صفحه : 1

الجزء الثاني‌ والستون

تتمة كتاب السماء والعالم

أبواب الدواجن و قدمضت منها الأنعام

باب 1-استحباب اتخاذ الدواجن في البيوت

1- قُربُ الإِسنَادِ، عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانُوا يُحِبّونَ أَن يَكُونَ فِي البَيتِ الشيّ‌ءُ الدّاجِنُ مِثلُ الحَمَامِ وَ الدّجَاجِ أَوِ العَنَاقِ لِيَعبَثَ بِهِ صِبيَانُ الجِنّ وَ لَا يَعبَثُونَ بِصِبيَانِهِم

2- طِبّ الأَئِمّةِ، عَنِ المُظَفّرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَحيَي المدَاَئنِيِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَكثِرُوا مِنَ الدّوَاجِنِ فِي بُيُوتِكُم تَتَشَاغَل بِهَا الشّيَاطِينُ عَن صِبيَانِكُم


صفحه : 2

بيان قال الجوهري‌ دجن بالمكان دجونا أقام به وأدجن مثله و قال ابن السكيت شاة داجن وراجن إذاألفت البيوت واستأنست قال و من العرب من يقولها بالهاء وكذلك غيرالشاة قال لبيد


حتي إذايئس الرماة وأرسلوا.   غضفا دواجن قافلا أعصامها.

أراد به كلاب الصيد. و قال في النهاية فيه لعن الله من مثل بدواجنه هي‌ جمع داجن و هوالشاة التي‌ يعلفها الناس في منازلهم يقال شاة داجن ودجنت تدجن دجونا والمداجنة حسن المخالطة و قديقع علي غيرالشاة من كل مايألف البيوت من الطير وغيرها والمثلة بها أن يخصيها ويجدعها انتهي . و قال الدميري‌ الدجن الشاة التي‌ يعلفها الناس في منازلهم وكذلك الناقة والحمام البيوتي‌ والأنثي داجنة والجمع دواجن و قال أهل اللغة دواجن البيوت ماألفها من الطير والشاة وغيرهما و قددجن في بيته إذالزمه


صفحه : 3

باب 2-فضل اتخاذ الديك وأنواعها واتخاذ الدجاج في البيت وأحكامها

1- العُيُونُ، وَ الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ حَمّوَيهِ عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ قَالَ قَالَ الرّضَا ع فِي الدّيكِ الأَبيَضِ خَمسُ خِصَالٍ مِن خِصَالِ الأَنبِيَاءِ مَعرِفَتُهُ بِأَوقَاتِ الصّلَاةِ وَ الغَيرَةُ وَ السّخَاءُ وَ الشّجَاعَةُ وَ كَثرَةُ الطّرُوقَةِ

2- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، فِي منَاَهيِ‌ النّبِيّص نَهَي عَن سَبّ الدّيكِ وَ قَالَ إِنّهُ يُوقِظُ لِلصّلَاةِ

3- المَكَارِمُ، عَنِ النّبِيّص تَعَلّمُوا مِنَ الدّيكِ خَمسَ خِصَالٍ مُحَافَظَتَهُ عَلَي أَوقَاتِ الصّلَاةِ وَ الغَيرَةَ وَ السّخَاءَ وَ الشّجَاعَةَ وَ كَثرَةَ الطّرُوقَةِ[الطّرُوقَةُ]

4- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ الحضَرمَيِ‌ّ، عَن حُمَيدِ بنِ شُعَيبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ لِلّهِ دِيكاً رِجلَاهُ فِي الأَرضِ وَ رَأسُهُ تَحتَ العَرشِ جَنَاحٌ لَهُ فِي المَشرِقِ وَ جَنَاحٌ لَهُ فِي المَغرِبِ يَقُولُ سُبحَانَ المَلِكِ القُدّوسِ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ صَاحَتِ الدّيُوكُ وَ أَجَابَتهُ فَإِذَا سُمِعَ صَوتُ الدّيكِ فَليَقُل أَحَدُكُم سُبحَانَ ربَيّ‌َ المَلِكِ القُدّوسِ

5-الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص دِيكٌ أَفرَقُ أَبيَضُ يَحفَظُ دُوَيرَةَ


صفحه : 4

أَهلِهِ وَ سَبعَ دُوَيرَاتٍ حَولَهُ

بيان قال في القاموس ديك أفرق بين الفرق عرفه مفروق

6- الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ بنِ رُشَيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ الهاَشمِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ الأهَواَزيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دِيكٌ أَفرَقُ أَبيَضُ يَحرُسُ دُوَيرَتَهُ وَ سَبعَ دُوَيرَاتٍ حَولَهُ وَ لَنَفضَةٌ مِن حَمَامَةٍ مُنَمّرَةٍ أَفضَلُ مِن سَبعِ دُيُوكٍ فُرقٍ بِيضٍ

7- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ ذُكِرَ عِندَ أَبِي الحَسَنِ حُسنُ الطّاوُسِ فَقَالَ لَا يَزِيدُكَ عَلَي حُسنِ الدّيكِ الأَبيَضِ بشِيَ‌ءٍ قَالَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ الدّيكُ أَحسَنُ صَوتاً مِنَ الطّاوُسِ وَ هُوَ أَعظَمُ بَرَكَةً يُنَبّهُكَ فِي مَوَاقِيتِ الصّلَاةِ وَ إِنّمَا يَدعُو الطّاوُسُ بِالوَيلِ بِخَطِيئَتِهِ التّيِ‌ ابتلُيِ‌َ بِهَا

8- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الدّيكُ الأَبيَضُ صدَيِقيِ‌ وَ صَدِيقُ كُلّ مُؤمِنٍ

9- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي شُعَيبٍ المحَاَملِيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ فِي الدّيكِ خَمسُ خِصَالٍ مِن خِصَالِ الأَنبِيَاءِ السّخَاءُ وَ الشّجَاعَةُ


صفحه : 5

وَ المَعرِفَةُ بِأَوقَاتِ الصّلَاةِ وَ كَثرَةُ الطّرُوقَةِ وَ الغَيرَةُ

بيان كثرة الطروقة بفتح الطاء من قولهم طروقة الفحل أي أنثاه فالمراد كثرة الأزواج أوبالضم مصدر طرق الفحل الناقة إذانزا عليها فالمراد كثرة الجماع

10- الكاَفيِ‌، عَن عَلِيّ وَ عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع صِيَاحُ الدّيكِ صَلَاتُهُ وَ ضَربُهُ بِجَنَاحِهِ رُكُوعُهُ وَ سُجُودُهُ

بيان كأنه إشارة إلي قوله تعالي وَ الطّيرُ صَافّاتٍ كُلّ قَد عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسبِيحَهُ كمامر و قدمر استحباب اتخاذ الدجاج في الباب السابق

11- الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الوَزّ جَامُوسُ الطّيرِ وَ الدّجَاجُ خِنزِيرُ الطّيرِ وَ الدّرّاجُ حَبَشُ الطّيرِ وَ أَينَ أَنتَ عَن فَرخَينِ نَاهِضَينِ رَبّتهُمَا امرَأَةٌ مِن رَبِيعَةَ بِفَضلِ قُوتِهَا

بيان الوز لغة في الإوز وكونه جاموس الطير لأنسه بالحماءة والمياه وشبه الدجاج بالخنزير في أكل العذرة وكون الدراج حبش الطير لسواده وكأن التخصيص بامرأة ربيعة لكون طيرهم أجود أوكونهم أحذق في ذلك أوكون الشائع في ذلك الزمان وجود هذاالطير أوكثرته عندهم


صفحه : 6

10- الكاَفيِ‌، عَن أَحمَدَ عَنِ السيّاّريِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ ذَكَرتُ اللّحمَانَ بَينَ يدَيَ‌ عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ إِنّ أَطيَبَ اللّحمَانِ لَحمُ الدّجَاجِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَلّا إِنّ ذَلِكَ خَنَازِيرُ الطّيرِ وَ إِنّ أَطيَبَ اللّحمَانِ لَحمُ فَرخٍ نَهَضَ أَو كَادَ يَنهَضُ

11- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَبدِ الأَعلَي قَالَ أَكَلتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَعَا وَ أتُيِ‌َ بِدَجَاجَةٍ مَحشُوّةٍ وَ بِخَبِيصٍ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هَذِهِ أُهدِيَت لِفَاطِمَةَ ثُمّ قَالَ يَا جَارِيَةُ ائتِنَا بِطَعَامِنَا المَعرُوفِ فَجَاءَ بِتريد[بِثَرِيدٍ] وَ خَلّ وَ زَيتٍ

12- مَجمَعُ البَيَانِ،روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَأكُلُ الدّجَاجَ وَ الفَالُوذَجَ وَ كَانَ يُعجِبُهُ الحَلوَاءُ وَ العَسَلُ

بيان أكثر الأخبار تدل علي كراهة لحم الدجاج و لم أر من تعرض لها غير أن الشهيد رحمه الله في الدروس ذكر الرواية المتقدمة ويمكن حمل أخبار الذم علي ما إذاكانت جلالة أوقريبة من الجلل و لم يستبرأ فمع الاستبراء ثلاثة أيام يزول التحريم أوالكراهة كَمَا رَوَي الدمّيرَيِ‌ّ عَن نَافِعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ أَنّ النّبِيّص كَانَ إِذَا أَرَادَ أَن يَأكُلَ دَجَاجَةً أَمَرَ بِهَا فَرُبِطَت أَيّاماً ثُمّ يَأكُلُهَا بَعدَ ذَلِكَ

انتهي . والتعليل الوارد في الأخبار المتقدمة ربما يشعر بذلك .

13-حياة الحيوان ،الديك ذكر الدجاج وجمعه ديوك وديكة وتصغيره دويك ويسمي الأنيس والمؤانس و من شأنه أنه لايحنو علي ولده و لايألف زوجة واحدة و هوأبله الطبيعة و ذلك أنه إذاسقط من حائط لم تكن له هداية ترشده إلي دار أهله و فيه من الخصال الحميدة أن يسوي‌ بين دجاجه و لايؤثر واحدة علي واحدة إلانادرا


صفحه : 7

وأعظم ما فيه من العجائب معرفة الأوقات الليلية فيقسط أصواته عليها تقسيطا لايكاد يغادر منه شيئا سواء طال أوقصر ويوالي‌ صياحه قبل الفجر وبعده فسبحان من هداه لذلك ولهذا أفتي القاضي‌ حسين والمتولي‌ والرافعي‌ بجواز اعتماد الديك المجرب في أوقات الصلاة و من غرائب أمره أنه إذاكانت الديكة بمكان ودخل عليهم ديك غريب سفدته كلها قال الجاحظ ويدخل في الديك الهندي‌ والجلاسي‌ والنبطي‌ والسندي‌ والزنجي‌ قال وزعم أهل التجربة أن الديك الأبيض الأفرق من خواصه أن يحفظ الدار التي‌ هو فيها وزعموا أن الرجل إذاذبح الديك الأبيض الأفرق لم يزل ينكب في أهله وماله رَوَي عَبدُ الحَقّ بنُ قَانِعٍ بِإِسنَادِهِ إِلَي جَابِرِ بنِ أَثوَبَ بِسُكُونِ الثّاءِ المُثَلّثَةِ وَ فَتحِ الوَاوِ وَ هُوَ أَثوَبُ بنُ عُتبَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ الدّيكُ الأَبيَضُ خلَيِليِ‌

وَ إِسنَادُهُ لَا يَثبُتُ وَ رَوَاهُ غَيرُهُ بِلَفظِ الدّيكُ الأَبيَضُ صدَيِقيِ‌ وَ عَدُوّ الشّيطَانِ يَحرُسُ صَاحِبَهُ وَ سَبعَ دُورٍ خَلفَهُ

وَ كَانَ النّبِيّص يَقتَنِيهِ فِي البَيتِ وَ المَسجِدِ

وَ فِي تَرجَمَةِ البزَيّ‌ّ الراّويِ‌ عَنِ ابنِ كَثِيرٍ عَنِ الحَسَنِ عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَقُولُ الدّيكُ الأَبيَضُ الأَفرَقُ حبَيِبيِ‌ وَ حَبِيبُ جَبرَئِيلَ يَحرُسُ بَيتَهُ وَ سِتّةَ عَشَرَ بَيتاً مِن جِيرَانِهِ

وَ رَوَي الشّيخُ مُحِبّ الدّينِ الطبّرَيِ‌ّ أَنّ النّبِيّص كَانَ لَهُ دِيكٌ أَبيَضُ وَ كَانَتِ الصّحَابَةُ يُسَافِرُونَ بِالدّيكَةِ لِتُعَرّفَهُم أَوقَاتَ الصّلَاةِ

وَ فِي الصّحِيحَينِ وَ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَ الترّمذِيِ‌ّ وَ النسّاَئيِ‌ّ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِذَا سَمِعتُم صِيَاحَ الدّيَكَةِ فَاسأَلُوا اللّهَ مِن فَضلِهِ فَإِنّهَا رَأَت مَلَكاً وَ إِذَا سَمِعتُم نُهَاقَ الحَمِيرِ فَتَعَوّذُوا بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ فَإِنّهَا رَأَت شَيطَاناً


صفحه : 8

قال القاضي‌ سببه رجاء تأمين الملائكة علي الدعاء واستغفارهم وشهادتهم له بالإخلاص والتضرع والابتهال و فيه استحباب الدعاء عندحضور الصالحين والتبرك بهم وإنما أمرنا بالتعوذ من الشيطان عندنهيق الحمير لأن الشيطان يخاف من شره عندحضوره فينبغي‌ أن يتعوذ منه انتهي

وَ فِي مُعجَمِ الطبّرَاَنيِ‌ّ وَ تَارِيخِ أَصبَهَانَ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ لِلّهِ دِيكاً أَبيَضَ جَنَاحَاهُ مَوشِيّانِ بِالزّبَرجَدِ وَ اليَاقُوتِ وَ اللّؤلُؤِ لَهُ جَنَاحٌ بِالمَشرِقِ وَ جَنَاحٌ بِالمَغرِبِ وَ رَأسُهُ تَحتَ العَرشِ وَ قَوَائِمُهُ فِي الهَوَاءِ وَ يُؤَذّنُ كُلّ سَحَرٍ فَيَسمَعُ تِلكَ الصّيحَةَ أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ إِلّا الثّقَلَينِ الجِنّ وَ الإِنسَ فَعِندَ ذَلِكَ يُجِيبُهُ دُيُوكُ الأَرضِ فَإِذَا دَنَا يَومُ القِيَامَةِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي ضُمّ جَنَاحَكَ وَ غُضّ صَوتَكَ فَيَعلَمُ أَهلُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ إِلّا الثّقَلَينِ أَنّ السّاعَةَ قَدِ اقتَرَبَت

وَ رَوَي الطبّرَاَنيِ‌ّ وَ البيَهقَيِ‌ّ فِي الشّعبِ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنكَدِرِ عَن جَابِرٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِنّ لِلّهِ دِيكاً رِجلَاهُ فِي التّخُومِ وَ رَأسُهُ تَحتَ العَرشِ مَطوِيّةً فَإِذَا كَانَ هَنَةٌ مِنَ اللّيلِ صَاحَ سُبّوحٌ قُدّوسٌ فَتَصِيحُ الدّيَكَةُ

وَ فِي كِتَابِ فَضلِ الذّكرِ لِلحَافِظِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الفرِياَنيِ‌ّ عَن ثَوبَانَ مَولَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِنّ لِلّهِ دِيكاً بَرَاثِنُهُ فِي الأَرضِ السّفلَي وَ عُنُقُهُ مثَنيِ‌ّ تَحتَ العَرشِ وَ جَنَاحَاهُ فِي الهَوَاءِ يَخفِقُ بِهِمَا فِي السّحَرِ كُلّ لَيلَةٍ يَقُولُ سُبحَانَ المَلِكِ القُدّوسِ رَبّنَا الرّحمَنِ المَلِكِ لَا إِلَهَ غَيرُهُ

وَ رَوَي الثعّلبَيِ‌ّ أَنّ النّبِيّص قَالَثَلَاثَةُ أَصوَاتٍ يُحِبّهَا اللّهُ تَعَالَي صَوتُ


صفحه : 9

الدّيكِ وَ صَوتُ قاَر‌ِئِ القُرآنِ وَ صَوتُالمُستَغفِرِينَ بِالأَسحارِ

وَ رَوَي الإِمَامُ أَحمَدُ وَ أَبُو دَاوُدَ وَ ابنُ مَاجَه عَن زَيدِ بنِ خَالِدٍ الجهُنَيِ‌ّ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَا تَسُبّوا الدّيكَ فَإِنّهُ يُوقِظُ لِلصّلَاةِ

إسناده جيد و في لفظ فإنه يدعو إلي الصلاة قال الإمام الحليمي‌ قوله ص فإنه يدعو إلي الصلاة فيه دليل علي أن كل من استفيد منه خير لاينبغي‌ أن يسب ويستهان بل حقه أن يكرم ويشكر ويتلقي بالإحسان و ليس معني دعاء الديك إلي الصلاة أن يقول بصراخه حقيقة الصلاة أو قدحانت الصلاة بل معناه أن العادة قدجرت بأن يصرخ صرخات متتابعة عندالفجر و عندالزوال فطرة فطره الله عليها فتذكر الناس بصراخه الصلاة و لايجوز لهم أن يصلوا بصراخه من غيردلالة سواه إلا من جرب منه ما لايخلف فيصير ذلك له إشارة و الله أعلم انتهي

وَ رَوَي الحَاكِمُ فِي المُستَدرَكِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي أَذِنَ لِي أَن أُحَدّثَ عَن دِيكٍ رِجلَاهُ فِي الأَرضِ وَ عُنُقُهُ مَثنِيّةٌ تَحتَ العَرشِ وَ هُوَ يَقُولُ سُبحَانَكَ مَا أَعظَمَ شَأنَكَ قَالَ فَيُرَدّ عَلَيهِ مَا يَعلَمُ ذَلِكَ مَن حَلَفَ بيِ‌ لَاذِباً

وَ رَوَي أَبُو طَالِبٍ المكَيّ‌ّ وَ الغزَاَليِ‌ّ عَن مَيمُونِ بنِ مِهرَانَ أَنّهُ قَالَ بلَغَنَيِ‌ أَنّ تَحتَ العَرشِ مَلَكاً فِي صُورَةِ دِيكٍ رَأسُهُ مِن لُؤلُؤَةٍ وَ جَنَاحَاهُ مِن زَبَرجَدٍ أَخضَرَ فَإِذَا مَضَي ثُلُثُ اللّيلِ الأَوّلِ ضَرَبَ بِجَنَاحَيهِ وَ زَقَا وَ قَالَ لِيَقُمِ القَائِمُونَ فَإِذَا مَضَي نِصفُ اللّيلِ ضَرَبَ بِجَنَاحَيهِ وَ زَقَا وَ قَالَ لِيَقُمِ المُصَلّونَ فَإِذَا طَلَعَ الفَجرُ ضَرَبَ بِجَنَاحَيهِ وَ زَقَا وَ قَالَ لِيَقُمِ الغَافِلُونَ وَ عَلَيهِم أَوزَارُهُم وَ مَعنَي زَقَا صَاحَ


صفحه : 10

وَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ نَافِعٍ أَنّ النّبِيّص نَهَي عَن إِخصَاءِ الخَيلِ وَ الغَنَمِ وَ الدّيكِ

و قال إنما النماء في الخيل وتحرم المنافرة بالديكة و قال الدجاج مثلث الدال الواحدة دجاجة الذكر والأنثي فيه سواء والهاء فيه كبطة وحمامة و من عجيب أمرها أنه يمر بهاسائر السباع فلايخشاها فإذامر بها ابن آوي وهي‌ علي سطح أوجدار أوشجرة رمت بنفسها إليه وتوصف بسرعة الانتباه وقوة النوم ويقال إن نومها واستيقاظها إنما هوبمقدار خروج النفس ورجوعه ويقال إنما تفعل ذلك من شدة الجبن وأكثر ماعندها من الحيلة أنها لاتنام علي الأرض بل ترتفع علي رف أوجذع أوجدار أو ماقارب ذلك والدجاج مشترك الطبيعة يأكل اللحم والذباب و ذلك من طباع الجوارح ويأكل الخبز ويلقط الحب و ذلك من طباع بهائم الطير والفرخ يخرج من البيضة تارة بالحضن وتارة بأن يدفن في الزبل ونحوه

وَ رَوَي ابنُ مَاجَه مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص أَمَرَ الأَغنِيَاءَ بِاتّخَاذِ الغَنَمِ وَ أَمَرَ الفُقَرَاءَ بِاتّخَاذِ الدّجَاجِ


صفحه : 11

لِمَا رَوَي الشّيخَانِ وَ الترّمذِيِ‌ّ وَ النسّاَئيِ‌ّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ رهدم [زَهدَمِ] بنِ المُصرِمِ الحرَمَيِ‌ّ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي مُوسَي الأشَعرَيِ‌ّ فَدَعَا بِمَائِدَةٍ عَلَيهَا لَحمُ دَجَاجَةٍ فَخَرَجَ مِن بنَيِ‌ تَيمِ اللّهِ أَحمَرُ شَبِيهٌ باِلموَاَليِ‌ فَقَالَ هَلُمّ فَتَلَكّأَ فَقَالَ هَلُمّ فإَنِيّ‌ رَأَيتُ النّبِيّص يَأكُلُ مِنهُ

و في لفظ يأكل دجاجة و هذا الرجل إنما تلكأ لأنها تأكل العذرة فقذره ويحتمل أن يكون تردد لالتباس الحكم عليه أو لم يكن عنده دليل فتوقف حتي يعلم حكم الله تعالي


صفحه : 12

باب 3-الحمام وأنواعه من الفواخت والقماري‌ والدباسي‌ والوراشي‌ وغيرها

1- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الشيّ‌ءَ إِذَا اختُلِفَ لَم يُلقَح قُلتُ فَإِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ الطّيرُ الراّعبِيِ‌ّ أَحَدُ أَبَوَيهِ وَرَشَانٌ وَ قَد نَرَاهُ يَبِيضُ وَ يُفرِخُ قَالَ كَذَبُوا إِنّهُ قَد يَلقَي الوَرَشَانُ عَلَي الطّيرِ فَيَتَزَاوَجُ وَ يَبِيضُ وَ يُفرِخُ وَ لَا يُفرِخُ نَسلُهُ أَبَداً

تبيان قوله إن الشي‌ء إذااختلف لم يلقح أي إذاتولد الحيوان من جنسين مختلفين يكون عقيما لايلد فقال الراوي‌ الراعبي‌ مع كونه من جنسين مختلفين يبيض ويفرخ وجوابه ع يحتمل وجهين أحدهما تكذيب الناس في ذلك وإفادة أنه لايبيض و لايفرخ بل كل راعبي‌ يتولد من جنسين وثانيهما أن يكون المعني أن مايحصل من الورشان والجنس الآخر هو غيرالراعبي‌ و لايفرخ ولعله أظهر. و قال الدميري‌ الراعبي‌ طائر متولد بين الورشان والحمام و هوشكل عجيب قاله القزويني‌. و قال الورشان هوساق حر وقيل طائر متولد بين الفاختة والحمامة وبعضهم يسميه الوراشين و هوأصناف منها النوبي‌ و هوأسود حجازي‌ إلا أنه أشجي صوتا من الورشان يوصف بالحنو علي الأولاد حتي أنه ربما قتل نفسه إذارآها


صفحه : 13

في يد القانص . و قال ساق حر الورشان و هوذكر القماري‌ لايختلفون في ذلك

2- العُيُونُ، وَ العِلَلُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ سَأَلَ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن مَعنَي هَدِيرِ الحَمَامِ الرّاعِبِيّةِ فَقَالَ تَدعُو عَلَي أَهلِ المَعَازِفِ وَ القِيَانِ وَ المَزَامِيرِ وَ العِيدَانِ

بيان في القاموس المعازف الملاهي‌ كالعود والطنبور والواحد عزف أومعزف كمنبر ومكنسة والقيان جمع القينة الأمة المغنية فهو عطف علي الأهل ويقدر المضاف في الأخيرين

3- الإِختِصَاصُ، وَ البَصَائِرُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ أهُديِ‌َ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَاخِتَةٌ وَ وَرَشَانٌ وَ طَيرٌ راَعبِيِ‌ّ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَمّا الفَاخِتَةُ فَتَقُولُ فَقَدتُكُم فَقَدتُكُم فَافقِدُوهَا قَبلَ أَن تَفقِدَكُم فَأَمَرَ بِهَا فَذُبِحَت وَ أَمّا الوَرَشَانُ فَيَقُولُ قُدّستُم قُدّستُم فَوَهَبَهُ لِبَعضِ أَصحَابِهِ وَ الطّيرُ الراّعبِيِ‌ّ يَكُونُ عنِديِ‌ أُسَرّ بِهِ

بيان قال الدميري‌ الفاختة واحدة الفواخت من ذوات الأطواق زعموا أن الحيات تهرب من صوتها وهي‌ عراقية وليست حجازية و فيهافصاحة وحسن صوت و في طبعها الأنس وتعيش في الدور والعرب تصفها بالكذب فإن صوتها عندهم هذاأوان الرطب تقول ذلك والنخل لم تطلع وتعمر و قدظهر منه ماعاش خمسا وعشرين سنة و ماعاش أربعين سنة


صفحه : 14

4- البَصَائِرُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن أَبِي أَحمَدَ عَن شُعَيبِ بنِ الحَسَنِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع جَالِساً فَسَمِعَ صَوتاً مِنَ الفَاخِتَةِ فَقَالَ تَدرُونَ مَا تَقُولُ قَالَ قُلتُ لَا قَالَ تَقُولُ فَقَدتُكُم فَافقِدُوهَا قَبلَ أَن تَفقِدَكُم

و منه عن البرقي‌ عن النضر عن يحيي الحلبي‌ عن ابن مسكان عن أبي أحمد عن سعد بن الحسن عن أبي جعفر ع مثله

5- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ سَمِعتُ فَاخِتَةً تَصِيحُ مِن دَارِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ أَ تَدرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الفَاخِتَةُ قَالَ قُلتُ لَا قَالَ تَقُولُ فَقَدتُكُم أَمَا إِنّا لَنَفقِدَنّهَا قَبلَ أَن تَفقِدَنَا قَالَ فَأَمَرَ بِهَا فَذُبِحَت

6- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ وَ البرَقيِ‌ّ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِ‌ّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن عَلِيّ بنِ سِنَانٍ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَمِعَ صَوتَ فَاخِتَةٍ فِي الدّارِ فَقَالَ أَينَ هَذِهِ التّيِ‌ أَسمَعُ صَوتَهَا قُلنَا هيِ‌َ فِي الدّارِ أُهدِيَت لِبَعضِهِم فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَمَا لَنَفقِدَنّكِ قَبلَ أَن تَفقِدَنَا قَالَ ثُمّ أَمَرَ بِهَا فَأُخرِجَت مِنَ الدّارِ

بيان ربما يحمل دعاؤها علي صاحب البيت بأنها لخساستها وبعض جهات الشر فيها في صوتها نحوسة تترتب عليها الجلاء والهلاك فكأنها تدعو علي صاحب البيت و لاضرورة في ارتكاب هذه التكلفات كماعرفت سابقا

7-كَامِلُ الزّيَارَةِ، عَن أَبِيهِ وَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَاتّخِذُوا الحَمَامَ الرّاعِبِيّةَ فِي


صفحه : 15

بُيُوتِكُم فَإِنّهَا تَلعَنُ قَتَلَةَ الحُسَينِ ع

الكافي‌، عن علي بن ابراهيم مثله

8- الكَامِلُ، عَن أَبِيهِ وَ أَخِيهِ وَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ وَ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ جَمِيعاً عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَنِ الجاَموُراَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن صَندَلٍ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً فِي بَيتِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَنَظَرتُ إِلَي الحَمَامِ الراّعبِيِ‌ّ يُقَرقِرُ طَوِيلًا فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع طَوِيلًا فَقَالَ يَا دَاوُدُ أَ تدَريِ‌ مَا يَقُولُ هَذَا الطّيرُ قُلتُ لَا وَ اللّهِ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ يَدعُو عَلَي قَتَلَةِ الحُسَينِ ع فَاتّخِذُوهُ فِي مَنَازِلِكُم

الكافي‌، عن العدة عن أحمد بن محمد عن الجاموراني‌ مثله

9- إِرشَادُ المُفِيدِ، عَن عَلِيّ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ كَرَامَةَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ كَانَت لِابنِ ابنتَيِ‌ حَمَامَاتٌ فَذَبَحتُهُنّ غَضَباً ثُمّ خَرَجتُ إِلَي مَكّةَ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدٍ البَاقِرِ ع قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ فَلَمّا طَلَعَت رَأَيتُ فِيهَا حَمَاماً كَثِيراً قَالَ قُلتُ أَسأَلُهُ مَسَائِلَ وَ أَكتُبُ مَا يجُيِبنُيِ‌ عَنهَا وَ قلَبيِ‌ مُتَفَكّرٌ فِيمَا صَنَعتُ بِالكُوفَةِ وَ ذبَحيِ‌ لِتِلكَ الحَمَامَاتِ مِن غَيرِ مَعنًي وَ قُلتُ فِي نفَسيِ‌ لَو لَم يَكُن فِي الحَمَامِ خَيرٌ لَمَا أَمسَكَهُنّ فَقَالَ لِي أَبُو جَعفَرٍ ع مَا لَكَ يَا بَا حَمزَةَ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ خَيرٌ قَالَ كَانَ قَلبُكَ فِي مَكَانٍ آخَرَ قُلتُ إيِ‌ وَ اللّهِ وَ قَصَصتُ عَلَيهِ القِصّةَ وَ حَدّثتُهُ بأِنَيّ‌ ذَبَحتُهُنّ فَالآنَ أَنَا أَعجَبُ بِكَثرَةِ مَا عِندَكَ مِنهَا قَالَ فَقَالَ البَاقِرُ ع بِئسَ مَا صَنَعتَ يَا أَبَا حَمزَةَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّهُ إِذَا كَانَ مِن أَهلِ الأَرضِ عبَثاً[عَبَثٌ]بِصِبيَانِنَا نَدفَعُ عَنهُمُ الضّرَرَ بِانتِفَاضِ الحَمَامِ وَ أَنّهُنّ يُؤذِنّ بِالصّلَاةِ فِي آخِرِ اللّيلِ فَتَصَدّق عَن كُلّ وَاحِدَةٍ مِنهُنّ دِينَاراً فَإِنّكَ قَتَلتَهُنّ غَضَباً


صفحه : 16

بيان انتفاض الحمام تحركها ونفض أجنحتها ويدل علي لزوم الكفارة إذاقتل الحمام غضبا ولعله محمول علي الاستحباب و لم أر من تعرض له

10- طِبّ الأَئِمّةِ، عَن عَلِيّ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ كَرَامَةَ قَالَ رَأَيتُ فِي مَنزِلِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع زَوجَ حَمَامٍ أَمّا الذّكَرُ فَإِنّهُ كَانَ أَخضَرَ بِهِ شَيءٌ مِنَ السّمرِ وَ أَمّا الأُنثَي فَسَودَاءَ وَ رَأَيتُهُ يَفُتّ لَهُمَا الخُبزَ وَ هُوَ عَلَي الخِوَانِ وَ يَقُولُ إِنّهُمَا لَيُحَرّكَانِ مِنَ اللّيلِ وَ يُؤنِسَانِ وَ مَا مِنِ انتِفَاضَةٍ يَنتَفِضَانِهَا مِنَ اللّيلِ إِلّا دَفَعَ اللّهُ بِهَا مَن دَخَلَ البَيتَ مِنَ الأَروَاحِ

بيان الأرواح الجن

11- مَشَارِقُ الأَنوَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ عَادَانَا مِن كُلّ شَيءٍ حَتّي مِنَ الطّيُورِ الفَاخِتَةِ وَ مِنَ الأَيّامِ الأَربِعَاءِ

12- الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَنَفضَةٌ مِن حَمَامَةٍ مُنَمّرَةٍ أَفضَلُ مِن سَبعِ دُيُوكٍ فُرقٍ بِيضٍ

بيان قال في القاموس النمرة بالضم النكتة من أي لون كان والأنمر ما فيه نمرة بيضاء وأخري سوداء وهي‌ نمراء والنمر ككتف وبالكسر سبع معروف سمي‌ للنمر التي‌ فيه

13- الكاَفيِ‌، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن عُثمَانَ الأصَبهَاَنيِ‌ّ قَالَ أُهدِيَت لِإِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع صُلصُلًا فَدَخَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَلَمّا رَآهُ قَالَ هَذَا الطّيرُ المَشئُومُ أَخرِجُوهُ فَإِنّهُ يَقُولُ فَقَدتُكُم فَافقِدُوهُ قَبلَ أَن يَفقِدَكُم


صفحه : 17

البَصَائِرُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن عُمَرَ بنِ مُحَمّدٍ الأصَبهَاَنيِ‌ّ مِثلَهُ.

بيان قال الدميري‌ الصلصل بالضم الفاختة وكذا ذكره الجوهري‌ وغيره و قال الفيروزآبادي‌ الصلصل كهدهد طائر أوالفاختة

14- الكاَفيِ‌، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ وَ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ قَالَ الحَمَامُ مِن طُيُورِ الأَنبِيَاءِ ع

15- وَ مِنهُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن عَبدِ الأَعلَي مَولَي آلِ سَامٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ أَوّلَ حَمَامٍ كَانَ بِمَكّةَ حَمَامٌ كَانَ لِإِسمَاعِيلَ ع

16- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَصلَ حَمَامِ الحَرَمِ بَقِيّةُ حَمَامٍ كَانَ لِإِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ ع اتّخَذَهَا كَانَ يَأنَسُ بِهَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يُستَحَبّ أَن يَتّخِذَ طَيراً مَقصُوصاً يَأنَسُ بِهِ مَخَافَةَ الهَوَامّ

بيان الهوام جمع الهامة وهي‌ كل ذات سم يقتل و قديقع الهوام علي كل مايدب من الحيوان و إن لم يقتل وكأن المراد هنا الجن و إن احتمل أن يكون نافعا لدفع الهوام أيضا

17- الكاَفيِ‌، عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ هَذِهِ الحَمَامُ حَمَامُ الحَرَمِ هيِ‌َ مِن نَسلِ حَمَامِ إِسمَاعِيلَ بنِ اِبرَاهِيمَ التّيِ‌ كَانَت لَهُ


صفحه : 18

18- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ وَ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ الوَشّاءِ عَنِ ابنِ عَائِذٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ مِن بَيتٍ فِيهِ حَمَامٌ إِلّا لَم يُصِب أَهلَ ذَلِكَ البَيتِ آفَةٌ مِنَ الجِنّ إِنّ سُفَهَاءَ الجِنّ يَعبَثُونَ فِي البَيتِ فَيَعبَثُونَ بِالحَمَامِ وَ يَدَعُونَ الإِنسَانَ

19- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عُبَيدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ شَكَا رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص الوَحشَةَ فَأَمَرَهُ أَن يَتّخِذَ فِي بَيتِهِ زَوجَ حَمَامٍ

20- وَ مِنهُ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجاَموُراَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِيهِ عَن صَندَلٍ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ ذُكِرَتِ الحَمَامُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ اتّخِذُوهَا فِي مَنَازِلِكُم فَإِنّهَا مَحبُوبَةٌ لَحِقَتهَا دَعوَةُ نُوحٍ ع وَ هيِ‌َ آنَسُ شَيءٍ فِي البُيُوتِ

21- وَ مِنهُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن رَجُلٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي سَلَمَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الحَمَامُ طَيرٌ مِن طُيُورِ الأَنبِيَاءِ ع التّيِ‌ كَانُوا يُمسِكُونَ فِي بُيُوتِهِم وَ لَيسَ مِن بَيتٍ فِيهِ حَمَامٌ إِلّا لَم يُصِب أَهلَ ذَلِكَ البَيتِ آفَةٌ مِنَ الجِنّ إِنّ سُفَهَاءَ الجِنّ يَعبَثُونَ فِي البَيتِ فَيَعبَثُونَ بِالحَمَامِ وَ يَدَعُونَ النّاسَ قَالَ فَرَأَيتُ فِي بَيتِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع حَمَاماً لِابنِهِ إِسمَاعِيلَ ع

22- وَ مِنهُ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرٍ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الأَوّلُ ع وَ نَظَرتَ


صفحه : 19

إِلَي حَمَامٍ فِي بَيتِهِ مَا مِنِ انتِفَاضٍ يَنتَفِضُ بِهَا إِلّا نَفّرَ اللّهُ بِهَا مَن دَخَلَ البَيتَ مِن عُزمَةِ أَهلِ الأَرضِ

بيان العزمة بالضم أسرة الرجل وقبيلته والجمع كصرد وبالتحريك المصححون للمودة وكأن المراد هنا طائفة من الجن يدخلون البيوت ويوادون أهلها

23- الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن رَجُلٍ عَن يَحيَي الأَزرَقِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ خَفِيقَ أَجنِحَةِ الحَمَامِ لَيَطرُدُ الشّيَاطِينَ

بيان خفيق جناح الطائر صوته ويقال خفق الطائر أي طار وأخفق إذاضرب بجناحيه

24- الكاَفيِ‌، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَدفَعُ بِالحَمَامِ عَن هَدّةِ الدّارِ

بيان عن هدة الدار أي كسرها وهدمها أويدفع الضرر عن ضعفاء الدار كالنساء والصبيان و في القاموس الهد الهدم الشديد والكسر والصوت الغليظ و الرجل الضعيف والهدهد بفتحتين أصوات الجن بلا واحد انتهي . و في بعض النسخ عن أهل هذه الدار و هوأظهر

25-الكاَفيِ‌، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن عُثمَانَ بنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ قَالَاستهَداَنيِ‌ إِسمَاعِيلُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع


صفحه : 20

فَأَهدَيتُ لَهُ طَيراً رَاعِبِيّاً فَدَخَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ اجعَلُوا هَذَا الطّيرَ الراّعبِيِ‌ّ معَيِ‌ فِي البَيتِ يؤُنسِنُيِ‌ قَالَ وَ قَالَ عُثمَانُ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ بَينَ يَدَيهِ حَمَامٌ يَفُتّ لَهُنّ خُبزاً

بيان في القاموس الفت الدق والكسر بالأصابع انتهي ويدل علي استحباب إطعام الحمام الراعبية وفت الخبز لها

26- الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن أَشعَثَ بنِ مُحَمّدٍ الباَرقِيِ‌ّ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ صَالِحٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَرَأَيتُ عَلَي فِرَاشِهِ ثَلَاثَ حَمَامَاتٍ خُضرٍ قَد ذَرَقنَ عَلَي الفِرَاشِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَؤُلَاءِ الحَمَامُ تَقذَرُ الفِرَاشَ فَقَالَ لَا إِنّهُ يُستَحَبّ أَن يُمسَكنَ فِي البَيتِ

بيان ذرق الطائر قد يكون بالذال والزاي‌ والفعل كضرب ونصر

27- الكاَفيِ‌، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبَانٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ فِي مَنزِلِ رَسُولِ اللّهِص زَوجُ حَمَامٍ أَحمَرَ

28- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ السنّديِ‌ّ عَن يَحيَي الأَزرَقِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع احتَفَرَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بِئراً فَرَمَوا فِيهَا فَأُخبِرَ بِذَلِكَ فَجَاءَ حَتّي وَقَفَ عَلَيهَا فَقَالَ لَتَكُفّنّ أَو لَأُسكِنَنّهَا الحَمَامَ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ خَفِيقَ أَجنِحَتِهَا يَطرُدُ


صفحه : 21

الشّيَاطِينَ

بيان الخطاب للجن والشياطين الذين كان الرمي‌ منهم

29- الكاَفيِ‌، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ ذُكِرَ الحَمَامُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنّهُ بلَغَنَيِ‌ أَنّ عُمَرَ رَأَي حَمَاماً يَطِيرُ وَ رَجُلٌ تَحتَهُ يَعدُو فَقَالَ عُمَرُ شَيطَانٌ يَعدُو تَحتَهُ شَيطَانٌ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا كَانَ إِسمَاعِيلُ عِندَكُم فَقِيلَ صِدّيقٌ فَقَالَ فَإِنّ بَقِيّةَ حَمَامِ الحَرَمِ مِن حَمَامِ إِسمَاعِيلَ ع

30- وَ مِنهُ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ اتّخَذَ طَيراً فِي بَيتِهِ فَليَتّخِذ وَرَشَاناً فَإِنّهُ أَكثَرُ شَيءٍ ذِكراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَكثَرُ تَسبِيحاً وَ هُوَ طَيرٌ يُحِبّنَا أَهلَ البَيتِ

31- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن عُثمَانَ بنِ الأصَبهَاَنيِ‌ّ قَالَ استهَداَنيِ‌ إِسمَاعِيلُ بنُ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع طَيراً مِن طُيُورِ العِرَاقِ فَأَهدَيتُ لَهُ وَرَشَاناً فَدَخَلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَرَآهُ فَقَالَ إِنّ الوَرَشَانَ يَقُولُ بُورِكتُم بُورِكتُم فَأَمسِكُوهُ

32- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الجاَموُراَنيِ‌ّ عَنِ ابنِ أَبِي حَمزَةَ عَن سَيفٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ نَهَي ابنَهُ إِسمَاعِيلَ


صفحه : 22

عَنِ اتّخَاذِ الفَاخِتَةِ وَ قَالَ إِن كُنتَ وَ لَا بُدّ مُتّخِذاً فَاتّخِذ وَرَشَاناً فَإِنّهُ كَثِيرُ الذّكرِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ

بيان كأنه ع لم يكن يعلم صلاح إسماعيل في اتخاذ الحمام مطلقا كمايومي‌ إليه الخبر

33- الكاَفيِ‌، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَت فِي دَارِ أَبِي جَعفَرٍ ع فَاخِتَةٌ فَسَمِعَهَا يَوماً وَ هيِ‌َ تَصِيحُ فَقَالَ لَهُم أَ تَدرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الفَاخِتَةُ فَقَالُوا لَا قَالَ تَقُولُ فَقَدتُكُم فَقَدتُكُم ثُمّ قَالَ لَنَفقِدَنّهَا قَبلَ أَن تَفقِدَنَا ثُمّ أَمَرَ بِهَا فَذُبِحَت

34- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ الجاَموُراَنيِ‌ّ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِي يَا بَا مُحَمّدٍ اذهَب بِنَا إِلَي إِسمَاعِيلَ نَعُودُهُ وَ كَانَ شَاكِياً فَقُمنَا فَدَخَلنَا عَلَي إِسمَاعِيلَ فَإِذَا فِي مَنزِلِهِ فَاخِتَةٌ فِي قَفَصٍ تَصِيحُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بنُيَ‌ّ مَا يَدعُوكَ إِلَي إِمسَاكِ هَذِهِ الفَاخِتَةِ أَ وَ مَا عَلِمتَ أَنّهَا مَشُومَةٌ أَ وَ مَا تدَريِ‌ مَا تَقُولُ قَالَ إِسمَاعِيلُ لَا قَالَ إِنّمَا تَدعُو عَلَي أَربَابِهَا فَتَقُولُ فَقَدتُكُم فَقَدتُكُم فَأَخرِجُوهَا

الخرائج ، عن أبي بصير مثله

35-الكاَفيِ‌، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ عُذَافِرٍ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الطّيرِ يُرسَلُ مِنَ البَلَدِ البَعِيدِ ألّذِي لَم يَرَهُ قَطّ فيَأَتيِ‌ فَقَالَ يَا ابنَ عُذَافِرٍ هُوَ يأَتيِ‌ مَنزِلَ صَاحِبِهِ مِن ثَلَاثِينَ فَرسَخاً عَلَي


صفحه : 23

مَعرِفَتِهِ وَ حِسّهِ فَإِذَا زَادَت عَلَي ثَلَاثِينَ فَرسَخاً جَاءَت إِلَي أَربَابِهَا بِأَرزَاقِهَا

بيان قوله ع بأرزاقها أي تأتي‌ بسبب أنه قدر رزقها في بيت صاحبها بتسبيب الله تعالي من غيرمعرفة لها بالطريق والرواية الآتية أيضا هذامغزاها والأكل بالضم وبضمتين الثمر والرزق والحظ من الدنيا كماذكره الفيروزآبادي‌

36- الكاَفيِ‌، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا أَتَي مِن ثَلَاثِينَ فَرسَخاً فَبِالهِدَايَةِ وَ مَا كَانَ أَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَبِالأُكُلِ

37- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع الطّيرُ يجَيِ‌ءُ مِنَ المَكَانِ البَعِيدِ قَالَ إِنّمَا يجَيِ‌ءُ لِرِزقِهِ

38- وَ مِنهُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن عَلِيّ بنِ دَاوُدَ الحَدّادِ عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ الحَمَامُ يُرسَلنَ مِنَ المَوَاضِعِ البَعِيدَةِ فتَأَتيِ‌ وَ يُرسَلنَ مِنَ المَكَانِ القَرِيبِ فَلَا تأَتيِ‌ فَقَالَ إِذَا انقَطَعَ أُكُلُهُ فَلَا تأَتيِ‌

بيان إذاانقطع أكله أي من الدنيا فيموت أو من بيت صاحبه فيذهب إلي مكان آخر

39-دَلَائِلُ الطبّرَيِ‌ّ، عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن خَالِدٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ البَاقِرُ فِي طَرِيقِ مَكّةَ وَ مَعَهُ أَبُو أُمَيّةَ الأنَصاَريِ‌ّ وَ هُوَ زَمِيلُهُ فِي مَحمِلِهِ فَنَظَرَ إِلَي زَوجِ وَرَشَانٍ فِي جَانِبِ المَحمِلِ مَعَهُ فَرَفَعَ أَبُو أُمَيّةَ يَدَهُ لَيُنَحّيَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ مَهلًا فَإِنّ هَذَا


صفحه : 24

الطّيرَ جَاءَ يَستَجِيرُ بِنَا أَهلَ البَيتِ فَإِنّ حَيّةً تُؤذِيهِ وَ تَأكُلُ فِرَاخَهُ كُلّ سَنَةٍ وَ قَد دَعَوتُ اللّهَ أَن يَدفَعَ عَنهُ وَ قَد فَعَلَ

40- مَشَارِقُ الأَنوَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع إِذ وَقَعَ عَلَيهِ وَرَشَانَانِ ثُمّ هَدَلَا فَرَدّ عَلَيهِمَا فَطَارَا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا هَذَا فَقَالَ هَذَا طَائِرٌ ظَنّ فِي زَوجَتِهِ سُوءاً فَحَلَفَت لَهُ فَقَالَ لَهَا لَا أَرضَي إِلّا بمِوَلاَي‌َ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ فَجَاءَت فَحَلَفَت لَهُ بِالوَلَايَةِ أَنّهَا لَم تَخُنهُ فَصَدّقَهَا وَ مَا مِن أَحَدٍ يَحلِفُ بِالوَلَايَةِ إِلّا صَدَقَ إِلّا الإِنسَانُ فَإِنّهُ حَلّافٌ مَهِينٌ

41- دَلَائِلُ الطبّرَيِ‌ّ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ عَن عَلِيّ بنِ دَاوُدَ الحَذّاءِ عَنِ الفُضَيلِ بنِ يَسَارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُنتُ عِندَهُ إِذ نَظَرتُ إِلَي زَوجِ حَمَامٍ عِندَهُ يَهدِرُ الذّكَرُ عَلَي الأُنثَي فَقَالَ أَ تدَريِ‌ مَا يَقُولُ قُلتُ لَا قَالَ يَقُولُ يَا سكَنَيِ‌ وَ عرُسيِ‌ مَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِنكِ إِلّا أَن يَكُونَ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع

42-حياة الحيوان ،الحمام قال الجوهري‌ و هو عندالعرب ذوات الأطواق نحو الفواخت والقماري‌ وساق حر والقطا والوراشين وأشباه ذلك يقع علي الذكر والأنثي لأن الهاء إنما دخلته علي أنه واحد من جنس لاللتأنيث و عندالعامة أنها الدواجن فقط الواحد حمامة وحكي أبوحاتم عن الأصمعي‌ في كتاب الطير الكبير أن الحمام هواليمام البري‌ الواحدة يمامة و هوضروب والفرق بين الحمام ألذي عندنا واليمام أن في أسفل ذنب الحمامة مما يلي‌ ظهرها بياض وأسفل ذنب اليمامة لابياض فيه انتهي . ونقل النووي‌ في التحرير عن الأصمعي‌ أن كل ذات طوق فهو حمام والمراد


صفحه : 25

بالطوق الخضرة أوالحمرة أوالسواد المحيط بعنق الحمامة في طوقها و كان الكسائي‌ يقول الحمام هوالبري‌ واليمام مايألف البيوت والصواب ماقاله الأصمعي‌ ونقل الأزهري‌ عن الشافعي‌ أن الحمام كل ماعب وهدر و إن تفرقت أسماؤه في الطائر عب و لايقال شرب والهدر جمع الصوت ومواصلته من غيرتقطيع له قال الرافعي‌ والأشبه أن ماعب هدر و لواقتصروا في تفسير الحمام علي العب لكفاهم ويدل عليه أن الشافعي‌ ذكر في عيون المسائل و ماعب من الماء عبا فهو حمام و ماشرب قطرة قطرة كالدجاج فليس بحمام انتهي وفيما قاله الرافعي‌ نظر لأنه لايلزم من العب الهدير و قال الشاعر


علي حويضي‌ نغر مكب   إذافترت فترة يعب

  وحمرات شربهن عب

وصف النغر بالعب مع أنه لايهدر و إلا كان حماما والنغر نوع من العصفور إذاعلمت ذلك انتظم لك كلام الشافعي‌ و أهل اللغة يقولون إن الحمام يقع علي ألذي يألف البيوت ويستفرخ فيها و علي اليمام والقماري‌ وساق حر و هوذكر القمري‌ والفواخت والدبسي‌ والقطا والوراشين واليعاقيب والسنفين


صفحه : 26

والواعي‌ والورداني‌ والطوراني‌ وسيأتي‌ إن شاء الله تعالي بيان ذلك كل واحد في بابه والكلام الآن في الحمام ألذي يألف البيت و هوقسمان أحدهما البري‌ ألذي يلازم البروج و ماأشبه ذلك و هوكثير النفور سمي‌ بريا لذلك والثاني‌ الأهلي‌ و هوأنواع مختلفة وأشكال متباينة منها المراغيش والرواعب والعداد والمضرب والقلاب والمنسوب و هوبالنسبة إلي ماتقدم كالعتاق من الخيل وتلك كالبراذين قال الجاحظ الفقيع من الحمام كالصقلابي‌ من الناس و هوالأبيض رَوَي أَبُو دَاوُدَ وَ ابنُ مَاجَه الطبّرَاَنيِ‌ّ وَ ابنُ حَبّانٍ بِإِسنَادٍ جَيّدٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص رَأَي رَجُلًا يَتبَعُ حَمَامَةً فَقَالَ شَيطَانٌ يَتبَعُ شَيطَانَهُ

وَ روُيِ‌َ شَيطَانٌ يَتبَعُهُ شَيطَانٌ

قال البيهقي‌ وحمله بعض أهل العلم علي إدمان صاحب الحمام علي الاشتغال به والارتقاء به علي الأسطحة التي‌ يشرف منها علي بيوت الجيران وروي‌ عن أسامة بن زيد قال شهدت عمر بن عبدالعزيز يأمر بالحمام الطائرة فتذبح وتترك المقصصات

وَ رَوَي ابنُ قَانِعٍ وَ الطبّرَاَنيِ‌ّ عَن حَبِيبِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي كَبشَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَنّ النّبِيّص كَانَ يُعجِبُهُ النّظَرُ إِلَي الأُترُجّ وَ الحَمَامِ الأَحمَرِ

وَ رَوَاهُ الحَاكِمُ فِي تَارِيخِ نَيسَابُورَ عَن عَائِشَةَ قَالَت كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُعجِبُهُ النّظَرُ إِلَي الخُضرَةِ وَ إِلَي الحَمَامِ الأَحمَرِ


صفحه : 27

قال ابن قانع والحافظ أبو موسي قال هلال بن العلا الحمام الأحمر التفاح قال أبو موسي و هذاالتفسير لم أره لغيره و كان في منزله ص حمام أحمر اسمه وردان

وَ فِي عَمَلِ اليَومِ وَ اللّيلَةِ لِابنِ السنّيّ‌ّ عَن خَالِدِ بنِ مَعدَانَ عَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ أَنّ عَلِيّاً شَكَا إِلَي النّبِيّص الوَحشَةَ فَأَمَرَهُ أَن يَتّخِذَ زَوجَ حَمَامٍ وَ أَن يَذكُرَ اللّهَ تَعَالَي عِندَ هَدِيرِهِ

ورواه الحافظ بن عساكر و قال إنه غريب جدا وسنده ضعيف

وَ رَوَي ابنُ عدَيِ‌ّ فِي كَامِلِهِ فِي تَرجَمَةِ مَيمُونِ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ اشتَكَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص الوَحشَةَ فَقَالَ لَهُ اتّخِذ زَوجاً مِن حَمَامٍ تُؤنِسكَ وَ تُوقِظكَ لِلصّلَاةِ بِتَغرِيدِهَا وَ اتّخِذ دِيكاً يُؤنِسكَ وَ يُوقِظكَ لِلصّلَاةِ

وَ روُيِ‌َ أَيضاً فِي تَرجَمَةِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الطّحّانِ عَن مَيمُونِ بنِ مِهرَانَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اتّخِذُوا الحَمَامَ المَقَاصِيصَ فِي بُيُوتِكُم فَإِنّهَا تلُهيِ‌ الجِنّ عَن صِبيَانِكُم

وَ قَالَ عُبَادَةُ بنُ الصّامِتِ شَكَا رَجُلٌ إِلَي رَسُولِ اللّهِص الوَحشَةَ فَقَالَ لَهُ النّبِيّص اتّخِذ زَوجاً مِن حَمَامٍ

رواه الطبراني‌ و فيه الصلت بن الجراح لايعرف وبقية رجاله رجال الصحيح

وَ فِي كَامِلِ ابنِ عدَيِ‌ّ فِي تَرجَمَةِ سَهلِ بنِ وَزِيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ المُنكَدِرِ عَن جَابِرٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ شَكَتِ الكَعبَةُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي قِلّةَ زُوّارِهَا فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهَا لَأَبعَثَنّ أَقوَاماً يَحِنّونَ إِلَيهَا كَمَا تَحِنّ الحَمَامَةُ إِلَي فِرَاخِهَا

وَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَ النسّاَئيِ‌ّ مِن حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ بِإِسنَادٍ جَيّدٍ أَنّ النّبِيّ


صفحه : 28

ص قَالَ يَكُونُ فِي آخِرِ الزّمَانِ قَومٌ يَخضِبُونَ بِالسّوَادِ كَحَوَامِلِ الحَمَامِ لَا يُرِيحُونَ رَائِحَةَ الجَنّةِ

و من طبعه أنه يألف وكره و لوأرسل من ألف فرسخ ويحمل الأخبار ويأتي‌ بها من المسافة البعيدة في المدة القريبة و فيه مايقطع ثلاثة آلاف فرسخ في يوم واحد وربما اصطيد وغاب عن وطنه عشر حجج وأكثر ثم هو علي ثبات عقله وقوة حفظه ونزوعه إلي وطنه حتي يجد فرصة فيصير إليه وسباع الطير تطلبه أشد طلب وخوفه من الشواهين أشد من خوفه من غيره و هوأطير منه و من سائر الطير كله لكنه يذعر منه ويعتريه مايعتري‌ الحمار إذارأي الأسد والشاة إذارأت الذئب والفأر إذارأت الهر و من عجيب الطبيعة فيه ماحكاه ابن قتيبة في عيون الأخبار عن المثني بن زهير أنه قال لم أر شيئا قط من رجل وامرأة إلا و قدرأيته في الحمام مارأيت حمامة إلاتريد ذكرها و لاذكرا إلايريد أنثاه إلي أن يهلك أحدهما أويفقد ورأيت حمامة تتزين للذكر ساعة يريدها ورأيت حمامة لها زوج وهي‌ تمكن آخر ماتعدوه ورأيت حمامة تقمط حمامة ويقال إنها تبيض عن ذلك لكن لا يكون لذلك البيض فراخ ورأيت ذكرا يقمط ذكرا ورأيت ذكرا يقمط من كل لقي و لايزوج وأنثي يقمطها كل من رآها من الذكور و لاتزوج و ليس من الحيوان مايستعمل التقبيل عندالسفاد إلاالإنسان والحمام و هوعفيف السفاد يجر ذنبه ليعفي‌ أثر الأنثي كأنه قدعلم مافعلت ويجتهد في إخفائه و قديسفد لتمام ستة أشهر والأنثي تحضن أربعة عشر يوما وتبيض


صفحه : 29

بيضتين يخرج من الأولي ذكر و من الثانية أنثي و بين الأولي والثانية يوم وليلة والذكر يجلس علي البيض ويسخنه جزءا من النهار والأنثي بقية النهار وكذلك في الليل و إذاباضت الأنثي وأبت الدخول علي بيضها لأمر ماضربها الذكر واضطرها إلي الدخول و إذاأراد الذكر أن يسفد الأنثي أخرج فراخه عن الوكر و قدألهم هذاالنوع أن فراخه إذاخرجت من البيض بأن يمضغ الذكر ترابا مالحا ويطعمها إياه ليسهل به سبيل المطعم فسبحان اللطيف الخبير ألذي آتي كل نفس هداها وزعم أرسطو أن الحمام يعيش ثمان سنين وذكر الثعلبي‌ وغيره عن وهب بن منبه في قوله تعالي وَ رَبّكَ يَخلُقُ ما يَشاءُ وَ يَختارُ قال اختار من الغنم الضأن و من الطير الحمام وذكر أهل التاريخ أن المسترشد لماحبس رأي في منامه علي يده حمامة مطوقة فأتاه آت و قال له خلاصك في هذا فلما أصبح حكي ذلك لابن سكينة الإمام فقال له ماأولته قال أولته ببيت أبي تمام


هن الحمام فإن كسرت عيافه   من حائهن فإنهن حمام

وخلاصي‌ في حمامي‌ فقتل بعدأيام يسيرة سنة تسع وعشرين وخمسمائة


صفحه : 30

باب 4-الطاوس

1-نَهجُ البَلَاغَةِ، مِن خُطبَةٍ لَهُ ع يَذكُرُ فِيهَا عَجِيبَ خِلقَةِ الطّاوُسِ ابتَدَعَهُم خَلقاً عَجِيباً مِن حَيَوَانٍ وَ مَوَاتٍ وَ سَاكِنٍ وَ ذيِ‌ حَرَكَاتٍ فَأَقَامَ مِن شَوَاهِدِ البَيّنَاتِ عَلَي لَطِيفِ صَنعَتِهِ وَ عَظِيمِ قُدرَتِهِ مَا انقَادَت لَهُ العُقُولُ مُعتَرِفَةً بِهِ وَ مَسَلّمَةً لَهُ وَ نَعَقَت فِي أَسمَاعِنَا دَلَائِلُهُ عَلَي وَحدَانِيّتِهِ وَ مَا ذَرَأَ مِن مُختَلِفِ صُوَرِ الأَطيَارِ التّيِ‌ أَسكَنَهَا أَخَادِيدَ الأَرضِ وَ خُرُوقَ فِجَاجِهَا وَ روَاَسيِ‌َ أَعلَامِهَا مِن ذَوَاتِ أَجنِحَةٍ مُختَلِفَةٍ وَ هَيَئَاتٍ مُختَلِفَةٍ مُتَبَايِنَةٍ مُصَرّفَةٍ فِي زِمَامِ التّسخِيرِ وَ مُرَفرِفَةٍ بِأَجنِحَتِهَا فِي مَخَارِقِ الجَوّ المُنفَسِحِ وَ الفَضَاءِ المُنفَرِجِ كَوّنَهَا بَعدَ إِذ لَم تَكُن فِي عَجَائِبِ صُوَرٍ ظَاهِرَةٍ وَ رَكّبَهَا فِي حِقَاقِ مَفَاصِلَ مُحتَجِبَةٍ وَ مَنَعَ بَعضَهَا بِعَبَالَةِ خَلقِهِ أَن يَسمُوَ فِي الهَوَاءِ خُفُوفاً وَ جَعَلَهُ يَدِفّ دَفِيفاً وَ نَسَقَهَا عَلَي اختِلَافِهَا فِي الأَصَابِيغِ بِلَطِيفِ قُدرَتِهِ وَ دَقِيقِ صَنعَتِهِ فَمِنهَا مَغمُوسٌ فِي قَالَبِ لَونٍ لَا يَشُوبُهُ غَيرُ لَونِ مَا غُمِسَ فِيهِ وَ مِنهَا مَغمُوسٌ فِي لَونِ صِبغٍ قَد طُوّقَ بِخِلَافِ مَا صُبِغَ بِهِ وَ مِن أَعجَبِهَا خَلقاً الطّاوُسُ ألّذِي أَقَامَهُ فِي أَحكَمِ تَعدِيلٍ وَ نَضّدَ أَلوَانَهُ فِي أَحسَنِ تَنضِيدٍ بِجَنَاحٍ أَشرَجَ قَصَبَهُ وَ ذَنَبٍ أَطَالَ مَسحَبَهُ إِذَا دَرَجَ إِلَي الأُنثَي نَشَرَهُ مِن طَيّهِ وَ سَمَا بِهِ مُطِلّا عَلَي رَأسِهِ كَأَنّهُ قِلعُ داَريِ‌ّ عَنَجَهُ نُوتِيّهُ يَختَالُ بِأَلوَانِهِ وَ يَمِيسُ بِزَيَفَانِهِ يفُضيِ‌ كَإِفضَاءِ الدّيَكَةِ وَ يَؤُرّ بِمَلَاقِحِهِ أَرّ الفُحُولِ المُغتَلِمَةِ لِلضّرَابِ أُحِيلُكَ مِن ذَلِكَ عَلَي مُعَايَنَةٍ لَا كَمَن يُحِيلُ عَلَي ضَعِيفٍ إِسنَادُهُ وَ لَو كَانَ كَزَعمِ مَن يَزعُمُ أَنّهُ يُلقِحُ بِدَمعَةٍ تَسفَحُهَا مَدَامِعُهُ فَتَقِفُ فِي ضفَتّيَ‌ جُفُونِهِ وَ أَنّ أُنثَاهُ تَطعَمُ ذَلِكَ ثُمّ يبيض [تَبِيضُ] لَا مِن لِقَاحِ


صفحه : 31

فَحلٍ سِوَي الدّمعِ المُنبَجِسِ لَمَا كَانَ ذَلِكَ بِأَعجَبَ مِن مُطَاعَمَةِ الغُرَابِ تَخَالُ قَصَبَهُ مدَاَريِ‌َ مِن فِضّةٍ وَ مَا أُنبِتَ عَلَيهَا مِن عَجِيبِ دَارَاتِهِ وَ شُمُوسِهِ خَالِصَ العِقيَانِ وَ فِلَذَ الزّبَرجَدِ فَإِن شَبّهتَهُ بِمَا أَنبَتَتِ الأَرضُ قُلتَ جنُيِ‌َ مِن زَهرَةِ كُلّ رَبِيعٍ وَ إِن ضَاهَيتَهُ بِالمَلَابِسِ فَهُوَ كمَوَشيِ‌ّ الحُلَلِ أَو مُونِقِ عَصبِ اليَمَنِ وَ إِن شَاكَلتَهُ باِلحلُيِ‌ّ فَهُوَ كَفُصُوصٍ ذَاتِ أَلوَانٍ قَد نُطّقَت بِاللّجَينِ المُكَلّلِ يمَشيِ‌ مشَي‌َ المَرِحِ المُختَالِ وَ يَتَصَفّحُ ذَنَبَهُ وَ جَنَاحَهُ فَيُقَهقِهُ ضَاحِكاً لِجَمَالِ سِربَالِهِ وَ أَصَابِيغِ وِشَاحِهِ فَإِذَا رَمَي بِبَصَرِهِ إِلَي قَوَائِمِهِ زَقَا مُعوِلًا بِصَوتٍ يَكَادُ يُبِينُ عَنِ استِغَاثَتِهِ وَ يَشهَدُ بِصَادِقِ تَوَجّعِهِ لِأَنّ قَوَائِمَهُ حُمشٌ كَقَوَائِمِ الدّيَكَةِ الخِلَاسِيّةِ وَ قَد نَجَمَت مِن ظُنبُوبِ سَاقِهِ صِيصِيَةٌ خَفِيّةٌ وَ لَهُ فِي مَوضِعِ العُرفِ قُنزُعَةٌ خَضرَاءُ مُوَشّاةٌ وَ مَخرَجُ عَنُقِهِ كَالإِبرِيقِ وَ مَغرِزُهَا إِلَي حَيثُ بَطنُهُ كَصِبغِ الوَسِمَةِ اليَمَانِيّةِ أَو كَحَرِيرَةٍ مُلبَسَةٍ مِرآةً ذَاتَ صِقَالٍ وَ كَأَنّهُ مُتَلَفّعٌ بِمِعجَرٍ أَسحَمَ إِلّا أَنّهُ يُخَيّلُ لِكَثرَةِ مَائِهِ وَ شِدّةِ بَرِيقِهِ أَنّ الخُضرَةَ النّاضِرَةَ مُمتَزِجَةٌ بِهِ وَ مَعَ فَتقِ سَمعِهِ خَطّ كَمُستَدَقّ القَلَمِ فِي لَونِ الأُقحُوَانِ أَبيَضُ يَقَقٌ فَهُوَ بِبَيَاضِهِ فِي سَوَادِ مَا هُنَالِكَ يَأتَلِقُ وَ قَلّ صِبغٌ إِلّا وَ قَد أَخَذَ مِنهُ بِقِسطٍ عَلَاهُ بِكَثرَةِ صِقَالِهِ وَ بَرِيقِهِ وَ بَصِيصِ دِيبَاجِهِ وَ رَونَقِهِ فَهُوَ كَالأَزَاهِيرِ المَبثُوثَةِ لَم تُرَبّهَا أَمطَارُ رَبِيعٍ وَ لَا شُمُوسُ قَيظٍ وَ قَد يَتَحَسّرُ مِن رِيشِهِ وَ يَعرَي مِن لِبَاسِهِ فَيَسقُطُ تَترَي وَ يَنبُتُ تِبَاعاً فَيَنحَتّ مِن قَصَبِهِ انحِتَاتَ أَورَاقِ الأَغصَانِ ثُمّ يَتَلَاحَقُ نَامِياً حَتّي يَعُودَ كَهَيئَتِهِ قَبلَ سُقُوطِهِ لَا يُخَالِفُ سَائِرَ أَلوَانِهِ وَ لَا يَقَعُ لَونٌ فِي غَيرِ مَكَانِهِ وَ إِذَا تَصَفّحتَ شَعرَةً مِن شَعَرَاتِ قَصَبِهِ أَرَتكَ


صفحه : 32

مَرّةً حُمرَةً وَردِيّةً وَ تَارَةً خُضرَةً زَبَرجَدِيّةً وَ أَحيَاناً صُفرَةً عَسجَدِيّةً فَكَيفَ تَصِلُ إِلَي صِفَةِ هَذَا عَمَائِقُ الفِطَنِ أَو تَبلُغُهُ قَرَائِحُ العُقُولِ أَو تَستَنظِمُ وَصفَهُ أَقوَالُ الوَاصِفِينَ وَ أَقَلّ أَجزَائِهِ قَد أَعجَزَ الأَوهَامَ أَن تُدرِكَهُ وَ الأَلسِنَةَ أَن تَصِفَهُ فَسُبحَانَ ألّذِي بَهَرَ العُقُولَ عَن وَصفِ خَلقٍ جَلّاهُ لِلعُيُونِ فَأَدرَكَتهُ مَحدُوداً مُكَوّناً وَ مُؤَلّفاً مُلَوّناً وَ أَعجَزَ الأَلسُنَ عَن تَلخِيصِ صِفَتِهِ وَ قَعَدَ بِهَا عَن تَأدِيَةِ نَعتِهِ وَ سُبحَانَ مَن أَدمَجَ قَوَائِمَ الذّرّةِ وَ الهَمَجَةِ إِلَي مَا فَوقَهُمَا مِن خَلقِ الحِيتَانِ وَ الأَفيِلَةِ[الفِيَلَةِ] وَ وَأَي عَلَي نَفسِهِ أَن لَا يَضطَرِبَ شَبَحٌ مِمّا أَولَجَ فِيهِ الرّوحَ إِلّا وَ جَعَلَ الحِمَامَ مَوعِدَهُ وَ الفَنَاءَ غَايَتَهُ

قال السيد رضي‌ الله عنه تفسير بعض ماجاء فيها من الغريب ويؤر بملاقحه الأر كناية عن النكاح يقال أر المرأة يؤرها إذانكحها زوجها و قوله كأنه قلع داري‌ عنجه نوتيه القلع شراع السفينة وداري‌ منسوب إلي دارين وهي‌ بلدة علي البحر يجلب منها الطيب وعنجه أي عطفه يقال عنجت الناقة أعنجها عنجا إذاعطفتها والنوتي‌ الملاح و قوله ع ضفتي‌ جفونه أراد جانبي‌ جفونه والضفتان الجانبان و قوله ع وفلذ الزبرجد الفلذ جمع فلذة وهي‌ القطعة و قوله كبائس اللؤلؤ الرطب الكبائس جمع الكباسة العذق والعساليج الغصون واحدها عسلوج .توضيح الطاوس علي فاعول وتصغيره طويس وطوست المرأة أي تزينت والحيوان بالتحريك جنس الحي‌ و يكون بمعني الحياة والموات كسحاب ما لاروح فيه وأرض لم تحي‌ بعد والتي‌ لامالك لها و لاساكن كالأرض والجبال وذي‌ حركات كالماء والنار أي المتحرك بطبعه أوالأعم و لايضر التداخل واللطيف الدقيق و مامفعول أقام والضمير عائد إلي ما في به و له راجع إلي الله ويحتمل أن يعود إلي ما ونعقت أي صاحت والغرض الإشعار


صفحه : 33

بوضوح الدلائل والضمير في دلائله راجع إلي الله أو إلي ما و ماذرأ أي خلق وقيل الذرء مختص بخلق الذرية والأخاديد جمع أخدود بالضم و هوالشق في الأرض والطير ألذي يسكن الأخدود كالقطا والفجاج بالكسر جمع فج بالفتح و هوالطريق الواسع بين الجبلين والقبج يسكن الفجاج والأعلام الجبال ورواسيها ثوابتها والعقبان والصقور ونحوهما تسكن الجبال الراسية والتصريف التقليب والتحويل من حال إلي حال ومصرفة منصوبة علي الحالية و في بعض النسخ مجرور علي أنه صفة لذوات أجنحة وكذلك مرفرفة وزمه شده والزمام ككتاب مايزم به وزمام البعير خطامه وزمام التسخير القدرة الكاملة. ورفرف الطائر بجناحيه إذابسطهما عندالسقوط علي شيءيحوم عليه ليقع فوقه ومخارق الجو أمكنتها التي‌ تخرق الهواء فتدخلها والمنفسخ الواسع والفضاء بالفتح المكان الواسع والحقاق بالكسر جمع حق بالضم و هومجمع المفصلين من الأعضاء واحتجاب المفاصل استتارها باللحم والجلد ونحوهما وعبل الشي‌ء بالضم عبالة بالفتح فيهما مثل ضخم ضخامة وزنا ومعني أن يسمو أي يعلو في السماء أي في جهة العلو و في بعض النسخ في الهواء والخفوق بالضم سرعة الحركة ودف الطائر كمد حرك جناحيه لطيرانه ومعناه ضرب بهما دفيه وهما جناحاه قيل و ذلك إذاأسرع مشيا ورجلاه علي وجه الأرض ثم يستقل طيرانا ودفيف الطائر طيرانه فوق الأرض يقال عقاب دفوف ودفت الحمامة كفرت إذاسارت سيرا لينا كذا في المصباح ويظهر من كلام بعضهم أن الفعل كمد فيهما ويدف فيما عندنا من النسخ بكسر العين ونسقها أي رتبها يقال نسقت الدر كنصرت أي نظمتها ونسقت الكلام أي عطفت بعضه علي بعض والأصابيغ جمع أصباغ بالفتح جمع صبغ بالكسر و هواللون أي جعل كلا منها علي لون خاص علي وفق الحكمة البالغة وغمسه في الماء كضربه دخله والاغتماس الارتماس


صفحه : 34

شبه الطير بالثوب ألذي دقه الصباغ إذاأراد صبغه والقالب بالفتح كما في النسخ قالب الخف وغيره كالخاتم والطابع وبالكسر البسر الأحمر و في القاموس القالب البسر الأحمر وكالمثال يفرغ فيه الجواهر وفتح لامه أكثر وشاة قالب لون علي غيرلون أمها و في حديث شعيب و موسي ع لك من غنمي‌ ماجاءت به قالب لون تفسيره في الحديث أنها جاءت علي غيرألوان أمهاتها كأن لونها قدانقلب و منه حديث علي ع في صفة الطيور فمنها مغموس في قالب لون لايشوبه غيرلون ماغمس فيه انتهي . والأظهر أن الغمس في قالب اللون عبارة عن إحاطة اللون الواحد بجميع أجزائه كمايحيط القالب بالأشياء المصوغة بالصب فيه من نحاس ونحوه و علي الكسر يمكن أن يكون المراد بقالب اللون اللون ألذي يقلب اللون إلي لون آخر ولون صبغ في بعض النسخ بجر لون مضافا إلي صبغ علي الإضافة البيانية و في بعضها بالجر منونا وصبغ علي صيغة الماضي‌ المجهول أي صبغ ذلك المغموس والطوق حلي‌ للعنق و كل مااستدار بشي‌ء و هذاالنوع كالفواخت ونحوها والتعديل التسوية و منه تعديل القسمة والمراد إعطاء كل شيء منه في الخلق مايستحقه وخلقه خاليا من نقص ونضد متاعه كنصر ونضده بالتشديد أي جعل بعضه فوق بعض أي رتب ألوانه بجناح أشرج قصبه أي ركب بعضها في بعض كمايشرج العيبة أي يداخل بين أشراجها وهي‌ عراها. وسحبه كمنعه جره علي وجه الأرض وسحبت المرأة ذيلها إذادرج أي مشي وطوي الصحيفة كرمي ضد نشرها وسما كدعا أي ارتفع وسما به أي أعلاه ورفعه وأطل عليه أي أشرف والقطع بالكسر الشراع والداري‌ منسوب إلي دارين و هوموضع في البحر كان يؤتي منه الطيب من الهند و هوالآن خراب لاعمارة به و لاسكني و فيه آثار قديمة والنسبة إليه لأنه كان مرسي السفن في زمانه ع


صفحه : 35

وعنجه كنصره أي عطفه وقيل هو أن يجذب الراكب خطام البعير فيرده علي رجليه . و في النهاية النوتي‌ الملاح ألذي يدبر السفينة في البحر و قدنات ينوت نوتا إذاتمايل من النعاس كان النوتي‌ يميل السفينة من جانب إلي جانب انتهي ولطف التشبيه واضح . واختال أي تكبر وأعجب بنفسه ويميس أي يتبختر وزاف يزيف زيفانا أي تبختر في مشيه ويفضي‌ أي يسفد ويقال أفضي المرأة أي جامعها أوخلا بها والديكة كقردة جمع ديك بالكسر و في بعض النسخ و في نهاية ابن الأثير كإفضاء الديكة ويؤر كيمد أرا بالفتح أي يجامع والقح الفحل الناقة أي أحبلها والملاقحة مفاعلة منه و في بعض النسخ بملاقحه علي صيغة الجمع مضافا إلي الضمير أي بآلات تناسله وأعضائه والفحل الذكر من كل حيوان وغلم كعلم أي اشتد شبقه واغتلم البعير إذاهاج من شدة شهوة الضراب . و قوله ع أر الفحول المغتلمة ليس في بعض النسخ والإحالة من الحوالة علي ضعيف إسناده أي إسناده الضعيف و في بعض النسخ علي ضعف بصيغة المصدر مبالغة ويقال سفحت الدم كمنعت أي أرقته والدمع أي أرسلته و في بعض النسخ تنشجها كتضرب يقال نشج القدر والزق أي غلي ما فيه حتي سمع له صوت ولعل الأول أوضح فإن الفعل ليس متعديا بنفسه علي ما في كتب اللغة وضفتا جفونه جانباها وكذلك ضفتا النهر والوادي‌ وتطعم علي صيغة التفعل بحذف إحدي التاءين وبجس الماء تبجيسا فجره فتبجس وانبجس ويوجد الكلمة في النسخ بهما أي الدمع المنفجر. قال بعض الشارحين زعم قوم أن اللقاح في الطاوس بالدمعة و أمير المؤمنين ع لم يحل ذلك ولكنه قال ليس بأعجب من مطاعمة الغراب والعرب تزعم أن الغراب لايسفد و من أمثالهم أخفي من سفاد الغراب فيزعمون أن اللقاح


صفحه : 36

من المطاعمة وانتقال جزء من الماء ألذي في قانصة الذكر إلي الأنثي من منقاره و أماالحكماء فقل أن يصدقوا بذلك علي أنهم قدقالوا في كتبهم مايقرب من هذا قال ابن سينا والقبجة تحبلها ريح تهب من ناحية الحجل الذكر و من سماع صوته قال والنوع المسمي مالاقيا تتلاصق بأفواهها ثم تتشابك فذاك سفادها و لايخفي أن المثل المذكور لايدل علي أن الغراب لايسفد بل الظاهر منه خلافه إلا أن يكون مراد القائل أيضا ذلك و أماكلامه ع فالظاهر منه أن الطاوس لقاحه بالسفاد لقوله ع يؤر بملاقحه ولتعبيره عن القول الآخر بالزعم و أن الغراب لقاحه بالمطاعمة. و في القاموس الحمام إذاأدخل فمه في فم أنثاه فقد تطاعما وطاعما وخال الشي‌ء كخاف أي ظنه وخاله يخيله لغة فيه وتقول في المضارع للمتكلم إخال بكسر الهمزة علي غيرقياس و هوأكثر استعمالا وبنو أسد يفتحون علي القياس والمداري‌ بالدال المهملة علي ما في أكثر النسخ جمع مدري بكسر الميم قال ابن الأثير المدري والمدراة شيء من حديد أوخشب علي شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به الشعر المتلبد ويستعمله من لامشط له . و كان في نسخة ابن ميثم بالذال المعجمة قال وهي‌ خشبة ذات أطراف كأصابع الكف ينقي به الطعام والدارة هالة القمر و ماأحاط بالشي‌ء كالدائرة والعقيان بالضم الذهب الخالص وقيل ماينبت منه نباتا والفلذ كعنب جمع فلذة بالكسر وهي‌ القطعة من الذهب والفضة وغيرهما وفلذت له من الشي‌ء كضربت أي قطعت والزبرجد جوهر معروف قيل ويسميه الناس البلخش وقيل هوالزمرد وجنيت الثمرة والزهرة واجتنيتها بمعني والجني‌ فعيل منه و في بعض النسخ جني كحصي و هو مايجني من الشجر مادام غضا بمعني فعيل ولفظة الفعل المجهول ليست


صفحه : 37

في بعض النسخ وزهر النبات بالفتح نوره والواحدة زهرة كتمر وتمرة قالوا و لايسمي زهرا حتي تفتح والمضاهاة والمشاكلة والمشابهة بمعني واستعمال فاعل بمعني فعل بالتشديد كثير لاسيما في كلامه ع واللباس واللبس بالكسر فيهما والملبس واحد والوشي‌ نقش الثوب من كل لون والموشي كمرمي المنقش والحلل كصرد جمع حلة بالضم وهي‌ إزار ورداء من برد أوغيره فلاتكون حلة إلا من ثوبين أوثوب له بطانة و شيءأنيق أي حسن معجب والمونق مفعل منه قلبت الهمزة واوا والعصب بالفتح ضرب من البرود والحلي‌ بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء جمع حلي‌ بالفتح والتخفيف و هو مايزين به من مصوغ المعدنيات أوالحجارة والفصوص جمع فص كفلس وفلوس قال ابن السكيت كسر الفاء ردي‌ و قال الفيروزآبادي‌ الفص للخاتم مثلثة والكسر غيرلحن ونطقت باللجين أي جعلت الفضة كالنطاق لها و هوككتاب شبه إزار فيه تكة تلبسه المرأة وقيل شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها بحبل وترسل الأعلي علي الأسفل إلي الأرض والأسفل ينجر علي الأرض وكلل فلانا ألبسه الإكليل و هوبالكسر التاج وشبه عصابة زين بالجوهر و قال بعض الشارحين شبه ع بالفصوص المختلفة الألوان المنطقة في الفضة أي المرصعة في صفائح الفضة والمكلل ألذي جعل كالإكليل وحاصل الكلام أنه ع شبه قصب ريشه بصفائح من فضة رصعت بالفصوص المختلفة الألوان فهي‌ كالإكليل بذلك الترصيع والأظهر أن المكلل وصف للجين ومرح كفرح وزنا ومعني فهو مرح ككتف وقيل المرح أشد من الفرح وقيل هوالنشاط وتصفحت الكتاب أي قلبت صفحاته وقه كفر أي ضحك و قال في ضحكه قه بالسكون فإذاكرر قيل قهقه قهقهة مثل دحرج دحرجة والجمال الحسن في الخلق والخلق والسربال بالكسر القميص أو كل مالبس والوشاح ككتاب شيءينسج من أديم ويرصع


صفحه : 38

شبه قلادة تلبسه النساء وزقا يزقو أي صاح وأعول أي رفع صوته بالبكاء والصياح واستغاث طلب العون والنصر وتوجع أي تفجع أوتشكو لأن قوائمه حمش أي دقاق يقال رجل أحمش الساقين والخلاسية بالكسر هي‌ التي‌ بين الدجاجة الهندية والفارسية والولد بين أبوين أبيض وسوداء وأسود وبيضاء ذكره في العين ونجم النبات وغيره كقعد نجوما أي ظهر وطلع والظنبوب بالضم حرف العظم اليابس من قدم الساق ذكره الجوهري‌ و في القاموس حرف الساق من قدم أوعظمه أوحرف عظمه والصيصية في الأصل شوكة الحائك التي‌ بهايسوي‌ السداة واللحمة قال الجوهري‌ و منه صيصية الديك التي‌ في رجله والعرف بالضم شعر عنق الفرس وغيره والقنزعة بضم القاف والزاي‌ ماارتفع من الشعر وقيل الخصلة من الشعر يترك علي رأس الصبي‌.موشاة أي منقشة والمخرج اسم مكان أي محل خروج عنقه كمحل خروج عنق الإبريق ويشعر بأن عنقه كعنق الإبريق أومصدر أي خروج عنقه كخروج عنق الإبريق فالإشعار أقوي والإبريق فارسي‌ معرب وغرزته كضربت أي أثبته في الأرض ومغرزها مبتدأ خبره كصبغ الوسمة وبطنه مبتدأ خبر محذوف أي مغرزها إلي حيث بطنه موجودا وممتدا ومنتهي إليه كصبغ إلي آخره وحيث تضاف إلي الجملة غالبا و هو في المعني مضافة إلي المصدر ألذي تضمنته الجملة قالوا حيث و إن كانت مضافة إلي الجملة في الظاهر لكن لماكانت في المعني مضافة إلي المصدر فأضافتها إليها كلا إضافة ولذا بنيت علي الضم كالغايات علي الأعرف فقال الرضي‌ رضي‌ الله عنه حذف خبر المبتدإ ألذي بعدحيث غيرقليل . والوسمة بكسر السين كما في بعض النسخ وهي‌ لغة الحجاز وأفصح من السكون وأنكر الأزهري‌ السكون وبالسكون كما في بعض النسخ وجوزه بعضهم نبت يختضب بورقه وقيل هوورق النيل والصقال ككتاب اسم من صقله كنصر أي


صفحه : 39

جلاه فهو مصقول وصقيل واللفاع ككتاب الملحفة أوالكساء أو كل ماتتلفع به المرأة وتلفع الرجل بالثوب إذااشتمل به وتغطي و في بعض النسخ متقنع والمقنع والمقنعة بالكسر فيهما ماتتقنع به المرأة والقناع ككتاب أوسع منهما والمعجر كمنبر ثوب أصغر من الرداء تلبسه المرأة و قال المطرزي‌ ثوب كالعصابة تلفه المرأة علي استدارة رأسها والسحم بالتحريك والسّحمة بالضم السواد والأسحم الأسود وخيل له كذا بالبناء للمفعول من الخيال بمعني الوهم والظن أي لبس عليه و في بعض النسخ يخيل علي صيغة المعلوم فالفاعل ضمير الطاوس والبريق اللمعان . واستدق أي صار دقيقا و هوضد الغليظ والمستدق علي صيغة اسم الفاعل و في بعض النسخ علي صيغة اسم المفعول قال ابن الأثير استدق الدنيا أي احتقرها واستصغرها و هواستفعل من الشي‌ء الدقيق الصغير والمشبه علي الأول القلم و علي الثاني‌ المرقوم ويمكن أن تكون الإضافة علي الأول لأدني ملابسة فإن الرقم الدقيق له نسبة إلي القلم والأقحوان بالضم البابونج وأبيض يقق بالتحريك أي شديد البياض وائتلق وتألق أي التمع وعلا فلان فلانا أي غلبه وارتفع عليه وبص كفر أي برق ولمع والديباج ثوب سداه ولحمته إبريسم وقيل هومعرب ثم كثر حتي اشتقت العرب منه فقالوا دبج الغيث الأرض دبجا إذاسقاها فأنبت أزهارا مختلفة لأنه اسم للمنقش ورونق الشي‌ء ماؤه وحسنه أي أخذ من كل لون نصيبا وزاد علي اللون بالبريق واللمعان والزهرة بالفتح وبالتحريك النبات ونوره والجمع أزهار وجمع الجمع أزاهر. والبث النشر والتفريق ورب فلان الأمر أي أصلحه وقام بتدبيره ورب الدهن أي طيبه والقيظ فصل الصيف وشدة الحر ولعل الجمع في الأمطار باعتبار الدفعات و في الشموس بتعدد الإشراق في الأيام أوباعتبار أن الشمس الطالع في كل يوم فرد علي حدة لاختلاف التأثير في نضج الثمار وتربية النبات باختلاف الحر


صفحه : 40

والبرد و غير ذلك وتحسر البعير علي صيغة التفعل أي سقط من الإعياء و في بعض النسخ تنحسر علي صيغة الانفعال تقول حسره كضربه ونصره فانحسر أي كشفه فانكشف والعُري بالضم خلاف اللبس والفعل كرضي‌ وتتري فيه لغتان تنون و لاتنون مثل علقي فمن ترك صرفها في المعرفة جعل ألفها ألف التأنيث و هوأجود وأصلها وَتري من الوتر و هوالفرد قال الله تعالي ثُمّ أَرسَلنا رُسُلَنا تَترا أي واحدا بعدواحد و من نونها جعل ألفها ملحقة ذكره الجوهري‌ و قال بعض شارحي‌ النهج تتري أي شيئا بعد شيء وبينهما فترة و هذامما يغلط فيه قوم فيعتقدون أن تتري للمواصلة والالتصاق وينبت تباعا أي لافترات بينهما وكذلك حال الريش الساقط والتّباع بالكسر الولاء وانحتت ورق الشجر أي سقطت . و قوله ع سالف ألوانه في بعض النسخ سائر ألوانه قال الجوهري‌ سائر الناس أي جميعهم و في المصباح قال الأزهري‌ اتفق أهل اللغة أن سائر الشي‌ء باقيه قليلا كان أوكثيرا ولعل المراد عدم مخالفة لون الريش النابت للباقي‌ من السوالف أوالمراد عدم التخالف بين الأرياش النابتة و ما في الأصل أوضح والورد بالفتح من كل شجرة نورها وغلب علي الورد الأحمر والتارة الحين والزمان والعَسجد كجعفر الذهب والعُمق بالضم وبالفتح قعر البئر ونحوها والفِطَن كعنب جمع فطنة بالكسر وهي‌ الحذق والعلم بوجوه الأمور وعمائق الفطن الأذهان الثاقبة والقريحة أول مايستنبط من البئر و منه قولهم لفلان قريحة جيدة يراد استنباط العلم بجودة الطبع واقترحت الشي‌ء أي ابتدعته من غيرسبق مثال والواو في قوله ع وأقل للحال و لاريب أن العشرة أقل الأجزاء التي‌ بهاقوام الحيوان والمراد بعجز الأوهام العجز عن وصف علل هذه الألوان واختلافها واختصاص كل بموضعه وسائر ماأشار ع إليه أوالعجز عن إدراك جزئيات الأوصاف المذكورة وتشريح الهيئات الظاهرة والخصوصيات الخفية في خلق ذلك الحيوان كما هوالمناسب لمابعده وبهره كمنعه أي غلبه وجلاه بالتشديد والتخفيف علي اختلاف النسخ أي


صفحه : 41

كشفه والتكوين الإحداث والإيجاد وقعد بها أي أقعدها وأعجزها والغرض الدلالة علي عجز العقول عن إدراك ذاته سبحانه فإنها إذاعجزت عن إدراك مخلوق ظاهر للعيون علي الصفات المذكورة فهي‌ بالعجز عن إدراكه سبحانه ووصفه أحري وكذلك الألسن في تلخيص صفته وتأدية نعته . ودَمَج الشي‌ء كنصر دموجا دخل في الشي‌ء واستحكم فيه وأدمجه غيره والذرة واحدة الذر وهي‌ صغار النمل والهَمَجة واحدة الهمج كذلك و هوذباب صغير كالبعوض يسقط علي وجوه الغنم والحمر وأعينها والحيتان جمع حوت والأَفيِلَة جمع فيل والمعروف بين أهل اللغة فِيَلَة كعنبة كما في بعض النسخ وأفيال وفيول و قال ابن السكيت و لاتقل أَفيِلَة ووأي أي وعد واضطرب أي تحرك والشبح الشخص وأولج أي وأدخل والحمام ككتاب قضاء الموت وقدره

2- تَنبِيهُ الخَاطِرِ لِلوَرّامِ، دَخَلَ طَاوُسٌ اليمَاَنيِ‌ّ عَلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع فَقَالَ لَهُ أَنتَ طَاوُسٌ قَالَ نَعَم فَقَالَ طَاوُسٌ طَيرٌ مَشُومٌ مَا نَزَلَ بِسَاحَةِ قَومٍ إِلّا آذَنَهُم بِالرّحِيلِ

بيان يدل علي تأثير الطيرة في الجملة

3- الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِ‌ّ قَالَ ذُكِرَ عِندَ أَبِي الحَسَنِ ع حُسنُ الطّاوُسِ فَقَالَ لَا يَزِيدُكَ عَلَي حُسنِ الدّيكِ الأَبيَضِ بشِيَ‌ءٍ قَالَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ الدّيكُ أَحسَنُ صَوتاً مِنَ الطّاوُسِ وَ هُوَ أَعظَمُ بَرَكَةً يُنَبّهُكَ فِي مَوَاقِيتِ الصّلَاةِ وَ إِنّمَا يَدعُو الطّاوُسُ بِالوَيلِ بِخَطِيئَتِهِ التّيِ‌ ابتلُيِ‌َ بِهَا

و قال الدميري‌ الطاوس طائر معروف تصغيره طويس وكنيته أبو الحسن


صفحه : 42

و أبوالوشي‌ و هو من الطير كالفرس من الدواب عزا وحسنا و في طبعه العفة وحب الزهو بنفسه والخيلاء والإعجاب بريشه وعقده لذنبه كالطاق لاسيما إذاكانت الأنثي ناظرة إليه والأنثي تبيض بعد أن يمضي‌ لها من العمر ثلاث سنين و في ذلك الأوان يكمل ريش الذكر ويتم لونه وتبيض الأنثي مرة واحدة في السنة اثنتي‌ عشرة بيضة وأكثر ويفسد في أيام الربيع ويلقي‌ ريشه في الخريف كلما يلقي‌ الشجر ورقه فإذابدا طلوع الأوراق في الشجرة طلع ريشه و هوكثير العبث بالأنثي إذاحضنت وربما كسر البيض ولهذه العلة يحضن بيضه تحت الدجاج و لاتقوي الدجاجة علي حضن أكثر من بيضتين وينبغي‌ أن تتعاهد الدجاجة بجميع ماتحتاج إليه من الأكل والشرب مخافة أن تقوم عنه فيفسده الهواء والفرخ ألذي يخرج من حضن الدجاجة يكون قليل الحسن ناقص الخلق وناقص الجثة ومدة حضنه ثلاثون يوما وأعجب الأمور أنه مع حسنه يتشأم به و كان هذا و الله أعلم أنه لما كان سببا لدخول إبليس الجنة وخروج آدم منها وسببا لخلو تلك الدار من آدم مدة دوام الدنيا كرهت إقامته في الدور بسبب ذلك

4- الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ الطّاوُسُ مَسخٌ كَانَ رَجُلًا جَمِيلًا فَكَابَرَ امرَأَةَ رَجُلٍ مُؤمِنٍ تُحِبّهُ فَوَقَعَ بِهَا ثُمّ رَاسَلَتهُ بَعدُ فَمَسَخَهُمَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ طَاوُسَينِ أُنثَي وَ ذَكَراً فَلَا تَأكُل لَحمَهُ وَ لَا بَيضَهُ


صفحه : 43

باب 5-الدراج والقطا والقبج وغيرها من الطيور وفضل لحم بعضها علي بعض

1- الكاَفيِ‌، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ أَطعِمُوا المَحمُومَ لَحمَ القِبَاجِ فَإِنّهُ يقُوَيّ‌ السّاقَينِ وَ يَطرُدُ الحُمّي طَرداً

2- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ قَالَ تَغَذّيتُ مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع فأَتُيِ‌َ بقطاط[بِقَطَاةٍ] فَقَالَ إِنّهُ مُبَارَكٌ وَ كَانَ أَبِي يُعجِبُهُ وَ كَانَ يَأمُرُ أَن يُطعِمَ صَاحِبَ اليَرَقَانِ يُشوَي لَهُ فَإِنّهُ يَنفَعُهُ

3- الخَرَائِجُ،روُيِ‌َ عَنِ الحَسَنِ ع أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَوماً بِأَرضِ قَفرٍ فَرَأَي دُرّاجاً فَقَالَ يَا دُرّاجُ مُنذُ كَم أَنتَ فِي هَذِهِ البَرّيّةِ وَ مِن أَينَ مَطعَمُكَ وَ مَشرَبُكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا فِي هَذِهِ البَرّيّةِ مُنذُ مِائَةِ سَنَةٍ إِذَا جُعتُ أصُلَيّ‌ عَلَيكُم فَأَشبَعُ وَ إِذَا عَطِشتُ أَدعُو عَلَي ظَالِمِيكُم فَأَروَي

4- المَحَاسِنُ، عَن أَبِي الحَسَنِ النهّديِ‌ّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ ذُكِرَ عِندَهُ لَحمُ الطّيرِ فَقَالَ أَطيَبُ اللّحمِ لَحمُ فَرخٍ غَذّتهُ فَتَاةٌ مِن رَبِيعَةَ بِفَضلِ قُوتِهَا


صفحه : 44

5- وَ مِنهُ، عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ رَفَعَهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ الإِوَزّ جَامُوسُ الطّيُورِ وَ الدّجَاجُ خِنزِيرُ الطّيرِ وَ الدّرّاجُ حَبَشُ الطّيرِ فَأَينَ أَنتَ عَن فَرخَينِ نَاهِضَينِ رَبّتهُمَا امرَأَةٌ مِن رَبِيعَةَ بِفَضلِ قُوتِهَا

6- وَ مِنهُ، عَنِ السيّاّريِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ ذُكِرَتِ اللّحمَانُ عِندَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ عُمَرُ حَاضِرٌ فَقَالَ عُمَرُ إِنّ أَطيَبَ اللّحمَانِ لَحمُ الدّجَاجِ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كَلّا إِنّ ذَلِكَ خَنَازِيرُ الطّيرِ وَ إِنّ أَطيَبَ اللّحمِ لَحمُ فَرخِ حَمَامٍ قَد نَهَضَ أَو كَادَ يَنهَضُ

7- وَ مِنهُ، عَنِ السيّاّريِ‌ّ عَمّن رَوَاهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن سَرّهُ أَن يَقتُلَ غَيظَهُ فَليَأكُل لَحمَ الدّرّاجِ

الكافي‌، عن العدة عن البرقي‌ عن السياري‌ مثله

8- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مَروَانَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن سَرّهُ أَن يَقتُلَ غَيظَهُ فَليَأكُلِ الدّرّاجَ

