلَ بِهِ مَلَكَينِ خُلِقَا مِنَ الأَرضِ لَم يَصعَدَا إِلَي السّمَاءِ وَ لَم يَرَيَا مَلَكُوتَهُمَا فَيُصَلّيَانِ عِندَهُ حَتّي يَنتَبِهَ فَيَكتُبُ اللّهُ ثَوَابَ صَلَاتِهِمَا لَهُ وَ الرّكعَةُ مِن صَلَاتِهِمَا تَعدِلُ أَلفَ صَلَاةٍ مِن صَلَاةِ الآدَمِيّينَ وَ إِنّ وَلِيّنَا لَيَقبِضُهُ اللّهُ إِلَيهِ فَيَصعَدُ مَلَكَاهُ إِلَي السّمَاءِ فَيَقُولَانِ يَا رَبّنَا عَبدُكَ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ انقَطَعَ وَ استَوفَي أَجَلَهُ وَ لَأَنتَ أَعلَمُ مِنّا بِذَلِكَ فَأذَن لَنَا نَعبُدكَ فِي آفَاقِ سَمَائِكَ وَ أَطرَافِ أَرضِكَ قَالَ فيَوُحيِ اللّهُ إِلَيهِمَا إِنّ فِي سمَاَئيِ لَمَن يعَبدُنُيِ وَ مَا لِي فِي عِبَادَتِهِ مِن حَاجَةٍ بَل هُوَ أَحوَجُ إِلَيهَا وَ إِنّ فِي أرَضيِ لَمَن يعَبدُنُيِ وَ مَا لِي فِي عِبَادَتِهِ مِن حَاجَةٍ وَ مَا خَلَقتُ خَلقاً أَحوَجَ إلِيَّ مِنهُ فَاهبِطَا إِلَي قَبرِ ولَيِيّ فَيَقُولَانِ يَا رَبّنَا مَن هَذَا يَسعَدُ بِحُبّكَ إِيّاهُ قَالَ فيَوُحيِ اللّهُ إِلَيهِمَا ذَلِكَ مَن أَخَذَ مِيثَاقَهُ بِمُحَمّدٍ عبَديِ وَ وَصِيّهِ وَ ذُرّيّتِهِمَا بِالوَلَايَةِ اهبِطَا إِلَي قَبرِ ولَيِيّ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ فَصَلّيَا عِندَهُ إِلَي أَن أَبعَثَهُ فِي القِيَامَةِ قَالَ فَيَهبِطُ المَلَكَانِ فَيُصَلّيَانِ عِندَ القَبرِ إِلَي أَن يَبعَثَهُ اللّهُ فَيَكتُبُ ثَوَابَ صَلَاتِهِمَا لَهُ وَ الرّكعَةُ مِن صَلَاتِهِمَا تَعدِلُ أَلفَ صَلَاةٍ مِن صَلَاةِ الآدَمِيّينَ
صفحه : 68
قَالَ سَدِيرٌ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَإِذاً وَلِيّكُم نَائِماً وَ مَيّتاً أَعبَدُ مِنهُ حَيّاً وَ قَائِماً قَالَ فَقَالَ هَيهَاتَ يَا سَدِيرُ إِنّ وَلِيّنَا لَيُؤمِنُ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَومَ القِيَامَةِ فَيُجِيزُ أَمَانَهُ
122- وَ مِنهُ،بِإِسنَادِهِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ يُؤتَي بِأَقوَامٍ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ تَتَلَألَأُ وُجُوهُهُم كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ يَغبِطُهُمُ الأَوّلُونَ وَ الآخِرُونَ ثُمّ سَكَتَ ثُمّ أَعَادَ الكَلَامَ ثَلَاثاً فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ هُمُ الشّهَدَاءُ قَالَ هُمُ الشّهَدَاءُ وَ لَيسَ هُمُ الشّهَدَاءُ الّذِينَ تَظُنّونَ قَالَ هُمُ الأَنبِيَاءُ قَالَ هُمُ الأَنبِيَاءُ وَ لَيسَ هُمُ الأَنبِيَاءُ الّذِينَ تَظُنّونَ قَالَ هُمُ الأَوصِيَاءُ قَالَ هُمُ الأَوصِيَاءُ وَ لَيسَ هُمُ الأَوصِيَاءُ الّذِينَ تَظُنّونَ قَالَ فَمِن أَهلِ السّمَاءِ أَو مِن أَهلِ الأَرضِ قَالَ هُم مِن أَهلِ الأَرضِ قَالَ فأَخَبرِنيِ مَن هُم قَالَ فَأَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ هَذَا وَ شِيعَتُهُ مَا يُبغِضُهُ مِن قُرَيشٍ إِلّا سفِاَحيِّ وَ لَا مِنَ الأَنصَارِ إِلّا يهَوُديِّ وَ لَا مِنَ العَرَبِ إِلّا دعَيِّ وَ لَا مِن سَائِرِ النّاسِ إِلّا شقَيِّ يَا عُمَرُ كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يحُبِنّيِ وَ يُبغِضُ عَلِيّاً
123- وَ مِنهُ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ وَ عَامِرِ بنِ السّمطِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ قَومٌ عَلَيهِم ثِيَابٌ مِن نُورٍ عَلَي وُجُوهِهِم نُورٌ يُعرَفُونَ بِآثَارِ السّجُودِ يَتَخَطّونَ صَفّاً بَعدَ صَفّ حَتّي يَصِيرُوا بَينَ يدَيَ رَبّ العَالَمِينَ يَغبِطُهُمُ النّبِيّونَ وَ المَلَائِكَةُ وَ الشّهَدَاءُ وَ الصّالِحُونَ ثُمّ قَالَ أُولَئِكَ شِيعَتُنَا وَ عَلِيّ إِمَامُهُم
124- وَ مِنهُ،بِإِسنَادِهِ عَن مَالِكٍ الجهُنَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ يَا مَالِكُ أَ مَا تَرضَونَ أَن تُقِيمُوا الصّلَاةَ وَ تُؤَدّوا الزّكَاةَ وَ تَكُفّوا أَيدِيَكُم وَ تَدخُلُوا الجَنّةَ ثُمّ قَالَ يَا مَالِكُ إِنّهُ لَيسَ مِن قَومٍ ائتَمّوا بِإِمَامٍ فِي دَارِ الدّنيَا إِلّا جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ يَلعَنُهُم وَ يَلعَنُونَهُ إِلّا أَنتُم وَ مَن كَانَ بِمِثلِ حَالِكُم ثُمّ قَالَ يَا مَالِكُ إِنّ المَيّتَ مِنكُم عَلَي
صفحه : 69
هَذَا الأَمرِ شَهِيدٌ بِمَنزِلَةِ الضّارِبِ بِسَيفِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ وَ قَالَ مَالِكٌ بَينَمَا أَنَا عِندَهُ ذَاتَ يَومٍ جَالِسٌ وَ أَنَا أُحَدّثُ نفَسيِ بشِيَءٍ مِن فَضلِهِم فَقَالَ لِي أَنتُم وَ اللّهِ شِيعَتُنَا لَا تَظُنّنّ أَنّكَ مُفرِطٌ فِي أَمرِنَا يَا مَالِكُ إِنّهُ لَا يُقدَرُ عَلَي صِفَةِ اللّهِ فَكَمَا لَا يُقدَرُ عَلَي صِفَةِ اللّهِ كَذَلِكَ لَا يُقدَرُ عَلَي صِفَةِ الرّسُولِص وَ كَمَا لَا يُقدَرُ عَلَي صِفَةِ الرّسُولِ فَكَذَلِكَ لَا يُقدَرُ عَلَي صِفَتِنَا وَ كَمَا لَا يُقدَرُ عَلَي صِفَتِنَا فَكَذَلِكَ لَا يُقدَرُ عَلَي صِفَةِ المُؤمِنِ يَا مَالِكُ إِنّ المُؤمِنَ لَيَلقَي أَخَاهُ فَيُصَافِحُهُ فَلَا يَزَالُ اللّهُ يَنظُرُ إِلَيهِمَا وَ الذّنُوبُ تَتَحَاتّ عَن وُجُوهِهِمَا حَتّي يَتَفَرّقَا وَ إِنّهُ لَن يُقدَرَ عَلَي صِفَةِ مَن هُوَ هَكَذَا وَ قَالَ إِنّ أَبِي ع كَانَ يَقُولُ لَن تَطعَمَ النّارُ مَن يَصِفُ هَذَا الأَمرَ
125- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ إِسحَاقَ عَن عُثمَانَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ لَهِيعَةَ عَن أَبِي الزّبَيرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ بَينَا النّبِيّ بِعَرَفَاتٍ وَ عَلِيّ تُجَاهَهُ وَ نَحنُ مَعَهُ إِذَا أَومَأَ النّبِيّص إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ ادنُ منِيّ يَا عَلِيّ فَدَنَا مِنهُ فَقَالَ ضَع خَمسَكَ يعَنيِ كَفّكَ فِي كفَيّ فَأَخَذَ بِكَفّهِ فَقَالَ يَا عَلِيّ خُلِقتُ أَنَا وَ أَنتَ مِن شَجَرَةٍ أَنَا أَصلُهَا وَ أَنتَ فَرعُهَا وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ أَغصَانُهَا فَمَن تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا أَدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ
126- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ زَكَرِيّا عَن صُهَيبِ بنِ عَبّادِ بنِ صُهَيبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا الشّجَرَةُ وَ فَاطِمَةُ فَرعُهَا وَ عَلِيّ لِقَاحُهَا وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ ثَمَرُهَا وَ أَغصَانُ الشّجَرَةِ ذَاهِبَةٌ عَلَي سَاقِهَا فأَيَّ رَجُلٍ تَعَلّقَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا أَدخَلَهُ اللّهُ الجَنّةَ بِرَحمَتِهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد عَرَفنَا الشّجَرَةَ وَ فَرعَهَا فَمَن أَغصَانُهَا قَالَ عتِرتَيِ فَمَا مِن عَبدٍ أَحَبّنَا أَهلَ البَيتِ وَ عَمِلَ بِأَعمَالِنَا وَ حَاسَبَ نَفسَهُ قَبلَ أَن
صفحه : 70
يُحَاسَبَ إِلّا أَدخَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الجَنّةَ
127- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن خَالِهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ ابنيَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِيهِمَا عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصَارِ إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَستَطِيعُ فِرَاقَكَ وَ إنِيّ لَأَدخُلُ منَزلِيِ فَأَذكُرُكَ فَأَترُكُ صنَيِعتَيِ وَ أُقبِلُ حَتّي أَنظُرَ إِلَيكَ حُبّاً لَكَ فَذَكَرتُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ أُدخِلتَ الجَنّةَ فَرُفِعتَ فِي أَعلَي عِلّيّينَ فَكَيفَ لِي بِكَ يَا نبَيِّ اللّهِ فَنَزَلَوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاًفَدَعَا النّبِيّ الرّجُلَ فَقَرَأَهَا عَلَيهِ وَ بَشّرَهُ بِذَلِكَ
128- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ نَصرٍ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ قَالَ أَتَي رَجُلٌ النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ رَجُلٌ يُحِبّ مَن يصُلَيّ وَ لَا يصُلَيّ إِلّا الفَرِيضَةَ وَ يُحِبّ مَن يَتَصَدّقُ وَ لَا يَتَصَدّقُ إِلّا بِالوَاجِبِ وَ يُحِبّ مَن يَصُومُ وَ لَا يَصُومُ إِلّا شَهرَ رَمَضَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص المَرءُ مَعَ مَن أَحَبّ
129- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن أَحمَدَ بنِ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ الغمُشاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَستَخِفّوا بِشِيعَةِ عَلِيّ فَإِنّ الرّجُلَ مِنهُم لَيُشّفَعُ بِعَدَدِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ
130- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ عَن يَحيَي بنِ العَلَاءِ عَن
صفحه : 71
أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَ عَلِيّ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ فِي بَيتِ أُمّ سَلَمَةَ فَلَمّا رَآهُ قَالَ كَيفَ أَنتَ يَا عَلِيّ إِذَا جُمِعَتِ الأُمَمُ وَ وُضِعَتِ المَوَازِينُ وَ بَرَزَ لِعَرضِ خَلقِهِ وَ دعُيَِ النّاسُ إِلَي مَا لَا بُدّ مِنهُ قَالَ فَدَمَعَت عَينُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا يُبكِيكَ يَا عَلِيّ تُدعَي وَ اللّهِ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ غُرّاً مُحَجّلِينَ رِوَاءً مَروِيّينَ مُبيَاضّةً وُجُوهُكُم وَ يُدعَي بِعَدُوّكَ مُسوَادّةً وُجُوهُهُم أَشقِيَاءَ مُعَذّبِينَ أَ مَا سَمِعتَ إِلَي قَولِ اللّهِ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ وَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَاأُولئِكَ هُم شَرّ البَرِيّةِعَدُوّكَ يَا عَلِيّ
بيان والذين كفروا اختصار في الآية ونقل بالمعني
131-سَعدُ السّعُودِ،لِلسّيّدِ بنِ طَاوُسٍ قَالَ رَأَيتُ فِي مُختَصَرِ تَفسِيرِ مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ بنِ مَروَانَ حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مُوسَي النوّفلَيِّ وَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِّ وَ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ الكَاتِبُ وَ مُحَمّدُ بنُ حُسَينِ البَزّازُ قَالُوا حَدّثَنَا عِيسَي بنُ مِهرَانَ قَالَ أَخبَرَنَا مُحَمّدُ بنُ بَكّارٍ الهمَداَنيِّ عَن يُوسُفَ السّرّاجِ قَالَ حدَثّنَيِ أَبُو هُرَيرَةَ العمَاّريِّ مِن وُلدِ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَمّا نَزَلَت عَلَي رَسُولِ اللّهِص طُوبي لَهُم وَ حُسنُ مَآبٍأَتَي المِقدَادُ بنُ الأَسوَدِ الكنِديِّ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا طُوبَي قَالَ شَجَرَةٌ فِي الجَنّةِ لَو سَارَ الرّاكِبُ الجَوَادِ لَسَارَ فِي ظِلّهَا مِائَةَ عَامٍ قَبلَ أَن يَقطَعَهَا وَرَقُهَا بُرُودٌ خُضرٌ وَ زَهرُهَا رِيَاضٌ صُفرٌ وَ أَقنَاؤُهَا سُندُسٌ وَ إِستَبرَقٌ وَ ثَمَرُهَا جلل [حُلَلٌ]خُضرٌ وَ صَمغُهَا زَنجَبِيلٌ وَ عَسَلٌ وَ بَطحَاؤُهَا يَاقُوتٌ أَحمَرُ وَ زُمُرّدٌ أَخضَرُ وَ تُرَابُهَا مِسكٌ وَ عَنبَرٌ وَ حَشِيشُهَا زَعفَرَانٌ يَنِيعٌ وَ أَلَنجُوجٌ يَتَأَجّجُ مِن غَيرِ وَقُودٍ
صفحه : 72
وَ يَتَفَجّرُ مِن أَصلِهَا السّلسَبِيلُ وَ الرّحِيقُ وَ المَعِينُ فَظِلّهَا مَجلِسٌ مِن مَجَالِسِ شِيعَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ يَجمَعُهُم فَبَينَمَا هُم يَوماً فِي ظِلّهَا يَتَحَدّثُونَ إِذ جَاءَتهُمُ المَلَائِكَةُ يَقُودُونَ نُجُباً قَد جُبِلَت مِنَ اليَاقُوتِ لَم يُنفَخ فِيهَا الرّوحُ مَزمُومَةً بِسَلَاسِلَ مِن ذَهَبٍ كَأَنّ وُجُوهَهَا المَصَابِيحُ نَضَارَةً وَ حُسناً وَبَرُهَا حَشوٌ أَحمَرُ وَ مِرعِزّ أَبيَضُ مُختَلِطَانِ لَم يَنظُرِ النّاظِرُونَ إِلَي مِثلِهَا حُسناً وَ بَهَاءً ذُلُلٌ مِن غَيرِ مَهَانَةٍ نُجُبٌ مِن غَيرِ رِيَاضَةٍ عَلَيهَا رجال [رِحَالٌ]أَلوَانُهَا مِنَ الدّرّ وَ اليَاقُوتِ مُفَضّضَةً بِاللّؤلُؤِ وَ المَرجَانِ صَفَائِحُهَا مِنَ الذّهَبِ الأَحمَرِ مُلَبّسَةً باِلعبَقرَيِّ وَ الأُرجُوَانِ فَأَنَاخُوا تِلكَ النّجَائِبَ إِلَيهِم ثُمّ قَالُوا لَهُم رَبّكُم يُقرِئُكُمُ السّلَامَ فَتَزُورُونَهُ فَيَنظُرُ إِلَيكُم وَ يُحيِيكُم وَ يَزِيدُكُم مِن فَضلِهِ وَ سَعَتِهِ فَإِنّهُ ذُو رَحمَةٍ وَاسِعَةٍ وَ فَضلٍ عَظِيمٍ قَالَ فَيَتَحَوّلُ كُلّ رَجُلٍ مِنهُم عَلَي رَاحِلَتِهِ فَيَنطَلِقُونَ صَفّاً وَاحِداً مُعتَدِلًا لَا يُفَوّتُ مِنهُم شَيءٌ شَيئاً وَ لَا يُفَوّتُ أُذُنُ نَاقَةٍ نَاقَتَهَا وَ لَا بَرَكَةُ نَاقَةٍ بَرَكَتَهَا وَ لَا يَمُرّونَ بِشَجَرَةٍ مِن شَجَرِ الجَنّةِ إِلّا أَتحَفَتهُم بِثِمَارِهَا وَ رَحَلَت لَهُم مِن طَرِيقِهِ كَرَاهِيَةٌ لِأَن تَنثَلِمَ طَرِيقَتُهُم وَ أَن يُفَرّقَ بَينَ الرّجُلِ وَ رَفِيقِهِ فَلَمّا رُفِعُوا إِلَي الجَبّارِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالُوا رَبّنَا أَنتَ السّلَامُ وَ مِنكَ السّلَامُ وَ لَكَ يَحِقّ الجَلَالُ وَ الإِكرَامُ قَالَ فَقَالَ أَنَا السّلَامُ وَ منِيّ السّلَامُ وَ لِي يَحِقّ الجَلَالُ وَ الإِكرَامُ فَمَرحَباً بعِبِاَديَِ الّذِينَ حَفِظُوا وصَيِتّيِ فِي أَهلِ بيَتيِ وَ رَاعُوا حقَيّ وَ خلَفّوُنيِ بِالغَيبِ وَ كَانُوا منِيّ عَلَي كُلّ حَالٍ مُشفِقِينَ قَالُوا أَمَا وَ عِزّتِكَ وَ جَلَالِكَ مَا قَدَرنَاكَ حَقّ قَدرِكَ وَ مَا أَدّينَا إِلَيكَ كُلّ حَقّكَ فَأذَن لَنَا بِالسّجُودِ قَالَ لَهُم رَبّهُم عَزّ وَ جَلّ إنِيّ قَد وَضَعتُ عَنكُم مَئُونَةَ العِبَادَةِ وَ أَرَحتُ لَكُم أَبدَانَكُم فَطَالَمَا أَنصَبتُم لِيَ الأَبدَانَ وَ عَنِتّم لِيَ الوُجُوهَ فَالآنَ أَفضَيتُم إِلَي روُحيِ وَ رحَمتَيِ فاَسألَوُنيِ مَا شِئتُم وَ تَمَنّوا عَلَيّ أُعطِكُم أَمَانِيّكُم وَ إنِيّ لَم أَجزِكُمُ اليَومَ بِأَعمَالِكُم وَ لَكِن برِحَمتَيِ وَ كرَاَمتَيِ وَ طوَليِ وَ عَظِيمِ شأَنيِ وَ
صفحه : 73
بِحُبّكُم أَهلَ بَيتِ مُحَمّدٍص فَلَم يَزَالُوا يَا مِقدَادُ محُبِيّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فِي العَطَايَا وَ المَوَاهِبِ حَتّي إِنّ المُقَصّرَ مِن شِيعَتِهِ لَيَتَمَنّي فِي أُمنِيّتِهِ مِثلَ جَمِيعِ الدّنيَا مُنذُ خَلَقَهَا اللّهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ لَهُم رَبّهُم تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَقَد قَصّرتُم فِي أَمَانِيّكُم وَ رَضِيتُم بِدُونِ مَا يَحِقّ لَكُم فَانظُرُوا إِلَي مَوَاهِبِ رَبّكُم فَإِذَا بِقُبَابٍ وَ قُصُورٍ فِي أَعلَي عِلّيّينَ مِنَ اليَاقُوتِ الأَحمَرِ وَ الأَخضَرِ وَ الأَبيَضِ وَ الأَصفَرِ يَزهَرُ نُورُهَا فَلَو لَا أَنّهُ مُسَخّرٌ مُسَخّدٌ إِذاً لَلَمَعَتِ الأَبصَارُ مِنهَا فَمَا كَانَ مِن تِلكَ القُصُورِ مِنَ اليَاقُوتِ مَفرُوشٌ بِالسّندُسِ الأَخضَرِ وَ مَا كَانَ مِنهَا مِنَ اليَاقُوتِ الأَبيَضِ فَهُوَ مَفرُوشٌ بِالرّيَاطِ الصّفرِ مَبثُوثَةٌ بِالزّبَرجَدِ الأَخضَرِ وَ الفِضّةِ البَيضَاءِ وَ الذّهَبِ الأَحمَرِ قَوَاعِدُهَا وَ أَركَانُهَا مِنَ الجَوهَرِ يُنَوّرُ مِن أَبوَابِهَا وَ أَعرَاضِهَا نُورٌ شُعَاعُ الشّمسِ عِندَهُ مِثلُ الكَوكَبِ الدرّيّّ فِي النّهَارِ المضُيِءِ وَ إِذَا عَلَي بَابِ كُلّ قَصرٍ مِن تِلكَ القُصُورِ جَنّتَانِمُدهامّتانِفِيهِما مِن كُلّ فاكِهَةٍ زَوجانِ فَلَمّا أَرَادُوا الِانصِرَافَ إِلَي مَنَازِلِهِم حُوّلُوا عَلَي بَرَاذِينَ مِن نُورٍ بأِيَديِ وِلدَانٍ مُخَلّدِينَ بِيَدِ كُلّ وَلِيدٍ مِنهُم حَكَمَةُ بِرذَونٍ مِن تِلكَ البَرَاذِينِ لُجُمُهَا وَ أَعِنّتُهَا مِنَ الفِضّةِ البَيضَاءِ وَ أَثفَارُهَا مِنَ الجَوَاهِرِ فَإِذَا دَخَلُوا مَنَازِلَهُم وَجَدُوا المَلَائِكَةَ يُهَنّئُونَهُم بِكَرَامَةِ رَبّهِم حَتّي إِذَا استَقَرّ قَرَارَهُم قِيلَ لَهُم هَل وَجَدتُم مَا وَعَدَكُمرَبّكُم حَقّا قالُوا نَعَمرَبّنَا رَضِينَا فَارضَ عَنّا قَالَ برِضِاَيَ عَنكُم وَ بِحُبّكُم أَهلَ بَيتِ نبَيِيّ حَلَلتُم داَريِ وَ صَافَحتُمُ المَلَائِكَةَ فَهَنِيئاً هَنِيئاًعَطاءً غَيرَ مَجذُوذٍ لَيسَ فِيهِ تَنغِيصٌ فَعِندَهَاقالُوا الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَذهَبَ عَنّا الحَزَنَ إِنّ رَبّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ألّذِي أَحَلّنا دارَ المُقامَةِ مِن فَضلِهِ لا يَمَسّنا فِيها نَصَبٌ وَ لا يَمَسّنا فِيها لُغُوبٌ قَالَ لَنَا أَبُو مُحَمّدٍ النوّفلَيِّ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مُوسَي قَالَ لَنَا عِيسَي بنُ مِهرَانَ قَرَأتُ هَذَا الحَدِيثَ يَوماً عَلَي قَومٍ مِن أَصحَابِ الحَدِيثِ فَقُلتُ أَبرَأُ إِلَيكُم مِن عُهدَةِ الحَدِيثِ فَإِنّ يُوسُفَ السّرّاجَ لَا أَعرِفُهُ فَلَمّا كَانَ مِنَ اللّيلِ رَأَيتُ فِي منَاَميِ كَأَنّ إِنسَاناً جاَءنَيِ وَ مَعَهُ كِتَابٌ وَ فِيهِبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ مِن مَحمُودِ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ حَسَنِ بنِ الحُسَينِ وَ
صفحه : 74
يَحيَي بنِ الحَسَنِ القَزّازِ وَ عَلِيّ بنِ القَاسِمِ الكنِديِّ مِن تَحتِ شَجَرَةِ طُوبَي وَ قَد أَنجَزَ لَنَا رَبّنَا مَا وَعَدَنَا فَاحتَفِظ بِمَا فِي يَدَيكَ مِن هَذِهِ الآيَةِ فَإِنّكَ لَم تَقرَأ مِنهَا كِتَاباً إِلّا أَشرَقَت لَهُ الجَنّةُ
بيان وأقناؤها بالقاف جمع قنو بالكسر والضم و هو من النخل بمنزلة العنقود من العنب و في بعض النسخ بالفاء أي عرصاتها وهي غيرمناسبة و في بعضها أفنانها بالنونين جمع الفنن محركة و هوالغصن و في القاموس ينع الثمر كمنع وضرب حان قطافه كأينع واليانع الأحمر من كل شيء والثمر الناضج كالينيع و قال يلنجوج ويلنجج وألنجج والألنجوج عود البخور و قال الأجيج تلهب النار كالتأجج و قال النجيب وكهمزة الكريم الحسيب والجمع أنجاب ونجباء ونجب وناقة نجيب ونجيبة والجمع نجائب . و قال المرعز والمرعزي ويمد إذاخفف و قدتفتح الميم في الكل الزغب ألذي تحت شعر العنز و قال عبقر موضع كثير الجن وقرية ثيابها في غاية الحسن والعبقري الكامل من كل شيء والسيد وضرب من البسط. و قال البيضاوي العبقري منسوب إلي عبقر تزعم العرب أنه اسم بلد الجن فينسبون إليه كل شيءعجيب و في القاموس الأرجوان بالضم الأحمر وثياب حمر وصبغ أحمر والحمرة وأحمر أرجواني قانئ و قال البرك أي بالفتح الصدر كالبركة بالكسر. وأقول الظاهر أن المراد بقوله لايفوت منهم شيءشيئا أي لايسبق جزء من كل منها جزءا من الأخري فهو لبيان اعتدال الصفوف وضمير ذوي العقول علي المجاز لتشريفها مع أنه لااستبعاد في كونها من ذوي العقول و قوله ناقتها المراد بهاالناقة التي معها قال في المصباح فاته فلان بذراع سبقه بها و في القاموس المسخد كمعظم الخاثر النفس والمصفر الثقيل المورم وسخد ورق الشجر بالضم تسخيدا ندي وركب بعضه بعضا و قال لمع البرق بالشيء ذهب . و قال الريطة كل ملاءة غيرذات لفقين كلها نسج واحد وقطعة واحدة و كل
صفحه : 75
ثوب لين رقيق والجمع ريط ورياطمُدهامّتانِ قال البيضاوي خضراوان تضربان إلي السواد من شدة الخضرةزَوجانِ أي صنفان غريب ومعروف أورطب ويابس والحكمة محركة ماأحاط بحنكي الفرس من لجامه و فيهاالعذاران و قال الثفر بالتحريك السير في مؤخر السرج و قديسكن وتنغيص العيش تكديره . وأقول الرواية كانت سقيمة فصححتها من سائر المواضع بحسب الإمكان وَ اللّهُ المُستَعانُ
132- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن أَحمَدَ بنِ عُبدُونٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الزّبَيرِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ رِزقٍ عَن مِهزَمِ بنِ أَبِي بُردَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِذَا أَنتَ أَحصَيتَ مَا عَلَي الأَرضِ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع فَلَستَ تلُاَقيِ إِلّا مَن هُوَ حَطَبٌ لِجَهَنّمَ إِنّهُ لَيُنعَمُ عَلَي أَهلِ خِلَافِكُم بِجِوَارِكُم إِيّاهُم وَ لَو لَا مَا عَلَي الأَرضِ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع مَا نَظَرتَ إِلَي غَيثٍ أَبَداً إِنّ أَحَدَكُم لَيَخرُجُ وَ مَا فِي صَحِيفَتِهِ حَسَنَةٌ فَيَملَؤُهَا اللّهُ لَهُ حَسَنَاتٍ قَبلَ أَن يَنصَرِفَ وَ ذَلِكَ أَنّهُ يَمُرّ بِالمَجلِسِ وَ هُم يَشتِمُونَنَا فَيُقَالُ اسكُتُوا هَذَا مِنَ الفُلَانِيّةِ فَإِذَا مَضَي عَنهُم شَتَمُوهُ فِينَا
133- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن رَبِيعَةَ بنِ نَاجِدٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ إِنّمَا مَثَلُ شِيعَتِنَا مَثَلُ النّحلِ فِي الطّيرِ لَيسَ شَيءٌ مِنَ الطّيرِ إِلّا وَ هُوَ يَستَضعِفُهَا وَ لَو أَنّ الطّيرَ تَعلَمُ مَا فِي أَجوَافِهَا مِنَ البَرَكَةِ لَم تَفعَل بِهَا ذَلِكَ
أَقُولُ قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شَرحِ النّهجِ رَوَي جَعفَرٌ الأَحمَرُ عَن مُسلِمٍ الأَعوَرِ عَن حَبّةَ العرُنَيِّ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع مَن أحَبَنّيِ كَانَ معَيِ أَمَا إِنّكَ لَو صُمتَ الدّهرَ كُلّهُ وَ قُمتَ اللّيلَ كُلّهُ ثُمّ قُتِلتَ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ أَو قَالَ بَينَ الرّكنِ وَ المَقَامِ لَمَا بَعَثَكَ اللّهُ إِلّا مَعَ هَوَاكَ بَالِغاً مَا بَلَغَ إِن فِي جَنّةٍ ففَيِ جَنّةٍ وَ إِن فِي نَارٍ ففَيِ نَارٍ
بيان مع هواك أي مع من تهواه وتحبه فإن كان هو في الجنة فأنت
صفحه : 76
معه في الجنة و إن كان في النار فأنت معه في النار
134- العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ العِلّةُ فِي شِيعَةِ آلِ مُحَمّدٍ أَنّهُم مِنهُم أَنّ كُلّ مَن وَالَي قَوماً فَهُوَ مِنهُم وَ إِن لَم يَكُن مِن جِنسِهِم وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا مَعشَرَ الجِنّ قَدِ استَكثَرتُم مِنَ الإِنسِ وَ قالَ أَولِياؤُهُم مِنَ الإِنسِفَالجِنّ بِخِلَافِ الإِنسِ لَكِنّهُم لَمّا وَالَوهُم نَسَبَهُمُ اللّهُ إِلَيهِم فَكَذَلِكَ كُلّ مَن تَوَالَي آلَ مُحَمّدٍ فَهُوَ مِنهُم
135- وَ مِنهُ، قَالَ العِلّةُ فِي أَنّ رَسُولَ اللّهِ وَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَص هُمَا الوَالِدَانِ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ اعبُدُوا اللّهَ وَ لا تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَ بِالوالِدَينِ إِحساناً قَالَ الصّادِقُ ع هُمَا رَسُولُ اللّهِ وَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ العِلّةُ فِي أَنّ الشّيعَةَ كُلّهُم أَيتَامٌ أَنّ هَذَينِ الوَالِدَينِ قَد قُبِضَا عَنهُم وَ العِلّةُ فِي اسمِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا أَنّ اللّهَ فَطَمَ بِهَا شِيعَتَهَا مِنَ النّارِ
136- كِتَابُ المُسَلسَلَاتِ، حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ قَالَ حدَثّنَيِ أَحمَدُ بنُ زِيَادِ بنِ جَعفَرٍ قَالَ حدَثّنَيِ أَبُو القَاسِمِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ العرُيَضيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ خَلِيلٍ قَالَ أخَبرَنَيِ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الأهَواَزيِّ قَالَ حدَثّنَيِ بَكرُ بنُ أَحنَفَ قَالَ حَدّثَتنَا فَاطِمَةُ بِنتُ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع قَالَت حدَثّتَنيِ فَاطِمَةُ وَ زَينَبُ وَ أُمّ كُلثُومٍ بَنَاتُ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع قُلنَ حَدّثَتنَا فَاطِمَةُ بِنتُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَت حدَثّتَنيِ فَاطِمَةُ بِنتُ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَت حدَثّتَنيِ فَاطِمَةُ بِنتُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَت حدَثّتَنيِ فَاطِمَةُ وَ سُكَينَةُ ابنَتَا الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع عَن أُمّ كُلثُومٍ بِنتِ عَلِيّ ع عَن فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ لَمّا أسُريَِ بيِ إِلَي السّمَاءِ دَخَلتُ الجَنّةَ فَإِذَا أَنَا بِقَصرٍ مِن دُرّةٍ بَيضَاءَ مُجَوّفَةٍ وَ عَلَيهَا بَابٌ مُكَلّلٌ بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ وَ عَلَي البَابِ سِترٌ فَرَفَعتُ رأَسيِ فَإِذَا مَكتُوبٌ عَلَي البَابِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ
صفحه : 77
مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِّ القَومِ وَ إِذَا مَكتُوبٌ عَلَي السّترِ بَخ بَخ مِن مِثلِ شِيعَةِ عَلِيّ فَدَخَلتُهُ فَإِذَا أَنَا بِقَصرٍ مِن عَقِيقٍ أَحمَرَ مُجَوّفٍ وَ عَلَيهِ بَابٌ مِن فِضّةٍ مُكَلّلٍ بِالزّبَرجَدِ الأَخضَرِ وَ إِذَا عَلَي البَابِ سِترٌ فَرَفَعتُ رأَسيِ فَإِذَا مَكتُوبٌ عَلَي البَابِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ وصَيِّ المُصطَفَي وَ إِذَا عَلَي السّترِ مَكتُوبٌ بَشّر شِيعَةَ عَلِيّ بِطِيبِ المَولِدِ فَدَخَلتُهُ فَإِذَا أَنَا بِقَصرٍ مِن زُمُرّدٍ أَخضَرِ مُجَوّفٍ لَم أَرَ أَحسَنَ مِنهُ وَ عَلَيهِ بَابٌ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ مُكَلّلَةٍ بِاللّؤلُؤِ وَ عَلَي البَابِ سِترٌ فَرَفَعتُ رأَسيِ فَإِذَا مَكتُوبٌ عَلَي السّترِ شِيعَةُ عَلِيّ هُمُ الفَائِزُونَ فَقُلتُ حبَيِبيِ جَبرَئِيلُ لِمَن هَذَا فَقَالَ يَا مُحَمّدُ لِابنِ عَمّكَ وَ وَصِيّكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع يُحشَرُ النّاسُ كُلّهُم يَومَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً إِلّا شِيعَةَ عَلِيّ وَ يُدعَي النّاسُ بِأَسمَاءِ أُمّهَاتِهِم مَا خَلَا شِيعَةَ عَلِيّ ع فَإِنّهُم يُدعَونَ بِأَسمَاءِ آبَائِهِم فَقُلتُ حبَيِبيِ جَبرَئِيلُ وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنّهُم أَحِبّوا عَلِيّاً فَطَابَ مَولِدُهُم
بيان فطاب مولدهم لعل المعني أنه لماعلم الله من أرواحهم أنهم يحبون عليا وأقروا في الميثاق بولايته طيب مولد أجسادهم
137- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لأِبَيِ بَصِيرٍ يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ لِلّهِ مَلَائِكَةً يُسقِطُونَ الذّنُوبَ عَن ظُهُورِ شِيعَتِنَا كَمَا تُسقِطُ الرّيحُ الوَرَقَ فِي أَوَانِ سُقُوطِهِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَ مَن حَولَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم...وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوااستِغفَارُهُم وَ اللّهِ لَكُم دُونَ هَذَا الخَلقِ
138-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن يُونُسَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ لِلّهِ عَزّ ذِكرُهُ مَلَائِكَةً يُسقِطُونَ الذّنُوبَ عَن ظُهُورِ شِيعَتِنَا كَمَا تُسقِطُ الرّيحُ الوَرَقَ مِنَ الشّجَرِ أَوَانَ سُقُوطِهِ وَ ذَلِكَ
صفحه : 78
قَولُهُ عَزّ وَ جَلّيُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم...وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُم
139- فس ،[تفسير القمي] عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِّ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ المَلَائِكَةُ أَكثَرُ أَم بَنُو آدَمَ فَقَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَمَلَائِكَةُ اللّهِ فِي السّمَاوَاتِ أَكثَرُ مِن عَدَدِ التّرَابِ فِي الأَرضِ وَ مَا فِي السّمَاءِ مَوضِعُ قَدَمٍ إِلّا وَ فِيهِ مَلَكٌ يُسَبّحُهُ وَ يُقَدّسُهُ وَ لَا فِي الأَرضِ شَجَرَةٌ وَ لَا مَدَرٌ إِلّا وَ فِيهَا مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِهَا يأَتيِ اللّهَ كُلّ يَومٍ بِعَمَلِهَا وَ اللّهُ أَعلَمُ بِهَا وَ مَا مِنهُم أَحَدٌ إِلّا وَ يَتَقَرّبُ كُلّ يَومٍ إِلَي اللّهِ بِوَلَايَتِنَا أَهلَ البَيتِ وَ يَستَغفِرُ لِمُحِبّينَا وَ يَلعَنُ أَعدَاءَنَا وَ يَسأَلُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يُرسِلَ عَلَيهِمُ العَذَابَ إِرسَالًا وَ قَولُهُالّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَيعَنيِ رَسُولَ اللّهِص وَ الأَوصِيَاءَ مِن بَعدِهِ يَحمِلُونَ عِلمَ اللّهِوَ مَن حَولَهُيعَنيِ المَلَائِكَةَيُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم...وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوايعَنيِ شِيعَةَ آلِ مُحَمّدٍرَبّنا وَسِعتَ كُلّ شَيءٍ رَحمَةً وَ عِلماً فَاغفِر لِلّذِينَ تابُوا مِن وَلَايَةِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ بنَيِ أُمَيّةَوَ اتّبَعُوا سَبِيلَكَ أَي وَلَايَةَ ولَيِّ اللّهِوَ قِهِم عَذابَ الجَحِيمِ إِلَي قَولِهِالحَكِيمُيعَنيِ مَن تَوَلّي عَلِيّاً ع فَذَلِكَ صَلَاحُهُموَ قِهِمُ السّيّئاتِ وَ مَن تَقِ السّيّئاتِ يَومَئِذٍ فَقَد رَحِمتَهُيعَنيِ يَومَ القِيَامَةِوَ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُلِمَن نَجّاهُ اللّهُ مِن هَؤُلَاءِ يعَنيِ وَلَايَةَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ
140-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ]صِراطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم أَي قُولُوا اهدِنَا صِرَاطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم بِالتّوفِيقِ لِدِينِكَ وَ طَاعَتِكَ وَ هُمُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ مَن يُطِعِ اللّهَ وَ الرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنعَمَ اللّهُ عَلَيهِم مِنَ النّبِيّينَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً وَ حكُيَِ هَذَا بِعَينِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ ثُمّ قَالَ لَيسَ هَؤُلَاءِ المُنعَمَ عَلَيهِم بِالمَالِ وَ صِحّةِ البَدَنِ وَ إِن كَانَ كُلّ هَذَا نِعمَةً مِنَ اللّهِ ظَاهِرَةً أَ لَا تَرَونَ أَنّ هَؤُلَاءِ قَد يَكُونُونَ كُفّاراً أَو فُسّاقاً فَمَا نُدِبتُم إِلَي
صفحه : 79
أَن تَدعُوا بِأَن تُرشَدُوا إِلَي صِرَاطِهِم وَ إِنّمَا أُمِرتُم بِالدّعَاءِ لِأَن تُرشَدُوا إِلَي صِرَاطِ الّذِينَ أُنعِمَ عَلَيهِم بِالإِيمَانِ بِاللّهِ وَ تَصدِيقِ رَسُولِ اللّهِ وَ بِالوَلَايَةِ لِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ أَصحَابِهِ الخَيّرِينَ المُنتَجَبِينَ وَ بِالتّقِيّةِ الحَسَنَةِ التّيِ يُسلَمُ بِهَا مِن شَرّ عِبَادِ اللّهِ وَ مِنَ الزّيَادَةِ فِي آثَامِ أَعدَاءِ اللّهِ وَ كُفرِهِم بِأَن تُدَارِيَهُم وَ لَا تُغرِيَهُم بِأَذَاكَ وَ أَذَي المُؤمِنِينَ وَ بِالمَعرِفَةِ بِحُقُوقِ الإِخوَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ فَإِنّهُ مَا مِن عَبدٍ وَ لَا أَمَةٍ وَالَي مُحَمّداً وَ آلَ مُحَمّدٍ وَ أَصحَابَ مُحَمّدٍ وَ عَادَي مَن عَادَاهُم إِلّا كَانَ قَدِ اتّخَذَ مِن عَذَابِ اللّهِ حِصناً مَنِيعاً وَ جُنّةً حَصِينَةً وَ مَا مِن عَبدٍ وَ لَا أَمَةٍ دَارَي عِبَادَ اللّهِ بِأَحسَنِ المُدَارَاةِ فَلَم يَدخُل بِهَا فِي بَاطِلٍ وَ لَم يَخرُج بِهَا مِن حَقّ إِلّا جَعَلَ اللّهُ نَفَسَهُ تَسبِيحاً وَ زَكّي عَمَلَهُ وَ أَعطَاهُ بَصِيرَةً عَلَي كِتمَانِ سِرّنَا وَ احتِمَالِ الغَيظِ لِمَا يَستَمِعُهُ مِن أَعدَائِنَا وَ أَعطَاهُ ثَوَابَ المُتَشَحّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ مَا مِن عَبدٍ أَخَذَ نَفسَهُ بِحُقُوقِ إِخوَانِهِ فَوَفّاهُم حُقُوقَهُم جَهدَهُ وَ أَعطَاهُم مُمكِنَهُ وَ رضَيَِ مِنهُم بِعَفوِهِم وَ تَرَكَ الِاستِقصَاءَ عَلَيهِم فِيمَا يَكُونُ مِن زَلَلِهِم وَ غَفَرَهَا لَهُم إِلّا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ يَا عبَديِ قَضَيتَ حُقُوقَ إِخوَانِكَ وَ لَم تَستَقصِ عَلَيهِم فِيمَا لَكَ عَلَيهِم فَأَنَا أَجوَدُ وَ أَكرَمُ وَ أَولَي بِمِثلِ مَا فَعَلتَهُ مِنَ المُسَامَحَةِ وَ التّكَرّمِ فَأَنَا أَقضِيكَ اليَومَ عَلَي حَقّ وَعَدتُكَ وَ أَزِيدُكَ مِن فضَليَِ الوَاسِعِ وَ لَا أسَتقَصيِ عَلَيكَ فِي تَقصِيرِكَ فِي بَعضِ حقُوُقيِ قَالَ فَيُلحِقُهُ بِمُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ أَصحَابِهِ وَ يَجعَلُهُ فِي خِيَارِ شِيعَتِهِم ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِبَعضِ أَصحَابِهِ ذَاتَ يَومٍ يَا عَبدَ اللّهِ أَحِبّ فِي اللّهِ وَ أَبغِض فِي اللّهِ وَ وَالِ فِي اللّهِ فَإِنّهُ لَا يُنَالُ وَلَايَةُ اللّهِ إِلّا بِذَلِكَ وَ لَا يَجِدُ الرّجُلُ طَعمَ الإِيمَانِ وَ إِن كَثُرَت صَلَاتُهُ وَ صِيَامُهُ حَتّي يَكُونَ كَذَلِكَ وَ قَد صَارَت مُوَاخَاةُ النّاسِ يَومَكُم هَذَا أَكثَرُهَا فِي الدّنيَا عَلَيهَا يَتَوَادّونَ وَ عَلَيهَا يَتَبَاغَضُونَ وَ ذَلِكَ لَا يغُنيِ عَنهُ مِنَ اللّهِ شَيئاً فَقَالَ الرّجُلُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَكَيفَ لِي أَن أَعلَمَ أنَيّ قَد وَالَيتُ وَ عَادَيتُ فِي اللّهِ
صفحه : 80
وَ مَن ولَيِّ اللّهِ حَتّي أُوَالِيَهُ وَ مَن عَدُوّهُ حَتّي أُعَادِيَهُ فَأَشَارَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ هَذَا قَالَ بَلَي هَذَا ولَيِّ اللّهِ فَوَالِهِ وَ عَدُوّ هَذَا عَدُوّ اللّهِ فَعَادِهِ وَالِ ولَيِّ هَذَا وَ لَو أَنّهُ قَاتِلُ أَبِيكَ وَ وَلَدِكَ وَ عَادِ عَدُوّ هَذَا وَ لَو أَنّهُ أَبُوكَ وَ وَلَدُكَ
141-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُخَرَجتُ أَنَا وَ أَبِي حَتّي إِذَا كُنّا بَينَ القَبرِ وَ المِنبَرِ إِذَا هُوَ بِأُنَاسٍ مِنَ الشّيعَةِ فَسَلّمَ عَلَيهِم ثُمّ قَالَ إنِيّ وَ اللّهِ لَأُحِبّ رِيَاحَكُم وَ أَروَاحَكُم فأَعَيِنوُنيِ عَلَي ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ وَ اعلَمُوا أَنّ وَلَايَتَنَا لَا تُنَالُ إِلّا بِالوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ مَنِ ائتَمّ مِنكُم بِعَبدٍ فَليَعمَل بِعِلمِهِ أَنتُم شِيعَةُ اللّهِ وَ أَنتُم أَنصَارُ اللّهِ وَ أَنتُمُالسّابِقُونَ الأَوّلُونَ وَ السّابِقُونَ الآخِرُونَ وَ السّابِقُونَ فِي الدّنيَا إِلَي مَحَبّتِنَا وَ السّابِقُونَ فِي الآخِرَةِ إِلَي الجَنّةِ قَد ضَمِنّا لَكُمُ الجَنّةَ بِضَمَانِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ضَمَانِ رَسُولِ اللّهِص وَ اللّهِ مَا عَلَي دَرَجَةِ الجَنّةِ أَكثَرُ أَروَاحاً مِنكُم فَتَنَافَسُوا فِي فَضَائِلِ الدّرَجَاتِ أَنتُمُ الطّيّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطّيّبَاتُ كُلّ مُؤمِنَةٍ حَورَاءُ عَينَاءُ وَ كُلّ مُؤمِنٍ صِدّيقٌ وَ لَقَد قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لِقَنبَرٍ يَا قَنبَرُ أَبشِر وَ بَشّر وَ استَبشِر فَوَ اللّهِ لَقَد مَاتَ رَسُولُ اللّهِص وَ هُوَ عَلَي أُمّتِهِ سَاخِطٌ إِلّا الشّيعَةَ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ عِزّاً وَ عِزّ الإِسلَامِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ دِعَامَةٌ وَ دِعَامَةُ الإِسلَامِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ ذِروَةٌ وَ ذِروَةُ الإِسلَامِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ سَيّداً وَ سَيّدُ المَجَالِسِ مَجَالِسُ الشّيعَةِ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ شَرَفاً وَ شَرَفُ الإِسلَامِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ إِمَاماً وَ إِمَامُ الأَرضِ أَرضٌ تَسكُنُهَا الشّيعَةُ وَ اللّهِ لَو لَا مَا فِي الأَرضِ مِنكُم مَا رَأَيتَ بِعَينٍ عُشباً أَبَداً وَ اللّهِ لَو لَا مَا فِي الأَرضِ مِنكُم مَا أَنعَمَ اللّهُ عَلَي أَهلِ خِلَافِكُم وَ لَا أَصَابُوا الطّيّبَاتِ مَا لَهُم فِي الدّنيَا وَ لَا لَهُم فِي الآخِرَةِ مِن نَصِيبٍ كُلّ نَاصِبٍ وَ إِن تَعَبّدَ وَ اجتَهَدَ مَنسُوبٌ إِلَي هَذِهِ الآيَةِعامِلَةٌ
صفحه : 81
ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةًفَكُلّ نَاصِبٍ مُجتَهِدٍ فَعَمَلُهُ هَبَاءٌ شِيعَتُنَا يَنطِقُونَ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَن يُخَالِفُهُم يَنطِقُونَ بِتَفَلّتٍ وَ اللّهِ مَا مِن عَبدٍ مِن شِيعَتِنَا يَنَامُ إِلّا أَصعَدَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ رُوحَهُ إِلَي السّمَاءِ فَيُبَارِكُ عَلَيهَا فَإِن كَانَ قَد أَتَي عَلَيهَا أَجَلُهَا جَعَلَهَا فِي كُنُوزٍ مِن رَحمَتِهِ وَ فِي رِيَاضِ جَنّتِهِ وَ فِي ظِلّ عَرشِهِ وَ إِن كَانَ أَجَلُهَا مُتَأَخّراً بَعَثَ بِهَا مَعَ أَمَنَتِهِ مِنَ المَلَائِكَةِ لِيَرُدّوهَا إِلَي الجَسَدِ ألّذِي خَرَجَت مِنهُ لِتَسكُنَ فِيهِ وَ اللّهِ إِنّ حَاجّكُم وَ عُمّارَكُم لَخَاصّةُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِنّ فُقَرَاءَكُم لَأَهلُ الغِنَي وَ إِنّ أَغنِيَاءَكُم لَأَهلُ القَنَاعَةِ وَ إِنّكُم كُلّكُم لَأَهلُ دَعوَتِهِ وَ أَهلُ إِجَابَتِهِ
142- وَ روُيَِ أَيضاً عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ شَمّونٍ عَنِ الأَصَمّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ جَوهَراً وَ جَوهَرُ وُلدِ آدَمَ مُحَمّدٌص وَ نَحنُ وَ شِيعَتُنَا بَعدَنَا حَبّذَا شِيعَتُنَا مَا أَقرَبَهُم مِن عَرشِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَحسَنَ صُنعَ اللّهِ إِلَيهِم يَومَ القِيَامَةِ وَ اللّهِ لَو لَا أَن يَتَعَاظَمَ النّاسُ ذَلِكَ أَو يَدخُلَهُم زَهوٌ لَسَلّمَت عَلَيهِمُ المَلَائِكَةُ قُبُلًا وَ اللّهِ مَا مِن عَبدٍ مِن شِيعَتِنَا يَتلُو القُرآنَ فِي صَلَاتِهِ قَائِماً إِلّا وَ لَهُ بِكُلّ حَرفٍ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَ لَا قَرَأَ فِي صَلَاتِهِ جَالِساً إِلّا وَ لَهُ بِكُلّ حَرفٍ خَمسُونَ حَسَنَةً وَ لَا فِي غَيرِ صَلَاةٍ إِلّا وَ لَهُ بِكُلّ حَرفٍ عَشرُ حَسَنَاتٍ وَ إِنّ لِلصّامِتِ مِن شِيعَتِنَا لَأَجرُ مَن قَرَأَ القُرآنَ مِمّن خَالَفَهُ أَنتُم وَ اللّهِ عَلَي فُرُشِكُم نِيَامٌ لَكُم أَجرُ المُجَاهِدِينَ وَ أَنتُم وَ اللّهِ فِي صَلَاتِكُم لَكُم أَجرُ الصّافّينَ فِي سَبِيلِهِ أَنتُم وَ اللّهِ الّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ نَزَعنا ما فِي صُدُورِهِم مِن غِلّ إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَإِنّمَا شِيعَتُنَا أَصحَابُ
صفحه : 82
الأَربَعَةِ الأَعيُنِ عَينَانِ فِي الرّأسِ وَ عَينَانِ فِي القَلبِ أَلَا وَ الخَلَائِقُ كُلّهُم كَذَلِكَ أَلَا إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَتَحَ أَبصَارَكُم وَأَعمي أَبصارَهُم
توضيح الرياح جمع الريح والمراد هنا الريح الطيبة أوالغلبة أوالقوة أوالنصرة أوالدولة والأرواح إما جمع الروح بالضم أوبالفتح بمعني نسيم الريح أوالراحة علي ذلك أي علي ما هولازم الحب من الشفاعة في الدارين حوراء أي في الجنة علي صفة الحورية في الصباحة والجمال والكمال أبشر أي خذ هذه البشارة وبشر أي غيرك واستبشر أي افرح وسر بذلك والدعامة بالكسر عماد البيت بتفلت أي يصدر عنهم فلتة من غيرتفكر وروية وأخذ من صادق .لأهل الغني أي غني النفس والاستغناء عن الخلق بتوكلهم علي ربهم لأهل دعوته أي دعاكم الله إلي دينه وطاعته فأجبتموه إليهما وجوهر ولد آدم شبههم بالجوهر من بين سائر أجزاء الأرض في الحسن والبهاء والندرة وكثرة الانتفاع أوالمعني ليست حقيقة الإنسانية وجبلتها إلافيهم وهم مستحقون لهذا الاسم وسائر الناس كالأنعام والهمج والنسناس أوهم المقدمون والمقدمون في طلب السعادات واكتساب الكمالات في القاموس الجوهر كل حجر يستخرج منه شيءينتفع به و من الشيء ماوضعت عليه جبلته والجري المقدم و قال حبذا الأمر أي هوحبيب جعل حب وذا كشيء واحد و هواسم و مابعده مرفوع به ولزم ذا حب وجري كالمثل بدليل قولهم في المؤنث حبذا لاحبذة. لو لا أن يتعاظم الناس أي يعدوه عظيما ويصير سببا لغلوهم فيهم و في القاموس رأيته قبلا محركة وبضمتين وكصرد وكعنب أي عيانا ومقابلة ممن خالفه أي أجره التقديري أي لو كان له أجر مع قطع النظر عما يتفضل به علي الشيعة كأنه له أجر واحد فهذا ثابت للساكت من الشيعة أجر المجاهدين أي في سائر أحوالهم غيرحالة المصافة مع العدو وفتح أبصاركم أي أبصار قلوبكم .
صفحه : 83
أقول إنما كررت إيراد هذاالخبر لكثرة الاختلاف بين الروايات وغزارة فوائدها و قدمضي في أبواب فضائل أمير المؤمنين ع و في أبواب الحوض والشفاعة وأحوال القيامة كثير من فضائل الشيعة
الآيات آل عمران إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِّ المُؤمِنِينَ ابراهيم فَمَن تبَعِنَيِ فَإِنّهُ منِيّتفسيرإِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ في المجمع أي أحق الناس بنصرة ابراهيم بالحجة أوبالمعونةلَلّذِينَ اتّبَعُوهُ في وقته وزمانه وتولوه بالنصرة علي عدوه وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوايتولون نصرته بالحجة لما كان عليه من الحق وَ اللّهُ ولَيِّ المُؤمِنِينَلأنه يتولي نصرتهم والمؤمن ولي الله لهذا المعني بعينه وقيل إنه يتولي نصرة ماأمر الله به من الدين . و في هذه الآية دلالة علي أن الولاية ثبتت بالدين لابالنسب ويعضد ذلك قول أمير المؤمنين ع إن أولي الناس بالأنبياء أعملهم بما جاءوا به ثم تلا
صفحه : 84
هذه الآية فقال إن ولي محمد من أطاع الله و إن بعدت لحمته و إن عدو محمد من عصي الله و إن قربت قرابته ثم روي رواية علي بن ابراهيم الآتية.فَمَن تبَعِنَيِ فَإِنّهُ منِيّخصه أكثر المفسرين بذريته وظاهر الأخبار أنه أعم منهم
1- فس ،[تفسير القمي] عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَنتُم وَ اللّهِ مِن آلِ مُحَمّدٍ فَقُلتُ مِن أَنفُسِهِم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ نَعَم وَ اللّهِ مِن أَنفُسِهِم ثَلَاثاً ثُمّ نَظَرَ إلِيَّ وَ نَظَرتُ إِلَيهِ فَقَالَ يَا عُمَرُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ فِي كِتَابِهِإِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِّ المُؤمِنِينَ
شي،[تفسير العياشي] عن عمر بن يزيد مثله مجمع البيان ، عن علي بن ابراهيم
مثله
2- شي،[تفسير العياشي] عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِإِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهُ ولَيِّ المُؤمِنِينَ قَالَ هُمُ الأَئِمّةُ وَ أَتبَاعُهُم
3- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي الصّبّاحِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ فِي قَولِ اللّهِإِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ إِلَي قَولِهِوَ اللّهُ ولَيِّ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَالَ عَلِيّ وَ اللّهِ عَلَي دِينِ اِبرَاهِيمَ وَ مِنهَاجِهِ وَ أَنتُم أَولَي النّاسِ بِهِ
بيان الضمير في به راجع إلي علي أو ابراهيم ع
4-شي،[تفسير العياشي] عَن حَبَابَةَ الوَالِبِيّةِ قَالَت سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ مَا أَعلَمُ
صفحه : 85
أَحَداً عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ إِلّا نَحنُ وَ شِيعَتَنَا
5- شي،[تفسير العياشي] عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ مَا مِن أَحَدٍ مِن هَذِهِ الأُمّةِ يَدِينُ بِدِينِ اِبرَاهِيمَ غَيرُنَا وَ شِيعَتِنَا
6- شي،[تفسير العياشي] عَن عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ قَالَ سَمِعتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَقُولُ مَا أَحَدٌ عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ إِلّا نَحنُ وَ شِيعَتُنَا وَ سَائِرُ النّاسِ مِنهَا بِرَاءٌ
7- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ وَ اللّهِ مَا صَدَقَ أَحَدٌ مِمّن أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَهُ فَوَفَي بِعَهدِ اللّهِ غَيرَ أَهلِ بَيتِ نَبِيّهِم وَ عِصَابَةٍ قَلِيلَةٍ مِن شِيعَتِهِم وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِوَ ما وَجَدنا لِأَكثَرِهِم مِن عَهدٍ وَ إِن وَجَدنا أَكثَرَهُم لَفاسِقِينَ وَ قَولُهُوَ لكِنّ أَكثَرَ النّاسِ لا يُؤمِنُونَ
8- شي،[تفسير العياشي] عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ المُعَلّي عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ أَبشِرُوا إِنّكُم عَلَي إِحدَي الحُسنَيَينِ مِنَ اللّهِ أَمَا إِنّكُم إِن بَقِيتُم حَتّي تَرَوا مَا تَمُدّونَ إِلَيهِ رِقَابَكُم شَفَي اللّهُ صُدُورَكُم وَ أَذهَبَ غَيظَ قُلُوبِكُم وَ أَدَالَكُم عَلَي عَدُوّكُم وَ هُوَ قَولُ اللّهِوَ يَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَ وَ يُذهِب غَيظَ قُلُوبِهِم وَ إِن مَضَيتُم قَبلَ أَن تَرَوا ذَلِكَ مَضَيتُم عَلَي دِينِ اللّهِ ألّذِي رَضِيَهُ لِنَبِيّهِ عَلَيهِ وَ آلِهِ السّلَامُ وَ لعِلَيِّ ع
9-شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيفَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ إِلَيهِم أَمَا إِنّهُ لَم يَعنِ النّاسَ كُلّهُم أَنتُم أُولَئِكَ وَ نُظَرَاؤُكُم إِنّمَا مَثَلُكُم فِي
صفحه : 86
النّاسِ مَثَلُ الشّعرَةِ البَيضَاءِ فِي الثّورِ الأَسوَدِ أَو مَثَلُ الشّعرَةِ السّودَاءِ فِي الثّورِ الأَبيَضِ ينَبغَيِ لِلنّاسِ أَن يَحُجّوا هَذَا البَيتَ وَ يُعَظّمُوهُ لِتَعظِيمِ اللّهِ إِيّاهُ وَ أَن يَلقَونَا حَيثُ كُنّا نَحنُ الأَدِلّاءُ عَلَي اللّهِ
10- شي،[تفسير العياشي] عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن مَيسَرَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ أَبَانَا اِبرَاهِيمَ كَانَ مِمّا اشتَرَطَ عَلَي رَبّهِ فَقَالَفَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ إِلَيهِم
11- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَنهُ قَالَ كُنّا فِي الفُسطَاطِ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع نحو[نَحواً] مِن خَمسِينَ رَجُلًا قَالَ فَجَلَسَ بَعدَ سُكُوتٍ كَانَ مِنّا طَوِيلًا فَقَالَ مَا لَكُم لَا تَنطِقُونَ لَعَلّكُم تَرَونَ أنَيّ نبَيِّ لَا وَ اللّهِ مَا أَنَا كَذَلِكَ وَ لَكِن لِي قَرَابَةٌ مِن رَسُولِ اللّهِص قَرِيبَةٌ وَ وِلَادَةٌ مَن وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللّهُ وَ مَن أَحَبّهَا أَحَبّهُ اللّهُ وَ مَن أَكرَمَهَا أَكرَمَهُ اللّهُ أَ تَدرُونَ أَيّ البِقَاعِ أَفضَلُ عِندَ اللّهِ مَنزِلَةً فَلَم يَتَكَلّم أَحَدٌ فَكَانَ هُوَ الرّادّ عَلَي نَفسِهِ فَقَالَ تِلكَ مَكّةُ الحَرَامُ التّيِ رَضِيَهَا لِنَفسِهِ حَرَماً وَ جَعَلَ بَيتَهُ فِيهَا ثُمّ قَالَ أَ تدَريِ أَيّ بُقعَةٍ أَفضَلُ مِن مَكّةَ فَلَم يَتَكَلّم أَحَدٌ وَ كَانَ هُوَ الرّادّ عَلَي نَفسِهِ فَقَالَ مَا بَينَ حَجَرِ الأَسوَدِ إِلَي بَابِ الكَعبَةِ ذَلِكَ حَطِيمُ اِبرَاهِيمَ نَفسِهِ ألّذِي كَانَ يُزَوّدُ فِيهِ غَنَمَهُ وَ يصُلَيّ فِيهِ فَوَ اللّهِ لَو أَنّ عَبداً صَفّ قَدَمَيهِ فِي ذَلِكَ المَكَانِ قَامَ النّهَارَ مُصَلّياً حَتّي يَجُنّهُ اللّيلُ وَ قَامَ اللّيلَ مُصَلّياً حَتّي يَجُنّهُ النّهَارُ ثُمّ لَم يَعرِف لَنَا حَقّنَا أَهلَ البَيتِ وَ حُرمَتَنَا لَم يَقبَلِ اللّهُ مِنهُ شَيئاً أَبَداً إِنّ أَبَانَا اِبرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ كَانَ فِيمَا اشتَرَطَ عَلَي رَبّهِ أَن قَالَفَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ إِلَيهِم أَمَا إِنّهُ لَم يَقُلِ النّاسَ كُلّهُم أَنتُم أُولَئِكَ رَحِمَكُمُ اللّهُ وَ نُظَرَاؤُكُم إِنّمَا مَثَلُكُم فِي النّاسِ مَثَلُ الشّعرَةِ البَيضَاءِ فِي الثّورِ الأَسوَدِ أَوِ الشّعرَةِ السّودَاءِ فِي الثّورِ الأَبيَضِ ينَبغَيِ لِلنّاسِ أَن يَحُجّوا هَذَا البَيتَ وَ أَن يُعَظّمُوهُ لِتَعظِيمِ اللّهِ إِيّاهُ وَ أَن يَلقَونَا أَينَمَا كُنّا نَحنُ الأَدِلّاءُ عَلَي اللّهِ
صفحه : 87
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَ تَدرُونَ أَيّ بُقعَةٍ أَعظَمُ حُرمَةً عِندَ اللّهِ فَلَم يَتَكَلّم أَحَدٌ وَ كَانَ هُوَ الرّادّ عَلَي نَفسِهِ فَقَالَ ذَلِكَ مَا بَينَ الرّكنِ الأَسوَدِ وَ المَقَامِ إِلَي بَابِ الكَعبَةِ ذَلِكَ حَطِيمُ إِسمَاعِيلَ ألّذِي كَانَ يَذُودُ فِيهِ غُنَيمَتَهُ ثُمّ ذَكَرَ الحَدِيثَ
بيان في القاموس الزود تأسيس الزاد وكمنبر وعاؤه وأزدته زودته فتزود
12- شي،[تفسير العياشي] عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ نَظَرَ إِلَي النّاسِ يَطُوفُونَ حَولَ الكَعبَةِ فَقَالَ هَكَذَا كَانُوا يَطُوفُونَ فِي الجَاهِلِيّةِ إِنّمَا أُمِرُوا أَن يَطُوفُوا ثُمّ يَنفِرُوا إِلَينَا فَيُعلِمُونَا وَلَايَتَهُم وَ يَعرِضُونَ عَلَينَا نَصرَهُم ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَفَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تهَويِ إِلَيهِم فَقَالَ آلُ مُحَمّدٍ آلُ مُحَمّدٍ ثُمّ قَالَ إِلَينَا إِلَينَا
13- كش ،[رجال الكشي] عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن كُلَيبِ بنِ مُعَاوِيَةَ الأسَدَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ اللّهِ إِنّكُم لَعَلَي دِينِ اللّهِ وَ دِينِ مَلَائِكَتِهِ فأَعَيِنوُنيِ بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ فَوَ اللّهِ مَا يَقبَلُ اللّهُ إِلّا مِنكُم فَاتّقُوا اللّهَ وَ كُفّوا أَلسِنَتَكُم صَلّوا فِي مَسَاجِدِهِم فَإِذَا تَمَيّزَ القَومُ فَتَمَيّزُوا
14- بشا،[بشارة المصطفي ] عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ بنِ بَابَوَيهِ عَن شَيخِ الطّائِفَةِ عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَبِي عِيسَي عَن يُونُسَ عَن كُلَيبٍ الأسَدَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَمَا وَ اللّهِ إِنّكُم لَعَلَي دِينِ اللّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ فَأَعِينُونَا عَلَي ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ عَلَيكُم بِالصّلَاةِ وَ العِبَادَةِ عَلَيكُم بِالوَرَعِ
و عنه عن عمه محمد عن أبيه الحسن عن عمه الصدوق عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن هاشم عن ابن مرار عن يونس مثله
15-سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن حَسّانَ
صفحه : 88
أَبِي عَلِيّ العجِليِّ عَن عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ عَن حَبَابَةَ الوَالِبِيّةِ قَالَ دَخَلنَا عَلَي امرَأَةٍ قَد صَفّرَتهَا العِبَادَةُ أَنَا وَ عَبَايَةُ بنُ ربِعيِّ فَقَالَت مَنِ ألّذِي مَعَكَ قُلتُ ابنُ أَخِيكِ مِيثَمٌ قَالَت ابنُ أخَيِ وَ اللّهِ حَقّاً أَمَا إنِيّ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ الحُسَينَ بنَ عَلِيّ ع يَقُولُ مَا أَجِدُ عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ إِلّا نَحنُ وَ شِيعَتَنَا وَ سَائِرُ النّاسِ مِنهَا بِرَاءٌ
16-سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ وَ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ عَن عِمرَانَ بنِ مِيثَمٍ عَن حَبَابَةَ الوَالِبِيّةِ قَالَدَخَلتُ عَلَيهَا فَقَالَت مَن أَنتَ قُلتُ ابنُ أَخِيكِ مِيثَمٌ فَقَالَت أخَيِ وَ اللّهِ لَأُحَدّثَنّكَ بِحَدِيثٍ سَمِعتُهُ مِن مَولَاكَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع إنِيّ سَمِعتُهُ يَقُولُ وَ ألّذِي جَعَلَ أَحمَسَ خَيرَ بَجِيلَةَ وَ عَبدَ القَيسِ خَيرَ رَبِيعَةَ وَ هَمدَانَ خَيرَ اليَمَنِ
صفحه : 89
إِنّكُم خَيرُ الفِرَقِ ثُمّ قَالَ مَا عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ إِلّا نَحنُ وَ شِيعَتُنَا وَ سَائِرُ النّاسِ مِنهَا بِرَاءٌ
توضيح قال الجوهري الأحمس الشجاع وإنما سميت قريش وكنانة حمسا لتشددهم في دينهم و قال بجيلة حي من اليمن ويقال إنهم من معد و قال عبدالقيس أبوقبيلة من أسد و هو عبدالقيس بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة و قال ربيعة الفرس أبوقبيلة و هوربيعة بن نزار بن معد بن عدنان و قال همدان قبيلة من اليمن
17- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن صَفوَانَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن عَبّادِ بنِ زِيَادٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا عَبّادُ مَا عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ أَحَدٌ غَيرُكُم وَ مَا يَقبَلُ اللّهُ إِلّا مِنكُم وَ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ إِلّا لَكُم
18- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ الصيّرفَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ أَولَي النّاسِ بِإِبراهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِيّ وَ الّذِينَ آمَنُوا ثُمّ قَالَ أَنتُم وَ اللّهِ عَلَي دِينِ اِبرَاهِيمَ وَ مِنهَاجِهِ وَ أَنتُم أَولَي النّاسِ بِهِ
19- سن ،[المحاسن ] عَنِ الوَشّاءِ عَن مُثَنّي الحَنّاطِ عَن أَحمَدَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي المُغِيرَةِ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ اتّقُوا اللّهَ وَ لَا يَخدَعَنّكُم إِنسَانٌ وَ لَا يَكذِبَنّكُم إِنسَانٌ فَإِنّمَا ديِنيِ دِينٌ وَاحِدٌ دِينُ آدَمَ ألّذِي ارتَضَاهُ اللّهُ وَ إِنّمَا أَنَا عَبدٌ مَخلُوقٌ وَلا أَملِكُ لنِفَسيِ نَفعاً وَ لا ضَرّا إِلّا ما شاءَ اللّهُ وَ مَا أَشَاءُ إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ
20-سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن يَزِيدَ بنِ خَلِيفَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لَنَا وَ نَحنُ عِندَهُ نَظَرتُم وَ اللّهِ حَيثُ نَظَرَ اللّهُ وَ اختَرتُم مَنِ اختَارَ اللّهُ وَ أَخَذَ النّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ قَصَدتُم قَصدَ مُحَمّدٍص
صفحه : 90
أَمَا وَ اللّهِ إِنّكُم لَعَلَي المَحَجّةِ البَيضَاءِ
21- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن أَيّوبَ بنِ حُرّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَنتُم وَ اللّهِ عَلَي دِينِ اللّهِ وَ دِينِ رَسُولِهِ وَ دِينِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مَا هيَِ إِلّا آثَارٌ عِندَنَا مِن رَسُولِ اللّهِص فَكَنَزَهَا
22- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن حَمزَةَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن سَعِيدِ بنِ يَسَارٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ عَلَي السّرِيرِ فَقَالَ يَا سَعِيدُ إِنّ طَائِفَةً سُمّيَت مُرجِئَةً وَ طَائِفَةً سُمّيَتِ الخَوَارِجَ وَ سُمّيتُمُ التّرَابِيّةَ
23- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَبِيبٍ الخثَعمَيِّ وَ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن حَبِيبٍ قَالَ قَالَ لَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا أَحَدٌ أَحَبّ إلِيَّ مِنكُم إِنّ النّاسَ سَلَكُوا سُبُلًا شَتّي مِنهُم آخِذٌ بِهَوَاهُ وَ مِنهُم آخِذٌ بِرَأيِهِ وَ إِنّكُم أَخَذتُم بِأَمرٍ لَهُ أَصلٌ
24- سن ،[المحاسن ] فِي حَدِيثٍ آخَرَ لِحَبِيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ النّاسَ أَخَذُوا هَكَذَا وَ هَكَذَا فَطَائِفَةٌ أَخَذُوا بِأَهوَائِهِم وَ طَائِفَةٌ قَالُوا بِالرّوَايَةِ وَ إِنّ اللّهَ لَهَدَاكُم لِحُبّهِ وَ حُبّ مَن يَنفَعُكُم حُبّهُ عِندَهُ
25-سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن بَشِيرٍ الدّهّانِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ هَذِهِ المُرجِئَةَ وَ هَذِهِ القَدَرِيّةَ وَ هَذِهِ الخَوَارِجَ لَيسَ مِنهُم أَحَدٌ إِلّا وَ هُوَ يَرَي أَنّهُ عَلَي الحَقّ وَ إِنّكُم إِنّمَا أَجَبتُمُونَا فِي اللّهِ ثُمّ تَلَاأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُم وَما آتاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهُوامَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَإِن كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فاَتبّعِوُنيِ
صفحه : 91
يُحبِبكُمُ اللّهُ وَ يَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم ثُمّ قَالَ وَ اللّهِ لَقَد نَسَبَ اللّهُ عِيسَي ابنَ مَريَمَ فِي القُرآنِ إِلَي اِبرَاهِيمَ مِن قِبَلِ النّسَاءِ قَالَوَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَ إِلَي قَولِهِوَ يَحيي وَ عِيسي
بيان و الله لقد نسب الله أقول استدل ع بذلك علي أنهم من ذرية رسول الله ص
26- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن بَشِيرٍ فِي حَدِيثِ سُلَيمَانَ مَولَي طِربَالٍ قَالَ ذَكَرتُ هَذِهِ الأَهوَاءَ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا هُم عَلَي شَيءٍ مِمّا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللّهِص إِلّا استِقبَالَ الكَعبَةِ فَقَط
27- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ وَ حُسَينِ بنِ حَسَنٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ خَرَجَ أَبُو جَعفَرٍ ع عَلَي أَصحَابِهِ يَوماً وَ هُم يَنتَظِرُونَ خُرُوجَهُ وَ قَالَ لَهُم تَحَرّوُا البُشرَي مِنَ اللّهِ مَا أَحَدٌ يَتَحَرّي البُشرَي مِنَ اللّهِ غَيرَكُم
28- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي كَهمَسٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَخَذَ النّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ لَزِمتُم أَهلَ بَيتِ نَبِيّكُم فَأَبشِرُوا قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ أَرجُو أَن لَا يَجعَلَنَا اللّهُ وَ إِيّاهُم سَوَاءً فَقَالَ لَا وَ اللّهِ لَا وَ اللّهِ ثَلَاثاً
29- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ الأَحوَلِ عَن بُرَيدٍ العجِليِّ وَ زُرَارَةَ بنِ أَعيَنَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالُوا قَالَ لَنَا أَبُو جَعفَرٍ ع مَا ألّذِي تَبغُونَ أَمَا لَو كَانَت فَزعَةٌ مِنَ السّمَاءِ لَفَزِعَ كُلّ قَومٍ إِلَي مَأمَنِهِم وَ لَفَزِعنَا نَحنُ إِلَي نَبِيّنَا وَ فَزِعتُم إِلَينَا فَأَبشِرُوا ثُمّ أَبشِرُوا ثُمّ أَبشِرُوا لَا وَ اللّهِ لَا يُسَوّيكُمُ اللّهُ وَ غَيرَكُم وَ لَا كَرَامَةَ لَهُم
صفحه : 92
30- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِي كَهمَسٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ عَرَفتُمُونَا وَ أَنكَرَنَا النّاسُ وَ أَحبَبتُمُونَا وَ أَبغَضَنَا النّاسُ وَ وَصَلتُمُونَا وَ قَطَعَنَا النّاسُ رَزَقَكُمُ اللّهُ مُرَافَقَةَ مُحَمّدٍص وَ سَقَاكُم مِن حَوضِهِ
31- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن بَشِيرٍ الكنُاَسيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَصَلتُم وَ قَطَعَ النّاسُ وَ أَحبَبتُم وَ أَبغَضَ النّاسُ وَ عَرَفتُم وَ أَنكَرَ النّاسُ وَ هُوَ الحَقّ
32- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن بَشِيرٍ الدّهّانِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَرَفتُم فِي مُنكِرِينَ كَثِيراً[كَثِيرٍ] وَ أَحبَبتُم فِي مُبغِضِينَ كَثِيراً[كَثِيرٍ] وَ قَد يَكُونُ حُبّ فِي اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ حُبّ فِي الدّنيَا فَمَا كَانَ فِي اللّهِ وَ رَسُولِهِ فَثَوَابُهُ عَلَي اللّهِ وَ مَا كَانَ فِي الدّنيَا فَلَيسَ بشِيَءٍ ثُمّ نَفَضَ يَدَهُ
33- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن حَنَانٍ أَبِي عَلِيّ عَن ضُرَيسٍ الكنُاَسيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِوَ هُدُوا إِلَي الطّيّبِ مِنَ القَولِ وَ هُدُوا إِلي صِراطِ الحَمِيدِ فَقَالَ هُوَ وَ اللّهِ هَذَا الأَمرُ ألّذِي أَنتُم عَلَيهِ
بيان وَ هُدُوا إِلَي الطّيّبِ مِنَ القَولِ في المجمع أي أرشدوا في الجنة إلي التحيات الحسنة يحيي بعضهم بعضا ويحييهم الله وملائكته بها وقيل معناه أرشدوا إلي شهادة أن لاإله إلا الله والحمد لله عن ابن عباس وزاد ابن زيد و الله أكبر وقيل معناه أرشدوا إلي القرآن عن السدي وقيل إلي القول ألذي يلتذونه ويشتهونه وتطيب به نفوسهم وقيل إلي ذكر الله فهم به يتنعمون وَ هُدُوا إِلي صِراطِ الحَمِيدِ والحميد هو الله المستحق للحمد المستحمد إلي عباده بنعمه أي الطالب منهم أن يحمدوه وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَا أَحَدٌ أَحَبّ إِلَيهِ الحَمدُ مِنَ اللّهِ عَزّ
صفحه : 93
ذِكرُهُ وَ صِرَاطُ الحَمِيدِ طَرِيقُ الإِسلَامِ وَ طَرِيقُ الجَنّةِ انتَهَي
وظاهر الخبر أن المراد به الهداية في الدنيا ويحتمل الآخرة أيضا أي يثبتون علي العقائد الحقة ويظهرونها ويلتذون بها
34- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِكُلّ شَيءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ قَالَ مَن أَتَي اللّهَ بِمَا أَمَرَ بِهِ مِن طَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ مُحَمّدٍص فَهُوَ الوَجهُ ألّذِي لَا يَهلِكُ وَ لِذَلِكَمَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَ
35- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ مُعَلّي بنُ خُنَيسٍ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ لَيسَ هُوَ فِي مَجلِسِهِ فَخَرَجَ عَلَينَا مِن جَانِبِ البَيتِ مِن عِندِ نِسَائِهِ وَ لَيسَ عَلَيهِ جِلبَابٌ فَلَمّا نَظَرَ إِلَينَا رَحّبَ فَقَالَ مَرحَباً بِكُمَا وَ أَهلًا ثُمّ جَلَسَ وَ قَالَ أَنتُم أُولُو الأَلبَابِ فِي كِتَابِ اللّهِ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِفَأَبشِرُوا أَنتُم عَلَي إِحدَي الحُسنَيَينِ مِنَ اللّهِ أَمَا إِنّكُم إِن بَقِيتُم حَتّي تَرَوا مَا تَمُدّونَ إِلَيهِ رِقَابَكُم شَفَي اللّهُ صُدُورَكُم وَ أَذهَبَ غَيظَ قُلُوبِكُم وَ أَدَالَكُم عَلَي عَدُوّكُم وَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ يَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَ وَ يُذهِب غَيظَ قُلُوبِهِم وَ إِن مَضَيتُم قَبلَ أَن تَرَوا ذَلِكَ مَضَيتُم عَلَي دِينِ اللّهِ ألّذِي رَضِيَهُ لِنَبِيّهِص وَ بَعَثَ عَلَيهِ
صفحه : 94
36- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِإِنّ عبِاديِ لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطانٌ فَقَالَ لَيسَ عَلَي هَذِهِ العِصَابَةِ خَاصّةً سُلطَانٌ قُلتُ وَ كَيفَ وَ فِيهِم مَا فِيهِم فَقَالَ لَيسَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّمَا هُوَ لَيسَ لَكَ سُلطَانٌ أَن يُحَبّبَ إِلَيهِمُ الكُفرَ وَ يُبغِضَ إِلَيهِمُ الإِيمَانَ
37- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ وَ ابنِ رِئَابٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع قَولُهُلَأَقعُدَنّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقِيمَ ثُمّ لَآتِيَنّهُم مِن بَينِ أَيدِيهِم وَ مِن خَلفِهِم وَ عَن أَيمانِهِم وَ عَن شَمائِلِهِم وَ لا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرِينَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا زُرَارَةُ إِنّمَا صَمَدَ لَكَ وَ لِأَصحَابِكَ فَأَمّا الآخَرِينَ فَقَد فَرَغَ مِنهُم
بيان لَأَقعُدَنّ لَهُم أي أرصد لهم كمايقعد قاطع الطريق للسائل صِراطَكَ المُستَقِيمَ أي طريق الإيمان ونصبه علي الظرف ثُمّ لَآتِيَنّهُم مِن بَينِ أَيدِيهِم إلي آخره قيل أي من جميع الجهات مثل قصده إياهم بالتسويل والإضلال من أي وجه يمكنه بإتيان العدو من الجهات الأربع . وروي عن ابن عباس مِن بَينِ أَيدِيهِم من قبل الآخرةوَ مِن خَلفِهِم من قبل الدنياوَ عَن أَيمانِهِم وَ عَن شَمائِلِهِم من جهة حسناتهم وسيئاتهم وقيل مِن بَينِ أَيدِيهِم من حيث يعلمون ويقدرون التحرز عنه وَ مِن خَلفِهِم من حيث لايعلمون و لايقدرون عَن أَيمانِهِم وَ عَن شَمائِلِهِم من حيث يتيسر لهم أن يعلموا ويتحرزوا ولكن لم يفعلوا لعدم تيقظهم واحتياطهم وَ لا تَجِدُ أَكثَرَهُم شاكِرِينَ أي مطيعين والصمد القصد
38-سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ
صفحه : 95
قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِذَا قَدِمتَ الكُوفَةَ إِن شَاءَ اللّهُ فَاروِ عنَيّ هَذَا الحَدِيثَ مَن شَهِدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يجَيِئنُيِ كُلّ صِنفٍ مِنَ الأَصنَافِ فأَرَويِ لَهُم هَذَا الحَدِيثَ قَالَ نَعَم يَا أَبَانَ بنَ تَغلِبَ إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ فِي رَوضَةٍ وَاحِدَةٍ فَيُسلَبُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ إِلّا مِمّن كَانَ عَلَي هَذَا الأَمرِ
39- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَن أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ النضّريِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّكُلّ شَيءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ فَقَالَ كُلّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلّا مَن أَخَذَ الطّرِيقَ ألّذِي أَنتُم عَلَيهِ
بيان علي هذاالتأويل المراد بالوجه الجهة التي أمر الله أن يؤتي منه
40- سن ،[المحاسن ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ الناّشرِيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي الطّفَيلِ قَالَ قَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع عَلَي المِنبَرِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمّداً بِالنّبُوّةِ وَ اصطَفَاهُ بِالرّسَالَةِ فَأَنَالَ فِي النّاسِ وَ أَنَالَ وَ عِندَنَا أَهلَ البَيتِ مَفَاتِيحُ العِلمِ وَ أَبوَابُ الحِكمَةِ وَ ضِيَاءُ الأَمرِ وَ فَصلُ الخِطَابِ وَ مَن يُحِبّنَا أَهلَ البَيتِ يَنفَعُهُ إِيمَانُهُ وَ يُتَقَبّلُ مِنهُ عَمَلُهُ وَ مَن لَا يُحِبّنَا أَهلَ البَيتِ لَا يَنفَعُهُ إِيمَانُهُ وَ لَا يُتَقَبّلُ مِنهُ عَمَلُهُ وَ إِن أَدأَبَ اللّيلَ وَ النّهَارَ لَم يَزَل
بيان فأنال في الناس وأنال أي أعطي الناس ونشر فيهم العلوم الكثيرة فمنهم من غير ومنهم من نسي ومنهم من لم يفهم المراد فأخطأ فنصب أوصياءه المعصومين عن الخطاء والزلل ليميزوا بين الحق و
صفحه : 96
الباطل وجعل عندهم مفاتيح العلم وأبواب الحكمة وضياء الأمر ووضوحه والخطاب الفاصل بين الحق والباطل فيجب الرجوع إليهم فيما اختلفوا و قدمرت الأخبار الكثيرة في ذلك في كتاب العلم و في القاموس دأب في عمله كمنع دأبا ويحرك ودءوبا بالضم جد وتعب وأدأبه
41- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن مَنصُورِ بنِ يُونُسَ عَن جَلِيسٍ لأِبَيِ حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع قَولُ اللّهِكُلّ شَيءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ فَقَالَ فَيَهلِكُ كُلّ شَيءٍ وَ يَبقَي الوَجهُ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ أَعظَمُ مِن أَن يُوصَفَ وَ لَكِن مَعنَاهَا كُلّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلّا دِينَهُ وَ الوَجهَ ألّذِي يُؤتَي مِنهُ
42- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن أَبِي سَعِيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ النضّريِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِكُلّ شَيءٍ هالِكٌ إِلّا مَن أَخَذَ طَرِيقَ الحَقّ
1- سن ،[المحاسن ] عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عُتَيبَةَ بَيّاعِ القَصَبِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ اللّهِ لَنِعمَ الِاسمُ ألّذِي مَنَحَكُمُ اللّهُ مَا دُمتُم تَأخُذُونَ بِقَولِنَا وَ لَا تَكذِبُونَ عَلَينَا قَالَ وَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذَا القَولَ أنَيّ كُنتُ خَبّرتُهُ أَنّ رَجُلًا قَالَ لِي إِيّاكَ أَن تَكُونَ رَافِضِيّاً
بيان إني كنت أي إنما قال ع هذاالقول لأني كنت أخبرته
صفحه : 97
2- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن صَفوَانَ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ أَصَمّ اللّهُ أُذُنَيهِ كَمَا أَعمَي عَينَيهِ إِن لَم يَكُن سَمِعَ أَبَا جَعفَرٍ ع وَ رَجُلٌ يَقُولُ إِنّ فُلَاناً سَمّانَا بِاسمٍ قَالَ وَ مَا ذَاكَ الِاسمُ قَالَ سَمّانَا الرّافِضَةَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع بِيَدِهِ إِلَي صَدرِهِ وَ أَنَا مِنَ الرّافِضَةِ وَ هُوَ منِيّ قَالَهَا ثَلَاثاً
3- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن رَجُلَينِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع جُعِلتُ فِدَاكَ اسمٌ سُمّينَا بِهِ استَحَلّت بِهِ الوُلَاةُ دِمَاءَنَا وَ أَموَالَنَا وَ عَذَابَنَا قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ الرّافِضَةُ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ سَبعِينَ رَجُلًا مِن عَسكَرِ فِرعَونَ رَفَضُوا فِرعَونَ فَأَتَوا مُوسَي ع فَلَم يَكُن فِي قَومِ مُوسَي أَحَدٌ أَشَدّ اجتِهَاداً وَ أَشَدّ حُبّاً لِهَارُونَ مِنهُم فَسَمّاهُم قَومُ مُوسَي الرّافِضَةَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي أَن أَثبِت لَهُم هَذَا الِاسمَ فِي التّورَاةِ فإَنِيّ نَحَلتُهُم وَ ذَلِكَ اسمٌ قَد نَحَلَكُمُوهُ اللّهُ
4-فر،[تفسير فرات بن ابراهيم ] عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ عُبَيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ جَعفَرٍ عَنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدٍ يعَنيِ ابنَ عَبدِ اللّهِ الحنَظلَيِّ عَن وَكِيعٍ عَن سُلَيمَانَ الأَعمَشِ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ النّاسَ يُسَمّونّا رَوَافِضَ وَ مَا الرّوَافِضُ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا هُم سَمّوكُمُوهُ وَ لَكِنّ اللّهَ سَمّاكُم بِهِ فِي التّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ عَلَي لِسَانِ مُوسَي وَ لِسَانِ عِيسَي ع وَ ذَلِكَ أَنّ سَبعِينَ رَجُلًا مِن قَومِ فِرعَونَ رَفَضُوا فِرعَونَ وَ دَخَلُوا فِي دِينِ مُوسَي فَسَمّاهُمُ اللّهُ تَعَالَي الرّافِضَةَ وَ أَوحَي إِلَي مُوسَي أَن أَثبِت لَهُم فِي التّورَاةِ حَتّي يَملِكُوهُ عَلَي لِسَانِ مُحَمّدٍص فَفَرّقَهُمُ اللّهُ فِرَقاً كَثِيرَةً وَ تَشَعّبُوا شُعَباً كَثِيرَةً فَرَفَضُوا الخَيرَ فَرَفَضتُمُ الشّرّ وَ استَقَمتُم مَعَ أَهلِ بَيتِ نَبِيّكُم ع فَذَهَبتُم حَيثُ ذَهَبَ نَبِيّكُم وَ اختَرتُم مَنِ اختَارَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ فَأَبشِرُوا ثُمّ أَبشِرُوا فَأَنتُمُ المَرحُومُونَ المُتَقَبّلُ مِن مُحسِنِهِم وَ المُتَجَاوَزُ عَن مُسِيئِهِم وَ مَن لَم يَلقَ اللّهَ بِمِثلِ مَا لَقِيتُم لَم تُقبَل حَسَنَاتُهُ وَ لَم يُتَجَاوَز عَن سَيّئَاتِهِ يَا سُلَيمَانُ هَل سَرَرتُكَ فَقُلتُ زدِنيِ جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ مَلَائِكَةً
صفحه : 98
يَستَغفِرُونَ لَكُم حَتّي تَتَسَاقَطَ ذُنُوبُكُم كَمَا تَتَسَاقَطُ وَرَقُ الشّجَرِ فِي يَومِ رِيحٍ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيالّذِينَ يَحمِلُونَ العَرشَ وَ مَن حَولَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم...وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُواهُم شِيعَتُنَا وَ هيَِ وَ اللّهِ لَهُم يَا سُلَيمَانُ هَل سَرَرتُكَ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ زدِنيِ قَالَ مَا عَلَي مِلّةِ اِبرَاهِيمَ ع إِلّا نَحنُ وَ شِيعَتُنَا وَ سَائِرُ النّاسِ مِنهَا برَيِءٌ
1- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي جَعفَرٍ البيَهقَيِّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ المدَنَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَهرَوَيهِ القزَويِنيِّ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وُلّينَا حِسَابَ شِيعَتِنَا فَمَن كَانَت مَظلِمَتُهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ حَكَمنَا فِيهَا فَأَجَابَنَا وَ مَن كَانَت مَظلِمَتُهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَ النّاسِ استَوهَبنَاهَا فَوُهِبَت لَنَا وَ مَن كَانَت مَظلِمَتُهُ فِيمَا بَينَهُ وَ بَينَنَا كُنّا أَحَقّ مَن عَفَا وَ صَفَحَ
2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لعِلَيِّ بَشّر شِيعَتَكَ أنَيّ الشّفِيعُ لَهُم يَومَ القِيَامَةِ وَقتَ لَا تَنفَعُ فِيهِ إِلّا شفَاَعتَيِ
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَنِ
صفحه : 99
المُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الواَبشِيِّ عَن أَبِي الوَردِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ جَمَعَ اللّهُ النّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ مِنَ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ عُرَاةً حُفَاةً فَيُوقَفُونَ عَلَي طَرِيقِ المَحشَرِ حَتّي يَعرَقُوا عَرَقاً شَدِيداً وَ تَشتَدّ أَنفَاسُهُم فَيَمكُثُونَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللّهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيفَلا تَسمَعُ إِلّا هَمساً قَالَ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ مِن تِلقَاءِ العَرشِ أَينَ النّبِيّ الأمُيّّ قَالَ فَيَقُولُ النّاسُ قَد أَسمَعتَ كُلّا فَسَمّ بِاسمِهِ قَالَ فيَنُاَديِ أَينَ نبَيِّ الرّحمَةِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ قَالَ فَيَقُومُ رَسُولُ اللّهِص فَيَتَقَدّمُ أَمَامَ النّاسِ كُلّهِم حَتّي ينَتهَيَِ إِلَي حَوضٍ طُولُهُ مَا بَينَ أُبُلّةَ وَ صَنعَاءَ فَيَقِفُ عَلَيهِ ثُمّ ينُاَديِ بِصَاحِبِكُم فَيَقُومُ أَمَامَ النّاسِ فَيَقِفُ مَعَهُ ثُمّ يُؤذَنُ لِلنّاسِ فَيَمُرّونَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَبَينَ وَارِدٍ يَومَئِذٍ وَ بَينَ مَصرُوفٍ فَإِذَا رَأَي رَسُولُ اللّهِص مَن يُصرَفُ عَنهُ مِن مُحِبّينَا أَهلَ البَيتِ بَكَي وَ قَالَ يَا رَبّ شِيعَةُ عَلِيّ يَا رَبّ شِيعَةُ عَلِيّ قَالَ فَيَبعَثُ اللّهُ عَلَيهِ مَلَكاً فَيَقُولُ لَهُ مَا يُبكِيكَ يَا مُحَمّدُ قَالَ فَيَقُولُ وَ كَيفَ لَا أبَكيِ لِأُنَاسٍ مِن شِيعَةِ أخَيِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ أَرَاهُم قَد صُرِفُوا تِلقَاءَ أَصحَابِ النّارِ وَ مُنِعُوا مِن وُرُودِ حوَضيِ قَالَ فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُ يَا مُحَمّدُ قَد وَهَبتُهُم لَكَ وَ صَفَحتُ لَكَ عَن ذُنُوبِهِم وَ أَلحَقتُهُم بِكَ وَ بِمَن كَانُوا يَتَوَلّونَ مِن ذُرّيّتِكَ وَ جَعَلتُهُم فِي زُمرَتِكَ وَ أَورَدتُهُم حَوضَكَ وَ قَبِلتُ شَفَاعَتَكَ فِيهِم وَ أَكرَمتُكَ بِذَلِكَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَكَم مِن بَاكٍ يَومَئِذٍ وَ بَاكِيَةٍ يُنَادُونَ يَا مُحَمّدَاه إِذَا رَأَوا ذَلِكَ قَالَ فَلَا يَبقَي أَحَدٌ يَومَئِذٍ كَانَ يَتَوَالَانَا وَ يُحِبّنَا وَ يَتَبَرّأُ مِن عَدُوّنَا وَ يُبغِضُهُم إِلّا كَانَ فِي حِزبِنَا وَ مَعَنَا وَ وَرَدَ حَوضَنَا
صفحه : 100
فس ،[تفسير القمي] عن أبيه عن أبي محبوب مثله بيان الهمس الصوت الخفي والأبلة بضم الهمزة والباء وتشديد اللام بلد قريب البصرة ولعله كان موضع البصرة المعروفة الآن بها و في بعض النسخ أيلة بفتح الهمزة وسكون الياء المثناة التحتانية و هوبلد معروف فيما بين مصر والشام
4- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَن أَبِي غَالِبٍ الزرّاَريِّ عَن عَمّهِ عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الطيّاَلسِيِّ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً فَقَالَ ع يُؤتَي بِالمُؤمِنِ المُذنِبِ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يُقَامَ بِمَوقِفِ الحِسَابِ فَيَكُونُ اللّهُ تَعَالَي هُوَ ألّذِي يَتَوَلّي حِسَابَهُ لَا يَطّلِعُ عَلَي حِسَابِهِ أَحَداً مِنَ النّاسِ فَيُعَرّفُهُ ذُنُوبَهُ حَتّي إِذَا أَقَرّ بِسَيّئَاتِهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِلكَتَبَةِ بَدّلُوهَا حَسَنَاتٍ وَ أَظهِرُوهَا لِلنّاسِ فَيَقُولُ النّاسُ حِينَئِذٍ مَا كَانَ لِهَذَا العَبدِ سَيّئَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمّ يَأمُرُ اللّهُ بِهِ إِلَي الجَنّةِ فَهَذَا تَأوِيلُ الآيَةِ فهَيَِ فِي المُذنِبِينَ مِن شِيعَتِنَا خَاصّةً
5- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ البصَريِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ مهَديِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حُبّنَا أَهلَ البَيتِ يُكَفّرُ الذّنُوبَ وَ يُضَاعِفُ الحَسَنَاتِ وَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَيَتَحَمّلُ عَن مُحِبّينَا أَهلَ البَيتِ مَا عَلَيهِم مِن مَظَالِمِ العِبَادِ إِلّا مَا كَانَ مِنهُم فِيهَا عَلَي إِضرَارٍ وَ ظُلمٍ لِلمُؤمِنِينَ فَيَقُولُ لِلسّيّئَاتِ كوُنيِ حَسَنَاتٍ
6- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسعَدَةَ عَن جَدّهِ مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَا يَهلِكُ هَالِكٌ عَلَي حُبّ عَلِيّ إِلّا رَآهُ فِي أَحَبّ المَوَاطِنِ إِلَيهِ وَ اللّهِ لَا يَهلِكُ هَالِكٌ
صفحه : 101
عَلَي بُغضِ عَلِيّ إِلّا رَآهُ فِي أَبغَضِ المَوَاطِنِ إِلَيهِ
7- جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَبِي عَوَانَةَ مُوسَي بنِ يُوسُفَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الحُسَينِ الأَشقَرِ عَن قَيسٍ عَن لَيثٍ عَن أَبِي لَيلَي عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الزَمُوا مَوَدّتَنَا أَهلَ البَيتِ فَإِنّهُ مَن لقَيَِ اللّهَ يَومَ القِيَامَةِ وَ هُوَ يَوَدّنَا دَخَلَ الجَنّةَ بِشَفَاعَتِنَا وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَا يَنفَعُ عَبداً عَمَلُهُ إِلّا بِمَعرِفَةِ حَقّنَا
8- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ الفَحّامِ عَنِ المنَصوُريِّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ عَنِ البَاقِرِ ع عَن جَابِرٍ قَالَ الفَحّامُ وَ حدَثّنَيِ عمَيّ عُمَيرُ بنُ يَحيَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ البلَخيِّ عَن أَبِي عَاصِمٍ الضّحّاكِ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ كُنتُ عِندَ النّبِيّص أَنَا مِن جَانِبٍ وَ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَص مِن جَانِبٍ إِذ أَقبَلَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ قَد تَلَبّبَ بِهِ فَقَالَ مَا بَالُهُ قَالَ حَكَي عَنكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنّكَ قُلتَ مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ دَخَلَ الجَنّةَ وَ هَذَا إِذَا سَمِعَتهُ النّاسُ فَرّطُوا فِي الأَعمَالِ أَ فَأَنتَ قُلتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَعَم إِذَا تَمَسّكَ بِمَحَبّةِ هَذَا وَ وَلَايَتِهِ
9- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد غَفَرَ لَكَ وَ لِشِيعَتِكَ وَ لمِحُبِيّ شِيعَتِكَ وَ محُبِيّ محُبِيّ شِيعَتِكَ فَأَبشِر فَإِنّكَ الأَنزَعُ البَطِينُ مَنزُوعٌ مِنَ الشّركِ
صفحه : 102
بَطِينٌ مِنَ العِلمِ
صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عن الرضا عن آبائه ع مثله توضيح كأن المراد بالشيعة هنا الكمل من المؤمنين كسلمان و أبي ذر والمقداد رضي الله عنهم وبمحبهم من لم يبلغ درجتهم مع علمهم وورعهم وبمحب محبهم الفساق من الشيعة ويحتمل شمولهما للمستضعفين من المخالفين فإن حبهم للمؤمنين ولمحبيهم علامة استضعافهم و في النهاية في صفة علي ع البطين الأنزع كان أنزع الشعر له بطن وقيل معناه الأنزع من الشرك المملوء البطن من العلم والإيمان
10- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]الحَفّارُ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ الدعّبلِيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَن آمَنَ بيِ وَ بنِبَيِيّ وَ بوِلَيِيّ أَدخَلتُهُ الجَنّةَ عَلَي مَا كَانَ مِن عَمَلِهِ
11- سن ،[المحاسن ] عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي دَاوُدَ الحَدّادِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ رَجُلٌ فِي المَجلِسِ أَسأَلُ اللّهَ الجَنّةَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَنتُم فِي الجَنّةِ فَاسأَلُوا اللّهَ أَن لَا يُخرِجَكُم مِنهَا فَقَالُوا جُعِلنَا فِدَاكَ نَحنُ فِي الدّنيَا فَقَالَ أَ لَستُم تُقِرّونَ بِإِمَامَتِنَا قَالُوا نَعَم فَقَالَ هَذَا مَعنَي الجَنّةِ ألّذِي مَن أَقَرّ بِهِ كَانَ فِي الجَنّةِ فَاسأَلُوا اللّهَ أَن لَا يَسلُبَكُم
بيان لماكانت الولاية سببا لدخول الجنة سميت بهامبالغة لا أنه ليست الجنة إلا ذلك
صفحه : 103
12- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن ربِعيِّ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَن يَطعَمَ النّارُ مَن وَصَفَ هَذَا الأَمرَ
بيان المراد بوصف هذاالأمر معرفة الإمامة والاعتقاد بها وبما تستلزمه من سائر العقائد الحقة التي وصفوها
13- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن مَالِكِ بنِ أَعيَنَ الجهُنَيِّ وَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن مَالِكِ بنِ أَعيَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ مَا تَرضَونَ أَن تُقِيمُوا الصّلَاةَ وَ تُؤتُوا الزّكَاةَ وَ تَكُفّوا أَلسِنَتَكُم وَ تَدخُلُوا الجَنّةَ
قال ورواه أبي عن علي بن النعمان عن ابن مسكان بيان وتكفوا ألسنتكم أي عما يخالف التقية أو عن الأعم منه و من سائر مانهي الله عنه والتخصيص باللسان لأن أكثر المعاصي تصدر منه وبتوسطه كماروي وهل يكب الناس في النار إلاحصائد ألسنتهم
14- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ وَ ابنِ بُكَيرٍ عَن يُوسُفَ بنِ ثَابِتٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا يَضُرّ مَعَ الإِيمَانِ عَمَلٌ وَ لَا يَنفَعُ مَعَ الكُفرِ عَمَلٌ ثُمّ قَالَ أَ لَا تَرَي أَنّهُ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ ما مَنَعَهُم أَن تُقبَلَ مِنهُم نَفَقاتُهُم إِلّا أَنّهُم كَفَرُوا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ...وَ ماتُوا وَ هُم كافِرُونَ
بيان لايضر مع الإيمان عمل أي ضررا عظيما يوجب الخلود في النار أوالمراد بالإيمان مايدخل فيه اجتناب الكبائر أوالمراد بالضرر عدم القبول و هوبعيد و علي الأولين الاستشهاد بالآية لقوله و لاينفع مع الكفر عمل والآية في سورة التوبة هكذاإِلّا أَنّهُم كَفَرُوا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا يَأتُونَ الصّلاةَ إِلّا وَ هُم كُسالي وَ لا يُنفِقُونَ إِلّا وَ هُم كارِهُونَ و قال تعالي بعدها بآيات كثيرةوَ لا تُصَلّ عَلي أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُم عَلي قَبرِهِ إِنّهُم كَفَرُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ ماتُوا وَ هُم فاسِقُونَ و قال في
صفحه : 104
أواخر السورةوَ أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجساً إِلَي رِجسِهِم وَ ماتُوا وَ هُم كافِرُونَ فلما كانت الآيات كلها في شأن المنافقين يمكن أن يكون ع نقلها بالمعني إشارة إلي أن كلها في شأنهم و أن عدم القبول مشروط بالموت علي النفاق والكفر مع أنه يحتمل كونها في قراءتهم ع هكذا أوكونها من تحريف النساخ
15- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي سَلّامٍ النّخّاسِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ اللّهِ لَا يَصِفُ عَبدٌ هَذَا الأَمرَ فَتَطعَمُهُ النّارُ قُلتُ إِنّ فِيهِم مَن يَفعَلُ وَ يَفعَلُ فَقَالَ إِنّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ ابتَلَي اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَحَدَهُم فِي جَسَدِهِ فَإِن كَانَ ذَلِكَ كَفّارَةً لِذُنُوبِهِ وَ إِلّا ضَيّقَ اللّهُ عَلَيهِ فِي رِزقِهِ فَإِن كَانَ ذَلِكَ كَفّارَةً لِذُنُوبِهِ وَ إِلّا شَدّدَ اللّهُ عَلَيهِ عِندَ مَوتِهِ حَتّي يأَتيَِ اللّهَ وَ لَا ذَنبَ لَهُ ثُمّ يُدخِلُهُ الجَنّةَ
16- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ رَجُلٌ يَعمَلُ بِكَذَا وَ كَذَا وَ لَم أَدَع شَيئاً إِلّا قُلتُهُ وَ هُوَ يَعرِفُ هَذَا الأَمرَ فَقَالَ هَذَا يُرجَي لَهُ وَ النّاصِبُ لَا يُرجَي لَهُ وَ إِن كَانَ كَمَا تَقُولُ لَا يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يُسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ شَيئاً يُكَفّرُ اللّهُ عَنهُ بِهِ إِمّا فَقراً وَ إِمّا مَرَضاً
17- صح ،[صحيفة الرضا عليه السلام ] عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَخَذتُ بِحُجزَةِ اللّهِ وَ أَخَذتَ أَنتَ بحِجُزتَيِ وَ أَخَذَ وُلدُكَ بِحُجزَتِكَ وَ أَخَذَ شِيعَةُ وُلدِكَ بِحُجزَتِهِم فَتَرَي أَينَ يُؤمَرُ بِنَا
18-شي،[تفسير العياشي] عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ أُخَالِطُ النّاسَ فَيَكثُرُ عجَبَيِ مِن أَقوَامٍ لَا يَتَوَلّونَكُم وَ يَتَوَلّونَ فُلَاناً وَ فُلَاناً لَهُم أَمَانَةٌ وَ صِدقٌ وَ وَفَاءٌ وَ أَقوَامٍ يَتَوَلّونَكُم لَيسَ لَهُم تِلكَ الأَمَانَةُ وَ لَا الوَفَاءُ وَ لَا الصّدقُ قَالَ فَاستَوَي
صفحه : 105
أَبُو عَبدِ اللّهِ ع جَالِساً وَ أَقبَلَ عَلَيّ كَالغَضبَانِ ثُمّ قَالَ لَا دِينَ لِمَن دَانَ بِوَلَايَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيسَ مِنَ اللّهِ وَ لَا عَتبَ عَلَي مَن دَانَ بِوَلَايَةِ إِمَامٍ عَدلٍ مِنَ اللّهِ قَالَ قُلتُ لَا ديِنَ لِأُولَئِكَ وَ لَا عَتبَ عَلَي هَؤُلَاءِ فَقَالَ نَعَم لَا دِينَ لِأُولَئِكَ وَ لَا عَتبَ عَلَي هَؤُلَاءِ ثُمّ قَالَ أَ مَا تَسمَعُ لِقَولِ اللّهِاللّهُ ولَيِّ الّذِينَ آمَنُوا يُخرِجُهُم مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِيُخرِجُهُم مِن ظُلُمَاتِ الذّنُوبِ إِلَي نُورِ التّوبَةِ وَ المَغفِرَةِ لِوَلَايَتِهِم كُلّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللّهِ وَ قَالَوَ الّذِينَ كَفَرُوا أَولِياؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخرِجُونَهُم مِنَ النّورِ إِلَي الظّلُماتِ قَالَ قُلتُ أَ لَيسَ اللّهُ عَنَي بِهَا الكُفّارَ حِينَ قَالَوَ الّذِينَ كَفَرُوا قَالَ فَقَالَ وَ أَيّ نُورٍ لِلكَافِرِ وَ هُوَ كَافِرٌ فَأُخرِجَ مِنهُ إِلَي الظّلُمَاتِ إِنّمَا عَنَي اللّهُ بِهَذَا أَنّهُم كَانُوا عَلَي نُورِ الإِسلَامِ فَلَمّا أَن تَوَلّوا كُلّ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيسَ مِنَ اللّهِ خَرَجُوا بِوَلَايَتِهِم إِيّاهُم مِن نُورِ الإِسلَامِ إِلَي ظُلُمَاتِ الكُفرِ فَأَوجَبَ لَهُمُ النّارَ مَعَ الكُفّارِ فَقَالَأُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ
كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] عن المفيد في كتاب الغيبة عن ابن محبوب عن عبدالعزيز العبدي عن ابن أبي يعفور مثله كا،[الكافي] عن العدة عن ابن عيسي عن ابن محبوب
مثله أقول سيأتي شرحه في مقام آخر إن شاء الله تعالي
19-شي،[تفسير العياشي] عَن مِهزَمٍ الأسَدَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَأُعَذّبَنّ كُلّ رَعِيّةٍ دَانَت بِإِمَامٍ لَيسَ مِنَ اللّهِ وَ إِن كَانَتِ الرّعِيّةُ فِي أَعمَالِهَا بَرّةً تَقِيّةً وَ لَأَعفُوَنّ عَن كُلّ رَعِيّةٍ دَانَت بِكُلّ إِمَامٍ مِنَ اللّهِ وَ إِن كَانَتِ الرّعِيّةُ فِي أَعمَالِهَا مُسِيئَةً قُلتُ فَيَعفُو عَن هَؤُلَاءِ وَ يُعَذّبُ هَؤُلَاءِ قَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ يَقُولُاللّهُ ولَيِّ الّذِينَ آمَنُوا يُخرِجُهُم مِنَ الظّلُماتِ إِلَي النّورِ ثُمّ ذَكَرَ الحَدِيثَ الأَوّلَ حَدِيثَ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ رِوَايَةَ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ وَ زَادَ فِيهِ فَأَعدَاءُ عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ هُمُ الخَالِدُونَ فِي النّارِ وَ إِن كَانُوا فِي أَديَانِهِم عَلَي غَايَةِ الوَرَعِ وَ الزّهدِ وَ العِبَادَةِ وَ
صفحه : 106
المُؤمِنُونَ بعِلَيِّ ع هُمُ الخَالِدُونَ فِي الجَنّةِ وَ إِن كَانُوا فِي أَعمَالِهِم مُسِيئَةً عَلَي ضِدّ ذَلِكَ
20-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّأُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الضّلالَةَ بِالهُدي فَما رَبِحَت تِجارَتُهُم وَ ما كانُوا مُهتَدِينَ قَالَ الإِمَامُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع أُولئِكَ الّذِينَ اشتَرَوُا الضّلالَةَ بِالهُديبَاعُوا دِينَ اللّهِ وَ اعتَاضُوا مِنهُ الكُفرَ بِاللّهِفَما رَبِحَت تِجارَتُهُم أَي مَا رَبِحُوا فِي تِجَارَتِهِم فِي الآخِرَةِ لِأَنّهُمُ اشتَرَوُا النّارَ وَ أَصنَافَ عَذَابِهَا بِالجَنّةِ التّيِ كَانَت مُعَدّةً لَهُم لَو آمَنُواوَ ما كانُوا مُهتَدِينَ إِلَي الحَقّ وَ الصّوَابِ فَلَمّا أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ هَذِهِ الآيَةَ حَضَرَ رَسُولَ اللّهِص قَومٌ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ سُبحَانَ الرّازِقِ أَ لَم تَرَ فُلَاناً كَانَ يَسِيرَ البِضَاعَةِ خَفِيفَ ذَاتِ اليَدِ خَرَجَ مَعَ قَومٍ يَخدُمُهُم فِي البَحرِ فَرَعَوا لَهُ حَقّ خِدمَتِهِ وَ حَمَلُوهُ مَعَهُم إِلَي الصّينِ وَ عَيّنُوا لَهُ يَسِيراً مِن مَالِهِم قَسّطُوهُ عَلَي أَنفُسِهِم لَهُ وَ جَمَعُوهُ فَاشتَرَوا لَهُ بِهِ بِضَاعَةً مِن هُنَاكَ فَسَلِمَت فَرَبِحَ الوَاحِدُ عَشَرَةً فَهُوَ اليَومَ مِن مَيَاسِيرِ أَهلِ المَدِينَةِ وَ قَالَ قَومٌ آخَرُونَ بِحَضرَةِ رَسُولِ اللّهِص يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَم تَرَ فُلَاناً كَانَت حَسَنَةً حَالُهُ كَثِيرَةً أَموَالُهُ جَمِيلَةً أَسبَابُهُ وَافِرَةً خَيرَاتُهُ مُجتَمِعاً شَملُهُ أَبَي إِلّا طَلَبَ الأَموَالِ الجُمّةِ فَحَمَلَهُ الحِرصُ عَلَي أَن تَهَوّرَ فَرَكِبَ البَحرَ فِي وَقتِ هَيَجَانِهِ وَ السّفِينَةُ غَيرُ وَثِيقَةٍ وَ المَلّاحُونَ غَيرُ فَارِهِينَ إِلَي أَن تَوَسّطَ البَحرَ فَلَعِبَت بِسَفِينَتِهِ رِيحٌ عَاصِفٌ فَأَزعَجَتهَا إِلَي الشّاطِئِ وَ فَتَقَتهَا فِي لَيلٍ مُظلِمٍ وَ ذَهَبَت أَموَالُهُ وَ سَلِمَ بِحَشَاشَتِهِ فَقِيراً وَقِيراً يَنظُرُ إِلَي الدّنيَا حَسرَةً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ لَا أُخبِرُكُم بِأَحسَنَ مِنَ الأَوّلِ حَالًا وَ بِأَسوَأَ مِنَ الثاّنيِ حَالًا قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا أَحسَنُ مِنَ الأَوّلِ حَالًا فَرَجُلٌ اعتَقَدَ صِدقاً بِمُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ صِدقاً بِإِعظَامِ عَلِيّ أخَيِ رَسُولِ اللّهِ وَ وَلِيّهِ وَ ثَمَرَةِ قَلبِهِ وَ مَحَضَ طَاعَتَهُ فَشَكَرَ لَهُ رَبّهُ وَ نَبِيّهُ وَ وصَيِّ نَبِيّهِ فَجَمَعَ اللّهُ تَعَالَي لَهُ بِذَلِكَ خَيرَ
صفحه : 107
الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ رَزَقَهُ لِسَاناً لِآلَاءِ اللّهِ تَعَالَي ذَاكِراً وَ قَلباً لِنَعمَائِهِ شَاكِراً وَ بِأَحكَامِهِ رَاضِياً وَ عَلَي احتِمَالِ مَكَارِهِ أَعدَاءِ مُحَمّدٍ وَ آلِهِ نَفسَهُ مُوَطّناً لَا جَرَمَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي سَمّاهُ عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ أَرضِهِ وَ سَمَاوَاتِهِ وَ حَبَاهُ بِرِضوَانِهِ وَ كَرَامَاتِهِ فَكَانَت تِجَارَةُ هَذَا أَربَحَ وَ غَنِيمَتُهُ أَكثَرَ وَ أَعظَمَ وَ أَمّا أَسوَأُ مِنَ الثاّنيِ حَالًا فَرَجُلٌ أَعطَي أَخَا مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ بِبَيعَتِهِ وَ أَظهَرَ لَهُ مُوَافَقَتَهُ وَ مُوَالَاةَ أَولِيَائِهِ وَ مُعَادَاةَ أَعدَائِهِ ثُمّ نَكَثَ بَعدَ ذَلِكَ وَ خَالَفَ وَ وَالَي عَلَيهِ أَعدَاءَهُ فَخَتَمَ لَهُ بِسُوءِ أَعمَالِهِ فَصَارَ إِلَي عَذَابٍ لَا يَبِيدُ وَ لَا يَنفَدُ قَدخَسِرَ الدّنيا وَ الآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص
مَعَاشِرَ عِبَادِ اللّهِ عَلَيكُم بِخِدمَةِ مَن أَكرَمَهُ اللّهُ بِالِارتِضَاءِ وَ اجتَبَاهُ بِالِاصطِفَاءِ وَ جَعَلَهُ أَفضَلَ أَهلِ الأَرضِ وَ السّمَاءِ بَعدَ مُحَمّدٍ سَيّدِ الأَنبِيَاءِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ بِمُوَالَاةِ أَولِيَائِهِ وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِهِ وَ قَضَاءِ حُقُوقِ إِخوَانِكُمُ الّذِينَ هُم فِي مُوَالَاتِهِ وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِهِ شُرَكَاؤُكُم فَإِنّ رِعَايَةَ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَحسَنُ مِن رِعَايَةِ هَؤُلَاءِ التّجّارِ الخَارِجِينَ بِصَاحِبِكُمُ ألّذِي ذَكَرتُمُوهُ إِلَي الصّينِ الّذِينَ عَرَضُوهُ لِلغَنَاءِ وَ أَعَانُوهُ بِالثّرَاءِ أَمَا إِنّ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع لَمَن يأَتيِ يَومَ القِيَامَةِ وَ قَد وُضِعَ لَهُ فِي كِفّةِ سَيّئَاتِهِ مِنَ الآثَامِ مَا هُوَ أَعظَمُ مِنَ الجِبَالِ الروّاَسيِ وَ البِحَارِ التّيّارَةِ يَقُولُ الخَلَائِقُ هَلَكَ هَذَا العَبدُ فَلَا يَشُكّونَ أَنّهُ مِنَ الهَالِكِينَ وَ فِي عَذَابِ اللّهِ تَعَالَي مِنَ الخَالِدِينَ فَيَأتِيهِ النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ تَعَالَي يَا أَيّهَا العَبدُ الخَاطِئُ الجاَنيِ هَذِهِ الذّنُوبُ المُوبِقَاتُ فَهَل بِإِزَائِهَا حَسَنَةٌ تُكَافِئُهَا وَ تَدخُلُ جَنّةَ اللّهِ بِرَحمَةِ اللّهِ أَو تَزِيدُ عَلَيهَا فَتَدخُلُهَا بِوَعدِ اللّهِ يَقُولُ العَبدُ لَا أدَريِ فَيَقُولُ منُاَديِ رَبّنَا عَزّ وَ جَلّ إِنّ ربَيّ يَقُولُ نَادِ فِي عَرَصَاتِ القِيَامَةِ أَلَا إنِيّ فُلَانُ بنُ فُلَانٍ مِن بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا أَو قَريَةِ كَذَا وَ كَذَا قَد رُهِنتُ بِسَيّئَاتٍ كَأَمثَالِ الجِبَالِ وَ البِحَارِ وَ لَا حَسَنَةَ لِي بِإِزَائِهَا فأَيَّ أَهلِ هَذَا المَحشَرِ كَانَت لِي عِندَهُ يَدٌ أَو عَارِفَةٌ فلَيغُثِنيِ بمِجُاَزاَتيِ عَنهَا فَهَذَا أَوَانُ شِدّةِ حاَجتَيِ إِلَيهَا
صفحه : 108
