صفحه : 1
1- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَاعَاتُ اللّيلِ اثنَتَا عَشرَةَ سَاعَةً وَ سَاعَاتُ النّهَارِ اثنَتَا عَشرَةَ سَاعَةً وَ أَفضَلُ سَاعَاتِ اللّيلِ وَ النّهَارِ أَوقَاتُ الصّلَوَاتِ ثُمّ قَالَ ع إِنّهُ إِذَا زَالَتِ الشّمسُ فُتّحَت أَبوَابُ السّمَاءِ وَ هَبّتِ الرّيَاحُ وَ نَظَرَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي خَلقِهِ وَ إنِيّ لَأُحِبّ أَن يَصعَدَ لِي عِندَ ذَلِكَ إِلَي السّمَاءِ عَمَلٌ صَالِحٌ ثُمّ قَالَ عَلَيكُم بِالدّعَاءِ فِي أَدبَارِ الصّلَوَاتِ فَإِنّهُ مُستَجَابٌ
2- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ شَمّونٍ عَن أَبِي هَاشِمٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ الحَسَنِ الماَضيِ ع لِمَ جُعِلَت صَلَاةُ الفَرِيضَةِ وَ السّنّةِ خَمسِينَ رَكعَةً لَا يُزَادُ فِيهَا وَ لَا يُنقَصُ مِنهَا قَالَ إِنّ سَاعَةَ اللّيلِ اثنَتَا عَشرَةَ سَاعَةً وَ فِيمَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ سَاعَةً وَ سَاعَاتِ النّهَارِ اثنَتَا عَشرَةَ سَاعَةً فَجَعَلَ لِكُلّ سَاعَةٍ رَكعَتَينِ وَ مَا بَينَ غُرُوبِ الشّمسِ إِلَي سُقُوطِ الشّفَقِ غَسَقٌ
3- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ إِلَي قَولِهِ عَن أَبِي هَاشِمٍ الخَادِمِ وَ ذَكَرَ الحَدِيثَ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ فَجَعَلَ لِلغَسَقِ رَكعَةً
بيان المراد بالركعة ركعتا الوتيرة فإنهما تعدان بركعة والمراد بالساعة في الخبرين الساعات المعوجة الزمانية كماسيأتي بيانها وعدم
صفحه : 2
إدخال الساعتين في الليل والنهار مبني علي اصطلاح خاص كان عندالقدماء و أهل الكتاب ونقل أبوريحان البيروني في القانون المسعودي عن براهمة الهند أن ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس وكذلك ما بين غروب الشمس وغروب الشفق خارجان عن الليل والنهار بل هما بمنزلة الفصل المشترك بينهما وذكره البرجندي في بعض تعليقاته
4- العِلَلُ، فِي خَبَرِ ابنِ سَلَامٍ سُئِلَ النّبِيّص لِمَ سمُيَّ اللّيلُ لَيلًا قَالَ لِأَنّهُ يُلَايِلُ الرّجَالَ مِنَ النّسَاءِ جَعَلَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أُلفَةً وَ لِبَاساً وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ جَعَلنَا اللّيلَ لِباساً وَ جَعَلنَا النّهارَ مَعاشاً
بيان الملايلة المعاملة ليلا كالمياومة المعاملة يوما ويظهر منه أن الليل من الملايلة مع أن الظاهر العكس ويمكن أن يكون تنبيها علي أن أصل الليل الستر
5- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تَسُبّوا الرّيَاحَ فَإِنّهَا مَأمُورَةٌ وَ لَا تَسُبّوا الجِبَالَ وَ لَا السّاعَاتِ وَ لَا الأَيّامَ وَ لَا الليّاَليَِ فَتَأثَمُوا وَ تَرجِعَ عَلَيكُم
بيان حاصله أن تلك الأمور إن كان فيهاشر أونحوسة أوضرر فكل ذلك بتقدير خالقها وهي مجبولة عليها فلعنها لعن من لايستحقه و من لعن من لايستحقه يرجع اللعن عليه
6-تُحَفُ العُقُولِ، قَالَ الحَسَنُ بنُ مَسعُودٍدَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ ع وَ قَد نُكِيَت إصِبعَيِ وَ تلَقَاّنيِ رَاكِبٌ وَ صُدِمَ كتَفِيِ وَ دَخَلتُ فِي زَحمَةٍ فَخَرَقُوا عَلَيّ بَعضَ ثيِاَبيِ فَقُلتُ كفَاَنيِ اللّهُ شَرّكَ مِن يَومٍ فَمَا أَشأَمَكَ فَقَالَ لِي يَا حَسَنُ هَذَا وَ أَنتَ تَغشَانَا ترَميِ بِذَنبِكَ مَن لَا ذَنبَ لَهُ قَالَ الحَسَنُ فَأَثَابَ