9- وَ عَنهُ ع قَالَ مَنِ اشتَكَي فُؤَادَهُ وَ كَثُرَ غَمّهُ فَليَأكُلِ الدّرّاجَ

10-حياة الحيوان ،الدراج بالضم كرمان واحدته دراجة و هوطائر مبارك


صفحه : 45

كثير النتاج مبشر بالربيع وتطيب نفسه علي الهواء الصافي‌ وهبوب الشمال ويسوء حاله بهبوب الجنوب حتي إنه لايقدر علي الطيران و هوطائر أسود باطن الجناحين وظاهرهما أغبر علي خلقة القطا إلا أنه ألطف منه والجاحظ جعله من أقسام الحمام و من شأنه أنه لايجعل بيضه في موضع واحد بل ينقله لئلا يعرف أحد مكانه قال ابن سينا لحمه أفضل من لحوم الفواخت وأعدل وألطف وأكله يزيد في الدماغ والفهم والمني‌ و قال القبج بفتح القاف وإسكان الباء الحجل والقبجة اسم جنس يقع علي الذكر والأنثي حتي تقول يعقوب فيختص بالذكر وكذلك الدراجة حتي تقول الحيقطان والنحلة حتي تقول يعسوب ومثله كثير والذكر يوصف بالقوة علي السفاد ولكثرة سفاده يقصد موضع البيض فيكسره لئلا تشتغل الأنثي بحضنه عنه ولذا الأنثي إذاأتي أوان بيضها تهرب وتختبئ رغبة في الفرخ وهي‌ إذاهربت بهذا السبب ضاربت الذكور بعضها بعضا وكثر صياحها ثم إن المقهور يتبع القاهر ويفسد القوي‌ الضعيف والقبج يغير أصواته بأنواع شتي بقدر حاجته إلي ذلك وتعمر خمس عشرة سنة و من عجيب أمرها أنها إذاقصدها الصياد خبأت رأسها تحت الثلج وتحسب أن الصياد لايراها وذكورها شديد الغيرة علي إناثها والأنثي تلقح من رائحة الذكر و هذاالنوع كله يحب الغناء والأصوات


صفحه : 46

الطيبة وربما وقعت من أوكارها عندسماع ذلك فيأخذها الصياد و قال القطا معروف واحده قطاة و هونوعان كدري‌ وجوني‌ وزاد الجوهري‌ نوعا ثالثا و هوالقطاط والكدري‌ أغبر اللون رقش الظهر والبطون صفر الحلوق قصار الأذناب وهي‌ ألطف من الجونية والجونية سود بطون الأجنحة والقوادم وظهرها أغبر أرقط تعلوه صفرة وإنما سميت جونية لأنها لاتفصح بصوتها إذاصوتت وإنما تغرغر بصوت في حلقها والكدرية فصيحة تنادي‌ باسمها و في طبعها أنها إذاأرادت الماء ارتفعت من أفاحيصها أسرابا لامتفرقة عندطلوع الفجر فتقطع إلي حين طلوع الشمس مسيرة سبع مراحل فحينئذ تقع علي الماء فتشرب نهلا والعرب تصف القطا بحسن المشي‌ وتشبه مشي‌ النساء الخفرات بمشيها وَ رَوَي ابنُ حَيّانَ وَ غَيرُهُ مِن حَدِيثِ أَبِي ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ وَ ابنُ مَاجَه مِن حَدِيثِ جَابِرٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن بَنَي لِلّهِ مَسجِداً وَ لَو كَمَفحَصِ قَطَاةٍ بَنَي اللّهُ تَعَالَي لَهُ بَيتاً فِي الجَنّةِ

مفحص القطاة بفتح الميم موضعها ألذي تجثم فيه وتبيض كأنها تفحص


صفحه : 47

عنه التراب أي تكشفه والفحص البحث والكشف وخصت القطا بهذا لأنها لاتبيض في شجرة و لا علي رأس جبل إنما تجعل مجثمها علي بسيط الأرض دون تلك الطيور فلذلك شبه به المسجد ولأنها توصف بالصدق كأنه أشار بذلك إلي الإخلاص في بنائه وقيل إنما شبه بذلك لأن أفحوصها يشبه محراب المسجد في استدارته وتكوينه وقيل خرج ذلك مخرج الترغيب بالقليل من مخرج الكثير كماخرج مخرج التحذير بالقليل عن الكثير

كَقَولِهِص لَعَنَ اللّهُ السّارِقَ يَسرِقُ البَيضَةَ فَتُقطَعُ يَدُهُ وَ يَسرِقُ الحَبلَ فَتُقطَعُ يَدُهُ

ولأن الشارع يضرب المثل بما لايكاد يقع كقوله و لوسرقت فاطمة بنت محمد وهي‌ ع لايتوهم عليها السرقة


صفحه : 48

أبواب الوحوش والسباع من الدواجن وغيرها
باب 1-الكلاب وأنواعها وصفاتها وأحكامها والسنانير والخنازير في بدء خلقها وأحكامها

الآيات المائدةقُل أُحِلّ لَكُمُ الطّيّباتُ وَ ما عَلّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنّ مِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُالأعراف وَ اتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ألّذِي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوِينَ وَ لَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَ لكِنّهُ أَخلَدَ إِلَي الأَرضِ وَ اتّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَترُكهُ يَلهَث ذلِكَ مَثَلُ القَومِ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِناالكهف وَ كَلبُهُم باسِطٌ ذِراعَيهِ بِالوَصِيدِ إلي قوله تعالي سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَ يَقُولُونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم رَجماً بِالغَيبِ وَ يَقُولُونَ سَبعَةٌ وَ ثامِنُهُم كَلبُهُم.تفسير سيأتي‌ تفسير الآية الأولي . و قال الدميري‌ دل علي أن للعالم فضيلة ليست للجاهل لأن الكلب إذاعلم تحصل له فضيلة علي غيرالمعلم فالإنسان أولي بذلك لاسيما إذاعمل بما علم


صفحه : 49

كَمَا قَالَ عَلِيّ ع لِكُلّ شَيءٍ قِيمَةٌ وَ قِيمَةُ المَرءِ مَا يُحسِنُهُ

و أماآيات الأعراف فالمشهور أنها في بلعم بن باعوراء كمامرت قصته في المجلد الخامس . قال الدميري‌ قال قتادة هذامثل ضربه الله تعالي لكل من عرض عليه الهدي فأبي أن يقبله وَ لَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها أي وفقناه للعمل بهافكان يرفع بذلك منزلته في الدنيا والآخرةوَ لكِنّهُ أَخلَدَ إِلَي الأَرضِ أي ركن إلي الدنيا وشهواتها ولذاتها فعوقب في الدنيا بأنه كان يلهث كمايلهث الكلب يشبه به صورة وهيئة. قال القتيبي‌ كل شيءيلهث إنما يلهث من إعياء أوعطش إلاالكلب فإنه يلهث في حال الكلال وحال الراحة و في حال الري‌ و في حال العطش فضربه الله تعالي مثلا لمن كذب بآياته فقال إن وعظته فهو ضال و إن تركته فهو ضال كالكلب إن طردته لهث و إن تتركه علي حالة لهث انتهي . واللهث نفس بسرعة وحركة أعضاء الفم معها وامتداد اللسان قال الواحدي‌ وغيره هذه الآية من أشد الآي‌ علي أهل العلم و ذلك أن الله تعالي أخبر أنه آتاه من اسمه الأعظم والدعوات المستجابات والعلم والحكمة فاستوجب بالسكون إلي الدنيا واتباع الهوي تغيير النعم بالانسلاخ عنها و من ذا ألذي


صفحه : 50

يسلم من هاتين الحالتين إلا من عصمه الله . و قال أكثر أهل التفسير علي أن كلب أهل الكهف كان من جنس الكلاب وروي‌ عن ابن جريح أنه قال كان أسدا ويسمي الأسد كلبا و قال قوم كان رجلا طباخا لهم حكاه الطبري‌ ويضعفه بسط الذراعين فإنه في العرف من صفة الكلب وروي‌ أن جعفر بن محمدالصادق ع قرأ كالبهم فيحتمل أن يريد هذا الرجل و قال خالد بن معدان ليس في الجنة من الدواب سوي كلب أهل الكهف وحمار عزير وناقة صالح وقيل إن من أحب أهل الخير نال من بركتهم كلب أحب أهل فضل صحبهم ذكره الله تعالي في القرآن معهم والوصيد فناء الكهف وقيل هوالتراب وقيل هوالباب وقيل عتبة الباب وقيل إن الكلب كان لهم وقيل مروا بكلب فنبح لهم فطردوه فعاد فطردوه مرارا فقام الكلب علي رجليه ورفع يديه إلي السماء كهيئة الداعي‌ ونطق فقال لاتخافوا مني‌ فإني‌ أحب أحباء الله فنوموا حتي أحرسكم . و قال السدي‌ لماخرجوا مروا براع ومعه كلب فقال الراعي‌ إني‌ أتبعكم علي أن أعبد الله تعالي معكم قالوا سر فسار معهم وتبعهم الكلب فقالوا ياراعي‌ هذاالكلب ينبح علينا وينبه بنا فما لنا به من حاجة فطردوه فأبي إلا أن يلحق بهم فرجموه فرفع يديه كالداعي‌ فأنطقه الله تعالي فقال ياقوم لم تطردونني‌ لم ترجمونني‌ لم تضربونني‌ فو الله لقد عرفت الله قبل أن تعرفوه بأربعين سنة فتعجبوا من ذلك وزادهم الله بذلك هدي

قَالَ مُحَمّدٌ البَاقِرُ ع كَانَ أَصحَابُ الكَهفِ صَيَاقِلَةً

. قال عمرو بن دينار إن مما أخذ علي العقرب أن لاتضر أحدا في ليل أو


صفحه : 51

نهار صلي علي نوح ومما أخذ علي الكلب أن لايضر أحدا حمل عليه في ليل أونهار قرأوَ كَلبُهُم باسِطٌ ذِراعَيهِ بِالوَصِيدِ و قال القرطبي‌ بلغنا عمن تقدم أن في سورة الرحمن آية يقرؤها الإنسان علي الكلب إذاحمل عليه فلايؤذيه بإذن الله عز و جل وهي‌يا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِالآية

11- الكاَفيِ‌، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يُكرَهُ أَن يَكُونَ فِي دَارِ الرّجُلِ المُسلِمِ الكَلبُ

12- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن أَحَدٍ يَتّخِذُ كَلباً إِلّا نَقَصَ فِي كُلّ يَومٍ مِن عَمَلِ صَاحِبِهِ قِيرَاطٌ

بيان لعله محمول علي الكراهة كمايشير إليه الخبر السابق و علي كلب لم يكن في اتخاذه منفعة أو لم يكن بينه وبينه باب مغلق مع أنه يحتمل أن يكون مع الحالين أخف كراهة. قال الدميري‌ لايجوز اقتناء الكلب ألذي لانفع فيه و ذلك لما في اقتنائها من مفاسد الترويع والعقر للمار ولعل ذلك لمجانبة الملائكة لمحلها ومجانبة الملائكة أمر شديد لما في مخالطتهم من الإلهام إلي الخير والدعاء إليه واختلف الأصحاب في جواز اتخاذ الكلب لحفظ الدرب والدور علي وجهين أصحهما الجواز واتفقوا علي جواز اتخاذه للزارع والماشية والصيد لكن يحرم اقتناء كلب


صفحه : 52

الماشية قبل شرائها وكذلك كلب الزرع والصيد لمن لايزرع و لايصيد فلو خالف واقتني نقص من أجره كل يوم قيراط و في رواية قيراطان وكلاهما في الصحيح وحمل ذلك علي نوع من الكلاب بعضها أشد أذي من بعض أولمعني فيها أو يكون ذلك مختلفا باختلاف المواضع فيكون القيراطان في المدن ونحوها والقيراط في البوادي‌ أو يكون ذلك في زمنين ذكر القيراط أولا ثم ذكر التغليظ فذكر القيراطين والمراد بالقيراط مقدار معلوم عند الله تعالي ينقص من أجر عمله واختلفوا في المراد بما نقص منه فقيل مما مضي من عمله وقيل من مستقبله وقيل قيراط من عمل الليل وقيراط من عمل النهار وقيل قيراط من عمل الفرض وقيراط من عمل النفل وأول من اتخذ الكلب للحراسة نوح ع قال يارب أمرتني‌ أن أصنع الفلك و أنا في صناعة أصنع أياما فيجيئوني‌ بالليل فيفسدون كل ماعملت فمتي يلتئم لي ماأمرتني‌ به فقد طال علي أمري‌ فأوحي الله إليه يانوح اتخذ كلبا يحرسك فاتخذ نوح كلبا و كان يعمل بالنهار وينام بالليل فإذاجاء قومه ليفسدوا بالليل ينبحهم الكلب فينتبه نوح فيأخذ الهراوة ويثب لهم ويهربون منه فالتأم له ماأراد

13- الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الكَلبِ يُمسَكُ فِي الدّارِ قَالَ لَا

14- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن يُوسُفَ بنِ عَقِيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا خَيرَ فِي الكَلبِ


صفحه : 53

إِلّا كَلبَ الصّيدِ أَو كَلبَ مَاشِيَةٍ

15- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ سُلَيمَانَ عَن جَرّاحٍ المدَاَئنِيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تُمسِك كَلبَ الصّيدِ فِي الدّارِ إِلّا أَن يَكُونَ بَينَكَ وَ بَينَهُ بَابٌ

بيان كأن المراد بالباب الباب المغلق عليه لِمَا رَوَي الصّدُوقُ عَلَيهِ الرّحمَةُ فِي الفَقِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع لَا تُصَلّ فِي دَارٍ فِيهَا كَلبٌ إِلّا أَن يَكُونَ كَلبَ الصّيدِ وَ أَغلَقتَ دُونَهُ بَاباً فَلَا بَأسَ فَإِنّ المَلَائِكَةَ لَا تَدخُلُ بَيتاً فِيهِ كَلبٌ وَ لَا بَيتاً فِيهِ تَمَاثِيلُ وَ لَا بَيتاً فِيهِ بَولٌ مَجمُوعٌ فِي آنِيَةٍ

انتهي . ويحتمل أن يكون المراد أن كون الكلب في بيت آخر لايوجب نقص صلاة المصلي‌ و إن كان بين البيت ألذي فيه الكلب و بين البيت ألذي يصلي فيه باب فإنهما لايصيران بذلك بيتا واحدا والأول أظهر لمامر

وَ لِمَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ أَيضاً عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَأَلتُهُ عَن كَلبِ الصّيدِ يُمسَكُ فِي الدّارِ قَالَ إِذَا كَانَ يُغلَقُ دُونَهُ البَابُ فَلَا بَأسَ

و قال العلامة قدس سره في المنتهي يكره الصلاة في بيت فيه كلب لمارواه ابن بابويه عن الصادق ع وذكر الخبر المتقدم

ثُمّ قَالَ وَ رَوَي الشّيخُ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ‌ فَقَالَ إِنّا مَعَاشِرَ المَلَائِكَةِ لَا نَدخُلُ بَيتاً فِيهِ كَلبٌ وَ لَا تَمَاثِيلُ جَسَدٍ وَ لَا إِنَاءٌ يُبَالُ فِيهِ

ونفور الملائكة يؤذن بكونه ليس هوموضع رحمة فلايصلح أن يتخذ للعبادة انتهي


صفحه : 54

ونحوه قال الشهيد نور الله مرقده في الذكري . و قال الدميري‌ قال أبوعمرو بن الصلاح لاتصحب الملائكة رفقة فيهاكلب و لاجرس ثم قال و أما قوله ص لاتدخل الملائكة بيتا فيه كلب و لاصورة فقال العلماء سبب امتناعهم من البيت ألذي فيه الصورة كونها معصية فاحشة و فيهامضاهاة خلق الله تعالي وبعضها في صورة مايعبدون من دون الله عز و جل وسبب امتناعهم من البيت ألذي فيه الكلب لكثرة أكله النجاسات ولأن بعض الكلاب يسمي شيطانا كماجاء في الحديث والملائكة ضد الشيطان ولقبح رائحة الكلب أولملائكة تكره الرائحة الخبيثة ولأنها منهي‌ عن اتخاذها فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة عليه وصلاتها فيه واستغفارها له وتبركها عليه في بيته ودفعها أذي الشياطين . والملائكة الذين لايدخلون بيتا فيه كلب و لاصورة هم ملائكة يطوفون بالرحمة والتبرك والاستغفار و أماالحفظة والموكلون بقبض الأرواح فيدخلون في كل بيت و لاتفارق الحفظة الآدمي‌ في حال لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها. قال الخطابي‌ وإنما لاتدخل الملائكة بيتا فيه كلب و لاصورة مما يحرم اقتناؤه من الكلاب والصور و أما ما ليس اقتناؤه بحرام من كلب الصيد والزرع والماشية والصورة التي‌ تمتهن في البساط والوسادة وغيرها فلايمتنع دخول الملائكة بسببه وأشار القاضي‌ إلي نحو ماقاله الخطابي‌ و قال النووي‌ والأظهر أنه عام في كل كلب وصورة وإنهم يمتنعون من الجميع لإطلاق الأحاديث و أماالجرو


صفحه : 55

ألذي كان في بيت النبي ص تحت السرير كان له فيه عذر ظاهر فإنه لم يعلم به و مع هذاامتنع جبرئيل ع من دخول البيت بسببه فلو كان العذر في وجود الكلب والصورة لايمنعهم لم يمتنع جبرئيل

16- الكاَفيِ‌، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص رَخّصَ لِأَهلِ القَاصِيَةِ فِي الكَلبِ يَتّخِذُونَهُ

بيان القاصية البعيدة عن المعمورة

17- الكاَفيِ‌، عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الكَلبِ السلّوُقيِ‌ّ فَقَالَ إِذَا مَسِستَهُ فَاغسِل يَدَكَ

بيان غسل اليدين إذا كان رطبا علي الوجوب و إذا كان يابسا علي الاستحباب علي المشهور وسيأتي‌ الكلام فيه في كتاب الطهارة. و قال الدميري‌ في حياة الحيوان الكلب حيوان معروف وربما وصف به فقيل للرجل كلب وللمرأة كلبة والجمع أكلب وكلاب وكليب مثل أعبد وعباد وعبيد و هوجمع عزيز والأكالب جمع أكلب قال ابن سيده و قدقالوا في جمع كلاب كلابات . و هونوعان أهلي‌ وسلوقي‌ نسبة إلي سلوق وهي‌ مدينة باليمن تنسب إليها الكلاب السلوقية وكلا النوعين في الطبع سواء و في طبعه الاحتلام وتحيض إناثه وتحمل الأنثي ستين يوما ومنها مايقل عن ذلك وتضع جراءها عميا فلاتفتح عيونها إلا بعداثني‌ عشر يوما والذكور تهيج قبل الإناث وينزو الذكر إذاكمل له سنة وربما تسفد قبل ذلك و إذاسفد الكلبة كلاب مختلفة الألوان أدت إلي كل كلب شبهه .


صفحه : 56

و في الكلب من اقتفاء الأثر وشم الرائحة ما ليس لغيره من الحيوانات والجيفة أحب إليه من اللحم الغريض ويأكل العذرة ويرجع في قيئه وبينه و بين الضبع عداوة شديدة و ذلك إذا كان في موضع مرتفع ووطئت الضبع ظله في القمر رمي بنفسه إليها مخذولا فتأكله و إذادهن كلب بشحمها جن واختلط و إذاحمل إنسان لسان ضبع لم تنبح عليه الكلاب و من طبعه أنه يحرس ربه ويحمي‌ حرمه شاهدا وغائبا ذاكرا وغافلا نائما ويقظان و هوأيقظ الحيوان عينا في وقت حاجته إلي النوم وإنما غالب نومه نهارا عندالاستغناء عن الحراسة و هو في نومه أسمع من فرس وأحذر من عقعق و إذانام كسر أجفان عينيه و لايطبقهما و ذلك لخفة نومه وسبب خفته أن دماغه بارد بالنسبة إلي دماغ الإنسان و من عجيب طباعه أنه يكرم الجلة من الناس و أهل الوجاهة و لاينبح علي أحد منهم وربما حاد عن طريقه وينبح علي الأسود من الناس والدنس الثياب والضعيف الحال و من طباعه البصبصة والترضي‌ والتودد والتألف بحيث إذادعي‌ بعدالضرب والطرد رجع و إذالاعبه ربه عضه العض ألذي لايؤلم وأضراسه لوأنشبها في الحجر لنشبت ويقبل التأديب والتلقين والتعليم حتي لووضعت علي رأسه مسرجة وطرح له مأكول لم يلتفت إليه مادام علي تلك الحالة فإذاأخذت المسرجة عن رأسه وثب إلي مأكوله وتعرض له أمراض سوداوية في زمن مخصوص ويعرض للكلب الكلب و هوبفتح اللام و هوداء يشبه الجنون . وعلامة ذلك أن تحمر عيناه وتعلوهما غشاوة وتسترخي‌ أذناه ويندلع لسانه ويكثر لعابه وسيلان أنفه ويطأطئ رأسه وينحدب ظهره ويتعوج صلبه إلي جانب و لايزال يدخل ذنبه بين رجليه ويمشي‌ خائفا مغموما كأنه سكران ويجوع فلايأكل ويعطش فلايشرب وربما رأي الماء فيفزع منه وربما يموت منه خوفا و إذالاح له شبح حمل عليه من غيرنبح والكلاب تهرب منه فإن دنا منها غفلة بصبصت له وخضعت وخشعت بين يديه فإذاعقر هذاالكلب إنسانا عرض له أمراض ردية


صفحه : 57

منها أن يمتنع من شرب الماء حتي يهلك عطشا و لايزال يستسقي‌ حتي إذاسقي‌ الماء لم يشربه فإذااستحكمت هذه العلة به فقعد للبول خرج منه شيء علي هيئة صورة الكلاب الصغار قال صاحب الموجز في الطب الكلب حالة كالجذام تعرض للكلب والذئب و ابن آوي و ابن عرس والثعلب ثم ذكر غالب ماتقدم و قال غيره الكلب جنون يصيب الكلاب فتموت وتقتل كل شيءعضته إلاالإنسان فإنه قديعالج فيسلم قال وداء الكلب يعرض للحمار ويقع في الإبل أيضا فيقال كلبت الإبل تكلب كلبا وأكلب القوم إذاوقع في إبلهم ويقال كلب الكلب واستكلب إذاضري‌ وتعود أكل الناس انتهي . وذكر القزويني‌ في عجائب المخلوقات أن بقرية من أعمال حلب بئرا يقال لها بئر الكلب إذاشرب منها من عضه كلب الكلب برأ وهي‌ مشهورة. و أماالسلوقي‌ فمن طباعه أنه إذاعاين الظباء قريبة منه أوبعيدة عرف المقبل من المدبر ومشي‌ الذكر من مشي‌ الأنثي ويعرف الميت من الناس والمتماوت حتي أن الروم لاتدفن ميتا حتي تعرضه علي الكلاب فيظهر لهم من شمها إياه علامة يستدل بها علي حياته أوموته ويقال إن هذا لايوجد إلا في نوع منها يقال له القلطي‌ و هوصغير الجرم قصير القوائم جدا ويسمي الصيني‌ وإناث السلوقي‌ أسرع تعلما من الذكور والفهد بالعكس والسود من الكلاب أقل صبرا من غيرها. وَ فِي كِتَابِ فَضلِ الكِلَابِ عَلَي كَثِيرٍ مِمّن لَبِسَ الثّيَابَ،لِمُحَمّدِ بنِ خَلَفٍ المَرزُبَانِ عَن عَمرِو بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ قَالَرَأَي النّبِيّص رَجُلًا قَتِيلًا فَقَالَ مَا شَأنُهُ فَقَالُوا إِنّهُ وَثَبَ عَلَي غَنَمِ بنَيِ‌ زُهرَةِ فَأَخَذَ مِنهَا شَاةً فَوَثَبَ عَلَيهِ كَلبُ المَاشِيَةِ


صفحه : 58

فَقَتَلَهُ فَقَالَص قَتَلَ نَفسَهُ وَ أَضَاعَ دِينَهُ وَ عَصَي رَبّهُ وَ خَانَ أَخَاهُ وَ كَانَ الكَلبُ خَيراً مِنهُ

و قال ابن عباس كلب أمين خير من صاحب خئون قال و كان للحارث بن صعصعة ندماء لايفارقهم و كان شديد المحبة لهم فخرج في بعض متنزهاته ومعه ندماؤه فتخلف منهم واحد فدخل علي زوجته فأكلا وشربا ثم اضطجعا فوثب الكلب عليها فقتلهما فلما رجع الحارث إلي منزله وجدهما قتيلين فعرف الأمر فأنشأ يقول


فيا عجبا للخل يهتك حرمتي‌   و ياعجبا للكلب كيف يصون

و مازال يرعي ذمتي‌ ويحوطني‌   ويحفظ عرسي‌ والخليل يخون

. وذكر الإمام أبوالفرج بن الجوزي‌ في بعض مصنفاته أن رجلا خرج في بعض أسفاره فمر علي قبة مبنية أحسن بناء بالقرب من ضيعة هناك وعليها مكتوب من أحب أن يعلم سبب بنائها فليدخل القرية فدخل القرية وسأل أهلها عن سبب بناء القبة فلم يجد عندأحد خبرا من ذلك إلي أن دل علي رجل قدبلغ من العمر مائتي‌ سنة فسأله فأخبره عن أبيه أنه حدثه أن ملكا كان بتلك الأرض و كان له كلب لايفارقه في سفر و لاحضر و لانوم و لايقظة وكانت له جارية خرساء مقعدة فخرج ذات يوم في تنزهاته وأمر بربط الكلب لئلا يذهب معه وأمر طباخه أن يصنع له طعاما من اللبن كان يهواه و إن الطباخ صنعه وجاء به فوضعه عندالجارية والكلب وتركه مكشوفا وذهب فأقبلت حية عظيمة إلي الإناء فشربت من ذلك الطعام وردته وذهبت فأقبل الملك من نزهته وأمر بالطعام فوضع بين يديه فجعلت الجارية تصفق بيديها وتشير إلي الملك أن لايأكله فلم يعلم أحد ماتريد فوضع الملك يده في الصحفة وجعل الكلب يعوي‌ ويصيح ويجذب نفسه من السلسلة


صفحه : 59

حتي كاد أن يقتل نفسه فعجب الملك من ذلك وأمر بإطلاقه فأطلق فغدا إلي الملك و قدرفع يده باللقمة إلي فيه فوثب الكلب وضربه علي يده فطار اللقمة منها فغضب الملك وأخذ طبرا كان بجنبه وهم أن يضرب به الكلب فأدخل الكلب رأسه في الإناء وولغ من ذلك الطعام وانقلب علي جنبه و قدتناثر لحمه فعجب الملك ثم التفت إلي الجارية فأشارت إليه بما كان من أمر الحية ففهم الملك الأمر وأمر بإراقة الطعام وتأديب الطباخ لكونه ترك الآنية مكشوفة وأمر بدفن الكلب وببناء القبة عليه وبتلك الكتابة التي‌ رأيتها قال وهي‌ أغرب مايحكي . و في كتاب النشور عن أبي عثمان المديني‌ قال إنه كان في بغداد رجل يلعب بالكلاب فأسحر يوما في حاجة له وتبعه كلب كان يختصه من كلابه فرده فلم يرجع فتركه ومشي حتي انتهي إلي قوم كان بينه وبينهم عداوة فصادفوه بغير عدة فقبضوا عليه والكلب يراهم وأدخلوه الدار فدخل الكلب معهم فقتلوا الرجل وألقوه في بئر وطموا رأس البئر وضربوا الكلب وأخرجوه وطردوه فخرج يسعي إلي بيت صاحبه فعوي فلم يعبئوا به وافتقدت أم الرجل ابنها وعلمت أنه قدتلف فأقامت عليه المأتم وطردت الكلاب عن بابها فلزم ذلك الكلب الباب و لم ينطرد فاجتاز يوما بعض قتلة صاحبه بالباب والكلب رابض فلما رآه وثب إليه وخمش ساقيه ونهشه وتعلق به واجتهد المجتازون في تخليصه منه فلم يمكنهم وارتفعت للناس ضجة عظيمة وجاء حارث الدرب فقال لم يتعلق هذاالكلب بالرجل إلا و له معه قصة ولعله هو ألذي جرحه وسمعت أم القتيل الكلام فخرجت فحين رأت الكلب متعلقا بالرجل تأملت الرجل فذكرت أنه كان أحد أعداء ابنها وممن يتطلبه فوقع في نفسها أنه قاتل ابنها فتعلقت به فرفعوهما إلي الراضي‌ بالله فادعت عليه


صفحه : 60

القتل فأمر بحبسه بعد أن ضربه فلم يقر فلزم الكلب باب الحبس فلما كان بعدأيام أمر الراضي‌ بإطلاقه فلما خرج من باب الحبس تعلق الكلب كمافعل أولا فعجب الناس من ذلك وجهدوا علي خلاصه منه فلم يقدروا علي ذلك إلا بعدجهد جهيد وأخبر الراضي‌ بذلك فأمر بعض غلمانه أن يطلق الرجل ويرسل الكلب خلفه ويتبعه فإذادخل الرجل داره بادره ودخل وأدخل الكلب ومهما رأي الكلب يعمل يعلمه بذلك ففعل ماأمره به فلما دخل الرجل داره بادره غلام الخليفة ودخل وأدخل الكلب معه ففتش البيت فلم ير أثره و لاخبره وأقبل الكلب ينبح ويبحث عن موضع البئر التي‌ طرح فيهاالقتيل فعجب الغلام من ذلك وأخبر الراضي‌ بأمر الكلب فأمر بنبشه فنبشه الغلام فوجد الرجل قتيلا فأخذ صاحب الدار إلي بين يدي‌ الراضي‌ فأمر بضربة فأقر علي نفسه و علي جماعة بالقتل فقتل فطلب الباقون فهربوا. و في عجائب المخلوقات أن شخصا قتل شخصا بأصبهان وألقاه في بئر وللمقتول كلب يري ذلك فكان يأتي‌ كل يوم إلي رأس البئر وينحي‌ التراب عنها ويشير إليها و إذارأي القاتل نبح عليه فلما تكرر ذلك منه حفروا البئر فوجدوا القتيل بها ثم أخذوا الرجل وقرروه فأقر فقتلوه به . وَ ذَكَرَ ابنُ عَبدِ البَرّ فِي كِتَابِ بَهجَةِ المَجَالِسِ وَ أُنسِ الجَالِسِ، أَنّهُ قِيلَ لِجَعفَرٍ الصّادِقِ ع وَ هُوَ أَحَدُ الأَئِمّةِ الاِثنيَ‌ عَشَرَ كَم تَتَأَخّرُ الرّؤيَا فَقَالَ خَمسِينَ سَنَةً لِأَنّ النّبِيّص رَأَي كَأَنّ كَلباً أَبقَعَ وَلَغَ فِي دَمِهِ فَأَوّلَهُ بِأَنّ رَجُلًا يَقتُلَ الحُسَينَ ابنَ بِنتِهِ فَكَانَ الشّمرَ بنَ ذيِ‌ الجَوشَنِ قَاتِلَ الحُسَينِ ع وَ كَانَ أَبرَصَ فَتَأَخّرَتِ


صفحه : 61

الرّؤيَا بَعدَ خَمسِينَ سَنَةً

. و في الرسالة القشيري‌ في باب الجود والسخاء أن عبد الله بن جعفرخرج إلي ضيعة فنزل علي نخيل قوم وفيهم غلام أسود يعمل عليها إذ أتي الغلام بغدائه و هوثلاثة أقراص فرمي بقرص منها إلي كلب كان هناك فأكله ثم رمي إليه الثاني‌ والثالث فأكلهما و عبد الله بن جعفرينظر فقال ياغلام كم قوتك كل يوم قال مارأيت فلم آثرت هذاالكلب قال إن هذه الأرض ليست بأرض كلاب وإنه جاء من مسافة بعيدة جائعا فكرهت رده فقال له عبد الله بن جعفرفما أنت صانع اليوم قال أطوي‌ يومي‌ هذا فقال عبد الله بن جعفرلأصحابه ألام علي السخاء و هذاأسخي مني‌ ثم إنه اشتري الغلام فأعتقه واشتري الحائط و ما فيه ووهب ذلك له . ودخل أبوالعلاء المعري‌ يوما علي الشريف المرتضي فعثر برجل فقال الرجل من هذاالكلب فقال أبوالعلاء الكلب من لايعرف للكلب سبعين اسما فقربه المرتضي واختبره فوجده علامة وإنه جري ذكر المتنبي‌ يوما فتنقصه الشريف المرتضي وذكر معايبه فقال أبوالعلاء المعري‌ لو لم يكن من شعر المتنبي‌ إلا قوله


  ك يامُنازلُ في القلوب مَنازلُ

لكفاه شرفا وفضلا فغضب الشريف المرتضي وأمر بسحبه وإخراجه من مجلسه ثم قال لمن حضر مجلسه أتدرون أي شيءأراد هذاالأعمي بذكر هذه


صفحه : 62

القصيدة وللمتنبي‌ أحسن منها و لم يذكرها قالوا لا قال إنما أراد قوله فيها


و إذاأتتك مذمتي‌ من ناقص   فهي‌ الشهادة لي بأني‌ كامل

18- الكاَفيِ‌، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع بعَثَنَيِ‌ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ فَقَالَ لَا تَدَع صُورَةً إِلّا مَحَوتَهَا وَ لَا قَبراً إِلّا سَوّيتَهُ وَ لَا كَلباً إِلّا قَتَلتَهُ

بيان قال الدميري‌ رَوَي مُسلِمٌ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَعقِلِ قَالَ أَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِقَتلِ الكِلَابِ ثُمّ قَالَ مَا بَالُكُم وَ بَالُ الكِلَابِ ثُمّ رَخّصَ فِي كَلبِ الصّيدِ وَ كَلبِ الغَنَمِ

فحمل الأصحاب الأمر بقتلها علي الكلب الكلب والكلب العقور واختلفوا في قتل ما لاضرر فيه منها فقال القاضي‌ حسين وإمام الحرمين والماوردي‌ والنووي‌ ومسلم لايجوز قتلها وقيل إن الأمر بقتلها منسوخ و علي الكراهة اقتصر الرافعي‌ في الشرح وتبعه في الروضة وزاد أنها كراهية تنزيه لاتحريم لكن قال الشافعي‌ واقتل الكلاب التي‌ لانفع فيهاحيث وجدتها و هذا هوالراجح في المهمات

19-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ بنِ أَحمَدَ البرَاَوذِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَارِثِ


صفحه : 63

السمّرَقنَديِ‌ّ عَن صَالِحِ بنِ سَعدٍ الترّمذِيِ‌ّ عَن عَبدِ المُنعِمِ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ اليمَاَنيِ‌ّ قَالَ لَمّا رَكِبَ نُوحٌ ع فِي السّفِينَةِ أَلقَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ السّكِينَةَ عَلَي مَا فِيهَا مِنَ الدّوَابّ وَ الطّيرِ وَ الوَحشِ فَلَم يَكُن شَيءٌ فِيهَا يَضُرّ شَيئاً كَانَتِ الشّاةُ تَحتَكّ بِالذّئبِ وَ البَقَرَةُ تَحتَكّ بِالأَسَدِ وَ العُصفُورُ يَقَعُ عَلَي الحَيّةِ فَلَا يَضُرّ شَيءٌ شَيئاً وَ لَا يُهَيّجُهُ وَ لَم يَكُن لَهَا ضَجَرٌ وَ لَا صَخَبٌ وَ لَا سُبّةٌ وَ لَا لَعنٌ قَد أَهَمّتهُم أَنفُسُهُم وَ أَذهَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ حُمَةَ كُلّ ذيِ‌ حُمَةٍ فَلَم يَزَالُوا كَذَلِكَ فِي السّفِينَةِ حَتّي خَرَجُوا مِنهَا وَ كَانَ الفَأرُ قَد كَثُرَ فِي السّفِينَةِ وَ العَذِرَةُ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي نُوحٍ ع أَن يَمسَحَ الأَسَدَ فَمَسَحَهُ فَعَطَسَ فَخَرَجَ مِن مَنخِرَيهِ هِرّانِ ذَكَرٌ وَ أُنثَي فَخَفّفَ الفَأرَ وَ مَسَحَ وَجهَ الفِيلِ فَعَطَسَ فَخَرَجَ مِن مَنخِرَيهِ خِنزِيرَانِ ذَكَرٌ وَ أُنثَي فَخَفّفَ العَذِرَةَ

بيان في القاموس الحمة كثبة السم أوالإبرة يضرب بهاالزنبور والحية ونحو ذلك أويلذع بها والجمع حمات وحمي

20-العِلَلُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي العلَوَيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ القَطّانِ عَن أَبِي الطّيّبِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عِيسَي بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِ‌ّ العمُرَيِ‌ّ عَن آبَائِهِ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ النّبِيّص سُئِلَ مِمّا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الكَلبَ قَالَ خَلَقَهُ مِن بُزَاقِ إِبلِيسَ قِيلَ وَ كَيفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ لَمّا أَهبَطَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ آدَمَ وَ حَوّاءَ إِلَي الأَرضِ أَهبَطَهُمَا كَالفَرخَينِ المُرتَعِشَينِ فَعَدَا إِبلِيسُ المَلعُونُ إِلَي السّبَاعِ وَ كَانُوا قَبلَ آدَمَ فِي الأَرضِ فَقَالَ لَهُم إِنّ طَيرَينِ قَد وَقَعَا مِنَ السّمَاءِ لَم يَرَ الرّاءُونَ أَعظَمَ مِنهُمَا تَعَالَوا فَكُلُوهُمَا


صفحه : 64

فَتَعَاوَتِ السّبَاعُ مَعَهُ وَ جَعَلَ إِبلِيسُ يَحُثّهُم وَ يَصِيحُ وَ يَعِدُهُم بِقُربِ المَسَافَةِ فَوَقَعَ مِن فِيهِ مِن عَجَلَةِ كَلَامِهِ بُزَاقٌ فَخَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن ذَلِكَ البُزَاقِ كَلبَينِ أَحَدُهُمَا ذَكَرٌ وَ الآخَرُ أُنثَي فَقَامَا حَولَ آدَمَ وَ حَوّاءَ الكَلبَةُ بِجُدّةَ وَ الكَلبُ بِالهِندِ فَلَم يَترُكُوا السّبَاعَ أَن يَقرَبُوهُمَا وَ مِن ذَلِكَ اليَومِ الكَلبُ عَدُوّ السّبُعِ وَ السّبُعُ عَدُوّ الكَلبِ

21- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ وَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ رَفَعَ الحَدِيثَ إِلَي عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا سَمِعتُم نُبَاحَ الكَلبِ وَ نَهِيقَ الحَمِيرِ فَتَعَوّذُوا بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ فَإِنّهُم يَرَونَ وَ لَا تَرَونَفَافعَلُوا ما تُؤمَرُونَالخَبَرَ

22- القَصَصُ،بِالإِسنَادِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ ابنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن أَبِي أَحمَدَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ قَومَ نُوحٍ ع شَكَوا إِلَي نُوحٍ ع الفَأرَ فَأَمَرَ اللّهُ تَعَالَي الفَهدَ فَعَطَسَ فَطَرَحَ السّنّورَ فَأَكَلَ الفَأرَ وَ شَكَوا إِلَيهِ العَذِرَةَ فَأَمَرَ اللّهُ الفِيلَ أَن يَعطِسَ فَسَقَطَ الخِنزِيرُ

23- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَنِ ابنِ مَسرُورٍ عَنِ ابنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ امرَأَةً عُذّبَت فِي هِرّةٍ رَبَطَتهَا حَتّي مَاتَت عَطَشاً


صفحه : 65

24- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الروّياَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ التمّيِميِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ الديّباَجيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ فِي النّارِ صَاحِبَ العَبَاءِ التّيِ‌ قَد غَلّهَا وَ رَأَيتُ فِي النّارِ صَاحِبَ المِحجَنِ ألّذِي كَانَ يَسرِقُ الحَاجّ بِمِحجَنِهِ وَ رَأَيتُ فِي النّارِ صَاحِبَةَ الهِرّةِ تَنهَشُهَا مُقبِلَةً وَ مُدبِرَةً كَانَت أَوثَقَتهَا لَم تَكُن تُطعِمُهَا وَ لَم تُرسِلهَا تَأكُلُ مِن حِشَاشِ الأَرضِ وَ دَخَلتُ الجَنّةَ فَرَأَيتُ صَاحِبَ الكَلبِ ألّذِي أَروَاهُ مِنَ المَاءِ

تبيان قال في النهاية المحجن عصا معقفة الرأس كالصولجان والميم زائدة و منه الحديث كان يسرق الحاج بمحجنه فإذافطن به قال تعلق بمحجني‌ انتهي . وَ أَقُولُ صَاحِبُ الكَلبِ إِشَارَةٌ إِلَي مَا رَوَاهُ الدمّيرَيِ‌ّ عَن مُسلِمٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ بَينَمَا امرَأَةٌ تمَشيِ‌ بِفَلَاةٍ مِنَ الأَرضِ إِذَا اشتَدّت عَلَيهَا العَطَشُ فَنَزَلَت بِئراً فَشَرِبَت ثُمّ صَعِدَت فَوَجَدَت كَلباً يَأكُلُ الثّرَي مِنَ العَطَشِ فَقَالَت لَقَد بَلَغَ بِهَذَا الكَلبِ مِثلُ ألّذِي بَلَغَ بيِ‌ ثُمّ نَزَلَتِ البِئرَ فَمَلَأَت خُفّهَا وَ أَمسَكَتهُ بِفِيهَا ثُمّ صَعِدَت فَسَقَتهُ فَشَكَرَ اللّهُ لَهَا ذَلِكَ وَ غَفَرَ لَهَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ أَ وَ لَنَا فِي البَهَائِمِ أَجرٌ قَالَ نَعَم فِي كُلّ كَبِدٍ رَطبَةٍ أَجرٌ

. و قال في النهاية و فيه فإذاكلب يأكل الثري من العطش أي التراب الندي‌.أقول فالظاهر علي هذاصاحبه الكلب التي‌ أروته إلا أن يكون إشارة إلي قصة أخري شبيهة بذلك


صفحه : 66

25- الدّرّ المَنثُورُ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ الحَوَارِيّونَ لِعِيسَي ابنِ مَريَمَ لَو بَعَثتَ لَنَا رَجُلًا شَهِدَ السّفِينَةَ فَحَدّثَنَا عَنهَا فَانطَلَقَ بِهِم حَتّي انتَهَي إِلَي كُثُبٍ مِن تُرَابٍ فَأَخَذَ كَفّاً مِن ذَلِكَ التّرَابِ وَ قَالَ أَ تَدرُونَ مَا هَذَا قَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ هَذَا كَعبُ حَامِ بنِ نُوحٍ فَضَرَبَ الكَثِيبَ بِعَصَاهُ وَ قَالَ قُم بِإِذنِ اللّهِ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يَنفُضُ التّرَابَ عَن رَأسِهِ قَد شَابَ قَالَ لَهُ عِيسَي هَكَذَا هَلَكتَ قَالَ لَا مِتّ وَ أَنَا شَابّ وَ لكَنِنّيِ‌ ظَنَنتُ أَنّهَا السّاعَةُ فَمِن ثَمّ شِبتُ قَالَ حَدّثنَا عَن سَفِينَةِ نُوحٍ قَالَ كَانَ طُولُهَا أَلفَ ذِرَاعٍ وَ ماِئتَيَ‌ ذِرَاعٍ وَ عَرضُهَا سِتّمِائَةِ ذِرَاعٍ كَانَت ثَلَاثَ طَبَقَاتٍ فَطَبَقَةٌ فِيهَا الدّوَابّ وَ الوَحشُ وَ طَبَقَةٌ فِيهَا الإِنسُ وَ طَبَقَةٌ فِيهَا الطّيرُ فَلَمّا كَثُرَ أَروَاثُ الدّوَابّ أَوحَي اللّهُ إِلَي نُوحٍ أَنِ اغمِز ذَنَبَ الفِيلِ فَغَمَزَهُ فَوَقَعَ مِنهُ خِنزِيرٌ وَ خِنزِيرَةٌ فَأَقبَلَا عَلَي الرّوثِ فَلَمّا وَقَعَ الفَأرُ بِخَرَزِ السّفِينَةِ يُقرِضُهُ أَوحَي اللّهُ إِلَي نُوحٍ أَنِ اضرِب عيَنيَ‌ِ الأَسَدِ فَخَرَجَ مِن مَنخِرِهِ سِنّورٌ وَ سِنّورَةٌ فَأَقبَلَا عَلَي الفَأرِ فَقَالَ لَهُ عِيسَي كَيفَ عَلِمَ نُوحٌ أَنّ البِلَادَ قَد غَرِقَت قَالَ بَعَثَ الغُرَابَ يَأتِيهِ بِالخَبَرِ فَوَجَدَ جِيفَةً فَوَقَعَ عَلَيهَا فَدَعَا عَلَيهِ بِالخَوفِ فَلِذَلِكَ لَا يَألَفُ البُيُوتَ ثُمّ بَعَثَ الحَمَامَةَ فَجَاءَت بِوَرَقِ زَيتُونٍ بِمِنقَارِهَا وَ طِينٍ بِرِجلِهَا فَعَلِمَ أَنّ البِلَادَ قَد غَرِقَت فَطَوّقَهَا الخُضرَةَ التّيِ‌ فِي عُنُقِهَا وَ دَعَا لَهَا أَن تَكُونَ فِي أُنسٍ وَ أَمَانٍ فَمِن ثَمّ تَألَفُ البُيُوتَ فَقَالُوا يَا رُوحَ اللّهِ أَ لَا تَنطَلِقُ بِهِ إِلَي أَهَالِينَا فَيَجلِسَ مَعَنَا وَ يُحَدّثَنَا قَالَ كَيفَ يَتبَعُكُم مَن لَا رِزقَ لَهُ ثُمّ قَالَ لَهُ عُد بِإِذنِ اللّهِ فَعَادَ تُرَاباً

وَ عَن عِكرِمَةَ قَالَ لَمّا حَمَلَ نُوحٌ فِي السّفِينَةِ الأَسَدَ قَالَ يَا رَبّ إِنّهُ يسَألَنُيِ‌ الطّعَامَ مِن أَينَ أُطعِمُهُ قَالَ إنِيّ‌ سَوفَ أَشغَلُهُ عَنِ الطّعَامِ فَسَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ الحُمّي فَكَانَ نُوحٌ يأَتيِ‌ بِالكَبشِ فَيَقُولُ كُل فَيَقُولُ الأَسَدُ آهِ

وَ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ لَمّا أُمِرَ نُوحٌ أَن يَحمِلَمِن كُلّ زَوجَينِ اثنَينِ قَالَ


صفحه : 67

كَيفَ أَصنَعُ بِالأَسَدِ وَ البَقَرِ وَ كَيفَ أَصنَعُ بِالعَنَاقِ وَ الذّئبِ وَ كَيفَ أَصنَعُ بِالحَمَامِ وَ الهِرّ قَالَ مَن أَلقَي بَينَهُمُ العَدَاوَةَ قَالَ أَنتَ يَا رَبّ قَالَ فإَنِيّ‌ أُؤَلّفُ بَينَهُم حَتّي لَا يَتَضَادّونَ

توضيح خرز السفينة الخيوط التي‌ تخاط بها

26-حياة الحيوان ،السّنّور بكسر السين المهملة وفتح النون المشددة واحد السنانير حيوان متواضع ألوف خلقه الله تعالي لدفع الفأرة قيل إن أعرابيا صاد سنورا فلم يعرفه فتلقاه رجل فقال ما هذاالسنور ولقي‌ آخر فقال ما هذاالقِطّ ثم لقي‌ آخر فقال ما هذاالهِرّ ثم لقي‌ آخر فقال ما هذاالضّيوَن ثم لقي‌ آخر فقال ما هذاالخَيدَع ثم لقي‌ آخر فقال ما هذاالخَيطَل ثم لقي‌ آخر فقال ما هذاالدّمّ فقال الأعرابي‌ أحمله وأبيعه لعل الله تعالي أن يجعل فيه مالا كثيرا فلما أتي به إلي السوق قيل له بكم هذا فقال بمائة درهم فقيل له إنه يساوي‌ نصف درهم فرمي به و قال لعنه الله ماأكثر أسماءه وأقلّ ثمنه و هذه الأسماء للذكر قاله في الكفاية و قال ابن قتيبة يقال في الأنثي سنورة وَ رَوَي الحَاكِمُ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ كَانَ النّبِيّص يأَتيِ‌ دَارَ قَومٍ مِنَ الأَنصَارِ وَ دُونَهُ دُورٌ لَا يَأتِيهَا فَشَقّ عَلَيهِم ذَلِكَ فَكَلّمُوهُ فَقَالَ إِنّ فِي دَارِكُم كَلباً قَالُوا فَإِنّ فِي دَارِهِم سِنّوراً فَقَالَ السّنّورُ سَبُعٌ

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي قَالَ الهِرّةُ لَيسَت بِنَجِسٍ إِنّمَا هيِ‌َ مِنَ الطّوّافِينَ عَلَيكُم

والطوافون الخدم والطوافات الخدامات جعلها بمنزلة المماليك وقيل إن أهل سفينة نوح ع تأذوا من الفأر فمسح نوح جبهة الأسد فعطس ورمي بالسنور فلذلك هوأشبه شيءبالأسد بحيث لايمكن أن يصور الهر إلاجاء أسدا و هوظريف


صفحه : 68

لطيف يمسح بلعابه وجهه و إذاجاعت الأنثي أكلت أولادها و قديخلق الله في قلب الفيل الهرب منه فهو إذارأي سنورا هرب وحكي‌ أن جماعة من الهند هزموا بذلك والسنور ثلاثة أنواع أهلي‌ ووحشي‌ والسنور الزباد ويناسب الإنسان في أمور منها أن يعطس ويتثاءب ويتمطي ويتناول الشي‌ء بيده وذكر القزويني‌ عن ابن الفقيه أن لبعض السنانير أجنحة كأجنحة الخفافيش من أصل الأذن إلي الذنب قال العلماء اتخاذ السنور وتربيته مستحبّ

27- الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ الكِلَابُ السّودُ البُهمُ مِنَ الجِنّ

28- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مَالِكِ بنِ عَطِيّةَ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِ‌ّ قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِيمَا بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ إِذَا التَفَتَ عَن يَسَارِهِ فَإِذَا كَلبٌ أَسوَدُ بَهِيمٌ فَقَالَ مَا لَكَ قَبّحَكَ اللّهُ مَا أَشَدّ مُسَارَعَتَكَ فَإِذَا هُوَ شِبهٌ بِالطّائِرِ فَقُلتُ مَا هَذَا جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ هَذَا عَثِمٌ بَرِيدُ الجِنّ مَاتَ هِشَامٌ السّاعَةَ فَهُوَ يَطِيرُ يَنعَاهُ فِي كُلّ بَلدَةٍ

29- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن مِسمَعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خ


صفحه : 69

الكِلَابُ مِن ضَعَفَةِ الجِنّ فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُم طَعَاماً وَ شَيءٌ مِنهَا بَينَ يَدَيهِ فَليُطعِمهُ أَو لِيَطرُدهُ فَإِنّ لَهَا أَنفُسَ سَوءٍ

30- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي سَلَمَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَنِ الكِلَابِ فَقَالَ كُلّ أَسوَدَ بَهِيمٍ وَ كُلّ أَحمَرَ بَهِيمٍ وَ كُلّ أَبيَضَ بَهِيمٍ فَلِذَلِكَ خَلَقَ الكِلَابَ مِنَ الجِنّ وَ مَا كَانَ أَبلَقَ فَهُوَ مَسخٌ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ

بيان كون الكلب الأسود وغيره من الجن يحتمل أن يكون المعني أنه علي صفتها أو أنه قدتتصور الجن بصورته أومسخ من الجن أي كان في الأصل جنيا فمسخ بتلك الصورة و أماكون الأبلق مسخا من الجن والإنس فهو أيضا يحتمل تطير الوجوه المذكورة بأنه علي صفة شرار الجن والإنس معا أو قد يكون ممسوخا من الجن و قد يكون ممسوخا من الإنس أومتولدا من ممسوخ الجن وممسوخ الإنس . قَالَ الدمّيرَيِ‌ّ رَوَي مُسلِمٌ عَن أَبِي ذَرّ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَقطَعُ الصّلَاةَ الحِمَارُ وَ المَرأَةُ وَ الكَلبُ الأَسوَدُ قِيلَ لأِبَيِ‌ ذَرّ مَا بَالُ الكَلبِ الأَسوَدِ مِنَ الكَلبِ الأَحمَرِ[ وَ] مِنَ الكَلبِ الأَصفَرِ قَالَ يَا ابنَ أخَيِ‌ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَمّا سأَلَتنَيِ‌ عَنهُ فَقَالَ الكَلبُ الأَسوَدُ شَيطَانٌ

.فحمله بعض أهل العلم علي ظاهره و قال الشيطان يتصور بصورة الكلاب السود ولذا

قَالَ ع اقتُلُوا مِنهُنّ كُلّ أَسوَدَ بَهِيمٍ

وقيل لما كان الكلب الأسود أشد ضررا من غيره وأشد ترويعا كان المصلي‌ إذارآه اشتغل عن صلاته فانقطعت عليه لذلك وكذلك تأول الجمهور قوله ص يقطع الصلاة المرأة


صفحه : 70

والحمار فإن ذلك مبالغة في الخوف علي قطعها وإفسادها بالشغل عن المذكورات و ذلك أن المرأة تفتن والحمار ينهق والكلب الأسود يروع ويشوش الفكر فلما كانت هذه الأمور آئلة إلي القطع جعلها قاطعة واحتج أحمدبحديث الكلب الأسود علي أنه لايجوز صيده و لايحل لأنه شيطان . و قال الخنزير مشترك بين البهيمية والسبعية فالذي‌ فيه من السبع الناب وأكل الجيف و ألذي فيه من البهيمية الظلف وأكل العشب والعلف ويقال أنه ليس شيء من ذوات الأذناب ماللخنزير من قوة نابه حتي أنه يضرب بنابه صاحب السيف والرمح فيقطع كل مالاقي جسده من عظم وعصب و من عجيب أمره إذاقلعت إحدي عينيه مات سريعا.

وَ رَوَي ابنُ مَاجَه عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ وَ وَاضِعُ العِلمِ فِي غَيرِ أَهلِهِ كَمُقَلّدِ الخَنَازِيرِ الجَوهَرَ وَ اللّؤلُؤَ وَ الدّرّ

. و قال في الإحياء جاء رجل إلي ابن سيرين و قال رأيت كأني‌ أعلق الدر في أعناق الخنازير فقال أنت تعلم الحكمة غيرأهلها


صفحه : 71

باب 2-الثعلب والأرنب والذئب والأسد

1- الكاَفيِ‌، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ مَن عادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنهُ قَالَ إِنّ رَجُلًا انطَلَقَ وَ هُوَ مُحرِمٌ فَأَخَذَ ثَعلَباً فَجَعَلَ يُقَرّبُ النّارَ إِلَي وَجهِهِ وَ جَعَلَ الثّعلَبُ يَصِيحُ وَ يُحدِثُ مِنِ استِهِ وَ جَعَلَ أَصحَابُهُ يَنهَونَهُ عَمّا يَصنَعُ ثُمّ أَرسَلَهُ بَعدَ ذَلِكَ فَبَينَمَا الرّجُلُ نَامَ إِذ جَاءَتهُ حَيّةٌ فَدَخَلَت فِي فِيهِ فَلَم تَدَعهُ حَتّي جَعَلَ يُحدِثُ كَمَا أَحدَثَ الثّعلَبُ ثُمّ خَلّت عَنهُ

2-دَلَائِلُ الطبّرَيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَكُنتُ مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ نَسِيرُ أَنَا عَلَي حِمَارٍ لِي وَ هُوَ عَلَي بَغلَةٍ لَهُ إِذ أَقبَلَ ذِئبٌ مِن رَأسِ الجَبَلِ حَتّي انتَهَي إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَحَبَسَ لَهُ البَغلَةَ حَتّي دَنَا مِنهُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي قَرَبُوسِ السّرجِ وَ مَدّ عُنُقَهُ إِلَيهِ وَ أَدنَي أَبُو جَعفَرٍ ع أُذُنَهُ مِنهُ سَاعَةً ثُمّ قَالَ لَهُ امضِ فَقَد فَعَلتُ فَرَجَعَ مُهَروِلًا فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ لَقَد رَأَيتُ عَجَباً فَقَالَ هَل تدَريِ‌ مَا قَالَ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابنُ رَسُولِهِ أَعلَمُ فَقَالَ ذَكَرَ أَنّ زَوجَتَهُ فِي هَذَا الجَبَلِ وَ قَد عَسُرَ عَلَيهَا وِلَادَتُهَا فَادعُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن يُخَلّصَهَا وَ أَن لَا يُسَلّطَ شَيئاً مِن نسَليِ‌


صفحه : 72

عَلَي أَحَدٍ مِن شِيعَتِكُم أَهلَ البَيتِ فَقُلتُ قَد فَعَلتُ

3- وَ مِنهُ، عَنِ القاَضيِ‌ أَبِي الفَرَجِ المعُاَفيِ‌ عَنِ الحُسَينِ بنِ القَاسِمِ الكوَكبَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ وَهبٍ عَن عَمرِو بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ عَن ثُمَامَةَ بنِ أَشرَسَ عَن مُحَمّدِ بنِ رَاشِدٍ عَن أَبِيهِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ حَكِيمُ بنُ عَبّاسٍ الكلَبيِ‌ّ يُنشِدُ النّاسَ بِالكُوفَةِ هِجَاءَكُم فَقَالَ هَل عَلِقتَ مِنهُ بشِيَ‌ءٍ قَالَ بَلَي فَأَنشَدَهُ


صَلَبنَا لَكُم زَيداً عَلَي جِذعِ نَخلَةٍ   وَ لَم نَرَ مَهدِيّاً عَلَي الجِذعِ يُصلَبُ

وَ قِستُم بِعُثمَانَ عَلِيّاً سَفَاهَةً   وَ عُثمَانُ خَيرٌ مِن عَلِيّ وَ أَطيَبُ

فَرَفَعَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَدَيهِ إِلَي السّمَاءِ وَ هُمَا يَنتَفِضَانِ رِعدَةً فَقَالَ أللّهُمّ إِن كَانَ كَاذِباً فَسَلّط عَلَيهِ كَلبَكَ قَالَ فَخَرَجَ حَكِيمٌ مِنَ الكُوفَةِ فَأَدلَجَ فَلَقِيَهُ الأَسَدُ فَأَكَلَهُ فَجَاءُوا بِالبَشِيرِ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ فِي مَسجِدِ رَسُولِ اللّهِص بِذَلِكَ فَخَرّ لِلّهِ سَاجِداً وَ قَالَالحَمدُ لِلّهِ ألّذِي صَدَقَنا وَعدَهُ

بيان في النهاية في حديث حليمة ركبتُ أَتَاناً لي فخرجت أمام الركب حتي مايعلق بهاأحد منهم أي مايتصل بها ويلحقها و في حديث ابن مسعود أن أميرا كان بمكة يسلم تسليمتين فقال أني علقها فإن رسول الله ص كان يفعلها أي من أين تعلمها وممن أخذها

4-الدّلَائِلُ، عَنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ


صفحه : 73

مِيثَمٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ خَرَجَ إِلَي ضَيعَةٍ لَهُ مَعَ بَعضِ أَصحَابِهِ فَبَينَمَا هُم يَسِيرُونَ إِذاً ذِئبٌ قَد أَقبَلَ إِلَيهِ فَلَمّا رَأَي غِلمَانَهُ أَقبَلُوا إِلَيهِ قَالَ دَعُوهُ فَإِنّ لَهُ حَاجَةً فَدَنَا مِنهُ حَتّي وَضَعَ كَفّهُ عَلَي دَابّتِهِ وَ تَطَاوَلَ بِخَطمِهِ وَ طَأطَأَ رَأسَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَكَلّمَهُ الذّئبُ بِكَلَامٍ لَا يُعرَفُ فَرَدّ عَلَيهِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مِثلَ كَلَامِهِ فَرَجَعَ يَعدُو فَقَالَ لَهُ أَصحَابُهُ قَد رَأَينَا عَجَباً فَقَالَ إِنّهُ أخَبرَنَيِ‌ أَنّهُ خَلّفَ زَوجَتَهُ خَلفَ هَذَا الجَبَلِ فِي كَهفٍ وَ قَد ضَرَبَهَا الطّلقُ وَ خَافَ عَلَيهَا فسَأَلَنَيِ‌ الدّعَاءَ لَهَا بِالخَلَاصِ وَ أَن يَرزُقَهُ اللّهُ ذَكَراً يَكُونُ لَنَا وَلِيّاً وَ مُحِبّاً فَضَمِنتُ لَهُ ذَلِكَ قَالَ فَانطَلَقَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ انطَلَقنَا مَعَهُ إِلَي ضَيعَتِهِ وَ قَالَ إِنّ الذّئبَ قَد وُلِدَ لَهُ جِروُ ذَكَرٍ قَالَ فَمَكَثنَا فِي ضَيعَتِهِ مَعَهُ شَهراً ثُمّ رَجَعَ مَعَ أَصحَابِهِ فَبَينَا هُم رَاجِعُونَ إِذَا هُم بِالذّئبِ وَ زَوجَتِهِ وَ جِروِهِ فَعَوَوا فِي وَجهِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَجَابَهُم بِمِثلِهِ وَ رَأَوا أَصحَابُ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع الجِروَ وَ عَلِمُوا أَنّهُ قَد قَالَ لَهُمُ الحَقّ وَ قَالَ لَهُم أَبُو عَبدِ اللّهِ ع تَدرُونَ مَا قَالُوا قَالُوا لَا قَالَ كَانُوا يَدعُونَ اللّهَ لِي وَ لَكُم بِحُسنِ الصّحَابَةِ وَ دَعَوتُ لَهُم بِمِثلِهِ وَ أَمَرتُهُم أَن لَا يُؤذُوا لِي وَلِيّاً وَ لَا لِأَهلِ بيَتيِ‌ فَضَمِنُوا لِي ذَلِكَ

5- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ المَعرُوفِ بِابنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ المَنصُورُ قَد وَفَدَ بأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِلَي الكُوفَةِ فَلَمّا أَذِنَ لَهُ قَالَ لِي يَا مُفَضّلُ هَل لَكَ فِي مرُاَفقَتَيِ‌ فَقُلتُ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ إِذَا كَانَتِ اللّيلَةُ فَصِر إلِيَ‌ّ فَلَمّا كَانَ فِي نِصفِ اللّيلِ خَرَجَ وَ خَرَجتُ مَعَهُ فَإِذَا أَنَا بِأَسَدَينِ مُسرَجَينِ مُلجَمَينِ قَالَ فَخَرَجتُ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي


صفحه : 74

عيَنيَ‌ّ فَشَدّهَا ثُمّ حمَلَنَيِ‌ رَدِيفاً فَأَصبَحَ بِالمَدِينَةِ وَ أَنَا مَعَهُ فَلَم يَزَل فِي مَنزِلِهِ حَتّي قَدِمَ عِيَالَهُ

6- وَ مِنهُ،بِالإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ عَن أَخِيهِ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَنصُورِ بنِ نُوحٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ عَن أَبِي خَالِدٍ الكاَبلُيِ‌ّ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِي يَا بَا خَالِدٍ خُذ رقُعتَيِ‌ فَأتِ غَيضَةً قَد سَمّاهَا فَانشُرهَا فأَيَ‌ّ سَبُعٍ جَاءَ مَعَكَ فجَئِنيِ‌ بِهِ قَالَ قُلتُ أعَفنِيِ‌ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ فَقَالَ لِي اذهَب يَا بَا خَالِدٍ قَالَ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ يَا بَا خَالِدٍ لَو أَمَرَكَ جَبّارٌ عَنِيفٌ ثُمّ خَالَفتَهُ إِذاً كَيفَ يَكُونُ حَالُكَ قَالَ فَفَعَلتُ ذَلِكَ حَتّي إِذَا صِرتُ إِلَي الغَيضَةِ وَ نَشَرتُ الرّقعَةَ جَاءَ معَيِ‌ وَاحِدٌ مِنهَا فَلَمّا صَارَ بَينَ يدَيَ‌ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع نَظَرتُ إِلَيهِ وَاقِفاً مَا يُحَرّكُ مِن شَعرِهِ شَعرَةً فَأَومَأَ بِكَلَامٍ لَم أَفهَمهُ قَالَ فَلَبِثتُ عِندَهُ وَ أَنَا مُتَعَجّبٌ مِن سُكُونِ السّبُعِ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لِي يَا بَا خَالِدٍ مَا لَكَ تَتَفَكّرُ قَالَ قُلتُ أُفَكّرُ فِي إِعظَامِ السّبُعِ قَالَ ثُمّ مَضَي السّبُعُ فَمَا لَبِثتُ إِلّا وَقتاً قَلِيلًا حَتّي طَلَعَ السّبُعُ وَ مَعَهُ كِيسٌ فِي فِيهِ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَإِنّ هذا لشَيَ‌ءٌ عَجِيبٌ قَالَ يَا بَا خَالِدٍ هَذَا كِيسٌ وَجّهَ بِهِ إلِيَ‌ّ فُلَانٌ مَعَ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ وَ احتَجتُ إِلَي مَا فِيهِ وَ كَانَ الطّرِيقُ مَخُوفاً فَبَعَثتُ هَذَا السّبُعَ فَجَاءَ بِهِ قَالَ فَقُلتُ فِي نفَسيِ‌ وَ اللّهِ لَا أَبرَحُ حَتّي يَقدَمَ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ وَ أَعلَمَ ذَلِكَ قَالَ فَضَحِكَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ثُمّ قَالَ لِي نَعَم يَا بَا خَالِدٍ لَا تَبرَح حَتّي يأَتيِ‌َ المُفَضّلُ قَالَ فتَدَاَخلَنَيِ‌ وَ اللّهِ مِن ذَلِكَ حَيرَةٌ ثُمّ


صفحه : 75

قُلتُ أقَلِنيِ‌ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ أَقَمتُ أَيّاماً ثُمّ قَدِمَ المُفَضّلُ وَ بَعَثَ إلِيَ‌ّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ المُفَضّلُ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ إِنّ فُلَاناً بَعَثَ معَيِ‌ كِيساً فِيهِ مَالٌ فَلَمّا صِرتُ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا جَاءَ سَبُعٌ وَ حَالَ بَينَنَا وَ بَينَ رِحَالِنَا فَلَمّا مَضَي السّبُعُ طَلَبتُ الكِيسَ فِي الرّحلِ فَلَم أَجِدهُ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا مُفَضّلُ أَ تَعرِفُ الكِيسَ قَالَ نَعَم جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا جَارِيَةُ هاَتيِ‌ الكِيسَ فَأَتَت بِهِ الجَارِيَةُ فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِ المُفَضّلُ قَالَ نَعَم هَذَا هُوَ الكِيسُ ثُمّ قَالَ يَا مُفَضّلُ تَعرِفُ السّبُعَ قَالَ جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ كَانَ فِي قلَبيِ‌ فِي ذَلِكَ الوَقتِ رُعبٌ فَقَالَ لَهُ ادنُ منِيّ‌ فَدَنَا مِنهُ ثُمّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِ ثُمّ قَالَ لأِبَيِ‌ خَالِدٍ امضِ برِقُعتَيِ‌ إِلَي الغَيضَةِ فَأتِنَا بِالسّبُعِ فَلَمّا صِرتُ إِلَي الغَيضَةِ فَفَعَلتُ مِثلَ الفِعلِ الأَوّلِ جَاءَ السّبُعُ معَيِ‌ فَلَمّا صَارَ بَينَ يدَيَ‌ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع نَظَرتُ إِلَي إِعظَامِهِ إِيّاهُ فَاستَغفَرتُ فِي نفَسيِ‌ ثُمّ قَالَ يَا مُفَضّلُ هَذَا هُوَ قَالَ نَعَم جعَلَنَيِ‌َ اللّهُ فِدَاكَ فَقَالَ يَا مُفَضّلُ أَبشِر فَأَنتَ مَعَنَا

بيان كان وضع اليد لذهاب الرعب

7- المهج ،[مهج الدعوات ] عَنِ المُفَضّلِ بنِ الرّبِيعِ قَالَ اصطَبَحَ الرّشِيدُ يَوماً ثُمّ استَدعَي حَاجِبَهُ فَقَالَ لَهُ امضِ إِلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي العلَوَيِ‌ّ وَ أَخرِجهُ مِنَ الحَبسِ وَ أَلقِهِ بِركَةَ السّبَاعِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ لَمّا انتَهَيتُ إِلَي البِركَةِ فَتَحتُ بَابَهَا وَ أَدخَلتُهُ فِيهَا وَ فِيهَا أَربَعُونَ سَبُعاً وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَالَ فَعُدتُ إِلَيهِ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يصُلَيّ‌ وَ السّبَاعُ حَولَهُ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ الطّوِيلِ ألّذِي تَقَدّمَ فِي بَابِ مُعجِزَاتِهِ ع

و قال السيد رضي‌ الله عنه ربما كان هذاالحديث عن الكاظم ع لأنه كان محبوسا عندالرشيد لكني‌ ذكرت هذا كماوجدته

8-الإِختِصَاصُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ


صفحه : 76

أَبِي هَاشِمٍ عَن سَالِمِ بنِ مُكرَمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مَعَ أَصحَابِهِ فِي طَرِيقِ مَكّةَ فَمَرّ بِهِ ثَعلَبٌ وَ هُم يَتَغَدّونَ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لَهُم هَل لَكُم أَن تعُطوُنيِ‌ مَوثِقاً مِنَ اللّهِ لَا تُهَيّجُونَ هَذَا الثّعلَبَ حَتّي أَدعُوَهُ فيَجَيِ‌ءَ إِلَينَا فَحَلَفُوا لَهُ فَقَالَ يَا ثَعلَبُ تَعَالِ أَو قَالَ ائتِنَا فَجَاءَ الثّعلَبُ حَتّي وَقَعَ بَينَ يَدَيهِ فَطَرَحَ إِلَيهِ عُرَاقاً فَوَلّي بِهِ لِيَأكُلَهُ فَقَالَ لَهُم هَل لَكُم أَن تعُطوُنيِ‌ مَوثِقاً مِنَ اللّهِ وَ أَدعُوَهُ أَيضاً فيَجَيِ‌ءَ فَأَعطَوهُ فَدَعَا فَجَاءَ فَكَلَحَ رَجُلٌ مِنهُم فِي وَجهِهِ فَخَرَجَ يَعدُو فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مَنِ ألّذِي خَفَرَ ذمِتّيِ‌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنهُم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَنَا كَلَحتُ فِي وَجهِهِ وَ لَم أَدرِ فَأَستَغفِرُ اللّهَ فَسَكَتَ

أقول قال الدميري‌ الثعلب معروف والأنثي ثعلبة والجمع ثعالب وأثعل وَ روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص شَرّ السّبَاعِ هَذِهِ الأَثعُلُ

يعني‌ الثعالب . و من حيلته في طلب الرزق أنه يتماوت وينفخ بطنه ويرفع قوائمه حتي يظن أنه مات فإذاقرب منه حيوان وثب عليه وصاده وحيلته هذه لاتتم في كلب الصيد وقيل للثعلب ما لك تعدو أكثر من الكلب فقال أعدو لنفسي‌ والكلب يعدو لغيره . قال الجاحظ و من العجب في قسمة الأرزاق أن الذئب يصيد الثعلب فيأكله والثعلب يصيد القنفذ ويأكله والقنفذ يصيد الأفعي ويأكلها والأفعي تصيد العصفور وتأكله والعصفور يصيد الجراد ويأكله والجراد يلتمس فراخ الزنابير ويأكلها والزنبور يصيد النحلة والنحلة يصيد الذبابة ويأكلها والذبابة تصيد البعوضة وتأكلها والعنكبوت يصيد الذبابة ويأكلها والذئب يطلب أولاد الثعلب فإذاولد


صفحه : 77

وضع أوراق العنصل علي باب وجاره ليهرب الذئب منها.

وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ نهَاَنيِ‌ رَسُولُ اللّهِص فِي الصّلَاةِ عَن ثَلَاثٍ نَقرَةٍ كَنَقرَةِ الدّيكِ وَ إِقعَاءٍ كَإِقعَاءِ الكَلبِ وَ التِفَاتٍ كَالتِفَاتِ الثّعلَبِ

9- الإِختِصَاصُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُوسَي بنِ سَعدَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ القَاسِمِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع بَينَ مَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ أَنَا أَسِيرُ عَلَي حِمَارٍ لِي وَ هُوَ عَلَي بَغلَةٍ لَهُ إِذ أَقبَلَ ذِئبٌ مِن رَأسِ الجَبَلِ حَتّي انتَهَي إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع فَحَبَسَ البَغلَةَ وَ دَنَا الذّئبُ مِنهُ حَتّي وَضَعَ يَدَهُ عَلَي قَرَبُوسِ سَرجِهِ وَ مَدّ عُنُقَهُ إِلَي أُذُنِهِ وَ أَدنَي أَبُو جَعفَرٍ ع أُذُنَهُ مِنهُ سَاعَةً ثُمّ قَالَ لَهُ امضِ فَقَد فَعَلتُ فَرَجَعَ مُهَروِلًا فَقُلتُ لَهُ رَأَيتُ عَجِيباً قَالَ وَ تدَريِ‌ مَا قَالَ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابنُ رَسُولِهِ أَعلَمُ قَالَ إِنّهُ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ زوَجتَيِ‌ فِي ذَلِكَ الجَبَلِ وَ قَد تَعَسّرَ عَلَيهَا وِلَادُهَا فَادعُ اللّهَ أَن يُخَلّصَهَا وَ أَن لَا يُسَلّطَ شَيئاً مِن نسَليِ‌ عَلَي أَحَدٍ مِن شِيعَتِكُم فَقُلتُ قَد فَعَلتُ

10-حياة الحيوان ،الذئب يهمز و لايهمز وأصله الهمز والأنثي ذئبة وجمع القلة أذؤب والكثير ذئاب وذؤبان والأسد والذئب يختلفان في الجوع والصبر عليه فالأسد شديد النهم حريص شره و هو مع ذلك يحتمل أن يبقي أياما لايأكل شيئا والذئب و إن كان أقفر منزلا وأقل خصبا وأكثر كدا إذا لم يجد شيئا اكتفي بالنسيم فيقتات به وجوفه يذيب العظم المصمت و لايذيب نوي التمر و من عجيب


صفحه : 78

أمره أنه ينام بإحدي عينيه والأخري يقظي حتي تكتفي‌ العين النائمة من النوم ثم يفتحها وينام بالأخري ليحترس باليقظي وتستريح النائمة ومتي وطئ ورق العنصل مات من ساعته وعداوته للغنم بحيث إنه إذااجتمع جلد شاة مع جلد ذئب تمعط جلد الشاة والذئب إذاغلب عليه الجوع عوي فتجتمع له الذئاب ويقف بعضها إلي بعض فمن ولي منها وثب الباقون عليه فأكلوه و إذاعرض للإنسان وخاف العجز عنه عوي عواء استغاثة فتسمعه الذئاب فتقبل علي الإنسان إقبالا واحدا وهم سواء في الحرص علي أكله فإن أدمي الإنسان واحدا منها وثب الباقون علي المدمي‌ فمزقوه وتركوا الإنسان وَ رَوَي الحَاكِمُ فِي مُستَدرَكِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ بَينَمَا رَاعٍ يَرعَي بِالحَرّةِ إِذ عَدَا الذّئبُ عَلَي شَاةٍ فَحَالَ الراّعيِ‌ بَينَ الذّئبِ وَ بَينَهَا فَأَقعَي الذّئبُ عَلَي ذَنَبِهِ وَ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ تَحُولُ بيَنيِ‌ وَ بَينَ رِزقٍ سَاقَهُ اللّهُ إلِيَ‌ّ فَقَالَ الرّجُلُ يَا عَجَبَاه ذِئبٌ يكُلَمّنُيِ‌ فَقَالَ أَ لَا أُخبِرُكَ بِأَعجَبَ منِيّ‌ رَسُولُ اللّهِص بَينَ الحَرّتَينِ يُخبِرُ النّاسَ بِأَنبَاءِ مَا سَبَقَ فَزَوّي الراّعيِ‌ شِيَاهَهُ إِلَي زَاوِيَةٍ مِن زَوَايَا المَدِينَةِ ثُمّ أَتَي النّبِيّص فَأَخبَرَهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي النّاسِ فَقَالَ صَدَقَ وَ ألّذِي نفَسيِ‌ بِيَدِهِ

قال ابن عبدالبر وغيره كلم الذئب من الصحابة ثلاثة رافع بن عميرة وسلمة بن الأكوع وأهبان بن أوس الأسلمي‌ قال ولذلك تقول العرب هوكذئب أهبان يتعجبون منه و ذلك

أَنّ أُهبَانَ بنَ أَوسٍ المَذكُورَ كَانَ فِي غَنَمٍ لَهُ فَشَدّ الذّئبُ عَلَي شَاةٍ مِنهَا فَصَاحَ بِهِ أُهبَانُ فَأَقعَي لَهُ الذّئبُ وَ قَالَ أَ تَنزِعُ منِيّ‌ رِزقاً رَزَقَنِيهِ اللّهُ تَعَالَي فَقَالَ أُهبَانُ مَا سَمِعتُ وَ لَا رَأَيتُ أَعجَبَ مِن هَذَا ذِئبٌ يَتَكَلّمُ فَقَالَ أَ تَعجَبُ مِن هَذَا وَ رَسُولُ اللّهِص بَينَ هَذِهِ النّخَلَاتِ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي


صفحه : 79

المَدِينَةِ يُحَدّثُ بِمَا كَانَ وَ يَكُونُ وَ يَدعُو إِلَي اللّهِ وَ عِبَادَتِهِ وَ لَا يُجِيبُونَهُ قَالَ فَجِئتُ النّبِيّص وَ أَخبَرتُهُ بِالقِصّةِ وَ أَسلَمتُ قَالَ النّبِيّص حَدّث بِهِ النّاسَ

قال عبد الله بن أبي داود السجستاني‌ الحافظ فيقال لأهبان مكلم الذئب ولأولاده أولاد مكلم الذئب و محمد بن الأشعث الخزاعي‌ من ولده واتفق مثل ذلك لرافع بن عميرة وسلمة بن الأكوع

وَ فِي الصّحِيحَينِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ كَانَتِ امرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابنَاهُمَا إِذ جَاءَ الذّئبُ فَذَهَبَ بِابنِ إِحدَاهُمَا فَقَالَت هَذِهِ لِصَاحِبَتِهَا إِنّمَا ذَهَبَ بِابنِكِ أَنتِ فَقَالَتِ الأُخرَي إِنّمَا ذَهَبَ بِابنِكِ أَنتِ فَتَحَاكَمَا إِلَي دَاوُدَ ع فَقَضَي بِهِ لِلكُبرَي فَخَرَجَتَا إِلَي سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع فَأَخبَرَتَاهُ بِذَلِكَ فَقَالَ ائتوُنيِ‌ بِالسّكّينِ أَشُقّهُ بَينَكُمَا فَقَالَتِ الصّغرَي لَا يَرحَمُكَ اللّهُ هُوَ ابنُهَا فَقَضَي بِهِ لِلصّغرَي قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ وَ اللّهِ مَا سَمِعتُ بِالسّكّينِ قَطّ إِلّا يَومَئِذٍ وَ مَا كُنّا نَقُولُ إِلّا المُديَةَ

وَ فِي تَارِيخِ ابنِ النّجّارِ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ بَينَمَا امرَأَةٌ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ تَغسِلُ ثِيَابَهَا وَ صبَيِ‌ّ لَهَا يَدِبّ بَينَ يَدَيهَا إِذاً جَاءَ سَائِلٌ فَأَعطَتهُ لُقمَةً مِن رَغِيفٍ كَانَ مَعَهَا فَمَا كَانَ بِأَسرَعَ مِن أَن جَاءَ ذِئبٌ فَالتَقَمَ الصبّيِ‌ّ فَجَعَلَت تَعدُو خَلفَهُ وَ هيِ‌َ تَقُولُ يَا ذِئبُ ابنيِ‌ يَا ذِئبُ ابنيِ‌ فَبَعَثَ اللّهُ مَلَكاً انتَزَعَ الصبّيِ‌ّ مِن فَمِ الذّئبِ وَ رَمَي بِهِ إِلَيهَا وَ قَالَ لُقمَةٌ بِلُقمَةٍ

وَ هُوَ فِي الحِليَةِ، عَن مَالِكِ بنِ دِينَارٍ قَالَ أَخَذَ السّبُعُ صَبِيّاً لِامرَأَةٍ فَتَصَدّقَت بِلُقمَةٍ فَأَلقَاهَا السّبُعُ فَنُودِيَت لُقمَةٌ بِلُقمَةٍ

و قال الأرنب واحدة الأرانب و هوحيوان يشبه العناق قصير اليدين طويل الرجلين و هواسم جنس يطلق علي الذكر والأنثي ويقال إنها إذارأت البحر


صفحه : 80

ماتت ولذلك لاتوجد بالسواحل و هذا لايصح عندي‌ وتزعم العرب في أكاذيبها أن الجن تهرب منها لموضع حيضها والتي‌ تحيض من الحيوان أربع المرأة والضبع والخفاش والأرنب ويقال إن الكلبة تحيض و من أمثالهم المشهورة قولهم في بيته يؤتي الحكم و هومما وضعته العرب علي ألسنة البهائم قالوا إن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا يختصمان إلي الضب فقالت الأرنب يا أباحسل فقال سميعا دعوت قالت أتيناك لنختصم قال عادلا حكمتما قالت فأخرج إلينا قال في بيته يؤتي الحكم قالت إني‌ وجدت تمرة قال حلوة فكليها قالت فاختلسها الثعلب قال لنفسه بغي‌ الخير قالت فلطمته قال أخذت بحقك قالت فلطمني‌ قال حر انتصر قالت فاقض بيننا قال قدقضيت فذهبت أقواله كلها مثلا ومثل هذا أن عدي‌ بن أرطاة أتي شريحا القاضي‌ في مجلس حكمه فقال أين أنت قال بينك و بين الحائط قال اسمع مني‌ قال للاستماع جلست قال إني‌ تزوجت امرأة قال بالرفاء والبنين قال وشرط أهلها أني‌ لاأخرج من بيتهم قال أوف لهم بالشرط قال فإني‌ أريد الخروج قال في حفظ الله قال فاقض بيننا قال قدفعلت قال فعلي من حكمت قال علي ابن أمك قال بشهادة من قال بشهادة ابن أخت خالتك و قال الأسد من السباع معروف وجمعه أسود وأسد وأسد والأنثي أسدة و له أسماء كثيرة قال ابن خالويه للأسد خمسمائة اسم وصفة وزاد عليه علي بن قاسم اللغوي‌ مائة وثلاثين اسما و هوأشرف الحيوان المتوحشة إذ منزلته منها منزلة الملك المهاب لقوته وشجاعته وقساوته وشهامته وشراسة خلقه ولذلك يضرب بها


صفحه : 81

المثل في القوة والنجدة والبسالة وشدة الإقدام والصولة وقيل لحمزة أسد الله ويقال من نبل الأسد أنه اشتق لحمزة من اسمه وللأسد من الصبر علي الجوع وقلة الحاجة إلي الماء ما ليس لغيره من السباع و لايأكل من فريسة غيره و إذاشبع من فريسته تركها و لم يعد إليها و إذاجاع ساءت أخلاقه و إذاامتلأ من الطعام ارتاض و لايشرب من ماء ولغ فيه كلب و هوينهش و لايأكل وريقه قليل جدا ولذلك يوصف بالبخر ويوصف بالشجاعة والجبن فمن جبنه أنه يفزع من صوت الديك ونقر الطست و من السنور ويتحير عندرؤية النار و هوشديد البطش و لايألف شيئا من السباع لأنه لايري فيها مايكافئه ومتي وضع جلدها علي شيء من جلودها تساقطت شعورها و لايدنو من المرأة الطامث و لوبلغه الجهد ويعمر كثيرا وعلامة كبره سقوط أسنانه و في الحلية،لأبي‌ نعيم قال بلغني‌ أن الأسد لايأكل إلا من أتي محرما

وَ رَوَي مُحَمّدُ بنُ المُنكَدِرِ عَن سَفِينَةَ مَولَي رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ رَكِبتُ سَفِينَةً فِي البَحرِ فَانكَسَرَت فَرَكِبتُ لَوحاً فأَخَرجَنَيِ‌ إِلَي أَجَمَةٍ فِيهَا أَسَدٌ فَأَقبَلَ إلِيَ‌ّ فَقُلتُ أَنَا سَفِينَةُ مَولَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَنَا تَائِهٌ فَجَعَلَ يغَمزِنُيِ‌ بِمَنكِبِهِ حَتّي أقَاَمنَيِ‌ عَلَي الطّرِيقِ ثُمّ هَمهَمَ فَظَنَنتُ أَنّهُ السّلَامُ

وَ دَعَا رَسُولُ اللّهِص عَلَي عُتبَةَ بنِ أَبِي لَهَبٍ فَقَالَ أللّهُمّ سَلّط عَلَيهِ كَلباً مِن كِلَابِكَ فَافتَرَسَهُ الأَسَدُ بِالزّرقَاءِ مِن أَرضِ الشّامِ

وَ رَوَي الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ بِسَنَدِهِ عَنِ الأَسوَدِ بنِ هَبّارٍ قَالَتَجَهّزَ أَبُو لَهَبٍ وَ ابنُهُ عُتبَةُ نَحوَ الشّامِ فَخَرَجتُ مَعَهُمَا فَنَزَلنَا السّرَاةَ قَرِيباً مِن صَومَعَةِ رَاهِبٍ فَقَالَ الرّاهِبُ مَا أُنزِلُكُم هَاهُنَا هُنَا سِبَاعٌ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ أَنتُم عَرَفتُم سنِيّ‌ وَ حقَيّ‌ قُلنَا أَجَل قَالَ إِنّ مُحَمّداً دَعَا عَلَي ابنيِ‌ فَاجمَعُوا مَتَاعَكُم عَلَي هَذِهِ الصّومَعَةِ ثُمّ افرُشُوا لاِبنيِ‌ عَلَيهِ


صفحه : 82

وَ نُومُوا حَولَهُ فَفَعَلنَا ذَلِكَ وَ جَمَعنَا المَتَاعَ حَتّي ارتَفَعَ وَ دُرنَا حَولَهُ وَ بَاتَ عُتبَةُ فَوقَ المَتَاعِ فَجَاءَ الأَسَدُ فَشَمّ وُجُوهَنَا ثُمّ وَثَبَ فَإِذَا هُوَ فَوقَ المَتَاعِ فَقَطَعَ رَأسَهُ فَقَالَ سيَفيِ‌ يَا كَلبُ وَ لَم يَقدِر عَلَي غَيرِ ذَلِكَ وَ فِي رِوَايَةٍ فَضَرَبَهُ بِيَدِهِ ضَربَةً وَاحِدَةً فَخَدَشَهُ فَقَالَ قتَلَنَيِ‌ فَمَاتَ مِن سَاعَتِهِ وَ طَلَبنَا الأَسَدَ فَلَم نَجِدهُ

وإنما سماه النبي ص كلبا لأنه شبهه في رفع رجله عندالبول

وَ رَوَي البخُاَريِ‌ّ فِي صَحِيحِهِ أَنّ النّبِيّص قَالَ فِرّ مِنَ المَجذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنّهُص أَخَذَ بِيَدِ مَجذُومٍ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِ ثِقَةً بِاللّهِ وَ تَوَكّلًا عَلَيهِ وَ أَدخَلَهَا مَعَهُ الصّحفَةَ

قال الشافعي‌ في عيوب الزوجين إن الجذام والبرص يعدي‌ و قال إن ولد المجذوم قل مايسلم منه قلت معني قوله إنه يعدي‌ أي بتأثير الله تعالي لابنفسه لأن الله تعالي أجري العادة بابتلاء السليم عندمخالطة المبتلي و قديوافق قدرا وقضاء فيظن أنه عدوي و قد قال ص لاعدوي و لاطيرة و قوله في الولد قل مايسلم منه فقد قال الصيدلاني‌ معناه أن الولد قدينزعه عرق من الأب فيصير أجذم و قد قال ص لرجل قد قال له إن امرأتي‌ ولدت غلاما أسود لعل عرقا نزعه وبهذا الطريق يحصل الجمع بين هذه الأحاديث

وَ جَاءَ فِي الحَدِيثِ أَنّهُص قَالَ لَا يُورِدُ ذُو عَاهَةٍ عَلَي مُصِحّ

وَ ألّذِي ذَكَرُهُ أَنّهُص أَتَاهُ مَجذُومٌ لِيُبَايِعَهُ فَلَم


صفحه : 83

يَمُدّ يَدَهُ إِلَيهِ بَل قَالَ أَمسِك يَدَكَ فَقَد بَايَعتُكَ

وَ فِي مُسنَدِ أَحمَدَ، أَنّ النّبِيّص قَالَ لَا تُطِيلُوا النّظَرَ إِلَي المَجذُومِ وَ إِذَا كَلّمتُمُوهُ فَليَكُن بَينَكُم وَ بَينَهُ قِيدُ رُمحٍ

و قدذكر الشيخ صلاح الدين في القواعد أن الأم إذا كان بهاجذام أوبرص سقط حقها من الحضانة لأنه يخشي علي الولد من لبنها ومخالطتها

وَ رَوَي الطبّرَاَنيِ‌ّ وَ غَيرِهِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ أَ تَدرُونَ مَا يَقُولُ الأَسَدُ فِي زَئِيرِهِ قَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَص إِنّهُ يَقُولُ أللّهُمّ لَا تسُلَطّنيِ‌ عَلَي أَحَدٍ مِن أَهلِ المَعرُوفِ

وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِذَا كُنتَ بِوَادٍ تَخَافُ فِيهِ الأَسَدَ فَقُل أَعُوذُ بِدَانِيَالَ وَ بِالجُبّ مِن شَرّ الأَسَدِ

مَا رَوَاهُ البيَهقَيِ‌ّ فِي الشّعبِ أَنّ دَانِيَالَ ع طُرِحَ فِي الجُبّ وَ أُلقِيَت عَلَيهِ السّبَاعُ فَجَعَلَتِ السّبَاعُ تَلحَسُهُ وَ تُبَصبِصُ إِلَيهِ فَأَتَاهُ مَلَكٌ فَقَالَ لَهُ دَانِيَالُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَا يَنسَي مَن ذَكَرَهُ

وَ رَوَي ابنُ أَبِي الدّنيَا أَنّ بُختَنَصّرَ ضَرَي أَسَدَينِ وَ أَلقَاهُمَا فِي جُبّ وَ أَمَرَ بِدَانِيَالَ فأَلُقيِ‌َ عَلَيهِمَا فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ اشتَهَي الطّعَامَ وَ الشّرَابَ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي أَرمِيَا وَ هُوَ بِالشّامِ أَن يَذهَبَ إِلَي دَانِيَالَ بِطَعَامٍ وَ شَرَابٍ وَ هُوَ بِأَرضِ العِرَاقِ فَذَهَبَ إِلَيهِ حَتّي وَقَفَ عَلَي رَأسِ الجُبّ وَ قَالَ دَانِيَالُ دَانِيَالُ فَقَالَ مَن هَذَا


صفحه : 84

قَالَ أَرمِيَا قَالَ مَا جَاءَ بِكَ قَالَ أرَسلَنَيِ‌ إِلَيكَ رَبّكَ قَالَ دَانِيَالُ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَا يَنسَي مَن ذَكَرَهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَا يُخَيّبُ مَن رَجَاهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي مَن وَثِقَ بِهِ لَم يَكِلهُ إِلَي سِوَاهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يجَزيِ‌ بِالإِحسَانِ إِحسَاناً وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يجَزيِ‌ بِالصّبرِ نَجَاةً وَ غُفرَاناً وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي يَكشِفُ ضُرّنَا بَعدَ كَربِنَا وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هُوَ ثِقَتُنَا حِينَ يَسُوءُ ظَنُنّا بِأَعمَالِنَا وَ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هُوَ رَجَاؤُنَا حِينَ تَنقَطِعُ الحِيَلُ مِنّا

وروي ابن أبي الدنيا من وجه آخر أن الملك ألذي كان دانيال في سلطانه جاءه المنجمون وأصحاب العلم وأخبروه أنه يولد ليلة كذا وكذا غلام يفسد ملكك فأمر بقتل من ولد في تلك الليلة فلما ولد دانيال ألقته أمه في أجمة أسد فبات الأسد ولبوته يلحسانه نجاه الله بذلك حتي بلغ مابلغ و كان من أمره ماقدره العزيز العليم


صفحه : 85

باب 3-الظبي‌ وسائر الوحوش

1- الإِختِصَاصُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ الخَيّاطِ عَن مُحَمّدِ بنِ سُكَينٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ بَينَا عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع مَعَ أَصحَابِهِ إِذ أَقبَلَ ظبَي‌ٌ مِنَ الصّحرَاءِ حَتّي قَامَ حِذَاءَهُ وَ حَمحَمَ فَقَالَ بَعضُ القَومِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا تَقُولُ هَذِهِ الظّبيَةُ قَالَ تَقُولُ إِنّ فُلَاناً القرُشَيِ‌ّ أَخَذَ خِشفَهَا بِالأَمسِ وَ أَنّهَا لَم تُرضِعهُ مِن أَمسِ شَيئاً فَبَعَثَ إِلَيهِ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع أَرسِل إلِيَ‌ّ بِالخِشفِ فَبَعَثَ بِهِ فَلَمّا رَأَتهُ حَمحَمَت وَ ضَرَبَت بِيَدَيهَا ثُمّ رَضَعَ مِنهَا فَوَهَبَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لَهَا وَ كَلّمَهَا بِكَلَامٍ نَحوِ كَلَامِهَا فَتَحَمحَمَت وَ ضَرَبَت بِيَدَيهَا وَ انطَلَقَت وَ الخِشفُ مَعَهَا فَقَالُوا لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا ألّذِي قَالَت فَقَالَ دَعَتِ اللّهَ لَكُم وَ جَزَتكُم خَيراً

أقول قدمر مثله بأسانيد في باب المعجزات

2- المَحَاسِنُ، عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ قَالَ سَأَلتُ الرّضَا ع عَنِ الآمِصِ فَقَالَ مَا هُوَ فَذَهَبتُ أَصِفُهُ فَقَالَ أَ لَيسَ اليَحَامِيرَ قُلتُ بَلَي قَالَ أَ لَيسَ تَأكُلُونَهُ بِالخَلّ وَ الخَردَلِ وَ الأَبزَارِ قُلتُ بَلَي قَالَ لَا بَأسَ بِهِ

بيان كذا في أكثر النسخ اليحامير و هوجمع اليحمور و هوحمار الوحش و في القاموس الآمص والآميص طعام يتخذ من لحم عجل بجلده أومرق السكباج


صفحه : 86

المبرد المصفي من الدهن معربا خامير انتهي .فلعلهم كانوا يعملون الآمص من لحوم اليحامير و في بعض النسخ الخامير مكان اليحامير و هوأنسب بما ذكره الفيروزآبادي‌ لكن ظاهر العنوان في المحاسن الأول حيث قال لحوم الظباء واليحامير وذكر هذه الرواية فقط وضم الظباء مع الخامير غيرمناسب وسيأتي‌ الكلام في حل الظباء وأشباهها في الأبواب الآتية.