فيَنُاَديِ الرّجُلُ بِذَلِكَ فَأَوّلُ مَن يُجِيبُهُ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع لَبّيكَ لَبّيكَ لَبّيكَ أَيّهَا المُمتَحَنُ فِي محَبَتّيِ المَظلُومُ بعِدَاَوتَيِ ثُمّ يأَتيِ هُوَ وَ مَن مَعَهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَ جَمّ غَفِيرٌ وَ إِن كَانُوا أَقَلّ عَدَداً مِن خُصَمَائِهِ الّذِينَ لَهُم قِبَلَهُ الظّلَامَاتُ فَيَقُولُ ذَلِكَ العَدَدُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ نَحنُ إِخوَانُهُ المُؤمِنُونَ كَانَ بِنَا بَارّاً وَ لَنَا مُكَرّماً وَ فِي مُعَاشَرَتِهِ إِيّانَا مَعَ كَثرَةِ إِحسَانِهِ إِلَينَا مُتَوَاضِعاً وَ قَد نَزَلنَا لَهُ عَن جَمِيعِ طَاعَاتِنَا وَ بَذَلنَاهَا لَهُ فَيَقُولُ عَلِيّ ع فَبِمَا ذَا تَدخُلُونَ جَنّةَ رَبّكُم فَيَقُولُونَ بِرَحمَةِ اللّهِ الوَاسِعَةِ التّيِ لَا يَعدَمُهَا مَن وَالَاكَ وَ وَالَي آلَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ فيَأَتيِ النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ تَعَالَي يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ هَؤُلَاءِ إِخوَانُهُ المُؤمِنُونَ قَد بَذَلُوا لَهُ فَأَنتَ مَا ذَا تَبذُلُ لَهُ فإَنِيّ أَنَا الحَكَمُ مَا بيَنيِ وَ بَينَهُ مِنَ الذّنُوبِ قَد غَفَرتُهَا لَهُ بِمُوَالَاتِهِ إِيّاكَ وَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ عبِاَديِ مِنَ الظّلَامَاتِ فَلَا بُدّ مِن فصَليِ بَينَهُ وَ بَينَهُم فَيَقُولُ عَلِيّ ع يَا رَبّ أَفعَلُ مَا تأَمرُنُيِ فَيَقُولُ اللّهُ تَعَالَي يَا عَلِيّ اضمَن لِخُصَمَائِهِ تَعوِيضَهُم عَن ظُلَامَاتِهِم قِبَلَهُ فَيَضمَنُ لَهُم عَلِيّ ع ذَلِكَ وَ يَقُولُ لَهُمُ اقتَرِحُوا عَلَيّ مَا شِئتُم أُعطِكُم عِوَضاً مِن ظُلَامَاتِكُم قِبَلَهُ فَيَقُولُونَ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِ تَجعَلُ لَنَا بِإِزَاءِ ظُلَامَاتِنَا قِبَلَهُ ثَوَابَ نَفَسٍ مِن أَنفَاسِكَ لَيلَةَ بَيتُوتَتِكَ عَلَي فِرَاشِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص فَيَقُولُ عَلِيّ ع قَد وَهَبتُ ذَلِكَ لَكُم فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَانظُرُوا يَا عبِاَديَِ الآنَ إِلَي مَا نِلتُمُوهُ مِن عَلِيّ فِدَاءً لِصَاحِبِهِ مِن ظُلَامَاتِكُم وَ يُظهِرُ لَهُم ثَوَابَ نَفَسٍ وَاحِدٍ فِي الجِنَانِ مِن عَجَائِبِ قُصُورِهَا وَ خَيرَاتِهَا فَيَكُونُ ذَلِكَ مَا يرُضيِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ خُصَمَاءَ أُولَئِكَ المُؤمِنِينَ ثُمّ يُرِيهِم بَعدَ ذَلِكَ مِنَ الدّرَجَاتِ وَ المَنَازِلِ مَا لَا عَينٌ رَأَت وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَت وَ لَا خَطَرَ عَلَي قَلبِ بَشَرٍ يَقُولُونَ يَا رَبّنَا هَل بقَيَِ مِن جِنَانِكَ شَيءٌ إِذَا كَانَ هَذَا كُلّهُ لَنَا فَأَينَ تُحِلّ سَائِرَ عِبَادِكَ المُؤمِنِينَ وَ الأَنبِيَاءَ وَ الصّدّيقِينَ وَ الشّهَدَاءَ وَ الصّالِحِينَ وَ يُخَيّلُ إِلَيهِم عِندَ ذَلِكَ أَنّ الجَنّةَ بِأَسرِهَا قَد جُعِلَت لَهُم فيَأَتيِ النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ تَعَالَي يَا عبِاَديِ هَذَا ثَوَابُ نَفَسٍ مِن أَنفَاسِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ألّذِي اقتَرَحتُمُوهُ عَلَيهِ قَد جَعَلَهُ لَكُم فَخُذُوهُ وَ انظُرُوا فَيَصِيرُونَ هُم وَ هَذَا المُؤمِنُ ألّذِي عَوّضَهُم عَلِيّ ع فِي تِلكَ
صفحه : 109
الجِنَانِ ثُمّ يَرَونَ مَا يُضِيفُهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي مَمَالِكِ عَلِيّ ع فِي الجِنَانِ مَا هُوَ أَضعَافُ مَا بَذَلَهُ عَن وَلِيّهِ الموُاَليِ لَهُ مِمّا شَاءَ مِنَ الأَضعَافِ التّيِ لَا يَعرِفُهَا غَيرُهُ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ ذلِكَ خَيرٌ نُزُلًا أَم شَجَرَةُ الزّقّومِالمُعَدّةُ لمِخُاَلفِيِ أخَيِ وَ وصَيِيّ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع
توضيح خفيف ذات اليد أي كان ما في يده من الأموال خفيفا قليلا قسطوه بالتخفيف والتشديد أي قسموه علي أنفسهم بالسوية أوبالعدل علي نسبة حالهم . و في المصباح جمع الله شملهم أي ماتفرق من أمرهم وفرق شملهم أي مااجتمع من أمرهم و قال مال جم أي كثير و في القاموس تهور الرجل وقع في الأمر بقلة مبالاة و قال فره ككرم فراهة وفراهية حذق فهو فاره بين الفروهية و قال فتقه شقه كفتقه و في بعض النسخ وفتتها من الفت و هوالدق والكسر بالأصابع كما في القاموس و قال الحشاش والحشاشة بضمهما بقية الروح في المريض والجريح . و قال الوقير القطيع من الغنم أوصغارها وفقير وقير تشبيه بصغار الشاء أوإتباع و قال أمحضه الود أخلصه كمحضه والغناء بالفتح والمد الاكتفاء وبالكسر والقصر ضد الفقر والثراء بالفتح والمد كثرة المال و قال الجوهري والتيار الموج ويقال قطع عرقا تيارا أي سريع الجرية ويقال أوليته يدا أي نعمة والعارفة المعروف والإحسان و قال الجوهري الظلامة والمظلمة ماتطلبه عندالظالم و هواسم ماأخذ منك والجم الغفير العدد الكثير و في المصباح نزلت عن الحق تركته و في القاموس الاقتراح ارتجال الكلام وابتداع الشيء والتحكم
21-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يَبعَثُ يَومَ القِيَامَةِ أَقوَاماً تَمتَلِئُ مِن جِهَةِ السّيّئَاتِ مَوَازِينُهُم فَيُقَالُ لَهُم هَذِهِ السّيّئَاتُ فَأَينَ الحَسَنَاتُ وَ إِلّا فَقَد عَطِبتُم فَيَقُولُونَ يَا رَبّنَا مَا نَعرِفُ لَنَا حَسَنَاتٍ فَإِذَا النّدَاءُ مِن قِبَلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَئِن لَم تَعرِفُوا
صفحه : 110
لِأَنفُسِكُم عبِاَديِ حَسَنَاتٍ فإَنِيّ أَعرِفُهَا لَكُم وَ أُوَفّرُهَا عَلَيكُم ثُمّ يأَتيِ بِرُقعَةٍ صَغِيرَةٍ يَطرَحُهَا فِي كِفّةِ حَسَنَاتِهِم فَتَرجَحُ بِسَيّئَاتِهِم بِأَكثَرِ مَا بَينَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ فَيُقَالُ لِأَحَدِهِم خُذ بِيَدِ أَبِيكَ وَ أُمّكَ وَ إِخوَانِكَ وَ أَخَواتِكَ وَ خَاصّتِكَ وَ قَرَابَاتِكَ وَ أَخدَانِكَ وَ مَعَارِفِكَ فَأَدخِلهُمُ الجَنّةَ فَيَقُولُ أَهلُ المَحشَرِ يَا رَبّ أَمّا الذّنُوبُ فَقَد عَرَفنَاهَا فَمَا ذَا كَانَت حَسَنَاتُهُم فَيَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَا عبِاَديِ مَشَي أَحَدُهُم بِبَقِيّةِ دَينٍ لِأَخِيهِ إِلَي أَخِيهِ فَقَالَ خُذهَا فإَنِيّ أُحِبّكَ بِحُبّكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ لَهُ الآخَرُ قَد تَرَكتُهَا لَكَ بِحُبّكَ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ لَكَ مِن ماَليِ مَا شِئتَ فَشَكَرَ اللّهُ تَعَالَي ذَلِكَ لَهُمَا فَحَطّ بِهِ خَطَايَاهُمَا وَ جَعَلَ فِي حَشوِ صَحِيفَتِهِمَا وَ مَوَازِينِهِمَا وَ أَوجَبَ لَهُمَا وَ لِوَالِدَيهِمَا الجَنّةَ
22- شي،[تفسير العياشي] عَن مَصقَلَةَ الطّحّانِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا يَمنَعُكُم مِن أَن تَشهَدُوا عَلَي مَن مَاتَ مِنكُم عَلَي هَذَا الأَمرِ أَنّهُ مِن أَهلِ الجَنّةِ إِنّ اللّهَ يَقُولُكَذلِكَ حَقّا عَلَينا نُنجِ المُؤمِنِينَ
بيان كَذلِكَ حَقّا عَلَينا في المجمع قال الحسن معناه كنا إذاأهلكنا أمة من الأمم الماضية نجينا نبيهم ونجينا الذين آمنوا به أيضا كذلك إذاأهلكنا هؤلاء المشركين نجيناك يا محمد والذين آمنوا بك وقيل معناه كذلك حقا علينا أي واجبا علينا من طريق الحكمةنُنجِ المُؤمِنِينَ من عذاب الآخرة كماننجيهم من عذاب الدنيا قال أبو عبد الله ع لأصحابه مايمنعكم من أن تشهدوا إلي آخر الخبر
23-شي،[تفسير العياشي] عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ رَجُلًا مِن أَصحَابِنَا وَرِعاً مُسلِماً كَثِيرَ الصّلَاةِ قَدِ ابتلُيَِ
صفحه : 111
بِحُبّ اللّهوِ وَ هُوَ يَسمَعُ الغِنَاءَ فَقَالَ أَ يَمنَعُهُ ذَلِكَ مِنَ الصّلَاةِ لِوَقتِهَا أَو مِن صَومٍ أَو مِن عِيَادَةِ مَرِيضٍ أَو حُضُورِ جِنَازَةٍ أَو زِيَارَةِ أَخٍ قَالَ قُلتُ لَا لَيسَ يَمنَعُهُ ذَلِكَ مِن شَيءٍ مِنَ الخَيرِ وَ البِرّ قَالَ فَقَالَ هَذَا مِن خُطُوَاتِ الشّيطَانِ مَغفُورٌ لَهُ ذَلِكَ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ إِنّ طَائِفَةً مِنَ المَلَائِكَةِ عَابُوا وُلدَ آدَمَ فِي اللّذّاتِ وَ الشّهَوَاتِ أعَنيِ لَكُمُ الحَلَالَ لَيسَ الحَرَامَ قَالَ فَأَنِفَ اللّهُ لِلمُؤمِنِينَ مِن وُلدِ آدَمَ مِن تَعيِيرِ المَلَائِكَةِ لَهُم قَالَ فَأَلقَي اللّهُ فِي هِمّةِ أُولَئِكَ المَلَائِكَةِ اللّذّاتِ وَ الشّهَوَاتِ كيَ لَا يَعِيبُوا المُؤمِنِينَ قَالَ فَلَمّا أَحَسّوا ذَلِكَ مِن هِمَمِهِم عَجّوا إِلَي اللّهِ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا رَبّنَا عَفوَكَ عَفوَكَ رُدّنَا إِلَي مَا خُلِقنَا لَهُ وَ أَجبَرتَنَا عَلَيهِ فَإِنّا نَخَافُ أَن نَصِيرَ فِي أَمرٍ مَرِيجٍ قَالَ فَنَزَعَ اللّهُ ذَلِكَ مِن هِمَمِهِم قَالَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ صَارَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ استَأذَنَ أُولَئِكَ المَلَائِكَةُ عَلَي أَهلِ الجَنّةِ فَيُؤذَنُ لَهُم فَيَدخُلُونَ عَلَيهِم فَيُسَلّمُونَ عَلَيهِم وَ يَقُولُونَ لَهُمسَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فِي الدّنيَا عَنِ اللّذّاتِ وَ الشّهَوَاتِ الحَلَالِ
24- جا،[المجالس للمفيد] عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلَوِيّةَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن تَوبَةَ بنِ الخَلِيلِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ الرّحمَنِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ بَينَا رَسُولُ اللّهِص فِي سَفَرٍ إِذ نَزَلَ فَسَجَدَ خَمسَ سَجَدَاتٍ فَلَمّا رَكِبَ قَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ رَأَينَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ صَنَعتَ مَا لَم تَكُن تَصنَعُهُ قَالَ نَعَم أتَاَنيِ جَبرَئِيلُ ع فبَشَرّنَيِ أَنّ عَلِيّاً فِي الجَنّةِ فَسَجَدتُ شُكراً لِلّهِ فَلَمّا رَفَعتُ رأَسيِ قَالَ وَ فَاطِمَةُ فِي الجَنّةِ فَسَجَدتُ شُكراً لِلّهِ تَعَالَي فَلَمّا رَفَعتُ رأَسيِ قَالَ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ فَسَجَدتُ شُكراً لِلّهِ تَعَالَي فَلَمّا رَفَعتُ رأَسيِ قَالَ وَ مَن يُحِبّهُم فِي الجَنّةِ فَسَجَدتُ شُكراً لِلّهِ تَعَالَي فَلَمّا رَفَعتُ رأَسيِ قَالَ وَ مَن يُحِبّ مَن يُحِبّهُم فِي الجَنّةِ فَسَجَدتُ شُكراً لِلّهِ تَعَالَي
صفحه : 112
25- جا،[المجالس للمفيد] عَنِ الحَسَنِ بنِ الفَضلِ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ الهاَشمِيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مهَديِّ عَن إِسحَاقَ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ الرّشِيدِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ المَنصُورِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ أَيّهَا النّاسُ نَحنُ فِي القِيَامَةِ رُكبَانٌ أَربَعَةٌ لَيسَ غَيرُنَا فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ يَا رَسُولَ اللّهِ مَنِ الرّكبَانُ قَالَ أَنَا عَلَي البُرَاقِ وَ أخَيِ صَالِحٌ عَلَي نَاقَةِ اللّهِ ألّذِي عَقَرَهَا قَومُهُ وَ ابنتَيِ فَاطِمَةُ عَلَي ناَقتَيَِ العَضبَاءِ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي نَاقَةٍ مِن نُوقِ الجَنّةِ خِطَامُهَا مِن لُؤلُؤٍ رَطبٍ وَ عَينَاهَا مِن يَاقُوتَتَينِ حَمرَاوَينِ وَ بَطنُهَا مِن زَبَرجَدٍ أَخضَرَ عَلَيهَا قُبّةٌ مِن لُؤلُؤٍ بَيضَاءَ يُرَي ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا ظَاهِرُهَا مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ بَاطِنُهَا مِن عَفوِ اللّهِ إِذَا أَقبَلَت زَفّت وَ إِذَا أَدبَرَت زَفّت وَ هُوَ أمَاَميِ عَلَي رَأسِهِ تَاجٌ مِن نُورٍ يضُيِءُ لِأَهلِ الجَمعِ ذَلِكَ التّاجُ لَهُ سَبعُونَ رُكناً كُلّ رُكنٍ يضُيِءُ كَالكَوكَبِ الدرّيّّ فِي أُفُقِ السّمَاءِ وَ بِيَدِهِ لِوَاءُ الحَمدِ وَ هُوَ ينُاَديِ فِي القِيَامَةِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَلَا يَمُرّ بِمَلَإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلّا قَالُوا نبَيِّ مُرسَلٌ وَ لَا يَمُرّ بنِبَيِّ مُرسَلٍ إِلّا قَالَ مَلَكٌ مُقَرّبٌ فيَنُاَديِ مُنَادٍ مِن بُطنَانِ العَرشِ يَا أَيّهَا النّاسُ لَيسَ هَذَا مَلَكاً مُقَرّباً وَ لَا نَبِيّاً مُرسَلًا وَ لَا حَامِلَ عَرشٍ هَذَا عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَ تجَيِءُ شِيعَتُهُ مِن بَعدِهِ فيَنُاَديِ مُنَادٍ لِشِيعَتِهِ مَن أَنتُم فَيَقُولُونَ نَحنُ العَلَوِيّونَ فَيَأتِيهِمُ النّدَاءُ يَا أَيّهَا العَلَوِيّونَ أَنتُم آمِنُونَ ادخُلُوا الجَنّةَ مَعَ مَن كُنتُم تُوَالُونَ
بشا،[بشارة المصطفي ] عن الحسن بن الحسين بن بابويه عن محمد بن الحسن الطوسي عن المفيد عن الحسن بن الفضل مثله
26-جا،[المجالس للمفيد] عَنِ المُظَفّرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ زَكَرِيّا عَن عُمَرَ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ البرُسيِّ عَنِ النّضرِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدٍ البَاقِرِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ
صفحه : 113
بِكَ يَا عَلِيّ إِذَا وَقَفتَ عَلَي شَفِيرِ جَهَنّمَ وَ قَد مُدّ الصّرَاطُ وَ قِيلَ لِلنّاسِ جُوزُوا وَ قُلتَ لِجَهَنّمَ هَذَا لِي وَ هَذَا لَكَ فَقَالَ عَلِيّ ع يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَن أُولَئِكَ قَالَ أُولَئِكَ شِيعَتُكَ مَعَكَ حَيثُ كُنتَ
27- ني،[الغيبة للنعماني] عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ جُمهُورٍ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ لَا يسَتحَييِ أَن يُعَذّبَ أُمّةً دَانَت بِإِمَامٍ لَيسَ مِنَ اللّهِ وَ إِن كَانَت فِي أَعمَالِهَا بَرّةً تَقِيّةً وَ إِنّ اللّهَ يسَتحَييِ أَن يُعَذّبَ أُمّةً دَانَت بِإِمَامٍ مِنَ اللّهِ وَ إِن كَانَت فِي أَعمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً
28- كش ،[رجال الكشي] عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ البطَاَئنِيِّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ مَا فَعَلَ أَبُو حَمزَةَ الثمّاَليِّ قُلتُ خَلّفتُهُ عَلِيلًا قَالَ إِذَا رَجَعتَ إِلَيهِ فَأَقرِئهُ منِيّ السّلَامَ وَ أَعلِمهُ أَنّهُ يَمُوتُ فِي شَهرِ كَذَا فِي يَومِ كَذَا قَالَ أَبُو بَصِيرٍ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ اللّهِ لَقَد كَانَ لَكُم فِيهِ أُنسٌ وَ كَانَ لَكُم شِيعَةً قَالَ صَدَقتَ مَا عِندَنَا خَيرٌ لَكُم قُلتُ شِيعَتُكُم مَعَكُم قَالَ إِن هُوَ خَافَ اللّهَ وَ رَاقَبَ نَبِيّهُ وَ تَوَقّي الذّنُوبَ فَإِذَا هُوَ فَعَلَ كَانَ مَعَنَا فِي دَرَجَاتِنَا قَالَ عَلِيّ فَرَجَعنَا تِلكَ السّنَةَ فَمَا لَبِثَ أَبُو حَمزَةَ إِلّا يَسِيراً حَتّي توُفُيَّ
29-كش ،[رجال الكشي] عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي دَاوُدَ المُستَرِقّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ رَاشِدٍ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عِندَهُ البَقبَاقُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ رَجُلٌ أَحَبّ بنَيِ أُمَيّةَ أَ هُوَ مَعَهُم قَالَ نَعَم
صفحه : 114
قُلتُ رَجُلٌ أَحَبّكُم أَ هُوَ مَعَكُم قَالَ نَعَم قُلتُ وَ إِن زَنَي وَ إِن سَرَقَ قَالَ فَنَظَرَ إِلَي البَقبَاقِ فَوَجَدَ مِنهُ غَفلَةً ثُمّ أَومَأَ بِرَأسِهِ نَعَم
30- كش ،[رجال الكشي] عَن نَصرِ بنِ الصّبّاحِ عَنِ ابنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الصّبّاحِ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِي يَا زَيدُ جَدّدِ التّوبَةَ وَ أَحدِث عِبَادَةً قَالَ قُلتُ نَعَيتَ إلِيَّ نفَسيِ قَالَ فَقَالَ لِي يَا زَيدُ مَا عِندَنَا لَكَ خَيرٌ وَ أَنتَ مِن شِيعَتِنَا إِلَينَا الصّرَاطُ وَ إِلَينَا المِيزَانُ وَ إِلَينَا حِسَابُ شِيعَتِنَا وَ اللّهِ لَإِنّا لَكُم أَرحَمُ مِن أَحَدِكُم بِنَفسِهِ يَا زَيدُ كأَنَيّ أَنظُرُ إِلَيكَ فِي دَرَجَتِكَ مِنَ الجَنّةِ وَ رَفِيقُكَ فِيهَا الحَارِثُ بنُ المُغِيرَةِ النضّريِّ
31- كش ،[رجال الكشي] عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَمّن يَثِقُ بِهِ يعَنيِ أُمّهُ عَن خَالِهِ مُحَمّدٍ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَمرُو بنُ إِليَاسَ قَالَ دَخَلتُ أَنَا وَ أَبِي إِليَاسُ بنُ عَمرٍو عَلَي أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ فَقَالَ يَا عَمرُو لَيسَت سَاعَةَ الكَذِبِ أَشهَدُ عَلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ أنَيّ سَمِعتُهُ يَقُولُ لَا يَمَسّ النّارُ مَن مَاتَ وَ هُوَ يَقُولُ بِهَذَا الأَمرِ
32- كش ،[رجال الكشي] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ القَاسِمِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن خَالِهِ عَمرِو بنِ إِليَاسَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفسِهِ فَقَالَ لِي أَشهَدُ عَلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ أَنّهُ قَالَ لَا يَدخُلُ النّارَ مِنكُم أَحَدٌ
33-فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ سَمِعتُكَ تَقُولُ شِيعَتُنَا فِي الجَنّةِ وَ فِيهِم أَقوَامٌ مُذنِبُونَ يَركَبُونَ الفَوَاحِشَ وَ يَأكُلُونَ أَموَالَ النّاسِ وَ يَشرَبُونَ الخُمُورَ وَ يَتَمَتّعُونَ فِي دُنيَاهُم فَقَالَ ع هُم فِي الجَنّةِ اعلَم أَنّ المُؤمِنَ مِن شِيعَتِنَا لَا يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يُبتَلَي بِدَينٍ أَو بِسُقمٍ أَو بِفَقرٍ فَإِن عَفَا عَن هَذَا كُلّهِ شَدّدَ اللّهُ عَلَيهِ فِي النّزعِ عِندَ خُرُوجِ رُوحِهِ حَتّي يَخرُجَ مِنَ الدّنيَا وَ لَا ذَنبَ عَلَيهِ قُلتُ فِدَاكَ
صفحه : 115
أَبِي وَ أمُيّ فَمَن يَرُدّ المَظَالِمَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَجعَلُ حِسَابَ الخَلقِ إِلَي مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع فَكُلّ مَا كَانَ عَلَي شِيعَتِنَا حَاسَبنَاهُم مِمّا كَانَ لَنَا مِنَ الحَقّ فِي أَموَالِهِم وَ كُلّ مَا بَينَهُ وَ بَينَ خَالِقِهِ استَوهَبنَاهُ مِنهُ وَ لَم نَزَل بِهِ حَتّي نُدخِلَهُ الجَنّةَ بِرَحمَةٍ مِنَ اللّهِ وَ شَفَاعَةٍ مِن مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ ع
غو،[غوالي اللئالي] عن صفوان مثله
34- كشف ،[كشف الغمة] مِن كِتَابِ كِفَايَةِ الطّالِبِ عَن أَبِي مَريَمَ السلّوُليِّ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ يَا عَلِيّ إِنّ اللّهَ قَد زَيّنَكَ بِزِينَةٍ لَم يُزَيّنِ العِبَادَ بِزِينَةٍ أَحَبّ إِلَي اللّهِ مِنهَا الزّهدُ فِي الدّنيَا وَ جَعَلَكَ لَا تَنَالُ مِنَ الدّنيَا شَيئاً وَ لَا تَنَالُ الدّنيَا مِنكَ شَيئاً وَ وَهَبَ لَكَ حُبّ المَسَاكِينِ فَرَضُوا بِكَ إِمَاماً وَ رَضِيتَ بِهِم أَتبَاعاً فَطُوبَي لِمَن أَحَبّكَ وَ صَدَقَ فِيكَ وَ وَيلٌ لِمَن أَبغَضَكَ وَ كَذَبَ عَلَيكَ فَأَمّا الّذِينَ أَحَبّوكَ وَ صَدَقُوا فِيكَ فَهُم جِيرَانُكَ فِي دَارِكَ وَ رُفَقَاؤُكَ فِي قَصرِكَ وَ أَمّا الّذِينَ بَغّضُوكَ وَ كَذَبُوا عَلَيكَ فَحَقّ عَلَي اللّهِ أَن يُوقِفَهُم مَوقِفَ الكَذّابِينَ يَومَ القِيَامَةِ قَالَ وَ ذَكَرَهُ ابنُ مَردَوَيهِ فِي مَنَاقِبِهِ
35- جش ،[الفهرست للنجاشي] عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ بِنتِ إِليَاسَ رَوَي عَن جَدّهِ إِليَاسَ قَالَ لَمّا حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قَالَ لَنَا اشهَدُوا عَلَيّ وَ لَيسَت سَاعَةَ الكَذِبِ هَذِهِ السّاعَةُ لَسَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَا يَمُوتُ عَبدٌ يُحِبّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَوَلّي الأَئِمّةَ فَتَمَسّهُ النّارُ ثُمّ أَعَادَ الثّانِيَةَ وَ الثّالِثَةَ مِن غَيرِ أَن أَسأَلَهُ
36-رِيَاضُ الجِنَانِ،لِفَضلِ اللّهِ بنِ مَحمُودٍ الفاَرسِيِّ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ الحرَاّنيِّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَا مِن شِيعَتِنَا أَحَدٌ يُقَارِفُ أَمراً نَهَينَاهُ عَنهُ فَيَمُوتُ حَتّي يَبتَلِيَهُ اللّهُ بِبَلِيّةٍ تُمَحّصُ بِهَا ذُنُوبُهُ إِمّا فِي مَالِهِ أَو وُلدِهِ وَ إِمّا فِي نَفسِهِ حَتّي يَلقَي اللّهَ مُحِبّنَا وَ مَا لَهُ ذَنبٌ وَ إِنّهُ لَيَبقَي عَلَيهِ شَيءٌ مِن ذُنُوبِهِ فَيُشَدّدُ عَلَيهِ عِندَ مَوتِهِ
صفحه : 116
فَتُمَحّصُ ذُنُوبُهُ
37- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَهرَيَارَ عَن حَمزَةَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الجوَاَليِقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن سَعدَانَ عَن عَلِيّ عَن حُسَينِ بنِ نَصرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّبّاحِ المزُنَيِّ عَنِ الثمّاَليِّ عَمّن حَدّثَهُ عَن أَبِي رَزِينٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَحَبّنَا لِلّهِ نَفَعَهُ حُبّنَا وَ لَو كَانَ فِي جَبَلِ الدّيلَمِ وَ مَن أَحَبّنَا لِغَيرِ ذَلِكَ فَإِنّ اللّهَ يَفعَلُ مَا يَشَاءُ إِنّ حُبّنَا أَهلَ البَيتِ يُسَاقِطُ عَنِ العِبَادِ الذّنُوبَ كَمَا تُسَاقِطُ الرّيحُ الوَرَقَ مِنَ الشّجَرِ
38- بشا،[بشارة المصطفي ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ ابنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ جَبرَئِيلُ مِن قِبَلِ ربَيّ جَلّ جَلَالُهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ بَشّر أَخَاكَ عَلِيّاً بأِنَيّ لَا أُعَذّبُ مَن تَوَلّاهُ وَ لَا أَرحَمُ مَن عَادَاهُ
39- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَو أَنّ كَافِراً وَصَفَ مَا تَصِفُونَ عِندَ خُرُوجِ نَفسِهِ مَا طَعِمَتِ النّارُ مِن جَسَدِهِ شَيئاً
40- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَحمُودٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الذهّليِّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَن أَبِي العَلَاءِ الخَفّافِ يعَنيِ خَالِدَ بنَ طَهمَانَ عَن شَجَرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع يَا شَجَرَةُ بِحُبّنَا تُغفَرُ لَكُمُ الذّنُوبُ
صفحه : 117
41- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ الفَحّامِ عَنِ المنَصوُريِّ عَن سَهلِ بنِ يَعقُوبَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُطَهّرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِّ عَن أَبِيهِ قَالَ دَخَلَ سَمَاعَةُ بنُ مِهرَانَ عَلَي الصّادِقِ ع فَقَالَ لَهُ يَا سَمَاعَةُ مَن شَرّ النّاسِ قَالَ نَحنُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ فَغَضِبَ حَتّي احمَرّت وَجنَتَاهُ ثُمّ استَوَي جَالِساً وَ كَانَ مُتّكِئاً فَقَالَ يَا سَمَاعَةُ مَن شَرّ النّاسِ عِندَ النّاسِ فَقُلتُ وَ اللّهِ مَا كَذَبتُكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ نَحنُ شَرّ النّاسِ عِندَ النّاسِ لِأَنّهُم سَمّونَا كُفّاراً وَ رَافِضَةً فَنَظَرَ إلِيَّ ثُمّ قَالَ كَيفَ بِكُم إِذَا سِيقَ بِكُم إِلَي الجَنّةِ وَ سِيقَ بِهِم إِلَي النّارِ فَيَنظُرُونَ إِلَيكُم وَ يَقُولُونَما لَنا لا نَري رِجالًا كُنّا نَعُدّهُم مِنَ الأَشرارِ يَا سَمَاعَةَ بنَ مِهرَانَ إِنّهُ مَن أَسَاءَ مِنكُم إِسَاءَةً مَشَينَا إِلَي اللّهِ تَعَالَي يَومَ القِيَامَةِ بِأَقدَامِنَا فَنَشفَعُ فِيهِ فَنُشَفّعُ وَ اللّهِ لَا يَدخُلُ النّارَ مِنكُم عَشَرَةُ رِجَالٍ وَ اللّهِ لَا يَدخُلُ النّارَ مِنكُم خَمسَةُ رِجَالٍ وَ اللّهِ لَا يَدخُلُ النّارَ مِنكُم ثَلَاثَةُ رِجَالٍ وَ اللّهِ لَا يَدخُلُ النّارَ مِنكُم رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَنَافَسُوا فِي الدّرَجَاتِ وَ أَكمِدُوا عَدُوّكُم بِالوَرَعِ
بيان في القاموس الكمدة بالضم والكمد بالفتح والتحريك تغير اللون وذهاب صفائه والحزن الشديد ومرض القلب منه كمد كفرح فهو كامد وأكمده فهو مكمود
42- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ الفَحّامِ عَنِ المنَصوُريِّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ إِذَا حُشِرَ النّاسُ يَومَ القِيَامَةِ ناَداَنيِ مُنَادٍ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ اللّهَ جَلّ اسمُهُ قَد أَمكَنَكَ مِن مُجَازَاةِ مُحِبّيكَ وَ محُبِيّ أَهلِ بَيتِكَ المُوَالِينَ لَهُم فِيكَ وَ المُعَادِينَ لَهُم فِيكَ فَكَافِئهُم بِمَا شِئتَ وَ أَقُولُ يَا رَبّ الجَنّةَ فَأُبَوّؤُهُم مِنهَا حَيثُ شِئتُ فَذَلِكَ المَقَامُ المَحمُودُ ألّذِي وُعِدتُ بِهِ
43- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ أخَيِ دِعبِلٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ
صفحه : 118
رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّأَلقِيا فِي جَهَنّمَ كُلّ كَفّارٍ عَنِيدٍ قَالَ نَزَلَت فِيّ وَ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ذَلِكَ أَنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ شفَعّنَيِ ربَيّ وَ شَفّعَكَ يَا عَلِيّ وَ كسَاَنيِ وَ كَسَاكَ يَا عَلِيّ ثُمّ قَالَ لِي وَ لَكَ يَا عَلِيّ أَلقِيَا فِي جَهَنّمَ كُلّ مَن أَبغَضَكُمَا وَ أَدخِلَا فِي الجَنّةِ كُلّ مَن أَحَبّكُمَا فَإِنّ ذَلِكَ هُوَ المُؤمِنُ
44- ير،[بصائر الدرجات ] عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ حَجَجتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَلَمّا كُنّا فِي الطّوَافِ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ يَغفِرُ اللّهُ لِهَذَا الخَلقِ فَقَالَ يَا أَبَا بَصِيرٍ إِنّ أَكثَرَ مَن تَرَي قِرَدَةٌ وَ خَنَازِيرُ قَالَ قُلتُ لَهُ أَرِنِيهِم قَالَ فَتَكَلّمَ بِكَلِمَاتٍ ثُمّ أَمَرّ يَدَهُ عَلَي بصَرَيِ فَرَأَيتُهُم قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ فهَاَلنَيِ ذَلِكَ ثُمّ أَمَرّ يَدَهُ عَلَي بصَرَيِ فَرَأَيتُهُم كَمَا كَانُوا فِي المَرّةِ الأُولَي ثُمّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ أَنتُم فِي الجَنّةِ تُحبَرُونَ وَ بَينَ أَطبَاقِ النّارِ تُطلَبُونَ فَلَا تُوجَدُونَ وَ اللّهِ لَا يَجتَمِعُ فِي النّارِ مِنكُم ثَلَاثَةٌ لَا وَ اللّهِ وَ لَا اثنَانِ لَا وَ اللّهِ وَ لَا وَاحِدٌ
45-ك ،[إكمال الدين ] عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الأسَدَيِّ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حدَثّنَيِ جَبرَئِيلُ عَن رَبّ العِزّةِ جَلّ جَلَالُهُ أَنّهُ قَالَ مَن عَلِمَ أَنّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا وحَديِ وَ أَنّ مُحَمّداً عبَديِ وَ رسَوُليِ وَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ خلَيِفتَيِ وَ أَنّ الأَئِمّةَ مِن وُلدِهِ حجُجَيِ أَدخَلتُهُ الجَنّةَ برِحَمتَيِ وَ نَجّيتُهُ مِنَ النّارِ بعِفَويِ وَ أَبَحتُ لَهُ جوِاَريِ وَ أَوجَبتُ لَهُ كرَاَمتَيِ وَ أَتمَمتُ عَلَيهِ نعِمتَيِ وَ جَعَلتُهُ مِن خاَصتّيِ وَ خاَلصِتَيِ إِن ناَداَنيِ لَبّيتُهُ وَ إِن دعَاَنيِ أَجَبتُهُ وَ إِن سأَلَنَيِ أَعطَيتُهُ وَ إِن سَكَتَ ابتَدَأتُهُ وَ إِن أَسَاءَ رَحِمتُهُ وَ إِن فَرّ منِيّ دَعَوتُهُ وَ إِن رَجَعَ إلِيَّ قَبِلتُهُ وَ إِن قَرَعَ باَبيِ فَتَحتُهُ وَ مَن لَم يَشهَد أَن لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا وحَديِ أَو شَهِدَ وَ لَم يَشهَد أَنّ مُحَمّداً عبَديِ وَ رسَوُليِ
صفحه : 119
أَو شَهِدَ بِذَلِكَ وَ لَم يَشهَد أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ خلَيِفتَيِ أَو شَهِدَ بِذَلِكَ وَ لَم يَشهَد أَنّ الأَئِمّةَ مِن وُلدِهِ حجُجَيِ فَقَد جَحَدَ نعِمتَيِ وَ صَغّرَ عظَمَتَيِ وَ كَفَرَ بآِياَتيِ وَ كتُبُيِ إِن قصَدَنَيِ حَجَبتُهُ وَ إِن سأَلَنَيِ حَرَمتُهُ وَ إِن ناَداَنيِ لَم أَسمَع نِدَاءَهُ وَ إِن دعَاَنيِ لَم أَسمَع دُعَاءَهُ وَ إِن رجَاَنيِ خَيّبتُهُ وَ ذَلِكَ جَزَاؤُهُ منِيّوَ ما أَنَا بِظَلّامٍ لِلعَبِيدِ
أقول تمامه في باب نص النبي ص
46- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن بَدرِ بنِ الوَلِيدِ الخثَعمَيِّ قَالَ دَخَلَ يَحيَي بنُ سَابُورَ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع لِيُوَدّعَهُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَمَا وَ اللّهِ إِنّكُم لَعَلَي الحَقّ وَ إِنّ مَن خَالَفَكُم لَعَلَي غَيرِ الحَقّ وَ اللّهِ مَا أَشُكّ أَنّكُم فِي الجَنّةِ فإَنِيّ لَأَرجُو أَن يُقِرّ اللّهُ أَعيُنَكُم إِلَي قَرِيبٍ
47- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَا تَطعَمُ النّارُ وَاحِداً وَصَفَ هَذَا الأَمرَ
48-سن ،[المحاسن ] عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن بَكّارِ بنِ أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ قَالَقِيلَ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع إِنّ عِكرِمَةَ مَولَي ابنِ عَبّاسٍ قَد حَضَرَتهُ الوَفَاةُ قَالَ فَانتَقَلَ ثُمّ قَالَ إِن أَدرَكتُهُ عَلّمتُهُ كَلَاماً لَم تَطعَمهُ النّارُ فَدَخَلَ عَلَيهِ دَاخِلٌ فَقَالَ قَد هَلَكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِي فَعَلّمنَاهُ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا هُوَ إِلّا هَذَا الأَمرُ ألّذِي
صفحه : 120
أَنتُم عَلَيهِ
49-بشا،[بشارة المصطفي ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ عُتبَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ الفَقِيهِ عَن حَمّوَيهِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُطّلِبِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مهَديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ ظَرِيفٍ عَن أَبِيهِ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِّ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَدَخَلَ الحَارِثُ الهمَداَنيِّ عَلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي نَفَرٍ مِنَ الشّيعَةِ وَ كُنتُ فِيهِم فَجَعَلَ الحَارِثُ يَتَأَوّدُ فِي مِشيَتِهِ وَ يَخبِطُ الأَرضَ بِمِحجَنِهِ وَ كَانَ مَرِيضاً فَأَقبَلَ عَلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ كَانَت لَهُ مِنهُ مَنزِلَةٌ فَقَالَ كَيفَ تَجِدُكَ يَا حَارِثُ قَالَ نَالَ الدّهرُ منِيّ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ زاَدنَيِ أَو زَادَ غَلِيلًا اختِصَامُ أَصحَابِكَ بِبَابِكَ قَالَ وَ فِيمَ خُصُومَتُهُم قَالَ فِي شَأنِكَ وَ الثّلَاثَةِ مِن قَبلِكَ فَمِن مُفرِطٍ غَالٍ وَ مُقتَصِدٍ تَالٍ وَ مِن مُتَرَدّدٍ مُرتَابٍ لَا يدَريِ أَ يُقدِمُ أَم يُحجِمُ قَالَ بِحَسبِكَ يَا أَخَا هَمدَانَ أَلَا إِنّ خَيرَ شيِعتَيِ النّمَطُ الأَوسَطُ إِلَيهِم يَرجِعُ الغاَليِ وَ بِهِم يَلحَقُ التاّليِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الحَارِثُ لَو كَشَفتَ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ الرّيبَ عَن قُلُوبِنَا وَ جَعَلتَنَا فِي ذَلِكَ عَلَي بَصِيرَةٍ مِن أَمرِنَا قَالَ قَدكَ فَإِنّكَ امرُؤٌ مَلبُوسٌ عَلَيهِ إِنّ دِينَ اللّهِ لَا يُعرَفُ بِالرّجَالِ بَل بِآيَةِ الحَقّ فَاعرِفِ الحَقّ تَعرِف أَهلَهُ يَا حَارِثُ إِنّ الحَقّ أَحسَنُ الحَدِيثِ وَ الصّادِعَ بِهِ مُجَاهِدٌ وَ بِالحَقّ أُخبِرُكَ فأَرَعِنيِ سَمعَكَ ثُمّ خَبّر بِهِ مَن كَانَت لَهُ حَصَافَةٌ مِن أَصحَابِكَ أَلَا إنِيّ عَبدُ اللّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللّهِ وَ صِدّيقُهُ الأَكبَرُ صَدّقتُهُ وَ آدَمُ بَينَ الرّوحِ وَ الجَسَدِ ثُمّ إنِيّ صِدّيقُهُ الأَوّلُ فِي أُمّتِكُم حَقّاً فَنَحنُ الأَوّلُونَ وَ نَحنُ الآخِرُونَ
صفحه : 121
أَلَا وَ إنِيّ خَاصّتُهُ يَا حَارِثُ وَ صِنوُهُ وَ وَصِيّهُ وَ وَلِيّهُ وَ صَاحِبُ نَجوَاهُ وَ سِرّهُ أُوتِيتُ فَهمَ الكِتَابِ وَ فَصلَ الخِطَابِ وَ عِلمَ القُرآنِ وَ استُودِعتُ أَلفَ مِفتَاحٍ يَفتَحُ كُلّ مِفتَاحٍ أَلفَ بَابٍ يفُضيِ كُلّ بَابٍ إِلَي أَلفِ أَلفِ عَهدٍ وَ أُيّدتُ أَو قَالَ أُمدِدتُ بِلَيلَةِ القَدرِ نَفلًا وَ إِنّ ذَلِكَ ليَجَريِ لِي وَ لِلمُستَحفَظِينَ مِن ذرُيّتّيِ كَمَا يجَريِ اللّيلُ وَ النّهَارُ حَتّي يَرِثَ اللّهُ الأَرضَ وَ مَن عَلَيهَا وَ أُبَشّرُكَ يَا حَارِثُ ليَعَرفِنُيِ ولَيِيّ وَ عدَوُيّ فِي مَوَاطِنَ شَتّي ليَعَرفِنُيِ عِندَ المَمَاتِ وَ عِندَ الصّرَاطِ وَ عِندَ الحَوضِ وَ عِندَ المُقَاسَمَةِ قَالَ الحَارِثُ وَ مَا المُقَاسَمَةُ يَا موَلاَيَ قَالَ مُقَاسَمَةُ النّارِ أُقَاسِمُهَا قِسمَةً صِحَاحاً أَقُولُ هَذَا ولَيِيّ فَاترُكِيهِ وَ هَذَا عدَوُيّ فَخُذِيهِ ثُمّ أَخَذَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع بِيَدِ الحَارِثِ فَقَالَ يَا حَارِثُ أَخَذتُ بِيَدِكَ كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بيِدَيِ فَقَالَ لِي وَ قَدِ اشتَكَيتُ إِلَيهِ حَسَدَ قُرَيشٍ وَ المُنَافِقِينَ أَنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَخَذتُ بِحَبلٍ أَو بِحُجزَةٍ يعَنيِ عِصمَةً مِن ذيِ العَرشِ تَعَالَي وَ أَخَذتَ أَنتَ يَا عَلِيّ بحِجُزتَيِ وَ أَخَذَت ذُرّيّتُكَ بِحُجزَتِكَ وَ أَخَذَت شِيعَتُكُم بِحُجزَتِكُم فَمَا ذَا يَصنَعُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِنَبِيّهِ وَ مَا ذَا يَصنَعُ نَبِيّهُ بِوَصِيّةِ خُذهَا إِلَيكَ يَا حَارِثُ قَصِيرَةً مِن طَوِيلَةٍ أَنتَ مَعَ مَن أَحبَبتَ وَ لَكَ مَا اكتَسَبتَ قَالَهَا ثَلَاثاً فَقَالَ الحَارِثُ وَ قَامَ يَجُرّ رِدَاءَهُ جَذِلًا مَا أبُاَليِ وَ ربَيّ بَعدَ هَذَا مَتَي لَقِيتُ المَوتَ أَو لقَيِنَيِ
قال جميل بن صالح فأنشدني أبوهاشم السيد بن محمد في كلمة له
قول علي لحارث عجب | كم ثم أعجوبة له حملا |
ياحار همدان من يمت يرني | من مؤمن أومنافق قبلا |
يعرفني طرفه وأعرفه | بعينه واسمه و ماعملا |
و أنت عندالصراط تعرفني | فلاتخف عثرة و لازللا |
أسقيك من بارد علي ظماء | تخاله في الحلاوة العسلا |
أقول للنار حين توقف | للعرض علي جسرها ذري الرجلا. |
صفحه : 122
ذريه لاتقربيه إن له | حبلا بحبل الوصي متصلا |
هذالنا شيعة وشيعتنا | أعطاني الله فيهم الأملا |
جا،[المجالس للمفيد] عن المفيد عن علي بن محمد بن الزبير عن محمد بن علي بن مهدي مثله ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عن جماعة عن أبي المفضل عن محمد بن علي
مثله بيان يتأد أي يتثبت ويتأني من التؤدة و في بعض النسخ يتأود أي يتعطف ويعوج والمحجن كمنبر العصا المعوجة وزادني أوزاد الترديد من الراوي و في ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]أوارا وغليلا والأوار بالضم حرارة الشمس وحرارة العطش والغليل الحقد والضغن وحرارة الحب والحزن ومقتصد أي متوسط بين الإفراط والتفريط تال يتلو أئمة الحق ويتبعهم و في بعض النسخ قال أي مبغض لأئمة الجور والأول أظهر وأحجم عنه كف أونكص هيبة حسبك في بعض النسخ بحسبك فالباء زائدة أو هو علي صيغة المضارع و قال الفيروزآبادي قدمخففة حرفية واسمية وهي علي وجهين اسم فعل مرادفة ليكفي قدني درهم و قدزيدا درهم أي يكفي واسم مرادف لحسب وتستعمل مبنية غالبا قدزيد درهم ومعربة قدزيد بالرفع و قال الصدع الشق و قوله تعالي فاصدع بما تؤمر أي شق جماعاتهم بالتوحيد أواجهر بالقرآن وأظهر أواحكم بالحق وافصل بالأمر أواقصد بما تؤمر أوافرق به بين الحق والباطل . و قال أرعني وراعني سمعك استمع لمقالي و قال الجوهري أرعيته سمعي أي أصغيت إليه من كانت له حصافة أي استحكام عقل وضبط للكلام في القاموس حصف ككرم استحكم عقله وأحصف الأمر أحكمه قوله ع نفلا
صفحه : 123
أي زائدا علي ماأعطيت من الفضائل والمكارم في النهاية النفل بالسكون و قديحرك الزيادة وللمستحفظين علي بناء المفعول أي الأئمة الذين طلب منهم حفظ العلم والدين كما قال تعالي بِمَا استُحفِظُوا مِن كِتابِ اللّهِ و في القاموس و في المثل قصيرة من طويلة أي تمرة من نخلة يضرب في اختصار الكلام قوله فأنشدني في جا،[المجالس للمفيد] و ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] وأنشدني أبوهاشم السيد الحميري رحمه الله فيما تضمنه هذاالخبر قول علي ع إلخ . قوله جذلا بكسر الذال أي فرحا أوبالتحريك مصدرا وكم ثم أي حمل حارث هناك أعاجيب كثيرة له ياحار همدان قال شارح الديوان الترخيم هنا لضرورة الشعر إذ لايجوز ترخيم المنادي المضاف في غيرها و في القاموس رأيته قبلا محركة وبضمتين وكصرد وكعنب أي عيانا ومقابلة و قال خال الشيء يخاله ظنه علي جسرها في الديوان ذريه لاتقربي الرجلا و في ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]دعيه لاتقبلي الرجلا
50- بشا،[بشارة المصطفي ] عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ بنِ بَابَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن عَمّهِ أَبِي جَعفَرِ بنِ بَابَوَيهِ عَنِ القَطّانِ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَن أَبِي حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ قَالَ قُلتُ لِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ لِمَ كَنّي رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع أَبَا تُرَابٍ قَالَ لِأَنّهُ صَاحِبُ الأَرضِ وَ حُجّةُ اللّهِ عَلَي أَهلِهَا بَعدَهُ وَ بِهِ بَقَاؤُهَا وَ إِلَيهِ سُكُونُهَا وَ لَقَد سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّهُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ رَأَي الكَافِرُ مَا أَعَدّ اللّهُ تَعَالَي لِشِيعَةِ عَلِيّ مِنَ الثّوَابِ وَ الزّلفَي وَ الكَرَامَةِ قَالَ يَا ليَتنَيِ كُنتُ تُرَاباً أَي يَا ليَتنَيِ كُنتُ مِن شِيعَةِ عَلِيّ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَقُولُ الكافِرُ يا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباً
51-بشا،[بشارة المصطفي ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ ثَابِتٍ
صفحه : 124
عَن مُحَمّدِ بنِ العَبّاسِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ العرُنَيِّ عَن عُمَرَ بنِ ثَابِتٍ عَن عَطَاءِ بنِ السّائِبِ عَنِ ابنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ أَنَا لَهُم شَفِيعٌ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَو أتَوَنيِ بِذُنُوبِ أَهلِ الأَرضِ الضّارِبُ بِسَيفِهِ أَمَامَ ذرُيّتّيِ وَ القاَضيِ لَهُم حَوَائِجَهُم عِندَ مَا اضطُرّوا عَلَيهِ وَ المُحِبّ لَهُم بِقَلبِهِ وَ لِسَانِهِ
52- بشا،[بشارة المصطفي ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ العسَكرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَنصُورٍ وَ أَبِي يَزِيدَ القرُشَيِّ عَن نَصرِ بنِ عَلِيّ الجهَضمَيِّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِ الحَسَنِ وَ الحُسَينِ فَقَالَ مَن أَحَبّ هَذَينِ وَ أَبَاهُمَا وَ أُمّهُمَا كَانَ معَيِ فِي درَجَتَيِ يَومَ القِيَامَةِ
بشا،[بشارة المصطفي ] عن أبي محمدالجبار بن علي عن عبدالرحمن بن أحمد عن أحمد بن الحسن الباقلاني عن عمر بن ابراهيم الزهري عن إسماعيل بن محمدالكاتب عن الحسن بن علي بن زكريا عن علي بن جعفر مثله
53-بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ الراّزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ النيّساَبوُريِّ عَن عَقِيلِ بنِ الحُسَينِ العلَوَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ الكرِماَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ العبَديِّ عَن دِحيَةَ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ البلَخيِّ عَن قُتَيبَةَ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادِ بنِ زَيدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ السّرّاجِ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَسَأَلتُ النّبِيّص عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَغَضِبَ وَ قَالَ مَا بَالُ أَقوَامٍ يَذكُرُونَ مَنزِلَةَ مَن مَنزِلَتِهِ مِنَ اللّهِ كمَنَزلِتَيِ مَن لَهُ مَنزِلَةٌ كمَنَزلِتَيِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً فَقَد أحَبَنّيِ وَ مَن أحَبَنّيِ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ مَن رضَيَِ اللّهُ عَنهُ كَافَأَهُ الجَنّةَ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً تَقَبّلَ اللّهُ صَلَاتَهُ وَ صِيَامَهُ وَ قِيَامَهُ وَ استَجَابَ اللّهُ لَهُ دُعَاءَهُ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً استَغفَرَت لَهُ المَلَائِكَةُ وَ فُتِحَت لَهُ أَبوَابُ الجَنّةِ الثّمَانِيَةُ
صفحه : 125
فَدَخَلَ مِن أَيّ بَابٍ شَاءَ بِغَيرِ حِسَابٍ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً لَا يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يَشرَبَ مِنَ الكَوثَرِ وَ يَأكُلَ مِن شَجَرَةِ طُوبَي وَ يَرَي مَكَانَهُ مِنَ الجَنّةِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً هَوّنَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِ سَكَرَاتِ المَوتِ وَ جَعَلَ قَبرَهُ رَوضَةً مِن رِيَاضِ الجَنّةِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً أَعطَاهُ اللّهُ بِعَدَدِ كُلّ عِرقٍ فِي بَدَنِهِ حَورَاءَ وَ يُشَفّعُ فِي ثَمَانِينَ مِن أَهلِ بَيتِهِ وَ لَهُ بِكُلّ شَعرَةٍ عَلَي بَدَنِهِ مَدِينَةٌ فِي الجَنّةِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً بَعَثَ اللّهُ إِلَيهِ مَلَكَ المَوتِ بِرِفقٍ وَ رَفَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهُ هَولَ مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ نَوّرَ قَبرَهُ وَ بَيّضَ وَجهَهُ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً ع أَظَلّهُ اللّهُ فِي ظِلّ عَرشِهِ مَعَ الشّهَدَاءِ وَ الصّدّيقِينَ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً نَجّاهُ اللّهُ مِنَ النّارِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً تَقَبّلَ اللّهُ مِنهُ حَسَنَاتِهِ وَ تَجَاوَزَ عَن سَيّئَاتِهِ وَ كَانَ فِي الجَنّةِ رَفِيقَ حَمزَةَ سَيّدِ الشّهَدَاءِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً أَثبَتَ اللّهُ الحِكمَةَ فِي قَلبِهِ وَ أَجرَي عَلَي لِسَانِهِ الصّوَابَ وَ فَتَحَ اللّهُ لَهُ أَبوَابَ الرّحمَةِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً سمُيَّ فِي السّمَاوَاتِ أَسِيرَ اللّهِ فِي الأَرضِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً نَادَاهُ مَلَكٌ مِن تَحتِ العَرشِ أَن يَا عَبدَ اللّهِ استَأنِفِ العَمَلَ فَقَد غَفَرَ اللّهُ لَكَ الذّنُوبَ كُلّهَا أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً وَضَعَ اللّهُ عَلَي رَأسِهِ تَاجَ المُلكِ وَ أَلبَسَهُ حُلّةَ الكَرَامَةِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً ع مَرّ عَلَي الصّرَاطِ كَالبَرقِ الخَاطِفِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً وَ تَوَلّاهُ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النّارِ وَ جَوَازاً مِنَ الصّرَاطِ وَ أَمَاناً مِنَ العَذَابِ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً لَا يُنشَرُ لَهُ دِيوَانٌ وَ لَا يُنصَبُ لَهُ مِيزَانٌ وَ يُقَالُ أَو قِيلَ لَهُ ادخُلِ الجَنّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ أَلَا وَ مَن أَحَبّ عَلِيّاً صَافَحَتهُ المَلَائِكَةُ وَ زَارَتهُ الأَنبِيَاءُ وَ قَضَي اللّهُ لَهُ كُلّ حَاجَةٍ كَانَت لَهُ عِندَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ فَأَنَا كَفِيلُهُ بِالجَنّةِ قَالَهَا ثَلَاثاً قَالَ قُتَيبَةُ بنُ سَعِيدٍ أَبُو رَجَاءٍ كَانَ حَمّادُ بنُ زَيدٍ يَفتَخِرُ بِهَذَا الحَدِيثِ وَ يَقُولُ هُوَ الأَصلُ لِمَن يُقِرّ بِهِ
صفحه : 126
أقول رواه الصدوق رحمه الله في فضائل الشيعة عن أبيه عن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني رفعه إلي نافع مثله مع أدني تفاوت وزيادة
54- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَهرَيَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ حَمزَةَ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ بَابَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ النحّويِّ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ كُلَيبٍ عَن جَعفَرِ بنِ خَالِدٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ لِي أَخاً لَا يُؤتَي مِن مَحَبّتِكُم وَ إِجلَالِكُم وَ تَعظِيمِكُم غَيرَ أَنّهُ يَشرَبُ الخَمرَ فَقَالَ الصّادِقُ ع أَمَا إِنّهُ لَعَظِيمٌ أَن يَكُونَ مُحِبّنَا بِهَذِهِ الحَالَةِ وَ لَكِن أَ لَا أُنَبّئُكُم بِشَرّ مِن هَذَا النّاصِبُ لَنَا شَرّ مِنهُ وَ إِنّ أَدنَي المُؤمِنِينَ وَ لَيسَ فِيهِم دنَيِّ لَيُشَفّعُ فِي ماِئتَيَ إِنسَانٍ وَ لَو أَنّ أَهلَ السّمَاوَاتِ السّبعِ وَ الأَرَضِينَ السّبعِ وَ البِحَارِ السّبعِ شَفَعُوا فِي ناَصبِيِّ مَا شُفّعُوا فِيهِ أَلَا إِنّ هَذَا لَا يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يَتُوبَ أَو يَبتَلِيَهُ اللّهُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ فَيَكُونَ تَحبِيطاً لِخَطَايَاهُ حَتّي يَلقَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَا ذَنبَ لَهُ إِنّ شِيعَتَنَا عَلَي السّبِيلِ الأَقوَمِ إِنّ شِيعَتَنَا لفَيِ خَيرٍ ثُمّ قَالَ ع إِنّ أَبِي كَانَ كَثِيراً مَا يَقُولُ أَحبِب حَبِيبَ آلِ مُحَمّدٍ وَ إِن كَانَ مُرَهّقاً ذَيّالًا وَ أَبغِض بَغِيضَ آلِ مُحَمّدٍ وَ إِن كَانَ صَوّاماً قَوّاماً
بيان لايؤتي من محبتكم أي لايأتيه الشيطان من جهة محبتكم أو لايهلك بسبب ترك المحبة في القاموس أتيته جئته وأتي عليه الدهر أهلكه وأتي فلان كعني أشرف عليه العدو و في النهاية يقال رجل فيه رهق إذا كان يخف إلي الشر ويغشاه والرهق السفه وغشيان المحارم و منه حديث أبي وائل أنه صلي علي امرأة كانت ترهق أي تتهم بشر و منه الحديث الآخر فلان مرهق أي متهم بسوء وسفه وكأن المراد بالذيال من يجر ذيله للخيلاء قال في النهاية في حديث مصعب بن عمير كان مترفا في الجاهلية يدهن بالعبير ويذيل يمنة اليمن
صفحه : 127
أي يطيل ذيلها و في القاموس ذال فلان تبختر فجر ذيله والذيال الطويل القد الطويل الذيل المتبختر في مشيه
55- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن عُمَرَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ حَمزَةَ وَ سَعِيدِ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَجّاجِ الجعُفيِّ عَن زَيدِ بنِ مُحَمّدٍ العاَمرِيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ القرُشَيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عُمَرَ بنِ ثَابِتٍ عَن مَيسَرَةَ بنِ حَبِيبٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ إِنّا يَومَ القِيَامَةِ آخِذُونَ بِحُجزَةِ نَبِيّنَا وَ إِنّ شِيعَتَنَا آخِذُونَ بِحُجزَتِنَا
56- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدٍ الجوَاّنيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ الداّعيِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي الشاّميِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ التيّميِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَمرٍو البجَلَيِّ عَنِ الأَجلَحِ عَن حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ عَن عَاصِمِ بنِ أَبِي ضَمرَةَ عَن عَلِيّ ع قَالَ أخَبرَنَيِ رَسُولُ اللّهِص أَنّ أَوّلَ مَن يَدخُلُ الجَنّةَ أَنَا وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمُحِبّونَا قَالَ مِن وَرَائِكُم
57- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَهرَيَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدٍ البرُسيِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الشيّباَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ التيّملُيِّ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الرمّاّنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ العَابِدِ عَن حُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ يَبعَثُ شِيعَتَنَا يَومَ القِيَامَةِ مِن قُبُورِهِم عَلَي مَا كَانَ مِنهُم مِنَ الذّنُوبِ وَ العُيُوبِ وَ وُجُوهُهُم كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ مُسَكّنَةً رَوعَاتُهُم مَستُورَةً عَورَاتُهُم قَد أُعطُوا الأَمنَ وَ الأَمَانَ يَخَافُ النّاسُ وَ لَا يَخَافُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا يَحزَنُونَ يُحشَرُونَ عَلَي نُوقٍ لَهَا أَجنِحَةٌ مِن ذَهَبٍ تَتَلَألَأُ قَد ذُلّلَت مِن غَيرِ رِيَاضَةٍ أَعنَاقُهَا مِن يَاقُوتٍ أَحمَرَ أَليَنُ مِنَ الحَرِيرِ لِكَرَامَتِهِم عَلَي اللّهِ
58-بشا،[بشارة المصطفي ] عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ الحسَنَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ
صفحه : 128
مُحَمّدٍ الحسُيَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ الدقّيِقيِّ عَن سُمَانَةَ بِنتِ حُمرَانَ عَن أَبِيهَا عَن عَمرِو بنِ زِيَادٍ اليوُناَنيِّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ مُحَمّدٍ عَن زَيدِ بنِ أَسلَمَ عَن أَبِيهِ عَن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا وَ فَاطِمَةُ وَ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ عَلِيّ فِي حَظِيرَةِ القُدسِ فِي قُبّةٍ بَيضَاءَ وَ هيَِ قُبّةُ المَجدِ وَ شِيعَتُنَا عَن يَمِينِ الرّحمَنِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي
59-بشا،[بشارة المصطفي ] عَن عُمَرَ بنِ اِبرَاهِيمَ العلَوَيِّ وَ سَعِيدِ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ المرُهبِيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُجَالِدٍ عَن جَعفَرِ بنِ حَفصٍ عَن سَوَادَةَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي العَبّاسِ الضّرِيرِ عَن أَبِي الصّبّاحِ عَن هَمّامٍ أَبِي عَلِيّ قَالَ قُلتُ لِكَعبٍ الحِبرِ مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الشّيعَةِ شِيعَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ يَا هَمّامُ إنِيّ لَأَجِدُ صِفَتَهُم فِي كِتَابِ اللّهِ المُنزَلِ إِنّهُم حِزبُ اللّهِ وَ أَنصَارُ دِينِهِ وَ شِيعَةُ وَلِيّهِ وَ هُم خَاصّةُ اللّهِ مِن عِبَادِهِ وَ نُجَبَاؤُهُ مِن خَلقِهِ اصطَفَاهُم لِدِينِهِ وَ خَلَقَهُم لِجَنّتِهِ مَسكَنُهُمُ الجَنّةُ إِلَي الفِردَوسِ الأَعلَي فِي خِيَامِ الدّرّ وَ غُرَفِ اللّؤلُؤِ وَ هُم فِي المُقَرّبِينَ الأَبرَارِ يَشرَبُونَ مِنَ الرّحِيقِ المَختُومِ وَ تِلكَ عَينٌ يُقَالُ لَهَا تَسنِيمٌ لَا يَشرَبُ مِنهَا غَيرُهُم وَ إِنّ تَسنِيماً عَينٌ وَهَبَهَا اللّهُ لِفَاطِمَةَ بِنتِ مُحَمّدٍ زَوجَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ تَخرُجُ مِن تَحتِ قَائِمَةِ قُبّتِهَا عَلَي بَردِ الكَافُورِ وَ طَعمِ الزّنجَبِيلِ وَ رِيحِ المِسكِ ثُمّ تَسِيلُ فَيَشرَبُ مِنهَا شِيعَتُهَا وَ أَحِبّاؤُهَا وَ إِنّ لِقُبّتِهَا أَربَعَ قَوَائِمَ قَائِمَةً مِن لُؤلُؤَةٍ بَيضَاءَ تَخرُجُ مِن تَحتِهَا عَينٌ تَسِيلُ فِي سُبُلِ أَهلِ الجَنّةِ يُقَالُ لَهَا السّلسَبِيلُ وَ قَائِمَةً مِن دُرّةٍ صَفرَاءَ تَخرُجُ مِن تَحتِهَا عَينٌ يُقَالُ لَهَا طَهُورٌ وَ قَائِمَةً مِن زُمُرّدَةٍ خَضرَاءَ تَخرُجُ مِن تَحتِهَا عَينَانِ نَضّاخَتَانِ مِن خَمرٍ وَ عَسَلٍ فَكُلّ عَينٍ مِنهَا تَسِيلُ إِلَي أَسفَلِ الجِنَانِ إِلّا التّسنِيمَ فَإِنّهَا تَسِيلُ إِلَي عِلّيّينَ فَيَشرَبُ مِنهَا خَاصّةُ أَهلِ الجَنّةِ وَ هُم شِيعَةُ عَلِيّ وَ أَحِبّاؤُهُ وَ تِلكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِيُسقَونَ مِن رَحِيقٍ مَختُومٍ خِتامُهُ مِسكٌ وَ فِي ذلِكَ فَليَتَنافَسِ المُتَنافِسُونَ وَ مِزاجُهُ مِن تَسنِيمٍ عَيناً يَشرَبُ بِهَا المُقَرّبُونَفَهَنِيئاً لَهُم ثُمّ قَالَ كَعبٌ وَ اللّهِ
صفحه : 129
لَا يُحِبّهُم إِلّا مَن أَخَذَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِنهُ المِيثَاقَ ثُمّ قَالَ المُصَنّفُ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ قَالَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي القَاسِمِ يحري [لحَرَيِّ] أَن تَكتُبَ الشّيعَةُ هَذَا الخَبَرَ بِالذّهَبِ لِإِنمَائِهِ وَ تَحفَظَهُ وَ تَعمَلَ بِمَا فِيهِ بِمَا تُدرِكُ بِهِ هَذِهِ الدّرَجَاتِ العَظِيمَةَ لَا سِيّمَا رِوَايَةٍ رَوَتهَا العَامّةُ فَتَكُونَ أَبلَغَ فِي الحُجّةِ وَ أَوضَحَ فِي الصّحّةِ رَزَقَنَا اللّهُ العِلمَ وَ العَمَلَ بِمَا أَدّوا إِلَينَا الهُدَاةُ الأَئِمّةُ عَلَيهِمُ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ
بيان لإنمائه أي لإذاعته وإفشائه
59- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن عَمرِو بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ وَ سَعِيدِ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الزهّريِّ عَن عُثمَانَ بنِ سَعِيدٍ عَن يُونُسَ بنِ أَبِي يَعفُورٍ الجعُفيِّ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ لَن يَغفِرَ اللّهُ إِلّا لَنَا وَ لِشِيعَتِنَا إِنّ شِيعَتَنَا هُمُ الفَائِزُونَ يَومَ القِيَامَةِ
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الجعُفيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ يُوسُفَ وَ أَحمَدَ بنِ حَازِمٍ عَن يَعقُوبَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَن خَالِدِ بنِ طَهمَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بِحُبّنَا يُغفَرُ لَكُم
60- بشا،[بشارة المصطفي ]بِالإِسنَادِ إِلَي المُفِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ المُغِيرَةِ عَن حَيدَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَنِ العيَاّشيِّ عَن مُحَمّدٍ النهّديِّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَن شَرِيفِ بنِ سَابِقٍ عَن حمار[حَمّادٍ السمّنَدرَيِّ]السمّنَديِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ أَدخُلُ بِلَادَ الشّركِ وَ إِنّ مَن عِندَنَا يَقُولُونَ إِن مِتّ ثَمّ حُشِرتَ مَعَهُم قَالَ فَقَالَ لِي يَا حَمّادُ إِذَا كُنتَ ثَمّ تَذكُرُ أَمرَنَا وَ تَدعُو إِلَيهِ قُلتُ نَعَم قَالَ فَإِذَا كُنتَ فِي هَذِهِ المُدُنِ مُدُنِ الإِسلَامِ تَذكُرُ أَمرَنَا وَ تَدعُو إِلَيهِ قَالَ قُلتُ لَا فَقَالَ لِي إِنّكَ إِن مِتّ ثَمّ حُشِرتَ أُمّةً وَحدَكَ وَ سَعَي نُورٌ بَينَ يَدَيكَ
صفحه : 130
61- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ النيّساَبوُريِّ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن يَعقُوبَ عَن إِسحَاقَ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عُبَيدِ بنِ مُوسَي الروّياَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ خَلَفٍ عَنِ الحُسَينِ الأَشقَرِ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي وَائِلٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا خَلَقَ اللّهُ آدَمَ ع وَ نَفَخَ فِيهِ الرّوحَ عَطَسَ آدَمُ ع فَأُلهِمَ أَن قَالَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَفَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَا آدَمُ حمَدِتنَيِ فَوَ عزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَو لَا عَبدَينِ أُرِيدُ أَن أَخلُقَهُمَا فِي آخِرِ الدّنيَا مَا خَلَقتُكَ قَالَ أَي رَبّ فَمَتَي يَكُونَانِ وَ مَا سَمّيتَهُمَا فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ ارفَع رَأسَكَ فَرَفَعَ رَأسَهُ فَإِذَا تَحتَ العَرشِ مَكتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ نبَيِّ الرّحمَةِ وَ عَلِيّ مِفتَاحُ الجَنّةِ أُقسِمُ بعِزِتّيِ أَن أَرحَمَ مَن تَوَلّاهُ وَ أُعَذّبَ مَن عَادَاهُ
62-بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ شَهرَيَارَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدٍ البرُسيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ القرُشَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَحمَدَ بنِ حُمرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ المقُريِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الأيَاَديِّ عَن عُمَرَ بنِ مُدرِكٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ المكَيّّ عَن جَرِيرِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَطِيّةَ العوَفيِّ قَالَخَرَجتُ مَعَ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَريِّ رَحِمَهُ اللّهُ زَائِرَينِ قَبرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمّا وَرَدنَا كَربَلَاءَ دَنَا جَابِرٌ مِن شَاطِئِ الفُرَاتِ فَاغتَسَلَ ثُمّ ائتَزَرَ بِإِزَارٍ وَ ارتَدَي بِآخَرَ ثُمّ فَتَحَ صُرّةً فِيهَا سُعدٌ فَنَثَرَهَا عَلَي بَدَنِهِ ثُمّ لَم يَخطُ خُطوَةً إِلّا ذَكَرَ اللّهَ حَتّي إِذَا دَنَا مِنَ القَبرِ قَالَ أَلمِسنِيهِ فَأَلمَستُهُ فَخَرّ عَلَي القَبرِ مَغشِيّاً عَلَيهِ فَرَشَشتُ عَلَيهِ شَيئاً مِنَ المَاءِ فَأَفَاقَ ثُمّ قَالَ يَا حُسَينُ ثَلَاثاً ثُمّ قَالَ حَبِيبٌ لَا يُجِيبُ حَبِيبَهُ ثُمّ قَالَ وَ أَنّي لَكَ بِالجَوَابِ وَ قَد شُحِطَت أَودَاجُكَ عَلَي أَثبَاجِكَ وَ فُرّقَ بَينَ بَدَنِكَ وَ رَأسِكَ فَأَشهَدُ أَنّكَ ابنُ النّبِيّينَ وَ ابنُ سَيّدِ المُؤمِنِينَ وَ ابنُ حَلِيفِ التّقوَي وَ سَلِيلِ الهُدَي وَ خَامِسُ أَصحَابِ الكِسَاءِ وَ ابنُ سَيّدِ النّقَبَاءِ وَ ابنُ فَاطِمَةَ سَيّدَةِ النّسَاءِ وَ مَا لَكَ لَا تَكُونُ
صفحه : 131
هَكَذَا وَ قَد غَذّتكَ كَفّ سَيّدِ المُرسَلِينَ وَ رُبّيتَ فِي حَجرِ المُتّقِينَ وَ رَضَعتَ مِن ثدَيِ الإِيمَانِ وَ فُطِمتَ بِالإِسلَامِ فَطِبتَ حَيّاً وَ طِبتَ مَيّتاً غَيرَ أَنّ قُلُوبَ المُؤمِنِينَ غَيرُ طَيّبَةٍ لِفِرَاقِكَ وَ لَا شَاكّةٍ فِي الخِيَرَةِ لَكَ فَعَلَيكَ سَلَامُ اللّهِ وَ رِضوَانُهُ وَ أَشهَدُ أَنّكَ مَضَيتَ عَلَي مَا مَضَي عَلَيهِ أَخُوكَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا ثُمّ جَالَ بِبَصَرِهِ حَولَ القَبرِ وَ قَالَ السّلَامُ عَلَيكُم أَيّهَا الأَروَاحُ التّيِ حَلّت بِفِنَاءِ الحُسَينِ وَ أَنَاخَت بِرَحلِهِ أَشهَدُ أَنّكُم أَقَمتُمُ الصّلَاةَ وَ آتَيتُمُ الزّكَاةَ وَ أَمَرتُم بِالمَعرُوفِ وَ نَهَيتُم عَنِ المُنكَرِ وَ جَاهَدتُمُ المُلحِدِينَ وَ عَبَدتُمُ اللّهَ حَتّي أَتَاكُمُ اليَقِينُ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ لَقَد شَارَكنَاكُم فِيمَا دَخَلتُم فِيهِ قَالَ عَطِيّةُ فَقُلتُ لِجَابِرٍ وَ كَيفَ وَ لَم نَهبِط وَادِياً وَ لَم نَعلُ جَبَلًا وَ لَم نَضرِب بِسَيفٍ وَ القَومُ قَد فُرّقَ بَينَ رُءُوسِهِم وَ أَبدَانِهِم وَ أُوتِمَت أَولَادُهُم وَ أَرمَلَتِ الأَزوَاجُ فَقَالَ لِي يَا عَطِيّةُ سَمِعتُ حبَيِبيِ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن أَحَبّ قَوماً حُشِرَ مَعَهُم وَ مَن أَحَبّ عَمَلَ قَومٍ أُشرِكَ فِي عَمَلِهِم وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالحَقّ نَبِيّاً إِنّ نيِتّيِ وَ نِيّةَ أصَحاَبيِ عَلَي مَا مَضَي عَلَيهِ الحُسَينُ وَ أَصحَابُهُ خُذُوا بيِ نَحوَ أَبيَاتِ كُوفَانَ فَلَمّا صِرنَا فِي بَعضِ الطّرِيقِ فَقَالَ لِي يَا عَطِيّةُ هَل أُوصِيكَ وَ مَا أَظُنّ أنَنّيِ بَعدَ هَذِهِ السّفَرَةِ مُلَاقِيكَ أَحِبّ مُحِبّ آلِ مُحَمّدٍ مَا أَحَبّهُم وَ أَبغِض مُبغِضَ آلِ مُحَمّدٍ مَا أَبغَضَهُم وَ إِن كَانَ صَوّاماً قَوّاماً وَ ارفُق بِمُحِبّ آلِ مُحَمّدٍ فَإِنّهُ إِن تَزِلّ لَهُم قَدَمٌ بِكَثرَةِ ذُنُوبِهِم ثَبَتَت لَهُم أُخرَي بِمَحَبّتِهِم فَإِنّ مُحِبّهُم يَعُودُ إِلَي الجَنّةِ وَ مُبغِضَهُم يَعُودُ إِلَي النّارِ
63-بشا،[بشارة المصطفي ] عَن أَبِي عَلِيّ بنِ شَيخِ الطّائِفَةِ عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَنِ المرَاَغيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ البطَاَئنِيِّ وَ عَنِ المُفِيدِ أَيضاً عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الوَلِيدِ قَالَدَخَلنَا عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي زَمَنِ بنَيِ مَروَانَ فَقَالَ مِمّن أَنتُم قُلنَا مِن أَهلِ الكُوفَةِ قَالَ مَا مِن أَهلِ البُلدَانِ أَكثَرُ مُحِبّاً
صفحه : 132
لَنَا مِن أَهلِ الكُوفَةِ لَا سِيّمَا هَذِهِ العِصَابَةِ إِنّ اللّهَ هَدَاكُم لِأَمرٍ جَهِلَهُ النّاسُ فَأَحبَبتُمُونَا وَ أَبغَضَنَا النّاسُ وَ تَابَعتُمُونَا وَ خَالَفَنَا النّاسُ وَ صَدّقتُمُونَا وَ كَذّبَنَا النّاسُ فَأَحيَاكُمُ اللّهُ مَحيَانَا وَ أَمَاتَكُم مَمَاتَنَا فَأَشهَدُ عَلَي أَبِي أَنّهُ كَانَ يَقُولُ مَا بَينَ أَحَدِكُم وَ بَينَ أَن يَرَي مَا تَقَرّ بِهِ عَينُهُ أَو يَغتَبِطُ إِلّا أَن تَبلُغَ نَفسُهُ هَاهُنَا وَ أَهوَي بِيَدِهِ إِلَي حَلقِهِ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِوَ لَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَ جَعَلنا لَهُم أَزواجاً وَ ذُرّيّةًفَنَحنُ ذُرّيّةُ رَسُولِ اللّهِص
64- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَمزَةَ العلَوَيِّ وَ سَعِيدِ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ العلَوَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الجعَفرَيِّ وَ زَيدِ بنِ جَعفَرِ بنِ حَاجِبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ المحُاَربِيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَن حَربِ بنِ حَسَنٍ الطّحّانِ عَن يَحيَي بنِ مُسَاوِرٍ عَن بَشِيرٍ النّبّالِ وَ كَانَ يرَميِ بِالنّبَلِ قَالَ اشتَرَيتُ بَعِيراً نِضواً فَقَالَ لِي قَومٌ يَحمِلُكَ وَ قَالَ قَومٌ لَا يَحمِلُكَ فَرَكِبتُ وَ مَشَيتُ حَتّي وَصَلتُ المَدِينَةَ وَ قَد تَشَقّقَ وجَهيِ وَ يدَاَيَ وَ رجِلاَيَ فَأَتَيتُ بَابَ أَبِي جَعفَرٍ فَقُلتُ يَا غُلَامُ استَأذِن لِي عَلَيهِ قَالَ فَسَمِعَ صوَتيِ فَقَالَ ادخُل يَا بَشِيرُ مَرحَباً يَا بَشِيرُ مَا هَذَا ألّذِي أَرَي بِكَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ اشتَرَيتُ بَعِيراً نِضواً فَرَكِبتُ وَ مَشَيتُ فَشُقّقَ وجَهيِ وَ يدَاَيَ وَ رجِلاَيَ قَالَ فَمَا دَعَاكَ إِلَي ذَلِكَ قَالَ قُلتُ حُبّكُم وَ اللّهِ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ فَزِعَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي اللّهِ وَ فَزِعنَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ فَزِعتُم إِلَينَا فَإِلَي أَينَ تَرَونَا نَذهَبُ بِكُم إِلَي الجَنّةِ وَ رَبّ الكَعبَةِ إِلَي الجَنّةِ وَ رَبّ الكَعبَةِ
بيان و كان يرمي بالنبل أي لقب بالنبال لرميه بالنبل لالأنه كان صانعه في القاموس النبل أي بالفتح السهام بلا واحد أونبلة والجمع أنبال ونبال والنبال صاحبه وصانعه ونبله رماه به و قال النضو بالكسر المهزول من الإبل وغيرها فركبت أي أحيانا ومشيت أحيانا
صفحه : 133
65- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الصّفّارِ عَن أَبِي عِمرَانَ مهَديِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ القطَوَاَنيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَنَسٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ الزّبَيرِ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ كُنّا عِندَ النّبِيّص فَأَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ النّبِيّص قَد أَتَاكُم أخَيِ ثُمّ التَفَتَ إِلَي الكَعبَةِ فَضَرَبَهَا بِيَدِهِ وَ قَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ إِنّ هَذَا وَ شِيعَتَهُ هُمُ الفَائِزُونَ يَومَ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ إِنّهُ أَوّلُكُم إِيمَاناً معَيِ وَ أَوفَاكُم بِعَهدِ اللّهِ وَ أَقوَمُكُم بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَعدَلُكُم فِي الرّعِيّةِ وَ أَقسَمُكُم بِالسّوِيّةِ وَ أَعظَمُكُم عِندَ اللّهِ مَزِيّةً قَالَ وَ نَزَلَتإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ
66- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدٍ الجوَاّنيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ الداّعيِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الحسُيَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحَافِظِ عَن عَبدِ الباَقيِ بنِ نَافِعٍ وَ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَهرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا بنِ دِينَارٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي كَثِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ إِنّمَا سُمّيَت فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهَا لِأَنّ اللّهَ فَطَمَ مَن أَحَبّهَا مِنَ النّارِ
وَ عَن يَحيَي عَن جَامِعِ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثعّاَلبِيِّ عَن يَعقُوبَ بنِ أَحمَدَ السرّيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا سَمّيتُ ابنتَيِ فَاطِمَةَ لِأَنّ اللّهَ فَطَمَهَا وَ فَطَمَ مَن أَحَبّهَا مِنَ النّارِ
67-بشا،[بشارة المصطفي ] عَنِ ابنِ شَيخِ الطّائِفَةِ عَن أَبِيهِ عَنِ الفَحّامِ عَنِ المنَصوُريِّ عَن عَمّ أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ عَن آبَائِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرٍ قَالَ الفَحّامُ وَ حدَثّنَيِ عمَيّ عُمَرُ بنُ يَحيَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ
صفحه : 134
عَبدِ اللّهِ البلَخيِّ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مَخلَدٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ كُنتُ عِندَ النّبِيّص أَنَا مِن جَانِبٍ وَ عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِن جَانِبٍ إِذ أَقبَلَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ قَد تَلَبّبَ بِهِ فَقَالَ مَا بَالُهُ قَالَ حكُيَِ عَنكَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنّكَ قُلتَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ دَخَلَ الجَنّةَ وَ هَذَا إِذَا سَمِعَهُ النّاسُ فَرّطُوا فِي الأَعمَالِ أَ فَأَنتَ قُلتَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَعَم إِذَا تَمَسّكَ بِمَحَبّةِ هَذَا وَ وَلَايَتِهِ
68- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن أَبِي عَلِيّ بنِ شَيخِ الطّائِفَةِ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ يَحيَي الفَحّامِ عَن عَمّهِ عُمَرَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ عَاصِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العبَديِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الأمُوَيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ عَنِ ابنِ طَرِيفٍ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن أَبِي مَريَمَ عَن سَلمَانَ قَالَ كُنّا جُلُوساً عِندَ النّبِيّص إِذ أَقبَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَنَاوَلَهُ النّبِيّص الحَصَاةَ فَلَمّا استَقَرّتِ الحَصَاةُ فِي كَفّ عَلِيّ ع نَطَقَت وَ هيَِ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ رَضِيتُ بِاللّهِ رَبّاً وَ بِمُحَمّدٍ نَبِيّاً وَ بعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَلِيّاً ثُمّ قَالَ النّبِيّص مَن أَصبَحَ مِنكُم رَاضِياً بِاللّهِ وَ بِوِلَايَةِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَد أَمِنَ خَوفَ اللّهِ وَ عِقَابَهُ
69- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن يَحيَي بنِ مُحَمّدٍ الجوَاّنيِّ عَن جَامِعِ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ العَبّاسِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الثعّاَلبِيِّ عَن يَعقُوبَ بنِ أَحمَدَ السرّيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أَخَذتُ بِحُجزَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَخَذتَ أَنتَ بحِجُزتَيِ وَ أَخَذَ وُلدُكَ بِحُجزَتِكَ وَ أَخَذَ شِيعَةُ وُلدِكَ بِحُجزَتِهِم فَتَرَي أَينَ يُؤمَرُ بِنَا
قال أبوالقاسم الطائي سألت أباالعباس ثعلب عن الحجزة فقال هي السبب وسألت نفطويه النحوي عن ذلك فقال هي السبب قال محمد بن أبي القاسم الطبري وهي العصمة من الله تعالي
صفحه : 135
وذمته التي لاتخفر وحبله ألذي من تمسك به لم ينقطع عنه و قدأمر الله تعالي بالتمسك به فقال وَ اعتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِ جَمِيعاًيعني بولاية علي بن أبي طالب ع وولاية الأئمة المعصومين ع وفقنا الله وإياكم لطاعته وطاعة أولي الأمر ومحبته ومحبتهم بحق محمد وآله صلي الله عليه وعليهم
70- بشا،[بشارة المصطفي ] عَنِ ابنِ شَيخِ الطّائِفَةِ عَن وَالِدِهِ عَنِ الفَحّامِ عَن عَمّهِ عُمَرَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِيهِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ أَنَا لَهُمُ الشّفِيعُ يَومَ القِيَامَةِ المُحِبّ لِأَهلِ بيَتيِ وَ الموُاَليِ لَهُم وَ المعُاَديِ فِيهِم وَ القاَضيِ لَهُم حَوَائِجَهُم وَ الساّعيِ لَهُم فِيمَا يَنُوبُهُم مِن أُمُورِهِم
71- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَن مُحَمّدِ بنِ رُمَيحٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَبدِ الرّزّاقِ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ طَاوُسٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ لِلّهِ عَمُوداً مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ مُشَبّكَةٍ بِقَوَائِمِ العَرشِ لَا يَنَالُهَا إِلّا عَلِيّ وَ شِيعَتُهُ
وبهذا الإسناد عن محمد بن عبد الله السجستاني عن أحمد بن عبيد الله عن إسماعيل بن بشر عن أحمد بن يعقوب مثله
72-بشا،[بشارة المصطفي ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الصّفّارِ البخُاَريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ حَفصٍ عَن أَحمَدَ بنِ عُثمَانَ بنِ حَكِيمٍ عَن قَصَبَةَ عَن سَوّارٍ الأَعمَي عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي عَوفٍ أَبِي الجَحّافِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَيرٍ عَن فَاطِمَةَ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَتكَانَت ليَلتَيِ مِن رَسُولِ اللّهِ عنِديِ
صفحه : 136
فَجَاءَت فَاطِمَةُ وَ تَبِعَهَا عَلِيّ ع فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أَبشِر يَا عَلِيّ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ فِي الجَنّةِ أَبشِر يَا عَلِيّ أَنتَ وَ شِيعَتُكَ فِي الجَنّةِ تَمَامَ الخَبَرِ
73- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَبِي الحُسَينِ بنِ أَبِي الطّيّبِ بنِ شُعَيبٍ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي القَاسِمِ القرُشَيِّ عَن عِيسَي بنِ مِهرَانَ عَن مُخَوّلِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ عَنِ الحَارِثِ عَن عَلِيّ ع قَالَ أَتَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّاً بَعدَ هَدأَةٍ مِنَ اللّيلِ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ يَا أَعوَرُ قَالَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ حُبّكَ قَالَ اللّهُ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ وَ أَعَادَ عَلَيّ ذَلِكَ ثَلَاثاً وَ قَالَ أَمَا إِنّكَ ستَرَاَنيِ فِي ثَلَاثِ مَوَاطِنَ حِينَ تَبلُغُ نَفسُكَ هَاهُنَا وَ أَشَارَ مُخَوّلٌ إِلَي حَلقِهِ وَ عَلَي الصّرَاطِ وَ عِندَ الحَوضِ
بيان في القاموس هدأ كمنع هدءا وهدوءا سكن وأتانا بعدهدء من الليل وهدء وهدأة أي حين هدأ الليل و الرجل أوالهدء أول الليل إلي ثلثه الله مجرور علي القسم بتقدير حرف الاستفهام
74-بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي جَعفَرٍ البيَهقَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ حَسنَوَيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ عَن مُوسَي بنِ عِمرَانَ عَن أَبِي عَمرٍو الفَرّاءِ عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي السبيك عَن أَبِي هَارُونَ العبَديِّ قَالَخَرَجتُ عَامَ الحَرّةِ فَإِذَا جَمعٌ مِنَ النّاسِ فَقُلتُ مَا هَذَا الجَمعُ فَقِيلَ هَذَا أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ فَانتَهَيتُ إِلَيهِ وَ قُلتُ حدَثّنيِ فِي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَرسَلَ رَسُولُ اللّهِص مُنَادِياً ينُاَديِ مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ دَخَلَ الجَنّةَ فَاستَقبَلَ المنُاَديَِ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ فَسَأَلَهُ أَ عَامّ هُوَ أَم خَاصّ قَالَ فَرَجَعَ المنُاَديِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ أمَرَتنَيِ أَن أنُاَديَِ فِي النّاسِ وَ إِنّ عُمَرَ استقَبلَنَيِ فَقَالَ أَ عَامّ هُوَ أَم خَاصّ قَالَ فَضَرَبَ رَسُولُ اللّهِص بِيَدِهِ عَلَي
صفحه : 137
مَنكِبِ عَلِيّ ع فَقَالَ هيَِ لِهَذَا وَ شِيعَتِهِ
75- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الحَافِظِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ ثَوَابٍ عَن إِسحَاقَ بنِ مَنصُورٍ عَن كَادِحٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البجَلَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ لَهِيعَةَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ زِيَادٍ عَن سَالِمِ بنِ يَسَارٍ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا قَدِمَ عَلِيّ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص بِفَتحِ خَيبَرَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص لَو لَا أَن يَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِن أمُتّيِ مَا قَالَتِ النّصَارَي لِلمَسِيحِ عِيسَي ابنِ مَريَمَ لَقُلتُ اليَومَ فِيكَ مَقَالًا لَا تَمُرّ بِمَلَإٍ إِلّا أَخَذُوا التّرَابَ مِن تَحتِ رِجلَيكَ وَ مِن فَضلِ طَهُورِكَ يَستَشفُونَ بِهِ وَ لَكِن حَسبُكَ أَن تَكُونَ منِيّ وَ أَنَا مِنكَ ترَثِنُيِ وَ أَرِثُكَ وَ إِنّكَ منِيّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي إِلّا أَنّهُ لَا نبَيِّ بعَديِ وَ إِنّكَ تبُرِئُ ذمِتّيِ وَ تُقَاتِلُ عَلَي سنُتّيِ وَ إِنّكَ غَداً عَلَي الحَوضِ خلَيِفتَيِ وَ إِنّكَ أَوّلُ مَن يَرِدُ عَلَيّ الحَوضَ وَ إِنّكَ أَوّلُ مَن يُكسَي معَيِ وَ إِنّكَ أَوّلُ دَاخِلِ الجَنّةِ مِن أمُتّيِ وَ إِنّ شِيعَتَكَ عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ مُضِيئَةً وُجُوهُهُم حوَليِ أَشفَعُ لَهُم وَ يَكُونُوا غَداً فِي الجَنّةِ جيِراَنيِ وَ إِنّ حَربَكَ حرَبيِ وَ سِلمَكَ سلِميِ وَ إِنّ سِرّكَ سرِيّ وَ عَلَانِيَتَكَ علَاَنيِتَيِ وَ إِنّ سَرِيرَةَ صَدرِكَ كسَرَيِرتَيِ وَ إِنّ وُلدَكَ ولُديِ وَ إِنّكَ تُنجِزُ عدِاَتيِ وَ إِنّ الحَقّ مَعَكَ وَ عَلَي لِسَانِكَ وَ قَلبِكَ وَ بَينَ عَينَيكَ وَ الإِيمَانَ مُخَالِطٌ لَحمَكَ وَ دَمَكَ كَمَا خَالَطَ لحَميِ وَ دمَيِ وَ إِنّهُ لَن يَرِدَ عَلَيّ الحَوضَ مُبغِضٌ لَكَ وَ لَن يَغِيبَ عَنكَ مُحِبّ لَكَ حَتّي يَرِدَ الحَوضَ مَعَكَ فَخَرّ سَاجِداً وَ قَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَنعَمَ عَلَيّ بِالإِسلَامِ وَ علَمّنَيِ القُرآنَ وَ حبَبّنَيِ إِلَي خَيرِ البَرِيّةِ خَاتَمِ النّبِيّينَ وَ سَيّدِ المُرسَلِينَ إِحسَاناً مِنهُ وَ فَضلًا عَلَيّ فَقَالَ النّبِيّص لَو لَا أَنتَ لَم يُعرَفِ المُؤمِنُونَ بعَديِ
76-جع ،[جامع الأخبار] قَالَ النّبِيّص مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ مَاتَ شَهِيداً أَلَا وَ
صفحه : 138
مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ مَاتَ مَغفُوراً لَهُ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ مَاتَ تَائِباً أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ مَاتَ مُؤمِناً مُستَكمِلَ الإِيمَانِ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ بَشّرَهُ مَلَكُ المَوتِ بِالجَنّةِ ثُمّ مُنكَرٌ وَ نَكِيرٌ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ فُتِحَ لَهُ فِي قَبرِهِ بَابَانِ إِلَي الجَنّةِ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ جَعَلَ اللّهُ قَبرَهُ قَرَارَ مَلَائِكَةِ الرّحمَةِ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي حُبّ آلِ مُحَمّدٍ مَاتَ عَلَي السّنّةِ وَ الجَمَاعَةِ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي بُغضِ آلِ مُحَمّدٍ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ مَكتُوباً بَينَ عَينَيهِ آيِسٌ مِن رَحمَةِ اللّهِ أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي بُغضِ آلِ مُحَمّدٍ مَاتَ كَافِراً أَلَا وَ مَن مَاتَ عَلَي بُغضِ آلِ مُحَمّدٍ لَم يَشَمّ رَائِحَةَ الجَنّةِ
77- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبّادٍ الراّزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المدَاَئنِيِّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ زَينِ العَابِدِينَ أَنّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ أخَبرِنيِ بِحَدِيثٍ فِيكُم خَاصّةً قَالَ نَعَم نَحنُ خُزّانُ عِلمِ اللّهِ وَ وَرَثَةُ وحَيِ اللّهِ وَ حَمَلَةُ كِتَابِ اللّهِ طَاعَتُنَا فَرِيضَةٌ وَ حُبّنَا إِيمَانٌ وَ بُغضُنَا نِفَاقٌ مُحِبّونَا فِي الجَنّةِ وَ مُبغِضُونَا فِي النّارِ خُلِقنَا وَ رَبّ الكَعبَةِ مِن طِينَةٍ عَذبٍ لَم يُخلَق مِنهَا سِوَانَا وَ خُلِقَ مُحِبّونَا مِن طِينٍ أَسفَلَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أُلحِقَتِ السّفلَي بِالعُليَا فَأَينَ تَرَي اللّهَ يَفعَلُ بِنَبِيّهِ وَ أَينَ تَرَي نَبِيّهُ يَفعَلُ بِوُلدِهِ وَ أَينَ تَرَي وُلدَهُ يَفعَلُونَ بِمُحِبّيهِم وَ شِيعَتِهِم كُلّ إِلَي جِنَانِ رَبّ العَالَمِينَ
78- بشا،[بشارة المصطفي ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَبدِ الصّمَدِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَيضِ الغاني عَن هِشَامِ بنِ عَمّارٍ عَن خَالِدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ السجّسِتاَنيِّ عَن أَبِي قِلَابَةَ قَالَ سَأَلَت أُمّ سَلَمَةَ رضَيَِ اللّهُ عَنهَا عَن شِيعَةِ عَلِيّ ع فَقَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ شِيعَةُ عَلِيّ هُمُ الفَائِزُونَ يَومَ القِيَامَةِ
79-بشا،[بشارة المصطفي ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَبدِ الصّمَدِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ المَلِكِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الأوَديِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَمرِو بنِ حُرَيثٍ عَن
صفحه : 139
دَاوُدَ بنِ السّلِيلِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَدخُلُ الجَنّةَ مِن أمُتّيِ سَبعُونَ أَلفاً لَا حِسَابَ عَلَيهِم وَ لَا عَذَابَ ثُمّ التَفَتَ إِلَي عَلِيّ ع فَقَالَ هُم شِيعَتُكَ وَ أَنتَ إِمَامُهُم
فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ] عن ابن عباس عنه ص مثله
80- بشا،[بشارة المصطفي ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ دِينَارٍ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ ضُرَيسٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ وَ ابنِ أَبِي حَمّادٍ عَن أَبِي دَاوُدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَقبَلَ أَبُو بَكرٍ وَ عُمَرُ وَ الزّبَيرُ وَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ جَلَسُوا بِفِنَاءِ رَسُولِ اللّهِص فَخَرَجَ إِلَيهِمُ النّبِيّص فَجَلَسَ إِلَيهِم فَانقَطَعَ شِسعُهُ فَرَمَي بِنَعلِهِ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع ثُمّ قَالَ إِنّ عَن يَمِينِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَو عَن يَمِينِ العَرشِ قَوماً مِنّا عَلَي مَنَابِرَ مِن نُورٍ وُجُوهُهُم مِن نُورٍ وَ ثِيَابُهُم مِن نُورٍ تَغشَي وُجُوهُهُم أَبصَارَ النّاظِرِينَ دُونَهُم قَالَ أَبُو بَكرٍ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَسَكَتَ فَقَالَ الزّبَيرُ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَسَكَتَ فَقَالَ عَبدُ الرّحمَنِ مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَسَكَتَ فَقَالَ عَلِيّ ع مَن هُم يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ هُم قَومٌ تَحَابّوا بِرَوحِ اللّهِ عَلَي غَيرِ أَنسَابٍ وَ لَا أَموَالٍ أُولَئِكَ شِيعَتُكَ وَ أَنتَ إِمَامُهُم يَا عَلِيّ
بيان بروح الله أي برحمته أوبدينه وعلمه أوبخلفائه والحاصل أن حبهم لله لاللأحساب والأموال والأنساب وسائر الأمور الدنيوية
81-بشا،[بشارة المصطفي ]بِالإِسنَادِ إِلَي الصّدُوقِ عَنِ الدّقّاقِ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَن عُمَرَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ بنِ عَاصِمٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ حدَثّنَيِ سَلمَانُ الخَيرُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَقَالَ يَا أَبَا الحَسَنِ قَلّ مَا أَقبَلتَ أَنتَ وَ أَنَا عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِلّا قَالَ
صفحه : 140
يَا سَلمَانُ هَذَا وَ حِزبُهُ هُمُ المُفلِحُونَ يَومَ القِيَامَةِ
82- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]بِحَذفِ الإِسنَادِ مَرفُوعاً عَن مَولَانَا عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَص قَالَ المُؤمِنُ عَلَي أَيّ حَالٍ مَاتَ وَ فِي أَيّ سَاعَةٍ قُبِضَ فَهُوَ شَهِيدٌ وَ لَقَد سَمِعتُ حبَيِبيِ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ المُؤمِنَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الدّنيَا وَ عَلَيهِ مِثلُ ذُنُوبِ أَهلِ الأَرضِ لَكَانَ المَوتُ كَفّارَةً لِتِلكَ الذّنُوبِ ثُمّ قَالَ ع مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ بِالإِخلَاصِ فَهُوَ برَيِءٌ مِنَ الشّركِ وَ مَن خَرَجَ مِنَ الدّنيَا لَا يُشرِكُ بِاللّهِ شَيئاً دَخَلَ الجَنّةَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَإِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ وَ هُم شِيعَتُكَ وَ مُحِبّوكَ يَا عَلِيّ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ هَذَا لشِيِعتَيِ فَقَالَ إيِ وَ ربَيّ لِشِيعَتِكَ وَ مُحِبّيكَ خَاصّةً وَ إِنّهُم لَيَخرُجُونَ مِن قُبُورِهِم وَ هُم يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَلِيّ ولَيِّ اللّهِ فَيُؤتَونَ بِحُلَلٍ خُضرٍ مِنَ الجَنّةِ وَ أَكَالِيلَ مِنَ الجَنّةِ وَ تِيجَانٍ مِنَ الجَنّةِ وَ يُلبَسُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم حُلّةً خَضرَاءَ وَ تَاجَ المُلكِ وَ إِكلِيلَ الكَرَامَةِ وَ يَركَبُونَ النّجَائِبَ فَتَطِيرُ بِهِم إِلَي الجَنّةِلا يَحزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكبَرُ وَ تَتَلَقّاهُمُ المَلائِكَةُ هذا يَومُكُمُ ألّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ
83- نبه ،[تنبيه الخاطر] كَتَبَ أَحمَدُ بنُ حَمّادٍ أَبُو مَحمُودٍ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع كِتَاباً طَوِيلًا فَأَجَابَهُ فِي بَعضِ كِتَابِهِ أَمّا الدّنيَا فَنَحنُ فِيهِ مُفتَرِقُونَ فِي البِلَادِ وَ لَكِنّ مَن هَوَي هَوَي صَاحِبَهُ وَ دَانَ بِدِينِهِ فَهُوَ مَعَهُ وَ إِن كَانَ نَائِياً عَنهُ وَ أَمّا الآخِرَةُ فهَيَِ دَارُ القَرَارِ
84-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَرِيكٍ العاَمرِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص
صفحه : 141
لعِلَيِّ ع يَا عَلِيّ يَخرُجُ يَومَ القِيَامَةِ قَومٌ مِن قُبُورِهِم بَيَاضُ وُجُوهِهِم كَبَيَاضِ الثّلجِ عَلَيهِم ثِيَابٌ بَيَاضُهَا كَبَيَاضِ اللّبَنِ عَلَيهِم نِعَالُ الذّهَبِ شِرَاكُهَا مِنَ اللّؤلُؤِ يَتَلَألَأُ فَيُؤتَونَ بِنُوقٍ مِن نُورٍ عَلَيهَا رَحَائِلُ الذّهَبِ مُكَلّلَةً بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ فَيَركَبُونَ عَلَيهَا حَتّي يَنتَهُوا إِلَي عَرشِ الرّحمَنِ وَ النّاسُ فِي الحِسَابِ يَهتَمّونَ وَ يَغتَمّونَ وَ هَؤُلَاءِ يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ فَرِحُونَ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ هُم شِيعَتُكَ وَ أَنتَ إِمَامُهُم وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَومَ نَحشُرُ المُتّقِينَ إِلَي الرّحمنِ وَفداً عَلَي الرّحَائِلِ وَنَسُوقُ المُجرِمِينَ إِلي جَهَنّمَ وِرداً وَ هُم أَعدَاؤُكَ يُسَاقُونَ إِلَي النّارِ بِلَا حِسَابٍ
توضيح قال الجوهري الرحالة سرج من جلود ليس فيه خشب كانوا يتخذونه للركض الشديد والجمع الرحائل
85- مَجمَعُ البَيَانِ، عَنِ العيَاّشيِّ بِالإِسنَادِ عَن مِنهَالٍ القَصّابِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع ادعُ اللّهَ أَن يرَزقُنَيَِ الشّهَادَةَ فَقَالَ المُؤمِنُ شَهِيدٌ ثُمّ تَلَاوَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَداءُ عِندَ رَبّهِم لَهُم أَجرُهُم وَ نُورُهُم
روُيَِ أَيضاً عَنِ الحَارِثِ بنِ المُغِيرَةِ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ العَارِفُ مِنكُم هَذَا الأَمرَ المُنتَظِرُ لَهُ المُحتَسِبُ فِيهِ الخَيرَ كَمَن جَاهَدَ وَ اللّهِ مَعَ قَائِمِ آلِ مُحَمّدٍ بِسَيفِهِ ثُمّ قَالَ بَل وَ اللّهِ كَمَن جَاهَدَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص بِسَيفِهِ ثُمّ قَالَ الثّالِثَةَ بَل وَ اللّهِ كَمَنِ استُشهِدَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي فُسطَاطِهِ وَ فِيكُم آيَةٌ فِي كِتَابِ اللّهِ قُلتُ وَ أَيّ آيَةٍ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيوَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصّدّيقُونَ وَ الشّهَداءُ عِندَ رَبّهِم لَهُم أَجرُهُم وَ نُورُهُم ثُمّ قَالَ صِرتُم وَ اللّهِ صَادِقِينَ شُهَدَاءَ عِندَ رَبّكُم
86-كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]رَوَي صَاحِبُ كِتَابِ البِشَارَاتِ مَرفُوعاً إِلَي الحُسَينِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ قَد كَبِرَ سنِيّ وَ دَقّ عظَميِ وَ
صفحه : 142
اقتَرَبَ أجَلَيِ وَ قَد خِفتُ أَن يدُركِنَيِ قَبلَ هَذَا الأَمرِ المَوتُ قَالَ فَقَالَ لِي يَا أَبَا حَمزَةَ أَ وَ مَا تَرَي الشّهِيدَ إِلّا أَن قُتِلَ قُلتُ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِي يَا أَبَا حَمزَةَ مَن آمَنَ بِنَا وَ صَدّقَ حَدِيثَنَا وَ انتَظَرَ أَمرَنَا كَانَ كَمَن قُتِلَ تَحتَ رَايَةِ القَائِمِ بَل وَ اللّهِ تَحتَ رَايَةِ رَسُولِ اللّهِص
وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ لِيَ الصّادِقُ ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ المَيّتَ عَلَي هَذَا الأَمرِ شَهِيدٌ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ إِن مَاتَ عَلَي فِرَاشِهِ قَالَ وَ إِن مَاتَ عَلَي فِرَاشِهِ فَإِنّهُ حيَّ يُرزَقُ
87- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة]روُيَِ مَرفُوعاً عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَلَقَ اللّهُ مِن نُورِ وَجهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ يَستَغفِرُونَ لَهُ وَ لِمُحِبّيهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
وَ رَوَي أَبُو نُعَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ بِإِسنَادِهِ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ يَا أَبَا الحَسَنِ مَا طَلَعتَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص إِلّا وَ ضَرَبَ بَينَ كتَفِيَّ وَ قَالَ يَا سَلمَانُ هَذَا وَ حِزبُهُ هُمُ المُفلِحُونَ
88- ختص ،[الإختصاص ] عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن حَبِيبٍ السجّسِتاَنيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَأُعَذّبَنّ كُلّ رَعِيّةٍ فِي الإِسلَامِ أَطَاعَت كُلّ إِمَامٍ لَيسَ مِنَ اللّهِ وَ إِن كَانَتِ الرّعِيّةُ بَارّةً تَقِيّةً وَ لَأَعفُوَنّ عَن كُلّ رَعِيّةٍ أَطَاعَت كُلّ إِمَامٍ عَادِلٍ مِنَ اللّهِ وَ إِن كَانَتِ الرّعِيّةُ ظَالِمَةً مُسِيئَةً
أقول رواه الصدوق في كتاب فضائل الشيعة بإسناده عن السجستاني و فيه دانت لولاية كل إمام في الموضعين
89- وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الثمّاَليِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُأَنتُم أَهلُ تَحِيّةِ
صفحه : 143
اللّهِ وَ سَلَامِهِ وَ أَنتُم أَهلُ أُثرَةِ اللّهِ بِرَحمَتِهِ وَ أَهلُ تَوفِيقِ اللّهِ وَ عِصمَتِهِ وَ أَهلُ دَعوَةِ اللّهِ بِطَاعَتِهِ لَا حِسَابٌ عَلَيكُم وَ لَا خَوفٌ وَ لَا حُزنٌ قَالَ أَبُو حَمزَةَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ رُفِعَ القَلَمُ عَنِ الشّيعَةِ بِعِصمَةِ اللّهِ وَ وَلَايَتِهِ قَالَ وَ سَمِعتُهُ ع يَقُولُ إنِيّ لَأَعلَمُ قَوماً قَد غَفَرَ اللّهُ لَهُم وَ رضَيَِ عَنهُم وَ عَصَمَهُم وَ رَحِمَهُم وَ حَفِظَهُم مِن كُلّ سُوءٍ وَ أَيّدَهُم وَ هَدَاهُم إِلَي كُلّ رُشدٍ وَ بَلّغَ بِهِم غَايَةَ الإِمكَانِ قِيلَ مَن هُم يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَالَ أُولَئِكَ شِيعَتُنَا الأَبرَارُ شِيعَةُ عَلِيّ ع وَ قَالَ ع نَحنُ الشّهَدَاءُ عَلَي شِيعَتِنَا وَ شِيعَتُنَا شُهَدَاءُ عَلَي النّاسِ وَ بِشَهَادَةِ شِيعَتِنَا يُجزَونَ وَ يُعَاقَبُونَ
بيان في المصباح آثرته بالمد فضلته واستأثر بالشيء استبد به والاسم الأثرة كقصبة و في القاموس الأثرة بالضم المكرمة المتوارثة والبقية من العلم تؤثر كالأثرة والإثارة وآثر اختار وفلان أثيري أي من خلصائي والأكثر هنا مناسب
90- فَضَائِلُ الشّيعَةِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ تَغلِبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَفَلَا اقتَحَمَ العَقَبَةَ قَالَ فَقَالَ مَن أَكرَمَهُ اللّهُ بِوَلَايَتِنَا فَقَد جَازَ العَقَبَةَ وَ نَحنُ تِلكَ العَقَبَةُ مَنِ اقتَحَمَهَا نَجَا قَالَ فَسَكَتَ ثُمّ قَالَ هَلّا أُفِيدُكَ حَرفاً خَيراً مِنَ الدّنيَا وَ مَا فِيهَا قَالَ قُلتُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ قَولُهُ تَعَالَيفَكّ رَقَبَةٍ النّاسُ كُلّهُم عَبِيدُ النّارِ غَيرَكَ وَ أَصحَابِكَ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَكّ رِقَابَهُم مِنَ النّارِ بِوَلَايَتِنَا أَهلَ البَيتِ
وَ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجدَلَيِّ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَ لَا أُحَدّثُكَ بِالحَسَنَةِ التّيِ مَن جَاءَ بِهَا أَمِنَ مِن فَزَعِ يَومِ القِيَامَةِ وَ السّيّئَةِ التّيِ مَن جَاءَ بِهَا أَكَبّهُ اللّهُ عَلَي وَجهِهِ فِي النّارِ قَالَ قُلتُ بَلَي قَالَ الحَسَنَةُ حُبّنَا
صفحه : 144
وَ السّيّئَةُ بُغضُنَا
وَ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَنتُم لِلجَنّةِ وَ الجَنّةُ لَكُم أَسمَاؤُكُم عِندَنَا الصّالِحُونَ وَ المُصلِحُونَ أَنتُم أَهلُ الرّضَا عَنِ اللّهِ لِرِضَاهُ عَنكُم وَ المَلَائِكَةُ إِخوَانُكُم فِي الخَيرِ إِذَا اجتَهَدُوا
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنهُ ع قَالَ دِيَارُكُم لَكُم جَنّةٌ وَ قُبُورُكُم لَكُم جَنّةٌ لِلجَنّةِ خُلِقتُم وَ إِلَي الجَنّةِ تَصِيرُونَ
91- كنز،[كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة] عَنِ الصّدُوقِ عَن مَاجِيلَوَيهِ بِإِسنَادِهِ عَن رِجَالِهِ عَن حَنظَلَةَ عَن مَيسَرَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ وَ اللّهِ لَا يُرَي مِنكُم فِي النّارِ اثنَانِ لَا وَ اللّهِ وَ لَا وَاحِدٌ قَالَ قُلتُ فَأَينَ ذَلِكَ مِن كِتَابِ اللّهِ قَالَ فَأَمسَكَ عنَيّ سَنَةً قَالَ فإَنِيّ مَعَهُ ذَاتَ يَومٍ فِي الطّوَافِ إِذ قَالَ لِيَ اليَومَ أُذِنَ لِي فِي جَوَابِكَ عَن مَسأَلَةِ كَذَا قَالَ فَقُلتُ فَأَينَ هُوَ مِنَ القُرآنِ قَالَ فِي سُورَةِ الرّحمَنِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَومَئِذٍ لَا يُسأَلُ عَن ذَنبِهِ مِنكُم إِنسٌ وَ لَا جَانّ فَقُلتُ لَهُ لَيسَ فِيهَا مِنكُم قَالَ إِنّ أَوّلَ مَن غَيّرَهَا ابنُ أَروَي وَ ذَلِكَ أَنّهَا حُجّةٌ عَلَيهِ وَ عَلَي أَصحَابِهِ وَ لَو لَم يَكُن فِيهَا مِنكُم لَسَقَطَ عِقَابُ اللّهِ عَن خَلقِهِ إِذَا لَم يُسأَل عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَ لَا جَانّ فَلِمَن يُعَاقِبُ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ
92-محص ،[التمحيص ]رِيَاضُ الجِنَانِ، عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن هَؤُلَاءِ المَلَاعِينِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَأَسُوءَنّهُ فِي شِيعَتِهِ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَقبِل إلِيَّ فَلَم يُقبِل إِلَيهِ فَأَعَادَ فَلَم يُقبِل إِلَيهِ ثُمّ أَعَادَ الثّالِثَةَ فَقَالَ هَا أَنَا ذَا مُقبِلٌ
صفحه : 145
فَقُل وَ لَن تَقُولَ خَيراً فَقَالَ إِنّ شِيعَتَكَ يَشرَبُونَ النّبِيذَ فَقَالَ وَ مَا بَأسٌ بِالنّبِيذِ أخَبرَنَيِ أَبِي عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أَنّ أَصحَابَ رَسُولِ اللّهِص كَانُوا يَشرَبُونَ النّبِيذَ فَقَالَ لَيسَ أَعنِيكَ النّبِيذَ أَعنِيكَ المُسكِرَ فَقَالَ شِيعَتُنَا أَزكَي وَ أَطهَرُ مِن أَن يجَريَِ لِلشّيطَانِ فِي أَمعَائِهِم رَسِيسٌ وَ إِن فَعَلَ ذَلِكَ المَخذُولُ مِنهُم فَيَجِدُ رَبّاً رَءُوفاً وَ نَبِيّاً بِالِاستِغفَارِ لَهُ عَطُوفاً وَ وَلِيّاً لَهُ عِندَ الحَوضِ وَلُوفاً وَ تَكُونُ أَنتَ وَ أَصحَابُكَ بِبَرَهُوتٍ مَلُوفاً قَالَ فَأُفحِمَ الرّجُلُ وَ سَكَتَ ثُمّ قَالَ لَيسَ أَعنِيكَ المُسكِرَ إِنّمَا أَعنِيكَ الخَمرَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع سَلَبَكَ اللّهُ لِسَانَكَ مَا لَكَ تُؤذِينَا فِي شِيعَتِنَا مُنذُ اليَومِ أخَبرَنَيِ أَبِي عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن رَسُولِ اللّهِ عَن جَبرَئِيلَص عَنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ قَالَ يَا مُحَمّدُ إنِنّيِ حَظَرتُ الفِردَوسَ عَلَي جَمِيعِ النّبِيّينَ حَتّي تَدخُلَهَا أَنتَ وَ عَلِيّ وَ شِيعَتُكُمَا إِلّا مَنِ اقتَرَفَ مِنهُم كَبِيرَةً فإَنِيّ أَبلُوهُ فِي مَالِهِ أَو بِخَوفٍ مِن سُلطَانِهِ حَتّي تَلقَاهُ المَلَائِكَةُ بِالرّوحِ وَ الرّيحَانِ وَ أَنَا عَلَيهِ غَيرُ غَضبَانَ فَيَكُونُ ذَلِكَ حِلّا لِمَا كَانَ مِنهُ فَهَل عِندَ أَصحَابِكَ هَؤُلَاءِ شَيءٌ مِن هَذَا فَلُم أَو دَع
بيان رسيس أي شيءثابت كناية عن الاعتياد أوقليل أوجب للحرام أوابتداؤه في القاموس الرس ابتداء الشيء و منه رس الحمي ورسيسها والإصلاح والإفساد والحفر والدس والرسيس الشيء الثابت وابتداء الحب والحمي و قال الوليف البرق المتتابع اللمعان كالولوف وضرب من العدو تقع القوائم معا و أن يجيء القوم معا والولاف والمؤالفة الإلاف والاعتزاء والاتصال و قال لأف الطعام
صفحه : 146
كمنع أكله أكلا جيدا و قال لفت الطعام لوفا أكلته أومضغته واللؤف من الكلاء والطعام ما لايشتهي وكلأ ملوف قدغسله المطر فلم أودع أي إذاعرفت ذلك فإن شئت فلم أي اثبت علي الملامة فتعذب أواترك الملامة لتنجو منه
93- محص ،[التمحيص ] عَنِ الكنِاَنيِّ قَالَ كُنتُ أَنَا وَ زُرَارَةُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَا تَطعَمُ النّارُ أَحَداً وَصَفَ هَذَا الأَمرَ فَقَالَ زُرَارَةُ إِنّ مِمّن يَصِفُ هَذَا الأَمرَ يَعمَلُ بِالكَبَائِرِ فَقَالَ أَ وَ مَا تدَريِ مَا كَانَ أَبِي يَقُولُ فِي ذَلِكَ إِنّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصَابَ المُؤمِنُ مِن تِلكَ المُوبِقَاتِ شَيئاً ابتَلَاهُ اللّهُ بِبَلِيّةٍ فِي جَسَدِهِ أَو بِخَوفٍ يُدخِلُهُ اللّهُ عَلَيهِ حَتّي يَخرُجَ مِنَ الدّنيَا وَ قَد خَرَجَ مِن ذُنُوبِهِ
