صفحه : 1
الآيات الأنعام وَ ما مِن دَابّةٍ فِي الأَرضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيهِ إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم ما فَرّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ ثُمّ إِلي رَبّهِم يُحشَرُونَالنحل وَ لِلّهِ يَسجُدُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ مِن دابّةٍ و قال تعالي أَ لَم يَرَوا إِلَي الطّيرِ مُسَخّراتٍ فِي جَوّ السّماءِ ما يُمسِكُهُنّ إِلّا اللّهُ إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنُونَالأنبياءوَ سَخّرنا مَعَ داوُدَ الجِبالَ يُسَبّحنَ وَ الطّيرَ وَ كُنّا فاعِلِينَالنورأَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يُسَبّحُ لَهُ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ الطّيرُ صَافّاتٍ كُلّ قَد عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسبِيحَهُ وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِما يَفعَلُونَ و قال تعالي وَ اللّهُ خَلَقَ كُلّ دَابّةٍ مِن ماءٍ فَمِنهُم مَن يمَشيِ عَلي بَطنِهِ وَ مِنهُم مَن يمَشيِ عَلي رِجلَينِ وَ مِنهُم مَن يمَشيِ عَلي أَربَعٍ يَخلُقُ اللّهُ ما يَشاءُ إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌالنمل وَ قالَ يا أَيّهَا النّاسُ عُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ وَ أُوتِينا مِن كُلّ شَيءٍ إِنّ هذا لَهُوَ الفَضلُ المُبِينُ وَ حُشِرَ لِسُلَيمانَ جُنُودُهُ مِنَ الجِنّ وَ الإِنسِ وَ الطّيرِ فَهُم
صفحه : 2
يُوزَعُونَ حَتّي إِذا أَتَوا عَلي وادِ النّملِ قالَت نَملَةٌ يا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنّكُم سُلَيمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُم لا يَشعُرُونَ إلي قوله تعالي وَ تَفَقّدَ الطّيرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَ أَم كانَ مِنَ الغائِبِينَ لَأُعَذّبَنّهُ عَذاباً شَدِيداً أَو لَأَذبَحَنّهُ أَو ليَأَتيِنَيّ بِسُلطانٍ مُبِينٍ فَمَكَثَ غَيرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطتُ بِما لَم تُحِط بِهِ وَ جِئتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ إلي قوله سبحانه قال سَنَنظُرُ أَ صَدَقتَ أَم كُنتَ مِنَ الكاذِبِينَ اذهَب بكِتِابيِ هذا فَأَلقِه إِلَيهِم ثُمّ تَوَلّ عَنهُم فَانظُر ما ذا يَرجِعُونَالعنكبوت وَ كَأَيّن مِن دَابّةٍ لا تَحمِلُ رِزقَهَا اللّهُ يَرزُقُها وَ إِيّاكُم وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُلقمان وَ بَثّ فِيها مِن كُلّ دابّةٍص وَ الطّيرَ مَحشُورَةً كُلّ لَهُ أَوّابٌالزخرف وَ ألّذِي خَلَقَ الأَزواجَ كُلّهاالجاثيةوَ فِي خَلقِكُم وَ ما يَبُثّ مِن دابّةٍ آياتٌ لِقَومٍ يُوقِنُونَالملك أَ وَ لَم يَرَوا إِلَي الطّيرِ فَوقَهُم صافّاتٍ وَ يَقبِضنَ ما يُمسِكُهُنّ إِلّا الرّحمنُ إِنّهُ بِكُلّ شَيءٍ بَصِيرٌالتكويروَ إِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتالفيل أَ لَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبّكَ بِأَصحابِ الفِيلِ إلي آخر السورة.تفسير قال الطبرسي قدس سره في قوله تعالي وَ ما مِن دَابّةٍ فِي الأَرضِ أي ما من حيوان يمشي علي وجه الأرض وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيهِجمع بهذين اللفظين جميع الحيوانات لأنها لاتخلو أن تكون تطير بجناحيه أوتدب وإنما قال يَطِيرُ بِجَناحَيهِللتوكيد ورفع اللبس لأن القائل قد يقول طر في حاجتي أي أسرع فيها أولأن السمك تطير في الماء و لاجناح لها وإنما خرج السمك عن الطائر لأنه من دواب البحر وإنما أراد تعالي ما في الأرض و ما في الجو
صفحه : 3
وأقول قيل إنها تشمل الحيتان أيضا إما بدخولها في الأول لأنها تدب في الماء أو في الثاني و لايخفي بعدهما. و قال الرازي في قوله إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم قال الفراء يقال كل صنف من البهائم أمة وجاء في الحديث لو لا أن الكلاب أمة تسبح لأمرت بقتلها فجعل الكلاب أمة إذاثبت هذافنقول الآية دلت علي أن هذه الدواب والطيور أمثالنا و ليس فيها مايدل علي أن هذه المماثلة في أي المعاني حصلت و لايمكن أن يقال المراد حصول المماثلة من كل الوجوه و إلالكان يجب كونها أمثالنا في الصورة والصفة والخلقة و ذلك باطل فظهر أنه لادلالة في الآية علي أن تلك المماثلة حصلت في أي الأحوال والأمور فاختلف الناس في تفسير الأمر ألذي حكم الله فيه بالمماثلة بين البشر و بين الدواب والطيور وذكروا فيه أقوالا.الأول نقل الواحدي عن ابن عباس أنه قال يريد يعرفونني ويوحدونني ويسبحونني ويحمدونني و إلي هذاالقول ذهبت طائفة عظيمة من المفسرين وقالوا إن هذه الحيوانات تعرف الله وتحمده وتسبحه واحتجوا عليه بقوله وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبّحُ بِحَمدِهِ وبقوله في صفة الحيوانات كُلّ قَد عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسبِيحَهُ ولأنه تعالي خاطب النمل والهدهد. و عن أبي الدرداء قال أبهمت عقول البهم عن كل شيء إلاأربعة أشياء
صفحه : 4
معرفة الإله وطلب الرزق ومعرفة الذكر والأنثي وتهيأ كل واحد منهما لصاحبه . وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن قَتَلَ عُصفُوراً عَبَثاً جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ يَعِجّ إِلَي اللّهِ تَعَالَي يَقُولُ يَا رَبّ إِنّ هَذَا قتَلَنَيِ عَبَثاً لَم يَنتَفِع بيِ وَ لَم يدَعَنيِ فَآكُلَ مِن حُشَارَةِ الأَرضِ
.الثاني أن المراد كونها أمثالكم في كونها أمما وجماعات و في كونها مخلوقة بحيث يشبه بعضها بعضا ويأنس بعضها ببعض ويتوالد بعضها من بعض إلا أن للسائل أن يقول حمل الآية علي هذاالوجه لايفيد فائدة معتبرة إذ معلوم لكل أحد كونها كذلك .الثالث أن المراد أنها أمثالنا في أن دبرها الله تعالي وخلقها وتكفل برزقها و هذايقرب من القول الثاني فيما ذكر.الرابع أن المراد أنه تعالي كماأحصي في الكتاب كل مايتعلق بأحوال البشر من العمر والرزق والأجل والسعادة والشقاوة فكذلك أحصي في الكتاب جميع هذه الأحوال في حق كل الحيوانات قالوا والدليل عليه قوله تعالي ما فَرّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ. والخامس أنه أراد تعالي أنها أمثالها في أنها تحشر يوم القيامة وتوصل إليها حقوقها كما
روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ يُقتَصّ لِلجَمّاءِ مِنَ القَرنَاءِ
.السادس مارواه الخطابي عن سفيان بن عيينة أنه لماقرأ هذه الآية قال ما في الأرض آدمي إلا و فيه شبه من بعض البهائم فمنهم من يقدم إقدام الأسد ومنهم من يعدو عدو الذئب ومنهم من ينبح نباح الكلب ومنهم من يتطوس
صفحه : 5
كفعل الطاوس ومنهم من يشبه الخنزير فإنه لوألقي إليه الطعام الطيب تركه و إذاأقام الرجل عن رجيعة ولغت فيه وكذلك نجد من الآدميين من لوسمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها فإن أخطأت مرة واحدة حفظها و لم يجلس مجلسا إلارواه عنه . ثم قال فاعلم ياأخي أنك إنما تعاشر البهائم والسباع فبالغ في الاحتراز. ثم قال ذهب القائلون بالتناسخ إلي أن الأرواح البشرية إن كانت سعيدة مطيعة لله موصوفة بالمعارف الحقة وبالأخلاق الطاهرة فإنها بعدموتها تنقل إلي أبدان الملوك فربما قالوا إنها تنقل إلي مخالطة عالم الملائكة و إن كانت شقية جاهلة عاصية فإنها تنقل إلي أبدان الحيوانات وكلما كانت تلك الأرواح أكثر شقاوة واستحقاقا للعذاب نقلت إلي بدن حيوان أخس وأكثر تعبا وشقاء واحتجوا علي صحة قولهم بهذه الآية فقالوا صريح هذه الآية يدل علي أنه لادابة و لاطير إلا وهي أمم أمثالنا ولفظ المماثلة يقتضي حصول المساواة في جميع الصفات الذاتية و أماالصفات العرضية المفارقة فالمساواة فيها غيرمعتبرة في حصول المماثلة. ثم إن القائلين بهذا القول زادوا عليه وقالوا قدثبت بهذا أن أرواح جميع الحيوانات عارفة بربها وعارفة بما تحصل لها من السعادة والشقاوة و أن الله تعالي أرسل إلي كل جنس منها رسولا من جنسها. واحتجوا عليه بأنه ثبت بهذه الآية أن الدواب والطيور أمم ثم إنه تعالي قال وَ إِن مِن أُمّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ و ذلك تصريح بأن لكل طائفة من هذه الحيوانات رسولا أرسله الله إليه ثم أكدوا ذلك بقصة الهدهد والنمل وسائر القصص المذكورة في القرآن . واعلم أن القول بالتناسخ قدأبطلناه بالدلائل الجيدة في علم الأصول و أما
صفحه : 6
هذه الآية فقد ذكرنا أنه يكفي في ضبط حصول المماثلة في بعض الأمور المذكورة فلاحاجة إلي إثبات ماذكره أهل التناسخ انتهي . و قال الطبرسي رحمه الله إِلّا أُمَمٌ أي أصناف مصنفة تعرف بأسمائها يشتمل كل صنف علي العدد الكثير عن مجاهدأَمثالُكُمقيل يريد أشباهكم في إبداع الله إياها وخلقه لها ودلالته علي أن لها صانعا وقيل إنما مثلت الأمم من غير الناس بالناس في الحاجة إلي مدبر يدبرهم في أغذيتهم وأكلهم ولباسهم ونومهم ويقظتهم وهدايتهم إلي مراشدهم إلي ما لايحصي كثرة من أحوالهم ومصالحهم وأنهم يموتون ويحشرون و بين بهذا أنه لايجوز للعباد أن يتعدوا في ظلم شيءمنها فإن الله خالقها والمنتصف لها. ثم قال في قوله سبحانه إِلي رَبّهِم يُحشَرُونَمعناه يحشرون إلي الله بعدموتهم يوم القيامة كمايحشر العباد فيعوض الله تعالي مايستحق العوض منها وينتصف لبعضها من بعض . وفيما رووه عن أبي هريرة أنه قال يحشر الله الخلق يوم القيامة البهائم والدواب والطير و كل شيءفيبلغ من عدل الله تعالي يومئذ أن يأخذ للجماء من القرناء ثم يقول كوني ترابا فلذلك يقول الكافريا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباً
وَ عَن أَبِي ذَرّ قَالَبَينَا أَنَا عِندَ رَسُولِ اللّهِص إِذَا انتَطَحَت عَنزَانِ فَقَالَ النّبِيّص أَ تَدرُونَ فِيمَ انتَطَحَا فَقَالُوا لَا ندَريِ قَالَ لَكِنّ اللّهَ يدَريِ
صفحه : 7
وَ سيَقَضيِ بَينَهُمَا وَ عَلَي هَذَا فَإِنّمَا جُعِلَت أَمثَالَنَا فِي الحَشرِ وَ القِصَاصِ
واستدلت جماعة من أهل التناسخ بهذه الآية علي أن البهائم والطيور مكلفة لقوله أُمَمٌ أَمثالُكُم و هذاباطل لأنا قدبينا أنها من أي جهة تكون أمثالنا و لووجب حمل ذلك علي العموم لوجب أن تكون أمثالنا في كونها علي مثل صورنا وهيئاتنا وخلقتنا وأخلاقنا فكيف يصح تكليف البهائم وهي غيرعاقلة والتكليف لايصح إلا مع كمال العقل انتهي . و قال الرازي للفضلاء فيه قولان .الأول أنه تعالي يحشر البهائم والطيور لإيصال الأعواض إليها و هوقول المعتزلة و ذلك لأن إيصال الآلام إليها من غيرسبق جناية لايحسن إلاللعوض و لما كان إيصال العوض إليها واجبا فالله تعالي يحشرها ليوصل تلك الأعواض إليها. والقول الثاني قول أصحابنا إن الإيجاب علي الله تعالي محال بل الله يحشرها بمجرد الإرادة والمشية ومقتضي الإلهية. واحتجوا علي أن القول بوجوب العوض علي الله تعالي باطل بأمور.الأول أن الوجوب عبارة عن كونه مستلزما للذم عندالترك وكونه تعالي مستلزما للذم محال لأنه كامل لذاته والكامل لذاته لايعقل كونه مستحقا للذم بسبب أمر منفصل لأن ما يكون لازما بالذات لايبطل عندعروض أمر من الخارج .الثاني أنه لوحسن إيصال الضرر إلي الغير لأجل العوض لوجب أن يحسن منا إيصال المضار إلي الغير لأجل التزام العوض من غيررضاه و ذلك باطل فثبت أن القول بالعوض باطل . إذاعرفت هذافلنذكر بعض التفاريع ألذي ذكرها القاضي في هذاالباب .
صفحه : 8
الأول قال كل حيوان استحق العوض عن الله مما لحقه من الآلام و كان ذلك العوض لم يصل إليه في الدنيا فإنه يجب علي الله حشره في الآخرة ليوفر عليه العوض و ألذي لا يكون كذلك فإنه لايجب حشره عقلا إلا أنه تعالي أخبر أنه يحشر الكل فمن حيث السمع يقطع بذلك وإنما قلنا إن في الحيوانات من لايستحق العوض البتة لأنه ربما بقيت مدة حياتها مصونة عن الآلام ثم إنه تعالي يميتها من غيرإيلام أصلا فإنه لم يثبت بالدليل أن الموت لابد و أن يحصل معه شيء من الآلام و علي هذاالتقدير فإنه لايستحق العوض البتة.الثاني كل حيوان أذن الله في ذبحه فالعوض علي الله وهي علي أقسام .منها ماأذن في ذبحها لأجل الأكل ومنها ماأذن في ذبحها لأجل كونها مؤذية مثل السباع العادية والحشرات المؤذية ومنها ماأوذي بالأمراض . ومنها ماأذن الله في حمل الأحمال الثقيلة عليها واستعمالها بالأفعال الشاقة و أما إذاظلمها الناس فذلك العوض علي ذلك الظالم و إذاظلم بعضها بعضا فذلك العوض علي ذلك الظالم . فإن قيل إذاذبح مايؤكل لحمه لا علي وجه التذكية فعلي من العوض .أجاب بأن ذلك ظلم والعوض علي الذابح ولذلك
نَهَي النّبِيّص عَن ذَبحِ الحَيَوَانِ إِلّا لِأَكلِهِ
.الثالث المراد من العوض منافع عظيمة بلغت في الجلالة والرفعة إلي حيث لوكانت هذه البهيمة عاقلة وعلمت أنه لاسبيل لها إلي تحصيل تلك المنفعة إلابواسطة تحمل ذلك الذبح فإنها كانت ترضي به فهذا هوالعوض ألذي لأجله يحسن الإيلام والإضرار.
صفحه : 9
الرابع مذهب القاضي وأكثر معتزلة البصرة أن العوض منقطع قال القاضي و هوقول أكثر المفسرين لأنه قال إنه تعالي بعدتوفير العوض عليها يجعلها ترابا وعنده يقول الكافريا ليَتنَيِ كُنتُ تُراباً. قال أبوالقاسم يجب كون العوض دائما. واحتج القاضي علي قوله بأنه يحسن من الواحد منا أن يلتزم عملا شاقا لمنفعة منقطعة فعلمنا أن إيصال الألم إلي الغير غيرمشروط بدوام الأجر. واحتج البلخي علي قوله بأن قال لايمكن قطع ذلك العوض إلابإماتة تلك البهيمة وإماتتها توجب الألم و ذلك الألم يوجب عوضا آخر وهكذا إلي ما لاآخر له . والجواب عنه أنه لم يثبت بالدليل أن الإماتة لايمكن تحصيلها إلا مع الإيلام .الخامس أن البهيمة إذااستحقت علي بهيمة أخري عوضا فإن كانت البهيمة الظالمة قداستحقت علي الله عوضا فإن الله تعالي ينقل ذلك العوض إلي المظلوم و إن لم يكن الأمر كذلك فالله تعالي يكمل هذاالعوض فهذا مختصر من أحكام الأعواض علي قول المعتزلة انتهي كلامه في هذاالمقام . و قال في قوله تعالي وَ لِلّهِ يَسجُدُ قدذكرنا أن السجود علي نوعين سجود هوعبادة كسجود المسلمين لله وسجود عبارة عن الانقياد والخضوع ويرجع حاصل هذاالسجود إلي أنها في أنفسها ممكنة الوجود والعدم قابلة لهما فإنه لايرجح
صفحه : 10
أحد الطرفين علي الآخر إلالمرجح فمن الناس من قال المراد هنا المعني الثاني لأن اللائق بالدابة ليس له إلا هذاالسجود ومنهم من قال المراد هوالمعني الأول لأنه اللائق بالملائكة ومنهم من قال هولفظ مشترك وحمل المشترك علي معنييه جائز و هوضعيف . و قال في قوله تعالي أَ لَم يَرَوا إِلَي الطّيرِ هذادليل آخر علي كمال قدرة الله تعالي وحكمته فإنه لو لا أنه تعالي خلق الطير خلقة معها يمكنه الطيران وخلق الجو خلقة معها يمكن الطيران فيها لماأمكن ذلك فإنه تعالي أعطي الطير جناحا يبسطه مرة ويكسره أخري مثل مايعمل السابح في الماء وخلق الهواء خلقة لطيفة رقيقة يسهل خرقه والنفاذ فيه و لو لا ذلك لما كان الطيران ممكناما يُمسِكُهُنّ إِلّا اللّهُالمعني أن جسد الطير جسم ثقيل والجسم الثقيل يمتنع بقاؤه في الجو معلقا من غيردعامة تحته و لاعلاقة فوقه فوجب أن يكون الممسك له في ذلك الجو هو الله تعالي قال القاضي إنما أضاف الله تعالي هذاالإمساك إلي نفسه لأنه تعالي هو ألذي أعطي الآلات التي لأجلها يتمكن الطير من تلك الأفعال فلما كان تعالي هوالسبب لذلك لاجرم صحت الإضافة انتهي . قوله تعالي وَ الطّيرَ أي والطير أيضا تسبح و قدمر أن تسبيحها إما محمول علي الحقيقة بناء علي شعورها أوجعلها الله في هذاالوقت ذات شعور معجزة لداود ع أوتسبيحها بلسان الحال كمامر في تسبيح الجمادات أو هو من السباحة قال الرازي و أماالطير فلاامتناع في أن يصدر عنها الكلام ولكن أجمعت الأمة علي
صفحه : 11
أن المكلفين إما الجن أوالإنس أوالملائكة فيمتنع فيها أن تبلغ في العقل إلي درجة التكليف بل يكون حاله كحال الطفل في أن يؤمر وينهي و إن لم يكن مكلفا فصار ذلك معجزة من حيث جعلها في الفهم بمنزلة المرافق . و قال الطبرسي رحمه الله تسخير الطير له تسبيح يدل علي أن مسخرها قادر لايجوز عليه مايجوز علي العباد عن الجبائي و علي بن عيسي وقيل إن الطير كانت تسبح معه بالغداة والعشي معجزة له عن وهب وَ كُنّا فاعِلِينَ أي قادرين علي فعل هذه الأشياء ففعلناها دلالة علي نبوته . قوله سبحانه أَ لَم تَرَ قال الرازي أي أ لم تعلم وظاهره الاستفهام والمراد به التقرير والبيان . واعلم أنه إما أن يكون المراد من التسبيح دلالته بهذه الأشياء علي كونه تعالي منزها عن النقائص موصوفا بنعوت الجلال وإما أن يكون المراد منه في حق البعض الدلالة علي التنزيه و في حق الباقين النطق باللسان والأول أقرب و أماالقسم الثالث فهو أن يقال استعمل اللفظ الواحد في الحقيقة والمجاز معا و هو غيرجائز فلم يبق إلاالأول . فإن قيل فالتسبيح بهذا المعني حاصل لجميع المخلوقات فما وجه تخصيصه هنا بالعقلاء.قلنا لأن خلقة العقلاء أشد دلالة علي وجود الصانع سبحانه لأن العجائب فيهاأكثر.
صفحه : 12
و لماذكر أن أهل السماوات و أهل الأرض يسبحون ذكر أن الذين استقروا في الهواء و هوالطير يسبحون و ذلك لأن إعطاء الجرم الثقيل القوة التي تقوي بها علي الوقوف في جو السماء صافة باسطة أجنحتها بما فيها من القبض والبسط من أعظم الدلائل علي قدرة الصانع المدبر سبحانه وجعل طيرانها سجودا منها له سبحانه و ذلك يؤكد ماذكرناه أن المراد من التسبيح دلالة هذه الأمور علي التنزيه لاالنطق اللسانيكُلّ قَد عَلِمَ أي علم الله ويدل عليه قوله وَ اللّهُ عَلِيمٌ بِما يَفعَلُونَ و هواختيار جمهور المتكلمين . والثاني أن يعود الضمير في علم والصلاة والتسبيح علي لفظ كل أي أنهم يعلمون مايجب عليهم من الصلاة والتسبيح . والثالث أن تكون الهاء راجعة إلي الله يعني قدعلم كل مسبح و كل مصل صلاته التي كلفه إياها و علي هذين التقديرين فقوله وَ اللّهُ عَلِيمٌاستئناف وَ روُيَِ عَن أَبِي ثَابِتٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً عِندَ أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع فَقَالَ لِي أَ تدَريِ مَا تَقُولُ هَذِهِ العَصَافِيرُ عِندَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ بَعدَ طُلُوعِهَا قَالَ فَإِنّهُنّ يُقَدّسنَ رَبّهُنّ وَ يَسأَلنَهُ قُوتَ يَومِهِنّ
. واستبعد المتكلمون ذلك فقالوا الطير لوكانت عارفة بالله لكانت كالعقلاء الذين يفهمون كلامنا وإشارتنا لكنها ليست كذلك فإنا نعلم بالضرورة أنها أشد نقصانا
صفحه : 13
من الصبي الذين لايعرف هذه الأمور فبأن يمتنع ذلك فيهاأولي و إذاثبت أنها لاتعرف الله استحال كونها مسبحة له بالنطق فثبت أنها لاتسبح الله إلابلسان الحال . ثم ذكر كثيرا من الحيل الدقيقة الصادرة عن الحيوانات كماسيأتي واستدل بها علي شعورها وعقلها ثم قال والأكياس من العقلاء يعجزون عن أمثال هذه الحيل فإذاجاز ذلك فلم لايجوز أن يقال إنها ملهمة عن الله سبحانه بمعرفته والثناء عليه وكانت غيرعارفة بسائر الأمور التي يعرفها الناس ولله در شهاب السمعاني حيث قال جل جناب العز والجلال عن أن يوزن بميزان الاعتزال . و قال في قوله سبحانه وَ اللّهُ خَلَقَ كُلّ دَابّةٍ مِن ماءٍ في هذه الآية سؤالات الأول قال الله خَلَقَ كُلّ دَابّةٍ مِن ماءٍ مع أن كثيرا من الحيوانات غيرمخلوقة من الماء كالملائكة و هوأعظم المخلوقات عددا وأنهم مخلوقون من النور و أماالجن فهم مخلوقون من النار وخلق الله آدم من التراب وخلق الله عيسي من الريح لقوله فَنَفَخنا فِيهِ مِن رُوحِنا. وأيضا نري أن كثيرا من الحيوانات يتولد لا عن النطفة. والجواب من وجوه أحدها و هوالأحسن ماقاله القفال و هو أن مِن ماءٍصلةكُلّ دَابّةٍ و ليس هو من صلةخَلَقَ والمعني أن كل دابة متولدة من الماء فهي مخلوقة لله . وثانيها أن أصل جميع المخلوقات الماء علي ماروي أول ماخلق الله تعالي جوهرة فنظر إليها بعين الهيبة فصارت ماء ثم من ذلك الماء خلق النار والهواء والنور
صفحه : 14
و لما كان المقصود من هذه الآية بيان أصل الخلقة و كان الأصل الأول هوالماء لاجرم ذكره علي هذاالوجه . وثالثها أن المراد من الدابة ألذي يدب علي وجه الأرض ومسكنهم هناك لتخرج الملائكة والجن و لما كان الغالب جدا من هذه الحيوانات كونهم مخلوقين من الماء إما لأنها متولدة من النطفة وإما لأنها لاتعيش إلابالماء لاجرم أطلق الكل تنزيلا للغالب منزلة الكل .الثاني لم سمي الزحف علي البطن مشيا والجواب هذا علي سبيل الاستعارة كمايقال فلان لايمشي له أمر و علي طريق المشاكلة.الثالث أنه لم تنحصر القسمة لأنا نجد مايمشي علي أكثر من أربع مثل العناكب والعقارب ومثل الحيوان ألذي له أربع وأربعون رجلا ألذي يسمي دخال الأذن . والجواب القسم ألذي ذكرتم كالنادر فكان ملحقا بالعدم ولأن الفلاسفة يقولون ما له قوائم كثيرة فالاعتماد له إذامشي علي أربع جهاته لا غيرفكأنه يمشي علي أربع ولأن قوله يَخلُقُ اللّهُ ما يَشاءُتنبيه علي أن الحيوانات كمااختلف بحسب كيفية المشي فكذا هي مختلفة بحسب أمور أخر. ولنذكر هاهنا بعض تلك التقسيمات التقسيم الأول الحيوانات قدتشترك في أعضاء و قدتتباين بأعضاء أماالشركة فمثل اشتراك الإنسان والفرس في أن لهما لحما وعصبا وعظما و أماالتباين فإما أن يكون في نفس العضو أو في صفته .
صفحه : 15
أماالأول فعلي وجهين أحدهما أن لا يكون العضو حاصلا للآخر و إن كانت أجزاؤه حاصلة للثاني كالفرس والإنسان فإن الفرس له ذنب والإنسان ليس له ذنب ولكن أجزاء الذنب ليس إلاالعظم والعصب واللحم والجلد والشعر و كل ذلك حاصل للإنسان . والثاني أن لا يكون ذلك العضو حاصلا للثاني لابذاته و لابأجزائه مثل أن للسلحفاة صدفا يحيط به و ليس للإنسان وللسمك فلوس وللقنفذ شوك و ليس شيءمنها للإنسان . و أماالتباين في صفة العضو فإما أن يكون من باب الكمية أوالكيفية أوالوضع أوالفعل أوالانفعال أما ألذي في الكمية فإما أن يتعلق بالمقدار مثل أن عين البوم كبيرة وعين العقاب صغيرة أوبالعدد مثل أن أرجل بعض العناكب ستة وأرجل ضرب آخر ثمانية أوعشرة و ألذي في الكيفية فكاختلافها في الألوان والأشكال والصلابة واللين و ألذي في الوضع فمثل اختلاف وضع ثدي الفيل فإنه قريب من الصدور وثدي الفرس فإنه عندالسرة و أما ألذي في الفعل فمثل كون أذن الفيل للذب مع كونه آلة للسمع و ليس كذلك الإنسان وكون أنفه آلة للقبض دون أنف غيره و أما ألذي في الانفعال فمثل كون عين الخفاش سريعة التحير في الضوء وعين الخطاف خلاف ذلك .التقسيم الثاني للحيوان إما أن يكون مائيا بأن يكون مسكنه الأصلي هوالماء أوأرضيا أو يكون مائيا ثم يصير أرضيا أماالحيوانات المائية فتعتبر أحوالها من وجوه الأول إما أن يكون مكانه وغذاؤه ونفسه مائيا فله بدل التنفس
صفحه : 16
جذب الماء إلي بطنه ثم رده و لايعيش إذافارقه والسمك كله كذلك أومكانه وغذاؤه مائي لايتنفس و لايستنشق مثل أصناف من الصدف لاتظهر للهواء و لاتستدخل الماء إلي باطنها.الثاني الحيوانات المائية بعضها ماؤها الأنهار الجارية وبعضها ماؤها البطائح مثل الضفادع وبعضها ماؤها مياه البحر.الثالث منها لجية ومنها شطية ومنها طينية ومنها صخرية.الوجه الرابع الحيوان المنتقل في الماء منه مايعتمد في غوصه علي رأسه و في السباحة علي أجنحته كالسمك و منه مايعتمد في السباحة علي أرجله كالضفادع و منه مايمشي في قعر الماء كالسرطان و منه مايزحف مثل ضرب من السمك لاجناح له كالدود. و أماالحيوانات البرية فتعتبر أحوالها أيضا من وجهين الأول أن منها مايتنفس من طريق واحد كالفم والخيشوم و منه ما لايتنفس كذلك بل علي نحو آخر مثل الزنبور والنحل .الثاني أن الحيوانات الأرضية منها ما له مأوي معلوم ومنها مامأواه كيف اتفق إلا أن تلد فيقيم للحضانة واللواتي لها مأوي فبعضها مأواه قلة رابية وبعضها مأواه وجه الأرض .
صفحه : 17
الثالث الحيوان البري كل طائر منه ذو جناحين فإنه يمشي برجليه و من جملة ذلك مشيه صعب عليه كالخطاف الكبير الأسود والخفاش و أما ألذي جناحه جلد أوغشاء فقد يكون عديم الرجل كضرب من الحيات بالحبشة تطير.الرابع الطير تختلف فبعضها تتعايش معا كالكراكي وبعضها تعيش منفردا كالعقاب وجميع الجوارح التي تتنازع علي الطعم لاحتياجها إلي الاجتهاد لتصيد ومنها ماتتعايش زوجا كالقطا ومنها ماتجتمع تارة وتنفرد أخري ثم إن المنفرد قدتكون مدنية و قدتكون برية صرفة و قدتكون بستانية. والإنسان من بين الحيوان هو ألذي لايمكنه أن يعيش وحده فإن أسباب حياته ومعيشته تلتئم بالمشاركة المدنية والنحل وبعض الفراش يشارك الإنسان في ذلك لكن الحدا والكراكي تطيع رئيسا واحدا والنمل لها اجتماع و لارئيس لها.الخامس الطير منه آكل لحم و منه لاقط حب و منه آكل عشب و قد يكون للبعض طعم معين كالنحل فإن غذاءه الزهر والعنكبوت فإن غذاءه الذباب و قد يكون بعضه متفق الطعم . و أماالقسم الثالث و هوالحيوان ألذي يكون تارة مائيا وأخري بريا فيقال إنه حيوان يكون في البحر ويعيش فيه ثم إنه يبرز إلي البر ويبقي فيه .القسم الثالث منه ما هوإنسي بالطبع فمنه مايسرع استيناسه ويبقي
صفحه : 18
مستأنسا كالفيل و منه مايبطئ كالأسد ويشبه أن يكون من كل نوع صنف إنسي وصنف وحشي حتي من الناس .التقسيم الرابع من الحيوان ما هومصوت و منه ما لاصوت له و كل مصوت فإنه يصير عندالاغتلام وحركة شهوة الجماع أشد تصويتا حتي الإنسان و منه ما له شبق يسفد كل وقت كالديك و منه عفيف له وقت معين .التقسيم الخامس بعض الحيوانات هادئ الطبع قليل الغضب مثل البقر وبعضه شديد الجهل حاد الغضب كالخنزير البري وبعضها حليم حمول كالبعير وبعضها سريع الحركات كالحية وبعضها قوي جريء شهم كبير النفس كريم الطبع كالأسد ومنها قوي محتال وحشي كالذئب وبعضها محتال مكار ذي الحركات كالثعلب وبعضها غضوب شديد الغضب سفيه إلا أنه ملق متودد كالكلب وبعضها شديد اللين مستأنس كالفيل والقرد وبعضها حسود مباه بجماله كالطاوس وبعضها شديد الحفظ كالجمل والحمار لاينسي كل منهما الطريق ألذي رآه .التقسيم السادس من الحيوانات ماتناسله بأن تلد حيوانا وبعضها ماتناسله بأن تلد أنثاه دودا انتهي . و قال النيسابوري منه ولود و منه بيوض و كل أذون ولود و كل
صفحه : 19
صموخ بيوض سوي الخشاف . و في قوله إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌإشارة إلي أن اختصاص كل حيوان بهذه الخواص وبأمثالها لا يكون إلا عن قادر مختار قهار انتهي . و قال البيضاوي في قوله تعالي عُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِالنطق والمنطق في المتعارف كل لفظ يعبر به عما في الضمير مفردا كان أومركبا و قديطلق لكل مايصوت به علي التشبيه والتبع كقولهم نطقت الحمامة و منه الناطق والصامت للحيوان والجماد فإن الأصوات الحيوانية من حيث إنها تابعة للتخيلات منزلة منزلة العبارات سيما و فيها ماتتفاوت باختلاف الأغراض بحيث يفهمها ما من جنسه ولعل سليمان مهما سمع صوت حيوان علم بقوته القدسية التخيل ألذي صوته والغرض ألذي توخاه به و من ذلك ماحكي أنه مر ببلبل يتصوت ويترقص فقال يقول إذاأكلت نصف تمرة فعلي الدنيا العفاء وصاحت فاختة فقال إنها تقول ليت الخلق لم يخلقوا فلعله كان صوت البلبل عن شبع وفراغ بال وصياح الفاختة عن مقاساة شدة وتألم قلب فَهُم يُوزَعُونَيحبسون بحبس أولهم عن آخرهم ليتلاحقواحَتّي إِذا أَتَوا عَلي وادِ النّملِواد بالشام كثير النمل والتعدية بعلي إما لأن إتيانهم كان من علي أولأن المراد قطعه من قولهم أتي الشيء إذاأنفده وبلغ آخره كأنهم أرادوا أن ينزلوا أخريات الواديقالَت نَملَةٌكأنها لمارأتهم متوجهين إلي الوادي فرت عنهم مخافة حطمهم فتبعها غيره فصاحت صيحة نبهت بها مابحضرتها من النمال فتبعتها فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم ولذلك أجروا مجراهم مع أنه لايمتنع أن خلق
صفحه : 20
الله فيهاالعقل والنطق . و قال النيسابوري قال المفسرون إنه تعالي جعل الطير في أيامه مما له عقل و ليس كذلك حال الطير في أيامنا و إن كان فيها ما قدألهمه الله تعالي الدقائق التي خصت بالحاجة إليها يحكي أنه مر علي بلبل في شجرة فقال لأصحابه إنه يقول أكلت نصف تمرة و علي الدنيا العفاء أي التراب وصاحت فاختة فأخبر الناس أنها تقول ليت ذا الخلق لم يخلقوا وصاح طاوس فقال يقول كماتدين تدان وأخبر أن الهدهد يقول استغفروا الله يامذنبون والخطاف يقول قدموا خيرا تجدوه والرخمة تقول سبحان ربي الأعلي مل ء سمائه وأرضه والقمري يقول سبحان ربي الأعلي والقطاة تقول من سكت سلم والببغاء تقول ويل لمن الدنيا همه والديك يقول اذكروا الله ياغافلون والنسر يقول يا ابن آدم عش ماشئت وآخرك الموت والعقاب يقول في البعد من الناس أنس . و قال الطبرسي قدس سره أهل العربية يقولون لايطلق النطق علي غيربني آدم وإنما يقال الصوت لأن النطق عبارة عن الكلام و لاكلام للطير إلا أنه لمافهم سليمان معني صوت الطير سماه منطقا مجازا وقيل إنه أراد حقيقة
صفحه : 21
المنطق لأن من الطير ما له كلام يهجي كالطوطي قال المبرد العرب تسمي كل مبين عن نفسه ناطقا ومتكلما و قال علي بن عيسي إن الطير كانت تكلم سليمان معجزة له كماأخبر عن الهدهد ومنطق الطير صوت تتفاهم به معانيها علي صيغة واحدة بخلاف منطق ألذي يتفاهمون به المعاني علي صيغ مختلفة ولذلك لم نفهم عنها مع طول مصاحبتها و لم تفهم هي عنا لأن أفهامنا مقصورة علي تلك الأمور المخصوصة و لماجعل سليمان يفهم عنها كان قدعلم منطقها. و قال رحمه الله واختلف في سبب تفقده للهدهد من بين الطير فقيل إنه احتاج إليه في سفره ليدله علي الماء لأنه يقال أنه يري الماء في بطن الأرض كمانراه في القارورة عن ابن عباس وَ رَوَي العيَاّشيِّ بِالإِسنَادِ قَالَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع كَيفَ تَفَقّدَ سُلَيمَانُ الهُدهُدَ مِن بَينِ الطّيرِ قَالَ لِأَنّ الهُدهُدَ يَرَي المَاءَ فِي بَطنِ الأَرضِ كَمَا يَرَي أَحَدُكُمُ الدّهنَ فِي القَارُورَةِ فَنَظَرَ أَبُو حَنِيفَةَ إِلَي أَصحَابِهِ وَ ضَحِكَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا يُضحِكُكَ قَالَ ظَفِرتُ بِكَ جُعِلتُ فِدَاكَ قَالَ وَ كَيفَ ذَاكَ قَالَ ألّذِي يَرَي المَاءَ فِي بَطنِ الأَرضِ لَا يَرَي الفَخّ فِي التّرَابِ حَتّي تَأخُذَ بِعُنُقِهِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا نُعمَانُ أَ مَا عَلِمتَ أَنّهُ إِذَا نَزَلَ القَدَرُ أَغشَي البَصَرَ
. ثم قال رحمه الله في قوله لَأُعَذّبَنّهُ كماصح نطق الطير وتكليفه في زمانه معجزة له جازت معاتبته علي ماوقع منه من تقصير فإنه كان مأمورا بطاعته فاستحق العقاب علي غيبته . و قال في قوله تعالي وَ زَيّنَ لَهُمُ الشّيطانُالآية قال الجبائي لم يكن
صفحه : 22
الهدهد عارفا بالله تعالي وإنما أخبر بذلك كمايخبر مراهقو صبياننا لأنه لاتكليف إلا علي الملائكة والإنس والجن فيرانا الصبي علي عبادة الله فيتصور أن ماخالفها باطل فكذلك الهدهد تصور له أن ماخالف فعل سليمان باطل و هذا ألذي ذكره خلاف ظاهر القرآن لأنه لايجوز أن يفرق بين الحق ألذي هوالسجود لله و بين الباطل ألذي هوالسجود للشمس و أن أحدهما حسن والآخر قبيح إلاالعارف بالله سبحانه وبما يجوز عليه وبما لايجوز هذا مع نسبة تزيين أعمالهم وصدهم عن طريق الحق إلي الشيطان و هذه مقالة من يعرف العدل و أن القبيح غيرجائز علي الله تعالي . و قال قدس سره في قوله سبحانه في سورة العنكبوت وَ كَأَيّن مِن دَابّةٍ لا تَحمِلُ رِزقَهَا أي وكم من دابة لا يكون رزقها مدخرا معدا عن الحسن وقيل معناه لايطيق حمل رزقها لضعفها وتأكل بأفواهها عن مجاهد وقيل إن الحيوان أجمع من البهائم والطيور وغيرها مما يدب علي وجه الأرض لايدخر القوت لغدها إلابني آدم والنملة والفأرة بل تأكل منها قدر كفايتها فقط عن ابن عباس اللّهُ يَرزُقُها وَ إِيّاكُم أي يرزق تلك الدابة الضعيفة التي لاتقدر علي حمل رزقها ويرزقكم أيضا فلاتتركوا الهجرة بهذا السبب عن ابن عمر قال خرجنا مع رسول الله ص حتي دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال يا ابن عمر ما لك لاتأكل فقلت لاأشتهيه يا رسول الله فقال ولكني أشتهيه و هذه صبيحة رابعة منذ لم أذق طعاما و لوشئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسري وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذابقيت مع قوم يخبئون رزق سنتهم لضعف اليقين فو الله مابرحنا حتي نزلت الآيةوَ هُوَ السّمِيعُ أي لأقوالكم عندمفارقة أوطانكم العَلِيمُبأحوالكم لايخفي عليه شيء من سركم وإعلانكم .
صفحه : 23
و قال قدس الله روحه وَ الطّيرَ أي وسخرنا الطيرمَحشُورَةً أي مجموعة إليه تسبح الله تعالي معه كُلّيعني كل الطير والجبال لَهُ أَوّابٌرجاع إلي مايريد مطيع له بالتسبيح معه قال الجبائي لايمتنع أن يكون الله تعالي خلق في الطيور من المعارف مايفهم به أمر داود ونهيه فيطيعه فيما يريد منها و إن لم تكن كاملة العقل مكلفة. و قال الرازي فإن قيل كيف يصدر تسبيح الله عن الطير مع أنه لاعقل له قلنا لايبعد أن يقال إن الله تعالي كان يخلق لها عقولا حتي تعرف الله فتسبحه حينئذ و كل ذلك كان معجزة لداود ع انتهي .خَلَقَ الأَزواجَ كُلّهاقيل يعني أزواج الحيوان من ذكر وأنثي وقيل أي الأشكال وقيل أي الأصناف وقيل كل ممكن فهو زوج تركيبي والواحد الحق والفرد المطلق هو الله تعالي وَ ما يَبُثّ مِن دابّةٍ أي و في خلق مايفرق علي وجه الأرض من الحيوان علي اختلاف أجناسها ومنافعها والمقاصد المطلوبة منها دلالات واضحات علي وجوده سبحانه وعلمه وقدرته وحكمته ولطفه لِقَومٍ يُوقِنُونَقيل أي يطلبون علم اليقين بالتدبر والتفكر. قوله سبحانه صافّاتٍقيل أي باسطات أجنحتهن في الجو عندطيرانها فإنهن إذابسطنها صففن قوادمهاوَ يَقبِضنَ أي ويضممنها إذاضربن بهاجنوبهن وقتا بعدوقت للاستظهار به علي التحرك ولذلك عدل به إلي صيغة الفعل للتفرقة بين الأصيل في الطيران والطاري عليه ما يُمسِكُهُنّ في الجو علي خلاف طبعهن إِلّا الرّحمنُالشامل رحمته كل شيءبأن خلقهن علي أشكال وخصائص هيئاتهن للحركة في الهواءإِنّهُ بِكُلّ شَيءٍ بَصِيرٌيعلم كيف يخلق الغرائب ويدبر العجائب . وأقول في سورة الفيل وقصته دلالة علي شعور الحيوانات وكونها مطيعة
صفحه : 24
لأمره سبحانه فإن الظاهر أن الطيور كانت حيوانات و لم تكن من الملائكة و إن احتملت ذلك وكذا الفيلة حيث امتنعت من دخول الحرم وفهمت كلام عبدالمطلب وسجدت له رضي الله عنه كمامر مفصلا في ذكر تلك القصة نعم يمكن أن يكون الله تعالي جعلها في ذلك الوقت ذوات شعور ومعرفة كرامة للبيت و عبدالمطلب وإرهاصا لنبوة نبيناص
1- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن صديق بنِ عَبدِ اللّهِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن طَيرٍ يُصَادُ فِي بَرّ وَ لَا بَحرٍ وَ لَا يُصَادُ شَيءٌ مِنَ الوُحُوشِ إِلّا بِتَضيِيعِهِ التّسبِيحَ
العياشي عن إسحاق مثله
2- التّفسِيرُ، وَ اللّهُ خَلَقَ كُلّ دَابّةٍ مِن ماءٍ أَي مِن منَيِّفَمِنهُم مَن يمَشيِ عَلي بَطنِهِ وَ مِنهُم مَن يمَشيِ عَلي رِجلَينِ وَ مِنهُم مَن يمَشيِ عَلي أَربَعٍ يَخلُقُ اللّهُ ما يَشاءُ إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ قَالَ عَلَي رِجلَينِ النّاسُ وَ عَلَي بَطنِهِ الحَيّاتُ وَ عَلَي أَربَعٍ البَهَائِمُ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ مِنهُم مَن يمَشيِ عَلَي أَكثَرَ مِن ذَلِكَ
بيان قال الدميري قال الجاحظ الحيوان علي أربعة أقسام شيءيمشي و شيءيطير و شيءيعوم و شيءينساخ في الأرض ألا إن كل طائر يمشي و ليس كل شيءيمشي يطير فالنوع ألذي يمشي هو علي ثلاثة أقسام ناس
صفحه : 25
وبهائم وسباع والطير كله سبع وبهيمة وهمج والخشاش مالطف جرمه وصغر جسمه و كان عديم السلاح والهمج ليس من الطير ولكنه يطير و هوفيما يطير كالحشرات فيما يمشي والسبع من الطير ماأكل اللحم خالصا والبهيمة ماأكل الحب خالصا والمشترك كالعصفور فإنه ليس بذي مخلب و لامنسر و هويلقط الحب و هو مع ذلك يصيد النمل إذاطار ويصيد الجراد ويأكل اللحم و لايزق فراخه كمايزق الحمام فهو مشترك الطبيعة وأشباه العصافير من المشترك كثيرة و ليس كل ماطار بجناحين من الطير فقد يطير الجعلان والذباب والزنابير والجراد والنمل والبعوض والفراش والأرضة والنحل و غير ذلك و لايسمي طيورا وكذلك الملائكة تطير ولها أجنحة وليست من الطير وكذلك جعفر بن أبي طالب ذو جناحين يطير بهما في الجنة و ليس من الطير
3- قُربُ الإِسنَادِ، عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ مَا يُصَادُ مِنَ الطّيرِ إِلّا بِتَضيِيعِهِمُ التّسبِيحَ
4- العِلَلُ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أُورَمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَتِ الوُحُوشُ وَ الطّيرُ وَ السّبَاعُ وَ كُلّ شَيءٍ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مُختَلِطاً بَعضُهُ بِبَعضٍ فَلَمّا قَتَلَ ابنُ آدَمَ أَخَاهُ نَفَرَت وَ فَزِعَت فَذَهَبَ كُلّ شَيءٍ إِلَي شَكلِهِ
صفحه : 26
5- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن رَجُلٍ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ رَفَعَهُ إِلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ إِذَا سَمِعتُم نُبَاحَ الكَلبِ وَ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوّذُوا بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ فَإِنّهُم يَرَونَ مَا لَا تَرَونَفَافعَلُوا ما تُؤمَرُونَالخَبَرَ
6-مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِّ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ عَمّارٍ الثقّفَيِّ الكَاتِبِ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ النوّفلَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَارِثِ بنِ بَشِيرٍ الدهّنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ الفَضلِ بنِ عمرة القيَسيِّ عَن عَبّادٍ المنِقرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ قَالَمَرّ رَسُولُ اللّهِص بِظَبيَةٍ مَربُوطَةٍ بِطُنُبِ فُسطَاطٍ فَلَمّا رَأَت رَسُولَ اللّهِص أَطلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَهَا مِن لِسَانِهَا فَكَلّمَتهُ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ إنِيّ أُمّ خِشفَينِ عَطشَانَينِ وَ هَذَا ضرَعيِ قَدِ امتَلَأَ لَبَناً فخَلَنّيِ حَتّي أَنطَلِقَ فَأُرضِعَهُمَا ثُمّ أَعُودَ فتَرَبطُنَيِ كَمَا كُنتُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص كَيفَ وَ أَنتِ رَبِيطَةُ قَومٍ وَ صَيدُهُم قَالَت بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ أَنَا أجَيِءُ فتَرَبطُنُيِ كَمَا كُنتُ أَنتَ[فتَرَبطُنُيِ أَنتَ كَمَا كُنتُ]بِيَدِكَ فَأَخَذَ عَلَيهَا مَوثِقاً مِنَ اللّهِ لَتَعُودَنّ وَ خَلّي سَبِيلَهَا
صفحه : 27
فَلَم تَلبَث إِلّا يَسِيراً حَتّي رَجَعَت قَد فَرَغَت مَا فِي ضَرعِهَا فَرَبَطَهَا نبَيِّ اللّهِ كَمَا كَانَت ثُمّ سَأَلَ لِمَن هَذَا الصّيدُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ لبِنَيِ فُلَانٍ فَأَتَاهُمُ النّبِيّص وَ كَانَ ألّذِي اقتَنَصَهَا مِنهُم مُنَافِقاً فَرَجَعَ عَن نِفَاقِهِ وَ حَسُنَ إِسلَامُهُ فَكَلّمَهُ النّبِيّ لِيَشتَرِيَهَا مِنهُ قَالَ بَل أخُلَيّ سَبِيلَهَا فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ يَا نبَيِّ اللّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو أَنّ البَهَائِمَ يَعلَمُونَ مِنَ المَوتِ مَا تَعلَمُونَ أَنتُم مَا أَكَلتُم مِنهَا سَمِيناً
بيان من الموت أي من أصل وقوعه أو من شدائد الموت والعقوبات الواقعة بعده والأهوال المتوقعة عنده وبعده ولعله أظهر
7- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ يَعقُوبُ ع لِابنِهِ يَا بنُيَّ لَا تَزنِ فَلَو أَنّ الطّيرَ زَنَي لَتَنَاثَرَ رِيشُهُ
8-الخَرَائِجُ،روُيَِ أَنّ الحُسَينَ ع سُئِلَ فِي حَالِ صِغَرِهِ عَن أَصوَاتِ الحَيَوَانَاتِ لِأَنّ مِن شَرطِ الإِمَامِ أَن يَكُونَ عَالِماً بِجَمِيعِ اللّغَاتِ حَتّي أَصوَاتِ الحَيَوَانَاتِ فَقَالَ عَلَي مَا رَوَي مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بنِ الحَارِثِ التمّيِميِّ عَنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا صَاحَ النّسرُ فَإِنّهُ يَقُولُ يَا ابنَ آدَمَ عِش مَا شِئتَ فَآخِرُهُ المَوتُ وَ إِذَا صَاحَ الباَزيِ يَقُولُ يَا عَالِمَ الخَفِيّاتِ وَ يَا كَاشِفَ البَلِيّاتِ وَ إِذَا صَاحَ الطّاوُسُ يَقُولُ موَلاَيَ ظَلَمتُ نفَسيِ وَ اغتَرَرتُ بزِيِنتَيِ فَاغفِر لِي وَ إِذَا صَاحَ الدّرّاجُ يَقُولُ الرّحمَنُ عَلَي العَرشِ استَوَي وَ إِذَا صَاحَ الدّيكُ يَقُولُ مَن عَرَفَ اللّهَ لَم يَنسَ ذِكرَهُ وَ إِذَا قَرقَرَتِ الدّجَاجَةُ تَقُولُ يَا إِلَهَ الحَقّ أَنتَ الحَقّ وَ قَولُكَ الحَقّ يَا اللّهُ يَا حَقّ
صفحه : 28
وَ إِذَا صَاحَ البَاشَقُ يَقُولُ آمَنتُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ إِذَا صَاحَتِ الحداء[الحِدَأَةُ]تَقُولُ تَوَكّل عَلَي اللّهِ تُرزَق وَ إِذَا صَاحَ العُقَابُ يَقُولُ مَن أَطَاعَ اللّهَ لَم يَشقَ وَ إِذَا صَاحَ الشّاهِينُ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ حَقّاً حَقّاً وَ إِذَا صَاحَتِ البُومَةُ يَقُولُ البُعدُ مِنَ النّاسِ أُنسٌ وَ إِذَا صَاحَ الغُرَابُ يَقُولُ يَا رَازِقُ ابعَثِ الرّزقَ الحَلَالَ وَ إِذَا صَاحَ الكرُكيِّ يَقُولُ أللّهُمّ احفظَنيِ مِن عدَوُيّ وَ إِذَا صَاحَ اللّقلَقُ يَقُولُ مَن تَخَلّي عَنِ النّاسِ نَجَا مِن أَذَاهُم وَ إِذَا صَاحَ البَطّةُ تَقُولُ غُفرَانَكَ يَا اللّهُ وَ إِذَا صَاحَ الهُدهُدُ يَقُولُ مَا أَشقَي مَن عَصَي اللّهَ وَ إِذَا صَاحَ القمُريِّ يَقُولُ يَا عَالِمَ السّرّ وَ النّجوَي يَا اللّهُ وَ إِذَا صَاحَ الدبّسيِّ يَقُولُ أَنتَ اللّهُ لَا إِلَهَ سِوَاكَ يَا اللّهُ وَ إِذَا صَاحَ العَقعَقُ يَقُولُ سُبحَانَ مَن لَا يَخفَي عَلَيهِ خَافِيَةٌ وَ إِذَا صَاحَ البَبّغَاءُ يَقُولُ مَن ذَكَرَ رَبّهُ غَفَرَ ذَنبَهُ وَ إِذَا صَاحَ العُصفُورُ يَقُولُ أَستَغفِرُ اللّهَ مِمّا يُسخِطُ اللّهَ وَ إِذَا صَاحَ البُلبُلُ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ حَقّاً حَقّاً وَ إِذَا صَاحَ القَبجَةُ تَقُولُ قَرُبَ الحَقّ قَرُبَ وَ إِذَا صَاحَتِ السّمَانَاةُ يَقُولُ يَا ابنَ آدَمَ مَا أَغفَلَكَ عَنِ المَوتِ وَ إِذَا صَاحَ السّوذَنِيقُ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ مُحَمّدٌ وَ آلُهُ خِيَرَةُ اللّهِ وَ إِذَا صَاحَتِ الفَاخِتَةُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا فَردُ يَا صَمَدُ وَ إِذَا صَاحَ الشّقِرّاقُ يَقُولُ موَلاَيَ أعَتقِنيِ مِنَ النّارِ وَ إِذَا صَاحَتِ القُنبُرَةُ تَقُولُ موَلاَيَ تُب عَلَي كُلّ مُذنِبٍ مِنَ المُذنِبِينَ وَ إِذَا صَاحَ الوَرَشَانُ يَقُولُ إِن لَم تَغفِر ذنَبيِ شَقِيتُ وَ إِذَا صَاحَ الشّفنِينُ يَقُولُ لَا قُوّةَ إِلّا
صفحه : 29
بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ وَ إِذَا صَاحَتِ النّعَامَةُ تَقُولُ لَا مَعبُودَ سِوَي اللّهِ وَ إِذَا صَاحَتِ الخُطّافَةُ فَإِنّهَا تَقرَأُ سُورَةَ الحَمدِ وَ تَقُولُ يَا قَابِلَ تَوبَةِ التّوّابِينَ يَا اللّهُ لَكَ الحَمدُ وَ إِذَا صَاحَتِ الزّرَافَةُ تَقُولُ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ وَ إِذَا صَاحَ الحَمَلُ يَقُولُ كَفَي بِالمَوتِ وَاعِظاً وَ إِذَا صَاحَ الجدَيُ يَقُولُ عاَجلَنَيَِ المَوتُ ثَقُلَ ذنَبيِ وَ ازدَادَ وَ إِذَا صَاحَ الأَسَدُ يَقُولُ أَمرُ اللّهِ مُهِمّ مُهِمّ وَ إِذَا صَاحَ الثّورُ يَقُولُ مَهلًا مَهلًا يَا ابنَ آدَمَ أَنتَ بَينَ يدَيَ مَن يَرَي وَ لَا يُرَي وَ هُوَ اللّهُ وَ إِذَا صَاحَ الفِيلُ يَقُولُ لَا يغُنيِ عَنِ المَوتِ قُوّةٌ وَ لَا حِيلَةٌ وَ إِذَا صَاحَ الفَهدُ يَقُولُ يَا عَزِيزُ يَا جَبّارُ يَا مُتَكَبّرُ يَا اللّهُ وَ إِذَا صَاحَ الجَمَلُ يَقُولُ سُبحَانَ مُذِلّ الجَبّارِينَ سُبحَانَهُ وَ إِذَا صَهَلَ الفَرَسُ يَقُولُ سُبحَانَ رَبّنَا سُبحَانَهُ وَ إِذَا صَاحَ الذّئبُ يَقُولُ مَا حَفِظَ اللّهُ لَن يَضِيعَ أَبَداً وَ إِذَا صَاحَ ابنُ آوَي يَقُولُ الوَيلُ الوَيلُ لِلمُذنِبِ المُصِرّ وَ إِذَا صَاحَ الكَلبُ يَقُولُ كَفَي باِلمعَاَصيِ ذُلّا وَ إِذَا صَاحَ الأَرنَبُ يَقُولُ لَا تهُلكِنيِ يَا اللّهُ لَكَ الحَمدُ وَ إِذَا صَاحَ الثّعلَبُ يَقُولُ الدّنيَا دَارُ غُرُورٍ وَ إِذَا صَاحَ الغَزَالُ يَقُولُ نجَنّيِ مِنَ الأَذَي وَ إِذَا صَاحَ الكَركَدّنُ يَقُولُ أغَثِنيِ وَ إِلّا هَلَكتُ يَا موَلاَيَ وَ إِذَا صَاحَ الإِبِلُ يَقُولُ حسَبيَِ اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ حسَبيَِ اللّهُ وَ إِذَا صَاحَ النّمِرُ يَقُولُ سُبحَانَ مَن تَعَزّزَ بِالقُدرَةِ سُبحَانَهُ وَ إِذَا سَبّحَتِ الحَيّةُ تَقُولُ مَا أَشقَي مَن عَصَاكَ يَا رَحمَانُ وَ إِذَا سَبّحَتِ العَقرَبُ تَقُولُ الشّرّ شَيءٌ وَحشٌ ثُمّ قَالَ ع مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيءٍ إِلّا وَ لَهُ تَسبِيحٌ يَحمَدُ بِهِ رَبّهُ ثُمّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبّحُ بِحَمدِهِ وَ لكِن لا تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم
بيان قال الدميري النسر طائر معروف و هوعريف الطير و يقول في
صفحه : 30
صياحه ابن آدم عش ماشئت فإن الموت ملاقيك كذا قال الحسن بن علي رضي الله عنهما قال و في هذامناسبة لماخص النسر به من طول العمر يقال إنه من أطول الطير عمرا وإنه يعمر ألف سنة وَ فِي كِتَابِ نَفَخَاتِ الأَزهَارِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ سَمِعتُ حبَيِبيِ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ هَبَطَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ سَيّداً فَسَيّدُ البَشَرِ آدَمُ وَ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ أَنتَ وَ سَيّدُ الرّومِ صُهَيبٌ وَ سَيّدُ فَارِسَ سَلمَانُ وَ سَيّدُ الحَبَشِ بِلَالٌ وَ سَيّدُ الشّجَرِ السّدرُ وَ سَيّدُ الطّيرِ النّسرُ وَ سَيّدُ الشّهُورِ رَمَضَانُ وَ سَيّدُ الأَيّامِ يَومُ الجُمُعَةِ وَ سَيّدُ الكَلَامِ العَرَبِيّةُ وَ سَيّدُ العَرَبِيّةِ القُرآنُ وَ سَيّدُ القُرآنِ سُورَةُ البَقَرَةِ
. و قال البازي أفصح لغاته مخففة الياء والثانية باز والثالثة بازي بتشديد الياء والتثنية بازان والجمع بزاة و في عجائب المخلوقات لا يكون إلاأنثي وذكرها من أنواع أخر من الحداء والشواهين ولهذا اختلف أشكالها. و قال طاوس في طبعه العفة وحب الزهو بنفسه والخيلاء والإعجاب بريشه وعقده لذنبه كالطاق لاسيما إذاكانت الأنثي ناظرة إليه إلي آخر ماسيأتي. و قال في الدراج و هوالقائل بالشكر قدوم النعم وصوته مقطع علي هذه الكلمات .
صفحه : 31
و في القاموس القرقرة هدير البعير وصوت الحمام انتهي . والباشق معرب باشه و هومعروف والحدأة كعنبة طائر معروف و قال الدميري إن العقاب إذاصاحت تقول في البعد من الناس راحة. و قال الكركي طائر كبير معروف والجمع الكراكي و هو من الحيوان ألذي لايصح إلابرئيس و في طبعه التناصر و لاتطير الجماعة منه متفرقة بل صفا واحدا يقدمها واحد منها كالرائس وهي تتبعه يكون ذلك حينا ثم يخلفه آخر منها مقدما حتي يصير ألذي كان مقدما مؤخرا و قال الدبسي بفتح الدال وضمها طائر صغير منسوب إلي دبس الرطب و هوقسم من الحمام البري و قال العقعق كثعلب تسمي كندش و هوطائر علي قدر الحمامة و علي شكل الغراب وجناحاه أكبر من جناحي الحمامة و هوذو لونين أبيض وأسود طويل الذنب لايأوي تحت سقف و لايستظل به و في طبعه الزنا والخيانة ويوصف بالسرقة والخبث و قال الببغاء بثلاث باءات موحدات أولاهن وثالثتهن مفتوحات والثانية ساكنة وبالغين المعجمة هي الطائر الأخضر المسمي بالدرة وهي في قدر الحمامة يتخذها الناس للانتفاع بصوتها ولها قوة علي حكاية الأصوات وقبول
صفحه : 32
التلقين يتخذها الملوك والأكابر لتنم ماتسمع من الأخبار وتتناول مأكولها برجلها كمايتناول الإنسان الشيء بيده و في القاموس الببغاء و قدتشدد الباء الثانية طائر أخضر. قوله قرب الحق علي بناء المجرد أوالتفعيل والحق الرب سبحانه أوالقيامة أوضد الباطل . و قال الدميري القبجة اسم جنس تقع علي الذكر والأنثي . و قال السماني بضم السين وفتح النون اسم طائر يلبد بالأرض و لايكاد يطير إلا أن يطار و إذاسمع الرعد مات ويسكت في الشتاء و إذاأقبل الربيع يصيح . و في القاموس السوذنيق كزنجبيل ويضم أوله والسيذنوق بضم أوله وفتحه وكسر النون وفتحه والسذانق بفتح النون وضمه والسوذنيق الصقر والشاهين . و قال الدميري الفاختة واحدة الفواخت من ذوات الأطواق وهي بفتح الفاء وكسر الخاء المعجمة وبالتاء المثناة في آخرها قاله في الكفاية وزعموا أن الحيات تهرب من صوتها و فيهافصاحة وحسن صوت و في طبعها الأنس بالناس وتعيش في الدور والعرب تصفها بالكذب فإن صوتها عندهم هذاأوان الرطب تقول ذلك والنخل لم تطلع . وأقول المشهور أنها بالتاء المثناة الفوقانية كما في القاموس وغيره و قال الدميري الشقراق بفتح الشين وكسرها وربما قالوا الشرقراق طائر هوصغير
صفحه : 33
يسمي الأخيل والعرب تتشأم به و هوأخضر مليح بقدر الحمامة خضرته حسنة مشبعة في أجنحته سواد و له مشتي ومصيف و يكون مخططا بحمرة وخضرة وسواد و في القاموس القبر كسكر وصرد طائر الواحدة بهاء ويقال القنبراء والجمع قنابر و لاتقل قنبرة كقنفذة أولغية. و قال الدميري الورشان ساق حر و هوذكر القماري وقيل إنه طائر متولد بين الفاختة والحمامة يوصف بالحنو علي أولاده حتي أنه ربما قتل نفسه إذارآها في يد القانص قال عطاء إنه يقول لدوا للموت وابنوا للخراب و هذه لام العاقبة مجازا. و قال الشفنين بالكسر متولد بين نوعين مأكولين وعده الجاحظ في أنواع الحمام وقيل هو ألذي تسميه العامة اليمام وصوته في الترنم كصوت الرباب و فيه تحزين وتحسن أصواتها إذااختلطت و من طبعه إذافقد أنثاه لم يزل أغرب إلي أن يموت وكذلك الأنثي . و قال ذكر الثعلبي أن آدم ع لماخرج من الجنة اشتكي الوحشة فآنسه الله بالخطاف وألزمها البيوت فهي لاتفارق بني آدم أنسا لهم قال ومعها أربع آيات من كتاب الله عز و جل لَو أَنزَلنا هذَا القُرآنَ عَلي جَبَلٍ لَرَأَيتَهُ خاشِعاً مُتَصَدّعاً مِن خَشيَةِ اللّهِ إلي آخر السورة وتمد صوتها بقوله العَزِيزُ الحَكِيمُ.
صفحه : 34
و قال الزرافة بفتح الزاي وضمها حسنة الخلق طويلة اليدين قصيره الرجلين مجموع يديها ورجليها نحو عشرة أذرع رأسها كرأس الإبل وقرنها كقرن البقر وجلدها كجلد النمر وقوائمها وأظلافها كالبقر وذنبها كذنب الظبي ليس لها ركب في رجليها إنما ركبتاها في يديها و إذامشت قدمت الرجل اليسري واليد اليمني بخلاف ذوات الأربع فإنها تقدم اليد اليسري و من طبعها التودد والتأنس و لماعلم الله أن قوتها في الشجر جعل يديها أطول من رجليها لتستعين بذلك علي المرعي منها وقيل هي متولدة بين ثلاثة حيوانات الناقة الوحشية والبقرة الوحشية والضبعان .أقول سيأتي تمام القول في ذلك إن شاء الله . و قال الدميري الحمل الخروف إذابلغ ستة أشهر وقيل هوولد الضأن الجذع فما دونه
9- المَنَاقِبُ،تَفسِيرُ الثعّلبَيِّ قَالَ الصّادِقُ ع قَالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا إِذَا صَاحَ النّسرُ قَالَ ابنَ آدَمَ عِش مَا شِئتَ آخِرُهُ المَوتُ وَ إِذَا صَاحَ الغُرَابُ قَالَ إِنّ فِي البُعدِ مِنَ النّاسِ أُنساً وَ إِذَا صَاحَ القُنبُرَةُ قَالَ أللّهُمّ العَن مبُغضِيِ آلِ مُحَمّدٍ وَ إِذَا صَاحَ الخُطّافُ قَرَأَالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ وَ يَمُدّالضّالّينَ كَمَا يَمُدّهَا القاَرِئُ
صفحه : 35
10- الكاَفيِ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ العاَصمِيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَبِيهِ أَسبَاطِ بنِ سَالِمٍ عَن سَالِمٍ مَولَي أَبَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا مِن طَيرٍ يُصَادُ إِلّا بِتَركِهِ التّسبِيحَ وَ مَا مِن مَالٍ يُصَابُ إِلّا بِتَركِ الزّكَاةِ
11- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَو عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا طَلَعَتِ الشّمسُ بِيَومٍ أَفضَلَ مِن يَومِ الجُمُعَةِ وَ إِنّ كَلَامَ الطّيرِ فِيهِ إِذَا لقَيَِ بَعضُهُ بَعضاً سَلَامٌ سَلَامٌ يَومٌ صَالِحٌ
12-الإِختِصَاصُ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَشَهِدنَا مَجلِسَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيهِ فَإِذَا نَحنُ بِعِدّةٍ مِنَ العَجَمِ فَسَلّمُوا عَلَيهِ فَقَالُوا جِئنَاكَ لِنَسأَلَكَ عَن سِتّ خِصَالٍ فَإِن أَنتَ أَخبَرتَنَا آمَنّا وَ صَدّقنَا وَ إِلّا كَذّبنَا وَ جَحَدنَا فَقَالَ عَلِيّ ع سَلُوا مُتَفَقّهِينَ وَ لَا تَسأَلُوا مُتَعَنّتِينَ قَالُوا أَخبِرنَا مَا يَقُولُ الفَرَسُ فِي صَهِيلِهِ وَ الحِمَارُ فِي نَهِيقِهِ وَ الدّرّاجُ فِي صِيَاحِهِ وَ القُنبُرَةُ فِي صَفِيرِهَا وَ الدّيكُ فِي نَعِيقِهِ وَ الضّفدِعُ فِي نَقِيقِهِ فَقَالَ عَلِيّ ع إِذَا التَقَي الجَمعَانِ وَ مَشَي الرّجَالُ إِلَي الرّجَالِ بِالسّيُوفِ يَرفَعُ الفَرَسُ رَأسَهُ فَيَقُولُ سُبحَانَ المَلِكِ القُدّوسِ وَ يَقُولُ الحِمَارُ فِي نَهِيقِهِ أللّهُمّ العَنِ العَشّارِينَ وَ يَقُولُ الدّيكُ فِي نَعِيقِهِ بِالأَسحَارِ اذكُرُوا اللّهَ يَا غَافِلِينَ وَ يَقُولُ الضّفدِعُ فِي نَقِيقِهِ سُبحَانَ المَعبُودِ فِي لُجَجِ البِحَارِ وَ يَقُولُ الدّرّاجُ فِي صِيَاحِهِ الرّحمَنُ عَلَي العَرشِ استَوَي وَ تَقُولُ القُنبُرَةُ فِي صَفِيرِهَا أللّهُمّ العَن مبُغضِيِ آلِ مُحَمّدٍ قَالَ فَقَالُوا آمَنّا وَ صَدّقنَا وَ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ مَن هُوَ أَعلَمُ مِنكَ فَقَالَ ع أَ لَا أُفِيدُكُم قَالُوا بَلَي يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ إِنّ لِلفَرَسِ فِي كُلّ يَومٍ ثَلَاثَ دَعَوَاتٍ مُستَجَابَاتٍ يَقُولُ فِي أَوّلِ نَهَارِهِ
صفحه : 36
أللّهُمّ وَسّع عَلَي سيَدّيَِ الرّزقَ وَ يَقُولُ فِي وَسَطِ النّهَارِ أللّهُمّ اجعلَنيِ أَحَبّ إِلَي سيَدّيِ مِن أَهلِهِ وَ مَالِهِ وَ يَقُولُ فِي آخِرِ نَهَارِهِ أللّهُمّ ارزُق سيَدّيِ عَلَي ظهَريَِ الشّهَادَةَ
بيان نعق الغراب بالعين المهملة والمعجمة ينعق نعيقا صاح ونق الضفدع ينق نقيقا صاح
13- الإِختِصَاصُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ نَاضِحاً كَانَ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ فَلَمّا استَنّ قَالَ بَعضُ أَهلِهِ لَو نَحَرتُمُوهُ فَجَاءَ البَعِيرُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَ يَرغُو فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي صَاحِبِهِ فَلَمّا جَاءَ قَالَ لَهُ النّبِيّ إِنّ هَذَا يَزعُمُ أَنّهُ كَانَ لَكُم شَابّاً حَتّي إِذَا هَرِمَ وَ إِنّهُ قَد نَفَعَكُم وَ إِنّكُم أَرَدتُم نَحرَهُ فَقَالَ صَدَقَ فَقَالَ لَا تَنحَرُوهُ وَ دَعُوهُ
14- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَخَرَجتُ مَعَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع
صفحه : 37
إِلَي مَكّةَ فَلَمّا دَخَلنَا الأَبوَاءَ كَانَ عَلَي رَاحِلَتِهِ وَ كُنتُ أمَشيِ فَوَافَي غَنَماً وَ إِذَا نَعجَةٌ قَد تَخَلّفَت عَنِ الغَنَمِ وَ هيَِ تَثغُو ثُغَاءً شَدِيداً وَ تَلتَفِتُ وَ إِذَا رِخلَةٌ خَلفَهَا تَثغُو وَ تَشتَدّ فِي طَلَبِهَا فَلَمّا قَامَتِ الرّخلَةُ ثَغَتِ النّعجَةُ فَتَبِعَتهَا الرّخلَةُ فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَا عَبدَ العَزِيزِ أَ تدَريِ مَا قَالَتِ النّعجَةُ قُلتُ لَا وَ اللّهِ مَا أدَريِ قَالَ فَإِنّهَا قَالَتِ الحقَيِ بِالغَنَمِ فَإِنّ أُختَهَا عَامَ الأَوّلِ تَخَلّفَت فِي هَذَا المَوضِعِ فَأَكَلَهَا الذّئبُ
بيان الثغاء صياح الغنم والرخل بكسر الراء الأنثي من سخال الضأن
15- الإِختِصَاصُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الذّئَابَ جَاءَت إِلَي رَسُولِ اللّهِص تَطلُبُ أَرزَاقَهَا فَقَالَ لِأَصحَابِهِ إِن شِئتُم صَالَحتُهَا عَلَي شَيءٍ تُخرِجُوهُ إِلَيهَا وَ لَا تَرزَأُ مِن أَموَالِكُم شَيئاً وَ إِن تَرَكتُمُوهَا تَعدُو وَ عَلَيكُم حِفظُ أَموَالِكُم قَالُوا بَل نَترُكُهَا كَمَا هيَِ تُصِيبُ مِنّا مَا أَصَابَت وَ نَمنَعُهَا مَا استَطَعنَا
16- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن بِشرٍ وَ اِبرَاهِيمَ ابنيَ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِمَا عَن حُمرَانَ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع قَالَ كَانَ قَاعِداً فِي جَمَاعَةٍ مِن أَصحَابِهِ إِذَا جَاءَتهُ ظَبيَةٌ فَبَصبَصَت عِندَهُ وَ ضَرَبَت بِيَدَيهَا فَقَالَ أَبُو مُحَمّدٍ ع أَ تَدرُونَ مَا تَقُولُ
صفحه : 38
هَذِهِ الظّبيَةُ قَالُوا لَا قَالَ تَزعُمُ هَذِهِ الظّبيَةُ أَنّ فُلَانَ بنَ فُلَانٍ رَجُلًا مِن قُرَيشٍ اصطَادَ خِشفاً لَهَا فِي هَذَا اليَومِ وَ إِنّمَا جَاءَت أَن أَسأَلَهُ أَن يَضَعَ الخِشفَ بَينَ يَدَيهَا فَتُرضِعَهُ ثُمّ قَالَ أَبُو مُحَمّدٍ ع لِأَصحَابِهِ قُومُوا بِنَا فَقَامُوا بِأَجمَعِهِم فَأَتَوهُ فَخَرَجَ إِلَيهِم فَقَالَ لأِبَيِ مُحَمّدٍ فِدَاكَ أَبِي وَ أمُيّ مَا جَاءَ بِكَ فَقَالَ أَسأَلُكَ بحِقَيّ عَلَيكَ إِلّا أَخرَجتَ إلِيَّ الخِشفَ ألّذِي اصطَدتَهَا اليَومَ فَأَخرَجَهَا فَوَضَعَهَا بَينَ يدَيَ أُمّهَا فَأَرضَعَتهَا فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع أَسأَلُكَ يَا فُلَانُ لَمّا وَهَبتَ لَنَا الخِشفَ قَالَ قَد فَعَلتُ فَأَرسَلَ الخِشفَ مَعَ الظّبيَةِ فَمَضَتِ الظّبيَةُ فَبَصبَصَت وَ حَرّكَت ذَنَبَهَا فَقَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع تَدرُونَ مَا قَالَتِ الظّبيَةُ قَالُوا لَا قَالَ قَالَت رَدّ اللّهُ عَلَيكُم كُلّ غَائِبٍ لَكُم وَ غَفَرَ لعِلَيِّ بنِ الحُسَينِ كَمَا رَدّ عَلَيّ ولَدَيِ
بيان بصبص الكلب حرك ذنبه والخشف مثلثة ولد الظبي أول مايولد أوأول مشيه أوالتي نفرت من أولادها وتشردت
17- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ أَبَا ذَرّ الغفِاَريِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ تَمَعّكَ فَرَسُهُ ذَاتَ يَومٍ فَحَمحَمَ فِي تَمَعّكِهِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ هيَِ حَسبُكَ الآنَ فَقَدِ استُجِيبَ لَكَ فَاستَرجَعَ القَومُ وَ قَالُوا خُولِطَ أَبُو ذَرّ فَقَالَ لِلقَومِ مَا لَكُم قَالُوا تُكَلّمُ بَهِيمَةً مِنَ البَهَائِمِ فَقَالَ أَبُو ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِذَا تَمَعّكَ الفَرَسُ دَعَا بِدَعوَتَينِ فَيُستَجَابُ لَهُ يَقُولُ أللّهُمّ اجعلَنيِ أَحَبّ مَالِهِ إِلَيهِ وَ الدّعوَةُ الثّانِيَةُ أللّهُمّ ارزُقهُ عَلَي ظهَريَِ الشّهَادَةَ وَ دَعوَتَاهُ مُستَجَابَتَانِ
18- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَ يَومُ الجُمُعَةِ نَادَتِ
صفحه : 39
الطّيرُ الطّيرَ وَ الوَحشُ الوَحشَ وَ السّبَاعُ السّبَاعَ سَلَامٌ عَلَيكُم هَذَا يَومٌ صَالِحٌ
19-نَهجُ البَلَاغَةِ، مِن خُطبَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي صِفَةِ عَجِيبِ خَلقِ أَصنَافٍ مِنَ الحَيَوَانِ وَ لَو فَكّرُوا فِي عَظِيمِ القُدرَةِ وَ جَسِيمِ النّعمَةِ لَرَجَعُوا إِلَي الطّرِيقِ وَ خَافُوا عَذَابَ الحَرِيقِ وَ لَكِنِ القُلُوبُ عَلِيلَةٌ وَ البَصَائِرُ مَدخُولَةٌ أَ لَا يَنظُرُونَ إِلَي صَغِيرِ مَا خَلَقَ كَيفَ أَحكَمَ خَلقَهُ وَ أَتقَنَ تَركِيبَهُ وَ فَلَقَ لَهُ السّمعَ وَ البَصَرَ وَ سَوّي لَهُ العَظمَ وَ البَشَرَ انظُرُوا إِلَي النّملَةِ فِي صِغَرِ جُثّتِهَا وَ لَطَافَةِ هَيئَتِهَا لَا تَكَادُ تُنَالُ بِلَحظِ البَصَرِ وَ لَا بِمُستَدرَكِ الفِكَرِ كَيفَ دَبّت عَلَي أَرضِهَا وَ ضَنّت عَلَي رِزقِهَا تَنقُلُ الحَبّةَ إِلَي جُحرِهَا وَ تُعِدّهَا فِي مُستَقَرّهَا تَجمَعُ فِي حَرّهَا لِبَردِهَا وَ فِي وُرُودِهَا لِصَدَرِهَا مَكفُولَةٌ بِرِزقِهَا مَرزُوقَةٌ بِرِفقِهَا لَا يُغفِلُهَا المَنّانُ وَ لَا يَحرِمُهَا الدّيّانُ وَ لَو فِي الصّفَا اليَابِسِ وَ الحَجَرِ الجَامِسِ وَ لَو فَكّرتَ فِي مجَاَريِ أَكلِهَا وَ فِي عُلوِهَا وَ سُفلِهَا وَ مَا فِي الجَوفِ مِن شَرَاسِيفِ بَطنِهَا وَ مَا فِي الرّأسِ مِن عَينِهَا وَ أُذُنِهَا لَقَضَيتَ مِن خَلقِهَا عَجَباً وَ لَقِيتَ مِن وَصفِهَا تَعَباً فَتَعَالَي ألّذِي أَقَامَهَا عَلَي قَوَائِمِهَا وَ بَنَاهَا عَلَي دَعَائِمِهَا لَم يَشرَكهُ فِي فِطرَتِهَا فَاطِرٌ وَ لَم يُعِنهُ فِي خَلقِهَا قَادِرٌ وَ لَو ضَرَبتَ فِي مَذَاهِبِ فِكرِكَ لِتَبلُغَ غَايَاتِهِ مَا دَلّتكَ الدّلَالَةُ إِلّا عَلَي أَنّ فَاطِرَ النّملَةِ هُوَ فَاطِرُ النّخلَةِ لِدَقِيقِ تَفصِيلِ كُلّ شَيءٍ وَ غَامِضِ اختِلَافِ كُلّ حيَّ وَ مَا الجَلِيلُ وَ اللّطِيفُ وَ الثّقِيلُ وَ الخَفِيفُ وَ القوَيِّ وَ الضّعِيفُ فِي خَلقِهِ إِلّا سَوَاءٌ كَذَلِكَ السّمَاءُ وَ الهَوَاءُ وَ الرّيَاحُ وَ المَاءُ فَانظُر إِلَي الشّمسِ وَ القَمَرِ وَ النّبَاتِ وَ الشّجَرِ وَ المَاءِ وَ الحَجَرِ وَ اختِلَافِ هَذَا اللّيلِ وَ النّهَارِ وَ تَفَجّرِ هَذِهِ البِحَارِ وَ كَثرَةِ هَذِهِ الجِبَالِ وَ طُولِ هَذِهِ القِلَالِ وَ تَفَرّقِ هَذِهِ اللّغَاتِ وَ الأَلسُنِ المُختَلِفَاتِ فَالوَيلُ لِمَن جَحَدَ المُقَدّرَ وَ أَنكَرَ المُدَبّرَ زَعَمُوا أَنّهُم
صفحه : 40
كَالنّبَاتِ مَا لَهُم زَارِعٌ وَ لَا لِاختِلَافِ صُوَرِهِم مَانِعٌ[صَانِعٌ] وَ لَم يَلجَئُوا إِلَي حُجّةٍ فِيمَا ادّعَوا وَ لَا تَحقِيقٍ لِمَا أَوعَوا وَ هَل يَكُونُ بِنَاءٌ مِن غَيرِ بَانٍ أَو جِنَايَةٌ مِن غَيرِ جَانٍ وَ إِن شِئتَ قُلتَ فِي الجَرَادَةِ إِذ خَلَقَ لَهَا عَينَينِ حَمرَاوَينِ وَ أَسرَجَ لَهَا حَدَقَتَينِ قَمرَاوَينِ وَ جَعَلَ لَهَا السّمعَ الخفَيِّ وَ فَتَحَ لَهَا الفَمَ السوّيِّ وَ جَعَلَ لَهَا الحِسّ القوَيِّ وَ نَابَينِ بِهِمَا تَقرِضُ وَ مِنجَلَينِ بِهِمَا تَقبِضُ يَرهَبُهَا الزّرّاعُ فِي زَرعِهِم وَ لَا يَستَطِيعُونَ ذَبّهَا وَ لَو أَجلَبُوا بِجَمعِهِم حَتّي تَرِدَ الحَرثَ فِي نَزَوَاتِهَا وَ تقَضيَِ مِنهُ شَهَوَاتِهَا وَ خَلقُهَا كُلّهُ لَا يُكَوّنُ إِصبَعاً مُستَدِقّةً فَتَبَارَكَ اللّهُ ألّذِي يَسجُدُ لَهُمَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ يُعَفّرُ لَهُ خَدّاً وَ وَجهاً وَ يلُقيِ بِالطّاعَةِ إِلَيهِ سِلماً وَ ضَعفاً وَ يعُطيِ لَهُ القِيَادَ رَهبَةً وَ خَوفاً فَالطّيرُ مُسَخّرَةٌ لِأَمرِهِ أَحصَي عَدَدَ الرّيشِ مِنهَا وَ النّفَسَ وَ أَرسَي قَوَائِمَهَا عَلَي النّدَي وَ اليَبَسِ قَدّرَ أَقوَاتَهَا وَ أَحصَي أَجنَاسَهَا فَهَذَا غُرَابٌ وَ هَذَا عُقَابٌ وَ هَذَا حَمَامٌ وَ هَذَا نَعَامٌ دَعَا كُلّ طَيرٍ بِاسمِهِ وَ تَكَفّلَ بِرِزقِهِ وَ أَنشَأَ السّحَابَ الثّقَالَ فَأَهطَلَ دِيَمَهَا وَ عَدّدَ قِسَمَهَا فَبَلّ الأَرضَ بَعدَ جُفُوفِهَا وَ أَخرَجَ نَبتَهَا بَعدَ جُدُوبِهَا
تبيين التفكير إعمال النظر في الشيء يقال فكر فيه كضرب وفكر بالتشديد وأفكر وتفكر بمعني والجسيم العظيم والحريق اسم من الاحتراق والبصائر جمع البصيرة وهي والبصر بالتحريك العلم والخبرة و في بعض النسخ الأبصار موضع البصائر والدخل بالتحريك ماداخلك من فساد في عقل أوجسم والعيب والريبة يقال هذاالأمر فيه دخل ودغل بمعني و قددخل كفرح ودخل علي البناء للمفعول والإحكام الإتقان وركبه تركيبا أي وضع بعضه علي بعض فتركب وفلق كضرب أي شق فانفلق و منه فالِقُ الحَبّ وَ النّوي واستوي
صفحه : 41
الشيء اعتدل وسويته عدلته والنملة واحدة النمل والجثة بالضم للإنسان شخصه قاعدا أونائما فإن كان منتصبا فهو طل بالتحريك والشخص عام كذا قيل . و في القاموس جثة الإنسان شخصه ولطف الشيء ككرم لطافة بالفتح وقيل هواسم أي صغر ودق والهيئة حال الشيء وكيفيته ونلته بالكسر أنيله أي أصبته واللحظ في الأصل النظر بمؤخر العين و هوأشد التفاتا من الشزر و في بعض النسخ بلحظ النظر واستدرك الشيء وأدركه بمعني ذكره الجوهري واستدركت مافات وتداركته بمعني واستدركت الشيء بالشيء أي حاولت إدراكه به والفكر كعنب جمع فكرة بالكسر و هوإعمال النظر وقيل اسم من الافتكار كالعبرة من الاعتبار و في بعض النسخ الفكر بسكون العين ومستدرك الفكر علي بناء المفعول يحتمل أن يكون مصدرا أي إدراك الفكر أويطلبها الإدراك ولعله أنسب بقوله ع بلحظ البصر و أن يكون اسم مفعول أي بالفكر ألذي يدركه الإنسان ويصل إليه أويطلب إدراكه أي منتهي طلبه لايصل إلي إدراك ذلك و أن يكون اسم مكان والباء بمعني في ودب كفر أي مشي رويدا وصبت علي بناء المفعول من الصب و هو في الأصل الإراقة وقيل هو علي العكس أي صبت رزقها عليها والظاهر أنه لاحاجة إليه أي كيف ألهمت حتي انحطت علي رزقها واستعير له الصب لهجومها عليه و في بعض النسخ وضنت بالضاد المعجمة والنون علي بناء المعلوم أي بخلت برزقها وذكر دبيبها لأنه متوقف علي القوائم والمفاصل والقوي الجزئية وتركبها فيها مع غاية صغرها علي وجه تنتظم به حركاتها السريعة المتتابعة مظهر للقدرة ولطيف الصنعة وذكر الصب أوالضنة للدلالة علي علمها بحاجتها إلي الرزق وحسن نظرها في الإعداد والحفظ والجحرة بالضم الحفرة التي تحتفرها الهوام والسباع لأنفسها وأعده أي هيأه ومستقرها موضع استقرارها والورود في الأصل الإشراف علي الماء للشرب والصدر بالتحريك رجوع الشاربة من الورود كأن المعني تجمع في أيام التمكن من الحركة لأيام العجز عنها فإنها تظهر في الصيف وتخفي في الشتاء لعجزها عن البرد وكفل كنصر وقيل كعلم وشرف أي
صفحه : 42
ضمن قيل تقول كفلته و به و عنه إذاتحملت به بوفقها أي بقدر كفايتها وأغفلت الشيء إغفالا أي تركته إهمالا من غيرنسيان والمنان المنعم المعطي من المن بمعني العطاء لا من المنة و قديشتق منه و هومذموم وحرمه كمنعه ضد أعطاه والديان الحاكم والقاضي وقيل القهار وقيل السائس و هوالقائم علي الشيء بما يصلحه كماتفعل الولاة والأمراء بالرعية ووجه المناسبة علي الأخير واضح ولعله علي الأول هو أن أعطاه كل شيء مايستحقه و لو علي وجه التفضل من فروع الحكم بالحق و علي الثاني الإشعار بأن قهره سبحانه لايمنعه عن العطاء كما يكون في غيره أحيانا والصفا مقصورا الحجارة وقيل الحجر الصلد الضخم لاينبت شيئا والواحدة صفاة وجمس وجمد بمعني وقيل أكثر مايستعمل في الماء جمد و في السمن وغيره جمس وصخرة جامسة أي ثابتة في موضعها والأكل بالضم كما في بعض النسخ وبضمتين كما في بعضها المأكول والأكلة بالضم اللقمة وعلوها وسفلها بالضم فيهما في بعض النسخ وبالكسر في بعضها والضميران كالسوابق . قال بعض شراح النهج علوها رأسها و مايليه إلي الجزء المتوسط ويحتمل رجوعهما إلي المجاري والشراسيف مقاط الأضلاع وهي أطرافها التي تشرف علي البطن وقيل الشرسوف كعصفور غضروف معلق بكل ضلع مثل غضروف الكتف و لاحاجة إلي الحمل علي المجاز كمايظهر من كلام بعض الشارحين والأذن بضمتين في النسخ والقضاء يكون بمعني الأداء قال الله تعالي فَإِذا قَضَيتُم مَناسِكَكُم و قال فَإِذا قَضَيتُمُ الصّلاةَ وقضاء العجب أوالتعجب الكامل و قال بعض الشارحين يحتمل أن يكون بمعني الموت من قولهم قضي فلان أي مات أي لقضيت نحبك من شدة تعجبك و يكون عجبا نصبا علي المفعول له و لايخفي بعده والدعامة والدعام بالكسر فيهما عماد البيت والخشب المنصوب للتعريش
صفحه : 43
و فيه تشبيه لها بالبيت المبني علي الدعائم و في بعض النسخ لم يعنه والضرب في الأرض السير فيها أوالإسراع فيه والدلالة بالفتح كما في بعض النسخ وبالكسر كما في بعضها الاسم من قولك دله إلي الشيء و عليه أي أرشده وسدده والغامض خلاف الواضح والغرض من الكلام دفع توهم يسر الخلق وسهولة الإبداع في بعض الأشياء للصغر وخفاء دقائق الصنع والجليل العظيم يقال جل كفر جلالة بالفتح أي عظم والغرض استواء نسبة القدرة الكاملة إلي الأنواع كذلك السماء قيل المشبه به الأمور المتضادة السابقة والمشبه هوالسماء والهواء والرياح والماء ووجه الشبه هوحاجتها في خلقها وتركيبها وأحوالها المختلفة والمتفقه إلي صانع حكيم ويحتمل أن يكون التشبيه في استواء نسبة القدرة.فانظر إلي الشمس والقمر إلخ أي تدبر فيما أودع في هذه الأشياء من غرائب الصنعة ولطائف الحكمة وقيل استدلال بإمكان الأعراض علي ثبوت الصانع بأن يقال كل جسم يقبل لجسميته المشتركة بينه و بين سائر الأجسام مايقبله غيره من الأجسام فإذااختلف الأجسام في الأعراض فلابد من مخصص و هوالصانع الحكيم انتهي . واختلاف الليل والنهار تعاقبهما وفجر الماء أي فتح له طريقا فتفجر وانفجر أي جري وسال والمراد بالبحار الأنهار العظيمة أوالبحار المعروفة وتفجرها جريانها لووجدت طريقا والقلال كجبال جمع قلة بالضم وهي أعلي الجبل وقيل الجبل وتفرق اللغات اختلافها وتباينها كما قال عز و جل وَ اختِلافُ أَلسِنَتِكُم وَ أَلوانِكُم والويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب وعلم واد في جهنم والجملة تحتمل الإخبار والدعاء قال سيبويه الويل مشترك بين الدعاء والخبر. والمراد بالنبات ماينبت في الصحاري والجبال من غيرزرع و ليس المراد أن النبات ليس له مقدر و لامدبر بل المعني أن النبات المذكور كما أنه ليس له مدبر من البشر يزعمون أن الإنسان يحصل من غيرمدبر أصلا وقيل المراد أنهم قاسوا
صفحه : 44
أنفسهم علي النبات ألذي جعلوا من الأصول المسلمة أنه لامقدر له بل ينبت بنفسه من غيرمدبر وذكر الاختلاف في الصور لأنه من الدلائل الواضحة علي الصانع لم يلجئوا أي لم يستندوا والغرض استنادهم في دعواهم إلي قياس باطل وظن ضعيف كما قال عز و جل وَ ما لَهُم بِذلِكَ مِن عِلمٍ إِن هُم إِلّا يَظُنّونَ وأوعي الشيء ووعاه علي المجرد كما في بعض النسخ أي حفظه وجمعه أي لم يرتبوا العلوم الضرورية و لم يحصلوا المقدمات علي وجهها حتي تفضي إلي نتيجة صحيحة وجني فلان جناية بالكسر أي جر جريرة علي نفسه وقومه ويقال جنيت الثمرة أجنيها واجتنيتها أي اقتطفتها واسم الفاعل منها جان إلا أن المصدر من الثاني جني لاجناية والغرض دعوي الضرورة في الاحتياج إلي الصانع والفاعل كالبناء والجناية لاالاستناد إلي القياس . قلت في الجرادة أي تكلمت في بديع صنعتها وعجيب فطرتها وأسرج لها حدقتين أي جعلهما مضيئتين كالسراج قمراوين أي منيرتين كالليلة القمراء المضيئة بالقمر وجعل لها السمع الخفي أي عن أعين الناظرين وقيل المراد بالخفي اللطيف السامع لخفي الأصوات فوصف بالخفة مجازا من قبيل إطلاق اسم المقبول علي القابل و هوأنسب بقوله ع وجعل لها الحس القوي وقيل أراد بحسها قوتها الوهمية وبقوته حذقتها فيما ألهمت إياه من وجوه معاشها وتصرفها يقال لفلان حس حاذق إذا كان ذكيا فطنا دراكا والناب في الأصل السن خلف الرباعية وقرض كضرب أي قطع والمنجل كمنبر حديدة يقضب بهاالزرع وقيل المنجلان رجلاها شبههما بالمناجل لعوجهما وخشونتهما ورهبه كعلم أي خاف وذب عن حريمه كمد أي دفع وحمي وأجلبوا أي تجمعوا وتألبوا وأجلب علي فرسه أي استحثه للعدو بوكز أوصياح أونحو ذلك بجمعهم أي بأجمعهم وكلمة
صفحه : 45
لوللوصل والحرث الزرع ونزا كدعا أي وثب وخلقها الجملة حالية واستدق صار دقيقا ألذي يسجد أي حقيقة فإنه يسجد له الملائكة والمؤمنون من الثقلين طوعا حالتي الشدة والرخاء والكفرة له كرها حال الشدة والضرورة أوأعم منها و من السجدة المجازية وهي الخضوع والدخول تحت ذل الافتقار والحاجة كمامر مرارا والعقر بالتحريك و قديسكن وجه الأرض ويطلق علي التراب وعفره في التراب كضرب وعفره تعفيرا أي مرغه فيه و كان التعفير في البعض كأهل السماوات كناية عن غاية الخضوع والإلقاء بالطاعة مجاز عن الانقياد و في بعض النسخ بالطاعة إليه والسلم بالكسر كما في بعض النسخ الصلح وبالتحريك كما في بعضها الاستسلام والانقياد والقياد بالكسر مايقاد به وإعطاء القياد الانقياد والرهبة الخوف وأرسي أي أثبت والندي البلل والمطر واليبس بالتحريك ضد الرطوبة وطريق يبس أي لانداوة فيه و لابلل والحمام بالفتح كل ذي طوق من الفواخت والقماري والوراشين وغيرها والحمامة تقع علي الذكر والأنثي كالحية والنعامة واسم الجنس من النعامة نعام بالفتح والغرض بيان عموم علمه سبحانه وقدرته دعا كل طائر باسمه قيل الدعاء استعارة في أمر كل نوع بالدخول في الوجود و قدعرفت أن ذلك الأمر يعود إلي حكم القدرة الإلهية عليه بالدخول في الوجود كقوله تعالي فَقالَ لَها وَ لِلأَرضِ ائتِياالآية و لمااستعار الدعاء رشح بذكر الاسم لأن الشيء إنما يدعي باسمه ويحتمل أن يريد الاسم اللغوي و هوالعلامة فإن لكل نوع من الطير خاصة وسمة ليست للآخر و يكون المعني أنه تعالي أجري عليها حكم القدرة بما لها من السمات والخواص في العلم الإلهي واللوح المحفوظ و قال بعضهم أراد أسماء الأجناس و ذلك أن الله تعالي كتب في اللوح المحفوظ كل لغة تواضع عليها العباد في المستقبل وذكر
صفحه : 46
الأسماء التي يتواضعون عليها وذكر لكل اسم مسماة فعند إرادة خلقها نادي كل نوع باسمه فأجاب داعيه وأسرع في إجابته وكفل برزقه أي ضمن والسحاب جمع سحابة وهي الغيم والهطل بالفتح تتابع المطر أوالدمع وسيلانه وقيل تتابع المطر المتفرق العظيم القطر والديمة بالكسر مطر يدوم في سكون بلا رعد وبرق والجمع ديم كعنب وتعديد القسم إحصاء ماقدر منها لكل بلد وأرض علي وفق الحكمة والبلة بالكسر ضد الجفاف يقال بله فابتل والجفوف بالضم الجفاف بالفتح والجدوب بالضم انقطاع المطر ويبس الأرض
20- الشّهَابُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَو تَعلَمُ البَهَائِمُ مِنَ المَوتِ مَا يَعلَمُ ابنُ آدَمَ مَا أَكَلتُم سَمِيناً
الضوء في الحديث استزادة من بني آدم وإعلام أن البهائم لو كان لها عقل لكانت أضبط منهم و ذلك لأنها ليست بمكلفة و لوعلمت بالموت لم تأكل و لم تشرب فكانت تهزل و ابن آدم يأكل ويشرب ويعلم أنه غدا ميت و فيه تعيير بالقصور عن البهائم في هذه الخلة خاصة فعليك أيها العاقل بالانتباه من سنة الغفلة فإن هذاالخطاب لك وفائدة الحديث إعلام أن البهائم الخرس لوعلمت الموت لماسمنت بالرتوع في المراتع ولأمسكت عن الرعي
21- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَلحَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا يُصَادُ مِنَ الطّيرِ إِلّا مَا ضَيّعَ التّسبِيحَ
22-أَصلٌ قَدِيمٌ مَنقُولٌ مِن خَطّ التلّعّكُبرَيِّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ أخَبرَنَيِ مُحَمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ عَن مَولًي لِلقُمّيّينَ قَد أخَبرَنَيِ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ لِرَسُولِ اللّهِص يَا مُحَمّدُ أخَبرِنيِ مَا يَقُولُ الحِمَارُ فِي نَهِيقِهِ وَ مَا يَقُولُ الفَرَسُ فِي
صفحه : 47
صَهِيلِهِ وَ مَا يَقُولُ الدّرّاجُ فِي صَوتِهِ وَ مَا تَقُولُ القُنبُرَةُ فِي صَوتِهَا وَ مَا يَقُولُ الضّفدِعُ فِي نَقِيقِهِ وَ مَا يَقُولُ الهُدهُدُ فِي صَوتِهِ قَالَ فَأَطرَقَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ قَالَ أَعِد عَلَيّ يَا يهَوُديِّ قَالَ فَأَعَادَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَمّا الحِمَارُ فَيَلعَنُ العَشّارَ وَ أَمّا الفَرَسُ فَيَقُولُ المُلكُ لِلّهِ الوَاحِدِ القَهّارِ وَ أَمّا الدّرّاجُ فَيَقُولُالرّحمنُ عَلَي العَرشِ استَوي وَ أَمّا الدّيكُ فَيَقُولُ سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ وَ أَمّا الضّفدِعُ فَيَقُولُ اذكُرُوا اللّهَ يَا غَافِلِينَ وَ أَمّا الهُدهُدُ فَيَقُولُ رَحِمَكَ اللّهُ يَا دَاوُدُ يعَنيِ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ وَ أَمّا القُنبُرَةُ فَيَقُولُ لَعَنَ اللّهُ مَن يُبغِضُ أَهلَ بَيتِ رَسُولِ اللّهِص
23- العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ إِنّمَا سُمّيَتِ الوَحشُ لِأَنّهَا استَوحَشَت مِن آدَمَ يَومَ هُبُوطِهِ
24-المَنَاقِبُ لِابنِ شَهرَآشُوبَ،رَوَي أَبُو بَكرٍ الشيّراَزيِّ بِالإِسنَادِ عَن مُقَاتِلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَنَفِيّةِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَعَرَضَ اللّهُ أمَاَنتَيِ عَلَي السّمَاوَاتِ السّبعِ بِالثّوَابِ وَ العِقَابِ فَقُلنَ رَبّنَا لَا نَحمِلُنَا بِالثّوَابِ وَ العِقَابِ وَ لَكِنّهَا نَحمِلُهَا بِلَا ثَوَابٍ وَ لَا عِقَابٍ وَ إِنّ اللّهَ عَرَضَ أمَاَنتَيِ وَ ولَاَيتَيِ عَلَي الطّيُورِ فَأَوّلُ مَن آمَنَ بِهَا البُزَاةُ البِيضُ وَ القَنَابِرُ وَ أَوّلُ مَن جَحَدَهَا البُومُ وَ العَنقَاءُ فَأَمّا البُومُ فَلَا تَقدِرُ أَن تَظهَرَ بِالنّهَارِ لِبُغضِ الطّيرِ لَهَا وَ أَمّا العَنقَاءُ فَغَابَت فِي البِحَارِ لَا تُرَي وَ إِنّ اللّهَ عَرَضَ إمِاَمتَيِ عَلَي الأَرَضِينَ فَكُلّ بُقعَةٍ آمَنَت بوِلَاَيتَيِ جَعَلَهَا طَيّبَةً زَكِيّةً وَ جَعَلَ نَبَاتَهَا وَ ثَمَرَهَا حُلواً عَذباً وَ جَعَلَ مَاءَهَا زُلَالًا وَ كُلّ بُقعَةٍ جَحَدَت إمِاَمتَيِ وَ أَنكَرَت ولَاَيتَيِ جَعَلَهَا سَبِخَةً وَ جَعَلَ نَبَاتَهَا مُرّاً عَلقَماً وَ جَعَلَ ثَمَرَهَا العَوسَجَ وَ الحَنظَلَ وَ جَعَلَ مَاءَهَا مِلحاً أُجَاجاً ثُمّ قَالَوَ حَمَلَهَا الإِنسانُيعَنيِ أُمّتَكَ يَا مُحَمّدُ وَلَايَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ إِمَامَتَهُ بِمَا فِيهَا مِنَ الثّوَابِ وَ العِقَابِإِنّهُ كانَ
صفحه : 48
ظَلُوماًلِنَفسِهِجَهُولًالِأَمرِ رَبّهِ مَن لَم يُؤَدّهَا بِحَقّهَا فَهُوَ ظَلُومٌ غَشُومٌ
بيان في القاموس العلقم الحنظل و كل شيءمر والنبقة المرة فإن قلت لماأبوا أولا حملها كيف قبل بعض الطيور والأرضين قلت ليس في أول الخبر ذكر الأرضين و لا في آخره العرض علي السماوات فلاتنافي لكن يرد عليه أنه تفسير للآية و فيهاذكر إباء السماوات والأرضين والجبال جميعا فذكر السماوات أولا علي المثال والاكتفاء في البعض لظهور البواقي فإما أن يحمل العرض أولا علي العرض علي مجموع السماوات والأرضين والجبال إجمالا والثاني علي العرض علي كل حيوان و كل بقعة تفصيلا أويقال ليس في أول الخبر إلاامتناعها عن الحمل بالثواب والعقاب فلاينافي قبول بعضها ورد بعضها عندالعرض بلا ثواب و لاعقاب فقوله ولكنا نحملها قول بعضهم أوقول الجملة باعتبار البعض أويحمل الأول علي الظاهري والثاني علي القلبي و الله يعلم
25- الدّرّ المَنثُورُ، عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ اِبرَاهِيمَ حِينَ ألُقيَِ فِي النّارِ لَم تَكُن فِي الأَرضِ دَابّةٌ إِلّا تُطفِئُ عَنهُ النّارَ غَيرَ الوَزَغِ فَإِنّهُ كَانَ يَنفُخُ عَلَي اِبرَاهِيمَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِص بِقَتلِهِ
وَ عَن أُمّ شَرِيكٍ عَنهُ أَنّ النّبِيّص أَمَرَ بِقَتلِ الأَوزَاغِ وَ قَالَ كَانَت تَنفُخُ عَلَي اِبرَاهِيمَ ع
وَ عَن قَتَادَةَ عَن بَعضِهِم عَنِ النّبِيّص قَالَ كَانَتِ الضّفدِعُ تُطفِئُ النّارَ عَن اِبرَاهِيمَ وَ كَانَتِ الوَزَغُ تَنفُخُ عَلَيهِ فَنَهَي عَن قَتلِ هَذَا وَ أَمَرَ بِقَتلِ الوَزَغِ
وَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَسُبّوا الضّفدِعَ فَإِنّ صَوتَهُ تَسبِيحٌ وَ تَقدِيسٌ وَ تَكبِيرٌ إِنّ البَهَائِمَ استَأذَنَت رَبّهَا فِي أَن تُطفِئَ النّارَ عَن اِبرَاهِيمَ فَأَذِنَ لِلضّفَادِعِ فَتَرَاكَبَت عَلَيهِ فَأَبدَلَهَا اللّهُ بِحَرّ النّارِ المَاءَ
صفحه : 49
وَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ عَن كَعبٍ الحِبرِ قَالَ جَاءَت هَامّةٌ إِلَي سُلَيمَانَ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ يَا نبَيِّ اللّهِ فَقَالَ وَ عَلَيكِ السّلَامُ يَا هَامّ أخبرني[أخَبرِيِنيِ]كَيفَ لَا تَأكُلِينَ الزّرعَ فَقَالَت يَا نبَيِّ اللّهِ لِأَنّ آدَمَ عَصَي رَبّهُ بِسَبَبِهِ فَلِذَلِكَ لَا آكُلُهُ قَالَ فَكَيفَ لَا تَشرَبِينَ المَاءَ قَالَت يَا نبَيِّ اللّهِ لِأَنّ اللّهَ أَغرَقَ بِالمَاءِ قَومَ نُوحٍ مِن أَجلِ ذَلِكَ تَرَكتُ شُربَهُ قَالَ فَكَيفَ تَرَكتِ العُمرَانَ وَ سَكَنتِ الخَرَابَ قَالَت لِأَنّ الخَرَابَ مِيرَاثُ اللّهِ وَ أَنَا أَسكُنُ فِي مِيرَاثِ اللّهِ وَ قَد ذَكَرَ اللّهُ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ فَقَالَوَ كَم أَهلَكنا مِن قَريَةٍ بَطِرَت مَعِيشَتَها إِلَي قَولِهِوَ كُنّا نَحنُ الوارِثِينَ
وَ عَن أَبِي الصّدّيقِ الناّجيِ قَالَ خَرَجَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ يسَتسَقيِ بِالنّاسِ فَمَرّ عَلَي نَملَةٍ مُستَلقِيَةٍ عَلَي قَفَاهَا رَافِعَةٍ قَوَائِمَهَا إِلَي السّمَاءِ وَ هيَِ تَقُولُ أللّهُمّ أَنَا خَلقٌ مِن خَلقِكَ لَيسَ لَنَا غِنًي عَن رِزقِكَ فَإِمّا أَن تَسقِيَنَا وَ إِمّا أَن تُهلِكَنَا فَقَالَ سُلَيمَانُ لِلنّاسِ ارجِعُوا فَقَد سَقَاكُم بِدَعوَةِ غَيرِكُم
وَ عَن أَبِي الدّردَاءِ قَالَ كَانَ دَاوُدُ ع يقَضيِ بَينَ البَهَائِمِ يَوماً وَ بَينَ النّاسِ يَوماً فَجَاءَت بَقَرَةٌ فَوَضَعَت قَرنَهَا عَلَي حَلقَةِ البَابِ ثُمّ نَغَمَت كَمَا تَنغَمُ الوَالِدَةُ عَلَي وَلَدِهَا وَ قَالَت كُنتُ شَابّةً كَانُوا ينُتجِوُنيّ وَ يسَتعَملِوُنيّ ثُمّ إنِيّ كَبِرتُ فَأَرَادُوا أَن يذَبحَوُنيِ فَقَالَ دَاوُدُ أَحسِنُوا إِلَيهَا لَا تَذبَحُوهَا ثُمّ قَرَأَعُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ وَ أُوتِينا مِن كُلّ شَيءٍ
صفحه : 50
وَ عَن نَوفٍ وَ الحَكَمِ قَالَا كَانَ النّملُ فِي زَمَنِ سُلَيمَانَ أَمثَالَ الذّبَابِ
وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ سُئِلَ كَيفَ تَفَقّدَ سُلَيمَانُ الهُدهُدَ مِن بَينِ الطّيرِ قَالَ إِنّ سُلَيمَانَ نَزَلَ مَنزِلًا فَلَم يَدرِ مَا بُعدُ المَاءِ وَ كَانَ الهُدهُدُ يَدُلّ سُلَيمَانَ عَلَي المَاءِ فَأَرَادَ أَن يَسأَلَهُ عَنهُ فَفَقَدَهُ قِيلَ كَيفَ ذَاكَ وَ الهُدهُدُ يُنصَبُ لَهُ الفَخّ يُلقَي عَلَيهِ التّرَابُ وَ يَضَعُ لَهُ الصبّيِّ الحِبَالَةَ فَيُغَيّبُهَا فَيَصِيدُهَا فَقَالَ إِذَا جَاءَ القَضَاءُ ذَهَبَ البَصَرُ
26- كِتَابُ عَبدِ المَلِكِ بنِ حُكَيمٍ عَن بَشِيرٍ النّبّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَهَرَ دَاوُدُ ع لَيلَةً يَتلُو الزّبُورَ فَأَعجَبَتهُ عِبَادَتُهُ فَنَادَتهُ ضِفدِعٌ يَا دَاوُدُ تَعجَبُ مِن سَهَرِكَ لَيلَةً وَ إنِيّ لَتَحتَ هَذِهِ الصّخرَةِ مُنذُ أَربَعِينَ سَنَةً مَا جَفّ لسِاَنيِ عَن ذِكرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
27- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ مَا بُهِمَتِ[أُبهِمَتِ]البَهَائِمُ عَنهُ فَلَم تُبهَم عَن أَربَعَةٍ مَعرِفَتُهَا بِالرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ مَعرِفَتُهَا بِالمَوتِ وَ مَعرِفَتُهَا بِالأُنثَي مِنَ الذّكَرِ وَ مَعرِفَتُهَا بِالمَرعَي الخِصبَ
صفحه : 51
الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ مِثلَهُ
الفَقِيهُ،بِإِسنَادِهِ الصّحِيحِ عَنِ ابنِ رِئَابٍ مِثلَهُ.
