صفحه : 1
الفصل الأول في بيان الأعضاء الأصلية للبدن
قالوا إن الله سبحانه خلق أعضاء الحيوان مختلفة لحكم ومصالح فجعلها عظاما وأعصابا وعضلات وأوتارا ورباطات وعروقا وأغشية ولحوما وشحوما ورطوبات وغضاريف وهي البسائط. ثم جعل منها الأعضاء المركبة الآلية من القحف والدماغ والفكّين والعين والأذن والأنف والأسنان واللسان والحلق والعنق والصلب والنخاع والأضلاع والقصّ والترقوة والعضد والساعد والرّسغ والمشط والأصابع والأظفار والصدر والرئة والقلب والمريء والمعدة والأمعاء والكبد والطحال والمرارة والكلي والمثانة ومراق البطن والأنثيين والقضيب والثدي والرحم والعانة والفخذ والساق والقدم والعقب والكعب و غير ذلك .أربعة منها رئيس شريف وهي الدماغ والقلب والكبد والأنثيان إذ في
صفحه : 2
الأول قوة الحسّ والحركة و في الثاني قوة الحياة و في الثالث قوة التغذية والثلاثة ضرورية لبقاء الشخص و في الرابع قوة التوليد وحفظ النسل المحتاج إليه في بقاء النوع و به يتم الهيئة والمزاج الذكوريّ والأنوثيّ اللذين هما من العوارض اللازمة لأنواع الحيوان و كل من الثلاثة الأول مشتبك بالآخر محتاج إليه إذ لو لاالكبد وإهداره لسائر الأعضاء بالغذاء لانحلّت وانفشت و لو لا مايتصل بالكبد من حرارة القلب لم يبق له جوهره ألذي به يتم فعله و لو لاتسخّن الدماغ بالشرايين وإغذاء الكبد بالعروق الصاعدة إليه لم يدم له طباعه ألذي يكون به فعله و لو لاتحريك الدماغ لعضل الصدر لم يكن التنفّس و لم يبق للقلب جوهره ألذي منه تنبعث الحرارة الغريزية في أبداننا ولكن الرئيس المطلق هوالقلب و هوأول مايتكون في الحيوان و منه يسري الروح ألذي هومحل الحسّ والحركة إلي الدماغ ثم يسري منه إلي سائر الأعضاء و منه أيضا يسري الروح ألذي هومبدأ التغذية والنمو إلي الكبد ثم يسري منه إلي سائر الأعضاء فتبارك الله أحسن الخالقين . ثم اعلم أن العظام أنواع من طويل وقصير وعريض ودقيق ومصمت ومجوّف علي حسب اختلاف المصالح والحكم فمنها ماقياسه من البدن قياس الأساس و عليه مبناه ومنها ماقياسه المجنّ والوقاية ومنها ما هوكالسلاح ألذي يدفع به المصادم ومنها ما هوحشو بين فرج المفاصل ومنها ما هومتعلق العضلات المحتاجة إلي علاقة. وجملة العظام دعامة وقوام للبدن ولهذا خلقت صلبة ثم ما لامنفعة فيه سوي هذه خلق مصمتا و إن كان فيه المسامّ والخلل التي لابد منها و مايحتاج إليه لأجل الحركة أيضا فقد زيد في تجويفه وجعل تجويفه في الوسط واحدا ليكون
صفحه : 3
جرمه غيرمحتاج إلي مواقف الغذاء المتفرقة فيصير رخوا بل صلب جرمه وجمع غذاؤه و هوالمخّ في حشوه ففائدة زيادة التجويف أن يكون أخف وفائدة توحيد التجويف أن يبقي جرمه أصلب وفائدة صلابة جرمه أن لاينكسر عندالحركات العنيفة وفائدة المخ ليغذوه وليرطبه دائما فلايتفتت بتجفيف الحركة وليكون و هومجوّف كالمصمت والتجويف يقل إذاكانت الحاجة إلي الوثاقة أكثر ويكثر إذاكانت الحاجة إلي الخفة أكثر وخلق بعضها مشاشة لأجل الغذاء المذكور مع زيادة حاجة بسبب شيءيجب أن ينفذ فيهاكالرائحة المستنشقة مع الهواء في العظام التي تحت الدماغ ولفضول الدماغ المدفوعة فيها. والعظام كلها متجاورة متلاقية ليس بين شيءمنها و بين ألذي يليه مسافة كثيرة وإنما لم يجعل كل ما في البدن منها عظما واحدا لئلا يشمل البدن ماأصابته من آفة أوكسر وليكون لأجزاء البدن حركات مختلفة متفنّنة ولهذا هيّئ كل واحد منها بالشكل الموافق لماأريد به ووصل مايحتاج منها إلي أن يتحرك في بعض الأحوال معا و في بعضها فرادي برباط أنبته من أحد طرفي العظم ووصل بالطرف الآخر و هوجسم أبيض عديم الحس فجعل لأحد طرفي العظمين زوائد و في الآخر قعرا موافقة لدخول هذه الزوائد وتمكنها فيها والنابت بهذه الهيئة بين العظام مفاصل وصار للأعضاء من أجل المفاصل أن تتحرك منها بعض دون بعض و من أجل الربط المواصلة بين العظام أن تتحرك معا كعظم واحد و من أجل أن العظام وسائر الأعضاء ليس لها أن تتحرك بذاتها بل بمحرك و علي سبيل جهة الانفعال وصل بها من مبدإ الحس والحركة وينبوعهما ألذي هوالدماغ وصولا.
صفحه : 4
و هذه الوصول هي العصب و هوجوهر لدن علك مستطيل مصمت عندالحس غيرالعصبة المجوّفة التي في العين فائدته بالذات إفادة الدماغ بتوسطه لسائر الأعضاء حسا وحركة وبالعرض تشديد اللحم وتقوية البدن و ليس يتصل بالعظم مفردة ولكن بعداختلاطها باللحم والرباط و ذلك لأن الأعصاب لواتصلت مفردة بعضو عظيم لكانت إما أن لاتقدر علي أن تحرّكه البتة وإما أن يكون تحريكها له تحريكا ضعيفا وخصوصا عند ماتتوزّع وتنقسم وتنشعب في الأعضاء وتصير حصّة العضو الواحد أدقّ كثيرا من الأصل و عند مايتباعد من مبدئه ومنبته و من أجل ذلك ينقسم العصب قبل بلوغه إلي العضو ألذي أريد تحريكه به وينسج في ما بين تلك الأقسام اللحم وشظايا من الرباط فيتكون من جميع ذلك شيءيسمي عضلا و يكون عظمه وصغره وشكله بمقدار العضو ألذي أريد تحريكه وبحسب الحاجة إليه ووضعه في الجهة التي يراد أن يتحرك إليها ذلك العضو. ثم ينبت من الطرف ألذي يلي العضو المتحرك من طرفي العضلة شيءيسمي وترا و هوجسم مركب من العصب الآتي إلي ذلك العضو و من الرباط النابت من العظام و قدخلص من اللحم فيمر حتي يتصل بالعضو ألذي يريد تحريكه بالطرف الأسفل فيلتئم بهذا التدبير أن يعرض قليل نشج للعضلة نحو أصلها بجذب الوتر جذبا قويا و أن يتحرك العضو بكليته لأن الوتر متصل منه بطرفه الأسفل . و قديتعدد الأوتار لعضل واحد إذا كان كبيرا وربما تعاونت عدة عضل علي تحريك عضو واحد وربما لا يكون للعضل وتر لصغره جدا و كل عضو يتحرك حركة إرادية فإن له عضلة بهاتكون حركته فإن كان يتحرك إلي جهة متضادة كانت له عضلات متضادة المواضع تجذبه كل واحدة منها إلي ناحيتها عندكون تلك الحركة وتمسك المضادة لها عن فعلها و إن عملت المتضادتان في وقت واحد استوي العضو وتمدد وقام مثلا الكف إذامدها العضل الموضوع في باطن الساعد انثني
صفحه : 5
و إن مده العضل الموضوع في ظهره رجع إلي خلف و إن مداه جميعا استوي وقام بينهما. ثم إن مبدأ الحس والحركة جميعا في الأعضاء قد يكون عصبة واحدة و قد يكون اثنتين ومبدئية العصب للحس والحركة إنما هوبسبب حمله للقوة اللامسة والقوة المحركة من جهة الروح الحيوانية المنبثة فيه من الدماغ فالقوة اللامسة منبثة في جملة جلد البدن وأكثر اللحم والغشاء و غير ذلك بسبب انبثاث حاملها ألذي هوالروح إلا ما يكون عدم الحس أنفع له كالكبد والطحال والكلية والرئة والعظم . وتدرك هذه القوة الكيفيات الأول الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وتدرك أيضا الخفة والثقل والملامسة والخشونة والصلابة واللين والهشاشة واللزوجة كلها بالمماسة. وكذلك القوة المحركة منبثة في جميع الأعضاء بواسطة الروح المنبثة في العضلات ثم لماكانت أسافل البدن و ما بعد عن الدماغ يحتاج أن ينال الحس والحركة و كان نزول العصب إليها من الدماغ بعيد المسلك غيرحريز و لاوثيق وأيضا لونبتت الأعصاب كلها من الدماغ لاحتيج أن يكون الرأس أعظم مما هو عليه بكثير ولثقل علي البدن حمله فلذلك جعل الله عزاسمه في أسفل القحف ثقبا وأخر منها شيئا من الدماغ و هوالنخاع وحصنه لشرفه وعزته بالعنق والصلب كماحصن الدماغ بالقحف وأجراه في طول البدن و هومحصن موقي وأنبت منه حين قارب وحاذي عضوا ماعصبا يخرج من ثقب في خرز العنق والصلب ويتصل بتلك الأعضاء التي يأتيها العصب من ذلك الموضع فيعطيها الحس والحركة بقوة مبدئهما ألذي فيه . فإن حدث علي الدماغ حادثة عظيمة فقد البدن كله الحس والحركة و إن حدث علي النخاع فقدتهما الأعضاء التي يجيئها العصب من ذلك الموضع و مادونه
صفحه : 6
فحسب لأن الدماغ بمنزلة العين والينبوع لذلك والنخاع بمنزلة النهر العظيم الجاري منه والأعصاب بمنزلة الجداول وأول مبادئ الأعصاب الخارجة من الدماغ والنخاع تكون لينة شبيهة بهما ثم إنها تصلب متي تباعدت منهما حتي يصير عصبا تاما النوع . ثم اعلم أن العضلات كلها مجللة بغشاء لطيف وكذلك جميع الأحشاء مجللة بأغشية والغشاء جسم لطيف رقيق منتسج من العصب والرباط ليفيد العضو ألذي هوغشاء له ومحيط به مما لاحس له الحس والشعور العرضيين فيتبادر إلي دفع الألم في الجملة وليحفظ أيضا الأعضاء علي أشكالها وأوضاعها ويصونها عن التبدد والتفرق وليربطها بواسطة العصب والرباط ألذي يشظي إلي ليفها بعضو آخر. وجميع الأشياء الملفوفة في الغشاء مما هوداخل الأضلاع فمنبت غشائها من أحد غشائي الصدر والبطن المستبطنين والأعضاء اللحمية إما ليفية كلحم العضل وإما ليس فيهاليف كالكبد و لا شيء من الحركات إلابالليف أماالإرادية فبسبب ليف العضل و أماالطبيعية كحركة الرحم والعروق والمركبة كحركة الازدراد فبليف مخصوص بهيئة من وضع الطول والعرض والتورب وللجذب الليف المطول وللدفع الليف الذاهب عرضا العاصر وللإمساك الليف المؤرب . و أماالعروق فنوعان إحداهما النابضة الضوارب ومنبتها القلب ويسمي بالشرايين ولها حركتان انقباضية وانبساطية وشأنها أن تنفض البخار الدخاني من القلب بحركتها الانقباضية وتجذب بحركتها الانبساطية نسيما طيبا صافيا يستريح به القلب ويستمد منه الحرارة الغريزية وبهذه الحركة ينتشر الروح والقوة الحيوانية والحرارة الغريزية في جميع البدن وخلقت كلها ذات صفاقين احتياطا في وثاقة جسميتها لئلا تنشق بسبب
صفحه : 7
قوة حركتها بما فيها ولئلا يتحلل ما فيها إلاواحدة منها تسمي بالشريان الوريدي فإنها ذات صفاق واحد ليكون ألين وأطوع للانبساط والانقباض فإن الحاجة إلي السلاسة أمس منها إلي الوثاقة لأنها كماأنها منفذ للنسيم كذلك منفذ لغذاء الرئة فإن غذاءها من القلب وهي تغوص في الرئة وتصير شعبا ولحم الرئة لين لطيف لاتخشي مصادمته عندالنبض ويحتاج إلي ترشح الغذاء إليه بسرعة وسهولة وجعل الصفاق الداخلاني من ذوات الصفاقين أصلب لأنه كالبطانة التي تحمي الظهارة و هوالملاقي لقوة الحرارة الغريزية ولمصادمته حركة الروح فأوجبت الحكمة تقوية منفذ الروح والحرارة الغريزية بهذه البطانة وإحرازها بها. والنوع الثاني العروق الساكنة ومنبتها الكبد وتسمي الأوردة وشأنها إما جذب الغذاء إلي الكبد وإما إيصال الغذاء من الكبد إلي الأعضاء وكلها ذات صفاق واحد إلاواحد يسمي بالوريد الشرياني فإنه ذو غشاءين صلبين لأنه ينفذ في التجويف الأيمن من القلب ويأتي بغذاء الرئة إلي القلب ولحم الرئة لحم لطيف خفيف لايصلح له إلادم رقيق لطيف . و من الشرايين مايرافق الأوردة لترتبط الأوردة بالأغشية المجللة بهافيستقي في مابينهما من الأعضاء فيستقي كل واحد منهما عن الآخر وكلما ترافقا علي الصلب في داخل امتطي الشريان الوريد ليكون أخسهما حاملا للأشرف و ماترافقا في الأعضاء الظاهرة غاص الشريان تحت الوريد ليكون أستر وأكن له و يكون الوريد له كالجنة. و أماالغضروف فهو ألين من العظم فينعطف وأصلب من سائر الأعضاء وفائدته أن يحسن به اتصال العظام بالأعضاء اللينة فلا يكون الصلب واللين قدتركبا بلا
صفحه : 8
متوسط فيتأذي اللين بالصلب خصوصا عندالضربة والضغطة وليحسن به تجاور المفاصل المستحاكة فلاتتراض لصلابتها وليستند به ويقوي بعض العضلات الممتدة إلي عضو غيرذي عظم وليعتمد عليه ماافتقر إلي الاعتماد علي شيءقوي ليس بغاية الصلابة.فهذه هي الأعضاء المتشابهة الأجزاء التي تركب عنها الأعضاء الآلية لواهبها الحمد كما هوأهله وكلها يتكون عن المني ماخلا اللحم والشحم فإنهما يتكونان عن الدم
الفصل الثاني في تشريح الرأس وأعضائه و مااشتملت عليه
فمنها قحف الرأس و هو ألذي خلقه الله لحفظ الدماغ ووقايته عن الآفات فخلقه الله مستديرا إلي طول لأن المستدير أعظم مساحة من الأشكال المستقيمة الخطوط إذاتساوت إحاطتها ولئلا ينفعل عن المصادمات ماينفعل عنه ذو الزوايا و أماطوله فلأن منابت الأعصاب الدماغية موضوعة في الطول لئلا يزدحم و لاينضغط و قديفقد النتوء المقدم أوالمؤخر أوكلاهما. والقحف مؤلف من ستة أعظم اثنان منها بمنزلة السقف وأربعة بمنزلة الجدران ويتصل بعضها ببعض بدروز تسمي بالشئون وجعل الجدران أصلب من اليافوخ لأن السقطات والصدمات عليها أكثر ولأن الحاجة إلي تخلخل اليافوخ أمس لينفذ فيه البخار المتحلل ولئلا يثقل علي الدماغ وجعل أصلب الجدران
صفحه : 9
مؤخرها لأنها غائبة عن حراسة الحواس . و في القحف ثقب كثيرة ليخرج منها أعصاب كثيرة ويدخل فيهاعروق وشرايين ويخرج منها الأبخرة الغليظة الممتنعة النفوذ في العظم فينقي بتحللها الدماغ وليتشبث بهاالحجاب الثقيل الغليظ الآتي ذكره فيخف عن الدماغ وأعظم ثقب فيه ألذي من أسفل عندفقرة القفا و هويخرج النخاع ويتصل بالقحف اللحي الأعلي و هو ألذي فيه الخدان والأذنان والأسنان العليا ويتركب من أربعة عشر عظما يتصل بعضها ببعض بدروز ثم اللحي الأسفل و هو ألذي فيه الأسنان السفلي إلا أنه لم يتصل به اتصال التحام وركز بل اتصال مفصل لاحتياجه إلي حركة ويسمي موضع اتصاله به الزرفين و هومركب سوي الأسنان من عظمين بينهما شان في وسط الذقن . وتحت القحف من ناحية الخلف فيما بينه و بين اللحي الأعلي عظم مركوز قدملئ به الخلل الحادث من تقسيم أشكال هذه العظام ويسمي بالوتد فجميع عظام الرأس إذاعدت علي ماينبغي خلا الأسنان ثلاثة وعشرون عظما. و أماالدماغ فخلقه الله سبحانه لينا دسما لينطبع المحسوسات فيه بسهولة ولتكون الأعصاب النابتة منه لدنا لاينكسر و لاينقطع وجعل مزاجه باردا رطبا لتنفعل القوي المودعة فيه عن مدركاتها ولئلا يشتعل بالحرارة المتولدة فيه من الحركات الفكرية والخيالية ولتعدل قوة الروح والحرارة الصاعدة إليه من القلب وجعل مقدمه ألذي هومنبت الأعصاب الحسية ألين من مؤخره ألذي هومنبت الأعصاب الحركية لأن الحركة لاتحصل إلابقوة والقوة إنما تحصل بصلابة و هوذو قسمين طولا وعرضا لئلا تشمل الآفة جميع أجزائها و في طوله تجاويف ثلاثة يفضي بعضها إلي بعض تسمي بطون الدماغ وهي محل الروح النفساني ومواضع الحواس ومقدمها أعظمها ويتدرج إلي الصغر حتي يعود إلي قدر النخاع وشكله .
صفحه : 10
و له زائدتان شبيهتان بحلمتي الثدي يبلغان إلي العظم الكثير الثقب الشبيهة بالمصفي في موضعه من القحف حيث ينتهي إليه أقصي الأنف فيهما حس الشم وبهما يندفع الفضول من هذاالبطن المقدم إلي العظم المذكور وينزل منه إلي الخيشوم بالعطاس . و أمافضول البطنين الآخرين فتندفع إلي العظم المثقب ألذي تحت الحنك والبطن المقدم هوموضع انجذاب الهواء إلي الدماغ والهواء بعدمكثه في البطون وتغيره إلي المزاج الدماغي يصير روحا نفسانيا وكثيرا مايزيد علي ماتسعه البطون فيصعد إلي بطون للدماغ تسمي بالتزاريد ويستحيل فيها إلي المزاج الدماغي و إلي صلوحه له . والزرد الموضوع من جانبي البطن الأوسط يتمدد تارة ويتقلّص أخري مثل الدودة ويسمي بها كمايسمي هذاالبطن أيضا لأن بتمدّده يستطيل هو وينتظم معه وبتقلّصه يستعرض وينفرج عنه والأول حركة الانقباض بهايندفع الفضلة والثاني حركة الانبساط بهاتتأدي صور المدركات إلي القوة الحافظة بتقدير العزيز الحكيم . ثم إنه تعالي قدجلل الدماغ بغشاءين رقيق لين ملاصق له ومخالط في مواضع وغليظ صلب فوقه ملاصق للقحف و له في أمكنة منه و هومثقب ثقبا كثيرة في موضعين عندالعظيم الشبيه بالمصفّي والعظم ألذي في الحنك لاندفاع الفضول ويتشعب منه شعب دقاق يصعد من دروز القحف إلي ظاهر يتشبث أولا الغشاء بالقحف بتلك الشعب فيتجافي بها عن الدماغ ويرتفع ثقله عنه ثم ينسج من تلك الشعب علي ظاهر القحف غشاء يجلله . ويتوسط أيضا جزئي الدماغ المقدّم والمؤخّر حجاب لطيف .يحجب الجزء الألين عن مماسّة الأصلب وتحت الدماغ بين الغشاء الغليظ والعظم نسجة شبيهة بالشباك الكثيرة التي ألقيت بعضها علي بعض حصلت من الشرايين الصاعدة إلي الرأس من القلب والكبد ويخرج منها عرقان فيدخلان الغشاء الصلب ويتصلان بالدماغ
صفحه : 11
وإنما فرشت الشبكة تحت الدماغ ليبرد فيهاالدم الشرياني والروح فيتشبه بالمزاج الدماغي بعدالنضج ثم يتخلص إلي الدماغ علي التدريج والفرج التي تقع بين فروع هذه الشريانات محشوّة بلحم غدديّ لئلا تبقي خالية ولتعتمد عليه تلك الفروع وتبقي علي أوضاعها. و أماالأعصاب النابتة من الدماغ فسبعة أزواج أولها ينشأ من مقدّم الدماغ ويجيء إلي العين فيعطيها حسّ البصر بتوسط القوة الباصرة وهاتان العصبتان مجوّفتان و إذانشأتا من الدماغ وبعدتا عنه قليلا اتصلتا وأفضي ثقب كل واحد منهما إلي صاحبه ثم يفترقان أيضا وهما بعدداخل القحف ثم يخرجان ويصير كل واحد منهما إلي العين التي من جانبه . والزوج الثاني ينشأ من خلف منشإ الأول ويخرج من القحف في الثقب ألذي في قعر العين ويتفرق في عضل العين فتكون به حركاتها. والثالث منشؤه من خلف الثاني بحيث ينتهي البطن المقدم إلي البطن الثاني ويخالط الزوج الرابع ألذي بعده ثم يفارقه . وينقسم أربعة أقسام أحدها ينزل إلي البطن إلي مادون الحجاب والباقي منها يتفرق في أماكن من الوجه والأنف ومنها مايتصل بالزوج ألذي بعده . والرابع منشؤه من خلف منشإ الثالث ويتفرق في الحنك فيعطيه حسّا خاصا له . والخامس يكون ببعضه حس السمع وببعضه حركة العضل ألذي يحرّك الخدّ. والسادس يصير بعضه إلي الحلق واللسان وبعضه إلي العضل ألذي في ناحية الكتف و ماحواليه وبعضه ينحدر من العنق ويتشعب منها في مرورها شعب تتصل بعضل الحنجرة فإذابلغت إلي الصدر انقسمت أيضا فرجع منها بعضها مصعدا حتي يتصل بعضل الحنجرة ويتفرق شيءمنها في غلاف القلب والرئة والمريء و ماجاورهما ويمر الثاني و هوأكبره حتي ينفذ الحجاب ويتصل بفم المعدة منه أكثره ويتصل
صفحه : 12
الباقي بغشاء الكبد والطحال وسائر الأحشاء ويتصل به هناك بعض أقسام الزوج الثالث . والسابع يبتدئ من مؤخر الدماغ حيث ينشأ النخاع ويتفرق في عضل اللسان والحنجرة والعضلات المحركة لأعضاء البدن كلها ينشأ من هذه الأعصاب والأعصاب النخاعية الآتي ذكرها و لما لم يمكن تصويرها بالكلام مايمكن من تصوير الأعصاب والعظام بل لابد في ذلك من مشاهدة ودرية كثيرة بالغة أعرضنا عنه وعدد كل ما في البدن من العضلات خمسمائة وتسعة وعشرون عضلا علي رأي جالينوس . و أماالعين فهي مركبة من سبع طبقات وثلاث رطوبات ماخلا الأعصاب والعضلات والعروق وبيان هيآتها أن العصبة المجوفة التي هي أولي العصب الخارجة من الدماغ تخرج من القحف إلي حيث قعر العين وعليها غشاءان هما غشاء الدماغ فإذابرزت من القحف وصارت في حومة عظم العين فارقها الغشاء الغليظ وصار لباسا وغشاء علي عظم العين الأعلي كله ويسمي هذاالغشاء الطبقة الصلبة ويفارقها أيضا الغشاء الرقيق فيصير غشاء ولباسا دون الطبقة الصلبة ويسمي الطبقة المشيمية لشبهها بالمشيمة وتعرض العصبة نفسها ويصير فيهاغشاء دون هذين وتسمي الطبقة الشبكية. ثم يتكوّن في وسط هذاالغشاء جسم ليّن رطب حمراء صافية غليظة مثل الزجاج الذائب يسمي الرطوبة الزجاجية ويتكون في وسط هذاالجسم جسم آخر مستدير إلا أن فيه أدني تفرطح شبيه بالجليد في صفائه وتسمي الرطوبة الجليدية وتحيط الزجاجية من الجليدية بمقدار النصف ويعلو النصف الآخر جسم شبيه بنسج العنكبوت شديد الصفاء والصقال يسمي الطبقة العنكبوتية. ثم يعلو هذاالجسم سائل في لون بياض البيض يسمي الرطوبة البيضية ويعلو الرطوبة البيضية جسم رقيق مخمل الداخل حيث يلي البيضية أملس الخارج ويختلف لونه في الأبدان فربما كان شديد السواد وربما كان دون ذلك في وسطه بحيث
صفحه : 13
يحاذي الجليدية ثقب يتسع ويضيق في حال دون حال بمقدار حاجة الجليدية إلي الضوء فيضيق في الضوء الشديد ويتسع في الظلمة وبانسداده يبطل الإبصار و هومثل ثقب حبّ عنب ينزع من العنقود و هوالحدقة و فيهارطوبة لطيفة وروح ولهذا يبطل الناظر عندالموت ويسمي هذاالغشاء الطبقة العنبية. ويعلو هذه الطبقة ويغشاها جسم كثيف صاف صلب يشبه صفحة صلبة رقيقة من قرن أبيض وتسمي القرنية غيرأنها تتلون بلون الطبقة التي تحتها المسمّاة عنبية كماتلصق وراء جام من زجاج شيئا ذا لون فيميل ذلك المكان من الزجاج إلي لون ذلك الشيء ويعلو هذا ويغشاه لكن لاكله بل إلي موضع سواد العين لحم أبيض دسم مشف مختلط بالعضلات المحركة للعين غليظ ملتحم عليه تسمي بالملتحمة و هوبياض العين وينشأ من الغشاء ألذي علي القحف من خارج كماينشأ القرنية من الطبقة الصلبة والعنبية من الطبقة المشيمية والعنكبوتية من الشبكية و كل يجذب الغذاء من التي هي منشؤها فإنها تتغذي بنصيبها وتؤدي الباقي إليها. وألوان العيون باعتبار اختلاف ألوان الطبقة العنبية أربعة كحلاء وزرقاء وشهلاء وشعلاء وسبب الكحل إما قلة الروح وعدم إشراقها علي جميع أجزاء العين أوكدورتها وقلة إشراقها علي لون العنبية أوصغر الجليدية أوغورها وكونها داخلة جدا فلايظهر صفاؤها كماينبغي أوكثرة الرطوبة البيضية أوكدورتها فتستر بريق الجليدية أوشدة سواد العنبية فإذااجتمعت هذه الأسباب كانت العين شديدة الكحل . وأسباب الزرقة أضداد ذلك و إذااختلطت أسباب الكحل والزرقة وتكافأت كانت العين شهلاء و إذازادت أسباب الزرقة علي أسباب الكحل كانت شعلاء. وإنما خلقت هذه الطبقة علي هذااللون لأنه أوفق الألوان لنور البصر إذ الأبيض يفرق نوره والأسود يجمعه ويكثفه والآسمانجوني لاعتداله يجمع النور جمعا معتدلا ويقوّيه وإنما خلقت غليظة لتمنع عن إشراق الشمس علي نور
صفحه : 14
البصر وليكون وسيطا قويا بين الرطوبات و بين الطبقة الصلبة القرنية التي قدامها ولهذا جعل ظاهرها ألذي يليها أصلب . و في صلابة ظاهرها فائدة أخري هي أن تبقي الثقبة العنبية لصلابة مايحفظ بهامفتوحة لاتتشوش من أطرافها تشوش الشيء الرخو اللين و في الحقيقة هذه الطبقة طبقتان داخلانية ذات خمل وأخري صلبة. وجعلت القرنية شفيفة لئلا تحجب نور البصر عن النفوذ فيها وصلبة لتكون وقاية للطبقات الأخر وللرطوبات عن الآفات ولتحفظها علي أوضاعها وأشكالها. وجعلت الرطوبة البيضية قدام الجليدية لتحجب منها قوة الأشعة والأضواء لكيلا تغلبها وجعل ظاهر الجليدية مفرطحة لأن تقع الأشباح المدركة في جزء كبير منها فيكون الإبصار به أقوي إذ المدور لايحاذي الشيء إلابجزء صغير وجعلت الزجاجية غليظة لئلا تسيل وجعلت من وراء الجليدية ليكون إلي مبدإ الغذاء أقرب . والرطوبة الجليدية هي أشرف أجزاء العين وسائر الطبقات والرطوبات خادمة لها ووقاية وهي محل المدركات البصرية من جهة الروح الآتي إليها من العصبتين المجوفتين اللتين هما محل القوة الباصرة المدركة للأضواء والألوان والحركات والمقادير وغيرها بتوسط الروح التي فيها. وإنما جعلت العصبتان مجوفتين للاحتياج إلي كثرة الروح الحامل لهذه القوة بخلاف سائر الحواس وإنما جعلتا متلاقيتين ليجمع عنده تلاقيهما الروح حتي لوأصاب إحدي العينين آفة لايضيع نورها بل يندفع النور من هذاالمجمع بالكلية إلي العين الصحيحة فيصير بسبب ذلك أشد إبصارا ولهذا كل من غمض إحدي عينيه تقوي عينه الأخري وتتسع ثقبتها العنبية ولأن يكون للعينين مؤدي واحد تؤديان إليه شبح المبصر فيتحد هناك و يكون الإبصار بالعينين إبصارا واحدا ليتمثل الشبح في القدر المشترك ولذلك يعرض للحول أن يروا الشيء الواحد
صفحه : 15
شيئين عند ماتزول إحدي الحدقتين إلي فوق أو إلي أسفل فتبطل به استقامة نفوذ المجري إلي التقاطع ويعرض قبل الحد المشترك حد مشترك آخر لانكسار العصبة وكذلك كل من استرخي أعضاؤه وتمايلت حدقتاه كالسكاري . و من هذاالقبيل الإحساس بشيئين عن شيءواحد لمن يلوي إصبعه الوسطي علي السبابة وأدار بهما شيئا مدورا فإن الوسطي تحس عن محاذاة الأعلي والسبابة عن محاذاة الأسفل ولأن يستدعم كل عصبة بالأخري ويستند إليها ويصير كأنها نبتت من قرب الحدقة فيكون اندفاع النور إلي العين أقوي مثل مجمع الماء ألذي يتخذ للماء القليل ولأنه لو لا هذاالالتقاء لكانت العصبتان عند كل نظرة وتحديق والتفات تتمايلان وتتزايل إحدي الحدقتين عن محاذاة الأخري فيكون أكثر الناس في أكثر الأحوال يري الشيء الواحد شيئين . و أماالجفن فمنشؤه من الجلد ألذي علي ظاهر القحف وفائدته أن يمنع نكاية مايلاقي الحدقة من خارج ويمنع عندانطباقها وصول الغبار والدخان والشعاع ويصقل الحدقة دائما ويبعد عنها ماأصابها من الهباء والقذي وجعل الأسفل أصغر من الأعلي لأن الأعلي يستر الحدقة مرة ويكشفها أخري بتحركه و أماالأسفل فغير متحرك فلو زيد علي هذاالقدر يستر شيئا من الحدقة دائما و كان تجتمع فيه الفضول و لاتسيل . و أماالأهداب فتمنع من الحدقة بعض الأشياء التي لايمنعها الجفن مع انفتاح العين كمايري عندهبوب الرياح التي تأتي بالقذي فيفتح أدني فتح وتتصل الأهداب الفوقانية بالسفلانية فيحصل له شبه شباك ينظر من ورائها فتحصل الرؤية مع اندفاع القذي . و أماالأذن فهو مخلوق من العصب واللحم والغضروف وخلق مرتفعا كالشراع ليجتمع فيه الهواء ألذي يتحرك من قوة صوت الصائت ويطنّ فيه
صفحه : 16
وينفذ في المنفذ ألذي في عظم صلب يسمي الحجري ويحرك الهواء ألذي هوداخل الأذن ويموجه كمايري من دوائر الماء لماوقع فيقع هناك علي جلدة مفروشة علي عصبة مقعرة كمد الجلد علي الطبل فيحصل طنين يشعر بهيئته القوة السامعة للأصوات المودعة في تلك العصبة بتوسط ما هووراءها من جوهر الروح و ذلك المنفذ كثير التعاريج والعطفات و عندنهايته تجويف يسمي بالجوفة والعصبة علي حواليها وإنما جعل كذلك لتطول به مسافة ماينفذه من قوة الصوت والرياح الحارة والباردة فينفذ فيه وهي مكسورة القوي فاترة. وحال تلك العصبة في السمع كحال الرطوبة الجليدية في الأبصار ومحلها مثل محلها و كما أن جميع أجزاء العين خلقت إما خادمة للجليدية وإما وقاية لها كذلك جميع أجزاء الأذن خلقت خادمة لهذا العصب وفائدة الصماخ فائدة الثقبة العنبية والصدي إنما هولانعطاف الهواء المصادم لجبل أوغيره من عالي أرض وهي كرمي حصاة في طاس مملوء ماء فيحصل منه دوائر متراجعة من المحيط إلي المركز وقيل إن لكل صوت صدي و في البيوت إنما لم يقع الشعور لقرب المسافة فكأنهما يقعان في زمان واحد ولهذا يسمع صوت المغني في البيوت أقوي مما في الصحراء. و أماالأنف فهو مخلوق من العظم والغضروف ماخلا العضلات المحركة وبيان هيئته أن له عظمين هما كالمثلثين تلتقي زاويتاهما من فوق وقاعدتاهما تتماسان عندزاوية وتتفارقان بزاويتين و علي طرفيهما السافلين غضروفان لينان وفيما بينهما علي طول الدرز غضروف حده الأعلي أصلب من الأسفل ومجراه إذاعلا انقسم قسمين يفضي أحدهما إلي أقصي الفم و به يكون استنشاق الهواء إلي الرئة والتنفس الجاري علي العادة لاالكائن بالفم ويمر الآخر صاعدا حتي ينتهي إلي العظم الشبيه بالمصفي الموضوع في وجه زائدتي الدماغ المشبهتين بحلمتي الثدي و به يكون تنفض الفضول من الدماغ واستنشاق الهواء إليه والتنفس وبالزائدتين حس الشم إذ هما محل القوة الشامة للروائح بتوسط الهواء المنفعل بها ومحليتهما
صفحه : 17
لها من جهة الروح المودعة فيهما و في أقصي الأنف مجريان إلي المأقين ولذلك قديتأدي طعم الكحل إلي اللسان . وإنما خلق الأنف علي هذه الهيئة ليعين بالتجويف ألذي يشتمل عليه في الاستنشاق حتي ينحصر فيه هواء كثير وليعتدل فيه الهواء قبل النفوذ إلي الدماغ وليجمع الهواء ألذي يطلب منه الشم أمام آلة التشمم ليكون الإدراك أكثر وليعين في تقطيع الحروف وتسهيل إخراجها لئلا يزدحم الهواء كله عندالموضع ألذي يحاول فيه تقطيع الحروف وليكون للفضول المندفعة من الرأس سترا ووقاية عن الأبصار وآلة معينة علي نفضها بالنفخ . ومنفعة غضروفية الطرفين بعدالمنفعة المشتركة للغضاريف أن ينفرج ويتوسع إن احتيج إلي فضل استنشاق ونفخ وليعين في نفض البخار باهتزازهما عندالنفخ وانتفاضهما وارتعادهما ومنفعة الوسطاني أن يفصل الأنف إلي منخرين حتي إذانزلت من الدماغ فضلة نازلة مالت في الأكثر إلي أحدهما و لم يسد جميع طريق الاستنشاق . و أماالأسنان فست عشرة سنا في كل لحي منها ثنيتان ورباعيتان للقطع ونابان للكسر وخمسة أضراس يمنة ويسرة للطحن ولأكثرها مدخل في تقطيع الحروف وتبيينها وربما نقصت الأضراس فكانت أربعا بانعدام الأربعة الطرفانية المسماة بالنواجد وهي تنبت في الأكثر بعدالبلوغ إلي قريب من ثلاثين سنة ولهذا تسمي أسنان الحلم . وللأسنان أصول هي رءوس محددة ترتكز في ثقب العظام الحاملة لها من الفكين وتنبت علي حافة كل ثقب زائدة مستديرة عليها عظمية تشتمل علي السن وهناك روابط قوية وأصول الأضراس التي في الفك الأعلي ثلاثة وربما كانت وخصوصا للناجدين أربعا والتي في الفك الأسفل لها أصلان وربما كانت و
صفحه : 18
خصوصا للناجدين ثلاثة و أماسائر الأسنان فإنما لها أصل واحد وإنما كثرت رءوس الأضراس لكبرها وزيادة عملها وزيدت للعليا لأنها معلقة والثقل يجعل ميلها إلي خلاف جهة رءوسها أماالسفلي فثقلها لايضاد ركزها.
و من عجيب الخلقة في هيئة الأسنان أن الثنايا والرباعيات تتماس ويتلاقي بعضها بعضا في حالة الحاجة إلي ذلك وهي عندالعض علي الأشياء و لو لم يكن كذلك لم يتم العض و ذلك يكون بجذب الفك إلي قدام حتي تلاقي هذه بعضها بعضا و عندالمضغ والطحن يرجع الفك إلي مكانه فتدخل الثنايا والرباعيات التحتانية إلي داخل وتحيد عن موازاة العالية فيتم بذلك للأضراس وقوع بعضها إلي بعض و ذلك أنه لايمكن مع تلاقي الثنايا والرباعيات الفوقانية والتحتانية أن تتلاقي الأضراس ولعل الحكمة فيه أن لاتنسحق إحداهما عندفعل الأخري من غيرطائل . وإنما جعل المتحرك من الفكين عندالمضغ والتكلم الأسفل دون الأعلي إلانادرا كما في التمساح لأنه أصغر وأخف ولأن الأعلي مجمع الحواس والدماغ فلو تحرك لتأذي الدماغ بحركته وتشوشت الحواس ولكان أيضا مفصل الرأس مع العنق غيروثيق والواجب فيه الوثاقة. وإنما جعل هذاالفك من الإنسان أخف وأصغر من سائر الحيوانات لأن أغذية الإنسان لحم وخبز مطبوخ وفواكه نضيجة وأمثال ذلك مما لايعسر مضغه وغيره من الحيوانات أغذيتها إما حشائش وحبوب وأصول للنبات وأغصان للأشجار وإما لحوم نية وعظام صلبة فأعطي كل عالف بقدر احتياجه . و أمااللسان فهو مخلوق من لحم أبيض لين رخو قدالتفت به عروق صغار كثيرة منها شرايين ومنها أوردة وبسببها يحمر لونه و عندمؤخره لحم غددي يسمي
صفحه : 19
مولد اللعاب وتحته فوهتان تفضيان إلي هذااللحم تسميان بساكبي اللعاب بهما تنسكب الرطوبة والرضاب من اللحم الغددي إلي اللسان والفم وتحته أيضا عرقان كبيران أخضران تسميان الصردان . و هوذو شفتين طولا ولكنهما في غشاء واحد متصل بغشاء الفم والمريء والمعدة إلا في بعض الحيوانات كالحية فإن شفتي لسانها ليسا في غشاء واحد ولهذا يظهران و علي جرم اللسان عصبة منبثة هي محل القوة الذائقة للطعوم بتوسط الأجسام المماسة المخالطة للرطوبة اللعابية المستحيلة إلي طعم الوارد ومحليتها له من جهة ما هووراءها من جوهر الروح . و علي اللسان زائدتان نابتتان إلي فوق كأنهما أذنان صغيرتان تسميان باللوزتين وجوهرهما لحم عصباني غليظ كالغدة ومنفعتهما مثل منفعة اللهاة ويأتي ذكرها وإنما خلق اللسان ليكون آلة تقطيع الصوت وإخراج الحروف وتبيينها وآلة تقليب الممضوغ كالمجرفة وآلة تمييز المذوق وأعدلها في الطول والعرض أقدر علي الكلام من عظيمها جدا أو من الصغير المتشنج .
الفصل الثالث في الحلق والحنجرة وسائر آلات الصوت
فبيان هيئاتها أن أقصي الفم يفضي إلي مجريين أحدهما من قدام و هوالحلقوم ويسميه المشرحون قصبة الرئة فيها ومنها منفذ الريح التي تدخل وتخرج بالتنفس والآخر موضوع من خلف ناحية القفار علي خرز العنق ويسمي المريء و فيه ينفذ الطعام والشراب ويخرج القيء وسيأتي شرحهما. والحنجرة مؤلفة من ثلاثة غضاريف أحدها من قدام و هو ألذي يظهر تحت الذقن قدام الحلق و هومحدب الظاهر مقعر الباطن والثاني من خلف
صفحه : 20
بانضمامهما يضيق الحنجرة عندالسكوت ويتباعد أحدهما عن الآخر ويتسع عندالكلام والثالث مثل مكبة بينه و بين ألذي من خلف مفصل يلتئم بزائدتين من ذلك تتهندمان في فقرتين منه ويرتبط هناك برباطات و هويتحرك بهذا المفصل وبانكبابه عليهما تنغلق الحنجرة وبتجافيه عنهما تنفتح . والحاجة إلي انغلاق الحنجرة عندالأكل والشرب شديدة جدا لئلا يقع أوينقطر في قصبة الرئة شيء من المأكول والمشروب و ذلك لأن قصبة الرئة والمريء متجاوران متلاصقان مربوط أحدهما بالآخر و عندانغلاق الحنجرة يمر الطعام والشراب علي ظهر الغضروف المكبي وينزل في المريء و إذاانفتحت الحنجرة علي غفلة من الإنسان بأن يبتلع ويتصوت أويتنفس في حالة واحدة ربما وقع شيء من المأكول والمشروب في قصبة الرئة فتحدث فيهادغدغة وحالة مؤذية شبيهة بما يحدث في الأنف عنداجتلاب العطاس بإدخال شيء فيه فتستقبله القوة الدافعة لدفعه فيورث السعال إلي أن يندفع قل أم كثر لأن القصبة إنما تنتهي إلي الرئة و ليس لها منفذ من أسفلها يندفع فيهافأنعم الخالق سبحانه بتأليف الحنجرة من هذه الغضاريف علي هذاالشكل ليغلق بها عندالأكل والشرب منفذ الصوت والتنفس فيسلم الإنسان ويتخلص من السعال المغلق ولهذا لايجمع الازدراد والتنفس معا في حالة واحدة. و في داخل الحنجرة رطوبة لزجة دهنية تملسها وترطبها دائما ليخرج الصوت صافيا حسنا ولهذا مايذهب أصوات المحمومين الذين تحترق رطوبات حناجرهم بسبب حمياتهم المحرقة ويذهب أيضا أويضعف أويتغير أصوات المسافرين في الفيافي المحترقة وكذلك كل من تكلم كثيرا تجف حنجرته فلايقدر علي التكلم إلا بعد أن يرطب حلقه أويبلع ريقه والفائدة في دهنيتها أن لايجف بالسرعة و لايفني و أن تسلس بهاحركات الحنجرة.
صفحه : 21
و في أعلي الحنجرة عضو لحمي معلق يسمي باللهاة يتلقي ماشأنه النفوذ في الحنجرة من خارج مثل برد الهواء وحره وحدة الدخان ومضرته فيمنع نفوذها دفعة ليتدرج وصولها إلي الرئة ويتلقي أيضا ماشأنه الصعود من داخل مثل قرع الصوت الصاعد من الحنجرة وبالجملة هي كالباب المرصد علي مخرج الصوت تقديره فلايندفع دفعة و لاينقطع مدده جملة فيزداد بذلك قوة الصوت ويتصل بذلك مدده . وكذلك اللوزتان المشار إليهما فيما سبق فإنهما يعاونانها في ذلك وتحتها لحم صفاقي لاصق بالحنك يسمي بالغلصمة يصفي ما قديقرب الهواء من كدورة الغبار والدخان لئلا يصل شيءمنها إلي الحنجرة والرئة فهي كالمفزعة لآلات الصوت والحنك كالقبة يطن فيهاالصوت فهذه جملة آلات الصوت . والصوت إنما يكون من النفس وأصله دوي في قصبة الرئة وإنما يصير صوتا عندطرف القصبة المسمي رأس المزمار و هوأشرف آلاته بل هوبالحقيقة آلته والباقي من المعينات والمتمات وإنما سمي بذلك لتضايقه ثم اتساعه عندالحنجرة فيبتدئ من سعة إلي ضيق ثم إلي فضاء أوسع كما في المزمار إذ لابد للصوت من ضيق ليحبس الدوي ويقدره و لابد أيضا من الانضمام والانفتاح ليحصل بهما قرع الصوت . واللهاة تقوم مقام إصبع المزمار والغلصمة مثل الشيء ألذي يسد به رأس المزمار وعضلات آلات الصوت كثيرة حسب حركاتها المحتاج إليها في هذاالموضع فيكون من ضروب أشكالها ضروب الأصوات و عندالحنجرة من قدام عظم هومنشأ رباطات عضلاتها وللعظم أيضا عضلات تمسك بها غيرعضلات الحنجرة. واعلم أنه لما لم يكن غذاء الإنسان طبيعيا و لالباسه طبيعيا بل يحتاج في ذلك وأمثاله إلي صنائع كثيرة وآلات مختلفة قلما يحصل بإلهام أووحي بل لايستحفظ وجوده البقائي إلابتعليم وتعلم مفتقر إلي طلب ونهي ووعد ووعيد وترغيب وتخويف وتعجيل وتأجيل وغيرها من إعلان مكنونات الضمائر وإعلام مستورات البواطن
صفحه : 22
فلهذه الأسباب وغيرها صار من بين الحيوانات أحوج إلي الاقتدار علي أن يعلم غيره من المتشاركين في التعيش ونظام التمدن ما في نفسه بعلامة وضعية و لايصلح لذلك شيءأخف من الصوت أوالإشارة والأول أولي لأنه مع خفة مئونته لوجود النفس الضروري المنشعب بالتقاطيع إلي حروف مهيأة بالتأليف لهيئات تركيبية غيرمحصورة بلا تجشم تحريكات كثيرة كما في الإشارة لايختص إشعاره بالقرب والحاضر بل يشمل هدايته لهما ولغيرهما من البعيد والغائب ويشمل أيضا الصور والمعاني والمحسوس والمعقول فلذلك أنعم الله سبحانه عليه بذلك .
الفصل الرابع في العنق والصلب والأضلاع .
أماالعنق والصلب فمخلوقتان من الفقرات والفقرة عظم مدور في وسطه ثقب ينفذ فيه النخاع وإنما خلقت لتكون وقاية للنخاع ودعامة للبدن ونسبتها إلي النخاع كنسبة القحف إلي الدماغ وهي ثلاثون عددا سبع للعنق واثنا عشر للظهر وربما زادت أونقصت واحدة منها في الندرة والزيادة أندر وخمس للقطن وثلاث للعجز وهما كالقاعدة للصلب وثلاث للعصعص وإنما خلقت صلبة ليكون للإنسان استقلال به وقوام وتمكن من الحركات إلي الجهات ولذلك جعلت المفاصل بينهما لاسلسلة فيوهن القوام و لاموثقة فيمنع الانعطاف . ومنها مالها زوائد من فوق و من أسفل بهاينتظم الاتصال بينهما اتصالا مفصليا بنقر في بعضها ورءوس لقمية في بعض ولبعضها زوائد من نوع آخر عريضة صلبة موضوعة علي طولها للوقاية والجنة والمقارنة لمايصاك ولأن ينتسج عليها رباطات .
صفحه : 23
فما كان منها موضوعا إلي خلف يسمي شوكا وسناسن و ما كان يمنة ويسرة يسمي أجنحة ولكل جناح مما يلي الأضلاع نقرتان ولكل ضلع زائدتان محدبتان تتهندم الزائدة في النقرة وترتبط برباطات قوية وللفقرات غيرالثقبة المتوسطة ثقب أخري تخرج منها الأعصاب وتدخل فيهاالعروق . والعنق وفقراته وقاية للمريء وقصبة الرئة و لماكانت فقراته محمولة علي ماتحتها من الصلب وجب أن يكون أصغر و لماكانت مسلكا لأصل النخاع وأوله ألذي يجب أن يكون أغلظ وأعظم مثل أول النهر وجب أن يكون الثقب الوسطاني منها أوسع والصغر وسعة التجويف مما يرفق جرمها ويوهنه فالخالق سبحانه تدارك ذلك بأن خصها بزيادة صلابة وحرز ليس لماتحتها وجعل سناسنها أصغر ليكون أخف عليها ثم تدارك صغر سناسنها بكبر أجنحتها وجعلها ذوات رأسين . و لما كان أكثر منافع العنق في حركاته جعل مفاصله سلسة و لم يجعل زوائدها المفصلية كثيرة كزوائد ماتحتها لتكون حركاته أسرع وتدارك تلك السلاسة بأعصاب وعضلات كثيرة محيطة به وجعل أيضا مسالك الأعصاب التي تتفرع عن النخاع مشتركة من فقرتين لئلا يقع ثقبة تامة من فقرة واحدة فتوهنها. والصلب وفقراته وقاية وجنة للأعضاء الشريفة الموضوعة قدامه ولذلك خلق له شوك وسناسن و هومبني لجملة عظام البدن مثل الخشبة التي تهيأ في نجر السفينة أولا ثم يركز فيها ويربط بهاسائر الخشب ولذلك خلق صلبا و هوكشيء واحد مخصوص بأفضل الأشكال و هوالمستدير إذ هذاالشكل أبعد الأشكال عن قبول آفات الصادمات و لما كان الصلب قديحتاج إلي حركة الانثناء والانحناء نحو الجانبين و ذلك بأن يزول الوسط إلي ضد الجهة ويميل مافوقه و ماتحته عن نحو تلك الجهة و كان طرفي الصلب يميلان إلي الالتقاء لم يخلق للفقرة التي هي الوسط في الطول وهي
صفحه : 24
العاشرة لقم بل نقر ثم جعلت اللقم السفلانية والفوقانية متجهة إليها أماالفوقانية فنازلة و أماالسفلانية فصاعدة ليسهل زوالها إلي ضد جهة الميل و يكون للفوقانية أن تنجذب إلي أسفل وللسفلانية أن تنجذب إلي فوق . و أماالنخاع فهو جسم أبيض لين دسم دماغي منشؤه مؤخر الدماغ كماأشرنا إليه و هوخليفته ليتوزع منه الأعصاب والعضلات علي الأعضاء ليفيدها الحس والحركة فجملة ماينشأ منه أحد وثلاثون زوجا من العصب وفرد لامقابل له فالزوج الأول يخرج من الثقب ألذي في الفقرة الأولي من فقار العنق ويصعد حتي يتفرق في عضل الرأس والثاني يخرج مما بين الثقب الملتئم فيما بين الفقرة الأولي والثانية ويتصل بجلدة الرأس فيعطيها حس اللمس وبعضل العنق وعضل الخد فيعطيهما الحركة. والزوج الثالث مخرجه من الثقب الملتئمة فيما بين الفقرة الثانية والثالثة وينقسم قسمين فبعضه يصير إلي العضل المحرك للخد وبعضه يتفرق في العضل ألذي بين الكتفين . والرابع منشؤه ما بين الفقرة الثالثة والرابعة وينقسم قسمين أحدهما في العضل ألذي في الظهر والآخر يأخذ إلي قدام ويتفرق في العضل الموضوع بحذائه وفوقه . والخامس يخرج فيما بين الفقرة الرابعة والخامسة وينقسم أقساما بعضها يصير إلي الحجاب وبعضها إلي العضل ألذي يحرك الرأس والرقبة وبعضها إلي عضل الكتف . والسادس والسابع والثامن تخرج ما بين الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة وينقسم بعضها في عضل الرأس والرقبة وبعضها في عضل الصلب والحجاب ماخلا الثامن فإنه لايأتي بالحجاب منه شيء وبعضها يصير إلي العضد و إلي الذراع و إلي الكتف فيتصل من السادس بعضه بعضل الكتف ويحرك العضد وبعضه بعضل أعالي العضد وينيله الحس و من السابع بعضه يصير إلي العضل ألذي من العضد و به حركة الذراع وبعضه تفرق في جلد العضد الباقي وينيله الحس وبعض من الثامن ينبت
صفحه : 25
في جلدة الذراع فيعطيها الحس وبعضه يصير في عضل الذراع ويحرك الكف . والزوج التاسع يخرج ما بين الفقرة الثامنة والتاسعة وهما أول فقار الظهر وينقسم بعضه في العضل ألذي فيما بين الأضلاع وبعضه في عضل الصلب وبعضه ينزل إلي الكعب وينبث فيه فينيله الحس وبعض الحركة. والعاشر يخرج ما بين الفقرة التاسعة والعاشرة ويصير منه جزء إلي جلد العضد فيعطيه الحس وباقيه ينقسم فيأخذ منه قسم إلي قدام فيتفرق في العضل ألذي علي البطن وبعضها يتفرق في عضل الظهر والكتف و علي نحو هذا يكون خروج العصب وتفرقه إلي الزوج التاسع عشر. والزوج العشرون يخرج مما بين الفقرة التاسع عشر والعشرين وهي أول فقرات القطن و علي هذاالقياس إلي أن تخرج خمسة أزواج من بين هذه الفقار ويصير بعضها في القدام فيتفرق في العضل ألذي علي القطن ويتفرق بعضها في العضل ألذي علي المتن ويخالط الثلاثة الأزواج العليائية عصب ينحدر من الدماغ والزوجان اللذان تحت هذه الثلاثة الأزواج ينحدر منها شعب كبار إلي الساق حتي يبلغ طرف القدم وثلاثة أزواج تخرج من فقرات العجز وتخالط القطنية وتنحدر منها إلي الساق وتتفرق في العضلات التي هناك وثلاثة تخرج من نخاع العصعص مشتركة المخارج كالعنقية وفرد من آخره إذ الفقرة الأخيرة منه لاثقبة فيها غيرالوسطانية وكلها ينبث في القضيب و في عضل المقعدة والمثانة والرحم و في غشاء البطن أو في العضل الموضوع بقرب هذه المواضع . و أماالأضلاع فهي أربعة وعشرون عظما من كل جانب اثنا عشر كلها محدبة أطولها أوسطها سبع منها يتصل أحد طرفيها من خلف بفقار الظهر بزوائد منها ونقرات من الفقرات وارتباط برباطات وحدوث مفاصل مضاعفة و من قدام بعظام القص برءوس غضروفية وتسمي أضلاع الصدر لاتصالها بالقص واشتمالها علي أحشاء الصدر وخمس منها يقطع دون الاتصال بالقص متقاصرة ورءوسها متصلة
صفحه : 26
بغضاريف وتسمي ضلوع الخلف . وإنما خلقت لتكون وقاية لمايحيط به من آلات التنفس وأعالي آلات الغذاء ولهذا جعل مايحيط منها بالعضو الرئيس متصلا بالقص ليكون متحصنا به من جميع جهاته و مايلي آلات الغذاء جعل كالمحرزة من خلف حيث لاتدركه حراسة البصر و لم يتصل من قدام بل درجت يسيرا يسيرا في الانقطاع وجعل أعلاها أقرب مسافة ما بين أطرافها البارزة وأسفلها أبعد مسافة ليجمع إلي وقاية أعضاء الغذاء من الكبد والطحال و غير ذلك توسيعا لمكان المعدة فلاينضغط عندامتلائها من الأغذية و من النفخ . و هذا هوالسبب في تعددها كلها وكونها ذا فرج في الكل مع إعانة ذلك علي جذب الهواء الكثير وتخلل العضلات المعينة في أفعال التنفس و غير ذلك .
الفصل الخامس في تشريح الصدر والبطن و مااشتمل عليه من الأحشاء واليدين .
أماالقص فهو سبعة عظام علي عدد أضلاع الصدر متصلة بها وهي عظام هشة موثوقة و قداتصل بآخرها غضروف عريض يشبه الخنجر يسمي خنجريا وإنما جعلت هشة لتكون أخف والحركات الخفيفة التي بهاأسهل وليتحلل منها البخار و لايحتقن فيها ووثاقة مفاصلها لئلا ينضغط عن ضاغط أومصادم فينضغط القلب والخنجري جنة لفم المعدة. و أماالترقوة فعظم موضوع علي كل واحد من جانبي أعلي القص فيه طول وانحداب إلي الجانب الوحشي وتقعير إلي الجانب الإنسي يتصل أحد رأسيه بالقس والآخر برأس الكتف فيرتبط به الكتف وبهما جميعا العضد ورأسه الآخر عريض وينفذ في مقعره العروق الصاعدة إلي الدماغ والعصب النازل منه و هووقاية لهما.
صفحه : 27
و أماالكتف فعظم طرفه الوحشي إلي الاستدارة يستدق من ذلك الطرف ويغلظ فيحدث عليه نقرة غيرغائرة يدخل فيهاطرف العضد للدور ولها زائدتان تمنعان العضد عن الانخلاع إحداهما إلي فوق و من خلف ويسمي منقار الغراب و بهارباط الكتف مع الترقوة والأخري إلي أسفل و من داخل ثم لايزال يستعرض كلما أمعنت في الجهة الإنسية ليكون اشتمالها الوافي أكثر حتي ينتهي إلي غضروف مستدير الطرف يتصل بها و علي ظهره زائدة كالمثلث يسمي عير الكتف قاعدته إلي الجانب الوحشي وزاويته إلي الإنسي حتي لايختل سطح الظهر بإشالة الجلد وتألمه عن المصادمات وهي بمنزلة السنسنة للفقرات مخلوقة للوقاية. وإنما خلق الكتف لأن يتعلق به العضد فلا يكون ملتزقا بالصدر ولأن يسلس به حركات اليدين و لايضيق مجالهما و أن يكون جنة ووقاية ثانية للأعضاء المحصورة في الصدر ويقوم بدل سناسن الفقرات وأجنحتها. و أماالعضد فهو عظم مستدير مثل أنبوبة قصب مدور مجوف مملوء مخا محدب إلي الوحشي مقعر إلي الإنسي ليكن بذلك ماينتضد عليه من العضل والعصب والعروق وليجود تأبط مايتأبطه الإنسان وإقبال إحدي اليدين علي الأخري وطرفه الأعلي المحدب يدخل في نقرة الكتف بمفصل رخو غيروثيق جدا تضمه رباطات أربعة وبسبب الرخاوة يعرض له الخلع كثيرا وإنما جعل رخوا لتسلس الحركة في الجهات كلها مع عدم الاحتياج إلي دوام هذه الحركة وكثرتها ليخاف انتهاك الأربطة أوتخلعها بل العضد في أكثر الأحوال ساكن وسائر اليد متحركة و أماطرفه السافل فإنه قدركب عليه زائدتان متلاصقتان فالتي تلي الجانب الإنسي منهما أطول وأدق و لامفصل لها مع عظم آخر و ليس يرتبط بها شيءلكنها وقاية للعروق والعصب التي تأتي اليد والأخري التي تلي الجانب الوحشي يتم بهامفصل المرفق وفيما بين هاتين الزائدتين حز شبيه
صفحه : 28
بحز البكرة عندنهايته نقرتان من قدام و من خلف تسميان عتبتين فالتي إلي قدام مسواة مملسة لاحاجز عليها والأخري وهي الكبري أنزل إلي تحت و غيرمستدير الحز لكنه كالجدار المستقيم إذاتحرك فيهارأس عظم الساعد إلي الجانب الوحشي ووصل إليه وقف . و أماالساعد فهو مؤلف من عظمين متلاصقين طولا ويسميان الزندين والفوقاني ألذي يلي الإبهام منها أدق لأنه محمول ويسمي الزند الأعلي والسفلاني ألذي يلي الخنصر أغلظ لأنه حامل ويسمي الزند الأسفل وجملتها تسمي ذراعا وبالأعلي تكون حركة الساعد علي الالتواء والانبطاح ولهذا خلق معوجا كأنه يأخذ من الجهة الإنسية ويتحرف يسيرا إلي الوحشية ليحسن استعداده للحركة الالتوائية. وبالأسفل تكون حركة الساعد إلي الانقباض والانبساط ولهذا خلق مستقيما ليكون أصلح لهما ودقق الوسط من كل منهما لاستغنائه بما يحفه من العضل الغليظة عن الغلظ المثقل وغلظ طرفاهما لحاجتهما إلي كثرة نبات الروابط عنهما لكثرة مايلحقهما من المصاكات والمصادمات العنيفة عندحركات المفاصل وتقربهما عن اللحم والعضل . والزند الأعلي في طرفه نقرة مهندمة فيهالقمة من أطراف الوحشي من العضد ويرتبط فيهابرباطات وبدورانها في تلك النقرة تحت الحركة المنبطحة والملتوية. و أماالزند الأسفل فله زائدتان بينهما حز يتهندم في الحز ألذي علي طرف العضد ومنهما يلتئم مفصل المرفق فإذاتحرك الحز إلي خلف وتحت انبسط اليد و إذااعترض الحز الجداري من النقرة الحابسة للقمة حبسها ومنعها عن زيادة انبساط فوقف العضد والساعد علي الاستقامة و إذاتحرك أحد الحزين علي الآخر إلي قدام وفوق انقبضت اليد حتي يماس الساعد العضد من الجانب الإنسي والقدام وطرفا الزندين من أسفل يجتمعان معا كشيء واحد ويحدث فيهما نقرة واسعة مشتركة
صفحه : 29
أكثرها في الزند الأسفل و مايفصل عن الانتقار يبقي محدبا مملسا ليبعد عن منال الآفات . و أماالرسغ والمشط فالرسغ مؤلفة من ثمانية أعظم مدورة منضودة في صفين وهي عظام صلبة عديمة المخ مقببة الشكل تقبيبا تلتئم من اجتماعها هيئة موافقة لماينبغي أن يكون الرسغ عليه . والمشط مؤلف من أربعة أعظم متصلة بأعظم الرسغ بأربطة موثقة والصف الأعلي من الرسغ و هو ألذي يلي الساعد ثلاثة عظام موثوقة المفاصل وعظامه أدق ثم رءوسها التي تلي الساعد أدق وأشد تهندما واتصالا كأنها واحدة ورءوسها التي تلي الصف الأسفل أعرض وأقل تهندما واتصالا والصف الأسفل أربعة عظام بعدد عظام المشط لاتصالها بها و أماالعظم الثامن فليس مما يقوم صفي الرسغ بل خلق لوقاية عصبة تلي الكف وعظام المشط متقاربة من الجهة التي تلي الرسغ ليحسن اتصالها بعظام كالمتصلة المتلاصقة وتنفرج يسيرا في جهة الأصابع ليحسن اتصالها بعظام منفرجة متبائنة وللرسغ مع الساعد مفصلان أحدهما للانبساط والانقباض و هوأكبرهما يحدث من تهندم عظام الرسغ في النقرة المشتركة بين طرفي الزندين والآخر للالتواء ويحدث من تهندم زائدة تنبت علي طرف الزند الأسفل علي الخنصر في نقرة وقعت في طرف عظم الرسغ محاذية لها فتدور النقرة علي الزائدة ويلتوي الرسغ و مايتصل بها. ومفصل الرسغ مع المشط يلتئم بنقر في أطراف عظام الرسغ يدخلها زوائد من عظام المشط قدألبست غضاريف و هذه العظام كلها موثقة المفاصل مشدودة بعضها ببعض لئلا تتشتت فتضعف عندضبط الكف لمايحويه ويحبسه حتي لوكشفت جلدة الكف لوجدتها كأنها متصلة بعدفصولها عن الحسن و مع وثاقتها مطاوعة لانقباض يسير و في جميع عظام الرسغ والمشط تقعير من جانب الكف يمكن الكف بتلك المطاوعة و هذاالتقعير من قبض المستديرات وضبط السيالات .
صفحه : 30
و أماالأصابع فكل واحد منها مخلوقة من ثلاثة عظام تسمي بالسلاميات والسفلانية منها أعظم والفوقانية أدق وأصغر علي التدريج ليتحسن نسبة ما بين الحامل والمحمول وعظامها مستديرة لتتوقي الآفات وجعلت صلبة عديمة التجويف والمخ مقعرة الباطن محدبة الظاهر لتكون أقوي في القبض والضبط والجر. والوسطي أطول ثم البنصر ثم السبابة ثم الخنصر لتستوي أطرافها عندالقبض و لاتبقي فرجة وليتقعر هي في الراحة ويشتمل علي المستدير المقبوض عليه . ووصلت سلامياتها كلها بحروف ونقر متداخلة بينها رطوبة لزجة ليدوم بهاالابتلال و لاتجففها الحركة وتشتمل علي مفاصلها أربطة قوية وتتلاقي بأغشية غضروفية ويحشو الفرج في مفاصلها لزيادة الاستيثاق عظام صغار تسمي سمسمانية وجعل باطنها لحميا لتتطامن تحت الملاقيات المقبوضة و لم يجعل كذلك من خارج لئلا يثقل ولتكون حالة الجمع سلاحا موجعا ووفرت لحومها لتهندم جيدا عندالتقاء كالمتلاصق . و لم تخلق في الأصل لحمية خالية من العظام و إن كان قديمكن مع ذلك اختلاف الحركات كمالكثير من الدود والسمك إمكانا واهيا لئلا تكون أفعالها واهية وأضعف ما يكون للمرتعشين و لم تخلق من عظم واحد لئلا تكون أفعالها متعسرة كمايعرض للمكزوزين . واقتصر علي عظام ثلاثة لأنه إن زيد في عددها وأفاد ذلك زيادة عدد حركات لها أورث لامحالة وهنا وضعفا في ضبط مايحتاج في ضبطه إلي زيادة وثاقة وكذلك لوخلقت من أقل من ثلاثة مثل أن تخلق من عظمين كانت الوثاقة تزداد والحركات تنقص عن الكفاية والحاجة إلي التصرفات المتفننة أمس منها إلي الوثاقة المجاوزة للحد و لم يجعل لبعضها عندبعض تحديبا و لاتقعيرا لتكون كأنها شيءواحد إذا
صفحه : 31
احتيج إلي أن يحصل منها منفعة عظم واحد وجعل للإبهام والخنصر تحديبا في الجانب الوحشي ألذي لايلقاه إصبع لتكون بجملتها عندالانضمام كالمستدير ألذي يقي من الآفات و لم يربط الإبهام بالمشط لئلا يضيق البعد بينه و بين سائر الأصابع و يكون عدلا لسائر الأصابع الأربع فإذااشتمل الأربعة من جهة علي شيءصغير وعاونها الإبهام بأن يحفظها علي هيئة الاشتمال عادلت قوة الإبهام في ضبط ذلك الشيء قوي الأربعة وليكون الإبهام من وجه آخر كالصمامة علي مايقبضه الكف و لووضع في غيرموضعه لبطلت منفعته و لووضع إلي جانب الخنصر لماكانت اليدان كل واحدة منهما مقبلة علي الأخري فيما يجتمعان علي القبض عليه وأبعد من هذا لووضع من خلف أو علي الراحة. و أماالظفر فهو عظم لين دائم النشوء لأنه ينسحق دائما كالسن وإنما خلق ليكون سندا للأنامل لئلا تنعطف و لاتنضغط عندالشد علي الشيء فيوهن وليتمكن به الإصبع من لقط الأشياء الصغيرة و من الحك والتفتية وليكون سلاحا في بعض الأوقات و هذا في غيرالإنسان أظهر وخلق مستدير الطرف ليشق بعض الأشياء ويقطع به مايهون قطعه ولينا ليتطامن تحت مايصاكها فلايتصدع . و أماماهية الصدر فبيانها أن تجويف البطن كله من لدن الترقوة إلي عظم الخاصرة ينقسم إلي تجويفين عظيمين أحدهما فوق يحوي الرئة والقلب والثاني أسفل يحوي المعدة والأمعاء والكبد والطحال والمرارة والكلي والمثانة والأرحام ويفصل بين هذين التجويفين العضو المسمي بالحجاب و هذاالحجاب يأخذ من رأس القصر ويمر بتأريب إلي أسفل في واحد من الجانبين حتي يتصل بفقار الظهر
صفحه : 32
عندالفقرة الثانية عشر ويصير حاجزا بين مافوقه و ماتحته . ثم ينقسم هذاالتجويف الأرفع إلي قسمين يفصل بينهما حجاب آخر ويمر في الوسط حتي يلصق أيضا بفقار الظهر ويسمي هذاالتجويف الأعلي كله صدرا وحده من فوق الترقوتين إلي الحجاب القاسم للبطن عرضا. وإنما خلق الصدر من أجل التنفس و ذلك لأنه إذاانبسط جذب الرئة وبسطها و إذاانبسطت الرئة اجتذبت الهواء من خارج و كان ذلك أحد جزئي التنفس و هوتنشق الهواء ثم إن الصدر ينقبض فتنقبض الرئة و يكون بانقباضها إخراج النفس و هوالجزء الثاني. وإنما احتيج إلي تنشق الهواء الخارج ثم إخراجه لترويح القلب وتعديل حرارته وإمداد الروح بجوهر ملائم له فإن الهواء يصير مركبا للروح منفذا له مثل مايصير الماء المشروب مركبا للغذاء فالهواء ألذي يستنشق يصل منه إلي القلب في المنافذ التي بينها و بين القلب فإذاسخن ذلك الهواء ألذي اجتذب احتيج إلي إخراجه والاستبدال به فانقبض الصدر وقبض الرئة ثم عاد فانبسط وبسط الرئة فدخلها هواء آخر علي مثال الزقاق التي ينفخ بهاالنار فإنها إذاانبسطت امتلأت من الهواء ثم إذاانقبضت انفرغت . و أماالرئة فإن قصبتها تنتهي من أقصي الفم علي ماذكرنا حتي إذا ماجاءت إلي مادون الترقوة انقسمت قسمين وينقسم كل قسم منها أقساما كثيرة وانتسج واحتشي حواليها لحم أبيض رخو متخلخل هوائي غذاؤه دم في غاية اللطافة والرقة فيملأ القصبة والفرج التي بين شعبها وشعب العروق التي هناك فصار من جملة القصبة المنقسمة والعروق التي تحتها. واللحم ألذي يحتشي حواليها بدن الرئة ونصفه في تجويف الصدر الأيمن والآخر في الأيسر فهي ذات شقين في جزئي الصدر لكي يكون التنفس بآلتين
صفحه : 33
فإن حدث علي واحد منهما حادثة قام الآخر بما يحتاج إليه كالحال في العينين وجللت بغشاء عصبي ليحفظها علي وضعها وليفيدها حسا ما. وإنما تخلخل لحمها لينفذ فيه الهواء الكثير فوق المحتاج إليه للقلب ليكون للحيوان عند مايغوص في الماء و عند مايصوت صوتا طويلا متصلا يشغله عن التنفس وجذب الهواء و عند مايعاف الإنسان استنشاق هواء منتن أوهواء مخلوط بدخان أوغبار هواء معد يأخذه القلب و أن يكون معينا بالانقباض علي دفع الهواء الدخاني و علي النفث . وسبب بياض لحمها هوكثرة تردد الهواء فيه وغلبته علي مايغتذي به وإنما تشعب شعبا لئلا يتعطل التنفس لآفة تصيب إحدي الشعب و لارئة للسمك وإنما يتنفس بالهواء من طريق الأذنين . و أماقصبة الرئة فمؤلفة من غضاريف كثيرة منضود بعضها فوق بعض مربوط بعضها إلي بعض برباطات بعضها دوائر تامة وهي التي في داخل الرئة وبعضها نصف دائرة وهي التي تجاور المريء وتماسه في فضاء الحلق و بين كل اثنين منها فرجة ويجللها غشاءان يجريان عليها ويشملان الفرج التي بينها ويصلان بين طرفي أنصافها داخلا وخارجا وإنما جعلت غضروفية لتبقي مفتوحة و لاتنطبق ولتكون صلابته سببا لحدوث الصوت أومعينا فيه . وإنما كثرت لئلا يشملها الآفة وإنما ربطت بأغشية لتتسع تارة وتجتمع أخري عندالاستنشاق والتنفس فإن القابل للتمدد والاجتماع هوالغشاء دون الغضروف وإنما لاقت المريء بجانبها الناقص وبالغشاء ليندفع عندالازدراد عن وجه اللقمة النافذة إذااحتاج المريء إلي التمدد والاتساع فينبسط إلي الغشاء
صفحه : 34
ويأخذ حظا من فضاء القصبة فيتسع وينفذ اللقمة بسهولة فيكون تجويف القصبة حينئذ معينا للمريء عندالازدراد وجعل الغشاء الداخلاني أصلب وأشد ملاسة ليقاوم حدة النوازل والنفوث الردية والدخان المردود من القلب ولئلا يسترخي عن وقوع الصوت . وإنما انقسمت في داخل الرئة أقساما كثيرة لينفذ فيهاالهواء الكثير ويستعد فيهاللقلب ومنفعتها في إعداد الهواء للقلب مثل منفعة الكبد في إعداد الغذاء لجميع البدن وإنما ضيقت فوهاتها لينفذ فيهاالنسيم إلي الشرايين المؤدية إلي القلب بالتدريج و أن لاينفذ فيهاالدم فيحدث نفث الدم . و أماالقلب فهو مؤلف من لحم وعصب وغضروف وأوردة وشرايين تنبت منه ورباطات يتعلق هو بها وغشاء ثخين يغشي به للوقاية غيرملاصق له إلا عندأصله لئلا ينضغط عندالانبساط أمالحمه فصلب غليظ منتسج من ثلاثة أصناف من الليف اللحمي الطويل الجاذب والعريض الدافع والمورب لتكون له أصناف الحركات والأفعال وصلابته لئلا ينفعل بالسرعة وليكون أبعد عن قبول الآفات و هوصنوبري الشكل قاعدته إلي فوق منها تنبت الشرايين وعرض ليكون في المنبت وفاء بالنابت وغضروفه أساس له وثيق و هوكالقاعدة له . و له تجاويف ثلاثة تسمي البطون اثنان منها كبيرتان والثالث في الوسط صغير يسمي بالدهليز والأيمن وعاء لدم متين مشاكل لجوهره والأيسر وعاء للروح والدم الرقيق وخص بزيادة تصلب لعدم الأمن من تحلل ما فيه وترشحه للطافة أحدهما ورقة الآخر بخلاف الأيمن والأوسط منفذ بينهما له انضمام وانفراج بحسب انبساط القلب وانقباضه بهما ينفذ كل من صنفي الدم فيه ويختلط أحدهما بالآخر ويعتدلان فيه وقياسه من البطنين في المنفذية والتصرف قياس البطن الأوسط من الدماغ بين المقدم والمؤخر. وللأيمن فوهتان يدخل من إحداهما العروق النابتة من الكبد وينصب منه
صفحه : 35
الدم فيه والأخري يتصل بالرئة وهي الوريد الشرياني وللأيسر أيضا فوهتان إحداهما فوهة الشريان العظيم ألذي منه تنبت شرايين البدن كلها والثانية فوهة الشريان ألذي يتصل بالرئة و فيها يكون نفوذ الهواء من الرئة إلي القلب و هوالشريان الوريدي وعليها زائدتان شبيهتان بالأذنين تقبلان الدم والنسيم من المنافذ والعروق وترسلان إلي القلب جرمهما أرق من لحم القلب ليحسن إجابتهما إلي الحركات وفيهما مع رقتهما صلابة ليكون أبعد عن قبول الآفات . وإنما وضع القلب في الصدر لأنه أعدل موضع في البدن وأوفقه وميل إلي اليسار قليلا لكي يبعد عن الكبد فلايجمع الحار كله في جانب واحد و أن يعدل الجانب الأيسر لأن الطحال في ذلك الجانب و ليس هوبنفسه كامل الحرارة ولكي يكون للكبد والعروق الأجوف النابت منه مكان واسع وتوسع المكان للكبد أولي من توسعه للطحال لأنه أشرف . والرئة مجللة للقلب ليمنع من أن يلقاه عظام الصدر من قدام و هوموضع صلابة جوهره لايحمل ألما وورما لشرفه وعظمه وصغره يكون في الأكثر سببا للجرأة والجبن لقوة الحياة وضعفها ومما يوجد بخلاف ذلك فالسبب فيه قلة الحرارة بالنسبة إلي جثته أوكثرتها و قديوجد في قلب بعض الحيوانات الكبير الجثة عظم وخصوصا في الجمل والبقر و هومائل إلي الغضروفية والصلب مايوجد من ذلك في الفيل . و أماالشرايين فمنبتها التجويف الأيسر من القلب كماأشرنا إليه و ذلك لأن الأيمن أقرب إلي الكبد فيشتغل بجذب الغذاء أواستعماله ويخرج من هذاالتجويف شريانان أحدهما أصغر و هوالشريان الوريدي المتصل بالرئة والآخر
صفحه : 36
أكبر كثيرا و هوحين يطلع تتشعب منه شعبتان يصير أحدهما إلي التجويف الأيمن من تجويفي القلب وهي أصغر الشعبتين والآخر يستدير حول القلب كمايدور ثم يدخل إليه ويتفرق فيه . ثم إن الباقي من العروق النابتة من تجويف القلب الأيسر بعدانشعاب هاتين الشعبتين منه ينقسم قسمين يأخذ أحدهما إلي أسافل البدن والآخر إلي أعاليه والثاني ينقسم في مصعده في الجانبين إلي شعب تتصل بما يحاذيها من الأعضاء فتعطيها الحرارة الغريزية حتي إذاحاذي الإبط خرجت منه شعبة مع العرق الإبطي من عروق الكبد إلي اليد وينقسم فيهاكتقسيمه علي ماسنذكره . واتصلت منه شعب صغار بالعضل الظاهر والباطن من العضد و هو مع ذلك غائر مندفن حتي إذاصار عندالمرفق صعد إلي فوق حتي أن نبضه يظهر في هذاالموضع في كثير من الأبدان و لم يزل تحت الإبطي ملاصقا له حتي ينزل عن المرفق قليلا ثم إنه يغوص أيضا في العنق وينشعب منه شعب شعرية متصل بعضل الساعد إلي أن يقطع من الساعد مسافة صالحة ثم ينقسم قسمين فيأخذ أحدهما إلي الرسغ مادا مارا علي الزند الأعلي و هوالعرق ألذي يحبسه الأطباء ويأخذ الآخر إلي الرسغ أيضا مارا علي الزند الأسفل و هوأصغرهما ويتفرقان في الكف وربما ظهر لهما نبض من ظاهر الكف . و إذابلغ هذاالقسم الأعلي موضع اللبة انقسم قسمين وانقسم كل قسم إلي قسمين آخرين وجاوز أحد هذين القسمين الوداج الغائر من عروق الكبد ومر مصعدا حتي يدخل القحف ويتصل في مروره منه شعبة بالأعضاء الغائرة التي هناك و إذادخل القحف انقسم هناك انقساما عجيبا وصار منه الشيء المعروفة بالشبكة المفروشة تحت الدماغ و قدمر ذكرها و بعدانقسامه إلي هذه الشبكة يجتمع ويعود أيضا فيخرج من هذه الشبكة عرقان متساويان في العظم كحالها قبل الانقسام إليها ويدخلان حينئذ حرم الدماغ فيقسمان فيه .
صفحه : 37
و أماالقسم الآخر من هذين القسمين و هوأصغرهما فإنه يصعد إلي ظاهر الوجه والرأس ويتفرق فيهما هناك من الأعضاء الظاهرة كتفرق الوداج الظاهر الآتي ذكره و قديظهر نبض هذاالقسم خلف الأذن و في الصدغ فأما النبض الظاهر عندالوداجين فإنه نبض القسم العظيم المجاور للوداج الغائر ويسمي هذان الشريانان شرياني السبات . و أماالقسم النازل إلي أسافل البدن فإنه يركب فقرات القلب مبتدئا من الفقرة الخامسة المحاذية للقلب نازلا منه إلي أسفل وينشعب منه عند كل فقرة شعب يمنة ويسرة ويتصل بالأعضاء المحاذية لها وأول شعبة ينشعب منه شعبة تأتي الرئة ثم شعب تأتي العضل التي بين الأضلاع ثم شعبتان تأتيان الحجاب ثم شعب تأتي المعدة والكبد والطحال والثرب والأمعاء والكلي والأرحام وشعب تخرج حتي تتصل بالعضل المحاذية لهذه المواضع حتي إذاجاء إلي آخر الفقار انقسم قسمين أخذ كل واحد منهما نحو إحدي الرجلين وانقسما فيهما كانقسام العروق الكبدية إلاأنهما غائران ويظهر نبضهما عندالأربيتين و عندالعقب تحت الكعبين الداخلتين و في ظهر القدمين بالقرب من الوتر العظيم . و أماالمريء والمعدة فالمريء مؤلف من جوهر لحمي وطبقات غشائية تحيط بهاشعب من الأوردة والشرايين وشعب من الأعصاب أمااللحمية فظاهرة والطبقة الداخلانية مطاولة الليف بهايجذب والخارجة مستعرضة الليف بهايدفع المزدرد إلي المعدة ويعصر و بهاوحدها يتم القيء ولذلك يعسر. وموضعه خلف قصبة الرئة كمامر علي استقامة فقار العنق وينحدر معه زوج العصب النازل من الدماغ ملتويا عليه فإذاجاوز الفقرة الرابعة من فقار الصلب المسماة بفقار الصدر ينحرف يسيرا إلي الجانب الأيمن ليوسع المكان علي العرق النابت من القلب ثم ينحدر علي استقامة الفقرات الباقية حتي إذاوافي الحجاب انفتح له منفذ
صفحه : 38
فيه ويرتبط عندالمنفذ رباطات تشمله وتحوطه لئلا يزدحم العرق الكبير المار فيه و لايضغطه عندالازدراد فإذاجاوز الحجاب أخذ يتسع ويسمي حينئذ فم المعدة ويتدرج في الاتساع حتي تتم المعدة مستديرة إلا أن مايلي الصلب منها منبطح ليحسن ملاقاتها به وأسفلها واسع لأنه مستقر الطعام . وهي ذات طبقتين داخلتهما طولانية الليف لأن أكثر أفعالها الجذب ويخالطها ليف مورب ليعين علي الإمساك وهي متصلة بغشاء المريء وغشاء داخل الفم بل كلها غشاء واحد فيه قوة هاضمة كمامر والخارجة مستعرضة الليف لم يختلط به شيء من المورب لأنه آلة العصر والدفع فقط. ويأتيها من عصب الدماغ شعبة تفيدها الحس ولهذا مايفثي الروائح الكريهة والمشاركة بين المعدة والدماغ بهذه العصبة و بهايحس الإنسان ببرد الماء المشروب و بهايتنبه للشهوة ويحس بالحاجة إلي الغذاء إذاخلا المعدة والبدن فيتحرك لطلبه وإنما لم يحس جميع الأعضاء بذلك مثل مايحس فم المعدة لأنه لوأحست الجميع لم يحمل الحيوان الجوع ساعة البتة ولكان يلدغ جميع الأعضاء. ويتصل بقدام المعدة عرق كبير يذهب في طولها ويرسل إليها شعبا كثيرة ويلازمه شريان ينشعب مثل ذلك وجميع تلك الشعب تعتمد علي طي الصفاق وينسج من جملته الثرب ويترشح دائما إليه رطوبة لزجة دهنية هي الشحم بهايتم الثرب وفائدته أن يعين بحرارته المعدة في الهضم من قدام كمايعينها في ذلك الكبد من يمينها من فوق والطحال من يسارها من تحت ولحم الصلب من خلف وفوق الثرب الغشاء الصفاقي وفوقه المراق وفوقه عضلات البطن وبهذه المجاورات تكتسب المعدة حرارة تامة هاضمة مع ما في لحمها من الحرارة الغريزية لأنها خادمة لجميع البدن في طلب الغذاء وهضمه فلابد أن يتم اقتدارها علي تمام فعلها.
صفحه : 39
والغشاء الصفاقي هوالغشاء ألذي يحوي جميع الأحشاء ويجتمع طرفاه عندالصلب من جانبه ويتصل بالحجاب من فوقه ويتصل بأسفل المثانة والخاصرتين من أسفل وهناك تثقب فيه ثقبتان عندالأربيتين هما مجريان ينفذ فيهما عروق ومعاليق و إذااتسعا نزل فيهما المعاء ويسمي الفتق وفائدة هذاالغشاء أن يكون وقاية للأحشاء ويحفظها علي أوضاعها لئلا تتشوش حركاتها وأفعالها ويربط بعضها بالبعض وبالصلب ليكون اجتماعها وثيقا وليكون حاجزا بين الأمعاء وعضل المراق إلي غير ذلك من المنافع . و أماالأمعاء فكلها طبقتان و علي الداخلانية لزوجات قدلبستها بمنزلة الترصيص يسمي مع الشحم ألذي عليها صهروج الأمعاء لوقايتهما لها وكلها مربوطة بالصلب برباطات يشدها ويحفظها علي أوضاعها إلاواحدة تسمي بالأعور فإنه مخلي غيرمربوط وخلقت ستة قبائل ثلاثة دقاق وهي أعلي وثلاثة غلاظ وهي أسفل فأول الدقاق هوالمعاء المتصل بأسفل المعدة ويسمي الاثني عشري لأن طوله في كل إنسان اثنا عشر إصبعا من أصابعه مضمومة. وفوهته المتصلة بقعر المعدة يسمي البواب لأنها تنضم عندامتلاء المعدة وتنغلق حتي لايخرج منه الطعام و لاالماء حتي يتم الهضم أويفسد ثم ينفتح حتي يصير ما في المعدة إلي الأمعاء و كما أن المريء للجذب إلي المعدة من فوق فكذلك هذاالمعاء للدفع عنها من تحت و هوأضيق من المريء وأقل سخونة لأن المريء منفذ الشيء الممضوغ و هذامنفذ الشيء المهضوم المختلط بالماء المشروب وأيضا فإن النافذ في المعاء يرافده الثقل ألذي يحصل في المعدة عندالامتلاء والحركات التي تتفق لبعض الناس فيسهل اندفاعه فأعين بالتضيق لتقوي علي الانضمام والإمساك إلي أن يتم النضج والهضم و هوممتد من المعدة إلي أسفل علي الاستقامة ليس فيه ما في غيره من التلافيف ليكون اندفاع مايندفع إليه عنه متيسرا ليخلو بالسرعة و لايزاحم مايجاوره من اليمين واليسار.
صفحه : 40
ويتلوه معاء يسمي بالصائم لأنه يوجد في الأكثر خاليا فارغا و ذلك لأن الكيلوس ألذي ينجذب إليه يتصل به وينجذب منه إلي الكبد أكثر مما ينجلب إليه بالسرعة وأيضا فإن المرة الصفراء التي تنجلب من المرارة إلي الأمعاء ليغسلها إنما تنجلب أولا إلي هذه المعاء فتغسلها بقوتها الغسالة ويهيج الدافعة بقوتها اللداغة فيبقي خاليا ويتصل بالصائم معاء آخر طويل متلفف مستدير استدارات كثيرة يسمي بالدقيق . وفائدة طول الأمعاء وتلافيفها أن لاينفصل الغذاء منها سريعا فاحتاج الحيوان إلي أكل دائم وقيام للحاجة دائما وليكون للكيلوس المنحدر من المعدة مكث صالح فيهاليتم القوة الهاضمة التي فيهاهضمه ولتنجذب صفوته إلي الكبد في العروق الماساريقية المتصلة بتلك التلافيف وسعة هذه الأمعاء الثلاثة كلها بقدر سعة البواب والهضم فيهاأكثر منه في الغلاظ و إن كانت تلك أيضا لايخلو من هضم كما لاتخلو عن عروق ماساريقية مصاصة تتصل بها وأولها المعاء الأعور ويتصل بأسفل الدقاق وسمي به لأنه مثل كيس ليس له إلاممر واحد به يقبل مايندفع إليه من فوق و منه يندفع مايدفعه إلي ما هوأسفل منه ووضعه إلي الخلف قليلا وميله إلي اليمين وفائدته أن يكون للثفل مكان يجتمع فيه فلايحوج كل ساعة إلي القيام للتبرز وليستفيد من حرارة الكبد بالمجاورة هضما بعدهضم المعدة. ونسبة هذاالمعاء إلي ماتحته من الأمعاء نسبة المعدة إلي الأمعاء الدقاق التي فوقها ولذلك ميل إلي اليمين ليقرب من الكبد فيستوفي تمام الهضم ثم ينفصل عنه إلي معاء آخر تمص منه الماساريقا وإما يكفيه فم واحد لأن وضعه ليس وضع المعدة علي طول الثدي لكنه كالمضطجع و من فوائد عوره أنه مجمع الفضول التي لوتفرق كلها في سائر الأمعاء لتعذر اندفاعها وخيف حدوث القولنج فإن المجتمع أيسر اندفاعا من المتفرق و هوأيضا مسكن لما لابد من تولده في الأمعاء من الديدان
صفحه : 41
فإنه قلما يخلو عنها بدن و في تولدها أيضا منافع إذاكانت قليلة العدد صغيرة الحجم و في هذاالمعاء يتعفن الثفل وتتغير رائحته و هوأولي بأن ينحدر في فتق الأربية لأنه مخلي عنه غيرمربوط و لامتعلق بما يأتي الأمعاء من الماساريقا فإنه ليس يأتيه منها شيء ويتصل بهذا المعاء من أسفل معاء يسمي قولون و هوغليظ صفيق وكلما يبعد عنه يميل إلي اليمين متلاحقة القرب من الكبد ثم ينعطف إلي اليسار منحدرا فإذاحاذي جانب اليسار انعطف ثانيا إلي اليمين و إلي خلف حتي يحاذي فقرة القطن وهناك يتصل بمعاء آخر يسمي بالمستقيم و هو عندمروره في الجانب الأيسر بالطحال مضيق ولذلك ورم الطحال يمنع خروج الريح ما لم يغمز عليه . و هذاالمعاء يجتمع فيه الثفل لتدرج إلي الاندفاع ليستصفي الماساريقا ماعسي يبقي فيها من جوهر الغذاء و فيه يعرض القولنج في الأكثر و منه اشتق اسمه والمعاء المستقيم المتصل بأسفله ينحدر علي الاستقامة ليكون اندفاع الثفل أسهل و هوآخر الأمعاء وطرفه هوالدبر و عليه العضلة المانعة من خروج الثفل حتي تطلقه الإرادة وخلق واسعا يقرب سعته من سعة المعدة ليكون للثفل مكان يجتمع فيه كمايجتمع البول في المثانة و لايحوج كل ساعة إلي القيام و ليس يتحرك شيء من الأمعاء إلاطرفاها وهما المريء والمقعدة وتأتي الأمعاء كلها أوردة وشرايين وعصب أكثر من عصب الكبد لحاجتها إلي حس كثير. و أماالكبد فهو لحم أحمر مثل دم جامد ليس يحيطه عصب بل غشاء عصبي يجلله يتولد من عصب صغير و هويربط الكبد بغيرها من الأحشاء وبالغشاء المجلل للمعدة والمعاء ويربطها أيضا بالحجاب برباط قوي وبأضلاع الخلف برباطات دقاق وهي موضوعة في الجانب الأيمن تحت الضلوع العالية من ضلوع الخلف وشكلها هلالي حدبته تلي الحجاب لئلا يضيق عليه مجال حركته وتقعيره يلي
صفحه : 42
المعدة ليتهندم علي تحدبها ويأتيها من هناك شريان صغير يتفرق فيهاينفذ فيه الروح إليها ويحفظ حرارتها ويعدلها بالنبض وجعل مسلكه إلي مقعرها لأن حدبتها تروح بحركة الحجاب ولها زوائد أربعة أوخمسة يحتوي بها علي المعدة كمايحتوي الكف علي المقبوض بالأصابع . وشأنها أن تمتص الكيلوس من المعدة والأمعاء وتجذبه إلي نفسها في العروق المسماة بماساريقا و ليس في داخلها فضاء يجتمع فيه الكيلوس لكنه يتفرق في الشعب التي فيها من العرقين النابتين منها يسمي أحدهما الباب والآخر الأجوف . وبيان ذلك أن الباب ينبت من تقعيرها وينقسم أقساما ثم تنقسم تلك الأقسام إلي أقسام كثيرة جدا ويأتي منها أقسام يسيرة إلي قعر المعدة والاثني عشري وأقسام كثيرة إلي المعاء الصائم ثم إلي سائر الأمعاء حتي يبلغ المعاء المستقيم و فيهاينجذب الغذاء إلي الكبد فلايزال كلما انجذب يصير من الأضيق إلي الأوسع حتي يجتمع في الباب ثم الباب ينقسم أيضا في داخل الكبد إلي أقسام في دقة الشعر ويتفرق ماانجذب من الغذاء فيها ويطبخه لحم الكبد حتي يصير دما. والأجوف ينبت من حدبتها و هوعرق عظيم منه ينبت جميع العروق التي في البدن وأصله ينقسم في الكبد إلي أقسام في دقة الشعر تلتقي مع الأقسام المنقسمة فيها من الباب فيرتفع الدم من تلك الأقسام إليها ثم يجتمع من أدقها إلي أوسعها حتي يحصل جملة الدم كله في الأجوف ثم يتفرق منه في البدن في شعبة الخارجة و هو إذاطلع من الكبد لم يمر كثيرا حتي ينقسم قسمين .أحدهما و هوالأعظم يأخذ إلي أسفل البدن يسقي جميع الأعضاء التي هناك والثاني يأخذ إلي الأعلي ليسقي الأعضاء العالية و هذاالقسم تمر حتي يلاصق الحجاب وينقسم من هناك عرقان يتفرقان في الحجاب ليغذواه ثم ينفذان الحجاب فإذانفذاه انقسمت منهما عروق دقيقة واتصلت بالغشاء ألذي يقسم الصدر بنصفين وبغلاف القلب وبالغدة التي تسمي التوثة وتفرقت فيها.
صفحه : 43
ثم تنشعب منه شعبة عظيمة تتصل بالأذن اليمني من أذني القلب وتنقسم ثلاثة أقسام أحدها يدخل إلي التجويف الأيمن من تجويفي القلب و هوأعظم هذه الأقسام و هوالوريد الشرياني والثاني يستدير حول القلب من ظاهره وينبث فيه كله والثالث يتصل بالناحية السفلي من الصدر ويغذو ماهناك من الأجسام و إذاجاوز القلب مر علي استقامة إلي أن يحاذي الترقوتين وينقسم منه في مسلكه هذاشعب صغار من كل جانب تسقي مايحاذيها ويقرب منها ويخرج منها شعب إلي خارج فيسقي العضل الخارج المحاذي لتلك الأعضاء الداخلة و عندمحاذاته للإبط يخرج إلي خارج شعبة عظيمة تأتي اليد من ناحية الإبط و هوالقسم الباسليق . فإذاحاذي من الترقوة الوسط منها موضع اللبة انقسم قسمين فصار أحدهما إلي ناحية اليمين والآخر إلي ناحية الشمال وانقسم كل واحد من هذين القسمين إلي قسمين يسقي أحد القسمين الكتف وجاء إلي اليد من الجانب الوحشي و هوالعرق المسمي بالقيفال وانقسم الباقي قسمين في كل جانب فمر أحدهما غائرا مصعدا في العنق حتي يدخل القحف ويسقي ماهناك من أعضاء الدماغ والأغشية و في مروره في العنق إلي أن يدخل الدماغ تنشعب منه شعب صغار تسقي ما في العنق من الأعضاء ويسمي هذاالقسم الوداج الغائر و أماالثاني فيمر مصعدا في الظاهر حتي ينقسم في الوجه والرأس والعنق والأنف ويسقي جميع هذه الأعضاء و هوالوداج الظاهر وينشعب من العرق الكتفي في مروره بالعضد شعب صغار تسقي ظاهر العضد وتنشعب من الإبطي شعب تسقي باطنه . و إذاقارب العرق الكتفي والعرق الإبطي مفصل المرفق انقسما فأخذ انقسام
صفحه : 44
العرق الكتفي يمازج قسما من العرق الإبطي ويتحد به فيكون منهما عندالمرفق العرق المسمي بالأكحل والقسم الثاني من أقسام العرق الكتفي يمتد في ظاهر الساعد ويركب بعد ذلك الزند الأعلي و هذاالقسم حبل الذراع وقسم من العرق الإبطي و هوالأصغر مكانا يمر في الجانب الداخل من الساعد حتي يبلغ رأس الزند الأسفل و يكون من بعض شعبه العرق ألذي بين الخنصر والبنصر المسمي بالأسيلم . و أماالقسم ألذي يأخذ إلي أسافل البدن فإنه يركب فقار الظهر آخذا إلي أسفل وتتشعب منه أولا شعب تأتي لفائف الكلي وأغشيتها والأجسام التي تقرب منها فتسقيها ثم تنشعب منه شعبتان عظيمتان تدخلان تجويف الكلي ثم شعبتان تصيران إلي الأنثيين ثم تنشعب منه عند كل فقرة عرقان يمران في الجانبين ويسقيان الأعضاء القريبة منها ما كان منها داخلا كالرحم والمثانة و ما كان منها خارجا كمراق البطن والخاصرتين حتي إذابلغ آخر الفقار انقسم قسمين وأخذ أحدهما إلي الرجل اليمني والأخري إلي اليسري . وتشعبت منه شعب تسقي عضل الفخذين منها غائرة تسقي العضل الغائرة ومنها ظاهرة تسقي العضل الظاهرة حتي إذابلغ مشاش مثني الركبة انقسم ثلاثة أقسام فمر قسم منها في الوسط وسقي بشعب له جميع عضل الساق الداخل والخارج ومر قسم في الجانب الداخل من الساق حتي يظهر عندالكعب الداخل و هوالصافن والقسم الآخر يمر في الجانب الظاهر من الساق و هوغائر إلي ناحية الكعب الخارج و هوعرق النسا وينشعب من كل واحد من هذين عندبلوغه القدم شعب متفرقة في القدم فتكون الشعب التي في القدم في ناحية الخنصر والبنصر من شعب عرق النسا والتي في الإبهام من شعب الصافن . و أماالمرارة فهي كيس عصباني يعلق من الكبد إلي ناحية المعدة موضوعة علي أعظم زوائدها وهي ذات طبقة واحدة منتسجة من أصناف الليف الثلاثة ولها منفذان أحدهما متصل بتقعير الكبد و به تنجذب المرة الصفراء إليها والآخر
صفحه : 45
يتشعب فيتصل بالأمعاء العليا وبأسفل المعدة و به تندفع أجزاء من الصفراء إليها لغسلها عن الفضول وتنبيهها علي الحاجة والنهوض للتبرز كمامر وليست المرارة لبعض الحيوانات كالإبل لأن معاءه مر جدا كأنه مفرغة للمرة ولذلك لاتأكلها الكلاب ما لم تضطر جوعا وكذلك الفرس والبغل . و أماالطحال فهو عضو لحمي مستطيل علي شكل اللسان متصل بالمعدة من يسارها إلي خلف حيث الصلب مهندما مقعره علي محدب المعدة مرتبطا بهابعرق يصل بينهما ويوثقه شعب كثيرة العدد صغيرة المقادير تتشعب من الصفاق وتتصل به وتتفرق فيه وحدبته تلي الأضلاع تستند بأغشيتها لأنه ليس متعلقا بهابرباطات كثيرة قوية بل بقليلة ليفية. و من هذاالجانب تأتيه العروق الساكنة والضاربة الكثيرة لتسخنه ويقاوم برد السوداء المندفعة إليه ويهضمها ولحميته متخلخل ليسهل قبوله الفضول السوداوية و له عنق يتصل بمقعر الكبد حيث يتصل عنق المرارة به ينجذب السوداء من الكبد وعنق آخر ينبت من باطنه متصل بفم المعدة به يدفع السوداء إليها ويغشيه غشاء نبت من الصفاق كمامر وشأنه أن يكون مفرغة للسوداء الطبيعي كمادريت و ليس لبعض الحيوانات و ألذي للجوارح منها صغير. و أماالكليتان فكل واحدة منهما مثل نصف دائرة محدبها يلي الصلب لتسهل الانحناء إلي قدام ولحمها لحم ملزز ليكون قوي الجوهر غيرسريع الانفعال عما ينجذب إليها من المائية الحادة التي يصحبها خلط حاد وليقدر علي إمساك المائية ريثما يتميز عنها الدم ليغتذي به وليقدر الإنسان بسبب قدرة الكلية علي هذاالإمساك علي إمساك البول إلي وقت اختياره وليمنع عن نشف غيرالرقيق وجذبه ولتدورك بتلزيزه ماوجب من صغر حجمه و في باطن كل واحد منهما تجويف يجتمع فيه مايتحلل إليها لتميز قوتها الغاذية الدموية من المائية وتصرفها إلي غذائها ثم
صفحه : 46
يرسل المائية إلي المثانة ولكل منهما عنق متصل بالأجوف من الكبد ليجذب المائية وآخر متصل بالمثانة ليرسل مائيته إليها ووضعت اليمني أرفع من اليسري ليكون أقرب من الكبد. وإنما جعلت زوجا لكثرة المائية وتضييق المكان علي الكبد والأعور والطحال والقولون إن جعلت واحدة في أحد الجانبين و كان مع ذلك لايستوي القامة بل تكون مائلة إلي جهتها أو علي المعدة والأمعاء إن جعلت في الوسط و كان مع ذلك يمنع الانحناء إلي قدام علي أن كل عضو من الحيوان خلق زوجا و ألذي لايري زوجا فهو ذو شقين كمايظهر بالتأمل فيما مر و قد قال سبحانه وَ مِن كُلّ شَيءٍ خَلَقنا زَوجَينِ لَعَلّكُم تَذَكّرُونَ. و أماالمثانة فهي عصبانية مخلوقة من عصب الرباط ليكون أشد قوة ووثاقة و مع القوة قابلة للتمدد وهي ككيس بلوطي الشكل طرفاه أضيق ووسطه أوسع مبطن بغشاء منتسج من الأصناف الثلاثة والليف ليقوم بإتمام الأفعال الثلاثة وهي ذات طبقتين والبطانة ضعف الظهارة عمقا وغلظا لأنها هي الملامسة للمائية الحادة وهي القائمة بالأفعال الثلاثة والظهارة وقاية لها لئلا تنفسخ عندارتكازها وتمددها وهي موضوعة بين الدرز والعانة وشأنها أن تكون وعاء للبول ومقبضة له إلي أن يخرج دفعة واحدة بالاختيار والإرادة فيستغني الإنسان بذلك عن مواصلة الإدرار كالمعاء للثفل . والبول يأتيها من منفذي الكليتين كمامر والمنفذان إذابلغا إليها خرقا إحدي طبقتيها ومرا فيما بين الطبقتين في طولهما ثم يغوصان في الطبقة الباطنة مفجرين إياه إلي تجويف المثانة إليها حتي إذاامتلأت وارتكزت انطبقت البطانة
صفحه : 47
علي الظهارة مندفعة إليها من الباطن كأنهما طبقة واحدة لامنفذ بينهما ولها عنق دفاع للماء إلي القضيب معوج كثيرة التعاويج ولأجلها لايندفع الماء بالتمام دفعة وخصوصا في الذكران فإنه فيهم ذو ثلاث تعاويج و في الإناث ذو تعويج واحد لقرب مثانتهن من أرحامهن و علي فمه عضلة تضمه وتمنع خروج البول حتي تطلقه الإرادة المرخية لها. أماالثدي فمركب من شرايين وعروق وعصب يحتشي مابينها نوع من اللحم غددي أبيض طبيعته اللين خلقه الله ليكون المحيل والمولد للبن و هذه الشرايين والعروق تنقسم في الثدي إلي أقسام دقاق وتستدير وتلتف لفائف كثيرة ويحتوي عليها ذلك اللحم ألذي هومولد اللبن فيحيل ما في تجويفها من الدم حتي يصير لبنا بتشبيهه إياه بطبيعته كمايحيل لحم الكبد مايجتذب من المعدة والأمعاء حتي يصير دما بتشبيهه إياه
الفصل السادس في تشريح آلات التناسل .
أماالأنثيان فجوهرهما لحم غددي أبيض مثل لحم الثدي يحيل الدم النضيج الأحمر اللطيف المنجذب إليه كأنها فضلة الهضم الرابع في البدن كله منيا أبيض بسبب مايتخضخض فيه هوائية الروح وانجذاب تلك المادة إليهما في شعب عروق ساكنة ونابضة كثيرة الفوهات كثيرة التعاويج والالتفافات ومجري تلك العروق الصفاق وينزل منه مجريان شبه البرنجين ثم يتشعبان فيكون منهما الطبقة الداخلة عن كيس البيضتين ثم يصير من هناك فيهما فيستحكم استحالته ويكمل نوعه ويصير منيا تاما ويصير في مجريين يفيضان إلي القضيب .