94- محص ،[التمحيص ] عَن زَكَرِيّا بنِ آدَمَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع فَقَالَ يَا زَكَرِيّا بنَ آدَمَ شِيعَةُ عَلِيّ رُفِعَ عَنهُمُ القَلَمُ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا العِلّةُ فِي ذَلِكَ قَالَ لِأَنّهُم أُخّرُوا فِي دَولَةِ البَاطِلِ يَخَافُونَ عَلَي أَنفُسِهِم وَ يَحذَرُونَ عَلَي إِمَامِهِم يَا زَكَرِيّا بنَ آدَمَ مَا أَحَدٌ مِن شِيعَةِ عَلِيّ أَصبَحَ صَبِيحَةً أَتَي بِسَيّئَةٍ أَوِ ارتَكَبَ ذَنباً إِلّا أَمسَي وَ قَد نَالَهُ غَمّ حَطّ عَنهُ سَيّئَتَهُ فَكَيفَ يجَريِ عَلَيهِ القَلَمُ
95- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ صَالِحٍ عَن سَلّامٍ الحَنّاطِ عَن هَاشِمِ بنِ سَعِيدٍ وَ سُلَيمَانَ الديّلمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَكُنتُ مَعَ أَبِي حَتّي انتَهَينَا إِلَي القَبرِ وَ المِنبَرِ فَإِذَا أُنَاسٌ مِن أَصحَابِهِ فَوَقَفَ عَلَيهِم فَسَلّمَ وَ قَالَ وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّكُم وَ أُحِبّ رِيحَكُم وَ أَروَاحَكُم فَأَعِينُونَا عَلَي ذَلِكَ بِوَرَعٍ وَ اجتِهَادٍ فَإِنّكُم لَن تَنَالُوا وَلَايَتَنَا إِلّا بِالوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ مَنِ ائتَمّ بِإِمَامٍ فَليَعمَل بِعَمَلِهِ ثُمّ قَالَ أَنتُم شُرطَةُ اللّهِ وَ أَنتُم شِيعَةُ اللّهِ وَ أَنتُمُالسّابِقُونَ الأَوّلُونَ وَ السّابِقُونَ الآخِرُونَ أَنتُمُ السّابِقُونَ فِي الدّنيَا إِلَي مَحَبّتِنَا وَ السّابِقُونَ فِي الآخِرَةِ إِلَي الجَنّةِ ضَمِنّا لَكُمُ الجَنّةَ بِضَمَانِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ضَمَانِ رَسُولِهِ أَنتُمُ الطّيّبُونَ وَ نِسَاؤُكُمُ الطّيّبَاتُ كُلّ مُؤمِنٍ صِدّيقٌ وَ كُلّ مُؤمِنَةٍ حَورَاءُ كَم مِن مَرّةٍ قَد قَالَ عَلِيّ ع لِقَنبَرٍ بَشّر وَ أَبشِر وَ استَبشِر فَوَ اللّهِ لَقَد مَاتَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّهُ لَسَاخِطٌ عَلَي جَمِيعِ أُمّتِهِ
صفحه : 147
إِلّا الشّيعَةَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ عُروَةً وَ إِنّ عُروَةَ الدّينِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ شَرَفاً وَ شَرَفُ الدّينِ الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ إِمَاماً وَ إِنّ إِمَامَ الأَرضِ أَرضٌ تَسكُنُهَا الشّيعَةُ أَلَا وَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ شَهوَةً وَ إِنّ شَهوَةَ الدّنيَا لِسُكنَي الشّيعَةِ فِيهَا وَ اللّهِ لَو لَا مَا فِي الأَرضِ مِنكُم مَا رَمَت بِعُشبٍ أَبَداً وَ مَا لَهُم فِي الأَرضِ مِن نَصِيبٍ كُلّ مُخَالِفٍ وَ اللّهِ وَ إِن تَعَبّدَ وَ اجتَهَدَ مَنسُوبٌ إِلَي هَذِهِ الآيَةِعامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصلي ناراً حامِيَةً وَ اللّهِ مَا دَعَا مُخَالِفٌ دَعوَةَ خَيرٍ إِلّا كَانَت إِجَابَةُ دَعوَتِهِ لَكُم وَ لَا دَعَا أَحَدٌ مِنكُم دَعوَةً إِلّا كَانَت لَهُ مِنَ اللّهِ مِائَةٌ وَ لَا سَأَلَهُ مَسأَلَةً إِلّا كَانَت لَهُ مِنَ اللّهِ مِائَةٌ وَ لَا عَمِلَ أَحَدٌ مِنكُم حَسَنَةً إِلّا لَم يُحصِ تَضَاعِيفَهَا وَ اللّهِ إِنّ صَائِمَكُم لَيَرتَعُ فِي رِيَاضِ الجَنّةِ وَ اللّهِ إِنّ حَاجّكُم وَ مُعتَمِرَكُم لَمِن خَاصّةِ اللّهِ وَ إِنّكُم جَمِيعاً لَأَهلُ دَعوَةِ اللّهِ وَ أَهلُ إِجَابَتِهِلا خَوفٌ عَلَيكُم وَ لا أَنتُم تَحزَنُونَكُلّكُم فِي الجَنّةِ فَتَنَافَسُوا فِي الدّرَجَاتِ فَوَ اللّهِ مَا أَحَدٌ أَقرَبَ إِلَي عَرشِ اللّهِ بَعدَنَا مِن شِيعَتِنَا حَبّذَا شِيعَتُنَا مَا أَحسَنَ صُنعَ اللّهِ إِلَيهِم وَ اللّهِ لَقَد قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَخرُجُ شِيعَتُنَا مِن قُبُورِهِم مُشرِقَةً وُجُوهُهُم قَرِيرَةً أَعيُنُهُم قَد أُعطُوا الأَمَانَ يَخَافُ النّاسُ وَ لَا يَخَافُونَ وَ يَحزَنُ النّاسُ وَ لَا يَحزَنُونَ وَ اللّهِ مَا سَعَي أَحَدٌ مِنكُم إِلَي الصّلَاةِ إِلّا وَ قَدِ اكتَنَفَتهُ المَلَائِكَةُ مِن خَلفِهِ يَدعُونَ اللّهَ لَهُ بِالفَوزِ حَتّي يَفرُغَ أَلَا إِنّ لِكُلّ شَيءٍ جَوهَراً وَ جَوهَرُ وُلدِ آدَمَ مُحَمّدٌص وَ نَحنُ وَ أَنتُم قَالَ سُلَيمَانُ وَ زَادَ فِيهِ عَيثَمُ بنُ أَسلَمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو لَا مَا فِي الأَرضِ مِنكُم مَا زُخرِفَتِ الجَنّةُ وَ لَا خُلِقَت حَوّاءُ وَ لَا رَحِمٌ وَ طِفلٌ وَ لَا أُرتِعَت بَهِيمَةٌ وَ اللّهِ إِنّ اللّهَ أَشَدّ حُبّاً لَكُم مِنّا
96- كِتَابُ زَيدٍ النرّسيِّ، قَالَ قُلتُ لأِبَيِ الحَسَنِ مُوسَي ع الرّجُلُ مِن مَوَالِيكُم يَكُونُ عَارِفاً يَشرَبُ الخَمرَ وَ يَرتَكِبُ المُوبِقَ مِنَ الذّنبِ نَتَبَرّأُ مِنهُ فَقَالَ
صفحه : 148
تَبَرّءُوا مِن فِعلِهِ وَ لَا تَبَرّءُوا مِنهُ أَحِبّوهُ وَ أَبغِضُوا عَمَلَهُ قُلتُ فَيَسَعُنَا أَن نَقُولَ فَاسِقٌ فَاجِرٌ فَقَالَ لَا الفَاسِقُ الفَاجِرُ الكَافِرُ الجَاحِدُ لَنَا النّاصِبُ لِأَولِيَائِنَا أَبَي اللّهُ أَن يَكُونَ وَلِيّنَا فَاسِقاً فَاجِراً وَ إِن عَمِلَ مَا عَمِلَ وَ لَكِنّكُم تَقُولُونَ فَاسِقُ العَمَلِ فَاجِرُ العَمَلِ مُؤمِنُ النّفسِ خَبِيثُ الفِعلِ طَيّبُ الرّوحِ وَ البَدَنِ وَ اللّهِ مَا يَخرُجُ وَلِيّنَا مِنَ الدّنيَا إِلّا وَ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَحنُ عَنهُ رَاضُونَ يَحشُرُهُ اللّهُ عَلَي مَا فِيهِ مِنَ الذّنُوبِ مُبيَضّاً وَجهُهُ مَستُورَةً عَورَتُهُ آمِنَةً رَوعَتُهُ لَا خَوفٌ عَلَيهِ وَ لَا حُزنٌ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَا يَخرُجُ مِنَ الدّنيَا حَتّي يُصَفّي مِنَ الذّنُوبِ إِمّا بِمُصِيبَةٍ فِي مَالٍ أَو نَفسٍ أَو وَلَدٍ أَو مَرَضٍ وَ أَدنَي مَا يُصَفّي بِهِ وُلِيّنَا أَن يُرِيَهُ اللّهُ رُؤيَا مَهُولَةً فَيُصبِحُ حَزِيناً لِمَا رَأَي فَيَكُونُ ذَلِكَ كَفّارَةً لَهُ أَو خَوفاً يَرِدُ عَلَيهِ مِن أَهلِ دَولَةِ البَاطِلِ أَو يُشَدّدُ عَلَيهِ عِندَ المَوتِ فَيَلقَي اللّهَ طَاهِراً مِنَ الذّنُوبِ آمِناً رَوعَتُهُ بِمُحَمّدٍص وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ يَكُونُ أَمَامَهُ أَحَدُ الأَمرَينِ رَحمَةُ اللّهِ الوَاسِعَةُ التّيِ هيَِ أَوسَعُ مِن ذُنُوبِ أَهلِ الأَرضِ جَمِيعاً وَ شَفَاعَةُ مُحَمّدٍ وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلّي اللّهُ عَلَيهِمَا إِن أَخطَأَتهُ رَحمَةُ رَبّهِ أَدرَكَتهُ شَفَاعَةُ نَبِيّهِ وَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَص فَعِندَهَا تُصِيبُهُ رَحمَةُ رَبّهِ الوَاسِعَةُ
97-سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَكُنتُ فِي محَملِيِ أَقرَأُ إِذ ناَداَنيِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اقرَأ يَا سُلَيمَانُ فَأَنَا فِي هَذِهِ الآيَاتِ التّيِ فِي آخِرِ تَبَارَكَوَ الّذِينَ لا يَدعُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ وَ لا يَقتُلُونَ النّفسَ التّيِ حَرّمَ اللّهُ إِلّا بِالحَقّ وَ لا يَزنُونَ وَ مَن يَفعَل ذلِكَ يَلقَ أَثاماً فَقَالَ هَذِهِ فِينَا أَمَا وَ اللّهِ لَقَد وَعَظَنَا وَ هُوَ يَعلَمُ أَنّا لَا نزَنيِ اقرَأ يَا سُلَيمَانُ فَقَرَأتُ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي قَولِهِإِلّا مَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ قَالَ قِف هَذِهِ فِيكُم إِنّهُ يُؤتَي بِالمُؤمِنِ المُذنِبِ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي يُوقَفَ بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَيَكُونَ هُوَ ألّذِي يلَيِ حِسَابَهُ فَيُوقِفُهُ عَلَي سَيّئَاتِهِ شَيئاً شَيئاً فَيَقُولُ عَمِلتَ كَذَا فِي يَومِ كَذَا فِي سَاعَةِ كَذَا فَيَقُولُ أَعرِفُ يَا رَبّ حَتّي يُوقِفَهُ عَلَي سَيّئَاتِهِ كُلّهَا كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ أَعرِفُ فَيَقُولُ سَتَرتُهَا عَلَيكَ فِي الدّنيَا وَ أَغفِرُهَا لَكَ اليَومَ
صفحه : 149
فَبَدّلُوهَا لعِبَديِ حَسَنَاتٍ قَالَ فَتُرفَعُ صَحِيفَتُهُ لِلنّاسِ فَيَقُولُونَ سُبحَانَ اللّهِ أَ مَا كَانَت لِهَذَا العَبدِ سَيّئَةٌ وَاحِدَةٌ فَهُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَأُولئِكَ يُبَدّلُ اللّهُ سَيّئاتِهِم حَسَناتٍ
أقول قدمرت أخبار كثيرة من هذاالباب في أبواب المعاد من الحوض والشفاعة وأحوال المؤمنين والمجرمين في القيامة وغيرها وأبواب فضائل الأئمة ع
1- ب ،[قرب الإسناد] عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ امتَحِنُوا شِيعَتَنَا عِندَ مَوَاقِيتِ الصّلَوَاتِ كَيفَ مُحَافَظَتُهُم عَلَيهَا وَ إِلَي أَسرَارِنَا كَيفَ حِفظُهُم لَهَا عِندَ عَدُوّنَا وَ إِلَي أَموَالِهِم كَيفَ مُوَاسَاتُهُم لِإِخوَانِهِم فِيهَا
2-ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي مُحَمّدٍ الأنَصاَريِّ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع يَا أَبَا المِقدَامِ إِنّمَا شِيعَةُ عَلِيّ ع الشّاحِبُونَ النّاحِلُونَ الذّابِلُونَ ذَابِلَةٌ شِفَاهُهُم خَمِيصَةٌ بُطُونُهُم مُتَغَيّرَةٌ أَلوَانُهُم مُصفَرّةٌ وُجُوهُهُم إِذَا جَنّهُمُ اللّيلُ اتّخَذُوا الأَرضَ فِرَاشاً وَ استَقبَلُوا الأَرضَ بِجِبَاهِهِم كَثِيرٌ سُجُودُهُم
صفحه : 150
كَثِيرَةٌ دُمُوعُهُم كَثِيرٌ دُعَاؤُهُم كَثِيرٌ بُكَاؤُهُم يَفرَحُ النّاسُ وَ هُم مَحزُونُونَ
تم ،[فلاح السائل ]بإسناده عن سعد عن محمد بن عيسي مثله بيان اتخذوا الأرض فراشا أي يسجدون علي الأرض بدلا من النوم علي الفراش أوينامون علي الأرض بدون فرش واستقبلوا الأرض بجباههم للسجود
3- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن مَنصُورِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأصَفهَاَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الإسِكنَدرَاَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ مهَديِّ الرقّيّّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَص قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ طُوبَي لِمَن أَحَبّكَ وَ صَدّقَ بِكَ وَ وَيلٌ لِمَن أَبغَضَكَ وَ كَذّبَ بِكَ مُحِبّوكَ مَعرُوفُونَ فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ الأَرضِ السّابِعَةِ السّفلَي وَ مَا بَينَ ذَلِكَ هُم أَهلُ الدّينِ وَ الوَرَعِ وَ السّمتِ الحَسَنِ وَ التّوَاضُعِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ خَاشِعَةٌ أَبصَارُهُم وَجِلَةٌ قُلُوبُهُم لِذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَد عَرَفُوا حَقّ وَلَايَتِكَ وَ أَلسِنَتُهُم نَاطِقَةٌ بِفَضلِكَ وَ أَعيُنُهُم سَاكِبَةٌ تُحَنّناً عَلَيكَ وَ عَلَي الأَئِمّةِ مِن وُلدِكَ يَدِينُونَ اللّهَ بِمَا أَمَرَهُم بِهِ فِي كِتَابِهِ وَ جَاءَهُم بِهِ البُرهَانُ مِن سُنّةِ نَبِيّهِ عَامِلُونَ بِمَا يَأمُرُهُم بِهِ أُولُو الأَمرِ مِنهُم مُتَوَاصِلُونَ غَيرُ مُتَقَاطِعِينَ مُتَحَابّونَ غَيرُ مُتَبَاغِضِينَ إِنّ المَلَائِكَةَ لتَصُلَيّ عَلَيهِم وَ تُؤَمّنُ عَلَي دُعَائِهِم وَ تَستَغفِرُ لِلمُذنِبِ مِنهُم وَ تَشهَدُ حَضرَتَهُ وَ تَستَوحِشُ لِفَقدِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
بيان في النهاية السمت الهيئة الحسنة و منه فينظرون إلي سمته وهدية أي حسن هيئته ومنظره في الدين وفلان حسن السمت أي حسن القصد و في القاموس الحنين الشوق وشدة البكاء والطرب أوصوت الطرب عن حزن أوفرح وتحنن ترحم و قال الدين بالكسر الجزاء والعبادة والطاعة والذل واسم لجميع مايتعبد الله عز و جل به ودنته أدينه خدمته وأحسنت إليه ودان يدين ذل وأطاع
4-شا،[الإرشاد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]روُيَِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع خَرَجَ ذَاتَ لَيلَةٍ مِنَ المَسجِدِ وَ كَانَت لَيلَةً قَمرَاءَ فَأَمّ الجَبّانَةَ وَ لَحِقَهُ جَمَاعَةٌ يَقفُونَ أَثَرَهُ فَوَقَفَ عَلَيهِم ثُمّ قَالَ
صفحه : 151
مَن أَنتُم قَالُوا شِيعَتُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَتَفَرّسَ فِي وُجُوهِهِم ثُمّ قَالَ فَمَا لِي لَا أَرَي عَلَيكُم سِيمَاءَ الشّيعَةِ قَالُوا وَ مَا سِيمَاءُ الشّيعَةِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ صُفرُ الوُجُوهِ مِنَ السّهَرِ عُمشُ العُيُونِ مِنَ البُكَاءِ حُدبُ الظّهُورِ مِنَ القِيَامِ خُمُصُ البُطُونِ مِنَ الصّيَامِ ذُبُلُ الشّفَاهِ مِنَ الدّعَاءِ عَلَيهِم غَبَرَةُ الخَاشِعِينَ
صفات الشيعة،للصدوق عن أبيه عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن أحمد بن محمدرفعه عن السندي بن محمد مثله
5- وَ مِنهُ، عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ الحمِيرَيِّ رَفَعَهُ إِلَي ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ خَرَجَ عَلِيّ ع ذَاتَ يَومٍ وَ نَحنُ مُجتَمِعُونَ فَقَالَ مَن أَنتُم وَ مَا اجتِمَاعُكُم فَقُلنَا قَومٌ مِن شِيعَتِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَي سِيمَاءَ الشّيعَةِ عَلَيكُم فَقُلنَا وَ مَا سِيمَاءُ الشّيعَةِ فَقَالَ صُفرُ الوُجُوهِ مِن صَلَاةِ اللّيلِ عُمشُ العُيُونِ مِن مَخَافَةِ اللّهِ ذُبُلُ الشّفَاهِ مِنَ الصّيَامِ عَلَيهِم غَبَرَةُ الخَاشِعِينَ
إيضاح الحدب بالضم جمع الأحدب والحدب محركة خروج الظهر ودخول الصدر والبطن عليهم عبرة الخاشعين في بعض النسخ بالعين المهملة أي بكاؤهم و في بعضها بالمعجمة أي ذلهم وشعثهم واغبرارهم و في القاموس الغبراء من السنين الجدية وبنو غبراء الفقراء والمغبرة قوم يغبرون بذكر الله أي يهللون ويرددون الصوت بالقراءة وغيرها سموا بهالأنهم يرغبون الناس في الغابرة أي الباقية و في النهاية في غبراء الناس بالمد أي فقرائهم و منه قيل للمحاويج بنو غبراء كأنهم نسبوا إلي الأرض والتراب
6- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ الغضَاَئرِيِّ عَنِ الصّدُوقِ عَنِ المُكَتّبِ عَنِ ابنِ زَكَرِيّا عَنِ ابنِ حَبِيبٍ عَنِ ابنِ بُهلُولٍ عَن جَعفَرِ بنِ عُثمَانَ الأَحوَلِ عَن سُلَيمَانَ بنِ مِهرَانَ قَالَدَخَلتُ عَلَي الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ عِندَهُ نَفَرٌ مِنَ الشّيعَةِ وَ هُوَ يَقُولُ مَعَاشِرَ الشّيعَةِ كُونُوا لَنَا زَيناً وَ لَا تَكُونُوا عَلَينَا شَيناً قُولُوا لِلنّاسِ حُسناً وَ احفَظُوا
صفحه : 152
أَلسِنَتَكُم وَ كُفّوهَا عَنِ الفُضُولِ وَ قُبحِ القَولِ
بيان كونوا لنا زينا أي كونوا من أهل الورع والتقوي والعمل الصالح لتكونوا زينة لنا فإن حسن اتباع الرجل زينة له إذ يمدحونه بحسن تأديب أصحابه بخلاف ما إذاكانوا فسقة فإنه يصير سببا لتشنيع رئيسهم ويكونون شينا وعيبا لرئيسهم وعمدة الغرض في هذاالمقام رعاية التقية وحسن العشرة مع المخالفين لئلا يصير سببا لنفرتهم عن أئمتهم وسوء القول فيهم بقرينة مابعده وقولوا للناس حسنا فيه تضمين للآية الكريمة قال الطبرسي ره اختلف في معني قوله حسنا فقيل هوالقول الحسن الجميل والخلق الكريم عن ابن عباس وقيل هوالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و قال الربيع حسنا أي معروفا وَ رَوَي جَابِرٌ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِقُولُوا لِلنّاسِ حُسناً قَالَ قُولُوا لِلنّاسِ أَحسَنَ مَا تُحِبّونَ أَن يُقَالَ لَكُم فَإِنّ اللّهَ يُبغِضُ اللّعّانَ السّبّابَ الطّعّانَ عَلَي المُؤمِنِينَ الفَاحِشَ المُتَفَحّشَ السّائِلَ المُلحِفَ وَ يُحِبّ الحَلِيمَ العَفِيفَ المُتَعَفّفَ
ثم اختلف فيه من وجه آخر فقيل هوعام في المؤمن والكافر علي ماروي عن الباقر ع وقيل هوخاص في المؤمن واختلف من قال إنه عام فقيل إنه منسوخ بآية السيف و قدروي أيضا عن الصادق ع و قال الأكثرون إنها ليست بمنسوخة لأنه يمكن قتالهم مع حسن القول في دعائهم إلي الإيمان كما قال الله تعالي ادعُ إِلي سَبِيلِ رَبّكَ بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جادِلهُم باِلتّيِ هيَِ أَحسَنُ و قال في آية أخري وَ لا تَسُبّوا الّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبّوا اللّهَ عَدواً بِغَيرِ عِلمٍانتهي . وأقول عمدة الغرض هنا حسن القول مع المخالفين تقية وكذا المراد بحفظ الألسنة حفظها عما يخالف التقية والفضول زوائد الكلام و ما لامنفعة فيه قال في المصباح الفضل الزيادة والجمع فضول كفلس وفلوس و قداستعمل
صفحه : 153
الجمع استعمال المفرد فيما لاخير فيه ولهذا نسب إليه علي لفظه فقيل فضولي لمن يشتغل بما لايعنيه
7- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن أَبِي عَمرٍو عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن جَعفَرِ بنِ عَنبَسَةَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن مَسعُودِ بنِ سَعدٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّمَا شِيعَتُنَا مَن أَطَاعَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
8- ل ،[الخصال ] عَن حَمزَةَ العلَوَيِّ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الشّيعَةُ ثَلَاثٌ مُحِبّ وَادّ فَهُوَ مِنّا وَ مُتَزَيّنٌ بِنَا وَ نَحنُ زَينٌ لِمَن تَزَيّنَ بِنَا وَ مُستَأكِلٌ بِنَا النّاسَ وَ مَنِ استَأكَلَ بِنَا افتَقَرَ
بيان التزين بهم هو أن يجعلوا الانتساب إليهم وموالاتهم زينة لهم وفخرا بين الناس و لازينة أرفع من ذلك والاستئكال بهم ع هو أن يجعلوا إظهار موالاتهم ونشر علومهم وأخبارهم وسيلة لتحصيل الرزق وجلب المنافع من الناس فينتج خلاف مطلوبهم ويصير سببا لفقرهم والقسم الأول هو ألذي يحبهم ويواليهم في الله ولله و هوناج في الدنيا والآخرة
9- ير،[بصائر الدرجات ] عَن سَلَمَةَ بنِ الخَطّابِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ بنِ الحَارِثِ البَطَلِ عَن مُرَازِمٍ قَالَ دَخَلتُ المَدِينَةَ فَرَأَيتُ جَارِيَةً فِي الدّارِ التّيِ نَزَلتُهَا فعَجَبّتَنيِ فَأَرَدتُ أَن أَتَمَتّعَ مِنهَا فَأَبَت أَن تزُوَجّنَيِ نَفسَهَا قَالَ فَجِئتُ بَعدَ العَتَمَةِ فَقَرَعتُ البَابَ فَكَانَت هيَِ التّيِ فَتَحَت لِي فَوَضَعتُ يدَيِ عَلَي صَدرِهَا فبَاَدرَتَنيِ حَتّي دَخَلتُ فَلَمّا أَصبَحتُ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَقَالَ يَا مُرَازِمُ لَيسَ مِن شِيعَتِنَا مَن خَلَا ثُمّ لَم يَرعَ قَلبَهُ
10-سن ،[المحاسن ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ عَنِ الخَطّابِ الكوُفيِّ وَ مُصعَبِ بنِ عَبدِ اللّهِ الكوُفيِّ قَالَادَخَلَ سَدِيرٌ الصيّرفَيِّ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عِندَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِهِ
صفحه : 154
فَقَالَ يَا سَدِيرُ لَا تَزَالُ شِيعَتُنَا مَرعِيّينَ مَحفُوظِينَ مَستُورِينَ مَعصُومِينَ مَا أَحسَنُوا النّظَرَ لِأَنفُسِهِم فِيمَا بَينَهُم وَ بَينَ خَالِقِهِم وَ صَحّت نِيّاتُهُم لِأَئِمّتِهِم وَ بَرّوا إِخوَانَهُم فَعَطَفُوا عَلَي ضَعِيفِهِم وَ تَصَدّقُوا عَلَي ذوَيِ الفَاقَةِ مِنهُم إِنّا لَا نَأمُرُ بِظُلمٍ وَ لَكِنّا نَأمُرُكُم بِالوَرَعِ الوَرَعِ الوَرَعِ وَ المُوَاسَاةِ المُوَاسَاةِ لِإِخوَانِكُم فَإِنّ أَولِيَاءَ اللّهِ لَم يَزَالُوا مُستَضعَفِينَ قَلِيلِينَ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ ع
11-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص اتّقُوا اللّهَ مَعَاشِرَ الشّيعَةِ فَإِنّ الجَنّةَ لَن تَفُوتَكُم وَ إِن أَبطَأَت بِهَا عَنكُم قَبَائِحُ أَعمَالِكُم فَتَنَافَسُوا فِي دَرَجَاتِهَا قِيلَ فَهَل يَدخُلُ جَهَنّمَ أَحَدٌ مِن مُحِبّيكَ وَ محُبِيّ عَلِيّ ع قَالَ مَن قَذِرَ نَفسُهُ بِمُخَالَفَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ وَ وَاقَعَ المُحَرّمَاتِ وَ ظَلَمَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِنَاتِ وَ خَالَفَ مَا رُسِمَ لَهُ مِنَ الشّرِيعَاتِ جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ قَذِراً طَفِساً يَقُولُ مُحَمّدٌ وَ عَلِيّ ع يَا فُلَانُ أَنتَ قَذِرٌ طَفِسٌ لَا تَصلُحُ لِمُرَافَقَةِ مَوَالِيكَ الأَخيَارِ وَ لَا لِمُعَانَقَةِ الحُورِ الحِسَانِ وَ لَا المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ لَا تَصِلُ إِلَي مَا هُنَاكَ إِلّا بِأَن تَطهُرَ عَنكَ مَا هَاهُنَا يعَنيِ مَا عَلَيكَ مِنَ الذّنُوبِ فَيَدخُلُ إِلَي الطّبَقِ الأَعلَي مِن جَهَنّمَ فَيُعَذّبُ بِبَعضِ ذُنُوبِهِ وَ مِنهُم مَن يُصِيبُهُ الشّدَائِدُ فِي المَحشَرِ بِبَعضِ ذُنُوبِهِ ثُمّ يَلقُطُهُ مِن هُنَا وَ مِن هُنَا مَن يَبعَثُهُم إِلَيهِ مَوَالِيهِ مِن خِيَارِ شِيعَتِهِم كَمَا يَلقُطُ الطّيرُ الحَبّ وَ مِنهُم مَن يَكُونُ ذُنُوبُهُ أَقَلّ وَ أَخَفّ فَيُطَهّرُ مِنهَا بِالشّدَائِدِ وَ النّوَائِبِ مِنَ السّلَاطِينِ وَ غَيرِهِم وَ مِنَ الآفَاتِ فِي الأَبدَانِ فِي الدّنيَا لِيُدلَي فِي قَبرِهِ وَ هُوَ طَاهِرٌ وَ مِنهُم مَن يَقرُبُ مَوتُهُ وَ قَد بَقِيَت عَلَيهِ سَيّئَةٌ فَيُشتَدّ نَزعُهُ وَ يُكَفّرُ بِهِ عَنهُ فَإِن بقَيَِ شَيءٌ وَ قَوِيَت عَلَيهِ يَكُونُ لَهُ بَطَرٌ وَ اضطِرَابٌ فِي يَومِ مَوتِهِ فَيَقِلّ مَن بِحَضرَتِهِ فَيَلحَقُهُ بِهِ الذّلّ فَيُكَفّرُ عَنهُ فَإِن بقَيَِ شَيءٌ أتُيَِ بِهِ وَ لَمّا يُلحَد فَيُوضَعُ فَيَتَفَرّقُونَ عَنهُ فَيُطَهّرُ فَإِن كَانَ ذُنُوبُهُ أَعظَمَ وَ أَكثَرَ طَهُرَ مِنهَا بِشَدَائِدِ عَرَصَاتِ يَومِ القِيَامَةِ فَإِن كَانَت أَكثَرَ وَ أَعظَمَ طَهُرَ مِنهَا فِي الطّبَقِ الأَعلَي مِن جَهَنّمَ وَ هَؤُلَاءِ أَشَدّ مُحِبّينَا عَذَاباً وَ أَعظَمُهُم ذُنُوباً لَيسَ هَؤُلَاءِ يُسَمّونَ بِشِيعَتِنَا وَ لَكِنّهُم يُسَمّونَ بِمُحِبّينَا وَ المُوَالِينَ لِأَولِيَائِنَا وَ المُعَادِينَ لِأَعدَائِنَا إِنّ شِيعَتَنَا مَن شَيّعَنَا وَ اتّبَعَ آثَارَنَا وَ اقتَدَي بِأَعمَالِنَا
صفحه : 155
وَ قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللّهِ يَا رَسُولَ اللّهِ فُلَانٌ يَنظُرُ إِلَي حَرَمِ جَارِهِ فَإِن أَمكَنَهُ مُوَاقَعَةُ حَرَامٍ لَم يَرعَ عَنهُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَالَ ائتوُنيِ بِهِ فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ مِن شِيعَتِكُم مِمّن يَعتَقِدُ مُوَالَاتَكَ وَ مُوَالَاةَ عَلِيّ وَ يَبرَأُ مِن أَعدَائِكُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَقُل إِنّهُ مِن شِيعَتِنَا فَإِنّهُ كَذِبٌ إِنّ شِيعَتَنَا مَن شَيّعَنَا وَ تَبِعَنَا فِي أَعمَالِنَا وَ لَيسَ هَذَا ألّذِي ذَكَرتَهُ فِي هَذَا الرّجُلِ مِن أَعمَالِنَا وَ قِيلَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامِ المُتّقِينَ وَ يَعسُوبِ الدّينِ وَ قَائِدِ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ وصَيِّ رَسُولِ رَبّ العَالَمِينَ ع إِنّ فُلَاناً سَرَفَ عَلَي نَفسِهِ بِالذّنُوبِ المُوبِقَاتِ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ مِن شِيعَتِكُم فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَد كُتِبَت عَلَيكَ كَذِبَةٌ أَو كَذِبَتَانِ إِن كَانَ مُسرِفاً بِالذّنُوبِ عَلَي نَفسِهِ يُحِبّنَا وَ يُبغِضُ أَعدَاءَنَا فَهُوَ كَذِبَةٌ وَاحِدَةٌ لِأَنّهُ مِن مُحِبّينَا لَا مِن شِيعَتِنَا وَ إِن كَانَ يوُاَليِ أَولِيَاءَنَا وَ يعُاَديِ أَعدَاءَنَا وَ لَيسَ بِمُسرِفٍ عَلَي نَفسِهِ كَمَا ذَكَرتَ فَهُوَ مِنكَ كَذِبَةٌ لِأَنّهُ لَا يُسرِفُ فِي الذّنُوبِ وَ إِن كَانَ يُسرِفُ فِي الذّنُوبِ وَ لَا يُوَالِينَا وَ لَا يعُاَديِ أَعدَاءَنَا فَهُوَ مِنكَ كَذِبَتَانِ وَ قَالَ رَجُلٌ لِامرَأَتِهِ اذهبَيِ إِلَي فَاطِمَةَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِص فَاسأَلِيهَا عنَيّ أنَيّ مِن شِيعَتِكُم أَم لَيسَ مِن شِيعَتِكُم فَسَأَلَتهَا فَقَالَت قوُليِ لَهُ إِن كُنتَ تَعمَلُ بِمَا أَمَرنَاكَ وَ تنَتهَيِ عَمّا زَجَرنَاكَ عَنهُ فَأَنتَ مِن شِيعَتِنَا وَ إِلّا فَلَا فَرَجَعَت فَأَخبَرَتهُ فَقَالَ يَا ولَيِيّ وَ مَن يَنفَكّ مِنَ الذّنُوبِ وَ الخَطَايَا فَأَنَا إِذاً خَالِدٌ فِي النّارِ فَإِنّ مَن لَيسَ مِن شِيعَتِهِم فَهُوَ خَالِدٌ فِي النّارِ فَرَجَعَتِ المَرأَةُ فَقَالَت لِفَاطِمَةَ مَا قَالَ زَوجُهَا فَقَالَت فَاطِمَةُ قوُليِ لَهُ لَيسَ هَكَذَا شِيعَتُنَا مِن خِيَارِ أَهلِ الجَنّةِ وَ كُلّ مُحِبّينَا وَ موُاَليِ أَولِيَائِنَا وَ معُاَديِ أَعدَائِنَا وَ المُسلِمُ بِقَلبِهِ وَ لِسَانِهِ لَنَا لَيسُوا مِن شِيعَتِنَا إِذَا خَالَفُوا أَوَامِرَنَا وَ نَوَاهِيَنَا فِي سَائِرِ المُوبِقَاتِ وَ هُم مَعَ ذَلِكَ فِي الجَنّةِ وَ لَكِن بَعدَ مَا يُطَهّرُونَ مِن ذُنُوبِهِم بِالبَلَايَا وَ الرّزَايَا أَو فِي عَرَصَاتِ القِيَامَةِ بِأَنوَاعِ شَدَائِدِهَا أَو فِي الطّبَقِ الأَعلَي مِن جَهَنّمَ بِعَذَابِهَا إِلَي أَن نَستَنقِذَهُم بِحُبّنَا مِنهَا وَ نَنقُلَهُم إِلَي حَضرَتِنَا
صفحه : 156
وَ قَالَ رَجُلٌ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع إنِيّ مِن شِيعَتِكُم فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع يَا عَبدَ اللّهِ إِن كُنتَ لَنَا فِي أَوَامِرِنَا وَ زَوَاجِرِنَا مُطِيعاً فَقَد صَدَقتَ وَ إِن كُنتَ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَلَا تَزِد فِي ذُنُوبِكَ بِدَعوَاكَ مَرتَبَةً شَرِيفَةً لَستَ مِن أَهلِهَا لَا تَقُل لَنَا أَنَا مِن شِيعَتِكُم وَ لَكِن قُل أَنَا مِن مُوَالِيكُم وَ مُحِبّيكُم وَ معُاَديِ أَعدَائِكُم وَ أَنتَ فِي خَيرٍ وَ إِلَي خَيرٍ وَ قَالَ رَجُلٌ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَنَا مِن شِيعَتِكُم قَالَ اتّقِ اللّهَ وَ لَا تَدّعِيَنّ شَيئاً يَقُولُ اللّهُ لَكَ كَذَبتَ وَ فَجَرتَ فِي دَعوَاكَ إِنّ شِيعَتَنَا مَن سَلِمَت قُلُوبُهُم مِن كُلّ غِشّ وَ غِلّ وَ دَغَلٍ وَ لَكِن قُل أَنَا مِن مُوَالِيكُم وَ مُحِبّيكُم وَ قَالَ رَجُلٌ لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَنَا مِن شِيعَتِكُمُ الخُلّصِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ فَإِذَا أَنتَ كَإِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ ع ألّذِي قَالَ اللّهُوَ إِنّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبراهِيمَ إِذ جاءَ رَبّهُ بِقَلبٍ سَلِيمٍ فَإِن كَانَ قَلبُكَ كَقَلبِهِ فَأَنتَ مِن شِيعَتِنَا وَ إِن لَم يَكُن قَلبُكَ كَقَلبِهِ وَ هُوَ طَاهِرٌ مِنَ الغِشّ وَ الغِلّ فَأَنتَ مِن مُحِبّينَا وَ إِلّا فَإِنّكَ إِن عَرَفتَ أَنّكَ بِقَولِكَ كَاذِبٌ فِيهِ إِنّكَ لَمُبتَلًي بِفَالِجٍ لَا يُفَارِقُكَ إِلَي المَوتِ أَو جُذَامٍ لِيَكُونَ كَفّارَةً لِكَذِبِكَ هَذَا وَ قَالَ البَاقِرُ ع لِرَجُلٍ فَخَرَ عَلَي آخَرَ وَ قَالَ أَ تفُاَخرِنُيِ وَ أَنَا مِن شِيعَةِ آلِ مُحَمّدٍ الطّيّبِينَ فَقَالَ البَاقِرُ ع مَا فَخَرتَ عَلَيهِ وَ رَبّ الكَعبَةِ وَ غُبِنَ مِنكَ عَلَي الكَذِبِ يَا عَبدَ اللّهِ أَ مَالُكَ مَعَكَ تُنفِقُهُ عَلَي نَفسِكَ أَحَبّ إِلَيكَ أَم تُنفِقُهُ عَلَي إِخوَانِكَ المُؤمِنِينَ قَالَ بَل أُنفِقُهُ عَلَي نفَسيِ قَالَ فَلَستَ مِن شِيعَتِنَا فَإِنّنَا نَحنُ مَا نُنفِقُ عَلَي المُنتَحِلِينَ مِن إِخوَانِنَا أَحَبّ إِلَينَا وَ لَكِن قُل أَنَا مِن مُحِبّيكُم وَ مِنَ الرّاجِينَ النّجَاةَ بِمَحَبّتِكُم وَ قِيلَ لِلصّادِقِ ع إِنّ عَمّاراً الدهّنيِّ شَهِدَ اليَومَ عِندَ ابنِ أَبِي لَيلَي قاَضيَِ الكُوفَةِ بِشَهَادَةٍ فَقَالَ لَهُ القاَضيِ قُم يَا عَمّارُ فَقَد عَرَفنَاكَ لَا تُقبَلُ شَهَادَتُكَ لِأَنّكَ راَفضِيِّ فَقَامَ عَمّارٌ وَ قَدِ ارتَعَدَت فَرَائِصُهُ وَ استَفرَغَهُ البُكَاءُ فَقَالَ لَهُ ابنُ أَبِي لَيلَي أَنتَ رَجُلٌ مِن أَهلِ العِلمِ وَ الحَدِيثِ إِن كَانَ يَسُوؤُكَ أَن يُقَالَ لَكَ راَفضِيِّ فَتَبَرّأ مِنَ الرّفضِ فَأَنتَ مِن إِخوَانِنَا فَقَالَ لَهُ عَمّارٌ يَا هَذَا مَا ذَهَبتَ وَ اللّهِ حَيثُ ذَهَبتَ وَ لَكِن بَكَيتُ
صفحه : 157
عَلَيكَ وَ عَلَيّ أَمّا بكُاَئيِ عَلَي نفَسيِ فَإِنّكَ نسَبَتنَيِ إِلَي رُتبَةٍ شَرِيفَةٍ لَستُ مِن أَهلِهَا زَعَمتَ أنَيّ راَفضِيِّ وَيحَكَ لَقَد حدَثّنَيِ الصّادِقُ ع أَنّ أَوّلَ مَن سمُيَّ الرّفَضَةَ السّحَرَةُ الّذِينَ لَمّا شَاهَدُوا آيَةَ مُوسَي فِي عَصَاهُ آمَنُوا بِهِ وَ اتّبَعُوهُ وَ رَفَضُوا أَمرَ فِرعَونَ وَ استَسلَمُوا لِكُلّ مَا نَزَلَ بِهِم فَسَمّاهُم فِرعَونُ الرّافِضَةَ لِمَا رَفَضُوا دِينَهُ فاَلراّفضِيِّ كُلّ مَن رَفَضَ جَمِيعَ مَا كَرِهَ اللّهُ وَ فَعَلَ كُلّ مَا أَمَرَهُ اللّهُ فَأَينَ فِي هَذَا الزّمَانِ مِثلُ هَذِهِ وَ إِنّمَا بَكَيتُ عَلَي نفَسيِ خَشِيتُ[خَشيَةَ] أَن يَطّلِعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي قلَبيِ وَ قَد تَلَقّبتُ هَذَا الِاسمَ الشّرِيفَ عَلَي نفَسيِ فيَعُاَتبِنَيِ ربَيّ عَزّ وَ جَلّ وَ يَقُولَ يَا عَمّارُ أَ كُنتَ رَافِضاً لِلأَبَاطِيلِ عَامِلًا بِالطّاعَاتِ كَمَا قَالَ لَكَ فَيَكُونَ ذَلِكَ بيِ مُقَصّراً فِي الدّرَجَاتِ إِن ساَمحَنَيِ وَ مُوجِباً لِشَدِيدِ العِقَابِ عَلَيّ إِن ناَقشَنَيِ إِلّا أَن يتَدَاَركَنَيِ موَاَليِّ بِشَفَاعَتِهِم وَ أَمّا بكُاَئيِ عَلَيكَ فَلِعِظَمِ كَذِبِكَ فِي تسَميِتَيِ بِغَيرِ اسميِ وَ شفَقَتَيِ الشّدِيدَةِ عَلَيكَ مِن عَذَابِ اللّهِ إِن صَرَفتَ أَشرَفَ الأَسمَاءِ إلِيَّ وَ إِن جَعَلتَهُ مِن أَرذَلِهَا كَيفَ يَصبِرُ بَدَنُكَ عَلَي عَذَابِ كَلِمَتِكَ هَذِهِ فَقَالَ الصّادِقُ ع لَو أَنّ عَلَي عَمّارٍ مِنَ الذّنُوبِ مَا هُوَ أَعظَمُ مِنَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ لَمُحِيَت عَنهُ بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ وَ إِنّهَا لَتَزِيدُ فِي حَسَنَاتِهِ عِندَ رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ حَتّي يُجعَلَ كُلّ خَردَلَةٍ مِنهَا أَعظَمَ مِنَ الدّنيَا أَلفَ مَرّةٍ قَالَ وَ قِيلَ لِمُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع مَرَرنَا بِرَجُلٍ فِي السّوقِ وَ هُوَ ينُاَديِ أَنَا مِن شِيعَةِ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ الخُلّصِ وَ هُوَ ينُاَديِ عَلَي ثِيَابٍ يَبِيعُهَا مَن يَزِيدُ فَقَالَ مُوسَي ع مَا جَهِلَ وَ لَا ضَاعَ امرُؤٌ عَرَفَ قَدرَ نَفسِهِ أَ تَدرُونَ مَا مَثَلُ هَذَا هَذَا شَخصٌ قَالَ أَنَا مِثلُ سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ المِقدَادِ وَ عَمّارٍ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ يُبَاخِسُ فِي بَيعِهِ وَ يُدَلّسُ عُيُوبَ المَبِيعِ عَلَي مُشتَرِيهِ وَ يشَترَيِ الشيّءَ بِثَمَنٍ فَيُزَايِدُ الغَرِيبَ يَطلُبُهُ فَيُوجِبُ لَهُ ثُمّ إِذَا غَابَ المشُترَيِ قَالَ لَا أُرِيدُهُ إِلّا بِكَذَا بِدُونِ مَا كَانَ طَلَبَهُ مِنهُ أَ يَكُونُ هَذَا كَسَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ وَ المِقدَادِ وَ عَمّارٍ حَاشَ لِلّهِ أَن يَكُونَ هَذَا كَهُم وَ لَكِن مَا يَمنَعُهُ مِن أَن يَقُولَ إنِيّ مِن محُبِيّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ مَن يوُاَليِ أَولِيَاءَهُم وَ يعُاَديِ أَعدَاءَهُم قَالَ ع وَ لَمّا جَعَلَ المَأمُونُ إِلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع وِلَايَةَ العَهدِ
صفحه : 158
دَخَلَ عَلَيهِ آذِنُهُ وَ قَالَ إِنّ قَوماً بِالبَابِ يَستَأذِنُونَ عَلَيكَ يَقُولُونَ نَحنُ شِيعَةُ عَلِيّ فَقَالَ ع أَنَا مَشغُولٌ فَاصرِفهُم فَصَرَفَهُم فَلَمّا كَانَ مِنَ اليَومِ الثاّنيِ جَاءُوا وَ قَالُوا كَذَلِكَ مِثلَهَا فَصَرَفَهُم إِلَي أَن جَاءُوا هَكَذَا يَقُولُونَ وَ يَصرِفُهُم شَهرَينِ ثُمّ أَيِسُوا مِنَ الوُصُولِ وَ قَالُوا لِلحَاجِبِ قُل لِمَولَانَا إِنّا شِيعَةُ أَبِيكَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَد شَمِتَ بِنَا أَعدَاؤُنَا فِي حِجَابِكَ لَنَا وَ نَحنُ نَنصَرِفُ هَذِهِ الكَرّةَ وَ نَهرَبُ مِن بَلَدِنَا خَجِلًا وَ أَنَفَةً مِمّا لَحِقَنَا وَ عَجزاً عَنِ احتِمَالِ مَضَضِ مَا يَلحَقُنَا بِشَمَاتَةِ الأَعدَاءِ فَقَالَ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع ائذَن لَهُم لِيَدخُلُوا فَدَخَلُوا عَلَيهِ فَسَلّمُوا عَلَيهِ فَلَم يَرُدّ عَلَيهِم وَ لَم يَأذَن لَهُم بِالجُلُوسِ فَبَقُوا قِيَاماً فَقَالُوا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا هَذَا الجَفَاءُ العَظِيمُ وَ الِاستِخفَافُ بَعدَ هَذَا الحِجَابِ الصّعبِ أَيّ بَاقِيَةٍ تَبقَي مِنّا بَعدَ هَذَا فَقَالَ الرّضَا ع اقرَءُواوَ ما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيدِيكُم وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍ مَا اقتَدَيتُ إِلّا برِبَيّ عَزّ وَ جَلّ فِيكُم وَ بِرَسُولِ اللّهِ وَ بِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ مَن بَعدَهُ مِن آباَئيَِ الطّاهِرِينَ ع عَتَبُوا عَلَيكُم فَاقتَدَيتُ بِهِم قَالُوا لِمَا ذَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ لِدَعوَاكُم أَنّكُم شِيعَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَيحَكُم إِنّمَا شِيعَتُهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ أَبُو ذَرّ وَ سَلمَانُ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ وَ مُحَمّدُ بنُ أَبِي بَكرٍ الّذِينَ لَم يُخَالِفُوا شَيئاً مِن أَوَامِرِهِ وَ لَم يَركَبُوا شَيئاً مِن فُنُونِ زَوَاجِرِهِ فَأَمّا أَنتُم إِذَا قُلتُم إِنّكُم شِيعَتُهُ وَ أَنتُم فِي أَكثَرِ أَعمَالِكُم لَهُ مُخَالِفُونَ مُقَصّرُونَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الفَرَائِضِ مُتَهَاوِنُونَ بِعَظِيمِ حُقُوقِ إِخوَانِكُم فِي اللّهِ وَ تَتّقُونَ حَيثُ لَا يَجِبُ التّقِيّةُ وَ تَترُكُونَ التّقِيّةَ حَيثُ لَا بُدّ مِنَ التّقِيّةِ فَلَو قُلتُم إِنّكُم مُوَالُوهُ وَ مُحِبّوهُ وَ المُوَالُونَ لِأَولِيَائِهِ وَ المُعَادُونَ لِأَعدَائِهِ لَم أُنكِرهُ مِن قَولِكُم وَ لَكِن هَذِهِ مَرتَبَةٌ شَرِيفَةٌ ادّعَيتُمُوهَا إِن لَم تُصَدّقُوا قَولَكُم بِفِعلِكُم هَلَكتُم إِلّا أَن تَتَدَارَكَكُم رَحمَةٌ مِن رَبّكُم قَالُوا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَإِنّا نَستَغفِرُ اللّهَ وَ نَتُوبُ إِلَيهِ مِن قَولِنَا بَل نَقُولُ كَمَا عَلّمَنَا مَولَانَا نَحنُ مُحِبّوكُم وَ مُحِبّو أَولِيَائِكُم وَ مُعَادُو أَعدَائِكُم قَالَ الرّضَا ع
صفحه : 159
فَمَرحَباً بِكُم يَا إخِواَنيِ وَ أَهلِ ودُيّ ارتَفِعُوا ارتَفِعُوا ارتَفِعُوا فَمَا زَالَ يَرفَعُهُم حَتّي أَلصَقَهُم بِنَفسِهِ ثُمّ قَالَ لِحَاجِبِهِ كَم مَرّةً حَجَبتَهُم قَالَ سِتّينَ مَرّةً فَقَالَ لِحَاجِبِهِ فَاختَلِف إِلَيهِم سِتّينَ مَرّةً مُتَوَالِيَةً فَسَلّم عَلَيهِم وَ أَقرِئهُم سلَاَميِ فَقَد مَحَوا مَا كَانَ مِن ذُنُوبِهِم بِاستِغفَارِهِم وَ تَوبَتِهِم وَ استَحَقّوا الكَرَامَةَ لِمَحَبّتِهِم لَنَا وَ مُوَالَاتِهِم وَ تَفَقّد أُمُورَهُم وَ أُمُورَ عِيَالَاتِهِم فَأَوسِعهُم بِنَفَقَاتٍ وَ مَبَرّاتٍ وَ صِلَاتٍ وَ رَفعِ مُعَرّاتٍ قَالَ ع وَ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع وَ هُوَ مَسرُورٌ فَقَالَ مَا لِي أَرَاكَ مَسرُوراً قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ سَمِعتُ أَبَاكَ يَقُولُ أَحَقّ يَومٍ بِأَن يُسَرّ العَبدُ فِيهِ يَومٌ يَرزُقُهُ اللّهُ صَدَقَاتٍ وَ مَبَرّاتٍ وَ مَدخَلَاتٍ مِن إِخوَانٍ لَهُ مُؤمِنِينَ فَإِنّهُ قصَدَنَيَِ اليَومَ عَشَرَةٌ مِن إخِواَنيَِ الفُقَرَاءِ لَهُم عِيَالَاتٌ فقَصَدَوُنيِ مِن بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا فَأَعطَيتُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم فَلِهَذَا سرُوُريِ فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع لعَمَريِ إِنّكَ حَقِيقٌ بِأَن تُسَرّ إِن لَم تَكُن أَحبَطتَهُ أَو لَم تُحبِطهُ فِيمَا بَعدُ فَقَالَ الرّجُلُ فَكَيفَ أَحبَطتُهُ وَ أَنَا مِن شِيعَتِكُمُ الخُلّصِ قَالَ هَاه قَد أَبطَلتَ بِرّكَ بِإِخوَانِكَ وَ صَدَقَاتِكَ قَالَ وَ كَيفَ ذَاكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع اقرَأ قَولَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُبطِلُوا صَدَقاتِكُم بِالمَنّ وَ الأَذي قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا مَنَنتُ عَلَي القَومِ الّذِينَ تَصَدّقتُ عَلَيهِم وَ لَا آذَيتُهُم قَالَ لَهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِنّمَا قَالَلا تُبطِلُوا صَدَقاتِكُم بِالمَنّ وَ الأَذي وَ لَم يَقُل بِالمَنّ عَلَي مَن تَتَصَدّقُونَ عَلَيهِ وَ بِالأَذَي لِمَن تَتَصَدّقُونَ عَلَيهِ وَ هُوَ كُلّ أَذًي أَ فَتَرَي أَذَاكَ القَومَ الّذِينَ تَصَدّقتَ عَلَيهِم أَعظَمُ أَم أَذَاكَ لِحَفَظَتِكَ وَ مَلَائِكَةِ اللّهِ المُقَرّبِينَ حَوَالَيكَ أَم أَذَاكَ لَنَا فَقَالَ الرّجُلُ بَل هَذَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ لَقَد آذيَتنَيِ وَ آذَيتَهُم وَ أَبطَلتَ صَدَقَتَكَ قَالَ لِمَا ذَا قَالَ لِقَولِكَ وَ كَيفَ أَحبَطتُهُ وَ أَنَا مِن شِيعَتِكُمُ الخُلّصِ ثُمّ قَالَ وَيحَكَ أَ تدَريِ مَن شِيعَتُنَا الخُلّصُ قَالَ لَا قَالَ فَإِنّ شِيعَتَنَا الخُلّصَ حِزبِيلُ المُؤمِنُ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ وَ صَاحِبُ يس ألّذِي قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ جاءَ مِن أَقصَا
صفحه : 160
المَدِينَةِ رَجُلٌ يَسعي وَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ وَ المِقدَادُ وَ عَمّارٌ سَوّيتَ نَفسَكَ بِهَؤُلَاءِ أَ مَا آذَيتَ بِهَذَا المَلَائِكَةَ وَ آذَيتَنَا فَقَالَ الرّجُلُ أَستَغفِرُ اللّهَ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ فَكَيفَ أَقُولُ قَالَ قُل أَنَا مِن مُوَالِيكَ وَ مُحِبّيكَ وَ معُاَديِ أَعدَائِكَ وَ موُاَليِ أَولِيَائِكَ قَالَ فَكَذَلِكَ أَقُولُ وَ كَذَلِكَ أَنَا يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ قَد تُبتُ مِنَ القَولِ ألّذِي أَنكَرتَهُ وَ أَنكَرَتهُ المَلَائِكَةُ فَمَا أَنكَرتُم ذَلِكَ إِلّا لِإِنكَارِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع الآنَ قَد عَادَت إِلَيكَ مَثُوبَاتُ صَدَقَاتِكَ وَ زَالَ عَنهَا الإِحبَاطُ
قَالَ أَبُو يَعقُوبَ يُوسُفُ بنُ زِيَادٍ وَ عَلِيّ بنُ سَيّارٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُمَاحَضَرنَا لَيلَةً عَلَي غُرفَةِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ قَد كَانَ مَلِكُ الزّمَانِ لَهُ مُعَظّماً وَ حَاشِيَتُهُ لَهُ مُبَجّلِينَ إِذ مَرّ عَلَينَا واَليِ البَلَدِ واَليِ الجِسرِينِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مَكتُوفٌ وَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ مُشرِفٌ مِن رَوزَنَتِهِ فَلَمّا رَآهُ الواَليِ تَرَجّلَ عَن دَابّتِهِ إِجلَالًا لَهُ فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع عُد إِلَي مَوضِعِكَ فَعَادَ وَ هُوَ مُعَظّمٌ لَهُ وَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَخَذتُ هَذَا فِي هَذِهِ اللّيلَةِ عَلَي بَابِ حَانُوتِ صيَرفَيِّ فَاتّهَمتُهُ بِأَنّهُ يُرِيدُ نَقبَهُ وَ السّرِقَةَ مِنهُ فَقَبَضتُ عَلَيهِ فَلَمّا هَمَمتُ أَن أَضرِبَهُ خَمسَمِائَةِ سَوطٍ وَ هَذِهِ سبَيِليِ فِيمَنِ اتّهَمتُهُ مِمّن آخُذُهُ لِئَلّا يسَألَنَيِ فِيهِ مَن لَا أُطِيقُ مُدَافَعَتَهُ لِيَكُونَ قَد شقَيَِ بِبَعضِ ذُنُوبِهِ قَبلَ أَن يأَتيِنَيِ مَن لَا أُطِيقُ مُدَافَعَتَهُ فَقَالَ لِي اتّقِ اللّهَ وَ لَا تَتَعَرّض لِسَخَطِ اللّهِ فإَنِيّ مِن شِيعَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ شِيعَةِ هَذَا الإِمَامِ أَبِي القَائِمِ بِأَمرِ اللّهِ ع فَكَفَفتُ عَنهُ وَ قُلتُ أَنَا مَارّ بِكَ عَلَيهِ فَإِن عَرَفَكَ بِالتّشَيّعِ أَطلَقتُ عَنكَ وَ إِلّا قَطَعتُ يَدَكَ وَ رِجلَكَ بَعدَ أَن أَجلِدَكَ أَلفَ سَوطٍ وَ قَد جِئتُكَ بِهِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَهَل هُوَ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع كَمَا ادّعَي فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع مَعَاذَ اللّهِ مَا هَذَا مِن شِيعَةِ عَلِيّ وَ إِنّمَا ابتَلَاهُ اللّهُ فِي يَدِكَ لِاعتِقَادِهِ فِي نَفسِهِ أَنّهُ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع فَقَالَ الواَليِ كفَيَتنَيِ مَئُونَتَهُ
صفحه : 161
الآنَ أَضرِبُهُ خَمسَمِائَةٍ لَا حَرَجَ عَلَيّ فِيهَا فَلَمّا نَحّاهُ بَعِيداً فَقَالَ ابطَحُوهُ فَبَطَحُوهُ وَ أَقَامَ عَلَيهِ جَلّادَينِ وَاحِداً عَن يَمِينِهِ وَ آخَرَ عَن شِمَالِهِ فَقَالَ أَوجِعَاهُ فَأَهوَيَا إِلَيهِ بِعِصِيّهِمَا لَا يُصِيبَانِ استَهُ شَيئاً إِنّمَا يُصِيبَانِ الأَرضَ فَضَجِرَ مِن ذَلِكَ فَقَالَ وَيلَكُم تَضرِبُونَ الأَرضَ اضرِبُوا استَهُ فَذَهَبُوا يَضرِبُونَ استَهُ فَعَدَلَت أَيدِيهِمَا فَجَعَلَا يَضرِبُ بَعضُهُمَا بَعضاً وَ يَصِيحُ وَ يَتَأَوّهُ فَقَالَ لَهُمَا وَيحَكُمَا أَ مَجَانِينُ أَنتُمَا يَضرِبُ بَعضُكُمَا بَعضاً اضرِبَا الرّجُلَ فَقَالَا مَا نَضرِبُ إِلّا الرّجُلَ وَ مَا نَقصِدُ سِوَاهُ وَ لَكِن يَعدِلُ أَيدِينَا حَتّي يَضرِبَ بَعضُنَا بَعضاً قَالَ فَقَالَ يَا فُلَانُ وَ يَا فُلَانُ حَتّي دَعَا أَربَعَةً وَ صَارُوا مَعَ الأَوّلَينِ سِتّةً وَ قَالَ أَحِيطُوا بِهِ فَأَحَاطُوا بِهِ فَكَانَ يَعدِلُ بِأَيدِيهِم وَ يَرفَعُ عِصِيّهُم إِلَي فَوقُ فَكَانَت لَا تَقَعُ إِلّا باِلواَليِ فَسَقَطَ عَن دَابّتِهِ وَ قَالَ قتَلَتمُوُنيِ قَتَلَكُمُ اللّهُ مَا هَذَا فَقَالُوا مَا ضَرَبنَا إِلّا إِيّاهُ ثُمّ قَالَ لِغَيرِهِم تَعَالَوا فَاضرِبُوا هَذَا فَجَاءُوا فَضَرَبُوهُ بَعدُ فَقَالَ وَيلَكُم إيِاّيَ تَضرِبُونَ قَالُوا لَا وَ اللّهِ مَا نَضرِبُ إِلّا الرّجُلَ قَالَ الواَليِ فَمِن أَينَ لِي هَذِهِ الشّجّاتُ برِأَسيِ وَ وجَهيِ وَ بدَنَيِ إِن لَم تَكُونُوا تضَربِوُنيِ فَقَالُوا شَلّت أَيمَانُنَا إِن كُنّا قَد قَصَدنَاكَ بِضَربٍ قَالَ الرّجُلُ يَا عَبدَ اللّهِ يعَنيِ الواَليَِ أَ مَا تَعتَبِرُ بِهَذِهِ الأَلطَافِ التّيِ بِهَا يُصرَفُ عنَيّ هَذَا الضّربُ وَيلَكَ ردُنّيِ إِلَي الإِمَامِ وَ امتَثِل فِيّ أَمرَهُ قَالَ فَرَدّهُ الواَليِ بَعدُ إِلَي بَينِ يدَيَِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع وَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص عَجِبنَا لِهَذَا أَنكَرتَ أَن يَكُونَ مِن شِيعَتِكُم وَ مَن لَم يَكُن مِن شِيعَتِكُم فَهُوَ مِن شِيعَةِ إِبلِيسَ وَ هُوَ فِي النّارِ وَ قَد رَأَيتُ لَهُ مِنَ المُعجِزَاتِ مَا لَا يَكُونُ إِلّا لِلأَنبِيَاءِ فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع قُل أَو لِلأَوصِيَاءِ فَقَالَ أَو لِلأَوصِيَاءِ فَقَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع للِواَليِ يَا عَبدَ اللّهِ إِنّهُ كَذَبَ فِي دَعوَاهُ أَنّهُ مِن شِيعَتِنَا كَذبَةً لَو عَرَفَهَا ثُمّ تَعَمّدَهَا لاَبتلُيَِ بِجَمِيعِ عَذَابِكَ وَ لبَقَيَِ فِي المُطبَقِ ثَلَاثِينَ سَنَةً
صفحه : 162
وَ لَكِنّ اللّهَ رَحِمَهُ لِإِطلَاقِ كَلِمَةٍ عَلَي مَا عَنَي لَا عَلَي تَعَمّدِ كَذِبٍ وَ أَنتَ يَا عَبدَ اللّهِ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَد خَلّصَهُ بِأَنّهُ مِن مُوَالِينَا وَ مُحِبّينَا وَ لَيسَ مِن شِيعَتِنَا فَقَالَ الواَليِ مَا كَانَ هَذَا كُلّهُ عِندَنَا إِلّا سَوَاءً فَمَا الفَرقُ قَالَ الإِمَامُ الفَرقُ أَنّ شِيعَتَنَا هُمُ الّذِينَ يَتّبِعُونَ آثَارَنَا وَ يُطِيعُونَا فِي جَمِيعِ أَوَامِرِنَا وَ نَوَاهِينَا فَأُولَئِكَ شِيعَتُنَا فَأَمّا مَن خَالَفَنَا فِي كَثِيرٍ مِمّا فَرَضَهُ اللّهُ عَلَيهِ فَلَيسُوا مِن شِيعَتِنَا قَالَ الإِمَامُ ع للِواَليِ وَ أَنتَ قَد كَذَبتَ كَذِبَةً لَو تَعَمّدتَهَا وَ كَذَبتَهَا لَابتَلَاكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِأَلفِ سَوطٍ وَ سِجنِ ثَلَاثِينَ سَنَةً فِي المُطبَقِ قَالَ وَ مَا هيَِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ بِزَعمِكَ أَنّكَ رَأَيتَ لَهُ مُعجِزَاتٍ إِنّ المُعجِزَاتِ لَيسَت لَهُ إِنّمَا هيَِ لَنَا أَظهَرَهَا اللّهُ فِيهِ إِبَانَةً لِحُجّتِنَا وَ إِيضَاحاً لِجَلَالَتِنَا وَ شَرَفِنَا وَ لَو قُلتَ شَاهَدتُ فِيهِ مُعجِزَاتٍ لَم أُنكِرهُ عَلَيكَ أَ لَيسَ إِحيَاءُ عِيسَي المَيّتَ مُعجِزَةً أَ فهَيَِ لِلمَيّتِ أَم لِعِيسَي أَ وَ لَيسَ خَلَقَهُ مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ فَصَارَ طَيراً بِإِذنِ اللّهِ أَ هيَِ لِلطّائِرِ أَو لِعِيسَي أَ وَ لَيسَ الّذِينَ جُعِلُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ مُعجِزَةً فهَيَِ مُعجِزَةٌ لِلقِرَدَةِ أَو لنِبَيِّ ذَلِكَ الزّمَانِ فَقَالَ الواَليِ أَستَغفِرُ اللّهَ ربَيّ وَ أَتُوبُ إِلَيهِ ثُمّ قَالَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع لِلرّجُلِ ألّذِي قَالَ إِنّهُ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع يَا عَبدَ اللّهِ لَستَ مِن شِيعَةِ عَلِيّ ع إِنّمَا أَنتَ مِن مُحِبّيهِ إِنّمَا شِيعَةُ عَلِيّ ع الّذِينَ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِموَ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنّةِ هُم فِيها خالِدُونَهُمُ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ وَصَفُوهُ بِصِفَاتِهِ وَ نَزّهُوهُ عَن خِلَافِ صِفَاتِهِ وَ صَدّقُوا مُحَمّداً فِي أَقوَالِهِ وَ صَوّبُوهُ فِي أَفعَالِهِ وَ رَأَوا عَلِيّاً بَعدَهُ سَيّداً إِمَاماً وَ قَرَماً هُمَاماً لَا يَعدِلُهُ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ أَحَدٌ وَ لَا كُلّهُم لَو جَمَعُوا فِي كِفّةٍ يُوزَنُونَ بِوَزنِهِ بَل يَرجَحُ عَلَيهِم كَمَا يَرجَحُ السّمَاءُ عَلَي الأَرضِ وَ الأَرضُ عَلَي الذّرّةِ وَ شِيعَةُ عَلِيّ ع هُمُ الّذِينَ لَا يُبَالُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَ وَقَعَ المَوتُ عَلَيهِم أَو وَقَعُوا عَلَي المَوتِ وَ شِيعَةُ عَلِيّ ع هُمُ الّذِينَيُؤثِرُونَإِخوَانَهُمعَلي أَنفُسِهِم وَ لَو كانَ بِهِم
صفحه : 163
خَصاصَةٌ وَ هُمُ الّذِينَ لَا يَرَاهُمُ اللّهُ حَيثُ نَهَاهُم وَ لَا يَفقِدُهُم حَيثُ أَمَرَهُم وَ شِيعَةُ عَلِيّ هُمُ الّذِينَ يَقتَدُونَ بعِلَيِّ ع فِي إِكرَامِ إِخوَانِهِمُ المُؤمِنِينَ مَا عَن قوَليِ أَقُولُ لَكَ هَذَا بَل أَقُولُهُ عَن قَولِ مُحَمّدٍص فَذَلِكَ قَولُهُوَ عَمِلُوا الصّالِحاتِقَضَوُا الفَرَائِضَ كُلّهَا بَعدَ التّوحِيدِ وَ اعتِقَادِ النّبُوّةِ وَ الإِمَامَةِ وَ أَعظَمُهَا قَضَاءُ حُقُوقِ الإِخوَانِ فِي اللّهِ وَ استِعمَالُ التّقِيّةِ مِن أَعدَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
إيضاح قال الفيروزآبادي الطفس محركة قذر الإنسان إذا لم يتعهد نفسه و هوطفس ككتف قذر نجس قوله فهو منك كذبة أي كذبت في نسبته إلي الإسراف و هو غيرمسرف و في القاموس غبن الشيء و فيه كفرح غبنا وغبنا نسيه أوأغفله أوغلط فيه والغبن محركة الضعف والنسيان و قال أفرغه صبه كفرغه والدماء أراقها وتفريغ الظروف إخلاؤها واستفرغ تقيا ومجهوده بذل طاقته وافترغت لنفسي ماء صببته و قال المضض محركة وجع المصيبة و قال المعرة الإثم والأذي والغرم والدية والخيانة. قوله ع علي المنتحلين أي المدعين للتشيع و لم يكونوا كذلك فيكف إذا كان من شيعتنا حقا ماذهبت بصيغة المتكلم حيث ذهبت بصيغة الخطاب و في القاموس كتف فلانا كضرب شد يديه إلي خلف بالكتاف و هوحبل يشد به و قال بطحه ألقاه علي وجهه فانبطح والمطبق كأنه كان اسم السجن و لم يذكره اللغويون أوالمراد به الجنون المطبق و في القاموس القرم السيد و قال الهمام كغراب الملك العظيم الهمة والسيد الشجاع السخي
12-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَمّا المُطِيعُونَ لَنَا فَسَيَغفِرُ اللّهُ ذُنُوبَهُمُ امتِنَاناً إِلَي إِحسَانِهِم قَالُوا يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَنِ المُطِيعُونَ لَكُم قَالَ الّذِينَ يُوَحّدُونَ رَبّهُم وَ يَصِفُونَهُ بِمَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ الصّفَاتِ وَ يُؤمِنُونَ بِمُحَمّدٍ نَبِيّهِ ع وَ يُطِيعُونَ اللّهَ فِي إِتيَانِ فَرَائِضِهِ وَ تَركِ مَحَارِمِهِ وَ يُحيُونَ أَوقَاتَهُم بِذِكرِهِ وَ بِالصّلَاةِ عَلَي نَبِيّهِ مُحَمّدٍ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ يَتّقُونَ عَلَي أَنفُسِهِمُ الشّحّ وَ البُخلَ وَ يُؤَدّونَ
صفحه : 164
كُلّ مَا فَرَضَ عَلَيهِم مِنَ الزّكَاةِ وَ لَا يَمنَعُونَهَا
13- سر،[السرائر] مِن كِتَابِ أَبِي القَاسِمِ بنِ قُولَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حَنظَلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ مِن شِيعَتِنَا مَن قَالَ بِلِسَانِهِ وَ خَالَفَنَا فِي أَعمَالِنَا وَ آثَارِنَا وَ لَكِن شِيعَتُنَا مَن وَافَقَنَا بِلِسَانِهِ وَ قَلبِهِ وَ اتّبَعَ آثَارَنَا وَ عَمِلَ بِأَعمَالِنَا أُولَئِكَ شِيعَتُنَا
وَ عَن أَبِي زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ مِن شِيعَتِنَا مَن يَكُونُ فِي مِصرٍ يَكُونُ فِيهِ آلَافٌ وَ يَكُونُ فِي المِصرِ أَورَعُ مِنهُ
14- جا،[المجالس للمفيد] عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ النّصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ بنِ حَرَامٍ الأنَصاَريِّ يَقُولُ لَو نَشَرَ سَلمَانُ وَ أَبُو ذَرّ رَحِمَهُمَا اللّهُ لِهَؤُلَاءِ الّذِينَ يَنتَحِلُونَ مَوَدّتَكُم أَهلَ البَيتِ لَقَالُوا هَؤُلَاءِ كَذّابُونَ وَ لَو رَأَي هَؤُلَاءِ أُولَئِكَ لَقَالُوا مَجَانِينُ
15- ني،[الغيبة للنعماني] عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَازِمٍ عَن عُبَيسٍ عَنِ ابنِ جَبَلَةَ عَن أَبِي خَالِدٍ المَكفُوفِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ينَبغَيِ لِمَنِ ادّعَي هَذَا الأَمرَ فِي السّرّ أَن يأَتيَِ عَلَيهِ بِبُرهَانٍ فِي العَلَانِيَةِ قُلتُ وَ مَا هَذَا البُرهَانُ ألّذِي يأَتيِ بِهِ فِي العَلَانِيَةِ قَالَ يُحِلّ حَلَالَ اللّهِ وَ يُحَرّمُ حَرَامَ اللّهِ وَ يَكُونُ لَهُ ظَاهِرٌ يُصَدّقُ بَاطِنَهُ
16-ني،[الغيبة للنعماني] عَن أَحمَدَ بنِ هَوذَةَ عَنِ النهّاَونَديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ دَخَلَ عَلَيهِ بَعضُ أَصحَابِهِ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ وَ اللّهِ أُحِبّكَ وَ أُحِبّ مَن يُحِبّكَ يَا سيَدّيِ مَا أَكثَرَ شِيعَتَكُم فَقَالَ لَهُ اذكُرهُم
صفحه : 165
فَقَالَ كَثِيرٌ فَقَالَ تُحصِيهِم فَقَالَ هُم أَكثَرُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَمَا لَو كَمُلَتِ العِدّةُ المَوصُوفَةُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ بِضعَةَ عَشَرَ كَانَ ألّذِي تُرِيدُونَ وَ لَكِن شِيعَتُنَا مَن لَا يَعدُو صَوتُهُ سَمعَهُ وَ لَا شَحنَاؤُهُ بَدَنَهُ وَ لَا يَمدَحُ بِنَا غَالِياً وَ لَا يُخَاصِمُ لَنَا وَالِياً وَ لَا يُجَالِسُ لَنَا عَائِباً وَ لَا يُحَدّثُ لَنَا ثَالِباً وَ لَا يُحِبّ لَنَا مُبغِضاً وَ لَا يُبغِضُ لَنَا مُحِبّاً فَقُلتُ فَكَيفَ أَصنَعُ بِهَذِهِ الشّيعَةِ المُختَلِفَةِ الّذِينَ يَقُولُونَ إِنّهُم يَتَشَيّعُونَ فَقَالَ فِيهِمُ التّميِيزُ وَ فِيهِمُ التّمحِيصُ وَ فِيهِمُ التّبدِيلُ يأَتيِ عَلَيهِم سِنُونَ تُفنِيهِم وَ سُيُوفٌ تَقتُلُهُم وَ اختِلَافٌ تُبَدّدُهُم إِنّمَا شِيعَتُنَا مَن لَا يَهِرّ هَرِيرَ الكَلبِ وَ لَا يَطمَعُ طَمَعَ الغُرَابِ وَ لَا يَسأَلُ النّاسَ بِكَفّهِ وَ إِن مَاتَ جُوعاً قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَأَينَ أَطلُبُ هَؤُلَاءِ المَوصُوفِينَ بِهَذِهِ الصّفَةِ فَقَالَ اطلُبهُم فِي أَطرَافِ الأَرضِ أُولَئِكَ الخَشِنُ عَيشُهُمُ المُنتَقِلَةُ دَارُهُمُ الّذِينَ إِن شَهِدُوا لَم يُعرَفُوا وَ إِن غَابُوا لَم يُفتَقَدُوا وَ إِن مَرِضُوا لَم يُعَادُوا وَ إِن خَطَبُوا لَم يُزَوّجُوا وَ إِن مَاتُوا لَم يُشهَدُوا أُولَئِكَ الّذِينَ فِي أَموَالِهِم يَتَوَاسَونَ وَ فِي قُبُورِهِم يَتَزَاوَرُونَ وَ لَا يَختَلِفُ أَهوَاؤُهُم وَ إِنِ اختَلَفَت بِهِمُ البُلدَانُ
وَ روُيَِ أَيضاً عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ الكوُفيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مَنصُورٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ زَادَ فِيهِ وَ إِن رَأَوا مُؤمِناً أَكرَمُوهُ وَ إِن رَأَوا مُنَافِقاً هَجَرُوهُ وَ عِندَ المَوتِ لَا يَجزَعُونَ وَ فِي قُبُورِهِم يَتَزَاوَرُونَ
صفحه : 166
تَمَامَ الحَدِيثِ
بيان في القاموس ثلبه يثلبه لامه وعابه و قدمر شرح سائر أجزائه
17- كش ،[رجال الكشي] عَن حَمدَوَيهِ بنِ نُصَيرٍ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ أصَحاَبيِ أُولُو النّهَي وَ التّقَي فَمَن لَم يَكُن مِن أَهلِ النّهَي وَ التّقَي فَلَيسَ مِن أصَحاَبيِ
18- كش ،[رجال الكشي] عَنِ ابنِ مَسعُودٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الطيّاَلسِيِّ عَنِ الوَشّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّا نُعَيّرُ بِالكُوفَةِ فَيُقَالُ لَنَا جَعفَرِيّةٌ قَالَ فَغَضِبَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ قَالَ إِنّ أَصحَابَ جَعفَرٍ مِنكُم لَقَلِيلٌ إِنّمَا أَصحَابُ جَعفَرٍ مَنِ اشتَدّ وَرَعُهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ
19- كش ،[رجال الكشي] عَن حَمدَوَيهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ الكرَخيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ مِمّن يَنتَحِلُ هَذَا الأَمرَ لَمَن هُوَ شَرّ مِنَ اليَهُودِ وَ النّصَارَي وَ المَجُوسِ وَ الّذِينَ أَشرَكُوا
20- كش ،[رجال الكشي] عَن خَالِدِ بنِ حَمّادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ طَلحَةَ رَفَعَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ زَيدٍ الشاّميِّ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا أَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَي آيَةً فِي المُنَافِقِينَ إِلّا وَ هيَِ فِيمَن يَنتَحِلُ التّشَيّعَ
21-بشا،[بشارة المصطفي ] عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ بنِ بَابَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن أَبِيهِ عَن عَمّهِ أَبِي جَعفَرِ بنِ بَابَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِّ عَن يُونُسَ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ عَوّاضٍ عَن عُمَرَ بنِ يَحيَي بنِ
صفحه : 167
بَسّامٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ أَحَقّ النّاسِ بِالوَرَعِ آلُ مُحَمّدٍ وَ شِيعَتُهُم كيَ تقَتدَيَِ الرّعِيّةُ بِهِم
22- بشا،[بشارة المصطفي ]بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَبِي جَعفَرِ بنِ بَابَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن يَزِيدَ بنِ خَلِيفَةَ قَالَ قَالَ لَنَا أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ نَحنُ عِندَهُ نَظَرتُم حَيثُ نَظَرَ اللّهُ وَ اختَرتُم مَنِ اختَارَ اللّهُ أَخَذَ النّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ قَصَدتُم مُحَمّداًص أَمَا إِنّكُم لَعَلَي المَحَجّةِ البَيضَاءِ فَأَعِينُوا عَلَي ذَلِكَ بِوَرَعٍ ثُمّ قَالَ حَيثُ أَرَدنَا أَن نَخرُجَ وَ مَا عَلَي أَحَدِكُم إِذَا عَرّفَهُ اللّهُ هَذَا الأَمرَ أَن لَا يُعَرّفَهُ النّاسَ إِنّهُ مَن عَمِلَ لِلنّاسِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي النّاسِ وَ مَن عَمِلَ لِلّهِ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَي اللّهِ
23- صِفَاتُ الشّيعَةِ لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ، عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ النخّعَيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَن عَلِيّ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع شِيعَتُنَا أَهلُ الوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ وَ أَهلُ الوَفَاءِ وَ الأَمَانَةِ وَ أَهلُ الزّهدِ وَ العِبَادَةِ أَصحَابُ إِحدَي وَ خَمسِينَ رَكعَةً فِي اليَومِ وَ اللّيلَةِ القَائِمُونَ بِاللّيلِ الصّائِمُونَ بِالنّهَارِ يُزَكّونَ أَموَالَهُم وَ يَحُجّونَ البَيتَ وَ يَجتَنِبُونَ كُلّ مُحَرّمٍ
24- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ مَعبَدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ شِيعَتُنَا المُسَلّمُونَ لِأَمرِنَا الآخِذُونَ بِقَولِنَا المُخَالِفُونَ لِأَعدَائِنَا فَمَن لَم يَكُن كَذَلِكَ فَلَيسَ مِنّا
25- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ مَن عَادَي شِيعَتَنَا فَقَد عَادَانَا وَ مَن وَالَاهُم فَقَد وَالَانَا لِأَنّهُم مِنّا خُلِقُوا مِن طِينَتِنَا مَن أَحَبّهُم فَهُوَ مِنّا وَ مَن أَبغَضَهُم فَلَيسَ مِنّا شِيعَتُنَا يَنظُرُونَ بِنُورِ اللّهِ وَ يَتَقَلّبُونَ فِي رَحمَةِ اللّهِ وَ يَفُوزُونَ بِكَرَامَةِ اللّهِ
صفحه : 168
مَا مِن أَحَدٍ مِن شِيعَتِنَا يَمرَضُ إِلّا مَرِضنَا لِمَرَضِهِ وَ لَا اغتَمّ إِلّا اغتَمَمنَا لِغَمّهِ وَ لَا يَفرَحُ إِلّا فَرِحنَا لِفَرَحِهِ وَ لَا يَغِيبُ عَنّا أَحَدٌ مِن شِيعَتِنَا أَينَ كَانَ فِي شَرقِ الأَرضِ أَو غَربِهَا وَ مَن تَرَكَ مِن شِيعَتِنَا دَيناً فَهُوَ عَلَينَا وَ مَن تَرَكَ مِنهُم مَالًا فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ شِيعَتُنَاالّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ يَحُجّونَ البَيتَ الحَرَامَ وَ يَصُومُونَ شَهرَ رَمَضَانَ وَ يُوَالُونَ أَهلَ البَيتِ وَ يَتَبَرّءُونَ مِن أَعدَائِهِم أُولَئِكَ أَهلُ الإِيمَانِ وَ التّقَي وَ أَهلُ الوَرَعِ وَ التّقوَي مَن رَدّ عَلَيهِم فَقَد رَدّ عَلَي اللّهِ وَ مَن طَعَنَ عَلَيهِم فَقَد طَعَنَ عَلَي اللّهِ لِأَنّهُم عِبَادُ اللّهِ حَقّاً وَ أَولِيَاؤُهُ صِدقاً وَ اللّهِ إِنّ أَحَدَهُم لَيَشفَعُ فِي مِثلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ فَيُشَفّعُهُ اللّهُ فِيهِم لِكَرَامَتِهِ عَلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
26- وَ مِنهُ، عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ البرَقيِّ رَفَعَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ وَ اللّهِ مَا شِيعَةُ عَلِيّ ع إِلّا مَن عَفّ بَطنُهُ وَ فَرجُهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ وَ رَجَا ثَوَابَهُ وَ خَافَ عِقَابَهُ
27- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ الصّلتِ عَن أَبِيهِ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَجلَانَ قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلَ رَجُلٌ فَسَلّمَ فَسَأَلَهُ كَيفَ مَن خَلّفتَ مِن إِخوَانِكَ فَأَحسَنَ الثّنَاءَ وَ زَكّي وَ أَطرَي فَقَالَ كَيفَ عِيَادَةُ أَغنِيَائِهِم لِفُقَرَائِهِم قَالَ قَلِيلَةٌ قَالَ فَكَيفَ مُوَاصَلَةُ أَغنِيَائِهِم لِفُقَرَائِهِم فِي ذَاتِ أَيدِيهِم فَقَالَ إِنّكَ تَذكُرُ أَخلَاقاً مَا هيَِ فِيمَن عِندَنَا قَالَ كَيفَ يَزعُمُ هَؤُلَاءِ أَنّهُم لَنَا شِيعَةٌ
28- وَ مِنهُ،بِإِسنَادِهِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ يَا جَابِرُ إِنّمَا شِيعَةُ عَلِيّ ع مَن لَا يَعدُو صَوتُهُ سَمعَهُ وَ لَا شَحنَاؤُهُ بَدَنَهُ لَا يَمدَحُ لَنَا قَالِياً وَ لَا يُوَاصِلُ لَنَا مُبغِضاً وَ لَا يُجَالِسُ لَنَا عَائِباً شِيعَةُ عَلِيّ ع مَن لَا يَهِرّ هَرِيرَ الكَلبِ وَ لَا يَطمَعُ طَمَعَ الغُرَابِ وَ لَا يَسأَلُ النّاسَ وَ إِن مَاتَ جُوعاً أُولَئِكَ الخَفِيضَةُ عَيشُهُمُ المُنتَقِلَةُ دِيَارُهُم إِن شَهِدُوا لَم يُعرَفُوا وَ إِن غَابُوا لَم يُفتَقَدُوا وَ إِن مَرِضُوا لَم يُعَادُوا وَ إِن مَاتُوا لَم يُشهَدُوا فِي قُبُورِهِم يَتَزَاوَرُونَ قُلتُ وَ أَينَ أَطلُبُ هَؤُلَاءِ قَالَ فِي أَطرَافِ
صفحه : 169
الأَرضِ بَينَ الأَسوَاقِ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَذِلّةٍ عَلَي المُؤمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَي الكافِرِينَ
29- وَ مِنهُ، عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن شِيعَتِهِم فَقَالَ شِيعَتُنَا مَن قَدّمَ مَا استَحسَنَ وَ أَمسَكَ مَا استَقبَحَ وَ أَظهَرَ الجَمِيلَ وَ سَارَعَ بِالأَمرِ الجَلِيلِ رَغبَةً إِلَي رَحمَةِ الجَلِيلِ فَذَاكَ مِنّا وَ إِلَينَا وَ مَعَنَا حَيثُمَا كُنّا
30- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع قَاعِداً فِي بَيتِهِ إِذ قَرَعَ قَومٌ عَلَيهِمُ البَابَ فَقَالَ يَا جَارِيَةُ انظرُيِ مَن بِالبَابِ فَقَالُوا قَومٌ مِن شِيعَتِكَ فَوَثَبَ عَجَلًا حَتّي كَادَ أَن يَقَعَ فَلَمّا فَتَحَ البَابَ وَ نَظَرَ إِلَيهِم رَجَعَ فَقَالَ كَذَبُوا فَأَينَ السّمتُ فِي الوُجُوهِ أَينَ أَثَرُ العِبَادَةِ أَينَ سِيمَاءُ السّجُودِ إِنّمَا شِيعَتُنَا يُعرَفُونَ بِعِبَادَتِهِم وَ شَعَثِهِم قَد قَرَحَتِ العِبَادَةُ مِنهُمُ الآنَافَ وَ دَثَرَتِ الجِبَاهَ وَ المَسَاجِدَ خُمُصُ البُطُونِ ذُبُلُ الشّفَاهِ قَد هَيّجَتِ العِبَادَةُ وُجُوهَهُم وَ أَخلَقَ سَهَرُ الليّاَليِ وَ قَطعُ الهَوَاجِرِ جُثَثَهُمُ المُسَبّحُونَ إِذَا سَكَتَ النّاسُ وَ المُصَلّونَ إِذَا نَامَ النّاسُ وَ المَحزُونُونَ إِذَا فَرِحَ النّاسُ يُعرَفُونَ بِالزّهدِ كَلَامُهُمُ الرّحمَةُ وَ تَشَاغُلُهُم بِالجَنّةِ
بيان الآناف جمع الأنف كالأنوف وقرحها إما لكثرة السجود لأنها من المساجد المستحبة أولكثرة البكاء في القاموس الدثور الدروس والداثر الهالك و في النهاية فيه إن القلب يدثر كمايدثر السيف فجلاؤه ذكر الله أي يصدأ كمايصدأ السيف و في القاموس هاج يهيج ثار كاهتاج وتهيج وأثار والنبت يبس والهائجة أرض يبس بقلها أواصفر وأهاجه أيبسه و كان يحتمل النسخة الباء الموحدة من قولهم هبجه
صفحه : 170
تهبيجا ورمه
31- وَ مِنهُ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ عَن أَبِي العَبّاسِ الديّنوَرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ قَالَ لَمّا قَدِمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع البَصرَةَ بَعدَ قِتَالِ أَهلِ الجَمَلِ دَعَاهُ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ وَ اتّخَذَ لَهُ طَعَاماً فَبَعَثَ إِلَيهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ إِلَي أَصحَابِهِ فَأَقبَلَ ثُمّ قَالَ يَا أَحنَفُ ادعُ لِي أصَحاَبيِ فَدَخَلَ عَلَيهِ قَومٌ مُتَخَشّعُونَ كَأَنّهُم شِنَانٌ بوالي[بَوَالٍ] فَقَالَ الأَحنَفُ بنُ قَيسٍ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا هَذَا ألّذِي نَزَلَ بِهِم أَ مِن قِلّةِ الطّعَامِ أَو مِن هَولِ الحَربِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ لَا يَا أَحنَفُ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ أَجَابَ أَقوَاماً تَنَسّكُوا لَهُ فِي دَارِ الدّنيَا تَنَسّكَ مَن هَجَمَ عَلَي مَا عَلِمَ مِن قُربِهِم مِن يَومِ القِيَامَةِ مِن قَبلِ أَن يُشَاهِدُوهَا فَحَمَلُوا أَنفُسَهُم عَلَي مَجهُودِهَا وَ كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا صَبَاحَ يَومِ العَرضِ عَلَي اللّهِ سُبحَانَهُ تَوَهّمُوا خُرُوجَ عُنُقٍ يَخرُجُ مِنَ النّارِ يُحشَرُ الخَلَائِقُ إِلَي رَبّهِم تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ كِتَابٍ يَبدُو فِيهِ عَلَي رُءُوسِ الأَشهَادِ فَضَائِحُ ذُنُوبِهِم فَكَادَت أَنفُسُهُم تَسِيلُ سَيَلَاناً أَو تَطِيرُ قُلُوبُهُم بِأَجنِحَةِ الخَوفِ طَيَرَاناً وَ تُفَارِقُهُم عُقُولُهُم إِذَا غَلَت بِهِم مَرَاجِلُ المُجَرّدِ[المُحرَدِ] إِلَي اللّهِ سُبحَانَهُ غَلَيَاناً فَكَانُوا يَحِنّونَ حَنِينَ الوَالِهِ فِي دُجَي الظّلَمِ وَ كَانُوا يَفجَعُونَ مِن خَوفِ مَا أَوقَفُوا عَلَيهِ أَنفُسَهُم فَمَضَوا ذُبُلَ الأَجسَامِ حَزِينَةٌ قُلُوبُهُم كَالِحَةٌ وُجُوهُهُم ذَابِلَةٌ شِفَاهُهُم خَامِصَةٌ بُطُونُهُم تَرَاهُم سُكَارَي سُمّارُ وَحشَةِ اللّيلِ مُتَخَشّعُونَ كَأَنّهُم شِنَانٌ بوالي[بَوَالٍ] قَد أَخلَصُوا لِلّهِ أَعمَالًا سِرّاً وَ عَلَانِيَةً فَلَم تَأمَن مِن فَزَعِهِ قُلُوبُهُم بَل كَانُوا كَمَن حَرَسُوا قِبَابَ خَرَاجِهِم فَلَو رَأَيتَهم فِي لَيلَتِهِم وَ قَد نَامَتِ العُيُونُ وَ هَدَأَتِ
صفحه : 171
الأَصوَاتُ وَ سَكَنَتِ الحَرَكَاتُ مِنَ الطّيرِ فِي الوُكُورِ وَ قَد نَهنَهَهُم هَولُ يَومِ القِيَامَةِ بِالوَعِيدِ عَنِ الرّقَادِ كَمَا قَالَ سُبحَانَهُأَ فَأَمِنَ أَهلُ القُري أَن يَأتِيَهُم بَأسُنا بَياتاً وَ هُم نائِمُونَفَاستَيقَظُوا لَهَا فَزِعِينَ وَ قَامُوا إِلَي صَلَاتِهِم مُعَوّلِينَ بَاكِينَ تَارَةً وَ أُخرَي مُسَبّحِينَ يَبكُونَ فِي مَحَارِيبِهِم وَ يَرِنّونَ يَصطَفّونَ لَيلَةً مُظلِمَةً بَهمَاءَ يَبكُونَ فَلَو رَأَيتَهُم يَا أَحنَفُ فِي لَيلَتِهِم قِيَاماً عَلَي أَطرَافِهِم مُنحَنِيَةً ظُهُورُهُم يَتلُونَ أَجزَاءَ القُرآنِ لِصَلَوَاتِهِم قَدِ اشتَدّت إِعوَالُهُم وَ نَحِيبُهُم وَ زَفِيرُهُم إِذَا زَفَرُوا خِلتَ النّارَ قَد أَخَذَت مِنهُم إِلَي حَلَاقِيمِهِم وَ إِذَا أَعوَلُوا حَسِبتَ السّلَاسِلَ قَد صُفّدَت فِي أَعنَاقِهِم فَلَو رَأَيتَهُم فِي نَهَارِهِم إِذاً لَرَأَيتَ قَوماًيَمشُونَ عَلَي الأَرضِ هَوناً وَ يَقُولُونَ لِلنّاسِ حُسناًوَ إِذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلاماًوَ إِذا مَرّوا بِاللّغوِ مَرّوا كِراماً قَد قَيّدُوا أَقدَامَهُم مِنَ التّهَمَاتِ وَ أَبكَمُوا أَلسِنَتَهُم أَن يَتَكَلّمُوا فِي أَعرَاضِ النّاسِ وَ سَجَمُوا أَسمَاعَهُم أَن يَلِجَهَا خَوضُ خَائِضٍ وَ كَحَلُوا أَبصَارَهُم بِغَضّ البَصَرِ عَنِ المعَاَصيِ وَ انتَحَوا دَارَ السّلَامِ التّيِ مَن دَخَلَهَا كَانَ آمِناً مِنَ الرّيبِ وَ الأَحزَانِ فَلَعَلّكَ يَا أَحنَفُ شَغَلَكَ نَظَرُكَ فِي وَجهِ وَاحِدَةٍ تبُديِ الأَسقَامَ بِغَاضِرَةِ وَجهِهَا وَ دَارٍ قَدِ اشتَغَلتَ بنفس روأتها[بِنَقشِ رَوَاقِهَا] وَ سُتُورٍ قَد عَلّقتَهَا وَ الرّيحُ وَ الآجَامُ مُوَكّلَةٌ بِثَمَرِهَا وَ لَيسَت دَارُكَ هَذِهِ دَارَ البَقَاءِ فَأَحمَتكَ الدّارُ التّيِ خَلَقَهَا اللّهُ سُبحَانَهُ مِن لُؤلُؤَةٍ بَيضَاءَ فَشَقّقَ فِيهَا أَنهَارَهَا وَ غَرَسَ فِيهَا أَشجَارَهَا وَ ظَلّلَ عَلَيهَا بِالنّضجِ مِن أَثمَارِهَا وَ كَبَسَهَا بِالعَوَابِقِ مِن حُورِهَا ثُمّ أَسكَنَهَا أَولِيَاءَهُ وَ أَهلَ طَاعَتِهِ فَلَو رَأَيتَهُم يَا أَحنَفُ وَ قَد قَدِمُوا عَلَي زِيَادَاتِ رَبّهِم سُبحَانَهُ فَإِذَا ضَرَبَت
صفحه : 172
جَنَائِبُهُم صَوّتَت رَوَاحِلُهُم بِأَصوَاتٍ لَم يَسمَعِ السّامِعُونَ بِأَحسَنَ مِنهَا وَ أَظَلّتهُم غَمَامَةٌ فَأَمطَرَت عَلَيهِمُ المِسكَ وَ الرّادِنَ وَ صَهَلَت خُيُولُهَا بَينَ أَغرَاسِ تِلكَ الجِنَانِ وَ تَخَلّلَت بِهِم نُوقُهُم بَينَ كُثَبِ الزّعفَرَانِ وَ يَتّطِئُ مِن تَحتِ أَقدَامِهِمُ اللّؤلُؤُ وَ المَرجَانُ وَ استَقبَلَتهُم قَهَارِمَتُهَا بِمَنَابِرِ الرّيحَانِ وَ تَفَاجَت لَهُم رِيحٌ مِن قِبَلِ العَرشِ فَنَثَرَت عَلَيهِمُ اليَاسَمِينَ وَ الأُقحُوَانَ وَ ذَهَبُوا إِلَي بَابِهَا فَيَفتَحُ لَهُمُ البَابَ رِضوَانُ ثُمّ سَجَدُوا لِلّهِ فِي فِنَاءِ الجِنَانِ فَقَالَ لَهُمُ الجَبّارُ ارفَعُوا رُءُوسَكُم فإَنِيّ قَد رَفَعتُ عَنكُم مَئُونَةَ العِبَادَةِ وَ أَسكَنتُكُم جَنّةَ الرّضوَانِ فَإِن فَاتَكَ يَا أَحنَفُ مَا ذَكَرتُ لَكَ فِي صَدرِ كلَاَميِ لَتُترَكَنّ فِي سَرَابِيلِ القَطِرَانِ وَ لَتَطُوفَنّ بَينَهَا وَ بَينَ حَمِيمٍ آنٍ وَ لَتُسقَيَنّ شَرَاباً حَارّ الغَلَيَانِ فِي إِنضَاجِهِ فَكَم يَومَئِذٍ فِي النّارِ مِن صُلبٍ مَحطُومٍ وَ وَجهٍ مَهشُومٍ وَ مُشَوّهٍ مَضرُوبٍ عَلَي الخُرطُومِ قَد أَكَلَتِ الجَامِعَةُ كَفّهُ وَ التَحَمَ الطّوقُ بِعُنُقِهِ فَلَو رَأَيتَهُم يَا أَحنَفُ يَنحَدِرُونَ فِي أَودِيَتِهَا وَ يَصعَدُونَ جِبَالَهَا وَ قَد أُلبِسُوا المُقَطّعَاتِ مِنَ القَطِرَانِ وَ أُقرِنُوا مَعَ فُجّارِهَا وَ شَيَاطِينِهَا فَإِذَا استَغَاثُوا بِأَسوَإِ أَخذٍ مِن حَرِيقٍ شَدّت عَلَيهِم عَقَارِبُهَا وَ حَيّاتُهَا وَ لَو رَأَيتَ مُنَادِياً ينُاَديِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا أَهلَ الجَنّةِ وَ نَعِيمِهَا وَ يَا أَهلَ حُلِيّهَا وَ حُلَلِهَا خَلّدُوا فَلَا مَوتَ فَعِندَهَا يَنقَطِعُ رَجَاؤُهُم وَ تَنغَلِقُ الأَبوَابُ وَ تَنقَطِعُ بِهِمُ الأَسبَابُ فَكَم يَومَئِذٍ مِن شَيخٍ ينُاَديِ وَا شَيبَتَاه وَ كَم مِن شَابّ ينُاَديِ وَا شَبَابَاه وَ كَم مِنِ امرَأَةٍ تنُاَديِ وَا فَضِيحَتَاه هُتِكَت عَنهُمُ السّتُورُ فَكَم يَومَئِذٍ مِن مَغمُوسٍ بَينَ أَطبَاقِهَا مَحبُوسٌ يَا لَكَ غَمسَةٌ أُلبِسَتكَ بَعدَ لِبَاسِ الكَتّانِ وَ المَاءِ المُبَرّدِ عَلَي الجُدرَانِ وَ أَكلِ الطّعَامِ أَلوَاناً بَعدَ أَلوَانٍ لِبَاساً لَم يَدَع لَكَ شَعراً نَاعِماً كُنتَ مَطعَمَهُ إِلّا بَيّضَهُ وَ لَا عَيناً كُنتَ تُبصِرُ بِهَا إِلَي حَبِيبٍ إِلّا فَقَأَهَا هَذَا مَا أَعَدّ اللّهُ لِلمُجرِمِينَ وَ ذَلِكَ مَا أَعَدّ اللّهُ لِلمُتّقِينَ
صفحه : 173
توضيح المراجل جمع المرجل كمنبر و هوالقدر من الحجارة والنحاس والمحرد بالحاء المهملة من الحرد بمعني القصد أوالتنحي والاعتزال عن الخلق و عن كل شيءسوي الله في القاموس حرده يحرده قصده و رجل حرد وحرد وحريد ومتحرد من قوم حراد وحرداء معتزل متنح وحي حريد منفرد إما لعزته أولقلته وحرد كضرب وسمع غضب وأحرد في السير أغذ انتهي والكل مناسب و في بعض النسخ بالجيم وكأنه علي المفعول من بناء التفعيل من قولهم تجرد للأمر أي جد فيه وانجرد بنا السير أي امتد أو من التجريد و هوالتعرية من الثياب كناية عن قطع العلائق متوجها إلي الله سبحانه والأول أظهر و في القاموس سمر سمرا وسمورا لم ينم وهم السمار و قال نهنهه عن الأمر فتنهنه كفه وزجره فكف و قال أعول رفع صوته بالبكاء والصياح كعول والاسم العول والعولة والعويل و قال صفده يصفده شده وأوثقه كأصفده وصفده من التهمات أي من مواضع التهمة أو من تتبع عيوب الناس واتهامهم . قوله وسجموا أسماعهم أي كفوها ومنعوها عن أن يلجها أي يدخلها كلمات المبطلين قال الزمخشري في الأساس سجم عن الأمر أبطأ وانقبض و قال خاضوا في الحديث وتخاوضوا فيه و هويخوض مع الخائضين أي يبطل مع المبطلين وهم في خوض يلعبون و قال الراغب الخوض هوالشروع في الماء والمرور فيه ويستعار في الأمور وأكثر ماورد في القرآن ورد فيما يذم الشروع فيه نحو قوله وَ لَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنّ إِنّما كُنّا نَخُوضُ وَ نَلعَبُوَ خُضتُم كاَلذّيِ خاضُوا و قال تعالي ثُمّ ذَرهُم فِي خَوضِهِم يَلعَبُونَ
صفحه : 174
و.إِذا رَأَيتَ الّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعرِض عَنهُم حَتّي يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيرِهِ وتقول أخضت دابتي في الماء انتهي . وأقول يمكن أن يقرأ سجموا هنا علي بناء التفعيل أو علي بناء المجرد فيكون أسماعهم بالرفع بدلا عن الضمير ونحاه وانتحاه قصده وانتحي جد في وجه واحدة أي دار واحدة وتظهر الأسقام بغاضرة وجهها من الغضارة وهي النعمة والسعة و الحسن وطيب العيش أي في عين النضارة والغضارة تظهر أنواع البلاء قداشتغلت أي شغلتك عن الآخرة بنفائس رواتها وحسنها والآجام بالجيم من قولهم تأجم النهار أي اشتد حره أوبالحاء المهملة والميمين من قولهم أحم الماء سخنه .فأحمتك الضمير للدار المقدمة وهي الدنيا أي منعتك دار الدنيا عن دار الآخرة في القاموس حمي الشيء يحميه حميا وحماية منعه وحمي المريض مايضره منعه إياه فاحتمي وتحمي امتنع وأحمي المكان جعله حمي لايقرب وحمي من الشيء كرضي أنف و قال كبس البئر والنهر يكبسهما طمهما بالتراب ورأسه في ثوبه أخفاه وأدخله فيه وداره هجم عليه واحتاط و قال عبق به الطيب كفرح لزق به أو هوبالتاء المثناة الفوقانية جمع عاتق وهي الجارية أول ماأدركت والتي لم تتزوج ذكره الفيروزآبادي و قال الحور جمع أحور وحوراء وبالتحريك أن يشتد بياض العين وسواد سوادها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيض ماحواليها أوشدة بياضها وسوادها في شدة بياض الجسد أواسوداد العين كلها مثل الظباء و لا يكون في بني آدم بل يستعار لها قوله علي زيادات ربهم أي نعمهم الزائدة عن قدر أعمالهم كما قال سبحانه لِلّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني وَ زِيادَةٌ و قال وَ لَدَينا مَزِيدٌ.
صفحه : 175
فإذاضربت أي أسرعت أو علي بناء المجهول والجنائب جمع الجنيبة وهي الفرس تقاد و لاتركب والرواحل جمع الراحلة وهي المركب من الإبل ذكرا كان أوأنثي وقيل هي الناقة التي تصلح أن ترحل والرادن الزعفران أو هوالألوان أي أنواع الطيب أوالأرجوان بالضم أي الورد الأحمر أوالثوب الأرغواني والوردان جمع ورد لكنه لم يذكر في كتب اللغة والكثب بالضم جمع الكثيب و هوالتل من الرمل ويتطئ من تحت أقدامهم افتعال من الوطء في القاموس وطئه بالكسر يطؤه داسه كوطأه ووطأته توطئة واستوطأه وجده وطيئا ووطئه هيأه ودمثه وسهله كوطأ في الكل فاتطأ واتطأ كافتعل استقام وبلغ نهايته وتهيأ و رجل موطأ الأكناف كمعظم سهل دمث كريم مضياف . و قال في الأساس اطمأن بالمكان ووتد الله الأرض بالجبال فاطمأنت و من المجاز وقار وطمأنينة ورأيته قلقا فرقا فطامنت منه حتي اطمأن و من المجاز في فلان وقار وتطامن وتقول قلبه آمن وجاشه متطامن وأرض مطمئنة ومتطأمنة منخفضة انتهي . وأقول فيتحمل أن يكون من جزء الكلمة من يتطأمن أي يمشون علي اللؤلؤ والمرجان من غيرعسر وحزونة و كان الأول أظهر. والقهارمة جمع القهرمان و في النهاية هوكالخازن والوكيل والحافظ لماتحت يده والقائم بأمور الرجل بلغة الفرس بمنابر الريحان أي مااجتمع وارتفع منه في القاموس نبر الشيء رفعه و منه المنبر بكسر الميم و قال النبرة كل مرتفع من شيء ويمكن أن يكون منائر بالهمز من النور بالفتح أي الأزهار وتفاجت من الفجأة بالتخفيف والحذف وأصله تفاجأت أي ثارت فجأة و في بعض النسخ هاجت من الهيجان و في القاموس السربال بالكسر القميص أوالدرع أو كل مالبس .مِن قَطِرانٍ قال البيضاوي وجاء قطران وقطران لغتين فيه و هو مايتحلب من الأبهل فيطبخ فيهنأ به الإبل الجربي فيحرق الجرب بحدته و هو
صفحه : 176
أسود منتن يشتعل فيه النار بسرعة يطلي به جلود أهل النار حتي يكون طلاؤه لهم كالقميص ليجتمع عليهم لذع القطران ووحشة لونه ونتن ريحه مع إسراع النار في جلودهم و عن يعقوب من قطران والقطر النحاس أوالصفر المذاب والآني المتناهي حره و قال يَطُوفُونَ بَينَها أي بين النار يحرقون بهاوَ بَينَ حَمِيمٍ آنٍ أي ماء حار بلغ النهاية في الحرارة يصب عليهم أويسقون منه وقيل إذااستغاثوا من النار أغيثوا بالحميم والحطم الكسر والهشم كسر اليابس وشوهه الله قبح وجهه والخرطوم كزنبور الأنف قال تعالي سَنَسِمُهُ عَلَي الخُرطُومِ والجامعة الغل والتحم الطوق أي دخل في اللحم ونشب فيه خلدوا أي كونوا مخلدين . وتنقطع بهم الأسباب إشارة إلي قوله سبحانه إِذ تَبَرّأَ الّذِينَ اتّبِعُوا مِنَ الّذِينَ اتّبَعُوا وَ رَأَوُا العَذابَ وَ تَقَطّعَت بِهِمُ الأَسبابُ قال البيضاوي الأسباب الوصل التي كانت بينهم من الاتباع والاتفاق علي الدين والأغراض الداعية إلي ذلك علي الجدران لأنهم كانوا يضعونه فوق الجدار ليزيد تبريده كنت مطعمه أي رزقته علي بناء المجهول فيهما مجازا. و هذاالخبر كان في غاية السقم و لم أجده في كتاب آخر أصححه به و كان فيه بعض التصحيف والحذف
32- فَضَائِلُ الشّيعَةِ،لِلصّدُوقِ رَحِمَهُ اللّهُ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَنَا الراّعيِ راَعيِ الأَنَامِ أَ فَتَرَي الراّعيَِ لَا يَعرِفُ غَنَمَهُ قَالَ فَقَامَ إِلَيهِ جُوَيرِيَةُ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَمَن غَنَمُكَ قَالَ صُفرُ الوُجُوهِ ذُبُلُ الشّفَاهِ مِن ذِكرِ اللّهِ
33-محص ،[التمحيص ] عَنِ الحَذّاءِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ أَمَا وَ اللّهِ إِنّ أَحَبّ أصَحاَبيِ إلِيَّ أَورَعُهُم وَ أَكتَمُهُم لِحَدِيثِنَا وَ إِنّ أَسوَأَهُم عنِديِ حَالًا
صفحه : 177
وَ أَمقَتَهُم إلِيَّ ألّذِي إِذَا سَمِعَ الحَدِيثَ يُنسَبُ إِلَينَا وَ يُروَي عَنّا فَلَم يَعقِلهُ وَ لَم يَقبَلهُ قَلبُهُ اشمَأَزّت مِنهُ وَ جَحَدَهُ وَ كَفَرَ بِمَن دَانَ بِهِ وَ هُوَ لَا يدَريِ لَعَلّ الحَدِيثَ مِن عِندِنَا خَرَجَ وَ إِلَينَا أُسنِدَ فَيَكُونُ بِذَلِكَ خَارِجاً عَن وَلَايَتِنَا
بيان اشمأز انقبض واقشعر
34- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]جَمَاعَةٌ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن أَبِي الطّيّبِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ اللخّميِّ عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ اللّهِ العلَوَيِّ عَن مَنصُورِ بنِ أَبِي بَرِيرَةَ عَن نُوحِ بنِ دَرّاجٍ عَن ثَابِتِ بنِ أَبِي صَفِيّةَ عَن يَحيَي ابنِ أُمّ الطّوِيلِ عَن نَوفِ بنِ عَبدِ اللّهِ البكِاَليِّ قَالَ قَالَ لِي عَلِيّ ع يَا نَوفُ خُلِقنَا مِن طِينَةٍ طَيّبَةٍ وَ خُلِقَ شِيعَتُنَا مِن طِينَتِنَا فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ أُلحِقُوا بِنَا قَالَ نَوفٌ فَقُلتُ صِف لِي شِيعَتَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَبَكَي لذِكِريِ شِيعَتَهُ وَ قَالَ يَا نَوفُ شيِعتَيِ وَ اللّهِ الحُلَمَاءُ العُلَمَاءُ بِاللّهِ وَ دِينِهِ العَامِلُونَ بِطَاعَتِهِ وَ أَمرِهِ المُهتَدُونَ بِحُبّهِ أَنضَاءُ عِبَادَةٍ أَحلَاسُ زَهَادَةٍ صُفرُ الوُجُوهِ مِنَ التّهَجّدِ عُمشُ العُيُونِ مِنَ البُكَاءِ ذُبُلُ الشّفَاهِ مِنَ الذّكرِ خُمُصُ البُطُونِ مِنَ الطّوَي تُعرَفُ الرّبّانِيّةُ فِي وُجُوهِهِم وَ الرّهبَانِيّةُ فِي سَمتِهِم مَصَابِيحُ كُلّ ظُلمَةٍ وَ رَيحَانُ كُلّ قَبِيلٍ لَا يُثنُونَ[ لَا يَشنَئُونَ] مِنَ المُسلِمِينَ سَلَفاً وَ لَا يَقفُونَ لَهُم خَلَفاً شُرُورُهُم مَكنُونَةٌ وَ قُلُوبُهُم مَحزُونَةٌ وَ أَنفُسُهُم عَفِيفَةٌ وَ حَوَائِجُهُم خَفِيفَةٌ أَنفُسُهُم مِنهُم فِي عَنَاءٍ وَ النّاسُ مِنهُم فِي رَاحَةٍ فَهُمُ الكَاسَةُ الأَلِبّاءُ وَ الخَالِصَةُ النّجَبَاءُ فَهُمُ الرّوّاغُونَ فِرَاراً بِدِينِهِم إِن شَهِدُوا لَم يُعرَفُوا وَ إِن غَابُوا لَم يُفتَقَدُوا أُولَئِكَ شيِعتَيَِ الأَطيَبُونَ وَ إخِواَنيَِ الأَكرَمُونَ أَلَا هَاه شَوقاً إِلَيهِم
بيان الأنضاء جمع النضو بالكسر و هوالمهزول من الإبل وغيرها أحلاس زهادة أي ملازمون للزهد أوملازمون للبيوت لزهدهم في النهاية في حديث الفتن عد منها فتنة الأحلاس الأحلاس جمع حلس و هوالكساء ألذي يلي ظهر البعير تحت القتب و فيه كونوا أحلاس بيوتكم أي الزموها ريحان كل قبيل أي الشيعة عزيز كريم بين كل قبيلة بمنزلة الريحان ولذا يطلق
صفحه : 178
الريحان علي الولد و علي الرزق و لايقفون أي لايتهمون و لايقذفون أولا يتبعونهم بغير حجة في القاموس قفوته تبعته وقذفته بالفجور صريحا ورميته بأمر قبيح فهم الرواغون أي يميلون عن الناس ومخالطتهم أويجادلون في الدين ويدخلون الناس فيه بِالحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ و في القاموس راغ الرجل والثعلب روغا وروغانا مال وحاد عن الشيء و هذه رواغتهم ورياغتهم بكسرهما أي مصطرعهم وأخذتني بالرويغة بالحيلة من الروغ وأراغ أراد وطلب والمراوغة المصارعة
35- مِشكَاةُ الأَنوَارِ، عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ صَلّي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ثُمّ لَم يَزَل فِي مَوضِعِهِ حَتّي صَارَتِ الشّمسُ عَلَي قِيدِ رُمحٍ وَ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ بِوَجهِهِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَقَد أَدرَكنَا أَقوَاماً كَانُوايَبِيتُونَ لِرَبّهِم سُجّداً وَ قِياماًيُرَاوِحُونَ بَينَ جِبَاهِهِم وَ رُكَبِهِم كَأَنّ زَفِيرَ النّارِ فِي آذَانِهِم إِذَا ذُكِرَ اللّهُ عِندَهُم مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشّجَرُ كَأَنّ القَومَ بَاتُوا غَافِلِينَ قَالَ ثُمّ قَامَ فَمَا رئُيَِ ضَاحِكاً حَتّي قُبِضَص
36- وَ مِنهُ، عَن عَمرِو بنِ سَعِيدِ بنِ بِلَالٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ ع وَ نَحنُ جَمَاعَةٌ فَقَالَ كُونُوا النّمرُقَةَ الوُسطَي يَرجِعُ إِلَيكُمُ الغاَليِ وَ يَلحَقُ بِكُمُ التاّليِ وَ اعلَمُوا يَا شِيعَةَ آلِ مُحَمّدٍ مَا بَينَنَا وَ بَينَ اللّهِ مِن قَرَابَةٍ وَ لَا لَنَا عَلَي اللّهِ حُجّةٌ وَ لَا يَقرُبُ إِلَي اللّهِ إِلّا بِالطّاعَةِ مَن كَانَ مُطِيعاً نَفَعَتهُ وَلَايَتُنَا وَ مَن كَانَ عَاصِياً لَم تَنفَعهُ وَلَايَتُنَا قَالَ ثُمّ التَفَتَ إِلَينَا وَ قَالَ لَا تَغتَرّوا وَ لَا تَفتُرُوا قُلتُ وَ مَا النّمرُقَةُ الوُسطَي قَالَ أَ لَا تَرَونَ أَهلًا تَأتُونَ أَن تَجعَلُوا لِلنّمَطِ الأَوسَطِ فَضلَهُ
بيان النمرقة بضم النون والراء وكسرهما الوسادة والنمط الطريقة من الطرائق والجماعة من الناس أمرهم واحد وأصله ضرب من البسط له خمل رقيق أ لاترون إلخ أي تدخلون بيتا فيه أنماط ونمارق تتوجهون إلي الوسط منها و
صفحه : 179
ترون فضله علي سائر الوسائد والبسط فهذا علي الاستعارة و قدمر الكلام فيه
37- المِشكَاةُ،رَوَي مُحَمّدُ بنُ نبيك قَالَ حدَثّنَيِ أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدِ بنِ مُقبِلٍ القمُيّّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الزاّئدِيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَسَدٍ عَنِ الهَيثَمِ بنِ وَاقِدٍ عَن مِهزَمٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَذَكَرتُ الشّيعَةَ فَقَالَ يَا مِهزَمُ إِنّمَا الشّيعَةُ مَن لَا يَعدُو سَمعَهُ صَوتُهُ وَ لَا شَجنُهُ بَدَنَهُ وَ لَا يُحِبّ لَنَا مُبغِضاً وَ لَا يُبغِضُ لَنَا مُحِبّاً وَ لَا يُجَالِسُ لَنَا غَالِياً وَ لَا يَهِرّ هَرِيرَ الكَلبِ وَ لَا يَطمَعُ طَمَعَ الغُرَابِ وَ لَا يَسأَلُ النّاسَ وَ إِن مَاتَ جُوعاً المتُنَحَيّ عَنِ النّاسِ الخفَيِّ عَلَيهِم وَ إِنِ اختَلَفَت بِهِمُ الدّارُ لَم تَختَلِف أَقَاوِيلُهُم إِن غَابُوا لَم يُفقَدُوا وَ إِن حَضَرُوا لَم يُؤبَه بِهِم وَ إِن خَطَبُوا لَم يُزَوّجُوا يَخرُجُونَ مِنَ الدّنيَا وَ حَوَائِجُهُم فِي صُدُورِهِم إِن لَقُوا مُؤمِناً أَكرَمُوهُ وَ إِن لَقُوا كَافِراً هَجَرُوهُ وَ إِن أَتَاهُم ذُو حَاجَةٍ رَحِمُوهُ وَ فِي أَموَالِهِم يَتَوَاسَونَ ثُمّ قَالَ يَا مِهزَمُ قَالَ جدَيّ رَسُولُ اللّهِص لعِلَيِّ رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِ يَا عَلِيّ كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يحُبِنّيِ وَ لَا يُحِبّكَ أَنَا المَدِينَةُ وَ أَنتَ البَابُ وَ مِن أَينَ تُؤتَي المَدِينَةُ إِلّا مِن بَابِهَا
وَ رَوَي أَيضاً مِهزَمٌ هَذَا الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ وَ إِن مَاتَ جُوعاً قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَينَ أَطلُبُ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ اطلُبهُم فِي أَطرَافِ الأَرضِ أُولَئِكَ الخَفِيضُ عَيشُهُم المُنَقّلَةُ دِيَارُهُمُ القَلِيلَةُ مُنَازَعَتُهُم إِن مَرِضُوا لَم يُعَادُوا وَ إِن مَاتُوا لَم يُشهَدُوا وَ إِن خَاطَبَهُم جَاهِلٌ سَلّمُوا وَ عِندَ المَوتِ لَا يَجزَعُونَ وَ فِي أَموَالِهِم مُتَوَاسُونَ إِنِ التَجَأَ إِلَيهِم ذُو حَاجَةٍ مِنهُم رَحِمُوهُ لَم يَختَلِف قَولُهُم وَ إِنِ اختَلَفَ بِهِمُ البُلدَانُ ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَذَبَ يَا عَلِيّ مَن زَعَمَ أَنّهُ يحُبِنّيِ وَ يُبغِضُكَ
صفحه : 180
38- وَ مِنهُ، عَن مُيَسّرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَا مُيَسّرُ أَ لَا أُخبِرُكَ بِشِيعَتِنَا قُلتُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إِنّهُم حُصُونٌ حَصِينَةٌ وَ صُدُورٌ أَمِينَةٌ وَ أَحلَامٌ رَزِينَةٌ لَيسُوا بِالمَذَايِيعِ البُذُرِ وَ لَا بِالجُفَاةِ المُرَاءِينَ رُهبَانٌ بِاللّيلِ أُسدٌ بِالنّهَارِ
والبذر القوم الذين لايكتمون الكلام
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ أَصحَابَ عَلِيّ ع كَانُوا المَنظُورَ إِلَيهِم فِي القَبَائِلِ وَ كَانُوا أَصحَابَ الوَدَائِعِ مَرضِيّينَ عِندَ النّاسِ سُهَارَ اللّيلِ مَصَابِيحَ النّهَارِ
39- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن مِهزَمٍ وَ بَعضِ أَصحَابِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ الكاَهلِيِّ وَ أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن رَبِيعِ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَن مِهزَمٍ الأسَدَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا مِهزَمُ شِيعَتُنَا مَن لَا يَعدُو صَوتُهُ سَمعَهُ وَ لَا شَحنَاؤُهُ بَدَنَهُ وَ لَا يَمتَدِحُ بِنَا مُعلِناً وَ لَا يُجَالِسُ لَنَا عَائِباً وَ لَا يُخَاصِمُ لَنَا قَالِياً إِن لقَيَِ مُؤمِناً أَكرَمَهُ وَ إِن لقَيَِ جَاهِلًا هَجَرَهُ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَكَيفَ أَصنَعُ بِهَؤُلَاءِ المُتَشَيّعَةِ قَالَ فِيهِمُ التّميِيزُ وَ فِيهِمُ التّبدِيلُ وَ فِيهِمُ التّمحِيصُ تأَتيِ عَلَيهِم سِنُونَ تُفنِيهِم وَ طَاعُونٌ يَقتُلُهُم وَ اختِلَافٌ يُبَدّدُهُم شِيعَتُنَا مَن لَا يَهِرّ هَرِيرَ الكَلبِ وَ لَا يَطمَعُ طَمَعَ الغُرَابِ وَ لَا يَسأَلُ عَدُوّنَا وَ إِن مَاتَ جُوعاً قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَأَينَ أَطلُبُ هَؤُلَاءِ قَالَ فِي أَطرَافِ الأَرضِ أُولَئِكَ الخَفِيضُ عَيشُهُم المُنتَقِلَةُ دِيَارُهُم إِن شَهِدُوا لَم يُعرَفُوا وَ إِن غَابُوا لَم يُفتَقَدُوا وَ مِنَ المَوتِ لَا يَجزَعُونَ وَ فِي القُبُورِ يَتَزَاوَرُونَ وَ إِن لَجَأَ إِلَيهِم ذُو حَاجَةٍ مِنهُم رَحِمُوهُ لَن تَختَلِفَ قُلُوبُهُم وَ إِنِ اختَلَفَ بِهِمُ الدّارُ ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَنَا المَدِينَةُ وَ عَلِيّ البَابُ وَ كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يَدخُلُ المَدِينَةَ لَا مِن قِبَلِ البَابِ وَ كَذَبَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يحُبِنّيِ وَ يُبغِضُ عَلِيّاً ع
صفحه : 181
تبيين من لايعدو أي لايتجاوز و في بعض النسخ لايعلو صوته سمعه كأنه كناية عن عدم رفع الصوت كثيرا ويحمل علي ما إذا لم يحتج إلي الرفع لسماع الناس كما قال تعالي وَ اغضُض مِن صَوتِكَ إِنّ أَنكَرَ الأَصواتِ لَصَوتُ الحَمِيرِ أو علي الدعاء والتلاوة والعبادة فإن خفض الصوت فيهاأبعد من الرئاء ويمكن أن يكون المراد بالسمع إلاسماع كماورد في اللغة أو يكون بالإضافة إلي المفعول أي السمع منه أي لايرفع الصوت زائدا علي إسماع الناس أو يكون بضم السين وتشديد الميم المفتوحة جمع سامع أي لايتجاوز صوته السامعين منه وقرئ السمع بضمتين جمع سموع بالفتح أي لا يقول شيئا إلالمن يسمع قوله ويقبل منه . و لاشحناؤه بدنه أي لايتجاوز عداوته بدنه أي يعادي نفسه و لايعادي غيره أو إن عادي غيره في الله لايظهره تقية. و في بعض النسخ يديه أي لاتغلب عليه عداوته بل هي بيديه واختياره يدفعها باللطف والرفق أو لايتجاوز أثر عداوته من يده إلي الخصم بأن يضبط نفسه عن الضرب أو لايضمر العداوة في القلب و إن كانت المكافاة باليد أيضا مذمومة لكن هذاأشد وسيأتي عن غيبة النعماني و لاشجاه بدنه و عن مشكاة الأنوار و لاشجنة بدنه والشجا الحزن و مااعترض في الحلق والشجن محركة الهم والحزن وحاصلهما عدم إظهار همه وحزنه لغيره كمامر أن بشره في وجهه وحزنه في قلبه أي لايصل ضرر حزنه إلي غيره و لايمتدح بنا معلنا في القاموس مدحه كمنعه مدحا ومدحة أحسن الثناء عليه كمدحه وامتدحه وتمدحه وتمدح تكلف أن يمدح وتشبع بما ليس عنده و الأرض والخاصرة اتسعتا كامتدحت و قال اعتلن ظهر وأعلنته و به وعلنته أظهرته
صفحه : 182
أقول فالكلام يحتمل وجوها الأول أن يكون الظرف متعلقا بمعلنا كما في نظائره والامتداح بمعني المدح أي لايمدح معلنا لإمامتنا فإنه لتركه التقية لايستحق المدح .الثاني أن يكون الامتداح بمعني التمدح كما في بعض النسخ أي لايطلب المدح و لايمدح نفسه بسبب قوله بإمامتنا علانية و ذلك أيضا لترك التقية و فيه إشعار بأنه ليس بشيعة لنا لتركه أمرنا بل يتكلف ذلك .الثالث أن تكون الباء زائدة أي لايمدحنا معلنا و هوبعيد.لنا عائبا الظرف متعلق بقوله عائبا و لايخاصم لنا قاليا أي مبغضا لنا و إن لقي جاهلا كأن المراد به غيرالمؤمن الكامل أي العالم العامل بقرينة المقابلة فيشمل الجاهل والعالم غيرالعامل بعلمه بل الهجران عنه أهم وضرر مجالسته أتم فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة أي الذين يدعون التشيع و ليس لهم صفاته وعلاماته والكلام يحتمل وجهين أحدهما أن المعني كيف أصنع بهم حتي يكونوا هكذا فأجاب ع بأن هذا ليس من شأنك بل الله يمحصهم ويبدلهم . والثاني أن المعني ماأعتقد فيهم فالجواب أنهم ليسوا بشيعة لنا و الله تعالي يصلحهم ويذهب بمن لايقبل الصلاح منهم . وفيهم التمييز قيل كلمة في في المواضع للتعليل والظرف خبر للمبتدإ والتقديم للحصر واللام في الثلاثة للعهد إشارة إلي ماروي عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ حَيثُ قَالَ لَتُبَلبَلُنّ بَلبَلَةً وَ لَتُغَربَلُنّ غَربَلَةً حَتّي يَعُودَ أَسفَلُكُم أَعلَاكُم وَ أَعلَاكُم أَسفَلَكُم إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
وَ أَقُولَ قَد روُيَِ أَيضاً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَيلٌ لِطُغَاةِ العَرَبِ مِن أَمرٍ اقتَرَبَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ كَم مَعَ القَائِمِ مِنَ العَرَبِ قَالَ نَفَرٌ يَسِيرٌ قُلتُ وَ اللّهِ إِنّ مَن يَصِفُ هَذَا الأَمرَ مِنهُم لَكَثِيرٌ قَالَ لَا بُدّ لِلنّاسِ مِن أَن يُمَحّصُوا وَ يُمَيّزُوا وَ يُغَربَلُوا
صفحه : 183
وَ يُستَخرَجَ فِي الغِربَالِ خَلقٌ كَثِيرٌ
وذكر ع أمورا توجب خروجهم من الفرقة الناجية أوهلاكهم بالأعمال والأخلاق الشنيعة في الدنيا والآخرة أحدها التمييز بين الثابت الراسخ وغيره في المصباح يقال مزته ميزا من باب باع بمعني عزلته وفصلته من غيره والتثقيل مبالغة و ذلك يكون في المشتبهات نحولِيَمِيزَ اللّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ و في المختلطات نحووَ امتازُوا اليَومَ أَيّهَا المُجرِمُونَ وتمييز الشيء انفصاله من غيره . وثانيها التبديل أي تبديل حالهم بحال أخس أوتبديلهم بقوم آخرين لايكونون أمثالهم كما قال تعالي وَ إِن تَتَوَلّوا يَستَبدِل قَوماً غَيرَكُم ثُمّ لا يَكُونُوا أَمثالَكُم. وثالثها التمحيص و هوالابتلاء والاختبار والتخليص يقال محصت الذهب بالنار إذاخلصته مما يشوبه . ورابعها السنون وهي الجدب والقحط قال الله تعالي وَ لَقَد أَخَذنا آلَ فِرعَونَ بِالسّنِينَ والواحد السنة وهي محذوفة اللام و فيهالغتان إحداهما جعل اللام هاء والأصل سنهة وتجمع علي سنهات مثل سجدة وسجدات وتصغر علي سنيهة وأرض سنهاء أصابتها السنة وهي الجدب والثانية جعلها واوا والأصل سنوة وتجمع علي سنوات مثل شهوة وشهوات وتصغر علي سنية وأرض سنواء أصابتها السنوة وتجمع في اللغتين كجمع المذكر السالم أيضا فيقال سنون وسنين وتحذف النون للإضافة و في لغة تثبت الياء في الأحوال كلها و
صفحه : 184
تجعل النون حرف إعراب تنون في التنكير و لاتحذف مع الإضافة كأنها من أصول الكلمة و علي هذه اللغة
قَولُهُص أللّهُمّ اجعَلهَا عَلَيهِم سِنِيناً كَسِنِينِ يُوسُفَ
كل ذلك ذكرها في المصباح . وخامسها الطاعون و هوالموت من الوباء. وسادسها اختلاف يبددهم أي اختلاف بالتدابر والتقاطع والتنازع يبددهم ويفرقهم تفريقا شديدا تقول بددت الشيء من باب قتل إذافرقته والتثقيل مبالغة وتكثير وقيل يأتي عليهم سنون إلي هنا دعاء عليهم و لايخفي بعده . لايهر هرير الكلب أي لايجزع عندالمصائب أو لايصول علي الناس بغير سبب كالكلب قال في القاموس هر الكلب إليه يهر أي بكسر الهاء هريرا و هوصوته دون نباحه من قلة صبره علي البرد و قدهره البرد صوته كأهره وهر يهر بالفتح ساء خلقه و لايطمع طمع الغراب طمعه معروف يضرب به المثل فإنه يذهب إلي فراسخ كثيرة لطلب طعمته و إن مات جوعا كأنه علي المبالغة أومحمول علي إمكان سؤال غيرالعدو و إلافالظاهر أن السؤال مطلقا عندظن الموت من الجوع واجب وقيل المراد به السؤال من غيرعوض و أمامعه كالاقتراض فالظاهر أنه جائز فأين أطلب هؤلاء أي لاأجد بين الناس من اتصف بتلك الصفات قال في أطراف الأرض لأنهم يهربون من المخالفين تقية أويستوحشون من الناس لاستيلاء حب الدنيا والجهل عليهم حذرا من أن يصيروا مثلهم و ماقيل إن في بمعني عند كماقيل في قوله تعالي فَما مَتاعُ الحَياةِ الدّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَلِيلٌ والأطراف جمع طريف بمعني النفيس والمراد بهم العلماء فلايخفي بعده أولئك الخفيض عيشهم أي هم خفيفو المئونة يكتفون من الدنيا بأقلها فلايتعبون في تحصيلها وترك الملاذ أسهل من ارتكاب المشاق في القاموس الخفض الدعة وعيش خافض والسير اللين وغض الصوت وأرض خافضة السقيا سهلة السقي وخفض القول يافلان لينه والأمر هونة المنتقلة ديارهم لفرارهم من شرار الناس من أرض إلي أرض أو
صفحه : 185
يختارون الغربة لطلب العلم إن شهدوا لم يعرفوا لعدم شهرتهم وخمول ذكرهم بين الناس وقيل لاختيارهم الغربة لطلب العلم و إن غابوا لم يفتقدوا أي لم يطلبوا لاستنكاف الناس عن صحبتهم وعدم اعتنائهم بشأنهم وقيل لغربتهم بينهم كمامر و في القاموس افتقده وتفقده طلبه عندغيبته ومات غيرفقيد و لاحميد و غيرمفقود غيرمكترث لفقدانه . و من الموت لايجزعون لأن أولياء الله يحبون الموت ويتمنونه وقيل من للتعليل والظرف متعلق بالنفي لابالمنفي والتقديم للحصر أي عدم جزعهم من أحوال الدنيا وأهلها و مايصيبه منهم من المكاره إنما هولعلمهم بالموت والانتقام منهم بعده و لايخفي بعده . و في القبور يتزاورون أي أنهم لشدة التقية وتفرقهم قلما يمكنهم زيارة بعضهم لبعض وإنما يتزاورون في عالم البرزخ لحسن حالهم ورفاهيتهم أوأنهم مختفون من الناس لايزارون إلا بعدالموت أومساكنهم المقابر والمواضع الخربة في تلك المواطن يلقي بعضهم بعضا وقيل أي يزور أحياؤهم أمواتهم في المقابر وقيل القبور عبارة عن مواضع قوم ماتت قلوبهم لترك ذكر الله كما قال تعالي وَ ما أَنتَ بِمُسمِعٍ مَن فِي القُبُورِ أي لاتمكنهم الزيارة في موضع تكون فيه جماعة من الضلال والجهال الذين هم بمنزلة الأموات والأول أظهر.لن تختلف قلوبهم و إن اختلفت بهم الدار. أي هم علي مذهب واحد وطريقة واحدة و إن تباعد بعضهم بعضا في الديار فإنهم تابعون لأئمة الحق و لااختلاف عندهم وقيل أي قلب كل واحد منهم غيرمختلف و لامتغير من حال إلي حال و إن اختلفت دياره ومنازله لأنسه بالله وعدم تعلقه بغيره فلايستوحش بالوحدة والغربة واختلاف الديار لأن مقصوده وأنيسه واحد حاضر معه في الديار كلها بخلاف غيره لأن قلبه لما كان متعلقا بغيره تعالي يأنس به إذاوجده ويستوحش إذافقده انتهي و لايخفي بعده .