صفحه : 3
إلِيَّ عقَليِ وَ تَبَيّنتُ خطَاَئيِ فَقُلتُ موَلاَيَ أَستَغفِرُ اللّهَ فَقَالَ يَا حَسَنُ مَا ذَنبُ الأَيّامِ حَتّي صِرتُم تَتَشَأّمُونَ بِهَا إِذَا جُوزِيتُم بِأَعمَالِكُم فِيهَا قَالَ الحَسَنُ أَنَا أَستَغفِرُ اللّهَ أَبَداً وَ هيَِ توَبتَيِ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ قَالَ وَ اللّهِ مَا يَنفَعُكُم وَ لَكِنّ اللّهَ يُعَاقِبُكُم بِذَمّهَا عَلَي مَا لَا ذَمّ عَلَيهَا فِيهِ أَ مَا عَلِمتَ يَا حَسَنُ أَنّ اللّهَ هُوَ المُثِيبُ وَ المُعَاقِبُ وَ المجُاَزيِ بِالأَعمَالِ عَاجِلًا وَ آجِلًا قُلتُ بَلَي يَا موَلاَيَ قَالَ لَا تَعُد وَ لَا تَجعَل لِلأَيّامِ صُنعاً فِي حُكمِ اللّهِ
بيان هذا أي تقول هذا و أنت تغشانا أي تدخل علينا فأثاب أي أرجع الإمام إلي عقلي ويدل علي أنه ليس لحركات الأفلاك وحدوث الأزمنة مدخل في الحوادث و هذا لاينافي ماوقع من التحرز عن بعض الساعات والأيام للأعمال لأنها بأمره تعالي تحرزا عما قدر الله حدوثه فيها كما قال أمير المؤمنين ع أفر من قضاء الله إلي قدره
7- النهج ،[نهج البلاغة] قَالَ ع وَ قَد سُئِلَ عَن مَسَافَةِ مَا بَينَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ مَسِيرَةُ يَومٍ لِلشّمسِ
بيان لعل عدوله ع عن الجواب الحقيقي إلي الإقناعي للإشعار بقلة الفائدة في معرفة تلك المسافة نحو ماقيل في قوله تعالي قُل هيَِ مَواقِيتُ لِلنّاسِ أولعسر إثباتها علي وجه لايبقي للمنافقين من الحاضرين سبيل إلي الإنكار كماصرح ع به في جواب من سأل عن عدد شعر لحيته أولعدم استعداد الحاضرين لفهمه بحجة ودليل وعدم المصلحة في ذكره بلا دليل
8- العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ عِلّةُ فَضلِ اللّيلِ عَلَي النّهَارِ أَنّ بِاللّيلِ يَكُونُ البَيَاتُ وَ يُرفَعُ العَذَابُ وَ تَقِلّ المعَاَصيِ وَ فِيهِ لَيلَةُ القَدرِ التّيِ هيَِخَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ
صفحه : 4
بيان لعل المراد بالبيات البيتوتة والنوم والاستراحة أوالبيات إلي الطاعات والظاهر أنه كان السبات فصحفه النساخ قال الجوهري السبات النوم وأصله الراحة و منه قوله تعالي وَ جَعَلنا نَومَكُم سُباتاً ويرفع العذاب عذاب المخلوقين علي الغالب
9- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ أَبَانٍ عَن عَمرِو بنِ عَبدِ اللّهِ الثقّفَيِّ قَالَ لَمّا أَخرَجَ هِشَامُ بنُ عَبدِ المَلِكِ أَبَا جَعفَرٍ ع إِلَي الشّامِ سَأَلَهُ عَالِمٌ مِن عُلَمَاءِ النّصَارَي عَن مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أخَبرِنيِ عَن سَاعَةٍ مَا هيَِ مِنَ اللّيلِ وَ لَا مِنَ النّهَارِ أَيّ سَاعَةٍ هيَِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مَا بَينَ طُلُوعِ الفَجرِ إِلَي طُلُوعِ الشّمسِ فَقَالَ النصّراَنيِّ فَإِذَا لَم تَكُن مِن سَاعَاتِ اللّيلِ وَ لَا مِن سَاعَاتِ النّهَارِ فَمِن أَيّ السّاعَاتِ هيَِ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع مِن سَاعَاتِ الجَنّةِ وَ فِيهَا تُفِيقُ مَرضَانَا الخَبَرَ