صفحه : 48
وبسبب كثرة شعب العروق التي يأتيها صار الإخصاء ألذي في صورة قطع عرق واحد كأنه قطع من كل عضو عرق لكثرة الفوهات التي تظهر هناك ولهذا يوجد الخصيان تذهب قواهم وتسترخي مفاصلهم ويظهر ذلك في مشيهم وجميع حركاتهم و في عقولهم وأصواتهم . و أماالقضيب فهو عضو مؤلف من رباطات وأعصاب وعضلات وعروق ضاربة و غيرضاربة يتخللها لحم قليل وأصله جسم رباطي ينبت من عظم العانة كثير التجاويف واسعها تكون في الأكثر منطبقة وتحته وفوقه شرايين كثيرة واسعة فوق مايليق به وتأتيه أعصاب من فقار العجز و إن كانت ليست غائصة في جوهره و له ثلاث مجاري للبول والمني والوذي والإنعاظ يكون بامتلاء تجاويفه من ريح غليظة وامتلاء عروقه من الدم والإنزال يكون عند ماتمتد وتنتصب الأوعية التي فيهاالمني وتهيج لقذف ما فيهالكثرته أوللدغه وأحد الأسباب الداعية إلي ذلك احتكاك الكمرة وتدغدغها من الجسم المصاك لها فإن ذلك يدعو إلي تمدد أوعية المني وقذف ما فيها وقوة الانتشار وريحه ينبعث من القلب وكذا قوة الشهوة ينبعث منه بمشاركة الكلية والأصل هوالقلب . و أماالرحم فهو للإناث بمنزلة القضيب للرجال فهو آلة توليدهن كما أن القضيب آلة تناسلهم و في الخلقة تشاكله إلا أن إحداهما تامة بارزة والأخري ناقصة محتبسة في الباطن وكأن الرحم مقلوب القضيب أوقالبه و في داخله طوق مستدير عصبي في وسطه و عليه زوائد وخلق ذا عروق كثيرة ليكون هناك عدة للجنين و يكون أيضا للعضل الطمثي منافذ كثيرة و هوموضوع فيما بين المثانة والمعاء المستقيم إلا أنه يفضل علي المثانة إلي ناحية فوق كماتفضل هي عليه بعنقها من تحت و هويشغل ما بين قرب السرة إلي آخر منفذ الفرج و هورقبته وطوله ما بين ست أصابع إلي أحد عشر ويطول ويقصر بالجماع وتركه ويتشكل مقداره بشكل مقدار من
صفحه : 49
يعتاد مجامعتها ويقرب من ذلك طول الرحم وربما مس المعاء العليا وهي مربوط بالصلب برباطات كثيرة قوية إلي ناحية السرة والمثانة والعظم العريض لكنها سلسة. وجعل من جوهر عصبي له أن يتمدد ويتسع علي الاشتمال و أن يتقلص ويجتمع عندالاستغناء ولن تستتم تجويفه إلا مع استتمام النمو كالثدي لايستتم حجمها إلا مع ذلك لأنه يكون قبل ذلك معطلا و هويغلظ ويثخن كأنه يسمن في وقت الطمث ثم إذاطهر ذبل وخلق ذا طبقتين باطنتهما أقرب إلي أن تكون عرقية وخشونتها لذلك وفوهات هذه العروق هي التي تنقر في الرحم وتسمي نقر الرحم و بهاتتصل أغشية الجنين ومنها يسيل الطمث ومنها يعتدل الجنين وظاهرتهما أقرب إلي أن تكون عصبية وهي ساذجة واحدة والداخلة كالمنقسمة قسمين متجاورتين لاكملتحمتين . ولرحم الإنسان تجويفان ولغيره بعدد الأثداء وينتهيان إلي مجري محاذ لفم الفرج الخارج فيه يبلغ المني ويقذف الطمث ويلد الجنين و يكون في حال العلوق في غاية الضيق لايكاد يدخله طرف ميل ثم يتسع بإذن الله فيخرج منه الجنين . وقبل افتضاض البكر تكون في رقبة الرحم أغشية تنتسج من عروق ورباطات رقيقة جدا يهتكها الافتضاض و من النساء من رقبة رحمها إلي اليمين ومنهن من هي منها إلي اليسار وهي من عضلة اللحم كأنها غضروفية وكأنها غصن علي غصن يزيدها السمن والحمل صلابة وللرحم زائدتان تسميان قرني الرحم وهما الأنثيان للنساء وهما كما في الرجال إلاأنهما باطنتان وأصغر وأشد تفرطحا يخص كل واحد منهما غشاء عصبي لايجمعهما كيس واحد و كما أن أوعية المني في الرجال بينهما و بين المستفرغ من أصل القضيب كذلك للنساء بينهما و بين المقذف إلي داخل
صفحه : 50
الرحم إلاأنها فيهن متصلة بهما لقربهما بها في اللين و لم يحتج إلي تصليبهما وتصليب غشائهما. قال في القانون كما أن للرجال أوعية المني بين البيضتين و بين المستفرغ من أصل القضيب كذلك للنساء أوعية المني بين الخصيتين و بين المقذف إلي داخل الرحم لكن ألذي للرجال يبتدئ من البيضة ويرفع إلي فوق ويندس في النقرة التي تنحط منها علاقة البيضة محرزة موثقة ثم ينشأ هابطا منفرجا متعرجا متوربا ذا التفافات يتم فيما بينها نضج المني حتي يعود ويفضي إلي المجري ألذي في الذكر من أصله من الجانبين وبالقرب منه مايفضي إليه أيضا طرف عنق المثانة و هوطويل في الرجال قصير في النساء.فأما في النساء فيميل من البيضتين إلي الخاصرتين كالقرنين مقومتين شاخصتين إلي الحالبين يتصل طرفاها بالأربيتين ويتوتران عندالجماع فيستويان عنق الرحم للقبول بأن يجذباه إلي جانبين فيتوسع وينفتح ويبلع المني ويختلفان في أن أوعية المني في النساء تتصل بالبيضتين وينفذ في الزائدتين القرنيتين شيءينفذ من كل بيضة يقذف المني إلي الوعاء ويسميان قاذفي المني. وإنما اتصلت أوعية المني في النساء بالبيضتين لأن أوعية المني فيهن قريبة في اللين من البيضتين و لم يحتج إلي تصليبهما وتصليب غشائهما لأنهما في كن و لايحتاج إلي درق بعيد و أما في الرجال فلم يحسن وصلهما بالبيضتين و لم يخلط بهما و لوفعل ذلك لكانتا تؤذيانها إذاتوترتا بصلابتهما بل جعل بينهما واسطة تسمي أقنديدوس انتهي .
صفحه : 51
الفصل السابع في تشريح سائر الأعضاء من أسافل البدن
أماهيئة الخاصرة والعانة والورك فبيانها أن عندالعجز عظمين كبيرين يمنة ويسرة يتصلان في الوسط من قدام بمفصل موثق وهما كالأساس لجميع العظام الفوقانية والحامل الناقل للسفلانية و كل واحد منهما ينقسم إلي أربعة أجزاء فالذي يلي الجانب الوحشي يسمي الحرقفة وعظم الخاصرة و ألذي يلي الخلف يسمي عظم الورك و ألذي يلي الأسفل يسمي حق الفخذ لأن فيه التقعير ألذي يدخل فيه رأس الفخذ المحدب و قدوضع عليه أعضاء شريفة مثل المثانة والرحم وأوعية المني من الذكران والمقعدة والسرة. و أماالفخذ فله عظم هوأعظم عظم في البدن لأنه حامل لمافوقه وناقل لماتحته وقبب طرفه العالي ليتهندم في حق الورك و هومحدب إلي الوحشي وقدام مقعر إلي الإنسي وخلف فإنه لووضع علي استقامة وموازاة للحق لحدث نوع من الفحج كمايعرض لمن خلقته تلك و لم يحسن وقايته للعضل الكبار والعصب والعروق و لم يحدث من الجملة شيءمستقيم و لم يحسن هيئة الجلوس ثم لو لم يرد ثانيا إلي الجهة الإنسية لعرض فحج من نوع آخر و لم يكن للقوام واسطة عنها وإليها الميل فلم يعتدل . و في طرفه الأسفل زائدتان تتهندمان في نقرتين في رأس عظم الساق و قدوثقتا برباط ملتف ورباط في الغور ورباطين من الجانبين قويين فهندم مقدمهما بالرضفة وهي عين الركبة و هوعظم عريض في الاستدارة فيه غضروفية فائدته مقاومة
صفحه : 52
مايتوقي عن الجثو وجلسة التعلق من الانتهاك والانخلاع فهو دعامة للمفصل وجعل موضعه إلي قدام لأن أكثر مايلحقه من عنف الانعطاف يكون إلي قدام إذ ليس له إلي خلف انعطاف عنف و أما إلي الجانبين فانعطافه شيءيسير بل جعل انعطافه إلي قدام وهناك يلحقه العنف عندالنهوض والجثو و ماأشبه ذلك . و أماالساق فهو كالساعد مؤلف من عظمين أحدهما أكبر وأطول و هوالإنسي ويسمي القصبة الكبري والثاني أصغر وأقصر لايلاقي الفخذ بل يقصر دونه إلا أنه من أسفل ينتهي إلي حيث ينتهي إليه الأكبر ويسمي القصبة الصغري وهي متبرئة عن الكبري في الوسط بينهما فرجة قليلة وللساق تحدب إلي الوحشي ثم عندالطرف الأسفل تحدب آخر إلي الإنسي ليحسن به القوام ويعتدل والقصبة الكبري وهي الساق بالحقيقة قدخلقت أصغر من الفخذ و ذلك أنه لمااجتمع لها موجبا الزيادة في الكبر و هوالثبات وحمل مافوقه والزيادة في الصغر و هوالخفة للحركة و كان الموجب الثاني أولي بالغرض المقصود في الساق فخلق أصغر والموجب الأول أولي بالغرض المقصود في الفخذ فخلق أعظم . وأعطي الساق قدرا معتدلا حتي لوزيد عظما عرض من عسر الحركة مايعرض لصاحب داء الفيل والدوالي و لوانتقص عرض من الضعف وعسر الحركة والعجز عن حمل مافوقه مايعرض لدقاق السوق في الخلقة و مع هذاكله فقد دعم وقوي بالقصبة الصغري وللقصبة الصغري منافع أخري مثل ستر العصب والعروق بينهما ومشاركة القصبة الكبري في مفصل القدم ليتأكد ويقوي مفصل الانثناء والانبساط. و أماالقدم فمؤلفة من ستة وعشرين عظما كعب به يكمل المفصل مع الساق وعقب به عمدة الثبات و هوأعظمها وزورقي به الأخمص وأربعة عظام للرسغ بهايتصل بالمشط وواحد منها عظم نردي كالمسدس موضوع إلي الجانب الوحشي و به يحسن ثبات ذلك الجانب علي الأرض وخمسة عظام للمشط بعدد الأصابع في صف واحد وأربعة عشر سلاميات الأصابع لكل منها ثلاثة سوي الإبهام فإن له اثنين .
صفحه : 53
أماالكعب فإن الإنساني منه أشد تكعيبا من كعوب سائر الحيوانات وكأنه أشرف عظام القدم النافعة في الحركة كما أن العقب أشرف عظام الرجل النافعة في الثبات و هوموضوع بين الطرفين النابتين من قصبتي الساق يحتويان عليه بمقعرهما من جوانبه ويدخل طرفاه في العقب في نقرتين دخول ركز و هوواسطة بين الساق والعقب به يحسن اتصالهما ويتوثق المفصل بينهما ويؤمن عليه الاضطراب و هوموضوع في الوسط بالحقيقة ويرتبط به العظم الزورقي من قدام ارتباطا مفصليا و هذاالزورقي متصل بالعقب من خلف و من قدام بثلاثة من عظام الرسغ و من الجانب الوحشي بالعظم النردي. و أماالعقب فهو موضوع تحت الكعب صلب مستدير إلي خلف ليقاوم المصاكات والآفات مملس الأسفل ليحسن استواء الوطء وانطباق القدم علي المستقر عندالقيام وخلق مثلثا إلي الاستطالة يدق يسيرا يسيرا حتي ينتهي فيضمحل عندالأخمص إلي الوحشي ليكون تقعير الأخمص متدرجا من خلف إلي متوسطة. و أماالرسغ فيخالف رسغ الكف بأنه صف واحد وذاك صفان وعظامه أقل عددا و ذلك لأن الحاجة في الكف إلي الحركة والاشتمال أكثر و في القدم إلي الوثاقة أشد وخلق شكل القدم مطاولا إلي قدام ليعين علي الانتصاب بالاعتماد عليه وخلق له أخمص من الجانب الإنسي ليكون ميل القدم عندالانتصاب وخصوصا لدي المشي إلي الجهة المضادة لجهة الرجل المشيلة للنقل فيعتدل القوام وليكون الوطء علي الأشياء المدورة والناتئة مهندما من غيرألم وليحسن اشتمال القدم علي مايشبه الدرج وليكون بعض أجزائها متجافية عن الأرض فيكون المشي أخف والعدو أسهل ولمثل هذه المنافع خلقت من عظام كثيرة وإنها بذلك تحتوي علي الموطوء عليه كالكف علي المقبوض إيضاح في القاموس الزرفين بالضم وبالكسر حلقة للباب أوعام معرب و قدزرفن صدغيه جعلهما كالزرفين و قال الجوهري الزرد مثل السرد و هومداخل حلق الدروع بعضها في بعض والزرد بالتحريك الدروع المزرودة
صفحه : 54
والزراد صانعها انتهي فشبهوا اتصال بطون الدماغ بعضها ببعض وتداخلها بالدروع ونسجها. قال في القانون للدماغ في طوله ثلاثة بطون و إن كان كل بطن في عرضه ذا جزءين والجزء المقدم محسوس الانفصال إلي جزءين يمنة ويسرة و هذاالجزء يعين علي الاستنشاق و علي نفض الفضل بالعطاس و علي توزيع أكثر الروح الحساس و علي أفعال القوي المتصورة من قوي الإدراك الباطن . و أماالبطن المؤخر فهو أيضا عظيم لأنه يملأ تجويف عضو عظيم ولأنه مبدأ شيءعظيم أعني النخاع و منه يتوزع أكثر الروح المتحركة وهناك أفعال القوة الحافظة لكنه أصغر من المقدم بل كل واحد من بطني المقدم و مع ذلك فإنه يتصغر تصغرا مدرجا إلي النخاع ويتكاثف تكاثفا إلي الصلابة.فأما البطن الوسط فإنه كمنفذ من الجزء المقدم إلي الجزء المؤخر كدهليز مضروب بينهما و قدعظم لذلك وطول لأنه مؤد من عظيم إلي عظيم و به يتصل الروح المقدم بالروح المؤخر ويتأدي أيضا الأشباح المتذكرة ويتسقف مبدأ هذاالبطن الأوسط بسقف كري الباطن كالأزج ويسمي به ليكون منفذا و مع ذلك مبتعدا بتدويره عن الآفات وقويا علي حمل مايعتمد عليه من الحجاب المدرج . وهناك يجتمع بطنا الدماغ المقدمان اجتماعا يتراءيان للمؤخر في هذاالمنفذ و ذلك الموضع يسمي مجمع البطنين و هذاالمنفذ نفسه بطن و لما كان منفذا يؤدي التصور إلي الحفظ كان أحسن موضع للفكر والتخيل علي ماعلمت ويستدل علي أن هذه البطون مواضع قوي تصدر عنها هذه الأفعال من جهة مايعرض لها من الآفات فيبطل مع آفة كل جزء فعله أويدخله خلافه . والغشاء الرقيق يستبطن بعضه فيغشي بطون الدماغ إلي القمحدوة التي
صفحه : 55
عندالطاق و أما ماوراء ذلك فصلابته تكفيه تغشية الحجاب إياه فأما التزريد ألذي في بطون الدماغ فليكون للروح النفساني نفوذ في جوهر الدماغ كما في بطونه إذ ليس في كل وقت تكون البطون متسعة منفتحة أوالروح قليلا بحيث يسع البطون فقط ولأن الروح إنما تكمل استحالة عن المزاج ألذي للقلب إلي المزاج ألذي للدماغ بأن ينطبخ فيه انطباخا يأخذ به من مزاجه و هوأول مما يتأدي إلي الدماغ يتأدي إلي بطنه الأول لينطبخ فيه ثم ينفذ إلي البطن الأوسط فيزداد فيه انطباخا ثم يتم انطباخه في البطن المؤخر والانطباخ الفاضل إنما يكون بممازجة ومخالطة ونفوذ في أجزاء الطابخ كحال الغذاء في الكبد.لكن زرد المقدم أكثر أفرادا من زرد المؤخر لأن نسبة الزرد إلي الزرد كنسبة العضو إلي العضو بالتقريب والسبب المصغر للمؤخر من المقدم موجود في الزرد و بين هذاالبطن و بين البطن المؤخر و من تحتهما مكان هومتوزع العرقين العظيمين الصاعدين إلي الدماغ اللذين سنذكرهما إلي شعبهما التي ينتسج منها المشيمة من تحت الدماغ . و قدعمدت تلك الشعب بجرم من جنس الغدد يملأ مابينها ويدعمها كالحال في سائر المتوزعات العرقية فإن من شأن الخلإ ألذي يقع بينها أن يملأ أيضا بلحم غددي و هذه الغدة تتشكل بشكل الشعب المذكورة علي هيئة التوزع الموصوف فكما أن التشعب أوالتوزع المذكور يبتدئ من ضيق ويتفرع إلي سعة توجبها الانبساط كذلك صارت هذه الغدة صنوبرية رأسها يلي مبدأ التوزع من فوق وتذهب متوجهة نحو غايتها إلي أن يتم تدلي الشعب و يكون هناك منتسج علي مثال المنتسج في المشيمة فيستقر فيه .فالجزء من الدماغ المشتمل علي هذاالبطن الأوسط عامة وأجزاؤه التي هي من فوق دوري الشكل مزردة من زرد موضوعة في طوله مربوطة بعضها ببعض
صفحه : 56
ليكون له أن يتمدد و أن يتقلص كالدود وباطن فوقه مغشي بالغشاء ألذي يستبطن الدماغ إلي حد المؤخر و هومركب علي زائدتين من الدماغ مستديرتين إحاطة الطول كالفخذين يقربان إلي التماس ويتباعدان إلي الانفراج تركيبا بأربطة تسمي وترات لئلا يزول عنها لتكون الدودة إذاتمددت وضاق عرضها ضغطت هاتين الزائدتين إلي الاجتماع فينسد المجري و إذاتقلصت إلي القصر وازدادت عرضا تباعدت إلي الافتراق فانفتح المجري . و مايلي منه مؤخر الدماغ أدق و إلي التحدب ما هو ويتهندم في مؤخر الدماغ كالوالج منه في مولج ومقدمه أوسع من مؤخره علي الهيئة التي يحتملها الدماغ والزائدتان المذكورتان تسميان القبتين و لاتزريد فيهما البتة بل ملساوان ليكون شدهما وانطباقهما أشد ولتكون إجابتهما إلي التحريك بسبب حركة شيءآخر أشبه بإجابة الشيء الواحد. ولدفع فضول الدماغ مجريان أحدهما في البطن المقدم عندالحد المشترك بينه و بين ألذي بعده والآخر في البطن الأوسط و ليس للبطن المؤخر مجري مفرد و ذلك لأنه موضوع في الطرف صغير أيضا بالقياس إلي المقدم لايحتمل ثقبا ويكفيه والأوسط مجري مشترك بينهما وخصوصا و قدجعل مخرجا للنخاع يتحلل بعض فضوله ويندفع من جهته . وهذان المجريان إذاابتدءا من البطنين ونفذا في الدماغ نفسه توربا نحو الالتقاء عندمنفذ واحد عميق مبدؤه الحجاب الرقيق وآخره و هوأسفله عندالحجاب الصلب و هومضيق كالقمع يبتدئ من سعة مستديرة إلي مضيق ولذلك يسمي قمعا ويسمي أيضا مستنقعا فإذانفذ في الغشاء الصلب لاقي هناك مجري في غدة كأنها كرة مغمورة من جانبين متقابلين من فوق وأسفل وهي بين الغشاء الصلب و بين
صفحه : 57
مجري الحنك ثم تجده هناك المنافذ التي في مشاشية المصفاة من أعلي الحنك انتهي . و في القاموس الأزج محركة ضرب من الأبنية و في المصباح الأزج بيت يبني طولا ويقال الأزج السقف و قال القمحدوة فعللوة بفتح الفاء والعين وسكون اللام الأولي وضم الثانية هي ماخلف الرأس و هومؤخر القذال والجمع قماحد و في القاموس القمع بالكسر وبالفتح وكعنب ماالتزق بأسفل التمرة والبسرة ونحوهما. و قال الجوهري الصدي ألذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها يقال أصم الله صداه أي أهلكه لأن الرجل إذامات لم يسمع الصدي منه شيئا فيجيبه و قال الفيروزآبادي الرضاب كغراب الريق المرشوف أوقطع الريق في الفم و قال الصردان عرقان يستبطنان اللسان و قال المجرفة كمكنسة المكسحة و قال شيءمهندم مصلح علي مقدار و له هندام معرب أندام . والدغدغة الزعزعة والصفق الضرب وصفق الباب رده أوأغلقه وفتحه ضد والريح الأشجار حركتها والصفوق الصخرة الملساء المرتفعة و قال الغلصمة اللحم بين الرأس والعنق أوالعجرة علي ملتقي اللهاة والمريء أورأس الحلقوم بشواربه وحرقدته أوأصل اللسان و قال العير العظم الناتئ وسطها و قال الكزاز كغراب ورمان داء من شدة البرد أوالرعدة منها. و قال الأربية كأثفية أصل الفخذ أو ما بين أعلاه وأوسطه و قال المريء كأمير مجري الطعام والشراب و هورأس المعدة والكرش اللاصق بالحلقوم و قال الصفاق ككتاب الجلد الأسفل تحت الجلد ألذي عليه الشعر أو ما بين الجلد والمصران وجلد البطن كله و قال الثرب شحم رقيق يغشي الكرش والأمعاء و قال مراق البطن مارق منه ولان جمع مرق أو لاواحد لها و قال رصه ألصق بعضه ببعض وضم كرصصه . و في القاموس رصه ألزق و قال الصاروج النورة وأخلاطها معرب
صفحه : 58
وصرج الحوض تصريجا. و قال المصهرج المعمول بالصاروج والارتكاز الاستقرار والاعتماد و قال نبض العرق ينبض نبضا ونبضانا تحرك والبربخ علي ماذكره الأطباء مايعمل من السفال ويوضع في مجري الماء ويقال له بالفارسية گنگ والكمرة محركة رأس الذكر والمفرطح العريض ويقال توتر العصب والعنق إذااشتد. و في القاموس الحرقفة عظم الحجبة أي رأس الورك و قال القبب دقة الخصر وضمور البطن قب بطنه وقبب وسرة مقبوبة ومقببة ضامرة و قال الحق بالضم رأس الورك ألذي فيه عظم الفخذ و قال فحج في مشيته كمنع تداني صدور قدميه وتباعد عقباه و قال الإنسي الأيسر من كل شيء و من القوس ماأقبل عليك منها والوحشي الجانب الأيمن من كل شيء أوالأيسر و من القوس ظهرها و قال الرضف عظام في الركبة كالأصابع المضمومة قدأخذ بعضها بعضا وهي من الفرس ما بين الكراع والذراع واحدتها رضفة وتحرك .أقول ما في كتب الطب لعله علي المجاز والزورق السفينة الصغيرة.
اعلم أن عظام الرأس أحد عشر وعظام الوجه ستة عشر والأسنان اثنان وثلاثون وفقرات العنق والظهر والعجز والعصعص ثلاثون وعظام الترقوة اثنان والكتفان اثنان وقلة الكتف اثنان والعظام الأصلية لليدين ستون سوي العظام الصغيرة في المواصل المسماة بالسمسمانية والأضلاع من الجانبين أربعة وعشرون وعظام الصدر سبعة وعظام الخاصرة اثنتان وعظام الرجلين ستون .فالمجموع مائتان وثمانية وأربعون سوي السمسمانية ومعها مائتان وأربعة وستون لأنها في كل يد و رجل أربعة وعدد العضلات علي ماذكره جالينوس خمسمائة وتسعة وعشرون و علي ماذكرها أبوالقاسم بن أبي صادق خمسمائة وثمانية عشر.
صفحه : 59
والأعصاب علي المشهور ثمانية وعشرون زوجا وواحد فرد فيكون سبعة وخمسين . و أماالشريانات النابضة المنشعبة من القلب والأوردة الساكنة المنبعثة من الكبد فقد مر مجملا أصولهما وكيفية انشعابهما و لايحصر شعبهما عدد مضبوط ليمكن ذكرها و قدمر في الأخبار أن الجميع ثلاثمائة وستون نصفها متحركة ونصفها ساكنة. وأقول إنما بسطنا الكلام في هذاالباب لمدخليتها في معرفة الحكيم الكريم الوهاب ولطفه وكرمه وحكمه ونعمه في جميع الأبواب وهي أفضل فنون الطب والحكمة وأدقهما وأشرفهما و الله الموفق للصواب
باب 94-نادر في علة اختلاف صور المخلوقات وعلة السودان والترك والصقالبة
1-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الطاّلقَاَنيِّ عَنِ ابنِ عُقدَةَ الحَافِظِ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ قُلتُ لَهُ لِمَ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الخَلقَ عَلَي أَنوَاعٍ شَتّي وَ لَم يَخلُقهُ نَوعاً وَاحِداً فَقَالَ لِئَلّا يَقَعَ فِي الأَوهَامِ أَنّهُ عَاجِزٌ وَ لَا يَقَعُ صُورَةٌ فِي وَهمِ مُلحِدٍ إِلّا وَ قَد خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهَا خَلقاً لِئَلّا يَقُولَ قَائِلٌ هَل يَقدِرُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يَخلُقَ صُورَةَ كَذَا وَ كَذَا لِأَنّهُ لَا يَقُولُ مِن ذَلِكَ
صفحه : 60
شَيئاً إِلّا وَ هُوَ مَوجُودٌ فِي خَلقِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَيَعلَمُ بِالنّظَرِ إِلَي أَنوَاعِ خَلقِهِ أَنّهُ عَلَي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ
2- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الكوُفيِّ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَبدِ العَظِيمِ الحسَنَيِّ قَالَ سَمِعتُ عَلِيّ بنَ مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع يَقُولُ عَاشَ نُوحٌ ع أَلفَينِ وَ خَمسَمِائَةِ سَنَةٍ وَ كَانَ يَوماً فِي السّفِينَةِ نَائِماً فَهَبّت رِيحٌ فَكَشَفَت عَورَتَهُ فَضَحِكَ حَامٌ وَ يَافِثُ فَزَجَرَهُمَا سَامٌ وَ نَهَاهُمَا عَنِ الضّحكِ وَ كَانَ كُلّمَا غَطّي سَامٌ شَيئاً تَكشِفُهُ الرّيحُ كَشَفَهُ حَامٌ وَ يَافِثُ فَانتَبَهَ نُوحٌ ع فَرَآهُم وَ هُم يَضحَكُونَ فَقَالَ مَا هَذَا فَأَخبَرَهُ سَامٌ بِمَا كَانَ فَرَفَعَ نُوحٌ ع يَدَهُ إِلَي السّمَاءِ يَدعُو وَ يَقُولُ أللّهُمّ غَيّر مَاءَ صُلبِ حَامٍ حَتّي لَا يُولَدَ لَهُ إِلّا السّودَانُ أللّهُمّ غَيّر مَاءَ صُلبِ يَافِثَ فَغَيّرَ اللّهُ مَاءَ صُلبَيهِمَا فَجَمِيعُ السّودَانِ حَيثُ كَانُوا مِن حَامٍ وَ جَمِيعُ التّركِ وَ الصّقَالِبَةِ وَ يَأجُوجَ وَ مَأجُوجَ وَ الصّينِ مِن يَافِثَ حَيثُ كَانُوا وَ جَمِيعُ البِيضِ سِوَاهُم مِن سَامٍ وَ قَالَ نُوحٌ لِحَامٍ وَ يَافِثَ جُعِلَ ذُرّيّتُكُمَا خَوَلًا لِذُرّيَةِ سَامٍ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ لِأَنّهُ بَرّ بيِ وَ عقَقَتمُاَنيِ فَلَا زَالَت سِمَةُ عُقُوقِكُمَا لِي فِي ذُرّيّتِكُمَا ظَاهِرَةً وَ سِمَةُ البِرّ بيِ فِي ذُرّيّةِ سَامٍ ظَاهِرَةً مَا بَقِيَتِ الدّنيَا
بيان تكشفه الريح الجملة صفة شيئا و في القاموس السّقلَب جيل من الناس و هوسقلبيّ والجمع سقالبة و قال الصقالبة جيل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بين بلغر وقسطنطينية و قال الخول محركة ماأعطاك الله من النعم والعبيد والإماء وغيرهم من الحاشية للواحد والجمع والذكر والأنثي
3-العِلَلُ، فِي خَبَرِ يَزِيدَ بنِ سَلّامٍ أَنّهُ سَأَلَ النّبِيّص أَنّ آدَمَ خُلِقَ مِنَ الطّينِ كُلّهِ أَو مِن طِينٍ وَاحِدٍ قَالَ بَل مِنَ الطّينِ كُلّهِ وَ لَو خُلِقَ مِن طِينٍ وَاحِدٍ لَمَا
صفحه : 61
عَرَفَ النّاسُ بَعضُهُم بَعضاً وَ كَانُوا عَلَي صُورَةٍ وَاحِدَةٍ قَالَ فَلَهُم فِي الدّنيَا مِثلٌ قَالَ التّرَابُ فِيهِ أَبيَضُ وَ فِيهِ أَخضَرُ وَ فِيهِ أَشقَرُ وَ فِيهِ أَغبَرُ وَ فِيهِ أَحمَرُ وَ فِيهِ أَزرَقُ وَ فِيهِ عَذبٌ وَ فِيهِ مِلحٌ وَ فِيهِ خَشِنٌ وَ فِيهِ لَيّنٌ وَ فِيهِ أَصهَبُ فَلِذَلِكَ صَارَ النّاسُ فِيهِم لَيّنٌ وَ فِيهِم خَشِنٌ وَ فِيهِم أَبيَضُ وَ فِيهِم أَصفَرُ وَ أَحمَرُ وَ أَصهَبُ وَ أَسوَدُ عَلَي أَلوَانِ التّرَابِ
بيان قال الفيروزآبادي الأشقر من الدواب الأحمر في مُغرة و من الناس من تعلو بياضه حمرة و قال الصهب محركة حمرة أوشقرة في الشعر كالصهبة بالضم والأصهب بعير ليس بشديد البياض وشعر يخالط بياضه حمرة
صفحه : 62
1- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ يُسَمّي الطّبِيبُ المُعَالِجَ فَقَالَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ يَا رَبّ مِمّنِ الدّاءُ قَالَ منِيّ قَالَ فَمِمّنِ الدّوَاءُ قَالَ منِيّ قَالَ فَمَا يَصنَعُ النّاسُ بِالمُعَالِجِ قَالَ يَطِيبُ بِذَلِكَ أَنفُسُهُم فسَمُيَّ الطّبِيبَ لِذَلِكَ
2- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن زِيَادِ بنِ أَبِي الحَلّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ يَا رَبّ مِن أَينَ الدّاءُ قَالَ منِيّ قَالَ فَالشّفَاءُ قَالَ منِيّ قَالَ فَمَا يَصنَعُ عِبَادُكَ بِالمُعَالِجِ قَالَ يَطِيبُ بِأَنفُسِهِم فَيَومَئِذٍ سمُيَّ المُعَالِجُ الطّبِيبَ
بيان يطيب بأنفسهم في بعض النسخ بالباء الموحّدة و في بعضها بالياء المثنّاة من تحت قال الفيروزآبادي طبّ تأنّي للأمور وتلطّف أي إنما سمّوا بالطبيب لرفعهم الهمّ عن النفوس المرضي بالرفق ولطف التدبير و ليس شفاء الأبدان منهم . و أما علي الثاني فليس المراد أن مبدأ اشتقاق الطبيب الطيب والتطييب فإن
صفحه : 63
أحدهما من المضاعف والآخر من المعتل .بل المراد أن تسميتهم بالطبيب ليست لتداوي الأبدان عن الأمراض بل لتداوي النفوس عن الهموم والأحزان فتطيب بذلك قال الفيروزآبادي الطبّ مثلّثة الفاء علاج الجسم والنفس
3- قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ الحَسَنِ مُوسَي ع أَ رَأَيتَ إِنِ احتَجتُ إِلَي طَبِيبٍ وَ هُوَ نصَراَنيِّ أُسَلّمُ عَلَيهِ وَ أَدعُو لَهُ قَالَ نَعَم لِأَنّهُ لَا يَنفَعُهُ دُعَاؤُكَ
العلل ، عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن ابن محبوب مثله السرائر،نقلا من كتاب السياري عنه ع
مثله بيان يدل علي جواز العمل بقول الطبيب الذمي والرجوع إليه والتسليم عليه والدعاء ولعل الأخيرين محمولان علي الضرورة بل الجميع و لو كان فيجب أن لا يكون علي جهة الموادّة للنهي عنها
وَ قَد رَوَي الكلُيَنيِّ فِي المُوَثّقِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا تَبدَءُوا أَهلَ الكِتَابِ بِالتّسلِيمِ وَ إِذَا سَلّمُوا عَلَيكُم فَقُولُوا وَ عَلَيكُم
وروي هذاالخبر أيضا عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد
4- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَنِ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع وَ هُوَ يَقُولُ ادفَعُوا مُعَالَجَةَ الأَطِبّاءِ مَا اندَفَعَ المُدَاوَاةُ عَنكُم فَإِنّهُ بِمَنزِلَةِ البِنَاءِ قَلِيلُهُ يَجُرّ إِلَي كَثِيرِهِ
صفحه : 64
بيان أي الشروع في المداواة لقليل الداء يوجب زيادة المرض والاحتياج إلي دواء أعظم
5- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن سَهلٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن ظَهَرَت صِحّتُهُ عَلَي سُقمِهِ فَيُعَالِجُ نَفسَهُ بشِيَءٍ فَمَاتَ فَأَنَا إِلَي اللّهِ برَيِءٌ مِنهُ
بيان ظاهره حرمة التداوي بدون شدة المرض والحاجة الشديدة إليه لكن الخبر ضعيف فيمكن الحمل علي الكراهة لمعارضة إطلاق بعض الأخبار و إن كان الأحوط العمل به
6- طِبّ الأَئِمّةِ، عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ العلَوَيِّ الموُسوَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ يعَنيِ أَبَاهُ عَن أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِّ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يُحَدّثُ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلَ يُونُسُ بنُ يَعقُوبَ الرّجُلَ الصّادِقَ يعَنيِ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ الرّجُلُ يكَتوَيِ بِالنّارِ وَ رُبّمَا قُتِلَ وَ رُبّمَا تَخَلّصَ قَالَ قَدِ اكتَوَي رَجُلٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص وَ رَسُولُ اللّهِص قَائِمٌ عَلَي رَأسِهِ
7- وَ مِنهُ، عَن جَعفَرِ بنِ عَبدِ الوَاحِدِ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن عَاصِمِ بنِ حُمَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع هَل يُعَالَجُ باِلكيَّ قَالَ نَعَم إِنّ اللّهَ تَعَالَي جَعَلَ فِي الدّوَاءِ بَرَكَةً وَ شِفَاءً وَ خَيراً كَثِيراً وَ مَا عَلَي الرّجُلِ أَن يَتَدَاوَي وَ إِن لَا بَأسَ بِهِ
بيان و إن لابأس به الظاهر أنه بالكسر للوصل أي و إن كان غيرمضطرّ إلي التداوي أومخفّفة فالضمير راجع إلي مصدر يتداوي أوالواو للحال فيرجع إلي الأول و في بعض النسخ و لابأس به و هوأظهر
صفحه : 65
8- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ المُظَفّرِ بنِ عَبدِ اللّهِ اليمَاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَزِيدَ الأشَهلَيِّ عَن سَالِمِ بنِ أَبِي خَيثَمَةَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن ظَهَرَت صِحّتُهُ عَلَي سُقمِهِ فَشَرِبَ الدّوَاءَ فَقَد أَعَانَ عَلَي نَفسِهِ
9- وَ مِنهُ، عَن مَرزُوقِ بنِ مُحَمّدٍ الطاّئيِّ عَن فَضَالَةَ عَنِ العَلَاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع عَنِ الرّجُلِ يُدَاوِيهِ النصّراَنيِّ وَ اليهَوُديِّ وَ يَتّخِذُ لَهُ الأَدوِيَةَ فَقَالَ لَا بَأسَ بِذَلِكَ إِنّمَا الشّفَاءُ بِيَدِ اللّهِ تَعَالَي
بيان قال ابن إدريس ره في السرائر قدورد الأمر عن رسول الله ص ووردت الأخبار عن الأئمة من ذريته ع بالتداوي فَقَالُوا تَدَاوَوا فَمَا أَنزَلَ اللّهُ دَاءً إِلّا أَنزَلَ مَعَهُ دَوَاءً إِلّا السّامَ فَإِنّهُ لَا دَوَاءَ لَهُ
يعني الموت ويجب علي الطبيب أن يتقي الله سبحانه فيما يفعله بالمريض وينصح فيه و لابأس بمداواة اليهودي والنصراني للمسلمين عندالحاجة إلي ذلك و إذاأصاب المرأة علة في جسدها واضطرّت إلي مداواة الرجال لها كان جائزا. و قال الشهيد ره في الدروس يجوز المعالجة بالطبيب الكتابي وقدح العين عندنزول الماء. و قال العلامة قدس سره في المنتهي يجوز الاستيجار للختان وخفض الجواري والمداواة وقطع السلع وأخذ الأجرة عليه لانعلم فيه خلافا لأنه فعل مأذون فيه شرعا يحتاج إليه ويضطرّ إلي فعله فجاز الاستيجار عليه كسائر الأفعال المباحة وكذا عقد الاستيجار للكحل سواء كان الكحل من العليل أوالطبيب و قال بعض الجمهور إن شرط علي الطبيب لم يجز
صفحه : 66
10- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُسلِمٍ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الرّجُلِ يَشرَبُ الدّوَاءَ وَ رُبّمَا قَتَلَهُ وَ رُبّمَا يَسلَمُ مِنهُ وَ مَا يَسلَمُ أَكثَرُ قَالَ فَقَالَ أَنزَلَ اللّهُ الدّاءَ وَ أَنزَلَ الشّفَاءَ وَ مَا خَلَقَ اللّهُ دَاءً إِلّا جَعَلَ لَهُ دَوَاءً فَاشرَب وَ سَمّ اللّهَ تَعَالَي
11- العيَاّشيِّ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ فِي المَرأَةِ أَوِ الرّجُلِ يَذهَبُ بَصَرُهُ فَتَأتِيهِ الأَطِبّاءُ فَيَقُولُونَ نُدَاوِيكَ شَهراً أَو أَربَعِينَ لَيلَةً مُستَلقِياً كَذَلِكَ يصُلَيّ فَرَجَعتُ إِلَيهِ لَهُ فَقَالَ مَنِ اضطُرّ غَيرَ بَاغٍ وَ لَا عَادٍ
12- المَكَارِمُ، قَالَ النّبِيّص تَدَاوَوا فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يُنزِل دَاءً إِلّا وَ أَنزَلَ لَهُ شِفَاءً
13- وَ روُيَِ عَنهُص قَالَ اثنَانِ عَلِيلَانِ صَحِيحٌ مُحتَمٍ وَ عَلِيلٌ مُخَلّطٌ
14- وَ قَالَص تَجَنّبِ الدّوَاءَ مَا احتَمَلَ بَدَنُكَ الدّاءَ فَإِذَا لَم يَحتَمِلِ الدّاءَ فَالدّوَاءُ
15- عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ نَبِيّاً مِنَ الأَنبِيَاءِ مَرِضَ فَقَالَ لَا أَتَدَاوَي حَتّي يَكُونَ ألّذِي أمَرضَنَيِ هُوَ ألّذِي يشَفيِنيِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي إِلَيهِ لَا أَشفِيكَ حَتّي تَتَدَاوَي فَإِنّ الشّفَاءَ منِيّ
16-الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَخِيهِ العَلَاءِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ الحَسَنِ المُتَطَبّبِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 67
إنِيّ رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ وَ لِي بِالطّبّ بَصَرٌ وَ طبِيّ طِبّ عرَبَيِّ وَ لَستُ آخُذُ عَلَيهِ صَفَداً فَقَالَ لَا بَأسَ قُلتُ إِنّا نَبُطّ الجُرحَ وَ نكَويِ بِالنّارِ قَالَ لَا بَأسَ قُلتُ وَ نسَقيِ هَذِهِ السّمُومَ الإسمحيقون وَ الغَارِيقُونَ قَالَ لَا بَأسَ قُلتُ إِنّهُ رُبّمَا مَاتَ قَالَ وَ إِن مَاتَ قُلتُ نسَقيِ عَلَيهِ النّبِيذَ قَالَ لَيسَ فِي الحَرَامِ شِفَاءٌ قَدِ اشتَكَي رَسُولُ اللّهِص فَقَالَت لَهُ عَائِشَةُ بِكَ ذَاتُ الجَنبِ فَقَالَ أَنَا أَكرَمُ عَلَي اللّهِ مِن أَن يبَتلَيِنَيِ بِذَاتِ الجَنبِ قَالَ فَأَمَرَ فَلُدّ بِصَبِرٍ
بيان قال في القاموس الصفد محرّكة العطاء و قال بطّ الجرح والصرّة شقّه. وأقول الإسمحيقون لم أجده في كتب اللغة و لاالطبّ و ألذي وجدته في كتب الطب هوإصطمخيقون ذكروا أنه حبّ مسهل للسوداء والبلغم وكأنه كان كذا فصحّف قوله ليس في الحرام شفاء يدل علي عدم جواز التداوي بالحرام مطلقا كما هوظاهر أكثر الأخبار و هوخلاف المشهور وحملوا علي ما إذا لم يضطرّ إليه و لااضطرار إليه . و قوله قداشتكي لعله استشهاد للتداوي بالدواء المرّ أناأكرم علي الله كأنه لاستلزم هذاالمرض اختلال العقل وتشويش الدماغ غالبا و قال الفيروزآبادي اللدود كصبور مايصبّ بالمسعط من الدواء في أحد شقيّ الفم و قدلدّه لدّا ولدودا ولدّه إياه وألدّه ولدّ فهو ملدود
17- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع الرّجُلُ يَشرَبُ الدّوَاءَ وَ يَقطَعُ العِرقَ وَ رُبّمَا انتَفَعَ بِهِ وَ رُبّمَا قَتَلَهُ قَالَ يَقطَعُ وَ يَشرَبُ
صفحه : 68
18- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حُكَيمٍ عَن عُثمَانَ الأَحوَلِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ لَيسَ مِن دَوَاءٍ إِلّا وَ هُوَ يُهَيّجُ دَاءً وَ لَيسَ شَيءٌ فِي البَدَنِ أَنفَعَ مِن إِمسَاكِ اليَدِ إِلّا عَمّا يُحتَاجُ إِلَيهِ
بيان إلا و هو أي نفسه أومعالجته إلاعما يحتاج إليه من الأكل بأن يحتمي عن الأشياء المضرّة و لايأكل أزيد من الشبع أو من المعالجة أومنهما
19- النهج ،[نهج البلاغة] قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع امشِ بِدَائِكَ مَا مَشَي بِكَ
20- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَدَاوَوا فَإِنّ ألّذِي أَنزَلَ الدّاءَ أَنزَلَ الدّوَاءَ
21- وَ قَالَص مَا أَنزَلَ اللّهُ مِن دَاءٍ إِلّا أَنزَلَ لَهُ شِفَاءً
22- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعَفرَيِّ عَن حَمدَانَ بنِ إِسحَاقَ قَالَ كَانَ لِيَ ابنٌ وَ كَانَ تُصِيبُهُ الحَصَاةُ فَقِيلَ لِي لَيسَ لَهُ عِلَاجٌ إِلّا أَن تَبُطّهُ فَبَطَطتُهُ فَمَاتَ فَقَالَتِ الشّيعَةُ شَرِكتَ فِي دَمِ ابنِكَ قَالَ فَكَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ صَاحِبِ العَسكَرِ فَوَقّعَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ يَا أَحمَدُ لَيسَ عَلَيكَ فِيمَا فَعَلتَ شَيءٌ إِنّمَا التَمَستَ الدّوَاءَ وَ كَانَ أَجَلُهُ فِيمَا فَعَلتَ
23- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ العلَوَيِّ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ المَرِيضِ يُكوَي أَو يسَترَقيِ قَالَ لَا بَأسَ إِذَا استَرقَي بِمَا يَعرِفُهُ
توضيح في القاموس كواه يكويه كيّا أحرق جلده بحديدة ونحوها و قال الرقية بالضم العوذة والجمع رقي ورقاه رقيا ورقيا ورقية فهو رقاء نفث في عوذته انتهي قوله ع بما يعرفه أي بما يعرف معناه من القرآن والأدعية والأذكار لابما لايعرفه من الأسماء السريانية والعربية
صفحه : 69
والهندية وأمثالها كالمناطر المعروفة في الهند إذ لعلها يكون كفرا وهذيانا. أوالمعني مايعرف حسنه بخبر أوأثر ورد فيه والأول أظهر والأحوط أن لا يكون معه نفث لاسيما إذا كان في عقدة وتمام القول فيه في كتاب الدعاء. قال في النهاية قدتكرر ذكر الرقية والرقي والرقي والاسترقاء في الحديث والرقية العوذة التي يرقي بهاصاحب الآفة كالحمّي والصرع و غير ذلك من الآفات . و قدجاء في بعض الأحاديث جوازها و في بعضها النهي عنها فمن الجواز قوله استرقوا لها فإن بهاالنظرة أي اطلبوا لها من يرقيها و من النهي قوله لايسترقون و لايكتوون والأحاديث في القسمين كثيرة ووجه الجمع بينهما أن الرقي يكره منها ما كان بغير اللسان العربي وبغير أسماء الله تعالي وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة و أن يعتقد أن الرقيا نافعة لامحالة فيتكل عليها وإياه أراد بقوله ماتوكل من استرقي و لايكره منها ما كان في خلاف ذلك كالتعوّذ بالقرآن وأسماء الله تعالي والرقي المروية ولذلك قال للذي رقي بالقرآن وأخذ عليه أجرا من أخذه برقية باطل فقد أخذت برقية حق . وَ كَقَولِهِ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ أَنّهُص قَالَ اعرِضُوهَا عَلَيّ فَعَرَضنَاهَا فَقَالَ لَا بَأسَ بِهَا إِنّمَا هيَِ مَوَاثِيقُ
.كأنه خاف أن يقع فيها شيءمما كانوا يتلفظون به ويعتقدونه من الشرك في الجاهلية و ما كان بغير اللسان العربي مما لايعرف له ترجمة و لايمكن الوقوف عليه فلايجوز استعماله
فَأَمّا قَولُهُ لَا رُقيَةَ إِلّا مِن عَينٍ أَو حُمَةٍ
فمعناه لارقية أولي وأنفع من أحدهما هذا كماقيل لافتي إلا علي و قدأمرص غيرواحد من أصحابه بالرقية وسمع بجماعة يرقّون فلم ينكر عليهم .
صفحه : 70
وَ أَمّا الحَدِيثُ الآخَرُ فِي صِفَةِ أَهلِ الجَنّةِ الّذِينَ يَدخُلُونَهَا بِغَيرِ حِسَابٍ هُمُ الّذِينَ لَا يَستَرِقُونَ وَ لَا يَكتَوُونَوَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ
فهذا من صفة الأولياء المعرضين عن أسباب الدنيا لايلتفتون إلي شيء من علائقها وتلك درجة الخواصّ لايبلغها غيرهم فأما العوام فمرخص لهم في التداوي والمعالجات و من صبر علي البلاء وانتظر الفرج من الله تعالي بالدعاء كان من جملة الخواصّ والأولياء و من لم يصبر رخص له في الرقية والعلاج والدواء انتهي . وعدّ الشهيد قدس سره من المحرمات الأقسام والعزائم بما لايفهم معناه ويضرّ بالغير فعله
24- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَا يَتَدَاوَي المُسلِمُ حَتّي يَغلِبَ مَرَضُهُ صِحّتَهُ
25- الشّهَابُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَدَاوَوا فَإِنّ ألّذِي أَنزَلَ الدّاءَ أَنزَلَ الدّوَاءَ
وَ قَالَص مَا أَنزَلَ اللّهُ مِن دَاءٍ إِلّا أَنزَلَ لَهُ شِفَاءً
الضوء،[ضوء الشهاب ]لفظ الإنزال هنا يفيد رفعة الفاعل لاالإنزال من فوق إلي أسفل كما قال تعالي وَ أَنزَلنَا الحَدِيدَ أي كان تكوين ذلك وخلقه وإيجاده برفعة وقوة والداء المرض وأصله دوء و قدداء يداء داء إذامرض مثل خاف يخاف والدواء مايتعالج به وربما يكسر فاؤه و هوبمصدر داويته أشبه والدوي مقصورا أيضا المرض و قددوي يدوي دوي تقول منه هويدوي و
صفحه : 71
يداوي يَقُولُص
تَعَالَجُوا وَ لَا تَتَكَلّمُوا
فإن الله ألذي أمرض قدخلق الأدوية المتعالج بهابلطيف صنعه وجعل بعض الحشائش والخشب والصموغ والأحجار أسبابا للشفاء من العلل والأدواء فهي تدل علي عظيم قدرته وواسع رحمته . و هذاالحديث يدل علي خطاء من ادعي التوكل في الأمراض و لم يتعالج ووصف ص الشبرم بأنه حارّ يارّ فلو لا أن التعالج بالأدوية صحيح لماوصف الشبرم بذلك وفائدة الحديث الحثّ علي معالجة الأمراض بالأدوية وراوي الحديث أبوهريرة. و قال الشفاء البرء من الداء و قدشفاه الله فهو مصدر سمي كماتري يقول كما أن الداء من الله تعالي فكذلك الشفاء منه بخلاف مايقوله الطبيعيون من أن الداء من الأغذية والشفاء من الأدوية ولئن قيل إن الله تعالي قدأجري العادة بأنه يستضر بعض الناس ببعض الأغذية و في بعض الأحوال فلعمري إنه لصحيح ولكنه من فعل الله تعالي و إن كان تناول تلك الطعام السبب في ذلك . وسئل طبيب العرب الحارث بن كلدة عن إدخال الطعام علي الطعام فقال هو ألذي أهلك البرية وأهلك السباع في البرية فجعل إدخال الطعام علي الطعام ألذي لم ينضج في المعدة و لم ينزل منها داء مهلكا و هذا علي عادة أكثرية أجراها
صفحه : 72
الله تعالي و قدتنخرم بأصحاب المعد النارية الملتهبة التي تهضم ماألقي فيها وكله متعلق بقدرة الله جلت عظمته . وروي في سبب هذاالحديث أن رجلا جرح علي عهد رسول الله ص فقال ادعوا له الطبيب فقالوا يا رسول الله وهل يغني الطبيب من شيء فقال نعم ماأنزل الله من داء إلاأنزل له شفاء وفائدة الحديث الحث علي التداوي والتشفي بالمعالجة ومراجعة الطب و أهل العلم بذلك والممارسة وراوي الحديث هلال بن يساف
26- التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن حَمّادٍ عَن حَرِيزٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّجُلِ يُعَالِجُ الدّوَاءَ لِلنّاسِ فَيَأخُذُ عَلَيهِ جُعلًا قَالَ لَا بَأسَ
27- طِبّ النّبِيّ، قَالَص مَا خَلَقَ اللّهُ دَاءً إِلّا وَ خَلَقَ لَهُ دَوَاءً إِلّا السّامَ
بيان السام الموت أي المرض ألذي حتم فيه الموت
دَعَائِمُ الإِسلَامِ، رُوّينَا عَن رَسُولِ اللّهِص وَ عَنِ الأَئِمّةِ الصّادِقِينَ مِن أَهلِ بَيتِهِ ع آثَاراً فِي التّعَالُجِ وَ التدّاَويِ وَ مَا يَحِلّ مِن ذَلِكَ وَ مَا يَحرُمُ وَ فِيمَا جَاءَ عَنهُم ع لِمَن تَلَقّاهُ بِالقَبُولِ وَ أَخَذَهُ بِالتّصدِيقِ بَرَكَةً وَ شِفَاءً إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي لَا لِمَن لَم يُصَدّق فِي ذَلِكَ وَ أَخَذَهُ عَلَي وَجهِ التّجرِبَةِ
28- وَ قَد رُوّينَا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ حَضَرَ يَوماً عِندَ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ أَمِيرِ المَدِينَةِ فَشَكَا مُحَمّدٌ إِلَيهِ وَجَعاً يَجِدُهُ فِي جَوفِهِ فَقَالَ حدَثّنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن عَلِيّ ع أَنّ رَجُلًا شَكَا إِلَي رَسُولِ اللّهِص وَجَعاً يَجِدُهُ فِي جَوفِهِ فَقَالَ
صفحه : 73
خُذ شَربَةَ عَسَلٍ وَ أَلقِ فِيهَا ثَلَاثَ حَبّاتِ شُونِيزٍ أَو خَمساً أَو سَبعاً وَ اشرَبهُ تَبرَأ بِإِذنِ اللّهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ الرّجُلُ فَبَرَأَ فَخُذ أَنتَ ذَلِكَ فَاعتَرَضَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أَهلِ المَدِينَةِ كَانَ حَاضِراً فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ قَد بَلَغَنَا هَذَا وَ فَعَلنَاهُ فَلَم يَنفَعنَا فَغَضِبَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ قَالَ إِنّمَا يَنفَعُ اللّهُ بِهَذَا أَهلَ الإِيمَانِ بِهِ وَ التّصدِيقِ لِرَسُولِهِ وَ لَا يَنتَفِعُ بِهِ أَهلُ النّفَاقِ وَ مَن أَخَذَهُ عَلَي غَيرِ تَصدِيقٍ مِنهُ لِلرّسُولِ فَأَطرَقَ الرّجُلُ
29- وَ مِنهُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ تَدَاوَوا فَمَا أَنزَلَ اللّهُ دَاءً إِلّا أَنزَلَ مَعَهُ دَوَاءً إِلّا السّامَ يعَنيِ المَوتَ فَإِنّهُ لَا دَوَاءَ لَهُ
30- وَ عَنهُ ع إِنّ قَوماً مِنَ الأَنصَارِ قَالُوا لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ لَنَا جَاراً اشتَكَي بَطنَهُ أَ فَتَأذَنُ لَنَا أَن نُدَاوِيَهُ قَالَ بِمَا ذَا تُدَاوُونَهُ قَالُوا يهَوُديِّ هَاهُنَا يُعَالِجُ مِن هَذِهِ العِلّةِ قَالَ بِمَا ذَا قَالُوا بِشَقّ البَطنِ فَيَستَخرِجُ مِنهُ شَيئاً فَكَرِهَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص فَعَاوَدُوهُ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً فَقَالَ افعَلُوا مَا شِئتُم فَدَعَوُا اليهَوُديِّ فَشَقّ بَطنَهُ وَ نَزَعَ مِنهُ رَجرَجاً كَثِيراً ثُمّ غَسَلَ بَطنَهُ ثُمّ خَاطَهُ وَ دَاوَاهُ فَصَحّ وَ أُخبِرَ النّبِيّص فَقَالَ إِنّ ألّذِي خَلَقَ الأَدوَاءَ جَعَلَ لَهَا دَوَاءً وَ إِنّ خَيرَ الدّوَاءِ الحِجَامَةُ وَ الفِصَادُ وَ الحَبّةُ السّودَاءُ يعَنيِ الشّونِيزَ
بيان رجرجا كذا في النسخ ولعل المراد القيح ونحوها مجازا قال في القاموس الرجرجة بكسرتين بقية الماء في الحوض والجماعة الكثيرة في الحرب والبزاق وكفلفل نبت انتهي . و لايبعد أن يكون أصله رجزا يعني القذر والفصد بالفتح والفصاد بالكسر شقّ العرق
31- الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الرّجُلِ يُدَاوِيهِ اليهَوُديِّ وَ النصّراَنيِّ قَالَ لَا بَأسَ إِنّمَا الشّفَاءُ بِيَدِ اللّهِ
صفحه : 74
32- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنَ عَلِيّ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ المَرأَةِ تُصِيبُهَا العِلَلُ فِي جَسَدِهَا أَ يَصلُحُ أَن يُعَالِجَهَا الرّجُلُ قَالَ ع إِذَا اضطُرّت إِلَي ذَلِكَ فَلَا بَأسَ
33- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ مَن تَطَبّبَ فَليَتّقِ اللّهَ وَ ليَنصَح وَ ليَجتَهِد
34- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَنِ الكيَّ
35- وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ رَخّصَ فِي الكيَّ فِيمَا لَا يُتَخَوّفُ فِيهِ الهَلَاكُ وَ لَا يَكُونُ فِيهِ تَشوِيهٌ
العقائد،للصدوق قال رضي الله عنه اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطبّ أنها علي وجوه منها ماقيل علي هواء مكة والمدينة فلايجوز استعماله في سائر الأهوية ومنها ماأخبر به العالم علي ماعرف من طبع السائل و لم يعتبر بوصفه إذ كان أعرف بطبعه منه ومنها مادلّسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس ومنها ماوقع فيه سهو من ناقله ومنها ماحفظ بعضه ونسي بعضه و ماروي في العسل أنه شفاء من كل داء فهو صحيح ومعناه أنه شفاء من كل داء بارد و ماروي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير فإن ذلك إذا كان بواسيره من الحرارة و ماروي في الباذنجان من الشفاء فإنه في وقت إدراك الرطب لمن يأكل الرطب دون غيره من سائر الأوقات فأدوية العلل الصحيحة عن الأئمة ع هي الأدعية وآيات القرآن وسورة علي حسب مَا وَرَدَت بِهِ الآثَارُ بِالأَسَانِيدِ القَوِيّةِ وَ الطّرُقِ الصّحِيحَةِ فَقَالَ الصّادِقُ ع
كَانَ فِيمَا مَضَي يُسَمّي الطّبِيبُ المُعَالِجَ فَقَالَ مُوسَي بنُ عِمرَانَ يَا رَبّ مِمّنِ الدّاءُ قَالَ منِيّ قَالَ فَمِمّنِ الدّوَاءُ قَالَ منِيّ قَالَ
صفحه : 75
فَمَا يَصنَعُ النّاسُ بِالمُعَالِجِ فَقَالَ تَطِيبُ بِذَلِكَ نُفُوسُهُم فسَمُيَّ الطّبِيبُ طَبِيباً لِذَلِكَ وَ أَصلُ الطّبِيبِ المدُاَويِ وَ كَانَ دَاوُدُ ع تَنبُتُ فِي مِحرَابِهِ كُلّ يَومٍ حَشِيشَةٌ فَتَقُولُ خذُنيِ فإَنِيّ أَصلَحُ لِكَذَا وَ كَذَا فَرَأَي فِي آخِرِ عُمُرِهِ حَشِيشَةً نَبَتَت فِي مِحرَابِهِ فَقَالَ لَهُ مَا اسمُكِ قَالَت أَنَا الخُرنُوبَةُ فَقَالَ دَاوُدُ ع خَرِبَ المِحرَابُ وَ لَم يَنبُت فِيهِ شَيءٌ بَعدَ ذَلِكَ وَ قَالَ النّبِيّص مَن لَم يَشفِهِ الحَمدُ فَلَا شَفَاهُ اللّهُ
و قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في شرحه عليها الطبّ صحيح والعلم به ثابت وطريقه الوحي وإنما أخذه العلماء به عن الأنبياء و ذلك أنه لاطريق إلي علم حقيقة الداء إلابالسمع و لاسبيل إلي معرفة الدواء إلابالتوفيق فثبت أن طريق ذلك هوالسمع عن العالم بالخفيّات تعالي والإخبار عن الصادقين ع مفسّرة
بِقَولِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع المَعِدَةُ بَيتُ الأَدوَاءِ وَ الحِميَةُ رَأسُ الدّوَاءِ وَ عَوّد كُلّ بَدَنٍ مَا اعتَادَ
. و قدينجع في بعض أهل البلاد من الدواء من مرض يعرض لهم مايهلك من استعمله لذلك المرض من غير أهل تلك البلاد ويصلح لقوم ذوي عادة ما لايصلح لمن خالفهم في العادة. و كان الصادقون ع يأمرون بعض أصحاب الأمراض باستعمال مايضرّ بمن كان به المرض فلايضرّه و ذلك لعلمهم ع بانقطاع سبب المرض فإذااستعمل الإنسان مايستعمله كان مستعملا له مع الصحة من حيث لايشعر بذلك و كان علمهم بذلك من قبل الله تعالي علي سبيل المعجز لهم والبرهان لتخصيصهم به وخرق العادة بمعناه فظن قوم أن ذلك الاستعمال إذاحصل مع مادة المرض نفع فغلطوا فيه واستضرّوا به و هذاقسم لم يورده أبو جعفر و هومعتمد في هذاالباب والوجوه التي ذكرناها من
صفحه : 76
بعدهي علي ماذكره والأحاديث محتملة لماوصفه حسب ماذكرناه انتهي . وأقول يحتمل بعضها وجها آخر و هو أن يكون ذكر بعض الأدوية التي لامناسبة لها بالمرض علي سبيل الافتنان والامتحان ليمتاز المؤمن المخلص القوي الإيمان من المنتحل أوضعيف الإيقان فإذااستعمله الأول انتفع به لالخاصيته وطبعه بل لتوسّله بمن صدر عنه ويقينه وخلوص متابعته كالانتفاع بتربة الحسين ع وبالعوذات والأدعية. ويؤيد ذلك أناألفينا جماعة من الشيعة المخلصين كان مدار علمهم ومعالجتهم علي الأخبار المروية عنهم ع و لم يكونوا يرجعون إلي طبيب وكانوا أصح أبدانا وأطول أعمارا من الذين يرجعون إلي الأطباء والمعالجين . ونظير ذلك أن الذين لايبالون بالساعات النجومية و لايرجعون إلي أصحابها و لايعتمدون عليها بل يتوكلون علي ربهم ويستعيذون من الساعات المنحوسة و من شر البلايا والأعادي بالآيات والأدعية أحسن أحوالا وأثري أموالا وأبلغ آمالا من الذين يرجعون في دقيق الأمور وجليلها إلي اختيار الساعات وبذلك يستعيذون من الشرور والآفات كمامر في باب النجوم والتكلان علي الحي القيوم .
رَوَي المُخَالِفُونَ عَن أَبِي الدّردَاءِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ اللّهَ أَنزَلَ الدّاءَ وَ الدّوَاءَ وَ جَعَلَ لِكُلّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوا وَ لَا تَتَدَاوُوا بِحَرَامٍ
وَ عَن جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ إِنّ لِكُلّ دَاءٍ دَوَاءً فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدّاءِ بَرَأَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
وَ عَن أُسَامَةَ بنِ شَرِيكٍ قَالَ قَالَتِ الأَعرَابُ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ لَا نَتَدَاوَي قَالَ نَعَم يَا عِبَادَ اللّهِ تَدَاوَوا فَإِنّ اللّهَ لَم يَضَع دَاءً إِلّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً وَ دَوَاءً إِلّا دَاءً وَاحِداً قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا هُوَ قَالَ الهَرَمُ
وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص
صفحه : 77
مَا أَنزَلَ اللّهُ مِن دَاءٍ إِلّا أَنزَلَ لَهُ دَوَاءً وَ فِي حَدِيثِ ابنِ مَسعُودٍ بَعدَ ذَلِكَ عَلِمَهُ مَن عَلِمَهُ وَ جَهِلَهُ مَن جَهِلَهُ
.أقول قال بعضهم المراد بالإنزال إنزال علم ذلك علي لسان الملك للنبي مثلا أوعبر بالإنزال عن التقدير و في بعض الأخبار التقييد بالحلال فلايجوز التداوي بالحرام و في حديث جابر الإشارة إلي أن الشفاء متوقف علي الإصابة بإذن الله تعالي و ذلك أن الدواء قدتحصل له مجاوزة الحد في الكيفية أم الكمية فلاينجع بل ربما أحدث داء آخر و فيهاكلها إثبات الأسباب و إن ذلك لاينافي التوكل علي الله لمن اعتقد أنها بإذن الله وبتقديره وأنها لاتنجع بدوائها بل بما قدره الله تعالي فيها و إن الدواء قدينقلب داء إذاقدر الله تعالي و إليه الإشارة في حديث جابر بإذن الله فمدار ذلك كله علي تقدير الله وإرادته . والتداوي لاينافي التوكل كما لاينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب وكذلك تجنب المهلكات والدعاء لطلب العافية ورفع المضار و غير ذلك ويدخل في عمومه أيضا الداء القاتل ألذي اعترف حذاق الأطباء بأن لادواء له وبالعجز عن مداواته . ولعل الإشارة في حديث ابن مسعود بقوله وجهله من جهله إلي ذلك فتكون باقية علي عمومها ويحتمل أن يكون في الخبر حذف تقديره لم ينزل داء يقبل الدواء إلاأنزل له شفاء والأول أولي ومما يدخل في قوله جهله من جهله مايقع لبعض المرضي أنه يداوي من داء بدواء فيبرأ ثم يعتريه ذلك الداء بعينه فيتداوي بذلك الدواء بعينه فلاينجع والسبب في ذلك الجهل بصفة من صفات الدواء فرب مرضين تشابها و يكون أحدهما مركبا لاينجع فيه ماينجع في ألذي ليس مركبا فيقع الخطاء من هناك و قد يكون متحدا لكن يريد الله أن لاينجع فلاينجع وهناك تخضع رقاب الأطباء.
وَ قَد روُيَِ أَنّهُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَ رَأَيتَ رُقًي نَستَرقِيهَا وَ دَوَاءً نَتَدَاوَي بِهِ هَل يَرُدّ مِن قَضَاءِ اللّهِ شَيئاً قَالَ هيَِ مِن أَقدَارِ اللّهِ تَعَالَي
والحاصل أن حصول
صفحه : 78
الشفاء بالدواء إنما هوكدفع الجوع بالأكل والعطش بالشرب فهو ينجع في ذلك في الغالب و قديتخلف لمانع و الله أعلم . واستثناء الموت في بعض الأحاديث واضح ولعل التقدير إلاداء الموت أي المرض ألذي قدّر علي صاحبه الموت واستثناء الهرم في الرواية الأخري إما لأنه جعله شبيها بالموت والجامع بينهما نقص الصحة أولقربه من الموت وإفضائه إليه ويحتمل أن يكون الاستثناء منقطعا والتقدير لكن الهرم لادواء له .
قال بعض المحققين الطبيب الحاذق في كل شيء وخصّ المعالج به عرفا والطب نوعان نوع طب جسد و هوالمراد هنا وطب قلب ومعالجته خاصة بما جاء به رسول الله عن ربه تعالي و أماطب الجسد فمنه ماجاء في المنقول عنه ص و منه ماجاء عن غيره وغالبه راجع إلي التجربة. ثم هونوعان نوع لايحتاج إلي فكر ونظر بل فطر الله عليه الحيوانات مثل مايدفع الجوع والعطش ونوع يحتاج إلي الفكر والنظر كدفع مايحدث في البدن مما يخرجه عن الاعتدال و هوإما إلي حرارة أوبرودة و كل منهما إما إلي رطوبة أويبوسة أو إلي مايتركب منهما والدفع قديقع من خارج البدن و قديقع من داخله و هوأعسرهما والطريق إلي معرفته بتحقيق السبب والعلامة والطبيب الحاذق هو ألذي يسعي في تفريق مايضرّ بالبدن جمعه أوعكسه و في تنقيص مايضر بالبدن زيادته أوعكسه . ومدار ذلك علي ثلاثة أشياء حفظ الصحة والاحتماء عن المؤذي واستفراغ المادة الفاسدة و قدأشير إلي الثلاثة في القرآن فالأول من قوله تعالي في القرآن فَمَن كانَ مِنكُم مَرِيضاً أَو عَلي سَفَرٍ فَعِدّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ و ذلك أن السفر مظنة
صفحه : 79
النصب و هو من مغيّرات الصحّة فإذاوقع فيه الصيام ازداد فأبيح الفطر إبقاء علي الجسد وكذا القول في المرض والثاني و هوالحمية من قوله تعالي وَ لا تَقتُلُوا أَنفُسَكُم و أنه استنبط منه جواز التيمم عندخوف استعمال الماء البارد والثالث عن قوله أَو بِهِ أَذيً مِن رَأسِهِ فَفِديَةٌ و أنه أشير بذلك إلي جواز حلق الرأس ألذي منع منه المحرم لاستفراغ الأذي الحاصل من البخار المحتقن في الرأس
الآيات البقرةفَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثمَ عَلَيهِ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌالمائدةفَمَنِ اضطُرّ فِي مَخمَصَةٍ غَيرَ مُتَجانِفٍ لِإِثمٍ فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌالأنعام فَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنّ رَبّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ و قال تعالي وَ قَد فَصّلَ لَكُم ما حَرّمَ عَلَيكُم إِلّا مَا اضطُرِرتُم إِلَيهِالنحل فَمَنِ اضطُرّ غَيرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَإِنّ اللّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.تفسير تدل هذه الآيات علي جواز الأكل والشرب من المحرم عندالضرورة إذا لم يكن باغيا أوعاديا وفسر الباغي بوجوه منها الخارج علي إمام زمانه . ومنها الأخذ عن مضطر مثله بأن يكون لمضطر آخر شيءيسد به رمقه فيأخذه
صفحه : 80
منه و ذلك غيرجائز بل يترك نفسه حتي يموت و لايميت الغير ومنها الطالب للذة كماذهب إليه جمع من الأصحاب . و أماالعادي فقيل هو ألذي يقطع الطريق وقيل هو ألذي يتجاوز مقدار الضرورة وقيل ألذي يتجاوز مقدار الشبع وَ فِي بَعضِ الرّوَايَاتِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ الباَغيِ ألّذِي يَخرُجُ عَلَي الإِمَامِ وَ العاَديِ ألّذِي يَقطَعُ الطّرِيقَ لَا تَحِلّ لَهُمَا المَيتَةُ
وستأتي الأخبار في ذلك وغيره . و قوله سبحانه غَيرَ مُتَجانِفٍ لِإِثمٍ أي غيرمائل إلي إثم بأن يأكل زيادة علي الحاجة أوللتلذذ أو غيرمتعمد لذلك و لامستحلّ أو غيرعاص بأن يكون باغيا علي الإمام أوعاديا متجاوزا عن قدر الضرورة أوعما شرع الله بأن يقصد اللذة لاسدّ الرمق وسيأتي تمام القول في ذلك في محله إن شاء الله . واختلف فيما إذاكانت الضرورة من جهة التداوي هل هي داخلة في عموم تلك الآيات وهل يجوز التداوي بالحرام عندانحصار الدواء فيه فذهب بعض الأصحاب إلي عدم جواز التداوي بالحرام مطلقا وبعضهم إلي عدم جواز التداوي بالخمر وسائر المسكرات وجواز التداوي بسائر المحرمات وبعضهم إلي جواز التداوي بكل محرم عندانحصار الدواء فيه . قال المحقق قدس الله روحه في الشرائع و لواضطر إلي خمر وبول قدّم البول و لو لم يوجد إلاالخمر قال الشيخ في المبسوط لايجوز دفع الضرورة بها و في النهاية يجوز و هوالأشبه و لايجوز التداوي بها و لابشيء من الأنبذة و لابشيء من الأدوية معها شيء من المسكر أكلا وشربا ويجوز عندالضرورة أن يتداوي بهاللعين . و قال الشهيد الثاني رفع الله درجته هذا هوالمشهور بين الأصحاب بل ادعي عليه في الخلاف الإجماع وأطلق ابن البراج جواز التداوي به إذا لم يكن له عنه مندوحة وجعل الأحوط تركه وكذا أطلق في الدروس جوازه للعلاج كالترياق والأقوي الجواز مع خوف التلف بدونه وتحريمه بدون ذلك و هواختيار العلامة
صفحه : 81
في المختلف وتحمل روايات المنع علي تناول الدواء لطلب العافية جمعا بين الأدلة انتهي . و قال الشهيد روح الله روحه في الدروس ويباح تناول المائعات النجسة لضرورة العطش و إن كان خمرا مع تعذر غيره وهل تكون المسكرات سواء أوتكون الخمرة مؤخرة عنها الظاهر نعم للإجماع علي تحريمها بخلافها و لووجد خمرا وبولا وماء نجسا فهما أولي من الخمر لعدم السكر بهما و لافرق بين بوله وبول غيره . و قال الجعفي يشرب للضرورة بول نفسه لابول غيره وكذا يجوز التناول للعلاج كالترياق والاكتحال بالخمر للضرورة ورواه هارون بن حمزة عن الصادق ع وتحمل الروايات الواردة بالمنع من الاكتحال به والمداواة علي الاختيار ومنع الحسن من استعمال المسكر مطلقا بخلاف استعمال القليل من السموم المحرمة عندالضرورة لأن تحريم الخمر تعبّد و في الخلاف لايجوز التداوي بالخمر مطلقا و لايجوز شربها للعطش وتبعه ابن إدريس في أحد قوليه في التداوي وجوز الشرب للضرورة ثم جوز في القول الآخر الأمرين . و قال الشيخ ابن فهد قدس الله سره في كنز العرفان أماالخمر فيحرم التداوي بهاإجماعا بسيطا ومركبا و أمادفع التلف فقيل بالمنع أيضا والحق عدمه بل يباح دفعا للتلف وكذا باقي المسكرات نعم لووجد الخمر وباقي المسكرات أخّر الخمر. و قال ره في المهذب أماالتداوي بالخمر أوبشيء من المسكرات أوالمحرمات فلايجوز فيحل تناول الخمر لطلب السلامة في صورة دفع الهلاك و لايجوز لطلب الصحة في دفع الأمراض . وهل يجوز التداوي به للعين منع منه ابن إدريس والشيخ في أحد قوليه
صفحه : 82
وأجازه في الآخر واختاره المحقق والعلامة ثم قال فإن كان مضطرا فليكتحل به وكذا نقول في المريض إذاتيقّن التلف لو لاالتداوي بهاجاز إذا كان لدفع التلف لالطلب الصحة قاله القاضي واختاره العلامة ومنع الشيخ و ابن إدريس قال القاضي والأحوط تركه أماالتداوي ببول الإبل فجائز إجماعا وغيرها من الطاهرة علي الأصح انتهي . والمسألة في غاية الإشكال و إن كان ظنّ انحصار الدواء في الحرام بعيدا لاسيما في خصوص الخمر والمسكرات
1- العِلَلُ وَ المَجَالِسُ لِلصّدُوقِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ بَزِيعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُذَافِرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ جَعفَرٍ ع لِمَ حَرّمَ اللّهُ المَيتَةَ وَ الدّمَ وَ لَحمَ الخِنزِيرِ وَ الخَمرَ فَقَالَ إِنّ اللّهَ لَم يُحَرّم ذَلِكَ عَلَي عِبَادِهِ وَ أَحَلّ لَهُم مَا سِوَي ذَلِكَ مِن رَغبَةٍ فِيمَا أَحَلّ لَهُم وَ لَا زُهدٍ فِيمَا حَرّمَ عَلَيهِم وَ لَكِنّهُ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ الخَلقَ وَ عَلِمَ مَا تَقُومُ بِهِ أَبدَانُهُم وَ مَا يُصلِحُهَا فَأَحَلّهُ لَهُم وَ أَبَاحَهُ وَ عَلِمَ مَا يَضُرّهُم فَنَهَاهُم عَنهُ ثُمّ أَحَلّهُ لِلمُضطَرّ فِي الوَقتِ ألّذِي لَا يَقُومُ بَدَنُهُ إِلّا بِهِ فَأَحَلّهُ لَهُ بِقَدرِ البُلغَةِ لَا غَيرِ ذَلِكَ الخَبَرَ
2- المَحَاسِنُ، عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ إِسمَاعِيلَ الجعُفيِّ وَ عِدّةٍ قَالُوا سَمِعنَا أَبَا جَعفَرٍ ع يَقُولُ التّقِيّةُ فِي كُلّ شَيءٍ وَ كُلّ شَيءٍ اضطُرّ إِلَيهِ ابنُ آدَمَ فَقَد أَحَلّهُ اللّهُ لَهُ
صفحه : 83
3- كِتَابُ المَسَائِلِ،بِإِسنَادِهِ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ مُوسَي قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الدّوَاءِ هَل يَصلُحُ بِالنّبِيذِ قَالَ لَا
4- العيَاّشيِّ، عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن شَيخٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُنّا عِندَهُ فَسَأَلَهُ شَيخٌ فَقَالَ إِنّ بيِ وَجَعاً وَ إِنّمَا أَشرَبُ لَهُ النّبِيذَ وَ وَصَفَهُ لَهُ الشّيخُ فَقَالَ مَا يَمنَعُكَ مِنَ المَاءِ ألّذِي جَعَلَ اللّهُ مِنهُ كُلّ شَيءٍ حيَّ قَالَ لَا يوُاَفقِنُيِ قَالَ فَمَا يَمنَعُكَ مِنَ العَسَلِ قَالَ اللّهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنّاسِ قَالَ لَا أَجِدُهُ قَالَ فَمَا يَمنَعُكَ مِنَ اللّبَنِ ألّذِي نَبَتَ مِنهُ لَحمُكَ وَ اشتَدّ عَظمُكَ قَالَ لَا يوُاَفقِنُيِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ تُرِيدُ أَن آمُرَكَ بِشُربِ الخَمرِ لَا وَ اللّهِ لَا آمُرُكَ
5- العِلَلُ، عَن عَلِيّ بنِ حَاتِمٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَيرٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَحمَدَ بنِ الفَضلِ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ المُضطَرّ لَا يَشرَبُ الخَمرَ فَإِنّهَا لَا تَزِيدُهُ إِلّا شَرّاً وَ لِأَنّهُ إِن شَرِبَهَا قَتَلَتهُ فَلَا تُشرَبُ مِنهَا قَطرَةٌ
قَالَ روُيَِ لَا تَزِيدُهُ إِلّا عَطَشاً
العيَاّشيِّ، عَن أَبِي بَصِيرٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ فَلَا تَشرَبَنّ مِنهَا قَطرَةً
6- المَكَارِمُ، عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أَلبَانُ البَقَرِ دَوَاءٌ
صفحه : 84
7- وَ سُئِلَ ع عَن بَولِ البَقَرِ يَشرَبُهُ الرّجُلُ إِن كَانَ مُحتَاجاً يَتَدَاوَي بِهِ فَلَا بَأسَ
8- وَ عَنِ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ أَبوَالُ الإِبِلِ خَيرٌ مِن أَلبَانِهَا وَ يَجعَلُ اللّهُ الشّفَاءَ فِي أَلبَانِهَا
بيان اعلم أنه لاخلاف في نجاسة بول ما لايؤكل لحمه مما له نفس سائلة سواء كان نجس العين أم لافيحرم بوله للنجاسة و قدمر خلاف في بول الطيور و أماالحيوان المحلل ففي تحريم بوله قولان أحدهما و به قال المرتضي و ابن إدريس والمحقق في النافع الحل للأصل وكونه طاهرا وعدم دليل يدل علي تحريمه فيتناول قوله تعالي قُل لا أَجِدُ فِي ما أوُحيَِ إلِيَّ مُحَرّماً عَلي طاعِمٍ يَطعَمُهُالآية. والثاني و هو ألذي اختاره المحقق في الشرائع والعلامة وجماعة التحريم عدا بول الإبل للاستخباث فيتناوله وَ يُحَرّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ و لايلزم من طهارته حله . ولعل الأول أقوي لأن الظاهر أن المراد بالخبث في الآية ما فيه جهة قبح واقعي يظهر لنا ببيان الشارع لا ماتستقذره الطبائع كماسنبينه إن شاء الله في محله . وإنما استثنوا بول الإبل لماثبت عندهم أن النبي ص أمر قوما اعتلوا بالمدينة
صفحه : 85
أن يشربوا أبوال الإبل فيجوز الاستشفاء بها وبعضهم جوزوا الاستشفاء بسائر الأبوال الطاهرة أيضا والحاصل أنه علي القول بالتحريم يرجع إلي الخلاف المتقدم ويقيد بحال الضرورة و علي القول الآخر يجوز مطلقا و الله يعلم
9- رِجَالُ الكشَيّّ، قَالَ وَجَدتُ فِي بَعضِ كتُبُيِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ ابنِ أَبِي يَعفُورٍ قَالَ كَانَ إِذَا أَصَابَتهُ هَذِهِ الأَوجَاعُ فَإِذَا اشتَدّت بِهِ شَرِبَ الحَسوَ مِنَ النّبِيذِ فَسَكَنَ عَنهُ فَدَخَلَ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَخبَرَهُ بِوَجَعِهِ وَ أَنّهُ إِذَا شَرِبَ الحَسوَ مِنَ النّبِيذِ سَكَنَ عَنهُ فَقَالَ لَهُ لَا تَشرَبهُ فَلَمّا أَن رَجَعَ إِلَي الكُوفَةِ هَاجَ بِهِ وَجَعُهُ فَأَقبَلَ عَلَيهِ أَهلُهُ فَلَم يَزَالُوا بِهِ حَتّي شَرِبَ فَسَاعَةً شَرِبَ مِنهُ سَكَنَ عَنهُ فَعَادَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَأَخبَرَهُ بِوَجَعِهِ وَ شُربِهِ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ أَبِي يَعفُورٍ لَا تَشرَب فَإِنّهُ حَرَامٌ إِنّمَا هُوَ الشّيطَانُ مُوَكّلٌ بِكَ وَ لَو قَد يَئِسَ مِنكَ ذَهَبَ فَلَمّا أَن رَجَعَ إِلَي الكُوفَةِ هَاجَ بِهِ وَجَعُهُ أَشَدّ مَا كَانَ فَأَقبَلَ أَهلُهُ عَلَيهِ فَقَالَ لَهُم وَ اللّهِ مَا أَذُوقُ مِنهُ قَطرَةً أَبَداً فَأَيِسُوا مِنهُ[أَهلُهُ] وَ كَانَ يُتّهَمُ عَلَي شَيءٍ وَ لَا يَحلِفُ فَلَمّا سَمِعُوا أَيِسُوا مِنهُ وَ اشتَدّ بِهِ الوَجَعُ أَيّاماً ثُمّ أَذهَبَ اللّهُ بِهِ عَنهُ فَمَا عَادَ إِلَيهِ حَتّي مَاتَ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِ
بيان قوله و كان يتهم بيان لعلة يأسهم من شربه وحاصله أنه كان يتهم باليمين والامتناع منه بحيث كان إذااتهم علي أمر عظيم يخاف ضررا عظيما فيه لايحلف لنفي هذه التهمة عن نفسه فمثل هذامعلوم أنه لايخالف اليمين و لايحلف إلا علي ماعزم عليه
10-الخَرَائِجُ،روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ حَبَابَةَ الوَالِبِيّةَ مَرّت بعِلَيِّ ع وَ مَعَهَا سَمَكٌ فِيهَا جِرّيّةٌ فَقَالَ مَا هَذَا ألّذِي مَعَكِ قَالَت سَمَكٌ ابتَعتُهُ
صفحه : 86
لِلعِيَالِ فَقَالَ نِعمَ زَادُ العِيَالِ السّمَكُ ثُمّ قَالَ وَ مَا هَذَا ألّذِي مَعَكِ قَالَت أخَيِ اعتَلّ مِن ظَهرِهِ فَوُصِفَ لَهُ أَكلُ جرِيّّ فَقَالَ يَا حَبَابَةُ إِنّ اللّهَ لَم يَجعَلِ الشّفَاءَ فِيمَا حَرّمَ وَ ألّذِي نَصَبَ الكَعبَةَ لَو تَشَاءُ أَن أُخبِرَكِ بِاسمِهَا وَ اسمِ أَبِيهَا فَضَرَبَت بِهَا الأَرضَ وَ قَالَت أَستَغفِرُ اللّهَ مِن حمَليِ هَذَا
11- طِبّ الأَئِمّةِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ الكوُفيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ يَزِيدَ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ الصّيقَلِ قَالَ حَضَرتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَسَأَلَهُ رَجُلٌ بِهِ البَوَاسِيرُ الشّدِيدُ وَ قَد وُصِفَ لَهُ دَوَاءٌ سُكُرّجَةٌ مِن نَبِيذٍ صُلبٍ لَا يُرِيدُ بِهِ اللّذّةَ وَ لَكِن يُرِيدُ بِهِ الدّوَاءَ فَقَالَ لَا وَ لَا جُرعَةً قُلتُ لِمَ قَالَ لِأَنّهُ حَرَامٌ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَجعَل فِي شَيءٍ مِمّا حَرّمَهُ دَوَاءً وَ لَا شِفَاءً
12- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عُمَرَ بنِ أُذَينَةَ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَسأَلُهُ عَنِ الرّجُلِ يُنعَتُ لَهُ الدّوَاءُ مِن رِيحِ البَوَاسِيرِ فَيَشرَبُهُ بِقَدرِ سُكُرّجَةٍ مِن نَبِيذٍ صُلبٍ لَيسَ يُرِيدُ بِهِ اللّذّةَ إِنّمَا يُرِيدُ بِهِ الدّوَاءَ فَقَالَ لَا وَ لَا جُرعَةً وَ قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَجعَل فِي شَيءٍ مِمّا حَرّمَ شِفَاءً وَ لَا دَوَاءً
13-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَيّوبَ بنِ جَرِيرٍ عَن أَبِيهِ جَرِيرِ بنِ أَبِي الوَردِ عَن
صفحه : 87
زُرعَةَ بنِ مُحَمّدٍ الحضَرمَيِّ عَن سَمَاعَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ ع عَن رَجُلٍ كَانَ بِهِ دَاءٌ فَأُمِرَ لَهُ بِشُربِ البَولِ فَقَالَ لَا يَشرَبهُ قُلتُ إِنّهُ مُضطَرّ إِلَي شُربِهِ قَالَ فَإِن كَانَ يُضطَرّ إِلَي شُربِهِ وَ لَم يَجِد دَوَاءً لِدَائِهِ فَليَشرَب بَولَهُ أَمّا بَولُ غَيرِهِ فَلَا
14- وَ مِنهُ، عَن حَاتِمِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ النّضرِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأرَجّاَنيِّ عَن مَالِكِ بنِ مِسمَعٍ المسِمعَيِّ عَن قَائِدِ بنِ طَلحَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ النّبِيذِ يُجعَلُ فِي دَوَاءٍ قَالَ لَا ينَبغَيِ لِأَحَدٍ أَن يسَتشَفيَِ بِالحَرَامِ
الكافي، عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد مثله
15- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن فَضَالَةَ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع نَهَي رَسُولُ اللّهِ عَنِ الدّوَاءِ الخَبِيثِ أَن يُتَدَاوَي بِهِ
بيان قال في النهاية في الحديث إنه نهي عن أكل دواء خبيث هو من جهتين إحداهما النجاسة و هوالحرام كالخمر والأرواث والأبوال كلها نجسة خبيثة وتناولها حرام إلا ماخصته السنة من أبوال الإبل عندبعضهم وروث مايؤكل لحمه عندآخرين والجهة الأخري من طريق الطعم والمذاق و لاينكر أن يكون كره ذلك لما فيه من المشقة علي الطباع وكراهية النفوس لها انتهي . وَ قَالَ فِي شَرحِ السّنّةِ روُيَِ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ نَهَي النّبِيّص عَنِ الدّوَاءِ الخَبِيثِ
ثم ذكر الوجهين المتقدمين
16- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ عُمَرَ بنِ الحُرّ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع أَيّامَ قَدِمَ مِنَ العِرَاقِ فَقَالَ ادخُل عَلَي إِسمَاعِيلَ بنِ جَعفَرٍ فَإِنّهُ
صفحه : 88
شَاكٍ وَ انظُر مِمّا وَجَعُهُ قَالَ فَقُمتُ مِن عِندِ الصّادِقِ ع وَ دَخَلتُ عَلَيهِ فَسَأَلتُهُ عَن وَجَعِهِ ألّذِي يَجِدُهُ فأَخَبرَنَيِ بِهِ فَوَصَفتُ لَهُ دَوَاءً فِيهِ نَبِيذٌ فَقَالَ لِي إِسمَاعِيلُ يَا ابنَ الحُرّ النّبِيذُ حَرَامٌ وَ إِنّا أَهلَ البَيتِ لَا نسَتشَفيِ بِالحَرَامِ
الكافي، عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد و الحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن الحسين بن عبد الله عن عبد الله بن عبدالحميد عن عمرو عن ابن الحر عنه ع مثله
17- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الحلَبَيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن دَوَاءٍ يُعجَنُ بِالخَمرِ لَا يَجُوزُ أَن يُعجَنَ بِغَيرِهِ إِنّمَا هُوَ اضطِرَارٌ فَقَالَ لَا وَ اللّهِ لَا يَحِلّ لِمُسلِمٍ أَن يَنظُرَ إِلَيهِ فَكَيفَ يَتَدَاوَي بِهِ وَ إِنّمَا هُوَ بِمَنزِلَةِ شَحمِ الخِنزِيرِ ألّذِي يَقَعُ فِي كَذَا وَ كَذَا لَا يَكمُلُ إِلّا بِهِ فَلَا شَفَي اللّهُ أَحَداً شَفَاهُ خَمرٌ وَ شَحمُ خِنزِيرٍ
بيان في كذا وكذا أي من الأدوية لايكمل أي الدواء
18-الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن اِبرَاهِيمَ بنِ خَالِدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ وَضّاحٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَدَخَلَت أُمّ خَالِدٍ العَبدِيّةُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ أَنَا عِندَهُ فَقَالَت جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّهُ يعَترَيِنيِ قَرَاقِرُ فِي بطَنيِ وَ قَد وَصَفَ لِي أَطِبّاءُ العِرَاقِ النّبِيذَ بِالسّوِيقِ وَ قَد وَقَفتُ وَ عَرَفتُ كَرَاهَتَكَ لَهُ فَأَحبَبتُ أَن أَسأَلَكَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ لَهَا وَ مَا يَمنَعُكِ عَن شُربِهِ قَالَت قَد قَلّدتُكَ ديِنيِ فَأَلقَي اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 89
حِينَ أَلقَاهُ فَأُخبِرُهُ أَنّ جَعفَرَ بنَ مُحَمّدٍ ع أمَرَنَيِ وَ نهَاَنيِ فَقَالَ يَا بَا مُحَمّدٍ أَ لَا تَسمَعُ إِلَي هَذِهِ المَرأَةِ وَ هَذِهِ المَسَائِلِ لَا وَ اللّهِ لَا آذَنُ لَكِ فِي قَطرَةٍ مِنهُ وَ لَا تذَوُقيِ مِنهُ قَطرَةً فَإِنّمَا تَندَمِينَ إِذَا بَلَغَت نَفسُكِ هَاهُنَا وَ أَومَأَ بِيَدِهِ إِلَي حَنجَرَتِهِ يَقُولُهَا ثَلَاثاً أَ فَهِمتِ قَالَت نَعَم ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا يَبُلّ المِيلَ يُنَجّسُ حُبّاً مِن مَاءٍ يَقُولُهَا ثَلَاثاً
بيان كأن أول الحديث محمول علي التقية أو علي امتحان السائل المراد بالنجاسة إما المصطلحة أوكناية عن الحرمة فيدل علي أن الاستهلاك لاينفع في رفع الحظر
19- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ قَالَ أخَبرَنَيِ أَبِي قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنّ بيِ جُعِلتُ فِدَاكَ أَروَاحَ البَوَاسِيرِ وَ لَيسَ يوُاَفقِنُيِ إِلّا شُربُ النّبِيذِ قَالَ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ وَ لِمَا حَرّمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ رَسُولُهُص يَقُولُ لَهُ ذَلِكَ ثَلَاثاً عَلَيكَ بِهَذَا المَرِيسِ ألّذِي تَمرُسُهُ بِاللّيلِ وَ تَشرَبُهُ بِالغَدَاةِ وَ تَشرَبُهُ باِلعشَيِّ فَقَالَ لَهُ هَذَا يَنفُخُ البَطنَ قَالَ لَهُ فَأَدُلّكَ عَلَي مَا هُوَ أَنفَعُ لَكَ مِن هَذَا عَلَيكَ بِالدّعَاءِ فَإِنّهُ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ قَالَ فَقُلنَا لَهُ فَقَلِيلُهُ وَ كَثِيرُهُ حَرَامٌ فَقَالَ نَعَم قَلِيلُهُ وَ كَثِيرُهُ حَرَامٌ
بيان قال الجوهري مرس التمر بالماء نقعه والمريس التمر الممروس
20-الكاَفيِ، عَن أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ عَن صَفوَانَ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَنِ الحلَبَيِّ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن دَوَاءٍ عُجِنَ بِالخَمرِ قَالَ لَا وَ اللّهِ مَا أُحِبّ أَن أَنظُرَ إِلَيهِ فَكَيفَ أَتَدَاوَي بِهِ إِنّهُ بِمَنزِلَةِ شَحمِ الخِنزِيرِ أَو لَحمِ
صفحه : 90
الخِنزِيرِ وَ إِنّ أُنَاساً لَيَتَدَاوَونَ بِهِ
21- وَ مِنهُ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَنِ الحلَبَيِّ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَن دَوَاءٍ عُجِنَ بِخَمرٍ فَقَالَ مَا أُحِبّ أَن أَنظُرَ إِلَيهِ وَ لَا أَشَمّهُ فَكَيفَ أَتَدَاوَي بِهِ
22- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبدِ اللّهِ عَن دَوَاءٍ عُجِنَ بِالخَمرِ يَكتَحِلُ مِنهَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي حَرَامٍ شِفَاءً
23- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مَروَكِ بنِ عُبَيدٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَنِ اكتَحَلَ بِمِيلٍ مِن مُسكِرٍ كَحَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِمِيلٍ مِنَ النّارِ
ثواب الأعمال ، عن أبيه عن محمد بن يحيي عن محمد بن أحمد عن مروك مثله
24- قُربُ الإِسنَادِ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ عَن أَخِيهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الكُحلِ يَصلُحُ أَن يُعجَنَ بِالنّبِيذِ قَالَ لَا
كتاب المسائل ،بإسناده عن علي بن جعفر مثله الكافي، عن علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن عدة من أصحابنا عن علي بن أسباط عن علي بن جعفر
مثله
صفحه : 91
25- التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ وَ الحَسَنِ بنِ مُوسَي الخَشّابِ عَن يَزِيدَ بنِ إِسحَاقَ شَعِرٍ عَن هَارُونَ بنِ حَمزَةَ الغنَوَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي رَجُلٍ اشتَكَي عَينَيهِ فَبُعِثَ لَهُ بِكُحلٍ يُعجَنُ بِالخَمرِ فَقَالَ هُوَ خَبِيثٌ بِمَنزِلَةِ المَيتَةِ فَإِن كَانَ مُضطَرّاً فَليَكتَحِل بِهِ
بيان قدعرفت أن الأصحاب اختلفوا في التداوي بالمسكر للعين فالأكثر جوّزوه عندالضرورة للرواية الأخيرة ومنع ابن إدريس منه مطلقا لإطلاق النص والإجماع بتحريمه الشامل لموضع النزاع وبالروايات السابقة وأجيب بأن النص والإجماع علي تحريمه مختصان بتناوله بالشرب ونحوه وبأن الروايات مع ضعف سندها مطلقة فلاتنافي المقيد من الجواز عندالضرورة
26- العُيُونُ، عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبدُوسٍ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُتَيبَةَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ فِيمَا كَتَبَ الرّضَا ع لِلمَأمُونِ مِن دِينِ أَهلِ البَيتِ ع المُضطَرّ لَا يَشرَبِ الخَمرَ لِأَنّهَا تَقتُلُهُ
27- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَجلَحِ عَن صَفوَانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الحَسَنِ ع عَنِ التّريَاقِ قَالَ لَيسَ بِهِ بَأسٌ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّهُ يُجعَلُ فِيهِ لُحُومُ الأفَاَعيِ فَقَالَ لَا تُقَدّرهُ[تُقَذّرهُ]عَلَينَا
بيان قوله لاتقدره في بعض النسخ بصيغة الخطاب و في بعضها بصيغة الغيبة و في بعضها بالذال المعجمة و في بعضها بالمهملة فالنسخ أربع فعلي الخطاب والمعجمة كان المعني لاتخبر بذلك فيصير سببا لقذارته عندنا فالكلام إما مبني علي أنه لايلزم التجسس والأصل الحلية فيما نأخذه من مسلم أو أنه ع حكم بالحلية فيما لم يكن مشتملا عليها أو علي أنه ليس بحرام لكن الطبع يستقذره
صفحه : 92
و هوخلاف المشهور لكن يومئ إليه بعض الأخبار. و علي الغيبة والإعجام ظاهره الأخير أي ليس جعلها فيه سببا لقذارته وحرمته ويمكن حمله و مامر علي ما إذا لم يكن التداوي بالأكل والشرب كالطلي و إن كان بعيدا و علي الخطاب والإهمال ظاهره النهي عن تعليم ذلك فإنه كان أعرف به فالظاهر الحلية ويمكن حمله علي أن ماجوزه ع غير هذاالصنف و علي الغيبة والإهمال يمكن فهم الحلية منه بأن يكون من القدر بمعني الضيق كقوله تعالي وَ مَن قُدِرَ عَلَيهِ رِزقُهُ أوالمعني أن الطبيب لايذكر أجزاءه لنا ويحكم بحليته ويكفينا ذلك وبالجملة الاستدلال بمثل هذاالحديث مع جهالة مصنف الكتاب وسنده وتشويش متنه واختلاف النسخ فيه وكثرة الاحتمالات يشكل الحكم بالحل ببعض المحتملات مع مخالفته للمشهور وسائر الأخبار. و من الغرائب أنه كان يحكم بعض الأفاضل المعاصرين بحلّ المعاجين المشتملة علي الأجزاء المحرمة متمسكا بما ذكره بعض الحكماء من ذهاب الصور النوعية للبسائط عندالتركيب وحصول المزاج وفيضان الصورة النوعية التركيبية و كان يلزمه القول بحلية المركب من جميع المحرمات والنجاسات العشرة بل الحكم بطهارتها أيضا و كان هذامما لم يقل به أحد من المسلمين و لوكانت الأحكام الشرعية مبتنية علي المسائل الحكمية يلزم علي القول بالهيولي الحكم بطهارة الماء النجس بل مطلق المائعات بأخذ قطرة منه أوبصبّه في إناءين وهل هذا إلاسفسطة لم يقل به أحد
28-الكاَفيِ، فِي الرّوضَةِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا وَ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ جَمِيعاً عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يُذكَرُ فِيهِ المُنكَرَاتُ التّيِ تَحدُثُ فِي آخِرِ الزّمَانِ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ رَأَيتَ أَموَالَ ذوَيِ القُربَي تُقسَمُ فِي
صفحه : 93
الزّورِ وَ يُتَقَامَرُ بِهَا وَ تُشرَبُ بِهَا الخُمُورُ وَ رَأَيتَ الخَمرَ يُتَدَاوَي بِهَا وَ تُوصَفُ لِلمَرِيضِ وَ يُستَشفَي بِهَا
1- المَحَاسِنُ، عَنِ السيّاّريِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن إِسحَاقَ بنِ مُطَهّرٍ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كُلِ التّفّاحَ فَإِنّهُ يُطفِئُ الحَرَارَةَ وَ يُبَرّدُ الجَوفَ وَ يَذهَبُ بِالحُمّي
2- وَ مِنهُ، عَن أَبِي يُوسُفَ عَنِ القنَديِّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ذُكِرَ لَهُ الحُمّي قَالَ إِنّا أَهلُ بَيتٍ لَا نَتَدَاوَي إِلّا بِإِفَاضَةِ المَاءِ البَارِدِ يُصَبّ عَلَينَا وَ أَكلِ التّفّاحِ
3- وَ مِنهُ، عَن بَعضِهِم عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَطعِمُوا مَحمُومِيكُمُ التّفّاحَ فَمَا مِن شَيءٍ أَنفَعَ مِنَ التّفّاحِ
4- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي التّفّاحِ مَا دَاوَوا مَرضَاهُم إِلّا بِهِ
5- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الهمَداَنيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن دُرُستَ قَالَبعَثَنَيِ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلتُ عَلَيهِ فِي يَومٍ صَائِفٍ وَ قُدّامَهُ طَبَقٌ فِيهِ تُفّاحٌ أَخضَرُ فَوَ اللّهِ إِن صَبَرتُ أَن قُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ أَ تَأكُلُ
صفحه : 94
هَذَا وَ النّاسُ يَكرَهُونَهُ قَالَ كَأَنّهُ لَم يَزَل يعَرفِنُيِ إنِيّ وُعِكتُ فِي ليَلتَيِ هَذِهِ فَبَعَثتُ فَأُتِيتُ بِهِ وَ هَذَا يَقطَعُ الحُمّي وَ يُسَكّنُ الحَرَارَةَ فَقَدِمتُ فَأَصَبتُ أهَليِ مَحمُومِينَ فَأَطعَمتُهُم فَأَقلَعَت عَنهُم
الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ بُندَارَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الهمَداَنيِّ عَن عَبدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ بنِ أَبِي مَنصُورٍ قَالَ بعَثَنَيِ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِلُطَفٍ فَدَخَلتُ عَلَيهِ إِلَي قَولِهِ فَأَقلَعَتِ الحُمّي عَنهُم
بيان بلطف بضم اللام وفتح الطاء جمع اللطفة بالضم بمعني الهدية كما في القاموس أوبضم اللام وسكون الطاء أي لطلب لطف وبرّ والأول كأنه أظهر. و قوله بحوائج في الخبر الآتي أيضا يحتمل الوجهين فتأمل و إن في قوله إن صبرت نافية كأنه لم يزل يعرفني أي قال ذلك علي وجه الاستئناس واللطف في مقابلة سوء أدبي. واعلم أن أكثر الأطباء يزعمون أن التفاح بأنواعه مضرّ للحمّي يهيّج لها و قدألفيت أهل المدينة زادها الله شرفا يستشفون في حمّياتهم الحارّة بأكل التفّاح الحامض وصبّ الماء البارد عليهم في الصيف ويذكرون أنهم ينتفعون بها وأحكام البلاد في أمثال ذلك مختلفة جدا
6-المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ المُثَنّي عَن سُلَيمَانَ بنِ
صفحه : 95
دُرُستَوَيهِ الواَسطِيِّ قَالَ وجَهّنَيِ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ بِحَوَائِجَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَإِذَا قُدّامَهُ تُفّاحٌ أَخضَرُ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا هَذَا فَقَالَ يَا سُلَيمَانُ إنِيّ وُعِكتُ البَارِحَةَ فَبَعَثتُ إِلَي هَذَا لِآكُلَهُ أَستَطفِئُ بِهِ الحَرَارَةَ وَ يُبَرّدُ الجَوفَ وَ يَذهَبُ بِالحُمّي وَ رَوَاهُ أَبُو الخَزرَجِ عَن سُلَيمَانَ
7- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ المَرزُبَانِ بنِ أَحمَدَ عَن أَحمَدَ بنِ خَالِدٍ الأشَعرَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُكَيرٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ مَحمُومٌ فَدَخَلَت عَلَيهِ مَولَاةٌ لَهُ فَقَالَت كَيفَ تَجِدُكَ فَدَيتُكَ نفَسيِ وَ سَأَلَتهُ عَن حَالِهِ وَ عَلَيهِ ثَوبٌ خَلَقٌ قَد طَرَحَهُ عَلَي فَخِذَيهِ فَقَالَت لَهُ لَو تَدَثّرتَ حَتّي تَعرَقَ فَقَد أَبرَزتَ جَسَدَكَ لِلرّيحِ فَقَالَ أللّهُمّ أَولَعتَهُم بِخِلَافِ نَبِيّكَص
قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحُمّي مِن فَيحِ جَهَنّمَ وَ رُبّمَا قَالَ مِن فَورِ جَهَنّمَ فَأَطفِئُوهَا بِالمَاءِ البَارِدِ
بيان أولعتهم أي جعلتهم حرصا علي مخالفته بأن تركتهم حتي اختاروا ذلك و في بعض النسخ وألعنهم و علي التقديرين ضمير الجمع راجع إلي المخالفين أوالأطباء لأنها كانت أخذت ذلك عنهم و قال في النهاية فيه شدة الحرّ من فيح جهنم الفيح سطوح الحر وفورانه ويقال بالواو وفاحت القدر تفوح وتفيح إذاغلت و قدأخرجه مخرج التشبيه والتمثيل أي كأنه نار جهنم في حرها
8- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ الخَضِيبِ بنِ المَرزُبَانِ العَطّارِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي وَ فَضَالَةَ عَن عَلَاءٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحُمّي مِن فَيحِ جَهَنّمَ فَأَطفِئُوهَا بِالمَاءِ البَارِدِ
9- وَ مِنهُ، عَن أَبِي غَسّانَ عَبدِ اللّهِ بنِ خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي
صفحه : 96
عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ كَانَ إِذَا حُمّ بَلّ ثَوبَينِ يَطرَحُ عَلَيهِ أَحَدَهُمَا فَإِذَا جَفّ طَرَحَ عَلَيهِ الآخَرَ
وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ مُسلِمٍ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا وَجَدنَا لِلحُمّي مِثلَ المَاءِ البَارِدِ وَ الدّعَاءِ
بيان الاستشفاء بصبّ الماء البارد علي البدن وترطيب هواء الموضع ألذي فيه المريض برشّ الماء علي الأرض والجدار والحشائش والرياحين و غير ذلك مما ذكره الأطباء في الحمّيات الحارّة والمحترقة
10- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن عَونِ بنِ مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ المُختَارِ عَن أَبِي أُسَامَةَ الشّحّامِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَا اختَارَ جَدّنَاص لِلحُمّي إِلّا وَزنَ عَشَرَةِ دَرَاهِمِ سُكّرٍ بِمَاءٍ بَارِدٍ عَلَي الرّيقِ
11- العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الشّاهِ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ النيّساَبوُريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع وَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ الخوُزيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَروَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الهرَوَيِّ عَنِ الرّضَا ع وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الأشُناَنيِّ المُعَدّلِ عَن عَلِيّ بنِ مهروبة[مَهرَوَيهِ]القزَويِنيِّ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع أَنّهُ دَخَلَ رَسُولُ اللّهِص عَلَي عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ مَحمُومٌ فَأَمَرَهُ بِأَكلِ الغُبَيرَاءِ
بيان قال بعض الأطباء الغبيراء يابس في آخر الثانية بارد في الأولي قبضه وعقله أقل من الزعرور يدفع الصفراء المنصبّة إلي الأحشاء ويقطع كل سيلان وينفع من السعال الحار ويحبس القيء وينفع من السجج الصفراوي ويعقل
صفحه : 97
البطن وينفع من كثرة البول وقيل إنه يضرّ بالمعدة والهضم ويصلحه الفانيذ انتهي . و لايبعد نفعه في بعض الحمّيات
12- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مَرّارٍ عَن يُونُسَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ عَلَامَاتُ الدّمِ أَربَعَةٌ الحِكّةُ وَ البَثرَةُ وَ النّعَاسُ وَ الدّوَرَانُ
13- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَيسَ مِن دَاءٍ إِلّا وَ هُوَ مِن دَاخِلِ الجَوفِ إِلّا الجِرَاحَةُ وَ الحُمّي فَإِنّهُمَا يَرِدَانِ وُرُوداً اكسِرُوا حَرّ الحُمّي بِالبَنَفسَجِ وَ المَاءِ البَارِدِ فَإِنّ حَرّهَا مِن فَيحِ جَهَنّمَ
وَ قَالَ ع صُبّوا عَلَي المَحمُومِ المَاءَ البَارِدَ فِي الصّيفِ فَإِنّهُ يُسَكّنُ حَرّهَا
وَ قَالَ ع ذِكرُنَا أَهلَ البَيتِ شِفَاءٌ مِنَ الوَعكِ وَ الأَسقَامِ وَ وَسوَاسِ الرّيبِ
وَ قَالَ ع اشرَبُوا مَاءَ السّمَاءِ فَإِنّهُ يُطَهّرُ البَدَنَ وَ يَدفَعُ الأَسقَامَ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيوَ يُنَزّلُ عَلَيكُم مِنَ السّماءِ ماءً لِيُطَهّرَكُم بِهِ وَ يُذهِبَ عَنكُم رِجزَ الشّيطانِ وَ لِيَربِطَ عَلي قُلُوبِكُم وَ يُثَبّتَ بِهِ الأَقدامَ
بيان فإنهما يردان ورودا أي بلا مادّة في الجسد كورود الجراحة من الخارج والحمّي بسبب هواء بارد أوحارّ بالبنفسج أي بشرب الشراب المعمول منه فإن الأطباء ذكروا لأكثر الحمّيات سيما المحترقة شراب البنفسج أو
صفحه : 98
استشمامه أيضا فإنهم ذكروا للمحترقة يقرب إليه من الأزهار النيلوفر والبنفسج . قوله ع فإنه يطهر البدن يدل علي أن التطهير في الآية أعم من تطهير الظاهر والباطن
14- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن وَالِدِهِ عَن هِلَالِ بنِ مُحَمّدٍ الحَفّارِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ عَلِيّ الدعّبلِيِّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ عَلِيّ أخَيِ دِعبِلٍ الخزُاَعيِّ عَنِ الرّضَا ع عَن آبَائِهِ ع عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع أَنّهُ قَالَ بَلّلُوا جَوفَ المَحمُومِ بِالسّوِيقِ وَ العَسَلِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ يُحَوّلُ مِن إِنَاءٍ إِلَي إِنَاءٍ وَ يُسقَي المَحمُومُ فَإِنّهُ يَذهَبُ بِالحُمّي الحَارّةِ وَ إِنّمَا عُمِلَ باِلوحَيِ
بيان لعله محمول علي الحمّيات البلغميّة الغالبة في البلاد الحارّة
15- المَحَاسِنُ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَنِ ابنِ أَسبَاطٍ عَن يَحيَي بنِ بَشِيرٍ النّبّالِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع لأِبَيِ يَا بَشِيرُ بأِيَّ شَيءٍ تُدَاوُونَ مَرضَاكُم قَالَ بِهَذِهِ الأَدوِيَةِ المِرَارِ قَالَ لَا إِذَا مَرِضَ أَحَدُكُم فَخُذِ السّكّرَ الأَبيَضَ فَدُقّهُ ثُمّ صُبّ عَلَيهِ المَاءَ البَارِدَ وَ اسقِهِ إِيّاهُ فَإِنّ ألّذِي جَعَلَ الشّفَاءَ فِي المِرَارِ قَادِرٌ أَن يَجعَلَهُ فِي الحَلَاوَةِ
بيان كأن المراد بالسكر الأبيض مايسمي بالفارسية بالقند ويحتمل النبات الأبيض وكأنه في الحميات البلغمية
16- المَحَاسِنُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُوقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الكَبَابُ يَذهَبُ بِالحُمّي
17- وَ مِنهُ، عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَمَرِضتُ سَنَتَينِ أَو أَكثَرَ فأَلَهمَنَيِ اللّهُ الأَرُزّ فَأَمَرتُ بِهِ فعسل [فَغُسِلَ] وَ جُفّفَ ثُمّ أُشِمّ
صفحه : 99
النّارَ وَ طُحِنَ فَجَعَلتُ بَعضَهُ سَفُوفاً وَ بَعضَهُ حَسواً
بيان الإشمام كناية عن تشويته بالنار قليلا و في القاموس حسا المرق شربه شيئا بعد شيءكتحسّاه واحتساه واسم مايتحسّي الحسية والحسا ويمد والحسوة بالضم الشيء القليل منه
18- المَحَاسِنُ، عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع البَصَلُ يَذهَبُ بِالحُمّي
19- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن عَونٍ عَن أَبِي عِيسَي عَنِ الحُسَينِ عَن أَبِي أُسَامَةَ قَالَ سَمِعتُ الصّادِقَ ع يَقُولُ إِنّ الحُمّي تُضَاعَفُ عَلَي أَولَادِ الأَنبِيَاءِ
بيان أي الحمّي العارضة لهم أشد من حمي غيرهم
20- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ السرّيِّ بنِ أَحمَدَ بنِ السرّيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الأرَمنَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي زَينَبَ قَالَ سَمِعتُ البَاقِرَ ع يَقُولُ إِخرَاجُ الحُمّي فِي ثَلَاثَةِ أَشيَاءَ فِي القيَءِ وَ فِي العَرَقِ وَ فِي إِسهَالِ البَطنِ
21- وَ مِنهُ،بِهَذَا الإِسنَادِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ الرّضَا ع قَالَ سَمِعتُ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع وَ قَدِ اشتَكَي فَجَاءَهُ المُتَرَفّعُونَ بِالأَدوِيَةِ يعَنيِ الأَطِبّاءَ فَجَعَلُوا يَصِفُونَ لَهُ العَجَائِبَ فَقَالَ أَينَ يَذهَبُ بِكُم اقتَصِرُوا عَلَي سَيّدِ هَذِهِ الأَدوِيَةِ الهَلِيلَجِ وَ الرّازِيَانَجِ وَ السّكّرِ فِي استِقبَالِ الصّيفِ ثَلَاثَةَ أَشهُرٍ فِي كُلّ شَهرٍ ثَلَاثَ مَرّاتٍ وَ فِي استِقبَالِ الشّتَاءِ ثَلَاثَةَ أَشهُرٍ فِي كُلّ شَهرٍ ثَلَاثَةَ مَرّاتٍ وَ يُجعَلُ مَوضِعَ الرّازِيَانَجِ مُصطَكَي فَلَا يَمرَضُ إِلّا مَرَضَ المَوتِ
بيان ويجعل موضع الرازيانج أي في الشتاء
صفحه : 100
22- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بِسطَامَ عَن كَامِلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعُفيِّ عَن أَبِيهِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ مَا لِي أَرَاكَ شَاحِبَ الوَجهِ قُلتُ أَنَا فِي حُمّي الرّبعِ فَقَالَ مِن أَينَ أَنتَ عَنِ المُبَارَكِ الطّيّبِ اسحَقِ السّكّرَ ثُمّ خُذهُ بِالمَاءِ وَ اشرَبهُ عَلَي الرّيقِ عِندَ الحَاجَةِ إِلَي المَاءِ قَالَ فَفَعَلتُ فَمَا عَادَت إلِيَّ بَعدُ
23- وَ مِنهُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سُئِلَ عَنِ الحُمّي الغِبّ الغَالِبَةِ قَالَ يُؤخَذُ العَسَلُ وَ الشّونِيزُ وَ يُلعَقُ مِنهُ ثَلَاثُ لَعقَاتٍ فَإِنّهَا تَنقَلِعُ وَ هُمَا المُبَارَكَانِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي فِي العَسَلِيَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي الحَبّةِ السّودَاءِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا السّامَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا السّامُ قَالَ المَوتُ قَالَ وَ هَذَانِ لَا يَمِيلَانِ إِلَي الحَرَارَةِ وَ البُرُودَةِ وَ لَا إِلَي الطّبَائِعِ إِنّمَا هُمَا شِفَاءٌ حَيثُ وَقَعَا
بيان لايميلان أي ليس تأثيرها بالطبع بل بالخاصية
24- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ ع قَالَ خَيرُ الأَشيَاءِ لِحُمّي الرّبعِ أَن يُؤكَلَ فِي يَومِهَا الفَالُوذَجُ المَعمُولُ بِالعَسَلِ وَ يُكثِرُ زَعفَرَانَهُ وَ لَا يُؤكَلُ فِي يَومِهَا غَيرُهُ
25- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُبَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُيَسّرٍ عَنِ ابنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ لِلدّمِ وَ هَيَجَانِهِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ البَثرَةَ فِي الجَسَدِ وَ الحِكّةَ
صفحه : 101
وَ دَبِيبَ الدّوَابّ
بيان البثور والحكّة غالبهما بمدخليّة كثرة الدم و إن كانتا من غيره من الأخلاط أيضا وكأن المراد بدبيب الدواب مايتخيله الإنسان من دبيب نملة أودابة في جلده وتسمّيه الأطباء التنمّل
26- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ الحُسَينِ بنِ بِسطَامَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَلَفٍ عَنِ الوَشّاءِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي التّفّاحِ مَا دَاوَوا مَرضَاهُم إِلّا بِهِ
27- وَ مِنهُ، عَن اِبرَاهِيمَ بنِ خَالِدٍ عَن زُرعَةَ عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ ع عَن مَرِيضٍ اشتَهَي التّفّاحَ وَ قَد نهُيَِ عَنهُ أَن يَأكُلَهُ فَقَالَ أَطعِمُوا مَحمُومِيكُمُ التّفّاحَ فَمَا مِن شَيءٍ أَنفَعَ مِنَ التّفّاحِ
28- وَ مِنهُ، عَن حَمّادِ بنِ مِهرَانَ البلَخيِّ قَالَ كُنّا نَختَلِفُ إِلَي الرّضَا ع بِخُرَاسَانَ فَشَكَا إِلَيهِ يَوماً مِنَ الأَيّامِ شَابّ مِنّا اليَرَقَانَ فَقَالَ خُذ خِيَارَبَاذرَنجٍ فَقَشّرهُ ثُمّ اطبُخ قُشُورَهُ بِالمَاءِ ثُمّ اشرَبهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ عَلَي الرّيقِ كُلّ يَومٍ مِقدَارَ رِطلٍ فَأَخبَرَنَا الشّابّ بَعدَ ذَلِكَ أَنّهُ عَالَجَ بِهِ صَاحِبَهُ مَرّتَينِ فَبَرَأَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
29- المَكَارِمُ، عَن طِبّ الأَئِمّةِ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ لِلدّمِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ البَثرَ فِي الجَسَدِ وَ الحِكّةَ وَ دَبِيبَ الدّوَابّ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ النّعَاسُ وَ كَانَ إِذَا اعتَلّ إِنسَانٌ مِن أَهلِ الدّارِ قَالَ انظُرُوا فِي وَجهِهِ فَإِن قَالُوا أَصفَرُ قَالَ هُوَ مِنَ المِرّةِ الصّفرَاءِ فَيَأمُرُ بِمَاءٍ فَيُسقَي وَ إِن قَالُوا أَحمَرُ قَالَ دَمٌ فَيَأمُرُ بِالحِجَامَةِ
30-الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَنِ ابنِ
صفحه : 102
بُكَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا مِن دَاءٍ إِلّا وَ هُوَ شَارِعٌ إِلَي الجَسَدِ يَنظُرُ مَتَي يُؤمَرُ بِهِ فَيَأخُذُهُ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي إِلّا الحُمّي فَإِنّهَا تَرِدُ وُرُوداً
بيان إلا و هوشارع أي له طريق إليه من قولهم شرعت الباب إلي الطريق أي أنفذته إليه ولعل المعني أن أكثر الأدواء لها مادّة في الجسد تشتدّ ذلك حتي ترد عليه بإذن الله بخلاف الحمّي فإنها قدترد بغير مادّة بل بالأسباب الخارجة كتصرّف هواء حارّ أوبارد أوعفن أوسميّّ
31- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الجوَهرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي حَمزَةَ عَن أَبِي اِبرَاهِيمَ ع قَالَ قَالَ لِي إنِيّ لَمَوعُوكٌ مُنذُ سَبعَةِ أَشهُرٍ وَ لَقَد وُعِكَ ابنيِ اثنيَ عَشَرَ شَهراً وَ هيَِ تَضَاعَفُ عَلَينَا أُشعِرتُ[ أَ شَعَرتَ]أَنّهَا لَا تَأخُذُ فِي الجَسَدِ كُلّهِ وَ رُبّمَا أَخَذَت فِي أَعلَي الجَسَدِ وَ لَم تَأخُذ فِي أَسفَلِهِ وَ رُبّمَا أَخَذَت فِي أَسفَلِهِ وَ لَم تَأخُذ فِي أَعلَي الجَسَدِ كُلّهِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ إِن أَذِنتَ لِي حَدّثتُكَ بِحَدِيثٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن جَدّكَ أَنّهُ كَانَ إِذَا وُعِكَ استَعَانَ بِالمَاءِ البَارِدِ فَيَكُونُ لَهُ ثَوبَانِ ثَوبٌ فِي المَاءِ البَارِدِ وَ ثَوبٌ عَلَي جَسَدِهِ يُرَاوِحُ بَينَهُمَا ثُمّ ينُاَديِ حَتّي يُسمَعُ صَوتُهُ عَلَي بَابِ الدّارِ يَا فَاطِمَةُ بِنتَ مُحَمّدٍ فَقَالَ صَدَقتَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَمَا وَجَدتُم لِلحُمّي عِندَكُم دَوَاءً فَقَالَ مَا وَجَدنَا لَهَا عِندَنَا دَوَاءً إِلّا الدّعَاءَ وَ المَاءَ البَارِدَ إنِيّ اشتَكَيتُ فَأَرسَلَ إلِيَّ مُحَمّدُ بنُ اِبرَاهِيمَ بِطَبِيبٍ لَهُ فجَاَءنَيِ بِدَوَاءٍ فِيهِ قيَءٌ فَأَبَيتُ أَن أَشرَبَهُ لأِنَيّ إِذَا قُيّئتُ زَالَ كُلّ مَفصِلٍ منِيّ
توضيح قال الجوهري الوعك الحمّي وقيل ألمها و قدوعكه المرض فهو موعوك قوله ع أشعرت بصيغة المتكلم علي بناء المجهول من الإفعال أو علي صيغة الخطاب المعلوم مع همزة الاستفهام أي هل أحسست بذلك ولعل
صفحه : 103
المعني أن الحرارة قدتظهر آثارها في أعالي الجسد و قدتظهر في أسافلها قوله ع ثم ينادي لعل النداء كان استشفاعا بهاصلوات الله عليها للشفاء زال كل مفصل مني أي لاأقدر لكثرة الضعف علي القيء والخبر يدل علي أن بيان كيفية المرض ومدته ليس من الشكاية المذمومة
32- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحُمّي يَخرُجُ فِي ثَلَاثٍ فِي العَرَقِ[العِرقِ] وَ البَطَنِ وَ القيَءِ
بيان في العرق بالتحريك أوبالكسر أي إخراج الدم من العرق يريد به الفصد أوالأعم منه و من الحجامة والأول أظهر والبطن أي إسهال البطن كمامرّ
33- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن كَامِلِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعُفيِّ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِي مَا لِي أَرَاكَ سَاهِمَ الوَجهِ فَقُلتُ إِنّ بيِ حُمّي الرّبعِ قَالَ فَمَا يَمنَعُكَ مِنَ المُبَارَكِ الطّيّبِ اسحَقِ السّكّرَ ثُمّ امخَضهُ بِالمَاءِ وَ اشرَبهُ عَلَي الرّيقِ وَ عِندَ المَسَاءِ قَالَ فَفَعَلتُ فَمَا عَادَت إلِيَّ
بيان قال الجوهري السهام بالضم الضمر والتغير و قدسهم وجهه وسهم أيضا بالضم انتهي . والسكر معرب شكر والواحدة بهاء ورطب طيّب والظاهر هنا الأول بقرينة السحق ثم امخضه أي حرّكه تحريكا شديدا
34- الدّعَائِمُ، عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ الحُمّي مِن فَيحِ جَهَنّمَ فَأَطفِئُوهَا بِالمَاءِ وَ كَانَ إِذَا وُعِكَ دَعَا بِمَاءٍ فَأَدخَلَ فِيهِ يَدَهُ
صفحه : 104
35- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ اعتَلّ الحَسَنُ ع فَاشتَدّ وَجَعُهُ فَاحتَمَلَتهُ فَاطِمَةُ ع فَأَتَت بِهِ النّبِيّص مُستَغِيثَةً مُستَجِيرَةً وَ قَالَت لَهُ يَا رَسُولَ اللّهِ ادعُ اللّهَ لِابنِكَ أَن يَشفِيَهُ وَ وَضَعَتهُ بَينَ يَدَيهِ فَقَامَص حَتّي جَلَسَ عِندَ رَأسِهِ ثُمّ قَالَ يَا فَاطِمَةُ يَا بُنَيّةُ إِنّ اللّهَ هُوَ ألّذِي وَهَبَهُ لَكِ وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَي أَن يَشفِيَهُ فَهَبَطَ عَلَيهِ جَبرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ لَم يُنزِل عَلَيكَ سُورَةً مِنَ القُرآنِ إِلّا وَ فِيهَا فَاءٌ وَ كُلّ فَاءٍ مِن آفَةٍ مَا خَلَا الحَمدَ فَإِنّهُ لَيسَ فِيهَا فَاءٌ فَادعُ قَدَحاً مِن مَاءٍ فَاقرَأ فِيهِ الحَمدَ أَربَعِينَ مَرّةً ثُمّ صُبّهُ عَلَيهِ فَإِنّ اللّهَ يَشفِيهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَكَأَنّمَا أُنشِطَ مِن عِقَالٍ
الشهاب ،الحُمّي رَائِدُ المَوتِ الحُمّي مِن فَيحِ جَهَنّمَ الحُمّي حَظّ كُلّ مُؤمِنٍ مِنَ النّارِ.