صفحه : 186
أناالمدينة كان ذكر هذاالخبر لبيان علة اتفاق قلوبهم فإنهم عاملون بهذا الخبر أولبيان أن تلك الصفات إنما تنفع إذاكانت مع الولاية أولبيان لزوم اختيار تلك الصفات فإنها من أخلاق مولي المؤمنين و هو باب مدينة الدين والعلم والحكمة فلابد لمن ادعي الدخول في الدين أن يتصف بها
40- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ زَعلَانَ عَن أَبِي إِسحَاقَ الخرُاَساَنيِّ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ العبَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ شِيعَتُنَا الشّاحِبُونَ الذّابِلُونَ النّاحِلُونَ الّذِينَ إِذَا جَنّهُمُ اللّيلُ استَقبَلُوهُ بِحُزنٍ
بيان شيعتنا الشاحبون و في نادر من النسخ السائحون بالمهملتين بينهما مثناة تحتانية قيل أي الملازمون للمساجد والسيح أيضا الذهاب في الأرض للعبادة و قال في النهاية الشاحب المتغير اللون والجسم لعارض من مرض أوسفر ونحوهما و قال ذبلت بشرته أي قل ماء جلده وذهبت نضارته و في الصحاح ذبل الفرس ضمر و قال النحول الهزال وجمل ناحل مهزول و قال جن عليه الليل يجن جنونا ويقال أيضا جنه الليل وأجنه الليل بمعني . وأقول تعريف الخبر باللام للحصر والحاصل أنه ليس شيعتنا إلاالذين تغيرت ألوانهم من كثرة العبادة والسهر وذبلت أجسادهم من كثرة الرياضة أوشفاههم من الصوم وهزلت أبدانهم مما ذكر الذين إذاسترهم الليل استقبلوه بحزن أي اشتغلوا بالعبادة فيه مع الحزن للتفكر في أمر الآخرة وأهوالها
41- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ شِيعَتُنَا أَهلُ الهُدَي وَ أَهلُ التّقَي وَ أَهلُ الخَيرِ وَ أَهلُ الإِيمَانِ وَ أَهلُ الفَتحِ وَ الظّفَرِ
بيان أهل الهدي أي الهداية إلي الدين المبين و هومقدم علي كل شيء ثم أردفه بالتقوي و هوترك المنهيات ثم بالخير و هوفعل الطاعات ثم بالإيمان
صفحه : 187
أي الكامل فإنه متوقف عليها و أماالفتح والظفر فالمراد به إما الفتح والظفر علي المخالفين بالحجج والبراهين أو علي الأعادي الظاهرة إن أمروا بالجهاد فإنهم أهل اليقين والشجاعة أو علي الأعادي الباطنة بغلبة جنود العقل علي عساكر الجهل والجنود الشيطانية بالمجاهدات النفسانية كمامر في كتاب العقل أوالمراد أنهم أهل لفتح أبواب العنايات الربانية والإفاضات الرحمانية و أهل الظفر بالمقصود كماقيل إن الأول إشارة إلي كمالهم في القوة النظرية والثاني إلي كمالهم في القوة العملية حتي بلغوا إلي غايتهما و هوفتح أبواب الأسرار والفوز بقرب الحق
42- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مَنصُورٍ بُزُرجٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِيّاكَ وَ السّفِلَةَ فَإِنّمَا شِيعَةُ عَلِيّ ع مَن عَفّ بَطنُهُ وَ فَرجُهُ وَ اشتَدّ جِهَادُهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ وَ رَجَا ثَوَابَهُ وَ خَافَ عِقَابَهُ فَإِذَا رَأَيتَ أُولَئِكَ فَأُولَئِكَ شِيعَةُ جَعفَرٍ
ل ،[الخصال ] عن أبيه عن سعد عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل قال قال أبو عبد الله ع إنما شيعة جعفر إلي آخر الخبرمشكاة الأنوار،مرسلا
مثله
كش ،[رجال الكشي] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ الموَصلِيِّ عَن يُونُسَ عَنِ العَلَاءِ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِيّاكَ وَ السّفِلَةَ إِلَي قَولِهِ وَ خَافَ عِقَابَهُ
بيان في القاموس السفل والسفلة بكسرهما نقيض العلو وسفل في خلقه وعلمه ككرم سفلا ويضم وسفالا ككتاب و في الشيء سفولا بالضم نزل من أعلاه إلي أسفله وسفلة الناس بالكسر وكفرحة أسافلهم وغوغاؤهم و في النهاية
صفحه : 188
فقالت امرأة من سفلة الناس السفلة بفتح السين وكسر الفاء السقاط من الناس والسفالة النذالة يقال هو من السفلة و لايقال هوسفلة والعامة تقول رجل سفلة من قوم سفل و ليس بعربي وبعض العرب يخفف فيقول فلان من سفلة الناس فينقل كسرة الفاء إلي السين انتهي . وأقول ربما يقرأ سفلة بالتحريك جمع سافل والحاصل أن السفلة أراذل الناس وأدانيهم و قدورد النهي عن مخالطتهم ومعاملتهم وفسر في الحديث بمن لايبالي ما قال و لا ماقيل له وهاهنا قوبل بالشيعة الموصوفين بالصفات المذكورة وحذر عن مخالطتهم ورغب في مصاحبة هؤلاء. والجهاد هنا الاجتهاد والسعي في العبادة أومجاهدة النفس الأمارة وعمل لخالقه أي خالصا له والتعبير بالخالق تعليل للحكم وتأكيد له فإن من كان خالقا ومعطيا للوجود والقوي والجوارح ولجميع مايحتاج إليه فهو المستحق للعبادة و لايجوز عقلا تشريك غيره معه فيها
43- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ شِيعَةَ عَلِيّ ع كَانُوا خُمُصَ البُطُونِ ذُبُلَ الشّفَاهِ أَهلَ رَأفَةٍ وَ عِلمٍ وَ حِلمٍ يُعرَفُونَ بِالرّهبَانِيّةِ فَأَعِينُوا عَلَي مَا أَنتُم عَلَيهِ بِالوَرَعِ وَ الِاجتِهَادِ
صفات الشيعة، عن أبيه عن سعد والحميري عن أحمد بن محمدرفعه عنه ع مثله محص ،[التمحيص ] عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَنهُ ع
مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ وَ الصّبرِ
بيان خماص البطن كناية عن قلة الأكل أوكثرة الصوم أوالعفة عن أكل أموال الناس وذبل الشفاه إما كناية عن الصوم أوكثرة التلاوة والدعاء والذكر والخمص بالضم جمع أخمص أوبالفتح مصدر والحمل للمبالغة وربما يقرأ
صفحه : 189
خمصا بضمتين جمع خميص كرغف ورغيف والذبل قديقرأ بالفتح مصدرا والحمل كمامر أوبالضم أوبضمتين أوكركع والجميع جمع ذابل و قال في القاموس الخمصة الجوعة والمخمصة المجاعة و قدخمصه الجوع خمصا ومخمصة وخمص البطن مثلثة الميم خلا و قال ذبل النبات كنصر وكرم ذبلا وذبولا ذوي وذبل الفرس ضمر وقني ذابل رقيق لاصق بالليط والجمع ككتب وركع و في النهاية رجل خمصان وخميص إذا كان ضامر البطن وجمع الخميص الخماص و منه الحديث خماص البطون خفاف الظهور أي أنهم أعفة عن أموال الناس فهم ضامروا البطون من أكلها خفاف الظهور من ثقل وزرها انتهي . والرهبانية هنا ترك زوائد الدنيا وعدم الانهماك في لذاتها أوصلاة الليل كماورد في الخبر فأعينوا علي ماأنتم عليه أي أعينونا في شفاعتكم زائدا علي ماأنتم عليه من الولاية أوكائنين علي ماأنتم عليه و قدورد أعينونا بالورع ويحتمل أن يكون المراد بما أنتم عليه من المعاصي أي أعينوا أنفسكم أوأعينونا لدفع ماأنتم عليه من المعاصي وذمائم الأخلاق أوالعذاب المرتب عليها بالورع و هذاأنسب لفظا فإنه يقال أعنه علي عدوه
44- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي أَيّوبَ العَطّارِ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّمَا شِيعَةُ عَلِيّ ع الحُلَمَاءُ العُلَمَاءُ الذّبُلُ الشّفَاهِ تُعرَفُ الرّهبَانِيّةُ عَلَي وُجُوهِهِم
بيان تعرف الرهبانية أي آثار الخوف والخشوع وترك الدنيا أوأثر صلاة الليل كمامر
45-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا أَرَدتَ أَن تَعرِفَ أصَحاَبيِ فَانظُر إِلَي مَنِ اشتَدّ وَرَعُهُ وَ خَافَ خَالِقَهُ وَ رَجَا ثَوَابَهُ فَإِذَا رَأَيتَ هَؤُلَاءِ
صفحه : 190
فَهَؤُلَاءِ أصَحاَبيِ
توضيح أن تعرف أصحابي أي خلص أصحابي والذين ارتضيتهم لذلك من اشتد ورعه أي اجتنابه عن المحرمات والشبهات وخاف خالقه إشارة إلي أن من عرف الله بالخالقية ينبغي أن يخاف عذابه ويرجو ثوابه لكمال قدرته عليهما
46- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو بنِ الأَشعَثِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ الأنَصاَريِّ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع شِيعَتُنَا المُتَبَاذِلُونَ فِي وَلَايَتِنَا المُتَحَابّونَ فِي مَوَدّتِنَا المُتَزَاوِرُونَ فِي إِحيَاءِ أَمرِنَا الّذِينَ إِن غَضِبُوا لَم يَظلِمُوا وَ إِن رَضُوا لَم يُسرِفُوا بَرَكَةٌ عَلَي مَن جَاوَرُوا سِلمٌ لِمَن خَالَطُوا
ل ،[الخصال ] عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن الحسن بن فضال عن ظريف بن ناصح عن عمرو بن أبي المقدام عنه ع مثله المشكاة،مرسلا
مثله تبيين المتباذلون في ولايتنا الظاهر أن في للسببية والتباذل بذل بعضهم بعضا فضل ماله والولاية إما بالفتح بمعني النصرة أوبالكسر بمعني الإمامة والإمارة والأول أظهر والإضافة إلي المفعول والتحابب حب بعضهم بعضا في مودتنا أي لأن المحبون يحبنا أولأن المحب يودنا أوالأعم أولنشر مودتنا وإبقائها بينهم والتزاور زيارة بعضهم بعضا في إحياء أمرنا أي لإحياء ديننا وذكر فضائلنا وعلومنا وإبقائها لئلا تندرس بغلبة المخالفين وشبهاتهم و في الخصال لإحياء. و إن رضوا عن أحد وأحبوه لم يسرفوا أي لم يجاوزوا الحد في المحبة
صفحه : 191
والمعاونة والإسراف في المال بعيد هنا بركة أي يصل نفعهم إلي من جاوروه في البيت أو في المجلس أعم من المنافع الدنيوية والأخروية و في الخصال لمن جاوروا سلم بالكسر أوالفتح أي مسالم و علي الأول مصدر والحمل للمبالغة في القاموس السلم بالكسر المسالم والصلح ويفتح
47-كَنزُ الكرَاَجكُيِّ، عَن مُحَمّدِ بنِ طَالِبٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الأزَديِّ عَن خَالِدِ بنِ يَزِيدَ الثقّفَيِّ عَن أَبِيهِ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ لِمَولَاهُ نَوفٍ الشاّميِّ وَ هُوَ مَعَهُ فِي السّطحِ يَا نَوفُ أَ رَامِقٌ أَم نَبهَانُ قَالَ نَبهَانُ أَرمُقُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ هَل تدَريِ مَن شيِعتَيِ قَالَ لَا وَ اللّهِ قَالَ شيِعتَيِ الذّبُلُ الشّفَاهِ الخُمُصُ البُطُونِ الّذِينَ تُعرَفُ الرّهبَانِيّةُ وَ الرّبّانِيّةُ فِي وُجُوهِهِم رُهبَانٌ بِاللّيلِ أُسُدٌ بِالنّهَارِ الّذِينَ إِذَا جَنّهُمُ اللّيلُ اتّزَرُوا عَلَي أَوسَاطِهِم وَ ارتَدَوا عَلَي أَطرَافِهِم وَ صَفّوا أَقدَامَهُم وَ افتَرَشُوا جِبَاهَهُم تجَريِ دُمُوعُهُم عَلَي خُدُودِهِم يَجأَرُونَ إِلَي اللّهِ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِم وَ أَمّا النّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ كِرَامٌ نُجَبَاءُ أَبرَارٌ أَتقِيَاءُ يَا نَوفُ شيِعتَيَِ الّذِينَ اتّخَذُوا الأَرضَ بِسَاطاً وَ المَاءَ طِيباً وَ القُرآنَ شِعَاراً إِن شَهِدُوا لَم يُعرَفُوا وَ إِن غَابُوا لَم يُفتَقَدُوا شيِعتَيَِ الّذِينَ فِي قُبُورِهِم يَتَزَاوَرُونَ وَ فِي أَموَالِهِم يَتَوَاسَونَ وَ فِي اللّهِ يَتَبَاذَلُونَ يَا نَوفُ دِرهَمٌ وَ دِرهَمٌ وَ ثَوبٌ وَ ثَوبٌ وَ إِلّا فَلَا شيِعتَيِ مَن لَا يَهِرّ هَرِيرَ الكَلبِ وَ لَا يَطمَعُ طَمَعَ الغُرَابِ وَ لَم يَسأَلِ النّاسَ وَ إِن مَاتَ جُوعاً إِن رَأَي مُؤمِناً أَكرَمَهُ وَ إِن رَأَي فَاسِقاً هَجَرَهُ هَؤُلَاءِ وَ اللّهِ يَا نَوفُ شيِعتَيِ شُرُورُهُم مَأمُونَةٌ وَ قُلُوبُهُم مَحزُونَةٌ وَ حَوَائِجُهُم خَفِيفَةٌ وَ أَنفُسُهُم عَفِيفَةٌ اختَلَفَ بِهِمُ الأَبدَانُ وَ لَم تَختَلِف قُلُوبُهُم قَالَ قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ جعَلَنَيَِ اللّهُ فِدَاكَ أَينَ أَطلُبُ هَؤُلَاءِ قَالَ فَقَالَ لِي فِي أَطرَافِ الأَرضِ يَا نَوفُ يجَيِءُ النّبِيّص يَومَ القِيَامَةِ آخِذاً بِحُجزَةِ رَبّهِ جَلّت أَسمَاؤُهُ يعَنيِ بِحَبلِ الدّينِ وَ حُجزَةِ الدّينِ وَ أَنَا آخِذٌ بِحُجزَتِهِ وَ أَهلُ بيَتيِ آخِذُونَ بحِجُزتَيِ وَ شِيعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجزَتِنَا فَإِلَي أَينَ إِلَي الجَنّةِ وَ رَبّ الكَعبَةِ
صفحه : 192
قَالَهَا ثَلَاثاً
بيان في المصباح رمقه بعينه رمقا من باب قتل أطال النظر والنبهان المنتبه من النوم والمعني أتنظر إلي أم أنت منتبه من النوم من غيرنظر قوله ع درهم ودرهم أي يواسي إخوانه بأن يأخذ درهما ويعطي درهما ويأخذ ثوبا ويعطي ثوبا و إلا فلا أي و إن لم يفعل ذلك فليس من شيعتي
48- وَ بِالإِسنَادِ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الواَبشِيِّ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ وَ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البُندَارِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ بَزِيعٍ عَن مَالِكِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن رَجُلٍ مِن قَومِهِ يعَنيِ يَحيَي ابنَ أُمّ الطّوِيلِ أَنّهُ أَخبَرَهُ عَن نَوفٍ البكِاَليِّ قَالَعُرِضَت لِي إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع حَاجَةٌ فَاستَتبَعتُ إِلَيهِ جُندَبَ بنَ زُهَيرٍ وَ الرّبِيعَ بنَ خُثَيمٍ وَ ابنَ أُختِهِ هَمّامَ بنَ عُبَادَةَ بنِ خُثَيمٍ وَ كَانَ مِن أَصحَابِ البَرَانِسِ فَأَقبَلنَا مُعتَمِدِينَ لِقَاءَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَأَلفَينَاهُ حِينَ خَرَجَ يَؤُمّ المَسجِدَ فَأَفضَي وَ نَحنُ مَعَهُ إِلَي نَفَرٍ مُبَدّنِينَ قَد أَفَاضُوا فِي الأُحدُوثَاتِ تَفَكّهاً وَ بَعضُهُم يلُهيِ بَعضاً فَلَمّا أَشرَفَ لَهُم أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَسرَعُوا إِلَيهِ قِيَاماً فَسَلّمُوا فَرَدّ التّحِيّةَ ثُمّ قَالَ مَنِ القَومُ قَالُوا أُنَاسٌ مِن شِيعَتِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ لَهُم خَيراً ثُمّ قَالَ يَا هَؤُلَاءِ مَا لِي لَا أَرَي فِيكُم سِمَةَ شِيعَتِنَا وَ حِليَةَ أَحِبّتِنَا أَهلَ البَيتِ فَأَمسَكَ القَومُ حَيَاءً قَالَ نَوفٌ فَأَقبَلَ عَلَيهِ جُندَبٌ وَ الرّبِيعُ فَقَالَا مَا سِمَةُ شِيعَتِكُم وَ صِفَتُهُم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَتَثَاقَلَ عَن جَوَابِهِمَا وَ قَالَ اتّقِيَا اللّهَ أَيّهَا الرّجُلَانِ وَ أَحسِنَا فَإِنّ اللّهَ مَعَ الّذِينَ اتّقَوا وَ الّذِينَ هُم مُحسِنُونَ فَقَالَ هَمّامُ بنُ عُبَادَةَ وَ كَانَ عَابِداً مُجتَهِداً أَسأَلُكَ باِلذّيِ أَكرَمَكُم أَهلَ البَيتِ وَ خَصّكُم وَ حَبَاكُم وَ فَضّلَكُم تَفضِيلًا إِلّا أَنبَأتَنَا بِصِفَةِ شِيعَتِكُم فَقَالَ لَا تُقسِم فَسَأُنَبّئُكُم جَمِيعاً وَ أَخَذَ بِيَدِ هَمّامٍ فَدَخَلَ المَسجِدَ فَسَبّحَ رَكعَتَينِ أَوجَزَهُمَا وَ أَكمَلَهُمَا وَ جَلَسَ وَ أَقبَلَ عَلَينَا وَ حَفّ القَومُ بِهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ وَ صَلّي عَلَي النّبِيّص
صفحه : 193
ثُمّ قَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ تَقَدّسَت أَسمَاؤُهُ خَلَقَ خَلقَهُ فَأَلزَمَهُم عِبَادَتَهُ وَ كَلّفَهُم طَاعَتَهُ وَ قَسَمَ بَينَهُم مَعَايِشَهُم وَ وَضَعَهُم فِي الدّنيَا بِحَيثُ وَضَعَهُم وَ هُوَ فِي ذَلِكَ غنَيِّ عَنهُم لَا تَنفَعُهُ طَاعَةُ مَن أَطَاعَهُ وَ لَا تَضُرّهُ مَعصِيَةُ مَن عَصَاهُ مِنهُم لَكِنّهُ عَلِمَ تَعَالَي قُصُورَهُم عَمّا تَصلُحُ عَلَيهِ شُئُونُهُم وَ تَستَقِيمُ بِهِ دَهمَاؤُهُم فِي عَاجِلِهِم وَ آجِلِهِم فَارتَبَطَهُم بِإِذنِهِ فِي أَمرِهِ وَ نَهيِهِ فَأَمَرَهُم تَخيِيراً وَ كَلّفَهُم يَسِيراً وَ أَثَابَهُم كَثِيراً وَ أَمَازَ سُبحَانَهُ بِعَدلِ حُكمِهِ وَ حِكمَتِهِ بَينَ المُوجِفِ مِن أَنَامِهِ إِلَي مَرضَاتِهِ وَ مَحَبّتِهِ وَ بَينَ المُبطِئِ عَنهَا وَ المُستَظهِرِ عَلَي نِعمَتِهِ مِنهُم بِمَعصِيَتِهِ فَذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَم حَسِبَ الّذِينَ اجتَرَحُوا السّيّئاتِ أَن نَجعَلَهُم كَالّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحياهُم وَ مَماتُهُم ساءَ ما يَحكُمُونَ ثُمّ وَضَعَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَدَهُ عَلَي مَنكِبِ هَمّامِ بنِ عُبَادَةَ فَقَالَ أَلَا مَن سَأَلَ عَن شِيعَةِ أَهلِ البَيتِ الّذِينَ أَذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرَهُم فِي كِتَابِهِ مَعَ نَبِيّهِ تَطهِيراً فَهُمُ العَارِفُونَ بِاللّهِ العَامِلُونَ بِأَمرِ اللّهِ أَهلُ الفَضَائِلِ وَ الفَوَاضِلِ مَنطِقُهُمُ الصّوَابُ وَ مَلبَسُهُمُ الِاقتِصَادُ وَ مَشيُهُمُ التّوَاضُعُ بَخَعُوا لِلّهِ تَعَالَي بِطَاعَتِهِ وَ خَضَعُوا لَهُ بِعِبَادَتِهِ فَمَضَوا غَاضّينَ أَبصَارَهُم عَمّا حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِم وَاقِفِينَ أَسمَاعَهُم عَلَي العِلمِ بِدِينِهِم نَزَلَت أَنفُسُهُم مِنهُم فِي البَلَاءِ كاَلذّيِ نَزَلَت مِنهُم فِي الرّخَاءِ رضَيَِ عَنِ اللّهِ بِالقَضَاءِ فَلَو لَا الآجَالُ التّيِ كَتَبَ اللّهُ لَهُم لَم تَستَقِرّ أَروَاحُهُم فِي أَجسَادِهِم طَرفَةَ عَينٍ شَوقاً إِلَي لِقَاءِ اللّهِ وَ الثّوَابِ وَ خَوفاً مِنَ العِقَابِ عَظُمَ الخَالِقُ فِي أَنفُسِهِم وَ صَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعيُنِهِم فَهُم وَ الجَنّةُ كَمَن رَآهَا فَهُم عَلَي أَرَائِكِهَا مُتّكِئُونَ وَ هُم وَ النّارُ كَمَن أَدخَلَهَا فَهُم فِيهَا يُعَذّبُونَ قُلُوبُهُم مَحزُونَةٌ وَ شُرُورُهُم مَأمُونَةٌ وَ أَجسَادُهُم نَحِيفَةٌ وَ حَوَائِجُهُم خَفِيفَةٌ وَ أَنفُسُهُم عَفِيفَةٌ وَ مَعُونَتُهُم فِي الإِسلَامِ عَظِيمَةٌ صَبَرُوا أَيّاماً قَلِيلَةً فَأَعقَبَتهُم رَاحَةٌ طَوِيلَةٌ وَ تِجَارَةٌ مُربِحَةٌ يَسّرَهَا لَهُم رَبّ كَرِيمٌ أُنَاسٌ أَكيَاسٌ أَرَادَتهُمُ الدّنيَا فَلَم يُرِيدُوهَا وَ طَلِبَتهُم
صفحه : 194
فَأَعجَزُوهَا أَمّا اللّيلَ فَصَافّونَ أَقدَامَهُم تَالُونَ لِأَجزَاءِ القُرآنِ يُرَتّلُونَهُ تَرتِيلًا يَعِظُونَ أَنفُسَهُم بِأَمثَالِهِ وَ يَستَشفُونَ لِدَائِهِم بِدَوَائِهِ تَارَةً وَ تَارَةً مُفتَرِشُونَ جِبَاهَهُم وَ أَكُفّهُم وَ رُكَبَهُم وَ أَطرَافَ أَقدَامِهِم تجَريِ دُمُوعُهُم عَلَي خُدُودِهِم يُمَجّدُونَ جَبّاراً عَظِيماً وَ يَجأَرُونَ إِلَيهِ جَلّ جَلَالُهُ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِم هَذَا لَيلُهُم فَأَمّا النّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ بَرَرَةٌ أَتقِيَاءُ بَرَاهُم خَوفُ بَارِيهِم فَهُم أَمثَالُ القِدَاحِ يَحسَبُهُمُ النّاظِرُ إِلَيهِم مَرضَي وَ مَا بِالقَومِ مِن مَرَضٍ أَو قَد خُولِطُوا وَ قَد خَالَطَ القَومَ مِن عَظَمَةِ رَبّهِم وَ شِدّةِ سُلطَانِهِ أَمرٌ عَظِيمٌ طَاشَت لَهُ قُلُوبُهُم وَ ذَهَلَت مِنهُ عُقُولُهُم فَإِذَا استَقَامُوا مِن ذَلِكَ بَادَرُوا إِلَي اللّهِ تَعَالَي بِالأَعمَالِ الزّاكِيَةِ لَا يَرضَونَ لَهُ بِالقَلِيلِ وَ لَا يَستَكثِرُونَ لَهُ الجَزِيلَ فَهُم لِأَنفُسِهِم مُتّهِمُونَ وَ مِن أَعمَالِهِم مُشفِقُونَ إِن زكُيَّ أَحَدُهُم خَافَ مِمّا يَقُولُونَ وَ قَالَ أَنَا أَعلَمُ بنِفَسيِ مِن غيَريِ وَ ربَيّ أَعلَمُ بيِ أللّهُمّ لَا تؤُاَخذِنيِ بِمَا يَقُولُونَ وَ اجعلَنيِ خَيراً مِمّا يَظُنّونَ وَ اغفِر لِي مَا لَا يَعلَمُونَ فَإِنّكَ عَلّامُ الغُيُوبِ وَ سَاتِرُ العُيُوبِ هَذَا وَ مِن عَلَامَةِ أَحَدِهِم أَن تَرَي لَهُ قُوّةً فِي دِينٍ وَ حَزماً فِي لِينٍ وَ إِيمَاناً فِي يَقِينٍ وَ حِرصاً عَلَي عِلمٍ وَ فَهماً فِي فِقهٍ وَ عِلماً فِي حِلمٍ وَ كَيساً فِي رِفقٍ وَ قَصداً فِي غِنًي وَ تَجَمّلًا فِي فَاقَةٍ وَ صَبراً فِي شِدّةٍ وَ خُشُوعاً فِي عِبَادَةٍ وَ رَحمَةً لِلمَجهُودِ وَ إِعطَاءً فِي حَقّ وَ رِفقاً فِي كَسبٍ وَ طَلَباً فِي حَلَالٍ وَ تَعَفّفاً فِي طَمَعٍ وَ طَمَعاً فِي غَيرِ طَبَعٍ أَي دَنَسٍ وَ نَشَاطاً فِي هُدًي وَ اعتِصَاماً فِي شَهوَةٍ وَ بِرّاً فِي استِقَامَةٍ لَا يَغُرّهُ مَا جَهِلَهُ وَ لَا يَدَعُ إِحصَاءَ مَا عَمِلَهُ يَستَبطِئُ نَفسَهُ فِي العَمَلِ وَ هُوَ مِن صَالِحِ عَمَلِهِ عَلَي وَجَلٍ يُصبِحُ وَ شُغُلُهُ الذّكرُ وَ يمُسيِ وَ هَمّهُ الشّكرُ يَبِيتُ حَذَراً مِن سِنَةِ الغَفلَةِ وَ يُصبِحُ فَرَحاً لِمَا أَصَابَ مِنَ الفَضلِ وَ الرّحمَةِ إِنِ استَصعَبَت عَلَيهِ نَفسُهُ فِيمَا تَكرَهُ لَم يُعطِهَا سُؤلَهَا فِيمَا إِلَيهِ تَشرَهُ رَغبَتُهُ فِيمَا يَبقَي وَ زَهَادَتُهُ فِيمَا يَفنَي قَد قَرَنَ العَمَلَ بِالعِلمِ وَ العِلمَ بِالحِلمِ يَظَلّ دَائِماً نَشَاطُهُ بَعِيداً كَسَلُهُ قَرِيباً أَمَلُهُ قَلِيلًا زَلَلُهُ مُتَوَقّعاً أَجَلَهُ خَاشِعاً قَلبُهُ ذَاكِراً رَبّهُ قَانِعَةً نَفسُهُ عَازِباً جَهلَهُ مُحرِزاً دِينَهُ مَيّتاً
صفحه : 195
دَاؤُهُ كَاظِماً غَيظَهُ صَافِياً خُلُقُهُ آمِناً مِنهُ جَارُهُ سَهلًا أَمرُهُ مَعدُوماً كِبرُهُ بَيّناً صَبرُهُ كَثِيراً ذِكرُهُ لَا يَعمَلُ شَيئاً مِنَ الخَيرِ رِئَاءً وَ لَا يَترُكُهُ حَيَاءً الخَيرُ مِنهُ مَأمُولٌ وَ الشّرّ مِنهُ مَأمُونٌ إِن كَانَ بَينَ الغَافِلِينَ كُتِبَ فِي الذّاكِرِينَ وَ إِن كَانَ مَعَ الذّاكِرِينَ لَم يُكتَب مِنَ الغَافِلِينَ يَعفُو عَمّن ظَلَمَهُ وَ يعُطيِ مَن حَرَمَهُ وَ يَصِلُ مَن قَطَعَهُ قَرِيبٌ مَعرُوفُهُ صَادِقٌ قَولُهُ حَسَنٌ فِعلُهُ مُقبِلٌ خَيرُهُ مُدبِرٌ شَرّهُ غَائِبٌ مَكرُهُ فِي الزّلَازِلِ وَقُورٌ وَ فِي المَكَارِهِ صَبُورٌ وَ فِي الرّخَاءِ شَكُورٌ لَا يَحِيفُ عَلَي مَن يُبغِضُ وَ لَا يَأثَمُ فِيمَن يُحِبّ وَ لَا يدَعّيِ مَا لَيسَ لَهُ وَ لَا يَجحَدُ مَا عَلَيهِ يَعتَرِفُ بِالحَقّ قَبلَ أَن يُشهَدَ بِهِ عَلَيهِ لَا يُضِيعُ مَا استَحفَظَهُ وَ لَا يُنَابِزُ بِالأَلقَابِ لَا يبَغيِ عَلَي أَحَدٍ وَ لَا يَغلِبُهُ الحَسَدُ وَ لَا يُضَارّ بِالجَارِ وَ لَا يَشمَتُ بِالمُصَابِ مُؤَدّ لِلأَمَانَاتِ عَامِلٌ بِالطّاعَاتِ سَرِيعٌ إِلَي الخَيرَاتِ بطَيِءٌ عَنِ المُنكَرَاتِ يَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَ يَفعَلُهُ وَ يَنهَي عَنِ المُنكَرِ وَ يَجتَنِبُهُ لَا يَدخُلُ فِي الأُمُورِ بِجَهلٍ وَ لَا يَخرُجُ مِنَ الحَقّ بِعَجزٍ إِن صَمَتَ لَم يُعيِهِ الصّمتُ وَ إِن نَطَقَ لَم يُعيِهِ اللّفظُ وَ إِن ضَحِكَ لَم يَعلُ بِهِ صَوتُهُ قَانِعٌ باِلذّيِ قُدّرَ لَهُ لَا يَجمَحُ بِهِ الغَيظُ وَ لَا يَغلِبُهُ الهَوَي وَ لَا يَقهَرُهُ الشّحّ يُخَالِطُ النّاسَ بِعِلمٍ وَ يُفَارِقُهُم بِسِلمٍ يَتَكَلّمُ لِيَغنَمَ وَ يَسأَلُ لِيَفهَمَ نَفسُهُ مِنهُ فِي عَنَاءٍ وَ النّاسُ مِنهُ فِي رَاحَةٍ أَرَاحَ النّاسَ مِن نَفسِهِ وَ أَتعَبَهَا لِآخِرَتِهِ إِن بغُيَِ عَلَيهِ صَبَرَ لِيَكُونَ اللّهُ تَعَالَي هُوَ المُنتَصِرَ لَهُ يقَتدَيِ بِمَن سَلَفَ مِن أَهلِ الخَيرِ قَبلَهُ فَهُوَ قُدوَةٌ لِمَن خَلَفَ مِن طَالِبِ البِرّ بَعدَهُ أُولَئِكَ عُمّالُ اللّهِ وَ مَطَايَا أَمرِهِ وَ طَاعَتِهِ وَ سُرُجُ أَرضِهِ وَ بَرِيّتِهِ أُولَئِكَ شِيعَتُنَا وَ أَحِبّتُنَا وَ مِنّا وَ مَعَنَا أَلَا هَا شَوقاً إِلَيهِم فَصَاحَ هَمّامُ بنُ عُبَادَةَ صَيحَةً وَقَعَ مَغشِيّاً عَلَيهِ فَحَرّكُوهُ فَإِذَا هُوَ قَد فَارَقَ الدّنيَا رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ فَاستَعبَرَ الرّبِيعُ بَاكِياً وَ قَالَ لَأَسرَعَ مَا أَودَت مَوعِظَتُكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ بِابنِ أخَيِ وَ لَوَدِدتُ لَو أنَيّ بِمَكَانِهِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع هَكَذَا تَصنَعُ المَوَاعِظُ البَالِغَةُ بِأَهلِهَا أَمَا وَ اللّهِ لَقَد كُنتُ أَخَافُهَا عَلَيهِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ فَمَا بَالُكَ أَنتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ وَيحَكَ إِنّ لِكُلّ وَاحِدٍ أَجَلًا لَن يَعدُوَهُ وَ سَبَباً لَن يُجَاوِزَهُ فَمَهلًا لَا تَعُد لَهَا فَإِنّمَا نَفَثَهَا عَلَي لِسَانِكَ الشّيطَانُ قَالَ فَصَلّي عَلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ
صفحه : 196
ع عَشِيّةَ ذَلِكَ اليَومِ وَ شَهِدَ جَنَازَتَهُ وَ نَحنُ مَعَهُ قَالَ الراّويِ عَن نَوفٍ فَصِرتُ إِلَي الرّبِيعِ بنِ خَيثَمٍ فَذَكَرتُ لَهُ مَا حدَثّنَيِ نَوفٌ فَبَكَي الرّبِيعُ حَتّي كَادَت نَفسُهُ أَن تَفِيضَ وَ قَالَ صَدَقَ أخَيِ لَا جَرَمَ أَنّ مَوعِظَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ كَلَامَهُ ذَلِكَ منِيّ بِمَرأًي وَ مَسمَعٍ وَ مَا ذَكَرتُ مَا كَانَ مِن هَمّامِ بنِ عُبَادَةَ يَومَئِذٍ وَ أَنَا فِي بُلَهنِيَةٍ إِلّا كَدّرَهَا وَ لَا شِدّةٍ إِلّا فَرّجَهَا
بيان قدمر هذاالخبر بروايات عديدة في باب صفات المؤمن وشرحناها هناك ونوضح هاهنا مايختص بهذه الرواية نوف بفتح النون وسكون الواو و قال الجوهري نوف البكالي كان حاجب علي رضوان الله عليه قال تغلب هومنسوب إلي بكالة قبيلة انتهي وقيل هوبالكسر منسوب إلي بكالة قرية باليمن وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالي فاستتبعت أي جعلتهما تابعين لي في المضي إليه و في النسخ هنا الربيع بن خثيم بتقديم المثناة علي المثلثة و في كتب اللغة والرجال بالعكس مصغرا و هوأحد الزهاد الثمانية ورأيت بعض الطعون فيه و هوالمدفون بالمشهد المقدس الرضوي صلوات الله علي مشرفه و قال الجوهري البرنس قلنسوة طويلة و كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام أي كان من الزهاد والعباد المشهورين بذلك و في المصباح أفضيت إلي الشيء وصلت إليه .مبدنين بضم الميم وتشديد الدال المفتوحة أي سمانا ملحمين كما هوهيئة المترفين بالنعم في القاموس البادن والبدين والمبدن كمعظم الجسيم و في أساس اللغة بدنت لمابدنت أي سمنت لماأسننت يقال بدن الرجال وبدن بدنا وبدانة فهو بدين وبادن وبادنني فلان وبدنته أي كنت أبدن و رجل مبدان مبطان سمين ضخم و في القاموس أفاضوا في الحديث اندفعوا وحديث مفاض فيه و قال الأحدوثة مايتحدث به و قال فكههم بملح الكلام تفكيها أطرفهم بها و هوفكه وفاكه طيب النفس ضحوك أويحدث صحبة فيضحكهم وفاكهة مازحة وتفكه تندم و به تمتع و قال لها لهوا لعب كالتهي وألهاه ذلك ولهي عنه غفل
صفحه : 197
وترك ذكره كلها كدعا لهيا ولهيانا.فسبح أي صلي السبحة وهي النافلة وكأنها صلاة التحية في النهاية قديطلق التسبيح علي صلاة التطوع والنافلة ويقال أيضا للذكر ولصلاة النافلة سبحة يقال قضيت سبحتي وإنما خصت النافلة بالسبحة و إن شاركتها الفريضة في معني التسبيح لأن التسبيحات في الفرائض نوافل فقيل لصلاة النافلة لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غيرواجبة أوجزهما أي كما وأكملهما أي كيفية من رعاية حضور القلب والخشوع و غير ذلك جل ثناؤه عن أن يأتي به كما هوأهله أحد وتقدست أسماؤه عن أن تدل علي نقص أو عن أن يبلغ إلي كنهها أحد دهماؤهم أي أكثرهم أوجماعتهم مع كثرتهم في القاموس الدهماء العدد الكثير فأماز علي بناء الإفعال أي ميز وفرق في القاموس مازه يميزه ميزا عزله وفرزه كأمازه وميزه فامتاز وانماز وتميز والشيء فضل بعضه علي بعض والإيجاف الإسراع وإيجاف الخيل والبعير ركضهما والوجيف نوع من عدو الإبل واستعير هنا للإسراع في الطاعات والاستظهار الاستعانة وكأن المراد هنا من يستعين علي تحصيل نعمة الله ورزقه المقدر له بمعصية الله كالخيانة ويحتمل أن يكون علي القلب أي يستعين بنعمة الله علي معصيته أَم حَسِبَ الّذِينَ اجتَرَحُوا السّيّئاتِ قال البيضاوي أم منقطعة ومعني الهمزة إنكار الحسبان والاجتراح الاكتساب أَن نَجعَلَهُم أن نصيرهم كَالّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِمثلهم و هوثاني مفعولي يجعل و قوله سَواءً مَحياهُم وَ مَماتُهُمبدل منه إن كان الضمير للموصول الأول لأن المماثلة فيه إذ المعني إنكار أن يكون حياتهم ومماتهم سيان في البهجة والكرامة كما هوللمؤمنين ويدل عليه قراءة حمزة والكسائي وحفص سواء بالنصب علي البدل أوالحال من الضمير في الكاف أوالمفعولية والكاف حال و إن كان للثاني فحال منه أواستئناف يبين المقتضي للإنكار و إن كان لهما فبدل أوحال من الثاني وضمير الأول والمعني إنكار أن يستووا بعدالممات في الكرامة أوترك المؤاخذة كمااستووا في الرزق والصحة في الحياة أواستئناف مقرر لتساوي محيا كل صنف ومماته في
صفحه : 198
الهدي والضلال وقرئ مماتهم بالنصب علي أن محياهم ومماتهم ظرفان كمقدم الحاج ساءَ ما يَحكُمُونَساء حكمهم هذا وبئس شيئا حكموا به . و في القاموس الفضيلة الدرجة الرفيعة في الفضل والاسم الفاضلة والفواضل الأيادي الجسيمة أوالجميلة و قال بخع نفسه كمنع قتلها غما وبالحق بخوعا أقر به وخضع له كبخع بالكسر بخاعة وبخوعا فمضوا أي في الطاعة أو إلي الآخرة خوف باريهم أي خالقهم وكونه من البري بعيد هذا أي خذ هذا و هوفصل في الكلام شائع في طمع كان في بمعني عن و إن لم يكن مذكورا في الكتب المشهورة أوبمعني مع فالمراد الطمع من الله أي دنس كأنه كلام الكراجكي ويحتمل غيره من الرواة و في النهاية الطبع بالتحريك الدنس وأصله من الدنس والوسخ يغشيان السيف ثم استعمل فيما يشبه ذلك من الأوزار والآثام وغيرهما من المقابح و منه الحديث أعوذ بالله من طمع يهدي إلي طبع أي يؤدي إلي شين وعيب و منه حديث ابن عبدالعزيز لايتزوج من العرب في الموالي إلاالطمع الطبع لايغره ماجهله أي من عيوبه والأظهر ثناء من جهله كمامر والاعتصام الامتناع و في القاموس شره كفرح غلب حرصه فهو شره عازبا أي غائبا محرزا بكسر الراء أوبفتحها دينه بالنصب أوالرفع لم يعيه الصمت أي لايصير صمته سببا لقلة علمه وإعيائه عن بيان الحق بل صمته تدبر وتفكر أو ليس صمته بسبب الإعياء والعجز عن الكلام بل لمفاسد الكلام و هوبعيد لفظا به أي بالضحك أوالباء للتعدية بعلم أي مع علمه بمن صاحبه و أنه أهل لذلك أولتحصيل العلم ليوافق مامر و إن كان بعيدا بسلم أي مع مسالمة ومصالحة لالعداوة ومنازعة والمطايا جمع المطية وهي الدابة تمطو أي تسرع في مسيرها أي يحملون أوامر الله وطاعاته إلي الخلق ويعلمونهم ويروون لهم أويتحملونها ويعملون بهامسرعين في ذلك ألا ها ألا حرف تنبيه وها إما اسم فعل بمعني خذ أوحكاية عن تنفس طويل تحسرا علي عدم لقائهم وشوقا علي الأول مصدر فعل محذوف أي اشتاق شوقا و علي الثاني يحتمل ذلك و أن يكون علة لمايدل عليه ها من التحسر والتحزن و في كلامه ع
صفحه : 199
في مواضع أخري آه آه شوقا إلي رؤيتهم و في القاموس أودي هلك و به الموت ذهب و قال البلهنية بضم الباء الرخاء وسعة العيش
1- ب ،[قرب الإسناد] عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ البزَنَطيِّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ ع يَقُولُ لَا تَعجَلُوا عَلَي شِيعَتِنَا إِن تَزِلّ لَهُم قَدَمٌ تَثبُت لَهُم أُخرَي
2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَمرٍو البصَريِّ عَن صَالِحِ بنِ شُعَيبٍ عَن زَيدِ بنِ مُحَمّدٍ البغَداَديِّ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ العسَكرَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ دَاوُدَ بنِ قَبِيصَةَ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي القرُشَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ رُفِعَ القَلَمُ عَن شِيعَتِنَا فَقُلتُ يَا سيَدّيِ كَيفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنّهُم أُخِذَ عَلَيهِمُ العَهدُ بِالتّقِيّةِ فِي دَولَةِ البَاطِلِ يَأمَنُ النّاسُ وَ يَخَافُونَ وَ يُكَفّرُونَ فِينَا وَ لَا نُكَفّرُ فِيهِم وَ يُقتَلُونَ بِنَا وَ لَا نُقتَلُ بِهِم مَا مِن أَحَدٍ مِن شِيعَتِنَا ارتَكَبَ ذَنباً أَو خَطباً إِلّا نَالَهُ فِي ذَلِكَ غَمّ مَحّصَ عَنهُ ذُنُوبَهُ وَ لَو أَنّهُ أَتَي بِذُنُوبٍ بِعَدَدِ القَطرِ وَ المَطَرِ وَ بِعَدَدِ الحَصَي وَ الرّملِ وَ بِعَدَدِ الشّوكِ وَ الشّجَرِ فَإِن لَم يَنَلهُ فِي نَفسِهِ ففَيِ أَهلِهِ وَ مَالِهِ فَإِن لَم يَنَلهُ فِي أَمرِ دُنيَاهُ مَا يَغتَمّ بِهِ تَخَايَلَ لَهُ فِي مَنَامِهِ مَا يَغتَمّ بِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ تَمحِيصاً لِذُنُوبِهِ
3- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ الجعِاَبيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَبِي حَاتِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُرَاتِ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا ثَبّتَ اللّهُ حُبّ عَلِيّ ع فِي قَلبِ أَحَدٍ فَزَلّت لَهُ قَدَمٌ إِلّا ثَبَتَت لَهُ قَدَمٌ أُخرَي
صفحه : 200
4- ل ،[الخصال ]الأَربَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اطلُب لِأَخِيكَ عُذراً فَإِن لَم تَجِد لَهُ عُذراً فَالتَمِس لَهُ عُذراً
5- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ ولَيِّ عَلِيّ ع إِن تَزِلّ بِهِ قَدَمٌ تَثبُت أُخرَي
6- محص ،[التمحيص ] عَن عُمَرَ صَاحِبِ الساّبرِيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ لَأَرَي مِن أَصحَابِنَا مَن يَرتَكِبُ الذّنُوبَ المُوبِقَةَ فَقَالَ يَا عُمَرُ لَا تَشنَع عَلَي أَولِيَاءِ اللّهِ إِنّ وَلِيّنَا لَيَرتَكِبُ ذُنُوباً يَستَحِقّ بِهَا مِنَ اللّهِ العَذَابَ فَيَبتَلِيهِ اللّهُ فِي بَدَنِهِ بِالسّقمِ حَتّي تُمَحّصَ عَنهُ الذّنُوبُ فَإِن عَافَاهُ فِي بَدَنِهِ ابتَلَاهُ فِي مَالِهِ فَإِن عَافَاهُ فِي مَالِهِ ابتَلَاهُ فِي وَلَدِهِ فَإِن عَافَاهُ مِن بَوَائِقِ الدّهرِ شَدّدَ عَلَيهِ خُرُوجَ نَفسِهِ حَتّي يَلقَي اللّهَ حِينَ يَلقَاهُ وَ هُوَ عَنهُ رَاضٍ قَد أَوجَبَ لَهُ الجَنّةَ
رِيَاضُ الجِنَانِ بِإِسنَادِهِ عَن عُمَرَ الساّبرِيِّ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ ابتَلَاهُ فِي وَلَدِهِ فَإِن عَافَاهُ فِي وَلَدِهِ ابتَلَاهُ اللّهُ فِي أَهلِهِ فَإِن عَافَاهُ فِي أَهلِهِ ابتَلَاهُ بِجَارِ سَوءٍ يُؤذِيهِ فَإِن عَافَاهُ مِن بَوَائِقِ الدّهرِ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
1- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ المُغِيرَةِ عَن حَيدَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ نُعَيمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ النهّديِّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَنِ التفّليِسيِّ عَن حَمّادٍ السمّنَدرَيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ أَدخُلُ بِلَادَ الشّركِ وَ إِنّ مَن عِندَنَا يَقُولُونَ إِن مِتّ ثَمّ حُشِرتَ مَعَهُم
صفحه : 201
قَالَ فَقَالَ لِي يَا حَمّادُ إِذَا كُنتَ ثَمّ تَذكُرُ أَمرَنَا وَ تَدعُو إِلَيهِ قَالَ قُلتُ نَعَم قَالَ فَإِذَا كُنتَ فِي هَذِهِ المُدُنِ مُدُنِ الإِسلَامِ تُذَاكِرُ أَمرَنَا وَ تَدعُو إِلَيهِ قَالَ فَقُلتُ لَا قَالَ فَقَالَ لِي إِنّكَ إِن تَمُت ثَمّ حُشِرتَ أُمّةً وَحدَكَ وَ سَعَي نُورُكَ بَينَ يَدَيكَ
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ كُنتُ أَنَا وَ أَبُو سَلَمَةَ السّرّاجُ وَ يُونُسُ بنُ يَعقُوبَ وَ الفُضَيلُ بنُ يَسَارٍ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ أَحضُرُ مَجَالِسَ هَؤُلَاءِ القَومِ فَأَذكُرُكُم فِي نفَسيِ فأَيَّ شَيءٍ أَقُولُ فَقَالَ يَا حُسَينُ إِذَا حَضَرتَ مَجَالِسَ هَؤُلَاءِ فَقُلِ أللّهُمّ أَرِنَا الرّخَاءَ وَ السّرُورَ فَإِنّكَ تأَتيِ عَلَي مَا تُرِيدُ
بيان فإنك تأتي علي ماتريد أي يريك الله الرخاء والسرور في دينك أويعطيك الله ثواب ماتريد الفوز به من ظهور دين الحق
1-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن عُمَرَ بنِ حَنظَلَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا الصّخرِ
صفحه : 202
إِنّ اللّهَ يعُطيِ الدّنيَا مَن يُحِبّ وَ يُبغِضُ وَ لَا يعُطيِ هَذَا الأَمرَ إِلّا صَفوَتَهُ مِن خَلقِهِ أَنتُم وَ اللّهِ عَلَي ديِنيِ وَ دِينِ آباَئيِ اِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ لَا أعَنيِ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ وَ لَا مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ وَ إِن كَانَ هَؤُلَاءِ عَلَي دِينِ هَؤُلَاءِ
تبيان من يحب و من يبغض أي من يحبه الله و من يبغضه الله أو من يحب الله و من يبغض الله والأول أظهر و لايعطي هذاالأمر أي الاعتقاد بالولاية واختيار دين الإمامية إلاصفوته من خلقه أي من اصطفاه واختاره وفضله من جميع خلقه بسبب طيب روحه وطينته كمامر أوالمعني أن ذا المال والجاه والنعمة في الدنيا يمكن أن يكون محبوبا لله أومبغوضا لله وليست سببا لحب الله و لاعلامة له بخلاف دين الحق فإن من أوتيه يكون لامحالة محبوبا لله مختارا عنده و علي الوجهين الغرض بيان فضل الولاية والشكر عليها وعدم الشكاية بعدحصولها عن فقر الدنيا وذلها وشدائدها وحقارة الدنيا وأهلها عند الله وأنها ليست مناط الشرف والفضل . قوله ع ودين آبائي والمعني أن أصول الدين مشتركة في ملل جميع الأنبياء وإنما الاختلاف في بعض الخصوصيات فإن الاعتقاد بالتوحيد والعدل والمعاد مما اشترك فيه جميع الملل وكذا التصديق بنبوة الأنبياء والإذعان بجميع ماجاءوا به وأهمها الإيمان بأوصيائهم ومتابعتهم في جميع الأمور وعدم العدول عنهم إلي غيرهم كان لازما في جميع الملل وإنما الاختلاف في خصوص النبي وخصوص الأوصياء وخصوص بعض العبادات فمن أقر بنبيناص وبجميع ماجاء
صفحه : 203
به وبجميع أوصيائه و لم يعدل عنهم إلي غيرهم فهو علي دين جميع الأنبياء. ويحتمل أن يكون إشارة إلي ماورد في كثير من الأخبار أن الإقرار بنبيناص وأوصيائه ع كان مأخوذا علي جميع الأنبياء ع وأممهم وقيل المراد أنه مأخوذ في دين الإسلام نفي الشرك ونصب غير من نصبه الله للإمامة والرجوع إليه نوع من الشرك فالتوحيد ألذي هودين جميع الأنبياء مخصوص بالشيعة و ماذكرنا أوضح وأمتن
2- كا،[الكافي] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن مَالِكِ بنِ أَعيَنَ الجهُنَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ يَا مَالِكُ إِنّ اللّهَ يعُطيِ الدّنيَا مَن يُحِبّ وَ يُبغِضُ وَ لَا يعُطيِ دِينَهُ إِلّا مَن يُحِبّ
سن ،[المحاسن ] عن الوشاء و محمد بن عبدالحميد العطار عن عاصم مثله
3- كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو الخثَعمَيِّ عَن عُمَرَ بنِ حَنظَلَةَ وَ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ هَذِهِ الدّنيَا يُعطِيهَا اللّهُ البَرّ وَ الفَاجِرَ وَ لَا يعُطيِ الإِيمَانَ إِلّا صَفوَتَهُ مِن خَلقِهِ
سن ،[المحاسن ] عن الوشاء مثله بيان قال الجوهري صفوة الشيء خالصه و محمدصفوة الله من خلقه ومصطفاه أبوعبيدة يقال له صفوة مالي وصفوة مالي وصفوة مالي فإذانزعوا الهاء قالوا له صفو مالي بالفتح لا غير
4-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن
صفحه : 204
أَبِي سُلَيمَانَ عَن مُيَسّرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الدّنيَا يُعطِيهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَن أَحَبّ وَ مَن أَبغَضَ وَ إِنّ الإِيمَانَ لَا يُعطِيهِ إِلّا مَن أَحَبّ
5- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَبِي سُلَيمَانَ عَن مُيَسّرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الدّنيَا يُعطِيهَا اللّهُ مَن أَحَبّ وَ أَبغَضَ وَ إِنّ الإِيمَانَ لَا يُعطِيهِ إِلّا مَن أَحَبّ
6- سن ،[المحاسن ] عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو الخثَعمَيِّ عَن عُمَرَ بنِ حَنظَلَةَ عَن حَمزَةَ بنِ حَمّادٍ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ هَذِهِ الدّنيَا يُعطَاهَا البَرّ وَ الفَاجِرُ وَ إِنّ هَذَا الدّينَ لَا يُعطَاهُ إِلّا أَهلُهُ خَاصّةً
7- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن عُمَرَ بنِ حَنظَلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ يعُطيِ الدّنيَا مَن يُحِبّ وَ يُبغِضُ وَ لَا يعُطيِ الإِيمَانَ إِلّا أَهلَ صَفوَتِهِ مِن خَلقِهِ
8- سن ،[المحاسن ] عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الأشَعرَيِّ عَن حَمزَةَ بنِ حُمرَانَ عَن عُمَرَ بنِ حَنظَلَةَ قَالَ بَينَا أَنَا أمَشيِ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي بَعضِ طُرُقِ المَدِينَةِ إِذَا التَفَتَ إلِيَّ فَقَالَ إِنّ اللّهَ يعُطيِ البَرّ وَ الفَاجِرَ الدّنيَا وَ لَا يعُطيِ الدّينَ إِلّا أَهلَ صَفوَتِهِ مِن خَلقِهِ
سن ،[المحاسن ] عن محمد بن عبدالحميد عن عاصم بن حميد عن عمرو بن أبي المقدام عن رجل من أهل البصرة مثله
9- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَن فُضَيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ يعُطيِ المَالَ البَرّ وَ الفَاجِرَ وَ لَا يعُطيِ الإِيمَانَ إِلّا مَن أَحَبّ
10-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حَمزَةَ بنِ
صفحه : 205
مُحَمّدٍ الطّيّارِ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَم تَتَوَاخَوا عَلَي هَذَا الأَمرِ وَ لَكِن تَعَارَفتُم عَلَيهِ
تبيان لم تتواخوا علي هذاالأمر أقول الخبر يحتمل وجوها الأول ماأفاده الوالد قدس الله روحه و هو أن التواخي بينكم لم يقع علي التشيع و لا في هذه النشأة بل كانت إخوتكم في عالم الأرواح قبل الانتقال إلي الأجساد وإنما حصل تعارفكم في هذاالعالم بسبب الدين فكشف ذلك عن الأخوة في العليين و ذلك مثل رجلين كانت بينهما مصاحبة قديمة فافترقا زمانا طويلا ثم تلاقيا فعرف كل منهما صاحبه . وَ يُؤَيّدُهُ الحَدِيثُ المَشهُورُ عَنِ النّبِيّص الأَروَاحُ جُنُودٌ مُجَنّدَةٌ مَا تَعَارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنهَا اختَلَفَ
و هذاالخبر و إن كان عاميا لكن ورد مثله في أخبارنا بأسانيد جمة.
مِنهَا مَا رَوَي الصّفّارُ فِي البَصَائِرِ بِأَسَانِيدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ وَ اللّهِ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إنِيّ لَأُحِبّكَ فَقَالَ كَذَبتَ فَقَالَ الرّجُلُ سُبحَانَ اللّهِ كَأَنّكَ تَعرِفُ مَا فِي قلَبيِ فَقَالَ عَلِيّ ع إِنّ اللّهَ خَلَقَ الأَروَاحَ قَبلَ الأَبدَانِ بأِلَفيَ عَامٍ ثُمّ عَرَضَهُم عَلَينَا فَأَينَ كُنتَ لَم أَرَكَ
وَ عَن عُمَارَةَ قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِذ أَقبَلَ رَجُلٌ فَسَلّمَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ إنِيّ لَأُحِبّكَ فَسَأَلَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ إِنّ الأَروَاحَ خُلِقَت قَبلَ الأَبدَانِ بأِلَفيَ عَامٍ ثُمّ أُسكِنَتِ الهَوَاءَ فَمَا تَعَارَفَ مِنهَا ثَمّ ائتَلَفَ هَاهُنَا وَ مَا تَنَاكَرَ مِنهَا ثَمّ اختَلَفَ هَاهُنَا وَ إِنّ روُحيِ أَنكَرَ رُوحَكَ
وَ بِسَنَدِهِ أَيضاً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ الأَروَاحَ قَبلَ الأَبدَانِ بأِلَفيَ عَامٍ فَأَسكَنَهَا الهَوَاءَ ثُمّ عَرَضَهَا عَلَينَا أَهلَ البَيتِ فَوَ اللّهِ مَا مِنهَا رُوحٌ إِلّا وَ قَد عَرَفنَا بَدَنَهُ فَوَ اللّهِ مَا رَأَيتُكَ فِيهَا فَأَينَ كُنتَ
صفحه : 206
وَ رَوَي الصّدُوقُ ره فِي العِلَلِ بِسَنَدٍ مُوَثّقٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الأَروَاحَ جُنُودٌ مُجَنّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنهَا فِي المِيثَاقِ ائتَلَفَ هَاهُنَا وَ مَا تَنَاكَرَ مِنهَا فِي المِيثَاقِ اختَلَفَ هَاهُنَا
وَ رَوَي بِسَنَدٍ آخَرَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ مَا تَقُولُ فِي الأَروَاحِ أَنّهَا جُنُودٌ مُجَنّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنهَا ائتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنهَا اختَلَفَ قَالَ فَقُلتُ إِنّا نَقُولُ ذَلِكَ قَالَ فَإِنّهُ كَذَلِكَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَخَذَ عَلَي العِبَادِ مِيثَاقَهُم وَ هُم أَظِلّةٌ قَبلَ المِيلَادِ وَ هُوَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ أَخَذَ رَبّكَ مِن بنَيِ آدَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرّيّتَهُم وَ أَشهَدَهُم عَلي أَنفُسِهِمالآيَةَ قَالَ فَمَن أَقَرّ لَهُ يَومَئِذٍ جَاءَت أُلفَتُهُ هَاهُنَا وَ مَن أَنكَرَهُ يَومَئِذٍ جَاءَ خِلَافُهُ هَاهُنَا
. و قال ابن الأثير في النهاية فيه الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ماتناكر منها اختلف مجندة أي مجموعة كمايقال ألوف مؤلفة وقناطير مقنطرة ومعناه الإخبار عن مبدإ كون الأرواح وتقدمها علي الأجساد أي أنها خلقت أول خلقها علي قسمين من ائتلاف واختلاف كالجنود المجموعة إذاتقابلت وتواجهت ومعني تقابل الأرواح ماجعلها الله عليه من السعادة والشقاوة والأخلاق في مبدإ الخلق يقول إن الأجساد التي فيهاالأرواح تلتقي في الدنيا فتأتلف وتختلف علي حسب ماخلقت عليه ولهذا تري الخير يحب الأخيار ويميل إليهم والشرير يحب الأشرار ويميل إليهم انتهي . و قال الخطابي خلقت قبلها تلتقي فلما التبست بالأبدان تعارفت بالذكر الأول انتهي . وأقول استدل بهذا الحديث علي أمرين الأول خلق الأرواح قبل الأبدان والثاني أن الأرواح الإنسانية مختلفة في الحقيقة و قدأشبعنا القول في هذه المطالب في كتاب السماء والعالم .
صفحه : 207
الثاني ماقيل إن المعني أنكم لم تتواخوا علي التشيع إذ لو كان كذلك لجرت بينكم جميعا المواخاة وأداء الحقوق و ليس كذلك بل إنما أنتم متعارفون علي التشيع يعرف بعضكم بعضا عليه من دون مواخاة و علي هذايجوز أن يكون الحديث واردا مورد الإنكار و أن يكون واقعا موقع الإخبار أوالمعني أن مجرد القول بالتشيع لايوجب التواخي بينكم وإنما يوجب التعارف بينكم و أماالتواخي فإنما يوجبه أمور أخر غير ذلك لايجب بدونها.الثالث أن المعني أنه لم تكن مواخاتكم بعدحدوث هذاالمذهب واتصافكم به ولكن كانت في حال الولادة وقبلها وبعدها فإن المواخاة بسبب اتحاد منشإ الطين والأرواح كمامر و هذايرجع إلي الوجه الأول أوقريب منه
11- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن كُلَيبِ بنِ مُعَاوِيَةَ الصيّداَويِّ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِيّاكُم وَ النّاسَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ خَيراً نَكَتَ فِي قَلبِهِ نُكتَةً فَتَرَكَهُ وَ هُوَ يَجُولُ لِذَلِكَ وَ يَطلُبُهُ ثُمّ قَالَ لَو أَنّكُم إِذَا كَلّمتُمُ النّاسَ قُلتُم ذَهَبنَا حَيثُ ذَهَبَ اللّهُ وَ اختَرنَا مَنِ اختَارَ اللّهُ وَ اختَارَ اللّهُ مُحَمّداً وَ اختَرنَا آلَ مُحَمّدٍص
بيان إياكم و الناس أي احذروا دعوتهم في زمن شدة التقية وعلل ذلك بأن من كان قابلا للهداية وأراد الله ذلك به نكت في قلبه نكتة من نور كناية عن أنه يلقي في قلبه مايصير به طالبا للحق متهيئا لقبوله في القاموس النكت أن تضرب في الأرض بقضيب فيؤثر فيها والنكتة بالضم النقطة ثم بين ع طريقا لينا لمعارضتهم والاحتجاج عليهم وهدايتهم بحيث لايصير سببا لمزيد تعصبهم وإضرارهم و لايتضمن التصريح بكفرهم وضلالتهم بأن قال لوأنكم و لوللتمني وقلتم جواب إذاحيث ذهب الله أي حيث أمر الله بالذهاب إليه واخترنا من اختار الله أي اخترنا الإمامة من أهل بيت اختارهم الله فإن النبي
صفحه : 208
مختار الله والعقل يحكم بأن أهل بيت المختار إذاكانوا قابلين للإمامة أولي من غيرهم و هذادليل إقناعي تقبله طباع أكثر الخلق
12- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي إِسمَاعِيلَ السّرّاجِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن ثَابِتِ بنِ أَبِي سَعِيدَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا ثَابِتُ مَا لَكُم وَ لِلنّاسِ كُفّوا عَنِ النّاسِ وَ لَا تَدعُوا أَحَداً إِلَي أَمرِكُم فَوَ اللّهِ لَو أَنّ أَهلَ السّمَاءِ وَ أَهلَ الأَرضِ اجتَمَعُوا عَلَي أَن يُضِلّوا عَبداً يُرِيدُ اللّهُ هُدَاهُ مَا استَطَاعُوا كُفّوا عَنِ النّاسِ وَ لَا يَقُولُ أَحَدُكُم أخَيِ وَ ابنُ عمَيّ وَ جاَريِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ خَيراً طَيّبَ رُوحَهُ فَلَا يَسمَعُ بِمَعرُوفٍ إِلّا عَرَفَهُ وَ لَا بِمُنكَرٍ إِلّا أَنكَرَهُ ثُمّ يَقذِفُ اللّهُ فِي قَلبِهِ كَلِمَةً يَجمَعُ بِهَا أَمرَهُ
بيان قدمر أمثاله في كتاب العدل و قدتكلمنا هناك في معني الهداية والإضلال وفهم هذه الأخبار في غاية الإشكال ومنهم من أول إرادة الهداية بالعلم أوالتوفيق والتأييد ألذي استحقه بحسن اختياره و لا يقول أحدكم أخي أي هذاأخي ترحما عليه لإرادة هدايته طيب روحه أي جعلها قابلة لفهم الحق وقبوله إما في بدو الخلق أوبعده في عالم الأجساد والكلمة التي يقذفها في قلبه هي اعتقاد الإمامة فإنها جامعة لإصلاح جميع أموره في الدارين و لايشتبه عليه أمر من الأمور
13-كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع نَدعُو النّاسَ إِلَي هَذَا الأَمرِ فَقَالَ يَا فُضَيلُ إِنّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ خَيراً أَمَرَ مَلَكاً فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ حَتّي أَدخَلَهُ
صفحه : 209
فِي هَذَا الأَمرِ طَائِعاً أَو كَارِهاً
14- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اجعَلُوا أَمرَكُم هَذَا لِلّهِ وَ لَا تَجعَلُوهُ لِلنّاسِ فَإِنّهُ مَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ لِلّهِ وَ مَا كَانَ لِلنّاسِ فَلَا يَصعَدُ إِلَي السّمَاءِ وَ لَا تُخَاصِمُوا بِدِينِكُمُ النّاسَ فَإِنّ المُخَاصَمَةَ مَمرَضَةٌ لِلقَلبِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ قَالَ لِنَبِيّهِص إِنّكَ لا تهَديِ مَن أَحبَبتَ وَ لكِنّ اللّهَ يهَديِ مَن يَشاءُ وَ قَالَأَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّي يَكُونُوا مُؤمِنِينَذَرُوا النّاسَ فَإِنّ النّاسَ أَخَذُوا عَنِ النّاسِ وَ إِنّكُم أَخَذتُم عَن رَسُولِ اللّهِص وَ عَلِيّ ع وَ لَا سَوَاءٌ وَ إنِنّيِ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ إِذَا كَتَبَ اللّهُ عَلَي عَبدٍ أَن يُدخِلَهُ فِي هَذَا الأَمرِ كَانَ أَسرَعَ إِلَيهِ مِنَ الطّيرِ إِلَي وَكرِهِ
تبيان اجعلوا أمركم هذا أي دينكم ودعوتكم الناس إليه لله بأن تدعوا الناس إليه في مقام تعلمون رضي الله فيه و لاتدعوا في مقام التقية فإنه نهي الله عنه و لاتجعلوه للناس بإظهار الفضل وحب الغلبة علي الخصم والعصبية فتدعوهم في مقام التقية أيضا فيعود ضرره عليكم وعلينا فإنه ما كان لله أي خالصا لوجهه تعالي فهو لله أي يقبله الله ويثيب عليه أو ما كان لله في الدنيا فهو لله في الآخرة ومالهما واحد فلايصعد إلي السماء أي لايقبل إشارة إلي قوله تعالي إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطّيّبُ وَ العَمَلُ الصّالِحُ يَرفَعُهُ و لاتخاصموا بدينكم أي لاتجادلوا مجادلة يكون غرضكم فيهاالمغالبة والمعاندة بإلقاء الشبهات الفاسدة لاظهور الحق فإن المخاصمة علي هذاالوجه تمرض القلب بالشك والشبهة والأغراض الباطلة و إن كان غرضكم إجبارهم علي الهداية فإنها ليست بيدكم كما قال تعالي لنبيه إِنّكَ لا تهَديِ مَن أَحبَبتَ و قال أَ فَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ. و قوله ع ذروا الناس يحتمل أن يكون المراد به أن غرضكم من
صفحه : 210
المجادلة إن كان ظهور الحق لكم فلاحاجة لكم إلي ذلك فإن حقيتكم أظهر من ذلك فإنكم أخذتم دينكم عن الله بالآيات المحكمات و عن رسول الله ص بالأخبار المتواترة من الجانبين و عن علي ع المقبول من الطرفين وهم أخذوا من الأخبار الموضوعة المنمية إلي النواصب والمعاندين والشبهات الواهية التي يظهر بأدني تأمل بطلانها و لاسواء مأخذكم ومأخذهم ووكر الطائر عشه
15- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ قَوماً لِلحَقّ فَإِذَا مَرّ بِهِمُ البَابُ مِنَ الحَقّ قَبِلَتهُ قُلُوبُهُم وَ إِن كَانُوا لَا يَعرِفُونَهُ وَ إِذَا مَرّ بِهِمُ البَاطِلَ أَنكَرَتهُ قُلُوبُهُم وَ إِن كَانُوا لَا يَعرِفُونَهُ وَ خَلَقَ قَوماً لِغَيرِ ذَلِكَ فَإِذَا مَرّ بِهِمُ البَابُ مِنَ الحَقّ أَنكَرَتهُ قُلُوبُهُم وَ إِن كَانُوا لَا يَعرِفُونَهُ وَ إِذَا مَرّ بِهِمُ البَابُ مِنَ البَاطِلِ قَبِلَتهُ قُلُوبُهُم وَ إِن كَانُوا لَا يَعرِفُونَهُ
بيان خلق قوما للحق كان اللام للعاقبة أي عالما بأنهم يختارون الحق أويختارون خلافه و إن كانوا لايعرفونه قيل هذامبني علي أنه قديحكم الإنسان بأمر ويذعن به و هومبني علي مقدمة مركوزة في نفسه لايعلم بها أوبابتناء إذعانه عليها والغرض من ذكره في هذاالباب أن السعي لامدخل له كثيرا في الهداية وإنما هولتحصيل الثواب فلاينبغي فعله في موضع التقية لعدم ترتب الثواب عليه
16- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي العَلَاءِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ خَيراً نَكَتَ فِي قَلبِهِ نُكتَةً مِن نُورٍ فَأَضَاءَ لَهَا سَمعُهُ وَ قَلبُهُ حَتّي يَكُونَ أَحرَصَ عَلَي مَا فِي أَيدِيكُم مِنكُم وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ سُوءاً نَكَتَ فِي قَلبِهِ نُكتَةً سَودَاءَ فَأَظلَمَ لَهَا سَمعُهُ وَ قَلبُهُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَفَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَ مَن يُرِد أَن يُضِلّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كَأَنّما يَصّعّدُ فِي السّماءِ
صفحه : 211
بيان كان النكت في الأول كناية عن التوفيق لقبول الحق أوإفاضة علم يقيني ينتقش فيه فأضاء له سمعه وقلبه أي يسمع الحق ويقبله بسهولة ويصير طالبا لدين الحق و في الثاني كناية عن منع اللطف منه لعدم استحقاقه لذلك فيخلي بينه و بين الشيطان فينكت في قلبه الشكوك والشبهات فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُقيل أي يعرفه طريق الحق ويوفقه للإيمان يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِفيتسع له ويفسح ما فيه مجاله و هوكناية عن جعل النفس قابلة للحق مهيأة لحلوله فيهامصفاة عما يمنعه وينافيه وَ مَن يُرِد أَن يُضِلّهُ أي يمنع عنه لطفه يَجعَل صَدرَهُ ضَيّقاً حَرَجاًبحيث ينبو عن قبول الحق فلايدخله الإيمان كَأَنّما يَصّعّدُ فِي السّماءِشبهه مبالغة في ضيق صدره بمن يزاول ما لايقدر عليه فإن صعود السماء مثل فيما يبعد عن الاستطاعة
17- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حُمرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ خَيراً نَكَتَ فِي قَلبِهِ نُكتَةً بَيضَاءَ وَ فَتَحَ مَسَامِعَ قَلبِهِ وَ وَكّلَ بِهِ مَلَكاً يُسَدّدُهُ وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبدٍ سُوءاً نَكَتَ فِي قَلبِهِ نُكتَةً سَودَاءَ وَ سَدّ مَسَامِعَ قَلبِهِ وَ وَكّلَ بِهِ شَيطَاناً يُضِلّهُ
1- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن أَيّوبَ بنِ الحُرّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا فَقَالَ أَمَا لَقَد بَسَطُوا عَلَيهِ وَ قَتَلُوهُ وَ لَكِن أَ تَدرُونَ مَا وَقَاهُ وَقَاهُ أَن يَفتِنُوهُ فِي دِينِهِ
صفحه : 212
تبيان فَوَقاهُ اللّهُالضمير راجع إلي مؤمن آل فرعون حيث توكل علي الله وفوض أمره إليه حين أراد فرعون قتله بعد أن أظهر إيمانه بموسي ووعظهم ودعاهم إلي الإيمان فقال وَ أُفَوّضُ أمَريِ إِلَي اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا أي صرف الله عنه شدائد مكرهم قال بعض المفسرين إنه جاء مع موسي حتي عبر البحر معه وقيل إنهم هموا بقتله فهرب إلي جبل فبعث فرعون رجلين في طلبه فوجداه قائما يصلي وحوله الوحوش صفوفا فخافا فرجعا هاربين والخبر يرد هذين القولين كمايرد قول من قال إن الضمير راجع إلي موسي ع ويدل علي أنهم قتلوه لقد بسطوا عليه أي أيديهم في القاموس بسط يده مدها والملائكة باسطوا أيديهم أي مسلطون عليهم كمايقال بسطت يده عليه أي سلط عليه و في بعض النسخ سطوا عليه في القاموس سطا عليه و به سطوا وسطوة صال أوقهر بالبطش انتهي و ما في قوله ماوقاه موصولة أواستفهامية و في القاموس الفتنة بالكسر الضلال والإثم والكفر والفضيحة والإضلال وفتنة يفتنه أوقعه في الفتنة كفتنه وأفتنه فهو مفتن ومفتون لازم متعد كافتتن فيهما
2- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ فِي وَصِيّةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَصحَابَهُ اعلَمُوا أَنّ القُرآنَ هُدَي اللّيلِ وَ النّهَارِ وَ نُورُ اللّيلِ المُظلِمِ عَلَي مَا كَانَ مِن جَهدٍ وَ فَاقَةٍ فَإِذَا حَضَرَت بَلِيّةٌ فَاجعَلُوا أَموَالَكُم دُونَ أَنفُسِكُم وَ إِذَا نَزَلَت نَازِلَةٌ فَاجعَلُوا أَنفُسَكُم دُونَ دِينِكُم فَاعلَمُوا أَنّ الهَالِكَ مَن هَلَكَ دِينُهُ وَ الحَرِيبَ مَن حُرِبَ دِينُهُ أَلَا وَ إِنّهُ لَا فَقرَ بَعدَ الجَنّةِ أَلَا وَ إِنّهُ لَا غِنَي بَعدَ النّارِ لَا يُفَكّ أَسِيرُهَا وَ لَا يَبرَأُ ضَرِيرُهَا
تبيين هدي الليل والنهار إضافة للمصدر إلي ظرف الزمان وقيل يحتمل أن يكون الليل والنهار كناية عن الباطل والحق كما قال تعالي وَ هَدَيناهُ النّجدَينِ ونور الليل المظلم الظاهر أن الليل المظلم كناية عن زمان الشدة
صفحه : 213
والبلاء فقوله علي ما كان متعلق بالمظلم أي كونه مظلما بناء علي ما كان من جهد أي مشقة وفاقة فالمعني أن القرآن في أحوال الشدة والفاقة منور للقلب ومذهب للهم لما فيه من المواعظ والنصائح ولأنه يورث الزهد في الدنيا فلايبالي بما وقع فيها ويحتمل أن يكون المعني أنه نور في ظلم الجهالة والضلالة و علي أي حال كان من أحوال الدنيا من مشقة وفقر و غير ذلك أي ينبغي أن يرضي بالشدة والفاقة مع نور الحق والهداية و من في قوله من جهد للبيان أوالتبعيض والتفريح في قوله فإذاحضرت بهذا ألصق و قال ابن ميثم أراد بالفاقة الحاجة إلي ماينبغي من الهداية والكمال النفساني و لايخفي ما فيه . والمراد بالبلية مايمكن دفعه بالمال وبالنازلة ما لايمكن دفعه إلاببذل النفس أوببذل الدين أوالبلية في أمور الدنيا والنازلة في أمور الآخرة والمراد بها ما لاتقيه فيه و إلافالتقية واجبة من هلك دينه إما بذهابه بالمرة أوبنقصه بترك الفرائض وارتكاب الكبائر أوالأعم و في المصباح حرب حربا من باب تعب أخذ جميع ماله فهو حريب وحرب علي البناء للمفعول فهو محروب و في القاموس حربه حربا كطلبه طلبا أسلب ماله فهو محروب وحريب والجمع حربي وحرباء وحريبته ماله ألذي سلب أوماله ألذي يعيش به لافقر بعدالجنة أي بعدفعل مايوجبها وكذا قوله بعدالنار أي بعدفعل مايوجبها. ثم بين ع عدم الغناء مع استحقاق النار ببيان شدة عذابها من حيث إن أسيرها والمقيد فيهابالسلاسل والأغلال لايفك أبدا و لايبرأ ضريرها أي من عمي عينه فيها أو من ابتلي فيهابالضر أوالمراد عدم فك أسيرها في الدنيا من قيد الشهوات وعدم برء من عمي قلبه في الدنيا بالكفر والأول أظهر و في القاموس الضرير الذاهب البصر والمريض المهزول و كل ماخالطه ضر
3-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادٍ عَن ربِعيِّ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَلَامَةُ الدّينِ وَ صِحّةُ البَدَنِ خَيرٌ مِنَ المَالِ وَ المَالُ زِينَةٌ مِن
صفحه : 214
زِينَةِ الدّنيَا حَسَنَةٌ
كا،[الكافي] عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي جعفر ع مثله بيان سلامة الدين أي مما فيه شائبة الشرك من العقائد الباطلة والأعمال القبيحة وصحة البدن من الأمراض البدنية خير من زوائد المال أماخيرية الأولي فظاهرة و أماالثانية فلأنه ينتفع بالصحة مع عدم المال و لاينتفع بالمال مع فقد الصحة والمال أي المال الصالح والحلال زينة حسنة لكن بشرط أن لايضر بالدين
4- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ كَانَ رَجُلٌ يَدخُلُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِن أَصحَابِهِ فَصَبَرَ زَمَاناً لَا يَحُجّ فَدَخَلَ عَلَيهِ بَعضُ مَعَارِفِهِ فَقَالَ لَهُ فُلَانٌ مَا فَعَلَ قَالَ فَجَعَلَ يُضَجّعُ الكَلَامَ فَظَنّ[يَظُنّ][ أَنّهُ]إِنّمَا يعَنيِ المَيسَرَةَ وَ الدّنيَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَيفَ دِينُهُ فَقَالَ كَمَا تُحِبّ فَقَالَ هُوَ وَ اللّهِ الغِنَي
سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ فَصَبَرَ حِيناً إِلَي قَولِهِ بَعضُ مَعَارِفِهِ مِمّن كَانَ يَدخُلُ عَلَيهِ مَعَهُ إِلَي قَولِهِ يَظُنّ أَنّهُ إِنّمَا عَنَي إِلَي قَولِهِ كَيفَ حَالُهُ فِي دِينِهِ
بيان فصبر زمانا في بعض النسخ فغبر زمان أي مضي و في بعضها فغبر زمانا أي مكث في القاموس غبر غبورا مكث وذهب ضد فلان مافعل أي كيف حاله و لم تأخر عن الحج قال أي بعض الأصحاب الراوي فجعل أي شرع بعض المعارف يضجع الكلام أي يخفضه أويقصر و لايصرح بالمقصود ويشير إلي سوء حاله لئلا يغتم الإمام ع بذلك كما هوالشائع في مثل هذاالمقام قال في القاموس أضجعت الشيء أخفضته وضجع في الأمر تضجيعا قصر فظن في
صفحه : 215
بعض النسخ يظن و هوأظهر أنما يعني أنما بفتح الهمزة و ماموصولة وهي اسم أن كقوله تعالي وَ اعلَمُوا أَنّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ أو ماكافة مثل قوله أَنّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ و عندالزمخشري أنه يفيد الحصر كالمكسور فعلي الأول مفعول يعني و هوعائد مامحذوف وتقديره أن مايعنيه والميسرة خبر أن و علي الثاني الميسرة مفعول يعني و علي التقديرين المستتر في يعني راجع إلي الإمام ع كماتحب أي علي أحسن الأحوال فقال هو و الله الغني أقول تعريف الخبر باللام المفيد للحصر وتأكيده بالقسم للتنبيه علي أن الغني الحقيقي ليس إلاالغني الأخروي الحاصل بسلامة الدين
كَمَا روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ الفَقرُ المَوتُ الأَحمَرُ فَقِيلَ لَهُ الفَقرُ مِنَ الدّينَارِ وَ الدّرهَمِ فَقَالَ لَا وَ لَكِن مِنَ الدّينِ
5- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ المُؤمِنِ عَلَي أَن لَا تُصَدّقَ مَقَالَتُهُ وَ لَا يَنتَصِفَ مِن عَدُوّهِ وَ مَا مِن مُؤمِنٍ يشَفيِ نَفسَهُ إِلّا بِفَضِيحَتِهَا لِأَنّ كُلّ مُؤمِنٍ مُلجَمٌ
بيان علي أن لاتصدق أي علي الصبر علي أن لاتصدق مقالته في دولة الباطل أو أهل الباطل مطلقا والانتصاف الانتقام و في القاموس انتصف منه استوفي حقه منه كاملا حتي صار كل علي النصف سواء كاستنصف منه يشفي نفسه يقال شفاه يشفيه من باب ضرب فاشتفي هو و هو من الشفاء بمعني البرء من الأمراض ويستعمل في شفاء القلب من الأمراض النفسانية والمكاره القلبية كمايستعمل في
صفحه : 216
شفاء الجسم من الأمراض البدنية وكون شفاء نفسه من غيظ العدو موجبا لفضيحتها ظاهر لأن الانتقام من العدو مع عدم القدرة عليه يوجب الفضيحة والمذلة ومزيد الإهانة والضمير في بفضيحتها راجع إلي النفس لأن كل مؤمن ملجم قيل يعني إذاأراد المؤمن أن يشفي غيظه بالانتقام من عدوه افتضح و ذلك لأنه ليس بمطلق العنان خليع العذار يقول مايشاء ويفعل مايريد إذ هومأمور بالتقية والكتمان والخوف من العصيان والخشية من الرحمن ولأن زمام أمره بيد الله سبحانه لأنه فوض أمره إليه فيفعل به مايشاء مما فيه مصلحته وقيل أي ممنوع من الكلام ألذي يصير سببا لحصول مطالبه الدنيوية في دولة الباطل . وأقول يحتمل أن يكون المعني أنه ألجمه الله في الدنيا فلايقدر علي الانتقام في دول اللئام أوينبغي أن يلجم نفسه ويمنعها عن الكلام أي الفعل ألذي يخالف التقية كمامر و قال في النهاية فيه من سئل عما يعلمه فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة الممسك عن الكلام ممثل بمن ألجم نفسه بلجام و منه الحديث يبلغ العرق منهم مايلجمهم أي يصل إلي أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام
6- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ المُؤمِنِ عَلَي بَلَايَا أَربَعٍ أَشَدّهَا عَلَيهِ مُؤمِنٌ يَقُولُ بِقَولِهِ يَحسُدُهُ أَو مُنَافِقٌ يَقفُو أَثَرَهُ أَو شَيطَانٌ يُغوِيهِ أَو كَافِرٌ يَرَي جِهَادَهُ فَمَا بَقَاءُ المُؤمِنِ بَعدَ هَذَا
صفحه : 217
بيان علي بلايا أربع قيل أي إحدي بلايا للعطف بأو وللحديث الرابع وأربع مجرور صفة للبلايا وأشدها خبر مبتدإ محذوف أي هي أشدها والضمير المحذوف راجع إلي إحدي والضمير المجرور راجع إلي البلايا ومؤمن مرفوع و هوبدل أشدها وإبدال النكرة من المعرفة جائز إذاكانت النكرة موصوفة نحو قوله تعالي بِالنّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ و أومنافق عطف علي أشدها و في بعض النسخ أيسرها و قال بعضهم أيسرها صفة لبلايا أربع و فيه إشعار بأن للمؤمن بلايا أخر أشد منها قال و في بعض النسخ أشدها بدل أيسرها فيفيد أن هذه الأربع أشد بلاياه و قوله مؤمن خبر مبتدإ محذوف أي هومؤمن وقيل إن أيسرها مبتدأ ومؤمن خبره و إن أشدها أولي من أيسرها لئلا ينافي قوله ع فيما بعد ومؤمن يحسده و هوأشدهن عليه ومؤمنا يحسده و هوأشدهم عليه و فيه أن أيسرها أوأشدها صفة لماتقدم فلايتم ماذكر وكون هذه الأربع أيسر من غيرها لاينافي أن يكون بعضها أشد من بعض و لوجعل مبتدأ كمازعم لزم أن لا يكون المؤمن الحاسد أشد من المنافق و مابعده و هومناف لماسيأتي. وأقول يمكن أن يكون أوللجمع المطلق بمعني الواو فلانحتاج إلي تقدير إحدي و يكون أشدها مبتدأ ومؤمن خبره وعبر عن الأول بهذه العبارة لبيان الأشدية ثم عطف عليه مابعده كأنه عطف علي المعني ولكل من الوجوه السابقة وجه وكون مؤمن بدل أشدها أوجه . يقول بقوله أي يعتقد مذهبه ويدعي التشيع لكنه ليس بمؤمن كامل
صفحه : 218
بل يغلبه الحسد أومنافق يقفو أثره أي يتبعه ظاهرا و إن كان منافقا أويتتبع عيوبه فيذكرها للناس و هوأظهر أوشيطان أي شيطان الجن أوالأعم منه و من شيطان الإنس يغويه أي يريد إغواءه وإضلاله عن سبيل الحق بالوساوس الباطلة كما قال تعالي حاكيا عن الشيطان لَأَقعُدَنّ لَهُم صِراطَكَ المُستَقِيمَالآية و قال سبحانه وَ كَذلِكَ جَعَلنا لِكُلّ نبَيِّ عَدُوّا شَياطِينَ الإِنسِ وَ الجِنّ يوُحيِ بَعضُهُم إِلي بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرُوراً و قال وَ إِنّ الشّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلي أَولِيائِهِم لِيُجادِلُوكُم وَ إِن أَطَعتُمُوهُم إِنّكُم لَمُشرِكُونَ وربما يقرأ يغويه علي بناء التفعيل أي ينسبه إلي الغواية و هوبعيد أوكافر يري جهاده أي لازما فيضره بكل وجه يمكنه فما بقاء المؤمن بعد هذااستفهام إنكار أي كيف يبقي المؤمن علي إيمانه بعد ألذي ذكرنا ولذا قل عدد المؤمنين أو لايبقي في الدنيا بعد هذه البلايا والهموم والغموم أو لايبقي جنس المؤمن في الدنيا إلاقليل منهم
7- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا أَفلَتَ المُؤمِنُ مِن وَاحِدَةٍ مِن ثَلَاثٍ وَ لَرُبّمَا اجتَمَعَتِ الثّلَاثَةُ عَلَيهِ إِمّا بَعضُ مَن يَكُونُ مَعَهُ فِي الدّارِ يُغلِقُ عَلَيهِ بَابَهُ يُؤذِيهِ أَو جَارُهُ يُؤذِيهِ أَو مَن فِي طَرِيقِهِ إِلَي حَوَائِجِهِ يُؤذِيهِ وَ لَو أَنّ مُؤمِناً عَلَي قُلّةِ جَبَلٍ لَبَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ شَيطَاناً يُؤذِيهِ وَ يَجعَلُ اللّهُ لَهُ مِن إِيمَانِهِ أُنساً لَا يَستَوحِشُ مَعَهُ إِلَي أَحَدٍ
بيان ماأفلت المؤمن أي ماتخلص في المصباح أفلت الطائر وغيره إفلاتا تخلص وأفلته إذاأطلقته وخلصته يستعمل لازما ومتعديا والظاهر أن بعض مبتدأ ويؤذيه خبره ويحتمل أن يكون بعض خبر مبتدأ محذوف ويؤذيه صفة أوحالا ويغلق علي بناء المجهول أوالمعلوم والأول أظهر فبابه نائب الفاعل وضمير عليه راجع إلي مايرجع إليه المستتر في يكون وجملة يغلق حال عن ضمير
صفحه : 219
يكون أي داخل في داره يكون معه فيها والمراد بالشيطان إما شيطان الجن لأن معارضته للمؤمن أكثر أوشيطان الإنس . وذكروا لتسليط الشياطين والكفرة علي المؤمنين وجوها من الحكمة الأول أنه لكفارة ذنوبه الثاني أنه لاختبار صبره وإدراجه في الصابرين الثالث أنه لتزهيده في الدنيا لئلا يفتتن بها ويطمئن إليها فيشق عليه الخروج منها الرابع توسله إلي جناب الحق سبحانه في الضراء وسلوكه مسلك الدعاء لدفع مايصيبه من البلاء فترتفع بذلك درجته الخامس وحشته عن المخلوقين وأنسه برب العالمين السادس إكرامه برفع الدرجة التي لايبلغها الإنسان بكسبه لأنه ممنوع من إيلام نفسه شرعا وطبعا فإذاسلط عليه في ذلك غيره أدرك ما لايصل إليه بفعله كدرجة الشهادة مثلا السابع تشديد عقوبة العدو في الآخرة فإنه يوجب سرور المؤمنين به والغرض من هذاالحديث وأمثاله حث المؤمن علي الاستعداد لتحمل النوائب والمصائب وأنواع البلاء بالصبر والشكر والرضا بالقضاء
8- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ عَن دَاوُدَ بنِ سِرحَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَربَعٌ لَا يَخلُو مِنهُنّ المُؤمِنُ أَو وَاحِدَةٌ مِنهُنّ مُؤمِنٌ يَحسُدُهُ وَ هُوَ أَشَدّهُنّ عَلَيهِ وَ مُنَافِقٌ يَقفُو أَثَرَهُ أَو عَدُوّ يُجَاهِدُهُ أَو شَيطَانٌ يُغوِيهِ
بيان أربع أي أربع خصال أوواحدة أي أو من واحدة يحسده أي حسد مؤمن و هوأشدهن عليه لأن صدور الشر من القريب المجانس أشد وأعظم من صدوره من البعيد المخالف لتوقع الخير من الأول دون الثاني أوعدو أي مجاهر بالعداوة يجاهده بلسانه ويده
9-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَجلَانَ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَشَكَا إِلَيهِ رَجُلٌ الحَاجَةَ فَقَالَ اصبِر فَإِنّ اللّهَ سَيَجعَلُ لَكَ فَرَجاً قَالَ ثُمّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمّ أَقبَلَ عَلَي الرّجُلِ فَقَالَ أخَبرِنيِ
صفحه : 220
عَن سِجنِ الكُوفَةِ كَيفَ هُوَ فَقَالَ أَصلَحَكَ اللّهُ ضَيّقٌ مُنتِنٌ وَ أَهلُهُ بِأَسوَإِ حَالٍ قَالَ فَإِنّمَا أَنتَ فِي السّجنِ فَتُرِيدُ أَن تَكُونَ فِيهِ فِي سَعَةٍ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ الدّنيَا سِجنُ المُؤمِنِ
محص ،[التمحيص ] عَنِ ابنِ عَجلَانَ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ فَقَالَ أَصلَحَكَ اللّهُ فِيهِ أَصحَابُهُ بِأَسوَإِ حَالٍ
بيان فإن الله سيجعل لك فرجا أي بتهيئة أسباب الرزق كما قال سبحانه سَيَجعَلُ اللّهُ بَعدَ عُسرٍ يُسراً و قال وَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ أوبالموت فإن للمؤمن بعده السرور والراحة والحبور كمايومئ إليه مابعده الدنيا سجن المؤمن هذاالحديث مع تتمة وجنة الكافر منقول من طرق الخاصة والعامة قال الراوندي ره في ضوء الشهاب بعدنقل هذه الرواية شبه رسول الله ص المؤمن بالمسجون من حيث هوملجم بالأوامر والنواهي مضيق عليه في الدنيا مقبوض علي يده فيهامخوف بسياط العقاب مبتلي بالشهوات ممتحن بالمصائب بخلاف الكافر ألذي هومخلوع العذار متمكن من شهوات البطن والفرج بطيبة من قلبه وانشراح من صدره مخلي بينه و بين مايريد علي مايسول له الشيطان لاضيق عليه و لامنع فهو يغدو فيها ويروح علي حسب مراده وشهوة فؤاده فالدنيا كأنها جنة له يتمتع بملاذها ويتمتع بنعيمها كماأنها كالسجن للمؤمن صارفا له عن لذاته مانعا من شهواته .