ثُمّ قَالَ رَحِمَهُ اللّهُ وَ أَمّا الخَبَرُ ألّذِي روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ لَو عَرَفَتِ البَهَائِمُ مِنَ المَوتِ مَا تَعرِفُونَ مَا أَكَلتُم مِنهَا سَمِيناً قَطّ
فليس بخلاف هذاالخبر لأنها تعرف الموت لكنها لاتعرف منه ماتعرفون
28- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحِ بنِ فَيضٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي حَمزَةَ قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ مَهمَا أُبهِمَت عَنهُ البَهَائِمُ فَلَم تُبهَم عَن أَربَعٍ مَعرِفَتُهَا بِالرّبّ عِزّ وَ جَلّ وَ مَعرِفَتُهَا بِالمَرعَي الخِصبَ وَ مَعرِفَتُهَا بِالأُنثَي عَنِ الذّكرِ وَ مَعرِفَتُهَا بِالمَوتِ وَ الفِرَارِ مِنهُ
قال أبوالمفضل حدثنا محمد بن صالح عن أحمد بن محمدبجميع كتاب المشيخة عن ابن محبوب f
29- الكاَفيِ، عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ الحَجّالِ وَ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَهمَا أُبهِمَ عَلَي البَهَائِمِ مِن شَيءٍ فَلَا يُبهَمُ عَلَيهَا أَربَعُ خِصَالٍ مَعرِفَةُ أَنّ لَهَا خَالِقاً وَ مَعرِفَةُ طَلَبِ الرّزقِ وَ مَعرِفَةُ الذّكَرِ مِنَ الأُنثَي وَ مَخَافَةُ المَوتِ
30-العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أُورَمَةَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ عُقبَةَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَلَقَد شَكَرَتِ الشّيَاطِينُ الأَرَضَةَ حِينَ أَكَلَت عَصَاةَ سُلَيمَانَ ع حَتّي
صفحه : 52
سَقَطَ وَ قَالُوا عَلَيكِ الخَرَابُ وَ عَلَينَا المَاءُ وَ الطّينُ فَلَا تَكَادُ تَرَاهَا فِي مَوضِعٍ إِلّا رَأَيتَ مَاءً وَ طِيناً
31-المَنَاقِبُ لِابنِ شَهرَآشُوبَ، فِي حَدِيثِ أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ أَنّهُ دَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ عَلَي زَينِ العَابِدِينَ ع وَ قَالَ يَا ابنَ الحُسَينِ أَنتَ تَقُولُ إِنّ يُونُسَ بنَ مَتّي إِنّمَا لقَيَِ مِنَ الحُوتِ مَا لقَيَِ لِأَنّهُ عُرِضَت عَلَيهِ وَلَايَةُ جدَيّ فَتَوَقّفَ عِندَهَا فَقَالَ بَلَي ثَكِلَتكَ أُمّكَ قَالَ فأَرَنِيِ آيَةَ ذَلِكَ إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقِينَ فَأَمَرَ بِشَدّ عَينَيهِ بِعِصَابَةٍ وَ عيَنيَّ بِعِصَابَةٍ ثُمّ أَمَرَ بَعدَ سَاعَةٍ بِفَتحِ أَعيُنِنَا فَإِذَا نَحنُ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ تَضرِبُ أَموَاجُهُ فَقَالَ ابنُ عُمَرَ يَا سيَدّيِ دمَيِ فِي رَقَبَتِكَ اللّهَ اللّهَ فِي نفَسيِ فَقَالَ هِيَه وَ أُرِيه إِن كُنتُ مِنَ الصّادِقِينَ ثُمّ قَالَ يَا أَيّتُهَا[أَيّهَا]الحُوتُ قَالَ فَأَطلَعَ الحُوتُ رَأسَهُ مِنَ البَحرِ مِثلَ الجَبَلِ العَظِيمِ وَ هُوَ يَقُولُ لَبّيكَ لَبّيكَ يَا ولَيِّ اللّهِ فَقَالَ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا حُوتُ يُونُسَ يَا سيَدّيِ قَالَ أَنبِئنَا بِالخَبَرِ قَالَ يَا سيَدّيِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يَبعَث نَبِيّاً مِن آدَمَ إِلَي أَن صَارَ جَدّكَ مُحَمّدٌص إِلّا وَ قَد عَرَضَ عَلَيهِ وَلَايَتَكُم أَهلَ البَيتِ فَمَن قَبِلَهَا مِنَ الأَنبِيَاءِ سَلِمَ وَ تَخَلّصَ وَ مَن تَوَقّفَ عَنهَا وَ تَمَنّعَ فِي حَملِهَا لقَيَِ مَا لقَيَِ آدَمُ مِنَ المَعصِيَةِ وَ مَا لقَيَِ نُوحٌ مِنَ الغَرَقِ وَ مَا لقَيَِ اِبرَاهِيمُ مِنَ النّارِ وَ مَا لقَيَِ يُوسُفُ مِنَ الجُبّ وَ مَا لقَيَِ أَيّوبُ مِنَ البَلَاءِ وَ مَا لقَيَِ دَاوُدَ مِنَ الخَطِيئَةِ إِلَي أَن بَعَثَ اللّهُ يُونُسَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَا يُونُسُ تَوَلّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ عَلِيّاً ع وَ الأَئِمّةَ الرّاشِدِينَ مِن صُلبِهِ فِي كَلَامٍ لَهُ قَالَ فَكَيفَ أَتَوَلّي مَن لَم أَرَهُ وَ لَم أَعرِفهُ وَ ذَهَبَ مُغتَاظاً فَأَوحَي اللّهُ إلِيَّ أَنِ التقَمِيِ يُونُسَ وَ لَا توُهنِيِ لَهُ عَظماً فَمَكَثَ فِي بطَنيِ أَربَعِينَ صَبَاحاً يَطُوفُ معَيَِ البِحَارَ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ينُاَديِلا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ قَد قَبِلتُ
صفحه : 53
وَلَايَةَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الأَئِمّةِ الرّاشِدِينَ مِن وُلدِهِ فَلَمّا أَن آمَنَ بِوَلَايَتِكُم أمَرَنَيِ ربَيّ فَقَذَفتُهُ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ فَقَالَ زَينُ العَابِدِينَ ع ارجِع أَيّهَا الحُوتُ إِلَي وَكرِكَ وَ استَوَي المَاءُ
أقول قدمر شرح الخبر وتأويله في معجزات علي بن الحسين ع و باب أحوال يونس ع
32-تَوحِيدُ المُفَضّلِ، قَالَ الصّادِقُ ع يَا مُفَضّلُ فَكّر فِي هَذِهِ الأَصنَافِ الثّلَاثَةِ مِنَ الحَيَوَانِ وَ فِي خَلقِهَا عَلَي مَا هيَِ عَلَيهِ بِمَا فِيهِ صَلَاحُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهَا فَالإِنسُ لَمّا قُدّرُوا أَن يَكُونُوا ذوَيِ ذِهنٍ وَ فِطنَةٍ وَ عِلَاجٍ لِمِثلِ هَذِهِ الصّنَاعَاتِ مِنَ البِنَاءِ وَ النّجَارَةِ وَ الصّنَاعَةِ وَ الخِيَاطَةِ وَ غَيرِ ذَلِكَ خُلِقَت لَهُم أَكُفّ كِبَارٌ ذَوَاتُ أَصَابِعَ غِلَاظٍ لِيَتَمَكّنُوا مِنَ القَبضِ عَلَي الأَشيَاءِ وَ أَوكَدُهَا هَذِهِ الصّنَاعَاتُ وَ آكِلَاتُ اللّحمِ لَمّا قُدّرَ أَن يَكُونَ مَعَايِشُهَا مِنَ الصّيدِ خُلِقَت لَهُم أَكُفّ لِطَافٌ مُدّمِجَةٌ ذَوَاتُ بَرَاثِنَ وَ مَخَالِيبَ تَصلُحُ لِأَخذِ الصّيدِ وَ لَا تَصلُحُ لِلصّنَاعَاتِ وَ آكِلَاتُ النّبَاتِ لَمّا قُدّرَ أَن يَكُونُوا لَا ذَاتَ صَنعَةٍ وَ لَا ذَاتَ صَيدٍ خُلِقَت لِبَعضِهَا أَظلَافٌ تَقِيهَا خُشُونَةَ الأَرضِ
صفحه : 54
إِذَا حَاوَلَ طَلَبَ الرعّيِ وَ لِبَعضِهَا حَوَافِرُ مُلَملَمَةٌ ذَوَاتُ قَعرٍ كَأَخمَصِ القَدَمِ تَنطَبِقُ عَلَي الأَرضِ لِيَتَهَيّأَ لِلرّكُوبِ وَ الحَمُولَةِ تَأَمّلِ التّدبِيرَ فِي خَلقِ آكِلَاتِ اللّحمِ مِنَ الحَيَوَانِ حِينَ خُلِقَت ذَوَاتُ أَسنَانٍ حِدَادٍ وَ بَرَاثِنَ شِدَادٍ وَ أَشدَاقٍ وَ أَفوَاهٍ وَاسِعَةٍ فَإِنّهُ لَمّا قُدّرَ أَن يَكُونَ طُعمُهَا اللّحمَ خُلِقَت خِلقَةً تُشَاكِلُ ذَلِكَ وَ أُعِينَت بِسِلَاحٍ وَ أَدَوَاتٍ تَصلُحُ لِلصّيدِ وَ كَذَلِكَ تَجِدُ سِبَاعَ الطّيرِ ذَوَاتَ مَنَاقِيرَ وَ مَخَالِيبَ مُهَيّأَةٍ لِفِعلِهَا وَ لَو كَانَتِ الوُحُوشُ ذَوَاتَ مَخَالِبَ كَانَت قَد أُعطِيَت مَا لَا يَحتَاجُ إِلَيهِ لِأَنّهَا لَا تَصِيدُ وَ لَا تَأكُلُ اللّحمَ وَ لَو كَانَتِ السّبَاعُ ذَوَاتَ أَظلَافٍ كَانَت قَد مُنِعَت مَا تَحتَاجُ إِلَيهِ أعَنيِ السّلَاحَ ألّذِي بِهِ تَصِيدُ وَ تَتَعَيّشُ أَ فَلَا تَرَي كَيفَ أعُطيَِ كُلّ وَاحِدٍ مِنَ الصّنفَينِ مَا يُشَاكِلُ صِنفَهُ وَ طَبَقَتَهُ بَل مَا فِيهِ بَقَاؤُهُ وَ صَلَاحُهُ انظُرِ الآنَ إِلَي ذَوَاتِ الأَربَعِ كَيفَ تَرَاهَا تَتبَعُ أُمّهَاتِهَا مُستَقِلّةً بِأَنفُسِهَا لَا تَحتَاجُ إِلَي الحَملِ وَ التّربِيَةِ كَمَا تَحتَاجُ أَولَادُ الإِنسِ فَمِن أَجلِ أَنّهُ لَيسَ عِندَ أُمّهَاتِهَا مَا عِندَ أُمّهَاتِ البَشَرِ مِنَ الرّفقِ وَ العِلمِ بِالتّربِيَةِ وَ القُوّةِ عَلَيهَا بِالأَكُفّ وَ الأَصَابِعِ المُهَيّأَةِ لِذَلِكَ أُعطِيَتِ النّهُوضَ وَ الِاستِقلَالَ بِأَنفُسِهَا وَ كَذَلِكَ تَرَي كَثِيراً مِنَ الطّيرِ كَمِثلِ الدّجَاجِ وَ الدّرّاجِ وَ القَبجِ تَدرُجُ وَ تَلقُطُ حِينَ يَنقَابُ عَنهَا البَيضُ فَأَمّا مَا كَانَ مِنهَا ضَعِيفاً لَا نُهُوضَ فِيهِ كَمِثلِ فِرَاخِ الحَمَامِ وَ اليَمَامِ وَ الحُمّرِ فَقَد جُعِلَ فِي الأُمّهَاتِ فَضلُ عَطفٍ عَلَيهَا فَصَارَت تَمُجّ الطّعَامَ فِي أَفوَاهِهَا بَعدَ مَا تُوعِيهِ حَوَاصِلُهَا فَلَا تَزَالُ تَغذُوهَا حَتّي تَستَقِلّ بِأَنفُسِهَا وَ لِذَلِكَ لَم تُرزَقِ الحَمَامُ فِرَاخاً كَثِيرَةً مِثلَ مَا تُرزَقُ الدّجَاجُ لِتَقوَي الأُمّ عَلَي تَربِيَةِ فِرَاخِهَا فَلَا تَفسُدَ وَ لَا تَمُوتَ فَكُلّ أعُطيَِ بِقِسطٍ مِن تَدبِيرِ الحَكِيمِ اللّطِيفِ الخَبِيرِ
صفحه : 55
انظُر إِلَي قَوَائِمِ الحَيَوَانِ كَيفَ تأَتيِ أَزوَاجاً لِتَهَيّأَ للِمشَيِ وَ لَو كَانَت أَفرَاداً لَم تَصلُح لِذَلِكَ لِأَنّ الماَشيَِ يَنقُلُ بَعضَ قَوَائِمِهِ وَ يَعتَمِدُ عَلَي بَعضٍ فَذُو القَائِمَتَينِ يَنقُلُ وَاحِدَةً وَ يَعتَمِدُ عَلَي وَاحِدَةٍ وَ ذُو الأَربَعِ يَنقُلُ اثنَينِ وَ يَعتَمِدُ عَلَي اثنَينِ وَ ذَلِكَ مِن خِلَافٍ لِأَنّ ذَا الأَربَعِ لَو كَانَ يَنقُلُ قَائِمَتَينِ مِن أَحَدِ جَانِبَيهِ وَ يَعتَمِدُ عَلَي قائِمَتَينِ مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ لَمَا يَثبُتُ عَلَي الأَرضِ كَمَا لَا يَثبُتُ السّرِيرُ وَ مَا أَشبَهَهُ فَصَارَ يَنقُلُ اليُمنَي مِن مَقَادِيمِهِ مَعَ اليُسرَي مِن مَآخِيرِهِ وَ يَنقُلُ الأُخرَيَينِ أَيضاً مِن خِلَافٍ فَيَثبُتُ عَلَي الأَرضِ وَ لَا يَسقُطُ إِذَا مَشَي أَ مَا تَرَي الحِمَارَ كَيفَ يَذِلّ لِلطّحنِ وَ الحَمُولَةِ وَ هُوَ يَرَي الفَرَسَ مُوَدّعاً مُنَعّماً وَ البَعِيرَ لَا يُطِيقُهُ عِدّةُ رِجَالٍ لَوِ استَعصَي كَيفَ كَانَ يَنقَادُ للِصبّيِّ وَ الثّورَ الشّدِيدَ كَيفَ كَانَ يُذعِنُ لِصَاحِبِهِ حَتّي يَضَعَ النّيرَ عَلَي عُنُقِهِ وَ يَحرِثَ بِهِ وَ الفَرَسَ الكَرِيمَ يَركَبُ السّيُوفَ وَ الأَسِنّةَ بِالمُوَاتَاةِ لِفَارِسِهِ وَ القَطِيعَ مِنَ الغَنَمِ يَرعَاهُ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَ لَو تَفَرّقَتِ الغَنَمُ فَأَخَذَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهَا فِي نَاحِيَةٍ لَم يَلحَقهَا وَ كَذَلِكَ جَمِيعُ الأَصنَافِ المُسَخّرَةِ لِلإِنسَانِ فَبِمَ كَانَت كَذَلِكَ إِلّا بِأَنّهَا عَدِمَتِ العَقلَ وَ الرّوِيّةَ فَإِنّهَا لَو كَانَت تَعقِلُ وَ ترُوَيّ فِي الأُمُورِ كَانَت خَلِيقَةً أَن تلَتوَيَِ عَلَي الإِنسَانِ فِي كَثِيرٍ مِن مَآرِبِهِ حَتّي يَمتَنِعَ الجَمَلُ عَلَي قَائِدِهِ وَ الثّورُ عَلَي صَاحِبِهِ وَ تَتَفَرّقَ الغَنَمُ عَن رَاعِيهَا وَ أَشبَاهُ هَذَا مِنَ الأُمُورِ وَ كَذَلِكَ هَذِهِ السّبَاعُ لَو كَانَت ذَاتَ عَقلٍ وَ رَوِيّةٍ فَتَوَازَرَت عَلَي النّاسِ كَانَت خَلِيقَةً أَن تُحَاجّهُم فَمَن كَانَ يَقُومُ لِلأُسدِ وَ الذّئَابِ وَ النّمُورَةِ وَ الدّبَبَةِ لَو
صفحه : 56
تَعَاوَنَت وَ تَظَاهَرَت عَلَي النّاسِ أَ فَلَا تَرَي كَيفَ حُجِرَ ذَلِكَ عَلَيهَا وَ صَارَت مَكَانَ مَا كَانَ يُخَافُ مِن إِقدَامِهَا وَ نِكَايَتِهَا تَهَابُ مَسَاكِنَ النّاسِ وَ تُحجِمُ عَنهَا ثُمّ لَا تَظهَرُ وَ لَا تَنتَشِرُ لِطَلَبِ قُوتِهَا إِلّا بِاللّيلِ فهَيَِ مَعَ صَولَتِهَا كَالخَائِفِ لِلإِنسِ بِلَا مَقمُوعَةٍ مَمنُوعَةٍ مِنهُم وَ لَو لَا ذَلِكَ لَسَاوَرَتهُم فِي مَسَاكِنِهِم وَ ضَيّقَت عَلَيهِم ثُمّ جُعِلَ فِي الكَلبِ مِن بَينِ هَذِهِ السّبَاعِ عَطفٌ عَلَي مَالِكِهِ وَ مُحَامَاةٌ عَنهُ وَ حِفَاظٌ لَهُ فَهُوَ يَنتَقِلُ عَلَي الحِيطَانِ وَ السّطُوحِ فِي ظُلمَةِ اللّيلِ لِحِرَاسَةِ مَنزِلِ صَاحِبِهِ وَ ذَبّ الدّغّارِ عَنهُ وَ يَبلُغُ مِن مَحَبّتِهِ لِصَاحِبِهِ أَن يَبذُلَ نَفسَهُ لِلمَوتِ دُونَهُ وَ دُونَ مَاشِيَتِهِ وَ مَالِهِ وَ يَألَفُهُ غَايَةَ الإِلفِ حَتّي يَصبِرَ مَعَهُ عَلَي الجُوعِ وَ الجَفوَةِ فَلِمَ طُبِعَ الكَلبُ عَلَي هَذِهِ الإِلفِ إِلّا لِيَكُونَ حَارِساً لِلإِنسَانِ لَهُ عَينٌ بِأَنيَابٍ وَ مَخَالِيبَ وَ نُبَاحٌ هَائِلٌ لِيَذعَرَ مِنهُ السّارِقَ وَ يَتَجَنّبَ المَوَاضِعَ التّيِ يَحمِيهَا وَ يَحضُرُهَا يَا مُفَضّلُ تَأَمّل وَجهَ الدّابّةِ كَيفَ هُوَ فَإِنّكَ تَرَي العَينَينِ شَاخِصَتَينِ أَمَامَهَا لِتُبصِرَ مَا بَينَ يَدَيهَا لِئَلّا تَصدِمَ حَائِطاً أَو تَتَرَدّي فِي حُفرَةٍ وَ تَرَي الفَمَ مَشقُوقاً شَقّاً فِي أَسفَلِ الخَطمِ وَ لَو شُقّ كَمَكَانِ الفَمِ مِنَ الإِنسَانِ فِي مُقَدّمِ الذّقَنِ لَمَا استَطَاعَ أَن يَتَنَاوَلَ بِهِ شَيئاً مِنَ الأَرضِ أَ لَا تَرَي أَنّ الإِنسَانَ لَا يَتَنَاوَلُ الطّعَامَ بِفِيهِ وَ لَكِن بِيَدِهِ تَكرِمَةً لَهُ عَلَي سَائِرِ الآكِلَاتِ فَلَمّا لَم يَكُن لِلدّابّةِ يَدٌ تَتَنَاوَلُ بِهَا العَلَفَ جُعِلَ خَطمُهَا مَشقُوقاً مِن أَسفَلِهِ لِتَقبِضَ بِهِ عَلَي العَلَفِ ثُمّ تَقضَمَهُ وَ أُعِينَت بِالجَحفَلَةِ تَتَنَاوَلُ بِهَا مَا قَرُبَ وَ مَا بَعُدَ اعتَبِر بِذَنَبِهَا وَ المَنفَعَةِ لَهَا فِيهِ فَإِنّهُ بِمَنزِلَةِ الطّبَقِ عَلَي الدّبُرِ وَ الحَيَاءِ جَمِيعاً يُوَارِيهِمَا وَ يَستُرُهُمَا وَ مِن مَنَافِعِهَا فِيهِ أَنّ مَا بَينَ الدّبُرِ وَ مرَاَقيِ البَطنِ مِنهَا وَضَرٌ يَجتَمِعُ عَلَيهِ الذّبَابُ وَ البَعُوضُ فَجُعِلَ لَهَا الذّنَبُ كَالمَذَبّةِ تَذُبّ بِهَا عَن ذَلِكَ المَوضِعِ
صفحه : 57
وَ مِنهَا أَنّ الدّابّةَ تَستَرِيحُ إِلَي تَحرِيكِهِ وَ تَصرِيفِهِ يَمنَةً وَ يَسرَةً فَإِنّهُ لَمّا كَانَ قِيَامُهَا عَلَي الأَربَعِ بِأَسرِهَا وَ شُغِلَتِ المُقَدّمَتَانِ بِحَملِ البَدَنِ عَنِ التّصَرّفِ وَ التّقَلّبِ كَانَ لَهَا فِي تَحرِيكِ الذّنَبِ رَاحَةٌ وَ فِيهِ مَنَافِعُ أُخرَي يَقصُرُ عَنهَا الوَهمُ يُعرَفُ مَوقِعُهَا فِي وَقتِ الحَاجَةِ إِلَيهَا فَمِن ذَلِكَ أَنّ الدّابّةَ تَرتَطِمُ فِي الوَحَلِ فَلَا يَكُونُ شَيءٌ أَعوَنَ عَلَي نُهُوضِهَا مِنَ الأَخذِ بِذَنَبِهَا وَ فِي شَعرِ الذّنَبِ مَنَافِعُ لِلنّاسِ كَثِيرَةٌ يَستَعمِلُونَهَا فِي مَآرِبِهِم ثُمّ جُعِلَ ظَهرُهَا مُسَطّحاً مَبطُوحاً عَلَي قَوَائِمَ أَربَعٍ لِيُتَمَكّنَ مِن رُكُوبِهَا وَ جُعِلَ حَيَاؤُهَا بَارِزاً مِن وَرَائِهَا لِيَتَمَكّنَ الفَحلُ مِن ضَربِهَا وَ لَو كَانَ أَسفَلَ البَطنِ كَمَكَانِ الفَرجِ مِنَ المَرأَةِ لَم يَتَمَكّنِ الفَحلُ مِنهَا أَ لَا تَرَي أَنّهُ لَا تستطيع [يَستَطِيعُ] أَن يَأتِيَهَا كِفَاحاً كَمَا يأَتيِ الرّجُلُ المَرأَةَ تَأَمّل مِشفَرَ الفِيلِ وَ مَا فِيهِ مِن لَطِيفِ التّدبِيرِ فَإِنّهُ يَقُومُ مَقَامَ اليَدِ فِي تَنَاوُلِ العَلَفِ وَ المَاءِ وَ ازدِرَادِهِمَا إِلَي جَوفِهِ وَ لَو لَا ذَلِكَ مَا استَطَاعَ أَن يَتَنَاوَلَ شَيئاً مِنَ الأَرضِ لِأَنّهُ لَيسَت لَهُ رَقَبَةٌ يَمُدّهَا كَسَائِرِ الأَنعَامِ فَلَمّا عَدِمَ العُنُقَ أُعِينَ مَكَانَ ذَلِكَ بِالخُرطُومِ الطّوِيلِ لِيَسدُلَهُ فَيَتَنَاوَلَ بِهِ حَاجَتَهُ فَمَن ذَا ألّذِي عَوّضَهُ مَكَانَ العُضوِ ألّذِي عَدِمَهُ مَا يَقُومُ مَقَامَهُ إِلّا الرّءُوفُ بِخَلقِهِ وَ كَيفَ يَكُونُ هَذَا بِالإِهمَالِ كَمَا قَالَتِ الظّلَمَةُ فَإِن قَالَ قَائِلٌ فَمَا بَالُهُ لَم يَخلُق ذَا عُنُقٍ كَسَائِرِ الأَنعَامِ قِيلَ لَهُ إِنّ رَأسَ الفِيلِ وَ أُذُنَيهِ أَمرٌ عَظِيمٌ وَ ثِقلٌ ثَقِيلٌ وَ لَو كَانَ ذَلِكَ عَلَي عُنُقٍ عَظِيمَةٍ لَهَدّهَا وَ أَوهَنَهَا فَجَعَلَ رَأسَهُ مُلصَقاً بِجِسمِهِ لِكَيلَا يَنَالَ مِنهُ مَا وَصَفنَا وَ خَلَقَ لَهُ مَكَانَ العُنُقِ هَذَا المِشفَرَ لِيَتَنَاوَلَ بِهِ غِذَاءَهُ فَصَارَ مَعَ عَدَمِهِ العُنُقَ مُستَوفِياً مَا فِيهِ بُلُوغُ حَاجَتِهِ
صفحه : 58
انظُرِ الآنَ كَيفَ حَيَاءُ الأُنثَي مِنَ الفِيَلَةِ فِي أَسفَلِ بَطنِهَا فَإِذَا هَاجَت لِلضّرَابِ ارتَفَعَ وَ بَرَزَ حَتّي يَتَمَكّنَ الفَحلُ مِن ضَربِهَا فَاعتَبِر كَيفَ جُعِلَ حَيَاءُ الأُنثَي مِنَ الفِيَلَةِ عَلَي خِلَافِ مَا عَلَيهِ فِي غَيرِهَا مِنَ الأَنعَامِ ثُمّ جُعِلَت فِيهِ هَذِهِ الخُلّةُ لِيَتَهَيّأَ لِلأَمرِ ألّذِي فِيهِ قِوَامُ النّسلِ وَ دَوَامُهُ فَكّر فِي خَلقِ الزّرَافَةِ وَ اختِلَافِ أَعضَائِهَا وَ شِبهِهَا بِأَعضَاءِ أَصنَافٍ مِنَ الحَيَوَانِ فَرَأسُهَا رَأسُ فَرَسٍ وَ عُنُقُهَا عُنُقُ جَمَلٍ وَ أَظلَافُهَا أَظلَافُ بَقَرَةٍ وَ جِلدُهَا جِلدُ نَمِرٍ وَ زَعَمَ نَاسٌ مِنَ الجُهّالِ بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ أَنّ نِتَاجَهَا مِن فُحُولٍ شَتّي قَالُوا وَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنّ أَصنَافاً مِن حَيَوَانِ البَرّ إِذَا وَرَدَتِ المَاءَ تَنزُو عَلَي بَعضِ السّائِمَةِ وَ يُنتَجُ مِثلُ هَذَا الشّخصِ ألّذِي هُوَ كَالمُلتَقَطِ مِن أَصنَافٍ شَتّي وَ هَذَا جَهلٌ مِن قَائِلِهِ وَ قِلّةُ مَعرِفَتِهِ باِلباَريِ جَلّ قُدسُهُ وَ لَيسَ كُلّ صِنفٍ مِنَ الحَيَوَانِ يُلقِحُ كُلّ صِنفٍ فَلَا الفَرَسُ يُلقِحُ الجَمَلَ وَ لَا الجَمَلُ يُلقِحُ البَقَرَ وَ إِنّمَا يَكُونُ التّلقِيحُ مِن بَعضِ الحَيَوَانِ فِيمَا يُشَاكِلُهُ وَ يَقرُبُ مِن خَلقِهِ كَمَا يُلقِحُ الفَرَسُ الحِمَارَةَ[الفَرَسَ الحِمَارُ]فَيَخرُجُ بَينَهُمَا البَغلُ وَ يُلقِحُ الذّئبُ الضّبُعَ فَيَخرُجُ بَينَهُمَا السّمعُ عَلَي أَنّهُ لَيسَ يَكُونُ فِي ألّذِي يَخرُجُ مِن بَينِهِمَا عُضوٌ مِن كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا كَمَا فِي الزّرَافَةِ عُضوٌ مِنَ الفَرَسِ وَ عُضوٌ مِنَ الجَمَلِ وَ أَظلَافٌ مِنَ البَقَرَةِ بَل يَكُونُ كَالمُتَوَسّطِ بَينَهُمَا المُمتَزَجِ مِنهُمَا كاَلذّيِ تَرَاهُ فِي البَغلِ فَإِنّكَ تَرَي رَأسَهُ وَ أُذُنَيهِ وَ كَفَلَهُ وَ ذَنَبَهُ وَ حَوَافِرَهُ وَسَطاً بَينَ هَذِهِ الأَعضَاءِ مِنَ الفَرَسِ وَ الحِمَارِ وَ شَحِيجَهُ كَالمُمتَزَجِ مِن صَهِيلٍ وَ نَهِيقِ الحِمَارِ فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَي أَنّهُ لَيسَتِ الزّرَافَةُ مِن لِقَاحِ أَصنَافٍ شَتّي مِنَ الحَيَوَانِ كَمَا زَعَمَ الجَاهِلُونَ بَل هيَِ خَلقٌ عَجِيبٌ مِن خَلقِ اللّهِ لِلدّلَالَةِ عَلَي قُدرَتِهِ التّيِ لَا يُعجِزُهَا شَيءٌ وَ لِيُعلِمَ أَنّهُ خَالِقُ أَصنَافِ الحَيَوَانِ كُلّهَا يَجمَعُ بَينَ مَا يَشَاءُ مِن أَعضَائِهَا فِي أَيّهَا شَاءَ وَ يُفَرّقُ مَا شَاءَ مِنهَا فِي أَيّهَا شَاءَ وَ يَزِيدُ فِي الخِلقَةِ مَا شَاءَ وَ يَنقُصُ مِنهَا مَا شَاءَ دَلَالَةً عَلَي قُدرَتِهِ عَلَي الأَشيَاءِ وَ أَنّهُ لَا يُعجِزُهُ شَيءٌ
صفحه : 59
أَرَادَهُ جَلّ وَ تَعَالَي فَأَمّا طُولُ عُنُقِهَا وَ المَنفَعَةُ لَهَا فِي ذَلِكَ فَإِنّ مَنشَأَهَا وَ مَرعَاهَا فِي غَيَاطِلِ ذَوَاتِ أَشجَارٍ شَاهِقَةٍ ذَاهِبَةٍ طُولًا فِي الهَوَاءِ فهَيَِ تَحتَاجُ إِلَي طُولِ العُنُقِ لِتَنَاوَلَ بِفِيهَا أَطرَافَ تِلكَ الأَشجَارِ فَتَتَقَوّتَ مِن ثِمَارِهَا تَأَمّل خَلقَ القِردِ وَ شِبهَهُ بِالإِنسَانِ فِي كَثِيرٍ مِن أَعضَائِهِ أعَنيِ الرّأسَ وَ الوَجهَ وَ المَنكِبَينِ وَ الصّدرَ وَ كَذَلِكَ أَحشَاؤُهُ شَبِيهَةٌ أَيضاً بِأَحشَاءِ الإِنسَانِ وَ خُصّ مَعَ ذَلِكَ بِالذّهنِ وَ الفِطنَةِ التّيِ بِهَا يَفهَمُ عَن سَائِسِهِ مَا يُومِئُ إِلَيهِ وَ يحَكيِ كَثِيراً مِمّا يَرَي الإِنسَانَ بِفِعلِهِ[يَفعَلُهُ] حَتّي أَنّهُ يَقرُبُ مِن خَلقِ الإِنسَانِ وَ شَمَائِلِهِ فِي التّدبِيرِ فِي خِلقَتِهِ عَلَي مَا هيَِ عَلَيهِ أَن يَكُونَ عِبرَةً لِلإِنسَانِ فِي نَفسِهِ فَيَعلَمَ أَنّهُ مِن طِينَةِ البَهَائِمِ وَ سِنخِهَا إِذ كَانَ يَقرُبُ مِن خَلقِهَا هَذَا القُربَ وَ لَو لَا أَنّهُ فَضِيلَةٌ فَضّلَهُ بِهَا فِي الذّهنِ وَ العَقلِ وَ النّطقِ كَانَ كَبَعضِ البَهَائِمِ عَلَي أَنّ فِي جِسمِ القِردِ فُضُولًا أُخرَي يُفَرّقُ بَينَهُ وَ بَينَ الإِنسَانِ كَالخَطمِ وَ الذّنَبِ المُسَدّلِ وَ الشّعرِ المُجَلّلِ لِلجِسمِ كُلّهِ وَ هَذَا لَم يَكُن مَانِعاً لِلقِردِ أَن يُلحَقَ بِالإِنسَانِ لَو أعُطيَِ مِثلَ ذِهنِ الإِنسَانِ وَ عَقلِهِ وَ نُطقِهِ وَ الفَصلُ الفَاصِلُ بَينَهُ وَ بَينَ الإِنسَانِ بِالصّحّةِ هُوَ النّقصُ فِي العَقلِ وَ الذّهنِ وَ النّطقِ انظُر يَا مُفَضّلُ إِلَي لُطفِ اللّهِ جَلّ اسمُهُ بِالبَهَائِمِ كَيفَ كُسِيَت أَجسَامُهُم هَذِهِ الكِسوَةَ مِنَ الشّعرِ وَ الوَبَرِ وَ الصّوفِ لِيَقِيَهَا مِنَ البَردِ وَ كَثرَةِ الآفَاتِ وَ أُلبِسَتِ
صفحه : 60
الأَظلَافَ وَ الحَوَافِرَ وَ الأَخفَافَ لِيَقِيَهَا مِنَ الحَفَاءِ إِذ كَانَت لَا أيَديَِ لَهَا وَ لَا أَكُفّ وَ لَا أَصَابِعَ مُهَيّأَةً لِلغَزلِ وَ النّسجِ فَكُفُوا بِأَن جُعِلَ كِسوَتُهُم فِي خِلقَتِهِم بَاقِيَةً عَلَيهِم مَا بَقُوا لَا يَحتَاجُونَ إِلَي تَجدِيدِهَا وَ الِاستِبدَالِ بِهَا فَأَمّا الإِنسَانُ فَإِنّهُ ذُو حِيلَةٍ وَ كَفّ مُهَيّأَةٍ لِلعَمَلِ فَهُوَ يَنسِجُ وَ يَغزِلُ وَ يَتّخِذُ لِنَفسِهِ الكِسوَةَ وَ يَستَبدِلُ بِهَا حَالًا بَعدَ حَالٍ وَ لَهُ فِي ذَلِكَ صَلَاحٌ مِن جِهَاتٍ مِن ذَلِكَ أَنّهُ يَشتَغِلُ بِصَنعَةِ اللّبَاسِ عَنِ العَبَثِ وَ مَا يُخرِجُهُ إِلَيهِ الكِفَايَةُ وَ مِنهَا أَنّهُ يَستَرِيحُ إِلَي خَلعِ كِسوَتِهِ وَ لُبسِهَا إِذَا شَاءَ وَ مِنهَا أَنّهُ يَتّخِذُ لِنَفسِهِ مِنَ الكِسوَةِ ضُرُوباً لَهَا جَمَالٌ وَ رَوعَةٌ فَيَتَلَذّذُ بِلُبسِهَا وَ تَبدِيلِهَا وَ كَذَلِكَ يَتّخِذُ بِالرّفقِ مِنَ الصّنعَةِ ضُرُوباً مِنَ الخِفَافِ وَ النّعَالِ يقَيِ بِهَا قَدَمَيهِ وَ فِي ذَلِكَ مَعَايِشُ لِمَن يعلمه [يَعمَلُهُ] مِنَ النّاسِ وَ مَكَاسِبُ يَكُونُ فِيهَا مَعَاشُهُم وَ مِنهَا أَقوَاتُهُم وَ أَقوَاتُ عِيَالِهِم فَصَارَ الشّعرُ وَ الوَبَرُ وَ الصّوفُ يَقُومُ لِلبَهَائِمِ مَقَامَ الكِسوَةِ وَ الأَظلَافُ وَ الحَوَافِرُ وَ الأَخفَافُ مَقَامَ الحِذَاءِ فَكّر يَا مُفَضّلُ فِي خِلقَةٍ عَجِيبَةٍ فِي البَهَائِمِ فَإِنّهُم يُوَارُونَ أَنفُسَهُم إِذَا مَاتُوا كَمَا يوُاَريِ النّاسُ مَوتَاهُم وَ إِلّا فَأَينَ جِيَفُ هَذِهِ الوُحُوشِ وَ السّبَاعِ وَ غَيرِهَا لَا يُرَي مِنهَا شَيءٌ وَ لَيسَت قَلِيلَةً فَتَخفَي لِقِلّتِهَا بَل لَو قَالَ قَائِلٌ إِنّهَا أَكثَرُ مِنَ النّاسِ لَصَدَقَ فَاعتَبِر ذَلِكَ بِمَا تَرَاهُ فِي الصحّاَريِ وَ الجِبَالِ مِن أَسرَابِ الظّبَاءِ وَ المَهَا وَ الحَمِيرِ وَ الوُعُولِ وَ الأَيَائِلِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِنَ الوُحُوشِ وَ أَصنَافِ السّبَاعِ مِنَ الأُسُدِ وَ الضّبَاعِ وَ الذّئَابِ وَ النّمُورِ وَ غَيرِهَا وَ ضُرُوبِ الهَوَامّ وَ الحَشَرَاتِ وَ دَوَابّ الأَرضِ وَ كَذَلِكَ أَسرَابُ الطّيرِ مِنَ الغِربَانِ وَ القَطَا وَ الإِوَزّ وَ الكرَاَكيِ وَ الحَمَامِ وَ سِبَاعِ الطّيرِ
صفحه : 61
جَمِيعاً وَ كُلّهَا لَا يُرَي مِنهَا إِذَا مَاتَت إِلّا الوَاحِدُ بَعدَ الوَاحِدِ يَصِيدُهُ قَانِصٌ وَ يَفتَرِسُهُ سَبُعٌ فَإِذَا أَحَسّوا بِالمَوتِ كَمَنُوا فِي مَوَاضِعَ خَفِيّةٍ فَيَمُوتُونَ فِيهَا وَ لَو لَا ذَلِكَ لَامتَلَأَتِ الصحّاَريِ مِنهَا حَتّي تَفسُدَ رَائِحَةُ الهَوَاءِ وَ يُحدَثَ الأَمرَاضُ وَ الوَبَاءُ فَانظُر إِلَي هَذَا ألّذِي يَخلُصُ إِلَيهِ النّاسُ وَ عَمِلُوهُ بِالتّمثِيلِ الأَوّلِ ألّذِي مُثّلَ لَهُم كَيفَ جُعِلَ طَبعاً وَ فِي البَهَائِمِ وَ غَيرِهَا ادّكَاراً لِيَسلَمَ النّاسُ مِن مَعَرّةِ مَا يُحدَثُ عَلَيهِم مِنَ الأَمرَاضِ وَ الفَسَادِ فَكّر يَا مُفَضّلُ فِي الفَطَنِ التّيِ جُعِلَت فِي البَهَائِمِ لِمَصلَحَتِهَا بِالطّبعِ وَ الخِلقَةِ لُطفاً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَهُم لِئَلّا يَخلُوَ مِن نِعَمِهِ جَلّ وَ عَزّ أَحَدٌ مِن خَلقِهِ لَا بِعَقلٍ وَ رَوِيّةٍ فَإِنّ الأُيّلَ يَأكُلُ الحَيّاتِ فَيَعطَشُ عَطَشاً شَدِيداً فَيَمتَنِعُ مِن شُربِ المَاءِ خَوفاً مِن أَن يَدِبّ السّمّ فِي جِسمِهِ فَيَقتُلَهُ وَ يَقِفُ عَلَي الغَدِيرِ وَ هُوَ مَجهُودٌ عَطَشاً فَيَعِجّ عَجِيجاً عَالِياً وَ لَا يَشرَبُ مِنهُ وَ لَو شَرِبَ لَمَاتَ مِن سَاعَتِهِ فَانظُر إِلَي مَا جُعِلَ مِن طِبَاعِ هَذِهِ البَهِيمَةِ مِن تَحَمّلِ الظّمَاءِ الغَالِبِ خَوفاً مِنَ المَضَرّةِ فِي الشّربِ وَ ذَلِكَ مِمّا لَا يَكَادُ الإِنسَانُ العَاقِلُ المُمَيّزُ يَضبِطُهُ مِن نَفسِهِ وَ الثّعلَبَ إِذَا أَعوَزَهُ الطّعمُ تَمَاوَتَ وَ نَفَخَ بَطنَهُ حَتّي يَحسُبَهُ الطّيرُ مَيّتاً فَإِذَا وَقَعَت عَلَيهِ لِتَنهَشَهُ وَثَبَ عَلَيهَا فَأَخَذَهَا فَمَن أَعَانَ الثّعلَبَ العَدِيمَ النّطقِ وَ الرّوِيّةِ بِهَذِهِ الحِيلَةِ إِلّا مَن تَوَكّلَ بِتَوجِيهِ الرّزقِ لَهُ مِن هَذَا وَ شِبهِهِ فَإِنّهُ لَمّا كَانَ الثّعلَبُ يَضعُفُ عَن كَثِيرٍ مِمّا يَقوَي عَلَيهِ السّبَاعُ مِن مُسَاوَرَةِ الصّيدِ أُعِينَ بِالدّهَاءِ وَ الفِطنَةِ وَ الِاحتِيَالِ لِمَعَاشِهِ وَ الدّلفِينَ يَلتَمِسُ صَيدَ الطّيرِ فَيَكُونُ حِيلَتُهُ فِي ذَلِكَ أَن يَأخُذَ السّمَكَ فَيَقتُلَهُ وَ يَشرَحَهُ حَتّي يَطفُوَ عَلَي
صفحه : 62
المَاءِ ثُمّ يَكمُنُ تَحتَهُ وَ يُثَوّرُ المَاءَ ألّذِي عَلَيهِ حَتّي لَا يَتَبَيّنَ شَخصُهُ فَإِذَا وَقَعَ الطّيرُ عَلَي السّمَكِ الطاّفيِ وَثَبَ إِلَيهَا فَاصطَادَهَا فَانظُر إِلَي هَذِهِ الحِيلَةِ كَيفَ جُعِلَت طَبعاً فِي هَذِهِ البَهِيمَةِ لِبَعضِ المَصلَحَةِ قَالَ المُفَضّلُ فَقُلتُ خبَرّنيِ يَا موَلاَيَ عَنِ التّنّينِ وَ السّحَابِ فَقَالَ ع إِنّ السّحَابَ كَالمُوَكّلِ بِهِ يَختَطِفُهُ حَيثُمَا ثَقِفَهُ كَمَا يَختَطِفُ حَجَرُ المِغنَاطِيسِ الحَدِيدَ فَهُوَ لَا يَطلُعُ رَأسَهُ فِي الأَرضِ خَوفاً مِنَ السّحَابِ وَ لَا يَخرُجُ إِلّا فِي القَيظِ مَرّةً إِذَا سحت [صَحَتِ]السّمَاءُ فَلَم يَكُن فِيهَا نُكتَةٌ مِن غَيمَةٍ قُلتُ فَلِمَ وَكّلَ السّحَابَ بِالتّنّينِ يَرصُدُهُ وَ يَختَطِفُهُ إِذَا وَجَدَهُ قَالَ لِيَدفَعَ عَنِ النّاسِ مَضَرّتَهُ قَالَ المُفَضّلُ فَقُلتُ قَد وَصَفتَ لِي يَا موَلاَيَ مِن أَمرِ البَهَائِمِ مَا فِيهِ مُعتَبَرٌ لِمَنِ اعتَبَرَ فَصِف لِيَ الذّرّةَ وَ النّملَ وَ الطّيرَ فَقَالَ ع يَا مُفَضّلُ تَأَمّل وَجهَ الذّرّةِ الحَقِيرَةِ الصّغِيرَةِ هَل تَجِدُ فِيهَا نَقصاً عَمّا فِيهِ صَلَاحُهَا فَمِن أَينَ هَذَا التّقدِيرُ وَ الصّوَابُ فِي خَلقِ الذّرّةِ إِلّا مِنَ التّدبِيرِ القَائِمِ فِي صَغِيرِ الخَلقِ وَ كَبِيرِهِ انظُر إِلَي النّملِ وَ احتِشَادِهَا فِي جَمعِ القُوتِ وَ إِعدَادِهِ فَإِنّكَ تَرَي الجَمَاعَةَ مِنهَا إِذَا نَقَلَتِ الحَبّ إِلَي زُبيَتِهَا بِمَنزِلَةِ جَمَاعَةٍ مِنَ النّاسِ يَنقُلُونَ الطّعَامَ أَو غَيرَهُ بَل لِلنّملِ فِي ذَلِكَ مِنَ الجِدّ وَ التّشمِيرِ مَا لَيسَ لِلنّاسِ مِثلُهُ أَ مَا تَرَاهُم يَتَعَاوَنُونَ عَلَي النّقلِ كَمَا يَتَعَاوَنُ النّاسُ عَلَي العَمَلِ ثُمّ يَعمِدُونَ إِلَي الحَبّ فَيُقَطّعُونَهُ قِطَعاً لِكَيلَا يَنبُتَ فَيَفسُدَ عَلَيهِم فَإِن أَصَابَهُ نَدًي أَخرَجُوهُ فَنَشَرُوهُ حَتّي يَجِفّ ثُمّ لَا يَتّخِذُ النّملُ الزّبيَةَ إِلّا فِي نَشَزٍ مِنَ الأَرضِ كيَ لَا يُفِيضَ السّيلُ فَيُغرِقَهَا فَكُلّ هَذَا مِنهُ بِلَا عَقلٍ
صفحه : 63
وَ لَا رَوِيّةٍ بَل خِلقَةٌ خُلِقَ عَلَيهَا لِمَصلَحَةٍ لُطفاً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ انظُر إِلَي هَذَا ألّذِي يُقَالُ لَهُ اللّيثُ وَ تُسَمّيهِ العَامّةُ أَسَدَ الذّبَابِ وَ مَا أعُطيَِ مِنَ الحِيلَةِ وَ الرّفقِ فِي مَعَاشِهِ فَإِنّكَ تَرَاهُ حِينَ يُحِسّ بِالذّبَابِ قَد وَقَعَ قَرِيباً مِنهُ تَرَكَهُ مَلِيّاً حَتّي كَأَنّهُ مَوَاتٌ لَا حَرَاكَ بِهِ فَإِذَا رَأَي الذّبَابَ قَدِ اطمَأَنّ وَ غَفَلَ عَنهُ دَبّ دَبِيباً دَقِيقاً حَتّي يَكُونَ مِنهُ بِحَيثُ يَنَالُهُ وَثبُهُ ثُمّ يَثِبُ عَلَيهِ فَيَأخُذُهُ فَإِذَا أَخَذَهُ اشتَمَلَ عَلَيهِ بِجِسمِهِ كُلّهِ مَخَافَةَ أَن يَنجُوَ مِنهُ فَلَا يَزَالُ قَابِضاً عَلَيهِ حَتّي يُحِسّ بِأَنّهُ قَد ضَعُفَ وَ استَرخَي ثُمّ يُقبِلُ عَلَيهِ فَيَفتَرِسُهُ وَ يَحيَا بِذَلِكَ مِنهُ فَأَمّا العَنكَبُوتُ فَإِنّهُ يَنسِجُ ذَلِكَ النّسجَ فَيَتّخِذُهُ شَرَكاً وَ مَصِيدَةً لِلذّبَابِ ثُمّ يَكمُنُ فِي جَوفِهِ فَإِذَا نَشِبَ فِيهِ الذّبَابُ أَحَالَ عَلَيهِ يَلدَغُهُ سَاعَةً بَعدَ سَاعَةٍ فَيَعِيشُ بِذَلِكَ مِنهُ فَكَذَلِكَ يُحكَي صَيدُ الكِلَابِ وَ النّهُودِ وَ هَكَذَا يُحكَي صَيدُ الأَشرَاكِ وَ الحَبَائِلِ فَانظُر إِلَي هَذِهِ الدّوَيبَةِ الضّعِيفَةِ كَيفَ جَعَلَ طَبعَهَا مَا لَا يَبلُغُهُ الإِنسَانُ إِلّا بِالحِيلَةِ وَ استِعمَالِ آلَاتٍ فِيهَا فَلَا تَزدَرِ باِلشيّءِ إِذَا كَانَتِ العِبرَةُ فِيهِ وَاضِحَةً كَالذّرّةِ وَ النّملَةِ وَ مَا أَشبَهَ ذَلِكَ فَإِنّ المَعنَي النّفِيسَ قَد يُمَثّلُ باِلشيّءِ الحَقِيرِ فَلَا يَضَعُ مِنهُ ذَلِكَ كَمَا لَا يَضَعُ مِنَ الدّينَارِ وَ هُوَ مِن ذَهَبٍ أَن يُوزَنَ بِمِثقَالٍ مِن حَدِيدٍ تَأَمّل يَا مُفَضّلُ جِسمَ الطّائِرِ وَ خِلقَتَهُ فَإِنّهُ حِينَ قُدّرَ أَن يَكُونَ طَائِراً فِي
صفحه : 64
الجَوّ خُفّفَ جِسمُهُ وَ أُدمِجَ خَلقُهُ فَاقتَصَرَ بِهِ مِنَ القَوَائِمِ الأَربَعِ عَلَي اثنَتَينِ وَ مِنَ الأَصَابِعِ الخَمسِ عَلَي أَربَعٍ وَ مِن مَنفَذَينِ لِلزّبلِ وَ البَولِ عَلَي وَاحِدٍ يَجمَعُهُمَا ثُمّ خُلِقَ ذَا جُؤجُؤٍ مُحَدّدٍ لِيَسهُلَ عَلَيهِ أَن يَخرِقَ الهَوَاءَ كَيفَ مَا أَخَذَ فِيهِ كَمَا جُعِلَ السّفِينَةُ بِهَذِهِ الهَيئَةِ لِتَشُقّ المَاءَ وَ تَنفُذَ فِيهِ وَ جُعِلَ فِي جَنَاحَيهِ وَ ذَنَبِهِ رِيشَاتٌ طِوَالٌ مِتَانٌ لِيَنهَضَ بِهَا لِلطّيَرَانِ وَ كسُيَِ كُلّهُ الرّيشَ لِيُدَاخِلَهُ الهَوَاءُ فَيُقِلّهُ وَ لَمّا قُدّرَ أَن يَكُونَ طُعمُهُ الحَبّ وَ اللّحمَ يَبلَعُهُ بَلعاً بِلَا مَضغٍ نُقِصَ مِن خَلقِهِ الأَسنَانُ وَ خُلِقَ لَهُ مِنقَارٌ صُلبٌ جَاسٍ يَتَنَاوَلُ بِهِ طُعمَهُ فَلَا ينسجح [يَنسَحِجُ] مِن لَقطِ الحَبّ وَ لَا يَتَقَصّفُ مِن نَهشِ اللّحمِ وَ لَمّا عَدِمَ الأَسنَانَ وَ صَارَ يَزدَرِدُ الحَبّ صَحِيحاً وَ اللّحمَ غَرِيضاً أُعِينَ بِفَضلِ حَرَارَةٍ فِي الجَوفِ تَطحَنُ لَهُ الطّعمَ طَحناً يسَتغَنيِ بِهِ عَنِ المَضغِ وَ اعتَبِر ذَلِكَ بِأَنّ عَجَمَ العِنَبِ وَ غَيرِهِ يَخرُجُ مِن أَجوَافِ الإِنسِ صَحِيحاً وَ يُطحَنُ فِي أَجوَافِ الطّيرِ لَا يُرَي لَهُ أَثَرٌ ثُمّ جُعِلَ مِمّا يَبِيضُ بَيضاً وَ لَا يَلِدُ وِلَادَةً لِكَيلَا يَثقُلَ عَنِ الطّيَرَانِ فَإِنّهُ لَو كَانَتِ الفِرَاخُ فِي جَوفِهِ تَمكُثُ حَتّي تَستَحكِمَ لَأَثقَلَتهُ وَ عَاقَتهُ عَنِ النّهُوضِ وَ الطّيَرَانِ فَجُعِلَ كُلّ شَيءٍ مِن خَلقِهِ مُشَاكِلًا لِلأَمرِ ألّذِي قُدّرَ أَن يَكُونَ عَلَيهِ ثُمّ صَارَ الطّائِرُ السّائِحُ فِي هَذَا الجَوّ يَقعُدُ عَلَي بَيضِهِ فَيَحضُنُهُ أُسبُوعاً وَ بَعضُهَا أُسبُوعَينِ وَ بَعضُهَا ثَلَاثَةَ أَسَابِيعَ حَتّي يَخرُجَ الفَرخُ مِنَ البَيضَةِ ثُمّ يُقبِلُ عَلَيهِ فَيَزُقّهُ الرّيحَ لِتَتّسِعَ حَوصَلَتُهُ لِلغِذَاءِ ثُمّ يُرَبّيهِ وَ يُغَذّيهِ بِمَا يَعِيشُ بِهِ فَمَن كَلّفَهُ أَن يَلقُطَ الطّعمَ وَ يَستَخرِجَهُ بَعدَ أَن يَستَقِرّ فِي حَوصَلَتِهِ وَ يَغذُوَ بِهِ فِرَاخَهُ وَ لأِيَّ مَعنًي يَحتَمِلُ هَذِهِ المَشَقّةَ وَ لَيسَ بذِيِ رَوِيّةٍ وَ لَا تَفَكّرٍ وَ لَا يَأمُلُ فِي فِرَاخِهِ مَا يَأمُلُ الإِنسَانُ فِي وَلَدِهِ مِنَ العِزّ وَ الرّفدِ وَ بَقَاءِ الذّكرِ فَهَذَا مِن فِعلٍ يَشهَدُ بِأَنّهُ مَعطُوفٌ عَلَي فِرَاخِهِ لَعَلّهُ لَا يَعرِفُهَا وَ لَا يُفَكّرُ فِيهَا وَ هيَِ دَوَامُ النّسلِ وَ بَقَاؤُهُ لُطفاً مِنَ اللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ
صفحه : 65
انظُر إِلَي الدّجَاجَةِ كَيفَ تُهَيّجُ لِحِضنِ البَيضِ وَ التّفرِيخِ وَ لَيسَ لَهَا بَيضٌ مُجتَمَعٌ وَ لَا وَكرٌ مُوَطّأٌ بَل تَنبَعِثُ وَ تَنتَفِخُ وَ تقُوَقيِ وَ تَمتَنِعُ مِنَ الطّعمِ حَتّي يُجمَعَ لَهَا البَيضُ فَتَحضُنُهُ فَتُفَرّخُ فَلِمَ كَانَ ذَلِكَ مِنهَا إِلّا لِإِقَامَةِ النّسلِ وَ مَن أَخَذَهَا بِإِقَامَةِ النّسلِ وَ لَا رَوِيّةَ وَ لَا تَفَكّرَ لَو لَا أَنّهَا مَجبُولَةٌ عَلَي ذَلِكَ اعتَبِر بِخَلقِ البَيضَةِ وَ مَا فِيهَا مِنَ المُحّ الأَصفَرِ الخَاثِرِ وَ المَاءِ الأَبيَضِ الرّقِيقِ فَبَعضُهُ لِيُنشَرَ مِنهُ الفَرخُ وَ بَعضُهُ لِيُغَذّي بِهِ إِلَي أَن تَنقَابَ عَنهُ البَيضَةُ وَ مَا فِي ذَلِكَ مِنَ التّدبِيرِ فَإِنّهُ لَو كَانَ نَشوُ الفَرخِ فِي تِلكَ القِشرَةِ المُستَحصَنَةِ التّيِ لَا مَسَاغَ لشِيَءٍ إِلَيهَا لَجُعِلَ مَعَهُ فِي جَوفِهَا مِنَ الغِذَاءِ مَا يكَتفَيِ بِهِ إِلَي وَقتِ خُرُوجِهِ مِنهَا كَمَن يُحبَسُ فِي حِصنٍ حَصِينٍ لَا يُوصَلُ إِلَي مَن فِيهِ فَيُجعَلُ مَعَهُ مِنَ القُوتِ مَا يكَتفَيِ بِهِ إِلَي وَقتِ خُرُوجِهِ مِنهُ فَكّر فِي حَوصَلَةِ الطّائِرِ وَ مَا قُدّرَ لَهُ فَإِنّ مَسلَكَ الطّعمِ إِلَي القَانِصَةِ ضَيّقٌ لَا يَنفُذُ فِيهِ الطّعَامُ إِلّا قَلِيلًا قَلِيلًا فَلَو كَانَ الطّائِرُ لَا يَلقُطُ حَبّةً ثَانِيَةً حَتّي تَصِلَ الأُولَي القَانِصَةَ لَطَالَ عَلَيهِ وَ مَتَي كَانَ يسَتوَفيِ طُعمَهُ فَإِنّمَا يَختَلِسُهُ اختِلَاساً لِشِدّةِ الحَذَرِ فَجُعِلَتِ الحَوصَلَةُ كَالمِخلَاةِ المُعَلّقَةِ أَمَامَهُ ليِوُعيَِ فِيهَا مَا أَدرَكَ مِنَ الطّعمِ بِسُرعَةٍ ثُمّ تُنفِذُهُ إِلَي القَانِصَةِ عَلَي مَهلٍ وَ فِي الحَوصَلَةِ أَيضاً خُلّةٌ أُخرَي فَإِنّ مِنَ الطّائِرِ مَا يَحتَاجُ إِلَي أَن يَزُقّ فِرَاخَهُ فَيَكُونُ رَدّهُ لِلطّعمِ مِن قُربٍ أَسهَلَ عَلَيهِ
صفحه : 66
قَالَ المُفَضّلُ فَقُلتُ إِنّ قَوماً مِنَ المُعَطّلَةِ يَزعُمُونَ أَنّ اختِلَافَ الأَلوَانِ وَ الأَشكَالِ فِي الطّيرِ إِنّمَا يَكُونُ مِن قِبَلِ امتِزَاجِ أَخلَاطٍ وَ اختِلَافِ مَقَادِيرِهَا بِالمَرَجِ وَ الإِهمَالِ فَقَالَ يَا مُفَضّلُ هَذَا الوشَيُ ألّذِي تَرَاهُ فِي الطّوَاوِيسِ وَ الدّرّاجِ وَ التّدَارِجِ عَلَي استِوَاءٍ وَ مُقَابَلَةٍ كَنَحوِ مَا يُخَطّ بِالأَقدَامِ كَيفَ يأَتيِ بِهِ الِامتِزَاجُ المُهمَلُ عَلَي شَكلٍ وَاحِدٍ لَا يَختَلِفُ وَ لَو كَانَ بِالإِهمَالِ لَعَدِمَ الِاستِوَاءَ وَ لَكَانَ مُختَلِفاً تَأَمّل رِيشَ الطّيرِ كَيفَ هُوَ فَإِنّكَ تَرَاهُ مَنسُوجاً كَنَسجِ الثّوبِ مِن سُلُوكٍ دِقَاقٍ قَد أُلّفَ بَعضُهُ إِلَي بَعضٍ كَتَألِيفِ الخَيطِ إِلَي الخَيطِ وَ الشّعرَةِ إِلَي الشّعرَةِ ثُمّ تَرَي ذَلِكَ النّسجَ إِذَا مَدَدتَهُ يَنفَتِحُ قَلِيلًا وَ لَا يَنشَقّ لِتُدَاخِلَهُ الرّيحُ فَيَقِلّ الطّائِرُ إِذَا طَارَ وَ تَرَي فِي وَسَطِ الرّيشَةِ عَمُوداً غَلِيظاً مَتِيناً قَد نُسِجَ عَلَيهِ ألّذِي هُوَ مِثلُ الشّعرِ لِيُمسِكَهُ بِصَلَابَتِهِ وَ هُوَ القَصَبَةُ التّيِ فِي وَسَطِ الرّيشَةِ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ أَجوَفُ لِيَخِفّ عَلَي الطّائِرِ وَ لَا يَعُوقَهُ عَنِ الطّيَرَانِ هَل رَأَيتَ يَا مُفَضّلُ هَذَا الطّائِرَ الطّوِيلَ السّاقَينِ وَ عَرَفتَ مَا لَهُ مِنَ المَنفَعَةِ فِي طُولِ سَاقَيهِ فَإِنّهُ أَكثَرُ ذَلِكَ فِي ضَحضَاحٍ مِنَ المَاءِ فَتَرَاهُ بِسَاقَينِ طَوِيلَينِ كَأَنّهُ رَبِيئَةٌ فَوقَ مَرقَبٍ وَ هُوَ يَتَأَمّلُ مَا يَدِبّ فِي المَاءِ فَإِذَا رَأَي شَيئاً مِمّا يَتَقَوّتُ بِهِ خَطَا خُطُوَاتٍ
صفحه : 67
رَقِيقاً حَتّي يَتَنَاوَلَهُ وَ لَو كَانَ قَصِيرَ السّاقَينِ وَ كَانَ يَخطُو نَحوَ الصّيدِ لِيَأخُذَهُ يُصِيبُ بَطنُهُ المَاءَ فَيَثُورُ وَ يَذعَرُ مِنهُ فَيَتَفَرّقُ عَنهُ فَخُلِقَ لَهُ ذَلِكَ العَمُودَانِ لِيُدرِكَ بِهِمَا حَاجَتَهُ وَ لَا يَفسُدَ عَلَيهِ مَطلَبُهُ تَأَمّل ضُرُوبَ التّدبِيرِ فِي خَلقِ الطّائِرِ فَإِنّكَ تَجِدُ كُلّ طَائِرٍ طَوِيلِ السّاقَينِ طَوِيلَ العُنُقِ وَ ذَلِكَ لِيَتَمَكّنَ مِن تَنَاوُلِ طُعمِهِ مِنَ الأَرضِ وَ لَو كَانَ طَوِيلَ السّاقَينِ قَصِيرَ العُنُقِ لَمَا استَطَاعَ أَن يَتَنَاوَلَ شَيئاً مِنَ الأَرضِ وَ رُبّمَا أُعِينَ مَعَ طُولِ العُنُقِ بِطُولِ المَنَاقِيرِ لِيَزدَادَ الأَمرُ عَلَيهِ سُهُولَةً لَهُ وَ إِمكَاناً أَ فَلَا تَرَي أَنّكَ لَا تُفَتّشُ شَيئاً مِنَ الخِلقَةِ إِلّا وَجَدتَهُ عَلَي غَايَةِ الصّوَابِ وَ الحِكمَةِ انظُر إِلَي العَصَافِيرِ كَيفَ تَطلُبُ أُكلَهَا بِالنّهَارِ فهَيَِ لَا تَفقِدُهُ وَ لَا هيَِ تَجِدُهُ مَجمُوعاً مُعَدّاً بَل تَنَالُهُ بِالحَرَكَةِ وَ الطّلَبِ وَ كَذَلِكَ الخَلقُ كُلّهُ فَسُبحَانَ مَن قَدّرَ الرّزقَ كَيفَ قَوّتَهُ فَلَم يَجعَل مِمّا لَا يُقدَرُ عَلَيهِ إِذ جَعَلَ لِلخَلقِ حَاجَةً إِلَيهِ وَ لَم يَجعَلهُ مَبذُولًا يَنَالُهُ بِالهُوَينَا إِذَا كَانَ لَا صَلَاحَ فِي ذَلِكَ فَإِنّهُ لَو كَانَ يُوجَدُ مَجمُوعاً مُعَدّاً كَانَتِ البَهَائِمُ تَتَقَلّبُ عَلَيهِ وَ لَا تَتَقَلّعُ عَنهُ حَتّي تَبشَمَ فَتَهلِكَ وَ كَانَ النّاسُ أَيضاً يَصِيرُونَ بِالفَرَاغِ إِلَي غَايَةِ الأَشَرِ وَ البَطَرِ حَتّي يَكثُرَ الفَسَادُ وَ يَظهَرَ الفَوَاحِشُ أَ عَلِمتَ مَا طُعمُ هَذِهِ الأَصنَافِ مِنَ الطّيرِ التّيِ لَا تَخرُجُ إِلّا بِاللّيلِ كَمِثلِ البُومِ وَ الهَامِ وَ الخُفّاشِ قُلتُ لَا يَا موَلاَيَ
صفحه : 68
قَالَ إِنّ مَعَاشَهَا مِن ضُرُوبٍ تَنتَشِرُ فِي هَذَا الجَوّ مِنَ البَعُوضِ وَ الفَرَاشِ وَ أَشبَاهِ الجَرَادِ وَ اليَعَاسِيبِ وَ ذَلِكَ أَنّ هَذِهِ الضّرُوبَ مَبثُوثَةٌ فِي الجَوّ لَا يَخلُو مِنهَا مَوضِعٌ وَ اعتَبِر ذَلِكَ بِأَنّكَ إِذَا وَضَعتَ سِرَاجاً بِاللّيلِ فِي سَطحٍ أَو عَرصَةِ دَارٍ اجتَمَعَ عَلَيهِ مِن هَذَا شَيءٌ كَثِيرٌ فَمِن أَينَ يأَتيِ ذَلِكَ كُلّهُ إِلّا مِنَ القُربِ فَإِن قَالَ قَائِلٌ إِنّهُ يأَتيِ مِنَ الصحّاَريِ وَ البرَاَريِ قِيلَ لَهُ كَيفَ يوُاَفيِ تِلكَ السّاعَةَ مِن مَوضِعٍ بَعِيدٍ وَ كَيفَ يُبصِرُ مِن ذَلِكَ البُعدِ سِرَاجاً فِي دَارٍ مَحفُوفَةٍ بِالدّورِ فَيَقصِدُ إِلَيهِ مَعَ أَنّ هَذِهِ عِيَاناً تَتَهَافَتُ عَلَي السّرَاجِ مِن قُربٍ فَيَدُلّ ذَلِكَ عَلَي أَنّهَا مُنتَشِرَةٌ فِي كُلّ مَوضِعٍ مِنَ الجَوّ فَهَذِهِ الأَصنَافُ مِنَ الطّيرِ تَلتَمِسُهَا إِذَا خَرَجَت فَتَتَقَوّتُ بِهَا فَانظُر كَيفَ وُجّهَ الرّزقُ لِهَذِهِ الطّيُورِ التّيِ لَا تَخرُجُ إِلّا بِاللّيلِ مِن هَذِهِ الضّرُوبِ المُنتَشِرَةِ فِي الجَوّ وَ اعرِف ذَلِكَ المَعنَي فِي خَلقِ هَذِهِ الضّرُوبِ المُنتَشِرَةِ التّيِ عَسَي أَن يَظُنّ ظَانّ أَنّهَا فَضلٌ لَا مَعنَي لَهُ خُلِقَ الخُفّاشُ خِلقَةً عَجِيبَةً بَينَ خِلقَةِ الطّيرِ وَ ذَوَاتِ الأَربَعِ بَل هُوَ إِلَي ذَوَاتِ الأَربَعِ أَقرَبُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ ذُو أُذُنَينِ نَاشِزَتَينِ وَ أَسنَانٍ وَ وَبَرٍ وَ هُوَ يَلِدُ وِلَاداً وَ يَرضِعُ وَ يَبُولُ وَ يمَشيِ إِذَا مَشَي عَلَي أَربَعٍ وَ كُلّ هَذَا خِلَافُ صِفَةِ الطّيرِ ثُمّ هُوَ أَيضاً مِمّا يَخرُجُ بِاللّيلِ وَ يَتَقَوّتُ مِمّا يسَريِ فِي الجَوّ مِنَ الفَرَاشِ وَ مَا أَشبَهَهُ وَ قَد قَالَ القَائِلُونَ إِنّهُ لَا طُعمَ لِلخُفّاشِ وَ إِنّ غِذَاءَهُ مِنَ النّسِيمِ وَحدَهُ وَ ذَلِكَ يَفسُدُ وَ يَبطُلُ مِن جِهَتَينِ إِحدَاهُمَا خُرُوجُ مَا يَخرُجُ مِنهُ مِنَ الثّفلِ وَ البَولِ فَإِنّ هَذَا لَا يَكُونُ مِن غَيرِ طُعمٍ وَ الأُخرَي أَنّهُ ذُو أَسنَانٍ وَ لَو كَانَ لَا يَطعَمُ شَيئاً لَم يَكُن لِلأَسنَانِ فِيهِ مَعنًي وَ لَيسَ فِي الخِلقَةِ شَيءٌ لَا مَعنَي لَهُ وَ أَمّا المَآرِبُ فِيهِ فَمَعرُوفَةٌ حَتّي أَنّ زِبلَهُ يَدخُلُ فِي
صفحه : 69
بَعضِ الأَعمَالِ وَ مِن أَعظَمِ الأَربِ فِيهِ خِلقَتُهُ العَجِيبَةُ الدّالّةُ عَلَي قُدرَةِ الخَالِقِ جَلّ ثَنَاؤُهُ وَ تَصَرّفِهِ فِيمَا شَاءَ كَيفَ شَاءَ لِضَربٍ مِنَ المَصلَحَةِ فَأَمّا الطّائِرُ الصّغِيرُ ألّذِي يُقَالُ لَهُ ابنُ تُمّرَةَ فَقَد عَشّشَ فِي بَعضِ الأَوقَاتِ فِي بَعضِ الشّجَرِ فَنَظَرَ إِلَي حَيّةٍ عَظِيمَةٍ قَد أَقبَلَت نَحوَ عُشّهِ فَاغِرَةً فَاهَا لِتَبلَعَهُ فَبَينَمَا هُوَ يَتَقَلّبُ وَ يَضطَرِبُ فِي طَلَبِ حِيلَةٍ مِنهَا إِذ وَجَدَ حَسَكَةً فَحَمَلَهَا فَأَلقَاهَا فِي فَمِ الحَيّةِ فَلَم تَزَلِ الحَيّةُ تلَتوَيِ وَ تَتَقَلّبُ حَتّي مَاتَت أَ فَرَأَيتَ لَو لَم أُخبِركَ بِذَلِكَ كَانَ يَخطُرُ بِبَالِكَ أَو بِبَالِ غَيرِكَ أَنّهُ يَكُونُ مِن حَسَكَةٍ مِثلُ هَذِهِ المَنفَعَةِ العَظِيمَةِ أَو يَكُونُ مِن طَائِرٍ صَغِيرٍ أَو كَبِيرٍ مِثلُ هَذِهِ الحِيلَةِ اعتَبِر بِهَذَا وَ كَثِيرٍ مِنَ الأَشيَاءِ تَكُونُ فِيهَا مَنَافِعُ لَا تُعرَفُ إِلّا بِحَادِثٍ يُحدَثُ بِهِ وَ الخَبَرِ[ أَو خَبَرٍ]يُسمَعُ بِهِ انظُر إِلَي النّحلِ وَ احتِشَادِهِ فِي صَنعَةِ العَسَلِ وَ تَهيِئَةِ البُيُوتِ المُسَدّسَةِ وَ مَا تَرَي فِي ذَلِكَ اجتِمَاعَهُ مِن دَقَائِقِ الفِطنَةِ فَإِنّكَ إِذَا تَأَمّلتَ العَمَلَ رَأَيتَهُ عَجِيباً لَطِيفاً وَ إِذَا رَأَيتَ المَعمُولَ وَجَدتَهُ عَظِيماً شَرِيفاً مَوقِعُهُ مِنَ النّاسِ وَ إِذَا رَجَعتَ إِلَي الفَاعِلِ أَلفَيتَهُ غَبِيّاً جَاهِلًا بِنَفسِهِ فَضلًا عَمّا سِوَي ذَلِكَ ففَيِ هَذَا أَوضَحُ الدّلَالَةِ عَلَي أَنّ الصّوَابَ وَ الحِكمَةَ فِي هَذِهِ الصّنعَةِ لَيسَت لِلنّحلِ بَل هيَِ للِذّيِ طَبَعَهُ عَلَيهَا وَ سَخّرَهُ فِيهَا لِمَصلَحَةِ النّاسِ انظُر إِلَي هَذِهِ الجَرَادِ مَا أَضعَفَهُ وَ أَقوَاهُ فَإِنّكَ إِذَا تَأَمّلتَ خَلقَهُ رَأَيتَهُ كَأَضعَفِ
صفحه : 70
الأَشيَاءِ وَ إِن دَلَفَت عَسَاكِرُهُ نَحوَ بَلَدٍ مِنَ البُلدَانِ لَم يَستَطِع أَحَدٌ أَن يَحمِيَهُ مِنهُ أَ لَا تَرَي أَنّ مَلِكاً مِن مُلُوكِ الأَرضِ لَو جَمَعَ خَيلَهُ وَ رَجِلَهُ ليِحَميَِ بِلَادَهُ مِنَ الجَرَادِ لَم يَقدِر عَلَي ذَلِكَ أَ فَلَيسَ مِنَ الدّلَائِلِ عَلَي قُدرَةِ الخَالِقِ أَن يَبعَثَ أَضعَفَ خَلقِهِ إِلَي أَقوَي خَلقِهِ فَلَا يَستَطِيعُ دَفعَهُ انظُر إِلَيهِ كَيفَ يَنسَابُ عَلَي وَجهِ الأَرضِ مِثلَ السّيلِ فيَغُشيِ السّهلَ وَ الجَبَلَ وَ البَدوَ وَ الحَضَرَ حَتّي يَستُرَ نُورَ الشّمسِ بِكَثرَتِهِ فَلَو كَانَ مِمّا يُصنَعُ باِلأيَديِ مَتَي كَانَ يَجتَمِعُ مِنهُ هَذِهِ الكَثرَةُ وَ فِي كَم مِن سَنَةٍ كَانَ يَرتَفِعُ فَاستَدِلّ بِذَلِكَ عَلَي القُدرَةِ التّيِ لَا يَئُودُهَا شَيءٌ وَ لَا يُكثِرُ عَلَيهَا تَأَمّل خَلقَ السّمَكِ وَ مُشَاكَلَتَهُ لِلأَمرِ ألّذِي قُدّرَ أَن يَكُونَ عَلَيهِ فَإِنّهُ خُلِقَ غَيرَ ذيِ قَوَائِمَ لِأَنّهُ لَا يَحتَاجُ إِلَي المشَيِ إِذَا كَانَ مَسكَنُهُ المَاءَ وَ خُلِقَ غَيرَ ذيِ رِئَةٍ لِأَنّهُ لَا يَستَطِيعُ أَن يَتَنَفّسَ وَ هُوَ مُنغَمِسٌ فِي اللّجّةِ وَ جُعِلَت لَهُ مَكَانَ القَوَائِمِ أَجنِحَةٌ شِدَادٌ يَضرِبُ بِهَا فِي جَانِبَيهِ كَمَا يَضرِبُ المَلّاحُ بِالمَجَاذِيفِ جاَنبِيَِ السّفِينَةِ وَ كسُيَِ جِسمُهُ قُشُوراً مِتَاناً مُتَدَاخِلَةً كَتَدَاخُلِ الدّرُوعِ وَ الجَوَاشِنِ لِتَقِيَهُ مِنَ الآفَاتِ فَأُعِينَ بِفَضلِ حِسّ فِي الشّمّ لِأَنّ بَصَرَهُ ضَعِيفٌ وَ المَاءُ يَحجُبُهُ فَصَارَ يَشَمّ الطّعمَ مِنَ البُعدِ البَعِيدِ فَيَنتَجِعُهُ وَ إِلّا فَكَيفَ يَعلَمُ بِهِ بِمَوضِعِهِ وَ اعلَم أَنّ مِن فِيهِ إِلَي صِمَاخَيهِ مَنَافِذَ فَهُوَ يَعُبّ المَاءَ بِفِيهِ وَ يُرسِلُهُ مِن صِمَاخَيهِ فَيَتَرَوّحُ إِلَي ذَلِكَ كَمَا يَتَرَوّحُ غَيرُهُ مِنَ الحَيَوَانِ إِلَي أَن تَنَسّمَ هَذَا النّسِيمَ فَكّرِ الآنَ فِي كَثرَةِ نَسلِهِ وَ مَا خُصّ بِهِ
صفحه : 71
مِن ذَلِكَ فَإِنّكَ تَرَي فِي جَوفِ السّمَكَةِ الوَاحِدَةِ مِنَ البَيضِ مَا لَا يُحصَي كَثرَةً وَ العِلّةُ فِي ذَلِكَ أَن يَتّسِعَ لِمَا يغَتذَيِ بِهِ مِن أَصنَافِ الحَيَوَانِ فَإِنّ أَكثَرَهَا يَأكُلُ السّمَكَ حَتّي أَنّ السّبَاعَ أَيضاً فِي حَافَاتِ الآجَامِ عَاكِفَةٌ عَلَي المَاءِ أَيضاً كيَ تُرصِدَ السّمَكَ فَإِذَا مَرّ بِهَا خَطِفَتهُ فَلَمّا كَانَتِ السّبَاعُ تَأكُلُ السّمَكَ وَ الطّيرُ يَأكُلُ السّمَكَ وَ النّاسُ يَأكُلُونَ السّمَكَ وَ السّمَكُ يَأكُلُ السّمَكَ كَانَ مِنَ التّدبِيرِ فِيهِ أَن يَكُونَ عَلَي مَا هُوَ عَلَيهِ مِنَ الكَثرَةِ فَإِذَا أَرَدتَ أَن تَعرِفَ سَعَةَ حِكمَةِ الخَالِقِ وَ قِصَرَ عِلمِ المَخلُوقِينَ فَانظُر إِلَي مَا فِي البِحَارِ مِن ضُرُوبِ السّمَكِ وَ دَوَابّ المَاءِ وَ الأَصدَافِ وَ الأَصنَافِ التّيِ لَا تُحصَي وَ لَا تُعرَفُ مَنَافِعُهَا إِلّا الشيّءُ بَعدَ الشيّءِ يُدرِكُهُ النّاسُ بِأَسبَابٍ تُحدَثُ مِثلُ القِرمِزِ فَإِنّهُ إِنّمَا عَرَفَ النّاسُ صِبغَهُ بِأَنّ كَلبَةً تَجُولُ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ فَوَجَدَت شَيئاً مِنَ الصّنفِ ألّذِي يُسَمّي الحَلَزُونَ فَأَكَلَتهُ فَاختَضَبَ خَطمُهَا بِدَمِهِ فَنَظَرَ النّاسُ إِلَي حُسنِهِ فَاتّخَذُوهُ صِبغاً وَ أَشبَاهُ هَذَا مِمّا يَقِفُ النّاسُ عَلَيهِ حَالًا بَعدَ حَالٍ وَ زَمَاناً بَعدَ زَمَانٍ
توضيح وأوكدها أي أوكد الأشياء وأحوجها إلي هذاالنوع من الخلق هذه الصناعات ويمكن أن يكون فعلا والضمير راجعا إلي جنس البشر أي ألزمها وألهمها هذه الصناعات و لايبعد إرجاعه إلي الكف أيضا والململم بفتح اللامين المجتمع المدور المصموم واليمام حمام الوحش و في حياة الحيوان قال الأصمعي إنه الحمام الوحشي الواحدة يمامة و قال الكسائي هي التي تألف البيوت و قال الحمر بضم الحاء المهملة وتشديد الميم وبالراء المهملة ضرب من الطير كالعصفور وروي أبوداود الطيالسي والحاكم و قال صحيح الإسناد عن ابن مسعود قال كنا عند النبي ص فدخل رجل غيضة فأخرج منها بيضة حمرة فجاءت
صفحه : 72
الحمرة تزف علي رسول الله ص وأصحابه فقال لأصحابه أيكم فجع هذه فقال رجل يا رسول الله أخذت بيضها و في رواية الحاكم فريخها فقال ص رده رده رحمة لها انتهي . و في القاموس الحمر كصرد طائر وتشدد الميم والمودع بفتح الدال المستريح ونير الفدان الخشبة المعترضة في عنق الثورين والدببة كعنبة جمع الدب والعين بالفتح الغلظ في الجسم والخشونة والخطم بالفتح من كل دابة مقدم أنفه وفمه والجحفلة بمنزلة الشفة للبغال والحمير والخيل والحياء الفرج والمراد بمراقي البطن ماارتفع منه من وسطه أوقرب منه والوضر الدرن . و قال الدميري ذكر القزويني أن فرج الفيلة تحت إبطها فإذا كان وقت الضراب ارتفع وبرز للفحل حتي يتمكن من إتيانها فسبحان من لايعجزه شيء.أقول سيأتي أحوال الفيل في باب المسوخ إن شاء الله و قال الدميري الزرافة بفتح الزاي وضمها مخففة الراء وهي حسنة الخلق طويلة اليدين قصيرة الرجلين مجموع يديها ورجليها نحو عشرة أذرع رأسها كرأس الإبل وقرنها كقرن البقر وجلدها كجلد النمر وقوائمها وأظلافها كالبقر وذنبها كذنب الظبي ليس لها ركب في رجليها إنما ركبتاها في يديها و إذامشت قدمت الرجل اليسري واليد اليمني بخلاف ذوات الأربع كلها فإنها تقدم اليد اليسري و الرجل اليمني و في طبعها التودد والتأنس وتجتر وتبعر و لماعلم الله تعالي أن قوتها في الشجر
صفحه : 73
جعل يديها أطول من رجليها وتستعين بذلك علي الرعي منها و في تاريخ ابن خلكان في ترجمة محمد بن عبد الله العتبي البصري الأخباري الشاعر أنه كان يقول الزرافة بفتح الزاي وضمها الحيوان المعروف وهي متولدة بين ثلاثة حيوانات الناقة الوحشية والبقر الوحشية والضبعان و هوالذكر من الضباع فيقع الضبعان علي الناقة فيأتي بولد بين الناقة والضبع فإن كان الولد ذكرا وقع علي البقرة فتأتي بالزرافة و ذلك في بلاد الحبشة ولذلك قيل لها الزرافة وهي في الأصل الجماعة فلما تولدت من جماعة قيل لها ذلك والعجم يسمونها أشتر گاو پلنگ و قال قوم إنها متولدة من حيوانات وسبب ذلك اجتماع الدواب والوحوش في القيظ عندالمياه فتتسافد فيلقح منها مايلقح ويمتنع مايمتنع وربما سفد الأنثي من الحيوان ذكور كثيرة فتختلط مياهها فيأتي منها خلق مختلف الصور والأشكال والألوان والجاحظ لايرتضي هذاالقول و يقول إنه جهل شديد لايصدر إلاعمن لاتحصيل لديه لأن الله تعالي يَخلُقُ ما يَشاءُ و هونوع من الحيوان قائم بنفسه كقيام الخيل والحمير ومما يحقق ذلك أنه يلد مثله و قدشوهد ذلك . و قال السمع بكسر السين ولد الذئب من الضبع و هوسبع مركب فيه شدة الضبع وقوتها وجرأة الذئب وخفته ويزعمون أنه كالحية لايعرف العلل و لايموت حتف أنفه و أنه أسرع عدوا من الريح و قال القرد حيوان معروف وجمعه قرود و قديجمع علي قردة بكسر القاف
صفحه : 74
وفتح الراء المهملة والأنثي قردة بكسر القاف وإسكان الراء وجمعها قرد بكسر القاف وفتح الراء وبالدال في آخره مثل قربة وقرب وكنيته أبوخالد و أبوحبيب و أبوزنة و أبوقشة و هوحيوان قبيح مليح ذكي سريع الفهم يتعلم الصنعة أهدي ملك النوبة إلي المتوكل قردا خياطا وآخر صائغا و أهل اليمن يعلمون القردة القيام بحوائجهم حتي أن البقال والقصاب يعلم القردة حفظ الدكان حتي يعود صاحبه ويعلم السرقة فيسرق نقل الشيخان عن القاضي حسين أنه قال لوعلم قرد النزول إلي الدار وإخراج المتاع ثم نقب وأرسل القرد فأخرج المتاع ينبغي أن لايقطع لأن للحيوان اختيارا وروي عن أحمد بن طاهر أنه قال شهدت بالرملة قردا صائغا فإذاأراد أن ينفخ أشار إلي رجل حتي ينفخ له انتهي . وسيأتي سائر أحواله في باب المسوخ . وشحيج البغل والحمار صوتهما والأسراب جمع السرب و هوالقطيع من الظبا والقطا والخيل ونحوها والمها جمع المهاة وهي البقر الوحشية. قال الدميري وقيل المها نوع من البقر الوحشي والأنثي من المها إذاحملت هربت من البقر و من طبعها الشبق والذكر لفرط شهوته يركب ذكرا آخرا والمها أشبه شيءبالمعز الأهلية وقرونها صلاب جدا ومخها يطعم صاحب القولنج ينفعه نفعا و من استصحب معه شعبة من قرن المها نفرت منه السباع و إذابخر بقرنه أوجلده أوظفره في بيت نفرت منه الحيات ورماد قرنه يذر علي السن المتأكلة يسكن وجعها وشعره إذابخر به بيت هربت منه الفأر والخنافس و إذاأحرق قرنه وجعل في طعام صاحب حمي الربع فإنها تزول عنه و إذاشرب في شيء من الأشربة زاد في الباه وقوي العصب وزاد في الإنعاظ و إذانفخ في أنف الراعف قطع
صفحه : 75
دمه و إذاأحرق قرناه حتي يصيرا رمادا وأديفا بخل وطلي به موضع البرص مستقبل الشمس فإنه يزول و إذااستف منه مقدار مثقال فإنه لايخاصم أحدا إلاغلب عليه والوعل بالفتح وككتف تيس الجبل والجمع أوعال ووعول قال الدميري الوعل بفتح الواو وكسر العين المهملة الأروي و هوالتيس الجبلي و في طبعه أنه يأوي إلي الأماكن الوعر الخشنة و لايزال مجتمعا فإذا كان وقت الولادة تفرق و إذااجتمع في ضرع أنثي لبن امتصته والذكر إذاعجز عن النزو أكل البلوط فتقوي شهوته و إذا لم يجد الأنثي انتزع المني بالامتصاص من فيه و ذلك إذاجذبه الشبق و في طبعه أنه إذاأصابه جرح طلب الخضرة التي في الحجارة فيمصها ويجعلها في الجرح فيبرأ و إذاأحس بقناص و هو في مكان مرتفع استلقي علي ظهره ثم يزج نفسه فينحدر و يكون قرناه وهما في رأسه إلي عجزه يقيانه مايخشي من الحجارة ويسرعان به لملوستهما علي الصفا انتهي . والأيل بضم الهمزة وكسرها وفتح الياء المشددة وكسيد الذكر من الأوعال ويقال هو ألذي يسمي بالفارسية گوزن والجمع أياييل قال الدميري وأكثر أحواله شبيهة ببقر الوحش و إذاخاف من الصيد يرمي نفسه من رأس الجبل و لايتضرر بذلك وعدد سني عمره العقد التي في قرنه و إذالسعته الحية أكل السرطان ويصادق السمك فهو يمشي إلي الساحل ليري السمك والسمك يقرب من البر ليراه والصيادون يعرفون هذافيلبسون جلده ليقصدهم السمك فيصطادون
صفحه : 76
منه و هومولع بأكل الحيات يطلبها حيث وجدها وربما لسعته فتسيل دموعه إلي نقرتين تحت محاجر عينيه يدخل الإصبع فيهافتجمد تلك الدموع فتصير كالشمع فيتخذ درياقا لسم الحيات و هوالبادزهر الحيواني وأجوده الأصفر وأماكنه بلاد السند والهند وفارس و إذاوضع علي لسع الحيات والعقارب نفعها و إن أمسكه شارب السم في فيه نفعه و له في دفع السموم خاصية عجيبة و هذاالحيوان لاتنبت له قرون إلا بعدمضي سنتين من عمره فإذانبت قرناه نبتا مستقيمين كالوتدين و في الثالثة يتشعب و لاتزال التشعب في زيادة إلي تمام ست سنين فحينئذ يكونان كشجرتين في رأسه ثم بعد ذلك يلقي قرنيه في كل سنة مرة ثم ينبتان فإذانبتا تعرض بهما للشمس ليصلبا والأيل في نفسه جبان دائم الرعب و هويأكل الحيات أكلا ذريعا و إذاأكل الحيات بدأ بأكل ذنبها إلي رأسها و هويلقي قرونه في كل سنة و ذلك إلهام من الله تعالي لماللناس فيها من المنفعة لأن الناس يطردون بقرنه كل دابة سوء وييسر عسر الولادة وينفع الحوامل ويخرج الدود من البطن إذاأحرق جزء منه ولعق بالعسل . و قال أرسطو إن هذاالنوع يصاد بالصفير والغناء و لاينام مادام يسمع ذلك فالصيادون يشغلونه بذلك ويأتونه من ورائه فإذارأوه قداسترخت أذناه أخذوه وذكر من عصب لالحم و لاعظم وقرنه مصمت لاتجويف فيه ويسمن هذاالحيوان سمنا كثيرا فإذااتفق له ذلك هرب خوفا من أن يصاد و إن الأيائل تأكل الأفاعي في الصيف فتحمي وتلتهب لحرارتها فتطلب الماء فإذارأته امتنعت من شربه وحامت عليه تتنسمه لأنها لوشربته في تلك الحالة فصادف الماء السم ألذي في أجوافها هلكت فلاتزال تمتنع من شرب الماء حتي يطول بهاالزمان فيذهب ثوران السم ثم تشربه فلايضرها و إذابخر بقرنه طرد الهوام و كل ذي سم و إذاأحرق
صفحه : 77
قرنه واستيك به قلع الصفرة والحفر من الأسنان وشد أصولها و من علق عليه شيئا من أجزائه لم ينم مادام عليه و إذاجفف قضيبه وسفي هيج الباه و إذاشرب دمه فتتت الحصاة التي في المثانة انتهي . والقانص الصائد والمراد بالتمثيل ماذكر الله تعالي في قصة هابيل المعرة الأذي قوله ع لايعقل لعل المراد أن هذه الأمور بمحض لطفه سبحانه حيث يلهمهم ذلك لابعقل وروية. و قال الفيروزآبادي الدلفين بالضم دابة بحرية تنجي الغريق و قال الدميري الدلفين ضبطه الجوهري في باب السين بضم الدال فقال الدخس مثل الصرد دابة في البحر تنجي الغريق تمكنه من ظهرها تستعين علي السباحة وتسمي الدلفين و قال بعضهم إنه خنزير البحر و هودابة تنجي الغريق و هوكثير بأواخر نيل مصر من جهة البحر المالح لأنه يقذف به البحر إلي النيل وصفته كصفة الزق المنفوخ و له رأس صغير جدا و ليس في دواب البحر دابة لها رئة سواه ولذا يسمع منه النفخ والنفس و هو إذاظفر بالغريق كان أقوي الأسباب في نجاته لأنه لايزال يدفعه إلي البر حتي ينجيه و لايؤذي أحدا و لايأكل إلاالسمك وربما ظهر علي وجه الماء كأنه ميت و هويلد ويرضع وأولاده تتبعه حيث ذهب و لايلد إلا في الصيف و في طبعه الأنس وخاصة بالصبيان و إذاصيد جاءت دلافين كثيرة لقتال صائده و إذالبث في العمق حينا حبس نفسه وصعد بعد ذلك مسرعا مثل السهم لطلب النفس فإن كانت بين يديه سفينة وثب وثبة وارتفع بها عن
صفحه : 78
السفينة و لايري منها ذكر إلا مع أنثي انتهي . و قال الفيروزآبادي التنين كسكين حية عظيمة و قال الدميري ضرب من الحيات كأكبر ما يكون منها و قال القزويني في عجائب المخلوقات إنه شر من الكوسج في فمه أنياب مثل أسنة الرماح و هوطويل كالنخلة السحوق أحمر العينين مثل الدم واسع الفم والجوف براق العينين يبتلع كثيرا من الحيوانات يخافه حيوان البر والبحر إذاتحرك يموج البحر لشدة قوته وأول أمره تكون حية متمردة تأكل من دواب البر ماتري فإذاكثر فسادها احتملها ملك وألقاها في البحر فتفعل في دواب البحر ماكانت تفعل بدواب البر فيعظم بدنها فيبعث الله تعالي إليها ملكا يحملها ويلقيها إلي يأجوج ومأجوج وروي بعضهم أنه رأي تنينا طوله نحو فرسخين ولونه مثل لون النمر مفلسا مثل فلوس السمك بجناحين عظيمين علي هيئة جناحي السمك ورأسه كرأس الإنسان لكنه كالتل العظيم وأذناه طويلتان وعيناه مدورتان كبيرتان جدا انتهي . وأقول لم أر في كلامهم اختطاف السحاب للتنين و قال الفيروزآبادي القيظ صميم الصيف من طلوع الثريا إلي طلوع السهيل والزبية بالضم الحفرة والنشز بالفتح وبالتحريك المكان المرتفع و قال الجوهري الليث الأسد وضرب من العناكب يصطاد الذباب بالوثب ويقال أحال عليه بالسوط يضربه أي أقبل قوله فكذلك أي كفعل الليث و قوله هكذا أي كفعل العنكبوت قال الدميري العنكبوت دويبة تنسج في الهواء وجمعها عناكب والذكر عنكب و
صفحه : 79
وزنه فعللوت وهي قصار الأرجل كبار العيون للواحد ثمانية أرجل وست أعين فإذاأراد صيد الذباب لطأ بالأرض وسكن إلي أطرافه وجمع نفسه ثم وثب علي الذباب فلايخطئه . قال أفلاطون أحرص الأشياء الذباب وأقنع الأشياء العنكبوت فجعل الله رزق أقنع الأشياء أحرص الأشياء فسبحان اللطيف الخبير و هذاالنوع يسمي الذباب ومنها نوع يضرب بالحمرة له زغب و له في رأسه أربع إبر ينهش بها و هو لاينسج بل يحفر بيته في الأرض ويخرج بالليل كسائر الهوام منها الرتيلا قال الجاحظ الرتيل نوع من العناكب وتسمي عقرب الحيات لأنها تقتل الحيات والأفاعي وقيل إنها ستة أنواع وقيل ثمانية وكلها من أصناف العنكبوت و قال الجاحظ ولد العنكبوت أعجب من الفروخ ألذي يخرج إلي الدنيا كاسبا كاسيا لأن ولد العنكبوت يقوي علي النسج ساعة يولد من غيرتلقين و لاتعليم ويبيض ويحضن وأول مايولد يكون دودا صغارا ثم يتغير ويصير عنكبوتا وتكمل صورته عندثلاثة أيام و هويطاول للفساد فإذاأراد الذكر الأنثي جذب بعض خيوط نسجها من الوسط فإذافعل ذلك فعلت الأنثي مثله فلايزالان يتدانيان حتي يتشابكا فيصير بطن الذكر قبالة بطن الأنثي و هذاالنوع من العناكب حكيم و من حكمته أنه يمد السدي ثم يعمل اللحمة ويبتدئ من الوسط ويهيئ موضعا لمايصيده من مكان آخر كالخزانة فإذاوقع شيءفيما نسجه وتحرك عمد إليه وشبك عليه شيئا يضعفه فإذاعلم ضعفه حمله وذهب به إلي خزانته فإذاخرق الصيد من النسج شيئا عاد إليه ورمه و ألذي تنسجه لايخرجه من جوفها بل من خارج جلدها وفمها مشقوق بالطول و هذاالنوع ينسج بيته دائما مثلث الشكل وتكون سعة بيتها بحيث
صفحه : 80
يغيب فيه شخصها انتهي . ويقال وضع عنه أي حط من قدره وأقله أي حمله ورفعه وجسا كدعا صلب ويبس وسحجت جلده فانسحج أي قشرته فانقشر والتقصف التكسر والغريض الطري أي غيرمطبوخ والعجم بالتحريك النوي وتقوقي أي تصيح والمح بضم الميم والحاء المهملة صفرة البيض و في بعض النسخ بالخاء المعجمة وتنقاب أي تنفلق وماء ضحضاح قريب القعر والربيئة بالهمز العين والطليعة ألذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو والمرقب الموضع المشرف يرتفع عليه الرقيب والبشم محركة التخمة بشم كفرح والفراش هي التي تقع في السراج واليعسوب أميرالنحل وطائر أصغر من الجرادة أوأعظم و في القاموس التمرة كقبرة أو ابن تمرة طائر أصغر من العصفور و قال القرمز صبغ أرمني يكون من عصارة دود في آجامهم و قال الحلزون محركة دابة تكون في الرمث أي بعض مراعي الإبل أقول ويظهر من الخبر اتحادهما ويحتمل أن يكون المراد أن من صبغ الحلزون تفطنوا بأعمال القرمز للصبغ لتشابههما. قال الدميري الحلزون دود في جوف أنبوبة حجرية يوجد في سواحل البحار وشطوط الأنهار و هذه الدود تخرج بنصف بدنها من جوف تلك الأنبوبة الصدفية وتمشي يمنة ويسرة تطلب مادة تغتدي بها فإذاأحست برطوبة ولين انبسطت إليها و إذاأحست بخشونة أوصلابة انقبضت وغاصت في جوف الأنبوبة الصدفية حذرا من المؤذي لجسمها و إذاانسابت جرت بيتها معها انتهي .أقول قدأوردنا الخبر بتمامه وشرحناه علي وجه آخر في كتاب التوحيد تذييل نفعه جليل اعلم أنه قدظهر من سياق هذاالخبر في مواضع أن الأعمال الصادرة عن الحيوانات العجم ليست علي جهة الفهم والشعور وإنما هي طبائع طبعت عليها و قدلاح من ظواهر كثير من الآيات والأخبار أن لها شعورا
صفحه : 81