الضوء،[ضوء الشهاب ]الحمّي عبارة عن التهاب الحرارة علي البدن وهي فعل من حممت الماء أحمّه وأحممته أي أسخنته والحميم الماء الحار يقال حمّ الرجل وأحمّه الله و هومحموم و هوشاذ مثل زكم الرجل وأزكمه الله فهو مزكوم والرائد ألذي يتقدم القوم يطلب لهم الماء والكلأ و في المثل الرائد لايكذب أهله والموت عبارة عن تعطّل الجسد من حلية الحياة و هو عندالمحققين ليس بذات إنما المرجع فيه إلي النفي يعنيص أن الحمّي عنوان الموت و رسول ألذي قدّمه و ماأقرب وصول المرسل بالمرسل و فيه إعلام أن العاقل ينبغي أن يكون متأهّبا لأمره مستعدّا لشأنه مرتّبا أحواله أحسن الترتيب حتي لايخترمه الموت عن أمور متشعّثة وأحوال غيرمنتظمة وحسرات غيرمجدية فالواجب عليه أن يعتقد أن حماه النازلة به هي القالعة له من الأهل والولد والمعطّلة من القوّة والجلد وفائدة الحديث الأمر بالاستشعار من الموت والحذر منه والتوقع لهجومه وقلة الإخلاد إلي الحياة الفانية والوثوق بها وسوء الظن بأدني مرض يعتري وحسبان أنه مرض الموت وراوي الحديث الحسن وتمامه وهي سجن الله في
صفحه : 105
الأرض يحبس بهاعبده إذاشاء ويرسله . و قال الفيح تصاعد الحرّ يقال فاحت القدر تفيح إذاغلت وأفحتها أنايعني أن الحمّي وشدة توهّجها علي الإنسان مما يحتّ ذنوبه ويخلصه من خبث المعاصي ويكفّر عنه سيئاته فكأنه ص جعل اشتعالها علي بدنه وفاء مايستحقّه من العذاب علي طريق التشبيه والتمثيل فإذااستوفي عقابه المستحقّ بقي له الثواب الدائم . و هذاالحديث قريب المعني من ألذي يليه و هومتضمّن لتسلية المؤمن وتصبيره علي مزاولة مايسوقه الله تعالي إلي بدنه تصفية له وتطهيرا من الذنوب .
وَ روُيَِ عَنهُص مَن حُمّ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ فَصَبَرَ فِيهَا بَاهَي اللّهُ بِهِ مَلَائِكَتَهُ فَقَالَ ملَاَئكِتَيِ انظُرُوا إِلَي عبَديِ وَ صَبرِهِ عَلَي بلَاَئيِ اكتُبُوا لعِبَديِ بَرَاءَةً مِنَ النّارِ قَالَ فَيُكتَبُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ بَرَاءَةٌ مِنَ اللّهِ لِعَبدِهِ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ إنِيّ قَد آمَنتُكَ عَن عذَاَبيِ وَ أَوجَبتُ لَكَ جنَتّيِ فَادخُلهَا بِسَلَامٍ
. و عن أبي الدرداء قال مايسرنّي من وصب ليلة حمر النعم مرض المؤمن تكفير خطيئته . و عن الحسن البصري أن الله تعالي يكفّر عن المؤمن خطاياه كلها بحمّي ليلة وفائدة الحديث الأمر بالتصبّر والاستسلام لله تعالي فيما يؤدب به من الأمراض والأسقام وإعلام أنها لاتخلو من التطهير والتمحيص فضلا عما فيها من الأعواض و في الصبر عليها من الثواب وراوية الحديث عائشة وتمامه فأبردوها بالماء. و قال في الحديث الثالث هوقريب المعني من ألذي قبله والحظّ النصيب وجمعه القليل أحظّ والكثير حظوظ وحظاظ قال .
صفحه : 106
و ليس الغني والفقر من حيلة الفتي | ولكن أحاظ أقسمت وجدود. |
وأحاظ جمع أحظّ جمع القلّة لحظّ علي قلب إحدي الظاءين ياء من باب قصيت أظفاري وخابَ مَن دَسّاهافهو إذاجمع جمع القلة ومعني الحديث أن الله يحطّ عنه أوزاره ويغفر له بما ساقه من المرض إليه فتصبر عليه و لايعاقبه بالنار فكأن الحمي كان حظّه من نار جهنم . وَ روُيَِ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنهُص مَا مِن آدمَيِّ إِلّا وَ لَهُ حَظّ مِنَ النّارِ وَ حَظّ المُؤمِنِ الحُمّي
. و عن مجاهد في قوله تعالي إِن مِنكُم إِلّا وارِدُها كانَ عَلي رَبّكَ حَتماً مَقضِيّا قال من حمّ من المسلمين فقد وردها و هوحظّ المؤمن منها. وفائدة الحديث التسلية وتطييب القلوب عما يكابده الإنسان من الآلام والأدواء بما يحط فيها من الأوزار والأعباء وإعلام أنه مما يقتصر عليه في عقوبته وتوفية استحقاقه علي التقريب وراوي الحديث عبد الله بن مسعود وتمام الحديث وحُمّي لَيلَةٍ تُكَفّرُ خَطَايَا سَنَةٍ مُجَرّمَةٍ. وأقول مجرّمة أي تامّة قال في القاموس حول مجرّم كمعظّم تامّ
36-الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ يَحيَي الخزُاَعيِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ عَن عَاصِمِ بنِ يُونُسَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِرَجُلٍ بأِيَّ شَيءٍ تُعَالِجُونَ مَحمُومِيكُم قَالَ أَصلَحَكَ اللّهُ بِهَذِهِ الأَدوِيَةِ المُرّةِ بَسفَايَجٍ وَ الغَافِثِ وَ مَا أَشبَهَهُ فَقَالَ سُبحَانَ اللّهِ ألّذِي
صفحه : 107
يَقدِرُ أَن يبُرِئَ بِالمُرّ يَقدِرُ أَن يبُرِئَ بِالحُلوِ ثُمّ قَالَ إِذَا حُمّ أَحَدُكُم فَليَأخُذ إِنَاءً نَظِيفاً فَيَجعَلَ فِيهِ سُكّرَةً وَ نِصفاً ثُمّ يَقرَأَ عَلَيهِ مَا حَضَرَ مِنَ القُرآنِ ثُمّ يَضَعَهَا تَحتَ النّجُومِ وَ يَجعَلَ عَلَيهَا حَدِيدَةً فَإِذَا كَانَ فِي الغَدَاةِ صَبّ عَلَيهِ المَاءَ وَ مَرَسَهُ بِيَدِهِ ثُمّ شَرِبَهُ فَإِذَا كَانَتِ اللّيلَةُ الثّانِيَةُ زَادَهُ سُكّرَةً أُخرَي فَصَارَت سُكّرَتَينِ وَ نِصفاً فَإِذَا كَانَتِ اللّيلَةُ الثّالِثَةُ زَادَهُ سُكّرَةً أُخرَي فَصَارَت ثَلَاثَ سُكّرَاتٍ وَ نِصفاً
بيان يدلّ علي أنه كان للسكّر مقدار معين وكأنه ألذي يصبّونه في الرجاج ونحوه وينعقد منه حبّات صغيرة وكبيرة متشابهة ويسمونها في العرف النبات ويحتمل غيره كماسيأتي في بابه إن شاء الله تعالي و قال الجوهري مرست التمر وغيره في الماء إذانقعته ومرسته بيدك انتهي . والبسفايج كماذكره الأطباء عود أغبر إلي السواد والحمرة اليسيرة دقيق عريض ذو شعب كالدودة الكثيرة الأرجل و في مذاقه حلاوة مع قبض فتسقي المسكر قال بعضهم إنه ينبت علي شجرة في الغياض وقيل إنه ينبت علي الأحجار حارّ في الثانية يابس إلي الثالثة بالغ في التجفيف يجفف الرطوبات ويسهل منه وزن ثلاثة دراهم من السوداء بلا مغص وبلغما وكيموسا مائيا ونحو ذلك ذكر في القانون . و قال الغافث من الحشائش الشاكة و له ورق كورق الشهدانج وزهر كالنيلوفر هوالمستعمل أوعصارته حار في الأولي يابس في الثانية لطيف قطّاع جلّاء بلا جذب و لاحرارة ظاهرة و فيه قبض يسير وعفوصة ومرارة شديدة كمرارة
صفحه : 108
الصبر جيّد من ابتداء داء الثعلب وداء الحية يطلي بشحم عتيق علي القروح العسرة الاندمال .عصارته نافعة من الجرب والحكّة إذاشربت بماء الشاهترج والسكنجبين وكذلك زهره نافع لأوجاع الكبد وسددها ويقويها و من صلابة الطحال وأورام الكبد وأورام المعدة حشيشا وعصارة و من سوء القنية وأعراض الاستسقاء نافع من الحمّيات المزمنة والعتيقة خصوصا عصارته وخصوصا مع عصارة الأفسنتين .أقول سيأتي كثير من الأخبار في أبواب الأدوية والرياحين والفواكه والحبوب إن شاء الله تعالي
1- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن حَفصِ بنِ البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الدّوَاءُ أَربَعَةٌ الحِجَامَةُ وَ السّعُوطُ وَ الحُقنَةُ وَ القيَءُ
بيان قال الفيروزآبادي سعطه الدواء كمنعه ونصره وأسعطه إياه سعطة واحدة وإسعاطة واحدة أدخله في أنفه فاستعط والسعوط كصبور ذلك الدواء
2- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَسَدٍ البصَريِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَمّن رَوَاهُ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ مَرّ بِقَومٍ يَحتَجِمُونَ فَقَالَ مَا كَانَ عَلَيكُم لَو أَخّرتُمُوهُ لِعَشِيّةِ الأَحَدِ فَكَانَ يَكُونُ أَنزَلَ لِلدّاءِ
صفحه : 109
المكارم ، عنه ع مرسلا مثله
3- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ السنّديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ احتَجَمَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ الِاثنَينِ وَ أَعطَي الحَجّامَ بُرّاً
4- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ اللؤّلؤُيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ أَو أَحَدِهِمَا عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَحتَجِمُ يَومَ الإِثنَينِ بَعدَ العَصرِ
5- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ وَ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحِجَامَةُ يَومَ الإِثنَينِ مِن آخِرِ النّهَارِ تَسُلّ الدّاءَ سَلّا مِنَ البَدَنِ
بيان لايبعد كون أخبار الإثنين محمولة علي التقية لكثرة الأخبار الواردة في شؤمه ويمكن تخصيصها بهذه الأخبار و فيه نكتة و هو أن شؤمه لوقوع مصائب النبي ص والأئمة ع فيه والاحتجام كأنه مشاركة معهم في الألم والمصيبة لكن جربنا غالبا أن المحتجم والمفتصد فيه و في الأربعاء لاينتفع به
6-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَن زَكَرِيّا المُؤمِنِ عَن مُحَمّدِ بنِ رَبَاحٍ القَلّاءِ قَالَرَأَيتُ أَبَا اِبرَاهِيمَ ع يَحتَجِمُ
صفحه : 110
يَومَ الجُمُعَةِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ تَحتَجِمُ يَومَ الجُمُعَةِ قَالَ أَقرَأُ آيَةَ الكرُسيِّ فَإِذَا هَاجَ بِكَ الدّمُ لَيلًا كَانَ أَو نَهَاراً فَاقرَأ آيَةَ الكرُسيِّ وَ احتَجِم
7- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن سَعدٍ عَنِ البرَقيِّ عَن أَبِي الخَزرَجِ عَن سُلَيمَانَ بنِ أَبِي نَضرَةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ احتَجَمَ يَومَ الثّلَاثَاءِ لِسَبعَ عَشرَةَ أَو أَربَعَ عَشرَةَ أَو لِإِحدَي وَ عِشرِينَ مِنَ الشّهرِ كَانَت لَهُ شِفَاءَ أَدوَاءِ السّنَةِ كُلّهَا وَ كَانَت لِمَا سِوَي ذَلِكَ شِفَاءً مِن وَجَعِ الرّأسِ وَ الأَضرَاسِ وَ الجُنُونِ وَ الجُذَامِ وَ البَرَصِ
بيان وكانت لماسوي ذلك أي الحجامة في غيرالأيام الثلاثة لكن في الثلاثاء أومطلقا
8- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع يَومَ الأَربِعَاءِ وَ هُوَ يَحتَجِمُ فَقُلتُ لَهُ إِنّ أَهلَ الحَرَمَينِ يَروُونَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَنِ احتَجَمَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَأَصَابَهُ بَيَاضٌ فَلَا يَلُومَنّ إِلّا نَفسَهُ فَقَالَ كَذَبُوا إِنّمَا يُصِيبُ ذَلِكَ مَن حَمَلَتهُ أُمّهُ فِي طَمثٍ
9- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن مَروَكِ بنِ عُبَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُعَتّبِ بنِ المُبَارَكِ قَالَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي يَومِ خَمِيسٍ وَ هُوَ يَحتَجِمُ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ تَحتَجِمُ فِي يَومِ الخَمِيسِ قَالَ نَعَم مَن كَانَ مِنكُم مُحتَجِماً فَليَحتَجِم فِي يَومِ الخَمِيسِ فَإِنّ كُلّ عَشِيّةِ جُمُعَةٍ يَبتَدِرُ الدّمُ فَرَقاً مِنَ القِيَامَةِ وَ لَا يَرجِعُ إِلَي وَكرِهِ إِلَي غَدَاةِ الخَمِيسِ ثُمّ التَفَتَ ع إِلَي غُلَامِهِ زينج
صفحه : 111
فَقَالَ يَا زينج اشدُد قَصَبَ المَلَازِمِ وَ اجعَل مَصَبّكَ رَخِيّاً وَ اجعَل شَرطَكَ زَحفاً
بيان يحتمل أن يكون المراد بالمَلازم المحاجم لأنها تلزم البدن وتوضع عليه وبقصبها رأسها ألذي يمصّ وشدّه بشد الجلد عليه كما هوالشائع وبالمصب طرفها الواسع ألذي يوضع علي الجسد فإن الدم الخارج يصبّ عليه وبكونه رخيّا عدم الاعتماد عليه كثيرا فيؤلم الجسد ويحتمل أن يكون في الأصل مصك بتشديد الصاد بدون الباء أي مصّ بالتأني بدون شدة وإسراع أو يكون مكان رخيا رحبا بالحاء المهملة والباء الموحدة أي اجعل الظرف ألذي تصبّ فيه الدم واسعا مكشوفا ليمكن استعلام كيفية الدم واجعل شرطك زحفا أي أسرع في البضع واستعمال المشرط و لايبعد أن يكون في الكلام تصحيف كثير
10- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَنِ احتَجَمَ فِي آخِرِ خَمِيسٍ مِنَ الشّهرِ فِي أَوّلِ النّهَارِ سُلّ مِنهُ الدّاءُ سَلّا
11-معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ إِذَا أَرَدتَ الحِجَامَةَ وَ خَرَجَ الدّمُ مِن مَحَاجِمِكَ فَقُل قَبلَ أَن تَفرُغَ وَ يَسِيلَ الدّمُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأَعُوذُ بِاللّهِ الكَرِيمِ فِي حجِاَمتَيِ هَذِهِ مِنَ العَينِ فِي الدّمِ وَ مِن كُلّ سُوءٍ ثُمّ قَالَ وَ مَا عَلِمتَ يَا فُلَانُ أَنّكَ إِذَا قُلتَ هَذَا فَقَد جَمَعتَ الأَشيَاءَ كُلّهَا إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يَقُولُوَ لَو كُنتُ أَعلَمُ الغَيبَ لَاستَكثَرتُ
صفحه : 112
مِنَ الخَيرِ وَ ما مسَنّيَِ السّوءُيعَنيِ الفَقرَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّكَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السّوءَ وَ الفَحشاءَيعَنيِ أَن يَدخُلَ فِي الزّنَا وَ قَالَ لِمُوسَي ع أَدخِل يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ قَالَ مِن غَيرِ مَرَضٍ
الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ القَاسِمِ بنِ سِنجَابٍ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَنِ ابنِ مُسكَانَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لِرَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ إِلَي قَولِهِ مِن غَيرِ مَرَضٍ ثُمّ قَالَ وَ اجمَع ذَلِكَ عِندَ حِجَامَتِكَ وَ الدّمُ يَسِيلُ بِهَذِهِ العُوذَةِ المُتَقَدّمَةِ
المكارم ، عن الصادق ع مرسلامثله بيان من العين في الدم أي إصابة العين في خروج الدم أوالعين بمعني العيب و ماعلمت استفهام تقرير أي اعلم أن قولك من كل سوء يشمل الاستعاذة من جميع الآفات الدينية والدنيوية من الأمراض البدنية والأحوال الدينية ثم استشهد ع بالآيات التي استعمل السوء فيهابجميع تلك المعاني
12- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع عَن أَبِيهِ ع قَالَ احتَجَمَ النّبِيّص فِي رَأسِهِ وَ بَينَ كَتِفَيهِ وَ فِي قَفَاهُ ثَلَاثاً سَمّي وَاحِدَةً النّافِعَةَ وَ الأُخرَي المُغِيثَةَ وَ الثّالِثَةَ المُنقِذَةَ
13- وَ مِنهُ،بِهَذَا الإِسنَادِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ عَائِذٍ عَن أَبِي سَلَمَةَ وَ هُوَ أَبُو خَدِيجَةَ وَ اسمُهُ سَالِمُ بنُ مُكرَمٍ عَن أَبِي
صفحه : 113
عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحِجَامَةُ عَلَي الرّأسِ عَلَي شِبرٍ مِن طَرَفِ الأَنفِ وَ فِترٍ مِن بَينِ الحَاجِبَينِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُسَمّيهَا بِالمُنقِذَةِ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَحتَجِمُ عَلَي رَأسِهِ وَ يُسَمّيهِ المُغِيثَةَ أَو المُنقِذَةَ
بيان فضل حجامة الرأس ومنافعها وردت في روايات الخاصة والعامة و قال بعض الأطباء الحجامة في وسط الرأس نافعة جدا و قدروي أن النبي ص فعلها. و قال بعضهم فصد الباسليق ينفع حرارة الكبد والطحال والرئة و من الشوصة وذات الجنب وسائر الأمراض الدموية العارضة من أسفل الركبة إلي الورك وفصد الأكحل ينفع الامتلاء العارض في جميع البدن إذا كان دمويا و لاسيما إن كان فسد وفصد القيفال ينفع من علل الرأس والرقبة إذاكثر الدم أوفسد وفصد الودجين لوجع الطحال والربو ووجع الجنبين . والحجامة علي الكاهل ينفع من أمراض الرأس والوجه كالأذنين والعينين والأسنان ووجه الأنف والحلق وينوب عن فصد القيفال والحجامة تحت الذقن ينفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم وينقي الرأس والحجامة علي ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن و هوعرق تحت الكعب وتنفع من عروق الفخذين والساقين وانقطاع الطمث والحكّة العارضة في الأنثيين والحجامة علي أسفل الصدر نافعة عن دماميل الفخذ وجربه وبثوره و من النقرس والبواسير وداء الفيل وحكّة الظهر ومحل ذلك كله إذا كان من دم هائج وصادف وقت الاحتياج إليه والحجامة علي المعدة[المقعدة]ينفع الأمعاء وفساد الحيض
14-الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَمرِو بنِ أَسلَمَ قَالَرَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ
صفحه : 114
جَعفَرٍ ع احتَجَمَ يَومَ الأَربِعَاءِ وَ هُوَ مَحمُومٌ فَلَم تَترُكهُ الحُمّي فَاحتَجَمَ يَومَ الجُمُعَةِ فَتَرَكَتهُ الحُمّي
15- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَنِ السيّاّريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الدّقّاقِ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الثاّنيِ ع أَسأَلُهُ عَنِ الحِجَامَةِ يَومَ الأَربِعَاءِ لَا تَدُورُ فَكَتَبَ ع مَنِ احتَجَمَ فِي يَومِ الأَربِعَاءِ لَا يَدُورُ خِلَافاً عَلَي أَهلِ الطّيَرَةِ عوُفيَِ مِن كُلّ آفَةٍ وَ وقُيَِ مِن كُلّ عَاهَةٍ وَ لَم تَخضَرّ مَحَاجِمُهُ
16- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ قَالَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع احتَجَمَ يَومَ الأَربِعَاءِ بَعدَ العَصرِ
17- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ تَوَقّوُا الحِجَامَةَ يَومَ الأَربِعَاءِ وَ النّورَةَ فَإِنّ يَومَ الأَربِعَاءِ يَومُنَحسٍ مُستَمِرّ وَ فِيهِ خُلِقَت جَهَنّمُ
18- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ الحِجَامَةَ تُصَحّحُ البَدَنَ وَ تَشُدّ العَقلَ
19- وَ قَالَ ع الحُقنَةُ مِنَ الأَربَعِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَفضَلَ
صفحه : 115
مَا تَدَاوَيتُم الحُقنَةُ وَ هيَِ تُعظِمُ البَطنَ وَ تنُقَيّ دَاءَ الجَوفِ وَ تقُوَيّ البَدَنَ استَعِطُوا بِالبَنَفسَجِ وَ عَلَيكُم بِالحِجَامَةِ
20- وَ قَالَ ع تَوَقّوُا الحِجَامَةَ وَ النّورَةَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَإِنّ يَومَ الأَربِعَاءِ يَومُنَحسٍ مُستَمِرّ وَ فِيهِ خُلِقَت جَهَنّمُ وَ فِي الجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يَحتَجِمُ فِيهَا أَحَدٌ إِلّا مَاتَ
بيان من الأربع كأن الثلاث الأخر الحجامة والسعوط والقيء أو كان أحد الأخيرين العسل أوالكيّ أوالحمأ أوالمشي ويشهد لكل منها بعض الأخبار. و قال في النهاية فيه أنه شرب الدواء واستعط يقال سعطته وأسعطته فاستعط والاسم السعوط بالفتح و هو مايجعل من الدواء في الأنف انتهي . و قال ابن حجر السعوط هو أن يستلقي علي ظهره ويجعل بين كتفيه مايرفعهما لينحدر رأسه ويقطر في أنفه ماء أودهن فيه دواء مفرد أومركّب ليتمكن بذلك من الوصول إلي دماغه لاستخراج ما فيه من الداء بالعطاس وروي عن ابن عباس أن خير ماتداويتم به السعوط
21- مَجَالِسُ الصّدُوقِ، فِي منَاَهيِ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَنِ الحِجَامَةِ يَومَ الأَربِعَاءِ
22- العِلَلُ وَ العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو البصَريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ جَبَلَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ يَومُ الثّلَاثَاءِ يَومُ حَربٍ وَ دَمٍ
23-العُيُونُ، عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي وَ أَحمَدَ بنِ
صفحه : 116
إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ قَلّمُوا أَظفَارَكُم يَومَ الثّلَاثَاءِ وَ استَحِمّوا يَومَ الأَربِعَاءِ وَ أَصِيبُوا مِنَ الحِجَامَةِ حَاجَتَكُم يَومَ الخَمِيسِ وَ تَطَيّبُوا بِأَطيَبِ طِيبِكُم يَومَ الجُمُعَةِ
24- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُقَاتِلِ بنِ مُقَاتِلٍ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع فِي يَومِ الجُمُعَةِ فِي وَقتِ الزّوَالِ عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ يَحتَجِمُ وَ هُوَ مُحرِمٌ
قال الصدوق رحمه الله في هذاالحديث فوائد أحدها إطلاق الحجامة في يوم الجمعة عندالضرورة ليعلم أن ماورد من كراهة ذلك إنما هو في حالة الاختيار والثانية الإطلاق في الحجامة في وقت الزوال والثالثة أنه يجوز للمحرم أن يحتجم إذااضطرّ و لايحلق مكان الحجامة و لاقوّة إلابالله
25- العُيُونُ،بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ المُتَقَدّمَةِ فِي البَابِ السّابِقِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِن يَكُن فِي شَيءٍ شِفَاءٌ ففَيِ شَرطَةِ الحَجّامِ أَو فِي شَربَةِ العَسَلِ
بيان قال الجوهري المِشرَطُ المِبضَعُ والمِشرَاطُ مِثلُهُ و قدشَرَطَ الحَاجِمُ يَشرِطُ ويَشرُطُ إِذَا بزغ أي قطع و في القاموس الشرط بزغ الحجّام
26- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نِعمَ العِيدُ عِيدُ الحِجَامَةِ يعَنيِ العَادَةَ تَجلُو البَصَرَ وَ تَذهَبُ بِالدّاءِ
صفحه : 117
بيان قال الجوهري العيد مااعتادك من همّ أوغيره
27- المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن أَبِي جَمِيلَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع نَزَلَ جَبرَئِيلُ بِالسّوَاكِ وَ الخِلَالِ وَ الحِجَامَةِ
28- فِقهُ الرّضَا، قَالَ ع إِذَا أَرَدتَ الحِجَامَةَ فَاجلِس بَينَ يدَيَِ الحَجّامِ وَ أَنتَ مُتَرَبّعٌ وَ قُلبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأَعُوذُ بِاللّهِ الكَرِيمِ فِي حجِاَمتَيِ مِنَ العَينِ فِي الدّمِ وَ مِن كُلّ سُوءٍ وَ أَعلَالٍ وَ أَمرَاضٍ وَ أَسقَامٍ وَ أَوجَاعٍ وَ أَسأَلُكَ العَافِيَةَ وَ المُعَافَاةَ وَ الشّفَاءَ مِن كُلّ دَاءٍ
29- وَ قَد روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ اقرَأ آيَةَ الكرُسيِّ وَ احتَجِم أَيّ يَومٍ شِئتَ وَ تَصَدّق وَ اخرُج أَيّ يَومٍ شِئتَ
30- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ ابنِ مَا شَاءَ اللّهُ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ المُبَارَكِ بنِ حَمّادٍ عَن زُرعَةَ عَن سَمَاعَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ الحُقنَةُ هيَِ مِنَ الدّوَاءِ وَ زَعَمُوا أَنّهَا تُعظِمُ البَطنَ وَ قَد فَعَلَهَا رِجَالٌ صَالِحُونَ
31- وَ مِنهُ،حَفصُ بنُ مُحَمّدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي الحَسَنِ عَن حَفصِ بنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع خَيرُ مَا تَدَاوَيتُم بِهِ الحِجَامَةُ وَ السّعُوطُ وَ الحَمّامُ وَ الحُقنَةُ
تَأيِيدٌ رَوَي العَامّةُ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ أَمثَلَ مَا تَدَاوَيتُم بِهِ الحِجَامَةُ وَ قَالَ بَعضُهُم الخِطَابُ بِذَلِكَ لِأَهلِ الحِجَازِ وَ مَن كَانَ فِي مَعنَاهُم مِن أَهلِ البِلَادِ الحَارّةِ لِمَيلِ الدّمِ إِلَي سَطحِ البَدَنِ وَ يُؤخَذُ مِن هَذَا أَنّ الخِطَابَ أَيضاً لِغَيرِ الشّيُوخِ لِقِلّةِ الحَرَارَةِ فِي أَبدَانِهِم
وَ عَنِ ابنِ سِيرِينَ قَالَ إِذَا بَلَغَ أَربَعِينَ سَنَةً لَم يَحتَجِم
قال الطبري و ذلك أنه يصير من حينئذ في انتقاص عمره وانحلال من قوي جسده فلاينبغي أن يزيده وهنا بإخراج الدم انتهي . و هومحمول علي
صفحه : 118
من لم يتعيّن حاجته إليه و علي من لم يَعتَد به . و قال ابن سينا في أرجوزته
و من تعوّدت له الفصادة | فلايكن يقطع تلك العادة. |
بل يقلّل ذلك بالتدريج إلي أن ينقطع جملة في عشر الثمانين
32- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ المُنذِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَ الدّوَاءُ أَربَعَةٌ الحِجَامَةُ وَ الطلّيُ وَ القيَءُ وَ الحُقنَةُ
بيان المراد بالطلي النورة أوالأعم منه و من طلي الأدوية
33- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ عَن إِسحَاقَ بنِ حَسّانَ عَن عِيسَي بنِ بَشِيرٍ الواَسطِيِّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ وَ زُرَارَةَ قَالَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ ع طِبّ العَرَبِ فِي ثَلَاثٍ شَرطَةِ الحِجَامَةِ وَ الحُقنَةِ وَ آخِرُ الدّوَاءِ الكيَّ
34- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ طِبّ العَرَبِ فِي خَمسَةٍ شَرطَةِ الحِجَامَةِ وَ الحُقنَةِ وَ السّعُوطِ وَ القيَءِ وَ الحَمّامِ وَ آخِرُ الدّوَاءِ الكيَّ
35- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع طِبّ العَرَبِ فِي سَبعَةٍ شَرطَةِ الحِجَامَةِ وَ الحُقنَةِ وَ الحَمّامِ وَ السّعُوطِ وَ القيَءِ وَ شَربَةِ العَسَلِ وَ آخِرُ الدّوَاءِ الكيَّ وَ رُبّمَا يُزَادُ فِيهِ النّورَةُ
36- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي البرُسيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الأرَمنَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلَ طَلحَةُ بنُ زَيدٍ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الحِجَامَةِ يَومَ السّبتِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ وَ حَدّثتُهُ بِالحَدِيثِ ألّذِي تَروِيهِ العَامّةُ عَن رَسُولِ اللّهِص فَأَنكَرُوهُ وَ قَالُوا الصّحِيحُ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ إِذَا تَبَيّغَ بِأَحَدِكُمُ الدّمُ فَليَحتَجِم لَا يَقتُلهُ ثُمّ قَالَ مَا عَلِمتُ أَحَداً مِن أَهلِ بيَتيِ يَرَي بِهِ بَأساً
37- وَ روُيَِ أَيضاً عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ أَوّلَ ثَلَاثَاءَ تَدخُلُ فِي شَهرِ آذَارَ
صفحه : 119
بِالرّومِيّةِ الحِجَامَةُ فِيهِ مَصَحّةٌ سَنَتَهُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
38- وَ روُيَِ أَيضاً عَنهُم ع أَنّ الحِجَامَةَ يَومَ الثّلَاثَاءِ لِسَبعَةَ عَشَرَ مِنَ الهِلَالِ مَصَحّةٌ سَنَتَهُ
بيان قال في النهاية فيه لايتبيّغ بأحدكم الدم فيقتله أي غلبة الدم علي الإنسان يقال تبيّغ به الدم إذاتردد فيه و منه تبيّغ الماء إذاتردّد وتحيّر في مجراه ويقال فيه تبوّغ بالواو وقيل إنه من المقلوب أي لايبغي عليه الدم فيقتله من البغي مجاوزة الحدّ والأول أوجه انتهي . وصحّح الأكثر المصحة بفتح الميم والصاد و قدتكسر الصاد مفعلة من الصحة بمعني العافية ويمكن أن يقرأ بكسر الميم اسم آلة وبالضم أيضا اسم فاعل والأخير أبعد
39- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن فَضَالَةَ بنِ أَيّوبَ عَن إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرٍ الصّادِقِ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ مَا اشتَكَي رَسُولُ اللّهِص وَجَعاً قَطّ إِلّا كَانَ مَفزَعُهُ إِلَي الحِجَامَةِ
وَ قَالَ أَبُو طَيبَةَ حَجَمتُ رَسُولَ اللّهِص وَ أعَطاَنيِ دِينَاراً وَ شَرِبتُ دَمَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص أَ شَرِبتَ قُلتُ نَعَم قَالَ وَ مَا حَمَلَكَ عَلَي ذَلِكَ قُلتُ أَتَبَرّكُ بِهِ قَالَ أَخَذتَ أَمَاناً مِنَ الأَوجَاعِ وَ الأَسقَامِ وَ الفَقرِ وَ الفَاقَةِ وَ اللّهِ مَا تَمَسّكَ النّارُ أَبَداً
بيان أبوطيبة بفتح الطاء وسكون المثناة التحتانية ثم الباء الموحدة هو من الصحابة واسمه نافع و كان حجّاما مولي محيّصة بن مسعود الأنصاري كذا ذكره بعض الرجاليين من العامة
صفحه : 120
40- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ الزّبَيرِ بنِ بَكّارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَمّارٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مِن دَوَاءِ الأَنبِيَاءِ الحِجَامَةُ وَ النّورَةُ وَ السّعُوطُ
41- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ زُرَيقٍ قَالَ مَرّ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع بِقَومٍ كَانُوا يَحتَجِمُونَ قَالَ مَا كَانَ عَلَيكُم لَو أَخّرتُمُوهُ إِلَي عَشِيّةِ الأَحَدِ فَكَانَ أَبرَأَ لِلدّاءِ
42- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ احتَجِمُوا إِذَا هَاجَ بِكُمُ الدّمُ فَإِنّ الدّمَ رُبّمَا تَبَيّغَ بِصَاحِبِهِ فَيَقتُلُهُ
43- وَ عَنِ البَاقِرِ ع أَنّهُ قَالَ خَيرُ مَا تَدَاوَيتُم بِهِ الحُقنَةُ وَ السّعُوطُ وَ الحِجَامَةُ وَ الحَمّامُ
44- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن زُرَارَةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ البَاقِرَ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحِجَامَةُ فِي الرّأسِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا السّامَ
45- وَ مِنهُ، عَنِ الخَضِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الخرَاَذيِنيِّ عَن أَبِي مُحَمّدِ بنِ البرَدعَيِّ عَن صَفوَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَحتَجِمُ ثَلَاثَةً وَاحِدَةٌ مِنهَا فِي الرّأسِ يُسَمّيهَا المُتَقَدّمَةَ وَ وَاحِدَةٌ بَينَ الكَتِفَينِ يُسَمّيهَا النّافِعَةَ وَ وَاحِدَةٌ بَينَ الوَرِكَينِ يُسَمّيهَا المُغِيثَةَ
صفحه : 121
46- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي الطبّرَيِّ عَن إِسحَاقَ بنِ أَبِي الحَسَنِ عَن أُمّ أَحمَدَ قَالَت قَالَ سيَدّيِ ع مَن نَظَرَ إِلَي أَوّلِ مَحجَمَةٍ مِن دَمِهِ أَمِنَ الوَاهِنَةَ إِلَي الحِجَامَةِ الأُخرَي فَسَأَلتُ سيَدّيِ مَا الوَاهِنَةُ فَقَالَ وَجَعُ العُنُقِ
بيان قال في النهاية في حديث عمران بن حصين إن فلانا دخل عليه و في عضده حلقة من صفر و في رواية و في يده خاتم من صفر فقال ما هذا قال هذا من الواهنة قال أماإنها لاتزيدك إلاوهنا الواهنة عرق يأخذ في المنكب و في اليد كلها فيرقي منها وقيل هومرض يأخذ في العضد وربما علق عليها جنس من الخرز يقال لها خرز الواهنة وهي تأخذ الرجال دون النساء وإنما نهاه عنها لأنه إنما اتخذها علي أنها تعصمه من الألم فكان عنده في معني التمائم المنهي عنها انتهي . و في القاموس الواهنة ريح تأخذ في المنكبين أو في العضد أو في الأخدعين عندالكبر والقصيراء وفقرة في القفا والعضد. و في بعض النسخ الواهية بالياء المثناة التحتانية والأول أظهر ويدل علي أنها تطلق علي وجع العنق أيضا أوفسرت به لأنه يلزمها غالبا
47- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ الخزُاَميِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَخِيهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ وَ مَنِ احتَجَمَ فَنَظَرَ إِلَي أَوّلِ مَحجَمَةٍ مِن دَمِهِ أَمِنَ مِنَ الرّمَدِ إِلَي الحِجَامَةِ الأُخرَي
صفحه : 122
48- وَ مِنهُ، عَن أَبِي زَكَرِيّا يَحيَي بنِ آدَمَ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ بُكَيرٍ عَن شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِّ عَن أَبِي إِسحَاقَ الأزَديِّ عَن أَبِي إِسحَاقَ السبّيِعيِّ عَمّن ذَكَرَهُ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ يَغتَسِلُ مِنَ الحِجَامَةِ وَ الحَمّامِ قَالَ شُعَيبٌ فَذَكَرتُهُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع فَقَالَ إِنّ النّبِيّص كَانَ إِذَا احتَجَمَ هَاجَ بِهِ الدّمُ وَ تَبَيّغَ فَاغتَسَلَ بِالمَاءِ البَارِدِ لِيُسَكّنَ عَنهُ حَرَارَةَ الدّمِ وَ إِنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع كَانَ إِذَا دَخَلَ الحَمّامَ هَاجَت بِهِ الحَرَارَةُ صَبّ عَلَيهَا المَاءَ البَارِدَ فَتَسكُنُ عَنهُ الحَرَارَةُ
49- وَ مِنهُ، عَنِ الحَارِثِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَارِثِ مِن وُلدِ الحَارِثِ الأَعوَرِ الهمَداَنيِّ عَن سَعِيدِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَانَ النّبِيّص يَحتَجِمُ فِي الأَخدَعَينِ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ عَنِ اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بِحِجَامَةِ الكَاهِلِ
بيان في القاموس الأخدع عرق في المحجمتين و هوشعبة من الوريد و في المصباح الأخدعان عرقان في موضع الحجامة و في النهاية الأخدعان عرقان في جانب العنق والكاهل مقدم أعلي الظهر و في القاموس الكاهل كصاحب الحارك أومقدم أعلي الظهر مما يلي العنق و هوالثلث الأعلي و فيه ست فقر أو ما بين الكتفين أوموصل العنق في الصلب
50- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ البصَريِّ الجوَهرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ سَأَلتُ الصّادِقَ ع عَنِ الحِجَامَةِ يَومَ الأَربِعَاءِ فَقَالَ مَنِ احتَجَمَ يَومَ الأَربِعَاءِ لَا يَدُورُ خِلَافاً عَلَي أَهلِ الطّيَرَةِ عوُفيَِ مِن كُلّ عَاهَةٍ وَ وقُيَِ مِن كُلّ آفَةٍ
51- وَ مِنهُ، عَن اِبرَاهِيمَ بنِ سِنَانٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الداّرمِيِّ عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع أَنّهُ احتَجَمَ فَقَالَ يَا جَارِيَةُ هلَمُيّ ثَلَاثَ
صفحه : 123
سُكّرَاتٍ ثُمّ قَالَ إِنّ السّكّرَ بَعدَ الحِجَامَةِ يُورِدُ الدّمَ الصاّفيَِ وَ يَقطَعُ الحَرَارَةَ
52- وَ عَن أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع كُلِ الرّمّانَ بَعدَ الحِجَامَةِ رُمّاناً حُلواً فَإِنّهُ يُسَكّنُ الدّمَ وَ يصُفَيّ الدّمَ فِي الجَوفِ
53- وَ مِنهُ، عَن جَعفَرِ بنِ مَنصُورٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن مُحَمّدِ بنِ فُضَيلٍ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَن تَقَيّأَ قَبلَ أَن يَتَقَيّأَ كَانَ أَفضَلَ مِن سَبعِينَ دَوَاءً وَ يُخرِجُ القيَءُ عَلَي هَذَا السّبِيلِ كُلّ دَاءٍ وَ عِلّةٍ
بيان قبل أن يتقيّأ أي قبل أن يسبقه القيء بغير اختياره أوالمراد به أول مايتقيّأ في تلك العلة
54- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ الرّضَا ع قَالَ حِجَامَةُ الإِثنَينِ لَنَا وَ الثّلَاثَاءِ لبِنَيِ أُمَيّةَ
55- وَ مِنهُ، عَنِ الأَشعَثِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ المُختَارِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن طَلحَةَ بنِ زَيدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ الحِجَامَةِ يَومَ السّبتِ قَالَ يُضعِفُ
56- المَكَارِمُ،رَوَي الأنَصاَريِّ قَالَ كَانَ الرّضَا ع رُبّمَا تَبَيّغَهُ الدّمُ فَاحتَجَمَ فِي جَوفِ اللّيلِ
57- عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَيَحتَجِمُ الصّائِمُ فِي غَيرِ شَهرِ رَمَضَانَ مَتَي شَاءَ فَأَمّا فِي شَهرِ رَمَضَانَ فَلَا يُغَرّرُ بِنَفسِهِ وَ لَا يُخرِجِ الدّمَ إِلّا أَن يَتَبَيّغَ بِهِ فَأَمّا
صفحه : 124
نَحنُ فَحِجَامَتُنَا فِي شَهرِ رَمَضَانَ بِاللّيلِ وَ حِجَامَتُنَا يَومَ الأَحَدِ وَ حِجَامَةُ مَوَالِينَا يَومَ الإِثنَينِ
58- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِيّاكَ وَ الحِجَامَةَ عَلَي الرّيقِ
59- عَنهُ ع قَالَ فِي الحَمّامِ لَا تَدخُلهُ وَ أَنتَ مُمتَلِئٌ مِنَ الطّعَامِ وَ لَا تَحتَجِم حَتّي تَأكُلَ شَيئاً فَإِنّهُ أَدَرّ لِلعُرُوقِ وَ أَسهَلُ لِخُرُوجِهِ وَ أَقوَي لِلبَدَنِ
60- وَ روُيَِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ الحِجَامَةُ بَعدَ الأَكلِ لِأَنّهُ إِذَا شَبِعَ الرّجُلُ ثُمّ احتَجَمَ اجتَمَعَ الدّمُ وَ أَخرَجَ الدّاءَ وَ إِذَا احتَجَمَ قَبلَ الأَكلِ خَرَجَ الدّمُ وَ بقَيَِ الدّاءُ
61- وَ عَن زَيدٍ الشّحّامِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَعَا بِالحَجّامِ فَقَالَ لَهُ اغسِل مَحَاجِمَكَ وَ عَلّقهَا وَ دَعَا بِرُمّانَةٍ فَأَكَلَهَا فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الحِجَامَةِ دَعَا بِرُمّانَةٍ أُخرَي فَأَكَلَهَا فَقَالَ هَذَا يُطفِئُ المِرَارَ
62- وَ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع أَيّ شَيءٍ يَأكُلُونَ بَعدَ الحِجَامَةِ فَقُلتُ الهِندَبَاءَ وَ الخَلّ قَالَ لَيسَ بِهِ بَأسٌ
63- وَ روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ احتَجَمَ فَقَالَ يَا جَارِيَةُ هلَمُيّ ثَلَاثَ سُكّرَاتٍ ثُمّ قَالَ إِنّ السّكّرَ بَعدَ الحِجَامَةِ يَرُدّ الدّمَ الطرّيِّ وَ يَزِيدُ فِي القُوّةِ
صفحه : 125
64- عَنِ الكَاظِمِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَانَ مِنكُم مُحتَجِماً فَليَحتَجِم يَومَ السّبتِ
65- وَ قَالَ الصّادِقُ ع الحِجَامَةُ يَومَ الأَحَدِ فِيهِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ
66- عَنهُ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص احتَجِمُوا يَومَ الإِثنَينِ بَعدَ العَصرِ
67- عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ احتَجَمَ يَومَ الثّلَاثَاءِ لِسَبعَ عَشرَةَ أَو لِتِسعَ عَشرَةَ أَو لِإِحدَي وَ عِشرِينَ كَانَ لَهُ شِفَاءٌ مِن دَاءِ السّنَةِ
68- وَ قَالَ أَيضاً احتَجِمُوا لِخَمسَ عَشرَةَ وَ سَبعَ عَشرَةَ وَ إِحدَي وَ عِشرِينَ لَا يَتَبَيّغ بِكُمُ الدّمُ فَيَقتُلَكُم
69- وَ فِي الحَدِيثِ أَنّهُ نَهَي عَنِ الحِجَامَةِ فِي الأَربِعَاءِ إِذَا كَانَتِ الشّمسُ فِي العَقرَبِ
70- عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ احتَجَمَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلَا يَلُومَنّ إِلّا نَفسَهُ
71- وَ رَوَي الصّادِقُ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص نَزَلَ عَلَيّ جَبرَئِيلُ بِالحِجَامَةِ وَ اليَمِينِ مَعَ الشّاهِدِ وَ يَومُ الأَربِعَاءِ يَومُنَحسٍ مُستَمِرّ
72- عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَنِ احتَجَمَ فِي آخِرِ خَمِيسٍ فِي الشّهرِ آخِرَ النّهَارِ سُلّ الدّاءُ سَلّا
73- وَ عَنهُ، قَالَ إِنّ الدّمَ يَجتَمِعُ فِي مَوضِعِ الحِجَامَةِ يَومَ الخَمِيسِ فَإِذَا
صفحه : 126
زَالَتِ الشّمسُ تَفَرّقَ فَخُذ حَظّكَ مِنَ الحِجَامَةِ قَبلَ الزّوَالِ
74- عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الصّادِقِ ع وَ هُوَ يَحتَجِمُ يَومَ الجُمُعَةِ فَقَالَ أَ وَ لَيسَ تَقرَأُ آيَةَ الكرُسيِّ وَ نَهَي الحِجَامَةَ مَعَ الزّوَالِ فِي يَومِ الجُمُعَةِ
75- عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ لَا تَدَعِ الحِجَامَةَ فِي سَبعٍ مِن حَزِيرَانَ فَإِن فَاتَكَ فَالأَربَعَ عَشرَةَ
76- عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ اقرَأ آيَةَ الكرُسيِّ وَ احتَجِم أَيّ وَقتٍ شِئتَ
77- عَن شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ هُوَ يَحتَجِمُ يَومَ الأَربِعَاءِ فِي الحَبسِ فَقُلتُ إِنّ هَذَا يَومٌ يَقُولُ النّاسُ مَنِ احتَجَمَ فِيهِ فَأَصَابَهُ البَرَصُ فَقَالَ إِنّمَا يُخَافُ ذَلِكَ عَلَي مَن حَمَلَتهُ أُمّهُ فِي حَيضِهَا
78- عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِذَا ثَارَ بِأَحَدِكُمُ الدّمَ فَليَحتَجِم لَا يَتَبَيّغ بِهِ فَيَقتُلَهُ وَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم ذَلِكَ فَليَكُن مِن آخِرِ النّهَارِ
79- مِنَ الفِردَوسِ، عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحِجَامَةُ عَلَي الرّيقِ دَوَاءٌ وَ عَلَي الشّبَعِ دَاءٌ وَ فِي سَبعٍ وَ عَشَرٍ مِنَ الشّهرِ شِفَاءٌ وَ يَومَ الثّلَاثَاءِ صِحّةٌ لِلبَدَنِ وَ لَقَد أوَصاَنيِ جَبرَئِيلُ بِالحَجمِ حَتّي ظَنَنتُ أَنّهُ لَا بُدّ مِنهُ
80- وَ قَالَ ع الحِجَامَةُ يَومَ الثّلَاثَاءِ لِسَبعَ عَشرَةَ يمَضيِ مِنَ الشّهرِ دَوَاءٌ لِدَاءِ سَنَةٍ
81- وَ قَالَ ع الحِجَامَةُ فِي الرّأسِ شِفَاءٌ مِن سَبعٍ مِنَ الجُنُونِ وَ الجُذَامِ وَ البَرَصِ وَ النّعَاسِ وَ وَجَعِ الضّرسِ وَ ظُلمَةِ العَينِ وَ الصّدَاعِ
82- وَ عَنهُ ع قَالَ الحِجَامَةُ تَزِيدُ العَقلَ وَ تَزِيدُ الحَافِظَ حِفظاً
صفحه : 127
83- وَ عَنهُ ع قَالَ الحِجَامَةُ فِي النّقرَةِ تُورِثُ النّسيَانَ
84- وَ عَنهُ ع قَالَ احتَجَمَ رَسُولُ اللّهِص فِي رَأسِهِ وَ بَينَ كَتِفَيهِ وَ قَفَاهُ وَ سَمّي الوَاحِدَةَ النّافِعَةَ وَ الأُخرَي المُغِيثَةَ وَ الثّالِثَةَ المُنقِذَةَ
وَ فِي غَيرِ هَذَا الحَدِيثِ التّيِ فِي الرّأسِ المُنقِذَةُ وَ التّيِ فِي النّقرَةِ المُغِيثَةُ وَ التّيِ فِي الكَاهِلِ النّافِعَةُ وَ روُيَِ المُغِيثَةُ
85- وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَي رَأسِهِ عَلَيكُم بِالمُغِيثَةِ فَإِنّهَا تَنفَعُ مِنَ الجُنُونِ وَ الجُذَامِ وَ البَرَصِ وَ الإِكلَةِ وَ وَجَعِ الأَضرَاسِ
86- عَنهُ ع قَالَ إِذَا بَلَغَ الصبّيِّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ فَاحتَجِمُوهُ فِي كُلّ شَهرٍ مَرّةً فِي النّقرَةِ فَإِنّهُ يُجَفّفُ لُعَابَهُ وَ يَهبِطُ بِالحَرّ مِن رَأسِهِ وَ جَسَدِهِ
87- قَالَ رَسُولُ اللّهِص الدّاءُ ثَلَاثٌ وَ الدّوَاءُ ثَلَاثٌ فَالدّاءُ المِرّةُ وَ البَلغَمُ وَ الدّمُ فَدَوَاءُ الدّمِ الحِجَامَةُ وَ دَوَاءُ المِرّةِ المشَيِّ وَ دَوَاءُ البَلغَمِ الحَمّامُ
88- عَن مُعَاوِيَةَ بنِ حَكَمٍ قَالَ إِنّ أَبَا جَعفَرٍ دَعَا طَبِيباً فَفَصَدَ عِرقاً مِن بَطنِ كَفّهِ
89- عَن مُحَسّنٍ الوَشّاءِ قَالَ شَكَوتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَجَعَ الكَبِدِ فَدَعَا بِالفَاصِدِ ففَصَدَنَيِ مِن قدَمَيِ وَ قَالَ اشرَبُوا الكَاشِمَ لِوَجَعِ الخَاصِرَةِ
90-روُيَِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ شَكَا إِلَيهِ رَجُلٌ الحِكّةَ فَقَالَ احتَجِم ثَلَاثَ مَرّاتٍ فِي الرّجلَينِ جَمِيعاً فِيمَا بَينَ العُرقُوبِ وَ الكَعبِ فَفَعَلَ الرّجُلُ ذَلِكَ فَذَهَبَ عَنهُ وَ شَكَا إِلَيهِ آخَرُ فَقَالَ احتَجِم فِي وَاحِدِ عَقِبَيكَ أَو مِنَ الرّجلَينِ جَمِيعاً ثَلَاثَ
صفحه : 128
مَرّاتٍ تَبرَأ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ وَ شَكَا بَعضُهُم إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع كَثرَةَ مَا يُصِيبُهُ مِنَ الجَرَبِ فَقَالَ إِنّ الجَرَبَ مِن بُخَارِ الكَبِدِ فَاذهَب وَ افتَصِد مِنَ قَدَمِكَ اليُمنَي وَ الزَم أَخذَ دِرهَمَينِ مِن دُهنِ اللّوزِ الحُلوِ عَلَي مَاءِ الكَشكِ وَ اتّقِ الحِيتَانَ وَ الخَلّ فَفَعَلَ فَبَرَأَ بِإِذنِ اللّهِ
91- عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ شَكَوتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع الجَرَبَ عَلَي جسَدَيِ وَ الحَرَارَةَ فَقَالَ عَلَيكُم بِالِافتِصَادِ مِنَ الأَكحَلِ فَفَعَلتُ فَذَهَبَ عنَيّ وَ الحَمدُ لِلّهِ شُكراً
92- وَ روُيَِ أَنّ رَجُلًا شَكَا إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع الحِكّةَ فَقَالَ لَهُ شَرِبتَ الدّوَاءَ فَقَالَ نَعَم فَقَالَ فَصَدتَ العِرقَ فَقَالَ نَعَم فَلَم أَنتَفِع بِهِ فَقَالَ احتَجِم ثَلَاثَ مَرّاتٍ فِي الرّجلَينِ جَمِيعاً فِيمَا بَينَ العُرقُوبِ وَ الكَعبِ فَفَعَلَ فَذَهَبَ عَنهُ
بيان في القاموس غرّر بنفسه تغريرا وتغرّة كتحلّة عرّضها للهلكة والاسم الغرر و قال النقرة منقطع القَمحدُوة من القفا و قال الإِكلة بالكسر الحكّة كالأكال والأكلة كغراب وفرحة وكفرحة داء في العضو يأتكل منه انتهي . والمرّة بالكسر وشدّ الراء تشمل السوداء والصفراء و قال في النهاية فيه خَيرُ مَا تَدَاوَيتُم بِهِ المشَيِّ يقال شربت مشيّا ومشوا و هوالدواء المسهل لأنه يحمل شاربه علي المشي والتردّد إلي الخلاء و في القاموس العرقوب عصب غليظ فوق عقب الإنسان انتهي . والمراد بالكعب هنا ألذي بين الساق والقدم أوالنابتين عن يمين القدم وشماله لا ألذي في ظهر القدم . قوله ع في واحد عقبيك لعل المعني احتجم علي التناوب مرة في هذا ومرة في الأخري والمراد بالعقب الكعب بالمعني الثاني مجازا و في القاموس الكشك ماء الشعير
صفحه : 129
93- الكاَفيِ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحِجَامَةُ فِي الرّأسِ هيَِ المُغِيثَةُ تَنفَعُ مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا السّامَ وَ شَبَرَ مِنَ الحَاجِبَينِ إِلَي حَيثُ بَلَغَ إِبهَامُهُ ثُمّ قَالَ هَاهُنَا
بيان هي المغيثة أي يغيث المرء وشبر من الحاجبين أي من بين الحاجبين إلي حيث انتهت من مقدم الرأس كمامر
94- الكاَفيِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ المُعَلّي عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ عَن حُمرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فِيمَ يَختَلِفُ النّاسُ قُلتُ يَزعُمُونَ أَنّ الحِجَامَةَ فِي يَومِ الثّلَاثَاءِ أَصلَحُ قَالَ فَقَالَ وَ إِلَي مَا يَذهَبُونَ فِي ذَلِكَ قُلتُ يَزعُمُونَ أَنّهُ يَومُ الدّمِ قَالَ فَقَالَ صَدَقُوا فَأَحرَي أَن لَا يُهَيّجُوهُ فِي يَومِهِ أَ مَا عَلِمُوا أَنّ فِي يَومِ الثّلَاثَاءِ سَاعَةً مَن وَافَقَهَا لَم يَرقَ دَمُهُ حَتّي يَمُوتَ أَو مَا شَاءَ اللّهُ
بيان يوم الدم أي يوم هيجانه أو يوم سفكه لمامر من أن المنجمين ينسبونه إلي المرّيخ فيناسبه سفك الدم والأخبار في ذلك مختلفة و قدمر في باب سعادة أيام الأسبوع نقلا عن ديوان أمير المؤمنين ع .
و من يرد الحجامة فالثلاثاء | ففي ساعاته هرق الدماء |
و إن شرب امرؤ يوما دواء | فنعم اليوم يوم الأربعاء. |
ويمكن الجمع بينهما بحمل النهي علي ساعة من ساعاته وهي الساعة المنسوبة إلي المريخ أيضا وهي الساعة الثامنة و إن كان ظاهر الخبر عدم ارتكابه في جميع اليوم لإمكان مصادفته تلك الساعة إما لكون الساعة غيرمنضبطة أولعدم المصلحة في بيانها فتأمل . قوله ع لم يرق دمه أي لم يجف و لم يسكن و هو في الأصل مهموز
صفحه : 130
والظاهر أن المراد عدم انقطاع الدم حتي يموت بكثرة سيلانه ويحتمل علي بعد أن يكون المعني سرعة ورود الموت عليه بسبب ذلك أي يموت في أثناء الحجامة. قوله ع أو ماشاء الله أي من بلاء عظيم ومرض شديد يعسر علاجه ويمكن حمل هذاالخبر علي التقية لورود مضمونه في روايات العامة كماسيأتي إن شاء الله
95- الكاَفيِ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن رَجُلٍ مِنَ الكُوفِيّينَ عَن أَبِي عُروَةَ أخَيِ شُعَيبٍ أَو عَن شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع وَ هُوَ يَحتَجِمُ يَومَ الأَربِعَاءِ فِي الحَبسِ فَقُلتُ لَهُ إِنّ هَذَا يَومٌ يَقُولُ النّاسُ مَنِ احتَجَمَ فِيهِ أَصَابَهُ البَرَصُ فَقَالَ إِنّمَا يُخَافُ ذَلِكَ عَلَي مَن حَمَلَتهُ أُمّهُ فِي حَيضِهَا
بيان إنما يخاف ذلك أي البرص مطلقا لا مع الحجامة في ذلك اليوم
96- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَحتَجِمُوا فِي يَومِ الجُمُعَةِ مَعَ الزّوَالِ فَإِنّ مَنِ احتَجَمَ مَعَ الزّوَالِ فِي يَومِ الجُمُعَةِ فَأَصَابَهُ شَيءٌ فَلَا يَلُومَنّ إِلّا نَفسَهُ
97- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن أَبِي سَلَمَةَ عَن مُعَتّبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الدّوَاءُ أَربَعَةٌ السّعُوطُ وَ الحِجَامَةُ وَ النّورَةُ وَ الحُقنَةُ
98- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ عَن عَمّارٍ الساّباَطيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا يَقُولُ مَن قِبَلَكُم فِي الحِجَامَةِ قُلتُ يَزعُمُونَ أَنّهَا عَلَي الرّيقِ أَفضَلُ مِنهَا عَلَي الطّعَامِ قَالَ لَا هيَِ عَلَي الطّعَامِ أَدَرّ لِلعِرقِ وَ أَقوَي لِلبَدَنِ
صفحه : 131
99- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اقرَأ آيَةَ الكرُسيِّ وَ احتَجِم أَيّ يَومٍ شِئتَ وَ تَصَدّق وَ اخرُج أَيّ يَومٍ شِئتَ
100- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ عَن سُفيَانَ بنِ السّمطِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا بَلَغَ الصبّيِّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ فَاحجُمهُ فِي كُلّ شَهرٍ فِي النّقرَةِ فَإِنّهَا تُجَفّفُ لُعَابَهُ وَ تُهبِطُ الحَرَارَةَ مِن رَأسِهِ وَ جَسَدِهِ
101- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ المَكفُوفِ قَالَحدَثّنَيِ بَعضُ أَصحَابِنَا عَن بَعضِ فصَاّديِ العَسكَرِ مِنَ النّصَارَي أَنّ أَبَا مُحَمّدٍ ع بَعَثَ إِلَيهِ يَوماً فِي وَقتِ صَلَاةِ الظّهرِ فَقَالَ لِي افصِد هَذَا العِرقَ قَالَ وَ ناَولَنَيِ عِرقاً لَم أَفهَمهُ مِنَ العُرُوقِ التّيِ تُفصَدُ فَقُلتُ فِي نفَسيِ مَا رَأَيتُ أَمراً أَعجَبَ مِن هَذَا يأَمرُنُيِ أَن أَفصِدَ فِي وَقتِ الظّهرِ وَ لَيسَ بِوَقتِ فَصدٍ وَ الثّانِيَةُ عِرقٌ لَا أَفهَمُهُ ثُمّ قَالَ لِيَ انتَظِر وَ كُن فِي الدّارِ فَلَمّا أَمسَي دعَاَنيِ وَ قَالَ سَرّحِ الدّمَ فَسَرّحتُ ثُمّ قَالَ لِي أَمسِك فَأَمسَكتُ ثُمّ قَالَ لِي كُن فِي الدّارِ فَلَمّا كَانَ نِصفُ اللّيلِ أَرسَلَ إلِيَّ وَ قَالَ لِي سَرّحِ الدّمَ قَالَ فَتَعَجّبتُ أَكثَرَ مِن عجَبَيَِ الأَوّلِ وَ كَرِهتُ أَن أَسأَلَهُ قَالَ فَسَرّحتُ فَخَرَجَ دَمٌ أَبيَضُ كَأَنّهُ المِلحُ قَالَ ثُمّ قَالَ لِيَ احبِس قَالَ فَحَبَستُ قَالَ ثُمّ قَالَ كُن فِي الدّارِ فَلَمّا أَصبَحتُ أَمَرَ قَهرَمَانَهُ أَن يعُطيِنَيِ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ فَأَخَذتُهَا وَ خَرَجتُ حَتّي أَتَيتُ ابنَ بَختِيشُوعَ النصّراَنيِّ فَقَصَصتُ عَلَيهِ القِصّةَ قَالَ فَقَالَ لِي وَ اللّهِ مَا أَفهَمُ مَا تَقُولُ وَ لَا أَعرِفُهُ فِي شَيءٍ مِنَ الطّبّ وَ لَا قَرَأتُهُ فِي كِتَابٍ وَ لَا أَعلَمُ فِي دَهرِنَا أَعلَمَ بِكُتُبِ النّصرَانِيّةِ مِن فُلَانٍ الفاَرسِيِّ فَاخرُج إِلَيهِ قَالَ فَاكتَرَيتُ
صفحه : 132
زَورَقاً إِلَي البَصرَةِ وَ أَتَيتُ الأَهوَازَ ثُمّ صِرتُ إِلَي فَارِسَ إِلَي صاَحبِيِ فَأَخبَرتُهُ الخَبَرَ قَالَ فَقَالَ لِي أنَظرِنيِ أَيّاماً فَأَنظَرتُهُ ثُمّ أَتَيتُهُ مُتَقَاضِياً قَالَ فَقَالَ لِي إِنّ هَذَا ألّذِي تَحكِيهِ عَن هَذَا الرّجُلِ فَعَلَهُ المَسِيحُ فِي دَهرِهِ مَرّةً
102-الخَرَائِجُ، قَالَحَدّثَ نصَراَنيِّ مُتَطَبّبٌ باِلريّّ وَ قَد أَتَي عَلَيهِ مِائَةُ سَنَةٍ وَ نَيّفٌ وَ قَالَ كُنتُ تِلمِيذَ بَختِيشُوعَ طَبِيبِ المُتَوَكّلِ وَ كَانَ يصَطفَيِنيِ فَبَعَثَ إِلَيهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الرّضَا ع أَن يَبعَثَ إِلَيهِ بِأَخَصّ أَصحَابِهِ عِندَهُ لِيَفصِدَهُ فاَختاَرنَيِ وَ قَالَ قَد طَلَبَ منِيّ ابنُ الرّضَا مَن يَفصِدُهُ فَصِر إِلَيهِ وَ هُوَ أَعلَمُ فِي يَومِنَا هَذَا مِمّن هُوَ تَحتَ السّمَاءِ فَاحذَر أَن لَا تَعتَرِضَ فِيمَا يَأمُرُكَ بِهِ فَمَضَيتُ إِلَيهِ فَأَمَرَ بيِ إِلَي حُجرَةٍ وَ قَالَ كُن إِلَي أَن أَطلُبَكَ قَالَ وَ كَانَ الوَقتُ ألّذِي دَخَلتُ إِلَيهِ فِيهِ عنِديِ جَيّداً مَحمُوداً لِلفَصدِ فدَعَاَنيِ فِي وَقتٍ غَيرِ مَحمُودٍ لَهُ وَ أَحضَرَ طَشتاً عَظِيماً فَفَصَدتُ الأَكحَلَ فَلَم يَزَلِ الدّمُ يَخرُجُ حَتّي امتَلَأَ الطّشتُ ثُمّ قَالَ لِيَ اقطَع فَقَطَعتُ وَ غَسَلَ يَدَهُ وَ شَدّهَا وَ ردَنّيِ إِلَي الحُجرَةِ وَ قُدّمَ مِنَ الطّعَامِ الحَارّ وَ البَارِدِ شَيءٌ كَثِيرٌ وَ بَقِيتُ إِلَي العَصرِ ثُمّ دعَاَنيِ فَقَالَ سَرّح وَ دَعَا بِذَلِكَ الطّشتِ
صفحه : 133
فَسَرّحتُ وَ خَرَجَ الدّمُ إِلَي أَنِ امتَلَأَ الطّشتُ فَقَالَ اقطَع فَقَطَعتُ وَ شَدّ يَدَهُ وَ ردَنّيِ إِلَي الحُجرَةِ فَبِتّ فِيهَا فَلَمّا أَصبَحتُ وَ ظَهَرَتِ الشّمسُ دعَاَنيِ وَ أَحضَرَ ذَلِكَ الطّشتَ وَ قَالَ سَرّح فَسَرّحتُ فَخَرَجَ مِن يَدِهِ مِثلَ اللّبَنِ الحَلِيبِ إِلَي أَنِ امتَلَأَ الطّشتُ ثُمّ قَالَ اقطَع فَقَطَعتُ وَ شَدّ يَدَهُ وَ قَدّمَ إلِيَّ تَختَ ثِيَابٍ وَ خَمسِينَ دِينَاراً وَ قَالَ خُذ هَذَا وَ أَعذِر وَ انصَرِف فَأَخَذتُ وَ قُلتُ يأَمرُنُيِ السّيّدُ بِخِدمَةٍ قَالَ نَعَم تُحسِنُ صُحبَةَ مَن يَصحَبُكَ مِن دَيرِ العَاقُولِ فَصِرتُ إِلَي بَختِيشُوعَ وَ قُلتُ لَهُ القِصّةَ فَقَالَ أَجمَعَتِ الحُكَمَاءُ عَلَي أَنّ أَكثَرَ مَا يَكُونُ فِي بَدَنِ الإِنسَانِ سَبعَةُ أَمنَانٍ مِنَ الدّمِ وَ هَذَا ألّذِي حَكَيتَ لَو خَرَجَ مِن عَينِ مَاءٍ لَكَانَ عَجَباً وَ أَعجَبُ مَا فِيهِ اللّبَنُ فَفَكّرَ سَاعَةً ثُمّ مَكَثنَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ بِلَيَالِيهَا نَقرَأُ الكُتُبَ عَلَي أَن نَجِدَ لِهَذِهِ الفَصدَةِ ذِكراً فِي العَالَمِ فَلَم نَجِد ثُمّ قَالَ لَم يَبقَ اليَومَ فِي النّصرَانِيّةِ أَعلَمُ بِالطّبّ مِن رَاهِبٍ بِدَيرِ العَاقُولِ فَكَتَبَ إِلَيهِ كِتَاباً يَذكُرُ فِيهِ مَا جَرَي فَخَرَجتُ وَ نَادَيتُهُ فَأَشرَفَ عَلَيّ فَقَالَ مَن أَنتَ قُلتُ صَاحِبُ بَختِيشُوعَ قَالَ مَعَكَ كِتَابُهُ قُلتُ نَعَم فَأَرخَي لِي زِنبِيلًا فَجَعَلتُ الكِتَابَ فِيهِ فَرَفَعَهُ وَ قَرَأَ الكِتَابَ وَ نَزَلَ مِن سَاعَتِهِ فَقَالَ أَنتَ ألّذِي فَصَدتَ الرّجُلَ قُلتُ نَعَم قَالَ طُوبَي
صفحه : 134
لِأُمّكَ وَ رَكِبَ بَغلًا وَ سِرنَا فَوَافَينَا سُرّ مَن رَأَي وَ قَد بقَيَِ مِنَ اللّيلِ ثُلُثُهُ قُلتُ أَينَ تُحِبّ دَارَ أُستَاذِنَا أَم دَارَ الرّجُلِ قَالَ دَارَ الرّجُلِ فَصِرنَا إِلَي بَابِهِ قَبلَ الأَذَانِ الأَوّلِ فَفُتِحَ البَابُ وَ خَرَجَ إِلَينَا خَادِمٌ أَسوَدُ وَ قَالَ أَيّكُمَا رَاهِبُ دَيرِ العَاقُولِ فَقَالَ أَنَا جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ انزِل وَ قَالَ لِيَ الخَادِمُ احتَفِظ بِالبَغلَينِ وَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ دَخَلَا فَأَقَمتُ إِلَي أَن أَصبَحنَا وَ ارتَفَعَ النّهَارُ ثُمّ خَرَجَ الرّاهِبُ وَ قَد رَمَي ثِيَابَ النّصرَانِيّةِ وَ لَبِسَ ثِيَابَ بَيَاضٍ وَ أَسلَمَ فَقَالَ خُذ بيِ إِلَي دَارِ أُستَاذِكَ فَصِرنَا إِلَي بَابِ بَختِيشُوعَ فَلَمّا رَآهُ بَادَرَ يَعدُو إِلَيهِ فَقَالَ مَا ألّذِي أَزَالَكَ عَن دِينِكَ قَالَ وَجَدتُ المَسِيحَ فَأَسلَمتُ عَلَي يَدِهِ قَالَ وَجَدتَ المَسِيحَ قَالَ وَ نَظِيرَهُ فَإِنّ هَذِهِ الفَصدَةَ لَم يَفعَلهَا فِي العَالَمِ إِلّا المَسِيحُ وَ هَذَا نَظِيرُهُ فِي آيَاتِهِ وَ بَرَاهِينِهِ ثُمّ انصَرَفَ إِلَيهِ وَ لَزِمَ خِدمَتَهُ إِلَي أَن مَاتَ
103- الدّعَائِمُ، عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ لَا بَأسَ بِالحُقنَةِ لَو لَا أَنّهَا تُعظِمُ البَطنَ
104- وَ عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ مَنِ احتَجَمَ يَومَ أَربِعَاءَ أَو يَومَ سَبتٍ وَ أَصَابَهُ
صفحه : 135
وَضَحٌ فَلَا يَلُم إِلّا نَفسَهُ وَ الحِجَامَةُ فِي الرّأسِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ وَ الدّوَاءُ فِي أَربَعَةٍ الحِجَامَةِ وَ الحُقنَةِ وَ النّورَةِ وَ القيَءِ فَإِذَا تَبَيّغَ الدّمُ بِأَحَدِكُم فَليَحتَجِم فِي أَيّ الأَيّامِ كَانَ وَ ليَقرَأ آيَةَ الكرُسيِّ وَ ليَستَخِرِ اللّهَ وَ يصُلَيّ عَلَي النّبِيّص
105- وَ قَالَ لَا تُعَادُوا الأَيّامَ فَتُعَادِيَكُم وَ إِذَا تَبَيّغَ الدّمُ بِأَحَدِكُم فَليُهَرِقهُ وَ لَو بِمِشقَصٍ
قوله تبيغ يعني تبغي من البغي
106- الفِردَوسُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع قَالَ فِي الجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ يَحتَجِمُ فِيهَا إِلّا مَاتَ
107- وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ النّبِيّص قَالَ فِي الحَجمِ شِفَاءٌ
الأولي رَوَي الخطَاّبيِّ فِي كِتَابِ أَعلَامِ الحَدِيثِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ الشّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ شَربَةِ عَسَلٍ وَ شَرطَةِ مِحجَمٍ وَ كَيّةٍ بِنَارٍ وَ أَنهَي أمُتّيِ عَنِ الكيَّ
و قال هذه القسمة في التداوي منتظمة جملة مايتداوي به الناس . و ذلك أن الحجم يستفرغ الدم و هوأعظم الأخلاط وأنجحها شفاء عندالحاجة إليه والعسل مسهل و قديدخل أيضا في المعجونات المسهلة ليحفظ علي تلك الأدوية قواها فيسهل الأخلاط التي في البدن و أماالكيّ إنما هوللداء العضال والخلط الباغي ألذي لايقدر علي حسم مادته إلا به و قدوصفه النبي ص ثم نهي عنه نهي كراهة لما فيه من الألم الشديد والخطر العظيم ولذلك قالت العرب في أمثالها آخر الدواء الكيّ و قدكوي ص سعد بن معاذ علي الكحلة واكتوي غيرواحد من الصحابة بعد.
صفحه : 136
و قال ابن حجر في فتح الباري لم يرد النبي ص الحصر في الثلاثة فإن الشفاء قد يكون في غيرها وإنما نبه علي أصول العلاج و ذلك أن الأمراض الامتلائية تكون دموية وصفراوية وبلغمية وسوداوية وشفاء الدموية بإخراج الدم وإنما خصّ الحجم بالذكر لكثرة استعمال العرب وألفتهم له بخلاف الفصد و إن كان في معني الحجم لكنه لم يكن معهودا لها غالبا علي أن في التعبير بقوله شرطة محجم ما قديتناول الفصد أيضا فالحجم في البلاد الحارّة أنجح من الفصد والفصد في الباردة أنجح من الحجم . و أماالامتلاء الصفراوي و ماذكر معه فدواؤه بالمسهل و قدنبّه عليه بذكر العسل و أماالكيّ فإنه يقع أخيرا لإخراج مايتعسر إخراجه من الفضلات و مانهي عنه مع إثبات الشفاء فيه إما لكونهم كانوا يرون أنه يحسم الداء بطبعه وكرهه لذلك ولذلك كانوا يبادرون إليه قبل حصول الداء لظنهم أنه يحسم الداء فيتعجل ألذي يكتوي التعذيب بالنار لأمر مظنون و قد لايتفق أن يقع له ذلك المرض ألذي يقطعه الكي ويؤخذ من الجمع بين كراهيته ص للكي و بين استعماله أنه لايترك مطلقا و لايستعمل مطلقا بل يستعمل عندتعينه طريقا إلي الشفاء مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن الله تعالي . و قدقيل إن المراد بالشفاء في هذاالحديث الشفاء من أحد قسمي المرض لأن الأمراض كلها إما مادية أوغيرها والمادة كماتقدم حارة أوباردة و كل منهما و إن انقسم إلي رطبة ويابسة ومركبة فالأصل الحرارة والبرودة فالحار يعالج بإخراج الدم لما فيه من استفراغ المادة وتبريد المزاج والبارد بتناول العسل لما فيه من التسخين والإنضاج والتقطيع والتلطيف والجلاء والتليين فيحصل بذلك استفراغ المادة برفق و أماالكي فخاص بالمرض المزمن لأنه يكون عن مادة باردة قدتغير مزاج العضو فإذاكوي خرجت منه و أماالأمراض التي ليست بمادية فقد أشير إلي علاجها بحديث الحمي من فيح جهنم فأبردوها بالماء انتهي . و قال الجزري في النهاية الكي بالنار من العلاج المعروف في كثير من الأمراض
صفحه : 137
و قدجاء في أحاديث كثيرة النهي عن الكي فقيل إنما نهي عنه من أجل أنهم كانوا يعظمون أمره ويرون أنه يحسم الداء و إذا لم يُكوَ العضو عطب وبطل فنهاهم إذا كان علي هذاالوجه وأباحه إذاجعل سببا للشفاء لاعلّة له فإن الله تعالي هو ألذي يبرئه ويشفيه لاالكيّ والدواء و هذاأمر تكثر فيه شكوك الناس يقولون لوشرب الدواء لم يمت و لوأقام ببلده لم يقتل وقيل يحتمل أن يكون نهيه عن الكيّ إذااستعمل علي سبيل الاحتراز من حدوث المرض وقبل الحاجة إليه و ذلك مكروه وإنما أبيح للتداوي والعلاج عندالحاجة ويجوز أن يكون النهي عنه من قبيل التوكل كقوله هم الذين لايسترقون و لايكتوون وَ عَلي رَبّهِم يَتَوَكّلُونَ والتوكل درجة أخري غيرالجواز و الله أعلم .الثانية
رَوَي الخطَاّبيِّ أَيضاً عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ سَمِعتُ النّبِيّص يَقُولُ إِن كَانَ فِي شَيءٍ مِن أَدوِيَتِكُم خَيرٌ ففَيِ شَرطَةِ حَجمٍ أَو شَربَةِ عَسَلٍ أَو لَذعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدّاءَ وَ مَا أُحِبّ أَن أكَتوَيَِ
ثم قال الطبّ علي نوعين الطبّ القياسي و هوطب اليونانيّين ألذي يستعمله أكثر الناس في أوسط بلدان أقاليم الأرض وطبّ العرب والهند و هوالطبّ التجاربيّ. و إذاتأملت أكثر مايصفه النبي ص من الدواء إنما هو علي مذهب العرب إلا ماخص به من العلم النبوي ألذي طريقه الوحي فإن ذلك فوق كل مايدركه الأطباء أويحيط به حكمة الحكماء والألبّاء و قد يكون بعض تلك الأشفية من ناحية التبرك بدعائه وتعويذه ونفثه و كل ماقاله من ذلك وفعل صواب وحسن جميل يعصمه الله أن يقول إلاصدقا و أن يفعل إلاحقا انتهي . و قدأومأنا إلي علة تخصيص الحجامة في أكثر الأخبار بالذكر وعدم التعرض للفصد فيهالكون الحجامة في تلك البلاد أنفع وأنجح من الفصد وإنما ذكر الفصد في بعض الأخبار عن بعضهم ع بعدتحولهم عن بلاد الحجاز إلي البلاد التي الفصد
صفحه : 138
فيهاأوفق وأليق قال الموفّق البغدادي الحجامة تنقي سطح البدن أكثر من الفصد والفصد لأعماق البدن والحجامة للصبيان و في البلاد الحارّة أولي من الفصد وآمن غائلة و قديغني عن كثير من الأدوية ولهذا وردت الأحاديث بذكرها دون الفصد لأن العرب غالبا ماكانت تعرف إلاالحجامة. و قال صاحب الهداية التحقيق في أمر الفصد والحجامة أنهما يختلفان باختلاف الزمان والمكان والمزاج فالحجامة في الأزمان الحارّة والأمكنة الحارّة والأبدان الحارّة التي دم أصحابها في غاية النضج أنفع والفصد بالعكس ولهذا كانت الحجامة أنفع للصبيان ولمن لايقوي علي الفصد. والثالثة ظهر من الأخبار المتقدّمة رجحان الحجامة يوم الخميس والأحد بلا معارض وأكثر الأخبار تدل علي رجحانه في يوم الثلاثاء لاسيما إذاصادف بعض الأيام المخصوصة من الشهور العربية أوالرومية ويعارضه بعض الأخبار ويظهر من أكثر الأخبار رجحان الحجامة يوم الإثنين ويعارضه مامر من شؤمه مطلقا في أخبار كثيرة وتوهم التقية لتبرك المخالفين به في أكثر الأمور و أماالأربعاء فأكثر الأخبار تدل علي مرجوحية الحجامة فيها ويعارضها بعض الأخبار ويمكن حملها علي الضرورة والسبت أيضا الأخبار فيه متعارضة ولعل الرجحان أقوي وكذا الجمعة ولعل المنع فيه أقوي ثم جميع ذلك إنما هو مع عدم الضرورة فأما معها يجوز في أي وقت كان لاسيما إذاقرأ آية الكرسي. وهل الفصد حكمه حكم الحجامة يحتمل ذلك لكن الظاهر الاختصاص بالفصد. و قال الشهيد رحمه الله في الدروس يستحبّ الحجامة في الرأس فإن فيهاشفاء من كل داء وتكره الحجامة في الأربعاء والسبت خوفا من الوضح إلا أن يتبيغ به الدم أي يهيج فيحتجم متي شاء ويقرأ آية الكرسي ويستخير الله ويصلي
صفحه : 139
علي النبي وآله وروي أن الدواء في الحجامة والنورة والحقنة والقيء وروي مداواة الحمّي بصبّ الماء فإن شقّ فليدخل يده في ماء بارد انتهي . و قال في فتح الباري عندالأطباء أن أنفع الحجامة مايقع في الساعة الثانية أوالثالثة و أن لاتقع عقيب استفراغ عن حمام أوجماع أوغيرهما و لاعقيب شبع و لاجوع و قدوقع في تعيين أيام الحجامة حديث لابن عمر في أثناء حديث فاحتجموا علي بركة الله يوم الخميس واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت والأحد ونقل الحلال عن أحمد أنه كره الحجامة في الأيام المذكورة و إن كان الحديث لم يثبت . وحكي أن رجلا احتجم يوم الأربعاء فأصابه برص لتهاونه بالحديث
وَ أَخرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِن حَدِيثِ أَبِي بَكرَةَ أَنّهُ كَانَ يَكرَهُ الحِجَامَةَ يَومَ الثّلَاثَاءِ وَ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ يَومُ الثّلَاثَاءِ يَومُ الدّمِ وَ فِيهِ سَاعَةٌ لَا يَرقَأُ فِيهَا
وَ وَرَدَ فِي عَدَدٍ مِنَ الشّهرِ أَحَادِيثُ مِنهَا مَا أَخرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رَفَعَهُ مَنِ احتَجَمَ بِسَبعَ عَشرَةَ وَ تِسعَ عَشرَةَ وَ إِحدَي وَ عِشرِينَ كَانَ شِفَاءً لِكُلّ دَاءٍ
. و قداتفق الأطباء علي أن الحجامة في النصف الثاني من الشهر ثم في الربع الثالث من أرباعه أنفع من الحجامة في أوله وآخره و قال الموفق البغدادي و ذلك أن الأخلاط في أول الشهر تهيج
صفحه : 140
1- معَاَنيِ الأَخبَارِ وَ العُيُونُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن إِسمَاعِيلَ الخرُاَساَنيِّ عَنِ الرّضَا ع قَالَ لَيسَ الحِميَةُ مِنَ الشيّءِ تَركَهُ إِنّمَا الحِميَةُ مِنَ الشيّءِ الإِقلَالُ مِنهُ
2- العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ الحُسَينِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أُورَمَةَ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَيضِ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ يَمرَضُ مِنّا المَرِيضُ فَيَأمُرُهُ المُعَالِجُونَ بِالحِميَةِ قَالَ لَا وَ لَكِنّا أَهلَ البَيتِ لَا نَتَحَمّي إِلّا مِنَ التّمرِ وَ نَتَدَاوَي بِالتّفّاحِ وَ المَاءِ البَارِدِ قَالَ قُلتُ وَ لِمَ تَحتَمُونَ مِنَ التّمرِ قَالَ لِأَنّ نبَيِّ اللّهِص حَمَي عَلِيّاً ع مِنهُ فِي مَرَضِهِ
الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَيضِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع يَمرَضُ مِنّا المَرِيضُ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ
الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن إِسحَاقَ بنِ يُوسُفَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَيضِ مِثلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ وَ قَالَ لَا يَضُرّ المَرِيضَ مَا حَمَيتُ عَنهُ الطّعَامَ
صفحه : 141
بيان ماحميت عنه أي ماحميته عنه سوي التمر ويحتمل أن يكون المراد بالحمية الإقلال منه كما في سائر الأخبار فالمراد بالحمية المنفية الترك مطلقا فعلي الأول تأكيد و علي الثاني تقييد
3- المعَاَنيِ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرِ بنِ الزّبَيرِ عَن جَعفَرِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ كَم يُحمَي المَرِيضُ فَقَالَ رِبقاً فَلَم أَدرِ كَم رِبقاً فَقَالَ عَشَرَةُ أَيّامٍ وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ أَحَدَ عَشَرَ رِبقاً وَ رِبقٌ صَبَاحٌ بِكَلَامِ الرّومِ عَنَي أَحَدَ عَشَرَ صَبَاحاً
بيان النسخ هنا مختلفة جدا ففي بعضها بالدال المهملة والباء الموحدة والقاف و في بعضها بالياء المثناة التحتانية و في بعضها بالراء المهملة ثم الباء الموحدة و في طب الأئمة بالدال ثم المثناة التحتانية ثم النون و ليس شيءمنها مستعملا بهذا المعني في لغة العرب مما وصل إلينا واللغة رومية
4- فِقهُ الرّضَا، قَالَ قَالَ العَالِمُ ع رَأسُ الحِميَةِ الرّفقُ بِالبَدَنِ
5- وَ روُيَِ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ اثنَانِ عَلِيلَانِ أَبَداً صَحِيحٌ محُتمَيِ[مُحتَمٍ] وَ عَلِيلٌ مُخَلّطٌ
6- وَ أرَويِ أَنّ أَقصَي الحِميَةِ أَربَعَةَ عَشَرَ يَوماً وَ أَنّهَا لَيسَ تَركَ أَكلِ الشيّءِ وَ لَكِنّهَا تَركُ الإِكثَارِ مِنهُ
7- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ عَنِ الحلَبَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لَا تَنفَعُ الحِميَةُ بَعدَ سَبعَةِ أَيّامِ
الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ إِلَي قَولِهِ لَا تَنفَعُ الحِميَةُ لِمَرِيضٍ
صفحه : 142
بيان حمله بعض الأطباء علي ما إذابرأ بعدالسبعة أوالأحد عشر و هوبعيد ويمكن حمله علي الحمية الشديدة أو علي تلك الأهوية والأمزجة
8- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ الحَسَنِ بنِ رَجَاءٍ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحِميَةُ أَحَدَ عَشَرَ دينا فَلَا حِميَةَ قَالَ مَعنَي قَولِهِ دينا كَلِمَةٌ رُومِيّةٌ يعَنيِ أَحَدَ عَشَرَ صَبَاحاً
9- المَكَارِمُ، عَنِ الرّضَا ع قَالَ لَو أَنّ النّاسَ قَصّرُوا فِي الطّعَامِ لَاستَقَامَت أَبدَانُهُم
10- وَ عَنِ العَالِمِ ع قَالَ الحِميَةُ رَأسُ الدّوَاءِ وَ المَعِدَةُ بَيتُ الدّاءِ وَ عَوّد بَدَناً مَا تَعَوّدَ
11- الكاَفيِ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ مُوسَي ع قَالَ لَيسَ الحِميَةُ أَن تَدَعَ الشيّءَ أَصلًا لَا تَأكُلَهُ وَ لَكِنّ الحِميَةَ أَن تَأكُلَ مِنَ الشيّءِ وَ تُخَفّفَ
12- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّا أَهلُ بَيتٍ لَا نحَميِ وَ لَا نحَتمَيِ إِلّا مِنَ التّمرِ
13- الدّعَائِمُ، عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ لَا تُكرِهُوا مَرضَاكُم عَلَي الطّعَامِ فَإِنّ اللّهَ يُطعِمُهُم وَ يَسقِيهِم
صفحه : 143
1- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَستَعِطُ بِدُهنِ الجُلجُلَانِ إِذَا وَجِعَ رَأسُهُ
بيان قال ابن بيطار الجلجلان هوالسمسم وهما صنفان أبيض وأسود
2- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن سَالِمِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الديّلمَيِّ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ قَالَ حَضَرتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ ع وَ قَد جَاءَهُ خرُاَساَنيِّ حَاجّ فَدَخَلَ عَلَيهِ وَ سَلّمَ فَسَأَلَهُ عَن شَيءٍ مِن أَمرِ الدّينِ فَجَعَلَ الصّادِقُ ع يُفَسّرُهُ ثُمّ قَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا زِلتُ شَاكِياً مُنذُ خَرَجتُ مِن منَزلِيِ مِن وَجَعِ الرّأسِ فَقَالَ لَهُ قُم مِن سَاعَتِكَ هَذِهِ فَادخُلِ الحَمّامَ فَلَا تَبتَدِئَنّ بشِيَءٍ حَتّي تَصُبّ عَلَي رَأسِكَ سَبعَةَ أَكُفّ مَاءً حَارّاً وَ سَمّ اللّهَ تَعَالَي فِي كُلّ مَرّةٍ فَإِنّكَ لَا تشَتكَيِ بَعدَ ذَلِكَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
3- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ الخَيّاطِ عَن عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع أنَيّ أَجِدُ بَرداً شَدِيداً فِي رأَسيِ حَتّي إِذَا هَبّت عَلَيهِ الرّيَاحُ كِدتُ أَن يُغشَي عَلَيّ فَكَتَبَ إلِيَّ عَلَيكَ بِسُعُوطِ العَنبَرِ وَ الزّنبَقِ بَعدَ الطّعَامِ تُعَافَي مِنهُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
صفحه : 144
بيان قال في القاموس الزنبق كجعفر دهن الياسمين وورده و قال ابن بيطار هودهن الحل المرتب بالياسمين .أقول ويظهر من كلام أكثر الأطباء أنه الزنبق الأبيض المعروف عندالعجم وقيل هوالسوسن الأبيض و هوخطأ وسيأتي تفسيره بالرازقي و قال ابن بيطار الرازقي هوالسوسن الأبيض ودهنه هودهن الرازقي ذكره أبوسهل المسيحي وذكر بعض من لاخبرة له أن الدهن الرازقي يتخذ من فقاح الكرم الرازقي وادّعي أنه دهن بذر الكتان انتهي . ولعل مرادهم بالسوسن الأبيض الزنبق الأبيض
1- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ يَجلِينَ البَصَرَ النّظَرُ إِلَي الخُضرَةِ وَ النّظَرُ إِلَي المَاءِ الجاَريِ وَ النّظَرُ إِلَي الوَجهِ الحَسَنِ
2- المَحَاسِنُ، عَنِ السيّاّريِّ عَن عَمرِو بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ صَالِحٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص السّدَابُ جَيّدٌ لِوَجَعِ الأُذُنِ
صفحه : 145
تأييد قال في القانون السداب الرطب حار يابس في الثاني واليابس حار يابس في الثالثة واليابس البريّّ حار يابس في الرابعة وعصارته المسخّنة في قشور الرمان يقطر في الأذن فينقّيها ويسكن الوجع والطنين والدوي ويقتل الدود ويطلي به قروح الرأس ويحدّ البصر خصوصا عصارته مع عصارة الرازيانج والعسل كحلا وأكلا و قديضمد به مع السويق علي ضربان العين
3- المَحَاسِنُ، عَنِ النوّفلَيِّ عَن عِيسَي بنِ عَبدِ اللّهِ الهاَشمِيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَلِيّ الراّفعِيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الكَمأَةُ مِن نَبتِ الجَنّةِ مَاؤُهُ نَافِعٌ مِن وَجَعِ العَينِ
4- وَ مِنهُ، عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع السّوَاكُ يَجلُو البَصَرَ
5- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السّوَاكُ يَذهَبُ بِالدّمعَةِ وَ يَجلُو البَصَرَ
6- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ المُحَسّنِ الميِثمَيِّ عَن زَكَرِيّا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ عَلَيكُم بِالسّوَاكِ فَإِنّهُ يَجلُو البَصَرَ
7- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] دَوَاءٌ لِوَجَعِ الأُذُنِ يُؤخَذُ كَفّ سِمسِمٍ غَيرِ مُقَشّرٍ وَ كَفّ خَردَلٍ يُدَقّ كُلّ وَاحِدٍ عَلَي حِدَةٍ ثُمّ يُخلَطَانِ جَمِيعاً وَ يُستَخرَجُ دُهنُهُمَا وَ يُجعَلُ فِي قَارُورَةٍ وَ يُختَمُ بِخَاتَمِ حَدِيدٍ فَإِذَا أَرَدتَ شَيئاً مِنهُ فَقَطّر مِنهُ فِي الأُذُنِ قَطرَتَينِ وَ سُدّهَا[شُدّهَا]بِقُطنَةٍ ثَلَاثَةَ أَيّامِ فَإِنّهَا تَبرَأُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
8- وَ مِنهُ،دَوَاءُ الأُذُنِ إِذَا ضَرَبَت عَلَيكَ يُؤخَذُ السّدَابُ وَ يُطبَخُ بِزَيتٍ وَ يَقطُرُ
صفحه : 146
فِيهَا قَطَرَاتٌ فَإِنّهُ يَسكُنُ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
بيان إذاضربت عليك أي إذاوجعت
9- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الأَجلَحِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ المُتَطَبّبِ قَالَ شَكَا رَجُلٌ مِنَ الأَولِيَاءِ إِلَي بَعضِهِم ع وَجَعَ الأُذُنِ وَ أَنّهُ يَسِيلُ مِنهُ الدّمُ وَ القَيحُ قَالَ لَهُ خُذ جُبُناً عَتِيقاً أَعتَقَ مَا تَقدِرُ عَلَيهِ فَدُقّهُ دَقّاً نَاعِماً جَيّداً ثُمّ اخلِطهُ بِلَبَنِ امرَأَةٍ وَ سَخّنهُ بِنَارٍ لَيّنَةٍ ثُمّ صُبّ مِنهُ قَطَرَاتٍ فِي الأُذُنِ التّيِ يَسِيلُ مِنهَا الدّمُ فَإِنّهَا تَبرَأُ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
10- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ بَشِيرٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الجَمّالِ رَفَعَ الحَدِيثَ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ اشتَكَت عَينُ سَلمَانَ وَ أَبِي ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُمَا قَالَ فَأَتَاهُمَا النّبِيّص عَائِداً لَهُمَا فَلَمّا نَظَرَ إِلَيهِمَا قَالَ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا لَا تَنَم عَلَي جَانِبِ الأَيسَرِ مَا دُمتَ شَاكِياً مِن عَينَيكَ وَ لَن تَقرُبَ التّمرَ حَتّي يُعَافِيَكَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
11- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الحَسَنِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع مَن أَخَذَ مِن أَظفَارِهِ كُلّ خَمِيسٍ لَم تَرمَد عَينَاهُ وَ مَن أَخَذَهَا كُلّ جُمُعَةٍ خَرَجَ مِن تَحتِ كُلّ ظُفُرٍ دَاءٌ قَالَ وَ الكُحلُ يَزِيدُ فِي ضَوءِ
صفحه : 147
البَصَرِ وَ يُنبِتُ الأَشفَارَ
12- وَ عَنهُ ع أَنّهُ كَانَ يُقَلّمُ أَظفَارَهُ كُلّ خَمِيسٍ يَبدَأُ بِالخِنصِرِ الأَيمَنِ ثُمّ يَبدَأُ بِالأَيسَرِ وَ قَالَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ كَمَن أَخَذَ أَمَاناً مِنَ الرّمَدِ
13- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ الجَارُودِ العبَديِّ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن مُيَسّرٍ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السّمَكُ يُذِيبُ شَحمَةَ العَينِ
14- وَ عَنهُ ع قَالَ قَالَ البَاقِرُ ع إِنّ هَذَا السّمَكَ لرَدَيِءٌ لِغِشَاوَةِ العَينِ وَ إِنّ هَذَا اللّحمَ الطرّيِّ يُنبِتُ اللّحمَ
15- وَ مِنهُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ بِسطَامَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُوسَي عَنِ المُطّلِبِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الخُفّ مَصَحّةٌ لِلبَصَرِ
16- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ اللّهِ وَ الحُسَينِ ابنيَ بِسطَامَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَلَفٍ عَن عُمَرَ بنِ نَوبَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ رَجُلًا شَكَا إِلَيهِ بَيَاضاً فِي عَينِهِ وَ وَجَعاً فِي ضِرسِهِ وَ رِيَاحاً فِي مَفَاصِلِهِ فَأَمَرَهُ أَن يَأخُذَ فُلفُلًا أَبيَضَ وَ دَارَ فُلفُلٍ مِن كُلّ وَاحِدٍ وَزنَ دِرهَمَينِ وَ نُشَادِراً جَيّداً صَافِياً وَزنَ دِرهَمٍ وَ اسحِقهَا كُلّهَا وَ انخُلهَا وَ اكتَحِل بِهَا فِي كُلّ عَينٍ ثَلَاثَةَ مَرَاوِدَ وَ اصبِر عَلَيهَا سَاعَةً فَإِنّهُ يَقطَعُ البَيَاضَ وَ ينُقَيّ لَحمَ العَينِ وَ يُسَكّنُ الوَجَعَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَاغسِل عَينَيكَ بِالمَاءِ البَارِدِ وَ اتبَعهُ بِالإِثمِدِ
بيان المِروَدُ المِيلُ
17-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ حَبِيبٍ عَن نَضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن ذَرِيحٍ قَالَشَكَا رَجُلٌ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع بَيَاضاً فِي عَينِهِ فَقَالَ خُذ تُوتِيَا هنِديِّ جُزءاً وَ إِقلِيمِيَاءَ الذّهَبِ جُزءاً وَ إِثمِدَ جَيّداً جُزءاً وَ ليَجعَل مَعَهَا جُزءاً مِنَ الهَلِيلَجِ الأَصفَرِ وَ جُزءاً مِن أنَدرَاَنيِّ وَ اسحَق كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَلَي حِدَةٍ بِمَاءِ
صفحه : 148
السّمَاءِ ثُمّ اجمَعهُ بَعدَ السّحقِ فَاكتَحِل بِهِ فَإِنّهُ يَقطَعُ البَيَاضَ وَ يصُفَيّ لَحمَ العَينِ وَ يُنَقّيهِ مِن كُلّ عِلّةٍ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
18- وَ مِنهُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ أُورَمَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ المُغِيرَةِ عَن بَزِيعٍ المُؤَذّنِ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ أُرِيدُ أَن أَقدَحَ عيَنيِ فَقَالَ لِي استَخِرِ اللّهَ وَ افعَل قُلتُ هُم يَزعُمُونَ أَنّهُ ينَبغَيِ لِلرّجُلِ أَن يَنَامَ عَلَي ظَهرِهِ كَذَا وَ كَذَا وَ لَا يصُلَيّ قَاعِداً فَقَالَ افعَل
19- كَشفُ الغُمّةِ، مِن كِتَابِ الحَافِظِ عَبدِ العَزِيزِ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلَ عَلَيهِ بُكَيرُ بنُ أَعيَنَ وَ هُوَ أَرمَدُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الظّرِيفُ يَرمَدُ فَقَالَ وَ كَيفَ يَصنَعُ قَالَ إِذَا غَسَلَ يَدَهُ مِنَ الغَمَرِ مَسَحَهَا عَلَي عَينِهِ قَالَ فَفَعَلتُ ذَلِكَ فَلَم أَرمَد
بيان الظريف يرمد استفهام إنكاري والظريف الكيس والظرف البراعة وذكاء القلب والحذق ذكرها الفيروزآبادي
20- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن رَجُلٍ قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ هُوَ يشَتكَيِ عَينَهُ فَقَالَ لَهُ أَينَ أَنتَ عَن هَذِهِ الأَجزَاءِ الثّلَاثَةِ الصّبِرِ وَ الكَافُورِ وَ المُرّ فَفَعَلَ الرّجُلُ ذَلِكَ فَذَهَبَ عَنهُ
الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عنه ع مرسلامثله بيان الصبر من الأدوية المشهورة للعين عندالأطباء أكلا وكحلا قال في القانون ينقي الفضول الصفراوية التي في الرأس وينفع من قروح العين وجربها
صفحه : 149
وأوجاعها و من حكة المأق ويجفف رطوبتها و قال في الكافور يقع في أدوية الرمد الحار و قال المر يملأ قروح العين ويجلو بياضها وينفع من خشونة الأجفان ويحلل المدة في العين بغير لدغ وربما حلل الماء في ابتداء نزوله إذا كان رقيقا
21- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ لَنَا فَتَاةً كَانَت تَرَي الكَوكَبَ مِثلَ الجَرّةِ قَالَ نَعَم وَ تَرَاهُ مِثلَ الحُبّ قُلتُ إِنّ بَصَرَهَا ضَعِيفٌ فَقَالَ اكحُلهَا بِالصّبِرِ وَ المُرّ وَ الكَافُورِ أَجزَاءً سَوَاءً فَكَحَلنَاهَا بِهِ فَنَفَعَهَا
بيان وتراه أي بعد ذلك إن لم تعالج أوأنها تري في الحال كذلك
22- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن دَاوُدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَيضِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ يعَنيِ أَبَا الدّوَانِيقِ فَجَاءَهُ خَرِيطَةٌ فَحَلّهَا وَ نَظَرَ فِيهَا فَأَخرَجَ مِنهَا شَيئاً فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أَ تدَريِ مَا هَذَا قُلتُ وَ مَا هُوَ قَالَ هَذَا شَيءٌ يُؤتَي بِهِ مِن خَلفِ إِفرِيقِيَةَ مِن طَنجَةَ أَو طِينَةَ شَكّ مُحَمّدٌ قُلتُ مَا هُوَ قَالَ جَبَلٌ هُنَاكَ يَقطُرُ مِنهُ فِي السّنَةِ قَطَرَاتٌ فَتَجمُدُ وَ هُوَ جَيّدٌ لِلبَيَاضِ يَكُونُ فِي العَينِ يُكتَحَلُ بِهَذَا فَيَذهَبُ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قُلتُ نَعَم أَعرِفُهُ وَ إِن شِئتَ أَخبَرتُكَ بِاسمِهِ وَ حَالِهِ قَالَ فَلَم يسَألَنيِ عَنِ اسمِهِ قَالَ وَ مَا حَالُهُ فَقُلتُ هَذَا جَبَلٌ كَانَ عَلَيهِ نبَيِّ مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ إِسرَائِيلَ هَارِباً مِن قَومِهِ يَعبُدُ اللّهَ عَلَيهِ فَعَلِمَ بِهِ قَومُهُ فَقَتَلُوهُ وَ هُوَ يبَكيِ عَلَي ذَلِكَ النّبِيّ وَ هَذِهِ القَطَرَاتُ مِن بُكَائِهِ وَ لَهُ مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ عَينٌ يَنبُعُ مِن ذَلِكَ المَاءِ بِاللّيلِ وَ النّهَارِ وَ لَا يُوصَلُ إِلَي تِلكَ العَينِ
صفحه : 150
توضيح قال الفيروزآبادي الإفريقية بلاد واسعة قبالة الأندلس و قال طنجة بلد بساحل بحر المغرب و قال الطينة بلد قرب دمياط. وأقول كأنه المعروف بالدهنج المنسوب إلي الأفرنج في بعض الكتب دهنج أنواع كثيرة الأخضر الشديد الخضرة والموسي يحد عليه و علي لون ريش الطاوس والكمد ونسبة الدهنج إلي النحاس كنسبة الزبرجد إلي الذهب و هوحجر يصفو الجو وينكدر بكدورته . و من عجيب خواصه أنه إذاسقي إنسان من محكوكه يفعل فعل السم و إن سقي شارب السم نفعه و إن لدغ إنسان فمسح الموضع به سكن وجعه ويسحق بالخل ويطلي به القوابي فإنه يذهب بها وقيل ينفع من خفقان القلب ويدخل في أدوية العين يشد أعصابها و إذاطلي بحكاكته بياض البرص أزاله و إن علق علي إنسان تغلبه قوة الباه
23- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن سُلَيمٍ مَولَي عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ أَنّهُ كَانَ يَلقَي مِن عَينَيهِ أَذًي قَالَ فَكَتَبَ إِلَيهِ أَبُو الحَسَنِ ع ابتِدَاءً مِن عِندِهِ مَا يَمنَعُكَ مِن كُحلِ أَبِي جَعفَرٍ ع جُزءُ كَافُورٍ ربَاَحيِّ وَ جُزءُ صَبِرٍ أسُقوُطريِّ يُدَقّانِ جَمِيعاً وَ يُنخَلَانِ بِحَرِيرَةٍ يُكتَحَلُ مِنهُ مِثلَ مَا يُكتَحَلُ مِنَ الإِثمِدِ الكَحلَةُ فِي الشّهرِ تَحدُرُ كُلّ دَاءٍ فِي الرّأسِ وَ تُخرِجُهُ مِنَ البَدَنِ قَالَ وَ كَانَ يَكتَحِلُ بِهِ فَمَا اشتَكَي عَينَهُ حَتّي مَاتَ
بيان قال في القاموس الرباحي جنس من الكافور وقول الجوهري الرباح دويبة يجلب منها الكافور خلف وأصلح في بعض النسخ وكتب بلد بدل
صفحه : 151
دويبة وكلاهما غلط لأن الكافور صمغ شجر يكون داخل الخشب ويتخشخش فيه إذاحرك فينشر ويستخرج و قال أسقطري جزيرة ببحر الهند علي يسار الجائي من بلاد الزنج والعامة تقول سقوطرة يجلب منها الصبر ودم الأخوين و قال الإثمد بالكسر حجر الكحل .أقول وزعم الأطباء أن الكافور أصناف قيصوري ورباحي والأزاد والأسفرك الأزرق وأجوده القيصوري ثم الرباحي الأبيض الكبار وقالوا الصبر أجوده السقوطري وقلب السين بالصاد للتعريب . قال أي ابن أبي عمير و كان يكتحل أي سليم
24- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ الصّادِقُ ع الكُحلُ عِندَ النّومِ أَمَانٌ مِنَ المَاءِ وَ قَالَ إِنّ الرّجُلَ إِذَا صَامَ زَالَت عَينَاهُ وَ بقَيَِ مَكَانُهُمَا فَإِذَا أَفطَرَ عَادَتَا إِلَي مَكَانِهِمَا
بيان لعل الغرض أن الصوم مما يضعف البصر في أثنائه لكن لايضرّ بأصل النور بل يعود عندالإفطار
25- الدّعَائِمُ، عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي أَن يحَتمَيَِ المَرِيضُ إِلّا مِنَ التّمرِ فِي الرّمَدِ فَإِنّهُ نَظَرَ إِلَي سَلمَانَ يَأكُلُ تَمراً وَ هُوَ رَمِدٌ فَقَالَ يَا سَلمَانُ أَ تَأكُلُ التّمرَ وَ أَنتَ رَمِدٌ إِن لَم يَكُن بُدّ فَكُل بِضِرسِكَ اليُمنَي إِن رَمِدتَ بِعَينِكَ اليُسرَي وَ بِضِرسِكَ اليُسرَي إِن رَمِدتَ بِعَينِكَ اليُمنَي
26- وَ عَنهُ،ص أَنّهُ نَهَي أَن يُكتَحَلَ إِلّا وَتراً وَ أَمَرَ بِالكُحلِ عِندَ النّومِ وَ أَمَرَ بِالِاكتِحَالِ بِالإِثمِدِ وَ قَالَ عَلَيكُم بِهِ فَإِنّهُ مَذهَبَةٌ لِلقَذَي مَصفَاةٌ لِلبَصَرِ
27- وَ عَن عَلِيّ ع أَنّهُ قَالَ الكَمأَةُ مِنَ المَنّ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَينِ
قَالَ زَيدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ صِفَةُ ذَلِكَ أَن يَأخُذَ كَمأَةً فَيَغسِلَهَا حَتّي يُنَقّيَهَا ثُمّ يَعصِرَهَا بِخِرقَةٍ وَ يَأخُذَ مَاءَهَا فَيَرفَعَهُ عَلَي النّارِ حَتّي يَنعَقِدَ ثُمّ يلُقيَِ فِيهِ قِيرَاطاً مِن مِسكٍ ثُمّ يَجعَلَ ذَلِكَ فِي قَارُورَةٍ وَ يَكتَحِلَ مِنهُ مِن أَوجَاعِ العَينِ كُلّهَا فَإِذَا جَفّ فَاسحَقهُ بِمَاءِ السّمَاءِ أَو غَيرِهِ ثُمّ اكتَحِل مِنهُ
صفحه : 152
28- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ زَيدِ بنِ أَسلَمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الكَمأَةُ مِنَ المَنّ وَ المَنّ مِنَ الجَنّةِ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَينِ
الكافي، عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي مثله الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عن أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن جابر الجعفي عن الباقر عن أبيه عن جده ع عن النبي ص
مثله بيان مضمون هذاالخبر مروي في روايات العامة من صحاحهم وغيرها بأسانيد
فَمِنهَا مَا رَوَوهُ عَن سَعِيدِ بنِ زَيدٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص الكَمأَةُ مِنَ المَنّ وَ مَاؤُهَا شِفَاءُ العَينِ وَ فِي بَعضِهَا الكَمأَةُ مِنَ المَنّ ألّذِي أَنزَلَ اللّهُ عَلَي بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَينِ
وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ كُنّا نَتَحَدّثُ عَلَي عَهدِ رَسُولِ اللّهِص أَنّ الكَمأَةَ جدُرَيِّ الأَرضِ فَنَمَي الحَدِيثَ إِلَي رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ الكَمأَةُ مِنَ المَنّ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَينِ وَ العَجوَةُ مِنَ الجَنّةِ وَ هُوَ شِفَاءٌ مِنَ السّمّ
و عن أبي هريرة قال أخذت ثلاثة أكماء أوخمسا أوسبعا فعصرتهن فجعلت ماءهن في قارورة كحلت به جارية لي فبرأت . و قال الجزري في قوله ص من المن أي هي مما منّ الله به علي عباده وقيل شبهها بالمن و هوالعسل الحلو ألذي ينزل من السماء عفوا بلا علاج وكذلك الكمأة لامئونة فيهاببذر و لاسقي و قال الكمأة واحدها كموء علي غيرقياس وهي من النوادر فإن القياس العكس .