وَ فِي الحَدِيثِ أَنّهُ قَالَص لِفَاطِمَةَ ع يَا فَاطِمَةُ تجَرَعّيِ مَرَارَةَ الدّنيَا لِحَلَاوَةِ الآخِرَةِ
وَ روُيَِ أَنّ يَهُودِيّاً تَعَرّضَ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع وَ هُوَ فِي شَظَفٍ مِن حَالِهِ وَ كُسُوفٍ مِن بَالِهِ وَ الحَسَنُ ع رَاكِبٌ بَغلَةً فَارِهَةً عَلَيهِ ثِيَابٌ حَسَنَةٌ
صفحه : 221
فَقَالَ جَدّكَ يَقُولُ إِنّ الدّنيَا سِجنُ المُؤمِنِ وَ جَنّةُ الكَافِرِ فَأَنَا فِي السّجنِ وَ أَنتَ فِي الجَنّةِ فَقَالَ ع لَو عَلِمتَ مَا لَكَ وَ مَا يَرقُبُ لَكَ مِنَ العَذَابِ لَعَلِمتَ أَنّكَ مَعَ هَذَا الضّرّ هَاهُنَا فِي الجَنّةِ وَ لَو نَظَرتَ إِلَي مَا أُعِدّ لِي فِي الآخِرَةِ لَعَلِمتَ أنَيّ مُعَذّبٌ فِي السّجنِ هَاهُنَا انتَهَي
. وأقول فالكلام يحتمل وجهين أحدهما أن تكون المعني أن المؤمن غالبا في الدنيا بسوء حال وتعب وخوف والكافر غالبا في سعة وأمن ورفاهية فلاينافي كون المؤمن نادرا بحال حسن والكافر نادرا بمشقة وثانيهما أن يكون المعني أن المؤمن في الدنيا كأنه في سجن لأنه بالنظر إلي حاله في الآخرة و ماأعد الله له من النعيم كأنه في سجن و إن كان بأحسن الأحوال بالنظر إلي أهل الدنيا والكافر بعكس ذلك لأن نعيمه منحصر في الدنيا و ليس له في الآخرة إلاأشد العذاب فالدنيا جنته و إن كان بأسوإ الأحوال وظهر وجه آخر مما ذكرنا سابقا
10- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن عَمّارِ بنِ مَروَانَ عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ جَعَلَ وَلِيّهُ فِي الدّنيَا غَرَضاً لِعَدُوّهِ
بيان الغرض بالتحريك هدف يرمي فيه أي جعل محبه في الدنيا هدفا لسهام عداوة عدوه وحيله وشروره
11- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن اِبرَاهِيمَ الحَذّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ صَغِيرٍ عَن جَدّهِ شُعَيبٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ الدّنيَا سِجنُ المُؤمِنِ فأَيَّ سِجنٍ جَاءَ مِنهُ خَيرٌ
بيان فأي سجن استفهام للإنكار والمعني أنه ينبغي للمؤمن أن لايتوقع الرفاهية في الدنيا
12-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن
صفحه : 222
أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن مُؤمِنٍ إِلّا وَ قَد وَكّلَ اللّهُ بِهِ أَربَعَةً شَيطَاناً يُغوِيهِ يُرِيدُ أَن يُضِلّهُ وَ كَافِراً يُقَاتِلُهُ وَ مُؤمِناً يَحسُدُهُ وَ هُوَ أَشَدّهُم عَلَيهِ وَ مُنَافِقاً يَتبَعُ عَثَرَاتِهِ
بيان يريد أن يضله بيان ليغويه لئلا يتوهم أنه يقبل إغواءه ويؤثر فيه بل إنما ابتلاؤه به بسبب أنه يوسوسه و هويشتغل بمعارضته و قدمر أن الشيطان يحتمل الجن والإنس والأعم وكافرا يقاتله و في بعض النسخ يغتاله و في المصباح غاله غولا من باب قال أهلكه واغتاله قتله علي غرة والاسم الغيلة بالكسر يتبع كيعلم أو علي بناء الافتعال أي يتفحص ويتطلب عثراته أي معاصيه التي تصدر عنه أحيانا علي الغفلة وعيوبه
13- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِذَا مَاتَ المُؤمِنُ خَلّي عَلَي جِيرَانِهِ مِنَ الشّيَاطِينِ عَدَدَ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ كَانُوا مُشتَغِلِينَ بِهِ
بيان خلي علي جيرانه علي بناء المعلوم والإسناد مجازي لأن موته صار سببا لاشتغال شياطينه بجيرانه أو هو علي بناء المجهول والتعدية بعلي لتضمين معني الاستيلاء أي ترك علي جيرانه أوخلي بين الشياطين المشتغلين به أيام حياته و بين جيرانه والحاصل أن الشياطين كانوا مشغولين بإضلاله ووسوسته لأن إضلاله كان أهم عندهم أوبإيذائه وحث الناس عليه فإذامات تفرقوا علي جيرانه لإضلالهم أوإيذائهم وقيل الباء للسببية وضمير كانوا إما راجع إلي الشياطين أوالجيران أي كان الشياطين ممنوعين عن إضلال الجيران بسببه لأنه كان يعظهم ويهديهم أو كان الجيران ممنوعين عن المعاصي بسببه وكأنه دعاه إلي ذلك قال الجوهري يقال شغلت بكذا علي ما لم يسم فاعله واشتغلت و لايخفي ما فيه وربيعة كقبيلة ومضر كصرد قبيلتان عظيمتان من العرب يضرب بهما المثل في الكثرة وهما في النسب ابنا نزار بن معد بن عدنان ومضر الجد السابع
صفحه : 223
عشر للنبيص
14- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا كَانَ وَ لَا يَكُونُ وَ لَيسَ بِكَائِنٍ مُؤمِنٌ إِلّا وَ لَهُ جَارٌ يُؤذِيهِ وَ لَو أَنّ مُؤمِناً فِي جَزِيرَةٍ مِن جَزَائِرِ البَحرِ لَانبَعَثَ لَهُ مَن يُؤذِيهِ
محص ،[التمحيص ] عن إسحاق مثله بيان كأن المراد بالجار هنا أعم من جار الدار والرفيق والمعامل والمصاحب و في الحديث الجار إلي أربعين دارا لانبعث له أي من الشيطان و في بعض النسخ لابتعث الله له كما في التمحيص فالإسناد علي المجاز يقال بعثه كمنعه أرسله كابتعثه فانبعث
15- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَبِي عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا كَانَ فِيمَا مَضَي وَ لَا فِيمَا بقَيَِ وَ لَا فِيمَا أَنتُم فِيهِ مُؤمِنٌ إِلّا وَ لَهُ جَارٌ يُؤذِيهِ
بيان و لافيما بقي أي فيما يأتي و لافيما أنتم فيه أي و ليس فيما أنتم فيه
16- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَا كَانَ وَ لَا يَكُونُ إِلَي أَن يَقُومَ السّاعَةُ مُؤمِنٌ إِلّا وَ لَهُ جَارٌ يُؤذِيهِ
17-شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِّ قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لَوَدِدتُ أَنّهُ أُذِنَ لِي فَكَلّمتُ النّاسَ ثَلَاثاً ثُمّ صَنَعَ اللّهُ بيِ مَا أَحَبّ قَالَ بِيَدِهِ عَلَي صَدرِهِ ثُمّ قَالَ وَ لَكِنّهَا عَزمَةٌ مِنَ اللّهِ أَن نَصبِرَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ لَتَسمَعُنّ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَ مِنَ الّذِينَ أَشرَكُوا أَذيً كَثِيراً وَ إِن تَصبِرُوا وَ تَتّقُوا فَإِنّ ذلِكَ
صفحه : 224
مِن عَزمِ الأُمُورِ وَ أَقبَلَ يَرفَعُ يَدَهُ وَ يَضَعُهَا عَلَي صَدرِهِ
بيان الغرض أن الله تعالي لم يؤذن لنا في دولة الباطل أن نظهر الحق علانية ونخرج ما في صدورنا من علوم لايحتملها الناس و لوكنا مأذونين لأظهرناها و لم نبال بما أصابنا منهم ولكن الله عزم علينا بالصبر والتقية في دول الظالمين ولذا أشار ع بيده إلي صدره فإن العلم مكتوم فيه كما قال أمير المؤمنين ع إن هاهنا لعلما جما لووجدت له حملة
18- ل ،[الخصال ] عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ المُؤمِنِ عَلَي أَن لَا يُقبَلَ قَولُهُ وَ لَا يُصَدّقَ حَدِيثُهُ وَ لَا يَنتَصِفَ مِن عَدُوّهِ وَ لَا يشَفيَِ غَيظَهُ إِلّا بِفَضِيحَةِ نَفسِهِ لِأَنّ كُلّ مُؤمِنٍ مُلجَمٌ
19- ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن مَالِكٍ عَن مِسمَعِ بنِ مَالِكٍ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ يَا سَمَاعَةُ لَا يَنفَكّ المُؤمِنُ مِن خِصَالٍ أَربَعٍ مِن جَارٍ يُؤذِيهِ وَ شَيطَانٍ يُغوِيهِ وَ مُنَافِقٍ يَقفُو أَثَرَهُ وَ مُؤمِنٍ يَحسُدُهُ ثُمّ قَالَ يَا سَمَاعَةُ أَمَا إِنّهُ أَشَدّهُم عَلَيهِ قُلتُ كَيفَ ذَاكَ قَالَ إِنّهُ يَقُولُ فِيهِ القَولَ فَيُصَدّقُ عَلَيهِ
صفحه : 225
الآيات البقرةرَبّنا وَ اجعَلنا مُسلِمَينِ لَكَ وَ مِن ذُرّيّتِنا أُمّةً مُسلِمَةً لَكَ إلي قوله تعالي إِذ قالَ لَهُ رَبّهُ أَسلِم قالَ أَسلَمتُ لِرَبّ العالَمِينَ وَ وَصّي بِها اِبراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعقُوبُ يا بنَيِّ إِنّ اللّهَ اصطَفي لَكُمُ الدّينَ فَلا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَ أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقُوبَ المَوتُ إِذ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعبُدُونَ مِن بعَديِ قالُوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ إِلهاً واحِداً وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ و قال عز و جل يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ادخُلُوا فِي السّلمِ كَافّةً وَ لا تَتّبِعُوا خُطُواتِ الشّيطانِ إِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌآل عمران إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ إلي قوله تعالي فَإِن حَاجّوكَ فَقُل أَسلَمتُ وجَهيَِ لِلّهِ وَ مَنِ اتّبَعَنِ وَ قُل لِلّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَ الأُمّيّينَ أَ أَسلَمتُم فَإِن أَسلَمُوا فَقَدِ اهتَدَوا و قال سبحانه قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللّهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ اشهَد بِأَنّا مُسلِمُونَ إلي قوله تعالي قُل يا أَهلَ الكِتابِ تَعالَوا إِلي كَلِمَةٍ سَواءٍ بَينَنا وَ بَينَكُم أَلّا نَعبُدَ إِلّا اللّهَ وَ لا نُشرِكَ بِهِ شَيئاً وَ لا يَتّخِذَ بَعضُنا بَعضاً أَرباباً مِن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلّوا فَقُولُوا اشهَدُوا بِأَنّا مُسلِمُونَ و قال سبحانه وَ لكِن كانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَ ما كانَ مِنَ المُشرِكِينَ
صفحه : 226
و قال تعالي وَ لا يَأمُرَكُم أَن تَتّخِذُوا المَلائِكَةَ وَ النّبِيّينَ أَرباباً أَ يَأمُرُكُم بِالكُفرِ بَعدَ إِذ أَنتُم مُسلِمُونَ إلي قوله تعالي أَ فَغَيرَ دِينِ اللّهِ يَبغُونَ وَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ إِلَيهِ يُرجَعُونَ قُل آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنزِلَ عَلَينا وَ ما أُنزِلَ عَلي اِبراهِيمَ وَ إِسماعِيلَ وَ إِسحاقَ إلي قوله وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ وَ مَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَ وَ اعتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُواالنساءفَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرَجاً مِمّا قَضَيتَ وَ يُسَلّمُوا تَسلِيماً و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبتُم فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَن أَلقي إِلَيكُمُ السّلامَ لَستَ مُؤمِناً تَبتَغُونَ عَرَضَ الحَياةِ الدّنيا فَعِندَ اللّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنتُم مِن قَبلُ فَمَنّ اللّهُ عَلَيكُم فَتَبَيّنُوا إِنّ اللّهَ كانَ بِما تَعمَلُونَ خَبِيراًالمائدةاليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَ أَتمَمتُ عَلَيكُم نعِمتَيِ وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً و قال تعالي يا أَيّهَا الرّسُولُ لا يَحزُنكَ الّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الكُفرِ مِنَ الّذِينَ قالُوا آمَنّا بِأَفواهِهِم وَ لَم تُؤمِن قُلُوبُهُم و قال سبحانه وَ إِذ أَوحَيتُ إِلَي الحَوارِيّينَ أَن آمِنُوا بيِ وَ برِسَوُليِ قالُوا آمَنّا وَ اشهَد بِأَنّنا مُسلِمُونَالأنعام 71-وَ أُمِرنا لِنُسلِمَ لِرَبّ العالَمِينَ و قال تعالي فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ
صفحه : 227
هودفَإِلّم يَستَجِيبُوا لَكُم فَاعلَمُوا أَنّما أُنزِلَ بِعِلمِ اللّهِ وَ أَن لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَيوسف توَفَنّيِ مُسلِماً وَ ألَحقِنيِ بِالصّالِحِينَالحجررُبَما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَالنحل كَذلِكَ يُتِمّ نِعمَتَهُ عَلَيكُم لَعَلّكُم تُسلِمُونَ و قال تعالي وَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍ وَ هُديً وَ رَحمَةً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ و قال سبحانه قُل نَزّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبّكَ بِالحَقّ لِيُثَبّتَ الّذِينَ آمَنُوا وَ هُديً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَالأنبياءقُل إِنّما يُوحي إلِيَّ أَنّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَالحج فَإِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسلِمُوا وَ بَشّرِ المُخبِتِينَالنمل وَ أُوتِينَا العِلمَ مِن قَبلِها وَ كُنّا مُسلِمِينَ و قال تعالي وَ أَسلَمتُ مَعَ سُلَيمانَ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ و قال سبحانه وَ ما أَنتَ بهِاديِ العمُيِ عَن ضَلالَتِهِم إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِآياتِنا فَهُم مُسلِمُونَ و قال تعالي إِنّما أُمِرتُ أَن أَعبُدَ رَبّ هذِهِ البَلدَةِ ألّذِي حَرّمَها وَ لَهُ كُلّ شَيءٍ وَ أُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ المُسلِمِينَالقصص الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ مِن قَبلِهِ هُم بِهِ يُؤمِنُونَ وَ إِذا يُتلي عَلَيهِم قالُوا آمَنّا بِهِ إِنّهُ الحَقّ مِن رَبّنا إِنّا كُنّا مِن قَبلِهِ مُسلِمِينَ
صفحه : 228
العنكبوت وَ قُولُوا آمَنّا باِلذّيِ أُنزِلَ إِلَينا وَ أُنزِلَ إِلَيكُم وَ إِلهُنا وَ إِلهُكُم واحِدٌ وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَالروم وَ ما أَنتَ بِهادِ العمُيِ عَن ضَلالَتِهِم إِن تُسمِعُ إِلّا مَن يُؤمِنُ بِآياتِنا فَهُم مُسلِمُونَالزمرأَ فَمَن شَرَحَ اللّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلي نُورٍ مِن رَبّهِ فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍالزخرف الّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَ كانُوا مُسلِمِينَ ادخُلُوا الجَنّةَ أَنتُم وَ أَزواجُكُم تُحبَرُونَالحجرات قالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا وَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُم إلي قوله تعالي يَمُنّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَمُوا قُل لا تَمُنّوا عَلَيّ إِسلامَكُم بَلِ اللّهُ يَمُنّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإِيمانِ إِن كُنتُم صادِقِينَالذاريات فَأَخرَجنا مَن كانَ فِيها مِنَ المُؤمِنِينَ فَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَالتحريم عَسي رَبّهُ إِن طَلّقَكُنّ أَن يُبدِلَهُ أَزواجاً خَيراً مِنكُنّ مُسلِماتٍ مُؤمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍالقلم أَ فَنَجعَلُ المُسلِمِينَ كَالمُجرِمِينَ ما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَالجن وَ أَنّا مِنّا المُسلِمُونَ وَ مِنّا القاسِطُونَ فَمَن أَسلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرّوا رَشَداً.تفسيروَ اجعَلنا مُسلِمَينِ لَكَقيل أي مخلصين لك من أسلم لك وجهه أومستسلمين من أسلم إذااستسلم وانقاد والمراد طلب الزيادة في الإخلاص و
صفحه : 229
الإذعان أوالثبات عليه وَ مِن ذُرّيّتِنا أي واجعل بعض ذريتناأُمّةً أي جماعة يؤمون أي يقصدون ويقتدي بهم وقيل أراد بالأمة أمة محمدص
وَ عَنِ الصّادِقِ ع هُم أَهلُ البَيتِ الّذِينَ أَذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرّجسَ وَ طَهّرَهُم تَطهِيراً
وَ فِي رِوَايَةِ العيَاّشيِّ عَنهُ ع أَنّهُ أَرَادَ بِالأُمّةِ بنَيِ هَاشِمٍ خَاصّةً
إِذ قالَ لَهُ رَبّهُ أَسلِمتدل هذه الآيات علي أن الإسلام قديطلق علي أعلي مدارج الإيمان وَ وَصّي بِها أي بالملة أوراجع إلي أسلمت بتأويل الكلمة أوالجملةاصطَفي لَكُمُ الدّينَ أي دين الإسلام ألذي هوصفوة الأديان فَلا تَمُوتُنّظاهره النهي عن الموت علي خلاف حال الإسلام والمقصود هوالنهي عن أن يكونوا علي خلاف تلك الحال إذاماتوا والأمر بالثبات علي الإسلام كقولك لاتصل إلا و أنت خاشع وتغيير العبارة للدلالة علي أن موتهم لا علي الإسلام موت لاخير فيه و أن من حقه أن لايحل بهم وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَحال من فاعل نعبد أومفعوله أومنهما ويحتمل أن يكون اعتراضا.فِي السّلمِ كَافّةً قال البيضاوي السلم بالكسر والفتح الاستسلام والطاعة ولذلك يطلق في الصلح والإسلام وفتحه ابن كثير ونافع والكسائي وكسره الباقون وكافة اسم للجملة لأنها تكف الأجزاء من التفرق حال من الضمير أوالسلم لأنها تؤنث كالحرب والمعني استسلموا لله وأطيعوه جملة ظاهرا وباطنا
صفحه : 230
والخطاب للمنافقين أوادخلوا في الإسلام بكليتكم و لاتخلطوا به غيره والخطاب لمؤمني أهل الكتاب فإنهم بعدإسلامهم عظموا السبت وحرموا الإبل وألبانها أو في شرائع الله تعالي كلها بالإيمان بالأنبياء والكتب جميعا والخطاب لأهل الكتاب أو في شعب الإسلام وأحكامه كلها فلاتخلوا بشيء والخطاب للمسلمين وَ لا تَتّبِعُوا خُطُواتِ الشّيطانِبالتفرق والتفريق إِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌظاهر العداوة انتهي
وَ فِي الكاَفيِ وَ العيَاّشيِّ عَنِ البَاقِرِ ع فِي السّلمِ فِي وَلَايَتِنَا
وَ العيَاّشيِّ عَنِ الصّادِقِ فِي وَلَايَةِ عَلِيّ ع
وَ عَنهُمَا ع أُمِرُوا بِمَعرِفَتِنَا
وَ فِي العيَاّشيِّ عَنِ الصّادِقِ ع خُطُوَاتُ الشّيطَانِ وَلَايَةُ الأَوّلِ وَ الثاّنيِ
وَ فِي تَفسِيرِ الإِمَامِ ع فِي السّلمِ فِي المُسَالَمَةِ إِلَي دِينِ الإِسلَامِ
كَافّةًجماعة ادخلوا فيه وادخلوا في جميع الإسلام فتقبلوه واعملوا به و لاتكونوا ممن يقبل بعضه ويعمل به ويأبي بعضه ويهجره قال و منه الدخول في قبول ولاية علي ع فإنه كالدخول في قبول نبوة رسول الله فإنه لا يكون مسلما من قال إن محمدا رسول الله ص فاعترف به و لم يعترف بأن عليا وصيه وخليفته وخير أمته و قال خطوات الشيطان مايتخطي بكم إليه من طرق الغي والضلالة ويأمركم به من ارتكاب الآثام الموبقات .إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ أي لادين مرضي عند الله سوي الإسلام و هوالتوحيد والتدرع بالشرع ألذي جاء به محمدص أَسلَمتُ وجَهيَِ لِلّهِ أي أخلصت نفسي وجملتي له لاأشرك فيهاغيره قيل عبر عن النفس بالوجه لأنه أشرف الأعضاء الظاهرة ومظهر القوي والحواس وَ مَنِ اتّبَعَنِ أي وأسلم من اتبعنيوَ الأُمّيّينَ أي الذين لا كتاب لهم كمشركي العرب أَ أَسلَمتُم كماأسلمت لماوضحت لكم الحجة أم أنتم بعد علي كفركم فَإِن أَسلَمُوا فَقَدِ اهتَدَوا أي فقد نفعوا أنفسهم بأن أخرجوها من الضلال نَحنُ أَنصارُ اللّهِ أي أنصار دينه وَ اشهَد بِأَنّا مُسلِمُونَ أي في
صفحه : 231
القيامة حين يشهد الرسل إِلي كَلِمَةٍ سَواءٍ بَينَنا وَ بَينَكُم أي لايختلف فيهاالكتب والرسول وتفسيرها مابعدهاأَلّا نَعبُدَ إِلّا اللّهَ أي نوحده بالعبادة ونخلص فيهاوَ لا نُشرِكَ بِهِ شَيئاً أي لانجعل غيره شريكا له في استحقاق العبادة و لانراه أهلا لأن يعبدوَ لا يَتّخِذَ بَعضُنا بَعضاً أَرباباًكعزير والمسيح والأحبار وإطاعتهم فيما أحدثوا من التحريم والتحليل فَإِن تَوَلّوا عن التوحيدفَقُولُوا اشهَدُوا بِأَنّا مُسلِمُونَ أي لزمتكم الحجة فاعترفوا بأنا مسلمون دونكم أواعترفوا بأنكم كافرون بما نطقت به الكتب وتطابقت عليه الرسل وَ لكِن كانَ حَنِيفاً أي مائلا عن العقائد الزائغةمُسلِماً أي منقادا لله .بَعدَ إِذ أَنتُم مُسلِمُونَوقع الإسلام هنا مقابلا للكفرأَ فَغَيرَ دِينِ اللّهِ يَبغُونَ أي أفبعد هذه الآيات والحجج تطلبون دينا غيردين الإسلام وَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاًقيل أي عندالميثاق كماروي عن ابن عباس وقيل أي أقر بالعبودية و إن كان فيهم من أشرك في العبادة كقوله تعالي وَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَهُم لَيَقُولُنّ اللّهُ وقيل أسلم المؤمن طوعا والكافر كرها عندالموت وقيل أي استسلم له بالانقياد والذلة وقيل معناه أكره قوم علي الإسلام وجاء قوم طائعين و هوالمروي
عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَرهاً أَي فَرَقاً مِنَ السّيفِ
و قال الحسن الطوع لأهل السماوات خاصة و أما أهل الأرض فمنهم من أسلم طوعا ومنهم من أسلم كرها
وَ قَد رَوَي العيَاّشيِّ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهَا نَزَلَت فِي القَائِمِ ع وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي تَلَاهَا فَقَالَ إِذَا قَامَ القَائِمُ لَا تَبقَي أَرضٌ إِلّا نوُديَِ فِيهَا شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ
وَ إِلَيهِ يُرجَعُونَ أي إلي جزائه يصيرون .قُل آمَنّا بِاللّهِخطاب للنبيص بأن يقول عن نفسه و عن أمته قال
صفحه : 232
الطبرسي قدس سره فإن قيل مامعني قوله وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ بعد ماسبق الإقرار بالإيمان علي التفصيل قلنا معناه ونحن له مسلمون بالطاعة والانقياد في جميع ماأمر به ونهي عنه وأيضا فإن أهل الملل المخالفة للإسلام كانوا يقرون كلهم بالإيمان ولكن لم يقروا بلفظة الإسلام فلهذا قال وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَوَ مَن يَبتَغِ أي يطلب غَيرَ الإِسلامِ دِيناًيدين به فَلَن يُقبَلَ مِنهُبل يعاقب عليه وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ أي من الهالكين لأن الخسران ذهاب رأس المال و في هذادلالة علي أن من ابتغي غيرالإسلام دينا لن يقبل منه فدل ذلك علي أن الدين والإسلام والإيمان واحد وهي عبارات عن معبر واحد انتهي .حَقّ تُقاتِهِ أي حق تقواه و مايجب منها و هواستفراغ الوسع في القيام بالواجبات والاجتناب عن المحرمات
وَ فِي المعَاَنيِ وَ العيَاّشيِّ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن هَذِهِ الآيَةِ قَالَ يُطَاعُ وَ لَا يُعصَي وَ يُذكَرُ فَلَا يُنسَي وَ يُشكَرُ فَلَا يُكفَرُ
وَ العيَاّشيِّ عَنهُ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنهَا فَقَالَ مَنسُوخَةٌ قِيلَ وَ مَا نَسَخَهَا قَالَ قَولُ اللّهِفَاتّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُم
وَ لا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مُسلِمُونَ أي لاتكونن علي حال سوي حال الإسلام إذاأدرككم الموت
فِي المَجمَعِ عَنِ الصّادِقِ ع وَ أَنتُم مُسَلّمُونَ بِالتّشدِيدِ
ومعناه مستسلمون لماأتي به النبي ص منقادون له
وَ العيَاّشيِّ عَنِ الكَاظِمِ ع أَنّهُ قَالَ لِبَعضِ أَصحَابِهِ كَيفَ تَقرَأُ هَذِهِ الآيَةَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنّ إِلّا وَ أَنتُم مَا ذَا قَالَمُسلِمُونَ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ يُوقِعُ عَلَيهِمُ الإِيمَانَ فَيُسَمّيهِم مُؤمِنِينَ ثُمّ يَسأَلُهُمُ الإِسلَامَ وَ الإِيمَانُ فَوقَ الإِسلَامِ قَالَ هَكَذَا يُقرَأُ فِي قِرَاءَةِ زَيدٍ قَالَ إِنّمَا هيَِ فِي قِرَاءَةِ عَلِيّ ع وَ هُوَ التّنزِيلُ ألّذِي نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع عَلَي مُحَمّدٍص إِلّا وَ أَنتُم
صفحه : 233
مُسلِمُونَلِرَسُولِ اللّهِ ثُمّ الإِمَامِ مِن بَعدِهِ
وَ اعتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِقيل بدينه الإسلام أوبكتابه
لِقَولِهِص القُرآنُ حَبلُ اللّهِ المَتِينُ استَعَارَ لَهُ الحَبلَ وَ لِلوُثُوقِ بِهِ الِاعتِصَامَ مِن حَيثُ إِنّ التّمَسّكَ بِهِ سَبَبُ النّجَاةِ عَنِ الرّدَي كَمَا أَنّ التّمَسّكَ بِالحَبلِ المَوثُوقِ بِهِ سَبَبُ السّلَامَةِ مِنَ الترّدَيّ
و قال علي بن ابراهيم الحبل التوحيد والولاية
وَ العيَاّشيِّ عَنِ البَاقِرِ ع آلُ مُحَمّدٍ هُم حَبلُ اللّهِ المَتِينُ ألّذِي أُمِرَ بِالِاعتِصَامِ بِهِ فَقَالَوَ اعتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُوا
وَ عَنِ الكَاظِمِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ حَبلُ اللّهِ المَتِينُ
وَ فِي مَجَالِسِ الصّدُوقِ نَحنُ الحَبلُ
وأقول و قدمر الأخبار في ذلك وشرحها في كتاب الإمامة.جَمِيعاً أي مجتمعين عليه وَ لا تَفَرّقُوا أي و لاتتفرقوا عن الحق بإيقاع الاختلاف بينكم
وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلِمَ أَنّهُم سَيَفتَرِقُونَ بَعدَ نَبِيّهِم وَ يَختَلِفُونَ فَنَهَاهُم عَنِ التّفَرّقِ كَمَا نَهَي مَن كَانَ قَبلَهُم فَأَمَرَهُم أَن يَجتَمِعُوا عَلَي وَلَايَةِ آلِ مُحَمّدٍ ع وَ لَا يَتَفَرّقُوا
فِيما شَجَرَ بَينَهُم أي فيما اختلف بينهم أواختلطحَرَجاً مِمّا قَضَيتَ أي ضيقا مما حكمت به وَ يُسَلّمُوا تَسلِيماً أي وينقادوا لك انقيادا بظاهرهم وباطنهم
وَ فِي الكاَفيِ عَنِ البَاقِرِ ع لَقَد خَاطَبَ اللّهُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي كِتَابِهِ فِي قَولِهِوَ لَو أَنّهُم إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم جاؤُكَ فَاستَغفَرُوا اللّهَ وَ استَغفَرَ لَهُمُ الرّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحِيماً فَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَينَهُم قَالَ فِيمَا تَعَاقَدُوا عَلَيهِ لَئِن أَمَاتَ اللّهُ مُحَمّداً لَا يَرُدّوا هَذَا الأَمرَ فِي بنَيِ هَاشِمٍثُمّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرَجاً
صفحه : 234
مِمّا قَضَيتَعَلَيهِم مِنَ القَتلِ أَوِ العَفوِوَ يُسَلّمُوا تَسلِيماً
و قال علي بن ابراهيم جاءوك يا علي قال هكذا نزلت .أقول وسيأتي عن أمير المؤمنين ع أنها نزلت في مثل ذلك وبالجملة تدل علي أن الإيمان مشروط بالتسليم والانقياد التام إِذا ضَرَبتُم فِي سَبِيلِ اللّهِ أي سافرتم للغزوفَتَبَيّنُوا أي فاطلبوا بيان الأمر وميزوا بين الكافر والمؤمن وقرئ فتثبتوا في الموضعين أي توقفوا وتأنوا حتي تعلموا من يستحق القتل والمعنيان متقاربان يعني لاتعجلوا في القتل لمن أظهر إسلامه ظنا منكم بأنه لاحقيقة لذلك وَ لا تَقُولُوا لِمَن أَلقي إِلَيكُمُ السّلامَ وقرئ السلم بغير ألف وهما بمعني الاستسلام والانقياد وفسر السلام بتحية الإسلام أيضا والعياشي نسب قراءةالسّلامَ إلي الصادق ع لَستَ مُؤمِناً وإنما فعلت ذلك خوفا من القتل تَبتَغُونَ عَرَضَ الحَياةِ الدّنيا أي تطلبون ماله ألذي هوحطام سريع الزوال و هو ألذي يبعثكم علي العجلة وترك التثبت فَعِندَ اللّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌتغنيكم عن قتل أمثاله لماله كَذلِكَ كُنتُم مِن قَبلُ أي أول مادخلتم في الإسلام وتفوهتم بكلمتي الشهادة فحصنت بهادماؤكم وأموالكم من غير أن تعلم مواطاة قلوبكم ألسنتكم فَمَنّ اللّهُ عَلَيكُمبالاشتهار بالإيمان والاستقامة في الدين فَتَبَيّنُوا وافعلوا بالداخلين في الإسلام مافعل الله بكم و لاتبادروا إلي قتلهم ظنا بأنهم دخلوا فيه اتقاء وخوفا وتكريرها تأكيد لتعظيم الأمر وترتيب الحكم علي ماذكر من حالهم إِنّ اللّهَ كانَ بِما تَعمَلُونَ خَبِيراًعالما به وبالغرض منه فلاتتهافتوا في القتل و لاتحتالوا فيه . و قال علي بن ابراهيم وغيره أنها نزلت لمارجع رسول الله ص من غزوة خيبر وبعث أسامة بن زيد في خيل إلي بعض اليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلي الإسلام و كان رجل من اليهود يقال له مرداس بن نهيك الفدكي في بعض القري فلما أحسن بخيل رسول الله ص جمع أهله وماله وصار في ناحية الجبل
صفحه : 235
فأقبل يقول أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فمر به أسامة بن زيد فطعنه فقتله فلما رجع إلي رسول الله ص أخبره بذلك فقال له رسول الله ص أ فلاشققت الغطاء عن قلبه لا ما قال بلسانه قبلت و لا ما كان في نفسه علمت فحلف أسامة بعد ذلك أن لايقاتل أحدا شهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله فتخلف عن أمير المؤمنين ع في حروبه وأنزل الله في ذلك وَ لا تَقُولُوا لِمَن أَلقي إِلَيكُمُ السّلامَالآية. و في رواية العامة أن مرداسا أضاف إلي الكلمتين السلام عليكم وهي تؤيد قراءةالسّلامَ وتفسيره بتحية الإسلام . وأقول لايخفي أن أسامة فعله الأخير كان أشنع من فعله الأول و كان عذره أشد وأفحش منهما و هذا منه دليل علي أنه كان من المنافقين .اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم قدمر أنها نزلت بعدنصب أمير المؤمنين ع يوم الغدير فتدل علي أن الإمامة داخلة في الدين والإسلام و أن بهاكماله .لا يَحزُنكَ الّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الكُفرِ أي صنع الذين يقعون في إظهار الكفر سريعا إذاوجدوا منه فرصةمِنَ الّذِينَ قالُوا آمَنّا بِأَفواهِهِم أي من المنافقين والباء متعلقة بقالوا لابآمنا والواو يحتمل الحال والعطف والآية تدل علي أن الإيمان باللسان لاينفع ما لم يوافقه القلب وَ إِذ أَوحَيتُ إِلَي الحَوارِيّينَ
رَوَي العيَاّشيِّ عَنِ البَاقِرِ ع أُلهِمُوابِأَنّنا مُسلِمُونَ أَي مُخلِصُونَ
فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ أي يعرفه الحق ويوفقه للإيمان يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِفيتسع له ويفسح فيه مجاله و هوكناية عن جعل القلب قابلا للحق
صفحه : 236
مهيئا لحلوله فيه مصفي عما يمنعه وينافيه
فِي المَجمَعِ قَد وَرَدَتِ الرّوَايَةُ الصّحِيحَةُ أَنّهُ لَمّا نَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَن شَرحِ الصّدرِ مَا هُوَ فَقَالَ نُورٌ يَقذِفُهُ اللّهُ فِي قَلبِ المُؤمِنِ فَيَشرَحُ صَدرَهُ وَ يَنفَسِحُ قَالُوا فَهَل لِذَلِكَ أَمَارَةٌ يُعرَفُ بِهَا فَقَالَ نَعَم وَ الإِنَابَةُ إِلَي دَارِ الخُلُودِ وَ التجّاَفيِ عَن دَارِ الغُرُورِ وَ الِاستِعدَادُ لِلمَوتِ قَبلَ نُزُولِهِ
فَإِلّم يَستَجِيبُوا لَكُمأيها المؤمنون من دعوتموهم إلي المعارضة أوأيها الكافرون من دعوتموهم إلي المعاونةفَاعلَمُوا أَنّما أُنزِلَ بِعِلمِ اللّهِ أي متلبسا بما لايعلمه إلا الله و لايقدر عليه سواه وَ أَن لا إِلهَ إِلّا هُوَلأنه العالم القادر بما لايعلم و لايقدر عليه غيره لظهور عجز المدعوين فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَ أي ثابتون علي الإسلام راسخون فيه أوداخلون في الإسلام مخلصون فيه .توَفَنّيِ مُسلِماًيدل علي إطلاق الإسلام علي الإيمان الكامل وَ ألَحقِنيِ بِالصّالِحِينَ أي في الرتبة والكرامة.رُبَما يَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَ أي إذاعاينوا في القيامة حالهم وحال المسلمين قالوا ياليتنا كنا مسلمين
وَ فِي تفَسيِريَِ العيَاّشيِّ وَ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ البَاقِرِ وَ الصّادِقِ ع إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ نَادَي مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ لَا يَدخُلِ الجَنّةَ إِلّا مُسلِمٌ فَيَومَئِذٍيَوَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو كانُوا مُسلِمِينَ
وَ فِي المَجمَعِ مَرفُوعاً عَنِ النّبِيّص قَالَ إِذَا اجتَمَعَ أَهلُ النّارِ فِي النّارِ وَ مَعَهُم مَن شَاءَ اللّهُ مِن أَهلِ القِبلَةِ قَالَ الكُفّارُ لِلمُسلِمِينَ أَ لَم تَكُونُوا مُسلِمِينَ قَالُوا بَلَي قَالُوا فَمَا أَغنَي عَنكُم إِسلَامُكُم وَ قَد صِرتُم مَعَنَا فِي النّارِ قَالُوا كَانَت لَنَا ذُنُوبٌ فَأُخِذنَا
صفحه : 237
بِهَا فَسَمِعَ اللّهُ عَزّ اسمُهُ مَا قَالُوا فَأَمَرَ مَن كَانَ فِي النّارِ مِن أَهلِ الإِسلَامِ فَأُخرِجُوا مِنهَا فَحِينَئِذٍ يَقُولُ الكُفّارُ يَا لَيتَنَا كُنّا مُسلِمِينَ
لَعَلّكُم تُسلِمُونَ أي تنظرون في نعمه الفاشية فتؤمنون به وتنقادون لحكمه .تِبياناً أي بيانا بليغا
وَ رَوَي العيَاّشيِّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ نَحنُ وَ اللّهِ نَعلَمُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الأَرضِ وَ مَا فِي الجَنّةِ وَ مَا فِي النّارِ وَ مَا بَينَ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ إِنّ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللّهِ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ
وَ عَنهُ ع أَنّ اللّهَ أَنزَلَ فِي القُرآنِ تِبيَانَ كُلّ شَيءٍ حَتّي وَ اللّهِ مَا تَرَكَ شَيئاً يَحتَاجُ إِلَيهِ العِبَادُ حَتّي لَا يَستَطِيعَ عَبدٌ يَقُولُ لَو كَانَ هَذَا أُنزِلَ فِي القُرآنِ إِلّا أَنزَلَهُ اللّهُ فِيهِ
و قدمضت الأخبار الكثيرة في ذلك في كتاب الإمامة.قُل نَزّلَهُ رُوحُ القُدُسِيعني جبرئيل مِن رَبّكَ بِالحَقّ أي متلبسا بالحكمةلِيُثَبّتَ الّذِينَ آمَنُوا أي علي الإيمان بأنه كلام الله فإنهم إذاسمعوا الناسخ وتدبروا ما فيه من رعاية الصلاح والحكمة رسخت عقائدهم واطمأنت قلوبهم وَ هُديً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَالمنقادين لحكمه .قُل إِنّما يُوحي إلِيَّقيل أي مايوحي إلي إلا أنه لاإله لكم إلاإله واحد و ذلك لأن المقصود الأصلي من بعثته مقصور علي التوحيدفَهَل أَنتُم مُسلِمُونَمخلصون العبادة لله علي مقتضي الوحي
وَ فِي المَنَاقِبِ عَنِ الصّادِقِ ع فَهَل أَنتُم مُسَلّمُونَ الوَصِيّةَ بعَديِ نَزَلَت مُشَدّدَةً وَ مَآلُهُمَا وَاحِدٌ لِأَنّ مُخَالَفَةَ الوَصِيّةِ عِبَادَةٌ لِلهَوَي وَ الشّيطَانِ وَ أَيضاً التّوحِيدُ لَا يَتِمّ إِلّا بِالوَلَايَةِ إِذ بِالإِمَامِ يُعرَفُ اللّهُ وَ يُعرَفُ طَرِيقُ عِبَادَتِهِ فهَيَِ كَمَالُ التّوحِيدِ وَ أَصلُهُ وَ أَسَاسُهُ وَ غَايَتُهُ
فَلَهُ أَسلِمُوا أي أخلصوا التقرب والذكر و لاتشوبوه بالإشراك وَ بَشّرِ
المُخبِتِينَقيل أي المتواضعين أوالمخلصين فإن الإخبات صفتهم و قال علي بن ابراهيم أي العابدين .وَ ما أَنتَ بهِاديِ العمُيِسماهم عميا لفقدهم المقصود الحقيقي من الأبصار أولعمي قلوبهم أن تسمع فإن إيمانهم يدعوهم إلي تلقي اللفظ وتدبر المعني أوالمراد بالمؤمن المشارف للإيمان أو من هو في علم الله كذلك فَهُم مُسلِمُونَ أي مخلصون مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِوَ لَهُ كُلّ شَيءٍ أي خلقا وملكاوَ أُمِرتُ أَن أَكُونَ مِنَ المُسلِمِينَ أي المنقادين أوالثابتين علي ملة الإسلام .الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَقيل نزلت في مؤمني أهل الكتاب وقيل في أربعين من أهل الإنجيل من أهل الحبشة والشام قالُوا آمَنّا بِهِ أي بأنه كلام الله إِنّهُ الحَقّ مِن رَبّنااستئناف لبيان ماأوجب إيمانهم به إِنّا كُنّا مِن قَبلِهِ مُسلِمِينَاستئناف آخر للدلالة علي أن إيمانهم به ليس مما أحدثوه حينئذ وإنما هوأمر تقادم عهده لمارأوا ذكره في الكتب المتقدمة وكونهم علي دين الإسلام قبل نزول القرآن أوتلاوته عليهم باعتقادهم صحته في الجملة.وَ قُولُوا آمَنّاقيل هي المجادلة بالتي هي أحسن
وَ عَنِ النّبِيّص لَا تُصَدّقُوا أَهلَ الكِتَابِ وَ لَا تُكَذّبُوهُم وَ قُولُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ بِكُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ فَإِن قَالُوا بَاطِلًا لَم تُصَدّقُوهُم وَ إِن قَالُوا حَقّاً لَم تُكَذّبُوهُم
وَ نَحنُ لَهُ مُسلِمُونَ أي مطيعون له خاصة و فيه تعريض باتخاذهم أَحبارَهُم وَ رُهبانَهُم أَرباباً مِن دُونِ اللّهِأَ فَمَن شَرَحَ اللّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ حتي تمكن فيه بيسر عبر به عمن خلق نفسه شديدة الاستعداد لقبوله غيرمتأبية عنه لأن الصدر محل القلب المنبع للروح المتعلق للنفس القابل للإسلام فَهُوَ عَلي نُورٍ مِن رَبّهِيعني المعرفة والاهتداء إلي الحق و قدمر الخبر في ذلك وخبر من محذوف دل عليه قوله فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكرِ اللّهِ
صفحه : 239
أي من أجل ذكره في رواية علي بن ابراهيم نزل صدر الآية في أمير المؤمنين ع و في رواية العامة نزل في حمزة و علي و مابعده في أبي لهب وولده
وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ القَسوَةَ وَ الرّقّةَ مِنَ القَلبِ وَ هُوَ قَولُهُفَوَيلٌالآيَةَ
وَ كانُوا مُسلِمِينَظاهره كون الإسلام فوق الإيمان .قالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قال الطبرسي قدس سره هم قوم من بني أسد أتوا النبي ص في سنة جدبة وأظهروا الإسلام و لم يكونوا مؤمنين في السر إنما كانوا يطلبون الصدقة والمعني أنهم قالوا صدقنا بما جئت به فأمره الله سبحانه أن يخبرهم بذلك ليكون آية معجزة له فقال قُل لَم تُؤمِنُوا أي لم تصدقوا علي الحقيقة في الباطن وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا أي انقدنا واستسلمنا مخافة السبي والقتل ثم بين سبحانه أن الإيمان محله القلب دون اللسان فقال وَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُم قال الزجاج الإسلام إظهار الخضوع والقبول لماأتي به الرسول ص وبذلك يحقن الدم فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان وصاحبه المسلم المؤمن حقا فأما من أظهر قبول الشريعة واستسلم لدفع المكروه فهو في الظاهر مسلم وباطنه غيرمصدق و قدأخرج هؤلاء من الإيمان بقوله وَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُم إن لم تصدقوا بعد ماأسلمتم تعوذا من القتل فالمؤمن مبطن من التصديق مثل مايظهر والمسلم التام الإسلام مظهر للطاعة و هو مع ذلك مؤمن بها و ألذي أظهر الإسلام تعوذا من القتل غيرمؤمن في الحقيقة إلا أن حكمه في الظاهر حكم المسلمين .
وَ رَوَي أَنَسٌ عَنِ النّبِيّص الإِسلَامُ عَلَانِيَةً وَ الإِيمَانُ فِي القَلبِ وَ أَشَارَ إِلَي صَدرِهِ
. ثم قال سبحانه وَ إِن تُطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُ لا يَلِتكُم مِن أَعمالِكُم شَيئاً
صفحه : 240
أي لاينقصكم من ثواب أعمالكم شيئاإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ إِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمّ لَم يَرتابُوا أي لم يشكوا في دينهم بعدالإيمان وَ جاهَدُوا بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ اللّهِ أُولئِكَ هُمُ الصّادِقُونَ أي الذين صدقوا في ادعاء الإيمان فيدل علي أن للأعمال مدخلا في الإيمان إما بالجزئية أوالاشتراط أوهي كاشفة منه كماسيأتي تحقيقه إن شاء الله قُل أَ تُعَلّمُونَ اللّهَ بِدِينِكُم أي أتخبرونه به بقولكم آمناوَ اللّهُ يَعلَمُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ اللّهُ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ هوتجهيل لهم وتوبيخ .
روُيَِ أَنّهُ لَمّا نَزَلَتِ الآيَةُ المُتَقَدّمَةُ جَاءُوا وَ حَلَفُوا أَنّهُم مُؤمِنُونَ مُعتَقِدُونَ فَنَزَلَت هَذِهِيَمُنّونَ عَلَيكَ أَن أَسلَمُوا
أي يعدون إسلامهم عليك منة وهي النعمة لايستثيب مولاها ممن نزلها إليه قُل لا تَمُنّوا عَلَيّ إِسلامَكُم أي بإسلامكم فنصب بنزع الخافض أوتضمين الفعل معني الاعتدادبَلِ اللّهُ يَمُنّ عَلَيكُم أَن هَداكُم لِلإِيمانِ علي مازعمتم مع أن الهداية لايلزم اهتداءإِن كُنتُم صادِقِينَ في ادعاء الإيمان وجوابه محذوف يدل عليه ماقبله أي فلله المنة عليكم . و في سياق الآية لطف و هوأنهم لماسموا ماصدر عنهم إيمانا ومنوا به نفي أنه إيمان وسماه إسلاما بأن قال يمنون عليك بما هو في الحقيقة إسلام و ليس بجدير أن يمن عليك بل لوصح ادعاؤهم للإيمان فلله المنة عليهم بالهداية له لالهم .فَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَ قال البيضاوي استدل به علي اتحاد الإيمان والإسلام و هوضعيف لأن ذلك لايقتضي إلاصدق المؤمن والمسلم علي من اتبعه و ذلك لايقتضي اتحاد مفهوميهما لجواز صدق المفهومات المختلفة علي ذات واحدة. و قال في قوله تعالي مُسلِماتٍ مُؤمِناتٍمقرات مخلصات أومنقادات مصدقات
صفحه : 241
أَ فَنَجعَلُ المُسلِمِينَ كَالمُجرِمِينَقيل إنكار لقولهم إن صح أنانبعث كمايزعم محمد و من معه لم يفضلونا بل نكون أحسن حالا منهم كمانحن عليه في الدنيا.وَ مِنّا القاسِطُونَ أي الجائرون عن طريق الحق فَأُولئِكَ تَحَرّوا رَشَداً أي توخوا رشدا عظيما يبلغهم إلي دار الثواب
وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ البَاقِرِ ع أَيِ الّذِينَ أَقَرّوا بِوَلَايَتِنَا
أقول إذاتأملت في هذه الآيات والآيات المتقدمة في الباب السابق عرفت أن للإيمان والإسلام معاني شتي كماسنفصله إن شاء الله تعالي
1- ب ،[قرب الإسناد] عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّهُ قَالَ لَهُ إِنّ الإِيمَانَ قَد يَجُوزُ بِالقَلبِ دُونَ اللّسَانِ فَقَالَ لَهُ إِن كَانَ ذَلِكَ كَمَا تَقُولُ فَقَد حُرّمَ عَلَينَا قِتَالُ المُشرِكِينَ وَ ذَلِكَ أَنّا لَا ندَريِ بِزَعمِكَ لَعَلّ ضَمِيرَهُ الإِيمَانُ فَهَذَا القَولُ نَقضٌ لِامتِحَانِ النّبِيّص مَن كَانَ يَجِيئُهُ يُرِيدُ الإِسلَامَ وَ أَخذِهِ إِيّاهُ بِالبَيعَةِ عَلَيهِ وَ شُرُوطِهِ وَ شِدّةِ التّأكِيدِ
قال مسعدة و من قال بهذا فقد كفر البتة من حيث لايعلم .توضيح أنه قال له ضمير قال راجع إلي الصادق ع ورجوعه إلي مسعدة بعيد و علي الأول الكلام محمول علي الاستفهام و قدللتقليل و علي الثاني يحتمل التحقيق أيضا فلا يكون استفهاما و يكون النسبة إلي الأب بأن يكون نسب الجواب إلي أبيه ع ولذا صار بعيدا وحاصل الجواب أنه لو كان الإسلام محض الاعتقاد القلبي و لم يكن مشروطا بعدم الإنكار الظاهري أوبوجود الإذعان والانقياد الظاهري لم يجز قتال المشركين إذ يحتمل إيمانهم باطنا و قوله ع
صفحه : 242
فهذا القول يحتمل أن يكون وجها آخر و هو أن هذاالقول مناقض لفعل النبي ص من تكليفه من يريد الإسلام بالبيعة والتأكيد فيهافإنها أفعال سوي الاعتقاد أو يكون مرجع الجميع إلي دليل واحد هو أنه لو كان أمرا قلبيا فإما أن يكتفي في إثبات ذلك أونفيه بقوله أم لافعلي الثاني لايمكن قتل المشرك وقتاله أصلا و علي الأول فلابد من الاكتفاء بإقراره فلاحاجة إلي التبعية وغيرها مما كان رسول الله ص يعتبره ويهتم به
2- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ]بِإِسنَادِ التمّيِميِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص أُمِرتُ أَن أُقَاتِلَ النّاسَ حَتّي يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَإِذَا قَالُوهَا فَقَد حَرُمَ عَلَيّ دِمَاؤُهُم وَ أَموَالُهُم
تبيين روت العامة هذاالخبر بطرق مختلفة وزيادة ونقصان في الألفاظ فمنها مارووه عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أُمِرتُ أَن أُقَاتِلَ النّاسَ حَتّي يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ فَإِذَا قَالُوا لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ عَصَمُوا منِيّ دِمَاءَهُم وَ أَموَالَهُم إِلّا بِحَقّهَا وَ حِسَابُهُم عَلَي اللّهِ
و قال الحسين بن مسعود في شرح السنة حتي يقولوا لاإله إلا الله أراد به عبدة الأوثان دون أهل الكتاب لأنهم يقولون لاإله إلا الله ثم لايرفع عنهم السيف حتي يقروا بنبوة محمدص أويعطوا الجزية و قوله وحسابهم علي الله معناه فيما يستسرون به دون مايخلون به من الأحكام الواجبة عليهم في الظاهر فإنهم إذاأخلوا بشيء مما يلزمهم في الظاهر يطالبون بموجبه انتهي . وأقول كان الاكتفاء بإحدي الشهادتين لتلازمهما والمراد بهاالشهادتان معا بل مع ماتستلزمانه من الإقرار بما جاء به النبي ص
فَإِنّهُم رَوَوا أَيضاً أَنّهُص قَالَ أُمِرتُ أَن أُقَاتِلَ النّاسَ حَتّي يَشهَدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ يُقِيمُوا الصّلَاةَ وَ يُؤتُوا الزّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا منِيّ دِمَاءَهُم وَ أَموَالَهُم إِلّا بِحَقّ الإِسلَامِ وَ حِسَابُهُم عَلَي اللّهِ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي حَتّي
صفحه : 243
يَشهَدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَن يَستَقبِلُوا قِبلَتَنَا وَ أَن يَأكُلُوا ذَبِيحَتَنَا وَ أَن يُصَلّوا صَلَاتَنَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ حَرُمَت عَلَينَا دِمَاؤُهُم وَ أَموَالُهُم إِلّا بِحَقّهَا لَهُم مَا لِلمُسلِمِينَ وَ عَلَيهِم مَا عَلَي المُسلِمِينَ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي حَتّي يَشهَدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ يُؤمِنُوا بيِ وَ بِمَا جِئتُ بِهِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا منِيّ دِمَاءَهُم وَ أَموَالَهُم إِلّا بِحَقّهَا
قال القاضي عياض من علماء العامة اختصاص عصم النفس والمال بمن قال لاإله إلا الله تعبير عن الإجابة إلي الإيمان أو أن المراد بهذا مشركو العرب و أهل الأوثان و من لايوحد وهم كانوا أول من دعي إلي الإسلام وقوتل عليه فأما غيرهم ممن يقر بالتوحيد فلايكتفي في عصمته بقوله لاإله إلا الله إذ كان يقولها في كفره وهي من اعتقاده ولذلك جاء في الحديث الآخر وإني رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة
3- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ أَيمَنَ عَنِ القَاسِمِ الصيّرفَيِّ شَرِيكِ المُفَضّلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ الإِسلَامُ يُحقَنُ بِهِ الدّمُ وَ تُؤَدّي بِهِ الأَمَانَةُ وَ يُستَحَلّ بِهِ الفَرجُ وَ الثّوَابُ عَلَي الإِيمَانِ
كا،[الكافي] عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عميرمثله بيان يدل الخبر علي عدم ترادف الإيمان والإسلام و أن غيرالمؤمن من فرق أهل الإسلام لايستحق الثواب الأخروي أصلا كما هوالحق والمشهور بين الإمامية وستعرف أن كلا من الإسلام والإيمان يطلق علي معان والظاهر أن المراد بالإيمان في هذاالخبر الإذعان بوجوده سبحانه وصفاته الكمالية وبالتوحيد والعدل والمعاد والإقرار بنبوة نبيناص وإمامة الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم وبجميع ماجاء به النبي ص ماعلم منها تفصيلا و ما لم يعلم إجمالا وعدم الإتيان بما يخرجه عن الدين كعبادة الصنم والاستخفاف بحرمات الله
صفحه : 244
والإسلام هوالإذعان الظاهري بالله وبرسوله وعدم إنكار ماعلم ضرورة من دين الإسلام فلايشترط فيه ولاية الأئمة ع و لاالإقرار القلبي فيدخل فيه المنافقون وجميع فرق المسلمين ممن يظهر الشهادتين عدا النواصب والغلاة والمجسمة و من أتي بما يخرجه عن الدين كعبادة الصنم وإلقاء المصحف في القاذورات عمدا ونحو ذلك وسيأتي تفصيل القول في جميع ذلك إن شاء الله . ثم إنه ع ذكر من الثمرات المترتبة علي الإسلام ثلاثة الأول حقن الدم قال في القاموس حقنه يحقنه ويحقنه حبسه ودم فلان أنقذه من القتل انتهي وترتب هذه الفائدة علي الإسلام الظاهري ظاهر لأن في صدر الإسلام و في زمن الرسول كانوا يكتفون في كف اليد عن قتل الكفار بإظهارهم الشهادتين وبعده ص لماحصلت الشبه بين الأمة واختلفوا في الإمامة خرجت عن كونه من ضروريات دين الإسلام فدم المخالفين وسائر فرق المسلمين محفوظة إلاالخوارج والنواصب فإن ولاية أهل البيت ع أي محبتهم من ضروريات دين جميع المسلمين وإنما الخلاف في إمامتهم والباغي علي الإمام يجب قتله بنص القرآن و هذاالحكم إنما هو إلي ظهور القائم ع إذ في ذلك الزمان ترتفع الشبه ويظهر الحق بحيث لايبقي لأحد عذر فحكم منكر الإمامة في ذلك الزمان حكم سائر الكفار في وجوب قتلهم و غير ذلك . و أماالمنافقون المظهرون للعقائد الحقة المبطنون خلافها فيحتمل عدم قبول ذلك عنهم لحكمه ع بعلمه في أكثر الأحكام ويحتمل أيضا قبوله منهم إلي أن يظهر منهم خلافه كما هوظاهر أخبار دابة الأرض والجزم بأحدهما مشكل .الثاني أداء الأمانة وظاهره عدم وجوب رد وديعة من لم يظهر الإسلام و هوخلاف المشهور وأكثر الأخبار فإن المشهور بين الأصحاب وجوب رد الوديعة و لو كان المودع كافرا و قال أبوالصلاح إن كان حربيا وجب أن يحمل ماأودعه إلي سلطان الإسلام ويمكن حمل الخبر علي أن الرد علي المسلم آكد
صفحه : 245
أو أنه يحكم به أهل الإسلام أو علي أن المراد بالأمانة غيرالوديعة مما حصل من أمواله في يد غيره أو أن الإسلام يصير سببا لأن يؤدي الأمانات إلي أهلها و في الكل تكلف والحمل علي مذهب أبي الصلاح أيضا يحتاج إلي تكلف لأنه أيضا يوجب رد أمانة الذمي فيتكلف بأن رد أمانة الذمي أيضا بسبب الإسلام لتشبثه بذمة المسلمين .الثالث استحلال الفرج بالإسلام فيدل علي عدم جواز نكاح الكافرة مطلقا بل بملك اليمين أيضا إلا ماخرج بالدليل وكذا إنكاح الكافر و علي جواز نكاح المسلمة مطلقا وكذا إنكاح المسلم من أي الفرق كان . أماالأول فلاخلاف في عدم جواز نكاح المسلم غيرالكتابية و في تحريم الكتابية أقوال التحريم مطلقا جواز متعة اليهودية والنصرانية اختيارا والدوام اضطرارا عدم جواز العقد بحال وجواز ملك اليمين جواز المتعة وملك اليمين لليهودية والنصرانية وتحريم الدوام كما هومختار أكثر المتأخرين تحريم نكاحهن مطلقا اختيارا وتجويزه مطلقا اضطرارا وتجويز الوطء بملك اليمين الجواز مطلقا كماذهب إليه الصدوق و في المجوسية اختلاف في الأقوال والروايات والأقرب جواز وطئها بملك اليمين والأحوط الترك في غير ذلك نعم إذاأسلم زوج الكتابية فالنكاح باق و إن لم يدخل بها. و أماالثاني و هوتزويج غيرالمؤمن من فرق المسلمين فالمشهور اعتبار الإيمان في جانب الزوج دون الزوجة وذهب جماعة إلي عدم اعتباره مطلقا والاكتفاء بمجرد الإسلام و لايخلو من قوة في زمان الهدنة و لايصح نكاح الناصب المبغض لأهل البيت ع مطلقا. ثم ذكر ع ثمرة الإيمان و هوترتب الثواب علي أعماله في الآخرة فغير المؤمن الاثني عشري المصدق قلبا لايترتب علي شيء من أعماله ثواب في الآخرة و هويستلزم خلوده في النار كمامر وسيأتي إن شاء الله
4-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ عَن
صفحه : 246
أَحَدِهِمَا ع قَالَ الإِيمَانُ إِقرَارٌ وَ عَمَلٌ وَ الإِسلَامُ إِقرَارٌ بِلَا عَمَلٍ
بيان هذاالخبر يدل علي اصطلاح آخر للإيمان والإسلام و هو أن الإسلام نفس العقائد والإيمان العقائد مع العمل بمقتضاها من الإتيان بالفرائض وترك الكبائر وربما يأول بأن المراد بالإقرار الإقرار بالشهادتين وبالعمل عمل القلب و هوالتصديق بجميع ماأتي به النبي ص أوبأن المراد بالإقرار ترك الإيذاء والإنكار وبالعمل العمل الصحيح والحمل فيهما علي المجاز أي الإيمان سبب لأن يقر علي دينه و لايؤذي ويحكم عليه بأحكام المسلمين وسبب لصحة أعماله بخلاف الإسلام فإنه يصير سببا للأول دون الثاني و لايخفي بعده . ويحتمل أن يراد بالإقرار إظهار الشهادتين وبالعمل مايقتضيه من التصديق بجميع ماجاء به النبي ص ومنها الولاية فيرجع إلي الخبر الأول
5- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّقالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا وَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُم فَقَالَ أَ لَا تَرَي أَنّ الإِيمَانَ غَيرُ الإِسلَامِ
بيان أقول قدمر تفسير الآية وهي مما استدل به علي عدم ترادف الإسلام والإيمان كمااستدل ع بها عليه وربما يجاب عنه بأن المراد بالإسلام هنا الاستسلام والانقياد الظاهري و هو غيرالمعني المصطلح والجواب أن الأصل في الإطلاق الشرعي الحقيقة الشرعية وصرفه عنها يحتاج إلي دليل واستدل بهاأيضا علي أن الإيمان هوالتصديق فقط لنسبته إلي القلب والجواب أنها لاتنفي اشتراط الإيمان القلبي بعمل الجوارح وإنما تنفي الجزئية مع أن فيه أيضا كلاما
6-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سُفيَانَ بنِ السّمطِ قَالَسَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الإِسلَامِ وَ الإِيمَانِ مَا الفَرقُ
صفحه : 247
بَينَهُمَا فَلَم يُجِبهُ ثُمّ سَأَلَهُ فَلَم يُجِبهُ ثُمّ التَقَيَا فِي الطّرِيقِ وَ قَد أَزِفَ مِنَ الرّجُلِ الرّحِيلُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَأَنّهُ قَد أَزِفَ مِنكَ رَحِيلٌ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ فاَلقنَيِ فِي البَيتِ فَلَقِيَهُ فَسَأَلَهُ عَنِ الإِسلَامِ وَ الإِيمَانِ مَا الفَرقُ بَينَهُمَا فَقَالَ الإِسلَامُ هُوَ الظّاهِرُ ألّذِي عَلَيهِ النّاسُ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ إِقَامُ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءُ الزّكَاةِ وَ حِجّ البَيتِ وَ صِيَامُ شَهرِ رَمَضَانَ فَهَذَا الإِسلَامُ وَ قَالَ الإِيمَانُ مَعرِفَةُ هَذَا الأَمرِ مَعَ هَذَا فَإِن أَقَرّ بِهَا وَ لَم يَعرِف هَذَا الأَمرَ كَانَ مُسلِماً وَ كَانَ ضَالّا
توضيح كان تأخير الجواب للتقية والمصلحة و في القاموس أزف الترحل كفرح أزفا وأزوفا دنا.أقول ويظهر من الرواية أن بين الإيمان والإسلام فرقين أحدهما أن الإسلام هوالانقياد الظاهري و لايعتبر فيه التصديق والإذعان القلبي بخلاف الإيمان فإنه يعتبر فيه الاعتقاد القلبي بل القطعي كماسيأتي وثانيهما اعتبار اعتقاد الولاية فيه وذكر الأعمال إما بناء علي اشتراط الإيمان بالأعمال أوالمراد الاعتقاد بها ويرشد إليه قوله فإن أقربها أوالغرض بيان العقائد و جل الأعمال المشتركة بين أهل الإسلام والإيمان والوصف بالضلال وعدم إطلاق الكفر عليهم إما للتقية في الجملة أولعدم توهم كونهم في الأحكام الدنيوية في حكم الكفار
7- كا،[الكافي] الحُسَينُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي وَ العِدّةُ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ قالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنافَمَن زَعَمَ أَنّهُم آمَنُوا فَقَد كَذَبَ وَ مَن زَعَمَ أَنّهُم لَم يُسلِمُوا فَقَد كَذَبَ
بيان فمن زعم فيه تنبيه علي مغايرة المفهومين وتحقق مادة الافتراق بينهما و أن الإسلام أعم
صفحه : 248
8- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن سَمَاعَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ عَنِ الإِسلَامِ وَ الإِيمَانِ أَ هُمَا مُختَلِفَانِ فَقَالَ إِنّ الإِيمَانَ يُشَارِكُ الإِسلَامَ وَ الإِسلَامَ لَا يُشَارِكُ الإِيمَانَ فَقُلتُ فَصِفهُمَا لِي فَقَالَ الإِسلَامُ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ التّصدِيقُ بِرَسُولِ اللّهِص بِهِ حُقِنَتِ الدّمَاءُ وَ عَلَيهِ جَرَتِ المَنَاكِحُ وَ المَوَارِيثُ وَ عَلَي ظَاهِرِهِ جَمَاعَةُ النّاسِ وَ الإِيمَانُ الهُدَي وَ مَا يَثبُتُ فِي القُلُوبِ مِن صِفَةِ الإِسلَامِ وَ مَا ظَهَرَ مِنَ العَمَلِ بِهِ وَ الإِيمَانُ أَرفَعُ مِنَ الإِسلَامِ بِدَرَجَةٍ إِنّ الإِيمَانَ يُشَارِكُ الإِسلَامَ فِي الظّاهِرِ وَ الإِسلَامَ لَا يُشَارِكُ الإِيمَانَ فِي البَاطِنِ وَ إِنِ اجتَمَعَا فِي القَولِ وَ الصّفَةِ
تبيين أهما مختلفان أي مفهوما وحقيقة أم مترادفان يشارك الإسلام المشاركة وعدمها إما باعتبار المفهوم فإن مفهوم الإسلام داخل في مفهوم الإيمان دون العكس أوباعتبار الصدق فإن كل مؤمن مسلم دون العكس أوباعتبار الدخول فإن الداخل في الإيمان داخل في الإسلام دون العكس و إن كان يرجع إلي ماسبق أوباعتبار الأحكام فإن أحكام الإسلام ثابتة للإيمان دون العكس فصفهما لي أي بين لي حقيقتهما شهادة أن لاإله إلا الله بيان لإجزاء الإسلام به حقنت بيان لأحكام الإسلام ويدل علي التوارث بين جميع فرق المسلمين كما هوالمشهور. والظاهر أن المراد بالشهادة والتصديق الإقرار الظاهري ويحتمل التصديق القلبي فيكون إشارة إلي معني آخر للإسلام و لايبعد أن يكون أصل معناه الإقرار القلبي و أن ترتبت الأحكام علي الإقرار الظاهري بناء علي الحكم بالظاهر ما لم يظهر خلافه لعدم إمكان الاطلاع علي القلب كما قال النبي ص لأسامة فهلا شققت قلبه ولذا قال ع و علي ظاهره جماعة الناس بل مدار الأحكام علي الظاهري في سائر الأمور القلبية كالعقود والإيقاعات والأيمان وأشباهها و علي هذا فلافرق بين الإيمان والإسلام إلابالولاية والإقرار بالأئمة ع ولوازمها إذ
صفحه : 249
في الإيمان أيضا يحكم بالظاهر ولعل الأول أظهر والمراد بالهدي الولاية والاهتداء بالأئمة ع و مايثبت في القلوب إشارة إلي العقائد القلبية بالشهادات الظاهرة الإسلامية فكلمة من في قوله من صفة الإسلام بيانية وتحتمل الابتدائية أي مايسري من أثر الأعمال الظاهرة إلي الباطن و قوله و ماظهر من العمل يدل علي أن الأعمال أجزاء الإيمان و إن أمكن حمله علي التكلم بالشهادتين كمايومئ إليه آخر الخبر أرفع من الإسلام لأنه يصير سببا لإحراز المثوبات الأخروية أولاعتبار الولاية فيه فيكون أكمل وأجمع . قوله ع الإيمان يشارك الإسلام ظاهره أنه لافرق بين العقائد الإسلامية والإيمانية وإنما الفرق في اشتراط الإذعان القلبي في الإيمان دون الإسلام و قديأول بأنه أراد أن الإيمان يشارك الإسلام في جميع الأعمال الظاهرة المعتبرة في الإسلام مثل الصلاة والزكاة وغيرهما والإسلام لايشارك الإيمان في جميع الأمور الباطنة المعتبرة في الإيمان لأنه لايشاركه في التصديق بالولاية و إن اجتمعا في الشهادتين والتصديق بالتوحيد والرسالة
9- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن فُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الإِيمَانُ يُشَارِكُ الإِسلَامَ وَ الإِسلَامُ لَا يُشَارِكُ الإِيمَانَ
10- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَنِ الفُضَيلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ الإِيمَانَ يُشَارِكُ الإِسلَامَ وَ لَا يُشَارِكُهُ الإِسلَامُ إِنّ الإِيمَانَ مَا وَقَرَ فِي القُلُوبِ وَ الإِسلَامَ مَا عَلَيهِ المَنَاكِحُ وَ المَوَارِيثُ وَ حَقنُ الدّمَاءِ وَ الإِيمَانَ يَشرَكُ الإِسلَامَ وَ الإِسلَامَ لَا يَشرَكُ الإِيمَانَ
بيان وقر في القلب كوعد أي سكن فيه وثبت من الوقار والحلم والرزانة كذا في النهاية
صفحه : 250
11- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الكنِاَنيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَيّهُمَا أَفضَلُ الإِيمَانُ أَمِ الإِسلَامُ فَإِنّ مَن قِبَلَنَا يَقُولُونَ إِنّ الإِسلَامَ أَفضَلُ مِنَ الإِيمَانِ فَقَالَ الإِيمَانُ أَرفَعُ مِنَ الإِسلَامِ قُلتُ فأَوَجدِنيِ ذَلِكَ قَالَ مَا تَقُولُ فِيمَن أَحدَثَ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ مُتَعَمّداً قَالَ قُلتُ يُضرَبُ ضَرباً شَدِيداً قَالَ أَصَبتَ فَمَا تَقُولُ فِيمَن أَحدَثَ فِي الكَعبَةِ مُتَعَمّداً قُلتُ يُقتَلُ قَالَ أَصَبتَ أَ لَا تَرَي أَنّ الكَعبَةَ أَفضَلُ مِنَ المَسجِدِ وَ أَنّ الكَعبَةَ تَشرَكُ المَسجِدَ وَ المَسجِدَ لَا تَشرَكُ الكَعبَةَ وَ كَذَلِكَ الإِيمَانُ يَشرَكُ الإِسلَامَ وَ الإِسلَامُ لَا يَشرَكُ الإِيمَانَ
سن ،[المحاسن ] عن ابن محبوب مثله توضيح أيهما أفضل مبتدأ وخبر والإيمان والإسلام تفسيران لمرجع الضمير أوهما مبتدأ وأيهما أفضل خبره أوجدني ذلك أي اجعلني أجده وأفهمه في القاموس وجد المطلوب كوعد وورم يجده ويجده بضم الجيم وجدا وجده أدركه وأوجده أغناه وفلانا مطلوبة أظفره به قوله متعمدا أي لاساهيا و لامضطرا ويدل علي كفر من استخف بالكعبة فإنها من حرمات الله ووجوب تعظيمها من ضروريات دين الإسلام أ لاتري أن الكعبة شبه ع المعقول بالمحسوس تفهيما للسائل وبيانا للعموم والخصوص ولشرف الإيمان علي الإسلام و أن الكعبة تشرك المسجد أي في حكم التعظيم في الجملة أو في أنها يصدق عليها أنها مسجد وكعبة أو في أن من دخل الكعبة يحكم بدخوله في المسجد بخلاف العكس والمسجد أي جميع أجزائه لايشرك الكعبة في قدر التعظيم وعقوبة من استخف بها أو لايصدق علي كل جزء من المسجد أنه كعبة أو في أن من دخلها دخل الكعبة كماسيأتي ووجه الشبه علي جميع الوجوه ظاهر
12-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ
صفحه : 251
ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُالإِيمَانُ مَا استَقَرّ فِي القَلبِ وَ أَفضَي بِهِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ صَدّقَهُ العَمَلُ بِالطّاعَةِ لِلّهِ وَ التّسلِيمِ لِأَمرِهِ وَ الإِسلَامُ مَا ظَهَرَ مِن قَولٍ أَو فِعلٍ وَ هُوَ ألّذِي عَلَيهِ جَمَاعَةُ النّاسِ مِنَ الفِرَقِ كُلّهَا وَ بِهِ حُقِنَتِ الدّمَاءُ وَ عَلَيهِ جَرَتِ المَوَارِيثُ وَ جَازَ النّكَاحُ وَ اجتَمَعُوا عَلَي الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الصّومِ وَ الحَجّ فَخَرَجُوا بِذَلِكَ مِنَ الكُفرِ وَ أُضِيفُوا إِلَي الإِيمَانِ وَ الإِسلَامُ لَا يَشرَكُ الإِيمَانَ وَ الإِيمَانُ يَشرَكُ الإِسلَامَ وَ هُمَا فِي القَولِ وَ الفِعلِ يَجتَمِعَانِ كَمَا صَارَتِ الكَعبَةُ فِي المَسجِدِ وَ المَسجِدُ لَيسَ فِي الكَعبَةِ وَ كَذَلِكَ الإِيمَانُ يَشرَكُ الإِسلَامَ وَ الإِسلَامُ لَا يَشرَكُ الإِيمَانَ وَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّقالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا وَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمفَقَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَصدَقُ القَولِ قُلتُ فَهَل لِلمُؤمِنِ فَضلٌ عَلَي المُسلِمِ فِي شَيءٍ مِنَ الفَضَائِلِ وَ الأَحكَامِ وَ الحُدُودِ وَ غَيرِ ذَلِكَ فَقَالَ لَا هُمَا يَجرِيَانِ فِي ذَلِكَ مَجرًي وَاحِداً وَ لَكِن لِلمُؤمِنِ فَضلٌ عَلَي المُسلِمِ فِي أَعمَالِهِمَا وَ مَا يَتَقَرّبَانِ بِهِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قُلتُ أَ لَيسَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَ زَعَمتَ أَنّهُم مُجتَمِعُونَ عَلَي الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الصّومِ وَ الحَجّ مَعَ المُؤمِنِ قَالَ أَ لَيسَ قَد قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافاً كَثِيرَةًفَالمُؤمِنُونَ هُمُ الّذِينَ يُضَاعِفُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهُم حَسَنَاتِهِم لِكُلّ حَسَنَةٍ سَبعِينَ ضِعفاً فَهَذَا فَضلُ المُؤمِنِ وَ يَزِيدُ اللّهُ فِي حَسَنَاتِهِ عَلَي قَدرِ صِحّةِ إِيمَانِهِ أَضعَافاً كَثِيرَةً وَ يَفعَلُ اللّهُ بِالمُؤمِنِينَ مَا يَشَاءُ مِنَ الخَيرِ قُلتُ أَ رَأَيتَ مَن دَخَلَ فِي الإِسلَامِ أَ لَيسَ هُوَ دَاخِلًا فِي الإِيمَانِ فَقَالَ لَا وَ لَكِنّهُ قَد أُضِيفَ إِلَي الإِيمَانِ وَ خَرَجَ بِهِ مِنَ الكُفرِ وَ سَأَضرِبُ لَكَ مَثَلًا تَعقِلُ بِهِ فَضلَ الإِيمَانِ عَلَي الإِسلَامِ أَ رَأَيتَ لَو أَبصَرتَ رَجُلًا فِي المَسجِدِ أَ كُنتَ تَشهَدُ أَنّكَ رَأَيتَهُ فِي الكَعبَةِ قُلتُ لَا يَجُوزُ لِي ذَلِكَ قَالَ فَلَو أَبصَرتَ رَجُلًا فِي الكَعبَةِ أَ كُنتَ شَاهِداً أَنّهُ قَد دَخَلَ المَسجِدَ الحَرَامَ قُلتُ نَعَم قَالَ وَ كَيفَ ذَلِكَ قُلتُ
صفحه : 252
لَا يَصِلُ إِلَي دُخُولِ الكَعبَةِ حَتّي يَدخُلَ المَسجِدَ قَالَ أَصَبتَ وَ أَحسَنتَ ثُمّ قَالَ كَذَلِكَ الإِيمَانُ وَ الإِسلَامُ
بيان قوله ع وأفضي به إلي الله الضمير إما راجع إلي القلب أو إلي صاحبه أي أوصله إلي معرفة الله وقربه وثوابه فالضمير في أفضي راجع إلي ما ويحتمل أن يكون راجعا إلي المؤمن وضمير به راجعا إلي الموصول أي وصل بسبب ذلك الاعتقاد أوأوصله ذلك الاعتقاد إلي الله كناية عن علمه سبحانه بحصوله في قلبه وقيل أي جعل وجه القلب إلي الله من الفضائل والأحكام أي الفضائل الدنيوية والأحكام الشرعية قال في المصباح أفضي الرجل بيده إلي الأرض بالألف مسها بباطن راحته قاله ابن فارس وغيره وأفضيت إلي الشيء وصلت إليه والسر أعلمته به انتهي وقيل أشار به إلي أن المراد بما استقر في القلب مجموع التصديق بالتوحيد والرسالة والولاية لأن هذاالمجموع هوالمفضي إلي الله و قوله وصدقه العمل مشعر بأن العمل خارج عن الإيمان ودليل عليه لأن الإيمان و هوالتصديق أمر قلبي يعلم بدليل خارجي مع ما فيه من الإيماء إلي أن الإيمان بلا عمل ليس بإيمان والتسليم لأمره أي الإمامة عبر هكذا تقية أوالأعم فيشملها أيضا ويحتمل أن يكون عدم ذكر الولاية لأن التصديق القلبي الواقعي بالشهادتين مستلزم للإقرار بالولاية فكان المخالفين ليس إذعانهم بالشهادتين إلاإذعانا ظاهريا لإخلالهم بما يستلزمانه من الإقرار بالولاية فلذا أطلق عليهم في الأخبار اسم النفاق أوالشرك فتفطن . والإسلام ماظهر من قول أوفعل أي قول بالشهادتين أوالأعم وفعل بالطاعات كالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها فيدل علي أن الإسلام يطلق علي مجرد الطاعات والشهادات من غيراشتراط تصديق فخرجوا بذلك من الكفر أي من أن يجري عليهم في الدنيا أحكام الكفار وأضيفوا إلي الإيمان أي نسبوا إلي الإيمان ظاهرا و إن لم يكونوا متصفين به حقيقة وهما في القول والفعل
صفحه : 253
يجتمعان أي في الشهادتين والعبادات الظاهرة و إن خص الإيمان بالولاية وظاهر سياق الحديث لايخلو من شوب تقية وكأن المراد بالفضائل مايفضل به في الدنيا من العطاء والإجراء وأمثاله لاالفضائل الواقعية الأخروية أو مايفضل به علي الكافر من الإنفاق والإعطاء والإكرام والرعاية الظاهرية وقيل أي في التكليف بالفضائل بأن يكون المؤمن مكلفا و لا يكون المسلم مكلفا بها.أقول سيظهر مما سننقل من تفسير العياشي أن الفضائل تصحيف القضايا في أعمالهما أي صحتها وقبولها و مايتقربان به إلي الله أي من العقائد والأعمال فيكون تأكيدا أوتعميما بعدالتخصيص لشموله للعقائد أيضا أوالمراد بالأول صحة الأعمال وبالثاني كيفياتها فإن المؤمن يعمل بما أخذه من إمامه والمسلم يعمل ببدع أهل الخلاف وقيل المراد به الإمام ألذي يتقرب بولايته ومتابعته إلي الله تعالي فإن إمام المؤمن مستجمع لشرائط الإمامة وإمام المسلم لشرائط الفسق والجهالة. قوله أ ليس الله يقول أقول هذاالسؤال والجواب يحتمل وجوها الأول و هوالظاهر أن السائل أراد أنه إذاكانا مجتمعين في الحسنات والحسنة بالعشر فكيف يكون له فضل عليه في الأعمال والقربات مع أن الموصول من أدوات العموم فيشمل كل من فعلها فأجاب ع بأنهما شريكان في العشر والمؤمن يفضل بما زاد عليها ويرد عليه أنه علي هذا يكون لأعمال غير المؤمنين أيضا ثواب و هومخالف للإجماع والأخبار المستفيضة إلا أن يحمل الكلام علي نوع من التقية أوالمصلحة لقصور فهم السائل أو يكون المراد بالإيمان الإيمان الخالص وبالإسلام أعم من الإيمان الناقص وغيره و يكون الثواب للأول و هو غيربعيد عن سياق الخبر بل لايبعد أن يكون المراد بالمسلم المستضعف من المؤمنين الذين يظهرون الإيمان و لم يستقر في قلوبهم كمايرشد إليه قوله وهما في القول والفعل يجتمعان و قدعرفت اختلاف الاصطلاح في الإيمان فيكون هذاالخبر موافقا لبعض مصطلحاته .
صفحه : 254
وقيل في الجواب لعل عمل غيرالمؤمن ينفعه في تخفيف العقوبة ورفع شدتها لا في دخول الجنة إذ دخولها مشروط بالإيمان .الثاني أنه تعالي قال مَن ذَا ألّذِي يُقرِضُ اللّهَ قَرضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافاً كَثِيرَةً والقرض الحسن هوالعبادة الواقعة علي كمالها وشرائط قبولها و من جملة شرائطها هوالإيمان فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله عز و جل لهم حسناتهم لاغيرهم فيعطيهم لكل حسنة عشرة وربما يعطيهم لكل حسنة سبعين ضعفا فهذا فضل المؤمن علي المسلم ويزيد الله في حسناته علي قدر صحة إيمانه وحسب كماله أضعافا كثيرة حتي أنه يعطي بواحدة سبعمائة أوأزيد ويفعل الله بالمؤمنين مايشاء من الخير ألذي لايعلمه إلا هو كما قال وَ لَدَينا مَزِيدٌ. وقيل أراد بما يشاء من الخير إيتاء العلم والحكمة وزيادة اليقين والمعرفة.الثالث ماذكره بعض الأفاضل ويرجع إلي الثاني و هو أن المراد بالقرض الحسن صلة الإمام ع كماورد في الأخبار فالغرض من الجواب أنه كما أن القرض يكون حسنا و غيرحسن و الحسن ألذي هوصلة الإمام يصير سببا لتضاعف أكثر من عشرة فكذلك الصلاة والزكاة والحج تكون حسنة و غيرحسنة والحسنة ما كان مع تصديق الإمام و هويستحق المضاعفة لاغيره فالفاء في قوله فالمؤمنون للبيان و قوله يضاعف الله بتقدير قديضاعف الله و إلالكان الظاهر عشرة أضعاف ويزيد الله أي علي السبعين أيضا. قوله أرأيت من دخل في الإسلام كان السائل لم يفهم الفرق بين الإيمان والإسلام بما ذكره ع فأعاد السؤال أو أنه لما كان تمكن في نفسه مااشتهر بين المخالفين من عدم الفرق بينهما أراد أن يتضح الأمر عنده أوقاس الدخول في المركب من الأجزاء المعقولة بالدخول في المركب من الأجزاء المقدارية فإن من دخل جزءا من الدار صدق عليه أنه دخل الدار فلذا أجابه ع بمثل
صفحه : 255
ذلك لتفهيمه فقال المتصف ببعض أجزاء الإيمان لايلزم أن يتصف بجميع أجزائه حتي يتصف بالإيمان كما أن من دخل المسجد لايحكم عليه بأنه دخل الكعبة و من دخل الكعبة يحكم عليه بأنه دخل المسجد فكذا يحكم علي المؤمن أنه مسلم و لايحكم علي كل مسلم أنه مؤمن . ثم اعلم أنه استدل بهذه الأخبار علي كون الكعبة جزءا من المسجد الحرام ويرد عليه أنه لادلالة في أكثرها علي ذلك بل بعضها يومي إلي خلافه كهذا الخبر حيث قال أكنت شاهدا أنه قددخل المسجد و لم يقل أكنت شاهدا أنه في المسجد وكذا قوله لايصل إلي دخول الكعبة حتي يدخل المسجد نعم بعض الأخبار تشعر بالجزئية
13- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ القَلبَ لَيَتَرَجّجُ فِيمَا بَينَ الصّدرِ وَ الحَنجَرَةِ حَتّي يُعقَدَ عَلَي الإِيمَانِ فَإِذَا عُقِدَ عَلَي الإِيمَانِ قَرّ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِوَ مَن يُؤمِن بِاللّهِ يَهدِ قَلبَهُ قَالَ يَسكُنُ
14- كا،[الكافي] مُحَمّدُ بنُ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ لَيسَ فِيهِ قَالَ يَسكُنُ
بيان الرج التحريك والتحرك والاهتزاز والرجرجة الاضطراب كالارتجاج والترجرج والحنجرة الحلقوم وكأنه كان في قراءتهم ع يهدأ قلبه بالهمز وفتح الدال ورفع قلبه كماقرئ في الشواذ قال البيضاوي يهد قلبه للثبات والاسترجاع عندالمصيبة وقرئ يهد قلبه بالرفع علي إقامته مقام الفاعل وبالنصب علي طريق سفه نفسه ويهدأ بالهمز أي يسكن و قال الطبرسي ره قرأ عكرمة وعمرو بن دينار يهدأ قلبه أي يطمئن قلبه كما قال سبحانه وَ قَلبُهُ مُطمَئِنّ
صفحه : 256
بِالإِيمانِانتهي ويحتمل أن يكون علي القراءة المشهورة بيانا لحاصل المعني كماأشرنا إليه في تفسير الآيات
15- كا،[الكافي] عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الرّحِيمِ القَصِيرِ قَالَ كَتَبتُ مَعَ عَبدِ المَلِكِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَسأَلُهُ عَنِ الإِيمَانِ مَا هُوَ فَكَتَبَ إلِيَّ مَعَ عَبدِ المَلِكِ بنِ أَعيَنَ سَأَلتَ رَحِمَكَ اللّهُ عَنِ الإِيمَانِ وَ الإِيمَانُ هُوَ الإِقرَارُ بِاللّسَانِ وَ عَقدٌ فِي القَلبِ وَ عَمَلٌ بِالأَركَانِ وَ الإِيمَانُ بَعضُهُ مِن بَعضٍ وَ هُوَ دَارٌ وَ كَذَلِكَ الإِسلَامُ دَارٌ وَ الكُفرُ دَارٌ فَقَد يَكُونُ العَبدُ مُسلِماً قَبلَ أَن يَكُونَ مُؤمِناً وَ لَا يَكُونُ مُؤمِناً حَتّي يَكُونَ مُسلِماً فَالإِسلَامُ قَبلَ الإِيمَانِ وَ هُوَ يُشَارِكُ الإِيمَانَ فَإِذَا أَتَي العَبدُ كَبِيرَةً مِن كَبَائِرِ المعَاَصيِ أَو صَغِيرَةً مِن صَغَائِرِ المعَاَصيِ التّيِ نَهَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنهَا كَانَ خَارِجاً مِنَ الإِيمَانِ سَاقِطاً عَنهُ اسمُ الإِيمَانِ وَ ثَابِتاً عَلَيهِ اسمُ الإِسلَامِ فَإِن تَابَ وَ استَغفَرَ عَادَ إِلَي دَارِ الإِيمَانِ وَ لَا يُخرِجُهُ إِلَي الكُفرِ إِلّا الجُحُودُ وَ الِاستِحلَالُ بِأَن يَقُولَ لِلحَلَالِ هَذَا حَرَامٌ وَ لِلحَرَامِ هَذَا حَلَالٌ وَ دَانَ بِذَلِكَ فَعِندَهَا يَكُونُ خَارِجاً مِنَ الإِسلَامِ وَ الإِيمَانِ دَاخِلًا فِي الكُفرِ وَ كَانَ بِمَنزِلَةِ مَن دَخَلَ الحَرَمَ ثُمّ دَخَلَ الكَعبَةَ وَ أَحدَثَ فِي الكَعبَةِ حَدَثاً فَأُخرِجَ عَنِ الكَعبَةِ وَ عَنِ الحَرَمِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ وَ صَارَ إِلَي النّارِ
بيان قوله ع والإيمان هوالإقرار هذاتفسير للإيمان الكامل والأخبار في ذلك كثيرة سيأتي بعضها و عليه انعقد اصطلاح المحدثين منا كماصرح به الصدوق رحمه الله في الهداية و قال المفيد قدس سره في كتاب المسائل أقول إن مرتكبي الكبائر من أهل المعرفة والإقرار مؤمنون بإيمانهم بالله ورسله وبما جاء من عنده وفاسقون بما معهم من كبائر الآثام و لاأطلق لهم اسم الفسوق و لااسم الإيمان بل أقيدهما جميعا في تسميتهم بكل واحد منهما وامتنع من الوصف لهم
صفحه : 257
بهما علي الإطلاق وأطلق لهم اسم الإسلام بغير تقييد و علي كل حال و هذامذهب الإمامية إلابني نوبخت رحمهم الله فإنهم خالفوا فيه وأطلقوا علي الفساق اسم الإيمان انتهي . قوله والإيمان بعضه من بعض أي يترتب أجزاء الإيمان بعضها علي بعض فإن الإقرار بالعقائد يصير سببا للعقائد القلبية والعقائد تصير سببا للأعمال البدنية. أوالمعني أن أفراد الإيمان ودرجاته يترتب بعضها علي بعض فإن الأدني منها يصير سببا لحصول الأعلي وهكذا إلي حصول أعلي درجاته فإن حصول قدر من التصديق يصير سببا للإتيان بقدر من الأعمال الحسنة فإذاأتي بتلك الأعمال زاد الإيمان القلبي فيزيد أيضا العمل وهكذا فيترتب كمال كل جزء من الإيمان علي كمال الجزء الآخر ويحتمل أن يكون إشارة إلي اشتراط بعض أجزاء الإيمان ببعض فإن العمل لاينفع بدون الاعتقاد والاعتقاد أيضا مشروط في كماله وترتب الآثار عليه بالعمل . و هودار أي الإيمان كدار يدخل فيهاالإنسان كأنه حصن له و هويشارك الإيمان أي كلما يتحقق الإيمان فهو يشاركه في التحقق و أما مامضي في الأخبار أنه لايشارك الإيمان فمعناه أنه ليس كلما تحقق تحقق الإيمان فلاتنافي بينهما ويحتمل أن يكون سقط من الكلام شيء و كان هكذا و هويشارك الإسلام والإسلام لايشارك الإيمان علي وتيرة ماسبق ويحتمل أن يكون المراد هنا المشاركة في الأحكام الظاهرة وفيما سبق نفي المشاركة في جميع الأحكام .قيل وسر ذلك أن الإقرار بالتوحيد والرسالة مقدم علي الإقرار بالولاية والعمل والمؤمن والمسلم بسبب الأول يخرجان من دار الكفر ويدخلان في دار الإسلام ثم المسلم بسبب الاكتفاء يستقر في هذه الدار والمؤمن بسبب الثاني يترقي وينزل في دار الإيمان و منه لاح أن الإسلام قبل الإيمان و أنه يشارك
صفحه : 258
الإيمان فيما هوسبب للخروج من دار الكفر لافيما هوسبب للدخول في دار الإيمان وبهذا التقرير تندفع المنافاة بين القولين قوله ع أوصغيرة يدل علي أن الصغيرة أيضا مخرجة من الإيمان مع أنها مكفرة مع اجتناب الكبائر ويمكن حمله علي الإصرار كمايومئ إليه مابعده أو علي أن المراد بهاالكبيرة أيضا لكن بعضها صغيرة بالإضافة إلي بعضها التي هي أكبر الكبائر فالمراد بقوله نهي الله عنها نهيه عنها في القرآن وإيعاده عليها النار فيه والخبر يدل علي أن جحود المعاصي واستحلالها موجبان للارتداد وكأنه محمول علي ما إذا كان من ضروريات الدين فيؤيد التأويل الثاني فإن أكثر مانهي عنه في القرآن كذلك أو علي ما إذاجحد واستحل بعدالعلم بالتحريم ويدل علي أن المرتد مستحق للقتل و إن كان يفعل مايؤذن بالاستخفاف في الدين ويومئ إليه عدم قبول توبته للمقابلة فيحمل علي الفطري و علي أنه مستحق للنار و إن تاب . وجملة القول فيه أن المرتد علي ماذكره الشهيد رفع الله درجته في الدروس وغيره هو من قطع الإسلام بالإقرار علي نفسه بالخروج منه أوببعض أنواع الكفر سواء كان مما يقر أهله عليه أو لا أوبإنكار ماعلم ثبوته من الدين ضرورة أوبإثبات ماعلم نفيه كذلك أوبفعل دال عليه صريحا كالسجود للصنم والشمس وإلقاء المصحف في القذر قصدا أوإلقاء النجاسة علي الكعبة أوهدمها أوإظهار الاستخفاف بها. و أماحكمه فالمشهور بين الأصحاب أن الارتداد علي قسمين فطري وملي فالأول ارتداد من ولد علي الإسلام بأن انعقد نطفته حال إسلام أحد أبويه و هذا لايقبل إسلامه لورجع عليه ويتحتم قتله وتبين منه امرأته وتعتد منه عدة الوفاة وتقسم أمواله بين ورثته و هذاالحكم بحسب الظاهر لاإشكال فيه بمعني تعين قتله و أمافيما بينه و بين الله فاختلفوا في قبول توبته فأكثر المحققين ذهبوا إلي القبول حذرا من تكليف ما لايطاق لو كان مكلفا بالإسلام أوخروجه عن التكليف مادام حيا كامل العقل و هوباطل بالإجماع فلو لم يطلع عليه أحد أو لم يقدر علي قتله
صفحه : 259
فتاب قبلت توبته فيما بينه و بين الله تعالي وصحت عباداته ومعاملاته ولكن لاتعود ماله وزوجته إليه بذلك ويجوز له تجديد العقد عليها بعدالعدة أو فيها علي احتمال كمايجوز للزوج العقد علي المعتدة بائنا حيث لاتكون محرمة أبدا و لاتقتل المرأة بالردة بل تحبس دائما و إن كانت مولودة علي الفطرة وتضرب أوقات الصلوات . والثاني أن يكون مولودا علي الكفر فأسلم ثم ارتد فهذا يستتاب علي المشهور فإن امتنع قتل واختلف في مدة الاستتابة فقيل ثلاثة أيام لرواية مسمع وقيل القدر ألذي يمكن معه الرجوع ويظهر من ابن الجنيد أن الارتداد قسم واحد و أنه يستتاب فإن تاب و إلاقتل و هومذهب العامة لكن لايخلو من قوة من جهة الأخبار وسيأتي تمام الكلام في ذلك في محله إن شاء الله تعالي
16- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ مَا الإِسلَامُ فَقَالَ دِينُ اللّهِ اسمُهُ الإِسلَامُ وَ هُوَ دِينُ اللّهِ قَبلَ أَن تَكُونُوا حَيثُ كُنتُم وَ بَعدَ أَن تَكُونُوا فَمَن أَقَرّ بِدِينِ اللّهِ فَهُوَ مُسلِمٌ وَ مَن عَمِلَ بِمَا أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ
بيان دين الله اسمه الإسلام لقوله تعالي إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ و قوله وَ مَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِيناً و هودين الله قبل أن تكونوا حيث كنتم أي قبل أن تكونوا في عالم من العوالم أي حين لم تكونوا في عالم الأجساد و لا في عالم الأرواح و بعد أن تكونوا في أحد العوالم أوقبل أن تكونوا وتوجدوا علي هذاالهيكل المخصوص حيث كنتم في الأظلة أو في العلم الأزلي و بعد أن تكونوا في عالم الأبدان والأول أظهر و علي التقديرين المراد عدم التغير في
صفحه : 260
الأديان والأزمان فمن أقر بدين الله أي العقائد التي أمر الله بالإقرار بها في كل دين قلبا وظاهرا فهو مسلم و من عمل أي مع ذلك الإقرار بما أمر الله عز و جل به من الفرائض وترك الكبائر أوالأعم فهو مؤمن و هذاأحد المعاني التي ذكرنا من الإسلام والإيمان
17- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن حُمرَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ فَضّلَ الإِيمَانَ عَلَي الإِسلَامِ بِدَرَجَةٍ كَمَا فَضّلَ الكَعبَةَ عَلَي المَسجِدِ الحَرَامِ
18- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ الكَبَائِرُ القُنُوطُ مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ الإِيَاسُ مِن رَوحِ اللّهِ وَ الأَمنُ مِن مَكرِ اللّهِ وَ قَتلُ النّفسِ التّيِ حَرّمَ اللّهُ وَ عُقُوقُ الوَالِدَينِ وَ أَكلُ مَالِ اليَتِيمِ ظُلماً وَ أَكلُ الرّبَا بَعدَ البَيّنَةِ وَ التّعَرّبُ بَعدَ الهِجرَةِ وَ قَذفُ المُحصَنَةِ وَ الفِرَارُ مِنَ الزّحفِ فَقِيلَ لَهُ أَ رَأَيتَ المُرتَكِبَ لِلكَبِيرَةِ يَمُوتُ عَلَيهَا أَ تُخرِجُهُ مِنَ الإِيمَانِ وَ إِن عُذّبَ بِهَا فَيَكُونُ عَذَابُهُ كَعَذَابِ المُشرِكِينَ أَو لَهُ انقِطَاعٌ قَالَ يَخرُجُ مِنَ الإِسلَامِ إِذَا زَعَمَ أَنّهَا حَلَالٌ وَ لِذَلِكَ يُعَذّبُ أَشَدّ العَذَابِ وَ إِن كَانَ مُعتَرِفاً بِأَنّهَا كَبِيرَةٌ وَ هيَِ عَلَيهِ حَرَامٌ وَ أَنّهُ يُعَذّبُ عَلَيهَا وَ أَنّهَا غَيرُ حَلَالٍ فَإِنّهُ مُعَذّبٌ عَلَيهَا وَ هُوَ أَهوَنُ عَذَاباً مِنَ الأَوّلِ وَ يُخرِجُهُ مِنَ الإِيمَانِ وَ لَا يُخرِجُهُ مِنَ الإِسلَامِ
19-شي،[تفسير العياشي] عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوافَسَمّاهُم مُؤمِنِينَ وَ لَيسُوا هُم بِمُؤمِنِينَ وَ لَا كَرَامَةَ قَالَيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذرَكُم فَانفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعاً إِلَي قَولِهِفَأَفُوزَ فَوزاً
صفحه : 261
عَظِيماً وَ لَو أَنّ أَهلَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ قَالُوا قَد أَنعَمَ اللّهُ عَلَيّ إِذ لَم أَكُن مَعَ رَسُولِ اللّهِص لَكَانُوا بِذَلِكَ مُشرِكِينَ وَ إِذَا أَصَابَهُم فَضلٌ مِنَ اللّهِ قَالَ يَا ليَتنَيِ كُنتُ مَعَهُم فَأُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
20-ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] عَنِ ابنِ عُبدُوسٍ عَنِ ابنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ قَالَسَأَلَ المَأمُونُ الرّضَا ع أَن يَكتُبَ لَهُ مَحضَ الإِسلَامِ عَلَي إِيجَازٍ وَ اختِصَارٍ فَكَتَبَ ع إِنّ مَحضَ الإِسلَامِ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَهاً وَاحِداً أَحَداً صَمَداً قَيّوماً سَمِيعاً بَصِيراً قَدِيراً قَدِيماً بَاقِياً عَالِماً لَا يَجهَلُ قَادِراً لَا يَعجِزُ غَنِيّاً لَا يَحتَاجُ عَدلًا لَا يَجُورُ وَ أَنّهُ خَالِقُ كُلّ شَيءٍ وَ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ لَا شِبهَ لَهُ وَ لَا ضِدّ لَهُ وَ لَا كُفوَ لَهُ وَ أَنّهُ المَقصُودُ بِالعِبَادَةِ وَ الدّعَاءِ وَ الرّغبَةِ وَ الرّهبَةِ وَ أَنّ مُحَمّداًص عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَمِينُهُ وَ صَفِيّهُ وَ صَفوَتُهُ مِن خَلقِهِ وَ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ أَفضَلُ العَالَمِينَ لَا نبَيِّ بَعدَهُ وَ لَا تَبدِيلَ لِمِلّتِهِ وَ لَا تَغيِيرَ لِشَرِيعَتِهِ وَ أَنّ جَمِيعَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ اللّهِص هُوَ الحَقّ المُبِينُ وَ التّصدِيقُ بِهِ وَ بِجَمِيعِ مَن مَضَي قَبلَهُ مِن رُسُلِ اللّهِ وَ أَنبِيَائِهِ وَ حُجَجِهِ وَ التّصدِيقُ بِكِتَابِهِ الصّادِقِ العَزِيزِ ألّذِيلا يَأتِيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ لا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ وَ أَنّهُ المُهَيمِنُ عَلَي الكُتُبِ كُلّهَا وَ أَنّهُ حَقّ مِن فَاتِحَتِهِ إِلَي خَاتِمَتِهِ نُؤمِنُ بِمُحكَمِهِ وَ بِمُتَشَابِهِهِ وَ خَاصّهِ وَ عَامّهِ وَ وَعدِهِ وَ وَعِيدِهِ وَ نَاسِخِهِ وَ مَنسُوخِهِ وَ قِصَصِهِ وَ أَخبَارِهِ لَا يَقدِرُ أَحَدٌ مِنَ المَخلُوقِينَ أَن يأَتيَِ بِمِثلِهِ وَ أَنّ الدّلِيلَ بَعدَهُ وَ الحُجّةَ عَلَي المُؤمِنِينَ وَ القَائِمَ بِأَمرِ المُسلِمِينَ وَ النّاطِقَ عَنِ القُرآنِ وَ العَالِمَ بِأَحكَامِهِ أَخُوهُ وَ خَلِيفَتُهُ وَ وَصِيّهُ وَ وَلِيّهُ ألّذِي كَانَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَي عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامُ المُتّقِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ أَفضَلُ الوَصِيّينَ وَ وَارِثُ عِلمِ النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ بَعدَهُ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ أَجمَعِينَ ثُمّ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العَابِدِينَ ثُمّ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بَاقِرُ عِلمِ النّبِيّينَ ثُمّ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ وَارِثُ عِلمِ الوَصِيّينَ
صفحه : 262
ثُمّ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ الكَاظِمُ ثُمّ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ثُمّ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ثُمّ عَلِيّ بنُ مُحَمّدٍ ثُمّ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ثُمّ الحُجّةُ القَائِمُ المُنتَظَرُ وُلدُهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ وَ أَشهَدُ لَهُم بِالوَصِيّةِ وَ الإِمَامَةِ وَ أَنّ الأَرضَ لَا تَخلُو مِن حُجّةِ اللّهِ تَعَالَي عَلَي خَلقِهِ فِي كُلّ عَصرٍ وَ أَوَانٍ وَ أَنّهُمُ العُروَةُ الوُثقَي وَ أَئِمّةُ الهُدَي وَ الحُجّةُ عَلَي أَهلِ الدّنيَا إِلَي أَن يَرِثَ اللّهُالأَرضَ وَ مَن عَلَيها وَ أَنّ كُلّ مَن خَالَفَهُم ضَالّ مُضِلّ تَارِكٌ لِلحَقّ وَ الهُدَي وَ أَنّهُمُ المُعَبّرُونَ عَنِ القُرآنِ وَ النّاطِقُونَ عَنِ الرّسُولِص بِالبَيَانِ مَن مَاتَ وَ لَم يَعرِفهُم مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً وَ أَنّ مِن دِينِهِمُ الوَرَعَ وَ العِفّةَ وَ الصّدقَ وَ سَاقَ إِلَي قَولِهِ وَ حُبّ أَولِيَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَاجِبٌ وَ كَذَلِكَ بُغضُ أَعدَاءِ اللّهِ وَ البَرَاءَةُ مِنهُم وَ مِن أَئِمّتِهِم إِلَي قَولِهِ ع وَ أَنّ أَفعَالَ العِبَادِ مَخلُوقَةٌ لِلّهِ تَعَالَي خَلقَ تَقدِيرٍ لَا خَلقَ تَكوِينٍ وَاللّهُ خالِقُ كُلّ شَيءٍ وَ لَا يَقُولُ بِالجَبرِ وَ التّفوِيضِ وَ لَا يَأخُذُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ البرَيِءَ بِالسّقِيمِ وَ لَا يُعَذّبُ اللّهُ تَعَالَي الأَطفَالَ بِذُنُوبِ الآبَاءِوَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخريوَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعي وَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ أَن يَعفُوَ وَ يَتَفَضّلَ وَ لَا يَجُورَ وَ لَا يَظلِمَ لِأَنّهُ تَعَالَي مُنَزّهٌ عَن ذَلِكَ وَ لَا يَفرِضُ اللّهُ طَاعَةَ مَن يَعلَمُ أَنّهُ يُضِلّهُم وَ يُغوِيهِم وَ لَا يَختَارُ لِرِسَالَتِهِ وَ لَا يصَطفَيِ مِن عِبَادِهِ مَن يَعلَمُ أَنّهُ يَكفُرُ بِهِ وَ بِعِبَادَتِهِ وَ يَعبُدُ الشّيطَانَ دُونَهُ وَ أَنّ الإِسلَامَ غَيرُ الإِيمَانِ وَ كُلّ مُؤمِنٍ مُسلِمٌ وَ لَيسَ كُلّ مُسلِمٍ بِمُؤمِنٍ وَ لَا يَسرِقُ السّارِقُ حِينَ يَسرِقُ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يزَنيِ الزاّنيِ حِينَ يزَنيِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ أَصحَابُ الحُدُودِ مُسلِمُونَ لَا مُؤمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ وَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَا يُدخِلُ النّارَ مُؤمِناً وَ قَد وَعَدَهُ الجَنّةَ وَ لَا يُخرِجُ مِنَ النّارِ كَافِراً وَ قَد أَوعَدَهُ النّارَ وَ الخُلُودَ فِيهَا وَلا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ وَ مُذنِبُو أَهلِ التّوحِيدِ يُدخَلُونَ فِي النّارِ وَ يُخرَجُونَ مِنهَا وَ الشّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُم وَ إِنّ الدّارَ اليَومَ دَارُ تَقِيّةٍ وَ هيَِ دَارُ الإِسلَامِ لَا دَارُ كُفرٍ وَ لَا دَارُ إِيمَانٍ وَ الإِيمَانُ هُوَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ وَ اجتِنَابُ جَمِيعِ الكَبَائِرِ وَ هُوَ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ
صفحه : 263
وَ إِقرَارٌ بِاللّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالأَركَانِ إِلَي أَن قَالَ ع وَ تُؤمِنُ بِعَذَابِ القَبرِ وَ مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ البَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ المِيزَانِ وَ الصّرَاطِ وَ البَرَاءَةُ مِنَ الّذِينَ ظَلَمُوا آلَ مُحَمّدٍ وَ هَمّوا بِإِخرَاجِهِم وَ سَنّوا ظُلمَهُم وَ غَيّرُوا سُنّةَ نَبِيّهِم وَ البَرَاءَةُ مِنَ النّاكِثِينَ وَ القَاسِطِينَ وَ المَارِقِينَ الّذِينَ هَتَكُوا حِجَابَ رَسُولِ اللّهِص وَ نَكَثُوا بَيعَةَ إِمَامِهِم وَ أَخرَجُوا المَرأَةَ وَ حَارَبُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ قَتَلُوا الشّيعَةَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِم وَاجِبَةٌ وَ البَرَاءَةُ مِمّن نَفَي الأَخيَارَ وَ شَرّدَهُم وَ آوَي الطّرَدَاءَ اللّعَنَاءَ وَ جَعَلَ الأَموَالَ دُونَهُ بَينَ الأَغنِيَاءِ وَ استَعمَلَ السّفَهَاءَ مِثلَ مُعَاوِيَةَ وَ عَمرَو بنَ العَاصِ لعَيِنيَ رَسُولِ اللّهِص وَ البَرَاءَةُ مِن أَشيَاعِهِمُ الّذِينَ حَارَبُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ قَتَلُوا الأَنصَارَ وَ المُهَاجِرِينَ وَ أَهلَ الفَضلِ وَ الصّلَاحِ مِنَ السّابِقِينَ وَ البَرَاءَةُ مِن أَهلِ الِاستِيثَارِ وَ مِن أَبِي مُوسَي الأشَعرَيِّ وَ أَهلِ وَلَايَتِهِالّذِينَ ضَلّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدّنيا وَ هُم يَحسَبُونَ أَنّهُم يُحسِنُونَ صُنعاً أُولئِكَ الّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبّهِمبِوَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ لِقائِهِكَفَرُوا بِأَن لَقُوا اللّهَ بِغَيرِ إِمَامَتِهِفَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقِيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزناًفَهُم كِلَابُ أَهلِ النّارِ وَ البَرَاءَةُ مِنَ الأَنصَابِ وَ الأَزلَامِ أَئِمّةِ الضّلَالِ وَ قَادَةِ الجَورِ كُلّهِم أَوّلِهِم وَ آخِرِهِم وَ البَرَاءَةُ مِن أَشبَاهِ عاَقرِيِ النّاقَةِ أَشقِيَاءِ الأَوّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ مِمّن يَتَوَلّاهُم وَ الوَلَايَةُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ الّذِينَ مَضَوا عَلَي مِنهَاجِ نَبِيّهِمص وَ لَم يُغَيّرُوا وَ لَم يُبَدّلُوا مِثلَ سَلمَانَ الفاَرسِيِّ وَ أَبِي ذَرّ الغفِاَريِّ وَ المِقدَادِ بنِ الأَسوَدِ وَ عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ وَ أَبِي الهَيثَمِ التّيّهَانِ وَ سَهلِ بنِ حُنَيفٍ وَ عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ وَ أَبِي أَيّوبَ الأنَصاَريِّ وَ خُزَيمَةَ بنِ ثَابِتٍ ذيِ الشّهَادَتَينِ وَ أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ وَ أَمثَالِهِم رضَيَِ اللّهُ عَنهُم وَ الوَلَايَةُ لِأَتبَاعِهِم وَ أَشيَاعِهِم وَ المُهتَدِينَ بِهُدَاهُم
صفحه : 264
وَ لِلسّالِكِينَ مِنهَاجَهُم رِضوَانُ اللّهِ عَلَيهِم وَ رَحمَتُهُ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ الطّوِيلِ
وروي أيضا عن حمزة بن محمدالعلوي عن قنبر بن علي بن شاذان عن أبيه عن الفضل بن شاذان و عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن عمه محمد بن شاذان عن الرضا ع مثله أقول قدمر الخبر بتمامه مشروحا في أبواب الاحتجاجات
21- ج ،[الإحتجاج ] فِي خَبَرِ الشاّميِّ ألّذِي سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع مَسَائِلَ فَأَجَابَهُ فَقَالَ الشاّميِّ أَسلَمتُ لِلّهِ فَقَالَ ع لَهُ بَل آمَنتَ بِاللّهِ السّاعَةَ إِنّ الإِسلَامَ قَبلَ الإِيمَانِ وَ عَلَيهِ يَتَوَارَثُونَ وَ يَتَنَاكَحُونَ وَ الإِيمَانُ عَلَيهِ يُثَابُونَ
بيان بل آمنت أي كنت قبل ذلك مسلما لأنه كان من المخالفين فلما أقر بالأئمة ع صار من المؤمنين . ويدل علي أن الإسلام هوالاعتقاد بالتوحيد والرسالة والمعاد و مايلزمها سوي الإمامة والإيمان هوالاعتقاد بجميع العقائد الحقة التي عمدتها الإقرار بإمامة جميع الأئمة ع ويدل علي أن الأحكام الدنيوية تترتب علي الإسلام والثواب الأخروي لا يكون إلابالإيمان فالمخالفون لايدخلون الجنة و علي أنه يجوز نكاح المخالفين وإنكاحهم و يكون التوارث بينهم و بين المؤمنين و علي عدم دخول الأعمال في الإيمان و إن أمكنت المناقشة فيه وقبلية الإسلام إما ذاتي كتقدم الكلي علي الجزئي أوالجزء علي الكل أوزماني بمعني إمكان حصوله قبل الإيمان بيانا للعموم والخصوص فتأمل
22- فس ،[تفسير القمي] عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ فَضّلَ الإِيمَانَ عَلَي الإِسلَامِ بِدَرَجَةٍ كَمَا فَضّلَ الكَعبَةَ عَلَي المَسجِدِ الحَرَامِ
23-ج ،[الإحتجاج ] فِي خَبَرِ الزّندِيقِ ألّذِي سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَمّا زَعَمَ مِنَ
صفحه : 265
التّنَاقُضِ فِي القُرآنِ حَيثُ قَالَ أَجِدُ اللّهَ يَقُولُفَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلا كُفرانَ لِسَعيِهِ وَ يَقُولُوَ إنِيّ لَغَفّارٌ لِمَن تابَ فَقَالَ ع وَ أَمّا قَولُهُفَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ فَلا كُفرانَ لِسَعيِهِ وَ قَولُهُوَ إنِيّ لَغَفّارٌ لِمَن تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمّ اهتَدي فَإِنّ ذَلِكَ كُلّهُ لَا يغُنيِ إِلّا مَعَ الِاهتِدَاءِ وَ لَيسَ كُلّ مَن وَقَعَ عَلَيهِ اسمُ الإِيمَانِ كَانَ حَقِيقاً بِالنّجَاةِ مِمّا هَلَكَ بِهِ الغُوَاةُ وَ لَو كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَنَجَتِ اليَهُودُ مَعَ اعتِرَافِهَا بِالتّوحِيدِ وَ إِقرَارِهَا بِاللّهِ وَ نَجَا سَائِرُ المُقِرّينَ بِالوَحدَانِيّةِ مِن إِبلِيسَ فَمَن دُونَهُ فِي الكُفرِ وَ قَد بَيّنَ اللّهُ ذَلِكَ بِقَولِهِالّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يَلبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَ هُم مُهتَدُونَ وَ بِقَولِهِالّذِينَ قالُوا آمَنّا بِأَفواهِهِم وَ لَم تُؤمِن قُلُوبُهُم وَ لِلإِيمَانِ حَالَاتٌ وَ مَنَازِلُ يَطُولُ شَرحُهَا وَ مِن ذَلِكَ أَنّ الإِيمَانَ قَد يَكُونُ عَلَي وَجهَينِ إِيمَانٍ بِالقَلبِ وَ إِيمَانٍ بِاللّسَانِ كَمَا كَانَ إِيمَانُ المُنَافِقِينَ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص لَمّا قَهَرَهُمُ السّيفُ وَ شَمَلَهُمُ الخَوفُ فَإِنّهُم آمَنُوا بِأَلسِنَتِهِم وَ لَم تُؤمِن قُلُوبُهُم فَالإِيمَانُ بِالقَلبِ هُوَ التّسلِيمُ لِلرّبّ وَ مَن سَلّمَ الأُمُورَ لِمَالِكِهَا لَم يَستَكبِر عَن أَمرِهِ كَمَا استَكبَرَ إِبلِيسُ عَنِ السّجُودِ لآِدَمَ وَ استَكبَرَ أَكثَرُ الأُمَمِ عَن طَاعَةِ أَنبِيَائِهِم فَلَم يَنفَعهُمُ التّوحِيدُ كَمَا لَم يَنفَع إِبلِيسَ ذَلِكَ السّجُودُ الطّوِيلُ فَإِنّهُ سَجَدَ سَجدَةً وَاحِدَةً أَربَعَةَ آلَافِ عَامٍ لَم يُرِد بِهَا غَيرَ زُخرُفِ الدّنيَا وَ التّمكِينِ مِنَ النّظِرَةِ فَلِذَلِكَ لَا تَنفَعُ الصّلَاةُ وَ الصّدَقَةُ إِلّا مَعَ الِاهتِدَاءِ إِلَي سَبِيلِ النّجَاةِ وَ طَرِيقِ الحَقّ وَ قَد قَطَعَ اللّهُ عُذرَ عِبَادِهِ بِتَبيِينِ آيَاتِهِ وَ إِرسَالِ رُسُلِهِ لِئَلّا يَكُونَ لِلنّاسِ عَلَي اللّهِ حُجّةٌ بَعدَ الرّسُلِ وَ لَم يُخلِ أَرضَهُ مِن عَالِمٍ بِمَا يَحتَاجُ الخَلِيقَةُ إِلَيهِ وَ مُتَعَلّمٍ عَلَي سَبِيلِ نَجَاةٍ أُولَئِكَ هُمُ الأَقَلّونَ عَدَداً وَ قَد بَيّنَ اللّهُ ذَلِكَ فِي أُمَمِ الأَنبِيَاءِ وَ جَعَلَهُم مَثَلًا لِمَن تَأَخّرَ مِثلَ قَولِهِ فِي
صفحه : 266
قَومِ نُوحٍوَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَلِيلٌ وَ قَولِهِ فِيمَن آمَنَ مِن قَومِ مُوسَيوَ مِن قَومِ مُوسي أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَ وَ قَولِهِ فِي حوَاَريِّ عِيسَي حَيثُ قَالَ لِسَائِرِ بنَيِ إِسرَائِيلَمَن أنَصاريِ إِلَي اللّهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللّهِ آمَنّا بِاللّهِ وَ اشهَد بِأَنّا مُسلِمُونَيعَنيِ أَنّهُم يُسَلّمُونَ لِأَهلِ الفَضلِ فَضلَهُم وَ لَا يَستَكبِرُونَ عَن أَمرِ رَبّهِم فَمَا أَجَابَهُ مِنهُم إِلّا الحَوَارِيّونَ وَ قَد جَعَلَ اللّهُ لِلعِلمِ أَهلًا وَ فَرَضَ عَلَي العِبَادِ طَاعَتَهُم بِقَولِهِأَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُم وَ بِقَولِهِوَ لَو رَدّوهُ إِلَي الرّسُولِ وَ إِلي أوُليِ الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ مِنهُم وَ بِقَولِهِاتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ وَ بِقَولِهِوَ ما يَعلَمُ تَأوِيلَهُ إِلّا اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي العِلمِ وَ بِقَولِهِوَ أتُوا البُيُوتَ مِن أَبوابِها وَ البُيُوتُ هيَِ بُيُوتُ العِلمِ ألّذِي استَودَعَهُ الأَنبِيَاءَ وَ أَبوَابُهَا أَوصِيَاؤُهُم فَكُلّ عَمَلٍ مِن أَعمَالِ الخَيرِ يجَريِ عَلَي غَيرِ أيَديِ أَهلِ الِاصطِفَاءِ وَ عُهُودِهِم وَ حُدُودِهِم وَ شَرَائِعِهِم وَ سُنّتِهِم وَ مَعَالِمِ دِينِهِم مَردُودٌ غَيرُ مَقبُولٍ وَ أَهلُهُ بِمَحَلّ كُفرٍ وَ إِن شَمِلَتهُم صِفَةُ الإِيمَانِ أَ لَم تَسمَع إِلَي قَولِ اللّهِ تَعَالَيوَ ما مَنَعَهُم أَن تُقبَلَ مِنهُم نَفَقاتُهُم إِلّا أَنّهُم كَفَرُوا بِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِوَ ماتُوا وَ هُم كافِرُونَفَمَن لَم يَهتَدِ مِن أَهلِ الإِيمَانِ إِلَي سَبِيلِ النّجَاةِ لَم يُغنِ عَنهُ إِيمَانُهُ بِاللّهِ مَعَ دَفعِهِ حَقّ أَولِيَائِهِ وَحَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ وَ كَذَلِكَ قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُفَلَم يَكُ يَنفَعُهُم إِيمانُهُم لَمّا رَأَوا بَأسَنا وَ هَذَا كَثِيرٌ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ الهِدَايَةُ فِي الوَلَايَةِ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا فَإِنّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَ
صفحه : 267
وَ الّذِينَ آمَنُوا فِي هَذَا المَوضِعِ هُمُ المُؤتَمَنُونَ عَلَي الخَلَائِقِ مِنَ الحُجَجِ وَ الأَوصِيَاءِ فِي عَصرٍ بَعدَ عَصرٍ وَ لَيسَ كُلّ مَن أَقَرّ أَيضاً مِن أَهلِ القِبلَةِ بِالشّهَادَتَينِ كَانَ مُؤمِناً إِنّ المُنَافِقِينَ كَانُوا يَشهَدُونَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ يَدفَعُونَ عَهدَ رَسُولِ اللّهِص بِمَا عَهِدَ بِهِ مِن دِينِ اللّهِ وَ عَزَائِمِهِ وَ بَرَاهِينِ نُبُوّتِهِ إِلَي وَصِيّهِ وَ يُضمِرُونَ مِنَ الكَرَاهَةِ لِذَلِكَ وَ النّقضِ لِمَا أَبرَمَهُ مِنهُ عِندَ إِمكَانِ الأَمرِ لَهُم فِيمَا قَد بَيّنَهُ اللّهُ لِنَبِيّهِ بِقَولِهِفَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرَجاً مِمّا قَضَيتَ وَ يُسَلّمُوا تَسلِيماً وَ بِقَولِهِوَ ما مُحَمّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرّسُلُ أَ فَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم وَ مِثلِ قَولِهِلَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ أَي لَتَسلُكُنّ سَبِيلَ مَن كَانَ قَبلَكُم مِنَ الأُمَمِ فِي الغَدرِ بِالأَوصِيَاءِ بَعدَ الأَنبِيَاءِ وَ هَذَا كَثِيرٌ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ قَد شَقّ عَلَي النّبِيّص مَا يَئُولُ إِلَيهِ عَاقِبَةُ أَمرِهِم وَ اطّلَاعُ اللّهِ إِيّاهُ عَلَي بَوَارِهِم فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِفَلا تَذهَب نَفسُكَ عَلَيهِم حَسَراتٍ وَفَلا تَأسَ عَلَي القَومِ الكافِرِينَ
بيان و إن شملتهم صفة الإيمان أي ببعض معانيه و هوالإسلام الظاهري و إن احتمل أن يكون المراد به الأعمال التي تقع من جهال الشيعة علي خلاف جهة الحق لكن الأول أظهر قوله وَ ماتُوا وَ هُم كافِرُونَكأنه سقط هنا شيءإذ في سورة التوبة تتمة هذه الآية هكذابِاللّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا يَأتُونَ الصّلاةَ إِلّا وَ هُم كُسالي وَ لا يُنفِقُونَ إِلّا وَ هُم كارِهُونَ و في مابعده وَ لا تُصَلّ عَلي أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُم عَلي قَبرِهِ إِنّهُم كَفَرُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ ماتُوا وَ هُم فاسِقُونَ و في موضع آخروَ أَمّا الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَتهُم رِجساً إِلَي رِجسِهِم وَ ماتُوا وَ هُم كافِرُونَ ويمكن أن يكون جمع ع بين مضامين الآيات مشيرا إليها جميعا فإنها كلها في وصف المنافقين
صفحه : 268