توضيح قدعرفت أن هذااصطلاح آخر في الليل والنهار وساعاتهما كان معروفا بين أهل الكتاب فأجابه ع علي مصطلحهم والحاصل أن هذه الساعة لاتشبه شيئا من ساعات الليل والنهار بل هي شبيهة بساعات الجنة وإنما جعلها الله في الدنيا ليعرفوا بهاطيب هواء الجنة ولطافته واعتداله
10- إِرشَادُ القُلُوبِ،بِإِسنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَي الكَاظِمِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ اللّهَ تَعَالَي فَرَضَ عَلَي أُمّةِ مُحَمّدٍص فِي اللّيلِ وَ النّهَارِ خَمسَ صَلَوَاتٍ فِي خَمسَةِ أَوقَاتٍ اثنَتَانِ بِاللّيلِ وَ ثَلَاثٌ بِالنّهَارِ ثُمّ جَعَلَ هَذِهِ الخَمسَ صَلَوَاتٍ تَعدِلُ خَمسِينَ صَلَاةً وَ جَعَلَهَا كَفّارَةَ خَطَايَاهُم الخَبَرَ
11-الخِصَالُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ سَعِيدٍ العسَكرَيِّ عَن عَمّهِ عَن أَبِي إِسحَاقَ قَالَ أَملَي عَلَينَا تَغلِبُسَاعَاتِ اللّيلِ الغَسَقَ وَ الفَحمَةَ وَ العَشوَةَ وَ الهَدأَةَ وَ السّبَاعَ
صفحه : 5
وَ الجِنحَ وَ الهَزِيعَ وَ العُفرَ وَ الزّلفَةُ وَ السّحرَةَ وَ البُهرَةَ وَ سَاعَاتِ النّهَارِ الرّأدَ وَ الشّرُوقَ وَ المُتُوعَ وَ التّرَجّلَ وَ الدّلُوكَ وَ الجُنُوحَ وَ الهَجِيرَةَ وَ الظّهِيرَةَ وَ الأَصِيلَ وَ الطّفَلَ
توضيح قال الفيروزآبادي الغسق محركة ظلمة أول الليل و قال الفحمة من الليل أوله أوأشد سواده أو ما بين غروب الشمس إلي نوم الناس خاص بالصيف جمع فحام وفحوم و قال العشوة بالفتح الظلمة كالعشاء ما بين أول الليل إلي ربعه والعشاء أول الظلام أو من المغرب إلي العتمة أو من زوال الشمس إلي طلوع الفجر والعشية آخر النهار والعشاءان المغرب والعتمة و في المصباح المنير العشي قيل ما بين الزوال إلي الصباح وقيل العشي والعشاء من صلاة المغرب إلي العتمة و عليه قول ابن فارس العشاءان المغرب والعتمة قال ابن الأنباري العشية مؤنثة وربما ذكرتها العرب و قال بعضهم العشية واحدة جمعها عشي والعشاء بالكسر والمد أول ظلام الليل والعشاء بالفتح والمد الطعام ألذي يتعشي به وقت العشاء و قال أتانا بعدهدء من الليل وهدء وهدأة وهديء ومهدأ وهدوء أي حين هدأ الليل و الرجل أوالهدء أول الليل إلي ثلثه و أماالسباع فلم أجده فيما عندنا من كتب اللغة وكأنه من السباع ككتاب بمعني الجماع لأنه وقته أو من السبع لأنه مضي من الليل سبع ساعات أو هوبالياء المثناة التحتانية قال في القاموس بعدسيعاء من الليل بالكسر وكسيراء بعدقطع منه و بعدسوع من الليل وسواع كغراب بعدهدء و قال جنوح الليل إقباله والجنح بالكسر الجانب و من الليل الطائفة ويضم و قال الراغب في مفرداته الجنح قطعة من الليل مظلمة و في القاموس هزيع من الليل كأمير طائفة أونحو ثلثه أوربعه والعفر في بعض النسخ بالعين المهملة والفاء و في بعضها بالمعجمة و
صفحه : 6
علي التقادير آخره راء مهملة و في بعضها الفغد بالفاء ثم الغين المعجمة و في بعضها بالفاء ثم القاف و في بعضها بالنون ثم القاف و علي التقادير آخره دال مهملة و لم أجد لشيء منها معني مناسبا و في القاموس اليعفور جزء من أجزاء الليل فالأول أنسب إن لم يكن تصحيفه و في القاموس الزلفة بالضم الطائفة من الليل والجمع زلف كغرف وغرفات وغرفات وغرفات أوالزلف ساعات الليل الآخذة من النهار وساعات النهار الآخذة من الليل و قال الجوهري الزلفة الطائفة من أول الليل و قال السحر قبل الصبح والسحرة بالضم السحر الأعلي و قال الراغب في