صفحه : 153
و في القاموس الكموء نبات معروف والجمع أكمؤ وكمأة أوهي اسم للجمع أوهي للواحد والكموء للجمع أوهي تكون واحدة وجمعا انتهي . وقيل هو شيءأبيض مثل شحم ينبت من الأرض يقال له شحم الأرض . و قال النوري في شرح حديث أبي هريرة شبه الكمأة بالجدري و هوالحب ألذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأرض كمايظهر الجدري من باطن الجلد وأريد ذمها فمدحهاص بأنها من المن ومعناه أنها من من الله تعالي وفضله علي عباده وقيل شبهت بالمن ألذي أنزل الله تعالي علي بني إسرائيل لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة و لاعلاج و لازرع و لابذر و لاسقي و لاغيره . وقيل هي من المن ألذي أنزل الله علي بني إسرائيل حقيقة عملا بظاهر اللفظ. و قوله ص وماؤها شفاء للعين قيل هونفس الماء مجردا قيل معناه أن يخلط ماؤها بدواء يعالج به العين . وقيل إن كان لتبريد ما في العين من حرارة فماؤها مجردا شفاء و إن كان غير ذلك فمركبا مع غيره والصحيح بل الصواب أن ماءها مجردا شفاء للعين مطلقا فيعسر ماءها ويجعل في العين منه و قدرأيت أنا وغيري في زمننا من كان أعمي وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردا فشفي وعاد إليه بصره انتهي . وأقول قال الشيخ في القانون ماؤه كما هويجلو العين مرويا عن النبي ص واعترافا عن مسيح الطبيب وغيره انتهي . و قال ابن حجر قال الخطابي إنما اختصت الكمأة بهذه الفضيلة لأنها من الحلال المحض ألذي ليس في اكتسابه شبهة ويستنبط منه أن استعمال الحلال المحض يجلو البصر والعكس بالعكس . قال ابن الجوزي في المراد لكونها شفاء للعين قولان أحدهما ماؤها حقيقة
صفحه : 154
إلا أن أصحاب هذاالقول اتفقوا علي أنه لايستعمل صرفا في العين لكن اختلفوا كيف يصنع به علي رأيين .أحدهما أنه يخلط في الأدوية التي يكتحل بهاحكاه أبوعبيد قال ويصدق هذا ألذي حكاه أبوعبيد أن بعض الأطباء قالوا أكل الكمأة يجلو البصر. وثانيهما أن يؤخذ فيشق ويوضع علي الجمع حتي يغلي ماؤها ثم يؤخذ الميل فيجعل في ذلك الشق و هوفاتر فيكتحل بمائها لأن النار تلطفه وتذهب فضلاته الرديئة وتبقي النافع منه و لايجعل الميل في مائها وهي باردة يابسة فلاينجع . و قدحكي ابراهيم الجرفي عن صالح و عبد الله ابني أحمد بن حنبل أنهما اشتكت أعينهما فأخذا كمأة وعصراها واكتحلا بمائها فهاجت أعينهما ورمدا. قال ابن الجوزي وحكي شيخنا أبوبكر بن عبدالباقي أن بعض الناس عصر ماء كمأة فاكتحل به فذهبت عينه . والقول الثاني أن المراد ماؤها ألذي ينبت به فإنه أول مطر يقع في الأرض فتربي به الأكحال قال ابن التميم و هذاأضعف الوجوه . قلت وفيما ادعاه ابن الجوزي من الاتفاق علي أنها لاتستعمل صرفا نظر فحكي عياض عن بعض أهل الطب في التداوي بماء الكمأة تفصيلا و هو إن كان لتبريد ما يكون بالعين من الحرارة فتستعمل مفردة و إن كان لغير ذلك فتستعمل مركبة. وبهذا جزم ابن العربي فقال الصحيح أنه ينفع بصورته في حال وبإضافته في أخري و قدجرب ذلك فوجد صحيحا نعم جزم الخطابي بما قال ابن الجوزي فقال يربّي بهاالتوتياء وغيرها من الأكحال و لايستعمل صرفا فإن ذلك يؤذي العين .
صفحه : 155
و قال العافقي في المفردات ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذاعجن به الإثمد واكتحل به فإنه يقوي الجفن ويزيد الروح الباصرة حدة وقوة ويدفع عنها النوازل . ثم ذكر مامر من كلام النوري ثم قال وينبغي تقييد ذلك بمن عرف من نفسه قوة اعتقاد في صحة الحديث والعمل به . و قال ابن التميم اعترف فضلاء الأطباء بأن ماء الكمأة يجلو العين منهم المسيحي و ابن سينا وغيرهما و ألذي يزيل الإشكال عن هذاالاختلاف أن الكمأة وغيرها من المخلوقات خلقت في الأصل سليمة من المضار ثم عرضت لها الآفات بأمور أخري من مجاورة أوامتزاج أو غير ذلك من الأسباب التي أرادها الله تعالي فالكمأة في الأصل نافعة لمااختصت به من وصفها بأنها من الله وإنما عرضت لها المضار بالمجاورة واستعمال كل ماوردت به السنة بصدق ينتفع به من يستعمله ويدفع الله عنه الضرر لنيته والعكس بالعكس و الله أعلم
صفحه : 156
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ مِهرَانَ عَن أَحمَدَ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع أَنّهُ وَصَفَ بَخُورَ مَريَمَ لِأُمّ وَلَدٍ لَهُ وَ ذَكَرَ أَنّهُ نَافِعٌ لِكُلّ شَيءٍ مِن قِبَلِ الأَروَاحِ مِنَ المَسّ وَ الخَبَلِ وَ الجُنُونِ وَ المَصرُوعِ وَ المَأخُوذِ وَ غَيرِ ذَلِكَ نَافِعٌ مُجَرّبٌ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ تَأخُذُ لُبَاناً وَ سِندَرُوساً وَ بُزَاقَ الفَمِ وَ كُورَ سنِديِّ وَ قُشُورَ الحَنظَلِ وَ حَزَاءَ برَيّّ وَ كِبرِيتاً أَبيَضَ وَ كَسَرتَ دَاخِلَ المُقلِ وَ سُعدَ يمَاَنيِّ وَ يكثر[يُكسَرُ] فِيهِ مُرّ وَ شَعرُ قُنفُذٍ مَلتُوتٌ بِقَطِرَانٍ شاَميِّ قَدرَ ثَلَاثِ قَطَرَاتٍ يُجمَعُ ذَلِكَ كُلّهُ وَ تُصنَعُ بَخُوراً فَإِنّهُ جَيّدٌ نَافِعٌ إِن شَاءَ اللّهُ
بيان اللبان بالضم الكندر والسندروس يشابه الكهرباء و هوصمغ حار يابس في الثانية قابض يحبس الدم بالخاصية والتدخين به يجفف النواصير ويمنع النوازل وينفع من الخفقان كالكهرباء ودخانه ينفع البواسير.
صفحه : 157
و في بعض النسخ وسندا وفسر بالعود الهندي و ألذي وجدته في الكتب أن سندهان هوالعود. وبزاق الفم و في بعض النسخ وبزاق القمر فالمراد بصاق القمر. قال ابن بيطار بصاق القمر ويسمي أيضا رغوة القمر وزبد القمر و هوالحجر القمري. قال وزعم قوم أنه حجر يقال له بزاق القمر لأنه يؤخذ بالليل في زيادة القمر و قد يكون ببلاد المغرب و هوحجر أبيض له شفيف و قديحمل هذاالحجر ويسقي مايحك من به صرع و قدتلبسه النساء مكان التعويذ و قديقال إنه إذاعلق علي الشجر ولد فيهاالثمر. والكور المقل و في بعض النسخ وكوز سندي فالمراد إما الجوز الهندي أعني جوزبوا أوالنارجيل يقال له الجوز الهندي أوجوز جندم دواء معروف . وحزاء بري قال ابن بيطار الحزاة اسم لنبته جزرية الورق إلي البياض ماهي أصلها أبيض جزري الشكل إلي الطول ما هو. و قال الغافقي ورقها نحو من ورق السداب وقيل إنه سداب البر و قال الطبري شبيه بالسداب في صورته وقوته و قال ابن دريد الحزاة بقلة ورقها مثل ورق الكرفس ولها أصل كالجزر انتهي . و في بعض النسخ مرا بريا والمر صمغ معروف عندالأطباء بكثرة المنافع أكلا وطلاء وتدخينا موصوف وكذا المقل وكسرت داخل المقل أي تأخذ من وسطه . و في بعض النسخ وتكسره داخل المقل أي تكسر الكبريت أو كل واحد من المذكورات فيه و هوبعيد. و قال ابن بيطار السعد له ورق شبيه بالكراث غير أنه أطول منه وأدق وأصلب و له ساق طولها ذراع أوأكثر وأصوله كأنها زيتون منه طوال و منه
صفحه : 158
مدور متشبك بعضه ببعض سود طيب الرائحة فيهامرارة وأجود السعد منه ما كان ثقيلا كثيفا غليظا عسر الرض خشنا طيب الرائحة مع شيء من حدة انتهي . و قال بعضهم يحرق الدم ويطيب النكهة ويدمل الجراحات وينفع من عفن الأنف والفم والقلاع واسترخاء اللثة ويزيد في الحفظ ويسخن المعدة والكبد ويخرج الحصاة وينفع من البواسير والحميات العفنة. قوله ويكثر فيه مرا في بعض النسخ بالسين و في بعضها بالثاء المثلثة و هوأظهر وكأن المراد بشعر القنفذ شوكه و قال الفيروزآبادي القطران بالفتح والكسر وكظربان عصارة الأبهل . و قال بعض الأطباء هودمعة شجرة تسمي الشربين حار يابسة في الرابعة يقوي اللحم الرخوة ويحفظ جثة الميت وينفع سيما دهنه من الجرب حتي جرب ذوات الأربع والكلاب والجمل ويقتل القمل انتهي . وأقول كان في الخبر تصحيف وتحريف كثير صححناه من النسخ المتعددة وبقي بعد فيه شيء
2- تَفسِيرُ الإِمَامِ، فِي حَدِيثِ اليوُناَنيِّ ألّذِي أَتَي أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَرَأَي مِنهُ مُعجِزَاتٍ غَرِيبَةً حَتّي غشُيَِ عَلَيهِ فَقَالَ ع صُبّوا عَلَيهِ مَاءً فَصَبّوا عَلَيهِ فَأَفَاقَ
صفحه : 159
1-العُيُونُ، عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الثعّاَلبِيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ المَعرُوفِ باِلصفّواَنيِّ قَالَخَرَجَت قَافِلَةٌ مِن خُرَاسَانَ إِلَي كِرمَانَ فَقَطَعَ اللّصُوصُ عَلَيهِمُ الطّرِيقَ وَ أَخَذُوا مِنهُم رَجُلًا اتّهَمُوهُ بِكَثرَةِ المَالِ فبَقَيَِ فِي أَيدِيهِم مُدّةً يُعَذّبُونَهُ ليِفَتدَيَِ مِنهُم نَفسَهُ وَ أَقَامُوهُ فِي الثّلجِ فَشَدّوهُ وَ مَلَئُوا فَاهُ مِن ذَلِكَ الثّلجِ فَرَحِمَتهُ امرَأَةٌ مِن نِسَائِهِم فَأَطلَقَتهُ وَ هَرَبَ فَانفَسَدَ فَمُهُ وَ لِسَانُهُ حَتّي لَم يَقدِر عَلَي الكَلَامِ ثُمّ انصَرَفَ إِلَي خُرَاسَانَ وَ سَمِعَ بِخَبَرِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع وَ أَنّهُ بِنَيشَابُورَ فَرَأَي فِيمَا يَرَي النّائِمُ كَأَنّ قَائِلًا يَقُولُ لَهُ إِنّ ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَد وَرَدَ خُرَاسَانَ فَسَلهُ عَن عِلّتِكَ دَوَاءً تَنتَفِعُ بِهِ قَالَ فَرَأَيتُ كأَنَيّ قَد قَصَدتُهُ ع وَ شَكَوتُ إِلَيهِ مَا كُنتُ وَقَعتُ فِيهِ وَ أَخبَرتُهُ بعِلِتّيِ فَقَالَ لِي خُذِ الكَمّونَ وَ السّعتَرَ وَ المِلحَ وَ دُقّهُ وَ خُذ مِنهُ فِي فَمِكَ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً فَإِنّكَ تُعَافَي فَانتَبَهَ الرّجُلُ مِن مَنَامِهِ وَ لَم يُفَكّر فِيمَا كَانَ رَأَي فِي مَنَامِهِ وَ لَا اعتَدّ بِهِ حَتّي وَرَدَ بَابَ نَيسَابُورَ فَقِيلَ لَهُ إِنّ عَلِيّ بنَ مُوسَي الرّضَا ع قَدِ ارتَحَلَ مِن نَيسَابُورَ وَ هُوَ بِرِبَاطِ سَعدٍ فَوَقَعَ فِي نَفسِ الرّجُلِ أَن يَقصِدَهُ وَ يَصِفَ لَهُ أَمرَهُ لِيَصِفَ لَهُ مَا يَنتَفِعُ بِهِ مِنَ الدّوَاءِ فَقَصَدَهُ إِلَي رِبَاطِ سَعدٍ فَدَخَلَ إِلَيهِ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ كَانَ مِن أمَريِ كَيتَ وَ كَيتَ وَ قَدِ انفَسَدَ عَلَيّ فمَيِ وَ لسِاَنيِ حَتّي لَا أَقدِرُ عَلَي الكَلَامِ إِلّا بِجَهدٍ فعَلَمّنيِ دَوَاءً أَنتَفِعُ بِهِ فَقَالَ ع أَ لَم أُعَلّمكَ اذهَب فَاستَعمِل مَا وَصَفتُهُ فِي مَنَامِكَ فَقَالَ لَهُ الرّجُلُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِن رَأَيتَ أَن تُعِيدَهُ عَلَيّ فَقَالَ ع خُذ مِنَ الكَمّونِ وَ السّعتَرِ وَ المِلحِ
صفحه : 160
فَدُقّهُ وَ خُذ مِنهُ فِي فَمِكَ مَرّتَينِ أَو ثَلَاثاً فَإِنّكَ سَتُعَافَي قَالَ الرّجُلُ فَاستَعمَلتُ مَا وَصَفَهُ لِي فَعُوفِيتُ قَالَ أَبُو حَامِدٍ أَحمَدُ الثعّاَلبِيِّ سَمِعتُ الصفّواَنيِّ يَقُولُ رَأَيتُ هَذَا الرّجُلَ وَ سَمِعتُ مِنهُ هَذِهِ الحِكَايَةَ
توصيف في القانون الكمون منه كرماني و منه فارسي و منه شامي و منه نبطي والكرماني أسود اللون والفارسي أصفر اللون والفارسي أقوي من الشامي والنبطي هوالموجود في سائر المواضع و من الجميع بري وبستاني والبري أشد حراقة و من البري صنف يشبه بزره بزر السوسن حار في الثانية يابس في الثالثة يطرد الرياح ويحلل فيه تقطيع وتجفيف و فيه قبض يدمل الجراحات خصوصا البري ألذي يشبه بزره بزر السوسن إذاحشيت به الجراحات . و قال السعتر حار يابس في الثالثة محلل مفش ملطف يمضغ فيسكن وجع السن . و قال الملح حار يابس في الثانية أكال للحوم الزائدة ويشد اللثة المسترخية خصوصا الأندراني و هو ألذي كالبلور
2- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن ذَرّ عَلَي أَوّلِ لُقمَةٍ مِن طَعَامِهِ المِلحَ ذَهَبَ عَنهُ بِنَمَشِ الوَجهِ
بيان في القاموس النمش محركة نقط بيض وسود تقع في الجلد تخالف لونه
3-الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ عُمَرَ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ
صفحه : 161
قَالَ مَنِ استَنجَي بِالسّعدِ بَعدَ الغَائِطِ وَ غَسَلَ بِهِ فَمَهُ بَعدَ الطّعَامِ لَم تُصِبهُ عِلّةٌ فِي فَمِهِ وَ لَا يَخَافُ شَيئاً مِن أَريَاحِ البَوَاسِيرِ
4- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي البِلَادِ قَالَ أخَذَنَيِ العَبّاسُ بنُ مُوسَي فَأَمَرَ فَوُجِئَ فمَيِ فَتَزَعزَعَت أسَناَنيِ فَلَا أَقدِرُ أَن أَمضَغَ الطّعَامَ فَرَأَيتُ أَبِي فِي المَنَامِ وَ مَعَهُ شَيخٌ لَا أَعرِفُهُ فَقَالَ أَبِي سَلّم عَلَيهِ فَقُلتُ يَا أَبَه مَن هَذَا فَقَالَ هَذَا أَبُو شَيبَةَ الخرُاَساَنيِّ قَالَ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَقَالَ لِي مَا لِي أَرَاكَ هَكَذَا قَالَ فَقُلتُ إِنّ الفَاسِقَ عَبّاسَ بنَ مُوسَي أَمَرَ بيِ فَوُجِئَ فمَيِ فَتَزَعزَعَت أسَناَنيِ فَقَالَ لِي شُدّهَا بِالسّعدِ فَأَصبَحتُ فَتَمَضمَضتُ بِالسّعدِ فَسَكَنَت أسَناَنيِ
بيان في القاموس وجأه باليد والسكين كوضعه ضربه و قال الزعزعة تحريك الريح الشجرة ونحوها أو كل تحريك شديد
5- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدٍ عَن أَحمَدَ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع فِي الحِجرِ وَ هُوَ قَاعِدٌ وَ مَعَهُ عِدّةٌ مِن أَهلِ بَيتِهِ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ ضَرَبَت عَلَيّ أسَناَنيِ فَأَخَذتُ السّعدَ فَدَلَكتُ بِهِ أسَناَنيِ فنَفَعَنَيِ ذَلِكَ وَ سَكَنَت عنَيّ
6-العِلَلُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسبَاطٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ القَطّانِ عَن أَبِي الطّيّبِ أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عِيسَي بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِّ عَن عُمَرَ بنِ عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِمَدِينَةِ النّبِيّص قَالَمَرّ أخَيِ عِيسَي ع بِمَدِينَةٍ وَ إِذَا وُجُوهُهُم صُفرٌ وَ عُيُونُهُم زُرقٌ فَصَاحُوا إِلَيهِ وَ شَكَوا مَا بِهِم مِنَ العِلَلِ فَقَالَ لَهُم أَنتُم دَوَاؤُهُ مَعَكُم أَنتُم إِذَا أَكَلتُمُ اللّحمَ طَبَختُمُوهُ
صفحه : 162
غَيرَ مَغسُولٍ وَ لَيسَ يَخرُجُ شَيءٌ مِنَ الدّنيَا إِلّا بِجَنَابَةٍ فَغَسَلُوا بَعدَ ذَلِكَ لُحُومَهُم فَذَهَبَت أَمرَاضُهُم وَ قَالَ مَرّ أخَيِ عِيسَي بِمَدِينَةٍ وَ إِذَا أَهلُهَا أَسنَانُهُم مُنتَثِرَةٌ وَ وُجُوهُهُم مُنتَفِخَةٌ فَشَكَوا إِلَيهِ فَقَالَ أَنتُم إِذَا نِمتُم تُطبِقُونَ أَفوَاهَكُم فتَغَليِ الرّيحُ فِي الصّدُورِ حَتّي تَبلُغَ إِلَي الفَمِ فَلَا يَكُونُ لَهَا مَخرَجٌ فَتَرجِعُ إِلَي أُصُولِ الأَسنَانِ فَيَفسُدُ الوَجهُ فَإِذَا نِمتُم فَافتَحُوا شِفَاهَكُم وَ صَيّرُوهُ لَكُم خُلُقاً فَفَعَلُوا فَذَهَبَ ذَلِكَ عَنهُم
7- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ]روُيَِ عَن أَبِي الحَسَنِ الماَضيِ ع قَالَ ضَرَبَت عَلَيّ أسَناَنيِ فَجَعَلتُ عَلَيهَا السّعدَ وَ قَالَ خَلّ الخَمرِ يَشُدّ اللّثَةَ وَ قَالَ تَأخُذُ حَنظَلَةً وَ تُقَشّرُهَا وَ تَستَخرِجُ دُهنَهَا فَإِن كَانَ الضّرسُ مَأكُولًا مُتَحَفّراً تَقطُرُ فِيهِ قَطرَتَينِ مِنَ الدّهنِ وَ اجعَل مِنهُ فِي قُطنَةٍ وَ اجعَلهَا فِي أُذُنِكَ التّيِ تلَيِ الضّرسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَإِنّهُ يَحسِمُ ذَلِكَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
بيان في القانون السعد أصل نبات يشبه الكراث والزرع أيضا إلا أنه أدقّ وأطول في أكثر البلدان إلا أن الجيد منه هوالكوفي ينفع من عفن الأنف والفم والقلاع واسترخاء اللثة انتهي . وقيل المراد بخل الخمر هو ماجعل بالعلاج خلا أو كل خل كان أصله خمرا إن أمكن الاستحالة خلا بدون الاستحالة خمرا كمايدعي ذلك كثيرا قال في القاموس الخل ماحمض من عصير العنب وغيره وأجوده خل الخمر مركب من جوهرين حار وبارد نافع للمعدة واللثة والقروح الخبيثة والحكة ونهش الهوام وأكل الأفيون وحرق النار وأوجاع الأسنان وبخار حارة للاستسقاء وعسر السمع والدوي والطنين انتهي . والظاهر أن المراد بخل الخمر خل خمر العنب فإن الخمر تطلق غالبا
صفحه : 163
عليها و قال صاحب بحر الجواهر خل الخمر هو أن يعصر الخمر ويصفي ويجعل علي كل عشرة أرطال من مائة رطل من خل العنب جيد ويجعل في خزف مقير في الشمس انتهي . و هذامعني غريب وإعمال الحنظل سيأتي مفصلا وكأنه سقط منه شيء
8- الكاَفيِ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ الكوُفيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ عَن حَمزَةَ بنِ الطّيّارِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ فرَآَنيِ أَتَأَوّهُ فَقَالَ مَا لَكَ قُلتُ ضرِسيِ فَقَالَ احتَجِم فَاحتَجَمتُ فَسَكَنَ فَأَعلَمتُهُ فَقَالَ لِي مَا تَدَاوَي النّاسُ بشِيَءٍ خَيرٍ مِن مَصّةِ دَمٍ أَو مُزعَةِ عَسَلٍ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ مَا المُزعَةُ عَسَلٍ قَالَ لَعقَةُ عَسَلٍ
بيان المذكور في كتب الرجال هو أن حمزة بن الطيار مات في حياة الصادق ع وترحم عليه فروايته عن أبي الحسن الأول ع لعلها كانت في حياة والده ع . و قال الجوهري المزعة بالضم والكسر قطعة لحم يقال ما عليه مزعة لحم و ما في الإناء مزعة من الماء أي جرعة
9-الكاَفيِ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ جَعفَرٍ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع يَقُولُدَوَاءُ الضّرسِ تَأخُذُ حَنظَلَةً فَتُقَشّرُهَا ثُمّ تَستَخرِجُ دُهنَهَا فَإِن كَانَ الضّرسُ مَأكُولًا مُنحَفِراً تُقَطّرُ فِيهِ قَطَرَاتٍ وَ تَجعَلُ مِنهُ فِي قُطنٍ شَيئاً وَ تَجعَلُ فِي جَوفِ الضّرسِ وَ يَنَامُ صَاحِبُهُ مُستَلقِياً يَأخُذُهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَإِن كَانَ الضّرسُ لَا أَكَلَ فِيهِ وَ كَانَت رِيحاً قَطّر فِي الأُذُنِ التّيِ تلَيِ ذَلِكَ الضّرسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ كُلّ لَيلَةٍ قَطرَتَينِ أَو ثَلَاثَ قَطَرَاتٍ يَبرَأُ بِإِذنِ اللّهِ قَالَ وَ سَمِعتُهُ يَقُولُ لِوَجَعِ الفَمِ وَ الدّمِ ألّذِي يَخرُجُ مِنَ الأَسنَانِ وَ الضّرَبَانِ
صفحه : 164
وَ الحُمرَةِ التّيِ تَقَعُ فِي الفَمِ يَأخُذُ حَنظَلَةً رَطبَةً قَدِ اصفَرّت فَيَجعَلُ عَلَيهَا قَالَباً مِن طِينٍ ثُمّ يَثقُبُ رَأسَهَا وَ يُدخِلُ سِكّيناً جَوفَهَا فَيَحُكّ جَوَانِبَهَا بِرِفقٍ ثُمّ يَصُبّ عَلَيهَا خَلّ خَمرٍ حَامِضاً شَدِيدَ الحُمُوضَةِ ثُمّ يَضَعُهَا عَلَي النّارِ فَيُغلِيهَا غَلَيَاناً شَدِيداً ثُمّ يَأخُذُ صَاحِبُهُ كُلّ مَا احتَمَلَ ظُفُرُهُ فَيَدلُكُ بِهِ فِيهِ وَ يَتَمَضمَضُ بِخَلّ وَ إِن أَحَبّ أَن يُحَوّلَ مَا فِي الحَنظَلَةِ فِي زُجَاجَةٍ أَو بَستُوقَةٍ فَعَلَ وَ كُلّمَا فنَيَِ خَلّهُ أَعَادَ مَكَانَهُ وَ كُلّمَا عَتَقَ كَانَ خَيراً لَهُ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
بيان ثم يستخرج دهنها دهنها معروف يخرج بوضعها في الشمس ونحو ذلك قوله ع منحفرا أي حدثت فيه حفرة و قال الجوهري تقول في أسنانه حفر و قدحفرت تحفر حفرا إذافسدت أصولها قوله فيجعل عليها قالبا من طين أي يطلي جميعها بالطين لئلا تفسدها النار إذاوضعت عليها و لايخرج منها شيء إذاحصل فيه خرق أوثقبة. و في القانون الحنظل المختار منه هوالأبيض الشديد البياض اللين وينبغي أن لايجتني ما لم تأخذ في الصفرة و لم ينسلخ الخضرة بتمامها و إلافهو ضار رديء حار في الثالثة يابس نافع لأوجاع العصب والمفاصل وعرق النسا والنقرس البارد ينقي الدماغ ويطبخ أصله مع الخل ويتمضمض به لوجع الأسنان أويقور ويرمي بما فيه ويطبخ الخل فيه في رماد حار و إذاطبخ في الزيت كان ذلك الزيت قطورا نافعا من الدويّ في الأذن ويسهّل قلع الأسنان
صفحه : 165
1- العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الشّاهِ عَن أَبِي بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ النيّساَبوُريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا ع وَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ الخوُزيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مَروَانَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الهرَوَيِّ عَنهُ ع وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الأشُناَنيِّ العَدلِ عَن عَلِيّ بنِ مَهرَوَيهِ القزَويِنيِّ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ كُلُوا خَلّ الخَمرِ فَإِنّهُ يَقتُلُ الدّيدَانَ فِي البَطنِ
2- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كُلُوا التّمرَ عَلَي الرّيقِ فَإِنّهُ يَقتُلُ الدّيدَانَ فِي البَطنِ قَالَ الصّدُوقُ يعَنيِ بِذَلِكَ كُلّ التّمُورِ إِلّا البرَنيِّ فَإِنّ أَكلَهُ عَلَي الرّيقِ يُورِثُ الفَالِجَ
صحيفة الرضا، عنه ع مثل الخبرين
3- المَحَاسِنُ، عَن أَبِي القَاسِمِ وَ يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ مَعاً عَن زِيَادِ بنِ مَروَانَ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مَن أَكَلَ سَبعَ تَمَرَاتٍ عَجوَةٍ عِندَ مَضجَعِهِ قَتَلنَ الدّودَ فِي بَطنِهِ
صفحه : 166
4- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن فَضَالَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمِ بنِ يَزِيدَ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَن أَكَلَ سَبعَ تَمَرَاتٍ عَجوَةٍ عِندَ مَضجَعِهِ قَتَلنَ الدّودَ فِي بَطنِهِ
5- وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ اسقِهِ خَلّ الخَمرِ فَإِنّ خَلّ الخَمرِ يَقتُلُ دَوَابّ البَطنِ
6- وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ كُلِ العَجوَةَ فَإِنّ تَمرَةَ العَجوَةِ تُمِيتُهَا وَ ليَكُن عَلَي الرّيقِ
1-الخَرَائِجُ،رَوَوا أَنّ تِسعَةَ إِخوَةٍ أَو عَشَرَةً فِي حيَّ مِن أَحيَاءِ العَرَبِ كَانَت لَهُم أُختٌ وَاحِدَةٌ فَقَالُوا لَهَا كُلّ مَا يَرزُقُنَا اللّهُ نَطرَحُهُ بَينَ يَدَيكِ فَلَا ترَغبَيِ فِي التّزوِيجِ فَحَمِيّتُنَا لَا تَحمِلُ ذَلِكِ فَوَافَقَتهُم فِي ذَلِكَ وَ رَضِيَت بِهِ وَ قَعَدَت فِي خِدمَتِهِم وَ هُم يُكرِمُونَهَا فَحَاضَت يَوماً فَلَمّا طَهُرَت أَرَادَتِ الِاغتِسَالَ وَ خَرَجَت إِلَي عَينِ مَاءٍ كَانَت بِقُربِ حَيّهِم فَخَرَجَت مِنَ المَاءِ عَلَقَةٌ فَدَخَلَت فِي جَوفِهَا وَ قَد جَلَسَت فِي المَاءِ فَمَضَت عَلَيهَا الأَيّامُ وَ العَلَقَةُ تَكبُرُ حَتّي عَلَت بَطنُهَا وَ ظَنّ الإِخوَةُ أَنّهَا حُبلَي وَ قَد خَانَت فَأَرَادُوا قَتلَهَا فَقَالَ بَعضُهُم نَرفَعُ أَمرَهَا إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع فَإِنّهُ يَتَوَلّي ذَلِكَ فَأَخرَجُوهَا إِلَي حَضرَتِهِ وَ قَالُوا فِيهَا مَا ظَنّوا بِهَا وَ استَحضَرَ عَلِيّ ع طَستاً مَملُوّاً
صفحه : 167
بِالحَمأَةِ وَ أَمَرَهَا أَن تَقعُدَ عَلَيهِ فَلَمّا أَحَسّتِ العَلَقَةُ رَائِحَةَ الحَمأَةِ نَزَلَت مِن جَوفِهَا الخَبَرَ
2- وَ أَقُولُ قَد رَوَي جَمّ غَفِيرٌ مِن عُلَمَائِنَا مِنهُم شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ وَ مِنَ المُخَالِفِينَ مِنهُم أَسعَدُ بنُ اِبرَاهِيمَ الأرَدبَيِليِّ الماَلكِيِّ بِأَسَانِيدِهِم عَن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ وَ زَيدِ بنِ أَرقَمَ قَالَاكُنّا بَينَ يدَيَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ إِذَا بِزَعقَةٍ عَظِيمَةٍ وَ كَانَ عَلَي دَكّةِ القَضَاءِ فَقَالَ يَا عَمّارُ ائتِ بِمَن عَلَي البَابِ فَخَرَجتُ وَ إِذَا عَلَي البَابِ امرَأَةٌ فِي قُبّةٍ عَلَي جَمَلٍ وَ هيَِ تشَتكَيِ وَ تَصِيحُ يَا غِيَاثَ المُستَغِيثِينَ إِلَيكَ تَوَجّهتُ وَ بِوَلِيّكَ تَوَسّلتُ فَبَيّض وجَهيِ وَ فَرّج عنَيّ كرُبتَيِ قَالَ عَمّارٌ وَ حَولَهَا أَلفُ فَارِسٍ بِسُيُوفٍ مَسلُولَةٍ وَ قَومٌ لَهَا وَ قَومٌ عَلَيهَا فَقُلتُ أَجِيبُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَنَزَلَتِ المَرأَةُ وَ دَخَلَ القَومُ مَعَهَا المَسجِدَ وَ اجتَمَعَ أَهلُ الكُوفَةِ فَقَامَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ سلَوُنيِ مَا بَدَا لَكُم يَا أَهلَ الشّامِ فَنَهَضَ مِن بَينِهِم شَيخٌ وَ قَالَ يَا موَلاَيَ هَذِهِ الجَارِيَةُ ابنتَيِ قَد خَطَبَهَا مُلُوكُ العَرَبِ وَ قَد نَكَسَت رأَسيِ بَينَ عشَيِرتَيِ لِأَنّهَا عَاتِقٌ حَامِلٌ فَاكشِف هَذِهِ الغُمّةَ فَقَالَ ع مَا تَقُولِينَ يَا جَارِيَةُ قَالَت يَا موَلاَيَ أَمّا قَولُهُ إنِيّ عَاتِقٌ صَدَقَ وَ أَمّا قَولُهُ إنِيّ حَامِلٌ فَوَ حَقّكَ يَا موَلاَيَ مَا عَلِمتُ مِن نفَسيِ خِيَانَةً قَطّ فَصَعِدَ ع المِنبَرَ وَ قَالَ عَلَيّ بِدَايَةِ الكُوفَةِ فَجَاءَتِ امرَأَةٌ تُسَمّي لَبنَاءَ وَ هيَِ قَابِلَةُ نِسَاءِ أَهلِ الكُوفَةِ فَقَالَ لَهَا اضربِيِ بَينَكِ وَ بَينَ النّاسِ حِجَاباً وَ انظرُيِ هَذِهِ الجَارِيَةَ عَاتِقٌ حَامِلٌ أَم لَا فَفَعَلَت مَا أَمَرَ ع بِهِ
صفحه : 168
ثُمّ خَرَجَت وَ قَالَت نَعَم يَا موَلاَيَ هيَِ عَاتِقٌ حَامِلٌ فَقَالَ ع مَن مِنكُم يَقدِرُ عَلَي قِطعَةِ ثَلجٍ فِي هَذِهِ السّاعَةِ قَالَ أَبُو الجَارِيَةِ الثّلجُ فِي بِلَادِنَا كَثِيرٌ وَ لَكِن لَا نَقدِرُ عَلَيهَا هَاهُنَا قَالَ عَمّارٌ فَمَدّ يَدَهُ مِن أَعلَي مِنبَرِ الكُوفَةِ وَ رَدّهَا وَ إِذَا فِيهَا قِطعَةٌ مِنَ الثّلجِ يَقطُرُ المَاءُ مِنهَا ثُمّ قَالَ يَا دَايَةُ خذُيِ هَذِهِ القِطعَةَ مِنَ الثّلجِ وَ اخرجُيِ بِالجَارِيَةِ مِنَ المَسجِدِ وَ اتركُيِ تَحتَهَا طَستاً وَ ضعَيِ هَذِهِ القِطعَةَ مِمّا يلَيِ الفَرجَ فَسَتَرَي عَلَقَةً وَزنُهَا سَبعُمِائَةٍ وَ خَمسُونَ دِرهَماً فَفَعَلَت وَ رَجَعَت بِالجَارِيَةِ وَ العَلَقَةِ إِلَيهِ ع وَ كَانَت كَمَا قَالَ ع ثُمّ قَالَ ع لأِبَيِ الجَارِيَةِ خُذِ ابنَتَكَ فَوَ اللّهِ مَا زَنَت وَ لَكِن دَخَلَتِ المَوضِعَ ألّذِي فِيهِ المَاءُ فَدَخَلَت هَذِهِ العَلَقَةُ وَ هيَِ بِنتُ عَشرِ سِنِينَ وَ كَبُرَت إِلَي الآنِ فِي بَطنِهَا وَ الرّوَايَاتُ طَوِيلَةٌ مُختَلِفَةُ الأَلفَاظِ اقتَصَرنَا مِنهَا عَلَي مَوضِعِ الِاتّفَاقِ وَ الحَاجَةِ وَ الرّوَايَتَانِ تَدُلّانِ عَلَي أَنّ العَلَقَ إِذَا دَخَلَ شَيئاً مِن مَنَافِذِ البَدَنِ يُمكِنُ إِخرَاجُهَا بِإِدنَاءِ الحَمأَةِ وَ الثّلجِ إِلَي المَوضِعِ ألّذِي هيَِ فِيهِ
صفحه : 169
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن عَبدِ اللّهِ وَ الحُسَينِ ابنيَ بِسطَامَ قَالَا أَملَي عَلَينَا أَحمَدُ بنُ رِيَاحٍ المُتَطَبّبُ هَذِهِ الأَدوِيَةَ وَ ذَكَرَ أَنّهُ عَرَضَهَا عَلَي الإِمَامِ فَرَضِيَهَا فِي وَجَعِ الخَاصِرَةِ قَالَ تَأخُذُ أَربَعَةَ مَثَاقِيلِ فُلفُلٍ وَ مِثلُهُ زَنجَبِيلٌ وَ مِثلُهُ دَارُ فُلفُلٍ وَ بربخ [بِرَنجٌ] وَ بَسبَاسَةٌ وَ داَرچُيِنيِّ مِن كُلّ وَاحِدٍ مِقدَاراً وَاحِداً يعَنيِ أَربَعَةَ مَثَاقِيلَ وَ مِنَ الزّبدِ الصاّفيِ الجَيّدِ خَمسَةً وَ أَربَعِينَ مِثقَالًا وَ مِنَ السّكّرِ الأَبيَضِ سِتّةً وَ أَربَعِينَ مِثقَالًا يُدَقّ وَ يُنخَلُ بِخِرقَةٍ أَو بِمُنخُلِ شَعرٍ صَفِيقٍ ثُمّ يُعجَنُ بِزِنَةِ جَمِيعِهِ مَرّتَينِ بِعَسَلِ مَنزُوعِ الرّغوَةِ فَمَن شَرِبَهُ لِلخَاصِرَةِ فَليَشرَب وَزنَ ثَلَاثَةِ مَثَاقِيلَ وَ مَن شَرِبَهُ للِمشَيِّ فَليَشرَب وَزنَ سَبعَةِ مَثَاقِيلَ أَو ثَمَانِيَةَ مَثَاقِيلَ بِمَاءٍ فَاتِرٍ فَإِنّهُ يُخرِجُ كُلّ دَاءٍ بِإِذنِ اللّهِ وَ لَا يُحتَاجُ مَعَ هَذَا الدّوَاءِ إِلَي غَيرِهِ فَإِنّهُ يُجزِيهِ وَ يُغنِيهِ عَن سَائِرِ الأَدوِيَةِ وَ إِذَا شَرِبَهُ للِمشَيِّ وَ انقَطَعَ مَشِيّهُ فَليَشرَب بِعَسَلٍ فَإِنّهُ جَيّدٌ مُجَرّبٌ
بيان في القاموس البربخ كهرقل دواء معروف يسهل البلغم قوله للمشيّ أي للإسهال
2- الكاَفيِ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ قَالَ اشتَكَي غُلَامٌ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَسَأَلَ عَنهُ فَقِيلَ إِنّ بِهِ طُحَالًا فَقَالَ أَطعِمُوهُ الكُرّاثَ ثَلَاثَةَ أَيّامِ فَأَطعَمُوهُ إِيّاهُ فَقَعَدَ الدّمُ ثُمّ برَِئَ[بَرَأَ]
صفحه : 170
بيان في القاموس فقعد الدم أي سكن وكأن طحاله كان من طغيان الدم فقد يكون منه نادرا وأنهم ظنوا أنه الطحال فأخطئوا أوالمعني انفصل عنه الدم عندالبراز قال في النهاية فيه نهي أن يقعد علي القبر قيل أراد القعود لقضاء الحاجة من الحدث
3- المَكَارِمُ، قَالَ الصّادِقُ ع اشرَبُوا الكَاشِمَ لِوَجَعِ الخَاصِرَةِ
4- القَصَصُ،بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّدُوقِ بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ سَأَلَ أَبِي أَبَا عَبدِ اللّهِ ع هَل كَانَ عِيسَي يُصِيبُهُ مَا يُصِيبُ وَلَدَ آدَمَ قَالَ نَعَم وَ لَقَد كَانَ يُصِيبُهُ وَجَعُ الكِبَارِ فِي صِغَرِهِ وَ يُصِيبُهُ وَجَعُ الصّغَارِ فِي كِبَرِهِ وَ يُصِيبُهُ المَرَضُ وَ كَانَ إِذَا مَسّهُ وَجَعُ الخَاصِرَةِ فِي صِغَرِهِ وَ هُوَ مِن عِلَلِ الكِبَارِ قَالَ لِأُمّهِ ابغيِ لِي عَسَلًا وَ شُونِيزاً وَ زَيتاً فتَعَجنِيِ بِهِ ثُمّ ائتنِيِ بِهِ فَأَتَتهُ بِهِ فَأَكرَهَهُ[فَكَرِهَهُ]فَتَقُولُ لِمَ تَكرَهُهُ وَ قَد طَلَبتَهُ فَقَالَ هَاتِيهِ نَعَتّهُ بِعِلمِ النّبُوّةِ وَ أَكرَهتُهُ لِجَزَعِ الصّبَا وَ يَشَمّ الدّوَاءَ ثُمّ يَشرَبُهُ بَعدَ ذَلِكَ
5- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ صَالِحٍ الخثَعمَيِّ قَالَ شَكَوتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَجَعَ الخَاصِرَةِ فَقَالَ عَلَيكَ بِمَا يَسقُطُ مِنَ الخِوَانِ فَكُلهُ فَفَعَلتُ ذَلِكَ فَذَهَبَ عنَيّ قَالَ اِبرَاهِيمُ قَد كُنتُ أَجِدُ فِي الجَانِبِ الأَيمَنِ وَ الأَيسَرِ فَأَخَذتُ ذَلِكَ فَانتَفَعتُ بِهِ
6- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ عَنِ ابنِ الحُرّ قَالَ شَكَا رَجُلٌ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مَا يَلقَي مِن وَجَعِ الخَاصِرَةِ فَقَالَ مَا يَمنَعُكَ مِن أَكلِ مَا يَقَعُ مِنَ الخِوَانِ
صفحه : 171
7- وَ مِنهُ، عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُلُوا الكُمّثرَي فَإِنّهُ يَجلُو القَلبَ وَ يُسَكّنُ أَوجَاعَ الجَوفِ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
8- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ البرُسيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الأرَمنَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص اشرَبُوا الكَاشِمَ فَإِنّهُ جَيّدٌ لِوَجَعِ الخَاصِرَةِ
9- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ يَزِيدَ عَنِ الصّحّافِ الكوُفيِّ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَنِ الصّادِقِ عَنِ البَاقِرِ ع قَالَ شَكَا إِلَيهِ رَجُلٌ مِن أَولِيَائِهِ وَجَعَ الطّحَالِ وَ قَد عَالَجَهُ بِكُلّ عِلَاجٍ وَ أَنّهُ يَزدَادُ كُلّ يَومٍ شَرّاً حَتّي أَشرَفَ عَلَي الهَلَكَةِ فَقَالَ اشتَرِ بِقِطعَةِ فِضّةٍ كُرّاثاً وَ اقلِهِ قَلياً جَيّداً بِسَمنٍ عرَبَيِّ وَ أَطعِم مَن بِهِ هَذَا الوَجَعُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فَإِنّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ برَِئَ[بَرَأَ] إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
صفحه : 172
1- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ سِنَانٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أصَاَبنَيِ بَطَنٌ فَذَهَبَ لحَميِ وَ ضَعُفتُ عَلَيهِ ضَعفاً شَدِيداً فأَلُقيَِ فِي روُعيِ أَن آخُذَ الأَرُزّ فَأَغسِلَهُ ثُمّ أَقلِيَهُ وَ أَطحَنَهُ ثُمّ أَجعَلَهُ حَسًا فَنَبَتَ عَلَيّ لحَميِ وَ قوَيَِ عَلَيهِ عظَميِ فَلَا يَزَالُ أَهلُ المَدِينَةِ يَأتُونَ فَيَقُولُونَ يَا بَا عَبدِ اللّهِ مَتّعنَا بِمَا كَانَ يَبعَثُ العِرَاقِيّونَ إِلَيكَ فَبَعَثتُ إِلَيهِم مِنهُ
بيان البطن محركة داء البطن وقلاه أنضجه في المقلي وحسا المرق شربه شيئا بعد شيءكتحساه واحتساه واسم مايتحسي الحسية والحسا ذكره الفيروزآبادي و قال الجوهري الحسوّ علي فعول طعام معروف وكذلك الحساء بالفتح والمد
2- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ النّضرِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ بِهِ بَطَنٌ ذَرِيعٌ فَانصَرَفتُ مِن عِندِهِ عَشِيّةً وَ أَنَا مِن أَشفَقِ النّاسِ عَلَيهِ فَأَتَيتُهُ مِنَ الغَدِ فَوَجَدتُهُ قَد سَكَنَ مَا بِهِ فَقُلتُ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ قَد فَارَقتُكَ عَشِيّةَ أَمسِ وَ بِكَ مِنَ العِلّةِ مَا بِكَ فَقَالَ إنِيّ أَمَرتُ بشِيَءٍ مِنَ الأَرُزّ فَغُسِلَ وَ جُفّفَ وَ دُقّ ثُمّ استَفَفتُهُ فَاشتَدّ بطَنيِ
صفحه : 173
بيان الذريع السريع
3- المَحَاسِنُ، عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن خَالِدِ بنِ نَجِيحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَجَعَ بطَنيِ فَقَالَ لِي أَحَدٌ خُذِ الأَرُزّ فَاغسِلهُ ثُمّ جَفّفهُ فِي الظّلّ ثُمّ رُضّهُ وَ خُذ مِنهُ رَاحَةً كُلّ غَدَاةٍ وَ زَادَ فِيهِ إِسحَاقُ الجرَيِريِّ تَقلِيهِ قَلِيلًا
بيان رَوَاهُ فِي الكاَفيِ عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن عُثمَانَ عَنِ ابنِ نَجِيحٍ قَالَ شَكَوتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَجَعَ بطَنيِ فَقَالَ لِي خُذِ الأَرُزّ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ وَ زَادَ فِيهِ إِسحَاقُ الجرَيِريِّ تَقلِيهِ قَلِيلًا وَزنَ أُوقِيّةٍ وَ اشرَبهُ
بيان الرضّ الدقّ أوالدق غيرالناعم و في الصحاح الأوقية في الحديث أربعون درهما وكذلك كان فيما مضي فأما اليوم فيما يتعارفه الناس ويقدر عليه الأطباء فالأوقية عندهم عشرة دراهم وخمسة أسباع درهم
4- المَحَاسِنُ، عَنِ ابنِ سُلَيمَانَ الحَذّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَيضِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ إِنّ ابنتَيِ قَد ذَبَلَت وَ بِهَا البَطَنُ فَقَالَ مَا يَمنَعُكَ مِنَ الأَرُزّ بِالشّحمِ خُذ حِجَاراً أَربَعاً أَو خَمساً وَ اطرَحهَا تَحتَ النّارِ وَ اجعَلِ الأَرُزّ فِي القِدرِ وَ اطبُخهُ حَتّي يُدرِكَ وَ خُذ شَحمَ كُلًي طَرِيّاً فَإِذَا بَلَغَ الأَرُزّ فَاطرَحِ الشّحمَ فِي قَصعَةٍ مَعَ الحِجَارَةِ وَ كُبّ عَلَيهَا قَصعَةً أُخرَي ثُمّ حَرّكهَا تَحرِيكاً شَدِيداً وَ اضبِطهَا كيَ لَا يَخرُجَ بُخَارُهُ فَإِذَا ذَابَ الشّحمُ فَاجعَلهُ فِي الأَرُزّ ثُمّ تَحَسّاهُ
بيان قال في بحر الجواهر في منافع الأرز إذاصنع في دقيقه حسو رقيق وبولغ في طبخه مع شحم كلي ماعز نفع من السجج و هومجرّب
صفحه : 174
5- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرِضتُ مَرَضاً شَدِيداً فأَصَاَبنَيِ بَطَنٌ فَذَهَبَ جسِميِ فَأَمَرتُ بِأَرُزّ فقَلُيَِ ثُمّ جَعَلتُهُ سَوِيقاً فَكُنتُ آخُذُهُ فَرَجَعَ إلِيَّ جسِميِ
6- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن بَشِيرِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ الأنَصاَريِّ عَنِ الوَشّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ فُضَيلٍ عَنِ الثمّاَليِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ البَاقِرِ ع أَنّ رَجُلًا شَكَا إِلَيهِ الزّحِيرَ فَقَالَ لَهُ خُذ مِنَ الطّينِ الأرَمنَيِّ وَ اقلِهِ بِنَارٍ لَيّنَةٍ وَ استَفّ مِنهُ فَإِنّهُ يَسكُنُ عَنكَ
7- وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ فِي الزّحِيرِ تَأخُذُ جُزءاً مِن خَربَقٍ أَبيَضَ وَ جُزءاً مِن بِزرِ قَطُونَا وَ جُزءاً مِن صَمغٍ عرَبَيِّ وَ جُزءاً مِنَ الطّينِ الأرَمنَيِّ يُقلَي بِنَارٍ لَيّنَةٍ وَ يُستَفّ مِنهُ
بيان يدل علي جواز التداوي بالطين الأرمني والمشهور تحريمه إلا عندالضرورة وانحصار الدواء فيه فإن المشهور حينئذ الجواز بل قيل بالوجوب وقيل بالمنع من التداوي بالحرام مطلقا والمسألة لاتخلو من إشكال
8- وَ رَوَي الشّيخُ فِي المِصبَاحِ، عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّّ عَن بَعضِ أَصحَابِهِ قَالَ سُئِلَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع عَنِ الطّينِ الأرَمنَيِّ يُؤخَذُ لِلكَسِيرِ أَ يَحِلّ أَخذُهُ قَالَ لَا بَأسَ بِهِ أَمَا إِنّهُ مِن طِينِ قَبرِ ذيِ القَرنَينِ وَ طِينُ قَبرِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ ع خَيرٌ مِنهُ
صفحه : 175
وَ رَوَاهُ الطبّرسِيِّ ره فِي المَكَارِمِ مُرسَلًا عَنهُ ع وَ فِيهِ يُؤخَذُ لِلكَسِيرِ وَ المَبطُونِ
9- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحَدِهِم ع لِوَجَعِ المَعِدَةِ وَ بُرُودَتِهَا وَ ضَعفِهَا قَالَ يُؤخَذُ خِيَارَشَنبَرٌ مِقدَارَ رِطلٍ فَيُنَقّي ثُمّ يُدَقّ وَ يُنقَعُ فِي رِطلٍ مِن مَاءٍ يَوماً وَ لَيلَةً ثُمّ يُصَفّي وَ يُطرَحُ ثُفلُهُ وَ يُجعَلُ مَعَ صَفوِهِ رِطلٌ مِن عَسَلٍ وَ رِطلَانِ مِن أَفشُرَجِ السّفَرجَلِ وَ أَربَعُونَ مِثقَالًا مِن دُهنِ الوَردِ ثُمّ يُطبَخُ بِنَارٍ لَيّنَةٍ حَتّي يُثخَنَ ثُمّ يُنزَلُ القِدرُ عَنِ النّارِ وَ يُترَكُ حَتّي يَبرُدَ فَإِذَا بَرَدَ جُعِلَ فِيهِ الفُلفُلُ وَ دَارُ فُلفُلٍ وَ قِرفَةُ القَرَنفُلِ وَ قَرَنفُلٌ وَ قَاقُلّةٌ وَ زَنجَبِيلٌ وَ داَرچُيِنيِّ وَ جَوزَبَوّا مِن كُلّ وَاحِدٍ ثَلَاثُ مَثَاقِيلَ مَدقُوقٌ مَنخُولٌ فَإِذَا جُعِلَ فِيهِ هَذِهِ الأَخلَاطُ عُجِنَ بَعضُهَا بِبَعضٍ وَ جُعِلَ فِي جَرّةٍ خَضرَاءَ الشّربَةُ مِنهُ وَزنُ مِثقَالَينِ عَلَي الرّيقِ مَرّةً وَاحِدَةً فَإِنّهُ يُسَخّنُ المَعِدَةَ وَ يَهضِمُ الطّعَامَ وَ يُخرِجُ الرّيَاحَ مِنَ المَفَاصِلِ كُلّهَا بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
10-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن إِسمَاعِيلَ بنِ القَاسِمِ المُتَطَبّبِ الكوُفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ بنِ الفَيضِ قَالَكُنتُ عِندَ الصّادِقِ ع فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الشّيعَةِ فَقَالَ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ ابنتَيِ ذَابَت وَ نَحَلَ جِسمُهَا وَ طَالَ سُقمُهَا وَ بِهَا بَطَنٌ ذَرِيعٌ فَقَالَ الصّادِقُ ع وَ مَا يَمنَعُكَ مِن هَذَا الأَرُزّ بِالشّحمِ المُبَارَكِ إِنّمَا حَرّمَ اللّهُ الشّحُومَ عَلَي بنَيِ إِسرَائِيلَ لِعِظَمِ بَرَكَتِهَا أَن تَطعَمَهَا حَتّي يَمسَحَ اللّهُ مَا بِهَا لَعَلّكَ تَتَوَهّمُ أَن تُخَالِفَ لِكَثرَةِ مَا عَالَجتَ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ كَيفَ أَصنَعُ بِهِ قَالَ خُذ أَحجَاراً أَربَعَةً فَاجعَلهَا تَحتَ النّارِ وَ اجعَلِ الأَرُزّ فِي القِدرِ وَ اطبُخهُ حَتّي يُدرِكَ ثُمّ خُذ شَحمَ كُليَتَينِ
صفحه : 176
طَرِيّاً وَ اجعَلهُ فِي قَصعَةٍ فَإِذَا بَلَغَ الأَرُزّ وَ نَضَجَ فَخُذِ الأَحجَارَ الأَربَعَةَ فَأَلقِهَا فِي القَصعَةِ التّيِ فِيهَا الشّحمُ وَ كُبّ عَلَيهَا قَصعَةً أُخرَي ثُمّ حَرّكهَا تَحرِيكاً شَدِيداً وَ لَا يَخرُجَنّ بُخَارُهُ فَإِذَا ذَابَ الشّحمُ فَاجعَلهُ فِي الأَرُزّ لِتَحَسّاهُ لَا حَارّاً وَ لَا بَارِداً فَإِنّهَا تُعَافَي بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَقَالَ الرّجُلُ المُعَالِجُ وَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا أَكَلتُهُ إِلّا مَرّةً وَاحِدَةً حَتّي عُوفِيتُ
11- وَ مِنهُ عَن يُوسُفَ بنِ يَعقُوبَ الزعّفرَاَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ كُنتُ أَخدُمُهُ فِي وَجَعِهِ ألّذِي كَانَ فِيهِ وَ هُوَ الزّحِيرُ وَيحَكَ يَا يُونُسُ أَ عَلِمتَ أنَيّ أُلهِمتُ فِي مرَضَيِ أَكلَ الأَرُزّ فَأَمَرتُ بِهِ فَغُسِلَ ثُمّ جُفّفَ ثُمّ قلُيَِ ثُمّ رُضّ فَطُبِخَ فَأَكَلتُهُ بِالشّحمِ فَأَذهَبَ اللّهُ بِذَلِكَ الوَجَعَ عنَيّ
12- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ]أَيّوبَ بنِ عُمَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن كَامِلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الجعُفيِّ قَالَ شَكَا رَجُلٌ إِلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع مَغصاً كَادَ يَقتُلُهُ وَ سَأَلَهُ أَن يَدعُوَ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَهُ فَقَد أَعيَاهُ كَثرَةُ مَا يُتّخَذُ لَهُ مِنَ الأَدوِيَةِ وَ لَيسَ يَنفَعُهُ ذَلِكَ بَل يَزدَادُ غَلَبَةً وَ شِدّةً قَالَ فَتَبَسّمَ ع وَ قَالَ وَيحَكَ إِنّ دُعَاءَنَا مِنَ اللّهِ بِمَكَانٍ وَ إنِيّ أَسأَلُ اللّهَ أَن يُخَفّفَ عَنكَ بِحَولِهِ وَ قُوّتِهِ فَإِذَا اشتَدّ بِكَ الأَمرُ وَ التَوَيتَ مِنهُ فَخُذ جَوزَةً وَ اطرَحهَا عَلَي النّارِ حَتّي تَعلَمَ أَنّهَا قَدِ اشتَوَي مَا فِي جَوفِهَا وَ غَيّرَتهُ النّارُ قَشّرهَا وَ كُلهَا فَإِنّهَا تُسَكّنُ مِن سَاعَتِهَا قَالَ فَوَ اللّهِ مَا فَعَلتُ ذَلِكَ إِلّا مَرّةً وَاحِدَةً فَسَكَنَ عنَيّ المَغصُ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 177
بيان في القاموس المغص ويحرّك وجع في البطن
13- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ مُحَارِبٍ عَن صَفوَانَ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ شَكَا ذَرِيحٌ المحُاَربِيِّ قَرَاقِرَ فِي بَطنِهِ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ أَ تُوجِعُكَ قَالَ نَعَم قَالَ مَا يَمنَعُكَ مِنَ الحَبّةِ السّودَاءِ وَ العَسَلِ لَهَا
14- العيَاّشيِّ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ بنِ القَدّاحِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لِي وَجَعٌ فِي بطَنيِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع لَكَ زَوجَةٌ قَالَ نَعَم قَالَ استَوهِب مِنهَا طَيّبَةً بِهِ نَفسُهَا مِن مَالِهَا ثُمّ اشتَرِ بِهِ عَسَلًا ثُمّ اسكُب عَلَيهِ مِن مَاءِ السّمَاءِ ثُمّ اشرَبهُ فإَنِيّ أَسمَعُ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِوَ نَزّلنا مِنَ السّماءِ ماءً مُبارَكاً وَ قَالَيَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ وَ قَالَ تَعَالَيفَإِن طِبنَ لَكُم عَن شَيءٍ مِنهُ نَفساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاًشُفِيتَ إِن شَاءَ اللّهُ قَالَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فشَفُيَِ
15- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ سَأَلتُ أَبَا جَعفَرٍ ع وَ شَكَوتُ إِلَيهِ ضَعفَ معَدِتَيِ فَقَالَ اشرَبِ الحَزَاءَةَ بِالمَاءِ البَارِدِ فَفَعَلتُ فَوَجَدتُ مِنهُ مَا أُحِبّ
صفحه : 178
بيان الحزاءة نبت بالبادية يشبه الكرفس إلا أنه أعرض ورقا ويسمي بالفارسية بيوزا
16- الكاَفيِ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن حُمرَانَ قَالَ كَانَ بأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع وَجَعُ البَطنِ فَأَمَرَ أَن يُطبَخَ لَهُ الأَرُزّ وَ يُجعَلَ عَلَيهِ السّمّاقُ فَأَكَلَهُ فَبَرَأَ
17- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ قَالَ مَرِضتُ بِالمَدِينَةِ وَ أُطلِقَ بطَنيِ فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع وَ أمَرَنَيِ أَن آخُذَ سَوِيقَ الجَاوَرسِ وَ أَشرَبَهُ بِمَاءِ الكَمّونِ فَفَعَلتُ فَأَمسَكَ بطَنيِ وَ عُوفِيتُ
بيان قال ابن بيطار قال الرازي الجاورس والدخن والذرة فإنها عاقلة للطبيعة مجفّفة للبدن ولذلك ينتفع بهاحيث يراد عقل الطبيعة و قال ديسقوريدس هوأقلّ غذاء من سائر الحبوب التي يعمل منها الخبز و إذاعمل منه خبز عقل البطن وأدرّ البول و إذاقلي وكمّد به حارّا نفع من المغص وغيره من الأوجاع انتهي . وأقول لعل ضمّ الكمون لدفع غائلة الجاورس وثقله ولتقويته للمعدة وتحليله للنفخ مع أنه قدذكر بعض الأطباء أن الجاورس قديليّن ويدفع ذلك ببعض الأبازير
18-الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ عَن حُمرَانَ
صفحه : 179
قَالَ كَانَ بأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع وَجَعُ البَطنِ فَأَمَرَ أَن يُطبَخَ لَهُ الأَرُزّ وَ يُجعَلَ عَلَيهِ السّمّاقُ فَأَكَلَهُ فَبَرَأَ
أقول سيأتي مايناسب الباب في باب الأرز
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَحمَدَ بنِ بِشَارَةَ قَالَ حَجَجتُ فَأَتَيتُ المَدِينَةَ فَدَخَلتُ مَسجِدَ الرّسُولِ فَإِذَا أَبُو اِبرَاهِيمَ جَالِسٌ فِي جَانِبِ البِئرِ فَدَنَوتُ فَقَبّلتُ رَأسَهُ وَ يَدَيهِ وَ سَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيّ السّلَامَ وَ قَالَ كَيفَ أَنتَ مِن عِلّتِكَ قُلتُ شَاكِياً بَعدُ وَ كَانَ بيَِ السّلّ فَقَالَ خُذ هَذَا الدّوَاءَ بِالمَدِينَةِ قَبلَ أَن تَخرُجَ إِلَي مَكّةَ فَإِنّكَ تُوَافِيهَا وَ قَد عُوفِيتَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَأَخرَجتُ الدّوَاةَ وَ الكَاغَذَ وَ أَملَي عَلَينَا يُؤخَذُ سُنبُلٌ وَ قَاقُلّةٌ وَ زَعفَرَانٌ وَ عَاقِرقِرحَا وَ بَنجٌ وَ خَربَقٌ وَ فُلفُلٌ أَبيَضُ أَجزَاءً بِالسّوِيّةِ وَ إِبرِفيُونٌ جُزءَينِ يُدَقّ وَ يُنخَلُ بِحَرِيرَةٍ وَ يُعجَنُ بِعَسَلٍ مَنزُوعِ الرّغوَةِ وَ يُسقَي صَاحِبُ السّلّ مِنهُ مِثلَ الحِمّصَةِ بِمَاءٍ مُسَخّنٍ عِندَ النّومِ وَ إِنّكَ لَا تَشرَبُ ذَلِكَ إِلّا ثَلَاثَ لَيَالٍ حَتّي تُعَافَي مِنهُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَفَعَلتُ فَدَفَعَ عنَيّ فَعُوفِيتُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
بيان المراد بالبنج بزره أوورقه قبل أن يعمل ويصير مسكرا و قديقال إنه نوع آخر غير مايعمل منه المسكر قال ابن بيطار في جامعه بنج هوالسيكران بالعربية قال ديسقوريدس له قضبان غلاظ وورق عراض صالحة الطول مشقّقة
صفحه : 180
الأطراف إلي السواد عليها زغب و علي القضبان ثمر شبيه بالجلنار في شكله متفرق في طول القضبان واحد بعدواحد كل واحد منها مطبق بشيء شبيه بالترس و هذاالثمر ملئان بزر شبيه ببزر الخشخاش و هوثلاثة أصناف . منه ما له دهن لونه إلي لون الفرفير وورق شبيه بورق النبات ألذي يقال له عين اللوبيا وورق أسود وزهره شبيه بالجلنار مشوك و منه ما له زهر لونه شبيه بلون التفّاح وورقه وزهره ألين من ورق وحمل الصنف الأول وبزر لونه إلي الحمرة شبيه ببزر النبات ألذي يقال له أروسمين و هوالتوذري وهذان الصنفان يجنّنان ويسبّتان وهما رديئان لامنفعة فيهما في أعمال الطبّ. و أماالصنف الثالث فإنه ينتفع به في أعمال الطبّ و هوألينها قوة وأسلسها و هوألين في المجس و فيه رطوبة تدبق باليد و عليه شيءفيما بين الغبار والزغب و له زهر أبيض وبزر أبيض وينبت في القرب من البحر و في الخرابات فإن لم يحضر هذاالصنف فليستعمل بدله الصنف ألذي بزره أحمر. و أماالصنف ألذي بزره أسود فينبغي أن يرفض لأنه شرّها و قديدق الثمر مع الورق والقضبان كلها رطبة وتخرج عصارتها وتجفف في الشمس وإنما تستعمل نحو من سنة فقط لسرعة العفونة إليها و قديؤخذ البزر علي حدته و هويابس يدق ويرش عليه ماء حار في الدق وتخرج عصارته وعصارة هذاالنبات هي أجود من صمغه وأشد تسكينا للوجع و قديدق هذاالنبات ويخلط بدقيق الحنطة وتعمل منه أقراص وتخزن قال و إذاأكل البنج أسبت وخلط الفكر مثل الشوكران من الطلا.
صفحه : 181
و قال الرازي يعرض لمن شرب البنج سكر شديد واسترخاء الأعضاء وزبد يخرج من الفم وحمرة في العين . و قال عيسي بن علي من شرب من بزر البنج الأسود درهمين قتله ويعرض لشاربه ذهاب العقل وبرد البدن كله وصفرة اللون وجفاف اللسان وظلمة في العين وضيق نفس شديد وشبيه بالجنون وامتناع الكلام . و قال جالينوس أماالبنج ألذي بزره أسود فهو يحرك جنونا أوسباتا و ألذي بزره أيضا أحمر حمرة معتدلة هوقريب من هذا في القوة ولذلك ينبغي للإنسان أن يتوقاهما جميعا ويحذرهما ويجانبهما مجانبة من لاينتفع به و أماالبنج الأبيض البزر والزهرة فهو أنفع الأشياء في علاج الطب وكأنه في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد انتهي . وأبرفيون معرب فربيون ويقال له فرفيون قالوا هوصمغ المازربون حارّ يابس في الرابعة وقيل يابس في الثالثة الشربة منه قيراط إلي دانق يخرج البلغم من الوركين والظهر والأمعاء ويفيد عرق النّسَا والقولنج
2-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ السّلَامِ قَالَدَخَلتُ مَعَ جَمَاعَةٍ مِن أَهلِ خُرَاسَانَ عَلَي الرّضَا ع فَسَلّمنَا عَلَيهِ فَرَدّ وَ سَأَلَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُم حَاجَةً فَقَضَاهَا ثُمّ نَظَرَ إلِيَّ فَقَالَ لِي وَ أَنتَ تَسأَلُ حَاجَتَكَ فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ أَشكُو إِلَيكَ السّعَالَ الشّدِيدَ فَقَالَ أَ حَدِيثٌ أَم عَتِيقٌ قُلتُ كِلَاهُمَا قَالَ خُذ فُلفُلًا أَبيَضَ جُزءاً وَ إِبرِفيُونَ جُزءَينِ وَ خَربَقاً أَبيَضَ جُزءاً وَاحِداً وَ مِنَ السّنبُلِ جُزءاً وَ مِنَ القَاقُلّةِ جُزءاً وَاحِداً وَ مِنَ الزّعفَرَانِ جُزءاً وَ مِنَ البَنجِ جُزءاً وَ يُنخَلُ بِحَرِيرَةٍ وَ يُعجَنُ بِعَسَلٍ مَنزُوعِ الرّغوَةِ مِثلَ وَزنِهِ وَ تُتّخَذُ
صفحه : 182
لِلسّعَالِ العَتِيقِ وَ الحَدِيثِ مِنهُ حَبّةٌ وَاحِدَةٌ بِمَاءِ الرّازِيَانَجِ عِندَ المَنَامِ وَ ليَكُنِ المَاءُ فَاتِراً لَا بَارِداً فَإِنّهُ يَقلَعُهُ مِن أَصلِهِ
3- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ قَالَ شَكَا رَجُلٌ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع السّعَالَ وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ لَهُ خُذ فِي رَاحَتِكَ شَيئاً مِن كَاشِمٍ وَ مِثلَهُ مِن سُكّرٍ فَاستَفّهُ يَوماً أَو يَومَينِ قَالَ ابنُ أُذَينَةَ فَلَقِيتُ الرّجُلَ بَعدَ ذَلِكَ فَقَالَ مَا فَعَلتُهُ إِلّا مَرّةً حَتّي ذَهَبَ
بيان الكاشم الأنجدان الرومي ذكره الفيروزآبادي و قال الأطباء إنه حارّ يابس في الثالثة وكأنه كان سعاله بلغميّا باردا مع أنه يمكن أن يكون ليبسه يمنع انصباب الأخلاط إلي الرئة و قال في القانون ينفع من الدّبيلات الباطنة
4- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ الكلِاَبيِّ البصَريِّ عَن عُمَرَ بنِ عُثمَانَ البَزّازِ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَنِ الحلَبَيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا وَجَدنَا لِوَجَعِ الحَلقِ مِثلَ حَسوِ اللّبَنِ
5- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّهُ يصُيِبنُيِ رَبوٌ شَدِيدٌ إِذَا مَشَيتُ حَتّي لَرُبّمَا جَلَستُ فِي مَسَافَةِ مَا بَينَ داَريِ وَ دَارِكَ فِي مَوضِعَينِ فَقَالَ يَا مُفَضّلُ اشرَب لَهُ أَبوَالَ اللّقَاحِ قَالَ فَشَرِبتُ ذَلِكَ فَمَسَحَ اللّهُ داَئيِ
بيان قال الجوهري الربو النفس العالي و قال اللقاح بالكسر الإبل بأعيانها الواحدة لقوح وهي الحلوب
صفحه : 183
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن سَعِيدِ بنِ مَنصُورٍ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي المزُنَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ أَبِي يَحيَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ شَكَوتُ إِلَيهِ الزّكَامَ فَقَالَ صُنعٌ مِن صُنعِ اللّهِ وَ جُندٌ مِن جُندِ اللّهِ بَعَثَهُ اللّهُ إِلَي عِلّةٍ فِي بَدَنِكَ لِيَقلَعَهَا فَإِذَا قَلَعَهَا فَعَلَيكَ بِوَزنِ دَانِقِ شُونِيزٍ وَ نِصفِ دَانِقِ كُندُسٍ يُدَقّ وَ يُنفَخُ فِي الأَنفِ فَإِنّهُ يَذهَبُ بِالزّكَامِ وَ إِن أَمكَنَكَ أَن لَا تُعَالِجَهُ بشِيَءٍ فَافعَل فَإِنّ فِيهِ مَنَافِعَ كَثِيرَةً
بيان الكندس بالفارسية بالشين المعجمة قال في القاموس الكندس عروق نبات داخله أصفر وخارجه أسود مقيئ ومسهل جلاء للبهق و إذاسحق ونفخ في الأنف عطس وأنار البصر الكليل وأزال العشا انتهي . و قال ابن البيطار شجرته فيما يقال شبيهة بالكنكر و قال بذيغورس خاصيته قطع البلغم والمرة السوداء الغليظة ويحلل الرياح من الخياشيم . و قال حبيش بن الحسن في الحرارة من أول الدرجة الرابعة و في اليبوسة من آخر الدرجة الثالثة هودواء شديد الحرارة وشربه خطر عظيم . و قال ماسرجويه الكندس حديد الطعم و إذاسحق ونفخ في الأنف هيج العطاس و إذاشرب منه مقدار ماينبغي قيأ الإنسان جدا. و قال الكندي كان أبونصر لايبصر القمر و لاالكوكب بالليل فاستعط بمثل عدسة كندس بدهن بنفسج فرأي الكوكب بعض الرؤية في أول ليلة و في الثالثة برئ تاما وجرّبه غيره فكان كذلك و هوجيد للعشا جدا
2-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن عَلِيّ بنِ الخَلِيلِ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ حَسّانَ عَن حَمّادٍ عَن
صفحه : 184
حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لِمُؤَدّبِ أَولَادِهِ إِذَا أُزكِمَ أَحَدٌ مِن أوَلاَديِ أعَلمِنيِ فَكَانَ المُؤَدّبُ يُعلِمُهُ فَلَا يَرُدّ عَلَيهِ شَيئاً فَيَقُولُ المُؤَدّبُ أمَرَتنَيِ أَن أُعلِمَكَ بِهَذَا فَقَد أَعلَمتُكَ فَلَم تَرُدّ عَلَيّ شَيئاً قَالَ إِنّهُ لَيسَ مِن أَحَدٍ إِلّا وَ بِهِ عِرقٌ مِنَ الجُذَامِ فَإِذَا هَاجَ دَفَعَهُ اللّهُ بِالزّكَامِ
3- المَكَارِمُ،روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ الزّكَامُ جُندٌ مِن جُنُودِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَبعَثُهُ عَلَي الدّاءِ فَيُنزِلُهُ إِنزَالًا
4- وَ روُيَِ فِي الزّكَامِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ تَأخُذُ دُهنَ بَنَفسَجٍ فِي قُطنَةٍ فَاحتَمِلهُ فِي سِفلَتِكَ عِندَ مَنَامِكَ فَإِنّهُ نَافِعٌ لِلزّكَامِ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
5- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الزّكَامُ جُندٌ مِن جُنُودِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يَبعَثُهُ عَلَي الدّاءِ فَيُزِيلُهُ
6- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُوسَي بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن أَحَدٍ مِن وُلدِ آدَمَ إِلّا وَ فِيهِ عِرقَانِ عِرقٌ فِي رَأسِهِ يُهَيّجُ الجُذَامَ وَ عِرقٌ فِي بَدَنِهِ يُهَيّجُ البَرَصَ فَإِذَا هَاجَ العِرقُ ألّذِي فِي الرّأسِ سَلّطَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِ الزّكَامَ حَتّي يَسِيلَ مَا فِيهِ مِنَ الدّاءِ وَ إِذَا هَاجَ العِرقُ ألّذِي فِي الجَسَدِ سَلّطَ اللّهُ عَلَيهِ الدّمَامِيلَ حَتّي يَسِيلَ مَا فِيهِ مِنَ الدّاءِ فَإِذَا رَأَي أَحَدُكُم بِهِ زُكَاماً وَ دَمَامِيلَ فَليَحمَدِ اللّهَ جَلّ وَ عَزّ عَلَي العَافِيَةِ وَ قَالَ الزّكَامُ فُضُولٌ فِي الرّأسِ
7-دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ النّبِيّص مَا مِن إِنسَانٍ إِلّا وَ فِي رَأسِهِ عِرقٌ
صفحه : 185
مِن جُذَامٍ فَيَبعَثُ اللّهُ عَلَيهِ الزّكَامَ فَيُذِيبُهُ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُم فَليَدَعهُ وَ لَا يُدَاوِيهِ حَتّي يَكُونَ اللّهُ يُدَاوِيهِ
8- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ وَ النوّفلَيِّ وَ غَيرِهِمَا يَرفَعُونَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص لَا يَتَدَاوَي مِنَ الزّكَامِ وَ يَقُولُ مَا مِن أَحَدٍ إِلّا وَ بِهِ عِرقٌ مِنَ الجُذَامِ فَإِذَا أَصَابَهُ الزّكَامُ قَمَعَهُ
9- الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ الهمَدَاَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن غِيَاثِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ لَا تَكرَهُوا أَربَعَةً فَإِنّهَا لِأَربَعَةٍ الزّكَامَ فَإِنّهُ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ وَ لَا تَكرَهُوا الدّمَامِيلَ فَإِنّهَا أَمَانٌ مِنَ البَرَصِ وَ لَا تَكرَهُوا الرّمَدَ فَإِنّهُ أَمَانٌ مِنَ العَمَي وَ لَا تَكرَهُوا السّعَالَ فَإِنّهُ أَمَانٌ مِنَ الفَالِجِ
أقول قال في النهاية فيه الحزاءة تشربها أكايس النساء للطشّة هي داء يصيب الناس كالزكام سميت طشّة لأنه إذااستنثر صاحبها طش كمايطش المطر و هوالضعيف القليل منه
صفحه : 186
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن جَعفَرِ بنِ جَابِرٍ الطاّئيِّ عَن مُوسَي بنِ عُمَرَ بنِ يَزِيدَ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ كَتَبَ جَابِرُ بنُ حَيّانَ الصوّفيِّ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ منَعَتَنيِ رِيحٌ شَابِكَةٌ شَبَكَت بَينَ قرَنيِ إِلَي قدَمَيِ فَادعُ اللّهَ لِي فَدَعَا لَهُ وَ كَتَبَ إِلَيهِ عَلَيكَ بِسَعُوطِ العَنبَرِ وَ الزّنبَقِ عَلَي الرّيقِ تُعَافَي مِنهَا إِن شَاءَ اللّهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَكَأَنّمَا نَشِطَ مِن عِقَالٍ
2- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ رِيَاحٍ قَالَ حَدّثَنَا الصّبّاحُ بنُ مُحَارِبٍ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي جَعفَرٍ ابنِ الرّضَا ع فَذُكِرَ أَنّ شَبِيبَ بنَ جَابِرٍ ضَرَبَتهُ الرّيحُ الخَبِيثَةُ فَمَالَت بِوَجهِهِ وَ عَينِهِ فَقَالَ يُؤخَذُ لَهُ القَرَنفُلُ خَمسَةَ مَثَاقِيلَ فَيُصَيّرُ فِي قِنّينَةٍ يَابِسَةٍ وَ يُضَمّ رَأسُهَا ضَمّاً شَدِيداً ثُمّ تُطَيّنُ وَ تُوضَعُ فِي الشّمسِ قَدرَ يَومٍ فِي الصّيفِ وَ فِي الشّتَاءِ قَدرَ يَومَينِ ثُمّ يُخرِجُهُ فَيَسحَقُهُ سَحقاً نَاعِماً ثُمّ يُدِيفُهُ بِمَاءِ المَطَرِ حَتّي يَصِيرَ بِمَنزِلَةِ الخَلُوقِ ثُمّ يسَتلَقيِ عَلَي قَفَاهُ وَ يطَليِ ذَلِكَ القَرَنفُلَ المَسحُوقَ عَلَي الشّقّ المَائِلِ وَ لَا يَزَالُ مُستَلقِياً حَتّي يَجُفّ القَرَنفُلُ فَإِنّهُ إِذَا جَفّ رَفَعَ اللّهُ عَنهُ وَ عَادَ إِلَي أَحسَنِ عَادَاتِهِ
صفحه : 187
بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ فَابتَدَرَ إِلَيهِ أَصحَابُنَا فَبَشّرُوهُ بِذَلِكَ فَعَالَجَهُ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ فَعَادَ إِلَي أَحسَنِ مَا كَانَ بِعَونِ اللّهِ تَعَالَي
بيان في القاموس القنينة كسكّينة إناء زجاج للشراب
3- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ الأَوّلَ ع يَقُولُ مِنَ الرّيحِ الشّابِكَةِ وَ الحَامِ وَ الإِبرِدَةِ فِي المَفَاصِلِ تَأخُذُ كَفّ حُلبَةٍ وَ كَفّ تِينٍ يَابِسٍ تَغمُرُهُمَا بِالمَاءِ وَ تَطبُخُهُمَا فِي قِدرٍ نَظِيفَةٍ ثُمّ تصُفَيّ ثُمّ تُبَرّدُ ثُمّ تَشرَبُهُ يَوماً وَ تَغِبّ يَوماً حَتّي تَشرَبَ تَمَامَ أَيّامِكَ قَدرَ قَدَحٍ روُميِّ
توضيح كأن المراد بالشابكة الريح التي تحدث فيما بين الجلد واللحم فتشبك بينهما أوالريح التي تحدث في الظهر وأمثاله شبيهة بالقولنج فلايقدر الإنسان أن يتحرك والحام لم نعرف له معني وكأنه بالخاء المعجمة أي البلغم الخام ألذي لم ينضج أوالمراد الريح اللازمة من حام الطير علي الشيء أي دوم والإبردة قال الفيروزآبادي هي برد في الجوف و قال في النهاية بكسر الهمزة والراء علة معروفة من غلبة البرد والرطوبة يفتر عن الجماع . و في القانون الحلبة حار في آخر الأولي يابس في الأولي و لاتخلو عن رطوبة غريبة منضجة مليّنة يحلل الأورام البلغمية والصلبة ويلين الدبيلات وينضجها ويصفي الصوت ويلين الصدر والحلق ويسكن السعال والربو خصوصا إذاطبخ بعسل أوتمر أوتين والأجود أن يجمع مع تمر لجيم [لحيم ] ويؤخذ عصيرهما فيخلط بعسل كثير ويثخن علي الجمر تثخينا معتدلا ويتناول قبل الطعام بمدة طويلة وطبيخها بالخل ينفع ضعف المعدة وطبيخها بالماء جيد للزحير والإسهال
صفحه : 188
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ العلَوَيِّ عَن فَضَالَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن أَبِيهِ قَالَ شَكَا عَمرٌو الأَفرَقُ إِلَي البَاقِرِ ع تَقطِيرَ البَولِ فَقَالَ خُذِ الحَرمَلَ وَ اغسِلهُ بِالمَاءِ البَارِدِ سِتّ مَرّاتٍ وَ بِالمَاءِ الحَارّ مَرّةً وَاحِدَةً ثُمّ يُجَفّفُ فِي الظّلّ ثُمّ يُلَتّ بِدُهنِ حَلّ خَالِصٍ ثُمّ يُستَفّ عَلَي الرّيقِ سَفّاً فَإِنّهُ يَقطَعُ التّقطِيرَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
بيان قال ابن بيطار الحرمل أبيض وأحمر فالأبيض هوالحرمل العربي ويسمي باليونانية مولي والأحمر هوالحرمل العاميّ ويسمي بالفارسية الإسفند قال جالينوس قوته لطيفة حارة في الدرجة الثالثة ولذلك صار يقطع الأخلاط اللزجة ويخرجها بالبول و قال مسيح الدمشقي يخرج حب القرع من البطن وينفع من القولنج وعرق النسا ووجع الورك إذانطل بمائه ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج ويحلّل الرياح العارضة في الأمعاء و قال الرازي يدرّ الطمث والبول . و قال حبيش يقيء ويسكر مثل مايسكر الخمر أوقريبا من ذلك يؤخذ من حبّه خمسة عشر درهما فيغسل بالماء العذب مرارا ثم يجفف ويدقّ في الهاون
صفحه : 189
وينخل بمنخل ضيّق ويصبّ عليه من الماء المغليّ أربع أواقي ويساط في الهاون بعود ويصفي بخرقة ضيقة ويرمي بثفله ثم يصبّ علي ذلك الماء من العسل ثلاث أواقي و من دهن الحل أوقيتان ويستعمل فإنه يقيئ قيئا كثيرا. و قال غيره إذااستف منه زنة مثقال ونصف غيرمسحوق اثنتي عشرة ليلة شفي عرق النسا مجرب انتهي . والحلّ دهن السمسم
2- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ الخَضِرِ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الخرَاَزيِنيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَحَدِهِم ع فَسَلّمتُ عَلَيهِ وَ سَأَلتُهُ أَن يَدعُوَ اللّهَ لِأَخٍ لِيَ ابتلُيَِ بِالحَصَاةِ لَا يَنَامُ فَقَالَ لِيَ ارجِع فَخُذ لَهُ مِنَ الإِهلِيلَجِ الأَسوَدِ وَ البَلِيلَجِ وَ الأَملَجِ وَ خُذِ الكُورَ وَ الفُلفُلَ وَ الدّارَ فُلفُلٍ وَ الداّرچَيِنيِّ وَ زَنجَبِيلَ وَ شَقَاقُلَ وَ وَجّ وَ أَنِيسُونَ وَ خُولَنجَانَ أَجزَاءً سَوَاءً يُدَقّ وَ يُنخَلُ وَ يُلَتّ بِسَمنِ بَقَرٍ حَدِيثٍ ثُمّ يُعجَنُ جَمِيعُ ذَلِكَ بِوَزنِهِ مَرّتَينِ مِن عَسَلٍ مَنزُوعِ الرّغوَةِ أَو فَانِيذٍ جَيّدٍ الشّربَةُ مِنهُ مِثلُ البُندُقَةِ أَو عَفصَةٍ
بيان الكور بالراء المهملة و هوبالضم المقل و هوصمغ شجرة تكون في بلاد العرب . قال ابن بيطار عن جالينوس قديظن بالمقل العربي أنه يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين إذاشرب ويدرّ البول ويذهب الرياح الغليظة التي لم تنضج ويطردها و في القاموس الشقاقل عرق شجر هندي يربّي فيلين فيهيج الباه انتهي . والوجّ بالفتح هوأصل نبات ينبت في الحياض وشطوط المياه حارّ يابس في الثالثة يلطف الأخلاط الغليظة أويدرّ البول ويزيل صلابة الطحال وينفع أوجاع الجنب والصدر والمغص وأنيسون دواء معروف ذكروا أنه حار يابس في الثالثة محلل للرياح ويدر للبول والحيض يزيل سدّة الكبد والطحال و قال ابن سينا يفتح سدد الكلي والمثانة والرحم واللتّ الدقّ والفت والسحق والخلط.
صفحه : 190
والفانيذ كأنه ألذي يقال بالفارسية شكر پنير وشبهه من الأقراص . و قال في بحر الجواهر هوصنف من السكر أحمر اللون حار رطب في الأولي . والفانيذ السنجري هوالجيد منه لادقيق له والخزائني دونه و في القاموس العفص شجرة من البلوط تحمل سنة بلوطا وتحمل سنة عفصا.أقول هو ألذي يقال له بالفارسية مازو
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن عَبدِ اللّهِ وَ الحُسَينِ ابنيَ بِسطَامَ قَالَا حَدّثَنَا أَحمَدُ بنُ رِيَاحٍ المُتَطَبّبُ وَ ذَكَرَ أَنّهُ عَرَضَ عَلَي الإِمَامِ لِعِرقِ النّسَا قَالَ يَأخُذُ قُلَامَةَ ظُفُرِ مَن بِهِ عِرقُ النّسَا فَيَعقِدُهَا عَلَي مَوضِعِ العِرقِ فَإِنّهُ نَافِعٌ بِإِذنِ اللّهِ سَهلٌ حَاضِرُ النّفعِ وَ إِذَا غَلَبَ عَلَي صَاحِبِهِ وَ اشتَدّ ضَرَبَانُهُ يَأخُذُ تِكّتَينِ فَيَعقِدُهُمَا وَ يَشُدّ فِيهِمَا الفَخِذَ ألّذِي بِهِ عِرقُ النّسَا مِنَ الوَرِكِ إِلَي القَدَمِ شَدّاً شَدِيداً أَشَدّ مَا يُقدَرُ عَلَيهِ حَتّي يَكَادَ يُغشَي عَلَيهِ يُفعَلُ ذَلِكَ بِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ ثُمّ يَعمِدُ إِلَي بَاطِنِ خَصرِ القَدَمِ التّيِ فِيهَا الوَجَعُ فَيَشُدّهَا ثُمّ يَعصِرُهُ عَصراً شَدِيداً فَإِنّهُ يَخرُجُ مِنهُ دَمٌ أَسوَدُ ثُمّ يُحشَي بِالمِلحِ وَ الزّيتِ فَإِنّهُ يَبرَأُ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
صفحه : 191
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ العِيصِ عَنِ النّضرِ بنِ سُوَيدٍ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ البَاقِرِ ع لِلجُرحِ قَالَ تَأخُذُ قِيراً طَرِيّاً وَ مِثلُهُ شَحمُ مَعزٍ طرَيِّ ثُمّ تَأخُذُ خِرقَةً جَدِيدَةً أَو بُستُوقَةً جَدِيدَةً فتَطَليِ ظَاهِرَهَا بِالقِيرِ ثُمّ تَضَعُهَا عَلَي قِطَعِ لَبِنٍ وَ تَجعَلُ تَحتَهَا نَاراً لَيّنَةً مَا بَينَ الأُولَي إِلَي العَصرِ ثُمّ تَأخُذُ كَتّاناً بَالِياً وَ تَضَعُهُ عَلَي يَدِكَ وَ تطَليِ القِيرَ عَلَيهِ وَ تَطلِيهِ عَلَي الجُرحِ وَ لَو كَانَ الجُرحُ لَهُ قَعرٌ كَبِيرٌ فَافتَلّ الكَتّانَ وَ صُبّ القِيرَ فِي الجُرحِ صَبّاً ثُمّ دُسّ فِيهِ الفَتِيلَةَ
بيان قيرا طريا في بعض النسخ قعر قير أي أصله وداخله والدس الإخفاء
2- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ الطاّلقَاَنيِّ قَالَ مَرِضَ المُتَوَكّلُ مِن خُرَاجٍ خَرَجَ بِهِ فَأَشرَفَ عَلَي المَوتِ فَلَم يَجسُر أَحَدٌ أَن يَمَسّهُ بِحَدِيدَةٍ فَنَذَرَت أُمّهُ إِن عوُفيَِ أَن يَحمِلَ إِلَي أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع مَالًا جَلِيلًا مِن مَالِهَا فَقَالَ الفَتحُ بنُ خَاقَانَ لِلمُتَوَكّلِ لَو بَعَثتَ إِلَي هَذَا الرّجُلِ يعَنيِ أَبَا الحَسَنِ ع فَسَأَلتَهُ فَإِنّهُ رُبّمَا كَانَ عِندَهُ صِفَةُ شَيءٍ يُفَرّجُ اللّهُ بِهِ عَنكَ فَقَالَ ابعَثُوا إِلَيهِ فَمَضَي الرّسُولُ وَ رَجَعَ وَ قَالَ قَالَ أَبُو الحَسَنِ ع خُذُوا كُسبَ الغَنَمِ وَ دِيفُوهُ بِمَاءِ الوَردِ وَ ضَعُوهُ عَلَي الخُرَاجِ فَإِنّهُ نَافِعٌ بِإِذنِ اللّهِ فَجَعَلَ مَن بِحَضرَةِ المُتَوَكّلِ يَهزَأُ مِن قَولِهِ فَقَالَ لَهُمُ الفَتحُ وَ مَا يَضُرّ مِن تَجرِبَةِ مَا قَالَ فَوَ اللّهِ إنِيّ لَأَرجُو الصّلَاحَ فَأُحضِرَ الكُسبُ وَ دِيفَ بِمَاءِ الوَردِ وَ وُضِعَ عَلَي الخُرَاجِ فَانفَتَحَ وَ خَرَجَ مَا كَانَ فِيهِ وَ بُشّرَت أُمّ المُتَوَكّلِ بِعَافِيَتِهِ فَحَمَلَت إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع عَشَرَةَ آلَافِ دِينَارٍ تَحتَ خَتمِهَا وَ استَقَلّ المُتَوَكّلُ مِن عِلّتِهِ
صفحه : 192
أقول تمامه في أبواب تاريخه ع .بيان المراد بالكُسب ماتلبّد تحت أرجل الغنم من روثها قال في القاموس الكسب بالضم عصارة الدهن و قال الدوف الخلط والبلّ بماء ونحوه
3- العِلَلُ، لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عِلّةُ الجدُرَيِّ أَنّهُ لَمّا جَاءَتِ الحَبَشَةُ بِالفِيلِ لِيَهدِمُوا بِهِ الكَعبَةَ فَبَعَثَ اللّهُ عَلَيهِم طَيراً أَبَابِيلَ مَعَ كُلّ طَيرٍ ثَلَاثَةُ أَحجَارٍ حَجَرَانِ فِي مَخَالِيبِهِ وَ حَجَرٌ فِي مِنقَارِهِ فَكَانَت تَرمِيهِم فَتَقَعُ عَلَي رُءُوسِهِم وَ تَخرُجُ مِن أَدبَارِهِم حَتّي مَاتُوا وَ مَن كَانَ مِنهُم فِي الدّنيَا أَصَابَهُمُ الجدُرَيِّ وَ انتَفَخَت أَبدَانُهُم وَ نَضِجَت حَتّي هَلَكُوا فَهَذَا هُوَ الجدُرَيِّ ثُمّ تَوَالَدَ النّاسُ عَنهَا
4- مَجمَعُ البَيَانِ، قَالَ رَوَي الواَحدِيِّ بِإِسنَادِهِ عَن سَهلِ بنِ سَعدٍ الساّعدِيِّ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ أُحُدٍ وَ كُسِرَت رَبَاعِيَتُهُ وَ هُشِمَتِ البَيضَةُ عَلَي رَأسِهِ وَ كَانَت فَاطِمَةُ بِنتُهُ ع تَغسِلُ عَنهُ الدّمَ وَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَسكُبُ عَلَيهَا بِالمِجَنّ فَلَمّا رَأَت فَاطِمَةُ أَنّ المَاءَ لَا يَزِيدُ الدّمَ إِلّا كَثرَةً أَخَذَت قِطعَةَ حَصِيرٍ فَأَحرَقَت حَتّي إِذَا صَارَ رَمَاداً أَلزَمَتهُ فَاستَمسَكَ الدّمُ
تأييد قال بعض أحاذق الأطباء رماد البردي له فعل قوي في حبس الدم لأن فيه تجفيفا قويا وقلة لدغ فإن الأشياء القوية التجفيف إذا كان فيهالدغ ربما عادت وهيجت الدم وجلبت الورم و هذاالرماد إذانفخ وحده أو مع الخل في أنف الراعف قطع رعافه و قديدخل في حقن قروح الأمعاء. والقرطاس المصري يجري هذاالمجري و قدشكره جالينوس وكثيرا مايقطع به الدم و هذاالقرطاس المصري ألذي يذكره جالينوس كان قديما يعمل من البردي و أمااليوم فلا والبردي بارد يابس في الثانية ورماده يمنع القروح الخبيثة أن تسعي .