3-حياة الحيوان ،اليحمور دابة وحشية لها قرنان طويلان كأنهما منشاران ينشر بهما الشجر إذاعطش وورد الفرات يجد الشجر ملتفة فينشرها بهما وقيل إنه اليامور نفسه وقرونه كقرون الأيل يلقيها في كل سنة وهي‌ صامتة لاتجويف فيها ولونه إلي الحمرة و هوأسرع من الأيل و قال الجوهري‌ اليحمور حمار الوحش ودهنه ينفع من الاسترخاء الحاصل في أحد شقي‌ الإنسان إذااستعمل مع دهن البلسان نفع وذكر ابن الجوزي‌ في كتاب العرائس أن بعض طلبة العلم خرج من بلاده فرأي شخصا في الطريق فلما كان قريبا من المدينة التي‌ قصدها قال له ذلك الشخص قدصار لي عليك حق وذمام و أنا رجل من الجان و لي إليك حاجة فقال ماهي‌ قال إذاأتيت إلي مكان كذا وكذا فإنك تجد فيه دجاجا بينها ديك فاسأل عن صاحبه واشتره منه واذبحه فهذه حاجتي‌ إليك قال فقلت له ياأخي‌ و أناأيضا أسألك حاجة قال و ماهي‌ قلت إذا كان الشيطان ماردا لاتعمل فيه العزائم وألح بالأذي منا مادواؤه فقال دواؤه أن يؤخذ قدر فتر من جلد يحمور ويشد به إبهاما المصاب من يديه شدا وثيقا ثم يؤخذ له من دهن السداب


صفحه : 87

البري‌ فتقطر في أنفه الأيمن أربعا و في الأيسر ثلاثا فإن السالك له يموت و لايعود إليه بعده قال فلما دخلت المدينة أتيت إلي ذلك المكان فوجدت الديك لعجوز فسألتها بيعه فأبت فاشتريته منها بأضعاف ثمنه فلما اشتريته تمثل لي من بعيد و قال لي بالإشارة اذبحه فذبحته فخرج عند ذلك رجال ونساء وجعلوا يضربونني‌ ويقولون ياساحر فقلت لست بساحر فقالوا إنك منذ ذبحت الديك أصيبت شابة عندنا بجني‌ و أنه منذ سلكها لم يفارقها فطلبت وترا قدر شبر من جلد يحمور ودهن السداب البري‌ فأتوني‌ بهما فشددت إبهامي‌ يد الشابة شدا وثيقا فصاح و قال أناعلمتك علي نفسي‌ قال ثم قطرت الدهن في أنفها الأيمن أربعا و في الأيسر ثلاثا فخر ميتا من ساعته وشفي الله تعالي تلك الشابة و لم يعاودها بعده الشيطان

4-الدّلَائِلُ للِطبّرَيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن بِشرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حُمرَانَ بنِ أَعيَنَ قَالَكُنتُ قَاعِداً عِندَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِن أَصحَابِهِ فَجَاءَت ظَبيَةٌ فَتَبَصبَصَت وَ ضَرَبَت بِذَنَبِهَا فَقَالَ هَل تَدرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الظّبيَةُ قُلنَا مَا ندَريِ‌ فَقَالَ تَزعُمُ أَنّ رَجُلًا اصطَادَ خِشفاً لَهَا وَ هيِ‌َ تسَألَنُيِ‌ أَن أُكَلّمَهُ أَن يَرُدّهُ عَلَيهَا فَقَامَ وَ قُمنَا مَعَهُ حَتّي جَاءَ إِلَي بَابِ الرّجُلِ فَخَرَجَ إِلَيهِ وَ الظّبيَةُ مَعَنَا فَقَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع إِنّ هَذِهِ الظّبيَةَ زَعَمَت كَذَا وَ كَذَا وَ أَنَا أَسأَلُكَ أَن تَرُدّهُ عَلَيهَا فَدَخَلَ


صفحه : 88

الرّجُلُ مُسرِعاً دَارَهُ وَ أَخرَجَ إِلَيهِ الخِشفَ وَ سَيّبَهُ وَ مَضَتِ الظّبيَةُ وَ الخِشفُ مَعَهَا وَ أَقبَلَت تُحَرّكُ ذَنَبَهَا فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ هَل تَدرُونَ مَا تَقُولُ فَقُلنَا مَا ندَريِ‌ فَقَالَ إِنّهَا تَقُولُ رَدّ اللّهُ عَلَيكُم كُلّ حَقّ غُصِبتُم عَلَيهِ أَو كُلّ غَائِبٍ وَ كُلّ سَبَبٍ تَرجُونَهُ وَ غَفَرَ لعِلَيِ‌ّ بنِ الحُسَينِ كَمَا رَدّ عَلَيّ ولَدَيِ‌

5-حياة الحيوان ،ذكر ابن خلكان في ترجمة جعفرالصادق ع أَنّهُ سَأَلَ أَبَا حَنِيفَةَ مَا تَقُولُ فِي مُحرِمٍ كَسَرَ رَبَاعِيَةَ ظبَي‌ٍ فَقَالَ يَا ابنَ بِنتِ رَسُولِ اللّهِ لَا أَعلَمُ فِيهِ فَقَالَ إِنّ الظبّي‌َ لَا يَكُونُ لَهُ رباعيا[رَبَاعِيَةٌ] وَ هُوَ ثنَيِ‌ّ أَبَداً

كذا حكاه كشاجم في كتاب المصائد والمطارد و قال الجوهري‌ في مادة سنن في قول الشاعر في وصف إبل


فجاءت كسن الظبي‌ لم أر مثلها   سناء قتيل أوحلوبة جائع

أي هي‌ ثنيان لأن الثني‌ هو ألذي يلقي‌ ثنيته والظبي‌ لاتثبت له ثنية قط فهي‌ ثني‌ أبدا وَ رَوَي الداّرقَطُنيِ‌ّ وَ الطبّرَاَنيِ‌ّ فِي مُعجَمِهِ الأَوسَطِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وَ البيَهقَيِ‌ّ فِي سُنَنِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَمَرّ رَسُولُ اللّهِص عَلَي قَومٍ قَد صَادُوا ظَبيَةً وَ شَدّوهَا إِلَي عَمُودِ فُسطَاطٍ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ‌ وَضَعتُ وَ لِي خِشفَانِ فَاستَأذِن لِي أَن أُرضِعَهُمَا ثُمّ أَعُودَ إِلَيهِم فَقَالَص خَلّوا عَنهَا حَتّي تأَتيِ‌َ خِشفَيهَا تُرضِعُهُمَا وَ تأَتيِ‌ إِلَيكُم قَالُوا وَ مَن لَنَا بِذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَص أَنَا فَأَطلَقُوهَا فَذَهَبَت فَأَرضَعَتهُمَا


صفحه : 89

ثُمّ عَادَت إِلَيهِم فَأَوثَقُوهَا فَقَالَص أَ تَبِيعُونِيهَا قَالُوا هيِ‌َ لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَخَلّوا عَنهَا فَأَطلَقَهَا

وَ فِي رِوَايَةٍ عَن زَيدِ بنِ أَرقَمَ قَالَ لَمّا أَطلَقَهَا رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُهَا تُسَبّحُ فِي البَرّيّةِ وَ هيِ‌َ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِص

وَ رَوَي الطبّرَاَنيِ‌ّ عَن أُمّ سَلَمَةَ قَالَت كَانَ رَسُولُ اللّهِص فِي الصّحرَاءِ فَإِذَا مُنَادٍ ينُاَديِ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَالتَفَتَ فَلَم يَرَ أَحَداً ثُمّ التَفَتَ فَإِذَا ظَبيَةٌ مَوثُوقَةٌ فَقَالَت ادنُ منِيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَدَنَا مِنهَا فَقَالَ مَا حَاجَتُكَ فَقَالَت إِنّ لِي خِشفَتيِن فِي هَذَا الجَبَلِ فخَلَنّيِ‌ حَتّي أَذهَبَ إِلَيهِمَا فَأُرضِعَهُمَا ثُمّ أَرجِعَ إِلَيكَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ تَفعَلِينَ فَقَالَت عذَبّنَيِ‌َ اللّهُ عَذَابَ العَشّارِ إِن لَم أَفعَل فَأَطلَقَهَا فَذَهَبَت فَأَرضَعَت خِشفَيهَا ثُمّ رَجَعَت فَأَوثَقَهَا وَ انتَبَهَ الأعَراَبيِ‌ّ فَقَالَ أَ لَكَ حَاجَةٌ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ نَعَم تُطلِقُ هَذِهِ فَأَطلَقَهَا فَخَرَجَت تَعدُو وَ تَقُولُ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ

وَ فِي دَلَائِلِ النّبُوّةِ للِبيَهقَيِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ مَرّ النّبِيّص بِظَبيَةٍ مَربُوطَةٍ إِلَي خِبَاءٍ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ خلَنّيِ‌ حَتّي أَذهَبَ فَأُرضِعَ خشِفيِ‌ ثُمّ أَرجِعَ فتَرَبطُنُيِ‌ فَقَالَص صَيدُ قَومٍ وَ رَبِيطَةُ قَومٍ فَأَخَذَ عَلَيهَا فَحَلَفَت لَهُ فَحَلّهَا فَمَا مَكَثَت إِلّا قَلِيلًا حَتّي جَاءَت وَ قَد نَفَضَت مَا فِي ضَرعِهَا فَرَبَطَهَا رَسُولُ اللّهِص ثُمّ أَتَي خِبَاءَ أَصحَابِهَا فَاستَوهَبَهَا مِنهُم فَوَهَبُوهَا لَهُ فَحَلّهَا ثُمّ قَالَص لَو عَلِمَتِ البَهَائِمُ مِنَ المَوتِ مَا تَعلَمُونَ مَا أَكَلتُم مِنهَا سَمِيناً أَبَداً

وذكر الأزرقي‌ في تعظيم صيد الحرم عن عبدالعزيز بن أبي داود إن قوما انتهوا إلي ذي‌ طوي ونزلوا بها فإذاظبي‌ من ظباء الحرم قددنا منهم فأخذ رجل منهم بقائمة من قوائمه فقال له أصحابه ويلك أرسله فجعل يضحك وأبي أن يرسله


صفحه : 90

فبعر الظبي‌ وبال ثم أرسله فناموا في القائلة فانتبه بعضهم فإذا هوبحية منطوية علي بطن الرجل ألذي أخذ الظبي‌ فقال له أصحابه ويلك لاتحرك فلم تنزل الحية عنه حتي كان منه من الحدث ما كان من الظبي‌ ثم روي‌ عن مجاهد قال دخل قوم مكة تجارا من الشام في الجاهلية بعدقصي‌ بن كلاب فنزلوا بوادي‌ طوي تحت سمرات يستظلون بهافاختبزوا ملة لهم و لم يكن معهم أدم فقام رجل منهم إلي قوسه فوضع عليها سهما ثم رمي به ظبية من ظباء الحرم وهي‌ حولهم ترعي فقاموا إليها فسلخوها وطبخوها ليأتدموا بهافبينما هم كذلك وقدرهم علي النار تغلي‌ بها وبعضهم يشوي‌ إذ خرجت من تحت القدر عنق من النار عظيمة فأحرقت القوم جميعا و لم تحرق ثيابهم و لاأمتعتهم و لاالسمرات التي‌ كانوا تحتها ورأيت في مختصر الإحياء للشيخ شرف الدين بن يونس شارح التنبيه في باب الإخلاص أن من أخلص لله تعالي في العمل و إن لم ينو ظهرت آثار بركته عليه و علي عقبه إلي يوم القيامة كماقيل إنه لماأهبط آدم ع إلي الأرض جاءته وحوش الفلاة تسلم عليه وتزوره فكان يدعو لكل جنس بما يليق به فجاءته طائفة من الظباء فدعا لهن ومسح علي ظهورهن فظهر منهن نوافج المسك فلما رأي ما فيها من ذلك غزلان أخر فقالوا من أين هذالكن فقلن زرنا صفي‌ الله آدم


صفحه : 91

فدعا لنا ومسح علي ظهورنا فمضي البواقي‌ إليه فدعا لهن ومسح علي ظهورهن فلم يظهر لهن من ذلك شيءفقالوا قدسلمنا كمافعلتم فلم نر شيئا مما حصل لكم فقالوا أنتم كان عملكم لتنالوا كمانال إخوانكم وأولئك كان عملهم لله من غير شيءفظهر ذلك في نسلهم وعقبهم إلي يوم القيامة انتهي


صفحه : 92

أبواب الصيد والذبائح و مايحل و مايحرم من الحيوان وغيره
باب 1-جوامع مايحل و مايحرم من المأكولات والمشروبات وحكم المشتبه بالحرام و مااضطروا إليه

الآيات البقرةألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ فِراشاً وَ السّماءَ بِناءً وَ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثّمَراتِ رِزقاً لَكُم و قال تعالي هُوَ ألّذِي خَلَقَ لَكُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاً و قال تعالي كُلُوا وَ اشرَبُوا مِن رِزقِ اللّهِ و قال تعالي يا أَيّهَا النّاسُ كُلُوا مِمّا فِي الأَرضِ حَلالًا طَيّباً وَ لا تَتّبِعُوا خُطُواتِ الشّيطانِ إِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌ و قال سبحانه يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ اشكُرُوا لِلّهِ إِن كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدُونَ إِنّما حَرّمَ عَلَيكُمُ المَيتَةَ وَ الدّمَ وَ لَحمَ الخِنزِيرِ وَ ما أُهِلّ بِهِ لِغَيرِ اللّهِ فَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثمَ عَلَيهِ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌآل عمران كُلّ الطّعامِ كانَ حِلّا لبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ إِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ عَلي نَفسِهِ مِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّوراةُ قُل فَأتُوا بِالتّوراةِ فَاتلُوها إِن كُنتُم صادِقِينَ فَمَنِ افتَري عَلَي اللّهِ الكَذِبَ مِن بَعدِ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ


صفحه : 93

المائدةأُحِلّت لَكُم بَهِيمَةُ الأَنعامِ إِلّا ما يُتلي عَلَيكُم غَيرَ محُلِيّ‌ الصّيدِ وَ أَنتُم حُرُمٌ و قال تعالي حُرّمَت عَلَيكُمُ المَيتَةُ وَ الدّمُ وَ لَحمُ الخِنزِيرِ وَ ما أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ وَ المُنخَنِقَةُ وَ المَوقُوذَةُ وَ المُتَرَدّيَةُ وَ النّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السّبُعُ إِلّا ما ذَكّيتُم وَ ما ذُبِحَ عَلَي النّصُبِ وَ أَن تَستَقسِمُوا بِالأَزلامِ ذلِكُم فِسقٌ إلي قوله تعالي فَمَنِ اضطُرّ فِي مَخمَصَةٍ غَيرَ مُتَجانِفٍ لِإِثمٍ فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ يَسئَلُونَكَ ما ذا أُحِلّ لَهُم قُل أُحِلّ لَكُمُ الطّيّباتُ و قال اليَومَ أُحِلّ لَكُمُ الطّيّباتُ وَ طَعامُ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ حِلّ لَكُم وَ طَعامُكُم حِلّ لَهُم و قال تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرّمُوا طَيّباتِ ما أَحَلّ اللّهُ لَكُم وَ لا تَعتَدُوا إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ المُعتَدِينَ وَ كُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالًا طَيّباً وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ و قال تعالي لَيسَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتّقَوا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ ثُمّ اتّقَوا وَ آمَنُوا ثُمّ اتّقَوا وَ أَحسَنُوا وَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَ و قال تعالي قُل لا يسَتوَيِ‌ الخَبِيثُ وَ الطّيّبُ وَ لَو أَعجَبَكَ كَثرَةُ الخَبِيثِ فَاتّقُوا اللّهَ يا أوُليِ‌ الأَلبابِ لَعَلّكُم تُفلِحُونَالأنعام وَ ما لَكُم أَلّا تَأكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ وَ قَد فَصّلَ لَكُم ما حَرّمَ عَلَيكُم إِلّا مَا اضطُرِرتُم إِلَيهِ وَ إِنّ كَثِيراً لَيُضِلّونَ بِأَهوائِهِم بِغَيرِ عِلمٍ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُعتَدِينَهُوَ ألّذِي أَنشَأَ جَنّاتٍ مَعرُوشاتٍ وَ غَيرَ مَعرُوشاتٍ وَ النّخلَ وَ الزّرعَ مُختَلِفاً أُكُلُهُ وَ الزّيتُونَ وَ الرّمّانَ مُتَشابِهاً وَ غَيرَ مُتَشابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذا أَثمَرَ وَ آتُوا


صفحه : 94

حَقّهُ يَومَ حَصادِهِ وَ لا تُسرِفُوا إِنّهُ لا يُحِبّ المُسرِفِينَ وَ مِنَ الأَنعامِ حَمُولَةً وَ فَرشاً كُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَ لا تَتّبِعُوا خُطُواتِ الشّيطانِ إِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌ ثَمانِيَةَ أَزواجٍ مِنَ الضّأنِ اثنَينِ وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِ قُل آلذّكَرَينِ حَرّمَ أَمِ الأُنثَيَينِ أَمّا اشتَمَلَت عَلَيهِ أَرحامُ الأُنثَيَينِ نبَئّوُنيِ‌ بِعِلمٍ إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ مِنَ الإِبِلِ اثنَينِ وَ مِنَ البَقَرِ اثنَينِ قُل آلذّكَرَينِ حَرّمَ أَمِ الأُنثَيَينِ أَمّا اشتَمَلَت عَلَيهِ أَرحامُ الأُنثَيَينِ أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ وَصّاكُمُ اللّهُ بِهذا فَمَن أَظلَمُ مِمّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً لِيُضِلّ النّاسَ بِغَيرِ عِلمٍ إِنّ اللّهَ لا يهَديِ‌ القَومَ الظّالِمِينَ قُل لا أَجِدُ فِي ما أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ مُحَرّماً عَلي طاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلّا أَن يَكُونَ مَيتَةً أَو دَماً مَسفُوحاً أَو لَحمَ خِنزِيرٍ فَإِنّهُ رِجسٌ أَو فِسقاً أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنّ رَبّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ عَلَي الّذِينَ هادُوا حَرّمنا كُلّ ذيِ‌ ظُفُرٍ وَ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ حَرّمنا عَلَيهِم شُحُومَهُما إِلّا ما حَمَلَت ظُهُورُهُما أَوِ الحَوايا أَو مَا اختَلَطَ بِعَظمٍ ذلِكَ جَزَيناهُم بِبَغيِهِم وَ إِنّا لَصادِقُونَ

الأعراف وَ لَقَد مَكّنّاكُم فِي الأَرضِ وَ جَعَلنا لَكُم فِيها مَعايِشَ قَلِيلًا ما تَشكُرُونَ و قال تعالي وَ كُلُوا وَ اشرَبُوا وَ لا تُسرِفُوا إِنّهُ لا يُحِبّ المُسرِفِينَ قُل مَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التّيِ‌ أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطّيّباتِ مِنَ الرّزقِ قُل هيِ‌َ لِلّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمُونَ و قال تعالي وَ يُحِلّ لَهُمُ الطّيّباتِ وَ يُحَرّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَيونس وَ لَقَد بَوّأنا بنَيِ‌ إِسرائِيلَ مُبَوّأَ صِدقٍ وَ رَزَقناهُم مِنَ الطّيّباتِ ابراهيم فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثّمَراتِ رِزقاً لَكُم إلي قوله وَ سَخّرَ لَكُمُ الأَنهارَالحجروَ جَعَلنا لَكُم فِيها مَعايِشَ وَ مَن لَستُم لَهُ بِرازِقِينَالنحل وَ الأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فِيها دفِ ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنها تَأكُلُونَ و قال تعالي وَ إِنّ لَكُم فِي الأَنعامِ لَعِبرَةً نُسقِيكُم مِمّا فِي بُطُونِهِ مِن بَينِ فَرثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشّارِبِينَ وَ مِن ثَمَراتِ النّخِيلِ وَ الأَعنابِ تَتّخِذُونَ مِنهُ سَكَراً


صفحه : 95

وَ رِزقاً حَسَناً إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَعقِلُونَ و قال تعالي وَ رَزَقَكُم مِنَ الطّيّباتِ و قال تعالي فَكُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالًا طَيّباً وَ اشكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ إِن كُنتُم إِيّاهُ تَعبُدُونَ إِنّما حَرّمَ عَلَيكُمُ المَيتَةَ وَ الدّمَ وَ لَحمَ الخِنزِيرِ وَ ما أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌ لِتَفتَرُوا عَلَي اللّهِ الكَذِبَطه فَأَخرَجنا بِهِ أَزواجاً مِن نَباتٍ شَتّي كُلُوا وَ ارعَوا أَنعامَكُم و قال تعالي كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ لا تَطغَوا فِيهِ فَيَحِلّ عَلَيكُم غضَبَيِ‌المؤمنون وَ أَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسكَنّاهُ فِي الأَرضِ وَ إِنّا عَلي ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ فَأَنشَأنا لَكُم بِهِ جَنّاتٍ مِن نَخِيلٍ وَ أَعنابٍ لَكُم فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَ مِنها تَأكُلُونَ وَ شَجَرَةً تَخرُجُ مِن طُورِ سَيناءَ تَنبُتُ بِالدّهنِ وَ صِبغٍ لِلآكِلِينَ وَ إِنّ لَكُم فِي الأَنعامِ لَعِبرَةً نُسقِيكُم مِمّا فِي بُطُونِها وَ لَكُم فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَ مِنها تَأكُلُونَلقمان أَ لَم تَرَوا أَنّ اللّهَ سَخّرَ لَكُم ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ وَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةًالتنزيل أَ وَ لَم يَرَوا أَنّا نَسُوقُ الماءَ إِلَي الأَرضِ الجُرُزِ فَنُخرِجُ بِهِ زَرعاً تَأكُلُ مِنهُ أَنعامُهُم وَ أَنفُسُهُم أَ فَلا يُبصِرُونَفاطروَ مِن كُلّ تَأكُلُونَ لَحماً طَرِيّايس وَ أَخرَجنا مِنها حَبّا فَمِنهُ يَأكُلُونَ إلي قوله تعالي لِيَأكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَ ما عَمِلَتهُ أَيدِيهِم أَ فَلا يَشكُرُونَ سُبحانَ ألّذِي خَلَقَ الأَزواجَ كُلّها مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ وَ مِن أَنفُسِهِم وَ مِمّا لا يَعلَمُونَ المؤمنين اللّهُ ألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنعامَ لِتَركَبُوا مِنها وَ مِنها تَأكُلُونَ وَ لَكُم فِيها مَنافِعُ وَ لِتَبلُغُوا عَلَيها حاجَةً فِي صُدُورِكُم وَ عَلَيها وَ عَلَي الفُلكِ تُحمَلُونَعبس فَأَنبَتنا فِيها حَبّا وَ عِنَباً وَ قَضباً وَ زَيتُوناً وَ نَخلًا وَ حَدائِقَ غُلباً وَ فاكِهَةً وَ أَبّا مَتاعاً لَكُم وَ لِأَنعامِكُم.


صفحه : 96

تفسيرألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ فِراشاًيدل علي جواز الانتفاع بالأرض علي أي وجه كان من السكني والزراعة والعمارة وحفر الأنهار وإجراء القنوات وغيرها من وجوه الانتفاعات إلا ماأخرجه الدليل . و قوله رِزقاً لَكُميدل علي حلية جميع الثمرات وبيعها وسائر الانتفاعات ولكم صفة رزقا إن أريد به المرزوق ومفعول له إن أريد به المصدر كأنه قال رزقه إياكم ويدل تتمة الآية علي وجوب شكر المنعم هُوَ ألّذِي خَلَقَ لَكُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاًامتن سبحانه علي عباده بخلق جميع ما في الأرض لهم و هذايدل علي صحة انتفاعهم بكل ما فيها من وجوه المصالحة إذاخلا عن المفسدة و منه يستدل علي أن الأصل في الأشياء الإباحة إذ هي‌ مباحة لمن خلقت له وقيل الامتنان بخلق الجميع يقتضي‌ حل الجميع و أن لكل شيءمنها فائدة ونفعا و مايقال من أن ما لانفع به كالسم والعقرب وبعض الحشرات خارج عن ذلك ففيه نظر و أن عدم الوجدان لايدل علي عدم الوجود ووجود ضرر في شيء لايدل علي انتفاء النفع فيه أ لاتري أن المأكولات الطيبة تضر المريض غاية المضرة و من تأمل في حكمته تعالي لم يتجاسر بمثل هذاالمقال فلعل المراد أن ليس في الخلق ما هوضرر محض خال عن النفع بل إنما فيه من جهة ضررا وجهة خلا من ذلك الوجه من المنفعة لايقع به امتنان من تلك الجهة بل الامتنان من جهة النفع مع الخلو عن الضرر والطيب في بعض الآيات إشارة إلي ذلك كمافسره الطبرسي‌ أن المراد الطاهر من كل شبهة خبث وضرر و الله أعلم انتهي . و قال البيضاوي‌ معني لَكُملأجلكم وانتفاعكم في دنياكم باستنفاعكم بها في مصالح أبدانكم بوسط أو غيروسط أودينكم بالاستدلال والاعتبار والتعرف بما يلائمها من لذات الآخرة وآلامها فهو يقتضي‌ إباحة الأشياء النافعة و لايمنع اختصاص بعضها ببعض لأسباب عارضة فإنه يدل علي أن الكل للكل لا أن كل


صفحه : 97

واحد لكل واحد و مايعم كل ما في الأرض لا الأرض إلا إذاأريد به جهة السفل كمايراد بالسماء جهة العلو وجميعا حال من الموصول الثاني‌كُلُوا وَ اشرَبُواظاهر الخطاب لبني‌ إسرائيل فالمراد مارزقهم الله من المن والسلوي والعيون ويمكن الاستدلال علي العموم بوجه لايخلو من تكلف .يا أَيّهَا النّاسُ كُلُوا مِمّا فِي الأَرضِ قال الطبرسي‌ رحمه الله عن ابن عباس أنها نزلت في ثقيف وخزاعة وبني‌ عامر بن صعصعة وبني‌ مدلج لماحرموا علي أنفسهم من الحَرث والأَنعام والبَحِيرة والسّائبة والوَصِيلة. و قال قدس سره اختلف الناس في المآكل والمنافع لاضرر علي أحد فيهافمنهم من ذهب إلي أنها علي الحظر ومنهم من ذهب إلي أنها علي الإباحة واختاره المرتضي رحمه الله ومنهم من وقف بين الأمرين وجوز كل واحد منهما و هذه الآية دالة علي إباحة المآكل إلا مادل الدليل علي حظره فجاءت مؤكدة لما في العقل انتهي . والمراد بالأكل إما خصوص الأكل اللغوي‌ أومطلق الانتفاع فإنه مجاز شائع والحلال هوالجائز من أفعال العباد ونظيره المباح والطيب يقال لمعان الأول ماحلله الشارع .الثاني‌ ما كان طاهرا.الثالث ماخلا عن الأذي في النفس والبدن .الرابع مايستلذه الطبع المستقيم و لايتنفر عنه .الخامس ما لم يكن فيه جهة قبح توجب المنع عنه كمانفهم من أكثر موارد استعماله وستعرفه والخطاب هنا عام لجميع المكلفين من بني‌ آدم


صفحه : 98

والأمر في كُلُواللإباحة و لما كان في المأكول مايحرم و مايحل بين مايجب أن يكون عليه من الصفة فقال حَلالًا وقيل الأمر للوجوب نظرا إلي مراعاة القيدطَيّباًقيل هوالحلال أيضا جمع بينهما لاختلاف اللفظين تأكيدا وقيل ماتستطيبونه وتلذونه في العاجل والآجل و في الكشاف والجوامع طاهرا من كل شبهة قيل و لايبعد علي تقدير مفعوليةحَلالًا وحاليته أن يراد بالحلال ماخلا من جهة الحظر بحسب ذاته وأحواله الغالبة والطيب ماخلا من جهة الحظر من كل وجه . وأقول علي تقدير حالية الطيب وحمل الأمر علي الرجحان الأظهر أن يكون الحلال للاحتراز عن الحرام والطيب للاحتراز عن الشبهات ثم قوله حَلالًاإما مفعول كلوا و من حينئذ ابتدائية أوبيانية وظاهر الكشاف أنها تبعيضية ومنع منه التفتازاني‌ لأن من التبعيضية في موقع المفعول أي كلوا بعض ما في الأرض . قال فإن قيل لم لايجوز أن يكون حالا من حلالا قلنا لأن كون من التبعيضية ظرفا مستقرا وكون اللغو حالا مما لاتقول به النحاة وقيل فيه نظر لأن كون من التبعيضية في موضع المفعول ليس معناه أنه مفعول به من حيث الإعراب مغن عن المفعول به بل إنما يتحد مع المفعول به انتهي . أوحال من المفعول و هومِمّا فِي الأَرضِفيكون المراد بما في الأرض المأكولات المحللة أوصفة مصدر محذوف أي كلوا أكلا حلالا و من للتبعيض أوابتدائية إما كونه مفعولا له أوتميزا كمازعم بعضهم فغير واضح وطيبا مثل حلالا أوصفته .أقول هذا ماذكره القوم والأظهر عندي‌ أن حلالا وطيبا للتأكيد لاللتقييد سواء جعلا حالين مؤكدتين أوغيره لأن التقييد مع حمل الأمر علي الإباحة كماذكره الأكثر يجعل الكلام خاليا عن الفائدة إذ حاصله حينئذ أحل لكم ماأحل لكم إذ يجوز لكم الانتفاع بما أحل لكم . فإن قيل كيف يستقيم هذا مع أنه معلوم أن ما في الأرض مشتمل علي


صفحه : 99

محرمات كثيرة قلنا إذاحملنا من علي التبعيض لايرد ذلك وأيضا يمكن أن يكون هذاقبل تحريم ماحرم من الأشياء فإنه يظهر من بعض الأخبار أنه لم يجب قبل الهجرة شيءسوي الشهادتين و مايتبعهما من العقائد و لم يحرم سوي الشرك وإنكار النبوة و مايلزمهما و بعدالهجرة نزلت الواجبات والمحرمات تدريجا علي أنه يمكن أن يكون عاما مخصصا كما في سائر العمومات فتدل علي حل ما في الأرض جميعا إلا ماأخرجه الدليل . وقيل يظهر من عمومات الخطاب حل المحللات للكفار والفساق أيضا وجواز إعطائهم منها إلا مادل علي المنع منه دليل وَ لا تَتّبِعُوا خُطُواتِ الشّيطانِ أي لاتتبعوا وساوس الشيطان في تحريم ماأحل الله أو في ترك شكر ماأنعم الله ويؤيد الأول قوله وَ أَن تَقُولُوا عَلَي اللّهِ وَ روُيِ‌َ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ خُطُوَاتِ الشّيطَانِ الحَلفُ بِالطّلَاقِ وَ النّذرُ فِي المعَاَصيِ‌ وَ كُلّ يَمِينٍ بِغَيرِ اللّهِ

.أقول يحتمل أن يكون المراد الحلف والنذر علي تحريم المحللات بقرينة صدر الآية. وقيل في هذاالنهي‌ تنبيه علي أن المراد بحلالا في الأمر التقييد لاإطلاق حل ما في الأرض والمأكول منه أوالأكل و هويعم مخالفة الأمر بالتعدي‌ إلي أكل غيرالحلال وباجتناب أكل الحلال وفعل غير ذلك من المحرمات انتهي وضعفه ظاهر مما ذكرنايا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُممضمون صدر الآية قريب مما تقدم إلاأنها خاصة باعتبار الخطاب للمؤمنين وقيل الأمر للترغيب أولإباحة أكل مايستلذه المؤمنون ويستطيبونه ويعدونه طيبا لاخبيثا ينفر عنه الطبع ويجزم العقل بقبح أكله مثل الدم والبول والمني‌ والحشرات وغيرها فيفهم منه كونه طاهرا أيضا إذ النجس خبيث و ليس مما يعدونه طيبا فهو في الدلالة علي


صفحه : 100

إباحة جميع مايعده العقل طيبا و لايجد فيه ضررا وخبثا مما يسمي رزقا لبني‌ آدم أي ينتفع به في الأكل أصرح مما تقدم ففهم كون الأشياء علي أصل الحلية منها أولي .أقول علي سياق ماقدمنا يكون الحاصل كلوا مما لم يدل دليل شرعي‌ علي تحريمه فيما رزقناكم ومكناكم من التصرف فيه أومما لم يكن فيه جهة قبح واقعي‌ فيرجع إلي الأول لأنه يعلم ذلك ببيان الشارع أومما لم يكن مضرا بالنفس والبدن أومما يستلذه الطبع المستقيم و لايتنفر عنه إما بناء علي الغالب من أنه لايرغب إلي غير ذلك أوبناء علي أن سياق الآية مشتمل علي الامتنان وعمدة الامتنان به لابما تتنفر الطباع عنه أولمرجوحية أكل الخبائث غيرالمحرمة بناء علي أن الأمر للإباحة الصرفة أولرجحان التصرف في الطيبات وأكلها بناء علي أن الأمر للاستحباب . وبالجملة يشكل الاستدلال بأمثاله علي تحريم ماتتنفر عنه عامة الطباع . و قال الرازي‌ اعلم أن الأكل قد يكون واجبا و ذلك عنددفع الضرر و قد يكون مندوبا و ذلك أن الضيف قديمتنع من الأكل إذاانفرد وينبسط إذاسوعد فهذا مندوب و قد يكون مباحا إذاخلا عن هذه العوارض والأصل في الشي‌ء أن يكون خاليا عن العوارض فلاجرم كان مسمي الأكل مباحا و إذا كان الأمر كذلك كان الأمر كذلك . ثم قال احتج الأصحاب أن الرزق قد يكون حراما بقوله مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُمبأن الطيب هوالحلال فلو كان كل رزق حلالا لكان المعني كلوا من محللات ماحللنا لكم فيكون تكرارا و هوخلاف الأصل وأجابوا عنه بأن الطيب في اللغة عبارة المستلذ المستطاب ولعل أقواما ظنوا أن التوسع في المطاعم والاستكثار من طيباتها ممنوع منه فأباح الله تعالي ذلك بقوله كلوا من لذائذ ماأحللنا لكم فكان تخصيصه بالذكر لهذا المعني انتهي .


صفحه : 101

ومضمون باقي‌ الآية تعليق وجوب الشكر لله علي عبادتهم إياه وتلخيصه أن العبادة له إن كانت واجبة عليكم لأنه إلهكم فالشكر له أيضا واجب عليكم فإنه منعم محسن إليكم كذا ذكره الطبرسي‌ رحمه الله و قال الرازي‌ فيه وجوه أحدها واشكروا الله إن كنتم عارفين بالله ونعمه فعبر عن معرفة الله تعالي بعبادته إطلاقا لاسم الأثر علي المؤثر. وثانيها معناه إن كنتم تريدون أن تعبدوا الله فاشكروه فإن الشكر رئيس العبادات . وثالثها واشكروا الله ألذي رزقكم هذه النعمة إن كنتم إياه تعبدون أي إن صح أنكم تخصونه بالعبادة وتقرون أنه هوسبحانه إلهكم لا غيرانتهي . وأقول يحتمل أن يكون الغرض أن شكركم إنما يصح ويستقيم بترك الشرك وإخلاص العبادة له تعالي .إِنّما حَرّمَ عَلَيكُمُ المَيتَةَ كان هذه الآية كالاستثناء عن عموم ماتقدم أو أنه سبحانه لماأمر في الآية بأكل الطيبات بين في هذه الآية الخبائث ليعلم أن ماسواها من الطيبات وإنما علي المشهور بين أهل العربية والأصوليين للحصر فيدل علي حصر المحرمات من المأكولات في هذه الأشياء فهي‌ حجة في حل ماسواها إلا ماأخرجه الدليل . و قال البيضاوي‌ المراد قصر الحرمة علي ماذكر مما استحلوه لامطلقا أوقصر حرمته علي حال الاختيار كأنه قيل إنما حرم عليكم هذه الأشياء ما لم تضطروا إليها انتهي . ويمكن أن يكون التحريم في هذاالوقت مقصورا علي ماذكر فحرم بعد ذلك غيرها كمامر والأول من المحرمات في تلك الآية الميتة وهي‌ علي المشهور مافارقه


صفحه : 102

الروح لا علي وجه التذكية الشرعية و في المجمع هي‌ كل ما له نفس سائلة من دواب البر وطيره مما أباح الله أكله إنسيهما ووحشيهما فارقه روحه من غيرتذكية وقيل الميتة كل مافارقته الحياة من دواب البر وطيره بغير تذكية وَ قَد روُيِ‌َ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ سَمّي الجَرَادَ وَ السّمَكَ مَيتاً فَقَالَ مَيتَتَانِ مُبَاحَتَانِ الجَرَادُ وَ السّمَكُ

انتهي . و لايبعد أن يكون إطلاق الميتة علي السمك والجراد علي المجاز فإن إخراج الأول من الماء وقبض الثاني‌ تذكيتهما. واستدل بهذه الآية وأمثالها علي حرمة جميع انتفاعات الميتة إلا ماأخرجه الدليل لأن الحرمة المضافة إلي العين تفيد عرفا حرفة التصرف فيهامطلقا وقيل الحرمة المضافة إلي كل عين تفيد تحريم الانتفاع المتعارف الغالب فيه فإن المتبادر في تحريم الميتة الأكل لاسيما ذكرها مع الدم ولحم الخنزير و في تحريم الأمهات الوطء وهكذا و كان هذاأقوي وحملوا الميتة عليها و علي أجزائها التي‌ تحل فيهاالحياة فلاتحرم ما لاتحل فيه الحياة منها إلا ما كان خبيثا علي المشهور لالذلك بل لكونه خبيثا علي رأيهم وحمل عليه كل ماأبين من حي‌ مما حلت فيه الحياة. والثاني‌ الدم وقيد بالمسفوح لتقييده به في الآية الأخري والمطلق محمول علي المقيد والمسفوح هو ألذي يخرج بقوة عندقطع عرق الحيوان أوذبحه من سفحت الماء إذاصببته أي المصبوب واحترز به عما يخرج من الحيوان بتثاقل كدم السمك فلا يكون نجسا واختلفوا في حرمته فقيل هوحرام لإطلاق هذه الآية و قدعرفت جوابه ولأنه من الخبائث و قدمنع ذلك وستسمع الكلام في الخبائث وحرمتها. و أماالدم المختلف في الذبيحة في الحيوان مأكول اللحم فلاأعرف خلافا بين


صفحه : 103

الأصحاب في كونه حلالا ونقل العلامة الإجماع عليه و مايجذبه النفس إلي باطن الذبيحة ليس في حكم المتخلف في الحل والطهارة و في تحريم المتخلف في الكَبِد والقلب وجهان و لايبعد ترجيح عدم التحريم لظاهر الآية إلا أن يثبت كونه خبيثا وحرمة مطلق الخبيث والدم المتخلف في حيوان غيرمأكول اللحم تابع لذلك الحيوان وظاهر الأصحاب الحكم بنجاسته ونقل عن بعض المتأخرين التوقف فيها و ماعدا المذكورات من الدماء التي‌ لم تخرج بقوة من عرق و لالها كثرة انصباب لكنه مما له نفس فظاهر الأصحاب الاتفاق علي نجاسته وظاهر الفاضلين دعوي الإجماع عليه ويستفاد من بعض الأخبار أيضا فيلزم التحريم أيضا و أمادم غيرالسمك مما لانفس له فقد نقل جماعة من الأصحاب الإجماع علي طهارته والكلام في حله وحرمته كالكلام في دم السمك .الثالث لحم الخنزير قيل خص اللحم و إن كان كل أجزائه محرما لأنه هوالمقصود بالأكل وغيره تابع ولشدة حرص الكفرة ومزيد اعتقادهم بحسنه وبركته فخصه ردا عليهم .الرابع ما أهل به لغير الله أي مارفع به الصوت عندذبحه لغير الله كالصنم والمسيح وغيرهما والإهلال أصله رؤية الهلال يقال أَهَلّ الهلال وأَهلَلتَهُ لكن لماجرت العادة برفع الصوت بالتكبير إذارئي‌ سمي‌ ذلك إهلالا ثم قيل لرفع الصوت و إن كان لغيره و قال في موضع آخروَ لا تَأكُلُوا مِمّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللّهِ عَلَيهِقيل فهذا مطلق والأول مقيد فيحمل الثاني‌ علي الأول أوبينهما عموم وخصوص من وجه فجمع بينهما بمقتضي الروايات المعتبرة وسيأتي‌ أحكام التسمية إن شاء الله .فَمَنِ اضطُرّ أي إلي أكل هذه الأشياء قال الطبرسي‌ رحمه الله ضرورة مجاعة عن أكثر المفسرين وقيل ضرورة إكراه عن مجاهد وتقديره فمن خاف علي النفس من الجوع و لايجد مأكولا يسد به الرمق و قوله غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ فيه ثلاثة أقوال


صفحه : 104

أحدها غيرباغ لذة و لاعاد سد الجوعة. وثانيها غيرباغٍ في الإفراط و لاعادٍ في التقصير. وثالثها غيرباغ علي المسلمين و لاعادٍ عليه بالمعصية و هوالمروي‌ عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع انتهي .

وَ فِي الكاَفيِ‌ عَنِ الصّادِقِ ع الباَغيِ‌ ألّذِي يَخرُجُ عَلَي الإِمَامِ وَ العاَديِ‌ ألّذِي يَقطَعُ الطّرِيقَ لَا تَحِلّ لَهُمَا المَيتَةُ

و في التهذيب الباغي‌ باغي‌ الصيد والعادي‌ السارق ليس لهما أن يأكلا الميتة إذااضطرا هي‌ حرام عليهما

وَ فِي الفَقِيهِ عَنِ الجَوَادِ ع قَالَ العاَديِ‌ السّارِقُ وَ الباَغيِ‌ ألّذِي يبَغيِ‌ الصّيدَ بَطَراً أَو لَهواً لَا لِيَعُودَ بِهِ عَلَي عِيَالِهِ لَيسَ لَهُمَا أَن يَأكُلَا المَيتَةَ إِذَا اضطُرّا هيِ‌َ حَرَامٌ عَلَيهِمَا فِي حَالِ الِاضطِرَارِ كَمَا هيِ‌َ حَرَامٌ عَلَيهِمَا فِي حَالِ الِاختِيَارِ وَ لَيسَ لَهُمَا أَن يَقصُرَا فِي صَومٍ وَ لَا صَلَاةٍ فِي سَفَرٍ

. و قال البيضاوي‌ و غيرباغ بالاستيثار علي مضطر آخر و لاعاد سد الرمق والجوعة وقيل غيرباغ علي الوالي‌ و لاعاد بقطع الطريق فعلي هذا لايباح علي العاصي‌ بالسفر و هوظاهر مذهب الشافعي‌ وقول أحمد.


صفحه : 105

فَلا إِثمَ عَلَيهِ قال الطبرسي‌ رحمه الله أي لاحرج عليه وإنما ذكر هذااللفظ لتبيين أنه ليس بمباح في الأصل وإنما رفع الحرج للضرورةإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌإنما ذكر المغفرة لأجل أمرين إما لتبيين أنه إذا كان يغفر المعصية فإنه لايؤاخذ فيما رخص فيه وإما لأنه وعد بالمغفرة عندالإنابة إلي الطاعة مما كانوا عليه من تحريم ما لم يحرمه الله من السائبة وغيرها انتهي . وأقول و إن كان ظاهر بعض الأخبار اختصاص الحكم بالاضطرار في المخمصة لكن لفظ الآية شامل لكل اضطرار من مجاعة أوخوف قتل أوضرر عظيم لايتحمل عادة.كُلّ الطّعامِ في المجمع كل المأكولات كانَ حِلّا أي حلالالبِنَيِ‌ إِسرائِيلَ وإسرائيل هويعقوب ع إِلّا ما حَرّمَ إِسرائِيلُ عَلي نَفسِهِاختلفوا في ذلك الطعام فقيل إن يعقوب ع أخذه وجع العرق ألذي يقال له عرق النسا فنذر إن شفاه الله أن يحرم العروق ولحم الإبل و هوأحب الطعام إليه عن ابن عباس وغيره وقيل حرم إسرائيل علي نفسه لحم الجزور تعبدا لله وسأل الله أن يجيز له فحرم الله تعالي ذلك علي ولده عن الحسن وقيل حرم زائدتي‌ الكبد والكليتين والشحم إلا ماحملته الظهور عن عكرمة واختلف في أنه كيف حرمه علي نفسه فقيل بالاجتهاد وقيل بالنذر وقيل بنص ورد عليه وقيل حرمه كمايحرم المستظهر في دينه من الزهاد اللذة علي نفسه مِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّوراةُ أي كل الطعام كان حلا لبني‌ إسرائيل قبل نزول التوراة علي موسي فإنها تضمنت تحريم ما كان حلالا لبني‌ إسرائيل واختلفوا فيما حرم عليهم وحالها بعدنزول التوراة.فقيل إنه حرم عليهم ماكانوا يحرمونه قبل نزولها اقتداء بأبيهم يعقوب عن السدي‌.


صفحه : 106

وقيل لم يحرمه الله عليهم في التوراة وإنما حرم عليهم بعدالتوراة بظلمهم وكفرهم وكانت بنو إسرائيل إذاأصابوا ذنبا عظيما حرم الله عليهم طعاما طيبا وصب عليهم رجزا و هوالموت و ذلك قوله تعالي فَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا حَرّمنا عَلَيهِم طَيّباتٍ أُحِلّت لَهُم. وقيل لم يكن شيء من ذلك حراما عليهم في التوراة وإنما هو شيءحرموه علي أنفسهم اتباعا لأبيهم وأضافوا تحريمه إلي الله فكذبهم الله تعالي فاحتج عليهم بالتوراة وأمرهم بالإتيان بها وبأن يقرءوا ما فيهافإنه كان في التوراة أنها كانت حلالا للأنبياء وإنما حرمها إسرائيل علي نفسه فلم يجسروا علي إتيانها لعلمهم بصدقه ص وكذبهم و كان ذلك دليلا علي صحة نبوته مِن بَعدِ ذلِكَ أي بعدقيام الحجةفَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَلأنفسهم . وأقول ظاهره علي بعض الوجوه تحليل ماحرموه علي أنفسهم فتأمل .أُحِلّت لَكُم بَهِيمَةُ الأَنعامِ قدمر تفسيره في باب الأنعام إِلّا ما يُتلي عَلَيكُمقيل أي إلامحرم مايتلي عليكم كقوله حُرّمَت عَلَيكُمُ المَيتَةُ أو إلا مايتلي عليكم آيةُ تحريمِهِغَيرَ محُلِيّ‌ الصّيدِحال من الضمير في لكم وقيل من واو أوفوا وقيل استثناء و هوتعسف والصيد يحتمل المصدر والمفعول وَ أَنتُم حُرُمٌحال عما استكن في محلي‌ والحرم جمع حرام و هوالمحرم وسيأتي‌ تفسير الآيات في كتاب الحج إن شاء الله تعالي .وَ المُنخَنِقَةُ قال الطبرسي‌ رحمه الله تعالي هي‌ التي‌ تدخل رأسها بين شعبين من شجر فتختنق وتموت عن السدي‌ وقيل هي‌ التي‌ تخنق بحبل الصائد وتموت


صفحه : 107

عن الضحاك وقتادة و قال ابن عباس كان أهل الجاهلية يخنقونها فيأكلونهاوَ المَوقُوذَةُهي‌ التي‌ تضرب حتي تموت عن ابن عباس والسدي‌ والوقذ شدة الضرب يقال وقذتها أقذها وقذا وأوقذتها إيقاذا إذاأثخنتها ضربا.وَ المُتَرَدّيَةُ وهي‌ التي‌ تقع من جبل أوموضع عال أوتقع في بئر فتموت عن ابن عباس وغيره ومتي وقع في بئر و لايقدر علي تذكيته جاز أن يطعن ويضرب في غيرالمذبح حتي يبرد ثم يؤكل .وَ النّطِيحَةُ وهي‌ التي‌ تنطحها غيرها فتموت وإنما تثبت فيهاالهاء و إن كان فعيل بمعني المفعول لاتثبت فيهاالهاء مثل لحية دَهِين وعين كَحيل وكف خَضيب لأنها أدخلت في حيز الأسماء و قال بعض الكوفيين إنما تحذف الهاء من فعيلة بمعني مفعولة إذاكانت صفة لاسم قدتقدمها مثل كف خضيب وعين كحيل فأما إذاحذف الكف والعين و ما يكون فعيل نعتا له واجتزءوا بفعيل أثبتوا فيه ها التأنيث ليعلم بثبوتها فيه أنها صفة لمؤنث فيقال رأينا كحيلة وخضيبة.وَ ما أَكَلَ السّبُعُ أي وحرم عليكم ماأكله السبع بمعني قتله السبع و هوفريسة السبع عن ابن عباس وغيره .إِلّا ما ذَكّيتُميعني‌ إلا ماأدركتم ذكاته فذكيتموه من هذه الأشياء وَ روُيِ‌َ عَنِ السّيّدَينِ البَاقِرِ وَ الصّادِقِ ع أَنّ أَدنَي مَا تُدرِكُ بِهِ الذّكَاةُ أَن تُدرِكَهُ يَتَحَرّكُ أُذُنَهُ أَو ذَنَبَهُ أَو يَطرِفُ عَينَهُ

. واختلف في الاستثناء إلي ماذا يرجع فقيل يرجع إلي جميع ماتقدم ذكره من المحرمات سوي ما لايقبل من الخنزير والدم عن علي ع و ابن عباس . وقيل هواستثناء من التحريم لا من المحرمات لأن الميتة لاذكاة لها وللخنزير فمعناه حرمت عليكم سائر ماذكر إلا ماذكيتم مما أحله الله لكم بالتذكية فإنه


صفحه : 108

حلال لكم انتهي . وقيل الاستثناء راجع إلي الأخير فقط. ثم قال رحمه الله ومتي قيل ماوجه التكرار في قوله وَ المُنخَنِقَةُ وَ المَوقُوذَةُ إلي آخر ماعدد تحريمه مع أنه افتتح الآية بقوله حُرّمَت عَلَيكُمُ المَيتَةُ وهي‌ تعم جميع ذلك و إن اختلفت أسباب الموت من خنق أوترد أونطح أوإهلال لغير الله به أوأكل سبع .فالجواب أن الفائدة في ذلك أنهم كانوا لايعدون الميتة إلا مامات حتف أنفه من دون شيء من هذه الأسباب فأعلمهم الله سبحانه أن حكم الجميع واحد و أن وجه الاستباحة هوالتذكية المشروعة فقط قال السدي‌ إن ناسا من العرب كانوا يأكلون جميع ذلك و لايعدونه ميتا إنما يعدون الميت ألذي يموت من الوجع .وَ ما ذُبِحَ عَلَي النّصُبِ أي الحجارة التي‌ كانوا يعبدونها وهي‌ الأوثان يعني‌ حرم عليكم ماذبح علي اسم الأوثان وقيل معناه ماذبح للأوثان تقربا إليها واللام و علي يتعاقبان أ لاتري إلي قوله سبحانه فَسَلامٌ لَكَ مِن أَصحابِ اليَمِينِبمعني عليك وكانوا يقربون ويلطخون الأوثان بدمائها قال ابن جريح ليست النصب أصناما إنما الأصنام مايصور وينقش بل كانت حجارة منصوبة حول الكعبة وكانت ثلاثمائة وستين حجرا وقيل كانت ثلاثمائة منها لخزاعة وكانوا إذا ماذبحوا نضحوا الدم علي ماأقبل من البيت وشرحوا الدم وجعلوه علي الحجارة فقال المسلمون يا رسول الله كان أهل الجاهلية يعظمون البيت بالدم فنحن أحق بتعظيمه فأنزل الله


صفحه : 109

سبحانه لَن يَنالَ اللّهَ لُحُومُها وَ لا دِماؤُها وَ لكِن يَنالُهُ التّقوي مِنكُم.وَ أَن تَستَقسِمُوا بِالأَزلامِموضعه رفع أي وحرم عليكم الاستقسام بالأَزلام ومعناه طلب قسم الأَرزاق بالقِداح التي‌ كانوا يتفأّلون بها في أسفارهم وابتداء أمورهم وهي‌ سهام كانت للجاهلية مكتوب علي بعضها أمرني‌ ربي‌ و علي بعضها نهاني‌ ربي‌ وبعضها غفل لم يكتب عليها شيء فإذاأرادوا سفرا أوأمرا يهتمون به ضربوا تلك القداح فإن خرج السهم ألذي عليه أمرني‌ ربي‌ مضي الرجل لحاجته و إن خرج ألذي عليه نهاني‌ ربي‌ لم يمض و إن خرج ما ليس عليه شيءأعادوها فبين الله تعالي أن العمل بذلك حرام عن الحسن وجماعة من المفسرين ثم ذكر ماسيأتي‌ عن علي بن ابراهيم ثم قال وقيل هي‌ كعاب فارس والروم التي‌ كانوا يتقامرون بها عن مجاهد وقيل الشطرنج عن سفيان بن وكيع ذلِكُم فِسقٌمعناه أن جميع ماسبق ذكره فسق أي ذنب عظيم وخروج عن طاعة الله إلي معصيته عن ابن عباس وقيل إن ذلكم إشارة إلي الاستقسام بالأزلام أي إن ذلك الاستقسام فسق و هوالأظهر انتهي . وقيل علي الأول وسبب التحريم أنه دخول في علم الغيب وضلال باعتقاد أن ذلك طريق إليه وافتراء علي الله إن أريد بربي‌ الله وجهالة وشرك إن أريد به الصنم و علي هذايفهم منه تحريم الاستخارة المشهورة التي‌ قال الأكثر بجوازها بل باستحبابها وتدل عليه الروايات فلا يكون سبب التحريم ماذكر بل مجرد النص المخصوص وتكون الاستخارة خارجة عنه بالنص فإن الظاهر أن خصوص ماكانوا يفعلونه من اقتراح أنفسهم لاطريق إليه شرعا والروايات طرق شرعية وحجة بالغة و ليس هذامثل ذلك كذا ذكره بعض المحققين .


صفحه : 110

وأقول يظهر من بعض الأخبار أيضا أنهم كانوا يضربون بالقداح عندآلهتهم ويتوسلون في ذلك إليهم فيمكن أن يكون كونه فسقا من هذه الجهة أيضا. ثم إن الآيات المتعرضة بين تلك الآيات و بين قوله فَمَنِ اضطُرّاعتراض بما يوجب التجنب عنها و هو أن تناولها فسوق وحرمتها من جملة الدين الكامل والنعمة التامة والإسلام المرضي‌. وأقول لايبعد تغيير نظم الآيات عن الترتيب المنزل لدلالة الروايات المتواترة من طرق الخاصة والعامة أنها نزلت في ولاية أمير المؤمنين ع التي‌ نزلت يوم الغدير فلعلهم تعمدوا ذلك تبعيدا للأذهان عن فهم المراد.فَمَنِ اضطُرّ فِي مَخمَصَةٍ في المجمع معناه فمن دعته الضرورة في مجاعة حتي لايمكنه الامتناع من أكله عن ابن عباس وغيره غَيرَ مُتَجانِفٍ لِإِثمٍ أي غيرمائل إلي إثم و هونصب علي الحال يعني‌ فمن اضطر إلي أكل الميتة و ماعدد الله تحريمه عندالمجاعة الشديدة غيرمتعمد لذلك و لامختار له و لامستحل فإن الله سبحانه أباح تناول ذلك له قدر مايمسك به رمقه بلا زيادة عليه عن ابن عباس وغيره و به قال أهل العراق و قال أهل المدينة يجوز أن يشبع منه عندالضرورة وقيل إن معني قوله غَيرَ مُتَجانِفٍ لِإِثمٍ غيرعاص بأن يكون باغيا أوعاديا أوخارجا في معصية عن قتادة.فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ في الكلام محذوف دل ماذكر عليه والمعني فمن اضطر إلي ماحرمت عليه غيرمتجانف لإثم فأكله فإن الله غفور لذنوبه ساتر عليه أكله لايؤاخذه به و ليس يريد أن يغفر له عقاب ذلك الأكل و لايستحق العقاب علي فعل المباح و هورحيم أي رفيق بعباده و من رحمته أباح لهم ماحرم عليهم في حال الخوف علي النفس يَسئَلُونَكَ يا محمدما ذا أُحِلّ لَهُممعناه أي


صفحه : 111

شيءأحل لهم أي يستخبرك المؤمنون ماذا أحل لهم من المطاعم والمآكل وقيل من الصيد والذبائح قُل أُحِلّ لَكُمُ الطّيّباتُمنها وهي‌ الحلال ألذي أذن لكم ربكم في أكله من المأكولات والذبائح والصيد عن الجبائي‌ و أبي مسلم وقيل مما لم يرد بتحريمه كتاب و لاسنة و هذاأولي لماورد أن الأشياء كلها علي الإطلاق والإباحة حتي يرد الشرع بالتحريم و قال البلخي‌ الطيبات مايستلذ.اليَومَ أُحِلّ لَكُمُ الطّيّباتُ قال رحمه الله هذايقتضي‌ تحليل كل مستطاب من الأطعمة إلا ماقام الدليل علي تحريمه .أقول سيأتي‌ تفسير الآية في باب ذبائح الكفار إن شاء الله .لا تُحَرّمُوا قال في المجمع هويحتمل وجوها منها أن يريد لاتعتقدوا تحريمها. ومنها أن يريد لاتظهروا تحريمها. ومنها أن يريد لاتحرموها علي غيركم بالفتوي والحكم . ومنها أن لاتجروها مجري المحرمات في شدة الاجتناب . ومنها أن يريد لاتلتزموا تحريمها بنذر أويمين فوجب حمل الآية علي جميع هذه الوجوه والطيبات اللذيذات التي‌ تشتهيها النفوس وتميل إليها القلوب و قديقال الطيب بمعني الحلال كمايقال يطيب له كذا أي يحل له و لايليق ذلك بهذا الموضع .أقول فيه نظر و قدمضي الكلام منا فيه ويحتمل أن يكون المراد بالطيب ما لم يكن فيه جهة قبح وخبث معنوي‌ و كل ماأحله الله فهو كذلك فذكره لتعليل الحكم فكأنه قال لاتحرموا ماأحل الله لكم فإن كل ماأحله لكم ليس فيه قبح وخباثة فلم تحرمونها علي أنفسكم .


صفحه : 112

وَ كُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قال المحقق الأردبيلي‌ رحمه الله أي لاتحرموا علي أنفسكم ماأحل الله لكم ورزقكم و لاتجتنبوا منه تنزها بل كلوا فإن جميع مارزقكم الله حلال طيب فحلالا حال مبينة لامقيدة وكذلك طيبا ويحتمل التقييد و يكون سبب التقييد ماتقدم فيما قبل من قوله لا تُحَرّمُوا طَيّباتِ ما أَحَلّ اللّهُ لَكُمحيث نهي هناك عن تحريم طيبات ماأحل الله أي ماطاب ولذ منه فإنه قيل الظاهر أن قيد طيبات ماأحل الله للوقوع و أنه محل للتحريم و إلاجعل جميع ماأحل الله حراما منهيا ويحتمل أن يكون الإضافة بيانية أيضا وَ روُيِ‌َ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ وَصَفَ القِيَامَةَ لِأَصحَابِهِ يَوماً وَ بَالَغَ فِي إِنذَارِهِم فَرَقّوا فَاجتَمَعَت جَمَاعَةٌ مِنَ الصّحَابَةِ فِي بَيتِ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ وَ اتّفَقُوا عَلَي أَن لَا يَزَالُوا صَائِمِينَ قَائِمِينَ وَ أَن لَا يَأكُلُوا اللّحمَ وَ لَا يَنَامُوا عَلَي الفِرَاشِ وَ لَا يَقرَبُوا النّسَاءَ وَ الطّيبَ وَ يَرفُضُوا لَذّاتِ الدّنيَا وَ يَلبَسُوا المُسُوحَ أَيِ الصّوفَ وَ يَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَي يَسِيرُوا فَبَلَغَ رَسُولَ اللّهِص ذَلِكَ فَقَالَ إنِيّ‌ لَم أُؤمَر بِذَلِكَ إِنّ لِأَنفُسِكُم عَلَيكُم حَقّاً فَصُومُوا وَ أَفطِرُوا وَ قُومُوا وَ نَامُوا فإَنِيّ‌ أَقُومُ وَ أَنَامُ وَ أَصُومُ وَ أُفطِرُ وَ آكُلُ اللّحمَ وَ الدّسِمَ فَمَن رَغِبَ عَن سنُتّيِ‌ فَلَيسَ منِيّ‌

والرواية مشهورة. أولأن النفس إليه أميل فهو مظنة التحريم فلادلالة في الآية علي أن الرزق قد يكون حلالا و قد يكون حراما فالحرام أيضا يكون رزقا كما هومعتقد الجهال والعوام الذين يأكلون أموال الناس ويقولون هذارزقنا الله إياه و هومقتضي مذهب الأشاعرة وأشار إليه البيضاوي‌ بأنه لو لم يقع الرزق علي الحرام لم يكن لذكر الحلال فائدة زائدة و هوخيال باطل إذ مايحتاج ذكر كل شيء إلي فائدة زائدة مع وجودها وهي‌ هنا الإشارة إلي عدم معقولية المنع بأن ذلك حلال رزقكم الله فلامعني للتحريم والمنع . وبالجملة القيد قد يكون للكشف والبيان و قد يكون للإشارة إلي عدم معقولية الاجتناب و أن ذلك الوصف هوالباعث لمذمة التارك و قد يكون لغير ذلك وهنا يكفي‌ الأولان فالآية دلت علي عدم جواز التجاوز عن حدود الله والتشريع


صفحه : 113

وعدم حسن الاجتناب عما أحل الله ويحتمل أن يكون باعتقاد التحريم أوالمرجوحية فلاينافي‌ الترك للتزهد ولئلا يصير سببا للنوم والكسل وقساوة القلب ولهذا نقل أن رسول الله ص ماأكل خبز الحنطة و لاشبع من خبز الشعير وزهد أمير المؤمنين ع مشهور ولكن ينبغي‌ أن يكون ذلك باعتقاد التأَسَيّ‌ إلا أنه إذااجتنب لبعض الفوائد مثل كونه سببا لقلة النوم وإصلاح النفس وتذليلها فالظاهر أنه لابأس به مع اعتقاد الحلية انتهي .

وَ قَالَ فِي المَجمَعِ،روُيِ‌َ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ نَزَلَت فِي عَلِيّ ع وَ بِلَالٍ وَ عُثمَانَ بنِ مَظعُونٍ فَأَمّا عَلِيّ فَإِنّهُ حَلَفَ أَن لَا يَنَامَ اللّيلَ أَبَداً إِلّا مَا شَاءَ اللّهُ وَ أَمّا بِلَالٌ فَإِنّهُ حَلَفَ أَن لَا يُفطِرَ بِالنّهَارِ أَبَداً وَ أَمّا عُثمَانُ بنُ مَظعُونٍ فَإِنّهُ حَلَفَ أَن لَا يَنكِحَ أَبَداً

و قال ابن عباس يريد من طيبات الرزق اللحم وغيره .وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ هذااستدعاء إلي التقوي بألطف الوجوه وتقديره أيها المؤمنون بالله لاتضيعوا إيمانكم بالتقصير في التقوي فتكون عليكم الحسرة العظمي واتقوا في تحريم ماأحل الله لكم و في جميع معاصيه من به تؤمنون و هو الله سبحانه و في هاتين الآيتين دلالة علي كراهة التخلي‌ والتفرد والتوحش والخروج عما عليه الجمهور في التأهل وطلب الولد وعمارة الأرض

وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ النّبِيّص كَانَ يَأكُلُ الدّجَاجَ وَ الفَالُوذَجَ وَ كَانَ يُعجِبُهُ الحَلوَاءُ وَ العَسَلُ وَ قَالَ إِنّ المُؤمِنَ حُلوٌ يُحِبّ الحَلَاوَةَ وَ قَالَ إِنّ فِي بَطنِ المُؤمِنِ زَاوِيَةً لَا يَملَؤُهَا إِلّا الحَلوَاءُ

لَيسَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ في المجمع أي إثم وحرج فِيما طَعِمُوا من الخمر والميسر قبل نزول التحريم و في تفسير أهل البيت ع فيما طعموا من الحلال و هذه اللفظة صالحة للأكل والشرب جميعا روي‌ عن ابن عباس


صفحه : 114

وأنس و ابن عازب ومجاهد وقتادة والضحاك أنه لمانزل تحريم الخمر والميسر قالت الصحابة يا رسول الله ماتقول في إخواننا الذين مضوا وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فأنزلت هذه الآية وقيل إنها نزلت في القوم الذين حرموا علي أنفسهم اللحوم وسلكوا طريق الترهب كعثمان بن مظعون وغيره فبين الله لهم أنه لاجناح في تناول المباح مع اجتناب المحرمات إِذا مَا اتّقَواشربها بعدالتحريم وَ آمَنُوابالله وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أي الطاعات ثُمّ اتّقَوا أي داموا علي الاتقاءوَ آمَنُوا أي داموا علي الإيمان ثُمّ اتّقَوابفعل الفرائض وَ أَحسَنُوابفعل النوافل و علي هذا يكون الاتقاء الأول اتقاء الشرب بعدالتحريم والاتقاء الثاني‌ هوالدوام علي ذلك والاتقاء الثالث اتقاء جميع المعاصي‌ وضم الإحسان إليه وقيل إن الاتقاء الأول هواتقاء المعاصي‌ العقلية التي‌ يختص المكلف و لايتعداه والإيمان الأول الإيمان بالله تعالي وبما أوجب الله الإيمان به والإيمان بقبح هذه المعاصي‌ ووجوب تجنبها والاتقاء الثاني‌ هوالاتقاء عن المعاصي‌ السمعية والإيمان بقبحها ووجوب اجتنابها والاتقاء الثالث يختص بمظالم العباد وربما يتعدي إلي الغير من الظلم والفساد. و قال أبو علي الجبائي‌ أن الشرط الأول يتعلق بالزمان الماضي‌ والشرط الثاني‌ يتعلق بالدوام علي ذلك والاستمرار علي فعله والشرط الثالث يختص بمظالم العباد ثم استدل علي أن هذه الاتقاء يختص بالمظالم بقوله وَ أَحسَنُوا فإن الإحسان إذا كان متعديا وجب أن يكون المعاصي‌ التي‌ أمروا باتقائها قبله أيضا متعدية و هذاضعيف لأنه لاتصريح في الآية بأن المراد به الإحسان المتعدي‌ و لايمتنع أن يريد بالإحسان فعل الحسن والمبالغة فيه و إن اختص الفاعل و لايتعداه كمايقولون لمن بالغ في فعل الحسن أحسنت وأجملت ثم لوسلم أن المراد به الإحسان المتعدي‌ فلم لايجوز أن يعطف فعل متعد علي فعل لايتعدي و لوصرح سبحانه و قال واتقوا القبائح كلها وأحسنوا إلي غيرهم لم يمتنع ولعل أبا علي إنما عدل في الشرط


صفحه : 115

الثالث عن ذكر الأحوال لماظن أنه لايمكن فيه ماأمكن في الأول والثاني‌ و هذاممكن غيرممتنع بأن يحمل الشرط الأول علي الماضي‌ والثاني‌ علي الحال والثالث علي المنتظر المستقبل ومتي قيل إن المتكلمين عندهم لاواسطة بين الماضي‌ والمستقبل فإن الفعل إما أن يكون موجودا فيكون ماضيا وإما أن يكون معدوما فيكون مستقبلا وإنما ذكر الأحوال الثلاث النحويون فجوابه أن الصحيح أنه لاواسطة في الوجود كماذكرت غير أن الموجود في أقرب الزمان لايمتنع أن نسميه حالا ونفرق بينه و بين الغابر السالف والغابر المنتظر انتهي . و قال بعض المحققين للإيمان درجات ومنازل كمادلت عليه الأخبار الكثيرة وأوائل درجات الإيمان تصديقات مشوبة بالشكوك والشبه علي اختلاف مراتبها ويمكن معها الشرك وَ ما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلّا وَ هُم مُشرِكُونَ وعنها يعبر بالإسلام في الأكثرقالَتِ الأَعرابُ آمَنّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَ لكِن قُولُوا أَسلَمنا وَ لَمّا يَدخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُم وأواسطها تصديقات لايشوبها شك و لاشبهةالّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمّ لَم يَرتابُوا وأكثر إطلاق الإيمان عليها خاصةإِنّمَا المُؤمِنُونَ الّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم وَ إِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إِيماناً وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ. وأواخرها تصديقات كذلك مع كشف وشهود وذوق وعيان ومحبة كاملة لله سبحانه وشوق تام إلي حضرته المقدسةيُحِبّهُم وَ يُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَي المُؤمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَي الكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لا يَخافُونَ لَومَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَن

يَشاءُ

وعنها العبارة تارة بالإحسان الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وأخري بالإيقان وَ بِالآخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ و إلي المراتب الثلاثة الإشارة بقوله عز و جل لَيسَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتّقَوا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ ثُمّ اتّقَوا وَ آمَنُوا ثُمّ اتّقَوا وَ أَحسَنُوا وَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَ و إلي مقابلاته التي‌ هي‌ مراتب الكفر الإشارة بقوله جل و عزإِنّ الّذِينَ آمَنُوا ثُمّ كَفَرُوا ثُمّ آمَنُوا ثُمّ كَفَرُوا ثُمّ ازدادُوا كُفراً لَم يَكُنِ اللّهُ لِيَغفِرَ لَهُم وَ لا لِيَهدِيَهُم سَبِيلًاأقول وسيأتي‌ تحقيق ذلك في كتاب الإيمان والكفر. و قال الرازي‌ فإن قيل لم شرط رفع الجناح علي التناول المطعومات بشرط الإيمان والتقوي مع أن من المعلوم أن من لم يؤمن و من لم يتق ثم تناول شيئا من المباحات فإنه لاجناح عليه في ذلك التناول بلي عليه جناح في ترك الإيمان و في ترك التقوي قلنا ليس هذاللاشتراط بل لبيان أن أولئك الأقوام الذين نزلت فيهم هذه الآية كانوا علي هذه الصفة ثناء عليهم . و قال الطبرسي‌ والأَجَلّ المرتضي علي بن الحسين الموسوي‌ قدس الله روحه ذكر في بعض مسائله أن المفسرين تشاغلوا بإيضاح الوجه في التكرار ألذي تضمنه هذه الآية وظنوا أنه المشكل فيها وتركوا ما هوأشد إشكالا من التكرار و هو أنه تعالي نفي الجناح عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيما يطعمونه بشرط الاتقاء والإيمان وعمل الصالحات والإيمان وعمل الصالحات ليس بشرط في نفي‌ الجناح فإن المباح إذاوقع من الكافر فلاإثم عليه و لاوزر.


صفحه : 117

و قال ولنا في حل هذه الشبهة طريقان أحدهما أن يضم إلي المشروط المصرح بذكره غيره حتي يظهر تأثير ماشرط فيكون تقدير الآيةلَيسَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا وغيره إِذا مَا اتّقَوا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِلأن الشرط في نفي‌ الجناح لابد من أن يكون له تأثير حتي يكون متي انتفي ثبت الجناح و قدعلمنا أن باتقاء المحارم ينتفي‌ الجناح فيما يطعم فهو الشرط ألذي لازيادة عليه و لماولي‌ ذكر الاتقاء الإيمان وعمل الصالحات و لاتأثير لهما في نفي‌ الجناح علمنا أنه أضمر ماتقدم ذكره ليصح الشرط ويطابق المشروط لأن من اتقي الحرام فيما لايطعم لاجناح عليه فيما يطعمه ولكنه قديصح أن يثبت عليه الجناح فيما أخل به من واجب أوضيعة من فرض فإذاشرطنا أنه وقع اتقاء القبيح ممن آمن بالله وعمل الصالحات ارتفع الجناح عنه من كل وجه و ليس بمنكر حذف ماذكرناه لدلالة الكلام عليه فمن عادة العرب أن يحذفوا مايجري‌ هذاالمجري و يكون قوة الدلالة عليه مغنية عن النطق به ومثله قول الشاعر


تراه كان الله يجدع أنفه   وعينيه إن مولاه بات له وفر

. لما كان الجدع لايليق بالعين وكانت معطوفة علي الأنف ألذي يليق الجدع به أضمر مايليق بالعين من الفقوء و ماجري مجراه . والطريق الثاني‌ هو أن يجعل الإيمان وعمل الصالحات هنا ليس بشرط حقيقي‌ و إن كان معطوفا علي الشرط فكأنه تعالي لماأراد أن يبين وجوب الإيمان وعمل الصالحات عطفه علي ما هوواجب من اتقاء المحارم لاشتراكهما في الوجوب و إن لم يشتركا في كونهما شرطا في نفي‌ الجناح فيما يطعم و هذاتوسع في البلاغة يحار فيه العقل استحسانا واستغرابا انتهي كلامه رحمه الله . و قدقيل أيضا في الجواب في ذلك أن المؤمن يصح أن يطلق عليه أنه لاجناح عليه والكافر مستحق للعقاب مغمور فلايطلق عليه هذااللفظ وأيضا فإن الكافر قدسد


صفحه : 118

علي نفسه طريق معرفة التحليل والتحريم فلذلك خص المؤمن بالذكر. و قوله وَ اللّهُ يُحِبّ المُحسِنِينَ أي يريد ثوابهم وإجلالهم وإكرامهم وتجليلهم وَ يُروَي أَنّ قُدَامَةَ بنَ مَظعُونٍ شَرِبَ الخَمرَ فِي أَيّامِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَأَرَادَ أَن يُقِيمَ عَلَيهِ الحَدّ فَقَالَلَيسَ عَلَي الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌالآيَةَ فَأَرَادَ عُمَرُ أَن يَدرَأَ عَنهُ الحَدّ فَقَالَ عَلِيّ ع أَدِيرُوهُ عَلَي الصّحَابَةِ فَإِن لَم يَسمَع أَحَداً مِنهُم قَرَأَ عَلَيهِ آيَةَ التّحرِيمِ فَادرَءُوا عَنهُ الحَدّ وَ إِن كَانَ قَد سَمِعَ فَاستَتِيبُوهُ وَ أَقِيمُوا عَلَيهِ الحَدّ فَإِن لَم يَتُب وَجَبَ عَلَيهِ القَتلُ

. وأقول يمكن أن يقال في جواب الشبهة التي‌ أوردها السيد رضي‌ الله عنه لانسلم أن المباح علي الكفار مباح ويمكن أن تكون الإباحة مشروطة بالإيمان كما أن صحة العبادات مشروطة به كمايظهر من كتاب أمير المؤمنين ع إلي أهل مصر مع محمد بن أبي بكر وغيره من الأخبار أن الله لايحاسب المؤمن علي لذات الدنيا ويحاسب غيره عليها وإنما أباحها للمؤمنين فالمراد بعمل الصالحات ولاية الأئمة ع وبالتقوي ترك الأطعمة المحرمة فيستفاد من الآية عدم الجناح علي المؤمنين في أي شيءأكلوا وشربوا إذااجتنبوا المأكولات والمشروبات المحرمة وثبوت الجناح علي المؤمنين إذاأكلوا وشربوا الحرام و علي غيرهم مطلقا لعدم حصول شرط الإباحة فيهم ويحتمل علي وجه بعيد أن يكون المراد أن صرف المستلذات لايضر لمن كمل إيمانه وإنما يضر الناقصين الذين يصير ذلك سببا لطغيان نفوسهم وغلبة الشهوات المحرمة عليهم فالرياضات البدنية مستحبة مطلوبة لأمثال هؤلاء لتكميل نفوسهم وإخراج الشهوات وحب اللذات عن قلوبهم .قُل لا يسَتوَيِ‌ الخَبِيثُ وَ الطّيّبُ قال في المجمع لما بين سبحانه الحلال والحرام بين أنهما لايستويان فقال سبحانه قُل يا محمدلا يسَتوَيِ‌ أي لايتساوي الخَبِيثُ وَ الطّيّبُ أي الحرام والحلال عن الحسن والجبائي‌ وقيل الكافر والمؤمن


صفحه : 119

عن السدي‌وَ لَو أَعجَبَكَأيها السامع أوأيها الإنسان كَثرَةُ الخَبِيثِ أي كثرة ماتراه من الحرام لأنه لا يكون في الكثير من الحرام بركة و يكون في القليل من الحلال بركة وقيل إن الخطاب للنبي‌ص والمراد أمته فَاتّقُوا اللّهَ أي فاجتنبوا ماحرم الله عليكم يا أوُليِ‌ الأَلبابِ ياذوي‌ العقول لَعَلّكُم تُفلِحُونَ أي لتفلحوا وتفوزوا بالثواب العظيم والنعيم المقيم انتهي . وأقول يمكن تعميم الطيب والخبيث بحيث يشمل كل ما فيه جهة خبث ورداءة واقعية سواء كان إنسانا أومالا أومأكولا أومشروبا فإنه لايستوي‌ مع الطيب الطاهر من ذلك الجنس و إن كان الخبيث أكثر أي ليس مدار القبول والكمال علي الكثرة بل علي الحسن والطيب الواقعيين و لايخفي أنه لايدخل فيهما الخبيث والطيب الذين اصطلح عليهم الأصحاب من كون الشي‌ء مرغوبا للناس أوعدمه ماحرم عليكم أي بقوله حُرّمَت عَلَيكُمُ المَيتَةُإِلّا مَا اضطُرِرتُم إِلَيهِمما حرم عليكم فإنه أيضا حلال حال الضرورةوَ إِنّ كَثِيراً لَيُضِلّونَبتحليل الحرام وتحريم الحلال بِأَهوائِهِم بِغَيرِ عِلمٍ أي بتشهيهم بغير تعلق بدليل يفيد العلم إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُعتَدِينَ أي المتجاوزين الحق إلي الباطل والحلال إلي الحرام .أقول ويدل علي أن الأصل في المأكولات لاسيما في الذبائح الحل و لايجوز الحكم بالتحريم إلابدليل وإنه تحل المحرمات عندالضرورة أي ضرورة كانت .هُوَ ألّذِي أَنشَأَ في المجمع أي خلق وابتدأ علي مثال جَنّاتٍ أي بساتين فيهاالأشجار المختلفةمَعرُوشاتٍمرفوعات بالدعائم قيل هو ماعرشه من الكروم ونحوها عن ابن عباس وقيل عرشها أن يجعل لها حظائر كالحيطان وَ غَيرَ مَعرُوشاتٍيعني‌ ماخرج من قبل نفسه في البراري‌ والجبال من أنواع الأشجار عن ابن عباس وقيل غيرمرفوعات بل قائمة علي أصولها مستغنية عن التعريش وَ النّخلَ

وَ الزّرعَ

أي أنشأ النخل والزرع مُختَلِفاً أُكُلُهُ أي طعمه وقيل ثمره وقيل هذاوصف للنخل والزرع جميعا فخلق سبحانه بعضها مختلف اللون والطعم والرائحة والصورة وبعضها مختلفا في الصورة متفقا في الطعم وبعضها مختلفا في الطعم متفقا في الصورة و كل ذلك يدل علي توحيده و علي أنه قادر علي مايشاء عالم بكل شيءوَ الزّيتُونَ وَ الرّمّانَ مُتَشابِهاً في الطعم واللون والصورةوَ غَيرَ مُتَشابِهٍ إذاأثمر فيها وإنما قرن الزيتون إلي الرمان لأنهما متشابهان باكتنان الأوراق في أغصانهاكُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذا أَثمَرَالمراد به الإباحة و إن كان بلفظ الأمر قال الجبائي‌ وجماعة هذايدل علي جواز الأكل من الثمر و إن كان فيه حق الفقراء انتهي . وأقول الضمير في ثمره راجع إلي كل من المذكورات فيدل علي إباحة الجميع مع أن ذكرها في مقام الامتنان أيضا يدل علي ذلك وَ آتُوا حَقّهُ يَومَ حَصادِهِقيل هي‌ الزكاة و في أخبارنا أنه غيرالزكاة وسيأتي‌ إن شاء الله في محله وَ لا تُسرِفُوا أي في الإتيان والصدقة أو في الأكل قبل الحصاد أومطلقا وقيل أي لاتنفقوا في المعصية و قدمر تفسير سائر الآيات في باب الأنعام إلي قوله تعالي قُل لا أَجِدُ فِي ما أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ مُحَرّماً عَلي طاعِمٍ يَطعَمُهُ أي طعاما محرما علي آكل يأكله والمراد بالوحي‌ ما في القرآن أوالأعم و فيه تنبيه علي أن لاتحريم إلابوحي‌ لابغيره فإنه لاينطق عن الهوي إِن هُوَ إِلّا وحَي‌ٌ يُوحيإِلّا أن يكون الطعام مَيتَةً أَو دَماً مَسفُوحاً. قال الطبرسي‌ رحمه الله أي مصبوبا وإنما خص المصبوب بالذكر لأن مايختلط باللحم منه مما لايمكن تخليصه منه معفو مباح أَو لَحمَ خِنزِيرٍإنما خص الأشياء الثلاثة هنا بذكر التحريم مع أن غيرها محرم فإنه سبحانه ذكر في المائدة تحريم المُنخَنِقَةِ والمَوقُوذَةِ والمُتَرَدّيَةِ والنّطِيحَةِ وغيرها لأن جميع ذلك


صفحه : 121

يقع عليه اسم الميتة فيكون في حكمها فأجمل هاهنا وفصل هناك وأجود من هذا أن يقال خص هذه الأشياء بالتحريم تعظيما لحرمتها و بين تحريم ماعداها في مواضع أخر إما بنص القرآن أوبوحي‌ غيرالقرآن وأيضا فإن هذه السورة مكية والمائدة مدنية فيجوز أن يكون غير ما في الآية من المحرمات إنما حرم فيما بعد والميتة عبارة عما كان فيه حياة ففقدت من غيرتذكية شرعيةفَإِنّهُ رِجسٌ أي نجس والرجس اسم لكل شيءمستقذر منفور عنه والرجس أيضا العذاب والهاء في قوله فَإِنّهُعائد إلي ماتقدم ذكره انتهي . وقيل الضمير راجع إلي الخنزير أولحمه وقذارته لتعوده أكل النجاسة.أَو فِسقاً قال البيضاوي‌ عطف علي لحم خنزير و مابينهما اعتراض للتعليل أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِصفة له موضحة وإنما سمي‌ ماذبح علي اسم الصنم فسقا لتوغله في الفسق ويجوز أن يكون فسقا مفعولا له من أهل و هوعطف علي يكون والمستكن فيه راجع إلي مارجع إليه المستكن في يكون وَ عَلَي الّذِينَ هادُوا أي علي اليهود في أيام موسي ع حَرّمنا كُلّ ذيِ‌ ظُفُرٍ في المجمع اختلف في معناه فقيل هو كل ما ليس بمُنفَرِجِ الأَصَابع كالإبل والنّعام والإِوّز والبَطّ عن ابن عباس و ابن جبير وغيرهما وقيل هوالإبل فقط وقيل يدخل فيه كل السباع والكلاب والسنانير و مايصطاد بظفره وقيل كل ذي‌ مخلب من الطير و كل ذي‌ حافر من الدواب وَ مِنَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ حَرّمنا عَلَيهِم شُحُومَهُما من الثرب وشحم الكلي و غير ذلك إِلّا ما حَمَلَت ظُهُورُهُما من الشحم و هواللحم السمين فإنه لم يحرم عليهم أَوِ الحَوايا أي ماحملته الحوايا من الشحم والحوايا هي‌ المباعر وقيل هي‌ بنات اللبن وقيل هي‌ الأمعاء التي‌ عليها الشحوم .


صفحه : 122

و قال البيضاوي‌ هي‌ جمع حاوية أوحاوياء كقاصعاء وقواصع أوحوية كسفينة وسفائن وقيل هوعطف علي شحومهما و أوبمعني الواو.أَو مَا اختَلَطَ بِعَظمٍ في الكشاف وغيره هوشحم الألية لاتصالها بالعُصعُص وقيل المُخّ و في الكنز هوشحم الجَنب والأَليَة لأنها مركبة علي العصعص ودخول شحم الجنب فيما حملت الظهور أظهر وقيل و في الآية دلالة علي حل هذه الأشياء في شريعتنا و إلا لما كان لتخصيص اليهود بالتحريم معني ويدل أيضا علي التخصيص قوله سبحانه ذلِكَ جَزَيناهُم بِبَغيِهِم مع معاونة قرائن لاتخفي .وَ إِنّا لَصادِقُونَ في المجمع أي في الإخبار عن التحريم و عن بغيهم و في كل شيء و في أن ذلك التحريم عقوبة لأوائلهم ومصلحة لمابعدهم إلي وقت النسخ . و قال رحمه الله في قوله وَ لَقَد مَكّنّاكُم فِي الأَرضِ أي مكناكم من التصرف فيهما وملكناكموها وجعلناها لكم قراراوَ جَعَلنا لَكُم فِيها مَعايِشَ أي ماتعيشون به من أنواع الرزق ووجوه النعم والمنافع وقيل يريد المكاسب والإقدار عليها بالعلم والقدرة والآلات قَلِيلًا ما تَشكُرُونَ أي أنتم مع هذه النعم التي‌ أنعمناها عليكم لتشكروا قدقل شكركم وَ كُلُوا وَ اشرَبُواصورته صورة الأمر والمراد به الإباحة و هوعام في جميع المباحات وَ لا تُسرِفُوا أي و لاتجاوزوا الحلال إلي الحرام قال مجاهد لوأنفقت مثل أحد في طاعة الله لم تكن مسرفا و لوأنفقت درهما أومدا في معصية الله لكان إسرافا وقيل معناه لاتخرجوا عن حد الاستواء في زيادة المقدار


صفحه : 123

و قدحكي‌ أن الرشيد كان له طبيب نصراني‌ حاذق فقال ذات يوم لعلي‌ بن الحسين بن واقد ليس في كتابكم من علم الطب شيء والعلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان فقال له علي قدجمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه و هو قوله كُلُوا وَ اشرَبُوا وَ لا تُسرِفُوا وجمع نبيناص الطب في قوله المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وأعط كل بدن ماعودته فقال الطبيب ماترك كتابكم و لانبيكم لجالينوس طبا. وقيل معناه لاتأكلوا محرما و لاباطلا علي وجه لايحل وأكل الحرام و إن قل إسراف ومجاوزة الحد و مااستقبحه العقلاء وعاد بالضرر عليكم فهو إسراف أيضا لايحل كمن يطبخ القدر بماء الورد ويطرح فيهاالمسك وكمن لايملك إلادينار فاشتري به طيبا وتطيب به وترك عياله محتاجين إِنّهُ لا يُحِبّ المُسرِفِينَ أي يبغضهم . و لماحث سبحانه علي تناول الزينة عند كل مسجد وندب إليه وأباح الأكل والشرب ونهي عن الإسراف و كان قوم من العرب يحرمون كثيرا من هذاالجنس حتي أنهم كانوا يحرمون السمون والإبان في الإحرام وكانوا يحرمون السوائب والبحائر أنكر عزاسمه ذلك عليهم فقال قُل يا محمدمَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ التّيِ‌ أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطّيّباتِ مِنَ الرّزقِ أي من حرم الثياب التي‌ يتزين بها الناس مما أخرجها الله من الأرض لعباده وَ الطّيّباتِ مِنَ الرّزقِقيل هي‌ المستلذات من الرزق وقيل هي‌ المحللات والأول أظهر لخلوصها يوم القيامة للمؤمنين قُل هيِ‌َ لِلّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ قال ابن عباس يعني‌ أن المؤمنين يشاركون المشركين في الطيبات في الدنيا فأكلوا من طيبات طعامهم ولبسوا من جياد ثيابهم ونكحوا من صالح نسائهم ثم يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا و ليس للمشركين فيها شيء وقيل معناه قل هي‌ في الحياة الدنيا للذين آمنوا غيرخالصة من الهموم والأحزان والمشقة


صفحه : 124

وهي‌ خالصة يوم القيامة عن ذلك كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ أي كمانميز لكم الآيات وندلكم بها علي منافعكم وصلاح دينكم كذلك نفصل الآيات لِقَومٍ يَعلَمُونَانتهي . وأقول يمكن أن يكون تقدير الآية هي‌ للذين آمنوا مخصوصة بهم وخلقناها لهم حال كونها خالصة لهم يوم القيامة أي يشركهم الكفار والمخالفون في الدنيا غصبا وخالصة لهم في القيامة لايشركونهم فيهافيؤيد ماذكرنا في قوله تعالي لَيسَ عَلَي الّذِينَ آمَنُواالآية وكأنه يومي‌ إلي هذا ماذكره أمير المؤمنين في كتابه إلي أهل مصر واعلموا عباد الله أن المتقين حازوا عاجل الخير وآجله شاركوا أهل الدنيا علي دنياهم و لم يشاركهم أهل الآخرة في آخرتهم أباحهم الله في الدنيا ماكفاهم و به أغناهم قال الله عزاسمه قُل مَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِالآية قال الرازي‌ هي‌ للذين آمنوا في الحياة الدنيا غيرخالصة لهم لأن المشركين شركاؤهم فيهاخالصة يوم القيامة لايشركهم فيهاأحد فإن قيل هلا قيل للذين آمنوا ولغيرهم قلنا للتنبيه علي أنها خلقت للذين آمنوا علي طريق الأصالة و أن الكفرة تبع لهم كقوله وَ مَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلًا ثُمّ أَضطَرّهُ إِلي عَذابِ النّارِ ثم قال قرأ نافع خالصة بالرفع والباقون بالنصب قال الزجاج الرفع علي أنه خبر بعدخبر والمعني قل هي‌ ثابتة للذين آمنوا خالصة يوم القيامة. قال أبو علي يجوز أن يكون خالصة خبر المبتدإ و قوله لِلّذِينَ آمَنُوامتعلقا بخالصة والتقدير هي‌ خالصة للذين آمنوا في الحياة الدنيا و أماالنصب فعلي الحال والمعني أنها ثابتة للذين آمنوا في حال كونها خالصة لهم يوم القيامة انتهي . وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ أَوِ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ قَالَ قُلتُ


صفحه : 125

لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا لَكُم مِن هَذِهِ الأَرضِ فَتَبَسّمَ ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي بَعَثَ جَبرَئِيلَ وَ أَمَرَهُ أَن يَخرِقَ بِإِبهَامِهِ ثَمَانِيَةَ أَنهَارٍ فِي الأَرضِ مِنهَا سَيحَانُ وَ جَيحُونُ وَ هُوَ نَهَرُ بَلخَ وَ الخُشُوعُ وَ هُوَ نَهَرُ الشّاشِ وَ مِهرَانُ وَ هُوَ نَهَرُ الهِندِ وَ نِيلُ مِصرَ وَ دِجلَةُ وَ الفُرَاتُ فَمَا سَقَت أَوِ استَقَت فَهُوَ لَنَا وَ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِشِيعَتِنَا وَ لَيسَ لِعَدُوّنَا مِنهَا شَيءٌ إِلّا مَا غُصِبَ عَلَيهِ وَ إِنّ وَلِيّنَا لفَيِ‌ أَوسَعَ فِيمَا بَينَ ذِه إِلَي ذِه يعَنيِ‌ بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَقُل هيِ‌َ لِلّذِينَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدّنياالمَغصُوبِينَ عَلَيهَاخالِصَةًلَهُميَومَ القِيامَةِبِلَا غَصبٍ

. ثم قال الطبرسي‌ رحمه الله في هذه الآية دلالة علي جواز لبس الثياب الفاخرة وأكل الأطعمة الطيبة من الحلال .

وَ رَوَي العيَاّشيِ‌ّ بِإِسنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن عَمّهِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ زَينِ العَابِدِينَ عَلِيّ بنَ الحُسَينِ ع أَنّهُ كَانَ يشَترَيِ‌ كِسَاءً بِخَمسِينَ دِينَاراً فَإِذَا أَصَافَ تَصَدّقَ بِهِ لَا يَرَي بِذَلِكَ بَأساً وَ يَقُولُقُل مَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِالآيَةَ

وَ بِإِسنَادِهِ عَن يُوسُفَ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عَلَيهِ جُبّةُ خَزّ وَ طَيلَسَانُ خَزّ فَنَظَرَ إلِيَ‌ّ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا خَزّ مَا تَقُولُ فِيهِ فَقَالَ وَ مَا بَأسٌ بِالخَزّ قُلتُ وَ سَدَاهُ إِبرِيسَمٌ قَالَ لَا بَأسَ بِهِ فَقَد أُصِيبَ الحُسَينُ ع وَ عَلَيهِ جُبّةُ خَزّ ثُمّ قَالَ إِنّ عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ لَمّا بَعَثَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع إِلَي الخَوَارِجِ لَبِسَ أَفضَلَ ثِيَابِهِ وَ تَطَيّبَ بِأَطيَبِ طِيبِهِ وَ رَكِبَ أَفضَلَ مَرَاكِبِهِ فَخَرَجَ إِلَيهِم فَوَاقَفَهُم قَالُوا يَا ابنَ عَبّاسٍ بَينَا أَنتَ خَيرُ النّاسِ إِذَا أَتَيتَنَا فِي لِبَاسِ الجَبَابِرَةِ وَ مَرَاكِبِهِم فَتَلَا هَذِهِ الآيَةَقُل مَن حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ إِلَي آخِرِهَا فَالبَس وَ تَجَمّل فَإِنّ اللّهَ جَمِيلٌ وَ يُحِبّ الجَمَالَ وَ ليَكُن مِنَ الحَلَالِ

. و في هذه الآية أيضا دلالة علي أن الأشياء علي الإباحة لقوله تعالي مَن

حَرّمَفالسمع ورد مؤكدا لما في العقل انتهي . ثم حصر سبحانه المحرمات بقوله قُل إِنّما حَرّمَ ربَيّ‌َ الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَ ما بَطَنَ وَ الإِثمَ وَ البغَي‌َ بِغَيرِ الحَقّ وَ أَن تُشرِكُوا بِاللّهِ ما لَم يُنَزّل بِهِ سُلطاناً وَ أَن تَقُولُوا عَلَي اللّهِ ما لا تَعلَمُونَ وكأنه إشارة إلي أن أكل الطيبات والتمتع بالمستلذات المحللة ليس بحرام بل الحكم بكونه حراما حرام لأنه قول علي الله بغير علم . وقيل الفواحش جميع القبائح والكبائر ماعلن منها و ماخفي‌ وقيل هي‌ الزنا وقيل الطواف عاريا وقيل الإثم الذنوب والمعاصي‌ وقيل مادون الحد وقيل الخمر والبغي‌ الظلم والفساد و قوله بِغَيرِ الحَقّتأكيد. قوله سبحانه وَ يُحِلّ لَهُمُ الطّيّباتِ في مجمع البيان معناه يبيح لهم المستلذات الحسنة ويحرم عليهم القبائح و ماتعافه الأنفس وقيل يحل لهم مااكتسبوه من وجه طيب ويحرم عليهم مااكتسبوه من وجه خبيث وقيل يحل لهم ماحرمه عليهم رهابينهم وأحبارهم و ما كان يحرمه أهل الجاهلية من البحائر والسوائب ويحرم عليهم الميتة والدم ولحم الخنزير و ماذكر معها انتهي . وأقول استدل أكثر أصحابنا علي تحريم كثير من الأشياء التي‌ تستقذرها طباع أكثر الخلق بهذه الآية و فيه نظر إذ الظاهر من سياق الآية مدح النبي ص وشريعته بأن مايحل لهم هوطيب واقعا و إن لم نفهم طيبه و مايحرم عليهم هوالخبيث واقعا و إن لم نعلم خبثه كالطعام اللذيذ ألذي عمل من مال السرقة تستلذه الطباع و هوخبيث واقعا وأكثر الأدوية التي‌ يحتاج الناس إليها في غاية البشاعة والنكارة وتستقذرها الطباع و لم أر قائلا بتحريمها فالحمل علي المعني ألذي لايحتاج إلي تخصيص و يكون موافقا لقواعد الإمامية من الحسن والقبح العقليين أولي من الحمل علي معني يحتاج إلي تخصيصات كثيرة بل مايخرج عنهما أكثر مما يدخل فيهما


صفحه : 127

كما لايخفي علي من تتبع مواردهما ويمكن أن يقال هذه الآية كالصريحة في الحسن والقبح العقليين و لم يستدل بهاالأصحاب رضي‌ الله عنهم . و قال الشهيد الثاني‌ رفع الله درجته في المسالك والطيب يطلق علي الحلال قال تعالي كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم أي من الحلال و علي الطاهر قال تعالي فَتَيَمّمُوا صَعِيداً طَيّباً أي طاهرا و علي ما لاأذي فيه كالزمان ألذي لاحر فيه و لابرد يقال هذازمان طيب و ماتستطيبه النفس و لاتنفر منه كقوله تعالي يَسئَلُونَكَ ما ذا أُحِلّ لَهُم قُل أُحِلّ لَكُمُ الطّيّباتُإذ ليس المراد منها هنا الحلال لعدم الفائدة في الجواب علي تقديره لأنهم سألوه أن يبين لهم الحلال فلا يقول في الجواب الحلال و لاالطاهر لأنه إنما يعرف من الشرع توقيفا و لا ما لاأذي فيه لأن المأكول لايوصف به فتعين المراد ردهم إلي مايستطيبونه و لايستخبثونه لردهم إلي عادتهم و ما هومقرر في طباعهم ولأن ذلك هوالمتبادر من معني الطيب عرفا و في الأخبار ماينبه عليه والمراد بالعرف ألذي يرجع إليه في الاستطابة عرف الأوساط من أهل اليسار في حالة الاختيار دون أهل البوادي‌ وذوي‌ الاضطرار من جفاة العرب فإنهم يستطيبون مادب ودرج كماسئل بعضهم مما يأكلون فقال كل مادب ودرج إلاأم جنين فقال بعضهم ليهن أم جنين العافية لكونها أمنت أن تؤكل هذاخلاصة ماقرره الشيخ في المبسوط وغيره إلا أنه فصل أولا المحلل إلي حيوان وغيره وقسم الحيوان إلي حي‌ وغيره و قال ما كان من الحيوان حيا فهو حرام حيث لم يرد به الشرع محتجا بأن ذبح الحيوان محظور و ما كان من الحيوان غيرحي‌ أو من غيره فهو علي أصل الإباحة و في استثناء الحيوان الحي‌ من ذلك نظر لعموم الأدلة والاستناد إلي تحريم ذبحه بدون الشرع في حيز المنع فهذا هوالأصل ألذي يرجع إليه في باب الأطعمة انتهي .