أو يكون قوله وماتوا من كلامه ع اقتباسا من الآية أو يكون في قراءتهم ع هكذا و قوله ع وحبط عمله إشارة إلي قوله تعالي وَ مَن يَكفُر بِالإِيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَفكأنه ع استشهد بهذه الآية علي عدم قبول أعمال المنافقين لإثبات الكفر لهم في الآية السابقة. ثم لماذكر ع أولا أنه ليس كل من وقع عليه اسم الإيمان كان حقيقا بالنجاة و قال للإيمان حالات ومنازل أشار ع هنا إلي بعض شرائط الإيمان وبعض الحالات التي لايقبل الإيمان فيها وهي حال رؤية البأس فقال وكذلك قال الله سبحانه . و هذاكثير أي شروط الإيمان أوخصوص هذاالشرط و هوعدم كونه عندرؤية البأس وإنما ذكر ذلك لرفع استبعاد السائل اشتراط قبول الأعمال بالاهتداء ثم عاد إلي بيان الاهتداء و أن المراد به الولاية وحاصل الجواب أنه لاتنافي بين الآيتين إذ في الآية الأولي شرط الإيمان الأعمال الصالحة والإيمان مشروط بالولاية وصلاح العمل لا يكون إلابالأخذ عن الأئمة فالاهتداء داخل في الأولي إجمالا و في الثانية تفصيلا أيضا وللإيمان درجات ومعان فيمكن أن يراد بالإيمان في إحدي الآيتين غير ما هوالمراد في الأخري . ويدفعون عهد رسول الله أي خلافة أمير المؤمنين ووصايته انقَلَبتُم عَلي أَعقابِكُم كماارتدوا بعدموته بترك وصيه وبيعة العجل والسامريفَلا تَذهَب نَفسُكَ أي لاتهلك نفسك عليهم للحسرات علي غيهم وإصرارهم علي التكذيب وبعده إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ بِما يَصنَعُونَ أي فيجازيهم عليه . و قوله و لاتأس من آية أخري في المائدة وهييا أَهلَ الكِتابِ لَستُم عَلي شَيءٍ حَتّي تُقِيمُوا التّوراةَ وَ الإِنجِيلَ وَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم وَ لَيَزِيدَنّ كَثِيراً مِنهُم ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ طُغياناً وَ كُفراً فَلا تَأسَ عَلَي القَومِ الكافِرِينَ
صفحه : 269
فإبدال الفاء بالواو إما من النساخ أو منه ع بإسقاط الفاء لإسقاط صدر الآية والواو للعطف علي الآية السابقة. وَ رَوَي العيَاّشيِّ فِي قَولِهِوَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبّكُم عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ هُوَ وَلَايَةُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع
فَلا تَأسَ أي و لاتحزن و لاتتأسف عليهم لزيادة طغيانهم وكفرهم فإن ضرر ذلك يرجع إليهم لايتخطاهم و في المؤمنين مندوحة لك عنهم
24- ل ،[الخصال ] عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ البُندَارِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن صَالِحِ بنِ مُحَمّدٍ البغَداَديِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ الوَلِيدِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ مهَديِّ عَن مَنصُورِ بنِ سَعدٍ عَن مَيمُونِ بنِ سِيَاهٍ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ استَقبَلَ قِبلَتَنَا وَ صَلّي صَلَوَاتِنَا وَ أَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَلَهُ مَا لَنَا وَ عَلَيهِ مَا عَلَينَا
بيان سياه بكسر السين المهملة وتخفيف الياء المثناة التحتانية ثم الألف والهاء مذكور في رجال العامة في رواة أنس والخبر عامي ضعيف ويدل علي اشتراك جميع فرق المسلمين في الأحكام الظاهرة وحمل علي ما إذا لم ينكر شيئا من ضروريات دين الإسلام و بعدعندنا خلاف في بعض الأحكام
25-ل ،[الخصال ] عَنِ الخَلِيلِ بنِ أَحمَدَ السجّزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ خُزَيمَةَ عَن عَلِيّ بنِ حُجرٍ عَن شَرِيكٍ عَن مَنصُورِ بنِ المُعتَمِرِ عَن ربِعيِّ بنِ خِرَاشٍ عَن
صفحه : 270
عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا يُؤمِنُ عَبدٌ حَتّي يُؤمِنَ بِأَربَعَةٍ حَتّي يَشهَدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ بعَثَنَيِ بِالحَقّ وَ حَتّي يُؤمِنَ بِالبَعثِ بَعدَ المَوتِ وَ حَتّي يُؤمِنَ بِالقَدَرِ
بيان بالقدر أي بقضاء الله وقدره ردا علي التفويض البحت أوبقدرة العبد واختياره نفيا للجبر والأول أظهر و قدمر تحقيقه في كتاب العدل
26- مع ،[معاني الأخبار]ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ هَاشِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن جَعفَرِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَصلَحَكَ اللّهُ إِنّ بِالكُوفَةِ قَوماً يَقُولُونَ مَقَالَةً يَنسُبُونَهَا إِلَيكَ فَقَالَ وَ مَا هيَِ قَالَ يَقُولُونَ إِنّ الإِيمَانَ غَيرُ الإِسلَامِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَعَم فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ صِفهُ لِي قَالَ مَن شَهِدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ أَقَرّ بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ وَ أَقَامَ الصّلَاةَ وَ آتَي الزّكَاةَ وَ صَامَ شَهرَ رَمَضَانَ وَ حَجّ البَيتَ فَهُوَ مُسلِمٌ قُلتُ فَالإِيمَانُ قَالَ مَن شَهِدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ أَقَرّ بِمَا جَاءَ مِن عِندِ اللّهِ وَ أَقَامَ الصّلَاةَ وَ آتَي الزّكَاةَ وَ صَامَ شَهرَ رَمَضَانَ وَ حَجّ البَيتَ وَ لَم يَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أَوعَدَ عَلَيهِ النّارَ فَهُوَ مُؤمِنٌ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ أَيّنَا لَم يَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أَوعَدَ عَلَيهِ النّارَ فَقَالَ لَيسَ هُوَ حَيثُ تَذهَبُ إِنّمَا هُوَ لَم يَلقَ اللّهَ بِذَنبٍ أَوعَدَ عَلَيهِ النّارَ وَ لَم يَتُب مِنهُ
27-ل ،[الخصال ] فِي خَبَرِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَالإِسلَامُ غَيرُ الإِيمَانِ وَ كُلّ مُؤمِنٍ مُسلِمٌ وَ لَيسَ كُلّ مُسلِمٍ مُؤمِنٌ[مُؤمِناً] وَ لَا يَسرِقُ السّارِقُ حِينَ يَسرِقُ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يزَنيِ الزاّنيِ حِينَ يزَنيِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ أَصحَابُ الحُدُودِ مُسلِمُونَ لَا مُؤمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَا يُدخِلُ النّارَ مُؤمِناً وَ قَد وَعَدَهُ الجَنّةَ وَ لَا يُخرِجُ مِنَ النّارِ كَافِراً وَ قَد أَوعَدَهُ النّارَ وَ الخُلُودَ فِيهَاوَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ
صفحه : 271
لِمَن يَشاءُفَأَصحَابُ الحُدُودِ فُسّاقٌ لَا مُؤمِنُونَ وَ لَا كَافِرُونَ وَ لَا يَخلُدُونَ فِي النّارِ وَ يُخرَجُونَ مِنهَا يَوماً مَا وَ الشّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُم وَ لِلمُستَضعَفِينَ إِذَا ارتَضَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ دِينَهُم
27- ن ،[عيون أخبار الرضا عليه السلام ] فِيمَا بَيّنَ الرّضَا ع مِن شَرَائِعِ الدّينِ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِوَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ ثُمّ قَالَ وَ مُذنِبُو أَهلِ التّوحِيدِ يُدخَلُونَ فِي النّارِ وَ يُخرَجُونَ مِنهَا وَ الشّفَاعَةُ جَائِزَةٌ لَهُم
بيان كأن المراد بالمستضعفين في رواية الأعمش المستضعفون من الشيعة ويحتمل أن يكون إذاارتضي راجعا إلي الأول
28- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]المُفِيدُ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع مَا الإِيمَانُ فَجَمَعَ لِيَ الجَوَابَ فِي كَلِمَتَينِ فَقَالَ الإِيمَانُ بِاللّهِ وَ أَن لَا تعَصيَِ اللّهَ قُلتُ فَمَا الإِسلَامُ فَجَمَعَهُ فِي كَلِمَتَينِ فَقَالَ مَن شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ نَسَكَ نُسُكَنَا وَ ذَبَحَ ذَبِيحَتَنَا
بيان الإيمان بالله مستلزم للإيمان بجميع ماجاء من عنده سبحانه من النبوة والإمامة والمعاد وغيرها و أن لايعصي الله شامل للطاعات والمعاصي جميعهما بل يمكن إدخال بعض العقائد فيه أيضا ونسك نسكنا أي عبدكعبادتنا من الصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها والنسك يطلق علي الذبح أيضا لكن التأسيس أولي قال الراغب النسك العبادة والناسك العابد واختص بأعمال الحج والنسيكة مختصة بالذبيحة
29- مع ،[معاني الأخبار] ابنُ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ قَالَسَأَلتُهُ ع عَنِ الإِيمَانِ وَ الإِسلَامِ فَقُلتُ لَهُ أَ فَرقٌ بَينَ الإِيمَانِ
صفحه : 272
وَ الإِسلَامِ فَقَالَ أَ وَ أَضرِبُ لَكَ مَثَلًا قَالَ قُلتُ أَ وَ ذَاكَ قَالَ مَثَلُ الإِيمَانِ مِنَ الإِسلَامِ مَثَلُ الكَعبَةِ الحَرَامِ مِنَ الحَرَمِ قَد يَكُونُ الرّجُلُ فِي الحَرَمِ وَ لَا يَكُونُ فِي الكَعبَةِ وَ لَا يَكُونُ فِي الكَعبَةِ حَتّي يَكُونَ فِي الحَرَمِ فَقَد يَكُونُ مُسلِماً وَ لَا يَكُونُ مُؤمِناً وَ لَا يَكُونُ مُؤمِناً حَتّي يَكُونَ مُسلِماً قَالَ فَقُلتُ فَيُخرِجُهُ مِنَ الإِيمَانِ شَيءٌ قَالَ نَعَم قُلتُ فَيُصَيّرُهُ إِلَي مَا ذَا قَالَ إِلَي الإِسلَامِ أَوِ الكُفرِ وَ قَالَ لَو أَنّ رَجُلًا دَخَلَ الكَعبَةَ فَأَفلَتَ مِنهُ بَولُهُ أُخرِجَ مِنَ الكَعبَةِ وَ لَم يُخرَج مِنَ الحَرَمِ وَ لَو خَرَجَ مِنَ الحَرَمِ فَغَسَلَ ثَوبَهُ وَ تَطَهّرَ ثَمّ لَم يُمنَع أَن يَدخُلَ الكَعبَةَ وَ لَو أَنّ رَجُلًا دَخَلَ الكَعبَةَ فَبَالَ فِيهَا مُعَانِداً أُخرِجَ مِنَ الكَعبَةِ وَ مِنَ الحَرَمِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ
بيان أوذاك كأن المعني لاتقول أوتقول رعاية للأدب لئلا يتحتم عليه أوبمعني بل إضرابا عن التردد ألذي يظهر منه ع أو من عدم إرادة السائل ذلك كمايتوهم من سؤاله ع ذلك أو يكون الهمزة للاستفهام والواو للعطف أوزائدة أي أ و يكون لذلك مثل أو يكون بتشديد الواو أمرا من الإيواء و هوأبعد من الجميع و في الكافي أورد ذلك فلاتكلف و في بعض نسخ المعاني أد ذلك من الأداء و لايخلو من وجه .فيخرجه من الإيمان شيء مايخرجه من الإيمان فقط أماالمعاصي وترك الطاعات بناء علي دخول الأعمال في الإيمان أوإنكار الإمامة ولوازمها و مايخرجه عن الإيمان والإسلام معا الارتداد و ماينافي دين الإسلام قولا أوفعلا فالترديد في قوله ع إلي الإسلام أوالكفر لذلك و في القاموس كان الأمر فلتة أي فجأة من غيرتردد وتدبر وأفلتني الشيء وتفلت مني وانفلت وأفلته غيره وافتلت علي بناء المفعول الشيء وتفلت مني وانفلت وأفلته غيره وافتلت علي بناء المفعول مات فجأة وبأمر كذا فوجئ به قبل أن يستعد له و في المصباح أفلت الطائر وغيره إفلاتا تخلص وأفلته إذاأطلقته وخلصته ويستعمل لازما ومتعديا انتهي و قوله و لوخرج من الحرم ليس في الكافي ولعله زيد من النساخ إلا أن يكون المراد بالحرم المسجد الحرام
صفحه : 273
30-فس ،[تفسير القمي]الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ قَالَ يُصَدّقُونَ بِالبَعثِ وَ النّشُورِ وَ الوَعدِ وَ الوَعِيدِ وَ الإِيمَانُ فِي كِتَابِ اللّهِ عَلَي أَربَعَةِ أَوجُهٍ فَمِنهُ إِقرَارٌ بِاللّسَانِ قَد سَمّاهُ اللّهُ إِيمَاناً وَ مِنهُ تَصدِيقٌ بِالقَلبِ وَ مِنهُ الأَدَاءُ وَ مِنهُ التّأيِيدُ فَأَمّا الإِيمَانُ ألّذِي هُوَ إِقرَارٌ بِاللّسَانِ وَ قَد سَمّاهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي إِيمَاناً وَ نَادَي أَهلَهُ بِهِ فَقَولُهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذرَكُم فَانفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعاً وَ إِنّ مِنكُم لَمَن لَيُبَطّئَنّ فَإِن أَصابَتكُم مُصِيبَةٌ قالَ قَد أَنعَمَ اللّهُ عَلَيّ إِذ لَم أَكُن مَعَهُم شَهِيداً وَ لَئِن أَصابَكُم فَضلٌ مِنَ اللّهِ لَيَقُولَنّ كَأَن لَم تَكُن بَينَكُم وَ بَينَهُ مَوَدّةٌ يا ليَتنَيِ كُنتُ مَعَهُم فَأَفُوزَ فَوزاً عَظِيماً فَقَالَ الصّادِقُ ع لَو أَنّ هَذِهِ الكَلِمَةَ قَالَهَا أَهلُ الشّرقِ وَ أَهلُ المَغرِبِ لَكَانُوا بِهَا خَارِجِينَ مِنَ الإِيمَانِ وَ لَكِن قَد سَمّاهُمُ اللّهُ مُؤمِنِينَ بِإِقرَارِهِم وَ قَولُهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِفَقَد سَمّاهُم مُؤمِنِينَ بِإِقرَارِ اللّسَانِ ثُمّ قَالَ لَهُم صَدّقُوا وَ أَمّا الإِيمَانُ ألّذِي هُوَ التّصدِيقُ فَقَولُهُالّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتّقُونَ لَهُمُ البُشري فِي الحَياةِ الدّنيا وَ فِي الآخِرَةِيعَنيِ صَدّقُوا وَ قَولُهُلَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّي نَرَي اللّهَ أَي لَا نُصَدّقُكَ وَ قَولُهُيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا أَي يَا أَيّهَا الّذِينَ أَقَرّوا صَدّقُوا فَالإِيمَانُ الخفَيِّ هُوَ التّصدِيقُ وَ لِلتّصدِيقِ شُرُوطٌ لَا يَتِمّ التّصدِيقُ إِلّا بِهَا وَ قَولُهُلَيسَ البِرّ أَن تُوَلّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ لكِنّ البِرّ مَن آمَنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ المَلائِكَةِ وَ الكِتابِ وَ النّبِيّينَ وَ آتَي المالَ عَلي حُبّهِ ذوَيِ القُربي وَ اليَتامي وَ المَساكِينَ وَ ابنَ السّبِيلِ وَ السّائِلِينَ وَ فِي الرّقابِ وَ أَقامَ الصّلاةَ وَ آتَي الزّكاةَ وَ المُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذا عاهَدُوا وَ الصّابِرِينَ فِي البَأساءِ وَ الضّرّاءِ وَ حِينَ البَأسِ أُولئِكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ المُتّقُونَفَمَن أَقَامَ هَذِهِ الشّرُوطَ فَهُوَ مُؤمِنٌ مُصَدّقٌ
صفحه : 274
وَ أَمّا الإِيمَانُ ألّذِي هُوَ الأَدَاءُ فَهُوَ قَولُهُ لَمّا حَوّلَ اللّهُ قِبلَةَ رَسُولِهِ إِلَي الكَعبَةِ قَالَ أَصحَابُ رَسُولِ اللّهِص يَا رَسُولَ اللّهِ فَصَلَاتُنَا إِلَي بَيتِ المَقدِسِ بَطَلَت فَأَنزَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمفَسَمّي الصّلَاةَ إِيمَاناً وَ الوَجهُ الرّابِعُ مِنَ الإِيمَانِ هُوَ التّأيِيدُ ألّذِي جَعَلَهُ اللّهُ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ مِن رُوحِ الإِيمَانِ فَقَالَلا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ يُوادّونَ مَن حَادّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَو كانُوا آباءَهُم أَو أَبناءَهُم أَو إِخوانَهُم أَو عَشِيرَتَهُم أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمانَ وَ أَيّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ وَ الدّلِيلُ عَلَي ذَلِكَ قَولُهُص لَا يزَنيِ الزاّنيِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ وَ لَا يَسرِقُ السّارِقُ وَ هُوَ مُؤمِنٌ يُفَارِقُهُ رُوحُ الإِيمَانِ مَا دَامَ عَلَي بَطنِهَا فَإِذَا قَامَ عَادَ إِلَيهِ قِيلَ وَ مَا ألّذِي يُفَارِقُهُ قَالَ ألّذِي يَدَعُهُ فِي قَلبِهِ ثُمّ قَالَ ع مَا مِن قَلبٍ إِلّا وَ لَهُ أُذُنَانِ عَلَي أَحَدِهِمَا مَلَكٌ مُرشِدٌ وَ عَلَي الآخَرِ شَيطَانٌ مُفتِنٌ هَذَا يَأمُرُهُ وَ هَذَا يَزجُرُهُ وَ مِنَ الإِيمَانِ مَا قَد ذَكَرَهُ اللّهُ فِي القُرآنِ خَبِيثٌ وَ طَيّبٌ فَقَالَما كانَ اللّهُ لِيَذَرَ المُؤمِنِينَ عَلي ما أَنتُم عَلَيهِ حَتّي يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطّيّبِ وَ مِنهُم مَن يَكُونُ مُؤمِناً مُصَدّقاً وَ لَكِنّهُ يَلبَسُ إِيمَانَهُ بِظُلمٍ وَ هُوَ قَولُهُالّذِينَ آمَنُوا وَ لَم يَلبِسُوا إِيمانَهُم بِظُلمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَ هُم مُهتَدُونَفَمَن كَانَ مُؤمِناً ثُمّ دَخَلَ فِي المعَاَصيِ التّيِ نَهَي اللّهُ عَنهَا فَقَد لَبِسَ إِيمَانَهُ بِظُلمٍ فَلَا يَنفَعُهُ الإِيمَانُ حَتّي يَتُوبَ إِلَي اللّهِ مِنَ الظّلمِ ألّذِي لَبِسَ إِيمَانَهُ حَتّي يُخلِصَ اللّهُ إِيمَانَهُ فَهَذِهِ وُجُوهُ الإِيمَانِ فِي كِتَابِ اللّهِ
بيان قوله ع لو أن هذه الكلمة استدل ع بإطلاق الإيمان علي الإقرار باللسان بهذه الآية لأنه تعالي خاطبهم بيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ثم قال وَ إِنّ مِنكُمإلخ فالظاهر أن هؤلاء كانوا بين المخاطبين و مانسب إليهم يدل علي أشد
صفحه : 275
النفاق فظهر أن المؤمن قديطلق علي المنافق بأحد معانيه قال الطبرسي رحمه الله في قوله وَ إِنّ مِنكُم لَمَن لَيُبَطّئَنّقيل إنها نزلت في المؤمنين لأنه سبحانه خاطبهم بقوله وَ إِنّ مِنكُم و قدفرق بين المؤمنين والمنافقين بقوله ما هُم مِنكُم و قال أكثر المفسرين نزلت في المنافقين وإنما جمع بينهم بالخطاب من جهة الجنس والنسب لا من جهة الإيمان و هواختيار الجبائي انتهي و ما في الخبر أظهر و قدمر أن الأظهر أن الخطاب في قوله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا آمِنُواللمنافقين و هومختار أكثر المفسرين . قوله فمن أقام هذه الشروط إلخ لأنه تعالي قال أُولئِكَ الّذِينَ صَدَقُوا أي في دعوي الإيمان واتباع الحق فقد حصر الصدق في الإيمان لهم والمراد بالأداء أداء ماافترض الله علي عباده في الإيمان قوله ع من روح الإيمان من للبيان أوللتعليل قوله خبيث وطيب أي وصفهم أولا بالإيمان ثم أطلق علي بعضهم الخبيث و علي بعضهم الطيب مفتن أي مضل
31-ف ،[تحف العقول ]دَخَلَ عَلَي الصّادِقِ ع رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ مِمّنِ الرّجُلُ فَقَالَ مِن مُحِبّيكُم وَ مَوَالِيكُم فَقَالَ لَهُ جَعفَرٌ لَا يُحِبّ اللّهُ عَبداً حَتّي يَتَوَلّاهُ وَ لَا يَتَوَلّاهُ حَتّي يُوجِبَ لَهُ الجَنّةَ ثُمّ قَالَ لَهُ مِن أَيّ مُحِبّينَا أَنتَ فَسَكَتَ الرّجُلُ فَقَالَ لَهُ سَدِيرٌ وَ كَم مُحِبّوكُم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ عَلَي ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ طَبَقَةٌ أَحَبّونَا فِي العَلَانِيَةِ وَ لَم يُحِبّونَا فِي السّرّ وَ طَبَقَةٌ يُحِبّونَنَا فِي السّرّ وَ لَم يُحِبّونَا فِي العَلَانِيَةِ وَ طَبَقَةٌ يُحِبّونَنَا فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ هُمُ النّمَطُ الأَعلَي شَرِبُوا مِنَ العَذبِ الفُرَاتِ وَ عَلِمُوا تَأوِيلَ الكِتَابِ وَ فَصلَ الخِطَابِ وَ سَبَبَ الأَسبَابِ فَهُمُ النّمَطُ الأَعلَي الفَقرُ وَ الفَاقَةُ وَ أَنوَاعُ البَلَاءِ أَسرَعُ إِلَيهِم مِن رَكضِ الخَيلِ مَسّتهُمُ البَأسَاءُ وَ الضّرّاءُ وَ زُلزِلُوا وَ فُتِنُوا فَمِن بَينِ مَجرُوحٍ وَ مَذبُوحٍ مُتَفَرّقِينَ فِي كُلّ بِلَادٍ قَاصِيَةٍ بِهِم يشَفيِ اللّهُ السّقِيمَ وَ يغُنيِ العَدِيمَ وَ بِهِم تُنصَرُونَ وَ بِهِم تُمطَرُونَ وَ بِهِم تُرزَقُونَ وَ هُمُ الأَقَلّونَ عَدَداً الأَعظَمُونَ عِندَ اللّهِ قَدراً وَ خَطَراً وَ الطّبَقَةُ الثّانِيَةُ النّمَطُ الأَسفَلُ أَحَبّونَا فِي العَلَانِيَةِ وَ سَارُوا بِسِيرَةِ المُلُوكِ فَأَلسِنَتُهُم مَعَنَا وَ سُيُوفُهُم عَلَينَا
صفحه : 276
وَ الطّبَقَةُ الثّالِثَةُ النّمَطُ الأَوسَطُ أَحَبّونَا فِي السّرّ وَ لَم يُحِبّونَا فِي العَلَانِيَةِ وَ لعَمَريِ لَئِن كَانُوا أَحَبّونَا فِي السّرّ دُونَ العَلَانِيَةِ فَهُمُ الصّوّامُونَ بِالنّهَارِ القَوّامُونَ بِاللّيلِ تَرَي أَثَرَ الرّهبَانِيّةِ فِي وُجُوهِهِم أَهلُ سِلمٍ وَ انقِيَادٍ قَالَ الرّجُلُ فَأَنَا مِن مُحِبّيكُم فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ قَالَ جَعفَرٌ ع إِنّ لِمُحِبّينَا فِي السّرّ وَ العَلَانِيَةِ عَلَامَاتٍ يُعرَفُونَ بِهَا قَالَ الرّجُلُ وَ مَا تِلكَ العَلَامَاتُ قَالَ تِلكَ خِلَالٌ أَوّلُهَا أَنّهُم عَرَفُوا التّوحِيدَ حَقّ مَعرِفَتِهِ وَ أَحكَمُوا عِلمَ تَوحِيدِهِ وَ الإِيمَانُ بَعدَ ذَلِكَ بِمَا هُوَ وَ مَا صِفَتُهُ ثُمّ عَلِمُوا حُدُودَ الإِيمَانِ وَ حَقَائِقَهُ وَ شُرُوطَهُ وَ تَأوِيلَهُ قَالَ سَدِيرٌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا سَمِعتُكَ تَصِفُ الإِيمَانَ بِهَذِهِ الصّفَةِ قَالَ نَعَم يَا سَدِيرُ لَيسَ لِلسّائِلِ أَن يَسأَلَ عَنِ الإِيمَانِ مَا هُوَ حَتّي يَعلَمَ الإِيمَانَ بِمَن قَالَ سَدِيرٌ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِن رَأَيتَ أَن تُفَسّرَ مَا قُلتَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن زَعَمَ أَنّهُ يَعرِفُ اللّهَ بِتَوَهّمِ القُلُوبِ فَهُوَ مُشرِكٌ وَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يَعرِفُ اللّهَ بِالِاسمِ دُونَ المَعنَي فَقَد أَقَرّ بِالطّعنِ لِأَنّ الِاسمَ مُحدَثٌ وَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يَعبُدُ الِاسمَ وَ المَعنَي فَقَد جَعَلَ مَعَ اللّهِ شَرِيكاً وَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يَعبُدُ المَعنَي بِالصّفَةِ لَا بِالإِدرَاكِ فَقَد أَحَالَ عَلَي غَائِبٍ وَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يَعبُدُ الصّفَةَ وَ المَوصُوفَ فَقَد أَبطَلَ التّوحِيدَ لِأَنّ الصّفَةَ غَيرُ المَوصُوفِ وَ مَن زَعَمَ أَنّهُ يُضِيفُ المَوصُوفَ إِلَي الصّفَةِ فَقَد صَغّرَ الكَبِيرَ وَما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِقِيلَ لَهُ فَكَيفَ سَبِيلُ التّوحِيدِ قَالَ بَابُ البَحثِ مُمكِنٌ وَ طَلَبُ المَخرَجِ مَوجُودٌ إِنّ مَعرِفَةَ عَينِ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ وَ مَعرِفَةَ صِفَةِ الغَائِبِ قَبلَ عَينِهِ قِيلَ وَ كَيفَ تُعرَفُ عَينُ الشّاهِدِ قَبلَ صِفَتِهِ قَالَ تَعرِفُهُ وَ تَعلَمُ عِلمَهُ وَ تَعرِفُ نَفسَكَ بِهِ وَ لَا تَعرِفُ نَفسَكَ بِنَفسِكَ مِن نَفسِكَ وَ تَعلَمُ أَنّ مَا فِيهِ لَهُ وَ بِهِ كَمَا قَالُوا لِيُوسُفَإِنّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أخَيِفَعَرَفُوهُ بِهِ وَ لَم يَعرِفُوهُ بِغَيرِهِ وَ لَا أَثبَتُوهُ مِن أَنفُسِهِم بِتَوَهّمِ القُلُوبِ أَ مَا تَرَي اللّهَ يَقُولُما كانَ لَكُم أَن تُنبِتُوا شَجَرَها
صفحه : 277
يَقُولُ لَيسَ لَكُم أَن تَنصِبُوا إِمَاماً مِن قِبَلِ أَنفُسِكُم تُسَمّونَهُ مُحِقّاً بِهَوَي أَنفُسِكُم وَ إِرَادَتِكُم ثُمّ قَالَ الصّادِقُ ع ثَلَاثَةٌلا يُكَلّمُهُمُ اللّهُ وَ لا يَنظُرُ إِلَيهِم يَومَ القِيامَةِ وَ لا يُزَكّيهِم وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ مَن أَنبَتَ شَجَرَةً لَم يُنبِتهُ اللّهُ يعَنيِ مَن نَصَبَ إِمَاماً لَم يَنصِبهُ اللّهُ أَو جَحَدَ مَن نَصَبَهُ اللّهُ وَ مَن زَعَمَ أَنّ لِهَذَينِ سَهماً فِي الإِسلَامِ وَ قَد قَالَ اللّهُوَ رَبّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَ يَختارُ ما كانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ
صفة الإيمان قال ع معني الإيمان الإقرار والخضوع لله بذلك الإقرار والتقرب إليه به والأداء له بعلم كل مفروض من صغير أوكبير من حد التوحيد فما دونه إلي آخر باب من أبواب الطاعة أولا فأولا مقرون ذلك كله بعضه إلي بعض موصول بعضه ببعض فإذاأدي العبد مافرض عليه مما وصل إليه علي صفة ماوصفناه فهو مؤمن مستحق لصفة الإيمان مستوجب للثواب و ذلك أن معني جملة الإيمان الإقرار ومعني الإقرار التصديق بالطاعة فلذلك ثبت أن الطاعة كلها صغيرها وكبيرها مقرونة بعضها إلي بعض فلايخرج المؤمن من صفة الإيمان إلابترك مااستحق أن يكون به مؤمنا وإنما استوجب واستحق اسم الإيمان ومعناه بأداء كبار الفرائض موصولة وترك كبار المعاصي واجتنابها و إن ترك صغار الطاعة وارتكب صغار المعاصي فليس بخارج من الإيمان و لاتارك له ما لم يترك شيئا من كبار الطاعة و لم يرتكب شيئا من كبار المعاصي فما لم يفعل ذلك فهو مؤمن لقول الله إِن تَجتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنهَونَ عَنهُ نُكَفّر عَنكُم سَيّئاتِكُم وَ نُدخِلكُم مُدخَلًا كَرِيماًيعني المغفرة مادون الكبائر فإن هوارتكب كبيرة من كبائر المعاصي كان مأخوذا بجميع المعاصي صغارها وكبارها معاقبا عليها معذبا بهافهذه صفة الإيمان وصفة المؤمن المستوجب للثواب .صفة الإسلام و أمامعني الإسلام فهو الإقرار بجميع الطاعة الظاهر الحكم
صفحه : 278
والأداء له فإذاأقر المقر بجميع الطاعة في الظاهر من غيرالعقد عليه بالقلوب فقد استحق اسم الإسلام ومعناه واستوجب الولاية الظاهرة وإجازة شهادته والمواريث وصار له ماللمسلمين و عليه ما علي المسلمين فهذه صفة الإسلام وفرق ما بين المسلم والمؤمن أن المسلم إنما يكون مؤمنا بأن يكون مطيعا في الباطن مع ما هو عليه في الظاهر فإذافعل ذلك بالظاهر كان مسلما و إذافعل ذلك بالظاهر والباطن بخضوع وتقرب بعلم كان مؤمنا فقد يكون العبد مسلما و لا يكون مؤمنا و لا يكون مؤمنا إلا و هومسلم .صفة الخروج من الإيمان و قديخرج من الإيمان بخمس جهات من الفعل كلها متشابهات معروفات الكفر والشرك والضلال والفسق وركوب الكبائر فمعني الكفر كل معصية عصي الله بهابجهة الجحد والإنكار والاستخفاف والتهاون في كل مادق و جل وفاعله كافر ومعناه معني كفر من أي ملة كان و من أي فرقة كان بعد أن تكون منه معصية بهذه الصفات فهو كافر. ومعني الشرك كل معصية عصي الله بهابالتدين فهو مشرك صغيرة كانت المعصية أوكبيرة ففاعلها مشرك . ومعني الضلال الجهل بالمفروض و هو أن يترك كبيرة من كبائر الطاعة التي لايستحق العبد الإيمان إلا بها بعدورود البيان فيها والاحتجاج بهافيكون التارك لها تاركا بغير جهة الإنكار والتدين بإنكارها وجحودها ولكن يكون تاركا علي جهة التواني والإغفال والاشتغال بغيرها فهو ضال متنكب طريق الإيمان جاهل به خارج منه مستوجب لاسم الضلالة ومعناها مادام بصفته التي وصفناه بها. فإن كان هو ألذي مال بهواه إلي وجه من وجوه المعصية بجهة الجحود والاستخفاف والتهاون كفر و إن هومال بهواه إلي التدين بجهة التأويل والتقليد والتسليم والرضا بقول الآباء والأسلاف فقد أشرك وقل مايلبث الإنسان علي ضلالة حتي يميل بهواه إلي بعض ماوصفناه من صفته . ومعني الفسق فكل معصية من المعاصي الكبار فعلها فاعل أودخل فيهاداخل
صفحه : 279
بجهة اللذة والشهوة والشوق الغالب فهو فسق وفاعله فاسق خارج من الإيمان بجهة الفسق فإن دام في ذلك حتي يدخل في حد التهاون والاستخفاف فقد وجب أن يكون بتهاونه واستخفافه كافرا. ومعني راكب الكبائر التي بها يكون فساد إيمانه فهو أن يكون منهمكا علي كبائر المعاصي بغير الجحود و لاالتدين و لالذة و لاشهوة ولكن من جهة الحمية والغضب يكثر القرف والسب والقتل وأخذ الأموال وحبس الحقوق و غير ذلك من المعاصي الكبائر التي يأتيها صاحبها بغير جهة اللذة و من ذلك الأيمان الكاذبة وأخذ الربا و غير ذلك التي يأتيها من أتاها بغير استلذاذ الخمر والزنا واللهو ففاعل هذه الأفعال كلها مفسد للإيمان خارج منه من جهة ركوبه الكبيرة علي هذه الجهة غيرمشرك و لاكافر و لاضال جاهل علي ماوصفناه من جهة الجهالة فإن هومال بهواه إلي أنواع ماوصفناه من حد الفاعلين كان من صفاته .بيان حتي يتولاه أي يتولي الله ويطيعه أويتولاه الله و في القاموس النمط محركة ضرب من البسط والطريقة والنوع من الشيء وجماعة أمرهم واحد قوله ع من العذب الفرات أي من العلم الصافي من الشك والشبهة والمراد بالعديم عادم المال أي الفقير بما هو و ماصفته أي التوحيد بتوهم القلوب أي بعقله فقط بدون معلم ينتهي علمه إلي الوحي والإلهام أوبما تتوهمه الأوهام من الجسم والصورة والمكان وأشباه ذلك فقد أقر بالطعن أي في الله و في ربوبيته لأنه جعله حادثا قوله ع بالصفة لابالإدراك كأنه إشارة إلي نفي مايقوله القائلون بالاشتراك اللفظي أي بأن يصفه بشيء لايدرك معناه فقد أحال علي غائب أي علي شيءغاب عن ذهنه و لم يدركه بوجه أنه يعبد الصفة والموصوف أي ذاتا موصوفة بصفات زائدة موجودة بأن يعبدهما معا و من زعم أنه يضيف الموصوف هو أن يقول بالصفات الزائدة لكن لم يعبد الصفات مع الذات بل الذات الموصوفة بهافهو و إن لم يشرك بالعبادة لكن صغر الكبير حيث جعل
صفحه : 280
ذاته سبحانه محتاجة في كمالها أي غيرها وهي الصفات و كل محتاج ممكن . باب البحث ممكن أي طريق التفحص عن التوحيد ممكن وطلب المخرج عن الشبهات حاصل والحاصل أن الله تعالي نصب لكم حجة يمكنكم أن تعرفوه وتتعلموا منه التوحيد ثم قال ع معرفة عين الحاضر قبل معرفة صفاته كما أن زيدا تراه أولا ثم تعرف أنه عالم أوجاهل ونسبه وسائر أحواله ومعرفة صفة الغائب قبل عينه لأنه إنما يعرف بالصفات ويحتمل أن يكون المراد أن الإمام ألذي يؤخذ منه التوحيد إن كان حاضرا يعرف عينه أولا ثم يعرف استحقاقه للإمامة بالدلائل والمعجزات والعلامات والغائب بالعكس ويحتمل أن يراد بالشاهد الممكنات والمخلوقات وبالغائب الخالق . ثم سئل ع كيف تعرف عين الشاهد قبل صفته أي كيف يعرف عينه وصفاته قال تعرفه بالصفات التي تكون في الإمام وتعلم علمه أي تأخذ عنه العلم حتي إنك تعرف نفسك وصفاتها به والحال أنك لاتعرف نفسك التي هي أقرب الأشياء منك بنفسك من قبل نفسك و هويعرفك إياها أوالمعني تعلم كونه عالما بالسؤال عن غوامض العلوم وأنواعها ويعرف ما في نفسك أي يخبرك بما في قلبك وبما أنت غافل عنه من صفات نفسك و علي الأول فيه إيماء إلي أنه إذا لم تعرف نفسك إلاببيان الإمام وهي أقرب الأشياء منك تتوقع أن تعرف ربك بعقلك وتعلم أن ما فيه أي مايدعيه من الإمامة له و به أي حاصلة له ومختصة به . ثم استشهد ع لكون معرفة عين الشاهد قبل صفته بقصة يوسف وإخوته حيث عرفوا ذاته أولا بالمشاهدة ثم عرفوا صفته و أنه أخوهم بما شاهدوا منه وسمعوا فعرفوا صفته أيضا بذاته كذلك الإمام تعرف صفته من ذاته وبما يسمع ويري منه من علومه ومعجزاته قوله ع و لاأثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب أي كمايعرف الأمور الغائبة بالدلائل العقلية أوالنقلية. ثم أكد ع ماأومأ إليه سابقا من أن الإمام لابد من أن يكون معروفا
صفحه : 281
بصفات خاصة لاتوجد في غيره و إن الإمامة لاتكون باختيار الأمة صرح بذلك بتأويل قوله تعالي ما كانَ لَكُم أَن تُنبِتُوا شَجَرَهابأن المراد بالشجر الإمام كماورد في قوله تعالي كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ إن المراد بهاشجرة النبوة والإمامة وبإنباتها نصبه إماما بهوي أنفسهم وكأنه إشارة إلي أنه إذا لم يكن لهم القدرة والاختيار في إنبات شجرة خلقها الله لمصلحة دينه من الأمور الدنيوية كيف يفوض إليهم ويمكنهم من نصب الإمام ألذي هومناط نظام العالم وعلة خلقه وبقائه و به تناط مصالح الدين والدنيا قوله و من زعم يدل علي أن القول بعدم كفر المخالف كفر أوقريب منه و في الخبر فوائد جليلة ستعرف تفصيلها فيما سيأتي وتنتفع بها بعدالتأمل فيهاسيأتي وتنتفع بها بعدالتأمل فيها في حل الأخبار الآتية
32- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو أَنّ العِبَادَ وَصَفُوا الحَقّ وَ عَمِلُوا بِهِ وَ لَم يَعقِد قُلُوبُهُم عَلَي أَنّهُ الحَقّ مَا انتَفَعُوا
33- سن ،[المحاسن ] عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَنِ الحُسَينِ بنِ ثُوَيرٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَتَي رَجُلٌ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ جِئتُكَ أُبَايِعُكَ عَلَي الإِسلَامِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص أُبَايِعُكَ عَلَي أَن تَقتُلَ أَبَاكَ قَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص إِنّا وَ اللّهِ لَا نَأمُرُكُم بِقَتلِ آبَائِكُم وَ لَكِنّ الآنَ عَلِمتُ مِنكَ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ وَ أَنّكَ لَن تَتّخِذَ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيجَةً أَطِيعُوا آبَاءَكُم فِيمَا أَمَرُوكُم وَ لَا تُطِيعُوهُم فِي معَاَصيِ اللّهِ
بيان في النهاية وليجة الرجل بطانته ودخلاؤه وخاصته
34-سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن مُدرِكِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الإِسلَامُ عُريَانٌ فَلِبَاسُهُ الحَيَاءُ وَ زِينَتُهُ
صفحه : 282
الوَفَاءُ وَ مُرُوءَتُهُ العَمَلُ الصّالِحُ وَ عِمَادُهُ الوَرَعُ وَ لِكُلّ شَيءٍ أَسَاسٌ وَ أَسَاسُ الإِسلَامِ حُبّنَا أَهلَ البَيتِ
35- سن ،[المحاسن ] عَنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَيّهَا النّاسُ إنِيّ أُمِرتُ أَن أُقَاتِلَكُم حَتّي تَشهَدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَإِذَا فَعَلتُم ذَلِكَ حَقَنتُم بِهَا أَموَالَكُم وَ دِمَاءَكُم إِلّا بِحَقّهَا وَ كَانَ حِسَابُكُم عَلَي اللّهِ
36- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَن أَيّوبَ بنِ الحُرّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ سَلّامٌ إِنّ خَيثَمَةَ بنَ أَبِي خَيثَمَةَ حَدّثَنَا أَنّهُ سَأَلَكَ عَنِ الإِسلَامِ فَقُلتَ لَهُ إِنّ الإِسلَامَ مَنِ استَقبَلَ قِبلَتَنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ نَسَكَ نُسُكَنَا وَ وَالَي وَلِيّنَا وَ عَادَي عَدُوّنَا فَهُوَ مُسلِمٌ قَالَ صَدَقَ وَ سَأَلَكَ عَنِ الإِيمَانِ فَقُلتَ الإِيمَانُ بِاللّهِ وَ التّصدِيقُ بِكِتَابِهِ وَ أَن أَحَبّ فِي اللّهِ وَ أَبغَضَ فِي اللّهِ فَقَالَ صَدَقَ خَيثَمَةُ
37- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ الإِيمَانِ فَقَالَ الإِيمَانُ مَا كَانَ فِي القَلبِ وَ الإِسلَامُ مَا كَانَ عَلَيهِ المَنَاكِحُ وَ المَوَارِيثُ وَ تُحقَنُ بِهِ الدّمَاءُ وَ الإِيمَانُ يَشرَكُ الإِسلَامَ وَ الإِسلَامُ لَا يَشرَكُ الإِيمَانَ
38-يج ،[الخرائج والجرائح ]روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص كَانَ يَسِيرُ فِي بَعضِ مَسِيرِهِ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ يَطلُعُ عَلَيكُم مِن بَعضِ هَذِهِ الفِجَاجِ شَخصٌ لَيسَ لَهُ
صفحه : 283
عَهدٌ بِإِبلِيسَ مُنذُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ فَمَا لَبِثُوا أَن أَقبَلَ أعَراَبيِّ قَد يَبِسَ جِلدُهُ عَلَي عَظمِهِ وَ غَارَت عَينَاهُ فِي رَأسِهِ وَ اخضَرّت شَفَتَاهُ مِن أَكلِ البَقلِ فَسَأَلَ عَنِ النّبِيّص فِي أَوّلِ الرّفَاقِ حَتّي لَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ اعرِض عَلَيّ الإِسلَامَ فَقَالَ قُل أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أنَيّ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ قَالَ أَقرَرتُ قَالَ تصُلَيّ الخَمسَ وَ تَصُومُ شَهرَ رَمَضَانَ قَالَ أَقرَرتُ قَالَ تَحُجّ البَيتَ الحَرَامَ وَ تؤُدَيّ الزّكَاةَ وَ تَغتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ قَالَ أَقرَرتُ فَتَخَلّفَ بَعِيرُ الأعَراَبيِّ وَ وَقَفَ النّبِيّ فَسَأَلَ عَنهُ فَرَجَعَ النّاسُ فِي طَلَبِهِ فَوَجَدُوهُ فِي آخِرِ العَسكَرِ قَد سَقَطَ خُفّ بَعِيرِهِ فِي حُفرَةٍ مِن حُفَرِ الجِرذَانِ فَسَقَطَ فَاندَقّت عُنُقُ الأعَراَبيِّ وَ عُنُقُ البَعِيرِ وَ هُمَا مَيّتَانِ فَأَمَرَ النّبِيّ فَضُرِبَت خَيمَةٌ فَغُسّلَ فِيهِ ثُمّ دَخَلَ النّبِيّ فَكَفّنَهُ فَسَمِعُوا للِنبّيِّ حَرَكَةً فَخَرَجَ وَ جَبِينُهُ يَتَرَشّحُ عَرَقاً وَ قَالَ إِنّ هَذَا الأعَراَبيِّ مَاتَ وَ هُوَ جَائِعٌ وَ هُوَ مِمّن آمَنَ وَ لَم يَلبِس إِيمَانَهُ بِظُلمٍ فَابتَدَرَهُ الحُورُ العِينُ بِثِمَارِ الجَنّةِ يَحشُونَ بِهَا شِدقَهُ هَذِهِ تَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ اجعلَنيِ فِي أَزوَاجِهِ وَ هَذِهِ تَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ اجعلَنيِ فِي أَزوَاجِهِ
39- شي،[تفسير العياشي] عَن حُمرَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ أَ رَأَيتَ المُؤمِنَ لَهُ فَضلٌ عَلَي المُسلِمِ فِي شَيءٍ مِنَ المَوَارِيثِ وَ القَضَايَا وَ الأَحكَامِ حَتّي يَكُونَ لِلمُؤمِنِ أَكثَرُ مِمّا يَكُونُ لِلمُسلِمِ فِي المَوَارِيثِ أَو غَيرِ ذَلِكَ قَالَ لَا هُمَا يَجرِيَانِ فِي ذَلِكَ مَجرًي وَاحِداً إِذَا حَكَمَ الإِمَامُ عَلَيهِمَا وَ لَكِنّ لِلمُؤمِنِ فَضلًا عَلَي المُسلِمِ فِي أَعمَالِهِمَا وَ مَا يَتَقَرّبَانِ بِهِ إِلَي اللّهِ قَالَ فَقُلتُ أَ لَيسَ اللّهُ يَقُولُمَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَ زَعَمتُ أَنّهُم مُجتَمِعُونَ عَلَي الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الصّومِ وَ الحَجّ مَعَ المُؤمِنِ قَالَ فَقَالَ أَ لَيسَ اللّهُ قَد قَالَوَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُأَضعَافاً كَثِيرَةً فَالمُؤمِنُونَ هُمُ الّذِينَ يُضَاعِفُ اللّهُ لَهُمُ الحَسَنَاتِ لِكُلّ حَسَنَةٍ سَبعِينَ ضِعفاً فَهَذَا مِن فَضلِهِم وَ يَزِيدُ اللّهُ المُؤمِنَ فِي حَسَنَاتِهِ عَلَي قَدرِ صِحّةِ إِيمَانِهِ أَضعَافاً مُضَاعَفَةً كَثِيرَةً وَ يَفعَلُ اللّهُ بِالمُؤمِنِينَ مَا يَشَاءُ
صفحه : 284
بيان وَ اللّهُ يُضاعِفُأقول الآية في البقرة في موضعين أحدهمامَن ذَا ألّذِي يُقرِضُ اللّهَ قَرضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضعافاً كَثِيرَةً وثانيهمامَثَلُ الّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبّةٍ أَنبَتَت سَبعَ سَنابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبّةٍ وَ اللّهُ يُضاعِفُ لِمَن يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ وكأنه جمع بين الآيتين إشارة إليهما لو لم يكن من تحريف الرواة كمايدل عليه مامر من رواية الكافي
40- شي،[تفسير العياشي] عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِهِإِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ فَقَالَ يعَنيِ الدّينُ فِيهِ الإِيمَانُ
41- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي عَمرٍو الزبّيَريِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِوَ لتَكُن مِنكُم أُمّةٌ يَدعُونَ إِلَي الخَيرِ وَ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ تَكفِيرُ أَهلِ القِبلَةِ باِلمعَاَصيِ لِأَنّهُ مَن لَم يَكُن يَدعُو إِلَي الخَيرَاتِ وَ يَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَ يَنهَي عَنِ المُنكَرِ مِنَ المُسلِمِينَ فَلَيسَ مِنَ الأُمّةِ التّيِ وَصَفَهَا اللّهُ لِأَنّكُم تَزعُمُونَ أَنّ جَمِيعَ المُسلِمِينَ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ قَد بَدَت هَذِهِ الآيَةُ وَ قَد وَصَفَت أُمّةَ مُحَمّدٍ بِالدّعَاءِ إِلَي الخَيرِ وَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ وَ مَن لَم يُوجَد فِيهِ الصّفَةُ التّيِ وَصَفَت بِهَا فَكَيفَ يَكُونُ مِنَ الأُمّةِ وَ هُوَ عَلَي خِلَافِ مَا شَرَطَهُ اللّهُ عَلَي الأُمّةِ وَ وَصَفَهَا بِهِ
بيان كان المعني أن الأمة أمتان أمة دعوة وأمة إجابة وأمة الدعوة تشمل الكفار أيضا وأمة الإجابة هم الذين أجابوا الرسول فيما دعاهم إليه فالأمة المذكورة في هذه الآية أمة الإجابة و قدوصفهم بأوصاف فمن لم تكن فيه تلك الأوصاف لم تكن منها لكن روي في الكافي في كتاب الجهاد خبرا آخر عن هذا
صفحه : 285
الراوي بعينه و فيه دلالة علي أن المراد بالأمة الأئمة ع فيمكن أن يكون لأمة الإجابة أيضا مراتب كما أن للمؤمنين منازل
42- م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِ قَالَ الإِمَامُ ع ثُمّ وَصَفَ هَؤُلَاءِ المُتّقِينَ الّذِينَ هَذَا الكِتَابُ هُدًي لَهُم فَقَالَالّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالغَيبِيعَنيِ بِمَا غَابَ عَن حَوَاسّهِم مِنَ الأُمُورِ التّيِ يَلزِمُهُمُ الإِيمَانُ بِهَا كَالبَعثِ وَ الحِسَابِ وَ الجَنّةِ وَ النّارِ وَ تَوحِيدِ اللّهِ وَ سَائِرِ مَا لَا يُعرَفُ بِالمُشَاهَدَةِ وَ إِنّمَا يُعرَفُ بِدَلَائِلَ قَد نَصَبَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهَا كَآدَمَ وَ حَوّاءَ وَ إِدرِيسَ وَ نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمَ وَ الأَنبِيَاءِ الّذِينَ يَلزِمُهُمُ الإِيمَانُ بِهِم وَ بِحُجَجِ اللّهِ وَ إِن لَم يُشَاهِدُوهُم وَ يُؤمِنُونَبِالغَيبِ وَ هُم مِنَ السّاعَةِ مُشفِقُونَ
43-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَ ما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَ بِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ قَالَ الإِمَامُ ع ثُمّ وَصَفَ بَعدَ هَؤُلَاءِ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلَاةَ فَقَالَوَ الّذِينَ يُؤمِنُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ يَا مُحَمّدُوَ ما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ عَلَي الأَنبِيَاءِ المَاضِينَ كَالتّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ صُحُفِ اِبرَاهِيمَ وَ سَائِرِ كُتُبِ اللّهِ المُنزَلَةِ عَلَي أَنبِيَائِهِ بِأَنّهُ حَقّ وَ صِدقّ مِن عِندِ رَبّ عَزِيزٍ صَادِقٍ حَكِيمٍوَ بِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَبِالدّارِ الآخِرَةِ بَعدَ هَذِهِ الدّنيَا لَا يَشُكّونَ فِيهَا بِأَنّهَا الدّارُ التّيِ فِيهَا جَزَاءُ الأَعمَالِ الصّالِحَةِ بِأَفضَلَ مِمّا عَمِلُوهُ وَ عِقَابُ الأَعمَالِ بِمِثلِ مَا كَسَبُوهُ قَالَ الإِمَامُ ع مَن دَفَعَ فَضلَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ عَلَي جَمِيعِ مَن بَعدَ النّبِيّص فَقَد كَذّبَ بِالتّورَاةِ وَ الإِنجِيلِ وَ الزّبُورِ وَ صُحُفِ اِبرَاهِيمَ وَ سَائِرِ كُتُبِ اللّهِ المُنزَلَةِ فَإِنّهُ مَا نَزَلَ شَيءٌ مِنهَا إِلّا وَ أَهَمّ مَا فِيهِ بَعدَ الأَمرِ بِتَوحِيدِ اللّهِ تَعَالَي وَ الإِقرَارِ بِالنّبُوّةِ الِاعتِرَافُ بِوَلَايَتِهِ وَ الطّيّبِينَ مِن آلِهِ ع وَ لَقَد قَالَ رَجُلٌ لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ ع مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ يُؤمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَي مُحَمّدٍص وَ مَا أُنزِلَ مِن قَبلِهِ وَ يُؤمِنُ بِالآخِرَةِ وَ يصُلَيّ وَ يزُكَيّ وَ يَصِلُ الرّحِمَ
صفحه : 286
وَ يَعمَلُ الصّالِحَاتِ لَكِنّهُ يَقُولُ مَعَ ذَلِكَ لَا أدَريِ الحَقّ لعِلَيِّ أَو فُلَانٍ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مَا تَقُولُ أَنتَ فِي رَجُلٍ يَفعَلُ هَذِهِ الخَيرَاتِ كُلّهَا إِلّا أَنّهُ يَقُولُ لَا أدَريِ النّبِيّ مُحَمّدٌ أَو مُسَيلَمَةُ هَل يَنتَفِعُ بشِيَءٍ مِن هَذِهِ الأَفعَالِ فَقَالَ لَا قَالَ فَكَذَلِكَ صَاحِبُكَ هَذَا كَيفَ يَكُونُ مُؤمِناً بِهَذِهِ الكُتُبِ مَن لَا يدَريِ أَ مُحَمّدٌ نبَيِّ أَم مُسَيلَمَةُ وَ كَذَلِكَ كَيفَ يَكُونُ مُؤمِناً بِهَذِهِ الكُتُبِ وَ الآخِرَةِ أَو مُنتَفِعاً بشِيَءٍ مِن أَعمَالِهِ مَن لَا يدَريِ أَ عَلِيّ مُحِقّ أَم فُلَانٌ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّأُولئِكَ عَلي هُديً مِن رَبّهِم وَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ قَالَ الإِمَامُ ع ثُمّ أَخبَرَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ عَن هَؤُلَاءِ المَوصُوفِينَ بِهَذِهِ الصّفَاتِ الشّرِيفَةِ فَقَالَأُولئِكَ أَهلُ هَذِهِ الصّفَاتِعَلي هُديًبَيَانٍ وَ صَوَابٍمِن رَبّهِم وَ عِلمٍ بِمَا أَمَرَهَم بِهِوَ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَالنّاجُونَ مِمّا مِنهُ يَوجَلُونَ الفَائِزُونَ بِمَا بِهِ يُؤمِنُونَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّإِنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ قَالَ الإِمَامُ فَلَمّا ذَكَرَ هَؤُلَاءِ المُؤمِنِينَ وَ مَدَحَهُم ذَكَرَ الكَافِرِينَ المُخَالِفِينَ لَهُم فِي كُفرِهِم فَقَالَإِنّ الّذِينَ كَفَرُوابِاللّهِ وَ بِمَا آمَنَ بِهِ هَؤُلَاءِ المُؤمِنُونَ بِتَوحِيدِ اللّهِ وَ بِنُبُوّةِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِ وَ بِوَصِيّةِ عَلِيّ ولَيِّ اللّهِ وَ وصَيِّ رَسُولِ اللّهِ وَ الأَئِمّةِ الطّيّبِينَ الطّاهِرِينَ خِيَارِ عِبَادِ اللّهِ المَيَامِينِ القَوّامِينَ بِمَصَالِحِ خَلقِ اللّهِ تَعَالَيسَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُمخَوّفتَهُمأَم لَم تُنذِرهُم لَم تُخَوّفهُملا يُؤمِنُونَأَخبَرَ عَن عِلمِهِ فِيهِم وَ هُمُ الّذِينَ قَد عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُم لَا يُؤمِنُونَ
44-م ،[تفسير الإمام عليه السلام ] قَولُهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا النّاسُ قَالَ الإِمَامُ العسَكرَيِّ ع قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ يعَنيِ سَائِرَ المُكَلّفِينَ مِن وُلدِ آدَمَ ع اعبُدُوا رَبّكُمُأَجِيبُوا رَبّكُم مِن حَيثُ أَمَرَكُم أَن تَعتَقِدُوا أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَا شَبِيهَ وَ لَا مِثلَ عَدلٌ لَا يَجُورُ جَوَادٌ لَا يَبخَلُ حَلِيمٌ لَا يَعجَلُ حَكِيمٌ لَا يَخطَلُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ الطّيّبِينَ وَ بِأَنّ آلَ مُحَمّدٍ أَفضَلُ آلِ النّبِيّينَ وَ أَنّ عَلِيّاً أَفضَلُ آلِ مُحَمّدٍ وَ أَنّ أَصحَابَ مُحَمّدٍ المُؤمِنِينَ مِنهُم أَفضَلُ صَحَابَةِ المُرسَلِينَ وَ
صفحه : 287
وَ بِأَنّ أُمّةَ مُحَمّدٍ أَفضَلُ أُمَمِ المُرسَلِينَألّذِي خَلَقَكُمنَسَماً وَ سَوّاكُم مِن بَعدِ ذَلِكَ وَ صَوّرَكُم فَأَحسَنَ صُوَرَكُموَ الّذِينَ مِن قَبلِكُم قَالَ وَ خَلَقَ الّذِينَ مِن قَبلِكُم مِن سَائِرِ أَصنَافِ النّاسِلَعَلّكُم تَتّقُونَ قَالَ لَهَا وَجهَانِ أَحَدُهُمَا خَلَقَكُم وَ خَلَقَ الّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلّكُم تَتّقُونَ أَي لِتَتّقُوا كَمَا قَالَ اللّهُوَ ما خَلَقتُ الجِنّ وَ الإِنسَ إِلّا لِيَعبُدُونِ وَ الوَجهُ الآخَرُاعبُدُوا رَبّكُمُ ألّذِي خَلَقَكُم وَ الّذِينَ مِن قَبلِكُم أَيِ اعبُدُوهُلَعَلّكُم تَتّقُونَالنّارَ وَ لَعَلّ مِنَ اللّهِ وَاجِبٌ لِأَنّهُ أَكرَمُ مِن أَن يعُنَيَّ عَبدَهُ بِلَا مَنفَعَةٍ وَ يُطمِعَهُ فِي فَضلِهِ ثُمّ يُخَيّبَهُ أَ لَا تَرَي أَنّهُ كَيفَ قَبُحَ مِن عَبدٍ مِن عِبَادِهِ إِذَا قَالَ لِرَجُلٍ أخَدمِنيِ لَعَلّكَ تَنتَفِعُ منِيّ وَ تخَدمُنُيِ وَ لعَلَيّ أَنفَعُكَ بِهَا فَيَخدُمُهُ ثُمّ يُخَيّبُهُ وَ لَا يَنفَعُهُ فَاللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَكرَمُ فِي أَفعَالِهِ وَ أَبعَدُ مِنَ القَبِيحِ فِي أَعمَالِهِ مِن عِبَادِهِ
بيان في القاموس الخطل محركة خفة وسرعة والكلام الفاسد الكثير خطل كفرح فهو أخطل وخطل فيهما والاضطراب في الإنسان لها وجهان أقول الفرق بينهما أنه علي الأول علة الخلق و علي الثاني علة العبادة والقاضي ذكر الأول وضعفه بأنه لم يرد في اللغة واختار أنه حال عن الضمير في اعبدوا أو عن مفعول خلقكم قوله ع من أن يعني بالنون علي بناء التفعيل أوالإفعال أي يوقعه في التعب والنصب و في بعض النسخ بالياء و هوقريب منه من قولهم أعيا السير البعير أي أكله والأول أظهر
45- شي،[تفسير العياشي] عَن أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِسُنّةَ مَن قَد أَرسَلنا قَبلَكَ مِن رُسُلِنا قَالَ هيَِ سُنّةُ مُحَمّدٍ وَ مَن كَانَ قَبلَهُ مِنَ الرّسُلِ وَ هُوَ الإِسلَامُ
46- كِتَابُ سُلَيمِ بنِ قَيسٍ الهلِاَليِّ، قَالَ قُلتُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَا الإِيمَانُ وَ مَا الإِسلَامُ قَالَ أَمّا الإِيمَانُ فَالإِقرَارُ بَعدَ المَعرِفَةِ وَ الإِسلَامُ فَمَا أَقرَرتَ بِهِ
صفحه : 288
وَ التّسلِيمُ لِلأَوصِيَاءِ وَ الطّاعَةُ لَهُم وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي وَ الإِسلَامُ إِذَا مَا أَقرَرتَ بِهِ قُلتُ الإِيمَانُ الإِقرَارُ بَعدَ المَعرِفَةِ قَالَ مَن عَرّفَهُ اللّهُ نَفسَهُ وَ نَبِيّهُ وَ إِمَامَهُ ثُمّ أَقَرّ بِطَاعَتِهِ فَهُوَ مُؤمِنٌ
وَ عَن أَبَانٍ عَن سُلَيمٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الإِيمَانِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَنِ الإِيمَانِ لَا أَسأَلُ عَنهُ أَحَداً بَعدَكَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص فَسَأَلَهُ عَن مِثلِ مَا سأَلَتنَيِ عَنهُ فَقَالَ لَهُ مِثلَ مَقَالَتِكَ فَأَخَذَ يُحَدّثُهُ ثُمّ قَالَ لَهُ افعَل آمَنتَ ثُمّ أَقبَلَ عَلِيّ ع عَلَي الرّجُلِ فَقَالَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ جَبرَئِيلَ أَتَي رَسُولَ اللّهِص فِي صُورَةِ آدمَيِّ فَقَالَ لَهُ مَا الإِسلَامُ فَقَالَ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ إِقَامُ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءُ الزّكَاةِ وَ حِجّ البَيتِ وَ صِيَامُ شَهرِ رَمَضَانَ وَ الغُسلُ مِنَ الجَنَابَةِ قَالَ فَمَا الإِيمَانُ قَالَ نُؤمِنُ بِاللّهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ وَ بِالحَيَاةِ بَعدَ المَوتِ وَ بِالقَدَرِ كُلّهِ خَيرِهِ وَ شَرّهِ وَ حُلوِهِ وَ مُرّهِ فَلَمّا قَامَ الرّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص هَذَا جَبرَئِيلُ جَاءَكُمُ يُعَلّمُكُم دِينَكُم فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ كُلّمَا قَالَ لَهُ شَيئاً قَالَ لَهُ صَدَقتَ قَالَ فَمَتَي السّاعَةُ قَالَ مَا المَسئُولُ عَنهَا بِأَعلَمَ مِنَ السّائِلِ قَالَ صَدَقتَ ثُمّ قَالَ عَلِيّ ع بَعدَ مَا فَرَغَ مِن قَولِ جَبرَئِيلَ صَدَقتَ أَلَا إِنّ الإِيمَانَ بنُيَِ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي اليَقِينِ وَ الصّبرِ وَ العَدلِ وَ الجِهَادِ
أقول ساق الحديث إلي آخر ماسيأتي في باب دعائم الإسلام
47- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَعَالَي جَعَلَ الإِسلَامَ دِينَهُ وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الإِخلَاصِ حُسناً لَهُ فَمَنِ استَقبَلَ قِبلَتَنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ أَحَلّ ذَبِيحَتَنَا فَهُوَ مُسلِمٌ لَهُ مَا لَنَا وَ عَلَيهِ مَا عَلَينَا
صفحه : 289
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعَةٌ يَستَأنِفُونَ العَمَلَ المَرِيضُ إِذَا بَرَأَ وَ المُشرِكُ إِذَا أَسلَمَ وَ الحَاجّ إِذَا فَرَغَ وَ المُنصَرِفُ مِنَ الجُمُعَةِ إِيمَاناً وَ احتِسَاباً
48- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي بَعضِ مَا احتَجّ بِهِ عَلَي الخَوَارِجِ وَ قَد عَلِمتُم أَنّ رَسُولَ اللّهِص رَجَمَ الزاّنيَِ ثُمّ صَلّي عَلَيهِ ثُمّ وَرّثَهُ أَهلَهُ وَ قَتَلَ القَاتِلَ وَ وَرّثَ مِيرَاثَهُ أَهلَهُ وَ قَطَعَ السّارِقَ وَ جَلَدَ الزاّنيَِ غَيرَ المُحصَنِ ثُمّ قَسَمَ عَلَيهِمَا مِنَ الفيَءِ وَ نَكَحَا المُسلِمَاتِ فَأَخَذَهُم رَسُولُ اللّهِص بِذُنُوبِهِم وَ أَقَامَ حَقّ اللّهِ فِيهِم وَ لَم يَمنَعهُم سَهمَهُم مِنَ الإِسلَامِ وَ لَم يُخرِج أَسمَاءَهُم مِن بَينِ أَهلِهِ وَ سَاقَهُ إِلَي قَولِهِ ع وَ الزَمُوا السّوَادَ الأَعظَمَ فَإِنّ يَدَ اللّهِ عَلَي الجَمَاعَةِ وَ إِيّاكُم وَ الفُرقَةَ فَإِنّ الشّاذّ مِنَ النّاسِ لِلشّيطَانِ كَمَا أَنّ الشّاذّةَ مِنَ الغَنَمِ لِلذّئبِ أَلَا مَن دَعَا إِلَي هَذَا الشّعَارِ فَاقتُلُوهُ وَ لَو كَانَ تَحتَ عمِاَمتَيِ هَذِهِ
توضيح غرضه ع رفع شبهتهم لعنهم الله في الحكم بكفر أصحاب الكبائر مطلقا ولذا كفروه صلوات الله عليه للرضا بالتحكيم فاحتج عليهم بأن النبي ص لم يخرج أصحاب الكبائر من الإسلام وأجري فيهم أحكام المسلمين فأبطل بذلك مازعموا أن الدار دار كفر لايجوز الكف عن أحد من أهلها وقتلوا الناس حتي الأطفال وقتلوا البهائم أيضا لذلك والسواد العدد الكثير والجماعة من الناس ويد الله كناية عن الحفظ والدفاع أي إن الجماعة المجتمعين علي إمام الحق في كنف الله وحفظه و مااستدل به علي العمل بالمشهورات والإجماعات الغير الثابت دخول المعصوم فيها فلايخفي وهنه لورود الأخبار المتكاثرة ودلالة الآيات المتظافرة علي أن أكثر الخلق علي الضلال والحق مع القليل و كان هذاالشعار إشارة إلي قولهم لاحكم إلالله و لاحكم إلا الله وقيل كان شعارهم أنهم كانوا يحلقون وسط رءوسهم ويبقون الشعر مستديرا حوله كالإكليل وقيل هومفارقة
صفحه : 290
الجماعة والاستبداد بالرأي و لو كان تحت عمامتي أي و لواعتصم بأعظم الأشياء حرمة وقيل كني بها عن أقصي القرب من عنايته وقيل أراد و لو كان الداعي أنا وأقول قدمضي تمام الكلام مشروحا في كتاب الفتن
49- نهج ،[نهج البلاغة] إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَنزَلَ كِتَاباً هَادِياً بَيّنَ فِيهِ الخَيرَ وَ الشّرّ فَخُذُوا نَهجَ الخَيرِ تَهتَدُوا وَ اصدِفُوا عَن سَمتِ الشّرّ تَقصِدُوا الفَرَائِضَ الفَرَائِضَ أَدّوهَا إِلَي اللّهِ تُؤَدّكُم إِلَي الجَنّةِ إِنّ اللّهَ حَرّمَ حَرَاماً غَيرَ مَجهُولٍ وَ فَضّلَ حُرمَةَ المُسلِمِ عَلَي الحُرَمِ كُلّهَا وَ شَدّ بِالإِخلَاصِ وَ التّوحِيدِ حُقُوقَ المُسلِمِينَ فِي مَعَاقِدِهَا فَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسَانِهِ وَ يَدِهِ إِلّا بِالحَقّ وَ لَا يَحِلّ أَذَي المُسلِمِ إِلّا بِمَا يَجِبُ بَادِرُوا أَمرَ العَامّةِ وَ خَاصّةَ أَحَدِكُم وَ هُوَ المَوتُ إِلَي قَولِهِ وَ اتّقُوا اللّهَ فِي عِبَادِهِ وَ بِلَادِهِ فَإِنّكُم مَسئُولُونَ حَتّي عَنِ البِقَاعِ وَ البَهَائِمِ الخُطبَةَ
بيان النهج بالفتح الطريق الواضح وصدف عنه كمنع أي أعرض والسمت الطريق والقصد استقامة الطريق يقال قصد فلان كضرب إذارشد والفرائض مكررا نصب علي الإغراء والحرم جمع حرمة و هواسم من الاحترام وشد الحقوق بالإخلاص والتوحيد وربطه بهما هو الله تعالي أوجب علي المخلصين الموحدين المحافظة عليها وجعلها مكملا لهما ومعاقدها مواضعها و مايجب أي مايلزم ويثبت و هوكالتأكيد لقوله إلابالحق والمراد بالمبادرة إلي الموت الرضا به والتهيؤ له والاستعداد لمابعده والموت و إن كان يعم كل حيوان إلا أن له مع كل أحد خصوصية وكيفية مخالفة لحاله مع غيره والتقوي في العباد اتباع أمر الله في المعاملات والأمور الدائرة بين الناس و في البلاد القيام بحق المقام والعمل في كل مكان بما أمر به والسؤال عن البقاع لم أخربتم هذه و لم عمرتم هذه و لم لم تعبدوا الله فيها و عن البهائم لم أجعتموها أوأوجعتموها و لم لم تقوموا بشأنها ورعاية حقها
صفحه : 291
50- الهِدَايَةُ، الإِسلَامُ هُوَ الإِقرَارُ بِالشّهَادَتَينِ وَ هُوَ ألّذِي يُحقَنُ بِهِ الدّمَاءُ وَ الأَموَالُ وَ مَن قَالَ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ فَقَد حُقِنَ مَالُهُ وَ دَمُهُ إِلّا بِحَقّيهِمَا وَ عَلَي اللّهِ حِسَابُهُ وَ الإِيمَانُ هُوَ إِقرَارٌ بِاللّسَانِ وَ عَقدٌ بِالقَلبِ وَ عَمَلٌ بِالجَوَارِحِ وَ أَنّهُ يَزِيدُ بِالأَعمَالِ وَ يَنقُصُ بِتَركِهَا وَ كُلّ مُؤمِنٍ مُسلِمٌ وَ لَيسَ كُلّ مُسلِمٍ مُؤمِنٌ[مُؤمِناً] وَ مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ الكَعبَةِ وَ المَسجِدِ فَمَن دَخَلَ الكَعبَةَ فَقَد دَخَلَ المَسجِدَ وَ لَيسَ كُلّ مَن دَخَلَ المَسجِدَ دَخَلَ الكَعبَةَ وَ قَد فَرّقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اسمُهُ فِي كِتَابِهِ بَينَ الإِسلَامِ وَ الإِيمَانِ فَقَالَقالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا وَ قَد بَيّنَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّ الإِيمَانَ قَولٌ وَ عَمَلٌ لِقَولِهِإِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم وَ إِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إِيماناً وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ مِمّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَ أُولئِكَ هُمُ المُؤمِنُونَ حَقّا وَ أَمّا قَولُهُ عَزّ وَ جَلّفَأَخرَجنا مَن كانَ فِيها مِنَ المُؤمِنِينَ فَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَفَلَيسَ ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا ذَكَرنَا لِأَنّ المُؤمِنَ يُسَمّي مُسلِماً وَ المُسلِمَ لَا يُسَمّي مُؤمِناً حَتّي يأَتيَِ مَعَ إِقرَارِهِ بِعَمَلٍ وَ أَمّا قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَ هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَفَقَد سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن ذَلِكَ فَقَالَ هُوَ الإِسلَامُ ألّذِي فِيهِ الإِيمَانُ
51-مِشكَاةُ الأَنوَارِ،نَقلًا مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَتَي رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ جِئتُ لِأُبَايِعَكَ عَلَي الإِسلَامِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أَن تَقتُلَ أَبَاكَ فَقَبَضَ الرّجُلُ يَدَهُ وَ انصَرَفَ ثُمّ عَادَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ جِئتُ لِأُبَايِعَكَ عَلَي الإِسلَامِ فَقَالَ لَهُ أَن تَقتُلَ أَبَاكَ قَالَ نَعَم فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ إِنّ المُؤمِنَ يُرَي يَقِينُهُ فِي عَمَلِهِ وَ الكَافِرَ يُرَي
صفحه : 292
إِنكَارُهُ فِي عَمَلِهِ فَوَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ مَا عَرَفُوا أَمرَهُم فَاعتَبِرُوا إِنكَارَ الكَافِرِينَ وَ المُنَافِقِينَ بِأَعمَالِهِمُ الخَبِيثَةِ
بيان كان قوله فو ألذي من كلام أبي عبد الله ع وفاعل عرفوا المخالفون أمرهم أي أمر دينهم
52- المِشكَاةُ، مِنَ المَحَاسِنِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ مَنِ استَقبَلَ قِبلَتَنَا وَ أَكَلَ ذَبِيحَتَنَا وَ آمَنَ بِنَبِيّنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا دَخَلَ فِي دِينِنَا أَجرَينَا عَلَيهِ حُكمَ القُرآنِ وَ حُدُودَ الإِسلَامِ لَيسَ لِأَحَدٍ عَلَي أَحَدٍ فَضلٌ إِلّا بِالتّقوَي أَلَا وَ إِنّ لِلمُتّقِينَ عِندَ اللّهِ أَفضَلَ الثّوَابِ وَ أَحسَنَ الجَزَاءِ وَ المَآبِ
53- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن سَلّامٍ الجعُفيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ الإِيمَانُ أَن يُطَاعَ اللّهُ فَلَا يُعصَي
بيان أقول هذاأحد معاني الإيمان وحمله القوم علي الإيمان الكامل قال بعض المحققين قدس سره هذامجمل القول في الإيمان ويفصله سائر الأخبار بعض التفصيل و أماالضابط الكلي ألذي يحيط بحدوده ومراتبه ويعرفه حق التعريف أن الإيمان الكامل الخالص المنتهي تمامه هوالتسليم لله تعالي والتصديق بما جاء به النبي ص لسانا وقلبا علي بصيرة مع امتثال جميع الأوامر والنواهي كماهي و ذلك إنما يمكن تحققه بعدبلوغ الدعوة النبوية إليه في جميع الأمور أما من لم تصل إليه الدعوة في جميع الأمور أو في بعضها لعدم سماعه أوعدم فهمه فهو ضال أومستضعف ليس بكافر و لامؤمن و هوأهون الناس عذابا بل أكثر هؤلاء لايرون عذابا وإليهم الإشارة بقوله سبحانه إِلّا المُستَضعَفِينَ مِنَ الرّجالِ وَ النّساءِ وَ الوِلدانِ لا يَستَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهتَدُونَ سَبِيلًا.
صفحه : 293
و من وصلت إليه الدعوة فلم يسلم و لم يصدق و لوببعضها إما لاستكبار وعلو أولتقليد للأسلاف وتعصب لهم أو غير ذلك فهو كافر بحسبه أي بقدر عدم تسليمه وترك تصديقه كفر جحود وعذابه عظيم علي حسب جحوده وإليهم الإشارة بقوله سبحانه إِنّ الّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيهِم أَ أَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ خَتَمَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ عَلي سَمعِهِم وَ عَلي أَبصارِهِم غِشاوَةٌ وَ لَهُم عَذابٌ عَظِيمٌ. و من وصلت إليه الدعوة فصدقها بلسانه وظاهره لعصمة ماله أودمه أو غير ذلك من الأغراض وأنكرها بقلبه وباطنه لعدم اعتقاده بهافهو كافر كفر نفاق و هوأشدهم عذابا وعذابه أليم بقدر نفاقه وإليهم الإشارة بقوله سبحانه وَ مِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللّهِ وَ بِاليَومِ الآخِرِ وَ ما هُم بِمُؤمِنِينَ يُخادِعُونَ اللّهَ وَ الّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخدَعُونَ إِلّا أَنفُسَهُم وَ ما يَشعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَ لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكذِبُونَ إلي قوله إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ. و من وصلت إليه الدعوة فاعتقدها بقلبه وباطنه لظهور حقيتها لديه وجحدها أوبعضها بلسانه و لم يعترف بهاحسدا وبغيا وعتوا وعلوا أوتقليدا وتعصبا أو غير ذلك فهو كافر كفر تهود وعذابه قريب من عذاب المنافق وإليهم الإشارة بقوله عز و جل الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفُونَهُ كَما يَعرِفُونَ أَبناءَهُم وَ إِنّ فَرِيقاً مِنهُم لَيَكتُمُونَ الحَقّ وَ هُم يَعلَمُونَ و قوله فَلَمّا جاءَهُم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعنَةُ اللّهِ عَلَي الكافِرِينَ و قوله إِنّ الّذِينَ يَكتُمُونَ ما أَنزَلنا مِنَ البَيّناتِ وَ الهُدي مِن بَعدِ ما بَيّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الكِتابِ أُولئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَ يَلعَنُهُمُ اللّاعِنُونَ و قوله وَ يَقُولُونَ نُؤمِنُ بِبَعضٍ وَ نَكفُرُ بِبَعضٍ وَ يُرِيدُونَ أَن يَتّخِذُوا بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا أُولئِكَ هُمُ الكافِرُونَ حَقّا و قوله أَ فَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَ تَكفُرُونَ بِبَعضٍ إلي قوله أَشَدّ
صفحه : 294
العَذابِ. و من وصلت إليه الدعوة فصدقها بلسانه وقلبه ولكن لا يكون علي بصيرة من دينه إما لسوء فهمه مع استبداده بالرأي وعدم تابعيته للإمام أونائبه المقتفي أثره حقا وإما لتقليد وتعصب للآباء والأسلاف المستبدين بآرائهم مع سوء أفهامهم أو غير ذلك فهو كافر كفر ضلالة وعذابه علي قدر ضلالته وقدر مايضل فيه من أمر الدين وإليهم الإشارة بقوله عز و جل يا أَهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا فِي دِينِكُم وَ لا تَقُولُوا عَلَي اللّهِ إِلّا الحَقّحيث قالواعُزَيرٌ ابنُ اللّهِ أوالمَسِيحُ ابنُ اللّهِ وبقوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرّمُوا طَيّباتِ ما أَحَلّ اللّهُ لَكُم وَ لا تَعتَدُوا إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ المُعتَدِينَ وَ بِقَولِ نَبِيّنَاص اتّخَذَ النّاسُ رُؤَسَاءَ جُهّالًا فَسُئِلُوا فَأَفتَوا بِغَيرِ عِلمٍ فَضَلّوا وَ أَضَلّوا
. و من وصلت إليه الدعوة فصدقها بلسانه وقلبه علي بصيرة واتباع للإمام أونائبه الحق إلا أنه لم يمتثل جميع الأوامر والنواهي بل أتي ببعض دون بعض بعد أن اعترف بقبح مايفعله ولكن لغلبة نفسه وهواه عليه فهو فاسق عاص والفسق لاينافي أصل الإيمان ولكن ينافي كماله و قديطلق عليه الكفر وعدم الإيمان أيضا إذاترك كبار الفرائض أوأتي بكبار المعاصي كما في قوله عز و جل وَ لِلّهِ عَلَي النّاسِ حِجّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا وَ مَن كَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غنَيِّ عَنِ العالَمِينَ
وَ قَولِ النّبِيّص لَا يزَنيِ الزاّنيِ حِينَ يزَنيِ وَ هُوَ مُؤمِنٌ
و ذلك لأن إيمان مثل هذا لايدفع عنه أصل العذاب ودخول النار و إن دفع عنه الخلود فيهافحيث لايفيده في جميع الأحوال فكأنه مفقود. والتحقيق فيه أن المتروك إن كان أحد الأصول الخمسة التي بني الإسلام عليها أوالمأتي به إحدي الكبائر من المنهيات فصاحبه خارج عن أصل الإيمان أيضا ما لم يتب أو لم يحدث نفسه بتوبة لعدم اجتماع ذلك مع التصديق القلبي فهو كافر كفر استخفاف و عليه يحمل ماروي من دخول العمل في أصل الإيمان
صفحه : 295
رَوَي ابنُ أَبِي شُعبَةَ عَنِ الصّادِقِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ أَنّهُ قَالَ لَا يَخرُجُ المُؤمِنُ مِن صِفَةِ الإِيمَانِ إِلّا بِتَركِ مَا استَحَقّ أَن يَكُونَ بِهِ مُؤمِناً وَ إِنّمَا استَوجَبَ وَ استَحَقّ اسمَ الإِيمَانِ وَ مَعنَاهُ بِأَدَاءِ كِبَارِ الفَرَائِضِ مَوصُولَةً وَ تَركِ كِبَارِ المعَاَصيِ وَ اجتِنَابِهَا وَ إِن تَرَكَ صِغَارَ الطّاعَةِ وَ ارتَكَبَ صِغَارَ المعَاَصيِ فَلَيسَ بِخَارِجٍ مِنَ الإِيمَانِ وَ لَا تَارِكٍ لَهُ مَا لَم يَترُك شَيئاً مِن كِبَارِ الطّاعَةِ وَ ارتِكَابِ شَيءٍ مِنَ المعَاَصيِ فَمَا لَم يَفعَل ذَلِكَ فَهُوَ مُؤمِنٌ لِقَولِ اللّهِإِن تَجتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنهَونَ عَنهُ نُكَفّر عَنكُم سَيّئاتِكُم وَ نُدخِلكُم مُدخَلًا كَرِيماًيعَنيِ مَغفِرَةَ مَا دُونَ الكَبَائِرِ فَإِن هُوَ ارتَكَبَ كَبِيرَةً مِن كَبَائِرِ المعَاَصيِ كَانَ مَأخُوذاً بِجَمِيعِ المعَاَصيِ صِغَارِهَا وَ كِبَارِهَا مُعَاقَباً عَلَيهَا مُعَذّباً بِهَا
إلي هنا كلام الصادق ع . إذاعرفت هذافاعلم أن كل من جهل أمرا من أمور دينه بالجهل البسيط فقد نقص إيمانه بقدر ذلك الجهل و كل من أنكر حقا واجب التصديق لاستكبار أوهوي أوتقليد أوتعصب فله عرق من كفر الجحود و كل من أظهر بلسانه ما لم يعتقد بباطنه وقلبه لغير غرض ديني كالتقية في محلها ونحو ذلك أوعمل عملا أخرويا لغرض دنيوي فله عرق من النفاق و كل من كتم حقا بعدعرفانه أوأنكر ما لم يوافق هواه وقبل مايوافقه فله عرق من التهود و كل من استبد برأيه و لم يتبع إمام زمانه أونائبه الحق أو من هوأعلم منه في أمر من الأمور الدينية فله عرق من الضلالة و كل من أتي حراما أوشبهه أوتواني في طاعة مصرا علي ذلك فله عرق من الفسوق فإن كان ذلك ترك كبير فريضة أوإتيان كبير معصية فله عرق من كفر الاستخفاف ومَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلّهِ في جميع الأمور من غيرغرض وهوي واتبع إمام زمانه أونائبه الحق آتيا بجميع أوامر الله ونواهيه من غيرتوان و لامداهنة فإذاأذنب ذنبا استغفر من قريب وتاب أوزلت قدمه استقام وأناب فهو المؤمن الكامل الممتحن ودينه هوالدين الخالص و هوالشيعي حقا والخالص صدقا أولئك أصحاب أمير المؤمنين بل هو من أهل
صفحه : 296
البيت ع إذا كان عالما بأمرهم لسرهم كماقالوا سلمان منا أهل البيت
54- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي بنِ عِمرَانَ الحلَبَيِّ عَن أَيّوبَ بنِ الحُرّ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ سَلّامٌ إِنّ خَيثَمَةَ بنَ أَبِي خَيثَمَةَ يُحَدّثُنَا عَنكَ أَنّهُ سَأَلَكَ عَنِ الإِسلَامِ فَقُلتَ إِنّ الإِسلَامَ مَنِ استَقبَلَ قِبلَتَنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ نَسَكَ نُسُكَنَا وَ وَالَي وَلِيّنَا وَ عَادَي عَدُوّنَا فَهُوَ مُسلِمٌ فَقَالَ صَدَقَ خَيثَمَةُ قُلتُ وَ سَأَلَكَ عَنِ الإِيمَانِ فَقُلتَ الإِيمَانُ بِاللّهِ وَ التّصدِيقُ بِكِتَابِ اللّهِ تَعَالَي وَ أَن لَا يعَصيَِ اللّهَ فَقَالَ صَدَقَ خَيثَمَةُ
بيان سلام يحتمل ابن المستنير الجعفي و ابن أبي عمرة الخراساني وكلاهما مجهولان من أصحاب الباقر ع وخيثمة بفتح الخاء ثم الياء المثناة الساكنة ثم المثلثة المفتوحة غيرمذكور في الرجال قوله من استقبل قبلتنا أي دين من استقبل فقوله فهو مسلم تفريع وتأكيد أو قوله فهو مسلم قائم مقام العائد لأنه بمنزلة فهو صاحبه أوفهو المتصف به و في بعض النسخ مااستقبل و لايستقيم إلابتكلف بأن استعمل مامكان من أو يكون تقديره مااستقبل به المرء قبلتنا وشهد شهادتنا أي شهادة جميع المسلمين ونسك نسكنا أي عبدكعبادة المسلمين فيأتي بالصلاة والزكاة والصوم والحج أوالمراد بالنسك أفعال الحج أوالذبح قال الراغب النسك العبادة والناسك العابد واختص بأعمال الحج والمناسك مواقف النسك وأعمالها والنسيكة مختصة بالذبيحة قال فَفِديَةٌ مِن صِيامٍ أَو صَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ و قال تعالي فَإِذا قَضَيتُم مَناسِكَكُم و قال مَنسَكاً هُم ناسِكُوهُ. ووالي ولينا أي والي جميع المسلمين وعادي عدونا أي عدو جميع المسلمين وهم المشركون وسائر الكفار فهذا يشمل جميع فرق المسلمين فالتصديق بكتاب الله يدخل فيه الإقرار بالرسالة والإمامة والعدل والمعاد و أن لايعصي الله
صفحه : 297
بالعمل بالفرائض وترك الكبائر أوالعمل بجميع الواجبات وترك جميع المحرمات . والحاصل أنه يحتمل أن يكون المراد بالإسلام الإسلام الظاهري و إن لم يكن مر التصديق القلبي وبالإيمان العقائد القلبية مع الإقرار بالولاية والإتيان بالأعمال ويحتمل أن يكون المراد بقوله والي ولينا وعادي عدونا موالاة أولياء الأئمة ع ومعاداة أعدائهم فالإسلام عبارة عن الإذعان بجميع العقائد الحقة ظاهرا أوظاهرا وباطنا والإيمان عبارة عن انضمام العقائد القلبية والأعمال معه أوالأعمال فقط و علي كل تقدير يرجع إلي أحد المعاني المتقدمة لهما
55- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ الأَشعَثِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَفصِ بنِ خَارِجَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَن قَولِ المُرجِئَةِ فِي الكُفرِ وَ الإِيمَانِ وَ قَالَ إِنّهُم يَحتَجّونَ عَلَينَا وَ يَقُولُونَ كَمَا أَنّ الكَافِرَ عِندَنَا هُوَ الكَافِرُ عِندَ اللّهِ فَكَذَلِكَ نَجِدُ المُؤمِنَ إِذَا أَقَرّ بِإِيمَانِهِ أَنّهُ عِندَ اللّهِ مُؤمِنٌ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ كَيفَ يسَتوَيِ هَذَانِ وَ الكُفرُ إِقرَارٌ مِنَ العَبدِ فَلَا يُكَلّفُ بَعدَ إِقرَارِهِ بِبَيّنَةٍ وَ الإِيمَانُ دَعوًي لَا تَجُوزُ إِلّا بِبَيّنَةٍ وَ بَيّنَتُهُ عَمَلُهُ وَ نِيّتُهُ فَإِذَا اتّفَقَا فَالعَبدُ عِندَ اللّهِ مُؤمِنٌ وَ الكُفرُ مَوجُودٌ بِكُلّ جِهَةٍ مِن هَذِهِ الجِهَاتِ الثّلَاثِ مِن نِيّةٍ أَو قَولٍ أَو عَمَلٍ وَ الأَحكَامُ تجَريِ عَلَي القَولِ وَ العَمَلِ فَمَا أَكثَرَ مَن يَشهَدُ لَهُ المُؤمِنُونَ بِالإِيمَانِ وَ يجَريِ عَلَيهِ أَحكَامُ المُؤمِنِينَ وَ هُوَ عِندَ اللّهِ كَافِرٌ وَ قَد أَصَابَ مَن أَجرَي عَلَيهِ أَحكَامُ المُؤمِنِينَ بِظَاهِرِ قَولِهِ وَ عَمَلِهِ
بيان مفعول يقول قوله سبحان الله إلي آخر الكلام وإعادة فقال للتأكيد لطول الفصل و قدمر أن المرجئة قوم يقولون إنه لايضر مع الإيمان معصية كما أنه لاينفع مع الكفر طاعة ويظهر من هذاالخبر أنهم كانوا يقولون بأن الإيمان هوالإقرار الظاهري و لايشترط فيه الاعتقاد القلبي وكذا الكفر لكنه غيرمشهور عنهم . قال في المواقف وشرحه من كبار الفرق الإسلامية المرجئة لقبوا به لأنهم يرجئون العمل عن النية أي يؤخرونه أولأنهم يقولون لايضر مع الإيمان معصية
صفحه : 298
كما لاينفع مع الكفر طاعة فهم يعطون الرجاء و علي هذاينبغي أن لايهمز لفظ المرجئة وفرقهم خمس اليونسية أصحاب يونس النميري قالوا الإيمان هوالمعرفة بالله والخضوع له والمحبة بالقلب فمن اجتمعت فيه هذه الصفات فهو مؤمن و لايضر معها ترك الطاعات وارتكاب المعاصي و لايعاقب عليها والعبيدية أصحاب العبيد المكذب زادوا علي اليونسية أن علم الله لايزال شيئا مع غيره و أنه تعالي علي صورة الإنسان والغسانية أصحاب غسان الكوفي قالوا الإيمان هوالمعرفة بالله ورسوله وبما جاء من عندهما إجمالا لاتفصيلا و هو لايزيد و لاينقص وغسان كان يحكيه عن أبي حنيفة و هوافتراء عليه فإنه لما قال الإيمان هوالتصديق و لايزيد و لاينقص ظن به الإرجاء بتأخير العمل عن الإيمان والثوبانية أصحاب ثوبان المرجي قالوا الإيمان هوالمعرفة والإقرار بالله ورسوله وبكل ما لايجوز في العقل أن يعقله و أما ماجاز في العقل أن يعقله فليس الاعتقاد به من الإيمان وأخروا العمل كله من الإيمان والثومنية أصحاب أبي معاذ الثومني قالوا الإيمان هوالمعرفة والتصديق والمحبة والإخلاص والإقرار بما جاء به الرسول وترك كله أوبعضه كفر و ليس بعضه إيمانا و لابعض إيمان و كل معصية لم يجمع علي أنه كفر فصاحبه يقال أنه فسق وعصي وإنه فاسق و من ترك الصلاة مستحلا كفر لتكذيبه بما جاء به النبي ص و من تركها بنية القضاء لم يكفر وقالوا السجود للصنم ليس كفرا بل هوعلامة الكفر فهذه هي المرجئة الخالصة ومنهم من جمع إلي الإرجاء القدر انتهي . قوله كما أن الكافر كأنه قاس الإيمان بالكفر فإن من أنكر ضروريا من ضروريات الدين ظاهرا من غيرتقية فهو كافر و إن لم يعتقد ذلك فإذاأقر بما جاء به النبي ص يجب أن يكون مؤمنا غيرمعذب و إن لم يعتقد بقلبه شيئا من ذلك و لم يضم إليه أفعال الجوارح من الطاعات وترك المعاصي فأجاب ع بأنه مع بطلان القياس لاسيما في المسائل الأصولية فهو قياس مع الفارق ثم شبه ع الأمرين بالإقرار والإنكار ليظهر الفرق فإن إنكار الضروري مستلزم لترك جزء
صفحه : 299
من أجزاء الإيمان و هوالإقرار الظاهري فهو بمنزلة إقرار الإنسان علي نفسه فإنه لايكلف بينة علي إقراره بل يحكم بمحض الإقرار عليه و إن شهدت البينة علي خلافه بخلاف إظهار الإيمان والتكلم به فإنه و إن أتي بجزء من الإيمان و هوالإقرار الظاهري لكن عمدة أجزائه التصديق القلبي و هو في ذلك مدع لابد له من شاهد من عمل الجوارح عند الناس و من النية والتصديق عند الله فإذااتفق الشاهدان وهما التصديق والعمل ثبت إيمانه عند الله و لما كان التصديق القلبي أمرا لايطلع عليه غير الله لم يكلف الناس في الحكم بإيمانه إلابالإقرار الظاهري والعمل فإنهما شاهدان عدلان يحكم بهما ظاهرا و إن كانا كاذبين عند الله . والحاصل أنه ع شبه الإقرار الظاهري بالدعوي في سائر الدعاوي و كما أن الدعوي في سائر الدعاوي لاتقبل إلاببينة فكذا جعل الله تعالي هذه الدعوي غيرمقبولة إلابشاهدين من قلبه وجوارحه فلايثبت عنده إلابهما و أما عند الناس فيكفيهم في الحكم الإقرار والعمل الظاهري كمايكتفي عندالضرورة بالشاهد واليمين فالإيمان مركب من ثلاثة أجزاء و لايثبت الإيمان الواقعي إلابتحقق الجميع فهو من هذه الجهة يشبه سائر الدعاوي للزوم ثلاثة أشياء في تحققها الدعوي والشاهدين ويمكن أن يكون الأصل في الإيمان الأمر القلبي و لما لم يكن ظهوره للناس إلابالإقرار والعمل فجعلهما الله من أجزاء الإيمان أو من شرائطه ولوازمه و قدأصاب أي حكم بالحكم والصواب
56-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَرتَكِبُ الكَبِيرَةَ مِنَ الكَبَائِرِ فَيَمُوتُ هَل يُخرِجُهُ ذَلِكَ مِنَ الإِسلَامِ وَ إِن عُذّبَ كَانَ عَذَابُهُ كَعَذَابِ المُشرِكِينَ أَم لَهُ مُدّةٌ وَ انقِطَاعٌ فَقَالَ ع مَنِ ارتَكَبَ كَبِيرَةً مِنَ الكَبَائِرِ فَزَعَمَ أَنّهَا حَلَالٌ أَخرَجَهُ ذَلِكَ مِنَ الإِسلَامِ وَ عُذّبَ أَشَدّ العَذَابِ وَ إِن كَانَ مُعتَرِفاً أَنّهُ أَذنَبَ
صفحه : 300
وَ مَاتَ عَلَيهِ أَخرَجَهُ مِنَ الإِيمَانِ وَ لَم يُخرِجهُ مِنَ الإِسلَامِ وَ كَانَ عَذَابُهُ أَهوَنَ مِن عَذَابِ الأَوّلِ
قال الشهيد الثاني رفع الله درجته في كتاب حقائق الإيمان قيل الإسلام والإيمان واحد وقيل بتغايرهما والظاهر أنهم أرادوا الوحدة بحسب الصدق لا في المفهوم ويظهر من كلام جماعة من الأصوليين أنهما متحدان بحسب المفهوم أيضا حيث قالوا إن الإسلام هوالانقياد والخضوع لألوهية البارئ تعالي والإذعان بأوامره ونواهيه و ذلك حقيقة التصديق ألذي هوالإيمان علي ماتقدم . و أماالقائلون بالتغاير صدقا ومفهوما فإنهم أرادوا أن الإسلام أعم من الإيمان مطلقا و قدأشرنا فيما تقدم في أوائل المقدمة الأولي أن المحقق نصير الدين
صفحه : 301
الطوسي قدس سره نقل في قواعد العقائد أن الإسلام أعم في الحكم من الإيمان لكنه في الحقيقة هوالإيمان . و هذه عبارته رحمه الله تعالي قالوا الإسلام أعم في الحكم من الإيمان لأن من أقر بالشهادتين كان حكمه حكم المسلمين لقوله تعالي قالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا و أماكون الإسلام في الحقيقة هوالإيمان فلقوله تعالي إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ ثم قال واختلفوا في معناه يعني الإيمان فقال بعض السلف كذا وقالت المعتزلة أصول الإيمان خمسة وعدها وقالت الشيعة أصول الإيمان ثلاثة وعدها أيضا و قال أهل السنة هوالتصديق بالله تعالي أما علي ماتقدم تفصيله فليراجع أقول ظاهره قوله رحمه الله قالوا أي هؤلاء المختلفون في معني الإيمان كمايدل عليه قوله واختلفوا وظاهر هذاالنقل يعطي أنه لانزاع في أن حقيقتهما واحدة والمغايرة إنما هي في الحكم فقط بمعني أنا قدنحكم علي شخص في ظاهر الشرع بكونه مسلما لإقراره بالشهادتين و لانحكم عليه بالإيمان حتي نعلم من حاله التصديق و مانقلناه من المذهبين الأولين يقتضي وقوع النزاع في الحقيقة والحكم . أما أهل المذهب الأول وهم القائلون باتحادهما مطلقا صدقا ومفهوما أوصدقا فقط فإنهم صرحوا باتحادهما في الحكم أيضا حيث قالوا لايصح في الشرع أن يحكم علي أحد بأنه مؤمن و ليس بمسلم أومسلم و ليس بمؤمن و لانعني بوحدتهما سوي هذا و أما أهل المذهب الثاني وهم القائلون بالتغاير فإنهم صرحوا بتغايرهما صدقا ومفهوما وحكما حيث قالوا إن حقيقة الإسلام هي الانقياد والإذعان بإظهار الشهادتين سواء اعترف مع ذلك بباقي المعارف أم لافيكون أعم مفهوما من الإيمان فتبين مما حررناه أن المذاهب في بيان حقيقة الإسلام ثلاثة.احتج أهل المذهب الأول بقوله تعالي فَأَخرَجنا مَن كانَ فِيها مِنَ المُؤمِنِينَ فَما وَجَدنا فِيها غَيرَ بَيتٍ مِنَ المُسلِمِينَوجه الاستدلال أن غير هذاللاستثناء بمعني
صفحه : 302
إلا و هذااستثناء مفرغ متصل فيكون من الجنس إذ المعني و الله أعلم فما وجدنا فيهابيتا من بيوت المؤمنين إلابيتا من المسلمين وبيت المسلم إنما يكون بيت المؤمن إذاصدق المؤمن علي المسلم كما هومقتضي الاتحاد في الجنس إذ من المعلوم أن المراد من البيت هنا أهله لاالجدران علي حد قوله تعالي وَ سئَلِ القَريَةَ وصدق المؤمن علي المسلم يقتضي كون الإيمان أعم من الإسلام أومساويا له لكن لاقائل بالأول فتعين الثاني واعترض بأن المصحح للاستثناء هوتصادق المستثني والمستثني منه في الفرد المخرج لا في كل فرد و هويتحقق بكون الإسلام أعم كمايتحقق بكونه مساويا والأمر هنا كذلك فإنه علي تقدير كون الإيمان أخص يتصادق المؤمن والمسلم في البيت المخرج الموجود فإنه بيت لوط عليه و علي نبينا السلام علي أن دلالة هذه الآية معارضة بقوله تعالي قالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنافوصفهم تعالي بالإسلام حيث جوز لهم الإخبار عن أنفسهم به ونفي عنهم الإيمان فدل علي تغايرهما. واحتج أهل المذهب الثاني علي المغايرة بهذه الآية والتقريب ماتقدم في بيان المعارضة وبما تواتر عن النبي ص والصحابة رضي الله عن المؤمنين منهم أنهم كانوا يكتفون في الإسلام بإظهار الشهادتين ثم بعد ذلك ينبهون المسلم علي بعض المعارف الدينية التي يتحقق بهاالإيمان .أقول إن الآية الكريمة إنما تدل علي المغايرة في الجملة و كمايجوز أن يكون بحسب الحقيقة يجوز أن يكون في الحكم دون الحقيقة كمااختاره أهل المذهب الثالث ويؤيد ذلك أن الله سبحانه لم يثبت لهم الإسلام صريحا و لاوصفهم به حيث لم يقل ولكن أسلمتم كما قال لم تؤمنوا بل أحال الإخبار به علي مقالتهم فقال تعالي وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا وحينئذ فيجوز أن يكون المراد و الله أعلم أنكم لم تؤمنوا حتي تدخل المعارف قلوبكم و لماتدخل لكن مازعمتموه من الإيمان فإنما هوإسلام ظاهري يمكن الحكم عليكم به في ظاهر الشرع حيث أقررتم
صفحه : 303
بألسنتكم دون قلوبكم فلكم أن تخبروا عن أنفسكم و أماالإسلام الحقيقي فلم يثبت لكم عند الله تعالي كالإيمان فلذا لم يخبر عنكم به و قديظهر من ذلك الجواب عن الثاني أيضا. إن قلت إن الإسلام من الحقائق الاعتبارية للشارع كالإيمان فلايعلم إلا منه وحيث أذن لهم في أن يخبروا عن أنفسهم بأنهم أسلموا مع أن الإيمان لم يكن دخل قلوبهم كمادل عليه آخر الآية تدل علي أنه لم يكن له حقيقة وراء ذلك عندالشارع و إلا لماجوز لهم ذلك الأخبار واحتمال المجاز يدفعه أن الأصل في الإطلاق الحقيقة ولزوم الاشتراك علي تقدير الحقيقة يدفعه أنه متواطئ أومشكك حيث بينا أن مفهومه هوالانقياد والإذعان بالشهادتين سواء اقترن بالمعارف أم لافيكون إسلام الأعراب فردا منه . قلت لاريب أنه لوعلم عدم تصديق من أقر بالشهادتين لم يعتبر ذلك الإقرار شرعا و لم نحكم بإسلام فاعله لأنه حينئذ يكون مستهزئا أومشككا وإنما حكم الشارع بإسلامه ظاهرا في صورة عدم علمنا بموافقة قلبه للسانه بالنسبة إلينا تسهيلا ودفعا للحرج عنا حيث لايعلم السرائر إلا هو و أماعنده تعالي فالمسلم من طابق قلبه لسانه كما قال تعالي إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ مع أن الدين لا يكون إلا مع الإخلاص لقوله تعالي وَ ما أُمِرُوا إِلّا لِيَعبُدُوا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ إلي قوله تعالي وَ ذلِكَ دِينُ القَيّمَةِ.فالإسلام لا يكون إلا مع الإخلاص أيضا بقرينة أنه ذكر الإسلام معرفا و ذلك يفيد حصر الإسلام في الدين المخلص فكان المعني و الله أعلم لاإسلام إلا ما هودين عند الله تعالي كمايقال زيد العالم أي لاغيره والفرق ظاهر بين أن يقال الدين المخلص إسلام أو هوالإسلام كماقررناه فعلم أن الإسلام اللساني ليس داخلا في حقيقة الإسلام عند الله والكلام إنما هوفيما يعد إسلاما وإيمانا عندالشارع لاعندنا بحيث لايجتمع مع ضده ألذي هوالكفر في موضع واحد
صفحه : 304
في زمان واحد والإقرار باللسان دون القلب يجامع الكفر فلا يكون إسلاما حقيقة ولعل هذا هوالسر في إحالة الأخبار بالإسلام علي قول الأعراب دون قوله تعالي كماأشرنا إليه سابقا. إن قلت إذا لم يكن إسلام الأعراب إسلاما عند الله تعالي كان مغريا لهم بالكذب حيث أمرهم أن يخبروا عن أنفسهم بالإسلام فقال قُولُوا أَسلَمنا و هومحال عليه تعالي . قلت إنما أمرهم أمرا إرشاديا بأن يخبروا بالإسلام الظاهري و هوحق في الظاهر فلم يكن مغريا لهم بالكذب حيث لم يأمرهم بأن يخبروا بأنهم مسلمون عند الله تعالي بالإسلام مطلقا و قدتقدم مايصلح دليلا لماادعيناه من التخصيص علي أنه يمكن أن يقال إن الله سبحانه و تعالي لم يأمرهم بالإخبار أصلا لاظاهرا و لاغيره بل أمر نبيه ص أن يأمرهم حيث قال تعالي له قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا أي ولكن قل لهم قولوا أسلمنا فالأمر لهم بقول أسلمنا إنما هو من النبي ص لا من الله تعالي لماتقرر في الأصول من أن الأمر بالأمر بالشيء ليس أمرا بذلك الشيء. واحتج أهل المذهب الثالث علي كل من جزأي مدعاهم أما علي أن الإسلام أعم في الحكم فبآية الأعراب المتقدمة والتقريب ماتقدم لكن لايرد عليهم شيءمما أوردناه علي استدلال أهل المذهب الثاني بهالأنهم يدعون دلالتها علي مغايرة الإسلام للإيمان حقيقة وهم يدعون المغايرة في الحكم ظاهرا دون الحقيقة بل ماذكرناه من الإيرادات محقق لاستدلالهم بهاإذ لايتم لهم بدونه كما لايخفي علي من أحاط بما ذكرناه في بيان معني هذه الآية مما من به الواهب الكريم . إن قلت إن الشارع حكم بإيمان من أقر بالمعارف الأصولية ظاهرا و إن كان في نفس الأمر غيرمعتقد لذلك إذا لم يطلع عليه علي حد ماذكرتم في الإسلام فكما أن الإيمان والإسلام الاعتقاديين متحدان فكذا الظاهريان فما وجه عموم
صفحه : 305
الإسلام في الحكم و مامعناه . قلت الإسلام يكفي في الحكم به ظاهرا الإقرار بالشهادتين مع عدم علم الاستهزاء والشك من المعتبر بخلاف الإيمان فإنه لابد في الحكم به ظاهرا مع ذلك من الاعتراف بأنه يعتقد الأصول الخمسة مع إقراره بها أويقتصر علي الإقرار بها مع عدم علمنا منه بما ينافي ذلك من استهزاء أوشك فهو أخص حكما من الإسلام و هذا ألذي ذكرناه يشهد به كثير من الأحاديث وحكم علماء الإمامية أيضا بإسلام أهل الخلاف وعدم إيمانهم يؤيد ماقلناه . و أما علي أن الإسلام في الحقيقة هوالإيمان فبقوله تعالي فَأَخرَجنا مَن كانَ فِيها مِنَ المُؤمِنِينَالآية والتقريب ماتقدم في بيان استدلال أهل المذهب الأول بها والاعتراض الاعتراض لكن ماذكر هناك من المعارضة بآية الأعراب لايرد هنا لأنا بينا أنها إنما تدل علي المغايرة في الحكم و هو لاينافي الاتحاد في الحقيقة و أماهناك فلما كان المدعي الاتحاد مطلقا حكما وحقيقة أمكن المعارضة بها في الجملة. و قدتقدم في كلام المحقق الطوسي قدس سره أنهم استدلوا علي كون حقيقتهما واحدة بقوله تعالي إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ ويمكن تقريره بوجهين أحدهما أن الإيمان هوالدين والدين هوالإسلام فالإيمان هوالإسلام أماالكبري فللآية و أماالصغري فلقوله تعالي وَ مَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِيناً فَلَن يُقبَلَ مِنهُ و لاريب أن الإيمان مقبول من يبتغيه دينا للإجماع فيكون الإيمان دينا فيكون هوالإسلام و فيه أنه لايلزم من صحة حمل الإسلام عليه كونهما واحدا في الحقيقة لجواز كون المحمول أعم ويمكن الجواب بما ذكرناه سابقا من إفادة مثل ذلك حصر الإسلام في الدين لكن يرد علي دليل الصغري أن اللازم منه كون الإيمان دينا أماكونه نفس الدين ليكون هوالإسلام فلالجواز أن يكون جزءا منه أوجزئيا له أوشرعا كذلك و لاريب أن جزء الشيء أوجزئيه أوشرطه
صفحه : 306
يقبل معه و إن كان مغايرا له فعلم أن المراد من الغير في الآية الكريمة غير ذلك . وأيضا يرد عليه أن هذاالدليل إنما يستقيم علي مذهب من يقول إن الطاعات جزء من الإيمان و ذلك لأن الظاهر أن الدين المحمول عليه الإسلام هودين القيمة في قوله تعالي وَ ذلِكَ دِينُ القَيّمَةِ والمشار إليه بذلك ماتقدم من الإخلاص في الدين مع إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة. وثانيهما أن العبادات المعتبرة شرعا هي الدين والدين هوالإسلام والإسلام هوالإيمان أماالأولي فلقوله تعالي وَ ما أُمِرُوا إِلّا لِيَعبُدُوا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ و أماالثانية فلقوله تعالي إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ و أماالثالثة فلقوله تعالي وَ مَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِيناًالآية و قدتقدم بيان ذلك ويرد عليه جميع مايرد علي الوجه الأول ويزيد عليه أن النتيجة كون العبادات هي الإيمان والمدعي كون الإسلام هوالإيمان أوعكسه و لاينطبق علي المدعي و لوسلم استلزامه للمدعي لاقتضاء المقدمة الثالثة ذلك قلنا فبقية المقدمات مستدركة إذ يكفي أن يقال الإسلام هوالإيمان لقوله تعالي وَ مَن يَبتَغِالآية.أقول قدعرفت أن هذاالاستدلال بوجهيه إنما يستقيم علي مذهب من يجعل الطاعات الإيمان أوجزءا منه فإن كان المستدل به هؤلاء فذلك قدعلم مع مايرد عليه و إن كان غيرهم فهو ساقط الدلالة أصلا ورأسا ثم نقول علي تقدير تسليم دلالة هذه الآيات علي اتحادهما أن الحكم بعموم الإسلام في الحكم علي مذهب من يجعل الطاعات الإيمان ظاهرا أن الآيات دلت علي اتحادهما في الحقيقة عند الله تعالي و علي هذا من لم يأت بالطاعات أوبعضها فلادين له فلاإسلام فلاإيمان له عند الله و لا في الظاهر إذا لم يعرف منه ذلك . و أما من اكتفي بالتصديق في تحقق حقيقة الإيمان وجعل الإتيان بالطاعات من المكملات فيلزم عليه بمقتضي هذه الآيات أن يسلمه بأن يكون بين الإسلام
صفحه : 307
والإيمان عموم من وجه لتحققهما فيمن صدق بالمسائل الأصولية وأتي بالطاعات مخلصا وانفراد الإسلام فيمن أقر بالشهادتين ظاهرا مع كونه غيرمصدق بقلبه وانفراد الإيمان فيمن صدق بقلبه بالمعارف وترك الطاعات غيرمستحل فإنه لادين له حيث لم يقم الصلاة و لاآتي الزكاة كما هوالمفروض فلاإسلام له لأن الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُ و هو في غاية البعد والاستهجان و لم يذهب أحد إلي أنه قد يكون المكلف مؤمنا و لا يكون مسلما. هذا إن اعتبرنا النسبة بين مطلق الإسلام والإيمان حقيقيا أوظاهريا و إن اعتبرنا النسبة بين الحقيقيين فقط أي ما هوإسلام وإيمان عند الله تعالي كانا متحدين عند من جعلهما الطاعات و عند من اكتفي بالتصديق يكون الإيمان أعم مطلقا و هوأيضا غريب إذ لم يذهب إليه أحد و لامخلص له عن هذاالإلزام إلابالتزامه إذ يدعي أن تارك الطاعات غيرمستحل مسلم أيضا ويتأول الدين في قوله تعالي وَ ذلِكَ دِينُ القَيّمَةِبالدين الكامل و يكون المراد بالدين في قوله تعالي إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُالدين الأصلي ألذي لايتحقق أصل الإيمان إلا به وحينئذ فيكون الإسلام والإيمان الحقيقيان متحدين أيضا عنده . ويؤيد ذلك ماذكره بعضهم من أن الاستدلال بآية الإخلاص إنما يتم بإضمار لفظ المذكر ونحوه فإن الإشارة في قوله تعالي وَ ذلِكَ دِينُ القَيّمَةِيرجع إلي متعدد و هوالعبادة مع الإخلاص في الدين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة بل مع جميع الطاعات بناء علي أنه اكتفي عن ذكرها بذكر الأعظم منها وأنها قدذكرت إجمالا في قوله تعالي لِيَعبُدُوا وذكر إقام الصلاة وإيتاء الزكاة لشدة الاعتناء بهما فكان حق الإشارة أن يكون أولئك ونحوه تطابقا بين الإشارة والمشار إليه و لماكانت الإشارة مفردة ارتكب المذكور وحيث لابد من الإضمار فللخصم أن يضمر الإخلاص أوالتدين المدلول عليهما بقوله مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ والترجيح لهذه لقربه من المعني اللغوي للإيمان و بعدذاك فلم يكن في الآية دلالة علي أن الطاعات هي الإيمان فلم يتكرر الأوسط في قولنا عبادة الله تعالي مع الإخلاص وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة كالدين
صفحه : 308
والدين هوالإسلام والإسلام هوالإيمان لقوله تعالي وَ مَن يَبتَغِالآية فالطاعات هي الإسلام والإيمان لأنه يقال لانسلم أن المراد من الدين في المقدمة الأولي مايراد في المقدمة الثانية. و قدظهر من هذاتزييف الاستدلال بهذه الآيات علي كون الطاعات معتبرة في حقيقة الإيمان لأنه لم يناف مانحن فيه من اتحاد الإسلام والإيمان لكن لايخفي أنه مناف لما قدبيناه من أن البحث كله علي تقدير تسليم دلالة هذه الآيات و ماذكر من التأويل مناف للتسليم المذكور ويمكن الجواب عنه فتأمل . وهاهنا بحث يصلح لتزييف الاستدلال بهذه الآيات علي المطلبين مطلب كون الطاعات معتبرة في حقيقة الإيمان ومطلب اتحادهما في الحقيقة فنقول لوسلمنا أن المراد من الدين في الآيات الثلاث واحد و أن الطاعات معتبرة في أصل حقيقة الإسلام فلايلزم أن تكون معتبرة في أصل حقيقة الإيمان و لا أن يكون الإسلام والإيمان متحدين حقيقة و ذلك لأن الآية الكريمة إنما دلت علي أن من ابتغي أي طلب غيردين الإسلام دينا له فلن يقبل منه ذلك المطلوب و لم تدل علي أن من صدق بما أوجبه الشارع عليه لكنه ترك بعض الطاعات غيرمستحل أنه طالب لغير دين الإسلام إذ ترك الفعل يجتمع مع طلبه لعدم المنافاة بينهما فإن الشخص قد يكون طالبا للطاعة مريدا لها لكنه تركها إهمالا وتقصيرا و لايخرج بذلك عن ابتغائها و قدتقدم هذاالاعتراض في المقالة الأولي علي دليل القائلين بالاتحاد. إن قلت علي تقدير تسليم اتحاد معني الدين في الآيات فما يصنع من اكتفي في الإيمان بالتصديق فيما إذاصدق شخص بجميع ماأمره الله تعالي به و لوإجمالا لكنه لم يفعل بعدشيئا من الطاعات لعدم وجوبها عليه كما لوتوقفت علي سبب أوشرط و لم يحصل أووجد مانع من ذلك فإنه يسمي مؤمنا و لايسمي مسلما لعدم الإتيان بالطاعات التي هي معتبرة في حقيقة الإسلام وكذا الحكم علي من وجبت عليه وتركها تقصيرا غيرمستحل مع كونه مصدقا بجميع ماأمر به ومريدا للطاعات
صفحه : 309
فإنه يسمي حينئذ مؤمنا لامسلما ويلزم الاستهجان المذكور سابقا. قلت الأمر علي ماذكرت و لامخلص من هذا إلابالتزام ارتكاب عدم تسليم اتحاد معني الدين في الآيات أوالتزامه ونمنع من استهجانه فإنه لما كان حصول التصديق مع ترك الطاعات فردا نادر الوقوع لم تلتفت النفس إليه فلذا لم يتوجهوا إلي بيان النسبة بين الإسلام والإيمان علي تقديره وبالجملة فظواهر الآيات تعطي قوة القول بأن الإسلام والإيمان الحقيقيان تعتبر فيهما الطاعات وتحقق حصول الإيمان في صورة حصول التصديق قبل وجوب الطاعات يفيد قوة القول بأن الإيمان هوالتصديق فقط والطاعات مكملات .انتهي كلامه ضوعف في الجنة إكرامه و لم نتعرض لتبيين ماحققه و مايخطر بالبال في كل منها لخروجه عن موضع كتابنا و في بالي إن فرغني الله تعالي عن بعض مايصدني عن الوصول إلي آمالي أن أكتب في ذلك كتابا مفردا إن شاء الله تعالي و هوالموفق للخير والصواب و إليه المرجع والمآب
1- مع ،[معاني الأخبار] لي ،[الأمالي للصدوق ] عَن مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخَزّازِ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَأَنسُبَنّ الإِسلَامَ نِسبَةً لَم يَنسُبهُ أَحَدٌ قبَليِ وَ لَا يَنسُبُهُ أَحَدٌ بعَديِ الإِسلَامُ هُوَ التّسلِيمُ وَ التّسلِيمُ هُوَ التّصدِيقُ وَ التّصدِيقُ هُوَ اليَقِينُ وَ اليَقِينُ هُوَ الأَدَاءُ وَ الأَدَاءُ هُوَ العَمَلُ إِنّ المُؤمِنَ أَخَذَ دِينَهُ عَن رَبّهِ وَ لَم يَأخُذهُ عَن رَأيِهِ أَيّهَا النّاسُ دِينَكُم دِينَكُم تَمَسّكُوا بِهِ لَا يُزِيلُكُم أَحَدٌ عَنهُ لِأَنّ السّيّئَةَ فِيهِ خَيرٌ مِنَ الحَسَنَةِ فِي غَيرِهِ لِأَنّ السّيّئَةَ فِيهِ تُغفَرُ وَ الحَسَنَةَ فِي غَيرِهِ
صفحه : 310
لَا تُقبَلُ
بيان دينكم نصب علي الإغراء أي خذوا دينكم وتمسكوا به قوله ع لأن السيئة فيه تغفر أقول يحتمل وجهين الأول أن يكون مبنيا علي أن العمل غيرالمقبول ربما يعاقب عليه فإنه كالصلاة بغير وضوء فهو بدعة يستحق عليها العقاب وأيضا ترك العمل ألذي وجب عليه لأنه لم يأت به مع شرائطه فيستحق عقابين أحدهما بفعل العمل المبتدع وثانيهما بترك العمل المقبول و هولعدم الإيمان لايستحق العفو والسيئة من المؤمن مما يمكن أن يغفر له إن لم يوجب له المغفرة فهذه السيئة خير من تلك الحسنة وأقرب إلي المغفرة والثاني أن يكون المراد خيرية المؤمن المسيء بالنسبة إلي المخالف المحسن في مذهبه لأن الأول يمكن المغفرة في حقه و مع عدمها لايدوم عقابه بخلاف المخالف المتعبد فإنه لاتنفعه عبادته ويخلد في النار بسوء اعتقاده وكلاهما مما خطر بالبال و كان الأول أظهر
2- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي]بِإِسنَادِ المجُاَشعِيِّ عَنِ الصّادِقِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ الإِسلَامُ هُوَ التّسلِيمُ وَ التّسلِيمُ هُوَ اليَقِينُ وَ اليَقِينُ هُوَ التّصدِيقُ وَ التّصدِيقُ هُوَ الإِقرَارُ وَ الإِقرَارُ هُوَ الأَدَاءُ وَ الأَدَاءُ هُوَ العَمَلُ
صفحه : 311
3- فس ،[تفسير القمي] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البغَداَديِّ رَفَعَ الحَدِيثَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ قَالَ لَأَنسُبَنّ الإِسلَامَ نِسبَةً لَم يَنسُبهَا أَحَدٌ قبَليِ وَ لَا يَنسُبُهَا أَحَدٌ بعَديِ الإِسلَامُ هُوَ التّسلِيمُ وَ التّسلِيمُ هُوَ اليَقِينُ وَ اليَقِينُ هُوَ التّصدِيقُ وَ التّصدِيقُ هُوَ الإِقرَارُ وَ الإِقرَارُ هُوَ الأَدَاءُ وَ الأَدَاءُ هُوَ العَمَلُ المُؤمِنُ أَخَذَ دِينَهُ عَن رَبّهِ إِنّ المُؤمِنَ يُعرَفُ إِيمَانُهُ فِي عَمَلِهِ وَ إِنّ الكَافِرَ يُعرَفُ كُفرُهُ بِإِنكَارِهِ أَيّهَا النّاسُ دِينَكُم فَإِنّ الحَسَنَةَ فِيهِ خَيرٌ مِنَ الحَسَنَةِ فِي غَيرِهِ وَ إِنّ السّيّئَةَ فِيهِ تُغفَرُ وَ إِنّ الحَسَنَةَ فِي غَيرِهِ لَا تُقبَلُ
4- سن ،[المحاسن ] عَن بَعضِ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَأَنسُبَنّ اليَومَ الإِسلَامَ نِسبَةً لَم يَنسُبهُ أَحَدٌ قبَليِ وَ لَا يَنسُبُهُ أَحَدٌ بعَديِ إِلّا بِمِثلِ ذَلِكَ الإِسلَامُ هُوَ التّسلِيمُ وَ التّسلِيمُ هُوَ اليَقِينُ وَ اليَقِينُ هُوَ التّصدِيقُ وَ التّصدِيقُ هُوَ الإِقرَارُ وَ الإِقرَارُ هُوَ العَمَلُ وَ العَمَلُ هُوَ الأَدَاءُ إِنّ المُؤمِنَ لَم يَأخُذ دِينَهُ عَن رَأيِهِ وَ لَكِن أَتَاهُ عَن رَبّهِ وَ أَخَذَ بِهِ إِنّ المُؤمِنَ يُرَي يَقِينُهُ فِي عَمَلِهِ وَ الكَافِرَ يُرَي إِنكَارُهُ فِي عَمَلِهِ فَوَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ مَا عَرَفُوا أَمرَ رَبّهِم فَاعتَبِرُوا إِنكَارَ الكَافِرِينَ وَ المُنَافِقِينَ بِأَعمَالِهِمُ الخَبِيثَةِ
كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ لَأَنسُبَنّ الإِسلَامَ إِلَي قَولِهِ أَتَاهُ مِن رَبّهِ فَأَخَذَهُ إِلَي قَولِهِ مَا عَرَفُوا أَمرَهُم
بيان لأنسبن يقال نسبت الرجل كنصرت أي ذكرت نسبه والمراد بيان الإسلام والكشف التام عن معناه وقيل لما كان نسبة شيء إلي شيءيوضح أمره وحاله و مايئول هو إليه أطلق هنا علي الإيضاح من باب ذكر الملزوم وإرادة اللازم .
صفحه : 312
وأقول كأن المراد بالإسلام هنا المعني الأخص منه المرادف للإيمان كمايومئ إليه قوله إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه و قوله إن المؤمن يري يقينه في عمله وحاصل الخبر أن الإسلام هوالتسليم والانقياد والانقياد التام لا يكون إلاباليقين واليقين هوالتصديق الجازم والإذعان الكامل بالأصول الخمسة أوتصديق الله ورسوله والأئمة الهداة والتصديق لايظهر أو لايفيد إلابالإقرار الظاهري والإقرار التام لا يكون أو لايظهر إلابالعمل بالجوارح فإن الأعمال شهود الإيمان والعمل ألذي هوشاهد الإيمان هوأداء ماكلف الله تعالي به لااختراع الأعمال وإبداعها كماتفعله المبتدعة والأداء اسم المصدر ألذي هوالتأدية ويحتمل أن يكون المراد بالأداء تأديته وإيصاله إلي غيره فيدل علي أن التعليم ينبغي أن يكون بعدالعمل و أنه من لوازم الإيمان فظهر أن الحمل في بعضها حقيقي و في بعضها مجازي. وقيل أشار ع إلي أن الإسلام و هودين الله ألذي أشار إليه جل شأنه بقوله إِنّ الدّينَ عِندَ اللّهِ الإِسلامُيتوقف حصوله علي ستة أمور والعبارة لاتخلو من لطف و هو أنه جعل التصديق ألذي هوالإيمان الخالص الحقيقي بين ثلاثة وثلاثة واشتراك الثلاثة التي قبله في أنها من مقتضياته وأسباب حصوله واشتراك الثلاثة التي بعده في أنها من لوازمه وآثاره وثمراته وبالجملة جعل التصديق ألذي هوالإيمان وسطا وجعل أول مراتبه الإسلام ثم التسليم ثم اليقين وجعل أول مراتبه من جهة المسببات الإقرار بما يجب الإقرار به ثم العمل بالجوارح ثم أداء ماافترض الله به انتهي . إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه كأنه بيان لما بين سابقا وقرره من أن الإسلام لا يكون إلابالتسليم لأئمة الهدي والانقياد لهم فيما أمروا به ونهوا عنه و أنه لا يكون ذلك إلابتصديق النبي والأئمة صلوات الله عليهم والإقرار بما صدر عنهم وأداء الأعمال علي نهج مابينوه لأن الإيمان ليس أمرا
صفحه : 313
يمكن اختراعه بالرأي والنظر بل لابد من الأخذ عمن يؤدي عن الله فالمؤمن يري علي بناء المجهول أوالمعلوم من باب الإفعال يقينه بالرفع أوالنصب في عمله بأن يكون موافقا لماصدر عنهم و لم يكن مأخوذا من الآراء والمقاييس الباطلة والكافر بعكس ذلك ماعرفوا أي المخالفون أوالمنافقون أمرهم أي أمور دينهم فروعا وأصولا فضلوا وأضلوا لعدم اتباعهم أئمة الهدي وأخذهم العلم منهم فاعتبروا إنكار الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة المخالفة لمحكمات الكتاب والسنة المبنية علي آرائهم الفاسدة والمخالفون داخلون في الأول أو في الثاني بل فيهما حقيقة
فَأَقُولُ رَوَي السّيّدُ الرضّيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فِي نَهجِ البَلَاغَةِ جُزءاً مِن هَذَا الخَبَرِ هَكَذَا وَ قَالَ ع لَأَنسُبَنّ الإِسلَامَ نِسبَةً لَم يَنسُبهَا أَحَدٌ قبَليِ الإِسلَامُ هُوَ التّسلِيمُ وَ التّسلِيمُ هُوَ اليَقِينُ وَ اليَقِينُ هُوَ التّصدِيقُ وَ التّصدِيقُ هُوَ الإِقرَارُ وَ الإِقرَارُ هُوَ الأَدَاءُ وَ الأَدَاءُ هُوَ العَمَلُ
. و قال ابن أبي الحديد خلاصة هذاالفصل يقتضي صحة مذهب أصحابنا المعتزلة في أن الإسلام والإيمان عبارتان عن معني واحد و أن العمل داخل في مفهوم هذه اللفظة أ لاتراه جعل كل واحدة من اللفظات قائمة مقام الأخري في إفادة المفهوم كمايقال الليث هوالأسد والأسد هوالسبع والسبع هو أبوالحارث فلاشبهة أن الليث يكون أباالحارث أي أن الأسماء مترادفة فإذا كان أول اللفظات الإسلام وآخرها العمل دل علي أن العمل هوالإسلام وهكذا يقول أصحابنا إن تارك العمل أي تارك الواجب لايسمي مسلما. فإن قلت كيف يدل علي أن الإسلام هوالإيمان قلت لأن كل من قال إن العمل داخل في مسمي الإسلام قال إن الإسلام هوالإيمان . فإن قلت لم يقل ع كماتقوله المعتزلة لأنهم يقولون الإسلام اسم واقع علي العمل وغيره من الاعتقاد والنطق باللسان و هوجعل الإسلام هوالعمل .