صفحه : 193
وأقول وروي هذه الرواية الشيخ أبو الحسن علي بن عبدالكريم الحموي في كتاب الأحكام النبوية في الصناعة الطبية هذاالحديث نقلا عن الصحيحين عن أبي حازم عن سهل بن سعد مثله . ثم قال المؤلف المراد هاهنا الحصير المعمول من البردي ورق نبات ينبت في المياه يكون في وسطه عسلوج طويل أخضر مائل إلي البياض ولرماده فعل قوي في حبس الدم . ثم ذكر نحوا مما مر إلي أن قال قال ابن سينا ينفع من النزف ويمنعه ويذر علي الجراحات الطرية فيدملها والقرطاس المصري كان قديما يعمل منه ومزاجه بارد يابس ورماده نافع من أكلة الفم ويحبس نفث الدم ويمنع القروح الخبيثة أن تسعي . والمجن الترس ألذي يستتر به و منه سميت الجن لاستتارهم عن أعين الناس والجنة جنة لاستتارها بالأورق
صفحه : 194
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَبدُ اللّهِ وَ الحُسَينُ ابنَا بِسطَامَ قَالَا أَملَي عَلَينَا أَحمَدُ بنُ رِيَاحٍ المُتَطَبّبُ وَ ذَكَرَ أَنّهُ عَرَضَ عَلَي الإِمَامِ ع فَرَضِيَهَا لِوَجَعِ البَطنِ وَ الظّهرِ قَالَ تَأخُذُ لُبنَي عَسَلٍ يَابِسٍ وَ أَصلَ الأَنجُدَانِ مِن كُلّ وَاحِدٍ عَشَرَةَ مَثَاقِيلَ وَ مِنَ الأَفتِيمُونِ مِثقَالَينِ يُدَقّ كُلّ وَاحِدٍ مِن ذَلِكَ عَلَي حِدَةٍ وَ يُنخَلُ بِحَرِيرٍ أَو بِخِرقَةٍ ضَيّقَةٍ خَلَا الأَفتِيمُونَ فَإِنّهُ لَا يَحتَاجُ أَن يُنخَلَ بَل يُدَقّ دَقّاً نَاعِماً وَ يُعجَنُ جَمِيعاً بِعَسَلٍ مَنزُوعِ الرّغوَةِ وَ الشّربَةُ مِنهُ مِثقَالَينِ إِذَا أَوَي إِلَي فِرَاشِهِ بِمَاءٍ فَاتِرٍ
بيان قال ابن بيطار نقلا عن الخليل بن أحمداللبني شجر له لبن كالعسل يقال له عسل اللبني و قال مرة أخري عسل اللبني يشبه العسل لاحلاوة له يتخذ من شجر اللبني . قال و قال أبوحنيفة حلب من حلب شجرة كالدودم ولذاك سميت الميعة لانمياعها وذوبها. و قال الرازي في الحاوي اللبني هي الميعة. و قال قال إسحاق بن عمران شجرة الميعة شجرة جليلة وقشرها الميعة اليابسة و منه تستخرج الميعة السائلة وصمغ هذه الشجرة هواللبني و هوميعة الرهبان و هوصمغ أبيض شديد البياض . و قال أبوجريح الميعة صمغة تسيل من شجرة تكون ببلاد الروم تحلب منه
صفحه : 195
فتؤخذ وتطبخ ويعتصر أيضا من لحي تلك الشجرة فما عصر سمي ميعة سائلة ويبقي الثخين فيسمي ميعة يابسة. و قال جالينوس الميعة تسخن وتلين وتنضج ولذلك صارت تشفي السعال والزكام والنوازل والبحوحة وتحدر الطمث إذاشربت و إذااحتملت من أسفل . و قال حبيش بن الحسن تنفع من الرياح الغليظة وتشبك الأعضاء إذاشربت أوطليت من خارج البدن انتهي و في القاموس اللبني كبشري . و في بحر الجواهر الأنجدان معرب أنكدان و هونبات أبيض اللون وأسود والأسود لايؤكل والحلتيت صمغه حار يابس في الثالثة ملطف هذاب بقوة أصله و قال أفتيمون هوبزر وزهر وقضبان صغار و هوخريف الطعم و هوأقوي من الحاشا وقيل هونوع منه حار يابس في الثالثة وقيل يابس في آخر الأولي يسهل السوداء والبلغم والصفراء وإسهاله للسوداء أكثر
2- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ مَن تَغَيّرَ عَلَيهِ مَاءُ الظّهرِ فَليَنفَع لَهُ اللّبَنُ الحَلِيبُ وَ العَسَلُ
بيان تغير ماء الظهر كناية عن عدم حصول الولد منه والحليب احتراز عن الماست فإنه يطلق عليه اللبن أيضا. قال الجوهري الحليب اللبن المحلوب
صفحه : 196
1- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن زُرَارَةَ قَالَ رَأَيتُ دَايَةَ أَبِي الحَسَنِ ع تُلقِمُهُ الأَرُزّ وَ تَضرِبُهُ عَلَيهِ فغَمَنّيِ ذَلِكَ فَدَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ إنِيّ أَحسَبُكَ غَمّكَ ألّذِي رَأَيتَهُ مِن دَايَةِ أَبِي الحَسَنِ ع قُلتُ نَعَم جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِي نَعَم نِعمَ الطّعَامُ الأَرُزّ يُوَسّعُ الأَمعَاءَ وَ يَقطَعُ البَوَاسِيرَ وَ إِنّا لَنَغبِطُ أَهلَ العِرَاقِ بِأَكلِهِمُ الأَرُزّ وَ البُسرَ فَإِنّهُمَا يُوَسّعَانِ الأَمعَاءَ وَ يَقطَعَانِ البَوَاسِيرَ
2- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عُمَرَ بنِ عِيسَي عَن فُرَاتِ بنِ أَحنَفَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع الكُرّاثُ يَقمَعُ البَوَاسِيرَ وَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ لِمَن أَدمَنَهُ
تأييد قال في القانون الكرّاث منه شامي و منه نبطي و منه ألذي يقال له الكراث البري و هو بين الكراث والثوم و هوبالدواء أشبه منه بالطعام والنبطي أدخل في المعالجات من الشامي حار في الثالثة يابس في الثانية والبريّ أحرّ وأيبس ولذلك هوأردأ إلي أن قال وينفع البواسير مسلوقه مأكولا وضمادا ويحرك الباه وبزره مقلوا مع حب الآس للزحير ودم المقعدة. و قال صاحب بحر الجواهر منه بستاني و منه بري حار يابس في الثالثة و هوأقل إسخانا وتصديعا وإظلاما للبصر من الثوم والبصل بطيء الهضم رديء للمعدة يولد كيموسا رديئا و فيه قبض قليل ينفع البواسير إذاسلق في الماء مرارا ثم جعل في الماء البارد وطحن بزيت و قال ابن بيطار نقلا عن ابن ماسة إذاأكل الكراث أوشرب طبيخه نفع من البواسير الباردة. و عن ماسرجويه إذادخنت المقعدة ببزر الكراث أذهب البواسير و عن ابن
صفحه : 197
ماسويه إن قلي مع الحُرف نفع من البواسير
3- المَحَاسِنُ، عَن دَاوُدَ بنِ أَبِي دَاوُدَ عَن رَجُلٍ رَأَي أَبَا الحَسَنِ ع بِخُرَاسَانَ يَأكُلُ الكُرّاثَ فِي البُستَانِ كَمَا هُوَ فَقِيلَ إِنّ فِيهِ السّمَادَ فَقَالَ لَا يَعلَقُ مِنهُ شَيءٌ وَ هُوَ جَيّدٌ لِلبَوَاسِيرِ
4- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مِهرَانَ الكوُفيِّ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ يَزِيدَ عَن عَمرِو بنِ يَزِيدَ الصّيقَلِ قَالَ حَضَرتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ ع فَسَأَلَهُ رَجُلٌ بِهِ البَوَاسِيرُ الشّدِيدُ وَ قَد وُصِفَ لَهُ دَوَاءٌ سُكُرّجَةٌ مِن نَبِيذٍ صُلبٍ لَا يُرِيدُ بِهِ اللّذّةَ وَ لَكِن يُرِيدُ بِهِ الدّوَاءَ فَقَالَ لَا وَ لَا جُرعَةً قُلتُ لِمَ قَالَ لِأَنّهُ حَرَامٌ وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَجعَل فِي شَيءٍ مِمّا حَرّمَهُ دَوَاءً وَ لَا شِفَاءً خُذ كُرّاثاً بَيضَاءَ فَتَقطَعُ رَأسَهُ الأَبيَضَ وَ لَا تَغسِلُهُ وَ تَقطَعُهُ صِغَاراً صِغَاراً وَ تَأخُذُ سَنَاماً فَتُذِيبُهُ وَ تُلقِيهِ عَلَي الكُرّاثِ تَأخُذُ عَشرَ جَوزَاتٍ فَتُقَشّرُهَا وَ تَدُقّهَا مَعَ وَزنِ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ جُبُنّاً فَارِسِيّاً وَ تغَليِ الكُرّاثَ فَإِذَا نَضِجَ أَلقَيتَ عَلَيهِ الجَوزَ وَ الجُبُنّ ثُمّ أَنزَلتَهُ عَنِ النّارِ فَأَكَلتَهُ عَلَي الرّيقِ بِالخُبزِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ أَو سَبعَةً وَ تحَتمَيِ عَن غَيرِهِ مِنَ الطّعَامِ وَ تَأخُذُ بَعدَهَا أَبهَلَ مُحَمّصاً قَلِيلًا بِخُبزٍ وَ جَوزٍ مُقَشّرٍ بَعدَ السّنَامِ وَ الكُرّاثِ تَأخُذُ عَلَي اسمِ اللّهِ نِصفَ أُوقِيّةٍ دُهنَ الشّيرَجِ عَلَي الرّيقِ وَ أُوقِيّةً كُندُرَ ذَكَرٍ تَدُقّهُ وَ تَستَفّهُ وَ تَأخُذُ بَعدَهُ نِصفَ أُوقِيّةٍ شَيرَجَ آخَرَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ تُؤَخّرُ أَكلَكَ إِلَي بَعدِ الظّهرِ تَبرَأُ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
توضيح قال في النهاية فيه لاأكل في سكرجة هي بضم السين والكاف
صفحه : 198
والراء والتشديد إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم وهي فارسية قوله كراثا بيضاء كذا في أكثر النسخ وكأن المراد كون أصلها أبيض فإن بعضها أصله أحمر كالبصل والظاهر نبطيا كما في بعض النسخ الصحيحة وكأن المراد بالجبن الفارسي المالح منه أو ألذي يقال له التركي. و قال في القاموس أبهل شجر كبير ورقه كالطرفاء وثمره كالنبق و ليس بالعرعر كماتوهم الجوهري. و قال في القانون هوثمرة العرعر يشبه الزعرور إلاأنها أشد سوادا حادة الرائحة طيبة وشجره صنفان صنف ورقه كورق السرو كثير الشوك يستعرض فلايطول والآخر ورقه كالطرفة وطعمه كالسرو و هوأيبس وأقل حرا و إذاأخذ منه ضعف الدارصيني قام مقامه و قال بعضهم حار يابس في الثالثة. و قال ابن بيطار نقلا عن إسحاق بن عمران هوصنف من العرعر كثير الحب و هوشجر كبير له ورق شبيه بورق الطرفاء وثمرته حمراء دميمة يشبه النبق في قدرها ولونها و ماداخلها مصوف له نوي ولونه أحمر إذانضج كان حلو المذاق وبعض طعم القطران . و قال إذاأخذ من ثمرة الأبهل وزن عشرة دراهم فجعل في قدر وصب عليه مايغمره من سمن البقر ووضع علي النار حتي ينشف السمن ثم سحق وجعل معه وزن عشرة دراهم من الفانيذ وشرب كل يوم منه وزن درهمين علي الريق بالماء الفاتر فإنه نافع لوجع أسفل البطن من البواسير انتهي . و في القاموس حب محمص كمعظم مقلو. وتأخذ بعدها أي بعدالأيام الثلاثة أوالسبعة بعدالسنام والكراث أي بعد ماأكلت الدواء المذكور الأيام المذكورة آخر ثلاثة أيام أي إلي آخر ثلاثة أيام ويحتمل أن يكون آخر صفة للنصف فالمعني أنه يشرب الشيرج قبل السفوف وبعده .
صفحه : 199
و قال في القانون الكندر أجوده الذكر الأبيض المدحرج الدبقي الباطن والدهين المكسر حار في الثانية مجفف في الأولي
5-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي نَجرَانَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الثمّاَليِّ عَن إِسحَاقَ الجرَيِريِّ قَالَ قَالَ البَاقِرُ ع يَا جرَيِريِّ أَرَي لَونَكَ قَدِ انتُقِعَ أَ بِكَ بَوَاسِيرٌ قُلتُ نَعَم يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ اسأَلِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَن لَا يحَرمِنَيِ الأَجرَ قَالَ أَ فَلَا أَصِفُ لَكَ دَوَاءً قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ اللّهِ لَقَد عَالَجتُهُ بِأَكثَرَ مِن أَلفِ دَوَاءٍ فَمَا انتَفَعتُ بشِيَءٍ مِن ذَلِكَ وَ إِنّ بوَاَسيِريِ تَشخُبُ دَماً قَالَ وَيحَكَ يَا جرَيِريِّ فإَنِيّ طَبِيبُ الأَطّبَاءِ وَ رَأسُ العُلَمَاءِ وَ رَئِيسُ الحُكَمَاءِ وَ مَعدِنُ الفُقَهَاءِ وَ سَيّدُ أَولَادِ الأَنبِيَاءِ عَلَي وَجهِ الأَرضِ قُلتُ كَذَلِكَ يَا سيَدّيِ وَ موَلاَيَ قَالَ إِنّ بَوَاسِيرَكَ إِنَاثٌ تَشخُبُ الدّمَاءَ قَالَ قُلتُ صَدَقتَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ عَلَيكَ بِشَمعٍ وَ دُهنِ زَنبَقٍ وَ لُبنَي عَسَلٍ وَ سُمّاقٍ وَ سَروِ كَتّانٍ اجمَعهُ فِي مِغرَفَةٍ عَلَي النّارِ فَإِذَا اختَلَطَ فَخُذ مِنهُ قَدرَ حِمّصَةٍ فَالطَخ بِهَا المَقعَدَةَ تَبرَأ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي قَالَ الجرَيِريِّ فَوَ اللّهِ ألّذِي لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ مَا فَعَلتُهُ إِلّا مَرّةً وَاحِدَةً حَتّي برَِئَ[بَرَأَ] مَا كَانَ بيِ فَمَا حَسَستُ بَعدَ ذَلِكَ بِدَمٍ وَ لَا وَجَعٍ قَالَ الجرَيِريِّ فَعُدتُ إِلَيهِ مِن قَابِلٍ فَقَالَ لِي يَا أَبَا إِسحَاقَ قَد بَرِئتَ وَ الحَمدُ لِلّهِ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ نَعَم فَقَالَ أَمَا إِنّ شُعَيبَ بنَ إِسحَاقَ بَوَاسِيرُهُ لَيسَت كَمَا كَانَت بِكَ إِنّهَا ذُكرَانٌ فَقَالَ قُل لَهُ لِيَأخُذ بَلَاذُراً فَيَجعَلُهَا ثَلَاثَةَ أَجزَاءٍ وَ ليَحفِر حُفَيرَةً وَ ليَخرِق آجُرّةً فَيَثقُبُ فِيهَا ثُقبَةً ثُمّ يَجعَلُ تِلكَ البَلَاذُرَ عَلَي النّارِ وَ يَجعَلُ الآجُرّةَ عَلَيهَا وَ ليَقعُد عَلَي الآجُرّةِ وَ ليَجعَلِ الثّقبَةَ حِيَالَ المَقعَدَةِ فَإِذَا ارتَفَعَ البُخَارُ إِلَيهِ فَأَصَابَهُ حَرَارَةٌ فَليَكُن هُوَ يَعُدّ مَا يَجِدُ فَإِنّهُ رُبّمَا كَانَت خَمسَةَ
صفحه : 200
ثَآلِيلَ إِلَي سَبعَةِ ثَآلِيلَ فَإِن ذَابَت وَ أَتَتهُ فَليَقلَعهَا وَ يَرمِ بِهَا وَ إِلّا فَليَجعَلِ الثّالِثَ مِنَ البَلَاذُرِ عَلَيهَا فَإِنّهُ يَقلَعُهَا بِأُصُولِهَا ثُمّ ليَأخُذِ المَرهَمَ الشّمعَ وَ دُهنَ الزّنبَقِ وَ لُبنَي عَسَلٍ وَ سَروَ كَتّانٍ هَكَذَا قَالَ وَصَفتُ لَكَ لِلذّكرَانِ فَليَجمَعهُ عَلَي مَا ذَكَرتُ هَاهُنَا ليِطَليَِ بِهِ المَقعَدَةَ فَإِنّمَا هيَِ طَليَةٌ وَاحِدَةٌ فَرَجَعتُ فَوَصَفتُ لَهُ ذَلِكَ فَعَمِلَهُ فَبَرَأَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي فَلَمّا كَانَ مِن قَابِلٍ حَجَجتُ فَقَالَ لِي يَا أَبَا إِسحَاقَ أَخبِرنَا بِخَبَرِ شُعَيبٍ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ ألّذِي قَدِ اصطَفَاكَ عَلَي البَشَرِ وَ جَعَلَكَ حُجّةً فِي الأَرضِ مَا طَلَي بِهَا إِلّا طَليَةً وَاحِدَةً
بيان في القاموس انتُقع لونه مجهولا تغيّر و قدمر تعريف اللبني وبعض أوصافه و قال بعضهم إن اللبني هوالميعة وسائله عسل اللبني قيل هودمع شجرة كالسفرجل وقيل إنها دهن شجرة أخري رومية أجود أصناف الميعة السائل بنفسه الشهدي الصمغي الطيب الرائحة الضارب إلي الصفرة ليس بأسود تخالي حار في الأولي يابس في الثانية فيه إنضاج وتليين وتسخين وتحليل وتحدير بالطبخ ودهنه ألذي يتخذ بالشام يلين تليينا شديدا و هوضماد علي الصلابات في اللحم وطلاء علي البثور الرطبة واليابسة مع الإدهان و علي الجرب الرطب واليابس جيد وشربه ينفع تشبك المفاصل وكذلك طلاؤه ويقوي الأعضاء. وبخار رطبه ويابسه ينفع النزلة و هوبالغ للزكام جدا وينفع من السعال المزمن ووجع الحلق ويصفي الصوت الأبح إلي تليين شديد ويهضم الطعام ويدر
صفحه : 201
البول والطمث شربا واحتمالا إدرارا صالحا ويلين صلابة الرحم ويابسه يعقل الطبع انتهي . وسرو كتان لم أجده في كتب الطب و لاكتب اللغة وكأنه كان بزر كتان أوالمراد به ذلك و هومعروف والمغرفة بالكسر مايغرف به ليأخذ بلاذرا في بعض النسخ ابرازرا ولعله تصحيف و علي تقديره أيضا فالمراد به البلاذر قال في القانون البلاذر إذاتدخّن به خفّف البواسير ويذهب بالبرص انتهي .هكذا قال للذكران هذاكلام الراوي أي المرهم هنا موافق لمامر
6- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَبِي الفَوَارِسِ بنِ غَالِبِ بنِ مُحَمّدِ بنِ فَارِسٍ عَن أَحمَدَ بنِ حَمّادٍ البصَريِّ عَن مُعَمّرِ بنِ خَلّادٍ قَالَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع كَثِيراً مَا يأَمرُنُيِ بِأَخذِ هَذَا الدّوَاءِ وَ يَقُولُ إِنّ فِيهِ مَنَافِعَ كَثِيرَةً وَ لَقَد جَرّبتُهُ فِي الرّيَاحِ وَ البَوَاسِيرِ فَلَا وَ اللّهِ مَا خَالَفَ تَأخُذُ هَلِيلَجَ أَسوَدَ وَ بَلِيلَجَ وَ أَملَجَ أَجزَاءً سَوَاءً فَتَدُقّهُ وَ تَنخُلُهُ بِحَرِيرَةٍ ثُمّ تَأخُذُ مِثلَهُ لَوزاً أَزرَقَ وَ هُوَ عِندَ العِرَاقِيّينَ مُقلٌ أَزرَقُ فَتَنقَعُ اللّوزَ فِي مَاءِ الكُرّاثِ حَتّي يُمَاثَ فِيهِ ثَلَاثِينَ لَيلَةً ثُمّ تَطرَحُ عَلَيهَا هَذِهِ الأَدوِيَةَ وَ تَعجِنُهَا عَجناً شَدِيداً حَتّي يَختَلِطَ ثُمّ تَجعَلُهُ حَبّاً مِثلَ العَدَسِ وَ تُدَهّنُ يَدَيكَ بِالبَنَفسَجِ أَو دُهنِ خيِريِّ أَو شَيرَجٍ لِئَلّا يَلتَزِقَ ثُمّ تُجَفّفُهُ فِي الظّلّ فَإِن كَانَ فِي الصّيفِ أَخَذتَ مِنهُ مِثقَالًا وَ إِن كَانَ فِي الشّتَاءِ مِثقَالَينِ وَ احتِم مِنَ السّمَكِ وَ الخَلّ وَ البَقلِ فَإِنّهُ مُجَرّبٌ
صفحه : 202
بيان قال ابن بيطار قال ديسقوريدوس الخيري نبات معروف له زهر مختلف بعضه أبيض وبعضه فرفيري وبعضه أصفر والأصفر نافع في الأعمال الطبية
7- الكاَفيِ،بِإِسنَادِهِ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عِندَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ أُحِبّ الصّبيَانَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع فَتَصنَعُ مَا ذَا فَقَالَ أَحمِلُهُم عَلَي ظهَريِ فَوَضَعَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَدَهُ عَلَي جَبهَتِهِ وَ وَلّي وَجهَهُ عَنهُ فَبَكَي الرّجُلُ فَنَظَرَ إِلَيهِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع كَأَنّهُ رَحِمَهُ فَقَالَ إِذَا أَتَيتَ بَلَدَكَ فَاشتَرِ جَزُوراً سَمِيناً وَ اعقِلهُ عِقَالًا شَدِيداً وَ خُذِ السّيفَ فَاضرِبِ السّنَامَ ضَربَةً تَقشِرُ عَنهُ الجِلدَةَ وَ اجلِس عَلَيهِ بِحَرَارَتِهِ فَقَالَ عُمَرُ فَقَالَ الرّجُلُ فَأَتَيتُ بلَدَيِ وَ اشتَرَيتُ جَزُوراً وَ عَقَلتُهُ عِقَالًا شَدِيداً وَ أَخَذتُ السّيفَ فَضَرَبتُ بِهِ السّنَامَ ضَربَةً وَ قَشَرتُ عَنهُ الجِلدَ وَ جَلَستُ عَلَيهِ بِحَرَارَتِهِ فَسَقَطَ منِيّ عَلَي ظَهرِ البَعِيرِ شِبهُ الوَزَغِ أَصغَرُ مِنَ الوَزَغِ وَ سَكَنَ مَا بيِ
صفحه : 203
1- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمعُونَ قَالَ كَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع أَنّ بَعضَ أَصحَابِنَا يَشكُو البَخَرَ فَكَتَبَ إِلَيهِ كُلِ التّمرَ البرَنيِّ وَ كَتَبَ إِلَيهِ آخَرُ يَشكُو يُبساً فَكَتَبَ إِلَيهِ كُلِ التّمرَ البرَنيِّ عَلَي الرّيقِ وَ اشرَب عَلَيهِ المَاءَ فَفَعَلَ فَسَمِنَ وَ غَلَبَت عَلَيهِ الرّطُوبَةُ فَكَتَبَ إِلَيهِ يَشكُو ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَيهِ كُلِ التّمرَ البرَنيِّ عَلَي الرّيقِ وَ لَا تَشرَب عَلَيهِ المَاءَ فَاعتَدَلَ
2- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَمرِو بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَمرٍو عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ خَيرُ تُمُورِكُمُ البرَنيِّ يَذهَبُ بِالدّاءِ وَ لَا دَاءَ فِيهِ وَ يُشبِعُ وَ يَذهَبُ بِالبَلغَمِ وَ مَعَ كُلّ تَمرَةٍ حَسَنَةٌ
3- وَ مِنهُ، عَن يَاسِرٍ الخَادِمِ عَن أَبِي الحَسَنِ الرّضَا ع قَالَ البِطّيخُ عَلَي الرّيقِ يُورِثُ الفَالِجَ
4- وَ مِنهُ، عَن أَبِي القَاسِمِ وَ أَبِي يُوسُفَ عَنِ القنَديِّ عَنِ ابنِ سِنَانٍ وَ أَبِي البخَترَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ السّوَاكُ وَ قِرَاءَةُ القُرآنِ مَقطَعَةٌ لِلبَلغَمِ
5-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن تَمِيمِ بنِ أَحمَدَ السيّراَفيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ البرَقيِّ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ وَ المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ قَالَا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع تَسرِيحُ العَارِضَينِ يَشُدّ الأَضرَاسَ وَ تَسرِيحُ اللّحيَةِ يَذهَبُ بِالوَبَاءِ وَ تَسرِيحُ الذّؤَابَتَينِ يَذهَبُ
صفحه : 204
بِبَلَابِلِ الصّدرِ وَ تَسرِيحُ الحَاجِبَينِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ وَ تَسرِيحُ الرّأسِ يَقطَعُ البَلغَمَ قَالَ ثُمّ وَصَفَ دَوَاءَ البَلغَمِ وَ قَالَ خُذ جُزءاً مِن عِلكِ الروّميِّ وَ جُزءاً مِن كُندُرٍ وَ جُزءاً مِن سَعتَرٍ وَ جُزءاً مِن نَانخَواهَ وَ جُزءاً مِن شُونِيزٍ أَجزَاءً سَوَاءً يُدَقّ كُلّ وَاحِدٍ عَلَي حِدَةٍ دَقّاً نَاعِماً ثُمّ يُنخَلُ وَ يُعجَنُ وَ يُجمَعُ وَ يُسحَقُ حَتّي يَختَلِطَ ثُمّ تَجمَعُهُ بِالعَسَلِ وَ تَأخُذُ مِنهُ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ بُندُقَةً عِندَ المَنَامِ نَافِعٌ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
6- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مَسعُودٍ اليمَاَنيِّ عَنِ الطرّيَاَنيِّ عَن خَالِدٍ القَمّاطِ قَالَ أَملَي عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع هَذِهِ الأَدوِيَةَ لِلبَلغَمِ قَالَ تَأخُذُ إِهلِيلَجَ أَصفَرَ وَزنَ مِثقَالٍ وَ مِثقَالَينِ خَردَلَ وَ مِثقَالَ عَاقِرقِرحَا فَتَسحَقُهُ سَحقاً نَاعِماً وَ تَستَاكُ بِهِ عَلَي الرّيقِ فَإِنّهُ ينَفيِ البَلغَمَ وَ يُطَيّبُ النّكهَةَ وَ يَشُدّ الأَضرَاسَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
بيان نفع الهليلج للأمور المذكورة ظاهر و في القانون الخردل يحلل الأورام الحارة و قال عاقرقرحا يجلب البلغم مضغا وطبيخه نافع من وجع الأسنان وخصوصا البارد وخلّه يشدّ الأسنان المتحركة إن طبخ بالخل وأمسك في الفم
7- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن حَرِيزِ بنِ أَيّوبَ الجرُجاَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَمّارٍ النوّفلَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع يَرفَعُهُ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قِرَاءَةُ القُرآنِ وَ السّوَاكُ وَ البان [اللّبَانُ]مَنقَاةٌ لِلبَلغَمِ
8- وَ يُروَي عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ مَن دَخَلَ الحَمّامَ عَلَي الرّيقِ أَنقَي البَلغَمَ وَ إِن دَخَلتَهُ بَعدَ الأَكلِ أَنقَي المِرّةَ وَ إِن أَرَدتَ أَن يَزِيدَ فِي لَحمِكَ فَادخُلِ الحَمّامَ
صفحه : 205
عَلَي شِبَعِكَ وَ إِن أَرَدتَ أَن يَنقُصَ مِن لَحمِكَ فَادخُلهُ عَلَي الرّيقِ
9- وَ مِنهُ، عَن سَالِمِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الديّلمَيِّ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ قَالَ شَكَا رَجُلٌ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع الرّطُوبَةَ فَأَمَرَهُ أَن يَأكُلَ التّمرَ البرَنيِّ عَلَي الرّيقِ وَ لَا يَشرَبَ المَاءَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَذَهَبَت عَنهُ الرّطُوبَةُ وَ أَفرَطَ عَلَيهِ اليُبسُ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيهِ فَأَمَرَهُ أَن يَأكُلَ التّمرَ البرَنيِّ وَ يَشرَبَ المَاءَ فَفَعَلَ فَاعتَدَلَ
10- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ السّرّاجِ عَن فَضَالَةَ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ ثَلَاثٌ يَذهَبنَ بِالبَلغَمِ قِرَاءَةُ القُرآنِ وَ اللّبَانُ وَ العَسَلُ
11- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع قَالَ كَثرَةُ التّمَشّطِ يَذهَبُ بِالبَلغَمِ وَ تَسرِيحُ الرّأسِ يَقطَعُ الرّطُوبَةَ وَ يَذهَبُ بِأَصلِهِ
صفحه : 206
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَنِ المُختَارِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ جَابِرٍ قَالَ اشتَكَي رَجُلٌ مِن إِخوَانِنَا إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع كَثرَةَ العَطَشِ وَ يُبسَ الفَمِ وَ الرّيقِ فَأَمَرَهُ أَن يَأخُذَ سَقَمُونِيَاءَ وَ قَاقُلّةَ وَ سُنبُلَةً وَ شَقَاقُلَ وَ عُودَ البَلَسَانِ وَ حَبّ البَلَسَانِ وَ نَارمُشكَ وَ سَلِيخَةً مُقَشّرَةً وَ عِلكَ روُميِّ وَ عَاقِرقِرحَا وَ داَرچَيِنيِّ مِن كُلّ وَاحِدٍ مِثقَالَينِ تُدَقّ هَذِهِ الأَدوِيَةُ كُلّهَا وَ تُعجَنُ بَعدَ مَا تُنخَلُ غَيرَ السّقَمُونِيَاءِ فَإِنّهُ يُدَقّ عَلَي حِدَةٍ وَ لَا يُنخَلُ ثُمّ تُخلَطُ جَمِيعاً وَ تأخذ[تُؤخَذُ]خَمسَةً وَ ثَمَانِينَ مِثقَالًا فَانِيذٌ سجِزيِّ جَيّدٌ وَ يُذَابُ فِي الطّنجِيرِ بِنَارٍ لَيّنَةٍ وَ يُلَتّ بِهِ الأَدوِيَةُ ثُمّ يُعجَنُ ذَلِكَ كُلّهُ بِعَسَلٍ مَنزُوعِ الرّغوَةِ ثُمّ تُرفَعُ فِي قَارُورَةٍ أَو جَرّةٍ خَضرَاءَ فَإِنِ احتَجتَ إِلَيهِ فَخُذ مِنهُ عَلَي الرّيقِ مِثقَالَينِ بِمَا شِئتَ مِنَ الشّرَابِ وَ عِندَ مَنَامِكَ مِثلَهُ
بيان في القاموس السجزيّ بالفتح وبالكسر نسبة إلي سجستان و قال الطنجير بالكسر معروف معرّب فارسيه پاتيله
صفحه : 207
1- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن عَمرِو بنِ اِبرَاهِيمَ وَ خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن يَعقُوبَ بنِ شُعَيبٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَدَغَت رَسُولَ اللّهِص عَقرَبٌ فَنَفَضَهَا وَ قَالَ لَعَنَكِ اللّهُ فَمَا يَسلَمُ عَنكِ مُؤمِنٌ وَ لَا كَافِرٌ ثُمّ دَعَا بِمِلحٍ فَوَضَعَهُ عَلَي مَوضِعِ اللّدغَةِ ثُمّ عَصَرَهُ بِإِبهَامِهِ حَتّي ذَابَ ثُمّ قَالَ لَو عَلِمَ النّاسُ مَا فِي المِلحِ مَا احتَاجُوا مَعَهُ إِلَي تِريَاقٍ
2- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ الدّهقَانِ عَن دُرُستَ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَدَغَت رَسُولَ اللّهِص عَقرَبٌ وَ هُوَ يصُلَيّ بِالنّاسِ فَأَخَذَ النّعلَ فَضَرَبَهَا ثُمّ قَالَ بَعدَ مَا انصَرَفَ لَعَنَكِ اللّهُ فَمَا تَدَعِينَ بَرّاً وَ لَا فَاجِراً إِلّا آذَيتِيهِ قَالَ ثُمّ دَعَا بِمِلحٍ جَرِيشٍ فَدَلَكَ بِهِ مَوضِعَ اللّدغَةِ ثُمّ قَالَ لَو عَلِمَ النّاسُ مَا فِي المِلحِ الجَرِيشِ مَا احتَاجُوا مَعَهُ إِلَي تِريَاقٍ وَ إِلَي غَيرِهِ مَعَهُ
بيان في القاموس جرشه يجرشه ويجرشه حكه والشيء لم ينعم دقّه و قال الجريش كأمير من الملح ما لم يطيب و قال ابن بيطار نقلا عن ديسقوريدس في منافع الملح و قديتضمد به مع بزر الكتان للدغة العقرب و مع فودنج الجبل والزوفي لنهشة الأفعي الذكر و مع الزفت والقطران أوالعسل لنهشة الأفعي التي يقال لها قرطس وهي حية لها قرنان و مع الخل والعسل لمضرة سم الحيوان
صفحه : 208
ألذي يقال له أربعة وأربعون ولدغ الزنابير و قدينفع من نهشة التمساح ألذي يكون في نيل مصر و إذاسحق وصير في خرقة كتان وغمس في خل حاذق وضرب به ضربا دقيقا العضو المنهوش من بعض الهوام نفع من النهشة و قدينفع من مضرة الأفيون والقطر القتال إذاشرب بالسكنجبين
3- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ ابنِ ظَبيَانَ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَنِ البَاقِرِ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص الكَمأَةُ مِنَ المَنّ وَ المَنّ مِنَ الجَنّةِ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَينِ وَ العَجوَةُ مِنَ الجَنّةِ وَ فِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السّمّ
4- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ النّبِيّص لَسَعَتهُ عَقرَبٌ وَ هُوَ قَائِمٌ يصُلَيّ فَقَالَ لَعَنَ اللّهُ العَقرَبَ لَو تَرَكَ أَحَداً لَتَرَكَ هَذَا المصُلَيَّ يعَنيِ نَفسَهُص ثُمّ دَعَا بِمَاءٍ وَ قَرَأَ عَلَيهِ الحَمدَ وَ المُعَوّذَتَينِ ثُمّ جَرَعَ مِنهُ جُرَعاً ثُمّ دَعَا بِمِلحٍ وَ دَافَهُ فِي المَاءِ وَ جَعَلَ يَدلُكُص المَوضِعَ حَتّي سَكَنَ
5- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ قَالَ إِنّ العَقرَبَ لَدَغَت رَسُولَ اللّهِص فَقَالَ لَعَنَكِ اللّهُ فَمَا تُبَالِينَ مُؤمِناً آذَيتِ أَم كَافِراً ثُمّ دَعَا بِالمِلحِ فَدَلَكَهُ فَهَدَأَت ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي المِلحِ مَا بَغَوا مَعَهُ دِريَاقاً
بيان في القاموس هدأ كمنع سكن و لاأهدأه الله أي لاأسكن عناءه ونصبه و قال الدرياق والدرياقة بكسرهما ويفتحان الترياق
6-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَجلَحِ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي البَيّاعِ
صفحه : 209
عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ الحَجّاجِ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الحَسَنِ ع عَنِ التّريَاقِ قَالَ لَيسَ بِهِ بَأسٌ قَالَ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّهُ يُجعَلُ فِيهِ لُحُومُ الأفَاَعيِّ قَالَ لَا تُقَذّرهُ عَلَينَا
بيان قال الفيروزآبادي الترياق بالكسر دواء مركّب اخترعه ماغنيس وتمّمه أندروماخس القديم بزيادة لحوم الأفاعي فيه و به كمل الغرض و هومسميه بهذا لأنه نافع من لدغ الهوام السبعة وهي باليونانية تريا نافع من الأدوية المشروبة وهي باليونانية قاء ممدودة ثم خفّف وعرّب و هوطفل إلي ستة أشهر ثم مترعرع إلي عشر سنين في البلاد الحارّة وعشرين في غيرها ثم يقف عشرا فيها وعشرين في غيرها ثم يموت ويصير كبعض المعاجين انتهي . قوله ع لاتقذّره علينا بصيغة الأمر أي لاتجعله قذرا حراما علينا فإنا نأخذ من المسلمين وهم يحكمون بحليته أوالمعني لاتحكم بحرمته علينا فنحن أعرف به منك إما لعدم الدخول فيها أولعدم الحرمة عندالضرورة أوبصيغة الغائب بإرجاع المستتر إلي لحوم الأفاعي أي لاتصير سببا لقذارته وحرمته . و في بعض النسخ بالدال المهملة أي لاتبين أجزاءها ومقدارها لنا فإنا نعرفها علي الوجهين السابقين و علي بعض الوجوه يدل علي جواز التداوي بالحرام عندالضرورة وسيأتي القول فيه . وأقول سيأتي في باب الأدوية الجامعة أدوية للسعة العقرب وسائر الهوامّ
صفحه : 210
1- المَحَاسِنُ، عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ حَمّادٍ وَ يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ القنَديِّ قَالَ أَصَابَ النّاسَ وَبَاءٌ وَ نَحنُ بِمَكّةَ فأَصَاَبنَيِ فَكَتَبتُ إِلَيهِ فَقَالَ كَتَبَ إلِيَّ كُلِ التّفّاحَ فَأَكَلتُهُ فَعُوفِيتُ
2- وَ مِنهُ، عَن أَبِي يُوسُفَ عَنِ القنَديِّ قَالَ أَصَابَ النّاسَ وَبَاءٌ بِمَكّةَ فأَصَاَبنَيِ فَكَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع فَكَتَبَ إلِيَّ كُلِ التّفّاحَ فَأَكَلتُهُ فَعُوفِيتُ
توضيح قال في القاموس الوباء محرّكة الطاعون أو كل مرض عام والجمع أوباء ويمد وبئت الأرض كفرح تيبأ وتوبأ وباء
صفحه : 211
1- المَحَاسِنُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي عُثمَانَ سِجَادَةَ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ رَفَعَ عَنِ اليَهُودِ الجُذَامَ بِأَكلِهِمُ السّلقَ وَ قَلعِهِمُ العُرُوقَ
بيان المراد بقلع العروق إخراجها من اللحوم كماتفعله اليهود الآن و قدورد في بعض أخبارنا أيضا النهي عن أكل العروق كماسيأتي إن شاء الله
2- المَحَاسِنُ، عَن بَعضِهِم رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ قَوماً مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ أَصَابَهُمُ البَيَاضُ فأَوُحيَِ إِلَي مُوسَي ع أَن مُرهُم أَن يَأكُلُوا لَحمَ البَقَرِ بِالسّلقِ
و منه عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن سليمان بن عباد عن عيسي بن أبي الورد عن محمد بن قيس الأسدي عن أبي جعفر ع مثله
3- وَ مِنهُ، عَن أَبِي يُوسُفَ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَرَقُ السّلقِ بِلَحمِ البَقَرِ يُذهِبُ البَيَاضَ
4- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن عَبدِ اللّهِ وَ الحُسَينِ ابنيَ بِسطَامَ عَن مُحَمّدِ بنِ خَلَفٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ قَالَ شَكَا رَجُلٌ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع الوَضَحَ وَ البَهَقَ فَقَالَ ادخُلِ الحَمّامَ وَ اخلِطِ الحِنّاءَ بِالنّورَةِ وَ اطّلِ بِهِمَا فَإِنّكَ لَا تُعَايِنُ بَعدَ ذَلِكَ شَيئاً قَالَ الرّجُلُ فَوَ اللّهِ مَا فَعَلتُهُ إِلّا مَرّةً وَاحِدَةً فعَاَفاَنيَِ اللّهُ مِنهُ وَ مَا عَادَ بَعدَ ذَلِكَ
صفحه : 212
5- وَ مِنهُ، عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ ع قَالَ مَن أَكَلَ مَرَقاً بِلَحمِ بَقَرٍ أَذهَبَ اللّهُ عَنهُ البَرَصَ وَ الجُذَامَ
6- وَ مِنهُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ الخَلِيلِ عَن أَحمَدَ بنِ زَيدٍ عَن شَاذَانَ بنِ الخَلِيلِ عَن ذَرِيعٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَشَكَا إِلَيهِ أَنّ بَعضَ مَوَالِيهِ أَصَابَهُ الدّاءُ الخَبِيثُ فَأَمَرَهُ أَن يَأخُذَ طِينَ الحَيرِ بِمَاءِ المَطَرِ فَاشرَبهُ قَالَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَبَرَأَ
7- وَ عَنهُ، ع أَنّهُ قَالَ مَا مِن شَيءٍ أَنفَعَ لِلدّاءِ الخَبِيثِ مِن طِينِ الحَيرِ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ كَيفَ نَأخُذُهُ قَالَ تَشرَبُهُ بِمَاءِ المَطَرِ وَ تطَلّيِ بِهِ المَوضِعَ وَ الأَثَرَ فَإِنّهُ نَافِعٌ مُجَرّبٌ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
بيان لعل المراد بالداء الخبيث الجذام أوالبرص وطين الحَير طين حائر الحسين ع و في بعض النسخ الحرّ أي الطيّب والخالص وأكله مشكل إلا أن يحمل أيضا علي طين القبر المقدّس و في بعض النسخ طين الحسين و هويؤيد الأول
8- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن اِبرَاهِيمَ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ فَضّالٍ وَ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ يَقطِينٍ عَن سَعدَانَ بنِ مُسلِمٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَعَةُ الجَنبِ وَ الشّعرُ ألّذِي يَكُونُ فِي الأَنفِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ
9- وَ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَتُربَةُ المَدِينَةِ مَدِينَةِ رَسُولِ اللّهِص تنَفيِ
صفحه : 213
الجُذَامَ
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَقِلّوا مِنَ النّظَرِ إِلَي أَهلِ البَلَاءِ وَ لَا تَدخُلُوا عَلَيهِم وَ إِذَا مَرَرتُم بِهِم فَأَسرِعُوا المشَيَ لَا يُصِيبُكُم مَا أَصَابَهُم
توضيح سعة الجنب بالجيم والنون في أكثر النسخ فالمراد إما سعة خلقه أوكناية عن الفرح والسرور كما أن ضيق الصدر كناية عن الهم و ذلك لأن كثرة الهموم تولد المواد السوداوية المولّدة للجذام و في بعض النسخ بالجيم والياء المثناة التحتانية و له وجه إذ لاتحتبس البخارات في الجوف فيصير سببا لتولد الأخلاط الردية و في بعضها سعة الجبين و هوأيضا يحتمل الحقيقة والمجاز. والشعر ألذي يكون في الأنف أي كثرة نباته أوعدم نتفه كماورد أن نتفه يورث الجذام لأن بشعر الأنف تخرج الموادّ السوداويّة وبنتفه يقل خروجه ولذا تبتدئ الجذام غالبا بالأنف . قوله ع تربة المدينة كأن المعني أن الكون بهايوجب عدم الابتلاء بتلك البلية قوله إلي أهل البلاء أي أصحاب الأمراض المسرية
10- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ نُصَيرٍ عَن زِيَادِ بنِ مَروَانَ القنَديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَخذُ الشّارِبِ مِنَ الجُمُعَةِ إِلَي الجُمُعَةِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَامِ وَ الشّعرُ فِي الأَنفِ أَمَانٌ مِنهُ أَيضاً
11- وَ مِنهُ، عَن أَبِي بَكرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَرِيشِ عَن عَلِيّ بنِ مُسَيّبٍ قَالَ قَالَ العَبدُ الصّالِحُ ع عَلَيكَ بِاللّفتِ يعَنيِ السّلجَمَ فَكُلهُ فَإِنّهُ لَيسَ مِن أَحَدٍ
صفحه : 214
إِلّا وَ بِهِ عِرقٌ مِنَ الجُذَامِ وَ إِنّمَا يُذِيبُهُ أَكلُ اللّفتِ قُلتُ نِيّاً أَو مَطبُوخاً قَالَ كِلَاهُمَا
12- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ مَا مِن خَلقٍ إِلّا وَ فِيهِ عِرقُ الجُذَامِ أَذِيبُوهُ بِالسّلجَمِ
بيان في القاموس اللفت بالكسر السلجم و قال السلجم كجعفر نبت معروف و لاتقل ثلجم و لاشلجم أولغية. وأقول وسيأتي إن شاء الله في باب الماش مايتعلق بالباب
صفحه : 215
1- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ المُثَنّي بنِ الوَلِيدِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن بَاتَ وَ فِي جَوفِهِ سَبعُ طَاقَاتٍ مِنَ الهِندَبَاءِ أَمِنَ مِنَ القُولَنجِ لَيلَتَهُ تِلكَ إِن شَاءَ اللّهُ
2- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ جَمِيعاً عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ عَلَيكَ بِالهِندَبَاءِ فَإِنّهُ يَزِيدُ فِي المَاءِ وَ يُحَسّنُ الوَلَدَ وَ هُوَ حَارّ لَيّنٌ يَزِيدُ فِي الوَلَدِ الذّكُورَةَ
3- وَ مِنهُ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي سُلَيمَانَ الحَذّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفَيضِ قَالَ تَغَدّيتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ عَلَي الخِوَانِ بَقلٌ وَ مَعَنَا شَيخٌ فَجَعَلَ يَتَنَكّبُ الهِندَبَاءَ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَمَا إِنّكُم تَزعُمُونَ أَنّهَا بَارِدَةٌ وَ لَيسَت كَذَلِكَ إِنّمَا هيَِ مُعتَدِلَةٌ وَ فَضلُهَا عَلَي البُقُولِ كَفَضلِنَا عَلَي النّاسِ
4- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا
صفحه : 216
ع يَقُولُ أَكلُ الهِندَبَاءِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ مَا مِن دَاءٍ فِي جَوفِ ابنِ آدَمَ إِلّا قَمَعَهُ الهِندَبَاءُ قَالَ وَ دَعَا بِهِ يَوماً لِبَعضِ الحَشَمِ وَ كَانَ تَأخُذُهُ الحُمّي وَ الصّدَاعُ فَأَمَرَ أَن يُدَقّ ثُمّ صَيّرَهُ عَلَي قِرطَاسٍ وَ صَبّ عَلَيهِ دُهنَ البَنَفسَجِ وَ وَضَعَهُ عَلَي رَأسِهِ ثُمّ قَالَ أَمَا إِنّهُ يَذهَبُ بِالحُمّي وَ يَنفَعُ مِنَ الصّدَاعِ وَ يَذهَبُ بِهِ
5- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ نِعمَ البَقلَةُ الهِندَبَاءُ وَ لَيسَ مِن وَرَقَةٍ إِلّا وَ عَلَيهَا قَطرَةٌ مِنَ الجَنّةِ فَكُلُوهَا وَ لَا تَنفُضُوهَا عِندَ أَكلِهَا قَالَ وَ كَانَ أَبِي ع يَنهَانَا أَن نَنفُضَهُ إِذَا أَكَلنَاهُ
6- المَكَارِمُ، مِنَ الفِردَوسِ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن أَكَلَ الهِندَبَاءَ وَ نَامَ عَلَيهِ لَم يُحَرّك فِيهِ سَمّ وَ لَا سِحرٌ وَ لَم يَقرَبهُ شَيءٌ مِنَ الدّوَابّ حَيّةٍ وَ لَا عَقرَبٍ
تأييد قال ابن سينا في القانون وغيره الهندباء منه بريّ و منه بستانيّ و هوصنفان عريض الورق ودقيق الورق و هويجري مجري الخسّ لكنه كماقالوا دونه في الخصال وعندي أنها تفوقه في التفتيح وسدد الكبد و إن قصر عنه في التغذية والتطفية وأنفعها للكبد أمرّها. وأجودها الحديثة الرطبة الغذية البستانية وأجودها الشامية وتسمي
صفحه : 217
أنطوليا وهي باردة في الأولي ويابسها يابسة فيها ورطبها رطبة في آخر الأولي . والبستاني أرطب وأبرد والبري أقل رطوبة ويسمي الطرخشعوق فيه تفتيح وتبريد وتقوية وقبض يفتح سدد الأحشاء والعروق . وضماده مع دقيق الشعر نافع للخفقان الحارّ ويقوي القلب والمعدة و هو من أجود الأدوية لمن كان مزاج معدته حارا والبري أجود للمعدة من البستاني و فيه قبض صالح ليس بشديد وماؤه مع الخل والإسفيداج طلاء عجيب في تبريد مايراد تبريده وينفع النقرس ضمادا. والتغرغر بماء المحلول فيه الخيارشنبر نافع من أورام الحلق وينفع من الرمد الحار ضمادا و هويسكن الغثيان وهيجان الصفراء وأكله مع الخل يعقل الطبع لاسيما البري و هونافع للربع والحميات الدائرة وضماده مع أصوله وكذلك مع السويق نافع للسع العقرب والحيات والزنابير والهوام وسام أبرص ولبن البري يجلو بياض العين . و قال ابن سينا البستاني أبرد وأرطب و قديشتد مرارته في الصيف فيميل إلي حرارة لاتؤثر.أقول ستأتي الأخبار في فضل الهندباء وخواصها في أبواب البقول إن شاء الله تعالي
صفحه : 218
1- قُربُ الإِسنَادِ، عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تَدَاوَوا بِالسّنَا فَإِنّهُ لَو كَانَ شَيءٌ يَرُدّ المَوتَ لَرَدّهُ السّنَا
2- المَكَارِمُ، عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِالسّنَا فَتَدَاوَوا بِهِ فَلَو دَفَعَ المَوتَ شَيءٌ دَفَعَهُ السّنَا
3- وَ عَنهُ ع ، قَالَ لَو عَلِمَ النّاسُ مَا فِي السّنَا لَبَلّغُوا مِثقَالًا مِنهُ مِثقَالَينِ ذَهَباً أَمَا إِنّهُ أَمَانٌ مِنَ البَهَقِ وَ البَرَصِ وَ الجُذَامِ وَ الجُنُونِ وَ الفَالِجِ وَ اللّقوَةِ وَ يُؤخَذُ مَعَ الزّبِيبِ الأَحمَرِ ألّذِي لَا نَوَي لَهُ وَ يُجعَلُ مَعَهُ هَلِيلَجٌ كاَبلُيِّ وَ أَصفَرُ وَ أَسوَدُ أَجزَاءً سَوَاءً يُؤخَذُ عَلَي الرّيقِ مِقدَارَ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَ إِذَا أَوَيتَ إِلَي فِرَاشِكَ مِثلَهُ وَ هُوَ سَيّدُ الأَدوِيَةِ
تأييد وتوضيح قال ابن بيطار قال أبوحنيفة الدينوري يسمي سنا المكي ويخلط ورقه بالحناء ويسوّد الشعر. و قال أمية بن أبي الصلت حار يابس في الدرجة الأولي يسهل المرة الصفراء والمرة السوداء والبلغم ويغوص إلي أعماق الأعضاء ولذلك ينفع المنقرسين وعرق النسا ووجع المفاصل الحادث عن أخلاط المرة الصفراء والبلغم . و قال يونس إنه ينفع من الوسواس السوداوي و من الشقاق العارض في
صفحه : 219
البدن وينفع من تشنج العضل و عن انتشار الشعر و من داء الثعلب والحية و من القمل العارض في البدن و من الصداع العتيق و من الجرب والبثور والحكة و من الصرع
4- الدّعَائِمُ، عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ إِيّاكُم وَ الشّبرُمَ فَإِنّهُ حَارّ بَارّ وَ عَلَيكُم بِالسّنَا فَتَدَاوَوا بِهِ فَلَو دَفَعَ شَيءٌ المَوتَ لَدَفَعَهُ السّنَا
بيان قال في القاموس الشبرم كقنفذ شجرة ذو شوك يقال له ينفع من الوباء ونبات آخر له حبّ كالعدس وأصل غليظ ملئان لبنا والكل مسهل واستعمال لبنه خطر وإنما يستعمل أصله مصلحا بأن ينقع في الحليب يوما وليلة ويجدد اللبن ثلاث مرات ثم يجفف وينقع في عصير الهندباء والرازيانج ويترك ثلاثة أيام ثم يجفف ويعمل منه أقراص مع شيء من التربد والهليلج والصبر فإنه دواء فائق . و قال حار يار وحران يران إتباع ويقال هذاالشر والبر كأنه إتباع . و قال في الفائق رأي ص الشبرم عندأسماء بنت عميس وهي تريد أن تشربه فقال إنه حارّ يارّ أو قال بارّ وأمره بالسنا الشبرم نوع من الشيح حارّ ويارّ إتباعان ويقال حرّان يرّان انتهي . وأقول سيأتي بعض القول فيه أيضا إن شاء الله
صفحه : 220
1- المَكَارِمُ، عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ مَن حُمّ فَشَرِبَ تِلكَ اللّيلَةَ وَزنَ دِرهَمَينِ بِزرَ القَطُونَا أَو ثَلَاثَةً أَمِنَ مِنَ البِرسَامِ فِي تِلكَ العِلّةِ
بيان قال ابن بيطار بزر قطونا هوالأسقيوس بالفارسية وفسليون باليونانية وتأويله البرغوثي. قال جالينوس أنفع ما في هذاالنبات بزره و هوبارد في الثانية وسط ما بين الرطوبة واليبس معتدل . و قال ديسقوريدس له قوة مبرّدة إذاتضمد به مع الخلّ ودهن الورد والماء نفع من وجع المفاصل والأورام الظاهرة في أصول الآذان والجراحات والأورام البلغمية والتواء العصب و إذاضمد به قبل الأمعاء العارضة للصبيان والسرر الناتئة أبرأها. و قال الشيخ يسكن الصداع ضمادا ولعابه مع دهن اللوز يقطع العطش الشديد الصفراوي والمقلو منه الملتوت بدهن الورد قابض ويشرب منه وزن درهمين فيعقل البطن وينفع من السجج [السحج ] وخصوصا للصبيان . و قال بعضهم بدل بزر قطونا في تليين الطبيعة حب السفرجل و في التبريد والترطيب بزر بقلة الحمقاء
صفحه : 221
1- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ السيّاّريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَسلَمَ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ النيّساَبوُريِّ عَن عَبدِ العَزِيزِ بنِ المهُتدَيِ يَرفَعُهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ أَربَعَةٌ يُعَدّلنَ الطّبَائِعَ الرّمّانُ السوّراَنيِّ وَ البُسرُ المَطبُوخُ وَ البَنَفسَجُ وَ الهِندَبَاءُ
2- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع اكسِرُوا حَرّ الحُمّي بِالبَنَفسَجِ وَ المَاءِ البَارِدِ فَإِنّ حَرّهَا مِن فَيحِ جَهَنّمَ
3- وَ قَالَ ع استَعِطُوا بِالبَنَفسَجِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لَو عَلِمَ النّاسُ مَا فِي البَنَفسَجِ لَحَسَوهُ حَسواً
4- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَضلُنَا أَهلَ البَيتِ عَلَي سَائِرِ النّاسِ كَفَضلِ دُهنِ البَنَفسَجِ عَلَي سَائِرِ الأَدهَانِ
5-الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي زَيدٍ عَن أَبِيهِ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن أَبِيهِ قَالَأَهدَيتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع
صفحه : 222
بَغلَةً فَصَرَعَت باِلذّيِ أَرسَلتُ بِهَا مَعَهُ فَأَمّتهُ فَدَخَلنَا المَدِينَةَ فَأَخبَرنَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ أَ فَلَا أَسعَطتُمُوهُ بَنَفسَجاً فَأُسعِطَ بِالبَنَفسَجِ فَبَرَأَ ثُمّ قَالَ يَا عُقبَةُ إِنّ البَنَفسَجَ بَارِدٌ فِي الصّيفِ حَارّ فِي الشّتَاءِ لَيّنٌ عَلَي شِيعَتِنَا يَابِسٌ عَلَي عَدُوّنَا لَو يَعلَمُ النّاسُ مَا فِي البَنَفسَجِ قَامَت أُوقِيّةٌ بِدِينَارٍ
بيان فأمّته أي شجّته شجّة بلغت أُمّ الدماغ و في بعض النسخ فأوهنته أي أضعفته وكأنه أظهر
6- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَا يَأتِينَا مِن نَاحِيَتِكُم شَيءٌ أَحَبّ إِلَينَا مِنَ البَنَفسَجِ
7- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ حَسّانَ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ كَثِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَضلُ البَنَفسَجِ عَلَي الأَدهَانِ كَفَضلِ الإِسلَامِ عَلَي الأَديَانِ نِعمَ الدّهنُ البَنَفسَجُ لَيَذهَبُ بِالدّاءِ مِنَ الرّأسِ وَ العَينِ فَادّهِنُوا بِهِ
8- وَ مِنهُ،بِهَذَا الإِسنَادِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَدَخَلَ عَلَيهِ مِهزَمٌ فَقَالَ لِي أَبُو عَبدِ اللّهِ ع ادعُ لَنَا الجَارِيَةَ تَجِيئُنَا بِدُهنٍ وَ كُحلٍ فَدَعَوتُ بِهَا فَجَاءَت بِقَارُورَةِ بَنَفسَجٍ وَ كَانَ يَوماً شَدِيدَ البَردِ فَصَبّ مِهزَمٌ فِي رَاحَتِهِ مِنهَا ثُمّ قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا البَنَفسَجُ وَ هَذَا البَردُ الشّدِيدُ فَقَالَ إِنّ مُتَطَبّبِينَا يَزعُمُونَ أَنّ البَنَفسَجَ بَارِدٌ فَقَالَ هُوَ بَارِدٌ فِي الصّيفِ لَيّنٌ حَارّ فِي الشّتَاءِ
صفحه : 223
9- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ البزَنَطيِّ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ سُوقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ دُهنُ البَنَفسَجِ يَرزُنُ الدّمَاغَ
بيان الرزانة الوقار وكأنها هنا كناية عن القوة
10- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ رَفَعَهُ قَالَ دَهّنِ الحَاجِبَينِ بِالبَنَفسَجِ فَإِنّهُ يَذهَبُ بِالصّدَاعِ
11- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ أَبِي عَلِيّ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ الجَبّارِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ ذُكِرَ البَنَفسَجُ فَزَكّاهُ ثُمّ قَالَ وَ الخيِريِّ لَطِيفٌ
12- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ وَ ابنِ فَضّالٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ الجَهمِ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَدّهِنُ باِلخيِريِّ فَقَالَ لِيَ ادّهِن فَقُلتُ أَينَ أَنتَ عَنِ البَنَفسَجِ
وَ قَد روُيَِ فِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ أَكرَهُ رِيحَهُ قَالَ قُلتُ لَهُ وَ إنِيّ قَد كُنتُ أَكرَهُ رِيحَهُ وَ أَكرَهُ أَن أَقُولَ ذَلِكَ لِمَا بلَغَنَيِ فِيهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لَا بَأسَ
بيان قوله إنه قال ليس في بعض النسخ كلمة إنه و هوأظهر فالمعني أنك لم لاتدهن بالبنفسج و قدروي فيه و في فضله عن أبي عبد الله ع ماروي فقال إني أكره ريحه فقال ابن الجهم أناأيضا كنت أكره ريحه ولكن كنت أكره
صفحه : 224
أن أقول إني أكره ريحه لماروي عن أبي عبد الله ع في فضله فقال ع لابأس به فإن كراهة الريح لاتنافي فضله ونفعه . و علي نسخة إنه يحتاج إلي تكلفات بعيدة كأن يقال ضمير فيه في قوله و قدروي فيه راجع إلي الخيري وفاعل قال أبو الحسن ع والضمير في قلت له إلي الصادق ع و قوله وإني كنت جملة حالية و قوله أقول إما بمعني أفعل أوآمر الناس بالادّهان به . والحاصل أن أبا الحسن ع قال أناأيضا كنت سمعت هذه الرواية مرويّا عن أبي ولذلك كنت أكره ريحه والادّهان به فلمّا سألت أبي قال لابأس به و لايخفي بعده والظاهر أن كلمة إنه زيدت من النساخ
13- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ عَنِ السيّاّريِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ النّبِيّص إِنّهُ لَيسَ شَيءٌ خَيراً لِلجَسَدِ مِن دُهنِ الزّنبَقِ يعَنيِ الراّزقِيِّ
بيان قدمرّ تفسير الزنبق والرازقي في باب الصداع ويرجع إلي أنه إما الرازقي المعروف و هونوع من الياسمين أو هوالمعروف عندنا بالزنبق الأبيض . قال ابن بيطار دهن السوسن الأبيض هوالرازقي قال ديسقوريدس قوة دهن السوسن مسخنة مفتحة لانضمام فم الرحم محللة لأورامها الحارة وبالجملة ليس له نظير في المنفعة من أوجاع الرحم ويوافق قروح الرأس الرطبة والثآليل ونخالة الرأس و هوبالجملة محلل و إذاشرب أسهل مرة الصفراء ويدور البول و هورديء للمعدة مغث . و قال ماسرجويه دهن الرازقي حار لطيف ينفع من وجع العصب والكليتين ألذي يكون من البرد و من الفالج والارتعاش والكزاز ووجع الأمراض التي
صفحه : 225
تكون من البرد وضعف الأعضاء إذاتمرخ به و قديقوي الأعضاء الباطنة إذاتمرخ بهالطيبها. و قال التميمي في المرشد حسن التأثير في تحليل أوجاع الأعصاب الكائنة من البرودة ورياح البلغم مسكن لها محلل لمايعرض لأصلها من التعقيد والالتواء والتقبض ويحلل الورم الحادث في عصبة السمع و من السدة الكائنة فيها من النزلات البلغمية المنحدرة من الرأس و إذاسخن اليسير منه وقطر منه قطرات في الأذن الثقيلة السمع حلل ما فيها من الورم وفتح السدد الكائنة في مجري السمع وسكن مايعرض من الأوجاع الباردة السبب و قدينفع من الخزاز وأنواع السعفة والثآليل والنار الفارسي والجراحات الحارة والباردة. و قال في دهن الزنبق قال سليمان بن حسان يربي السمسم بنور الياسمين الأبيض ثم يعتصر منه دهن يقال له الزنبق . و قال غيره دهن الياسمين حار يابس نافع من الفالج والصرع واللقوة والشقيقة الباردة والصداع البارد إذادهنت به الصدغان أوقطر في الأنف منه . و إذاتمرخ به جلب العرق وحلل الإعياء ونفع من وجع المفاصل و إذاعمل منه الشمع الأبيض قيروطي وحمل علي الأورام الصلبة أنضجها وحللها و إذادق ورق الياسمين الرطب وطلي بدهن الخل قام مقام الزنبق انتهي . و أماالخيري فكأنه ألذي يقال له بالفارسية شب بو و قال ابن بيطار هونبات معروف له زهر مختلف بعضه أبيض وبعضه فرفري وبعضه أصفر والأصفر نافع من أعمال الطب قال جالينوس جملة هذه النبات قوته قوة تجلو وهي لطيفة مائية وأكثر ماتوجد هذه القوة في زهرته و في اليابس من الزهرة أكثر منها في الرطب الطري. و قال في دهن الخيري قال التميمي لطيف محلل يوافق الجراحات وخاصة ماعمل من الأصفر منه و هوشديد التحليل لأورام الرحم والأورام الكائنة في المفاصل و لمايعرض من التعقد والتحجر في الأعصاب
صفحه : 226
والتقبض وفعله في ذلك أكثر من جميع الأدهان المتخذة من سائر الأزهار و قديقوي شعر الرأس ويكثفه ويدخل في المراهم المحللة للجراحات . و قال في البنفسج في البرودة من الدرجة الأولي و في الرطوبة من الثانية و فيه لطافة يسيرة يحلل الأورام وينفع من السعال العارض من الحرارة وينوم نوما معتدلا ويسكن الصداع من المرة الصفراء والدم الحريف إذاشرب و إذاشم . والبنفسج اليابس يسهل المرة الصفراء المحتبسة في المعدة والأمعاء و إن ضمد به الرأس والجبين سكن الصداع ألذي يكون من الحرارة. و قال دهن البنفسج يبرد ويرطب فينوم ويعدل الحرارة التي لم تعتدل و هوطلاء جيد للجرب وينفع من الحرارة والحراقة التي تكون في الجسد و من الصداع الحار الكائن في الرأس سعوطا و إذاقطر الحديث منه في الإحليل سكن حرقته وحرقة المثانة و إذاحل فيه شمع مقصور أبيض ودهن به صدور الصبيان نفعهم من السعال منفعة قوية وينفع من يبس الخياشيم وانتشار شعر اللحية والرأس تقصفه وانتشار شعر الحاجبين دهنا. و إذاتحسي منه في حوض الحمام وزن درهمين بعدالتعرق علي الريق نفع من ضيق النفس ويتعاهد المستعمل له ذلك في كل جمعة مرة واحدة و هوملين لصلابة المفاصل والعصب ويسهل حركة المفاصل ويحفظ صحة الأظفار طلاء وينوم أصحاب السهر لاسيما ماعمل منه بحب القرع واللوز
صفحه : 227
1- فِقهُ الرّضَا ع ، قَالَ أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّ حَبّةَ السّودَاءِ مُبَارَكَةٌ يُخرِجُ الدّاءَ الدّفِينَ مِنَ البَدَنِ
2- وَ عَنهُ ع أَنّ حَبّةَ السّودَاءِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا السّامَ وَ عَلَيكُم بِالعَسَلِ وَ حَبّةِ السّودَاءِ
3- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ سُئِلَ عَنِ الحُمّي الغِبّ الغَالِبَةِ قَالَ يُؤخَذُ العَسَلُ وَ الشّونِيزُ وَ يُلعَقُ مِنهُ ثَلَاثُ لَعقَاتٍ فَإِنّهَا تَنقَلِعُ وَ هُمَا المُبَارَكَانِ قَالَ اللّهُ تَعَالَي فِي العَسَلِيَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي الحَبّةِ السّودَاءِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا السّامَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا السّامُ قَالَ المَوتُ قَالَ وَ هَذَانِ لَا يَمِيلَانِ إِلَي الحَرَارَةِ وَ البُرُودَةِ وَ لَا إِلَي الطّبَائِعِ إِنّمَا هُمَا شِفَاءٌ حَيثُ وَقَعَا
4- وَ مِنهُ، عَنِ القَاسِمِ بنِ أَحمَدَ بنِ جَعفَرٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ يَعلَي بنِ أَبِي عَمرٍو عَن ذَرِيحٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إنِيّ لَأَجِدُ فِي بطَنيِ قراقرا[قَرَاقِرَ] وَ وَجَعاً قَالَ مَا يَمنَعُكَ مِنَ الحَبّةِ السّودَاءِ فَإِنّ فِيهَا شِفَاءً مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا السّامَ
صفحه : 228
5- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فِي هَذِهِ الحَبّةِ السّودَاءِ إِنّ فِيهَا شِفَاءً مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا السّامَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ وَ مَا السّامُ قَالَ المَوتُ
6- وَ عَن زُرَارَةَ بنِ أَعيَنَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا جَعفَرٍ ع وَ قَد سُئِلَ عَن قَولِ رَسُولِ اللّهِص فِي الحَبّةِ السّودَاءِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع نَعَم قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللّهِص وَ استَثنَي فِيهِ فَقَالَ إِلّا السّامَ وَ لَكِن أَ لَا أَدُلّكَ عَلَي مَا هُوَ أَبلَغُ مِنهَا وَ لَم يَستَثنِ النّبِيّص فِيهِ قُلتُ بَلَي يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ الدّعَاءُ يَرُدّ القَضَاءَ وَ قَد أُبرِمَ إِبرَاماً وَ الصّدَقَةُ تُطفِئُ الغَضَبَ وَ ضَمّ أَصَابِعَهُ
بيان كأن ضمّ الأصابع تأكيد فعليّ للإبرام
7- المَكَارِمُ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ هَذِهِ الحَبّةَ السّودَاءَ فِيهِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا السّامَ فَقُلتُ وَ مَا السّامُ قَالَ المَوتُ قُلتُ وَ مَا الحَبّةُ السّودَاءُ فَقَالَ الشّونِيزُ قُلتُ وَ كَيفَ أَصنَعُ قَالَ تَأخُذُ إِحدَي وَ عِشرِينَ حَبّةً فَتَجعَلُهَا فِي خِرقَةٍ وَ تَنقَعُهَا فِي المَاءِ لَيلَةً فَإِذَا أَصبَحتَ قَطّرتَ فِي المَنخِرِ الأَيمَنِ قَطرَةً وَ فِي الأَيسَرِ قَطرَةً فَإِذَا كَانَ فِي اليَومِ الثاّنيِ قَطّرتَ فِي الأَيمَنِ قَطرَتَينِ وَ فِي الأَيسَرِ قَطرَةً فَإِذَا كَانَ فِي اليَومِ الثّالِثُ قَطّرتَ فِي الأَيمَنِ قَطرَةً وَ فِي الأَيسَرِ قَطرَتَينِ تُخَالِفُ بَينَهُمَا ثَلَاثَةَ أَيّامٍ قَالَ سَعدٌ وَ تُجَدّدُ الحَبّ فِي كُلّ يَومٍ
8- وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ الحَبّةُ السّودَاءُ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ وَ هيَِ حَبِيبَةُ رَسُولِ اللّهِص فَقِيلَ لَهُ إِنّ النّاسَ يَزعُمُونَ أَنّهَا الحَرمَلُ قَالَ لَا هيَِ الشّونِيزُ فَلَو أَتَيتُ أَصحَابَهُ فَقُلتُ أَخرِجُوا إلِيَّ حَبِيبَةَ رَسُولِ اللّهِص لَأَخرَجُوا إلِيَّ الشّونِيزَ
صفحه : 229
9- عَنِ الفَضلِ قَالَ شَكَوتُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أنَيّ أَلقَي مِنَ البَولِ شِدّةٌ فَقَالَ خُذ مِنَ الشّونِيزِ فِي آخِرِ اللّيلِ
10- عَنهُ، ع قَالَ إِنّ فِي الشّونِيزِ شِفَاءً مِن كُلّ دَاءٍ فَأَنَا آخُذُهُ لِلحُمّي وَ الصّدَاعِ وَ الرّمَدِ وَ لِوَجَعِ البَطنِ وَ لِكُلّ مَا يَعرِضُ لِي مِنَ الأَوجَاعِ يشَفيِنيِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ
بيان وتأييد أقول الخبر الأول لعله مأخوذ من كتب العامة رووه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي ص و فيها و إذاأصبحت قطرت في المنخرين الأيمن واحدة و في الأيسر اثنتين فإذا كان من الغد قطرات في المنخر الأيمن اثنين و في الأيسر واحدة فإذا كان اليوم الثالث قطرت في الأيمن واحدة و في الأيسر اثنتين و هوالصواب . و قال صاحب فتح الباري بعدإيراد هذه الرواية ويؤخذ من ذلك أن معني كون الحبة شفاء من كل داء أنها لاتستعمل في كل داء صرفا بل ربما استعمل مسحوقة و غيرمسحوقة وربما استعملت أكلا وشربا وسعوطا وضمادا و غير ذلك . وقيل إن قوله من كل داء تقديره تقبل العلاج بهافإنها إنما تنفع من الأمراض الباردة و أماالحارة فلانعم قديدخل في بعض الأمراض الحارة اليابسة بالعرض فيوصل قوي الأدوية الرطبة الباردة إليها بسرعة تنفيذها واستعمال الحار في بعض الأمراض الحارة لخاصية فيه لايستنكر كالعنزروت فإنه حار ويستعمل في أدوية الرمد المركبة مع أن الرمد ورم حار باتفاق الأطباء. و قد قال أهل العلم بالطب إن طبع الحبة السوداء حار يابس وهي مذهبة للنفخ نافعة من حمي الربع والبلغم مفتحة للسدد والريح و إذادقت وعجنت بالعسل وشربت بالماء الحار أذابت الحصاة وأدرت البول والطمث و فيهاجلاء وتقطيع و إذادقت وربطت بخرقة من كتان وأديم شمها نفع من الزكام البارد
صفحه : 230
و إذانقع منها سبع حبات في لبن امرأة وسعط به صاحب اليرقان أفاده و إذاشرب منها وزن مثقال بماء أفاده من ضيق النفس والضماد بهاينفع من الصداع البارد و إذاطبخت بخل وتمضمض بهانقعت من وجع الأسنان الكائن عن برد. و قدذكر ابن بيطار وغيره ممن صنف المفردات في منافعها هذا ألذي ذكرته وأكثر منه . و قال الخطابي قوله من كل داء هو من العام ألذي يراد به الخاص لأنه ليس في طبع شيء من النبات مايجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء بمقابلها وإنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة. قال أبوبكر ابن العربي العسل عندالأطباء أقرب إلي أن يكون دواء من كل داء و مع ذلك فإن من الأمراض ما لوشرب صاحبه العسل لتأذي به فإذا كان المراد بقوله في العسل فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِالأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء علي ذلك أولي . و قال غيره كان ع يصف الدواء بحسب مايشاهد من حال المريض فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد فيكون معني قوله شفاء من كل داء أي من هذاالجنس ألذي وقع القول فيه والتخصيص بالجنسية كثير شائع و الله أعلم . و قال الشيخ محمد بن أبي حمزة تكلم الناس في هذاالحديث وخصوا عمومه وردوه إلي قول أهل الطب والتجربة و لاخفاء بغلط قائل ذلك لأنا إذاصدقنا أهل الطب ومدار علمهم غالبا إنما هو علي التجربة التي بناؤها علي الظن غالبا فتصديق من لاينطق عن الهوي أولي بالقبول من كلامهم انتهي . و قدتقدم توجيه حمله علي عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هوأعم من الإفراد والتركيب و لامحذور في ذلك و لاخروج عن ظاهر الحديث و الله أعلم . و قال الشونيز بضم المعجمة وسكون التحتانية بعدها زاي و قال القرطبي
صفحه : 231
قيد بعض مشايخنا الشين بالفتح وحكي عياض عن ابن الأعرابي أنه كسرها فأبدل الواو ياء فقال الشينيز وتفسير الحبة السوداء بالشونيز لشهرة الشونيز عندهم إذ ذاك و أماالآن فالأمر بالعكس والحبة السوداء أشهر عند أهل هذاالعصر من الشونيز بكثير وتفسيرها بالشونيز هوالأكثر الأشهر وهي الكمون الأسود ويقال لها أيضا الكمون الهندي. ونقل ابراهيم الحربي في غريب الحديث عن الحسن البصري أنها الخردل . وحكي أبوعبيد الهروي في الغريبين أنها ثمرة البطم بضم الموحدة وسكون المهملة. و قال الجوهري هوصمغ شجرة يدعي الكمكام يجلب من اليمن ورائحتها طيبة ويستعمل في البخور قلت و ليس المراد هنا جزما و قال القرطبي تفسيرها بالشونيز أولي من وجهين أحدهما أنه قول الأكثر والثاني كثرة منافعها بخلاف الخردل والبطم انتهي كلام ابن حجر. و قال ابن بيطار الحبة السوداء يقال علي الشونيز و علي التشميزج والبشمة عند أهل الحجاز و قال البشمة اسم حجازي للحبة السوداء المستعملة في علاج العين يؤتي بها من اليمن
11- الدّعَائِمُ، عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَن قَولِ رَسُولِ اللّهِص فِي الحَبّةِ السّودَاءِ قَالَ قَد قَالَ ذَلِكَ قِيلَ وَ مَا قَالَ قَالَ فِيهَا شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا السّامَ يعَنيِ المَوتَ ثُمّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع لِلسّائِلِ أَ لَا أَدُلّكَ عَلَي مَا لَم يَستَثنِ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص قَالَ بَلَي قَالَ الدّعَاءُ فَإِنّهُ يَرُدّ القَضَاءَ وَ قَد أُبرِمَ إِبرَاماً وَ ضَمّ أَصَابِعَهُ مِن كَفّيهِ وَ جَمَعَهُمَا جَمِيعاً وَاحِدَةً إِلَي الأُخرَي الخِنصِرَ بِحِيَالِ الخِنصِرِ كَأَنّهُ يُرِيكَ شَيئاً
صفحه : 232
1- المَكَارِمُ، عَن عَلِيّ ع قَالَ العُنّابُ يَذهَبُ بِالحُمّي
2- عَنِ ابنِ أَبِي الخَضِيبِ قَالَ كَانَت عيَنيِ قَدِ ابيَضّت وَ لَم أَكُن أُبصِرُ بِهَا شَيئاً فَرَأَيتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فِي المَنَامِ فَقُلتُ يَا سيَدّيِ عيَنيِ قَد أَصَابَت إِلَي مَا تَرَي فَقَالَ خُذِ العُنّابَ فَدُقّهُ فَاكتَحِل بِهِ فَأَخَذتُ العُنّابَ فَدَقَقتُهُ بِنَوَاهُ وَ كَحَلتُهَا فَانجَلَت عَن عيَنيِ الظّلمَةُ وَ نَظَرتُ أَنَا إِلَيهَا إِذَا هيَِ صَحِيحَةٌ
3- قَالَ الصّادِقُ ع فَضلُ العُنّابِ عَلَي الفَاكِهَةِ كَفَضلِنَا عَلَي سَائِرِ النّاسِ
بيان قدأصابت أي العلة صائرا إلي ماتري و قال في عجائب المخلوقات العناب شجرة مشهورة وورقها ينفع من وجع العين الحار وثمرها تنشف الدم فيما زعموا حتي ذكروا أن مسها أيضا يفعل ذلك الفعل فإذاأرادوا حملها من بلد إلي بلد كل يوم حملوها علي دابة أخري حتي لاينشف دم الدابة الواحدة. و قال جالينوس ماينشف الدم وإنما يغلظه انتهي . و قال ابن بيطار نقلا عن المسيح حار رطب في وسط الدرجة الأولي والحرارة فيه أغلب من الرطوبة ويولد خلطا محمودا إذاأكل أوشرب ماؤه ويسكن حدة الدم وحراقته و هونافع من السعال و من الربو ووجع الكليتين والمثانة ووجع الصدر والمختار منه ماعظم من حبه و إذاأكل قبل الطعام فهو أجود
صفحه : 233
1- مِن أَصلٍ قَدِيمٍ لِبَعضِ أَصحَابِنَا أَظُنّهُ التلّعّكُبرَيِّ عَن سَهلِ بنِ أَحمَدَ الديّباَجيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الأَشعَثِ عَن مُوسَي بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِالحُلبَةِ وَ لَو بِيعَ وَزنُهَا ذَهَباً
2- المَكَارِمُ، قَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيكُم بِالحُلبَةِ وَ لَو يَعلَمُ أمُتّيِ مَا لَهَا فِي الحُلبَةِ لَتَدَاوَوا بِهَا وَ لَو بِوَزنِهَا ذَهَباً
3- الدّعَائِمُ، عَن رَسُولِ اللّهِص قَالَ تَدَاوَوا بِالحُلبَةِ فَلَو يَعلَمُ أمُتّيِ مَا لَهَا فِي الحُلبَةِ لَتَدَاوَت بِهَا وَ لَو بِوَزنِهَا مِن ذَهَبٍ
1-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ خَالِدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ رَبّهِ عَن عَبدِ الوَاحِدِ بنِ مَيمُونٍ عَن أَبِي خَالِدٍ الواَسطِيِّ عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ رَفَعَهُ إِلَي آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا أَنبَتَ الحَرمَلُ مِن شَجَرَةٍ وَ لَا وَرَقَةٍ وَ لَا ثَمَرَةٍ إِلّا وَ مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِهَا حَتّي تَصِلَ إِلَي مَن وَصَلَت إِلَيهِ أَو تَصِيرَ حُطَاماً وَ إِنّ فِي أَصلِهَا وَ فَرعِهَا نُشرَةً
صفحه : 234
وَ إِنّ فِي حَبّهَا الشّفَاءَ مِنَ اثنَينِ وَ سَبعِينَ دَاءً فَتَدَاوَوا بِهَا وَ بِالكُندُرِ
2- وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع أَنّهُ سُئِلَ عَنِ الحَرمَلِ وَ اللّبَانِ فَقَالَ أَمّا الحَرمَلُ فَمَا تَقَلقَلَ لَهُ عِرقٌ فِي الأَرضِ وَ لَا ارتَفَعَ لَهُ فَرعٌ فِي السّمَاءِ إِلّا وُكّلَ بِهِ مَلَكٌ حَتّي يَصِيرَ حُطَاماً أَو يَصِيرَ إِلَي مَا صَارَت وَ إِنّ الشّيطَانَ لَيَتَنَكّبُ سَبعِينَ دَاراً دُونَ الدّارِ التّيِ هُوَ فِيهَا وَ هُوَ شِفَاءٌ مِن سَبعِينَ دَاءً أَهوَنُهُ الجُذَامُ فَلَا تَغفُلُوا عَنهُ
بيان قال الجوهري النشرة هي كالتعويذ والرقية و قال في النهاية النشرة بالضم ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجنّ سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ماخامره من الداء أي يكشف ويزال
3- المَكَارِمُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَكَمِ قَالَ شَكَا نبَيِّ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ جُبنَ أُمّتِهِ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ مُر أُمّتَكَ تَأكُلُ الحَرمَلَ
وَ فِي رِوَايَةٍ مُرهُم فَليَسقُوا الحَرمَلَ فَإِنّهُ يَزِيدُ الرّجُلَ شَجَاعَةً
4- وَ مِنهُ، سُئِلَ الصّادِقُ ع عَنِ الحَرمَلِ وَ اللّبَانِ فَقَالَ أَمّا الحَرمَلُ فَمَا تَقَلقَلَ لَهُ عِرقٌ فِي الأَرضِ وَ لَا ارتَفَعَ لَهُ فَرعٌ فِي السّمَاءِ إِلّا وَكّلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ مَلَكاً حَتّي يَصِيرَ حُطَاماً أَو يَصِيرَ إِلَي مَا صَارَ إِلَيهِ فَإِنّ الشّيطَانَ قَد يَتَنَكّبُ سَبعِينَ دَاراً دُونَ الدّارِ التّيِ فِيهَا الحَرمَلُ وَ هُوَ شِفَاءٌ مِن سَبعِينَ دَاءً أَهوَنُهُ الجُذَامُ فَلَا يَفُوتَنّكُم قَالَ وَ أَمّا اللّبَانُ فَهُوَ مُختَارُ الأَنبِيَاءِ ع مِن قبَليِ وَ بِهِ كَانَت تَستَعِينُ مَريَمُ ع وَ لَيسَ دُخَانٌ يَصعَدُ إِلَي السّمَاءِ أَسرَعَ مِنهُ وَ هُوَ مَطرَدَةُ الشّيَاطِينِ وَ مَدفَعَةٌ لِلعَاهَةِ فَلَا يَفُوتَنّكُم
صفحه : 235
5- الفِردَوسُ، عَنِ النّبِيّص قَالَ مَن شَرِبَ الحَرمَلَ أَربَعِينَ صَبَاحاً كُلّ يَومٍ مِثقَالًا لَاستَنَارَ الحِكمَةُ فِي قَلبِهِ وَ عوُفيَِ مِنِ اثنَينِ وَ سَبعِينَ دَاءً أَهوَنُهُ الجُذَامُ
توضيح قدمر وصف الحرمل . و قال ابن بيطار اللبان هوالكندر و قال يحرق الدم والبلغم وينشف رطوبات الصدر ويقويّ المعدة الضعيفة ويسخّنه والكبد إذابردتا و إن أنقع منه مثقالا في ماء وشرب كل يوم نفع من البلغم وزاد في الحفظ وجلا الذهن وذهب بكثرة النسيان غير أنه يحدث لشاربه إذاأكثر منه صداعا ويهضم الطعام ويطرد الريح . و قال جالينوس إذااكتحل به العين التي فيهادم محتقن نفع من ذلك وحلّله ثم ذكر له خواصّ كثيرة
1- المَكَارِمُ، عَن اِبرَاهِيمَ بنِ بِسطَامَ قَالَ أخَذَنَيِ اللّصُوصُ وَ جَعَلُوا فِي فمَيِ الفَالُوذَجَ حَتّي نَضِجَ ثُمّ حَشَوهُ بِالثّلجِ بَعدَ ذَلِكَ فَتَسَاقَطَت أسَناَنيِ وَ أضَراَسيِ فَرَأَيتُ الرّضَا ع فِي النّومِ فَشَكَوتُ إِلَيهِ ذَلِكَ قَالَ استَعمِلِ السّعدَ فَإِنّ أَسنَانَكَ تَنبُتُ فَلَمّا حُمِلَ إِلَي خُرَاسَانَ بلَغَنَيِ أَنّهُ مَارّ بِنَا فَاستَقبَلتُهُ وَ سَلّمتُ عَلَيهِ وَ ذَكَرتُ لَهُ حاَليِ وَ أنَيّ رَأَيتُهُ فِي المَنَامِ وَ أمَرَنَيِ بِاستِعمَالِ السّعدِ فَقَالَ وَ أَنَا آمُرُكَ بِهِ فِي اليَقَظَةِ فَاستَعمَلتُهُ فَعَادَت إلِيَّ أسَناَنيِ وَ أضَراَسيِ كَمَا كَانَت
صفحه : 236
2- وَ مِنهُ، عَنِ البَاقِرِ ع كَانَ إِذَا تَوَضّأَ بِالأُشنَانِ أَدخَلَهُ فَاهُ فَتَطَاعَمَهُ ثُمّ رَمَي بِهِ وَ قَالَ الأُشنَانُ ردَيِءٌ يُبخِرُ الفَمَ وَ يُصَفّرُ اللّونَ وَ يُضَعّفُ الرّكبَتَينِ وَ أَنَا أُحِبّهُ
بيان كأن المراد بالتطاعم المضغ والحب لعله للمضغ وغسل الفم والمفاسد علي الأكل . و قال الفيروزآبادي الأشنان بالضم والكسر معروف نافع للجرب والحكة جلاء منق مدر للطمث مسقط للأجنة.أقول وذكر ابن بيطار له فوائد كثيرة و قدمر الكلام في السعد وفوائده
3- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَنِ الحَكَمِ بنِ مِسكِينٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ أَكلُ الأُشنَانِ يُوهِنُ الرّكبَتَينِ وَ يُفسِدُ مَاءَ الظّهرِ
4- المَحَاسِنُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن أَحمَدَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ أَكلُ الأُشنَانِ يُبخِرُ الفَمَ
الكافي، عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد مثله
5- وَ مِنهُ، عَن بَعضِ أَصحَابِهِ عَن جَعفَرِ بنِ اِبرَاهِيمَ الحضَرمَيِّ عَن سَعدِ بنِ سَعدٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ الحَسَنِ ع إِنّا نَأكُلُ الأُشنَانَ فَقَالَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ ع إِذَا تَوَضّأَ ضَمّ شَفَتَيهِ وَ فِيهِ خِصَالٌ تُكرَهُ إِنّهُ يُورِثُ السّلّ وَ يَذهَبُ بِمَاءِ الظّهرِ وَ يُوهِنُ
صفحه : 237
الرّكبَتَينِ الخَبَرَ
بيان قوله ع إذاتوضأ أي كان ع إذاغسل يده وفمه بعدالطعام بالأشنان ضم شفتيه لئلا يدخل الفم شيء منه فكيف يكون أكله حسنا
6- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ الزّبرِقَانِ عَنِ الفُضَيلِ بنِ عُثمَانَ عَن أَبِي عَزِيزٍ المرُاَديِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ اتّخِذُوا فِي أَسنَانِكُمُ السّعدَ فَإِنّهُ يُطَيّبُ الفَمَ وَ يَزِيدُ فِي الجِمَاعِ
1- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَنِ المُسَيّبِ بنِ وَاضِحٍ وَ كَانَ يَخدُمُ العسَكرَيِّ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ لَو عَلِمَ النّاسُ مَا فِي الهَلِيلَجِ الأَصفَرِ لَاشتَرَوهَا بِوَزنِهَا ذَهَباً وَ قَالَ لِرَجُلٍ مِن أَصحَابِهِ خُذ هَلِيلَجَةً صَفرَاءَ وَ سَبعَ حَبّاتِ فُلفُلٍ وَ اسحَقهَا وَ انخُلهَا وَ اكتَحِل بِهَا
2- الفِردَوسُ، عَنِ النّبِيّص قَالَ الهَلِيلَجَةُ السّودَاءُ مِن شَجَرِ الجَنّةِ
توضيح وتأييد قال ابن بيطار نقلا عن البصري الهليلج علي أربعة أصناف فصنف أصفر وصنف أسود هندي صغار وصنف أسود كابلي كبار وصنف حشف دقاق يعرف بالصيني. و قال الرازي الأصفر منه يسهل الصفراء والأسود الهندي يسهل السوداء فأما ألذي فيه عفوصة فلايصلح للإسهال بل يدبغ المعدة و لاينبغي
صفحه : 238
أن يتخذ للإسهال انتهي . و قال ابن سينا في القانون الهليلج معروف منه الأصفر الفج و منه الأسود الهندي و هوالبالغ النضيج و هوأسخن و منه كابلي و هوأكبر الجميع و منه صيني و هودقيق خفيف وأجوده الأصفر الشديد الصفرة الضارب إلي الخضرة الرزين الممتلئ الصلب وأجود الكابلي ما هوأسمن وأثقل يرسب في الماء و إلي الحمرة وأجود الصيني ذو المنقار. وقيل إن الأصفر أسخن من الأسود. وقيل إن الهندي أقل برودة من الكابلي وجميعه بارد في الأولي يابس في الثانية وكلها تطفئ المرة وتنفع منها والأسود يصفي اللون وكلها نافعة من الجذام . والكابلي ينفع الحواس والحفظ والعقل وينفع أيضا من الصداع وينفع الأصفر للعين المسترخية وينفع مواد تسيل كحلا وينفع الخفقان والتوحش شربا و هونافع لوجع الطحال وآلات الغذاء كلها خصوصا الأسودان فإنهما يقويان المعدة وخصوصا المربيان ويهضم الطعام ويقوي خمل المعدة بالدبغ والتفتيح والتنشيف والأصفر دباغ جيد للمعدة وكذلك الأسود والصيني ضعيف فيما يفعل الكابلي و في الكابلي تغشية. والكابلي ينفع من الاستسقاء والكابلي والهندي مقلوان بالزيت يعقلان البطن والأصفر يسهل الصفراء وقليلا من البلغم والأسود يسهل السوداء وينفع من البواسير والكابلي يسهل السوداء والبلغم . وقيل إن الكابلي ينفع من القولنج والشربة من الكابلي للإسهال منقوعا من خمسة إلي أحد عشر درهما و غيرمنقوع إلي درهمين . وأقول و إلي أكثر والأصفر أقول قديسقي إلي عشرة وأكثر مدقوقا منقوعا في الماء وينفع الكابلي من الحميات العتيقة انتهي . وسيأتي ذكر الأملج في الأدوية المركبة وذكر الأطباء له منافع عظيمة
صفحه : 239
قالوا بارد في الأولي يابس في الثانية قابض يشد أصول الشعر ويقوي المعدة والمقعدة ويدبغهما ويقبضهما ويقطع العطش ويزيد الفؤاد حدة وذكاء ويهيج الباه ويقطع البزاق والقيء ويطفئ حرارة الدم ويعقل البطن ويسود الشعر. والمربا منه يلين البطن وينفع البواسير ويشهي الطعام ويقوي الأعضاء الباطنة وخاصة المعدة والأمعاء و هومقوي للعين أيضا ويقوي القلب والذهن والحفظ. و قال ابن سينا وبالجملة هو من الأدوية المقوية للأعضاء كلها وإصلاحه بالعسل . وقالوا في البليلج هوقريب الطعم من الأملج ولبه حلو قريب من البندق . قال ابن سينا بارد في الأولي يابس في الثانية و فيه قوة مطلقة وقوة قابضة يقوي المعدة بالدبغ والجمع وينفع من استرخائها ورطوبتها و لا شيءأدبغ للمعدة منه وربما عقل البطن و عندبعضهم يلين فقط و هوالظاهر و هونافع للمعاء المستقيم والمقعدة انتهي . و قال بعضهم هولاحق بالأملج في العمل والقوة
صفحه : 240
1- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن سَعِيدِ بنِ جَنَاحٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ مُوسَي بنَ عِمرَانَ ع شَكَا إِلَي رَبّهِ تَعَالَي البِلّةَ وَ الرّطُوبَةَ فَأَمَرَهُ اللّهُ أَن يَأخُذَ الهَلِيلَجَ وَ البَلِيلَجَ وَ الأَملَجَ فَيَعجِنَهُ بِالعَسَلِ وَ يَأخُذَهُ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع هُوَ ألّذِي يُسَمّونَهُ عِندَكُمُ الطّرِيفِلَ
بيان للطريفل عندالأطباء نسخ كثيرة وعمدة أجزاء جميعها ماورد في الخبر وأقربها منه الطريفل الصغير و هومركب من الهليلج الكابلي والأسود والأصفر والأملج والبليلج أجزاء سواء وتلت بدهن اللوز ويعجن بالعسل ثلاثة أضعاف جميع الأجزاء ويستعمل بعدشهرين إلي ثلاث سنين و هو من أنفع الأدوية عندهم
2- الفِردَوسُ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص الهَلِيلَجُ الأَسوَدُ وَ بَلِيلَجُ وَ أَملَجُ يُغلَي بِسَمنِ البَقَرِ وَ يُعجَنُ بِالعَسَلِ يعَنيِ الطّرِيفِلَ
3-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَبدُ اللّهِ وَ الحُسَينُ ابنَا بِسطَامَ قَالَاأَملَي عَلَينَا أَحمَدُ بنُ رِيَاحٍ المُتَطَبّبُ هَذِهِ الأَدوِيَةَ وَ ذَكَرَ أَنّهُ عَرَضَهَا عَلَي الإِمَامِ فَرَضِيَهَا وَ قَالَ إِنّهَا تَنفَعُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي مِنَ المِرّةِ السّودَاءِ وَ الصّفرَاءِ وَ البَلغَمِ وَ وَجَعِ المَعِدَةِ وَ القيَءِ وَ الحُمّي وَ البِرسَامِ وَ تَشَقّقِ اليَدَينِ وَ الرّجلَينِ وَ الأُسرِ وَ الزّحِيرِ وَ وَجَعِ الكَبِدِ وَ الحَرّ فِي الرّأسِ وَ ينَبغَيِ أَن يحَتمَيَِ مِنَ التّمرِ وَ السّمَكِ وَ الخَلّ وَ البَقلِ وَ ليَكُن طَعَامُ مَن يَشرَبُهُ زِيربَاجَةً بِدُهنِ سِمسِمٍ يَشرَبُهُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ كُلّ يَومٍ مِثقَالَينِ وَ كُنتُ أَسقِيهِ مِثقَالًا فَقَالَ العَالِمُ ع مِثقَالَينِ وَ ذَكَرَ أَنّهُ لِبَعضِ الأَنبِيَاءِ عَلَي نَبِيّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَيهِ السّلَامُ يُؤخَذُ مِنَ الخِيَارَشَنبَرَ رِطلٌ مُنَقّي وَ يُنقَعُ فِي رِطلٍ مِن مَاءٍ يَوماً وَ لَيلَةً ثُمّ يُصَفّي
صفحه : 241
فَيُؤخَذُ صَفوُهُ وَ يُطرَحُ ثُفلُهُ وَ يُجعَلُ مَعَ صَفوِهِ رِطلٌ مِن عَسَلٍ وَ رِطلٌ مِن أَفشُرَجِ السّفَرجَلِ وَ أَربَعِينَ مِثقَالًا مِن دُهنِ الوَردِ ثُمّ يَطبُخُهُ بِنَارٍ لَيّنَةٍ حَتّي يُثخَنَ ثُمّ يُنزَلَ عَنِ النّارِ وَ يَترُكُهُ حَتّي يَبرُدَ فَإِذَا بَرَدَ جُعِلَت فِيهِ الفُلفُلُ وَ دَارُ الفُلفُلِ وَ قِرفَةُ القَرَنفُلِ وَ قَرَنفُلٌ وَ قَاقُلّةٌ وَ زَنجَبِيلٌ وَ داَرچُيِنيِّ وَ جَوزَبَوّا مِن كُلّ وَاحِدٍ ثَلَاثَةُ مَثَاقِيلَ مَدقُوقٌ مَنخُولٌ فَإِذَا جُعِلَت فِيهِ هَذِهِ الأَخلَاطُ عُجِنَت بَعضُهُ بِبَعضٍ وَ جَعَلتَهُ فِي جَرّةٍ خَضرَاءَ أَو فِي قَارُورَةٍ وَ الشّربَةُ مِثقَالَينِ عَلَي الرّيقِ نَافِعٌ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ هُوَ نَافِعٌ لِمَا ذُكِرَ وَ هُوَ نَافِعٌ لِليَرَقَانِ وَ الحُمّي الصّلبَةِ الشّدِيدَةِ التّيِ يُتَخَوّفُ عَلَي صَاحِبِهَا البِرسَامُ وَ الحَرَارَةُ وَ وَجَعُ المَثَانَةِ وَ الإِحلِيلِ قَالَ تَأخُذُ خِيَارَبَاذرَنجٍ فَتُقَشّرُهُ ثُمّ تَطبُخُ قُشُورَهُ بِالمَاءِ مَعَ أُصُولِ الهِندَبَاءِ ثُمّ تُصَفّيهِ وَ تَصُبّ عَلَيهِ سُكّرَ طَبَرزَدٍ ثُمّ تَشرَبُ مِنهُ عَلَي الرّيقِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فِي كُلّ يَومٍ مِقدَارَ رِطلٍ فَإِنّهُ جَيّدٌ مُجَرّبٌ نَافِعٌ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي لِخَفَقَانِ الفُؤَادِ وَ النّفَسِ العاَليِ وَ وَجَعِ المَعِدَةِ وَ تَقوِيَتِهَا وَ وَجَعِ الخَاصِرَةِ وَ يَزِيدُ فِي مَاءِ الوَجهِ وَ يَذهَبُ بِالصّفَارِ وَ أَخلَاطُهُ أَن تَأخُذَ مِنَ الزّنجَبِيلِ اليَابِسِ اثنَينِ وَ سَبعِينَ مِثقَالًا وَ مِنَ الدّارِ فُلفُلٍ أَربَعِينَ مِثقَالًا وَ مِن شَبَهٍ وَ سَادَجٍ وَ فُلفُلٍ وَ إِهلِيلَجٍ أَسوَدَ وَ قَاقُلّةٍ مُرَبّي وَ جَوزِ طِيبٍ وَ نَانخَواهَ وَ حَبّ الرّمّانِ الحُلوِ وَ شُونِيزٍ وَ كَمّونٍ كرِماَنيِّ مِن كُلّ وَاحِدٍ أَربَعُ مَثَاقِيلَ يُدَقّ كُلّهُ وَ يُنخَلُ ثُمّ تَأخُذُ سِتّمِائَةِ مِثقَالٍ فَانِيذٍ جَيّدٍ فَتَجعَلُهُ فِي بَرنِيّةٍ وَ تَصُبّ فِيهِ شَيئاً مِن مَاءٍ ثُمّ تُوقِدُ تَحتَهَا وَقُوداً لَيّناً حَتّي يَذُوبَ الفَانِيذُ ثُمّ تَجعَلُهُ فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ ثُمّ تَذُرّ عَلَيهِ الأَدوِيَةَ المَدقُوقَةَ وَ تَعجِنُهَا بِهِ حَتّي تَختَلِطَ ثُمّ تَرفَعُهُ فِي قَارُورَةٍ أَو جَرّةٍ خَضرَاءَ الشّربَةُ مِنهُ مِثلُ الجَوزَةِ فَإِنّهُ لَا يُخَالِفُ أَصلًا بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
صفحه : 242
دَوَاءٌ عَجِيبٌ يَنفَعُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي مِن وَرَمِ البَطنِ وَ وَجَعِ المَعِدَةِ وَ يَقطَعُ البَلغَمَ وَ يُذِيبُ الحَصَاةَ وَ الحَشوَ ألّذِي يَجتَمِعُ فِي المَثَانَةِ وَ لِوَجَعِ الخَاصِرَةِ تَأخُذُ مِنَ الهَلِيلَجِ الأَسوَدِ وَ البَلِيلَجِ وَ الأَملَجِ وَ كُورِ وَ فُلفُلٍ وَ دَارِفُلفُلٍ وَ داَرچِيِنيِّ وَ زَنجَبِيلٍ وَ شَقَاقُلٍ وَ وَجّ وَ أَسَارُونٍ وَ خَولَنجَانٍ أَجزَاءً سَوَاءً تُدَقّ وَ تُنخَلُ وَ تُلَتّ بِسَمنِ بَقَرٍ حَدِيثٍ وَ تَعجِنُ جَمِيعَ ذَلِكَ بِوَزنِهِ مَرّتَينِ عسل [ مِن عَسَلٍ]مَنزُوعِ الرّغوَةِ أَو فَانِيذٍ جَيّدٍ الشّربَةُ مِنهُ مِثلُ البُندُقَةِ أَو عَفصَةٍ دَوَاءٌ لِكَثرَةِ الجِمَاعِ وَ غَيرِهِ قَالَ هَذَا عَجِيبٌ يُسَخّنُ الكُليَتَينِ وَ يُكثِرُ صَاحِبَهُ الجِمَاعَ وَ يَذهَبُ بِالبُرُودَةِ مِنَ المَفَاصِلِ كُلّهَا وَ هُوَ نَافِعٌ لِوَجَعِ الخَاصِرَةِ وَ البَطَنِ وَ لِرِيَاحِ المَفَاصِلِ وَ لِمَن يَشُقّ عَلَيهِ البَولُ وَ لِمَن لَا يَستَطِيعُ أَن يَحبِسَ بَولَهُ وَ لِضَرَبَانِ الفُؤَادِ وَ النّفَسِ العاَليِ وَ النّفخَةِ وَ التّخَمَةِ وَ الدّودِ فِي البَطنِ وَ يَجلُو الفُؤَادَ وَ يشُهَيّ الطّعَامَ وَ يُسَكّنُ وَجَعَ الصّدرِ وَ صُفرَةَ العَينِ وَ صُفرَةَ اللّونِ وَ اليَرَقَانِ وَ كَثرَةَ العَطَشِ وَ لِمَن يشَتكَيِ عَينَهُ وَ لِوَجَعِ الرّأسِ وَ نُقصَانِ الدّمَاغِ وَ لِلحُمّي النّافِضِ وَ لِكُلّ دَاءٍ قَدِيمٍ وَ حَدِيثٍ جَيّدٌ مُجَرّبٌ لَا يُخَالِفُ أَصلًا الشّربَةُ مِنهُ مِثقَالَانِ وَ كَانَ عِندَنَا مِثقَالٌ فَغَيّرَهُ الإِمَامُ ع تَأخُذُ إِهلِيلَجَ أَسوَدَ وَ إِهلِيلَجَ أَصفَرَ وَ سَقَمُونِيَاءَ مِن كُلّ وَاحِدٍ سِتّ مَثَاقِيلَ وَ فُلفُلَ وَ دَارَ فُلفُلٍ وَ زَنجَبِيلَ يابس [يَابِساً] وَ نَانخَواهَ وَ خَشخَاشَ أَحمَرَ وَ مِلحَ هنِديِّ مِن كُلّ وَاحِدٍ أَربَعَةَ مَثَاقِيلَ وَ نَارمُشكَ وَ قَاقُلّةَ وَ سُنبُلَ وَ شَقَاقُلَ وَ عُودَ البَلَسَانِ وَ حَبّ البَلَسَانِ وَ سَلِيخَةَ مُقَشّرَةً وَ عِلكَ روُميِّ وَ عَاقِرقِرحَا وَ داَرچَيِنيِّ مِن كُلّ وَاحِدٍ مِثقَالَينِ تُدَقّقُ هَذِهِ الأَدوِيَةُ كُلّهَا وَ تُعجَنُ بَعدَ مَا تُنخَلُ غَيرَ السّقَمُونِيَاءِ فَإِنّهُ يُدَقّ عَلَي حِدَةٍ وَ لَا يُنخَلُ ثُمّ يُخلَطُ جَمِيعاً وَ يُؤخَذُ خَمسَةٌ وَ ثَمَانُونَ مِثقَالًا فَانِيذٌ سجِزيِّ جَيّدٌ وَ يُذَابُ كُلّهُ فِي الطّنجِيرِ بِنَارٍ لَيّنَةٍ وَ يُلَتّ بِهِ الأَدوِيَةُ ثُمّ يُعجَنُ ذَلِكَ كُلّهُ بِعَسَلٍ مَنزُوعِ الرّغوَةِ ثُمّ
صفحه : 243
يُرفَعُ الرّغوَةُ فِي قَارُورَةٍ أَو جَرّةٍ خَضرَاءَ فَإِذَا احتَجتَ إِلَيهِ فَخُذ مِنهُ عَلَي الرّيقِ مِثقَالَينِ بِمَا شِئتَ مِنَ الشّرَابِ وَ عِندَ مَنَامِكَ مِثلَهُ فَإِنّهُ عَجِيبٌ نَافِعٌ لِجَمِيعِ مَا وَصَفنَاهُ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
بيان في القاموس الأسر بالضم احتباس البول و قال صاحب بحر الجواهر الزيرباج هي المرقة التي تتخذ من الخل والفواكه اليابسة وتطيب بالزعفران ويطرح فيهامثل الكمّون ويحلي ببعض الأشياء الحلوة و في بعض النسخ أماجة وكأنها الشورباجة المعمولة من الخمير. قوله وذكر أنه الظاهر أنه متعلق بالدواء الآتي ويحتمل تعلقه بالدواء الماضي حتي يثخن في أكثر النسخ بالثاء المثلثة أي يحصل فيه قوام و في بعض النسخ بالسين والأول أظهر. و قال صاحب بحر الجواهر أفشرج معرب أفشرده وهي التي تتخذ من النباتات التي لها مياه فتدق ويعصر ماؤها و لاتطبخ وتشمس حتي تصير ربا. و في القاموس القرف بالكسر القشر أوقشر المقل وقشر الرمان ولحاء الشجر وبهاء القشرة وضرب من الدارصيني لأن منه الدارصيني علي الحقيقة ويعرف بدارصيني الصين وجسمه أشحم وأثخن وأكثر تخلخلا و منه المعروف بالقرفة علي الحقيقة أحمر أملس مائل إلي الحلو ظاهره خشن برائحة عطرة وطعم حار حريف . و منه المعروف بقرفة القرنفل وهي رقيقة صلبة إلي السواد بلا تخلخل أصلا ورائحتها كالقرنفل والكل مسخن ملطف مدر مجفف محفظ باهي انتهي . و قدمر هذاالدواء بعينه في باب علاج البَطَنِ. و قوله والحمي الصلبة يحتمل أن يكون استئناف كلام وبيانا للدواء
صفحه : 244
المذكور بعده ويحتمل تعلقه بالسابق و يكون قوله والحرارة أول الكلام ويحتمل أن يكون و هونافع لليرقان أول الكلام و يكون الضمير راجعا إلي الدواء الآتي لمامر في باب الحمي أن الرضا ع داوي صاحب اليرقان بماء قشور الخيار باذرنج . و قال ابن بيطار شبه ويقال له شبهان و هوضرب من الشوك وهي شجرة شبه شجرة الملوخ و علي أغصانها شوك صغار وتورد وردا لطيفا أحمر حمرة خفيفة وتعقد حبا كالشهدانج إذااعتصر خرجت منه لزوجة كثيرة مائية لزجة جدا و هذاالخشب وعصارته من أبلغ الأدوية نفعا لنهش ذوات السموم من الهوام وقيل بزرها دسم لزج إذاشرب نفع من السعال وفتت الحصاة التي في المثانة و كان صالحا وأدرّ البول وأصلها وورقها إذادقت وسحقت وتضمد بهاحللت الجراحات في ابتدائها والأورام البلغمية. و قال السادج تشبه رائحتها رائحة الناردين تنبت في أماكن من بلاد الهند فيهاحصاة و هوورق يظهر علي وجه الماء في تلك المواضع بمنزلة عدس الماء و ليس له أصل و إذاجمعوه علي المكان يشيلونه في خيط كتان ويجففونه ويخزنونه . و قال جالينوس قوته شبيهة بقوة الناردين غير أن الناردين أشد فعلا منه . و أماالسادج فإنه أدر للبول منه وأجود للمعدة و هوصالح لأورام العين الحارة إذاغلي بشراب ولطخ بعدالسحق علي العين و قديوضع تحت اللسان لطيب النكهة ويجعل مع الثياب ليحفظها من التأكل ويطيب رائحتها. و قال الرازي حار في الثالثة يابس في الثانية. و قال في المنصوري إنه نافع للخفقان والبخر. و قال جوزبوا هوجوز الطيب وقوته من الحرارة واليبوسة من الدرجة الثانية حابس للطبيعة مطيب للنكهة والمعدة نافع من ضعف الكبد والمعدة
صفحه : 245
هاضم للطعام نافع للطحال وينفع من السبل ويقوي البصر وينفع من عسر البول ويمنع من لزق الأمعاء و من استطلاق البطن إذا كان عن برد وبالجملة فهو نافع للمرطوبين المبرودين . و في القاموس البرنية إناء من خزف والوج دواء معروف . قال في بحر الجواهر هوبالفتح أصل نبات ينبت بالحياض وشطوط المياه فارسية برج حار يابس في الثالثة ملطف للأخلاط الغليظة ويدر البول ويذهب صلابة الطحال ويقلع بياض العين ويجلو ظلمتها وينفع أوجاع الجنب والصدر والمغص و إذاشرب مع العسل ينفع من وجع الرأس العتيق و إذاشرب منه درهم أسهل الصفراء والبلغم والسوداء وينفع من نزول الماء في العين جيد لثقل اللسان و قال أسارون حشيشة ذات بزور كثيرة طيبة الرائحة لذاعة للسان لها زهر بين الورق عندأصولها لونها فرفيري شبيه بزهر البنج حار يابس في الثانية وقيل يبسه أقل من حره يسكن أوجاع الباطن كلها ويلطف ويسخن ويفتح سدد الكبد ويفيد وجع الورك ويسهل البلغم من الاستسقاء مدر مقو للمثانة والكلية والمعدة مفتت لحصاة الكلية. و قال العفص كفلس مازو. و قال ابن بيطار فانيذ سجزي بالسين والزاي منسوب إلي سجستان
4-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ العَبّاسِ بنِ المُفَضّلِ عَن أَخِيهِ عَبدِ اللّهِ قَالَلدَغَتَنيِ العَقرَبُ فَكَادَت شَوكَتُهُ حِينَ ضرَبَتَنيِ تَبلُغُ بطَنيِ مِن شِدّةِ مَا ضرَبَتَنيِ وَ كَانَ أَبُو الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع جَارَنَا فَصِرتُ إِلَيهِ فَقُلتُ إِنّ ابنيِ عَبدَ اللّهِ لَدَغَتهُ العَقرَبُ وَ هُوَ ذَا يُتَخَوّفُ عَلَيهِ فَقَالَ اسقُوهُ مِن دَوَاءِ الجَامِعِ فَإِنّهُ دَوَاءُ الرّضَا ع فَقُلتُ وَ مَا هُوَ قَالَ دَوَاءٌ مَعرُوفٌ قُلتُ موَلاَيَ فإَنِيّ لَا أَعرِفُهُ قَالَ خُذ سُنبُلَ وَ زَعفَرَانَ وَ قَاقُلّةَ
صفحه : 246
وَ عَاقِرقِرحَا وَ خَربَقَ أَبيَضَ وَ بَنجَ وَ فُلفُلَ أَبيَضَ أَجزَاءً سَوَاءً بِالسّوِيّةِ وَ إِبرِفيُونَ جُزءَينِ يُدَقّ دَقّاً نَاعِماً وَ يُنخَلُ بِحَرِيرَةٍ وَ يُعجَنُ بِعَسَلٍ مَنزُوعِ الرّغوَةِ وَ يُسقَي مِنهُ لِلَسعَةِ الحَيّةِ وَ العَقرَبِ حَبّةً بِمَاءِ الحِلتِيتِ فَإِنّهُ يَبرَأُ مِن سَاعَتِهِ قَالَ فَعَالَجنَاهُ بِهِ وَ سَقَينَاهُ فَبَرَأَ مِن سَاعَتِهِ وَ نَحنُ نَتّخِذُهُ وَ نُعطِيهِ لِلنّاسِ إِلَي يَومِنَا هَذَا
بيان قوله فصرت إليه كذا في النسخ والظاهر فصار إليه أبي أو فقال أبي . و قال في القانون الخربق الأسود أشد حرارة من الأبيض وحار يابس إلي الثالثة و هومحلل ملطف قوي الجلاء والأبيض أشد مرارة و إذاأكلته الفأر ماتت . وذكر لهما منافع ومضار لاحاجة بنا إلي ذكرها. والحلتيت بالتاء والتاء أيضا في الأخير صمغ الأنجدان و قال بعضهم ينفع من لسعة العقرب منفعة بالغة شربا وطلاء
5- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَنِ الفَضلِ بنِ مَيمُونٍ الأزَديِّ عَن أَبِي جَعفَرِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي ع قَالَ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إنِيّ أَجِدُ مِن هَذِهِ الشّوصَةِ وَجَعاً شَدِيداً فَقَالَ لَهُ خُذ حَبّةً وَاحِدَةً مِن دَوَاءِ الرّضَا ع مَعَ شَيءٍ مِن زَعفَرَانٍ وَ اطلِ بِهِ حَولَ الشّوصَةِ قُلتُ وَ مَا دَوَاءُ أَبِيكَ قَالَ الدّوَاءُ الجَامِعُ وَ هُوَ مَعرُوفٌ عِندَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ قَالَ فَذَهَبتُ إِلَي أَحَدِهِمَا وَ أَخَذتُ مِنهُ حَبّةً وَاحِدَةً فَلَطَختُ بِهِ مَا حَولَ الشّوصَةِ مَعَ مَا ذَكَرَهُ مِن مَاءِ الزّعفَرَانِ فَعُوفِيتُ مِنهَا
بيان قال الفيروزآبادي الشوصة وجع في البطن أوريح تعتقب في الأضلاع أوورم في حجابها من داخل واختلاج العروق . و قال جالينوس هوورم في حجاب الأضلاع من داخل
6-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن أَحمَدَ بنِ المُستَعِينِ عَن صَالِحِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ قَالَشَكَوتُ إِلَي الرّضَا ع دَاءً بأِهَليِ مِنَ الفَالِجِ وَ اللّقوَةِ فَقَالَ أَينَ أَنتَ مِن دَوَاءِ أَبِي قُلتُ
صفحه : 247
وَ مَا هُوَ قَالَ الدّوَاءُ الجَامِعُ خُذ مِنهُ حَبّةً بِمَاءِ المَرزَنجُوشِ وَ اسعُطهَا بِهِ فَإِنّهَا تُعَافَي بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
7- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ زَنجَوَيهِ المُتَطَبّبِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُثمَانَ قَالَ شَكَوتُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي ع بَردَ المَعِدَةِ فِي معَدِتَيِ وَ خَفَقَاناً فِي فؤُاَديِ فَقَالَ أَينَ أَنتَ عَن دَوَاءِ أَبِي وَ هُوَ الدّوَاءُ الجَامِعُ قُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ وَ مَا هُوَ قَالَ مَعرُوفٌ عِندَ الشّيعَةِ قُلتُ سيَدّيِ وَ موَلاَيَ فَأَنَا كَأَحَدِهِم فأَعَطنِيِ صِفَتَهُ حَتّي أُعَالِجَهُ وَ أعُطيَِ النّاسَ قَالَ خُذ زَعفَرَانَ وَ عَاقِرقِرحَا وَ سُنبُلَ وَ قَاقُلّةَ وَ بَنجَ وَ خَربَقَ أَبيَضَ وَ فُلفُلَ أَبيَضَ أَجزَاءً سَوَاءً وَ إِبرِفيُونَ جُزءَينِ يُدَقّ ذَلِكَ كُلّهُ دَقّاً نَاعِماً وَ يُنخَلُ بِحَرِيرَةٍ وَ يُعجَنُ بضِعِفيَ وَزنِهِ عَسَلًا مَنزُوعَ الرّغوَةِ فَيُسقَي صَاحِبَ خَفَقَانِ الفُؤَادِ وَ مَن بِهِ بَردُ المَعِدَةِ حَبّةً بِمَاءِ كَمّونٍ يُطبَخُ فَإِنّهُ يُعَافَي بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
8- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ سَهلِ بنِ مَخلَدٍ عَنِ أَبِيهِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الرّضَا ع فَشَكَوتُ إِلَيهِ وَجَعاً فِي طحُاَليِ أَبِيتُ مُسَهّراً مِنهُ وَ أَظَلّ نهَاَريِ مُتَلَبّداً مِن شِدّةِ وَجَعِهِ فَقَالَ أَينَ أَنتَ مِنَ الدّوَاءِ الجَامِعِ يعَنيِ الأَدوِيَةَ المُتَقَدّمَ ذِكرُهَا غَيرَ أَنّهُ قَالَ خُذ حَبّةً مِنهَا بِمَاءٍ بَارِدٍ وَ حَسوَةِ خَلّ فَفَعَلتُ مَا أمَرَنَيِ بِهِ فَسَكَنَ مَا بيِ بِحَمدِ اللّهِ
بيان قال في القاموس لبد كصرد وكتف من لايبرح منزله و لايطيب معاشا وتلبّد الطائرُ بالأرض جثم عليها و في بعض النسخ متلددا أي متحيرا
9-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ كَثِيرٍ البرَوُديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ وَ كَانَ يَأخُذُ عِلمَ أَهلِ البَيتِ عَنِ الرّضَا ع قَالَشَكَوتُ إِلَي عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع وَجَعاً
صفحه : 248
بجِنَبيَِ الأَيمَنِ وَ الأَيسَرِ فَقَالَ لِي أَينَ أَنتَ عَنِ الدّوَاءِ الجَامِعِ فَإِنّهُ دَوَاءٌ مَشهُورٌ وَ عَنَي بِهِ الأَدوِيَةَ التّيِ تَقَدّمَ ذِكرُهَا وَ قَالَ أَمّا لِلجَنبِ الأَيمَنِ فَخُذ مِنهُ حَبّةً وَاحِدَةً بِمَاءِ الكَمّونِ يُطبَخُ طَبخاً وَ أَمّا لِلجَنبِ الأَيسَرِ فَخُذ بِمَاءِ أُصُولِ الكَرَفسِ يُطبَخُ طَبخاً فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ آخُذُ مِنهُ مِثقَالًا أَو مِثقَالَينِ قَالَ لَا بَل وَزنَ حَبّةٍ وَاحِدَةٍ تُشفَي بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
10- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الكَاتِبِ عَن أَحمَدَ بنِ إِسحَاقَ قَالَ كُنتُ كَثِيراً مَا أُجَالِسُ الرّضَا ع فَقُلتُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ إِنّ أَبِي مَبطُونٌ مُنذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ لَا يَملِكُ بَطنَهُ فَقَالَ أَينَ أَنتَ مِنَ الدّوَاءِ الجَامِعِ قُلتُ لَا أَعرِفُهُ قَالَ هُوَ عِندَ أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ التّمّارِ فَخُذ مِنهُ حَبّةً وَاحِدَةً وَ اسقِ أَبَاكَ بِمَاءِ الآسِ المَطبُوخِ فَإِنّهُ يَبرَأُ مِن سَاعَتِهِ قَالَ فَصِرتُ فَأَخَذتُ مِنهُ شَيئاً كَثِيراً وَ أَسقَيتُهُ حَبّةً وَاحِدَةً فَسَكَنَ مِن سَاعَتِهِ
بيان قال ابن بيطار الآس كثير بأرض العرب وخضرته دائمة ينمو حتي يكون شجرا عظيما و له زهرة بيضاء طيبة الرائحة وثمرة سوداء إذاأينعت وتحلو و فيها مع ذلك علقمة و قديؤكل ثمره رطبا ويابسا لنفث الدم ولحرقة المثانة وعصارة الثمر و هورطب يفعل الثمرة وهي جيدة للمعدة مدرة للبول . وورقه إذادق وسحق وصب عليه الماء وخلط به شيءيسير من زيت أودهن ورد وخمر وتضمد به وافق القروح الرطبة والمواضع التي تسيل إليها الفضول والإسهال المزمن .