ومعرفة بل لهم تكاليف يعاقبون علي ترك بعضها في الدنيا و علي ترك بعضها في الآخرة لا علي الدوام بل في مدة يحصل فيهاالتقاص بين مظلومها وظالمها و قداختلف الحكماء والمتكلمون من الخاص والعام في ذلك فالحكماء ذهبوا إلي تجرد النفوس الناطقة الإنسانية و إلي أنه لايتأتي إدراك الكلي إلا من المجرد فلذا خصوا إدراكه بالإنسان و أماسائر الحيوانات فتدرك بالقوي الدراكة البدنية الأمور الجزئية كإدراك الشاة معني جزئيا في الذئب يوجب نفورها عنه وأكثر المتكلمين أيضا نفوا عنها الفهم والشعور والعقل التي هي مناط التكليف وأولوا الآيات والأخبار الواردة في ذلك كماعرفت سابقا وسيأتي والحق أنه لم يدل دليل قاطع علي نفي العقل والتكليف عنها مطلقا بل إنما يدل علي أنها ليست في درجة الإنسان في إدراك المعاني الدقيقة والتكاليف العظيمة التي كلف بهاالإنسان والوعد بالنعيم الدائم والوعيد بالعذاب المخلد فيحتمل أن تكون مدركة لبعض الأمور الكلية والمصالح الجلية المتعلقة ببقاء نوعها وغذائها ونموها وملهمة بمعرفة صانعها وطاعة إمام الزمان وسائر الأمور الواردة في الأخبار المعتبرة و لااستحالة في ذلك و لايلزم من ذلك أن تكون كسائر المكلفين مكلفة بجميع التكاليف معاقبة علي ترك كلها وأيضا نفي التكليف لايدل علي سلب العقول والشعور مطلقا فإن المراهقين غيرمكلفين قد يكون لهم من إدراك العلوم وتحقيق المطالب ما لم يحصل لكثير من المكلفين علي أنه يمكن حمل بعض الآيات والأخبار علي أنه تعالي لإظهار المعجز لنبي أووصي أوالكرامة لولي أعطاها في ذلك الوقت عقلا وشعورا بهايصدر منها بعض أقوال العقلاء وأفعالهم كمامر أوأوجد فيهاكلاما أوفعلا بحيث لاتشعر لماذكروا و إن كان بعيدا و أماالقول بأن صدور الأعمال الوثيقة والصنائع الدقيقة منها إنما هي من طبع طبعت عليها من غيرشعور بها وفائدتها ففي غاية البعد ويمكن تأويل مايوهم ذلك في حديث المفضل علي أن المعني أن الله تعالي يلهمها عندحاجة إلي أمر من الأمور ومصلحة من المصالح ذلك من غير أن يحصل لها ذلك العلم بالأخذ من معلم أوبتحصيل تجربة أوالرجوع إلي كتاب كما
صفحه : 82
تتفق تلك الأمور لأكثر أفراد البشر العاقلين كما أن الطفل عندالولادة يلقي عليه شهوة الغذاء والبكاء لتحصيله ويلهم كيفية مص الثدي وأمثال ذلك مما مر شرحه وتفصيله . ولنذكر هنا بعض ماذكره محققو أصحابنا وغيرهم في ذلك فمنها ماذكره السيد المرتضي رضي الله عنه في كتاب الغرر حيث سئل ماالقول في الأخبار الواردة في عمدة كتب من الأصول والفروع بمدح أجناس من الطير والبهائم والمأكولات والأرضين وذم أجناس منها كمدح الحمام والبلبل والقنبر والحجل والدراج و ماشاكل ذلك من فصيحات الطير وذم الفواخت والرخم و مايحكي من أن كل جنس من هذه الأجناس المحمودة ينطق بثناء علي الله تعالي و علي أوليائه ودعاء لهم ودعاء علي أعدائهم و أن كل جنس من هذه الأجناس المذمومة ينطق بضد ذلك من ذم الأولياء ع وكذم الجري و ماشاكله من السمك و مانطق به الجري من أنه مسخ بجحده الولاية وورود الآثار بتحريمه لذلك وكذم الدب والقرد والفيل وسائر المسوخ المحرمة وكذم البطيخة التي كسرها أمير المؤمنين ع فصادفها مرة فقال من النار إلي النار ودحا بها من يده ففار من الموضع ألذي سقطت فيه دخان وكذم الأرضين السبخة والقول بأنها جحدت الولاية أيضا و قدجاء في هذاالمعني مايطول شرحه وظاهره مناف لماتدل العقول عليه من كون هذه الأجناس مفارقة لقبيل مايجوز تكليفه ويسوغ أمره ونهيه و في هذه الأخبار التي أشرنا إليها أن بعض هذه الأجناس يعتقد الحق ويدين به وبعضها يخالفه و هذاكله مناف لظاهر ماالعقلاء عليه . ومنها مايشهد أن لهذه الأجناس منطقا مفهوما وألفاظا تفيد أغراضها وأنها بمنزلة الأعجمي والعربي اللذين لايفهم أحدهما صاحبه و أن شاهد ذلك من قول الله سبحانه فيما حكاه عن سليمان ع يا أَيّهَا النّاسُ عُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ
صفحه : 83
وَ أُوتِينا مِن كُلّ شَيءٍ إِنّ هذا لَهُوَ الفَضلُ المُبِينُ
وكلام النملة أيضا مما حكاه الله سبحانه وكلام الهدهد واحتجاجه وفهمه وجوابه فلينعم بذكر ماعنده مثابا إن شاء الله وبالله التوفيق . وأجاب رضي الله عنه اعلم أن المعول فيما نعتقد علي ماتدل الأدلة عليه من نفي وإثبات فإذادلت الأدلة علي أمر من الأمور وجب أن نبني كل وارد من الأخبار إذا كان ظاهره بخلافه عليه ونسوقه إليه ونطابق بينه وبينه ونخلي ظاهرا إن كان له ونشرط إن كان مطلقا ونخصه إن كان عاما ونفضله إن كان مجملا ونوفق بينه و بين الأدلة من كل طريق اقتضي الموافقة وآل إلي المطابقة و إذاكنا نفعل ذلك و لانحتشمه في ظواهر القرآن المقطوع علي صحته المعلوم وروده فكيف نتوقف عن ذلك في أخبار آحاد لاتوجب علما و لاتثمر يقينا فمتي وردت عليك أخبار فأعرضها علي هذه الجملة وابنها عليها وافعل فيها ماحكمت به الأدلة وأوجبته الحجج العقلية و إن تعذر فيهابناء وتأويل وتخريج وتنزيل فليس غيرالإطراح لها وترك التعريج عليها و لواقتصرنا علي هذه الجملة لاكتفينا فيمن يتدبر ويتفكر و قديجوز أن يكون المراد بذم هذه الأجناس من الطير أنها ناطقة بضد الثناء علي الله وبذم أوليائه ونقص أصفيائه ذم متخذيها ومرتبطيها و أن هؤلاء المغرين بمحبة هذه الأجناس واتخاذها هم الذين ينطقون بضد الثناء علي الله تعالي ويذمون أولياءه وأحباءه فأضاف النطق إلي هذه الأجناس و هولمتخذيها أومرتبطيها للتجاور والتقارب و علي سبيل التجوز والاستعارة كماأضاف الله تعالي السؤال في القرآن إلي القرية وإنما هولأهل القرية و كما قال تعالي وَ كَأَيّن مِن قَريَةٍ عَتَت عَن أَمرِ رَبّها وَ رُسُلِهِ فَحاسَبناها حِساباً شَدِيداً وَ
صفحه : 84
عَذّبناها عَذاباً نُكراً فَذاقَت وَبالَ أَمرِها وَ كانَ عاقِبَةُ أَمرِها خُسراً و في هذاكله حذوف و قدأضيف في الظاهر الفعل إلي من هو في الحقيقة متعلق بغيره والقول في مدح أجناس من الطير والوصف لها بأنها تنطق بالثناء علي الله والمدح لأوليائه يجري علي هذاالمنهاج ألذي نهجناه . فإن قيل كيف يستحق مرتبط هذه الأجناس مدحا بارتباطها ومرتبط بعض آخر ذما بارتباطه حتي علقتم المدح والذم بذلك .قلنا ماجعلنا لارتباط هذه الأجناس حظا في استحقاق مرتبطيها مدحا و لاذما وإنما قلنا إنه غيرممتنع أن تجري عادة المؤمنين الموالين لأولياء الله تعالي والمعادين لأعدائه بأن بالغوا ارتباط أجناس من الطير وكذلك تجري عادة بعض أعداء الله تعالي باتخاذ بعض أجناس الطير فيكون متخذ بعضها ممدوحا لا من أجل اتخاذه لكن لما هو عليه من الاتخاذ الصحيح فيضاف المدح إلي هذه الأجناس و هولمرتبطها والنطق بالتسبيح والدعاء الصحيح إليها و هولمتخذها تجوزا واتساعا وكذلك القول في الذم المقابل للمدح . فإن قيل فلم نهي عن اتخاذ بعض هذه الأجناس إذا كان الذم لايتعلق باتخاذها وإنما يتعلق ببعض متخذيها لكفرهم وضلالهم .قلنا يجوز أن يكون في اتخاذ هذه البهائم المنهي عن اتخاذها وارتباطها مفسدة و ليس يقبح خلقها في الأصل لهذا الوجه لأنها خلقت لينتفع بها من سائر وجوه الانتفاع سوي الارتباط والاتخاذ ألذي لايمتنع تعلق المفسدة به ويجوز أيضا أن يكون في اتخاذ هذه الأجناس المنهي عنها شؤم وطيرة فللعرب في ذلك مذهب معروف ويصح هذاالنهي أيضا علي مذهب من نفي الطيرة علي التحقيق لأن الطيرة والتشؤم و إن كان لاتأثير لهما علي التحقيق فإن النفوس تستشعر ذلك ويسبق
صفحه : 85
إليها مايجب علي كل حال تجنبه والتوقي عنه و علي هذايحمل معني قوله ع لايورد ذو عاهة علي مصح و أماتحريم السمك الجري و ماأشبهه فغير ممتنع لشيء يتعلق بالمفسدة في تناوله كمانقول في سائر المحرمات فأما القول بأن الجري نطق بأنه مسخ لجحده الولاية فهو مما يضحك منه ويتعجب من قائله والملتفت إلي مثله فأما تحريم الدب والقرد والفيل فكتحريم كل محرم في الشريعة والوجه في التحريم لايختلف والقول بأنها ممسوخة إذاتكلفنا حملناه علي أنها كانت علي خلق حميدة غيرمنفور عنها ثم جعلت علي هذه الصور الشنية علي سبيل التنفير عنها والزيادة عن الصد في الانتفاع بهالأن بعض الأحياء لايجوز أن يكون غيره علي الحقيقة والفرق بين كل حيين معلوم ضرورة فكيف يجوز أن يصير حي حيا آخر غيره و إذاأريد بالمسخ هذافهو باطل و إن أريد غيره نظرنا فيه و أماالبطيخة فقد يجوز أن يكون أمير المؤمنين ع لماذاقها ونفر عن طعمها وزادت كراهيته له قال من النار و إلي النار أي هذا من طعام أهل النار و مايليق بعذاب أهل النار كما يقول أحدنا ذلك فيما يستوبيه ويكرهه ويجوز أن يكون فوران الدخان عندالإلقاء لها علي سبيل التصديق لقوله ع من النار و إلي النار وإظهار المعجز له و أماذم الأرضين السبخة والقول بأنها جحدت الولاية فمتي لم يكن محمولا معناه علي ماقدمناه من جحد هذه الأرض وسكانها الولاية لم يكن معقولا ويجري ذلك مجري قوله تعالي وَ كَأَيّن مِن قَريَةٍ عَتَت عَن أَمرِ رَبّها وَ رُسُلِهِ و أماإضافة اعتقاد الحق إلي بعض البهائم واعتقاد الباطل والكفر إلي بعض آخر فمما تخالفه العقول والضرورات لأن هذه البهائم غيرعاقلة و لاكاملة و لامكلفة فكيف تعتقد حقا أوباطلا و إذاورد أثر في ظاهره شيء من هذه المحالات فالوجه فيه إما إطراح أوتأول علي المعني الصحيح و قدنهجنا
صفحه : 86
طريق التأويل وبينا كيف التوصل إليه فأما حكايته تعالي عن سليمان ع يا أَيّهَا النّاسُ عُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ وَ أُوتِينا مِن كُلّ شَيءٍ إِنّ هذا لَهُوَ الفَضلُ المُبِينُفالمراد به أنه علم مايفهم به ماتنطق به الطير وتتداعي في أصواتها وأغراضها ومقاصدها بما يقع منها من صياح علي سبيل المعجزة لسليمان ع و أماالحكاية عن النملة بأنها قالت يا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنّكُم سُلَيمانُفقد يجوز أن يكون المراد به أنه ظهر منها دلالة القول علي هذاالمعني وأشعرت باقي النمل وخوفتهم من الضرر بالمقام و أن النجاة في الهرب إلي مساكنها فتكون إضافة القول إليه مجازا أواستعارة كما قال الشاعر
شكا إلي بعيرة وتحمحم |
. و كما قال الآخر
قالت له العينان سمعا وطاعة |
. ويجوز أن يكون وقع من النملة كلام ذو حروف منظومة كمايتكلم أحدنا يتضمن المعاني المذكورة و يكون ذلك معجزة لسليمان ع لأن الله تعالي سخر له الطير وأفهمه معاني أصواتها علي سبيل المعجز له و ليس هذابمنكر فإن النطق بمثل هذاالكلام المسموع منا لايمتنع وقوعه ممن ليس بمكلف و لاكامل العقل أ لاتري أن المجنون و من لم يبلغ الكمال من الصبيان قديتكلمون بالكلام المتضمن للأغراض و إن كان التكليف والكمال عنهم زائلين والقول فيما حكي عن الهدهد يجري علي الوجهين اللذين ذكرناهما في النملة فلاحاجة بنا إلي إعادتهما و أماحكاية أنه قال لَأُعَذّبَنّهُ عَذاباً شَدِيداً أَو لَأَذبَحَنّهُ أَو ليَأَتيِنَيّ بِسُلطانٍ مُبِينٍ
صفحه : 87
وكيف يجوز أن يكون ذلك في الهدهد و هو غيرمكلف و لايستحق مثله العذاب فالجواب عنه أن العذاب اسم للضرر الواقع و إن لم يكن مستحقا فليس يجري مجري العقاب ألذي لا يكون إلاجزاء علي أمر تقدم فليس يمتنع أن يكون معني لأعذبنه أي لأؤلمنه و يكون الله تعالي قدأباحه الإيلام له كماأباحه الذبح له لضرب من المصلحة كماسخر له الطير يصرفها في منافعه وأغراضه و كل هذا لاينكر في نبي مرسل تخرق له العادات وتظهر علي يده المعجزات وإنما يشتبه علي قوم يظنون أن هذه الحكايات تقتضي كون النملة والهدهد مكلفين و قدبينا أن الأمر بخلاف ذلك . و قال قدس الله روحه أيضا في جواب المسائل الطرابلسيات فأما الاستبعاد في النملة أن تنذر باقي النمل بالانصراف عن الموضع والتعجب من فهم النملة عن الأخري و من أن يخبر عنها بما نطق القرآن به من قوله يا أَيّهَا النّملُ ادخُلُواالآية فهو في غيرموضعه لأن البهيمة قدتفهم عن الأخري بصوت يقع منها أوفعل كثيرا من أغراضها ولهذا نجد الطيور وكثيرا من البهائم يدعو الذكر منها الأنثي بضرب من الصوت يفرق بينه و بين غيره من الأصوات التي لاتقتضي الدعاء والأمر في ضروب الحيوانات وفهم بعضها عن بعض مرادها وأغراضها بفعل يظهر أوصوت يقع أظهر من أن يخفي والتغابي عن ذلك مكابرة فما المنكر علي هذا أن يفهم باقي النمل من تلك النملة التي حكي عنها ماحكي الإنذار والتخويف فقد نري مرارا نملة تستقبل أخري وهي متوجهة إلي جهة فإذاحاذتها وباشرها عادت عن جهتها ورجعت معها وتلك الحكاية البليغة الطويلة لايجب أن تكون النملة قائلة لها و لاذاهبة إليها وإنها لماخوفت من الضرر ألذي أشرف النمل عليه جاز أن يقول الحاكي لهذه الحال تلك الحكاية البليغة المرتبة لأنها لوكانت قائلة ناطقة ومخوفة بلسان وبيان لماقالت إلامثل ذلك و قديحكي العربي عن الفارسي كلاما مرتبا مهذبا
صفحه : 88
مانطق به الفارسي وإنما أشار إلي معناه فقد زال التعجب من الموضعين معا و أي شيءأحسن وأبلغ وأدل علي قوة البلاغة وحسن التصرف في الفصاحة من أن تشعر نملة لباقي النمل بالضرر لسليمان وجنده بما يفهم به أمثالها عنها فيحكي هذاالمعني ألذي هوالتخويف والتنفير بهذه الألفاظ المونقة والترتيب الرائق الصادق وإنما يضل عن فهم هذه الأمور وسرعة الهجوم عليها من لايعرف مواقع الكلام الفصيح ومراتبه ومذاهبه . و قال شارح المقاصد ذهب جمهور الفلاسفة إلي أنه ليست لغير الإنسان من الحيوانات نفوس مجردة مدركة للكليات وبعضهم إلي أننا لانعرف وجود النفس لها لعدم الدليل و لانقطع بالانتفاء لقيام الاحتمال و مايتوهم من أنه لوكانت لها نفوس لكانت إنسانا لأن حقيقته النفس والبدن لا غير ليس بشيء لجواز اختلاف النفسين بالحقيقة وجواز التميز بفصول آخر لانطلع علي حقيقتها وذهب جمع من أهل النظر إلي ثبوت ذلك تمسكا بالمعقول والمنقول أماالمعقول فهو أنانشاهد منها أفعالا غريبة تدل علي أن لها إدراكات عقلية كالنحل في بناء بيوته المسدسة والانقياد لرئيس والنمل في إعداد الذخيرة والإبل والبغل والخيل والحمار في الاهتداء إلي الطريق في الليالي المظلمة والفيل في غرائب أحوال تشاهد منه وكثير من الطيور والحشرات في علاج أمراض تعرض لها إلي غير ذلك من الحيل العجيبة التي يعجز عنها كثير من العقلاء و أماالمنقول فكقوله تعالي وَ الطّيرُ صَافّاتٍالآية و قوله تعالي وَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِالآية و قوله تعالي يا جِبالُ أوَبّيِ مَعَهُ وَ الطّيرَ و قوله تعالي حكاية عن الهدهدأَحَطتُ بِما لَم تُحِط
صفحه : 89
بِهِ وحكاية عن النملةيا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُمالآية. و قال الرازي في المطالب العالية في البحث عن نفوس سائر الحيوانات أماالفلاسفة المتأخرون فقد اتفقوا علي أن لها قوي جسمانية و أنه يمتنع أن تكون لها نفوس مجردة و لم يذكروا في تقريره حجة و لاشبهة و ليس لأحد أن يقول لوكانت نفوسها نفوسا مجردة لوجب كونها مساوية للنفوس البشرية في تمام الماهية فيلزم وقوع الاستواء في العلوم والأخلاق و ذلك محال فإنا نقول الاستواء في التجرد استواء في قيد سلبي و قدعرفت أن الاستواء في القيود السلبية لايوجب الاستواء في تمام الماهية و أماسائر الناس فقد اختلفوا في أنه هل لها نفوس مجردة وهل لها شيء من القوة العقلية أم لافزعم طائفة من أهل النظر و من أهل الأثر أن ذلك ثابت واحتجوا علي صحته بالمعقول والمنقول أماالمعقول فهو أنهم قالوا إنا نشاهد من هذه الحيوانات أفعالا لايصدر إلا من أفاضل العقلاء و ذلك يدل علي أن لها قدرا من العقل وبينوا ذلك بوجوه .الأول أن الفأرة تدخل ذنبها في قارورة الدهن ثم تلحسه و هذاالفعل لايصدر عنها إلالعلمها بمجموع مقدمات فأحدها أنها محتاجة إلي الدهن وثانيها أن رأسها لاتدخل في القارورة وثالثها أن ذنبها تدخل ورابعها أن المقصود حاصل بهذا الطريق فوجب الإقدام عليه .الثاني أن النحل يبني البيوت المسدسة و هذاالشكل فيه منفعتان لايحصلان إلا من المسدس وتقريره أن الأشكال علي قسمين منها أشكال متي ضم بعضها إلي بعض امتلأت العرصة منها إلا أن زواياها ضيقة فتبقي معطلة ومنها أشكال ليست كذلك فالقسم الأول كالمثلثات والمربعات فإنهما و إن امتلأت العرصة منها إلا أن زواياها ضيقة فيبقي معطلة و أماالمسبع والمثمن وغيرهما فزواياها و إن كانت واسعة إلا أنه لاتمتلأ العرصة
صفحه : 90
منها بل يبقي بينها فضاء فأما الشكل المستجمع لكلتا المنفعتين فليس إلاالمسدس و ذلك لأن زواياها واسعة فلايبقي شيء من الجوانب فيه معطلا و إذاضمت المسدسات بعضها إلي بعض لم يبق فيما بينها فرجة ضائعة فإذاثبت أن الشكل الموصوف بهاتين الصفتين هذاالمسدس لاجرم اختار النحل بناء بيوتها علي هذاالشكل و لو لا أنه تعالي أعطاها من الإلهام والذكاء لماحصل هذاالأمر و فيه أعجوبة ثانية وهي أن البشر لايقدر علي بناء البيت المسدس إلابالمسطر والبركار والنحل يبني تلك البيوت من غيرحاجة إلي شيء من الآلات والأدوات . واعلم أن عجائب أحوال النحل في رئاسته و في تدبيره لأحوال الرعية و في كيفية خدمة الرعية لذلك الرئيس كثيرة مذكورة في كتاب الحيوان .الثالث أن النمل يسعي في إعداد الذخيرة لنفسها و ماذاك إلالعلمها بأنها قدتحتاج في الأزمنة المستقبلة إلي الغذاء و لاتكون قادرة علي تحصيله في تلك الأوقات فوجب السعي في تحصيله في هذاالوقت ألذي حصلت فيه القدرة علي تحصيل الذخيرة و من عجائب أحوالها أمور ثلاثة أحدها أنها إذاأحست بنداوة المكان فإنها تشق الحبة بنصفين لعلمها بأن الحبة لوبقيت سالمة ووصلت النداوة إليها لنبت منها وتفسد الحبة علي النملة أما إذاصارت مشقوقة بنصفين لم تنبت وثانيها إذاوصلت النداوة إلي تلك الأشياء ثم طلعت الشمس فإنها تخرج تلك الأشياء من جحرها وتضعها حتي تجف وثالثها أن النملة إذاأخذت في نقل متاعها إلي داخل الجحر أنذر ذلك بنزول الأمطار وهبوب الرياح و هذه الأحوال تدل علي حصول ذكاء عظيم لهذا الحيوان الصغير.الرابع أن العنكبوت تبني بيوتها علي وجه عجيب و ذلك لأنها مانسجت الشبكة التي هي مصيدتها إلا بعد أن تفكرت أنه كيف ينبغي وضعها حتي يصلح لاصطياد الذباب بها و هذه الأفعال فكرية ليست أقل من الأفكار الإنسانية.الخامس أن الجمل والحمار إذاسلكا طريقا في الليلة الظلماء ففي المرة الثانية يقدر علي سلوك ذلك الطريق من غيرإرشاد مرشد و لاتعليم معلم حتي أن
صفحه : 91
الناس إذااختلفوا في ذلك الطريق وقدموا الجمل وتبعوه وجدوا الطريق المستقيم عندمتابعته . وأيضا إن الإنسان لايمكنه الانتقال من بلد إلي بلد إلا عندالاستدلال بالعلامات المخصوصة إما الأرضية كالجبال والرياح أوالسماوية كأحوال الشمس والقمر و أماالقطا فإنه يطير في الهواء من بلد إلي بلد طيرانا سويا من غيرغلط و لاخطاء وكذلك الكراكي تنتقل من طرف من أطراف العالم إلي طرف آخر لطلب الهواء الموافق من غيرغلط البتة فهذا فعل يعجز عنه أفضل البشر و هذاالنوع من الحيوان قادر عليه .السادس أن الدب إذاأراد أن يفترس الثور علم أنه لايمكنه أن يقصده ظاهرا فيقال إنه يستلقي في ممر ذلك الثور فإذاقرب الثور وأراد نطحه جعل قرنيه فيما بين ذراعيه و لايزال ينهش ما بين ذراعيه حتي يثخنه وأيضا أنه يأخذ العصا ويضرب الإنسان حتي يتوهم أنه مات فيتركه وربما عاد يشمه ويتجسس نفسه وأيضا يصعد الشجر أخف صعود ويأخذ الجوز بين كفيه ويضرب ما في أحد كفيه علي ما في الكف الآخر ثم ينفخ فيه ويزيل القشور ويأكل اللب .السابع أن الثعلب إذااجتمع البق الكثير والبعوض الكثير علي جلده أخذ بفيه قطعة من جلد حيوان ميت ثم إنه يضع يده ورجليه في الماء و لايزال يغوص فيه قليلا قليلا فإذاأحس البق والبعوض بالماء أخذت تصعد إلي المواضع الخارجة من الثعلب من الماء ثم إن الثعلب لايزال يغوص قليلا قليلا وتلك الحيوانات ترتفع قليلا قليلا فإذاغاص كل بدنه في الماء وبقي رأسه خارج الماء تصاعد كل تلك الحيوانات إلي الرأس ثم إنه يغوص رأسه في الماء قليلا قليلا فتلك الحيوانات تنتقل إلي تلك الجلدة الميتة وتجتمع فيها فإذاأحس الثعلب بانتقالها إلي تلك الجلدة رماها في الماء وخرج من الماء سليما فارغا عن تلك الحيوانات الموذية و لاشك أنها حيلة عجيبة في دفع الموذيات .
صفحه : 92
الثامن يقال إن من خواص الفرس أن كل واحد منها يعرف صوت الفرس ألذي قاتله والكلاب تتعالج بالعشبة المعروفة لها والفهد إذاسقي الدواء المعروف بخانق الفهد طلب زبل الإنسان فأكله والتمساح تفتح فاها لطائر مخصوص يدخل في فمها وينظف ما بين أسنانها و علي رأس ذلك الطير شيءكالشوك فإذاهم التمساح بالتقام ذلك الطير تأذي من ذلك الشوك ففتح فاه فخرج ذلك الطير والسلحفات تتناول بعدأكل الحية صعترا جبليا ثم تعود قدشوهد ذلك وحكي بعض الثقات المحبين للصيد أنه شاهد الحباري تقاتل الأفعي وتنهزم عنه إلي بقلة تتناول منها ثم تعود و لاتزال تفعل ذلك و كان ذلك الشيخ قاعدا في كن غائر كماتفعله الصيادون وكانت البقلة قريبة في ذلك الموضع فلما اشتغل الحباري بالأفعي قلع الرجل تلك البقلة فعادت الحباري إلي منبتها فأخذت تدور حول منبتها دورانا متتابعا ثم سقطت وماتت فعلم ذلك الرجل أنها كانت تتعالج بأكلها من لسعة الأفعي وتلك البقلة هي الخس البري و أما ابن عرس فإنه يستظهر في قتال الحية بأكل السداب فإن النكهة السدابية مما يكرهها الأفعي والكلاب إذاتدود بطنها أكلت سنبل الحية و إذاجرحت اللقالق بعضها بعضا عالجت تلك الجراحات بالصعتر الجبلي فتأمل من أين حصلت لهذه الحيوانات هذاالطب و هذاالعلاج .التاسع أن القنافذ قدتحس بريح الشمال والجنوب قبل الهبوب فتغير المدخل إلي حجرتها يحكي أنه كان بالقسطنطنية رجل قدجمع مالا كثيرا بسبب أنه كان ينذر بالرياح قبل هبوبها وينتفع الناس بذلك الإنذار و كان السبب فيه قنفذ في داره يفعل الفعل المذكور.العاشر أن الخطاف صناع حسن في اتخاذ العش لنفسه من الطين وقطع الخشب فإذاأعوزه الطين ابتل وتمرغ في التراب ليحمل جناحاه قدرا من الطين و إذاأفرخ بالغ في تعهد الفراخ ويأخذ زرقها بمنقارها ويرميها عن العش ثم
صفحه : 93
تعلمها إلقاء الزرق بالتولية نحو طرف العش .الحادي عشر إذاقرب الصائد من مكان فرخ القبجة ظهرت له القبجة وقربت منه مطيعة لأجل أن يتبعها ثم تذهب إلي جانب آخر سوي جانب فراخها.الثاني عشر ناقر الخشب قلما يجلس علي الأرض بل يجلس علي الشجر وينقر الموضع ألذي يعلم أن فيه دودا.الثالث عشر الغرانيق تصعد في الجو جدا عندالطيران فإن حصل عباب أوسحاب يحجب بعضها عن بعض أحدثت عن أجنحتها حفيفا مسموعا ويصير ذلك الصوت سببا لاجتماعها وعدم تفرقها و إذانامت نامت علي فرد رجل قداضطبعت الرءوس إلاالقائد فإنه ينام مكشوف الرأس فيسرع انتباهه و إذاأحس بأحد أوصوت صاح تنبيها للباقين .الرابع عشر النعامة إذااجتمع لها من بيضها عشرون أوثلاثون قسمتها ثلاثة أثلاث فتدفن ثلثا منها في التراب وثلثا تتركها في الشمس وثلثا تحتضنه فإذاخرجت الفراريخ كسرت ما كان في الشمس وسقت تلك الفراريخ ما فيها من الرطوبات التي ذوبتها الشمس ورققتها فإذاقويت تلك الفراريخ أخرجت الثلث الثاني ألذي دفنته في الأرض وثقبتها و قداجتمع فيهاالنمل والذباب والديدان والحشرات فتجعل تلك الأشياء طعمة لتلك الفراريخ فإذاتم ذلك فقد صارت تلك الفراريخ قادرة علي الرعي والطلب و لاشك أن هذاالطريق حيلة عجيبة في تربية الأولاد. ولنكتف من هذاالنوع بهذا القدر ألذي ذكرناه فإن الاستقصاء فيه مذكور في كتاب الحيوان و قدظهر منها أن هذه الحيوانات قدتأتي بأفعال يعجز أكثر
صفحه : 94
الأذكياء من الناس عنها و لو لاكونها عاقلة فاهمة لماصح شيء من ذلك فهذا مايتعلق بالعقل و أماالنقل فقد تمسكوا في إثبات قولهم بآيات فإحداها قوله تعالي حكاية عن سليمان ع يا أَيّهَا النّاسُ عُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ وَ أُوتِينا مِن كُلّ شَيءٍ إِنّ هذا لَهُوَ الفَضلُ المُبِينُ. والثانية قوله تعالي حَتّي إِذا أَتَوا عَلي وادِ النّملِ قالَت نَملَةٌ يا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُم. والثالثةوَ تَفَقّدَ الطّيرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَ و هذاالتهديد لايعقل إلا مع العاقل . والرابعة قوله تعالي حكاية عن الهدهدأَحَطتُ بِما لَم تُحِط بِهِ إلي آخر الآية. والخامسة قوله وَ الطّيرُ صَافّاتٍ كُلّ قَد عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسبِيحَهُقيل معناه كل من الطير قدعلم صلاته وتسبيحه . قَالَ بَعضُهُم كُنتُ جَالِساً عِندَ أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع فَقَالَ لِي أَ تدَريِ مَا تَقُولُ هَذِهِ العَصَافِيرُ عِندَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ بَعدَ طُلُوعِهَا قُلتُ لَا قَالَ إِنّهَا تُقَدّسُ رَبّهَا وَ تَسأَلُهُ قُوتَ يَومِهَا
.
صفحه : 95
وأقول رأيت في بعض الكتب أن في بعض الأوقات اشتد القحط وعظم حر الصيف و الناس خرجوا إلي الاستسقاء فلما أبلحوا قال خرجت إلي بعض الجبال فرأيت ظبية جاءت إلي موضع كان في الماضي من الزمان مملوا من الماء ولعل تلك الظبية كانت تشرب منه فلما وصلت الظبية إليه ماوجدت فيه شيئا من الماء و كان أثر العطش الشديد ظاهرا علي تلك الظبية فوقفت وحركت رأسها إلي جانب السماء فأطبق الغيم وجاء الغيث الكثير. ثم إن أنصار هذاالقول قالوا لمابينا بالدليل أن هذه الحيوانات تهدي إلي الحيل اللطيفة فأي استبعاد في أن يقال إنها تعرف أن لها ربا ومدبرا وخالقا و هذاتمام القول في دلائل هذه الطائفة. واحتج المنكرون لكونها عاقلة عارفة بأن قالوا لوكانت عاقلة لوجب أن تكون آثار العقل ظاهرة في حقها لأن حصول العقل لها مع أنه لايمكنها الانتفاع البتة بذلك العقل عبث و ذلك لايليق بالفاعل الحكيم إلا أن آثار العقل غيرظاهرة فيهالأنها لاتحترز عن الأفعال القبيحة و لاتميز بين ماينفعها و بين مايضرها فوجب القطع بأنها غيرعاقلة. ولمجيب أن يجيب فيقول إن درجات العلوم والمعارف كثيرة واختلاف النفوس في ماهيتها محتمل فلعل خصوصية نفس كل واحد منها لاتقتضي إلاالنوع المعين من العقل و إلاالقسم المخصوص من المعرفة فإن كان المراد بالعقل جميع العلوم الحاصلة للإنسان فحق أنها ليست عاقلة و إن كان المراد بالعقل معرفة نوع من هذه الأنواع فظاهر أنها موصوفة بهذه المعرفة وبالجملة فالحكم عليها بالثبوت والعدم حكم علي الغيب و لايعلم الغيب إلا الله وليكن هاهنا آخر كلامنا في النفوس الحيوانية و الله أعلم انتهي كلامه .
صفحه : 96
و قال الدميري الغرنيق بضم الغين وفتح النون قال الجوهري والزمخشري إنه طائر أبيض من طير الماء طويل العنق و قال في النهاية إنه الذكر من طير الماء ويقال غرنيق وغرنوق وقيل هوالكركي وقيل الغرانيق والغرانقة طير أسود في حد البط و قال القزويني الغرنيق من الطيور القواطع وهي إذاأحست بتغير الزمان عزمت علي الرجوع إلي بلادها فعند ذلك تتخذ قائدا حارسا ثم تنهض معا فإذاطارت ترتفع في الهواء حتي لايعرض لها شيء من السباع فإذارأت غيما أوغشيها الليل أوسقطت للطعم أمسكت عن الصياح كيلا يحس بهاالعدو و إذاأرادت النوم أدخل كل واحد منها رأسه تحت جناحه لعلمه بأن الجناح أحمل للصدمة من الرأس لما فيه من العين التي هي أشرف الأعضاء والدماغ ألذي هوملاك البدن وينام كل واحد منها قائما علي إحدي رجليه حتي لا يكون نومها ثقيلا و أماقائدها وحارسها فلاينام و لايدخل رأسه في جناحه و لايزال ينظر في جميع الجوانب فإذاأحس بأحد صاح بأعلي صوته انتهي . قوله قداضطبعت أي أدخلت رأسها في ضبعها
صفحه : 97
الآيات المائدةأُحِلّت لَكُم بَهِيمَةُ الأَنعامِالأنعام وَ جَعَلُوا لِلّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الحَرثِ وَ الأَنعامِ نَصِيباً إلي قوله ساءَ ما يَحكُمُونَ و قال سبحانه وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الأَنعامِ إلي قوله ما كانُوا مُهتَدِينَ و قال تعالي وَ مِنَ الأَنعامِ حَمُولَةً وَ فَرشاً إلي آخر الآية النحل وَ الأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فِيها دفِ ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنها تَأكُلُونَ وَ لَكُم فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَ حِينَ تَسرَحُونَ وَ تَحمِلُ أَثقالَكُم إِلي بَلَدٍ لَم تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلّا بِشِقّ الأَنفُسِ إِنّ رَبّكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ وَ الخَيلَ وَ البِغالَ وَ الحَمِيرَ لِتَركَبُوها وَ زِينَةً وَ يَخلُقُ ما لا تَعلَمُونَ و قال سبحانه وَ جَعَلَ لَكُم مِن جُلُودِ الأَنعامِ بُيُوتاً تَستَخِفّونَها يَومَ ظَعنِكُم وَ يَومَ إِقامَتِكُم وَ مِن أَصوافِها وَ أَوبارِها وَ أَشعارِها أَثاثاً وَ مَتاعاً إِلي حِينٍالحج وَ يَذكُرُوا اسمَ اللّهِ فِي أَيّامٍ مَعلُوماتٍ عَلي ما رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعامِ فَكُلُوا مِنها وَ أَطعِمُوا البائِسَ الفَقِيرَ إلي قوله تعالي وَ أُحِلّت لَكُمُ الأَنعامُ إِلّا ما يُتلي عَلَيكُم إلي قوله تعالي وَ البُدنَ جَعَلناها لَكُم مِن شَعائِرِ اللّهِ لَكُم فِيها خَيرٌ إلي قوله عز و جل كَذلِكَ سَخّرناها لَكُم لَعَلّكُم تَشكُرُونَالمؤمنون وَ إِنّ لَكُم فِي الأَنعامِ لَعِبرَةً نُسقِيكُم مِمّا فِي بُطُونِها وَ لَكُم فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَ مِنها تَأكُلُونَ وَ عَلَيها وَ عَلَي الفُلكِ تُحمَلُونَفاطروَ مِنَ النّاسِ وَ الدّوَابّ وَ الأَنعامِ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ كَذلِكَيس وَ خَلَقنا لَهُم مِن مِثلِهِ ما يَركَبُونَ
صفحه : 98
و قال عز و جل أَ وَ لَم يَرَوا أَنّا خَلَقنا لَهُم مِمّا عَمِلَت أَيدِينا أَنعاماً فَهُم لَها مالِكُونَ وَ ذَلّلناها لَهُم فَمِنها رَكُوبُهُم وَ مِنها يَأكُلُونَ وَ لَهُم فِيها مَنافِعُ وَ مَشارِبُ أَ فَلا يَشكُرُونَالزمروَ أَنزَلَ لَكُم مِنَ الأَنعامِ ثَمانِيَةَ أَزواجٍالمؤمن اللّهُ ألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنعامَ لِتَركَبُوا مِنها وَ مِنها تَأكُلُونَ وَ لَكُم فِيها مَنافِعُ وَ لِتَبلُغُوا عَلَيها حاجَةً فِي صُدُورِكُم وَ عَلَيها وَ عَلَي الفُلكِ تُحمَلُونَحمعسق جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجاً وَ مِنَ الأَنعامِ أَزواجاً يَذرَؤُكُم فِيهِالزخرف وَ جَعَلَ لَكُم مِنَ الفُلكِ وَ الأَنعامِ ما تَركَبُونَالغاشيةأَ فَلا يَنظُرُونَ إِلَي الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت.تفسيربَهِيمَةُ الأَنعامِذهب أكثر المفسرين إلي أنها إضافة بيان أوإضافة الصفة إلي الموصوف أريد بهاالأزواج الثمانية والمستفاد من أكثر الأخبار أن بيان حل الأنعام في آيات أخر والمراد هنا بيان الأجنة التي في بطونها وَ روُيَِ فِي الكاَفيِ فِي الحَسَنِ كَالصّحِيحِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَحَدَهُمَا ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأُحِلّت لَكُم بَهِيمَةُ الأَنعامِ فَقَالَ الجَنِينُ فِي بَطنِ أُمّهِ إِذَا أَشعَرَ وَ أَوبَرَ فَذَكَاتُهُ ذَكَاةُ أُمّهِ فَذَلِكَ ألّذِي عَنَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
.فعلي هذاالإضافة بتقدير من أواللام ويمكن حمل الخبر علي أن المراد أن الجنين أيضا داخل في الآية فيكون الغرض بيان الفرد الأخفي أو يكون تحديدا لأول تسميتها بالبهيمة وحلها فلاينافي التعميم قال الطبرسي رحمه الله اختلف في تأويله علي أقوال أحدها أن المراد به الأنعام وإنما ذكر البهيمة للتأكيد فمعناه أحلت لكم الأنعام الإبل والبقر والغنم . وثانيها أن المراد بذلك أجنة الأنعام التي توجد في بطون أمهاتها إذاأشعرت و قدذكيت الأمهات وهي ميتة فذكاتها ذكاة أمهاتها و هوالمروي عن أبي جعفر
صفحه : 99
و أبي عبد الله ع . وثالثها أن بهيمة الأنعام وحشيها كالظبي والبقر الوحشي وحمر الوحش والأولي حمل الآية علي الجميع انتهي والآية تدل علي حل أكل لحوم البهائم بل سائر أجزائها بل جميع الانتفاعات منها إلا ماأخرجه الدليل وَ جَعَلُوا أي مشركو العرب لِلّهِ مِمّا ذَرَأَ أي خلق مِنَ الحَرثِ أي الزرع وَ الأَنعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلّهِ بِزَعمِهِم من غير أن يؤمروا به وَ هذا لِشُرَكائِنايعني الأوثان فَما كانَ لِشُرَكائِهِم فَلا يَصِلُ إِلَي اللّهِ وَ ما كانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلي شُرَكائِهِم وروي أنهم كانوا يعينون شيئا من حرث ونتاج لله ويصرفونه في الضيفان والمساكين وشيئا منهما لآلهتهم وينفقون علي سدنتها ويذبحون عندها ثم إن رأوا ماعينوا لله أزكي بدلوه بما لآلهتهم و إن رأوا مالآلهتهم أزكي تركوه لها حبا لها واعتلوا لذلك بأن الله أغني وروي في المجمع عن أئمتنا ع أنه كان إذااختلط ماجعل للأصنام بما جعل لله ردوه و إذااختلط ماجعل الله بما جعلوه للأصنام تركوه وقالوا الله أغني و إذاانخرق الماء من ألذي لله في ألذي للأصنام لم يسدوه و إذاانخرق من ألذي للأصنام في ألذي لله سدوه وقالوا الله غنيساءَ ما يَحكُمُونَ أي ساء الحكم حكمهم هذاوَ قالُوا هذِهِ أَنعامٌ وَ حَرثٌ حِجرٌ أي حرام لا يَطعَمُها إِلّا مَن نَشاءُيعنون خدمة الأوثان والرجال دون النساءبِزَعمِهِم أي بغير حجةوَ أَنعامٌ حُرّمَت ظُهُورُهايعني البحائر والسوائب والحواميوَ أَنعامٌ لا يَذكُرُونَ
اسمَ اللّهِ عَلَيهَا في الذبح بل يسمون آلهتهم وقيل لايحجون علي ظهورهاافتِراءً عَلَيهِنصب علي المصدرسَيَجزِيهِم بِما كانُوا يَفتَرُونَ وَ قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الأَنعامِيعنون أجنة البحائر والسوائب خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَ مُحَرّمٌ عَلي أَزواجِنا أي إن ولد حياوَ إِن يَكُن مَيتَةً فَهُم فِيهِ شُرَكاءُ أي الذكور والإناث فيه سواءسَيَجزِيهِم وَصفَهُم أي جزاء وصفهم الكذب علي الله في التحليل والتحريم إِنّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ قَد خَسِرَ الّذِينَ قَتَلُوا أَولادَهُم أي بناتهم سَفَهاً بِغَيرِ عِلمٍ وَ حَرّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللّهُ من البحائر ونحوهاافتِراءً عَلَي اللّهِ قَد ضَلّوا وَ ما كانُوا مُهتَدِينَ إلي الحق والصواب وَ مِنَ الأَنعامِ أي وأنشأ من الأنعام .حَمُولَةً وَ فَرشاًقيل فيه وجوه الأول أن الحمولة كبار الإبل أوالأعم والفرش صغارها الدانية من الأرض مثل الفرش المفروش عليها الثاني أن الحمولة مايحمل عليه من الإبل والبقر والفرش الغنم الثالث أن الحمولة كل ماحمل من الإبل والبقر والخيل والبغال والحمير والفرش الغنم روي ذلك عن ابن عباس فكأنه ذهب إلي أنه يدخل في الأنعام الحافر علي وجه التبع . والرابع أن معناه ماينتفعون به في الحمل و مايفترشونه في الذبح فمعني الافتراش الاضطجاع للذبح . والخامس أن الفرش مايفرش من أصوافها وأوبارها أي من الأنعام مايحمل عليه ومنها مايتخذ من أوبارها وأصوافها مايفرش ويبسط وقيل أي مايفرش المنسوج من شعره وصوفه ووبره ويدل علي جواز حمل مايقبل الحمل منها وذبح مايستحق الذبح منها أوافتراش أصوافها وأوبارها وأشعارها.كُلُوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قال الطبرسي رحمه الله أي استحلوا الأكل مما أعطاكم الله و لاتحرموا شيئا منها كمافعله أهل الجاهلية في الحرث والأنعام و علي هذا يكون الأمر علي ظاهره ويمكن أن يكون المراد نفس الأكل فيكون بمعني
صفحه : 101
الإباحة.وَ لا تَتّبِعُوا خُطُواتِ الشّيطانِ قال البيضاوي أي في التحليل والتحريم من عندأنفسكم إِنّهُ لَكُم عَدُوّ مُبِينٌظاهر العداوةثَمانِيَةَ أَزواجٍبدل من حمولة وفرشا أومفعول كلوا و لاتتبعوا معترض بينهما أوفعل دل عليه أوحال من ماء بمعني مختلفة أومتعددة والزوج مامعه آخر من جنسه يزاوجه و قديقال لمجموعهما والمراد الأول .مِنَ الضّأنِ اثنَينِ وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِ قال الطبرسي قدس سره معناه ثمانية أفراد لأن كل واحد من ذلك يسمي زوجا فالذكر زوج الأنثي والأنثي زوج الذكر وقيل معناه ثمانية أصناف مِنَ الضّأنِ اثنَينِيعني الذكر والأنثي وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِالذكر والأنثي والضأن ذوات الصوف من الغنم والمعز ذوات الشعر منه وواحد الضأن ضائن والأنثي ضائنة وواحد المعز ماعز وقيل المراد بالاثنين الأهلي والوحشي من الضأن والمعز والبقر والمراد بالاثنين من الإبل العراب والبخاتي و هوالمروي عن أبي عبد الله ع قُل يا محمدص لهؤلاء المشركين الذين يحرمون ماأحل الله تعالي آلذّكَرَينِ من الضأن والمعزحَرّمَ الله أَمِ الأُنثَيَينِمنهماأَمّا اشتَمَلَت عَلَيهِ أَرحامُ الأُنثَيَينِ أي أم حرم مااشتمل عليه رحم الأنثي من الضأن والأنثي من المعز وإنما ذكر الله هذا علي وجه الاحتجاج عليهم بين به فريتهم وكذبهم علي الله تعالي فيما ادعوا من أن ما في بطون الأنعام حلال للذكور وحرام علي الإناث و غير ذلك مما حرموه فإنهم لوقالوا حرم الذكرين لزمهم أن يكون كل ذكر حراما و لوقالوا حرم الأنثيين لزمهم أن يكون كل أنثي حراما و لوقالوا حرام مااشتملت عليه رحم الأنثي من الضأن والمعز لزمهم تحريم الذكور والإناث فإن أرحام الإناث تشتمل علي الذكور والإناث فيلزمهم بزعمهم تحريم هذاالجنس صغارا وكبارا ذكورا وإناثا و لم يكونوا يفعلون ذلك بل كانوا يخصون
صفحه : 102
بالتحريم بعضا دون بعض فقد لزمتهم الحجة ثم قال نبَئّوُنيِ بِعِلمٍ إِن كُنتُم صادِقِينَمعناه أخبروني بعلم عما ذكرتموه من تحريم ماحرمتموه وتحليل ماحللتموه إن كنتم صادقين في ذلك وَ مِنَ الإِبِلِ اثنَينِ وَ مِنَ البَقَرِ اثنَينِ قُل يا محمدآلذّكَرَينِ حَرّمَ الله منهماأَمِ الأُنثَيَينِ أَمّا اشتَمَلَت عَلَيهِ أَرحامُ الأُنثَيَينِ أَم كُنتُم شُهَداءَ أي حضوراإِذ وَصّاكُمُ اللّهُ بِهذا أي أمركم به وحرمه عليكم حتي تضيفوه إليه وإنما ذكر ذلك لأن طرق العلم إما الدليل ألذي يشترك العقلاء في إدراك الحق به أوالمشاهدة التي يختص بهابعضهم دون بعض فإذا لم يكن أحد من الأمرين سقط المذهب فَمَن أَظلَمُلنفسه مِمّنِ افتَري عَلَي اللّهِ كَذِباً أي أضاف إليه تحريم ما لم يحرمه وتحليل ما لم يحلله لِيُضِلّ النّاسَ بِغَيرِ عِلمٍ أي يعمل عمل القاصد إلي إضلالهم من أجل دعائه إياهم إلي ما لايثق بصحته مما لايأمن أن يكون فيه هلاكهم و إن لم يقصد إضلالهم إِنّ اللّهَ لا يهَديِ القَومَ الظّالِمِينَ إلي الثواب لأنهم مستحقون العقاب الدائم بكفرهم وضلالهم .أقول وسيأتي تفسير سائر الآيات في الأبواب الآتية.وَ الأَنعامَ خَلَقَها قال الطبرسي قدس سره معناه وخلق الأنعام من الماء كماخلقكم منه لقوله وَ اللّهُ خَلَقَ كُلّ دَابّةٍ مِن ماءٍ وأكثر مايتناول الأنعام الإبل ويتناول البقر والغنم أيضا و في اللغة هي ذوات الأخفاف والأظلاف دون ذوات الحوافرلَكُم فِيها دفِ ءٌ أي لباس عن ابن عباس وغيره وقيل مايستدفأ به مما يعمل من صوفها ووبرها وشعرها فيدخل فيه الأكيسة واللحف والملبوسات والمبسوطات وغيرها قال الزجاج أخبر سبحانه أن في الأنعام مايدفئنا و لم يقل ولكم فيها مايكنكم من البرد لأن ماستر من الحر ستر من البرد و قال
صفحه : 103
في موضع آخرسَرابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرّفعلم أنها تقي البرد أيضا فكذلك هاهنا وقيل إن معناه وخلق الأنعام لكم أي لمنافعكم ثم ابتدأ وأخبر فقال فِيها دفِ ءٌ وَ مَنافِعُ أي ولكم فيهامنافع أخر من الحمل والركوب وإثارة الأرض والدر والنسل وَ مِنها تَأكُلُونَ أي و من لحومها تأكلون وَ لَكُم فِيها جَمالٌ أي حسن منظر وزينةحِينَ تُرِيحُونَ أي حين تردونها إلي مراحها و هوحيث تأوي إليه ليلاوَ حِينَ تَسرَحُونَ أي ترسلونها بالغداة إلي مراعيها وأحسن ماتكون إذاراحت عظاما ضروعها ممتلية بطونها منتصبة أسنمتها وكذلك إذاسرحت إلي المراعي رافعة رءوسها فيقول الناس هذاجمال فلان ومواشيه فيكون له فيهاجمال وَ تَحمِلُ أَثقالَكُم أي أمتعتكم إِلي بَلَدٍ لَم تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلّا بِشِقّ الأَنفُسِ أي وتحمل الإبل وبعض البقر أحمالكم الثقيلة إلي بلد بعيد لايمكنكم أن تبلغوه من دون الأحمال إلابمشقة وكلفة تلحق أنفسكم فكيف تبلغونه مع الأحمال لو لا أن الله سخر هذه الأنعام لكم حتي حملت أثقالكم إلي أين شئتم وقيل إن الشق معناه الشطر والنصف فيكون المراد إلابأن يذهب شطر قوتكم أي نصف قوة الأنفس وقيل معناه تحمل أثقالكم إلي مكة لأنها من بلاد الفلوات عن ابن عباس وعكرمةإِنّ رَبّكُم لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ أي ذو رأفة ورحمة ولذلك أنعم عليكم بخلق هذه الأنعام ابتداء منه بهذا الإنعام .وَ الخَيلَ أي وخلق لكم الخيل وَ البِغالَ وَ الحَمِيرَ لِتَركَبُوها في حوائجكم وتصرفاتكم وَ زِينَةً أي ولتتزينوا بها من الله سبحانه علي خلقه بأن خلق لهم من الحيوان مايركبونه ويتجملون به و ليس في هذا مايدل علي تحريم أكل لحومها
صفحه : 104
وَ يَخلُقُ ما لا تَعلَمُونَ من أصناف الحيوان والنبات والجماد لمنافعكم وَ جَعَلَ لَكُم مِن جُلُودِ الأَنعامِ أي الأنطاع والأدم بُيُوتاً تَستَخِفّونَها أي خياما وقبابا يخف عليكم حملها في أسفاركم يَومَ ظَعنِكُم أي ارتحالكم من مكان إلي مكان وَ يَومَ إِقامَتِكُم أي اليوم ألذي تنزلون موضعا تقيمون فيه أي لايثقل عليكم في الحالين وَ مِن أَصوافِها وهي للضأن وَ أَوبارِها وهي للإبل وَ أَشعارِها وهي للمعزأَثاثاً أي مالا عن ابن عباس وقيل أنواعا من متاع البيت من الفرش والأكيسة وقيل طنافس وبسطا وثيابا وكسوة والكل متقارب وَ مَتاعاًتتمتعون به ومعاشا تتجرون فيه إِلي حِينٍ أي إلي يوم القيامة أو إلي وقت الموت ويحتمل أن يكون المراد به موت المالك أوموت الأنعام وقيل إلي وقت البلي والفناء و فيه إشارة إلي أنها فانية فلاينبغي للعاقل أن يختارها علي نعيم الآخرة انتهي . قوله سبحانه عَلي ما رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعامِيدل علي حل الأنعام الثلاثة والتسمية عندذبحها علي بعض الوجوه إِلّا ما يُتلي عَلَيكُم أي تحريمه من الميتة والمنخنقة والموقوذة و ما لم يذكر اسم الله عليه وسائر ماسيأتي. و قال الطبرسي رحمه الله البدن جمع بدنة وهل الإبل المبدنة بالسمن قال الزجاج يقولون بدنت الإبل أي سمنتها وقيل أصل البدن الضخم و كل ضخم بدن وقيل البدن الناقة والبقرة مما يجوز في الهدي والأضاحيمِن شَعائِرِ اللّهِ أي من أعلام دينه وقيل من أعلام مناسك الحج لَكُم فِيها خَيرٌ أي نفع في الدنيا والآخرة وقيل أراد
صفحه : 105
بالخير ثواب الآخرةكَذلِكَ سَخّرناها لَكُم أي ذللناها لكم حتي لاتمتنع عما تريدون منها من النحر والذبح بخلاف السباع الممتنعة ولتنتفعوا بركوبها وحملها ونتاجها نعمة منا عليكم لَعَلّكُم تَشكُرُونَ ذلك وَ إِنّ لَكُم فِي الأَنعامِ لَعِبرَةً أي دلالة تستدلون بها علي قدرة الله تعالي نُسقِيكُم مِمّا فِي بُطُونِهاأراد به اللبن وَ لَكُم فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ في ظهورها وألبانها وأولادها وأصوافها وأشعارهاوَ مِنها تَأكُلُونَ أي من لحومها وأولادها والتكسب بهاوَ عَلَيهايعني علي الإبل الخاصةوَ عَلَي الفُلكِ تُحمَلُونَ و هذاكقوله وَ حَمَلناهُم فِي البَرّ وَ البَحرِ أما في البر فالإبل و أما في البحر فالسفن وَ مِنَ النّاسِ وَ الدّوَابّالتي تدب علي وجه الأرض وَ الأَنعامِكالإبل والغنم والبقرمُختَلِفٌ أَلوانُهُ كَذلِكَ أي كاختلاف الثمرات والجبال وَ خَلَقنا لَهُم مِن مِثلِهِ ما يَركَبُونَ أي وخلقنا لهم من مثل سفينة نوح سفنا يركبون فيها وقيل إن المراد به الإبل وهي سفن البر عن مجاهد وقيل مثل السفينة من الدواب كالإبل والبقر والحمير عن الجبائيأَ وَ لَم يَرَوا أي أ و لم يعلمواأَنّا خَلَقنا لَهُم أي لمنافعهم مِمّا عَمِلَت أَيدِينا أي مما ولينا خلقه بإبداعنا وإنشائنا لم نشارك في خلقه و لم نخلقه بإعانة معين واليد في اللغة علي أقسام منها الجارحة ومنها النعمة ومنها القوة ومنها تحقيق الإضافة يقال في معني النعمة لفلان عندي يد بيضاء وبمعني القدرة تلقي فلان قولي باليدين أي بالقوة والتقبل ويقولون هذا ماجنت يداك و هوالمعني في الآية و إذا قال الواحد منا عملت هذابيدي دل ذلك علي انفراده بعمله من غير أن يكله إلي
صفحه : 106
أحدأَنعاماًيعني الإبل والبقر والغنم فَهُم لَها مالِكُونَ و لو لم نخلقها لماملكوها و لماانتفعوا بها وبألبانها وركوبها ولحومها وقيل فهم لها ضابطون قاهرون لم نخلقها وحشية نافرة منهم لايقدرون علي ضبطها فهي مسخرة لهم و هو قوله وَ ذَلّلناها لَهُم أي سخرناها لهم حتي صارت منقادةفَمِنها رَكُوبُهُم وَ مِنها يَأكُلُونَقسم الأنعام بأن جعل منها مايركب ومنها مايذبح فينتفع بلحمه ويؤكل قال مقاتل الركوب الحمولة يعني الإبل والبقروَ لَهُم فِيها مَنافِعُ وَ مَشارِبُفمن منافعها لبس أصوافها وأشعارها وأوبارها وأكل لحومها وركوب ظهرها إلي غير ذلك من أنواع المنافع الكثيرة فيها والمشارب من ألبانهاأَ فَلا يَشكُرُونَ الله علي هذه النعم .وَ أَنزَلَ لَكُم مِنَ الأَنعامِ ثَمانِيَةَ أَزواجٍ فيه وجوه أحدها أن معني الإنزال هنا الإحداث والإنشاء كقوله قَد أَنزَلنا عَلَيكُم لِباساً و لم ينزل اللباس ولكن أنزل الماء ألذي هوسبب القطن والصوف واللباس يكون منهما فكذلك الأنعام تكون بالنبات والنبات بالماء. والثاني أنه أنزلها بعد أن خلقها في الجنة عن الجبائي قال و في الخبر الشاة من دواب الجنة والإبل من دواب الجنة والثالث أن المعني جعلها نزلا ورزقا لكم ويعني بالأزواج الثمانية من الأنعام الإبل والبقر والغنم الضأن والمعز من كل صنف اثنان هما زوجان .أقول و قال البيضاويوَ أَنزَلَ لَكُم أي وقضي أوقسم لكم فإن قضاياه توصف بالنزول من السماء حيث كتب في اللوح أوأحدث بأسباب نازلة منها كأشعة
صفحه : 107
الكواكب والأمطاراللّهُ ألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَنعامَ قال في المجمع من الإبل والبقر والغنم لِتَركَبُوا مِنها أي لتنتفعوا بركوبهاوَ مِنها تَأكُلُونَيعني أن بعضها للركوب والأكل كالإبل والبقر وبعضها للأكل كالأغنام وقيل المراد بالأنعام هاهنا الإبل خاصة لأنها التي تركب وتحمل عليها في أكثر العادات واللام في قوله لِتَركَبُوالام الغرض و إذا كان الله تعالي خلق هذه الأنعام وأراد أن ينتفع خلقه بها و كان جل جلاله لايريد القبيح و لاالمباح فلابد أن يكون أراد انتفاعهم بها علي وجه القربة إليه والطاعة له وَ لَكُم فِيها مَنافِعُ من جهة ألبانها وأصوافها وأوبارها وأشعارهاوَ لِتَبلُغُوا عَلَيها حاجَةً فِي صُدُورِكُمبأن تركبوها وتبلغوا المواضع التي تقصدونها بحوائجكم وَ عَلَيها أي و علي الأنعام وهي الإبل هناوَ عَلَي الفُلكِ أي و علي السفن تُحمَلُونَيعني علي الإبل في البر و علي الفلك في البحر تحملون في الأسفار.جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم قال البيضاوي من جنسكم أَزواجاًنساءوَ مِنَ الأَنعامِ أَزواجاً أي وخلق للأنعام من جنسها أزواجا أوخلق لكم من الأنعام أصنافا أوذكورا وإناثايَذرَؤُكُميكثركم من الذرء و هوالبث فِيهِ في هذاالتدبير و هوجعل الناس والأنعام أزواجا يكون بينهم توالد فإنه كالمنبع للبث والتكثير.أَ فَلا يَنظُرُونَ إِلَي الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت قال الطبرسي قدس سره كانت الإبل عيشا من عيشهم فيقول أ فلايتفكرون فيها و مايخرج الله من ضروعهامِن بَينِ فَرثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشّارِبِينَ يقول كماصنعت هذالهم فكذلك أصنع لأهل الجنة في الجنة وقيل معناه أ فلايعتبرون بنظرهم إلي الإبل و ماركبه الله عليه من عجيب الخلق فإنه مع عظمته وقوته يذلله الصغير فينقاد له بتسخير الله إياه لعباده فيبركه ويحمل عليه ثم يقوم و ليس ذلك في غيره من ذوات الأربع فلايحمل علي شيءمنها
صفحه : 108
إلا و هوقائم فأراهم الله سبحانه هذه الآية فيه ليستدلوا علي توحيده بذلك وسئل الحسن عن هذه الآية وقيل له الفيل أعظم من الإبل في الأعجوبة فقال أماالفيل فالعرب بعيد العهد بها ثم هوخنزير لايركب ظهرها و لايؤكل لحمها و لايحلب درها والإبل من أعز مال العرب وأنفسه تأكل النوي والقت وتخرج اللبن ويأخذ الصبي بزمامها فيذهب بهاحيث شاء مع عظمها في نفسها ويحكي أن فأرة أخذت تجرها وهي تتبعها حتي دخلت الجحر فجرت الزمام وبركت الناقة فجرت فقربت فمها من جحر الفأر انتهي . و قال الرازي للإبل خواص منها أنه تعالي جعل الحيوان ألذي يقتني أصنافا شتي فتارة يقتني ليؤكل لحمه وتارة ليشرب لبنه وتارة ليحمل الإنسان في الأسفار وتارة لينقل أمتعة الإنسان من بلد إلي بلد وتارة ليكون به زينة وجمال و هذه المنافع بأسرها حاصلة في الإبل و إن شيئا من سائر الحيوانات لاتجتمع فيه هذه الخصال . وثانيها أنه في كل واحد من هذه الخصال أفضل من الحيوان ألذي لاتوجد فيه إلا هذه الخصلة لأنها إن جعلت حلوبة سقت فأروت الكثير و إن جعلت أكولة أطعمت وأشبعت الكثير و إن جعلت ركوبة أمكن أن يقطع بها من المسافة المديدة ما لايمكن قطعه بحيوان آخر و ذلك لماركب فيها من القوة علي مداومته علي السير والصبر علي العطش والاجتزاء من العلوفات ما لايجتزئ به حيوان آخر و إن جعلت حمولة استقلت بحمل الأحمال الثقلية التي لايستقل بهاسواها ومنها
صفحه : 109
أن هذاالحيوان كان أعظم الحيوانات وقعا في قلوب العرب ولذلك جعلوا دية قتل الإنسان إبلا و كان ملوكهم إذاأرادوا المبالغة في إعطاء الشاعر ألذي جاء من المكان البعيد أعطوه مائة بعير لأن امتلاء العين منه أشد من امتلاء العين من غيره ولهذا قال ولكم فيهاجمال الآية ومنها أني كنت مع جماعة في مفازة فضللنا الطريق فقدموا جملا وتبعوه فكان ذلك الإبل ينعطف من تل إلي تل و من جانب إلي جانب والجميع كانوا يتبعونه حتي وصل إلي الطريق بعدزمان طويل و هذا من قوة تخيل ذلك الحيوان بالمرة الواحدة كيف انحفظت في خياله صورة تلك المعاطف حتي أن ألذي عجز جمع من العقلاء إلي الاهتداء إليه فإن ذلك الحيوان اهتدي إليه . ومنها أنها مع كونها في غاية القوة علي العمل مباينة لغيرها في الانقياد والطاعة لأضعف الحيوانات كالصبي ومباينة لغيرها أيضا في أنها يحمل عليها وهي باركة ثم تقوم فهذه الصفات الكثيرة الموجودة فيهاتوجب علي العاقل أن ينظر في خلقتها وتركيبها ويستدل بذلك علي وجود الصانع الحكيم سبحانه ثم إن العرب من أعرف الناس بأحوال الإبل في صحتها وسقمها ومنافعها ومضارها فلهذه الأسباب حسن من الحكيم تعالي أن يأمر بالتأمل في خلقتها.أقول و قال الدميري في حياة الحيوان الإبل الجمال وهي اسم واحد يقع علي
صفحه : 110
الجمع ليس بجمع و لااسم جمع إنما هودال علي الجنس وَ رَوَي ابنُ مَاجَه أَنّ النّبِيّص قَالَ الإِبِلُ عِزّ لِأَهلِهَا وَ الغَنَمُ بَرَكَةٌ وَ الخَيرُ مَعقُودٌ فِي نوَاَصيِ الخَيلِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
والإبل من الحيوان العجيب و إن كان عجبها سقط من أعين الناس لكثرة رؤيتهم لها و هو أنه حيوان عظيم الجسم شديد الانقياد ينهض بالحمل الثقيل ويبرك به وتأخذ زمامة فأرة تذهب به حيث شاءت وتحمل علي ظهره بيتا يقعد فيه الإنسان مع مأكوله ومشروبه وملبوسه وظروفه ووسائده كما في بيته وتتخذ للبيت سقفا و هويمشي بكل هذه ولهذا قال تعالي أَ فَلا يَنظُرُونَ إِلَي الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت و عن بعض الحكماء أنه حدث عن البعير وعظم خلقه و كان قدنشأ بأرض لاإبل بهاففكر ثم قال يوشك أن تكون طوال الأعناق وحين أراد الله بها أن تكون سفائن البر صبرها علي احتمال العطش حتي أن ظمأها يرتفع إلي العشر وجعلها ترعي كل شيءنابت في البراري والمفاوز ما لايرعاه سائر البهائم و في الحديث لاتسبوا الإبل فإن فيهارقوء الدم ومهر الكريمة أي تعطي في الديات فتحقن بهاالدماء فتقطع عن أن يهراق دم القاتل و قال أصحاب الكلام في طبائع الحيوان ليس لشيء من الفحول مثل ماللجمل عندهيجانه إذ يسوء خلقه ويظهر زبده ورغاؤه فلو حمل ثلاثة أضعاف عادته حمل ويقل أكله
وَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَنِ الصّلَاةِ
صفحه : 111
فِي مَبَارِكِ الإِبِلِ فَقَالَ لَا تُصَلّوا فِي مَبَارِكِ الإِبِلِ فَإِنّهَا مِنَ الشّيَاطِينِ وَ سُئِلَ عَنِ الصّلَاةِ فِي مَرَابِضِ الغَنَمِ فَقَالَ صَلّوا فِيهَا فَإِنّهَا بَرَكَةٌ
وَ فِي مُسنَدِ أَحمَدَ وَ الحَاكِمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ أَنّ النّبِيّص دَخَلَ حَائِطاً لِبَعضِ الأَنصَارِ فَإِذَا فِيهِ جَمَلٌ فَلَمّا رَأَي النّبِيّص ذَرَفَت عَينَاهُ فَمَسَحَ النّبِيّص سَنَامَهُ فَسَكَنَ ثُمّ قَالَ مَن رَبّ هَذَا الجَمَلِ فَجَاءَ فَتًي مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ أَ لَا تتَقّيِ اللّهَ فِي هَذِهِ البَهِيمَةِ التّيِ مَلّكَكَ اللّهُ إِيّاهَا فَإِنّهُ يَشكُو إلِيَّ أَنّكَ تُجِيعُهُ وَ تُذِيبُهُ
وَ رَوَي الطبّرَاَنيِّ عَن جَابِرٍ قَالَخَرَجنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي غَزوَةِ ذَاتِ الرّقَاعِ حَتّي إِذَا كُنّا بِحَرّةِ وَاقِمٍ أَقبَلَ جَمَلٌ يَرفُلُ حَتّي دَنَا مِن رَسُولِ اللّهِص فَجَعَلَ يَرغُو عَلَي هَامَتِهِ فَقَالَص إِنّ هَذَا الجَمَلَ يسَتعَديِنيِ عَلَي صَاحِبِهِ يَزعُمُ أَنّهُ كَانَ يَحرُثُ عَلَيهِ مُنذُ سِنِينَ حَتّي أَجرَبَهُ وَ أَعجَفَهُ وَ كَبُرَ سِنّهُ أَرَادَ نَحرَهُ اذهَب يَا جَابِرُ
صفحه : 112
إِلَي صَاحِبِهِ فَأتِ بِهِ قَالَ مَا أَعرِفُهُ قَالَ إِنّهُ سَيَدُلّكَ عَلَيهِ قَالَ فَخَرَجَ بَينَ يدَيَّ مُعنِقاً حَتّي وَقَفَ بيِ مَجلِسَ بنَيِ حَطمَةَ فَقُلتُ أَينَ رَبّ هَذَا الجَمَلِ قَالُوا هَذَا لِفُلَانِ بنِ فُلَانٍ فَجِئتُهُ فَقُلتُ أَجِب رَسُولَ اللّهِ فَخَرَجَ معَيِ حَتّي إِذَا جَاءَ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ جَمَلَكَ يَزعُمُ أَنّكَ حَرَثتَ عَلَيهِ زَمَاناً حَتّي إِذَا أَجرَبتَهُ وَ أَعجَفتَهُ وَ كَبُرَ سِنّهُ أَرَدتَ نَحرَهُ قَالَ وَ ألّذِي بَعَثَكَ بِالحَقّ إِنّ ذَلِكَ كَذَلِكَ قَالَص مَا هَكَذَا جَزَاءُ المَملُوكِ الصّالِحِ ثُمّ قَالَ بِعنِيهِ قَالَ نَعَم فَابتَاعَهُ مِنهُ ثُمّ أَرسَلَهُص فِي الشّجَرِ حَتّي نَصَبَ سَنَامُهُ وَ كَانَ إِذَا اعتَلّ عَلَي بَعضِ المُهَاجِرِينَ وَ الأَنصَارِ مِن نَوَاضِحِهِم شَيءٌ أَعطَاهُ إِيّاهُ فَمَكَثَ كَذَلِكَ زَمَاناً
. و قال البقر اسم جنس يقع علي الذكر والأنثي وإنما دخلته الهاء للوحدة والجمع بقرات و هوحيوان شديد القوة كثير المنفعة خلقه الله ذللا و لم يخلق له سلاحا شديدا كماللسباع لأنه في رعاية الإنسان فالإنسان يدفع عنه عدوه فلو كان له سلاح لصعب علي الإنسان ضبطه والبقر الأجم يعلم أن سلاحه في رأسه فيستعمل محل القرن كماتري في العجاجيل قبل نبات قرونها تنطح برءوسها تفعل ذلك طبعا وهي أجناس منها الجواميس وهي أكثرها ألبانا وأعظمها أجسادا ومنها العراب وهي جرد ملس الألوان ومنها نوع آخر يقال له الدربانة والبقر ينزو ذكورها
صفحه : 113
علي إناثها إذاتمت لها سنة من عمرها في الغالب وهي كثيرة المني و كل الحيوان إناثه أرق صوتا من الذكور إلاالبقر فإن الأنثي أفخم وأجهر و ليس لجنس البقر ثنايا عليا فهي تقطع الحشيش بالسفلي . وذكر صاحب الترغيب والترهيب والبيهقي في الشعب عن ابن عباس أن ملكا من الملوك خرج يتصيد في مملكته مختفيا من الناس فنزل علي رجل له بقرة فراحت عليه تلك البقرة فحلبت مقدار ثلاثين بقرة فحدث الملك نفسه أن يأخذها فلما كان من الغد غدت البقرة إلي مرعاها ثم راحت فحلبت نصف ذلك فدعا الملك صاحبها فقال أخبرني عن بقرتك هذه لم نقص حلابها أ لم يكن مرعاها اليوم مرعاها بالأمس قال بلي ولكن أري الملك أضمر لبعض الرعية سوء فنقص لبنها فإن الملك إذاظلم أوهم بظلم ذهبت البركة قال فعاهد الملك ربه أن لايأخذها و لايظلم أحدا قال فغدت ثم راحت فحلبت حلابها في اليوم الأول فاعتبر الملك بذلك وعدل و قال إن الملك إذاظلم أوهم بظلم ذهبت البركة لاجرم لأعدلن ولأكونن علي أفضل الحالات . و قال الغنم الشاة لاواحد له من لفظه
وَ رَوَي عَبدُ بنُ حُمَيدٍ بِسَنَدِهِ إِلَي عَطِيّةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ افتَخَرَ أَهلُ الإِبِلِ وَ أَهلُ الغَنَمِ عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ السّكِينَةُ وَ الوَقَارُ فِي أَهلِ الغَنَمِ وَ الفَخرُ وَ الخُيَلَاءُ فِي الفَدّادِينَ أَهلِ الإِبِلِ
. و هو في الصحيحين بألفاظ مختلفة منها السكينة في أهل الغنم والفخر والرياء في الفدادين أهل الخيل والوبر و في لفظ الفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أصحاب الشاة.أراد بالسكينة السكون وبالوقار التواضع وأراد بالفخر التفاخر بكثرة
صفحه : 114
المال والجاه و غير ذلك من مراتب أهل الدنيا وبالخيلاء التكبر والتعاظم و منه قوله تعالي إِنّ اللّهَ لا يُحِبّ كُلّ مُختالٍ فَخُورٍ ومراده بالوبر أهل الإبل لأنه لها كالصوف للغنم والشعر للمعز ولذلك قال تعالي وَ مِن أَصوافِها وَ أَوبارِها وَ أَشعارِها أَثاثاً وَ مَتاعاً إِلي حِينٍ و هذا منه ص إخبار عن أكثر حال أهل الغنم و أهل الإبل وأغلبه وقيل أراد به أي بأهل الغنم أهل اليمن لأن أكثرهم أهل الغنم بخلاف ربيعة ومضر فإنهم أصحاب إبل . والغنم علي ضربين ضائنة وماعزة قال الجاحظ واتفقوا علي أن الضأن أفضل من الماعز واستدلوا عليه بأوجه منها أن الله تعالي بدأ بذكر الضأن في القرآن فقال مِنَ الضّأنِ اثنَينِ وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِ ومنها قوله إِنّ هذا أخَيِ لَهُ تِسعٌ وَ تِسعُونَ نَعجَةً ومنهافَدَيناهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ ومما يذكر من فضلها أنها تلد في السنة مرة وتفرد غالبا والمعز تلد مرتين و قدتثني وتثلث والبركة في الضأن أكثر و من ذلك أن الضأن إذارعت شيئا من الكلأ فإنه ينبت و إذارعت الماعز شيئا لاينبت لأن المعز تقلعه من أصولها والضأن ترعي ما علي وجه الأرض وأيضا فإن صوف الضأن أفضل من شعر المعز وأعز قيمة و ليس الصوف إلاللضأن ومنها أنهم كانوا إذامدحوا
صفحه : 115
شخصا قالوا إنما هوكبش و إذاذموه قالوا ما هو إلاتيس ومما أهان الله به التيس أن جعله مهتوك الستر مكشوف القبل والدبر بخلاف الكبش ولذا شبه رسول الله ص المحلل بالتيس المستعار. ومنها أن رءوس الضأن أطيب وأفضل من رءوس الماعز وكذلك لحمها فإن أكل لحم الماعز يحرك المرة السوداء ويولد البلغم ويورث النسيان ويفسد الدم ولحم الضأن عكس ذلك قال أبوزيد يقال لماتضعه الغنم والمعز حالة وضعه سخلة ذكرا كان أوأنثي وجمعها سخل بفتح السين وسخال بكسرها ثم لايزال اسمه ذلك مادام يرضع اللبن ثم يقال للذكر والأنثي بهمة بفتح الباء والجمع بهم بضمها ويقال لولد المعز حين يولد سليل وسليط فإذابلغ أربعة أشهر وفصل عن أمه وأكل من البقل فإن كان من أولاد المعز فهو جفر والأنثي جفرة والجمع جفار فإذاقوي وأتي عليه حول فهو عريض وجمعه عرضان بكسر العين والعتود نوع منه وجمعه أعتدة وعتدان و هو في ذلك جدي والأنثي عناق إذا كان من أولاد المعز ويقال له إذاتبع أمه تلو لأنه يتلو أمه ويقال للجدي أمر بضم الهمزة وتشديد الميم والراء المهملة في آخره ويقال له هلع وهلعة بضم الهاء وتشديد اللام والبكرة العناق أيضا والعطعط الجدي فإذاأتي عليه حول فالذكر تيس والأنثي عنز ثم يكون جذعا في السنة الثانية والأنثي جذعة فإذاطعن في السنة الثالثة فهو ثني والأنثي ثنية فإذاطعن في السنة الرابعة كان رباعيا والأنثي رباعية ثم تكون سدسا والأنثي سدسة ثم يكون ضالعا والأنثي كذلك ويقال ضلع يضلع ضلوعا والجمع الضلع
صفحه : 116
بتشديد اللام و قال الجلان والجلام من أولاد المعز خاصة و في الحديث في الأرنب يصيبها المحرم جلان . قال الجاحظ و قدقالوا في أولاد الضأن كماقالوا في أولاد المعز إلا في مواضع قال الكسائي هي خروف في العريض من أولاد المعز والأنثي خروفة ويقال له حمل والأنثي رخل بفتح الراء المهملة وكسر الخاء المعجمة والجمع رخال بضم الراء و هومما جمع علي غيرقياس كماقالوا في المرضع ظئر وظؤار وللشاة القريبة العهد بالنتاج ربي ورباب والبهمة للذكر والأنثي من أولاد الضأن والمعز جميعا و لايزال كذلك حتي يأكل ويجتر ثم هوقرقر بقافين مكسورتين والجمع قرقار وقرقور و هذاكله حين يأكل ويجتر والجلام بكسر الجيم الجدي أيضا والبذج بفتح الباء والذال المعجمة وبالجيم في آخره من أولاد الضأن خاصة والجمع بذجان . وَ رَوَي ابنُ مَاجَه بِإِسنَادٍ صَحِيحٍ عَن أُمّ هاَنيِ قَالَت إِنّ النّبِيّص قَالَ لَهَا اتخّذِيِ غَنَماً فَإِنّ فِيهَا البَرَكَةَ وَ شَكَت إِلَيهِ امرَأَةٌ أَنّ غَنَمَهَا لَا تَزكُو فَقَالَص مَا أَلوَانُهَا قَالَت سُودٌ فَقَالَ عفَرّيِ أَيِ استبَدلِيِ أَغنَاماً بِيضاً فَإِنّ البَرَكَةَ فِيهَا
وَ فِي الحَدِيثِ صَلّوا فِي مَرَابِضِ الغَنَمِ وَ امسَحُوا رُغَامَهَا
والرغام مايسيل من الأنف .