صفحه : 314
قلت لايجوز أن يريد غيره لأن لفظ العمل يشمل الاعتقاد والنطق باللسان وحركات الأركان بالعبادات إذ كل ذلك عمل وفعل و إن كان بعضه من أفعال القلوب وبعضه من أفعال الجوارح والقول بأن الإسلام هوالعمل بالأركان خاصة لم يقل به أحد انتهي . و قال ابن ميثم هذاقياس مفصول مركب من قياسات طويت نتائجها وينتج القياس الأول أن الإسلام هواليقين والثاني أنه التصديق والثالث أنه الإقرار والرابع أنه الأداء والخامس أنه العمل أماالمقدمة الأولي فلأن الإسلام هوالدخول في الطاعة ويلزمه التسليم لله وصدق اللازم علي ملزومه ظاهر و أماالثانية فلأن التسليم الحق إنما يكون ممن تيقن استحقاق المطاع للتسليم له فاليقين من لوازم التسليم لله و أماالثالثة فلأن اليقين بذلك مستلزم للتصديق بما جاء به علي لسان رسوله من وجوب طاعته فصدق علي اليقين به أنه تصديق له و أماالرابعة فلأن التصديق لله في وجوب طاعته إقرار بصدق الله و أماالخامسة فلأن الإقرار والاعتراف بوجوب أمر يستلزم أداء المقر المعترف لماأقر به و كان إقراره أداء لازما السادسة أن أداء مااعترف به لله من الطاعة الواجبة لا يكون إلاعملا ويئول حاصل هذاالترتيب إلي إنتاج أن الإسلام هوالعمل لله بمقتضي أوامره و هوتفسير بالخاصة كماسبق بيانه انتهي و كان ماذكرنا أنسب وأوفق . و قال الكيدري رحمه الله الإسلام هوالتسليم يعني الدين هوالانقياد للحق والإذعان له والتسليم هواليقين أي صادر عنه ولازم له فكأنه هو من فرط تعلقه به والتصديق هوالإقرار أي إقرار الذهن وحكمه والإقرار هوالأداء أي مستلزم للأداء وشديد الشبه بالعلة له لأن من تيقن حقية الشيء و أن
صفحه : 315
مصالحه منوطة بفعله ومفاسده مترتبة علي تركه كان ذلك مقويا لداعيه علي فعله غاية التقوية يعني من حق المسلم الكامل في إسلامه أن يجمع بين علم اليقين والعمل الخالص ليحط رحله في المحل الأرفع ويجاور الرفيق الأعلي . و قال الشهيد الثاني رفع الله درجته في رسالة حقائق الإيمان بعدإيراد هذاالكلام من أمير المؤمنين ع ما هذالفظه البحث عن هذاالكلام يتعلق بأمرين الأول ماالمراد من هذاالنسبة الثاني ماالمراد من هذاالمنسوب . أماالأول فقد ذكر بعض الشارحين أن هذه النسبة بالتعريف أشبه منها بالقياس فعرف الإسلام بأنه التسليم لله والدخول في طاعته و هوتفسير لفظ بلفظ أعرف منه والتسليم بأنه اليقين و هوتعريف بلازم مساو إذ التسليم الحق إنما يكون ممن تيقن صدق من سلم له واستحقاقه التسليم واليقين بأنه التصديق أي التصديق الجازم المطابق البرهاني فذكر جنسه ونبه بذلك علي حده أورسمه والتصديق بأنه الإقرار بالله ورسله و ماجاء من البينات و هوتعريف لفظ بلفظ أعرف والإقرار بأنه الأداء أي أداء ماأقربه من الطاعات و هوتعريف بخاصة له والأداء بأنه العمل و هوتعريف له ببعض خواصه انتهي .أقول هذابناء علي أن المراد من الإسلام المعرف في كلامه ع ما هوالإسلام حقيقة عند الله تعالي في نفس الأمر أوالإسلام الكامل عند الله تعالي أيضا و إلا فلايخفي أن الإسلام يكفي في تحققه في ظاهر الشرع الإقرار بالشهادتين سواء علم من المقر التصديق بالله تعالي والدخول في طاعته أم لا كماصرحوا به في تعريف الإسلام في كتب الفروع وغيرها فعلم أن الحكم بكون تعريف الإسلام بالتسليم لله إلخ تعريفا لفظيا إنما يتم علي المعني الأول و هوالإسلام في نفس الأمر أوالكامل . ويمكن أن يقال إن التعريف حقيقي و ذلك لأن الإسلام لغة هومطلق الانقياد والتسليم فإذاقيد التسليم بكونه لله تعالي والدخول في طاعته كان بيانا للماهية التي اعتبرها الشارع إسلاما فهو من قبيل ماذكر جنسه ونبه علي حده
صفحه : 316
أورسمه . وأقول أيضا في جعله الإقرار بالله تعالي إلي آخره تعريف لفظ بلفظ أعرف للتصديق بحث لايخفي لأن المراد من التصديق المذكور هنا القلبي لااللساني حيث فسره بأنه الجازم المطابق إلخ والإقرار المراد منه الاعتراف باللسان إذ هوالمتبادر منه ولذا جعله بعضهم قسيما للتصديق في تعريف الإيمان حيث قال هوالتصديق مع الإقرار وحينئذ فيكون بين معني اللفظين غاية المباينة فكيف يكون تعريف لفظ بلفظ أللهم إلا أن يراد من الإقرار بالله ورسله مطلق الانقياد والتسليم بالقلب واللسان علي طريق عموم المجاز و لايخفي ما فيه . و ألذي يظهر لي أنه تعريف بلازم عرفي و ذلك لأن من أذعن بالله ورسله وبيناتهم لايكاد ينفك عن إظهار ذلك بلسانه فإن الطبيعة جبلت علي إظهار مضمرات القلوب كَمَا دَلّ عَلَيهِ قَولُهُ ع مَا أَضمَرَ أَحَدُكُم شَيئاً إِلّا وَ أَظهَرَهُ اللّهُ عَلَي صَفَحَاتِ وَجهِهِ وَ فَلَتَاتِ لِسَانِهِ
و لما كان هذاالإقرار هنا مطلوبا للشارع مع كونه في حكم ما هو من مقتضيات الطبيعة نبه ع علي أن التصديق هوالإقرار مع تأكيد طلبه حتي كان التصديق غيرمقبول إلا به أو غيرمعلوم للناس إلا به وكذا أقول في جعله الأداء خاصة للإقرار فإن خاصة الشيء لاتنفك عنه والأداء قدينفك عن الإقرار فإن المراد من الأداء هنا عمل الطاعات والإقرار لايستلزمه ويمكن الجواب بأنه ع أراد من الإقرار الكامل فكأنه لايصير كاملا حتي يردفه بالأداء ألذي هوالعمل . و أماالثاني فقد علم من هذه النسبة الشارحة أن المنسوب أي المشروح هوالإسلام الكامل أو ما هوإسلام عند الله تعالي بحيث لايتحقق بدون الإسلام في الظاهر وعلم أيضا أن هذاالإسلام هوالإيمان إما الكامل أو ما لايتحقق حقيقته المطلوبة للشارع في نفس الأمر إلا به لكن الثاني لاينطبق إلا علي مذهب من قال بأن حقيقة الإيمان هوتصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان و قدعرفت تزييف
صفحه : 317
ذلك فيما تقدم و أن الحق عدم اعتبار جميع ذلك في أصل حقيقة الإيمان نعم هومعتبر في كماله و علي هذافالمنسوب إن كان هوالإسلام الكامل كان الإيمان والإسلام الكاملان واحدا و أماالأصليان فالظاهر اتحادهما أيضا مع احتمال التفاوت بينهما و إن كان هذاالمنسوب مااعتبره الشارع في نفس الأمر إسلاما لاغيره لزم كون الإيمان أعم من الإسلام ولزم ماتقدم من الاستهجان فيحصل من ذلك أن الإسلام إما مساو للإيمان أوأخص و أماعمومه فلم يظهر له من ذلك احتمال إلا علي وجه بعيد فليتأمل
1- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِي إِسحَاقَ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَعطَي مُحَمّداًص شَرَائِعَ نُوحٍ وَ اِبرَاهِيمَ وَ مُوسَي وَ عِيسَي التّوحِيدَ وَ الإِخلَاصَ وَ خَلعَ الأَندَادِ وَ الفِطرَةَ وَ الحَنِيفِيّةَ السّمحَةَ لَا رَهبَانِيّةَ وَ لَا سِيَاحَةَ أَحَلّ فِيهَا الطّيّبَاتِ وَ حَرّمَ فِيهَا الخَبِيثَاتِ وَ وَضَعَعَنهُم إِصرَهُم وَ الأَغلالَ التّيِ كانَت عَلَيهِمفَعَرّفَ فَضلَهُ بِذَلِكَ ثُمّ افتَرَضَ عَلَيهَا فِيهِ الصّلَاةَ وَ الزّكَاةَ وَ الصّيَامَ وَ الحَجّ وَ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيَ عَنِ المُنكَرِ وَ الحَلَالَ وَ الحَرَامَ وَ المَوَارِيثَ وَ الحُدُودَ وَ الفَرَائِضَ وَ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ زَادَهُ الوُضُوءَ وَ فَضّلَهُ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ البَقَرَةِ وَ المُفَصّلِ وَ أَحَلّ لَهُ المَغنَمَ وَ الفيَءَ وَ نَصَرَهُ بِالرّعبِ وَ جَعَلَ لَهُ الأَرضَ مَسجِداً وَ طَهُوراً وَ أَرسَلَهُ كَافّةً إِلَي الأَبيَضِ وَ الأَسوَدِ وَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ أَعطَاهُ الجِزيَةَ وَ أَسرَ المُشرِكِينَ وَ فِدَاهُم ثُمّ كَلّفَ مَا لَم يُكَلّف أَحَداً مِنَ الأَنبِيَاءِ أَنزَلَ عَلَيهِ سَيفاً مِنَ السّمَاءِ فِي غَيرِ غِمدٍ وَ قِيلَ لَهُفَقاتِل فِي سَبِيلِ اللّهِ لا تُكَلّفُ إِلّا نَفسَكَ
عَبّاسُ بنُ عَامِرٍ وَ زَادَ فِيهِ بَعضُهُم فَأَخَذَ النّاسُ بِأَربَعٍ وَ تَرَكُوا هَذِهِ يعَنيِ الوَلَايَةَ
صفحه : 318
كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ البزَنَطيِّ وَ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ جَمِيعاً عَن أَبَانٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ وَ الفِطرَةَ الحَنِيفِيّةَ وَ حَرّمَ فِيهَا الخَبَائِثَ إِلَي قَولِهِ ثُمّ افتَرَضَ عَلَيهِ فِيهَا الصّلَاةَ
تبيين قوله ع شرائع نوح يحتمل أن يكون المراد بالشرائع أصول الدين و يكون التوحيد والإخلاص وخلع الأنداد بيانا لها والفطرة الحنيفية معطوفة علي الشرائع وإنما خص ع ما به الاشتراك بهذه الثلاثة مع اشتراكه ع معهم في كثير من العبادات لاختلاف الكيفيات فيهادون هذه الثلاثة ولعله ع لم يرد حصر المشتركات فيما ذكر لعدم ذكر سائر أصول الدين كالعدل والمعاد مع أنه يمكن إدخالها في بعض ماذكر لاسيما الإخلاص بتكلف . ويمكن أن يكون المراد منها الأصول وأصول الفروع المشتركة و إن اختلفت في الخصوصيات والكيفيات وحينئذ يكون جميع تلك الفقرات إلي قوله ع وزاده بيانا للشرائع ويشكل حينئذ ذكر الرهبانية والسياحة إذ المشهور أن عدمهما من خصائص نبيناص إلا أن يقال المراد عدم الوجوب و هومشترك أويقال إنهما لم يكونا في شريعة عيسي ع أيضا و إن استشكل بالجهاد و أنه لم يجاهد عيسي ع فالجواب أنه يمكن أن يكون واجبا عليه لكن لم يتحقق شرائطه ولذا لم يجاهد ولعل قوله ع زاده وفضله بهذا الوجه أوفق وكأن المراد بالتوحيد نفي الشريك في الخلق وبالإخلاص نفي الشريك في العبادة وخلع الأنداد تأكيد لهما أوالمراد به ترك اتباع خلفاء الجور وأئمة الضلالة أونفي الشرك الخفي أوالمراد بالإخلاص نفي الشرك الخفي وبخلع الأنداد نفي الشريك في استحقاق العبادة والأنداد جمع ند و هومثل الشيء ألذي يضاده في أموره ويناده أي يخالفه . والفطرة ملة الإسلام التي فطر الله الناس عليها كمامر والحنيفية المائلة
صفحه : 319
من الباطل إلي الحق أوالموافقة لملة ابراهيم ع قال في النهاية الحنيف عندالعرب من كان علي دين ابراهيم وأصل الحنف الميل و منه الحديث بعثت بالحنيفية السمحة السهلة و في القاموس السمحة الملة التي ما فيهاضيق . و في النهاية فيه لارهبانية في الإسلام وهي من رهبنة النصاري وأصله من الرهبة الخوف كانوا يترهبون بالتخلي من أشغال الدنيا وترك ملاذها والزهد فيها والعزلة عن أهلها وتعمد مشاقها حتي أن منهم من كان يخصي نفسه ويضع السلسلة في عنقه و غير ذلك من أنواع التعذيب فنفاها النبي ص عن الإسلام ونهي المسلمين عنها انتهي . و قال الطبرسي قدس سره في قوله تعالي وَ رَهبانِيّةً ابتَدَعُوهاهي الخصلة من العبادة يظهر فيهامعني الرهبة إما في لبسه أوانفراد عن الجماعة أو غير ذلك من الأمور التي يظهر فيهانسك صاحبه والمعني ابتدعوا رهبانية لم نكتبها عليهم وقيل إن الرهبانية التي ابتدعوها هي رفض النساء واتخاذ الصوامع عن قتادة قال وتقديره ورهبانية ماكتبناها عليهم إلاأنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله فَما رَعَوها حَقّ رِعايَتِها وقيل إن الرهبانية التي ابتدعوها لحاقهم بالبراري والجبال في خبر مرفوع عن النبي ص فما رعوها الذين بعدهم حق رعايتهم و ذلك لتكذيبهم بمحمدص عن ابن عباس وقيل إن الرهبانية
صفحه : 320
هي الانقطاع عن الناس للانفراد بالعبادةما كَتَبناها أي مافرضناهاعَلَيهِم و قال الزجاج إن تقديره ماكتبناها عليهم إِلّا ابتِغاءَ رِضوانِ اللّهِ وابتغاء رضوان الله اتباع ماأمر الله فهذا وجه قال و فيهاوجه آخر جاء في التفسير أنهم كانوا يرون من ملوكهم ما لايصبرون عليه وفاتخذوا أسرابا وصوامع وابتدعوا ذلك فلما ألزموا أنفسهم ذلك التطوع ودخلوا عليه لزمهم إتمامه كما أن الإنسان إذاجعل علي نفسه صوما لم يفرض عليه لزمه أن يتمه . قال و قوله فَما رَعَوها حَقّ رِعايَتِها علي ضربين أحدهما أن يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم والآخر و هوالأجود أن يكونوا حين بعث النبي ص فلم يؤمنوا به وكانوا تاركين لطاعة الله فما رعوها أي تلك الرهبانية حق رعايتها ودليل ذلك قوله فَآتَينَا الّذِينَ آمَنُوا مِنهُم أَجرَهُميعني الذين آمنوا بالنبيص وَ كَثِيرٌ مِنهُم فاسِقُونَ أي كافرون انتهي كلام الزجاج .
وَ يَعضُدُ هَذَا مَا جَاءَت بِهِ الرّوَايَةُ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ كُنتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللّهِص عَلَي حِمَارٍ فَقَالَ يَا ابنَ أُمّ عَبدٍ هَل تدَريِ مِن أَينَ أَحدَثَت بَنُو إِسرَائِيلَ الرّهبَانِيّةَ فَقُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ فَقَالَ ظَهَرَت عَلَيهِمُ الجَبَابِرَةُ بَعدَ عِيسَي ع يَعمَلُونَ بمِعَاَصيِ اللّهِ فَغَضِبَ أَهلُ الإِيمَانِ فَقَاتَلُوهُم فَهُزِمَ أَهلُ الإِيمَانِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ فَلَم يَبقَ مِنهُم إِلّا القَلِيلُ فَقَالُوا إِن ظَهَرَنَا هَؤُلَاءِ أَفنَونَا وَ لَم يَبقَ لِلدّينِ أَحَدٌ يَدعُو إِلَيهِ فَتَعَالَوا نَتَفَرّق فِي الأَرضِ إِلَي أَن يَبعَثَ اللّهُ النّبِيّ ألّذِي وَعَدَنَا بِهِ عِيسَي ع يَعنُونَ مُحَمّداًص فَتَفَرّقُوا فِي غِيرَانِ الجِبَالِ وَ أَحدَثُوا رَهبَانِيّةً فَمِنهُم مَن تَمَسّكَ بِدِينِهِ وَ مِنهُم مَن كَفَرَ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ رَهبانِيّةً ابتَدَعُوها ما كَتَبناها عَلَيهِم إِلَي آخِرِهَا ثُمّ قَالَ يَا ابنَ أُمّ عَبدٍ أَ تدَريِ مَا رَهبَانِيّةُ أمُتّيِ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ الهِجرَةُ وَ الجِهَادُ وَ الصّلَاةُ وَ الصّومُ وَ الحَجّ وَ العُمرَةُ
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ أَنّهُص قَالَ مَن آمَنَ بيِ وَ صدَقّنَيِ وَ اتبّعَنَيِ فَقَد رَعَاهَا حَقّ رِعَايَتِهَا وَ مَن لَم يُؤمِن بيِ فَأُولَئِكَ هُمُ الهَالِكُونَ انتَهَي
.
صفحه : 321
و قال في النهاية فيه لاسياحة في الإسلام يقال ساح في الأرض يسيح سياحة إذاذهب فيها وأصله من السيح و هوالماء الجاري المنبسط علي الأرض أراد مفارقة الأمصار وسكني البراري وترك شهود الجمعة والجماعات وقيل أراد الذين يسيحون في الأرض بالشر والنميمة والإفساد بين الناس و من الأول الحديث سياحة هذه الأمة الصيام قيل للصائم سائح لأن ألذي يسيح في الأرض متعبدا يسيح و لازاد معه و لاماء فحين يجد يطعم والصائم يمضي نهاره لايأكل و لايشرب شيئا فشبه به انتهي . قوله ع أحل فيهاالطيبات إشارة إلي قوله تعالي في الأعراف الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الأمُيّّ ألّذِي يَجِدُونَهُ مَكتُوباً عِندَهُم فِي التّوراةِ وَ الإِنجِيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعرُوفِ وَ يَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَ يُحِلّ لَهُمُ الطّيّباتِ وَ يُحَرّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَ يَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَ الأَغلالَ التّيِ كانَت عَلَيهِمالآية قال الطبرسي قدس سره وَ يُحِلّ لَهُمُ الطّيّباتِ وَ يُحَرّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَمعناه يبيح لهم المستلذات الحسنة ويحرم عليهم القبائح و ماتعافه الأنفس وقيل يحل لهم مااكتسبوه من وجه طيب ويحرم عليهم مااكتسبوه من وجه خبيث وقيل يحل لهم ماحرمه عليهم رهابينهم وأحبارهم و ما كان يحرمه أهل الجاهلية من البحائر والسوائب وغيرها ويحرم عليهم الميتة والدم ولحم الخنزير و ماذكر معهاوَ يَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم أي ثقلهم شبه ما كان علي بني إسرائيل من التكليف الشديد بالثقل و ذلك أن الله سبحانه جعل توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا وجعل توبة هذه الأمة الندم بالقلب حرمة للنبيص عن الحسن وقيل الإصر هوالعهد ألذي كان الله سبحانه أخذه علي بني إسرائيل أن يعملوا بما في التوراة عن ابن عباس والضحاك والسدي ويجمع المعنيين قول الزجاج الإصر ماعقدته من عقد ثقيل وَ الأَغلالَ التّيِ كانَت عَلَيهِممعناه ويضع عنهم العهود التي كانت في ذمتهم وجعل تلك العهود بمنزلة الأغلال التي تكون في الأعناق للزومها كمايقال هذاطوق في عنقك وقيل يريد بالأغلال ماامتحنوا به من قتل
صفحه : 322
نفوسهم في التوبة وقرض مايصيبه البول من أجسادهم و ماأشبه ذلك من تحريم السبت وتحريم العروق والشحوم وقطع الأعضاء الخاطئة ووجوب القصاص دون الدية عن أكثر المفسرين انتهي . وأقول استدل أكثر أصحابنا علي تحريم كثير من الأشياء مما تستقذره طباع أكثر الخلق بهذه الآية و هومشكل إذ الظاهر من سياق الآية مدح النبي ص وشريعته بأن مايحل لهم هوطيب واقعا و إن لم نفهم طيبه و مايحرم عليهم هوالخبيث واقعا و إن لم نعلم خبثه كالطعام المستلذ ألذي يكون من مال اليتيم أومال السرقة تستلذه الطبع و هوخبيث واقعا وأكثر الأدوية التي يحتاج الناس إليها في غاية البشاعة وتستقذرها الطبع و لم أر قائلا بتحريمها فالحمل علي المعني ألذي لايحتاج إلي تخصيص و يكون موافقا لقواعد الإمامية من الحسن والقبح العقليين أولي من الحمل علي معني لابد فيه من تخصيصات كثيرة بل مايخرج منهما أكثر مما يدخل فيهما كما لايخفي علي من تتبع مواردهما. ويمكن أن يقال هذه الآية كالصريحة في الحسن والقبح العقليين و لم يستدل بهاالأصحاب رضي الله عنهم وقيل الإصر الثقل ألذي يأصر حامله أي يحبسه في مكانه لفرط ثقله و قال الزمخشري هومثل لثقل تكليفهم وصعوبته نحو اشتراط قتل الأنفس في صحة توبتهم وكذلك الأغلال مثل لما كان في شرائعهم من الأشياء الشاقة نحو بت القضاء بالقصاص عمدا كان أوخطأ من غيرشرع الدية وقطع الأعضاء الخاطئة وقرض موضع النجاسة من الجلد والثوب وإحراق الغنائم وتحريم العروق في اللحم وتحريم السبت و عن عطا كانت بنو إسرائيل إذاقامت تصلي لبسوا المسوح وغلوا أيديهم إلي أعناقهم وربما ثقب الرجل ترقوته وجعل فيهاطرف السلسلة وأوثقها إلي السارية يحبس نفسه علي العبادة انتهي . قوله ع ثم افترض عليه أي علي نبيناص فيها أي في الفطرة التي هي ملته و كان ثم للتفاوت في الرتبة وقيل المراد وبالحلال ماعدا الحرام
صفحه : 323
فيشمل الأحكام الأربعة والمراد بالفرائض المواريث ذكرت تأكيدا أومطلق الواجبات وقيل الفرائض ما له تقدير شرعي من المواريث وهي أعم منها و من غيرها مما ليس له تقدير وقيل المراد بالفرائض مافرض من القصاص بقدر الجناية و قوله وزاده الوضوء يدل علي عدم شرع الوضوء في الأمم السابقة وينافيه ماورد في تفسير قوله تعالي فَطَفِقَ مَسحاً بِالسّوقِ وَ الأَعناقِأنهم مسحوا ساقهم وعنقهم و كان ذلك وضوءهم إلا أن يقال المراد زيادة الوضوء كما في بعض النسخ وزيادة الوضوء عطفا علي الجهاد. قوله ع وفضله إشارة إلي ماروي عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ أُعطِيتُ مَكَانَ التّورَاةِ السّبعَ الطّوَلَ وَ مَكَانَ الإِنجِيلِ المثَاَنيَِ وَ مَكَانَ الزّبُورِ المِئِينَ وَ فُضّلتُ بِالمُفَصّلِ
وَ فِي رِوَايَةِ وَاثِلَةَ بنِ الأَصقَعِ وَ أُعطِيتُ مَكَانَ الإِنجِيلِ المِئِينَ وَ مَكَانَ الزّبُورِ المثَاَنيَِ وَ أُعطِيتُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ خَوَاتِيمَ البَقَرَةِ مِن تَحتِ العَرشِ لَم يُعطَهَا نبَيِّ قبَليِ وَ أعَطاَنيِ ربَيّ المُفَصّلَ نَافِلَةً
. قال الطبرسي روح الله روحه فالسبع الطول البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال مع التوبة لأنهما تدعيان القرينتين ولذلك لم يفصل بينهما بالبسملة وقيل إن السابعة سورة يونس والطول جمع الطولي تأنيث الأطول وإنما سميت هذه السور الطول لأنها أطول سور القرآن و أماالمثاني فهي السور التالية للسبع الطول أولها يونس وآخرها النحل وإنما سميت المثاني لأنها ثنت الطول أي تلتها و كان الطول هي المبادي والمثاني لها ثواني وواحدها مثني مثل المعني والمعاني و قال الفراء واحدها مثناة وقيل المثاني سور القرآن كلها طوالها وقصارها من قوله تعالي كِتاباً مُتَشابِهاً مثَانيَِ و أماالمئون فهي كل سورة تكون نحوا من مائة آية أوفويق ذلك أودوينه وهي سبع سور أولها سورة بني إسرائيل وآخرها المؤمنون وقيل إن المئين ماولي السبع الطول
صفحه : 324
ثم المثاني بعدها وهي التي تقصر عن المئين وتزيد علي المفصل وسميت المثاني لأن المئين مباد لها و أماالمفصل فما بعدالحواميم من قصار السور إلي آخر القرآن سميت مفصلا لكثرة الفصول بين سورها ببِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِانتهي . وأقول اختلف في أول المفصل فقيل من سورة ق وقيل من سورة محمدص وقيل من سورة الفتح و عن النووي مفصل القرآن من محمد إلي آخر القرآن وقصاره من الضحي إلي آخره ومطولاته إلي عم ومتوسطاته إلي الضحي و في الخبر المفصل ثمان وستون سورة وسيأتي تمام الكلام في ذلك في كتاب القرآن . وأحل له المغنم في النهاية الغنيمة والغنم المغنم والغنائم هو ماأصيب من أموال أهل الحرب وأوجف عليه المسلمون بالخيل والركاب و قال الفيء ماحصل للمسلمين من أموال الكفار من غيرحرب و لاجهاد وأصل الفيء الرجوع يقال فاء يفيء فيئة وفيئا كأنه في الأصل لهم ثم رجع إليهم انتهي .أقول ويحتمل أن يكون المراد بالمغنم المنقولات وبالفيء الأراضي سواء أخذت بحرب أم لا و علي التقديرين في قوله له توسع أي له ولأهل بيته وأمته ويحتمل أن تكون اللام سببية لاصلة للإحلال فيكون من أحل له غيرمذكور فيشمل الجمع والاختصاص لمامر أن الأمم السابقة كانوا لاتحل لهم الغنيمة بل كانوا يجمعونها فتنزل نار من السماء فتحرقها و كان ذلك بلية عظيمة عليهم حتي كان قديقع فيهاالسرقة فيقع الطاعون بينهم فمن الله علي هذه الأمة بإحلالها ونصره بالرعب مع قلة العدة والعدة وكثرة الأعداء وشدة بأسهم والرعب الفزع والخوف فكان الله تعالي يلقي رعبه في قلوب الأعداء حتي إذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر هابوه وفزعوا منه . وجعل له الأرض مسجدا أي مصلي يجوز لهم الصلاة في أي موضع شاءوا بخلاف الأمم السابقة فإن صلاتهم كانت في بيعهم وكنائسهم إلا من ضرورة وطهورا
صفحه : 325
أي مطهرا أو مايتطهر به تطهر أسفل القدم والنعل ومحل الاستنجاء وتقوم مقام الماء عندتعذره في التيمم والمراد بكونها طهورا أنها بمنزلة الطهور في استباحة الصلاة بها وحمله السيد رحمه الله علي ظاهره فاستدل به علي ماذهب إليه من أن التيمم يرفع الحدث إلي وجود الماء. وأرسله كافة إشارة إلي قوله تعالي وَ ما أَرسَلناكَ إِلّا كَافّةً لِلنّاسِ وكافة في الآية إما حال عما بعدها أي إلي الناس جميعا و من لم يجوز تقديم الحال علي ذي الحال المجرور قال هي حال عن الضمير المنصوب في أرسلنا والتاء للمبالغة أوصفة لمصدر محذوف أي إرساله كافة أومصدر كالكاذبة والعافية ولعل الأخيرين في الخبر أنسب وظاهره أن غيره ص لم يبعث في الكافة و هوخلاف المشهور. ويحتمل أن يكون الحصر إضافيا أو يكون المراد به بعثه علي جميع من بعده إذ لانبي بعده بخلاف سائر أولي العزم فإنهم لم يكونوا كذلك بل نسخت شريعتهم والأبيض والأسود العجم والعرب أو كل من اتصف باللونين ليشمل جميع الناس قال في النهاية فيه بعثت إلي الأحمر والأسود أي العجم والعرب لأن الغالب علي ألوان العجم الحمرة والبياض و علي ألوان العرب الأدمة والسمرة وقيل الجن والإنس وقيل أراد بالأحمر الأبيض مطلقا فإن العرب تقول امرأة حمراء أي بيضاء و منه الحديث أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض هي ماأفاء الله علي أمته من كنوز الملوك فالأحمر الذهب والأبيض الفضة والذهب كنوز الروم لأنه الغالب علي نقودهم والفضة كنوز الأكاسرة لأنها الغالبة علي نقودهم وقيل أراد العرب والعجم جمعهم الله علي دينه وملته انتهي والكلام في اختصاص البعث علي الجن والإنس به ص كالكلام فيما سبق . ويدل الخبر أيضا علي اختصاص الجزية والأسر والفداء به ص والجزية المال ألذي يقرره الحاكم علي الكتابي إذاأقره علي دينه وهي فعله من الجزاء كأنها جزت عن قتله وأسره والفداء بالكسر والمد وبالفتح والقصر فكاك الأسير بالمال ألذي قرره الحاكم عليه يقال فداه يفديه فداء ثم كلف علي بناء
صفحه : 326
المفعول و ثم هنا أيضا مثل ماسبق لأن هذاالتكليف أعظم التكليفات وأشقها فقد ثبت ص في حرب أحد وحنين بعدانهزام أصحابه مصرحا باسمه لايبالي شيئا وأنزل عليه سيف من السماء أي ذو الفقار أوغيره وكونه بلا غمد تحريض علي الجهاد وإشارة إلي أن سيفه ينبغي أن لايغمد وقيل السيف عبارة عن آية سورة براءةفَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَاقتُلُوا المُشرِكِينَفإنها يقال لها آية السيف وكونه من غيرغمد كناية عن أنها من المحكمات و لايخفي بعده والغمد بالكسر الغلاف و قال البيضاوي قاتل في سبيل الله إن تثبطوا وتركوك وحدك لاتكلف إلانفسك أي إلافعل نفسك لايضرك مخالفتهم وتقاعدهم فتقدم إلي الجهاد و إن لم يساعدك أحد فإن الله ناصرك لاالجنود
2- سن ،[المحاسن ] عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع قَولُ اللّهِفَاصبِر كَما صَبَرَ أُولُوا العَزمِ مِنَ الرّسُلِ فَقَالَ نُوحٌ وَ اِبرَاهِيمُ وَ مُوسَي وَ عِيسَي وَ مُحَمّدٌ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم وَ عَلَي جَمِيعِ أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ قُلتُ كَيفَ صَارُوا أوُليِ العَزمِ قَالَ لِأَنّ نُوحاً بُعِثَ بِكِتَابٍ وَ شَرِيعَةٍ فَكُلّ مَن جَاءَ بَعدَ نُوحٍ أَخَذَ بِكِتَابِ نُوحٍ وَ شَرِيعَتِهِ وَ مِنهَاجِهِ حَتّي جَاءَ اِبرَاهِيمُ ع بِالصّحُفِ وَ بِعَزِيمَةِ تَركِ كِتَابِ نُوحٍ لَا كُفراً بِهِ فَكُلّ نبَيِّ جَاءَ بَعدَ اِبرَاهِيمَ جَاءَ بِشَرِيعَةِ اِبرَاهِيمَ وَ مِنهَاجِهِ وَ بِالصّحُفِ حَتّي جَاءَ مُوسَي بِالتّورَاةِ وَ بِعَزِيمَةِ تَركِ الصّحُفِ فَكُلّ نبَيِّ جَاءَ بَعدَ مُوسَي أَخَذَ بِالتّورَاةِ وَ شَرِيعَتِهِ وَ مِنهَاجِهِ حَتّي جَاءَ المَسِيحُ بِالإِنجِيلِ وَ بِعَزِيمَةِ تَركِ شَرِيعَةِ مُوسَي وَ مِنهَاجِهِ فَكُلّ نبَيِّ جَاءَ بَعدَ المَسِيحِ أَخَذَ بِشَرِيعَتِهِ وَ مِنهَاجِهِ حَتّي جَاءَ مُحَمّدٌص فَجَاءَ بِالقُرآنِ وَ شَرِيعَتِهِ وَ مِنهَاجِهِ فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ حَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ فَهَؤُلَاءِأُولُوا العَزمِ مِنَ الرّسُلِ
كا،[الكافي] عن العدة عن البرقيمثله
صفحه : 327
بيان فَاصبِر كَما صَبَرَ أُولُوا العَزمِ مِنَ الرّسُلِ قال الطبرسي رحمه الله أي فاصبر يا محمد علي أذي هؤلاء الكفار و علي ترك إجابتهم لك كماصبر الرسل و من هنا لتبيين الجنس فالمراد جميع الأنبياء لأنهم عزموا علي أداء الرسالة وتحمل أعبائها وقيل إن من هاهنا للتبعيض و هوقول أكثر المفسرين والظاهر في روايات أصحابنا ثم اختلفوا فقيل هم من أتي بشريعة مستأنفة نسخت شريعة من تقدمه وهم نوح و ابراهيم و موسي وعيسي و محمدص وعليهم عن ابن عباس وقتادة و هوالمروي عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَا
وَ هُم سَادَةُ النّبِيّينَ وَ عَلَيهِم دَارَت رَحَي المُرسَلِينَ وَ قِيلَ هُم سِتّةٌ نُوحٌ صَبَرَ عَلَي أَذَي قَومِهِ وَ اِبرَاهِيمُ صَبَرَ عَلَي النّارِ وَ إِسحَاقُ صَبَرَ عَلَي الذّبحِ وَ يَعقُوبُ صَبَرَ عَلَي فَقَدِ الوَلَدِ وَ ذَهَابِ البَصَرِ وَ يُوسُفُ صَبَرَ عَلَي البِئرِ وَ السّجنِ وَ أَيّوبُ صَبَرَ عَلَي الضّرّ
عن مجاهد وقيل هم الذين أمروا بالجهاد والقتال وأظهروا المكاشفة وجاهدوا في الدين عن السدي والكلبي وقيل هم أربعة ابراهيم ونوح وهود ورابعهم محمدص عن أبي العالية والعزم هوالوجوب والحتم وأولو العزم من الرسل هم الذين شرعوا الشرائع وأوجبوا علي الناس الأخذ بها والانقطاع عن غيرها انتهي . قوله ع لاكفرا به أي إنكارا لحقيته بل إيمانا به وبصلاحه في وقت دون آخر وللنسخ مصالح كثيرة والعبد مأمور بالتسليم و كان من جملتها ابتلاء الخلق واختبارهم في ترك ماكانوا متمسكين به قوله ومنهاجه كأنه إشارة إلي قوله تعالي لِكُلّ جَعَلنا مِنكُم شِرعَةً وَ مِنهاجاً
3-فس ،[تفسير القمي] قَولُهُشَرَعَ لَكُم مِنَ الدّينِمُخَاطَبَةً لِرَسُولِ اللّهِص ما وَصّي بِهِ نُوحاً وَ ألّذِي أَوحَينا إِلَيكَ يَا مُحَمّدُوَ ما وَصّينا بِهِ اِبراهِيمَ وَ مُوسي وَ عِيسي أَن أَقِيمُوا الدّينَ أَي تُعَلّمُوا الدّينَ يعَنيِ التّوحِيدَ وَ إِقَامَ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءَ الزّكَاةِ وَ صَومَ شَهرِ رَمَضَانَ وَ حِجّ البَيتِ وَ السّنَنَ وَ الأَحكَامَ التّيِ فِي الكُتُبِ وَ الإِقرَارَ بِوَلَايَةِ
صفحه : 328
أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ لا تَتَفَرّقُوا فِيهِ أَي لَا تَختَلِفُوا فِيهِكَبُرَ عَلَي المُشرِكِينَ ما تَدعُوهُم إِلَيهِ مِن ذِكرِ هَذِهِ الشّرَائِعِ ثُمّ قَالَاللّهُ يجَتبَيِ إِلَيهِ مَن يَشاءُ أَي يَختَارُوَ يهَديِ إِلَيهِ مَن يُنِيبُ وَ هُمُ الأَئِمّةُ الّذِينَ اختَارَهُم وَ اجتَبَاهُم قَالَوَ ما تَفَرّقُوا إِلّا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ العِلمُ بَغياً بَينَهُم قَالَ لَم يَتَفَرّقُوا بِجَهلٍ وَ لَكِنّهُم تَفَرّقُوا لَمّا جَاءَهُمُ العِلمُ وَ عَرَفُوهُ فَحَسَدَ بَعضُهُم بَعضاً وَ بَغَي بَعضُهُم عَلَي بَعضٍ لِمَا رَأَوا مِن تَفَاضُلِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِأَمرِ اللّهِ فَتَفَرّقُوا فِي المَذَاهِبِ وَ أَخَذُوا بِالآرَاءِ وَ الأَهوَاءِ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ لَو لا كَلِمَةٌ سَبَقَت مِن رَبّكَ إِلي أَجَلٍ مُسَمّي لقَضُيَِ بَينَهُم قَالَ لَو لَا أَنّ اللّهَ قَد قَدّرَ ذَلِكَ أَن يَكُونَ فِي التّقدِيرِ الأَوّلِ لقَضُيَِ بَينَهُم إِذَا اختَلَفُوا وَ أَهلَكَهُم وَ لَم يُنظِرهُم وَ لَكِن أَخّرَهُم إِلَي أَجَلٍ مُسَمّيوَ إِنّ الّذِينَ أُورِثُوا الكِتابَ مِن بَعدِهِم لفَيِ شَكّ مِنهُ مُرِيبٍكِنَايَةٌ عَنِ الّذِينَ نَقَضُوا أَمرَ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَفَلِذلِكَ فَادعُيعَنيِ لِهَذِهِ الأُمُورِ وَ ألّذِي تَقَدّمَ ذِكرُهُ وَ مُوَالَاةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَوَ استَقِم كَما أُمِرتَ
قَالَ فحَدَثّنَيِ أَبِي عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِأَن أَقِيمُوا الدّينَ قَالَ الإِمَامُوَ لا تَتَفَرّقُوا فِيهِكِنَايَةٌ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ثُمّ قَالَكَبُرَ عَلَي المُشرِكِينَ ما تَدعُوهُم إِلَيهِ مِن أَمرِ وَلَايَةِ عَلِيّاللّهُ يجَتبَيِ إِلَيهِ مَن يَشاءُكِنَايَةٌ عَن عَلِيّ ع وَ يهَديِ إِلَيهِ مَن يُنِيبُ ثُمّ قَالَفَلِذلِكَ فَادعُيعَنيِ إِلَي وَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ لا تَتّبِع أَهواءَهُم فِيهِوَ قُل آمَنتُ بِما أَنزَلَ اللّهُ مِن كِتابٍ وَ أُمِرتُ لِأَعدِلَ بَينَكُمُ اللّهُ رَبّنا وَ رَبّكُم إِلَي قَولِهِوَ إِلَيهِ المَصِيرُ
صفحه : 329
1- كا،[الكافي] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي خَمسٍ عَلَي الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الصّومِ وَ الحَجّ وَ الوَلَايَةِ وَ لَم يُنَادَ بشِيَءٍ كَمَا نوُديَِ بِالوَلَايَةِ
2- كا،[الكافي] عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن عَبّاسِ بنِ عَامِرٍ عَن أَبَانٍ عَنِ الفُضَيلِ عَنهُ ع مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ فَأَخَذَ النّاسُ بِأَربَعٍ وَ تَرَكُوا هَذِهِ يعَنيِ الوَلَايَةَ
3- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي حَمزَةَ مِثلَهُ بِتَقدِيمِ الحَجّ عَلَي الصّومِ إِلَي قَولِهِ مَا نوُديَِ بِالوَلَايَةِ ثُمّ قَالَ وَ زَادَ فِيهَا عَبّاسُ بنُ عَامِرٍ وَ أَخَذَ النّاسُ بِأَربَعٍ إِلَي آخِرِهِ
بيان بني الإسلام علي خمس يحتمل أن يكون المراد بالإسلام الشهادتين وكأنهما موضوعتان علي هذه الخمسة لاتقومان إلا بها أو يكون المراد بالإسلام الإيمان وبالبناء عليها كونها أجزاءه وأركانه فحينئذ يمكن أن يكون المراد بالولاية مايشمل الشهادتين أيضا أو يكون عدم ذكرهما للظهور و أماذكر الولاية التي هي من العقائد الإيمانية مع العبادات الفرعية مع تأخيرها عنها إما للمماشاة مع العامة أوالمراد بهافرط المودة والمتابعة اللتان هما من مكملات الإيمان أوالمراد بالأربع الاعتقاد بها والانقياد لها فتكون من أصول الدين لأنها
صفحه : 330
من ضرورياته وإنكارها كفر والأول أظهر كمانودي بالولاية أي في يوم الغدير أو في الميثاق و هوبعيد والولاية بالكسر الإمارة وكونه أولي بالحكم والتدبير وبالفتح المحبة والنصرة وهنا يحتملهما
4- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُونُسَ عَن عَجلَانَ أَبِي صَالِحٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أوَقفِنيِ عَلَي حُدُودِ الإِيمَانِ فَقَالَ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ الإِقرَارُ بِمَا جَاءَ مِن عِندِ اللّهِ وَ صَلَاةُ الخَمسِ وَ أَدَاءُ الزّكَاةِ وَ صَومُ شَهرِ رَمَضَانَ وَ حِجّ البَيتِ وَ وَلَايَةُ وَلِيّنَا وَ عَدَاوَةُ عَدُوّنَا وَ الدّخُولُ مَعَ الصّادِقِينَ
توضيح حدود الإيمان هنا أعم من أجزائه وشرائطه ومكملاته والإقرار بما جاء من عند الله المرفوع في جاء راجع إلي الموصول و في بعض النسخ جاء به فالمرفوع للنبيص والمراد الإقرار إجمالا قبل العلم وتفصيلا بعده كماسيأتي إن شاء الله والدخول مع الصادقين متابعة الأئمة الصادقين في جميع الأقوال والأفعال أي المعصومين كما قال سبحانه وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ و قدمر الكلام فيه في كتاب الإمامة
5- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ العرَزمَيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أثَاَفيِّ الإِسلَامِ ثَلَاثَةٌ الصّلَاةُ وَ الزّكَاةُ وَ الوَلَايَةُ لَا تَصِحّ وَاحِدَةٌ مِنهُنّ إِلّا بِصَاحِبَتَيهَا
بيان الأثافي جمع الأثفية بالضم والكسر وهي الأحجار التي عليها القدر وأقلها ثلاثة وإنما اقتصر عليها لأنها أهم الأجزاء ويدل علي اشتراط قبول كل منها بالأخريين و لاريب في كون الولاية شرطا لصحة الأخريين
6-كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَ لَا أُخبِرُكَ بِأَصلِ الإِسلَامِ
صفحه : 331
وَ فَرعِهِ وَ ذِروَةِ سَنَامِهِ قُلتُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ أَمّا أَصلُهُ فَالصّلَاةُ وَ فَرعُهُ الزّكَاةُ وَ ذِروَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ ثُمّ قَالَ إِن شِئتَ أَخبَرتُكَ بِأَبوَابِ الخَيرِ قُلتُ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ الصّومُ جُنّةٌ مِنَ النّارِ وَ الصّدَقَةُ تَذهَبُ بِالخَطِيئَةِ وَ قِيَامُ الرّجُلِ فِي جَوفِ اللّيلِ يَذكُرُ اللّهَ[بِذِكرِ اللّهِ] ثُمّ قَرَأَتَتَجافي جُنُوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ
ين ،[ كتاب حسين بن سعيد والنوادر] عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ الجِهَادُ وَ فِي المَوضِعَينِ وَ سَنَامُهُ
توضيح وذروة سنامه الإضافة بيانية أولامية إذ للسنام ألذي هوذروة البعير ذروة أيضا هي أرفع أجزائه وإنما صارت الصلاة أصل الإسلام لأنه بدونها لايثبت علي ساق والزكاة فرعه لأنه بدونها لاتتم والجهاد ذروة سنامه لأنه سبب لعلوه وارتفاعه وقيل لأنه فوق كل بر كماورد في الخبر. وذكر من الأبواب التي تفتح الخيرات الجليلة علي صاحبها ثلاثة أحدها الصوم أي الواجب أوالأعم لأنه جنة من النار ومما يؤدي إليها من الشهوات وثانيها الصدقة الواجبة أوالأعم فإنها تكفر الخطايا وتذهبها وثالثها صلاة الليل لمدحه سبحانه فاعلها بقوله تَتَجافي جُنُوبُهُم عَنِ المَضاجِعِحيث حصر الإيمان فيهم أولا ثم مدحهم بما مدحهم به ثم عظم وأبهم جزاءهم حيث قال إِنّما يُؤمِنُ بِآياتِنَا الّذِينَ إِذا ذُكّرُوا بِها خَرّوا سُجّداً وَ سَبّحُوا بِحَمدِ رَبّهِم وَ هُم لا يَستَكبِرُونَ تَتَجافي جُنُوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ يَدعُونَ رَبّهُم خَوفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَ فَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أخُفيَِ لَهُم مِن قُرّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعمَلُونَ وقيل المراد بأبواب الخير الصوم فقط وذكر مابعده استطرادا و لايخفي بعده
7- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن مُثَنّي الحَنّاطِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَجلَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي خَمسِ دَعَائِمَ الوَلَايَةِ وَ الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ صَومِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ الحَجّ
صفحه : 332
8- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبَانٍ عَنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي خَمسٍ الوَلَايَةِ وَ الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الصّومِ وَ الحَجّ وَ لَم يُنَادَ بشِيَءٍ مَا نوُديَِ بِالوَلَايَةِ يَومَ الغَدِيرِ
9- كا،[الكافي] عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن أَبِي زَيدٍ الحَلّالِ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي العَلَاءِ الأزَديِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ فَرَضَ عَلَي خَلقِهِ خَمساً فَرَخّصَ فِي أَربَعٍ وَ لَم يُرَخّص فِي وَاحِدَةٍ
بيان قوله ع فرخص في أربع كالتقصير في الصلاة في السفر وتأخيرها عن وقت الفضيلة مع العذر وترك كثير من واجباتها في بعض الأحيان أوسقوط الصلاة عن الحائض والنفساء و عن فاقد الطهورين أيضا إن قيل به والزكاة عمن لم يبلغ ماله النصاب أو مع فقد سائر الشرائط والحج مع فقد الاستطاعة أوغيرها من الشرائط والصوم عن المسافر والكبير وذوي العطاش وأمثالهم بخلاف الولاية فإنها مع بقاء التكليف لايسقط وجوبها في حال من الأحوال ويحتمل أن يراد بالرخصة أنه لاينتهي تركها إلي حد الكفر والخلود في النار بخلاف الولاية فإن تركها كفر والأول أظهر
10-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ جَمِيعاً عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَبنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي خَمسَةِ أَشيَاءَ عَلَي الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الصّومِ وَ الحَجّ وَ الوَلَايَةِ قَالَ زُرَارَةُ فَقُلتُ وَ أَيّ شَيءٍ مِن ذَلِكَ أَفضَلُ قَالَ الوَلَايَةُ أَفضَلُ لِأَنّهَا مِفتَاحُهُنّ وَ الواَليِ هُوَ الدّلِيلُ عَلَيهِنّ قُلتُ ثُمّ ألّذِي يلَيِ ذَلِكَ فِي الفَضلِ فَقَالَ الصّلَاةُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ الصّلَاةُ عَمُودُ دِينِكُم قَالَ قُلتُ ثُمّ ألّذِي يَلِيهَا فِي الفَضلِ قَالَ الزّكَاةُ لِأَنّهَا قَرَنَهَا بِهَا وَ بَدَأَ بِالصّلَاةِ قَبلَهَا وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الزّكَاةُ تُذهِبُ الذّنُوبَ قُلتُ
صفحه : 333
وَ ألّذِي يَلِيهَا فِي الفَضلِ قَالَ الحَجّ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ لِلّهِ عَلَي النّاسِ حِجّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا وَ مَن كَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غنَيِّ عَنِ العالَمِينَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَحَجّةٌ مَقبُولَةٌ خَيرٌ مِن عِشرِينَ صَلَاةً نَافِلَةً وَ مَن طَافَ بِهَذَا البَيتِ طَوَافاً أَحصَي فِيهِ أُسبُوعَهُ وَ أَحسَنَ رَكعَتَيهِ غُفِرَ لَهُ وَ قَالَ فِي يَومِ عَرَفَةَ وَ يَومِ المُزدَلِفَةِ مَا قَالَ قُلتُ فَمَا ذَا يَتبَعُهُ قَالَ الصّومُ قُلتُ وَ مَا بَالُ الصّومِ صَارَ آخِرَ ذَلِكَ أَجمَعَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهُ الصّومُ جُنّةٌ مِنَ النّارِ قَالَ ثُمّ قَالَ إِنّ أَفضَلَ الأَشيَاءِ مَا إِذَا فَاتَكَ لَم تَكُن مِنهُ تَوبَةٌ دُونَ أَن تَرجِعَ إِلَيهِ فَتُؤَدّيَهُ بِعَينِهِ إِنّ الصّلَاةَ وَ الزّكَاةَ وَ الحَجّ وَ الوَلَايَةَ لَيسَ يَنفَعُ شَيءٌ مَكَانَهَا دُونَ أَدَائِهَا وَ إِنّ الصّومَ إِذَا فَاتَكَ أَو قَصّرتَ أَو سَافَرتَ فِيهِ أَدّيتَ مَكَانَهُ أَيّاماً غَيرَهَا وَ جَزَيتَ ذَلِكَ الذّنبَ بِصَدَقَةٍ وَ لَا قَضَاءَ عَلَيكَ وَ لَيسَ مِن تِلكَ الأَربَعَةِ شَيءٌ يُجزِيكَ مَكَانَهُ غَيرُهُ قَالَ ثُمّ قَالَ ذِروَةُ الأَمرِ وَ سَنَامُهُ وَ مِفتَاحُهُ وَ بَابُ الأَشيَاءِ وَ رِضَي الرّحمَنِ الطّاعَةُ لِلإِمَامِ بَعدَ مَعرِفَتِهِ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُمَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَد أَطاعَ اللّهَ وَ مَن تَوَلّي فَما أَرسَلناكَ عَلَيهِم حَفِيظاً أَمَا لَو أَنّ رَجُلًا قَامَ لَيلَهُ وَ صَامَ نَهَارَهُ وَ تَصَدّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ وَ حَجّ جَمِيعَ دَهرِهِ وَ لَم يَعرِف وَلَايَةَ ولَيِّ اللّهِ فَيُوَالِيَهُ وَ يَكُونَ جَمِيعُ أَعمَالِهِ بِدَلَالَتِهِ إِلَيهِ مَا كَانَ لَهُ عَلَي اللّهِ حَقّ فِي ثَوَابِهِ وَ لَا كَانَ مِن أَهلِ الإِيمَانِ ثُمّ قَالَ أُولَئِكَ المُحسِنُ مِنهُم يُدخِلُهُ اللّهُ الجَنّةَ بِفَضلِ رَحمَتِهِ
سن ،[المحاسن ] عن أبي طالب عبد الله بن الصلت مثله شي،[تفسير العياشي] عَن زُرَارَةَ
مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ يُجزِيكَ مَكَانَهُ غَيرُهُ
صفحه : 334
بيان الولاية أفضل لاريب في أن الولاية والاعتقاد بإمامة الأئمة ع والإذعان بها من جملة أصول الدين وأفضل من جميع الأعمال البدنية لأنها مفتاحهن أي بهاتفتح أبواب معرفة تلك الأمور وحقائقها وشرائطها وآدابها أومفتاح قبولهن والوالي أي الإمام المنصوب من قبل الله هوالدليل عليهن يدل الناس من قبل الله علي وجوبها وآدابها وأحكامها والعمود الخشبة التي يقوم عليها البيت ويمكن أن يكون ع شبه الدين بالفسطاط وأثبت العمود له علي المكنية والتخييلية فإذازال العمود لاينتفع بالفسطاط لابغشائه و لابطنبه و لابوتده فكذلك مع ترك الصلاة لاينتفع بشيء من أجزاء الدين كماصرح به في أخبار أخر والمراد بالصلاة المفروضة أوالخمس كما في بعض الأخبار صرح بهالأنه قرنها بهااستدل علي أن فضل الزكاة بعدالصلاة وقبل غيرها بمجموع مقارنتهما في الذكر مع البداءة بذكر الصلاة ثم أكد الجزء الأخير بذكر الحديث و ليس هودليلا تاما علي الأفضلية لأن الحج أيضا يذهب الذنوب إلا أن يقال أنه ع علم أن الإذهاب ألذي يحصل في الزكاة أقوي مما يحصل في الحج . ثم استدل ع علي فضل الحج بتسميته سبحانه تركه كفرا وترك ذكر العقاب المترتب عليه وذكر الاستغناء الدال علي غاية السخط من عشرين صلاة نافلة فيه دلالة علي أن المراد بالصلاة المفضلة في أول الخبر الفريضة و هذاأحد وجوه الجمع بين الأخبار المختلفة الواردة في تفضيل الصلاة علي الحج والعكس وسيأتي تفصيله في كتاب الصلاة إن شاء الله أحصي فيه أسبوعه أي حفظ طوافه من غيرزيادة و لانقصان و لاسهو و لاشك وأحسن ركعتيه أي بفعلهما في وقتهما ومكانهما مع رعاية الشرائط والكيفيات والآداب المرعية فيهما و قال في يوم عرفة و يوم المزدلفة أي قال في اليومين في فضل الحج وأعماله أو في فضل اليومين وأعمالهما ما قال قوله فما ذا يتبعه و في بعض النسخ بما ذا يتبعه أي الرب أوالمكلف و في المحاسن ثم ماذا و لايخفي أن هذاالسؤال لافائدة فيه ظاهرا لأنه مع ذكر الصوم أولا في الأعمال المعدودة وتفضيل ماسواه
صفحه : 335
علم أن الصوم بعدها إلا أن يكون ذلك تمهيدا للسؤال الثاني أويقال لما لم يكن كلامه ع أولا صريحا في كون تلك الأعمال أفضل من غيرها فهذا السؤال لاستعلام أنه هل بين الصوم والحج عمل يكون أفضل منه . قوله قال قال رسول الله ص في بعض النسخ و قال رسول الله فيكون من كلام الراوي أي كيف يكون مؤخرا عنها و قد قال رسول الله ص فيه ذلك و علي النسخة الأخري لعله إنما ذكر ع حديثا في فضل الصوم دفعا لماعسي أن يتوهم السائل أنه مما لافضل فيه أو أنه قليل الأجر وكونه جنة من النار لأن أعظم أسباب النار الشهوات والصوم يكسرها والظرف متعلق بجنة لتضمنه معني الوقاية أوالستر أوالتبعيد. ثم ذكر ع للفضل قاعدة كلية و هو أن الأفضل ما لم يقم شيءآخر مقامه وكأن المراد بالتوبة هنا المعني اللغوي بمعني الرجوع أوأطلقت علي ماينوب مناب الشيء مجازا أو أنه ع لماأطلق الذنب علي الترك و إن كان لعذر أطلق علي مايتداركه التوبة قوله أوقصرت يعني في شيء من شرائطه أوأركانه و في المحاسن أوقصرت وسافرت أي قصرت بسبب السفر. والحاصل أنه ع أشار إلي أقسام الفوات وأحكامه إجمالا لأن الفوات إما للعذر مثل المرض وغيره أوالتقصير أوالتعمد في تركه أوالسفر وشبهه واللازم إما القضاء فقط أوالكفارة فقط أوهما معا أو لا هذا و لاذاك وتفصيله في كتب الفروع والغرض بيان الفرق بين الصوم والأربعة الباقية بأن الأربعة لاتسقط مع الاستطاعة والصوم يسقط في السفر مع القدرة عليه وذكر السفر علي المثال ويمكن أن يكون عدم ذكر المرض لأنه قدينتهي إلي حال لايقدر علي الصوم فيه و مع السقوط في السفر يؤدي مكانه أياما و قديسقط القضاء أيضا كما إذااستمر مرضه إلي رمضان آخر و كان فيه دلالة علي بطلان قول من قال إن فاقد الطهورين تسقط عنه الصلاة أداء وقضاء. ويحتمل أن يكون ذكر الشق الأول استطرادا و يكون الغرض أن الصوم
صفحه : 336
إذافات قديجب قضاؤه و قد لايجب ويسقط أصلا بخلاف الأربعة فإنها لاتسقط بحيث لايجب قضاؤها فقوله وجزيت مقابل لقوله أديت أي و قد يكون كذلك فإن قلت صلاة الحائض أيضا ليس لها قضاء قلت هناك لم يتعلق الوجوب بهاأصلا لاأداء و لاقضاء و لابدلا وهاهنا عوض عن الصوم بشيء فيدل علي أن للصوم عوضا يقوم مقامه . وذروة الشيء بالضم والكسر أعلاه وسنام البعير كسحاب معروف ويستعار لأرفع الأشياء والمراد بالأمر الدين وبطاعة الإمام انقياده في كل ماأمر ونهي و لما كان معرفة الإمام مع طاعته مستلزمة لمعرفة سائر أصول الدين وفروعه فهي كأنها أرفع أجزائه وكالسنام بالنسبة إلي سائر أجزاء البعير وكالمفتاح ألذي يفتح به جميع الأمور المغلقة والمسائل المشكلة وكالباب لقرب الحق سبحانه وللوصول إلي مدينة علم الرسول ص وتوجب رضي الرحمن و لايحصل إلا بها والضمير في قوله بعدمعرفته راجع إلي الإمام ويحتمل رجوعه إلي الله والاستشهاد بالآية لجميع ماذكر أوللأخير إما مبني علي أن الآية إنما نزلت في ولاية الأئمة ع أو علي أن طاعة الإمام هي بعينها طاعة الرسول إما لأنه أمر بطاعته أو أنه نائب منابه فحكمه حكم المنوب عنه وقيل لأن الرسول في الآية شامل للإمام و هوبعيد. قوله ع ما كان له علي الله حق لأنه لاتشمله آيات الوعد لأنه إنما وعد المؤمنين الثواب بالجنة و هو ليس من المؤمنين فلايستحق الثواب بمقتضي الوعد أيضا و إن كان المؤمنون المحسنون أيضا لايستحقون الثواب بمحض أعمالهم لكن يجب علي الله إثابتهم بمقتضي وعده أولئك المحسن منهم الظاهر أنه إشارة إلي المخالفين والمراد بهم المستضعفون فإنهم مُرجَونَ لِأَمرِ اللّهِ ولذا قال بفضل رحمته في مقابلة قوله ما كان له علي الله حق والحاصل أن المؤمنين لهم علي الله حق لوعده والمستضعفون ليس لهم علي الله حق لأنه لم يعدهم الثواب بل قال إِمّا يُعَذّبُهُم وَ إِمّا يَتُوبُ عَلَيهِم فإن أدخلهم الجنة فبمحض فضله ويحتمل أن يكون
صفحه : 337
إشارة إلي المؤمنين العارفين أي إنما يدخل المؤمنين الجنة وإدخالهم أيضا بفضله لاباستحقاقهم والأول أظهر
11- كا،[الكافي] عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عِيسَي بنِ السرّيِّ أَبِي اليَسَعِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ بِدَعَائِمِ الإِسلَامِ التّيِ لَا يَسَعُ أَحَداً التّقصِيرُ عَن مَعرِفَةِ شَيءٍ مِنهَا التّيِ مَن قَصّرَ عَن مَعرِفَةِ شَيءٍ مِنهَا فَسَدَ عَلَيهِ دِينُهُ وَ لَم يُقبَل مِنهُ عَمَلُهُ وَ مَن عَرَفَهَا وَ عَمِلَ بِهَا صَلَحَ لَهُ دِينُهُ وَ قُبِلَ مِنهُ عَمَلُهُ وَ لَم يَضِق بِهِ مِمّا هُوَ فِيهِ لِجَهلِ شَيءٍ مِنَ الأُمُورِ جَهِلَهُ قَالَ فَقَالَ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ الإِيمَانُ بِأَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ الإِقرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ وَ حَقّ فِي الأَموَالِ الزّكَاةُ وَ الوَلَايَةُ التّيِ أَمَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهَا وَلَايَةُ آلِ مُحَمّدٍص قَالَ فَقُلتُ لَهُ هَل فِي الوَلَايَةِ شَيءٌ دُونَ شَيءٍ فَضلٌ يُعرَفُ لِمَن أَخَذَ بِهِ قَالَ نَعَم قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُم وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ مَن مَاتَ وَ لَا يَعرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً وَ كَانَ رَسُولَ اللّهِص وَ كَانَ عَلِيّاً ع وَ قَالَ الآخَرُونَ وَ كَانَ مُعَاوِيَةَ ثُمّ كَانَ الحَسَنَ ع ثُمّ كَانَ الحُسَينَ ع وَ قَالَ الآخَرُونَ يَزِيدَ بنَ مُعَاوِيَةَ وَ حُسَينَ بنَ عَلِيّ وَ لَا سِوَاءَ وَ لَا سِوَاءَ وَ لَا سِوَاءَ قَالَ ثُمّ سَكَتَ ثُمّ قَالَ أَزِيدُكَ فَقَالَ لَهُ حَكَمٌ الأَعوَرُ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ ثُمّ كَانَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ثُمّ كَانَ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ أَبَا جَعفَرٍ وَ كَانَتِ الشّيعَةُ قَبلَ أَن يَكُونَ أَبُو جَعفَرٍ وَ هُم لَا يَعرِفُونَ مَنَاسِكَ حَجّهِم وَ حَلَالَهُم وَ حَرَامَهُم حَتّي كَانَ أَبُو جَعفَرٍ فَفَتَحَ لَهُم وَ بَيّنَ لَهُم مَنَاسِكَ حَجّهِم وَ حَلَالَهُم وَ حَرَامَهُم حَتّي صَارَ النّاسُ يَحتَاجُونَ إِلَيهِم مِن بَعدِ مَا كَانُوا يَحتَاجُونَ إِلَي النّاسِ وَ هَكَذَا يَكُونُ الأَمرُ وَ الأَرضُ لَا تَكُونُ إِلّا بِإِمَامٍ وَ مَن مَاتَ لَا يَعرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً وَ أَحوَجُ مَا تَكُونُ إِلَي مَا أَنتَ عَلَيهِ إِذَا بَلَغَت نَفسُكَ هَذِهِ وَ أَهوَي بِيَدِهِ إِلَي حَلقِهِ وَ انقَطَعَت عَنكَ الدّنيَا تَقُولُ لَقَد كُنتُ عَلَي أَمرٍ حَسَنٍ
صفحه : 338
كا،[الكافي] عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن عيسي بن السري أبي اليسع عن أبي عبد الله ع مثله بيان قوله ع و لم يضق به الباء للتعدية و من في قوله مما هو فيه للتبعيض و هو مع مدخوله فاعل لم يضق أي لم يضيق عليه الأمر شيءمما هو فيه ويمكن أن يقرأ لجهل بالتنوين و شيءبالرفع فشيء فاعل لم يضق و في بعض النسخ فيما مكان مما فلعل إلاخير فيه متعين و في بعض النسخ و لم يضر به فيمكن أن يقرأ علي بناء المجهول وجهله فعل ماض و من في مما صلة الضرر أو علي بناء الفاعل وجهله علي المصدر فاعله و من ابتدائية يقال ضره وضر به و في رواية العياشي الآتية و لم يضره ما هو فيه بجهل شيء من الأمور إن جهله و هوأصوب . وقيل يعني لم يضق أو لم يضر به من أجل ما هو فيه من معرفة دعائم الإسلام والعمل بهاجهل شيءجهله من الأمور التي ليست هي من الدعائم فقوله مما هو فيه تعليل لعدم الضيق أوالضرر و قوله لجهل شيءتعليل للضيق أوالضرر و قوله جهله صفة لشيء و قوله من الأمور عبارة من غيرالدعائم من شعائر الإسلام انتهي و لايخفي ما فيه وحق في الأموال إما مجرور بالعطف علي ماجاء والزكاة بدله و يكون تخصيصا بعدالتعميم وربما يخص ماجاء بالصلاة بقرينة ذكر الزكاة وسائر الأخبار المتقدمة و هوبعيد وإما مرفوع بالخبرية للزكاة والزكاة مبتدأ ويمكن أن يقرأ حق علي بناء الماضي المجهول و علي التقديرين الجملة معترضة للتأكيد والتبيين وإنما لم يذكر الصلاة لظهور أمرها فاكتفي عنها بما جاء به و أمارفعه بالعطف علي الشهادة كماقيل فهو بعيد لأنه ع لم يتعرض فيه لسائر العبادات بل اقتصر فيه علي الاعتقادات وقيل أراد ع بالولاية المأمور بها من الله بالكسر الإمارة وأولوية التصرف وبالأمر بها ماورد فيها من الكتاب
صفحه : 339
والسنة كالآية المذكورة في هذاالحديث وكآيةإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وحديث الغدير و غير ذلك أقول بل الولاية بالفتح بمعني المحبة والنصرة والطاعة واعتقاد الإمامة هنا أنسب كما لايخفي . قوله هل في الولاية شيءدون شيءإلخ أقول هذاالكلام يحتمل وجهين أحدهما أن يكون المراد هل في الإمامة شرط مخصوص وفضل معلوم يكون في رجل خاص من آل محمدبعينه يقتضي أن يكون هوولي الأمر دون غيره يعرف هذاالفضل لمن أخذ به أي بذلك الفضل وادعاه وادعي الإمامة فيكون من أخذ به الإمام أو يكون معروفا لمن أخذ وتمسك به وتابع إماما بسببه و يكون حجته علي ذلك فالمراد بالموصول الموالي للإمام الثاني أن يكون المراد به هل في الولاية دليل خاص يدل علي وجوبها ولزومها فضل أي فضل بيان وحجة وربما يقرأ بالصاد المهملة أي برهان فاصل قاطع يعرف هذاالبرهان لمن أخذ به أي بذلك البرهان والأخذ يحتمل الوجهين ولكل من الوجهين شاهد فيما سيأتي. ويمكن الجمع بين الوجهين بأن يكون قوله شيءدون شيءإشارة إلي الدليل و قوله فضل إشارة إلي شرائط الإمامة و إن كان بعيدا وحاصل جوابه ع أنه لماأمر الله تعالي بطاعة أولي الأمر مقرونة بطاعة الرسول وبطاعته فيجب طاعتهم و لابد من معرفتهم و قال الرسول ص من مات و لم يعرف إمام زمانه أي من يجب أن يقتدي به في زمانه مات ميتة جاهلية والميتة بالكسر مصدر للنوع أي كموت أهل الجاهلية علي الكفر والضلال فدل علي أن لكل زمان إماما لابد من معرفته ومتابعته . و كان رسول الله ص أي من كان تجب طاعته في زمن الرسول هوصلي الله عليه وآله و كان بعده صلي الله عليه وآله عليا و قال آخرون مكانه معاوية وإنما لم يذكر الغاصبين الثلاثة تقية وإشعارا بأن القول بخلافتهم بالبيعة يستلزم القول بخلافة مثل معاوية فاسق جاهل كافر وبالجملة لما كان هذاأشنع خصه بالذكر
صفحه : 340
مع أن بطلان خلافته يستلزم بطلان خلافتهم . ثم كان الحسن أي في زمن معاوية أيضا ثم كان الإمام الحسين في بعض زمن معاوية وبعض زمن يزيد عليه اللعنة وحسين بن علي ثانيا كأنه زيد من الرواة أوالنساخ ويؤيده عدم التكرار في رواية الكشي ويحتمل أن يكون جملة حالية بحذف الخبر أي وحسين بن علي حي و قديقرأ حسين بالتنوين فيكون ابن علي خبرا أو يكون ذكره أولا لمقابلته ع بمعاوية وثانيا لمقابلته بيزيد فالمعني و قال آخرون يزيد بن معاوية و الحسين معارضان أوالواو بمعني مع و لاسواء خبر مبتدأ محذوف و في بعض النسخ مكرر ثلاث مرات أي علي ومعاوية لاسواء وحسن ومعاوية لاسواء وحسين ويزيد لاسواء. والحاصل أن الأمر أوضح من أن يشتبه علي أحد فإنه لايريب عاقل في أنه إذا كان لابد من إمام وتردد الأمر بين علي ومعاوية فعلي ع أولي بالإمامة و كان في الكل ناقصة لقوله عليا و أبا جعفر و من قال نصب أبا جعفربتقدير أعني غفل عن ذلك ولكن في قوله كانت الشيعة و قوله أن يكون أبو جعفر و قوله حتي كان أبو جعفرتامة والمراد بالكون في الأخيرين ظهور أمره ورجوع الناس إليه وقيل كان ناقصة والظرف خبره والمراد بالناس في الموضعين علماء المخالفين ورواتهم وهكذا يكون الأمر أي هكذا يكون أمر الإمامة دائما مرددا بين عالم معصوم من أهل البيت بين فضله وورعه وعصمته وجاهل فاسق بين الجهالة والفسق من خلفاء الجور و الأرض لاتكون إلابإمام معصوم عالم بجميع ماتحتاج إليه الأمة و من لم يعرفه مات ميتة جاهلية وأحوج مبتدأ مضاف إلي ما وهي مصدرية وتكون تامة ونسبة الحاجة إلي المصدر مجاز والمقصود نسبة الحاجة إلي فاعل المصدر باعتبار بعض أحوال وجوده و إلي متعلق بأحوج و ماموصولة وعبارة عن التصديق بالولاية و إذاظرف و هوخبر أحوج وأهوي كلام الراوي وقع بين كلامه ع
12-كا،[الكافي] عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ
صفحه : 341
عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الإِيمَانُ لَهُ أَركَانٌ أَربَعَةٌ التّوَكّلُ عَلَي اللّهِ وَ تَفوِيضُ الأَمرِ إِلَي اللّهِ وَ الرّضَا بِقَضَاءِ اللّهِ وَ التّسلِيمُ لِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
بيان له أركان أربعة لعدم استقرار الإيمان وثباته إلا بهاالتوكل علي الله أي الاعتماد عليه في جميع الأمور والمهمات وقطع النظر عن الأسباب الظاهرة و إن كان يجب التوسل بهاظاهرا لكن من كمل يقينه بالله و أنه القادر علي كل شيء و أنه المسبب للأسباب لايعتمد عليها بل علي مسببها وتفويض الأمر إلي الله أي في دفع الأعادي الظاهرة والباطنة كمافوض مؤمن آل فرعون أمره إلي الله فَوَقاهُ اللّهُ سَيّئاتِ ما مَكَرُوا و لاريب أن هذا و ماقبله متفرعان علي قوة الإيمان بالله ويصيران سببا لشدة اليقين أيضا والرضا بقضاء الله في الشدة والرخاء والعافية والبلاء و هذاأيضا يحصل من الإيمان بكونه سبحانه مالكا لنفع العباد وضرهم و لايفعل بهم إلا ما هوالأصلح لهم ويصير أيضا سببا لكمال اليقين والتسليم لأمر الله أي الانقياد له في كل ماأمر به ونهي عنه ولنبيه وأوصيائه فيما صدر عنهم من الأقوال والأفعال كما قال سبحانه فَلا وَ رَبّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتّي يُحَكّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرَجاً مِمّا قَضَيتَ وَ يُسَلّمُوا تَسلِيماً ومدخلية هذه الخصلة في الإيمان وكماله أظهر من أن يحتاج إلي البيان وَ اللّهُ المُستَعانُ
13-كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحسَنَيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ خَلَقَ الإِسلَامَ فَجَعَلَ لَهُ عَرصَةً وَ جَعَلَ لَهُ نُوراً وَ جَعَلَ لَهُ حِصناً وَ جَعَلَ لَهُ نَاصِراً فَأَمّا عَرصَتُهُ فَالقُرآنُ وَ أَمّا نُورُهُ فَالحِكمَةُ وَ أَمّا حِصنُهُ فَالمَعرُوفُ وَ أَمّا أَنصَارُهُ فَأَنَا وَ أَهلُ بيَتيِ وَ شِيعَتُنَا فَأَحِبّوا أَهلَ بيَتيِ وَ شِيعَتَهُم وَ أَنصَارَهُم فَإِنّهُ لَمّا أسُريَِ بيِ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا فنَسَبَنَيِ جَبرَئِيلُ ع لِأَهلِ السّمَاءِ استَودَعَ اللّهُ حبُيّ وَ حُبّ أَهلِ بيَتيِ وَ شِيعَتِهِم فِي قُلُوبِ المَلَائِكَةِ فَهُوَ عِندَهُم وَدِيعَةٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ هَبَطَ بيِ إِلَي أَهلِ الأَرضِ فنَسَبَنَيِ إِلَي أَهلِ الأَرضِ فَاستَودَعَ اللّهُ حبُيّ وَ حُبّ أَهلِ بيَتيِ وَ شِيعَتِهِم
صفحه : 342
فِي قُلُوبِ مؤُمنِيِ أمُتّيِ فَمُؤمِنُو أمُتّيِ يَحفَظُونَ ودَيِعتَيِ فِي أَهلِ بيَتيِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ أَلَا فَلَو أَنّ الرّجُلَ مِن أمُتّيِ عَبَدَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ عُمُرَهُ أَيّامَ الدّنيَا ثُمّ لقَيَِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ مُبغِضاً لِأَهلِ بيَتيِ وَ شيِعتَيِ مَا فَرّجَ اللّهُ صَدرَهُ إِلّا عَن نِفَاقٍ
14- بشا،[بشارة المصطفي ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ عَبدِ الصّمَدِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبّادٍ الراّزيِّ عَن عَبدِ العَظِيمِ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ فَهَبَطَ بيِ إِلَي الأَرضِ وَ نسَبَنَيِ لِأَهلِ الأَرضِ إِلَي قَولِهِ فِي قُلُوبِ أَهلِ الأَرضِ إِلَي قَولِهِ عِدّةَ أَيّامِ الدّنيَا إِلَي قَولِهِ مَا فَرّجَ اللّهُ قَلبَهُ إِلّا عَنِ النّفَاقِ
توضيح فجعل له عرصة العرصة كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيهابناء والظاهر أنه ع شبه الإسلام برجل لابدار كمازعم وشبه القرآن بعرصة يجول الإسلام فيه وشبه الحكمة والعلوم الحقة بسراج ونور يستنير به الإسلام أويبصر به صاحبه فإن بالعلم يظهر حقائق الإسلام وأوامره ونواهيه وأحكامه و أماحصنه فالمعروف أي الإحسان أو ماعرف بالعقل والشرع حسنه كما هوالمراد في الأمر بالمعروف فإنه بكل من المعنيين يكون سببا لحفظ الإسلام وبقائه وعدم تطرق شياطين الإنس والجن للخلل فيه أوالمراد به الأمر بالمعروف فالتشبيه أظهر. و أماكونهم ع وشيعتهم أنصار الإسلام فهو ظاهر وغيرهم يخربون الإسلام ويضيعونه فنسبني أي ذكر نسبي أووصفني وذكر نبوتي ومناقبي و أماذكر نسبه لأهل الأرض فبالآيات التي أنزلها فيه و في أهل بيته ويقرؤها الناس إلي يوم القيامة أوذكر فضله ونادي به بحيث سمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء كنداء ابراهيم ع بالحج وقيل لماوجبت الصلوات الخمس في المعراج فلما هبطص علمها الناس و كان من أفعالها الصلاة علي محمد وآله في التشهد فدلهم بذلك علي أنهم أفضل الخلق لأنه لو كان غيرهم أفضل لكانت الصلاة عليهم أوجب والأول أظهر.
صفحه : 343
ثم لقي الله أي عندالموت أو في القيامة وتفريج الصدر كناية عن إظهار ما كان كامنا فيه علي الناس في القيامة أو عن علمه تعالي به والأول أظهر
15- كا،[الكافي] عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن مُدرِكِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الإِسلَامُ عُريَانٌ فَلِبَاسُهُ الحَيَاءُ وَ زِينَتُهُ الوَفَاءُ وَ مُرُوّتُهُ العَمَلُ الصّالِحُ وَ عِمَادُهُ الوَرَعُ وَ لِكُلّ شَيءٍ أَسَاسٌ وَ أَسَاسُ الإِسلَامِ حُبّنَا أَهلَ البَيتِ
كا،[الكافي] عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد الله بن القاسم مثله سن ،[المحاسن ] عن أبيه
مثله لي ،[الأمالي للصدوق ] عن العطار عن سعد عن ابن يزيد عن زياد القندي عن علي بن معبد عن عبد الله بن القاسم عن مبارك بن عبدالرحمن عن أبي عبد الله عن آبائه ع مثله بيان الإسلام عريان شبه ع الإسلام برجل والحياء بلباسه فكما أن اللباس يستر العورات والقبائح الظاهرة فكذلك الحياء يستر القبائح والمساوي الباطنة و لايبعد أن يكون المراد بالإسلام المسلم من حيث إنه مسلم أو يكون إسناد العري واللباس إليه علي المجاز أي لباس صاحبه وكذا الفقرات الآتية تحتملهما فتفطن وزينته الوفاء أي بعهود الله ورسوله وحججه وبعهود الخلق ووعودهم وقيل إيفاء كل ذي حق حقه وافيا ومروته العمل الصالح المروءة بالضم مهموزا و قديخفف الهمزة فيشد الواو الإنسانية أي العمل بمقتضاها قال في القاموس مرو ككرم مروءة فهو مريء أي ذو مروءة وإنسانية. و في المصباح
صفحه : 344
المروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان علي الوقوف عندمحاسن الأخلاق وجميل العادات يقال مرؤ الإنسان فهو مريء مثل قرب فهو قريب أي صار ذا مروءة و قال الجوهري و قديشدد فيقال مروة انتهي والحاصل أن العمل الصالح من لوازم الإسلام ومما يجعل الإسلام حقيقا بأن يسمي إسلاما كما أن المروءة من لوازم الإنسان ومما يصير به الإنسان حقيقا بأن يسمي إنسانا أوالمسلم من حيث إنه مسلم مروته العمل الصالح فلايسمي مرءا حقيقة أومسلما إلا به . وعماده الورع العماد بالكسر مايسند به وعماد الخيمة والسقف مايقام به والحاصل أن ثبات الإسلام وبقاءه واستقراره بالورع أي ترك المحرمات بل الشبهات أيضا كما أن بالمعاصي يتزلزل بل يزول والأس بالضم والأساس بالفتح أصل البناء وأصل كل شيء والأساس بالكسر جمع أس والحاصل أنه كمايستقر البناء و لايستقيم بغير أساس فكذلك الإسلام لايتحقق و لايستقر إلابحبهم الملزوم للقول بولايتهم وإمامتهم فإن من أنكر حقهم فهو أعدي عدوهم و قوله ص حبنا أي حبي وحب أهل بيتي ويحتمل كون الفقرة الأخيرة كلام الصادق ع لكنه بعيد
16-نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع فِي بَعضِ خُطَبِهِ ثُمّ إِنّ هَذَا الإِسلَامَ دِينُ اللّهِ ألّذِي اصطَفَاهُ لِنَفسِهِ وَ اصطَنَعَهُ عَلَي عَينِهِ وَ أَصفَاهُ خِيَرَةَ خَلقِهِ وَ أَقَامَ دَعَائِمَهُ عَلَي مَحَبّتِهِ أَذَلّ الأَديَانَ بِعِزّهِ وَ وَضَعَ المِلَلَ بِرَفعِهِ وَ أَهَانَ أَعدَاءَهُ بِكَرَامَتِهِ وَ خَذَلَ مُحَادّيهِ بِنَصرِهِ وَ هَدَمَ أَركَانَ الضّلَالَةِ بِرُكنِهِ وَ سَقَي مَن عَطِشَ مِن حِيَاضِهِ وَ أَتأَقَ الحِيَاضَ بِمَوَاتِحِهِ ثُمّ جَعَلَهُ لَا انفِصَامَ لِعُروَتِهِ وَ لَا فَكّ لِحَلقَتِهِ وَ لَا انهِدَامَ لِأَسَاسِهِ وَ لَا زَوَالَ لِدَعَائِمِهِ وَ لَا انقِلَاعَ لِشَجَرَتِهِ وَ لَا انقِطَاعَ لِمُدّتِهِ وَ لَا عَفَاءَ لِشَرَائِعِهِ وَ لَا جَذّ لِفُرُوعِهِ وَ لَا ضَنكَ لِطُرُقِهِ وَ لَا وُعُوثَةَ لِسُهُولَتِهِ وَ لَا سَوَادَ لِوَضَحِهِ وَ لَا عِوَجَ لِانتِصَابِهِ وَ لَا عَصَلَ فِي عُودِهِ وَ لَا وَعَثَ لِفَجّهِ وَ لَا انطِفَاءَ لِمَصَابِيحِهِ وَ لَا مَرَارَةَ لِحَلَاوَتِهِ فَهُوَ دَعَائِمُ أَسَاخَ فِي الحَقّ أَسنَاخَهَا وَ ثَبّتَ لَهَا آسَاسَهَا وَ يَنَابِيعُ غَزُرَت عُيُونُهَا وَ مَصَابِيحُ شَبّت نِيرَانُهَا وَ مَنَارٌ اقتَدَي بِهَا
صفحه : 345
سُفّارُهَا وَ أَعلَامٌ قُصِدَ بِهَا فِجَاجُهَا وَ مَنَاهِلُ روَيَِ بِهَا وُرّادُهَا جَعَلَ اللّهُ فِيهِ مُنتَهَي رِضوَانِهِ وَ ذِروَةَ دَعَائِمِهِ وَ سَنَامَ طَاعَتِهِ فَهُوَ عِندَ اللّهِ وَثِيقُ الأَركَانِ رَفِيعُ البُنيَانِ مُنِيرُ البُرهَانِ مضُيِءُ النّيرَانِ عَزِيزُ السّلطَانِ مُشرِفُ المَنَارِ مُعوِزُ المَثَارِ فَشَرّفُوهُ وَ اتّبِعُوهُ وَ أَدّوا إِلَيهِ حَقّهُ وَ ضَعُوهُ مَوَاضِعَهُ
بيان الاصطفاء الاختيار أي اختاره لأن يكون طريقا إلي طاعته وسبيلا إلي جنته والاصطناع افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والإحسان واصطنعه أي اختاره واتخذه صنيعة واصطنع خاتما أي أمر أن يصنع له و قال بعض شراح النهج تقول اصنع لي كذا علي عيني أي اصنعه صنعة كالتي تصنعها و أناحاضر أشاهدها بعيني فالمعني أمر بأن يصنع الإسلام كالمصنوع المشاهد للأمر أي أسس قواعده علي ماينبغي و علي علم منه بدقائقه وقيل أي علي علم منه بشرفه وفضله وقيل أي اختاره أوأمر بأن يصنع حافظا له كمايقال في الدعاء بالحفظ والحياطة عين الله عليك و علي يفيد الحال علي الوجوه واصطفيت الشيء أي آثرته واصطفيته الود أي أخلصته . وأصفاه خيرة خلقه أي آثر واختار للبعثة به خيرة خلقه أوجعل خيرة خلقه خالصا لتبليغه دون غيره والخيرة بالكسر وكعنبة الاسم من الاختيار والدعامة بالكسر عماد البيت والضمير في محبته للإسلام أولله وذلة الأديان نسخها أوالمراد ذلة أهلها وكذا وضع الملل و هوالحط ضد الرفع يحتملهما وخذله كنصره ترك نصرته والمحادة المخالفة ومنع مايجب عليك من الحد بمعني المنع وركن الشيء جانبه ألذي يستند إليه ويقوم به وأركان الضلالة العقائد المضلة أورؤساء أهل الضلال أوالأصنام وركنه أصوله وقواعده أو النبي ص أوكلمة التوحيد وحياضه قوانينه أو النبي والأئمةص أوالعلماء أيضا وماؤها العلم والهداية وتئق الحوض كفرح أي امتلأ وأتاقه أملأه والماتح المستقي ألذي يستخرج الدلو والحياض هنا المستفيدون ومواتحه الأئمة الآخذون
صفحه : 346
شرائعه عن النبي ص أوالمستنبطون من القرآن أوالعلماء المستنبطون معالم الكتاب والسنة بأفكارهم أوالآخذون عن النبي والأئمة ع ويحتمل أن يراد بالحياض القواعد وبالمواتح المؤسسون لها بأمر الله المبينون لها للمستضيئين بأنوارهم أويراد بالحياض أولي العلم ع الذين ملأ الله صدورهم من زلال المعرفة والهداية وبالمواتح المبلغون عن الله من الملائكة وروح القدس والإلهامات الربانية. والانفصام الانكسار أو من غيرإبانة والعروة من الدلو والكوز المقبض والفك الفصل والعفاء الدروس وذهاب الأثر والشريعة ماشرع الله لعباده أي سن وأوضح والجذ بالجيم والذال المعجمة القطع أوالقطع المستأصل و في بعض النسخ بالحاء المهملة و هوالقطع و في بعضها بالجيم والدال المهملة و هوالقطع أيضا والفعل في الجميع كمد والضنك الضيق ووعوثة الطريق تعسر سلوكه وأصله من الوعث و هوالرمل والمشي فيه يشتد ويشق و منه وعثاء السفر لشدته ومشقته و عن النبي ص بعثت إليكم بالحنيفية السمحة السهلة البيضاء والوضح بالتحريك البياض وبياض الإسلام صفاؤه عن كدر الباطل ونصبت الشيء أي أقمته ورفعته فانتصب والعصل بالتحريك الاستواء والاعوجاج أوالاعوجاج في صلابة والفج الطريق الواسع بين الجبلين وطفئت النار كفرح وانطفأت أي ذهب لهبها. وحلاوة الدين لذة القرب من الله والنعيم الدائم وساخ الشيء في الأرض أي غاب وغار والسنخ بالكسر الأصل والأساس كسحاب أصل البناء والينبوع العين ينبع منه الماء أي يخرج وقيل الجدول الكثير الماء و هوأنسب وغزر العين ككرم أي كثر ماؤه وشبت النار علي المعلوم والمجهول توقدت لازم متعد و لايقال شابة بل مشبوبة و في النسخ علي المجهول والنيران جمع نار والمنار جمع منارة و هوالعلم يهتدي به وقيل المنار والمنارة موضع النور وسفر الرجل كنصر أي خرج للارتحال فهو سافر والفج الطريق الواسع الواضح
صفحه : 347
بين جبلين والمنهل المشرب والموضع ألذي فيه المشرب وروي كرضي ضد العطش والوراد الذين يردون الماء ضد الصادرين وذروة الشيء بالضم والكسر أعلاه وكذلك السنام كسحاب مأخوذ من سنام البعير والوثيق المحكم الثابت وركن الشيء بالضم جانبه والبنيان مايبني ومصدر بنيت الدار وغيره والبرهان الحجة والعزة القوة والغلبة وضد الذلة والسلطان يحتمل الحجة والسلطنة وأشرف الموضع أي ارتفع وأعوزه الشيء أي احتاج إليه فلم يقدر عليه وأعوز فلان إذاافتقر وأعوزه الدهر أي أحوجه . وثار الغبار هاج وسطع وثار به الناس وثبوا عليه وثار فلان إلي الشر أي نهض والمثار الموضع والمصدر قيل أي يعجز الناس إثارته وإزعاجه لقوته وثباته و قال بعضهم أي يعجز الخلق إثارة دفائنه و ما فيه من كنوز الحكمة و لايمكنهم استقصاؤها وروي بعض معوز المثال باللام أي يعجز الخلق عن الإتيان بمثله .فشرفوه أي عدوه شريفا واعتقدوه كذلك وكذلك عظموه وأداء حقه الاتباع الكامل ووضعه مواضعه الكف عن تغيير أحكامه والعلم بمرتبته ومقداره ألذي جعله الله له أوالعمل بجميع ماتضمنه من الأوامر والنواهي
17- نهج ،[نهج البلاغة] الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي شَرَعَ الإِسلَامَ فَسَهّلَ شَرَائِعَهُ لِمَن وَرَدَهُ وَ أَعَزّ أَركَانَهُ عَلَي مَن غَالَبَهُ فَجَعَلَهُ أَمناً لِمَن عَلِقَهُ وَ سِلماً لِمَن دَخَلَهُ وَ بُرهَاناً لِمَن تَكَلّمَ بِهِ وَ شَاهِداً لِمَن خَاصَمَ بِهِ وَ نُوراً لِمَنِ استَضَاءَ بِهِ وَ فَهماً لِمَن عَقَلَ وَ لُبّاً لِمَن تَدَبّرَ وَ آيَةً لِمَن تَوَسّمَ وَ تَبصِرَةً لِمَن عَزَمَ وَ عِبرَةً لِمَنِ اتّعَظَ وَ نَجَاةً لِمَن صَدّقَ وَ ثِقَةً لِمَن تَوَكّلَ وَ رَاحَةً لِمَن فَوّضَ وَ جُنّةً لِمَن صَبَرَ فَهُوَ أَبلَجُ المَنَاهِجِ وَاضِحُ الوَلَائِجِ مُشرِفُ المَنَارِ مُشرِقُ الجِوَارِ مضُيِءُ المَصَابِيحِ كَرِيمُ المِضمَارِ رَفِيعُ الغَايَةِ جَامِعُ الحبلة[الحَلبَةِ]مُتَنَافِسُ السّبقَةِ شَرِيفُ الفُرسَانِ التّصدِيقُ مِنهَاجُهُ وَ الصّالِحَاتُ مَنَارُهُ وَ المَوتُ غَايَتُهُ وَ الدّنيَا مِضمَارُهُ وَ القِيَامَةُ حَلبَتُهُ وَ الجَنّةُ سُبقَتُهُ
صفحه : 348
وَ قَالَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فِي مَوضِعٍ آخَرَ وَ سُئِلَ ع عَنِ الإِيمَانِ فَقَالَ الإِيمَانُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الصّبرِ وَ اليَقِينِ وَ العَدلِ وَ الجِهَادِ فَالصّبرُ مِنهَا عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الشّوقِ وَ الشّفَقِ وَ الزّهدِ وَ التّرَقّبِ فَمَنِ اشتَاقَ إِلَي الجَنّةِ سَلَا عَنِ الشّهَوَاتِ وَ مَن أَشفَقَ مِنَ النّارِ اجتَنَبَ المُحَرّمَاتِ وَ مَن زَهِدَ فِي الدّنيَا استَهَانَ بِالمُصِيبَاتِ وَ مَنِ ارتَقَبَ المَوتَ سَارَعَ فِي الخَيرَاتِ وَ اليَقِينُ مِنهَا عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي تَبصِرَةِ الفِطنَةِ وَ تَأَوّلِ الحِكمَةِ وَ مَوعِظَةِ العِبرَةِ وَ سُنّةِ الأَوّلِينَ فَمَن تَبَصّرَ فِي الفِطنَةِ تَبَيّنَت لَهُ الحِكمَةُ وَ مَن تَبَيّنَت لَهُ الحِكمَةُ عَرَفَ العِبرَةَ وَ مَن عَرَفَ العِبرَةَ فَكَأَنّمَا كَانَ فِي الأَوّلِينَ وَ العَدلُ مِنهَا عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي غَائِصِ الفَهمِ وَ غَورِ العِلمِ وَ زَهرَةِ الحُكمِ وَ رَسَاخَةِ الحِلمِ فَمَن فَهِمَ عَلِمَ غَورَ العِلمِ وَ مَن عَلِمَ غَورَ العِلمِ صَدَرَ عَن شَرَائِعِ الحُكمِ وَ مَن حَلُمَ لَم يُفَرّط فِي أَمرِهِ وَ عَاشَ فِي النّاسِ حَمِيداً وَ الجِهَادُ مِنهَا عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ وَ الصّدقِ فِي المَوَاطِنِ وَ شَنَآنِ الفَاسِقِينَ فَمَن أَمَرَ بِالمَعرُوفِ شَدّ ظُهُورَ المُؤمِنِينَ وَ مَن نَهَي عَنِ المُنكَرِ أَرغَمَ أُنُوفَ المُنَافِقِينَ وَ مَن صَدَقَ فِي المَوَاطِنِ قَضَي مَا عَلَيهِ وَ مَن شَنِئَ الفَاسِقِينَ وَ غَضِبَ لِلّهِ غَضِبَ اللّهُ لَهُ وَ أَرضَاهُ يَومَ القِيَامَةِ وَ الكُفرُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي التّعَمّقِ وَ التّنَازُعِ وَ الزّيغِ وَ الشّقَاقِ فَمَن تَعَمّقَ لَم يُنِب إِلَي الحَقّ وَ مَن كَثُرَ نِزَاعُهُ بِالجَهلِ دَامَ عَمَاهُ عَنِ الحَقّ وَ مَن زَاغَ سَاءَت عِندَهُ الحَسَنَةُ وَ حَسُنَت عِندَهُ السّيّئَةُ وَ سَكِرَ سُكرَ الضّلَالَةِ وَ مَن شَاقّ وَعُرَت عَلَيهِ طُرُقُهُ وَ أَعضَلَ عَلَيهِ أَمرُهُ وَ ضَاقَ مَخرَجُهُ وَ الشّكّ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي التمّاَريِ وَ الهَولِ وَ التّرَدّدِ وَ الِاستِسلَامِ فَمَن جَعَلَ المِرَاءَ دَيدَناً لَم يُصبِح لَيلُهُ وَ مَن هَالَهُ مَا بَينَ يَدَيهِنَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ مَن تَرَدّدَ فِي الرّيبِ وَطِئَتهُ سَنَابِكُ الشّيَاطِينِ وَ مَنِ استَسلَمَ لِهَلَكَةِ الدّنيَا وَ
صفحه : 349
الآخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا
ثُمّ قَالَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ وَ بَعدَ هَذَا كَلَامٌ تَرَكنَا ذِكرَهُ خَوفَ الإِطَالَةِ وَ الخُرُوجِ عَنِ الغَرَضِ المَقصُودِ فِي هَذَا الكِتَابِ وَ قَالَ رَحِمَهُ اللّهُ فِي مَوضِعٍ آخَرَ وَ سَأَلَهُ ع رَجُلٌ أَن يُعَرّفَهُ مَا الإِيمَانُ فَقَالَ إِذَا كَانَ غَدٌ فأَتنِيِ حَتّي أُخبِرَكَ عَلَي أَسمَاعِ النّاسِ فَإِن نَسِيتَ مقَاَلتَيِ حَفِظَهَا عَلَيكَ غَيرُكَ فَإِنّ الكَلَامَ كَالشّارِدَةِ يَثقَفُهَا هَذَا وَ يُخطِئُهَا هَذَا
و قدذكرنا ماأجابه به فيما تقدم من هذاالباب و هو قوله ع الإيمان علي أربع شعب .بيان أقول إنما أوردنا هذه الفصول متصلة لمايظهر من سائر الروايات اتصالها وإنما فرقها وحذف أكثرها علي عادته قدس سره وأخرنا شرح ماأورده منها إلي ذكر سائر الروايات لكونها أجمع وأفيد وسنشير إلي الاختلاف بينها وبينها قوله فإذا كان غد كان هاهنا تامة أي إذاحدث غد ووجد وتقول إذا كان غدا فأتني بالنصب باعتبار آخر أي إذا كان الزمان غدا أي موصوفا بأنه الغد و من النحويين من يقدره إذا كان الكون غدا لأن الفعل يدل علي المصدر والكون هوالتجدد والحدوث والشاردة النافرة وثقفه كعلمه أي صادفه أوأخذه أوظفر به ويخطئها أي لايدركها و لايفهمها أو لايحفظها وينساها
18- كا،[الكافي] عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ عِدّةٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ جَمِيعاً عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن يَعقُوبَ السّرّاجِ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ بِأَسَانِيدَ مُختَلِفَةٍ عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ خَطَبَنَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي دَارِهِ أَو قَالَ فِي القَصرِ وَ نَحنُ مُجتَمِعُونَ ثُمّ أَمَرَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ فَكُتِبَ فِي كِتَابٍ وَ قرُِئَ عَلَي النّاسِ
وَ رَوَي غَيرُهُ أَنّ ابنَ الكَوّاءِ سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن صِفَةِ الإِسلَامِ وَ الإِيمَانِ وَ الكُفرِ وَ النّفَاقِ فَقَالَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي شَرَعَ الإِسلَامَ وَ سَهّلَ شَرَائِعَهُ لِمَن وَرَدَهُ وَ
صفحه : 350
أَعَزّ أَركَانَهُ لِمَن جَأَرَ بِهِ وَ جَعَلَهُ عِزّاً لِمَن تَوَلّاهُ وَ سِلماً لِمَن دَخَلَهُ وَ هُدًي لِمَنِ ائتَمّ بِهِ وَ زِينَةً لِمَن تَجَلّلَهُ وَ عُذراً لِمَنِ انتَحَلَهُ وَ عُروَةً لِمَنِ اعتَصَمَ بِهِ وَ حَبلًا لِمَنِ استَمسَكَ بِهِ وَ بُرهَاناً لِمَن تَكَلّمَ بِهِ وَ نُوراً لِمَنِ استَضَاءَ بِهِ وَ شَاهِداً لِمَن خَاصَمَ بِهِ وَ فُلجاً لِمَن حَاجّ بِهِ وَ عِلماً لِمَن وَعَاهُ وَ حَدِيثاً لِمَن رَوَي وَ حُكماً لِمَن قَضَي وَ حِلماً لِمَن جَرّبَ وَ لِبَاساً لِمَن تَدَبّرَ وَ فَهماً لِمَن تَفَطّنَ وَ يَقِيناً لِمَن عَقَلَ وَ بَصِيرَةً لِمَن عَزَمَ وَ آيَةً لِمَن تَوَسّمَ وَ عِبرَةً لِمَنِ اتّعَظَ وَ نَجَاةً لِمَن صَدّقَ وَ تُؤَدَةً لِمَن أَصلَحَ وَ زُلفَي لِمَنِ اقتَرَبَ وَ ثِقَةً لِمَن تَوَكّلَ وَ رَجَاءً لِمَن فَوّضَ وَ سُبقَةً لِمَن أَحسَنَ وَ خَيراً لِمَن سَارَعَ وَ جُنّةً لِمَن صَبَرَ وَ لِبَاساً لِمَنِ اتّقَي وَ ظَهِيراً لِمَن رَشَدَ وَ كَهفاً لِمَن آمَنَ وَ أَمَنَةً لِمَن أَسلَمَ وَ رَجَاءً لِمَن صَدَقَ وَ غِنًي لِمَن قَنِعَ فَذَلِكَ الحَقّ سَبِيلُهُ الهُدَي وَ مَأثُرَتُهُ المَجدُ وَ صِفَتُهُ الحُسنَي فَهُوَ أَبلَجُ المِنهَاجِ مُشرِقُ المَنَارِ ذاَكيِ المِصبَاحِ رَفِيعُ الغَايَةِ يَسِيرُ المِضمَارِ جَامِعُ الحَلبَةِ سَرِيعُ السّبقَةِ أَلِيمُ النّقِمَةِ كَامِلُ العُدّةِ كَرِيمُ الفُرسَانِ فَالإِيمَانُ مِنهَاجُهُ وَ الصّالِحَاتُ مَنَارُهُ وَ الفِقهُ مَصَابِيحُهُ وَ الدّنيَا مِضمَارُهُ وَ المَوتُ غَايَتُهُ وَ القِيَامَةُ حَلبَتُهُ وَ الجَنّةُ سُبقَتُهُ وَ النّارُ نَقِمَتُهُ وَ التّقوَي عُدّتُهُ وَ المُحسِنُونَ فُرسَانُهُ فَبِالإِيمَانِ يُستَدَلّ عَلَي الصّالِحَاتِ وَ بِالصّالِحَاتِ يُعمَرُ الفِقهُ وَ بِالفِقهِ يُرهَبُ المَوتُ وَ بِالمَوتِ يُختَمُ الدّنيَا وَ بِالدّنيَا تَجُوزُ القِيَامَةَ وَ بِالقِيَامَةِ تُزلَفُ الجَنّةُ وَ الجَنّةُ حَسرَةُ أَهلِ النّارِ وَ النّارُ مَوعِظَةٌ لِلمُتّقِينَ وَ التّقوَي سِنخُ الإِيمَانِ
19-كا،[الكافي]بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ
صفحه : 351
ع عَنِ الإِيمَانِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ الإِيمَانَ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الصّبرِ وَ اليَقِينِ وَ العَدلِ وَ الجِهَادِ فَالصّبرُ مِن ذَلِكَ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الشّوقِ وَ الإِشفَاقِ وَ الزّهدِ وَ التّرَقّبِ فَمَنِ اشتَاقَ إِلَي الجَنّةِ سَلَا عَنِ الشّهَوَاتِ وَ مَن أَشفَقَ عَنِ النّارِ رَجَعَ عَنِ المُحَرّمَاتِ وَ مَن زَهِدَ فِي الدّنيَا هَانَت عَلَيهِ المُصِيبَاتُ وَ مَن رَاقَبَ المَوتَ سَارَعَ إِلَي الخَيرَاتِ وَ اليَقِينُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ تَبصِرَةِ الفِطنَةِ وَ تَأَوّلِ الحِكمَةِ وَ مَعرِفَةِ العِبرَةِ وَ سُنّةِ الأَوّلِينَ فَمَن أَبصَرَ الفِطنَةَ عَرَفَ الحِكمَةَ وَ مَن تَأَوّلَ الحِكمَةَ عَرَفَ العِبرَةَ وَ مَن عَرَفَ العِبرَةَ عَرَفَ السّنّةَ وَ مَن عَرَفَ السّنّةَ فَكَأَنّمَا كَانَ مَعَ الأَوّلِينَ وَ اهتَدَي إِلَي التّيِ هيَِ أَقوَمُ وَ نَظَرَ إِلَي مَن نَجَا بِمَا نَجَا وَ مَن هَلَكَ بِمَا هَلَكَ وَ إِنّمَا أَهلَكَ اللّهُ مَن هَلَكَ بِمَعصِيَتِهِ وَ أَنجَي مَن أَنجَي بِطَاعَتِهِ وَ العَدلُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ غَامِضِ الفَهمِ وَ غَمرِ العِلمِ وَ زَهرَةِ الحُكمِ وَ رَوضَةِ الحِلمِ فَمَن فَهِمَ فَسّرَ جَمِيعَ العِلمِ وَ مَن عَلِمَ عَرَفَ شَرَائِعَ الحُكمِ وَ مَن حَلُمَ لَم يُفَرّط فِي أَمرِهِ وَ عَاشَ فِي النّاسِ حَمِيداً وَ الجِهَادُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ وَ الصّدقِ فِي المَوَاطِنِ وَ شَنَآنِ الفَاسِقِينَ فَمَن أَمَرَ بِالمَعرُوفِ شَدّ ظَهرَ المُؤمِنِ وَ مَن نَهَي عَنِ المُنكَرِ أَرغَمَ أَنفَ المُنَافِقِ وَ أَمِنَ كَيدَهُ وَ مَن صَدَقَ فِي المَوَاطِنِ قَضَي ألّذِي عَلَيهِ وَ مَن شَنِئَ الفَاسِقِينَ غَضِبَ لِلّهِ وَ مَن غَضِبَ لِلّهِ غَضِبَ اللّهُ لَهُ فَذَلِكَ الإِيمَانُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ
جا،[المجالس للمفيد] ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ المرَزبُاَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ سُلَيمَانَ الطوّسيِّ عَنِ الزّبَيرِ بنِ بَكّارٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ وَهبٍ عَنِ السدّيّّ عَن عَبدِ خَيرٍ عَن جَابِرٍ الأسَدَيِّ قَالَقَامَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ فَقَامَ ع خَطِيباً فَقَالَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي شَرَعَ الإِسلَامَ وَ سَاقَ نَحوَهُ إِلَي قَولِهِ غَضِبَ
صفحه : 352
لِلّهِ وَ مَن غَضِبَ لِلّهِ تَعَالَي فَهُوَ مُؤمِنٌ حَقّاً فَهَذِهِ صِفَةُ الإِيمَانِ وَ دَعَائِمُهُ فَقَالَ لَهُ السّائِلُ لَقَد هَدَيتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ أَرشَدتَ فَجَزَاكَ اللّهُ عَنِ الدّينِ خَيراً
ولنوضح هذه الرواية الشريفة مشيرا إلي اختلاف النسخ في الكتب أما بعد أي بعدالحمد والصلاة فسهل شرائعه لمن ورده الشرع والشريعة بفتحهما ماشرع الله لعباده من الدين أي سنه وافترضه عليهم وشرع الله لنا كذا أي أظهره وأوضحه والشريعة مورد الإبل علي الماء الجاري وكذلك المشرعة قال الأزهري و لاتسميها العرب مشرعة إلا إذا كان الماء غيرمنقطع كماء الأنهار و يكون ظاهرا معينا و لايستقي منه برشاء فإن كان من ماء الأمطار فهو الكرع بفتحتين ووردت الماء كوعدت إذاحضرته لتشرب وقيل الشريعة مورد الشاربة ويقال لماشرع الله تعالي لعباده إذ به حياة الأرواح كمابالماء حياة الأبدان وأعز أركانه لمن حاربه ركن الشيء جانبه أوالجانب الأقوي منه والعز والمنعة و مايتقوي به من ملك وجند وغيره كمايستند إلي الركن من الحائط عندالضعف والعز القوة والشدة والغلبة وأعزه أي جعله عزيزا أي جعل أصوله وقواعده أودلائله وبراهينه قاهرة غالبة منيعة قوية لمن أراد محاربته أي هدمه وتضييعه وقيل محاربته كناية عن محاربة أهله و في بعض النسخ جار به كسال بالجيم والهمز أي استغاث به ولجأ إليه و في النهج علي من غالبه أي حاول أن يغلبه ولعله أظهر و في تحف العقول علي من جانبه . وجعله عزا لمن تولاه أي جعله سببا للعزة والرفعة والغلبة لمن أحبه وجعله وليه في الدنيا من القتل والأسر والنهب والذل و في الآخرة من العذاب والخزي و في مجالس الشيخ لمن والاه و في النهج مكانه فجعله أمنا لمن علقه
صفحه : 353
أي نشب واستمسك به وسلما لمن دخله والسلم بالكسر كما في النهج وبالفتح أيضا الصلح ويطلق علي المسالم أيضا وبالتحريك الاستسلام إذ من دخله يؤمن من المحاربة والقتل والأسر لمن تجلله كأنه علي الحذف والإيصال أي تجلل به أوعلاه الإسلام وظهر عليه أوأخذ جلاله وعمدته قال الجوهري تجليل الفرس أن تلبسه الجل وتجلله أي علاه وتجلله أي أخذ جلاله انتهي وربما يقرأ بالحاء المهملة ويفسر بأن جعله حلة علي نفسه و لايخفي ما فيه و في المجالس والتحف لمن تحلي به و هوأظهر. وعذرا لمن انتحله الانتحال أخذه نحلة ودينا ويطلق غالبا علي ادعاء أمر لم يتصف به فعلي الثاني المراد أنه عذر ظاهرا في الدنيا ويجري به عليه أحكام المسلمين و إن لم ينفعه في الآخرة والعروة من الدلو والكوز المقبض و كل مايتمسك به شبه الإسلام تارة بالعروة التي في الجبل يتمسك بها في الارتقاء إلي مدارج الكمال والنجاة من مهاوي الحيرة والضلال كما قال تعالي فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقي لَا انفِصامَ لَها وتارة بالحبل المتين يصعد بالتمسك به إلي درجات المقربين والحبل يطلق علي الرسن و علي العهد و علي الذمة و علي الأمان والكل مناسب وقيل شبهه بالعروة لأن من أخذ بعروة الشيء كالكوز مثلا ملك كله وكذلك من تمسك بالإسلام استولي علي جميع الخيرات . وبرهانا لمن تكلم به البرهان الحجة والدليل أي الإسلام إذاأحاط الإنسان بأصوله وفروعه يحصل منه براهين ساطعة علي من أنكرها إذ لاتحصل الإحاطة التامة إلابالعلم بالكتاب والسنة وفيهما برهان كل شيء ونورا لمن استضاء به شبهه بالنور للاهتداء به إلي طرق النجاة ورشحه بذكر الاستضاءة
صفحه : 354
وشاهدا لمن خاصم به إذ باشتماله علي البراهين الحقة يشهد بحقيته من خاصم به وفلجا لمن حاج به الفلج بالفتح الظفر والفوز كالإفلاج والاسم بالضم والمحاجة المغالبة بالحجة وعلما لمن وعاه أي سببا لحصول العلم و إن كان مسببا عنه أيضا في الجملة إذ العلم به يزداد ويتكامل وحديثا لمن روي أي يتضمن الإحاطة بالإسلام أحاديث وأخبارا لمن أراد روايتها ففي الفقرة السابقة حث علي الدراية و في هذه الفقرة حث علي الرواية. وحكما لمن قضي أي يتضمن ما به يحكم بين المتخاصمين لمن قضي بينهما و في المجالس رواه وقضي به وحلما لمن جرب الحلم بمعني العقل أوبمعني الأناة وترك السفه وكلاهما يحصلان باختيار الإسلام وتجربة ماورد فيه من المواعظ والأحكام واختصاص التجربة بالإسلام لأن من سفه وبادر بسبب غضب عرض له يلزمه في دين الإسلام أحكام من الحد والتعزير والقصاص من جربها واعتبر بهاتحمله التجربة علي العفو والصفح وعدم الانتقام لاسيما مع تذكر العقوبات الأخروية علي فعلها والمثوبات الجليلة علي تركها و كل ذلك يظهر من دين الإسلام . ولباسا لمن تدبر أي لباس عافية لمن تدبر في العواقب أو في أوامره ونواهيه بتقريب مامر أولباس زينة والأول أظهر و قديقرأ تدثر بالثاء المثلثة أي لبسه وجعله مشتملا علي نفسه كالدثار و هوتصحيف لطيف و في النهج والكتابين ولبا لمن تدبر واللب بالضم العقل و هوأصوب وفهما لمن تفطن الفهم العلم وجودة تهيؤ الذهن لقبول مايرد عليه والفطنة الحذق والتفطن طلب الفطانة أوإعماله وظاهر أن الإسلام والانقياد للرسول والأئمة ع يصير سببا للعلم وجودة الذهن لمن أعمل الفطنة فيما يصدر عنهم من المعارف والحكم
صفحه : 355
و في المجالس لمن فطن . ويقينا لمن عقل أي يصير سببا لحصول اليقين لمن تفكر وتدبر يقال عقلت الشيء عقلا كضربت أي تدبرته وعقل كعلم لغة فيه ويمكن أن يراد بمن عقل من كان من أهل العقل و هوقوة بها يكون التمييز بين الحسن والقبيح وقيل غريزة يتهيأ بهاالإنسان لفهم الخطاب وبصيرة لمن عزم و في النهج والمجالس وتبصرة قال الراغب يقال لقوة القلب المدركة بصيرة وبصر و منه أَدعُوا إِلَي اللّهِ عَلي بَصِيرَةٍ أي علي معرفة وتحقق و قوله تبصرة أي تبصيرا وتبيينا يقال بصرته تبصيرا وتبصرة كمايقال ذكرته تذكيرا وتذكرة و قال العزم والعزيمة عقد القلب علي إمضاء الأمر يقال عزمت الأمر وعزمت عليه واعتزمت انتهي أي تبصرة لمن عزم علي الطاعة كيف يؤديها أو في جميع الأمور فإن في الدين كيفية المخرج في جميع أمور الدين والدنيا وأيضا من كان ذا دين لايعزم علي أمر إلا علي وجه البصيرة. وآية لمن توسم أي الإسلام مشتمل علي علامات لمن تفرس ونظر بنور العلم واليقين إشارة إلي قوله تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَ قال الراغب الوسم التأثير والسمة الأثر قال تعالي سِيماهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السّجُودِ و قال تَعرِفُهُم بِسِيماهُم و قوله تعالي إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَ أي للمعتبرين العارفين المتفطنين و هذاالتوسم هو ألذي سماه قوم الذكاء وقوم الفطنة وقوم الفراسة وَ قَالَص اتّقُوا فِرَاسَةَ المُؤمِنِ وَ قَالَ المُؤمِنُ يَنظُرُ بِنُورِ اللّهِ
وتوسمت تعرفت السمة. وعبرة لمن اتعظ العبرة بالكسر مايتعظ به الإنسان ويعتبره ليستدل به علي غيره والاتعاظ قبول الوعظ ونجاة لمن صدق بالتشديد ويحتمل التخفيف كماورد في الخبر من صدق نجا والأول هوالمضبوط في نسخ النهج وتؤدة كهمزة
صفحه : 356
بالهمز لمن أصلح و في القاموس التؤدة بفتح الهمزة وسكونها الرزانة والتأني و قداتأد وتوأد و في المصباح اتأد في مشيه علي افتعل اتئادا ترفق و لم يعجل و هويمشي علي تؤدة وزان رطبة و فيه تؤدة أي تثبت وأصل التاء فيهاواو انتهي أي يصير الإسلام سبب وقار ورزانة لمن أصلح نفسه بشرائعه وقوانينه أوأصلح أموره بالتأني أويتأني في الإصلاح بين الناس أوبينه و بين الناس و في بعض النسخ ومودة و هوبالأخير أنسب توضيح و في المجالس ومودة من الله لمن أصلح و في التحف ومودة من الله لمن صلح أي يوده الله أويلقي حبه في قلوب العباد كما قال سبحانه إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا وزلفي لمن اقترب الزلفي كحبلي القرب والمنزلة والحظوة والاقتراب الدنو وطلب القرب وكأن المعني الإسلام سبب قرب من الله تعالي لمن طلب ذلك بالأعمال الصالحة التي دل عليها دين الإسلام وشرائعه و في بعض النسخ لمن اقترن أي معه و لم يفارقه وكأنه تصحيف و في المجالس والتحف لمن ارتقب أي انتظر الموت أورحمة الله أوحفظ شرائع الدين وترصد مواقيتها في القاموس الرقيب الحافظ والمنتظر والحارس ورقبة انتظره كترقبه وارتقبه والشيء حرسه كراقبه مراقبة وارتقب أشرف وعلا. وثقة لمن توكل الثقة من يؤتمن ويعتمد عليه يقال وثقت به أثق بكسرهما ثقة ووثوقا أي ائتمنته ووثق الشيء بالضم وثاقة فهو وثيق أي ثابت محكم وتوكل عليه أي فوض أمره إليه أي الإسلام ثقة مأمون لمن وكل أموره إليه أي راعي في جميع الأمور قوانينه فلايخدعه أويصير الإسلام سببا لوثوق المرء علي الله إذاتوكل عليه ويعلم به أن الله حسبه وَ نِعمَ الوَكِيلُ. ورجاء لمن فوض أي الإسلام سبب رجاء لمن فوض أموره إليه أو إلي الله
صفحه : 357
علي الوجهين السابقين و في بعض النسخ بالخاء المعجمة أي سعة عيش و في النهج والكتابين وراحة و هوأظهر وسبقه لمن أحسن في القاموس سبقه يسبقه ويسبقه تقدمه والفرس في الحلبة جلي والسبق محركة والسبقة بالضم الخطر يوضع بين أهل السباق وهما سبقان بالكسر أي يستبقان انتهي والظاهر هنا سبقة بالضم أي الإسلام متضمن لسبقة لمن أحسن المسابقة أولمن أحسن إلي الناس فإنه من الأمور التي تحسن المسابقة فيه أولمن أحسن صحبته أولمن أتي بأمر حسن فيشمل جميع الطاعات و لايبعد أن يكون إشارة إلي قوله تعالي وَ السّابِقُونَ الأَوّلُونَ مِنَ المُهاجِرِينَ وَ الأَنصارِ وَ الّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحسانٍبأن يكون المعني اتبعوهم في الإحسان وخيرا لمن سارع علي الوجوه المتقدمة إشارة إلي قوله سبحانه في مواضع يُسارِعُونَ فِي الخَيراتِ. وجنة لمن صبر الجنة بالضم الترس و كل ماوقي من سلاح وغيره فالإسلام يحث علي الصبر و هوجنة لمخاوف الدنيا والآخرة وقيل استعار لفظ الجنة للإسلام لأنه يحفظ من صبر علي العمل بقواعده وأركانه من العقوبة الدنيوية والأخروية وقيل جنة لمن صبر في المناظرة مع أعادي الدين ولباسا لمن اتقي كأنه إشارة إلي قوله تعالي وَ لِباسُ التّقوي ذلِكَ خَيرٌبناء علي أن المراد بلباس التقوي خشية الله أوالإيمان أوالعمل الصالح أوالحياء ألذي يكسب التقوي أوالسمت الحسن و قدقيل كل ذلك أواللباس ألذي هوالتقوي فإنه يستر الفضائح والقبائح ويذهبها لالباس الحرب كالدرع والمغفر والآلات التي تتقي بها عن العدو كماقيل فالإسلام سبب للبس لباس الإيمان والتقوي والأعمال الصالحة والحياء وهيئة أهل الخير لمن اتقي وعمل بشرائعه .