صفحه : 128

وأقول قدعرفت ضعف بعض هذاالكلام فيما مضي ونقول أيضا قوله ليس المراد الحلال في محل المنع لاحتمال أن يكون اللام للعهد أي مابينا لكم حله ثم ذكر سائر المحللات بعده وذكره لعنوان الطيبات لبيان أن ماأحللناه لكم هوالطيب واقعا فكذا ماأحللناه لكم و قوله لأنه إنما يعرف من الشرع لايصلح دليلا لعدم حمل الجواب عليه بعدبيان الله في كتابه و علي لسان نبيه النجاسات فيفيد أن غيرالنجاسات المنصوص عليها حلال و ماخرج عنها بدليل ثم قوله لأن المأكول لايوصف به في محل المنع لأن كثيرا من المأكولات والمشروبات تفسد العقل أوالبدن وأيضا حصر معني الطيب فيما ذكره ممنوع إذ يحتمل أن يكون المراد بالطيب ما لم يكن فيه خبث معنوي‌ وقبح واقعي‌ لتضمنه ضررا دينيا أودنيويا و إن أمكن إرجاعه إلي ما لاأذي فيه .وَ رَزَقناهُم مِنَ الطّيّباتِيحتمل بعض الوجوه المتقدمة فأخرج لكم من الثمرات رزقا لكم إنما قال مِنَ الثّمَراتِلأن جميعها لاتصلح لذلك ويحتمل البيان . قال البيضاوي‌ رزقا لكم تعيشون به و هويشمل المطعوم والملبوس و هومفعول أخرج ومِنَ الثّمَراتِبيان أوحال منه ويحتمل عكس ذلك ويجوز أن يراد به المصدر فينصب بالعلة أوالمصدر لأن أخرج في معني رزق .وَ سَخّرَ لَكُمُ الفُلكَ لتِجَريِ‌َ فِي البَحرِ بِأَمرِهِ أي بمشيته إلي حيث توجهتم وَ سَخّرَ لَكُمُ الأَنهارَفجعلها معدة لانتفاعكم وتصرفكم وقيل تسخيرها هذه الأشياء تعليم كيفية اتخاذها. وأقول الآية علي حل ثمرات مايخرج من الأرض وجواز الانتفاع بهاأكلا وشربا ولبسا و علي جواز اتخاذ الفلك وركوبها و علي جواز الشرب من الأنهار والوضوء والغسل وسائر الانتفاعات بها إلا ماأخرجه الدليل وكذا سقي‌ الزروع والأشجار ورشها علي الأرض و غير ذلك من الانتفاعات التي‌ لم يرد نهي‌ عنها


صفحه : 129

وجعلنا لكم قبلهاوَ الأَرضَ مَدَدناها وَ أَلقَينا فِيها روَاسيِ‌َ وَ أَنبَتنا فِيها مِن كُلّ شَيءٍ مَوزُونٍ وَ جَعَلنا لَكُم فِيها مَعايِشَتعيشون بها و في المجمع أي خلقنا لكم في الأرض معايش من زرع أونبات وقيل معناه أي مطاعم ومشارب تعيشون بها وقيل هي‌ التصرف في أسباب الرزق في مدة الحياةوَ مَن لَستُم لَهُ بِرازِقِينَيعني‌ العبيد والدواب يرزقهم الله تعالي و لاترزقونهم . و قال البيضاوي‌ عطف علي معايش أومحل لكم .فَأَسقَيناكُمُوهُ أي جعلناه لكم سقياوَ ما أَنتُم لَهُ بِخازِنِينَ أي بحافظين و لامحرزين بل الله يحفظه ثم يرسله من السماء ثم يحفظه في الأرض ثم يخرجه من العيون بقدر الحاجة.وَ إِنّ لَكُم فِي الأَنعامِ لَعِبرَةً قال البيضاوي‌ أي دلالة يعبر بها من الجهل إلي العلم نُسقِيكُم مِمّا فِي بُطُونِهِاستئناف لبيان العبرة وإنما ذكر الضمير ووحده هنا للفظه وأنثه في سورة المؤمنين للمعني فإن الأنعام اسم جمع و من قال إنه جمع نَعَم جعل الضمير للبعض فإن اللبن لبعضها دون جميعها أوالواحدة أو له علي المعني فإن المراد به الجنس وقرأ جماعة بالفتح مِن بَينِ فَرثٍ وَ دَمٍ لَبَناًفإنه يخلق من بعض الأجزاء الدم المتولد من الأجزاء اللطيفة التي‌ في الفرث وهي‌ الأشياء المأكولة المنهضمة بعض الانهضام في الكرش و عن ابن عباس أن البهيمة إذاانعلفت وانطبخ العلف في كرشها كان أسفله فرثا وأوسطه لبنا وأعلاه دما ولعله إن صح فالمراد أن وسطه يكون مادة اللبن وأعلاه مادة الدم ألذي يغذي‌ البدن لأنهما لايتكونان في الكَرِش ويبقي ثُفلُهُ و هوالفَرثُ ثم يمسكها ريثما يهضمها هضما ثانيا فيحدث أخلاط أربعة معها مائية فيميز القوة المميزة تلك المائية مما زاد علي قدر الحاجة من المريتين وتدفعها إلي الكلية والمَرارة والطّحال ثم يوزع الباقي‌ علي الأعضاء بتجبنها فيجري‌


صفحه : 130

إلي كل حقه علي مايليق به بتقدير الحكيم العليم ثم إن كان الحيوان أنثي زاد أخلاطها علي قدر غذائها لاستيلاء البرودة والرطوبة علي مزاجها فيندفع الزائد أولا إلي الرحم لأجل الجنين فإذاانفصل انصَبّ ذلك الزائد أوبعضه إلي الضروع فيَبِيضُ بمجاورة لحومها البيض فيصير لبنا و من تدبر صُنع الله في إحداث الأَخلاط والأَلبان وإِعداد مَقَارّها ومَجاريها والأسباب المُوَلّدة والقوي المتصرفة فيها كل وقت علي مايليق اضطر إلي الإقرار بكمال حكمته وسبوغ رحمته و من الأولي تبعيضية لأن اللبن بعض ما في بطنها والثانية ابتدائية كقولك سقيت من الحوض لأن بين الفرث والدم المحل ألذي يبتد‌ئ منه الاستسقاء وهي‌ متعلقة بنسقيكم أوحال من لبنا قدم عليه لتنكيره وللتنبيه علي أنه موضع العبرةخالِصاًصافيا لايستصحب لون الدم و لارائحة الفرث أومصفي عما يصحبه من الأجزاء الكثيفة بتضييق مخرجه سائِغاً لِلشّارِبِينَسهل المرور في حلقهم انتهي . و قال الرازي‌ في تأويل الآية المراد أن اللبن إنما يتولد من بعض أجزاء الدم والدم إنما يتولد من الأجزاء اللطيفة التي‌ في الفرث و هوالأشياء المأكولة الحاصلة في الكَرِش فهذا اللبن متولد من الأجزاء التي‌ كانت حاصلة فيما بين الفرث أولا ثم كانت حاصلة فيما بين الدم ثانيا وصفاه الله تعالي عن تلك الأجزاء الكثيفة الغليظة وخلق فيهاالصفات التي‌ باعتبارها صارت لبنا موافقا لبدن الطفل انتهي .وَ مِن ثَمَراتِ النّخِيلِ وَ الأَعنابِقيل متعلق بمحذوف أي ونسقيكم من ثمرات النخيل والأَعناب من عصيرهما وقيل أي ولكم عبرة فيما أخرج الله لكم من ثمرات النخيل والأعناب وقيل معناه من ثمرات النخيل والأعناب ماتتخذون منه سُكّرا والعرب تضمر ماالموصولة كثيرا والأعناب عطف علي الثمرات والسّكّر


صفحه : 131

اختلف المفسرون في معناه فقيل السّكّر الخمر والرزق الحسن التمر والزبيب والدبس والسيلان والخل وقيل سكرا مفعول تتخذون علي جهة الاستفهام وعامل رزقا مقدر والتقدير تتخذون منه سكرا و قدرزقناكم منه رزقا حسنا فيكون فيه جمع بين المعاتبة والمنة ولذلك أسند الاتخاذ إليهم وقيل السكر الخل والرزق الحسن ما هوخير منه وقيل السكر كل ماحرم الله من ثمارها خمرا كان أوغيره كالنبيذ والفقاع و ماأشبههما والرزق الحسن و ماأحله الله من ثمارهما وقيل السكر مايشبع ويسد الجوع . و قال علي بن ابراهيم السكر الخل وروي‌ عن الصادق ع أنها نزلت قبل آية التحريم فنسخت بها. و فيه دلالة علي أن المراد به الخمر و قدجاء بالمعنيين جميعا قيل و علي إرادة الخمر لايستلزم حلها في وقت لجواز أن يكون عتابا ومنة قبل بيان تحريمها ومعني النسخ نسخ السكوت عن التحريم فلاينافي‌ ماجاء في أنها لم تكن حلالا قط و في مقابلتها بالرزق الحسن تنبيه علي قبحهاإِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَعقِلُونَ أي يستعملون عقولهم بالنظر والتأمل في الآيات .وَ رَزَقَكُم مِنَ الطّيّباتِ قال البيضاوي‌ أي من اللذائذ والحلالات و من للتبعيض فإن المرزوق في الدنيا أنموذج منهاأَ فَبِالباطِلِ يُؤمِنُونَ و هو أن الأصنام ينفعهم أو أن من الطيبات مايحرم عليهم كالسوائب والبحائروَ بِنِعمَتِ اللّهِ هُم يَكفُرُونَحيث أضافوا نعمه إلي الأصنام أوحرموا ماأحل الله لهم فَكُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قال أمرهم بأكل ماأحل الله لهم وشكر ماأنعم عليهم بعد مازجرهم عن الكفر وهددهم عليه ثم عدد عليهم محرماته ليعلم أن ماعداها حل لهم ثم أكد ذلك بالنهي‌ عن التحريم والتحليل بأهوائهم فقال وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلسِنَتُكُمُ كماقالواما فِي بُطُونِ هذِهِ الأَنعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِناالآية وسياق الكلام وتصدير الجملة بإنما يفيد حصر المحرمات


صفحه : 132

في الأجناس الأربعة إلا ماضم إليه دليل كالسباع وانتصاب الكذب بلا تقولوا وهذا حَلالٌ وَ هذا حَرامٌمفعول لاتقولوا أوالكذب منتصب بتصف و مامصدرية أي لاتقولوا هذاحلال و هذاحرام لوصف ألسنتكم الكذب مبالغة في وصف كلامهم بالكذب كما أن حقيقة الكذب كانت مجهولة وألسنتهم تصفها وتعرفها بكلامهم هذا ولذلك عد من فصيح الكلام كقولهم وجهها يصف الجمال وعينها يصف السحر.لِتَفتَرُواتعليل لايتضمن الغرض أَزواجاً أي أصنافا سميت بذلك لازدواجها واقتران بعضها ببعض مِن نَباتٍبيان أوصفة لأزواجا وكذلك شَتّي ويحتمل أن يكون صفة للنبات فإنه من حيث إنه مصدر في الأصل يستوي‌ فيه الواحد والجمع و هوجمع شتيت كمريض ومرضي أي متفرقات في الصور والأعراض والمنافع يصلح بعضها للناس وبعضها للبهائم فلذلك قال كُلُوا وَ ارعَوا أَنعامَكُم و هوحال من ضميرفَأَخرَجنا علي إرادة القول أي أخرجنا أصناف النبات قائلين كلوا وارعوا والمعني معد بهالانتفاعكم بالأكل والعلف آذنين فيه .كُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم في المجمع صورته الأمرد والمراد به الإباحةوَ لا تَطغَوا فِيهِ أي و لاتتعدوا فيه فتأكلوه علي الوجه المحرم عليكم وقيل أي لاتتجاوزوا عن الحلال إلي الحرام أو لاتتناولوا من الحلال للاستعانة به علي المعصيةفَيَحِلّ عَلَيكُم غضَبَيِ‌ أي فيجب عليكم عقوبتي‌ و من ضم الحاء فالمعني فتنزل عليكم عقوبتي‌ماءً بِقَدَرٍقيل بتقدير يكثر نفعه ويقل ضرره أوبمقدار ماعلمناه من صلاحهم فَأَسكَنّاهُفجعلناه ثابتا مستقرافِي الأَرضِ وَ إِنّا عَلي ذَهابٍ بِهِ أي علي إزالته بالإفساد أوالتصعيد أوالتعميق بحيث يتعذر استنباطه لَقادِرُونَ كماكنا قادرين علي إنزاله فَأَنشَأنا لَكُم بِهِ أي بالماءلَكُم فِيها في الجنات فَواكِهُ كَثِيرَةٌتتفكهون بهاوَ مِنها أي و من الجنات ثمارها وزُرُوعهاتَأكُلُونَتغذيا أوترزقون وتحصلون معايشكم من قولهم فلان يأكل من حِرفته


صفحه : 133

ويجوز أن يكون الضميران للنخيل والأعناب أي لكم في ثمرتها أنواع من الفواكه الرّطَب والعِنَب والتمر والزبيب والعصير والدبس و غير ذلك وطعام تأكلونه وَ شَجَرَةًعطف علي جنات تَخرُجُ مِن طُورِ سَيناءَجبل موسي بين مصر وأَيلَةَ وقيل بفلسطين تَنبُتُ بِالدّهنِ أي متلبسا بالدهن مستصحبا له ويجوز أن تكون الباء صلةً مُعَدّيَةً لِتنبت كما في قولك ذهبت بزيدوَ صِبغٍ لِلآكِلِينَعطف علي الدهن جار علي إعرابه عطف أحد وصفي‌ الشي‌ء علي الآخر أي تنبت بالشي‌ء الجامع بين كونه دهنا يدهن به ويسرج به وكونه إداما يصبغ به الخبز أي يغمس به للائتدام سَخّرَ لَكُم ما فِي السّماواتِبأن جعله أسبابا مُحَصّلَةً لمنافعكم وَ ما فِي الأَرضِبأن مكنكم من الانتفاع به أوبوسط أوبغير وسطظاهِرَةً وَ باطِنَةً أي محسوسة ومعقولة أو ماتعرفونه و ما لاتعرفونه إِلَي الأَرضِ الجُرُزِ أي التي‌ جرز نباتها أي قطع وأزيل لاالتي‌ لاتنبت لقوله فَنُخرِجُ بِهِ زَرعاً وقيل اسم موضع باليمن تَأكُلُ مِنهُ أي من الزرع أنعامهم كالتبن والورق وَ أَنفُسُهُمكالحب والثمرأَ فَلا يُبصِرُونَفيستدلون به علي كمال قدرته وفضله أَخرَجنا مِنها حَبّاجنس الحب فَمِنهُ يَأكُلُونَقدم الصلة للدلالة علي أن الحب معظم مايؤكل ويعاش به لِيَأكُلُوا مِن ثَمَرِهِ أي ثمر ماذكر و هوالحبات وقيل الضمير لله علي طريقة الالتفات والإضافة إليه لأن الثمر بخلقه وَ ما عَمِلَتهُ أَيدِيهِمعطف علي الثمر والمراد مايتخذ منه كالعصير والدبس ونحوهما وقيل مانافية والمراد أن التمر بخلق الله لابفعلهم أَ فَلا يَشكُرُونَأمر بالشكر لأنه إنكار لتركه خَلَقَ الأَزواجَ كُلّها أي الأنواع والأصناف مِمّا تُنبِتُ الأَرضُ من النبات والشجروَ مِن أَنفُسِهِمالذكر والأنثي وَ مِمّا لا يَعلَمُونَ وأزواجا ومما لم يطلعهم الله عليه


صفحه : 134

و لم يجعل لهم طريقا إلي معرفته فَأَنبَتنا فِيها حَبّاكالحنطة والشعيروَ عِنَباً وَ قَضباًيعني‌ الرطبة سميت بمصدر قضبه إذاقطعه لأنها تقضب مرة بعدأخري وَ حَدائِقَ غُلباً أي عظاما وصف به الحدائق لِتَكَاثُفِهَا وكثرة أشجارها أولأنها ذات أشجار غِلاظ مستعار من وصف الرقاب وَ فاكِهَةً وَ أَبّا أي مرعي من أب إذاأم لأنه يؤم وينتجع أو من أب لكذا إذاتهيأ له لأنه مهيأ للرعي‌ أوفاكهة يابسة تؤب للشتاءمَتاعاً لَكُم وَ لِأَنعامِكُم فإنّ الأَنواع المذكورة بعضها طعام وبعضها علف

1- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المنِقرَيِ‌ّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَا حَفصُ مَا أَنزَلتُ الدّنيَا مِن نفَسيِ‌ إِلّا بِمَنزِلَةِ المَيتَةِ إِذَا اضطُرِرتُ إِلَيهَا أَكَلتُ مِنهَا الخَبَرَ

2-المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَالِمٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ‌ جُعِلتُ فِدَاكَ لِمَ حَرّمَ اللّهُ الخَمرَ وَ المَيتَةَ وَ الدّمَ وَ لَحمَ الخِنزِيرِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يُحَرّم ذَلِكَ عَلَي عِبَادِهِ وَ أَحَلّ لَهُم سِوَاهُ مِن رَغبَةٍ مِنهُ فِيمَا حَرّمَ عَلَيهِم وَ لَا زُهدٍ فِيمَا أَحَلّ لَهُم وَ لَكِنّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ الخَلقَ وَ عَلِمَ مَا تَقُومُ بِهِ أَبدَانُهُم وَ مَا يُصلِحُهُم فَأَحَلّهُ لَهُم وَ أَبَاحَهُ تَفَضّلًا مِنهُ عَلَيهِم بِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لِمَصلَحَتِهِم وَ عَلِمَ عَزّ وَ جَلّ مَا يَضُرّهُم فَنَهَاهُم عَنهُ وَ حَرّمَهُ عَلَيهِم ثُمّ أَبَاحَهُ لِلمُضطَرّ وَ أَبَاحَهُ لَهُ فِي الوَقتِ ألّذِي لَا يَقُومُ بَدَنُهُ إِلّا بِهِ فَأَمَرَهُ أَن يَنَالَ مِنهُ بِقَدرِ البُلغَةِ لَا غَيرِ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ أَمّا المَيتَةُ فَلَا يُدمِنُهَا أَحَدٌ


صفحه : 135

إِلّا ضَعُفَ بَدَنُهُ وَ نَحِلَ جِسمُهُ وَ ذَهَبَت قُوّتُهُ وَ انقَطَعَ نَسلُهُ وَ لَا يَمُوتُ آكِلُ المَيتَةِ إِلّا فَجأَةً وَ أَمّا الدّمُ فَإِنّهُ يُورِثُ أَكلُهُ المَاءَ الأَصفَرَ وَ يُبخِرُ الفَمَ وَ يسُيِ‌ءُ الخُلُقَ وَ يُورِثُ الكَلَبَ وَ القَسوَةَ لِلقَلبِ وَ قِلّةَ الرّأفَةِ وَ الرّحمَةِ حَتّي لَا يُؤمَنَ أَن يَقتُلَ وَلَدَهُ وَ وَالِدَيهِ وَ لَا يُؤمَنَ عَلَي حَمِيمِهِ وَ لَا يُؤمَنَ عَلَي مَن يَصحَبُهُ وَ أَمّا لَحمُ الخِنزِيرِ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَسَخَ قَوماً فِي صُوَرٍ شَتّي شِبهِ الخِنزِيرِ وَ الدّبّ وَ القِردِ وَ مَا كَانَ مِنَ الأَمسَاخِ ثُمّ نَهَي عَن أَكلِ المَثُلَةِ نَسلِهَا[ وَ أَكلِ نَسلِهَا]لِكَيلَا يَنتَفِعَ النّاسُ بِهَا وَ لَا يُستَخَفّ بِعُقُوبَتِهِ وَ أَمّا الخَمرُ فَإِنّهُ حَرّمَهَا لِفِعلِهَا وَ فَسَادِهَا وَ قَالَ مُدمِنُ الخَمرِ يُورِثُهُ الِارتِعَاشَ وَ يَذهَبُ بِنُورِهِ وَ يَهدِمُ مُرُوءَتَهُ وَ يَحمِلُهُ عَلَي أَن يَجسُرَ عَلَي المَحَارِمِ مِن سَفكِ الدّمَاءِ وَ رُكُوبِ الزّنَا وَ لَا يُؤمَنُ إِذَا سَكِرَ أَن يَثِبَ عَلَي حَرَمِهِ وَ لَا يَعقِلُ ذَلِكَ وَ الخَمرُ لَا تَزِيدُ شَارِبَهَا إِلّا كُلّ شَرّ

الكافي‌، عن العدة عن سهل بن زياد و علي بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع وعدة من أصحابنا أيضا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن أسلم عن عبدالرحمن بن سالم عن مفضل بن عمرمثله .بيان يظهر من سند المحاسن أنه سقط عن محمد بن علي قبل عن محمد


صفحه : 136

بن أسلم في نسخ الكافي‌. و في القاموس البُلغة بالضم مايتبلغ به من العيش و قال الكَلَب بالتحريك العطش والحرص والشدة والأكل الكثير بلا شبع وصياح من عضه الكلب الكلب وجنون الكلاب المعتري‌ من أكل لحم الإنسان وشبه جنونها المعتري‌ للإنسان من عضها انتهي وكأن المراد إما العطش أوالحرص في الأكل أوجنون يشبه حالة من عضه الكلب . و في القاموس مثل بفلان مثلا ومثلة بالضم نكل كمثل تمثيلا وهي‌ المَثُلة بضم الثاء وسكونها والوثوب كناية عن الجماع والحرم بضم الحاء وفتح الراء اللواتي‌ تحرم نكاحهن ويحتمل أن يراد بالوثوب القتل وبالحرمة نساؤه كما في القاموس

3- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ قَالَ الباَغيِ‌ُ ألّذِي يَخرُجُ عَلَي الإِمَامِ وَ العاَديِ‌ ألّذِي يَقطَعُ الطّرِيقَ لَا يَحِلّ لَهُمَا المَيتَةُ

4- وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ العاَديِ‌َ اللّصّ وَ الباَغيِ‌َ ألّذِي يبَغيِ‌ الصّيدَ لَا يَجُوزُ لَهُمَا التّقصِيرُ فِي السّفَرِ وَ لَا أَكلُ المَيتَةِ فِي حَالِ الِاضطِرَارِ

5- العيَاّشيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ رَفَعَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ قَالَ الباَغيِ‌ الظّالِمُ وَ العاَديِ‌ الغَاصِبُ

6- وَ مِنهُ، عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَمَنِ اضطُرّ


صفحه : 137

غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ قَالَ الباَغيِ‌ ألّذِي يَخرُجُ عَلَي الإِمَامِ وَ العاَديِ‌ ألّذِي يَقطَعُ الطّرِيقَ لَا يَحِلّ لَهُمَا المَيتَةُ

7- وَ قَد روُيِ‌َ أَنّ العاَديِ‌َ اللّصّ وَ الباَغيِ‌َ ألّذِي يبَغيِ‌ الصّيدَ لَا يَجُوزُ لَهُمَا التّقصِيرُ فِي السّفَرِ وَ لَا أَكلُ المَيتَةِ فِي حَالِ الِاضطِرَارِ

8- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ رَفَعَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ قَالَ الباَغيِ‌ الظّالِمُ وَ العاَديِ‌ الغَاصِبُ

9- وَ مِنهُ، عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ قَالَ الباَغيِ‌ الخَارِجُ عَلَي الإِمَامِ وَ العاَديِ‌ اللّصّ

بيان ألذي يتلخص من مجموع الأخبار هو أن السفر ألذي لايجوز فيه قصر الصلاة والصوم للمعصية والعدوان لايحل أكل الميتة إذااضطر فيه إليها

10-دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ ذَكَرَ مَا يَحِلّ أَكلُهُ وَ مَا يَحرُمُ بِقَولٍ مُجمَلٍ فَقَالَ أَمّا مَا يَحِلّ لِلإِنسَانِ أَكلُهُ مِمّا خَرّجَت[أَخرَجَتِ] الأَرضُ فَثَلَاثَةُ أَصنَافٍ مِنَ الأَغذِيَةِ صِنفٌ مِنهَا جَمِيعُ صُنُوفِ الحَبّ كُلّهِ كَالحِنطَةِ وَ الأَرُزّ وَ القُطنِيّةِ وَ غَيرِهَا وَ الثاّنيِ‌ صُنُوفُ الثّمَارِ كُلّهَا وَ الثّالِثُ صُنُوفُ البُقُولِ وَ النّبَاتِ فَكُلّ شَيءٍ مِن هَذِهِ الأَشيَاءِ فِيهِ غِذَاءٌ لِلإِنسَانِ وَ مَنفَعَةٌ وَ قُوّةٌ فَحَلَالٌ أَكلُهُ وَ مَا كَانَ فِيهِ المَضَرّةُ فَحَرَامٌ أَكلُهُ إِلّا فِي حَالِ التدّاَويِ‌ بِهِ وَ أَمّا مَا يَحِلّ أَكلُهُ مِن لُحُومِ الحَيَوَانِ فَلَحمُ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ الإِبِلِ وَ مِن لُحُومِ الوَحشِ كُلّ مَا لَيسَ لَهُ نَابٌ وَ لَا مِخلَبٌ وَ مِن لُحُومِ الطّيرِ كُلّ مَا


صفحه : 138

كَانَت لَهُ قَانِصَةٌ وَ مِن صَيدِ البَحرِ كُلّ مَا لَهُ قِشرٌ وَ مَا عَدَا ذَلِكَ كُلّهُ مِن هَذِهِ الأَصنَافِ فَحَرَامٌ أَكلُهُ وَ مَا كَانَ مِنَ البَيضِ مُختَلِفَ الطّرَفَينِ فَحَلَالٌ أَكلُهُ وَ مَا يسَتوَيِ‌َ طَرَفَاهُ فَهُوَ مِن بَيضِ مَا لَا يُؤكَلُ لَحمُهُ

بيان قال في النهاية فيه كان يأخذ من القطنية العشر هي‌ بالكسر والتشديد واحدة القطاني‌ كالعدس والحمص واللوبيا ونحوها. و في القاموس القطنية بالضم والكسر النبات وحبوب الأرض أو ماسوي الحنطة والشعير والزبيب والتمر أوهي‌ الحبوب التي‌ تطبخ الشافعي‌ العدس والخلر والفول والدجر والحمص الجمع القطاني‌ أوهي‌ الخلف وخضر الصيف

11- الدّعَائِمُ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ المُضطَرّ يَأكُلُ المَيتَةَ وَ كُلّ مُحَرّمٍ إِذَا اضطُرّ إِلَيهِ

12- وَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع إِذَا اضطُرّ المُضطَرّ إِلَي أَكلِ المَيتَةِ أَكَلَ حَتّي يَشبَعَ وَ إِذَا اضطُرّ إِلَي الخَمرِ شَرِبَ حَتّي يرَويِ‌ وَ لَيسَ لَهُ أَن يَعُودَ إِلَي ذَلِكَ حَتّي يُضطَرّ إِلَيهِ أَيضاً

13- وَ مِنهُ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ ذُكِرَ الجُبُنّ ألّذِي يَعمَلُهُ المُشرِكُونَ وَ أَنّهُم يَجعَلُونَ فِيهِ الإِنفَحَةَ مِنَ المَيتَةِ وَ مِمّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ قَالَ إِذَا عُلِمَ ذَلِكَ لَم يُؤكَل وَ إِن كَانَ الجُبُنّ مَجهُولًا لَا يُعلَمُ مَن عَمِلَهُ وَ بِيعَ فِي سُوقِ المُسلِمِينَ فَكُلهُ

14-تَفسِيرُ النعّماَنيِ‌ّ،بِأَسَانِيدِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ وَ أَمّا مَا فِي القُرآنِ تَأوِيلُهُ فِي تَنزِيلِهِ فَهُوَ كُلّ آيَةٍ مُحكَمَةٍ نَزَلَت فِي تَحرِيمِ شَيءٍ مِنَ الأُمُورِ المُتَعَارَفَةِ التّيِ‌ كَانَت فِي أَيّامِ العَرَبِ تَأوِيلُهَا فِي تَنزِيلِهَا فَلَيسَ يُحتَاجُ فِيهَا إِلَي تَفسِيرٍ أَكثَرَ مِن تَأوِيلِهَا وَ ذَلِكَ مِثلُ قَولِهِ تَعَالَي فِي التّحرِيمِحُرّمَت عَلَيكُم أُمّهاتُكُم وَ بَناتُكُم


صفحه : 139

وَ أَخَواتُكُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ وَ قَولِهِإِنّما حَرّمَ عَلَيكُمُ المَيتَةَ وَ الدّمَ وَ لَحمَ الخِنزِيرِالآيَةَ وَ قَولِهِ تَعَالَييا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ ذَرُوا ما بقَيِ‌َ مِنَ الرّباالآيَةَ إِلَي قَولِهِأَحَلّ اللّهُ البَيعَ وَ حَرّمَ الرّبا وَ قَولِهِ تَعَالَيقُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرّمَ رَبّكُم عَلَيكُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ وَ مِثلُ ذَلِكَ فِي القُرآنِ كَثِيرٌ مِمّا حَرّمَ اللّهُ سُبحَانَهُ لَا يَحتَاجُ المُستَمِعُ لَهُ إِلَي مَسأَلَةٍ عَنهُ وَ قَولِهِ عَزّ وَ جَلّ فِي مَعنَي التّحلِيلِأُحِلّ لَكُم صَيدُ البَحرِ وَ طَعامُهُ مَتاعاً لَكُم وَ لِلسّيّارَةِ وَ قَولِهِوَ إِذا حَلَلتُم فَاصطادُوا وَ قَولِهِ تَعَالَييَسئَلُونَكَ ما ذا أُحِلّ لَهُم إِلَي قَولِهِمِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُ وَ قَولِهِوَ طَعامُكُم حِلّ لَهُم وَ قَولِهِأَوفُوا بِالعُقُودِ أُحِلّت لَكُم بَهِيمَةُ الأَنعامِ إِلّا ما يُتلي عَلَيكُم غَيرَ محُلِيّ‌ الصّيدِ وَ أَنتُم حُرُمٌ وَ قَولِهِأُحِلّ لَكُم لَيلَةَ الصّيامِ الرّفَثُ إِلي نِسائِكُم وَ قَولِهِلا تُحَرّمُوا طَيّباتِ ما أَحَلّ اللّهُ لَكُم وَ مِثلُهُ كَثِيرٌ

تفسير علي بن ابراهيم ،مرسلا مثله

15-المَحَاسِنُ، عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع سُئِلَ عَن سُفرَةٍ وُجِدَت فِي الطّرِيقِ مَطرُوحَةً كَثُرَ لَحمُهَا وَ خُبزُهَا وَ جُبُنّهَا وَ بَيضُهَا وَ فِيهَا سِكّينٌ فَقَالَ يُقَوّمُ مَا فِيهَا ثُمّ يُؤكَلُ لِأَنّهُ يَفسُدُ وَ لَيسَ لَهُ بَقَاءٌ فَإِن جَاءَ طَالِبٌ لَهَا غَرِمُوا لَهُ الثّمَنَ قِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَا ندَريِ‌


صفحه : 140

سُفرَةَ مُسلِمٍ أَو سُفرَةَ مجَوُسيِ‌ّ فَقَالَ هُم فِي سَعَةٍ حَتّي يَعلَمُوا

الكافي‌، عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي‌ مثله

16- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الروّياَنيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ التمّيِميِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ الديّباَجيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِيهِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ سُئِلَ عَلِيّ ع عَن سُفرَةٍ وُجِدَت فِي الطّرِيقِ فِيهَا لَحمٌ كَثِيرٌ وَ خُبزٌ كَثِيرٌ وَ بَيضٌ وَ فِيهَا سِكّينٌ فَقَالَ يُقَوّمُ مَا فِيهَا ثُمّ يُؤكَلُ لِأَنّهُ يَفسُدُ فَإِذَا جَاءَ طَالِبُهَا غُرِمَ لَهُ فَقَالُوا لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَا نَعلَمُ أَ سُفرَةُ ذمِيّ‌ّ هيِ‌َ أَم مجَوُسيِ‌ّ فَقَالَ هُم فِي سَعَةٍ مِن أَكلِهَا حَتّي يَعلَمُوا

17- وَ مِنهُ،بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ سُئِلَ عَلِيّ ع عَن شَاةٍ مَسلُوخَةٍ وَ أُخرَي مَذبُوحَةٍ عمُيّ‌َ عَلَي صَاحِبِهَا فَلَا يدَريِ‌ الذّكِيّةَ مِنَ المَيتَةِ فَقَالَ يرَميِ‌ بِهِمَا جَمِيعاً إِلَي الكِلَابِ

18- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع إِن وَجَدتَ لَحماً وَ لَم تَعلَم أَنّهُ ذكَيِ‌ّ أَو مَيتَةٌ فَأَلقِ مِنهُ قِطعَةً عَلَي النّارِ فَإِن تَقَبّضَ فَهُوَ ذكَيِ‌ّ وَ إِنِ استَرخَي عَلَي النّارِ فَهُوَ مَيّتٌ وَ كُلّ صَيدٍ إِذَا اصطَدتَهُ فِي البَرّ وَ البَحرِ حَلَالٌ سِوَي مَا قَد بَيّنتُ لَكَ مِمّا جَاءَ فِي الخَبَرِ بِأَنّ أَكلَهُ مَكرُوهٌ

توضيح وتبيين اعلم أنه يستفاد من هذه الأخبار أحكام مهمة الأول يستفاد من رواية السكوني‌ والديباجي‌ أن الأصل في اللحم المطروح التذكية ما لم يعلم أنه ميتة كما هوالظاهر مما مر من عمومات الآيات والأخبار و من


صفحه : 141

حصر المحرمات في أشياء معدودة ليس هذامنها ويمكن تقييده بما إذا كان في بلاد المسلمين وكأنه الظاهر بل يمكن تخصيصه بما إذادلت القرائن علي أنها كانت من مسلم و لاينافيه قول السائل أوسفرة مجوسي‌ إذ محض الاحتمال يكفي‌ لهذا السؤال لكن قوله حتي يعلموا يدل علي أن مع الظن بكونه من كافر يجوز أكله إلا أن يحمل العلم علي مايعم الظن والمشهور بين الأصحاب خلافه والأصل عندهم عدم التذكية حتي يعلم بها أويؤخذ من يد مسلم أو من سوق المسلمين حتي بالغ بعضهم بأن جلد المصحف إذاوجد في مسجد جلده في حكم الميتة وذهب بعض الأصحاب إلي أنه يجوز التعويل علي الأمارات المفيدة للظن في ذلك قال الشهيد الثاني‌ قدس سره في التقاط النعلين والإداوة والسوط لايخفي أن الأغلب علي النعل أن يكون من الجلد وكذا الإداوة والسوط وإطلاق الحكم بجواز التقاطها إما محمول علي ما لا يكون منها من الجلد لأن المطروح منه مجهولا ميتة لأصالة عدم التذكية أومحمول علي ظهور أمارات تدل علي ذكاته فقد ذهب بعض الأصحاب إلي جواز التعويل عليها. و قال العلامة رحمه الله في التحرير لووجد ذبيحة مطروحة لم يحل له أكلها ما لم يعلم أنه تذكية مسلم أويوجد في يده . و قال المحقق الأردبيلي‌ نور الله ضريحه في شرح الإرشاد دليل اجتناب اللحم المطروح غيرمعلوم الذبح هي‌ أن الأصل في الميتة التحريم لأن زوال الروح معلوم والتذكية مشروطة بأمور كثيرة وجودية والأصل عدمها ولكن قديعلم بالقرائن ولهذا يعلم الهدي‌ إذاذبح ويدل عليه بعض الأخبار أيضا عموما مثل صحيحة عبد الله بن سنان من تغليب الحلال وخصوصا رواية السكوني‌ وذكر هذه الرواية ثم قال وضعف السند لايضر لأنها موافقة للعقل ولغيرها و فيهاأحكام كثيرة منها طهارة اللحم المطروح والجلد كذلك ويحمل علي وجود القرينة الدالة علي كونهما كانا في


صفحه : 142

يد المسلم وكون اللحم في يد المجوسي‌ غيرظاهر فيحل ذبيحة الكافر فافهم وجواز التصرف بالأكل في مال الناس إذاعلم الهلاك من غيرإذن الحاكم مع التقويم علي نفسه وعدم اشتراط العدالة في المقوم والمتصرف والغرامة للصاحب وكون الجاهل معذورا حتي يعلم فتأمل وبالجملة القرينة المفيدة للظن الغالب معتبرة فكيف مايفيد العلم والظن المتأخم له انتهي . ثم اعلم أنه قال المحقق رحمه الله في الشرائع إذاوجد لحم و لايدري‌ أذكي‌ هوأم ميت قيل يطرح في النار فإن انقبض به فهو ذكي‌ و إن انبسط فهو ميت . و قال العلامة طاب ثراه في القواعد لووجد لحم مطروح لايعلم ذكاته اجتنب وقيل يطرح في النار فإن انقبض فهو ذكي‌ و إن انبسط فميت . و قال الشهيد الثاني‌ رفعت درجته في المسالك بعدإيراد كلام المحقق هذاالقول هوالمشهور بين الأصحاب خصوصا المتقدمين . قال الشهيد رحمه الله في الشرح لم أجد أحدا خالف فيه إلاالمحقق في الشرائع والفاضل فإنهما أورداها بلفظ قيل المشعر بالضعف مع أن المحقق وافقهم في النافع و في المختلف لم يذكرها في مسائل الخلاف ولعله لذلك واستدل بعضهم عليه بالإجماع قال الشهيد و هو غيربعيد ويؤيده موافقة ابن إدريس عليه فإنه لايعتمد علي أخبار الآحاد فلو لافهمه الإجماع لماذهب إليه والأصل فيه رِوَايَةُ مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ بِإِسنَادِهِ إِلَي إِسمَاعِيلَ بنِ عُمَرَ عَن شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي رَجُلٍ دَخَلَ قَريَةً فَأَصَابَ فِيهَا لَحماً لَم يَدرِ أَ ذكَيِ‌ّ هُوَ أَم مَيّتٌ قَالَ فَاطرَحهُ عَلَي النّارِ فَكُلّ مَا انقَبَضَ فَهُوَ ذكَيِ‌ّ وَ كُلّ مَا انبَسَطَ فَهُوَ مَيّتٌ

.


صفحه : 143

و مع هذاالاشتهار فطريقها لايخلو من ضعف فلتوقف المصنف عن موافقتهم في الحكم وجه وجيه وظاهر الرواية أنه لايحكم بحل اللحم وعدمه باختبار بعضه بل لابد من اختبار كل قطعة منه علي حدة ويلزم كل واحدة حكمها بدليل قوله كل ماانقبض فهو حلال و كل ماانبسط فهو حرام و من هنا مال الشهيد رحمه الله في الدروس إلي تعديتها إلي اللحم المشتبه منه الذكي‌ بغيره فيتميز بالنار كذلك انتهي . وأقول عبارة الفقه أحسن من عبارة هذاالخبر ويدل علي الاكتفاء بالقطعة في الحكم علي الكل ومما ذكره رحمه الله من امتحان كل قطعة إن كان مراده القطعات المتصلة ففي‌ غاية البعد ويلزم أن نفصل حيث أمكن ونختبر بل إلي الأجزاء التي‌ لاتتجزي مع إمكان وجودها و إن أراد القطعات المنفصلة فإن لم تعلم كونها من حيوان واحد فلاريب أنه كذلك و مع العلم فيه إشكال والأحوط التعدد. ثم اعلم أنه لاتنافي‌ بين رواية شعيب ورواية السكوني‌ فإن الأولي ظاهرة في الني‌ غيرالمطبوخ والثانية في المطبوخ و بعدالطبخ لايفيد الامتحان إذ الظاهر أن الانقباض في المذكي لأنه يخرج منه أكثر الدم الكائن في العروق فينجمد علي النار والميتة غالبا لايخرج منه الدم فينجمد في العروق فإذامسته النار تسيل الدماء وتنبسط اللحم و بعدالطبخ تخرج منه الرطوبات و لايبقي فيه شيء حتي يمكن امتحانه بذلك . فإن قيل جوابه ع يشمل هذاالمورد أيضا. قلت قوله هم في سعة لاعموم فيه و لوقيل برجوع الضمير إلي الناس فيمكن حمل هذاالخبر علي الاستحباب أويقال كونهم في سعة إذا لم يكن لهم طريق إلي العلم وهاهنا لهم طريق إليه .


صفحه : 144

الثاني‌ ذهب أكثر الأصحاب إلي أنه إذااختلط الذكي‌ بالميت وجب الامتناع من الجميع حتي يعلم الذكي‌ بعينه لكن خصوا الحكم بما إذا كان محصورا دفعا للحرج لوجوب اجتناب الميت و لايتم إلاباجتناب الجميع

وَ لِعُمُومِ قَولِ النّبِيّص مَا اجتَمَعَ الحَلَالُ وَ الحَرَامُ إِلّا غَلَبَ الحَرَامُ الحَلَالَ

. ويرد عليه أن وجوب اجتناب الميتة مطلقا ممنوع لجواز كون التحريم مخصوصا بما إذا كان عينه معلوما كماتدل عليه الأخبار الصحيحة و أماالرواية فهي‌ عامية مخالفة للروايات المعتبرة والأصل والعمومات وحصر المحرمات يرجح الحل مع أنه يمكن قراءة الحرام منصوبا ليكون مفعولا وموافقا لغيرها كماذكره المحقق الأردبيلي‌ رحمه الله . وقيل يباع ممن يستحل الميتة ذهب إليه الشيخ في النهاية وتبعه ابن حمزة والعلامة في المختلف ومال إليه المحقق قدس الله روحه في الشرائع مع قصده لبيع المذكي

وَ المُستَنَدُ صَحِيحَةُ الحلَبَيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِذَا اختَلَطَ الذكّيِ‌ّ بِالمَيتَةِ بَاعَهُ مِمّن يَستَحِلّ المَيتَةَ

. وحسنة الحلبي‌ أيضا يدل عليه ومنع ابن إدريس من بيعه والانتفاع به


صفحه : 145

مطلقا لمخالفة الرواية لأصول المذهب والمحقق رحمه الله وجه الرواية بما إذاقصد بيع المذكي حسب واستشكل بأنه مع عدم التمييز يكون المبيع مجهولا و لايمكن إقباضه فلايصح بيعه منفردا وأجاب في المختلف بأنه ليس بيعا حقيقيا بل هواستنقاذ مال الكافر من يده برضاه فكان سائغا وإنما أطلق عليه اسم البيع لمشابهته له في الصورة من حيث إنه بذل مال في مقابلة عوض واعترض عليه بأن مستحل الميتة أعم ممن يباح ماله إذ لو كان ذميا كان ماله محترما فلايصح إطلاق القول ببيعه كذلك علي مستحل الميتة فالأولي العمل بالرواية الصحيحة وترك تلك المعارضات في مقابلها نعم رواية الراوندي‌ ظاهرها عدم جواز البيع لكن لاتعارض هذه الصحيحة سندا مع أنه لاتعارض بينهما حقيقة فإن الظاهر أن الرمي‌ إلي الكلاب كناية عن عدم جواز استعمالهما وأكلهما فلاينافي‌ جواز إعطائهما من يشبه الكلاب وكأنه لم يقل أحد بتعين إطعامهما الكلاب كسائر الميتات . ومال الشهيد إلي عرضه علي النار واختباره بالانبساط والانقباض كمامر في اللحم المجهول وضعف ببطلان القياس مع وجود الفارق و هو أن اللحم المطروح يحتمل كونه بأجمعه مذكي وكونه غيرمذكي فكونه ميتة غيرمعلوم بخلاف المتنازع فيه فإنه مشتمل علي الميتة قطعا فلايلزم من الحكم في المشتبه تحريمه كونه كذلك في المعلوم التحريم و قال المحقق الأردبيلي‌ رحمه الله هومحل تأمل لماعلم من الرواية العلة وهي‌ حصول العلم بتعين إحداهما و هوأعم من المطروح المشتبه بالميتة علي أنه ليس بفارق فإن المطروح بحكم الميتة شرعا عندهم و أن كل واحد من الميتة والمشتبه يحتمل أن يكون ميتة فوجود الميتة يقينا هنا لاينفع فلابد أن يمنع استقلال العلة مع الاشتباه ومثله يرد في جميع القياسات المنصوصة العلة أو


صفحه : 146

يمنع الأصل انتهي .الثالث يدل الخبران الأولان علي ماذكره الأصحاب من أنه إذاالتقط ما لايبقي كالطعام فهو مخير بين أن يتملكه بالقيمة أويبيعه ويأخذ ثمنه ثم يعرفه و بين أن يدفعه إلي الحاكم ليعمل فيه ما هوالحظ للمالك .

وَ رَوَوا عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَنِ التَقَطَ طَعَاماً فَليَأكُلهُ

لكن الخبران إنما يدلان علي جواز الأكل والأول علي أنه إذاجاء صاحبه غرم له الثمن وسيأتي‌ الكلام فيه إن شاء الله في محله .الرابع قوله ع كل صيد إلخ يدل علي أن الأصل في الحيوان كونه حلالا وقابلا للتذكية إلا ماأخرجه الدليل . و قال الشهيد الثاني‌ قدس سره الأصل فيما يحل أكله و مايحرم أن يرجع إلي الشرع فما أباحه فهو مباح و ماحظره فهو محظور و ما لم يكن له في الشرع ذكر كان المرجع فيه إلي عادة العرب فما استطابته فهو حلال و مااستخبثته فهو حرام ثم استدل رحمه الله بالآيات المتقدمة و قدمر هنا الكلام فيه . و قال المحقق الأردبيلي‌ طاب ثراه قدتوافق دليل العقل والنقل علي إباحة أكل كل شيءخال عن الضرر و قدتبين دلالة العقل علي أن الأشياء خالية عن الضرر مباحة ما لم يرد مايخرجه عن ذلك والآيات الشريفة في ذلك كثيرة أيضا مثل خَلَقَ لَكُم ما فِي الأَرضِ جَمِيعاًوَ كُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالًا طَيّباًهما حالان مؤكدان لامقيدان و هوظاهر والأخبار أيضا كثيرة والإجماع أيضا واقع فالأشياء كلها علي الإباحة بالعقل والنقل كتابا وسنة وإجماعا إلا ماورد النص بتحريمه


صفحه : 147

إما بالعموم مثل وَ يُحَرّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَفما علم أنه خبيث فهو حرام ولكن معني الخبيث غيرظاهر إذ الشرع مابينه واللغة غيرمراد والعرف غيرمنضبط فيمكن أن يقال المراد عرف أوساط الناس وأكثرهم حال الاختبار مثل أهل المدن والدور لا أهل البادية لأنه لاخبيث عندهم بل يطيبون جميع مايمكن أكله و لااعتداد بهم . وإما بالخصوص مثل حُرّمَت عَلَيكُمُ المَيتَةُالآية وبالجملة الظاهر الحل حتي يعلم أنه حرام لخبثه أولغيره لماتقدم ولصحيحة ابن سنان ويؤيده حصر المحرمات مثل قُل لا أَجِدُالآية فالذي‌ يفهم من غيرشك هوالحل ما لم يعلم وجه التحريم حتي في المذبوح من الحيوان وأجزاء الميتة فما علم أنه ميتة أو ماذبح علي الوجه الشرعي‌ فهو أيضا حرام إلا مايستثني و أماالمشتبه والمجهول غيرالمستثني فالظاهر من كلامهم أنه حرام أيضا و فيه تأمل قدمر إليه الإشارة هذه الضابطة علي العموم من غيرنظر إلي دليل خاص و ماورد فيه دليل الخصوصية مفصلا فهو تابع لدليله تحريما وتحليلا فتأمل انتهي كلامه قدس سره و هو في غاية المتانة

19-الفَقِيهُ، وَ التّهذِيبُ، عَن أَبِي الحُسَينِ الأسَدَيِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحسَنَيِ‌ّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَسَأَلتُهُ عَمّاأُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ قَالَ مَا ذُبِحَ لِصَنَمٍ أَو وَثَنٍ أَو شَجَرٍ حَرّمَ اللّهُ ذَلِكَ كَمَا حَرّمَ المَيتَةَ وَ الدّمَ وَ لَحمَ الخِنزِيرِفَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثمَ عَلَيهِ أَن يَأكُلَ المَيتَةَ قَالَ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِص مَتَي تَحِلّ لِلمُضطَرّ المَيتَةُ فَقَالَ


صفحه : 148

حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص سُئِلَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا نَكُونُ بِأَرضٍ فَتُصِيبُنَا المَخمَصَةُ فَمَتَي تَحِلّ لَنَا المَيتَةُ قَالَ مَا لَم تَصطَبِحُوا أَو تَغتَبِقُوا أَو تَحتَفِئُوا بَقلًا فَشَأنَكُم بِهَا قَالَ عَبدُ العَظِيمِ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا مَعنَي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّفَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ قَالَ العاَديِ‌ السّارِقُ وَ الباَغيِ‌ ألّذِي يبَغيِ‌ الصّيدَ بَطَراً أَو لَهواً لَا لِيَعُودَ بِهِ عَلَي عِيَالِهِ لَيسَ لَهُمَا أَن يَأكُلَا المَيتَةَ إِذِ اضطُرّا هيِ‌َ حَرَامٌ عَلَيهِمَا فِي حَالِ الِاضطِرَارِ كَمَا هيِ‌َ حَرَامٌ عَلَيهِمَا فِي حَالِ الِاختِيَارِ وَ لَيسَ لَهُمَا أَن يُقَصّرَا فِي صَومٍ وَ لَا صَلَاةٍ فِي سَفَرٍ فَقُلتُ فَقَولُهُوَ المُنخَنِقَةُ وَ المَوقُوذَةُ وَ المُتَرَدّيَةُ وَ النّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السّبُعُ إِلّا ما ذَكّيتُم قَالَ المُنخَنِقَةُ التّيِ‌ انخَنَقَت بِإِخنَاقِهَا حَتّي تَمُوتَ وَ المَوقُوذَةُ التّيِ‌ مَرِضَت وَ وَقَذَهَا المَرَضُ حَتّي لَم يَكُن بِهَا حَرَكَةٌ وَ المُتَرَدّيَةُ التّيِ‌ تَتَرَدّي مِن مَكَانٍ مُرتَفِعٍ إِلَي أَسفَلَ أَو تَتَرَدّي مِن جَبَلٍ أَو فِي بِئرٍ فَتَمُوتُ وَ النّطِيحَةُ التّيِ‌ تَنطَحُهَا بَهِيمَةٌ أُخرَي فَتَمُوتُ وَ مَا أَكَلَ السّبُعُ مِنهَا فَمَاتَ وَ مَا ذُبِحَ عَلَي النّصُبِ عَلَي حَجَرٍ أَو صَنَمٍ إِلّا مَا أُدرِكَت زَكَاتُهُ فذَكُيّ‌َ قُلتُوَ أَن تَستَقسِمُوا بِالأَزلامِ قَالَ كَانُوا فِي الجَاهِلِيّةِ يَشتَرُونَ بَعِيراً فِيمَا بَينَ عَشَرَةِ أَنفُسٍ وَ يَستَقسِمُونَ عَلَيهِ بِالقِدَاحِ وَ كَانَت عَشَرَةً سَبعَةٌ لَهَا أَنصِبَاءُ وَ ثَلَاثَةٌ لَا أَنصِبَاءَ لَهَا أَمّا التّيِ‌ لَهَا أَنصِبَاءُ فَالفَذّ وَ التّوأَمُ وَ النّافِسُ الحِلسُ وَ المُسبِلُ وَ المُعَلّي وَ الرّقِيبُ وَ أَمّا التّيِ‌ لَا أَنصِبَاءَ لَهَا فَالسّفِيحُ وَ المَنِيحُ وَ الوَغدُ فَكَانُوا يُجِيلُونَ السّهَامَ بَينَ عَشَرَةٍ فَمَن خَرَجَ بِاسمِهِ


صفحه : 149

سَهمٌ مِنَ التّيِ‌ لَا أَنصِبَاءَ لَهَا أُلزِمَ ثُلُثَ ثَمَنِ البَعِيرِ فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتّي تَقَعَ السّهَامُ الثّلَاثَةُ لَا أَنصِبَاءَ لَهَا إِلَي ثَلَاثَةٍ مِنهُم فَيُلزِمُونَهُم ثَمَنَ البَعِيرِ ثُمّ يَنحَرُونَهُ وَ يَأكُلُهُ السّبعَةُ الّذِينَ لَم يَنقُدُوا فِي ثَمَنِهِ شَيئاً وَ لَم يُطعِمُوا مِنهُ الثّلَاثَةَ الّذِينَ نَقَدُوا ثَمَنَهُ شَيئاً فَلَمّا جَاءَ الإِسلَامُ حَرّمَ اللّهُ تَعَالَي ذِكرُهُ ذَلِكَ فِيمَا حَرّمَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ أَن تَستَقسِمُوا بِالأَزلامِ ذلِكُم فِسقٌيعَنيِ‌ حَرَاماً

تبيين المَخمَصَةُ المَجاعة قوله ع ما لم تصطبحوا هذاالخبر روته العامة أيضا عن أبي واقد عن النبي ص واختلفوا في تفسيره قال في النهاية و منه الحديث أنه سئل متي تحل لنا الميتة فقال ما لم تصطبحوا أوتغتبقوا أوتحتفئوا بهابقلا الاصطباح هاهنا أكل الصّبوح و هوالغداء والغَبوق العشاء وأصلهما في الشرب ثم استعملا في الأكل أي ليس لكم أن تجمعوهما من الميتة قال الأزهري‌ قدأنكر هذا علي أبي عبيد وفسر أنه أراد إذا لم تجدوا لبنية تصطبحونها أوشرابا تغتبقونه و لم تجدوا بعدعدم الصبوح والغبوق بقلة تأكلونها حلت لكم الميتة و قال هذا هوالصحيح . و قال في باب الحاء مع الفاء قال أبوسعيد الضرير صوابه ما لم تحتفوا بهابغير همز من أحفي الشعر و من قال تحتفئوا مهموزا من الحفإ و هوالبرري‌ فباطل لأن البرري‌ ليس من البقول و قال أبوعبيد هو من الحفإ مهموز مقصور و هوأصل البرري‌ الأبيض الرطب منه و قديؤكل يقول ما لم تقتلعوا هذابعينه فتأكلوه ويروي ما لم تحتفوا بتشديد الفاء من احتففت الشي‌ء إذاأخذته كله كماتحف المرأة وجهها من الشعر. و قال في باب الجيم مع الفاء و منه الحديث متي تحل لنا الميتة قال ما لم تجتفئوا بقلا أي تقتلعوه وترموا به من جفأت القدر إذارميت بما يجتمع


صفحه : 150

علي رأسها من الزبد والوسخ . و قال في باب الخاء مع الفاء أوتختفوا بقلا أي تظهرونه يقال اختفيت الشي‌ء إذاأظهرته وأخفيته إذاسترته انتهي . و قال الطيبي‌ تحتفوا بها أي بالأرض فشأنَكم بِها أي الزموا الميتة و أوبمعني الواو فيجب نفي‌ الخلال الثلاث حتي تحل لنا الميتة و ماللمدة أي يحل لكم مدة عدم اصطباحكم انتهي . وأقول في بعض نسخ الفقيه بالواو في الموضعين فلايحتاج إلي تكلف و علي الحاء المهملة يحتمل أن تكون كناية عن استيصال البقل فإن هذاشائع في عرفنا علي التمثيل فلعله كان في عرفهم أيضا كذلك و في بعض نسخ التهذيب تحتقبوا بالحاء المهملة والقاف والباء الموحدة فالمراد به الادخار قال في القاموس احتقبه ادخره و قال الحقيبة كل ماشد في مؤخر رحل أوقتب والظاهر أنه تصحيف .بإخناقها كأنه علي بناء الإفعال أي بأن يخنقها غيره أوبأن يختنق في مضيق أوبالفتح علي صيغة الجمع أي بأسباب خنقها قال الجوهري‌ الخنق بكسر النون مصدر قولك خنقه يخنقه وكذلك خنقه و منه الخناق وأخنق هو واختنقت الشاة بنفسها فهي‌ منخنقة. و في القاموس الزّلَم محركة قدح لاريش عليه والأنصباء جمع النصيب والأسماء السبعة المذكورة في الخبر علي خلاف الترتيب المشهور ولعله من الرواة أويقال أنه ع لم يكن بصدد تعليمه بل أشار مجملا إلي ماكانوا يعلمونه بل يمكن أن يكون ع تعمد ذلك لئلا يكون تعليما للقمار و إن أمكن الاستدلال به علي جواز تعليم القمار وتعلمه لغير العمل قال الجوهري‌ سهام المَيسَرة عشرة أولها الفَذّ ثم التّوأَم ثم الرقيب ثم الحلس ثم النّافس ثم المُسبِل ثم المُعَلّي


صفحه : 151

وثلاثة لاأنصباء لها وهي‌ السفيح والمنيح والوغد انتهي مع أن بينهم أيضا خلافا في بعضها قال الفيروزآبادي‌ المسبل كمحسن السادس أوالخامس من قداح الميسر

20-تُحَفُ العُقُولِ، فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَمّا مَا يَحِلّ لِلإِنسَانِ أَكلُهُ مِمّا أَخرَجَتِ الأَرضُ فَثَلَاثَةُ صُنُوفٍ مِنَ الأَغذِيَةِ صِنفٌ مِنهَا جَمِيعُ الحَبّ كُلّهِ مِنَ الحِنطَةِ وَ الشّعِيرِ وَ الأَرُزّ وَ الحِمّصِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِن صُنُوفِ الحَبّ وَ صُنُوفِ السّمَاسِمِ وَ غَيرِهَا كُلّ شَيءٍ مِنَ الحَبّ مِمّا يَكُونُ فِيهِ غِذَاءُ الإِنسَانِ فِي بَدَنِهِ وَ قُوتُهُ فَحَلَالٌ أَكلُهُ وَ كُلّ شَيءٍ تَكُونُ فِيهِ المَضَرّةُ عَلَي الإِنسَانِ فِي بَدَنِهِ فَحَرَامٌ أَكلُهُ إِلّا فِي حَالِ الضّرُورَةِ وَ الصّنفُ الثاّنيِ‌ مِمّا أَخرَجَتِ الأَرضُ صُنُوفُ الثّمَارِ كُلّهَا مِمّا يَكُونُ فِيهِ غِذَاءُ الإِنسَانِ وَ مَنفَعَةٌ لَهُ وَ قُوتُهُ بِهِ فَحَلَالٌ أَكلُهُ وَ مَا كَانَ فِيهِ المَضَرّةُ عَلَي الإِنسَانِ فِي أَكلِهِ فَحَرَامٌ أَكلُهُ وَ الصّنفُ الثّالِثُ جَمِيعُ صُنُوفِ البُقُولِ وَ النّبَاتِ وَ كُلّ شَيءٍ تُنبِتُ الأَرضُ مِنَ البُقُولِ كُلّهَا مِمّا فِيهِ مَنَافِعُ الإِنسَانِ وَ غِذَاؤُهُ فَحَلَالٌ أَكلُهُ وَ مَا كَانَ مِن صُنُوفِ البُقُولِ مِمّا فِيهِ المَضَرّةُ عَلَي الإِنسَانِ فِي أَكلِهِ نَظِيرُ بُقُولِ السّمُومِ القَاتِلَةِ وَ نَظِيرُ الدّفلَي وَ غَيرُ ذَلِكَ مِن صُنُوفِ السّمّ القَاتِلِ فَحَرَامٌ أَكلُهُ وَ أَمّا مَا يَحِلّ أَكلُهُ مِن لُحُومِ الحَيَوَانِ فَلُحُومُ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ الإِبِلِ وَ مَا يَحِلّ مِن لُحُومِ الوَحشِ كُلّ مَا لَيسَ فِيهِ نَابٌ وَ لَا لَهُ مِخلَبٌ وَ مَا يَحِلّ مِن لُحُومِ الطّيرِ كُلّ مَا كَانَت لَهُ قَانِصَةٌ فَحَلَالٌ أَكلُهُ وَ مَا لَم يَكُن لَهُ قَانِصَةٌ فَحَرَامٌ أَكلُهُ وَ لَا بَأسَ بِأَكلِ صُنُوفِ الجَرَادِ


صفحه : 152

وَ أَمّا مَا يَجُوزُ أَكلُهُ مِنَ البَيضِ فَكُلّ مَا اختَلَفَ طَرَفَاهُ فَحَلَالٌ أَكلُهُ وَ مَا استَوَي طَرَفَاهُ فَحَرَامٌ أَكلُهُ وَ مَا يَجُوزُ أَكلُهُ مِن صَيدِ البَحرِ مِن صُنُوفِ السّمَكِ مَا كَانَ لَهُ قُشُورٌ فَحَلَالٌ أَكلُهُ وَ مَا لَم يَكُن لَهُ قُشُورٌ فَحَرَامٌ أَكلُهُ وَ مَا يَجُوزُ مِنَ الأَشرِبَةِ مِن جَمِيعِ صُنُوفِهَا فَمَا لَا يُغَيّرُ العَقلَ كَثِيرُهُ فَلَا بَأسَ بِشُربِهِ وَ كُلّ شَيءٍ يُغَيّرُ مِنهَا العَقلَ كَثِيرُهُ فَالقَلِيلُ مِنهُ حَرَامٌ

بيان جمع السماسم إما باعتبار أنواعها من البري‌ والبستاني‌ أوباعتبار معانيه علي المجاز أوباعتبار إطلاقها علي مايشبهها من الحبوب الصغار توسعا. قال الفيروزآبادي‌ السمسم بالكسر حب الحل والبري‌ منه يعرف بخلبهنك والجُلجُلان وحبه و قال الدّفل بالكسر وكذكري نبت مر فارسيه خرزهره قتال زهره كالورد الأحمر وحمله كالخُرنُوب نافع للجَرَب والحِكّة طَلاء ولوجع الركبة والظهر ضمادا ولطرد البراغيث و الأرض رَشّاً بطبيخه ولإزالة البرص طلاء بلُبه اثنتي‌ عشرة مرة بعدالإنقاء

21-المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ قَالَسَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ الجُبُنّ فَقَالَ لَقَد سأَلَتنَيِ‌ عَن طَعَامٍ يعُجبِنُيِ‌ ثُمّ أَعطَي الغُلَامَ دَرَاهِمَ فَقَالَ يَا غُلَامُ ابتَع لِي جُبُنّاً وَ دَعَا بِالغَدَاءِ فَتَغَدّينَا مَعَهُ وَ أتُيِ‌َ بِالجُبُنّ فَقَالَ كُل فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الغَدَاءِ قُلتُ مَا تَقُولُ فِي الجُبُنّ قَالَ أَ وَ لَم ترَنَيِ‌ أَكَلتُهُ قُلتُ بَلَي


صفحه : 153

وَ لكَنِيّ‌ أُحِبّ أَن أَسمَعَهُ مِنكَ فَقَالَ سَأُخبِرُكَ عَنِ الجُبُنّ وَ غَيرِهِ كُلّ مَا يَكُونُ فِيهِ حَلَالٌ وَ حَرَامٌ فَهُوَ لَكَ حَلَالٌ حَتّي تَعرِفَ الحَرَامَ بِعَينِهِ فَتَدَعَهُ

الكافي‌، عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن محبوب مثله .بيان في القاموس الجبن بالضم وبضمتين وكعتل معروف انتهي والظاهر أن السؤال عن الجبن لأن العامة كانوا يتنزهون عنه لاحتمال أن تكون الإنفحة التي‌ يأخذون منها الجبن مأخوذة من ميتة والإنفحة عندنا من المستثنيات من الميتة فيمكن أن يكون جوابه ع علي سبيل التنزل أي لوكانت الإنفحة بحكم الميتة لكان يجوز لنا أكل الجبن لعدم العلم باتخاذه منها فكيف وهي‌ لايجري‌ فيهاحكم الميتة أوباعتبار نجاستها قبل الغسل علي القول بها أوباعتبار أن المجوس كانوا يعملونها غالبا كمايظهر من بعض الأخبار. و قال في النهاية في حديث ابن الحنفية كل الجبن عرضا أي اشتره ممن وجدته و لاتسأل عمن عمله من مسلم أوغيره مأخوذ من عرض الشي‌ء أي ناحيته

22- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي الجَارُودِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ الجُبُنّ وَ قُلتُ لَهُ أخَبرِنيِ‌ مَن رَأَي أَنّهُ يُجعَلُ فِيهِ المَيتَةُ فَقَالَ مِن أَجلِ مَكَانٍ وَاحِدٍ يُجعَلُ فِيهِ المَيتَةُ حُرّمَ فِي جَمِيعِ الأَرَضِينَ إِذَا عَلِمتَ أَنّهُ مَيتَةٌ فَلَا تَأكُلهُ وَ إِن لَم تَعلَم فَاشتَرِ وَ كُل وَ اللّهِ إنِيّ‌ لَأَعتَرِضُ السّوقَ فأَشَترَيِ‌ بِهَا اللّحمَ وَ السّمنَ وَ الجُبُنّ وَ اللّهِ مَا أَظُنّ كُلّهُم يُسَمّونَ هَذِهِ البَربَرُ وَ هَذِهِ السّودَانُ


صفحه : 154

تبيين اعتراض السوق أن يأتيه ويشتري‌ من أي بايع كان من غيرتفحص وسؤال قال الجوهري‌ وخرجوا يضربون الناس عن عرض أي عن شق وناحية كيفما اتفق لايبالون من ضربوا و قال محمد بن الحنفية كل الجبن عرضا قال الأصمعي‌ يعني‌ اعترضه واشتره ممن وجدته و لاتسأل عن عمله أ من عمل أهل الكتاب أم عمل المجوس ويقال استعرض العرب أي سل من شئت منهم . و في القاموس بربر جيل والجمع البرابرة وهم أمة بالمغرب وأمة أخري بين الحبوش والزنج يقطعون مذاكير الرجال ويجعلونها مهور نسائهم انتهي . ثم إن الخبر يدل علي جواز شراء اللحوم وأمثالها من سوق المسلمين ومرجوحية التفحص والسؤال و قال المحقق رحمه الله وغيره مايباع في أسواق المسلمين من الذبائح واللحوم يجوز شراؤه و لايلزم الفحص عن حاله . و قال في المسالك لافرق في ذلك بين مايوجد بيد رجل معلوم الإسلام ومجهوله و لا في المسلم بين كونه ممن يستحل ذبيحة الكتابي‌ وغيره علي أصح القولين عملا بعموم النصوص والفتاوي‌ ومستند الحكم أخبار كثيرة ومثله مايوجد بأيديهم من الجلود واعتبر في التحرير كون المسلم ممن لايستحل ذبائح أهل الكتاب و هوضعيف جدا لأن جميع المخالفين يستحلون ذبائحهم فيلزم علي هذا أن لايجوز أخذه من المخالفين مطلقا والأخبار ناطقة بخلافه واعلم أنه ليس في كلام الأصحاب مايعرف به سوق الإسلام من غيره فكان الرجوع فيه إلي العرف وَ فِي مُوثَقَةِ إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الكَاظِمِ ع أَنّهُ قَالَ لَا بَأسَ بِالفَروِ اليمَاَنيِ‌ّ وَ فِيمَا صُنِعَ فِي أَرضِ الإِسلَامِ قُلتُ لَهُ وَ إِن كَانَ فِيهَا غَيرُ أَهلِ الإِسلَامِ قَالَ إِذَا كَانَ الغَالِبَ عَلَيهَا المُسلِمُونَ فَلَا بَأسَ

. و علي هذاينبغي‌ أن يكون العمل و هو غيرمناف للعرف أيضا فيتميز سوق الإسلام بأغلبية المسلمين فيه سواء كان حاكمهم مسلما وحكمه نافذا أم لاعملا


صفحه : 155

بالعموم و كمايجوز شراء اللحم والجلد من سوق الإسلام لايلزم البحث عنه هل ذابحه مسلم أم لا و أنه هل سمي واستقبل بذبيحته القبلة أم لا و لايستحب و لوقيل بالكراهة كان وجها للنهي‌ عنه في الخبر ألذي أقل مراتبه الكراهة و في الدروس اقتصر علي نفي‌ الاستحباب

23- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن بَكرِ بنِ حَبِيبٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الجُبُنّ وَ أَنّهُ تُوضَعُ فِيهِ الإِنفَحَةُ مِنَ المَيتَةِ قَالَ لَا يَصلُحُ ثُمّ أَرسَلَ بِدِرهَمٍ قَالَ اشتَرِ مِن رَجُلٍ مُسلِمٍ وَ لَا تَسأَلهُ عَن شَيءٍ

24- وَ مِنهُ، عَنِ اليقَطيِنيِ‌ّ عَن صَفوَانَ عَن مُعَاوِيَةَ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِن أَصحَابِنَا عَنِ الجُبُنّ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّهُ لَطَعَامٌ يعُجبِنُيِ‌ فَسَأُخبِرُكَ عَنِ الجُبُنّ وَ غَيرِهِ كُلّ شَيءٍ فِيهِ الحَلَالُ وَ الحَرَامُ فَهُوَ لَكَ حَلَالٌ حَتّي تَعرِفَ الحَرَامَ فَتَدَعَهُ بِعَينِهِ

25- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ المَشِيخَةِ لِابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن ضُرَيسٍ الكنُاَسيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ السّمنِ وَ الجُبُنّ نَجِدُهُ فِي أَرضِ المُشرِكِينَ فِي الرّومِ أَ نَأكُلُهُ قَالَ فَقَالَ أَمّا مَا عَلِمتَ أَنّهُ قَد خَالَطَهُ الحَرَامَ فَلَا تَأكُلهُ وَ أَمّا مَا لَم تَعلَم فَكُلهُ حَتّي تَعلَمَ أَنّهُ حَرَامٌ

26- وَ مِنهُ، عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ


صفحه : 156

كُلّ شَيءٍ يَكُونُ فِيهِ حَرَامٌ وَ حَلَالٌ فَهُوَ لَكَ حَلَالٌ أَبَداً حَتّي تَعرِفَ مِنهُ الحَرَامَ بِعَينِهِ فَدَعهُ

27- تَفسِيرُ الإِمَامِ ع ، قَالَ ع قَالَ اللّهُ تَعَالَييا أَيّهَا النّاسُ كُلُوا مِمّا فِي الأَرضِ مِن ثِمَارِهَا وَ أَطعِمَتِهَاحَلالًا طَيّباًلَكُم إِذَا أَطَعتُم رَبّكُم فِي تَعظِيمِ مَن عَظّمَهُ وَ الِاستِخفَافِ بِمَن أَهَانَهُ وَ صَغّرَهُ

28- وَ مِنهُ، قَالَ الإِمَامُ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوابِتَوحِيدِ اللّهِ وَ نُبُوّةِ مُحَمّدٍ رَسُولِ اللّهِص وَ إِمَامَةِ عَلِيّ ولَيِ‌ّ اللّهِكُلُوا مِن طَيّباتِ ما رَزَقناكُم وَ اشكُرُوا لِلّهِ عَلَي مَا رَزَقَكُم مِنهَا بِالمُقَامِ عَلَي وَلَايَةِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ لِيَقِيَكُمُ اللّهُ بِذَلِكَ شُرُورَ الشّيَاطِينِ المُتَمَرّدَةِ عَلَي رَبّهِ عَزّ وَ جَلّ

29- الكاَفيِ‌، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ سَأُخبِرُكَ عَنِ الجُبُنّ وَ غَيرِهِ كُلّ مَا كَانَ فِيهِ حَلَالٌ وَ حَرَامٌ فَهُوَ لَكَ حَلَالٌ حَتّي تَعرِفَ الحَرَامَ بِعَينِهِ فَتَدَعَهُ

30- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ النهّديِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَبَانِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الجُبُنّ قَالَ كُلّ شَيءٍ لَكَ حَلَالٌ حَتّي يَجِيئَكَ شَاهِدَانِ يَشهَدَانِ عِندَكَ أَنّ فِيهِ مَيتَةً

بيان يدل علي أن أمثال هذه من قبيل ماتقبل فيه الشهادة لاالرواية و قداختلف الأصحاب فيه


صفحه : 157

31- الشّهَابُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مُحَرّمَ الحَلَالِ كَمُحِلّ الحَرَامِ

الضوء فائدة الحديث الأمر بالانتهاء إلي ماحده الله في التحليل والتحريم وإعلام أن من حرم الحلال عوقب معاقبة من حلل الحرام والراوي‌ ابن عمر

32- المَحَاسِنُ، عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ إِسمَاعِيلَ الجعُفيِ‌ّ وَ عِدّةٍ قَالُوا سَمِعنَا أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ التّقِيّةُ فِي كُلّ شَيءٍ وَ كُلّ شَيءٍ اضطُرّ إِلَيهِ ابنُ آدَمَ فَقَد أَحَلّهُ اللّهُ لَهُ

33- العيَاّشيِ‌ّ، عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ المُضطَرّ لَا يَشرَبِ الخَمرَ لِأَنّهَا لَا تَزِيدُهُ إِلّا شَرّاً فَإِن شَرِبَهَا قَتَلَتهُ فَلَا تَشرَبَنّ مِنهَا قَطرَةً

العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ مِثلَهُ وَ فِيهِ وَ لِأَنّهُ إِن شَرِبَهَا قَتَلَتهُ فَلَا يَشرَب مِنهُ قَطرَةً

34- وَ روُيِ‌َ لَا تَزِيدُهُ إِلّا عَطَشاً

ثم قال الصدوق رحمه الله جاء هذاالحديث هكذا كماأوردته وشرب الخمر في حال الاضطرار مباح مطلق مثل الميتة والدم ولحم الخنزير وإنما أوردته لما فيه من العلة و لاقوة إلابالله

35-العيَاّشيِ‌ّ، عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِفَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ قَالَ الباَغيِ‌ طَالِبُ الصّيدِ وَ العاَديِ‌ السّارِقُ لَيسَ لَهُمَا أَن يُقَصّرَا


صفحه : 158

مِنَ الصّلَاةِ وَ لَيسَ لَهُمَا إِذَا اضطُرّا إِلَي المَيتَةِ أَن يَأكُلَاهَا وَ لَا يَحِلّ لَهُمَا مَا يَحِلّ لِلنّاسِ إِذَا اضطُرّوا

36- تَفسِيرُ الإِمَامِ، قَالَ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّما حَرّمَ عَلَيكُمُ المَيتَةَالتّيِ‌ مَاتَت حَتفَ أَنفِهَا بِلَا ذَبَاحَةٍ مِن حَيثُ أَذِنَ اللّهُ فِيهَاوَ الدّمَ وَ لَحمَ الخِنزِيرِ أَن يَأكُلُوهُوَ ما أُهِلّ بِهِ لِغَيرِ اللّهِ مَا ذُكِرَ اسمُ غَيرِ اللّهِ عَلَيهِ مِنَ الذّبَائِحِ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ يَتَقَرّبُ بِهَا الكُفّارُ بأِسَاَميِ‌ أَندَادِهِمُ التّيِ‌ اتّخَذُوهَا مِن دُونِ اللّهِ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّفَمَنِ اضطُرّ إِلَي شَيءٍ مِن هَذِهِ المُحَرّمَاتِغَيرَ باغٍ وَ هُوَ غَيرُ بَاغٍ عِندَ ضَرُورَتِهِ عَلَي إِمَامٍ هُدًيوَ لا عادٍ وَ لَا مُعتَدٍ قَوّالٍ بِالبَاطِلِ فِي نُبُوّةِ مَن لَيسَ بنِبَيِ‌ّ وَ لَا إِمَامَةِ مَن لَيسَ بِإِمَامٍفَلا إِثمَ عَلَيهِ فِي تَنَاوُلِ هَذِهِ الأَشيَاءِإِنّ اللّهَ غَفُورٌسَتّارٌ لِعُيُوبِكُم أَيّهَا المُؤمِنُونَرَحِيمٌبِكُم حِينَ أَبَاحَ لَكُم فِي الضّرُورَةِ مَا حَرّمَهُ فِي الرّخَاءِ

تبيين وتفضيل اعلم أنه لاخلاف في الجملة في أن تحريم تناول المحرمات مختص بحال الاختيار و مع الضرورة يسوغ التناول إلاللباغي‌ والعادي‌ و قدمضت الأقوال فيهما في تفسير الآية واختلف الأصحاب أيضا فيهما فقيل الباغي‌ الخارج علي إمام زمانه والعادي‌ ألذي يقطع الطريق وقيل الباغي‌ الآخذ عن مضطر مثله بأن يكون لمضطر آخر شيءلسد رمقه فيأخذه منه و ذلك غيرجائز بل يترك نفسه حتي يموت و لايميت الغير والعادي‌ ألذي يتجاوز مقدار الضرورة قيل الباغي‌ الطالب للميتة أوالطالب للذة والعادي‌ ألذي يتجاوز مقدار الشبع


صفحه : 159

و قدعرفت ماورد في الأخبار من تفسيرهما والاضطرار يحصل بخوف التلف وهل يشترط فيه الظن أويكفي‌ مجرد الخوف فيه إشكال وألحق الأكثر بخوف التلف خوف المرض ألذي ليس بيسير وكذا زيادته أوطوله وكذا خوف العجز بترك التناول عن المشي‌ الضروري‌ أومصاحبة الرفقة الضرورية حيث يخاف بالتخلف عنهم علي نفسه أوعرضه وكذا الخوف علي من معه وربما يلحق بهاالخوف علي تلف المال علي بعض الوجوه لحصول معني الاضطرار في هذه الصورة و قال الشيخ في النهاية لايجوز أن يأكل الميتة إلا إذاخاف تلف النفس فإن خاف ذلك أكل مايمسك به الرمق و لايمتلئ منه ووافقه جماعة من الأصحاب و لايجب الامتناع إلي أن يشرف علي الموت فإن التناول حينئذ لاينفع و لايختص جواز تناول المحرم في حال الاضطرار بنوع منه لكن بعض المحرمات مقدم علي بعض كماسيأتي‌ و لاريب و لاخلاف في أن المضطر يجوز له أن يتناول قدر سد الرمق يعني‌ مايحفظ نفسه عن الهلاك و لايجوز له أن يزيد علي الشبع اتفاقا وهل يجوز له أن يزيد عن سد الرمق إلي الشبع ظاهر الأكثر العدم و هوحسن إن اندفعت به الحاجة أما لودعت الضرورة إلي الشبع كما لو كان في بادية وخاف أن لايقوي علي قطعها لو لم يشبع أواحتاج إلي المشي‌ أوالعدو وتوقف علي الشبع جاز تناول مادعت الضرورة إليه ويجوز التزود منه إذاخاف عدم الوصول إلي الحلال ثم هل التناول في موضع الضرورة علي وجه الوجوب أو علي سبيل الرخصة فله التنزه عنه الأقرب الأول لأن تركه يوجب إعانته علي نفسه و قدنهي‌ عنه في الكتاب والسنة و إذاتمكن المضطر من أخذ مال الغير فإن كان الغير محتاجا مثله فلايجوز الأخذ عنه ظلما و هوأحد معاني‌ الباغي‌ كماسبق ويحتمل عدم جواز الأخذ عنه مطلقا لأنه يوجب هلاكه فهو كإهلاك الغير لإبقاء نفسه والأقرب أنه لايجوز إيثار الغير إذا كان ذلك موجبا لهلاك نفسه لقوله تعالي وَ لا تُلقُواالآية.


صفحه : 160

وقيل يجوز لقوله تعالي وَ يُؤثِرُونَ عَلي أَنفُسِهِم وَ لَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وضعف بأن الخاص حاكم علي العام و لو لم يكن المالك مضطرا إليه و كان هناك مضطر وجب علي المالك بذله له إن كان المضطر مسلما وكذا إذا كان ذميا أومستأمنا علي المعروف بينهم و لوظن الاحتياج إليه في ثاني‌ الحال ففي‌ وجوب البذل للمضطر في الحال نظر و لومنع المالك جاز للمضطر الأخذ عنه قهرا بل يجب عليه ذلك بل المقاتلة عليه و لو كان للمضطر ثمن لم يجب علي المالك البذل مجانا و لوطلب المالك الثمن حينئذ وجب علي المضطر بذله و إن طلب زيادة عن ثمن المثل قال الشيخ لاتجب الزيادة ولعل الأقرب الوجوب لارتفاع الضرورة بالتمكن و لو لم يكن للمضطر ثمن ففي‌ وجوب البذل عليه عندالقدرة قولان و لووجدت ميتة وطعام الغير فإن بذل له الغير طعامه بغير عوض أوبعوض هوقادر عليه لم تحل الميتة و إن كان العوض أكثر من ثمن المثل علي الأقرب و إن لم يبذل المالك وقدر علي الأخذ منه قهرا أو كان المالك غالبا ففي‌ تقديم أكل الميتة أومال الغير أوالتخيير أوجه . و لو لم يوجد إلاالخمر قال الشيخ في المبسوط لايجوز رفع الضرورة بها وذهب جماعة منهم الشيخ في النهاية إلي الجواز ترجيحا لحفظ النفس ويدل عليه ماسيأتي‌ من خبر محمد بن عذافر وغيره وهي‌ و إن كان فيهاجهالة لكنها مروية بأسانيد يؤيد بعضها بعضا ويدل علي الأول ماتقدم من رواية أبي بصير التي‌ رواها العياشي‌ والصدوق و في سندها ضعف ويمكن حملها علي تحريم التداوي‌ بها و إن كانت التتمة التي‌ رواها الصدوق مرسلا ظاهرها شمولها للعطش أيضا و أماالتداوي‌ بالخمر وسائر المحرمات فقد مر الكلام فيه في أبواب الطب و قدمر أيضا أن عندالضرورة البول مقدم علي الخمر وبول نفسه علي بول غيره علي قول وقالوا لو لم يجد إلاآدميا ميتا جاز له الأكل منه واستثني بعضهم ما إذا كان الميت نبيا و لووجد المضطر ميتة ولحم آدمي‌ أكل الميتة دون الآدمي‌ و لو


صفحه : 161

وجد آدميا حيا فإن كان معصوم الدم لم يجز و إن كان كافرا كالذمي‌ والمعاهد وكذا لايجوز للسيد أكل عبده و لاللوالد أكل ولده و إن لم يكن معصوم الدم كالحربي‌ والمرتد جاز له قتله وأكله و إن كان قتله متوقفا علي إذن الإمام لأن ذلك مخصوص بحالة الاختيار و في معناهما الزاني‌ المحصن والمحارب وتارك الصلاة مستحلا وغيرهم ممن يباح قتله و لو كان له علي غيره قصاص ووجده في حالة الاضطرار فله قتله قصاصا وأكله و أماالمرأة الحربية وصبيان أهل الحرب ففي‌ جواز قتلهم وأكلهم وجهان ورجح بعض المتأخرين الجواز لأنهم ليسوا بمعصومين و ليس المنع من قتلهم في غيرحالة الضرورة لحرمة روحهم ولهذا لايتعلق به كفارة و لادية بخلاف الذمي‌ والمعاهد و إذا لم يجد المضطر سوي نفسه بأن يقطع فِلذَةً من فَخِذه ونحوه من المواضع اللّحِمَة فإن كان الخوف فيه كالخوف علي النفس بترك الأكل أوأشد حرم القطع قطعا و إن كان أرجي للسلامة ففيه وجهان


صفحه : 162

باب 2-علل تحريم المحرمات من المأكولات والمشروبات

1- الإِحتِجَاجُ، عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ سَأَلَ الزّندِيقُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِمَ حَرّمَ اللّهُ الخَمرَ وَ لَا لَذّةَ أَفضَلُ مِنهَا قَالَ حَرّمَهَا لِأَنّهَا أُمّ الخَبَائِثِ وَ رَأسُ كُلّ شَرّ يأَتيِ‌ عَلَي شَارِبِهَا سَاعَةٌ يُسلَبُ لُبّهُ وَ لَا يَعرِفُ رَبّهُ وَ لَا يَترُكُ مَعصِيَةً إِلّا رَكِبَهَا وَ لَا حُرمَةً إِلّا انتَهَكَهَا وَ لَا رَحِماً مَاسّةً إِلّا قَطَعَهَا وَ لَا فَاحِشَةً إِلّا أَتَاهَا وَ السّكرَانُ زِمَامُهُ بِيَدِ الشّيطَانِ إِن أَمَرَهُ أَن يَسجُدَ لِلأَوثَانِ سَجَدَ وَ يَنقَادُ حَيثُ مَا قَادَهُ قَالَ فَلِمَ حَرّمَ الدّمَ المَسفُوحَ قَالَ لِأَنّهُ يُورِثُ القَسَاوَةَ وَ يَسلُبُ الفُؤَادَ رَحمَتَهُ وَ يُعَفّنُ البَدَنَ وَ يُغَيّرُ اللّونَ وَ أَكثَرَ مَا يُصِيبُ الإِنسَانَ الجُذَامُ يَكُونُ مِن أَكلِ الدّمِ قَالَ فَأَكلُ الغُدَدِ قَالَ يُورِثُ الجُذَامَ قَالَ فَالمَيتَةُ لِمَ حَرّمَهَا قَالَ فَرقاً بَينَهَا وَ بَينَ مَا يُذكَرُ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ وَ المَيتَةُ قَد جَمَدَ فِيهَا الدّمُ وَ تَرَاجَعَ إِلَي بَدَنِهَا فَلَحمُهَا ثَقِيلٌ غَيرُ مرَيِ‌ءٍ لِأَنّهَا يُؤكَلُ لَحمُهَا بِدَمِهَا قَالَ فَالسّمَكُ مَيتَةٌ قَالَ إِنّ السّمَكَ ذَكَاتُهُ إِخرَاجُهُ حَيّاً مِنَ المَاءِ ثُمّ يُترَكُ حَتّي يَمُوتَ مِن ذَاتِ نَفسِهِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَيسَ لَهُ دَمٌ وَ كَذَلِكَ الجَرَادُ

بيان في القاموس بينهم رحم ماسة قرابة قريبة. قوله ع فرقا بينها أقول لما كان للموت ألذي هوسبب التحريم سببان أحدهما عدم رعاية شرائط الذبح والنحر كالتسمية والاستقبال وثانيهما عدم الذبح والنحر أصلا فذكر ع لكل واحد منهما علة فعلل الأول بعلة دينية روحانية و هوإطاعة أمر الله والبركات المترتبة عليها للبدن والروح في الدنيا والآخرة


صفحه : 163

مع أنه يمكن أن يكون لرعاية تلك الشرائط لاسيما التسمية مدخلا في منافع أجزاء الذبيحة وموافقتها للأبدان . وعلل الثاني‌ بأنه مع عدم الذبح والنحر تتفرق الدماء التي‌ في العروق في اللحم فتؤكل معه فيترتب عليه المفاسد المترتبة علي شرب الدم فاعترض السائل بأنه علي هذايلزم حرمة السمك لأنه لاذبح فيه و لايخرج عنه الدم فأجاب ع بأنه ليس فيه دم كثير سائل ليحتاج إلي الذبح لإخراجه والدم القليل ألذي فيه كالدم المتخلف في اللحم فيما له نفس سائلة فكما لايضر الدم المتخلف و لايحرم أكله فكذا هذاالدم

2-العِلَلُ، وَ المَجَالِسُ،لِلصّدُوقِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُذَافِرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع لِمَ حَرّمَ اللّهُ المَيتَةَ وَ الدّمَ وَ لَحمَ الخِنزِيرِ وَ الخَمرَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يُحَرّم ذَلِكَ عَلَي عِبَادِهِ وَ أَحَلّ لَهُم مَا سِوَي ذَلِكَ مِن رَغبَةٍ فِيمَا أَحَلّ لَهُم وَ لَا زُهدٍ فِيمَا حَرّمَ عَلَيهِم وَ لَكِنّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ الخَلقَ وَ عَلِمَ مَا تَقُومُ بِهِ أَبدَانُهُم وَ مَا يُصلِحُهَا فَأَحَلّهُ لَهُم وَ أَبَاحَهُ وَ عَلِمَ مَا يَضُرّهُم فَنَهَاهُم عَنهُ ثُمّ أَحَلّهُ لِلمُضطَرّ فِي الوَقتِ ألّذِي لَا يَقُومُ بَدَنُهُ إِلّا بِهِ فَأَحَلّهُ لَهُ بِقَدرِ البُلغَةِ لَا غَيرِ ذَلِكَ ثُمّ قَالَ ع أَمّا المَيتَةُ فَإِنّهُ لَم يَنَل أَحَدٌ مِنهَا إِلّا ضَعُفَ بَدَنُهُ وَ أُوهِنَت قُوّتُهُ وَ انقَطَعَ نَسلُهُ وَ لَا يَمُوتُ آكِلُ المَيتَةِ إِلّا فَجأَةً


صفحه : 164

وَ أَمّا الدّمُ فَإِنّهُ يُورِثُ أَكلُهُ المَاءَ الأَصفَرَ وَ يُورِثُ الكَلَبَ وَ قَسَاوَةَ القَلبِ وَ قِلّةَ الرّأفَةِ وَ الرّحمَةِ ثُمّ لَا يُؤمَنُ عَلَي حَمِيمِهِ وَ لَا يُؤمَنُ عَلَي مَن صَحِبَهُ وَ أَمّا لَحمُ الخِنزِيرِ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَسَخَ قَوماً فِي صُوَرٍ شَتّي مِثلِ الخِنزِيرِ وَ القِردِ وَ الدّبّ ثُمّ نَهَي عَن أَكلِ المَثُلَةِ لِكَيلَا يُنتَفَعَ بِهَا وَ لَا يُستَخَفّ بِعُقُوبَتِهَا وَ أَمّا الخَمرُ فَإِنّهُ حَرّمَهَا لِفِعلِهَا وَ فَسَادِهَا ثُمّ قَالَ ع إِنّ مُدمِنَ الخَمرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ وَ يُورِثُهُ الِارتِعَاشَ وَ يَهدِمُ مُرُوءَتَهُ وَ تَحمِلُهُ عَلَي التّجَسّرِ عَلَي المَحَارِمِ مِن سَفكِ الدّمَاءِ وَ رُكُوبِ الزّنَا حَتّي لَا يُؤمَنَ إِذَا سَكِرَ أَن يَثِبَ عَلَي حُرَمِهِ وَ هُوَ لَا يَعقِلُ ذَلِكَ وَ الخَمرُ لَا تَزِيدُ شَارِبَهَا إِلّا كُلّ شَرّ

العلل ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسي و ابراهيم بن هاشم جميعا عن ابن بزيع عن محمد بن عذافر عن أبيه عن أبي جعفر ع سواءأقول روي‌ في العلل الخبر بالسند الأول و فيه عن بعض رجاله مكان عن أبيه

الإختصاص ، عن محمد بن عبد الله عن أبي عبد الله ع مثله


صفحه : 165

العياشي‌، عن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع مثله العلل ،لمحمد بن علي بن ابراهيم عن أبيه عن جده ابراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسي بن عبيد عن عمر بن عثمان عن محمد بن علي عن بعض أصحابنا قال قلت لأبي‌ عبد الله ع وذكر مثله

3-العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ البرَمكَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ القَاسِمِ بنِ رَبِيعٍ وَ رَوَي فِي العُيُونِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَ وَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ أَحمَدَ الدّقّاقُ وَ مُحَمّدُ بنُ أَحمَدَ السنّاَنيِ‌ّ وَ عَلِيّ بنُ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقُ وَ الحُسَينُ بنُ اِبرَاهِيمَ المُكَتّبُ رضَيِ‌َ اللّهُ عَنهُم عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ القَاسِمِ بنِ الرّبِيعِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ وَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِ‌ّ وَ عَلِيّ بنُ عِيسَي المُجَاوِرُ فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ وَ مُحَمّدُ بنُ مُوسَي البرَقيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ مَاجِيلَوَيهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ كَتَبَ إِلَيهِ حَرّمَ الخِنزِيرَ لِأَنّهُ مُشَوّهٌ جَعَلَهُ عَزّ وَ جَلّ عِظَةً لِلخَلقِ وَ عِبرَةً وَ تَخوِيفاً وَ دَلِيلًا عَلَي مَا مُسِخَ عَلَي خِلقَتِهِ وَ لِأَنّ غِذَاءَهُ أَقذَرُ الأَقذَارِ مَعَ عِلَلٍ كَثِيرَةٍ وَ كَذَلِكَ حَرّمَ القِردَ لِأَنّهُ مُسِخَ مِثلَ الخِنزِيرِ جَعَلَ عِظَةً وَ عِبرَةً لِلخَلقِ دَلِيلًا عَلَي مَا مُسِخَ عَلَي خِلقَتِهِ وَ صُورَتِهِ وَ جَعَلَ فِيهِ شِبهاً مِنَ الإِنسَانِ لِيَدُلّ عَلَي أَنّهُ مِنَ الخَلقِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَ كَتَبَ إِلَيهِ أَيضاً مِن جَوَابِ مَسَائِلِهِ حُرّمَتِ المَيتَةُ لِمَا فِيهَا مِن إِفسَادِ الأَبدَانِ وَ الآفَةِ وَ لِمَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَجعَلَ التّسمِيَةَ سَبَباً لِلتّحلِيلِ وَ فَرقاً بَينَ الحَلَالِ وَ الحَرَامِ وَ حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الدّمَ كَتَحرِيمِ المَيتَةِ لِمَا فِيهِ مِن فَسَادِ الأَبدَانِ وَ لِأَنّهُ يُورِثُ المَاءَ الأَصفَرَ وَ يُبخِرُ الفَمَ وَ يُنَتّنُ الرّيحَ وَ يسُيِ‌ءُ الخُلُقَ وَ يُورِثُ القَسوَةَ لِلقَلبِ


صفحه : 166

وَ قِلّةَ الرّأفَةِ وَ الرّحمَةِ حَتّي لَا يُؤمَنَ أَن يَقتُلَ وَلَدَهُ وَ وَالِدَهُ وَ صَاحِبَهُ وَ حَرّمَ الطّحَالَ لِمَا فِيهِ مِنَ الدّمِ وَ لِأَنّ عِلّتَهُ وَ عِلّةَ الدّمِ وَ المَيتَةِ وَاحِدَةٌ لِأَنّهُ يجَريِ‌ مَجرَاهَا فِي الفَسَادِ

بيان قوله و لماأراد الله أشار إلي العلة الدينية التي‌ ذكرناها في الخبر الأول

4- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع اعلَم يَرحَمُكَ اللّهُ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي لَم يُبِح أَكلًا وَ لَا شُرباً إِلّا مَا فِيهِ مِنَ المَنفَعَةِ وَ الصّلَاحِ وَ لَم يُحَرّم إِلّا مَا فِيهِ الضّرَرُ وَ التّلَفُ وَ الفَسَادُ فَكُلّ نَافِعٍ مُقَوّ لِلجِسمِ فِيهِ قُوّةٌ لِلبَدَنِ فَحَلَالٌ وَ كُلّ مُضِرّ يَذهَبُ بِالقُوّةِ أَو قَاتِلٍ فَحَرَامٌ مِثلُ السّمُومِ وَ المَيتَةِ وَ الدّمِ وَ لَحمِ الخِنزِيرِ وَ ذيِ‌ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ وَ مَا لَا قَانِصَةَ لَهُ مِنهَا وَ مِثلُ البَيضِ إِذِ استَوَي طَرَفَاهُ وَ السّمَكِ ألّذِي لَا فُلُوسَ لَهُ فَحَرَامٌ كُلّهُ إِلّا عِندَ الضّرُورَةِ وَ العِلّةُ فِي تَحرِيمِ الجرِيّ‌ّ وَ مَا أجُريِ‌َ مَجرَاهُ مِن سَائِرِ المُسُوخِ البَرّيّةِ وَ البَحرِيّةِ مَا فِيهَا مِنَ الضّرَرِ لِلجِسمِ لِأَنّ اللّهَ تَقَدّسَت أَسمَاؤُهُ مَثّلَ عَلَي صُوَرِهَا مُسُوخاً فَأَرَادَ أَن لَا يُستَخَفّ بِمِثلِهِ وَ المَيتَةُ تُورِثُ الكَلَبَ وَ مَوتَ الفَجأَةِ وَ الأَكلَةِ وَ الدّمُ يقُسيِ‌ القَلبَ وَ يُورِثُ الدّاءَ الدّبَيلَةَ وَ أَمّا السّمُومُ فَقَاتِلَةٌ وَ الخَمرُ تُورِثُ قَسَاوَةَ القَلبِ وَ يُسَوّدُ الأَسنَانَ وَ يُبخِرُ الفَمَ وَ يُبعِدُ مِنَ اللّهِ وَ يُقَرّبُ مِن سَخَطِهِ وَ هُوَ مِن شَرَابِ إِبلِيسَ وَ قَالَص شَارِبُ الخَمرِ مَلعُونٌ شَارِبُ الخَمرِ كَعَبَدَةِ أَوثَانٍ يُحشَرُ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ فِرعَونَ وَ هَامَانَ

5-العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ القَاسِمِ بنِ الرّبِيعِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ قَالَكَتَبَ إِلَيهِ الرّضَا ع فِيمَا كَتَبَ إِلَيهِ مِنَ العِلَلِ إِنّا وَجَدنَا كُلّ مَا أَحَلّ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَفِيهِ صَلَاحُ العِبَادِ وَ بَقَاؤُهُم وَ لَهُم إِلَيهِ الحَاجَةُ التّيِ‌ لَا يَستَغنُونَ عَنهَا وَ وَجَدنَا المُحَرّمَ مِنَ الأَشيَاءِ لَا حَاجَةَ لِلعِبَادِ


صفحه : 167

إِلَيهِ وَ وَجَدنَاهُ مُفسِداً دَاعِياً إِلَي الفَنَاءِ وَ الهَلَاكِ ثُمّ رَأَينَاهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد أَحَلّ بَعضَ مَا حَرّمَ فِي وَقتِ الحَاجَةِ لِمَا فِيهِ مِنَ الصّلَاحِ فِي ذَلِكَ الوَقتِ نَظِيرَ مَا أَحَلّ مِنَ المَيتَةِ وَ الدّمِ وَ لَحمِ الخِنزِيرِ إِذَا اضطُرّ إِلَيهِ المُضطَرّ لِمَا فِي ذَلِكَ الوَقتِ مِنَ الصّلَاحِ وَ العِصمَةِ وَ دَفعِ المَوتِ فَكَيفَ الدّلِيلُ عَلَي أَنّهُ لَم يُحِلّ مَا يُحِلّ إِلّا مَا فِيهِ مِنَ المَصلَحَةِ لِلأَبدَانِ وَ حَرّمَ مَا حَرّمَ لِمَا فِيهِ مِنَ الفَسَادِ