المفردات السحر والسحرة اختلاط ظلام آخر الليل بضياء النهار وجعل اسما لذلك الوقت يقال لقيته بأعلي سحرين . و في القاموس ابهارّ الليل انتصف أوتراكبت ظلمته أوذهبت عامته أوبقي نحو ثلثه والبهرة بالضم من الليل وسطه و قال رائد الضحي ورأده ارتفاعه و قال الشرق الشمس ويحرك وإسفارها وشرقت الشمس شرقا وشروقا طلعت كأشرقت و قال متع النهار كمنع متوعا ارتفع قبل الزوال والضحي بلغ آخر غايته و هو عندالضحي الأكبر أوترجل وبلغ الغاية و قال ترجل النهار ارتفع و قال دلكت الشمس دلوكا غربت أواصفرت أومالت أوزالت من كبد السماء انتهي . وأقول قدورد في الأخبار أن دلوك الشمس زوالها والجنوح لعله هنا بمعني الميل لميل الشمس إلي المغرب و لم أر بهذا المعني في كتب اللغة و في القاموس الهجير والهجيرة والهجر والهاجرة نصف النهار عندزوال الشمس مع الظهر أو من عندزوالها إلي العصر لأن الناس يستكنون في بيوتهم كأنهم قدتهاجروا شدة الحر و قال الظهر ساعة الزوال والظهيرة حد انتصاف النهار وإنما ذلك في القيظ و قال الراغب الظهيرة وقت الظهر و قال يقال للعشية
صفحه : 7
أصيل وأصيلة و قال الجوهري الأصيل الوقت بعدالعصر إلي المغرب وجمعه أصل وآصال و قال الطفل بالتحريك بعدالعصر إذاطفلت الشمس للمغرب يقال أتيته طفلا.أقول ورأيت في بعض الكتب أن العرب قسموا كلا من الليل والنهار باثنتي عشرة ساعة وسموا كلا منها باسم فساعات النهار البكور والشروق والغدو والضحي والهاجرة والظهيرة والرواح والعصر والقصر والأصيل والعشي والغروب وساعات الليل الشفق والغسق والعتمة والسدفة والجهمة والزلفة والبهرة والسحر والسحرة والفجر والصبح والصباح وبعضهم ذكروا في ساعات النهار الذرور والبزوغ والضحي والغزالة والهاجرة والزوال والدلوك والعصر والأصيل والصبوب والحدود والغروب وبعضهم هكذا البكور والشروق والإشراق والراد والضحي والمتوع والهاجرة والأصيل والعصر والقصر والطفل والغروب ففي القاموس البكرة بالضم الغدوة كالبكر محركة واسمها الإبكار وبكر إليه و عليه و فيه وبكر وابتكر أتاه بكرة و كل من بادر إلي شيءفقد أبكر إليه في أي وقت كان . و قال الغدوة بالضم البكرة أو ما بين صلاة الفجر والطلوع الشمس كالغداة والغدية والجمع غدوات وغديات وغدايا وغدوا و لايقال غدايا إلا مع عشايا وغدا عليه غدوا وغدوة بالضم واغتدي بكر و قال الضحو والضحوة والضحية كعشية ارتفاع النهار والضحي فويقه والضحاء بالمد إذاقرب انتصاف النهار و قال الرواح العشي من الزوال إلي الليل و قال العصر العشي إلي احمرار الشمس و قال الجوهري قصر الظلام اختلاطه و قدقصر العشي يقصر قصورا إذاأمسيت ويقال أتيته قصرا أي عشيا و قال الشفق بقية ضوء الشمس له حمرتها في أول الليل إلي قريب من العتمة. و قال الخليل الشفق الحمرة من
صفحه : 8
غروب الشمس إلي وقت العشاء الآخرة فإذاذهب قيل غاب الشفق و قال العتمة وقت صلاة العشاء قال الخليل العتمة هوالثلث الأول من الليل بعدغيبوبة الشفق و قدعتم الليل يعتم وعتمته ظلامه . و قال قال الأصمعي السدفة والسدفة في لغة نجد الظلمة و في لغة غيرهم الضوء و هو من الأضداد وكذلك السدف بالتحريك و قال أبوعبيد بعضهم يجعل السدفة اختلاط الضوء والظلمة معا كوقت ما بين طلوع الفجر إلي الإسفار و قدأسدف الليل أي أظلم و قال الفيروزآبادي الجهمة أول مآخير الليل أوبقية سواده من آخره ويضم و قال الفجر ضوء الصباح و هوحمرة