وَ رَوَي أَبُو دَاوُدَ أَنّ النّبِيّص كَانَت لَهُ مِائَةُ شَاةٍ لَا يُرِيدُ أَن تَزِيدَ وَ كَانَص كُلّمَا وُلِدَت سَخلَةٌ ذَبَحَ مَكَانَهَا شَاةً
صفحه : 117
وَ رَوَي مَالِكٌ وَ أَبُو دَاوُدَ وَ البخُاَريِّ وَ النسّاَئيِّ وَ ابنُ مَاجَه عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يُوشِكُ أَن يَكُونَ خَيرُ مَالِ المُسلِمِ غَنَماً يَتبَعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ وَ مَوَاضِعَ القَطرِ يَفِرّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ
.شعف الجبال بفتح الشين المعجمة والعين المهملة رءوسها وشعف كل شيءأعلاه قال أبوالزناد خص ع الغنم من بين سائر الأشياء حضا علي التواضع وتنبيها علي إيثار الخمول وترك الاستعلاء والظهور و قدرعاها الأنبياء والصالحون
وَ قَالَص مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلّا راَعيَِ غَنَمٍ
وَ أَخبَرَص أَنّ السّكِينَةَ فِي أَهلِ الغَنَمِ
وَ فِي الحَدِيثِ أَنّهُص قَالَ مَا مِن نبَيِّ إِلّا وَ قَد رَعَي الغَنَمَ قِيلَ وَ أَنتَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ وَ أَنَا
.قيل والحكمة أن الله عز و جل جعل الرعي في الأنبياء تقدمة لهم ليكونوا رعاة الخلق وتكون أممهم رعايا لهم
وَ رَوَي الحَاكِمُ فِي مُستَدرَكِهِ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ غَنَماً سُوداً دَخَلَت فِيهَا غَنَمٌ كَثِيرٌ بِيضٌ فَقَالُوا فَمَا أَوّلتَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ العَجَمُ يَشرَكُونَكُم فِي دِينِكُم وَ أَنسَابِكُم قَالُوا العَجَمُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَص لَو كَانَ الإِيمَانُ مُعَلّقاً بِالثّرَيّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنَ العَجَمِ
و في عجائب المخلوقات عن موسي بن عمران ع أنه اجتاز بعين ماء في سفح جبل فتوضأ منها ثم ارتقي الجبل ليصلي إذ أقبل فارس فشرب من ماء العين وترك عنده كيسا فيه دراهم وذهب مارا فجاء بعده راعي غنم فرأي الكيس فأخذه ومضي ثم جاء بعده شيخا عليه أثر البؤس و علي رأسه حزمة حطب فوضعها هناك ثم
صفحه : 118
استلقي ليستريح فما كان إلاقليلا حتي عاد الفارس فطلب كيسه فلم يجده فأقبل علي الشيخ يطالبه فأنكر فلم يزالا كذلك حتي ضربه و لم يزل يضربه حتي قتله فقال موسي يارب كيف العدل في هذه الأمور فأوحي الله إليه أن الشيخ كان قتل أباالفارس و كان علي أب الفارس دين لأب الراعي مقدار ما في الكيس فجري بينهما القصاص وقضي الدين و أناحكم عدل
1- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ يَزِيدَ عَن سُفيَانَ الحرَيِريِّ عَن عَبدِ المُؤمِنِ الأنَصاَريِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص البَرَكَةُ عَشَرَةُ أَجزَاءٍ تِسعَةُ أَعشَارِهَا فِي التّجَارَةِ وَ العُشرُ الباَقيِ فِي الجُلُودِ
قال الصدوق رضي الله عنه يعني بالجلود الغنم وتصديق ذلك ما روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ تِسعَةُ أَعشَارِ الرّزقِ فِي التّجَارَةِ وَ الجُزءُ الباَقيِ فِي السّابِيَاءِ
حَدّثَنَا بِذَلِكَ أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ القَطّانُ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المخَزوُميِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ زَيدٍ عَن أَبِيهِ زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ تِسعَةُ أَعشَارِ الرّزقِ فِي التّجَارَةِ وَ الجُزءُ الباَقيِ فِي السّابِيَاءِ يعَنيِ الغَنَمَ
.بيان قال في النهاية بعدإيراد الرواية في السابياء يريد به النتاج في المواشي وكثرتها يقال إن لآل فلان سابياء أي مواشي كثيرة والجمع السوابي وهي في الأصل الجلدة التي يخرج فيهاالولد وقيل هي المشيمة انتهي .أقول الجلود في الخبر الأول لعله أريد به ذوات الجلود من الحيوانات و في
صفحه : 119
القاموس الجلد محركة الشاة يموت ولدها حين تضع كالجلدة محركة فيهما والكبار من الإبل لاصغار فيها و من الغنم والإبل ما لاأولاد لها و لاألبان وككتاب من الإبل الغزيرات اللبن كالمجاليد أو ما لالبن لها و لانتاج والجلد الذكروَ قالُوا لِجُلُودِهِم لِمَ شَهِدتُم عَلَينا أي لفروجهم
2- الفَقِيهُ، قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اتّقُوا اللّهَ فِيمَا خَوّلَكُم وَ فِي العُجمِ مِن أَموَالِكُم فَقِيلَ لَهُ وَ مَا العُجمُ قَالَ الشّاةُ وَ البَقَرُ وَ الحَمَامُ
3- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، قَالَ أَبُو الجَارُودِ فِي قَولِهِوَ الأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فِيها دفِ ءٌ وَ مَنافِعُ وَ الدفّ ءُ حوَاَشيِ الإِبِلِ وَ يُقَالُ بَل هيَِ الأَدفَاءُ مِنَ البُيُوتِ وَ الثّيَابِ وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِدفِ ءٌ أَي مَا يَستَدفِئُونَ بِهِ مِمّا يُتّخَذُ مِن صُوفِهَا وَ وَبَرِهَا قَولُهُوَ لَكُم فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَ حِينَ تَسرَحُونَ قَالَ حِينَ يَرجِعُ مِنَ المَرعَي وَ حِينَ تَسرَحُونَ حِينَ يَخرُجُ إِلَي المَرعَي قَولُهُوَ تَحمِلُ أَثقالَكُم إِلي بَلَدٍ لَم تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلّا بِشِقّ الأَنفُسِ قَالَ إِلَي مَكّةَ وَ المَدِينَةِ وَ جَمِيعِ البُلدَانِ ثُمّ قَالَوَ الخَيلَ وَ البِغالَ وَ الحَمِيرَ لِتَركَبُوها وَ لَم يَقُل عَزّ وَ عَلَا لِتَركَبُوهَا وَ تَأكُلُوهَا كَمَا قَالَ فِي الأَنعَامِوَ يَخلُقُ ما لا تَعلَمُونَ قَالَ العَجَائِبَ التّيِ خَلَقَهَا اللّهُ فِي البَرّ وَ البَحرِ
بيان قوله حواشي الإبل أي صغار أولادها و هذاتفسير آخر غيرالتفاسير المشهورة لكنه موافق للغة قال الفيروزآبادي الحشو صغار الإبل كالحاشية و قال
صفحه : 120
الدفّ ءُ بالكسر ويحرك نقيض حدة البرد وإبل مُدفِئَةٌ ومُدفَأَةٌ ومُدَفّأَةٌ ومُدَفّئَةٌ كثير الأوبار والشحوم والدفّ ءُ بالكسر نتاج الإبل وأوبارها والانتفاع بها. و قال الراغب الدف ء خلاف البرد قال تعالي لَكُم فِيها دفِ ءٌ وَ مَنافِعُ و هو لمايدفئ و رجل دفآن وامرأة دفأي وبيت دفيء قوله من البيوت أي الخيم من الشعر والصوف قوله و لم يقل إلي آخره كان غرضه أنها ليست مما أعدت للأكل ورغب في أكلها إلاأنها محرمة فيدل علي كراهتها كما هوالمشهور
4- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن زِيَادٍ القنَديِّ عَن أَبِي وَكِيعٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ عَنِ الحَارِثِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِالغَنَمِ وَ الحَرثِ فَإِنّهُمَا يَرُوحَانِ بِخَيرٍ وَ يَغدُوَانِ بِخَيرٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَأَينَ الإِبِلُ قَالَ تِلكَ أَعنَانُ الشّيَاطِينِ وَ يَأتِيهَا خَيرُهَا مِنَ الجَانِبِ الأَشأَمِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ إِن سَمِعَ النّاسُ بِذَلِكَ تَرَكُوهَا فَقَالَ إِذاً لَا يَعدَمَهَا الأَشقِيَاءُ الفَجَرَةُ
بيان قال في النهاية سئل ع عن الإبل فقال أعنان الشياطين الأعنان النواحي كأنه قال إنها لكثرة آفاتها كأنها من نواحي الشياطين في أخلاقها وطبائعها و في حديث آخر لاتصلوا في أعطان الإبل لأنها خلقت من أعنان الشياطين
صفحه : 121
5- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَن عَلِيّ ع قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص أَيّ المَالِ خَيرٌ قَالَ زَرعٌ زَرَعَهُ صَاحِبُهُ وَ أَصلَحَهُ وَ أَدّي حَقّهُ يَومَ حَصَادِهِ قِيلَ فأَيَّ المَالِ بَعدَ الزّرعِ خَيرٌ قَالَ رَجُلٌ فِي غَنَمَةٍ قَد تَبِعَ بِهَا مَوَاضِعَ القَطرِ يُقِيمُ الصّلَاةَ وَ يؤُتيِ الزّكَاةَ قِيلَ فأَيَّ المَالِ بَعدَ الغَنَمِ خَيرٌ قَالَ البَقَرُ تَغدُو بِخَيرٍ وَ تَرُوحُ بِخَيرٍ قِيلَ فأَيَّ المَالِ بَعدَ البَقَرِ خَيرٌ قَالَ الرّاسِيَاتُ فِي الوَحلِ وَ المُطعِمَاتُ فِي المَحلِ نِعمَ الشيّءُ النّخلُ مَن بَاعَهُ فَإِنّمَا ثَمَنُهُ بِمَنزِلَةِ رَمَادٍ عَلَي رَأسِ شَاهِقٍاشتَدّت بِهِ الرّيحُ فِي يَومٍ عاصِفٍ إِلّا أَن يُخلِفَ مَكَانَهَا قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فأَيَّ المَالِ بَعدَ النّخلِ خَيرٌ فَسَكَتَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ فَأَينَ الإِبِلُ قَالَ فِيهَا الشّقَاءُ وَ الجَفَاءُ وَ العَنَاءُ وَ بُعدُ الدّارِ تَغدُو مُدبِرَةً وَ تَرُوحُ مُدبِرَةً وَ لَا يأَتيِ خَيرُهَا إِلّا مِن جَانِبِهَا الأَشأَمِ أَمَا إِنّهَا لَا تَعدَمُ الأَشقِيَاءَ الفَجَرَةَ
معاني الأخبار، عن أبيه عن علي بن ابراهيم عن أبيه مثله الكافي، عن علي بن ابراهيم
مثله .بيان قدتبع بهاالباء للتعدية أوللمصاحبة أوللسببية أي يتبع لغنمه مواضع قطر السماء ونزول المطر فإذارأي ماء وعشبا نزل هناك تغدو بخير أي بلبن أي تأتي به غدوا ورواحا والخير كل مايرغب فيه و يكون نافعا و قال الراغب الخير والشر يقالان علي وجهين أحدهما أن يكونا اسمين كقوله تعالي وَ لتَكُن مِنكُم أُمّةٌ يَدعُونَ إِلَي الخَيرِ والثاني أن يكونا وصفين وتقديراهما تقدير أفعل منه نحو هذاخير من ذلك وأفضل كقوله تعالي نَأتِ بِخَيرٍ مِنها.
صفحه : 122
قوله الراسيات في الوحل أي النخيل التي نشبت عروقها في الطين وثبتت فيه وهي تطعم أي تثمر في المحل و هوبالفتح الجدب وانقطاع المطر والتخصيص بهالأنها تحمل العطش أكثر من سائر الأشجار قوله فإنما ثمنه هوقائم مقام الخبر كأنه قيل فلايري خيرا لأن ثمنه فلذا خلا عن العائد أو هوخبر بإرجاع ضمير ثمنه إلي الموصول قوله ص بمنزلة رماد اقتباس من قوله تعالي مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِم أَعمالُهُم كَرَمادٍ اشتَدّت بِهِ الرّيحُ فِي يَومٍ عاصِفٍ لا يَقدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلي شَيءٍ والعصف اشتداد الريح وصف به زمانه للمبالغة كقولهم نهاره صائم وليله قائم واشتدت به أي حملته وأسرعت الذهاب به والشاهق المرتفع من الجبال والأبنية وغيرها إلا أن يخلف مكانها أي مثله أوالأعم والأول أظهر والشقاء الشدة والعسر أو هوضد السعادة والجفاء البعد عن الشيء وترك الصلة والبر وغلظ الطبع و في القاموس جفا عليه كذا ثقل وجفا ماله لم يلازمه وأجفي الماشية أتعبها و لم يدعها تأكل . وأقول هنا أكثر المعاني مناسب فإن فيهاغلظ الطبع و من يلازمها يصير كذلك كمايري في الأعراب والجمالين ويبعد عن صاحبه للرعي و إن كان المراد ببعد الدار أيضا ذلك وتتعب صاحبها وتثقل علي صاحبها لقلة منافعها والعناء التعب تغدو مدبرة لأنها تطلب العلف من صاحبها غدوة وليست لها منفعة تداركه وكذا في الرواح أماإنها لاتعدم الأشقياء الفجرة أي أنها مع هذه الخلال لايتركها الأشقياء ويتخذونها للشوكة والرفعة التي فيها و لايصير قولي هذاسببا لتركهم لها و مايروي عن الشيخ البهائي قدس سره أن المعني أن من جملة مفاسدها أنه تكون معها غالبا شرار الناس وهم الجمالون فهذا الخبر و إن كان يحتمله لكن سائر الأخبار مصرحة بالمعني الأول
6-المعَاَنيِ، وَ الخِصَالُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدٍ الأسَدَيِّ عَن صَالِحِ
صفحه : 123
بنِ أَبِي حَمّادٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ أَبِي المِقدَامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الغَنَمُ إِذَا أَقبَلَت أَقبَلَت وَ إِذَا أَدبَرَت أَقبَلَت وَ البَقَرُ إِذَا أَقبَلَت أَقبَلَت وَ إِذَا أَدبَرَت أَدبَرَت وَ الإِبِلُ أَعنَانُ الشّيَاطِينِ إِذَا أَقبَلَت أَدبَرَت وَ إِذَا أَدبَرَت أَدبَرَت وَ لَا يجَيِءُ خَيرُهَا إِلّا مِنَ الجَانِبِ الأَشأَمِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَمَن يَتّخِذُهَا بَعدَ ذَا قَالَ فَأَينَ الأَشقِيَاءُ الفَجَرَةُ
قال صالح وأنشد إسماعيل بن مهران
هي المال لو لاقلة الخفض حولها | فمن شاء داراها و من شاء باعها |
.المعاني عن محمد بن هارون الزنجاني عن علي بن عبدالعزيز عن أبي عبيد أنه قال قوله أعنان الشياطين أعنان كل شيءنواحيه و أما ألذي يحكيه أبوعمرو فأعنان الشيء نواحيه قالها أبوعمرو وغيره فإن كانت الأعنان محفوظة فأراد أن الإبل من نواحي الشياطين أي أنها علي أخلاقها وطبائعها و قوله لاتقبل إلامولية و لاتدبر إلامولية فهذا عندي كالمثل ألذي يقال فيهاإنها إذاأقبلت أدبرت و إذاأدبرت أدبرت و ذلك لكثرة آفاتها وسرعة فنائها و قوله لايأتي خيرها إلا من جانبها الأشأم يعني الشمال يقال لليد الشمال الشؤمي و منه قول الله عز و جل وَ أَصحابُ المَشئَمَةِيريد أصحاب الشمال ومعني قوله لايأتي نفعها إلا من هناك يعني أنها لاتحلب و لاتركب إلا من شمالها و هوالجانب ألذي يقال له الوحشي في قول الأصمعي لأنه الشمال قال والأيمن هوالإنسي و قال بعضهم لا ولكن الإنسي هو ألذي يأتيه الناس في الاحتلاب والركوب والوحشي هوالأيمن لأن الدابة لاتؤتي من جانبها الأيمن إنما تؤتي من الأيسر
صفحه : 124
قال أبوعبيد فهذا هوالقول عندي وإنما الجانب الوحشي الأيمن لأن الخائف إنما يفر من موضع المخافة إلي موضع الأمن .توضيح قَالَ الزمّخَشرَيِّ فِي الفَائِقِ سُئِلَ عَنِ الإِبِلِ فَقَالَ أَعنَانُ الشّيَاطِينِ لَا تُقبِلُ إِلّا مُوَلّيَةً وَ لَا تُدبِرُ إِلّا مُوَلّيَةً وَ لَا يأَتيِ نَفعُهَا إِلّا مِن جَانِبِهَا الأَشأَمِ
الأعنان النواحي جمع عنن و عن يقال أخذنا كل عن وسن وفن أخذ من عن كماأخذ العرض من عرض
وَ فِي الحَدِيثِ أَنّهُم كَرِهُوا الصّلَاةَ فِي أَعطَانِ الإِبِلِ لِأَنّهَا خُلِقَت مِن أَعنَانِ الشّيَاطِينِ
قال الجاحظ يزعم بعض الناس أن الإبل لكثرة آفاتها أن من شأنها إذاأقبلت أن يتعقب إقبالها الإدبار و إذاأدبرت أن يكون إدبارها ذهابا وفناء ومستأصلا و لايأتي نفعها يعني منفعة الركوب والحلب إلا من جانبها ألذي ديدن العرب أن يتشأموا به و هوجانب الشمال و من ثم سموا الشمال شؤمي قال
أنحي علي شؤمي يديه فذادها |
.فهي إذاللفتنة مظنة وللشياطين مجال متسع حيث تسببت أولا إلي إغراء المالكين علي إخلالهم بشكر النعمة العظيمة فيها فلما زواها عنهم لكفرانهم أغرتهم أيضا علي أغفال مالزمهم من حق جميل الصبر علي المرزئة بها وسولت لهم في الجانب ألذي يستملون منه نعمتي الركوب والحلب أنه الجانب الأشأم و هو في الحقيقة الأيمن والأبرك وَ قَالَ أَيضاً قِيلَ أَي لِرَسُولِ اللّهِص أَيّ أَموَالِنَا أَفضَلُ قَالَ الحَرثُ وَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ فَالإِبِلُ قَالَ تِلكَ عَنَاجِيجُ الشّيَاطِينِ
.العنجوج من الخيل والإبل الطويل العنق فعلول من عنجه إذاعطفه لأنه يعطف عنقه لطولها في كل جهة ويلويها ليا وراكبه يعجنها إليه بالعنان الزمام يريد أنها مطايا الشياطين و منه قوله إن علي ذروة كل بعير شيطانا
صفحه : 125
و قال في النهاية لايأتي خيرها إلا من جانبها الأشأم يعني الشمال و منه قولهم لليد الشمال الشؤمي تأنيث الأشأم يريد بخيرها لبنها لأنها إنما تحلب وتركب من الجانب الأيسر انتهي . و قال الجوهري الوحشي الجانب الأيمن من كل شيء هذاقول أبي زيد و أبي عمرو قال عنترة.
وكأنما تنأي بجانب دفها | الوحشي من هزج العشي مئوم |
. وإنما تنأي بالجانب الوحشي لأن سوط الراكب في يده اليمني . و قال الراعي
فمالت علي شق وحشيها | و قدريع جانبها الأيسر |
. ويقال ليس شيءيفزع إلامال علي جانبه الأيمن لأن الدابة لاتؤتي من جانبها الأيمن وإنما تؤتي في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر فإنما خوفه منه والخائف إنما يفر من موضع المخافة إلي موضع الأمن و كان الأصمعي يقول الوحشي الجانب الأيسر من كل شيء و في المصباح المنير الوحشي من كل دابة الجانب الأيمن قال الأزهري قال أئمة العربية الوحشي من جميع الحيوان غيرالإنسان الجانب الأيمن و هو ألذي لايركب منه الراكب و لايحلب منه الحالب والإنسي الجانب الآخر و هوالأيسر وروي أبوعبيدة عن الأصمعي أن الوحشي هو ألذي يأتي منه الراكب ويحلب منه الحالب لأن الدابة تستوحش عنده فتفر منه إلي الجانب الأيمن قال الأزهري و هو غيرصحيح عندي قال ابن الأنباري ما من شيءيفزع إلامال إلي جانبه الأيمن لأن الدابة إنما تؤتي للحلب والركوب من الجانب الأيسر فتخاف منه فتفر من موضع المخافة و هوالجانب الأيسر إلي موضع الإنس و هوالجانب الأيمن فلهذا قيل الوحشي الجانب الأيمن انتهي . وأقول يرد في الخبر إشكال و هو أن الحلب والركوب من الجانب الأيمن
صفحه : 126
لااختصاص لهما بالإبل فكيف صارا سببا لذم خصوص الإبل والتكلف ألذي ارتكبه الجاحظ في غاية السماجة والركاكة إلا أن يقال الركوب من بين الأنعام الثلاثة مختص بالإبل والحلب و إن كان مشتركا لكن قدتحلب الشاة بل البقرة أيضا من جانب الخلف وأيضا فيهما من السهولة والبركة مايقاوم ذلك و قديقال يمكن أن يكون كون الخبر من الجانب الأشأم كناية عن أن نفعها مشوب بضرر عظيم فإن اليمن منسوب إلي اليمين والشؤم منسوب إلي اليسار أو يكون الأشأم أفعل تفضيل من الشأمة و يكون الغرض موتها واستيصالها أي خيرها في عدمها مبالغة في قلة نفعها كان عدمها أنفع من وجودها
7- الخِصَالُ، فِي الأَربَعِمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَفضَلُ مَا يَتّخِذُهُ الرّجُلُ فِي مَنزِلِهِ لِعِيَالِهِ الشّاةُ فَمَن كَانَت فِي مَنزِلِهِ شَاةٌ قَدّسَت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ فِي كُلّ يَومٍ مَرّةً وَ مَن كَانَت عِندَهُ شَاتَانِ قَدّسَت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ مَرّتَينِ فِي كُلّ يَومٍ وَ كَذَلِكَ فِي الثّلَاثِ يَقُولُ بُورِكَ فِيكُم
8- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّا نَرَي الدّوَابّ فِي بُطُونِ أَيدِيهَا الرّقعَتَينِ مِثلَ الكيَّ فَمِن أَيّ شَيءٍ ذَلِكَ قَالَ ذَلِكَ مَوضِعُ مَنخِرَيهِ فِي بَطنِ أُمّهِ وَ ابنُ آدَمَ مُنتَصِبٌ فِي بَطنِ أُمّهِ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِي كَبَدٍ وَ مَا سِوَي ابنِ آدَمَ فَرَأسُهُ فِي دُبُرِهِ وَ يَدَاهُ بَينَ يَدَيهِ
صفحه : 127
الفَقِيهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ وَ الحمِيرَيِّ جَمِيعاً عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ مَوضِعُ مَنخِرَيهِ فِي بَطنِ أُمّهِ
9- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ البرَقيِّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مَارِدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا مِن مُؤمِنٍ يَكُونُ فِي مَنزِلِهِ عَنزٌ حَلُوبٌ إِلّا قُدّسَ أَهلُ ذَلِكَ المَنزِلِ وَ بُورِكَ عَلَيهِم وَ إِن كَانَتِ اثنَتَينِ قُدّسُوا وَ بُورِكَ عَلَيهِم كُلّ يَومٍ مَرّتَينِ فَقَالَ بَعضُ أَصحَابِنَا وَ كَيفَ يُقَدّسُونَ قَالَ يَقِفُ عَلَيهِم مَلَكٌ كُلّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ فَيَقُولُ قُدّستُم وَ بُورِكَ عَلَيكُم وَ طِبتُم وَ طَابَ إِدَامُكَ فَقُلتُ لَهُ مَا مَعنَي قُدّستُم قَالَ طُهّرتُم
المحاسن ، عن ابن محبوب مثله الكافي، عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي عن ابن محبوب
مثله .بيان العنز الأنثي من المعز
10-المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن هَارُونَ بنِ الجَهمِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِمِنًي إِذ أَقبَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَي حِمَارٍ لَهُ فَاستَأذَنَ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَذِنَ لَهُ فَلَمّا جَلَسَ قَالَ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ أُرِيدُ أَن أُقَايِسَكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَيسَ فِي دِينِ اللّهِ قِيَاسٌ وَ لَكِن أَسأَلُكَ عَن حِمَارِكَ هَذَا فِيمَ أَمرُهُ قَالَ وَ عَن أَيّ أَمرِهِ تَسأَلُ قَالَ أخَبرِنيِ عَن هَاتَينِ النّكتَتَينِ اللّتَينِ بَينَ يَدَيهِ مَا هُمَا فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ خَلقٌ فِي الدّوَابّ كَخَلقِ أُذُنَيكَ وَ أَنفِكَ فِي رَأسِكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 128
خَلَقَ اللّهُ أذُنُيَّ لِأَسمَعَ بِهِمَا وَ خَلَقَ عيَنيَّ لِأُبصِرَ بِهِمَا وَ خَلَقَ أنَفيِ لَأَجِدَ بِهِ الرّائِحَةَ الطّيّبَةَ وَ المُنتِنَةَ فَفِيمَا خُلِقَ هَذَانِ وَ كَيفَ نَبَتَ الشّعرُ عَلَي جَمِيعِ جَسَدِهِ مَا خَلَا هَذَا المَوضِعَ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ سُبحَانَ اللّهِ أَسأَلُكَ عَن دِينِ اللّهِ وَ تسَألَنُيِ عَن مَسَائِلِ الصّبيَانِ فَقَامَ وَ خَرَجَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ فَقُلتُ لَهُ ع جُعِلتُ فِدَاكَ سَأَلتَهُ عَن أَمرٍ أُحِبّ أَن أَعلَمَهُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُ فِي كِتَابِهِلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِي كَبَدٍيعَنيِ مُنتَصِباً فِي بَطنِ أُمّهِ مَقَادِيمُهُ إِلَي مَقَادِيمِ أُمّهِ وَ مَآخِيرُهُ إِلَي مَآخِيرِ أُمّهِ غِذَاؤُهُ مِمّا تَأكُلُ أُمّهُ وَ يَشرَبُ مِمّا تَشرَبُ أُمّهُ وَ تُنَسّمُهُ تَنسِيماً وَ مِيثَاقُهُ ألّذِي أَخَذَ اللّهُ عَلَيهِ بَينَ عَينَيهِ فَإِذَا دَنَا وِلَادَتُهُ أَتَاهُ مَلَكٌ يُسَمّي الزّاجِرَ فَيَزجُرُهُ فَيَنقَلِبُ فَتَصِيرُ مَقَادِيمُهُ إِلَي مَآخِرِ أُمّهِ وَ مَآخِيرُهُ إِلَي مُقَدّمِ أُمّهِ لِيُسَهّلَ اللّهُ عَلَي المَرأَةِ وَ الوَلَدِ أَمرَهُ وَ يُصِيبُ ذَلِكَ جَمِيعَ النّاسِ إِلّا إِذَا كَانَ عَامِياً فَإِذَا زَجَرَهُ فَزَعَ وَ انقَلَبَ وَ وَقَعَ إِلَي الأَرضِ بَاكِياً مِن زَجرَةِ الزّاجِرِ وَ نسَيَِ المِيثَاقَ وَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ جَمِيعَ البَهَائِمِ فِي بُطُونِ أُمّهَاتِهَا مَنكُوسَةً مُقَدّمُهَا إِلَي مُؤَخّرِ أُمّهَا وَ مُؤَخّرُهَا إِلَي مُقَدّمِ أُمّهَا وَ هيَِ تَتَرَبّصُ فِي الأَرحَامِ مَنكُوسَةً قَد أُدخِلَ رَأسُهَا بَينَ يَدَيهَا وَ رِجلَيهَا تَأخُذُ الغِذَاءَ مِن أُمّهَا فَإِذَا دَنَا وِلَادَتُهَا انسَلّت انسِلَالًا وَ امتَرَقَت مِن بُطُونِ أُمّهَاتِهَا وَ هَاتَانِ التّيِ بَينَ أَيدِيهَا كُلّهَا مَوضِعُ أَعيُنِهَا فِي بُطُونِ أُمّهَاتِهَا وَ مَا فِي عَرَاقِيبِهَا مَوضِعُ مَنَاخِيرِهَا لَا يَنبُتُ عَلَيهِ الشّعرُ وَ هُوَ لِلدّوَابّ كُلّهَا مَا خَلَا البَعِيرَ فَإِنّ عُنُقَهُ طَالَ فَنَفَذَ رَأسُهُ بَينَ
صفحه : 129
قَوَائِمِهِ فِي بَطنِ أُمّهِ
بيان تنسمه تنسيما كان المعني أن بنفسه مما تتنفس به أمه يصل إليه أثر ذلك النسيم قوله إلا إذا كان عاميا أي أعمي البصر أوأعمي القلب مخالفا و في بعض النسخ عانيا بالنون أي إلا أن يقدر الله تعالي أن يكون في عناء ومشقة عليه و علي أمه الولادة والأظهر أنه كان في الأصل إلا إذا كان يتنا أوميتونا بتقديم المثناة التحتانية علي المثناة الفوقانية ثم النون قال في القاموس اليتن أن تخرج رجلا المولود قبل يديه و قدخرج يتنا أيتنت ويتنت وهي موتن وموتنة و هوميتون والقياس موتن . و في النهاية اليتن الولد ألذي تخرج رجلاه من بطن أمه قبل رأسه و قدأيتنت الأم إذاجاءت به يتنا. و في القاموس مرق السهم من الرمية مروقا خرج من الجانب الآخر وكانت امرأة تغزو فحبلت فذكر لها الغزو فقالت رويد الغزو يتمرق أي أمهل الغزو حتي يخرج الولد والامتراق سرعة المروق . ثم اعلم أن الخبر يشعر بأن الانتصاب في الرحم ألذي هوشأن الإنسان أصعب وأشق من الهيئة التي عليها غيره فلذا فسر ع به الآية
11- المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الشّاةَ نِعمَ المَالُ الشّاةُ
بيان كان شاة الأولي منصوبة علي الإغراء والأخري تأكيد وخبره محذوف و ليس في الكافي الشاة الأولي
صفحه : 130
12- المَحَاسِنُ، عَنِ الوَشّاءِ عَن إِسحَاقَ بنِ جَعفَرٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بنُيَّ اتّخِذِ الغَنَمَ وَ لَا تَتّخِذِ الإِبِلَ
13- وَ مِنهُ، عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا كَانَت لِأَهلِ بَيتٍ شَاةٌ قَدّسَتهُمُ المَلَائِكَةُ
14- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا اتّخَذَ أَهلُ البَيتِ الشّاةَ قَدّسَتهُمُ المَلَائِكَةُ كُلّ يَومٍ تَقدِيسَةً قُلتُ كَيفَ يَقُولُونَ قَالَ يَقُولُونَ قُدّستُم قُدّستُم
15- قَالَ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ إِذَا اتّخَذَ أَهلُ البَيتِ ثَلَاثَ شِيَاهٍ
16- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَانَت فِي بَيتِهِ شَاةٌ قَدّسَتهُمُ المَلَائِكَةُ تَقدِيسَةً وَ انتَقَلَ عَنهُمُ الفَقرُ مَنقَلَةً وَ مَن كَانَت فِي بَيتِهِ شَاتَانِ قَدّسَتهُمُ المَلَائِكَةُ مَرّتَينِ وَ ارتَحَلَ عَنهُمُ الفَقرُ مَنقَلَتَينِ فَإِن كَانَت ثَلَاثَ شِيَاهٍ قَدّسَتهُمُ المَلَائِكَةُ ثَلَاثَ تَقدِيسَاتٍ وَ انتَقَلَ عَنهُمُ الفَقرُ
بيان وانتقل عنهم الفقر أي رأسا كماسيأتي
17- المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ وَ عُثمَانَ عَن أَبِي جَمِيلَةَ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص لِعَمّتِهِ مَا يَمنَعُكِ مِن أَن تتَخّذِيِ فِي بَيتِكِ بِبَرَكَةٍ[بِبِركَةٍ]فَقَالَت يَا رَسُولَ اللّهِ مَا البَرَكَةُ[البِركَةُ] فَقَالَ شَاةٌ تُحلَبُ فَإِنّهُ مَن كَانَت فِي دَارِهِ شَاةٌ تُحلَبُ أَو نَعجَةٌ أَو بَقَرَةٌ فَبَرَكَاتٌ[فَبِركَاتٌ]كُلّهُنّ
قال وروي أبي عن أحمد بن النضر عن جابر عن أبي جعفر ع J
صفحه : 131
الكافي، عن العدة عن البرقي
مثله إلي آخر الخبر بالسند الأول .بيان كأن المراد بالشاة المعز أوالنعجة الأنثي من الضأن والشاة أعم من الضأن والمعز تطلق علي الذكر والأنثي كماذكره الفيروزآبادي و في الكافي أوبقرة تحلب
18- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ عَن أَبِي خَدِيجَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أُمّ أَيمَنَ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَي فِي بَيتِكِ البَرَكَةَ[البِركَةَ]فَقَالَت أَ وَ لَيسَ فِي بيَتيِ بَرَكَةٌ[بِركَةٌ] قَالَ لَستُ أعَنيِ لَكِ ذَاكِ شَاةٌ تَتّخِذِيهَا تسَتغَنيِ وُلدَكِ مِن لَبَنِهَا وَ تَطعَمِينَ مِن سَمنِهَا وَ تُصَلّينَ فِي مَربِضِهَا
بيان لست أعني أي عدم البركة مطلقا لك أي بركة ذاك أي ألذي قلت أولست أعني وأقول لك ذاك ألذي فهمت هي شاة و لايبعد أن يكون ذلك مكان لك
19- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ عَن حُمَيدٍ اللالي[الآبيِ] عَن أُمّ رَاشِدٍ مَولَاةِ أُمّ هاَنيِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ دَخَلَ عَلَي أُمّ هاَنيِ فَقَالَت أُمّ هاَنيِ قدَمّيِ لأِبَيِ الحَسَنِ طَعَاماً فَقَدّمتُ مَا كَانَ فِي البَيتِ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَي عِندَكُمُ البَرَكَةَ[البِركَةَ]فَقَالَت أُمّ هاَنيِ لأِبَيِ الحَسَنِ أَ وَ لَيسَ هَذَا بَرَكَةً[بِركَةً] فَقَالَ لَستُ أعَنيِ هَذَا إِنّمَا أعَنيِ الشّاةَ فَقَالَت مَا لَنَا مِن شَاةٍ فَآكُلَ وَ أسَتسَقيَِ
بيان فقالت أم هاني أي لمولاتها أم راشد فقدمت علي صيغة المتكلم فآكل أي من سمنها وأستسقي أي من لبنها
صفحه : 132
20- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا اتّخَذَ أَهلُ البَيتِ شَاةً آتَاهُمُ اللّهُ بِرِزقِهَا وَ زَادَ فِي أَرزَاقِهِم وَ ارتَحَلَ عَنهُمُ الفَقرُ مَرحَلَةً فَإِنِ اتّخَذُوا شَاتَينِ آتَاهُمُ اللّهُ بِأَرزَاقِهَا وَ زَادَ فِي أَرزَاقِهِم وَ ارتَحَلَ عَنهُمُ الفَقرَ مَرحَلَتَينِ وَ إِنِ اتّخَذُوا ثَلَاثاً آتَاهُمُ اللّهُ بِأَرزَاقِهَا وَ زَادَ فِي أَرزَاقِهِم وَ ارتَحَلَ عَنهُمُ الفَقرُ رَأساً
الكافي، عن أبي علي الأشعري عن الحسن بن علي عن عبيس مثله
21- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ ع قَالَ مَا مِن أَهلِ بَيتٍ تَرُوحُ عَلَيهِم ثلاثين [ثَلَاثُونَ]شَاةً إِلّا نَزَلَ المَلَائِكَةُ تَحرُسُهُم حَتّي يُصبِحُوا
22- وَ مِنهُ، عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَنِ الفَضلِ بنِ المُبَارَكِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن كَانَت فِي بَيتِهِ شَاةٌ عِيدِيّةٌ ارتَحَلَ الفَقرُ عَنهُ مَنقَلَةً وَ مَن كَانَت فِي بَيتِهِ اثنَتَانِ ارتَحَلَ عَنهُ الفَقرُ مَنقَلَتَينِ وَ مَن كَانَت فِي بَيتِهِ ثَلَاثَةٌ نَفَي اللّهُ عَنهُمُ الفَقرَ
بيان عيدية في بعض النسخ بالياء المثناة وكأن المراد نجيبة قال الفيروزآبادي العيد بالكسر شجر جبلي وفحل معروف منه النجائب العيدية أونسبة إلي العيدي بن الندعي أو إلي عاد بن عاد أو إلي بني عيد بن الآمري و في
صفحه : 133
بعضها بالباء الموحدة قال في القاموس بنو العبيد بطن و هوعبدي كهذلي و قال العبدي نسبة إلي عبدالقيس وكأن شياههم كانت أحسن وأكثر لبنا
23- المَحَاسِنُ، عَنِ النهّيِكيِّ وَ يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ العبَديِّ عَن أَبِي وَكِيعٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِالغَنَمِ وَ الحَرثِ فَإِنّهُمَا يَغدُوَانِ بِخَيرٍ وَ يَرُوحَانِ بِخَيرٍ
بيان كان الغدو والرواح هنا كناية عن دوام المنفعة واستمرارها إذ في كثير من الأزمان لايعودان بخير لاسيما في الحرث
24- المَحَاسِنُ، عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ بنِ رَاشِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن كَانَت فِي مَنزِلِهِ شَاةٌ قَدّسَت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ فِي كُلّ يَومٍ مَرّةً وَ مَن كَانَتِ اثنَتَينِ قَدّسَت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ فِي كُلّ يَومٍ مَرّتَينِ وَ كَذَلِكَ فِي الثّلَاثَةِ وَ يَقُولُ اللّهُ بُورِكَ فِيكُم
25- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَجلَانَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ مَا مِن أَهلِ بَيتٍ يَكُونُ عِندَهُم شَاةٌ لَبُونٌ إِلّا قُدّسُوا كُلّ يَومٍ مَرّتَينِ قُلتُ وَ كَيفَ يُقَالُ لَهُم قَالَ يُقَالُ لَهُم بُورِكتُم بُورِكتُم
الكافي، عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن ابن عجلان مثله
صفحه : 134
26- المَحَاسِنُ، عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي أُمّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَهَا مَا لِي لَا أَرَي فِي بَيتِكِ البَرَكَةَ[البِركَةَ]قَالَت بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ وَ الحَمدُ لِلّهِ إِنّ البَرَكَةَ[البِركَةَ]لفَيِ بيَتيِ فَقَالَ إِنّ اللّهَ أَنزَلَ ثَلَاثَ بَرَكَاتٍ[بِركَاتٍ]المَاءِ وَ النّارِ وَ الشّاةِ
الكافي، عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد مثله .بيان إن البركة لفي بيتي أي بسبب وجودك و في القاموس البَرَكَةُ محركة النماء والزيادة والسعادة وبَارِك علي محمد وآل محمدأدم له ماأعطيته من التشريف والكرامة والبِركَةُ بالكسر الشاة الحلوبة والاثنان بِركَتَانِ والجمع بِركَاتٌ انتهي وبركة النار لعلها تحريص علي إيقادها للطبخ في البيت فإنه يوجب البركة
27- المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الإِبِلُ عِزّ لِأَهلِهَا
28- وَ مِنهُ، عَنِ النهّيِكيِّ وَ يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي وَكِيعٍ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ سُئِلَ عَنِ الإِبِلِ فَقَالَ تِلكَ أَعنَانُ الشّيَاطِينِ وَ يأَتيِ خَيرُهَا مِنَ الجَانِبِ الأَشأَمِ قِيلَ إِن سَمِعَ النّاسُ هَذَا تَرَكُوهَا قَالَ إِذاً لَا يَعدَمَهَا الأَشقِيَاءُ الفَجَرَةُ
29- وَ مِنهُ، عَنِ الحَجّالِ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اشتَرِ لِي جَمَلًا وَ ليَكُن أَسوَدَ فَإِنّهَا أَطوَلُ شَيءٍ أَعمَاراً ثُمّ قَالَ لَو يَعلَمُ النّاسُ كُنهَ حُملَانِ اللّهِ عَلَي
صفحه : 135
الضّعِيفِ مَا غَالَوا بِبَهِيمَةٍ
30- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اشتَرِ السّودَ القِبَاحَ مِنهَا فَإِنّهَا أَطوَلُ شَيءٍ أَعمَاراً
الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَجّالِ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ خُذهُ أَشوَهَ فَإِنّهُ أَطوَلُ شَيءٍ أَعمَاراً فَاشتَرَيتُ لَهُ جَمَلًا بِثَمَانِينَ دِرهَماً فَأَتَيتُهُ بِهِ
و في حديث آخر إلخ بيان في القاموس شاه وجهه شوها وشوهة قبح كشوه كفرح فهو أشوه وشوهه الله قبح وجهه وكمعظم القبيح الشكل
31- المَحَاسِنُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن حُسَينِ بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ اشتَرَيتُ إِبِلًا وَ أَنَا بِالمَدِينَةِ مُقِيمٌ فأَعَجبَنَيِ إِعجَاباً شَدِيداً فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَذَكَرتُهُ فَقَالَ وَ مَا لَكَ وَ لِلإِبِلِ أَ مَا عَلِمتَ أَنّهَا كَثِيرَةُ المَصَائِبِ قَالَ فَمِن إعِجاَبيِ بِهَا أَكرَيتُهَا وَ بَعَثتُ بِهَا غلِماَنيِ إِلَي الكُوفَةِ قَالَ فَسَقَطَت كُلّهَا فَدَخَلتُ عَلَيهِ فَأَخبَرتُهُ فَقَالَفَليَحذَرِ الّذِينَ يُخالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذابٌ أَلِيمٌ
الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ عَن أَبِيهِ قَالَ اشتَرَيتُ إِلَي قَولِهِ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع فَذَكَرتُهَا لَهُ إِلَي قَولِهِ فَبَعَثتُ بِهَا مَعَ غِلمَانٍ لِي إِلَي الكُوفَةِ
صفحه : 136
بيان الاستشهاد بالآية مبني علي أن قوله قول الله ومخالفة أمره مخالفة لأمر الله
32- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ مُرسَلًا عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن يُتَخَطّي القِطَارُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ لِمَ قَالَ لِأَنّهُ لَيسَ مِن قِطَارٍ إِلّا وَ مَا بَينَ البَعِيرِ إِلَي البَعِيرِ شَيطَانٌ
33- وَ مِنهُ، عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ وَ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لَيَبتَاعُ الرّاحِلَةَ بِمِائَةِ دِينَارٍ وَ يُكرِمُ بِهَا نَفسَهُ
الكافي، عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير مثله .بيان يدل علي استحباب ركوب الدابة الفارهة والمغالاة في ثمنها لإكرام النفس عند الناس
34-البَصَائِرُ، وَ الإِختِصَاصُ، عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ البَزّازِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن عَمرِو بنِ صُهبَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهاَشمِيِّ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ لَمّا أَقبَلَ رَسُولُ اللّهِص مِن غَزوَةِ ذَاتِ الرّقَاعِ وَ هيَِ غَزوَةُ بنَيِ ثَعلَبَةَ مِن غَطَفَانَ أَقبَلَ حَتّي إِذَا كَانَ قَرِيباً مِنَ المَدِينَةِ إِذَا بَعِيرٌ قَد أَقبَلَ مِن قِبَلِ البُيُوتِ حَتّي انتَهَي إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَوَضَعَ جِرَانَهُ إِلَي الأَرضِ ثُمّ جَرجَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص هَل تَدرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا البَعِيرُ فَقَالُوا اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَعلَمُ قَالَ فَإِنّهُ أخَبرَنَيِ أَنّ صَاحِبَهُ عَمِلَ
صفحه : 137
عَلَيهِ حَتّي إِذَا أَكبَرَهُ وَ أَدبَرَهُ وَ أَهزَلَهُ أَرَادَ نَحرَهُ وَ بَيعَ لَحمِهِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا جَابِرُ اذهَب بِهِ إِلَي صَاحِبِهِ وَ ائتنِيِ بِهِ فَقُلتُ لَا أَعرِفُ صَاحِبَهُ فَقَالَ هُوَ يَدُلّكَ عَلَيهِ قَالَ فَخَرَجتُ مَعَهُ حَتّي انتَهَيتُ إِلَي بنَيِ وَاقِفٍ فَدَخَلَ فِي زُقَاقٍ فَإِذَا أَنَا بِمَجلِسٍ فَقَالُوا يَا جَابِرُ كَيفَ تَرَكتَ رَسُولَ اللّهِص وَ كَيفَ تَرَكتَ المُسلِمِينَ قُلتُ هُمُ الصّالِحُونَ وَ لَكِن أَيّكُم صَاحِبُ هَذَا البَعِيرِ فَقَالَ بَعضُهُم أَنَا فَقُلتُ أَجِب رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ مَا لِي قُلتُ استَعدَي عَلَيكَ بَعِيرُكَ فَجِئتُ أَنَا وَ البَعِيرُ وَ صَاحِبُهُ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ إِنّ بَعِيرَكَ يخُبرِنُيِ أَنّكَ عَمِلتَ عَلَيهِ حَتّي إِذَا أَكبَرتَهُ وَ أَدبَرتَهُ وَ أَهزَلتَهُ أَرَدتَ نَحرَهُ وَ بَيعَ لَحمِهِ فَقَالَ قَد كَانَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ فَبِعنِيهِ قَالَ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَص بَل بِعنِيهِ فَاشتَرَاهُ رَسُولُ اللّهِص مِنهُ ثُمّ ضَرَبَ عَلَي صَفحَتِهِ فَتَرَكَهُ يَرعَي فِي ضوَاَحيِ المَدِينَةِ فَكَانَ الرّجُلُ مِنّا إِذَا أَرَادَ الرّوحَةَ أَوِ الغَدوَةَ مَنَحَهُ رَسُولُ اللّهِص قَالَ جَابِرٌ رَأَيتُهُ بَعدُ وَ قَد ذَهَبَ دَبَرُهُ وَ صَلُحَ
بيان أكبره أي جعله كبيرا في السن مجازا أووجده كبيرا وأدبره أي جعله ذا دبر و هوبالتحريك قرحة الدابة وضواحي المدينة نواحيها و في القاموس منحه كمنعه وضربه أعطاه والاسم المنحة بالكسر ومنحه الناقة جعل له وبرها ولبنها وولدها وهي المنحة والمنيحة
35-الإِختِصَاصُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ وَ مُحَمّدٍ البرَقيِّ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا مَاتَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع جَاءَت نَاقَةٌ لَهُ مِنَ الرعّيِ حَتّي ضَرَبَت بِجِرَانِهَا القَبرَ
صفحه : 138
وَ تَمَرّغَت عَلَيهِ إِنّ أَبِي كَانَ يَحُجّ عَلَيهَا وَ يَعتَمِرُ وَ لَم يَقرَعهَا قَرعَةً قَطّ
36- أَصلٌ مِن أُصُولِ أَصحَابِنَا عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ الشّاةُ المُنتَجَةُ بَرَكَةٌ
37- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسمَاعِيلَ الجعُفيِّ وَ عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو وَ عَبدِ الحَمِيدِ بنِ أَبِي الدّيلَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَمَلَ نُوحٌ ع فِي السّفِينَةِ الأَزوَاجَ الثّمَانِيَةَ التّيِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّثَمانِيَةَ أَزواجٍ مِنَ الضّأنِ اثنَينِ وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِوَ مِنَ الإِبِلِ اثنَينِ وَ مِنَ البَقَرِ اثنَينِفَكَانَ مِنَ الضّأنِ اثنَينِ زَوجٌ دَاجِنَةٌ يُرَبّيهَا النّاسُ وَ الزّوجُ الآخَرُ الضّأنُ التّيِ تَكُونُ فِي الجِبَالِ الوَحشِيّةِ أُحِلّ لَهُم صَيدُهَا وَ مِنَ المَعزِ اثنَينِ زَوجٌ دَاجِنَةٌ يُرَبّيهَا النّاسُ وَ الزّوجُ الآخَرُ الظّبَاءُ التّيِ تَكُونُ فِي المَفَاوِزِ وَ مِنَ الإِبِلِ اثنَينِ البخَاَتيِّ وَ العِرَابُ وَ مِنَ البَقَرِ اثنَينِ زَوجٌ دَاجِنَةٌ لِلنّاسِ وَ الزّوجُ الآخَرُ البَقَرَةُ الوَحشِيّةُ وَ كُلّ طَيرٍ طَيّبٍ وحَشيِّ وَ إنِسيِّ ثُمّ غَرِقَتِ الأَرضُ
38- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ السنّديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن رَجُلٍ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِيّاكُم وَ الإِبِلَ الحُمُرَ فَإِنّهَا أَقصَرُ الإِبِلِ أَعمَاراً
صفحه : 139
المَكَارِمُ،مُرسَلًا عَنِ الصّادِقِ ع مِثلَهُ
39- الكاَفيِ، عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَنِ الحَجّالِ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَو يَعلَمُ النّاسُ كُنهَ حُملَانِ اللّهِ لِلضّعِيفِ مَا غَالَوا بِبَهِيمَةٍ
بيان في النهاية كنه الأمر حقيقته وقيل وقته وقدره وقيل غايته . و قال قال أبو موسي أرسلني أصحابي إلي رسول الله ص أسأله الحملان الحملان مصدر حمل يحمل حملانا و ذلك أنهم أنفذوه يطلب منه شيئا يركبون عليه و منه تمام الحديث قَالَ النّبِيّص مَا أَنَا حَمَلتُكُم وَ لَكِنّ اللّهَ حَمَلَكُم أَرَادَ إِفرَادَهُ تَعَالَي بِالمَنّ عَلَيهِم وَ قِيلَ لَمّا سَاقَ اللّهُ إِلَيهِ هَذِهِ الإِبِلَ وَقتَ حَاجَتِهِم كَانَ هُوَ الحَامِلَ لَهُم عَلَيهَا وَ قِيلَ كَانَ نَاسِياً لِيَمِينِهِ أَنّهُ لَا يَحمِلُهُم فَلَمّا أَمَرَ لَهُم بِالإِبِلِ قَالَ مَا أَنَا حَمَلتُكُم وَ لَكِنّ اللّهَ حَمَلَكُم كَمَا قَالَ لِلصّائِمِ ألّذِي أَفطَرَ نَاسِياً اللّهُ أَطعَمَكَ وَ سَقَاكَ
انتهي والحاصل هنا أنه تعالي لما كان هوالمقوي للضعيف لحمل الثقيل نسب الحمل إليه سبحانه
40- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ عَلَي ذِروَةِ كُلّ بَعِيرٍ شَيطَاناً فَامتَهِنُوهَا لِأَنفُسِكُم وَ ذَلّلُوهَا وَ اذكُرُوا اسمَ اللّهِ فَإِنّمَا يَحمِلُ اللّهُ
بيان فامتهنوها أي ابتذلوها واستخدموها
صفحه : 140
41- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو يَعلَمُ الحَاجّ مَا لَهُ مِنَ الحُملَانِ مَا غَالَي أَحَدٌ بِبَعِيرٍ
42- وَ مِنهُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اختَارَ مِن كُلّ شَيءٍ شَيئاً اختَارَ مِنَ الإِبِلِ النّاقَةَ وَ مِنَ الغَنَمِ الضّائِنَةَ
بيان في القاموس الضائن خلاف الماعز من الغنم والجمع ضأن ويحرك وكأمير وهي ضائنة والجمع ضوائن
43- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَن إِسحَاقَ بنِ الهَيثَمِ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي وَصفِ حَمَلَةِ الكرُسيِّ أَحَدُهَا فِي صُورَةِ الثّورِ وَ هُوَ سَيّدُ البَهَائِمِ وَ لَم يَكُن فِي هَذِهِ الصّوَرِ أَحسَنُ مِنَ الثّورِ وَ لَا أَشَدّ انتِصَاباً مِنهُ حَتّي اتّخَذَ المَلَأُ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ العِجلَ فَلَمّا عَكَفُوا عَلَيهِ وَ عَبَدُوهُ مِن دُونِ اللّهِ خَفَضَ المَلَكُ ألّذِي فِي صُورَةِ الثّورِ رَأسَهُ استِحيَاءً مِنَ اللّهِ أَن عُبِدَ مِن دُونِ اللّهِ شَيءٌ يُشبِهُهُ وَ تَخَوّفَ أَن يَنزِلَ بِهِ العَذَابُ الخَبَرَ
44-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ عَلِيّ البصَريِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ حَمّادٍ النهّاَونَديِّ
صفحه : 141
عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ المُستَثنَي عَن مُوسَي بنِ الحَسَنِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ شُرَيحٍ الكنِديِّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ وَهبٍ عَن يَحيَي بنِ أَيّوبَ عَن جَمِيلِ بنِ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَكرِمُوا البَقَرَ فَإِنّهَا سَيّدُ البَهَائِمِ مَا رَفَعَت طَرفَهَا إِلَي السّمَاءِ حَيَاءً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مُنذُ عُبِدَ العِجلُ
45- العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ عَلِيّ البصَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ جَبَلَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع أَنّهُ سَأَلَ رَجُلٌ مِن أَهلِ الشّامِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَنِ الثّورِ مَا بَالُهُ غَاضّ طَرفَهُ لَا يَرفَعُ رَأسَهُ إِلَي السّمَاءِ قَالَ حَيَاءً مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لَمّا عَبَدَ قَومُ مُوسَي العِجلَ نَكَسَ رَأسَهُ وَ سَأَلَهُ مَا بَالُ المَاعِزِ مُفَرقَعَةُ الذّنَبِ بَادِيَةُ الحَيَاءِ وَ العَورَةِ فَقَالَ لِأَنّ المَاعِزَ عَصَت نُوحاً ع لَمّا أُدخِلَتِ السّفِينَةَ فَدَفَعَهَا فَكَسَرَ ذَنَبَهَا وَ النّعجَةُ مَستُورَةُ الحَيَاءِ وَ العَورَةِ لِأَنّ النّعجَةَ بَادَرَت بِالدّخُولِ إِلَي السّفِينَةِ فَمَسَحَ نُوحٌ ع يَدَهُ عَلَي حَيَائِهَا وَ ذَنَبِهَا فَاستَوَتِ الأَليَةُ
بيان تدل هذه الأخبار علي أن الثور لم يكن قبل عبادة بني إسرائيل العجل علي هذه الخلقة و لااستبعاد فيه ويمكن أن يقال المراد لماعلم الله أنه سيعبد علي هذه الخلقة وكذا القول في الماعز والنعجة ولكنه بعيد
46-المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ قَد سُئِلَ عَنِ الإِبِلِ فَقَالَ
صفحه : 142
أَعنَانُ الشّيَاطِينِ لَا تُقبِلُ إِلّا مُوَلّيَةً وَ لَا تُدبِرُ إِلّا مُوَلّيَةً وَ لَا يأَتيِ نَفعُهَا إِلّا مِن جَانِبِهَا الأَشأَمِ
قال السيد الرضي رضي الله عنه فقوله أعنان الشياطين مجاز والأعنان النواحي و قال بعضهم الصحيح أن عنان الشيء نواحيه فالأول قول البصريين والثاني قول الكوفيين والمراد علي القولين المبالغة في وصف الإبل بأخلاق السيئة والطباع المستعصية فكأن الشياطين تنهاها وتأمرها ومما يؤيد ذلك قوله ص الإبل خلقت من الشياطين و قوله إن علي ذروة كل بعير شيطانا ثم ذكر نحوا مما مر من كلام الزمخشري
47- المَجَازَاتُ، قَالَص لَا تَسُبّوا الإِبِلَ فَإِنّهَا رَقُوءُ الدّمِ
وإنما المراد أنها إذاأعطيت في الديات كانت سببا لانقطاع الدماء المطلولة والثارات المطلوبة فشبه ع تلك الحال بالعرق العائذ والدم السائل ألذي إذاترك لج واستنثر الدم و إذاعولج انقطع ورقأ ويروي فإن فيهارقوء الدم
48- الدّرّ المَنثُورُ، عَن زَيدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ امتَنَعَت عَلَي نُوحٍ المَاعِزَةُ أَن تَدخُلَ السّفِينَةَ فَدَفَعَهَا فِي ذَنَبِهَا فَمِن ثَمّ انكَسَرَ ذَنَبُهَا فَصَارَ مَعقُوفاً وَ بَدَا حَيَاؤُهَا وَ مَضَتِ النّعجَةُ حَتّي دَخَلَت فَمَسَحَ عَلَي ذَنَبِهَا فَسَتَرَ حَيَاءَهَا
بيان عقفه كضربه عطفه والحياء الفرج من ذوات الخف والظلف والسباع
صفحه : 143
49- الدّلَائِلُ للِطبّرَيِّ، عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الكرَخيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عِمرَانَ عَن زُرعَةَ عَن سَمَاعَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ خَرَجتُ مَعَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع إِلَي مَكّةَ فَبَلَغنَا الأَبوَاءَ فَإِذَا غَنَمٌ وَ نَعجَةٌ قَد تَخَلّفَت عَنِ القَطِيعِ وَ هيَِ تَثغُو ثُغَاءً شَدِيداً وَ تَلتَفِتُ إِلَي سَخلَتِهَا تَثغُو وَ تَشتَدّ فِي طَلَبِهَا فَكُلّمَا قَامَتِ السّخلَةُ ثَغَتِ النّعجَةُ فَتَتبَعُهَا السّخلَةُ فَقَالَ يَا أَبَا بَصِيرٍ تدَريِ مَا تَقُولُ النّعجَةُ لِسَخلَتِهَا فَقُلتُ لَا وَ اللّهِ مَا أدَريِ فَقَالَ إِنّهَا تَقُولُ الحقَيِ بِالغَنَمِ فَإِنّ أُختَكَ عَامَ أَوّلٍ تَخَلّفَت فِي هَذَا المَوضِعِ فَأَكَلَهَا الذّئبُ
الآيات المائدةما جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِيلَةٍ وَ لا حامٍ وَ لكِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يَفتَرُونَ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ وَ أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَ.تفسيرما جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ قال الطبرسي رحمه الله يريد ماحرمها علي ماحرمها أهل الجاهلية و لاأمر بها والبحيرة هي الناقة التي كانت إذانتجت خمسة أبطن و كان آخرها ذكرا بحروا أذنها وامتنعوا من ركوبها ونحرها و لاتطرد عن ماء و لاتمنع من مرعي فإذالقيها المعيي لم يركبها عن الزجاج وقيل إنهم كانوا إذانتجت الناقة خمسة أبطن نظروا في البطن الخامس فإن كان ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء جميعا و إن كانت أنثي شقوا أذنها فتلك البحيرة ثم لايجز لها وبر و لايذكر عليها اسم الله إن ذكيت و لايحمل عليها وحرم علي النساء أن
صفحه : 144
يذقن من لبنها شيئا و لا أن ينتفعن بها و كان لبنها ومنافعها للرجال خاصة دون النساء حتي تموت فإذاماتت اشترك الرجال والنساء في أكلها عن ابن عباس وقيل إن البحيرة بنت السائبة عن محمد بن إسحاق وَ لا سائِبَةٍ وهي ماكانوا يسيبونها فإن الرجل إذانذر لقدوم من سفر أولبرء من علة و ماأشبه ذلك فقال ناقتي سائبة فكانت كالبحيرة في أن لاينتفع بها و أن لاتخلأ عن ماء و لاتمنع من رعي عن الزجاج وعلقمة. وقيل هي التي تسيب للأصنام أي تعتق لها و كان الرجل يسيب من ماله مايشاء فيجيء به إلي السدنة وهم خدمة آلهتهم فيطعمون من لبنها أبناء السبيل ونحو ذلك عن ابن عباس و ابن مسعود وقيل إن السائبة هي الناقة إذاتابعت بين عشر إناث ليس فيهن ذكر سيبت فلم يركبوها و لم يجزوا وبرها و لايشرب لبنها إلاضيف فما نتجت بعد ذلك من أنثي شق أذنها ثم يخلي سبيلها مع أمها وهي البحيرة عن محمد بن إسحاق وَ لا وَصِيلَةٍ وهي في الغنم كانت الشاة إذاولدت أنثي فهي لهم و إذاولدت ذكرا جعلوه لآلهتهم فإن ولدت ذكرا وأنثي قالوا وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر لآلهتهم عن الزجاج وقيل كانت الشاة إذاولدت سبعة أبطن فإن كان السابع جديا ذبحوه لآلهتهم ولحمه للرجال دون النساء و إن كان عناقا استحيوها وكانت من عرض الغنم و إن ولدت في البطن السابع جديا وعناقا قالوا إن الأخت وصلت أخاها محرمة علينا فحرما جميعا وكانت المنفعة واللبن للرجال دون النساء عن ابن مسعود ومقاتل وقيل الوصيلة الشاة إذاأتأمت عشر إناث في خمسة أبطن ليس فيهاذكر جعلت وصيلة فقالوا قدوصلت فكان ماولدت بعد ذلك للذكور دون الإناث عن محمد بن إسحاق وَ لا حامٍ و هوالذكر من الإبل كانت العرب إذانتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا قدحمي
صفحه : 145
ظهره فلايحمل عليه و لايمنع من ماء و لا من مرعي عن ابن عباس و ابن مسعود وغيرهما وقيل إنه الفحل إذالقح ولد ولده قيل حمي ظهره فلايركب عن الفراء.أعلم الله أنه لم يحرم من هذه الأشياء شيئا قال المفسرون رَوَي ابنُ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص أَنّ عَمرَو بنَ لحُيَّ بنِ قَمَعَةَ بنِ خِندِفَ كَانَ قَد مَلِكَ مَكّةَ وَ كَانَ أَوّلَ مَن غَيّرَ دِينَ إِسمَاعِيلَ فَاتّخَذَ الأَصنَامَ وَ نَصَبَ الأَوثَانَ وَ بَحَرَ البَحِيرَةَ وَ سَيّبَ السّائِبَةَ وَ وَصَلَ الوَصِيلَةَ وَ حَمَي الحاَميَِ
قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَلَقَد رَأَيتُهُ فِي النّارِ تؤُذيِ أَهلَ النّارِ رِيحُ قُصبِهِ
ويروي يجر قصبه في الناروَ لكِنّ الّذِينَ كَفَرُوا يَفتَرُونَ عَلَي اللّهِ الكَذِبَ أي يكذبون علي الله بادعائهم أن هذه الأشياء من فعل الله أوأمره وَ أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَخص الأكثر بأنهم لايعقلون لأنهم أتباع فهم لايعقلون أن ذلك كذب وافتراء كمايعقله الرؤساء وقيل إن معناه أن أكثرهم لايعقلون ماحرم عليهم و ماحلل لهم يعني أن المعاند هوالأقل منهم
1- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّما جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِيلَةٍ وَ لا حامٍ قَالَ إِنّ أَهلَ الجَاهِلِيّةِ كَانَ إِذَا وَلَدَتِ النّاقَةُ وَلَدَينِ فِي بَطنٍ وَاحِدٍ قَالُوا وَصَلَت فَلَا يَستَحِلّونَ ذَبحَهَا وَ لَا أَكلَهَا وَ إِذَا وَلَدَت عَشراً جَعَلُوهَا سَائِبَةً وَ لَا يَستَحِلّونَ ظَهرَهَا وَ أَكلَهَا وَ الحَامُ فَحلُ الإِبِلِ لَم يَكُونُوا يَستَحِلّونَهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ لَم يَكُن يُحَرّمُ شَيئاً مِن ذَا
العياشي، عن محمد بن مسلم مثله
صفحه : 146
2- المعَاَنيِ، وَ قَد روُيَِ أَنّ البَحِيرَةَ النّاقَةُ إِذَا نُتِجَت خَمسَةَ أَبطُنٍ فَإِن كَانَ الخَامِسُ ذَكَراً نَحَرُوهُ فَأَكَلَهُ الرّجَالُ وَ النّسَاءُ وَ إِن كَانَ الخَامِسُ أُنثَي بَحَرُوا أُذُنَهَا أَي شَقّوهُ وَ كَانَت حَرَاماً عَلَي النّسَاءِ وَ الرّجَالِ لَحمُهَا وَ لَبَنُهَا فَإِذَا مَاتَت حَلّت لِلنّسَاءِ وَ السّائِبَةُ البَعِيرَةُ يُسَيّبُ بِنَذرٍ يَكُونُ عَلَي الرّجَالِ إِن سَلّمَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن مَرَضٍ أَو بَلّغَهُ مَنزِلَهُ أَن يَفعَلَ ذَلِكَ وَ الوَصِيلَةُ مِنَ الغَنَمِ كَانَ إِذَا وَلَدَتِ الشّاةُ سَبعَةَ أَبطُنٍ فَإِن كَانَ السّابِعُ ذَكَراً ذُبِحَ وَ أَكَلَ مِنهُ الرّجَالُ وَ النّسَاءُ وَ إِن كَانَت أُنثَي تُرِكَت فِي الغَنَمِ وَ إِن كَانَ ذَكَراً وَ أُنثَي قَالُوا وَصَلَت أَخَاهَا فَلَم تُذبَح وَ كَانَ لُحُومُهَا حَرَاماً عَلَي النّسَاءِ إِلّا أَن يَكُونَ يَمُوتُ مِنهَا شَيءٌ فَيَحِلّ أَكلُهَا لِلرّجَالِ وَ النّسَاءِ وَ الحَامُ الفَحلُ إِذَا رُكِبَ وَلَدُ وَلَدِهِ قَالُوا حَمَي ظَهرَهُ وَ قَد يُروَي أَنّ الحَامَ هُوَ مِنَ الإِبِلِ إِذَا نُتِجَ عَشَرَةَ أَبطُنٍ قَالُوا قَد حَمَي ظَهرَهُ فَلَا يُركَبُ وَ لَا يُمنَعُ مِن كَلَإٍ وَ لَا مَاءٍ
3- العيَاّشيِّ، عَن عَمّارِ بنِ أَبِي الأَحوَصِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع البَحِيرَةُ إِذَا وَلَدَت[ وَ]وَلَدَ وَلَدُهَا بُحِرَت
4-تفسير علي بن ابراهيم ، و أما قوله ما جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَ لا سائِبَةٍ وَ لا وَصِيلَةٍ وَ لا حامٍ فإن البحيرة كانت إذاوضعت الشاة خمسة أبطن ففي السادسة قالت العرب قدبحرت فجعلوها للصنم و لاتمنع ماء و لامرعي والوصيلة إذاوضعت الشاة خمسة أبطن ثم وضعت في السادسة جديا وعناقا في بطن واحد جعلوا الأنثي للصنم وقالوا وصلت أخاها وحرموا لحمها علي النساء والحام كان إذا كان الفحل من الإبل جد الجد قالوا حمي ظهره وسموه حام فلايركب و لايمنع ماء و لامرعي و لايحمل عليه شيءفرد الله عليهم فقال ما جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ إلي قوله وَ أَكثَرُهُم لا يَعقِلُونَ
صفحه : 147
1- المَكَارِمُ، نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَنِ الإِبِلِ الجَلّالَةِ أَن يُؤكَلَ لُحُومُهَا وَ أَن يُشرَبَ لَبَنُهَا وَ لَا يُحمَلُ عَلَيهَا الأُدمُ وَ لَا يَركَبُهَا النّاسُ حَتّي تَعَلّفَت أَربَعِينَ لَيلَةً
بيان سيأتي حكم أكل لحوم الجلالات وشرب ألبانها و أماالنهي عن ركوبها والحمل عليها فكأنه علي الكراهية وإنما ذكر الأصحاب كراهة الحج علي الإبل الجلالة قال في المنتهي يكره الحج والعمرة علي الإبل الجلالات وهي التي تتغذي بعذرة الإنسان خاصة لأنها محرمة فيكره الحج عليها ويدل عليه مَا رَوَاهُ الشّيخُ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ يُكرَهُ الحَجّ وَ العُمرَةُ عَلَي الإِبِلِ الجَلّالَاتِ
2- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن رَكِبَ زَامِلَةً ثُمّ وَقَعَ مِنهَا فَمَاتَ دَخَلَ النّارَ
الفقيه ،بإسناده عن محمد بن سنان مثله . قال الصدوق رحمه الله فيهما معني ذلك أن الناس كانوا يركبون الزوامل فإذاأراد أحدهم النزول وقع من زاملته من غير أن يتعلق بشيء من الرحل فنهوا عن
صفحه : 148
ذلك لئلا يسقط أحدهم متعمدا فيموت فيكون قاتل نفسه ويستوجب بذلك دخول النار و ليس هذاالحديث ينهي عن ركوب الزوامل وإنما هونهي عن الوقوع منها من غير أن يتعلق بالرحل والحديث ألذي روي أن من ركب زاملة فليوص فليس ذلك أيضا بنهي عن ركوب الزاملة إنما هوالأمر بالوصية كماقيل من خرج في حج أوجهاد فليوص و ليس ذلك بنهي عن الحج والجهاد و ما كان الناس يركبون إلاالزوامل وإنما المحامل محدثة لم تعرف فيما مضي .بيان في النهاية الزاملة البعير ألذي يحمل عليه الطعام والمتاع كأنه فاعلة من الزمل الحمل . و قال الوالد قدس سره الظاهر كراهة الركوب عليها مع القدرة علي غيرها لما فيه من التعرض للضرر غالبا كما هوشائع أنه قلما يركبها أحد و لم يسقط منها وذكر بعضهم أن وجه النهي أنه استأجرها لحمل المتاع فلايجوز الركوب عليها بغير رضي المكاري لكن يأباه الخبر الثاني والظاهر أن المراد به الجمال الصعبة التي لم تذلل بعد و قوله رحمه الله إنما المحامل محدثة لعله أراد أن شيوعها محدثة و إن كان فيه أيضا كلام إذ ذكر المحمل في الأخبار كثير
صفحه : 149
1- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ الزنّجاَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي عُبَيدٍ القَاسِمِ بنِ سَلّامٍ رَفَعَهُ أَنّ رَجُلًا حَلَبَ عِندَ النّبِيّص نَاقَةً فَقَالَ النّبِيّص دَع داَعيَِ اللّبَنِ يَقُولُ أَبقِ فِي الضّرعِ شَيئاً لَا تَستَوعِبهُ كُلّهُ فِي الحَلبِ فَإِنّ ألّذِي تُبقِيهِ بِهِ يَدعُو مَا فَوقَهُ مِنَ اللّبَنِ وَ يُنزِلُهُ وَ إِذَا استَقصَي كُلّ مَا فِي الضّرعِ أَبطَأَ عَلَيهِ الدّرّ بَعدَ ذَلِكَ
بيان قال في النهاية فيه أنه أمر ضرار بن الأزور أن يحلب له ناقة و قال له دع داعي اللبن لاتجهده أي أبق في الضرع قليلا من اللبن وذكر نحو ذلك . و في المجازات النبوية و من ذلك قوله ع لرجل حلب ناقة دع داعي اللبن قال السيد هذه استعارة والمراد أمره أن يبقي في خلف الناقة شيئا من لبنها من غير أن يستفرغ جميعه لأن مايبقي منه يستنزل عفافتها ويستجم درتها فكأنه يدعو بقية اللبن إليه و يكون كالمثابة له و إذااستنفذ الحالب ما في الخلف أبطأ غزره وقلص دره
صفحه : 150
2- المَحَاسِنُ، عَن بَعضِ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَظّفُوا مَرَابِضَ الغَنَمِ وَ امسَحُوا رُغَامَهُنّ فَإِنّهُنّ مِن دَوَابّ الجَنّةِ
3- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ رَفَعَهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص امسَحُوا رُغَامَ الغَنَمِ وَ صَلّوا فِي مُرَاحِهَا فَإِنّهَا دَابّةٌ مِن دَوَابّ الجَنّةِ
قال الرغام مايخرج من أنوفها
4- الكاَفيِ، عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَظّفُوا مَرَابِضَهَا وَ امسَحُوا رُغَامَهَا
توضيح الرغام بالضم التراب ولعل المعني مسح التراب عنها وتنظيفها و في بعض نسخ المحاسن بالعين المهملة و هوالمناسب لمافسره به البرقي لكن أكثر نسخ الكافي بالمعجمة و هذاالتفسير والاختلاف موجودان في روايات العامة أيضا قال الجزري في الراء مع العين المهملة فيه صلوا في مراح الغنم وامسحوا رعامها الرعام مايسيل من أنوفها ثم قال في الراء مع الغين المعجمة في حديث أبي هريرة صل في مراح الغنم وامسح الرغام عنها كذا رواه بعضهم بالغين المعجمة و قال إنه مايسيل من الأنف بالمشهور فيه والمروي بالعين المهملة ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحا لشأنها انتهي
5-العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن
صفحه : 151
هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قُلتُ لَهُ كَيفَ كَانَ يَعلَمُ قَومُ لُوطٍ أَنّهُ قَد جَاءَ لُوطاً رِجَالٌ فَقَالَ كَانَتِ امرَأَتُهُ تَخرُجُ فَتُصَفّرُ فَإِذَا سَمِعُوا التّصفِيرَ جَاءُوا فَلِذَلِكَ كُرِهَ التّصفِيرُ
6- المَحَاسِنُ، عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ لَا تُصَفّر بِغَنَمِكَ ذَاهِبَةً وَ انعِق بِهَا رَاجِعَةً
بيان لاتصفر من الصفير و هوالصوت المعروف قال في القاموس الصفير بلا هاء من الأصوات و قدصفر يصفر صفيرا وصفر بالحمار دعاه للماء و قال نعق بغنمه كمنع وضرب نعقا ونعيقا ونعاقا ونعقانا صاح بها وزجرها انتهي . ويدل علي مرجوحية الصفير للغنم و قدمر في باب الطيرة والعدوي مايدل علي بعض الوجوه علي النهي عن الصفير و علي جواز خلط الدابة الجرباء بغيرها وعدم الإعداء
صفحه : 152
1- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ عَنِ الكلُيَنيِّ عَن عَلّانٍ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي جَوَابِ مَا سَأَلَ اليهَوُديِّ إِنّمَا قِيلَ لِلفَرَسِ إِجِد لِأَنّ أَوّلَ مَن رَكِبَ الخَيلَ قَابِيلُ يَومَ قَتَلَ أَخَاهُ هَابِيلَ وَ أَنشَأَ يَقُولُ
أَجِدِ[BA]أَجِدُ أَجِدّ]اليَومَ وَ مَا | تَرَكَ النّاسُ دَماً |
فَقِيلَ لِلفَرَسِ إِجِد لِذَلِكَ وَ إِنّمَا قِيلَ لِلبَغلِ عَد لِأَنّ أَوّلَ مَن رَكِبَ البَغلَ آدَمُ ع وَ ذَلِكَ كَانَ لَهُ ابنٌ يُقَالُ لَهُ مَعَدّ وَ كَانَ عَشُوقاً لِلدّوَابّ وَ كَانَ يَسُوقُ بِآدَمَ ع فَإِذَا تَقَاعَسَ البَغلُ نَادَي يَا مَعَدّ سُقهَا فَأَلِفَتِ البَغلَةُ اسمَ مَعَدّ فَتَرَكَ النّاسُ مَعَدّ وَ قَالُوا عَد وَ إِنّمَا قِيلَ لِلحِمَارِ حَرّ لِأَنّ أَوّلَ مَن رَكِبَ الحِمَارَ حَوّاءُ وَ ذَلِكَ أَنّهُ كَانَ لَهَا حِمَارَةٌ وَ كَانَت تَركَبُهَا لِزِيَارَةِ قَبرِ وَلَدِهَا هَابِيلَ فَكَانَت تَقُولُ فِي مَسِيرِهَا وَا حَرّاه فَإِذَا قَالَت هَذِهِ الكَلِمَاتِ سَارَتِ الحِمَارَةُ وَ إِذَا أَمسَكَت تَقَاعَسَت فَتَرَكَ النّاسُ ذَلِكَ وَ قَالُوا حَرّ
بيان قوله أجد اليوم كأنه من الإجادة أي أجد السعي لأن الناس لايتركون الدم بل يطلبونه مني أو من الوجدان أي أجد الناس اليوم لايتركون الدم أوبتشديد الدال بمعني الجد والسعي فيرجع إلي المعني الأول وربما يقال لعل قوله و ماتصحيف دما أي أجد اليوم أخذت لنفسي دما وانتقمت من
صفحه : 153
عدوي فيكون قوله ترك الناس دما كلامه ع و علي الأول والثاني الظاهر أنها كلمة زجر كما في عد لكن المشهور أنها زجر للإبل قال في القاموس إجد بالكسر ساكنة الدال زجر للإبل و قال عد عد زجر للبغل و قال الحر زجر للبعير كمايقال للضأن الحيه انتهي . وكأنه كان في أول الحال زجرا للحمار وكذا عد كان زجرا للبغل و لماكانت الإبل أشيع وأكثر عندالعرب منهما شاع استعمالهما فيهاعندهم
2- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن عُبدُوسِ بنِ أَبِي عُبَيدَةَ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ أَوّلُ مَن رَكِبَ الخَيلَ إِسمَاعِيلُ وَ كَانَت وَحشِيّةً لَا تُركَبُ فَحَشَرَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَي إِسمَاعِيلَ مِن جَبَلِ مِنًي وَ إِنّمَا سُمّيَتِ الخَيلُ العِرَابَ لِأَنّ أَوّلَ مَن رَكِبَهَا إِسمَاعِيلُ
بيان وإنما سميت الخيل أي نفائسها وعربيها لأن أول من ركبها إسماعيل فإنه كان أصل العرب وأباهم فنسب الخيل إلي العرب قال في النهاية العرب اسم لهذا الجيل المعروف من الناس و لاواحد له من لفظه سواء أقام بالبادية أوالمدن والنسب إليهما أعرابي وعربي و في حديث سطيح يقود خيلا عرابا أي عربية منسوبة إلي العرب فرقوا بين الخيل و الناس فقالوا في الناس عرب وأعراب و في الخيل عراب
3-أَمَانُ الأَخطَارِ،ذَكَرَ مُحَمّدُ بنُ صَالِحٍ مَولَي جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ فِي كِتَابِ نَسَبِ
صفحه : 154
الخَيلِ فِي حَدِيثٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ إِسمَاعِيلَ ع لَمّا بَلَغَ أَخرَجَ اللّهُ لَهُ مِنَ البَحرِ مِائَةَ فَرَسٍ فَأَقَامَت تَرعَي بِمَكّةَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ أَصبَحَت عَلَي بَابِهِ فَرَسَنَهَا وَ أَنتَجَهَا وَ رَكِبَهَا
4- وَ روُيَِ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ أَنّ أَوّلَ مَن رَكِبَ الخَيلَ إِسمَاعِيلُ
بيان في القاموس الرسن محركة الحبل و ما كان من زمام علي أنف ورسنها يرسنها ويرسنها وأرسنها جعل لها رسنا ورسنها شدها برسن
5- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ البزَنَطيِّ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن مُجَاهِدٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَتِ الخَيلُ العِرَابُ وُحُوشاً بِأَرضِ العَرَبِ فَلَمّا رَفَعَ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيتِ قَالَ إنِيّ قَد أَعطَيتُكَ كَنزاً لَم أُعطِهِ أَحَداً كَانَ قَبلَكَ قَالَ فَخَرَجَ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ حَتّي صَعِدَا جِيَاداً فَقَالَا أَلَا هَلّا أَلّا هَلُمّ فَلَم يَبقَ فِي أَرضِ العَرَبِ فَرَسٌ إِلّا أَتَاهُ وَ تَذَلّلَ لَهُ وَ أَعطَت بِنَوَاصِيهَا وَ إِنّمَا سُمّيَت جِيَاداً لِهَذَا فَمَا زَالَتِ الخَيلُ بَعدُ تَدعُو اللّهَ أَن يُحَبّبَهَا إِلَي أَربَابِهَا فَلَم تَزَلِ الخَيلُ حَتّي اتّخَذَهَا سُلَيمَانُ فَلَمّا أَلهَتهُ أَمَرَ بِهَا أَن يُمسَحَ رِقَابُهَا وَ سُوقُهَا حَتّي بقَيَِ أَربَعُونَ فَرَساً
بيان قال الفيروزآبادي هلا زجر للخيل وتهلي الفرس أسرع
صفحه : 155
وهلهل زجره بهلا و قال الخيل جماعة الأفراس لاواحد له أوواحده خائل لأنه يختال والجمع أخيال وخيول ويكسر والفرسان قال الجوهري جاد الفرس أي صار رائعا يجود جودة بالضم فهو جواد للذكر والأنثي من خيل جياد وأجياد وأجاويد والأجياد جبل بمكة سمي بذلك لموضع خيل تبع وسمي قعيقعان لموضع سلاحه و في القاموس أجياد شاة وأرض بمكة أوجبل بهالكونه موضع خيل تبع انتهي . والخبر يدل علي أن اسم الجبل كان جيادا بدون ألف ويحتمل سقوطه من الرواة أوالنساخ ويؤيده أن الدميري رواه عن ابن عباس و فيه فخرج إسماعيل إلي أجياد كماسيأتي. و قوله فلما ألهته إلخ لم يكن في بعض النسخ و كان المصنف ضرب عليه أخيرا لكونه مخالفا لمااختاره في تلك القصة كمامر مفصلا في بابه و هذاموافق لمارواه المخالفون في ذلك
6- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبَانٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الخَيلَ كَانُوا وُحُوشاً فِي بِلَادِ العَرَبِ فَصَعِدَ اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ ع عَلَي جَبَلِ جِيَادٍ ثُمّ صَاحَا أَلَا هَلّا أَلّا هَلُمّ قَالَ فَمَا بقَيَِ الفَرَسُ إِلّا أَعطَاهُمَا بِيَدِهِ وَ أَمكَنَ مِن نَاصِيَتِهِ
صفحه : 156
المَحَاسِنُ، عَن غَيرِ وَاحِدٍ مِثلَهُ
7-حَيَاةُ الحَيَوَانِ،نَقلًا مِن تَارِيخِ نَيسَابُورَ رَوَي بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أَرَادَ اللّهُ أَن يَخلُقَ الخَيلَ قَالَ لِرِيحِ الجَنُوبِ إنِيّ خَالِقٌ مِنكِ خَلقاً أَجعَلُهُ عِزّاً لأِوَليِاَئيِ وَ مَذَلّةً لأِعَداَئيِ وَ جَمَالًا لِأَهلِ طاَعتَيِ فَقَالَتِ الرّيحُ اخلُق يَا رَبّ فَقَبَضَ مِنهَا قَبضَةً فَخَلَقَ مِنهَا فَرَساً وَ قَالَ خَلَقتُكِ عَرَبِيّاً وَ جَعَلتُ الخَيرَ مَعقُوداً بِنَاصِيَتِكِ وَ الغَنَائِمَ مُحتَازَةً عَلَي ظَهرِكِ وَ بَوّأتُكِ سَعَةً مِنَ الرّزقِ وَ أَيّدتُكِ عَلَي غَيرِكِ مِنَ الدّوَابّ وَ عَطَفتُ عَلَيكِ صَاحِبَكِ وَ جَعَلتُكِ تَطِيرِينَ بِلَا جَنَاحٍ فَأَنتِ لِلطّلَبِ وَ أَنتِ لِلهَرَبِ وَ إنِيّ سَأَجعَلُ عَلَي ظَهرِكِ رِجَالًا يسُبَحّوُنيّ وَ يحُمَدّوُنيّ وَ يهُلَلّوُنيّ وَ يكُبَرّوُنيّ ثُمّ قَالَص مَا مِن تَسبِيحَةٍ وَ تَهلِيلَةٍ وَ تَكبِيرَةٍ يُكَبّرُهَا صَاحِبُهَا فَتَسمَعُهُ إِلّا تُجِيبُهُ بِمِثلِهَا قَالَ فَلَمّا سَمِعَتِ المَلَائِكَةُ بِخَلقِ الفَرَسِ قَالَت يَا رَبّ نَحنُ مَلَائِكَتُكَ نُسَبّحُكَ وَ نُحَمّدُكَ وَ نُهَلّلُكَ فَمَا ذَا لَنَا فَخَلَقَ اللّهُ لَهَا خَيلًا لَهَا أَعنَاقٌ كَأَعنَاقِ البُختِ يُمِدّ بِهَا مَن يَشَاءُ مِن أَنبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ قَالَ فَلَمّا استَوَت قَوَائِمُ الفَرَسِ فِي الأَرضِ قَالَ اللّهُ لَهُ أَذِلّ بِصَهِيلِكَ المُشرِكِينَ وَ املَأ مِنهُ آذَانَهُم وَ أَذِلّ بِهِ أَعنَاقَهُم وَ أَرعِب بِهِ قُلُوبَهُم قَالَ فَلَمّا أَن عَرَضَ اللّهُ عَلَي آدَمَ كُلّ شَيءٍ مِمّا خَلَقَ قَالَ لَهُ اختَر مِن خلَقيِ مَا شِئتَ فَاختَارَ الفَرَسَ فَقِيلَ لَهُ اختَرتَ عِزّكَ وَ عِزّ وُلدِكَ خَالِداً مَا خَلَدُوا وَ بَاقِياً
صفحه : 157
مَا بَقُوا أَبَدَ الآبِدِينَ وَ دَهرَ الدّاهِرِينَ ثُمّ قَالَ أَوّلُ مَن رَكِبَهَا إِسمَاعِيلُ ع وَ لِذَلِكَ سُمّيَتِ العِرَابَ وَ كَانَت قَبلَ ذَلِكَ وَحشِيّاً كَسَائِرِ الوُحُوشِ فَلَمّا أَذِنَ اللّهُ تَعَالَي لِإِبرَاهِيمَ وَ إِسمَاعِيلَ بِرَفعِ القَوَاعِدِ مِنَ البَيتِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إنِيّ مُعطِيكُمَا كَنزاً ادّخَرتُهُ لَكُمَا ثُمّ أَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَي إِسمَاعِيلَ أَنِ اخرُج فَادعُ بِذَلِكَ الكَنزِ فَخَرَجَ إِلَي أَجيَادٍ وَ كَانَ لَا يدَريِ مَا الدّعَاءُ وَ مَا الكَنزُ فَأَلهَمَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الدّعَاءَ فَلَم يَبقَ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَرَسٌ بِأَرضِ العَرَبِ إِلّا أَجَابَتهُ وَ أَمكَنَتهُ مِن نَوَاصِيهَا وَ تَذَلّلَت لَهُ وَ لِذَلِكَ قَالَ النّبِيّص اركَبُوا الخَيلَ فَإِنّهَا مِيرَاثُ أَبِيكُم إِسمَاعِيلَ
8- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن جِيَادٍ لِمَ سمُيَّ جِيَاداً قَالَ لِأَنّ الخَيلَ كَانَت وُحُوشاً فَاحتَاجَ إِلَيهَا اِبرَاهِيمُ وَ إِسمَاعِيلُ فَدَعَا اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَن يُسَخّرَهَا لَهُ فَأَمَرَهُ أَن يَصعَدَ عَلَي أَبِي قُبَيسٍ فيَنُاَديَِ أَلَا هَلّا أَلّا هَلُمّ فَأَقبَلَت حَتّي وَقَفَت بِجِيَادٍ فَنَزَلَ إِلَيهَا فَأَخَذَهَا فَلِذَلِكَ سمُيَّ جِيَاداً
كتاب المسائل ،بإسناده عن علي بن جعفر مثله
صفحه : 158
الآيات الأنفال وَ أَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوّةٍ وَ مِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوّ اللّهِ وَ عَدُوّكُمالنحل وَ الخَيلَ وَ البِغالَ وَ الحَمِيرَ لِتَركَبُوها وَ زِينَةًص إِذ عُرِضَ عَلَيهِ باِلعشَيِّ الصّافِناتُ الجِيادُ فَقالَ إنِيّ أَحبَبتُ حُبّ الخَيرِ عَن ذِكرِ ربَيّ حَتّي تَوارَت بِالحِجابِ رُدّوها عَلَيّ فَطَفِقَ مَسحاً بِالسّوقِ وَ الأَعناقِ.تفسيروَ أَعِدّوا لَهُم أي لناقضي العهد أوللكفارمَا استَطَعتُم مِن قُوّةٍقيل أي كل مايتقوي به في الحرب و في تفسير علي بن ابراهيم قال السلاح وَ فِي الفَقِيهِ قَالَ ع مِنهُ الخِضَابُ بِالسّوَادِ
وَ فِي تَفسِيرِ العيَاّشيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَيفٌ وَ تُرسٌ
وَ فِي الكاَفيِ مَرفُوعاً قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص
صفحه : 159
هُوَ الرمّيُ
وَ مِن رِباطِ الخَيلِقيل اسم للخيل التي تربط في سبيل الله فعال بمعني مفعول أومصدر سمي به يقال ربطه ربطا ورابطه مرابطة ورباطا أوجمع ربيط كفصيل وفصال و في مجمع البيان عن النبي ص وارتبطوا الخيل فإن ظهورها لكم عز وأجوافها كنزتُرهِبُونَ أي تخوفون بِهِالضمير لمااستطعتم أوللإعدادعَدُوّ اللّهِ وَ عَدُوّكُمقيل يعني كفار مكة وأقول خصوص السبب لايدل علي خصوص الحكم ويدل علي رجحان رباط الخيل للجهاد ولإرهاب أعداء الله و إن كان في زمن غيبة الإمام ع توقعا لظهوره كماورد في الأخبار و قدمر تفسير الآية الثانية وكذا الثالثة في باب أحوال داود ع وقالوا الصافن من الخيل ألذي يقوم علي طرف سنبك يد أو رجل و هو من الصفات المحمودة في الخيل لاتكاد تكون إلا في العراب الخلص والجياد جمع جواد أوجود و هو ألذي يسرع في جريه وقيل ألذي يجود بالركض وقيل جمع جيد والخير المال الكثير والمراد هنا الخيل
كَمَا قَالَ النّبِيّص الخَيلُ مَعقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الخَيرُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
و في قراءة ابن مسعود حب الخيل حَتّي تَوارَت بِالحِجابِ أي الخيل أوالشمس فَطَفِقَ مَسحاًقيل أي فأخذ يمسح السيف مسحابِالسّوقِ وَ الأَعناقِيقطعها لأنها كانت سبب فوت صلاتها وقيل جعل يمسح بيده أعناقها وسوقها وحبالها و في الخبر أن الضمير للشمس والمراد بالمسح بالسوق والأعناق الوضوء بطريق شرع لهم
1-الفَقِيهُ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الخَيلُ مَعقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الخَيرُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ المُنفِقُ عَلَيهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ كَالبَاسِطِ يَدَهُ بِالصّدَقَةِ لَا يَقبِضُهَا فَإِذَا أَعدَدتَ
صفحه : 160
شَيئاً فَأَعِدّهُ أَقرَحَ أَرثَمَ مُحَجّلَ الثّلَاثَةِ طُلُقَ اليَمِينِ كُمَيتاً ثُمّ أَغَرّ تَسلَم وَ تَغنَم
توضيح قال في النهاية فيه خير الخيل الأرثم الأقرح المحجل الأرثم ألذي أنفه أبيض وشفته العليا والأقرح ما كان في جبهته قرحة بالضم وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرة. والمحجل هو ألذي يرتفع البياض في قوائمه إلي موضع القيد ويجاوز الأرساغ و لايجاوز الركبتين لأنها مواضع الأحجال وهي الخلاخيل والقيود و لا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معها رجل أورجلان . قال و فيه خير الخيل الأقرح طلق اليد اليمني أي مطلقها ليس فيهاتحجيل
2-الكاَفيِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَنِ ابنِ طَيفُورٍ المُتَطَبّبِ قَالَسأَلَنَيِ أَبُو الحَسَنِ ع أَيّ شَيءٍ تَركَبُ قُلتُ حِمَاراً فَقَالَ بِكَمِ ابتَعتَهُ قُلتُ بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِينَاراً قَالَ إِنّ هَذَا لَهُوَ السّرَفُ أَن تشَترَيَِ حِمَاراً بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِينَاراً وَ تَدَعَ بِرذَوناً قُلتُ يَا سيَدّيِ إِنّ مَئُونَةَ البِرذَونِ أَكثَرُ مِن مَئُونَةِ الحِمَارِ قَالَ فَقَالَ إِنّ ألّذِي يَمُونُ الحِمَارَ يَمُونُ البِرذَونَ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ مَنِ ارتَبَطَ دَابّةً
صفحه : 161
مُتَوَقّعاً بِهِ أَمرَنَا وَ يَغِيظُ بِهِ عَدُوّنَا وَ هُوَ مَنسُوبٌ إِلَينَا أَدَرّ اللّهُ رِزقَهُ وَ شَرَحَ صَدرَهُ وَ بَلّغَهُ أَمَلَهُ وَ كَانَ عَوناً عَلَي حَوَائِجِهِ
بيان في القاموس مأن القوم احتمل مئونتهم أي قوتهم و قد لايهمز فالفعل مانهم
3- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ قَالَ حدَثّنَيِ رَجُلٌ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تِسعَةُ أَعشَارِ الرّزقِ مَعَ صَاحِبِ الدّابّةِ
4- وَ مِنهُ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَنِ اشتَرَي دَابّةً كَانَ لَهُ ظَهرُهَا وَعَلَي اللّهِ رِزقُها
5- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الوَلِيدِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اتّخِذ حِمَاراً يَحمِل رَحلَكَ فَإِنّ رِزقَهُ عَلَي اللّهِ قَالَ فَاتّخَذتُ حِمَاراً وَ كُنتُ أَنَا وَ يُوسُفُ أخَيِ إِذَا تَمّتِ السّنَةُ حَسَبنَا نَفَقَاتِنَا فَنَعلَمُ مِقدَارَهَا فَحَسَبنَا بَعدَ شِرَاءِ الحِمَارِ نَفَقَاتِنَا فَإِذَا هيَِ كَمَا كَانَت فِي كُلّ عَامٍ لَم تَزِد شَيئاً
6- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي المُغِيرَةِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مِن شَقَاءِ العَيشِ
صفحه : 162
المَركَبُ السّوءِ
7- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ القزَويِنيِّ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الكوُفيِّ عَنِ البرَمكَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الأحَمرَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ سُلَيمَانَ عَن ثَابِتِ بنِ دِينَارٍ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَيرُ المَالِ سِكّةٌ مَأبُورَةٌ وَ مُهرَةٌ مَأمُورَةٌ
8- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الديّلمَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعقُوبَ الأَصَمّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ المنُاَديِ عَن رَوحِ بنِ عُبَادَةَ عَن أَبِي نَعَامَةَ العدَوَيِّ عَن مُسلِمِ بنِ زَيدٍ عَن أُنَاسِ بنِ زُهَيرٍ عَن سُوَيدِ بنِ هُبَيرَةَ عَنِ النّبِيّص قَالَ خَيرُ مَالِ المَرءِ مُهرَةٌ مَأمُورَةٌ أَو سِكّةٌ مَأبُورَةٌ
قوله سكة مأبورة يقال هي الطريقة المستقيمة المستوية المصطفة من النخل ويقال إنما سميت الأزقة سككا لاصطفاف الدور فيهاكطرائق النخل هذا في اللغة وَ قَد روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ لَا تُسَمّوا الطّرِيقَ السّكّةَ فَإِنّهُ لَا سِكّةَ إِلّا سِكَكُ الجَنّةِ
.