صفحه : 358
وظهيرا لمن رشد أي معينا لمن اختار الرشد والصلاح في القاموس رشد كنصر وفرح رشدا ورشدا ورشادا اهتدي والرشد الاستقامة علي طريق الحق مع تصلب فيه وكهفا لمن آمن الكهف كالغار في الجبل والملجأ أي محل أمن من مخاوف الدنيا والعقبي لمن آمن بقلبه لالمن أظهر بلسانه ونافق بقلبه وأمنة لمن أسلم الأمنة بالتحريك الأمن وقيل في الآية جمع كالكتبة والظاهر أن المراد بالإسلام هنا الانقياد التام لله ولرسوله ولأئمة المؤمنين فإن من كان كذلك فهو آمن في الدنيا والآخرة من مضارهما ورجاء لمن صدق أي الإسلام باعتبار اشتماله علي الوعد بالمثوبات الأخروية والدرجات العالية سبب لرجاء من صدق به ويمكن أن يقرأ بالتخفيف ويؤيده أن في التحف وروحا للصادقين و في بعض نسخ الكتاب أيضا روحا ومنهم من فسر الفقرتين بأن الإسلام أمنة في الدنيا لمن أسلم ظاهرا وروح في الآخرة لمن صدق باطنا أقول وكأنه يؤيده قوله تعالي فَأَمّا إِن كانَ مِنَ المُقَرّبِينَ فَرَوحٌ وَ رَيحانٌ وَ جَنّةُ نَعِيمٍ. وغني لمن قنع أي الإسلام لاشتماله علي مدح القناعة وفوائدها فهو يصير سببا لرضا من قنع بالقليل وغناه عن الناس وقيل لأن التمسك بقواعده يوجب وصول ذلك القدر إليه كما قال عزشأنه وَ مَن يَتّقِ اللّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجاً وَ يَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ ويحتمل أن يراد به أن الإسلام باعتبار اشتماله علي ما لابد للإنسان منه من العلوم الحقة والمعارف الإلهية والأحكام الدينية يغني من قنع به عن الرجوع إلي العلوم الحكمية والقوانين الكلامية والاستحسانات العقلية والقياسات الفقهية و إن كان بعيدا.فذلك الحق أي ماوصفت لك من صفة الإسلام حق أو ذلك إشارة إلي الإسلام أي فلما كان الإسلام متصفا بتلك الصفات فهو الحق الثابت ألذي لايتغير
صفحه : 359
أو لايشوبه باطل أو ذلك هوالحق ألذي قال الله تعالي أَ فَمَن يَعلَمُ أَنّما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبّكَ الحَقّ كَمَن هُوَ أَعمي إِنّما يَتَذَكّرُ أُولُوا الأَلبابِ و قوله سبيله الهدي استئناف بياني أوالحق صفة لاسم الإشارة وسبيله الهدي خبره أي هذاالدين الحق ألذي عرفت فوائده وصفاته سبيله الهدي كماقيل في قوله سبحانه أُولئِكَ عَلي هُديً مِن رَبّهِم وكأنه إشارة إليه أيضا والمراد بالهدي الهداية الربانية الموصلة إلي المطلوب . ومأثرته المجد المأثرة بفتح الميم وسكون الهمزة وضم الثاء وفتحها وفتح الراء واحدة المآثر وهي المكارم من الأثر و هوالنقل والرواية لأنها تؤثر وتروي و في القاموس المكرمة المتوارثة والمجد نيل الكرم والشرف و رجل ماجد أي كريم شريف ويطلق غالبا علي ما يكون بالآباء فكان المعني أنه يصير سببا لمجد صاحبه حتي يسري في أعقابه أيضا وصفته الحسني أي موصوف بأنه أحسن الأخلاق والأحوال والأعمال و في المجالس بعد قوله وجنة لمن صبر الحق سبيله والهدي صفته والحسني مأثرته .فهو أبلج المنهاج في القاموس بلج الصبح أضاء وأشرق كابتلج وتبلج وأبلج و كل متضح أبلج والنهج والمنهج والمنهاج الطريق الواضح وأنهج وضح وأوضح و في النهج بعده أوضح الولائج أي المداخل مشرق المنار المنار جمع منارة وهي العلامة توضع في الطريق وكأنها سميت بذلك لأنهم كانوا يضعون عليها النار لاهتداء الضال في الليل و في القاموس المنارة والأصل منورة موضع النور كالمنار والمسرجة والمأذنة والجمع مناور ومنائر والمنار العلم انتهي و في النهج مشرف بالفاء أي العالي وبعده مشرق الجواد جمع الجادة وذاكي المصباح و في النهج والكتابين مضيء المصابيح و في القاموس ذكت النار واستذكت اشتد لهبها وهي ذكية وأذكاها وذكاها أوقدها رفيع الغاية الغاية منتهي السباق أوالراية المنصوبة في آخر المسافة وهي خرقة تجعل علي قصبة وتنصب في آخر
صفحه : 360
المدي يأخذها السابق من الفرسان وكأن الرفعة كناية عن الظهور كماستعرف وقيل هو من قولهم رفع البعير في مسيره بالغ أي يرفع إليها.يسير المضمار في النهاية تضمير الخيل هو أن تضامر عليها بالعلف حتي يسمن ثم لاتعلف إلاقوتا لتخف وقيل تشد عليها سروجها وتجلل بالآجلة حتي تعرق فيذهب رهلها ويشتد لحمها و في حديث حذيفة اليوم مضمار وغدا السباق أي اليوم العمل في الدنيا للاستباق في الجنة والمضمار الموضع ألذي تضمر فيه الخيل و يكون وقتا للأيام التي تضمر فيها و في القاموس المضمار الموضع ألذي يضمر فيه الخيل وغاية الفرس في السباق انتهي والحاصل أن المضمار يطلق علي موضع تضمير الفرس للسباق وزمانه و علي الميدان ألذي يسابق فيه شبه ع أهل الإسلام بالخيل التي تجمر للسباق ومدة عمر الدنيا بالميدان ألذي يسابق فيه والموت بالعلم المنصوب في نهاية الميدان فإن مايتسابق فيه من الأعمال الصالحة إنما هوقبل الموت والقيامة موضع تجمع فيه الخيل بعدالسباق ليأخذ السبقة من سبق بقدر سبقه ويظهر خسران من تأخر والجنة بالسبقة والنار بما يلحق المتأخر من الحرمان والخسران أوشبه ع الدنيا بزمان تضمير الخيل أومكانه والقيامة بميدان المسابقة فمن كان تضميره في الدنيا أحسن كانت سبقته في الآخرة أكثر كماورد التشبيه كذلك في قوله ع في خطبة أخري ألا و إن اليوم المضمار وغدا السباق والسبقة الجنة والغاية النار ولكن ينافيه ظاهرا قوله والموت غايته إلا أن يقال المراد بالموت مايلزمه من دخول الجنة أوالنار إشارة إلي أن آثار السعادة والشقاوة الأخروية تظهر عندالموت كماورد ليس بين أحدكم و بين الجنة والنار إلاالموت و علي التقديرين المراد بقوله يسير المضمار قلة مدته وسرعة ظهور السبق وعدمه أوسهولة قطعه وعدم وعورته أوسهولة التضمير فيه وعدم صعوبته لقصر المدة وتهيئي الأسباب من
صفحه : 361
الله تعالي . و في النهج كريم المضمار فكان كرمه لكونه جامعا لجهات المصلحة التي خلق لأجله وهي اختبار العباد بالطاعات وفوز الفائزين بأرفع الدرجات و لاينافي ذلك ماورد في ذم الدنيا لأنه يرجع إلي ذم من ركن إليها وقصر النظر عليها كما بين ع ذلك في خطبة نوردها في باب ذم الدنيا إن شاء الله .جامع الحلبة الحلبة بالفتح خيل تجمع للسباق من كل أوب أي ناحية لاتخرج من إصطبل واحد ويقال للقوم إذاجاءوا من كل أوب للنصرة قدأحلبوا وكون الحلبة جامعة عدم خروج أحد منها أوالمراد بالحلبة محلها و هوالقيامة كماسيأتي فالمراد أنه يجمع الجميع للحساب كما قال تعالي ذلِكَ يَومٌ مَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ.سريع السبقة السبقة بالفتح كما في النهج أي يحصل السبق سريعا في الدنيا للعاملين أو في القيامة إلي الجنة أوبالضم أي يصل إلي السابقين عوض السباق و هوالجنة سريعا لأن مدة الدنيا قليلة و هوأظهر و في النهج والمجالس والتحف متنافس السبقة فالضم أصوب و إن كان المضبوط في نسخ النهج بالفتح والتنافس الرغبة في الشيء النفيس الجيد في نوعه أليم النقمة أي مولم انتقام من تأخر في المضمار لأنه النار.كامل العدة العدة بالضم والشد ماأعددته وهيأته من مال أوسلاح أو غير ذلك مما ينفعك يوما ما والمراد هنا التقوي وكماله ظاهر كريم الفرسان و في النهج وشريف الفرسان والفرسان جمع فارس كالفوارس . ثم فسر صلوات الله عليه ماأبهم من الأمور المذكورة فقال فالإيمان منهاجه هذاناظر إلي قوله أبلج المنهاج أي المنهاج الواضح للإسلام هوالتصديق القلبي بالله وبرسوله وبما جاء به والبراهين القاطعة الدالة عليه و في النهج وغيره فالتصديق منهاجه و هوأظهر والصالحات مناره ناظر إلي قوله مشرق
صفحه : 362
المنار شبه الأعمال الصالحة والعبادات الموظفة بالأعلام والمنائر التي تنصب علي طريق السالكين لئلا يضلوا فمن اتبع الشريعة النبوية وأتي بالفرائض والنوافل يهديه الله للسلوك إليه وبالعمل يقوي إيمانه وبقوة الإيمان يزداد عمله وكلما وصل إلي علم يظهر له علم آخر ويزداد يقينه بحقية الطريق إلي أن يقطع عمره ويصل إلي أعلي درجات كماله بحسب قابليته التي جعلها الله له أوشبه الإيمان بالطريق والأعمال بالأعلام فكما أن بسلوك الطريق تظهر الأعلام فكذلك بالتصديق بالله ورسله وحججه ع تعرف الأعمال الصالحة وقيل الأعمال الصالحة علامات لإسلام المسلم و بهايستدل علي إيمانه و لايتم حينئذ التشبيه . والفقه مصابيحه الفقه العلم بالمسائل الشرعية أوالأعم و به يري طريق السلوك إلي الله وأعلامه و هوناظر إلي قوله ذاكي المصباح إذ علوم الدين وشرائعه ظاهرة واضحة للناس بالأنبياء والأوصياء ع وبما أفاضوا عليهم من العلوم الربانية. والدنيا مضماره قال ابن أبي الحديد كان الإنسان يجري في الدنيا إلي غاية الموت وإنما جعلها مضمار الإسلام لأن المسلم يقطع دنياه لالدنياه بل لآخرته فالدنيا كالمضمار للفرس إلي الغاية المعينة والموت غايته قدعرفت وجه تشبيه الموت بالغاية و قال ابن أبي الحديد أي إن الدنيا سجن المؤمن وبالموت يخلص من ذلك السجن . و قال ابن ميثم إنما جعل الموت غاية أي الغاية القريبة التي هي باب الوصول إلي الله تعالي ويحتمل أن يريد بالموت موت الشهوات فإنها غاية قريبة للإسلام أيضا و هذاناظر إلي قوله رفيع الغاية و في سائر الكتب هذه الفقرة مقدمة علي السابقة فالنشر علي ترتيب اللف و علي ما في الكتاب يمكن أن يقال لعل التأخير هنا لأجل أن ذكر الغاية بعدذكر المضمار أنسب بحسب الواقع والتقديم سابقا باعتبار الرفعة والشرف وأنها الفائدة المقصودة فأشير
صفحه : 363
إلي الجهتين الواقعيتين بتغيير الترتيب . والقيامة حلبته أي محل اجتماع الحلبة إما للسباق أولحيازة السبقة كمامر وإطلاق الحلبة عليها من قبيل تسمية المحل باسم الحال و قال ابن أبي الحديد حلبته أي ذات حلبته فحذف المضاف كقوله تعالي هُم دَرَجاتٌ عِندَ اللّهِ أي ذوو درجات والجنة سبقته في أكثر نسخ النهج سبقته بالفتح فلذا قال الشراح أي جزاء سبقته فحذف المضاف والظاهر سبقته بالضم فلاحاجة إلي تقدير كماعرفت والنار نقمته أي نصيب من تأخر و لم يحصل له استحقاق للسبقة أصلا النار زائدا عن الحسرة والحرمان والتقوي عدته ناظر إلي قوله كامل العدة لأن التقوي تنفع في أشد الأهوال وأعظمها و هوالقيامة كما أن العدة من المال وغيره تنفع صاحبها عندالحاجة إليها والمحسنون فرسانه لأنهم بالإحسان والطاعات يتسابقون في هذاالمضمار.فبالإيمان يستدل علي الصالحات إذ تصديق الله ورسوله وحججه يوجب العلم بحسن الأعمال الصالحة وكيفيتها من واجبها وندبها وقيل لأن الإيمان منهج الإسلام وطريقه و لابد للطريق من زاد يناسبه وزاد طريق الإسلام هوالأخلاق والأعمال الصالحة فيدل الإيمان عليها كدلالة السبب علي المسبب وقيل أي يستدل بوجوده في قلب العبد علي ملازمته لها انتهي وكأنه حمل الكلام علي القلب و إلا فلامعني للاستدلال بالأمر المخفي في القلب علي الأمر الظاهر نعم يمكن أن يكون المعني أن بالإيمان يستدل علي صحة الأعمال وقبولها فإنه لاتقبل أعمال غيرالمؤمن و هذامعني حسن لكن الأول أحسن . وبالصالحات تعمر الفقه لأن العمل يصير سببا لزيادة العلم كما أن من بيده سراجا إذاوقف لايري إلا ماحوله وكلما مشي ينتفع بالضوء ويري ما لم يره كماورد من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم و قدمر أن العلم يهتف بالعمل فإن أجاب و إلاارتحل عنه وقيل الفقرتان مبنيتان علي أن المراد
صفحه : 364
بالعمل الصالح ولاية أهل البيت ع كماورد في تأويل كثير من الآيات وظاهر أن بالإيمان يستدل علي الولاية و بهايعمر الفقه لأخذه عنهم . وبالفقه يرهب الموت أي كثرة العلم واليقين سبب لزيادة الخشية كما قال تعالي إِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُفالمراد بخشية الموت خشية ما بعدالموت أويخشي نزول الموت قبل الاستعداد له و لمابعده فقوله وبالموت تختم الدنيا كالتعليل لذلك لأن الدنيا التي هي مضمار العمل تختم بالموت فلذا يرهبه لحيلولته بينه و بين العمل والاستعداد للقاء الله لالحب الحياة واللذات الدنيوية والمألوفات الفانية وبالدنيا تجوز القيامة هذه الفقرة أيضا كالتعليل لماسبق أي إنما ترهب الموت لأن بالدنيا والأعمال الصالحة المكتسبة فيهاتجوز من أهوال القيامة وتخرج عنها إلي نعيم الأبد بأن يكون علي صيغة الخطاب من الجواز و في بعض النسخ بصيغة الغيبة أي يجوز المؤمن أوالإنسان و في بعضها يجاز علي بناء المجهول و هوأظهر و في بعضها يحاز بالحاء المهملة من الحيازة أي تحاز مثوبات القيامة و علي التقادير فالوجه فيه أن كل مايلقاه العبد في القيامة فإنها هونتائج عقائده وأعماله وأخلاقه المكتسبة في الدنيا فبالدنيا تجاز القيامة أوتحاز ومنهم من قرأ تحوز بالحاء المهملة أي سبب الدنيا وأعمالها تجمع القيامة الناس للحساب والجزاء فإن القيامة جامع الحلبة كمامر و في التحف تحذر القيامة وكأنه أظهر. وبالقيامة تزلف الجنة أي تقرب للمتقين كما قال تعالي وَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَ و في المجالس وتزلف الجنة للمتقين وتبرز الجحيم للغاوين و قال البيضاويوَ أُزلِفَتِ الجَنّةُ لِلمُتّقِينَبحيث يرونها من الموقف فيتبجحون بأنهم المحشورون إليهابُرّزَتِ الجَحِيمُ لِلغاوِينَفيرونها مكشوفة ويتحسرون علي أنهم المسوقون إليها و في اختلاف الفعلين ترجيح لجانب الوعد انتهي .
صفحه : 365
والجنة حسرة أهل النار في القيامة حيث لاتنفع الحسرة والندامة وتلك علاوة لعذابهم العظيم والنار موعظة للمتقين في الدنيا حيث ينفعهم فيتركون مايوجبها ويأتون بما يوجب البعد عنها والتقوي سنخ الإيمان أي أصله وأساسه في القاموس السنخ بالكسر الأصل علي أربع دعائم الدعامة بالكسر عماد البيت ودعائم الإيمان مايستقر عليه ويوجب ثباته واستمراره وقوته علي الصبر واليقين والعدل والجهاد قال ابن ميثم فاعلم أنه ع أراد الإيمان الكامل و ذلك له أصل و له كمالات بهايتم أصله فأصله هوالتصديق بوجود الصانع و ما له من صفات الكمال ونعوت الجلال وبما تنزلت به كتبه وبلغته رسله وكمالاته المتممة هي الأقوال المطابقة ومكارم الأخلاق والعبادات ثم إن هذاالأصل ومتمماته هوكمال النفس الإنسانية لأنها ذات قوتين علمية وعملية وكمالها بكمال هاتين القوتين فأصل الإيمان هوكمال القوة العلمية منها ومتمماته وهي مكارم الأخلاق والعبادات هي كمال القوة العملية. إذاعرفت هذافنقول لماكانت أصول الفضائل الخلقية التي هي كمال الإيمان أربعا هي الحكمة والعفة والشجاعة والعدل أشار إليها واستعار لها لفظ الدعائم باعتبار أن الإيمان الكامل لايقوم في الوجود إلا بهاكدعائم البيت فعبر عن الحكمة باليقين والحكمة منها علمية وهي استكمال القوة النظرية بتصور الأمور والتصديق بالحقائق النظرية والعلمية بقدر الطاقة و لاتسمي حكمة حتي يصير هذاالكمال حاصلا لها باليقين والبرهان ومنها عملية وهي استكمال النفس بملكة العلم بوجوه الفضائل النفسانية الخلقية وكيفية اكتسابها ووجوه الرذائل النفسانية وكيفية الاحتراز عنها واجتنابها وظاهر أن العلم ألذي صار ملكة هواليقين وعبر عن العفة بالصبر والعفة هي الإمساك عن الشره في فنون الشهوات المحسوسة وعدم الانقياد للشهوة وقهرها وتصريفها بحسب الرأي
صفحه : 366
الصحيح ومقتضي الحكمة المذكورة. وإنما عبر عنها بالصبر لأنها لازم من لوازمه إذ رسمه أنه ضبط النفس وقهرها عن الانقياد لقبائح اللذات وقيل هوضبط النفس عن أن يقهرها ألم مكروه ينزل بها ويلزم في العقل احتماله أويلزمها حب مشتهي يتوق الإنسان إليه ويلزمه في حكم العقل اجتنابه حتي لايتناوله علي غيروجهه وظاهر أن ذلك يلازم العفة وكذلك عبر عن الشجاعة بالجهاد لاستلزامه إياها إطلاقا لاسم الملزوم علي لازمه والشجاعة هي ملكة الإقدام الواجب علي الأمور التي يحتاج الإنسان أن يعرض نفسه لاحتمال المكروه والآلام الواصلة إليه منها و أماالعدل فهو ملكة فاضلة ينشأ عن الفضائل الثلاث المذكورة وتلزمها إذ كل واحدة من هذه الفضائل محتوشة برذيلتين هما طرفا الإفراط والتفريط منها ومقابلة برذيلة هي ضدها انتهي . علي أربع شعب الشعبة من الشجرة بالضم الغصن المتفرع منها وقيل الشعبة ما بين الغصنين والقرنين والطائفة من الشيء وطرف الغصن والمراد هنا فروع الصبر وأنواعه أوأسباب حصوله علي الشوق والإشفاق و في سائر الكتب والشفق والزهد و في المجالس والزهادة والترقب الشوق إلي الشيء بنزوع النفس إليه وحركة الهوي والشفق بالتحريك الحذر والخوف كالإشفاق والزهد ضد الرغبة والترقب الانتظار أي انتظار الموت ومداومة ذكره وعدم الغفلة عنه . و لما كان للصبر أنواع ثلاثة كماسيأتي في بابه الصبر عندالبلية والصبر علي مشقة الطاعة والصبر علي ترك الشهوات المحرمة و كان ترك الشهوات قد يكون للشوق إلي اللذات الأخروية و قد يكون للخوف من عقوباتها جعل بناء الصبر علي أربع علي الشوق إلي الجنة ثم بين ذلك بقوله فمن اشتاق إلي الجنة سلا عن الشهوات أي نسيها وصبر علي تركها يقال سلا عن الشيء أي نسيه وسلوت عنه سلوا كقعدت قعودا أي صبرت و علي الإشفاق عن النار وبينها بقوله
صفحه : 367
و من أشفق من النار رجع عن المحرمات و في المجالس والتحف عن الحرمات ويمكن أن تكون الشهوات المذكورة سابقا شاملة للمكروهات أيضا و علي الزهد وعدم الرغبة في الدنيا و ما فيها من الأموال والأزواج والأولاد وغيرها من ملاذها ومألوفاتها وبينها بقوله و من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب و في بعض النسخ والكتابين المصيبات و في النهج استهان بالمصيبات أي عدها سهلا هينا واستخف بهالأن المصيبة حينئذ بفقد شيء من الأمور التي زهد عنها و لم يستقر في قلبه حبها و علي ارتقاب الموت وكثرة تذكره وبينها بقوله و من راقب الموت سارع إلي الخيرات و في الكتابين و من ارتقب و في النهج في الخيرات . ثم إن تخصيص الشوق إلي الجنة والإشفاق من النار بترك المشتهيات والمحرمات مع أنهما يصيران سببين لفعل الطاعات أيضا إما لشدة الاهتمام بترك المحرمات وكون الصبر عليها أشق وأفضل كماسيأتي في الخبر أولأن فعل الطاعات أيضا داخلة فيهما فإن المانع من الطاعات غالبا الاشتغال بالشهوات النفسانية فالسلو عنها يستلزم فعلها بل لايبعد أن يكون الغرض الأصلي من الفقرة الأولي ذلك بل يمكن إدخال فعل الواجبات في الفقرة الثانية لأن ترك كل واجب محرم ويدخل ترك المكروهات وفعل المندوبات في الفقرة الأولي . واليقين علي أربع شعب تبصرة الفطنة التبصرة مصدر باب التفعيل والفطنة الحذق وجودة الفهم و قال ابن ميثم هي سرعة هجوم النفس علي حقائق ماتورده الحواس عليها و قال تبصرة الفطنة إعمالها أقول يمكن أن تكون الإضافة إلي الفاعل أي جعل الفطنة الإنسان بصيرا أو إلي المفعول أي جعل الإنسان الفطنة بصيرة ويحتمل أن تكون التبصرة بمعني الإبصار والرؤية فرؤيتها كناية عن التوجه والتأمل فيها و في مقتضاها فالإضافة إلي المفعول وحمله علي الإضافة إلي الفاعل محوج إلي تكلف في قوله فمن أبصر
صفحه : 368
الفطنة. وتأول الحكمة التأول والتأويل تفسير مايئول إليه الشيء وقيل أول الكلام وتأوله أي دبره وقدره وفسره والحكمة العلم بالأشياء علي ماهي عليه فتأول الحكمة التأول الناشي من العلم والمعرفة و هوالاستدلال علي الأشياء بالبراهين الحقة و قال ابن ميثم هوتفسير الحكمة واكتساب الحقائق براهينها واستخراج وجوه الفضائل ومكارم الأخلاق من مظانها ككلام يؤثر أوعبرة يعتبر و قال الكيدري تأول الحكمة هوالعلم بمراد الحكماء فيما قالوا وأول الحكمة بأن يعلم قول الله ورسوله قال تعالي وَ يُزَكّيهِم وَ يُعَلّمُهُمُ الكِتابَ وَ الحِكمَةَ ومعرفة العبرة و في سائر الكتب وموعظة العبرة والعبرة مايتعظ به الإنسان ويعتبره ليستدل به علي غيره والموعظة تذكير مايلين القلب وموعظة العبرة أن تعظ العبرة الإنسان فيتعظ بها وسنة الأولين السنة السيرة محمودة كانت أومذمومة أي معرفة سنة الماضين و ماآل أمرهم إليه من سعادة أوشقاوة فيتبع أعمال السعداء ويجتنب قبائح الأشقياء. ثم بين ع فوائد هذه الشعب وكيفية ترتب اليقين عليها فقال فمن أبصر الفطنة أي جعلها بصيرة أونظر إليها وأعملها كأن من لم يعلمها و لم يعمل بمقتضاها لم يبصرها و في سائر الكتب تبصر في الفطنة و هوأظهر عرف الحكمة و في النهج تبينت له الحكمة و في التحف تأول الحكمة و في المجالس تبين الحكمة والكل حسن و قال الكيدري تبصر أي نظر وتفكر وصار ذا بصيرة و قال الحكمة العلم ألذي يدفع الإنسان عن فعل القبيح مستعار من حكمة اللجام و من تأول الحكمة وعرفها كماهي عرف العبرة بأحوال السماء و الأرض والدنيا وأهلها فتحصل له الحكمة النظرية والعملية و في النهج و من تبينت له الحكمة و في المجالس و من تبين الحكمة. و من عرف العبرة عرف السنة أي سنة الأولين وسنة الله فيهم فإنها من
صفحه : 369
أعظم العبر و من عرف السنة فكأنما كان مع الأولين في حياتهم أو بعدموتهم أيضا فإن المعرفة الكاملة تفيد فائدة المعاينة لأهلها واهتدي أي بذلك إلي التي هي أقوم أي إلي الطريقة التي هي أقوم الطرائق ثم بين ع كيفية العبرة فقال ونظر إلي من نجا أي من الأولين بما نجا من متابعة الأنبياء والمرسلين والأوصياء المرضيين والاقتداء بهم علما وعملا و من هلك بما هلك من مخالفة أئمة الدين ومتابعة الأهواء المضلة والشهوات المزلة وليست هذه الفقرات من قوله واهتدي إلي قوله بطاعته في سائر الكتب . والعدل علي أربع شعب كأن المراد بالعدل هنا ترك الظلم والحكم بالحق بين الناس وإنصاف الناس من نفسه لا ما هومصطلح الحكماء من التوسط في الأمور فإنه يرجع إلي سائر الأخلاق الحسنة غامض الفهم الغامض خلاف الواضح من الكلام ونسبته إلي الفهم مجاز وكأن المعني فهم الغوامض أو هو من قولهم أغمض حد السيف أي رققه و في النهج والتحف غائص من الغوص و هوالدخول تحت الماء لإخراج اللؤلؤ وغيره و قال الكيدري و هو من إضافة الصفة إلي الموصوف للتأكيد والفهم الغائص مايهجم علي الشيء فيطلع علي ما هو عليه كمن يغوص علي الدر واللؤلؤ وغمر العلم أي كثرته في القاموس الغمر الماء الكثير وغمر الماء غمارة وغمورة كثر وغمره الماء غمرا واغتمره غطاه و في النهج وغور العلم وغور كل شيءقعره والغور الدخول في الشيء وتدقيق النظر في الأمر وزهرة الحكم الزهرة بالفتح البهجة والنضارة و الحسن والبياض ونور النبات والحكم بالضم القضاء والعلم والفقه وروضة الحلم الإضافة فيها و في الفقرة السابقة من قبيل لجين الماء وفيهما مكنية وتخييلية حيث شبه الحكم الواقعي بالزهرة لكونه معجبا ومثمرا لأنواع الثمرات الدنيوية والأخروية والحلم بالروضة لكونه رائقا ونافعا في الدارين و في النهج ورساخة الحلم يقال رسخ كمنع رسوخا بالضم ورساخة بالفتح أي ثبت والحلم الأناة والتثبت وقيل هوالإمساك عن المبادرة
صفحه : 370
إلي قضاء وطر الغضب ورساخة الحلم قوته وكماله .فمن فهم فسر جميع العلم و من علم عرف شرائع الحكم أي من فهم غوامض العلوم فسر مااشتبه علي الناس منها و من كان كذلك عرف شرائع الحكم بين الناس فلايشتبه عليه الأمر و لايظلم و لايجور وبعده في المجالس و من عرف شرائع الحكم لم يضل و من حلم لم يفرط في أمره و لم يغضب علي الناس وتثبت في الأمر و في النهج فمن فهم علم غور العلم و من علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم و من حلم إلخ والصدر الرجوع عن الماء والشريعة ومورد الناس للاستقاء والصدور عن شرائع الحكم كناية عن الإصابة فيه وعدم الوقوع في الخطاء و لم يفرط علي بناء التفعيل أي لم يقصر فيما يتعلق به من أمور القضاء والحكم أومطلقا و في بعض نسخ النهج علي بناء الإفعال أي لم يجاوز الحد وعاش في الناس حميدا والعيش الحياة والحميد المحمود المرضي. والجهاد علي أربع شعب تلك الشعب إما أسباب الجهاد أوأنواعه الخفية ذكرها لئلا يتوهم أنه منحصر في الجهاد في السيف مع أنه أحد أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل الجهاد استفراغ الوسع في إعلاء كلمة الله واتباع مرضاته وترويج شرائعه باليد واللسان والقلب قال الراغب الجهاد والمجاهدة استفراغ الوسع في مدافعة العدو والجهاد ثلاثة أضرب مجاهدة العدو الظاهر ومجاهدة الشيطان ومجاهدة النفس وتدخل ثلاثتها في قوله وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ جِهادِهِوَ جاهَدُوا بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ اللّهِإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ قَالَص جَاهِدُوا أَهوَاءَكُم كَمَا تُجَاهِدُونَ أَعدَاءَكُم
والمجاهدة تكون باليد واللسان
قَالَ ع جَاهِدُوا الكُفّارَ بِأَيدِيكُم وَ أَلسِنَتِكُم
. علي الأمر بالمعروف هو ألذي عرفه الشارع وعده حسنا فإن كان واجبا
صفحه : 371
فالأمر واجب و إن كان مندوبا فالأمر مندوب والنهي عن المنكر أي ماأنكره الشارع وعده قبيحا وهما مشروطان بالعلم بكونه معروفا أومنكرا وتجويز التأثير وعدم المفسدة وهما يجبان باليد واللسان والقلب والصدق في المواطن أي ترك الكذب علي كل حال إلا مع خوف الضرر فيوري فلا يكون كذبا والمواطن مواضع جهاد النفس وجهاد العدو وجهاد الفاسق بالأمر النهي ومواطن الرضا والسخط والضر والنفع ما لم يصل إلي حد تجويز التقية وأصل الصدق والكذب أن يكونا في القول ثم في الخبر من أصناف الكلام كما قال تعالي وَ مَن أَصدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلًاوَ مَن أَصدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً و قديكونان بالعرض في غيره من أنواع الكلام كقول القائل أزيد في الدار لتضمنه كونه جاهلا بحال زيد و كما إذا قال واسني لتضمنه أنه محتاج إلي المواساة ويستعملان في أفعال الجوارح فيقال صدق في القتال إذاوفي حقه وصدق في الإيمان إذافعل مايقتضيه من الطاعة فالصادق الكامل من يكون لسانه موافقا لضميره وفعله مطابقا لقوله و منه الصديق حيث يطلق علي المعصوم فيحتمل أن يكون الصدق هنا شاملا لجميع ذلك . وشنآن الفاسقين الشنآن بالتحريك والسكون و قدصحح بهما في النهج البغض يقال شنئه كسمعه ومنعه شنئا مثلثة وشناءة وشنآنا و هذاأولي مراتب النهي عن المنكر وقيل هومقتضي الإيمان ويجب علي كل حال و ليس داخلا في النهي عن المنكر شد ظهر المؤمن و في النهج ظهور المؤمنين وشد الظهر كناية عن التقوية كما أن قصم الظهر كناية عن ضدها والأمر بالمعروف يقوي المؤمن لأنه يريد ترويج شرائع الإيمان وعسي أن لايتمكن منه .أرغم أنف المنافق إرغام الأنف كناية عن الإذلال وأصله إلصاق الأنف بالرغام و هوالتراب ويطلق علي الإكراه علي الأمر ويقال فعلته علي رغم أنفه أي علي كره منه والرغم مثلثة الكره والمنكر مطلوب للمنافقين
صفحه : 372
والفساق الذين هم صنف منهم حقيقة والنهي عن المنكر يرغم أنوفهم . و من صدق في المواطن قضي ألذي عليه و في سائر الكتب سوي الخصال قضي ما عليه أي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا لم يقدر علي أكثر من ذلك أو من جميع التكاليف فإن الصدق في الإيمان والعقائد يقتضي العمل بجميع التكاليف فعلا وتركا أولأنه يأتي بهالئلا يكون كاذبا إذاسئل عنها و من شنئ الفاسقين المضبوط في النهج بكسر النون . ولنتمم كلام المحقق البحراني و إن لم يكن فيه كثير فائدة بعد ماذكرنا قال بعد مامر و أماشعب هذه الدعائم فاعلم أنه جعل لكل دعامة منها أربع شعب من الفضائل تتشعب منها وتتفرع عليها فهي كالفروع لها والأغصان أماشعب الصبر ألذي هوعبارة عن ملكة العفة فأحدها الشوق إلي الجنة ومحبة الخيرات الباقية الثاني الشفق و هوالخوف من النار و مايؤدي إليها الثالث الزهد في الدنيا و هوالإعراض بالقلب عن متاعها وطيباتها الرابع ترقب الموت و هذه الأربع فضائل منبعثة عن ملكة العفة لأن كلا منها يستلزمها. و أماشعب اليقين فأحدها تبصرة الفطنة وإعمالها الثاني تأول الحكمة و هوتفسيرها الثالث موعظة العبرة الرابع أن يلحظ سنة الأولين حتي يصير كأنه فيهم و هذه الأربع هي فضائل تحت الحكمة كالفروع لها وبعضها كالفرع للبعض . و أماشعب العدل فأحدها غوص الفهم أي الفهم الغائص فأضاف الصفة إلي الموصوف وقدمها للاهتمام بها ورسم هذه الفضيلة أنها قوة إدراك المعني المشار إليه بلفظ أوكناية أوإشارة ونحوها الثاني غور العلم وأقصاه و هوالعلم بالشيء كما هوتحقيقه وكنهه الثالث نور الحكم أي تكون الأحكام الصادرة عنه نيرة واضحة لالبس فيها و لاشبهة الرابع ملكة الحلم وعبر عنها بالرسوخ لأن شأن الملكة ذلك والحلم هوالإمساك عن المبادرة إلي قضاء وطر الغضب فيمن يجني عليه
صفحه : 373
جناية يصل مكروهها إليه . واعلم أن فضيلتي جودة الفهم وغور العلم و إن كانتا داخلتين تحت الحكمة وكذلك فضيلة الحلم داخلة تحت ملكة الشجاعة إلا أن العدل لما كان فضيلة موجودة في الأصول الثلاثة كانت في الحقيقة هي وفروعها شعبا للعدل بيانه أن الفضائل كلها ملكات متوسطة بين طرفي إفراط وتفريط وتوسطها ذلك هومعني كونها عدلا فهي بأسرها شعب له وجزئيات تحته . و أماشعب الشجاعة المعبر عنها بالجهاد فأحدها الأمر بالمعروف والثاني النهي عن المنكر والثالث الصدق في المواطن المكروهة ووجود الشجاعة في هذه الشعب الثلاث ظاهر والرابع شنآن الفاسقين وظاهر أن بغضهم مستلزم لعداوتهم في الله وثوران القوة الغضبية في سبيله لجهادهم و هومستلزم للشجاعة. و أماثمرات هذه الفضائل فأشار إليها للترغيب في مثمراتها فثمرات شعب العفة أربع أحدها ثمرة الشوق إلي الجنة و هوالسلو عن الشهوات وظاهر كونه ثمرة له إذ السالك إلي الله ما لم يشتق إلي ماوعد المتقون لم يكن له صارف عن الشهوات الحاضرة مع توفر الدواعي إليها فلم يسل عنها الثانية ثمرة الخوف من النار و هواجتناب المحرمات الثالثة ثمرة الزهد وهي الاستهانة بالمصيبات لأن غالبها وعامها إنما يلحق بسبب فقد المحبوب من الأمور الدنيوية فمن أعرض عنها بقلبه كانت المصيبة بهاهينة عنده الرابعة ثمرة ترقب الموت وهي المسارعة في الخيرات والعمل له و لمابعده و أماثمرات اليقين فإن بعض شعبه ثمرة لبعض فإن تبين الحكمة وتعلمها ثمرات لإعمال الفطنة والفكرة ومعرفة العبر ومواقع الاعتبار بالماضين والاستدلال بذلك علي صانع حكيم ثمرة لتبين وجوه الحكمة وكيفية الاعتبار. و أماثمرات العدل فبعضها كذلك أيضا و ذلك أن جودة الفهم وغوصه مستلزم للوقوف علي غور العلم وغامضه والوقوف علي غامض العلم مستلزم للوقوف علي شرائع الحكم العادل والصدور عنها بين الخلق من القضاء الحق و أماثمرة الحلم
صفحه : 374
فعدم وقوع الحليم في طرف التفريط والتقصير عن هذه الفضيلة وهي رذيلة الجبن و أن يعيش في الناس محمودا بفضيلته و أماثمرات الجهاد فأحدها ثمرة الأمر بالمعروف و هوشد ظهور المؤمنين ومعاونتهم علي إقامة الفضيلة الثانية ثمرة النهي عن المنكر وهي إرغام أنوف المنافقين وإذلالهم بالقهر عن ارتكاب المنكرات وإظهار الرذيلة الثالثة ثمرة الصدق في المواطن المكروهة وهي قضاء الواجب من أمر الله تعالي في دفع أعدائه والذب عن الحريم والرابعة ثمرة بغض الفاسقين والغضب لله وهي غضب الله لمن أبغضهم وإرضاؤه يوم القيامة في دار كرامته . وأقول فرق الكليني قدس الله روحه الخبر علي أربعة أبواب فجمعنا ماأورده في بابي الإسلام والإيمان هنا وسنورد ماأورده في بابي الكفر والنفاق في بابيهما مع شرح تتمة ماأورده السيد وصاحب التحف وغيرهما إن شاء الله تعالي
20- نهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي خُطبَةٍ إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَصّكُم بِالإِسلَامِ وَ استَخلَصَكُم لَهُ وَ ذَلِكَ لِأَنّهُ اسمُ سَلَامَةٍ وَ جِمَاعُ كَرَامَةٍ اصطَفَي اللّهُ تَعَالَي مَنهَجَهُ وَ بَيّنَ حُجَجَهُ مِن ظَاهِرِ عِلمٍ وَ بَاطِنِ حُكمٍ لَا تَفنَي غَرَائِبُهُ وَ لَا تنَقضَيِ عَجَائِبُهُ مَرَابِيعُ النّعَمِ وَ مَصَابِيحُ الظّلَمِ لَا تُفتَحُ الخَيرَاتُ إِلّا بِمَفَاتِحِهِ وَ لَا تُكشَفُ الظّلُمَاتُ إِلّا بِمَصَابِحِهِ قَد أَحمَي حِمَاهُ وَ أَرعَي مَرعَاهُ فِيهِ شِفَاءُ المشُتفَيِ وَ كِفَايَةُ المكُتفَيِ
بيان ظاهره أن الإسلام مشتق من السلامة أي من آفات الدنيا ومهالك الآخرة إذاأدي حقه فليس بمعني الانقياد والدخول في السلم وجماع الشيء ككتاب جمعه و في الحديث الخمر جماع الإثم أي مظنته ومجمعه والمنهج والمنهاج الطريق الواضح وحججه الأدلة علي صحته وكلمة من للتفسير وتفصيل الحجج وظاهر العلم الأحكام الواضحة المبينة للناس من محكمات القرآن و مااتضح من السنة وباطن الحكم الأحكام المخزونة عندأهلها كتأويل المتشابهات وأسرار الشريعة وقيل يعني بظاهر علم وباطن حكم القرآن أ لاتراه كيف
صفحه : 375
أتي بعده بصفات ونعوت لا يكون إلاللقرآن و لاريب في اتحاد حجج الإسلام والقرآن و لايبعد أن يكون القرآن في جملة كلام حذف السيد رضي الله عنه علي عادته في الالتقاط والاختصار و في بعض النسخ عزائمه مكان غرائبه أي آياته المحكمة وبراهينه العازمة أي القاطعة وعدم فناء العزائم أوالغرائب إما ثباتها واستقرارها علي طول المدة وتغير الأعصار أوكثرتها عندالبحث والتفتيش عنها وعدم انقضاء العجائب هو أنه كلما تأمل فيه الإنسان استخرج لطائف معجبة والمرابيع أمطار أول الربيع تحيا بها الأرض وتنبت الكلاء و في بعض النسخ بمفاتيحه وبمصابيحه مع الياء و في بعضها بدونها. وحميت المكان من الناس كرميت أي منعته منهم والحماية اسم منه وكلاء حمي كرضي أي محمي وأحميت المكان جعلته حمي لايقرب منه و لايجترئ عليه والرعي بالكسر الكلاء وبالفتح المصدر والمرعي الرعي والمصدر والموضع قيل أحمي حماه أي جعله الله عرضة لأن يحمي كماتقول أقتلت الرجل أي جعلته عرضة لأن يقتل أي قدعرض الله حمي القرآن ومحارمه لأن يجتنب وعرض مرعاه لأن يرعي أي مكن من الانتفاع بمواعظه وزواجره لأنه خاطبنا بلسان عربي مبين و لم يقنع ببيان ما لم يعلم إلابالشرع حتي نبه في أكثره علي أدلة العقل . وقيل استعار لفظ الحمي لحفظه وتدبره والعمل بقوانينه ووجه الاستعارة أن بذلك يكون حفظ الشخص وحراسته أما في الدنيا فمن أيدي كثير من الظالمين لاحترامهم حملة القرآن ومفسريه و من يتعلق به و أما في الآخرة فلحمايته حفظته ومتدبريه والعامل به من عذاب الله كمايحمي الحمي من يلوذ به وقيل أراد بحماه محارمه أي منع بنواهيه وزواجره أن يستباح محارمه . وأرعي مرعاه أي هيأه لأن يرعي واستعار لفظ المرعي للعلوم والحكم والآداب التي يشتمل عليها القرآن ووجه المشابهة أن هذه مراعي النفوس وغذاؤها ألذي به يكون نشوها العقلي وتمامها الفعلي كما أن النبات والعشب غذاء للأبدان الحيوانية ألذي يقوم بهاوجودها.
صفحه : 376
وأقول يحتمل أن يكون المراد به أنه جعل له حدودا وحرمات ونهي عن انتهاكها وارتكاب نواهيه وتعدي حدوده ورخصا أباح للناس الانتفاع بها والتمتع منها ويمكن أن يقال أحمي حماه أي منع المغيرين من تغيير قواعده وأرعي مرعاه أي مكن المطيعين من طاعته وهي الغذاء الروحاني ألذي به حياتهم الباقية في النشأة الآخرة والمشتفي طالب الشفاء كالمستشفي كما في بعض النسخ أي فيه شفاء من الأمراض المعنوية كالجهل والضلال كما قال تعالي شِفاءٌ لِما فِي الصّدُورِ أومنها و من الأمراض البدنية أيضا بالتعوذ ونحوه كما قال سبحانه وَ نُنَزّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ والكفاية بالكسر ما به يحصل الاستغناء عن غيره و هذه الكفاية لأهله و من أخذ غوامضه منهم ورجع في تأويل المتشابهات ونحوه إليهم
21- ل ،[الخصال ] عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ وَ جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن عَلَاءِ بنِ رَزِينٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع بنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي خَمسٍ إِقَامِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ وَ حِجّ البَيتِ وَ صَومِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ الوَلَايَةِ لَنَا أَهلَ البَيتِ فَجُعِلَ فِي أَربَعٍ مِنهَا رُخصَةٌ وَ لَم يُجعَل فِي الوَلَايَةِ رُخصَةٌ مَن لَم يَكُن لَهُ مَالٌ لَم تَكُن عَلَيهِ الزّكَاةُ وَ مَن لَم يَكُن عِندَهُ مَالٌ فَلَيسَ عَلَيهِ حَجّ وَ مَن كَانَ مَرِيضاً صَلّي قَاعِداً وَ أَفطَرَ شَهرَ رَمَضَانَ وَ الوَلَايَةُ صَحِيحاً كَانَ أَو مَرِيضاً وَ ذَا مَالٍ أَو لَا مَالَ لَهُ فهَيَِ لَازِمَةٌ
22- لي ،[الأمالي للصدوق ] عَنِ ابنِ المُتَوَكّلِ عَنِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَبنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي خَمسِ دَعَائِمَ عَلَي الصّلَاةِ وَ الزّكَاةِ وَ الصّومِ وَ الحَجّ وَ وَلَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ الأَئِمّةِ مِن وُلدِهِ
صفحه : 377
صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم
23- ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع المُحَمّدِيّةُ السّمحَةُ إِقَامُ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءُ الزّكَاةِ وَ صِيَامُ شَهرِ رَمَضَانَ وَ حِجّ البَيتِ وَ الطّاعَةُ لِلإِمَامِ وَ أَدَاءُ حُقُوقِ المُؤمِنِ فَإِنّ مَن حَبَسَ حَقّ المُؤمِنِ أَقَامَهُ اللّهُ يَومَ القِيَامَةِ خَمسَ مِائَةِ عَامٍ عَلَي رِجلَيهِ حَتّي يَسِيلَ مِن عَرَقِهِ أَودِيَةٌ ثُمّ ينُاَديِ مُنَادٍ مِن عِندِ اللّهِ جَلّ جَلَالُهُ هَذَا الظّالِمُ ألّذِي حَبَسَ عَنِ اللّهِ حَقّهُ قَالَ فَيُوَبّخُ أَربَعِينَ عَاماً ثُمّ يُؤمَرُ بِهِ إِلَي نَارِ جَهَنّمَ
24- ثو،[ثواب الأعمال ]ل ،[الخصال ] عَنِ ابنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَنِ ابنِ مَعرُوفٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ عَشرٌ مَن لقَيَِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ بِهِنّ دَخَلَ الجَنّةَ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِص وَ الإِقرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِن عِندِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِقَامُ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءُ الزّكَاةِ وَ صَومُ شَهرِ رَمَضَانَ وَ حِجّ البَيتِ وَ الوَلَايَةُ لِأَولِيَاءِ اللّهِ وَ البَرَاءَةُ مِن أَعدَاءِ اللّهِ وَ اجتِنَابُ كُلّ مُسكِرٍ
سن ،[المحاسن ] عن أبيه عن سعدان مثله ل ،[الخصال ] عَنِ الطاّلقَاَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العدَوَيِّ عَن صُهَيبِ بنِ عَبّادٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع
مِثلَهُ بِتَقدِيمِ حِجّ البَيتِ عَلَي صَومِ شَهرِ رَمَضَانَ
25-ل ،[الخصال ] عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ
صفحه : 378
ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي عَشَرَةِ أَسهُمٍ عَلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ هيَِ المِلّةُ وَ الصّلَاةِ وَ هيَِ الفَرِيضَةُ وَ الصّومِ وَ هُوَ الجُنّةُ وَ الزّكَاةِ وَ هيَِ الطّهَارَةُ وَ الحَجّ وَ هُوَ الشّرِيعَةُ وَ الجِهَادِ وَ هُوَ العِزّ وَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ هُوَ الوَفَاءُ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ وَ هيَِ المَحَجّةُ وَ الجَمَاعَةِ وَ هيَِ الأُلفَةُ وَ العِصمَةِ وَ هيَِ الطّاعَةُ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عن المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسي عن ابن أبي عمير مثله بيان وهي الملة أي عمدتها وأساسها وهي الفريضة أي أعظم الفرائض وأسبقها وهي الطهارة أي مطهرة للمال و هوالشريعة أي هو من معظم الشرائع و هوالعز أي يصير سببا لعز الإسلام وغلبته علي الأديان و هوالوفاء أي بعهد الله تعالي و في بعض النسخ الوقار أي موجب لوقار الدين وتمكينه و هوالمحجة أي طريقة الأنبياء أويصير سببا لظهور طرق الدين و في بعض النسخ الحجة و هوأظهر أي يصير سببا للزوم الحجة علي العاصي والجماعة أي في الصلاة أوالاجتماع علي الحق وعدم التفرق في المذاهب والعصمة أي عن المعاصي أوالاعتصام بحبل أئمة الدين كما قال تعالي وَ اعتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرّقُوا ويؤيده الخبر الآتي حيث عد العاشرة الطاعة و قال وهي العصمة أي يصير سببا لعصمة الدماء أوالعصمة عن الذنوب
26- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ المرَاَغيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَمّادٍ عَن عُبَيدِ بنِ قَيسٍ عَن يُونُسَ بنِ بُكَيرٍ عَن يَحيَي بنِ أَبِي حَيّةَ عَن أَبِي العَالِيَةِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص سِتّ مَن عَمِلَ بِوَاحِدَةٍ مِنهُنّ جَادَلَت عَنهُ يَومَ القِيَامَةِ حَتّي تُدخِلَهُ الجَنّةَ تَقُولُ أَي رَبّ قَد كَانَ يَعمَلُ بيِ فِي الدّنيَا الصّلَاةُ
صفحه : 379
وَ الزّكَاةُ وَ الحَجّ وَ الصّيَامُ وَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ وَ صِلَةُ الرّحِمِ
27- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ البَصِيرِ عَن أَحمَدَ بنِ نَصرِ بنِ سَعِيدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ النهّاَونَديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرِ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ لَمّا قَضَي رَسُولُ اللّهِص مَنَاسِكَهُ مِن حَجّةِ الوَدَاعِ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَ أَنشَأَ يَقُولُ لَا يَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن كَانَ مُسلِماً فَقَامَ إِلَيهِ أَبُو ذَرّ الغفِاَريِّ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الإِسلَامُ فَقَالَص الإِسلَامُ عُريَانٌ وَ لِبَاسُهُ التّقوَي وَ زِينَتُهُ الحَيَاءُ وَ مِلَاكُهُ الوَرَعُ وَ كَمَالُهُ الدّينُ وَ ثَمَرَتُهُ العَمَلُ وَ لِكُلّ شَيءٍ أَسَاسٌ وَ أَسَاسُ الإِسلَامِ حُبّنَا أَهلَ البَيتِ
بيان قال في النهاية فيه ملاك الدين الورع الملاك بالكسر والفتح قوام الشيء ونظامه و مايعتمد عليه فيه
28- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي خَمسِ دَعَائِمَ إِقَامِ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزّكَاةِ وَ صَومِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ حِجّ البَيتِ الحَرَامِ وَ الوَلَايَةِ لَنَا أَهلَ البَيتِ
29- ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَنِ الفَضلِ بنِ مُحَمّدِ بنِ المُسَيّبِ عَن هَارُونَ بنِ عَمرِو بنِ عَبدِ العَزِيزِ المجُاَشعِيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المجُاَشعِيِّ وَ حَدّثَنَا الرّضَا عَلِيّ بنُ مُوسَي ع عَن أَبِيهِ مُوسَي ع عَن أَبِيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ وَ قَالَا جَمِيعاً عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُبنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي خَمسِ خِصَالٍ عَلَي الشّهَادَتَينِ وَ القَرِينَتَينِ قِيلَ لَهُ أَمّا الشّهَادَتَانِ فَقَد عَرَفنَاهُمَا فَمَا القَرِينَتَانِ
صفحه : 380
قَالَ الصّلَاةُ وَ الزّكَاةُ فَإِنّهُ لَا يُقبَلُ أَحَدُهُمَا إِلّا بِالأُخرَي وَ الصّيَامِ وَ حِجّ بَيتِ اللّهِمَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا وَ خُتِمَ ذَلِكَ بِالوَلَايَةِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّاليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَ أَتمَمتُ عَلَيكُم نعِمتَيِ وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً
30- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ العبَديِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ اِبرَاهِيمَ الهاَشمِيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ الديّريِّ عَن عَبدِ الرّزّاقِ بنِ حَاتِمٍ عَن مُعَمّرِ بنِ قَتَادَةَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص جاَءنَيِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ لِي يَا أَحمَدُ الإِسلَامُ عَشَرَةُ أَسهُمٍ وَ قَد خَابَ مَن لَا سَهمَ لَهُ فِيهَا أَوّلُهَا شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ هيَِ الكَلِمَةُ وَ الثّانِيَةُ الصّلَاةُ وَ هيَِ الطّهرُ وَ الثّالِثَةُ الزّكَاةُ وَ هيَِ الفِطرَةُ وَ الرّابِعَةُ الصّومُ وَ هيَِ الجُنّةُ وَ الخَامِسَةُ الحَجّ وَ هيَِ الشّرِيعَةُ وَ السّادِسَةُ الجِهَادُ وَ هُوَ العِزّ وَ السّابِعَةُ الأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَ هُوَ الوَفَاءُ وَ الثّامِنَةُ النهّيُ عَنِ المُنكَرِ وَ هُوَ الحُجّةُ وَ التّاسِعَةُ الجَمَاعَةُ وَ هيَِ الأُلفَةُ وَ العَاشِرَةُ الطّاعَةُ وَ هيَِ العِصمَةُ قَالَ حبَيِبيِ جَبرَئِيلُ إِنّ مَثَلَ هَذَا الدّينِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ ثَابِتَةٍ الإِيمَانُ أَصلُهَا وَ الصّلَاةُ عُرُوقُهَا وَ الزّكَاةُ مَاؤُهَا وَ الصّومُ سَعَفُهَا وَ حُسنُ الخُلُقِ وَرَقُهَا وَ الكَفّ عَنِ المَحَارِمِ ثَمَرُهَا فَلَا تَكمُلُ شَجَرَةٌ إِلّا بِالثّمَرِ كَذَلِكَ الإِيمَانُ لَا يَكمُلُ إِلّا بِالكَفّ عَنِ المَحَارِمِ
بيان وهي الكلمة أي كلمة التقوي التي قال الله تعالي وَ أَلزَمَهُم كَلِمَةَ التّقوي أوهي الكلام التام ألذي هي أصدق الكلم وأنفعها فكأنها تستحق هذاالاسم دون سائر الكلم أوكلمة التوحيد وهي الفطرة أي فطرة الله التي فطر الناس عليها أي هي من أجزاء الدين و لايتم إلا بها أوهي سبب لحفظ خلقة الإنسان فإن أكثر آيات الزكاة إنما وردت في زكاة الفطرة إذ لم يكن للمسلمين يومئذ مال تجب فيه الزكاة كماورد في الخبر والمعني أن الإنسان مفطور علي تصديق حسنه فإن إعانة المحتاجين وبذل الأموال في الصدقات مما يحكم بحسنه كل عقل و كل
صفحه : 381
من أقر بشرع في القاموس الفطرة صدقة الفطر والخلقة التي خلق عليها المولود في رحم أمه والدين والسعف محركة جريد النخل أوورقه والمراد هنا الأول
31- ف ،[تحف العقول ] قَالَ كُمَيلُ بنُ زِيَادٍ سَأَلتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن قَوَاعِدِ الإِسلَامِ مَا هيَِ فَقَالَ قَوَاعِدُ الإِسلَامِ سَبعَةٌ فَأَوّلُهَا العَقلُ وَ عَلَيهِ بنُيَِ الصّبرُ وَ الثاّنيِ صَونُ العِرضِ وَ صِدقُ اللّهجَةِ وَ الثّالِثَةُ تِلَاوَةُ القُرآنِ عَلَي جِهَتِهِ وَ الرّابِعَةُ الحُبّ فِي اللّهِ وَ البُغضُ فِي اللّهِ وَ الخَامِسَةُ حَقّ آلِ مُحَمّدٍ وَ مَعرِفَةُ وَلَايَتِهِم وَ السّادِسَةُ حَقّ الإِخوَانِ وَ المُحَامَاةُ عَلَيهِم وَ السّابِعَةُ مُجَاوَرَةُ النّاسِ بِالحُسنَي قُلتُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ العَبدُ يُصِيبُ الذّنبَ فَيَستَغفِرُ اللّهَ مِنهُ فَمَا حَدّ الِاستِغفَارِ قَالَ يَا ابنَ زِيَادٍ التّوبَةُ قُلتُ بَس قَالَ لَا قُلتُ فَكَيفَ قَالَ إِنّ العَبدَ إِذَا أَصَابَ ذَنباً يَقُولُ أَستَغفِرُ اللّهَ بِالتّحرِيكِ قُلتُ وَ مَا التّحرِيكُ قَالَ الشّفَتَانِ وَ اللّسَانُ يُرِيدُ أَن يَتبَعَ ذَلِكَ بِالحَقِيقَةِ قُلتُ وَ مَا الحَقِيقَةُ قَالَ تَصدِيقٌ فِي القَلبِ وَ إِضمَارُ أَن لَا يَعُودَ إِلَي الذّنبِ ألّذِي استَغفَرَ مِنهُ قَالَ كُمَيلٌ فَإِذَا فَعَلتُ ذَلِكَ فَأَنَا مِنَ المُستَغفِرِينَ قَالَ لَا قَالَ كُمَيلٌ فَكَيفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنّكَ لَم تَبلُغ إِلَي الأَصلِ بَعدُ قَالَ كُمَيلٌ فَأَصلُ الِاستِغفَارِ مَا هُوَ قَالَ الرّجُوعُ إِلَي التّوبَةِ مِنَ الذّنبِ ألّذِي استَغفَرتَ مِنهُ وَ هيَِ أَوّلُ دَرَجَةِ العَابِدِينَ وَ تَركُ الذّنبِ وَ الِاستِغفَارُ اسمٌ وَاقِعٌ لمعاني[لِمَعَانٍ]سِتّ أَوّلُهَا النّدَمُ عَلَي مَا مَضَي وَ الثاّنيِ العَزمُ عَلَي تَركِ العَودِ أَبَداً وَ الثّالِثُ أَن تؤُدَيَّ حُقُوقَ المَخلُوقِينَ التّيِ بَينَكَ وَ بَينَهُم وَ الرّابِعُ أَن تؤُدَيَّ حَقّ اللّهِ فِي كُلّ فَرضٍ وَ الخَامِسُ أَن تُذِيبَ اللّحمَ ألّذِي نَبَتَ عَلَي السّحتِ وَ الحَرَامِ حَتّي يَرجِعَ الجِلدُ إِلَي عَظمِهِ ثُمّ تُنشِئَ فِيمَا بَينَهُمَا لَحماً جَدِيداً وَ السّادِسُ أَن تُذِيقَ البَدَنَ أَلَمَ الطّاعَاتِ كَمَا أَذَقتَهُ لَذّاتِ المعَاَصيِ
بيان إنما عد ع صون العرض وصدق اللهجة خصلة واحدة لأن أعظم أسباب صون العرض صدق اللهجة كما أن عمدة أسباب هتك العرض كذبها
صفحه : 382
علي جهته أي بالترتيل والتدبر وسائر شرائط التلاوة و في القاموس بس بمعني حسب أو هومسترذل
32-ف ،[تحف العقول ] عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ إِنّ اللّهَ ابتَدَأَ الأُمُورَ فَاصطَفَي لِنَفسِهِ مِنهَا مَا شَاءَ وَ استَخلَصَ مِنهَا مَا أَحَبّ فَكَانَ مِمّا أَحَبّ أَنّهُ ارتَضَي الإِيمَانَ فَاشتَقّهُ مِنِ اسمِهِ فَنَحَلَهُ مَن أَحَبّ مِن خَلقِهِ ثُمّ بَيّنَهُ فَسَهّلَ شَرَائِعَهُ لِمَن وَرَدَهُ وَ أَعَزّ أَركَانَهُ عَلَي مَن جَانَبَهُ وَ جَعَلَهُ عِزّاً لِمَن وَالَاهُ وَ أَمناً لِمَن دَخَلَهُ وَ هُدًي لِمَنِ ائتَمّ بِهِ وَ زِينَةً لِمَن تَحَلّي بِهِ وَ دِيناً لِمَنِ انتَحَلَهُ وَ عِصمَةً لِمَنِ اعتَصَمَ بِهِ وَ حَبلًا لِمَنِ استَمسَكَ بِهِ وَ بُرهَاناً لِمَن تَكَلّمَ بِهِ وَ شَرَفاً لِمَن عَرَفَهُ وَ حِكمَةً لِمَن نَطَقَ بِهِ وَ نُوراً لِمَنِ استَضَاءَ بِهِ وَ حُجّةً لِمَن خَاصَمَ بِهِ وَ فُلجاً لِمَن حَاجّ بِهِ وَ عِلماً لِمَن وَعَي وَ حَدِيثاً لِمَن رَوَي وَ حُكماً لِمَن قَضَي وَ حِلماً لِمَن حَدَثَ وَ لُبّاً لِمَن تَدَبّرَ وَ فَهماً لِمَن تَفَكّرَ وَ يَقِيناً لِمَن عَقَلَ وَ بَصِيرَةً لِمَن عَزَمَ وَ آيَةً لِمَن تَوَسّمَ وَ عِبرَةً لِمَنِ اتّعَظَ وَ نَجَاتاً لِمَن آمَنَ بِهِ وَ مَوَدّةً مِنَ اللّهِ لِمَن صَلَحَ وَ زُلفَي لِمَنِ ارتَقَبَ وَ ثِقَةً لِمَن تَوَكّلَ وَ رَاحَةً لِمَن فَوّضَ وَ سُبقَةً لِمَن أَحسَنَ وَ خَيراً لِمَن سَارَعَ وَ جُنّةً لِمَن صَبَرَ وَ لِبَاساً لِمَنِ اتّقَي وَ تَطهِيراً لِمَن رَشَدَ وَ أَمَنَةً لِمَن أَسلَمَ وَ رُوحاً لِلصّادِقِينَ فَالإِيمَانُ أَصلُ الحَقّ وَ أَصلُ الحَقّ سَبِيلُهُ الهُدَي وَ صِفَتُهُ الحُسنَي وَ مَأثُرَتُهُ المَجدُ فَهُوَ أَبلَجُ المِنهَاجِ مُشرِقُ المَنَارِ مضُيِءُ المَصَابِيحِ رَفِيعُ الغَايَةِ يَسِيرُ المِضمَارِ جَامِعُ الحَلبَةِ مُتَنَافِسُ السّبقَةِ قَدِيمُ العُدّةِ كَرِيمُ الفُرسَانِ الصّالِحَاتُ مَنَارُهُ وَ العِفّةُ مَصَابِيحُهُ وَ المَوتُ غَايَتُهُ وَ الدّنيَا مِضمَارُهُ وَ القِيَامَةُ حَلبَتُهُ وَ الجَنّةُ سُبقَتُهُ وَ النّارُ نَقِمَتُهُ وَ التّقوَي عُدّتُهُ وَ المُحسِنُونَ فُرسَانُهُ فَبِالإِيمَانِ يُستَدَلّ عَلَي الصّالِحَاتِ وَ بِالصّالِحَاتِ يُعمَرُ الفِقهُ وَ بِالفِقهِ يُرهَبُ المَوتُ وَ بِالمَوتِ تُختَمُ الدّنيَا وَ بِالدّنيَا تُحذَرُ الآخِرَةُ وَ بِالقِيَامَةِ تُزلَفُ الجَنّةُ وَ الجَنّةُ حَسرَةُ أَهلِ النّارِ وَ النّارُ مَوعِظَةُ التّقوَي وَ التّقوَي سِنخُ الإِحسَانِ وَ التّقوَي
صفحه : 383
غَايَةٌ لَا يَهلِكُ مَن تَبِعَهَا وَ لَا يَندَمُ مَن يَعمَلُ بِهَا لِأَنّ بِالتّقوَي فَازَ الفَائِزُونَ وَ بِالمَعصِيَةِ خَسِرَ الخَاسِرُونَ فَليَزدَجِر أُولُو النّهَي وَ ليَتَذَكّر أَهلُ التّقوَي فَالإِيمَانُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الصّبرِ وَ اليَقِينِ وَ العَدلِ وَ الجِهَادِ فَالصّبرُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الشّوقِ وَ الشّفَقِ وَ الزّهدِ وَ التّرَقّبِ فَمَنِ اشتَاقَ إِلَي الجَنّةِ سَلَا عَنِ الشّهَوَاتِ وَ مَن أَشفَقَ مِنَ النّارِ رَجَعَ عَنِ المُحَرّمَاتِ وَ مَن زَهِدَ فِي الدّنيَا هَانَت عَلَيهِ المُصِيبَاتُ وَ مَنِ ارتَقَبَ المَوتَ سَارَعَ إِلَي الخَيرَاتِ وَ اليَقِينُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي تَبصِرَةِ الفِطنَةِ وَ تَأَوّلِ الحِكمَةِ وَ مَوعِظَةِ العِبرَةِ وَ سُنّةِ الأَوّلِينَ فَمَن تَبَصّرَ فِي الفِطنَةِ تَأَوّلَ الحِكمَةَ وَ مَن تَأَوّلَ الحِكمَةَ عَرَفَ العِبرَةَ وَ مَن عَرَفَ العِبرَةَ عَرَفَ السّنّةَ وَ مَن عَرَفَ السّنّةَ فَكَأَنّمَا عَاشَ فِي الأَوّلِينَ وَ العَدلُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي غَائِصِ الفَهمِ وَ غَمرَةِ العِلمِ وَ زَهرَةِ الحُكمِ وَ رَوضَةِ الحِلمِ فَمَن فَهِمَ فَسّرَ جَمِيعَ العِلمِ وَ مَن عَرَفَ الحُكمَ لَم يَضِلّ وَ مَن حَلُمَ لَم يُفَرّط فِي أَمرِهِ وَ عَاشَ بِهِ فِي النّاسِ حَمِيداً وَ الجِهَادُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّيِ عَنِ المُنكَرِ وَ الصّدقِ عِندَ المَوَاطِنِ وَ شَنَآنِ الفَاسِقِينَ فَمَن أَمَرَ بِالمَعرُوفِ شَدّ ظَهرَ المُؤمِنِينَ وَ مَن نَهَي عَنِ المُنكَرِ أَرغَمَ أَنفَ الكَافِرِينَ وَ مَن صَدَقَ فِي المَوَاطِنِ قَضَي مَا عَلَيهِ وَ مَن شَنِئَ الفَاسِقِينَ غَضِبَ لِلّهِ وَ مَن غَضِبَ لِلّهِ غَضِبَ اللّهُ لَهُ فَذَلِكَ الإِيمَانُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ وَ الكُفرُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الفِسقِ وَ الغُلُوّ وَ الشّكّ وَ الشّبهَةِ فَالفِسقُ مِن ذَلِكَ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ الجَفَا وَ العَمَي وَ الغَفلَةِ وَ العُتُوّ فَمَن جَفَا حَقّرَ المُؤمِنَ وَ مَقَتَ الفُقَهَاءَ وَ أَصَرّ عَلَي الحِنثِ وَ مَن عمَيَِ نسَيَِ الذّكرَ وَ بَدءَ خَلقِهِ وَ أَلَحّ عَلَيهِ الشّيطَانُ وَ مَن غَفَلَ وَثَبَ عَلَي ظَهرِهِ وَ حَسِبَ غَيّهُ رُشداً وَ غَرّتهُ الأمَاَنيِّ وَ أَخَذَتهُ الحَسرَةُ إِذَا انقَضَي الأَمرُ وَ انكَشَفَ عَنهُ الغِطَاءُ وَ بَدَا لَهُ مِنَ اللّهِ
صفحه : 384
مَا لَم يَكُن يَحتَسِبُ وَ مَن عَتَا عَن أَمرِ اللّهِ تَعَالَي اللّهُ عَلَيهِ ثُمّ أَذَلّهُ بِسُلطَانِهِ وَ صَغّرَهُ بِجَلَالِهِ كَمَا فَرّطَ فِي جَنَابِهِ وَ اغتَرّ بِرَبّهِ الكَرِيمِ وَ الغُلُوّ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي التّعَمّقِ وَ التّنَازُعِ وَ الزّيغِ وَ الشّقَاقِ فَمَن تَعَمّقَ لَم يَنتَهِ إِلَي الحَقّ وَ لَم يَزدَد إِلّا غَرَقاً فِي الغَمَرَاتِ لَا تَنحَبِسُ عَنهُ فِتنَةٌ إِلّا غَشِيَتهُ أُخرَي فَهُوَ يهَويِ فِي أَمرٍ مَرِيجٍ وَ مَن نَازَعَ وَ خَاصَمَ قَطَعَ بَينَهُمُ الفَشَلُ وَ بلَيَِ أَمرُهُم مِن طُولِ اللّجَاجِ وَ مَن زَاغَ سَاءَت عِندَهُ الحَسَنَةُ وَ حَسُنَت عِندَهُ السّيّئَةُ وَ سَكِرَ سُكرَ الضّلَالِ وَ مَن شَاقّ اعوَرّت عَلَيهِ طَرِيقُهُ وَ اعتَرَضَ أَمرُهُ وَ ضَاقَ مَخرَجُهُ وَ حرَيِّ أَن يُنزَعَ مِن دِينِهِ مَنِ اتّبَعَ غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ وَ الشّكّ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي المِريَةِ وَ الهَولِ وَ التّرَدّدِ وَ الِاستِسلَامِ فبَأِيَّ آلَاءِ رَبّكَ يَتَمَارَي المُمتَرُونَ وَ مَن هَالَهُ مَا بَينَ يَدَيهِ نَكَصَ عَلَي عَقِبَيهِ وَ مَن تَرَدّدَ فِي رِيبَةٍ سَبَقَهُ الأَوّلُونَ وَ أَدرَكَهُ الآخَرُونَ وَ وَطِئَتهُ سَنَابِكُ الشّيَاطِينِ وَ مَنِ استَسلَمَ لِهَلَكَةِ الدّنيَا وَ الآخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا وَ مَن نَجَا مِن ذَلِكَ فَبِفَضلِ اليَقِينِ وَ الشّبهَةُ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي إِعجَابٍ بِالزّينَةِ وَ تَسوِيلِ النّفسِ وَ تَأَوّلِ العِوَجِ وَ لَبسِ الحَقّ بِالبَاطِلِ وَ ذَلِكَ أَنّ الزّينَةَ تَئُولُ عَنِ البَيّنَةِ وَ تَسوِيلَ النّفسِ تُقحِمُ إِلَي الشّهوَةِ وَ العِوَجَ يَمِيلُ مَيلًا عَظِيماً وَ اللّبسَظُلُماتٌ بَعضُها فَوقَ بَعضٍفَذَلِكَ الكُفرُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ وَ النّفَاقُ عَلَي أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَي الهَوَي وَ الهُوَينَا وَ الحَفِيظَةِ وَ الطّمَعِ فَالهَوَي مِن ذَلِكَ عَلَي أَربَعِ شُعَبٍ عَلَي البغَيِ وَ العُدوَانِ وَ الشّهوَةِ وَ العِصيَانِ فَمَن بَغَي كَثُرَت غَوَائِلُهُ وَ تَخَلّي مِنهُ وَ نُصِرَ عَلَيهِ وَ مَنِ اعتَدَي لَم تُؤمَن بَوَائِقُهُ وَ لَم يَسلَم قَلبُهُ وَ مَن لَم يَعدِل نَفسَهُ عَنِ الشّهَوَاتِ خَاضَ فِي الحَسَرَاتِ وَ سَبَحَ فِيهَا وَ مَن عَصَي ضَلّ عَمداً بِلَا عُذرٍ وَ لَا حُجّةٍ وَ أَمّا شُعَبُ الهُوَينَا فَالهَيبَةُ وَ الغِرّةُ وَ المُمَاطَلَةُ وَ الأَمَلُ وَ ذَلِكَ أَنّ الهَيبَةَ تَرُدّ عَنِ الحَقّ وَ الِاغتِرَارَ بِالعَاجِلِ تَفرِيطُ الآجِلِ وَ تَفرِيطُ المُمَاطَلَةِ مُوَرّطٌ
صفحه : 385
فِي العَمَي وَ لَو لَا الأَمَلُ عَلِمَ الإِنسَانُ حِسَابَ مَا هُوَ فِيهِ وَ لَو عَلِمَ حِسَابَ مَا هُوَ فِيهِ مَاتَ خُفَاتاً مِنَ الهَولِ وَ الوَجَلِ وَ أَمّا شُعَبُ الحَفِيظَةِ فَالكِبرُ وَ الفَخرُ وَ الحَمِيّةُ وَ العَصَبِيّةُ فَمَنِ استَكبَرَ أَدبَرَ وَ مَن فَخَرَ فَجَرَ وَ مَن حمَيَِ أَصَرّ وَ مَن أَخَذَتهُ العَصَبِيّةُ جَارَ فَبِئسَ الأَمرُ أَمرٌ بَينَ إِدبَارٍ وَ فُجُورٍ وَ إِصرَارٍ وَ جَورٍ عَنِ الصّرَاطِ وَ شُعَبُ الطّمَعِ الفَرَحُ وَ المَرَحُ وَ اللّجَاجَةُ وَ التّكَبّرُ فَالفَرَحُ مَكرُوهٌ عِندَ اللّهِ وَ المَرَحُ خُيَلَاءُ وَ اللّجَاجَةُ بَلَاءٌ لِمَنِ اضطَرّتهُ إِلَي حَملِهِ الآثَامَ وَ التّكَبّرُ لَهوٌ وَ لَعِبٌ وَ شُغُلٌ وَ استِبدَالُ ألّذِي هُوَ أَدنَي باِلذّيِ هُوَ خَيرٌ فَذَلِكَ النّفَاقُ وَ دَعَائِمُهُ وَ شُعَبُهُ وَ اللّهُ قَاهِرٌ فَوقَ عِبَادِهِ تَعَالَي ذِكرُهُ وَ استَوَت بِهِ مِرّتُهُ وَ اشتَدّت قُوّتُهُ وَ فَاضَت بَرَكَتُهُ وَ استَضَاءَت حِكمَتُهُ وَ فَلَجَت حُجّتُهُ وَ خَلَصَ دِينُهُ وَ حَقّت كَلِمَتُهُ وَ سَبَقَت حَسَنَاتُهُ وَ صَفَت نِسبَتُهُ وَ أَقسَطَت مَوَازِينُهُ وَ بَلّغَت رِسَالَاتُهُ وَ حَضَرَت حَفَظَتُهُ ثُمّ جَعَلَ السّيّئَةَ ذَنباً وَ الذّنبَ فِتنَةً وَ الفِتنَةَ دَنَساً وَ جَعَلَ الحُسنَي غَنَماً وَ العُتبَي تَوبَةً وَ التّوبَةَ طَهُوراً فَمَن تَابَ اهتَدَي وَ مَنِ افتُتِنَ غَوَي مَا لَم يَتُب إِلَي اللّهِ وَ يَعتَرِف بِذَنبِهِ وَ يُصَدّق بِالحُسنَي وَ لَا يَهلِكُ عَلَي اللّهِ إِلّا هَالِكٌ فَاللّهَ اللّهَ مَا أَوسَعَ مَا لَدَيهِ مِنَ التّوبَةِ وَ الرّحمَةِ وَ البُشرَي وَ الحِلمِ العَظِيمِ وَ مَا أَنكَرَ مَا لَدَيهِ مِنَ الأَنكَالِ وَ الجَحِيمِ وَ العِزّةِ وَ القُدرَةِ وَ البَطشِ الشّدِيدِ فَمَن ظَفِرَ بِطَاعَةِ اللّهِ اختَارَ كَرَامَتَهُ وَ مَن لَم يَزَل فِي مَعصِيَةِ اللّهِ ذَاقَ وَبِيلَ نَقِمَتِهِ هُنَالِكَ عُقبَي الدّارِ
33- كِتَابُ الغَارَاتِ لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِّ بِأَسَانِيدَ عَنهُ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ شَرَعَ الإِسلَامَ فَسَهّلَ شَرَائِعَهُ لِمَن وَرَدَهُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ نَحوَ مَا مَرّ إِلَي قَولِهِ هُنَالِكَ عُقبَي الدّارِ لَا يَخشَي أَهلُهَا غَيرَهَا وَ هُنَالِكَ خَيبَةٌ لَيسَ لِأَهلِهَا اختِيَارٌ نَسأَلُ اللّهَ ذَا السّلطَانِ العَظِيمِ وَ الوَجهِ الكَرِيمِ الخَيرِ وَ الخَيرُ عَافِيَةٌ
صفحه : 386
لِلمُتّقِينَ وَ الخَيرُ مَرَدّ يَومِ الدّينِ
34- سن ،[المحاسن ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ أَبِي الخَزرَجِ مَعاً عَن سُفيَانَ بنِ اِبرَاهِيمَ الجوُيَريِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي صَادِقٍ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ أثَاَفيِّ الإِسلَامِ ثَلَاثٌ لَا تَنفَعُ وَاحِدَةٌ مِنهُنّ دُونَ صَاحِبَتَيهَا الصّلَاةُ وَ الزّكَاةُ وَ الوَلَايَةُ
35- سن ،[المحاسن ] عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ لَا أُخبِرُكَ بِأَصلِ الإِسلَامِ وَ فَرعِهِ وَ ذِروَتِهِ وَ سَنَامِهِ قَالَ قُلتُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ أَصلُهُ الصّلَاةُ وَ فَرعُهُ الزّكَاةُ وَ ذِروَتُهُ وَ سَنَامُهُ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَ لَا أُخبِرُكَ بِأَبوَابِ الخَيرِ الصّومُ جُنّةٌ وَ الصّدَقَةُ تَحُطّ الخَطِيئَةَ وَ قِيَامُ الرّجُلِ فِي جَوفِ اللّيلِ ينُاَجيِ رَبّهُ ثُمّ تَلَاتَتَجافي جُنُوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ يَدعُونَ رَبّهُم خَوفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّا رَزَقناهُم يُنفِقُونَ
ما،[الأمالي للشيخ الطوسي] عَنِ الغضَاَئرِيِّ عَن أَحمَدَ العَطّارِ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ الصّومُ جُنّةٌ مِنَ النّارِ
36- سن ،[المحاسن ] عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ أخَبرِنيِ عَنِ الفَرَائِضِ التّيِ افتَرَضَ اللّهُ عَلَي العِبَادِ مَا هيَِ فَقَالَ شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ إِقَامُ الصّلَاةِ وَ الخُمسُ وَ الزّكَاةُ وَ حِجّ البَيتِ وَ صَومُ شَهرِ رَمَضَانَ وَ الوَلَايَةُ فَمَن أَقَامَهُنّ وَ سَدّدَ وَ قَارَبَ وَ اجتَنَبَ كُلّ مُنكَرٍ دَخَلَ الجَنّةَ
بيان قال في النهاية فيه سددوا وقاربوا أي اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة و هوالقصد في الأمر والعدل فيه و قال أي اقتصدوا في الأمور كلها واتركوا الغلو فيها والتقصير يقال قارب فلان في أموره إذااقتصد وَ مِنهُ
صفحه : 387
الحَدِيثُ مَا مِن مُؤمِنٍ يُؤمِنُ بِاللّهِ ثُمّ يُسَدّدُ
أي يقتصد فلايغلو و لايسرف
وَ مِنهُ وَ سُئِلَ عَنِ الإِزَارِ فَقَالَ سَدّد وَ قَارِب
أي أعمل به شيئا لاتعاب علي فعله فلاتفرط في إرساله و لاتشميره انتهي و في بعض النسخ كل مسكر مكان كل منكر
37- شي،[تفسير العياشي] عَن عِيسَي بنِ السرّيِّ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ بِدَعَائِمِ الإِسلَامِ ألّذِي بَنَي اللّهُ عَلَيهِ الدّينَ لَا يَسَعُ أَحَداً التّقصِيرُ فِي شَيءٍ مِنهَا ألّذِي مَن قَصّرَ عَن مَعرِفَةِ شَيءٍ مِنهَا فَسَدَ عَلَيهِ دِينُهُ وَ لَم يُقبَل مِنهُ عَمَلُهُ وَ مَن عَرَفَهَا وَ عَمِلَ بِهَا صَلَحَ لَهُ دِينُهُ وَ قُبِلَ مِنهُ عَمَلُهُ وَ لَم يَضُرّهُ مَا هُوَ فِيهِ بِجَهلِ شَيءٍ مِنَ الأُمُورِ إِن جَهِلَهُ فَقَالَ نَعَم شَهَادَةُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ الإِيمَانُ بِرَسُولِهِص وَ الإِقرَارُ بِمَا جَاءَ مِن عِندِ اللّهِ وَ حَقّ مِنَ الأَموَالِ الزّكَاةُ وَ الوَلَايَةُ التّيِ أَمَرَ اللّهُ بِهَا وَلَايَةُ آلِ مُحَمّدٍ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن مَاتَ وَ لَا يَعرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيّةً فَكَانَ الإِمَامَ عَلِيّ ثُمّ كَانَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ثُمّ كَانَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ثُمّ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ كَانَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ أَبُو جَعفَرٍ وَ كَانَتِ الشّيعَةُ قَبلَ أَن يَكُونَ أَبُو جَعفَرٍ وَ هُم لَا يَعرِفُونَ مَنَاسِكَ حَجّهِم وَ لَا حَلَالَهُم وَ لَا حَرَامَهُم حَتّي كَانَ أَبُو جَعفَرٍ فَنَهَجَ لَهُم وَ بَيّنَ مَنَاسِكَ حَجّهِم وَ حَلَالَهُم وَ حَرَامَهُم حَتّي استَغنَوا عَنِ النّاسِ وَ صَارَ النّاسُ يَتَعَلّمُونَ مِنهُم بَعدَ مَا كَانُوا يَتَعَلّمُونَ مِنَ النّاسِ وَ هَكَذَا يَكُونُ الأَمرُ وَ الأَرضُ لَا يَكُونُ إِلّا بِإِمَامٍ
38- فض ،[ كتاب الروضة]يل ،[الفضائل لابن شاذان ]بِالإِسنَادِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص بنُيَِ الإِسلَامُ عَلَي شَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ وَ إِقَامُ الصّلَاةِ وَ إِيتَاءُ الزّكَاةِ وَ صَومُ شَهرِ رَمَضَانَ وَ الحَجّ إِلَي البَيتِ وَ الجِهَادُ وَ وَلَايَةُ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَا أَظُنّ القَومَ إِلّا هَلَكُوا بِتَركِ الوَلَايَةِ قَالَص مَا تَصنَعُ يَا بَا سَعِيدٍ إِذَا هَلَكُوا
39-بَيَانُ أَنوَاعِ القُرآنِ بِرِوَايَةِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بِإِسنَادِهِ
صفحه : 388
عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَحُدُودُ الفُرُوضِ التّيِ فَرَضَهَا اللّهُ عَلَي خَلقِهِ هيَِ خَمسَةٌ مِن كِبَارِ الفَرَائِضِ الصّلَاةُ وَ الزّكَاةُ وَ الحَجّ وَ الصّومُ وَ الوَلَايَةُ الحَافِظَةُ لِهَذِهِ الفَرَائِضِ الأَربَعَةِ وَ هيَِ فَلِكُلّ الفَرَائِضِ وَ السّنَنِ وَ جَمِيعِ أُمُورِ الدّينِ وَ الشّرَائِعِ فَكِبَارُ حُدُودِ الصّلَاةِ أَربَعَةٌ وَ هيَِ مَعرِفَةُ الوَقتِ وَ مَعرِفَةُ القِبلَةِ وَ التّوَجّهُ إِلَيهَا وَ الرّكُوعُ وَ السّجُودُ وَ لَهَا خَامِسَةٌ لَا تَتِمّ الصّلَاةُ وَ تَثبُتُ إِلّا بِهَا وَ هيَِ الوُضُوءُ عَلَي حُدُودِهِ التّيِ فَرَضَهَا اللّهُ وَ بَيّنَهَا فِي كِتَابِهِ وَ إِنّمَا صَارَت هَذِهِ كِبَارَ حُدُودِ الصّلَاةِ لِأَنّهَا عَوَامّ فِي جَمِيعِ العَالَمِ مَعرُوفَةٌ مَشهُورَةٌ بِكُلّ لِسَانٍ فِي الشّرقِ وَ الغَربِ فَجَمِيعُ النّاسِ العَاقِلِ وَ العَالِمِ وَ غَيرِ العَالِمِ يَقدِرُ عَلَي أَن يَتَعَلّمَ هَذِهِ الحُدُودَ الكِبَارَ سَاعَةَ تَجِبُ عَلَيهِ لِأَنّهَا تُتَعَلّمُ بِالرّؤيَةِ وَ الإِشَارَةِ مِن ضَبطِ الوُضُوءِ وَ الوَقتِ وَ القِبلَةِ وَ الرّكُوعِ وَ السّجُودِ لَا عُذرَ لِأَحَدٍ فِي تَأخِيرِ تَعلِيمِ ذَلِكَ وَ سَائِرِ حُدُودِ الصّلَاةِ وَ مَا فِيهَا مِنَ السّنَنِ فَلَيسَ كُلّ أَحَدٍ يُحسِنُ وَ يَتَهَيّأُ لَهُ أَن يَتَعَلّمَ مَا فِيهَا مِنَ السّنَنِ مِنَ القِرَاءَةِ وَ الدّعَاءِ وَ التّسبِيحِ وَ التّشَهّدِ وَ الأَذَانِ وَ الإِقَامَةِ فَجَعَلَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي هَذِهِ كِبَارَ حُدُودِ الصّلَاةِ لِعِلمِهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ النّاسَ كُلّهُم يَستَطِيعُونَ أَن يُؤَدّوا جَمِيعَ هَذِهِ الأَشيَاءِ فِي حَالَةِ وُجُوبِهَا عَلَيهِم وَ جَعَلَهَا فَرِيضَةً وَ جَعَلَ سَائِرَ مَا فِيهَا سُنّةً وَاجِبَةً عَلَي مَن أَحسَنَهَا وَ وَسّعَ لِمَن لَم يُحسِنهَا فِي إِقَامَتِهَا حَتّي يَتَعَلّمَهَا لِأَنّهَا تَصعُبُ عَلَي الأَعَاجِمِ خَاصّةً لِقِلّةِ ضَبطِهِمُ العَرَبِيّةَ وَ لِاختِلَافِ أَلسِنَتِهِم وَ لَا عُذرَ لَهُم فِي تَركِ التّعلِيمِ وَ مُجَاهَدَتِهِ وَ لَهُمُ العُذرُ فِي إِقَامَتِهِ حَتّي يَتَعَلّمُوهُ وَ كِبَارُ حُدُودِ الزّكَاةِ أَربَعَةٌ مَعرِفَةُ القَدرِ ألّذِي يَجِبُ عَلَيهِ فِيهِ الزّكَاةُ وَ مَا ألّذِي يَجِبُ الزّكَاةُ عَلَيهِ مِنَ الأَموَالِ وَ مَعرِفَةُ الوَقتِ ألّذِي يَجِبُ فِيهِ الزّكَاةُ وَ مَعرِفَةُ العَدَدِ وَ القِيمَةِ وَ مَعرِفَةُ المَوضِعِ ألّذِي تُوضَعُ فِيهِ فَأَمّا مَعرِفَةُ العَدَدِ وَ القِيمَةِ فَهُوَ أَنّهُ يَجِبُ أَن يَعلَمَ الإِنسَانُ كَمِ الأَشيَاءُ التّيِ تَجِبُ الزّكَاةُ عَلَيهَا مِنَ الأَموَالِ التّيِ فَرَضَ اللّهُ عَلَيهِم فِيهِ الزّكَاةَ وَ هُوَ الذّهَبُ وَ الفِضّةُ وَ الحِنطَةُ وَ الشّعِيرُ وَ التّمرُ وَ الزّبِيبُ وَ الإِبِلُ وَ البَقَرُ وَ الغَنَمُ
صفحه : 389
فَهَذِهِ تِسعَةُ أَشيَاءَ وَ لَيسَ عَلَيهِم فِيمَا سِوَي ذَلِكَ مِن أَموَالِهِم زَكَاةٌ وَ يَجِبُ أَن يَعرِفُوا مِن ذَلِكَ مَا يَجِبُ مِنَ العَدَدِ وَ قَد بَيّنَ اللّهُ ذَلِكَ وَ وَضَعَ لِمَعرِفَةِ مَا يَحتَاجُونَ إِلَيهِ مِمّا فَرَضَ عَلَيهِم أَربَعَةَ أَشيَاءَ وَ هيَِ الكَيلُ وَ الوَزنُ وَ المَسَاحَةُ وَ العَدَدُ فَالعَدَدُ فِي الإِبِلِ وَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ الكَيلِ فِي الحِنطَةِ وَ الشّعِيرِ وَ الزّبِيبِ وَ التّمرِ وَ الوَزنِ فِي الذّهَبِ وَ الفِضّةِ فَإِذَا عَرَفَ الإِنسَانُ هَذِهِ الأَشيَاءَ كَانَ مُؤَدّياً لِلزّكَاةِ عَلَي مَا فَرَضَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي عَلَيهِ فَإِن لَم يَعرِف ذَلِكَ لَم يُحسِن أَن يؤُدَيَّ هَذِهِ الفَرَائِضَ ثُمّ يَحتَاجُ بَعدَ ذَلِكَ أَن يَعرِفَ المَوضِعَ ألّذِي يَجِبُ أَن يَضَعَ فِيهِ زَكَاتَهُ فَيَضَعُهَا فِيهِ وَ إِلّا لَم يَكُن مُؤَدّياً لِمَا أَمَرَ اللّهُ وَ لَم يُقبَل مِنهُ فَهَذِهِ كِبَارُ حُدُودِ الزّكَاةِ وَ كِبَارُ حُدُودِ الحَجّ أَربَعَةٌ فَأَوّلُ ذَلِكَ الإِحرَامُ مِنَ الوَقتِ المُوَقّتِ لَا يَتَقَدّمُ عَلَي ذَلِكَ وَ لَا يَتَأَخّرُ عَنهُ إِلّا لِعِلّةٍ وَ الطّوَافُ بِالبَيتِ وَ السعّيُ بَينَ الصّفَا وَ المَروَةِ وَ الوُقُوفُ بِالمَوقِفَينِ عَرَفَةَ وَ المُزدَلِفَةِ وَ هيَِ المَشعَرُ الحَرَامُ فَهَذِهِ كِبَارُ حُدُودِ الحَجّ وَ عَلَيهِ بَعدَ أَن يَتَعَلّمَ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ فِي عُمرَتِهِ وَ حَجّهِ وَ مَا يَلزَمُ مِن ذَبحٍ وَ حَلقٍ وَ تَقصِيرٍ وَ رمَيِ الجِمَارِ حَتّي يؤُدَيَّ ذَلِكَ كَمَا يَجِبُ وَ كَمَا سَنّهُ رَسُولُ اللّهِص وَ كِبَارُ حُدُودِ الصّومِ أَربَعَةٌ وَ هيَِ اجتِنَابُ الأَكلِ وَ الشّربِ وَ النّكَاحِ وَ الِارتِمَاسِ فِي المَاءِ فَهَذِهِ كِبَارُ حُدُودِ الصّومِ وَ عَلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ أَن يَجتَنِبَ القيَءَ مُتَعَمّداً وَ الكَذِبَ وَ قَولَ الزّورِ وَ إِنشَادَ الشّعرِ وَ غَيرَ ذَلِكَ مِمّا قَد نهُيَِ عَنهُ وَ جَاءَ بِهِ الخَبَرُ مِمّا سَنّهُ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمَرَ بِهِ وَ كِبَارُ حُدُودِ الوُضُوءِ لِلصّلَاةِ أَربَعَةٌ وَ هيَِ غَسلُ الوَجهِ وَ اليَدَينِ إِلَي المَرَافِقِ وَ المَسحُ عَلَي الرّأسِ وَ المَسحُ عَلَي الرّجلَينِ إِلَي الكَعبَينِ كَمَا أَمَرَ اللّهُ وَ سَائِرُ ذَلِكَ سُنّةٌ وَ كِبَارُ حُدُودِ وَلَايَةِ الإِمَامِ المَفرُوضِ الطّاعَةِ أَن يَعلَمَ أَنّهُ مَعصُومٌ مِنَ الخَطَاءِ وَ الزّلَلِ وَ العَمدِ وَ مِنَ الذّنُوبِ كُلّهَا صَغِيرِهَا وَ كَبِيرِهَا لَا يَزِلّ وَ لَا يَخطَأُ وَ لَا يَلهُو بشِيَءٍ مِنَ الأُمُورِ المُوبِقَةِ لِلدّينِ وَ لَا بشِيَءٍ مِنَ الملَاَهيِ وَ أَنّهُ أَعلَمُ النّاسِ بِحَلَالِ اللّهِ
صفحه : 390
وَ حَرَامِهِ وَ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ وَ أَحكَامِهِ مُستَغنٍ عَن جَمِيعِ العَالَمِ وَ غَيرُهُ مُحتَاجٌ إِلَيهِ وَ أَنّهُ أَسخَي النّاسِ وَ أَشجَعُ النّاسِ وَ العِلّةُ فِي وُجُوبِ العِصمَةِ أَنّهُ إِن لَم يَكُن مَعصُوماً لَم يُؤمَن مِنهُ أَن يَدخُلَ فِي بَعضِ مَا يَدخُلُ فِيهِ النّاسُ مِنِ ارتِكَابِ المَحَارِمِ بِغَلَبَةِ الشّهَوَاتِ فَإِذَا دَخَلَ فِي شَيءٍ مِنَ الذّنُوبِ احتَاجَ إِلَي مَن يُقِيمُ عَلَيهِ الحُدُودَ التّيِ فَرَضَهَا اللّهُ وَ لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ إِمَاماً عَلَي النّاسِ مُؤَدّياً لَهُم مَن يَكُونُ بِهَذِهِ الصّفَةِ مِنِ ارتِكَابِ الذّنُوبِ وَ العِلّةُ فِي أَن يَكُونَ أَعلَمَ النّاسِ أَنّهُ إِن لَم يَكُن عَالِماً بِجَمِيعِ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ فُنُونِ العُلُومِ التّيِ يَحتَاجُ النّاسُ إِلَيهَا فِي أُمُورِ دِينِهِم وَ دُنيَاهُم لَم يُؤمَن مِنهُ أَن يُقَلّبَ شَرَائِعَ اللّهِ وَ أَحكَامَهُ وَ حُدُودَهُ فَيَقطَعَ مَن لَا يَجِبُ عَلَيهِ القَطعُ وَ يَقتُلَ وَ يَصلُبَ السّارِقَ وَ يَحُدّ وَ يَضرِبَ المُحَارِبَ وَ العِلّةُ فِي أَنّهُ يَجِبُ أَن يَكُونَ أَسخَي النّاسِ أَنّهُ خَازِنُ المُسلِمِينَ وَ المُؤتَمَنُ عَلَي أَموَالِهِم وَ فَيئِهِم وَ إِن لَم يَكُن سَخِيّاً تَاقَت نَفسُهُ إِلَي أَموَالِهِم فَأَخَذَهَا وَ العِلّةُ فِي أَنّهُ يَجِبُ أَن يَكُونَ أَشجَعَ النّاسِ لِأَنّهُ فِئَةُ المُسلِمِينَ إِلَيهِ يَرجِعُونَ فِي الحُرُوبِ وَ إِن لَم يَكُن أَشجَعَهُم لَم يُؤمَن مِنهُ أَن يَهرُبَ وَ يَفِرّ مِنَ الزّحفِ وَ يُسَلّمَهُم لِلقَتلِ وَ العَطَبِ فَيَبُوءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ كَمَا قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ مَن يُوَلّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرّفاً لِقِتالٍ أَو مُتَحَيّزاً إِلي فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ فَلَا يَجُوزُ أَن يَفِرّ مِنَ الحَربِ وَ يَبُوءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللّهِ وَ جَعَلَ اللّهُ جَلّ وَ عَزّ لِهَذِهِ الفَرَائِضِ الأَربَعِ دَلَالَتَينِ وَ هُمَا أَعظَمُ الدّلَائِلِ فِي السّمَاءِ الشّمسُ وَ القَمَرُ فَدَلَالَةُ الصّلَاةُ التّيِ هيَِ أَعظَمُ هَذِهِ الأَربَعَةِ وَ هيَِ عَمُودُ الدّينِ وَ هيَِ أَشرَفُهَا وَ أَجَلّهَا الشّمسُ يَقُولُ اللّهُ جَلّ وَ عَزّأَقِمِ الصّلاةَ لِدُلُوكِ الشّمسِ إِلي غَسَقِ اللّيلِ وَ قُرآنَ الفَجرِ إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً فَلَا تُعرَفُ مَوَاقِيتُ الصّلَاةِ إِلّا بِالشّمسِ أَوّلُهَا الزّوَالُ عَن كَبِدِ السّمَاءِ وَ هُوَ وَقتُ الظّهرِ ثُمّ العَصرُ بَعدَهَا وَ دَلِيلُهَا مَا تَقَدّمَ مِنَ الزّوَالِ وَ المَغرِبُ إِذَا سَقَطَ القُرصُ وَ هُوَ مِنَ الشّمسِ
صفحه : 391
وَ العِشَاءُ الآخِرَةُ إِذَا ذَهَبَ الشّفَقُ وَ هُوَ مِنَ الشّمسِ وَ صَلَاةُ الفَجرِ إِذَا طَلَعَ الفَجرُ وَ هُوَ مِنَ الشّمسِ وَ جَعَلَ عَزّ وَ جَلّ دَلَالَةَ الزّكَاةِ مُشتَرَكَةً بَينَ الشّمسِ وَ القَمَرِ فَإِذَا حَالَ الحَولُ وَجَبَتِ الزّكَاةُ وَ جَعَلَ دَلَالَةَ الحَجّ وَ الصّومِ القَمَرَ لَا تُعرَفُ هَاتَانِ الفَرِيضَتَانِ إِلّا بِالقَمَرِ لِقَولِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَييَسئَلُونَكَ عَنِ الأَهِلّةِ قُل هيَِ مَواقِيتُ لِلنّاسِ وَ الحَجّ وَ قَولِهِ جَلّ وَ عَزّشَهرُ رَمَضانَ ألّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُديً لِلنّاسِ وَ بَيّناتٍ مِنَ الهُدي وَ الفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشّهرَ فَليَصُمهُفَفَرَضَ الحَجّ وَ الصّومَ لَا يُعرَفُ إِلّا بِالشّهُورِ وَ الشّهُورُ لَا تُعرَفُ إِلّا بِالقَمَرِ دُونَ الشّمسِ
40- تَفسِيرُ النعّماَنيِّ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَص قَالَ أَمّا مَا فَرَضَهُ اللّهُ سُبحَانَهُ فِي كِتَابِهِ فَدَعَائِمُ الإِسلَامِ وَ هيَِ خَمسُ دَعَائِمَ وَ عَلَي هَذِهِ الفَرَائِضِ الخَمسِ بنُيَِ الإِسلَامُ فَجَعَلَ سُبحَانَهُ لِكُلّ فَرِيضَةٍ مِن هَذِهِ الفَرَائِضِ أَربَعَةَ حُدُودٍ لَا يَسَعُ أَحَداً جَهلُهَا أَوّلُهَا الصّلَاةُ ثُمّ الزّكَاةُ ثُمّ الصّيَامُ ثُمّ الحَجّ ثُمّ الوَلَايَةُ وَ هيَِ خَاتِمَتُهَا وَ الجَامِعَةُ لِجَمِيعِ الفَرَائِضِ وَ السّنَنِ فَحُدُودُ الصّلَاةِ أَربَعَةٌ مَعرِفَةُ الوَقتِ ثُمّ ذَكَرَ نَحواً مِمّا مَرّ بِتَغيِيرٍ مَا إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
بيان كان في نسختي الروايتين سقم وتشويش لاسيما في حدود الزكاة و في النعماني بعد قوله والبقر والغنم فأما المساحة فمن باب الأرضين والمياه وكأن ذكر القيمة لأنه قديجوز أداء القيمة بدل العين وذكر المساحة لأنه قديضمن العامل حصة الفقراء بعدالخرص قبل الحصاد فيحتاج إلي المساحة وسنبين جميع ذلك في أبوابها إن شاء الله تعالي وكأن مدخلية الشمس في الزكاة لأن الغلات حولها إدراكها وهي تابعة للفصول التابعة لحركة الشمس و في النعماني مكان قوله وجعل الله جل و عزلهذه الفرائض الأربع إلي آخره هكذا و قدجعل الله لهذه الفرائض الأربع دليلين أبان لنا بهما المشكلات وهما الشمس والقمر أي النبي ووصيه بلا فصل
صفحه : 392
41- كِتَابُ الطّرَفِ،لِلسّيّدِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي عِيسَي بنِ المُستَفَادِ مِمّا رَوَاهُ فِي كِتَابِ الوَصِيّةِ قَالَ حدَثّنَيِ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلتُ أَبِي جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع عَن بَدءِ الإِسلَامِ كَيفَ أَسلَمَ عَلِيّ وَ كَيفَ أَسلَمَت خَدِيجَةُ فَقَالَ لِي أَبِي إِنّهُمَا لَمّا دَعَاهُمَا رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ يَا عَلِيّ وَ يَا خَدِيجَةُ إِنّ جَبرَئِيلَ عنِديِ يَدعُوكُمَا إِلَي بَيعَةِ الإِسلَامِ فَأَسلِمَا تَسلَمَا وَ أَطِيعَا تَهدِيَا فَقَالَا فَعَلنَا وَ أَطَعنَا يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ عنِديِ يَقُولُ لَكُمَا إِنّ لِلإِسلَامِ شُرُوطاً وَ عُهُوداً وَ مَوَاثِيقَ فَابتَدِيَاهُ بِمَا شَرَطَ اللّهُ عَلَيكُمَا لِنَفسِهِ وَ لِرَسُولِهِ أَن تَقُولَا نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي مُلكِهِ وَ لَم يَلِدهُ وَالِدٌ وَ لَم يَتّخِذ صَاحِبَةً إِلَهاً وَاحِداً مُخلِصاً وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ إِلَي النّاسِ كَافّةً بَينَ يدَيَِ السّاعَةِ وَ نَشهَدُ أَنّ اللّهَ يحُييِ وَ يُمِيتُ وَ يَرفَعُ وَ يَضَعُ وَ يغُنيِ وَ يُفقِرُ وَيَفعَلُ ما يَشاءُ وَيَبعَثُ مَن فِي القُبُورِقَالَا شَهِدنَا قَالَ وَ إِسبَاغُ الوُضُوءِ عَلَي المَكَارِهِ غَسلُ الوَجهِ وَ اليَدَينِ وَ الذّرَاعَينِ وَ مَسحُ الرّأسِ وَ الرّجلَينِ إِلَي الكَعبَينِ وَ غُسلُ الجَنَابَةِ فِي الحَرّ وَ البَردِ وَ إِقَامُ الصّلَاةِ وَ أَخذُ الزّكَاةِ مِن حِلّهَا وَ وَضعِهَا فِي أَهلِهَا وَ حِجّ البَيتِ وَ صَومُ شَهرِ رَمَضَانَ وَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ بِرّ الوَالِدَينِ وَ صِلَةُ الرّحِمِ وَ العَدلُ فِي الرّعِيّةِ وَ القَسمُ بِالسّوِيّةِ وَ الوُقُوفُ عِندَ الشّبهَةِ إِلَي الوُصُولِ إِلَي الإِمَامِ فَإِنّهُ لَا شُبهَةَ عِندَهُ وَ طَاعَةُ ولَيِّ الأَمرِ بعَديِ وَ مَعرِفَتُهُ فِي حيَاَتيِ وَ بَعدَ موَتيِ وَ الأَئِمّةُ مِن بَعدِهِ وَاحِداً وَاحِداً وَ مُوَالَاةُ أَولِيَاءِ اللّهِ وَ مُعَادَاةُ أَعدَاءِ اللّهِ وَ البَرَاءَةُ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ حِزبِهِ وَ أَشيَاعِهِ وَ البَرَاءَةُ مِنَ الأَحزَابِ تَيمٍ وَ عدَيِّ وَ أُمَيّةَ وَ أَشيَاعِهِم وَ أَتبَاعِهِم وَ الحَيَاةُ عَلَي ديِنيِ وَ سنُتّيِ وَ دِينِ وصَيِيّ وَ سُنّتِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ المَوتُ عَلَي مِثلِ ذَلِكَ وَ تَركُ شُربِ الخَمرِ وَ مُلَاحَاةُ النّاسِ يَا خَدِيجَةُ فَهِمتِ مَا شَرَطَ رَبّكِ عَلَيكِ قَالَت نَعَم وَ آمَنتُ وَ صَدّقتُ وَ رَضِيتُ وَ سَلّمتُ قَالَ عَلِيّ ع وَ أَنَا عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ يَا عَلِيّ تُبَايِعُهُ عَلَي مَا شَرَطتُ عَلَيكَ قَالَ نَعَم قَالَ فَبَسَطَ رَسُولُ اللّهِ كَفّهُ فَوَضَعَ كَفّ عَلِيّ ع فِي كَفّهِ فَقَالَ باَيعِنيِ يَا عَلِيّ عَلَي مَا شَرَطتُ عَلَيكَ وَ أَن تمَنعَنَيِ مِمّا تَمنَعُ مِنهُ نَفسَكَ فَبَكَي عَلِيّ ع فَقَالَ بأِبَيِ وَ أمُيّ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا
صفحه : 393
بِاللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص اهتَدَيتَ وَ رَبّ الكَعبَةِ وَ رَشَدتَ وَ وُفّقتَ وَ أَرشَدَكَ اللّهُ يَا خَدِيجَةُ ضعَيِ يَدَكِ فَوقَ يَدِ عَلِيّ فبَاَيعِيِ لَهُ فَبَايَعَت عَلَي مِثلِ مَا بَايَعَ عَلَيهِ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي أَنّهُ لَا جِهَادَ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ يَا خَدِيجَةُ هَذَا عَلِيّ مَولَاكِ وَ مَولَي المُؤمِنِينَ وَ إِمَامُهُم بعَديِ قَالَت صَدَقتَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَد بَايَعتُهُ عَلَي مَا قُلتَ أُشهِدُ اللّهَ وَ أُشهِدُكَ وَ كَفَي بِاللّهِ شَهِيداً عَلِيماً
وَ عَنهُ عَن أَبِيهِ قَالَدَعَا رَسُولُ اللّهِص أَبَا ذَرّ وَ سَلمَانَ وَ المِقدَادَ فَقَالَ لَهُم تَعرِفُونَ شَرَائِعَ الإِسلَامِ وَ شُرُوطَهُ قَالُوا نَعرِفُ مَا عَرّفَنَا اللّهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ هيَِ وَ اللّهِ أَكثَرُ مِن أَن تُحصَي أشَهدِوُنيِ عَلَي أَنفُسِكُموَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً وَ مَلَائِكَتَهُ عَلَيكُم بِشَهَادَةِ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُخلِصاً لَا شَرِيكَ لَهُ فِي سُلطَانِهِ وَ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي مُلكِهِ وَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ بعَثَنَيِ بِالحَقّ وَ أَنّ القُرآنَ إِمَامٌ مِنَ اللّهِ وَ حَكَمٌ عَدلٌ وَ أَنّ القِبلَةَ قبِلتَيِ شَطرَ المَسجِدِ الحَرَامِ لَكُم قِبلَةٌ وَ أَنّ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ وصَيِّ مُحَمّدٍ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ مَولَاهُم وَ أَنّ حَقّهُ مِنَ اللّهِ مَفرُوضٌ وَاجِبٌ وَ طَاعَتَهُ طَاعَةُ اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الأَئِمّةَ مِن وُلدِهِ وَ أَنّ مَوَدّةَ أَهلِ بَيتِهِ مَفرُوضَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَي كُلّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ مَعَ إِقَامَةِ الصّلَاةِ لِوَقتِهَا وَ إِخرَاجِ الزّكَاةِ مِن حِلّهَا وَ وَضعِهَا فِي أَهلِهَا وَ إِخرَاجِ الخُمُسِ مِن كُلّ مَا يَملِكُهُ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ حَتّي يَرفَعَهُ إِلَي ولَيِّ المُؤمِنِينَ وَ أَمِيرِهِم وَ بَعدَهُ[ إِلَي]وُلدِهِ فَمَن عَجَزَ وَ لَم يَقدِر إِلّا عَلَي اليَسِيرِ مِنَ المَالِ فَليَدفَع ذَلِكَ إِلَي الضّعِيفِينَ مِن أَهلِ بيَتيِ مِن وُلدِ الأَئِمّةِ فَإِن لَم يَقدِر فَلِشِيعَتِهِم مِمّن لَا يَأكُلُ بِهِمُ النّاسَ وَ لَا يُرِيدُ بِهِم إِلّا اللّهَ وَ مَا وَجَبَ عَلَيهِم مِن حقَيّ وَ العَدلِ فِي الرّعِيّةِ وَ القَسمِ بِالسّوِيّةِ وَ القَولِ بِالحَقّ وَ أَنّ حُكمَ الكِتَابِ عَلَي مَا عَمِلَ عَلَيهِ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ الفَرَائِضَ عَلَي كِتَابِ اللّهِ وَ أَحكَامِهِ وَ إِطعَامِ الطّعَامِ عَلَي حُبّهِ وَ حِجّ البَيتِ وَ الجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ صَومِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ غُسلِ الجَنَابَةِ وَ الوُضُوءِ
صفحه : 394
الكَامِلِ عَلَي الوَجهِ وَ اليَدَينِ وَ الذّرَاعَينِ إِلَي المَرَافِقِ وَ المَسحِ عَلَي الرّأسِ وَ القَدَمَينِ إِلَي الكَعبَينِ لَا عَلَي خُفّ وَ لَا عَلَي خِمَارٍ وَ لَا عَلَي عِمَامَةٍ وَ الحُبّ لِأَهلِ بيَتيِ فِي اللّهِ وَ حُبّ شِيعَتِهِم لَهُم وَ البُغضِ لِأَعدَائِهِم وَ بُغضِ مَن وَالَاهُم وَ العَدَاوَةِ فِي اللّهِ وَ لَهُ وَ الإِيمَانِ بِالقَدَرِ خَيرِهِ وَ شَرّهِ وَ حُلوِهِ وَ مُرّهِ وَ عَلَي أَن تُحَلّلُوا حَلَالَ القُرآنِ وَ تُحَرّمُوا حَرَامَهُ وَ تَعمَلُوا بِالأَحكَامِ وَ تَرُدّوا المُتَشَابِهَ إِلَي أَهلِهِ فَمَن عمَيَِ عَلَيهِ مِن عَمَلِهِ شَيءٌ لَم يَكُن عَلِمَهُ منِيّ وَ لَا سَمِعَهُ فَعَلَيهِ بعِلَيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ فَإِنّهُ قَد عَلِمَ كَمَا قَد عَلِمتُهُ[عَلّمتُهُ] وَ ظَاهِرَهُ وَ بَاطِنَهُ وَ مُحكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ وَ هُوَ يُقَاتِلُ عَلَي تَأوِيلِهِ كَمَا قَاتَلتُ عَلَي تَنزِيلِهِ وَ مُوَالَاةِ أَولِيَاءِ اللّهِ مُحَمّدٍ وَ ذُرّيّتِهِ وَ الأَئِمّةِ خَاصّةً مُوَالَاةِ مَن وَالَاهُم وَ شَايَعَهُم وَ البَرَاءَةِ وَ العَدَاوَةِ لِمَن عَادَاهُم وَ شَاقّهُم كَعَدَاوَةِ الشّيطَانِ الرّجِيمِ وَ البَرَاءَةِ مِمّن شَايَعَهُم وَ تَابَعَهُم وَ الِاستِقَامَةِ عَلَي طَرِيقِ الإِمَامِ وَ اعلَمُوا أنَيّ لَا أُقَدّمُ عَلَي عَلِيّ أَحَداً فَمَن تَقَدّمَهُ فَهُوَ ظَالِمٌ وَ البَيعَةُ بعَديِ لِغَيرِهِ ضَلَالَةٌ وَ فَلتَةٌ وَ زَلّةٌ الأَوّلُ ثُمّ الثاّنيِ ثُمّ الثّالِثُ وَ وَيلٌ لِلرّابِعِ ثُمّ الوَيلُ لَهُ وَيلٌ لَهُ وَ لِأَبِيهِ مَعَ وَيلٍ لِمَن كَانَ قَبلَهُ وَيلٌ لَهُمَا وَ لِصَاحِبَيهِمَا لَا غَفَرَ اللّهُ لَهُم فَهَذِهِ شُرُوطُ الإِسلَامِ وَ مَا بقَيَِ أَكثَرُ قَالُوا سَمِعنَا وَ أَطَعنَا وَ قَبِلنَا وَ صَدّقنَا وَ نَقُولُ مِثلَ ذَلِكَ وَ نَشهَدُ لَكَ عَلَي أَنفُسِنَا بِالرّضَا بِهِ أَبَداً حَتّي نَقدَمَ عَلَيكَ آمِناً بِسِرّهِم وَ عَلَانِيَتِهِم وَ رَضِينَا بِهِم أَئِمّةً وَ هُدَاةً وَ موَاَليَِ قَالَ وَ أَنَا مَعَكُم شَهِيدٌ ثُمّ قَالَ نَعَم وَ تَشهَدُونَ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ هيَِ مُحَرّمَةٌ عَلَي الخَلَائِقِ حَتّي أَدخُلَهَا قَالُوا نَعَم قَالَ تَشهَدُونَ أَنّ النّارَ حَقّ وَ هيَِ مُحَرّمَةٌ عَلَي الكَافِرِينَ حَتّي يَدخُلَهَا أَعدَاءُ أَهلِ بيَتيِ وَ النّاصِبُونَ لَهُم حَرباً وَ عَدَاوَةً وَ لَاعِنُهُم وَ مُبغِضُهُم وَ قَاتِلُهُم كَمَن لعَنَنَيِ أَو أبَغضَنَيِ أَو قاَتلَنَيِ هُم فِي النّارِ قَالُوا شَهِدنَا وَ عَلَي ذَلِكَ أَقرَرنَا قَالَ وَ تَشهَدُونَ أَنّ عَلِيّاً صَاحِبُ حوَضيِ وَ الذّائِدُ عَنهُ وَ هُوَ قَسِيمُ النّارِ يَقُولُ ذَلِكِ لَكِ فَاقبِضِيهِ ذَمِيماً وَ هَذَا لِي فَلَا تَقرَبِيهِ فَيَنجُو سَلِيماً قَالُوا شَهِدنَا عَلَي ذَلِكَ وَ
صفحه : 395
نُؤمِنُ بِهِ قَالَ وَ أَنَا عَلَي ذَلِكَ شَهِيدٌ
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَمّا هَاجَرَ النّبِيّص إِلَي المَدِينَةِ وَ حَضَرَ خُرُوجُهُ إِلَي بَدرٍ دَعَا النّاسَ إِلَي البَيعَةِ فَبَايَعَ كُلّهُم عَلَي السّمعِ وَ الطّاعَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا خَلَا دَعَا عَلِيّاً فَأَخبَرَهُ بِمَن يفَيِ مِنهُم وَ مَن لَا يفَيِ وَ يَسأَلُهُ كِتمَانَ ذَلِكَ ثُمّ دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً وَ حَمزَةَ وَ فَاطِمَةَ ع فَقَالَ لَهُم باَيعِوُنيِ بِيعَةَ الرّضَا فَقَالَ حَمزَةُ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ عَلَي مَا نُبَايِعُ أَ لَيسَ قَد بَايَعنَا فَقَالَ يَا أَسَدَ اللّهِ وَ أَسَدَ رَسُولِهِ تُبَايِعُ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ بِالوَفَاءِ وَ الِاستِقَامَةِ لِابنِ أَخِيكَ إِذَن تَستَكمِلَ الإِيمَانَ قَالَ نَعَم سَمعاً وَ طَاعَةً وَ بَسَطَ يَدَهُ فَقَالَ لَهُميَدُ اللّهِ فَوقَ أَيدِيهِم عَلِيّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ حَمزَةُ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ جَعفَرٌ الطّيّارُ فِي الجَنّةِ وَ فَاطِمَةُ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ وَ السّبطَانِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ سَيّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنّةِ هَذَا شَرطٌ مِنَ اللّهِ عَلَي جَمِيعِ المُسلِمِينَ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ أَجمَعِينَفَمَن نَكَثَ فَإِنّما يَنكُثُ عَلي نَفسِهِ وَ مَن أَوفي بِما عاهَدَ عَلَيهُ اللّهَ فَسَيُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً ثُمّ قَرَأَإِنّ الّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنّما يُبايِعُونَ اللّهَ قَالَ وَ لَمّا كَانَتِ اللّيلَةُ التّيِ أُصِيبَ حَمزَةُ فِي يَومِهَا دَعَاهُ رَسُولُ اللّهِ فَقَالَ يَا حَمزَةُ يَا عَمّ رَسُولِ اللّهِ يُوشِكُ أَن تَغِيبَ غَيبَةً بَعِيدَةً فَمَا تَقُولُ لَو وَرَدتَ عَلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ سَأَلَكَ عَن شَرَائِعِ الإِسلَامِ وَ شُرُوطِ الإِيمَانِ فَبَكَي حَمزَةُ فَقَالَ بأِبَيِ أَنتَ وَ أمُيّ أرَشدِنيِ وَ فهَمّنيِ فَقَالَ يَا حَمزَةُ تَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُخلِصاً وَ أنَيّ رَسُولُ اللّهِ بعَثَنَيِ بِالحَقّ قَالَ حَمزَةُ شَهِدتُ قَالَ وَ أَنّ الجَنّةَ حَقّ وَ أَنّ النّارَ حَقّوَ أَنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيبَ فِيها وَ أَنّ الصّرَاطَ حَقّ وَ المِيزَانَ حَقّ وَ مَنيَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ خَيراً يَرَهُ وَ مَن يَعمَل مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُ وَفَرِيقٌ فِي الجَنّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السّعِيرِ
صفحه : 396
وَ أَنّ عَلِيّاً أَمِيرُ المُؤمِنِينَ قَالَ حَمزَةُ شَهِدتُ وَ أَقرَرتُ وَ آمَنتُ وَ صَدّقتُ وَ قَالَ الأَئِمّةَ مِن ذُرّيّتِهِ الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الإِمَامَةَ فِي ذُرّيّتِهِ قَالَ حَمزَةُ آمَنتُ وَ صَدّقتُ وَ قَالَ وَ فَاطِمَةَ سَيّدَةُ نِسَاءِ العَالَمِينَ قَالَ نَعَم صَدّقتُ قَالَ وَ حَمزَةَ سَيّدُ الشّهَدَاءِ وَ أَسَدُ اللّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ وَ عَمّ نَبِيّهِ فَبَكَي حَمزَةُ حَتّي سَقَطَ عَلَي وَجهِهِ وَ جَعَلَ يُقَبّلُ عيَنيَ رَسُولِ اللّهِص وَ قَالَ جَعفَراً ابنَ أَخِيكَ طَيّارٌ فِي الجَنّةِ مَعَ المَلَائِكَةِ وَ أَنّ مُحَمّداً وَ آلَهُ خَيرُ البَرِيّةِ تُؤمِنُ يَا حَمزَةُ بِسِرّهِم وَ عَلَانِيَتِهِم وَ ظَاهِرِهِم وَ بَاطِنِهِم وَ تَحيَا عَلَي ذَلِكَ وَ تَمُوتُ وَ توُاَليِ مَن وَالَاهُم وَ تعُاَديِ مَن عَادَاهُم قَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ أُشهِدُ اللّهَ وَ أُشهِدُكَوَ كَفي بِاللّهِ شَهِيداً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص سَدّدَكَ اللّهُ وَ وَفّقَكَ
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ الكَاظِمِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ دَعَا رَسُولُ اللّهِص العَبّاسَ عِندَ مَوتِهِ فَخَلَا بِهِ وَ قَالَ لَهُ يَا أَبَا الفَضلِ اعلَم أَنّ مِنِ احتِجَاجِ ربَيّ عَلَي تبَليِغيِ النّاسَ عَامّةً وَ أَهلَ بيَتيِ خَاصّةً وَلَايَةَ عَلِيّ ع فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَ مَن شاءَ فَليَكفُر يَا أَبَا الفَضلِ جَدّد لِلإِسلَامِ عَهداً وَ مِيثَاقاً وَ سَلّم لوِلَيِّ الأَمرِ إِمرَتَهُ وَ لَا تَكُن كَمَن يعُطيِ بِلِسَانِهِ وَ يَكفُرُ بِقَلبِهِ يشُاَقنّيِ فِي أَهلِ بيَتيِ وَ يَتَقَدّمُهُم وَ يَستَأمِرُ عَلَيهِم وَ يَتَسَلّطُ عَلَيهِم لِيُذِلّ قَوماً أَعَزّهُمُ اللّهُ وَ يُعِزّ قَوماً لَم يَبلُغُوا وَ لَا يَبلُغُونَ مَا مَدّوا إِلَيهِ أَعيُنَهُم يَا أَبَا الفَضلِ إِنّ ربَيّ عَهِدَ إلِيَّ عَهداً أمَرَنَيِ أَن أُبَلّغَهُ الشّاهِدَ مِنَ الإِنسِ وَ الجِنّ وَ أَن آمُرَ شَاهِدَهُم أَن يَبلُغُوا غَائِبَهُم فَمَن صَدّقَ عَلِيّاً وَ وَازَرَهُ وَ أَطَاعَهُ وَ نَصَرَهُ وَ قَبِلَهُ وَ أَدّي مَا عَلَيهِ مِنَ الفَرَائِضِ لِلّهِ فَقَد بَلَغَ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ وَ مَن أَبَي الفَرَائِضَ فَقَد أَحبَطَ اللّهُ عَمَلَهُ حَتّي يَلقَي اللّهَ وَ لَا حُجّةَ لَهُ عِندَهُ يَا أَبَا الفَضلِ فَمَا أَنتَ قَائِلٌ قَالَ قَبِلتُ مِنكَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ آمَنتُ بِمَا جِئتَ بِهِ وَ صَدّقتُ وَ سَلّمتُ فَاشهَد عَلَيّ