الشمس في سواد الليل و قدانفجر الصبح وتفجر وانفجر عنه الليل وأفجروا دخلوا فيه و أنت مفجر إلي طلوع الشمس و قال الصبح الفجر أوأول النهار والجمع أصباح و هوالصبيحة والصباح والإصباح انتهي . وأقول الظاهر أن مرادهم بالفجر الأول وبالصبح الثاني وبالصباح الإسفار وللصبح عندالعرب أسماء كثيرة الفلق بالتحريك والسطيع والصديع والمغرب والصرام والصريم والشميط والسدف والشق والفتق والذرور من ذرت الشمس تذر ذرورا إذاطلعت وبزوغ الشمس أيضا طلوعها. و في القاموس الغزالة كسحابة الشمس لأنها تمد حبالا كأنها تغزل أوالشمس عندطلوعها أو عندارتفاعها وغزالة الضحي وغزالاته أولها أو بعد ماتنبسط الشمس وتضحي أوأولها إلي مضي خمس النهار انتهي . والصبوب والحدود لم أر لهما معني مناسبا ويقال للغداة والعشي البردان والأبردان والعصران والصرعان والقرتان والكرتان ويقال وسق الليل لساعة منه وسهواء الليل وروبته بالفتح والضم بغير همز اسمان لبعض ساعات الليل والهبة بكسر الهاء وتشديد الباء الساعة تبقي من السحر ويقال رأيت بلجة الصبح بالفتح والضم إذارأيت ضوءه .فهذا ماوجدنا من أسماء ساعات الليل والنهار عند
صفحه : 9
العرب ولليل والنهار أيضا عندهم أسماء الدائبان والصرفان والجديدان والأجدان والحاديان والأصرمان والملوان والعصران والردفان والصرعان والأثرمان والمتباديان والفتيان والطريدان وابنا سبات وابنا جمير وابنا سمير فالدائبان لدءوبهما وجدهما في السير والصرفان لصروف الدهر فيهما والجديدان لحدوثهما وتجددهما ولذلك سمي الأجدان والحاديان لسوقهما الناس إلي الموت والأصرمان لقطعهما الأعمار والملوان من قولهم عشت معه ملاوة من الدهر أي حينا وبرهة ويقال سكت مليا أي طويلا والعصران من العصر بمعني الدهر والردفان لترادفهما وتواليهما والصرعان إبلان ترد أحدهما حين تصدر الأخري والصرعان أيضا المثلان والأثرمان أي القديمان الشائبان فإن الثرم سقوط الثنايا من الأسنان والمتباديان من البدو بمعني الظهور والفتيان لأنهما يتجددان شابين والطريدان لأنهما يطردان ويدفعان سريعا والسبات بالضم الدهر والجمير من قولهم أجمر القوم علي الشيء إذااجتمعوا عليه و هذاجمير القوم أي مجتمعهم والسمير من المسامرة و هوالحديث بالليل والسمير أيضا الدهر وابناه الليل والنهار
الأولي اعلم أن اليوم نوعان حقيقي ووسطي فالحقيقي عندبعض المنجمين من زوال الشمس من دائرة نصف النهار فوق الأرض إلي وصولها إليها و عندبعضهم من زوال مركز الشمس من دائرة نصف النهار تحت الأرض إلي وصولها إليها و علي التقديرين يكون اليوم بليلته بمقدار دورة من المعدل مع المطالع الإستوائية لقوس يقطعه الشمس من فلك البروج بحركتها الخاصة من نصف اليوم إلي نصف اليوم أو من نصف الليل إلي نصف الليل والوسطي هومقدار دورة من المعدل مع مطالع قوس تقطعه الشمس بالسير الوسطي وبسبب الاختلاف بين الحركة الوسطية والحركة التقويمية يختلف اليوم بالمعني الأول والثاني اختلافا
صفحه : 10