أقول تمام الخبر مع مايؤيد ذلك من الأخبار أوردناها في باب علل الشرائع والأحكام من كتاب العدل


صفحه : 168

باب 3- مايحل من الطيور وسائر الحيوان و ما لايحل

1- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ عَن سَلَمَةَ بَيّاعِ الجوَاَريِ‌ قَالَ سأَلَنَيِ‌ رَجُلٌ مِن أَصحَابِنَا أَن أَقُومَ لَهُ فِي بَيدَرٍ وَ أَحفَظَهُ فَكَانَ إِلَي جاَنبِيِ‌ دَيرٌ فَكُنتُ أَقُومُ إِذَا زَالَتِ الشّمسُ فَأَتَوَضّأُ وَ أصُلَيّ‌ فنَاَداَنيِ‌ الديّراَنيِ‌ّ ذَاتَ يَومٍ فَقَالَ مَا هَذِهِ الصّلَاةُ التّيِ‌ تصُلَيّ‌ فَمَا أَرَي أَحَداً يُصَلّيهَا فَقُلتُ أَخَذنَاهَا عَنِ ابنِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ وَ عَالِمٌ هُوَ فَقُلتُ نَعَم فَقَالَ سَلهُ عَن ثَلَاثِ خِصَالٍ عَنِ البَيضِ أَيّ شَيءٍ يَحرُمُ مِنهُ وَ عَنِ السّمَكِ أَيّ شَيءٍ يَحرُمُ مِنهُ وَ عَنِ الطّيرِ أَيّ شَيءٍ يَحرُمُ مِنهُ قَالَ فَحَجَجتُ مِن سنَتَيِ‌ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ لَهُ إِنّ رَجُلًا سأَلَنَيِ‌ أَن أَسأَلَكَ عَن ثَلَاثِ خِصَالٍ قَالَ وَ مَا هيِ‌َ قُلتُ قَالَ لِي سَلهُ عَنِ البَيضِ أَيّ شَيءٍ يَحرُمُ مِنهُ وَ عَنِ السّمَكِ أَيّ شَيءٍ يَحرُمُ مِنهُ وَ عَنِ الطّيرِ أَيّ شَيءٍ يَحرُمُ مِنهُ فَقَالَ قُل لَهُ أَمّا البَيضُ كُلّ مَا لَم تَعرِف رَأسَهُ مِنِ استِهِ فَلَا تَأكُلهُ وَ أَمّا السّمَكُ فَمَا لَم يَكُن لَهُ قِشرٌ فَلَا تَأكُلهُ وَ أَمّا الطّيرُ فَمَا لَم تَكُن لَهُ قَانِصَةٌ فَلَا تَأكُلهُ قَالَ فَرَجَعتُ مِن مَكّةَ فَخَرَجتُ إِلَي الديّراَنيِ‌ّ مُتَعَمّداً فَأَخبَرتُهُ بِمَا قَالَ فَقَالَ هَذَا وَ اللّهِ نبَيِ‌ّ أَو وصَيِ‌ّ نبَيِ‌ّ

قال الصدوق رحمه الله يؤكل من طير الماء ماكانت له قانصة أوصيصية ويؤكل من طير البر مادف و لايؤكل ماصف فإن كان الطير يصف ويدف و كان دفيفه أكثر من صفيفه أكل و إن كان صفيفه أكثر من دفيفه لم يؤكل .بيان المعروف بين الأصحاب أن بيض الطيور تابع لها في الحل أوالحرمة و مع الاشتباه يؤكل مااختلف طرفاه و لايؤكل مااتفقا ويدل عليه أخبار كثيرة


صفحه : 169

وسيأتي‌ حكم السمك إن شاء الله . و قال الجوهري‌ القانصة واحدة القوانص وهي‌ للطير بمنزلة المصارين لغيرها و قال المصير المعا و هوفعيل والجمع المصران مثل رغيف ورغفان والمصارين جمع الجمع انتهي . ويظهر من حديث سماعة أنها بمنزلة المعدة للإنسان حَيثُ روُيِ‌َ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ كُل مِن طَيرِ البَرّ مَا كَانَ لَهُ حَوصَلَةٌ وَ مِن طَيرِ المَاءِ مَا كَانَت لَهُ قَانِصَةٌ كَقَانِصَةِ الحَمَامِ لَا كَمَعِدَةِ الإِنسَانِ

. و قال الشهيد الثاني‌ قدس سره والصيصية بكسر أوله بغير همز الإصبع الزائدة في باطن رجل الطائر بمنزلة الإبهام من بني‌ آدم لأنها شوكته ويقال للشوكة صيصية أيضا انتهي . ثم اعلم أن المعروف من مذهب الأصحاب أنه يحرم من الطير ما كان صفيفه في الطيران أكثر من دفيفه و لوتساويا أو كان الدفيف أكثر لم يحرم والمتساوي‌ غيرمذكور في الروايات وكأنه لندرة وقوعه وصعوبة استعلامه لكن يدل علي الحل عموم الآيات والروايات والمعروف من مذهبهم أيضا أن ماليست له قانصة و لاحوصلة و لاصيصية فهو حرام و ما له إحداها فهو حلال و لافرق فيه و في الضابطة السابقة بين طير البر والماء. و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله عندقول المحقق قدس الله روحه و ما له أحدها فهو حلال ما لم ينص علي تحريمه نبه بقوله ما لم ينص علي تحريمه علي أن هذه العلامات إنما تعتبر في الطائر المجهول أما مانص علي تحريمه فلاعبرة فيه بوجود هذا والظاهر أن الأمر لايختلف و لايعرف طير محرم له أحد هذه ومحلل خال عنها لكن المصنف رحمه الله تبع في ذلك مورد النص حيث قال الرضا ع والقانصة والحوصلة يمتحن بها من الطير ما لايعرف طيرانه و كل طير مجهول . ثم قال يقال دف الطائر في طيرانه إذاحرك جناحيه كأنه يضرب بهما


صفحه : 170

دفه يعني‌ جنبه وصف إذا لم يتحرك كماتفعل الجوارح . و قال الحوصلة بتشديد اللام وتخفيفها مايجمع فيهاالحب مكان المعدة لغيره

2- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع تَنَزّهُوا عَن أَكلِ الطّيرِ ألّذِي لَيسَت لَهُ قَانِصَةٌ وَ لَا صِيصِيَةٌ وَ لَا حَوصَلَةٌ وَ اتّقُوا كُلّ ذيِ‌ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ

توضيح المراد بذي‌ الناب كل ما له ناب أوالناب ألذي يفترس به قال في المصباح الناب من الإنسان هو ألذي يلي‌ الرباعيات قال ابن سينا و لايجمع في حيوان ناب وقرن معا. و قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله المراد من ذي‌ الناب ألذي يعدو به علي الحيوان ويقوي به و هوشامل للضعيف منه والقوي‌ فيدخل فيه الكلب والأسد والنمر والفهد والدب والقرد والفيل والذئب والثعلب والضبع و ابن آوي لأنها عادية بأنيابها وخالف في الجميع مالك فكره السباع كلها من غيرتحريم ووافقنا أبوحنيفة علي تحريم جميع ذلك وفرق الشافعية بين ضعيف الناب منها كالثعلب والضبع و ابن آوي وقويها فحرم الثاني‌ دون الأول انتهي . و في القاموس المخلب ظفر كل سبع من الماشي‌ والطائر أو هو لمايصيد من الطير والظفر لما لايصيد انتهي . وعد المحقق قدس نفسه من محرمات الطير ما كان له مخلاب يقوي به علي الطير كالبازي‌ والصقر والعقاب والشاهين والباشق أوضعيفا كالنسر والرخمة والبغاث و قال في المسالك تحريم ما كان له مخلاب من الطير عندنا موضع وفاق ومالك علي أصله في حله

3-العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن


صفحه : 171

عَلِيّ بنِ العَبّاسِ عَنِ القَاسِمِ بنِ الرّبِيعِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ أَنّ الرّضَا ع كَتَبَ إِلَيهِ حَرّمَ سِبَاعَ الطّيرِ وَ الوُحُوشَ كُلّهَا لِأَكلِهَا مِنَ الجِيَفِ وَ لُحُومِ النّاسِ وَ العَذِرَةِ وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ فَجَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ دَلَائِلَ مَا أَحَلّ مِنَ الوَحشِ وَ الطّيرِ وَ مَا حَرّمَ كَمَا قَالَ أَبِي ع كُلّ ذيِ‌ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ ذيِ‌ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ حَرَامٌ وَ كُلّ مَا كَانَ لَهُ قَانِصَةٌ مِنَ الطّيرِ فَحَلَالٌ وَ عِلّةٌ أُخرَي تُفَرّقُ بَينَ مَا أُحِلّ مِنَ الطّيرِ وَ مَا حُرّمَ قَولُهُ كُل مَا دَفّ وَ لَا تَأكُل مَا صَفّ وَ حَرّمَ الأَرنَبَ لِأَنّهَا بِمَنزِلَةِ السّنّورِ وَ لَهَا مَخَالِبُ كَمَخَالِبِ السّنّورِ وَ سِبَاعِ الوُحُوشِ فَجَرَت مَجرَاهَا فِي قَذَرِهَا فِي نَفسِهَا وَ مَا يَكُونُ مِنهَا مِنَ الدّمِ كَمَا يَكُونُ مِنَ النّسَاءِ لِأَنّهَا مَسخٌ

العيون ،بالأسانيد المتقدمة في الباب السابق عن ابن سنان مثله .توضيح فجعل الله المفعول الثاني‌ لجعل قوله كل ذي‌ ناب إلخ أي لماكانت العلة في حرمتها افتراسها الحيوانات وأكلها اللحوم جعل الفرق بينها و بين غيرها مايدل عليه من الناب والمخلب وكذا القانصة دليل علي أكلها الحبوب دون اللحوم فإن مايأكل اللحم فله معدة كمعدة الإنسان و قوله ع وعلة أخري يمكن أن يكون بيانا لقاعدة أخري ذكرها استطرادا فيكون المراد بالعلة القاعدة توسعا أو يكون الصفيف أيضا من علامات الجلادة والسبعية كما هوالظاهر ويحتمل أن يكون وعلة أخري كلام ابن سنان لكنه بعيد و قوله ع و ما يكون منها كأنه معطوف علي أنها فيكون علة أخري للتحريم ويحتمل أن يكون الموصول مبتدأ و قوله لأنها مسخ خبر فيستفاد منها علة للتحريم أيضا

4-قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن لُحُومِ الحُمُرِ الأَهلِيّةِ أَ تُؤكَلُ قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّمَا نَهَي عَنهَا


صفحه : 172

لِأَنّهُم كَانُوا يَعمَلُونَ عَلَيهَا فَكَرِهَ أَن يُفنُوهَا

كتاب المسائل ،بإسناده مثله .بيان المعروف بين الأصحاب حتي كاد أن يكون إجماعا حل لحوم الخيل والبغال والحمير الأهلية وذهب أبوالصلاح إلي تحريم البغال والأشهر أقوي لعموم الآيات وخصوص الأخبار واختلف في أشدها كراهة بعداتفاقهم علي كراهة الجميع فقيل البغال و قال الحمير و كان الأقرب الأخير

5-العِلَلُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَنِ المُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ البصَريِ‌ّ عَن بِسطَامَ بنِ مُرّةَ عَن إِسحَاقَ بنِ حَسّانَ عَنِ الهَيثَمِ بنِ وَاقِدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ العبَديِ‌ّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ أَنّهُ سُئِلَ مَا قَولُكَ فِي هَذَا السّمَكِ ألّذِي يَزعُمُ إِخوَانُنَا مِن أَهلِ الكُوفَةِ أَنّهُ حَرَامٌ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ الكُوفَةُ جُمجُمَةُ العَرَبِ وَ رُمحُ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ كَنزُ الإِيمَانِ فَخُذ عَنهُم أُخبِركَ عَن رَسُولِ اللّهِص مَكَثَ بِمَكّةَ يَوماً وَ لَيلَةً بذِيِ‌ طُوًي ثُمّ خَرَجَ وَ خَرَجتُ مَعَهُ فَمَرَرنَا بِرِفقَةٍ جُلُوسٍ يَتَغَدّونَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ الغَدَاءَ فَقَالَ لَهُم أَفرِجُوا لِنَبِيّكُم فَجَلَسَ بَينَ رَجُلَينِ وَ جَلَستُ وَ تَنَاوَلَ رَغِيفاً فَصَدَعَ نِصفَهُ ثُمّ نَظَرَ إِلَي أُدمِهِم فَقَالَ مَا أُدمُكُم فَقَالُوا الجِرّيثُ يَا رَسُولَ اللّهِ فَرَمَي بِالكِسرَةِ مِن يَدِهِ وَ قَامَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَ تَخَلّفتُ بَعدَهُ لِأَنظُرَ مَا رَأَي النّاسُ فَاختَلَفَ النّاسُ فِيمَا بَينَهُم فَقَالَت طَائِفَةٌ حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص الجِرّيثَ وَ قَالَت طَائِفَةٌ لَم يُحَرّمهُ وَ لَكِن عَافَهُ وَ لَو كَانَ حَرّمَهُ لَنَهَانَا عَن أَكلِهِ قَالَ فَحَفِظتُ مَقَالَةَ القَومِ وَ تَبِعتُ رَسُولَ اللّهِص


صفحه : 173

حَتّي لَحِقتُهُ ثُمّ غَشِيَنَا رِفقَةٌ أُخرَي يَتَغَدّونَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ الغَدَاءَ فَقَالَ نَعَم أَفرِجُوا لِنَبِيّكُم فَجَلَسَ بَينَ رَجُلَينِ وَ جَلَستُ مَعَهُ فَلَمّا تَنَاوَلَ كِسرَةَ القَومِ نَظَرَ إِلَي أُدمِهِم فَقَالَ مَا أُدمُكُم هَذَا قَالُوا ضَبّ يَا رَسُولَ اللّهِ فَرَمَي بِالكِسرَةِ وَ قَامَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَتَخَلّفتُ بَعدَهُ فَإِذَا بِالنّاسِ فِرقَتَانِ قَالَ فِرقَةٌ حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص الضّبّ فَمَن هُنَاكَ لَم يَأكُلهُ وَ قَالَت فِرقَةٌ أُخرَي إِنّمَا عَافَهُ وَ لَو حَرّمَهُ لَنَهَانَا عَنهُ قَالَ ثُمّ تَبِعتُ رَسُولَ اللّهِص حَتّي لَحِقتُهُ فَمَرَرنَا بِأَصلِ الصّفَا وَ فِيهَا قُدُورٌ تغَليِ‌ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِص لَو تَكَرّمتَ عَلَينَا حَتّي تُدرِكَ قُدُورُنَا قَالَ وَ مَا فِي قُدُورِكُم قَالُوا حُمُرٌ لَنَا كُنّا نَركَبُهَا فَقَامَت فَذَبَحنَاهَا فَدَنَا رَسُولُ اللّهِص مِنَ القُدُورِ فَأَكفَأَهَا بِرِجلِهِ ثُمّ انطَلَقَ جَوَاداً وَ تَخَلّفتُ بَعدَهُ فَقَالَ بَعضُهُم حَرّمَ رَسُولُ اللّهِص لَحمَ الحُمُرِ وَ قَالَ بَعضُهُم كَلّا إِنّمَا أَفرَغَ قُدُورَكُم حَتّي لَا تَعُودُوهُ فَتَذبَحُوا دَوَابّكُم قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَتَبِعتُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ يَا بَا سَعِيدٍ ادعُ بِلَالًا فَلَمّا جَاءَهُ بِلَالٌ قَالَ يَا بِلَالُ اصعَد أَبَا قُبَيسٍ فَنَادِ عَلَيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص حَرّمَ الجرِيّ‌ّ وَ الضّبّ وَ الحُمُرَ الأَهلِيّةَ أَلَا فَاتّقُوا اللّهَ وَ لَا تَأكُلُوا مِنَ السّمَكِ إِلّا مَا كَانَ لَهُ قِشرٌ وَ مَعَ القِشرِ فُلُوسٌ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَسَخَ سَبعَمِائَةِ أُمّةٍ عَصَوُا الأَوصِيَاءَ بَعدَ الرّسُلِ فَأَخَذَ أَربَعَمِائَةِ أُمّةٍ مِنهُم بَرّاً وَ ثَلَاثُمِائَةٍ مِنهُم بَحراً ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَفَجَعَلناهُم أَحادِيثَ وَ مَزّقناهُم كُلّ مُمَزّقٍ

توضيح جمجمة العرب أي محل جماجم العرب وأشرافها والتشبيه بالرمح لأنها بهايدفع الله البلايا عن العرب في القاموس الجمجمة بالضم القحف والجماجم السادات والقبائل التي‌ تنسب إليها البطون و في النهاية يقال للسادات جماجم و منه


صفحه : 174

حديث عمر ائت الكوفة فإن بهاجمجمة العرب أي ساداتها لأن الجمجمة الرأس و هوأشرف الأعضاء وقيل جماجم العرب التي‌ تجمع البطون فتنسب إليها و قال فيه السلطان ظل الله ورمحه استوعب بهاتين الكلمتين نوعي‌ ما علي الوالي‌ للرعية أحدهما الانتصار من الظالم والإعانة والآخر إرهاب العدو ليرتدع عن قصد الرعية وأذاهم ويأمنوا بمكانه من الشر والعرب تجعل الرمح كناية عن الدفع والمنع و في القاموس ذو طوي مثلثة الطاء وينون موضع قرب مكة و في النهاية بضم الطاء وفتح الواو المخففة موضع عند باب مكة يستحب لمن دخل مكة أن يغتسل به انتهي . و في الكافي‌ يطوي‌ بصيغة المضارع من طوي من الجوع يطوي‌ طوي فهو طاو أي خالي‌ البطن جائع لم يأكل .الغداء بالنصب أي احضر وتغد معنا و في المصباح الإدام مايؤتدم به مائعا كان أوجامدا وجمعه أدم مثل كتاب وكتب يسكن للتخفيف فيعامل معاملة المفرد ويجمع علي آدام مثل قفل وأقفال والجريث كسكيت سمك لافلس له . و في القاموس عاف الطعام أوالشراب و قديقال في غيرهما يعافه ويعيفه كرهه فلم يشربه و في الكافي‌ وتبعت رسول الله ص جوادا. قال في النهاية فيه في حديث سليم بن صرد فسرت إليه جوادا أي سريعا كالفرس الجواد ويجوز أن يريد سيرا جوادا كمايقال سرنا عقبه جوادا أي بعيدة. ثم غشينا بالكسر بصيغة المتكلم من غشيه أي جاءه . قوله لوتكرمت علينا في الكافي‌ لوعرجت علينا في النهاية فيه لم أعرج عليه أي لم أقم و لم أحتبس حتي تدرك قدورنا برفع القدور من قولهم


صفحه : 175

أدرك الشي‌ء أي بلغ وقته كقولهم إدراك الثمرات أوبالنصب أي تلحقها وتأكلها و علي التقديرين المراد بالقدور و مافهيأ ويقال قامت الدابة أي وقفت حتي لاتعودوه من باب التفعيل من العادة و في الكافي‌ كيلا تعودوا من العود قوله فبعث في أكثر نسخ الكافي‌ فبعث رسول الله ص إلي‌ فلما جئته قال يابا سعيد وكأن المراد بالقشر الجلد الصلب فَجَعَلناهُم أَحادِيثَالآية في قصة قوم سبأ أي جعلناهم بحيث يتعجب الناس بهم تعجبا وضرب مثل فيقولون تفرقوا أيدي‌ سبأوَ مَزّقناهُم كُلّ مُمَزّقٍ أي فرقناهم غاية التفريق حتي لحق غسان منهم بالشام وأنمار بيثرب وجذام بتهامة والأزد بعمان ولعل تحريم الحمر محمول علي الكراهية الشديدة أو علي النسخ بأن كانت محرمة ثم نسخ

6- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِ‌ّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَالِمٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع أخَبرِنيِ‌ لِمَ حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَحمَ الخِنزِيرِ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَسَخَ قَوماً فِي صُوَرٍ شَتّي مِثلِ الخِنزِيرِ وَ القِردِ وَ الدّبّ ثُمّ نَهَي عَن أَكلِ المَثُلَةِ لِكَيلَا يُنتَفَعَ بِهَا وَ لَا يُستَخَفّ بِعُقُوبَتِهِ

7- العِلَلُ، وَ العُيُونُ،بِالأَسَانِيدِ المُتَقَدّمَةِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ فِيمَا رَوَاهُ مِنَ العِلَلِ أَنّهُ كَتَبَ الرّضَا ع إِلَيهِ أَحَلّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ البَقَرَ وَ الغَنَمَ وَ الإِبِلَ لِكَثرَتِهَا وَ إِمكَانِ وُجُودِهَا وَ تَحلِيلِ بَقَرِ الوَحشِ وَ غَيرِهَا مِن أَصنَافِ مَا يُؤكَلُ مِنَ الوَحشِ المُحَلّلَةِ لِأَنّ غِذَاءَهَا غَيرُ مَكرُوهٍ وَ لَا مُحَرّمٍ وَ لَا هيِ‌َ مُضِرّةٌ بَعضُهَا بِبَعضٍ وَ لَا مُضِرّةٌ بِالإِنسِ وَ لَا فِي خَلقِهَا تَشوِيهٌ


صفحه : 176

8- الخِصَالُ، عَن سِتّةٍ مِن مَشَايِخِهِ مِنهُم أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ القَطّانِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ كُلّ ذيِ‌ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ ذيِ‌ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ فَأَكلُهُ حَرَامٌ

9- العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ يَحرُمُ كُلّ ذيِ‌ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ ذيِ‌ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ

10- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ أَنّ ابنَ أُذَينَةَ عَن زُرَارَةَ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن أَكلِ الحُمُرِ الأَهلِيّةِ فَقَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن أَكلِهَا يَومَ خَيبَرَ وَ إِنّمَا نَهَي عَن أَكلِهَا لِأَنّهَا كَانَت حَمُولَةً لِلنّاسِ وَ إِنّمَا الحَرَامُ مَا حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي القُرآنِ

بيان لعل الحصر إضافي‌ أوالمعني ماحرم الله في القرآن أعم من أن يكون في ظهر القرآن ونفهمه أو في بطنه وبينه الحجج ع لنا

11-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَنَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن أَكلِ لُحُومِ الحُمُرِ وَ إِنّمَا نَهَي عَنهَا مِن أَجلِ ظُهُورِهَا مَخَافَةَ أَن يُفنُوهَا وَ لَيسَتِ الحَمِيرُ بِحَرَامٍ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَقُل لا أَجِدُ فِي ما أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ


صفحه : 177

مُحَرّماً عَلي طاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلَي آخِرِ الآيَةِ

المقنع ،مرسلا مثله

12- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِ‌ّ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الليّثيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ سُئِلَ أَبِي ع عَن لُحُومِ الحُمُرِ الأَهلِيّةِ قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن أَكلِهَا لِأَنّهَا كَانَت حَمُولَةَ النّاسِ يَومَئِذٍ وَ إِنّمَا الحَرَامُ مَا حَرّمَ اللّهُ فِي القُرآنِ

13- العُيُونُ، وَ العِلَلُ،بِالأَسَانِيدِ المُتَقَدّمَةِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ فِيمَا رَوَاهُ مِنَ العِلَلِ قَالَ كَتَبَ إِلَيهِ الرّضَا ع كَرِهَ أَكلُ لُحُومِ البِغَالِ وَ الحُمُرِ الأَهلِيّةِ لِحَاجَةِ النّاسِ إِلَي ظُهُورِهَا وَ استِعمَالِهَا وَ الخَوفِ مِن إِفنَائِهَا لِقِلّتِهَا لَا لِقَذَرِ خِلقَتِهَا وَ لَا قَذَرِ غِذَائِهَا

14- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَأكُل جِرّيثاً وَ لَا مَارمَاهِيجاً وَ لَا طَافِياً وَ لَا إِربِيَانَ وَ لَا طِحَالًا لِأَنّهُ بَيتُ الدّمِ وَ مُضغَةُ الشّيطَانِ

بيان الجِرّيث كسكيت سمك وقيل هوالجرِيّ‌ّ كذمي‌ وهما والمارماهي‌ أسماء لنوع واحد من السمك غيرذي‌ فلس قال الدميري‌ والجريث بكسر الجيم والراء المهملة وبالثاء المثلثة هو هذاالسمك ألذي يشبه الثعبان وجمعه جراري‌ ويقال له أيضا الجري‌ بالكسر والتشديد و هونوع من السمك يشبه الحية ويسمي بالفارسية مارماهي‌ انتهي وظاهر الخبر مغايرة الجريث للمارماهيج و هومعرب


صفحه : 178

المارماهي‌ ويمكن أن يكون العطف للتفسير وظاهر بعض الأصحاب أيضا المغايرة والطافي‌ ألذي يموت في الماء ويعلو فوقه والإِربيان بالكسر سمك كالدّود ذكره الفيروزآبادي‌. وأقول المشهور حله و له فلس ويأكله أهل البحرين ويذكرون له خواصا كثيرة قال الدميري‌ روبيان هوسمك صغار جدا أحمر وذكر له خواصا. و قال العلامة رحمه الله في التحرير يجوز أكل الإربيان بكسر الألف و هوأبيض كالدود وكالجراد انتهي . ولعل الخبر محمول علي الكراهة والمضغة بالضم القطعة من اللحم قدر مايمضغ وإنما نسب إلي الشيطان لأن ابراهيم ع أعطاه إبليس كماسيأتي‌ إن شاء الله

15- العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ البصَريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ الوَاعِظِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ فِي حَدِيثِ أَسئِلَةِ الشاّميِ‌ّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَد نَهَي عَن أَكلِ الصّرَدِ وَ الخُطّافِ

16- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ سُئِلَ عَن لَحمِ الخَيلِ وَ البِغَالِ وَ الحُمُرِ فَقَالَ حَلَالٌ وَ لَكِن تَعَافُونَهَا

17- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن دَاوُدَ الرقّيّ‌ّ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أَسأَلُهُ عَن لُحُومِ البُختِ وَ أَلبَانِهِنّ فَكَتَبَ لَا بَأسَ

بيان في القاموس البخت بالضم الإبل الخراسانية كالبختية والجمع بخاتي‌ وبخاتي‌ وبخات انتهي وربما يفهم من نفي‌ البأس الكراهة و فيه نظر نعم نفيه لاينافي‌ الكراهة في عرف الأخبار إن كان عموم النكرة في سياق النفي‌ يقتضي‌ الكراهة


صفحه : 179

أيضا لأنها بأس . و قال في الدروس قال ابن إدريس والفاضل بكراهة الحمار الوحشي‌ والحلي‌ بكراهة الإبل والجواميس و ألذي في مكاتبة أبي الحسن ع في لحم حمر الوحش تركه أفضل وروي‌ في لحم الجاموس لابأس به انتهي . وأقول ألذي وجدته في الكافي‌ لأبي‌ الصلاح رحمه الله يكره أكل الجواميس والبخت وحمر الوحش والأهلية انتهي .فنسبه الشهيد قدس سره إليه القول بكراهة مطلق الإبل سهو وكيف يقول بذلك مع أن مدار النبي ص والأئمة ع كان علي أكل لحومها والتضحية بهالكن الغالب في تلك البلاد الإبل العربية لاالخراسانية والقول بكراهة لحم البخاتي‌ له وجه . لَمّا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعفٌ عَنِ سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لَا آكُلُ لُحُومَ البخَاَتيِ‌ّ وَ لَا آمُرُ أَحَداً بِأَكلِهَا

18- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع يُؤكَلُ مِنَ الطّيرِ مَا يَدِفّ بِجَنَاحَيهِ وَ لَا يُؤكَلُ مَا يَصُفّ وَ إِن كَانَ الطّيرُ يَدِفّ وَ يَصُفّ وَ كَانَ دَفِيفُهُ أَكثَرَ مِن صَفِيفِهِ أُكِلَ وَ إِن كَانَ صَفِيفُهُ أَكثَرَ مِن دَفِيفِهِ لَم يُؤكَل

19- العيَاّشيِ‌ّ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن زَرَعَ حِنطَةً فِي أَرضٍ فَلَم يَزكُ فِي زَرعِهِ أَو خَرَجَ زَرعُهُ كَثِيرَ الشّعِيرِ فَبِظُلمِ عَمَلِهِ فِي مِلكِ رَقَبَةِ الأَرضِ أَو بِظُلمِ مُزَارِعِهِ وَ أَكَرَتِهِ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُفَبِظُلمٍ مِنَ الّذِينَ هادُوا حَرّمنا عَلَيهِم طَيّباتٍ أُحِلّت لَهُميعَنيِ‌ لُحُومَ الإِبِلِ وَ البَقَرِ وَ الغَنَمِ وَ قَالَ إِنّ إِسرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَكَلَ مِن لُحُومِ الإِبِلِ هَيّجَ عَلَيهِ وَجَعَ الخَاصِرَةِ فَحَرّمَ عَلَي نَفسِهِ لَحمَ الإِبِلِ وَ ذَلِكَ مِن قَبلِ أَن تُنَزّلَ التّورَاةُ فَلَمّا أُنزِلَتِ التّورَاةُ لَم يُحَرّمهُ وَ لَم يَأكُلهُ

بيان الاستشهاد بالآية من جهة أن بني‌ إسرائيل لماعلموا بالمعاصي‌ حرم الله


صفحه : 180

عليهم بعض ماأحل لهم و لما لم يكن في هذه الأمة نسخ لم يحرم عليهم ولكن حرمهم الطيبات وسلب عنهم البركات و علي القول بأن الله لم يحرم عليهم ولكن حرموا علي أنفسهم فالمعني أن الله سلب عنهم التوفيق حتي حرموها علي أنفسهم فحرموا بذلك من الطيبات فالاستشهاد بالآية أظهر و لم يأكله أي موسي ع بقرينة المقام أوإسرائيل

20- العيَاّشيِ‌ّ، عَن وَهبِ بنِ وَهبٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً سُئِلَ عَن أَكلِ لَحمِ الفِيلِ وَ الدّبّ وَ القِردِ فَقَالَ لَيسَ هَذَا مِن بَهِيمَةِ الأَنعَامِ التّيِ‌ تُؤكَلُ

21- وَ مِنهُ، عَن أَيّوبَ بنِ نُوحِ بنِ دَرّاجٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ الثّالِثَ عَنِ الجَامُوسِ وَ أَعلَمتُهُ أَنّ أَهلَ العِرَاقِ يَقُولُونَ إِنّهُ مَسخٌ فَقَالَ أَ وَ مَا سَمِعتَ قَولَ اللّهِوَ مِنَ الإِبِلِ اثنَينِ وَ مِنَ البَقَرِ اثنَينِ وَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع بَعدَ مقَدمَيِ‌ مِن خُرَاسَانَ أَسأَلُهُ عَمّا حدَثّنَيِ‌ بِهِ أَيّوبُ فِي الجَامُوسِ فَكَتَبَ هُوَ مَا قَالَ لَكَ

بيان ظاهره أن الاثنين من البقر الجاموس والنوع المأنوس و هذاالتفسير لم أره في كلام المفسرين ويحتمل أن يكون المراد أن الله أحل البقر الأهلي‌ والوحشي‌ أوالذكر والأنثي من الأهلي‌ والجاموس صنف من الأهلي‌ كماصرح به الدميري‌ وغيره فإطلاق الآية يشمله و قوله وكتبت كلام الراوي‌ عن أيوب و من أسقط السند أسقطه

22-العيَاّشيِ‌ّ، عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسُئِلَ عَن سِبَاعِ الطّيرِ وَ الوَحشِ حَتّي ذَكَرنَا القَنَافِذَ وَ الوَطوَاطَ وَ الحَمِيرَ وَ البِغَالَ وَ الخَيلَ فَقَالَ لَيسَ الحَرَامُ إِلّا مَا حَرّمَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن أَكلِ لُحُومِ الحَمِيرِ وَ إِنّمَا نَهَاهُم مِن أَجلِ ظُهُورِهِم أَن يُفنُوهُ وَ لَيسَ الحَمِيرُ بِحَرَامٍ وَ قَالَ اقرَأ هَذِهِ الآيَةَقُل لا أَجِدُ فِي ما أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ مُحَرّماً عَلي طاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلّا أَن يَكُونَ مَيتَةً أَو


صفحه : 181

دَماً مَسفُوحاً أَو لَحمَ خِنزِيرٍ فَإِنّهُ رِجسٌ أَو فِسقاً أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ

بيان روي‌ في المقنع مرسلا مثله وروي الشيخ في التهذيب بسند صحيح عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع

مثله . و في القاموس الوطواط ضرب من خطاطيف الجبال والخفاش . و قال الدميري‌ الوطواط الخفاش و قال في التهذيب بعدإيراد هذه الرواية قوله ع ليس الحرام إلي آخره المعني فيه أنه ليس الحرام المخصوص المغلظ الشديد الحظر إلا ماذكره الله تعالي في القرآن و إن كان فيما عداه أيضا محرمات كثيرة إلا أنه دونه في التغليظ انتهي . وربما يحمل علي أن الجواب مخصوص بالخيل والبغال والحمير و قديحمل ماورد في السباع علي قبولها للتذكية وجواز استعمال جلودها في غيرالصلاة بخلاف ما هومحرم في القرآن كالخنزير و لايخفي ما في الجميع من البعد ولعل الحمل علي التقية أظهر

23- العيَاّشيِ‌ّ، عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حُرّمَ عَلَي بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كُلّ ذيِ‌ ظُفُرٍ وَ الشّحُومُإِلّا ما حَمَلَت ظُهُورُهُما أَوِ الحَوايا أَو مَا اختَلَطَ بِعَظمٍ

24- وَ مِنهُ، عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَسَأَلتُهُ عَن أَبوَالِ الخَيلِ وَ البِغَالِ وَ الحَمِيرِ قَالَ نَكرَهُهَا فَقُلتُ أَ لَيسَ لَحمُهَا حَلَالًا قَالَ فَقَالَ أَ لَيسَ قَد بَيّنَ اللّهُ لَكُموَ الأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فِيها دفِ ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنها تَأكُلُونَ وَ قَالَوَ الخَيلَ وَ البِغالَ وَ الحَمِيرَ لِتَركَبُوها وَ زِينَةًفَجَعَلَ لِلأَكلِ الأَنعَامَ التّيِ‌ قَصّ اللّهُ فِي الكِتَابِ وَ جَعَلَ


صفحه : 182

لِلرّكُوبِ الخَيلَ وَ البِغَالَ وَ الحَمِيرَ وَ لَيسَ لُحُومُهَا بِحَرَامٍ وَ لَكِنّ النّاسَ عَافُوهَا

25- المَكَارِمُ، قَالَ زُرَارَةُ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع مَا يُؤكَلُ مِنَ الطّيرِ فَقَالَ كُل مَا دَفّ وَ لَا تَأكُل مَا صَفّ قَالَ قُلتُ البَيضُ فِي الآجَامِ قَالَ مَا استَوَي طَرَفَاهُ فَلَا تَأكُل وَ مَا اختَلَفَ طَرَفَاهُ فَكُل قُلتُ فَطَيرُ المَاءِ قَالَ مَا كَانَت لَهُ قَانِصَةٌ فَكُل وَ مَا لَم تَكُن لَهُ قَانِصَةٌ فَلَا تَأكُل

26- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ إِن كَانَ الطّيرُ يَصُفّ وَ يَدِفّ وَ كَانَ دَفِيفُهُ أَكثَرَ مِن صَفِيفِهِ أُكِلَ وَ إِن كَانَ صَفِيفُهُ أَكثَرَ مِن دَفِيفِهِ لَم يُؤكَل وَ يُؤكَلُ مِن صَيدِ المَاءِ مَا كَانَت لَهُ قَانِصَةٌ أَو صِيصِيَةٌ وَ لَا يُؤكَلُ مَا لَيسَت لَهُ قَانِصَةٌ وَ لَا صِيصِيَةٌ

27- الهِدَايَةُ، كُل مِنَ الطّيرِ مَا دَفّ وَ لَا تَأكُل مَا صَفّ فَإِن كَانَ الطّيرُ يَصُفّ وَ يَدُفّ وَ كَانَ دَفِيفُهُ أَكثَرَ مِن صَفِيفِهِ أُكِلَ وَ إِن كَانَ صَفِيفُهُ أَكثَرَ مِن دَفِيفِهِ لَم يُؤكَل وَ قَالَ النّبِيّص كُلّ ذيِ‌ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ وَ الحُمُرِ الإِنسِيّةِ فَحَرَامٌ وَ يُؤكَلُ مِن طَيرِ المَاءِ مَا كَانَت لَهُ قَانِصَةٌ حَيّاً أَو مَيّتاً

بيان أوميتا أي مذبوحا

28- المُقنِعُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ ذيِ‌ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ وَ الحُمُرِ الإِنسِيّةِ حَرَامٌ

29- المَحَاسِنُ، عَنِ السيّاّريِ‌ّ رَفَعَهُ قَالَ أَكلُ لَحمِ الجَزُورِ يَذهَبُ بِالقَرَمِ

30- وَ فِي حَدِيثٍ مرَويِ‌ّ قَالَ مِن تَمَامِ حُبّ الإِسلَامِ حُبّ لَحمِ الجَزُورِ

بيان قال في القاموس الجزور البعير أوخاص بالناقة المجزورة و مايذبح من الشاة و قال الجوهري‌ الجزور من الإبل يقع علي الذكر والأنثي وهي‌ تؤنث


صفحه : 183

والجمر الجزر و قال الدميري‌ بعدذكر هذا و قال ابن سيدة الجزور الناقة التي‌ تجزر و في كتاب العين الجزر من الضأن والمعز خاصة مأخوذة من الجزر و هوالقطع و في المصباح المنير الجزور من الإبل خاصة يقع علي الذكر والأنثي قال ابن الأنباري‌ وزاد الصغاني‌ والجزور الناقة التي‌ تنحر وجزرت الجزور وغيرها من باب قتل نحرتها والفاعل جزار انتهي والمراد هنا مطلق البعير أوالناقة و في الصحاح القرم بالتحريك شدة شهوة اللحم

31- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الخَزّازِ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ كَرِهَ أَكلَ لَحمِ الغُرَابِ لِأَنّهُ فَاسِقٌ

توضيح لعل المراد بفسقه أكله الجيف والخبائث قال في النهاية فيه خمس فواسق يقتلن في الحل والحرام أصل الفسوق الخروج عن الاستقامة والجور و به سمي‌ العاصي‌ فاسقا وإنما سميت هذه الحيوانات فواسق علي الاستعارة لخبثهن وقيل لخروجهن من الحرمة في الحل والحرم أي لاحرمة لهن بحال و منه حديث عائشة وسألت عن أكل الغراب فقالت و من يأكله بعد قوله فاسق و قال الخطابي‌ أراد بتفسيقها تحريم أكلها

32- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِ إِلَي عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الغُرَابِ الأَبقَعِ وَ الأَسوَدِ أَ يَحِلّ أَكلُهُمَا فَقَالَ لَا يَحِلّ أَكلُ شَيءٍ مِنَ الغِربَانِ زَاغٍ وَ لَا غَيرِهِ

تبيين اعلم أنه اختلف الأصحاب في حل الغراب بأنواعه بسبب اختلاف الروايات فيه فذهب الشيخ في الخلاف إلي تحريم الجميع محتجا بالأخبار وإجماع


صفحه : 184

الفرقة وتبعه جماعة منهم العلامة في المختلف وولده وكرهه مطلقا الشيخ في النهاية وكتابي‌ الحديث والقاضي‌ والمحقق في النافع وفصل آخرون منهم الشيخ في المبسوط علي الظاهر منه و ابن إدريس والعلامة في أحد قوليه فحرموا الأسود الكبير والأبقع وأحلوا الزاغ والغداف و هوالأغبر الرمادي‌. واحتج المحللون بِرِوَايَةِ زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ إِنّ أَكلَ الغُرَابِ لَيسَ بِحَرَامٍ إِنّمَا الحَرَامُ مَا حَرّمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ لَكِنّ الأَنفُسَ تَتَنَزّهُ عَن كَثِيرٍ مِن ذَلِكَ تَقَذّراً

. وحجة المحرمين مطلقا صحيحة علي بن جعفرالمتقدمة وأولها الشيخ رحمه الله بأن المراد أنه لايحل حلالا طلقا وإنما يحل مع ضرب من الكراهة وحاول بذلك الجمع بين الخبرين وربما تحمل رواية زرارة علي نفي‌ التحريم المستند إلي كتاب الله فلاينافي‌ تحريمه بالسنة. و أماالمفصلون فليس لهم علي هذارواية بخصوصها و إن كان في المبسوط قدادعي ذلك و ليس فيه جمع بين الروايات للتصريح بالتعميم في الجانبين وربما احتج له بأن الأولين من الخبائث لأنهما يأكلان الجيف والأخيرين من الطيبات لأنهما يأكلان الحب وبهذا احتج من فصل من العامة و ابن إدريس استدل علي تحريم الأولين بأنهما من سباع الطير بخلاف الأخيرين لعدم الدليل علي تحريمهما فإن الأخبار ليست علي هذاالوجه حجة عنده وبالجملة الحل مطلقا و إن كان أقوي لموافقته لعموم الآيات والأخبار كماعرفت والأخبار المخصوصة متعارضة وأصل الحل قوي‌ لكن الاحتياط في الاجتناب عن الجميع ويقوي‌ ذلك شمول كل ذي‌ مخلب من الطير لأكثرها بل لجميعها واحتمال التقية في أخبار الحل أيضا و إن كان بينهم أيضا خلاف في ذلك لكن الحل بينهم أشهر قال الشيخ في الخلاف الغراب كله حرام علي الظاهر في الروايات و قدروي‌ في بعضها رخص و هوالزاغ و هوغراب الزرع والغداف و هوأصغر منه أغبر اللون كالرماد و قال الشافعي‌


صفحه : 185

الأسود والأبقع حرام والزاغ والغداف علي وجهين أحدهما حرام والثاني‌ حلال و به قال أبوحنيفة دليلنا إجماع الفرقة وعموم الأخبار في تحريم الغداف وطريقة الاحتياط يقتضي‌ أيضا ذلك انتهي . ثم اعلم أن المعروف المعدود في الكتب تحريم الخفاش والوطواط والطاوس والزنابير والذباب والبق والأرنب والضب والحشار كلها كالحية والعقرب والفأرة والجرزان والخنافس والصراصر وبنات وردان والبراغيث والقمل واليربوع والقنفذ والوبر والخز والفنك والسمور والسنجاب وإقامة الدليل علي أكثرها لايخلو من إشكال والمعروف بينهم حل الحمام كلها كالقماري‌ والدباسي‌ والورشان وحل الحجل والقبج والدراج والقطا والطيهوج والدجاج والكروان والكركي‌ والصعوة والبط و قدمرت العمومات الواردة في التحليل والتحريم و الله الهادي‌ إلي الصراط المستقيم

33- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ كُلّ ذيِ‌ نَابٍ مِنَ السّبَاعِ وَ مِخلَبٍ مِنَ الطّيرِ حَرَامٌ

34- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَا يُؤكَلُ الذّئبُ وَ لَا النّمِرُ وَ لَا الفَهدُ وَ لَا الأَسَدُ وَ لَا ابنُ آوَي وَ لَا الدّبّ وَ لَا الضّبُعُ وَ لَا شَيءٌ لَهُ مِخلَبٌ

35- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ أوُتيِ‌َ بِضَبّ فَلَم يَأكُل مِنهُ وَ قَذّرَهُ

36- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ نَهَي عَنِ الضّبّ وَ القُنفُذِ وَ غَيرِهِ مِن حرشة[حَشَرَاتِ] الأَرضِ كَالضّبّ وَ غَيرِهِ

37- وَ عَنهُ أَنّهُ قَالَ مَرّ رَسُولُ اللّهِص عَلَي رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ وَ هُوَ قَائِمٌ عَلَي فَرَسٍ لَهُ يَكِيدُ بِنَفسِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص اذبَحهُ يَكُن لَكَ أَجرٌ بِذَبحِكَ إِيّاهُ وَ أَجرٌ بِاحتِسَابِكَ لَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لِي مِنهُ شَيءٌ قَالَ نَعَم كُل وَ أطَعمِنيِ‌ فَأَهدَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص مِنهُ فَخِذاً فَأَكَلَ وَ أَطعَمَنَا


صفحه : 186

38- وَ رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ نَهَي عَن ذَبحِ الخَيلِ

قال المؤلف فيشبه و الله أعلم أن يكون نهيه عن ذلك إنما هواستهلاك السالم السوي‌ منها لأن الله عز و جل أمر بإعدادها وارتباطها في سبيله و ألذي جاء عن رسول الله ص إنما هوفيما أشفي علي الموت وخيف عليه الهلاك منها و الله أعلم

39- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَن أَكلِ لُحُومِ الحُمُرِ الأَهلِيّةِ يَومَ خَيبَرَ

40- وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ لَا تُؤكَلُ البِغَالُ

توضيح من حرشة الأرض أي من صيدها في القاموس حرش الضب يحرشه حرشا وحراشا وتحراشا صاده كاحترشه و ذلك بأن يحرك يده علي باب جحره ليظنه حية فيخرج ذنبه ليضربها فيأخذه انتهي . و في بعض النسخ حشرات الأرض و هوأظهر والظاهر زيادة الضب في الأول أو في الأخير و في النهاية فيه أنه دخل علي سعد و هويكيد بنفسه أي يجود بهايريد النزع والكيد السوق و منه حديث عمر تخرج المرأة إلي أبيها يكيد بنفسه أي عندنزع روحه وموته .يكن لك أجر لعل المراد تؤجر بأصل الذبح و إن لم تقصد به القربة و مع قصد القربة لك أجران أوالمراد به اذبحه للصدقة أولإطعام المؤمنين فيكون لك أجر لتخليصك إياه من المشقة لله وأجر آخر لماقصدت من الخير أوالمراد إعطاء الأجرين لفعل واحد هوالذبح لله أوالمراد بالاحتساب الصبر علي الموت و


صفحه : 187

تلف المال أي لو لم تذبحه كان لك أجر بأصل المصيبة ويحصل لك بالذبح أجر آخر. و قال الفاضل المحدث الأسترآبادي‌ رحمه الله أي لك أجران لتخليصك إياه من الألم ولتفريقك لحمه حسبة لله تعالي فتردد الأنصاري‌ في أنه أمره بتفريق كل لحمه أم بتفريق بعضه . وَ روُيِ‌َ هَذَا الحَدِيثُ فِي التّهذِيبِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِي الجَوزَاءِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص انحَرهُ يُضَعّف لَكَ بِهِ أَجرَانِ بِنَحرِكَ إِيّاهُ إلخ

و ماهنا أظهر و لابد من تأويل النحر الوارد هناك بالذبح للإجماع علي أنه لايجزي‌ النحر في الفرس .فذلكة لاريب في حل الأنعام الثلاثة والمعروف بين الأصحاب حتي كاد أن يكون اتفاقيا حل لحوم الدواب الثلاثة إلاقول أبي الصلاح بتحريم البغال و هوضعيف ويكره أن يذبح بيده مارباه من النعم ويؤكل من الوحشية البقر والكباش الجبلية والحمر والغزلان واليحامير و قال الفاضل بكراهة الحمار الوحشي‌ و في بعض الروايات تركه أفضل . ويحرم الكلب والخنزير للنص والاتفاق و لايعرف خلاف بين الأصحاب في تحريم كل سبع سواء كان له ناب أوظفر كالأسد والنمر والفهد والذئب والسنور والثعلب والضبع و ابن آوي ويدل عليه الأخبار و لاأعرف أيضا خلافا بيننا في تحريم المسوخات لكن قدوردت أخبار كثيرة في حل كثير من السباع وغيرها وحملها الأصحاب علي وجوه قدأشرنا إلي بعضها والمعروف المذكور في أكثر الكتب تحريم الأرنب والضب والحشار كلها كالحية والعقرب والفأرة والجزر والخنافس والصراصر وبنات وردان والبراغيث والقمل واليربوع والقنفذ والوبر والخز


صفحه : 188

والفنك والسمور والسنجاب والعظاية وإقامة الدليل عليها لايخلو من إشكال والعمل علي المشهور رعاية للاحتياط وبعدا عن مذهب المخالفين و لاأعرف أيضا خلافا بيننا في تحريم كل ذي‌ مخلب من الطير سواء كان قويا كالبازي‌ّ والصقر والعقاب والشاهين والباشق أوضعيفا كالنسر والرّخَمَةِ والبُغاث و قدمر مايدل علي ذلك


صفحه : 189

باب 4-الجراد والسمك وسائر حيوان الماء

الآيات النحل وَ هُوَ ألّذِي سَخّرَ البَحرَ لِتَأكُلُوا مِنهُ لَحماً طَرِيّافاطروَ مِن كُلّ تَأكُلُونَ لَحماً طَرِيّا.تفسيرسَخّرَ البَحرَقيل أي جعله بحيث يتمكنون من الانتفاع به بالركوب والاصطياد والغوص لِتَأكُلُوا مِنهُ لَحماً طَرِيّاسمي لحما جريا علي اللغة وعرفا يطلق مقيدا فيقال لحم السمك ويقابل به المطلق فيقال أكلت لحما وسمكا وتقييده بالطري‌ ليس مخصصا له بالتحليل للإجماع علي حل غيره أيضا لكن لماخرجت مخرج الامتنان و كان في طراوته ألذ كان التقييد به أليق وقيل وصفه بالطري‌ لسرعة تطرق التغيير إليه و لاريب أنه أطري اللحوم واستدل مالك والثوري‌ بالآية علي أن السمك لحم فإذاحلف لايأكل لحما حنث بالسمك وأجيب بأنه لحم لغة لاعرفا والأيمان مبنية علي العرف لكونه طاريا علي اللغة ناسخا لحكمها و فيه إشكال وَ مِن كُلّ أي من البحرين تَأكُلُونَ لَحماً طَرِيّاالكلام فيه كمامر. و قال الدميري‌ السمك من خلق الماء الواحدة سمكة والجمع أسماك وسموك و هوأنواع كثيرة ولكل نوع اسم خاص قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ خَلَقَ أَلفَ أُمّةٍ سِتّمِائَةٍ مِنهَا فِي البَحرِ وَ أَربَعَمِائَةٍ فِي البَرّ

و من أنواع الأسماك ما لايدرك الطرف أولها وآخرها لكبرها و ما لايدركها الطرف لصغرها وكله يأوي‌ الماء ويستنشقه كمايستنشق بنو آدم وحيوان البر الهواء إلا أن حيوان البر يستنشق الهواء بالأنوف ويصل ذلك إلي قصبة الرئة والسمك يستنشق بأصداغه فيقوم له الماء في تولد الروح الحيواني‌ في قلبه مقام الهواء وإنما استغني عن الهواء في إقامة


صفحه : 190

الحيوان و لم نستغن نحن و ماأشبهنا من الحيوان عنه لأنه من عالم الماء و الأرض دون عالم الهواء ونحن من عالم الماء والهواء و الأرض ونسيم البر لومر علي السمك ساعة لهلك و هوبجملته شره كثير الأكل لبرد مزاج معدته وقربها من فمه و أنه ليس له عنق و لاصوت إذ لايدخل إلي جوفه هواء البتة ولذلك يقول بعضهم إن السمك لارئة له كما أن الفرس لاطحال له والجمل لامرارة له والنعامة لامخ له . وصغار السمك تحترس من كباره فلذلك تطلب ماء الشطوط والماء القليل ألذي لايحمل الكبير و هوشديد الحركة لأن قوته المحركة للإرادة تجري‌ في مسلك واحد لاينقسم في عضو خاص و هذابعينه موجود في الحيات و من السمك مايتولد بسفاد ومنها مايتولد بغيره إما من الطين أو من الرمل و هوالغالب في أنواعه وغالبا يتولد من العفونات وبيض السمك ليس له بياض و لاصفرة إنما هولون واحد و في البحر من العجائب ما لايستطاع حصره حكي القزويني‌ في عجائب المخلوقات عن عبدالرحمن بن هارون المغربي‌ قال ركبت بحر المغرب فوصلت إلي موضع يقال له البرطون و كان معنا غلام صقلي‌ له صنارة فألقاها في البحر فصاد بهاسمكة نحو الشبر فنظرنا فإذاخلف أذنها اليمني مكتوب لاإله إلا الله و في قفاها محمد و في خلف أذنها اليسري رسول الله ص

1- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ إِدمَانُ أَكلِ السّمَكِ الطرّيِ‌ّ يُذِيبُ الجَسَدِ وَ كَانَ إِذَا أَكَلَ السّمَكَ قَالَ أللّهُمّ بَارِك لَنَا فِيهِ وَ أَبدِلنَا خَيراً مِنهُ

2- وَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع أَكلُ التّمرِ بَعدَهُ يُذهِبُ أَذَاهُ

3- وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ نَهَي عَن أَكلِ مَا صَادَهُ المَجُوسُ مِنَ الحُوتِ وَ


صفحه : 191

الجَرَادِ لِأَنّهُ لَا يَأكُلُ مِنهُ إِلّا مَا أُخِذَ حَيّاً

4- الهِدَايَةُ، كُل مِنَ المِسكِ مَا كَانَ لَهُ فُلُوسٌ وَ لَا تَأكُل مَا لَيسَ لَهُ فَلسٌ وَ ذَكَاةُ السّمَكِ وَ الجَرَادِ أَخذُهُ وَ لَا تَأكُلِ الدّبَا مِنَ الجَرَادِ وَ هُوَ ألّذِي لَا يَستَقِلّ بِالطّيَرَانِ وَ لَا تَأكُل مِنَ السّمَكِ الجِرّيثَ وَ لَا الماَرماَهيِ‌َ وَ لَا الطاّفيِ‌َ وَ لَا الزّمّيرَ

5- وَ سُئِلَ الصّادِقُ ع عَنِ الرّبِيثَا فَقَالَ لَا تَأكُلهَا فَإِنّا لَا نَعرِفُهَا فِي السّمَكِ

بيان هذاالخبر المرسل رواه الشيخ بسند موثق عن عمار الساباطي‌ وحمله علي الكراهة وظاهر الأصحاب أن الربيثا غيرالإربيان ويظهر من خبر سيأتي‌ أنهما واحد و لم يذكر الربيثا فيما عندنا من كتب اللغة و لاكتب الحيوان لكنه مذكور في أخبارنا وكتب أصحابنا و لم يختلفوا في حله قال في السرائر لابأس بأكل الكنعت ويقال أيضا الكنعد بالدال غيرالمعجمة و لابأس أيضا بأكل الربيثا بفتح الراء وكسر الباء وكذلك لابأس بأكل الإربيان بكسر الألف وتسكين الراء وكسر الباء و هوضرب من السمك البحري‌ أبيض كالدود والجراد والواحدة إربيانة انتهي و قدمضي خبر آخر في النهي‌ عن الإربيان

6- كِتَابُ عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ أَصحَابُ المُغِيرَةِ يَكتُبُونَ إلِيَ‌ّ أَن أَسأَلَهُ عَنِ الجِرّيثِ وَ الماَرماَهيِ‌ وَ الزّمّيرِ وَ مَا لَيسَ لَهُ قِشرٌ مِنَ السّمَكِ حَرَامٌ هُوَ أَم لَا فَسَأَلتُهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ لِيَ اقرَأ هَذِهِ الآيَةَ التّيِ‌ فِي


صفحه : 192

الأَنعَامِ فَقَرَأتُهَا حَتّي فَرَغتُ مِنهَا قَالَ فَقَالَ لِي إِنّمَا الحَرَامُ مَا حَرّمَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ لَكِنّهُم قَد كَانُوا يَعَافُونَ الشيّ‌ءَ وَ نَحنُ نَعَافُهُ

التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن عَاصِمٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ زَادَ بَعدَ قَولِهِ فِي الأَنعَامِقُل لا أَجِدُ فِي ما أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ مُحَرّماً عَلي طاعِمٍ قَالَ فَقَرَأتُهَا إلخ

بيان في القاموس الزمير كسكيت نوع من السمك وذكر أكثر أصحابنا الزمار واعلم أنه لاخلاف بين المسلمين في حل السمك ألذي له فلس والمعروف من مذهب الأصحاب تحريم ما ليس علي صورة السمك من أنواع الحيوان البحري‌ وادعي الشهيد الثاني‌ رحمه الله نفي‌ الخلاف بين أصحابنا في تحريمه وتأمل فيه بعض المتأخرين لعدم ثبوت الإجماع عليه وشمول الأدلة العامة في التحليل له كماعرفت و لاريب في أن العمل بما ذكره الأصحاب أولي وأحوط واختلف الأصحاب فيما لافلس له من السمك فذهب الأكثر ومنهم الشيخ في أكثر كتبه إلي تحريمه مطلقا وذهب الشيخ في كتابي‌ الأخبار إلي الإباحة ماعدا الجري‌ وحمل الأخبار الدالة علي تحريمها علي الكراهة لروايات صحيحة دالة علي الحل منها هذه الرواية والمحرمون حملوها علي التقية و هوأحوط

7- الدّرّ المَنثُورُ، عَن عِكرِمَةَ قَالَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ مَكتُوبٌ عَلَي الجَرَادَةِ بِالسّريَانِيّةِ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا وحَديِ‌ لَا شَرِيكَ لِي الجَرَادُ جُندٌ مِن جنُديِ‌ أُسَلّطُهُ عَلَي مَن أَشَاءُ مِن عبِاَديِ‌

8- وَ عَن أَبِي زُهَيرٍ قَالَ لَا تَقتُلُوا الجَرَادَ فَإِنّهُ جُندٌ مِن جُندِ اللّهِ الأَعظَمِ


صفحه : 193

9- وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ كُنّا عَلَي مَائِدَةٍ أَنَا وَ أخَيِ‌ مُحَمّدُ ابنُ الحَنَفِيّةِ وَ بني‌[بَنُو]عمَيّ‌ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ وَ قُثَمُ وَ الفَضلُ فَوَقَعَت جَرَادَةٌ فَأَخَذَهَا عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ فَقَالَ لِلحَسَنِ تَعلَمُ مَا مَكتُوبٌ عَلَي جَنَاحِ الجَرَادَةِ فَقَالَ سَأَلتُ أَبِي فَقَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لِي عَلَي جَنَاحِ الجَرَادَةِ مَكتُوبٌ إنِيّ‌ أَنَا اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا أَنَا رَبّ الجَرَادَةِ وَ رَازِقُهَا إِذَا شِئتُ بَعَثتُهَا رِزقاً لِقَومٍ وَ إِن شِئتُ عَلَي قَومٍ بَلَاءً فَقَالَ ابنُ عَبّاسٍ هَذَا وَ اللّهِ مِن مَكنُونِ العِلمِ

10- حَيَاةُ الحَيَوَانِ،بِإِسنَادِ الطبّرَاَنيِ‌ّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ كُنّا عَلَي مَائِدَةٍ وَ ذَكَرَ نَحوَهُ

بيان يحتمل أن يكون الكتابة المذكورة كناية عن أن خلقتها علي الهيئة المذكورة تدل علي وجود الصانع ووحدته وكونه رب الجرادة وغيرها وأنها تكون نعمة وبلاء و فيهااستعدادهما و الله يعلم

11- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الجرِيّ‌ّ يَحِلّ أَكلُهُ فَقَالَ إِنّا وَجَدنَاهُ فِي كِتَابِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع حَرَاماً

12- كِتَابُ صِفَاتِ الشّيعَةِ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن أَقَرّ بِسَبعَةِ أَشيَاءَ فَهُوَ مُؤمِنٌ البَرَاءَةِ مِنَ الجِبتِ وَ الطّاغُوتِ وَ الإِقرَارِ بِالوَلَايَةِ وَ الإِيمَانِ


صفحه : 194

بِالرّجعَةِ وَ الِاستِحلَالِ لِلمُتعَةِ وَ تَحرِيمِ الجرِيّ‌ّ وَ المَسحِ عَلَي الخُفّينِ

13- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الجَرَادِ نُصِيبُهُ مَيّتاً فِي الصّحرَاءِ أَو فِي المَاءِ أَ يُؤكَلُ قَالَ لَا تَأكُلهُ قَالَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ الجَرَادِ نَصِيدُهُ فَيَمُوتُ بَعدَ مَا نَصِيدُهُ فَيُؤكَلُ قَالَ لَا بَأسَ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّبَي مِنَ الجَرَادِ أَ يُؤكَلُ قَالَ لَا حَتّي يَستَقِلّ بِالطّيَرَانِ

كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع مِثلَ الجَمِيعِ إِلّا أَنّهُ قَالَ فِي الأَخِيرِ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّبَي هَل يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ لَا يَحِلّ أَكلُهُ حَتّي يَطِيرَ

بيان الدبي بفتح الدال وتخفيف الباء مقصورا هوالجراد قبل أن يطير وظهر جناحه والواحدة دباة بفتح الدال أيضا. و قال في النهاية وقيل هونوع يشبه الجراد. ويظهر من الأخبار الأول و لاخلاف ظاهرا في أن ذكاة الجراد أخذه حيا باليد أوبالآلة والمشهور أنه لايشترط إسلام الآخذ إذاشاهده المسلم وذهب ابن زهرة إلي المنع من صيد غيرالمسلم له مطلقا ولعل الأشهر أقوي و لومات في الماء أو في الصحراء قبل أخذه لم يحل و لووقع في أجمة نار فأحرقتها و فيهاجراد لم تحل و إن قصده المحرق لاأعرف فيه خلافا بينهم وتدل عليه رواية عمار و لاخلاف أيضا في عدم حل الدبي والمشهور أنه يباح أكله حيا وبما فيه كالسمك واشترط بعضهم في حله الموت وسيأتي‌ مايدل علي عدم الاشتراط


صفحه : 195

14- دَعَائِمُ الإِسلَامِ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ النّونُ ذكَيِ‌ّ وَ الجَرَادُ ذكَيِ‌ّ وَ أَخذُهُ حَيّاً ذَكَاةٌ

15- وَ عَنهُ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ أَنّهُ نَهَي عَنِ الطاّفيِ‌ وَ هُوَ مَا مَاتَ فِي البَحرِ مِن صَيدِهِ قَبلَ أَن يُؤخَذَ

16- وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ لَا يُؤكَلُ مِن دَوَابّ البَحرِ إِلّا مَا كَانَ لَهُ قِشرٌ وَ كَرِهَ السّلَحفَاةَ وَ السّرَطَانَ وَ الجرِيّ‌ّ وَ مَا كَانَ فِي الأَصدَافِ وَ مَا جَانَسَ ذَلِكَ

17- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَمّا صَادَتِ المَجُوسُ مِنَ الجَرَادِ وَ السّمَكِ أَ يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ صَيدُهُ ذَكَاتُهُ لَا بَأسَ وَ سَأَلتُهُ عَنِ اللّحمِ ألّذِي يَكُونُ فِي أَصدَافِ البَحرِ وَ الفُرَاتِ أَ يُؤكَلُ فَقَالَ ذَلِكَ لَحمُ الضّفَادِعِ لَا يَصلُحُ أَكلُهُ

قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ مِثلُ السّؤَالِ الأَخِيرِ إِلّا أَنّ فِيهِ لَا يَحِلّ أَكلُهُ كَمَا فِي الكاَفيِ‌

بيان ذلك لحم الضفادع أي شبيه به وحكمه حكمه و فيه إشعار بكونه حيوانا و قال الدميري‌ الصدف من حيوانات البحر و في حديث ابن عباس إذ مطرت السماء فتحت الصدف أفواهها و هوغلاف اللؤلؤ الواحدة صدفة

18- قُربُ الإِسنَادِ، وَ كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِمَا عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن أَكلِ السّلَحفَاةِ وَ السّرَطَانِ وَ الجرِيّ‌ّ أَ يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ لَا يَحِلّ أَكلُ السّلَحفَاةِ وَ السّرَطَانِ وَ الجرِيّ‌ّ


صفحه : 196

فائدة قال الدميري‌ السلحفاة البرية بفتح اللام واحدة السلاحف قال أبوعبيدة وحكي الراوي‌ سلحفة وسلحفاة وهي‌ بالهاء عندالكافة و عند ابن عبدوس السلحفا بغير هاء وذكرها يقال له غيلم و هذاالحيوان يبيض في البر فما نزل في البحر كان لجأة و مااستمر في البر كان سلحفاة ويعظم الصنفان جدا إلي أن يصير كل واحد منهما حمل جمل و إذاأراد الذكر السفاد والأنثي لاتطيعه يأتي‌ الذكر بحشيشة في فيه خاصيتها أن صاحبها يكون مقبولا فعند ذلك تطاوعه و هذه الحشيشة لايعرفها إلاقليل من الناس وهي‌ إذاباضت صرفت همتها إلي بيضها بالنظر إليه و لاتزال كذلك حتي يخلق الولد منها إذ ليس لها أن تحضنه حتي يكمل بحرارتها لأن أسفلها صلب لاحرارة فيه وربما تقبض السلحفاة علي ذنب الحية وتقمع رأسها من ذنبها والحية تضرب بنفسها علي ظهر السلحفاة و علي الأرض حتي تموت ولذكرها ذكران وللأنثي فرجان والذكر يطيل المكث في السفاد والسلحفاة مولعة بأكل الحيات فإذاأكلتها أكلت بعدها سعترا والترس ألذي علي ظهرها وقايتها. و قال السلحفاة البحرية اللجاة بالجيم وهي‌ تعيش في البر والبحر واللجأة البحرية لها لسان في صدورها من أصابته به من الحيوان قتله ولها حيلة عجيبة في صيدها من طائر أوغيره و ذلك أنها تغوص في الماء ثم تتمرغ في التراب ثم تكمن للظبي‌ في مواضع شربها فيختفي‌ عليه لونها فتمسكه وتغوص به في الماء حتي يموت و قال أرسطاطاليس في النعوت ماخرج من بيض اللجأة مستقبل البحر صار إلي البحر و ماخرج مستقبل البر صار إلي البر وكلهن يردن الماء لأنهن


صفحه : 197

من خلق الماء قال وهي‌ تأكل الثعابين . و قال السرطان بفتح السين والراء المهملتين وبالنون في آخره حيوان معروف ويسمي عقرب الماء وكنيته أبوبحر و هو من خلق الماء ويعيش في البر أيضا و هوجيد المشي‌ سريع العدو ذو فكين ومخالب وأظفار حداد كثير الأسنان صلب الظهر من رآه رأي حيوانا بلا رأس و لاذنب عيناه في كتفه وفمه في صدره وفكاه مستويان من الجانب و له ثمانية أرجل و هويمشي‌ علي جانب واحد ويستنشق الماء والهواء معا ويسلخ جلده في السنة ست مرات ويتخذ لجحره بابين أحدهما إلي الماء والآخر إلي اليبس فإذاسلخ جلده سد عليه مايلي‌ الماء خوفا علي نفسه من سباع السمك وترك مايلي‌ اليبس مفتوحا ليصل إليه الريح فتجف رطوبته ويشتد فإذااشتد فتح مايلي‌ الماء وطلب معاشه و قال أرسطاطاليس في النعوت وزعموا أنه إذاوجد سرطان ميت في حفرة مستلقيا علي ظهره في قرية أوأرض تأمن تلك البقعة من الآفات السماوية و إذاعلق علي الأشجار يكثر ثمرها

19- الكاَفيِ‌،المَكَارِمُ، عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَا تَبِيعُوا الجرِيّ‌ّ وَ لَا الماَرماَهيِ‌َ وَ لَا الطاّفيِ‌َ

20- المَحَاسِنُ، عَن أَبِي أَيّوبَ المدَيِنيِ‌ّ وَ غَيرِهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحُوتُ ذكَيِ‌ّ حَيّةً وَ مَيّتَةً

و منه عن أبيه عن عون بن حريز عن عمرو بن مروان الثقفي‌ عن أبي عبد الله ع مثله


صفحه : 198

بيان يدل علي أن الحوت يحل أكله حيا كما هوالمشهور بين الأصحاب وذهب الشيخ في المبسوط إلي توقف حله علي الموت خارج الماء استنادا إلي أن ذكاته إخراجه من الماء حيا وموته خارجه فقبل موته لم تحصل الذكاة ولهذا لوعاد إلي الماء ومات فيه حرم و لو كان قدتمت ذكاته لماحرم بعدها وأجيب بمنع كون ذكاته يحصل بالأمرين معا بل بالأول خاصة بشرط عدم عوده إلي الماء وموته فيه مع أن عمومات الحل يشمله

21- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع إِن وَجَدتَ سَمَكَةً وَ لَم تَدرِ أَ ذكَيِ‌ّ هُوَ أَم غَيرُ ذكَيِ‌ّ وَ ذَكَاتُهُ أَن يُخرَجَ مِنَ المَاءِ حَيّاً فَخُذ مِنهُ وَ اطرَحهُ فِي المَاءِ فَإِن طَفَا عَلَي رَأسِ المَاءِ مُستَلقِياً عَلَي ظَهرِهِ فَهُوَ غَيرُ ذكَيِ‌ّ وَ إِن كَانَ عَلَي وَجهِهِ فَهُوَ ذكَيِ‌ّ

بيان ذكر هذه العبارة بعينها الصدوق رحمه الله في الفقيه والمقنع و قال في الدروس ويحرم الطافي‌ إذاعلم أنه مات في الماء و لوعلم كونه مات خارج الماء حل و لواشتبه فالأقرب التحريم ثم ذكر كلام المقنع و قال واختاره الفاضل انتهي و قال يحيي بن سعيد في الجامع إذانصب شبكة فاجتمع فيهاسمك جاز أكله فإن علم أن فيه ميتا في الماء و لم يتميز ألقي ذلك في الماء فإن طفا علي ظهره لم يؤكل و إن طفا علي وجهه أكل وكذلك صيد الحظائر و قال ابن حمزة في الوسيلة إن وجدت سمكة علي شاطئ الماء و لم تعلم حالها ألقيت في الماء فإن طفت علي الظهر فهي‌ ميتة و إن طفت علي الوجه فذكية ونحوه قال سلار في المراسم وعد ابن البراج في المهذب في السموك المحللة كل ماوجد منه علي ساحل البحر وألقي‌ في الماء فرسب أسفله و لم يطف عليه انتهي .


صفحه : 199

وكأنه حمل هذاالخبر علي هذاالمعني و لايخفي ما فيه ولعل السر فيما ورد في الخبر أن ألذي يموت في الماء يتنفخ بطنه غالبا فيقع في الماء علي ظهره دون مامات خارج الماء والظاهر أن وقوع السمك الطري‌ الميت علي وجهه في الماء في غاية الندرة و أما غيرالطري‌ فهو يرسب في الماء سواء مات خارج الماء أوداخله ولعله لذلك أعرض عنه أكثر المتأخرين

21- المَكَارِمُ، عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ ع سَأَلتُهُ عَنِ الإِسقَنقُورِ يُدخَلُ فِي دَوَاءِ البَاهِ لَهُ مَخَالِيبُ وَ ذَنَبٌ أَ يَجُوزُ أَن يُشرَبَ فَقَالَ إِذَا كَانَ لَهُ قُشُورٌ فَلَا بَأسَ

توضيح قال في القاموس إسقنقور دابة تنشأ بشاطئ بحر النيل لحمها باهي‌. و قال الدميري‌ في الإسقنقور قال بختيشوع إنه التمساح البري‌ لحمه حار في الطبقة الثانية إذاملح وشرب منه مثقال زاد في الباه وتهيج الشهوة ويسخن الكلي الباردة و قال ابن زهير هي‌ دابة بمصر شكلها كالوزغة علي عظيم خلقته و إذاعلقت عينها علي من يفزع بالليل أبرأته إذا لم يكن من خلط و قال أرسطاطاليس في كتاب الحيوان الكبير إن شربه يهيج الباه ويزيد في الإنعاظ في سائر البلاد إلابمصر و هوأنفس مايهدي منها لملوك الهند فإنهم يذبحونه بسكين من ذهب ويحشونه من ملح مصر ويحملونه كذلك إلي أرضهم فإذاوضعوا منه مثقالا علي بيض أولحم وأكل نفع من ذلك نفعا بليغا. والتمساح تبيض في البر فما وقع من ذلك في الماء صار تمساحا و مابقي‌ صار


صفحه : 200

سقنقورا و قال السقنقور نوعان هندي‌ ومصري‌ منه مايتولد ببحر القلزم وبلاد الحبشة و هويغتذي‌ بالسمك في الماء و في البر بالقطا يسترطه كالحيات وأنثاه تبيض عشرين بيضة تدفنها في الرمل فيكون ذلك حضنا لها و من عجيب أمره أنه إذاعض إنسانا وسبقه إلي الماء واغتسل منه مات السقنقور و إن سبق السقنقور إلي الماء مات الإنسان والمختار من أعضائه مايلي‌ ذنبه من ظهره فهو أبلغ نفعا و هذاالحيوان مادام رطبا لحمه حار رطب في الدرجة الثانية و أمامملوحه المجفف فإنه أشد حرارة وأقل رطوبة قال في المفردات السقنقور الهندي‌ نحو ذراعين طولا وعرضه نحو نصف ذراع ولحمه إذاأكل منه اثنان بينهما عداوة زالت وصارا متحابين وخاصية لحمه وشحمه إنهاض شهوة الجماع وتقوية الإنعاظ والنفع من الأمراض الباردة التي‌ بالعصب و قال أرسطو لحم السقنقور الهندي‌ إذاطبخ بإسفيداج نفخ اللحم وأسمن ولحمه يذهب وجع الصلب ووجع الكليتين ويدر المني‌ وخوزته الوسطي إذاعلقت علي صلب إنسان هيجت الإحليل وزادت الجماع

22- جَامِعُ الشّرَائِعِ،لِيَحيَي بنِ سَعِيدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع كُلّ مَا كَانَ فِي البَحرِ مِمّا يُؤكَلُ فِي البَرّ مِثلُهُ فَجَائِزٌ أَكلُهُ وَ كُلّ مَا كَانَ فِي البَحرِ مِمّا لَا يَجُوزُ أَكلُهُ فِي البَرّ لَم يَجُز أَكلُهُ

بيان لم أر قائلا بهذا الخبر إلا أن الفاضل المذكور نقله رواية و قد قال قبل ذلك لايحل من صيد البحر سوي السمك فقد قيل فيه مثل كل ما في البر


صفحه : 201

و لا من السمك إلاذو فلس

23- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفٍ وَ عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ كُلّهِم عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ الحِيتَانُ وَ الجَرَادُ ذكَيِ‌ّ كُلّهُ

بيان الذكي‌ فعيل بمعني مفعول من التذكية وهي‌ قطع الأوداج و كان المعني أنهما لايحتاجان إلي الذبح والنحر بل يكفي‌ أخذهما كماسيأتي‌ إن شاء الله

24- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن أَكلِ الجَرَادِ فَقَالَ لَا بَأسَ بِأَكلِهِ ثُمّ قَالَ إِنّهُ نَثرَةٌ مِن حُوتَةِ البَحرِ ثُمّ قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع قَالَ إِنّ الجَرَادَ وَ السّمَكَ إِذَا خَرَجَ مِنَ المَاءِ فَهُوَ ذكَيِ‌ّ وَ الأَرضُ لِلجَرَادِ مَصِيدَةٌ وَ السّمَكُ أَيضاً قَد يَكُونُ

بيان قال في النهاية في حديث ابن عباس الجراد نثرة الحوت أي عطسته وحديث كعب إنما هونثرة حوت و في جامع الأصول النثرة للدواب شبه العطسة نثرت الدابة إذاطرحت ما في أنفها من الأذي . و قال الدميري‌ اختلف في الجراد هل هوصيد بري‌ أوبحري‌ فقيل بحري‌ لِمَا رَوَي ابنُ مَاجَه عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص دَعَا عَلَي الجَرَادِ فَقَالَ أللّهُمّ أَهلِك كِبَارَهُ وَ أَفسِد صِغَارَهُ وَ اقطَع دَابِرَهُ وَ خُذ بِأَفوَاهِهِ عَن مَعَايِشِنَا وَ أَرزَاقِنَا

. فقال إن الجراد نثرة الحوت من البحر أي عطسته والمراد أن الجراد من صيد البحر يحل للمحرم أن يصيده وحكي الموفق بن طاهر قولا غريبا أنه من صيد البحر


صفحه : 202

لأنه يتولد من روث السمك و هوشاذ انتهي .أقول كان بعض أفراد الجراد يتولد من نثرة الحوت أو هو علي سبيل التشبيه أي هو في الخلق والطيب شبيه بالسمك فكأنه يتولد من نثرته و قوله إذاخرج متعلق بالسمك أوبهما إذاتولد الجراد من الماء ويؤيده أن الجراد في الكافي‌ مؤخر عن السمك فقوله و الأرض للجراد مصيدة أي غالبا قوله ع والسمك أيضا قد يكون في الكافي‌ وللسمك قدتكون أيضا و هوأظهر أي الأرض قدتكون مصيدة للسمك أيضا كماإذ وثب علي الساحل فأدركه إنسان فأخذه قبل موته

25- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سُئِلَ جَعفَرٌ ع عَنِ الرّبِيثَا فَقَالَ لَا بَأسَ بِأَكلِهَا وَدِدنَا أَنّ عِندَنَا مِنهَا

26- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن سَمَكَةٍ وَثَبَت مِنَ النّهَرِ فَوَقَعَت عَلَي الجُدّ فَمَاتَت هَل يَصلُحُ أَكلُهَا قَالَ إِن أَخَذتَهَا قَبلَ أَن تَمُوتَ فَكُلهَا وَ إِن مَاتَت قَبلَ أَن تَأخُذَهَا فَلَا تَأكُلهَا وَ سَأَلتُهُ عَمّا حَسَرَ المَاءُ مِن صَيدِ البَحرِ وَ هُوَ مَيّتٌ هَل يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ لَا وَ سَأَلتُهُ عَنِ السّمَكِ يُصَادُ ثُمّ يُوثَقُ فَيُرَدّ إِلَي المَاءِ حَتّي يجَيِ‌ءَ مَن يَشتَرِيهِ فَيَمُوتُ بَعضُهُ أَ يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ لَا لِأَنّهُ مَاتَ فِي ألّذِي فِيهِ حَيَاتُهُ وَ رِسَالَتُهُ عَنِ الصّيدِ يَحبِسُهُ فَيَمُوتُ فِي مَصِيدَتِهِ أَ يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ إِذَا كَانَ مَحبُوساً فَكُل فَلَا بَأسَ


صفحه : 203

كتاب المسائل مثل الجميع .تبيين لاخلاف بين الأصحاب في عدم حل مامات من السمك في غيرالشبكة والحظيرة والمشهور بينهم أن ذكاة السمك أخذه حيا سواء أخذه من الماء أوثبت اليد عليه خارج الماء حيا و لافرق بين أن يكون المخرج من الماء مسلما أوكافرا علي المشهور نعم لايحل ماوجد في يد الكافر حتي يعلم أنه مات بعدإخراجه من الماء. وظاهر المفيد تحريم ماأخرجه الكافر مطلقا و قال ابن زهرة الاحتياط تحريم ماأخرجه الكافر ويظهر من الشيخ في الإستبصار الحل إذاأخذه منه المسلم حيا والأول أظهر وقيل المعتبر خروجه من الماء حيا سواء أخرجه من الماء مخرج أم لا واختاره المحقق رحمه الله في النكت ويدل عليه رواية زرارة قال قلت السمكة تثب من الماء فتقع علي الشط فتضطرب حتي تموت فقال كلها ورواية أخري وتدل صدر هذه علي عدم حلها إن مات قبل أخذها و هوأحوط و إن أمكن حمله علي الكراهة و لايشترط في حل السمك التسمية وغيرها مما يعتبر في الذبح و قال صاحب الوسيلة التسمية مستحبة فيه و لوأخذ وأعيد في الماء فمات فيه لم يحل كمايدل عليه هذاالخبر وكذا لونصب الماء عنه لاخلاف في حرمته و أما إذانصب شبكة فمات بعض ماحصل فيها واشتبه الحي‌ بالميت فقد قيل حل الجميع حتي يعلم الميت بعينه اختاره الشيخ في النهاية والقاضي‌ واستحسنه المحقق لدلالة الأخبار الصحيحة عليه وذهب ابن أبي عقيل إلي الحل مع التميز أيضا و هوالظاهر من الأخبار و أن المعتبر في حله قصد الاصطياد ويدل عليه آخر الخبر أيضا وذهب ابن إدريس والعلامة وأكثر المتأخرين إلي تحريم الجميع لأن مامات في الماء حرام والمجموع محصور و قداشتبه الحلال بالحرام فيكون الجميع حراما و لو لم يشتبه


صفحه : 204

فأولي بتحريم الميت وأجابوا عن الأخبار بعدم صراحتها في الموت في الماء فلعله مات خارج الماء أو علي الشك في موته في الماء فإن الأصل بقاء الحياة إلي أن فارقته والأصل الإباحة. وأقول حرمة المشتبه بالحرام ممنوع و قدمضت الأخبار الدالة علي خلافها والاحتياط طريق النجاة

26- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ المكُاَريِ‌ عَن سَلَمَةَ بَيّاعِ الجوَاَريِ‌ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَمّا السّمَكُ فَمَا لَم يَكُن لَهُ قِشرٌ تَأكُلُهُ الخَبَرَ

27- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ وَ خَمسَةٍ أُخرَي عَن مَشَايِخِهِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ يُؤكَلُ مِنَ الجَرَادِ مَا استَقَلّ بِالطّيَرَانِ وَ ذَكَاةُ السّمَكِ وَ الجَرَادِ أَخذُهُ

وَ قَالَ ع الجرِيّ‌ّ وَ الماَرماَهيِ‌ وَ الطاّفيِ‌ وَ الزّمّيرُ حَرَامٌ وَ كُلّ سَمَكٍ لَا تَكُونُ لَهُ فُلُوسٌ فَأَكلُهُ حَرَامٌ

28-العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الرّضَا ع فِيمَا كَتَبَ لِلمَأمُونِ يَحرُمُ الجرِيّ‌ّ وَ السّمَكُ وَ الطاّفيِ‌ وَ الماَرماَهيِ‌


صفحه : 205

وَ الزّمّيرُ وَ كُلّ سَمَكٍ لَا يَكُونُ لَهُ فَلسٌ

29- الإِحتِجَاجُ، عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع فِي جَوَابِ مَا سَأَلَ الزّندِيقَ إِنّ السّمَكَ ذَكَاتُهُ إِخرَاجُهُ حَيّاً مِنَ المَاءِ ثُمّ يُترَكُ حَتّي يَمُوتَ مِن ذَاتِ نَفسِهِ وَ ذَلِكَ أَنّهُ لَيسَ لَهُ دَمٌ وَ كَذَلِكَ الجَرَادُ الخَبَرَ

30- العُيُونُ، عَن جَعفَرِ بنِ نُعَيمِ بنِ شَاذَانَ عَن عَمّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ قَالَ كَتَبتُ إِلَي الرّضَا ع اختَلَفَ النّاسُ عَلَيّ فِي الرّبِيثَا فَمَا تأَمرُنُيِ‌ فِيهَا فَكَتَبَ لَا بَأسَ بِهَا

31- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الصّفّارِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَأكُل جِرّيثاً وَ لَا مَارمَاهِيجاً وَ لَا إِربِيَانَ وَ لَا طِحَالًا لِأَنّهُ بَيتُ الدّمِ وَ مُضغَةُ الشّيطَانِ

32- تُحَفُ العُقُولِ، قَالَ الصّادِقُ ع لَا بَأسَ بِأَكلِ صُنُوفِ الجَرَادِ وَ مَا يَجُوزُ أَكلُهُ مِن صَيدِ البَحرِ مِن صُنُوفِ السّمَكِ مَا كَانَ لَهُ قُشُورٌ فَحَلَالٌ أَكلُهُ وَ مَا لَم يَكُن لَهُ قُشُورٌ فَحَرَامٌ أَكلُهُ

33-إِكمَالُ الدّينِ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ الدّقّاقِ عَنِ الكلُيَنيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن أَحمَدَ بنِ القَاسِمِ العجِليِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي المَعرُوفِ بِبُردٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خدُاَهيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَيّوبَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ هِشَامٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عُمَرَ


صفحه : 206

الجعُفيِ‌ّ عَن حَبَابَةَ الوَالِبِيّةِ قَالَت رَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي شُرطَةِ الخَمِيسِ وَ مَعَهُ دِرّةٌ يَضرِبُ بِهَا بيَاّعيِ‌ الجرِيّ‌ّ وَ الماَرماَهيِ‌ وَ الزّمّيرِ وَ الطاّفيِ‌ وَ يَقُولُ لَهُم يَا بيَاّعيِ‌ مُسُوخِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ جُندَ بنَيِ‌ مَروَانَ فَقَامَ إِلَيهِ فُرَاتُ بنُ أَحنَفَ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ مَا جُندُ بنَيِ‌ مَروَانَ فَقَالَ لَهُ أَقوَامٌ حَلَقُوا اللّحَي وَ فَتَلُوا الشّوَارِبَ

34- صَحِيفَةُ الرّضَا،بِإِسنَادِهِ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ كُنّا أَنَا وَ أخَيِ‌ الحَسَنُ وَ أخَيِ‌ مُحَمّدُ بنُ الحَنَفِيّةِ وَ بَنُو عمَيّ‌ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ وَ قُثَمُ وَ الفَضلُ عَلَي مَائِدَةٍ نَأكُلُ فَوَقَعَت جَرَادَةٌ عَلَي المَائِدَةِ فَأَخَذَهَا عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ فَقَالَ لِلحَسَنِ يَا سيَدّيِ‌ مَا المَكتُوبُ عَلَي جَنَاحِ الجَرَادَةِ قَالَ سَأَلتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ سَأَلتُ جَدّكَص فَقَالَ عَلَي جَنَاحِ الجَرَادِ مَكتُوبٌ إنِيّ‌أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَارَبّ الجَرَادَةِ وَ رَازِقُهَا إِذَا شِئتُ بَعَثتُهَا لِقَومٍ رِزقاً وَ إِذَا شِئتُ بَعَثتُهَا عَلَي قَومٍ بَلَاءً فَقَامَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسٍ فَقَبّلَ رَأسَ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ ع ثُمّ قَالَ هَذَا وَ اللّهِ مِن مَكنُونِ العِلمِ

دعوات الراوندي‌، عن الحسين ع مثله

35- المَحَاسِنُ، عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا بَأسَ بِكَوَامِيخِ المَجُوسِ وَ لَا بَأسَ بِصَيدِهِم لِلسّمَكِ

بيان حمله الشيخ وغيره علي ما إذاأخذ المسلم منهم حيا أوشاهد المسلم إخراجه من الماء والظاهر أن الكواميخ هي‌ المتخذة من السمك و هذاالتأويل فيه في غاية


صفحه : 207

البعد ويمكن حمله علي التقية أو علي ماادعوا عدم ملاقاتهم لها مع حمل الكامخ علي غيرالمتخذ من السمك

36- المَحَاسِنُ، عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ قَالَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ عَلَيكُم بِالسّمَكِ فَإِنّهُ إِن أَكَلتَهُ بِغَيرِ خُبزٍ أَجزَأَكَ وَ إِن أَكَلتَهُ بِخُبزٍ أَمرَأَكَ

بيان في النهاية مرأني‌ الطعام وأمرأني‌ إذا لم يثقل علي المعدة وانحدر عنها طيبا قال الفراء يقال هنأني‌ الطعام ومرأني‌ بغير ألف فإذاأفردوها عن هنأني‌ قالوا أمرأني‌

37- المَحَاسِنُ، عَن نُوحٍ النيّساَبوُريِ‌ّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَكَلَ السّمَكَ قَالَ أللّهُمّ بَارِك لَنَا فِيهِ وَ أَبدِلنَا بِهِ خَيراً مِنهُ

38- وَ مِنهُ، عَن أَبِي القَاسِمِ وَ يَعقُوبَ بنِ زَيدٍ عَنِ العبَديِ‌ّ عَنِ ابنِ سِنَانٍ وَ أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السّمَكُ الطرّيِ‌ّ يُذِيبُ الجَسَدَ

39- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن مُوسَي بنِ بِكرٍ القَصِيرِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع مِثلَهُ

40- وَ مِنهُ، عَنِ البزَنَطيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الشاّميِ‌ّ عَن حُسَينِ بنِ حَنظَلَةَ عَن أَحَدِهِمَا قَالَ السّمَكُ يُذِيبُ الجَسَدَ

41- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُوقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَأَكلُ الحِيتَانِ يُذِيبُ


صفحه : 208

الجَسَدَ

42- وَ مِنهُ، عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن شُعَيبٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مِثلَهُ

43- وَ مِنهُ، عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَنِ ابنِ أُختِ الأوَزاَعيِ‌ّ عَن مَسعَدَةَ بنِ اليَسَعِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع السّمَكُ الطرّيِ‌ّ يُذِيبُ اللّحمَ

44- وَ مِنهُ، عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي رَفَعَهُ قَالَ السّمَكُ يُذِيبُ شَحمَ العَينِ

45- وَ فِي حَدِيثٍ أُخرَي عَن مِسمَعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السّمَكُ الطرّيِ‌ّ يُذِيبُ بِمُخّ العَينِ

46- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ يُذبِلُ الجَسَدَ

47- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَكلُ الحِيتَانِ يُورِثُ السّلّ

48- وَ مِنهُ، عَن نُوحٍ النيّساَبوُريِ‌ّ عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَن مَولًي لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع قَالَدَعَا بِتَمرٍ فِي اللّيلِ فَأَكَلَهُ ثُمّ قَالَ مَا بيِ‌ شَهوَتُهُ وَ لكَنِيّ‌ أَكَلتُ سَمَكاً ثُمّ قَالَ وَ مَن بَاتَ وَ فِي جَوفِهِ سَمَكٌ وَ لَم يُتبِعهُ بِتَمرٍ أَو عَسَلٍ لَم يَزَل عِرقُ الفَالِجِ يَضرِبُ


صفحه : 209

عَلَيهِ حَتّي يُصبِحَ

49- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَن مَنصُورِ بنِ حَازِمٍ عَن سَمُرَةَ بنِ سَعِيدٍ قَالَ خَرَجَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلَي بَغلَةِ رَسُولِ اللّهِ ع وَ خَرَجنَا مَعَهُ نمَشيِ‌ حَتّي انتَهَينَا إِلَي أَصحَابِ السّمَكِ فَجَمَعَهُم فَقَالَ أَ تَدرُونَ لأِيَ‌ّ شَيءٍ جَمَعتُكُم قَالُوا لَا قَالَ لَا تَشتَرُوا الجرِيّ‌ّ وَ لَا الماَرماَهيِ‌َ وَ لَا الطاّفيِ‌َ عَلَي المَاءِ وَ لَا تَبِيعُوهُ

50- وَ مِنهُ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ حدَثّنَيِ‌ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَركَبُ بَغلَةَ رَسُولِ اللّهِ ع ثُمّ يَمُرّ بِسُوقِ الحِيتَانِ فَيَقُولُ أَلَا لَا تَأكُلُوا وَ لَا تَبِيعُوا مَا لَم يَكُن لَهُ قِشرٌ

51- وَ مِنهُ، عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ سَمِعتُ أَبِي يَقُولُ إِذَا ضَرَبَ صَاحِبُ الشّبَكَةِ فَمَا أَصَابَ فِيهَا مِن حيَ‌ّ وَ مَيّتٍ فَهُوَ حَلَالٌ مَا خَلَا مَا لَيسَ لَهُ قِشرٌ وَ لَا يُؤكَلُ الطاّفيِ‌ مِنَ السّمَكِ

بيان قال الشيخ في التهذيب هذاالخبر محمول علي أنه حلال له الحي‌ والميت إذا لم يتميز له فأما مع تميزه فلايجوز أكل مامات فيه انتهي . وربما يحمل علي ماإذ لم يعلم موته قبل الخروج من الماء وبعده . وَ رَوَي الشّيخُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي رَجُلٍ نَصَبَ


صفحه : 210

شَبَكَةً فِي المَاءِ ثُمّ رَجَعَ إِلَي بَيتِهِ وَ تَرَكَهَا مَنصُوبَةً فَأَتَاهُ بَعدَ ذَلِكَ وَ قَد وَقَعَ فِيهَا سَمَكٌ فَيَمُوتُنّ فَقَالَ مَا عَمِلَت يَدُهُ فَلَا بَأسَ بِأَكلِ مَا وَقَعَ فِيهَا

. و قدعرفت ماذكره الأصحاب فيه . وأقول يحتمل أن يكون نصب تلك الشبكة في المواضع التي‌ تزيد الماء فيها ثم تنقص بالمد والجزر كالبصرة فعند المد تدخل الحيتان في الشبكة و عندالجزر تبقي فيها ويخرج منها الماء فحينئذ لا يكون موتها في الماء فقوله ع ماعملت يده لبيان أن الموت فيهابمنزلة الأخذ باليد و هذاوجه قريب شائع

52- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الهمَداَنيِ‌ّ عَن مُعَتّبٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الحَسَنِ ع يَوماً يَا مُعَتّبُ اطلُب لَنَا حِيتَاناً طَرِيّةً فإَنِيّ‌ أُرِيدُ أَن أَحتَجِمَ فَطَلَبتُهَا لَهُ فَأَتَيتُهُ بِهَا فَقَالَ لِي يَا مُعَتّبُ سَكبِج لِي شَطرَهَا وَ اشوِ لِي شَطرَهَا قَالَ فَتَغَدّي مِنهَا أَبُو الحَسَنِ ع وَ تَعَشّي

بيان سكبج أي اطبخ به سكباجا و هوبالكسر معرّب

53- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن عُمَرَ بنَ حَنظَلَةَ قَالَت حَمَلَتِ الرّبِيثَا فِي صُرّةٍ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَسَأَلتُهُ عَنهَا فَقَالَ كُلهَا وَ قَالَ لَهَا قِشرٌ

54- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ يَحيَي الأَحوَلِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَشَهِدتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع يَأكُلُ مَعَ جَمَاعَةٍ فأَتُيِ‌َ بِسُكُرّجَاتٍ فَمَدّ يَدَهُ إِلَي سُكُرّجَةٍ فِيهَا رَبِيثَا فَأَكَلَ مِنهَا فَقَالَ بَعضُهُم جُعِلتُ فِدَاكَ أَرَدتُ أَن أَسأَلَكَ عَنهَا وَ قَد رَأَيتُكَ أَكَلتَهَا


صفحه : 211

فَقَالَ لَا بَأسَ بِأَكلِهَا

توضيح قال في النهاية فيه لاآكل في سكرجة هي‌ بضم السين والكاف والراء والتشديد إناء صغير يؤكل فيه الشي‌ء القليل من الأدم وهي‌ فارسية وأكثر مايوضع فيهاالكواميخ ونحوها

55- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن عَلِيّ بنِ حَنظَلَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّبِيثَا فَقَالَ قَد سأَلَنَيِ‌ عَنهَا غَيرُ وَاحِدٍ وَ اختَلَفُوا عَلَيّ فِي صِفَتِهَا قَالَ فَرَجَعتُ فَأَمَرتُ بِهَا فَجَعَلتُ ثُمّ حَمَلتُهَا إِلَيهِ فَسَأَلتُهُ عَنهَا فَرَدّ عَلَيّ مِثلَ ألّذِي رَدّ فَقُلتُ قَد جِئتُكَ بِهَا فَضَحِكَ فَأَرَيتُهَا إِيّاهُ فَقَالَ لَيسَ بِهِ بَأسٌ

56- وَ مِنهُ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّبِيثَا فَقَالَ لَا بَأسَ بِأَكلِهَا وَ لَوَدِدتُ أَنّ عِندَنَا مِنهَا

57- وَ مِنهُ، عَنِ السيّاّريِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ بِإِسنَادٍ لَهُ قَالَ حَمَلَ رَجُلٌ مِن أَهلِ البَصرَةِ الإِربِيَانِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ قَالَ إِنّ هَذَا نَتّخِذُ مِنهُ عِندَنَا شَيءٌ يُقَالُ لَهُ الرّبِيثَا يُستَطَابُ أَكلُهُ وَ يُؤكَلُ رَطباً وَ يَابِساً وَ طَبِيخاً وَ إِنّ أَصحَابَنَا يَختَلِفُونَ مِنهُ فَمِنهُم مَن يَقُولُ إِنّ أَكلَهُ لَا يَجُوزُ وَ مِنهُم مَن يَأكُلُهُ فَقَالَ لِي كُلهُ فَإِنّهُ جِنسٌ مِنَ السّمَكِ أَ مَا تَرَاهَا تَقَلقَلُ فِي قِشرِهَا

بيان تقلقل أي يسمر لها صوت إذاحركت في صرة ونحوها و ذلك بسبب أن لها قشرا و إذا كان لها قشر وفلوس فهي‌ حلال في القاموس قلقل صوت


صفحه : 212

والشي‌ء قلقلة وقلقالا بالكسر ويفتح حركه . و في النهاية فيه ونفسه تقلقل في صدره أي تتحرك لابصوت شديد وأصله الحركة والاضطراب

58- المَحَاسِنُ، عَن بَعضِ العِرَاقِيّينَ عَن جَعفَرِ بنِ الزّبَيرِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَكِيمِ عَن أَبِيهِ عَن حَدِيدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا أَكَلتَ السّمَكَ فَاشرَب عَلَيهِ المَاءَ

59- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ سَهلِ بنِ اليَسَعِ وَ النوّفلَيِ‌ّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِ‌ّ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحَنَفِيّةِ قَالَ كُنتُ أَنَا وَ عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ بِالطّائِفِ نَأكُلُ إِذَا جَاءَت جَرَادَةٌ فَوَقَعَت عَلَي المَائِدَةِ فَأَخَذَهَا عَبدُ اللّهِ بنُ العَبّاسِ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ مَا سَمِعتَ وَالِدَكَ يُحَدّثُ فِي هَذَا الكِتَابِ ألّذِي عَلَي جَنَاحِ الجَرَادَةِ فَقُلتُ قَالَ ع إِنّ عَلَيهِ مَكتُوباً إنِيّ‌أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنَاخَلَقتُ الجَرَادَ جُنداً مِن جنُوُديِ‌ وَ أُسَلّطُهُ عَلَي مَن شِئتَ مِن خلَقيِ‌

60- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ إِسمَاعِيلَ الميِثمَيِ‌ّ عَن يَحيَي بنِ مَيمُونٍ البصَريِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَن مُقَسّمٍ مَولَي ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا سَيّرَ ابنُ الزّبَيرِ عَبدَ اللّهِ بنَ العَبّاسِ إِلَي الطّائِفِ وَ زَارَهُ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحَنَفِيّةِ قَالَ فَبَينَا هُوَ ذَاتَ يَومٍ عِندَهُ إِذ جيِ‌ءَ بِالخِوَانِ لِلغَدَاءِ فَجَاءَت جَرَادَةٌ ضَخمَةٌ حَتّي تَقَعَ عَلَي المَائِدَةِ فَسَمِعَ ابنُ عَبّاسٍ صَوتَ وَقعِهَا فَقَالَ مَا هَذَا الصّوتُ ألّذِي أَسمَعُ قَالُوا جَرَادَةٌ سَقَطَت عَلَي المَائِدَةِ قَالَ فَمَن تَنَاوَلَهُ قَالُوا مُقَسّمٌ قَالَ يَا مُقَسّمُ انشُر جَنَاحَيهَا


صفحه : 213

فَانظُر مَا ذَا تَرَي تَحتَهَا قَالَ أَرَي نُقَطاً سُوداً قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَي فَخِذِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ وَ كَانَ إِلَي جَنبِهِ فَقَالَ هَل عِندَكُم فِي هَذَا شَيءٌ فَقَالَ حدَثّنَيِ‌ أَبِي عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ لَيسَ شَيءٌ مِن جَرَادَةٍ إِلّا وَ تَحتَ جَنَاحِهَا مَكتُوبٌ بِالسّريَانِيّةِإنِيّ‌ أَنَا اللّهُ رَبّ العالَمِينَقَاصِمُ الجَبَابِرَةِ خَلَقتُ الجَرَادَ جُنداً مِن جنُوُديِ‌ أُهلِكُ بِهِ مَن شِئتُ مِن خلَقيِ‌ قَالَ فَتَبَسّمَ ابنُ عَبّاسٍ ثُمّ قَالَ يَا ابنَ عَمّ هَذَا وَ اللّهِ مِن مَكنُونِ عِلمِنَا فَاحتَفِظ بِهِ

61- وَ مِنهُ، عَن أَبِي أَيّوبَ المدَيِنيِ‌ّ وَ غَيرِهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الجَرَادُ ذكَيِ‌ّ حَيّهُ وَ مَيتُهُ

62- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن أَنَسٍ عَن عِيَاضٍ الليّثيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ الجَرَادُ ذكَيِ‌ّ وَ الحِيتَانُ ذكَيِ‌ّ فَمَا مَاتَ فِي البَحرِ فَهُوَ مَيّتٌ

63- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن عَونِ بنِ جَرِيرٍ عَن عَمرِو بنِ هَارُونَ الثقّفَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الجَرَادُ ذكَيِ‌ّ كُلّهُ وَ الحِيتَانُ ذكَيِ‌ّ كُلّهُ وَ أَمّا مَا هَلَكَ فِي البَحرِ فَلَا تَأكُلهُ

64-فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع يُؤكَلُ مِنَ السّمَكِ مَا كَانَ لَهُ فُلُوسٌ وَ ذَكَاةُ السّمَكِ وَ الجَرَادِ أَخذُهُ وَ لَا يُؤكَلُ مَا يَمُوتُ فِي المَاءِ مِن سَمَكٍ وَ جَرَادٍ وَ غَيرِهِ وَ إِذَا اصطَدتَ سَمَكاً وَ فِي جَوفِهِ أُخرَي أَكَلتَ إِذَا كَانَ لَهَا فُلُوسٌ وَ روُيِ‌َ لَا يُؤكَلُ مَا فِي جَوفِهِ لِأَنّهُ


صفحه : 214

طُعمَةٌ وَ لَا يُؤكَلُ الجرِيّ‌ّ وَ لَا الماَرماَهيِ‌ وَ لَا الزّمّارُ وَ لَا الطاّفيِ‌ وَ هُوَ ألّذِي يَمُوتُ فِي المَاءِ فَيَطفُو عَلَي رَأسِ المَاءِ

تفصيل وتبيين قوله إذااصطدت سمكا أقول ورد بهذا المضمون روايتان إِحدَاهَا مَا رَوَي الشّيخُ بِإِسنَادِهِ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ عَلِيّاً سُئِلَ عَن سَمَكَةٍ شُقّ بَطنُهَا فَوُجِدَ فِيهَا سَمَكَةٌ أُخرَي فَقَالَ كُلهَا جَمِيعاً

. والأخري مارواه بسند مرسل يمكن أن يعد في الموثقات

عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ رَجُلٌ أَصَابَ سَمَكَةً وَ فِي جَوفِهَا سَمَكَةٌ قَالَ يُؤكَلَانِ جَمِيعاً

. وعمل بهاالشيخ في النهاية والمفيد وجماعة ومنع ابن إدريس من حلها ما لم تخرج من بطنها حية لأن شرط حل السمك أخذه من الماء حيا والجهل بالشرط يقتضي‌ الجهل بالمشروط ووافقه العلامة في المختلف والتحرير وولده و في القواعد رجح مذهب الشيخ والمحقق في النافع ومال إليه في الشرائع والعمل بالروايتين أقوي ويؤيده هذه الرواية. وقول ع إذا كان له فلوس أي كانت من الحيتان التي‌ لها فلس ويحتمل أن يكون المعني لم تتسلخ فلوسها فإنها حينئذ تغيرت وصارت خبيثة


صفحه : 215

كَمَا رَوَي الشّيخُ بِسَنَدٍ فِيهِ جَهَالَةٌ عَن أَيّوبَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِي حَيّةٍ ابتَلَعَت سَمَكَةً ثُمّ طَرَحَتهَا وَ هيِ‌َ حَيّةٌ تَضطَرِبُ آكُلُهَا قَالَ إِن كَانَ فُلُوسُهَا قَد تَسَلّخَت فَلَا تَأكُلهَا وَ إِن لَم تَكُن تَسَلّخَت فَكُلهَا

. وذهب الشيخ في النهاية إلي حلها مطلقا ما لم تتسلخ و لم يعتبر إدراكها حية و في المختلف عمل بموجب الرواية واعتبر المحقق و ابن إدريس وجماعة في الحل أخذها حية و هوأحوط و إن كان العمل بالرواية حسنا واعتبار عدم التسلخ هنا إما للخباثة أولتأثير السم فيها ولعله أظهر والرواية التي‌ رواها لم أجدها فيما عندنا من الكتب ولعلها محمولة علي التسلخ بقرينة التعليل إذ الظاهر أن قوله لأنه طعمة أراد به أنه صار غذاءه فهو إشارة إلي تغيره

65- طِبّ الأَئِمّةِ، عَن أَحمَدَ بنِ الجَارُودِ العبَديِ‌ّ مِن وُلدِ الحَكَمِ بنِ المُنذِرِ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن مُيَسّرٍ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السّمَكُ يُذِيبُ شَحمَةَ العَينِ

66- وَ عَنهُ عَن أَبِيهِ ع قَالَ إِنّ هَذَا السّمَكَ لرَدَيِ‌ءٌ لِغِشَاوَةِ العَينِ وَ إِنّ هَذَا اللّحمَ الطرّيِ‌ّ يُنبِتُ اللّحمَ

67- وَ مِنهُ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ أَقِلّوا مِن أَكلِ السّمَكِ فَإِنّ لَحمَهُ يُذبِلُ البَدَنَ وَ يُكثِرُ البَلغَمَ وَ يُغَلّظُ النّفسَ

بيان كان غلظ النفس كناية عن البلادة وسوء الفهم أوالهم والحزن ويمكن أن يقر النفس بالتحريك كناية عن بطئه


صفحه : 216

68- العيَاّشيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَد كَانَ أَصحَابُ المُغِيرَةِ يَكتُبُونَ إلِيَ‌ّ أَن أَسأَلَهُ عَنِ الجرِيّ‌ّ وَ الماَرماَهيِ‌ وَ الزّمّيرِ وَ مَا لَيسَ لَهُ قِشرٌ مِنَ السّمَكِ أَ حَرَامٌ هُوَ أَم لَا قَالَ فَسَأَلتُهُ عَن ذَلِكَ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ اقرَأ هَذِهِ الآيَةَ التّيِ‌ فِي الأَنعَامِقُل لا أَجِدُ فِي ما أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ مُحَرّماً عَلي طاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلّا أَن يَكُونَ مَيتَةً أَو دَماً مَسفُوحاً أَو لَحمَ خِنزِيرٍ قَالَ فَقَرَأتُهَا حَتّي فَرَغتُ مِنهَا فَقَالَ إِنّمَا الحَرَامُ مَا حَرّمَ اللّهُ فِي كِتَابِهِ وَ لَكِنّهُم كَانُوا يَعَافُونَ أَشيَاءَ فَنَحنُ نَعَافُهَا

69- وَ مِنهُ، عَن زُرَارَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَنِ الجرِيّ‌ّ فَقَالَ وَ مَا الجرِيّ‌ّ فَنَعَتّهُ لَهُ فَقَالَلا أَجِدُ فِي ما أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ مُحَرّماً عَلي طاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلَي آخِرِ الآيَةِ ثُمّ قَالَ لَم يُحَرّمِ اللّهُ شَيئاً مِنَ الحَيَوَانِ فِي القُرآنِ إِلّا الخِنزِيرَ بِعَينِهِ وَ يَكرَهُ كُلّ شَيءٍ مِنَ البَحرِ لَيسَ فِيهِ قِشرٌ قَالَ قُلتُ وَ مَا القِشرُ قَالَ هُوَ ألّذِي مِثلُ الوَرَقِ وَ لَيسَ هُوَ بِحَرَامٍ إِنّمَا هُوَ مَكرُوهٌ

70- وَ مِنهُ، عَنِ الأَصبَغِ عَن عَلِيّ ع قَالَ أُمّتَانِ مُسِخَتَا مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَأَمّا التّيِ‌ أَخَذَتِ البَحرَ فهَيِ‌َ الجِرّيثُ وَ أَمّا ألّذِي أَخَذَتِ البَرّ فَهُوَ الضّبَابُ

71- وَ مِنهُ، عَن هَارُونَ بنِ عَبدٍ رَفَعَهُ إِلَي أَحَدِهِم قَالَجَاءَ قَومٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع بِالكُوفَةِ وَ قَالُوا لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ هَذَا الجرَاَريِ‌ّ تُبَاعُ فِي أَسوَاقِنَا قَالَ فَتَبَسّمَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ضَاحِكاً ثُمّ قَالَ قُومُوا لِأُرِيَكُم عَجَباً وَ لَا تَقُولُوا فِي وَصِيّكُم إِلّا خَيراً فَقَامُوا مَعَهُ فَأَتَوا شَاطِئَ الفُرَاتِ فَتَفَلَ فِيهِ تَفلَةً وَ تَكَلّمَ


صفحه : 217

بِكَلِمَاتٍ فَإِذَا بِجِرّيثَةٍ رَافِعَةٍ رَأسَهَا فَاتِحَةٍ فَاهَا فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَنتَ الوَيلُ لَكَ وَ لِقَومِكَ فَقَالَ نَحنُ مِن أَهلِالقَريَةِ التّيِ‌ كانَت حاضِرَةَ البَحرِإِذ يَقُولُ اللّهُ فِي كِتَابِهِإِذ تَأتِيهِم حِيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرّعاًالآيَةَ فَعَرَضَ اللّهُ عَلَينَا وَلَايَتَكَ فَقَعَدنَا عَنهَا فَمَسَخَنَا اللّهُ فَبَعضُنَا فِي البَرّ وَ بَعضُنَا فِي البَحرِ فَأَمّا الّذِينَ فِي البَحرِ فَنَحنُ الجرَاَريِ‌ّ وَ أَمّا الّذِينَ فِي البَرّ فَالضّبّ وَ اليَربُوعُ قَالَ ثُمّ التَفَتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِلَينَا فَقَالَ أَ سَمِعتُم مَقَالَتَهَا قُلنَا أللّهُمّ نَعَم قَالَ وَ ألّذِي بَعَثَ مُحَمّداً بِالنّبُوّةِ لَتَحِيضُ كَمَا تَحِيضُ نِسَاءُكُم

72- المَكَارِمُ، عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَكلُ الحِيتَانِ يُورِثُ السّلّ

73- عَنهُ ع قَالَ أَكلُ السّمَكِ الطرّيِ‌ّ يُذِيبُ الجَسَدَ

74- عَنهُ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ إِذَا أَكَلَ السّمَكَ قَالَ أللّهُمّ بَارِك لَنَا فِيهِ وَ أَبدِلنَا خَيراً مِنهُ

75- عَنِ الحمِيرَيِ‌ّ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ أَشكُو إِلَيهِ أَنّ بيِ‌ دَماً وَ صَفرَاءَ فَإِذَا احتَجَمتُ هَاجَتِ الصّفرَاءُ وَ إِذَا أَخّرتُ الحِجَامَةَ أَضَرّ بيِ‌َ الدّمُ فَمَا تَرَي فِي ذَلِكَ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ احتَجِم وَ كُل عَلَي أَثَرِ الحِجَامَةِ سَمَكاً طَرِيّاً فَأَعَدتُ عَلَيهِ المَسأَلَةَ فَكَتَبَ إلِيَ‌ّ احتَجِم وَ كُل عَلَي أَثَرِ الحِجَامَةِ سَمَكاً طَرِيّاً بِمَاءٍ وَ مِلحٍ فَاستَعمَلتُ ذَلِكَ فَكُنتُ فِي عَافِيَةٍ وَ صَارَ غذِاَئيِ‌

76- وَ مِنهُ، عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُالجَرَادُ ذكَيِ‌ّ


صفحه : 218

وَ الحِيتَانُ ذكَيِ‌ّ وَ مَا مَاتَ فِي البَحرِ فَهُوَ مَيتَةٌ

77- عَنهُ أَيضاً قَالَ الحِيتَانُ وَ الجَرَادُ ذكَيِ‌ّ كُلّهُ

78- روُيِ‌َ عَن أَبِي الحَسَنِ ع أَنّهُ قَالَ تَفَرّقُوا وَ كَبّرُوا فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَذَهَبَ الجَرَادُ

79- الكشَيّ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ مَسعُودٍ عَن جَعفَرِ بنِ أَحمَدَ عَنِ العمَركَيِ‌ّ عَن أَحمَدَ بنِ شَيبَةَ عَن يَحيَي بنِ المُثَنّي عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ وَ زِيَادٍ عَن حَرِيزٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ لِي أَسأَلُكَ عَن مَسأَلَةٍ لَا يَكُونُ فِيهَا شَيءٌ فَمَا تَقُولُ فِي جَمَلٍ أُخرِجَ مِنَ البَحرِ فَقُلتُ إِن شَاءَ فَليَكُن جَمَلًا وَ إِن شَاءَ فَليَكُن بَقَرَةً إِن كَانَت عَلَيهِ فُلُوسٌ أَكَلنَاهُ وَ إِلّا فَلَا

الإختصاص ، عن جعفر بن الحسين المؤمن عن حيدر بن محمد بن نعيم عن ابن قولويه عن ابن العياشي‌ جميعا عن محمد بن مسعود مثله .أقول تمامه في باب مناظرات أصحاب أبي عبد الله ع مع المخالفين

80-الدّلَائِلُ،للِحمِيرَيِ‌ّ عَن أَخِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ المَعرُوفِ بِابنِ البغَداَديِ‌ّ قَالَ وَجَدتُ فِي كِتَابِ المُعضِلَاتِ رِوَايَةَ أَبِي طَالِبٍ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ رَبَاحٍ يَرفَعُهُ عَن رِجَالِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَكُنتُ جَالِساً فِي مَجلِسِ سَيّدِنَا أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العَابِدِينَ ع إِذ وَقَفَ بِهِ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فَقَالَ لَهُ يَا عَلِيّ بنَ الحُسَينِ بلَغَنَيِ‌ أَنّكَ تدَعّيِ‌ أَنّ يُونُسَ بنَ مَتّي عُرِضَ عَلَيهِ وَلَايَةُ أَبِيكَ فَلَم يَقبَلهُ فَحُبِسَ فِي بَطنِ الحُوتِ قَالَ لَهُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ يَا عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ وَ مَا


صفحه : 219

أَنكَرتَ مِن ذَلِكَ قَالَ إنِيّ‌ لَا أَقبَلُهُ فَقَالَ أَ تُرِيدُ أَن يَصِحّ لَكَ ذَلِكَ قَالَ نَعَم قَالَ لَهُ اجلِس ثُمّ دَعَا غُلَامَهُ فَقَالَ لَهُ جِئنَا بِعِصَابَتَينِ وَ قَالَ لِي يَا مُحَمّدُ شُدّ عَينَ عَبدِ اللّهِ بِإِحدَي العِصَابَتَينِ وَ اشدُد عَينَكَ بِالأُخرَي فَشَدَدنَا أَعيُنَنَا فَتَكَلّمَ بِكَلَامٍ ثُمّ قَالَ حُلّوا أَعيُنَكُم فَحَلَلنَاهَا فَوَجَدنَا أَنفُسَنَا عَلَي بِسَاطٍ وَ نَحنُ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ فَتَكَلّمَ بِكَلَامٍ فَاستَجَابَ لَهُ حِيتَانُ البَحرِ إِذ ظَهَرَت فِيهِنّ حُوتَةٌ عَظِيمَةٌ فَقَالَ لَهَا مَا اسمُكِ فَقَالَت اسميِ‌ نُونٌ فَقَالَ لَهَا لِمَ حُبِسَ يُونُسُ فِي بَطنِكِ فَقَالَت لَهُ عُرِضَ عَلَيهِ وَلَايَةُ أَبِيكَ فَأَنكَرَهَا فَحُبِسَ فِي بطَنيِ‌ فَلَمّا أَقَرّ بِهَا وَ أَذعَنَ أُمِرتُ فَقَذَفتُهُ وَ كَذَلِكَ مَن أَنكَرَ وَلَايَتَكُم أَهلَ البَيتِ يُخَلّدُ فِي نَارِ الجَحِيمِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ أَ سَمِعتَ وَ شَهِدتَ فَقَالَ لَهُ نَعَم فَقَالَ شُدّوا أَعيُنَكُم فَشَدَدنَاهَا فَتَكَلّمَ بِكَلَامٍ ثُمّ قَالَ حُلّوهَا فَحَلَلنَاهَا فَإِذَا نَحنُ عَلَي البِسَاطِ فِي مَجلِسِهِ فَوَدّعَهُ عَبدُ اللّهِ وَ انصَرَفَ فَقُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ‌ لَقَد رَأَيتُ فِي يوَميِ‌ عَجَباً وَ آمَنتُ بِهِ فَتَرَي عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ يُؤمِنُ بِمَا آمَنتُ بِهِ فَقَالَ لِي أَ لَا تُحِبّ أَن تَعرِفَ ذَلِكَ فَقُلتُ نَعَم قَالَ قُم فَاتّبِعهُ وَ مَاشِهِ وَ اسمَع مَا يَقُولُ لَكَ فَتَبِعتُهُ فِي الطّرِيقِ وَ مَشَيتُ مَعَهُ فَقَالَ لِي إِنّكَ لَو عَرَفتَ سِحرَ بنَيِ‌ عَبدِ المُطّلِبِ لَمَا كَانَ هَذَا بشِيَ‌ءٍ فِي نَفسِكَ هَؤُلَاءِ قَومٌ يَتَوَارَثُونَ السّحرَ كَابِراً عَن كَابِرٍ فَعِندَ ذَلِكَ عَلِمتُ أَنّ الإِمَامَ لَا يَقُولُ إِلّا حَقّاً


صفحه : 220

باب 5-أنواع المسوخ وأحكامها وعلل مسخها

1- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ إِسمَاعِيلَ العلَوَيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ المُسُوخُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ الفِيلُ وَ الدّبّ وَ الأَرنَبُ وَ العَقرَبُ وَ الضّبّ وَ العَنكَبُوتُ وَ الدّعمُوصُ وَ الجرِيّ‌ّ وَ الوَطوَاطُ وَ القِردُ وَ الخِنزِيرُ وَ الزّهَرَةُ وَ سُهَيلٌ قِيلَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا كَانَ سَبَبُ مَسخِ هَؤُلَاءِ قَالَ أَمّا الفِيلُ فَكَانَ رَجُلًا جَبّاراً لُوطِيّاً لَا يَدَعُ رَطباً وَ لَا يَابِساً وَ أَمّا الدّبّ فَكَانَ رَجُلًا مُؤَنّثاً يَدعُو الرّجَالَ إِلَي نَفسِهِ وَ أَمّا الأَرنَبُ فَكَانَتِ امرَأَةً قَذِرَةً لَا تَغتَسِلُ مِن حَيضٍ وَ لَا غَيرِ ذَلِكَ وَ أَمّا العَقرَبُ فَكَانَ رَجُلًا هَمّازاً لَا يَسلَمُ مِنهُ أَحَدٌ وَ أَمّا الضّبّ فَكَانَ رَجُلًا أَعرَابِيّاً يَسرِقُ الحُجّاجَ بِمِحجَنِهِ وَ أَمّا العَنكَبُوتُ فَكَانَتِ امرَأَةً سَحَرَت زَوجَهَا وَ أَمّا الدّعمُوصُ فَكَانَ رَجُلًا نَمّاماً يَقطَعُ بَينَ الأَحِبّةِ وَ أَمّا الجرِيّ‌ّ فَكَانَ رَجُلًا دَيّوثاً يَجلِبُ الرّجَالَ عَلَي حَلَائِلِهِ وَ أَمّا الوَطوَاطُ فَكَانَ رَجُلًا سَارِقاً يَسرِقُ الرّطَبَ مِن رُءُوسِ النّخلِ وَ أَمّا القِرَدَةُ فَاليَهُودُ اعتَدَوا فِي السّبتِ وَ أَمّا الخَنَازِيرُ فَالنّصَارَي حِينَ سَأَلُوا المَائِدَةَ فَكَانُوا بَعدَ نُزُولِهَا أَشَدّ مَا كَانُوا تَكذِيباً وَ أَمّا سُهَيلٌ فَكَانَ رَجُلًا عَشّاراً بِاليَمَنِ وَ أَمّا الزّهَرَةُ فَإِنّهَا كَانَتِ امرَأَةً تُسَمّي نَاهِيدَ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ تَقُولُ النّاسُ إِنّهُ افتُتِنَ بِهَا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ


صفحه : 221

بيان لايدع رطبا و لايابسا أي كان يطأ كل من يقدر عليه من الرجال والمحجن كمنبر العصا المعوجة قوله ع وهي‌ التي‌ إلخ يدل علي أنه مما اشتهر عندالعامة و لاأصل له فما سيأتي‌ محمول علي التقية كمامر والديوث بفتح الدال وتشديد الياء هو ماذكر في الخبر

2- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ زَعلَانَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع عَنِ المُسُوخِ فَقَالَ اثنَا عَشَرَ صِنفاً وَ لَهَا عِلَلٌ فَأَمّا الفِيلُ فَإِنّهُ مَسخٌ كَانَ مَلِكاً زَنّاءً لُوطِيّاً وَ مُسِخَ الدّبّ لِأَنّهُ كَانَ أَعرَابِيّاً دَيّوثاً وَ مُسِخَتِ الأَرنَبُ لِأَنّهَا كَانَتِ امرَأَةً تَخُونُ زَوجَهَا وَ لَا تَغتَسِلُ مِن حَيضٍ وَ لَا جَنَابَةٍ وَ مُسِخَ الوَطوَاطُ لِأَنّهُ كَانَ يَسُوقُ تُمُورَ النّاسِ وَ مُسِخَ سُهَيلٌ لِأَنّهُ كَانَ عَشّاراً بِاليَمَنِ وَ مُسِخَتِ الزّهَرَةُ لِأَنّهَا كَانَتِ امرَأَةً فُتِنَ بِهَا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ وَ أَمّا القِرَدَةُ وَ الخَنَازِيرُ فَإِنّهُم قَومٌ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ اعتَدَوا فِي السّبتِ وَ أَمّا الجرِيّ‌ّ وَ الضّبّ فَفِرقَةٌ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ حِينَ نَزَلَتِ المَائِدَةُ عَلَي عِيسَي ع لَم يُؤمِنُوا بِهِ فَتَاهُوا فَوَقَعَت فِرقَةٌ فِي البَحرِ وَ فِرقَةٌ فِي البَرّ وَ أَمّا العَقرَبُ فَإِنّهُ كَانَ رَجُلًا نَمّاماً وَ أَمّا الزّنبُورُ فَكَانَ لَحّاماً يَسرِقُ فِي المِيزَانِ

بيان مسخ أصحاب السبت خنازير مخالف لظاهر الآية و مامر أصوب ويمكن الجمع بأن التعبير في الآية بالقردة لكون أكثرهم مسخوا بها و أماأصحاب المائدة فيمكن أن يكون فيهم أيضا خنازير لم يذكر في هذاالخبر وسائر الاختلافات في تلك الأخبار يمكن حمل بعضها علي التقية وبعضها علي تعدد وقوع المسخ

3-العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِ‌ّ عَنِ الرّضَا ع أَنّهُ قَالَ كَانَ الخُفّاشُ امرَأَةً سَحَرَت ضَرّةً لَهَا فَمَسَخَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خُفّاشاً وَ إِنّ الفَأرَ كَانَ سِبطاً مِنَ اليَهُودِ غَضِبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِم فَمَسَخَهُم فَأراً وَ إِنّ البَعُوضَ كَانَ رَجُلًا يسَتهَز‌ِئُ بِالأَنبِيَاءِ فَمَسَخَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ


صفحه : 222

بَعُوضاً وَ إِنّ القَملَةَ هيِ‌َ مِنَ الجَسَدِ وَ إِنّ نَبِيّاً مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ كَانَ قَائِماً يصُلَيّ‌ إِذ أَقبَلَ إِلَيهِ سَفِيهٌ مِن سُفَهَاءِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَجَعَلَ يَهزَأُ بِهِ وَ يَكلَحُ فِي وَجهِهِ فَمَا بَرِحَ مِن مَكَانِهِ حَتّي مَسَخَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَملَةً وَ إِنّ الوَزَغَ كَانَ سِبطاً مِن أَسبَاطِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ يَسُبّونَ أَولَادَ الأَنبِيَاءِ وَ يُبغِضُونَهُم فَمَسَخَهُمُ اللّهُ أَوزَاغاً وَ أَمّا العَنقَاءُ فَمِن[فَمِمّن]غَضِبَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ فَمَسَخَهُ وَ جَعَلَهُ مَثُلَةً فَنَعُوذُ بِاللّهِ مِن غَضَبِ اللّهِ وَ نَقِمَتِهِ

بيان هي‌ من الجسد أي تتولد من جسد الإنسان ولكن شبيهها كانت من مسوخ بني‌ إسرائيل و في بعض النسخ بالحاء المهملة أي كان سبب مسخها الحسد و في القاموس كلح كمنع كلوحا بالضم تكشر في عبوس وتكلح تبسم

4-المَحَاسِنُ، وَ العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن مُغِيرَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَالمُسُوخُ مِن بنَيِ‌ آدَمَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ صِنفاً مِنهُمُ القِرَدَةُ وَ الخَنَازِيرُ وَ الخُفّاشُ وَ الضّبّ وَ الدّبّ وَ الفِيلُ وَ الدّعمُوصُ وَ الجِرّيثُ وَ العَقرَبُ وَ سُهَيلٌ وَ قُنفُذٌ وَ الزّهَرَةُ وَ العَنكَبُوتُ فَأَمّا القِرَدَةُ فَكَانُوا قَوماً يَنزِلُونَ بَلدَةً عَلَي شَاطِئِ البَحرِ اعتَدَوا فِي السّبتِ فَصَادُوا الحِيتَانَ فَمَسَخَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قِرَدَةً وَ أَمّا الخَنَازِيرُ فَكَانُوا قَوماً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ دَعَا عَلَيهِم عِيسَي ابنُ مَريَمَ ع فَمَسَخَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خَنَازِيرَ وَ أَمّا الخُفّاشُ فَكَانَتِ امرَأَةً مَعَ ضَرّةٍ لَهَا فَسَحَرَتهَا فَمَسَخَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خُفّاشاً وَ أَمّا الضّبّ فَكَانَ أَعرَابِيّاً بَدَوِيّاً لَا يَرِعُ عَن قَتلِ مَن مَرّ بِهِ مِنَ النّاسِ فَمَسَخَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ ضَبّاً وَ أَمّا الفِيلُ فَكَانَ رَجُلًا يَنكِحُ البَهَائِمَ


صفحه : 223

فَمَسَخَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيلًا وَ أَمّا الدّعمُوصُ فَكَانَ رَجُلًا زاَنيِ‌َ الفَرجِ لَا يَرِعُ مِن شَيءٍ فَمَسَخَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ دُعمُوصاً وَ أَمّا الجِرّيثُ فَكَانَ رَجُلًا نَمّاماً فَمَسَخَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ جِرّيثاً وَ أَمّا العَقرَبُ فَكَانَ رَجُلًا هَمّازاً لَمّازاً فَمَسَخَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَقرَباً وَ أَمّا الدّبّ فَكَانَ رَجُلًا يَسرِقُ الحَاجّ فَمَسَخَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ دُبّاً وَ أَمّا السّهَيلُ فَكَانَ رَجُلًا عَشّاراً صَاحِبَ مِكَاسٍ فَمَسَخَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ سُهَيلًا وَ أَمّا الزّهَرَةُ فَكَانَتِ امرَأَةً فُتِنَت بِهَا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ فَمَسَخَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ زُهَرَةً وَ أَمّا العَنكَبُوتُ فَكَانَتِ امرَأَةً سَيّئَةَ الخُلُقِ عَاصِيَةً لِزَوجِهَا مُوَلّيَةً عَنهُ فَمَسَخَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَنكَبُوتاً وَ أَمّا القُنفُذُ فَكَانَ رَجُلًا سَيّئَ الخُلُقِ فَمَسَخَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قُنفُذاً

توضيح لايرع من الورع أي لايتقي‌ و لايكف الهمز واللمز العيب والإشارة بالعين والحاجب ونحوهما واللمزة من يعيبك في وجهك والهمزة من يعيبك في الغيب والمكس النقص والظلم وتماكسا في البيع تشاحا ودون ذلك مكاس وعكاس بكسرهما و هو أن تأخذ بناصيته ويأخذ بناصيتك

5-المَجَالِسُ، وَ العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الأسَواَريِ‌ّ عَن مكَيّ‌ّ بنِ أَحمَدَ بنِ سَعدَوَيهِ البرَدعَيِ‌ّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ زَكَرِيّا بنِ يَحيَي بنِ عُبَيدٍ العَطّارِ عَنِ القلَاَنسِيِ‌ّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأوُيَسيِ‌ّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن مُعَتّبٍ مَولَي جَعفَرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَسُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَنِ المُسُوخِ قَالَ هُم ثَلَاثَةَ عَشَرَ الدّبّ وَ الفِيلُ وَ الخِنزِيرُ وَ القِردُ وَ الجِرّيثُ وَ الضّبّ وَ الوَطوَاطُ وَ الدعموس [الدّعمُوصُ] وَ العَقرَبُ وَ العَنكَبُوتُ وَ الأَرنَبُ وَ زُهَرَةُ وَ سُهَيلٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا كَانَ سَبَبُ مَسخِهِم قَالَ أَمّا الفِيلُ فَكَانَ رَجُلًا لُوطِيّاً لَا يَدَعُ رَطباً وَ لَا يَابِساً وَ أَمّا الدّبّ فَكَانَ رَجُلًا مُؤَنّثاً


صفحه : 224

يَدعُو الرّجَالَ إِلَي نَفسِهِ وَ أَمّا الخِنزِيرُ فَقَومُ نَصَارَي سَأَلُوا رَبّهُم عَزّ وَ جَلّ إِنزَالَ المَائِدَةِ عَلَيهِم فَلَمّا نَزَلَت عَلَيهِم كَانُوا أَشَدّ كُفراً وَ أَشَدّ تَكذِيباً وَ أَمّا القِرَدَةُ فَقَومٌ اعتَدَوا فِي السّبتِ وَ أَمّا الجِرّيثُ فَكَانَ دَيّوثاً يَدعُو الرّجَالَ إِلَي أَهلِهِ وَ أَمّا الضّبّ فَكَانَ أَعرَابِيّاً يَسرِقُ الحَاجّ بِمِحجَنِهِ وَ أَمّا الوَطوَاطُ فَكَانَ يَسرِقُ الثّمَارَ مِن رُءُوسِ النّخلِ وَ أَمّا الدّعمُوصُ فَكَانَ نَمّاماً يُفَرّقُ بَينَ الأَحِبّةِ وَ أَمّا العَقرَبُ فَكَانَ رَجُلًا لَذّاعاً لَا يَسلَمُ عَلَي لِسَانِهِ أَحَدٌ وَ أَمّا العَنكَبُوتُ فَكَانَتِ امرَأَةً سَحَرَت زَوجَهَا وَ أَمّا الأَرنَبُ فَكَانَتِ امرَأَةً لَا تَطّهّرُ مِن حَيضٍ وَ لَا غَيرِهِ وَ أَمّا سُهَيلٌ فَكَانَ عَشّاراً بِاليَمَنِ وَ أَمّا الزّهَرَةُ فَكَانَتِ امرَأَةً نَصرَانِيّةً وَ كَانَت لِبَعضِ مُلُوكِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ فُتِنَ بِهَا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ وَ كَانَ اسمُهَا نَاهِيلَ وَ النّاسُ يَقُولُونَ نَاهِيدُ

قال الصدوق رضي‌ الله عنه إن الناس يغلطون في الزهرة وسهيل ويقولون إنهما كوكبان وليسا كمايقولون ولكنهما دابتان من دواب البحر سميا بكوكبين كماسمي‌ الحمل والثور والسرطان والأسد والعقرب والحوت والجدي‌ و هذه حيوانات سميت علي أسماء الكواكب وكذلك الزهرة وسهيل وإنما غلط الناس فيهما دون غيرهما لتعذر مشاهدتهما والنظر إليهما لأنهما من البحر المطيف بالدنيا بحيث لاتبلغه سفينة و لاتعمل فيه حيلة و ما كان الله عز و جل ليمسخ العصاة أنوارا مضيئة فيبقيهما مابقيت الأرض والسماء والمسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة أيام حتي ماتت و هذه الحيوانات التي‌ تسمي المسوخ فالمسوخية لها اسم مستعار مجازي‌ بل هي‌ مثل المسوخ التي‌ حرم الله تعالي أكل لحومها لما فيه من المضار وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ البَاقِرُ ع نَهَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن أَكلِ المَثُلَةِ لِكَيلَا يُنتَفَعَ بِهَا وَ لَا يُستَخَفّ بِعُقُوبَتِهِ


صفحه : 225

6- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ القزَويِنيِ‌ّ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ القزَويِنيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحُسَينِ مُحَمّدَ بنَ جَعفَرٍ الأسَدَيِ‌ّ الكوُفيِ‌ّ يَقُولُ فِي سُهَيلٍ وَ زُهَرَةَ إِنّهُمَا دَابّتَانِ مِن دَوَابّ البَحرِ المُطِيفِ بِالدّنيَا فِي مَوضِعٍ لَا تَبلُغُهُ سَفِينَةٌ وَ لَا تَعمَلُ فِيهِ حِيلَةٌ وَ هُمَا المَسخَانِ المَذكُورَانِ فِي أَصنَافِ المُسُوخِ وَ يَغلَطُ مَن يَزعُمُ أَنّهُمَا الكَوكَبَانِ المَعرُوفَانِ بِسُهَيلٍ وَ الزّهَرَةِ وَ أَنّ هَارُوتَ وَ مَارُوتُ كَانَا رُوحَانِيّينِ قَد هُيّئَا وَ رُشّحَا لِلمَلَائِكَةِ وَ لَم يُبلَغ بِهِمَا حَدّ المَلَائِكَةِ فَاختَارَا المِحنَةَ وَ الِابتِلَاءَ فَكَانَ مِن أَمرِهِمَا مَا كَانَ وَ لَو كَانَا مَلَكَينِ لَعُصِمَا فَلَم يَعصِيَا وَ إِنّمَا سَمّاهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ مَلَكَينِ بِمَعنَي أَنّهُمَا خُلِقَا لِيَكُونَا مَلَكَينِ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِإِنّكَ مَيّتٌ وَ إِنّهُم مَيّتُونَبِمَعنَي سَتَكُونُ مَيّتاً وَ يَكُونُونَ مَوتَي

توضيح قال الجوهري‌ فلان يرشح للوزارة أي يربي ويؤهل لها قوله للملائكة أي لكونهم منهم والأظهر للملكية

7- الإِختِصَاصُ، وَ البَصَائِرُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن كَرّامٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَلحَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الوَزَغِ فَقَالَ هُوَ رِجسٌ وَ هُوَ مَسخٌ فَإِذَا قَتَلتَهُ فَاغتَسِل ثُمّ قَالَ إِنّ أَبِي كَانَ قَاعِداً فِي الحِجرِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ يُحَدّثُهُ فَإِذَا وَزَغٌ يُوَلوِلُ بِلِسَانِهِ فَقَالَ أَبِي لِلرّجُلِ أَ تدَريِ‌ مَا يَقُولُ هَذَا الوَزَغُ فَقَالَ الرّجُلُ لَا عِلمَ لِي بِمَا يَقُولُ قَالَ فَإِنّهُ يَقُولُ وَ اللّهِ لَئِن ذَكَرتَ عُثمَانَ لَأَسُبّنّ عَلِيّاً أَبَداً حَتّي يَقُومَ مَن هَاهُنَا

دَلَائِلُ الطبّرَيِ‌ّ، عَن عَلِيّ بنِ هِبَةِ اللّهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن


صفحه : 226

أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ مِثلَهُكا،[الكافي‌] عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن صَالِحِ بنِ أَبِي حَمّادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ

مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ قَالَ وَ قَالَ أَبِي لَيسَ يَمُوتُ مِن بنَيِ‌ أُمَيّةَ مَيّتٌ إِلّا مُسِخَ وَزَغاً

8- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ أَبِي سُمَينَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ عَنِ الحُسَينِ بنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع هَل يَحِلّ أَكلُ لَحمِ الفِيلِ فَقَالَ لَا فَقُلتُ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّهُ مَثُلَةٌ وَ قَد حَرّمَ اللّهُ لُحُومَ الأَمسَاخِ وَ لُحُومَ مَا مُثّلَ بِهِ فِي صُوَرِهَا

العلل ، عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي‌ عن محمد بن أسلم الجبلي‌ مثله

9-الإِختِصَاصُ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَاتِكَةَ الدمّشَقيِ‌ّ عَنِ الوَلِيدِ بنِ سَلَمَةَ عَن مُوسَي بنِ عَبدِ الرّحمَنِ القرُشَيِ‌ّ عَن حُذَيفَةَ بنِ اليَمَانِ قَالَكُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِذ قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَسَخَ مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ اثنيَ‌ عَشَرَ جُزءاً فَمَسَخَ مِنهُمُ القِرَدَةَ وَ الخَنَازِيرَ وَ السّهَيلَ وَ الزّهَرَةَ وَ العَقرَبَ وَ الفِيلَ وَ الجرِيّ‌ّ وَ هُوَ سَمَكٌ لَا يُؤكَلُ الدّعمُوصَ وَ الدّبّ وَ الضّبّ وَ العَنكَبُوتَ وَ القُنفُذَ قَالَ حُذَيفَةُ بأِبَيِ‌ أَنتَ وَ أمُيّ‌ يَا رَسُولَ اللّهِ فَسّر لَنَا هَذَا كَيفَ مُسِخُوا قَالَص أَمّا القِرَدَةُ فَمُسِخُوا لِأَنّهُم اصطَادُوا الحِيتَانَ فِي السّبتِ عَلَي عَهدِ دَاوُدَ النّبِيّ ع وَ أَمّا الخَنَازِيرُ فَمُسِخُوا لِأَنّهُم كَفَرُوا


صفحه : 227

بِالمَائِدَةِ التّيِ‌ نَزَلَت مِنَ السّمَاءِ عَلَي عِيسَي ابنِ مَريَمَ ع وَ أَمّا السّهَيلُ فَمُسِخَ لِأَنّهُ كَانَ رَجُلًا عَشّاراً فَمَرّ بِهِ عَابِدٌ مِن عُبّادِ ذَلِكَ الزّمَانِ فَقَالَ العَشّارُ دلُنّيِ‌ عَلَي اسمِ اللّهِ ألّذِي يُمشَي بِهِ عَلَي وَجهِ المَاءِ وَ يُصعَدُ بِهِ إِلَي السّمَاءِ فَدَلّهُ عَلَي ذَلِكَ فَقَالَ العَشّارُ قَد ينَبغَيِ‌ لِمَن عَرَفَ هَذَا الِاسمَ أَن لَا يَكُونَ فِي الأَرضِ بَل يُصعَدَ بِهِ إِلَي السّمَاءِ فَمَسَخَهُ اللّهُ وَ جَعَلَهُ آيَةً لِلعَالَمِينَ وَ أَمّا الزّهَرَةُ فَمُسِخَت لِأَنّهَا هيِ‌َ المَرأَةُ التّيِ‌ فَتَنَت هَارُوتَ وَ مَارُوتَ المَلَكَينِ وَ أَمّا العَقرَبُ فَمُسِخَ لِأَنّهُ كَانَ رَجُلًا نَمّاماً يَسعَي بَينَ النّاسِ بِالنّمِيمَةِ وَ يغُريِ‌ بَينَهُمُ العَدَاوَةَ وَ أَمّا الفِيلُ فَإِنّهُ كَانَ رَجُلًا جَمِيلًا فَمُسِخَ لِأَنّهُ كَانَ يَنكِحُ البَهَائِمَ البَقَرَ وَ الغَنَمَ شَهوَةً مِن دُونِ النّسَاءِ وَ أَمّا الجرِيّ‌ّ فَمُسِخَ لِأَنّهُ كَانَ رَجُلًا مِنَ التّجّارِ وَ كَانَ يَبخَسُ النّاسَ فِي المِكيَالِ وَ المِيزَانِ وَ أَمّا الدّعمُوصُ فَمُسِخَ لِأَنّهُ كَانَ رَجُلًا إِذَا جَامَعَ النّسَاءَ لَم يَغتَسِل مِنَ الجَنَابَةِ وَ يَترُكُ الصّلَاةَ فَجَعَلَ اللّهُ قَرَارَهُ فِي المَاءِ يَومَ القِيَامَةِ مِن جَزَعِهِ عَنِ البَردِ وَ أَمّا الدّبّ فَمُسِخَ لِأَنّهُ كَانَ رَجُلًا يَقطَعُ الطّرِيقَ لَا يَرحَمُ غَرِيباً وَ لَا فَقِيراً إِلّا صلبه [سَلَبَهُ] وَ أَمّا الضّبّ فَمُسِخَ لِأَنّهُ كَانَ رَجُلًا مِنَ الأَعرَابِ وَ كَانَت خَيمَتُهُ عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ وَ كَانَ إِذَا مَرّتِ القَافِلَةُ تَقُولُ لَهُ يَا عَبدَ اللّهِ كَيفَ نَأخُذُ الطّرِيقَ إِلَي كَذَا وَ كَذَا فَإِن أَرَادَ القَومُ المَشرِقَ رَدّهُم إِلَي المَغرِبِ وَ إِن أَرَادُوا المَغرِبَ رَدّهُم إِلَي المَشرِقِ وَ تَرَكَهُم يَهِيمُونَ لَم يُرشِدهُم إِلَي سَبِيلِ الخَيرِ وَ أَمّا العَنكَبُوتُ فَمُسِخَت


صفحه : 228

لِأَنّهَا كَانَت خَائِنَةً لِلبَعلِ وَ كَانَت تُمَكّنُ فَرجَهَا سِوَاهُ وَ أَمّا القُنفُذُ فَإِنّهُ كَانَ رَجُلًا مِن صَنَادِيدِ العَرَبِ فَمُسِخَ لِأَنّهُ إِذَا نَزَلَ بِهِ الضّيفُ رَدّ البَابَ فِي وَجهِهِ وَ يَقُولُ لِجَارِيَتِهِ اخرجُيِ‌ إِلَي الضّيفِ فقَوُليِ‌ لَهُ إِنّ موَلاَي‌َ غَائِبٌ عَنِ المَنزِلِ فَيَبِيتُ الضّيفُ بِالبَابِ جُوعاً وَ يَبِيتُ أَهلُ البَيتِ شِبَاعاً مُخصِبِينَ

10- البَصَائِرُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن كَرّامٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَلحَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الوَزَغِ فَقَالَ رِجسٌ وَ هُوَ مَسخٌ كُلّهُ فَإِذَا قَتَلتَهُ فَاغتَسِل

11- كِتَابُ مُحَمّدِ بنِ المُثَنّي، عَن عَبدِ السّلَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي البِلَادِ عَن عَمّارِ بنِ عَاصِمٍ السجّسِتاَنيِ‌ّ قَالَ جِئتُ إِلَي بَابِ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلتُ عَلَيهِ فَقُلتُ أخَبرِنيِ‌ عَنِ الحَيّةِ وَ العَقرَبِ وَ الخُنفَسِ وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ أَ مَا تَقرَأُ كِتَابَ اللّهِ قَالَ قُلتُ وَ مَا كُلّ كِتَابِ اللّهِ أَعرِفُ فَقَالَ أَ وَ مَا تَقرَأُ أَ وَ لَم يَرَواكَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِنَ القُرُونِ يَمشُونَ فِي مَساكِنِهِم إِنّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً أَ فَلَا يَتَذَكّرُونَ قَالَ فَقَالَ هُم أُولَئِكَ خَرَجُوا مِنَ الدّارِ فَقِيلَ لَهُم كُونُوا شَيئاً

12-الكاَفيِ‌، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَنِ الحَسَنِ عَن أَبَانٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ


صفحه : 229

بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص مِن حُجرَتِهِ وَ مَروَانُ وَ أَبُوهُ يَستَمِعَانِ إِلَي حَدِيثِهِ فَقَالَ لَهُ الوَزَغُ بنُ الوَزَغِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَمِن يَومِئِذٍ يَرَونَ أَنّ الوَزَغَ يَسمَعُ الحَدِيثَ

بيان أي لماشبههماص بالوزغ حين استمعا إلي حديثه فهو أن الوزغ أيضا تفعل ذلك

13- الكاَفيِ‌، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ البرَقيِ‌ّ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ الطّاوُسُ مَسخٌ كَانَ رَجُلًا جَمِيلًا فَكَابَرَ امرَأَةَ رَجُلٍ مُؤمِنٍ تُحِبّهُ فَوَقَعَ بِهَا ثُمّ رَاسَلَتهُ بَعدُ فَمَسَخَهُمَا اللّهُ طَاوُسَينِ أُنثَي وَ ذَكَراً فَلَا تَأكُل لَحمَهُ وَ لَا بَيضَهُ

14- وَ مِنهُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن سَمَاعَةَ بنِ مِهرَانَ عَنِ الكلَبيِ‌ّ النّسّابَةِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الجرِيّ‌ّ فَقَالَ إِنّ اللّهَ مَسَخَ طَائِفَةً مِن بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ فَمَا أَخَذَ مِنهُم بَحراً فَهُوَ الجرِيّ‌ّ وَ الزّمّيرُ وَ الماَرماَهيِ‌ وَ مَا سِوَي ذَلِكَ وَ مَا أَخَذَ مِنهُم بَرّاً فَالقِرَدَةُ وَ الخَنَازِيرُ وَ الوَرَكُ وَ مَا سِوَي ذَلِكَ

15-دَلَائِلُ الطبّرَيِ‌ّ، عَن أَبِي المُفَضّلِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الزّيّاتِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَكُنتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ رَاكِبٌ وَ أَنَا أمَشيِ‌ مَعَهُ فَمَرَرنَا بِعَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ وَ هُوَ رَاكِبٌ فَلَمّا بَصُرَ بِنَا شَالَ المِقرَعَةَ لِيَضرِبَ بِهَا فَخِذَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَومَأَ إِلَيهَا الصّادِقُ ع


صفحه : 230

فَجَفّت يَمِينُهُ وَ المِقرَعَةُ فِيهَا فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ بِالرّحِمِ إِلّا عَفَوتَ عنَيّ‌ فَأَومَأَ إِلَيهِ بِيَدِهِ فَرَجَعَت يَدُهُ ثُمّ أَقبَلَ عَلَيّ وَ قَالَ لِي يَا مُفَضّلُ وَ قَد مَرّت عَظَايَةٌ مِنَ العَظَاءِ مَا يَقُولُ النّاسُ فِي هَذِهِ قُلتُ يَقُولُونَ إِنّهَا حَمَلَتِ المَاءَ فَأَطفَأَت نَارَ اِبرَاهِيمَ فَتَبَسّمَ ع ثُمّ قَالَ لِي يَا مُفَضّلُ وَ لَكِن هَذَا عَبدُ اللّهِ وَ وُلدُهُ وَ إِنّمَا يَرِقّ النّاسُ عَلَيهِم لِمَا مَسّهُم مِنَ الوِلَادَةِ وَ الرّحِمِ

بيان كان المعني أنهم أرجاس أعداء لأهل البيت ع مثل هذه المسوخ وضمير عليهم إما راجع إلي عبد الله وولده أو إلي المسوخ .تذييل اعلم أن أنواع المسوخ غيرمضبوطة في كلام أكثر الأصحاب بل أحالوها علي هذه الروايات و إن كان في أكثرها ضعفا علي مصطلحهم فالذي‌ يحصل من جميعها ثلاثون صنفا الفيل والدب والأرنب والعقرب والضب والوزغ والعظاية والعنكبوت والدعموص والجري‌ والوطواط والقرد والخنزير والكلب والزهرة وسهيل وطاوس والزنبور والبعوض والخفاش والفأر والقملة والعنقاء والقنفذ والحية والخنفساء والزمير والمارماهي‌ والوبر والورل لكن يرجع بعضها إلي بعض . قال الدميري‌ الفيل معروف وجمعه أفيال وفيول وفيلة و قال ابن السكيت و لاتقل أفيلة والفيلة ضربان فيل وزندفيل وهما كالبخاتي‌ والعراب وبعضهم يقول الفيل الذكر والزند فيل الأنثي و هذاالنوع لايلاقح إلا في بلاده ومعادنه و إن صار أهليا و هو إذااغتلم أشبه الجمل في ترك الماء والعلف حتي تتورم رأسه و لم يكن لسواسه غيرالهرب منه والذكر ينزو إذامضي من عمره خمس سنين وزمان نزوه


صفحه : 231

الربيع والأنثي تحمل سنتين فإذاحملت لايقربها الذكر و لايمسها و لاينزو عليها إذاوضعت إلا بعدثلاث سنين و قال عبداللطيف البغدادي‌ إنها تحمل سبع سنين و لاينزو إلا علي فيلة واحدة و له عليها خيرة شديدة و إذاتم حملها وأرادت الوضع دخلت النهر حتي تضع ولدها لأنها تلد وهي‌ قائمة و لافواصل لقوائمها والذكر عند ذلك يحرسها وولدها من الحيات ويقال الفيل يحقد كالجمل فربما قتل سائسه حقدا عليه .تزعم الهند أن لسان الفيل مقلوب و لو لا ذلك لتكلم ويعظم ناباه وربما بلغ الواحد منهما مائة من وخرطومه من غضروف و هوأنفه ويده التي‌ يوصل بهاالطعام والشراب إلي فيه ويقاتل بها ويصيح و ليس صياحه علي مقدار جثته وإنه كصياح الصبي‌ و له فيه من القوة بحيث يقلع به الشجر من منابتها و فيه من الفهم مايقبل به التأديب ويفعل مايأمره به سائسه من السجود للملوك و غير ذلك من الخير والشر في حالتي‌ السلم والحرب و فيه من الأخلاق أنه يقاتل بعضه بعضا والمقهور منها يخضع للقاهر والهند تعظمه لمااشتمل عليه من الخصال المحمودة من علو سمكه وعظم صورته وبديع منظره وطول خرطومه وسعة أذنه وطول عمره وثقل حمله وخفة وطئه فإنه ربما مر بالإنسان فلايشعر به من حسن خطوه واستقامته . ولطول عمره حكي أرسطو أن فيلا ظهر أن عمره أربعمائة سنة واعتبر ذلك بالوسم وبينه و بين السنور عداوة طبيعية حتي أن الفيل يهرب منه كما أن السبع يهرب من الديك الأبيض و كما أن العقرب متي أبصرت الوزغة ماتت . و في الحلية في ترجمة أبي عبد الله القلانسي‌ أنه ركب البحر في بعض سياحاته فعصفت عليهم الريح فتضرع أهل السفينة إلي الله تعالي ونذروا النذور إن نجاهم الله تعالي فألحوا علي أبي عبد الله في النذر فأجري الله علي لسانه أن قال إن خلصني‌ الله


صفحه : 232

تعالي مما أنا فيه لاآكل لحم الفيل فانكسرت السفينة وأنجاه الله وجماعة من أهلها إلي الساحل فأقاموا بهاأياما من غيرزاد فبينما هم كذلك إذاهم بفيل صغير فذبحوه وأكلوا لحمه سوي أبي عبد الله فلم يأكل منه وفاء بالعهد ألذي كان منه فلما نام القوم جاءتهم أم ذلك الفيل تتبع أثره وتشم الرائحة فمن وجدت منه رائحة لحمه داسته بيديها ورجليها إلي أن تقتله قال فقتلت الجميع ثم جاءت إلي‌ فلم تجد مني‌ رائحة اللحم فأشارت إلي‌ أن اركبها فركبتها فسارت بي‌ سيرا شديدا الليل كله ثم أصبحت في أرض ذات حرث وزرع فأشارت إلي‌ أن أنزل فنزلت عن ظهرها فحملني‌ أولئك القوم إلي ملكهم فسألني‌ ترجمانه فأخبرته بالقصة فقال لي إن الفيلة سارت بك في هذه الليلة مسيرة ثمانية أيام قال فكنت عندهم إلي أن حملت ورجعت إلي أهلي‌. و لما كان في أول المحرم سنة اثنين وثمانين وثمانمائة من تاريخ ذي‌ القرنين و كان النبي ص حملا في بطن أمه حضر أبرهة ملك الحبشة يريد هدم الكعبة ومعه جيش عظيم ومعه فيله محمود و كان قويا عظيما واثنا عشر فيلا غيره وقيل ثمانية وساق الحديث كمامر في كتاب أحوال النبي ص إلي أن قال ثم قام عبدالمطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة ودعا الله تعالي ثم قال .


لاهم إن المرء يمنع رحله فامنع حلالك   وانصر علي آل الصليب وعابديه اليوم آلك

  لايغلبن صليبهم ومحالهم أبدا محالك

ثم أرسل حلقة الباب وانطلق هو و من معه من قريش إلي الجبال وأبرهة


صفحه : 233

مُتَهَيّأً لدخولها وهدمها وقدم فيله محمودا أمام جيشه فلما وجه الفيل إلي مكة أقبل نفيل بن حبيب فأخذ بأذن الفيل و قال ابرك محمودا وارجع راشدا فإنك في بلد الله الحرام ثم أرسل أذنه فبرك الفيل وضربوه بالحديد حتي أدموه ليقوم فأبي فوجهوه إلي اليمن فقام يهرول فوجهوه إلي الشام ففعل مثل ذلك فعند ذلك أرسل الله عَلَيهِم طَيراً أَبابِيلَ تَرمِيهِم بِحِجارَةٍ مِن سِجّيلٍفتساقطوا بكل طريق وهلكوا علي كل منهل وأصيب أبرهة حتي تساقط أنملة أنملة حتي قدموا به صنعاء و هومثل فرخ الطائر حتي انصدع صدره عن قلبه وانفلت وزيره وطائر يحلق فوقه حتي بلغ النجاشي‌ فقص عليه القصة فلما انتهي وقع عليه الحجر فخر ميتا بإذن الله بين يديه . قال السهيلي‌ قوله فبرك الفيل فيه نظر فإن الفيل لايبرك كمايبرك الجمل فيحتمل أن يكون بروكه سقوطه إلي الأرض لماجاء من أمر الله سبحانه ويحتمل أن يكون فعل فعل البارك ألذي يلزم موضعه و لايبرح فعبر بالبارك عن ذلك قال و قدسمعت من يقول إن في الفيلة صنفا يبرك كمايبرك الجمل فإن صح و إلافتأويله ماقدمناه قال وقول عبدالمطلب لاهم إلي آخره العرب تحذف الألف واللام من أللهم ويكتفي بما بقي‌ والحلال متاع البيت وأراد به سكان الحرم ومعني محالك كيدك وقوتك . و قال الدب من السباع والأنثي دبة و هويحب العزلة فإذاجاء الشتاء دخل وجاره ألذي اتخذه في الغيران و لايخرج حتي يطيب الهواء و إذاجاع يمص يديه ورجليه فيندفع بذلك عنه الجوع ويخرج في الربيع أسمن ما


صفحه : 234

كان و هومختلف الطباع لأنه يأكل ماتأكله السباع و ماترعاه البهائم و مايأكله الإنسان و في طبعه فطنة عجيبة لقبول التأديب لكنه لايطيع معلمه إلابعنف عظيم وضرب شديد. و قال الضب بفتح الضاد حيوان بري‌ معروف يشبه الورل قال ابن خالويه الضب لايشرب الماء ويعيش سبعمائة سنة فصاعدا ويقال إنه يبول في كل أربعين يوما قطرة و لايسقط له سن ويقال إن سنه قطعة واحدة ليست بمفرجة قال عبداللطيف البغدادي‌ الورل والضب والحرباء وشحمة الأرض والوزغ كلها متناسبة في الخلق وللضب ذكران وللأنثي فرجان كماللورل والحرذون والضب يخرج من جحره كليل البصر فيجلوه بالتحدق للشمس ويغتذي‌ بالنسيم ويعيش ببرد الهواء و ذلك عندالهرم وفناء الرطوبات ونقص الحرارات وبينه و بين العقرب مودة فلذلك يهيئ في جحره لتلسع المتحرش إذاأدخل يده لأخذه و لايتخذ جحره إلا في كدية حجر خوفا من السيل والحافر ولذلك توجد براثنه ناقصة كليلة و ذلك لحفر الأماكن الصعبة و في طبعه النسيان وعدم الهداية و به يضرب المثل في الحيرة ولذلك لايحفر جحره إلا عندأكمة أوصخرة لئلا يضل عنه إذاخرج لطلب الطعم ويوصف بالعقوق لأنه يأكل حسوله و هوطويل العمر و من هذه الجهات يناسب الحيات والأفاعي‌ و من شأنه أنه لايخرج في الشتاء من جحره رَوَي الداّرقَطُنيِ‌ّ وَ البيَهقَيِ‌ّ وَ الحَاكِمُ وَ ابنُ عدَيِ‌ّ عَنِ ابنِ عُمَرَ أَنّ النّبِيّص كَانَ فِي مَحفِلٍ مِنَ الصّحَابَةِ إِذ جَاءَ أعَراَبيِ‌ّ مِن بنَيِ‌ سُلَيمٍ قَد صَادَ ضَبّاً وَ جَعَلَهُ فِي كُمّهِ لِيَذهَبَ


صفحه : 235

بِهِ إِلَي رَحلِهِ فَرَأَي جَمَاعَةً فَقَالَ عَلَي مَن هَؤُلَاءِ الجَمَاعَةُ فَقَالُوا عَلَي هَذَا ألّذِي يَزعُمُ أَنّهُ نبَيِ‌ّ فَأَتَاهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَا اشتَمَلَتِ النّسَاءُ عَلَي ذيِ‌ لَهجَةٍ أَكذَبَ مِنكَ فَلَو لَا أَن يسُمَيّنَيِ‌َ العَرَبُ عَجُولًا لَقَتَلتُكَ وَ سَرَرتُ النّاسَ بِقَتلِكَ أَجمَعِينَ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللّهِ دعَنيِ‌ أَقتُلهُ فَقَالَص لَا أَ مَا عَلِمتَ أَنّ الحَلِيمَ كَادَ أَن يَكُونَ نَبِيّاً ثُمّ أَقبَلَ الأعَراَبيِ‌ّ عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ وَ اللّاتِ وَ العُزّي لَا آمَنتُ بِكَ أَو يُؤمِنَ بِكَ هَذَا الضّبّ وَ أَخرَجَ الضّبّ مِن كُمّهِ فَطَرَحَهُ بَينَ يدَيَ‌ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِن آمَنَ بِكَ آمَنتُ بِكَ فَقَالَص يَا ضَبّ فَكَلّمَهُ الضّبّ بِلِسَانٍ طَلقٍ فَصِيحٍ عرَبَيِ‌ّ مُبِينٍ يَفهَمُهُ القَومُ جَمِيعاً لَبّيكَ وَ سَعدَيكَ يَا رَسُولَ رَبّ العَالَمِينَ فَقَالَص مَن تَعبُدُ قَالَ ألّذِي فِي السّمَاءِ عَرشُهُ وَ فِي الأَرضِ سُلطَانُهُ وَ فِي البَحرِ سَبِيلُهُ وَ فِي الجَنّةِ رَحمَتُهُ وَ فِي النّارِ عَذَابُهُ فَقَالَص فَمَن أَنَا يَا ضَبّ قَالَ أَنتَ رَسُولُ اللّهِ وَ خَاتَمُ النّبِيّينَ قَد أَفلَحَ مَن صَدّقَكَ وَ قَد خَابَ مَن كَذّبَكَ فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ حَقّاً وَ اللّهِ لَقَد أَتَيتُكَ وَ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ أَحَدٌ هُوَ أَبغَضُ إلِيَ‌ّ مِنكَ وَ وَ اللّهِ لَأَنتَ السّاعَةَ أَحَبّ إلِيَ‌ّ مِن نفَسيِ‌ وَ مِن ولُديِ‌ فَقَد آمَنَ بِكَ شعَريِ‌ وَ بشَرَيِ‌ وَ داَخلِيِ‌ وَ خاَرجِيِ‌ وَ سرِيّ‌ وَ علَاَنيِتَيِ‌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي هَدَاكَ إِلَي هَذَا ألّذِي يَعلُو وَ لَا يُعلَي عَلَيهِ وَ لَا يَقبَلُهُ اللّهُ إِلّا بِصَلَاةٍ وَ لَا يَقبَلُ الصّلَاةَ إِلّا بِقُرآنٍ قَالَ فعَلَمّنيِ‌ فَعَلّمَهُ النّبِيّص سُورَةَ الفَاتِحَةِ وَ سُورَةَ الإِخلَاصِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا سَمِعتُ فِي البَسِيطِ وَ لَا فِي الوَجِيزِ أَحسَنَ مِن هَذَا فَقَالَص إِنّ هَذَا كَلَامُ رَبّ العَالَمِينَ وَ لَيسَ بِشِعرٍ إِذَا قَرَأتَ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ فَكَأَنّمَا قَرَأتَ ثُلُثَ القُرآنِ وَ إِذَا قَرَأتَهَا مَرّتَينِ فَكَأَنّمَا قَرَأتَ ثلُثُيَ‌ِ القُرآنِ وَ إِذَا قَرَأتَهَا ثَلَاثاً فَكَأَنّمَا قَرَأتَ القُرآنَ كُلّهُ فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ إِنّ إِلَهَنَا يَقبَلُ اليَسِيرَ وَ يعُطيِ‌ الكَثِيرَ ثُمّ قَالَ لَهُ النّبِيّص أَ لَكَ مَالٌ فَقَالَ مَا فِي بنَيِ‌ سُلَيمٍ قَاطِبَةً رَجُلٌ أَفقَرُ منِيّ‌ فَقَالَص لِأَصحَابِهِ أَعطُوهُ فَأَعطَوهُ حَتّي أَبطَرُوهُ


صفحه : 236

فَقَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ عَوفٍ يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا أَعطَيتُهُ نَاقَةً عُشَرَاءَ تَلحَقُ وَ لَا تُلحَقُ أُهدِيَت إلِيَ‌ّ يَومَ تَبُوكَ فَخَرَجَ الأعَراَبيِ‌ّ مِن عِندِ رَسُولِ اللّهِص فَتَلَقّاهُ أَلفُ أعَراَبيِ‌ّ عَلَي أَلفِ دَابّةٍ بِأَلفِ سَيفٍ فَقَالَ لَهُم أَينَ تُرِيدُونَ فَقَالُوا نُرِيدُ هَذَا ألّذِي يَكذِبُ وَ يَزعُمُ أَنّهُ نبَيِ‌ّ فَقَالَ الأعَراَبيِ‌ّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَنّ مُحَمّداً رَسُولُ اللّهِ فَقَالُوا لَهُ صَبُؤتَ فَحَدّثَهُم بِحَدِيثِهِ فَقَالُوا كُلّهُم لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ ثُمّ أَتَوُا النّبِيّ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مُرنَا بِأَمرِكَ فَقَالَص كُونُوا تَحتَ رَايَةِ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ فَلَم يُؤمِن فِي أَيّامِهِص مِنَ العَرَبِ وَ لَا مِن غَيرِهِم أَلفٌ غَيرُهُم

و قال في الحكم ،يحل أكل الضب بالإجماع وحكي القاضي‌ عياض عن قوم تحريمه . و قال الوزغة بفتح الواو والزاي‌ والغين المعجمة دويبة معروفة وهي‌ وسام أبرص جنس فسام أبرص كباره واتفقوا علي أن الوزغ من الحشرات المؤذيات وجمع الوزغة وزغ وأوزاغ ووزغان وإزغان علي البدل

وَ رَوَي البخُاَريِ‌ّ وَ مُسلِمٌ وَ النسّاَئيِ‌ّ وَ ابنُ مَاجَه عَن أُمّ شَرِيكٍ أَنّهَا استَأمَرَتِ النّبِيّص فِي قَتلِ الوِزغَانِ فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ

وَ فِي الصّحِيحَينِ أَنّ النّبِيّص أَمَرَ بِقَتلِ الوَزَغِ وَ سَمّاهُ فُوَيسِقاً وَ قَالَ كَانَ يَنفُخُ النّارَ عَلَي اِبرَاهِيمَ

وكذلك رواه أحمد في مسنده

وَ رَوَي الحَاكِمُ فِي المُستَدرَكِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَوفٍ أَنّهُ قَالَ كَانَ لَا يُولَدُ لِأَحَدٍ مَولُودٌ إِلّا أتُيِ‌َ بِهِ النّبِيّص فَيَدعُو لَهُ فَأُدخِلَ عَلَيهِ مَروَانُ بنُ الحَكَمِ فَقَالَ


صفحه : 237

هُوَ الوَزَغُ بنُ الوَزَغِ المَلعُونُ بنُ المَلعُونِ

وَ رَوَي بَعدَهُ بِيَسِيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ قَالَ لَمّا بَايَعَ مُعَاوِيَةُ لِابنِهِ يَزِيدَ قَالَ مَروَانُ سُنّةُ أَبِي بَكرٍ وَ عُمَرَ فَقَالَ عَبدُ الرّحمَنِ بنُ أَبِي بَكرٍ سُنّةُ هِرَقلَ وَ قَيصَرَ فَقَالَ لَهُ مَروَانُ أَنتَ ألّذِي أَنزَلَ اللّهُ فِيكَوَ ألّذِي قالَ لِوالِدَيهِ أُفّ لَكُمافَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ فَقَالَت كَذَبَ وَ اللّهِ مَا هُوَ بِهِ وَ لَكِنّ رَسُولَ اللّهِص لَعَنَ أَبَا مَروَانَ وَ مَروَانَ فِي صُلبِهِ

ثُمّ روُيِ‌َ عَن عَمرِو بنِ مُرّةَ الجهُنَيِ‌ّ وَ كَانَت لَهُ صُحبَةٌ أَنّ الحَكَمَ بنَ أَبِي العَاصِ استَأذَنَ عَلَي النّبِيّص فَعَرَفَ صَوتَهُ فَقَالَ ائذَنُوا لَهُ عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ وَ عَلَي مَن يَخرُجُ مِن صُلبِهِ إِلّا المُؤمِنَ مِنهُم وَ قَلِيلٌ مَا هُم يُسرِفُونَ فِي الدّنيَا وَ يُضَيّعُونَ فِي الآخِرَةِ ذَوُو مَكرٍ وَ خَدِيعَةٍ يُعطَونَ فِي الدّنيَا وَ مَا لَهُمفِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ

. و أماتسمية الوزغ فويسقا فنظيره الفواسق الخمس التي‌ تقتل في الحل والحرم وأصل الفسق الخروج و هذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحشرات ونحوها بزيادة الضرر والأذي وذكر أصحاب الآثار أن الوزغ أصم قالوا والسبب في صممه ماتقدم من نفخة النار علي ابراهيم فصم لأجل ذلك وبرص و من طبعه أنه لايدخل بيتا فيه رائحة الزعفران والحيات تألفه كماتألف العقارب الخنافس و هويلقح بفيه ويبيض كماتبيض الحيات ويقيم في جحره زمن الشتاء لايطعم شيئا و قال العظاءة بالظاء المعجمة والمد دويبة أكبر من الوزغة و قال الأزهري‌ هي‌ دويبة ملساء تعدو وتتردد كثيرا تشبه بسام أبرص إلاأنها أحسن منه و لاتؤذي‌ وهي‌ أنواع كثيرة منها الأبيض والأحمر والأصفر والأخضر وكلها منقطة بالسواد و في طبعها محبة الشمس لتصلب فيها.


صفحه : 238

و قال السام أبرص بتشديد الميم قال أهل اللغة هو من كبار الوزغ و قال الدعموص بفتح الدال دويبة كالخنفساء وبضم الدال دويبة تغوص في الماء والجمع الدعاميص قال السهيلي‌ الدعموص سمكة صغيرة كحية الماء و في الحديث أن رجلا زني فمسخه الله تعالي دعموصا. قال الجاحظ إذاكبر الناموس صار دعاميص و هوتتولد من الماء الراكد و إذاكبر صار فراشا ولعل هذا هوعمدة من جعل الجراذ بحريا والدعموص هو من الخلق ألذي لايعيش في ابتداء أمره إلا في الماء ثم بعد ذلك يستحيل بعوضا وناموسا و قال الوطواط الخفاش انتهي . و قال الفيروزآبادي‌ الوطواط الخفاش وضرب من خطاطيف الجبال و قال الدميري‌ القرد حيوان معروف وجمعه قرود و قديجمع علي قردة بكسر القاف وفتح الراء المهملة والأنثي قردة بكسر القاف وإسكان الراء وجمعها قردة بكسر القاف وفتح الراء و هوحيوان قبيح مليح ذكي‌ سريع الفهم يتعلم الصنعة أهدي ملك النوبة إلي المتوكل قردا خياطا وآخر صائغا و أهل اليمن يعلمون القرد القيام بحوائجهم حتي أن البقال والقصاب يعلم القرد حفظ الدكان حتي يعود صاحبه ويعلم السرقة فيسرق والقردة تلد في البطن الواحد عشرة واثني‌ عشر والذكر ذو غيرة شديدة علي الإناث و هذاالحيوان شبيه بالإنسان في غالب حالاته فإنه يضحك ويطرب ويقعي‌ ويحكي‌ ويتناول الشي‌ء بيده و له أصابع مفصلة إلي أنامل وأظفار ويقبل التلقين والتعليم ويأنس بالناس ويمشي‌ علي رجلين حينا يسيرا ويمشي‌ علي أربع مشيه المعتاد ولشفر عينيه الأسفل أهداب و ليس ذلك لشي‌ء من الحيوان سواه و هو


صفحه : 239

كالإنسان إذاسقط في الماء غرق كالإنسان ألذي لايحسن السباحة ويأخذ نفسه بالزواج والغيرة علي الإناث وهما خصلتان من مفاخر الإنسان و إذازاد به الشبق استمني بفيه وتحمل الأنثي ولدها كماتحمل المرأة و فيه من قبول التأديب والتعليم ما لايخفي ولقد درب قرد ليزيد علي ركوب الحمار وسابق به مع الخيل وروي ابن عدي‌ في كامله عن أحمد بن طاهر أنه قال شهدت بالرملة قردا صائغا فإذاأراد أن ينفخ أشار إلي رجل حتي ينفخ له .

وَ رَوَي البيَهقَيِ‌ّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَا تَشُوبُوا اللّبَنَ بِالمَاءِ فَإِنّ رَجُلًا كَانَ فِيمَن كَانَ قَبلَكُم يَبِيعُ اللّبَنَ وَ يَشُوبُهُ بِالمَاءِ فَاشتَرَي قِرداً وَ رَكِبَ البَحرَ حَتّي إِذَا لَحِجَ فِيهِ أَلهَمَ اللّهُ تَعَالَي القِردَ صُرّةَ الدّنَانِيرِ فَأَخَذَهَا وَ صَعِدَ الدّقَلَ فَفَتَحَ الصّرّةَ وَ صَاحِبُهَا يَنظُرُ إِلَيهِ فَأَخَذَ دِينَاراً وَ رَمَي بِهِ فِي البَحرِ وَ دِينَاراً فِي السّفِينَةِ حَتّي قَسَمَهَا نِصفَينِ فَأَلقَي ثَمَنَ المَاءِ فِي البَحرِ وَ ثَمَنَ اللّبَنِ فِي السّفِينَةِ

وَ رَوَي الحَاكِمُ فِي المُستَدرَكِ عَن عِكرِمَةَ قَالَدَخَلتُ عَلَي ابنِ عَبّاسٍ وَ هُوَ يَقرَأُ فِي المُصحَفِ قَبلَ ذَهَابِ بَصَرِهِ وَ يبَكيِ‌ فَقُلتُ مَا يُبكِيكَ جعَلَنَيِ‌ اللّهُ فِدَاكَ قَالَ هَذِهِ الآيَةُوَ سئَلهُم عَنِ القَريَةِ التّيِ‌ كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدُونَ فِي السّبتِ قَالَ ثُمّ قَالَ أَ تَعرِفُ أَيلَةَ قُلتُ وَ مَا أَيلَةُ قَالَ قَريَةٌ كَانَ بِهَا أُنَاسٌ مِنَ اليَهُودِ فَحَرّمَ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهِم صَيدَ الحِيتَانِ يَومَ السّبتِ فَكَانَتِ الحِيتَانُ تَأتِيهِم يَومَ السّبتِ شُرّعاً بِيضاً سِمَاناً كَأَمثَالِ المَخَاضِ فَإِذَا كَانَ غَيرُ يَومِ السّبتِ لَا يَجِدُونَهَا وَ لَم يُدرِكُوهَا إِلّا بِمَشَقّةٍ وَ مَئُونَةٍ ثُمّ إِنّ رَجُلًا مِنهُم أَخَذَ حُوتاً يَومَ السّبتِ فَرَبَطَهُ إِلَي وَتِدٍ فِي السّاحِلِ وَ تَرَكَهُ فِي المَاءِ حَتّي إِذَا كَانَ الغَدُ أَخَذَهُ فَأَكَلَهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ أَهلُ بَيتٍ مِنهُم فَأَخَذُوا وَ شَوَوا فَوَجَدَ جِيرَانُهُم رِيحَ الشّوَاءِ فَفَعَلُوا كَفِعلِهِم وَ كَثُرَ ذَلِكَ فِيهِم فَافتَرَقُوا فِرَقاً فِرقَةٌ أَكَلَت وَ فِرقَةٌ نَهَت


صفحه : 240

وَ فِرقَةٌ قَالُوالِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللّهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذّبُهُمالآيَةَ وَ قَالَتِ الفِرقَةُ التّيِ‌ نَهَت إِنّمَا نُحَذّرُكُم غَضَبَ اللّهِ وَ عِقَابَهُ أَن يُصِيبَكُم بِخَسفٍ أَو قَذفٍ أَو بَعضِ مَا عِندَهُ مِنَ العَذَابِ وَ اللّهِ مَا نُسَاكِنُكُم فِي مَكَانٍ أَنتُم فِيهِ وَ خَرَجُوا مِنَ السّورِ ثُمّ غَدَوا عَلَيهِ مِنَ الغَدِ فَضَرَبُوا بَابَ السّورِ فَلَم يُجِبهُم أَحَدٌ وَ تَسَوّرَ إِنسَانٌ مِنهُمُ السّورَ فَقَالَ قِرَدَةٌ وَ اللّهِ لَهَا أَذنَابٌ تَتَعَاوَي ثُمّ نَزَلَ وَ فَتَحَ البَابَ وَ دَخَلَ النّاسُ عَلَيهِم فَعَرَفَتِ القِرَدَةُ أَنسَابَهَا مِنَ الإِنسِ وَ لَم تَعرِفِ الإِنسُ أَنسَابَهَا مِنَ القِرَدَةِ قَالَ فيَأَتيِ‌ القِرَدَةُ إِلَي نَسِيبِهِ وَ قَرِيبِهِ فَيَحتَكّ بِهِ وَ يَلصَقُ إِلَيهِ فَيَقُولُ لَهُ أَنتَ فُلَانٌ فَيُشِيرُ بِرَأسِهِ أَن نَعَم وَ يبَكيِ‌ وَ تأَتيِ‌ القِرَدَةُ إِلَي نَسِيبِهَا وَ قَرِيبِهَا الإنِسيِ‌ّ فَيَقُولُ أَنتِ فُلَانَةُ فَيُشِيرُ بِرَأسِهَا أَن نَعَم وَ تبَكيِ‌ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ فَأَسمَعُ اللّهَ تَعَالَي يَقُولُأَنجَينَا الّذِينَ يَنهَونَ عَنِ السّوءِ وَ أَخَذنَا الّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفسُقُونَ فَلَا أدَريِ‌ مَا فَعَلَتِ الفِرقَةُ الثّالِثَةُ فَكَم قَد رَأَينَا مُنكَراً فَلَم نَنهَ عَنهُ فَقَالَ عِكرِمَةُ فَقُلتُ مَا تَرَي جعَلَنَيِ‌ اللّهُ فِدَاكَ إِنّهُم قَد أَنكَرُوا وَ كَرِهُوا حِينَ قَالُوالِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللّهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذّبُهُم عَذاباً شَدِيداًفَأَعجَبَهُ قوَليِ‌ ذَلِكَ وَ أَمَرَ لِي بِبُردَينِ غَلِيظَينِ فَكَسَانِيهِمَا

. ثم قال هذاصحيح الإسناد وأيلة بين مدين والطور علي شاطئ البحر و قال الزهري‌ القرية طبرية الشام .

وَ فِي المُستَدرَكِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ رَأَيتُ فِي منَاَميِ‌ كَأَنّ بنَيِ‌ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ يَنزُونَ عَلَي منِبرَيِ‌ كَمَا تَنزُو القِرَدَةُ فَمَا رئُيِ‌َص ضَاحِكاً حَتّي مَاتَ

. ثم قال صحيح الإسناد عن شرط مسلم .


صفحه : 241

وَ رَوَي الطبّرَاَنيِ‌ّ فِي مُعجَمِهِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِ‌ّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي آخِرِ الزّمَانِ تأَتيِ‌ المَرأَةُ فَتَجِدُ زَوجَهَا قَد مُسِخَ قِرداً لِأَنّهُ لَا يُؤمِنُ بِالقَدَرِ

. واختلف العلماء في الممسوخ هل يعقب أم لا علي قولين أحدهما نعم و هوقول الزجاج والقاضي‌ أبي بكر المغربي‌ المالكي‌ و قال الجمهور لا يكون ذلك قال ابن عباس لم يعش ممسوخ قط أكثر من ثلاثة أيام و لايأكل و لايشرب . و قال الخنزير مشترك بين البهيمة والسبعية فالذي‌ فيه من السبع الناب وأكل الجيف و ألذي فيه من البهيمة الظلف وأكل العشب والعلف ويقال أنه ليس لشي‌ء من ذوات الأذناب ماللخنزير من قوة نابه حتي أنه يضرب بنابه صاحب السيف والرمح فيقطع كل مالاقي من جسده من عظم وعصب وربما طال ناباه فيلتقيان فيموت عند ذلك جوعا لأنهما يمنعانه من الأكل ويأكل الحيات أكلا ذريعا و لاتؤثر فيه سمومها و من عجيب أمره إذاقلعت إحدي عينيه مات سريعا. وذكر أهل التفسير أن عيسي ع استقبل رهطا من اليهود فلما رأوه قالوا جاء الساحر ابن الساحرة وقذفوه وأمه فدعا عليهم ولعنهم فمسخهم الله خنازير.

وَ رَوَي ابنُ مَاجَه عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ طَلَبُ العِلمِ فَرِيضَةٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ وَ وَاضِعُ العِلمِ فِي غَيرِ أَهلِهِ كَمُقَلّدِ الخَنَازِيرِ الجَوهَرَ وَ اللّؤلُؤَ وَ الدّرّ

. قال في الإحياء جاء رجل إلي ابن سيرين و قال رأيت كأني‌ أقلد الدر أعناق الخنازير فقال أنت تعلم الحكمة غيرأهلها و قال القمل معروف واحدته قملة. قال الجوهري‌ والقمل المعروف يتولد من العرق والوسخ إذاأصاب ثوبا أو


صفحه : 242

بدنا أوريشا أوشعرا حتي يصير المكان عفنا. قال الجاحظ وربما كان الإنسان قمل الطباع و إن تنظف وتعطر وبدل الثياب قال و من طبعه أنه يكون في شعر الرأس في الأحمر أحمر و في الأسود أسود و في الأبيض أبيض ومتي تغير الشعر تغير إلي لونه و هو من الحيوان ألذي إناثه أكبر من ذكوره ويقال ذكوره الصيبان وقيل الصيبان بيضه . و قال عنقاء مغرب قال بعضهم هوطائر غريب يبيض بيضا كالجبال وتبعد في طيرانها وقيل سميت بذلك لأنه كان في عنقها بياض كالطوق وقيل هوطائر يكون عندمغرب الشمس و قال القزويني‌ إنها أعظم الطير جثة وأكبرها خلقة تختطف الفيل كماتختطف الحدأة الفأرة و كان في قديم الزمان بين الناس فتأذوا منها إلي أن سلب يوما عروسا بحليها فدعا عليها حنظلة النبي فذهب الله بها إلي بعض جزائر البحر المحيط وراء خط الإستواء وهي‌ جزيرة لايصل إليه الناس و فيهاحيوان كثير كالفيل والكركدن والجاموس والببر والسماع وجوارح الطير و عندطيران عنقاء مغرب يسمع لأجنحتها دوي‌ كدوي‌ الرعد العاصف والسيل وتعيش ألفي‌ سنة وتتزاوج إذامضي لها خمسمائة سنة فإذا كان وقت بيضها ظهر بهاألم شديد ثم أطال في وصفها. وذكر أرسطاطاليس في النعوت أن العنقاء قدتصاد فيصنع من مخاليبها أقداح عظام للشرب قال وكيفية صيدها أنهم يوقفون ثورين ويجعلون بينهما عجلة ويثقلونها بالحجارة العظام ويتخذون بين يدي‌ العجلة بيتا يختبئ فيه رجل معه نار فتنزل العنقاء علي الثورين لتخطفهما فإذانشبت أظفارها في الثورين أوأحدهما لم تقدر علي اقتلاعهما لماعليهما من الحجارة الثقيلة و لم تقدر علي الاستقلال لتخلص بمخاليبها


صفحه : 243

فيخرج الرجل بالنار فيحرق أجنحتها قال والعنقاء لها بطن كبطن الثور وعظام كعظام السبع وهي‌ من أعظم سباع الطير انتهي . و قال العكبري‌ في شرح المقامات إن أهل الرس كان بأرضهم جبل يقال له مخ صاعد في السماء قدر ميل و كان به طيور كثيرة وكانت العنقاء به وهي‌ عظيمة الخلق لها وجه كوجه الإنسان و فيها من كل حيوان شبه وهي‌ من أحسن الطير وكانت تأتي‌ في السنة مرة هذاالجبل فتلتقط طيوره فجاعت في بعض السنين وأعوزها الطير فانقضت علي صبي‌ فذهبت به ثم ذهب بجارية أخري فشكوا ذلك إلي نبيهم حنظلة بن صفوان فدعا عليها فأصابتها صاعقة فاحترقت و كان حنظلة في زمن الفترة بين عيسي و محمدص .

وَ فِي رَبِيعِ الأَبرَارِ فِي بَابِ الطّيرِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ فِي زَمَنِ مُوسَي طَائِراً اسمُهَا العَنقَاءُ لَهَا أَربَعَةُ أَجنِحَةٍ مِن كُلّ جَانِبٍ وَ وَجهُهَا كَوَجهِ الإِنسَانِ وَ أَعطَاهَا مِن كُلّ شَيءٍ قِسطاً وَ خَلَقَ لَهَا ذَكَراً مِثلَهَا وَ أَوحَي إِلَيهِ أنَيّ‌ خَلَقتُ طَائِرَينِ عَجِيبَينِ وَ جَعَلتُ رِزقَهُمَا فِي الوُحُوشِ التّيِ‌ حَولَ بَيتِ المَقدِسِ وَ جَعَلتُهُمَا زِيَادَةً فِيمَا وَصَلتُ بِهِ بنَيِ‌ إِسرَائِيلَ وَ تَنَاسَلَا وَ كَثُرَ نَسلُهُمَا فَلَمّا توُفُيّ‌َ مُوسَي ع انتَقَلَت فَوَقَعَت بِنَجدٍ وَ الحِجَازِ فَلَم تَزَل تَأكُلُ الوُحُوشَ وَ تَخطَفُ الصّبيَانَ إِلَي أَن بني‌[ أَن نُبّئَ]خَالِدُ بنُ سِنَانٍ العبَسيِ‌ّ مِن بنَيِ‌ عَبسٍ قَبلَ النّبِيّص فَشَكَوا إِلَيهِ مَا يَلقَونَ مِنهَا فَدَعَا اللّهَ عَلَيهَا فَانقَطَعَ نَسلُهَا وَ انقَرَضَت فَلَا تُوجَدُ اليَومَ

. و قال القنفذ بالذال المعجمة وبضم القاف وبفتحها هوصنفان قنفذ يكون بأرض مصر قدر الفأر وقنفذ يكون بأرض الشام والعراق بقدر الكلب القلطي‌ و


صفحه : 244

بينهما كالفرق بين الفأر والجراد و هو لايظهر إلاليلا و هومولع بأكل الأفاعي‌ و لايتألم بها و إذالذعته الحية أكل السعتر البري‌ فيبرأ و له خمسة أسنان في فيه والبرية منها تسفد قائمة وظهر الذكر لاصق ببطن الأنثي .