صفحه : 163
و أماالمأبورة فهي التي قدلقحت قال أبوعبيدة لقحت للواحدة خفيفة وللجمع بالتثقيل لقحت يقال أبرت النخل آبرها أبرا وهي نخلة مأبورة ويقال ائتبرت غيري إذاسألته أن يأبر لك نخلك وكذلك الزرع والآبر العامل والمؤبر رب الزرع والمأبور الزرع والنخل ألذي قدلقح و أماالمهرة المأمورة فإنها الكثيرة النتاج و فيهالغتان يقال قدأمرها الله فهي مأمورة وآمرها ممدودة فهي مؤمرة و قدقرأ بعضهم أَمَرنا مُترَفِيها غيرممدودة يكون من الأمر وروي عن الحسن أنه فسرها فقال أمرناهم بالطاعة فعصوا و قد يكون أمرنا بمعني أكثرنا علي قوله مهرة مأمورة وفرس مأمورة و من قرأها آمرنا فمدها فليس معناه إلاأكثرنا و من قرأها مشددة فقال أمرنا فهذا من التسليط ويقال في الكلام قدأمر القوم يأمرون إذاكثروا و هو من قوله مهرة مأمورة.تأييد قال في القاموس المهر بالضم ولد الفرس أوأول ماينتج منه و من غيره والأنثي مهرة والأم ممهر. و في النهاية فيه خير المال مهرة مأمورة وسكة مأبورة المأمورة الكثيرة النسل والنتاج يقال أمرهم الله فأمروا أي كثروا و فيه لغتان أمرها فهي مأمورة وآمرها فهي مؤمرة والسكة الطريقة المصطفة من النخل ومنها قيل للأزقة سكك لاصطفاف الدور فيها.
صفحه : 164
والمأبورة الملقحة يقال أبرت النخلة وأبرتها فهي مأبورة ومُؤَبّرَةٌ والاسم الإِبَارُ وقيل السكة سكة الحرث والمأبورة المصلحة له أراد خير المال نتاج أوزرع انتهي . وأقول روي في شهاب الأخبار وفرس مأمورة و قال في ضوء الشهاب وروي ومُهرة مأمورة و هو من أمر القوم إذاكثروا وأمرنا له أي كثر وأمرتهم أي أكثرتهم علي فعلتهم لغتان فإن كانت الكلمة من أمر علي فعل فهي علي موجبها وبابها و إن كان من آمر فإنما صار مأمورة لازدواج الكلام وملاءمته كماقالوا الغدايا والعشايا و كان حقها الغداوات و كماقالوا هنأني الطعام ومرأني فإذاأفردوا قالوا أمرأني
وَ كَقَولِهِ ع ارجِعنَ مَأزُورَاتٍ غَيرَ مَأجُورَاتٍ
و هو من الوزر و كان حقه موزورات
وَ كَقَولِهِ ع أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الهَامّةِ وَ اللّامّةِ
و إذاأفردت كانت الملمة لأنه من ألم بالشيء فكأنه يقول ص خير المال النخل والنتاج و قال بعدتفسير السكة بالنخل وفسر الأصمعي هذه الكلمة علي وجه آخر فقال السكة الحديدة التي تثار بها الأرض للزرع ومأبورة علي هذا أي مصلحة محددة و لابأس بهذا الوجه و يكون المعني خير المال الزرع والنتاج و في الحديث مادخلت السكة دار قوم يعني الزراعة واتباع أذناب البقر وترك الغزو وإنما كان النخل أوالزرع والنتاج خير المال لاشتمال النخل والزرع علي الزكوات والعشور فتتوفر علي المساكين والمحتاجين
صفحه : 165
والمستحقين و علي النتاج لتتوفر علي الغزاة والمجاهدين في سبيل الله وفائدة الحديث تفضيل النخل والزرع علي سائر وجوه المعاش انتهي
9- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَخلَدٍ عَن عُمَرَ بنِ الحَسَنِ الشيّباَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الترّمذِيِّ عَن سَعدِ بنِ عَنبَسَةَ عَن مَنصُورِ بنِ وَردَانَ العَطّارِ عَن يُوسُفَ بنِ أَبِي إِسحَاقَ عَنِ الحَارِثِ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ الخَيلُ مَعقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيرُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ مَنِ ارتَبَطَ فَرَساً فِي سَبِيلِ اللّهِ كَانَ عَلَفُهُ وَ رَوثُهُ وَ شَرَابُهُ فِي مِيزَانِهِ يَومَ القِيَامَةِ
10- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ مَنِ ارتَبَطَ فَرَساً عَتِيقاً مُحِيَت عَنهُ ثَلَاثُ سَيّئَاتٍ فِي كُلّ يَومٍ وَ كُتِبَت لَهُ إِحدَي وَ عِشرُونَ حَسَنَةً وَ مَنِ ارتَبَطَ هَجِيناً مُحِيَت عَنهُ فِي كُلّ يَومٍ سَيّئَتَانِ وَ كُتِبَت لَهُ سَبعُ حَسَنَاتٍ وَ مَنِ ارتَبَطَ بِرذَوناً يُرِيدُ بِهِ جَمَالًا أَو قَضَاءَ حَوَائِجَ أَو دَفعَ عَدُوّ عَنهُ مُحِيَت عَنهُ فِي كُلّ يَومٍ سَيّئَةٌ وَ كُتِبَت لَهُ سِتّ حَسَنَاتٍ
صفحه : 166
المَحَاسِنُ، عَنِ القَاسِمِ عَن جَدّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ الجعَفرَيِّ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ إِحدَي عَشرَةَ سَنَةً فِي الأَوّلِ كَمَا فِي الفَقِيهِ
الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ مِثلَ المَحَاسِنِ.
بيان العتيق هو ألذي أبواه عربيان قال الجوهري العتيق الكرم والجمال والعتيق الكريم من كل شيء والخيار من كل شيء و قال الهجنة في الناس والخيل إنما تكون من قبل الأم فإذا كان الأب عتيقا والأم ليست كذلك كان الولد هجينا والإقراف من قبل الأب انتهي . والبرذون بالكسر ما لم يكن شيء من أبويه عربيا قال الدميري الخيل نوعان عتيق وهجين والفرق بينهما أن عظم البرذون أعظم من عظم الفرس وعظم الفرس أصلب وأثقل من عظم البرذون والبرذون أحمل من الفرس والفرس أسرع من البرذون والعتيق بمنزلة الغزال والبرذون بمنزلة الشاة فالعتيق من الخيل ماأبواه عربيان سمي بذلك لعتقه من العيوب وسلامته من الطعن فيه من الأمور المنقصة
صفحه : 167
11- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الخَيرُ مَعقُودٌ بنِوَاَصيِ الخَيلِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
12- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا اشتَرَيتَ دَابّةً فَإِنّ مَنفَعَتَهَا لَكَ وَ رِزقَهَا عَلَي اللّهِ
المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ مِثلَهُ إِلّا أَنّ فِيهِ اشتَرِ دَابّةً
13- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ مَنِ ارتَبَطَ فَرَساً أَشقَرَ أَغَرّ أَو أَقرَحَ فَإِن كَانَ أَغَرّ سَائِلَ الغُرّةِ بِهِ وَضَحٌ فِي قَوَائِمِهِ فَهُوَ أَحَبّ إلِيَّ لَم يَدخُل بَيتَهُ فَقرٌ مَا دَامَ ذَلِكَ الفَرَسُ فِيهِ وَ مَا دَامَ أَيضاً فِي مِلكِهِ لَا يَدخُلُ بَيتَهُ حَنَقٌ
قَالَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ مَنِ ارتَبَطَ فَرَساً لِيُرهِبَ بِهِ عَدُوّاً أَو يَستَعِينَ بِهِ عَلَي جَمَالِهِ لَم يَزَل مُعَاناً عَلَيهِ أَبَداً مَا دَامَ فِي مِلكِهِ وَ لَا يَدخُلُ بَيتَهُ خَصَاصَةٌ مَا دَامَ فِي مِلكِهِ
صفحه : 168
المَحَاسِنُ، عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ مِثلَهُ.
بيان في القاموس الأشقر من الدواب الأحمر في مغرة حمرة يحمر منها العرف والذنب . و قال في المصباح الشقرة حمرة صافية في الخيل و قال الغرة في الجبهة بياض فوق الدرهم وفرس أغر ومهرة غراء ونحوه قال الجوهري و قال القرحة في وجه الفرس مادون الغرة والفرس أقرح و قال الوضح الضوء والبياض يقال بالفرس وضح إذاكانت به وشية انتهي والخنق الغيظ و في بعض نسخ ثواب الأعمال والفقيه حيق بالياء و في القاموس الحيق مايشتمل علي الإنسان من مكروه فعله و في أكثر نسخ المحاسن والفقيه حيف أي ظلم والخصاصة بالفتح الفقر و في المحاسن و لايزال بيته مخصبا مادام في ملكه
14- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع وَ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الخَيلُ فِي نَوَاصِيهَا الخَيرُ
15- وَ مِنهُ، عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن مَعمَرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ الخَيرَ كُلّ الخَيرِ فِي نوَاَصيِ الخَيلِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
صفحه : 169
16- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عُمَرَ بنِ أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الخَيلُ مَعقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيرُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
17- وَ مِنهُ، عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ أَهدَي أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَربَعَةَ أَفرَاسٍ مِنَ اليَمَنِ فَقَالَ سَمّهَا لِي فَقَالَ هيَِ أَلوَانٌ مُختَلِفَةٌ فَقَالَ أَ فِيهَا وَضَحٌ فَقَالَ نَعَم أَشقَرُ بِهِ وَضَحٌ قَالَ فَأَمسِكهُ عَلَيّ قَالَ وَ فِيهَا كُمَيتَانِ أَوضَحَانِ قَالَ أَعطِهِمَا ابنَيكَ قَالَ وَ الرّابِعُ أَدهَمُ بَهِيمٌ قَالَ بِعهُ وَ استَخلِف ثَمَنَهُ نَفَقَةً لِعِيَالِكَ إِنّمَا يُمنُ الخَيلِ فِي ذَوَاتِ الأَوضَاحِ
قَالَ وَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ كَرِهنَا البَهِيمَ مِنَ الدّوَابّ كُلّهَا إِلّا الجَمَلَ وَ البَغلَ وَ كَرِهتُ شِيَةَ أَوضَاحٍ فِي الحِمَارِ وَ البَغلِ الأَلوَانِ وَ كَرِهتُ القَرحَ فِي البَغلِ إِلّا أَن يَكُونَ بِهِ غُرّةٌ سَائِلَةٌ وَ لَا أَستَثنِيهَا عَلَي حَالٍ وَ قَالَ إِذَا عَثَرَتِ الدّابّةُ تَحتَ الرّجُلِ فَقَالَ لَهَا تَعَستِ تَقُولُ تَعَسَ وَ انتَكَسَ أَعصَانَا لِرَبّهِ
الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍمِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ لَا أَشتَهِيهَا عَلَي حَالٍ
صفحه : 170
الفَقِيهُ،بِإِسنَادِهِ عَن بَكرٍ
مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ فِي ذَوَاتِ الأَوضَاحِ
بيان فقال سمها لي بالتشديد أي صفها أوبالتخفيف من الوسم أي اذكر سمتها وعلامتها و في الفقيه من اليمن فأتاه فقال يا رسول الله أهديت لك أربعة أفراس قال صفها و في القاموس الوضح محركة الغرة والتحجيل في القوائم . و قال الجوهري الكميت من الفرس يستوي فيه المذكر والمؤنث ولونه الكمتة وهي حمرة يدخلها قنوء قال سيبويه سألت الخليل عن كميت فقال إنما صغر لأنه بين السواد والحمرة كأنه لم يخلص له واحد منهما فأرادوا بالتصغير أنه قريب منهما والفرق بين الكميت والأشقر بالعرف والذنب فإن كانا أحمرين فهو أشقر و إن كانا أسودين فهو كميت و قال هذافرس بهيم و هذه فرس بهيم أي مصمت و هو ألذي لايخلط لونه شيءسوي لونه والجمع بهم مثل رغيف ورغف و قال الدهمة السواد و قال الشية كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله . قوله ع الألوان أي في جميع الألوان و في الكافي إلالون واحد و هوأظهر قوله ع و لاأستثنيها أي لاأستثني الغرة وحسنها علي حال و في الكافي و لاأشتهيها أي و لاأشتهي الغرة والشيات فيهما علي حال
18-المَحَاسِنُ، عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ مَن خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ أَو مَنزِلِ غَيرِهِ فِي أَوّلِ الغَدَاةِ فلَقَيَِ فَرَساً أَشقَرَ بِهِ أَوضَاحٌ
صفحه : 171
وَ إِن كَانَت بِهِ غُرّةٌ سَائِلَةٌ فَهُوَ العَيشُ كُلّ العَيشِ لَم يَلقَ فِي يَومِهِ ذَلِكَ إِلّا سُرُوراً وَ إِن تَوَجّهَ فِي حَاجَةٍ فلَقَيَِ الفَرَسَ قَضَي اللّهُ حَاجَتَهُ
ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَنِ البرَقيِّ عَن بَكرٍ مِثلَهُ وَ لَيسَ فِيهِ فِي أَوّلِ الغَدَاةِ
19- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ مُرسَلًا قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص مِن سَعَادَةِ الرّجُلِ المُسلِمِ المَركَبُ الهنَيِءُ
و منه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عن آبائه ع عن النبي ص مثله الكافي، عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي
مثله .بيان الهنيء ماأتي من غيرمشقة وكأن المراد هنا السريع السير الموافق
20- المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَن سَمَاعَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِن سَعَادَةِ المَرءِ دَابّةٌ يَركَبُهَا فِي حَوَائِجِهِ وَ يقَضيِ عَلَيهَا حُقُوقَ إِخوَانِهِ
صفحه : 172
الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ مِثلَهُ وَ فِيهِ مِن سَعَادَةِ المُؤمِنِ
21- المَحَاسِنُ، عَنِ النهّيِكيِّ وَ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ العبَديِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اتّخِذُوا الدّوَابّ فَإِنّهَا زَينٌ وَ تُقضَي عَلَيهَا الحَوَائِجُ وَ رِزقُهَا عَلَي اللّهِ
قَالَ مُحَمّدُ بنُ عِيسَي وَ حدَثّنَيِ بِهِ عَمّارُ بنُ المُبَارَكِ وَ زَادَ فِيهِ وَ تَلقَي عَلَيهَا إِخوَانَكَ
الكافي، عن علي بن ابراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسي عن زياد القندي عن عبد الله بن سنان مثله
22- قَالَ وَ روُيَِ أَنّهُ قَالَ عَجِبتُ لِصَاحِبِ الدّابّةِ كَيفَ تَفُوتُهُ الحَاجَةُ
23- المَحَاسِنُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ الفَضلِ قَالَ حَضَرتُ أَبَا جَعفَرٍ ع بِصَريَا وَ هُوَ يَعرِضُ خَيلًا قَالَ وَ فِيهَا وَاحِدٌ شَدِيدُ القُوّةِ شَدِيدُ الصّهِيلِ قَالَ فَقَالَ لِي يَا مُحَمّدُ لَيسَ هَذَا مِن دَوَابّ أَبِي
بيان صريا اسم قرية و هذاإشارة إلي صاحب الصهيل ففيه ذم مثله
صفحه : 173
أوالجميع والغرض أنها ليست مما لسائر الورثة فيه نصيب و ليس في بعض النسخ ليس
24- المَكَارِمُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص الخَيلُ مَعقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الخَيرُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ المُنفِقُ عَلَيهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ كَالبَاسِطِ يَدَهُ بِالصّدَقَةِ لَا يَقبِضُهَا
25- روُيَِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ لَا تُجَزّوا نوَاَصيَِ الخَيلِ وَ لَا أَعرَافَهَا وَ لَا أَذنَابَهَا فَإِنّ الخَيرَ فِي نَوَاصِيهَا وَ إِنّ أَعرَافَهَا دِفؤُهَا وَ إِنّ أَذنَابَهَا مَذَابّهَا
26- وَ قَالَص يُمنُ الخَيلِ فِي كُلّ أَحوَي أَحمَرَ وَ فِي كُلّ أَدهَمَ أَغَرّ مُطلَقُ اليَمِينِ
27- وَ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ إِنّ أَحَبّ المَطَايَا إلِيَّ الحُمُرُ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَركَبُ حِمَاراً اسمُهُ يَعفُورٌ
بيان قال في النهاية فيه ولدت جديا أسفع أحوي أي أسود ليس شديد البياض و فيه خير الخيل الحو الحو جمع أحوي و هوالكميت ألذي يعلوه سواد والحوة الكمتة و قدحوي فهو أحوي . و في الصحاح الحوة لون يخالط الكمتة مثل صدأ الحديد و قال الأصمعي الحوة حمرة تضرب إلي السواد و قداحووي الفرس يحووي احوواء و قال بعض العرب يقول حوي يحوي حوة حكاه في كتاب الفرس و في النهاية فيه خير الخيل الأقرح طلق اليد اليمني أي مطلقها ليس فيه تحجيل
28-نَوَادِرُ الراّونَديِّ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ إِسمَاعِيلَ الروّياَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ
صفحه : 174
الحَسَنِ التمّيِميِّ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ الديّباَجيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص بَعَثَ مَعَ عَلِيّ ع ثَلَاثِينَ فَرَساً فِي غَزوَةِ ذَاتِ السّلَاسِلِ وَ قَالَ يَا عَلِيّ أَتلُو عَلَيكَ آيَةً فِي نَفَقَةِ الخَيلِالّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ سِرّا وَ عَلانِيَةًفهَيَِ النّفَقَةُ عَلَي الخَيلِ سِرّاً وَ عَلَانِيَةً
29- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَي أَصحَابِ الخَيلِ مَنِ اتّخَذَهَا لِمَارِقٍ فِي دِينِهِ أَو مُشرِكٍ
30- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ صَهِيلَ الخَيلِ يُفزِعُ قُلُوبَ الأَعدَاءِ وَ رَأَيتُ جَبرَئِيلَ ع تَبَسّمَ عِندَ صَهِيلِهَا فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ لِمَ تَتَبَسّمُ فَقَالَ وَ مَا يمَنعَنُيِ وَ الكُفّارُ تَرجِفُ قُلُوبُهُم فِي أَجوَافِهِم عِندَ صَهِيلِهَا
31- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ غَزَا رَسُولُ اللّهِص غَزَاةً فَعَطِشَ النّاسُ عَطَشاً شَدِيداً فَقَالَ النّبِيّص هَل مَن يَنبَعِثُ لِلمَاءِ فَضَرَبَ النّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَي فَرَسٍ أَشقَرَ بَينَ يَدَيهِ قِربَةٌ مِن مَاءٍ فَقَالَ النّبِيّص أللّهُمّ وَ بَارِك فِي الأَشقَرِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِص شُقرُهَا خِيَارُهَا وَ كُمتُهَا صِلَابُهَا وَ دُهمُهَا مُلُوكُهَا فَلَعَنَ اللّهُ مَن جَزّ أَعرَافَهَا وَ أَذنَابَهَا مَذَابّهَا
صفحه : 175
32- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الخَيلُ مَعقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيرُ إِلَي أَن تَقُومَ القِيَامَةُ وَ أَهلُهَا مُعَانُونَ عَلَيهَا أَعرَافُهَا وَقَارُهَا وَ نَوَاصِيهَا جَمَالُهَا وَ أَذنَابُهَا مَذَابّهَا
تبيان الّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم قال الطبرسي رحمه الله قال ابن عباس نزلت الآية في علي ع كانت معه أربعة دراهم فتصدق بواحد نهارا وتصدق بواحد ليلا وبواحد سرا وبواحد علانية و هوالمروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع وروي عن أبي ذر والأوزاعي أنها نزلت في النفقة علي الخيل في سبيل الله وقيل هي عامة في كل من أنفق ماله في طاعة الله علي هذه الصفة و علي هذافأقول الآية نزلت في علي ع وحكمها سائر في كل من فعل مثل فعله و له فضل السبق علي ذلك انتهي . قوله وأذنابها بالنصب عطفا علي أعرافها ومذابها عطف بيان لها ويحتمل رفعهما ليكون جملة وظاهره حرمة الجز ويمكن حمله علي شدة الكراهة أو علي ما إذا كان الغرض التدليس كما هوالشائع
33- أَعلَامُ الدّينِ،قِيلَ حَجّ الرّشِيدُ فَلَقِيَهُ مُوسَي ع عَلَي بَغلَةٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ الرّشِيدُ مَن مِثلُكَ فِي حَسَبِكَ وَ نَسَبِكَ وَ تَقَدّمِكَ تلَقاَنيِ عَلَي بَغلَةٍ فَقَالَ تَطَأطَأَت عَن خُيَلَاءِ الخَيلِ وَ ارتَفَعَت عَن ذِلّةِ الحَمِيرِ
صفحه : 176
34- كِتَابُ الإِمَامَةِ وَ التّبصِرَةِ، عَن هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الصّادِقِ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ شُقرُهَا خِيَارُهَا وَ كُمتُهَا صِلَابُهَا وَ دُهمُهَا مُلُوكُهَا فَلَعَنَ اللّهُ مَن جَزّ أَعرَافَهَا وَ أَذنَابَهَا مَذَابّهَا
35- الفَقِيهُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّالّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ سِرّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبّهِم وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ قَالَ نَزَلَت فِي النّفَقَةِ عَلَي الخَيلِ
قال الصدوق رضي الله عنه هذه الآية روي أنها نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و كان سبب نزولها أنه كان معه أربعة دراهم فتصدق بدرهم منها بالليل وبدرهم بالنهار وبدرهم في السر وبدرهم في العلانية فنزلت فيه هذه الآية والآية إذانزلت في شيءفهي منزلة في كل مايجري فيه فالاعتقاد في تفسيرها أنها نزلت في أمير المؤمنين ع وجرت في النفقة علي الخيل وأشباه ذلك
36- الشّهَابُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص الخَيرُ مَعقُودٌ فِي نوَاَصيِ الخَيلِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
37- وَ قَالَص يُمنُ الخَيلِ فِي شُقرِهَا
الضوء الخير هوالنفع الحسن المرغوب فيه وبالعكس منه الشر والخيل اسم تقع علي الفرسان والأفراس فالأول كَقَولِهِص
يَا خَيلَ اللّهِ اركبَيِ
كَقَولِهِص عَفَوتُ لَكَ عَن صَدَقَةِ الخَيلِ
يعني الأفراس واشتقاق الخيل من
صفحه : 177
الخيلاء لأن الفرس كان له خيلاء في نفسه وكذلك الفارس ولذلك يقال ماركب أحد فرسا إلاوجد في نفسه نخوة و في كلام للعجم أن الرستاقي إذاركب الفرس نسي الله والحديث مقصور علي مدح الأفراس للغناء ألذي جعله الله فيها و لو لاالخيل مافتحت مدينة و لايغلب علي بلد من بلاد الكفار و بهااستنجد النبي ص وصحابته من بعده فيما تيسر لهم من الاستيلاء وفتح البلاد ونشر دعوة الإسلام فيها و لو لاتقويهم بها لماتيسر لهم ذلك و لاتمشي لهم أمر ثم إنها من أخص آلات الجهاد وأمر العدد لأعداء الإسلام . وذكر النواصي مجاز وإنما اختصها بالذكر لأنها من أول مايستقبلك منها ويقال أري في ناصية فلان خيرا وبالعكس وروي عن وهب بن منبه قال في بعض الكتب لماأراد الله أن يخلق الخيل قال للريح الجنوب إني خالق منك خلقا أجعله عزا لأوليائي وإجلالا لأهل طاعتي فقبض قبضة من ريح الجنوب فخلق منها فرسا و قال سميتك فرسا وجعلتك عربيا الخير معقود بناصيتك والغنم محوز علي ظهرك وجعلتك تطير بلا جناح فأنت للطلب و أنت للهرب . وروي أن تميما الداري كان ينقي شعيرا لفرسه و هو أمير علي بيت المقدس فقيل له لوكلفت هذاغيرك فقال
سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص مَن نَقّي شَعِيراً لِفَرَسِهِ ثُمّ قَامَ بِهِ حَتّي يَعلِفَهُ عَلَيهِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ شَعِيرَةٍ حَسَنَةً
وَ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَفَعَهُ رِبَاطُ يَومٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ خَيرٌ مِن عِبَادَةِ الرّجُلِ فِي أَهلِهِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ يَوماً كُلّ يَومٍ أَلفُ سَنَةٍ
و لم تزل العرب مكرمة لخيولها علي ماتنطق به أشعارهم كما قال
جاع لها العيال و لاتجاع |
. و كما قال .
ماتستوي والورد ساعة تفزع |
. إلي غير ذلك مما يطول تعداده و كان من سنتهم في الجاهلية أن يتمشي القبيلة إلي القبيلة في ثلاثة أشياء إذاولد لهم غلام شريف أونتج مهر جواد أو
صفحه : 178
نبغ لهم شاعر مفلق . وفائدة الحديث التنبيه علي شرف منزلة الخيل والأمر بإكرامها وراوي الحديث ابن عمر رحمه الله و قال في الحديث الثاني اليمن البركة والنماء و قديمن فلان فهو ميمون إذا كان مباركا ويمن هوفهو يأمن وبالعكس منه شئم وشأم وتيمنت بذلك تبركت به والشقرة في الإنسان حمرة صافية مع ميل البشرة إلي البياض وهي في الخيل حمرة صافية يحمر معها العرف والذنب فإذااسود فهو الكميت والشقرة في الجمال حمرة شديدة يقال بعير أشقر والشقر شقائق النعمان الواحدة الشقرة قال طرفة
وتساقي القوم كأسا مرة | و علي الخيل دماء كالشقر |
. وشقرة لقب للحارث بن تميم بن مر والنسب إليه شقري بفتح القاف والأصل في الكلمة الحمرة. وروي في حديث آخر يمن الخيل في الشقر وعليكم بكل كميت أغر محجل أوأشقر و لاتقصوا أعرافها وأذنابها. وَ عَن أَبِي قَتَادَةَ الأنَصاَريِّ أَنّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أُرِيدُ أَن أشَترَيَِ فَرَساً فَأَيّهَا أشَترَيِ قَالَ اشتَرِ أَدهَمَ أَرثَمَ مُحَجّلًا مُطلَقَ اليَمِينِ أَو مِنَ الكُمتِ عَلَي هَذِهِ الشّيَةِ
وَ قَالَص لَو جُمِعَت خَيلُ العَرَبِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ مَا سَبَقَهَا إِلّا الأَشقَرُ
. و قال إن النبي ص بعث سرية فكان أول من جاء بالفتح صاحب أشقر. و لاريب أن أقوي الخيل الشقر والكميت و لاكثير فرق بينهما إلابالأعراف والأذناب وفائدة الحديث تفضيل الشقر وبيان أنها أيمن وأبرك من غيرها وراوي الحديث عيسي بن علي الهاشمي عن أبيه عن جده
صفحه : 179
38- الشّهَابُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص الشّومُ فِي المَرأَةِ وَ الفَرَسِ وَ الدّارِ
الضوء الشوم نقيض اليمن وروي هذاالحديث علي وجه آخر أَنّ النّبِيّص قَالَ
لَا عَدوَي وَ لَا هَامَةَ وَ لَا صَفَرَ وَ إِن تَكُنِ الطّيَرَةُ فِي شَيءٍ ففَيِ المَرأَةِ وَ الفَرَسِ وَ الدّارِ
. والعدوي اسم من أعداه الجرب وغيره يعديه إذاتجاوز منه إليه و في حديث آخر فما أعدي الأول و لايعني به أن بعض الأمراض لايعدي فقد رئي مشاهدة أن الجرب يعدي والرمد يعدي و غير ذلك من الأمراض ولكن المعني و الله أعلم أنه لاينبغي للإنسان أن يعتقد أن هذه الأمراض لاتكاد تحصل إلا من العدوي فحسب بل قدتعدي و قديبتدئها الله ابتداء من غيرعدوي فلاعدوي مطلقة بحيث لا يكون ابتداء بالمرض والأولي أن يقال إن الله تعالي قدأجري العادة بأن تجرب الصحيحة إذاماست الجربة في بعض الأحوال ولذلك قال لايوردن ذو عاهة علي مصح وتكون العدوي محمولة علي هذا ثم ذكر رحمه الله الهامة والصفر نحو ماذكرنا سابقا في باب العدوي والطيرة ثم قال قيل إن شوم المرأة كثرة مهرها وسوء خلقها و أن لاتلد وشوم الدار ضيقها وسوء جوارها وشوم الفرس أن لايغزي عليها وقيل إن الشوم في هذه الثلاثة لكثرة الإنفاق عليها.
وَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا كُنّا فِي دَارٍ كَثِيرٌ فِيهَا عَدَدُنَا كَثِيرٌ فِيهَا أَموَالُنَا فَتَحَوّلنَا إِلَي دَارٍ أُخرَي فَقَلّ فِيهَا عَدَدُنَا وَ قَلّت فِيهَا أَموَالُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ذَرُوهَا ذَمِيمَةً وَ لَا تَأثِيرَ لِلدّارِ
.بل لعله ص قال ذلك حتي لايتأذوا بهذا الاعتقاد وفائدة الحديث إعلام أن هذه الثلاثة الأشياء يكثر الخرج عليها وتذهب البركة من المال بسببها وراوي الحديث عبد الله بن عمر
صفحه : 180
39- المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ، قَالَص خَيرُ الخَيلِ الأَدهَمُ الأَقرَحُ المُحَجّلُ ثَلَاثاً طُلُقُ اليَدِ اليُمنَي
قال السيد هذه من محاسن الاستعارات لأنه ع شبه الثلاث من قوائمه لالتفاف التحجيل عليها بالثلاث المعقولة من قوائم البعير والمشكولة من قوائم الفرس وشبه اليمني منها لخلوها من التحجيل بالمطلقة من العقال أوالعاطلة من الشكال يقال ناقة طلق إذا لم تكن معقولة وناقة عطل إذا لم تكن مزمومة
40- حَيَاةُ الحَيَوَانِ، فِي الصّحِيحِ عَن حرير[جَرِيرِ] بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ رَأَيتُ رَسُولَ اللّهِص يلَويِ نَاصِيَةَ فَرَسٍ بِإِصبَعِهِ وَ هُوَ يَقُولُ الخَيلُ مَعقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيرُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ الأَجرُ وَ الغَنِيمَةُ
ومعني عقد الخير بنواصيها أنه ملازم لها كأنه معقود فيها والمراد بالناصية هنا الشعر المسترسل علي الجبهة قاله الخطابي وغيره قال وكني بالناصية عن جميع ذات الفرس كمايقال فلان مبارك الناصية وميمون الغرة أي الذات وَ رَوَي مُسلِمٌ أَنّهُص كَانَ يَكرَهُ الشّكَالَ مِنَ الخَيلِ
صفحه : 181
والشكال أن يكون الفرس في رجله اليمني بياض أو في يده اليسري أو في يده اليمني ورجله اليسري بياض كذا وقع في تفسير صحيح مسلم و هذاأحد الأقوال في الشكال و قال أبوعبيدة وجمهور أهل اللغة والعرب أن يكون منه ثلاث قوائم محجلة وواحدة مطلقة تشبيها بالشكال ألذي يشكل به الخيل فإنه يكون في ثلاث قوائم غالبا و قال ابن دريد هو أن يكون محجلا في شق واحد في يده ورجله فإن كان مخالفا قيل شكال مخالف وقيل الشكال بياض الرجلين وقيل بياض اليدين . قال العلماء وإنما كرهه لأنه علي صورة المشكول وقيل يحتمل أن يكون جرب ذلك الجنس فلم تكن فيه نجابة و قال بعض العلماء فإذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة له بزوال شبه الشكال .
وَ رَوَي النسّاَئيِّ عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص لَم يَكُن شَيءٌ أَحَبّ إِلَيهِ بَعدَ النّسَاءِ مِنَ الخَيلِ
وَ رَوَي الثعّلبَيِّ بِإِسنَادِهِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَا مِن فَرَسٍ إِلّا وَ يُؤذَنُ لَهُ عِندَ كُلّ فَجرٍ أللّهُمّ مَن خوَلّتنَيِ مِن بنَيِ آدَمَ وَ جعَلَتنَيِ لَهُ فاَجعلَنيِ أَحَبّ مَالِهِ وَ أَهلِهِ إِلَيهِ
.
صفحه : 182
وَ فِي طَبَقَاتِ ابنِ سَعدٍ بِسَنَدِهِ عَن غَرِيبٍ الملُيَكيِّ أَنّ النّبِيّص سُئِلَ عَن قَولِهِ تَعَالَيالّذِينَ يُنفِقُونَ أَموالَهُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ سِرّا وَ عَلانِيَةً فَلَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبّهِم وَ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَ مَن هُم فَقَالَص أَصحَابُ الخَيلِ ثُمّ قَالَ المُنفِقُ عَلَي الخَيلِ كَالبَاسِطِ يَدَيهِ بِالصّدَقَةِ لَا يَقبِضُهَا وَ أَبوَالُهَا وَ أَروَاثُهَا يَومَ القِيَامَةِ كذَكَيِّ المِسكِ
. و قال الفرس واحد الخيل والجمع أفراس الذكر والأنثي في ذلك سواء وأصله التأنيث وحكي ابن جني والفراء فرسة وتصغير الفرس فريس و إن أردت الأنثي خاصة لم تقل إلافريسة بالهاء ولفظها مشتق من الافتراس كأنها تفترس الأرض لسرعة مشيها وراكب الفرس فارس و هومثل لابن وتامر وروي أبوداود والحاكم عن أبي هريرة أن النبي ص كان يسمي الأنثي من الخيل فرسا. قال ابن السكيت يقال لراكب ذي الحافر من فرس أوبغل أوحمار فارس . والفرس أشبه الحيوان بالإنسان لمايوجد فيه من الكرم وشرف النفس وعلو الهمة وتزعم العرب أنه كان وحشيا وأول من ذلله وركبه إسماعيل ع و من
صفحه : 183
الخيل ما لايبول و لايروث مادام عليه راكبه ومنها مايعرف صاحبه و لايمكن غيره من ركوبه و كان لسليمان ع خيل ذوات أجنحة والخيل جنسان عتيق وهجين فالعتيق ماأبواه عربيان والعتيق الكريم من كل شيء والخيار من كل شيء.
قَالَ الزمّخَشرَيِّ فِي الحَدِيثِ إِنّ الشّيطَانَ لَا يَقرُبُ صَاحِبَ فَرَسٍ عَتِيقٍ وَ لَا دَاراً فِيهَا فَرَسٌ عَتِيقٌ
وَ فِي كِتَابِ الخَيلِ، أَنّ النّبِيّص قَالَ إِنّ الشّيطَانَ لَا يَخبُلُ أَحَداً فِي دَارٍ فِيهَا فَرَسٌ عَتِيقٌ
وَ عَن سُلَيمَانَ بنِ مُوسَي أَنّ النّبِيّص قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِوَ آخَرِينَ مِن دُونِهِم لا تَعلَمُونَهُمُ قَالَ هُمُ الجِنّ لَا يَدخُلُونَ بَيتاً فِيهَا فَرَسٌ عَتِيقٌ
. قال ابن عبدالبر في التمهيد الفرس العتيق هوالفاره عندنا. و قال صاحب العين هوالسابق . و في المستدرك من حديث معاوية بن حديج بالحاء المهملة المضمومة والدال المهملة المفتوحة وبالجيم في آخره و هو ألذي أحرق محمد بن أبي بكر بمصر
عَن أَبِي ذَرّ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَا مِن فَرَسٍ عرَبَيِّ إِلّا يُؤذَنُ لَهُ كُلّ يَومٍ بِدَعوَتَينِ يَقُولُ
صفحه : 184
أللّهُمّ كَمَا خوَلّتنَيِ مَن خوَلّتنَيِ فاَجعلَنيِ مِن أَحَبّ أَهلِهِ وَ مَالِهِ إِلَيهِ
. ثم قال صحيح الإسناد. ولهذا الحديث قصة ذكرها النسائي في كتاب الخيل من سننه فقال قال أبوعبيدة قال معاوية بن حديج لماافتتحت مصر كان لكل قوم مراغة يمرغون فيهادوابهم فمر معاوية بأبي ذر و هويمرغ فرسا له فسلم عليه ثم قال يا أباذر ما هذاالفرس . قال هذافرس لاأراه إلامستجاب الدعاء قال وهل تدعو الخيل وتجاب قال نعم ليس من ليلة إلا والفرس يدعو فيهاربه فيقول رب إنك سخرتني لابن آدم وجعلت رزقي في يده فاجعلني أحب إليه من أهله وولده فمنها المستجاب ومنها غيرالمستجاب و لاأري فرسي هذا إلامستجابا. و
رَوَي الحَاكِمُ عَن عُقبَةَ بنِ عَامِرٍ مَرفُوعاً قَالَ إِذَا أَرَدتَ أَن تَغزُوَ فَاشتَرِ فَرَساً أَدهَمَ مُحَجّلًا طُلُقَ اليُمنَي فَإِنّكَ تَغنَمُ وَ تَسلَمُ
ثم قال صحيح علي شرط مسلم . والهجين ألذي أبوه عربي وأمه عجمية والمقرف بضم الميم وإسكان القاف وبالراء المهملة وبالفاء في آخره عكسه وكذلك في بني آدم .
وَ فِي كُتُبِ الغَرِيبِ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الرّجُلَ القوَيِّ المبُدِئَ المُعِيدَ عَلَي الفَرَسِ المبُدِئِ المُعِيدِ
أي ألذي أبدأ في غزوة وأعاد فغزا مرة أخري بعدمرة أي جرب الأمور طورا بعدطور والفرس المبدئ المعيد ألذي غزا عليه صاحبه مرة بعدأخري وقيل هو ألذي قدريض وأدب فصار طوع راكبه .
وَ فِي الصّحِيحِ أَنّ النّبِيّص رَكِبَ فَرَساً مَعرُوراً لأِبَيِ طَلحَةَ وَ قَالَ إِن وَجَدنَاهُ لَبَحراً
.
صفحه : 185
وَ فِي الفَائِقِ أَنّ أَهلَ المَدِينَةِ فَزِعُوا مَرّةً فَرَكِبَص فَرَساً عُرياً وَ رَكَضَ فِي آثَارِهِم فَلَمّا رَجَعَص قَالَ إِن وَجَدنَاهُ لَبَحراً
. قال حماد بن سلمة كان هذاالفرس بطيئا فلما قال ص هذاالقول صار سابقا لايلحق .
وَ رَوَي النسّاَئيِّ وَ الطبّرَاَنيِّ مِن حَدِيثِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي الجَعدِ أخَيِ سَالِمِ بنِ أَبِي الجَعدِ عَن جُعَيلٍ الأشَجعَيِّ قَالَ خَرَجتُ مَعَ النّبِيّص فِي بَعضِ غَزَوَاتِهِ وَ أَنَا عَلَي فَرَسٍ عَجفَاءَ فَكُنتُ فِي آخِرِ النّاسِ فلَحَقِنَيِ النّبِيّص فَقَالَ سِر يَا صَاحِبَ الفَرَسِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهَا فَرَسٌ عَجفَاءُ ضَعِيفَةٌ فَرَفَعَص بِمِخصَرَةٍ كَانَت مَعَهُ فَضَرَبَهَا بِهَا وَ قَالَ أللّهُمّ بَارِك لَهُ فِيهَا فَلَقَد رأَيَتنُيِ مَا أَملِكُ رَأسَهَا حَتّي صِرتُ مِن قُدّامِ القَومِ وَ لَقَد بِعتُ مِن بَطنِهَا باِثنيَ عَشَرَ أَلفاً
وَ روُيَِ عَن خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ أَنّهُ كَانَ لَا يَركَبُ فِي القِتَالِ إِلّا الإِنَاثَ لِقِلّةِ صَهِيلِهَا
. و قال ابن محيريز كان الصحابة يستحبون ذكور الخيل عندالصفوف وإناث الخيل عندالبيات والغارات .
وَ قَالَ ابنُ حَبّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنِ ابنِ عَامِرِ الهوَزنَيِّ عَن أَبِي كَبشَةَ الأنَماَريِّ وَ اسمُهُ أَصرَمُ بنُ سَعدٍ أَنّهُ أَتَاهُ فَقَالَ أطَرقِنيِ فَرَسَكَ فإَنِيّ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص
صفحه : 186
يَقُولُ مَن أَطرَقَ فَرَساً فَعَقَبَ لَهُ كَانَ لَهُ كَأَجرِ سَبعِينَ فَرَساً حَمَلَ عَلَيهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ إِن لَم يَعقُب لَهُ كَانَ لَهُ كَأَجرِ فَرَسٍ حَمَلَ عَلَيهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ
. و في طبع الفرس الزهو والخيلاء والسرور بنفسه والمحبة لصاحبه و من أخلاقه الدالة علي شرف نفسه وكرمه أنه لايأكل بقية علف غيره و من علو همته أن أشقر مروان كان سائسه لايدخل عليه إلابإذن و هو أن يحرك له المخلاة فإن حمحم دخل و إن دخل و لم يحمحم شد عليه والأنثي من الخيل ذات شبق شديد ولذلك تطيع الفحل من غيرنوعها وجنسها. قال الجاحظ والحيض يعرض للإناث منهن ولكنه قليل والذكر ينزو إلي تمام أربع سنين وربما عمر إلي التسعين والفرس يري المنامات كبني آدم و في طبعه أنه لايشرب الماء إلاكدرا فإذاأراه صافيا كدرة ويوصف بحدة البصر و إذاوطئ علي أثر الذئب خدرت قوائمه حتي لايكاد يتحرك ويخرج الدخان من جلده . قال الجوهري ويقال إن الفرس لاطحال له و هومثل لسرعته وحركته كمايقال البعير لامرارة له أي لاجسارة له و عن أبي عبيدة و أبي زيد قالا الفرس لاطحال له و لامرارة للبعير والظليم لامخ له قال أبوزيد وكذلك طير الماء وحيتان البحر لاألسنة لها و لاأدمغة والسمك لارئة له ولذلك لايتنفس و كل ذي رئة يتنفس .
وَ رَوَوا أَنّ النّبِيّص قَالَ إِن يَكُنِ الخَيرُ فِي شَيءٍ ففَيِ ثَلَاثٍ المَرأَةُ وَ الدّارُ وَ الفَرَسُ
وَ فِي رِوَايَةٍ الشّومُ فِي ثَلَاثٍ المَرأَةُ وَ الدّارُ وَ الفَرَسُ
وَ فِي رِوَايَةٍ الشّومُ فِي الربع [أَربَعٍ ...] وَ الخَادِمُ وَ الفَرَسُ
صفحه : 187
واختلف العلماء فيه فقيل معناه علي اعتقاد الناس في ذلك
وَ روُيَِ ذَلِكَ عَن عَائِشَةَ قَالَت لَم يَحفَظ أَبُو هُرَيرَةَ لِأَنّهُ دَخَلَ وَ الرّسُولُص يَقُولُ قَاتَلَ اللّهُ اليَهُودَ يَقُولُونَ الشّومُ فِي ثَلَاثٍ إلخ فَسَمِعَ آخِرَ الحَدِيثِ وَ لَم يَسمَع أَوّلَهُ
. و قال طائفة هي علي ظاهرها فإن الدار قديجعل الله سكناها سببا للضرر والهلاك وكذلك الفرس والخادم قديجعل الله الهلاك عندهما بقضاء الله وقدره . و قال الخطابي وكثيرون هو في معني الاستثناء من الطيرة أي الطيرة منهي عنها إلا أن يكون له دار يكره سكناها أوامرأة يكره صحبتها أوفرس أوخادم فليفارق الجميع بالبيع ونحوه وطلاق المرأة. و قال آخرون شوم الدار ضيقها وسوء جيرانها وشوم المرأة عدم ولادتها وسلاطة لسانها وتعرضها للريب وشوم الفرس أن لايغزي عليها. وقيل حرانها وغلاء ثمنها وشوم الخادم سوء خلقه وقلة تعهده لمافوض إليه وقيل المراد بالشوم هنا عدم الموافقة واعترض بعض الملحدة بحديث لاطيرة علي هذا وأجاب ابن قتيبة وغيره بأن هذامخصوص من حديث طيرة
صفحه : 188
أي لاطيرة إلا في هذه الثلاثة
قَالَ الدمّياَطيِّ رَوَينَا بِالإِسنَادِ الصّحِيحِ عَن يُوسُفَ بنِ مُوسَي القَطّانِ عَن سُفيَانَ بنِ عُيَينَةَ عَنِ الزهّريِّ عَن سَالِمٍ عَن أَبِيهِ أَنّ النّبِيّص قَالَ البَرَكَةُ فِي ثَلَاثٍ فِي الفَرَسِ وَ المَرأَةِ وَ الدّارِ
قَالَ يُوسُفُ سَأَلتُ ابنَ عُيَينَةَ عَن مَعنَي هَذَا الحَدِيثِ فَقَالَ سُفيَانُ سَأَلتُ عَنهُ الزهّريِّ فَقَالَ الزهّريِّ سَأَلتُ عَنهُ سَالِماً فَقَالَ سَالِمٌ سَأَلتُ عَنهُ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ فَقَالَ سَأَلتُ عَنهُ النّبِيّص فَقَالَ إِذَا كَانَ الفَرَسُ ضَرُوباً فَهُوَ مَشُومٌ وَ إِذَا كَانَتِ المَرأَةُ قَد عَرَفَت زَوجاً غَيرَ زَوجِهَا فَحَنّت إِلَي الزّوجِ الأَوّلِ فهَيَِ مَشُومَةٌ وَ إِذَا كَانَتِ الدّارُ بَعِيدَةً عَنِ المَسجِدِ لَا يُسمَعُ فِيهَا الأَذَانُ وَ الإِقَامَةُ فهَيَِ مَشُومَةٌ وَ إِذَا كُنّ بِغَيرِ هَذَا الوَصفِ فَهُنّ مُبَارَكَاتٌ
. و قال البغل مركب من الفرس والحمار ولذلك صار له صلابة الحمار وعظم آلات الخيل وكذلك شحيجه أي صوته تولد من صهيل الفرس ونهيق الحمار و هوعقيم لايولد لكن في تاريخ ابن البطريق في حوادث سنة أربع وأربعين وأربعمائة أن بغلة بنابلس ولدت . وشر الطباع ماتجاذبته الأعراق المتضادة والأخلاق المتباينة والعناصر المتباعدة و إذا كان الذكر حمارا يكون شديد الشبه بالفرس و إذا كان الذكر فرسا يكون شديد الشبه بالحمار و من العجب أن كل عضو فرضته منه يكون بين الفرس والحمار وكذلك أخلاقه ليس له ذكاء الفرس وبلادة الحمار. ويقال إن أول من أنتجها قارون . و له صبر الحمار وقوة الفرس ويوصف برداءة الأخلاق والتلون لأجل
صفحه : 189
التركيب لكنه يوصف مع ذلك بالهداية في كل طريق يسلكه مرة واحدة و هو مع ذلك مركب الملوك في أسفارها وقعيدة الصعاليك في قضاء أوطارها مع احتماله الأثقال وصبره علي طول الأنقال ولذلك يقال
مركب قاض وإمام عدل | وسيد وعالم وكهل |
.
صلح للرجل و غير الرجل |
. وَ رَوَي ابنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِ دِمَشقَ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّ البِغَالَ كَانَت تَتَنَاسَلُ وَ كَانَت أَسرَعَ الدّوَابّ فِي نَقلِ الحَطَبِ لِنَارِ اِبرَاهِيمَ خَلِيلِ الرّحمَنِ فَدَعَا عَلَيهَا فَقَطَعَ اللّهُ نَسلَهَا
. و عن إسحاق بن حماد بن أبي حنيفة أنه قال كان عندنا طحان رافضي له بغلان سمي أحدهما أبابكر والآخر عمر فرمحه أحدهما فقتله فأخبر جدي أبوحنيفة بذلك فقال انظروا ألذي رمحه فهو ألذي سماه عمر فوجدوه كذلك .
وَ فِي كَامِلِ ابنِ عدَيِّ عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص رَكِبَ بَغلَةً فَحَادَت بِهِ فحسبها[فَحَبَسَهَا] وَ أَمَرَ رَجُلًا أَن يَقرَأَ عَلَيهَا قُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ فَسَكَنَت
وَ رَوَي أَبُو دَاوُدَ وَ النسّاَئيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زفيرٍ الناّفعِيِّ المصِريِّ عَن عَلِيّ ع
صفحه : 190
قَالَ أُهدِيَت لِرَسُولِ اللّهِص بَغلَةٌ فَرَكِبَهَا فَقَالَ عَلِيّ ع لَو حَمَلنَا الحَمِيرَ عَلَي الخَيلِ لَكَانَت لَنَا مِثلُ هَذِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّمَا يَفعَلُ ذَلِكَ الّذِينَ لَا يَعلَمُونَ
. قال ابن حبان معناه الذين لايعلمون النهي عنه قال الخطابي يشبه أن يكون المعني في ذلك و الله أعلم أن الحمير إذاحملت علي الخيل تعطلت منافع الخيل وقل عددها وانقطع نماؤها والخيل يحتاج إليها للركوب والركض والطلب وعليها يجاهد العدو و بهاتحرز الغنائم ولحمها مأكول ويسهم للفرس كمايسهم للفارس و ليس للبغل شيء من هذه الفضائل فأحب النبي ص أن ينمو عدد الخيل ويكثر نسلها لما فيها من النفع والصلاح فإذاكانت الفحول خيلا والأمهات حميرا فيحتمل أن لا يكون داخلا في النهي إلا أن يتأول متأول أن المراد بالحديث صيانة الخيل عن مزاوجة الحمير وكراهة اختلاط مائها بمائها لئلا يكون منها الحيوان المركب من نوعين مختلفين فإن أكثر الحيوان المركب من جنسين من الحيوان أخبث طبعا من أصولها التي تتولد منها وأشد شراسة كالسّمع ونحوه . ثم إن البغل حيوان عقيم ليس لها نسل و لانماء و لايذكي و لايزكي ثم قال و لاأري هذاالرأي طائلا فإن الله تعالي قال وَ الخَيلَ وَ البِغالَ وَ الحَمِيرَ لِتَركَبُوها وَ زِينَةً
صفحه : 191
فذكر البغال وامتن علينا بهاكامتنانه بالخيل والحمير وأفرد ذكرها بالاسم الخاص الموضوع لها ونبه علي ما فيها من الإرب والمنفعة والمكروه من الأشياء مذموم لايستحق المدح و لايقع الامتنان به و قداستعمل ص البغل واقتناه وركبه حضرا وسفرا و لو كان مكروها لم يقتنه و لم يستعمله انتهي .
وَ رَوَي مُسلِمٌ عَن زَيدِ بنِ ثَابِتٍ قَالَ بَينَمَا النّبِيّص فِي حَائِطٍ لبِنَيِ النّجّارِ عَلَي بَغلَةٍ لَهُ وَ نَحنُ مَعَهُ إِذ حَادَت بِهِ وَ كَادَت أَن تُلقِيَهُ وَ إِذَا أَقبُرٌ سِتّةٌ أَو خَمسَةٌ أَو أَربَعَةٌ فَقَالَ مَن يَعرِفُ أَصحَابَ هَذِهِ الأَقبُرِ قَالَ رَجُلٌ أَنَا فَقَالَص مَتَي مَاتَ هَؤُلَاءِ قَالَ مَاتُوا عَلَي الإِشرَاكِ فَقَالَص إِنّ هَذِهِ الأُمّةَ تُبتَلَي فِي قُبُورِهَا فَلَو لَا أَن لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوتُ اللّهَ أَن يُسمِعَكُم مِن عَذَابِ القَبرِ ألّذِي أَسمَعُ مِنهُ ثُمّ أَقبَلَص بِوَجهِهِ الكَرِيمِ إِلَينَا فَقَالَ تَعَوّذُوا بِاللّهِ مِن عَذَابِ القَبرِ فَقَالُوا نَعُوذُ بِاللّهِ مِن عَذَابِ القَبرِ فَقَالَص تَعَوّذُوا بِاللّهِ مِنَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَ مَا بَطَنَ فَقَالُوا نَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَ مَا بَطَنَ فَقَالَص تَعَوّذُوا بِاللّهِ مِن فِتنَةِ الدّجّالِ فَقَالُوا نَعُوذُ بِاللّهِ مِن فِتنَةِ الدّجّالِ
وَ فِي مَجمَعِ الطبّرَاَنيِّ الأَوسَطِ مِن حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَانهَزَمَ المُسلِمُونَ يَومَ حُنَينٍ وَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي بَغلَتِهِ الشّهبَاءِ التّيِ يُقَالُ لَهَا دُلدُلُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللّهِص دُلدُلُ اسديِ فَأَلصَقَت بَطنَهَا بِالأَرضِ حَتّي أَخَذَ النّبِيّ حَفنَةً
صفحه : 192
مِن تُرَابٍ فَرَمَي بِهَا وُجُوهَهُم قَالَحم لَا يُنصَرُونَ قَالَ فَانهَزَمَ القَومُ وَ مَا رَمَينَاهُم بِسَهمٍ وَ لَا طَعَنّاهُم بِرُمحٍ وَ لَا ضَرَبنَاهُم بِسَيفٍ
وَ فِيهِ مِن حَدِيثِ شَيبَةَ بنِ عُثمَانَ أَنّ النّبِيّص قَالَ لِعَمّهِ عَبّاسٍ يَومَ حُنَينٍ ناَولِنيِ مِنَ البَطحَاءِ فَأَفقَهَ اللّهُ البَغلَةَ كَلَامَهُ فَانخَفَضَت بِهِ حَتّي كَادَ بَطنُهَا يَمَسّ الأَرضَ فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللّهِص مِنَ الحَصبَاءِ فَنَفَخَ فِي وُجُوهِهِم وَ قَالَ شَاهَتِ الوُجُوهُحم لَا يُنصَرُونَ
وَ رَوَي الطبّرَاَنيِّ وَ أَبُو نُعَيمٍ مِن طُرُقٍ صَحِيحَةٍ عَن خُزَيمَةَ بنِ أَوسٍ قَالَهَاجَرتُ إِلَي النّبِيّص وَ قَدِمتُ عَلَيهِ عِندَ مُنصَرَفِهِ مِن تَبُوكَ فَأَسلَمتُ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ هَذِهِ الحِيرَةُ قَد رُفِعَت إلِيَّ وَ إِنّكُم سَتَفتَحُونَهَا وَ هَذِهِ الشّيمَاءُ بِنتُ نُفَيلَةَ الأَسَدِيّةُ عَلَي بَغلَةٍ شَهبَاءَ مُعتَجِرَةً بِخِمَارٍ أَسوَدَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِن نَحنُ دَخَلنَا الحِيرَةَ فَوَجَدنَاهَا عَلَي هَذِهِ الصّفَةِ فهَيَِ لِي قَالَ هيَِ لَكَ فَأَقبَلنَا مَعَ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ نُرِيدُ الحِيرَةَ فَلَمّا دَخَلنَاهَا كَانَ أَوّلُ مَن تَلقَانَا الشّيمَاءَ بِنتَ نُفَيلَةَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي بَغلَةٍ شَهبَاءَ مُعتَجِرَةً بِخِمَارٍ أَسوَدَ فَتَعَلّقتُ بِهَا فَقُلتُ هَذِهِ وَهَبَهَا لِي رَسُولُ اللّهِص وَ طَلَبَ منِيّ خَالِدٌ عَلَيهَا البَيّنَةَ فَأَتَيتُهُ بِهَا فَسَلّمَهَا إلِيَّ وَ نَزَلَ إِلَينَا أَخُوهَا عَبدُ المَسِيحِ فَقَالَ لِي أَ تَبِيعُنِيهَا قُلتُ نَعَم قَالَ فَاحتَكِم بِمَا
صفحه : 193
شِئتَ فَقُلتُ وَ اللّهِ لَا أَنقُصُهَا عَن أَلفِ دِرهَمٍ فَدَفَعَ إلِيَّ أَلفَ دِرهَمٍ فَقَالَ لِي لَو قُلتَ مِائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ دَفَعتُهَا إِلَيكَ فَقُلتُ لَا أُحِبّ مَالًا فَوقَ أَلفِ دِرهَمٍ
قال الطبراني وبلغني أن الشاهدين كانا محمد بن مسلمة و عبد الله بن عمر. و قال في الحمار و ليس في الحيوان ماينزو علي غيرجنسه ويلقح إلاالحمار والفرس و هوينزو إذاتم له ثلاثون شهرا و منه نوع يصلح لحمل الأثقال ونوع لين الأعطاف سريع العدو يسبق براذين الخيل . و من عجيب أمره إذاشم رائحة الأسد رمي نفسه عليه من شدة الخوف منه يريد بذلك الفرار ويوصف بالهداية إلي سلوك الطرقات التي مشي فيها و لومرة واحدة وبحدة السمع . وللناس في مدحه وذمه أقوال متباينة بحسب الأغراض فمن ذلك أن خالد بن صفوان والفضل بن عيسي الرقاشي كانا يختاران ركوب الحمير علي ركوب البراذين فأما خالد فلقيه بعض الأشراف بالبصرة علي حمار فقال ما هذا يابا صفوان فقال هذاعير من نسل الكداد يحمل الرجلة ويبلغني العقبة ويقل داؤه ويخف دواؤه ويمنعني من أن أكون جبارا في الأرض و أن أكون من المفسدين . و أماالفضل فإنه سئل عن ركوبه فقال إنه أقل الدواب مئونة وأكثرها معونة وأخفضها مهوي وأقربها مرتقي فسمع أعرابي كلامه فعارضه بقوله الحمار شنار والعير عار منكر الصوت لاترقأ به الدماء و لاتمهر به النساء وصوته أنكر الأصوات . قال الزمخشري الحمار مثل في الذم الشنيع والشتمة و من استيحاشهم لذكر اسمه أنهم يكنون عنه ويرغبون عن التصريح به فيقولون الطويل الأذنين كمايكني عن الشيء المستقذر و قدعد من مساوئ الآداب أن تجري ذكر الحمار في مجلس قوم أولي المروة. و من العرب من لايركب الحمار استنكافا و إن بلغت به الرجلة الجهد. والمروءة بالهمز وتركه قال الجوهري هي الإنسانية و قال ابن فارس الرجولية
صفحه : 194
وقيل إن ذا المروءة من يصون نفسه عن الأدناس و لايشينها عند الناس وقيل من يسير بسيرة أمثاله في زمانه ومكانه قال الدارمي قيل المروءة في الحرفة وقيل في آداب الدين كالأكل والصياح في الجم الغفير وانتهار الشائل وقلة فعل الخير مع القدرة عليه وكثرة الاستهزاء والضحك ونحو ذلك انتهي .
وَ روُيَِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع أَنّهُ كَانَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَ كَانَ لَهُ مَعَ اللّهِ مُعَامَلَةٌ حَسَنَةٌ وَ كَانَ لَهُ زَوجَةٌ وَ كَانَ ضَنِيناً بِهَا وَ كَانَت مِن أَجمَلِ أَهلِ زَمَانِهَا مُفرِطَةً فِي الجَمَالِ وَ الحُسنِ وَ كَانَ يُقفِلُ عَلَيهَا البَابَ فَنَظَرَت يَوماً شَابّاً فَهَوَتهُ وَ هَوَاهَا فَعَمِلَ لَهَا مِفتَاحاً عَلَي بَابِ دَارِهَا وَ كَانَ يَخرُجُ وَ يَدخُلُ لَيلًا وَ نَهَاراً مَتَي شَاءَ وَ زَوجُهَا لَم يَشعُر بِذَلِكَ فَبَقِيَا عَلَي ذَلِكَ زَمَاناً طَوِيلًا فَقَالَ لَهَا زَوجُهَا يَوماً وَ كَانَ أَعبَدَ بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ أَزهَدَهُم إِنّكِ قَد تَغَيّرتِ عَلَيّ وَ لَم أَعلَم مَا سَبَبُهُ وَ قَد تُوَسوِسُ قلَبيِ عَلَيّ وَ كَانَ قَد أَخَذَهَا بِكراً ثُمّ قَالَ وَ أشَتهَيِ مِنكِ أَنّكِ تحَلفِيِ لِي أَنّكِ لَم تعَرفِيِ رَجُلًا غيَريِ وَ كَانَ لبِنَيِ إِسرَائِيلَ جَبَلٌ يُقسِمُونَ بِهِ وَ يَتَحَاكَمُونَ عِندَهُ وَ كَانَ الجَبَلُ خَارِجَ المَدِينَةِ عِندَهُ نَهَرٌ جَارٍ وَ كَانَ لَا يَحلِفُ عِندَهُ أَحَدٌ كَاذِباً إِلّا هَلَكَ فَقَالَت لَهُ وَ يُطَيّبُ قَلبَكَ إِذَا حَلَفتُ لَكَ عِندَ الجَبَلِ قَالَ نَعَم قَالَت مَتَي شِئتَ فَعَلتُ فَلَمّا خَرَجَ العَابِدُ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ دَخَلَ عَلَيهَا الشّابّ فَأَخبَرَتهُ بِمَا جَرَي لَهَا مَعَ زَوجِهَا وَ أَنّهَا تُرِيدُ أَن تَحلِفَ لَهُ عِندَ الجَبَلِ وَ قَالَت مَا يمُكنِنُيِ أَن أَحلِفَ كَاذِبَةً وَ لَا أَقُولُ لزِوَجيِ فَبُهِتَ الشّابّ وَ تَحَيّرَ وَ قَالَ فَمَا تَصنَعِينَ فَقَالَت بَكّر غَداً وَ البَس ثَوبَ مُكَارٍ وَ خُذ حِمَاراً وَ اجلِس عَلَي بَابِ المَدِينَةِ فَإِذَا خَرَجنَا فَأَنَا أَدُعّهُ يكَترَيِ مِنكَ الحِمَارَ فَإِذَا اكتَرَاهُ مِنكَ بَادِر وَ احملِنيِ وَ ارفعَنيِ فَوقَ الحِمَارِ حَتّي أَحلِفَ لَهُ وَ أَنَا صَادِقَةٌ أَنّهُ مَا مسَنّيِ أَحَدٌ غَيرُكَ وَ غَيرُ هَذَا المكُاَريِ فَقَالَ حُبّاً وَ كَرَامَةً وَ إِنّهُ لَمّا جَاءَ زَوجُهَا قَالَ لَهَا قوُميِ إِلَي الجَبَلِ لتِحَلفِيِ بِهِ قَالَت مَا لِي طَاقَةٌ باِلمشَيِ فَقَالَ اخرجُيِ فَإِن وَجَدتُ مُكَارِياً اكتَرَيتُ لَكِ فَقَامَت وَ لَم تَلبَس لِبَاسَهَا فَلَمّا خَرَجَ العَابِدُ وَ زَوجَتُهُ رَأَتِ الشّابّ يَنتَظِرُهَا فَصَاحَت بِهِ يَا مكُاَريِ أكَترَيِ
صفحه : 195
حِمَارَكَ بِنِصفِ دِرهَمٍ إِلَي الجَبَلِ قَالَ نَعَم ثُمّ تَقَدّمَ وَ رَفَعَهَا عَلَي الحِمَارِ وَ سَارُوا حَتّي وَصَلُوا إِلَي الجَبَلِ فَقَالَت لِلشّابّ أنَزلِنيِ عَنِ الحِمَارِ حَتّي أَصعَدَ الجَبَلَ فَلَمّا تَقَدّمَ الشّابّ إِلَيهَا أَلقَت بِنَفسِهَا إِلَي الأَرضِ فَانكَشَفَت عَورَتُهَا فَشَتَمَتِ الشّابّ فَقَالَ وَ اللّهِ مَا لِي ذَنبٌ ثُمّ مَدّت يَدَهَا إِلَي الجَبَلِ فَمَسَكَتهُ وَ حَلَفَت لَهُ أَنّهُ لَم يَمَسّهَا أَحَدٌ وَ لَا نَظَرَ إِنسَانٌ مِثلَ نَظَرِكَ إلِيَّ مُذ عَرَفتُكَ غَيرُكَ وَ هَذَا المكُاَريِ فَاضطَرَبَ الجَبَلُ اضطِرَاباً شَدِيداً وَ زَالَ عَن مَكَانِهِ وَ أَنكَرَت بَنُو إِسرَائِيلَ فَذَلِكَ قَولُهُ تَعَالَيوَ إِن كانَ مَكرُهُم لِتَزُولَ مِنهُ الجِبالُ
وروي البيهقي في الشعب عن ابن مسعود أنه قال كانت الأنبياء يركبون الحمر ويلبسون الصوف ويحلبون الشاة و كان للنبيص حمار اسمه عفير بضم العين المهملة وضبطه القاضي عياض بالغين المعجمة واتفقوا علي تغليطه أهداه له المقوقس و كان فورة بن عمر الجذامي أهدي له حمارا يقال له يعفور مأخوذ من العفرة و هولون التراب فنفق يعفور في منصرف النبي ص من حجة الوداع وذكر السهيلي أن يعفورا طرح نفسه في بئر لمامات رسول الله ص .
وَ ذَكَرَ ابنُ عَسَاكِرَ فِي تَارِيخِهِ بِسَنَدِهِ إِلَي مَنصُورٍ وَ قَالَ لَمّا فَتَحَ رَسُولُ اللّهِص خَيبَرَ أَصَابَ حِمَاراً أَسوَدَ فَكَلّمَ الحِمَارَ رَسُولُ اللّهِص فَقَالَ لَهُ مَا اسمُكَ قَالَ يَزِيدُ بنُ شِهَابٍ أَخرَجَ اللّهُ تَعَالَي مِن نَسلِ جدَيّ سِتّينَ حِمَاراً لَا يَركَبُهَا إِلّا نبَيِّ وَ قَد كُنتُ أَتَوَقّعُكَ لتِرَكبَنَيِ وَ لَم يَبقَ مِن نَسلِ جدَيّ غيَريِ وَ لَا مِنَ الأَنبِيَاءِ غَيرُكَ وَ قَد كُنتُ قَبلَكَ لتِرَكبَنَيِ عِندَ رَجُلٍ يهَوُديِّ وَ كُنتُ أَتَعَثّرُ بِهِ وَ كَانَ يُجِيعُ بطَنيِ وَ يَضرِبُ ظهَريِ فَقَالَ النّبِيّص فَأَنتَ يَعفُورٌ يَا يَعفُورُ تشَتهَيِ الإِنَاثَ قَالَ لَا فَكَانَ رَسُولُ اللّهِص يَركَبُهُ فِي حَاجَتِهِ وَ كَانَ يَبعَثُ بِهِ خَلفَ مَن شَاءَ مِن أَصحَابِهِ فيَأَتيِ البَابَ فَيَقرَعُهُ بِرَأسِهِ فَإِذَا خَرَجَ صَاحِبُ الدّارِ أَومَأَ إِلَيهِ فَيَعلَمُ أَنّ رَسُولَ اللّهِص أَرسَلَهُ إِلَيهِ فيَأَتيِ النّبِيّص فَلَمّا قُبِضَ النّبِيّص جَاءَ إِلَي بِئرٍ وَ كَانَت لأِبَيِ الهَيثَمِ بنِ التّيّهَانِ فَتَرَدّي فِيهَا جَزَعاً عَلَي رَسُولِ اللّهِص فَصَارَت قَبرَهُ
وَ فِي كَامِلِ ابنِ عدَيِّ فِي تَرجَمَةِ أَحمَدَ بنِ بَشِيرٍ وَ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ للِبيَهقَيِّ عَنِ الأَعمَشِ
صفحه : 196
عَن سَلَمَةَ عَن عَطَاءٍ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَعَبّدَ رَجُلٌ فِي صَومَعَةٍ فَمَطَرَتِ السّمَاءُ وَ أَعشَبَتِ الأَرضُ فَرَأَي حِمَاراً يَرعَي فَقَالَ يَا رَبّ لَو كَانَ لَكَ حِمَارٌ لَرَعَيتُهُ مَعَ حمِاَريِ فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيّاً مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ فَأَرَادَ أَن يَدعُوَ عَلَيهِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ إِنّمَا أجُاَزيِ العِبَادَ عَلَي قَدرِ عُقُولِهِم
و هوكذلك في الحلية في ترجمة زيد بن أسلم .
وَ فِي كِتَابِ ابتِلَاءِ الأَخيَارِ أَنّ عِيسَي ع لقَيَِ إِبلِيسَ وَ هُوَ يَسُوقُ خَمسَةَ أَحمِرَةٍ عَلَيهَا أَحمَالٌ فَسَأَلَهُ عَنِ الأَحمَالِ فَقَالَ تِجَارَةٌ أَطلُبُ لَهَا مُشتَرِينَ فَقَالَ وَ مَا هيَِ التّجَارَةُ قَالَ أَحَدُهَا الجَورُ قَالَ وَ مَن يَشتَرِيهِ قَالَ السّلَاطِينُ وَ الثاّنيِ الكِبرُ قَالَ وَ مَن يَشتَرِيهِ قَالَ الدّهَاقِينُ وَ الثّالِثُ الحَسَدُ قَالَ وَ مَن يَشتَرِيهِ قَالَ العُلَمَاءُ وَ الرّابِعُ الخِيَانَةُ قَالَ وَ مَن يَشتَرِيهَا قَالَ عُمّالُ التّجّارِ وَ الخَامِسُ الكَيدُ قَالَ وَ مَن يَشتَرِيهِ قَالَ النّسَاءُ
وَ رَوَي النسّاَئيِّ وَ الحَاكِمُ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِذَا سَمِعتُم نُبَاحَ الكِلَابِ وَ نَهِيقَ الحَمِيرِ مِنَ اللّيلِ فَتَعَوّذُوا بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ الرّجِيمِ فَإِنّهَا تَرَي مَا لَا تَرَونَ وَ أَقَلّ الخُرُوجِ إِذَا جَدّت فَإِنّ اللّهَ يَبُثّ فِي اللّيلِ مِن خَلقِهِ مَا شَاءَ
.توضيح فرسا معرورا كذا في أكثر النسخ والمعرور الأجرب في النهاية فيه أنه ركب فرسا لأبي طلحة مقرفا المقرف من الخيل الهجين و هو ألذي أمه برذونة وأبوه عربي وقيل بالعكس وقيل هو ألذي داني الهجنة وقاربها و قال إن وجدناه لبحرا أي واسع الجري وسمي البحر بحرا لسعته و قال إطراق الفحل إعارته للضراب
41- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ أَو غَيرِهِ رَفَعَهُ قَالَ خَرَجَ عَبدُ الصّمَدِ بنُ عَلِيّ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ فَبَصُرَ بأِبَيِ الحَسَنِ ع مُقبِلًا رَاكِباً بَغلًا فَقَالَ لِمَن مَعَهُ مَكَانَكُم حَتّي أُضحِكَكُم مِن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ فَلَمّا دَنَا مِنهُ قَالَ مَا هَذِهِ الدّابّةُ التّيِ لَا تُدرَكُ عَلَيهَا الثّأرُ وَ لَا تَصلُحُ عِندَ النّزَالِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الحَسَنِ تَطَأطَأَت عَن سُمُوّ الخَيلِ وَ تَجَاوَزَت قُمُوءَ العِيرِ وَ خَيرُ الأُمُورِ أَوسَطُهَا فَأُفحِمَ عَبدُ الصّمَدِ فَمَا أَحَارَ جَوَاباً
صفحه : 197
إِرشَادُ المُفِيدِ،مُرسَلًا مِثلَهُ.
بيان قال الجوهري قال أبوزيد قمأت الماشية تقمأ قموءا وقموءة إذاسمنت وقمؤ الرجل بالضم قماء وقماءة صار قميئا و هوالصغير الذليل وأقمأته صغرته وذللته و في القاموس قمأ كجمع وكرم قماءة وقماء بالضم والكسر ذل وصغر والماشية قموءا وقموءة وقماءة سمنت .أقول لوصحت النسخة و ماذكراه كان إطلاق القموء علي العير من جهة الاستعارة والعير بالفتح الحمار وغلب علي الوحشي و عبدالصمد كأنه ابن علي بن عبد الله بن العباس و قدعد من أصحاب الصادق ع
42- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ الزنّجاَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي عُبَيدٍ القَاسِمِ بنِ سَلّامٍ بِأَسَانِيدَ مُتّصِلَةٍ إِلَي النّبِيّص أَنّهُ ع كَرِهَ الشّكَالَ فِي الخَيلِ
يعني أن يكون ثلاث قوائم منه محجلة وواحدة مطلقة وإنما أخذ هذا من الشكال ألذي يشكل به الخيل شبه به لأن الشكال إنما يكون في ثلاث قوائم أو أن تكون الثلاثة مطلقة و رجل محجلة و ليس يكون الشكال إلا في الرجل و لا يكون في اليد.بيان قدمر كلام في ذلك من الدميري و قال في النهاية فيه أنه كره الشكال في الخيل و هو أن تكون ثلاثة قوائم منه محجلة وواحدة مطلقة تشبيها بالشكال ألذي يشكل به الخيل لأنه يكون في ثلاث قوائم غالبا وقيل هو أن تكون الواحدة محجلة والثلاث مطلقة وقيل هو أن تكون إحدي يديه وإحدي رجليه من خلاف محجلتين وإنما كرهه لأنه كالمشكول صورة تفؤلا ويمكن أن يكون جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجابة وقيل إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة لزوال شبه الشكال و الله أعلم . و في القاموس شكل الدابة شد قوائمها بحبل كشكلها واسم الحبل الشكال ككتاب والشكال وثاق بين الحقب والبطان و بين اليد و الرجل و في الخيل أن يكون
صفحه : 198
ثلاث قوائم منه محجلة والواحدة مطلقة وعكسه أيضا
43- المعَاَنيِ، وَ المَجَالِسُ لِلصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَذَاكَرنَا الشّومَ فَقَالَ الشّومُ فِي ثَلَاثَةٍ فِي المَرأَةِ وَ الدّابّةِ وَ الدّارِ فَأَمّا شُومُ المَرأَةِ فَكَثرَةُ مَهرِهَا وَ عُقُوقُ زَوجِهَا وَ أَمّا الدّابّةُ فَسُوءُ خُلُقِهَا وَ مَنعُهَا ظَهرَهَا وَ أَمّا الدّارُ فَضِيقُ سَاحَتِهَا وَ شَرّ جِيرَانِهَا وَ كَثرَةُ عُيُوبِهَا
44- المعَاَنيِ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الشّومُ فِي ثَلَاثَةِ أَشيَاءَ فِي الدّابّةِ وَ المَرأَةِ وَ الدّارِ فَأَمّا المَرأَةُ فَشُومُهَا غَلَاءُ مَهرِهَا وَ عُسرُ وِلَادَتِهَا وَ أَمّا الدّابّةُ فَشُومُهَا كَثرَةُ عِلَلِهَا وَ سُوءُ خُلُقِهَا وَ أَمّا الدّارُ فَشُومُهَا ضِيقُهَا وَ خُبثُ جِيرَانِهَا
بيان قال في النهاية فيه إن كان الشوم في شيءففي ثلاث المرأة والدار والفرس أي إن كان مايكره ويخاف عاقبته ففي هذه الثلاث وتخصيصه لها لأنه لماأبطل مذهب العرب في التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء ونحوهما قال فإن كانت لأحدكم دار يكره سكناها أوامرأة يكره صحبتها أوفرس يكره ارتباطها فليفارقها بأن ينتقل عن الدار ويطلق المرأة ويبيع الفرس وقيل إن شوم الدار ضيقها وسوء جارها وشوم المرأة أن لاتلد وشوم الفرس أن لايغزي عليها والواو في الشوم همزة ولكنها خففت فصارت واوا وغلب عليها التخفيف حتي لم ينطق بهامهموزة
45-الكشَيّّ عَن حَمدَوَيهِ وَ اِبرَاهِيمَ ابنيَ نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ الوَشّاءِ عَن بِشرِ بنِ طَرخَانَ قَالَ لَمّا قَدِمَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الحِيرَةَ أَتَيتُهُ فسَأَلَنَيِ عَن صنِاَعتَيِ فَقُلتُ نَخّاسٌ فَقَالَ نَخّاسُ الدّوَابّ فَقُلتُ نَعَم وَ كُنتُ رَثّ الحَالِ فَقَالَ اطلُب لِي بَغلَةً فَضحَاءَ بَيضَاءَ الأَعفَاجِ بَيضَاءَ البَطنِ فَقُلتُ مَا رَأَيتُ هَذِهِ الصّفَةَ قَطّ فَقَالَ بَلَي فَخَرَجتُ مِن عِندِهِ فَلَقِيتُ غُلَاماً تَحتَهُ بَغلَةٌ بِهَذِهِ الصّفَةِ فَسَأَلتُهُ عَنهَا فدَلَنّيِ عَلَي مَولَاهُ فَأَتَيتُهُ
صفحه : 199
فَلَم أَبرَح حَتّي اشتَرَيتُهَا ثُمّ أَتَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ نَعَم هَذِهِ الصّفَةَ طَلَبتُ ثُمّ دَعَا لِي فَقَالَ أَنمَي اللّهُ وُلدَكَ وَ كَثّرَ مَالَكَ فَرُزِقتُ مِن ذَلِكَ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ وَ قَنَيتُ مِنَ الأَولَادِ مَا قَصُرَت عَنهُ الأُمنِيّةُ
46- الكاَفيِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن طَرخَانَ النّخّاسِ قَالَ مَرَرتُ بأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع وَ قَد نَزَلَ الحِيرَةَ فَقَالَ لِي مَا عِلَاجُكَ قُلتُ نَخّاسٌ فَقَالَ أَصِب لِي بَغلَةً فَضحَاءَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ وَ مَا الفَضحَاءُ قَالَ دَهمَاءُ بَيضَاءُ البَطنِ بَيضَاءُ الأَفجَاجِ بَيضَاءُ الجَحفَلَةِ قَالَ فَقُلتُ وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ مِثلَ هَذِهِ الصّفَةِ فَرَجَعتُ مِن عِندِهِ فَسَاعَةً دَخَلتُ الخَندَقَ فَإِذَا غُلَامٌ قَد أَسقَي بَغلَةً عَلَي هَذِهِ الصّفَةِ فَسَأَلتُ الغُلَامَ لِمَن هَذِهِ البَغلَةُ فَقَالَ لمِوَلاَيَ فَقُلتُ يَبِيعُهَا فَقَالَ لَا أدَريِ فَتَبِعتُهُ حَتّي أَتَيتُ مَولَاهُ فَاشتَرَيتُهَا مِنهُ وَ أَتَيتُهُ بِهَا فَقَالَ هَذِهِ الصّفَةُ التّيِ أَرَدتُهَا قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ ادعُ اللّهَ لِي فَقَالَ أَكثَرَ اللّهُ مَالَكَ وَ وَلَدَكَ قَالَ فَصِرتُ أَكثَرَ أَهلِ الكُوفَةِ مَالًا وَ وَلَداً
توضيح النخاس في القاموس بياع الدواب والرقيق و قال الحيرة بالكسر بلد قرب الكوفة و قال الأفضح الأبيض لاشديدا فضح كفرح والاسم الفضحة بالضم و قال العفج وبالكسر وبالتحريك وككتف ماينتقل الطعام إليه بعدالمعدة والجمع أعفاج والأعفج العظيمها. وأقول ما في الكافي كأنه تصحيف ويرجع بتكلف إلي ما في الكشي قال في القاموس فحج في مشيته تداني صدور قدميه وتباعد عقباه كفحج و هوأفحج بين الفحج محركة والتفحج التفريج بين الرجلين و في بعض النسخ بالجيمين كناية عن المضيق بين الرجلين و في القاموس الفج الطريق الواسع بين جبلين وفججت ما بين رجلي فتحت كأفججت و هويمشي مفاجا و قدتفاج وأفج أسرع و رجل أفج بين الفجج و هوأقبح من الفحج و في النهاية التفاج المبالغة في تفريج ما بين الرجلين و هو
صفحه : 200
من الفج الطريق والجحفلة للحافر كالشفة للإنسان وقني المال كرمي اكتسبه و في بعض النسخ وكسبت
47- الكشَيّّ، عَن حَمدَوَيهِ بنِ نُصَيرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن زَيدٍ الشّحّامِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَطَاءٍ قَالَ أَرسَلَ إلِيَّ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ قَد أُسرِجَ لَهُ بَغلٌ وَ حِمَارٌ فَقَالَ لِي هَل لَكَ أَن تَركَبَ مَعَنَا إِلَي مَا لَنَا قُلتُ نَعَم قَالَ أَيّهُمَا أَحَبّ إِلَيكَ قُلتُ الحِمَارُ فَقَالَ الحِمَارُ أَرفَقُهُمَا بيِ قَالَ فَرَكِبتُ البَغلَ وَ رَكِبَ الحِمَارَ ثُمّ سِرنَا فَبَينَمَا هُوَ يُحَدّثُنَا إِذِ انكَبّ عَلَي السّرجِ مَلِيّاً ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقُلتُ مَا أَرَي السّرجَ إِلّا وَ قَد ضَاقَ عَنكَ فَلَو تَحَوّلتَ عَلَي البَغلِ فَقَالَ كَلّا وَ لَكِنّ الحِمَارَ اختَالَ فَصَنَعتُ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللّهِص رَكِبَ حِمَاراً يُقَالُ لَهُ عُفَيرٌ فَاختَالَ فَوَضَعَ رَأسَهُ عَلَي القَرَبُوسِ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقَالَ يَا رَبّ هَذَا عَمَلُ عُفَيرٍ لَيسَ هُوَ مِن عمَلَيِ
48- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن عُبَيسِ بنِ هِشَامٍ عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرٍو الخثَعمَيِّ عَنِ الحَكَمِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ أَنّهُ سَمِعَ عَبدَ اللّهِ بنَ عَطَاءٍ يَقُولُ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع قُم فَأَسرِج دَابّتَينِ حِمَاراً وَ بَغلًا فَأَسرَجتُ حِمَاراً وَ بَغلًا وَ قَدّمتُ إِلَيهِ البَغلَ فَرَأَيتُ أَنّهُ أَحَبّهُمَا إِلَيهِ فَقَالَ مَن أَمَرَكَ أَن تُقَدّمَ إلِيَّ هَذَا البَغلَ قُلتُ اختَرتُهُ لَكَ قَالَ فَأَمَرتُكَ أَن تَختَارَ لِي ثُمّ قَالَ لِي إِنّ أَحَبّ المَطَايَا إلِيَّ الحُمُرُ قَالَ فَقَدّمتُ إِلَيهِ الحِمَارَ فَرَكِبَ وَ رَكِبتُ الحَدِيثَ
المحاسن ، عن أبي فضالة مثله
صفحه : 201
1- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلدّابّةِ عَلَي صَاحِبِهَا خِصَالٌ سِتّ يَبدَأُ بِعَلفِهَا إِذَا نَزَلَ وَ يَعرِضُ عَلَيهَا المَاءَ إِذَا مَرّ بِهِ وَ لَا يَضرِبُ وَجهَهَا فَإِنّهَا تُسَبّحُ بِحَمدِ رَبّهَا وَ لَا يَقِفُ عَلَي ظَهرِهَا إِلّا فِي سَبِيلِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ لَا يُحَمّلُهَا فَوقَ طَاقَتِهَا وَ لَا يُكَلّفُهَا مِنَ المشَيِ إِلّا مَا تُطِيقُ
الفَقِيهُ،بِإِسنَادِهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي زِيَادٍ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِلدّابّةِ عَلَي صَاحِبِهَا خِصَالٌ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ
تبيان الابتداء بعلفها كأنه علي الاستحباب و إن كان أصل علفها بقدر لايموت أوبالمتعارف لها واجبا علي الأظهر وكذا عرض الماء كلما مر به مستحب إن لم يعلم تضررها به فإن أصحاب الدواب يظنون تضررها به و إن وجبا في بعض الأوقات وأصل السقي علي أحد الوجهين واجب وعدم ضرب الوجه كأنه علي الكراهة كمايومئ إليه التعليل و إن كان الأحوط الترك . قوله ع فإنها تسبح قال الوالد قدس سره أي الوجوه تسبح بالنطق ألذي لها في الوجه أولأن دلالة الوجوه علي وجود الصانع تعالي وقدرته وعلمه وسائر صفاته الكمالية أكثر من غيرها كما لايخفي علي من نظر في كتب التشريح أوالتسبيح أمر خاص بها لانعرفه ويمكن إرجاع الضمير إلي الدابة والتخصيص بالوجه لكون
صفحه : 202
الضرر والإهانة فيه أكثر أو لمامر من أن التسبيح بالأعضاء التي في الوجه . قوله ع إلا في سبيل الله كأنه علي التمثيل أوذكر أفضل الأفراد فوق طاقتها أي قدرتها أووسعها بأن لايشق عليها والتحريم بالأول أنسب كالكراهة بالثاني وكذا الكلام في تكليف المشي
2- مَجَالِسُ الصّدُوقِ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ لِلدّابّةِ عَلَي صَاحِبِهَا سَبعَةُ حُقُوقٍ لَا يُحَمّلُهَا فَوقَ طَاقَتِهَا وَ لَا يَتّخِذُ ظَهرَهَا مَجلِساً يَتَحَدّثُ عَلَيهِ وَ يَبدَأُ بِعَلفِهَا إِذَا نَزَلَ وَ لَا يَسِمُهَا فِي وَجهِهَا وَ لَا يَضرِبُهَا فِي وَجهِهَا فَإِنّهَا تُسَبّحُ وَ يَعرِضُ عَلَيهَا المَاءَ إِذَا مَرّ بِهِ وَ لَا يَضرِبُهَا عَلَي النّفَارِ وَ يَضرِبُهَا عَلَي العِثَارِ لِأَنّهَا تَرَي مَا لَا تَرَونَ
الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لِلدّابّةِ عَلَي صَاحِبِهَا سِتّةُ حُقُوقٍ إِلَي قَولِهِ إِذَا مَرّ بِهِ
وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ اضرِبُوهَا عَلَي العِثَارِ وَ لَا تَضرِبُوهَا عَلَي النّفَارِ
المَحَاسِنُ، عَنِ النوّفلَيِّ مِثلَهُ وَ فِيهِ سِتّةُ حُقُوقٍ إِلَي قَولِهِ إِذَا مَرّ بِهِ
توضيح أقول قال الصدوق ره في الفقيه أيضا
وَ روُيَِ أَنّهُ قَالَ أَي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع اضرِبُوهَا عَلَي العِثَارِ إلخ
و قال الوالد قدس سره روي الكليني والبرقي أخبارا عن النبي ص والصادق ع بعكس ذلك بدون ذكر التعليل فالظاهر أنه وقع السهو من الصدوق ره وذكر التتمة لتوجيه ذلك مع أنه لاذنب لها في العثار لأنه إما لزلق أوجحر وأمثالهما انتهي .