يسيرا يظهر في أيام كثيرة لكن اليوم بالاصطلاحين لايختلف باختلاف الآفاق وبعضهم يأخذون اليوم من طلوع الشمس إلي طلوعها وبعضهم من غروبها إلي غروبها و ذلك يختلف باختلاف الآفاق كماتقرر في محله . قال أبوريحان البيروني إن اليوم بليلته هوعودة الشمس بدوران الكل إلي دائرة فرضت ابتداء لذلك اليوم بليلته أي دائرة كانت إذاوقع عليها الاصطلاح وكانت عظيمة لأن كل واحدة من العظام أفق بالقوة أعني بالقوة أنه يمكن فيها أن يكون أفقا لمسكن ما وبدوران الكل حركة الفلك بما فيه المرئية من المشرق إلي المغرب علي قطبيه . ثم إن العرب فرضت أول مجموع اليوم والليلة نقط المغارب علي دائرة الأفق فصار اليوم عندهم بليلته من لدن غروب الشمس عن الأفق إلي غروبها من الغد و ألذي دعاهم إلي ذلك هو أن شهورهم مبتنية علي مسير القمر مستخرجة من حركاته المختلفة مقيدة برؤية الأهلة لاالحساب وهي تري لدي غروب الشمس ورؤيتها عندهم أول الشهر فصارت الليلة عندهم قبل النهار و علي ذلك جرت عادتهم في تقديم الليالي علي الأيام إذانسبوها إلي أسماء الأسابيع واحتج لهم من وافقهم علي ذلك بأن الظلمة أقدم في المرتبة من النور و أن النور طار علي الظلمة فالأقدم أولي أن يبتدأ به وغلبوا السكون لذلك علي الحركة بإضافة الراحة والدعة و أن الحركة لحاجة وضرورة والتعب عقيب الضرورة فالتعب نتيجة الحركة وبأن السكون إذادام في الأسطقسات مدة لم يولد فسادا فإذادامت الحركة فيها واستحكمت أفسدت وحدثت الزلازل والعواصف والأمواج وأشباهها فأما عندغيرهم من الروم والفرس و من وافقهم فإن الاصطلاح واقع بينهم علي أن اليوم بليلته هو من لدن طلوعها من أفق المشرق إلي طلوعها منه بالغد إذاكانت شهورهم مستخرجة بالحساب غيرمتعلقة بأحوال القمر و لاغيره من الكواكب وابتداؤها من أول النهار فصار النهار عندهم قبل الليل واحتجوا بأن النور وجود والظلمة عدم ومقدمو النور علي الظلمة يقولون بتغليب
صفحه : 11
الحركة علي السكون لأنها وجود لاعدم وحياة لاموت ويعارضونهم بنظائر ماقاله أولئك كقولهم إن السماء أفضل من الأرض و إن العامل والشاب أصح والماء الجاري لايقبل عفونة كالراكد و أماأصحاب التنجيم فإن اليوم بليلته عندجلهم والجمهور من علمائهم هو من لدن موافاة الشمس فلك نصف النهار إلي موافاتها إياه في نهار الغد و هوقول بين القولين فصار ابتداء الأيام بلياليها عندهم من النصف الظاهر من فلك نصف النهار وبنوا علي ذلك حسابهم واستخرجوا عليها مواضع الكواكب بحركاتها المستوية ومواضعها المقومة في دفاتر السنة وبعضهم آثر النصف الخفي من فلك نصف النهار فابتدءوا به من نصف الليل كصاحب زيج شهرياران و لابأس بذلك فإن المرجع إلي أصل واحد. و ألذي دعاهم إلي اختيار دائرة نصف النهار دون دائرة الأفق هوأمور كثيرة منها أنهم وجدوا الأيام بلياليها مختلفة المقادير غيرمتفقة كمايظهر ذلك من اختلافها عندالكسوفات ظهورا بينا للحس و كان ذلك من أجل اختلاف مسير الشمس في فلك البروج وسرعته فيه مرة وبطئه أخري واختلاف مرور القطع من فلك البروج علي الدوائر فاحتاجوا إلي تعديلها لإزالة ماعرض لها من الاختلاف و كان تعديلها بمطالع فلك البروج علي دائرة نصف النهار مطردا في جميع المواضع إذ كانت هذه الدائرة بعض آفاق الكرة المنتصبة و غيرمتغيرة اللوازم في جميع البقاع من الأرض و لم يجدوا ذلك في دوائر الآفاق لاختلافها في كل موضع وحدوثها لكل واحد من العروض علي شكل مخالف لماسواه وتفاوت مرور قطع فلك البروج عليها والعمل بها غيرتام و لاجار علي نظام . ومنها أنه ليس بين دوائر أنصاف نهار البلاد إلا مابينهما من دائرة معدل النهار والمدارات المشبهة بهافأما الآفاق فإن مابينها مركب من ذلك و من انحرافها إلي الشمال والجنوب وتصحيح أحوال الكواكب ومواضعها إنما هوبالجهة التي يلزم من فلك نصف النهار وتسمي الطول ليس له خط في الجهة الأخري اللازمة عن الأفق وتسمي العرض فلأجل هذااختاروا الدائرة التي