صفحه : 249
وقيل الآس بارد في الأولي يابس في الثانية ونافع من الحرارة والرطوبة قاطع للإسهال المتولد من المرة الصفراء نافع للبخار الحار الرطب إذاشم وحبه صالح للسعال واستطلاق البطن الحادث من المرة الصفراء. و قال في القانون ليس في الأشربة مايعقل وينفع من أوجاع الرئة والسعال غيرشرابه وورقه ينفع السجج [السحج ]الخف درورا وضمادا وربه يمنع سيلان الفضول إلي المعدة وينفع حرقة البول و هوجيد في منع درور الحيض وماء ورقه يعقل الطبيعة ويحبس الإسهال المراري طلاء و إذاشرب ذلك مع دهن الحل عصر البلغم وأسهله
11- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ حَكّامٍ عَن مُحَمّدِ بنِ النّضرِ مُؤَدّبِ وُلدِ أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي ع قَالَ شَكَوتُ إِلَيهِ مَا أَجِدُ مِنَ الحَصَاةِ فَقَالَ وَيحَكَ أَينَ أَنتَ عَنِ الجَامِعِ دَوَاءِ أَبِي فَقُلتُ يَا سيَدّيِ وَ موَلاَيَ أعَطنِيِ صِفَتَهُ فَقَالَ هُوَ عِندَنَا يَا جَارِيَةُ أخَرجِيِ البُستُوقَةَ الخَضرَاءَ قَالَ فَأَخرَجَتِ البُستُوقَةَ وَ أَخرَجَ مِنهَا مِقدَارَ حَبّةٍ فَقَالَ اشرَب هَذِهِ الحَبّةَ بِمَاءِ السّدَابِ أَو بِمَاءِ الفُجلِ المَطبُوخِ فَإِنّكَ تُعَافَي مِنهُ فَقَالَ فَشَرِبتُهُ بِمَاءِ السّدَابِ فَوَ اللّهِ مَا أَحسَستُ بِوَجَعِهِ إِلَي يَومِنَا هَذَا
12- وَ مِنهُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بِسطَامَ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ النّضرِ مِن وُلدِ مِيثَمٍ التّمّارِ بِقَزوِينَ وَ نَحنُ مُرَابِطُونَ عَنِ الأَئِمّةِ بِهَا أَنّهُم وَصَفُوا هَذِهِ الدّوَاءَ لِأَولِيَائِهِم وَ هُوَ الدّوَاءُ ألّذِي يُسَمّي الدّوَاءَ الشّافِيَةَ وَ هُوَ خِلَافُ الدّوَاءِ الجَامِعَةِ فَإِنّهُ نَافِعٌ لِلفَالِجِ العَتِيقِ وَ الحَدِيثِ وَ هُوَ لِلّقوَةِ العَتِيقَةِ وَ الحَدِيثَةِ وَ الدّبَيلَةِ مَا حَدَثَ مِنهَا وَ
صفحه : 250
مَا عَتَقَ وَ السّعَالِ العَتِيقِ وَ الحَدِيثِ وَ الكُزَازِ وَ رِيحِ الشّوكَةِ وَ وَجَعِ العَينِ وَ رِيحِ السّبَلِ وَ هيَِ الرّيحُ التّيِ تُنبِتُ الشّعرَ فِي العَينِ وَ لِوَجَعِ الرّجلَينِ مِنَ الخَامِ العَتِيقِ وَ لِلمَعِدَةِ إِذَا ضَعُفَت وَ لِلأَروَاحِ التّيِ تُصِيبُ الصّبيَانَ مِن أُمّ الصّبيَانِ وَ الفَزَعِ ألّذِي يُصِيبُ المَرأَةَ فِي نَومِهَا وَ هيَِ حَامِلٌ وَ السّلّ ألّذِي يَأخُذُ بِالنّفخِ وَ هُوَ المَاءُ الأَصفَرُ ألّذِي يَكُونُ فِي البَطنِ وَ الجُذَامِ وَ لِكُلّ عَلَامَاتِ المِرّةِ وَ البَلغَمِ وَ النّهشَةِ وَ لِمَن تَلسَعُهُ الحَيّةُ وَ العَقرَبُ نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ الرّوحُ الأَمِينُ عَلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع حِينَ أَرَادَ فِرعَونُ أَن يَسُمّ بنَيِ إِسرَائِيلَ فَجَعَلَ لَهُم عِيداً فِي يَومِ الأَحَدِ وَ قَد تَهَيّأَ فِرعَونُ وَ اتّخَذَ لَهُم طَعَاماً كَثِيراً وَ نَصَبَ مَوَائِدَ كَثِيرَةً وَ جَعَلَ السّمّ فِي الأَطعِمَةِ وَ خَرَجَ مُوسَي ع ببِنَيِ إِسرَائِيلَ وَ هُم سِتّمِائَةِ أَلفٍ فَوَقَفَ لَهُم مُوسَي ع عِندَ المَضِيفِ فَرَدّ النّسَاءَ وَ الوِلدَانَ وَ أَوصَي لبِنَيِ إِسرَائِيلَ فَقَالَ لَا تَأكُلُوا مِن طَعَامِهِم وَ لَا تَشرَبُوا مِن شَرَابِهِم حَتّي أَعُودَ إِلَيكُم ثُمّ أَقبَلَ عَلَي النّاسِ يَسقِيهِم مِن هَذَا الدّوَاءِ مِقدَارَ مَا تَحمِلُهُ رَأسُ الإِبرَةِ وَ عَلِمَ أَنّهُم يُخَالِفُونَ أَمرَهُ وَ يَقَعُونَ فِي طَعَامِ فِرعَونَ ثُمّ زَحَفَ وَ زَحَفُوا مَعَهُ فَلَمّا نَظَرُوا إِلَي نَصبِ المَوَائِدِ أَسرَعُوا إِلَي الطّعَامِ وَ وَضَعُوا أَيدِيَهُم فِيهِ وَ مِن قَبلِ مَا نَادَي فِرعَونُ مُوسَي وَ هَارُونَ وَ يُوشَعَ بنِ نُونٍ وَ مِن كُلّ خِيَارِ بنَيِ إِسرَائِيلَ وَجّهَهُم إِلَي مَائِدَةٍ لَهُم خَاصّةً وَ قَالَ إنِيّ عَزَمتُ عَلَي نفَسيِ أَن لَا يلَيَِ خِدمَتَكُم وَ بِرّكُم غيَريِ أَو كُبَرَاءُ أَهلِ ممَلكَتَيِ فَأَكَلُوا حَتّي تَمَلّوا مِنَ الطّعَامِ وَ جَعَلَ فِرعَونُ يُعِيدُ السّمّ مَرّةً بَعدَ أُخرَي فَلَمّا فَرَغُوا مِنَ الطّعَامِ وَ خَرَجَ مُوسَي ع وَ خَرَجَ أَصحَابُهُ قَالَ لِفِرعَونَ إِنّا تَرَكنَا النّسَاءَ وَ الصّبيَانَ وَ الأَثقَالَ خَلفَنَا وَ إِنّا نَنتَظِرُهُم قَالَ فِرعَونُ إِذاً يُعَادُ لَهُمُ الطّعَامُ وَ نُكرِمُهُم كَمَا أَكرَمنَا مَن مَعَكَ فَتَوَافَوا وَ أَطعَمَهُم كَمَا أَطعَمَ أَصحَابَهُم وَ خَرَجَ مُوسَي ع إِلَي العَسكَرِ
صفحه : 251
فَأَقبَلَ فِرعَونُ عَلَي أَصحَابِهِ وَ قَالَ لَهُم زَعَمتُم أَنّ مُوسَي وَ هَارُونَ سَحَرَا بِنَا وَ أَرَيَانَا بِالسّحرِ أَنّهُم يَأكُلُونَ مِن طَعَامِنَا فَلَم يَأكُلُوا مِن طَعَامِنَا شَيئاً وَ قَد خَرَجَا وَ ذَهَبَ السّحرُ فَأَجمَعُوا مِمّا قَدَرتُم عَلَيهِ عَلَي الطّعَامِ الباَقيِ يَومَهُم هَذَا وَ مِنَ الغَدِ لكِيَ يَتَفَانَوا فَفَعَلُوا وَ قَد أَمَرَ فِرعَونُ أَن يُتّخَذَ لِأَصحَابِهِ خَاصّةً طَعَامٌ لَا سَمّ فِيهِ فَجَمَعَهُم عَلَيهِ فَمِنهُم مَن أَكَلَ وَ مِنهُم مَن تَرَكَ فَكُلّ مَن أَطعَمَ مِن طَعَامِهِ نَفَخَ فَهَلَكَ مِن أَصحَابِ فِرعَونَ سَبعُونَ أَلفاً ذَكَراً وَ مِائَةٌ وَ سِتّونَ أَلفاً أُنثَي سِوَي الدّوَابّ وَ الكِلَابِ وَ غَيرِ ذَلِكَ فَتَعَجّبَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ بِمَا كَانَ اللّهُ أَمَرَهُ أَن يسَقيَِ أَصحَابَهُ مِنَ الدّوَاءِ وَ ألّذِي يُسَمّي الشّافِيَةَ ثُمّ أَنزَلَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي رَسُولِهِ هَذَا الدّوَاءَ نَزَلَ بِهِ جَبرَئِيلُ ع وَ نُسخَةُ الدّوَاءِ هَذِهِ تَأخُذُ جُزءاً مِن ثُومٍ مُقَشّرٍ ثُمّ تَشدَخُهُ وَ لَا تُنعِمُ دَقّهُ وَ تَضَعُهُ فِي طِنجِيرٍ أَو فِي قِدرٍ عَلَي مَا يَحضُرُكَ ثُمّ تُوقِدُ تَحتَهُ بِنَارٍ لَيّنَةٍ ثُمّ تَصُبّ عَلَيهِ مِن سَمنِ البَقَرِ قَدرَ مَا يَغمُرُهُ وَ تَطبُخُهُ بِنَارٍ لَيّنَةٍ حَتّي يَشرَبَ ذَلِكَ السّمنَ ثُمّ تَسقِيهِ مَرّةً بَعدَ أُخرَي حَتّي لَا يَقبَلَ الثّومُ شَيئاً ثُمّ تَصُبّ عَلَيهِ اللّبَنَ الحَلِيبَ فَتُوقِدُ تَحتَهُ بِنَارٍ لَيّنَةٍ وَ تَفعَلُ ذَلِكَ مِثلَ مَا فَعَلتَ بِالسّمنِ وَ ليَكُنِ اللّبَنُ أَيضاً لَبَنَ بَقَرَةٍ حَدِيثَةِ الوِلَادَةِ حَتّي لَا يَقبَلَ شَيئاً وَ لَا يَشرَبَ ثُمّ تَعمِدُ إِلَي عَسَلِ الشّهدِ فَتَعصِرُهُ مِن شَهدِهِ وَ تُغلِيهِ عَلَي النّارِ عَلَي حِدَةٍ وَ لَا يَكُونُ فِيهِ مِنَ الشّهدِ شَيءٌ ثُمّ تَصُبّهُ عَلَي الثّومِ وَ تُوقِدُ تَحتَهُ بِنَارٍ لَيّنَةٍ كَمَا صَنَعتَ بِالسّمنِ وَ اللّبَنِ ثُمّ تَعمِدُ إِلَي عَشَرَةِ دَرَاهِمَ مِنَ الشّونِيزِ وَ تَدُقّهُ دَقّاً نَاعِماً وَ تُنَظّفُ الشّونِيزَ وَ لَا تَنخَلُهُ وَ تَأخُذُ وَزنَ خَمسَةِ دَرَاهِمَ فُلفُلَ وَ مَرزَنجُوشَ وَ تَدُقّهُ ثُمّ ترَميِ فِيهِ وَ تُصَيّرُهُ مِثلَ خَبِيصَةٍ عَلَي النّارِ
صفحه : 252
ثُمّ تَجعَلُهُ فِي إِنَاءٍ لَا يُصِيبُهُ الغُبَارُ وَ لَا شَيءَ وَ لَا رِيحَ وَ يُجعَلُ فِي الإِنَاءِ شَيءٌ مِن سَمنِ البَقَرِ وَ تَدّهِنُ بِهِ الإِنَاءَ ثُمّ تَدفُنُ فِي الشّعِيرِ أَو رَمَادٍ أَربَعِينَ يَوماً وَ كُلّمَا عَتَقَ كَانَ أَجوَدَ وَ يَأخُذُ صَاحِبُ العِلّةِ فِي السّاعَةِ التّيِ يُصِيبُهُ فِيهِ الأَذَي الشّدِيدُ مِقدَارَ حِمّصَةٍ قَالَ فَإِذَا أَتَي عَلَي هَذَا الدّوَاءِ شَهرٌ فَهُوَ يَنفَعُ مِن ضَرَبَانِ الضّرسِ وَ جَمِيعِ مَا يَثُورُ مِنَ البَلغَمِ بَعدَ أَن يَأخُذَهُ عَلَي الرّيقِ مِقدَارَ نِصفِ جَوزَةٍ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ شَهرَانِ فَهُوَ جَيّدٌ لِلحُمّي النّافِضِ يَأخُذُ مِنهُ عِندَ مَنَامِهِ مِقدَارَ نِصفِ جَوزَةٍ وَ هُوَ غَايَةٌ لِهَضمِ الطّعَامِ وَ غَايَةُ كُلّ دَاءٍ فِي العَينِ فَإِذَا أَتَي عَلَيهِ ثَلَاثَةُ أَشهُرٍ فَهُوَ جَيّدٌ مِنَ المِرّةِ الصّفرَاءِ وَ البَلغَمِ المُحتَرِقِ وَ هَيَجَانِ كُلّ دَاءٍ يَكُونُ مِنَ الصّفرَاءِ يَأخُذُهُ عَلَي الرّيقِ فَإِذَا أَتَي عَلَيهِ أَربَعَةُ أَشهُرٍ فَهُوَ جَيّدٌ مِنَ الظّلمَةِ تَكُونُ فِي العَينِ وَ النّفَسِ ألّذِي يَأخُذُ الرّجُلُ إِذَا مَشَي يَأخُذُهُ بِاللّيلِ إِذَا نَامَ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ خَمسَةُ أَشهُرٍ يُؤخَذُ دُهنُ بَنَفسَجٍ أَو دُهنُ حَلّ وَ يُؤخَذُ مِن هَذَا الدّوَاءِ نِصفُ عَدَسَةٍ يُدَافُ بِالدّهنِ وَ يَسعُطُ بِهِ صَاحِبُ الصّدَاعِ المُطبَقِ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ سِتّةُ أَشهُرٍ يُؤخَذُ مِنهُ قَدرَ عَدَسَةٍ يَسعُطُ بِهِ صَاحِبُ الشّقِيقَةِ بِالبَنَفسَجِ فِي الجَانِبِ ألّذِي فِيهِ العِلّةُ وَ ذَلِكَ عَلَي الرّيقِ مِن أَوّلِ النّهَارِ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ سَبعَةُ أَشهُرٍ يَنفَعُ مِنَ الرّيحِ ألّذِي يَكُونُ فِي الأُذُنِ يَقطُرُ فِيهَا بِدُهنِ وَردٍ مِثلَ العَدَسَةِ مِن أَوّلِ النّهَارِ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ ثَمَانِيَةُ أَشهُرٍ يَنفَعُ مِنَ المِرّةِ الحَمرَاءِ وَ الدّاءِ ألّذِي يُخَافُ مِنهُ الآكِلَةُ يُشرَبُ بِمَاءٍ وَ تَدّهِنُ بأِيَّ دُهنٍ شِئتَ وَ
صفحه : 253
تَضَعُ عَلَي الدّاءِ وَ ذَلِكَ عَلَي الرّيقِ مَعَ طُلُوعِ الشّمسِ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ تِسعَةُ أَشهُرٍ يَنفَعُ بِإِذنِ اللّهِ مِنَ السّدَدِ وَ كَثرَةِ النّومِ وَ الَهذَيَانِ فِي المَنَامِ وَ الوَجَعِ وَ الفَزَعِ يُؤخَذُ بِدُهنِ بِزرِ الفُجلِ عَلَي الرّيقِ وَ عِندَ مَنَامِهِ قَدرَ عَدَسَةٍ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ عَشَرَةُ أَشهُرٍ جَيّدٌ لِلمِرّةِ السّودَاءِ وَ الصّفرَاءِ التّيِ تَأخُذُ بِالبَلبَلَةِ وَ الحُمّي البَاطِنَةِ وَ اختِلَاطِ العَقلِ يُؤخَذُ مِنهُ مِثلُ العَدَسَةِ بِخَلّ وَ بِيَاضِ البَيضِ وَ تَشرَبُهُ عَلَي الرّيقِ بأِيَّ دُهنٍ شِئتَ عِندَ مَنَامِكَ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ أَحَدَ عَشَرَ شَهراً فَإِنّهُ يَنفَعُ مِنَ المِرّةِ السّودَاءِ التّيِ أَخَذَ صَاحِبُهَا بِالفَزَعِ وَ الوَسوَاسِ قَدرَ الحِمّصَةِ بِدُهنِ الوَردِ وَ يَشرَبُهُ عَلَي الرّيقِ وَ قَدرَ الحِمّصَةِ يَشرَبُهُ عِندَ المَنَامِ فَيَشرَبُهُ بِغَيرِ دُهنٍ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ اثنَا عَشَرَ شَهراً يَنفَعُ مِنَ الفَالِجِ الحَدِيثِ وَ العَتِيقِ بِمَاءِ المَرزَنجُوشِ يَأخُذُ مِنهُ قَدرَ حِمّصَةٍ وَ يَدّهِنُ رِجلَيهِ بِالزّيتِ وَ المِلحِ عِندَ مَنَامِهِ وَ مِنَ القَابِلَةِ مِثلَ ذَلِكَ وَ يحَميِ مِنَ الخَلّ وَ اللّبَنِ وَ البَقلِ وَ السّمَكِ وَ يُطعِمُ بَعدَ ذَلِكَ مَا يَشَاءُ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَهراً فَإِنّهُ يَنفَعُ مِنَ الدّبَيلَةِ وَ الضّحكِ مِن غَيرِ شَيءٍ وَ عَبَثِ الرّجُلِ بِلِحيَتِهِ يُؤخَذُ مِنهُ قَدرَ الحِمّصَةِ مَرّةً أَو مَرّتَينِ يُدَافُ بِمَاءِ السّدَابِ وَ يُشرَبُ عِندَ أَوّلِ اللّيلِ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ أَربَعَةَ عَشَرَ شَهراً يَنفَعُ مِنَ السّمُومِ كُلّهَا وَ إِن كَانَ سقُيَِ سَمّاً يُؤخَذُ بِزرُ البَاذَنجَانِ فَيُدَقّ ثُمّ يُغلَي عَلَي النّارِ ثُمّ يُصَفّي وَ يَشرَبُ مِن هَذَا الدّوَاءِ قَدرَ الحِمّصَةِ مَرّةً أَو مَرّتَينِ أَو ثَلَاثَ مَرّاتٍ أَو أَربَعَ مَرّاتٍ بِمَاءٍ فَاتِرٍ وَ لَا يَتَجَاوَزُ أَربَعَ مَرّاتٍ وَ ليَشرَبهُ عِندَ السّحَرِ
صفحه : 254
وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ خَمسَةَ عَشَرَ شَهراً فَإِنّهُ يَنفَعُ مِنَ السّحرِ وَ الخَامَةِ وَ الإِبرِدَةِ وَ الأَروَاحِ يُؤخَذُ مِنهُ قَدرَ نِصفِ بُندُقَةٍ وَ يُغلَي بِتَمرٍ وَ يَشرَبُهُ إِذَا أَخَذَ مَضجَعَهُ وَ لَا يَشرَبُ فِي لَيلَةٍ وَ مِنَ الغَدِ حَتّي يَطعَمَ طَعَاماً كَثِيراً وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ سِتّةَ عَشَرَ شَهراً يُؤخَذُ مِنهُ نِصفَ عَدَسَةٍ فَيُدَافُ بِمَاءِ المَطَرِ مَطَرٍ حَدِيثٍ مِن يَومِهِ أَو مِن لَيلَتِهِ أَو بَرَدَ فَيَكتَحِلُ صَاحِبُ العَمَي العَتِيقِ وَ الحَدِيثِ غُدوَةً وَ عَشِيّةً وَ عِندَ مَنَامِهِ أَربَعَةَ أَيّامٍ فَإِن برَِئَ وَ إِلّا فَثَمَانِيَةَ أَيّامٍ وَ لَا أَرَاهُ يَبلُغُ الثّمَانَ حَتّي يَبرَأَ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ سَبعَةَ عَشَرَ شَهراً يَنفَعُ بِإِذنِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مِنَ الجُذَامِ بِدُهنِ الأَكَارِعِ أَكَارِعِ البَقَرِ لَا أَكَارِعِ الغَنَمِ يُؤخَذُ مِنهُ قَدرَ بُندُقَةٍ عِندَ المَنَامِ وَ عَلَي الرّيقِ وَ يُؤخَذُ مِنهُ قَدرَ حَبّةٍ فَيَدّهِنُ بِهِ جَسَدَهُ يَدلُكُ دَلكاً شَدِيداً وَ يُؤخَذُ مِنهُ شَيءٌ قَلِيلٌ فَيَسعُطُ بِهِ بِدُهنِ الزّيتِ زَيتِ الزّيتُونِ أَو بِدُهنِ الوَردِ وَ ذَلِكَ فِي آخِرِ النّهَارِ فِي الحَمّامِ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهراً يَنفَعُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي مِنَ البَهَقِ ألّذِي يُشَاكِلُ البَرَصَ إِلّا أَن يَشرِطَ مَوضِعَهُ فَيَدمَي وَ يُؤخَذُ مِنَ الدّوَاءِ مِقدَارَ حِمّصَةٍ وَ يُسقَي مَعَ دُهنِ البُندُقِ أَو دُهنِ لَوزٍ مُرّ أَو دُهنِ صَنَوبَرٍ يُسقَي بَعدَ الفَجرِ وَ يَسعُطُ مِنهُ بِمِقدَارِ حَبّةٍ مَعَ ذَلِكَ الدّهنِ وَ يَدلُكُ بِهِ جَسَدَهُ مَعَ المِلحِ قَالَ وَ لَا ينَبغَيِ أَن يُغَيّرَ هَذِهِ الأَدوِيَةَ عَن حَدّهَا وَ وَضعِهَا التّيِ تَقَدّمَ ذِكرُهَا لِأَنّهُ إِن خَالَفَ خُولِفَ بِهِ وَ لَم يَنتَفِع بشِيَءٍ مِنهُ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ تِسعَةَ عَشَرَ شَهراً يُؤخَذُ حَبّ الرّمّانِ رُمّانٍ حُلوٍ فَيَعصِرُهُ وَ يُخرِجُ مَاءَهُ وَ يُؤخَذُ مِنَ الحَنظَلَةِ قَدرَ حَبّةٍ فَيُستَقَي مِنَ السّهوِ وَ النّسيَانِ
صفحه : 255
وَ البَلغَمِ المُحتَرِقِ وَ الحُمّي العَتِيقَةِ وَ الحَدِيثَةِ عَلَي الرّيقِ بِمَاءٍ حَارّ وَ إِذَا أَتَي عَلَيهِ عِشرُونَ شَهراً يَنفَعُ بِإِذنِ اللّهِ مِنَ الصّمَمِ يُنقَعُ بِمَاءِ الكُندُرِ ثُمّ يَخرُجُ مَاؤُهُ فَيُجعَلُ مَعَهُ مِثلُ العَدَسَةِ اللّطِيفَةِ فَيُجعَلُ فِي أُذُنِهِ فَإِن سَمِعَ وَ إِلّا أُسعِطَ مِنَ الغَدِ بِذَلِكَ المَاءِ بِمِثلِ العَدَسَةِ وَ صَبّ عَلَي يَافُوخِهِ مِن فَضلِ السّعُوطِ وَ المُبَرسَمُ إِذَا ثَقُلَ بِهِ وَ طَالَ لِسَانُهُ يُؤخَذُ حَبّ العِنَبِ الحَامِضِ ثُمّ يُسقَي المُبَرسَمُ بِهَذَا الدّوَاءِ فَإِنّهُ يَنتَفِعُ بِهِ وَ يُخَفّفُ عَنهُ وَ كُلّمَا عَتَقَ كَانَ أَجوَدَ وَ يُؤخَذُ مِنهُ الأَقَلّ
توضيح كأن تأنيث الشافية والجامعة لاشتمالهما علي الأدوية الكثيرة. و قال في بحر الجواهر الفالج بكسر اللام استرخاء عامّ لأحد شقي البدن طولا من الرأس إلي القدم واللغة موافقة لهذا المعني يقال فلجت الشيء فلجين أي شققته بنصفين ومنهم من يقول إنه استرخاء أحد شقي البدن دون الرأس و عليه صاحب الكامل والقدماء لايفرقون بينه و بين الاسترخاء. قال الشيخ و إذاأخذ الفالج بمعني الاسترخاء مطلقا فقد يكون منه مايعم الشقين جميعا سوي أعضاء الرأس التي لوعمتها كان سكتة كما يكون مايختص بإصبع واحدة و قال اللقوة بالفتح والكسر علة ينجذب لها شق الوجه إلي جهة غيرطبيعية فيخرج النفخة والبزقة من جانب واحد و لايحسن التقاء الشفتين و لاتنطبق إحدي العينين و قال الدبيلة بالتصغير كل ورم فإما أن يعرض في داخله موضع تنصب فيه المادة فتسمي دبيلة و إلاخص باسم الورم و ما كان من الدبيلات حارا خص باسم الخراج . و قال الآملي الدبيلة ورم كبير مستدير الشكل يجمع المدة وقيل هي دمل كبير ذو أفواه كثيرة فارسيتها كفگيرك و قال الكزاز والكزازة بالضم يقال علي تشنج يبتدئ من عضلات الترقوة فيمدها إلي قدام أو إلي خلف أو إلي
صفحه : 256
الجهتين جميعا و قديقال علي كل ممدود و قديختص باسم الكزاز منه ما كان بسبب برد مجمد من داخل أوخارج سواء كان من جانب أوجانبين . و في القاموس الشوكة داء معروف وحمرة تعلو الجسد و قال في بحر الجواهر الشوك بالفتح خار وأطباء إطلاق ميكنند بر زوايدي كه از پس فقرات ناشي شده باشد والشوكة أيضا حمرة تعلو الوجه والجسد وشوكة باد آورد انتهي . وقيل المراد هنا ريح تحدث من لدغ العقارب وأمثالها و هوبعيد مع أنه يوجب التكرار والتعريف المذكور للسبل خلاف ما هوالمشهور بين الأطباء قال ابن سينا هوغشاوة تعرض للعين من انتفاخ عروقها الظاهرة في سطح الملتحمة والقرنية و من انتساج شيءفيما بينهما كالدخان . و قال العلامة اعلم أن الأطباء لم يحققوا الكلام في السبل حتي الشيخ مع جلالة قدره والحق أنها عبارة عن أجسام غريبة شبيهة بالعروق في غشاء رقيق متولد علي العين . قوله ع من الخام أي البلغم ألذي لم ينضج بعد قال في بحر الجواهر الخام بلغم غيرطبيعي اختلف أجزاؤه في الرقة والغلظ ويطلق أيضا علي شيءيرسب في القارورة رقيق الأجزاء غيرمنتن . قوله ع والسل ألذي يأخذ بالنفخ قيل كأن المراد به القولنج المراري و قال بعضهم السل في اللغة الهزال و في الطب قرحة في الرئة وإنما سمي المرض به لأن من لوازمه هزال البدن و لماكانت الحمي الدقية لازمة لهذه القرحة ذكر القرشي أن السل هوقرحة الرئة مع الدق وعده من الأمراض المركبة و قال بعضهم يقال السل لحمي الدق ولدق الشيخوخة ولقرحة الرئة و قال الفيروزآبادي السل بالكسر والضم وكغراب قرحة تحدث في الرئة إما
صفحه : 257
بعقب ذات الرئة أوذات الجنب أوزكام ونوازل وسعال طويل ويلزمها حمي هادئة والنهشة لسع الهوام . قوله ع عندالمضيف أي محل الضيافة و في بعض النسخ عندالمضيق أي عندمحل الضيق لرد النساء والصبيان . و في القاموس الشدخ كالمنع الكسر في كل رطب وقيل يابس والخبيص حلواء معمول من الرطب والسمن . و قوله ع من المرة الحمراء أي طغيان الدم أوالرياح التي توجب احمرار البدن . من السدد في بعض النسخ بالدال ثم الراء المهملتين و في بعضها بالدالين المهملتين . قال في بحر الجواهر السدد محركة في اللغة تحير البصر و هولازم لهذا المرض و في الطب هوحالة يبقي الإنسان مع حدوثها باهتا يجد في رأسه ثقلا عظيما و في عينيه ظلمة وربما وجد طنينا في أذنيه وربما زال معها عقله و قال السدد لزوجات وغلظ تنشب في المجاري والعروق الضيقة وتبقي فيها وتمنع الغذاء والفضلات من النفوذ فيها ويطلق علي مايمنع بعضها دون بعض . قال العلامة واعلم أن الانسداد عندالأطباء غيرالسدة لأن الانسداد إنما يطلقونه علي مسام الجلد وأفواه العروق إذاانضمت و قديطلق السدد علي صلابة تنبت علي رأس الجراحة بمنزلة القشر والبلبلة شدة الهم والوسواس . قوله ع و من القابلة بالباء الموحدة أي الليلة الآتية و في بعض النسخ بالمثناة التحتانية أوبالهمزة أي يفعل ذلك عندالقيلولة أيضا. قوله ويشرب من هذاالدواء أي قبل ماء الباذنجان أوبعده أومعه مدافا فيه .
صفحه : 258
و في بحر الجواهر الإبردة بكسر الهمزة والراء علة معروفة من غلبة البرد أوالرطوبة مفتر عن الجماع وهمزتها زائدة و قدمر الكلام فيه . قوله ع و لايشرب في ليلته أي من هذاالدواء بل يكتفي بالمرة الواحدة وقيل أي لايشرب ماء و لايخفي بعده . قوله أوبرد أي ماء برد بالتحريك . قوله زيت الزيتون إنما قيد ع بذلك لأن الزيت يطلق علي كل دهن يعتصر و إن لم يكن من الزيتون وقيل أي من الزيتون المدرك اليانع . قال جالينوس كلما كان من الأدهان يعتصر من غيرالزيتون فإنه يسمي بزيت بطريق الاستعارة و قال بعضهم الزيت قديعتصر من الزيتون الفج و قديعتصر من الزيتون المدرك وزيت الإنفاق هوالمعتصر من الفج وإنما سمي به لأنه يتخذ للنفقة ويقال له الركاب أيضا لأنه كان يحمل علي الركاب أي علي الإبل من الشام إلي العراق .أقول سيأتي تمام الكلام في بابه إن شاء الله . قوله ع إلا أن يشرط موضعه لعل المعني أن البهق والبرص يشتبهان إلا أن يبضع بشرط الحجام وشبهه فيخرج الدم فإنه يعلم حينئذ أنه بهق و ليس ببرص و إذا كان برصا يخرج منه ماء أبيض . واعلم أن البرص نوعان أبيض وأسود وكذا البهق والفرق بينهما أن البهق مخصوص بالجلد و لايغور في اللحم والبرص بنوعيه يغور فيه . والبندق هوالفندق بالفارسية و قال ابن بيطار البندق فارسي والجلوز عربي. قوله من الحنظلة كذا فيما وجدنا من النسخ ولعلها كناية عن الشافية لمرارتها أوالمعني إدخال الدواء والحنظل معا في ماء الرمان . قوله ينقع بماء بالتنوين أي ينقع الكندر بماء. و إلاأسعط أي في أنفه لا في أذنه كماتوهم
صفحه : 259
13- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرِ بنِ عَلِيّ البرُسيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الباَبيِّ وَ كَانَ بَاباً لِلمُفَضّلِ بنِ عُمَرَ وَ كَانَ المُفَضّلُ بَاباً لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع قَالَ مُحَمّدُ بنُ يَحيَي الأرَمنَيِّ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ سِنَانٍ السنّاَنيِّ الزاّهرِيِّ أَبُو عَبدِ اللّهِ قَالَ حدَثّنَيِ المُفَضّلُ بنُ عُمَرَ قَالَ حدَثّنَيِ الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع قَالَ هَذَا الدّوَاءُ دَوَاءُ مُحَمّدٍص وَ هُوَ شَبِيهٌ بِالدّوَاءِ ألّذِي أَهدَاهُ جَبرَئِيلُ الرّوحُ الأَمِينُ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع إِلّا أَنّ فِي هَذَا مَا لَيسَ فِي ذَلِكَ مِنَ العِلَاجِ وَ الزّيَادَةِ وَ النّقصَانِ وَ إِنّمَا هَذِهِ الأَدوِيَةُ مِن وَضعِ الأَنبِيَاءِ ع وَ الحُكَمَاءِ مِن أَوصِيَاءِ الأَنبِيَاءِ فَإِن زِيدَ فِيهِ أَو نَقَصَ مِنهُ أَو جُعِلَ فِيهِ فَضلُ حَبّةٍ أَو نُقصَانُ حَبّةٍ مِمّا وَضَعُوهُ انتَقَصَ الأَصلُ وَ فَسَدَ الدّوَاءُ وَ لَم يَنجَع لِأَنّهُم مَتَي خَالَفُوهُم خُولِفَ بِهِم فَهُوَ أَن يَأخُذَ مِنَ الثّومِ المُقَشّرِ أَربَعَةَ أَرطَالٍ وَ يَصُبّ عَلَيهِ فِي الطّنجِيرِ أَربَعَةَ أَرطَالٍ لَبَنَ بَقَرٍ وَ يُوقِدُ تَحتَهُ وَقُوداً لَيّناً رَقِيقاً حَتّي يَشرَبَهُ ثُمّ يَصُبّ عَلَيهِ أَربَعَةَ أَرطَالٍ سَمنَ بَقَرٍ فَإِذَا شَرِبَهُ وَ نَضِجَ صَبّ عَلَيهِ أَربَعَةَ أَرطَالِ عَسَلٍ ثُمّ يُوقِدُ تَحتَهُ وَقُوداً رَقِيقاً ثُمّ اطرَح عَلَيهِ وَزنَ دِرهَمَينِ قُرّاصاً ثُمّ اضرِبهُ ضَرباً شَدِيداً حَتّي يَنعَقِدَ فَإِذَا انعَقَدَ وَ نَضِجَ وَ اختَلَطَ بِهِ حَوَلتَهُ وَ هُوَ حَارّ إِلَي بُستُوقَةٍ وَ شَدَدتَ رَأسَهُ وَ دَفَنتَهُ فِي شَعِيرٍ أَو تُرَابٍ طَيّبٍ مُدّةَ أَيّامِ الصّيفِ فَإِذَا جَاءَ الشّتَاءُ أَخَذتَ مِنهُ كُلّ غَدَاةٍ مِثلَ الجَوزَةِ الكَبِيرَةِ عَلَي الرّيقِ فَهُوَ دَوَاءٌ جَامِعٌ لِكُلّ شَيءٍ دَقّ أَو جَلّ صَغُرَ أَو كَبُرَ وَ هُوَ مُجَرّبٌ مَعرُوفٌ عِندَ المُؤمِنِينَ
صفحه : 260
14- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي دَوَاءِ مُحَمّدٍص قَالَ هُوَ الدّوَاءُ ألّذِي لَا يُؤخَذُ لشِيَءٍ مِنَ الأَشيَاءِ إِلّا نَفَعَ صَاحِبَهُ هُوَ لِمَا يُشرَبُ لَهُ مِن جَمِيعِ العِلَلِ وَ الأَروَاحِ فَاستَعمِلهُ وَ عَلّمهُ إِخوَانَكَ المُؤمِنِينَ فَإِنّ لَكَ بِكُلّ مُؤمِنٍ يَنتَفِعُ بِهِ عِتقَ رَقَبَةٍ مِنَ النّارِ
بيان قوله والزيادة والنقصان أي المنع من زيادة المقادير ونقصانها فإنه في هذاالدواء أشد أوزيد فيه بعض الأدوية ونقص بعضها. و قال في القاموس القراص كرمان البابونج وعشب ربعي والورس و في بحر الجواهر القراص كزنار البابونج
1- فِقهُ الرّضَا، ع أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع أَنّهُ قَالَ الحِميَةُ رَأسُ كُلّ دَوَاءٍ وَ المَعِدَةُ بَيتُ الأَدوَاءِ وَ عَوّد بَدَناً مَا تَعَوّدَ
2- وَ قَالَ رَأسُ الحِميَةِ الرّفقُ بِالبَدَنِ
3- وَ روُيَِ اجتَنِبِ الدّوَاءَ مَا احتَمَلَ بَدَنُكَ الدّاءَ فَإِذَا لَم يَحتَمِلِ الدّاءَ فَالدّوَاءُ
4- وَ أرَويِ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ اثنَانِ عَلِيلَانِ أَبَداً صَحِيحٌ محُتمَيِ[مُحتَمٍ] وَ عَلِيلٌ مُخَلّطٌ
5- وَ روُيَِ إِذَا جُعتَ فَكُل وَ إِذَا عَطِشتَ فَاشرَب وَ إِذَا هَاجَ بِكَ البَولُ
صفحه : 261
فَبُل وَ لَا تُجَامِع إِلّا مِن حَاجَةٍ وَ إِذَا نَعَستَ فَنَم فَإِنّ ذَلِكَ مَصَحّةٌ لِلبَدَنِ
6- وَ قَالَ العَالِمُ ع كُلّ عِلّةٍ تُسَارِعُ فِي الجِسمِ يَنتَظِرُ أَن يُؤمَرَ فَيَأخُذَ إِلّا الحُمّي فَإِنّهَا تَرِدُ وُرُوداً وَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَحجُبُ بَينَ الدّاءِ وَ الدّوَاءِ حَتّي تنَقضَيَِ المُدّةُ ثُمّ يخُلَيّ بَينَهُ وَ بَينَهُ فَيَكُونُ بُرؤُهُ بِذَلِكَ الدّوَاءِ أَو يَشَاءُ فيَخُلَيّ قَبلَ انقِضَاءِ المُدّةِ بِمَعرُوفٍ أَو صَدَقَةٍ أَو بِرّ فَإِنّهُ يَمحُو مَا يَشَاءُ وَ يُثبِتُ وَهُوَ يبُدِئُ وَ يُعِيدُ
7- وَ قَالَ العَالِمُ ع فِي العَسَلِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ مَن لَعِقَ لَعقَةَ عَسَلٍ عَلَي الرّيقِ يَقطَعُ البَلغَمَ وَ يَكسِرُ الصّفرَاءَ وَ يَقمَعُ المِرّةَ السّودَاءَ وَ يَصفُو الذّهنَ وَ يُجَوّدُ الحِفظَ إِذَا كَانَ مَعَ اللّبَانِ الذّكَرِ وَ السّكّرُ يَنفَعُ مِن كُلّ شَيءٍ وَ لَا يَضُرّ مِن شَيءٍ وَ كَذَلِكَ المَاءُ المغَليِّ
8- وَ أرَويِ فِي المَاءِ البَارِدِ أَنّهُ يُطفِئُ الحَرَارَةَ وَ يُسَكّنُ الصّفرَاءَ وَ يَهضِمُ الطّعَامَ وَ يُذِيبُ الفَضلَةَ التّيِ عَلَي رَأسِ المَعِدَةِ وَ يَذهَبُ بِالحُمّي
9- وَ أرَويِ أَنّهُ لَو كَانَ شَيءٌ يَزِيدُ فِي البَدَنِ لَكَانَ الغَمزُ يَزِيدُ وَ اللّيّنُ مِنَ الثّيَابِ وَ كَذَلِكَ الطّيبُ وَ دُخُولُ الحَمّامِ وَ لَو غُمِزَ المَيّتُ فَعَاشَ لَمَا أَنكَرتُ ذَلِكَ
10- وَ أرَويِ أَنّ الصّدَقَةَ تَرجِعُ البَلَاءَ مِنَ السّمَاءِ
11- وَ قِيلَ إِنّ الصّدَقَةَ تَدفَعُ القَضَاءَ المُبرَمَ عَن صَاحِبِهِ
12- وَ قِيلَ لَا يَذهَبُ بِالأَدوَاءِ إِلّا الدّعَاءُ وَ الصّدَقَةُ وَ المَاءُ البَارِدُ
13- وَ أرَويِ أَنّ أَقصَي الحِميَةِ أَربَعَةَ عَشَرَ يَوماً وَ أَنّهَا لَيسَ تَركَ أَكلِ الشيّءِ وَ لَكِنّهَا تَركُ الإِكثَارِ مِنهُ
14- وَ أرَويِ أَنّ الصّحّةَ وَ العِلّةَ تَقتَتِلَانِ فِي الجَسَدِ فَإِن غَلَبَتِ العِلّةُ الصّحّةَ استَيقَظَ المَرِيضُ وَ إِن غَلَبَتِ الصّحّةُ العِلّةَ اشتَهَي الطّعَامَ فَإِذَا اشتَهَي الطّعَامَ فَأَطعِمُوهُ فَلَرُبّمَا كَانَ فِيهِ الشّفَاءُ
15- وَ نرَويِ مِن كُفرَانِ النّعمَةِ أَن يَقُولَ الرّجُلُ أَكَلتُ الطّعَامَ فضَرَنّيِ
صفحه : 262
16- وَ نرَويِ أَنّ الثّمَارَ إِذَا أَدرَكَت فَفِيهَا الشّفَاءُ لِقَولِهِ جَلّ وَ عِزّكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَ بِاللّهِ التّوفِيقُ
17- وَ أرَويِ عَنِ العَالِمِ ع فِي القُرآنِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ
18- وَ قَالَ دَاوُوا مَرضَاكُم بِالصّدَقَةِ وَ استَشفُوا بِالقُرآنِ فَمَن لَم يَشفِهِ القُرآنُ فَلَا شِفَاءَ لَهُ
بيان مخلط أي يخلط في الأكل والشرب الضار مع النافع و لايميز بينهما
19- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَبدُ اللّهِ بنُ بِسطَامَ عَن مُحَمّدِ بنِ زُرَيقٍ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَن حَرِيزٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن أَرَادَ البَقَاءَ وَ لَا بَقَاءَ فَليُخَفّفِ الرّدَاءَ وَ ليُبَاكِرِ الغَدَاءَ وَ ليُقِلّ مُجَامَعَةَ النّسَاءِ
بيان من أراد البقاء أي طول العمر و لابقاء جملة معترضة أي لا يكون البقاء في الدنيا أبدا أويحتمل الحالية وَ قَالَ فِي النّهَايَةِ، فِي حَدِيثِ عَلِيّ مَن أَرَادَ البَقَاءَ وَ لَا بَقَاءَ فَليُخَفّفِ الرّدَاءَ قِيلَ وَ مَا خِفّةُ الرّدَاءِ قَالَ قِلّةُ الدّينِ
سمي رداء لقولهم دينك في ذمتي و في عنقي ولازم في رقبتي و هوموضع الرداء انتهي . و عن الفارسي يجوز أن يقال كنيّ بالرداء عن الظهر لأن الرداء يقع عليه فمعناه فليخفّف ظهره و لايثقله بالدين وأقول مع عدم التفسير كما في هذه الرواية فظاهره عدم ثقل ما يكون علي عاتقه من الأثواب
20-الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ عَن إِسحَاقَ بنِ حَسّانَ عَن عِيسَي بنِ بَشِيرٍ الواَسطِيِّ عَنِ ابنِ مُسكَانَ وَ زُرَارَةَ قَالَا قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع طِبّ العَرَبِ
صفحه : 263
فِي ثَلَاثٍ شَرطَةِ الحِجَامَةِ وَ الحُقنَةِ وَ آخِرُ الدّوَاءِ الكيَّ
21- عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ طِبّ العَرَبِ فِي خَمسَةٍ شَرطَةِ الحِجَامَةِ وَ الحُقنَةِ وَ السّعُوطِ وَ القيَءِ وَ الحَمّامِ وَ آخِرُ الدّوَاءِ الكيَّ
22- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع طِبّ العَرَبِ فِي سَبعَةٍ شَرطَةِ الحِجَامَةِ وَ الحُقنَةِ وَ الحَمّامِ وَ السّعُوطِ وَ القيَءِ وَ شَربَةِ عَسَلٍ وَ آخِرُ الدّوَاءِ الكيَّ وَ رُبّمَا تُزَادُ فِيهِ النّورَةُ
23- وَ مِنهُ، عَنِ الزّبَيرِ بنِ بَكّارٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ العَزِيزِ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسحَاقَ عَن عَمّارٍ عَن فُضَيلٍ الرّسّانِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مِن دَوَاءِ الأَنبِيَاءِ الحِجَامَةُ وَ النّورَةُ وَ السّعُوطُ
24- وَ مِنهُ، عَبدُ اللّهِ بنُ بِسطَامَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ حَاتِمٍ عَن عَمرِو بنِ أَبِي خَالِدٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ قَالَ شَكَوتُ إِلَي جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ الصّادِقِ ع بَعضَ الوَجَعِ وَ قُلتُ لَهُ إِنّ الطّبِيبَ وَصَفَ لِي شَرَاباً وَ ذَكَرَ أَنّ هَذَا الشّرَابَ مُوَافِقٌ لِهَذَا الدّاءِ فَقَالَ لَهُ الصّادِقُ ع وَ مَا وَصَفَ لَكَ الطّبِيبُ قَالَ خُذِ الزّبِيبَ وَ صُبّ عَلَيهِ المَاءَ ثُمّ صُبّ عَلَيهِ عَسَلًا ثُمّ اطبُخهُ حَتّي يَذهَبَ الثّلُثَانِ فَيَبقَي الثّلُثُ فَقَالَ أَ لَيسَ هُوَ حُلواً قُلتُ بَلَي يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ اشرَبِ الحُلوَ حَيثُ وَجَدتَهُ أَو حَيثُ أَصَبتَهُ وَ لَم يزَدِنيِ عَلَي هَذَا
بيان لعل السؤال عن كونه حلوا للعلم بعدم تغيّره وإسكاره فإنه مع الحلاوة لا يكون مسكرا25- وَ فِي الكاَفيِ،وَصَفَ لِي شَرَاباً آخُذُ الزّبِيبَ وَ أَصُبّ عَلَيهِ
صفحه : 264
المَاءَ لِلوَاحِدِ اثنَينِ ثُمّ أَصُبّ عَلَيهِ العَسَلَ ثُمّ أَطبُخُهُ حَتّي يَذهَبَ ثُلُثَاهُ وَ يَبقَي الثّلُثُ فَقَالَ أَ لَيسَ حُلواً قُلتُ بَلَي قَالَ اشرَبهُ وَ لَم أُخبِرهُ كَمِ العَسَلُ
26- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ البرُسيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الأرَمنَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ أَبِي طَالِبٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن مُحَمّدٍ البَاقِرِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا كَانَ بِأَحَدِكُم أَوجَاعٌ فِي جَسَدِهِ وَ قَد غَلَبَتِ الحَرَارَةُ فَعَلَيهِ بِالفِرَاشِ قِيلَ لِلبَاقِرِ ع يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَا مَعنَي الفِرَاشِ قَالَ غِشيَانُ النّسَاءِ فَإِنّهُ يُسَكّنُهُ وَ يُطفِيهِ
بيان في القاموس الفراش بالكسر زوجة الرجل
27- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن مُحَمّدِ بنِ بُكَيرٍ عَن صَفوَانَ بنِ اليَسَعِ عَن مُنذِرِ بنِ هَامَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ وَ سَعدٍ المَولَي قَالَا قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ عَامّةَ هَذِهِ الأَروَاحِ مِنَ المِرّةِ الغَالِبَةِ أَو دَمٍ مُحتَرِقٍ أَو بَلغَمٍ غَالِبٍ فَليَشتَغِلِ الرّجُلُ بِمُرَاعَاةِ نَفسِهِ قَبلَ أَن يَغلِبَ عَلَيهِ شَيءٌ مِن هَذِهِ الطّبَائِعِ فَيُهلِكَهُ
بيان الأرواح جمع الريح كالأرياح وكأن المراد هنا الجنون والخبل والفالج واللقوة بل الجذام والبرص وأشباهها
28- الطب ،[طب الأئمة عليهم السلام ] عَن اِبرَاهِيمَ بنِ يَسَارٍ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ حَكِيمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن زُرَارَةَ بنِ أَعيَنَ عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص دَاوُوا مَرضَاكُم بِالصّدَقَةِ
29- وَ عَنهُص الصّدَقَةُ تَدفَعُ البَلَاءَ المُبرَمَ فَدَاوُوا مَرضَاكُم بِالصّدَقَةِ
صفحه : 265
30- وَ عَنهُص الصّدَقَةُ تَدفَعُ مِيتَةَ السّوءِ عَن صَاحِبِهَا
31- وَ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع أَنّ رَجُلًا شَكَا إِلَيهِ أنَنّيِ فِي عَشرِ نَفَرٍ مِنَ العِيَالِ كُلّهُم مَرضَي فَقَالَ لَهُ مُوسَي ع دَاوُوهُم بِالصّدَقَةِ فَلَيسَ شَيءٌ أَسرَعَ إِجَابَةً مِنَ الصّدَقَةِ وَ لَا أَجدَي مَنفَعَةً عَلَي المَرِيضِ مِنَ الصّدَقَةِ
32- العيَاّشيِّ، عَن حُمرَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ اشتَكَي رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ سَل مِنِ امرَأَتِكَ دِرهَماً مِن صَدَاقِهَا فَاشتَرِ بِهِ عَسَلًا فَاشرَبهُ بِمَاءِ السّمَاءِ فَفَعَلَ مَا أَمَرَ بِهِ فَبَرَأَ فَسَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن ذَلِكَ أَ شَيءٌ سَمِعتَهُ مِنَ النّبِيّص قَالَ لَا وَ لكَنِيّ سَمِعتُ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِفَإِن طِبنَ لَكُم عَن شَيءٍ مِنهُ نَفساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً وَ قَالَيَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ وَ قَالَوَ نَزّلنا مِنَ السّماءِ ماءً مُبارَكاًفَاجتَمَعَ الهنَيِءُ وَ المرَيِءُ وَ البَرَكَةُ وَ الشّفَاءُ فَرَجَوتُ بِذَلِكَ البُرءَ
33- وَ مِنهُ، عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن شَيخٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كُنّا عِندَهُ فَسَأَلَهُ شَيخٌ فَقَالَ إِنّ بيِ وَجَعاً وَ أَنَا أَشرَبُ لَهُ النّبِيذَ وَ وَصَفَهُ لَهُ الشّيخُ فَقَالَ لَهُ مَا يَمنَعُكَ مِنَ المَاءِ ألّذِي جَعَلَ اللّهُ مِنهُ كُلّ شَيءٍ حيَّ قَالَ لَا يوُاَفقِنُيِ قَالَ فَمَا يَمنَعُكَ مِنَ العَسَلِ قَالَ اللّهُ فِيهِشِفاءٌ لِلنّاسِ قَالَ لَا أَجِدُهُ قَالَ فَمَا يَمنَعُكَ مِنَ اللّبَنِ ألّذِي نَبَتَ مِنهُ لَحمُكَ وَ اشتَدّ عَظمُكَ قَالَ لَا يوُاَفقِنُيِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أَ تُرِيدُ أَن آمُرَكَ بِشُربِ الخَمرِ لَا وَ اللّهِ لَا آمُرُكَ
صفحه : 266
34- الكاَفيِ، عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن نُوحِ بنِ شُعَيبٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ مَن تَغَيّرَ عَلَيهِ مَاءُ الظّهرِ فَليَنفَع لَهُ اللّبَنُ الحَلِيبُ وَ العَسَلُ
35- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَبِي يَحيَي الواَسطِيِّ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ المشَيَ لِلمَرِيضِ نُكسٌ إِنّ أَبِي ع كَانَ إِذَا اعتَلّ جُعِلَ فِي ثَوبٍ فَحُمِلَ لِحَاجَتِهِ يعَنيِ الوُضُوءَ وَ ذَاكَ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ إِنّ المشَيَ لِلمَرِيضِ نُكسٌ
36- الدّعَائِمُ، عَن عَلِيّ ع أَنّهُ كَانَ يَقُولُ مَن أَرَادَ البَقَاءَ وَ لَا بَقَاءَ فَليُخَفّفِ الرّدَاءَ وَ يُدمِنُ الحِذَاءَ وَ يُقَلّلُ مُجَامَعَةَ النّسَاءِ وَ يُبَاكِرُ الغَدَاءَ
37- وَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ لَوِ اقتَصَدَ النّاسُ فِي المَطعَمِ لَاستَقَامَت أَبدَانُهُم
38- وَ عَنِ النّبِيّص تَركُ العَشَاءِ مَهرَمَةٌ
39- وَ عَنهُ ع قَالَ تَركُ العَشَاءِ خَرَابُ الجَسَدِ وَ ينَبغَيِ لِلرّجُلِ إِذَا أَسَنّ أَن لَا يَبِيتَ إِلّا وَ جَوفُهُ مَملُوّ طَعَاماً
40- وَ عَنهُ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ يُذهِبنَ النّسيَانَ وَ يُحدِثنَ الذّكرَ قِرَاءَةُ القُرآنِ وَ السّوَاكُ وَ الصّيَامُ
41- وَ عَنهُ ع قَالَ فِي المَرأَةِ التّيِ يَستَمِرّ بِهَا الدّمُ فَتَستَحَاضُ قَالَ تَغتَسِلُ عِندَ كُلّ صَلَاةٍ احتِسَاباً فَإِنّهُ لَم تَفعَلهُ امرَأَةٌ قَطّ احتِسَاباً إِلّا عُوفِيَت مِن ذَلِكَ
42-دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، قَالَ النّبِيّص إِيّاكُم وَ البِطنَةَ فَإِنّهَا مَفسَدَةٌ
صفحه : 267
لِلبَدَنِ وَ مَورَثَةٌ لِلسّقَمِ وَ مَكسَلَةٌ عَنِ العِبَادَةِ
43- وَ قَالَ الأَصبَغُ بنُ نُبَاتَةَ سَمِعتُ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَقُولُ لِابنِهِ الحَسَنِ ع يَا بنُيَّ أَ لَا أُعَلّمُكَ أَربَعَ كَلِمَاتٍ تسَتغَنيِ بِهَا عَنِ الطّبّ فَقَالَ بَلَي قَالَ لَا تَجلِس عَلَي الطّعَامِ إِلّا وَ أَنتَ جَائِعٌ وَ لَا تَقُم عَنِ الطّعَامِ إِلّا وَ أَنتَ تَشتَهِيهِ وَ جَوّدِ المَضغَ وَ إِذَا نِمتَ فَأَعرِض نَفسَكَ عَلَي الخَلَاءِ فَإِذَا استَعمَلتَ هَذَا استَغنَيتَ عَنِ الطّبّ وَ قَالَ إِنّ فِي القُرآنِ لَآيَةً تَجمَعُ الطّبّ كُلّهُكُلُوا وَ اشرَبُوا وَ لا تُسرِفُوا
44- وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع مَن أَرَادَ البَقَاءَ وَ لَا بَقَاءَ فَليُبَاكِرِ الغَدَاءَ وَ ليُؤَخّرِ العَشَاءَ وَ ليُقِلّ غِشيَانَ النّسَاءِ وَ ليُخَفّفِ الرّدَاءَ قِيلَ وَ مَا خِفّةُ الرّدَاءِ قَالَ الدّينُ
وَ فِي رِوَايَةٍ مَن أَرَادَ النّسَأَ وَ لَا نَسَأَ
بيان قال في النهاية النس ء التأخير يقال نسأت الشيء نسأ وأنسأته إنساء إذاأخرته والنساء الاسم وَ مِنهُ حَدِيثُ عَلِيّ ع مَن سَرّهُ النّسَاءُ وَ لَا نَسَاءَ
أي تأخير العمر والبقاء
45- الدّعَوَاتُ، قَالَ النّبِيّص أَذِيبُوا طَعَامَكُم بِذِكرِ اللّهِ وَ الصّلَاةِ وَ لَا تَنَامُوا عَلَيهَا فَتَقسُوَ قُلُوبُكُم
46- وَ قَالَ صُومُوا تَصِحّوا
47- وَ قَالَ سَافِرُوا تَصِحّوا وَ تَغنَمُوا
48- قَالَ زَينُ العَابِدِينَ ع حُجّوا وَ اعتَمِرُوا تَصِحّ أَجسَامُكُم وَ تَتّسِع أَرزَاقُكُم وَ يَصلُح إِيمَانُكُم وَ تُكفَوا مَئُونَةَ النّاسِ وَ مَئُونَةَ عِيَالِكُم
49- وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قِيَامُ اللّيلِ مَصَحّةٌ لِلبَدَنِ
50- وَ عَنِ النّبِيّص عَلَيكُم بِقِيَامِ اللّيلِ فَإِنّهُ دَأبُ الصّالِحِينَ قَبلَكُم وَ إِنّ قِيَامَ اللّيلِ قُربَةٌ إِلَي اللّهِ وَ تَكفِيرُ السّيّئَاتِ وَ مَنهَاةٌ عَنِ الإِثمِ وَ مَطرَدَةُ الدّاءِ عَنِ الجَسَدِ
صفحه : 268
51- وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع صَلَاةُ اللّيلِ تُحَسّنُ الوَجهَ وَ تُحَسّنُ الخُلُقَ وَ تُطَيّبُ الرّزقَ وَ تقَضيِ الدّينَ وَ تُذهِبُ الهَمّ وَ تَجلُو البَصَرَ عَلَيكُم بِصَلَاةِ اللّيلِ فَإِنّهَا سُنّةُ نَبِيّكُم وَ مَطرَدَةُ الدّاءِ عَن أَجسَادِكُم
52- وَ يُروَي أَنّ الرّجُلَ إِذَا قَامَ يصُلَيّ أَصبَحَ طَيّبَ النّفسِ وَ إِذَا نَامَ حَتّي يُصبِحَ أَصبَحَ ثَقِيلًا مُوصِماً
بيان في النهاية الوصم الفترة والكسل والتواني
53- الدّعَوَاتُ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع المَعِدَةُ بَيتُ الأَدوَاءِ وَ الحِميَةُ رَأسُ الدّوَاءِ لَا صِحّةَ مَعَ النّهَمِ لَا مَرَضَ أَضنَي مِنَ العَقلِ
53- وَ روُيَِ مَن قَلّ طَعَامُهُ صَحّ بَدَنُهُ وَ صَفَا قَلبُهُ وَ مَن كَثُرَ طَعَامُهُ سَقُمَ بَدَنُهُ وَ قَسَا قَلبُهُ
55- وَ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ أَوحَي اللّهُ إِلَي مُوسَي بنِ عِمرَانَ ع تدَريِ لِمَ انتَجَبتُكَ مِن خلَقيِ وَ اصطَفَيتُكَ بكِلَاَميِ قَالَ لَا يَا رَبّ فَأَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أنَيّ اطّلَعتُ إِلَي الأَرضِ فَلَم أَعلَم لِي عَلَيهَا أَشَدّ تَوَاضُعاً مِنكَ فَخَرّ مُوسَي سَاجِداً وَ عَفّرَ خَدّيهِ بِالتّرَابِ تَذَلّلًا مِنهُ لِرَبّهِ تَعَالَي فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَنِ ارفَع رَأسَكَ وَ أَمِرّ يَدَكَ فِي مَوضِعِ سُجُودِكَ وَ امسَح بِهَا وَجهَكَ وَ مَا نَالَتهُ مِن بَدَنِكَ فإَنِيّ أُومِنُكَ مِن كُلّ دَاءٍ وَ سُقمٍ
56- وَ روُيَِ عَنهُم ع قَلّم أَظفَارَكَ وَ ابدَأ بِخِنصِرِكَ مِن يَدِكَ اليُسرَي وَ اختِم بِخِنصِرِكَ مِن يَدِكَ اليُمنَي وَ خُذ شَارِبَكَ وَ قُل حِينَ تُرِيدُ ذَلِكَ بِسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ عَلَي مِلّةِ رَسُولِ اللّهِ فَإِنّهُ مَن فَعَلَ ذَلِكَ كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلّ قُلَامَةٍ وَ جُزَازَةٍ عِتقَ رَقَبَةٍ وَ لَم يَمرَض إِلّا المَرَضَ ألّذِي يَمُوتُ فِيهِ
57- وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع تَقلِيمُ الأَظفَارِ يَومَ الجُمُعَةِ يُؤمِنُ الجُذَامَ وَ البَرَصَ وَ العَمَي فَإِن لَم تَحتَج فَحُكّهَا حَكّاً
صفحه : 269
58- وَ قَالَ النّبِيّص مَا مِن مُسلِمٍ يَعمُرُ فِي الإِسلَامِ أَربَعِينَ سَنَةً إِلّا صَرَفَ اللّهُ عَنهُ ثَلَاثَةَ أَنوَاعٍ مِنَ البَلَاءِ الجُذَامَ وَ البَرَصَ وَ الجُنُونَ
59- وَ عَنهُ شُربُ المَاءِ مِنَ الكُوزِ العَامّ أَمَانٌ مِنَ البَرَصِ وَ الجُذَامِ
60- وَ روُيَِ لَا تَأكُل مَا قَد عَرَفتَ مَضَرّتَهُ وَ لَا تُؤثِر هَوَاكَ عَلَي رَاحَةِ بَدَنِكَ وَ الحِميَةُ هُوَ الِاقتِصَادُ فِي كُلّ شَيءٍ وَ أَصلُ الطّبّ الأَزمُ وَ هُوَ ضَبطُ الشّفَتَينِ وَ الرّفقُ بِاليَدَينِ وَ الدّاءُ الدوّيِّ إِدخَالُ الطّعَامِ عَلَي الطّعَامِ وَ اجتَنِبِ الدّوَاءَ مَا لَزِمَتكَ الصّحّةُ فَإِذَا أَحسَستَ بِحَرَكَةِ الدّاءِ فَأَحرِقهُ بِمَا يَردَعُهُ قَبلَ استِعجَالِهِ
61- وَ قَالَ البَاقِرُ ع عَجَباً لِمَن يحَتمَيِ مِنَ الطّعَامِ مَخَافَةَ الدّاءِ كَيفَ لَا يحَتمَيِ مِنَ الذّنُوبِ مَخَافَةَ النّارِ
62- وَ قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَيَدفَعُ بِالصّدَقَةِ الدّاءَ وَ الدّبَيلَةَ وَ الحَرَقَ وَ الغَرَقَ وَ الهَدمَ وَ الجُنُونَ فَعَدّص سَبعِينَ بَاباً مِنَ الشّرّ
63- وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع الصّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنجِحٌ
64- وَ قَالَ النّبِيّص إِنّ اللّهَ لَيَدرَأُ بِالصّدَقَةِ سَبعِينَ مِيتَةً مِنَ السّوءِ
65- وَ قَالَ الصّادِقُ ع دَاوُوا مَرضَاكُم بِالصّدَقَةِ وَ مَا عَلَي أَحَدِكُم أَن يَتَصَدّقَ بِقُوتِ يَومِهِ إِنّ مَلَكَ المَوتِ يُدفَعُ إِلَيهِ الصّكّ بِقَبضِ رُوحِ العَبدِ فَيَتَصَدّقُ فَيُقَالُ لَهُ رُدّ الصّكّ
66- وَ قَالَ النّبِيّص أَ لَا أُعَلّمُكُم بِدُعَاءٍ علَمّنَيِ جَبرَئِيلُ ع مَا لَا تَحتَاجُونَ مَعَهُ إِلَي طَبِيبٍ وَ دَوَاءٍ قَالُوا بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ يَأخُذُ مَاءَ المَطَرِ وَ يَقرَأُ عَلَيهِ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَ قُل أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ وَ قُل أَعُوذُ بِرَبّ الفَلَقِ وَ يصُلَيّ عَلَي النّبِيّص وَ يُسَبّحُ كُلّهَا سَبعِينَ مَرّةً وَ يَشرَبُ مِن ذَلِكَ المَاءِ غُدوَةً وَ عَشِيّةً سَبعَةَ أَيّامٍ مُتَوَالِيَةٍ الخَبَرَ بِتَمَامِهِ
67- وَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ قَالَ أشَتكَيِ بطَنيِ فَقَالَ أَ لَكَ
صفحه : 270
زَوجَةٌ قَالَ نَعَم قَالَ استَوهِب مِنهَا دِرهَماً مِن صَدَاقِهَا بِطِيبَةِ نَفسِهَا مِن مَالِهَا فَاشتَرِ بِهِ عَسَلًا ثُمّ اسكُب عَلَيهِ مِن مَاءِ السّمَاءِ وَ اشرَبهُ فَفَعَلَ الرّجُلُ مَا أَمَرَ بِهِ فَبَرَأَ فَسَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع أَ شَيءٌ سَمِعتَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص قَالَ لَا وَ لَكِن سَمِعتُ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِفَإِن طِبنَ لَكُم عَن شَيءٍ مِنهُ نَفساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً وَ قَالَيَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ وَ قَالَوَ نَزّلنا مِنَ السّماءِ ماءً مُبارَكاً قَالَ قُلتُ إِذَا اجتَمَعَتِ البَرَكَةُ وَ الشّفَاءُ وَ الهنَيِءُ وَ المرَيِءُ رَجَوتُ فِي ذَلِكَ البُرءَ وَ شُفِيتَ إِن شَاءَ اللّهُ
68- وَ فِي رِوَايَةٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ شَكَا إِلَيهِ رَجُلٌ الدّاءَ العُضَالَ فَقَالَ استَوهِب دِرهَماً امرَأَتَكَ مِن صَدَاقِهَا وَ اشتَرِ بِهِ عَسَلًا وَ امزُجهُ بِمَاءِ المُزنِ وَ اكتُب بِهِ القُرآنَ وَ اشرَبهُ فَفَعَلَ فَأَذهَبَ اللّهُ عَنهُ ذَلِكَ فَأَخبَرَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع بِذَلِكَ فَتَلَافَإِن طِبنَ لَكُم عَن شَيءٍ مِنهُ نَفساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً وَيَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌوَ نَزّلنا مِنَ السّماءِ ماءً مُبارَكاًوَ نُنَزّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحمَةٌ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ إِذَا أَصَابَهُ المَطَرُ مَسَحَ بِهِ صُلعَتَهُ وَ قَالَ بَرَكَةٌ مِنَ السّمَاءِ لَم يُصِبهَا يَدٌ وَ لَا سِقَاءٌ
توضيح لاصحة مع النهم في القاموس النهم محركة إفراط الشهوة في الطعام و أن لايمتلئ عين الآكل و لايشبع و قال ضني كرضي مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس وأضناه المرض انتهي . وحاصل الفقرة الأولي أن شدة الحرص في الطعام أوالأعم من جملة الأمراض بل أشدها وحاصل الثانية أن العقل يوجب الحزن والألم في الدنيا لأن العاقل محزون لآخرته لمايصيبه من الدنيا و أنه يدرك قبحه بعقله بخلاف الأحمق الجاهل
صفحه : 271
فإنه في سعة منهما والقلامة بالضم ماسقط من قلم الظفر وكذا الجزازة ماسقط من جز الشعر. و في النهاية فأزم القوم أي أمسكوا عن الكلام كمايمسك الصائم عن الطعام . و منه سميت الحمية أزما و منه حديث عمر وسأل الحارث بن كلدة ماالدواء قال الأزم يعني الحمية وإمساك الأسنان بعضها علي بعض والداء الدوي توصف علي المبالغة أي داء لاعلاج له أوبعيد علاجه من دوي بالكسر يدوي أي مرض . و في النهاية الدبيلة هي خراج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبا وهي تصغير دبلة و قال الداء العضال هوالمرض ألذي يعجز الأطباء فلادواء له
69- النهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع تَوَقّوُا البَردَ فِي أَوّلِهِ وَ تَلَقّوهُ فِي آخِرِهِ فَإِنّهُ يَفعَلُ فِي الأَبدَانِ كَفِعلِهِ فِي الأَشجَارِ أَوّلُهُ يُحرِقُ وَ آخِرُهُ يُورِقُ
70- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، عَن عَامِرٍ الشعّبيِّ قَالَ قَالَ زِرّ بنُ حُبَيشٍ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَربَعُ كَلِمَاتٍ فِي الطّبّ لَو قَالَهَا بُقرَاطُ أَو جَالِينُوسُ لَقَدّمَ أَمَامَهَا مِائَةَ وَرَقَةٍ ثُمّ زَيّنَهَا بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ وَ هيَِ قَولُهُ تَوَقّوُا البَردَ إِلَي قَولِهِ يُورِقُ
ثُمّ قَالَ وَ روُيَِ تَوَقّوُا الهَوَاءَ
بيان لقدّم أمامها أي لحفظها أو في وصفها ومدحها وتوقّي واتّقي بمعني أي احترزوا واحفظوا أبدانكم من البرد أول الشتاء بالثياب ونحوها والتلقي الاستقبال . وإحراقه إسقاط الورق والمنع من النمو والإيراق إنبات الورق وَ رَوَوا عَنِ النّبِيّص اغتَنِمُوا بَردَ الرّبِيعِ فَإِنّهُ يَفعَلُ بِأَبدَانِكُم مَا يَفعَلُ بِأَشجَارِكُم وَ اجتَنِبُوا بَردَ الخَرِيفِ فَإِنّهُ يَفعَلُ بِأَبدَانِكُم مَا يَفعَلُ بِأَشجَارِكُم
71-الجُنّةُ للِكفَعمَيِّ، مَا يُورِثُ الحِفظَ مِنَ العَقَاقِيرِ وَ الأَدوِيَةِ فَمِن ذَلِكَ
صفحه : 272
مَا رَوَاهُ ابنُ مَسعُودٍ عَنِ النّبِيّص لِحِفظِ القُرآنِ وَ يَقطَعُ البَلغَمَ وَ البَولَ وَ يقُوَيّ الظّهرَ يُؤخَذُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ قَرَنفُلٌ وَ كَذَلِكَ مِنَ الحَرمَلِ وَ مِنَ الكُندُرِ الأَبيَضِ وَ مِنَ السّكّرِ الأَبيَضِ يُسحَقُ الجَمِيعُ وَ يُخلَطُ إِلّا الحَرمَلَ فَإِنّهُ يَفرُكُ فَركاً بِاليَدِ وَ يُؤكَلُ مِنهُ غُدوَةً زِنَةَ دِرهَمٍ وَ كَذَا عِندَ النّومِ وَ رَأَيتُ هَذَا بِعَينِهِ فِي كِتَابِ لَقَطِ الفَوَائِدِ وَ فِي لَقَطِ الفَوَائِدِ أَيضاً أَنّهُ مَن أَرَادَ أَن يَكثُرَ حِفظُهُ وَ يَقِلّ نِسيَانُهُ فَليَأكُل كُلّ يَومٍ مِثقَالًا مِن زَنجَبِيلٍ مُرَبّي قَالَ وَ مِمّا جُرّبَ لِلحِفظِ أَن يَأخُذَ زَبِيباً أَحمَرَ مَنزُوعَ العَجَمِ عِشرِينَ دِرهَماً وَ مِنَ السّعدِ الكوُفيِّ مِثقَالًا وَ مِنَ اللّبَانِ الذّكَرِ دِرهَمَينِ وَ مِنَ الزّعفَرَانِ نِصفَ دِرهَمٍ يُدَقّ الجَمِيعُ وَ يُعجَنُ بِمَاءِ الرّازِيَانَجِ حَتّي يَبقَي فِي قِوَامِ المُعجُونِ وَ يُستَعمَلُ عَلَي الرّيقِ كُلّ يَومٍ وَزنَ دِرهَمٍ وَ مَن أَدمَنَ أَكلَ الزّبِيبِ عَلَي الرّيقِ رُزِقَ الفَهمَ وَ الحِفظَ وَ الذّهنَ وَ نَقَصَ مِنَ البَلغَمِ
وَ فِي كِتَابِ طَرِيقِ النّجَاةِ، ثَلَاثَةٌ تُذهِبُ البَلغَمَ وَ تَزِيدُ فِي الحِفظِ الصّومُ وَ السّوَاكُ وَ قِرَاءَةُ القُرآنِ
72- وَ مِن أَدوِيَةِ الحِفظِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لِلصّادِقِ ع كَيفَ نَقدِرُ عَلَي هَذَا العِلمِ ألّذِي فَرّعتُمُوهُ لَنَا قَالَ خُذ وَزنَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ قَرَنفُلَ وَ مِثلَهَا كُندُرَ ذَكَرٍ دُقّهَا نَاعِماً ثُمّ استَفّ عَلَي الرّيقِ كُلّ يَومٍ قَلِيلًا وَ مِنهَا لِمَن يَكُونُ بَعِيدَ الذّهنِ قَلِيلَ الحِفظِ يُؤخَذُ سَنَا مكَيّّ وَ سُعدُ هنِديِّ وَ فُلفُلٌ أَبيَضُ وَ كُندُرٌ ذَكَرٌ وَ زَعفَرَانٌ خَالِصٌ أَجزَاءً سَوَاءً يُدَقّ وَ يُخلَطُ بِعَسَلٍ وَ يُشرَبُ مِنهُ زِنَةَ مِثقَالٍ كُلّ يَومٍ سَبعَةَ أَيّامٍ مُتَوَالِيَةٍ فَإِن فَعَلَ ذَلِكَ أَربَعَةَ عَشَرَ يَوماً خِيفَ عَلَيهِ مِن شِدّةِ الحِفظِ أَن يَكُونَ سَاحِراً
73- وَ مِنهَا عَن عَلِيّ ع مَن أَخَذَ مِنَ الزّعفَرَانِ الخَالِصِ جُزءاً وَ مِنَ السّعدِ جُزءاً وَ يُضَافُ إِلَيهِمَا عَسَلًا وَ يُشرَبُ مِنهُ مِثقَالَينِ فِي كُلّ يَومٍ فَإِنّهُ يُتَخَوّفُ عَلَيهِ
صفحه : 273
مِن شِدّةِ الحِفظِ أَن يَكُونَ سَاحِراً وَ مِنهَا مَا وُجِدَ بِخَطّ الشّيخِ أَحمَدَ بنِ فَهدٍ رَحِمَهُ اللّهُ دَوَاءٌ لِلحِفظِ شَهِدَتِ التّجرِبَةُ بِصِحّتِهِ وَ هُوَ كُندُرٌ وَ سُعدٌ وَ سُكّرُ طَبَرزَدٍ أَجزَاءً مُتَسَاوِيَةً وَ يُسحَقُ نَاعِماً وَ يُستَفّ مِنهُ عَلَي الرّيقِ كُلّ يَومٍ خَمسَةَ دَرَاهِمَ يُستَعمَلُ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ يُقطَعُ خَمسَةً ثُمّ يُستَعمَلُ كَذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَ يُقطَعُ خَمسَةً وَ هَكَذَا قُلتُ وَ هَذَا بِعَينِهِ رَأَيتُهُ فِي كِتَابِ لَقَطِ الفَوَائِدِ
أَقُولُ وَ قَالَ الشّيخُ مُحَمّدُ بنُ إِدرِيسَ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ السّرَائِرِ مَن كَانَ يَستَضِرّ جَسَدُهُ بِتَركِ العَشَاءِ فَالأَفضَلُ لَهُ أَن لَا يَترُكَهُ وَ لَا يَبِيتَ إِلّا وَ جَوفُهُ مَملُوءٌ مِنَ الطّعَامِ
وَ قَد روُيَِ أَنّ تَركَ العَشَاءِ مَهرَمَةٌ وَ إِذَا كَانَ الإِنسَانُ مَرِيضاً فَلَا ينَبغَيِ لَهُ أَن يُكرِهَهُ عَلَي تَنَاوُلِ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ بَل يَتَلَطّفُ بِهِ فِي ذَلِكَ
وَ روُيَِ أَنّ أَكلَ اللّحمِ وَ اللّبَنِ يُنبِتُ اللّحمَ وَ يَشُدّ العَظمَ وَ روُيَِ أَنّ أَكلَ اللّحمِ يَزِيدُ فِي السّمعِ وَ البَصَرِ
وَ روُيَِ أَنّ أَكلَ اللّحمِ بِالبَيضِ يَزِيدُ فِي البَاهِ
وَ روُيَِ أَنّ مَاءَ الكَمأَةِ فِيهِ شِفَاءٌ لِلعَينِ
وَ روُيَِ أَنّهُ يَكرَهُ أَن يَحتَجِمَ الإِنسَانُ فِي يَومِ الأَربِعَاءِ أَو سَبتٍ فَإِنّهُ ذَكَرَ أَنّهُ يَحدُثُ مِنهُ الوَضَحُ وَ الحِجَامَةُ فِي الرّأسِ فِيهَا شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ
وَ روُيَِ أَنّ أَفضَلَ الدّوَاءِ فِي أَربَعَةِ أَشيَاءَ الحِجَامَةِ وَ الحُقنَةِ وَ النّورَةِ وَ القيَءِ فَإِن تَبَيّغَ الدّمُ
بالتاء المنقطة بنقطتين من فوق والباء المنقطة من تحتها نقطة واحدة والياء المنقطة بنقطتين من تحتها وتشديدها والغين المعجمة ومعني ذلك هاج به يقال تبوّغ الدم بصاحبه وتبيّغ أي هاج به
فيَنَبغَيِ أَن يَحتَجِمَ
صفحه : 274
فِي أَيّ الأَيّامِ كَانَ مِن غَيرِ كَرَاهَةِ وَقتٍ مِنَ الأَوقَاتِ وَ يَقرَأُ آيَةَ الكرُسيِّ وَ يَستَخِيرُ اللّهَ سُبحَانَهُ وَ يصُلَيّ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ ع
وَ روُيَِ أَنّهُ إِذَا عَرَضَتِ الحُمّي لِلإِنسَانِ فيَنَبغَيِ أَن يُدَاوِيَهَا بِصَبّ المَاءِ عَلَيهِ فَإِن لَم يَسهُل عَلَيهِ ذَلِكَ فَليُحضِر لَهُ إِنَاءً فِيهِ مَاءٌ بَارِدٌ وَ يُدخِل يَدَهُ فِيهِ وَ الِاكتِحَالُ بِالإِثمِدِ عِندَ النّومِ يُذهِبُ القَذَي وَ يصُفَيّ البَصَرَ
وَ روُيَِ أَنّهُ إِذَا لَدَغَتِ العَقرَبُ إِنسَاناً فَليَأخُذ شَيئاً مِنَ المِلحِ وَ يَضَعهُ عَلَي المَوضِعِ ثُمّ يَعصِرهُ بِإِبهَامِهِ حَتّي يَذُوبَ
وَ روُيَِ أَنّهُ مَنِ اشتَدّ وَجَعُهُ فيَنَبغَيِ أَن يسَتدَعيَِ بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ وَ يَقرَأُ عَلَيهِ الحَمدَ أَربَعِينَ مَرّةً ثُمّ يَصُبّهُ عَلَي نَفسِهِ
وَ روُيَِ أَنّ أَكلَ الزّبِيبِ المَنزُوعِ العَجَمِ عَلَي الرّيقِ فِيهِ مَنَافِعُ عَظِيمَةٌ فَمَن أَكَلَ مِنهُ كُلّ يَومٍ عَلَي الرّيقِ إِحدَي وَ عِشرِينَ زَبِيبَةً مَنزُوعَةَ العَجَمِ قَلّ مَرَضُهُ وَ قِيلَ إِنّهُ لَم يَمرَض إِلّا المَرَضَ ألّذِي يَمُوتُ فِيهِ وَ مَن أَكَلَ عِندَ نَومِهِ تِسعَ تَمَرَاتٍ عوُفيَِ مِنَ القُولَنجِ وَ قُتِلَ دُودُ البَطنِ عَلَي مَا روُيَِ
وَ روُيَِ أَكلُ الحَبّةِ السّودَاءِ فِيهِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ عَلَي مَا روُيَِ وَ فِي شَرَابِ العَسَلِ مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ فَمَنِ استَعمَلَهُ انتَفَعَ بِهِ مَا لَم يَكُن بِهِ مَرَضٌ
وَ روُيَِ أَنّ لَبَنَ البَقَرِ فِيهِ مَنَافِعُ فَمَن تَمَكّنَ مِنهُ فَليَشرَبهُ
وَ روُيَِ أَنّ أَكلَ البَيضِ نَافِعٌ لِلأَحشَاءِ
وَ روُيَِ أَنّ أَكلَ القَرعِ يَزِيدُ فِي العَقلِ وَ يَنفَعُ الدّمَاغَ وَ يُستَحَبّ أَكلُ الهِندَبَاءِ
وَ روُيَِ عَن سَيّدِنَا أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا دَخَلتُم أَرضاً فَكُلُوا مِن بَصَلِهَا فَإِنّهُ يُذهِبُ عَنكُم وَبَاءَهَا
وَ روُيَِ أَنّ رَجُلًا مِن أَصحَابِهِ ع شَكَا إِلَيهِ اختِلَافَ البَطنِ فَأَمَرَ أَن يَتّخِذَ مِنَ الأَرُزّ سَوِيقاً وَ يَشرَبَهُ فَفَعَلَ فعَوُفيَِ
وَ روُيَِ أَنّ النّبِيّص قَالَإِيّاكُم وَ الشّبرُمَ فَإِنّهُ حَارّ يَارّ وَ عَلَيكُم بِالسّنَا فَتَدَاوَوا بِهِ فَلَو دَفَعَ شَيءٌ المَوتَ لَدَفَعَهُ السّنَا وَ تَدَاوَوا بِالحُلبَةِ فَلَو عَلِمَ أمُتّيِ مَا لَهَا فِي الحُلبَةِ
صفحه : 275
لَتَدَاوَوا بِهَا وَ لَو بِوَزنِهَا ذَهَباً
وَ روُيَِ ع أَنّهُ قَالَ إِدمَانُ أَكلِ السّمَكِ الطرّيِّ يُذِيبُ الجِسمَ
وَ روُيَِ أَنّ أَكلَ التّمرِ بَعدَ أَكلِ السّمَكِ الطرّيِّ يُذهِبُ أَذَاهُ
وَ روُيَِ عَنهُ ع أَنّ رَجُلًا شَكَا إِلَيهِ وَجَعَ الخَاصِرَةِ فَقَالَ ع لَهُ عَلَيكَ بِمَا يَسقُطُ مِنَ الخِوَانِ فَكُلهُ فَفَعَلَ فعَوُفيَِ
وَ روُيَِ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ الرّيحُ الطّيّبَةُ تَشُدّ العَقلَ وَ تَزِيدُ فِي البَاهِ
وَ روُيَِ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ نَهَي عَن أَكلِ الطّفلِ الطّينَ وَ الفَحمَ وَ قَالَ مَن أَكَلَ الطّينَ فَقَد أَعَانَ عَلَي نَفسِهِ وَ مَن أَكَلَهُ فَمَاتَ لَم يُصَلّ عَلَيهِ وَ أَكلُ الطّينِ يُورِثُ النّفَاقَ
وَ روُيَِ عَنهُ ع قَالَ فَضلُنَا أَهلَ البَيتِ عَلَي النّاسِ كَفَضلِ البَنَفسَجِ عَلَي سَائِرِ الأَدهَانِ
وَ روُيَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَنّهُ قَالَ مَن أَكَلَ الرّمّانَ بِشَحمِهِ دَبَغَ مَعِدَتَهُ وَ السّفَرجَلُ يذُكَيّ القَلبَ الضّعِيفَ وَ يُشَجّعُ الجَبَانَ
وَ روُيَِ عَن سَيّدِنَا أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ الخَلّ يُسَكّنُ المِرَارَ وَ يحُييِ القَلبَ وَ يَقتُلُ دُودَ البَطنِ وَ يَشُدّ الفَمَ
فهذه جملة مقنعة من جملة ماورد عن الأئمة ع في هذاالباب وإيراد جميعه لايحصي و لايسعه كتاب فأما ماورد عنهم ع في الاستشفاء بفعل الخير والبر والتعوّذ والرقي فنحن نورد من جملة ماورد عنهم ع في ذلك جملة مقنعة بمشية الله سبحانه
روُيَِ عَن سَيّدِنَا أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ ثَلَاثٌ يُذهِبنَ النّسيَانَ وَ يُحَدّدنَ الفِكرَ قِرَاءَةُ القُرآنِ وَ السّوَاكُ وَ الصّومُ
صفحه : 276
وَ روُيَِ عَنهُ ع أَنّ بَعضَ أَهلِ بَيتِهِ ذَكَرَ لَهُ أَمرَ عَلِيلٍ عِندَهُ فَقَالَ ادعُ بِمِكتَلٍ فَاجعَل فِيهِ بُرّاً وَ اجعَلهُ بَينَ يَدَيهِ وَ أمُر غِلمَانَكَ إِذَا جَاءَ سَائِلٌ أَن يُدخِلُوهُ إِلَيهِ فَليُنَاوِلهُ مِنهُ بِيَدِهِ وَ يَأمُرهُ أَن يَدعُوَ لَهُ قَالَ أَ فَلَا أعُطيِ الدّنَانِيرَ وَ الدّرَاهِمَ قَالَ اصنَع مَا آمُرُكَ بِهِ فَكَذَلِكَ رَوَينَاهُ فَفَعَلَ فَرُزِقَ العَافِيَةَ
وَ روُيَِ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ ارغَبُوا فِي الصّدَقَةِ وَ بَكّرُوا فِيهَا فَمَا مِن مُؤمِنٍ تَصَدّقَ بِصَدَقَةٍ حِينَ يُصبِحُ يُرِيدُ بِهَا مَا عِندَ اللّهِ إِلّا دَفَعَ اللّهُ بِهَا عَنهُ شَرّ مَا يَنزِلُ مِنَ السّمَاءِ ذَلِكَ اليَومَ ثُمّ قَالَ لَا تَستَخِفّوا بِدُعَاءِ المَسَاكِينِ لِلمَرضَي مِنكُم فَإِنّهُ يُستَجَابُ لَهُم فِيكُم وَ لَا يُستَجَابُ لَهُم فِي أَنفُسِهِم
وَ روُيَِ عَنهُ ع أَنّ رَجُلًا مِن أَصحَابِهِ شَكَا إِلَيهِ وَضَحاً أَصَابَهُ بَينَ عَينَيهِ وَ قَالَ بَلَغَ منِيّ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ مَبلَغاً شَدِيداً فَقَالَ عَلَيكَ بِالدّعَاءِ وَ أَنتَ سَاجِدٌ فَفَعَلَ فَبَرَأَ مِنهُ
وَ روُيَِ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا أَصَابَكَ هَمّ فَامسَح يَدَكَ عَلَي مَوضِعِ سُجُودِكَ ثُمّ مُرّ يَدَكَ عَلَي وَجهِكَ مِن جَانِبِ خَدّكَ الأَيسَرِ عَلَي جَبِينِكَ إِلَي جَانِبِ خَدّكَ الأَيمَنِ ثُمّ قُل بِسمِ اللّهِ ألّذِيلا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَ الشّهادَةِ...الرّحمنُ الرّحِيمُ أللّهُمّ أَذهِب عنَيّ الهَمّ وَ الحَزَنَ ثَلَاثاً
وَ روُيَِ عَنهُ ع أَنّهُ قَالَ مَن قَالَ كُلّ يَومٍ ثَلَاثِينَ مَرّةًبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَتَبَارَكَاللّهُ أَحسَنُ الخالِقِينَ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ دَفَعَ اللّهُ عَنهُ تِسعَةً وَ تِسعِينَ نَوعاً مِنَ البَلَاءِ أَهوَنُهَا الجُذَامُ
وَ روُيَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنّهُ قَالَمَرِضتُ فعَاَدنَيِ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 277
ص وَ أَنَا لَا أَتَقَارّ عَلَي فرِاَشيِ فَقَالَ يَا عَلِيّ إِنّ أَشَدّ النّاسِ بَلَاءً النّبِيّونَ ثُمّ الأَوصِيَاءُ ثُمّ الّذِينَ يَلُونَهُم أَبشِر فَإِنّهَا حَظّكَ مِن عَذَابِ اللّهِ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الثّوَابِ ثُمّ قَالَ أَ تُحِبّ أَن يَكشِفَ اللّهُ مَا بِكَ قَالَ قُلتُ بَلَي يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قُلِ أللّهُمّ ارحَم جلِديَِ الرّقِيقَ وَ عظَميَِ الدّقِيقَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِن فَورَةِ الحَرِيقِ يَا أُمّ مِلدَمٍ إِن كُنتِ آمَنتِ بِاللّهِ فَلَا تأَكلُيِ اللّحمَ وَ لَا تشَربَيِ الدّمَ وَ لَا تفَوُريِ مِنَ الفَمِ وَ انتقَلِيِ إِلَي مَن يَزعُمُ أَنّمَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَفإَنِيّ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَقُلتُهَا فَعُوفِيتُ مِن ساَعتَيِ
قَالَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ ع مَا فَزِعتُ قَطّ إِلَيهِ إِلّا وَجَدتُهُ وَ كُنّا نُعَلّمُهُ النّسَاءَ وَ الصّبيَانَ
وَ روُيَِ عَن سَيّدِنَا جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُجلِسُ الحَسَنَ عَلَي فَخِذِهِ الأَيمَنِ وَ الحُسَينَ عَلَي فَخِذِهِ الأَيسَرِ ثُمّ يَقُولُ أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ كُلّهَا مِن شَرّ كُلّ شَيطَانٍ وَ هَامّةٍ وَ مِن شَرّ كُلّ عَينٍ لَامّةٍ ثُمّ يَقُولُ هَكَذَا كَانَ اِبرَاهِيمُ يُعَوّذُ ابنَيهِ إِسمَاعِيلَ وَ إِسحَاقَ ع
وَ روُيَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّهُ قَالَ مَن سَاءَ خُلُقُهُ فَأَذّنُوا فِي أُذُنِهِ
وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ نَهَي عَنِ السّحرِ وَ الكِهَانَةِ وَ القِيَافَةِ وَ التّمَائِمِ
صفحه : 278
فَلَا يَجُوزُ استِعمَالُ شَيءٍ مِن ذَلِكَ عَلَي حَالٍ وَ هَذِهِ جُملَةٌ مُقنِعَةٌ وَ استِقصَاءُ ذَلِكَ يَطُولُ بِهِ الكِتَابُ وَ يَحصُلُ بِهِ الإِسهَابُ
بيان قال في النهاية في حديث أم سلمة أنها شربت الشبرم فقال إنه حارّ جارّ الشبرم حب يشبه الحمص يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي وقيل إنه نوع من الشيح وجار إتباع للحار ومنهم من يرويه يار و هوأيضا بالتشديد إتباع للحارّ يقال حارّ يارّ وحرّان يرّان. و قال ابن بيطار قال ديسقوريدس قديظنّ أنه من أصناف النوع [اليتوع ]المسمي ماريس شبيه بالنوع من شجر الصنوبر و له زهر صغير لونه إلي لون الفرفير وثمر عريض يشبه بالعدس . و قال جالينوس قديظنّ قوم أن هذاالنبات من أنواع اليتوع و ذلك لأن له من اللبن مالليتوع ويسهل أيضا مثل مايسهل اليتوع . و قال حبيش حارّ في الدرجة الثالثة يابس في آخر الثانية و فيه مع ذلك قبض وحدّة و إذاشرب غيرمصلح وجد له قبض علي اللهاة و في الحنك و قدكانت القدماء تستعمله في الأدوية المسهلة فوجدوه ضارا لمن كان الغالب علي مزاجه الحرارة ويحدث لأكثر من شربه منهم حميات ومضرّ للبواسير. ثم قال الشبرم اسم عندبعض الأعراب لنوع من الشوك ينبت بالجبال لونه أبيض وورقه صغير وشوكه علي شبه شوك الجولق الكبير ألذي عندنا ويزعمون أنه ينفع للوباء إذاشرب انتهي . و له في كتب الطب ذم كثير. والسكر سد النهر. وَ قَالَ الشّهِيدُ قُدّسَ سِرّهُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ بَارِك لَنَا فِي الخُبزِ
صفحه : 279
وَ قَالَ ع أَكرِمُوا الخُبزَ فَإِنّهُ قَد عَمِلَ فِيهِ مَا بَينَ العَرشِ إِلَي الأَرضِ وَ الأَرضُ وَ مَا فِيهَا وَ نَهَي الصّادِقُ ع عَن وَضعِ الرّغِيفِ تَحتَ القَصعَةِ
وَ قَالَ ع فِي إِكرَامِ الخُبزِ إِذَا وُضِعَ بِهِ فَلَا يُنتَظَرُ بِهِ غَيرُهُ وَ مِن كَرَامَتِهِ أَن لَا يُوطَأَ وَ لَا يُقطَعَ وَ نَهَي رَسُولُ اللّهِص عَن شَمّهِ وَ قَالَ إِذَا أُتِيتُم بِالخُبزِ وَ اللّحمِ فَابدَءُوا بِالخُبزِ
وَ قَالَ ع صَغّرُوا رُغفَانَكُم فَإِنّهُ مَعَ كُلّ رَغِيفٍ بَرَكَةً وَ نَهَي الصّادِقُ ع عَن قَطعِهِ بِالسّكّينِ
وَ عَنِ الرّضَا ع فَضلُ خُبزِ الشّعِيرِ عَلَي البُرّ كَفَضلِنَا عَلَي النّاسِ وَ مَا مِن نبَيِّ إِلّا وَ قَد دَعَا لِأَكلِ الشّعِيرِ وَ بَارَكَ عَلَيهِ وَ مَا دَخَلَ جَوفاً إِلّا وَ أَخرَجَ كُلّ دَاءٍ فِيهِ وَ هُوَ قُوتُ الأَنبِيَاءِ وَ طَعَامُ الأَبرَارِ
وَ روُيَِ إِطعَامُ المَسلُولِ وَ المَبطُونِ خُبزُ الأَرُزّ وَ فِي السّوِيقِ وَ نَفعِهِ أَخبَارٌ جُمّةٌ وَ فَسّرَهُ الكلُيَنيِّ بِسَوِيقِ الحِنطَةِ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع سَوِيقُ العَدَسِ يَقطَعُ العَطَشَ وَ يقُوَيّ المَعِدَةَ وَ فِيهِ شِفَاءٌ مِن سَبعِينَ دَاءً وَ مَن يَتّخِم فَليَتَغَدّ وَ ليَتَعَشّ وَ لَا يَأكُلُ بَينَهُمَا شَيءٌ وَ يُكرَهُ تَركُ العَشَاءِ لِمَا روُيَِ أَنّ تَركَهُ خَرَابُ البَدَنِ
وَ قَالَ الصّادِقُ ع مَن تَرَكَ العَشَاءَ لَيلَةَ السّبتِ وَ لَيلَةَ الأَحَدِ مُتَوَالِيَينِ ذَهَبَت مِنهُ قُوّتُهُ وَ لَم تَرجِع إِلَيهِ أَربَعِينَ يَوماً
وَ قَالَ الصّادِقُ ع العَشَاءُ بَعدَ العِشَاءِ الآخِرَةِ عَشَاءُ النّبِيّينَ ع
وَ قَالَ ع مَسحُ الوَجهِ بَعدَ الوُضُوءِ يَذهَبُ بِالكَلَفِ وَ هُوَ شَيءٌ يَعلُو الوَجهَ كَالسّمسِمِ أَو لَونٌ بَينَ الحُمرَةِ وَ السّوَادِ وَ يَزِيدُ فِي الرّزقِ وَ أُمِرَ بِمَسحِ الحَاجِبِ وَ أَن يَقُولَ الحَمدُ لِلّهِ المُحسِنِ المُجمِلِ المُنعِمِ المُفَضّلِ فَلَا تَرمَدُ عَينَاهُ وَ يُكرَهُ مَسحُ اليَدِ بِالمِندِيلِ وَ فِيهَا شَيءٌ مِن أَثَرِ الطّعَامِ تَعظِيماً لَهُ حَتّي يَمَصّهَا وَ يُستَحَبّ الأَكلُ مِمّا يَلِيهِ وَ أَن لَا يَتَنَاوَلَ مِن قُدّامِ غَيرِهِ شَيئاً
وَ قَالَ الصّادِقُ ع إِنّ الرّجُلَ إِذَا أَرَادَ أَن يُطعِمَ فَأَهوَي بِيَدِهِ وَ قَالَ بِسمِ اللّهِوَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَغَفَرَ اللّهُ لَهُ قَبلَ أَن تَصِيرَ اللّقمَةُ إِلَي فِيهِ
وَ قَالَ ع لَا
صفحه : 280
تَأكُلُوا مِن جَوَانِبِهِ فَإِنّ البَرَكَةَ فِي رَأسِهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَلطَعُ القَصعَةَ بِالأَصَابِعِ أَيّ يَلحَسُهَا وَ مَن لَطَعَ قَصعَةً فَكَأَنّمَا تَصَدّقَ بِمِثلِهَا وَ يُستَحَبّ الأَكلُ بِجَمِيعِ الأَصَابِعِ
وَ روُيَِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ كَانَ يَأكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ وَ يَكرَهُ الأَكلَ بِإِصبَعَينِ وَ يَستَحَبّ مَصّ الأَصَابِعِ وَ لَا بَأسَ بِكِتَابَةِ سُورَةِ التّوحِيدِ فِي القَصعَةِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا أَكَلَ لَقّمَ مَن بَينَ عَينَيهِ وَ إِذَا شَرِبَ سَقَي مَن عَن يَمِينِهِ
وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع كُلُوا مَا يَسقُطُ مِنَ الخِوَانِ بِالكَسرِ فَإِنّهُ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ وَ روُيَِ أَنّهُ ينَفيِ الفَقرَ وَ يُكثِرُ الوَلَدَ وَ يَذهَبُ بِذَاتِ الجَنبِ وَ مَن وَجَدَ كِسرَةً فَأَكَلَهَا فَلَهُ حَسَنَةٌ وَ إِن غَسَلَهَا مِن قَذَرٍ وَ أَكَلَهَا فَلَهُ سَبعُونَ حَسَنَةً
ثم ذكر قدس سره بعد ذلك منافع أطعمة مأثورة عنهم ع قال روي مدح لحم الضأن عن الرضا ع
وَ روُيَِ أَنّ أَكلَ اللّحمِ يَزِيدُ فِي السّمعِ وَ البَصَرِ وَ أَكلَهُ بِالبَيضِ يَزِيدُ فِي البَاهِ وَ أَنّهُ سَيّدُ الطّعَامِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ
وَ عَنِ البَاقِرِ ع لَحمُ البَقَرِ بِالسّلقِ يُذهِبُ البَيَاضَ
وَ عَن عَلِيّ ع وَ قَد قَالَ عُمَرُ إِنّ أَطيَبَ اللّحمَانِ لَحمُ الدّجَاجِ كَلّا تِلكَ خَنَازِيرُ الطّيرِ إِنّ أَطيَبَ اللّحمِ لَحمُ الفَرخِ قَد نَهَضَ أَو كَادَ يَنهَضُ
وَ عَنِ الكَاظِمِ ع لَحمُ القَبَجِ يقُوَيّ السّاقَينِ وَ يَطرُدُ الحُمّي
وَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع القَدِيدُ لَحمُ سَوءٍ يُهَيّجُ كُلّ دَاءٍ
وَ عَنِ الصّادِقِ ع شَيئَانِ صَالِحَانِ الرّمّانُ وَ المَاءُ الفَاتِرُ وَ شَيئَانِ فَاسِدَانِ الجُبُنّ وَ القَدِيدُ
وَ عَنهُ ع ثَلَاثٌ لَا يُؤكَلنَ وَ يُسمِنّ استِشعَارُ الكَتّانِ وَ الطّيبُ وَ النّورَةُ وَ ثَلَاثَةٌ يُؤكَلنَ وَ يَهزِلنَ(بِكَسرِ الزاّيِ)اللّحمُ اليَابِسُ وَ الجُبُنّ وَ الطّلعُ
صفحه : 281
وَ عَنِ الصّادِقِ ع الجُبُنّ ضَارّ بِالغَدَاةِ نَافِعٌ باِلعشَيِّ وَ يَزِيدُ فِي مَاءِ الظّهرِ
وَ عَنهُ ع الجُبُنّ وَ الجَوزُ إِذَا اجتَمَعَا كَانَا دَوَاءً وَ إِذَا افتَرَقَا كَانَا دَاءً
وَ روُيَِ أَنّ الجُبُنّ كَانَ يُعجِبُهُ ع
وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَكلُ الجَوزِ فِي شِدّةِ الحَرّ يُهَيّجُ الحَرّ فِي الجَوفِ وَ يُهَيّجُ القُرُوحَ فِي الجَسَدِ وَ أَكلُهُ فِي الشّتَاءِ يُسَخّنُ الكُليَتَينِ وَ يَدفَعُ البَردَ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُعجِبُهُ مِنَ اللّحمِ الذّرَاعُ وَ يَكرَهُ الوَرِكَ لِقُربِهَا مِنَ المَبَالِ
وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع إِذَا ضَعُفَ المُسلِمُ فَليَأكُلِ اللّحمَ بِاللّبَنِ
وَ فِي رِوَايَةٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ اللّبَنُ الحَلِيبُ
وَ عَنِ النّبِيّص مَدحُ الثّرِيدِ
وَ عَنِ الصّادِقِ ع أَطفِئُوا نَائِرَةَ الضّغَائِنِ بِاللّحمِ وَ الثّرِيدِ
وَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فِيمَن شَكَا إِلَيهِ ضَعفَ مَرَضٍ فَأَمَرَهُ بِأَكلِ الكَبَابِ(بِفَتحِ الكَافِ) قَالَ الجوَهرَيِّ هُوَ الطّبَاهَجُ وَ كَأَنّهُ المقَليِّ وَ رُبّمَا جُعِلَ مَا يُلقَي عَلَي الفَحمِ وَ روُيَِ أَنّهُ يُزِيلُ الصّفرَةَ وَ يَذهَبُ بِالحُمّي وَ مَدَحَ الصّادِقَ ع الرّأسَ
وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع عَلَيكُم بِالهَرِيسَةِ فَإِنّهَا تُنَشّطُ لِلعِبَادَةِ أَربَعِينَ يَوماً وَ شَكَا رَسُولُ اللّهِ إِلَي رَبّهِ وَجَعَ الظّهرِ فَأَمَرَهُ بِأَكلِ الهَرِيسَةِ وَ شَكَا نبَيِّ الضّعفَ وَ قِلّةَ الجِمَاعِ فَأَمَرَهُ بِأَكلِهَا
وَ روُيَِ إِنّا وَ شِيعَتَنَا خُلِقنَا مِنَ الحَلَاوَةِ فَنَحنُ نُحِبّ الحَلَاوَةَ وَ يُكرَهُ الطّعَامُ الحَارّ لنِهَيِ النّبِيّص وَ البَرَكَةُ فِي البَارِدِ وَ يُستَحَبّ لِمَن بَاتَ وَ فِي جَوفِهِ سَمَكٌ أَن يَتبَعَهُ بِتَمرٍ أَو عَسَلٍ لِيَندَفِعَ الفَالِجَ وَ روُيَِ أَنّهُ يُذِيبُ الجَسَدَ وَ شَكَا رَجُلٌ إِلَي أَبِي الحَسَنِ ع قِلّةَ الوَلَدِ فَقَالَ ع استَغفِرِ اللّهَ وَ كُلِ البَيضَ بِالبَصَلِ
روُيَِ لِلنّسلِ اللّحمُ وَ البَيضُ
وَ روُيَِ أَنّ الخَلّ
صفحه : 282
وَ الزّيتَ طَعَامُ الأَنبِيَاءِ وَ أَنّهُ كَانَ أَحَبّ الصّبَاغِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص الخَلّ وَ الزّيتُ
والصباغ جمع صبغ بالكسر و هو مايصطبغ به من الإدام أي يغمس فيه الخبز و كان أمير المؤمنين ع يكثر أكلهما
وَ عَنِ النّبِيّص نِعمَ الإِدَامُ الخَلّ وَ مَا افتَقَرَ بَيتٌ فِيهِ خَلّ وَ روُيَِ أَنّهُ يَشُدّ الذّهنَ وَ يَزِيدُ فِي العَقلِ وَ يَكسِرُ المِرّةَ وَ يحُييِ القَلبَ وَ يَقتُلُ دَوَابّ البَطنِ وَ يَشُدّ الفَمَ وَ يَقطَعُ شَهوَةَ الزّنَا الِاصطِبَاغُ بِهِ وَ عَيّنَ فِي بَعضِهَا خَلّ الخَمرِ وَ المرُيّّ إِدَامُ يُوسُفَ لَمّا شَكَا إِلَي رَبّهِ وَ هُوَ فِي السّجنِ أَكلَ الخُبزِ وَحدَهُ فَأَمَرَهُ أَن يَأخُذَ الخُبزَ وَ يَجعَلَ فِي خَابِيَةٍ وَ يَصُبّ عَلَيهِ المَاءَ وَ المِلحَ وَ هُوَ المرُيّّ
وَ عَنِ النّبِيّص كُلُوا الزّيتَ وَ ادّهِنُوا بِهِ فَإِنّهُ مِن شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ
وَ عَنِ الصّادِقِ ع الزّيتُونُ يَطرُدُ الرّيَاحَ وَ يَزِيدُ فِي المَاءِ وَ مَا استَشفَي النّاسُ بِمِثلِ العَسَلِ وَ هُوَ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ وَ السّكّرُ يَنفَعُ مِن كُلّ شَيءٍ وَ لَا يَضُرّ شَيئاً وَ أَكلُ سُكّرَتَينِ عِندَ النّومِ تُزِيلُ الوَجَعَ وَ السّكّرُ بِالمَاءِ البَارِدِ جَيّدٌ لِلمَرَضِ وَ السّكّرُ يُزِيلُ البَلغَمَ وَ السّمنُ دَوَاءٌ وَ خُصُوصاً فِي الصّيفِ
وَ روُيَِ مَن بَلَغَ الخَمسِينَ لَا يَبِيتَنّ إِلّا وَ فِي جَوفِهِ مِنهُ وَ نَهَي عَنهُ لِلشّيخِ وَ أَمَرَهُ بِأَكلِ الثّرِيدِ
وَ مَدَحَ النّبِيّص اللّبَنَ وَ قَالَ إِنّهُ طَعَامُ المُرسَلِينَ وَ لَبَنُ الشّاةِ السّودَاءِ خَيرٌ مِن لَبَنِ الحَمرَاءِ وَ لَبَنُ البَقَرَةِ الحَمرَاءِ خَيرٌ مِن لَبَنِ السّودَاءِ
وَ روُيَِ أَنّ اللّبَنَ يَنبُتُ اللّحمَ وَ يَشُدّ العَضُدَ
وَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع لِمَاءِ الظَهرِ اللّبَنُ الحَلِيبُ وَ العَسَلُ
وَ عَن عَلِيّ ع أَلبَانُ البَقَرِ دَوَاءٌ يَنفَعُ لِلذّرَبِ
وَ عَن رَسُولِ اللّهِص عَلَيكُم بِأَلبَانِ البَقَرِ فَإِنّهَا تُخلَطُ مِنَ الشّجَرِ
وَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع فِي النّانخَواهِ أَنّهَا هَاضُومَةٌ
وَ عَنِ الصّادِقِ ع نِعمَ
صفحه : 283
الطّعَامُ الأَرُزّ يُوَسّعُ الأَمعَاءَ وَ يَقطَعُ البَوَاسِيرَ
وَ روُيَِ أَنّ الحِمّصَ بَارَكَ فِيهِ سَبعُونَ نَبِيّاً وَ إِنّهُ جَيّدٌ لِوَجَعِ الظّهرِ
وَ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَكلُ العَدَسِ يُرِقّ القَلبَ وَ يُسرِعُ الدّمعَةَ
وَ روُيَِ أَنّ أَكلَ البَاقِلَاءِ يُمَخّخُ السّاقَينِ( أَي يجُريِ فِيهِمَا المُخّ) وَ يُسمِنُهُمَا وَ يَزِيدُ فِي الدّمَاغِ وَ يُوَلّدُ الدّمَ الطرّيِّ وَ أَنّ أَكلَهُ بِقِشرِهِ يَدبُغُ المَعِدَةَ وَ أَنّ اللّوبِيَا تَطرُدُ الرّيَاحَ المُستَنبِطَةَ وَ أَنّ طَبِيخَ المَاشِ يَذهَبُ بِالبَهَقِ
وَ روُيَِ أَنّ النّبِيّص وَ عَلِيّاً وَ الحَسَنَينِ وَ زَينَ العَابِدِينَ وَ البَاقِرَ وَ الصّادِقَ وَ الكَاظِمَ ع كَانُوا يُحِبّونَ التّمرَ وَ أَنّ شِيعَتَهُم تُحِبّهُ وَ أَنّ البرَنيِّ يُشبِعُ وَ يَهنِئُ وَ يمُرِئُ وَ يَذهَبُ بِالعَيَاءِ وَ مَعَ كُلّ تَمرَةٍ حَسَنَةٌ وَ هُوَ الدّوَاءُ وَ لَا دَاءَ لَهُ وَ يَكرَهُ تَقشِيرَ التّمرِ
وَ روُيَِ أَنّ العِنَبَ الراّزقِيِّ وَ الرّطَبَ المُشَانَ وَ الرّمّانَ الإمِليِسيِّ مِن فَوَاكِهِ الجَنّةِ وَ أَنّ أَكلَ العِنَبِ الأَسوَدِ يُذهِبُ الغَمّ وَ ليُؤكَل مَثنَي وَ روُيَِ فُرَادَي أَمرَأَ وَ أَهنَأَ
وَ روُيَِشَيئَانِ يُؤكَلَانِ بِاليَدَينِ جَمِيعاً العِنَبُ وَ الرّمّانُ وَ الِاصطِبَاحُ بِإِحدَي وَ عِشرِينَ زَبِيبَةً حَمرَاءَ يَدفَعُ الأَمرَاضُ وَ هُوَ يَشُدّ العَصَبَ وَ يَذهَبُ بِالنّصَبِ وَ يُطَيّبُ النّفسَ وَ التّينُ أَشبَهُ شَيءٍ بِنَبَاتِ الجَنّةِ وَ يَذهَبُ بِالدّاءِ وَ لَا يُحتَاجُ مَعَهُ إِلَي دَوَاءٍ وَ هُوَ يَقطَعُ البَوَاسِيرَ وَ يُذهِبُ النّقرِسَ وَ الرّمّانُ سَيّدُ الفَوَاكِهِ وَ كَانَ أَحَبّ الثّمَارِ إِلَي النّبِيّص يمُرِئُ الشّبعَانَ وَ يجُزيِ الجَائِعَ وَ فِي كُلّ رُمّانَةٍ حَبّةٌ مِنَ الجَنّةِ فَلَا يُشَارِكُ الأَكلَ فِيهَا وَ يُحَافِظُ فِيهَا عَلَي حَبّهَا بِأَسرِهِ وَ أَكلُهُ بِشَحمِهِ دِبَاغُ المَعِدَةِ وَ أَكلُهُ يُذهِبُ وَسوَسَةَ الشّيطَانِ وَ يُنِيرُ القَلبَ وَ مَدَحَ رُمّانَ سُورَاءَ وَ أَكلُ رُمّانَةٍ يَومَ الجُمُعَةِ عَلَي الرّيقِ يُنَوّرُ أَربَعِينَ
صفحه : 284
صَبَاحاً وَ الرّمّانَتَانِ ثَمَانُونَ وَ الثّلَاثُمِائَةٍ وَ عِشرُونَ فَلَا وَسوَسَةَ وَ لَا مَعصِيَةَ وَ دُخَانُ عُودِهِ ينَفيِ الهَوَامّ وَ التّفّاحُ يَنفَعُ مِنَ السّمّ وَ السّحرِ وَ سَوِيقُهُ يَنفَعُ مِنَ السّمّ وَ اللّمَمِ وَ البَلغَمِ وَ أَكلُهُ يَقطَعُ الرّعَافَ وَ خُصُوصاً سَوِيقَهُ وَ السّفَرجَلُ يذُكَيّ وَ يُشَجّعُ وَ يصُفَيّ اللّونَ وَ يُحَسّنُ الوَلَدَ وَ يُذهِبُ الغَمّ وَ يَنطِقُ أَكلَهُ بِالحِكمَةِ وَ مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّاً إِلّا وَ مَعَهُ رَائِحَةُ السّفَرجَلِ وَ الكُمّثرَي يَجلُو القَلبَ وَ يَدبُغُ المَعِدَةَ وَ خُصُوصاً عَلَي الشّبَعِ وَ الإِجّاصُ يُطفِئُ الحَرَارَةَ وَ يُسَكّنُ الصّفرَاءَ وَ يَابِسُهُ يُسَكّنُ الدّمَ وَ يَسُلّ الدّاءَ وَ يُؤكَلُ الأُترُجّ بَعدَ الطّعَامِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يُعجِبُهُ النّظَرُ إِلَي الأُترُجّ الأَخضَرِ وَ الغُبَيرَاءُ تَدبُغُ المَعِدَةَ وَ أَمَانٌ مِنَ البَوَاسِيرِ وَ تقُوَيّ السّاقَينِ وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَأكُلُ الرّطَبَ بِالبِطّيخِ
ثم قال رحمه الله درس في البقول وغيرها.يستحبّ أن يؤتي بالبقل الأخضر علي المائدة تأسيا بأمير المؤمنين ع وسبع ورقات من الهندباء أمان من القولنج ليلته و علي كل ورقة قطرة من الجنة فليؤكل و لاينفض و هويزيد في الباه ويحسن الولد و فيه شفاء من ألف داء والباذروج يفتح السدد ويشهي الطعام ويذهب بالسل ويهضم الطعام و كان يعجب أمير المؤمنين ع . والكراث ينفع من الطحال فيؤكل ثلاثة أيام ويطيب النكهة ويطرد الرياح ويقطع البواسير و هوأمان من الجذام و كان أمير المؤمنين ع يأكله بالملح .