صفحه : 203
وأقول يحتمل أن يكون الخبر ورد علي وجهين و يكون لكل منهما مورد خاص كما إذا كان العثار بسبب كسل الدابة والنفار لرؤية شبح من البعيد يحتمل كونه عدوا أوحيوانا موذيا وبالجملة الأمر لايخلو من غرابة
3- الخِصَالُ، فِي الأَربَعِمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن سَافَرَ مِنكُم بِدَابّةٍ فَليَبدَأ حِينَ يَنزِلُ بِعَلفِهَا وَ سَقيِهَا
المحاسن ، عن القاسم بن يحيي عن جده الحسن عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع مثله
4- العِلَلُ، وَ الخِصَالُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَمّهِ يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ يَرفَعُ الحَدِيثَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ لَا يَرتَدِف ثَلَاثَةٌ عَلَي دَابّةٍ فَإِنّ أَحَدَهُم مَلعُونٌ وَ هُوَ المُقَدّمُ
المحاسن ،عدة من أصحابنا عن ابن أسباط مثله .بيان كأنه محمول علي الكراهة الشديدة والتخصيص بالمقدم لأنه أضر لأنه يقع علي العنق غالبا
5- المَحَاسِنُ، عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ النّبِيّص أَبصَرَ نَاقَةً مَعقُولَةً وَ عَلَيهَا جَهَازُهَا فَقَالَ أَينَ صَاحِبُهَا مُرُوهُ فَليَستَعِدّ غَداً لِلخُصُومَةِ
6- وَ مِنهُ، وَ الفَقِيهُ، عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن حَمّادٍ اللّحّامِ قَالَمَرّ قِطَارٌ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 204
فَرَأَي زَامِلَةً قَد مَالَت فَقَالَ يَا غُلَامُ اعدِل عَلَي هَذَا الجَمَلِ فَإِنّ اللّهَ يُحِبّ العَدلَ
بيان في النهاية الزاملة البعير ألذي يحمل عليها الطعام والمتاع كأنه فاعلة من الزمل و هوالحمل
6- المَحَاسِنُ، عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ حَجّ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عَلَي رَاحِلَتِهِ عَشرَ حِجَجٍ مَا قَرَعَهَا بِسَوطٍ وَ لَقَد بَرَكَت بِهِ سَنَةً مِن سَنَوَاتِهِ فَمَا قَرَعَهَا بِسَوطٍ
وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ لِكُلّ شَيءٍ حُرمَةً وَ حُرمَةُ البَهَائِمِ فِي وُجُوهِهَا
الكافي، عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عنه ع مثله
7- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَضرِبُوا وُجُوهَ الدّوَابّ وَ كُلّ شَيءٍ فِيهِ الرّوحُ فَإِنّهُ يُسَبّحُ بِحَمدِ اللّهِ
وَ مِنهُ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تَضرِبُوا الدّوَابّ عَلَي وُجُوهِهَا فَإِنّهَا تُسَبّحُ بِحَمدِ رَبّهَا
وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ وَ لَا تَسِمُوهَا فِي وُجُوهِهَا
الكافي، عن العدة عن أحمد بن محمد عن القاسم مثله الخصال ، في الأربعمائة
مثل الحديث الأول
8-المَحَاسِنُ، عَن بَعضِ أَصحَابِنَا بَلَغَ بِهِ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَ لَا يسَتحَييِ أَحَدُكُم
صفحه : 205
أَن يغُنَيَّ عَلَي دَابّتِهِ وَ هيَِ تُسَبّحُ
وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ اضرِبُوهَا عَلَي النّفَارِ وَ لَا تَضرِبُوهَا عَلَي العِثَارِ
وَ مِنهُ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ لِلدّابّةِ عَلَي صَاحِبِهَا سِتّةُ حُقُوقٍ لَا يُحَمّلُهَا فَوقَ طَاقَتِهَا وَ لَا يَتّخِذُ ظُهُورَهَا مَجَالِسَ فَيَتَحَدّثُ عَلَيهَا وَ يَبدَأُ بِعَلفِهَا إِذَا نَزَلَ وَ يَعرِضُ عَلَيهَا المَاءَ إِذَا مَرّ بِهِ وَ لَا يَسِمُهَا فِي وُجُوهِهَا فَإِنّهَا تُسَبّحُ
وَ مِنهُ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ قَالَ قَالَ أَبُو ذَرّ تَقُولُ الدّابّةُ أللّهُمّ ارزقُنيِ مَلِيكَ صِدقٍ يَرفُقُ بيِ وَ يُحسِنُ إلِيَّ وَ يطُعمِنُيِ وَ يسَقيِنيِ وَ لَا يَعنُفُ عَلَيّ
وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ ع قَالَ مَا مِن دَابّةٍ يُرِيدُ صَاحِبُهَا أَن يَركَبَهَا إِلّا قَالَتِ أللّهُمّ اجعَلهُ بيِ رَحِيماً
وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا رَكِبَ العَبدُ الدّابّةَ قَالَتِ أللّهُمّ اجعَلهُ بيِ رَحِيماً
وَ مِنهُ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ فِيمَا أَظُنّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ رئُيَِ أَبُو ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ يسَقيِ حِمَاراً لَهُ بِالرّبَذَةِ فَقَالَ لَهُ بَعضُ النّاسِ أَ مَا لَكَ يَا بَا ذَرّ مَن يسَقيِ لَكَ هَذَا الحِمَارَ فَقَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَا مِن دَابّةٍ إِلّا وَ هيَِ تَسأَلُ كُلّ صَبَاحٍ أللّهُمّ ارزقُنيِ مَلِيكاً صَالِحاً يشُبعِنُيِ مِنَ العَلَفِ وَ يرُويِنيِ مِنَ المَاءِ وَ لَا يكُلَفّنُيِ فَوقَ طاَقتَيِ فَأَنَا أُحِبّ أَن أَسقِيَهُ بنِفَسيِ
وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن سَيَابَةَ بنِ ضُرَيسٍ عَن سَعِيدِ بنِ غَزوَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُالكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ
مِثلَهُ وَ فِيهِ قَالَ فِيمَا ظَنّ
صفحه : 206
بيان علي نسخة الكافي الظاهر أن الشك من سليمان ويحتمل كونه من ابن سنان و علي ما في المحاسن كان الأخير متعين والسؤال يحتمل أن يكون بلسان الحال كناية عن احتياجها إلي ذلك واضطرارها فلابد من رعايتها
9- المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ أَرسَلَ إلِيَّ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ أَن أشَترَيَِ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع جَمَلًا فَاشتَرَيتُ جَمَلًا بِثَمَانِينَ دِرهَماً فَقَدّمَ بِهِ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِي أَ تَرَاهُ يَحمِلُ القُبّةَ فَشَدَدتُ عَلَيهِ القُبّةَ وَ رَكِبتُهُ فَاستَعرَضتُهُ ثُمّ قَالَ لَو أَنّ النّاسَ يَعلَمُونَ كُنهَ حُملَانِ اللّهِ عَلَي الضّعِيفِ مَا غَالَوا بِبَهِيمَةٍ
وَ مِنهُ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن صَلَاةِ المَغرِبِ فَقَالَ أَنِخ إِذَا غَابَتِ الشّمسُ قَالَ فَإِنّهُ يَشتَدّ عَلَيّ إِنَاخَتُهُ مَرّتَينِ قَالَ افعَل فَإِنّهُ أَصوَنُ لِلظّهرِ
وَ مِنهُ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا تَضرِبُوهَا عَلَي العِثَارِ وَ اضرِبُوهَا عَلَي النّفَارِ وَ قَالَ لَا تُغَنّوا عَلَي ظُهُورِهَا أَ مَا يسَتحَييِ أَحَدُكُم أَن يغُنَيَّ عَلَي ظَهرِ دَابّتِهِ وَ هيَِ تُسَبّحُ
وَ مِنهُ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع لِابنِهِ مُحَمّدٍ ع حِينَ حَضَرَتهُ الوَفَاةُ إنِيّ قَد حَجَجتُ عَلَي ناَقتَيِ هَذِهِ عِشرِينَ حِجّةً فَلَم أَقرَعهَا بِسَوطٍ قَرعَةً فَإِذَا نَفَقَت فَادفِنهَا لَا يَأكُل لَحمَهَا السّبَاعُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن بَعِيرٍ يُوقَفُ عَلَيهِ مَوقِفَ عَرَفَةَ سَبعَ حِجَجٍ إِلّا جَعَلَهُ اللّهُ مِن نَعَمِ الجَنّةِ وَ بَارَكَ فِي نَسلِهِ فَلَمّا نَفَقَت حَفَرَ لَهَا أَبُو جَعفَرٍ ع وَ دَفَنَهَا
بيان يدل علي استحباب ترك ضرب الدواب لاسيما في طريق الحج وكأنه
صفحه : 207
محمول علي ما إذا لم تدع إليه ضرورة و علي استحباب دفن الناقة التي حج عليها سبع حجج ويحتمل شموله لجميع الدواب كمايومئ إليه الخبر الآتي ويحتمل اختصاص الحكم بمركوبهم ع لكن التعليل يومئ إلي التعميم
10- المَحَاسِنُ، عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُرَازِمٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ لَيسَ مِن دَابّةٍ عُرّفَ بِهَا خَمسَ وَقَفَاتٍ إِلّا كَانَت مِن نَعَمِ الجَنّةِ قَالَ رَوَي بَعضُهُم وُقِفَ بِهَا ثَلَاثَ وَقَفَاتٍ
وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن عَبدِ الأَعلَي عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّهُ لَيسَ مِن بَعِيرٍ إِلّا عَلَي ذِروَتِهِ شَيطَانٌ فَامتَهِنُوهُنّ وَ لَا يَقُولُ أَحَدُكُم أُرِيحُ بعَيِريِ فَإِنّ اللّهَ هُوَ ألّذِي يَحمِلُ
وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ إِنّ عَلَي ذِروَةِ كُلّ بَعِيرٍ شَيطَاناً فَامتَهِنُوهَا لِأَنفُسِكُم وَ ذَلّلُوهَا وَ اذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيهَا فَإِنّمَا يَحمِلُ اللّهُ
وَ مِنهُ عَن أَبِي طَالِبٍ عَن أَنَسِ بنِ عِيَاضٍ الليّثيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ عَلَي ذِروَةِ كُلّ بَعِيرٍ شَيطَاناً فَامتَهِنُوهَا لِأَنفُسِكُم وَ ذَلّلُوهَا وَ اذكُرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيهَا كَمَا أَمَرَكُمُ اللّهُ
بيان كماأمركم الله أي في قوله تعالي وَ ألّذِي خَلَقَ الأَزواجَ كُلّها وَ جَعَلَ لَكُم مِنَ الفُلكِ وَ الأَنعامِ ما تَركَبُونَ لِتَستَوُوا عَلي ظُهُورِهِ ثُمّ تَذكُرُوا نِعمَةَ رَبّكُم إِذَا استَوَيتُم عَلَيهِ وَ تَقُولُوا سُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ وَ إِنّا إِلي رَبّنا لَمُنقَلِبُونَفإنه في قوة الأمر كماسيأتي إن شاء الله في باب آداب الركوب . ويمكن أن يكون المراد بأمره تعالي مايشمل أمر الرسول وأوصيائه ع أيضا
صفحه : 208
11- المَحَاسِنُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ وَ عَن أَبِيهِ مَيمُونٍ قَالَ خَرَجنَا مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع إِلَي أَرضِهِ بِطِيبَةَ وَ مَعَهُ عَمرُو بنُ دِينَارٍ وَ أُنَاسٌ مِن أَصحَابِهِ فَأَقَمنَا بِطِيبَةَ مَا شَاءَ اللّهُ وَ رَكِبَ أَبُو جَعفَرٍ ع عَلَي جَمَلٍ صَعبٍ فَقَالَ لَهُ عَمرُو بنُ دِينَارٍ مَا أَصعَبَ بَعِيرَكُم فَقَالَ لَهُ أَ مَا عَلِمتَ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ عَلَي ذِروَةِ كُلّ بَعِيرٍ شَيطَاناً فَامتَهِنُوهَا وَ ذَلّلُوهَا وَ ذَكّرُوا اسمَ اللّهِ عَلَيهَا فَإِنّمَا يَحمِلُ اللّهُ ثُمّ دَخَلَ مَكّةَ وَ دَخَلنَا مَعَهُ بِغَيرِ إِحرَامٍ
الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ مِثلَهُ.
بيان كأن المراد بطيبة هنا غيرالمدينة بل هي اسم موضع قريب مكة وإنما دخل ع بغير إحرام لعدم مضي شهر من الإحرام الأول قال الفيروزآبادي طيبة أي بالفتح المدينة النبوية وبالكسر قرية عندزرود
12- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو يَعلَمُ الحَاجّ مَا لَهُ مِنَ الحُملَانِ مَا غَالَي أَحَدٌ لِلبَعِيرِ
وَ مِنهُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ الحَجّالِ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَو يَعلَمُ النّاسُ كُنهَ حُملَانِ اللّهِ عَلَي الضّعِيفِ مَا غَالَوا بِبَهِيمَةٍ
وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو عَن سُلَيمَانَ الرّحّالِ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ مَرّ بيِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا أمَشيِ عَن ناَقتَيِ فَقَالَ مَا لَكَ لَا تَركَبُ فَقُلتُ ضَعُفَت ناَقتَيِ وَ أَرَدتُ أَن أُخَفّفَ عَنهَا فَقَالَ رَحِمَكَ اللّهُ اركَب فَإِنّ اللّهَ يَحمِلُ عَلَي الضّعِيفِ وَ القوَيِّ
الكافي، عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه مثله
13-المَحَاسِنُ، عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ
صفحه : 209
إِذَا عَثَرَتِ الدّابّةُ تَحتَ الرّجُلِ فَقَالَ لَهَا تَعَستِ تَقُولُ تَعَسَ وَ انتَكَسَ أَعصَانَا لِرَبّهِ
الكافي، عن عدة من أصحابه عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن يسار عن عبيد الله الدهقان عن درست عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص وذكر مثله .توضيح قال الجوهري التعس الهلاك وأصله الكب و هوضد الانتعاش و قدتعس بالفتح يتعس تعسا وأتعسه الله يقال تعسا لفلان أي ألزمه الله هلاكا. و قال الفيروزآبادي التعس الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد والانحطاط والفعل كمنع وسمع أو إذاخاطبت قلت تعست كمنع و إذاحكيت قلت تعس كسمع و قال انتكس أي وقع علي رأسه انتهي . و قوله لربه الظاهر أن المراد به الرب سبحانه كما هوالمصرح به في غيره ويحتمل أن يكون المراد بالرب المالك أي ماعصيتك في هذه العثرة إذ لم تكن باختياري و أنت عصيت ربك كثيرا
14- المَكَارِمُ، عَنِ الرّضَا ع قَالَ عَلَي كُلّ مَنخِرٍ مِنَ الدّوَابّ شَيطَاناً فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم أَن يُلجِمَهَا فَليُسَمّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
الكافي، عن العدة عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيي عن جده الحسن عن يعقوب بن جعفر قال سمعت أبا الحسن ع وذكر مثله
15- المَكَارِمُ، عَن أَبِي عُبَيدَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ أَيّمَا دَابّةٍ استَصعَبَت عَلَي صَاحِبِهَا مِن لِجَامٍ وَ نِفَارٍ فَليَقرَأ فِي أُذُنِهَا أَو عَلَيهَاأَ فَغَيرَ دِينِ اللّهِ يَبغُونَ وَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ إِلَيهِ يُرجَعُونَ وَ ليَقُلِ أللّهُمّ سَخّرهَا وَ بَارِك لِي فِيهَا بِحَقّ مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اقرَأ إِنّا أَنزَلنَاهُ
صفحه : 210
الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن أَبِي عُبَيدَةَ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ إِلَيهِ تُرجَعُونَ
بيان قوله ع أوعليها أي قريبا منها إن لم يقدر علي إدناء الفم من أذنها
16- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع لِلدّابّةِ عَلَي صَاحِبِهَا سِتّ خِصَالٍ يَبدَأُ بِعَلفِهَا إِذَا نَزَلَ وَ يَعرِضُ عَلَيهَا المَاءَ إِذَا مَرّ بِهِ وَ لَا يَضرِبُهَا إِلّا عَلَي حَقّ وَ لَا يَحتَمِلُهَا إِلّا مَا تُطِيقُ وَ لَا يُكَلّفُهَا مِنَ السّيرِ إِلّا طَاقَتَهَا وَ لَا يَقِفُ عَلَيهَا فُوَاقاً
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَتّخِذُوا ظُهُورَ الدّوَابّ كرَاَسيِّ فَرُبّ دَابّةٍ مَركُوبَةٍ خَيرٌ مِن رَاكِبِهَا وَ أَطوَعُ لِلّهِ تَعَالَي وَ أَكثَرُ ذِكراً
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ عَلِيّ ع نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن تُوسَمَ الدّوَابّ عَلَي وُجُوهِهَا فَإِنّهَا تُسَبّحُ بِحَمدِ رَبّهَا
وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص قَلّدُوا النّسَاءَ وَ لَو بِسَيرٍ وَ قَلّدُوا الخَيلَ وَ لَا تُقَلّدُوهَا الأَوتَارَ
بيان قال الجوهري الفواق والفواق ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب يقال ماأقام عنده إلافواقا
17- المَجَازَاتُ النّبَوِيّةُ، قَالَ ع قَلّدُوا الخَيلَ وَ لَا تُقَلّدُوهَا الأَوتَارَ
قال السيد رضي الله عنه هذه استعارة علي أحد التأويلين و هو أن يكون المراد النهي عن طلب أوتار الجاهلية علي الخيل بشن الغارات وشب النائرات ومعني لاتقلدوها أي لاتجعلوها كأنها قلدت درك الوتر فتقلدته وضمنت أخذ الثأر فضمنته و ذلك عبارة عن فرط جدهم في الطلب وحرصهم علي الدرك فكأنه ع قال قلدوا
صفحه : 211
الخيل طلب أعداء الدين والدفاع عن المسلمين و لاتقلدوها طلب أوتار الجاهلية ودخول مصارع الحمية. و إذاحمل الخبر علي التأويل الآخر خرج عن أن يكون مجازا و هو أن يكون المراد النهي عن تقليد الخيل أوتار القسي وقيل في وجه النهي عن ذلك قولان أحدهما أن يكون ع إنما نهي عنه لأن الخيل ربما رعت الأكلاء والأشجار فنشبت الأوتار في أعناقها ببعض شعب ماترعاه من ذلك فخنقتها أوحبستها علي عدم المأكل والمشرب حتي تقضي نحبها. والوجه الآخر أنهم كانوا في الجاهلية يعتقدون أن تقليد الخيل بالأوتار يرفع عنها حمة عين العائن وشرارة نظر المستحسن فتكون كالعوذ لها والأحراز عليها فأراد ع أن يعلمهم أن تلك الأوتار لاتدفع ضررا و لاتصرف حذرا وإنما الله سبحانه و تعالي الدافع الكافي والمعيذ الواقي ومما يقوي هذاالتأويل ماروي من أمره ع بقطع الأوتار عن أعناق الخيل . ولتقليد الخيل وجه آخر و هو أن العرب كانت إذاقدرت وظفرت قلدت الخيل العمائم وذكر أن معاوية لماتغلب علي الأمر ودخل الكوفة بعدصلح الحسين ع فعل ذلك بخيله .أقول وذكر ابن الأثير في النهاية هذه الوجوه إلاالأخير
18- المَجَازَاتُ، قَالَ النّبِيّص إِذَا سَافَرتُم فِي الخِصبِ فَأَعطُوا الرّكُبَ أَسِنّتَهَا وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي فَأَعطُوا الرّكَابَ أَسنَانَهَا
و هذه استعارة والمراد بالأسنة هاهنا علي ماقاله جماعة من علماء اللغة الأسنان و هوجمع جمع لأن الأسنان جمع سن والأسنة جمع الأسنان والركب جمع الركاب فكأنه ع أمرهم بأن يمكنوا ركابهم زمان الخصب من الرعي في طرق أسفارهم و عندنزولهم وارتحالهم فكني عن ذلك بإعطائها أسنانها والمراد تمكينها من استعمال أسنانها في اجتذاب الأكلاء والأعشاب فكأنهم بتمكينها من ذلك قدأعطوها أسنانها و هذا كما يقول
صفحه : 212
القائل لغيره أعط الفرس عنانها وأعط الراحلة زمامها أي مكنها من التوسع في الجري ومد العنق في الخطو. وعندي في ذلك وجه آخر و هو أن يكون المراد مكنوا الركاب في الخصب من أن يسمن بكثرة الرعي فإنهم قدعبروا في أشعارهم عن سمن الإبل بالسلاح تارة وبالأسنة تارة فإن سمنها وشارتها في عين صاحبها يمنعه من أن ينحرها للضيافة ويبذلها لطراقه فجعل السمن لها كالسلاح ألذي يدافع به عن نحرها وتماطل به عن عقرها
19- الفَقِيهُ،بِإِسنَادِهِ عَن أَيّوبَ بنِ أَعيَنَ قَالَ سَمِعتُ الوَلِيدَ بنَ صَبِيحٍ يَقُولُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ أَبَا حَنِيفَةَ رَأَي هِلَالَ ذيِ الحِجّةِ بِالقَادِسِيّةِ وَ شَهِدَ مَعَنَا عَرَفَةَ فَقَالَ مَا لِهَذَا صَلَاةٌ مَا لِهَذَا حَجّ
وَ حَجّ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع عَلَي نَاقَةٍ لَهُ أَربَعِينَ حِجّةً فَمَا قَرَعَهَا بِسَوطٍ
وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ الصّحِيحِ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص وَ مَرثَدُ بنُ أَبِي مَرثَدٍ الغنَوَيِّ يُعَقّبُونَ بَعِيراً بَينَهُم وَ هُم مُنطَلِقُونَ إِلَي بَدرٍ
بيان العقبة بالضم النوبة وأعقب زيد عمرا ركبا بالنوبة
20- الفَقِيهُ، قَالَ عَلِيّ ع فِي الدّوَابّ لَا تَضرِبُوهَا الوُجُوهَ وَ لَا تَلعَنُوهَا فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَعَنَ لَاعِنَهَا
وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ لَا تُقَبّحُوا الوُجُوهَ
وَ قَالَ النّبِيّص إِنّ الدّوَابّ إِذَا لُعِنَت لَزِمَتهَا اللّعنَةُ
توضيح لاتقبحوا الوجوه أي لاتقولوا لها قبح الله وجهك أو لاتفعلوا شيئا يصير سببا لقباحة وجهها قال في النهاية يقال قبحت فلانا إذا قلت له قبحك الله من
صفحه : 213
القبح و هوالإبعاد و منه الحديث لاتقبحوا الوجه أي لاتقولوا قبح الله وجه فلان وقيل لاتنسبوا إلي القبح ضد الحسن لأن الله قدأحسن كل شيءخلقه . قوله ع لزمتها أي يستجاب فيها ويصير سببا لهلاكها أولزمتها مقابلة اللعن باللعن قال في النهاية في حديث المرأة التي لعنت ناقتها في السفر فقال ضعوا عنها فإنها ملعونة قيل إنما فعل ذلك لأنه استجيبت دعاؤها فيها وقيل فعله عقوبة لصاحبها لئلا تعود إلي مثلها وليعتبر بهاغيرها وأصل اللعن الطرد والإبعاد من الله تعالي و من الخلق السب والدعاء
21- الفَقِيهُ،بِإِسنَادِهِ عَنِ السكّوُنيِّ بِإِسنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُحِبّ الرّفقَ وَ يُعِينُ عَلَيهِ فَإِذَا رَكِبتُمُ الدّوَابّ العِجَافَ فَأَنزِلُوهَا مَنَازِلَهَا فَإِن كَانَتِ الأَرضُ مُجدِبَةً فَانجُوا عَلَيهَا وَ إِن كَانَت مُخصِبَةً فَأَنزِلُوهَا مَنَازِلَهَا
وَ قَالَص مَن سَافَرَ مِنكُم بِدَابّةٍ فَليَبدَأ حِينَ يَنزِلُ بِعَلفِهَا وَ سَقيِهَا
وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِذَا سِرتَ فِي أَرضٍ خِصبَةٍ فَارفُق بِالسّيرِ وَ إِذَا سِرتَ فِي أَرضٍ مُجدِبَةٍ فَعَجّل بِالسّيرِ
بيان العجاف المهازيل فأنزلوها منازلها أي كلفوها علي قدر طاقتها و لاتتعدوا بهاالمنزل كما في الثاني فانجوا أي فاسرعوا لتصلوا إلي الماء والكلاء فارفق بالسير أي لترعي في الطريق
22- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِّ رَفَعَهُ قَالَ سُئِلَ الصّادِقُ ع مَتَي أَضرِبُ داَبتّيِ تحَتيِ فَقَالَ إِذ لَم تَمشِ تَحتَكَ كَمَشيَتِهَا إِلَي مِذوَدِهَا
الفَقِيهُ، سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ ذَكَرَ مِثلَهُ
بيان في أكثر نسخ الكافي المذود بالذال المعجمة و في أكثر نسخ الفقيه بالزاي
صفحه : 214
والأول أظهر في القاموس المذود كمنبر معلف الدابة و قال الزود تأسيس الزاد وكمنبر وعاؤه
23- الكاَفيِ، عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الخَشّابِ عَنِ ابنِ بَقّاحٍ عَن مُعَاذٍ الجوَهرَيِّ عَن عَمرِو بنِ جُمَيعٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ لَا تَتَوَرّكُوا عَلَي الدّوَابّ وَ لَا تَتّخِذُوا ظُهُورَهَا مَجَالِسَ
بيان لعل المراد بالتورك عليها الجلوس عليها علي إحدي الوركين فإنها تتضرر به ويصير سببا لدبرها أوالمراد رفع إحدي الرجلين ووضعها فوق السرج للاستراحة قال الجوهري تورك علي الدابة أي ثني رجله ووضع إحدي وركيه في السرج وكذلك التوريك و قال أبوعبيدة المورك والموركة الموضع ألذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل إذامل من الركوب و في القاموس تورك علي الدابة ثني رجله لينزل أوليستريح انتهي . و في بعض النسخ لاتتوكئوا من الاتكاء وكأنه تصحيف
24- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَنِ الأَصَمّ عَن مِسمَعِ بنِ عَبدِ المَلِكِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اضرِبُوهَا عَلَي النّفَارِ وَ لَا تَضرِبُوهَا عَلَي العِثَارِ
الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ مِنَ الحَقّ أَن يَقُولَ الرّاكِبُ للِماَشيِ الطّرِيقَ
وَ فِي نُسخَةٍ أُخرَي إِنّ مِنَ الجَورِ أَن يَقُولَ الرّاكِبُ للِماَشيِ الطّرِيقَ
بيان كأن قوله و في نسخة أخري من كلام رواة الكافي ويحتمل كونه من الكليني بأن يكون اختلاف النسخ في أصوله و علي التقديرين فالنسخة الأخري محمولة علي ما إذا كان هناك طريق آخر يمكنه أن يثني عنانه إليه و علي النسخة
صفحه : 215
الأولي معناه أنه ينبغي للراكب أن يحذر الماشي ليعدل عن طريقه لئلا يصيبه ضرر ويؤيد النسخة الثانية ماسيأتي و لم تكن النسخة الأولي في بعض نسخ الكافي و إن كانت أظهر
25- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مِنَ الجَورِ قَولُ الرّاكِبِ للِماَشيِ الطّرِيقَ
26- الفَقِيهُ، قَالَ النّبِيّص أَخّرُوا الأَحمَالَ فَإِنّ اليَدَينِ مُعَلّقَةٌ وَ الرّجلَينِ مُوَثّقَةٌ
27- الكاَفيِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ العلَوَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع مِن مُرُوّةِ الرّجُلِ أَن يَكُونَ دَوَابّهُ سِمَاناً
قَالَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ ثَلَاثٌ مِنَ المُرُوّةِ فَرَاهَةُ الدّابّةِ وَ حُسنُ وَجهِ المَملُوكِ وَ الفَرَسُ السرّيِّ
بيان في القاموس فره ككرم فراهة وفراهية حذق فهو فاره بين الفروهة والسري النفيس الشريف
28- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ الفَقِيهُ، فِي حَدِيثِ المنَاَهيِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن ضَربِ وُجُوهِ البَهَائِمِ وَ نَهَي عَن قَتلِ النّحلِ وَ نَهَي عَنِ الوَسمِ فِي وُجُوهِ البَهَائِمِ
29-إِرشَادُ المُفِيدِ، عَن أَبِي مُحَمّدٍ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَدّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الراّفقِيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ قَالَحَجَجتُ مَعَ أَبِي عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فَالتَاثَت عَلَيهِ
صفحه : 216
النّاقَةُ فِي سَيرِهَا فَأَشَارَ إِلَيهَا بِالقَضِيبِ ثُمّ قَالَ آهِ لَو لَا القِصَاصُ وَ رَدّ يَدَهُ عَنهَا
بيان في النهاية فيه إذاالتاثت راحلة أحدنا أي أبطأت في سيرها
30- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ إِسمَاعِيلَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلّ لَهوِ المُؤمِنِ بَاطِلٌ إِلّا فِي ثَلَاثٍ فِي تَأدِيبِهِ الفَرَسَ وَ رَميِهِ عَن قَوسِهِ وَ مُلَاعَبَتِهِ امرَأَتَهُ فَإِنّهُنّ حَقّ الخَبَرَ
31- الفَقِيهُ،بِإِسنَادِهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ بنِ سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَيمُونٍ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ أهُديَِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص بَغلَةٌ أَهدَاهَا لَهُ كِسرَي أَو قَيصَرُ فَرَكِبَهَا النّبِيّص بِجُلّ مِن شَعرٍ وَ أرَدفَنَيِ خَلفَهُ الخَبَرَ
32- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِالإِسنَادِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ أَ يَصلُحُ أَن يَركَبَ الدّابّةَ عَلَيهَا الجُلجُلُ قَالَ إِن كَانَ لَهُ صَوتٌ فَلَا وَ إِن كَانَ أَصَمّ فَلَا بَأسَ
33- الفَقِيهُ، قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ عَلَي ذِروَةِ كُلّ بَعِيرٍ شَيطَاناً فَأَشبِعهُ وَ امتَهِنهُ
ذكر العلامة قدس سره في المنتهي كثيرا من أخبار حقوق الدابة من غيرتصريح بالوجوب أوالاستحباب و قال ويستحب اتخاذ الخيل وارتباطها
صفحه : 217
استحبابا مؤكدا و قال وينبغي اجتناب ضرب الدابة إلا مع الحاجة و لابأس بالعقبة. وأقول سائر الآداب المذكورة في هذه الأخبار لم ينص الأصحاب فيهابشيء فالحكم بالوجوب أوالحرمة في أكثرها مشكل بل الظاهر أن أكثرها من السنن والآداب المستحبة المرغوبة لكن الاحتياط يقتضي العمل بجميعها ماتيسر. و قال الدميري في حياة الحيوان في شرح الكافية لايجوز بيع الخيل لأهل الحرب كالسلاح ويكره أن يقلد الأوتار لنهي النبي ص عن ذلك وأمره بقطع قلائد الخيل قال مالك أراه من أجل العين و قال غيره إنما أمر بقطعها لأنهم كانوا يعلقون فيهاالأجراس و قال آخرون لأنها تختنق بها عندشدة الركض ويحتمل أن يكون أراد عين الوتر خاصة دون غيره من السيور والخيوط علي ما كان من عادتهم في الجاهلية وقيل معناه لاتطلبوا عليها الأوتار والذحول و لاتركضوها في طلب الثأر. وَ فِي شِفَاءِ الصّدُورِ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَا تَضرِبُوا وُجُوهَ الدّوَابّ فَإِنّ كُلّ شَيءٍ يُسَبّحُ بِحَمدِهِ
وَ روُيَِ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِذَا انفَلَتَت دَابّةُ أَحَدِكُم بِأَرضِ فَلَاةٍ فَليُنَادِ يَا عِبَادَ اللّهِ احبِسُوا فَإِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فِي الأَرضِ حَاجِزاً سَيَحبِسُهُ
وَ رَوَي الطبّرَاَنيِّ فِي مُعجَمِهِ الأَوسَطِ مِن حَدِيثِ أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن سَاءَ خُلُقُهُ مِنَ الرّقِيقِ وَ الدّوَابّ وَ الصّبيَانِ فَاقرَءُوا فِي أُذُنِهِأَ فَغَيرَ دِينِ اللّهِ يَبغُونَ وَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ إِلَيهِ يُرجَعُونَ ثُمّ قَالَ يَجِبُ عَلَي مَالِكِ الدّوَابّ عَلفُهَا وَ سَقيُهَا لِحُرمَةِ الرّوحِ
.
صفحه : 218
وَ فِي الصّحِيحِ عُذّبَت امرَأَةٌ فِي هِرّةٍ
فإن لم تكن ترعي لزمه أن يعلفها ويسقيها إلي أول شبعها وريها دون غايتهما و إن كانت ترعي لزمه إرسالها لذلك حتي تشبع وتروي بشرط فقد السباع ووجود الماء و إن اكتفت بكل من الرعي والعلف خير بينهما و إن لم تكتف إلابهما لزماه و إذااحتاجت البهيمة إلي السقي ومعه مايحتاج إليه لطهارته سقاها وتيمم فإن امتنع من العلف أجبر في مأكوله علي بيع أوعلف أوذبح و في غيرها علي بيع أوعلف صيانة لها عن الهلاك فإن لم تفعل فعل الحاكم ماتقتضيه المصلحة فإن كان له مال ظاهر بيع في النفقة فإن تعذر جميع ذلك فمن بيت المال . ويستحب أن يقول عندالركوب
مَا رَوَاهُ الحَاكِمُ وَ الترّمذِيِّ وَ صَحّحَاهُ عَن عَلِيّ بنِ رَبِيعَةَ قَالَ شَهِدتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ قَد أتُيَِ بِدَابّةٍ لِيَركَبَهَا فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرّكَابِ قَالَ سُبحَانَكَ أللّهُمّإنِيّ ظَلَمتُ نفَسيِ فَاغفِر لِيإِنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ إِلّا أَنتَ ثُمّ ضَحِكَ فَقِيلَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مِن أَيّ شَيءٍ ضَحِكتَ فَقَالَ رَأَيتُ النّبِيّص فَعَلَ كَمَا فَعَلتُ ثُمّ ضَحِكَ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللّهِ مِن أَيّ شَيءٍ ضَحِكتَ فَقَالَ إِنّ رَبّكَ تَعَالَي لَيَعجَبُ مِن عَبدِهِ إِذَا قَالَ رَبّ اغفِر لِي ذنُوُبيِ يَعلَمُ أَنّهُ لَا يَغفِرُ الذّنُوبَ غيَريِ
وَ رَوَي أَبُو القَاسِمِ الطبّرَاَنيِّ عَن عَطَاءٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِذَا رَكِبَ العَبدُ الدّابّةَ وَ لَم يَذكُرِ اسمَ اللّهِ رَدِفَهُ الشّيطَانُ فَقَالَ تَغَنّ فَإِن كَانَ لَا يُحسِنُ الغِنَاءَ قَالَ لَهُ تَمَنّ فَلَا يَزَالُ فِي أُمنِيّتِهِ حَتّي يَنزِلَ
وَ عَن أَبِي الدّردَاءِ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن قَالَ إِذَا رَكِبَ دَابّةً بِسمِ اللّهِ ألّذِي لَا يَضُرّ مَعَ اسمِهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ وَ لَا فِي السّمَاءِ سُبحَانَهُ لَيسَ لَهُ سمَيِّسُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ وَ إِنّا إِلي رَبّنا لَمُنقَلِبُونَ وَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ صَلّي اللّهُ عَلَي
صفحه : 219
مُحَمّدٍ وَ آلِهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ إِلّا قَالَتِ الدّابّةُ بَارَكَ اللّهُ عَلَيكَ مِن مُؤمِنٍ خَفّفتَ عَلَي ظهَريِ وَ أَطَعتَ رَبّكَ وَ أَحسَنتَ إِلَي نَفسِكَ بَارَكَ اللّهُ لَكَ وَ أَنجَحَ حَاجَتَكَ
وَ رَوَي ابنُ أَبِي الدّنيَا بِإِسنَادِهِ عَن عُمَرَ بنِ قَيسٍ أَنّهُ قَالَ إِذَا رَكِبَ الرّجُلُ الدّابّةَ قَالَتِ أللّهُمّ اجعَلهُ بيِ رَفِيقاً رَحِيماً فَإِذَا لَعَنَهَا قَالَت لَعنَةُ اللّهِ عَلَي أَعصَانَا لِلّهِ
وَ فِي كَامِلِ ابنِ عدَيِّ عَنِ ابنِ عُمَرَ أَنّ النّبِيّص قَالَ اضرِبُوا الدّوَابّ عَلَي النّفَارِ وَ لَا تَضرِبُوهَا عَلَي العِثَارِ
. و قال يجوز الإرداف علي الدابة إذاكانت مطيقة و لايجوز إذا لم تطقه .
ففَيِ الصّحِيحَينِ عَن أُسَامَةَ بنِ زَيدٍ أَنّ النّبِيّص أَردَفَهُ حِينَ دَفَعَ مِن عَرَفَاتٍ إِلَي المُزدَلِفَةِ ثُمّ أَردَفَ الفَضلَ بنَ العَبّاسِ مِن مُزدَلِفَةَ إِلَي مِنًي وَ أَنّهُص أَردَفَ مُعَاذاً عَلَي الرّحلِ وَ عَلَي حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيرٌ
ثم قال و إذاأردف صاحب الدابة فهو أحق بصدرها و يكون الرديف وراءه إلا أن يرضي صاحبها بتقديمه لجلالة أو غير ذلك وأفاد الحافظ بن مندة أن الذين أردفهم النبي ص ثلاثة وثلاثون نفسا.
وَ رَوَي الطبّرَاَنيِّ عَن جَابِرٍ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أَنّ النّبِيّص نَهَي أَن يَركَبَ ثَلَاثَةٌ عَلَي دَابّةٍ
. و قال يكره دوام الركوب علي الدابة لغير حاجة وترك النزول عنها للحاجة
لِمَا فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَ البيَهقَيِّ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَإِيّاكُم أَن
صفحه : 220
تَتّخِذُوا ظُهُورَ دَوَابّكُم مَنَابِرَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي إِنّمَا سَخّرَهَا لَكُم لِتُبلِغَكُمإِلي بَلَدٍ لَم تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلّا بِشِقّ الأَنفُسِ وَ جَعَلَ لَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرّاً فَاقضُوا عَلَيهَا حَاجَاتِكُم
. ويجوز الوقوف علي ظهرها للحاجة ريثما تقضي لماروي مسلم و أبوداود والنسائي عن أم الحصين الأخمصية أنها قالت حججت مع رسول الله ص حجة الوداع فرأيت أسامة وبلالا أحدهما أخذ خطام ناقة النبي ص والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتي رمي جمرة العقبة. و قال الشيخ عزالدين بن عبد السلام في الفتاوي الموصلية النهي عن ركوب الدواب وهي واقفة محمول علي ما إذا كان لغير غرض صحيح و أماالركوب الطويل في الأغراض الصحيحة فتارة يكون مندوبا كالوقوف بعرفة وتارة يكون واجبا كوقوف الصفوف في قتال المشركين وقتال كل من يجب قتاله وكذلك الحراسة في الجهاد و إذاخيف هجمة العدو و هذا لاخلاف فيه انتهي .أقول سيأتي الأخبار المناسبة للباب في أبواب السفر وأبواب آداب الركوب إن شاء الله
صفحه : 221
الآيات النساءوَ إِن يَدعُونَ إِلّا شَيطاناً مَرِيداً لَعَنَهُ اللّهُ وَ قالَ لَأَتّخِذَنّ مِن عِبادِكَ نَصِيباً مَفرُوضاً وَ لَأُضِلّنّهُم وَ لَأُمَنّيَنّهُم وَ لَآمُرَنّهُم فَلَيُبَتّكُنّ آذانَ الأَنعامِ وَ لَآمُرَنّهُم فَلَيُغَيّرُنّ خَلقَ اللّهِ وَ مَن يَتّخِذِ الشّيطانَ وَلِيّا مِن دُونِ اللّهِ فَقَد خَسِرَ خُسراناً مُبِيناً.تفسيرفَلَيُبَتّكُنّ آذانَ الأَنعامِقيل أي يشقونها لتحريم ماأحل الله وهي عبارة عما كانت العرب تفعل بالبحائر والسوائب وإشارة إلي تحريم كل ماأحل ونقص كل ماخلق كاملا بالفعل أوبالقوةوَ لَآمُرَنّهُم فَلَيُغَيّرُنّ خَلقَ اللّهِ عن وجهه صورة أوصفة ويندرج فيه ماقيل من فقوء عين الحامي وخصاء العبيد والبهائم والوسم والوشم والوشر واللواط والسحق ونحو ذلك وعبادة الشمس والقمر وتغيير فطرة الله التي هي الإسلام واستعمال الجوارح والقوي فيما لايعود علي النفس كمالا و لايوجب لها من الله زلفي وبالجملة يمكن أن يستدل به علي تحريم الكي وإخصاء الإنسان والحيوانات مطلقا بل التحريش بينها لأنها لم تخلق لذلك إلا ماأخرجه الدليل . قال الطبرسي قدس الله روحه وَ لَآمُرَنّهُم فَلَيُغَيّرُنّ خَلقَ اللّهِ أي لآمرنهم بتغيير خلق الله فليغيرنه واختلف في معناه فقيل يريد دين الله وأمره عن ابن عباس و ابراهيم ومجاهد و الحسن وقتادة و هوالمروي عن أبي عبد الله ع . ويؤيده قوله سبحانه فِطرَتَ اللّهِ التّيِ فَطَرَ النّاسَ عَلَيها لا تَبدِيلَ لِخَلقِ اللّهِ
صفحه : 222
وأراد بذلك تحريم الحلال وتحليل الحرام وقيل أراد معني الخصاء عن عكرمة وشهر بن حوشب و أبي صالح عن ابن عباس وكرهوا الإخصاء في البهائم وقيل إنه الوشم عن ابن مسعود وقيل إنه أراد الشمس والقمر والحجارة عدلوا عن الانتفاع بها إلي عبادتها عن الزجاج
1- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الخِصَاءِ فَلَم يجُبِنيِ ثُمّ سَأَلتُ أَبَا الحَسَنِ ع بَعدَهُ فَقَالَ لَا بَأسَ
الفَقِيهُ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ مِثلَهُ وَ فِيهِ عَنِ الإِخصَاءِ
بيان محمول علي إخصاء الحيوانات كماسيأتي والمشهور فيه الكراهة وقيل بالحرمة والمشهور أظهر قال العلامة رحمه الله في المنتهي نقل ابن إدريس عن بعض علمائنا أن إخصاء الحيوان محرم قال والأولي عندي تجنب ذلك و أنه مكروه دون أن يكون محرما محظورا لأنه ملك للإنسان يعمل به ماشاء مما فيه الصلاح له و ماروي في ذلك يحمل علي الكراهية دون الحظر
2- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن إِخصَاءِ الغَنَمِ قَالَ لَا بَأسَ
3-الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا حَرَنَت عَلَي أَحَدِكُم دَابّةٌ فِي أَرضِ العَدُوّ
صفحه : 223
فَليَذبَحهَا وَ لَا يُعَرقِبهَا
4- وَ مِنهُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ قَالَ كَانَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَمّا كَانَ يَومُ مُؤتَةَ كَانَ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَي فَرَسٍ لَهُ فَلَمّا التَقَوا نَزَلَ عَن فَرَسِهِ فَعَرقَبَهَا بِالسّيفِ فَكَانَ أَوّلَ مَن عَرقَبَ فِي الإِسلَامِ
المحاسن ، عن النوفلي مثله .بيان يدل علي جواز العرقبة مع الضرورة
5- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُحَمّدِ بنِ وَهبَانَ عَن عَلِيّ بنِ حبَشَيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن صَفوَانَ وَ جَعفَرِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَجُلٌ شَيخٌ نَاسِكٌ يَعبُدُ اللّهَ فِي بنَيِ إِسرَائِيلَ فَبَينَا هُوَ يصُلَيّ وَ هُوَ فِي عِبَادَتِهِ إِذ بَصُرَ بِغُلَامَينِ صَبِيّينِ قَد أَخَذَا دِيكاً وَ هُمَا يَنتِفَانِ رِيشَهُ فَأَقبَلَ عَلَي مَا فِيهِ مِنَ العِبَادَةِ وَ لَم يَنهَهُمَا عَن ذَلِكَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي الأَرضِ أَن سيِخيِ بعِبَديِ فَسَاخَت بِهِ الأَرضُ فَهُوَ يهَويِ فِي الدردون أَبَدَ الآبِدِينَ وَ دَهرَ الدّاهِرِينَ
بيان الدردون لم أجده في كتب اللغة وكأنه اسم طبقة من طبقات الأرض أوطبقات جهنم ويدل علي عدم جواز الإضرار بالحيوانات بغير مصلحة ووجوب نهي الصبيان عن مثله و فيه مبالغة عظيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
6- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ المُغِيرَةِ وَ مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع أَنّهُ كَرِهَ إِخصَاءَ الدّوَابّ وَ التّحرِيشَ بَينَهَا
صفحه : 224
7- نَوَادِرُ الراّونَديِّ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ التمّيِميِّ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِن نَجرَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص فِي غَزَاةٍ وَ مَعَهُ فَرَسٌ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَستَأنِسُ إِلَي صَهِيلِهِ فَفَقَدَهُ فَبَعَثَ إِلَيهِ فَقَالَ مَا فَعَلَ فَرَسُكَ فَقَالَ اشتَدّ عَلَيّ شَغبُهُ فَخَصَيتُهُ فَقَالَ النّبِيّص مَثّلتَ بِهِ مَثّلتَ بِهِ الخَيلُ مَعقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيرُ إِلَي أَن تَقُومَ القِيَامَةُ وَ أَهلُهَا مُعَانُونَ عَلَيهَا أَعرَافُهَا وَقَارُهَا وَ نَوَاصِيهَا جَمَالُهَا وَ أَذنَابُهَا مَذَابّهَا
8- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَنِ الكاَهلِيِّ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا عِندَهُ عَن قَطعِ أَلَيَاتِ الغَنَمِ فَقَالَ لَا بَأسَ بِقَطعِهَا إِذَا كُنتَ تُصلِحُ بِهَا مَالَكَ ثُمّ قَالَ إِنّ فِي كِتَابِ عَلِيّ ع أَنّ مَا قُطِعَ مِنهَا مَيتٌ لَا يُنتَفَعُ بِهِ
بيان يفهم منه أن كل إضرار بالحيوان يصير سببا لإصلاحه جائز و إن لم ينتفع به الحيوان
9- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَنِ الكَشُوفِ وَ هُوَ أَن تُضرَبَ النّاقَةُ وَ وَلَدُهَا طِفلٌ إِلّا أَن يُتَصَدّقَ بِوَلَدِهَا أَو يُذبَحَ وَ نَهَي مِن أَن يُنزَي حِمَارٌ عَلَي عَتِيقَةٍ
بيان في القاموس الكشوف كصبور الناقة يضربها الفحل وهي حامل وربما ضربها و قدعظم بطنها فإن حمل عليها الفحل سنتين ولاء فذلك الكشاف بالكسر أو هو
صفحه : 225
أن تلقح حين تنتج أو أن يحمل عليها في كل عام و ذلك أردأ النتاج
10- التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن عَبّادِ بنِ سُلَيمَانَ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ عَن هِشَامِ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الحَمِيرِ نُنزِيهَا عَلَي الرّمَكِ لِتُنتَجَ البِغَالَ أَ يَحِلّ ذَلِكَ قَالَ نَعَم أَنزِهَا
بيان الرمكة محركة الفرس والبرذونة تتخذ للنسل والجمع رمك وجمع الجمع أرماك ذكره الفيروزآبادي. وأقول لاتنافي بين هذه الخبر و بين الخبر السابق واللاحق لأن النهي فيهما متعلق بالنزو علي العتيقة العربية والتجويز في هذاالخبر للبرذون مع أن الخبر الآتي يحتمل كونه مختصا بهم ع بل ظاهره ذلك
11- صَحِيفَةُ الرّضَا،بِإِسنَادِ الطبّرسِيِّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّا أَهلُ بَيتٍ لَا تَحِلّ لَنَا صَدَقَةٌ وَ أُمِرنَا بِإِسبَاغِ الوُضُوءِ وَ أَن لَا ننُزيَِ حِمَاراً عَلَي عَتِيقَةٍ وَ لَا نَمسَحَ عَلَي خُفّ
بيان قال في النهاية في حديث علي ع أمرنا أن لاننزي الحمر علي الخيل أي نحملها عليه للنسل يقال نزوت علي الشيء أنزو نزوا إذاوثبت عليه و قد يكون في الأجسام والمعاني ثم ذكر عن الخطابي بعض الوجوه التي ذكرها الدميري مما أوردته سابقا
12-المَحَاسِنُ، عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع مَرّ بِبَهِيمَةٍ وَ فَحلٍ يَسفَدُهَا عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ فَأَعرَضَ عَلِيّ ع بِوَجهِهِ فَقِيلَ لَهُ لِمَ فَعَلتَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَقَالَ إِنّهُ لَا ينَبغَيِ أَن تَصنَعُوا مَا يَصنَعُونَ
صفحه : 226
وَ هُوَ مِنَ المُنكَرِ إِلّا أَن تُوَارُوهُ حَيثُ لَا يَرَاهُ رَجُلٌ وَ لَا امرَأَةٌ
13- نَوَادِرُ الراّونَديِّ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ التمّيِميِّ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ الديّباَجيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع مِثلَهُ
بيان في القاموس سفد الذكر علي الأنثي كضرب وعلم سفادا بالكسر نزا وأسفدته وتسافد السباع
14- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ وَ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي نَصرٍ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ الرّضَا ع عَنِ الزّوجِ مِنَ الحَمَامِ يُفرِخُ عِندَهُ يَتَزَوّجُ الطّيرُ أُمّهُ وَ ابنَتَهُ قَالَ لَا بَأسَ بِمَا كَانَ بَينَ البَهَائِمِ
15- السّرَائِرُ، مِن كِتَابِ أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَنِ القَاسِمِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن عِيسَي بنِ هِشَامٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مِسمَعٍ كِردِينٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ التّحرِيشِ بَينَ البَهَائِمِ قَالَ أَكرَهُ ذَلِكَ كُلّهُ إِلّا الكَلبَ
الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانٍ مِثلَهُ وَ فِيهِ أَكرَهُ ذَلِكَ إِلّا الكِلَابَ
16- المَحَاسِنُ، عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي العَبّاسِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ التّحرِيشِ بَينَ البَهَائِمِ فَقَالَ كُلّهُ مَكرُوهٌ إِلّا الكِلَابَ
صفحه : 227
الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ مِثلَهُ وَ فِيهِ كُلّهُ يُكرَهُ إِلّا الكَلبَ
17- الفَقِيهُ، نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن تَحرِيشِ البَهَائِمِ إِلّا الكِلَابَ
بيان قوله ع إلاالكلاب كأن المراد به تحريش الكلب علي الصيد لاتحريش الكلاب بعضها علي بعض والأخبار و إن وردت بلفظ الكراهة لكن قدعرفت أن الكراهة في عرف الأخبار أعم من الحرمة و هولهو ولغو وإضرار بالحيوانات بغير مصلحة فلايبعد القول بالتحريم و الله يعلم
18- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ الفَقِيهُ، فِي منَاَهيِ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَنِ الوَسمِ فِي وُجُوهِ البَهَائِمِ
19- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّابّةِ أَ يَصلُحُ أَن يَضرِبَ وَجهَهَا أَو يَسِمَهُ بِالنّارِ قَالَ لَا بَأسَ
20- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن سِمَةِ الغَنَمِ فِي وُجُوهِهَا فَقَالَ سِمهَا فِي آذَانِهَا
21- وَ مِنهُ، عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن سِمَةِ الموَاَشيِ فَقَالَ لَا بَأسَ بِهَا إِلّا فِي الوَجهِ
الكافي، عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب مثله
22-المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 228
قَالَ لَا بَأسَ بِهَا إِلّا مَا كَانَ فِي الوَجهِ
23- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن وَسمِ الموَاَشيِ فَقَالَ تُوسَمُ فِي غَيرِ وَجهِهَا
24- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا اِبرَاهِيمَ ع عَنِ الدّابّةِ يَصلُحُ أَن يَضرِبَ وَجهَهَا وَ يَسِمَهَا بِالنّارِ فَقَالَ لَا بَأسَ
25- العيَاّشيِّ، عَنِ الحَسَنِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن أَن تُوسَمَ البَهَائِمُ فِي وَجهِهَا وَ أَن يُضرَبَ وُجُوهُهَا فَإِنّهَا تُسَبّحُ بِحَمدِ رَبّهَا
26- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع أَسِمُ الغَنَمَ فِي وُجُوهِهَا قَالَ سِمهَا فِي آذَانِهَا
27- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ زِيَادٍ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ لَا بَأسَ بِسِمَةِ الموَاَشيِ إِذَا تَنَكّبتُم وُجُوهَهَا
28- حَيَاةُ الحَيَوَانِ،رَوَي البخُاَريِّ أَنّ النّبِيّص مَرّ بِحِمَارٍ وُسِمَ فِي وَجهِهِ فَقَالَ لَعَنَ اللّهُ مَن فَعَلَ بِهَذَا
29- وَ فِي رِوَايَةٍ لَعَنَ اللّهُ ألّذِي وَسَمَهُ
صفحه : 229
الآيات المائدةفَبَعَثَ اللّهُ غُراباًالآية النحل وَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِ أَنِ اتخّذِيِ مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشّجَرِ وَ مِمّا يَعرِشُونَ ثُمّ كلُيِ مِن كُلّ الثّمَراتِ فاَسلكُيِ سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلًا يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكّرُونَالنمل حَتّي إِذا أَتَوا عَلي وادِ النّملِ قالَت نَملَةٌ يا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنّكُم سُلَيمانُ وَ جُنُودُهُ وَ هُم لا يَشعُرُونَ فَتَبَسّمَ ضاحِكاً مِن قَولِها إلي قوله تعالي وَ تَفَقّدَ الطّيرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَي الهُدهُدَ أَم كانَ مِنَ الغائِبِينَالآيات .تفسير قدمرت قصة الغراب ألذي علم قابيل كيف يواري جسد هابيل ع حين قتله قوله تعالي وَ أَوحي رَبّكَ قال الرازي يقال وحي وأوحي و هوالإلهام والمراد من الإلهام أنه تعالي قرر في نفسها هذه الأعمال العجيبة التي يعجز عنها العقلاء من البشر وبيانه من وجوه الأول أنها تبني البيوت المسدسة من أضلاع متساوية لايزيد بعضها علي بعض بمجرد طباعها والعقلاء من البشر لايمكنهم بناء مثل تلك البيوت إلابآلات وأدوات مثل المسطر والفرجار والثاني أنه ثبت في الهندسة أن تلك البيوت لوكانت مشكلة بأشكال سوي المسدسات فإنه يبقي بالضرورة ما بين تلك البيوت فرج خالية ضائعة فاهتداء تلك الحيوان الضعيف إلي هذه الحكمة الخفية والدقيقة اللطيفة من الأعاجيب .
صفحه : 230
والثالث أن النحل يحصل بينها واحد كالرئيس للبقية و ذلك الواحد يكون أعظم جثة من الباقي و يكون نافذ الحكم علي تلك البقية وهم يخدمونه ويحملونه عندتعبه و ذلك أيضا من الأعاجيب . والرابع أنها إذاذهبت عن وكرها ذهبت مع الجمعية إلي موضع آخر فإذاأرادوا عودها إلي وكرها ضربوا الطبول وآلات الموسيقي وبواسطة تلك الألحان يقدرون علي ردها إلي وكرها و هذه أيضا حالة عجيبة فلما امتاز هذاالحيوان بهذه الخواص العجيبة الدالة علي مزيد الذكاء والكياسة ليس إلا علي سبيل الإلهام و هوحالة شبيهة بالوحي لاجرم قال تعالي في حقهاوَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِ واعلم أن الوحي قدورد في حق الأنبياء كقوله تعالي وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ اللّهُ إِلّا وَحياً و في الأولياء أيضا قال تعالي وَ إِذ أَوحَيتُ إِلَي الحَوارِيّينَ وبمعني الإلهام في حق البشروَ أَوحَينا إِلي أُمّ مُوسي و في حق سائر الحيوان خاص و قال الزجاج يجوز أن يقال سمي هذاالحيوان نحلا لأن الله تعالي نحل الناس العسل ألذي يخرج من بطونها و قال غيره النحل يذكر ويؤنث وهي مؤنثة في لغة الحجاز ولذلك أنثها الله وكذلك كل جمع ليس بينه و بين الواحدة إلاالهاءأَنِ اتخّذِيِ أن مفسرة لأن في الإيحاء معني القول وَ مِمّا يَعرِشُونَ أي يبنون ويسقفون وقرئ بضم الراء وكسرها. واعلم أن النحل نوعان أحدهما مايسكن في الجبال والغياض و لايتعهدها أحد من الناس والنوع الثاني التي يسكن بيوت الناس و يكون في تعهدات الناس فالأول هوالمراد بقوله أَنِ اتخّذِيِ مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشّجَرِ والثاني هوالمراد بقوله وَ مِمّا يَعرِشُونَ وإنما قال مِنَ الجِبالِ ومِنَ الشّجَرِلئلا تبني بيوتها في كل جبل وشجر بل في مساكن يوافق مصالحها ويليق بها واختلفوا في
صفحه : 231
هذاالأمر.فمن الناس من يقول لايبعد أن يكون لهذه الحيوانات عقول و أن يتوجه عليها من الله أمر ونهي و قال آخرون ليس الأمر كذلك بل المراد منه أنه تعالي خلق فيهاغرائز وطبائع توجب هذه الأحوال ثُمّ كلُيِ مِن كُلّ الثّمَراتِ من للتبعيض أولابتداء الغاية رأيت في كتب الطب أنه تعالي دبر هذاالعالم علي وجه يحدث في الهواء طل لطيف في الليالي ويقع ذلك الطل علي أوراق الأشجار فقد تكون تلك الأجزاء الطلية لطيفة الصور متفرقة علي الأوراق والأزهار و قدتكون كثيرة بحيث يجتمع منها أجزاء محسوسة أماالقسم الثاني فإنه مثل الترنجبين فإنه طل ينزل من الهواء ويجتمع علي أطراف الشجر في بعض البلدان و ذلك محسوس و أماالقسم الأول فهو ألذي ألهم الله تعالي هذاالنحل تلتقط تلك الذرات من الأزهار وأوراق الأشجار بأفواهها وتأكلها وتغتذي بها فإذاشبعت التقطت بأفواهها مرة أخري شيئا من تلك الأجزاء ثم تذهب بها إلي بيوتها وتضعها هناك كأنها تحاول أن تدخر لنفسها غذاءها فإذااجتمع في بيوتها من تلك الأجزاء الطلية شيءكثير فذاك هوالعسل . و من الناس من يقول إن النحل تأكل من الأزهار الطيبة والأوراق العطرة أشياء ثم إنه تعالي يقلب تلك الأجسام في داخل بطنه عسلا ثم إنها تقيء مرة أخري فذاك هوالعسل والقول الأول أقرب إلي العقل وأشد مناسبة للاستقراء فإن طبيعة الترنجبين قريبة إلي العسل في الطعم والشكل و لاشك أنه طل يحدث في الهواء ويقع علي أطراف الأشجار والأزهار فكذا هاهنا وأيضا فنحن نشاهد أن هذاالنحل إنما تغتذي بالعسل ولذلك فإنا إذاأخرجنا العسل من بيوت النحل تركنا لها بقية من ذلك العسل لأجل أن تغتذي بهافعلمنا أنها تغتذي بالعسل وأنها إنما تقع علي الأشجار والأزهار لأنها تغتذي بتلك الأجزاء الطلية العسلية الواقعة من الهواء عليها إذاعرفت هذافنقول قوله كلُيِ مِن كُلّ الثّمَراتِكلمة من هاهنا تكون لابتداء الغاية و لاتكون للتبعيض علي هذاالقول فاَسلكُيِ
صفحه : 232
سُبُلَ رَبّكِ أي الطرق التي ألهمك وأفهمك في عمل العسل أو يكون المراد فاسلكي في طلب تلك الثمرات سبل ربك و في قوله ذُلُلًاقولان الأول أنه حال من السبل لأن الله تعالي ذللها لها ووطئها وسهلها كقوله هُوَ ألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ ذَلُولًا.الثاني أنه حال من الضمير في قوله فاَسلكُيِ أي وأتي ياأيتها النحل ذلك منقادة لماأمرت به غيرممتنعةيَخرُجُ مِن بُطُونِها هذارجوع من الخطاب إلي الغيبة والسبب فيه أن المقصود من ذكر هذه الأحوال أن يحتج الإنسان المكلف به علي قدرة الله تعالي وحكمته وحسن تدبيره لأحوال العالم العلوي والسفلي فكأنه تعالي لماخاطب النحل بما سبق ذكره خاطب الإنسان و قال إنما ألهمنا هذاالنحل لهذه العجائب لأجل أن يخرج مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ ثم إنا ذكرنا أن من الناس من يقول العسل عبارة عن أجزاء طلية تحدث في الهواء وتقع علي أطراف الأشجار و علي الأوراق والأزهار فيلقطها الزنبور بفمه فإذاذهبنا إلي هذاالوجه كان المراد من قوله يَخرُجُ مِن بُطُونِها أي من أفواهها و كل تجويف في داخل البدن فإنه يسمي بطنا أ لاتري أنهم يقولون بطون الدماغ وعنوا بهاتجاويف الدماغ فكذا هاهنايَخرُجُ مِن بُطُونِها أي أفواهها و أما علي قول أهل الظاهر و هو أن النحل تأكل الأوراق والثمرات ثم تقيء فذلك هوالعسل فالكلام ظاهر ثم وصف العسل بكونه شرابا لأنه تارة يشرب وحده وتارة يتخذ منه الأشربة وبأنه مختلف ألوانه والمقصود منه إبطال القول بالطبع لهذا الجسم مع كونه متشابه الطبيعة لماحدث علي ألوان مختلفة دل ذلك علي حدوث تلك الألوان بتدبير الفاعل المختار لالأجل
صفحه : 233
إيجاب الطبيعة وبأن فيه شفاء للناس و فيه قولان الأول و هوالصحيح أنه صفة للعسل . فإن قالوا كيف يكون شفاء للناس و هويضر بالصفراء ويهيج المرار قلنا إنه تعالي لم يقل إنه شفاء لكل الناس ولكل داء و في كل حال بل لما كان شفاء في الجملة إنه قل معجون من المعاجين إلا وتمامه وكماله يحصل بالعجن بالعسل وأيضا فالأشربة المتخذة منه في الأمراض البلغمية عظيمة النفع . والقول الثاني و هوقول مجاهد إن المراد أن القرآن فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ و علي هذاالتقدير فقصة تولد العسل من النحل تمت عند قوله مُختَلِفٌ أَلوانُهُ ثم ابتدأ و قال فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ أي في هذاالقرآن حصل ما هوشفاء للناس من الكفر والبدعة مثل هذا ألذي مر في قصة النحل و عن ابن مسعود أن العسل شفاء من كل داء والقرآن فيه شِفاءٌ لِما فِي الصّدُورِ واعلم أن هذاالقول ضعيف من وجهين الأول أن الضمير يجب عوده إلي أقرب المذكورات و ماذاك إلا قوله شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ و أماالحكم بعوده إلي القرآن مع أنه غيرمذكور فيما سبق فهو غيرمناسب الثاني مَا رَوَي أَبُو سَعِيدٍ الخدُريِّ أَنّهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي النّبِيّص وَ قَالَ إِنّ أخَيِ يشَتكَيِ بَطنَهُ فَقَالَ اسقِهِ عَسَلًا فَذَهَبَ ثُمّ رَجَعَ فَقَالَ قَد سَقَيتُهُ فَلَم تُغنِ عَنهُ فَقَالَ ع اذهَب فَاسقِهِ عَسَلًا وَ قَالَ صَدَقَ اللّهُ وَ كَذَبَ بَطنُ أَخِيكَ فَسَقَاهُ فَبَرَأَ كَأَنّمَا نَشِطَ مِن عِقَالٍ
وحملوا قوله صدق الله علي قوله تعالي فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ و ذلك أنما يصح لو كان هذاصفة للعسل فإن قال قائل فما المراد من قوله ع صدق الله وكذب بطن أخيك قلنا العلة أنه ع علم بنور الوحي أن ذلك العسل سيظهر نفعه بعد ذلك فلما لم يظهر في الحال مع أنه ع كان عالما بأنه سيظهر نفعه بعد ذلك كان هذاجاريا مجري الكذب فلهذا السبب أطلق عليه هذااللفظ انتهي .
صفحه : 234
وآيات النمل قدمر تفسيرها وتدل علي شرافة في الجملة للنملة و علي بعض ماسيأتي ذكره وكذا آيات الهدهد تدل علي كرامته وبعض ماسيأتي من أحواله و قدمضت قصته وسيأتي بعضها. و قال الدميري في حياة الحيوان النحل ذباب العسل
وَ قَد تَقَدّمَ أَنّ النّبِيّص قَالَ الذّبَابُ كُلّهُ فِي النّارِ إِلّا النّحلَ
وواحدة النحل نحلة وقرأ يحيي بن وثاب وَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِبفتح الحاء والجمهور بالإسكان قال الزجاج في تفسير سورة النساء سميت نحلا لأن الله تعالي نحل الناس العسل ألذي يخرج منها إذ النحلة العطية وكفاها شرفا قول الله عز و جل وَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِفأوحي الله سبحانه و تعالي إليها فأثني عليها فعلمت مساقط الأنوار من وراء البيداء فتقع هناك علي كل نورة عبقة وزهرة أنقة ثم تصدر عنها بما تحفظه رضابا وتلفظه شرابا. قال في عجائب المخلوقات يقال ليوم عيد الفطر يوم الرحمة إذ أوحي الله تعالي فيه إلي النحل صنعة العسل فبين سبحانه أن في النحل أعظم اعتبار و هوحيوان فهيم ذو كيس وشجاعة ونظر في العواقب ومعرفة بفصول السنة وأوقات المطر وتدبير المراتع والمطاعم والطاعة لكبيره والاستكانة لأميره وقائده وبديع الصنعة وعجيب الفطرة. قال أرسطو النحل تسعة أصناف منها ستة يأوي بعضها إلي بعض وغذاؤها من الفضول الحلوة والرطوبات التي ترشح بهاالزهر والورق ويجمع ذلك كله ويدخره و هوالعسل وأوعيته ويجمع مع ذلك رطوبات دسمة يتخذ منها بيوت العسل وهي الشمع و هويلقطها بخرطومه ويحملها علي فخذيه وينقلها من فخذيه إلي صلبه هكذا. قال والقرآن يدل علي أنها ترعي الزهر فيستحيل في جوفها عسلا وتلقيه
صفحه : 235
من أفواهها فيجمع منه القناطير المقنطرة قال تعالي ثُمّ كلُيِ مِن كُلّ الثّمَراتِ فاَسلكُيِ سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلًا يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ و قوله مِن كُلّ الثّمَراتِالمراد به بعضها نظيره قوله وَ أُوتِيَت مِن كُلّ شَيءٍيريد به البعض واختلاف الألوان في العسل بحسب اختلاف النحل و قديختلف طعمه لاختلاف المرعي و من هذاالمعني قول زينب للنبيص جرست نحلة العرفط حين شبهت رائحته برائحة المغافير والحديث مشهور في الصحيحين وغيرهما. و من شأنه في تدبير معاشه أنه إذاأصاب موضعا نقيا بني فيه بيتا من الشمع ثم يبني البيوت التي يأوي فيهاالملوك ثم بيوت الذكور التي لاتعمل فيهاشيئا والذكور أصغر جرما من الإناث وهي تكثر المادة داخل الخلية وهي إذاطارت تخرج بأجمعها وترتفع في الهواء ثم تعود إلي الخلية والنحل تعمل الشمع أولا ثم تلقي البزر لأنه له بمنزلة العش للطائر فإذاألقته قعدت وتحضنه كماتحضن الطير فيتكون من ذلك البزر دود ثم تنهض الدود فتغذي أنفسها ثم تطير والنحل لايقعد علي أزهار مختلفة بل علي زهر واحد وتملأ بعض البيوت عسلا وبعضها فراخا و من عادتها أنها إذارأت فسادا من ملك إما أن تعزله أوتقتله وأكثر ماتقتل خارج الخلية والملوك لاتخرج إلا مع جميع النحل والملك إذاعجز عن الطيران حملته وسيأتي بيان هذا في أواخر الكتاب في لفظ اليعسوب و من خصائص الملك أنه ليس له حمة يلسع بها وأفضل ملوكها الشقر وأسوؤها الرقط بسواد والنحل تجتمع فتقتسم الأعمال فبعضها يعمل الشمع وبعضها يعمل العسل وبعضها يسقي الماء وبعضها يبني البيوت وبيوتها من أعجب الأشياء لأنها مبنية علي الشكل المسدس ألذي
صفحه : 236
لاينخرق كأنه استنبط بقياس هندسي ثم هو في دائرة مسدسة لايوجد فيهااختلاف فبذلك اتصلت حتي صارت كالقطعة الواحدة و ذلك لأن الأشكال من الثلاث إلي العشر إذاجمع كل واحد منها إلي أمثاله لم يتصل وجاءت بينها خروج إلاالشكل المسدس فإنه إذااجتمع إلي أمثاله اتصل كأنه قطعة واحدة و كل هذابغير مقياس و لاآلة و لافكرة بل ذلك من أثر صنع اللطيف الخبير وإلهامه إياها كما قال تعالي وَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِ أَنِ اتخّذِيِ مِنَ الجِبالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشّجَرِ وَ مِمّا يَعرِشُونَالآية.فتأمل كمال طاعتها وحسن امتثالها لأمر ربها كيف اتخذت بيوتا في هذه الأمكنة الثلاثة الجبال والشجر وبيوت الناس حيث يعرشون أي حيث يبنون العروش فلاتري للنحل بيتا في غير هذه الثلاثة البتة وتأمل كيف كانت أكثر بيوتها في الجبال وهي المتقدمة في الآية ثم الأشجار وهي دون ذلك ثم فيما يعرش الناس وهي أقل بيوتها فانظر كيف أداها حسن الامتثال إلي أن اتخذت البيوت قبل المرعي وهي تتخذها أولا فإذااستقر لها بيت خرجت عنه فرعت وأكلت من كل الثمرات ثم آوت إلي بيوتها لأن ربها سبحانه و تعالي أمرها باتخاذ البيوت أولا ثم بالأكل بعد ذلك . قال في الإحياء انظر إلي النحلة كيف أوحي الله إليها حتي اتخذت من الجبال بيوتا وكيف استخرج من لعابها الشمع والعسل وجعل أحدهما ضياء والآخر شفاء ثم لوتأملت عجائب أمرها في تناولها الأزهار والأنوار واحترازها من النجاسات والأقذار وطاعتها لواحد من جملتها و هوأكثرها شخصا و هوأميرها ثم ماسخر الله سبحانه و تعالي أميرها من العدل والإنصاف بينها حتي أنه ليقتل علي باب المنفذ كل
صفحه : 237
ماوقع منها علي نجاسة لقضيت من ذلك العجب إن كنت بصيرا علي نفسك وفارغا من هم بطنك وفرجك وشهوات نفسك في معاداة أقرانك وموالاة إخوانك ثم دع عنك جميع ذلك فانظر إلي بنيانها بيتها من الشمع واختيارها من جميع الأشكال المسدس فلاتبني بيتها مستديرا و لامربعا و لامخمسا بل مسدسا لخاصية في الشكل المسدس يقصر فيه فهم المهندس و هو أن أوسع الأشكال وأحواها المسدس و مايقرب منه فإن المربع يخرج منه زوايا ضائعة وشكل النحل مستدير مستطيل فترك المربع حتي لايبقي الزوايا فارغة ثم لوبناها مستديرة لبقيت خارج البيوت فرج ضائعة فإن الأشكال المستديرة إذااجتمعت لم تجتمع متراصة و لاشكل في الأشكال ذوات الزوايا يقرب في الاحتواء من المستدير ثم تتراص الجملة بحيث لايبقي بعداجتماعها فرجة إلاالمسدس و هذه خاصية هذاالشكل فانظر كيف ألهم الله تعالي النحل علي صغر جرمه ذلك لطفا به وعناية بوجوده فيما هوالمحتاج إليه ليتهيأ عيشه فسبحانه ماأعظم شأنه وأوسع لطفه وامتنانه . و في طبعه أنه يهرب بعضه عن بعض ويقاتل بعضه بعضا في الخلايا ويلسع من دنا من الخلية وربما هلك الملسوع و إذاهلك منها شيءداخل الخلايا أخرجته الأحياء إلي الخارج و في طبعه أيضا النظافة فلذلك يخرج رجيعه من الخلية لأنه منتن الريح و هويعمل زماني الربيع والخريف و ألذي يعمله في الربيع أجود والصغير أعمل من الكبير و هويشرب من الماء ما كان عذبا صافيا يطلبه حيث كان و لايأكل من العسل إلاقدر شبعه و إذاقل العسل في الخلية قذفه بالماء ليكثر خوفا علي نفسه من نفاده لأنه إذانفد أفسد النحل بيوت الملوك وبيوت الذكور وربما قتلت ما كان منها هناك .
صفحه : 238
قال حكيم من اليونانيين لتلامذته كونوا كالنحل في الخلايا قالوا وكيف النحل قال إنها لاتترك عندها بطالا إلاأبعدته وأقصته عن الخلية لأنه يضيق المكان ويفني العسل ويعلم النشيط الكسل . والنحل يسلخ جلده كالحيات وتوافقه الأصوات اللذيذة المطربة ويضره السوس ودواؤه أن يطرح في كل خلية كف ملح و أن يفتح في كل شهر مرة ويدخن بأخثاء البقر. و في طبعه أنه متي طار عن الخلية يرعي ثم يعود فتعود كل نحلة إلي مكانها لاتخطئه و أهل مصر يحولون أبواب الخلايا في السفن ويسافرون بها إلي المواضع الزهر والشجر فإذااجتمع في المرعي فتحت أبواب الخلايا فتخرج النحل منها ويرعي يومه أجمع فإذاأمسي عاد إلي السفينة وأخذت كل نحلة مكانها من الخلية لاتتخطاه . وَ رَوَي أَحمَدُ وَ ابنُ أَبِي شَيبَةَ وَ الطبّرَاَنيِّ أَنّ النّبِيّص قَالَ المُؤمِنُ كَالنّحلَةِ تَأكُلُ طَيّباً وَ تَضَعُ طَيّباً وَقَعَت فَلَم تَكسِر وَ لَم تَفسُد
و في شعب البيهقي عن مجاهد قال صاحبت عمر من مكة إلي المدينة فما سمعته يحدث عن رسول الله ص إلا هذاالحديث
إِنّ مَثَلَ المُؤمِنِ كَمَثَلِ النّحلَةِ إِن صَاحَبتَهُ نَفَعَكَ وَ إِن شَاوَرتَهُ نَفَعَكَ وَ إِن جَالَستَهُ نَفَعَكَ وَ كُلّ شَأنِهِ مَنَافِعُ وَ كَذَلِكَ النّحلَةُ كُلّ شَأنِهَا مَنَافِعُ
. قال ابن الأثير وجه المشابهة بين المؤمن والنحلة حذق النحل وفطنته وقلة أذاه وحقارته ومنفعته وقنوعه وسعيه في النهار وتنزهه عن الأقذار وطيب أكله و أنه لايأكل من كسب غيره ونحوله وطاعته لأميره وللنحل آفات تقطعه عن عمله منها الظلمة والغيم والريح والدخان والماء والنار وكذلك المؤمن له آفات
صفحه : 239
تفتره عن عمله منها ظلمة الغفلة وغيم الشك وريح الفتنة ودخان الحرام وماء السعة ونار الهوي .
وَ فِي مُستَدرَكِ الداّرمِيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ قَالَ كُونُوا فِي النّاسِ كَالنّحلَةِ فِي الطّيرِ إِنّهُ لَيسَ فِي الطّيرِ إِلّا وَ هُوَ يَستَضعِفُهَا وَ لَو تَعلَمُ الطّيرُ مَا فِي أَجوَافِهَا مِنَ البَرَكَةِ لَم يَفعَلُوا ذَلِكَ بِهَا وَ خَالِطُوا النّاسَ بِأَلسِنَتِكُم وَ أَجسَادِكُم وَ زَايِلُوهُم بِأَعمَالِكُم وَ قُلُوبِكُم فَإِنّ لِلمَرءِ مَا اكتَسَبَ وَ هُوَ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ مَن أَحَبّ
وَ فِيهِ أَيضاً عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ سَأَلَ كَعبَ الأَحبَارِ كَيفَ تَجِدُ نَعتَ رَسُولِ اللّهِص فِي التّورَاةِ فَقَالَ كَعبٌ نَجِدُهُ مُحَمّدَ بنَ عَبدِ اللّهِص يُولَدُ بِمَكّةَ وَ يُهَاجِرُ إِلَي طَيبَةَ وَ يَكُونُ مُلكُهُ بِالشّامِ لَيسَ بِفَحّاشٍ وَ لَا صَخّابٍ فِي الأَسوَاقِ وَ لَا يُكَافِئُ السّيّئَةَ بِالسّيّئَةِ وَ لَكِن يَعفُو وَ يَصفَحُ أُمّتُهُ الحَامِدُونَ يَحمَدُونَ اللّهَ تَعَالَي فِي كُلّ سَرّاءَ وَ ضَرّاءَ يُوضِئُونَ أَطرَافَهُم وَ يَأتَزِرُونَ فِي أَوسَاطِهِم يَصُفّونَ فِي صَلَاتِهِم كَمَا يَصُفّونَ فِي قِتَالِهِم دَوِيّهُم فِي مَسَاجِدِهِم كدَوَيِّ النّحلِ يَسمَعُ مُنَادِيهِم فِي جَوّ السّمَاءِ
. وذكر ابن خلكان في ترجمة عبدالمؤمن بن علي ملك المغرب أن أباه كان يعمل الطين فخارا و أنه كان في صغره نائما في دار أبيه وأبوه يعمل الطين فسمع أبوه دويا في السماء فرفع رأسه فرأي سحابة سوداء من النحل قدهوت مطبقة علي الدار فاجتمعت كلها علي ولده و هونائم فغطته وأقامت عليه مدة ثم ارتفعت عنه و ماتألم منها و كان بالقرب منه رجل يعرف الزجر فأخبره أبوه بذلك فقال يوشك أن يجتمع علي ولدك أهل المغرب فكان كذلك و كان من أمر ولده مااشتهر من ملك المغرب الأعلي والأدني . وجمهور الناس علي أن العسل يخرج من أفواه النحل
وَ روُيَِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ قَالَ تَحقِيراً لِلدّنيَا أَشرَفُ لِبَاسِ ابنِ آدَمَ فِيهَا لِعَابُ دُودَةٍ وَ أَشرَفُ
صفحه : 240
شَرَابِهِ فِيهَا رَجِيعُ نَحلَةٍ
وظاهر هذا أنه من غيرالفم كذا نقله عنه ابن عطية
وَ المَعرُوفُ أَنّهُ قَالَ إِنّمَا الدّنيَا سِتّةُ أَشيَاءَ مَطعُومٌ وَ مَشرُوبٌ وَ مَلبُوسٌ وَ مَركُوبٌ وَ مَنكُوحٌ وَ مَشمُومٌ فَأَشرَفُ المَطعُومِ العَسَلُ وَ هُوَ مَذقَةُ ذُبَابٍ وَ أَشرَفُ المَشرُوبِ المَاءُ وَ يسَتوَيِ فِيهِ البَرّ وَ الفَاجِرُ وَ أَشرَفُ المَلبُوسِ الحَرِيرُ وَ هُوَ نَسجُ دُودَةٍ وَ أَشرَفُ المَركُوبِ الفَرَسُ وَ عَلَيهِ تُقتَلُ الرّجَالُ وَ أَشرَفُ المَنكُوحِ المَرأَةُ وَ هُوَ مَبَالٌ فِي مَبَالٍ وَ أَشرَفُ المَشمُومِ المِسكُ وَ هُوَ دَمُ حَيَوَانٍ
. والتحقيق أن العسل يخرج من بطونها لكن لاندري أ من فمها أم من غيره و لايتم صلاحه إلابحمو أنفاسها و قدصنع أرسطاطاليس بيتا من زجاج لينظر إلي كيفية ماتصنع فأبت أن تعمل حتي لطخته من باطن الزجاج بالطين كذا قاله الغزنوي وغيره وروينا في تفسير الكواشي الأوسط أن العسل ينزل من السماء فينبت في أماكن من الأرض فيأتي النحل فيشربه ثم يأتي الخلية فيلقيه في الشمع المهيإ للعسل في الخلية لا كمايتوهمه بعض الناس من أن العسل من فضلات الغذاء و أنه قداستحال في المعدة عسلا هذه عبارته و الله أعلم .توضيح عبق به الطيب لصق والرضاب كغراب الريق المرشوف جرست أي أكلت والجرس اللحس باللسان والعرفط شجر الطلح و له صمغ كريه الرائحة والخلي ماتعسل فيه النحل والسوس دود يقع في الصوت والأخثاء جمع الخثي بالكسر و هوفضلة البقر
1- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ لِلّهِ وَادِياً يُنبِتُ الذّهَبَ وَ الفِضّةَ وَ قَد حَمَاهُ اللّهُ بِأَضعَفِ خَلقِهِ وَ هُوَ النّملُ لَو رَامَتهُ البخَاَتيِّ مَا قَدَرَت عَلَيهِ
2-حياة الحيوان ،النمل معروف الواحدة نملة والجمع نمال وأرض نملة
صفحه : 241
ذات نمل وطعام منمول أصابه النمل والنملة بالضم النميمة يقال رجل نمل أي نمام و ماأحسن قول الأول
اقنع فما تبقي بلا بلغة | فليس ينسي ربنا النملة |
إن أقبل الدهر فقم قائما | و إن تولي مدبرا فنم له |
وسميت نملة لتنملها و هوكثرة حركتها وقلة قوائمها والنمل لايتزاوج و لايتلاقح إنما يسقط منه شيءحقير في الأرض فينمو حتي يصير بيظا ثم يتكون منه والبيض كله بالضاد المعجمة إلابيض النمل فإنه بالظاء المشالة والنمل عظيم الحيلة في طلب الرزق فإذاوجد شيئا أنذر الباقين يأتون إليه وقيل إنما يفعل ذلك منها رؤساؤها و من طبعه أنه يحتكر في زمن الصيف لزمن الشتاء و له في الاحتكار من الحيل ما أنه إذااحتكر مايخاف إنباته قسمته نصفين ماخلا الكسفرة فإنه يقسمها أرباعا لماألهم أن كل نصف منها ينبت و إذاخاف العفن علي الحب أخرجه إلي ظاهر الأرض ونشره وأكثر مايفعل ذلك ليلا في ضوء القمر ويقال إن حياته ليست من قبل مايأكله و لاقوامه و ذلك أنه ليس له جوف ينفذ فيه الطعام ولكنه مقطوع نصفين وإنما قوته إذاقطع الحب في استنشاق ريحه فقط و ذلك يكفيه و قدروي عن سفيان بن عيينة أنه قال ليس شيءيخبأ قوته إلاالإنسان والعقعق والنمل والفأر و به جزم في الإحياء في باب التوكل و عن بعضهم أن البلبل يحتكر
صفحه : 242
ويقال إن للعقعق مخابي إلا أنه ينساها والنمل شديد الشم و من أسباب هلاكه نبات أجنحته فإذاصار النمل كذلك أخصبت العصافير لأنها تصيدها في حال طيرانها و قدأشار إلي ذلك أبوالعتاهية بقوله
و إذااستوت للنمل أجنحة | حتي تطير فقد دنا عطبه |
و كان الرشيد يتمثل بذلك كثيرا عندنكبة البرامكة و هويحفر قرية بقوائمه وهي ست فإذاحفرها جعل فيهاتعاويج لئلا يجري إليها ماء المطر وربما اتخذ قرية فوق قرية بسبب ذلك وإنما يفعل ذلك خوفا علي مايدخره من البلبل قال البيهقي في الشعب و كان عدي بن حاتم الطائي يفت الخبز للنمل و يقول إنهن جارات ولهن علينا حق الجوار وسيأتي في الوحش عن الفتح بن خرشف الزاهد أنه كان يفت الخبز لهن في كل يوم فإذا كان يوم عاشوراء لم تأكله و ليس في الحيوان مايحمل ضعف بدنه مرارا غيره علي أنه لايرضي بأضعاف الأضعاف حتي أنه تتكلف حمل نوي التمر و هو لاينتفع به وإنما يحمله علي حمله الحرص والشره و هويجمع غذاء سنين لوعاش و لا يكون عمره أكثر من سنة و من عجائبه اتخاذ القرية تحت الأرض و فيهامنازل ودهاليز وغرف وطبقات معلقات يملؤها حبوبا وذخائر للشتاء ومنها مايسمي الفارسي و هو من النمل بمنزلة الزنابير من النحل ومنها مايسمي نمل الأسد سمي بذلك لأن مقدمه يشبه وجه الأسد ومؤخره يشبه النمل وَ رَوَي البخُاَريِّ وَ مُسلِمٌ وَ أَبُو دَاوُدَ وَ النسّاَئيِّ وَ ابنُ مَاجَه عَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَنَزَلَ نبَيِّ مِنَ الأَنبِيَاءِ ع تَحتَ شَجَرَةٍ فَلَذَعَتهُ نَملَةٌ فَأَمَرَ
صفحه : 243
بِجِهَازِهِ فَأُخرِجَ مِن تَحتِهَا وَ أَمَرَ بِهَا فَأُحرِقَت بِالنّارِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ فَهَلّا نَملَةً وَاحِدَةً
قال أبو عبد الله الترمذي في نوادر الأصول لم يعاتبه علي تحريقها وإنما عاتبه لكونه أخذ البريء بغير البريء و هذا النبي هو موسي بن عمران ع وإنه قال يارب تعذب أهل قرية بمعاصيهم وفيهم الطائع وكأنه أحب أن يريه ذلك من عنده فسلط عليه الحر حتي التجأ إلي شجرة مستروحا إلي ظلها وعنده قرية نمل فغلبه النوم فلما وجد لذة النوم لذعته نملة فدلكهن بقدمه فأهلكهن وأحرق مسكنهن فأراه تعالي الآية في ذلك عبرة لمالذعته نملة كيف أصيب الباقون بعقوبتها يريد أن ينبهه علي أن العقوبة من الله تعالي تعم الطائع والعاصي فتصير رحمة وطهارة وبركة علي المطيع وشرا ونقمة وعدوانا علي العاصي و علي هذا ليس في الحديث مايدل علي كراهة و لاحظر في قتل النمل فإن من آذاك حل لك دفعه عن نفسك و لاأحد من خلق الله تعالي أعظم حرمة من المؤمن و قدأبيح لك دفعه عن نفسك بضرب أوقتل علي ما له من المقدار فكيف بالهوام والدواب التي قدسخرت للمؤمن وسلط عليها فإذاآذته أبيح له قتلها و قوله فهلا نملة واحدة دليل علي أن ألذي يؤذي يقتل و كل قتل كان لنفع أودفع ضرر فلابأس به عندالعلماء و لم يخص تلك النملة التي لذعت من غيرها لأنه ليس المراد القصاص لأنه لوأراد لقال فهلا نملتك التي لذعتك ولكن قال فهلا نملة فكأن نملة تعم البريء والجاني و ذلك ليعلم أنه أراد أن ينبهه لمسألة ربه في عذاب أهل قرية فيهم المطيع والعاصي و قدقيل إن في شرع هذا النبي ع كانت العقوبة للحيوان بالتحريق جائزة فلذلك إنما عاتبه الله تعالي في إحراق الكثير لا في أصل
صفحه : 244
الإحراق أ لاتري قوله فهلا نملة واحدة و هوبخلاف شرعنا
فَإِنّ النّبِيّص قَد نَهَي عَن تَعذِيبِ الحَيَوَانِ بِالنّارِ وَ قَالَ لَا يُعَذّبُ بِالنّارِ إِلّا اللّهُ تَعَالَي
فلايجوز إحراق الحيوان بالنار إلا إذاأحرق إنسانا فمات بالإحراق فلوارثه الاقتصاص بالإحراق للجاني و أماقتل النملة فمذهبنا لايجوز لحديث ابن عباس
أَنّ النّبِيّص نَهَي عَن قَتلِ أَربَعٍ مِنَ الدّوَابّ النّملَةِ وَ النّحلَةِ وَ الهُدهُدِ وَ الصّرَدِ
رواه أبوداود بإسناد صحيح علي شرط الشيخين والمراد النمل الكبير السليماني كماقاله الخطابي والبغوي في شرح السنة أماالنمل الصغير المسمي بالذر فقتله جائز وكره مالك قتل النمل إلا أن يضر و لايقدر علي دفعه إلابالقتل وأطلق ابن أبي زيد جواز قتل النمل إذاآذت وقيل إنما عاتب الله تعالي هذا النبي لانتقامه لنفسه بإهلاك جمع آذاه واحد منهم و كان الأولي به الصفح والصبر ولكن وقع للنبيص أن هذاالنوع مؤذ لبني آدم وحرمة بني آدم أعظم من حرمة غيره من الحيوان فلو انفرد له هذاالنظر و لم ينضم إليه التشفي الطبيعي لم يعاتب فعوتب علي التشفي بذلك و الله أعلم
وَ رَوَي الطبّرَاَنيِّ فِي مُعجَمِهِ الأَوسَطِ وَ الداّرقَطُنيِّ أَنّهُ قَالَ لَمّا كَلّمَ اللّهُ مُوسَي ع كَانَ يُبصِرُ دَبِيبَ النّملِ عَلَي الصّفَا فِي اللّيلَةِ الظّلمَاءِ مِن مَسِيرَةِ عَشَرَةِ فَرَاسِخَ
وَ رَوَي الترّمذِيِّ الحَكِيمُ فِي نَوَادِرِهِ عَن مَعقِلِ بنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو بَكرٍ وَ شَهِدَ بِهِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللّهِص الشّركَ فَقَالَ هُوَ أَخفَي فِيكُم مِن دَبِيبِ النّملِ وَ سَأَدُلّكَ عَلَي شَيءٍ إِذَا فَعَلتَهُ أَذهَبَ اللّهُ عَنكَ صِغَارَ الشّركِ وَ كِبَارَهُ تَقُولُ أللّهُمّ إنِيّ أَعُوذُ بِكَ أَن أُشرِكَ بِكَ شَيئاً وَ أَنَا أَعلَمُ وَ أَستَغفِرُكَ لِمَا لَا أَعلَمُ تَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرّاتٍ
وَ رَوَي أَيضاً عَن أَبِي أُمَامَةَ الباَهلِيِّ قَالَذُكِرَ لِرَسُولِ اللّهِص رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا
صفحه : 245
عَابِدٌ وَ الآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص فَضلُ العَالِمِ عَلَي العَابِدِ كفَضَليِ عَلَي أَدنَاكُم ثُمّ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي وَ مَلَائِكَتَهُ وَ أَهلَ الأَرضِ حَتّي النّملَةَ فِي جُحرِهَا وَ حَتّي الحُوتَ فِي البَحرِ لَيُصَلّونَ عَلَي معُلَمّيِ النّاسِ الخَيرَ
قال الترمذي حديث حسن صحيح وسمعت أباعثمان الحسين بن حريث الخزاعي يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول عالم معلم يدعي كبيرا في ملكوت السماوات
وَ روُيَِ أَنّ النّملَةَ التّيِ خَاطَبَت سُلَيمَانَ ع أَهدَت إِلَيهِ نَبِقَةً فَوَضَعَهَا عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ فِي كَفّهِ فَقَالَت
أَ لَم تَرَنَا نهُديِ إِلَي اللّهِ مَالَهُ | وَ إِن كَانَ عَنهُ ذَا غِنًي فَهُوَ قَابِلُهُ |
وَ لَو كَانَ يُهدَي لِلجَلِيلِ بِقَدرِهِ | لَقَصّرَ عَنهُ البَحرُ حِينَ يُسَاحِلُهُ |
وَ لَكِنّنَا نُهدِي إِلَي مَن نُحِبّهُ | فَيَرضَي بِهِ عَنّا وَ يَشكُرُ فَاعِلَهُ |
وَ مَا ذَاكَ إِلّا مِن كَرِيمٍ فِعَالُهُ | وَ إِلّا فَمَا فِي مِلكِنَا مَا يُشَاكِلُهُ |
فَقَالَ سُلَيمَانُ ع بَارَكَ اللّهُ فِيكُم فَهُوَ بِتِلكَ الدّعوَةِ أَكثَرُ خَلقِ اللّهِ تَعَالَي
وَ روُيَِ أَنّ رَجُلًا استَوقَفَ المَأمُونَ لِيَستَمِعَ مِنهُ فَلَم يَقِف لَهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي استَوقَفَ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع لِنَملَةٍ لِيَستَمِعَ مِنهَا وَ مَا أَنَا عِندَ اللّهِ تَعَالَي بِأَحقَرَ مِن نَملَةٍ وَ مَا أَنتَ عِندَ اللّهِ بِأَعظَمَ مِن سُلَيمَانَ ع فَقَالَ المَأمُونُ صَدَقتَ وَ وَقَفَ وَ سَمِعَ كَلَامَهُ وَ قَضَي حَاجَتَهُ
و قال فخر الدين الرازي في تفسير قوله تعالي حَتّي إِذا أَتَوا عَلي وادِ النّملِ قالَت نَملَةٌ يا أَيّهَا النّملُ ادخُلُوا مَساكِنَكُمالآية وادي النمل بالشام كثير النمل فإن قيل لم أتي بعلي قلت لوجهين أحدهما أن إتيانهم كان من فوق فأتي بحرف الاستعلاء الثاني أنه يراد به قطع الوادي وبلوغ آخره من قولهم أتي علي الشيء إذا
صفحه : 246
بلغ آخره تكلمت النملة بذلك و هذا غيرمستبعد فإن حصول العلم والنطق لها ممكن في نفسه و الله تعالي قادر علي الممكنات وحكي عن قتادة أنه دخل الكوفة فاجتمع عليه الناس فقال سلوا عما شئتم و كان أبوحنيفة حاضرا و هويومئذ غلام حدث فقال سلوه عن نملة سليمان ع أكانت ذكرا أم أنثي فأفحم فقال أبوحنيفة كانت أنثي فقيل له كيف عرفت ذلك قال من قوله تعالي قالَت نَملَةٌ و لوكانت ذكرا لقال قال نملة لأن النمل مثل الحمامة والشاة في وقوعها علي الذكر والأنثي ورأيت في بعض الكتب المعتمدة أن تلك النملة إنما أمر رعيتها بالدخول في مساكنهم لئلا تري النعم فتقع في كفران نعم الله تعالي عليها و في هذاتنبيه علي أن مجالسة أرباب الدنيا محظورة
روُيَِ أَنّ سُلَيمَانَ قَالَ لَهَا لِمَ قُلتَ لِلنّملِ ادخُلُوا مَسَاكِنَكُم أَ خِفتَ عَلَيهَا منِيّ ظُلماً قَالَت لَا وَ لكَنِيّ خَشِيتُ أَن يُفتَنُوا بِمَا يَرَوا مِن جَمَالِكَ وَ زِينَتِكَ فَيَشغَلَهُم ذَلِكَ عَن طَاعَةِ اللّهِ تَعَالَي
قال الثعلبي وغيره إنها كانت مثل الذئب في العظم وكانت عرجاء ذات جناحين وذكر عن مقاتل أن سليمان ع سمع كلامها من ثلاثة أميال و قال بعض أهل العلم إنها تكلمت لعشرة أنواع من البديع قولهايانادت أَيّهَانبهت النّملسمت ادخُلُواأمرت مَساكِنَكُمنعتت لا يَحطِمَنّكُمحذرت سُلَيمانُخصت وَ جُنُودُهُعمت وَ هُمأشارت لا يَشعُرُونَاعتذرت والمشهور أنه النمل الصغار واختلف في اسمها فقيل كان اسمها طاغية وقيل كان اسمها خرمي قيل كان نمل الوادي كالذئاب قيل كالبخاتي
صفحه : 247
وَ رَوَي الداّرقَطُنيِّ وَ الحَاكِمُ عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَا تَقتُلُوا النّملَةَ فَإِنّ سُلَيمَانَ ع خَرَجَ ذَاتَ يَومٍ يسَتسَقيِ فَإِذَا هُوَ بِنَملَةٍ مُستَلقِيَةٍ عَلَي قَفَاهَا رَافِعَةٍ قَوَائِمَهَا تَقُولُ أللّهُمّ إِنّا خَلقٌ مِن خَلقِكَ لَا غِنَي لَنَا عَن فَضلِكَ أللّهُمّ لَا تُؤَاخِذنَا بِذُنُوبِ عِبَادِكَ الخَاطِئِينَ وَ اسقِنَا مَطَراً تُنبِت لَنَا بِهِ شَجَراً وَ تُطعِمنَا بِهِ ثَمَراً فَقَالَ سُلَيمَانُ ع لِقَومِهِ ارجِعُوا فَقَد كُفِينَا وَ سُقِيتُم بِغَيرِكُم
3- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَمّن أَخبَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُلّ مَا خَافَ المُحرِمُ عَلَي نَفسِهِ مِنَ السّبَاعِ وَ الحَيّاتِ وَ غَيرِهَا فَليَقتُلهُ فَإِن لَم يُرِدكَ فَلَا تُرِدهُ
4- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ صَفوَانَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا أَحرَمتَ فَاتّقِ اللّهَ قَتلَ الدّوَابّ كُلّهَا إِلّا الأَفعَي وَ العَقرَبَ وَ الفَأرَةَ فَإِنّهَا توُهيِ السّقَاءَ وَ تَخرِقُ عَلَي أَهلِ البَيتِ وَ أَمّا العَقرَبُ فاَلنبّيِّص مَدّ يَدَهُ إِلَي الحَجَرِ فَلَسَعَتهُ عَقرَبٌ فَقَالَ لَعَنَكِ اللّهُ لَا بَرّاً تَدَعِينَ وَ لَا فَاجِراً وَ الحَيّةُ إِذَا أَرَادَتكَ فَاقتُلهَا فَإِن لَم تُرِدكَ فَلَا تُرِدهَا وَ الكَلبُ العَقُورُ وَ السّبُعُ إِذَا أَرَادَاكَ فَإِن لَم يُرِيدَاكَ فَلَا تُرِدهُمَا وَ الأَسوَدُ الغَدِرُ فَاقتُلهُ عَلَي كُلّ حَالٍ وَ ارمِ الغُرَابَ رَمياً وَ الحِدَأَةَ عَلَي ظَهرِ بَعِيرِكَ
بيان قوله ع توهي السقاء الوهي الشق في الشيء وتخرقه استرخاء رباطه أي تشق القربة أوتأكل رباطها فيهراق ماؤها وتحرق علي أهل البيت لأنها أجر الفتيلة فتحرق ما في البيت و في القاموس الأسود الحية العظيمة والأسودان الحية والعقرب والوصف بالغدر كأنه لغدره وأخذه بغتة و قال صاحب المنتقي قال في القاموس غدر الليل كفرح الظلم فهي غدرة كفرحة فكأنه استعير منه
صفحه : 248
الغدر لشديد السواد من الحية والسبع تعميم بعدالتخصيص أوأراد به أكمل أفراده و هوالأسد وقيل المراد به الذئب
5- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ يَقتُلُ المُحرِمُ مَا عَدَا عَلَيهِ مِن سَبُعٍ أَو غَيرِهِ وَ يَقتُلُ الزّنبُورَ وَ العَقرَبَ وَ الحَيّةَ وَ النّسرَ وَ الذّئبَ وَ الأَسَدَ وَ مَا خَافَ أَن يَعدُوَ عَلَيهِ مِنَ السّبَاعِ وَ الكَلبِ العَقُورِ
6- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يُقتَلُ فِي الحَرَمِ وَ الإِحرَامِ الأَفعَي وَ الأَسوَدُ الغَدِرُ وَ كُلّ حَيّةِ سَوءٍ وَ العَقرَبُ وَ الفَأرَةُ وَ هيَِ الفُوَيسِقَةُ وَ تُرجَمُ الغُرَابُ وَ الحِدَأَةُ رَجماً فَإِن عَرَضَ لَكَ لُصُوصٌ امتَنَعتَ مِنهُم
7- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ يَقتُلُ المُحرِمُ الزّنبُورَ وَ النّسرَ وَ الأَسوَدَ الغَدِرَ وَ الذّئبَ وَ مَا خَافَ أَن يَعدُوَ عَلَيهِ وَ قَالَ الكَلبُ العَقُورُ هُوَ الذّئبُ
بيان كأنه تفسير الكلب العقور ألذي وقع في كلام النبي ص وستأتي الأخبار فيما رخص في قتله و ما لم يرخص فيه في كتاب الحج إن شاء الله تعالي . و قال الدميري الأفعي الأنثي من الحيات والذكر الأفعوان بضم الهمزة والعين قال الزبيدي الأفعي حية رقشاء دقيقة العنق عريضة الرأس وربما كانت ذات قرنين و من عجائب أمرها ماحكاه ابن شبرمة أن أفعي نهشت غلاما في رجله فانصدعت جبهته . و قال القزويني هي حية قصيرة الذنب من أخبث الحيات إذافقئت عينها
صفحه : 249
تعود و لاتغمض حدقتها البتة تختفي في التراب أربعة أشهر في البرد ثم تخرج و قدأظلمت عيناها فتقصد شجر الرازيانج فتحك عينها به فترجع إليها ضوء. و قال الزمخشري يحكي أن الأفعي إذ أتت عليها ألف سنة عميت و قدألهمها الله تعالي أن تمسح العين بورق الرازيانج الرطب يرد إليها بصرها فربما كانت في برية وبينها و بين الريف مسيرة أيام فتطوي تلك المسافة علي طولها و علي عماها حتي تهجم في بعض البساتين علي شجرة الرازيانج لاتخطئها فتحك بهاعينها فترجع باصرة بإذن الله تعالي . و إذاقطع ذنبها عاد كما كان و إذاقلع نابها طلع بعدثلاثة أيام و إن شجت تبقي تتحرك ثلاثة أيام وهي أعدي عدو للإنسان وبقر الوحش يأكلها أكلا ذريعا و إذامرضت أكلت ورق الزيتون فتشفي و من الأفاعي ماتتسافد بأفواهها و إذاوطئ الذكر الأنثي وقع مغشيا عليه فتعمد الأنثي إلي موضع مذاكيره فتقطعها نهشا فيموت من ساعته . و قال الأسود السالخ نوع من الأفعوان شديد السواد سمي بذلك لأنه يسلخ جلده كل عام وَ فِي الصّحِيحَينِ أَنّ النّبِيّص أَمَرَ بِقَتلِ الأَسوَدَينِ فِي الصّلَاةِ العَقرَبِ وَ الحَيّةِ
صفحه : 250
وَ رَوَي البيَهقَيِّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَرَادَ الحَاجَةَ أَبعَدَ فَذَهَبَ يَوماً فَقَعَدَ تَحتَ شَجَرَةٍ فَنَزَعَ خُفّيهِ قَالَ وَ لَبِسَ أَحَدَهُمَا فَجَاءَ طَائِرٌ فَأَخَذَ الخُفّ الآخَرَ فَحَلَقَ بِهِ فِي السّمَاءِ فَانسَلّت مِنهُ أَسوَدُ سَالِخٌ فَقَالَ النّبِيّص هَذِهِ كَرَامَةٌ أكَرمَنَيَِ اللّهُ تَعَالَي بِهَا أللّهُمّ إنِيّ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّمَن يمَشيِ عَلي رِجلَينِ وَ مِن شَرّمَن يمَشيِ عَلي أَربَعٍ وَ مِن شَرّمَن يمَشيِ عَلي بَطنِهِ
. و قال العقرب دويبة من الهوام تكون للذكر والأنثي بلفظ واحد واحدة العقارب و قديقال للأنثي عقربة وعقرباء ممدودا ومنها السود والخضر والصفر وهن قواتل وأشدها بلاء الخضر وهي مائية الطباع كثيرة الولد وعامة هذاالنوع إذاحملت الأنثي منه يكون حتفها في ولادتها لأن أولادها إذااستوي خلقها يأكلون بطنها ويخرجون فتموت الأم والجاحظ لايعجبه هذاالقول و يقول قدأخبرني من أثق به أنه رأي العقرب تلد من فيها وتحمل أولادها علي ظهرها وهي علي قدر القمل كثيرة العدد و ألذي ذهب إليه الجاحظ هوالصواب والعقرب أشر ماتكون إذاكانت حاملا ولها ثمانية أرجل وعيناها في ظهرها و من عجيب أمرها أنها لاتضرب الميت و لاالنائم حتي يتحرك بشيء من بدنه فإنها عند ذلك تضربه وهي تأوي إلي الخنافس وتسالمها وربما لسعت الأفعي فتموت وهي تلسع بعضها بعضا فتموت قاله الجاحظ. و من شأنها أنها إذالسعت الإنسان فرت فرار من يخشي العقاب و من لطيف أمرها أنها مع صغرها تقتل الفيل والبعير بلسعها و من نوع العقارب الطيارة قالوا
صفحه : 251
و هذاالنوع يقتل غالبا وقيل يصح بيع النمل بنصيبين لأنه تعالج به العقارب الطيارة.