صفحه : 12
تطرد عليها حسباناتهم وأعرضوا عن غيرها علي أنهم لوراموا العمل بالآفاق لتهيأ لهم ولأدتهم إلي ماأدتهم إليه دائرة نصف النهار لكن بعدسلوك المسلك البعيد وأعظم الخطاء هوتنكب الطريق المستقيم إلي البعد الأطول علي عمد.الفائدة الثانية اعلم أن اليوم قديطلق علي مجموع اليوم والليلة و قديطلق علي مايقابل الليل و هويرادف النهار و لاريب في أن اليوم والنهار الشرعيين مبدؤهما من طلوع الفجر الثاني إلي غيبوبة قرص الشمس عندبعض و إلي ذهاب الحمرة المشرقية عندأكثر الشيعة و عندالمنجمين و أهل فارس والروم من طلوع الشمس إلي غروبها وخلط بعضهم بين الاصطلاحين فتوهم أن اليوم الشرعي أيضا في غيرالصوم من الطلوع إلي الغروب و هذاخطاء و قدأوردنا الآيات والأخبار الكثيرة الدالة علي مااخترناه في كتاب الصلاة وأجبنا عن شبه المخالفين في ذلك . قال أبوريحان بعدإيراد ماتقدم منه هذاالحد هو ألذي نحد به اليوم علي الإطلاق إذااشترط الليلة في التركيب فأما علي التقسيم والتفصيل فإن اليوم بانفراده والنهار بمعني واحد و هو من طلوع جرم الشمس إلي غروبه والليل بخلاف ذلك وعكسه بتعارف من الناس قاطبة فيما بينهم واتفاق من جمهورهم لايتنازعون فيه إلا أن بعض علماء الفقه في الإسلام حد أول النهار بطلوع الفجر وآخره بغروب الشمس تسوية منه بينه و بين مدة الصوم واحتج بقوله تعالي وَ كُلُوا وَ اشرَبُوا حَتّي يَتَبَيّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجرِ ثُمّ أَتِمّوا الصّيامَ إِلَي اللّيلِفادعي أن هذين الحدين هما طرفا النهار و لاتعلق لمن رأي هذاالرأي بهذه الآية بوجه من الوجوه لأنه لو كان أول الصوم أول النهار لكان تحديده ما هوظاهر بين للناس بمثل ماحده به جاريا مجري التكلف لما لامعني له كما لم يحد آخر النهار وأول الليل بمثل ذلك إذ هومعلوم متعارف لايجهله أحد ولكنه تعالي لماحد أول الصوم بطلوع الفجر و لم
صفحه : 13
يحد آخره بمثله بل أطلقه بذكر الليل فقط لعلم الناس بأسرهم أنه غروب قرص الشمس علم أن المراد بما ذكر في الأول لم يكن مبدأ النهار ومما يدل علي صحة قولنا قوله تعالي أُحِلّ لَكُم لَيلَةَ الصّيامِ الرّفَثُ إِلي نِسائِكُم إلي قوله تعالي ثُمّ أَتِمّوا الصّيامَ إِلَي اللّيلِفأطلق المباشرة والأكل والشرب إلي وقت محدود لاالليل كله كما كان محظورا علي المسلمين قبل نزول هذه الآية الأكل والشرب بعدعشاء الآخرة و ماكانوا يعدون صومهم بيوم وبعض ليلته بل كانوا يذكرونها أياما بإطلاق . فإن قيل إنه أراد بذلك تعريفهم أول النهار للزم أن يكون الناس قبل ذلك جاهلين بأول الأيام والليالي و ذلك ظاهر المحال فإن قيل إن النهار الشرعي خلاف النهار الوضعي فما ذلك إلاخلاف في العبارة وتسمية شيءباسم وقع في التعارف علي غيره مع تعري الآية عن ذكر النهار وأوله والمشاحة في مثل ذلك مما نعتزلها ونوافق الخصوم في العبارات إذاوافقونا في المعاني وكيف يعتقد أمر ظهر للعيان خلافه فإن الشفق من جهة المغرب هونظير الفجر من جهة المشرق وهما متساويان في العلة متوازيان في الحالة فلو كان طلوع الفجر أول النهار لكان غروب الشفق آخره و قداضطر إلي قبول ذلك بعض الشيعة و علي أن من خالفنا فيما قدمناه يوافقنا في مساواة الليل والنهار مرتين في السنة إحداهما في الربيع والأخري في الخريف ويطابق قوله قولنا في أن النهار ينتهي في طوله عندتناهي قرب الشمس من القطب الشمالي و أنه ينتهي في قصره عندتناهي بعدها منه و أن ليل الصيف الأقصر يساوي نهار الشتاء الأقصر و أن