وَ عَنِ النّبِيّص عَلَيكُم بِالكَرَفسِ فَإِنّهُ طَعَامُ إِليَاسَ وَ اليَسَعِ وَ يُوشَعَ وَ روُيَِ أَنّهُ يُورِثُ الحِفظَ وَ يذُكَيّ القَلبَ وَ ينَفيِ الجُنُونَ وَ الجُذَامَ وَ البَرَصَ وَ لَا
صفحه : 285
بَقلَةٌ أَشرَفَ مِنَ الفَرفَخِ(بِالخَاءِ المُعجَمَةِ وَ فَتحِ الفَاءَينِ) وَ هيَِ بَقلَةُ فَاطِمَةَ ع وَ الخَسّ يصُفَيّ الدّمَ وَ السّدَابُ يَزِيدُ فِي العَقلِ وَ الجِرجِيرُ بَقلُ بنَيِ أُمَيّةَ وَ هُوَ مَذمُومٌ وَ السّلقُ يَدفَعُ الجُذَامَ وَ البِرسَامَ(بِكَسرِ البَاءِ)
وَ عَنِ الصّادِقِ ع رُفِعَ عَنِ اليَهُودِ الجُذَامُ بِأَكلِهِمُ السّلقَ وَ قَلعِهِمُ العُرُوقَ
وَ روُيَِ نِعمَ البَقلَةُ السّلقُ يَنبُتُ بِشَاطِئِ الفِردَوسِ وَ فِيهَا شِفَاءٌ مِنَ الأَوجَاعِ كُلّهَا وَ تَشُدّ العَصَبَ وَ تُظهِرُ الدّمَ وَ تُغَلّظُ العَظمَ وَ الكَمأَةُ مِنَ المَنّ وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَينِ وَ الدّبّاءُ يَزِيدُ فِي العَقلِ وَ الدّمَاغِ وَ كَانَ يُعجِبُ النّبِيّص وَ أَصلِ الفُجلِ يَقطَعُ البَلغَمَ وَ وَرَقُهُ يَحدُرُ البَولَ وَ الجَزَرُ أَمَانٌ مِنَ القُولَنجِ وَ البَوَاسِيرِ وَ يُعِينُ عَلَي الجِمَاعِ
والسلجم بالسين المهملة والشين المعجمة وصحح بعضهم بالمهملة لا غيريذيب الجذام
وَ كَانَ النّبِيّص يَأكُلُ القِثّاءَ بِالمِلحِ وَ يَأكُلُ عَنِ أَسفَلِهِ فَإِنّهُ أَعظَمُ لِبَرَكَتِهِ وَ البَاذَنجَانُ لِلشّابّ وَ الشّيخِ وَ ينَفيِ الدّاءَ وَ يُصلِحُ الطّبِيعَةَ وَ البَصَلُ يَزِيدُ فِي الجِمَاعِ وَ يُذهِبُ البَلغَمَ وَ يَشُدّ القَلبَ وَ يُذهِبُ الحُمّي وَ يَطرُدُ الوَبَاءَ بِالقَصرِ وَ المَدّ وَ السّعتَرُ عَلَي الرّيقِ يَذهَبُ بِالرّطُوبَةِ وَ يَجعَلُ لِلمَعِدَةِ خَملًا(بِسُكُونِ المِيمِ) وَ التّخَلّلُ يُصلِحُ اللّثَةَ وَ يُطَيّبُ الفَمَ وَ نهُيَِ عَنِ التّخَلّلِ بِالخُوصِ وَ القَصَبِ وَ الرّيحَانِ فَإِنّهُمَا يُهَيّجَانِ عِرقَ الجُذَامِ وَ عَنِ التّخَلّلِ بِالرّمّانِ وَ الآسِ وَ غَسلُ الفَمِ بِالسّعدِ(بِضَمّ السّينِ) بَعدَ الطّعَامِ يُذهِبُ عِلَلَ الفَمِ وَ يَذهَبُ بِوَجَعِ الأَسنَانِ وَ المَاءُ سَيّدُ الشّرَابِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ وَ طَعمُهُ طَعمُ الحَيَاةِ وَ يُكرَهُ الإِكثَارُ مِنهُ وَ عَبّهُ أَي شُربُهُ بِغَيرِ مَصّ وَ يُستَحَبّ مَصّهُ
وَ روُيَِ مَن شَرِبَ المَاءَ فَنَحّاهُ
صفحه : 286
وَ هُوَ يَشتَهِيهِ فَحَمِدَ اللّهَ يَفعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثاً وَجَبَت لَهُ الجَنّةُ وَ روُيَِ بِاسمِ اللّهِ فِي المَرّاتِ الثّلَاثِ فِي ابتِدَائِهِ
وَ عَنِ الصّادِقِ ع إِذَا شَرِبَ المَاءَ يُحَرّكُ الإِنَاءَ وَ يُقَالُ يَا مَاءُ مَاءُ زَمزَمَ وَ مَاءُ الفُرَاتِ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ مَاءُ زَمزَمَ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ وَ هُوَ دَوَاءٌ مِمّا شُرِبَ لَهُ وَ مَاءُ المِيزَابِ يشَفيِ المَرِيضَ وَ مَاءُ السّمَاءِ يَدفَعُ الأَسقَامَ وَ نهُيَِ عَنِ البَرَدِ لِقَولِهِ تَعَالَييُصِيبُ بِهِ مَن يَشاءُ وَ مَاءُ الفُرَاتِ يُصَبّ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الجَنّةِ وَ تَحنِيكُ الوَلَدِ بِهِ يجبه [يُحَبّبُهُ] إِلَي الوَلَايَةِ
وَ عَنِ الصّادِقِ ع تَفَجّرَتِ العُيُونُ مِن تَحتِ الكَعبَةِ وَ مَاءُ نِيلِ مِصرَ يُمِيتُ القَلبَ وَ الأَكلُ فِي فَخّارِهَا وَ غَسلُ الرّأسِ بِطِينِهَا يَذهَبُ بِالغَيرَةِ وَ تُورِثُ الدّيَاثَةَ
وَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُعجِبُهُ الشّربُ فِي القَدَحِ الشاّميِّ وَ الشّربُ فِي اليَدَينِ أَفضَلُ وَ مَن شَرِبَ المَاءَ فَذَكَرَ الحُسَينَ ع وَ لَعَنَ قَاتِلَهُ كُتِبَ لَهُ مِائَةُ أَلفِ حَسَنَةٍ وَ حُطّ عَنهُ مِائَةُ أَلفِ سَيّئَةٍ وَ رُفِعَ لَهُ مِائَةُ أَلفِ دَرَجَةٍ وَ كَأَنّمَا أَعتَقَ مِائَةَ أَلفِ نَسَمَةٍ ثُمّ قَالَ طَيّبَ اللّهُ تُربَتَهُ دَرسٌ مُلتَقَطٌ مِن طِبّ الأَئِمّةِ ع يُستَحَبّ الحِجَامَةُ فِي الرّأسِ فَإِنّ فِيهَا شِفَاءً مِن كُلّ دَاءٍ وَ تُكرَهُ الحِجَامَةُ فِي الأَربِعَاءِ وَ السّبتِ خَوفاً مِنَ الوَضَحِ إِلّا أَن يَتَبَيّغَ بِهِ الدّمُ أَي يُهَيّجُ فَيَحتَجِمُ مَتَي شَاءَ وَ يَقرَأُ آيَةَ الكرُسيِّ وَ يَستَخِيرُ اللّهَ وَ يصُلَيّ عَلَي النّبِيّ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِم
وَ روُيَِ أَنّ الدّوَاءَ فِي الحِجَامَةِ وَ النّورَةِ وَ الحُقنَةِ وَ القيَءِ
وَ روُيَِمُدَاوَاةُ الحُمّي بِصَبّ المَاءِ فَإِن شَقّ فَليَدخُل يَدَهُ فِي مَاءِ البَارِدِ وَ مَنِ اشتَدّ وَجَعُهُ قَرَأَ عَلَي قَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ الحَمدَ أَربَعِينَ مَرّةً ثُمّ يَضَعُهُ عَلَيهِ وَ لِيَجعَلِ المَرِيضُ عِندَهُ مِكتَلًا فِيهِ بُرّ وَ يُنَاوِلُ السّائِلَ مِنهُ بِيَدِهِ وَ يَأمُرُهُ أَن يَدعُوَ لَهُ فَيُعَافَي إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي وَ الِاكتِحَالُ بِالإِثمِدِ(بِكَسرِ الهَمزَةِ وَ المِيمِ) عِندَ النّومِ يُذهِبُ القَذَي وَ يصُفَيّ البَصَرَ وَ أَكلُ الحَبّةِ السّودَاءِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ وَ الحَرمَلُ(بِالحَاءِ المُهمَلَةِ وَ المِيمِ
صفحه : 287
المَفتُوحَةِ)شِفَاءٌ مِن سَبعِينَ دَاءً وَ هُوَ يُشَجّعُ الجَبَانَ وَ يَطرُدُ الشّيطَانَ وَ السّنَا(بِالقَصرِ)دَوَاءٌ وَ كَذَا الحُلبَةُ وَ الرّيحُ الطّيّبَةُ يَشُدّ العَقلَ وَ يَزِيدُ فِي البَاهِ وَ البَنَفسَجُ أَفضَلُ الأَدهَانِ وَ قِرَاءَةُ القُرآنِ وَ السّوَاكُ وَ الصّيَامُ يُذهِبنَ النّسيَانَ وَ يُحَدّدنَ الفِكرَ وَ الدّعَاءُ فِي حَالِ السّجُودِ يُزِيلُ العِلَلَ وَ مَسحُ اليَدِ عَلَي المَسجِدِ ثُمّ مَسحُهَا عَلَي العِلّةِ كَذَلِكَ وَ عَلّمَ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع لِلحُمّي أللّهُمّ ارحَم جلِديَِ الرّقِيقَ وَ عظَميَِ الدّقِيقَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِن فَورَةِ الحَرِيقِ يَا أُمّ مِلدَمٍ(بِكَسرِ المِيمِ وَ فَتحِ الدّالِ) إِلَي قَولِهِ قَالَ الصّادِقُ ع مَا فَزِعتُ إِلَيهِ قَطّ إِلّا وَجَدتُهُ
وَ كَانَ ع يُمِرّ يَدَهُ عَلَي الوَجَعِ وَ يَقُولُ ثَلَاثاً اللّهُ ربَيّ حَقّاً لَا أُشرِكُ بِهِ شَيئاً أللّهُمّ أَنتَ لَهَا وَ لِكُلّ دَاءٍ عَظِيمَةٍ وَ قَالَ لِلأَوجَاعِ كُلّهَا بِاسمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ كَم مِن نِعمَةٍ لِلّهِ فِي عِرقٍ سَاكِنٍ وَ غَيرِ سَاكِنٍ عَلَي عَبدٍ شَاكِرٍ وَ غَيرِ شَاكِرٍ وَ يَأخُذُ لِحيَتَهُ بِيَدِهِ اليُمنَي عَقِيبَ الصّلَاةِ المَفرُوضَةِ وَ يَقُولُ أللّهُمّ فَرّج عنَيّ كرُبتَيِ وَ عَجّل عاَفيِتَيِ وَ اكشِف ضرُيّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ
وَ روُيَِ اجتِنَابُ الدّوَاءِ مَا احتَمَلَ البَدَنُ الدّاءَ وَ التّقصِيرُ فِي الطّعَامِ يُصِحّ البَدَنَ وَ مَن كَتَمَ وَجَعاً ثَلَاثَةَ أَيّامٍ مِنَ النّاسِ وَ شَكَا إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ عوُفيَِ وَ مَن أَخَذَ الرّازِيَانَجَ وَ السّكّرَ وَ الإِهلِيلَجَ استِقبَالَ الصّيفِ ثَلَاثَةَ أَشهُرٍ فِي كُلّ شَهرٍ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ لَم يَمرَض إِلّا مَرَضَ المَوتِ
وَ روُيَِاستِعمَالُ الإِهلِيلَجِ الأَسوَدِ فِي كُلّ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ وَ أَقَلّهُ فِي كُلّ جُمُعَةٍ وَ أَقَلّهُ فِي كُلّ شَهرٍ وَ فِي الإِهلِيلَجِ شِفَاءٌ مِن سَبعِينَ دَاءً وَ السّعتَرُ دَوَاءُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ طِينُ قَبرِ الحُسَينِ ع شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ وَ الِاكتِحَالُ بِالإِثمِدِ سِرَاجُ العَينِ وَ ليَكُن أَربَعاً فِي اليَمِينِ وَ ثَلَاثاً فِي اليَسَارِ عِندَ النّومِ
صفحه : 288
وَ يَجُوزُ المُعَالَجَةُ بِالطّبِيبِ الكتِاَبيِّ وَ قَدحُ العَينِ عِندَ نُزُولِ المَاءِ وَ دُهنُ اللّيلِ يرَويِ البَشَرَةَ وَ يُبَيّضُ الوَجهَ
.بيان قال في القاموس الطباهجة اللحم المشرح معرّب تباهة و قال الكباب بالفتح اللحم المشرّح و قال الذرب محركة فساد الجرح واتساعه وفساد المعدة وصلاحها ضد والمرض ألذي لايبرأ انتهي . و قال في بحر الجواهر الذرب محركة إسهال معدي وقيل هوانطلاق البطن المتصل وقيل هو أن ينهضم الطعام في المعدة والأمعاء و لايغذو جميع البدن بل يستفرغ من أسفل فقط استفراغا متصلا.أقول تلك الأدوية والأدعية والآداب التي نقلناها من هؤلاء الأفاضل الكرام والمشيخة العظام و إن كان مر أكثرها أوستأتي بأسانيدها فإنما أوردتها هنا تأييدا وتأكيدا مع ما فيها من الفوائد الجليلة
صفحه : 289
صفحه : 290
بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِنورد فيه كتاب طب النبيّ المنسوب إلي الشيخ أبي العباس المستغفريّ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا خَلَقَ اللّهُ كُلّ دَاءٍ إِلّا وَ خَلَقَ لَهُ دَوَاءً إِلّا السّامَ
وَ قَالَص ألّذِي أَنزَلَ الدّاءَ أَنزَلَ الشّفَاءَ
وَ قَالَص بَشّرُوا المَحرُورِينَ بِطُولِ العُمُرِ
وَ قَالَص أَصلُ كُلّ دَاءٍ البُرُودَةُ
وَ قَالَص كُل وَ أَنتَ تشَتهَيِ وَ أَمسِك وَ أَنتَ تشَتهَيِ
وَ قَالَص المَعِدَةُ بَيتُ كُلّ دَاءٍ وَ الحِميَةُ رَأسُ كُلّ دَوَاءٍ وَ أَعطِ كُلّ نَفسٍ مَا عَوّدَتهَا
وَ قَالَص أَحَبّ الطّعَامِ إِلَي اللّهِ مَا كَثُرَت عَلَيهِ الأيَديِ
وَ قَالَص الأَكلُ بِإِصبَعٍ وَاحِدٍ أَكلُ الشّيطَانِ وَ بِالِاثنَينِ أَكلُ الجَبَابِرَةِ
صفحه : 291
وَ بِالثّلَاثِ أَكلُ الأَنبِيَاءِ
وَ قَالَص بَرّدِ الطّعَامَ فَإِنّ الحَارّ لَا بَرَكَةَ فِيهِ
وَ قَالَص إِذَا أَكَلتُم فَاخلَعُوا نِعَالَكُم فَإِنّهُ أَروَحُ لِأَقدَامِكُم وَ إِنّهُ سُنّةٌ جَمِيلَةٌ
وَ قَالَص الأَكلُ مَعَ الخُدّامِ مِنَ التّوَاضُعِ فَمَن أَكَلَ مَعَهُم اشتَاقَت إِلَيهِ الجَنّةُ
وَ قَالَص الأَكلُ فِي السّوقِ مِنَ الدّنَاءَةِ
وَ قَالَص المُؤمِنُ يَأكُلُ بِشَهوَةِ أَهلِهِ وَ المُنَافِقُ يَأكُلُ أَهلُهُ بِشَهوَتِهِ
وَ قَالَص إِذَا وُضِعَتِ المَائِدَةُ فَليَأكُل أَحَدُكُم مِمّا يَلِيهِ وَ لَا يَتَنَاوَلُ ذِروَةَ الطّعَامِ فَإِنّ البَرَكَةَ تَأتِيهَا مِن أَعلَاهَا وَ لَا يَقُومُ أَحَدُكُم وَ لَا يَرفَعُ يَدَهُ وَ إِن شَبِعَ حَتّي يَرفَعَ القَومُ أَيدِيَهُم فَإِنّ ذَلِكَ يُخجِلُ جَلِيسَهُ
وَ قَالَص البَرَكَةُ فِي وَسَطِ الطّعَامِ فَكُلُوا مِن حَافَاتِهِ وَ لَا تَأكُلُوا مِن وَسَطِهِ
وَ قَالَص البَرَكَةُ فِي ثَلَاثَةٍ الجَمَاعَةِ وَ السّحُورِ وَ الثّرِيدِ
وَ قَالَص مَنِ استَعمَلَ الخَشَبَتَينِ أَمِنَ مِن عَذَابِ الكَلبَتَينِ
وَ قَالَص تَخَلّلُوا عَلَي أَثَرِ الطّعَامِ وَ تَمَضمَضُوا فَإِنّهَا مَصَحّةُ النّابِ وَ النّوَاجِدِ
وَ قَالَص تَخَلّلُوا فَإِنّهُ مِنَ النّظَافَةِ وَ النّظَافَةُ مِنَ الإِيمَانِ وَ الإِيمَانُ مَعَ صَاحِبِهِ فِي الجَنّةِ
وَ قَالَص طَعَامُ الجَوَادِ دَوَاءٌ وَ طَعَامُ البَخِيلِ دَاءٌ
وَ قَالَص القَصعَةُ تَستَغفِرُ لِمَن يَلحَسُهَا
وَ قَالَص كُلُوا جَمِيعاً وَ لَا تَفَرّقُوا فَإِنّ البَرَكَةَ فِي الجَمَاعَةِ
وَ قَالَص كَثرَةُ الأَكلِ شُؤمٌ
صفحه : 292
وَ قَالَص مَن جَاعَ أَوِ احتَاجَ وَ كَتَمَهُ مِنَ النّاسِ وَ مَضَي إِلَي اللّهِ تَعَالَي كَانَ حَقّاً عَلَيهِ أَن يَفتَحَ لَهُ رِزقَ سَنَةٍ حَلَالًا
وَ قَالَص مَن أَكَلَ مَا يَسقُطُ مِنَ المَائِدَةِ عَاشَ مَا عَاشَ فِي سَعَةٍ مِن رِزقِهِ وَ عوُفيَِ وُلدُهُ وَ وُلدُ وُلدِهِ مِنَ الحَرَامِ
وَ قَالَص مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ فَليُكرِم ضَيفَهُ
وَ قَالَص مِنَ التّوَاضُعِ أَن يَشرَبَ الرّجُلُ مِن سُؤرِ أَخِيهِ المُؤمِنِ
وَ قَالَص مَن قَلّ أَكلُهُ قَلّ حِسَابُهُ
وَ قَالَص لَا يَشرَبَنّ أَحَدُكُم قَائِماً وَ مَن نسَيَِ فَليَتَقَيّأ
وَ قَالَص المُحتَكِرُ مَلعُونٌ
وَ قَالَص الِاحتِكَارُ فِي عَشَرَةٍ البُرّ وَ الشّعِيرِ وَ التّمرِ وَ الزّبِيبِ وَ الذّرَةِ وَ السّمنِ وَ العَسَلِ وَ الجُبُنّ وَ الجَوزِ وَ الزّيتِ
وَ قَالَص إِذَا لَم يَكُن لِلمَرءِ تِجَارَةٌ إِلّا فِي الطّعَامِ طَغَي وَ بَغَي
وَ قَالَص مَن جَمَعَ طَعَاماً يَتَرَبّصُ بِهِ الغَلَاءَ أَربَعِينَ يَوماً فَقَد برَِئَ مِنَ اللّهِ وَ برَِئَ اللّهُ مِنهُ
وَ قَالَص مَنِ احتَكَرَ عَلَي المُسلِمِينَ طَعَاماً ضَرَبَهُ اللّهُ بِالجُذَامِ وَ الإِفلَاسِ
وَ قَالَص تَسَحّرُوا فَإِنّ السّحُورَ بَرَكَةٌ
وَ قَالَص تَسَحّرُوا خِلَافَ أَهلِ الكِتَابِ
وَ قَالَص خَيرُ طَعَامِكُمُ الخُبزُ وَ خَيرُ فَاكِهَتِكُمُ العِنَبُ
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالحَزَازَمَةِ أَي كُونُوا مِنهُم
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالهَرِيسَةِ فَإِنّهَا تُنَشّطُ لِلعِبَادَةِ أَربَعِينَ يَوماً وَ هيَِ التّيِ نَزَلَت عَلَينَا بَدَلَ مَائِدَةِ عِيسَي ع
وَ قَالَص لَا تَقطَعُوا الخُبزَ بِالسّكّينِ وَ أَكرِمُوهُ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي أَكرَمَهُ
صفحه : 293
وَ قَالَص ثَلَاثُ لُقُمَاتٍ بِالمِلحِ قَبلَ الطّعَامِ تَصرِفُ عَنِ ابنِ آدَمَ اثنَينِ وَ سَبعِينَ نَوعاً مِنَ البَلَاءِ مِنهُ الجُنُونُ وَ الجُذَامُ وَ البَرَصُ
وَ قَالَص سَيّدُ إِدَامِكُمُ المِلحُ
وَ قَالَص مَن أَكَلَ المِلحَ قَبلَ كُلّ شَيءٍ وَ بَعدَ كُلّ شَيءٍ دَفَعَ اللّهُ عَنهُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتّينَ نَوعاً مِنَ البَلَاءِ أَهوَنُهَا الجُذَامُ
وَ قَالَص افتَتِحُوا بِالمِلحِ فَإِنّهُ دَوَاءٌ مِن سَبعِينَ دَاءً
وَ قَالَص أَفضَلُ الصّدَقَةِ المَاءُ
وَ قَالَص سَيّدُ الأَشرِبَةِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ المَاءُ
وَ قَالَص إِنّ الحُمّي مِن فَيحِ جَهَنّمَ فَبَرّدُوهَا بِالمَاءِ
وَ قَالَص إِذَا اشتَهَيتُمُ المَاءَ فَاشرَبُوهُ مَصّاً وَ لَا تَشرَبُوهُ عَبّاً
وَ قَالَص العَبّ يُورِثُ الكُبَادَ
وَ قَالَص كُلّ طَعَامٍ وَ شَرَابٍ وَقَعَت فِيهِ دَابّةٌ لَيسَت لَهَا نَفسٌ سَائِلَةٌ فَمَاتَت فَهُوَ حَلَالٌ وَ طَهُورٌ
وَ قَالَص مَن تَعَوّدَ كَثرَةَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ قَسَا قَلبُهُ
وَ قَالَص إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمُ المَاءَ وَ تَنَفّسَ ثَلَاثاً كَانَ آمِناً
وَ قَالَص شِرَارُ أمُتّيِ الّذِينَ يَأكُلُونَ مِخَاخَ العِظَامِ
وَ قَالَص إِنّ إِبلِيسَ يَخطُبُ شَيَاطِينَهُ وَ يَقُولُ عَلَيكُم بِاللّحمِ وَ المُسكِرِ وَ النّسَاءِ فإَنِيّ لَا أَجِدُ جِمَاعَ الشّرّ إِلّا فِيهَا
وَ قَالَص خَيرُ الإِدَامِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ اللّحمُ
وَ قَالَص عَلَيكُم بِأَكلِ الجَزُورِ مُخَالَفَةً لِليَهُودِ
وَ قَالَص اللّحمُ يُنبِتُ اللّحمَ وَ مَن تَرَكَ اللّحمَ أَربَعِينَ صَبَاحاً سَاءَ خُلُقُهُ
صفحه : 294
وَ قَالَص مَن تَرَكَ أَكلَ المَيتَةِ وَ الدّمِ وَ لَحمِ الخِنزِيرِ عِندَ الِاضطِرَارِ وَ مَاتَ فَلَهُ النّارُ خَالِداً مُخَلّداً
وَ قَالَص لَا تَقطَعُوا اللّحمَ بِالسّكّينِ عَلَي الخِوَانِ فَإِنّهُ مِن صُنعِ الأَعَاجِمِ وَ انهَشُوهُ فَإِنّهُ أَهنَأُ وَ أَمرَأُ
وَ قَالَص لَا تَأكُلُوا مِن صَيدِ المَجُوسِ إِلّا السّمَكَ
وَ قَالَص مَن أَكَلَ اللّحمَ أَربَعِينَ صَبَاحاً قَسَا قَلبُهُ
وَ قَالَص أَوحَي اللّهُ إِلَي نبَيِّ مِن أَنبِيَائِهِ حِينَ شَكَا إِلَيهِ ضَعفَهُ أَنِ اطبُخِ اللّحمَ مَعَ اللّبَنِ فإَنِيّ قَد جَعَلتُ شِفَاءً وَ بَرَكَةً فِيهِمَا
وَ قَالَص الأَرُزّ فِي الأَطعِمَةِ كَالسّيّدِ فِي القَومِ وَ أَنَا فِي الأَنبِيَاءِ كَالمِلحِ فِي الطّعَامِ
وَ قَالَص مَن أَكَلَ الفَاكِهَةَ وَتراً لَم تَضُرّهُ
وَ قَالَص ادّهِنُوا بِالبَنَفسَجِ فَإِنّهُ بَارِدٌ فِي الصّيفِ حَارّ فِي الشّتَاءِ
وَ قَالَص اسقُوا نِسَاءَكُمُ الحَوَامِلَ الأَلبَانَ فَإِنّهَا تَزِيدُ فِي عَقلِ الصبّيِّ
وَ قَالَص إِذَا شَرِبتُمُ اللّبَنَ فَتَمَضمَضُوا فَإِنّ لَهُ دَسَماً
وَ قَالَص ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدّ الوِسَادَةُ وَ اللّبَنُ وَ الدّهنُ
وَ قَالَص الجُبُنّ دَاءٌ وَ الجَوزُ دَاءٌ فَإِذَا اجتَمَعَا مَعاً صَارَا دَوَاءً
وَ قَالَص شُربُ اللّبَنِ مَحَضَ الإِيمَانَ
وَ قَالَص عَلَيكُم بِاللّبَانِ فَإِنّهُ يَمسَحُ الحَرّ مِنَ القَلبِ كَمَا يَمسَحُ الإِصبَعُ العَرَقَ عَنِ الجَبِينِ وَ يَشُدّ الظّهرَ وَ يَزِيدُ فِي العَقلِ وَ يذُكَيّ الذّهنَ وَ يَجلُو البَصَرَ وَ يُذهِبُ النّسيَانَ
صفحه : 295
وَ قَالَص عَشرُ خِصَالٍ تُورِثُ النّسيَانَ أَكلُ الجُبُنّ وَ أَكلُ سُؤرِ الفَأرِ وَ أَكلُ التّفّاحِ الحَامِضِ وَ الجُلجُلَانِ وَ الحِجَامَةُ عَلَي النّقرَةِ وَ المشَيُ بَينَ المَرأَتَينِ وَ النّظَرُ إِلَي المَصلُوبِ وَ التّعَارّ وَ قِرَاءَةُ لَوحِ المَقَابِرِ
وَ قَالَص لَيسَ يجُزيِ مَكَانَ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ غَيرُ اللّبَنِ
وَ قَالَص الشّاةُ بَرَكَةٌ وَ الشّاتَانِ بَرَكَتَانِ وَ ثَلَاثُ شِيَاهٍ غَنِيمَةٌ
وَ قَالَص ثَلَاثٌ يَفرَحُ بِهِنّ الجِسمُ وَ يَربُو الطّيبُ وَ اللّبَاسُ اللّيّنُ وَ شُربُ العَسَلِ
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالعَسَلِ فَوَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ مَا مِن بَيتٍ فِيهِ عَسَلٌ إِلّا وَ يَستَغفِرُ المَلَائِكَةُ لِذَلِكَ البَيتِ فَإِن شَرِبَهُ رَجُلٌ دَخَلَ فِي جَوفِهِ أَلفُ دَوَاءٍ وَ خَرَجَ عَنهُ أَلفُ أَلفِ دَاءٍ فَإِن مَاتَ وَ هُوَ فِي جَوفِهِ لَم تَمَسّ النّارُ جَسَدَهُ
وَ قَالَص قَلبُ المُؤمِنُ حُلوٌ يُحِبّ الحَلَاوَةَ
وَ قَالَص مَنَ لَقّمَ فِي فَمِ أَخِيهِ لُقمَةَ حُلوٍ لَا يَرجُو بِهَا رِشوَةً وَ لَا يَخَافُ بِهَا مِن شَرّهِ وَ لَا يُرِيدُ إِلّا وَجهَهُ صَرَفَ اللّهُ عَنهُ بِهَا حَرَارَةَ المَوقِفِ يَومَ القِيَامَةِ
وَ قَالَص نِعمَ الشّرَابُ العَسَلُ يَرعَي القَلبَ وَ يُذهِبُ بَردَ الصّدرِ
وَ قَالَص مَن أَرَادَ الحِفظَ فَليَأكُلِ العَسَلَ
وَ قَالَص إِذَا اشتَرَي أَحَدُكُمُ الخَادِمَةَ فَليَكُن أَوّلُ مَا يطعمه [يُطعِمُهَا]العَسَلَ فَإِنّهُ أَطيَبُ لِنَفسِهَا
وَ قَالَص إِذَا وَلَدَتِ امرَأَةٌ فَليَكُن أَوّلُ مَا تَأكُلُ الرّطَبَ الحُلوَ أَوِ التّمرَ
صفحه : 296
فَإِنّهُ لَو كَانَ شَيءٌ أَفضَلَ مِنهُ أَطعَمَهُ اللّهُ تَعَالَي مَريَمَ حِينَ وَلَدَت عِيسَي ع
وَ قَالَص إِذَا جَاءَ الرّطَبُ فهَنَئّوُنيِ وَ إِذَا ذَهَبَ فعَزَوّنيِ
وَ قَالَص بَيتٌ لَا تَمرَ فِيهَا كَأَن لَيسَ فِيهَا طَعَامٌ
وَ قَالَص خُلِقَتِ النّخلَةُ وَ الرّمّانُ وَ العِنَبُ مِن فَضلِ طِينَةِ آدَمَ ع
وَ قَالَص أَكرِمُوا عَمّتَيكُمُ النّخلَةَ وَ الزّبِيبَ
وَ قَالَص كُلِ التّمرَ عَلَي الرّيقِ فَإِنّهُ يَقتُلُ الدّودَ
وَ قَالَص نِعمَ السّحُورُ لِلمُؤمِنِ التّمرُ
وَ قَالَص مَن وَجَدَ التّمرَ فَليُفطِر عَلَيهِ وَ مَن لَم يَجِد فَليُفطِر عَلَي المَاءِ فَإِنّهُ طَهُورٌ
وَ قَالَص لَا تَرُدّوا شَربَةَ العَسَلِ عَلَي مَن أَتَاكُم بِهَا
وَ قَالَص لَحمُ البَقَرِ دَاءٌ وَ لَبَنُهَا دَوَاءٌ وَ لَحمُ الغَنَمِ دَوَاءٌ وَ لَبَنُهَا دَاءٌ
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالفَوَاكِهِ فِي إِقبَالِهَا فَإِنّهَا مَصَحّةٌ لِلأَبدَانِ مَطرَدَةٌ لِلأَحزَانِ وَ أَلقُوهَا فِي إِدبَارِهَا فَإِنّهَا دَاءُ الأَبدَانِ
وَ قَالَص أَفضَلُ مَا يَبدَأُ بِهِ الصّائِمُ الزّبِيبُ أَوِ التّمرُ أَو شَيءٌ حُلوٌ
وَ قَالَص أَكلُ التّينِ أَمَانٌ مِنَ القُولَنجِ وَ أَكلُ السّفَرجَلِ يُذهِبُ ظُلمَةَ البَصَرِ
وَ قَالَص رَبِيعُ أمُتّيِ العِنَبُ وَ البِطّيخُ
وَ قَالَص تَفَكّهُوا بِالبِطّيخِ فَإِنّهَا فَاكِهَةُ الجَنّةِ وَ فِيهَا أَلفُ بَرَكَةٍ وَ أَلفُ رَحمَةٍ وَ أَكلُهَا شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ
وَ قَالَص عَضّ البِطّيخَ لَا تَقطَعهَا قَطعاً فَإِنّهَا فَاكِهَةٌ مُبَارَكَةٌ طَيّبَةٌ مُطَهّرَةُ الفَمِ مُقَدّسَةُ القَلبِ وَ تُبَيّضُ الأَسنَانَ وَ ترُضيِ الرّحمَنَ رِيحُهَا مِنَ العَنبَرِ وَ
صفحه : 297
مَاؤُهَا مِنَ الكَوثَرِ وَ لَحمُهَا مِنَ الفِردَوسِ وَ لَذّتُهَا مِنَ الجَنّةِ وَ أَكلُهَا مِنَ العِبَادَةِ
وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّهُ قَالَ قَالَص عَلَيكُم بِالبِطّيخِ فَإِنّ فِيهِ عَشرَ خِصَالٍ هُوَ طَعَامٌ وَ شَرَابٌ وَ سِنَانٌ وَ رَيحَانٌ وَ يَغسِلُ المَثَانَةَ وَ يَغسِلُ البَطنَ وَ يُكثِرُ مَاءَ الظّهرِ وَ يَزِيدُ فِي الجِمَاعِ وَ يَقطَعُ البُرُودَةَ وَ ينُقَيّ البَشَرَةَ
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالرّمّانِ وَ كُلُوا شَحمَهُ فَإِنّهُ دِبَاغُ المَعِدَةِ وَ مَا مِن حَبّةٍ تَقَعُ فِي جَوفِ أَحَدِكُم إِلّا أَنَارَت قَلبَهُ وَ جَنّبَتهُ مِنَ الشّيطَانِ وَ الوَسوَسَةِ أَربَعِينَ يَوماً
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالأُترُجّ فَإِنّهُ يُنِيرُ الفُؤَادِ وَ يَزِيدُ فِي الدّمَاغِ
وَ قَالَص كُلِ العِنَبَ حَبّةً حَبّةً فَإِنّهَا أَهنَأُ
وَ قَالَص كُلِ التّينَ فَإِنّهُ يَنفَعُ البَوَاسِيرَ وَ النّقرِسَ
وَ قَالَص كُلِ البَاذَنجَانَ وَ أَكثِر فَإِنّهَا شَجَرَةٌ رَأَيتُهَا فِي الجَنّةِ فَمَن أَكَلَهَا عَلَي أَنّهَا دَاءٌ كَانَت دَاءً وَ مَن أَكَلَهَا عَلَي أَنّهَا شِفَاءً كَانَت دَوَاءً
وَ قَالَص كُلِ اليَقطِينَ فَلَو عَلِمَ اللّهُ تَعَالَي شَجَرَةً أَخَفّ مِن هَذَا لَأَنبَتَهَا عَلَي أخَيِ يُونُسَ ع
وَ قَالَص إِذَا اتّخَذَ أَحَدُكُم مَرَقاً فَليُكثِر فِيهِ الدّبّاءَ فَإِنّهُ يَزِيدُ فِي الدّمَاغِ وَ العَقلِ
وَ قَالَص مَن أَكَلَ رُمّانَةً حَتّي يُتِمّهَا نَوّرَ اللّهُ قَلبَهُ أَربَعِينَ يَوماً
وَ قَالَص نِعمَ الإِدَامُ الزّبِيبُ
وَ قَالَص مَا مِن أَحَدٍ أَكَلَ رُمّانَةً إِلّا مَرِضَ شَيطَانُهُ أَربَعِينَ يَوماً
وَ قَالَص الكَرَفسُ بَقلَةُ الأَنبِيَاءِ
وَ قَالَص مَن أَكَلَ الخَلّ قَامَ عَلَيهِ مَلَكٌ يَستَغفِرُ لَهُ حَتّي يَفرُغَ مِنهُ
وَ قَالَص نِعمَ الإِدَامُ الخَلّ
صفحه : 298
وَ قَالَ كَانَ النّبِيّص يُحِبّ مِنَ الفَاكِهَةِ العِنَبَ وَ البِطّيخَ
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالزّبِيبِ فَإِنّهُ يُطفِئُ المِرّةَ وَ يُسَكّنُ البَلغَمَ وَ يَشُدّ العَصَبَ وَ يُذهِبُ النّصَبَ وَ يُحَسّنُ القَلبَ
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالقَرعِ فَإِنّهُ يَزِيدُ فِي الدّمَاغِ
وَ قَالَص العُنّابُ يَذهَبُ بِالحُمّي وَ الكُمّثرَي يجُلَيّ القَلبَ
وَ قَالَص شَكَا نُوحٌ إِلَي اللّهِ الغَمّ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَأكُلَ العِنَبَ فَإِنّهُ يُذهِبُ الغَمّ
وَ قَالَص إِذَا أَكَلتُمُ القِثّاءَ فَكُلُوهُ مِن أَسفَلِهِ
وَ قَالَص تَفَكّهُوا بِالبِطّيخِ وَ عَضّوهُ فَإِنّ مَاءَهُ رَحمَةٌ وَ حَلَاوَتَهُ مِن حَلَاوَةِ الإِيمَانِ فَمَن لَقّمَ لُقمَةً مِنَ البِطّيخِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ سَبعِينَ أَلفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنهُ سَبعِينَ أَلفَ سَيّئَةٍ
وَ قَالَص فِي البِطّيخَ عَشَرَةُ خِصَالٍ ذَكَرَهَا
وَ قَالَ أهُديَِ إِلَي النّبِيّص بِطّيخٌ مِنَ الطّائِفِ فَشَمّهُ وَ قَبّلَهُ وَ قَالَ عَضّوا البِطّيخَ فَإِنّهُ مِن حُلَلِ الأَرضِ وَ مَاؤُهُ مِن رَحمَةٍ وَ حَلَاوَتُهُ مِنَ الجَنّةِ
وَ كَانَص يَوماً فِي مَحفِلٍ مِن أَصحَابِهِ فَقَالَص ذَكَرَ اللّهُ مَن أَطعَمَنَا بِطّيخاً فَقَامَ عَلِيّ ع فَذَهَبَ فَجَاءَ بِجُملَةٍ مِنَ البِطّيخِ فَأَكَلَ هُوَ وَ أَصحَابُهُ فَقَالَ
صفحه : 299
ص رَحِمَ اللّهُ مَن أَطعَمَنَا هَذَا وَ مَن أَكَلَ وَ مَن يَأكُلُ مِن يَومِنَا هَذَا إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مِنَ المُسلِمِينَ
وَ قَالَص مَا مِنِ امرَأَةٍ حَامِلَةٍ أَكَلَتِ البِطّيخَ بِالجُبُنّ إِلّا يَكُونُ مَولُودُهَا حَسَنَ الوَجهِ وَ الخُلُقِ
وَ قَالَص البِطّيخُ قَبلَ الطّعَامِ يَغسِلُ البَطنَ وَ يَذهَبُ بِالدّاءِ أَصلًا
وَ كَانَص يَأكُلُ القِثّاءَ بِالمِلحِ وَ يَأكُلُ البِطّيخَ بِالجُبُنّ وَ كَانَ يَأكُلُ الفَاكِهَةَ الرّطبَةَ وَ رُبّمَا أَكَلَ البِطّيخَ بِاليَدَينِ جَمِيعاً
وَ قَالَص شَمّوا النّرجِسَ وَ لَو فِي اليَومِ مَرّةً وَ لَو فِي الأُسبُوعِ مَرّةً وَ لَو فِي الشّهرِ مَرّةً وَ لَو فِي الدّهرِ مَرّةً وَ لَو فِي السّنَةِ مَرّةً فَإِنّ فِي القَلبِ حَبّةً مِنَ الجُنُونِ وَ الجُذَامِ وَ البَرَصِ وَ شَمّهُ يَقلَعُهَا
وَ قَالَص الحِنّاءُ خِضَابُ الإِسلَامِ يَزِيدُ فِي المُؤمِنِ عَمَلَهُ وَ يَذهَبُ بِالصّدَاعِ وَ يُحِدّ البَصَرَ وَ يَزِيدُ فِي الوِقَاعِ وَ هُوَ سَيّدُ الرّيَاحِينِ فِي الدّنيَا وَ الآخِرَةِ
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالمَرزَنجُوشِ وَ شَمّوهُ فَإِنّهُ جَيّدٌ لِلخُشَامِ وَ الخُشَامُ دَاءٌ
وَ قَالَص فَضلُ دُهنِ البَنَفسَجِ عَلَي الأَدهَانِ كَفَضلِ الإِسلَامِ عَلَي الأَديَانِ
وَ قَالَص مَا مِن وَرَقَةٍ مِن وَرَقِ الهِندَبَاءِ إِلّا عَلَيهَا قَطرَةٌ مِن مَاءِ الجَنّةِ
وَ قَالَص مَن أَرَادَ أَن يَشَمّ ريِحيِ فَليَشَمّ الوَردَ الأَحمَرَ
وَ قَالَص مَا خَلَقَ اللّهُ شَجَرَةً أَحَبّ إِلَيهِ مِنَ الحِنّاءِ
وَ قَالَص نَفَقَةُ دِرهَمٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِسَبعِمِائَةٍ وَ نَفَقَةُ دِرهَمٍ فِي خِضَابِ الحِنّاءِ بِتِسعَةِ آلَافٍ
وَ قَالَص إِذَا أَكَلتُمُ الفُجلَ وَ أَرَدتُم أَن تَجتَنِبُوا نَتنَهُ فَصَلّوا عَلَيّ عِندَ أَوّلِ قَضمَةٍ مِنهُ
صفحه : 300
وَ قَالَص زَيّنُوا مَوَائِدَكُم بِالبَقلِ فَإِنّهَا مَطرَدَةٌ لِلشّيَاطِينِ مَعَ التّسمِيَةِ
وَ قَالَص الشّونِيزُ دَوَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ إِلّا السّامَ
وَ قَالَص كُلُوا الجُبُنّ فَإِنّهُ يُورِثُ النّعَاسَ وَ يَهضِمُ الطّعَامَ
وَ قَالَص مَن أَكَلَ السّدَابَ وَ نَامَ عَلَيهِ أَمِنَ مِنَ الدّوَارِ وَ ذَاتِ الجَنبِ
وَ قَالَص مَن أَكَلَ الثّومَ وَ البَصَلَ وَ الكُرّاثَ فَلَا يَقرَبنَا وَ لَا يَقرَبِ المَسجِدَ
وَ قَالَص إِذَا دَخَلتُم بَلَداً فَكُلُوا مِن بَقلِهِ وَ بَصَلِهِ يَطرُد عَنكُم دَاءَهُ وَ يَذهَبُ بِالنّصَبِ وَ يَشُدّ العَضُدَ وَ يَزِيدُ فِي المَاءِ وَ يَذهَبُ بِالحُمّي
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالكَرَفسِ فَإِنّهُ إِن كَانَ شَيءٌ يَزِيدُ فِي العَقلِ فَهُوَ هُوَ
وَ قَالَص لَو كَانَ فِي شَيءٍ شِفَاءٌ لَكَانَ فِي السّنَا
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالهَلِيلَجِ الأَسوَدِ فَإِنّهُ مِن شَجَرِ الجَنّةِ طَعمُهُ مُرّ وَ فِيهِ شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ
وَ قَالَص إِنّهُ يُستَحَبّ الحِجَامَةُ فِي تِسعَةَ عَشَرَ مِنَ الشّهرِ وَ وَاحِدٍ وَ عِشرِينَ
وَ قَالَص فِي لَيلَةَ أسُريَِ بيِ إِلَي السّمَاءِ مَا مَرَرتُ بِمَلَإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلّا قَالُوا يَا مُحَمّدُ مُر أُمّتَكَ بِالحِجَامَةِ وَ خَيرُ مَا تَدَاوَيتُم بِهِ الحِجَامَةُ وَ الشّونِيزُ وَ القُسطُ
وَ قَالَص أَكلُ الطّينِ حَرَامٌ عَلَي كُلّ مُسلِمٍ
وَ قَالَص مَن مَاتَ وَ فِي بَطنِهِ مِثقَالُ ذَرّةٍ مِنهُ أَدخَلَهُ النّارَ
وَ قَالَص مَن أَكَلَ الطّينَ فَكَأَنّمَا أَعَانَ عَلَي قَتلِ نَفسِهِ
وَ قَالَص لَا تَأكُلُوا الطّينَ فَإِنّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ تُورِثُ الدّاءَ وَ تُعظِمُ البَطنَ وَ تُصَفّرُ اللّونَ
صفحه : 301
وَ قَالَص الحُمّي نَصِيبُ كُلّ مُؤمِنٍ مِنَ النّارِ
وَ قَالَص مَن مَرِضَ سَبعَةَ أَيّامٍ مَرَضاً سَخِيناً كَفّرَ اللّهُ عَنهُ ذُنُوبَ سَبعِينَ سَنَةً
وَ قَالَص لَا تَكرَهُوا أَربَعَةً الرّمَدَ فَإِنّهُ يَقطَعُ عُرُوقَ العَمَي وَ الزّكَامَ فَإِنّهُ يَقطَعُ عُرُوقَ الجُذَامِ وَ السّعَالَ فَإِنّهُ يَقطَعُ عُرُوقَ الفَالِجِ وَ الدّمَامِيلَ فَإِنّهَا تَقطَعُ عُرُوقَ البَرَصِ
وَ قَالَص لَا وَجَعَ إِلّا وَجَعُ العَينِ وَ لَا هَمّ إِلّا هَمّ الدّينِ
وَ قَالَص الحُمّي تَحُطّ الخَطَايَا كَمَا تَحُطّ مِنَ الشّجَرَةِ الوَرَقَ
وَ قَالَص مَن سَبَقَ العَاطِسَ بِالحَمدِ لِلّهِ أَمِنَ مِنَ الشّوصِ وَ اللّوصِ وَ العِلّوصِ
وَ قَالَص مَا قَالَ عَبدٌ عِندَ امرِئٍ مَرِيضٍ أَسأَلُ اللّهَ العَظِيمَ رَبّ العَرشِ العَظِيمِ أَن يَشفِيَكَ سَبعَ مَرّاتٍ إِلّا عوُفيَِ
وَ قَالَص مَن شَكَا ضِرسَهُ فَليَضَع إِصبَعَهُ عَلَيهِ وَ ليَقرَأوَ هُوَ ألّذِي أَنشَأَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ فَمُستَقَرّ وَ مُستَودَعٌقَد فَصّلنَا الآياتِ لِقَومٍ يَذّكّرُونَوَ بِالحَقّ أَنزَلناهُ وَ بِالحَقّ نَزَلَالآيَةَ
وَ كَانَص إِذَا أَتَي مَرِيضاً قَالَ أَذهِبِ الوَسوَاسَ وَ البَأسَ رَبّ النّاسِ اشفِ وَ أَنتَ الشاّفيِ لَا شِفَاءَ إِلّا شِفَاؤُكَ
وَ قِيلَ عَادَ رَسُولُ اللّهِص مَرِيضاً فَقَالَ أَرقِيكَ رُقيَةً عَلّمَنِيهَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ نَعَم يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ بِسمِ اللّهِ يَشفِيكَ مِن كُلّ دَاءٍ وَ لَا يَأتِيكَوَ مِن شَرّ النّفّاثاتِ فِي العُقَدِ وَ مِن شَرّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ
صفحه : 302
بيان أصل كل داء أي غالبا أو في تلك البلاد الغالب علي أهلها البرودة الجماعة أي الاجتماع في الأكل والحمل علي الصلاة بعيد وسيأتي التصريح بالأول من استعمل الخشبتين أي الخلال والسواك أمن من عذاب الكلبتين أي لايحتاج إلي إدخال الكلبتين في فمه لقلع أسنانه فإنها ضجعة الناب في أكثر النسخ مضجعه . قال في القاموس الضجع غاسول للثياب الواحدة بهاء و في بعض النسخ مصحة و هوأظهر. قوله فليستقئ أي فليتقيأ قال في النهاية فيه أن رسول الله ص استقاء عامدا فأفطر هواستفعل في القيء والتقيؤ أبلغ منه لأن في الاستقاء تكلفا أكثر منه و هواستخراج ما في الجوف تعمدا. وَ مِنهَا الحَدِيثُ لَو يَعلَمُ الشّارِبُ قَائِماً مَا ذَا عَلَيهِ لَاستَقَاءَ مَا شَرِبَ مِنهُ
. و قال في النهاية الأخشم ألذي لايجد ريح الشيء و هوالخُشام قوله مرضا سخينا أي حارّا شديدا مولما. قال في القاموس ضرب سخين مولم حارّ و في النهاية فيه شرّ الشتاء السخين أي الحارّ ألذي لابرد فيه .أقول ويحتمل أن يكون بالثاء المثلثة من قولهم أثخن في العدو بالغ في الجراحة فيهم وفلانا أوهنه و منه قوله تعالي حَتّي إِذا أَثخَنتُمُوهُم أي غلبتموهم وكثر فيهم الجراح . و قال في النهاية فيه من سبق العاطس بالحمد أمن من الشوص واللوص والعلوص الشوص وجع الضرس وقيل الشوصة وجع في البطن من ريح تنعقد تحت الأضلاع واللوص وجع الأذن وقيل وجع النحر والعلوص و هووجع البطن وقيل التخمة انتهي .
صفحه : 303
وأقول إنما أوردت جميع هذه الرسالة في هذاالمقام مع أن كثيرا من أجزائها يناسب أبوابا أخري لكون جميعها بمنزلة خبر واحد فأحببت اجتماعها في مكان واحد وعدم الاعتناء كثيرا بسندها وذكر الأجزاء بأسانيد أخري في محالها.
وَ قَالَص عَلَيكُم بِالحَزَازَمَةِ
كذا في النسخ التي رأينا و لم أر مايناسبه في روايات الفريقين وكونه من الاحتزام و هوشدّ الوسط بعيد لفظا ومعني و إن كان يناسب التفسير ألذي ذكره المستغفريّ. قال في النهاية فيه نهي أن يصلي الرجل بغير حزام أي من غير أن يشدّ ثوبه عليه لئلا تنكشف عورته
وَ مِنهُ الحَدِيثُ نَهَي أَن يصُلَيَّ الرّجُلُ حَتّي يَحتَزِمَ
أي يتلبّب بشدّ وسطه والحديث الآخر أنه أمر بالتحزم في الصلاة انتهي . ومناسبته للمقام لأنه حمل الخبر علي مطلق شد الوسط ففيه مصلحة طبية وإنما فسره بما قال لأن الحزازمة الذين يفعلون ذلك لا هذاالفعل لكن في مجيء الحزازمة بهذا المعني نظر و قديقال إنه تصحيف المرازمة بالمهملة أولا ثم المعجمة قال في النهاية فيه إذاأكلتم فرازموا المرازمة الملازمة والمخالطة أراد اخلطوا الأكل بالشكر وقولوا بين اللقم الحمد لله وقيل أراد اخلطوا أكلكم وكلوا لينا مع خشن وسائغا مع جشب . وقيل المرازمة في الأكل المعاقبة و هو أن تأكل يوما لحما ويوما لبنا ويوما تمرا ويوما خبزا قفارا يقال للإبل إذارعت يوما خلة ويوما خمصا قدرازمت انتهي . و قال الأصبهاني في شرح المقامات الحريرية رزمت الشيء أي جمعته
وَ مِنهُ الحَدِيثُ إِذَا أَكَلتُم فَرَازِمُوا
أي اجمعوا بين حمد الله والأكل و منه المرازمة التي كان ص يحبها وهي الجمع بين الخبز والعنب والائتدام به . وأقول التفسير لايناسب هذا و لوفتحنا باب التصحيف يمكن أن يكون تصحيف
صفحه : 304
الحضارمة أي الحضرميون نسبة إلي حضرموت يمن أوحضارمة مصر ويناسبه التفسير أيضا فيكون مدحا لهم وأمرا بمعاشرتهم وسكني بلادهم أوالخضارمة بالمعجمتين . قال في القاموس الخضرم كزبرج الجواد العطاء والسيد الحمول والجمع خضارم وخضارمة بالمعجمتين قوم من العجم خرجوا في بدء الإسلام فسكنوا الشام
صفحه : 305
صفحه : 306
بِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِأَقُولُ وَجَدتُ بِخَطّ الشّيخِ الأَجَلّ الأَفضَلِ العَلّامَةِ الكَامِلِ فِي فُنُونِ العُلُومِ وَ الأَدَبِ مُرَوّجِ المِلّةِ وَ الدّينِ وَ المَذهَبِ نُورِ الدّينِ عَلِيّ بنِ عَبدِ العاَليِ الكرَكَيِّ جَزَاهُ اللّهُ سُبحَانَهُ عَنِ الإِيمَانِ وَ عَن أَهلِهِ الجَزَاءَ السنّيِّ مَا هَذَا لَفظُهُ الرّسَالَةُ الذّهَبِيّةُ فِي الطّبّ التّيِ بَعَثَ بِهَا الإِمَامُ عَلِيّ بنُ مُوسَي الرّضَا ع إِلَي المَأمُونِ العبَاّسيِّ فِي حِفظِ صِحّةِ المِزَاجِ وَ تَدبِيرِهِ بِالأَغذِيَةِ وَ الأَشرِبَةِ وَ الأَدوِيَةِ. قَالَ إِمَامُ الأَنَامِ غُرّةُ وَجهِ الإِسلَامِ مُظهِرُ الغُمُوضِ بِالرّوِيّةِ اللّامِعَةِ كَاشِفُ الرّمُوزِ فِي الجَفرِ وَ الجَامِعَةِ أَقضَي مَن قَضَي بَعدَ جَدّهِ المُصطَفَي وَ أَغزَي مَن غَزَا بَعدَ أَبِيهِ عَلِيّ المُرتَضَي إِمَامُ الجِنّ وَ الإِنسِ أَبِي[ أَبُو] الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِ وَ عَلَي آبَائِهِ النّجَبَاءِ النّقَبَاءِ الكِرَامِ الأَتقِيَاءِ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ مِنَ الرّسَالَةِ. وَ وَجَدتُ فِي تَألِيفِ بَعضِ الأَفَاضِلِ بِهَذَينِ السّنَدَينِ قَالَ مُوسَي بنُ عَلِيّ بنِ
صفحه : 307
جَابِرٍ السلّاَميِّ أخَبرَنَيِ الشّيخُ الأَجَلّ العَالِمُ الأَوحَدُ سَدِيدُ الدّينِ يَحيَي بنُ مُحَمّدِ بنِ علبان الخَازِنُ أَدَامَ اللّهُ تَوفِيقَهُ قَالَ أخَبرَنَيِ أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ. وَ قَالَ هَارُونُ بنُ مُوسَي التلّعّكُبرَيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ هِشَامِ بنِ سَهلٍ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ حَدّثَنَا الحَسَنُ بنُ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ قَالَ حدَثّنَيِ أَبِي وَ كَانَ عَالِماً بأِبَيِ الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا ع خَاصّةً بِهِ مُلَازِماً لِخِدمَتِهِ وَ كَانَ مَعَهُ حِينَ حُمِلَ مِنَ المَدِينَةِ إِلَي أَن سَارَ إِلَي خُرَاسَانَ وَ استُشهِدَ عَلَيهِ الصّلَاةُ وَ السّلَامُ بِطُوسَ وَ هُوَ ابنُ تِسعٍ وَ أَربَعِينَ سَنَةً. قَالَ وَ كَانَ المَأمُونُ بِنَيسَابُورَ وَ فِي مَجلِسِهِ سيَدّيِ أَبُو الحَسَنِ الرّضَا ع وَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُتَطَبّبِينَ وَ الفَلَاسِفَةِ مِثلَ يُوحَنّا بنِ مَاسَوَيهِ وَ جَبرَئِيلُ بنُ بَختِيشُوعَ وَ صَالِحُ بنُ سِلهِمَةَ الهنِديِّ وَ غَيرُهُم مِن منُتحَلِيِ العُلُومِ وَ ذوَيِ البَحثِ وَ النّظَرِ فَجَرَي ذِكرُ الطّبّ وَ مَا فِيهِ صَلَاحُ الأَجسَامِ وَ قِوَامُهَا فَأَغرَقَ المَأمُونُ وَ مَن بِحَضرَتِهِ فِي الكَلَامِ وَ تَغَلغَلُوا فِي عِلمِ ذَلِكَ وَ كَيفَ رَكّبَ اللّهُ تَعَالَي هَذَا الجَسَدَ وَ جَمِيعَ مَا فِيهِ مِن هَذِهِ الأَشيَاءِ المُتَضَادّةِ مِنَ الطّبَائِعِ الأَربَعِ وَ مَضَارّ الأَغذِيَةِ وَ مَنَافِعِهَا وَ مَا يَلحَقُ الأَجسَامَ مِن مَضَارّهَا مِنَ العِلَلِ. قَالَ وَ أَبُو الحَسَنِ ع سَاكِتٌ لَا يَتَكَلّمُ فِي شَيءٍ مِن ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ المَأمُونُ مَا تَقُولُ يَا أَبَا الحَسَنِ فِي هَذَا الأَمرِ ألّذِي نَحنُ فِيهِ هَذَا اليَومَ وَ ألّذِي لَا بُدّ مِنهُ مِن مَعرِفَةِ هَذِهِ الأَشيَاءِ وَ الأَغذِيَةِ النّافِعِ مِنهَا وَ الضّارّ وَ تَدبِيرِ الجَسَدِ فَقَالَ أَبُو الحَسَنِ ع عنِديِ مِن ذَلِكَ مَا جَرّبتُهُ وَ عَرَفتُ صِحّتَهُ بِالِاختِبَارِ وَ مُرُورِ الأَيّامِ مَعَ مَا وقَفَنَيِ عَلَيهِ مَن مَضَي مِنَ السّلَفِ مِمّا لَا يَسَعُ الإِنسَانَ جَهلُهُ وَ لَا يُعذَرُ فِي تَركِهِ فَأَنَا أَجمَعُ ذَلِكَ مَعَ مَا يُقَارِبُهُ مِمّا يُحتَاجُ إِلَي مَعرِفَتِهِ. قَالَ وَ عَاجَلَ المَأمُونُ الخُرُوجَ إِلَي بَلخٍ وَ تَخَلّفَ عَنهُ أَبُو الحَسَنِ ع وَ كَتَبَ المَأمُونُ إِلَيهِ كِتَاباً يَتَنَجّزُهُ مَا كَانَ ذِكرُهُ مِمّا يُحتَاجُ إِلَي مَعرِفَتِهِ مِن جِهَتِهِ عَلَي مَا سَمِعَهُ مِنهُ
صفحه : 308
وَ جَرّبَهُ مِنَ الأَطعِمَةِ وَ الأَشرِبَةِ وَ أَخذِ الأَدوِيَةِ وَ الفَصدِ وَ الحِجَامَةِ وَ السّوَاكِ وَ الحَمّامِ وَ النّورَةِ وَ التّدبِيرِ فِي ذَلِكَ.فَكَتَبَ الرّضَا ع إِلَيهِ كِتَاباً نُسخَتُهُبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ الرّحِيمِاعتَصَمتُ بِاللّهِ أَمّا بَعدُ فَإِنّهُ وَصَلَ إلِيَّ كِتَابُ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ فِيمَا أمَرَنَيِ مِن تَوقِيفِهِ عَلَي مَا يُحتَاجُ إِلَيهِ مِمّا جَرّبتُهُ وَ مَا سَمِعتُهُ فِي الأَطعِمَةِ وَ الأَشرِبَةِ وَ أَخذِ الأَدوِيَةِ وَ الفَصدِ وَ الحِجَامَةِ وَ الحَمّامِ وَ النّورَةِ وَ البَاهِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِمّا يُدَبّرُ استِقَامَةُ أَمرِ الجَسَدِ وَ قَد فَسّرتُ لَهُ مَا يُحتَاجُ إِلَيهِ وَ شَرَحتُ لَهُ مَا يُعمَلُ عَلَيهِ مِن تَدبِيرِ مَطعَمِهِ وَ مَشرَبِهِ وَ أَخذِهِ الدّوَاءَ وَ فَصدِهِ وَ حِجَامَتِهِ وَ بَاهِهِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِمّا يُحتَاجُ إِلَيهِ مِن سِيَاسَةِ جِسمِهِ وَ بِاللّهِ التّوفِيقُ.اعلَم أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يَبتَلِ الجَسَدَ بِدَاءٍ حَتّي جَعَلَ لَهُ دَوَاءً إِلَي آخِرِ مَا سيَأَتيِ.أَقُولُ وَ ذَكَرَ الشّيخُ أَبُو جَعفَرٍ الطوّسيِّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ القدُوّسيِّ فِي الفِهرِستِ فِي تَرجَمَةِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ جُمهُورٍ العمَيّّ البصَريِّ لَهُ كُتُبٌ مِنهَا كِتَابُ المَلَاحِمِ وَ كِتَابُ الوَاحِدَةِ وَ كِتَابُ صَاحِبِ الزّمَانِ ع وَ لَهُ الرّسَالَةُ المُذَهّبَةُ عَنِ الرّضَا ع أَخبَرَنَا بِرِوَايَاتِهِ كُلّهَا إِلّا مَا كَانَ فِيهَا مِن غُلُوّ أَو تَخلِيطِ جَمَاعَةٍ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ. وَ رَوَاهَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَتّيلٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ العلَوَيِّ عَنِ العمَركَيِّ بنِ عَلِيّ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ. وَ ذَكَرَ النجّاَشيِّ أَيضاً طَرِيقَهُ إِلَيهِ هَكَذَا أَخبَرَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الكَاتِبُ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ الهذُلَيِّ المسَعوُديِّ قَالَ لَقِيتُ الحَسَنَ بنَ مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ فَقَالَ لِي حدَثّنَيِ أَبِي مُحَمّدُ بنُ جُمهُورٍ وَ هُوَ ابنُ مِائَةٍ وَ عَشرِ سِنِينَ.
صفحه : 309
وَ أَخبَرَنَا ابنُ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ جُمهُورٍ بِجَمِيعِ كُتُبِهِ. وَ قَالَ مُحَمّدُ بنُ شَهرَآشُوبَ قُدّسَ سِرّهُ فِي كِتَابِ مَعَالِمِ العُلَمَاءِ فِي تَرجَمَةِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ لَهُ الرّسَالَةُ المُذَهّبَةُ عَنِ الرّضَا ع فِي الطّبّ انتَهَي. وَ ذَكَرَ الشّيخُ مُنتَجَبُ الدّينِ فِي الفِهرِستِ أَنّ السّيّدَ فَضلَ اللّهِ بنَ عَلِيّ الراّونَديِّ كَتَبَ عَلَيهَا شَرحاً سَمّاهُ تَرجَمَةَ العلَوَيِّ لِلطّبّ الرضّوَيِّ.فَظَهَرَ أَنّ الرّسَالَةَ كَانَت مِنَ المَشهُورَاتِ بَينَ عُلَمَائِنَا وَ لَهُم إِلَيهِ طُرُقٌ وَ أَسَانِيدُ لَكِن كَانَ فِي نُسخَتِهَا التّيِ وَصَلَت إِلَينَا اختِلَافٌ فَاحِشٌ أَشَرنَا إِلَي بَعضِهَا وَ لنَشرَع فِي ذِكرِ الرّسَالَةِ ثُمّ فِي شَرحِهَا عَلَي الإِجمَالِ.اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي لَم يَبتَلِ العَبدَ المُؤمِنَ بِبَلَاءٍ حَتّي جَعَلَ لَهُ دَوَاءً يُعَالِجُ بِهِ وَ لِكُلّ صِنفٍ مِنَ الدّاءِ صِنفٌ مِنَ الدّوَاءِ وَ تَدبِيرٌ وَ نَعتٌ وَ ذَلِكَ أَنّ الأَجسَامَ الإِنسَانِيّةَ جُعِلَت عَلَي مِثَالِ المُلكِ فَمَلِكُ الجَسَدِ هُوَ القَلبُ وَ العُمّالُ العُرُوقُ وَ الأَوصَالُ وَ الدّمَاغُ وَ بَيتُ المَلِكِ قَلبُهُ وَ أَرضُهُ الجَسَدُ وَ الأَعوَانُ يَدَاهُ وَ رِجلَاهُ وَ شَفَتَاهُ وَ عَينَاهُ وَ لِسَانُهُ وَ أُذُنَاهُ وَ خِزَانَتُهُ مَعِدَتُهُ وَ بَطنُهُ وَ حِجَابُهُ صَدرُهُ.فَاليَدَانِ عَونَانِ يُقَرّبَانِ وَ يُبَعّدَانِ وَ يَعمَلَانِ عَلَي مَا يوُحيِ إِلَيهِمَا المَلِكُ وَ الرّجلَانِ تَنقُلَانِ المَلِكَ حَيثُ يَشَاءُ. وَ العَينَانِ تَدُلّانِهِ عَلَي مَا يَغِيبُ عَنهُ لِأَنّ المَلِكَ مِن وَرَاءِ الحِجَابِ لَا يُوصَلُ إِلَيهِ شَيءٌ إِلّا بِهِمَا وَ هُمَا سِرَاجَانِ أَيضاً وَ حِصنُ الجَسَدِ وَ حِرزُهُ الأُذُنَانِ لَا يَدخُلَانِ عَلَي المَلِكِ إِلّا مَا يُوَافِقُهُ لِأَنّهُمَا لَا يَقدِرَانِ أَن يَدخُلَا شَيئاً حَتّي يوُحيَِ المَلِكُ إِلَيهِمَا فَإِذَا أَوحَي المَلِكُ إِلَيهِمَا أَطرَقَ المَلِكُ مُنصِتاً لَهُمَا حَتّي يَسمَعَ مِنهُمَا ثُمّ يُجِيبُ بِمَا يُرِيدُ فَيَتَرَجّمُ عَنهُ اللّسَانُ بِأَدَوَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنهَا رِيحُ الفُؤَادِ وَ بُخَارُ المَعِدَةِ وَ مَعُونَةُ الشّفَتَينِ
صفحه : 310
وَ لَيسَ لِلشّفَتَينِ قُوّةٌ إِلّا بِاللّسَانِ وَ لَيسَ يسَتغَنيِ بَعضُهَا عَن بَعضٍ وَ الكَلَامُ لَا يُحسِنُ إِلّا بِتَرجِيعِهِ فِي الأَنفِ لِأَنّ الأَنفَ يُزَيّنُ الكَلَامَ كَمَا يُزَيّنُ النّافِخُ فِي المِزمَارِ وَ كَذَلِكَ المَنخِرَانِ وَ هُمَا ثُقبَتَا الأَنفِ يَدخُلَانِ عَلَي المَلِكِ مِمّا يُحِبّ مِنَ الرّيَاحِ الطّيّبَةِ فَإِذَا جَاءَت رِيحٌ تَسُوءُ عَلَي المَلِكِ أَوحَي إِلَي اليَدَينِ فَحَجَبَا بَينَ المَلِكِ وَ تِلكَ الرّيحِ. وَ لِلمَلِكِ مَعَ هَذَا ثَوَابٌ وَ عِقَابٌ فَعَذَابُهُ أَشَدّ مِن عَذَابِ المُلُوكِ الظّاهِرَةِ القَاهِرَةِ فِي الدّنيَا وَ ثَوَابُهُ أَفضَلُ مِن ثَوَابِهِم فَأَمّا عَذَابُهُ فَالحُزنُ وَ أَمّا ثَوَابُهُ فَالفَرَحُ وَ أَصلُ الحُزنِ فِي الطّحَالِ وَ أَصلُ الفَرَحِ فِي الثّربِ وَ الكُليَتَينِ وَ مِنهُمَا عِرقَانِ مُوصِلَانِ إِلَي الوَجهِ.فَمِن هُنَاكَ يَظهَرُ الفَرَحُ وَ الحَزَنُ فَتَرَي عَلَامَتَهُمَا فِي الوَجهِ وَ هَذِهِ العُرُوقُ كُلّهَا طُرُقٌ مِنَ العُمّالِ إِلَي المَلِكِ وَ مِنَ المَلِكِ إِلَي العُمّالِ وَ مِصدَاقُ ذَلِكَ أَنّكَ إِذَا تَنَاوَلتَ الدّوَاءَ أَدّتهُ العُرُوقُ إِلَي مَوضِعِ الدّاءِ بِإِعَانَتِهَا. وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ الجَسَدَ بِمَنزِلَةِ الأَرضِ الطّيّبَةِ مَتَي تُعُوهِدَت بِالعِمَارَةِ وَ السقّيِ مِن حَيثُ لَا يَزدَادُ فِي المَاءِ فَتَغرِقَ وَ لَا يَنقُصُ مِنهُ فَتَعطَشَ دَامَت عِمَارَتُهَا وَ كَثُرَ رَيعُهَا وَ زَكَا زَرعُهَا وَ إِن تُغُوفِلَ عَنهَا فَسَدَت وَ لَم يَنبُت فِيهَا العُشبُ فَالجَسَدُ بِهَذِهِ المَنزِلَةِ. وَ بِالتّدبِيرِ فِي الأَغذِيَةِ وَ الأَشرِبَةِ يَصلُحُ وَ يَصِحّ وَ تَزكُو العَافِيَةُ فِيهِ فَانظُر يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا يُوَافِقُكَ وَ يُوَافِقُ مَعِدَتَكَ وَ يَقوَي عَلَيهِ بَدَنُكَ وَ يَستَمرِئُهُ مِنَ الطّعَامِ فَقَدّرهُ لِنَفسِكَ وَ اجعَلهُ غِذَاءَكَ.
صفحه : 311
وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ كُلّ وَاحِدَةٍ مِن هَذِهِ الطّبَائِعِ تَحتَ مَا يُشَاكِلُهَا فَاغتَذِ مَا يُشَاكِلُ جَسَدَكَ وَ مَن أَخَذَ مِنَ الطّعَامِ زِيَادَةً لَم يُغَذّهِ وَ مَن أَخَذَهُ بِقَدَرٍ لَا زِيَادَةَ عَلَيهِ وَ لَا نَقصَ فِي غِذَائِهِ نَفَعَهُ وَ كَذَلِكَ المَاءُ فَسَبِيلُهُ أَن تَأخُذَ مِنَ الطّعَامِ كِفَايَتَكَ فِي أَيّامِهِ وَ ارفَع يَدَيكَ مِنهُ وَ يك [بِكَ] إِلَيهِ بَعضُ القَرَمِ وَ عِندَكَ إِلَيهِ مَيلٌ فَإِنّهُ أَصلَحُ لِمَعِدَتِكَ وَ لِبَدَنِكَ وَ أَزكَي لِعَقلِكَ وَ أَخَفّ لِجِسمِكَ. يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ كُلِ البَارِدَ فِي الصّيفِ وَ الحَارّ فِي الشّتَاءِ وَ المُعتَدِلَ فِي الفَصلَينِ عَلَي قَدرِ قُوّتِكَ وَ شَهوَتِكَ وَ ابدَأ فِي أَوّلِ الطّعَامِ بِأَخَفّ الأَغذِيَةِ التّيِ يغَتذَيِ بِهَا بَدَنُكَ بِقَدرِ عَادَتِكَ وَ بِحَسَبِ طَاقَتِكَ وَ نَشَاطِكَ وَ زَمَانُكَ ألّذِي يَجِبُ أَن يَكُونَ أَكلُكَ فِي كُلّ يَومٍ عِندَ مَا يمَضيِ مِنَ النّهَارِ ثَمَانُ سَاعَاتٍ أَكلَةً وَاحِدَةً أَو ثَلَاثَ أَكَلَاتٍ فِي يَومَينِ تَتَغَدّي بَاكِراً فِي أَوّلِ يَومٍ ثُمّ تَتَعَشّي فَإِذَا كَانَ فِي اليَومِ الثاّنيِ فَعِندَ مضُيِّ ثَمَانِ سَاعَاتٍ مِنَ النّهَارِ أَكَلتَ أَكلَةً وَاحِدَةً وَ لَم تَحتَج إِلَي العَشَاءِ وَ كَذَا أَمَرَ جدَيّ مُحَمّدٌص عَلِيّاً ع فِي كُلّ يَومٍ وَجبَةً وَ فِي غَدِهِ وَجبَتَينِ وَ ليَكُن ذَلِكَ بِقَدرٍ لَا يَزِيدُ وَ لَا يَنقُصُ. وَ ارفَع يَدَيكَ مِنَ الطّعَامِ وَ أَنتَ تَشتَهِيهِ وَ ليَكُن شَرَابُكَ عَلَي أَثَرِ طَعَامِكَ مِنَ الشّرَابِ الصاّفيِ العَتِيقِ مِمّا يَحِلّ شُربُهُ وَ ألّذِي أَنَا وَاصِفُهُ فِيمَا بَعدُ. وَ نَذكُرُ الآنَ مَا ينَبغَيِ ذِكرُهُ مِن تَدبِيرِ فُصُولِ السّنَةِ وَ شُهُورِهَا الرّومِيّةِ الوَاقِعَةِ فِيهَا فِي كُلّ فَصلٍ عَلَي حِدَةٍ وَ مَا يُستَعمَلُ مِنَ الأَطعِمَةِ وَ الأَشرِبَةِ وَ مَا يُجتَنَبُ مِنهُ وَ كَيفِيّةِ حِفظِ الصّحّةِ مِن أَقَاوِيلِ القُدَمَاءِ وَ نَعُودُ إِلَي قَولِ الأَئِمّةِ ع فِي صِفَةِ شَرَابٍ يَحِلّ شُربُهُ وَ يُستَعمَلُ بَعدَ الطّعَامِ
صفحه : 312
أَمّا فَصلُ الرّبِيعِ فَإِنّهُ رُوحُ الأَزمَانِ وَ أَوّلُهُ آذَارُ وَ عَدَدُ أَيّامِهِ ثَلَاثُونَ يَوماً وَ فِيهِ يَطِيبُ اللّيلُ وَ النّهَارُ وَ تَلِينُ الأَرضُ وَ يَذهَبُ سُلطَانُ البَلغَمِ وَ يَهِيجُ الدّمُ وَ يُستَعمَلُ فِيهِ مِنَ الغِذَاءِ اللّطِيفِ وَ اللّحُومِ وَ البَيضِ النّيمَبِرِشتِ وَ يُشرَبُ الشّرَابُ بَعدَ تَعدِيلِهِ بِالمَاءِ وَ يُتّقَي فِيهِ أَكلُ البَصَلِ وَ الثّومِ وَ الحَامِضِ وَ يُحمَدُ فِيهِ شُربُ المُسهِلِ وَ يُستَعمَلُ فِيهِ الفَصدُ وَ الحِجَامَةُ.نَيسَانُ ثَلَاثُونَ يَوماً فِيهِ يَطُولُ النّهَارُ وَ يَقوَي مِزَاجُ الفَصلِ وَ يَتَحَرّكُ الدّمُ وَ تَهُبّ فِيهِ الرّيَاحُ الشّرقِيّةُ وَ يُستَعمَلُ فِيهِ مِنَ المَآكِلِ المَشوِيّةِ وَ مَا يُعمَلُ بِالخَلّ وَ لُحُومِ الصّيدِ وَ يُعَالَجُ الجِمَاعُ وَ التّمرِيخُ بِالدّهنِ فِي الحَمّامِ وَ لَا يُشرَبُ المَاءُ عَلَي الرّيقِ وَ يُشَمّ الرّيَاحِينُ وَ الطّيبُ.أَيّارَ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ يَوماً وَ تَصفُو فِيهِ الرّيَاحُ وَ هُوَ آخِرُ فَصلِ الرّبِيعِ وَ قَد نهُيَِ فِيهِ عَن أَكلِ المُلُوحَاتِ وَ اللّحُومِ الغَلِيظَةِ كَالرّءُوسِ وَ لَحمِ البَقَرِ وَ اللّبَنِ وَ يَنفَعُ فِيهِ دُخُولُ الحَمّامِ أَوّلَ النّهَارِ وَ يُكرَهُ فِيهِ الرّيَاضَةُ قَبلَ الغِذَاءِ.حَزِيرَانُ ثَلَاثُونَ يَوماً يَذهَبُ فِيهِ سُلطَانُ البَلغَمِ وَ الدّمِ وَ يُقبِلُ زَمَانُ المِرّةِ الصّفرَاوِيّةِ وَ نهُيَِ فِيهِ عَنِ التّعَبِ وَ أَكلِ اللّحمِ دَاسِماً وَ الإِكثَارِ مِنهُ وَ شَمّ المِسكِ وَ
صفحه : 313
العَنبَرِ وَ يَنفَعُ فِيهِ أَكلُ البُقُولِ البَارِدَةِ كَالهِندَبَاءِ وَ بَقلَةِ الحَمقَاءِ وَ أَكلُ الخُضَرِ كَالخِيَارِ وَ القِثّاءِ وَ الشّيرَخِشتِ وَ الفَاكِهَةِ الرّطبَةِ وَ استِعمَالُ المُحَمّضَاتِ وَ مِنَ اللّحُومِ لَحمُ المَعزِ الثنّيِّ وَ الجَذَعِ وَ مِنَ الطّيُورِ الدّجَاجُ وَ الطّيهُوجُ وَ الدّرّاجُ وَ الأَلبَانِ وَ السّمَكِ الطرّيِّ.تَمّوزُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ يَوماً فِيهِ شِدّةُ الحَرَارَةِ وَ تَغُورُ المِيَاهُ وَ يُستَعمَلُ فِيهِ شُربُ المَاءِ البَارِدِ عَلَي الرّيقِ وَ يُؤكَلُ فِيهِ الأَشيَاءُ البَارِدَةُ الرّطبَةُ وَ يُكسَرُ فِيهِ مِزَاجُ الشّرَابِ وَ تُؤكَلُ فِيهِ الأَغذِيَةُ اللّطِيفَةُ السّرِيعَةُ الهَضمِ كَمَا ذُكِرَ فِي حَزِيرَانَ وَ يُستَعمَلُ فِيهِ مِنَ النّورِ وَ الرّيَاحِينِ البَارِدَةِ الرّطبَةِ الطّيّبَةِ الرّائِحَةِ.آبَ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ يَوماً فِيهِ تَشتَدّ السّمُومُ وَ يَهِيجُ الزّكَامُ بِاللّيلِ وَ تَهُبّ الشّمَالُ وَ يَصلُحُ المِزَاجُ بِالتّبرِيدِ وَ التّرطِيبِ وَ يَنفَعُ فِيهِ شُربُ اللّبَنِ الرّائِبِ وَ يُجتَنَبُ فِيهِ الجِمَاعُ وَ المُسهِلُ وَ يُقَلّ مِنَ الرّيَاضَةِ وَ يُشَمّ مِنَ الرّيَاحِينِ البَارِدَةِ.أَيلُولُ ثَلَاثُونَ يَوماً فِيهِ يَطِيبُ الهَوَاءُ وَ يَقوَي سُلطَانُ المِرّةِ السّودَاءِ وَ يَصلُحُ شُربُ المُسهِلِ وَ يَنفَعُ فِيهِ أَكلُ الحَلَاوَاتِ وَ أَصنَافِ اللّحُومِ المُعتَدِلَةِ كَالجِدَاءِ وَ الحوَليِّ مِنَ الضّأنِ وَ يُجتَنَبُ فِيهِ لَحمُ البَقَرِ وَ الإِكثَارُ مِنَ الشّوَاءِ وَ دُخُولُ الحَمّامِ وَ يُستَعمَلُ فِيهِ الطّيبُ المُعتَدِلُ المِزَاجِ وَ يُجتَنَبُ فِيهِ أَكلُ البِطّيخِ وَ القِثّاءِ.تِشرِينُ الأَوّلُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ يَوماً فِيهِ تَهُبّ الرّيَاحُ المُختَلِفَةُ وَ يُتَنَفّسُ فِيهِ رِيحُ الصّبَا وَ يُجتَنَبُ فِيهِ الفَصدُ وَ شُربُ الدّوَاءِ وَ يُحمَدُ فِيهِ الجِمَاعُ وَ يَنفَعُ فِيهِ أَكلُ اللّحمِ السّمِينِ وَ الرّمّانِ المُزّ وَ الفَاكِهَةِ بَعدَ الطّعَامِ وَ يُستَعمَلُ فِيهِ أَكلُ اللّحُومِ
صفحه : 314
بِالتّوَابِلِ وَ يُقَلّلُ فِيهِ مِن شُربِ المَاءِ وَ يُحمَدُ فِيهِ الرّيَاضَةُ.تِشرِينُ الآخِرُ ثَلَاثُونَ يَوماً فِيهِ يُقطَعُ المَطَرُ الوسَميِّ وَ يُنهَي فِيهِ عَن شُربِ المَاءِ بِاللّيلِ وَ يُقَلّلُ فِيهِ مِن دُخُولِ الحَمّامِ وَ الجِمَاعِ وَ يُشرَبُ بُكرَةَ كُلّ يَومٍ جُرعَةُ مَاءٍ حَارّ وَ يُجتَنَبُ أَكلُ البُقُولِ كَالكَرَفسِ وَ النّعنَاعِ وَ الجِرجِيرِ.كَانُونُ الأَوّلُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ يَوماً يَقوَي فِيهِ العَوَاصِفُ وَ تَشتَدّ فِيهِ البَردُ وَ يَنفَعُ فِيهِ كُلّ مَا ذَكَرنَاهُ فِي تِشرِينَ الآخِرِ وَ يُحذَرُ فِيهِ مِن أَكلِ الطّعَامِ البَارِدِ وَ يُتّقَي فِيهِ الحِجَامَةُ وَ الفَصدُ وَ يُستَعمَلُ فِيهِ الأَغذِيَةُ الحَارّةُ بِالقُوّةِ وَ الفِعلِ.كَانُونُ الآخِرُ أَحَدٌ وَ ثَلَاثُونَ يَوماً يَقوَي فِيهِ غَلَبَةُ البَلغَمِ وَ ينَبغَيِ أَن يُتَجَرّعَ فِيهِ المَاءُ الحَارّ عَلَي الرّيقِ وَ يُحمَدُ فِيهِ الجِمَاعُ وَ يَنفَعُ الأَحشَاءَ فِيهِ مِثلُ البُقُولِ الحَارّةِ كَالكَرَفسِ وَ الجِرجِيرِ وَ الكُرّاثِ وَ يَنفَعُ فِيهِ دُخُولُ الحَمّامِ أَوّلَ النّهَارِ وَ التّمرِيخُ بِدُهنِ الخيِريِّ وَ مَا نَاسَبَهُ وَ يُحذَرُ فِيهِ الحُلوُ وَ أَكلُ السّمَكِ الطرّيِّ وَ اللّبَنِ.شُبَاطُ ثَمَانِيَةٌ وَ عِشرُونَ يَوماً تَختَلِفُ فِيهِ الرّيَاحُ وَ تَكثُرُ الأَمطَارُ وَ يَظهَرُ فِيهِ العُشبُ وَ يجَريِ فِيهِ المَاءُ فِي العُودِ وَ يَنفَعُ فِيهِ أَكلُ الثّومِ وَ لَحمِ الطّيرِ وَ الصّيُودِ وَ الفَاكِهَةِ اليَابِسَةِ وَ يُقَلّلُ مِن أَكلِ الحَلَاوَةِ وَ يُحمَدُ فِيهِ كَثرَةُ الجِمَاعِ وَ الحَرَكَةِ وَ الرّيَاضَةِ.