وَ روُيَِ عَن عَائِشَةَ قَالَت دَخَلَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يصُلَيّ فَقَامَ إِلَي جَنبِهِ يصُلَيّ بِصَلَاتِهِ فَجَاءَت عَقرَبٌ حَتّي انتَهَت إِلَي رَسُولِ اللّهِص ثُمّ تَرَكَتهُ وَ ذَهَبَت نَحوَ عَلِيّ ع فَضَرَبَهَا بِنَعلِهِ حَتّي قَتَلَهَا فَلَم يَرَ رَسُولُ اللّهِص بِقَتلِهَا بَأساً
وَ رَوَي ابنُ مَاجَه عَنِ ابنِ رَافِعٍ أَنّ النّبِيّص قَتَلَ عَقرَباً وَ هُوَ يصُلَيّ
وَ فِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَت لَذَعَتِ النّبِيّص عَقرَبٌ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ فَقَالَ لَعَنَ اللّهُ العَقرَبَ مَا تَدَعُ مُصَلّياً وَ لَا غَيرَ المصُلَيّ اقتُلُوهَا فِي الحِلّ وَ الحَرَمِ
وَ رَوَي أَبُو نُعَيمٍ وَ المسُتغَفرِيِّ وَ البيَهقَيِّ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ لَذَعَتِ النّبِيّص عَقرَبٌ وَ هُوَ فِي الصّلَاةِ فَلَمّا فَرَغَ قَالَ لَعَنَ اللّهُ العَقرَبَ مَا تَدَعُ مُصَلّياً وَ لَا نَبِيّاً وَ لَا غَيرَهُ إِلّا لَذَعَتهُ وَ تَنَاوَلَ نَعلَهُ فَقَتَلَهَا بِهَا ثُمّ دَعَا بِمَاءٍ وَ مِلحٍ فَجَعَلَ يَمسَحُ عَلَيهَا وَ يَقرَأُ قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌ وَ المُعَوّذَتَينِ
و قال الغراب معروف سمي بذلك لسواده و هوأصناف الغداف والزاغ والأكحل وغراب الزرع والأورق و هذاالصنف يحكي جميع مايسمعه والغراب الأعصم عزيز الوجود قالت العرب أعز من الغراب الأعصم
وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَثَلُ المَرأَةِ الصّالِحَةِ فِي النّسَاءِ كَمَثَلِ الغُرَابِ الأَعصَمِ فِي مِائَةِ غُرَابٍ
صفحه : 252
وَ فِي رِوَايَةٍ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا الغُرَابُ الأَعصَمُ قَالَ ألّذِي إِحدَي رِجلَيهِ بَيضَاءُ
. و قال في الإحياء الأعصم أبيض البطن وقيل أبيض الجناحين وقيل أبيض الرجلين . وغراب الليل قال الجاحظ هوغراب ترك أخلاق الغراب وتشبه بأخلاق البوم فهو من طير الليل . و قال أرسطاطاليس الغربان أربعة أجناس أسود حالك وأبلق ومطرف ببياض لطيف الجرم يأكل الحب وأسود طاوسي براق الريش ورجلاه كلون المرجان يعرف بالزاغ . قال صاحب المنطق الغراب من لئام الطير و ليس من كرامها و لا من أحرارها و من شأنه أكل الجيف والقمامات و هو أماحالك السواد شديد الاحتراق و يكون مثله في الناس الزنج فإنهم شرار الخلق تركيبا ومزاجا والغراب الأبقع أكثر معرفة منه وغراب البين الأبقع قال الجوهري و هو ألذي فيه سواد وبياض . و قال صاحب المنطق الغربان من الأجناس التي أمر بقتلها في الحل والحرم من الفواسق اشتق لها ذلك الاسم من اسم إبليس لمايتعاطاه من الفساد ألذي هو من شأن إبليس واشتق ذلك أيضا لكل شيءاشتد أذاه وأصل الفسق الخروج عن الشيء و في الشرع الخروج عن الطاعة. و قال الجاحظ غراب البين نوعان غراب صغير معروف باللؤم والضعف و
صفحه : 253
أماالآخر فإنه ينزل في دور الناس ويقع علي مواضع إقامتهم إذاارتحلوا عنها وبانوا فلما كان هذاالغراب لايوجد إلا عندمباينتهم عن منازلهم اشتقوا له هذاالاسم من البينونة. و قال المقدسي هوغراب أسود ينوح نوح الحزين المصاب وينعق ببين الخلان والأحباب إذارأي شملا مجتمعا أنذر بشتاته و إن شاهد ربعا عامرا بشر بخرابه ودرس عرصاته يعرف النازل والساكن بخراب الدور والمساكن ويحذر الآكل غصة المآكل ويبشر الراحل بقرب المراحل ينعق بصوت فيه تحزين كمايصيح المعلن بالتأذين
وَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَ النسّاَئيِّ وَ ابنِ مَاجَه أَنّ النّبِيّص نَهَي المصُلَيَّ عَن نَقرَةِ الغُرَابِ وَ افتِرَاشِ السّبُعِ
.يريد بنقرة الغراب تخفيف السجود و أنه لايمكث فيها إلاقدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله .
وَ رَوَي الداّرقَطُنيِّ عَنِ ابنِ أُمَامَةَ قَالَ دَعَا النّبِيّص بِخُفّيهِ لِيَلبَسَهُمَا فَلَبِسَ أَحَدَهُمَا ثُمّ جَاءَ غُرَابٌ فَاحتَمَلَ الآخَرَ وَ رَمَي بِهِ فَخَرَجَت مِنهُ حَيّةٌ فَقَالَ النّبِيّص مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَلَا يَلبَسُ خُفّيهِ حَتّي يَنفُضَهُمَا
. و في طبع الغراب كله الاستتار عندالسفاد و هويسفد مواجهة و لايعود إلي الأنثي بعد ذلك لقلة وفائه والأنثي تبيض أربع بيضات أوخمس و إذا
صفحه : 254
خرجت الفراخ من البيض طردتها لأنها تخرج قبيحة المنظر جدا إذ تكون صغار الأجرام عظام الرءوس والمناقير جرد اللون متفاوتات الأعضاء فالأبوان ينكران الفراخ ويطيران لذلك ويتركانه فيجعل الله قوته في الذباب والبعوض الكائن في عشه إلي أن يقوي وينبت ريشه فيعود إليه أبواه و علي الأنثي الحضن والذكر أن يأتيها بالطعم و في طبعه أنه لايتعاطي الصيد بل إن وجد جيفة أكلها و إلامات جوعا أويتقمقم كمايتقمقم صغار الطير و فيه حذر شديد وتنافر والغداف يقاتل البوم ويخطف بيضها ويأكله و من عجيب أمره أن الإنسان إذاأراد أن يأخذ فراخه تحتمل الأنثي والذكر في أرجلهما حجارة ويتحلقان في الجو ويطرحان الحجارة عليه يريدان بذلك دفعه والعرب تتشأم بالغراب وغراب البين الأبقع و هو ألذي فيه سواد وبياض و قال صاحب المجالسة سمي بذلك لأنه بان عن نوح ع لماوجهه لينظر إلي الماء فذهب و لم يرجع ولذلك تشأموا به وذكر ابن قتيبة أنه سمي فاسقا لذلك أيضا. ويقال إذاصاح الغراب مرتين فهو شر و إذاصاح ثلاث مرات فهو خير علي قدر عدد الحروف . و كان ابن عباس إذانعق الغراب يقول أللهم لاطير إلاطيرك و لاخير إلاخيرك و لاإله غيرك . ويقال إن الغراب يبصر من تحت الأرض بقدرة منقاره وروي أن قابيل حمل أخاه ومشي به حتي أروح فلم يدر مايصنع به فبعث الله غرابين قتل أحدهما الآخر
صفحه : 255
ثم بحث في الأرض بمنقاره ودفن أخاه فاقتدي به قابيل فلما رجع آدم من مكة قال أين هابيل قال لاأدري فقال أللهم العن أرضا شربت دمه فمن ذلك الوقت ماشربت الأرض دما. قال مقاتل و كان قبل ذلك السباع والطيور تستأنس بآدم فلما قتل قابيل هابيل هربت منه الطير والوحش وشاكت الأشجار وحمضت الفواكه وملحت المياه واغبرت الأرض . ويحرم أكل الغراب الأبقع الفاسق و أماالأسود الكبير الجبلي فهو حرام أيضا علي الأصح وغراب الزرع حلال علي الأصح .
وَ فِي صَحِيحِ البخُاَريِّ، عَنِ ابنِ عُمَرَ أَنّ النّبِيّص قَالَ خَمسٌ مِنَ الدّوَابّ لَيسَ عَلَي قَاتِلِهِنّ جُنَاحٌ الغُرَابُ وَ الحِدَأَةُ وَ الفَأرَةُ وَ الحَيّةُ وَ الكَلبُ العَقُورُ
وَ فِي سُنَنِ ابنِ مَاجَه قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَيّةُ فَاسِقَةٌ وَ الفَأرَةُ فَاسِقَةٌ وَ الغُرَابُ فَاسِقٌ
. و قال الفأر بالهمز جمع فأرة وهي أصناف الجرذ والفأر المعروفان ومنها اليرابيع والزباب والخلد فالزباب صم والخلد أعمي واليربوع وفأرة البيش وفأرة الإبل وفأرة المسك وذات النطاق فأما فأرة البيت فهي الفويسقة التي أمر النبي ص بقتلها في الحل والحرم وإنما سميت فواسق لخبثهن وقيل لخروجهن عن الحرمة في الحل والحرم أي لاحرمة لهن بحال وقيل سميت بذلك لأنها عمدت إلي حبال سفينة نوح فقطعتها.
صفحه : 256
وَ رَوَي الطحّاَويِّ عَن يَزِيدَ بنِ أَبِي نُعَيمٍ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الخدُريِّ لِمَ سُمّيَتِ الفَأرَةُ فُوَيسَقَةً قَالَ استَيقَظَ النّبِيّص ذَاتَ لَيلَةٍ وَ قَد أَخَذَت فَأرَةٌ فَتِيلَةَ السّرَاجِ لِتُحرِقَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص البَيتَ فَقَامَص إِلَيهَا وَ قَتَلَهَا وَ أَحَلّ قَتلَهَا لِلحَلَالِ وَ المُحرِمِ
وَ رَوَي الحَاكِمُ عَن عِكرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ جَاءَت فَأرَةٌ فَأَخَذَت تَجُرّ الفَتِيلَةَ فَذَهَبَتِ الجَارِيَةُ فَزَجَرَتهَا فَقَالَ النّبِيّص دَعِيهَا فَجَاءَت بِهَا فَأَلقَتهَا بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص عَلَي الخُمرَةِ التّيِ كَانَ قَاعِداً عَلَيهَا فَأَحرَقَت مِنهَا مَوضِعَ دِرهَمٍ فَقَالَص إِذَا نِمتُم فَأَطفِئُوا سُرُجَكُم فَإِنّ الشّيطَانَ يَدُلّ مِثلَ هَذِهِ عَلَي هَذَا فَتُحرِقُكُم
. والخمرة السجادة التي يصلي عليها المصلي سميت بذلك لأنها تخمر الوجه أي تغطيه .
وَ فِي صَحِيحِ مُسلِمٍ وَ غَيرِهِ أَنّ النّبِيّص أَمَرَ بِإِطفَاءِ النّارِ عِندَ النّومِ وَ عَلّلَ ذَلِكَ بِأَنّ الفُوَيسِقَةَ تُضرِمُ عَلَي أَهلِ البَيتِ بَيتَهُم نَاراً
. والفأر نوعان جرذان وفئران وكلاهما له حاسة السمع والبصر و ليس في الحيوانات أفسد من الفأر و لاأعظم أذي منه و من شأنه أنه يأتي القارورة الضيقة الرأس فيحتال حتي يدخل فيهاذنبه فكلما ابتل بالدهن أخرجه وامتصه حتي لايدع فيهاشيئا و لايخفي ما بين الفأر والهر من العداوة والسبب في ذلك أن نوحا ع لماحمل في السفينة من كل زوجين اثنين شكا أهل السفينة الفأرة وأنها تفسد طعامهم ومتاعهم فأوحي الله إلي الأسد فعطس فخرجت الهرة منه فتخبأت الفأرة منها. والزباب جمع الزبابة بالفتح الفأرة البرية تسرق كل ماتحتاج إليه وتستغني
صفحه : 257
عنه وقيل هي فأرة عمياء صماء ويشبه بها الرجل الجاهل . والخلد بالضم و قديفتح ويكسر هي دويبة عمياء صماء لاتعرف ما بين يديها إلابالشم وقيل فأر أعمي لايدرك إلابالشم و قال أرسطو كل حيوان له عينان إلاالخلد وإنما خلق كذلك لأنها ترابي جعل الله له الأرض كالماء للسمك وغذاؤه من بطنها و ليس له في ظاهرها قوة و لانشاط و لما لم يكن له بصر عوضه الله تعالي حدة السمع فتدرك الوطء الخفي من مسافة بعيدة فإذاأحس بذلك يختفي في الأرض وقيل إن سمعه مقدار بصر غيره . واليربوع حيوان طويل اليدين جدا و له ذنب كذنب الجرذ يرفعه صعدا لونه كلون الغزال و هويسكن بطن الأرض لتقوم رطوبتها له مقام الماء و هويؤثر النسيم ويكره البخار أبدا يتخذ حجرة في نشز من الأرض ثم يحفر بيته في مهب الرياح الأربع ويتخذ فيه كوي ويسمي النافقاء والقاصعاء والراهطاء فإذاطلب من إحدي هذه الكوي نافق أي خرج من النافقاء و إن طلب من النافقاء خرج من القاصعاء. وظاهر بيته تراب وباطنه حفر وكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كفر و به سمي المنافق قال القزويني هو من نوع الفأر و هو من الحيوان ألذي له رئيس مطاع
صفحه : 258
ينقاد إليه و إذا كان فيها يكون من بينها في مكان مشرف أو علي صخرة ينظر إلي الطريق من كل ناحية فإن رأي مايخافه ضرب بأسنانه وصوت فإذاسمعته انصرفت إلي حجرتها فإن قصر الرئيس حتي أدركهم أحد وصاد منهم شيئا اجتمعوا علي الرئيس فقتلوه وولوا غيره و إذاخرجت لطلب المعاش خرج الرئيس أولا يشرف فإن لم ير شيئا يخافه مر إليها يصوت ويضرب بأسنانه فتخرج واليا. وروي الزمخشري عن سفيان بن عيينة أنه قال ليس من الحيوان شيءيخبأ قوته إلاالإنسان والنمل والفأر والعقعق . والعقعق طائر علي قدر الحمامة و علي شكل الغراب وجناحاه أكبر من جناحي الحمامة و هوذو لونين أبيض وأسود طويل الذنب ويقال له القعقع أيضا و هو لايأوي تحت السقف و لايستظل به بل يهيئ وكره في المواضع المشرفة و في طبعه الزنا والخيانة ويوصف بالسرقة والخبث والعرب تضرب به المثل في جميع ذلك .
وَ رَوَي البخُاَريِّ وَ مُسلِمٌ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ إِنّ النّبِيّص قَالَ فُقِدَت أُمّةٌ مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ لَا يُدرَي مَا فَعَلَت وَ لَا أَرَاهَا إِلّا الفَأرَ أَ لَا تَرَاهَا إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلبَانُ الإِبِلِ لَم تَشرَبهُ وَ إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلبَانُ الشّاةِ شَرِبَتهُ
. قال النووي وغيره ومعني هذا أن لحوم الإبل وألبانها حرمت علي بني إسرائيل دون لحوم الغنم وألبانها فدل علي أن امتناع الفأرة من لبن الإبل دون لبن الغنم علي أنها مسخ من بني إسرائيل . و أمافأرة البيش بالكسر و هوالسم فدويبة تشبه الفأر وليست بفأرة ولكن هكذا تسمي وتكون في الرياض والغياض وهي تتخللها طلبا لمنابت السموم لتأكلها و لا
صفحه : 259
تضرها وكثيرا ماتطلب البيش . و أماذات النطاق فهي فأرة منقطة ببياض وأعلاها أسود شبهوها بالمرأة ذات النطاق وهي التي تلبس قميصتين ملونين وتشد وسطها ثم ترسل الأعلي علي الأسفل قاله القزويني أيضا. و أمافأرة المسك مهموزة كفأرة الحيوان قال ويجوز ترك الهمزة كما في نظائره و قال الجوهري و ابن مكي ليست مهموزة و هوشذوذ منهما قال الجاحظ فأرة المسك نوعان الأول منهما دويبة تكون في بلاد التبت تصاد لنوافجها وسررها فإذاصيدت شدت بعصائب وهي متدلية فيجتمع فيهادمها فإذاأحكم ذلك ذبحت و ماأكثر من يأكلها عندنا فهي غيرمهموزة لأنها من فار يفور وهي النافجة كذا قاله القزويني و في التحرير فارة المسك . والثاني جرذان سود تكون في البيوت ليس عندها إلاتلك الرائحة اللازمة ورائحته كرائحة المسك إلا أنه لايوجد منه المسك و أمافأرة الإبل فقال في الصحاح هي أن يفوح منها رائحة طيبة إذارعت العشب وزهرة ثم شربت وصدرت عن الماء ففاحت منها رائحة طيبة ويقال لتلك الرائحة فأرة الإبل ويحرم أكل جميع الفأر إلااليربوع ويكره أكل سؤر الفأر
8- العيَاّشيِّ، عَن مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع عَن قَولِ اللّهِوَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِ قَالَ إِلهَامٌ
صفحه : 260
9- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن حَنَانٍ عَن أَبِي الخَطّابِ عَن عَبدٍ صَالِحٍ ع قَالَ إِنّ النّاسَ أَصَابَهُم قَحطٌ شَدِيدٌ عَلَي عَهدِ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع فَشَكَوا ذَلِكَ إِلَيهِ وَ طَلَبُوا إِلَيهِ أَن يسَتسَقيَِ لَهُم قَالَ فَقَالَ لَهُم إِذَا صَلّيتُ الغَدَاةَ مَضَيتُ فَلَمّا صَلّي الغَدَاةَ مَضَي وَ مَضَوا فَلَمّا أَن كَانَ فِي بَعضِ الطّرِيقِ إِذَا هُوَ بِنَملَةٍ رَافِعَةٍ يَدَهَا إِلَي السّمَاءِ وَاضِعَةٍ قَدَمَيهَا عَلَي الأَرضِ وَ هيَِ تَقُولُ أللّهُمّ إِنّا خَلقٌ مِن خَلقِكَ وَ لَا غِنَي بِنَا عَن رِزقِكَ فَلَا تُهلِكنَا بِذُنُوبِ بنَيِ آدَمَ قَالَ فَقَالَ سُلَيمَانُ ع ارجِعُوا فَقَد سُقِيتُم بِغَيرِكُم فَسُقُوا فِي ذَلِكَ العَامِ وَ لَم يُسقَوا مِثلَهُ قَطّ
10- الخَرَائِجُ، عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ عَنِ الرّضَا ع أَنّ عُصفُوراً وَقَعَ بَينَ يَدَيهِ وَ جَعَلَ يَصِيحُ وَ يَضطَرِبُ فَقَالَ أَ تدَريِ مَا يَقُولُ فَقُلتُ لَا قَالَ قَالَ لِي إِنّ حَيّةً تُرِيدُ أَن تَأكُلَ فرِاَخيِ فِي البَيتِ فَقُم وَ خُذ تِلكَ النّسعَةَ وَ ادخُلِ البَيتَ وَ اقتُلِ الحَيّةَ فَقُمتُ وَ أَخَذتُ النّسعَةَ وَ دَخَلتُ البَيتَ وَ إِذَا حَيّةٌ تَجُولُ فِي البَيتِ فَقَتَلتُهَا
11- الفَقِيهُ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الحلَبَيِّ أَنّهُ سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَتلِ الحَيّاتِ قَالَ اقتُل كُلّ شَيءٍ تَجِدُهُ فِي البَرّيّةِ إِلّا الجَانّ وَ نَهَي عَن قَتلِ عَوَامِرِ البُيُوتِ قَالَ لَا تَدَعهُنّ مَخَافَةَ تَبِعَاتِهِنّ فَإِنّ اليَهُودَ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص قَالَت مَن قَتَلَ عَامِرَ بَيتٍ أَصَابَهُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن تَرَكَهُنّ مَخَافَةَ تَبِعَاتِهِنّ فَلَيسَ منِيّ وَ إِنّمَا تَترُكُهَا لِأَنّهَا لَا تُرِيدُكَ وَ قَالَ رُبّمَا قَتَلَهُنّ فِي بُيُوتِهِنّ
بيان قال الدميري الجان حية بيضاء وقيل الحية الصغيرة و قال الجوهري حية بيضاء. و قال الفيروزآبادي حية أكحل العين لاتؤذي كثيرة في البيوت .
صفحه : 261
و في النهاية في حديث قتل الحيات إن لهذه البيوت عوامر فإذارأيتم منها شيئا فحرجوا عليها ثلاثا العوامر الحيات التي تكون في البيوت واحدها عامر وعامرة قيل سميت عوامر لطول أعمارها
12- التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي السّمّانِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَمّادٍ عَن عُبَيدِ اللّهِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص أَن يُؤكَلَ مَا تَحمِلُهُ النّملَةُ بِفِيهَا وَ قَوَائِمِهَا
بيان النهي علي المشهور محمول علي الكراهة. قال الدميري يكره أكل ماحملت النملة بفيها وقوائمها لماروي الحافظ أبونعيم في الطب النبوي عن صالح بن خوات بن جبير عن أبيه عن جده أن رسول الله ص نهي عن أن يؤكل ماحملته النمل بفيها وقوائمها
13- البَصَائِرُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ فَرقَدٍ قَالَ خَرَجنَا مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مُتَوَجّهِينَ إِلَي مَكّةَ حَتّي إِذَا كُنّا بِسَرَفٍ استَقبَلَهُ غُرَابٌ يَنعِقُ فِي وَجهِهِ فَقَالَ مِتّ جُوعاً مَا تَعلَمُ شَيئاً إِلّا وَ نَحنُ نَعلَمُهُ إِلّا أَنّا أَعلَمُ بِاللّهِ مِنكَ فَقُلنَا هَل كَانَ فِي وَجهِهِ شَيءٌ قَالَ نَعَم سَقَطَت نَاقَةٌ بِعَرَفَاتٍ
دلائل الطبري، عن علي بن هبة الله عن الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن البرقي عن النضرمثله .
صفحه : 262
بيان لعله كان متوجها إلي عرفات لأكل الناقة الميتة و كان جائعا و لم يكن علمه من جهة المشاهدة بل بما أعطاه الله من العلم بجهة رزقه أوببعض الوقائع كما هوالمشهور في الغراب
14- المَكَارِمُ، قَالَ الصّادِقُ ع تَعَلّمُوا مِنَ الغُرَابِ ثَلَاثَ خِصَالٍ استِتَارَهُ بِالسّفَادِ وَ بُكُورَهُ فِي طَلَبِ الرّزقِ وَ حَذَرَهُ
15- الخِصَالُ،بِإِسنَادِهِ عَن سُفيَانَ بنِ أَبِي لَيلَي أَنّ مَلِكَ الرّومِ سَأَلَ الحَسَنَ بنَ عَلِيّ ع عَن سَبعَةِ أَشيَاءَ خَلَقَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لَم تَخرُج مِن رَحِمٍ فَقَالَ آدَمُ وَ حَوّاءُ وَ كَبشُ اِبرَاهِيمَ وَ نَاقَةُ صَالِحٍ وَ حَيّةُ الجَنّةِ وَ الغُرَابُ ألّذِي بَعَثَهُ اللّهُ يَبحَثُ فِي الأَرضِ وَ إِبلِيسُ لَعَنَهُ اللّهُ
16- الفَقِيهُ، روُيَِ مَن قَتَلَ وَزَغاً فَعَلَيهِ الغُسلُ وَ قَالَ بَعضُ مَشَايِخِنَا إِنّ العِلّةَ فِي ذَلِكَ أَنّهُ يَخرُجُ مِن ذُنُوبِهِ فَيَغتَسِلُ مِنهَا
17- حَيَاةُ الحَيَوَانِ، فِي الحَدِيثِ الصّحِيحِ مِن رِوَايَةِ أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن قَتَلَ وَزَغَةً مِن أَوّلِ ضَربَةٍ فَلَهُ كَذَا وَ كَذَا مِنَ الحَسَنَةِ وَ مَن قَتَلَهَا فِي الضّربَةِ الثّانِيَةِ فَلَهُ كَذَا وَ كَذَا حَسَنَةً دُونَ الأُولَي وَ فِيهِ أَيضاً أَنّ مَن قَتَلَهَا فِي الأُولَي فَلَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَ فِي الثّانِيَةِ دُونَ ذَلِكَ وَ فِي الثّالِثَةِ دُونَ ذَلِكَ
وَ رَوَي الطبّرَاَنيِّ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ اقتُلُوا الوَزَغَ وَ لَو فِي جَوفِ الكَعبَةِ
وَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنّهُ كَانَ فِي بَيتِهَا رُمحٌ مَوضُوعٌ فَقِيلَ لَهَا مَا تَصنَعِينَ بِهَا فَقَالَت نَقتُلُ بِهِ الوَزَغَ فَإِنّ النّبِيّص أَخبَرَنَا أَنّ اِبرَاهِيمَ ع ألُقيَِ فِي النّارِ
صفحه : 263
وَ لَم تَكُن فِي الأَرضِ دَابّةٌ إِلّا أَطفَأَت عَنهُ النّارَ غَيرَ الوَزَغِ فَإِنّهُ كَانَ يَنفُخُ عَلَيهِ فَأَمَرَ ع بِقَتلِ الوَزَغِ
وكذلك رواه أحمد في مسنده *
وَ فِي تَارِيخِ ابنِ النّجّارِ عَن عَائِشَةَ قَالَت سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ مَن قَتَلَ وَزَغَةً مَحَا اللّهُ عَنهُ سَبعَةَ خَطِيئَاتٍ
وَ فِي الكَامِلِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن قَتَلَ وَزَغَةً فَكَأَنّمَا قَتَلَ شَيطَاناً
ثم قال و أماتقييد الحسنات في الضربة الأولي بمائة و في الثانية بسبعين كما هو في بعض الروايات فجوابه أنه كقوله في صلاة الجماعة بسبع وعشرين وبخمس وعشرين إن مفهوم العدد لايعمل به فذكر السبعين لايمنع المائة فلاتعارض بينهما أولعله أخبرنا بالسبعين ثم تصدق الله بالزيادة فأعلم به ص حين أوحي إليه بعد ذلك أو أنه يختلف باختلاف قاتلي الوزغ بحسب نياتهم وإخلاصهم وكمال أحوالهم ونقصها فتكون المائة للكامل منهم والسبعون لغيره و قال يحيي بن يعمر سبب كثرة الحسنات في المبادرة أن تكرر الضرب في قتلها يدل علي عدم الاهتمام بأمر صاحب الشرع إذ لوقوي عزمه واشتدت حميته لقتلها في المرة الأولي لأنه حيوان لطيف لايحتاج إلي كثرة مئونة في الضرب فحيث لم يقتلها في المرة الأولي دلت علي ضعف عزمه ولذلك نقص أجره عن المائة إلي السبعين وعلل عزالدين بن عبد السلام كثرة الحسنات في الأولي بأنه إحسان في
صفحه : 264
القتل فدخل في قوله ص إذاقتلتم فأحسنوا القتلة ولأنه مبادرة إلي الخير فيدخل تحت قوله تعالي فَاستَبِقُوا الخَيراتِ و قال و علي كل المعنيين فالحية والعقرب أولي بذلك لعظم مفسدتهما
18- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَن قَتلِ النّملَةِ قَالَ لَا تَقتُلهَا إِلّا أَن تُؤذِيَكَ وَ سَأَلتُهُ عَن قَتلِ الهُدهُدِ أَ يَصلُحُ قَالَ لَا تُؤذِيهِ وَ لَا تَقتُلُهُ وَ لَا تَذبَحُهُ فَنِعمَ الطّيرُ هُوَ
19- العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القاَساَنيِّ عَن أَبِي أَيّوبَ المدَيِنيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِّ عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص نَهَي عَن قَتلِ خَمسَةٍ الصّرَدِ وَ الصّوّامِ وَ الهُدهُدِ وَ النّحلَةِ وَ النّملَةِ وَ الضّفدِعِ وَ أَمَرَ بِقَتلِ خَمسَةٍ الغُرَابِ وَ الحِدَأَةِ وَ الحَيّةِ وَ العَقرَبِ وَ الكَلبِ العَقُورِ
قال الصدوق هذاأمر إطلاق ورخصة لاأمر وجوب وفرض .بيان يدل علي اتحاد الصرد والصوام كمايظهر من كلام الدميري وأكثر اللغويين لكن الفقهاء عدوهما اثنين قال في القاموس الصرد بضم الصاد وفتح الراء طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير و هوأول طائر صام لله تعالي والجمع صردان . و قال في النهاية فيه أنه نهي المحرم عن قتل الصرد و هوطائر ضخم الرأس
صفحه : 265
والمنقار له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود و منه حديث ابن عباس أنه نهي عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد. قال الخطابي إنما جاء في قتل النمل عن نوع منه خاص و هوالكبار ذوات الأرجل الطوال لأنها قليلة الأذي والضرر و أماالنحلة فلما فيها من المنفعة و هوالعسل والشمع و أماالهدهد والصرد فلتحريم لحمهما لأن الحيوان إذانهي عن قتله و لم يكن ذلك لاحترامه أوالضرر فيه كان لتحريم لحمه أ لاتري أنه نهي عن قتل الحيوان لغير مأكله ويقال إن الهدهد منتن الريح فصار في معني الجلالة والصرد تتشأم به العرب وتتطير بصوته وشخصه وقيل إنما كرهوه من اسمه من التصريد و هوالتقليل . و قال فيه خمس يقتلن في الحل والحرم وعد منها الحداء و هو هذاالطائر المعروف من الجوارح واحدها حدأة بوزن عنبة. و قال فيه خمس يقتلن في الحل والحرم وعد منها الكلب العقور و هو كل سبع يعقر أي يجرح ويقتل ويفترس كالأسد والنمر والذئب سماها كلبا لاشتراكها في السبعية والعقور من أبنية المبالغة انتهي . وأقول التعميم ألذي ادعاها غيرمعلوم وكأن المراد بالعقور الكلب الهراش ألذي يضر و لاينفع
20-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ الحَسَنِ بنِ زِيَادٍ عَن دَاوُدَ بنِ كَثِيرٍ الرقّيّّ قَالَبَينَمَا نَحنُ قُعُودٌ عِندَ أَبِي
صفحه : 266
عَبدِ اللّهِ ع إِذ مَرّ بِنَا رَجُلٌ بِيَدِهِ خُطّافٌ مَذبُوحٌ فَوَثَبَ إِلَيهِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع حَتّي أَخَذَهُ مِن يَدِهِ ثُمّ دَحَي بِهِ الأَرضَ ثُمّ قَالَ أَ عَالِمُكُم أَمَرَكُم بِهَذَا أَم فَقِيهُكُم لَقَد أخَبرَنَيِ أَبِي عَن جدَيّ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص نَهَي عَن قَتلِ سِتّةٍ النّحلَةِ وَ النّملَةِ وَ الضّفدِعِ وَ الصّرَدِ وَ الهُدهُدِ وَ الخُطّافِ فَأَمّا النّحلَةُ فَإِنّهَا تَأكُلُ طَيّباً وَ تَضَعُ طَيّباً وَ هيَِ التّيِ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهَا لَيسَت مِنَ الجِنّ وَ لَا مِنَ الإِنسِ وَ أَمّا النّملَةُ فَإِنّهُم قُحِطُوا عَلَي عَهدِ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع فَخَرَجُوا يَستَسقُونَ فَإِذَا هُم بِنَملَةٍ قَائِمَةٍ عَلَي رِجلَيهَا مَادّةٍ يَدَهَا إِلَي السّمَاءِ وَ هيَِ تَقُولُ أللّهُمّ إِنّا خَلقٌ مِن خَلقِكَ لَا غِنَي بِنَا عَن فَضلِكَ فَارزُقنَا مِن عِندِكَ وَ لَا تُؤَاخِذنَا بِذُنُوبِ سُفَهَاءِ وُلدِ آدَمَ فَقَالَ لَهُم سُلَيمَانُ ارجِعُوا إِلَي مَنَازِلِكُم فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد سَقَاكُم بِدُعَاءِ غَيرِكُم وَ أَمّا الضّفدِعُ فَإِنّهُ لَمّا أُضرِمَتِ النّارُ عَلَي اِبرَاهِيمَ ع شَكَت هَوَامّ الأَرضِ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ استَأذَنَتهُ أَن تَصُبّ عَلَيهَا المَاءَ فَلَم يَأذَنِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لشِيَءٍ مِنهَا إِلّا لِلضّفدِعِ فَاحتَرَقَ مِنهُ الثّلُثَانِ وَ بقَيَِ مِنهُ الثّلُثُ وَ أَمّا الهُدهُدُ فَإِنّهُ كَانَ دَلِيلَ سُلَيمَانَ ع إِلَي مُلكِ بِلقِيسَ وَ أَمّا الصّرَدُ فَإِنّهُ كَانَ دَلِيلَ آدَمَ ع مِن بِلَادِ سَرَاندِيبَ إِلَي بِلَادِ جُدّةَ شَهراً وَ أَمّا الخُطّافُ فَإِنّ دَوَرَانَهُ فِي السّمَاءِ أَسَفاً لِمَا فُعِلَ بِأَهلِ بَيتِ مُحَمّدٍص وَ تَسبِيحُهُ قِرَاءَةُالحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ أَ لَا تَرَونَهُ وَ هُوَ يَقُولُوَ لَا الضّالّينَ
21- العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الهمَداَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ المُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بَكرٍ المرُاَديِّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع نهُيَِ عَن أَكلِ الصّرَدِ وَ الخُطّافِ
صفحه : 267
22- العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ الجعِاَبيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ التمّيِميِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَتَلَ حَيّةً قَتَلَ كَافِراً
23- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو الحَسَنِ ع عَن رَجُلٍ يَقتُلُ الحَيّةَ وَ قَالَ لَهُ السّائِلُ إِنّهُ قَد بَلَغَنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن تَرَكَهَا تَخَوّفاً مِن تَبِعَتِهَا فَلَيسَ منِيّ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ مَن تَرَكَهَا تَخَوّفاً مِن تَبِعَتِهَا فَلَيسَ منِيّ فَإِنّهَا حَيّةٌ لَا تَطلُبُكَ فَلَا بَأسَ بِتَركِهَا
24- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، وَ الفَقِيهُ، فِي منَاَهيِ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي أَن يُحرَقَ شَيءٌ مِنَ الحَيَوَانِ بِالنّارِ وَ نَهَي عَن قَتلِ النّحلِ
25- ثَوَابُ الأَعمَالِ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَسرُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَامِرٍ عَن عَمّهِ عَبدِ اللّهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ امرَأَةً عُذّبَت فِي هِرّةٍ رَبَطَتهَا حَتّي مَاتَت عَطَشاً
26- المَحَاسِنُ، عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ بعَثَنَيِ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المَدِينَةِ فَقَالَ لَا تَدَع صُورَةً إِلّا مَحَوتَهَا وَ لَا قَبراً إِلّا سَوّيتَهُ وَ لَا كَلباً إِلّا قَتَلتَهُ
27-السّرَائِرُ، مِن كِتَابِ أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَنِ القَاسِمِ بنِ عود[عُروَةَ]البغَداَديِّ عَن عُبَيدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع مَا تَقُولُ فِي قَتلِ الذّرّ قَالَ اقتُلهُنّ آذَتكَ
صفحه : 268
أَو لَم تُؤذِكَ
28- وَ مِنهُ، عَن أَبَانِ بنِ تَغلِبَ عَن مُحَمّدِ بنِ غَالِبٍ عَن مُحَمّدٍ الحلَبَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لَا بَأسَ بِقَتلِ النّملِ آذَتكَ أَو لَم تُؤذِكَ
29- المَكَارِمُ، مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَقذَرُ الذّنُوبِ ثَلَاثَةٌ قَتلُ البَهِيمَةِ وَ حَبسُ مَهرِ المَرأَةِ وَ مَنعُ الأَجِيرِ أَجرَهُ
بيان كأن المراد بقتل البهيمة قتلها بغير الذبح أو عندالحاجة إليها في الجهاد وغيره
30- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ مَرّ رَسُولُ اللّهِص عَلَي قَومٍ نَصَبُوا دَجَاجَةً حَيّةً وَ هُم يَرمُونَهَا بِالنّبلِ فَقَالَ مَن هَؤُلَاءِ لَعَنَهُمُ اللّهُ
31- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص رَأَيتُ فِي النّارِ صَاحِبَ الهِرّةِ تَنهَشُهَا مُقبِلَةً وَ مُدبِرَةً كَانَت أَوثَقَتهَا وَ لَم تَكُن تُطعِمُهَا وَ لَا تُرسِلُهَا تَأكُلُ مِن خِشَاشَةِ الأَرضِ
بيان قال في النهاية في الحديث إن امرأة ربطت هرة فلم تطعمها و لم تدعها تأكل من خشاش الأرض أي هوامها وحشراتها و في رواية من خشيشها وهي بمعناه ويروي بالحاء المهملة و هويابس النبات و هووهم وقيل إنما هوخشيش بضم الخاء المعجمة تصغير خشاش علي الحذف أوخشيش من غيرحذف و منه حديث العصفور لم ينتفع بي و لم يدعني أختش من الأرض أي آكل من خشاشها
صفحه : 269
32- الدّرّ المَنثُورُ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللّهِص عَن قَتلِ الحَيّاتِ قَالَ خُلِقَت هيَِ وَ الإِنسَانُ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَدُوّ لِصَاحِبِهِ إِن رَآهَا أَفزَعَتهُ وَ إِن لَذَعَتهُ أَوجَعَتهُ فَاقتُلهَا حَيثُ وَجَدتَهَا
33- الشّهَابُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يُحِبّ البَصَرَ النّافِذَ عِندَ مجَيِءِ الشّهَوَاتِ وَ العَقلَ الكَامِلَ عِندَ نُزُولِ الشّبُهَاتِ وَ يُحِبّ السّمَاحَةَ وَ لَو عَلَي تَمَرَاتٍ وَ يُحِبّ الشّجَاعَةَ وَ لَو عَلَي قَتلِ حَيّةٍ
الضوء قوله ع يحب الشجاعة هذامثل يعني أنه عز و جل يحبه علي قدر عنائه ومبلغ بلائه و إن لم يكن إلايسيرا فكثير الشجاعة عنده محمود وقليله غيرمردود و علي ذكر الحية فلنذكر مما ورد فيه طرفا وَ روُيَِ عَنهُص
اقتُلُوا الأَبتَرَ وَ ذو[ذَا]الطّفيَتَينِ
فالأبتر القصير الذنب وذو الطفيتين ألذي علي ظهره خطان كالخوصتين والطفي الخوص .
وَ قَالَ ع مَن تَرَكَ الحَيّاتِ مَخَافَةَ طَلَبِهِنّ فَلَيسَ مِنّا
وَ قَالَص اقتُلُوا الحَيّاتِ فَمَن خَافَ إِثَارَهُنّ فَلَيسَ مِنّا
وَ سُئِلَ عَن حَيّاتِ البُيُوتِ فَقَالَص إِذَا رَأَيتُم شَيئاً فِي مَسَاكِنِكُم فَقُولُوا أَنشُدُكُمُ العَهدَ ألّذِي أَخَذَ عَلَيكُم نُوحٌ ع أَنشُدُكُمُ العَهدَ ألّذِي أَخَذَ عَلَيكُم سُلَيمَانُ ع أَن تُؤذُونَا فَإِن عُدنَ فَاقتُلُوهُنّ
. و عن ابن مسعود اقتلوا الحيات كلها إلاالجان الأبيض لأنه قصبة فضة
صفحه : 270
و
قَالَص مَن تَرَكَ قَتلَ الحَيّةِ خَشيَةَ النّارِ فَقَد كَفَرَ
يعني كفر بأمري لأني أمرت بقتلهن .بيان إثارهن كذا في النسخ القديمة وكأنه من الثأر بمعني طلب الدم و في النهاية في الحديث أنه ذكر الحيات فقال من خشي إربهن فليس منا الإرب بكسر الهمزة وسكون الراء الدهاء أي من خشي غائلتها وجبن عن قتلها للذي قيل في الجاهلية إنها تؤذي قاتلها أوتصيبه بخبل فقد فارق سنتنا وخالف مانحن عليه
34- الشّهَابُ، عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن قَتَلَ عُصفُوراً عَبَثاً جَاءَ يَومَ القِيَامَةِ وَ لَهُ صُرَاخٌ حَولَ العَرشِ يَقُولُ رَبّ سَل هَذَا فِيمَ قتَلَنَيِ مِن غَيرِ مَنفَعَةٍ
الضوء العبث من فعل العالم ما ليس فيه غرض مثله وقيل هو ماخلط به لعب يقول ص ناهيا عن العبث رادا من اللعب ضاربا المثل بالعصفور ألذي يقتله العابث من غيرغرض صحيح إن العصفور المقتول باطلا يجيء يوم القيامة ويصرخ حول العرش متظلما يسأل ربه أن يسأل قاتله لم قتله من غيرجلب منفعة و لادفع مضرة و هذامثل ضربه بالعصفور و إذا كان ظلم العصفور في صغر جسمه وحقارته لايترك و لايهمل بل يستوفي عوض ماأصابه من الألم فكيف بما فوقه من بني آدم وغيرهم و إذا كان الله تعالي قدمكن المؤلم من الإيلام فلابد أن يكون هوالمستوفي لعوضه منه وكلام العصفور يجوز أن يكون علي طريق المثل وتقريب الحال و يكون المعني أن الله تعالي لاشك مستوف عوض ألم القتل من القاتل فكأنه يتظلم حول العرش وينصفه ويجوز أن يكون علي حقيقته وينطقه الله تعالي فيتظلم حول العرش و يكون ذكر ذلك لطفا لمن يسمعه و فيه أن الصيد لغير غرض قبيح وكذلك صيد اللهو واللعب و في
صفحه : 271
الحديث دلالة علي أن جميع الحيوانات من الوحوش والطيور تنشر و فيه إثبات الأعواض وفائدة الحديث تعظيم أمر الظلم وإعلام أن الله تعالي لايهمله و لو كان بالعصفور وراوي الحديث أنس بن مالك
35- الدّرّ المَنثُورُ، عَن خَالِدٍ قَالَ لَمّا حَمَلَ نُوحٌ فِي السّفِينَةِ مَا حَمَلَ جَاءَتِ العَقرَبُ فَقَالَت يَا نبَيِّ اللّهِ أدَخلِنيِ مَعَكَ قَالَ لَا أَنتَ تَلذَعِينَ النّاسَ وَ تُؤذِينَهُم قَالَت لَا احملِنيِ مَعَكَ فَلَكَ اللّهُ عَلَيّ أَن لَا أَلذَعَ مَن يصُلَيّ عَلَيكَ تِلكَ اللّيلَةَ
36- قُربُ الإِسنَادِ، عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ زِيَادٍ قَالَ سَمِعتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع يَقُولُ وَ سُئِلَ عَن قَتلِ الحَيّاتِ وَ النّملِ فِي الدّورِ إِذَا آذَينَ قَالَ لَا بَأسَ بِقَتلِهِنّ وَ إِحرَاقِهِنّ إِذَا آذَينَ وَ لَكِن لَا تَقتُلُوا مِنَ الحَيّاتِ عَوَامِرَ البُيُوتِ ثُمّ قَالَ إِنّ شَابّاً مِنَ الأَنصَارِ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص يَومَ أُحُدٍ وَ كَانَت لَهُ امرَأَةٌ حَسنَاءُ فَغَابَ فَرَجَعَ فَإِذَا هُوَ بِامرَأَتِهِ تَطلُعُ مِنَ البَابِ فَلَمّا رَآهَا أَشَارَ إِلَيهَا بِالرّمحِ فَقَالَت لَهُ لَا تَفعَل وَ لَكِنِ ادخُل فَانظُر مَا فِي بَيتِكَ فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ بِحَيّةٍ مُطَوّقَةٍ عَلَي فِرَاشِهِ فَقَالَتِ المَرأَةُ لِزَوجِهَا هَذَا ألّذِي أخَرجَنَيِ فَطَعَنَ الحَيّةَ فِي رَأسِهَا ثُمّ عَلّقَهَا فَجَعَلَ يَنظُرُ إِلَيهَا وَ هيَِ تَضطَرِبُ فَبَينَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذ سَقَطَ فَاندَقّت عُنُقُهُ فَأُخبِرَ رَسُولُ اللّهِص فَنَهَي يَومَئِذٍ عَن قَتلِهَا وَ أَمّا مَن قَالَ مَن تَرَكَهُنّ مَخَافَةَ تَبِعَتِهِنّ فَلَيسَ مِنّا لِمَا سِوَي ذَلِكَ فَأَمّا عُمّارُ الدّارِ فَلَا تُهَاجُ لنِهَيِ رَسُولِ اللّهِص عَن قَتلِهِنّ يَومَئِذٍ
صفحه : 272
37- النجّاَشيِّ، عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَحمَدَ بنِ يُوسُفَ الجعُفيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الحَكَمِ الراّفعِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي رَافِعٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ نَائِمٌ أَو يُوحَي إِلَيهِ وَ إِذَا حَيّةٌ فِي جَانِبِ البَيتِ إِلَي أَن قَالَ فَاستَيقَظَ فَأَخبَرتُهُ خَبَرَ الحَيّةِ فَقَالَ اقتُلهَا فَقَتَلتُهَا الخَبَرَ
38- تُحَفُ العُقُولِ، عَنِ النّبِيّص فِي وَصِيّتِهِ لعِلَيِّ ع قَالَ إِذَا رَأَيتَ حَيّةً فِي رَحلِكَ فَلَا تَقتُلهَا حَتّي تُحَرّجَ عَلَيهَا ثَلَاثاً فَإِن رَأَيتَهَا الرّابِعَةَ فَاقتُلهَا فَإِنّهَا كَافِرَةٌ يَا عَلِيّ إِذَا رَأَيتَ حَيّةً فِي طَرِيقٍ فَاقتُلهَا فإَنِيّ اشتَرَطتُ عَلَي الجِنّ أَن لَا يَظهَرُوا فِي صُورَةِ الحَيّاتِ
توضيح حتي تحرج عليها أي تعزم وتقسم عليها بأن لاتضر و لاتظهر في النهاية الحرج الإثم والضيق و منه الحديث أللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة أي أضيقه وأحرمه علي من ظلمهما يقال حرج علي ظلمك أي حرمه
39-الدّرّ المَنثُورُ، عَن جُوَيرِيَةَ بنِ أَسمَاءَ عَن عَمّهِ قَالَحَجَجتُ مَعَ قَومٍ فَنَزَلنَا مَنزِلًا وَ مَعَنَا امرَأَةٌ فَنَامَت وَ انتَبَهَت وَ حَيّةٌ مُتَطَوّقَةٌ عَلَيهَا جَمَعَت رَأسَهَا مَعَ ذَنَبِهَا بَينَ ثَديَيهَا فَهَالَنَا ذَلِكَ وَ ارتَحَلنَا فَلَم تَزَل مُتَطَوّقَةً عَلَيهَا لَا تَضُرّهَا شَيئاً حَتّي دَخَلنَا أَنصَابَ الحَرَمِ فَانسَابَت فَدَخَلنَا مَكّةَ فَقَضَينَا نُسُكَنَا وَ انصَرَفنَا حَتّي إِذَا كُنّا بِالمَكَانِ ألّذِي تَطَوّقَت عَلَيهَا فِيهِ الحَيّةُ وَ هُوَ المَنزِلُ ألّذِي نَزَلنَا فِيهِ فَنَامَت فَاستَيقَظَت وَ الحَيّةُ مُتَطَوّقَةً عَلَيهَا ثُمّ صَفَرَتِ الحَيّةُ فَإِذَا باِلواَديِ يَسِيلُ عَلَينَا حَيّاتٌ فَنَهَشَتهَا حَتّي بَقِيَت عِظَاماً فَقُلتُ للِتّيِ كَانَتِ الجَارِيَةُ لَهَا وَيحَكِ أَخبِرِينَا عَن هَذِهِ المَرأَةِ قَالَت بَغَت ثَلَاثَ مَرّاتٍ
صفحه : 273
كُلّ مَرّةٍ تَلِدُ وَلَداً فَإِذَا وَضَعَتهُ سَجّرَتِ التّنّورَ فَأَلقَتهُ فِيهِ
40- الخَرَائِجُ، عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ عَنِ الرّضَا ع أَنّ عُصفُوراً وَقَعَ بَينَ يَدَيهِ وَ جَعَلَ يَصِيحُ وَ يَضطَرِبُ فَقَالَ أَ تدَريِ مَا يَقُولُ فَقُلتُ لَا فَقَالَ قَالَ لِي إِنّ حَيّةً تُرِيدُ أَن تَأكُلَ فرِاَخيِ فِي البَيتِ فَقُم وَ خُذ تِلكَ النّسعَةَ وَ ادخُلِ البَيتَ وَ اقتُلِ الحَيّةَ فَقُمتُ وَ أَخَذتُ النّسعَةَ وَ دَخَلتُ البَيتَ وَ إِذَا حَيّةٌ تَجُولُ فِي البَيتِ فَقَتَلتُهَا
41- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ إِنّ العَقرَبَ لَذَعَت رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَعَنَكِ اللّهُ فَمَا تُبَالِينَ مُؤمِناً آذَيتِ أَم كَافِراً ثُمّ دَعَا بِالمِلحِ فَدَلَكَهُ فَهَدَأَت ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي المِلحِ مَا بَغَوا مَعَهُ دِريَاقاً
بيان هدأ كمنع سكن
42- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ وَ عَمرِو بنِ اِبرَاهِيمَ جَمِيعاً عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَذَعَت رَسُولَ اللّهِص عَقرَبٌ فَنَفَضَهَا وَ قَالَ لَعَنَكِ اللّهُ فَمَا يَسلَمُ مِنكِ مُؤمِنٌ وَ لَا كَافِرٌ ثُمّ دَعَا بِمِلحٍ فَوَضَعَهُ عَلَي مَوضِعِ اللّذعَةِ ثُمّ عَصَرَهُ بِإِبهَامِهِ حَتّي ذَابَ ثُمّ قَالَ لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي المِلحِ مَا احتَاجُوا مَعَهُ إِلَي تِريَاقٍ
43-حياة الحيوان ، قال أصحابنا ما ليس مأكولا من الدواب والطيور إن كان فيه مضرة متمحضة استحب قتله للمحرم وغيره كالفواسق الخمس والذئب و
صفحه : 274
الأسد والنمر والنسر والحدأة والبرغوث والقمل والبق وأشباهها فإن كان فيه منفعة ومضرة كالفهد والكلب المعلم والعقاب والبازي والصقر ونحوها فلايستحب قتلها لما فيها من منفعة الاصطياد و لايكره لما فيها من الضرر و هوالصيال علي حمام الناس والعقر و إن لم يكن فيه نفع و لاضرر كالخنافس والديدان والجعلان والسرطان والنعامة والرخمة والعظاءة والذباب وأشباهها فيكره قتلها و لايحرم علي ماقطع به الجمهور وحكي الإمام وجها شاذا أنه يحرم قتل الطيور دون الحشرات لأنه عبث بلا حاجة و قال في الحية اسم يطلق علي الذكر والأنثي فإن أردت التمييز قلت هذاحية ذكر و هذه أنثي قاله المبرد في الكامل وإنما دخلته الهاء لأنه واحد من جنس كبطة ودجاجة علي أنه قدروي عن بعض العرب أنه قال رأيت حيا علي حية أي ذكر علي أنثي والنسبة إلي حية حيوي والحيوت ذكر الحيات أنشد الأصمعي
وتأكل الحية والحيوتا | وتخنق العجوز أوتموتا |
وذكر ابن خالويه لها مائتي اسم ونقل السهيلي عن المسعودي أن الله تعالي لماأهبط الحية إلي الأرض أنزلها بسجستان فهي أكثر أرض الله حيات و لو لاالعربد يأكلها ويفني كثيرا منها لخلت من أهلها لكثرة الحيات و قال كعب الأحبار أهبط الله الحية بأصبهان وإبليس بجدة وحواء بعرفة وآدم بجبل سرانديب و هوبأعلي الصين في بحر الهند عال يراه البحريون من مسافة أيام و فيه أثر قدم آدم ع مغموسة في الحجر وتري علي هذاالجبل كل ليلة كهيئة البرق من غيرسحاب و لابد له في كل يوم من مطر يغسل موضع قدم آدم ع ويقال إن الياقوت الأحمر يوجد علي هذاالجبل فتحدره السيول والأمطار من
صفحه : 275
ذروته إلي الحضيض ويوجد فيه ألماس أيضا و به يوجد العود كذا قاله القزويني والحية أنواع منها الرقشاء وهي التي فيهانقط سواد وبياض ويقال لها الرقطاء أيضا وهي من أخبث الأفاعي وتزعم الأعراب أن الأفاعي صم وكذلك النعام و من أنواعها الأزعر و هوغالب فيها ومنها ما هوأزب ذو شعر ومنها ذوات القرون وأرسطو ينكر ذلك قال الراجز
وذات قرنين طحون الضرس | تنهش لوتمكنت من نهش |
دير عينا كشهاب القيش |
ومنها الشجاع بالضم والكسر و هوالحية العظيمة التي تواثب الفارس والراجل وتقوم علي ذنبها وربما لقت رأس الفارس وتكون بالصحاري ومنها العربد وهي حية عظيمة تأكل الحيات ومنها الأصلة و هوعظيم جدا و له وجه كوجه الإنسان ويقال إنه يصير كذلك إذامرت عليه ألوف من السنين و من خاصية هذا أن يقتل بالنظر ومنها الصل وسمي المكللة لأنها مكللة الرأس وقيل الصل الأول و هذه المكللة شديدة الفساد تحرق كل مامرت عليه و لاينبت حول جحرها شيء من الزرع أصلا و إذاجاذي مسكنها طائر سقط و لايمر حيوان بقربها إلاهلك وتقبل بصفيرها علي غلوة سهم و من وقع عليها بصره و لو من بعدمات و من نهشته مات في الحال وضربها فارس برمحه فمات هو وفرسه وهي كثيرة ببلاد الترك ومنها ذو الطفيتين والأبتر فِي الصّحِيحَينِ أَنّ النّبِيّص قَالَ اقتُلُوهُمَا فَإِنّهُمَا يَلتَمِسَانِ البَصَرَ وَ يَستَسقِطَانِ الحَبَالَي
قال الزهري ونري ذلك من سمها
صفحه : 276
ومنها الناظر متي وقع نظره علي إنسان مات الإنسان من ساعته ومنها نوع آخر إذاسمع الإنسان صوته مات و قدجاء في حديث الخدري عن الشاب الأنصاري ألذي طعن الحية برمحه فماتت ومات الشاب من ساعته و من أسماء الحية العين والعيم والأين والأرقم والأصلة والجان والثعبان والشجاع والأزب والأزعر والأبتر والناشر والأفعي والأفعوان الذكر من الأفاعي والأرقم والأرقش والصل والأرقط وذو الطفيتين والعربد قال ابن الأثير ويقال للحيات أبوالبختري و أبوالربيع و أبوعثمان و أبوالعاصي و أبودعور و أبووثاب و أبويقظان وأم طبق وأم عافية وأم عثمان وأم الفتح وأم محبوب وبنات طبق والحية الصماء وهي شديدة الشر والصمة الذكر من الحيات و به سمي والد دريد بن الصمة وزعم أهل الكلام في طبائع الحيوان أن الحية تعيش ألف سنة وهي في كل سنة تسلخ جلدها وتبيض ثلاثين بيضة علي عدد أضلاعها فتجمع النمل فيفسد غالب بيضها و لايصلح منه إلاالقليل و إذالذعتها العقرب ماتت . و من أنواعها الحريش وشرها الأفاعي ومساكنها الرمال وبيض الحيات مستطيل و هوأكدر اللون وأخضر وأسود وأرقط وأبيض و في بعضه نمش ولمع والسبب في اختلاف ذلك لايعرف وداخله شيءكالصديد و هو في جوفها متصل طولا علي خط واحد و ليس للحيات سفاد يعرف وإنما هوالتواء بعضها علي بعض ولسانها مشقوق فيظن بعض الناس أن لها لسانين وتوصف بالنهم والشرة لأنها
صفحه : 277
تبتلع الفراخ من غيرمضغ كمايفعل الأسد و من شأنها أنها إذاابتلعت شيئا له عظم أتت شجرة أونحوها فتلتوي عليه التواء شديدا حتي يتكسر ذلك في بطنها و من عادتها أنها إذانهشت انقلبت فيتوهم بعض الناس أنها فعلت لتفرغ سمها و ليس كذلك و من شأنها إذا لم تجد طعاما عاشت بالنسيم وتقتات به الزمن الطويل وتبلغ الجهد من الجوع و لاتأكل إلالحم الشيء الحي وهي إذاكبرت صغر جرمها وأقنعت بالنسيم و لاتشتهي الطعام و من غرائب أمرها أنها لاتريد الماء و لاترده إلاأنها لاتضبط نفسها عن الشراب إذاشمته لما في طبعها من الشوق إليه فهي إذاوجدته شربت منه حتي تسكر وربما كان السكر سبب هلاكها والذكر لايقيم بموضع واحد وإنما تقيم الأنثي علي بيضها حتي يخرج فراخها وتقوي علي الكسب ثم هي سائرة وعينها لاتدور في رأسها كأنها مسمار مضروب في رأسها وكذلك عين الجراد و إذاقلعت عادت وكذلك نابها إذاقلع عاد بعدثلاثة أيام وكذلك ذنبها إذاقطع نبت و من عجيب أمرها أنها تهرب من الرجل العريان وتفرح بالنار وتطلبها وتتعجب من أمرها وتحب اللبن حبا شديدا و إذاضربت بسوط مسه عرق الخيل ماتت وتذبح فتبقي أياما لاتموت و إذاعميت أوخرجت من الأرض وهي لاتبصر طلبت الرازيانج الأخضر فتحك به بصرها فتبصر فسبحان من قَدّرَ فَهَديقدر عليها العمي وهداها إلي مايزيله عنها و ليس في الأرض مثل الحية إلا وجسم الحية أقوي منه وكذلك إذاأدخلت صدرها في جحر أوصدع لم يستطع أقوي الناس إخراجها منه وربما تقطعت و لاتخرج و ليس لها قوائم و لاأظفار تنشب بها وإنما قوي ظهرها هذه
صفحه : 278
القوة بسبب كثرة أضلاعها فإن له ثلاثين ضلعا و إذامشت مشت علي بطنها فتدافع أجزاؤها وتسعي بذلك الدفع الشديد والحيات من أصل الطبع مائية وتعيش في البحر بعد أن كانت برية و في البر بعد أن كانت بحرية قال الجاحظ الحيات ثلاثة أنواع منها ما لاينفع للسعته ترياق و لاغيره كالثعبان والأفعي والحية الهندية ونوع منها ينفع في لسعته الدرياق و ما كان سواهما مما يقتل فإنما يقتل بواسطة الفزع كماحكي أن شخصا نام تحت شجرة فتدلت عليه حية فعضت رأسه فانتبه مخمر الوجه فحك رأسه وتلفت فلم ير أحدا فلم يرتب بشيء ووضع رأسه ونام فلما كان بعد ذلك بمدة قال له بعض من رآه هل علمت مم كان انتباهك تحت الشجرة قال لا و الله ماعلمت قال إنما كان من حية تدلت عليك فعضت رأسك فلما قمت فزعا تقلصت ففزع فزعة فاتت فيهانفسه قال فهم يزعمون أن الفزع هو ألذي هيج السم وفتح مسام البدن حتي مشي السم فيه انتهي وذكر القرطبي في سورة غافر عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن كعب الأحبار أنه قال لماخلق الله تعالي العرش قال لم يخلق الله خلقا أعظم مني واهتز تعاظما فطوقه بحية لها سبعون ألف جناح في كل جناح سبعون ألف لسان يخرج من أفواهها كل يوم من التسبيح عدد قطر المطر وعدد ورق الشجر وعدد الحصي والثري وعدد أيام الدنيا وعدد الملائكة أجمعين فالتوت الحية علي العرش فالعرش إلي نصف الحية وهي ملتوية عليه فتواضع عند ذلك انتهي وذكر أبوالفرج بن الجوزي عن بشر بن الفضل قال خرجنا حجاجا فمررنا
صفحه : 279
بماء من مياه العرب فوصف لنا فيه ثلاث جوار أخوات بارعات في الجمال وأنهن يتطببن ويعالجن فأحببنا أن نراهن فعمدنا إلي صاحب لنا فحكينا ساقه بعود حتي أدميناه ثم حملناه وأتينا به إليهن وقلنا هذاسليم فهل من راق فخرجت إلينا الأخت الصغري فإذاجارية كالشمس الطالعة فجاءت حتي وقفت عليه ونظرته فقالت ليس بسليم قلنا وكيف ذلك قالت إنه خدشه عود بال عليه حية ذكر والدليل علي ذلك أنه إذاطلعت الشمس مات قال فلما طلعت الشمس مات فعجبنا من ذلك وانصرفنا و قال أيضا إن عيسي ع مر بحواء يطارد حية فقالت الحية ياروح الله قل له لئن لم يلتفت عني لأضربنه ضربة أقطعه قطعا فمر عيسي ثم عاد فإذاالحية في سلة الحاوي فقال لها عيسي ألست القائلة كذا وكذا فكيف صرت معه فقالت ياروح الله إنه قدحلف لي والآن غدرني فسم غدره أضر عليه من سمي و في عجائب المخلوقات للقزويني أن الريحان الفارسي لم يكن قبل كسري أنوشيروان وإنما وجد في زمانه وسببه أنه كان ذات يوم جالسا للمظالم إذ أقبلت حية عظيمة تنساب تحت سريره فهموا بقتلها فقال كسري كفوا عنها فإني أظنها مظلومة فمرت تنساب فأتبعها كسري بعض أساورته فلم يزل سائرة حتي نزلت علي فوهة بئر فنزلت فيها ثم أقبلت تتطلع فنظر الرجل فإذا في قعر البئر حية مقتولة و علي متنها عقرب أسود فأدلي رمحه إلي العقرب ونخسها به وأتي الملك فأخبره بحال الحية فلما كان في العام القابل أتت تلك الحية في اليوم ألذي كان كسري جالسا فيه للمظالم وجعلت تنساب حتي وقفت بين يديه فأخرجت من فيهابزرا أسود فأمر
صفحه : 280
الملك أن يزرع فنبت منه الريحان و كان الملك كثير الزكام وأوجاع الدماغ فاستعمل منه فنفعه جدا وذكر المسعودي عن الزبير بن ركاز أن أخوين في الجاهلية خرجا مسافرين فنزلا في ظل شجرة بجنب صفاة فلما دنا الرواح خرجت لهما من تحت الصفاة حية تحمل دينارا فألقته إليهما فقالا إن هذالمن كنز هنا فأقاما ثلاثة أيام وهي في كل يوم تخرج إليهما دينارا فقال أحدهما للآخر إلي متي ننتظر هذه الحية ألا نقتلها ونحفر هذاالكنز فنأخذه فنهاه أخوه و قال ماتدري لعلك تعطب و لاتدرك المال فأبي عليه ثم أخذ فأسا ورصد الحية حتي خرجت فضربها ضربة جرح رأسها و لم يقتلها وبادرت إليه الحية فقتلته ورجعت إلي جحرها فدفنه أخوه وأقام حتي إذا كان الغد خرجت الحية معصوبا رأسها و ليس معها شيء فقال يا هذه و الله مارضيت ماأصابك ولقد نهيت أخي عن ذلك فلم يقبل فإن رأيتي أن تجعلي الله بيننا علي أن لاتضرني و لاأضرك وترجعين إلي ماكنت عليه أولا فقالت الحية لا قال لأي شيءقالت لأني أعلم أن نفسك لاتطيب لي أبدا و أنت تري قبر أخيك ونفسي لاتطيب لك أبدا و أناأذكر هذه الشجة وَ فِي مُسنَدِ أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن قَتَلَ حَيّةً فَكَأَنّمَا قَتَلَ رَجُلًا مُشرِكاً بِاللّهِ وَ مَن تَرَكَ حَيّةً مَخَافَةَ عَاقِبَتِهَا فَلَيسَ مِنّا
و قال ابن عباس إن الحيات مسخن كمامسخت القردة من بني إسرائيل وكذا رواه الطبراني عنه عن رسول الله ص وكذا ابن حبان
صفحه : 281
و أماالحيات التي في البيوت فلاتقتل حتي تنذر ثلاثة أيام
لِقَولِهِص إِنّ بِالمَدِينَةِ جِنّاً قَد أَسلَمُوا فَإِذَا رَأَيتُم مِنهَا شَيئاً فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ
وحمل بعض العلماء ذلك علي المدينة وحده والصحيح أنه عام في كل بلد لاتقتل حتي تنذر
رَوَي مُسلِمٌ وَ مَالِكٌ فِي آخِرِ المُوَطّإِ وَ غَيرُهُمَا عَن أَبِي السّائِبِ مَولَي هِشَامِ بنِ زُهرَةَ أَنّهُ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ فِي بَيتِهِ فَوَجَدتُهُ يصُلَيّ فَجَلَستُ أَنتَظِرُ فَرَاغَهُ فَسَمِعتُ حَرَكَةً تَحتَ السّرِيرِ فِي نَاحِيَةِ البَيتِ فَالتَفَتّ فَإِذَا حَيّةٌ فَوَثَبتُ لِأَقتُلَهَا فَأَشَارَ إلِيَّ أَنِ اجلِس فَجَلَستُ فَلَمّا انصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ أَشَارَ إِلَي بَيتٍ فِي الدّارِ فَقَالَ أَ تَرَي هَذَا البَيتَ قُلتُ نَعَم قَالَ كَانَ فِيهِ فَتًي مِنّا حَدِيثُ عَهدٍ بِعُرسٍ فَخَرَجنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِص إِلَي الخَندَقِ وَ كَانَ ذَلِكَ الفَتَي يَستَأذِنُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص عِندَ انتِصَافِ النّهَارِ وَ يَرجِعُ إِلَي أَهلِهِ فَاستَأذَنَهُ يَوماً فَقَالَ لَهُص خُذ عَلَيكَ سِلَاحَكَ فإَنِيّ أَخشَي عَلَيكَ بنَيِ قُرَيظَةَ فَأَخَذَ الفَتَي سِلَاحَهُ ثُمّ رَجَعَ إِلَي أَهلِهِ فَوَجَدَ امرَأَتَهُ بَينَ البَابَينِ قَائِمَةً فَأَهوَي إِلَيهَا بِالرّمحِ لِيَطعَنَهَا بِهِ وَ قَد أَصَابَتهُ غَيرُهُ فَقَالَتِ اكفُف عَلَيكَ رُمحَكَ وَ ادخُلِ البَيتَ حَتّي تَنظُرَ مَا ألّذِي أخَرجَنَيِ فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ بِحَيّةٍ عَظِيمَةٍ مُطَوّقَةٍ عَلَي الفِرَاشِ فَأَهوَي إِلَيهَا بِالرّمحِ فَانتَظَمَهَا بِهِ ثُمّ خَرَجَ فَوَكَزَهُ فِي الدّارِ فَاضطَرَبَت عَلَيهِ وَ خَرّ الفَتَي مَيّتاً فَمَا يُدرَي أَيّهُمَا كَانَ أَسرَعَ مَوتاً الحَيّةُ أَمِ الفَتَي قَالَ فَجِئنَا النّبِيّص فَأَخبَرنَاهُ بِذَلِكَ وَ قُلنَا ادعوا[ادعُ] اللّهَ تَعَالَي أَن يُحيِيَهُ فَقَالَ استَغفِرُوا لِصَاحِبِكُم ثُمّ قَالَ إِنّ بِالمَدِينَةِ جِنّاً قَد أَسلَمُوا فَإِذَا رَأَيتُم مِنهَا شَيئاً فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ
صفحه : 282
فَإِن بَدَا لَكُم بَعدَ ذَلِكَ فَاقتُلُوهُ فَإِنّمَا هُوَ شَيطَانٌ
واختلف العلماء في تفسير الإنذار هل هوثلاثة أيام أوثلاث مرات والأول عليه الجمهور وكيفيته أن يقول أنشدكن بالعهد ألذي أخذه عليكن نوح وسليمان ع أن لاتبدوا لنا و لاتعادونا
وَ فِي أُسدِ الغَابَةِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي لَيلَي أَنّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا ظَهَرَتِ الحَيّةُ فِي المَسكَنِ فَقُولُوا لَهَا إِنّا نَسأَلُكَ بِعَهدِ نُوحٍ وَ بِعَهدِ سُلَيمَانَ ع لَا تُؤذِينَا فَإِن عَادَت فَاقتُلُوهَا
وَ روُيَِ عَن عِمرَانَ بنِ الحُصَينِ قَالَ أَخَذَ النّبِيّص بعِمِاَمتَيِ مِن ورَاَئيِ وَ قَالَ يَا عِمرَانُ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الإِنفَاقَ وَ يُبغِضُ الإِقتَارَ فَأَنفِق وَ أَطعِم وَ لَا تُصَرصِر فَيَعسُرَ عَلَيكَ الطّلَبُ وَ اعلَم أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُحِبّ البَصَرَ النّافِذَ عِندَ هَجمِ الشّبُهَاتِ وَ العَقلَ الكَامِلَ عِندَ نُزُولِ الشّهَوَاتِ وَ يُحِبّ السّمَاحَةَ وَ لَو عَلَي تَمَرَاتٍ وَ يُحِبّ الشّجَاعَةَ وَ لَو عَلَي قَتلِ حَيّةٍ
و عندالحنفية ينبغي أن لاتقتل الحية البيضاء لأنها من الجان و قال الطحاوي لابأس بقتل الجميع والأولي هوالإنذار
وَ قَالَ فِي مَوضِعٍ آخَرَ فِي الصّحِيحَينِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَعَنَ اللّهُ مَن مَثّلَ بِالحَيَوَانِ
وَ فِي رِوَايَةٍ لَعَنَ اللّهُ مَنِ اتّخَذَ شَيئاً فِيهِ الرّوحُ غَرَضاً
صفحه : 283
أي يرمي كالغرض من الجلود وغيرها و هذاالنهي للتحريم لأن النبي ص لعن فاعله ولأنه تعذيب للحيوان وإتلاف لنفسه وتضييع لماليته وتفويت لذكاته إن كان يذكي ولمنفعته إن لم يكن يذكي
44- العُيُونُ، وَ العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ البصَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَبَلَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ سَأَلَ شاَميِّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَم حَجّ آدَمُ مِن حِجّةٍ فَقَالَ لَهُ سَبعِينَ حِجّةً مَاشِياً عَلَي قَدَمَيهِ وَ أَوّلُ حِجّةٍ حَجّهَا كَانَ مَعَهُ الصّرَدُ يَدُلّهُ عَلَي مَوَاضِعِ المَاءِ وَ خَرَجَ مَعَهُ مِنَ الجَنّةِ وَ قَد نهُيَِ عَن أَكلِ الصّرَدِ وَ الخُطّافِ وَ سَأَلَهُ مَا بَالُهُ لَا يمَشيِ قَالَ لِأَنّهُ نَاحَ عَلَي بَيتِ المَقدِسِ فَطَافَ حَولَهُ أَربَعِينَ عَاماً يبَكيِ عَلَيهِ وَ لَم يَزَل يبَكيِ مَعَ آدَمَ ع فَمِن هُنَاكَ سَكَنَ البُيُوتَ وَ مَعَهُ تِسعُ آيَاتٍ مِن كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِمّا كَانَ آدَمُ يَقرَؤُهَا فِي الجَنّةِ وَ هيَِ مَعَهُ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثَلَاثُ آيَاتٍ مِن أَوّلِ الكَهفِ وَ ثَلَاثُ آيَاتٍ مِن سُبحَانَ وَ هيَِفَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ وَ ثَلَاثُ آيَاتٍ مِن يس وَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا
45- العُيُونُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الوَهّابِ عَن مَنصُورِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ المُنذِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فِي جَنَاحِ كُلّ هُدهُدٍ خَلَقَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَكتُوبٌ بِالسّريَانِيّةِ آلُ مُحَمّدٍ خَيرُ البَرِيّةِ
46-البَصَائِرُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الجاَموُراَنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ سَيفٍ التمّيِميِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص استَوصُوا بِالصّائِيَاتِ خَيراً يعَنيِ الخُطّافَ فَإِنّهُ آنَسُ طَيرِ النّاسِ بِالنّاسِ ثُمّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 284
ص أَ تَدرُونَ مَا تَقُولُ الصّائِيَةُ إِذَا تَرَنّمَت تَقُولُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ حَتّي تَقرَأَ أُمّ الكِتَابِ فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ تَرَنّمِهَا قَالَتوَ لَا الضّالّينَ
الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ وَ أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ جَمِيعاً عَنِ الجاَموُراَنيِّ مِثلَهُ وَ فِيهِ استَوصُوا بِالصّئِينَاتِ وَ مَا تَقُولُ الصّئِينَةُ إِذَا مَرّت وَ تَرَنّمَت وَ زَادَ فِي آخِرِهِ مَدّ بِهَا رَسُولُ اللّهِص وَ لَا الضّالّينَ
بيان قال الدميري السنونو بضم السين والنونين الواحدة سنونوة و هونوع من الخطاطيف ولذلك سمي حجر اليرقان حجر السنونو ولكن تصحف علي عجائب المخلوقات فقال حجر الصنونو بالصاد والصواب أنه بالسين المهملة نسبة إلي هذاالنوع من الخطاطيف
47- المُختَلَفُ،نَقلًا مِن كِتَابِ عَمّارِ بنِ مُوسَي عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ خُرءُ الخُطّافِ لَا بَأسَ بِهِ هُوَ مِمّا يُؤكَلُ لَحمُهُ وَ لَكِن كُرِهَ أَكلُهُ لِأَنّهُ استَجَارَ بِكَ وَ آوَي فِي مَنزِلِكَ وَ كُلّ شَيءٍ يَستَجِيرُ بِكَ فَأَجِرهُ
التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ عَن عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن مُصَدّقِ بنِ صَدَقَةَ عَن عَمّارٍ مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ أَسقَطَ لَفظَةَ خُرءٍ
48- وَ مِنهُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يُصِيبُ خُطّافاً فِي الصّحرَاءِ أَو يَصِيدُهُ أَ يَأكُلُهُ قَالَ هُوَ مِمّا يُؤكَلُ وَ عَنِ الوَبرِ يُؤكَلُ قَالَ
صفحه : 285
لَا هُوَ حَرَامٌ
بيان حمل الشيخ قوله هومما يؤكل علي التعجب والإنكار و هوبعيد والأولي حمل أخبار النهي علي الكراهة كمافعله الأكثر
49- التّهذِيبُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَن عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الشّقِرّاقِ فَقَالَ كُرِهَ قَتلُهُ لِحَالِ الحَيّاتِ قَالَ وَ كَانَ النّبِيّص يَوماً يمَشيِ فَإِذَا شِقِرّاقٌ قَدِ انقَضّ فَاستَخرَجَ مِن خُفّهِ حَيّةً
بيان قوله ع لحال الحيات أي لأنه يأكلها و في وجوده منفعة عظيمة فلذا كره قتله أولأنه أخرج الحية من خفه ص فصار بذلك محترما أولأنه يأكل الحية ففيه سميته فالمراد بقتله قتله للأكل والأول أظهر
50- الخَرَائِجُ، عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الخُطّافِ فَقَالَ لَا تُؤذُوهُ فَإِنّهُ لَا يؤُذيِ شَيئاً وَ هُوَ طَيرٌ يُحِبّنَا أَهلَ البَيتِ
51- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ سُلَيمَانَ عَن مَروَكِ بنِ عُبَيدٍ عَن نَشِيطِ بنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ لَا أَرَي بِأَكلِ الحُبَارَي بَأساً وَ إِنّهُ جَيّدٌ لِلبَوَاسِيرِ وَ وَجَعِ الظّهرِ وَ هُوَ مِمّا يُعِينُ عَلَي كَثرَةِ الجِمَاعِ
52-حياة الحيوان ،الهدهد بضم الهاءين وإسكان الدال المهملة وبفتح الهاءين وإسكان الدال المهملة بينهما طائر معروف ذو خطوط وألوان كثيرة والجمع الهداهد بالفتح هوطير منتن الريح طبعا لأنه يبني أفحوصته في الزبل و هذاعام في جميع جنسه
صفحه : 286
ويذكر عنه أنه يري الماء في باطن الأرض كمايراه الإنسان في باطن الزجاج وزعموا أنه كان دليل سليمان ع علي الماء وبهذا تفقده لمافقده و كان سبب غيبة الهدهد عن سليمان ع أنه لمافرغ من بناء بيت المقدس عزم علي الخروج إلي أرض الحرم فتجهز واستصحب من الجن والإنس والشياطين والطير والوحش مابلغ عسكره مائة فرسخ فحملتهم الريح فلما وافي الحرم أقام به ماشاء الله أن يقيم و كان ينحر كل يوم طول مقامه خمسة آلاف ناقة ويذبح خمسة آلاف ثور وعشرين ألف شاة وإنه قال لمن حضره من أشراف قومه إن هذامكان يخرج منه نبي عربي من صفته كذا وكذا يعطي النصر علي من ناواه وتبلغ هيبته مسيرة الشهر القريب والبعيد عنده في الحق سواء لاتأخذه في الله لومة لائم قالوا فبأي دين يدين يانبي الله قال بدين الحنيفية فطوبي لمن أدركه وآمن به قالوا فكم بيننا و بين خروجه قال مقدار ألف عام فليبلغ الشاهد منكم الغائب فإنه سيد الأنبياء وخاتم الرسل وأقام سليمان ع بمكة حتي قضي نسكه ثم خرج من مكة صباحا وسار نحو اليمن فوافي صنعاء وقت الزوال و ذلك مسيرة شهر فرأي أرضا حسنا تزهو خضرتها فأحب النزول فيهاليصلي ويتغذي فلما نزل قال الهدهد إن سليمان قداشتغل بالنزول فارتفع نحو السماء فنظر إلي طول الدنيا وعرضها يمينا وشمالا فرأي بستانا لبلقيس فمال إلي الخضرة فوقع فيه فإذا هوبهدهد من هداهد اليمن فهبط عليه و كان اسم هدهد سليمان يعفور فقال ليعفور من أين أقبلت وأين تريد قال أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود ع فقال و من سليمان قال ملك الجن والإنس والشياطين والطيور والوحوش والرياح وذكر له من عظمة ملك سليمان
صفحه : 287
و ماسخر له من كل شيءفمن أين أنت قال الهدهد الآخر أنا من هذه البلاد ووصف له ملك بلقيس و أن تحت يدها اثني عشر ألف قائد تحت كل قائد مائة ألف مقاتل ثم قال فهل أنت منطلق معي حتي تنظر إلي ملكها فقال أخاف أن يتفقدني سليمان في وقت الصلاة إذااحتاج إلي الماء فقال الهدهد اليماني إن صاحبك يسره أن تأتيه بخبر هذه الملكة فمضي معه ونظر إلي ملك بلقيس و مارجع إلي سليمان إلا بعدالعصر فكان سليمان ع قدنزل علي غيرماء فسأل الإنس والجن والشياطين عن الماء فلم يعلموا له خبرا فتفقد الطير وتفقد الهدهد فدعا عريف الطير و هوالنسر وسأله عن الهدهد فلم يجد علمه عنده فغضب سليمان ع عند ذلك و قال لَأُعَذّبَنّهُ عَذاباً شَدِيداًالآية ثم دعا بالعقاب و هوسيد الطير و قال علي بالهدهد الساعة فارتفع في الهواء ونظر إلي الدنيا كالقصعة في يد الرجل ثم التفت يمينا وشمالا فإذا هوبالهدهد مقبلا من نحو اليمن فانقض يريده فناشده الله تعالي و قال أسألك بحق ألذي قواك وأقدرك علي إلا مارحمتني و لم تتعرض لي بسوء فتركه ثم قال له ويلك ثكلتك أمك إن نبي الله قدحلف ليعذبك أوليذبحنك فقال الهدهد أ و مااستثني نبي الله قال بلي أَو ليَأَتيِنَيّ بِسُلطانٍ مُبِينٍ فقال الهدهد فنجوت إذا ثم طار الهدهد والعقاب حتي أتيا سليمان ع فلما قرب منه الهدهد أرخي ذنبه وجناحه يجرهما علي الأرض تواضعا له فأخذ سليمان ع برأسه فمده إليه فقال يانبي الله اذكر وقوفك بين يدي الله عز و جل فارتعد سليمان وعفا عنه ثم سأله عن سبب غيبته فأخبره بأمر بلقيس
صفحه : 288
و قدتقدمت الإشارة إلي طرف من قصتها. و أما قوله لَأُعَذّبَنّهُأراد تعذيبه بما يحتمله حاله ليعتبر به أبناء جنسه وقيل كان عذاب سليمان ع للطير أن ينتف ريشه وذنبه ويلقيه ممعطا لايمتنع من النمل و لا من هوام الأرض و هوأظهر الأقاويل وقيل أن يطلي بالقطران ويشمس وقيل أن يلقي للنمل تأكله وقيل إيداعه القفص وقيل التفريق بينه و بين إلفه وقيل إلزامه صحبة الأضداد و عن بعضهم أنه قال أضيق السجون صحبة الأضداد وقيل حبسه مع غيرجنسه وقيل إلزامه خدمة أقرانه وقيل تزويجه عجوزا. فإن قلت من أين حل تعذيب الهدهد قلت يجوز أن يبيح الله له ذلك كماأباح ذبح البهائم والطيور للأكل وغيره من المنافع .حكي القزويني أن الهدهد قال لسليمان ع أريد أن تكون في ضيافتي قال أناوحدي قال لابل أنت و أهل عسكرك في جزيرة كذا في يوم كذا فحضر سليمان بجنوده فطار الهدهد فاصطاد جرادة وخنقها ورمي بها في البحر و قال كلوا يانبي الله من فاته اللحم ناله المرق فضحك سليمان وجنوده من ذلك حولا كاملا. و قال عكرمة إنما صرف سليمان ع عن ذبح الهدهد لأنه كان بارا بوالديه ينقل الطعام إليهما فيزقهما في حالة كبرهما. قال الجاحظ هووفاء حفوظ ودود و ذلك أنه إذاغابت أنثاه لم يأكل و لم يشرب و لم يشتغل بطلب طعم و لاغيره و لايقطع الصياح حتي تعود إليه فإن حدث حادث أعدمه إياها لم يسفد بعدها أنثي أبدا و لم يزل صائحا عليها ماعاش و لم يشبع أبدا من طعم بل يناله منه مايمسك رمقه إلي أن يشرف علي الموت فعند ذلك ينال منه يسيرا. و في الكامل وشعب الإيمان للبيهقي أن نافعا سأل ابن عباس فقال سليمان ع مع ماخوله الله تعالي من الملك كيف عني بالهدهد مع صغره فقال ابن عباس إنه احتاج إلي الماء والهدهد كانت الأرض له كالزجاج فقال ابن الأزرق
صفحه : 289
لابن عباس قف ياوقاف كيف ينظر الماء من تحت الأرض و لايري الفخ إذاغطي له بقدر إصبع من تراب فقال ابن عباس إذانزل القضاء عمي البصر. ثم قال والأصح تحريم أكله لنهي النبي ص عن قتله ولأنه منتن الريح ويقتات الدود وقيل يحل أكله . و قال الحباري بضم الحاء المهملة طائر معروف و هواسم جنس يقع علي الذكر والأنثي واحده وجمعه سواء و إن شئت قلت في الجمع حبارات و هو من أشد الطير طيرانا وأبعدها صوتا و هوطائر طويل العنق رمادي اللون في منقاره بعض طول ويضرب بهاالمثل في الحمق . و قال الصرد كرطب قال الشيخ أبوعمرو بن الصلاح هومهمل الحروف علي وزن جعل كنيته أبوكثير و هوطائر فوق العصفور يصيد العصافير والجمع صردان قاله النضر بن شميل و هوأبقع ضخم الرأس يكون في الشجر نصفه أبيض ونصفه أسود ضخم المنقار له برثن عظيم يعني أصابعه عظيمة لايري إلا في سعفة أو في شجرة لايقدر عليه أحد و هوشرس النفس شديدة النقرة غذاؤه من اللحم و له صفير مختلف يصفر لكل طائر يريد صيده بلغته فيدعوه إلي التقرب منه فإذااجتمعوا إليه شد علي بعضهم و له منقار شديد فإذانقر واحدا قده من ساعته وأكله و لايزال كذلك هذادأبه ومأواه الأشجار ورءوس القلاع . ونقل أبوالفرج بن الجوزي في المدهش في قوله تعالي وَ إِذ قالَ مُوسي لِفَتاهُالآية عن ابن عباس والضحاك ومقاتل قالوا إن موسي ع لماأحكم التوراة وعلم ما فيها قال في نفسه لم يبق في الأرض أحد أعلم مني من غير أن يتكلم مع أحد فرأي في منامه كان الله أرسل الماء بالماء حتي غرق ما بين المشرق والمغرب فرأي
صفحه : 290
فتاه علي البحر فيهاصردة فكانت الصردة تجيء للماء ألذي غرق الأرض فتنقل الماء بمنقارها ثم تدفعه في البحر فلما استيقظ الكليم هاله ذلك فجاءه جبرائيل فقال ما لي أراك يا موسي كئيبا فأخبره بالرؤيا فقال إنك زعمت أنك استغرقت العلم كله فلم يبق في الأرض من هوأعلم منك و إن لله عبدا علمك في علمه كالماء ألذي حملته الصردة بمنقارها فدفعته في البحر فقال ياجبرائيل من هذاالعبد فقال الخضر بن عاميل من ولد الطيب يعني ابراهيم الخليل ع قال من أين أطلبه قال اطلبه من وراء هذاالبحر فقال من يدلني عليه قال بعض زادك قالوا فمن حرصه علي رؤياه لم يستخلف في قومه ومضي لوجهه و قال لفتاه يوشع هل أنت موازري قال نعم قال اذهب فاحتمل لنا زادا فانطلق يوشع فاحتمل أرغفة وسمكة عتيقة مالحة ثم سارا في البحر حتي خاضا وحلا وطينا ولقيا تعبا ونصبا حتي انتهيا إلي صخرة ناتئة في البحر خلف بحر أرمنية[إرمينية]يقال لتلك الصخرة قلعة الحرس .فأتياها فانطلق موسي ليتوضأ فاقتحم مكانا فوجد عينا من عيون الجنة في البحر فتوضأ منها وانصرف ولحيته تقطر ماء و كان ع حسن اللحية و لم يكن أحد أحسن لحية منه فنفض موسي لحيته فوقعت منها قطرة علي تلك السمكة المالحة وماء الجنة لايصيب شيئا ميتا إلاعاش فعاشت السمكة ووثبت في البحر فسارت فصار مجراها في البحر سربا ونسي يوشع ذكر السمكةفَلَمّا جاوَزا قالَ موسي لِفَتاهُ آتِنا غَداءَناالآية فذكر له أمر السمكة فقال له ذلك ألذي نريده فرجعا يقصان أثرهما فأوحي الله إلي الماء فجمد وصار سربا علي قامة موسي وفتاه فجري الحوت أمامهما حتي خرج إلي البر فصار مسيره لهما جادة فسلكاها فناداهما مناد من السماء إن دعا الجادة فإنه طريق الشياطين إلي عرش إبليس وخذا ذات اليمين .فأخذا ذات اليمين حتي انتهيا إلي صخرة عظيمة وعندها مصلي فقال موسي
صفحه : 291
ماأحسن هذاالمكان ينبغي أن يكون لذلك العبد الصالح فلم يلبثا أن جاء الخضر حتي انتهي إلي ذلك المكان والبقعة فلما قام عليها اهتزت خضرا قالوا وإنما سمي الخضر لأنه لايقوم علي بقعة بيضاء إلاصارت خضراء فقال موسي ع السلام عليك ياخضر فقال وعليك السلام يا موسي يانبي بني إسرائيل فقال و من أدراك من أنا قال أدراني ألذي دلك علي مكاني فكان من أمرهما ما كان و ماقصة القرآن العظيم انتهي . و قال القرطبي ويقال له الصرد الصوام روينا في معجم عبدالغني بن قانع عن أبي غليظة أمية بن خلف الجمحي قال رآني رسول الله ص و علي يده صرد فقال هذاأول طير صام عاشوراء وكذلك أخرجه الحافظ أبو موسي والحديث مثل اسمه غليظ قال الحاكم و هو من الأحاديث التي وضعها قتلة الحسين ع رواه أبو عبد الله بن معاوية بن موسي بن أبي غليظ نشيط بن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي عن أبيه عن أبي غليظ قال رآني رسول الله ص و علي يده صردة قال هذاأول طير صام عاشوراء. و هوحديث باطل ورواته مجهولون . وقيل لماخرج ابراهيم ع من الشام لبناء البيت كانت السكينة معه والصرد و كان الصرد دليله علي الموضع والسكينة بمقداره فلما صار إلي موضع البيت وقفت السكينة في موضع البيت ونادت ابن يا ابراهيم علي مقدار ظلي. وَ رَوَي أَحمَدُ وَ أَبُو دَاوُدَ وَ ابنُ مَاجَه عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ النّبِيّص نَهَي عَن قَتلِ النّحلَةِ وَ النّملَةِ وَ الهُدهُدِ وَ الصّرَدِ
. والعرب تتشأم بصوته وشخصه قال القاضي أبوبكر إنما نهي النبي ص عن قتله لأن العرب كانت تتشأم به فنهي عن قتله ليخلع عن قلوبهم ماثبت فيها من اعتقادهم الشوم فيه لا أنه حرام .