وَ رَوَي الطبّرَاَنيِ‌ّ وَ غَيرُهُ عَن قَتَادَةَ بنِ النّعمَانِ أَنّهُ قَالَ كَانَت لَيلَةٌ شَدِيدَةَ الظّلمَةِ وَ المَطَرِ فَقُلتُ لَوِ اغتَنَمتُ اللّيلَةَ شُهُودَ العَتَمَةِ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فَفَعَلتُ فَلَمّا رآَنيِ‌ قَالَ قَتَادَةُ قُلتُ لَبّيكَ يَا رَسُولَ اللّهِص ثُمّ قُلتُ عَلِمتُ أَنّ شَاهِدَ الصّلَاةِ فِي هَذِهِ اللّيلَةِ قَلِيلٌ فَأَحبَبتُ أَن أَشهَدَهَا مَعَكَ فَقَالَص إِذَا انصَرَفتَ فأَتنِيِ‌ فَلَمّا فَرَغتُ مِنَ الصّلَاةِ أَتَيتُ إِلَيهِ فأَعَطاَنيِ‌ عُرجُوناً كَانَ فِي يَدِهِ فَقَالَ هَذَا يضُيِ‌ءُ أَمَامَكَ عَشراً وَ مِن خَلفِكَ عَشراً ثُمّ قَالَ إِنّ الشّيطَانَ قَد خَلَفَكَ فِي أَهلِكَ فَاذهَب بِهَذَا العُرجُونِ فَاستَضِئ بِهِ حَتّي تأَتيِ‌َ بَيتَكَ فَتَجِدَهُ فِي زَاوِيَةِ البَيتِ فَاضرِبهُ بِالعُرجُونِ قَالَ فَخَرَجتُ مِنَ المَسجِدِ فَأَضَاءَ العُرجُونُ مِثلَ الشّمعَةِ نُوراً فَاستَضَأتُ بِهِ وَ أَتَيتُ أهَليِ‌ فَوَجَدتُهُم قَد رَقَدُوا فَنَظَرتُ إِلَي الزّاوِيَةِ فَإِذَا فِيهَا قُنفُذٌ فَلَم أَزَل أَضرِبُهُ بِالعُرجُونِ حَتّي خَرَجَ وَ رَوَاهُ أَحمَدُ وَ البَزّازُ وَ رِجَالُ أَحمَدَ رِجَالُ الصّحِيحِ

. و قال الوبر بفتح الواو وتسكين الباء الموحدة دويبة أصغر من السنور طحلاء اللون لاذنب لها تقيم في البيوت وجمعها وبور وبيرر وبار والأنثي وبرة وقول الجوهري‌ لاذنب لها أي لاذنب طويل و إلافالوبر له ذنب قصير جدا و الناس يسمون الوبر بغنم بني‌ إسرائيل ويزعمون أنها مسخت لأن ذنبها مع صغره يشبه إليه الخروف و هوقول شاذ لايلتفت إليه . و قال الورل بفتح الواو والراء المهملة وباللام في آخره دابة علي خلقه الضب


صفحه : 245

إلا أنه أعظم منه والجمع أورال وورلان والأنثي ورلة. و قال القزويني‌ إنه أعظم من الوزغ وسام أبرص طويل الذنب سريع السير خفيف الحركة و قال عبداللطيف الورل والضب والحرباء وشحمة الأرض والوزغ كلها متناسبة في الخلق فأما الورل و هوالحرذون فليس في الحيوان أكثر سفادا منه وبينه و بين الضب عداوة فيغلب الورل الضب ويقتله لكنه لايأكله كمايفعل بالحية و هو لايتخذ بيتا لنفسه و لايحفر جحرا بل يخرج الضب من جحره صاغرا ويستولي‌ عليه و إن كان أقوي براثن منه لكن الظلم يمنعه من الحفر ولهذا يضرب به المثل في الظلم ويقال أظلم أوأجبر من ورل ويكفي‌ في ظلمه أنه يغصب الحية جحرها ويبلعها وربما قتل فوجد في جوفه الحية العظيمة و هو لايبتلعها حتي يشدخ رأسها ويقال أنه يقاتل الضب والجاحظ يقول الحرذون غيرالورل ووصفه بأنه دابة تكون بناحية مصر مليحة موشاة بألوان كثيرة ولها كف ككف الإنسان مقسومة أصابعها إلي الأنامل


صفحه : 246

باب 6-الأسباب العارضة المقتضية للتحريم

1- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ التمّيِميِ‌ّ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ الديّباَجيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن جَدّهِ مُوسَي عَن آبَائِهِ ع قَالَ سُئِلَ عَلِيّ ع عَن حَمَلٍ غذُيّ‌َ بِلَبَنِ خِنزِيرَةٍ فَقَالَ قَيّدُوهُ وَ أَعلِفُوهُ الكُسبَ وَ النّوَي وَ الخُبزَ إِن كَانَ استَغنَي عَنِ اللّبَنِ وَ إِن لَم يَكُنِ استَغنَي عَنِ اللّبَنِ فَيُلقَي عَلَي ضَرعِ شَاةٍ سَبعَةَ أَيّامٍ

2- الكاَفيِ‌، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِ‌ّ عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مِثلَهُ

بيان الكسب بالضم عصارة الدهن و قوله سبعة أيام كأنه متعلق بالشقين معا كمايستفاد من كلام الأصحاب وستعرف

3- قُربُ الإِسنَادِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ وَ عَبدِ الصّمَدِ بنِ مُحَمّدٍ مَعاً عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ سَمِعتُ رَجُلًا يَسأَلُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن حَمَلٍ يَرضِعُ مِن خِنزِيرَةٍ ثُمّ استُفحِلَ الحَمَلُ فِي غَنَمٍ فَخَرَجَ لَهُ نَسلٌ مَا قَولُكَ فِي نَسلِهِ فَقَالَ مَا عَلِمتَ أَنّهُ مِن نَسلِهِ بِعَينِهِ فَلَا تَقرَبهُ وَ أَمّا مَا لَم تَعلَم أَنّهُ مِنهُ فَهُوَ بِمَنزِلَةِ الجُبُنّ كُل وَ لَا تَسأَل عَنهُ


صفحه : 247

4- المُقنِعُ، سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن جدَي‌ٍ رَضَعَ مِن خِنزِيرَةٍ حَتّي كَبِرَ وَ شَبّ وَ اشتَدّ عَظمُهُ ثُمّ إِنّ رَجُلًا استَفحَلَهُ فِي غَنَمِهِ فَأَخرَجَ لَهُ نَسلًا فَقَالَ أَمّا مَا عَرَفتَ مِن نَسلِهِ بِعَينِهِ فَلَا تَقرَبهُ وَ أَمّا مَا لَا تَعرِفُهُ فَكُلهُ وَ لَا تَسأَل عَنهُ فَإِنّهُ بِمَنزِلَةِ الجُبُنّ

بَيَانٌ رَوَاهُ فِي الكاَفيِ‌ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ وَ أَنَا حَاضِرٌ عِندَهُ عَن جدَي‌ٍ رَضَعَ وَ ذَكَرَ نَحواً مِنَ المُقنِعِ

5- وَ رَوَي أَيضاً عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي حَمزَةَ رَفَعَهُ قَالَ لَا تَأكُل مِن لَحمِ حَمَلٍ رَضَعَ مِن لَبَنِ خِنزِيرَةٍ

واعلم أن المعروف بين الأصحاب أن الحيوان إذاشرب لبن خنزيرة فإن لم يشتد بأن ينبت عليه لحمه ويشتد عظمه وتزيد قوته كره لحمه ويستحب استبراؤه بسبعة أيام بأن يعلف بغيره في المدة المذكورة و لو كان في محل الرضاع أرضع من حيوان محلل كذلك و إن اشتد حرم لحمه ولحم نسله ذكرا كان الشارب أم أنثي وذهبوا أن الاستبراء في هذاالقسم لاينفع وبهذا الوجه جمع الشيخ بين الأخبار وتبعه القوم ويمكن الجمع بينها بحمل النهي‌ عن ماقبل الاستبراء وتعميم الاستبراء أوتخصيصه بصورة الاشتداد و مع التعميم يكون قبل الاستبراء مع عدم الاشتداد مكروها ومعه حراما ويدل خبر حنان علي أن المشتبه بالنسل لايجب اجتنابه و هوالظاهر من كلام القوم و إن مقتضي قواعدهم وجوب اجتناب الجميع من باب المقدمة و قد


صفحه : 248

عرفت أن ظاهر الآيات والأخبار خلافه و قال في الروضة و لايتعدي الحكم إلي غيرالخنزيرة عملا بالأصل و إن ساواه في الحكم كالكلب مع احتماله انتهي . واعلم أن جماعة من الأصحاب حكموا بكراهة لحم حيوان رضع من امرأة حتي اشتد عظمه قال في التحرير و لوشرب من لبن امرأة واشتد كره لحمه و لم يكن محظورا انتهي ومستندهم صَحِيحَةُ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي قَالَ كَتَبتُ إِلَيهِ جُعِلتُ فِدَاكَ مِن كُلّ سَوءٍ امرَأَةٌ أَرضَعَت عَنَاقاً حَتّي فُطِمَت وَ كَبِرَت وَ ضَرَبَهَا الفَحلُ ثُمّ وَضَعَت أَ يَجُوزُ أَن يُؤكَلَ لَحمُهَا وَ لَبَنُهَا فَكَتَبَ ع فِعلٌ مَكرُوهٌ لَا بَأسَ بِهِ

وَ فِي الفَقِيهِ كَتَبَ أَحمَدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي إِلَي عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ امرَأَةٌ أَرضَعَت عَنَاقاً بِلَبَنِهَا حَتّي فَطَمَتهَا فَكَتَبَ ع فِعلٌ مَكرُوهٌ وَ لَا بَأسَ بِهِ

.أقول الحديث يحتمل معنيين أحدهما أن الإرضاع فعل مكروه والأكل لابأس به وعبارة الفقيه بهذا أنسب والثاني‌ أن الأكل مكروه ليس بحرام و هذابعبارة التهذيب حيث حذف الواو أنسب ثم علي ما في الفقيه إن كان السؤال عن اللحم فالمراد عدم البأس بلحم العناق علي المعني الأول و علي ما في التهذيب يحتمل العناق والأولاد والأعم ويؤيد كون المراد عدم البأس بلحمها

مَا رَوَاهُ فِي التّهذِيبِ أَيضاً بِسَنَدٍ مُرسَلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي جدَي‌ٍ رَضَعَ مِن لَبَنِ امرَأَةٍ حَتّي اشتَدّ عَظمُهُ وَ نَبَتَ


صفحه : 249

لَحمُهُ قَالَ لَا بَأسَ بِلَحمِهِ

. قال المحقق الأردبيلي‌ قدس سره بعدإيراد خبر التهذيب الأول فيها إن المكروه لابأس به و أنه مع الكبر والشدة مكروه فبدونهما يجوز بالطريق الأولي ويحتمل الكراهة مطلقا والظاهر أن المراد لحمها ولحم نسلها فتأمل

5- الدّعَائِمُ، عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَن لُحُومِ الجَلّالَةِ وَ أَلبَانِهَا وَ بَيضِهَا حَتّي تُستَبرَأَ وَ الجَلّالَةُ هيِ‌َ التّيِ‌[تَتَخَلّلُ]تجلّلُ المَزَابِلَ فَتَأكُلُ العَذِرَةَ

6- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ النّاقَةُ الجَلّالَةُ تُحبَسُ عَلَي العَلَفِ أَربَعِينَ يَوماً وَ البَقَرَةُ عِشرِينَ يَوماً وَ الشّاةُ سَبعَةَ أَيّامٍ وَ البَطّةُ خَمسَةَ أَيّامٍ وَ الدّجَاجَةُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ ثُمّ تُؤكَلُ بَعدَ ذَلِكَ لُحُومُهَا وَ تُشرَبُ أَلبَانُ ذَوَاتِ الأَلبَانِ مِنهَا وَ يُؤكَلُ بَيضُ مَا يَبِيضُ مِنهَا

7- نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ عَلِيّ ع النّاقَةُ الجَلّالَةُ لَا يُحَجّ عَلَي ظَهرِهَا وَ لَا يُشرَبُ لَبَنُهَا وَ لَا يُؤكَلُ لَحمُهَا حَتّي يُقَيّدَ أَربَعِينَ يَوماً وَ البَقَرَةُ الجَلّالَةُ عِشرِينَ يَوماً وَ البَطّةُ الجَلّالَةُ خَمسَةَ أَيّامٍ وَ الدّجَاجُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ

8- المُقنِعُ، قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تَشرَب مِن أَلبَانِ الإِبِلِ الجَلّالَةِ وَ إِن أَصَابَكَ شَيءٌ مِن عَرَقِهَا فَاغسِلهُ


صفحه : 250

تفصيل قال في النهاية فيه أنه نهي‌ عن أكل الجلالة وركوبها الجلالة من الحيوان التي‌ تأكل العذرة والجلة البعر فوضع موضع العذرة يقال جلت الدابة الجلة واجتلتها فهي‌ جالة وجلالة إذاالتقطها.فأما أكل الجلالة فحلال إن لم يظهر النتن في لحمها و أماركوبها فلعله لمايكثر من أكلها العذرة والبعر وتكثر النجاسة علي أجسامها وأفواهها وتلمس راكبها بفمها وثوبه بعرقها و فيه أثر العذرة والبعر فيتنجس و الله أعلم انتهي . ثم اعلم أن المشهور بين الأصحاب أن الجلل يوجب تحريم اللحم وذهب الشيخ و ابن الجنيد إلي الكراهة وكلام الشيخ في المبسوط مشعر باتفاقها عليه وقيل بالتحريم إن كان الغذاء بالعذرة محضا والكراهة إن كان غالبا والتحريم أحوط مع الاغتذاء بالعذرة محضا و إن كان إثباته بحسب الدليل مشكلا و أماالحج عليها أوركوبها مطلقا فالظاهر أنه محمول علي الكراهة ويمكن أن يكون لكراهة عرقها. قال ابن الجنيد رحمه الله والجلال من سائر الحيوان مكروه أكله وكذلك شرب ألبانها والركوب عليها انتهي واختلفوا فيما يحصل به الجلل فالمشهور أنه يحصل بأن يغتذي‌ الحيوان بعذرة الإنسان لا غير وألحق أبوالصلاح بالعذرة غيرها من النجاسات و هوضعيف والنصوص والفتاوي‌ المعتبرة خالية عن تقدير المدة التي‌ يحصل فيها ذلك لكن يستفاد من بعض الروايات المعتبرة في ذلك أن تكون العذرة غذاءه و من بعضها أن الخلط لايوجب الجلل وقدره بعضهم أن ينمو ذلك في بدنه ويصير جزءا منه وبعضهم بيوم وليلة و قال يحيي بن سعيد بأكل العذرة خالصة يومها أجمع وقدر آخرون بأن يظهر النتن في لحمه وجلده يعني‌ رائحة العذرة و قال الشيخ في المبسوط والخلاف إن الجلالة هي‌ التي‌ تكون أكثر علفها العذرة فلم يعتبر تمحض العذرة والظاهر في مثله الرجوع إلي صدق الجلل عرفا و في معرفته إشكال والأشهر طهارة الجلال بل


صفحه : 251

القائل بالنجاسة غيرمعلوم لكن تدل عليها بعض الأخبار وحملت علي كراهة والأقرب وقوع التذكية عليه لعموم الأدلة ثم إن تحريم الجلال علي القول به أوالكراهة ليس بالذات بل بسبب الاغتذاء بالعذرة فليس مستقرا بل إلي أن يقطع ذلك الاغتذاء ويغتذي‌ بغيره بحيث يزول عنه اسم الجلل والنصوص الواردة في هذاالباب غيرنقي‌ الأسانيد وفتاوي‌ الأصحاب في بعضها متفقة و في بعضها مختلفة فالمتفق عليه استبراء الناقة بأربعين يوما ويدل عليه الروايات و من المختلف فيه البقرة قيل يستبرأ بأربعين كالناقة ويدل عليه زائدا علي ماتقدم رواية مسمع وقيل بعشرين يوما و هوأشهر لرواية السكوني‌ ومرفوعة يعقوب ورواية يونس و منه الشاة


صفحه : 252

والمشهور أن استبراءها بعشرة لرواية السكوني‌ ومرفوعة يعقوب ورواية مسمع وقيل بسبعة وقيل بخمسة و في رواية يونس أربعة عشر و في رواية مسمع البطة الجلالة لايؤكل لحمها حتي تربط خمسة أيام و في رواية السكوني‌ الدجاجة الجلالة لايؤكل لحمها حتي تقيد ثلاثة أيام والبطة خمسة أيام واكتفي الصدوق في المقنع للبطة بثلاثة أيام ورواه في الفقيه عن القاسم بن محمدالجوهري‌ و من الأصحاب من اعتبر في الدجاجة خمسة أيام وقيل أكثر ومستند الكل لايخلو من ضعف علي المشهور وقيل مراعاة العرف متجه والأحوط مراعاة أكثر الأمرين من زوال الجلل العرفي‌ وأكثر المقدرات و في كلام الأصحاب الربط والعلف بالطاهر في المدة المقدرة وربما اعتبر الطاهر بالأصالة والمذكور في بعض الروايات الحبس حسب والظاهر أن الغرض زوال الجلل فلايتوقف علي الربط و لا علي الطهارة بل الظاهر حصوله بالاغتذاء بغير العذرة والأحوط مراعاة المشهور و لايؤكل الجلال من السمك حتي يستبرأ يوما وليلة عندالأكثر استنادا إلي رواية يونس عن الرضا واكتفي الصدوق بيوم إلي الليل لرواية الجوهري‌. و قال أبوالصلاح في الكافي‌ في عداد المحرمات و ماأدمن شرب النجاسات حتي يمنع منها عشرا وجلالة الغائط حتي تحبس الإبل والبقر أربعين يوما والشاة سبعة أيام والبطة والدجاج خمسة أيام وروي‌ في الدجاج خاصة بثلاثة أيام وجلالة ماعدا العذرة من النجاسات حتي تحبس


صفحه : 253

الأنعام سبعا والطير يوما وليلة. و قال العلامة رحمه الله في المختلف بعدنقل هذه العبارة. و ألذي ورد في ذلك مَا رَوَاهُ مُوسَي بنُ أُكَيلٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَنِ البَاقِرِ ع فِي شَاةٍ شَرِبَت بَولًا ثُمّ ذُبِحَت فَقَالَ يُغسَلُ مَا فِي جَوفِهَا ثُمّ لَا بَأسَ بِهِ

. وكذلك إذااعتلف بالعذرة ما لم تكن جلالة والجلالة التي‌ يكون ذلك غذاؤها وقول أبي الصلاح لم تقم عليه دلالة عندي‌ انتهي والمشهور بين الأصحاب أنه لوشرب الحيوان المحلل خمرا لم يؤكل ما في جوفه من الأمعاء والقلب والكبد. ويجب غسل اللحم

لِرِوَايَةِ زَيدٍ الشّحّامِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ فِي شَاةٍ شَرِبَت خَمراً حَتّي سَكِرَت ثُمّ ذُبِحَت عَلَي تِلكَ الحَالِ لَا يُؤكَلُ مَا فِي بَطنِهَا

. والرواية مع ضعفها علي المشهور أخص من المدعي من وجوه وأنكر الحكم المذكور ابن إدريس و قال بالكراهة ولعله أقرب والمشهور أنه إذاشرب بولا غسل ما في بطنه وأكل لرواية ابن أكيل المتقدمة وهي‌ علي طريقة الأصحاب ضعيفة من وجوه إلا أنه لاأعرف رادا للحكم وقيل إن هذاإنما يكون إذاذبح في الحال بعدالشرب بخلاف ما إذاتأخر بحيث صار جزءا من بدنه و هوظاهر غيربعيد عن سياق الخبر

9-نَوَادِرُ الراّونَديِ‌ّ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الكَاظِمِ عَن آبَائِهِ ع سُئِلَ عَلِيّ ع


صفحه : 254

عَن قِدرٍ طُبِخَت فَإِذَا فِيهَا فَأرَةٌ مَيّتَةٌ قَالَ يُهَرَاقُ المَرَقُ وَ يُغسَلُ اللّحمُ وَ يُنَقّي وَ يُؤكَلُ

بيان رواه الشيخ بإسناده عن السكوني‌ عن أبي عبد الله ع و ليس فيه وينقي و عليه عمل الأصحاب وربما يستشكل بأنه مع الطبخ والغليان ينفذ الماء النجس في أعماق اللحم والتوابل فكيف تطهر بمجرد الغسل ويمكن أن يحمل علي أن ينقع في الماء الطاهر حتي يصل إلي كل ماوصل إليه النجس ويمكن أن يكون قوله ع وينقي إشارة إلي ذلك لكن كلام الأصحاب ورواية السكوني‌ غيرمقيدة بذلك و إن كان أحوط

10- تُحَفُ العُقُولِ، سَأَلَ يَحيَي بنُ أَكثَمَ مُوسَي المُبَرقَعَ عَن رَجُلٍ أَتَي إِلَي قَطِيعِ غَنَمٍ فَرَأَي الراّعيِ‌َ يَنزُو عَلَي شَاةٍ مِنهَا فَلَمّا بَصُرَ بِصَاحِبِهَا خَلّي سَبِيلَهَا فَدَخَلَت بَينَ الغَنَمِ كَيفَ تُذبَحُ وَ هَل يَجُوزُ أَكلُهَا أَم لَا فَسَأَلَ مُوسَي أَخَاهُ أَبَا الحَسَنِ الثّالِثَ ع فَقَالَ إِنّهُ إِن عَرَفَهَا ذَبَحَهَا وَ أَحرَقَهَا وَ إِن لَم يَعرِفهَا قَسَمَ الغَنَمَ نِصفَينِ وَ سَاهَمَ بَينَهُمَا فَإِذَا وَقَعَ عَلَي أَحَدِ النّصفَينِ فَقَد نَجَا النّصفُ الآخَرُ ثُمّ يُفَرّقُ النّصفَ الآخَرَ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتّي تَبقَي شَاتَانِ فَيُقرِعُ بَينَهُمَا فَأَيّهُمَا وَقَعَ السّهمُ بِهَا ذُبِحَت وَ أُحرِقَت وَ نَجَا سَائِرُ الغَنَمِ

بَيَانٌ رَوَي الشّيخُ هَذَا الخَبَرَ بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الرّجُلِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن رَجُلٍ نَظَرَ إِلَي رَاعٍ نَزَا عَلَي شَاةٍ قَالَ إِن عَرَفَهَا ذَبَحَهَا وَ أَحرَقَهَا وَ إِن لَم يَعرِفهَا قَسَمَهَا نِصفَينِ أَبَداً حَتّي يَقَعَ السّهمُ بِهَا فَتُذبَحُ وَ تُحرَقُ وَ قَد نَجَت سَائِرُهَا


صفحه : 255

وأقول الظاهر أن الرجل أبو الحسن ع و هذامختصر من الحديث ألذي رويناه أولا و قال في المسالك بمضمون الرواية عمل الأصحاب مع أنها لاتخلو من ضعف وإرسال لأن راويها محمد بن عيسي عن الرجل و محمد بن عيسي مشترك بين الأشعري‌ الثقة واليقطيني‌ و هوضعيف فإن كان المراد بالرجل الكاظم ع كما هوالغالب فهي‌ مع ضعفها بالاشتراك مرسلة لأن كلا الرجلين لم يدرك الكاظم ع و إن أريد به غيره أو كان مبهما كما هومقتضي لفظه فهي‌ مع ذلك مقطوعة انتهي . وأقول يرد عليه أن الظاهر أنه اليقطيني‌ كمايظهر من الأمارات والشواهد الرجالية لكن الظاهر ثقته والقدح غيرثابت و جل الأصحاب يعدون حديثه صحيحا وكون المراد بالرجل الكاظم ع غيرمعروف بل الغالب التعبير بالرجل والغريم وأمثالهما عندشدة التقية بعدزمان الرضا ع كما لايخفي و هذابقرينة الراوي‌ يحتمل الجواد والهادي‌ والعسكري‌ ع لكن الظاهر الهادي‌ ع بقرينة الرواية الأولي فظهر أن الخبر صحيح مع أنه لم يرده أحد من الأصحاب . و قال في المسالك و لو لم يعمل بهافمقتضي القواعد الشرعية أن المشتبه فيه إن كان محصورا حرم الجميع و إن كان غيرمحصور جاز أكله إلي أن تبقي واحدة كما في نظائره انتهي . وأقول تحريم الجميع في المحصور غيرمعلوم كماعرفت والعمل بالقرعة في الأمور المشتبهة غيربعيد عن القواعد الشرعية و قدورد في كثير من نظائره ثم إن الأصحاب قالوا إذاوطئ الإنسان حيوانا مأكولا حرم لحمه ولحم نسله و لواشتبه بغيره قسم فرقتين وأقرع عليه مرة بعدأخري حتي تبقي واحدة و قال في


صفحه : 256

المسالك إطلاق الإنسان يشمل الصغير والكبير والمنزل وغيره كذلك الحيوان يشمل الذكر والأنثي ذات الأربع وغيره كالطير لكن الرواية وردت بنكاح البهيمة وهي‌ لغة اسم لذات الأربع من حيوان البر والبحر فينبغي‌ أن يكون العمل عليه تمسكا بالأصل في موضع الشك ويحتمل العموم لوجود السبب المحرم وعدم الخصوصية للمحل و هو ألذي يشعر به إطلاق كلام المصنف وغيره و لافرق في ذلك بين العالم بالحكم والجاهل ثم إن علم الموطوء بعينه اجتنب وسري إلي نسله و إن اشتبه أقرع للرواية ثم قال بعد مامر و علي تقدير العمل بالرواية فيعتبر في القسم كونه نصفين كماذكر فيها و إن كان قولهم فريقين أعم منه ثم إن كان العدد زوجا فالنصف حقيقة ممكن و إن كان فردا اغتفر زيادة الواحدة في أحد النصفين وكذا القول بعدالانتهاء إلي عدد فرد كثلاثة

11- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع إِذَا جُعِلَت سَمَكَةٌ مَعَ الجرِيّ‌ّ فِي السّفّودِ إِن كَانَتِ السّمَكَةُ فَوقَهُ فَكُلهَا وَ إِن كَانَت تَحتَهُ فَلَا تَأكُل وَ إِذَا كَانَ اللّحمُ مَعَ الطّحَالِ فِي السّفّودِ أُكِلَ اللّحمُ وَ الجُوذَابَةُ لِأَنّ الطّحَالَ فِي حِجَابٍ وَ لَا يَنزِلُ مِنهُ شَيءٌ إِلّا أَن يُثقَبَ فَإِن ثُقِبَ سَالَ مِنهُ وَ لَم يُؤكَل مَا تَحتَهُ مِنَ الجُوذَابَةِ وَ لَا غَيرِهِ وَ يُؤكَلُ مَا فَوقَهُ

12- المُقنِعُ، إِذَا كَانَ اللّحمُ مَعَ الطّحَالِ فِي سَفّودٍ أُكِلَ اللّحمُ إِذَا كَانَ فَوقَ الطّحَالِ فَإِن كَانَ أَسفَلَ مِنَ الطّحَالِ لَم يُؤكَل وَ يُؤكَلُ جُوذَابُهُ لِأَنّ الطّحَالَ فِي حِجَابٍ وَ لَا يَنزِلُ مِنهُ شَيءٌ إِلّا أَن يُثقَبَ فَإِن ثُقِبَ سَالَ مِنهُ وَ لَم يُؤكَل مَا تَحتَهُ مِنَ الجُوذَابِ وَ إِن جُعِلَت سَمَكَةٌ يَجُوزُ أَكلُهَا مَعَ جرِيّ‌ّ أَو غَيرِهَا مِمّا لَا يَجُوزُ أَكلُهُ فِي سَفّودٍ أُكِلَتِ التّيِ‌ لَهَا فَلسٌ إِذَا كَانَت فِي السّفّودِ فَوقَ الجرِيّ‌ّ وَ فَوقَ التّيِ‌ لَا تُؤكَلُ فَإِن كَانَت أَسفَلَ مِنَ الجرِيّ‌ّ لَم تُؤكَل


صفحه : 257

الفَقِيهُ، قَالَ الصّادِقُ ع إِذَا كَانَ اللّحمُ مَعَ الطّحَالِ وَ ذَكَرَ مِثلَ مَا فِي المُقنِعِ

تبيين السفود كتنور الحديدة التي‌ تشوي بهااللحم و في القاموس الجوذاب بالضم طعام السكر وأرز ولحم انتهي . والظاهر أن المراد هنا الخبز المشرود تحت الطحال واللحم الذين علي السفود ليجري‌ عليها ماينفصل منهما وعمل بما ورد في الفقيه أكثر الأصحاب . والأصل فيه عندهم مَا رَوَاهُ الشّيخُ فِي المُوَثّقِ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَنِ الطّحَالِ أَ يَحِلّ أَكلُهُ قَالَ لَا تَأكُلهُ فَهُوَ دَمٌ قُلتُ فَإِن كَانَ الطّعَامُ فِي سَفّودٍ مَعَ لَحمٍ وَ تَحتَهُ خُبزٌ وَ هُوَ الجُوذَابُ أَ يُؤكَلُ مَا تَحتَهُ قَالَ نَعَم يُؤكَلُ اللّحمُ وَ الجُوذَابُ وَ يُرمَي بِالطّحَالِ لِأَنّ الطّحَالَ فِي حِجَابٍ لَا يَسِيلُ مِنهُ فَإِن كَانَ الطّحَالُ مَشقُوقاً أَو مَثقُوباً فَلَا تَأكُل مِمّا يَسِيلُ عَلَيهِ الطّحَالُ وَ عَنِ الجرِيّ‌ّ يَكُونُ فِي السّفّودِ مَعَ السّمَكِ قَالَ يُؤكَلُ مَا كَانَ فَوقَ الجرِيّ‌ّ وَ يُرمَي بِمَا سَالَ عَلَيهِ الجرِيّ‌ّ

. و هذامطابق لما في الفقيه و أما ماذكره الصدوق رحمه الله في الكتابين فهو مخالف للخبرين فإن عبارته تدل علي عدم حل اللحم إذا كان تحت الطحال و إن لم يكن مثقوبا والروايتان تدلان علي الحل مطلقا إذا لم يكن مثقوبا قال في الدروس إذاشوي‌ الطحال مع اللحم فإن لم يكن مثقوبا أو كان اللحم فوقه فلابأس و إن كان مثقوبا واللحم تحته حرم ماتحته من لحم وغيره و قال الصدوق رحمه الله إذا لم يثقب لم يؤكل اللحم إذا كان أسفل ويؤكل الجوذاب و هوالخبز.


صفحه : 258

و قال قدس سره أيضا.

رَوَي عَمّارٌ عَنِ الصّادِقِ ع فِي الجرِيّ‌ّ مَعَ السّمَكِ فِي سَفّودٍ بِالتّشدِيدِ مَعَ فَتحِ السّينِ يُؤكَلُ مَا فَوقَ الجرِيّ‌ّ وَ يُرمَي مَا سَالَ عَلَيهِ

. وعليها ابنا بابويه وطرد الحكم في مجامعة مايحل أكلها لمايحرم قال الفاضل لم يعتبر علماؤنا ذلك والجري‌ طاهر والرواية ضعيفة السند انتهي . وأقول عدم نجاسة الجري‌ لاينافي‌ الحكم المذكور فإنه ليس باعتبار النجاسة بل باعتبار أنه يجري‌ من الطحال والجري‌ وغيرهما دم وأجزاء مائعة بعدتأثير الحرارة ويتشرب منها ماتحته وضعف الروايات في هذاالباب منجبر بالشهرة بين الأصحاب وحل مايحكم بالحل فيهامؤيد بالأصل والعمومات


صفحه : 259

باب 7-الصيد وأحكامه وآدابه

الآيات المائدةغَيرَ محُلِيّ‌ الصّيدِ وَ أَنتُم حُرُمٌ قوله سبحانه وَ إِذا حَلَلتُم فَاصطادُوا و قال تعالي يَسئَلُونَكَ ما ذا أُحِلّ لَهُم قُل أُحِلّ لَكُمُ الطّيّباتُ وَ ما عَلّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنّ مِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم وَ اذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيهِ وَ اتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِ و قال عز و جل يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَقتُلُوا الصّيدَ وَ أَنتُم حُرُمٌ.تفسير قدمر تفسير بعض الآيات في كتاب الحج ومر بعضها في الأبواب السابقةوَ ما عَلّمتُم مِنَ الجَوارِحِقالوا يحتمل أن يكون عطفا علي الطيبات بأخذ ماموصولة ولكن بحذف مضاف أي مصيده أوصيده أي صيد الكلاب التي‌ تصيدون بهابقرينة قوله مُكَلّبِينَفإنه مشتق من الكلب أي حال كونكم صاحبي‌ الصيد بالكلاب أوأصحاب التعليم للكلاب فيلزم كون الجوارح كلابا فيحل ماذبحه الكلب المعلم . وذهب أكثر المخالفين إلي أن المراد بالجوارح كلاب الصيد علي أهلها من الطيور وذوات الأربع من السباع وإطلاق المكلبين باعتبار كون المعلم في الأغلب كلبا أولأن كل سبع يسمي كلبا قال النبي ص في دعائه أللهم سلط عليه كلبا من كلابك فسلط الله عليه الأسد لكنه خلاف الظاهر وستأتي‌ الأخبار الكثيرة في ذلك قال في مجمع البيان الجوارح هي‌ الكلاب فقط عن ابن


صفحه : 260

عمر والضحاك والسدي‌. والمروي‌ عن أئمتنا ع فإنهم قالوا هنا الكلب المعلم خاصة أحل الله صيدها إن أدركه صاحبه و قدقتل لقوله فَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم. و قوله مُكَلّبِينَمنصوب علي الحال و قوله تُعَلّمُونَهُنّحال ثانية أواستئناف مِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُمتعلق بتعلمونهن أي مما ألهمكم الله من الحيل وطرق التأديب فإن العلم به إلهام منه تعالي أواكتساب بالعقل ألذي هوعطية من الله تعالي أيضا وقيل أي مما عرفكم الله أن تعلموهن من اتباع الصيد بإرسال صاحبه وانزجاره بزجره وانصرافه بدعائه فَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُممتفرع علي ماتقدم ويحتمل كونه جزاء لقوله وَ ما عَلّمتُمفتكون ماشرطية أي كلوا مما أمسكت الجوارح عليكم . قال البيضاوي‌ و هو ما لم يأكل منه لقوله ص لعدي‌ بن حاتم و إن أكل منه فلاتأكل إنما أمسك علي نفسه فاشترط في حله أن يكون الكلب ماأكل منه فلو أكل حرم . ثم قال و إليه ذهب أكثر الفقهاء و قال بعضهم لايشترط ذلك في سباع الطير لأن تأديبها إلي هذاالحد متعذر و قال آخرون لايشترط مطلقا انتهي .وَ اذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيهِالضمير لماعلمتم والمعني سموا عليه عندإرساله أو لماأمسكن بمعني سموا عليه إذاأدركتم ذكاته أوسموا عندأكله والأول أظهر وأشهر كماسيأتي‌وَ اتّقُوا اللّهَ في أوامره ونواهيه فلاتخالفوها بوجه إِنّ اللّهَ سَرِيعُ الحِسابِلأنه لا يَعزُبُ عَنهُ مِثقالُ ذَرّةٍ فِي السّماواتِ وَ لا فِي الأَرضِيَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وَ ما تخُفيِ‌ الصّدُورُ وإِنّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ والعبد في مقام التقصير فيما دق و جل ففيه كمال التنبيه علي كمال الغفلة وغاية الاهتمام بسرعة الامتثال فقد أعذر من أنذر كذا قيل ثم اعلم أنه يستفاد من الآيات


صفحه : 261

أحكام الأول تدل الآيات منطوقا ومفهوما علي إباحة الصيد والمصيد في الجملة وادعوا عليها إجماع الأمة والروايات في ذلك مستفيضة من طرق الخاصة والعامة واستثني‌ منها صيد البر في حال الإحرام علي التفصيل المتقدم في كتاب الحج وظاهر الأصحاب أن صيد اللهو فعله حرام لكن الظاهر أن مصيده لا يكون حراما لأن حرمة الفعل لايستلزم تحريمه بل يمكن المناقشة في تحريم الفعل أيضا لأن عدم قصر الصلاة والصوم لايستلزم التحريم لكن الظاهر أنه لاخلاف بينهم فيه و في بعض الروايات إشعار به .الثاني‌ ظاهر الآية اشتراط كون الجارح كلبا كماعرفت . قال الشهيد الثاني‌ رحمه الله الاصطياد يطلق علي معنيين أحدهما إثبات اليد علي الحيوان الوحشي‌ بالأصالة المحلل المزيل لامتناعه بآلة الاصطياد اللغوي‌ و إن بقي‌ بعد ذلك علي الحياة وأمكن تذكيته بالذبح . والثاني‌ عقره المزهق لروحه بآلة الصيد علي وجه يحل أكله فالصيد بالمعني الأول جائز إجماعا بكل آلة يتوصل بها إليه من كلب وسبع وجارح وغيرها وإنما الكلام في الاصطياد بالمعني الثاني‌ والإجماع واقع أيضا علي تحققه بالكلب المعلم من جملة الحيوان بمعني ماأخذه وجرحه وأدركه صاحبه ميتا أو في حركة المذبوح يحل أكله ويقوم إرسال الصائد وجرح الكلب في أي موضع كان مكان الذبح في المقدور عليه واختلفوا في غيره من جوارح الطير والسباع فالمشهور بين الأصحاب بل ادعي عليه المرتضي إجماعهم علي عدم وقوعه بهاللآية فإن الجوارح و إن كانت عامة إلا أن الحال في قوله مُكَلّبِينَالواقع من ضميرعَلّمتُمخصص الجوارح بالكلاب فإن المكلب مؤدب الكلاب لأجل الصيد وذهب الحسن بن أبي عقيل إلي حل صيد ماأشبه الكلب من الفهد والنمر وغيرهما لعموم الجوارح ولورود أخبار صحيحة وغيرها بأن الفهد كالكلب في ذلك واختلف تأويل الشيخ لها فتارة خصها بموردها وجوز صيد الفهد كالكلب محتجا بأن الفهد يسمي كلبا في اللغة وتارة حملها علي التقية وثالثة علي حال الضرورة ووردت أخبار بحل صيد


صفحه : 262

غيرالفهد أيضا وحملها علي إحدي الأخيرتين .الثالث ظاهر الآية شمولها لكل الكلب سلوقيا كان أوغيره و لاخلاف فيه ظاهرا بيننا وسواء كان أسود أوغيره و هوأصح القولين واستثني ابن الجنيد رحمه الله الكلب الأسود و قال لايجوز الاصطياد به و هومذهب أحمد وبعض الشافعية محتجا بالرواية عن أمير المؤمنين ع أنه لايؤكل صيده و قال إن رسول الله ص أمر بقتله .الرابع يستفاد من الآية الكريمة أن الكلب ألذي يحل مقتوله لابد أن يكون معلما إذ التقدير وأحل لكم صيد ماعلمتم من الجوارح فعلق حل صيدها علي كونه معلما واعتبروا في صيرورة الكلب معلما ثلاثة أمور أحدها أن يسترسل باسترسال صاحبه وإشارته والثاني‌ أن ينزجر بزجره وهكذا أطلق أكثرهم وقيده في الدروس بما إذا لم يكن بعدإرساله علي الصيد لأنه لايكاد أن ينفك حينئذ واستحسنه الشهيد الثاني‌ رحمه الله وقريب منه في التحرير و هو غيربعيد.الثالث أن يمسك الصيد و لايأكل منه و في هذااعتبار وصفين أحدهما أن يحفظه و لايخليه والثاني‌ أن لايأكل منه وذهب جماعة من الأصحاب منهم الصدوقان و الحسن إلي أن عدم الأكل ليس بشرط و به روايات كثيرة و لايخلو من قوة فيحمل أخبار عدم الأكل علي الكراهة أوالتقية و هوأظهرلِصَحِيحَةِ حَكَمِ بنِ حُكَيمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع مَا تَقُولُ فِي الكَلبِ يَصِيدُ الصّيدَ فَيَقتُلُهُ قَالَ


صفحه : 263

لَا بَأسَ كُل قَالَ قُلتُ إِنّهُم يَقُولُونَ إِذَا أَكَلَ مِنهُ فَإِنّمَا أَمسَكَ عَلَي نَفسِهِ فَلَا تَأكُلهُ فَقَالَ كُل أَ وَ لَيسَ قَد جَامَعُوكُم عَلَي أَنّ قَتلَهُ ذَكَاتُهُ قَالَ قُلتُ بَلَي قَالَ فَمَا تَقُولُونَ فِي شَاةٍ ذَبَحَهَا رَجُلٌ أَ ذَكّاهَا قَالَ قُلتُ نَعَم قَالَ فَإِنّ السّبُعَ جَاءَ بَعدَ مَا ذَكّاهَا فَأَكَلَ بَعضَهَا أَ تُؤكَلُ البَقِيّةُ قُلتُ نَعَم قَالَ فَإِذَا أَجَابُوكَ إِلَي هَذَا فَقُل لَهُم كَيفَ تَقُولُونَ إِذَا ذَكّي ذَلِكَ فَأَكَلَ مِنهَا لَم تَأكُلُوا وَ إِذَا ذَكّي هَذَا وَ أَكَلَ أَكَلتُم

. وحمل الشيخ هذه الأخبار علي الأكل نادرا و هوبعيد وفرق ابن الجنيد بين أكله منه قبل موت الصيد وبعده وجعل الأول قادحا في التعليم دون الثاني‌ و هذاأيضا وجه للجمع بين الأخبار وكأنه يومي‌ إليه خبر ابن حكيم والعامة أيضا مختلفون في هذاالحكم بسبب اختلاف الأحاديث النبوية و إن كان الأشهر بينهم الاشتراط و قديستدل علي الاشتراط بقوله تعالي وَ ما أَكَلَ السّبُعُ إِلّا ما ذَكّيتُم والظاهر أنه مخصص بقوله تعالي وَ ما عَلّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلّبِينَبشهادة الأخبار الكثيرة و علي القول باعتبار عدم الأكل لايضر شرب الدم والأمور المعتبرة في التعليم لابد أن تتكرر مرة بعدأخري ليغلب علي الظن تأرب الكلب و لم يقدر أكثر الأصحاب عدد المرات واكتفي بعضهم بالتكرار مرتين واعتبر آخرون ثلاث مرات و كان الأقوي الرجوع في أمثاله إلي العرف لفقد النص علي التحديد وحيث تحقق التعليم لوخالف في بعض الصفات مرة لم يقدح فيه فإن عاد ثانيا بني‌ علي أن التعلم هل يكفي‌ فيه المرتان أم لا فإن اكتفينا بهما زال بهما و إن اعتبرنا الثلاث فكذلك هنا وكذا إن اعتبرنا العرف كذا ذكره الشهيد الثاني‌ قدس الله روحه .الخامس الآية تومي‌ إلي عدم حل صيد الكفار لأن الخطاب فيهامتوجه إلي المسلمين فكأنه قيد الحل بما أمسك علي المسلمين و لاخلاف في تحريم صيد غير أهل الكتاب من الكفار و أما أهل الكتاب فالخلاف فيهم هنا كالخلاف فيهم في ذبائحهم كماسيأتي‌.السادس المشهور بين الأصحاب أن الاعتبار في حل الصيد بالمرسل لاالمعلم فإن كان المرسل مسلما فقتل حل و لو كان المعلم مجوسيا أووثنيا و لو كان المرسل


صفحه : 264

غيرمسلم لم يحل و لو كان المعلم مسلما بل ادعي عليه الشيخ في الخلاف إجماع الفرقة ويدل عليه

صَحِيحَةُ سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع كَلبُ المجَوُسيِ‌ّ يَأخُذُهُ المُسلِمُ فيَسُمَيّ‌ حِينَ يُرسِلُهُ يَأكُلُ مِمّا أَمسَكَ عَلَيهِ فَقَالَ نَعَم لِأَنّهُ مُكَلّبٌ وَ ذَكَرَ اسمَ اللّهِ عَلَيهِ

و قال في المبسوط لايحل مقتول ماعلمه المجوسي‌ محتجا بقوله تعالي تُعَلّمُونَهُنّ مِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُ و هذا لم يعلمه المسلم

وَ بِرِوَايَةِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَيَابَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ كَلبُ مجَوُسيِ‌ّ أَستَعِيرُهُ فَأَصِيدُ بِهِ قَالَ لَا تَأكُل مِن صَيدِهِ إِلّا أَن يَكُونَ عَلّمَهُ مُسلِمٌ

. وأجيب بأن الآية خرجت مخرج الغالب لا علي وجه الاشتراط والنهي‌ في الخبر محمولة علي الكراهة جمعا مع أن الراوي‌ مجهول والشيخ في كتابي‌ الأخبار جمع بينهما بحمل الأول علي ما إذاعلمه المسلم بعدأخذه والثاني‌ علي ما إذا لم يعلمه واستشهد للجمع

بِرِوَايَةِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَكَلبُ المجَوُسيِ‌ّ لَا


صفحه : 265

تَأكُل صَيدَهُ إِلّا أَن يَأخُذَهُ المُسلِمُ فَيُعَلّمَهُ وَ يُرسِلَهُ وَ كَذَلِكَ الباَزيِ‌ّ

. و هذايدل علي أن مذهبه في كتابي‌ الأخبار كمذهبه في المبسوط والأحوط ذلك و إن كان الأظهر حمل أخبار المنع علي التقية فإنه مذهب الحسن والثوري‌ وجماعة من العامة.السابع دلت الآية علي وجوب التسمية وحملها علي التسمية عندالأكل بعيد جدا و لاخلاف في وجوب التسمية واشتراطها في حل مايقتله الكلب والسهم عندنا و عند كل من أوجبها في الذبيحة و قداشتركا في الدلالة من قوله تعالي وَ لا تَأكُلُوا مِمّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ واختص هذاالمحل بتلك الآية و لاخلاف أيضا في إجزائها إذاوقعت عندالإرسال لانطباق جميع الأدلة عليه ولتصريحه ع في صحيحة أبي عبيدة ويسمي‌ إذاسرحه لأن إذاظرف زمان و فيهامعني الشرط غالبا واختلفوا في إجزائها إذاوقعت في الوقت ألذي بين الإرسال وعضة الكلب أوإصابة السهم واختار أكثر المتأخرين الإجزاء لأن ضميرعَلَيهِراجع إلي القيد المضمر في قوله مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم و هويصدق بذكر اسم الله في جميع الوقت المذكور ومحل الخلاف ما إذاتعمد تأخيرها عن الإرسال أما لونسي‌ وذكر في الأثناء فلاشبهة في اعتبارها حينئذ. إذاتقرر ذلك فلو ترك التسمية عمدا لم يحل للنهي‌ عن أكله المقتضي‌ للتحريم و لونسي‌ التسمية حل أكله كماسيأتي‌ في الذبح إن شاء الله . واختلف في الجاهل فمنهم من ألحقه بالناسي‌ ومنهم من ألحقه بالعامد.الثامن ذكر الأصحاب أن الحيوان المحلل لحمه المحرم ميتته إما أن يكون


صفحه : 266

مقدورا علي ذبحه أو ما في معناه أو غيرمقدور بأن كان متنفرا متوحشا فالمقدور عليه لايحل إلابالذبح في الحلق أواللبة علي ماسيأتي‌ تفصيله إن شاء الله تعالي و لافرق بين ما هوإنسي‌ في الأصل و بين الوحشي‌ إذااستأنس أوحصل الظفر به والمتوحش كالصيد جميع أجزائه مذبح مادام علي الوحشية حتي إذارمي إليه سهما أوأرسل كلبا فأصاب شيئا من بدنه فمات حل و هو في الصيد الوحشي‌ موضع وفاق بين المسلمين و في الإنسي‌ إذاتوحش كما إذاند بعير موضع وفاق منا وأكثر العامة وخالف فيه مالك فقال لايحل إلابقطع الحلقوم كذا ذكره الشهيد الثاني‌ قدس سره .أقول الإنسي‌ كالوحش إذا لم يقدر علي ذبحه أونحره لاريب في أنه يجوز صيده وقتله بالسيف والرمح وأمثالهما لأخبار كثيرة دالة عليه و إن كان أكثرها في البعير والبقر والقتل بالسيف والحربة لكن الظاهر شمول الحكم لغير البعير والغنم وللسهم أيضا و إن استشكل المحقق الأردبيلي‌ رحمه الله في السهم و أمااصطيادها بالكلب فمشكل إذ لم أر في الأخبار المعتبرة مايدل عليه ويشكل الحكم بدخوله في الصيد المذكور في الآيات وظاهر التذكية ما كان بلا واسطة مع أنه داخل فيما أكل السبع والاستثناء غيرمعلوم

وَ مَا روُيِ‌َ عَن جَابِرٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ كُلّ إِنسِيّةٍ تَوَحّشَت فَذَكّهَا ذَكَاةَ الوَحشِيّةِ

عامي‌ و في دلالته أيضا نظر نعم سيأتي‌ في خبر في باب التذكية وسنتكلم عليه إن شاء الله بل لم أر في قدماء الأصحاب مايدل عليه أيضا بل إنما ذكروا العقر بالآلة قال الشيخ في الخلاف كل حيوان مقدور علي ذكاته إذا لم يقدر عليه بأن يصير مثل الصيد أويتردي في بئر فلايقدر علي موضع ذكاته كان عقره ذكاته في أي موضع وقع منه و به قال من الصحابة علي ع و ابن مسعود و ابن عمر و ابن عباس و من التابعين عطا وطاوس و الحسن و من الفقهاء الثوري‌ و أبوحنيفة وأصحابه والشافعي‌ وذهبت طائفة إلي أن ذكاته في الحلق واللبة مثل المقدور عليه فإن عقره فقتله فإن كان في غيرهما لم يحل أكله .


صفحه : 267

ذهب إليه سعيد بن المسيب وربيعة ومالك والليث بن سعد ودليلنا إجماع الفرقة وأخبارهم . ثم روي أخبارا من طريق العامة دالة علي جواز القتل بالسهم والطعن في الفخذ ونحوهما. و قال صاحب الجامع إن استعصي الثور أواغتلم البعير أوتردي في بئر أخذ بالسيف والسهم كالصيد ونحوه ذكر الأكثر.التاسع ذهب الشيخ قدس سره في المبسوط والخلاف إلي أن معض الكلب من الصيد طاهر لقوله تعالي فَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم و لم يأمر بالغسل و هومذهب بعض العامة والمشهور بين الأصحاب نجاسته لأن الكلب نجس و قدلاقي الصيد برطوبة وأجابوا عن الاستدلال بالآية بأن الإذن في الأكل من حيث إنه صيد لاينافي‌ المنع من أكله لمانع آخر كالنجاسة كما أن قوله تعالي فَكُلُوا مِمّا غَنِمتُم وكُلُوا وَ اشرَبُوا وأمثالها لاينافي‌ المنع من الأكل من المأذون لعارض النجاسة وغيرها. وأقول إن استدل بالفاء بأنها للتعقيب بلا تراخ فالجواب أن الفاء هنا ليس للتعقيب بل للتفريع و لوسلم فلاينافي‌ التعقيب العرفي‌ الفاصلة بالغسل كما أنه لاينافي‌ الفصل بالسلخ والقطع والطبخ .العاشر إذاأرسل كلبه المعلم أوسلاحه من سهم وسيف وغيرهما فأصابه فعليه أن يسارع إليه بالمعتاد فإن لم يدركه حيا حل و إن أدركه حيا فإن لم يبق فيه حياة مستقرة بأن كان قدقطع حلقومه ومريه أوأجافه وخرق أمعاءه فتركه حتي مات حل و إن بقيت فيه حياة مستقرة وجبت المبادرة إلي ذبحه بالمعتاد فإن أدرك ذكاته حل و إن تعذر من غيرتقصير الصائد حتي مات فهو كما لو لم يدركه حيا علي المشهور وذهب الشيخ في الخلاف و ابن إدريس والعلامة إلي تحريمه والأول أقوي و إن


صفحه : 268

لم يتعذر وتركه حتي مات فهو حرام كذا ذكره الأكثر. و قال في المسالك التفصيل باستقرار الحياة وعدمه هوالمشهور بين الأصحاب والأخبار خالية من قيد الاستقرار بل منها ما هوالمطلق في أنه إذاأدرك ذكاته ذكاه ومنها هودال علي الاكتفاء بكونه حيا وكلاهما لايدل علي الاستقرار ومنها ما هومصرح بالاكتفاء في إدراك تذكيته بأن يجده يركض برجله أويطرف عينه أويتحرك ذنبه قال الشيخ يحيي بن سعيد اعتبار استقرار الحياة ليس من المذهب و علي هذاينبغي‌ أن يكون العمل ثم علي تقدير إدراكه حيا وإمكان تذكيته لايحل حتي يذكي و لايعذر بعدم وجود الآلة لكن هنا قال الشيخ في النهاية إنه يترك الكلب حتي يقتله ثم ليأكل إن شاء واختار جماعة منهم الصدوق و ابن الجنيد والعلامة في المختلف استنادا إلي عموم قوله تعالي فَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم و

خُصُوصِ صَحِيحَةِ جَمِيلٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُرسِلُ الكَلبَ عَلَي الصّيدِ فَيَأخُذُهُ وَ لَا يَكُونُ مَعَهُ سِكّينٌ فَيُذَكّيَهُ بِهَا أَ فَيَدَعُهُ حَتّي يَقتُلَهُ وَ يَأكُلَ مِنهُ قَالَ لَا بَأسَ قَالَ اللّهُ تَعَالَيفَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم

. وأجيب عن الآية بأنها لاتدل علي العموم و إلالجاز مع وجود آلة الذبح و عن الرواية بأنها لاتدل علي المطلوب لأن الضمير المستكن في قوله فيأخذه راجع إلي الكلب لا إلي الصائد والبارز راجع إلي الصيد والتقدير فيأخذ الكلب الصيد و هذا لايدل علي إبطال امتناعه بل جاز أن يبقي امتناعه والكلب ممسك له فإذاقتله حينئذ فقد قتل ما هوممتنع فيحل بالقتل و فيه نظر لأن تخصيص الآية بعدم الجواز مع وجود آلة الذبح بالإجماع والأدلة لاتدل علي تخصيصها في محل النزاع لأن الاستدلال حينئذ بعمومها من جهة كون العام المخصوص حجة في الباقي‌ فلايبطل تخصيصها بالمتفق عليه دلالتها علي غيره والرواية ظاهرة في صيرورة الصيد غيرممتنع من جهات إحداها قوله و لا يكون معه سكين فإن مقتضاه أن المانع له من تذكيته عدم


صفحه : 269

السكين لاعدم القدرة عليه لكونه ممتنعا و لو كان حينئذ ممتنعا لما كان لقوله و لا يكون معه سكين فائدة أصلا. والثانية قوله فيذكيه بهاظاهر أيضا في أنه لو كان معه سكين لذكاه بهافيدل علي إبطال امتناعه . والثالثة قوله أفيدعه حتي يقتله ظاهر أيضا في أنه قادر علي أن لايدعه يقتله و أنه إنما يترك تذكيته ويدع الكلب يقتله لعدم السكين

1- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ مَا أَخَذَ الباَزيِ‌ّ وَ الصّقرُ فَقَتَلَهُ فَلَا تَأكُل مِنهُ إِلّا مَا أَدرَكتَ ذَكَاتَهُ أَنتَ وَ قَالَ ع إِذَا رَمَيتَ صَيداً فَتَغَيّبَ عَنكَ فَوَجَدتَ سَهمَكَ فِيهِ فِي مَوضِعِ مَقتَلٍ فَكُل وَ لَا تَأكُل مَا قَتَلَهُ الحَجَرُ وَ البُندُقُ وَ المِعرَاضُ إِلّا مَا ذَكّيتَ

بيان قال في القاموس الباز والبازي‌ ضرب من الصقور والجمع بواز وبزاة كأنه من بزا يبزو إذاتطاول وتأنس و الرجل قهره وبطش به كأبزي به . و قال الدميري‌ البازي‌ أفصح لغاته بازي‌ مخففة الياء والثانية باز والثالثة بازي‌ بتشديد الياء و هومذكر ويقال في التثنية بازان و في الجمع بزاة كقاض وقضاة ويقال للبزاة والشواهين وغيرها مما يصيد صقور ولفظه مشتق من البزوان و هوالوثب و قال في عجائب المخلوقات يقال أنه لا يكون إلاأنثي وذكرها من أنواع أخر من الحدأة والشواهين ولهذا اختلف أشكالها. و قال الصقر الطائر ألذي يصاد به و قال ابن سيدة الصقر كل شيءيصيد من البزاة والشواهين والجمع أصقر وصقور وصقورة وصقار وصقارة.


صفحه : 270

قال سيبويه جاءوا بالهاء في هذاالجمع توكيدا نحو فعولة والأنثي صقرة والصقر هوالأجدل ويقال له القطامي‌ و هوأحد أنواع الجوارح الأربعة وهي‌ الصقر والشاهين والعقاب والبازي‌ والعرب يسمي‌ كل طائر يصيد صقرا ماخلا النسر والعقاب وتسمية الأكدر والأجدل و هو من الجوارح بمنزلة البغال من الدواب لأنه أصبر علي الشدة وأحمل لغليظ الغذاء وأحسن ألفا وأشد إقداما علي جملة الطير من الكركي‌ وغيره ولبرد مزاجه لايشرب ماء و لوأقام دهرا انتهي . واعلم أن الآلات التي‌ يصاد بها ويحصل بهاالحل قسمان حيوان وجماد و قدتقدم بعض الكلام في القسم الأول والكلام هنا في الثاني‌ و هوإما مشتمل علي نصل كالسيف والرمح والسهم أوخال عن النصل ولكنه محدد بشي‌ء يصلح للخرق أومثقل يقتل بثقله كالحجر والبندق والخشبة غيرالمحددة والأول يحل مقتوله سواء مات بجرحه أم لا كما لوأصاب معترضا و لاخلاف فيه بين أصحابنا صريحا وتدل عليه الأخبار الكثيرة. و قال سلار في المراسم العلية اعلم أن الصيد علي ضربين أحدهما تؤخذ بمعلم الكلاب أوالفهد أوالصقر أوالبازي‌ أوالنبل أوالنشاب أوالرمح أوالسيف أوالمعراض أوالحبالة والشبكة. والآخر مايصاد بالبندق والحجارة والخشب فالأول كله إذالحق ذكاته حل إلا مايقتله معلم الكلاب فإنه حل أيضا و إن أكل منه الكلب نادرا حل و إن اعتاد الأكل لم يحل منه إلا مايذكي . والثاني‌ لايؤكل منه إلا مايلحق ذكاته و هوبخلاف الأول لأنه يكره


صفحه : 271

و قدروي‌ تحريم مايصاد بقسي‌ البندق وروي‌ جواز أكل ماقتل بسهم أوسيف أورمح إذاسمي القاتل انتهي . وظاهره التوقف في حل ماقتله السهم والسيف والرمح و هوضعيف . والثاني‌ يحل مقتوله بشرط أن يخرقه بأن يدخل فيه و لويسيرا ويموت بذلك فلو لم يخرق لم يحل . والثالث لايحل مقتوله مطلقا سواء خدش أو لم يخدش وسواء قطعت البندقة رأسها أم عضوا آخر منه كمايدل عليه هذاالخبر وَ رَوَوا عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لعِدَيِ‌ّ بنِ حَاتِمٍ وَ لَا تَأكُل مِنَ البُندُقِ إِلّا مَا ذَكّيتَ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنهُ أَنّهَا لَا تَصِيدُ صَيداً وَ لَا تَنكَأُ عَدُوّاً وَ لَكِنّهَا تَكسِرُ السّنّ وَ تَفقَأُ العَينَ

. والمعراض كمفتاح سهم لاريش فيه ذكره في المصباح و في القاموس المعراض كمحراب سهم بلا ريش دقيق الطرفين غليظ الوسط يصيب بعرضه انتهي . وأقول هنا محمول علي ما إذاأصاب بالعرض و لم يكن له نصل .

لَمّا رَوَاهُ أَبُو عُبَيدَةَ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا رَمَيتَ بِالمِعرَاضِ فَخَرَقَ فَكُل


صفحه : 272

وَ إِن لَم يَخرِق وَ اعتَرَضَ فَلَا تَأكُل

وَ رَوَوا عَن عدَيِ‌ّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَن صَيدِ المِعرَاضِ فَقَالَ إِن قَتَلَ بِحَدّهِ فَكُل وَ إِن قَتَلَ بِثَقَلِهِ فَلَا تَأكُل

وَ رَوَي الحلَبَيِ‌ّ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الصّيدِ يَرمِيهِ الرّجُلُ بِسَهمٍ فَيُصِيبُهُ مُتَعَرّضاً فَيَقتُلُهُ وَ قَد سَمّي حِينَ رَمَاهُ وَ لَم تُصِبهُ الحَدِيدَةُ فَقَالَ إِن كَانَ السّهمُ ألّذِي أَصَابَهُ هُوَ ألّذِي قَتَلَهُ فَإِن أَرَادَ فَليَأكُلهُ

. وأقول في الاصطياد بالآلة المستحدثة التي‌ حدثت في هذه الأعصار يقال له التفنگ إشكال و لايبعد القول بالحل فيه لاسيما إذاجعل فيهامكان الرصاص القطعات المحددة الصغيرة من الحديد لعموم أدلة الحل ودخوله تحت عموم قول أبي جعفر ع من قتل صيدا بسلاح وأخبار البندقة مصروفة إلي المعروف في ذلك الزمان ويؤيده مامر أنها لاتصيد صيدا إلخ والأحوط الاجتناب ثم إن الأصحاب عدوا من الشروط المعتبرة في حل الصيد بالكلب والسهم أن يحصل موته بسبب الجرح فلو مات بصدمة أوافتراس سبع أوأعان ذلك الجرح غيره لم يحل ويتفرع علي ذلك ما لوغاب الصيد وحياته مستقرة ثم وجده ميتا فإنه لايحل لاحتمال أن يكون مات بسبب آخر و لاأثر لكون الكلب مضمخا بدمه فربما جرحه الكلب وأصابته آفة أخري و لوانتهت به الجراحة إلي حالة حركة المذبوح حل و إن غاب


صفحه : 273

وكذا لوفرض علمه بأنه مات من جراحته إلا أن الفرض لما كان بعيدا أطلقوا التحريم والمعتبر من العلم هنا الظن الغالب كما لووجد الضربة في مقتل و ليس هناك سبب آخر صالح للموت كمايدل عليه هذاالخبر

وَ رَوَوا عَن عدَيِ‌ّ بنِ حَاتِمٍ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا أَهلِ صَيدٍ وَ إِنّ أَحَدَنَا يرَميِ‌ الصّيدَ فَيَغِيبُ عَنهُ اللّيلَتَينِ وَ الثّلَاثَ فَيَجِدُهُ مَيّتاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا وَجَدتَ فِيهِ أَثَرَ سَهمِكَ وَ لَم يَكُن فِيهِ أَثَرُ سَبُعٍ وَ عَلِمتَ أَنّ سَهمَكَ قَتلَهُ فَكُلّ

2- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن ظبَي‌ٍ أَو حِمَارِ وَحشٍ أَو طَيرٍ صَرَعَهُ رَجُلٌ ثُمّ رَمَاهُ بَعدَ مَا صَرَعَهُ قَالَ كُلهُ مَا لَم يَتَغَيّب إِذَا سَمّي وَ رَمَاهُ

بيان إذاسمي أي الثاني‌ ويحتمل الأعم والتخصيص بالأول بعيد ويدل الخبر علي أحكام الأول حل حمار الوحش الثاني‌ اشتراط عدم الغيبة في حل المرمي‌ وكأنه محمول علي عدم العلم بأنه مات برميته كمامر الثالث أنه إذاصرعه ورماه غيره لم يحرم ويشكل بأن الأول إن صيره بالصرع في حكم المذبوح فاشتراط التسمية في الثاني‌ لافائدة فيه و لايصير بترك التسمية حراما حينئذ كما هوالمشهور إلا أن نخص التسمية بالأول و إن لم يصر كذلك وصار مثبتا فهو حيوان غيرممتنع لابد من ذبحه فرميه يصير سببا لحرمته وضمان الرامي‌ للأول إلا أن يحمل علي أنه بعدالصرع لم يصر مثبتا بل هو بعدممتنع فيجوز رميه لكنه بعيد. قال في التحرير إذ رماه الأول فأثبته ثم رماه الثاني‌ فإن كان الأول موجبا بأن أصاب مذبحه أووقع في قلبه فالثاني‌ لاضمان عليه إلا أن ينقصه برميه شيئا فيضمن بعضه ويحل و إن كان الأول غيرموج فالثاني‌ إن وجاه حرم إلا أن يكون قدذبحه و إن لم يوجه فإن ذكي‌ بعد ذلك حل و إن لم يدرك ذكاته فإن الأول لم يقدر عليها فعلي الثاني‌ كمال قيمته معيبا بالعيب الأول لأن جرحه هو ألذي حرمه فكان الضمان


صفحه : 274

عليه و إن قدر علي ذكاته وأهمل حتي مات بالجرحين فعلي الثاني‌ نصف قيمته معيبا للأول انتهي

3- العيَاّشيِ‌ّ، عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سُئِلَ عَن كَلبِ المَجُوسِ يُكَلّبُهُ المُسلِمُ وَ يسُمَيّ‌ وَ يُرسِلُهُ قَالَ نَعَم إِنّهُ مُكَلّبٌ إِذَا ذَكَرَ اسمَ اللّهِ عَلَيهِ فَلَا بَأسَ

بيان في القاموس المكلب معلم الكلاب الصيد

4- العيَاّشيِ‌ّ، عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع عَن عَلِيّ ع قَالَ الفَهدُ مِنَ الجَوَارِحِ وَ الكِلَابُ الكُردِيّةُ إِذَا عُلّمَت فهَيِ‌َ بِمَنزِلَةِ السّلُوقِيّةِ

بيان في القاموس السلوق كصبور قرية باليمن تنسب إليه الدروع والكلاب أوبلد بطرف أرمنية أوإنما نسبتا إلي سلقية محركة بلد للروم فغير للنسب انتهي . والخبر بظاهره يدل علي حل صيد الفهد وحمل علي التقية كماعرفت وكون الراوي‌ عاميا يؤيده ورواه في الكافي‌ بإسناده إلي السكوني‌ عنه ع قال الكلاب الكردية إلخ و ليس فيه ذكر الفهد ويحتمل كون الفقرة الأولي جملة برأسها و يكون الغرض أنه من الجوارح لكن ليس بمكلب و إن كان بعيدا و قال في المسالك لافرق في الكلب بين السلوقي‌ وغيره إجماعا

5- كِتَابُ المَسَائِلِ،لعِلَيِ‌ّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجَالِ هَل يَصلُحُ لَهُ أَن يَصِيدَ حَمَامَ الحَرَمِ فِي الحِلّ فَيَذبَحَهُ فَيَدخُلَ الحَرَمَ فَيَأكُلَهُ فَقَالَ لَا يَصلُحُ أَكلُ حَمَامِ الحَرَمِ عَلَي حَالٍ

بيان سيأتي‌ حكمه في كتاب الحج إن شاء الله


صفحه : 275

6- الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ الطّيرُ فِي وَكرِهِ آمِنٌ بِأَمَانِ اللّهِ فَإِذَا طَارَ فَصِيدُوهُ إِن شِئتُم

7- وَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع وَ لَا يُصَادُ مِنَ الصّيدِ إِلّا مَا أَضَاعَ التّسبِيحَ

8- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ الطّيرُ إِذَا مُلِكَ ثُمّ طَارَ ثُمّ أُخِذَ فَهُوَ حَلَالٌ لِمَن أَخَذَهُ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع يعَنيِ‌ البُزَاةَ وَ نَحوَهَا لِأَنّ أَصلَهَا مُبَاحٌ وَ نَهَي عَن صَيدِ الحَمَامِ فِي الأَمصَارِ وَ رَخّصَ فِي صَيدِهَا فِي القُرَي

9- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ الصّيدُ لِمَن سَبَقَ إِلَي أَخذِهِ

بيان إذاأطلق الصيد من يده فإن لم ينو قطع ملكه عنه فلاخلاف في بقاء ملكه عليه و إن قطع نيته عن ملكه ففي‌ خروجه عنه قولان أحدهما و هوالأشهر عدمه والثاني‌ أنه يخرج بذلك عن ملكه ذهب إليه الشيخ في المبسوط واحتجوا عليه بأن الأصل في الصيد انفكاك الملك عنه وإنما حصل ملكه باليد و قدزالت و لايخفي وهنه ويتفرع علي زوال ملكه عنه ملك من يصيده ثانيا له فليس للأول انتزاعه منه و علي القول بعدمه هل تكون نية رفع ملكه عنه أوتصريحه بإباحته موجبا لإباحة أحد غيره له وجهان أحدهما العدم لبقاء الملك المانع من تصرف الغير فيه وأصحهما إباحته لغيره بمعني أنه لاضمان علي من أكله ولكن يجوز للمالك الرجوع فيه مادامت عينه موجودة كنثار العرس والخبر علي تقدير صحته يؤيد مختار المبسوط و كان النهي‌ عن صيد الحمام في الأمصار لكون الغالب فيهاالملك ويمكن أن يحمل علي ما إذا كان عليها أثر الملك أو علي الكراهة و في بعض النسخ مكان القري العراء و هوالفضاء لايستتر فيه بشي‌ء وبالقصر الناحية والجناب فالمراد به الصحاري‌

10-الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ ما عَلّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلّبِينَ قَالَ هيِ‌َ الكِلَابُ


صفحه : 276

وَ الجَارِحُ الكَاسِبُ وَ مِنهُ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ يَعلَمُ ما جَرَحتُم بِالنّهارِ أَي كَسَبتُم

11- وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ مَا أَمسَكَتِ الكِلَابُ المُعَلّمَةُ أُكِلَ وَ إِن قَتَلَتهُ وَ مَا قَتَلَتِ الكِلَابُ غَيرُ المُعَلّمَةِ فَلَا يُؤكَلُ يعَنيِ‌ إِذَا سَمّي اللّهَ عِندَ إِرسَالِهِ وَ لَا بَأسَ بِأَكلِهِ إِذَا نسَيِ‌َ التّسمِيَةَ

12- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُمَا رَخّصَا فِي أَكلِ مَا أَمسَكَهُ الكَلبُ المُعَلّمُ وَ إِن قَتَلَهُ وَ أَكَلَ مِنهُ وَ لَم يُرَخّصَا فِيمَا أَكَلَ مِنهُ الطّيرُ

13- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ الصّقُورُ وَ البُزَاةُ مِنَ الجَوَارِحِ

14- وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ الفَهدُ المُعَلّمُ كَالكَلبِ يُؤكَلُ مَا أَمسَكَ

15- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَن صَيدِ الكَلبِ الأَسوَدِ وَ أَمَرَ بِقَتلِهِ وَ هَذَا خُصُوصٌ إِذَا كَانَ بَهِيماً كُلّهُ

16- وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ الكِلَابُ كُلّهَا بِمَنزِلَةِ وَاحِدٍ إِذَا عُلّمَ الكرُديِ‌ّ فَهُوَ كاَلسلّوُقيِ‌ّ

17- وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ مَن أَرسَلَ كَلباً وَ لَم يُسَمّ فَلَا يَأكُل يعَنيِ‌ مَا قُتِلَ مِنَ الصّيدِ إِذَا تَرَكَ التّسمِيَةَ عَمداً فَإِن نسَيِ‌َ ذَلِكَ أَو جَهِلَهُ فَليَأكُل

18- وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ فِي الصّيدِ يَأخُذُهُ الكَلبُ فَيُدرِكُهُ الرّجُلُ حَيّاً ثُمّ يَمُوتُ يعَنيِ‌ فِي المَكَانِ مِن فِعلِ الكَلبِ قَالَ كُل يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُمفَأَمّا إِن أَخَذَهُ الصّائِدُ حَيّاً فَتَوَانَي فِي ذَبحِهِ أَو ذَهَبَ بِهِ إِلَي مَنزِلِهِ فَمَاتَ أَو لَم يَكُنِ الكَلبُ ألّذِي قَتَلَهُ معلم [مُعَلّماً] لَم يَجُز أَكلُهُ

19- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ فِي كَلبِ المجَوُسيِ‌ّ لَا يُؤكَلُ صَيدُهُ إِلّا أَن يَأخُذَهُ


صفحه : 277

مُسلِمٌ فَيُقَلّدَهُ وَ يُعَلّمَهُ وَ يُرسِلَهُ قَالَ وَ إِن أَرسَلَهُ المُسلِمُ جَازَ أَكلُ مَا أَمسَكَ وَ إِن لَم يَكُن عَلّمَهُ

20- وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا ضَرَبَ الرّجُلُ الصّيدَ بِالسّيفِ أَو طَعَنَهُ بِالرّمحِ أَو رَمَاهُ بِالسّهمِ فَقَتَلَهُ وَ قَد سَمّي اللّهَ حِينَ فَعَلَ ذَلِكَ لَا بَأسَ بِأَكلِهِ وَ قَالَ فِي الرّجُلِ يرَميِ‌ الصّيدَ فَيَقصُرُ عَنهُ فَيَبتَدِرُ القَومُ فَيُقَطّعُونَهُ بَينَهُم يعَنيِ‌ بِضَربِهِم إِيّاهُ بِسُيُوفِهِم مِن قَبلِ أَخذِهِ قَالَ حَلَالٌ أَكلُهُ

21- وَ سُئِلَ ع عَن ثَورٍ وحَشيِ‌ّ ابتَدَرَهُ قَومٌ بِأَسيَافِهِم وَ قَد سَمّوا فَقَطّعُوهُ بَينَهُم فَقَالَ ذَكَاةٌ وَحِيّةٌ وَ لَحمٌ حَلَالٌ

22- وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ فِي الرّجُلِ يرَميِ‌ الصّيدَ فَيَتَحَامَلُ وَ السّهمُ فِيهِ أَوِ الرّمحُ أَو يَتَحَامَلُ بِشِدّةِ الضّربَةِ فَيَغِيبُ عَنهُ ثُمّ يَجِدُهُ مِنَ الغَدِ مَيّتاً وَ فِيهِ سَهمُهُ أَو يَكُونُ ضَرَبَهُ أَو أَصَابَهُ بِسَهمٍ فِي مَقتَلٍ عَلِمَ أَنّهُ مَاتَ مِن فِعلِهِ لَا مِن فِعلِ غَيرِهِ فَحَلَالٌ أَكلُهُ فَقَد رُوّينَا عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَا أَصمَيتَ فَكُل وَ مَا أَنمَيتَ فَلَا تَأكُل فَالإِصمَاءُ أَن يُصِيبَ الرّميَةُ فَيَمُوتَ مَكَانَهَا وَ الإِنمَاءُ أَن يُصِيبَهَا يَتَوَارَي عَنهُ ثُمّ يَمُوتَ وَ هَذَا قَولٌ مُجمَلٌ قَد يَكُونُ نهَي‌َ تَأدِيبٍ أَو يَكُونُ فِي شَكّ مِمّا أَنمَي هَل قَتَلَهُ بَضَربَتِهِ أَم لَا وَ ألّذِي ذَكَرنَاهُ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع هُوَ مُفَسّرٌ وَ مَا لَا شُبهَةَ فِيهِ أَنّهُ إِذَا عُلِمَ أَنّهُ قَتَلَهُ فَحَلَالٌ أَكلُهُ

23- وَ عَن عَلِيّ وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُمَا قَالَا فِي الصّيدِ يَضرِبُهُ الصّائِدُ فَيَتَحَامَلُ فَيَقَعُ فِي مَاءٍ أَو نَارٍ أَو يَتَرَدّي مِن مَوضِعٍ عَالٍ فَيَمُوتُ قَالَ لَا يُؤكَلُ إِلّا أَن تُدرَكَ ذَكَاتُهُ

24- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ مَا قُتِلَ بِالحَجَرِ وَ البُندُقِ وَ أَشبَاهِ ذَلِكَ لَم يُؤكَل إِلّا أَن يُدرَكَ ذَكَاتُهُ

25- وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ كَرِهَ مَا قُتِلَ مِنَ الصّيدِ بِالمِعرَاضِ إِلّا أَن لَا يَكُونَ لَهُ سَهمٌ غَيرُهُ

والمعراض سهم لاريش فيه يرمي فيمضي‌ بالعرض


صفحه : 278

26- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَن صَيدِ المَجُوسِ وَ عَن ذَبَائِحِهِم يعَنيِ‌ بِصَيدِهِم هَذَا مَا قَتَلُوهُ مِن قَبلِ أَن تُدرَكَ ذَكَاتُهُ أَو قَتَلَتهُ كِلَابُهُمُ التّيِ‌ أَرسَلُوهَا

27- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مَا أَخَذَتِ الحِبَالَةُ فَمَاتَ فِيهَا فهَيِ‌َ مَيتَةٌ وَ مَا أُدرِكَ حَيّاً ذكَيِ‌ّ فَأُكِلَ

بيان قوله والجارح كأنه من كلام المؤلف وكذا قوله يعني‌ في المواضع و قوله و هذاخصوص والبهمة غاية السواد والبهيم الخالص ألذي لايخالط لونه لون والقيد مأخوذ عَمّا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ وَ الشّيخُ بِإِسنَادِهِمَا عَنِ السكّوُنيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الكَلبُ الأَسوَدُ البَهِيمُ لَا تَأكُل صَيدَهُ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِ ع أَمَرَ بِقَتلِهِ

. قوله قال و إن أرسله الظاهر أنه مضمون حديث آخر كمامر ذكاة وحية قال في المصباح الوحا السرعة يمد ويقصر وموت وحي‌ مثل سريع وزنا ومعني فعيل بمعني فاعل وذكاة وحية أي سريعة ونحوه قال في المغرب و قال القتل بالسيف أوحي أي أسرع و في أكثر نسخ التهذيب وجيئة بالجيم مهموز من وجأته بالسكين ضربته بها وكأنه تصحيف . و قال في النهاية فيه كل ماأصميت ودع ماأنميت الإصماء أن تقتل الصيد مكانه ومعناه سرعة إزهاق الروح من قولهم للمسرع صميان والإنماء أن تصيب إصابة غيرقاتلة في الحال يقال أنميت الرمية ونمت بنفسها ومعناه إذاصدت بكلب


صفحه : 279

أوسهم أوغيرهما فمات و أنت تراه غيرغائب عنك فكل منه و ماأصبته ثم غاب عنك فمات بعد ذلك فدعه لأنك لاتدري‌ أمات بصيدك أم بعرض آخر انتهي . قوله ع إلا أن لا يكون إلخ ظاهره أن صيد المعراض إنما يحل مع الاضطرار وفقدان آلة غيره

وَ قَد رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ وَ الشّيخُ فِي الحَسَنِ كَالصّحِيحِ عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَمّا صَرَعَ المِعرَاضُ مِنَ الصّيدِ فَقَالَ إِن لَم يَكُن لَهُ نَبلٌ غَيرُ المِعرَاضِ وَ ذَكَرَ اسمَ اللّهِ عَلَيهِ فَليَأكُل مِمّا قَتَلَ وَ إِن كَانَت لَهُ نَبلٌ غَيرُهُ فَلَا

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي رَوَيَا عَن أَبِي جَعفَرٍ ع لَا بَأسَ إِذَا كَانَ هُوَ مِرمَاتَكَ أَو صَنَعتَهُ لِذَلِكَ

. و لم يقل بهذه التفاصيل ظاهرا أحد لأنه إن كان له نصل قالوا يحل مقتولة مطلقا و إن لم يكن له نصل لايحل مطلقا عندهم كماعرفت ويمكن حملها علي الاستحباب و علي كونه ذا حديد أو يكون بعضها كناية عن كونه ذا حديد والأحوط عدم الاكتفاء بالمعراض إذا لم يخرق من غيره ضرورة.

وَ رَوَي الشّيخُ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا رَمَيتَ بِالمِعرَاضِ فَخَرَقَ فَكُل وَ إِن لَم يَخرِق وَ اعتَرَضَ فَلَا تَأكُل

.


صفحه : 280

أقول في رواياتنا والمضبوط في كتب أصحابنا بالخاء المعجمة والراء المهملة و في روايات العامة بالزاي‌ قال في النهاية في حديث عدي‌ قلت يا رسول الله إنا نرمي‌ بالمعراض فقال كل ماخزق و ماأصاب بعرضه فلاتأكل خزق السهم وخسق إذاأصاب الرمية ونفذ فيها وسهم خازق وخاسق انتهي . و لاخلاف في أن ماقتله الحبالة والشبكة أوقطعته من الصيد حرام

28- الخِلَافُ لِلشّيخِ،رَوَي عدَيِ‌ّ بنُ حَاتِمٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَا عَلّمتَ مِن كَلبٍ ثُمّ أَرسَلتَهُ وَ ذَكَرتَ اسمَ اللّهِ عَلَيهِ فَكُل مِمّا أَمسَكَ عَلَيكَ قُلتُ فَإِن قَتَلَ قَالَ إِذ قَتَلَهُ وَ لَم يَأكُل مِنهُ شَيئاً فَإِنّمَا أَمسَكَ عَلَيكَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِص إنِيّ‌ أَرسَلتُ كلَبيِ‌ فَقَالَ إِذَا أَرسَلتَ كَلبَكَ وَ ذَكَرتَ اسمَ اللّهِ فَكُل وَ إِلّا فَلَا تَأكُل قُلتُ فإَنِيّ‌ أَرسَلتُ كلَبيِ‌ وَ أَجِدُ عَلَيهِ كَلباً فَقَالَ لَا تَأكُل إِنّكَ إِنّمَا سَمّيتَ عَلَي كَلبِكَ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا نَصِيدُ وَ إِنّ أَحَدَنَا يرَميِ‌ الصّيدَ فَيَغِيبُ عَنهُ اللّيلَتَينِ وَ الثّلَاثَ فَيَجِدُهُ مَيّتاً وَ فِيهِ سَهمُهُ فَقَالَ إِذَا وَجَدتَ فِيهِ أَثَرَ سَهمِكَ وَ لَم يَكُن فِيهِ أَثَرُ سَبُعٍ وَ عَلِمتَ أَنّ سَهمَكَ قَتَلَهُ فَكُل وَ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِص عَنِ الصّيدِ فَقَالَ إِذَا رَمَيتَ الصّيدَ وَ ذَكَرتَ اسمَ اللّهِ فَقُتِلَ فَكُل وَ إِن وَقَعَ فِي المَاءِ فَلَا تَأكُل فَإِنّكَ لَا تدَريِ‌ المَاءُ قَتَلَهُ أَم سَهمُكَ

أقول إنما أوردت هذاالخبر مع كونه عاميا لأن راويه و هوعدي‌ كان من خواص أصحاب أمير المؤمنين ع و كان معه في غزواته و قال الفضل بن شاذان إنه من السابقين الذين رجعوا إلي أمير المؤمنين ع ولاشتماله علي أحكام كثيرة مفهوما ومنطوقا وأكثرها مما عمل به الأصحاب ومؤيدة بأخبار كثيرة من طرقنا وبيناها


صفحه : 281

فيما مضي وسيأتي‌

29- الشّهَابُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ اتّبَعَ الصّيدَ غَفَلَ

الضوء،[ضوء الشهاب ]معناه و الله أعلم أن ألذي يتبع الصيد وينقطع إليه بنفسه وراءه يصده عن العبادات الواجبة عليه و لاشك أن للصيد ضراوة وحرصا وشهوة تصده عن جميع المهمات وتصدف عن العبادات ويجوز أن يكون الصيد كناية عن طلب الدنيا فيقول ع من اتبع الصيد أي الدنيا غفل أي من حبس نفسه علي الحطام وجعله من أهم الأمور فكأنه يصيد صيدا

30- صَحِيفَةُ الرّضَا،بِالإِسنَادِ عَنهُ ع بِإِسنَادِهِ إِلَي جَعفَرٍ ع قَالَ مَرّ جَعفَرٌ بِصَيّادٍ فَقَالَ يَا صَيّادُ أَيّ شَيءٍ أَكثَرُ مَا يَقَعُ فِي شَبَكَتِكَ قَالَ الطّيرُ الزّاقّ قَالَ فَمَرّ وَ هُوَ يَقُولُ هَلَكَ صَاحِبُ العِيَالِ

بيان الزاق ألذي له فرخ يزقه وزق الطائر إطعامه فرخه

31- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدِ بنِ زِيَادٍ قَالَ سُئِلَ جَعفَرٌ عَن صَيدِ الكِلَابِ وَ البُزَاةِ وَ الرمّي‌ِ فَقَالَ ع أَمّا مَا صَادَهُ الكَلبُ المُعَلّمُ وَ قَد ذُكِرَ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ فَكُلهُ وَ إِن كَانَ قَد قَتَلَهُ وَ أَكَلَ مِنهُ وَ قَالَ فِي ألّذِي يرَميِ‌ بِالسّيفِ وَ الحَجَرِ وَ النّشّابِ وَ المِعرَاضِ لَا يُؤكَلُ إِلّا مَا ذكُيّ‌َ مِنهُ وَ كَذَا مَا صَادَ الباَزيِ‌ّ وَ الصّقُورَةُ وَ غَيرُهُمَا مِنَ الطّيرِ لَا تَأكُل إِلّا مَا ذكُيّ‌َ مِنهُ

بيان قوله والرمي‌ كذا في أكثر النسخ وكأنه تصحيف و علي تقديره أعرض ع عن جوابه ويمكن أن يقرأ الرمي‌ كغني‌ و هوسحابة عظيمة القطر فالمراد به ماسقط بالصاعقة والرمي‌ كما لوصوت الحجر يرمي‌ به الصبي‌ و هوأيضا مناسب أو هوبالفتح والمراد بالبنادق والجلاهق و في القاموس النشاب بالضم النبل الواحدة بهاء وبالفتح متخذة وأقول قدتقدم الكلام فيه


صفحه : 282

32- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا أَخَذَ الكَلبُ المُعَلّمُ الصّيدَ فَكُلهُ أَكَلَ مِنهُ أَو لَم يَأكُل قُتِلَ أَو لَم يُقتَل

33- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا عَلِيّ ثَلَاثٌ يُقسِينَ القَلبَ استِمَاعُ اللّهوِ وَ طَلَبُ الصّيدِ وَ إِتيَانُ بَابِ السّلطَانِ الخَبَرَ

34- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ قَالَ روُيِ‌َ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي المرَوزَيِ‌ّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَربَعٌ يُفسِدنَ القَلبَ وَ يُنبِتنَ النّفَاقَ فِي القَلبِ كَمَا يُنبِتُ المَاءُ الشّجَرَ استِمَاعُ اللّهوِ وَ البَذَاءُ وَ إِتيَانُ بَابِ السّلطَانِ وَ طَلَبُ الصّيدِ

بيان البذاء الفحش والكلام القبيح

35- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ عُقدَةَ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَكَمِ عَن عدَيِ‌ّ بنِ ثَابِتٍ عَن رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن بَدَا جَفَا وَ مَن تَبِعَ الصّيدَ غَفَلَ وَ مَن لَزِمَ السّلطَانَ افتَتَنَ وَ مَا يَزدَادُ مِنَ السّلطَانِ قُرباً إِلّا زَادَ مِنَ اللّهِ تَعَالَي بُعداً

توضيح في النهاية من بدا جفا أي من نزال البادية صار فيه جفاء الأعراب


صفحه : 283

و قال من اتبع الصيد غفل أي يشتغل به قلبه ويستولي‌ عليه حتي يصير فيه غفلة. و في الفائق بدوت أبدو إذاأتيت البدو جفا أي صار فيه جفاء الأعراب لتوحشه وانفراده عن الناس غفل أي شغل الصيد قلبه وألهاه حتي صارت فيه غفلة و ليس الغرض ماتزعمه جهلة الناس أن الوحش نعم الجن فمن تعرض لها خبلته وغفلته انتهي . و قال الطيبي‌ من اعتاده للهو والطرب غفل لأنهما يصدران من القلب الميت و من اصطاد للقوت جاز انتهي . وأقول يحتمل أن يكون المعني أنه لولوعه بالصيد يغفل عن المهالك في المسالك فيخاطر بنفسه

36- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِ‌ّ عَنِ البرَقيِ‌ّ عَن رَجُلٍ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ رَفَعَ الحَدِيثَ إِلَي عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَتّبِعُوا الصّيدَ فَإِنّكُم عَلَي غِرّةٍ الخَبَرَ

بيان علي غرة بالكسر أي علي غفلة في تلك الحالة عما يعرض لكم من المهالك كماذكرنا في الخبر السابق وكأن المراد اتباع الصيد إلي حيث يذهب من المسافات البعيدة أوهي‌ من الغرر بمعني الهلاك أي أنتم بمعرض هلاك و في بعض النسخ علي غيره وكأنه تصحيف

37- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ،روُيِ‌َ أَنّ العاَديِ‌َ اللّصّ وَ الباَغيِ‌َ ألّذِي يبَغيِ‌ الصّيدَ لَا يَجُوزُ لَهُمَا التّقصِيرُ فِي السّفَرِ وَ لَا أَكلُ المَيتَةِ فِي حَالِ الِاضطِرَارِ

38-قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ لَحِقَ حِمَاراً أَو ظَبياً فَضَرَبَهُ بِالسّيفِ فَقَطَعَهُ نِصفَينِ هَل يَحِلّ


صفحه : 284

أَكلُهُ قَالَ نَعَم إِذَا سَمّي وَ سَأَلتُ عَن رَجُلٍ لَحِقَ حِمَاراً أَو ظَبياً فَضَرَبَهُ بِالسّيفِ فَصَرَعَهُ أَ يُؤكَلُ قَالَ إِذَا أَدرَكَ ذَكَاتَهُ أُكِلَ وَ إِن مَاتَ قَبلَ أَن يَغِيبَ عَنهُ أَكَلَهُ

تبيان قال في المسالك إذارمي الصيد بآلة كالسيف فقطع منه قطعة كعضو منه فإن بقي‌ الباقي‌ مقدورا عليه وحياته مستقرة فلاإشكال في تحريم ماقطع منه لأنه قطعة أبينت من حي‌ قبل تذكيته و إن لم يبق حياة الباقي‌ مستقرة فمقتضي قواعد الصيد حل الجميع لأنه مقتول به فكان بجملته حلالا و لوقطعه نصفين أي قطعتين و إن كانا مختلفتين في المقدار فإن لم يتحركا فهما حلالان وكذا لوتحركا حركة المذبوح سواء خرج منها دم معتدل أم من أحدهما أم لا وكذا لوتحرك أحدهما حركة المذبوح دون الآخر وسواء في ذلك النصف ألذي فيه الرأس وغيره و إن تحرك أحدهما حركة مستقر الحياة و ذلك لا يكون إلا في النصف ألذي فيه الرأس فإن كان قدأثبته بالجراحة الأولي فقد صار مقدورا عليه فتعين الذبح و لاتجزي‌ سائر الجراحات وتحل تلك القطعة دون المبانة و إن لم يثبته بها و لاأدركه وذبحه بل جرحه جرحا آخر مدنفا حل الصيد دون تلك القطعة و إن مات بهما ففي‌ حلها وجهان أجودهما العدم و إن مات بالجراحة الأولي بعدمضي‌ زمان و لم يتمكن من الذبح حل باقي‌ البدن و في القطعة السابقة الوجهان وأولي بالحل هنا لوقيل به ثمة والأصح التحريم هذا هو ألذي تقتضيه قواعد أحكام الصيد مع قطع النظر عن الروايات الشاذة و في المسألة أقوال منتشرة مستندة إلي اعتبارات أوروايات شاذة مشتملة علي ضعف وقطع وإرسال منها أنه مع تحرك أحد النصفين دون الآخر فالحلال هوالمتحرك خاصة و أن حلهما معا مشروط بحركتهما أوعدم حركتهما معا مع خروج الدم و هوقول الشيخ في النهاية. ومنها أن حلهما مشروط بتساويهما و مع تفاوتهما يؤكل ما فيه الرأس إذا كان أكبر و لم يشترط الحركة و لاخروج الدم و هوقول الشيخ أيضا في كتابي‌ الفروع .


صفحه : 285

ومنها اشتراط الحركة وخروج الدم في كل واحد من النصفين ومتي انفرد أحدهما بالشرط أكل وترك ما لايجمعها فلو لم يتحرك واحد منهما حرم و هوقول القاضي‌ ومنها أنه مع تساويهما يشترط في حلهما خروج الدم منهما و إن لم يخرج دم فإن كان أحد الشقين أكثر ومعه الرأس حل ذلك الشق فإن تحرك أحدهما حل المتحرك و هوقول ابن حمزة واختار المحقق وجماعة حلهما مطلقا إن لم يكن في المتحرك حياة مستقرة و هوالأقوي انتهي . وبالجملة المسألة في غاية الإشكال وصحيحة الحلبي‌ تدل علي الحل مطلقا وكذا هذاالخبر وسائر الأخبار مقتضي الجميع بينها أنه إذاقده بنصفين عرفا بأن لا يكون بينهما تفاوت كثير يحلان مطلقا إلا إذاتحرك أحدهما و لم يتحرك الآخر فيحل المتحرك حسب و لو كان بينهما تفاوت كثير يحل الأكبر إذا كان من جانب الرأس دون الأصغر و لو كان بالعكس يحلان و به يمكن الجمع بينها و الله يعلم ويدل الحديث علي جواز الاصطياد بالسيف و علي حل حمار الوحش . قوله إذاأدرك ذكاته أي أدركه حيا وذكاه

39- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، يَسئَلُونَكَ ما ذا أُحِلّ لَهُم قُل أُحِلّ لَكُمُ الطّيّباتُ وَ ما عَلّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنّ مِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُ وَ هُوَ صَيدُ الكِلَابِ المُعَلّمَةِ خَاصّةً أَحَلّهَا اللّهُ إِذَا أَدرَكتَهُ وَ قَد قَتَلَهُ لِقَولِهِفَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم

وَ أخَبرَنَيِ‌ أَبِي عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن صَيدِ البُزَاةِ وَ الصّقُورِ وَ الفُهُودِ وَ الكِلَابِ قَالَ لَا تَأكُلُوا إِلّا مَا ذَكّيتُم إِلّا الكِلَابَ قُلتُ فَإِن قَتَلَتهُ قَالَ كُل فَإِنّ اللّهَ يَقُولُوَ ما عَلّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنّ مِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم ثُمّ قَالَ كُلّ شَيءٍ مِنَ السّبَاعِ تُمسِكُ الصّيدَ عَلَي نَفسِهَا إِلّا الكِلَابَ المُعَلّمَةَ فَإِنّهَا تُمسِكُ عَلَي صَاحِبِهَا وَ قَالَ إِذَا أَرسَلتَ الكَلبَ المُعَلّمَ فَاذكُرِ اللّهَ عَلَيهِ فَهُوَ ذَكَاتُهُ


صفحه : 286

40- القَصَصُ، قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ وَرَشَانٌ يُفرِخُ فِي شَجَرَةٍ وَ كَانَ رَجُلٌ يَأتِيهِ إِذَا أَدرَكَ الفَرخَانِ فَيَأخُذُ الفَرخَينِ فَشَكَا ذَلِكَ الوَرَشَانُ إِلَي اللّهِ تَعَالَي فَقَالَ إنِيّ‌ سَأَكفِيكَهُ قَالَ فَأَفرَخَ الوَرَشَانُ وَ جَاءَ الرّجُلُ وَ مَعَهُ رَغِيفَانِ فَصَعِدَ الشّجَرَةَ وَ عَرَضَ لَهُ سَائِلٌ فَأَعطَاهُ أَحَدَ الرّغِيفَينِ ثُمّ صَعِدَ فَأَخَذَ الفَرخَينِ وَ نَزَلَ بِهِمَا فَسَلّمَهُ اللّهُ لِمَا تَصَدّقَ بِهِ

بيان كأن فيه إيماء إلي كراهة أخذ الفراخ من الأوكار كماذكره الأصحاب ووردت به الروايات قال في الدروس يكره صيد الطير والوحش ليلا وأخذ الفراخ من أعشاشها

41- المَحَاسِنُ، مُحَمّدُ بنُ عِيسَي اليقَطيِنيِ‌ّ عَن أَبِي عَاصِمٍ عَن هَاشِمِ بنِ مَاهَوَيهِ المدَاَريِ‌ّ عَنِ الوَلِيدِ بنِ أَبَانٍ الراّزيِ‌ّ قَالَ كَتَبَ ابنُ زَاذَانَ فَرّوخُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ الثاّنيِ‌ ع يَسأَلُهُ عَنِ الرّجُلِ يَركُضُ فِي الصّيدِ لَا يُرِيدُ بِذَلِكَ طَلَبَ الصّيدِ وَ إِنّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ التّصحِيحَ قَالَ لَا بَأسَ بِذَلِكَ إِلّا اللّهوُ

بيان الركض تحريك الرجل والدفع واستحثاث الفرس للعدو والعدو كذا في القاموس والفعل كنصر قوله لايريد بذلك طلب الصيد يحتمل وجهين الأول أنه لايصيد لكنه يركض خلف الصيد والثاني‌ أنه يصيد ليس غرضه اللهو بالصيد و لاالصيد في نفسه وإنما غرضه طلب صحة البدن و مايوجبها كهضم الطعام ودفع فضول الرطوبات عن البدن والأخير أظهر معني والأول لفظا و لايبعد جواز هذاالنوع من الصيد من فحاوي‌ كلام الأصحاب فإنهم حكموا بحرمة الصيد لهوا وبطرا وبحل الصيد للقوت وللتجارة ودلائلهم علي تحريم الأول وجواز الأخيرين يقتضي‌ جواز هذا وأمثاله قال في التذكرة اللاهي‌ بسفره كالمتنزه بصيده بطرا ولهوا لايقصر عندعلمائنا لأن اللهو حرام فالسفر له معصية و لو كان الصيد لقوته وقوت عياله وجب القصر لأنه فعل مباح و لو كان للتجارة فالوجه القصر في الصلاة والصوم


صفحه : 287

لأنه مباح انتهي وكون هذاالمقصود مباحا ظاهر

42- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع اعلَم يَرحَمُكَ اللّهُ أَنّ الطّيرَ إِذَا مَلَكَ جَنَاحَهُ فَهُوَ لِمَن أَخَذَهُ إِلّا أَن يَعرِفَ صَاحِبَهُ فَيَرُدّ عَلَيهِ وَ لَا يَصلُحُ أَخذُ الفِرَاخِ مِن أَوكَارِهَا فِي جَبَلٍ أَو بِئرٍ أَو أَجَمَةٍ حَتّي يَنهَضَ وَ إِذَا أَرَدتَ أَن تُرسِلَ الكَلبَ عَلَي الصّيدِ فَسَمّ اللّهَ عَلَيهِ فَإِن أَدرَكتَهُ حَيّاً فَاذبَحهُ أَنتَ وَ إِن أَدرَكتَهُ وَ قَد قَتَلَهُ كَلبُكَ فَكُل مِنهُ وَ إِن أَكَلَ بَعضَهُ لِقَولِهِفَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم وَ إِن لَم يَكُن مَعَكَ حَدِيدٌ تَذبَحُهُ فَدَعِ الكَلبَ عَلَي الصّيدِ وَ سَمّيتَ عَلَيهِ حَتّي يَقتُلَ ثُمّ تَأكُلُ مِنهُ وَ إِن أَرسَلتَ عَلَي الصّيدِ كَلبَكَ فَشَارَكَهُ كَلبٌ آخَرُ فَلَا تَأكُلهُ إِلّا أَن تُدرِكَ ذَكَاتَهُ وَ إِن رَمَيتَ وَ سَمّيتَ وَ أَدرَكتَهُ وَ قَد مَاتَ فَكُلهُ إِذَا كَانَ فِي السّهمِ زُجّ حَدِيدٍ وَ إِن وَجَدتَهُ مِنَ الغَدِ وَ كَانَ سَهمُكَ فِيهِ فَلَا بَأسَ بِأَكلِهِ إِذَا عَلِمتَ أَنّ سَهمَكَ قَتَلَهُ وَ إِن رَمَيتَ وَ هُوَ عَلَي جَبَلٍ فَأَصَابَهُ سَهمُكَ وَ وَقَعَ فِي المَاءِ وَ مَاتَ فَكُلهُ إِذَا كَانَ رَأسُهُ خَارِجاً مِنَ المَاءِ وَ إِن كَانَ رَأسُهُ فِي المَاءِ فَلَا تَأكُلهُ وَ لَا تَأكُل مَا اصطَدتَ بِبَازٍ أَو صَقرٍ أَو فَهدٍ أَو عُقَابٍ أَو غَيرِ ذَلِكَ إِلّا مَا أَدرَكتَ ذَكَاتَهُ إِلّا الكَلبَ المُعَلّمَ فَلَا بَأسَ بِأَكلِ مَا قَتَلَتهُ إِذَا كُنتَ سَمّيتَ عَلَيهِ

تبيين أكثر هذاالفصل أورده الصدوق في الفقيه . قوله إذاملك جناحه أي استقل بالطيران فالتقييد لكراهة الصيد قبل الطيران و هوبعيد أوالمراد عدم كونه مقصوصا فإنه علامة سبق الملك فلايملكه الآخذ إلا بعدالتعريف وكذا إذا كان معقورا وظاهره أن الأصل في الطير الإباحة بعدالطيران و إن علم أنه كان له مالك إلا أن يعرف المالك بعينه فيرده عليه لكن لم أر قائلا به وقيل المراد بملك الجناحين نهوضه من الوكر فالمراد أنه لايجوز اصطياده بالرمي‌ ونحوه فإنه غيرممتنع و لايخفي بعده قوله وسميت عليه حال بتقدير قد أي و قدسميت عليه حين إرسال الكلب فلاتحتاج إلي تسمية أخري فشاركه كلب


صفحه : 288

آخر أي غيرمعلم أو غيرمسمي عليه وعلم أن إزهاق الروح بهما أو لم يعلم أنه بهما أوبأيهما و إذاعلم أنه بالمعلم المسمي عليه لم يضر وَ يُؤَيّدُهُ مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع حَيثُ قَالَ إِن وَجَدَ مَعَهُ كَلباً غَيرَ مُعَلّمٍ فَلَا يَأكُل مِنهُ

وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَنهُ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَومٍ أَرسَلُوا كِلَابَهُم وَ هيِ‌َ مُعَلّمَةٌ كُلّهَا وَ قَد سَمّوا عَلَيهَا فَلَمّا أَن مَضَتِ الكِلَابُ دَخَلَ فِيهَا كَلبٌ غَرِيبٌ لَا يَعرِفُونَ لَهَا صَاحِباً فَاشتَرَكَت جَمِيعُهَا فِي الصّيدِ فَقَالَ لَا يُؤكَلُ مِنهُ لِأَنّكَ لَا تدَريِ‌ أَخَذَهُ مُعَلّمٌ أَم لَا

. قوله ع إذا كان في السهم إلخ محمول علي ما إذا لم يخرق بحده كمامر. قوله و إن رميت في الفقيه إن رميته و هو علي جبل فسقط ومات فلاتأكله و إن رميته وأصابه سهمك ووقع في الماء فمات فكله إذا كان رأسه خارجا من الماء و إن كان رأسه في الماء فلاتأكله . والمشهور بين الأصحاب أنه لايحل إذاتردي من جبل أووقع في ماء فمات نعم لوصير حياته غيرمستقرة حل .