صِفَةُ الشّرَابِ ألّذِي يَحِلّ شُربُهُ وَ استِعمَالُهُ بَعدَ الطّعَامِ وَ قَد تَقَدّمَ ذِكرُ نَفعِهِ فِي ابتِدَائِنَا بِالقَولِ عَلَي فُصُولِ السّنَةِ وَ مَا يَعتَمِدُ فِيهَا مِن حِفظِ الصّحّةِ. وَ صِفَتُهُ أَن يُؤخَذَ مِنَ الزّبِيبِ المُنَقّي عَشَرَةُ أَرطَالٍ فَيُغسَلَ وَ يُنقَعَ فِي مَاءٍ صَافٍ فِي
صفحه : 315
غَمرَةٍ وَ زِيَادَةٍ عَلَيهِ أَربَعَ أَصَابِعَ وَ يُترَكَ فِي إِنَائِهِ ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ فِي الشّتَاءِ وَ فِي الصّيفِ يَوماً وَ لَيلَةً ثُمّ يُجعَلَ فِي قِدرٍ نَظِيفَةٍ وَ ليَكُنِ المَاءُ مَاءَ السّمَاءِ إِن قُدِرَ عَلَيهِ وَ إِلّا فَمِنَ المَاءِ العَذبِ ألّذِي يَنبُوعُهُ مِن نَاحِيَةِ المَشرِقِ مَاءً بَرّاقاً أَبيَضَ خَفِيفاً وَ هُوَ القَابِلُ لِمَا يَعتَرِضُهُ عَلَي سُرعَةٍ مِنَ السّخُونَةِ وَ البُرُودَةِ وَ تِلكَ دَلَالَةٌ عَلَي صِفَةِ المَاءِ وَ يُطبَخُ حَتّي يَنشَفَ الزّبِيبُ وَ يَنضَجَ ثُمّ يُعصَرُ وَ يُصَفّي مَاؤُهُ وَ يُبَرّدُ ثُمّ يُرَدّ إِلَي القِدرِ ثَانِياً وَ يُؤخَذُ مِقدَارَهُ بِعُودٍ وَ يُغلَي بِنَارٍ لَيّنَةٍ غَلَيَاناً لَيّناً رَقِيقاً حَتّي يمَضيَِ ثُلُثَاهُ وَ يَبقَي ثُلُثُهُ. ثُمّ يُؤخَذُ مِن عَسَلِ النّحلِ المُصَفّي رِطلٌ فَيُلقَي عَلَيهِ وَ يُؤخَذُ مِقدَارَهُ وَ مِقدَارَ المَاءِ إِلَي أَينَ كَانَ مِنَ القِدرِ وَ يُغلَي حَتّي يَذهَبَ قَدرُ العَسَلِ وَ يَعُودَ إِلَي حَدّهِ وَ يُؤخَذُ خِرقَةٌ صَفِيقَةٌ فَيُجعَلُ فِيهَا زَنجَبِيلٌ وَزنَ دِرهَمٍ وَ مِنَ القَرَنفُلِ نِصفُ دِرهَمٍ وَ مِنَ الداّرچَيِنيِّ نِصفُ دِرهَمٍ وَ مِنَ الزّعفَرَانِ دِرهَمٌ وَ مِن سُنبُلِ الطّيبِ نِصفُ دِرهَمٍ وَ مِنَ الهِندَبَاءِ مِثلُهُ وَ مِن مَصطَكَي نِصفُ دِرهَمٍ بَعدَ أَن يُسحَقَ الجَمِيعُ كُلّ وَاحِدٍ عَلَي حِدَةٍ وَ يُنخَلَ وَ يُجعَلَ فِي الخِرقَةِ وَ يُشَدّ بِخَيطٍ شَدّاً جَيّداً وَ تُلقَي فِيهِ وَ تُمرَسَ الخِرقَةُ فِي الشّرَابِ بِحَيثُ تَنزِلُ قُوَي العَقَاقِيرِ التّيِ فِيهَا وَ لَا يَزَالُ يُعَاهَدُ بِالتّحرِيكِ عَلَي نَارٍ لَيّنَةٍ بِرِفقٍ حَتّي يَذهَبَ عَنهُ مِقدَارُ العَسَلِ وَ يُرفَعَ القِدرُ وَ يُبَرّدَ وَ يُؤخَذُ مُدّةَ ثَلَاثَةِ أَشهُرٍ حَتّي يَتَدَاخَلَ مِزَاجُهُ بَعضُهُ بِبَعضٍ وَ حِينَئِذٍ يُستَعمَلُ. وَ مِقدَارُ مَا يُشرَبُ مِنهُ أُوقِيّةٌ إِلَي أُوقِيّتَينِ مِنَ المَاءِ القَرَاحِ. فَإِذَا أَكَلتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مِقدَارَ مَا وَصَفتُ لَكَ مِنَ الطّعَامِ فَاشرَب مِن هَذَا الشّرَابِ مِقدَارَ ثَلَاثَةِ أَقدَاحٍ بَعدَ طَعَامِكَ فَإِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ فَقَد أَمِنتَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي يَومَكَ وَ لَيلَتَكَ مِنَ الأَوجَاعِ البَارِدَةِ المُزمِنَةِ كَالنّقرِسِ وَ الرّيَاحِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِن أَوجَاعِ العَصَبِ وَ
صفحه : 316
الدّمَاغِ وَ المَعِدَةِ وَ بَعضِ أَوجَاعِ الكَبِدِ وَ الطّحَالِ وَ المِعَاءِ وَ الأَحشَاءِ. فَإِن صَدَقتَ بَعدَ ذَلِكَ شَهوَةَ المَاءِ فَليَشرَب مِنهُ مِقدَارَ النّصفِ مِمّا كَانَ يَشرَبُ قَبلَهُ فَإِنّهُ أَصلَحُ لِبَدَنِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ أَكثَرُ لِجِمَاعِهِ وَ أَشَدّ لِضَبطِهِ وَ حِفظِهِ فَإِنّ صَلَاحَ البَدَنِ وَ قِوَامَهُ يَكُونُ بِالطّعَامِ وَ الشّرَابِ وَ فَسَادَهُ يَكُونُ بِهِمَا فَإِن أَصلَحتَهُمَا صَلَحَ البَدَنُ وَ إِن أَفسَدتَهُمَا فَسَدَ البَدَنُ. وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ قُوّةَ النّفُوسِ تَابِعَةٌ لِأَمزِجَةِ الأَبدَانِ وَ أَنّ الأَمزِجَةَ تَابِعَةٌ لِلهَوَاءِ وَ تَتَغَيّرُ بِحَسَبِ تَغَيّرِ الهَوَاءِ فِي الأَمكِنَةِ فَإِذَا بَرَدَ الهَوَاءُ مَرّةً وَ سَخُنَ أُخرَي تَغَيّرَت بِسَبَبِهِ أَمزِجَةُ الأَبدَانِ وَ أَثّرَ ذَلِكَ التّغَيّرُ فِي الصّوَرِ فَإِذَا كَانَ الهَوَاءُ مُعتَدِلًا اعتَدَلَت أَمزِجَةُ الأَبدَانِ وَ صَلَحَت تَصَرّفَاتُ الأَمزِجَةِ فِي الحَرَكَاتِ الطّبِيعِيّةِ كَالهَضمِ وَ الجِمَاعِ وَ النّومِ وَ الحَرَكَةِ وَ سَائِرِ الحَرَكَاتِ.لِأَنّ اللّهَ تَعَالَي بَنَي الأَجسَامَ عَلَي أَربَعِ طَبَائِعَ وَ هيَِ المِرّتَانِ وَ الدّمُ وَ البَلغَمُ وَ بِالجُملَةِ حَارّانِ وَ بَارِدَانِ قَد خُولِفَ بَينَهُمَا فَجَعَلَ الحَارّينِ لَيّناً وَ يَابِساً وَ كَذَلِكَ البَارِدَينِ رَطباً وَ يَابِساً ثُمّ فَرّقَ ذَلِكَ عَلَي أَربَعَةِ أَجزَاءٍ مِنَ الجَسَدِ وَ عَلَي الرّأسِ وَ الصّدرِ وَ الشّرَاسِيفِ وَ أَسفَلِ البَطنِ. وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ الرّأسَ وَ الأُذُنَينِ وَ العَينَينِ وَ المَنخِرَينِ وَ الفَمَ وَ الأَنفَ مِنَ الدّمِ وَ أَنّ الصّدرَ مِنَ البَلغَمِ وَ الرّيحَ وَ الشّرَاسِيفَ مِنَ المِرّةِ الصّفرَاءِ وَ أَنّ أَسفَلَ البَطنِ مِنَ المِرّةِ السّودَاءِ. وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ النّومَ سُلطَانُ الدّمَاغِ وَ هُوَ قِوَامُ الجَسَدِ وَ قُوّتُهُ فَإِذَا أَرَدتَ النّومَ فَليَكُن اضطِجَاعُكَ أَوّلًا عَلَي شِقّكَ الأَيمَنِ ثُمّ انقَلِب عَلَي الأَيسَرِ وَ كَذَلِكَ فَقُم مِن مَضجَعِكَ عَلَي شِقّكَ الأَيمَنِ كَمَا بَدَأتَ بِهِ عِندَ نَومِكَ. وَ عَوّد نَفسَكَ القُعُودَ مِنَ اللّيلِ سَاعَتَينِ مِثلَ مَا تَنَامُ فَإِذَا بقَيَِ مِنَ اللّيلِ
صفحه : 317
سَاعَتَانِ فَادخُل وَ ادخُلِ الخَلَاءَ لِحَاجَةِ الإِنسَانِ وَ البَث فِيهِ بِقَدرِ مَا تقَضيِ حَاجَتَكَ وَ لَا تُطِل فِيهِ فَإِنّ ذَلِكَ يُورِثُ دَاءَ الفِيلِ. وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ أَجوَدَ مَا استَكتَ بِهِ لِيفُ الأَرَاكِ فَإِنّهُ يَجلُو الأَسنَانَ وَ يُطَيّبُ النّكهَةَ وَ يَشُدّ اللّثَةَ وَ يُسَنّنُهَا وَ هُوَ نَافِعٌ مِنَ الحَفَرِ إِذَا كَانَ بِاعتِدَالٍ وَ الإِكثَارُ مِنهُ يُرِقّ الأَسنَانَ وَ يُزَعزِعُهَا وَ يُضَعّفُ أُصُولَهَا فَمَن أَرَادَ حِفظَ الأَسنَانِ فَليَأخُذ قَرنَ الإِيّلِ مُحرَقاً وَ كَزمَازِجاً وَ سُعداً وَ وَرداً وَ سُنبُلَ الطّيبِ وَ حَبّ الأَثلِ أَجزَاءً سَوَاءً وَ مِلحاً أَندَرَانِيّاً رُبُعَ جُزءٍ فَيُدَقّ الجَمِيعُ نَاعِماً وَ يُستَنّ بِهِ فَإِنّهُ يُمسِكُ الأَسنَانَ وَ يَحفَظُ أُصُولَهَا مِنَ الآفَاتِ العَارِضَةِ. وَ مَن أَرَادَ أَن يَبيَضّ أَسنَانُهُ فَليَأخُذ جُزءاً مِن مِلحٍ أنَدرَاَنيِّ وَ مِثلَهُ زَبَدَ البَحرِ فَيَسحَقُهُمَا نَاعِماً وَ يَستَنّ بِهِ. وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ أَحوَالَ الإِنسَانِ التّيِ بَنَاهُ اللّهُ تَعَالَي عَلَيهَا وَ جَعَلَهُ مُتَصَرّفاً بِهَا فَإِنّهَا أَربَعَةُ أَحوَالٍ الحَالَةُ الأُولَي لِخَمسَ عَشرَةَ سَنَةً وَ فِيهَا شَبَابُهُ وَ حُسنُهُ وَ بَهَاؤُهُ وَ سُلطَانُ الدّمِ فِي جِسمِهِ. ثُمّ الحَالَةُ الثّانِيَةُ مِن خَمسٍ وَ عِشرِينَ سَنَةً إِلَي خَمسٍ وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ فِيهَا سُلطَانُ المِرّةِ الصّفرَاءِ وَ قُوّةُ غَلَبَتِهَا عَلَي الشّخصِ وَ هيَِ أَقوَي مَا يَكُونُ وَ لَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتّي يسَتوَفيَِ المُدّةَ المَذكُورَةَ وَ هيَِ خَمسٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً. ثُمّ يَدخُلُ فِي الحَالَةِ الثّالِثَةِ إِلَي أَن تَتَكَامَلَ مُدّةُ العُمُرِ سِتّينَ سَنَةً فَيَكُونُ فِي سُلطَانِ المِرّةِ السّودَاءِ وَ هيَِ سِنّ الحِكمَةِ وَ المَوعِظَةِ وَ المَعرِفَةِ وَ الدّرَايَةِ وَ انتِظَامِ الأُمُورِ وَ صِحّةِ النّظَرِ فِي العَوَاقِبِ وَ صِدقِ الرأّيِ وَ ثَبَاتِ الجَأشِ فِي التّصَرّفَاتِ. ثُمّ يَدخُلُ فِي الحَالَةِ الرّابِعَةِ وَ هيَِ سُلطَانُ البَلغَمِ وَ هيَِ الحَالَةُ التّيِ لَا يَتَحَوّلُ
صفحه : 318
عَنهَا مَا بقَيَِ إِلّا إِلَي الهَرَمِ وَ نَكدِ عَيشٍ وَ ذُبُولٍ وَ نَقصٍ فِي القُوّةِ وَ فَسَادٍ فِي كَونِهِ وَ نُكتَتُهُ أَنّ كُلّ شَيءٍ كَانَ لَا يَعرِفُهُ حَتّي يَنَامَ عِندَ القُوّةِ وَ يَسهَرَ عِندَ النّومِ وَ لَا يَتَذَكّرَ مَا تَقَدّمَ وَ يَنسَي مَا يَحدُثُ فِي الأَوقَاتِ وَ يَذبُلُ عَودُهُ وَ يَتَغَيّرُ مَعهُودُهُ وَ يَجِفّ مَاءُ رَونَقِهِ وَ بَهَائِهِ وَ يَقِلّ نَبتُ شَعرِهِ وَ أَظفَارِهِ وَ لَا يَزَالُ جِسمُهُ فِي انعِكَاسٍ وَ إِدبَارٍ مَا عَاشَ لِأَنّهُ فِي سُلطَانِ المِرّةِ البَلغَمِ وَ هُوَ بَارِدٌ وَ جَامِدٌ فَبِجُمُودِهِ وَ بَردِهِ يَكُونُ فَنَاءُ كُلّ جِسمٍ يسَتوَليِ عَلَيهِ فِي آخِرِ القُوّةِ البَلغَمِيّةِ. وَ قَد ذَكَرتُ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ جَمِيعَ مَا يَحتَاجُ إِلَيهِ فِي سِيَاسَةِ المِزَاجِ وَ أَحوَالِ جِسمِهِ وَ عِلَاجِهِ. وَ أَنَا أَذكُرُ مَا يَحتَاجُ إِلَي تَنَاوُلِهِ مِنَ الأَغذِيَةِ وَ الأَدوِيَةِ وَ مَا يَجِبُ أَن يَفعَلَهُ فِي أَوقَاتِهِ فَإِذَا أَرَدتَ الحِجَامَةَ فَليَكُن فِي اثنتَيَ عَشرَةَ لَيلَةً مِنَ الهِلَالِ إِلَي خَمسَ عَشرَةَ فَإِنّهُ أَصَحّ لِبَدَنِكَ فَإِذَا انقَضَي الشّهرُ فَلَا تَحتَجِم إِلّا أَن تَكُونَ مُضطَرّاً إِلَي ذَلِكَ وَ هُوَ لِأَنّ الدّمَ يَنقُصُ فِي نُقصَانِ الهِلَالِ وَ يَزِيدُ فِي زِيَادَتِهِ. وَ لتَكُنِ الحِجَامَةُ بِقَدرِ مَا يمَضيِ مِنَ السّنِينَ ابنُ عِشرِينَ سَنَةً يَحتَجِمُ فِي كُلّ عِشرِينَ يَوماً وَ ابنُ الثّلَاثِينَ فِي كُلّ ثَلَاثِينَ يَوماً مَرّةً وَاحِدَةً وَ كَذَلِكَ مَن بَلَغَ مِنَ العُمُرِ أَربَعِينَ سَنَةً يَحتَجِمُ فِي كُلّ أَربَعِينَ يَوماً مَرّةً وَ مَا زَادَ فَبِحَسَبِ ذَلِكَ. وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ الحِجَامَةَ إِنّمَا تَأخُذُ دَمَهَا مِن صِغَارِ العُرُوقِ المَبثُوثَةِ فِي اللّحمِ وَ مِصدَاقُ ذَلِكَ مَا أَذكُرُهُ أَنّهَا لَا تُضَعّفُ القُوّةَ كَمَا يُوجَدُ مِنَ الضّعفِ عِندَ الفَصدِ. وَ حِجَامَةُ النّقرَةِ تَنفَعُ مِن ثِقلِ الرّأسِ وَ حِجَامَةُ الأَخدَعَينِ تُخَفّفُ عَنِ الرّأسِ وَ الوَجهِ وَ العَينَينِ وَ هيَِ نَافِعَةٌ لِوَجَعِ الأَضرَاسِ. وَ رُبّمَا نَابَ الفَصدُ عَن جَمِيعِ ذَلِكَ وَ قَد يُحتَجَمُ تَحتَ الذّقَنِ لِعِلَاجِ القُلَاعِ فِي الفَمِ
صفحه : 319
وَ مِن فَسَادِ اللّثَةِ وَ غَيرِ ذَلِكَ مِن أَوجَاعِ الفَمِ وَ كَذَلِكَ الحِجَامَةُ بَينَ الكَتِفَينِ تَنفَعُ مِنَ الخَفَقَانِ ألّذِي يَكُونُ مِنَ الِامتِلَاءِ وَ الحَرَارَةِ وَ ألّذِي يُوضَعُ عَلَي السّاقَينِ قَد يَنقُصُ مِنَ الِامتِلَاءِ نَقصاً بَيّناً وَ يَنفَعُ مِنَ الأَوجَاعِ المُزمِنَةِ فِي الكُلَي وَ المَثَانَةِ وَ الأَرحَامِ وَ يُدِرّ الطّمثَ غَيرَ أَنّهَا تَنهَكُ الجَسَدَ. وَ قَد يَعرِضُ مِنهَا الغشَيُ الشّدِيدُ إِلّا أَنّهَا تَنفَعُ ذوَيِ البُثُورِ وَ الدّمَامِيلِ. وَ ألّذِي يُخَفّفُ مِن أَلَمِ الحِجَامَةِ تَخفِيفُ المَصّ عِندَ أَوّلِ مَا يَضَعُ المَحَاجِمَ ثُمّ يُدَرّجُ المَصّ قَلِيلًا قَلِيلًا وَ الثوّاَنيِ أَزيَدُ فِي المَصّ مِنَ الأَوَائِلِ وَ كَذَلِكَ الثّوَالِثُ فَصَاعِداً وَ يَتَوَقّفُ عَنِ الشّرطِ حَتّي يَحمَرّ المَوضِعُ جَيّداً بِتَكرِيرِ المَحَاجِمِ عَلَيهِ وَ يُلَيّنُ المِشرَاطَ عَلَي جُلُودٍ لَيّنَةٍ وَ يَمسَحُ المَوضِعَ قَبلَ شَرطِهِ بِالدّهنِ. وَ كَذَلِكَ الفَصدُ يُمسَحُ المَوضِعُ ألّذِي يُفصَدُ فِيهِ بِالدّهنِ فَإِنّهُ يُقَلّلُ الأَلَمَ وَ كَذَلِكَ يُلَيّنُ المِشرَطُ وَ المِبضَعُ بِالدّهنِ عِندَ الحِجَامَةِ وَ عِندَ الفَرَاغِ مِنهَا يُلَيّنُ المَوضِعُ بِالدّهنِ وَ ليُقَطّر عَلَي العُرُوقِ إِذَا فَصَدَ شَيئاً مِنَ الدّهنِ لِئَلّا يَحتَجِبَ فَيُضِرّ ذَلِكَ بِالمَفصُودِ. وَ ليَعمِدِ الفَاصِدُ أَن يَفصِدَ مِنَ العُرُوقِ مَا كَانَ فِي المَوَاضِعِ القَلِيلَةِ اللّحمِ لِأَنّ فِي قِلّةِ اللّحمِ مِنَ العُرُوقِ قِلّةَ الأَلَمِ. وَ أَكثَرُ العُرُوقِ أَلَماً إِذَا فُصِدَ حَبلُ الذّرَاعِ وَ القِيفَالِ لِاتّصَالِهِمَا بِالعَضَلِ وَ صَلَابَةِ الجَلدِ فَأَمّا البَاسِلِيقُ وَ الأَكحَلُ فَإِنّهُمَا فِي الفَصدِ أَقَلّ أَلَماً إِذَا لَم يَكُن فَوقَهُمَا لَحمٌ. وَ الوَاجِبُ تَكمِيدُ مَوضِعِ الفَصدِ بِالمَاءِ الحَارّ لِيَظهَرَ الدّمُ وَ خَاصّةً فِي الشّتَاءِ فَإِنّهُ يُلَيّنُ الجِلدَ وَ يُقَلّلُ الأَلَمَ وَ يُسَهّلُ الفَصدَ وَ يَجِبُ فِي كُلّ مَا ذَكَرنَاهُ مِن إِخرَاجِ الدّمِ اجتِنَابُ النّسَاءِ قَبلَ ذَلِكَ باِثنتَيَ عَشرَةَ سَاعَةً. وَ يَحتَجِمُ فِي يَومٍ صَاحٍ صَافٍ لَا غَيمَ فِيهِ وَ لَا رِيحَ شَدِيدَةً وَ يَخرُجُ مِنَ الدّمِ بِقَدرِ
صفحه : 320
مَا تَرَي مِن تَغَيّرِهِ وَ لَا تَدخُلُ يَومَكَ ذَلِكَ الحَمّامَ فَإِنّهُ يُورِثُ الدّاءَ وَ صُبّ عَلَي رَأسِكَ وَ جَسَدِكَ المَاءَ الحَارّ وَ لَا تَفعَل ذَلِكَ مِن سَاعَتِكَ. وَ إِيّاكَ وَ الحَمّامَ إِذَا احتَجَمتَ فَإِنّ الحُمّي الدّائِمَةَ يَكُونُ فِيهِ فَإِذَا اغتَسَلتَ مِنَ الحِجَامَةِ فَخُذ خِرقَةَ مرغري [مِرعِزّي]فَأَلقِهَا عَلَي مَحَاجِمِكَ أَو ثَوباً لَيّناً مِن قَزّ أَو غَيرِهِ وَ خُذ قَدرَ حِمّصَةٍ مِنَ التّريَاقِ الأَكبَرِ وَ اشرَبهُ إِن كَانَ شِتَاءً وَ إِن كَانَ صَيفاً فَاشرَبِ السّكَنجَبِينَ العنُصلُيِّ وَ امزُجهُ بِالشّرَابِ المُفَرّحِ المُعتَدِلِ وَ تَنَاوَلهُ أَو بِشَرَابِ الفَاكِهَةِ. وَ إِن تَعَذّرَ ذَلِكَ فَشَرَابُ الأُترُجّ فَإِن لَم تَجِد شَيئاً مِن ذَلِكَ فَتَنَاوَلهُ بَعدَ عَركِهِ نَاعِماً تَحتَ الأَسنَانِ وَ اشرَب عَلَيهِ جُرَعَ مَاءٍ فَاتِرٍ. وَ إِن كَانَ فِي زَمَانِ الشّتَاءِ وَ البَردِ فَاشرَب عَلَيهِ السّكَنجَبِينَ العنُصلُيِّ العسَلَيِّ فَإِنّكَ مَتَي فَعَلتَ ذَلِكَ أَمِنتَ مِنَ اللّقوَةِ وَ البَرَصِ وَ البَهَقِ وَ الجُذَامِ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي وَ امتَصّ مِنَ الرّمّانِ المُزّ فَإِنّهُ يقُوَيّ النّفسَ وَ يحُييِ الدّمَ وَ لَا تَأكُل طَعَاماً مَالِحاً بَعدَ ذَلِكَ بِثَلَاثِ سَاعَاتٍ فَإِنّهُ يُخَافُ أَن يَعرِضَ مِن ذَلِكَ الجَرَبُ. وَ إِن كَانَ شِتَاءً فَكُل مِنَ الطّبَاهِيجِ إِذَا احتَجَمتَ وَ اشرَب عَلَيهِ مِنَ الشّرَابِ المُذَكّي ألّذِي ذَكَرتُهُ أَوّلًا وَ ادّهِن بِدُهنِ الخيِريِّ أَو شَيءٍ مِنَ المِسكِ وَ مَاءِ وَردٍ وَ صُبّ مِنهُ عَلَي هَامَتِكَ سَاعَةَ فَرَاغِكَ مِنَ الحِجَامَةِ. وَ أَمّا فِي الصّيفِ فَإِذَا احتَجَمتَ فَكُلِ السّكبَاجَ وَ الهَلَامَ وَ المَصُوصَ أَيضاً وَ الحَامِضَ
صفحه : 321
وَ صُبّ عَلَي هَامَتِكَ دُهنَ البَنَفسَجِ بِمَاءِ الوَردِ وَ شَيءٍ مِنَ الكَافُورِ وَ اشرَب ذَلِكَ الشّرَابَ ألّذِي وَصَفتُهُ لَكَ بَعدَ طَعَامِكَ وَ إِيّاكَ وَ كَثرَةَ الحَرَكَةِ وَ الغَضَبِ وَ مُجَامَعَةَ النّسَاءِ لِيَومِكَ. وَ احذَر يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَن تَجمَعَ بَينَ البَيضِ وَ السّمَكِ فِي المَعِدَةِ فِي وَقتٍ وَاحِدٍ فَإِنّهُمَا مَتَي اجتَمَعَا فِي جَوفِ الإِنسَانِ وُلّدَ عَلَيهِ النّقرِسُ وَ القُولَنجُ وَ البَوَاسِيرُ وَ وَجَعُ الأَضرَاسِ. وَ اللّبَنُ وَ النّبِيذُ ألّذِي يَشرَبُهُ أَهلُهُ إِذَا اجتَمَعَا وُلِدَ النّقرِسُ وَ البَرَصُ وَ مُدَاوَمَةُ أَكلِ البَيضِ يَعرِضُ مِنهُ الكَلَفُ فِي الوَجهِ وَ أَكلُ المَملُوحَةِ وَ اللّحمَانِ المَملُوحَةِ وَ أَكلُ السّمَكِ المَملُوحِ بَعدَ الفَصدِ وَ الحِجَامَةِ يَعرِضُ مِنهُ البَهَقُ وَ الجَرَبُ وَ أَكلُ كُليَةِ الغَنَمِ وَ أَجوَافِ الغَنَمِ يُغَيّرُ المَثَانَةَ. وَ دُخُولُ الحَمّامِ عَلَي البِطنَةِ يُوَلّدُ القُولَنجَ وَ الِاغتِسَالُ بِالمَاءِ البَارِدِ بَعدَ أَكلِ السّمَكِ يُورِثُ الفَالِجَ وَ أَكلُ الأُترُجّ بِاللّيلِ يَقلِبُ العَينَ وَ يُوجِبُ الحَوَلَ وَ إِتيَانُ المَرأَةِ الحَائِضِ يُورِثُ الجُذَامَ فِي الوَلَدِ وَ الجِمَاعُ مِن غَيرِ إِهرَاقِ المَاءِ عَلَي أَثَرِهِ يُوجِبُ الحَصَاةَ. وَ الجِمَاعُ بَعدَ الجِمَاعِ مِن غَيرِ فَصلٍ بَينَهُمَا بِغُسلٍ يُورِثُ لِلوَلَدِ الجُنُونَ وَ كَثرَةُ أَكلِ البَيضِ وَ إِدمَانُهُ يُوَلّدُ الطّحَالَ وَ رِيَاحاً فِي رَأسِ المَعِدَةِ وَ الِامتِلَاءُ مِنَ البَيضِ المَسلُوقِ يُورِثُ الرّبوَ وَ الِانبِهَارَ وَ أَكلُ اللّحمِ النيّّ يُوَلّدُ الدّودَ فِي البَطنِ. وَ أَكلُ التّينِ يَقمَلُ مِنهُ الجَسَدُ إِذَا أُدمِنَ عَلَيهِ وَ شُربُ المَاءِ البَارِدِ عَقِيبَ الشيّءِ
صفحه : 322
الحَارّ أَوِ الحَلَاوَةِ يَذهَبُ بِالأَسنَانِ وَ الإِكثَارُ مِن أَكلِ لُحُومِ الوَحشِ وَ البَقَرِ يُورِثُ تَغَيّرَ العَقلِ وَ تَحَيّرَ الفَهمِ وَ تَبَلّدَ الذّهنِ وَ كَثرَةَ النّسيَانِ. وَ إِذَا أَرَدتَ دُخُولَ الحَمّامِ وَ أَن لَا تَجِدَ فِي رَأسِكَ مَا يُؤذِيكَ فَابدَأ قَبلَ دُخُولِكَ بِخَمسِ جُرَعٍ مِن مَاءٍ فَاتِرٍ فَإِنّكَ تَسلَمُ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي مِن وَجَعِ الرّأسِ وَ الشّقِيقَةِ وَ قِيلَ خَمسَ مَرّاتٍ يُصَبّ المَاءُ الحَارّ عَلَيهِ عِندَ دُخُولِ الحَمّامِ. وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ الحَمّامَ رُكّبَ عَلَي تَركِيبِ الجَسَدِ لِلحَمّامِ أَربَعَةُ بُيُوتٍ مِثلَ طَبَائِعِ الجَسَدِ.البَيتُ الأَوّلُ بَارِدٌ يَابِسٌ وَ الثاّنيِ بَارِدٌ رَطبٌ وَ الثّالِثُ حَارّ رَطبٌ وَ الرّابِعُ حَارّ يَابِسٌ وَ مَنفَعَةُ[الحَمّامِ]عَظِيمَةٌ يؤُدَيّ إِلَي الِاعتِدَالِ وَ ينُقَيّ الدّرَنَ وَ يُلَيّنُ العَصَبَ وَ العُرُوقَ وَ يقُوَيّ الأَعضَاءَ الكِبَارَ وَ يُذِيبُ الفُضُولَ وَ يُذهِبُ العَفَنَ. فَإِذَا أَرَدتَ أَن لَا يَظهَرَ فِي بَدَنِكَ بَثرَةٌ وَ لَا غَيرُهَا فَابدَأ عِندَ دُخُولِ الحَمّامِ فَدَهّن بَدَنَكَ بِدُهنِ البَنَفسَجِ. وَ إِذَا أَرَدتَ استِعمَالَ النّورَةِ وَ لَا يُصِيبَكَ قُرُوحٌ وَ لَا شُقَاقٌ وَ لَا سُوَادٌ فَاغتَسِل بِالمَاءِ البَارِدِ قَبلَ أَن تَتَنَوّرَ. وَ مَن أَرَادَ دُخُولَ الحَمّامِ لِلنّورَةِ فَليَجتَنِبِ الجِمَاعَ قَبلَ ذَلِكَ باِثنتَيَ عَشرَةَ سَاعَةً وَ هُوَ تَمَامُ يَومٍ وَ ليَطرَح فِي النّورَةِ شَيئاً مِنَ الصّبِرِ وَ الأَقَاقِيَا وَ الحُضُضِ أَو يَجمَعُ
صفحه : 323
ذَلِكَ وَ يَأخُذَ مِنهُ اليَسِيرَ إِذَا كَانَ مُجتَمِعاً أَو مُتَفَرّقاً وَ لَا يلُقيِ فِي النّورَةِ شَيئاً مِن ذَلِكَ حَتّي تُمَاثَ النّورَةُ بِالمَاءِ الحَارّ ألّذِي طُبِخَ فِيهِ بَابُونَجٌ وَ مَرزَنجُوشٌ أَو وَردُ بَنَفسَجٍ يَابِسٍ أَو جَمِيعُ ذَلِكَ أَجزَاءً يَسِيرَةً مَجمُوعَةً أَو مُتَفَرّقَةً بِقَدرِ مَا يَشرَبُ المَاءُ رَائِحَتَهُ وَ ليَكُنِ الزّرنِيخُ مِثلَ سُدُسِ النّورَةِ. وَ يُدلَكُ الجَسَدُ بَعدَ الخُرُوجِ مِنهَا بشِيَءٍ يَقلَعُ رَائِحَتَهَا كَوَرَقِ الخَوخِ وَ ثَجِيرِ العُصفُرِ وَ الحِنّاءِ وَ الوَردِ وَ السّنبُلِ مُفرَدَةً أَو مُجتَمِعَةً. وَ مَن أَرَادَ أَن يَأمَنَ إِحرَاقَ النّورَةِ فَليُقَلّل مِن تَقلِيبِهَا وَ ليُبَادِر إِذَا عَمِلتَ فِي غَسلِهَا وَ أَن يُمسَحَ البَدَنُ بشِيَءٍ مِن دُهنِ الوَردِ فَإِن أَحرَقَتِ البَدَنَ وَ العِيَاذُ بِاللّهِ يُؤخَذُ عَدَسٌ مُقَشّرٌ يُسحَقُ نَاعِماً وَ يُدَافُ فِي مَاءِ وَردٍ وَ خَلّ يُطّلَي بِهِ المَوضِعُ ألّذِي أَثّرَت فِيهِ النّورَةُ فَإِنّهُ يَبرَأُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي وَ ألّذِي يَمنَعُ مِن آثَارِ النّورَةِ فِي الجَسَدِ هُوَ أَن يُدلَكَ المَوضِعُ بِخَلّ العِنَبِ العُنصُلِ الثّقِيفِ وَ دُهنِ الوَردِ دَلكاً جَيّداً. وَ مَن أَرَادَ أَن لَا يشَتكَيَِ مَثَانَتَهُ فَلَا يَحبِسِ البَولَ وَ لَو عَلَي ظَهرِ دَابّتِهِ. وَ مَن أَرَادَ أَن لَا يُؤذِيَهُ مَعِدَتُهُ فَلَا يَشرَب بَينَ طَعَامِهِ مَاءً حَتّي يَفرُغَ وَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ رَطِبَ بَدَنُهُ وَ ضَعُفَت مَعِدَتُهُ وَ لَم يَأخُذِ العُرُوقُ قُوّةَ الطّعَامِ فَإِنّهُ يَصِيرُ فِي المَعِدَةِ فِجّاً إِذَا صُبّ المَاءُ عَلَي الطّعَامِ أَوّلًا فَأَوّلًا.
صفحه : 324
وَ مَن أَرَادَ أَن لَا يَجِدَ الحَصَاةَ وَ عُسرَ البَولِ فَلَا يَحبِسِ المنَيِّ عِندَ نُزُولِ الشّهوَةِ وَ لَا يُطِلِ المَكثَ عَلَي النّسَاءِ. وَ مَن أَرَادَ أَن يَأمَنَ مِن وَجَعِ السّفلِ وَ لَا يَظهَرَ بِهِ وَجَعُ البَوَاسِيرِ فَليَأكُل كُلّ لَيلَةٍ سَبعَ تَمَرَاتٍ برَنيِّ بِسَمنِ البَقَرِ وَ يَدّهِنُ بَينَ أُنثَيَيهِ بِدُهنِ زَنبَقٍ خَالِصٍ. وَ مَن أَرَادَ أَن يَزِيدَ فِي حِفظِهِ فَليَأكُل سَبعَ مَثَاقِيلَ زَبِيباً بِالغَدَاةِ عَلَي الرّيقِ. وَ مَن أَرَادَ أَن يَقِلّ نِسيَانُهُ وَ يَكُونَ حَافِظاً فَليَأكُل كُلّ يَومٍ ثَلَاثَ قِطَعِ زَنجَبِيلٍ مُرَبّي بِالعَسَلِ وَ يَصطَبِغُ بِالخَردَلِ مَعَ طَعَامِهِ فِي كُلّ يَومٍ. وَ مَن أَرَادَ أَن يَزِيدَ فِي عَقلِهِ يَتَنَاوَلُ كُلّ يَومٍ ثَلَاثَ هَلِيلَجَاتٍ بِسُكّرٍ أَبلُوجٍ. وَ مَن أَرَادَ أَن لَا يَنشَقّ ظُفُرُهُ وَ لَا يَمِيلَ إِلَي الصّفرَةِ وَ لَا يَفسُدَ حَولَ ظُفُرِهِ فَلَا يُقَلّمُ أَظفَارَهُ إِلّا يَومَ الخَمِيسِ وَ مَن أَرَادَ أَن لَا يُؤلِمَهُ أُذُنُهُ فَليَجعَل فِيهَا عِندَ النّومِ قُطنَةً. وَ مَن أَرَادَ رَدعَ الزّكَامِ مُدّةَ أَيّامِ الشّتَاءِ فَليَأكُل كُلّ يَومٍ ثَلَاثَ لُقَمٍ مِنَ الشّهدِ. وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ لِلعَسَلِ دَلَائِلَ يُعرَفُ بِهَا نَفعُهُ مِن ضَرّهِ وَ ذَلِكَ أَنّ مِنهُ شَيئاً إِذَا أَدرَكَهُ الشّمّ عَطِشَ وَ مِنهُ شَيءٌ يُسكِرُ وَ لَهُ عِندَ الذّوقِ حِرَاقَةٌ شَدِيدَةٌ فَهَذِهِ الأَنوَاعُ مِنَ العَسَلِ قَاتِلَةٌ. وَ لَا يُؤَخّرُ شَمّ النّرجِسِ فَإِنّهُ يَمنَعُ الزّكَامَ فِي مُدّةِ أَيّامِ الشّتَاءِ وَ كَذَلِكَ الحَبّةُ السّودَاءُ وَ إِذَا خَافَ الإِنسَانُ الزّكَامَ فِي زَمَانِ الصّيفِ فَليَأكُل كُلّ يَومٍ خِيَارَةً وَ ليَحذَرِ الجُلُوسَ فِي الشّمسِ. وَ مَن خشَيَِ الشّقِيقَةَ وَ الشّوصَةَ فَلَا يُؤَخّر أَكلَ السّمَكِ الطرّيِّ صَيفاً وَ شِتَاءً وَ مَن أَرَادَ أَن يَكُونَ صَالِحاً خَفِيفَ الجِسمِ وَ اللّحمِ فَليُقَلّل مِن عَشَائِهِ بِاللّيلِ وَ مَن
صفحه : 325
أَرَادَ أَن لَا يشَتكَيَِ سُرّتَهُ فَليَدهُنهَا مَتَي دَهَنَ رَأسَهُ. وَ مَن أَرَادَ أَن لَا تَنشَقّ شَفَتَاهُ وَ لَا يَخرُجَ فِيهَا بَاسُورٌ فَليَدهُن حَاجِبَهُ مِن دُهنِ رَأسِهِ. وَ مَن أَرَادَ أَن لَا تَسقُطَ أُذُنَاهُ وَ لَهَاتُهُ فَلَا يَأكُل حُلواً حَتّي يَتَغَرغَرَ بَعدَهُ بِخَلّ. وَ مَن أَرَادَ أَن لَا يُصِيبَهُ اليَرَقَانُ فَلَا يَدخُل بَيتاً فِي الصّيفِ أَوّلَ مَا يَفتَحُ بَابَهُ وَ لَا يَخرُج مِنهُ أَوّلَ مَا يَفتَحُ بَابَهُ فِي الشّتَاءِ غُدوَةً. وَ مَن أَرَادَ أَن لَا يُصِيبَهُ رِيحٌ فِي بَدَنِهِ فَليَأكُلِ الثّومَ كُلّ سَبعَةِ أَيّامٍ مَرّةً. وَ مَن أَرَادَ أَن لَا تَفسُدَ أَسنَانُهُ فَلَا يَأكُل حُلواً إِلّا بَعدَ كِسرَةِ خُبزٍ. وَ مَن أَرَادَ أَن يسَتمَرِئَ طَعَامُهُ فليستك [فَليَتّكِئ] بَعدَ الأَكلِ عَلَي شِقّهِ الأَيمَنِ ثُمّ يَنقَلِبُ بَعدَ ذَلِكَ عَلَي شِقّهِ الأَيسَرِ حَتّي يَنَامَ. وَ مَن أَرَادَ أَن يُذهِبَ البَلغَمَ مِن بَدَنِهِ وَ يَنقُصَهُ فَليَأكُل كُلّ يَومٍ بُكرَةً شَيئاً مِنَ الجَوَارِشِ الحِرّيفِ وَ يُكثِرُ دُخُولَ الحَمّامِ وَ مُضَاجَعَةَ النّسَاءِ وَ الجُلُوسَ فِي الشّمسِ وَ يَجتَنِبُ كُلّ بَارِدٍ مِنَ الأَغذِيَةِ فَإِنّهُ يُذهِبُ البَلغَمَ وَ يُحرِقُهُ. وَ مَن أَرَادَ أَن يُطفِئَ لَهَبَ الصّفرَاءِ فَليَأكُل كُلّ يَومٍ شَيئاً رَطباً بَارِداً وَ يُرَوّحُ بَدَنَهُ وَ يُقِلّ الحَرَكَةَ وَ يُكثِرُ النّظَرَ إِلَي مَن يُحِبّ. وَ مَن أَرَادَ أَن يُحرِقَ السّودَاءَ فَعَلَيهِ بِكَثرَةِ القيَءِ وَ فَصدِ العُرُوقِ وَ مُدَاوَمَةِ النّورَةِ وَ مَن أَرَادَ أَن يَذهَبَ بِالرّيحِ البَارِدَةِ فَعَلَيهِ بِالحُقنَةِ وَ الأَدهَانِ اللّيّنَةِ عَلَي الجَسَدِ وَ عَلَيهِ بِالتّكمِيدِ بِالمَاءِ الحَارّ فِي الأَبزَنِ وَ يَجتَنِبُ كُلّ بَارِدٍ وَ يَلزَمُ كُلّ حَارّ لَيّنٍ. وَ مَن أَرَادَ أَن يَذهَبَ عَنهُ البَلغَمُ فَليَتَنَاوَل بُكرَةَ كُلّ يَومٍ مِنَ الإِطرِيفِلِ الصّغِيرِ مِثقَالًا وَاحِداً وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ المُسَافِرَ ينَبغَيِ لَهُ أَن يَتَحَرّزَ بِالحَرّ إِذَا سَافَرَ وَ هُوَ مُمتَلِئٌ مِنَ الطّعَامِ وَ لَا خاَليِ الجَوفِ وَ ليَكُن عَلَي حَدّ الِاعتِدَالِ وَ ليَتَنَاوَل مِنَ الأَغذِيَةِ البَارِدَةِ مِثلَ القَرِيصِ وَ الهَلَامِ وَ الخَلّ وَ الزّيتِ وَ مَاءِ الحِصرِمِ وَ نَحوِ ذَلِكَ مِنَ الأَطعِمَةِ البَارِدَةِ.
صفحه : 326
وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ السّيرَ فِي الحَرّ الشّدِيدِ ضَارّ بِالأَبدَانِ المَنهُوكَةِ إِذَا كَانَت خَالِيَةً عَنِ الطّعَامِ وَ هُوَ نَافِعٌ فِي الأَبدَانِ الخَصِبَةِ.فَأَمّا صَلَاحُ المُسَافِرِ وَ دَفعُ الأَذَي عَنهُ فَهُوَ أَن لَا يَشرَبَ مِن مَاءِ كُلّ مَنزِلٍ يَرِدُهُ إِلّا بَعدَ أَن يَمزُجَهُ بِمَاءِ المَنزِلِ ألّذِي قَبلَهُ أَو بِشَرَابٍ وَاحِدٍ غَيرِ مُختَلِفٍ يَشُوبُهُ بِالمِيَاهِ عَلَي الأَهوَاءِ عَلَي اختِلَافِهَا وَ الوَاجِبُ أَن يَتَزَوّدَ المُسَافِرُ مِن تُربَةِ بَلَدِهِ وَ طِينَتِهِ التّيِ ربُيَّ عَلَيهَا وَ كُلّمَا وَرَدَ إِلَي مَنزِلٍ طَرَحَ فِي إِنَائِهِ ألّذِي يَشرَبُ مِنهُ المَاءَ شَيئاً مِنَ الطّينِ ألّذِي تَزَوّدَهُ مِن بَلَدِهِ وَ يَشُوبُ المَاءَ وَ الطّينَ فِي الآنِيَةِ بِالتّحرِيكِ وَ يُؤَخّرُ قَبلَ شُربِهِ حَتّي يَصفُوَ صَفَاءً جَيّداً. وَ خَيرُ المَاءِ شُرباً لِمَن هُوَ مُقِيمٌ أَو مُسَافِرٌ مَا كَانَ يَنبُوعُهُ مِنَ الجِهَةِ المَشرِقِيّةِ مِنَ الخَفِيفِ الأَبيَضِ وَ أَفضَلُ المِيَاهِ مَا كَانَ مَخرَجُهَا مِن مَشرِقِ الشّمسِ الصيّفيِّ وَ أَصَحّهَا وَ أَفضَلُهَا مَا كَانَ بِهَذَا الوَصفِ ألّذِي نَبَعَ مِنهُ وَ كَانَ مَجرَاهُ فِي جِبَالِ الطّينِ وَ ذَلِكَ أَنّهَا تَكُونُ فِي الشّتَاءِ بَارِدَةً وَ فِي الصّيفِ مُلَيّنَةً لِلبَطنِ نَافِعَةً لِأَصحَابِ الحَرَارَاتِ. وَ أَمّا المَاءُ المَالِحُ وَ المِيَاهُ الثّقِيلَةُ فَإِنّهَا تُيَبّسُ البَطنَ وَ مِيَاهُ الثّلُوجِ وَ الجَلِيدِ رَدِيّةٌ لِسَائِرِ الأَجسَادِ وَ كَثِيرَةُ الضّرَرِ جِدّاً وَ أَمّا مِيَاهُ السّحُبِ فَإِنّهَا خَفِيفَةٌ عَذبَةٌ صَافِيَةٌ
صفحه : 327
نَافِعَةٌ لِلأَجسَامِ إِذَا لَم يَطُل خَزنُهَا وَ حَبسُهَا فِي الأَرضِ وَ أَمّا مِيَاهُ الجُبّ فَإِنّهَا عَذبَةٌ صَافِيَةٌ نَافِعَةٌ إِن دَامَ جَريُهَا وَ لَم يَدُم حَبسُهَا فِي الأَرضِ. وَ أَمّا البَطَائِحُ وَ السّبَاخُ فَإِنّهَا حَارّةٌ غَلِيظَةٌ فِي الصّيفِ لِرُكُودِهَا وَ دَوَامِ طُلُوعِ الشّمسِ عَلَيهَا وَ قَد يَتَوَلّدُ مِن دَوَامِ شُربِهَا المِرّةُ الصّفرَاوِيّةُ وَ تَعظُمُ بِهِ أَطحِلَتُهُم. وَ قَد وَصَفتُ لَكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فِيمَا تَقَدّمَ مِن كتِاَبيِ هَذَا مَا فِيهِ كِفَايَةٌ لِمَن أَخَذَ بِهِ وَ أَنَا أَذكُرُ أَمرَ الجِمَاعِ فَلَا تَقرُبِ النّسَاءَ مِن أَوّلِ اللّيلِ صَيفاً وَ لَا شِتَاءً وَ ذَلِكَ لِأَنّ المَعِدَةَ وَ العُرُوقَ تَكُونُ مُمتَلِئَةً وَ هُوَ غَيرُ مَحمُودٍ وَ يَتَوَلّدُ مِنهُ القُولَنجُ وَ الفَالِجُ وَ اللّقوَةُ وَ النّقرِسُ وَ الحَصَاةُ وَ التّقطِيرُ وَ الفَتقُ وَ ضَعفُ البَصَرِ وَ رِقّتُهُ فَإِذَا أَرَدتَ ذَلِكَ فَليَكُن فِي آخِرِ اللّيلِ فَإِنّهُ أَصلَحُ لِلبَدَنِ وَ أَرجَي لِلوَلَدِ وَ أَزكَي لِلعَقلِ فِي الوَلَدِ ألّذِي يقَضيِ اللّهُ بَينَهُمَا. وَ لَا تُجَامِعِ امرَأَةً حَتّي تُلَاعِبَهَا وَ تُكثِرَ مُلَاعَبَتَهَا وَ تَغمِزَ ثَديَيهَا فَإِنّكَ إِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ غَلَبَت شَهوَتُهَا وَ اجتَمَعَ مَاؤُهَا لِأَنّ مَاءَهَا يَخرُجُ مِن ثَديَيهَا وَ الشّهوَةَ تَظهَرُ مِن وَجهِهَا وَ عَينَيهَا وَ اشتَهَت مِنكَ مِثلَ ألّذِي تَشتَهِيهِ مِنهَا وَ لَا تُجَامِعِ النّسَاءَ إِلّا وَ هيَِ طَاهِرَةٌ. فَإِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ فَلَا تَقُم قَائِماً وَ لَا تَجلِس جَالِساً وَ لَكِن تَمِيلُ عَلَي يَمِينِكَ ثُمّ انهَض لِلبَولِ إِذَا فَرَغتَ مِن سَاعَتِكَ شَيئاً فَإِنّكَ تَأمَنُ الحَصَاةَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي ثُمّ اغتَسِل وَ اشرَب مِن سَاعَتِكَ شَيئاً مِنَ الموُميِاَئيِّ بِشَرَابِ العَسَلِ أَو بِعَسَلٍ مَنزُوعِ الرّغوَةِ فَإِنّهُ يَرُدّ مِنَ المَاءِ مِثلَ ألّذِي خَرَجَ مِنكَ. وَ اعلَم يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنّ جِمَاعَهُنّ فِي بُرجِ الحَمَلِ أَوِ الدّلوِ مِنَ البُرُوجِ أَفضَلُ وَ خَيرٌ مِن ذَلِكَ أَن يَكُونَ فِي بُرجِ الثّورِ لِكَونِهِ شَرَفَ القَمَرِ وَ مَن عَمِلَ فِيمَا وَصَفتُ فِي كتِاَبيِ هَذَا وَ دَبّرَ بِهِ جَسَدَهُ أَمِنَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي مِن كُلّ دَاءٍ وَ صَحّ جِسمُهُ بِحَولِ اللّهِ وَ قُوّتِهِ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَي يعُطيِ العَافِيَةَ لِمَن يَشَاءُ وَ يَمنَحُهَا إِيّاهُ وَ الحَمدُ لِلّهِ
صفحه : 328
أَوّلًا وَ آخِراً وَ ظَاهِراً وَ بَاطِناً. ولنوضح بعض ماربما اشتبه علي الناظر فيها قوله ع علي مثال الملك بالضم أي المملكة التي يتصرف فيهاالملك فملك الجسد بفتح الميم وكسر اللام أي سلطانه هوالقلب كذا في أكثر النسخ وربما يتوهم التنافي بينه و بين ماسيأتي من أن بيت الملك قلبه . ويمكن رفع التنافي بأن للقلب معاني أحدها اللحم الصنوبري المعلق في الجوف الثاني الروح الحيواني ألذي ينبعث من القلب ويسري في جميع البدن الثالث النفس الناطقة الإنسانية التي زعمت الحكماء وبعض المتكلمين أنها مجردة متعلقة بالبدن إذ زعموا أن تعلقها بالبخار اللطيف المنبعث من القلب المسمي بالروح الحيواني وبتوسطه تتعلق بسائر الجسد فإطلاقه علي الثاني لكون القلب منشأه ومحله و علي الثالث لكون تعلقها أولا بما في القلب فيحتمل أن يكون مراده ع بالقلب ثانيا المعني الأول و به أولا أحد المعنيين الآخرين . و في بعض النسخ هو ما في القلب فلايحتاج إلي تكلف لكن يحتمل المعني الثاني علي الظرفية الحقيقية والثالث علي الظرفية المجازية بناء علي القول بتجرد الروح و قد يكون الكلام فيه و علي التقديرين كونه ملك البدن ظاهر إذ كما أن الملك يكون سببا لنظام أمور الرعية و منه يصل الأرزاق إليهم فمنه يصل الروح ألذي به الحياة إلي سائر البدن . و علي رأي أكثر الحكماء إذاوصل الروح الحيواني إلي الدماغ صار روحا نفسانيا يسري بتوسط الأعصاب إلي سائر البدن فمنه يحصل الحس والحركة فيها و إذانفذ إلي الكبد صار روحا طبيعيا فيسري بتوسط العروق النابتة من الكبد إلي جميع الأعضاء و به يحصل التغذية والتنمية و كما أن السلطان قديأخذ من الرعايا مايقوم به أمره كذلك يسري من الدماغ والكبد إليه القوة النفسانية والقوة الطبيعية كمامرت الإشارة إلي جميع ذلك وسيأتي منا تحقيق آخر في ذلك في كتاب الإيمان
صفحه : 329
والكفر هوبذلك المقام أنسب فيمكن تعميم العروق بحيث تشمل العروق المتحركة النابتة من القلب والساكنة النابتة من الكبد والأعصاب النابتة من الدماغ . والمراد بالأوصال مفاصل البدن و مايصير سببا لوصالها فإن بهاتتم الحركات المختلفة من القيام والقعود وتحريك الأعضاء. وخزانته معدته لماعرفت أن الغذاء يرد أولا المعدة فإذاصار كيلوسا نفذ صفوه في العروق الماساريقية إلي الكبد و بعدتولد الأخلاط فيه إلي سائر البدن لبدل مايتحلل فالمعدة والبطن و مااحتوي عليه البطن من الأمعاء والكبد والأخلاط بمنزلة خزانة الملك يجمع فيهما ثم يفرق إلي سائر البدن . وحجابه صدره لماعرفت أن الله تعالي جعله في الصدر لأنه أحفظ أجزاء البدن لأنه فيه محاط بعظام الصدر وبفقرات الظهر وبالأضلاع وحجاب القلب بمنزلة غلاف محيط به . والحجابان اللذان يقسمان الصدر محيطان به أيضا فهو محجوب بحجب كثيرة كما أن الملك يحتجب بحجب وحجاب كثيرة لأن الملك من وراء حجاب إذ هوبالمعني الثاني في القلب و هومستور بالحجب كماعرفت فلابد له من آلة ظاهرة توصل إليه أحوال الأشياء النافعة والضارة. وبالمعني الثالث لما كان أدركه موقوفا علي الأعضاء والآلات و لايكفي في ذلك الروح ألذي في القلب حتي يسري إلي الأعضاء التي هي محل الإدراك فيصدق أنه محجوب بالحجب بهذا المعني . ثم إن سائر الحواس الخمس من السامعة والشامة والذائقة واللامسة و إن كانت أسوة للباصرة في ذلك فإن بالسامعة يطلع علي الأصوات الهائلة والأشياء النافعة التي لها صوت فيجلبها والضارة فيجتنبها وكذا الشامة تدله علي المشمومات
صفحه : 330
الضارة والنافعة والذائقة علي الأشياء النافعة والسموم المهلكة واللامسة علي الحر والبرد وغيرهما.لكن فائدة الباصرة أكثر إذ أكثر تلك القوي إنما تدرك مايجاورها و مايقرب منها والباصرة تدرك القريب والبعيد والضعيف والشديد فلذا خصه ع بالذكر ولذلك جعلها الله في أرفع المواضع في البدن وأحصنها وأكشفها حتي يوحي الملك إليهما وحي الملك كناية عن إرادة السماع وتوجه النفس إليه وإنصاته عبارة عن توجه النفس إلي إدراكه وعدم اشتغاله بشيء آخر ليدرك المعاني بالألفاظ التي تؤديها السامعة. وريح الفؤاد هي الهواء التي يخرج من القلب إلي الرئة والقصبة وبخار المعدة تصل إلي تجاويف الرئة أو إلي الفم فيعين الكلام أوالمراد ببخار المعدة الروح ألذي يجري من الكبد بعدوصول الغذاء من المعدة إليه إلي آلات النفس . إلابالأسنان كذا في أكثر النسخ وتقوي الشفة بالأسنان ظاهر لأنها كالعماد له و في بعض النسخ إلاباللسان و هوأيضا صحيح و ليس يستغني بعضها أي بعض أدوات الصوت عن بعض لمدخلية الجميع في خروج الصوت وتقطيع الحروف وإرجاع الضمير إلي الأسنان بعيد. كمايزين النافخ في المزمار أي كمايزين النافخ في المزمار صوته بترديد صوته في الأنف وقيل أي كمايزين النافخ في المزمار صوت المزمار بثقبة تكون خلف المزمار تكون مفتوحة دائما. و ذلك لأن الهواء يخرج بالعنف من قصبة الرئة في حال التنفس فإذاوصل إلي الحنجرة حدثت فيه تقطيعات مختلفة لإصاغة الحروف فإذاكثرت الأهوية وازدحمت و لم يخرج بعضها من المنخرين أشكل تقطيع الحروف و لم يتزين الصوت كما أن الثقبة التي خلف المزمار منفتحة دائما لئلا تزدحم الأهوية المتموّجة فيها فلايحسن صوته .
صفحه : 331
وأيضا يعين الهواء الخارج من المنخرين علي بعض الحروف وصفات بعضها كالنون وأشباهه و كل ذلك يشاهد فيمن سد الزكام أنفه . و أما أن أصل الحزن في الطحال فلما عرفت أنه مفرغة للسوداء البارد اليابس الغليظ وهي مضادة للروح في صفاتها وفرح الروح وانبساطه إنما هو من صفاء الدم وخلوصه من الكدورات فإذاامتزج الدم بالسوداء غلظ وكثف وفسد ويفسد به الروح ولذا تري أصحاب الأمراض السوداوية دائما في الحزن والكدورة والخيالات الباطلة وعلاجهم تصفية الدم من السوداء. والثرب غشاء علي المعدة والأمعاء ذو طبقتين بينهما عروق وشرايين وشحم كثير ومنشؤه من فم المعدة ومنتهاه عندالمعاء الخامس المسمي بقولون كمامر وسبب كون الفرح منه أنه بسبب كثرة عروقه وشرايينه يجذب الدم ورطوبته إلي الكلية فيصير سببا لصفاء الدم ورقته ولطافته فينبسط به الروح . من العمال أي الأعضاء والجوارح . إلي الملك أي القلب لماعرفت أن الروح بعدسريانه إلي الدماغ و إلي الكبد يرجع إلي القلب وسريانه من القلب إلي الأعضاء والجوارح ظاهر. ومثل ع لذلك مثالا ومصدقا و هو أنه إذاتناول الإنسان الدواء وورد المعدة تصرفت فيه الحرارة الغريزية ثم تتأدي آثاره وخواصه من طرق العروق إلي موضع الداء بإعانة الجوارح والأعضاء فهي طرق للقلب إلي الأعضاء وأقول يحتمل أن يراد بالعمّال هنا و في أول الخبر القوي المودّعة في كل عضو بتوسط الروح الساري فيه وهي بكونها عمالا ونوابا للروح ألذي هي في القلب أنسب والتمثيل حينئذ أظهر لأنه يسري أثر الدواء في العروق إلي كل عضو ثم تتصرف فيه القوي المودعة فيه من الغاذية والنامية والدافعة والماسكة وغيرها حتي يتم تأثيرها فيه كما أن الملك إذابعث شيئا إلي عامل من عماله فهو يأخذه ويصرفه فيما يناسبه من المصالح فالمراد بالعروق في صدر الخبر القوي المودّعة فيها وهاهنا نفس العروق .
صفحه : 332
وتعاهد الشيء رعايته ومحافظته والسؤال عنه ومعرفته وملاقاته والوصية به . وزكي زرعها أي نما والعشب بالضم الكلاء الرطب ومراءة الطعام حسن عاقبته وعدم ترتب الضرر عليه . من هذه الطبائع أي الأخلاط الأربعة أوالأمزجة الأربعة من الحار والبارد والرطب واليابس أوالأربعة المركبة من الحار اليابس والحار الرطب والبارد اليابس والبارد الرطب .تحب مايشاكلها أي تطلب مايوافقها فصاحب المزاج الحار يطلب البارد والرطب يطلب اليابس وهكذا فاغتذ في بعض النسخ بالغين والذال المعجمتين أي اجعل غذاءك و في بعضها بالمهملتين من الاعتياد لم يغذه يقال غذوت الصبي اللبن فضمير لم يغذه إما راجع إلي الطعام أي لم يجعل الطعام غذاء لجسده أو إلي الجسد و علي التقديرين أحد المفعولين مقدر والحاصل أنك إذاتناولت من الغذاء أكثر من قدر الحاجة يصير ثقلا علي المعدة وتعجز الطبيعة عن التصرف فيه و لاينضج و لايصير جزء البدن ويتولد منه الأمراض ويصير سببا للضعف وكذلك الماء أي ينبغي أن تشرب من الماء أيضا قدر الحاجة.فسبيله أي طريقه وأكله وإدامه و في بعض النسخ وكذلك سبيلك أي طريقتك التي ينبغي أن تسلكها وتعمل بها في أيامه أي في كل يوم تأكل الطعام فيه أو في أوقاته فإن اليوم يطلق علي المقدار من الزمان مطلقا و في بعض النسخ إبّانه بكسر الهمزة وتشديد الباء أي حينه . والقَرَم محركة شدة شهوة اللحم ثم اتسع حتي استعمل في الشوق إلي الحبيب و كل شيءفإنه أصلح لمعدتك فإنه يسهل عليها الهضم ولبدنك فإنه يصير جزءا له .
صفحه : 333
وأزكي لعقلك أي أنمي و في بعض النسخ بالذال و هوأنسب لأن الذكاء سرعة الفهم وشدة لهب النار و ذلك لأن مع امتلاء المعدة تصعد إلي الدماغ الأبخرة الردية فتصير سببا لغلظة الروح النفساني وقلة الفهم وتكدر الحواس وأخف علي جسمك فإن البدن يثقل بكثرة الأكل . كل البارد في الصيف يحتمل أن يكون المراد بالبارد البارد بالفعل كالماء ألذي فيه الجمد والثلج أوالبارد بالقوة بحسب المزاج كالخيار والخس وكذا الحار يحتملهما. و ذلك لأنه لما كان في الصيف ظاهر البدن حارا بسبب حرارة الهواء فإذاأكل أوشرب الحار بأحد المعنيين اجتمعت الحرارتان فصار سببا لفساد الهضم وكثرة تحليل الرطوبات وكذا أكل البارد وشربه في الشتاء يصير سببا لاجتماع البرودتين الموجب لقلة الحرارة الغريزية و منه يظهر علة رعاية الاعتدال في الفصلين المعتدلين . و قوله ع علي قدر قوتك وشهوتك إعادة لمامر تأكيدا وإشارة إلي أن كثرة الأكل وقلته تختلفان بحسب الأمزجة فالمزاج القوي والمعدة القوية يقدران علي هضم كثير من الغذاء وصاحب المزاج الضعيف والمعدة الضعيفة قليل من الغذاء بالنسبة إليه كثير. وابدأ في أول الطعام هذاإشارة إلي الترتيب بين الأغذية بأنه إذاأراد أكل غذاء لطيف مع غذاء غليظ بأيهما يبدأ فحكم ع بالابتداء باللطيف من الغذاء وكذا ذكره بعض الأطباء فإنه إذاعكس فيسرع إليه هضم اللطيف والغذاء الغليظ لم يهضم بعد و هو في قعر المعدة قدسد طريق نفوذ المهضوم إلي الأمعاء فيفسد المنهضم ويختلط بالغليظ فيفسده أيضا ويصير سببا للتخمة. وجوزوا ذلك فيما إذاكانت المعدة خالية من الغذاء والصفراء و كان في غاية الاشتهاء وأكل قليل من الغذاء الغليظ ومر عليه زمان حصل فيه بعض الهضم ثم أكل اللطيف ليتم هضمها معا في زمان واحد و إذاابتدأ في تلك الحالة بأكل اللطيف
صفحه : 334
اشتملت عليه المعدة وأسرع في هضمه فإذاأكل الغليظ بعده لم تقبله المعدة فتنفرت منه فيفسد. ومنهم من منع من الابتداء باللطيف مطلقا معللين بأنه إذاورد المعدة وأخذت في هضمه كان هضمه قبل الغليظ فينفذ في الأمعاء ويختلط به بعض غيرالمنهضم من الغليظ ويصل إلي الأمعاء ويصير سببا للسدة ومنهم من منع من الجمع بينهما مطلقا و ماورد في الخبر علي تقدير صحته هوالمتبع . ثم شرع ع في بيان زمان الأكل ومقدار الأزمنة بين الأكلات فجعل له طريقين أحدهما أن يأكل في كل يوم أكلة واحدة عندمضي ثمان ساعات من النهار والثاني أن يأكل في كل يومين ثلاث أكلات والاعتياد بهما لاسيما بالأول أعون علي الصوم و علي قلة النوم لكنهما مخالفان لماورد من الأخبار في فضل التغدي والتعشي وفضل مباكرة الغذاء وفضل السحور في الصوم و غير ذلك من الأخبار. ويمكن حمله علي أنه ع علم بحسب حال المخاطب أن ذلك أصلح له فأمره بذلك فيكون ذلك لمن كانت معدته ضعيفة لاتقدر علي الهضم مرتين في كل يوم و قدجرب أن ذلك أصلح التدابير لأصحاب تلك الحالة. أو يكون المراد بالغذاء مايأكله بقدر شهوته من الأغذية الغليظة المعتادة فلاينافي مباكرة الغذاء بشيء قليل خفيف ينهضم في ثمان ساعات ويمنع من انصباب الصفراء في المعدة.بل يمكن أن يكون ماذكره ع من الابتداء بأخف الأغذية إشارة إلي ذلك فيحصل عند ذلك المباكرة في الغذاء كل يوم والتعشي أيضا لأن بعدثمان ساعات يحصل التعشي بأكثر معانيه . و في القاموس الوجبة الوظيفة ووجب يجب وجبا أكل أكلة واحدة في النهار كأوجب ووجب ووجب عياله وفرسه عودهم أكلة واحدة والوجبة الأكلة في اليوم والليلة وأكلة في اليوم إلي مثلها من الغد انتهي . ثم أكد ع ماذكره مرتين لشدة الاهتمام بقلة الأكل وترك الطعام مع
صفحه : 335
اشتهائه فإن هذاالاشتهاء المفرط كاذب ويذهب ذلك عندالشروع في الهضم وانتفاخ الطعام ثم أوصاه ع بأن يشرب بعدالطعام الشراب الحلال ألذي سيأتي ذكره فإنه معين علي الهضم . ثم أخذ ع في ذكر مايناسب أكله وشربه واستعماله في الفصول الأربعة و كل شهر من الشهور الرومية التي مضي ذكرها.فإنه روح الزمان لأنه لاعتداله ونمو الأشياء فيه بالنسبة إلي سائر أجزاء الزمان كالروح بالنسبة إلي سائر الجسد أولميله إلي الحرارة والرطوبة طبعه طبع الروح و فيه يطيب الليل والنهار لاعتدال الهواء فيه وعدم الاختلاف الكثير فيه بين الليل والنهار وتلين الأرض إذ بحرارة الهواء ورطوبته تذهب الصلابة الحاصلة في الأرض من يبس الشتاء فتنبت فيهاالأعشاب وتذهب سلطنة البلغم المتولد في الشتاء. ويشرب الشراب أي الشراب الحلال ألذي سيأتي ذكره بعدتعديله بالماء بأن يمزح بمقدار من الماء لتقل حرارته ويحمد فيه شرب المسهل لتنقية البدن من الفضلات والمواد المحتبسة في الشتاء المتولدة من الأغذية الغليظة وهي لانسداد المسامات محتبسة في البدن فإذاأثرت حرارة الربيع في البدن حدثت فيهارقة وسيلان فإذا لم يدفع بالمسهل يمكن أن تتولد منها الأمراض والدماميل والأورام وأشباهها والفصد والحجامة لمامر من تولد الدم في هذاالفصل وهيجانه . ويقوي مزاج الفصل لظهور الحرارة فيه فإن الشهر الأول شبيه بالشتاء بارد في أكثر البلاد وحركة الدم وتولده في هذاالشهر أكثر ويعالج الجماع أي يزاول ويرتكب لمناسبته لكثرة الدم وسيلانه وكثرة تولد المني فيه و في القاموس مرخ جسده كمنع دهنه بالمروخ و هو مايمرخ به البدن من دهن وغيره كمرخه انتهي . و لايشرب الماء و في بعض النسخ ويشرب والأول أوفق بقول الأطباء.
صفحه : 336
تصفو فيه الرياح أي من الغبار لعدم شدتها أولحدوث الرطوبات في الأرض أوكناية عن عدم تضرر الناس بها و في القاموس البقرة للمذكر والمؤنث والجمع بقر وبقرات وبقر بضمتين وبقار وأبقور وبواقر و أماباقر وبقير وبيقورة وباقور وباقورة فأسماء للجمع انتهي . والرياضة التعب والمشقة في الأعمال زمان المرة الصفراوية لأن الفصل حار يابس وموافق لطبع الصفراء فهو يولدها ويقويها. عن التعب لأنه بسبب شدة حرارة الهواء وتخلخل مسام البدن يتحلل كثير من المواد البدنية والتعب والرياضة موجبة لزيادة التحليل وضعف البدن . وأكل اللحم الدسم يوجب تهيج الصفراء وشم المسك والعنبر ليبسهما لايناسبان الفصل ويوجبان وجع العين والصداع والزكام . وبقلة الحمقاء والبقلة الحمقاء هي التي يسمونها بالفارسية خرفت والجداء بالكسر جمع الجدي من أولاد المعز وإنما يناسب أكل هذه اللحوم في هذاالفصل للطافتها وسرعة هضمها وضعف الهاضمة في هذاالفصل لتفرق الحرارة الغريزية وضعف القوي . ويحتمل أن يكون المراد باللبن الماست لشيوع استعماله فيه و هويناسب الفصل ويحتمل اللبن الحليب لأنه يدفع اليبوسة ويوجب تليين الصفراء في بعض الأمزجة.مزاج الشراب أي الشراب الحلال بتبريده بالماء البارد البارد الرطب كالبنفسج والنيلوفر فيه يشتد السموم أي الرياح الحارة ويهيج الزكام بالليل لأن جوهر الدماغ لشدة الحرارة يضعف ويتخلخل فإذابرد الهواء بالليل تحتبس البخارات المتصاعدة إليه فيحصل الزكام . واللبن الرائب الماست أو ألذي أخرج زبده في القاموس راب اللبن روبا ورءوبا خثر أي غلظ ولبن رؤب ورائب أو هو مايمخض ويخرج زبده انتهي . ويقوي سلطان المرة السوداء أي سلطنتها واستيلاؤها لكونها
صفحه : 337
باردة يابسة والفصل أيضا كذلك ولذا يكثر فيه حدوث الأمراض السوداوية. والحولي ماأتي عليه حول من ذي حافر وغيره وتتنفس أي تشرع في الهبوب والمزّ بالضم بين الحامض والحلو ولعل المراد بالتوابل هنا الأدوية الحارة ويحتمل شمولها لغيرها مما يمزج باللحم من الحمص والماش والعدس وأشباهها و في القاموس التابل كصاحب وهاجر وجوهر أبزار الطعام والجمع توابل انتهي . فيه يقطع المطر إما مطلقا أوينقلب بالثلج ويؤيد الأخير أن في أكثر النسخ المطر الوسمي و في القاموس الوسمي مطر الربيع الأول انتهي ويحتمل أن يكون المعني الأمطار الدفعية الكبيرة القطر ولعل المراد بالبقول الحارة منها لأن ماذكره علي التشبيه كلها حارة ويحتمل التعميم . والعواصف الرياح القوية الشديدة والحارة بالقوة هي التي حرارتها بحسب المزاج كالعسل والظاهر أن المراد بالبارد أيضا أعم من البارد بالقوة وبالفعل بقرينة المقابلة تقوي فيه غلبة البلغم لأنه بارد رطب والفصل أيضا كذلك . والتجرع شرب الشيء جرعة جرعة بالتدريج وتجرع الماء الحار يرقق البلغم ويذيبه وكذا دخول الحمام يلطف البلغم ويحلله . والخيري هو ألذي يقال له بالفارسية شب بو و له أنواع من ألوان مختلفة. ويحذر فيه الحلق في بعض النسخ الحلو و هومخالف لقول الأطباء بل الأول أيضا ولذا حمله بعضهم علي الحلق في موضع تؤثر برودة الهواء في الرأس ويصير سببا للزكام و هوخطأ لأنه قدجرب أصحاب الزكام أن ترك حلق كل الرأس أووسطه في الشتاء ينفعهم لعدم انصبابه علي العين والأسنان والصدر. من الزبيب المنقي أي ألذي أخرج حبه والرطل مائة وثلاثون درهما والدرهم نصف المثقال الصيرفي وربع عشره في غمره أي في مقدار من الماء يغمره
صفحه : 338
ويستره ويرتفع عنه مقدار أربعة أصابع و هوالقابل أي الماء الخفيف ماء يقبل مايعترضه أي يعرضه من الحرارة والبرودة بسرعة صفيقة أي غيررقيقة و من سنبل أي سنبل الطيب كما في بعض النسخ . و في بعضها بعد أن يسحق كل صنف من هذه الأصناف وينخل في خرقة ويشد بخيط شدا جيدا و يكون للخيط طرف طويل تعلق به الخرقة المصرورة في عود معارض به علي القدر و يكون إلقاء هذه الصرة في القدر الوقت ألذي فيه العسل ثم تمرس الخرقة ساعة فساعة لينزل ما فيهاقليلا قليلا ويغلي إلي أن يعود إلي حاله وتذهب زيادة العسل ولتكن النار لينة ويصفي ويبرد ويترك في إناء ثلاثة أشهر مختوما عليه فإذابلغ المدة فاشربه . والأوقية تطلق علي أربعين درهما و علي سبعة مثاقيل و في عرف الأطباء عشرة دراهم وخمسة أسباع درهم والظاهر أن المراد هنا الثاني أوالثالث والثالث يقرب من ستة مثاقيل والنقرس من أوجاع مفاصل الرجلين ولعل المراد بالأوجاع المذكورة ماكانت مادتها البلغم .تغيرا في الصور أي في صورة الإنسان وبشرته أو في الصور الفائضة علي الأخلاط المتولدة من الأغذية بعدنفوذها بتوسط العروق الكبار والصغار إلي الأعضاء ليصير شبيها بالعضو المغتذي ويصير جزءا منه بدلا لمايتحلل كمامرت الإشارة إليه . والمرتان الصفراء والسوداء و قدخولف مابينهما أي بين كل من الحارين و كل من الباردين بأن جعل أحد الحارين لينا أي رطبا و هوالدم والآخر يابسا و هوالصفراء وأحد الباردين رطبا و هوالبلغم والآخر يابسا و هوالسوداء. و في بعض النسخ واعلم أن قوي النفس تابعة لمزاجات الأبدان ومزاجات الأبدان تابعة لتصرف الهواء فإذابرد مرة وسخن مرة تغيرت لذلك الأبدان والصور فإذااستوي الهواء واعتدل صار الجسم معتدلا لأن الله تعالي عز و جل
صفحه : 339
بني الأبدان علي أربع طبائع المرة الصفراء والدم والبلغم والمرة السوداء فاثنتان حارتان واثنتان باردتان وخولف بينهما فجعل حار يابس وحار لين وبارد يابس وبارد لين . قوله ع علي أربعة أجزاء إنما خص ع تلك الأعضاء لأنها العمدة في قوام البدن والمنبع لسائر الأعضاء و في القاموس الشرسوف كعصفور غضروف معلق بكل ضلع أومقط الضلع و هوالطرف المشرف علي البطن . إن الرأس والأذنين كأنه ع خص الدم بهذه الأعضاء لأنه لكثرة العروق والشرايين فيهايجتمع الدم فيهاأكثر من غيرها ولأنها محل الإحساسات والإدراكات وهي إنما تحصل بالروح ألذي حامله الدم وخص البلغم بالصدر لاجتماع البلاغم فيها من الدماغ وسائر الأعضاء وتكثر الريح فيهاباستنشاق الهواء وخص الشراسيف بالصفراء لقرب الحرارة التي هي مجتمع الصفراء منها أولكون تلك المرة أدخل في خلقها وخص أسفل البطن بالسوداء لأن الطحال ألذي هومحلها فيه .سلطان الدماغ إذ هومسلط عليه إذ بوصول البخارات الرطبة إليه واسترخاء الأعصاب وتغليظ الروح الدماغي يستولي النوم ألذي يوجب سكون الحواس الظاهرة و به قوام البدن وقوته لاستراحة القوي عن حركاتها وإحساساتها و به يستكمل هضم الطعام والأفعال الطبيعية للبدن لاجتماع الحرارة في الباطن . علي شقك اليمني كماقاله الأطباء لنزول الغذاء إلي قعر المعدة ثم انقلب علي الأيسر قال الأطباء ليقع الكبد علي المعدة ويسير سببا لكثرة حرارتها فيقوي الهضم وكذلك فقم لعل المعني ثم انتقل إلي شقك الأيمن ليكون قيامك من النوم عن الجانب ألذي بدأت بالنوم عليه أولا و هواليمين . و هذاأيضا موافق لقول الأطباء وعللوه بانحدار الكيلوس إلي الكبد. و هذاالتفصيل مخالف لظواهر كثيرة من الأخبار الدالة علي أن النوم علي اليمين أفضل مطلقا و لو كان هذاالخبر معادلا في السند لها لأمكن حملها عليه وسيأتي
صفحه : 340
بعض القول فيه إن شاء الله .القعود من الليل أي من أوله وحدوث داء الفيل لكثرة الجلوس علي الخلاء لعله لحدوث ضعف في الرجلين يقبل بسببه المواد النازلة من أعالي البدن و في النسخ الداء الدفين أي الداء المستتر في الجوف . وليف النخل معروف ولعل المراد هنا مايعمل من ورق الأراك و هو غيرمعروف وفسره بعضهم بعرقه و لم أجده في اللغة ويحتمل أن يكون المراد به غصن الأراك ألذي عمل للاستياك بمضغ طرفه فإنه حينئذ شبيه الليف . و في بعض النسخ إن خير مااستكت به الأشياء المقبضة التي يكون لها ماء ولعله من إصلاح الأطباء. و في القاموس الحَفَر بالتحريك سلاق في أصول الأسنان أوصفرة تعلوها ويسكن والسلاق تقشر في أصول الأسنان و قال الأطباء هي تشبه الخزف تركب علي أصول الأسنان وتتحجر عليها ويزعزعها أي يحركها والإيّل كقنب وخلب وسيد تيس الجبل ويقال له بالفارسية گوزن وطريق إحراقه كماذكره الأطباء أن يجعل في جرة ويطين رأسه ويجعل في التنور حتي يحرق . وكزمازج معرب كزمازك و هوثمرة الطرفاء والورد هوالأحمر والأثل هوالطرفاء وقيل هوالسمر ولعله هنا أنسب و قال بعض الأطباء كزمازج هوثمرة الأشجار الصغار من الطرفاء وحب الأثل هوثمرة كبارها. والملح الأندراني والدراني هو ألذي يشبه البلور كما في القانون ويسمونه بالفارسية التركي.
صفحه : 341
و فيهاسلطان المرة الصفراء إذ تقل الرطوبات فيهافتحتد فيهاالصفراء. وتقوي في سلطان المرة السوداء لأنه تضعف وتقل الحرارة الغريزية والرطوبات البدنية يوما فيوما فتغلب السوداء لكونها باردة يابسة و في القاموس الجأش رواع القلب إذااضطرب عندالفزع ونفس الإنسان و قديهمز و قال نكد عيشهم كفرح اشتد انتهي . في كونه أي في حياته ووجوده وتكونه أي تكون الأخلاط الصالحة فيه و في أكثر النسخ ونكتته أي دليله وعلامته . و في بعض النسخ من أوله هكذا و فيهاسلطان المرة الصفراء وغلبتها عليه و هوأقوم ما يكون وأثقفه وألعبه فلايزال كذلك حتي يستوفي خمسا وثلاثين سنة. ثم يدخل في الحالة الثالثة وهي من خمس وثلاثين سنة إلي أن يستوفي ستين سنة فيكون في سلطان السوداء و يكون أحلم ما يكون وأدربه وأكتمه سرا وأحسنه نظرا في عواقب الأمور وفكرا في عواقبها ومداراة لها وتصرفا فيها. ثم يدخل في الحالة الرابعة وهي سلطان البلغم وهي الحالة التي لايتحول عنها مابقي و قددخل في الهرم حينئذ وفاته الشباب واستنكر كل شيء كان يعرف من نفسه حتي صار ينام عندالقوم ويسهر عندالنوم ويذكر ماتقدم وينسي مايحدث به ويكثر من حيث النفس ويذهب ماء الجسم وبهاؤه إلي قوله فلجمود رطوبته في طباعه يكون فناء جسمه . و في القاموس ثقف ككرم وفرح صار حاذقا خفيفا فطنا وألعبه أي أشد ميلا إلي اللعب من سائر أيام عمره . والدربة العادة والجرأة علي الأمر والتجربة والعقل ويمكن أن يقرأ يذكر علي بناء المفعول من التفعيل أي
صفحه : 342
لايذكر ماتقدم حتي يذكر. ويذبل بالذال المعجمة والباء الموحدة يقال ذبل النبات كنصر وكرم ذبلا وذبولا ذوي وذبل الفرس ضمر و في بعض النسخ بالياء المثناة التحتانية من قولهم ذالت المرأة أي هزلت والشيء هان وحاله تواضعت فيحتمل أن يكون كناية عن انحنائه و في بعضها بالزاي والياء علي بناء المفعول من التفعيل أي يتفرق جميع أجزاء بدنه كناية عن عدم استحكام الأوصال والأول أظهر. و علي التقادير عوده بضم العين تشبيها لقامة الإنسان بعود الشجر وربما يقرأ بالفتح ويفسر بأن المعني يقل عوده في الأمور و لايخفي ضعفه . ويتغير معهوده أي ماعهده سابقا من أحوال بدنه وروحه والرونق الحسن والبهاء و هوبارد جامد ليس المراد بجموده يبوسته لأنه بارد رطب بل غلظته وعدم سيلانه كالماء المنجمد وعدم قابليته للانقلاب إلي الدم . والأطباء حدوا سن النمو إلي ثلاثين سنة أو إلي ثمان وعشرين بحسب اختلاف الأمزجة ويسمونها سن الحداثة أيضا وبعده سن الوقوف ومنتهاه خمس وثلاثون إلي الأربعين ثم سن الانحطاط و هو من آخر سن الوقوف إلي قريب من الستين ويسمونه سن الكهولة أيضا ثم سن الشيخوخة و هو من الستين إلي آخر العمر. قوله ع في اثنتي عشرة ليلة قال الشيخ في القانون يؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لأن الأخلاط لاتكون قدتحركت وهاجت و لا في آخره لأنها قدنقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة تابعة في تزيدها لتزيد النور في جرم القمر يزيد الدماغ في الأقحاف والمياه في الأنهار ذوات المد والجزر وأفضل أوقاتها في النهار هي الساعة الثانية والثالثة انتهي . والنقرة بالضم حفرة في القفا فوق فقرات العنق بأربع أصابع وتحت القَمَحدُوَة وهي الموضع المرتفع خلف الرأس يقع علي الأرض عندالنوم علي القفا. والأخدعان عرقان خلف العنق من يمينه وشماله .
صفحه : 343
و في القاموس القلاع كقراب الطين يتشقق إذانضب عنه الماء وقشر الأرض يرتفع عن الكمأة وداء في الفم انتهي و في كتب الطب أنه قرحة تكون في جلد الفم واللسان مع انتشار واتساع ويعرض للصبيان كثيرا ويعرض من كل خلط ويعرف بلونه من الامتلاء أي امتلاء الدم وكثرته . والطمث دم الحيض ويقال نهكه الحمي كمنع وفرح أضنته وهزلته وجهدته والبثور الصغار من الخراج . و قال في القانون الحجامة علي النقرة خليفة الأكحل وينفع من ثقل الحاجبين والعينين ويجفف الجفن وينفع من جرب العين والبخر في الفم و علي الكاهل خليفة الباسليق وينفع من وجع المنكب والحلق و علي أحد الأخدعين خليفة القيفال وينفع من ارتعاش الرأس وينفع الأعضاء التي في الرأس مثل الوجه والأسنان والضرس والأذنين والعينين والحلق والأنف .لكن الحجامة علي النقرة تورث النسيان حقا كما قال سيدنا ومولانا صاحب شريعتنا محمدص فإن مؤخر الدماغ موضع الحفظ وتضعفه الحجامة و علي الكاهل يضعف فم المعدة والأخدعية ربما أحدثت رعشة الرأس فلتسفل النقرية ولتصعد الكاهلية قليلا إلا أن يتوخي بهامعالجة نزف الدم والسعال فيجب أن تنزل و لاتصعد. و هذه الحجامة التي تكون علي الكاهل و بين الكتفين نافعة من أمراض الصدر الدموية والربو الدموي لكن تضعف المعدة وتحدث الخفقان والحجامة علي الساق يقارب الفصد وينقي الدم ويدر الطمث و من كانت من النساء بيضاء متخلخلة رقيقة الدم فحجامة الساقين أوفق لها من فصد الصافن . والحجامة علي القمحدوة و علي الهامة ينفع فيما ادعاه بعضهم من اختلاط العقل والدوار ويبطئ فيما قالوا بالشيب و فيه نظر فإنها قدتفعل ذلك في أبدان دون أبدان و في أكثر الأبدان تسرع بالشيب وتضر بالذهن وتنفع من
صفحه : 344
أمراض العين و ذلك أكثر منفعتها فإنها تنفع من جربها وبثورها من المورسرج ولكنها تضر بالذهن وتورث بلها ونسيانا ورداءة فكر وأمراضا مزمنة وتضر بأصحاب الماء في العين إلا أن تصادف الوقت والحال التي يجب فيهااستعمالها فربما لم تضر. والحجامة تحت الذقن ينفع الأسنان والوجه والحلقوم وينقي الرأس والفكين . والحجامة علي القطن نافعة من دماميل الفخذ وجربه وبثوره و من النقرس والبواسير وداء الفيل ورياح المثانة والرحم و من حكة الظهر فإذاكانت هذه الحجامة بالنار شرط أو غيرشرط نفعت من ذلك أيضا والتي بشرط أقوي في غيرالريح والتي بغير شرط أقوي في تحليل الريح البارد واستئصالها هاهنا و في كل موضع . والحجامة علي الفخذين من قدام ينفع من ورم الخصيتين وخراجات الفخذين والساقين و علي أسفل الركبتين فالتي علي الفخذين ينفع من الأورام والخراجات الحادثة في الأليتين و علي أسفل الركبة تنفع من ضربان الركبة الكائن من أخلاط حارة و من الخراجات الردية والقروح العتيقة في الساق و الرجل والتي علي الكعبين تنفع من احتباس الطمث و من عرق النسا والنقرس انتهي . قوله ع تخفيف المص هذامما ذكره الأطباء أيضا قال في القانون تكون الوضعة الأولي خفيفة سريعة القلع ثم يتدرج إلي إبطاء القلع والإمهال انتهي وعللوا ذلك بوجهين الأول اعتياد الطبيعة لئلا تتألم كثيرا والثاني أن في المرة الأولي تسرع الدماء القريبة من المحجمة فتجتمع سريعا و في المرة الثانية أبطأ لبعد المسافة فيكون زمان الاجتماع أبطأ وهكذا. والظاهر أنه لو كان المراد بالمرات المرات بعدالشرط فالوجه الثاني أظهر و لو كان المراد المرات قبله فالأول و كان الثاني أظهر من الخبر.
صفحه : 345
وشرط الحاجم قطع اللحم بآلته وهي المشرط والمشراط بالكسر فيهما علي جلود لينة أي بمسحه عليها ويمسح الموضع لأنه يصير الموضع لينا فلايتألم كثيرا من الشرط و قال بعض الأطباء تدهين موضع الحجامة والفصد يصير سببا لبطء برئهما و قال الشيخ في القانون إذادهن موضع الحجامة فليبادر إلي إعلاقها و لايدافع بل يستعجل في الشرط انتهي . ولينقط أي وليضع علي الموضع ألذي يريد أن يفصده من العروق نقطة لئلا يشتبه عندالبضع و في بعض النسخ وليقطر والمال واحد. وحبل الذراع هوالوريد ألذي يظهر ممتدا من أنُسيّ الساعد إلي أعلاه ثم علي وحشيّه والقيفال هوالوريد ألذي يظهر عندالمرفق علي الجانب الوحشي والباسليق هووريد يظهر عندمأبض المرفق مائل إلي الساعد من وسط أُنسيّه و قديطلق الباسليق علي عرق آخر تحته فيسمي الأول الباسليق الأعلي و هذاالباسليق الإبطي لقربه من الإبط. والأكحل هوالمعروف بالبدن بين الباسليق والقيفال وتكميد موضع الفصد هو أن يبل خرقة بالماء الحار ويضعه عليه وقيل أويبخر الموضع ببخار الماء الحار. قوله ع قبل ذلك قال الأطباء بعده أيضا كذلك بل هوأضر ويمكن أن يكون التخصيص لظهور الضرر بعده أولعدم وقوعه غالبا بعده لطروء الضعف المانع منه واليوم الصاحي هو ألذي لاغيم فيه و ماسيأتي تفسيره . و لاتدخل يومك أي قبل الحجامة أوالأعم فيكون ماسيأتي تأكيدا. و في القاموس المرعز والمرعزي ويمد إذاخفف و قدتفتح الميم في الكل الزغب ألذي تحت شعر العنز و في بعض النسخ قزعوني و لم نجد له معني و في بعضها فرعوني و هوأيضا كذلك و قديقرأ قزّ عونيّ نسبة إلي عون قرية علي الفرات
صفحه : 346
و كل ذلك تصحيف والأول أصوب والمحاجم مواضع الحجامة. والقزّ نوع من الإبريسم و قديقال لايطلق عليه الإبريسم و في المصباح المنير القز معرب قال الليث هو مايعمل منه الإبريسم ولهذا قال بعضهم القزّ والإبريسم مثل الحنطة والدقيق انتهي . وأقول يستنبط منه أحد أمرين إما كون حكم القز مخالفا لحكم الإبريسم في عدم جواز اللبس أو يكون استعمال ما لايتم الصلاة من الحرير مجوزا للرجال ويمكن حمله علي ما إذا لم يكن قزا محضا. والظاهر أن الترياق الأكبر هوالفاروق و لابد من حمله علي ما إذا لم يكن مشتملا علي الحرام كالخمر ولحم الأفاعي والجند وأشباهها و قدمر القول فيه . والشراب المفرح المعتدل كشربة التفاح والسفرجل وشراب الفاكهة شربة الفواكه بعدعركه و في بعض النسخ علكه والعرك الدلك والحك والعلك المضغ و هوأنسب . و في بعض النسخ وخذ قدر حمصة من الترياق الأكبر فاشربه أوكله من غيرشراب إن كان شتاء و إن كان صيفا فاشرب السكنجبين الخلي و في أكثر النسخ سكنجبين عسل و في بعضها السكنجبين العنصلي العسلي أي بالخل المعمول المتخذ من بصل العنصل و في القاموس العنصل كقنفذ وجندب ويمدان البصل البري ويعرف بالإسقال وببصل الفار نافع لداء الثعلب والفالج والنساء وخله للسعال المزمن والربو والحشرجة ويقوي البدن الضعيف انتهي وذكر الأطباء لأصله وخله فوائد جمة لأنواع الأمراض . من الرمان المز في بعض النسخ الإمليسي بثلاث ساعات في بعض النسخ بثلثي ساعة والطياهيج جمع طيهوج معرب تيهو. من الشراب الزكي أي الشراب الحلال الزبيبي والسكباج معرب وكأنه شورباج الخل و في القاموس الهلام كغراب طعام من لحم عجل بجلدة أومرق السكباج المبرد المصفي من الدهن و قال المصوص كصبور طعام من لحم
صفحه : 347
يطبخ وينقع في الخل أو يكون من لحم الطير خاصة انتهي . وقيل الهلام لحم البقر أوالعجل أوالمعز يطبخ بماء وملح ثم يخرج ويوضع حتي يذهب ماؤه ثم يطبخ البقول الباردة مع الخل ويطرح فيه ذلك اللحم ثم يؤكل والمصوص مطبوخ من لحم الدراج أوالديك ويطبخ في الخل والبقول الباردة. قوله ع يومك أي يوم حجامتك ألذي يشربه أهله أي الفساق والمخالفون المحللون له و في القاموس النقرس بالكسر ورم ووجع في مفاصل الكعبين وأصابع الرجلين و قال الكلف محركة شيءيعلو الوجه كالسمسم ولون بين السواد والحمرة وحمرة كدرة تعلو الوجه . قوله يغير المثانة و في بعض النسخ يعكر أي يصير سببا لحجر المثانة و ما هومبدأ تولده في القاموس العكر محركة دردي كل شيءعكر الماء والنبيذ كفرح وعكره تعكيرا وأعكره جعله عكرا وجعل فيه العكر والبطنة بالكسر امتلاء المعدة من الطعام وعلل ذلك بأنه بسبب حرارة الحمام ينجذب الغذاء المنهضم إلي الأمعاء فيصير سببا للسدة والقولنج يورث الفالج إذ يتولد من السمك الطري بلغم لزج هومادة الفالج والماء البارد يضعف الأعصاب ويقوي المادة.يورث الجذام قيل لأن النطفة حينئذ تستمد من الدم الكثيف الغليظ السوداوي من غيرإهراق الماء أي البول بعده و ماقيل إن المراد به الجماع بغير إنزال فهو بعيد يأبي عنه قوله علي أثره مع أن ماذكرنا مصرح به في أخبار أخري وإهراق الماء كناية شائعة عن البول في عرف العرب والعجم وقيل المراد الجماع بعدالجنابة من غيرغسل بينهما و هويوجب التكرار إلا أن يخص هذابالجنابة بغير الجماع فيصير أبعد و في القاموس سلق الشيء أغلاه بالنار انتهي والربو بالفتح ضيق النفس والبهر بالضم نوع منه و في القاموس
صفحه : 348
هوانقطاع النفس من الإعياء و قدانبهر انتهي . وربما يفرق بين الربو والانبهار بأن الأول يحدث من امتلاء عروق الرئة والثاني من امتلاء الشرايين . والني بكسر النون وتشديد الياء ألذي لم ينضج وأصله الهمزة فقلبت ياء ولعله أعم من أن لم يطبخ أصلا أوطبخ و لم ينضج .يقمل منه الجسد قيل لأن تولد القمل من الرطوبات المعفنة التي تدفعها الطبيعة إلي ظاهر الجلد و من خواص التين دفع الفضلات إلي مسام البدن فيصير سببا لمزيد تولد القمل . وشرب الماء البارد عقيب الحار لأن أكل الحار وشربه يوجبان تخلخل المسام فينفذ فيهاالبارد إلي أصول الأسنان فيضر بها وكذا بعدالحلو أيضا يضر لهذه العلة. قوله ع يورث تغير العقل إذ حدة الذهن وذكاء الفهم إنما يكون من صفاء الروح ولطافته وإدمان أكل هذه اللحوم يوجب تولد الأخلاط السوداوية والدم الغليظ الكثيف في البدن فيغلظ ويكثف الروح بسببه فيعجز عن الحركات الفكرية. و أماالنسيان فلاستيلاء البرودة والرطوبة علي الدماغ لكن هذا في لحوم الوحش بعيد لأن أكثرها حارة ولذا قيل لعل كثرة يبسها تصير سببا لكثرة يبس الدماغ فلايقبل الصور بسرعة فلذا يصير سببا للنسيان .قبل دخولك لعل المعني قبل دخول الماء و في بعض النسخ عنددخول الحمام و هوأظهر و في القاموس فتر الماء سكن حره و هوفاتر وفاتور انتهي و في بعض النسخ فابدأ عنددخول الحمام بخمس حسوات ماء حارا وقيل خمس مرات يصب الماء الحار و في بعض النسخ خمس أكف ماء حارا تصبها علي رأسك .البيت الأول أي المسلخ بارد يابس لتأثير حرارة الحمام فيه وقلة الرطوبة والثاني بارد رطب لكثرة الماء وقلة الحرارة المجففة والثالث حار رطب لكثرة الحرارة والرطوبة وتعادلهما وتقاومهما.
صفحه : 349
والرابع حار يابس لغلبة الحرارة علي الرطوبة ولعل المراد بهاإحداث تلك الآثار في البدن لاأنها في نفسها طبعها كذلك . إلي الاعتدال أي اعتدال مزاج الإنسان والأعضاء الكبار كالرأس واليد و الرجل والفخذ والعفن بالتحريك أي العفونة أوبكسر الفاء أي الخلط العفن و هذاأظهر و في بعض النسخ والعفونات و في بعضها العقق بالتحريك و هوالشقاق في البدن . أوورد بنفسج في بعض النسخ وبنفسج فالمراد بالورد الورد الأحمر.بقدر مايشرب الماء إما بيان لقدر الأجزاء وقلتها أولمقدار الطبخ مثل سدس النورة و في بعض النسخ ثلث النورة و في بعضها ولتكن النورة والزرنيخ مثل ثلثها و في بعضها وليكن زرنيخ النورة مثل ثلثها. وثجير العصفر أي ثفله قال في القاموس ثجر التمر خلطه بثجير البسر أي ثفله . والسنبل في بعض النسخ والنيل و في بعضها والسك و في القاموس السّكّ بالضم طيب يتخذ من الرامك مدقوقا منخولا معجونا في الماء ويعرك شديدا ويمسح بدهن الخيري لئلا يلصق بالأناء ويترك ليلته ثم يسحق السك ويلقمه ويعرك شديدا ويقرص ويترك يومين ثم يثقب بمسلة وينظم في خيط قنب ويترك سنة وكلما عتق طابت رائحته انتهي . من تقليبها أي عندعملها لأنه تشتد حرارته بكثرة التقليب أو عندطليها علي البدن لأنه يشتد اختلاطه بالجلد وينفذ في مسامه فيحرق ولعله أظهر. إذاعمل أي طلي بها ويحمل علي ما إذاأزال الشعر والضمير راجع إلي النورة بتأويل الدواء. وقيل المراد أنه إذاأراد عمل النورة فليغسل النورة أولا كما هوالمقرر عندالأطباء في عمل مرهم النورة ثم يدخل فيهاالزرنيخ فتقل حدتها و في بعض
صفحه : 350
النسخ عملت أي النورة في إزالة الشعر و هوأظهر. من آثار النورة أي مما يحدث أحيانا بعدالنورة من سواد البدن أوجراحة أو غير ذلك و في بعض النسخ من تبثير النورة أي إحداث البثور في الجسد و في القاموس خل ثقيف كأمير وسكين حامض جدا. والمثانة محل اجتماع البول و لو علي ظهر دابة أي ينزل ويبول و لايؤخره إلي وقت النزول و لو كان قريبا و أن لاتؤذيه عطف علي أن لاتشتكي و من فعل ذلك أي الشرب في أثناء الطعام والفج بالكسر ألذي لم ينضج .قوة الطعام أي ألذي يصير سببا لقوة الأعضاء من الطعام لأن الغذاء ألذي لم ينضج لاتجذبها العروق و إن جذبتها لاتصير غذاء للأعضاء وجزءا لها بل توجب فسادها أن لايجد الحصاة أي حجر المثانة و لايطل المكث أي لايطيل المجامعة اختيارا بالتمكث وحبس المني ووجع السفل أي أسافل البدن أوخصوص المقعدة تربي بسمن البقر لعل المراد خلطها به و في بعض النسخ برني بالباء الموحدة والنون و هونوع من التمر لكنه كان الأصوب حينئذ برنيات في القاموس البرني تمر معروف أصله برنيك أي الحمل الجيد و في بعض النسخ ليس شيءمنهما ولعله أصوب والمراد برياح البواسير عللها وأنواعها أوالرياح التي تحدث من البواسير علي الريق أي قبل أن يأكل شيئا ويصطبغ أي يجعله صبغا وإداما. و في بعض النسخ بالحاء من الاصطباح و هوالأكل أوالشرب في الصباح والغداة و في القاموس أبلوج السكر معرب ولعل المراد هنا مايسمي بالفارسية النبات والمراد سحق الهليلج معه أو ماربي به و في بعض النسخ و من أراد أن يزيد في عقله فلايخرج كل يوم بالغداة حتي يلوك ثلاث إهليلجات سود مع سكر طبرزد.
صفحه : 351
إذاأدركه الشم في بعض النسخ و ذلك أن منه ماأدركه عطش و منه مايسكر و له عندالذوق حرقة شديدة. و قال في القانون عندذكر أنواع العسل وخواصه و من العسل جنس حرّيف سميّ ثم قال الحريف من العسل ألذي يعطش شمه وأكله يورث ذهاب العقل بغتة والعرق البارد انتهي فيمكن أن يكون في النسخة الأولي أيضا عطش بالشين المعجمة. و لاتؤخر شم النرجس في بعض النسخ وشم النرجس يؤمن من الزكام وكذلك الحبة السوداء أي شمها قال في القانون الشونيز ينفع من الزكام خصوصا مقلوا مجعولا في خرقة كتان ويطلي علي جبهة من به صداع بارد و إذانقع في الخل ليلة ثم سحق ناعما في الغد واستعط به وتقدم إلي المريض حتي يستنشقه نفع من الأورام المزمنة في الرأس و من اللقوة انتهي . و في القاموس الشقيقة كسفينة وجع يأخذ نصف الرأس والوجه و قال الشوصة وجع في البطن أوريح تعقب في الأضلاع أوورم في حجابها من داخل واختلاج العرق انتهي . وفسرت الشوصة في القانون وغيره بذات الجنب و في بعض النسخ و من خشي الشقيقة والشوصة فلاينام حتي يأكل السمك إلخ . أن لاتسقط أذناه ولهاته في القاموس اللهاة اللحمة المشرفة علي الحلق انتهي وهي التي تسمي بالملاذة وسقوطها استرخاؤها وتدليها للورم العارض لها وقيل المراد بالأذنين هنا اللوزتان الشبيهتان باللوز في طرفي الحلق ويسميها الأطباء أصول الأذنين لقربهما منهما. من الجوارش الحريف كالكموني والفلافلي وأشباههما لهب الصفراء بسكون الهاء والتحريك و في بعض النسخ لهيب .
صفحه : 352
و في القاموس اللهب واللهيب اشتعال النار و في بعض النسخ و من أراد أن يطفئ المرة الصفراء فليأكل كل بارد لين ويريح بدنه ويقل الانتصاب ويكثر النظر والظاهر أن المراد بالترويح تحريك الهواء بالمروحة وقيل المراد إراحة البدن بقلة الحركة و هوبعيد وأبعد منه ماقيل إنه استعمال الروائح الطيبة نعم علي نسخه يريح المعني الوسط أنسب . ومداومة النورة في بعض النسخ والاطلاء بالنورة بالتكميد لعل المراد به صب الماء الحار مجازا أوبل خرقة به ووضعه علي الجسد. والأبزن ظرف فيه ماء حار بأدوية يجلس المريض فيه قال في القاموس الكماد ككتاب خرقة وسخة تسخن وتوضع علي الموجوع يستشفي بها من الريح ووجع البطن كالكمادة وتكميد العضو تسكينه بها و قال الأبزن مثلثة الأول حوض يغتسل فيه و قديتخذ من نحاس معرب آب زن و قال القريص ضرب من الأدم و في بعض النسخ بالغين والضاد المعجمتين و هواللحم الطري. و في القاموس الهلس الدقة والضمور مرض السل كالهلاس بالضم هلس كعني فهو مهلوس وهلسه المرض يهلسه هزله والهوالس الخفاف الأجسام انتهي واستعير الخصب هنا للسمن . أوبشراب واحد أي يأخذ ماء جيدا من أول المنازل أوعرضها ثم يمزجه بالماء في كل منزل . و في بعض النسخ أوبتراب أي بتراب عذب أخذه معه يمزجه كل منزل بالماء يشوبه بالمياه علي اختلافها في بعض النسخ يسوي به فإنه يصلح الأهواء علي اختلافها يسوي به أي يصلح به الماء وذكر محمد بن زكريا وغيره من الأطباء ضم الماء المنزل السابق بماء المنزل اللاحق أوإدخال قليل من الخل فيه وكذا ذكروا خلط تراب بلده ووطنه في الماء عندالنزول والصبر إلي أن يصفو الماء. و أماكون أفضل المياه ما كان مخرجها من مشرق الشمس فهو خلاف المشهور بين أكثر الأطباء وجريانه علي الطين موافق لهم قال الشيخ في القانون المياه
صفحه : 353
مختلفة لا في جوهر المائية ولكن بحسب مايخالطها وبحسب الكيفيات التي تغلب عليها فأفضل المياه مياه العيون و لا كل العيون ولكن ماء العيون الحرة الأرض التي لايغلب علي تربتها شيء من الأحوال والكيفيات الغريبة أوتكون حجرية فيكون أولي بأن لايعفن عفونة الأرضية لكن التي من طينة حرة خير من الحجرية و لا كل عين حرة بل التي هي مع ذلك جارية و لا كل جارية بل الجارية المكشوفة للشمس والرياح فإن هذامما يكتسب به الجارية فضيلة و أماالراكدة فربما اكتسب بالكشف رداءة لايكسبها بالغور والستر. واعلم أن المياه التي تكون طينة المسيل خير من التي تجري علي الأحجار فإن الطين ينقي الماء ويأخذ منه الممتزجات الغريبة ويروقه والحجارة لاتفعل ذلك لكنه يجب أن يكون طين مسيلها حرا لاحمئة و لاسبخة و لا غير ذلك فإن اتفق أن كان هذاالماء غمرا شديد الجرية يحيل بكثرته مايخالطه إلي طبيعته يأخذ إلي الشمس في جريانه فيجري إلي المشرق وخصوصا إلي الصيفي أعني المطلع الصيفي منه فهو أفضل لاسيّما إذا بعدجدا من مبدئه ثم مايتوجه إلي الشمال والمتوجه إلي المغرب بالجنوب ردي وخصوصا عندهبوب الجنوب و ألذي ينحدر من مواضع عالية مع سائر الفضائل أفضل انتهي . و في بعض النسخ وأفضل المياه التي تجري بين مشرق الشمس الصيفي ومغرب الشمس الصيفي إلي قوله في جبال الطين لأنها تكون حارة إلي قوله و أماالمياه المالحة الثقيلة فإنها تيبس البطن علي بناء التفعيل . والجليد مايسقط علي الأرض من الندي فيجمد فيحتمل شموله لماء الجمد أيضا و لاينافي كون الماء المبرد بالجمد نافعا كماذكره الأطباء وبعضهم فسره عنا بماء البرد و هوبعيد نعم يمكن شمول الثلج له مجازا قال في القانون و أمامياه الآبار والقني بالقياس إلي ماء العيون فردية ثم قال و أماالمياه الجليدية
صفحه : 354
والثلجية فغليظة. والمياه الراكدة خصوصا المكشوفة الآجامية ردية ثقيلة إنما تبرد في الشتاء بسبب الثلوج ويولد البلغم وتسخن في الصيف بسبب الشمس والعفونة فيولد المرار ولكثافتها واختلاط الأرضية بها وتحلل اللطيف منها تولد في شاربيها أطحلة وترق مراقهم وتجسأ أحشاءهم وتقضف منهم الأطراف والمناكب والرقاب ويغلو عليهم شهوة الأكل والعطش وتحبس بطونهم ويعسر قيئهم وربما وقعوا في الاستسقاء لاحتباس المائية فيهم وربما وقعوا في زلق الأمعاء وذات الرئة والطحال ويضمر أرجلهم وتضعف أكبادهم وتقل من غذائهم بسبب الطحال ويتولد فيهم الجنون والبواسير والدوالي وذات الرئة والأورام الرخوة في الشتاء ويعسر علي نسائهم الحمل والولادة إلي آخر ماذكره من المفاسد والأمراض . و قال الجمد والثلج إذا كان نقيا غيرمخالط لقوة ردية فسواء حلل ماء أوبرد به الماء من خارج أوألقي في الماء فهو صالح و ليس يختلف حال أقسامه اختلافا كثيرا فاحشا إلا أنه أكثف من سائر المياه ويتضرر به صاحب وجع العصب و إذاطبخ عاد إلي الصلاح . و أما إذا كان الجمد من مياه ردية أوالثلج مكتسبا قوة غريبة من مساقطه فالأولي أن يبرد به الماء محجوبا عن مخالطته . و قال في موضع آخر المياه الردية هي الراكدة البطائحية والغالب عليها طعم غريب ورائحة غريبة والكدرة الغليظة الثقيلة الوزن والمبادرة إلي التحجر والتي يطفو عليها غشاء ردي ويحمل فوقها شيئا غريبا انتهي .
صفحه : 355
إن دام جريها أي كثر النزح منها أوالمراد بهاالقنوات و أماالبطائح أي المياه الراكدة فيها و في القاموس البطيحة والبطحاء والأبطح مسيل واسع فيه دقاق الحصا والجمع أباطح وبطاح وبطائح انتهي . والتقطير أي تقطير البول من غيرإرادة لأن ماءها يخرج من ثدييها قيل أي عمدة مائها فإن المشهور بين الأطباء أن المني يخرج من جميع الجسد و في بعض النسخ فإنك إذافعلت ذلك اجتمع ماؤها وعرفت الشهوة وظهرت عند ذلك في عينيها ووجهها واشتهت منك ألذي تشتهيه منها. وأقول كل ذلك ذكرها الأطباء في كتبهم من الملاعبة التامة ليتحرك مني المرأة ويذوب ودغدغة الثدي ليهيج شهوتها وتتحرك منها لأن الثدي شديد المشاركة للرحم قالوا فإذاتغيرت هيئة عينها إلي الاحمرار بسبب قوة اللذة فعند ذلك يتحرك الروح إلي الظاهر ويصحبه الدم ويظهر ذلك في العين لصفاء لونه . و قديتغير شكل العين وينقلب سواده إلي الفوق لأنه شديد المشاركة لآلات التناسل خصوصا للرحم وتواتر نفسها وطلبت التزام الرجل أولج الذكر وصب المني ليتعاضد المنيان . قوله ع ولكن تميل أي تتكئ علي يمينك إلاطاهرة أي من الحيض والنفاس و في بعض النسخ و لاتجامعها إلا وهي طاهرة فإذافعلت ذلك كان أروح لبدنك وأصح لك إذااتفق الماءان عندالتمازج نتاج الولد بإذن الله عز و جل إلي قوله مثل ألذي خرج منك و لاتكثر إتيانهن تباعا فإن المرأة تحمل من القليل وتقذف الكثير و ليس فيها واعلم إلي قوله شرف القمر و هوأظهر. وشرف القمر في الدرجة الثالثة من الدلو وقيل علة مناسبة الحمل للجماع لكونه من البروج النارية المذكرة المناسبة للشهوة و فيه شرف الشمس ومناسبة الدلو لكونه من البروج الهوائية الحارة الرطبة وموجبة لزيادة الدم والروح والثور لأنه بيت
صفحه : 356
الزهرة المتعلقة بالنساء والشهوات ولعل ذكر هذه الأمور و إن كان منه ع لبعض المصالح موافقة لمااشتهر في ذلك الزمان عندالمأمون وأصحابه من العمل بآراء الحكماء والتفوه بمصطلحاتهم . و كان أكثر ماورد في هذه الرواية من هذاالقبيل كماأومأ ع إليه في أول الرسالة حيث قال من أقاويل القدماء ونعود إلي قول الأئمة ع و في بعض النسخ آخر الرسالة هكذا. واعلم أن من عمل بما وصفت في كتابي هذا ودبر جسده و لم يخالفه سلم بإذن الله تعالي من كل داء وصح جسمه بحول الله وقوته و الله يرزق العافية من يشاء ويمنح الصحة بلا دواء فلايجب أن يلتفت إلي قول من يقول ممن لايعلم و لاارتاض بالعلوم والآداب و لايعرف مايأتي و مايذر طال ماأكلت كذا فلم يضرني وفعلت كذا و لم أر مكروها وإنما هذاالقائل في الناس كالبهيمة البهماء والصورة الممثلة لايعرف مايضره مما ينفعه و لوأصيب اللص أول مايسرق فعوقب لم يعد ولكانت عقوبته أسهل ولكنه يرزق الإمهال والعافية فيعاود ثم يعاود حتي يؤخذ علي أعظم السرقات فيقطع ويعظم التنكيل به و ماأورده عاقبة طمعه والأمور كلها بيد الله سيدنا ومولانا جل وعلا و إليه نرجع ونصير و هوحسبنا ونعم الوكيل و لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم . قال أبو محمد الحسن القمي فلما وصلت هذه الرسالة من أبي الحسن علي بن موسي الرضا ع إلي المأمون قرأها وفرح بها وأمر أن تكتب بالذهب و أن تترجم بالرسالة المذهبة و في بعض النسخ بالرسالة الذهبية في العلوم الطبية.أقول لعل المشبه به سارق أخذه الملوك وحكام العرف و إلافحاكم الشرع يقطع يده في أول مرة أوالمراد به من أخذ أقل من النصاب فإنه يعزر لوثبتت سرقته و لو لم تثبت واجترأ وتعدي إلي أن بلغ النصاب تقطع يده . و ماأورده علي المعلوم عطفا علي التنكيل أي يعظم ماأورده عليه عاقبة طمعه أو ماأورده مبتدأ وعاقبة خبره و علي الأخير يمكن أن يقرأ علي بناء المجهول علي الحذف والإيصال