صفحه : 292
و قال الشقراق بفتح الشين وكسرها وربما قالوا الشرقراق طائر ضعيف يسمي الأخيل والعرب تتشأم به و هوأخضر مليح بقدر الحمام خضرته حسنة مشبعة في أجنحته سواد و يكون مخططا بحمرة وخضرة أوسواد و في طبعه شره وشراسة وسرقة فراخ غيره و هو لايزال متباعدا من الإنس ويألف الروابي ورءوس الجبال لكنه يحضن بيضه في العمران العوالي التي لاتناله الأيدي وعشه شديد النتن . و قال الجاحظ إنه نوع من الغربان و في طبعه العفة عن الفساد و هوكثير الاستغاثة إذاحاربه طائر ضربه وصاح كأنه المضروب ثم قال والأكثر علي تحريمه و قال بعض الأصحاب بحله و قال الفيروزآبادي الشقراق ويكسر الشين والشقراق كقرطاس والشرقراق بالفتح والكسر والشرقرق كسفرجل طائر معروف مرقط بخضرة وحمرة وبياض وتكون بأرض الحرم انتهي . و قال الدميري الحداء بكسر الحاء أخس الطائر وجمعها حدأ مثل عنبة وعنب و من ألوانها السود والرمد وهي لاتصيد وإنما تخطف و من طبعها أنها تقف في الطيران و ليس ذلك لغيرها من الكواسر وزعم بعضهم أن الحدأة والعقاب يتبدلان فتصير الحدأة عقابا أوالعقاب حدأة و قال القزويني إنها سنة ذكر وسنة أنثي
وَ رَوَي البخُاَريِّ وَ مُسلِمٌ أَنّ النّبِيّص قَالَ خَمسٌ فَوَاسِقُ يُقتَلنَ فِي الحِلّ وَ الحَرَمِ
وَ فِي رِوَايَةٍ لَيسَ لِلمُحرِمِ فِي قَتلِهِنّ جُنَاحٌ الحِدَأَةُ وَ الغُرَابُ الأَبقَعُ وَ العَقرَبُ وَ الفَأرَةُ وَ الكَلبُ العَقُورُ
.نبه ص بذكر هذه الخمسة علي جواز قتل كل مضر فيجوز قتل الفهد والنمر والذئب والصقر والباشق والشاهين والزنبور والبق والبرغوث والبعوض والوزغ والذباب والنمل إذاآذاه .
صفحه : 293
و قال الخطاف جمعه خطاطيف ويسمي زوار الهند و هو من الطيور القواطع إلي الناس يقطع البلاد البعيدة إليهم رغبة في القرب منهم ثم إنها تبني بيوتها في أبعد المواضع عن الوصول إليها و هذاالطائر يعرف عند الناس بعصفور الجنة لأنه زهد فيما بأيديهم من الأقوات فأحبوه لأنه إنما يتقوت بالبعوض والذباب و من عجيب أمره أن عينه تقلع وترجع و لايري واقفا علي شيءيأكله أبدا و لامجتمعا بأنثاه والخفاش يعاديه فلذلك إذاأفرخ يجعل في عشه قضبان الكرفس فلايؤذيه إذاشم رائحته و لايفرخ في عش عتيق حتي يطينه بطين جديد ويبني عشه بناء عجيبا و ذلك أنه يبني الطين مع التبن فإذا لم يجد طينا مهيأ ألقي نفسه في الماء ثم يتمرغ في التراب حتي يمتلئ جناحاه ويصير شبيها بالطين فإذاهيأ عشه جعله علي القدر ألذي يحتاج إليه هو وأفراخه و لايلقي في عشه زبلا بل يلقيه إلي خارج فإذاكبرت فراخه علمها ذلك وأصحاب اليرقان يلطخون فراخ الخطاف بالزعفران فإذارآها صفرا ظن أن اليرقان أصابها من شدة الحر فيذهب فيأتي بحجر اليرقان من أرض الهند فيطرحه علي فراخه و هوحجر صغير فيه خطوط بين الحمرة والسواد ويعرف بحجر السنونو فيأخذه المحتال فيعلقه عليه أويحكه ويشرب من مائه يسيرا فإنه يبرأ بإذن الله تعالي والخطاف متي سمع صوت الرعد يكاد أن يموت . و قال أرسطو في كتاب النعوت الخطاطيف إذاعميت أكلت من شجرة يقال لها عين شمس فيرد بصرها لما في تلك الشجرة من المنفعة للعين . و في رسالة القشيري في آخر باب المحبة أن خطافا راود خطافه علي قبة سليمان ع فامتنعت منه فقال لها أتمنعين علي و لوشئت لقلبت القبة علي سليمان فسمعه سليمان فدعاه و قال ماحملك علي ما قلت فقال يانبي الله العشاق لايؤاخذون بأقوالهم قال صدقت . وذكر الثعلبي وغيره في تفسير سورة النمل أن آدم ع لماخرج من
صفحه : 294
الجنة اشتكي الوحشة فآنسه الله بالخطاف وألزمها البيوت فهي لاتفارق بني آدم أنسا لهم قال ومعها أربع آيات من كتاب الله العزيز وهيلَو أَنزَلنا هذَا القُرآنَ عَلي جَبَلٍ إلي آخر السورة وتمد صوتها بقوله العَزِيزُ الحَكِيمُ والخطاطيف أنواع منها نوع يألف سواحل البحر يحفر بيته هناك ويعشش فيه و هوصغير الجثة دون عصفور الجنة ولونه رمادي و الناس يسمونه سنونو بضم السين المهملة ونونين ومنها نوع أخضر علي ظهره بعض حمرة أصغر من الدرة يسميه أهل مصر الخضيري لخضرته يقتات الفراش والذباب ونحو ذلك ومنها نوع طويل الأجنحة رقيقها يألف الجبال ويأكل النمل و هذاالنوع يقال له السمائم مفردة سمامة ومنهم من يسمي هذاالنوع السنونو الواحدة سنونوة و هوكثير في المسجد الحرام يعشش في سقفه في باب بني شيبة وبعض الناس يزعم أن ذلك هوالأبابيل ألذي عذب الله تعالي به أصحاب الفيل . ثم قال يحرم أكل الخطاطيف
لِمَا رَوَي عَبدُ الرّحمَنِ بنُ مُعَاوِيَةَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَن قَتلِ الخَطَاطِيفِ
وَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ طَهمَانَ عَن عُبَادَةَ بنِ إِسحَاقَ عَن أَبِيهِ أَنّهُ قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن قَتلِ الخَطَاطِيفِ عَوّادِ البُيُوتِ
. و عن ابن عمر قال لاتقتلوا الضفادع فإن نقيقها تسبيح و لاتقتلوا الخطاف فإنه لماخرب بيت المقدس قال رب سلطني علي البحر حتي أغرقهم . و قال في الضفدع هوبكسر الضاد مثل الخنصر واحد الضفادع والأنثي
صفحه : 295
ضفدعة وناس يقولون ضفدع بفتح الدال قال الخليل ليس في الكلام فعلل إلاأربعة أحرف درهم وهجرع و هوالطويل وهبلع و هوالأكول وقلعم و هواسم . و قال ابن الصلاح الأشهر فيه من حيث اللغة كسر الدال وفتحها أشهر في السنة العامة وأشباه العامة من الخاصة و قدأنكره بعض أئمة اللغة و قال البطليوسي في شرح أدب الكاتب وحكي أيضا ضفدع بضم الضاد وفتح الدال و هونادر حكاه المطرزي أيضا قال في الكفاية وذكر الضفادع يقال له العلجوم بضم العين والجيم وإسكان اللام والواو وآخره ميم والضفدع أنواع كثيرة وتكون من سفاد و غيرسفاد وتتولد من المياه القائمة الضعيفة الجري و من العفونات وعقب الأمطار الغزيرة حتي يظن أنه يقع من السحاب لكثرة مايري منه علي الأسطحة عقيب المطر والريح و ليس ذلك عن ذكر وأنثي وإنما الله تعالي يخلقه في تلك الساعة من طباع تلك التربة وهي من الحيوان التي لاعظام لها ومنها من ينق ومنها ما لاينق و ألذي منها ينق يخرج صوته من قرب أذنه ويوصف بحدة السمع إذاتركت النقيق وكانت خارج الماء و إذاأرادت أن تنق أدخلت فكها الأسفل في الماء ومتي دخل الماء في فيها لاتنق قال عبدالقاهر والثعبان يستدل بصياح الضفدع عليه فيأتي علي صياحه فيأكله وتعرض لبعض الضفادع مثل مايعرض لبعض الوحوش من رؤية النار حيرة إذارأتها وتتعجب منها لأنها تنق فإذاأبصرت النار سكتت و لاتزال تدمن النظر إليها وأول نشوها في الماء أن تظهر مثل حب الدخن الأسود ثم تخرج منه وهي كالدعموص ثم بعد ذلك ينبت لها الأعضاء فسبحان القادر علي مايشاء و علي مايريد سبحانه لاإله غيره إلا هو.
وَ فِي الكَامِلِ لِابنِ عدَيِّ عَن جَابِرٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن قَتَلَ ضِفدِعاً فَعَلَيهِ شَاةٌ مُحرِماً كَانَ أَو حَلَالًا
. قال سفيان يقال أنه ليس شيءأكثر ذكرا لله منه . و فيه أنه روي عن جابر الجعفي عن عكرمة عن ابن عباس أن ضفدعا ألقت
صفحه : 296
نفسها في النار من مخافة الله فأثابهن الله بهابرد الماء وجعل نقيقهن التسبيح
وَ قَالَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن قَتلِ الضّفدِعِ وَ الصّرَدِ وَ النّحلَةِ
قال و لاأعلم لحماد بن عبيد غير هذاالحديث قال البخاري لايصح حديثه و قال أبوحاتم ليس بصحيح الحديث .
وَ فِي كِتَابِ الزّاهِرِ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ القرُطبُيِّ أَنّ دَاوُدَ ع قَالَ لَأُسَبّحَنّ اللّهَ اللّيلَةَ تَسبِيحاً مَا سَبّحَهُ بِهِ أَحَدٌ مِن خَلقِهِ فَنَادَتهُ ضِفدِعَةٌ مِن سَاقِيَةٍ فِي دَارِهِ يَا دَاوُدُ تَفخَرُ عَلَي اللّهِ بِتَسبِيحِكَ إِنّ لِي لَسَبعِينَ سَنَةً مَا جَفّ لسِاَنيِ مِن ذِكرِ اللّهِ تَعَالَي وَ إِنّ لِي لَعَشرَ لَيَالٍ مَا طَعِمتُ خُضراً وَ لَا شَرِبتُ مَاءً اشتِغَالًا بِكَلِمَتَينِ فَقَالَ مَا هُمَا قَالَت يَا مُسَبّحاً بِكُلّ لِسَانٍ وَ مَذكُوراً بِكُلّ مَكَانٍ فَقَالَ دَاوُدُ فِي نَفسِهِ وَ مَا عَسَي أَن أَقُولَ أَبلَغَ مِن هَذَا
وَ رَوَي البيَهقَيِّ فِي شُعَبِهِ عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ أَنّهُ قَالَ إِنّ نبَيِّ اللّهِ دَاوُدَ ظَنّ فِي نَفسِهِ أَنّ أَحَداً لَم يَمدَح خَالِقَهُ بِأَفضَلَ مِمّا يَمدَحُهُ بِهِ فَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيهِ مَلَكاً وَ هُوَ قَاعِدٌ فِي مِحرَابِهِ وَ البَرَكَةُ إِلَي جَانِبِهِ فَقَالَ يَا دَاوُدُ افهَم مَا تَصُوتُ بِهِ الضّفدِعَةُ فَأَنصَتَ إِلَيهَا فَإِذَا هيَِ تَقُولُ سُبحَانَكَ وَ بِحَمدِكَ مُنتَهَي عِلمِكَ فَقَالَ لَهُ المَلَكُ كَيفَ تَرَي فَقَالَ وَ ألّذِي جعَلَنَيِ نَبِيّاً إنِيّ لَم أَمدَحهُ بِهَذَا
. و في كتاب فضل الذكر لجعفر بن محمدالفريابي الحافظ العلامة عن عكرمة أنه قال صوت الضفدع تسبيح . و فيه أيضا عن الأعمش عن أبي صالح أنه سمع صوت صرير باب فقال هذا منه تسبيح . قال الرئيس ابن سينا إذاكثرت الضفادع في سنة وزادت عن العادة يقع الوباء عقيبها. و قال القزويني الضفادع تبيض في الرمل مثل السلحفاة وهي نوعان جبلية ومائية.
صفحه : 297
ونقل الزمخشري في الفائق عن عمر بن عبدالعزيز قال سأل رجل ربه أن يريه موضع الشيطان من قلب ابن آدم فرأي فيما يري النائم رجلا كالبلور يري داخله من خارجه ورأي الشيطان في صورة الضفدع له خرطوم كخرطوم البعوضة قدأدخله في منكبه الأيسر إلي قلبه يوسوس له فإذاذكر الله خنس .
وَ رَوَي ابنُ عدَيِّ عَنِ ابنِ عُمَرَ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَا تَقتُلُوا الضّفَادِعَ فَإِنّ نَقِيقَهَا تَسبِيحٌ
. و قال الزمخشري إنها تقول في نقيقها سبحان الملك القدوس . و عن أنس لاتقتلوا الضفادع فإنها مرت بنار ابراهيم ع فحملت في أفواهها الماء وكانت ترشه علي النار.
وَ فِي شِفَاءِ الصّدُورِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرِو بنِ العَاصِ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَا تَقتُلُوا الضّفَادِعَ فَإِنّ نَقِيقَهُنّ تَسبِيحٌ
.فذلكة اعلم أن أكثر الأصحاب حكموا بكراهة أكل الهدهد والفاختة والقبرة والحباري والصرد والصوام والشقراق واختلفوا في الخطاف فذهب أكثر المتأخرين إلي الكراهة وذهب الشيخ في النهاية والقاضي و ابن إدريس إلي التحريم بل ادعي ابن إدريس عليه الإجماع واستدلوا علي كراهة أكثر ماذكر بما مر من الأخبار الناهية عن قتلها وإيذائها و لايخفي أنها لاتدل علي كراهة أكل لحمها بعدالقتل فإن الظاهر أن ذلك لكرامتها واحترامها لالكراهة لحومها وحرمتها والأخبار الآتية في الفاختة إنما تدل علي كراهة إيوائها في البيوت بل ربما يشعر بحسن قتلها وأكلها قال المحقق الأردبيلي قدس سره بعدإيراد روايات النهي عن قتل الهدهد وظاهر الدليل هوالتحريم والحمل علي الكراهة كأنه للأصل والعمومات وحصر المحرمات ولعدم القائل بالتحريم علي الظاهر تأمل . ثم اعلم أن الكلام في كراهة أكل اللحم والدليل مادل عليه بل علي النهي عن أذاه وقتله و هو غيرمستلزم للنهي عن أكل لحمه و هوظاهر فإن في أكله بعد
صفحه : 298
القتل ليس أذاه وأيضا يحتمل أن يكون المراد بالنهي قتله لاللأكل بل لأذاه يؤيده قوله لايؤذي والعلة أيضا فإن كونه نعم الطير لايستلزم عدم قتله للأكل فإن الغنم أيضا موصوف بأنه نعم المال أومال مبارك ونحو ذلك مع أنه خلق للأكل و لاشك أن الاجتناب عن أذاه أولي وأحوط. ثم قال رحمه الله في حديث الخطاف المتقدم يفهم منه أن المراد بالنهي عن القتل النهي عن الأكل حيث دحا به بعد أن كان مذبوحا ثم نقل النهي عن القتل فتأمل ولكن في السند جهالة واضطراب . و قال قدس سره و أماكراهة الحباري فليس عليها دليل واضح سوي أنه مذكور في أكثر الكتب قال في التحرير و بهارواية شاذة نعم في صحيحة عبد الله بن سنان قال سئل أبو عبد الله ع و أناأسمع ماتقول في الحباري قال إن كانت له قانصة فكل الخبر وهي مشعرة بعدم ظهور حالها فالاجتناب أولي فتأمل انتهي . وأقول كان وجه التأمل أنه لاإشعار في كلامه ع بالكراهة بل الظاهر أن غرضه ع بيان القاعدة الكلية لبعد عدم علمه ع بذلك ويحتمل أن يكون في هذاالتعبير مصلحة أخري كتقية ونحوها وبالجملة عدم الكراهة أظهر لماورد في الصحيح عن كردين المسمعي قال سألت أبا عبد الله ع عن الحباري قال لوددت أن عندي منه فآكل حتي أمتلئ . ولرواية بسطام بن صالح . و أماالحيات فالظاهر جواز قتلها مطلقا إلاعوامر البيوت إذا لم تؤذ أصحاب البيت فإنه يحتمل أن تكون فيهاكراهة لكن ينبغي أن لا يكون الاحتراز عن قتلهن لتوهم إثم في قتلهن أوضرر منهن و أماالتفاصيل الواردة في أخبار العامة
صفحه : 299
فلم نجده في أخبارنا و أماسائر المؤذيات فلابأس بقتلهن و ما لم يؤذ منها فلعل الأفضل الاجتناب عن قتلها تنزها لاتحريما للتعليلات الواردة في بعض الأخبار فتفطن . و أماتعذيب الحيوان الحي بلا مصلحة داعية إلي ذلك فهو قبيح عقلا ويشعر فحاوي بعض الأخبار بالمنع عنه فالأحوط تركه و لم يتعرض أكثر أصحابنا لتلك الأحكام إلانادرا
صفحه : 300
1- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الجاَموُراَنيِّ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع يَقُولُ لَا تَقتُلُوا القُبّرَةَ وَ لَا تَأكُلُوا لَحمَهَا فَإِنّهَا كَثِيرَةُ التّسبِيحِ وَ تَقُولُ فِي آخِرِ تَسبِيحِهَا لَعَنَ اللّهُ مبُغضِيِ آلِ مُحَمّدٍ ع
2- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ وَ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ الهاَشمِيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ قَالَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع القُنزُعَةُ التّيِ هيَِ عَلَي رَأسِ القُبّرَةِ مِن مَسحَةِ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع وَ ذَلِكَ أَنّ الذّكَرَ أَرَادَ أَن يَسفَدَ أُنثَاهُ فَامتَنَعَت عَلَيهِ فَقَالَ لَهَا لَا تمَتنَعِيِ مَا أُرِيدُ إِلّا أَن يُخرِجَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ منِيّ نَسَمَةً يَذكُرُ رَبّهُ فَأَجَابَتهُ إِلَي مَا طَلَبَ فَلَمّا أَرَادَت أَن تَبِيضَ قَالَ لَهَا أَينَ تُرِيدِينَ أَن تَبِيضِينَ فَقَالَت لَهُ لَا أدَريِ أُنَحّيهِ عَنِ الطّرِيقِ فَقَالَ لَهَا إنِيّ خَائِفٌ أَن يَمُرّ بِكِ مَارّ الطّرِيقِ وَ لكَنِيّ أَرَي لَكِ أَن تبَيِضيِ قُربَ الطّرِيقِ فَمَن رَآكِ قُربَهُ تَوَهّمَ أَنّكِ تَعرِضِينَ لِلَقطِ الحَبّ مِنَ الطّرِيقِ فَأَجَابَتهُ إِلَي ذَلِكَ وَ بَاضَت وَ حَضَنَت حَتّي أَشرَفَت عَلَي النّقَابِ فَبَينَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذ
صفحه : 301
طَلَعَ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع فِي جُنُودِهِ وَ الطّيرُ تُظِلّهُ فَقَالَت لَهُ هَذَا سُلَيمَانُ قَد طَلَعَ عَلَينَا فِي جُنُودِهِ وَ لَا آمَنُ أَن يَحطِمَنَا وَ يَحطِمَ بَيضَنَا فَقَالَ لَهَا إِنّ سُلَيمَانَ ع لَرَجُلٌ رَحِيمٌ بِنَا فَهَل عِندَكِ شَيءٌ هَيّأتِهِ لِفِرَاخِكِ إِذَا نَقَبنَ قَالَت نَعَم عنِديِ جَرَادَةٌ خَبَأتُهَا مِنكَ أَنتَظِرُ بِهَا فرِاَخيِ إِذَا نَقَبنَ فَهَل عِندَكَ أَنتَ شَيءٌ قَالَ نَعَم عنِديِ تَمرَةٌ خَبَأتُهَا مِنكِ لِفِرَاخِنَا فَقَالَت خُذ أَنتَ تَمرَتَكَ وَ آخُذُ أَنَا جرَاَدتَيِ وَ نَعرِضُ لِسُلَيمَانَ ع فَنُهدِيهِمَا لَهُ فَإِنّهُ رَجُلٌ يُحِبّ الهَدِيّةَ فَأَخَذَ التّمرَةَ فِي مِنقَارِهِ وَ أَخَذَت هيَِ الجَرَادَةَ فِي رِجلَيهَا ثُمّ تَعَرّضَا لِسُلَيمَانَ ع فَلَمّا رَآهُمَا وَ هُوَ عَلَي عَرشِهِ بَسَطَ يَدَيهِ لَهُمَا فَأَقبَلَا فَوَقَعَ الذّكَرُ عَلَي اليُمنَي وَ وَقَعَتِ الأُنثَي عَلَي اليُسرَي فَسَأَلَهُمَا عَن حَالِهِمَا فأخبره [فَأَخبَرَاهُ]فَقَبِلَ هَدِيّتَهُمَا وَ جَنّبَ جُنُودَهُ عَن بَيضِهِمَا فَمَسَحَ عَلَي رَأسِهِمَا وَ دَعَا لَهُمَا بِالبَرَكَةِ فَحَدَثَتِ القُنزُعَةُ عَلَي رَأسِهِمَا مِن مَسحَةِ سُلَيمَانَ ع
تبيان قال الجوهري القبرة واحدة القبر و هوضرب من الطير والقنبراء لغة فيها والجمع القنابر والعامة تقول القنبرة.أقول الأخبار تدل علي أنها مع النون أيضا لغة فصيحة كمامر عن القاموس قولا ونقل الدميري عن البطليوسي في شرح أدب الكاتب أنها أيضا لغة فصيحة قال و في طبعه أنه لايهوله صوت صائح وربما رمي بالحجر فاستخف بالرامي ولطئ بالأرض حتي يجاوزه الحجر و هويضع وكره علي الجادة حبا للإنس انتهي . و قال الجوهري حضن الطائر بيضه يحضنه إذاضمه إلي نفسه تحت جناحه
صفحه : 302
علي النقاب أي شق البيضة عن الفرخ والحطم الكسر ولعل الخوف لاحتمال النزول أولاجتماع الناس للنظر إلي شوكته وزينته وغرائب أمره فيحطمون فالإسناد إليه إسناد إلي السبب البعيد. و قال المحقق الأردبيلي روح الله روحه بعدإيراده الرواية الأخيرة فيهاأحكام مثل قصد النسل من النكاح والتجنب عن كسر بيض الطيور وأخذها والهدية وقبولها و إن كان قليلا جدا و كان لصاحبها طلب من المهدي إليه والدعاء له بالبركة وغيرها و إن كان في شرع سليمان ع فتأمل انتهي . و قال شارح اللمعة نور الله ضريحه كراهة القبرة منضمة إلي البركة بخلاف الفاختة
3- دَلَائِلُ الطبّرَيِّ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ المَعرُوفِ بِغَزَالٍ قَالَ كُنتُ جَالِساً مَعَ أَبِي الحَسَنِ ع فِي حَائِطٍ لَهُ إِذ جَاءَ عُصفُورٌ فَوَقَعَ بَينَ يَدَيهِ وَ أَخَذَ يَصِيحُ وَ يُكثِرُ الصّيَاحَ وَ يَضطَرِبُ فَقَالَ لِي تدَريِ مَا يَقُولُ هَذَا العُصفُورُ قُلتُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ وَلِيّهُ أَعلَمُ فَقَالَ يَقُولُ يَا موَلاَيَ إِنّ حَيّةً تُرِيدُ أَن تَأكُلَ فرِاَخيِ فِي البَيتِ فَقُم بِنَا نَدفَعهَا عَنهُ وَ عَن فِرَاخِهِ فَقُمنَا وَ دَخَلنَا البَيتَ فَإِذَا حَيّةٌ تَجُولُ فِي البَيتِ فَقَتَلنَاهَا
4- البَصَائِرُ، عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ الوَشّاءِ عَمّن رَوَاهُ عَنِ الميِثمَيِّ عَن مَنصُورٍ عَنِ الثمّاَليِّ قَالَ كُنتُ مَعَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع فِي دَارِهِ وَ فِيهَا عَصَافِيرُ وَ هُنّ يَصِحنَ فَقَالَ لِي أَ تدَريِ مَا يَقُلنَ هَؤُلَاءِ العَصَافِيرُ قُلتُ لَا أدَريِ قَالَ يُسَبّحنَ رَبّهُنّ وَ يَطلُبنَ رِزقَهُنّ
دَلَائِلُ الطبّرَيِّ، عَنِ ابنِ يَزِيدَ عَنِ الوَشّاءِ عَمّن رَوَاهُ عَنِ الميِثمَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مَنصُورٍ عَنِ الثمّاَليِّ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ يُسَبّحنَ رَبّهُنّ وَ يُهَلّلنَ وَ يَسأَلنَهُ قُوتَ يَومِهِنّ ثُمّ قَالَ يَا بَا حَمزَةَعُلّمنا مَنطِقَ الطّيرِ وَ أُوتِينا مِن كُلّ شَيءٍ
صفحه : 303
5- البَصَائِرُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن سَالِمٍ مَولَي أَبَانٍ بَيّاعِ الزطّيّّ قَالَ كُنّا فِي حَائِطٍ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع وَ نَفَرٌ معَيِ قَالَ فَصَاحَتِ العَصَافِيرُ فَقَالَ أَ تدَريِ مَا تَقُولُ فَقُلنَا جَعَلَنَا اللّهُ فِدَاكَ لَا ندَريِ مَا تَقُولُ فَقَالَ تَقُولُ أللّهُمّ إِنّا خَلقٌ مِن خَلقِكَ لَا بُدّ لَنَا مِن رِزقِكَ فَأَطعِمنَا وَ اسقِنَا
6- مَشَارِقُ الأَنوَارِ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ خَرَجتُ مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع فَإِذَا نَحنُ بِقَاعٍ مُجدِبٍ يَتَوَقّدُ حَرّاً وَ هُنَاكَ عَصَافِيرُ فَتَطَايَرنَ حَولَ بَغلَتِهِ فَزَجَرَهَا فَقَالَ لَا وَ لَا كَرَامَةَ قَالَ ثُمّ سَارَ إِلَي مَقصِدِهِ فَلَمّا رَجَعنَا مِنَ الغَدِ وَ عُدنَا إِلَي القَاعِ فَإِذَا العَصَافِيرُ قَد طَارَت وَ دَارَت حَولَ بَغلَتِهِ وَ رَفرَفَت فَسَمِعتُهُ يَقُولُ اشربَيِ وَ ارويِ قَالَ فَنَظَرتُ وَ إِذَا فِي القَاعِ ضَحضَاحٌ مِنَ المَاءِ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ بِالأَمسِ مَنَعتَهَا وَ اليَومَ سَقَيتَهَا فَقَالَ اعلَم أَنّ اليَومَ خَالَطَهَا القَنَابِرُ فَسَقَيتُهَا وَ لَو لَا القَنَابِرُ لَمَا سَقَيتُهَا فَقُلتُ يَا سيَدّيِ وَ مَا الفَرقُ بَينَ القَنَابِرِ وَ العَصَافِيرِ فَقَالَ وَيحَكَ أَمّا العَصَافِيرُ فَإِنّهُم موَاَليِ عُمَرَ لِأَنّهُم مِنهُ وَ أَمّا القَنَابِرُ فَإِنّهُم مِن مَوَالِينَا أَهلَ البَيتِ وَ إِنّهُم يَقُولُونَ فِي صَفِيرِهِم بُورِكتُم أَهلَ البَيتِ وَ بُورِكَت شِيعَتُكُم وَ لَعَنَ اللّهُ أَعدَاءَكُم ثُمّ قَالَ عَادَانَا مِن كُلّ شَيءٌ حَتّي مِنَ الطّيُورِ الفَاخِتَةُ وَ مِنَ الأَيّامِ الأَربِعَاءُ
7- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القاَساَنيِّ عَن أَبِي أَيّوبَ المدَنَيِّ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ لَا تَأكُلُوا القُنبُرَةَ وَ لَا تَسُبّوهَا وَ لَا تُعطُوهَا الصّبيَانَ يَلعَبُونَ بِهَا فَإِنّهَا كَثِيرَةُ التّسبِيحِ لِلّهِ وَ تَسبِيحُهَا لَعَنَ اللّهُ مبُغضِيِ آلِ مُحَمّدٍ
صفحه : 304
8- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ كَانَ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ ع يَقُولُ مَا أَزرَعُ الزّرعَ لِطَلَبِ الفَضلِ فِيهِ وَ مَا أَزرَعُهُ إِلّا لِيَتَنَاوَلَهُ الفَقِيرُ وَ ذُو الحَاجَةِ وَ لِيَتَنَاوَلَ مِنهُ القُنبُرَةُ خَاصّةً مِنَ الطّيرِ
الكافي، عن العدة عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن محمد بن سليمان عن أبي أيوب مثل الخبرين .تبيين يظهر من المجالس أن علي بن محمد بن سليمان هوالقاساني و أن سليمان تصحيف شيرة فإن القاساني هو علي بن محمد بن شيرة كماذكره النجاشي ثم اعلم أنه لايبعد أن تكون الأخبار الواردة في حب بعض الحيوانات والنباتات والجمادات لهم ع وبغض بعضها لهم وكونها منسوبة إلي أعدائهم محمولة علي أنه للأشياء الحسنة ارتباط واقعي منسوب بعضها إلي بعض وللأجناس الخبيثة ربط واقعي لبعضها إلي بعض سواء كانت من الإنسان والحيوانات أوالجمادات أوالأعمال أوالأفعال أوالأخلاق أوغيرها فالطيور الحسنة مثلا من جهة حسنها الواقعي كأنها تحب المقدسين من البشر لاشتراكها معهم في الحسن وكذا النباتات والجمادات وغيرها والأمور القبيحة والأشياء الخبيثة لها مناسبة بالملعونين من البشر فكأنها تحبهم لمناسبتها لهم وتبغض الأئمة وشيعتهم لمباينتها إياهم والتسليم لها مجملا وتفويض علمها إليهم أحوط وأولي و قدمر بعض القول في مثله .
9-حياة الحيوان ،العصفور بضم العين وحكي ابن رشيق الفتح أيضا والأنثي عصفورة قال حمزة سمي عصفورا لأنه عصي وفر و هوأنواع منها مايطرب بصوته ومنها مايعجب بصوته وحسنه والعصفور الصوار هو ألذي يجيب إذادعي وعصفور الجنة هوالخطاف و أماالعصفور الدوري فإن في طباعه اختلافا و ذلك أن فيه من الطباع مايشبه طباع السباع و هوأكل اللحم و لايزق فراخه و من
صفحه : 305
البهائم أنه ليس بذي مخلب و لامنسر ويأكل الحب و إذاسقط علي عود قدم أصابعه الثلاث وأخر الدابرة وسائر سباع الطير تقدم إصبعين وتفرج إصبعين ويأكل الحب والبقول ويتميز الذكر منها بلحية سوداء كمامر للرجل والتيس والديك و ليس في الأرض طائر و لاسبع و لابهيمة أحني من العصفور علي ولده و لاأشد له عشقا و ذلك مشاهد عندأخذ فراخها ووكره في العمران تحت السقوف خوفا من الجوارح و إذاخلت مدينة من أهلها ذهبت العصافير منها فإذاعادوا إليها عادت العصافير بها والعصفور لايعرف المشي وإنما يثب وثبا و هوكثير السفاد فربما سفد في الساعة الواحدة مائة مرة ولذلك قصر عمره فإنه لايعيش في الغالب أكثر من سنة ولفرخه تدرب علي الطيران حتي أنه يدعي فيجيب قال الجاحظ بلغني أنه يرجع من فرسخ و من أنواعه عصفور الشوك ومأواه السباخ وزعم أرسطو أن بينه و بين الحمار عداوة لأن الحمار إذا كان به دبر حكه بالشوك ألذي يأوي إليه هذاالعصفور فيقتله وربما نهق الحمار فتسقط فراخه أوبيضه من جوف وكره فلذلك هذاالعصفور إذارأي الحمار رفرف فوق رأسه و علي عينه وآذاه بطيرانه وصياحه و من أنواعه القبرة وحسون و هوذو ألوان بحمرة وصفرة وبياض وسواد وزرقة وخضرة و هويقبل التعليم فيتعلم أخذ الشيء من يد الإنسان المتباعد ويأتي به إلي مالكه ومنها البلبل والصعوة والحمرة والعندليب والمكاكي والصافر والتنوط والوضع والبرقش والقبعة وَ رَوَي البيَهقَيِّ وَ ابنُ عَسَاكِرَ بِسَنَدِهِمَا إِلَي أَبِي مَالِكٍ قَالَمَرّ سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ ع بِعُصفُورٍ يَدُورُ حَولَ عُصفُورَةٍ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ أَ تَدرُونَ مَا يَقُولُ قَالُوا وَ مَا
صفحه : 306
يَقُولُ يَا نبَيِّ اللّهِ قَالَ يَخطُبُهَا إِلَي نَفسِهِ وَ يَقُولُ تزُوَجّيِنيِ أُسكِنكِ أَيّ قُصُورِ دِمَشقَ شِئتَ قَالَ سُلَيمَانُ وَ قُصُورُ دِمَشقَ مَبنِيّةٌ بِالصّخرِ لَا يَقدِرُ أَن يُسكِنَهَا لَكِنّ كُلّ خَاطِبٍ كَذّابٌ
وَ رَوَي ابنُ قَانِعٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن قَتَلَ عُصفُوراً عَبَثاً عَجّ إِلَي اللّهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ يَقُولُ يَا رَبّ عَبدُكَ قتَلَنَيِ عَبَثاً وَ لَم يقَتلُنيِ لِمَنفَعَةٍ
وَ فِي الحِليَةِ لِلحَافِظِ أَبِي نُعَيمٍ قَالَ أَبُو حَمزَةَ الثمّاَليِّ كُنتُ عِندَ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العَابِدِينَ ع إِذَا عَصَافِيرُ يَطِرنَ حَولَهُ وَ يَصرُخنَ فَقَالَ يَا بَا حَمزَةَ هَل تدَريِ مَا تَقُولُ هَذِهِ العَصَافِيرُ قُلتُ لَا قَالَ إِنّهَا تُقَدّسُ رَبّهَا جَلّ وَ عَلَا وَ تَسأَلُهُ قُوتَ يَومِهَا
و قال ابن عباس لماركب موسي والخضر ع السفينة جاء عصفور حتي وقع علي حرف السفينة ثم نقر في البحر فقال له الخضر مانقص علمي وعلمك من علم الله إلامثل مانقص هذاالعصفور من البحر قال العلماء لفظ النقص ليس هنا علي ظاهره وإنما معناه أنما علمي وعلمك بالنسبة إلي علم الله كنسبة مانقره هذاالعصفور من هذاالبحر قلت و هذا علي التقريب إلي الأفهام و إلافنسبة علمهما أقل وأحقر
وَ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن إِنسَانٍ يَقتُلُ عُصفُوراً فَمَا فَوقَهَا بِغَيرِ حَقّهَا إِلّا سَأَلَهُ اللّهُ عَنهَا قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا حَقّهَا قَالَ أَن يَذبَحَهَا فَيَأكُلَهَا وَ أَن لَا يَقطَعَ رَأسَهَا وَ يرَميَِ بِهِ
رواه النسائي ولحم العصافير حار يابس أجود من لحم الدجاج وأجودها الشتوية السمان وأكلها يزيد في المني والباه لكنها تضر أصحاب الرطوبات الأصلية ويدفع ضررها دهن اللوز وهي تولد خلطا صفراويا توافق من الإنسان الشيوخ و من الأمزجة
صفحه : 307
الباردة و من الأزمان الشتاء
وَ رَوَي الحَافِظُ أَبُو نُعَيمٍ وَ صَاحِبُ التّرغِيبِ وَ التّرهِيبِ مِن حَدِيثِ مَالِكِ بنِ دِينَارٍ أَنّ سُلَيمَانَ بنَ دَاوُدَ ع مَرّ عَلَي بُلبُلٍ فَوقَ شَجَرَةٍ تُصَفّرُ وَ تُحَرّكُ رَأسَهَا وَ تُمِيلُ ذَنَبَهَا فَقَالَ لِأَصحَابِهِ أَ تَدرُونَ مَا يَقُولُ قَالُوا لَا قَالَ إِنّهُ يَقُولُ أَكَلتُ نِصفَ تَمرَةٍ وَ عَلَي الدّنيَا العَفَا
و هوالدروس وذهاب الأثر وقيل التراب و قال الصعوة من صغار العصافير أحمر الرأس و قال الحمر بضم الحاء المهملة وتشديد الميم والراء المهملة ضرب من الطير كالعصفور
وَ روُيَِ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ كُنّا عِندَ النّبِيّص فَدَخَلَ رَجُلٌ غَيضَةً فَأَخرَجَ مِنهَا بَيضَةَ حُمّرَةٍ فَجَاءَتِ الحُمّرَةُ تُرَفرِفُ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ أَصحَابِهِ فَقَالَ لِأَصحَابِهِ أَيّكُم فَجَعَ هَذِهِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللّهِ أَخَذتُ بَيضَهَا وَ فِي رِوَايَةٍ فُرَيخَهَا فَقَالَ رُدّهُ رُدّهُ رَحمَةً لَهَا
و في الترمذي و ابن ماجه عن عامر الدارمي مثله و قال العندليب الهزار والجمع العنادل والبلبل يعندل إذاصوت و قال المكاء بالمد والتشديد طائر وجمعه المكاكي والمكاء الصغير و هذا
صفحه : 308
الطائر يصفر ويصوت كثيرا و قال القزويني هو من طير البادية يتخذ أفحوصة عجيبا وبينه و بين الحية معاداة فإن الحية تأكل بيضه وفراخه وحدث هشام بن سالم أن حية أكلت بيض مكاء فجعل المكاء يشرشر علي رأسها ويدنو منها حتي إذافتحت فاها ألقي في فيهاحسكة فأخذت بحلق الحية فماتت و قال الصافر ويقال الصفار طائر معروف من أنواع العصافير و من شأنه أنه إذاأقبل الليل يأخذ بغصن شجرة ويضم عليه رجليه وينكس رأسه ثم لايزال يصيح حتي يطلع الفجر ويظهر النور قال القزويني إنما يصيح خوفا من السماء أن تقع عليه قال غيره الصافر التنوط وإنه إن كان له وكر جعله كالخريطة و إن لم يكن له وكر شرع يتعلق بالأغصان كماذكرناه و قال التنوط بضم التاء وكسرها و قديفتح وفتح النون وضم الواو المشددة وقيل يجوز الفتح أيضا قال الأصمعي إنما سمي بذلك لأنه يدلي خيطا من شجرة يفرخ فيها والواحدة تنوطة و من شأنه إذاأقبل عليه الليل ينتقل في زوايا بيته ويدور فيها و لايأخذه قرار إلي الصبح خوفا علي نفسه و قال الوضع بفتح الواو والضاد المعجمة والعين المهملة الصعوة وقيل هوطائر أصغر من العصفور و في الحديث أن إسرافيل ع له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب و أن العرش
صفحه : 309
علي منكب إسرافيل ليتضاءل الأحيان لعظمة الله تعالي حتي يصير مثل الوضع والبرقش بالكسر طائر صغير مثل العصفور ويسميه أهل الحجاز السرسوز و قال القبعة بضم القاف وتخفيف الباء الموحدة والعين المهملة المفتوحتين طوير أبقع مثل العصفور و يكون عنده حجرة الجرذان فإذافرغ أورمي بجحر انقبع فيهاقاله ابن السكيت و قوله انقبع فيها أي دخل الجحر فالتجأ فيه
صفحه : 310
الآيات البقرةإِنّ اللّهَ لا يسَتحَييِ أَن يَضرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوقَهاالحج يا أَيّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاستَمِعُوا لَهُ إِنّ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لَن يَخلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجتَمَعُوا لَهُ وَ إِن يَسلُبهُمُ الذّبابُ شَيئاً لا يَستَنقِذُوهُ مِنهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَ المَطلُوبُ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِ إِنّ اللّهَ لقَوَيِّ عَزِيزٌ.تفسيرأَن يَضرِبَ مَثَلًا ما أي للحق يوضحه به لعباده المؤمنين أي مثل كان مابعوضة فما فوقها و هوالذباب رد بذلك علي من طعن في ضربه الأمثال بالذباب وبالعنكبوت وبمستوقد النار والصيب في كتابه و في مجمع البيان عن الصادق ع إنما ضرب الله المثل بالبعوضة لأنها علي صغر حجمها خلق الله فيهاجميع ماخلق الله في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين فأراد الله أن ينبه بذلك المؤمنين علي لطيف خلقه وعجيب صنعه فَاستَمِعُوا لَهُ أي استماع تدبر وتفكرإِنّ الّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللّهِيعني الأصنام لَن يَخلُقُوا ذُباباً أي لايقدرون علي خلقه مع صغره وَ لَوِ اجتَمَعُوا لَهُ أي و لوتعاونوا علي خلقه وَ إِن يَسلُبهُمُ الذّبابُإلخ أي فكيف يكونون آلهة قادرين علي المقدورات كلها. وَ روُيَِ فِي الكاَفيِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَكَانَت قُرَيشٌ تُلَطّخُ الأَصنَامَ التّيِ كَانَت حَولَ الكَعبَةِ بِالمِسكِ وَ العَنبَرِ وَ كَانَ يَغُوثُ قِبَالَ البَابِ وَ يَعُوقُ عَن يَمِينِ الكَعبَةِ وَ نَسرٌ عَن يَسَارِهَا وَ كَانُوا إِذَا دَخَلُوا خَرّوا سُجّداً لِيَغُوثَ وَ لَا يَنحَنُونَ ثُمّ يَستَدِيرُونَ
صفحه : 311
بِحِيَالِهِم إِلَي يَعُوقَ ثُمّ يَستَدِيرُونَ عَن يَسَارِهَا بِحِيَالِهِم إِلَي نَسرٍ ثُمّ يُلَبّونَ فَيَقُولُونَ لَبّيكَ أللّهُمّ لَبّيكَ لَبّيكَ لَا شَرِيكَ لَكَ إِلّا شَرِيكٌ هُوَ لَكَ تَملِكُهُ وَ مَا مَلَكَ قَالَ فَبَعَثَ اللّهُ ذُبَاباً أَخضَرَ لَهُ أَربَعَةُ أَجنِحَةٍ فَلَم يَبقَ مِن ذَلِكَ المِسكِ وَ العَنبَرِ شَيئاً إِلّا أَكَلَهُ فَأَنزَلَ اللّهُيا أَيّهَا النّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌالآيَةَما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِ أَي مَا عَظّمُوهُ حَقّ تَعظِيمِهِ أَو مَا عَرَفُوهُ حَقّ مَعرِفَتِهِ حَيثُ أَشرَكُوا بِهِ وَ سَمّوا بِاسمِهِ مَا هُوَ أَبعَدُ الأَشيَاءِ عَنهُ مُنَاسَبَةً
1- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا بَأسَ بِقَتلِ البُرغُوثِ وَ القَملَةِ وَ البَقّةِ فِي الحَرَمِ
2- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَن مُثَنّي بنِ عَبدِ السّلَامِ عَن زُرَارَةَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المُحرِمِ يَقتُلُ البَقّةَ وَ البُرغُوثَ إِذَا آذَيَاهُ قَالَ نَعَم
3- التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ يعَنيِ المرُاَديِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الذّبَابِ يَقَعُ فِي الدّهنِ وَ السّمنِ وَ الطّعَامِ فَقَالَ لَا بَأسَ كُل
4- السّرَائِرُ،نَقلًا مِن كِتَابِ البزَنَطيِّ عَن جَمِيلٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ المُحرِمِ يَقتُلُ البَقّةَ وَ البَرَاغِيثَ إِذَا آذَيَاهُ قَالَ نَعَم
5-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَمّن ذَكَرَهُ عَنِ الرّبِيعِ صَاحِبِ المَنصُورِ قَالَ قَالَ المَنصُورُ
صفحه : 312
يَوماً لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع وَ قَد وَقَعَ عَلَي المَنصُورِ ذُبَابٌ فَذَبّهُ عَنهُ ثُمّ وَقَعَ عَلَيهِ فَذَبّهُ عَنهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ لأِيَّ شَيءٍ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الذّبَابَ قَالَ لِيُذِلّ بِهِ الجَبّارِينَ
6- وَ مِنهُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الصّهبَانِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو لَا مَا يَقَعُ مِنَ الذّبَابِ عَلَي طَعَامِ النّاسِ مَا وُجِدَ مِنهُم إِلّا مَجذُوماً
7- طِبّ الأَئِمّةِ، عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ أُورَمَةَ عَن صَالِحِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا وَقَعَ الذّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُم فَليَغمِسهُ فِيهِ فَإِنّ فِي إِحدَي جَنَاحَيهِ شِفَاءً وَ فِي الأُخرَي سَمّاً وَ إِنّهُ يَغمِسُ جَنَاحَهُ المَسمُومَ فِي الشّرَابِ وَ لَا يَغمِسُ ألّذِي فِيهِ الشّفَاءُ فَاغمِسُوهَا لِئَلّا يَضُرّكُم
وَ قَالَ ع لَو لَا الذّبَابُ ألّذِي يَقَعُ فِي أَطعِمَةِ النّاسِ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُونَ لَأَسرَعَ فِيهِمُ الجُذَامُ
8- وَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع لَو لَا أَنّ النّاسَ يَأكُلُونَ الذّبَابَ مِن حَيثُ لَا يَعلَمُونَ لَجُذِمُوا أَو قَالَ لَجُذِمَ عَامّتُهُم
9-التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن هَارُونَ بنِ خَارِجَةَ عَن شُعَيبٍ عَن عِيسَي بنِ حَسّانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَكُنتُ
صفحه : 313
عِندَهُ إِذ أَقبَلَت خُنفَسَاءُ فَقَالَ نَحّهَا فَإِنّهَا قِشّةٌ مِن قِشَاشِ النّارِ
بيان في القاموس القشة بالكسر دويبة كالخنفساء. و قال الدميري الخنفساء بفتح الفاء ممدودة والأنثي خنفساة بالهاء تتولد من عفونة الأرض وبينها و بين العقرب صداقة وهي أنواع منها الجعل وحمار قبان وبنات وردان والحنطب و هوذكر الخنافس والخنفساء مخصوصة بكسرة الفسو. وَ رَوَي ابنُ عدَيِّ عَنِ النّبِيّص قَالَ لِيَدَعَنّ النّاسُ فَخرَهُم فِي الجَاهِلِيّةِ أَو لِيَكُونَنّ أَبغَضَ إِلَي اللّهِ مِنَ الخَنَافِسِ
. وحكي القزويني أن رجلا رأي خنفساء فقال مايريد الله من خلق هذه أحسن شكلها أوطيب ريحها فابتلاه الله بقرحة عجز عنها الأطباء حتي ترك علاجها فسمع يوما صوت طبيب من الطرقيين و هوينادي في الدرب فقال هاتوه حتي ينظر في أمري فقالوا ماتصنع بطريقي و قدعجز عنك حذاق الأطباء فقال لابد لي منه فلما أحضروه ورأي القرحة استدعي بخنفساء فضحك الحاضرون فتذكر العليل القول ألذي سبق منه فقال أحضروا له ماطلب فإن الرجل علي بصيرة فأحرقها وذر رمادها علي قرحته فبرأ بإذن الله تعالي فقال للحاضرين إن الله تعالي أراد أن يعرفني أن أخس المخلوقات أعز الأدوية. و قال الذباب معروف واحدته ذبابة وجمعه أذبة وذبان بكسر الذال وتشديد الباء الموحدة وبالنون في آخره قال أفلاطون إن الذباب أحرص الأشياء
صفحه : 314
و لم يخلق للذباب أجفان لصغر أحداقها و من شأن الأجفان أن تصقل مرآة الحدقة من الغبار فجعل الله لها عوض الأجفان يدين تصقل بهما مرآة حدقتها فلذا تري الذباب يمسح بيديه عينيه و هوأصناف كثيرة متولدة من العفونة قال الجاحظ الذباب عندالعرب يقع علي الزنابير والبعوض بأنواعه كالبق والبراغيث والقمل والصواب والناموس والفراش والنمل والذباب المعروف عندالإطلاق العرفي و هوأصناف النغر والقمع والخازباز والشعراء وذباب الكلاب وذباب الرياض وذباب الكلاء والذباب ألذي يخالط الناس يخلق من السفاد و قديخلق من الأجسام ويقال إن الباقلاء إذاعتق في موضع استحال كله ذبابا فطار من الكوي التي في ذلك الموضع و لايبقي فيه غيرالقشر.
وَ عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ عُمُرُ الذّبَابِ أَربَعُونَ لَيلَةً وَ الذّبَابُ كُلّهُ فِي النّارِ إِلّا النّحلَ
.قيل كونه في النار ليس بعذاب وإنما هوليعذب به أهل النار لوقوعه عليهم
وَ عَن أَبِي أُمَامَةَ أَنّ النّبِيّص قَالَ وُكّلَ بِالمُؤمِنِ مِائَةٌ وَ سِتّونَ مَلَكاً يَذُبّونَ عَنهُ مَا لَم يَقدِر عَلَيهِ فَمِن ذَلِكَ سَبعَةُ أَملَاكٍ يَذُبّونَ عَنهُ كَمَا يُذَبّ عَن قَصعَةِ العَسَلِ الذّبَابُ فِي يَومِ الصّائِفِ وَ لَو بَدَوا لَكُم لَرَأَيتُمُوهُم عَلَي كُلّ سَهلٍ وَ جَبَلٍ كُلّ بَاسِطٌ يَدَهُ فَاغِرٌ فَاهُ وَ لَو وُكّلَ العَبدُ إِلَي نَفسِهِ طَرفَةَ عَينٍ لَاختَطَفَتهُ الشّيَاطِينُ
. والعرب يجعل الذباب والفراش والدبر ونحوه كلها واحدا وجالينوس يقول إنه ألوان فللإبل ذباب وللبقر ذباب وأصله دود صغار تخرج من أبدانهن فتصير ذبابا وزنابير وذباب الناس يتولد من الزبل إذاهاجت ريح الجنوب ويخلق في تلك الساعة و إذاهبت ريح الشمال خف وتلاشي و هو من ذوات الخراطيم كالبعوض انتهي . و من عجيب أمره أنه يلقي رجيعه علي الأبيض أسود و علي الأسود أبيض
صفحه : 315
و لايقع علي شجرة اليقطين ولذلك أنبتها الله علي يونس ع حين خرج من بطن الحوت و لووقعت عليه ذبابة لآلمته فمنع الله تعالي عنه الذباب فلم يزل كذلك حتي تصلب جسمه و لايظهر كثيرا إلا في الأماكن العفنة ومبدأ خلقه منها ثم من السفاد وربما بقي الذكر علي الأنثي عامة اليوم و من الحيوان الشمسية لأنه يخفي شتاء ويظهر صيفا.
وَ رَوَي البخُاَريِّ وَ غَيرُهُ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِذَا وَقَعَ الذّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُم فَليَمقُلهُ فَإِنّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيهِ دَاءً وَ فِي الآخَرِ دَوَاءً وَ إِنّهُ يتَقّيِ بِجَنَاحِهِ ألّذِي فِيهِ الدّاءُ
وَ فِي رِوَايَةِ النسّاَئيِّ وَ ابنِ مَاجَه أَنّ إِحدَي جنَاَحيَِ الذّبَابِ سَمّ وَ الآخَرَ شِفَاءٌ فَإِذَا وَقَعَ فِي الطّعَامِ فَامقُلُوهُ فَإِنّهُ يُقَدّمُ السّمّ وَ يُؤَخّرُ الشّفَاءَ
. و قال الخطابي و قدتكلم علي هذاالحديث بعض من لاخلاق له و قال كيف يكون هذا وكيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي ذبابة وكيف تعلم ذلك في نفسها حتي تقدم جناح الداء وتؤخر جناح الشفاء و ماأداها إلي ذلك قال و هذاسؤال جاهل أومتجاهل فإن ألذي يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان قدجمع فيها بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وهي أشياء متضادة إذاتلاقت تفاسدت ثم يري الله سبحانه قدألف بينها وقهرها علي الاجتماع وجعل منها قوي الحيوان التي منها بقاؤه وصلاحه لجدير أن لاينكر اجتماع الداء والشفاء في جزءين من حيوان واحد و أن ألذي ألهم النحلة أن تتخذ البيت العجيب الصنعة و أن تعسل فيه وألهم الذرة أن تكتسب قوتها وتدخره لأوان حاجتها إليه هو ألذي خلق الذبابة وجعل لها الهداية إلي أن تقدم جناحا وتؤخر
صفحه : 316
جناحا لماأراد من الابتلاء ألذي هومدرجة التعبد والامتحان ألذي هومضمار التكليف و له في كل شيءحكمة وعنوان وَ ما يَذّكّرُ إِلّا أُولُوا الأَلبابِانتهي . و قدتأملت الذباب فوجدته يتقي بجناحه الأيسر و هومناسب للداء كما أن الأيمن مناسب للشفاء و قداستفيد من الحديث أنه إذاوقع في المائع لاينجسه لأنه ليست له نفس سائلة. و لووقع الزنبور أوالفراش أوالنحل أوأشباه ذلك في الطعام فهل يؤمر بغمسه لعموم قوله ص إذاوقع الذباب في إناء أحدكم الحديث و هذه الأنواع كلها يقع عليها اسم الذباب في اللغة كماتقدم و قد قال علي ع في العسل إنه مذقة ذبابة و قدمر أن الذباب كله في النار إلاالنحل فسمي الكل ذبابا فإذا كان كذلك فالظاهر وجوب حمل الأمر بالغمس علي الجميع إلاالنحل فإن الغمس قديؤدي إلي قتله .
وَ فِي شِفَاءِ الصّدُورِ وَ تَارِيخِ ابنِ النّجّارِ مُسنَداً أَنّ النّبِيّص كَانَ لَا يَقَعُ عَلَي جَسَدِهِ وَ لَا عَلَي ثِيَابِهِ ذُبَابٌ أَصلًا
. والذباب أجهل الخلق لأنه يلقي نفسه في الهلكة. و قال البق المعروف هوالفسافس يقال إنه يتولد من النفس الحار و
صفحه : 317
لشدة رغبته في الإنسان إذاشم رائحته رمي بنفسه عليه .
وَ فِي حَدِيثِ الطبّرَاَنيِّ بِإِسنَادٍ جَيّدٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ سَمِعَت أذُنُاَيَ هَاتَانِ وَ أَبصَرَت عيَناَيَ هَاتَانِ رَسُولَ اللّهِص وَ هُوَ آخِذٌ بِكَفّيهِ جَمِيعاً حَسَناً أَو حُسَيناً وَ قَدَمَاهُ عَلَي قدَمَيَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ يَقُولُ حُزُقّةٌ حُزُقّةٌ تَرَقّ عَينَ بَقّةٍ فَيَرقَي الغُلَامُ فَيَضَعُ قَدَمَيهِ عَلَي صَدرِ رَسُولِ اللّهِص ثُمّ قَالَ افتَح فَاكَ ثُمّ قَبّلَهُ ثُمّ قَالَ مَن أَحَبّهُ فإَنِيّ أُحِبّهُ
رواه البزار ببعض هذااللفظ والحزقة الضعيف المتقارب الخطو ذكر له ذلك علي سبيل المداعبة والتأنيس وترق معناه اصعد وعين بقة كناية عن ضعف العين مرفوع خبر مبتدإ محذوف .
وَ فِي تَارِيخِ ابنِ النّجّارِ عَنِ ابنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ فِي خُطبَتِهِ ابنُ آدَمَ تُؤلِمُهُ بَقّةٌ وَ تُنتِنُهُ عَرقَةٌ وَ تَقتُلُهُ شَرقَةٌ
. و قال الزنبور الدبر وهي تؤنث والزنابير لغة فيها وربما سميت النحلة زنبورا والجمع الزنابير و هوصنفان جبلي وسهلي فالجبلي يأوي الجبال ويعيش في الشجر ولونه إلي السواد وبداءة خلقه دود حتي يصير كذلك ويتخذ بيوتا من تراب كبيوت النحل ويجعل لبيوته أربعة أبواب لمهاب الرياح الأربع و له حمة يلسع بها وغذاؤه من الثمار والأزهار ويتميز ذكورها من إناثها بكبر الجثة والسهلي لونه أحمر ويتخذ عشه تحت الأرض ويخرج التراب منه كمايفعل النمل ويختفي في الشتاء لأنه متي ظهر فيه هلك فهو ينام طول الشتاء كالميتة و لايجمع القوت للشتاء بخلاف النمل فإذاجاء الربيع و قدصار من البرد وعدم
صفحه : 318
القوت كالخشب اليابس نفخ الله في تلك الجثة الحياة فعاشت مثل العام الأول و ذلك دأبها و في هذاالنوع صنف مختلف اللون مستطيل الجسد في طبعه الحرص والشره يطلب المطابخ ويأكل ما فيها من اللحوم ويطير مفردا ويسكن بطن الأرض والجدران و هذاالحيوان بأسره مقسوم في وسطه ولذلك لايتنفس من جوفه البتة ومتي غمس في الدهن سكنت حركته وإنما ذلك لضيق منافذه فإن طرح في الخل عاش ويحرم أكله ويستحب قتله
لِمَا روُيَِ عَن أَنَسٍ أَنّ النّبِيّص قَالَ مَن قَتَلَ زُنبُوراً اكتَسَبَ ثَلَاثَ حَسَنَاتٍ
.لكن يكره إحراق بيوتها بالنار وسئل أحمد عن تدخين بيوت الزنابير فقال إذايخشي أذاها فلابأس و هوأحب إلي من تحريقه . و قال الدبر بفتح الدال جماعة النحل قال السهيلي الدبر الزنابير و قال الأصمعي لاواحد له من لفظه ويقال إن واحده خشرمة. و في الفائق أن سكينة بنت الحسين ع جاءت إلي أمها الرباب وهي صغيرة تبكي فقالت مابك قالت مرت بي دبيرة فلسعتني بأبيرة.أرادت تصغير دبرة وهي النحلة سميت بذلك لتدبيرها في عمل العسل . و قال البرغوث واحد البراغيث وضم بائه أكثر من كسرها وحكي الجاحظ أن البرغوث من الحيوان ألذي يعرض له الطيران كمايعرض للنحل و هويطيل السفاد ويبيض فيفرخ بعد أن يتولد و هوينشأ أولا من التراب لاسيما في الأماكن المظلمة وسلطانه في أواخر فصل الشتاء وأول فصل الربيع ويقال إنه علي صورة الفيل و له أنياب يعض بها وخرطوم يمص به و لايسب لماروي عن أنس أن النبي
صفحه : 319
ص سمع رجلا يسب برغوثا فقال لاتسبه فإنه أيقظ نبيا لصلاة الفجر.
وَ مِن مُعجَمِ الطبّرَاَنيِّ عَن عَلِيّ ع قَالَ نَزَلنَا مَنزِلًا فَآذَتنَا البَرَاغِيثُ فَسَبَبنَاهَا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَسُبّوهَا فَنِعمَتِ الدّابّةُ فَإِنّهَا أَيقَظَتكُم لِذِكرِ اللّهِ
وَ فِي دَعَوَاتِ المسُتغَفرِيِّ عَن أَبِي ذَرّ أَنّ النّبِيّص قَالَ إِذَا آذَاكَ البُرغُوثُ فَخُذ قَدَحاً مِن مَاءٍ وَ اقرَأ عَلَيهِ سَبعَ مَرّاتٍوَ ما لَنا أَلّا نَتَوَكّلَ عَلَي اللّهِ وَ قَد هَدانا سُبُلَناالآيَةَ ثُمّ يَقُولُ إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ فَكُفّوا شَرّكُم وَ أَذَاكُم عَنّا ثُمّ تَرُشّهُ حَولَ فِرَاشِكَ فَإِنّكَ تَبِيتُ آمِناً مِن شَرّهَا وَ يُستَحَبّ قَتلُهُ لِلمُحِلّ وَ المُحرِمِ
10- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلقاً أَصغَرَ مِنَ البَعُوضِ وَ الجِرجِسُ أَصغَرُ مِنَ البَعُوضِ وَ ألّذِي نُسَمّيهِ نَحنُ الوَلَعَ أَصغَرُ مِنَ الجِرجِسِ وَ مَا فِي الفِيلِ شَيءٌ إِلّا وَ فِيهِ مِثلُهُ وَ فُضّلَ عَلَي الفِيلِ بِالجَنَاحَينِ
بيان قال الجوهري الجرجس لغة في القرقس و هوالبعوض الصغار. وأقول لعل قوله ع أصغر من البعوض يعني به أصغر من سائر أنواعه ليستقيم قوله ع ماخلق الله خلقا أصغر من البعوض ويوافق كلام أهل اللغة علي أنه يحتمل أن يكون الحصر في الأول إضافيا كما أن الظاهر أنه لابد من تخصيصه بالطيور إذ قديحس من الحيوانات ما هوأصغر من البعوض إلا أن يقال
صفحه : 320
يمكن أن يكون للبعوض أنواع صغار لا يكون شيء من الحيوانات أصغر منها والوالع غيرمذكور في كتب اللغة والظاهر أنه أيضا صنف من البعوض و قال الدميري البعوض دويبة و قال الجوهري إنه البق الواحدة بعوضة و هووهم والحق أنهما صنفان صنف كالقراد لكن له أرجل خفية ورطوبة ظاهرة يسمي بالعراق والشام الجرجس قال الجوهري و هولغة في القرقس و هوالبعوض الصغار والبعوض علي خلقة الفيل إلا أنه أكثر أعضاء منه فإن للفيل أربعة أرجل وخرطوما وذنبا وللبعوض مع هذه الأعضاء رجلان زائدتان وأربعة أجنحة وخرطوم الفيل مصمت وخرطومه مجوف نافذ للجوف فإذاطعن به جسد الإنسان استقي الدم وقذف به إلي جوفه فهو له كالبلعوم والحلقوم فلذلك اشتد عضها وقويت علي خرق الجلود الغلاظ ومما ألهمه الله تعالي أنه إذاجلس علي عضو من أعضاء الإنسان لايزال يتوخي بخرطومه المسام التي يخرج منها العرق لأنها أرق بشرة من جلد الإنسان فإذاوجدها وضع خرطومه فيها و فيه من الشره أن يمص الدم إلي أن ينشق ويموت أو إلي أن يعجز عن الطيران فيكون ذلك سبب هلاكه و من ظريف أمره أنه ربما قتل البعير وغيره من ذوات الأربع فيبقي طريحا في الصحراء فيجتمع حوله السباع والطير مما يأكل الجيف فمتي أكل منها شيئا مات لوقته و كان بعض جبابرة الملوك بالعراق يعذب بالبعوض فيأخذ من يريد قتله فيخرجه مجردا إلي بعض الآجام التي بالبطائح ويتركه فيهامكتوفا فيقتل في أسرع وقت . وَ رَوَي الترّمذِيِّ أَنّ النّبِيّص قَالَ لَو كَانَتِ الدّنيَا تَعدِلُ عِندَ اللّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَي مِنهَا كَافِراً شَربَةَ مَاءٍ
. وروي وهب بن منبه أرسل الله البعوض علي نمرود واجتمع منه في عسكره
صفحه : 321
ما لايحصي عددا فلما عاين نمرود ذلك انفرد عن جيشه ودخل بيته وأغلق الباب وأرخي الستور ونام علي قفاه مفكرا فدخلت بعوضة في أنفه فصعدت إلي دماغه فتعذب بهاأربعين يوما إلي أن كان يضرب برأسه الأرض و كان أعز الناس عنده من يضرب رأسه ثم سقط منه كالفرخ و هو يقول كذلك يسلط الله رُسُلَهُ عَلي مَن يَشاءُ من عباده ثم هلك حينئذ.
وَ رَوَي جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ نَظَرَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي مَلَكِ المَوتِ عِندَ رَأسِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِص ارفُق بصِاَحبِيِ فَإِنّهُ مُؤمِنٌ قَالَ إنِيّ بِكُلّ مُؤمِنٍ رَفِيقٌ وَ مَا مِن أَهلِ بَيتٍ إِلّا أَتَصَفّحُهُم فِي كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ وَ لَو أنَيّ أَرَدتُ أَن أَقبِضَ رُوحَ بَعُوضَةٍ مَا قَدَرتُ حَتّي يَكُونَ مِنَ اللّهِ الأَمرُ بِقَبضِهَا قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ بلَغَنَيِ أَنّهُ يَتَصَفّحُهُم عِندَ مَوَاقِيتِ الصّلَاةِ
. و من هذايعلم أن ملك الموت هوالموكل بقبض كل روح . والبعوضة علي صغر جرمها قدأودع الله تعالي في مقدم دماغها قوة الحفظ و في وسطه قوة الفكر و في مؤخره قوة الذكر وخلق لها حاسة البصر وحاسة اللمس وحاسة الشم وخلق لها منفذا للغذاء ومخرجا للفضلة وخلق لها جوفا ومعاء وعظاما فسبحان من قَدّرَ فَهَدي و لم يخلق شيئا من المخلوقات سدي
صفحه : 322
الآيات آل عمران أنَيّ أَخلُقُ لَكُم مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطّيرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيراً بِإِذنِ اللّهِ.تفسير المشهور بين المفسرين من الخاصة والعامة أن الطير كان هوالخفاش قال أبوالليث في تفسيره إن الناس سألوا عيسي علي وجه التعنت فقالوا له اخلق لنا خفاشا واجعل فيه روحا إن كنت من الصادقين فأخذ طينا وجعل خفاشا ونفخ فيه فإذا هويطير بين السماء و الأرض و كان تسوية الطين والنفخ من عيسي ع والخلق من الله تعالي ويقال إنما طلبوا منه خلق خفاش لأنه أعجب من سائر الخلق . و من عجائبه أنه دم ولحم يطير بغير ريش ويلد كمايلد الحيوان و لايبيض كمايبيض سائر الطيور و يكون له الضرع ويخرج منه اللبن و لايبصر في ضوء النهار و لا في ظلمة الليل وإنما يري في ساعتين بعدغروب الشمس ساعة و بعدطلوع الفجر ساعة قبل أن يسفر جدا ويضحك كمايضحك الإنسان وتحيض كماتحيض المرأة فلما رأوا ذلك منه ضحكوا وقالُوا هذا سِحرٌ مُبِينٌفذهبوا إلي جالينوس فأخبروه بذلك فقال آمنوا به الخبر
1-العُيُونُ، وَ العِلَلُ، فِي خَبَرِ الشاّميِّ أَنّهُ سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن سِتّةٍ لَم يَركُضُوا فِي رَحِمٍ فَقَالَ آدَمُ وَ حَوّاءُ وَ كَبشُ إِسمَاعِيلَ وَ عَصَا مُوسَي وَ نَاقَةُ صَالِحٍ وَ
صفحه : 323
الخُفّاشُ ألّذِي عَمِلَهُ عِيسَي بنُ مَريَمَ ع فَطَارَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
2-نَهجُ البَلَاغَةِ، مِن خُطبَةٍ لَهُ ع يَذكُرُ فِيهَا بَدِيعَ خِلقَةِ الخُفّاشِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي انحَسَرَتِ الأَوصَافُ عَن كُنهِ مَعرِفَتِهِ وَ رَدَعَت عَظَمَتُهُ العُقُولَ فَلَم يَجِد مَسَاغاً إِلَي بُلُوغِ غَايَةِ مَلَكُوتِهِ هُوَ اللّهُ المَلِكُ الحَقّ المُبِينُ أَحَقّ وَ أَبيَنُ مِمّا تَرَي العُيُونُ لَم تَبلُغهُ العُقُولُ بِتَحدِيدٍ فَيَكُونَ مُشَبّهاً وَ لَم تَقَع عَلَيهِ الأَوهَامُ بِتَقدِيرٍ فَيَكُونَ مُمَثّلًا خَلَقَ الخَلقَ عَلَي غَيرِ تَمثِيلٍ وَ لَا مَشُورَةِ مُشِيرٍ وَ لَا مَعُونَةِ مُعِينٍ فَتَمّ خَلقُهُ بِأَمرِهِ وَ أُذعِنُ بِطَاعَتِهِ فَأَجَابَ وَ لَم يُدَافِع وَ انقَادَ فَلَا يُنَازِعُ وَ مِن لَطَائِفِ صَنعَتِهِ وَ عَجَائِبِ خِلقَتِهِ مَا أَرَانَا مِن غَوَامِضِ الحِكمَةِ فِي هَذِهِ الخَفَافِيشِ التّيِ يَقبِضُهَا الضّيَاءُ البَاسِطُ لِكُلّ شَيءٍ وَ يَبسُطُهَا الظّلَامُ القَابِضُ لِكُلّ حيَّ وَ كَيفَ غشيت [عَشِيَت]أَعيُنُهَا عَن أَن تَستَمِدّ مِنَ الشّمسِ المُضِيئَةِ نُوراً تهَتدَيِ بِهِ فِي مَذَاهِبِهَا وَ تَصِلُ بِعَلَانِيَةِ بُرهَانِ الشّمسِ إِلَي مَعَارِفِهَا وَ رَدَعَهَا بِتَلَألُؤِ ضِيَائِهَا عَنِ المضُيِّ فِي سُبُحَاتِ إِشرَاقِهَا وَ أَكَنّهَا فِي مَكَامِنِهَا عَنِ الذّهَابِ فِي بُلَجِ ائتِلَاقِهَا فهَيَِ مُسدَلَةُ الجُفُونِ بِالنّهَارِ عَلَي أَحدَاقِهَا وَ جَاعِلَةُ اللّيلِ سِرَاجاً تَستَدِلّ بِهِ فِي التِمَاسِ أَرزَاقِهَا فَلَا يَرُدّ أَبصَارَهَا إِسدَافُ ظُلمَتِهِ وَ لَا تَمتَنِعُ مِنَ المضُيِّ فِيهِ لِغَسَقِ دُجُنّتِهِ فَإِذَا أَلقَتِ الشّمسُ قِنَاعَهَا وَ بَدَت أَوضَاحُ نَهَارِهَا وَ دَخَلَ مِن إِشرَاقِ نُورِهَا عَلَي الضّبَابِ فِي وِجَارِهَا أَطبَقَتِ الأَجفَانَ عَلَي مَآقِيهَا وَ تَبَلّغَت مَا اكتَسَبَتهُ مِنَ المَعَاشِ فِي ظُلَمِ لَيَالِيهَا فَسُبحَانَ مَن جَعَلَ اللّيلَ لَهَا نَهَاراً وَ مَعَاشاً وَ النّهَارَ سَكَناً وَ قَرَاراً وَ جَعَلَ لَهَا أَجنِحَةً مِن لَحمِهَا تَعرُجُ بِهَا عِندَ الحَاجَةِ إِلَي الطّيَرَانِ كَأَنّهَا شَظَايَا الآذَانِ غَيرَ ذَوَاتِ رِيشٍ وَ لَا قَصَبٍ إِلّا أَنّكَ تَرَي مَوَاضِعَ العُرُوقِ بَيّنَةً أَعلَاماً لَهَا جَنَاحَانِ لَمّا
صفحه : 324
يَرِقّا فَيَنشَقّا وَ لَم يَغلُظَا فَيَثقُلَا تَطِيرُ وَ وَلَدُهَا لَاصِقٌ بِهَا لَاجِئٌ إِلَيهَا يَقَعُ إِذَا وَقَعَت وَ يَرتَفِعُ إِذَا ارتَفَعَت لَا يُفَارِقُهَا حَتّي تَشتَدّ أَركَانُهَا وَ يَحمِلَهُ لِلنّهُوضِ جَنَاحُهُ وَ يَعرِفَ مَذَاهِبَ عَيشِهِ وَ مَصَالِحَ نَفسِهِ فَسُبحَانَ الباَرِئِ لِكُلّ شَيءٍ عَلَي غَيرِ مِثَالٍ خَلَا مِن غَيرِهِ
تبيان الخفاش كرمان معروف وحسر حسورا كقعد كل لطول مدي ونحوه وحسرته أنايتعدي و لايتعدي وانحسرت أي كلت وأعيت وكنه الشيء حقيقته ونهايته وردعت كمنعت لفظا ومعنا والمساغ المسلك والملكوت العز والسلطان والحق المتحقق وجوده أوالموجود حقيقة وأبين أي أوضح وكونه سبحانه أحق وأبين مما تري العيون لأن العلم بوجوده سبحانه عقلي يقيني لايتطرق إليه مايتطرق إلي المحسوسات من الغلط والحد في اللغة المنع الحاجز بين الشيئين ونهاية الشيء وطرفه و في عرف المنطقيين التعريف بالذاتي والمراد بالتحديد هنا إما إثبات النهاية والطرف المستلزم للمشابهة بالأجسام أوالتحديد المنطقي والأول أنسب بعرفهم والتقدير إثبات المقدار وكأن المراد بالتمثيل إيجاد الخلق علي حذو ما قدخلقه غيره أو أنه لم يجعل لخلقه مثالا قبل الإيجاد كمايفعله البناء تصويرا لمايريد بناءه والمشورة مفعلة من أشار إليه بكذا أي أمره به والمشورة بضم الشين كما في بعض النسخ والشوري بمعناه والمعونة الاسم من أعانه وعونه فتم خلقه أي بلغ كل مخلوق إلي كماله ألذي أراده الله سبحانه منه أوخرج جميع ماأراده من العدم إلي الوجود بمجرد أمره وأذعن أي خضع وأقر وأسرع في الطاعة وانقاد والجملتان كالتفسير للإذعان ولعل المراد بالإذعان دخوله تحت القدرة الإلهية وعدم الاستطاعة للامتناع . و قوله ع لم يدافع بيان للإجابة كما أن لم ينازع بيان للانقياد و إلالكان العكس أنسب ويحتمل أن يكون إشارة إلي تسبيحهم بلسان الحال كقوله تعالي
صفحه : 325
وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبّحُ بِحَمدِهِ كمامر واللطائف جمع لطيفة وهي ماصغر ودق والعجائب جمع عجيبة وعجيب قيل يجمع علي عجائب كأفيل وأفائل وقيل لايجمع عجيب و لاعجب والغامض خلاف الواضح و كل شيءخفي مأخذه و قال بعضهم حاصل الكلام التعجب من مخالفتها لجميع الحيوانات في الانقباض عن الضوء والإشارة إلي خفاء العلة في ذلك والمراد بالانقباض انقباض أعينها في الضوء و يكون ذلك عن إفراط التحلل في الروح النوري لحر النهار ثم يستدرك ذلك برد الليل فيعود الأبصار. وقيل الأظهر أنه ليس لمجرد الحر و إلالزم أن لايعرضه الانقباض في الشتاء إلا إذاظهرت الحرارة في الهواء و في الصيف أيضا في أوائل النهار بل ذلك لضعف في قوتها الباصرة ونوع من التضاد والتنافر بينها و بين النور كالعجز العارض لسائر القوي المبصرة عن النظر إلي جرم الشمس و أما أن علة التنافر ماذا ففيه خفاء و هومنشأ التعجب ألذي يشير إليه الكلام ويمكن أن يعود الضمير إليها من غيرتقدير مضاف و يكون المراد بانقباضها ما هومنشأ اختفائها نهارا و إن كان ذلك ناشئا من جهة الأبصار والعشي بالفتح مقصورا سوء البصر بالنهار أوبالليل والنهار أوالعمي والمعني كيف عجزت وعميت عن أن تستمد أي تستعين وتتقوي تقول أمددته بمدد إذاأعنته وقويته ومذاهبها طرق معاشها ومسالكها في سيرها وانتفاعها وتصل بالنصب عطفا علي تستمد و في بعض النسخ بالرفع عطفا علي تهتدي و في بعضها وتتصل والاتصال إلي الشيء الوصول إليه . والبرهان الدليل ومعارفها ماتعرفه من طرق انتفاعها وردعها أي كفها وردها وتلألأ البرق أي لمع والسبحات بضمتين جمع سبحة بالضم وهي النور وقيل سبحات الوجه محاسنه لأنك إذارأيت الوجه الحسن قلت سبحان الله وقيل سبحان الله تنزيه له أي سبحان وجهه والكن بالكسر الستر وأكنه ستره واستكن استتر وكمن كنصر ومنع أي استخفي والمكمن الموضع والبلج
صفحه : 326
بالتحريك مصدر بلج كتعب أي ظهر ووضح وصبح أبلج بين البلج أي مشرق ومضيء ذكره الجوهري وقيل البلج جمع بلجة بالضم و هوأول ضوء الصبح وجاء بلجة أيضا بالفتح و لم أجده في كلامهم والائتلاق اللمعان يقال ائتلق وتألق إذاالتمع وسدل ثوبه يسدله وأسدله أي أرسله وأرخاه والجفن بالفتح غطاء العين من أعلاها وأسفلها والجمع أجفان وجفون وأجفن والحدقة محركة سواد العين وتجمع علي حداق كما في بعض النسخ و علي أحداق كما في بعضها وإسدال جفونها لانقباضها وتأثر حاستها عن الضياء وقيل لأن تحلل الروح الحامل للقوة الباصرة سبب للنوم أيضا فيكون ذلك الإسدال ضربا من النوم والالتماس الطلب وأسدف الليل أي أظلم و في بعض النسخ أسداف بفتح الهمزة جمع سدف بالتحريك كجمل وإجمال و هوالظلمة والإضافة للمبالغة والضمير في فيه راجع إلي الليل والغسق بالتحريك ظلمة أول الليل والدجنة بضم الدال المهملة والجيم وتشديد النون كحزقة والدجن كعتل الظلمة وحاصل الكلام التعجب من كون حالها في الإبصار والتماس الرزق علي عكس سائر الحيوانات وقناع الشمس كناية عن الظلمة أو مايحجبها من الآفاق وإلقاء القناع طلوعها والوضح بالتحريك البياض من كل شيء وبياض الصبح والقمر و في بعض النسخ دخل من إشراق نورها أي دخل الشيء من إشراق نورها. والضباب بالكسر جمع الضب الدابة المعروفة ووجارها بالكسر جحرها ألذي تأوي إليه و من عادتها الخروج من وجارها عندطلوع الشمس لمواجهة النور علي عكس الخفافيش ومأقيها بفتح الميم وسكون الهمزة وكسر القاف وسكون الياء كما في أكثر النسخ لغة في المؤق بضم الميم وسكون الهمزة أي طرف عينها مما يلي الأنف و هومجري الدمع من العين وقيل مؤخرها و قال الأزهري أجمع أهل اللغة أن المؤق والمأق بالضم والفتح طرف العين ألذي يلي الأنف و أن ألذي يلي الصدغ يقال له اللحاظ والمأقي لغة فيه و قال ابن القطاع مأقي العين فعلي و قدغلط فيه جماعة من العلماء فقالوا هومفعل و ليس كذلك بل الياء في آخره
صفحه : 327
للإلحاق قال الجوهري و ليس هومفعل لأن الميم أصلية وإنما زيدت في آخره الياء للإلحاق و لما كان فعلي بكسر اللام نادرا لاأخت لها ألحق بمفعل ولهذا جمع علي مآق علي التوهم و في بعض النسخ مآقيها علي صيغة الجمع وتبلغ بكذا أي اكتفي . والمعاش مايعاش به و مايعاش فيه ومصدر بمعني الحياة والمناسب هاهنا الأول وفيما سيجيء الثاني و في بعض النسخ ليلها موضع لياليها والسكن بالتحريك ماتسكن إليه النفس وتطمئن وقر الشيء كفر أي استقر بالمكان والاسم القرار بالفتح وقيل هواسم مصدر والشظية الفلقة من الشيء فعيلة من قولك تشظت العصا إذاصارت فلقا والجمع شظايا والقصب ألذي في أسفل الريش للطيور. والأعلام جمع علم بالتحريك و هوطراز الثوب ورسم الشيء ورقمه وأعلاما في المعني كالتأكيد لبينة وكلمة لها غيرموجودة في بعض النسخ فيكون قوله جناحان خبر مبتدإ محذوف أي جناحاه لم يجعلا رقيقين بالغين في الرقة و لا في الغلظ حذرا من الانشقاق والثقل المانع من الطيران ولجأ إلي الشيء أي لاذ واعتصم به ووقوع الطير ضد ارتفاعه وأركان كل شيءجوانبه التي يستند إليها ويقوم بها والنهوض التحرك بالقيام ونهض الطائر إذابسط جناحه ليطير والعيش الحياة ومصالح الشيء ما فيه صلاحه ضد الفساد والبارئ الخالق ومثال الشيء شبهه وخلا أي مضي وسبق أي لم يخلق الأشياء علي حذو خالق سبقه بل ابتدعها علي مقتضي الحكمة والمصلحة. قال الدميري الخفاش بضم الخاء وتشديد الفاء واحد الخفافيش التي تطير في الليل و هوغريب الشكل والوصف والخفش صغر العين وضيق البصر والأخفش صغير العين ضعيف البصر وقيل هوعكس الأعشي وقيل هو من يبصر في الغيم دون الصحو و قال الجوهري هونوعان فالأعشي من يبصر نهارا لاليلا والعمش ضعف الرؤية مع
صفحه : 328
سيلان الدمع غالب الأوقات والعور معروف . قال البطليوسي الخفاش له أربعة أسماء خفاش وخشاف وخطاف ووطواط وتسميته خفاشا يحتمل أن يكون مأخوذا من الخفش والأخفش في اللغة نوعان ضعيف البصر خلقة والثاني لعلة حدثت و هو ألذي يبصر بالليل دون النهار و في يوم الغيم دون الصحو. و ماذكره من أن الخفاش هوالخطاف فيه نظر والحق أنه صنفان و قال قوم الخفاش الصغير والوطواط الكبير و هو لايبصر في ضوء القمر و لا في ضوء النهار و لما كان لايبصر نهارا التمس الوقت ألذي لا يكون فيه ظلمة و لاضوء و هوقريب غروب الشمس لأنه وقت هيجان البعوض فإن البعوض يخرج ذلك الوقت يطلب قوته و هودماء الحيوان والخفاش يطلب الطعم فيقع طالب رزق علي طالب رزق والخفاش ليس هو من الطير في شيءلأنه ذو أذنين وأسنان وخصيتين ويحيض ويطهر ويضحك كمايضحك الإنسان ويبول كماتبول ذوات الأربع ويرضع ولده و لاريش له . قال بعض المفسرين لما كان الخفاش هو ألذي خلقه عيسي بن مريم ع بإذن الله تعالي كان مباينا لصنعة الله تعالي ولهذا جميع الطير تقهره وتبغضه فما كان منها يأكل اللحم أكله و ما لايأكل اللحم قتله فلذلك لايطير إلاليلا. وقيل لم يخلق عيسي ع غيره لأنه أكمل الطير خلقا و هوأبلغ في القدرة لأن له ثديا وأسنانا وأذنا وقيل إنما طلبوا خلق الخفاش لأنه من أعجب الطير إذ هولحم ودم يطير بغير ريش و هوشديد الطيران سريع التقلب
صفحه : 329
يقتات بالبعوض والذباب وبعض الفواكه و هو مع ذلك موصف بطول العمر فيقال إنه أطول عمرا من النسر و من حمار الوحش وتلد أنثاه ما بين ثلاثة أفراخ وسبعة وكثيرا مايسفد و هوطائر في الهواء و ليس في الحيوان مايحمل ولده غيره والقرد والإنسان ويحمله تحت جناحه وربما قبض عليه بفيه و هو من حنوه عليه وإشفاقه عليه وربما أرضعت الأنثي ولدها وهي طائرة و في طبعه أنه متي أصابه ورق الدلب حذر و لم يطر ويوصف بالحمق و من ذلك إذاقيل له أطرق كري التصق بالأرض
1- كَامِلُ الزّيَارَةِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ وَ جَمَاعَةِ مشَاَيخِيِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَن صَفوَانَ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي غُندَرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ فِي البُومَةِ فَقَالَ هَل أَحَدٌ مِنكُم رَآهَا نَهَاراً قِيلَ لَهُ لَا تَكَادُ تَظهَرُ بِالنّهَارِ وَ لَا تَظهَرُ إِلّا لَيلًا قَالَ أَمَا إِنّهَا لَم تَزَل تأَويِ العُمرَانَ فَلَمّا أَن قُتِلَ الحُسَينُ ع آلَت عَلَي نَفسِهَا أَن لَا تأَويَِ العُمرَانَ أَبَداً وَ لَا تأَويَِ إِلّا الخَرَابَ فَلَا تَزَالُ نَهَارَهَا صَائِمَةً حَزِينَةً حَتّي يَجُنّهَا اللّيلُ فَإِذَا جَنّهَا اللّيلُ فَلَا تَزَالُ تَرِنّ عَلَي الحُسَينِ ع حَتّي تُصبِحَ
2- وَ مِنهُ، عَن حَكِيمِ بنِ دَاوُدَ بنِ حَكِيمٍ عَن سَلَمَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ صَاعِدٍ البرَبرَيِّ وَ كَانَ قَيّماً لِقَبرِ الرّضَا ع قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي قَالَدَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فَقَالَ لِي مَا يَقُولُ النّاسُ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ جِئنَا نَسأَلُكَ قَالَ فَقَالَ تُرَي هَذِهِ البُومَةُ كَانَت عَلَي عَهدِ جدَيّ رَسُولِ اللّهِص تأَويِ المَنَازِلَ وَ القُصُورَ وَ الدّورَ
صفحه : 330
وَ كَانَت إِذَا أَكَلَ النّاسُ الطّعَامَ تَطِيرُ فَتَقَعُ أَمَامَهُم فَيُرمَي إِلَيهَا بِالطّعَامِ وَ تُسقَي ثُمّ تَرجِعُ إِلَي مَكَانِهَا وَ لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيّ ع خَرَجَت مِنَ العُمرَانِ إِلَي الخَرَابِ وَ الجِبَالِ وَ البرَاَريِ وَ قَالَت بِئسَ الأُمّةُ أَنتُم قَتَلتُم ابنَ نَبِيّكُم وَ لَا آمَنُكُم عَلَي نفَسيِ
3- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَنِ ابنِ أَبِي الخَطّابِ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ البُومَةَ لَتَصُومُ النّهَارَ فَإِذَا أَفطَرَت تَدَلّهَت عَلَي الحُسَينِ ع حَتّي تُصبِحَ
بيان تدلهت كذا في أكثر النسخ بالدال المهملة و في القاموس الدله والدلهة محركة والدلوة ذهاب الفؤاد من هم ونحوه ودلهه العشق بكذا تدليها فتدله والمدله كمعظم الساهي القلب الذاهب العقل من عشق ونحوه و في بعض النسخ بالواو و في القاموس الوله محركة الحزن وذهاب العقل حزنا والحيرة والخوف وله كورث ووجل ووعد فهو ولهان وواله وتوله واتله وهي ولهي ووالهة وواله وميلاه شديدة الحزن والجزع علي ولدها
4- الكَامِلُ، عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن سَعدِ بنِ مُوسَي بنِ عُمَرَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الميِثمَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا بَا يَعقُوبَ رَأَيتَ بُومَةً قَطّ تَنَفّسُ بِالنّهَارِ فَقَالَ لَا قَالَ وَ تدَريِ لِمَ ذَلِكَ قَالَ لَا قَالَ لِأَنّهَا تَظَلّ يَومَهَا صَائِمَةً فَإِذَا جَنّهَا اللّيلُ أَفطَرَت عَلَي مَا رُزِقَت ثُمّ لَم تَزَل تَرَنّمُ عَلَي الحُسَينِ ع حَتّي تُصبِحَ
بيان تنفس كذا في أكثر النسخ بالنون والفاء وكأنه كناية عن التصويت والترنم و لايبعد أن يكون تنغش بالنون والغين المعجمة قال في القاموس النغش تحرك الشيء من مكانه كالانتغاش والتنغش و كل طائر أوهامة تحرك في مكانه فقد تنغش
صفحه : 331
5- دَلَائِلُ الطبّرَيِّ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن عَبدِ الصّمَدِ بنِ بَشِيرٍ عَن عَطِيّةَ أخَيِ أَبِي العَوّامِ قَالَ كُنتُ مَعَ أَبِي جَعفَرٍ ع فِي مَسجِدِ الرّسُولِص إِذ أَقبَلَ أعَراَبيِّ عَلَي لَقُوحٍ لَهُ فَعَقَلَهُ ثُمّ دَخَلَ فَضَرَبَ بِبَصَرِهِ يَمِيناً وَ شِمَالًا كَأَنّهُ طَائِرُ العَقلِ فَهَتَفَ بِهِ أَبُو جَعفَرٍ ع فَلَم يَسمَعهُ فَأَخَذَ كَفّاً مِن حَصًي فَحَصَبَهُ فَأَقبَلَ الأعَراَبيِّ حَتّي نَزَلَ بَينَ يَدَيهِ فَقَالَ لَهُ يَا أعَراَبيِّ مِن أَينَ أَقبَلتَ قَالَ مِن أَقصَي الأَرضِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ الأَرضُ أَوسَعُ مِن ذَلِكَ فَمِن أَينَ أَقبَلتَ قَالَ مِن أَقصَي الدّنيَا وَ مَا خلَفيِ مِن شَيءٍ أَقبَلتُ مِنَ الأَحقَافِ قَالَ أَيّ الأَحقَافِ قَالَ أَحقَافُ عَادٍ قَالَ يَا أعَراَبيِّ فَمَا مَرَرتَ بِهِ فِي طَرِيقِكَ قَالَ مَرَرتُ بِكَذَا فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ مَرَرتَ بِكَذَا قَالَ الأعَراَبيِّ نَعَم قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ مَرَرتَ بِكَذَا فَلَم يَزَل يَقُولُ الأعَراَبيِّ إنِيّ مَرَرتُ وَ يَقُولُ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ ع وَ مَرَرتَ بِكَذَا إِلَي أَن قَالَ لَهُ أَبُو جَعفَرٍ فَمَرَرتَ بِشَجَرَةٍ يُقَالُ لَهُ شَجَرَةُ الرّقَاقِ قَالَ فَوَثَبَ الأعَراَبيِّ عَلَي رِجلَيهِ ثُمّ صَفَقَ بِيَدِهِ وَ قَالَ وَ اللّهِ مَا رَأَيتُ رَجُلًا أَعلَمَ بِالبِلَادِ مِنكَ أَ وَطِئتَهَا قَالَ لَا يَا أعَراَبيِّ وَ لَكِنّهَا عنِديِ فِي كِتَابٍ يَا أعَراَبيِّ إِنّ مِن وَرَائِكُم لَوَادِياً يُقَالُ لَهُ البَرَهُوتُ تَسكُنُهُ البُومُ وَ الهَامُ يُعَذّبُ فِيهِ أَروَاحُ المُشرِكِينَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
6-حياة الحيوان ،البوم بضم الباء طائر يقع علي الذكر والأنثي حتي تقول صدي أوقيادا فيختص بالذكر كنية الأنثي أم الخراب وأم الصبيان ويقال لها غراب الليل و من طبعها أن تدخل علي كل طائرة في وكره وتخرجه منه وتأكل فراخه وبيضه وهي قوية السلطان في الليل لايحتملها شيء من الطير و لاتنام الليل فإذارآها الطير في النهار قتلوها ونتفوا ريشها للعداوة التي بينها وبينهم و من
صفحه : 332
أجل ذلك صار الصيادون يجعلونها تحت شباكهم ليقع لهم الطير ونقل المسعودي عن الجاحظ أن البومة لاتطير بالنهار خوفا من أن تصاب بالعين لحسنها وجمالها و لماتصور في نفسها أنها أحسن الطير لم تظهر إلابالليل وتزعم العرب في أكاذيبها أن الإنسان إذامات أوقتل يتصور نفسه في صورة طائر يصرخ علي قبره مستوحشة لجسدها والبوم أصناف وكلها تحب الخلوة بنفسها والتفرد و في أصل طبعها عداوة الغربان و في تاريخ ابن النجار أن كسري قال لعامل له صد لي شر الطير واشوه بشر الوقود وأطعمه شر الناس فصاد بومة وشواها بحطب الدفلي وأطعمها ساعيا و في سراج الملوك لأبي بكر الطرطوسي أن عبدالملك بن مروان أرق ليلة فاستدعي سميرا له يحدثه فكان فيما حدثه به أن قال يا أمير المؤمنين كان بالموصل بومة وبالبصرة بومة فخطبت بومة الموصل إلي بومة البصرة بنتها لابنها فقالت بومة البصرة لاأفعل إلا أن تجعل لي صداقها مائة ضيعة خراب فقالت بومة الموصل لاأقدر علي ذلك الآن ولكن إن دام والينا علينا سلمه الله تعالي سنة واحدة فعلت ذلك فاستيقظ لها عبدالملك وجلس للمظالم وأنصف الناس بعضهم عن بعض وتفقد أمر الولاة ورأيت في بعض المجاميع بخط بعض العلماء الأكابر أن المأمون أشرف يوما من قصره فرأي رجلا قائما وبيده فحمة و هويكتب بها علي حائط قصره فقال المأمون
صفحه : 333
لبعض خدمه اذهب إلي ذلك الرجل فانظر ماكتب وائتني به فبادر الخادم إلي الرجل مسرعا وقبض عليه وتأمل ماكتب فإذا هو
ياقصر جمع فيك الشوم واللوم | حتي يعشش في أركانك البوم |
يوما يعشش فيك البوم من فرحي | أكون أول من يرعاك مرغوم |
ثم إن الخادم قال له أجب أمير المؤمنين فقال له الرجل سألتك بالله لاتذهب بي إليه فقال الخادم لابد من ذلك فلما مثله بين يدي المأمون أعلمه بما كتب فقال له المأمون ويلك ماحملك علي هذا قال يا أمير المؤمنين إنه لن يخفي عليك ماحواه قصرك هذا من خزائن الأموال والحلي والحلل والطعام والشراب والفرش والأواني والأمتعة والجواري والخدم و غير ذلك مما يقصر عنه وصفي ويعجز عنه فهمي وإني يا أمير المؤمنين قدمررت عليه الآن و أنا في غاية من الجوع والفاقة فوقفت متفكرا في أمري فقلت في نفسي هذاالقصر عامر عال و أناجائع و لافائدة لي فيه فلو كان خرابا ومررت به لم أعدم منه رخامة أوخشبة أومسمارا أبيعه وأتقوت بثمنه أ و ماعلم أمير المؤمنين ما قال الشاعر
إذا لم يكن للمرء في دولة امرئ | نصيب و لاحظ تمني زوالها |
و ماذاك من بغض له غير أنه | يرجي سواها فهو يهوي انتقالها |
فقال المأمون ياغلام أعطه ألف دينار ثم قال له هي لك في كل سنة مادام قصرنا عامرا بأهله