وَ فِي صَحِيحَةِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن رَجُلٍ يرَميِ‌ صَيداً وَ


صفحه : 289

هُوَ عَلَي جَبَلٍ أَو حَائِطٍ فَيَخرِقُ فِيهِ السّهمُ فَيَمُوتُ فَقَالَ كُلهُ مِنهُ وَ إِن وَقَعَ فِي المَاءِ مِن رَميَتِكَ فَمَاتَ فَلَا تَأكُل مِنهُ

وَ روُيِ‌َ نَحوُهُ بِسَنَدٍ مُوَثّقٍ عَن سَمَاعَةَ وَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ لَا تَأكُل مِنَ الصّيدِ إِذَا وَقَعَ فِي المَاءِ فَمَاتَ

. و قال في المسالك هذا أي عدم الحل إذاعلم استناد موته إليهما أو إلي غيرالرمية أوشك في الحال و لوعلم استناد موته إلي الرمية عادة حل لوجود المقتضي‌ وانتفاء المانع و إن أفاد الماء في التردي‌ تعجيلا وقيد الصدوقان الحل بأن يموت ورأسه خارج الماء و لابأس به لأنه أمارة علي قتله بالسهم إن لم يظهر خلاف ذلك

43- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا رَمَيتَ بِسَهمِكَ فَوَجَدتَهُ وَ لَيسَ بِهِ أَثَرٌ غَيرُ أَثَرِ سَهمِكَ وَ تَرَي أَنّهُ لَم يَقتُلهُ غَيرُ سَهمِكَ فَكُل تَغَيّبَ عَنكَ أَو لَم يَتَغَيّب عَنكَ

44- العيَاّشيِ‌ّ، عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن صَيدِ البُزَاةِ وَ الصّقُورِ وَ الفُهُودِ وَ الكِلَابِ فَقَالَ لَا تَأكُل مِن صَيدِ شَيءٍ مِنهَا إِلّا الكِلَابَ قُلتُ فَإِنّهُ قَتَلَهُ قَالَ كُل فَإِنّ اللّهَ يَقُولُوَ ما عَلّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنّ مِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم وَ اذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيهِ


صفحه : 290

45- وَ مِنهُ، عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ سَرّحَ الكَلبَ المُعَلّمَ وَ يسُمَيّ‌ إِذَا سَرّحَهُ قَالَ يَأكُلُ مِمّا أَمسَكَ عَلَيهِ وَ إِن أَدرَكَهُ وَ قَتَلَهُ وَ إِن وُجِدَ مَعَهُ كَلبٌ غَيرُ مُعَلّمٍ فَلَا يَأكُل مِنهُ قُلتُ وَ الصّقرُ وَ العُقَابُ وَ الباَزيِ‌ّ قَالَ إِن أَدرَكتَ ذَكَاتَهُ فَكُل مِنهُ وَ إِن لَم تُدرِك ذَكَاتَهُ فَلَا تَأكُل مِنهُ قُلتُ فَالفَهدُ لَيسَ بِمَنزِلَةِ الكَلبِ قَالَ فَقَالَ لَا لَيسَ شَيءٌ مُكَلّبٌ إِلّا الكَلبَ

46- وَ مِنهُ، عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ أَبِي يفُتيِ‌ وَ كُنّا نفُتيِ‌ وَ نَحنُ نَخَافُ فِي صَيدِ الباَزيِ‌ وَ الصّقُورِ فَأَمّا الآنَ فَإِنّا لَا نَخَافُ وَ لَا يَحِلّ صَيدُهُمَا إِلّا أَن يُدرَكَ ذَكَاتُهُ وَ إِنّهُ لفَيِ‌ كِتَابِ عَلِيّ ع أَنّ اللّهَ قَالَما عَلّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلّبِينَفهَيِ‌َ الكِلَابُ

بيان فهي‌ الكلاب أي الجوارح المذكورة في الآية المراد بهاالكلاب لقوله مُكَلّبِينَ و قال المحدث الأسترآبادي‌ رحمه الله يعني‌ أن المراد من المكلبين الكلاب . و في تفسير علي بن ابراهيم رواية أخري يؤيد ذلك فعلم من ذلك أن قراءة علي بفتح اللام والقراءة الشائعة بين العامة بكسر اللام انتهي . وأقول لاضرورة إلي هذاالتكلف وتغيير القراءة المشهورة

47- العيَاّشيِ‌ّ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا خَلَا الكِلَابَ مِمّا يَصِيدُ الفُهُودُ وَ الصّقُورُ وَ أَشبَاهُ ذَلِكَ فَلَا تَأكُلَنّ مِن صَيدِهِ إِلّا مَا أَدرَكتَ ذَكَاتَهُ لِأَنّ اللّهَ قَالَمُكَلّبِينَفَمَا خَلَا الكِلَابَ فَلَيسَ صَيدُهُ باِلذّيِ‌ يُؤكَلُ إِلّا أَن تُدرَكَ ذَكَاتُهُ

48- وَ مِنهُ، عَنِ الحلَبَيِ‌ّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ فِي كِتَابِ عَلِيّ ع قَالَ اللّهُ إِلّا مَا عَلّمتُم مِنَ الجَوَارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنّ مِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُ فهَيِ‌َ الكِلَابُ

49- وَ مِنهُ، عَن جَمِيلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع سُئِلَ عَنِ الصّيدِ يَأخُذُهُ الكَلبُ


صفحه : 291

فَيَترُكُهُ الرّجُلُ حَتّي يَمُوتَ قَالَ نَعَم كُل إِنّ اللّهَ يَقُولُفَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم

بيان هذامختصر من صحيحة جميل المتقدمة في الحكم التاسع و قدمر الكلام فيه

50- العيَاّشيِ‌ّ، عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن أَبِي حَنظَلَةَ عَنهُ ع فِي الصّيدِ يَأخُذُهُ الكَلبُ فَيُدرِكُهُ الرّجُلُ فَيَأخُذُهُ ثُمّ يَمُوتُ فِي يَدِهِ أَ يَأكُلُ قَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ يَقُولُفَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم

بيان كأنه محمول علي عدم استقرار الحياة علي طريقة القوم أوعدم إمكان الذبح لقصر الزمان أوفقد الآلة علي قول أوقتل الكلب له مع بعد علي قول

51- العيَاّشيِ‌ّ، عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِوَ ما عَلّمتُم مِنَ الجَوارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنّ مِمّا عَلّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُوا مِمّا أَمسَكنَ عَلَيكُم وَ اذكُرُوا اسمَ اللّهِ قَالَ لَا بَأسَ بِأَكلِ مَا أَمسَكَ الكَلبُ مِمّا لَم يَأكُلِ الكَلبُ مِنهُ فَإِذَا أَكَلَ الكَلبُ مِنهُ قَبلَ أَن تُدرِكَهُ فَلَا تَأكُلهُ

52- وَ مِنهُ، عَن رِفَاعَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ الفَهدُ مِمّا قَالَ اللّهُ مُكَلّبِينَ

53- وَ مِنهُ، عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ كُل مَا أَمسَكَ عَلَيكَ الكَلبُ وَ إِن بقَيِ‌َ ثُلُثُهُ

54-الهِدَايَةُ، كُل كُلّ مَا صَادَ الكَلبُ المُعَلّمُ وَ إِن قَتَلَهُ وَ أَكَلَ مِنهُ وَ لَم يُبقِ مِنهُ إِلّا بَضعَةً وَاحِدَةً وَ لَا تَأكُل مَا صِيدَ بِبَازٍ أَو صَقرٍ أَو فَهدٍ أَو عُقَابٍ إِلّا مَا أَدرَكتَ ذَكَاتَهُ وَ مَن أَرسَلَ كَلبَهُ وَ لَم يُسَمّ تَعَمّداً فَأَصَابَ صَيداً لَم يَحِلّ أَكلُهُ لِأَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ لا


صفحه : 292

تَأكُلُوا مِمّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ وَ إِن نسَيِ‌َ فَليُسَمّ حِينَ يَأكُلُ وَ كَذَلِكَ فِي الذّبِيحَةِ وَ لَا بَأسَ بِأَكلِ لَحمِ الحُمُرِ الوَحشِيّةِ وَ لَا بَأسَ بِأَكلِ مَا صِيدَ بِاللّيلِ وَ لَا يَجُوزُ صَيدُ الحَمَامِ بِالأَمصَارِ وَ لَا يَجُوزُ أَخذُ الفِرَاخِ مِن أَوكَارِهَا فِي جَبَلٍ أَو بِئرٍ أَو أَجَمَةٍ حَتّي يَنهَضَ

بيان فليسم حين يأكل محمول علي الاستحباب و لابأس بأكل أي ليس الفعل بحرام أوالمعني أن كراهة الفعل لايسري‌ إلي الأكل و لايجوز ظاهره الحرمة و لم أر قائلا بهاغيره وكذا ذكره في المقنع أيضا وحمله علي الاصطياد بالكلب والسهم وأمثاله بعيدة نعم يمكن حمل عدم الجواز في كلامه علي الكراهة الشديدة قال في المختلف يكره أخذ الفراخ من أعشاشهن . و قال الصدوق وأبوه لايجوز أخذ الفراخ من أوكارها في جبل أوبئر أوأجمة حتي ينهض فإن قصد التحريم صارت المسألة خلافية لنا الأصل عدم التحريم

55- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي رَجُلٍ صَادَ حَمَاماً أَهلِيّاً قَالَ إِذَا مَلَكَ جَنَاحَهُ فَهُوَ لِمَن أَخَذَهُ

56- وَ مِنهُ،نَقلًا مِن جَامِعِ البزَنَطيِ‌ّ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع الطّيرُ يَقَعُ فِي الدّارِ فَنَصِيدُهُ وَ حَولَنَا حَمَامٌ لِبَعضِهِم فَقَالَ إِذَا مَلَكَ جَنَاحَهُ فَهُوَ لِمَن أَخَذَهُ قَالَ قُلتُ يَقَعُ عَلَينَا فَنَأخُذُهُ وَ قَد نَعلَمُ لِمَن هُوَ قَالَ إِذَا عَرَفتَهُ فَرُدّهُ عَلَي صَاحِبِهِ

بيان قال في الروضة لايملك الصيد المقصوص أو ما عليه أثر الملك لدلالة القص والأثر علي مالك سابق والأصل بقاؤه ويشكل بأن مطلق الأثر إنما يدل علي المؤثر أماالمالك فلالجواز وقوعه من غيرمالك أوممن لايصلح للتملك أوممن لايحترم


صفحه : 293

ماله فكيف يحكم بمجرد الأثر بمالك محترم مع أنه أعم والعام لايدل علي الخاص و علي المشهور يكون مع الأثر لقطة و مع عدم الأثر فهو لصائده و إن كان أهليها كالحمام للأصل إلا أن يعرف مالكه فيدفعه إليه

57- المُختَلَفُ،نَقلًا مِن كِتَابِ عَمّارٍ الساّباَطيِ‌ّ عَنِ الصّادِقِ ع خُرءُ الخُطّافِ لَا بَأسَ بِهِ وَ هُوَ مِمّا يَحِلّ أَكلُهُ وَ لَكِن كُرِهَ أَكلُهُ لِأَنّهُ استَجَارَ بِكَ وَ أَوَي فِي مَنزِلِكَ كُلّ طَيرٍ يَستَجِيرُ بِكَ فَأَجِرهُ

بيان يدل علي كراهة صيد كل ماعشش في دار الإنسان أوهرب من سبع وغيره وأوي إليه


صفحه : 294

باب 8-التذكية وأنواعها وأحكامها

الآيات البقرةإِنّ اللّهَ يَأمُرُكُم أَن تَذبَحُوا بَقَرَةً إلي قوله فَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفعَلُونَالمائدةحُرّمَت عَلَيكُمُ المَيتَةُ وَ الدّمُ وَ لَحمُ الخِنزِيرِ وَ ما أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ وَ المُنخَنِقَةُ وَ المَوقُوذَةُ وَ المُتَرَدّيَةُ وَ النّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السّبُعُ إِلّا ما ذَكّيتُم وَ ما ذُبِحَ عَلَي النّصُبِالأنعام فَكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ إِن كُنتُم بِآياتِهِ مُؤمِنِينَ وَ ما لَكُم أَلّا تَأكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ وَ قَد فَصّلَ لَكُم ما حَرّمَ عَلَيكُم إِلّا مَا اضطُرِرتُم إِلَيهِ و قال تعالي وَ لا تَأكُلُوا مِمّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ وَ إِنّهُ لَفِسقٌ وَ إِنّ الشّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلي أَولِيائِهِم لِيُجادِلُوكُم وَ إِن أَطَعتُمُوهُم إِنّكُم لَمُشرِكُونَ و قال تعالي وَ أَنعامٌ لا يَذكُرُونَ اسمَ اللّهِ عَلَيهَا افتِراءً عَلَيهِ سَيَجزِيهِم بِما كانُوا يَفتَرُونَ و قال تعالي أَو فِسقاً أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِالحج لِيَذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلي ما رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعامِ و قال تعالي وَ البُدنَ جَعَلناها لَكُم مِن شَعائِرِ اللّهِ لَكُم فِيها خَيرٌ فَاذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيها صَوافّ فَإِذا وَجَبَت جُنُوبُها فَكُلُوا مِنهاالكوثرفَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر.تفسيرأَن تَذبَحُوا بَقَرَةًظاهره أن البقرة مذبوحة لامنحورة قال الطبرسي‌ رحمه الله الذبح فري‌ الأوداج و ذلك في البقر والغنم والنحر في الإبل و لايجوز فيهاعندنا غير ذلك و فيه خلاف بين الفقهاء وَ قِيلَ لِلصّادِقِ ع إِنّ أَهلَ مَكّةَ يَذبَحُونَ


صفحه : 295

البَقَرَةَ فِي اللّبّةِ فَمَا تَرَي فِي أَكلِ لَحمِهَا فَسَكَتَ هُنَيئَةً ثُمّ قَالَ قَالَ اللّهُفَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفعَلُونَ لَا تَأكُل إِلّا من [ مَا]ذُبِحَ مِن مَذبَحِهِ

.أقول و قدمضي تفسير آية المائدة وتدل علي وجوب التذكية وحرمة ماذكي‌ بغير اسم الله من الأصنام وغيرها وسيأتي‌ في الأخبار تفسيرها.فَكُلُوا قال الطبرسي‌ رحمه الله إن المشركين لماقالوا للمسلمين أتأكلون ماقتلتم أنتم و لاتأكلون ماقتل ربكم فكأنه سبحانه قال لهم أعرضوا عن جهلكم فكلوا والمراد به الإباحة و إن كانت الصيغة صيغة الأمرمِمّا ذُكِرَ اسمُ اللّهِ عَلَيهِيعني‌ ذكر الله عندذبحه دون الميتة و ماذكر عليه اسم الأصنام والذكر هوقول بسم الله وقيل هو كل اسم يختص الله سبحانه به أوصفة تختصه كقول باسم الرحمن أوباسم القديم أوباسم القادر لنفسه أوالعالم لنفسه و مايجري‌ مجراه والأول مجمع علي جوازه والظاهر يقتضي‌ جواز غيره لقوله سبحانه قُلِ ادعُوا اللّهَ أَوِ ادعُوا الرّحمنَ أَيّا ما تَدعُوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسني.إِن كُنتُم بِآياتِهِ مُؤمِنِينَيعني‌ إن كنتم مؤمنين بأن عرفتم الله ورسوله وصحة ماأتاكم به من عند الله فكلوا ماأحل دون ماحرم و في هذه الآية دلالة علي وجوب التسمية علي الذبيحة و علي أن ذبائح الكفار لايجوز أكلها لأنهم لايسمون الله عليها و من سمي منهم لايعتقد وجوب ذلك ولأنه يعتقد أن ألذي يسميه هو ألذي أبد شرع موسي أوعيسي فإذن لايذكرون الله حقيقةوَ ما لَكُم أَلّا تَأكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اسمُ اللّهِ عَلَيهِتقديره أي شيءلكم في أن لاتأكلوا فيكون ماللاستفهام و هواختيار الزجاج وغيره من البصريين ومعناه ما ألذي يمنعكم أن تأكلوا مما ذكر اسم الله عندذبحه وقيل معناه ليس لكم أن لاتأكلوا فيكون ماللنفي‌وَ قَد فَصّلَ لَكُم أي بين لكم ما حَرّمَ عَلَيكُمقيل هو ماذكر في سورة المائدة من قوله حُرّمَت

عَلَيكُمُ المَيتَةُالآية واعترض عليه بأنها نزلت بعدالأنعام بمدة إلا أن يحمل علي أنه بين علي لسان الرسول ص و بعد ذلك نزل به القرآن وقيل إنه مافصل في هذه السورة في قوله قُل لا أَجِدُ فِي ما أوُحيِ‌َ إلِيَ‌ّ مُحَرّماًالآية وقرأ أهل الكوفة غيرحفص فَصّلَ لَكُمبالفتح ماحرم بالضم وقرأ أهل المدينة وحفص ويعقوب وسهل فَصّلَ لَكُم ما حَرّمَكليهما بالفتح وقرأ الباقون فصل لكم ماحرم بالضم فيهماوَ لا تَأكُلُوا مِمّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللّهِ عَلَيهِيعني‌ عندالذبح من الذبائح و هذاتصريح في وجوب التسمية علي الذبيحة لأنه لو لم يكن كذلك لكان ترك التسمية غيرمحرم لهاوَ إِنّهُ لَفِسقٌيعني‌ و إن أكل ما لم يذكر اسم الله عليه لفسق وَ إِنّ الشّياطِينَيعني‌ علماء الكافرين ورؤساءهم المتمردين في كفرهم لَيُوحُونَ أي يؤمون ويشيرون إِلي أَولِيائِهِمالذين اتبعوهم من الكفارلِيُجادِلُوكُم في استحلال الميتة قال الحسن كان مشركو العرب يجادلون المسلمين فيقولون لهم كيف تأكلون ماتقتلونه أنتم و لاتأكلون مما يقتله الله وقتيل الله أولي بأكل من قتلكم فهذه مجادلتهم و قال عكرمة إن قوما من مجوس فارس كتبوا إلي مشركي‌ قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية أن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ثم يزعمون أن ماذبحوه حلال و ماقتله الله حرام فوقع ذلك في نفوسهم فذلك إيحاؤهم إليهم و قال ابن عباس معناه أن الشياطين من الجن وهم إبليس وجنوده ليوحون إلي أوليائهم من الإنس والوحي‌ إلقاء المعني إلي النفس من وجه خفي‌ وهم يلقون الوسوسة إلي قلوب أهل الشرك ثم قال سبحانه وَ إِن أَطَعتُمُوهُمأيها المؤمنون فيما يقولونه من استحلال الميتة وغيره إِنّكُم إذالَمُشرِكُونَلأن من استحل الميتة فهو كافر بالإجماع و من أكلها محرما لها مختارا فهو فاسق و هوقول الحسن وجماعة المفسرين و قال عطا إنه مختص بذبائح العرب التي‌ كانت تذبحها للأوثان .لا يَذكُرُونَ اسمَ اللّهِ عَلَيهَا قال البيضاوي‌ أي في الذبح وإنما يذكرون أسماء


صفحه : 297

الأصنام عليها وقيل لايحجون علي ظهورهاافتِراءً عَلَيهِنصب علي المصدر لأن ماقالوه تقول علي الله والجار متعلق بقالوا أوبمحذوف فهو صفة له أو علي الحال أوالمفعول له والجار متعلق به أوبالمحذوف سَيَجزِيهِم بِما كانُوا يَفتَرُونَبسببه أوبدله أَو فِسقاً قدمر تفسيره ويدل علي تحريم ماذكر اسم غير الله عندذبحه لِيَذكُرُوا اسمَ اللّهِيدل علي أن النسك إنما يصح ويتقبل إذاذكر عليه عندذبحه اسم الله دون غيره وإنما خص بالأنعام إيماء إلي أن الهدي‌ لا يكون إلامنها ويدل علي أن الهدي‌ والأضحية وذكر اسم الله علي الذبيحة كان في جميع الشرائع حيث قال وَ لِكُلّ أُمّةٍ جَعَلنا مَنسَكاً لِيَذكُرُوا اسمَ اللّهِإلخ .فَاذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيها قال الطبرسي‌ ره أي في حال نحرها وعبر به عن النحر و قال ابن عباس هو أن يقول الله أكبر لاإله إلا الله و الله أكبر أللهم منك و لك صَوافّ أي قياما مقيدة علي سنة محمدص عن ابن عباس وقيل هو أن تعقل إحدي يديها وتقوم علي ثلاث تنحر كذلك وتسوي‌ بين أوظفتها لئلا يتقدم بعضها علي بعض عن مجاهد وقيل هو أن تنحر وهي‌ صافة أي قائمة قدربطت يداها بين الرسغ والخف إلي الركبة عن أبي عبد الله ع هذا في الإبل فأما البقر فإنه تشد يداها ورجلاها ويطلق ذنبها والغنم تشد ثلاث قوائم منها ويطلق فرد رجل منهافَإِذا وَجَبَت جُنُوبُها أي سقطت إلي الأرض وعبر بذلك عن تمام خروج الروح منهافَكُلُوا مِنها و هذاإذن و ليس بأمر لأن أهل الجاهلية كانوا يحرمونها علي نفوسهم وقيل إن الأكل منها واجب إذاتطوع بهاانتهي


صفحه : 298

فَصَلّ لِرَبّكَ وَ انحَر في الجمع أي فصل صلاة العيد وانحر هديك وقيل صل صلاة الغداة بجمع وانحر البدن بمني والجمع هوالمشعر قَالَ مُحَمّدُ بنُ كَعبٍ إِنّ أُنَاساً كَانُوا يُصَلّونَ لِغَيرِ اللّهِ وَ يَنحَرُونَ لِغَيرِ اللّهِ فَأَمَرَ اللّهُ تَعَالَي نَبِيّهُص أَن تَكُونَ صَلَاتُهُ وَ نَحرُهُ لِلبُدنِ تَقَرّباً إِلَي اللّهِ وَ خَالِصاً لَهُ

انتهي . وأقول يدل هذه التفاسير علي كون النحر مشروعا في البدن بل عدم جواز غيره فيها. ولنرجع إلي تفاصيل الأحكام المستنبطة من تلك الآيات الأول تدل بعمومها علي حل كل ماذكر اسم الله عليها إلا ماأخرجه الدليل و قدمر الكلام فيه .الثاني‌ استدل بها علي وجوب التسمية عندالذبح بل عندالاصطياد أيضا مطلقا إلا ماأخرجه الدليل من السمك والجراد ولعل مرادهم بالوجوب الوجوب الشرطي‌ بمعني اشتراطها في حل الذبيحة ولذا عبر الأكثر بالاشتراط و أماالوجوب بالمعني المصطلح فيشكل إثباته إلابأن يتمسك بأن ترك التسمية إسراف وإتلاف للمال بغير الجهة الشرعية و أماالاشتراط فلاخلاف فيه من بين الأصحاب فلو أخل بهاعمدا لم يحل قطعا وظاهر الآية عدم الحل مع تركها نسيانا أيضا لكن الأصحاب خصوها بالعمد للأخبار الكثيرة الدالة علي الحل مع النسيان و في بعضها إن كان ناسيا فليسم حين يذكر و يقول بسم الله علي أوله وآخره وحمل علي الاستحباب إذ لاقائل ظاهرا بالوجوب و في الجاهل وجهان وظاهر الأصحاب التحريم ولعله أقرب لعموم الآية والأقوي الاكتفاء بها و إن لم يعتقد وجوبها لعموم الآية خلافا للعلامة ره في المختلف قال في الدروس لوتركها عمدا فهو ميتة إذا كان معتقدا لوجوبها و في غيرالمعتقد نظر وظاهر الأصحاب التحريم ولكنه يشكل بحكمهم بحل ذبيحة المخالف علي الإطلاق


صفحه : 299

ما لم يكن ناصبيا و لاريب أن بعضهم لايعتقد وجوبها ويحلل الذبيحة و إن تركها عمدا انتهي . و قال في الروضة يمكن دفعه بأن حكمهم بحل ذبيحته من حيث هومخالف و ذلك لاينافي‌ تحريمها من حيث الإخلال بشرط آخر نعم يمكن أن يقال بحلها منه عنداشتباه الحال عملا بأصالة الصحة وإطلاق الأدلة وترجيحا للظاهر من حيث رجحانها عند من لايوجبها وعدم اشتراط اعتقاده الوجوب بل المعتبر فعلها وإنما يحكم بالتحريم مع العلم بعدم تسميته و هذاحسن ومثله القول في الاستقبال .الثالث تدل الآية علي الاكتفاء بمطلق ذكر اسمه تعالي عندالذبح أوالنحر أوإرسال الكلب أوالسهم ونحوه فيكفي‌ التكبير أوالتسبيح أوالتحميد أوالتهليل وأشباهها كماصرح به الأكثر و لواقتصر علي لفظة الله ففي‌ الاكتفاء به قولان من صدق ذكر اسم الله عليه و من دعوي أن العرف يقتضي‌ كون المراد ذكر الله بصفة كمال وثناء وكذا الخلاف لو قال أللهم ارحمني‌ واغفر لي وقالوا لو قال بسم الله و محمدبالجر لم يجز لأنه شرك وكذا لو قال و محمد رسول الله و لورفع فيهما لم يضر لصدق التسمية بالأولي تامة وعطف الشهادة للرسول ص زيادة خير غيرمنافية بخلاف ما لوقصد التشريك و لو قال أللهم صل علي محمد وآله فالأقوي الإجزاء وهل يشترط التسمية بالعربية يحتمله لظاهر قوله اسم الله وعدمه لأن المراد من الله هنا الذات المقدسة فيجزي‌ ذكر غيره من أسمائه و هومتحقق بأي‌ لغة اتفقت و علي ذلك يتحرج ما لو قال بسم الرحمن وغيره من أسمائه المختصة أوالغالبة غيرلفظ الله .الرابع ذكر الأصحاب أنه يستحب في ذبح الغنم أن يربط يداه و رجل واحد ويطلق الأخري ويمسك صوفه أوشعره حتي يبرد و في البقر أن يعقل يداه ورجلاه ويطلق ذنبه و في الإبل أن تربط خفا يديه معا إلي إبطيه وتطلق رجلاه وتنحر قائمة أوتعقل يده اليسري من الخف إلي الركبة ويوقفها علي اليمني ويمكن أن يفهم من الآية الكريمة استحباب كون البدن قائمة عندالنحر لقوله تعالي صَوافّ. قال البيضاوي‌ قائمات قدصففن أيديهن وأرجلهن وقر‌ئ صوافن من


صفحه : 300

صفن الفرس إذاأقام علي ثلاث وطرف سنبك الرابعة لأن البدنة تعقل إحدي يديها فتقوم علي ثلاث . و قال الطبرسي‌ ره قرأ ابن مسعود و ابن عباس و ابن عمر و أبو جعفرالباقر وقتادة وعطا والضحاك صوافن بالنون وقرأ الحسن وشقيق و أبو موسي الأشعري‌ وسليمان التيمي‌ صوافي‌ و قال فأما صوافن فمثل الصّافِناتُ وهي‌ الجياد من الخيل إلا أنه استعمل هاهنا في الإبل والصافن الرافع إحدي رجليه متعمدا علي سنبكها والصوافي‌ الخوالص لوجه الله انتهي . وأقول فعلي هذاالقراءة المروية عن الباقر ع وغيره يدل علي استحباب قيامها وعقل إحدي يديها بل علي نحرها علي القراءتين و أن ذبحها قائمة غيرجائز جدا و أماالأخبار الواردة في ذلك فَقَد روُيِ‌َ بِسَنَدٍ فِيهِ جَهَالَةٌ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الذّبحِ فَقَالَ إِذَا ذَبَحتَ فَأَرسِل وَ لَا تَكتِف وَ لَا تَقلِبِ السّكّينَ لِتُدخِلَهَا مِن تَحتِ الحُلقُومِ وَ تَقطَعَهُ إِلَي فَوقُ وَ الإِرسَالُ لِلطّيرِ خَاصّةً فَإِن تَرَدّي فِي جُبّ أَو وَهدَةٍ مِنَ الأَرضِ فَلَا تَأكُلهُ وَ لَا تُطعِمهُ فَإِنّكَ لَا تدَريِ‌ الترّدَيّ‌ قَتَلَهُ أَوِ الذّبحُ وَ إِن كَانَ شَيءٌ مِنَ الغَنَمِ فَأَمسِك صُوفَهُ أَو شَعرَهُ وَ لَا تُمسِك يَداً وَ لَا رِجلًا وَ أَمّا البَقَرَةُ فَاعقِلهَا وَ أَطلِقِ الذّنَبَ وَ أَمّا البَعِيرُ فَشُدّ أَخفَافَهُ إِلَي آبَاطِهِ وَ أَطلِق رِجلَيهِ وَ إِن أَفلَتَكَ شَيءٌ مِنَ الطّيرِ وَ أَنتَ تُرِيدُ ذَبحَهُ أَو نَدّ عَلَيكَ فَارمِ بِسَهمِكَ فَإِذَا هُوَ سَقَطَ فَذَكّهِ بِمَنزِلَةِ الصّيدِ

.


صفحه : 301

و قال في المسالك المراد بشد أخفافه إلي آباطه أن يجمع يديه ويربطهما فيها بين الخف والركبة وبهذا صرح في رواية أبي الصباح و في رواية أبي خديجة أنه يعقل يدها اليسري خاصة و ليس المراد في الأول أنه يعقل خفي‌ يديه معا إلي إباطه لأنه لايستطيع القيام حينئذ والمستحب في الإبل أن تكون قائمة والمراد في الغنم بقوله و لاتمسك يدا و لارجلا أنه يربط يديه وإحدي رجليه من غير أن يمسكها بيده انتهي . وأقول لم أر في الأخبار شد رجلي‌ الغنم وإحدي يديه لكن ذكره الأصحاب فإن كان له مستند كما هوالظاهر يمكن حمل هذاالخبر علي عدم إمساك اليد و الرجل بعدالذبح وإنما يمسك صوفه أوشعره لئلا يتردي في بئر أوغيرها.

وَ رَوَي الكلُيَنيِ‌ّ فِي الصّحِيحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَاذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيها صَوافّ قَالَ ذَلِكَ حِينَ تَصُفّ لِلنّحرِ تَربِطُ يَدَيهَا مَا بَينَ الخُفّ إِلَي الرّكبَةِ وَ وُجُوبُ جُنُوبِهَا إِذَا وَقَعَت عَلَي الأَرضِ

وَ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِ‌ّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع كَيفَ تُنحَرُ البَدَنَةُ فَقَالَ تُنحَرُ وَ هيِ‌َ قَائِمَةٌ مِن قِبَلِ اليَمِينِ

وَ عَن أَبِي خَدِيجَةَ قَالَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ وَ هُوَ يَنحَرُ بَدَنَتَهُ مَعقُولَةً يَدُهَا اليُسرَي ثُمّ يَقُومُ مِن جَانِبِ يَدِهَا اليُمنَي وَ يَقُولُ بِسمِ اللّهِ وَ اللّهُ أَكبَرُ أللّهُمّ هَذَا مِنكَ وَ لَكَ أللّهُمّ تَقَبّلهُ منِيّ‌ ثُمّ يَطعُنُ فِي لَبّتِهَا ثُمّ يُخرِجُ السّكّينَ بِيَدِهِ فَإِذَا وَجَبَت قَطَعَ مَوضِعَ الذّبحِ بِيَدِهِ

.الخامس ظاهر قوله تعالي فَإِذا وَجَبَت جُنُوبُها فَكُلُوا مِنهاالاكتفاء في حلها


صفحه : 302

بسقوطها علي الأرض و لايجب الصبر إلي أن يبرد أوتزول حياتها بالكلية و إن أوله الأصحاب بالموت و لم أر من استدل به علي ذلك فإنما ذكروه تأويلا لايصار إليه إلابدليل . قال في المسالك سلخ الذبيحة قبل بردها أوقطع شيءمنها فيه قولان أحدهما التحريم ذهب إليه الشيخ في النهاية بل ذهب إلي تحريم الأكل أيضا وتبعه ابن البراج و ابن حمزة استنادا إلي

رِوَايَةِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع الشّاةُ إِذَا ذُبِحَت وَ سُلِخَت أَو سُلِخَ شَيءٌ مِنهَا قَبلَ أَن تَمُوتَ فَلَيسَ يَحِلّ أَكلُهَا

. والأقوي الكراهة و هوقول الأكثر للأصل وضعف الرواية بالإرسال فلايصلح دليلا علي التحريم بل الكراهة للتسامح في دليلها وذهب الشهيد رحمه الله إلي تحريم الفعل دون الذبيحة أماالأول فلتعذيب الحيوان المنهي‌ عنه و أماالثاني‌ فلعموم قوله تعالي فَكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اسمُ اللّهِ عَلَيهِانتهي . و قال في المختلف عد أبوالصلاح في المحرمات ماقطع من الحيوان قبل الذكاة وبعدها قبل أن يجب جنوبها ويبرد بالموت وجعله ميتة و ألذي ذكره في المقطوع قبل الذكاة جيد أماالمقطوع بعدها فهو في موضع المنع لنا أنه امتثل الأمر بالتذكية و قدوجدت احتج بقوله فَإِذا وَجَبَت جُنُوبُها والجواب أنه مفهوم خرج مخرج الأغلب فلا يكون حجة انتهي . وأقول قيد البرد في غاية الغرابة فإن نهاية مايعتبر فيه زوال الحياة والحرارة تبقي بعده غالبا بزمان ولذا لم يكتفوا في وجوب الغسل بالمس بالموت بل اعتبروا البرد بعده واعتباره في حكم خاص لايستلزم اعتباره في جميع الأحكام .السادس قوله تعالي إِلّا ما ذَكّيتُميدل علي أن ماأكل السبع أوالأعم منه


صفحه : 303

ومما تقدم إذاأدركت تذكيته حل واختلف الأصحاب في وقت أدرك الذكاة قال في المسالك اختلف الأصحاب فيما به تدرك الذكاة من الحركة وخروج الدم بعدالذبح والنحر فاعتبر المفيد و ابن الجنيد في حلها الأمرين معا الحركة وخروج الدم واكتفي الأكثر ومنهم الشيخ و ابن إدريس والمحقق وأكثر المتأخرين بأحد الأمرين ومنهم من اعتبر الحركة وحدها ومنشأ الاختلاف الاكتفاء في بعض الروايات بالحركة و في بعضها بخروج الدم انتهي . وأقول كان الاكتفاء بأحدهما أظهر و إن كانت الحركة أقوي سندا ثم الظاهر من كلام الأصحاب أن المعتبر الحركة بعدالتذكية و في أكثر الأخبار إجمال وصريح بعضها أن العبرة بهاقبل التذكية و كان الأحوط اعتبار البعد. و قال المحقق الأردبيلي‌ رحمه الله الظاهر أن كون الحركة أوالدم أوكليهما علي الخلاف علامة للحل إنما هو في المشتبه لأنه إن علم حياته قبل الذبح فذبح و لم يوجد أحدهما فالظاهر الحل لأنه قدعلم حياته وذبحه علي الوجه المقرر فأزال روحه به فيحل فتأمل فإن بعض الأخبار الصحيحة تدل علي اعتبار الدم بعدإبانة الرأس من غيرالمشتبه ولعل ذلك أيضا للاشتباه الحاصل بعده بأن الإزالة بقطع الأعضاء الأربعة أوغيره فلايخرج عن الاشتباه فتأمل انتهي . و أمااستقرار الحياة التي‌ اعتبرها جماعة من الأصحاب وأومأنا إليه سابقا فالأخبار خالية عنه . و قال في الدروس المشرف علي الموت كالنطيحة والمتردية وأكيل السبع و ماذبح من قفاه اعتبر في حله استقرار الحياة فلو علم بموته قطعا في الحال حرم عندالجماعة و لوعلم بقاء الحياة فهو حلال و لواشتبه اعتبر بالحركة وخروج الدم قال وظاهر الأخبار والقدماء أن خروج الدم والحركة أوأحدهما كاف و لو لم يكن فيه حياة مستقرة و في الآية إيماء إليه من قوله تعالي حُرّمَت

عَلَيكُمُ المَيتَةُ

إلي قوله إِلّا ما ذَكّيتُم ثم قال ونقل عن الشيخ يحيي أن استقرار الحياة ليس من المذهب ونعم ما قال انتهي . وأقول نعم ماقالا رضي‌ الله عنهما فإن الظاهر أن هذامأخوذ من المخالفين و ليس في أخبارنا منه عين و لاأثر وتفصيل القول في ذلك أن اعتبار استقرار الحياة مذهب الشيخ وتبعه الفاضلان وفسره بعضهم بأن مثله يعيش اليوم أوالأيام وقيل نصف يوم و هذامما لم يدل عليه دليل و لا هومعروف بين القدماء و أماإذ علم أنه ميت بالفعل و أن حركته حركة المذبوح كحركة الشاة بعدإخراج حشوها ففي‌ وقوع التذكية عليه إشكال و إن كان ظاهر الأدلة وقوعها أيضا قال المحقق الأردبيلي‌ بعدإيراد ما في الدروس و لايخفي الإجمال والإغلاق في هذه المسألة و ألذي معلوم أنه إذاصار الحيوان ألذي يجري‌ فيه الذبح بحيث علم أوظن علي الظاهر موته أي أنه ميت بالفعل و أن حركته حركة المذبوح مثل حركة الشاة بعدإخراج حشوها وذبحها وقطع أعضائها والطير كذلك فهو ميتة لاينعقد الذبح و إن علم عدمه فهو حي‌ يقبل التذكية ويصير بهاطاهرا ويجري‌ فيه أحكام المذبوح والظاهر أنه كذلك و إن علم أنه يموت في الحال والساعة لعموم الأدلة التي‌ تقتضي‌ ذبح ذي‌ الحياة فإنه حي‌ مقتول ومذبوح بالذبح الشرعي‌ و لايؤثر في ذلك أنه لو لم يذبح لمات سريعا أو بعدساعة فما في الدروس فلو علم موته إلخ محل تأمل فإنه يفهم منه أن المدار علي قلة الزمان وكثرته فتأمل وبالجملة فينبغي‌ أن يكون المدار علي الحياة وعدمها لاطول زمانها وعدمه لمامر فافهم و أما إذااشتبه حاله و لم يعلم موته بالفعل و لاحياته و أن حركته حركة المذبوح أوحركة ذي‌ الحياة فيمكن الحكم بالحل للاستصحاب والتحريم للقاعدة السالفة ثم أجري رحمه الله فيه اعتبار الحركة أوالدم كماذكرنا.


صفحه : 305

وأقول ماذكره قدس سره من حركة المذبوح إن أراد بهاحركة التقلص التي‌ تكون في اللحم المسلوخ ونحوه فلاشبهة في أنه لاعبرة بها و أنه قدزالت عنه الحياة فلاتقع تذكية و إن أراد بهاالحركة التي‌ تكون بعدفري‌ الأوداج وشبهه وتسمي في العرف حركة المذبوح فعدم قبول التذكية أول الكلام لأنه لاشك أنه لم يفارقه الروح بعدكمن كان في النزع وبلغت روحه حلقومه فإنه لايحكم عليه حينئذ بالموت و إن علم أنه لايعيش ساعة بل عشرها ولذا اختلفوا فيما إذاذبح الإبل ثم نحره بعدالذبح أونحر الغنم أوالبقر ثم ذبح بعده هل يحل أم لافذهب الشيخ في النهاية وجماعة إلي الحل لتحقق التذكية مع بقاء الحياة عندها فهو داخل تحت قوله تعالي إِلّا ما ذَكّيتُم وسائر العمومات و من اعتبر استقرار الحياة حكم بالحرمة والظاهر أن مراده الثاني‌ حيث قال رحمه الله في ذيل هذه المسألة بعد مانقل وجوه الحل فتأمل لأن الحكم بالحل والدم بعدقطع الأعضاء المهلك مشكل فإنه بعد ذلك في حكم الميت والاعتبار بتلك الحركة والدم مشكل فإن مثلهما لايدل علي الحياة الموجبة للحل فلاينبغي‌ جعلها دليلا والتحقيق ماأشرنا إليه انتهي .السابع المشهور بين الأصحاب أنه يعتبر في الذبح قطع أربعة أعضاء من الحلق الحلقوم و هومجري النفس دخولا وخروجا والمري‌ء كأمير بالهمز و هومجري الطعام والشراب والودجان وهما عرقان في صفحتي‌ العنق يحيطان بالحلقوم واقتصر ابن الجنيد علي قطع الحلقوم لِصَحِيحَةِ زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن رَجُلٍ لَم يَكُن بِحَضرَتِهِ سِكّينٌ أَ فَيَذبَحُ بِقَصَبَةٍ فَقَالَ اذبَح بِالحَجَرِ وَ العَظمِ وَ القَصَبَةِ وَ العُودِ إِذَا لَم تُصِبِ الحَدِيدَ إِذَا قَطَعَ الحُلقُومَ وَ خَرَجَ الدّمُ فَلَا بَأسَ

و


صفحه : 306

بِصَحِيحَةِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا اِبرَاهِيمَ ع عَنِ المَروَةِ وَ القَصَبَةِ وَ العُودِ أَ يُذبَحُ بِهِنّ إِذَا لَم يَجِدُوا سِكّيناً قَالَ إِذَا فَرَي الأَودَاجَ فَلَا بَأسَ بِذَلِكَ

. ويمكن الاعتراض عليه بوجوه الأول أن الأوداج و إن كان جمعا فلو سلم كونه حقيقة في الثلاث فما فوقها فإطلاقه علي الاثنين أيضا مجاز شائع حتي قيل إنه حقيقة فيه و لو لم يكن هذاأولي من تغليب الودج علي الحلقوم والمري‌ء فليس أدني منه إذ لاشك أن إطلاق الودج عليهما مجاز. قال في القاموس الودج محركة عرق في العنق كالوداج بالكسر و في الصحاح الودج والوداج عرق في العنق وهما ودجان . و في المصباح الودج بفتح الدال والكسر لغة عرق الأخدع ألذي يقطعه الذابح فلاتبقي معه حياة ويقال في الجسد عرق واحد حيث ماقطع مات صاحبه و له في كل عضو اسم فهو في العنق الودج والوريد أيضا و في الظهر النياط و هوعرق ممتد فيه والأبهر و هوعرق مستبطن الصلب والقلب متصل به والوتين في البطن والنساء في الفخذ والأيجل في الرجل والأكحل في اليد والصافن في الساق . و قال في المجرد أيضا الوريد عرق كبير يدور في البدن وذكر معني ماتقدم لكنه خالف في بعضه ثم قال والودجان عرقان غليظان يكتنفان بثغرة النحر والجمع أوداج و في النهاية في حديث الشهداء وأوداجهم تشخب دما هي‌ ماأحاط بالعنق من العروق التي‌ يقطعها الذابح واحدها ودج بالتحريك وقيل الودجان


صفحه : 307

عرقان غليظان من جانبي‌ ثغرة النحر و منه الحديث كل ماأفري الأوداج انتهي .فيمكن الجمع بين الصحيحتين بالتخيير إن لم تاب عن إحداث قول لم يظهر به قائل وبالجمع إن أبينا لأنه يظهر من العلامة في المختلف الميل إليه .الثاني‌ أن دلالة الخبر الثاني‌ علي عدم الاجتزاء بقطع الحلقوم بالمفهوم ودلالة الأول علي الاجتزاء بالمنطوق و هومقدم علي المفهوم .الثالث أن مفهوم الخبر الثاني‌ تحقق بأس عندعدم فري‌ الأوداج والبأس أعم من الحرمة فيمكن حمله علي الكراهة.الرابع أن فري‌ الأوداج لايقتضي‌ قطعها رأسا ألذي هوالمعتبر علي القول المشهور لأن الفري‌ الشق و إن لم ينقطع قال الهروي‌ في حديث ابن عباس كل ماأفري الأوداج أي شققها وأخرج ما فيها من الدم . قال في المسالك بعدذكر هذاالوجه والوجه الثاني‌ فقد ظهر أن اعتبار قطع الأربعة لادليل عليها إلاالشهرة و لوعمل بالروايتين لاكتفي بقطع الحلقوم وحده أوفري‌ الأوداج بحيث يخرج منها الدم و لم يستوعبها إلا أنه لاقائل بهذا الثاني‌ من الأصحاب نعم هومذهب بعض العامة. و في المختلف قال بعدنقل الخبرين هذاأصح ماوصل إلينا في هذاالباب و لادلالة فيه علي قطع مازاد علي الحلقوم والأوداج .


صفحه : 308

وأراد بذلك أن قطع المري‌ء لادليل عليه إذ لوأراد بالأوداج مايشمله لم يفتقر إلي إثبات أمر آخر لأن ذلك غاية ماقيل و فيه ميل إلي قول آخر و هواعتبار قطع الحلقوم والودجين لكن قدعرفت أن الرواية لاتدل علي اعتبار قطعها رأسا و أن الأوداج بصيغة الجمع تطلق علي أربعة فتخصيصها بالودجين والحلقوم ليس بجيد وكيف قرر فالوقوف مع القول المشهور هوالأحوط انتهي . وأقول إطلاق الأوداج علي الأربعة إطلاق مجازي‌ من الفقهاء و لاحجر في المجاز فيمكن إطلاقها علي الثلاثة أيضا بل هوأقرب إلي الحقيقة. ثم إن هذاالقول وقول ابن الجنيد والقول بالتخيير ألذي ذكرنا سابقا كل ذلك أوفق لعموم الآيات من المشهور فإن قوله تعالي فَكُلُوا مِمّا ذُكِرَ اسمُ اللّهِ عَلَيهِيشملها وأيضا قوله إِلّا ما ذَكّيتُميشملها وأيضا لأن التذكية ليس إلاالذبح أوالنحر و لم يثبت كونها حقيقة شرعية في المعني ألذي ذكره القوم . قال الراغب في المفردات حقيقة التذكية إخراج الحرارة الغريزية لكن خص في الشرع بإبطال الحياة علي وجه دون وجه ويدل علي هذاالاشتقاق قولهم في الميت خامد وهامد و في النار الهامدة ميتة و قال الذبح شق حلق الحيوانات . و في الصحاح التذكية الذبح و قال الذبح الشق والذبح مصدر ذبحت الشاة انتهي والظاهر أن التذكية والذبح لغة وعرفا يتحققان بفري‌ الحلقوم أوالودجين .الثامن أن إطلاق الآيات تدل علي تحقق التذكية بكل آلة يتحقق بهاالذبح إلا أن يقال المطلق ينصرف إلي الفرد الشائع الغالب و هوالتذكية بالحديد


صفحه : 309

لكن الأصحاب اتفقوا علي أنه لاتتحقق التذكية إلابالحديد مع الاختيار و لايجزي‌ غيره و إن كان من المعادن المنطبعة كالنحاس والرصاص والفضة والذهب وغيرها. و أما مع الاضطرار فجوزوا بكل مافري الأعضاء من المحددات و لو من خشب أوقصب أوحجر عد السن والظفر وادعوا الإجماع عليه ودلت الأخبار الكثيرة علي عدم جواز التذكية بغير الحديد في حال الاختيار وجواز التذكية بما سوي السن والظفر في حال الاضطرار و أماالسن والظفر ففي‌ جواز التذكية بهما عندالضرورة قولان أحدهما العدم ذهب إليه الشيخ في المبسوط والخلاف وادعي فيه إجماعنا واستدل عليه بِرِوَايَةِ رَافِعِ بنِ خَدِيجٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَا أَنهَرَ الدّمَ وَ ذُكِرَ اسمُ اللّهِ عَلَيهِ فَكُلُوا إِلّا مَا كَانَ مِن سِنّ أَو ظُفُرٍ وَ سَأُحَدّثُكُم عَن ذَلِكَ أَمّا السّنّ فَعَظمٌ مِنَ الإِنسَانِ وَ أَمّا الظّفُرُ فَمُدَي الحَبَشَةِ

. والثاني‌ الجواز ذهب إليه ابن إدريس وأكثر المتأخرين للأصل وعدم ثبوت المانع فإن خبره عامي‌ والتصريح بجوازه بالعظم في صحيحة الشحام السابقة ودلالة التعليل الوارد في هذاالخبر علي عدم الجواز بالعظم فيتعارض الخبران فيقدم الصحيح منهما أويحمل الآخر علي الكراهة كذا قال في المسالك . و قال وربما فرق بين المتصلين والمنفصلين من حيث إن المنفصلين كغيرهما من الآلات بخلاف المتصلين فإن القطع بهما يخرج عن مسمي الذبح بل هوأشبه بالأكل والتقطيع والمقتضي‌ للذكاة هوالذبح ويحمل النهي‌ في الخبر علي المتصلين جمعا والشهيد في الشرح استقرب المنع من التذكية بالسن والظفر مطلقا للحديث المتقدم وجوزها بالعظم وغيرهما لما فيه من الجمع بين الخبرين لكن يبقي فيه منافاة التعليل لذلك .


صفحه : 310

و قال في الروضة و علي تقدير الجواز هل يساويان غيرهما مما يفري‌ غيرالحديد أويترتبان علي غيرهما مطلقا مقتضي استدلال المجوز بالحديثين الأول . و في الدروس استقرب الجواز مطلقا مع عدم غيرهما و هوالظاهر من تعليقه الجواز بهما هنا علي الضرورة إذ لاضرورة مع وجود غيرهما و هذا هوالأولي انتهي . وأقول الفرق بين المتصلين والمنفصلين كأنه مأخوذ من العامة و لم أره في كلام القوم و إن كان له وجه

1- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ أَيّمَا إِنسِيّةٍ تَرَدّت فِي بِئرٍ فَلَم يَقدِر عَلَي مَنحَرِهَا فَليَنحَرهَا مِن حَيثُ يَقدِرُ عَلَيهَا وَ يسُمَيّ‌ اللّهَ عَلَيهَا وَ تُؤكَلُ قَالَ وَ سُئِلَ عَلِيّ ع عَمّا تَرَدّي عَلَي مَنحَرِهِ فَيُقطَعُ وَ يُسَمّي عَلَيهِ فَقَالَ لَا بَأسَ بِهِ وَ أَمَرَ بِأَكلِهِ

بيان أيما إنسية أي بدنة إنسية أودابة فالمراد بالنحر أعم من الذبح تغليبا علي منحره في بعض النسخ بالخاء المعجمة و في بعضها بالمهملة ولكل وجه يرجعان إلي معني واحد و لاخلاف في أن كل مايتعذر ذبحه أونحره من الحيوان إما لاستعصائه أولحصوله في موضع لايتمكن المذكي من الوصول إلي موضع الذكاة منه وخيف فوته جاز أن يعقر بالسيوف أوغيرهما مما يجرح ويحل و إن لم يصادف موضع الذكاة و كمايسقط اعتبار موضع الذبح أوالنحر يسقط الاستقبال به مع تعذره و لوأمكن أحدهما وجب وسقط المعتذر. وقالوا كمايجوز ذلك للخوف من فوته يجوز للاضطرار إلي أكله وقيل والمراد بالضرورة هنا مطلق الحاجة إليه

2- قُربُ الإِسنَادِ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع كَانَ يَقُولُ لَا بَأسَ بِذَبِيحَةِ المَرأَةِ


صفحه : 311

بيان لاخلاف بين الأصحاب في حل ذبيحة المرأة و لم أر من حكم بالكراهة أيضا لكن ورد في بعض الأخبار أنها لاتذبح إلا عندالضرورة و في بضعها إذاكن نساء ليس معهن رجل فلتذبح أعقلهن و في بعضها إذا لم يوجد من يذبح غيرها و في بعضها لابأس بذبيحة الصبي‌ والخصي‌ والمرأة إذااضطروا إليه و فيهادلالة علي المرجوحية والكراهة في الجملة إن لم تكن محمولة علي التقية

3- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِ‌ّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِ‌ّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ إِذَا استَصعَبَت عَلَيكُمُ الذّبِيحَةُ فَعَرقِبُوهَا فَإِن لَم تَقدِرُوا أَن تُعَرقِبُوهَا فَإِنّهُ يُحِلّهَا مَا يُحِلّ الوَحشُ

بيان فعرقبوها أي لتمكنوا من ذبحها فإنه يحلها ظاهره الحل بصيد الكلب أيضا لكن الرواية ضعيفة والراوي‌ عامي‌

4- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الشّاهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَحمَدَ بنِ خَالِدٍ الخاَلدِيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ صَالِحٍ التمّيِميِ‌ّ عَن أَنَسِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا تَذبَحُ المَرأَةُ إِلّا عِندَ الضّرُورَةِ

التحف ، والمكارم ،مرسلا مثله

5-العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ عَنِ الرّضَا ع فِيمَا كَتَبَ لِلمَأمُونِ قَالَ الصّلَاةُ عَلَي النّبِيّ وَاجِبَةٌ فِي


صفحه : 312

كُلّ مَوطِنٍ وَ عِندَ العُطَاسِ وَ الذّبَائِحِ وَ غَيرِ ذَلِكَ

بَيَانٌ روُيِ‌َ مِثلُ ذَلِكَ فِي الخِصَالِ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ الصّادِقِ ع وَ فِيهِ وَ الرّيَاحُ مَكَانَ ذَبَائِحَ

و ما في العيون أظهر وكأنه محمول علي تأكيد الاستحباب قال الشيخ في الخلاف يستحب أن يصلي‌ علي النبي ص عندالذبيحة و أن يقول أللهم تقبل مني‌ و به قال الشافعي‌ و قال مالك تكره الصلاة علي النبي ص و أن يقول أللهم تقبل مني‌ دليلنا إجماع الفرقة وأخبارهم وأيضا قوله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ و ذلك علي عمومه إلا ماأخرجه الدليل و قدروي‌ في التفسير قوله تعالي وَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَألا ماأذكر إلا وتذكر معي‌ و قدأجمعنا علي ذكر الله فوجب أن يذكر رسول الله ص .أقول ثم ذكر رحمه الله دلائل أخري لاتخلو من ضعف و كان هذاالخبر الحسن يكفي‌ لإثبات الاستحباب مع ثبوته في جميع الأوقات و أما قوله تقبل مني‌ فسيأتي‌ في باب الأضحية الأدعية المشتملة عليه .

وَ رَوَي الشّيخُ فِي الخِلَافِ أَنّ النّبِيّص أَخَذَ الكَبشَ فَأَضجَعَهُ وَ ذَبَحَهُ وَ قَالَ أللّهُمّ تَقَبّل مِن مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ مِن أُمّةِ مُحَمّدٍ


صفحه : 313

6- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِالإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَذبَحُ عَلَي غَيرِ قِبلَةٍ قَالَ لَا بَأسَ إِذَا لَم يَتَعَمّد وَ إِن ذَبَحَ وَ لَم يُسَمّ فَلَا بَأسَ أَن يسُمَيّ‌َ إِذَا ذَكَرَ بِسمِ اللّهِ عَلَي أَوّلِهِ وَ آخِرِهِ ثُمّ يَأكُلُ

بيان أجمع الأصحاب علي اشتراط استقبال القبلة في الذبح والنحر و أنه لوأخل به عامدا حرمت و لو كان ناسيا لم تحرم والجاهل كالناسي‌ ودلت علي جميع ذلك الأخبار المعتبرة منها مَا رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ فِي الحَسَنِ كَالصّحِيحِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن رَجُلٍ ذَبَحَ ذَبِيحَةً فَجَهِلَ أَن يُوَجّهَهَا إِلَي القِبلَةِ قَالَ كُل مِنهَا قُلتُ لَهُ فَإِنّهُ لَم يُوَجّههَا قَالَ فَلَا تَأكُل مِنهَا وَ قَالَ ع إِذَا أَرَدتَ أَن تَذبَحَ فَاستَقبِل بِذَبِيحَتِكَ القِبلَةَ

وَ أَيضاً رَوَي بِسَنَدٍ مِثلَهُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن ذَبِيحَةٍ ذُبِحَت بِغَيرِ القِبلَةِ قَالَ كُل وَ لَا بَأسَ بِذَلِكَ مَا لَم يَتَعَمّدهُ

. و قال في المسالك من لايعتقد وجوب الاستقبال في معني الجاهل فلاتحرم ذبيحته والمعتبر الاستقبال بمذبح الذبيحة ومقاديم بدنها و لايشترط استقبال الذابح و إن كان ظاهر العبارة يوهم ذلك حيث إن ظاهر الاستقبال بها أن يستقبل هومعها أيضا علي حد قولك ذهبت بزيد وانطلقت به بمعني ذهابهما وانطلاقهما معا ووجه عدم اعتبار استقباله أن التعدية بالباء يفيد معني التعدية بالهمزة كما في قوله تعالي ذَهَبَ اللّهُ

بِنُورِهِم أي أذهب نورهم و في الخبر الثاني‌ مايرشد إلي الاكتفاء بتوجهها إلي القبلة خاصة. وربما قيل بأن الواجب هنا الاستقبال بالمنحر والمذبح خاصة و ليس ببعيد ويستحب استقبال الذابح أيضا هذاكله مع العلم بجهة القبلة أما لوجهلها سقط اعتبارها لتعذرها كمايسقط اعتبارها في المستعصي‌ لذلك انتهي . وأقول الظاهر أنه يكفي‌ الاستقبال بأي‌ وجه كان سواء أضجعها علي اليمين أو علي اليسار كما هوالشائع أو لم يضجعها وأقامها واستقبل بمقاديمها إليها كالطير لإطلاق الاستقبال الشامل لجميع تلك الصور وكون استقبال الملحود بالإضجاع علي اليمين لايستلزم كونه في جميع الموارد كذلك مع أن الذبح علي هذاالوجه في غاية العسر غالبا إلاللأعسر ألذي يعمل باليد اليسري و هونادر بين الناس بل يمكن أن يقال الإطلاق ينصرف إلي الفرد الشائع الغالب و هوالإضجاع علي اليسار فيشكل الحكم بأن الاحتياط يقتضي‌ الإضجاع علي اليمين فتأمل

7- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِالإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن ذَبِيحَةِ الجَارِيَةِ هَل يَصلُحُ قَالَ إِذَا كَانَت لَا تَنخَعُ وَ لَا تَكسِرُ الرّقَبَةَ فَلَا بَأسَ وَ قَالَ قَد كَانَت لِأَهلِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع جَارِيَةٌ تَذبَحُ لَهُم

بيان المشهور بين الأصحاب كراهة نخع الذبيحة و هو أن يبلغ بالسكين النخاع مثلث النون فيقطعه أويقطعه قبل موتها والنخاع هوالخيط الأبيض وسط الفقار بالفتح ممتدا من الرقبة إلي عجب الذنب بفتح العين وسكون الجيم و هوأصله وقيل يحرم لورود النهي‌ عنه في الخبر الصحيح و هوأحوط و علي تقديره لاتحرم الذبيحة وربما


صفحه : 315

قيل بالتحريم أيضا وإنما يحرم الفعل علي القول به مع تعمده فلو سبقت يده فقطعه فلابأس . و من مكروهات الذبح أشياء ذكرها الأصحاب الأول أن يقلب السكين أي يدخلها تحت الحلقوم ويقطعه مع باقي‌ الأعضاء إلي خارج وحرم الشيخ في التهذيب وتبعه القاضي‌ و قدورد النهي‌ عنه في رواية حمران .الثاني‌ يكره أن يذبح حيوان وآخر ينظر إليه لرواية غياث بن ابراهيم وحرمه الشيخ في النهاية و هوضعيف .الثالث يكره إيقاعها ليلا إلا أن يخاف الفوت لرواية أبان بن تغلب عن الصادق ع .الرابع إيقاعها يوم الجمعة إلي الزوال إلا عن ضرورة لرواية الحلبي‌ عن الصادق ع والظاهر كراهة الفعل في جميع ذلك و لاتسري‌ الكراهة إلي أكل المذبوح كمايوهمه كلام بعض الأصحاب إذ لاتلازم بينهما. و قال في المسالك قدبقي‌ للذبح وظائف منصوصة ينبغي‌ إلحاقها بما ذكر وهي‌ تحديد الشفرة وسرعة القطع و أن لايري الشفرة للحيوان و أن يستقبل الذابح القبلة و لايحركه و لايجره من مكان إلي آخر بل يتركه إلي أن يفارقه الروح و أن يساق إلي المذبح برفق ويضجع برفق ويعرض عليه الماء قبل الذبح ويمر السكين بقوة ويجد في الإسراع ليكون أوحي وأسهل . وَ رَوَي شَدّادُ بنُ أَوسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِنّ اللّهَ كَتَبَ عَلَيكُمُ الإِحسَانَ فِي


صفحه : 316

كُلّ شَيءٍ فَإِذَا قَتَلتُم فَأَحسِنُوا القِتلَةَ وَ إِذَا ذَبَحتُم فَأَحسِنُوا الذّبحَةَ وَ ليُحِدّ أَحَدُكُم شَفرَتَهُ وَ ليُرِح ذَبِيحَتَهُ

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنّهُص أَمَرَ أَن يُحَدّ الشّفَارُ وَ أَن يُوَارَي عَنِ البَهَائِمِ وَ قَالَ إِذَا ذَبَحَ أَحَدُكُم فَليُجهِز

انتهي . وأقول الأخبار عامية لكنها موافقة لاعتبار العقل والعمومات و ماسيأتي‌ من الأخبار

8- الدّعَائِمُ، وَ مَن ذَبَحَ فِي الحَلقِ دُونَ الغَلصَمَةِ مَا يَجُوزُ ذَبحُهُ مِنَ الحَيَوَانِ عَلَي مَا يَجِبُ مِن سُنّةِ الذّبحِ فَقَطَعَ الحُلقُومَ وَ المرَيِ‌ءَ وَ الوَدَجَينِ وَ أَنهَرَ الدّمَ وَ مَاتَتِ الذّبِيحَةُ مِن فِعلِهِ ذَلِكَ فهَيِ‌َ ذَكِيّةٌ بِإِجمَاعٍ فِيمَا عَلِمنَاهُ

وَ عَن عَلِيّ وَ أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُمَا قَالَا مَا قُطِعَ مِنَ الحَيَوَانِ فَبَانَ عَنهُ قَبلَ أَن يُذَكّي فَهُوَ مَيتَةٌ لَا يُؤكَلُ وَ يُذَكّي الحَيَوَانُ وَ يُؤكَلُ بَاقِيهِ إِن أَدرَكَ ذَكَاتَهُ

9- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ عَلَامَةُ الذّكَاةِ أَن تَطرِفَ العَينُ أَو يَركُضَ الرّجلَ أَو يَتَحَرّكَ الذّنَبُ أَوِ الأُذُنُ فَإِن لَم يَكُن مِن ذَلِكَ شَيءٌ وَ هَراق[هُرِقَ]مِنهَا دَمٌ عِندَ الذّبَائِحِ وَ هيِ‌َ لَا تَتَحَرّكُ لَم تُؤكَل

10- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ تُرفَقُ بِالذّبِيحَةِ وَ لَا يُعنَفُ بِهَا قَبلَ الذّبحِ وَ لَا بَعدُ وَ كَرِهَ أَن يُضرَبَ عُرقُوبُ الشّاةِ بِالسّكّينِ

11- وَ عَنهُ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الذّبِيحَةِ تَتَرَدّي بَعدَ أَن تُذبَحَ عَن مَكَانٍ عَالٍ أَو تَقَعُ فِي مَاءٍ أَو نَارٍ قَالَ إِن كُنتَ قَد أَجَدتَ الذّبحَ وَ بَلَغتَ الوَاجِبَ فِيهِ فَكُل

12- وَ عَنهُ ع أَنّهُ نَهَي عَن ذَبِيحَةِ المُرتَدّ

13- وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الشّاةِ تُذبَحُ قَائِمَةً قَالَ لَا ينَبغَيِ‌ ذَاكَ السّنّةُ أَن تُضجَعَ وَ تُستَقبَلَ بِهَا القِبلَةُ

14- وَ عَنهُ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ البَعِيرِ يُذبَحُ أَو يُنحَرُ قَالَ السّنّةُ أَن يُنحَرَ


صفحه : 317

قِيلَ كَيفَ يُنحَرُ قَالَ يُقَامُ قَائِماً حِيَالَ القِبلَةِ وَ يُعقَلُ يَدُهُ الوَاحِدَةُ وَ يَقُومُ ألّذِي يَنحَرُهُ حِيَالَ القِبلَةِ فَيَضرِبُ فِي لَبّتِهِ بِالشّفرَةِ حَتّي تَقطَعَ وَ تفَريِ‌َ

15- وَ عَنهُ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ البَقَرِ مَا يُصنَعُ بِهَا تُنحَرُ أَو تُذبَحُ قَالَ السّنّةُ أَن تُذبَحَ وَ تُضجَعَ لِلذّبحِ وَ لَا بَأسَ إِن نُحِرَت

16- وَ عَنهُ ع سُئِلَ عَنِ الذّبِيحَةِ إِن ذُبِحَت مِنَ القَفَا قَالَ إِن لَم يَتَعَمّد ذَلِكَ فَلَا بَأسَ وَ إِن تَعَمّدَهُ وَ هُوَ يَعرِفُ سُنّةَ النّبِيّص لَم تُؤكَل ذَبِيحَتُهُ وَ يُحسِنُ أَدَبَهُ

17- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن شَاتَينِ أَحَدُهُمَا ذَكِيّةٌ وَ الأُخرَي غَيرُ ذَكِيّةٍ لَم تُعرَفِ الذّكِيّةُ مِنهُمَا قَالَ رمُيِ‌َ بِهِمَا جَمِيعاً

بيان في القاموس هراق الماء يهريق بفتح الهاء هراقة بالكسر صبه وأصله أراقه يريقه إراقة. و قال العرقوب عصب غليظ فوق عقب الإنسان و من الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها قوله لاينبغي‌ ظاهره الجواز مع الكراهة والشفرة بالفتح السكين العظيم والفري‌ الشق قوله و لابأس إن نحرت محمول علي التقية والمشهور كراهة الذبح من القفا و قال العلامة رحمه الله وغيره لوقطع رقبة المذبوح من قفاه وبقيت أعضاء الذبح فإن كانت حياة مستقرة ذبحت وحلت و إن لم تبق حياة مستقرة لم تحل . وأقول قدعرفت عدم الدليل علي اشتراط استقرار الحياة و مايتوهم من أنه اشترك في إزهاق روحه الذبح الشرعي‌ وغيره فلاوجه له و أنه مع تحقق الذبح وبقاء الحياة لاعبرة بذلك كأكيل السبع وغيره

18-قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن بَكرِ بنِ مُحَمّدٍ الأزَديِ‌ّ قَالَجَاءَ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ السّلَامِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ إِنّ رَجُلًا ضَرَبَ بَقَرَةً بِفَأسٍ فَوَقَذَهَا ثُمّ


صفحه : 318

ذَبَحَهَا فَلَم يُرسِل إِلَيهِ الجَوَابَ وَ دَعَا سَعِيدَةَ فَقَالَ لَهَا إِنّ هَذَا جاَءنَيِ‌ فَقَالَ إِنّكِ أَرسَلتِ إلِيَ‌ّ فِي صَاحِبِ البَقَرَةِ التّيِ‌ ضَرَبَهَا بِفَأسٍ فَإِن كَانَ الدّمُ خَرَجَ مُعتَدِلًا فَكُلُوا وَ أَطعِمُوا وَ إِن كَانَ خَرَجَ خُرُوجاً عِتِيّاً فَلَا تَقرَبُوهُ قَالَ فَأَخَذَتِ الغُلَامَ فَأَرَادَت ضَربَهُ فَبَعَثَ إِلَيهَا اسقِيهِ السّوِيقَ فَإِنّهُ يُنبِتُ اللّحمَ وَ يَشُدّ العَظمَ

تِبيَانٌ رَوَاهُ الكلُيَنيِ‌ّ رَحِمَهُ اللّهُ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ جَاءَهُ مُحَمّدُ بنُ عَبدِ السّلَامِ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَقُولُ لَكَ جدَيّ‌ إِنّ رَجُلًا ضَرَبَ بَقَرَةً بِفَأسٍ فَسَقَطَت ثُمّ ذَبَحَهَا فَلَم يُرسِل مَعَهُ بِالجَوَابِ وَ دَعَا سَعِيدَةَ مَولَاةَ أُمّ فَروَةَ فَقَالَ لَهَا إِنّ مُحَمّداً جاَءنَيِ‌ بِرِسَالَةٍ مِنكِ فَكَرِهتُ أَن أُرسِلَ إِلَيكِ بِالجَوَابِ مَعَهُ فَإِن كَانَ الرّجُلُ ألّذِي ذَبَحَ البَقَرَةَ حِينَ ذَبَحَ خَرَجَ الدّمُ مُعتَدِلًا فَكُلُوا وَ أَطعِمُوا وَ إِن كَانَ خَرَجَ خُرُوجاً مُتَثَاقِلًا فَلَا تَقرَبُوهُ

وروي التهذيب ،أيضا بإسناده عن أحمد بن محمد والظاهر أن سعيدة أرسلها إلي جد محمد والتقرير فقال لها قولي‌ له إن محمدا ويحتمل أن يكون في الأصل جدتي‌ وكانت هي‌ سعيدة كما هوظاهر قرب الإسناد. و في القاموس الوقذ شدة الضرب وشاة وقيذ وموقوذة قتلت بالخشب والوقيذ


صفحه : 319

السريع والشديد المرض المشرف كالموقوذ ووقذه صرعه وسكته وغلبه وتركه عليلا كأوقذه و قوله عتيا تصحيف والظاهر متثاقلا كما في الكتابين و علي تقديره كناية عن التثاقل لأن عتيا بضم العين وكسرها مصدر عتا بمعني استكبر وتجاوز عن الحد كأن الدم يستكبر عن الخروج . و في بعض النسخ عننا بنونين من قولهم عن السير فلانا أضعفه وأعناه قال فأخذت الغلام أي أخذت سعيدة أوالجلدة و إن كانت غيرها محمدا فأرادت ضربة لظنها أنه قصر في الإبلاغ أو كان السؤال بغير أمرها والأمر بسقي‌ السويق لتلافي‌ ماأصابه من خوف الضرب والخبر الصحيح يدل علي الاكتفاء في إدراك التذكية بخروج الدم المعتدل

19-الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ وَ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ وَ عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَرّاقِ وَ حَمزَةَ بنِ مُحَمّدٍ العلَوَيِ‌ّ جَمِيعاً عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ الأزَديِ‌ّ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ البزَنَطيِ‌ّ مَعاً عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّحُرّمَت عَلَيكُمُ المَيتَةُ وَ الدّمُ وَ لَحمُ الخِنزِيرِالآيَةَ قَالَ المَيتَةُ وَ الدّمُ وَ لَحمُ الخِنزِيرِ مَعرُوفٌوَ ما أُهِلّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِيعَنيِ‌ مَا ذُبِحَ لِلأَصنَامِ وَ أَمّا المُنخَنِقَةُ فَإِنّ المَجُوسَ كَانُوا لَا يَأكُلُونَ الذّبَائِحَ وَ يَأكُلُونَ المَيتَةَ وَ كَانُوا يَخنُقُونَ البَقَرَ وَ الغَنَمَ فَإِذَا اختَنَقَت وَ مَاتَت أَكَلُوهَاوَ المُتَرَدّيَةُكَانُوا يَشُدّونَ أَعيُنَهَا وَ يُلقُونَهَا مِنَ السّطحِ فَإِذَا مَاتَت أَكَلُوهَا وَالنّطِيحَةُكَانُوا يُنَاطِحُونَ بِالكِبَاشِ فَإِذَا مَاتَت إِحدَاهَا أَكَلُوهَاوَ ما أَكَلَ السّبُعُ إِلّا ما ذَكّيتُمفَكَانُوا يَأكُلُونَ مَا يَقتُلُهُ الذّئبُ وَ الأَسَدُ


صفحه : 320

فَحَرّمَ اللّهُ ذَلِكَوَ ما ذُبِحَ عَلَي النّصُبِكَانُوا يَذبَحُونَ لِبُيُوتِ النّيرَانِ وَ قُرَيشٌ كَانُوا يَعبُدُونَ الشّجَرَ وَ الصّخرَ فَيَذبَحُونَ لَهُمَاوَ أَن تَستَقسِمُوا بِالأَزلامِ ذلِكُم فِسقٌ قَالَ كَانُوا يَعمِدُونَ إِلَي الجَزُورِ فَيُجَزّونَهُ عَشَرَةَ أَجزَاءٍ ثُمّ يَجتَمِعُونَ عَلَيهِ فَيُخرِجُونَ السّهَامَ وَ يَدفَعُونَهَا إِلَي رَجُلٍ وَ السّهَامُ عَشَرَةٌ سَبعَةٌ لَهَا أَنصِبَاءُ وَ ثَلَاثَةٌ لَا أَنصِبَاءَ لَهَا فاَلتّيِ‌ لَهَا أَنصِبَاءُ الفَذّ وَ التّوأَمُ وَ المُسبِلُ وَ النّافِسُ وَ الحِلسُ وَ الرّقِيبُ وَ المُعَلّي فَالفَذّ لَهُ سَهمٌ وَ التّوأَمُ لَهُ سَهمَانِ وَ المُسبِلُ لَهُ ثَلَاثَةُ أَسهُمٍ وَ النّافِسُ لَهُ أَربَعَةُ أَسهُمٍ وَ الحِلسُ لَهُ خَمسَةُ أَسهُمٍ وَ الرّقِيبُ لَهُ سِتّةُ أَسهُمٍ وَ المُعَلّي لَهُ سَبعَةُ أَسهُمٍ وَ التّيِ‌ لَا أَنصِبَاءَ لَهَا السّفِيحُ وَ المَنِيحُ وَ الوَغدُ وَ ثَمَنُ الجَزُورِ عَلَي مَن لَم يَخرُج لَهُ مِنَ الأَنصِبَاءِ شَيءٌ وَ هُوَ القِمَارُ فَحَرّمَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ

تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ،مُرسَلًا مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ قَبلَ المُتَرَدّيَةِوَ المَوقُوذَةُكَانُوا يَشُدّونَ أَرجُلَهَا وَ يَضرِبُونَهَا حَتّي تَمُوتَ فَإِذَا مَاتَت أَكَلُوهَاوَ المُتَرَدّيَةُكَانُوا يَشُدّونَ أَعيُنَهَا إلخ

وكأنه سقط من النساخ أوالرواة وأقول هذاالخبر صريح في مخالفة المشهور في السبعة إلا في الأول والثاني‌ والسابع كماعرفت قوله ع علي من لم يخرج له من الأنصباء اللام للعهد أي الثلاثة و في بعض النسخ علي من لم يخرج فالمراد بالأنصباء السبعة

20- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ قَالَ سُئِلَ الصّادِقُ عَن ذَبِيحَةِ الأَغلَفِ فَقَالَ ع كَانَ عَلِيّ ع لَا يَرَي بِهَا بَأساً

بيان لاخلاف فيه ظاهرا بين الأصحاب قال في الدروس يحل ذبيحة المميز والمرأة والخصي‌ والخنثي والجنب والحائض والأغلف والأعمي إذاسدد لماروي‌


صفحه : 321

عنهما ع وولد الزنا علي الأقرب

21- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُولُ لَا بَأسَ بِذَبِيحَةِ المَروَةِ وَ العُودِ وَ أَشبَاهِهِمَا مَا خَلَا السّنّ وَ العَظمَ

22- بِالإِسنَادِ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَسرَعَتِ السّكّينُ فِي الذّبِيحَةِ فَقَطَعَتِ الرّأسَ فَلَا بَأسَ بِأَكلِهَا

بيان يدل الخبر الأول علي جواز الذبح بالحجارة المحددة والعود وأشباههما وحمل الضرورة والثاني‌ منطوقا علي عدم البأس بإبانة الرأس إذا كان بغير اختيار ومفهوما علي مرجوحية الأكل إذاكانت الإبانة عمدا و فيه قولان أحدهما التحريم ذهب إليه الشيخ في النهاية و ابن الجنيد وجماعة لِصَحِيحَةِ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ لَا تَنخَع وَ لَا تَقطَعِ الرّقَبَةَ بَعدَ مَا يُذبَحُ

.قالوا هونهي‌ والأصل فيه التحريم . والثاني‌ الكراهة ذهب إليه الشيخ في الخلاف و ابن إدريس والمحقق والعلامة في غيرالمختلف ثم علي تقدير التحريم هل تحرم الذبيحة أم لا فيه قولان أحدهما التحريم ذهب إليه الشيخ في النهاية و ابن زهرة وقيل لايحرم

لِصَحِيحَةِ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن ذَابِحِ طَيرٍ قَطَعَ رَأسَهُ أَ يُؤكَلُ مِنهُ قَالَ نَعَم وَ لَكِن لَا يَتَعَمّدُ

.


صفحه : 322

و لوأبان الرأس بغير تعمد فلاإشكال في عدم التحريم لهذا الخبر وغيره من الأخبار

23- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِالإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ ذَبَحَ فَقَطَعَ الرّأسَ قَبلَ أَن تَبرُدَ الذّبِيحَةُ كَانَ ذَلِكَ مِنهُ خَطَأً أَو سَبَقَهُ السّكّينُ أَ يُؤكَلُ ذَلِكَ قَالَ نَعَم وَ لَكِن لَا يَعُودُ

24- الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ السكّرّيِ‌ّ عَن مُحَمّدِ بنِ زَكَرِيّا الجوَهرَيِ‌ّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُمَارَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَابِرٍ الجعُفيِ‌ّ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ لَا تَذبَحُ المَرأَةُ إِلّا مِنِ اضطِرَارٍ

25- مَجَالِسُ، ابنِ الشّيخِ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ عُبَيدِ اللّهِ عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي التلّعّكُبرَيِ‌ّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ قُتَيبَةَ البرَقيِ‌ّ عَن مُحَمّدٍ البرَقيِ‌ّ عَن زَكَرِيّا المُؤمِنِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَبدِ اللّهِ الأشَعرَيِ‌ّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا تَستَعِن بِالمَجُوسِ وَ لَو عَلَي أَخذِ قَوَائِمِ شَاتِكَ وَ أَنتَ تُرِيدُ ذَبحَهَا

بيان محمول علي الكراهة ويدل علي أنه يجوز أن يأخذ غيرالذابح قوائم الشاة عندالذبح

26- معَاَنيِ‌ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِذا وَجَبَت جُنُوبُها قَالَ وَقَعَت عَلَي الأَرضِفَكُلُوا مِنها وَ أَطعِمُوا القانِعَ وَ المُعتَرّالخَبَرَ


صفحه : 323

27- العُيُونُ، وَ العِلَلُ،بِالأَسَانِيدِ المُتَقَدّمَةِ فِي بَابِ عِلَلِ تَحرِيمِ المُحَرّمَاتِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ أَنّ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع كَتَبَ إِلَيهِ حَرّمَما أُهِلّ بِهِ لِغَيرِ اللّهِللِذّيِ‌ أَوجَبَ عَلَي خَلقِهِ مِنَ الإِقرَارِ بِهِ وَ ذِكرِ اسمِهِ عَلَي الذّبَائِحِ المُحَلّلَةِ وَ لِئَلّا يُسَاوَي بَينَ مَا تُقُرّبَ بِهِ إِلَيهِ وَ بَينَ مَا جُعِلَ عِبَادَةً لِلشّيَاطِينِ وَ الأَوثَانِ لِأَنّ فِي تَسمِيَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الإِقرَارَ بِرُبُوبِيّتِهِ وَ تَوحِيدِهِ وَ مَا فِي الإِهلَالِ لِغَيرِ اللّهِ مِنَ الشّركِ بِهِ وَ التّقَرّبِ بِهِ إِلَي غَيرِهِ لِيَكُونَ ذِكرُ اللّهِ وَ تَسمِيَتُهُ عَلَي الذّبِيحَةِ فَرقاً بَينَ مَا أَحَلّ وَ بَينَ مَا حَرّمَ

توضيح كأن قوله حرم ما أهل به إلي قوله المحللة تعليل لوجوب ذكر اسمه سبحانه علي الذبائح والمعني أنه لما كان أعظم أصول الدين الإقرار به سبحانه و كان تكرير ذلك سببا لرسوخ هذاالاعتقاد وإعلان الأمر ألذي به يتحقق إسلام العباد و كان الذبح مما يحتاج إليه الناس ويتكرر وقوعه فلذا أوجب علي العباد الإقرار بذلك عنده وبقية الكلام تعليل لتحريم ذكر اسم غيره تعالي عندالذبائح لأنه يتضمن خلاف هذاالمقصود وإعلان الشرك والإقرار به فحرم الذبيحة عند ذلك لينزجروا فقوله ليكون ذكر الله كالنتيجة لماتقدم و الله يعلم

27- العيَاّشيِ‌ّ، عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ‌ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ أَهلَ مَكّةَ يَذبَحُونَ البَقَرَ فِي اللّبَبِ فَمَا تَرَي فِي أَكلِ لُحُومِهَا قَالَ فَسَكَتَ هُنَيهَةً ثُمّ قَالَ قَالَ اللّهُفَذَبَحُوها وَ ما كادُوا يَفعَلُونَ لَا تَأكُل إِلّا مَا ذُبِحَ مِن مَذبَحِهِ

28- وَ مِنهُ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كُل كُلّ شَيءٍ مِنَ الحَيَوَانِ غَيرَ الخِنزِيرِ وَ النّطِيحَةِ وَ المَوقُوذَةِ وَ المُتَرَدّيَةِ وَ مَا أَكَلَ السّبُعُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِإِلّا ما ذَكّيتُم فَإِن أَدرَكتَ شَيئاً مِنهَا وَ عَينٌ تَطرِفُ أَو قَائِمَةٌ تَركُضُ أَو ذَنَبٌ يُمصَعُ فَذَبَحتَ فَقَد أَدرَكتَ ذَكَاتَهُ فَكُلهُ قَالَ وَ إِن ذَبَحتَ ذَبِيحَةً فَأَجَدتَ الذّبحَ فَوَقَعَت فِي النّارِ أَو فِي المَاءِ


صفحه : 324

أَو مِن فَوقِ بَيتٍ أَو مِن فَوقِ جَبَلٍ إِذَا كُنتَ قَد أَجَدتَ الذّبحَ فَكُل

بيان قوله والنطيحة إما عطف علي الخنزير فالمراد بها وبما بعدها عدم إدراك ذكاتها أوعطف علي الحيوان أو علي كل شيء والمراد إدراك التذكية و هوأظهر وأنسب بما بعده و علي التقديرين مخصص بالكلب والمسوخات وغيرهما مما مر ومصعت الدابة بذنبها حركة و هوكمنع والمراد بإجادة الذبح قطع مايجب قطعة من أعضاء الذبح ويدل علي أنه إذاوقع علي الذبيحة بعدالذبح وقبل الموت مايوجب هلاكه لو لم يذبح لم يضر. قال في التحرير إذاقطع الأعضاء فوقع المذبوح في الماء قبل خروج الروح أووطئه ماخرج الروح به لم يحرم

29- العيَاّشيِ‌ّ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ المُتَرَدّيَةُ وَ النّطِيحَةُ وَ مَا أَكَلَ السّبُعُ إِذَا أَدرَكتَ ذَكَاتَهُ فَكُلهُ

30- وَ مِنهُ، عَن عَيُوقِ بنِ قسوط[قُرطٍ] عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِالمُنخَنِقَةُ قَالَ التّيِ‌ تَختَنِقُ فِي رِبَاطِهَا وَ المَوقُوذَةُ المَرِيضَةُ التّيِ‌ لَا تَجِدُ أَلَمَ الذّبحِ وَ لَا تَضطَرِبُ وَ لَا يَخرُجُ لَهَا دَمٌ وَ المُتَرَدّيَةُ التّيِ‌ تَرَدّي مِن فَوقِ بَيتٍ أَو نَحوِهِ وَ النّطِيحَةُ التّيِ‌ يَنطَحُ صَاحِبُهَا

بيان ينطح صاحبها أي ينطحها صاحبها

31- العيَاّشيِ‌ّ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يَذبَحُ الذّبِيحَةَ فَيُهَلّلُ أَو يُسَبّحُ أَو يُحَمّدُ أَو يُكَبّرُ قَالَ هَذَا كُلّهُ مِن أَسمَاءِ اللّهِ

32-العيَاّشيِ‌ّ، عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَسَأَلتُهُ عَن ذَبِيحَةِ المَرأَةِ وَ الغُلَامِ هَل يُؤكَلُ قَالَ نَعَم إِذَا كَانَتِ المَرأَةُ مُسلِمَةً وَ ذَكَرَتِ اسمَ اللّهِ حَلّت ذَبِيحَتُهَا


صفحه : 325

وَ إِذَا كَانَ الغُلَامُ قَوِيّاً عَلَي الذّبحِ وَ ذَكَرَ اسمَ اللّهِ حَلّت ذَبِيحَتُهُ وَ إِن كَانَ الرّجُلُ مُسلِماً فنَسَيِ‌َ أَن يسُمَيّ‌َ فَلَا بَأسَ إِذَا لَم تَتّهِمهُ

بيان لاخلاف في عدم حل ذبيحة المجنون والصبي‌ غيرالمميز و لا في أنه تحل ذبيحة الصبي‌ المميز إذاأحسن الذبح وسمي و في بعض الأخبار إذاتحرك و كان له خمسة أشبار وأطاق الشفرة وكأن تلك الأوصاف لبيان القدرة والتميز و في بعض الأخبار إذاخيف فوت الذبيحة و لم يوجد غيره و في بعضها إذااضطروا إليه وكأنها محمولة علي الكراهة مع عدم الضرورة و إن لم يذكرها الأصحاب والأحوط العمل بها قوله ع إذا لم تتهمه بأن يكون مخالفا لايعتقد وجوب التسمية ويتهم بتركه عمدا موافقا لعقيدته

33- تَفسِيرُ الإِمَامِ، قَالَ ع قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِنّما حَرّمَ عَلَيكُمُ المَيتَةَالتّيِ‌ مَاتَت حَتفَ أَنفِهَا بِلَا ذَبَاحَةٍ مِن حَيثُ أَذِنَ اللّهُ فِيهَاوَ الدّمَ وَ لَحمَ الخِنزِيرِ أَن يَأكُلُوهُوَ ما أُهِلّ بِهِ لِغَيرِ اللّهِ مَا ذُكِرَ عَلَيهِ اسمُ غَيرِ اللّهِ مِنَ الذّبَائِحِ وَ هيِ‌َ التّيِ‌ تَتَقَرّبُ بِهَا الكُفّارُ بأِسَاَميِ‌ أَندَادِهِمُ التّيِ‌ اتّخَذُوهَا مِن دُونِ اللّهِ

34-النجّاَشيِ‌ّ، عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ نُوحٍ عَن فَهدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي الحرَشَيِ‌ّ عَن ربِعيِ‌ّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الجَارُودِ قَالَ سَمِعتُ الجَارُودَ يُحَدّثُ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِن بنَيِ‌ رِيَاحٍ يُقَالُ لَهُ سُحَيمُ بنُ أُثَيلٍ نَافَرَ غَالِباً أَبَا الفَرَزدَقِ بِظَهرِ الكُوفَةِ عَلَي أَن يَعقِرَ هَذَا مِن إِبِلِهِ مِائَةً إِذَا وَرَدَتِ المَاءَ فَلَمّا وَرَدَتِ المَاءَ قَامُوا إِلَيهَا بِالسّيُوفِ فَجَعَلُوا يَضرِبُونَ عَرَاقِيبَهَا فَخَرَجَ النّاسُ عَلَي الحَمِيرَاتِ وَ البِغَالِ يُرِيدُونَ اللّحمَ قَالَ وَ عَلِيّ ع بِالكُوفَةِ قَالَ فَجَاءَ عَلَي بَغلَةِ رَسُولِ اللّهِص إِلَينَا وَ هُوَ ينُاَديِ‌ أَيّهَا النّاسُ


صفحه : 326

لَا تَأكُلُوا مِن لُحُومِهَا وَ إِنّمَا أُهِلّ بِهَا لِغَيرِ اللّهِ

توضيح نافر بالنون والفاء أي غالبه بالمراهنة بالسباق أوبالمفاخرة بالحسب أوالكرم والسخاء في القاموس النفر الغلبة والنفارة بالضم مايأخذه النافر من المنفور أي الغالب من المغلوب وأنفره عليه ونفره قضي له عليه بالغلبة ونافرا حاكما في الحسب أوالمفاخرة. و في النهاية في حديث أبي ذر نافر أخي‌ أنيس فلانا الشاعر تنافر الرجلان إذاتفاخرا ثم حكما بينهما واحدا أراد أنهما تفاخرا أيهما أجود شعرا والمنافرة المفاخرة والمحاكمة يقال نافره فنفره ينفره بالضم إذاغلبه انتهي .فالأظهر أن المراد أنهما تفاخرا فراهنا علي أن من حكم عليه يعقر مائة من الإبل و قوله ع أهل بهالغير الله لعله أراد به أنها أخذت بالمراهنة كالقمار و لايحل أكلها فيحمل علي أنهم نحروها بعدالعقر أوذكر ع أحد أسباب حرمتها ويحمل علي أنها كانت نافرة لايقدر عليها و لم يسموا عليها فلذا علل بعدالتسمية و كان الأول أظهر

35- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الثقّفَيِ‌ّ عَن بَشِيرِ بنِ خَيثَمَةَ عَن عَبدِ القُدّوسِ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ دَخَلَ السّوقَ وَ قَالَ يَا مَعشَرَ اللّحّامِينَ مَن نَفَخَ مِنكُم فِي اللّحمِ فَلَيسَ مِنّا

بيان النفخ في اللحم يحتمل الوجهين الأول ما هوالشائع من النفخ في الجلد لسهولة السلخ والثاني‌ التدليس ألذي يفعل بعض الناس من النفخ في الجلد الرقيق ألذي علي اللحم ليري سمينا و هذاأظهر

35- المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ، نَهَي رَسُولُ اللّهِص فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ عَنِ الذّبحِ بِالسّنّ وَ الظّفُرِ أَمّا السّنّ فَعَظمٌ وَ أَمّا الظّفُرُ فَمُدَي الحَبَشَةِ


صفحه : 327

قال السيد رضي‌ الله عنه و هذااستعارة والمدي السكاكين فكأنه ع قال والأظفار سكاكين الحبشة لأنهم يذبحون بحدها ويقيمونها مقام المدي في التذكية بها والظفر هاهنا اسم للجنس كالدينار والدرهم في قولهم أهلك الناس الدينار والدرهم أي الدنانير والدراهم ولذلك صح أن يقول مدي الحبشة والمدي جمع لأن الواحدة مدية.تأييد قال في القاموس المدية مثلثة الشفرة والجمع مدي ومدي

36- المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ الرّيّانِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ الواَسطِيِ‌ّ عَن وَاصِلِ بنِ سُلَيمَانَ عَن دُرُستَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الرّأسُ مَوضِعُ الذّكَاةِ الحَدِيثَ

37- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ البَدَنَةِ كَيفَ يَنحَرُهَا قَائِمَةً أَو بَارِكَةً قَالَ يَعقِلُهَا وَ إِن شَاءَ قَائِمَةً وَ إِن شَاءَ بَارِكَةً

38- الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن ذَبَحَ ذَبِيحَةً فَليُحِدّ شَفرَتَهُ وَ ليُرِح ذَبِيحَتَهُ

39- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا أَرَدتَ أَن تَذبَحَ ذَبِيحَةً فَلَا تُعَذّبِ البَهِيمَةَ أَحِدّ الشّفرَةَ وَ استَقبِلِ القِبلَةَ وَ لَا تَنخَعهَا حَتّي تَمُوتَ يعَنيِ‌ بِقَولِهِ وَ لَا تَنخَعهَا قَطعَ النّخَاعِ وَ هُوَ عَظمٌ فِي العُنُقِ

40- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُمَا قَالَا فِيمَن ذَبَحَ بِغَيرِ القِبلَةِ إِن كَانَ أَخطَأَ أَو نسَيِ‌َ أَو جَهِلَ فَلَا شَيءَ عَلَيهِ وَ تُؤكَلُ ذَبِيحَتُهُ وَ إِن تَعَمّدَ ذَلِكَ فَقَد أَسَاءَ وَ لَا يَجِبُ أَن تُؤكَلَ ذَبِيحَتُهُ تِلكَ إِذَا تَعَمّدَ خِلَافَ السّنّةِ


صفحه : 328

41- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا ذَبَحَ أَحَدُكُم فَليَقُل بِسمِ اللّهِ وَ اللّهُ أَكبَرُ

42- قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ يُجزِيهِ أَن يَذكُرَ اللّهَ وَ مَا ذُكِرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ أَجزَأَهُ وَ إِن تَرَكَ التّسمِيَةَ مُتَعَمّداً لَم تُؤكَل ذَبِيحَتُهُ وَ إِن جَهِلَ ذَلِكَ أَو نَسِيَهُ سَمّي إِذَا ذَكَرَ وَ أُكِلَ

43- وَ عَن رَسُولِ اللّهِ ع أَنّهُ نَهَي عَنِ المُثلَةِ بِالحَيَوَانِ وَ عَن صَبرِ البَهَائِمِ

والصبر الحبس و من حبس شيئا فقد صبره و منه قيل قتل فلان صبرا إذاأمسك علي الموت فالمصبورة من البهائم هي‌ المختمة كالدجاجة وغيرها من الحيوان تربط وتوضع في مكان ثم ترمي حتي تموت

44- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَتَلَ عُصفُوراً عَبَثاً أَتَي اللّهَ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَهُ صُرَاخٌ يَقُولُ يَا رَبّ سَل هَذَا فِيمَ قتَلَنَيِ‌ بِغَيرِ ذَبحٍ فَليَحذَر أَحَدُكُم مِنَ المُثلَةِ وَ ليُحِدّ شَفرَتَهُ وَ لَا يُعَذّبِ البَهِيمَةَ

45- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَن أَن تُسلَخَ الذّبِيحَةُ أَو تُقطَعُ رَأسُهَا حَتّي تَمُوتَ وَ تَهدَأَ

46- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ اذبَح فِي المَذبَحِ يعَنيِ‌ دُونَ الغَلصَمَةِ وَ لَا تَنخَعِ الذّبِيحَةَ وَ لَا تَكسِرِ الرّقَبَةَ حَتّي يَمُوتَ

47- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَمّن يَنخَعُ الذّبِيحَةَ مِن قَبلِ أَن تَمُوتَ يعَنيِ‌ كَسرَ عُنُقِهَا قَالَ قَد أَسَاءَ وَ لَا بَأسَ بِأَكلِهَا

48- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَن قَطعِ رَأسِ الذّبِيحَةِ فِي وَقتِ الذّبحِ

49- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَتَبَ إِلَي رِفَاعَةَ أَن يَأمُرَ القَصّابِينَ أَن يُحسِنُوا الذّبحَ فَمَن صَمّمَ فَليُعَاقِبهُ وَ ليُلقِ مَا ذَبَحَ إِلَي الكِلَابِ

50- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ وَ لَا يَتَعَمّدُ الذّابِحُ قَطعَ الرّأسِ فَإِنّ ذَلِكَ جَهلٌ

51- وَ عَنهُ وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُمَا قَالَافِيمَن لَم يَتَعَمّد قَطعَ رَأسِ


صفحه : 329

الذّبِيحَةِ فِي وَقتِ الذّبحِ وَ لَكِن سَبَقَهُ السّكّينُ فَأَبَانَ رَأسَهَا قَالَا تُؤكَلُ إِذَا لَم يَتَعَمّد ذَلِكَ

52- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَنِ الذّبحِ إِلّا فِي الحَلقِ يعَنيِ‌ إِذَا كَانَ مُمكِناً

53- قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ لَا تُؤكَل ذَبِيحَةٌ لَم تُذبَح مِن مَذبَحِهَا

54- وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ لَو تَرَدّي ثَورٌ أَو بَعِيرٌ فِي بِئرٍ أَو حُفرَةٍ أَو هَاجَ فَلَم يُقدَر عَلَي مَنحَرِهِ وَ لَا مَذبَحِهِ فَإِنّهُ يُسَمّي اللّهُ عَلَيهِ وَ يُطعَنُ حَيثُ أَمكَنَ مِنهُ وَ يُؤكَلُ

55- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَنِ الذّبحِ بِغَيرِ الحَدِيدِ

56- وَ عَن عَلِيّ وَ أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُم قَالُوا لَا ذَكَاةَ إِلّا بِحَدِيدَةٍ

57- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ كَرِهَ ذَبحَ ذَاتِ الجَنِينِ وَ ذَاتِ الدّرّ بِغَيرِ عِلّةٍ

58- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ وَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُمَا رَخّصَا فِي ذَبِيحَةِ الغُلَامِ إِذَا قوَيِ‌َ عَلَي الذّبحِ وَ ذَبَحَ عَلَي مَا ينَبغَيِ‌ وَ كَذَلِكَ الأَعمَي إِذَا سَدّدَ وَ كَذَلِكَ المَرأَةُ إِذَا أَحسَنَت

59- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الذّبحِ عَلَي غَيرِ طَهَارَةٍ فَرَخّصَ فِيهِ

60- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ رَخّصَ فِي ذَبِيحَةِ الأَخرَسِ إِذَا عَقَلَ التّسمِيَةَ وَ أَشَارَ بِهَا

توضيح قال في النهاية فيه أنه نهي عن المثلة يقال مثلت بالحيوان أمثل به مثلا إذاقطعت أطرافه وشوهت به والاسم المثلة و منه الحديث نهي‌ أن يمثل بالدواب أي تنصب فترمي أوتقطع أطرافها وهي‌ حية وزاد في الرواية و أن يؤكل الممثول بها.


صفحه : 330

و قال فيه أنه نهي عن قتل شيء من الدواب صبرا هو أن يمسك شيء من ذوات الروح حيا ثم يرمي بشي‌ء حتي يموت و منه الحديث نهي‌ عن المصبورة ونهي‌ عن صبر ذي‌ الروح انتهي وفسر بعض أصحابنا الذبح صبرا بأن يذبحه وحيوان آخر ينظر إليه و لم أجد هذاالمعني في اللغة وتهدأ أي تسكن و قال الجوهري‌ الغلصمة رأس الحلقوم و هوالموضع الناتي‌ في الحلق وغلصمه أي قطع غلصمته .فمن صمم كذا في النسخ فهو إما بالتخفيف كعلم بفك الإدغام كماجوز هنا أي لم يسمع و لم يقل أوبالتشديد علي بناء التفعيل أي عزم علي ما هو عليه و لم يرتدع و قال في المسالك الأخرس إن كان له إشارة مفهمة حلت ذبيحته و إلافهو كغير القاصد

61- التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِي مَخلَدٍ السّرّاجِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ دَخَلَ عَلَيهِ مُعَتّبٌ فَقَالَ بِالبَابِ رَجُلَانِ فَقَالَ أَدخِلهُمَا فَدَخَلَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا إنِيّ‌ رَجُلٌ سَرّاجٌ أَبِيعُ جُلُودَ النّمِرِ فَقَالَ مَدبُوغَةٌ هيِ‌َ قَالَ نَعَم قَالَ لَيسَ بِهِ بَأسٌ

62- وَ مِنهُ،بِإِسنَادِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي القَاسِمِ الصّيقَلِ قَالَ كَتَبتُ إِلَيهِ قَوَائِمَ السّيُوفِ التّيِ‌ تُسَمّي السّفَنَ أَتّخِذُهَا مِن جُلُودِ السّمَكِ فَهَل يَجُوزُ العَمَلُ بِهَا وَ لَسنَا نَأكُلُ لُحُومَهَا فَكَتَبَ لَا بَأسَ

بيان اعلم أن الحيوان منه ماتقع عليه الزكاة إجماعا و هو مايؤكل لحمه و منه ما لاتقع عليه إجماعا و هوالآدمي‌ مطلقا ونجس العين كالكلب والخنزير


صفحه : 331

بمعني أن الآدمي‌ لاتطهر ميتته بالذبح و إن جاز ذبحه كالكافر ونجس العين لايطهر بالذكاة بل تبقي علي نجاسته و منه ما في وقوعها عليه خلاف فمنها المسوخ فمن قال بنجاستها كالشيخين وسلار قال بعدم وقوع الذكاة عليها كما لاتقع علي الكلب والخنزير و هوضعيف و من قال بطهارتها كأكثر الأصحاب اختلفوا فذهب المرتضي وجماعة إلي وقوعها عليها ونفاه جماعة ومنها الحشرات كالفأر و ابن عرس والضب والخلاف فيه كالخلاف في سابقه .الثالث السباع كالأسد والنمر والفهد والثعلب والمشهور بين الأصحاب وقوع الذكاة عليها بمعني إفادتها جواز الانتفاع بجلدها لطهارته و قال الشهيد رحمه الله لايعلم القائل بعدم وقوع الذكاة عليها و قددلت عليه أخبار و إن قدح في إسناد أكثرها و إذاقلنا بوجوب الذكاة علي السباع أوغيرها من غيرالمأكول فالأشهر بين المتأخرين أن طهارة جلدها لايتوقف علي الدباغ و قال الشيخان والمرتضي والقاضي‌ و ابن إدريس بافتقاره إلي الدبغ ببعض الأخبار التي‌ يمكن حملها علي الاستحباب