صفحه : 14
معني قوله يُولِجُ اللّيلَ فِي النّهارِ وَ يُولِجُ النّهارَ فِي اللّيلِ و قوله تعالي يُكَوّرُ اللّيلَ عَلَي النّهارِ وَ يُكَوّرُ النّهارَ عَلَي اللّيلِراجع إلي ذلك فإن جهلوا ذلك كله أوتجاهلوا لم يجدوا بدا من كون النصف النهار الأول ست ساعات والنصف الأخير ست ساعات و لايمكنهم التعامي عن ذلك لشيوع الخبر المأثور في ذكر فضائل السابقين إلي الجامع يوم الجمعة وتفاضل أجورهم بتفاضل قصورهم في الساعات الست التي هي أول النهار إلي وقت الزوال و ذلك مقول علي الساعات الزمانية المعوجة دون المستوية التي تسمي المعتدلة فلو سامحناهم بالتسليم لهم في دعواهم لوجب أن يكون استواء الليل والنهار حين تكون الشمس بجنبتي الانقلاب الشتوي و يكون ذلك في بعض المواضع دون بعض و أن لا يكون الليل الشتوي مساويا للنهار الصيفي و أن لا يكون نصف النهار موافاة الشمس منتصف ما بين الطلوع والغروب وخلافات هذه اللوازم هي القضايا المقبولة عند من له أدني بصر و ليس يتحقق لزوم هذه الشناعات إياهم إلا من له درية يسيرة بحركات الأكر. فإن تعلق متعلق بقول الناس عندطلوع الفجر قدأصبحنا وذهب الليل فأين هو عن قولهم عندتقارب غروب الشمس واصفرارها قدأمسينا وذهب النهار وجاء الليل وإنما ذلك إنباء عن دنوه وإقباله وإدبار ماهم فيه و ذلك جار علي طريق المجاز والاستعارة وجائز في اللغة كقول الله تبارك و تعالي أَتي أَمرُ اللّهِ فَلا تَستَعجِلُوهُ ويشهد لصحة قولنا ماروي عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ صَلَاةُ النّهَارِ عَجمَاءُ
. وتسمية الناس صلاة الظهر بالأولي لأنها الأولي من صلاتي النهار وتسمية صلاة العصر بالوسطي لتوسطها بين الصلاة الأولي من صلاتي النهار و بين الصلاة الأولي من صلوات الليل و ليس قصدي فيما أوردته في هذاالموضع إلانفي
صفحه : 15
ظن من يظن أن الضروريات تشهد بخلاف مايدل عليه القرآن ويحتج لإثبات ظنه بقول أحد الفقهاء والمفسرين و الله الموفق للصواب انتهي كلامه . وأقول سيأتي جواب ذلك كله والدلائل الكثيرة الدالة علي خلافه و ماذكره علي تقدير تمامه لاينافي ماادعيناه مع أن عرف الشرع بل العرف العام قداستقر علي أن ابتداء اليوم والنهار طلوع الفجر الثاني وأكثر ماذكره يدل علي أنه بحسب الحساب والقواعد النجومية أولهما طلوع الشمس و لامشاحة في ذلك و قوله لو كان أول الصوم أول النهار إلخ فالجواب أنه لما كان أول النهار عند أهل الحساب طلوع الشمس بين سبحانه أن المراد هنا اليوم الشرعي كما أنه لماكانت اليد تطلق علي معان قال في آية الوضوءإِلَي المَرافِقِلتعيين أحد المعاني و لما لم يكن في آخر النهار اختلاف في الاصطلاح لم يتعرض لتعيينه وإنما استقر العرف العام والخاص علي جعل أول النهار الفجر وأول الليل الغروب لماسيأتي أن الناس لماكانوا في الليل فارغين عن أعمالهم الضرورية للظلمة المانعة فاغتنموا شيئا من الضياء لحركتهم وتوجههم إلي أعمالهم الدينية والدنيوية
صفحه : 16
و في الليل بالعكس لأنهم لماكلوا وملوا من حركات النهار وأعماله اغتنموا شيئا من الظلمة لتركهم ذلك فلذا اختلف الأمر في أول النهار وآخره و ماوقع في الشرع من أن الزوال نصف النهار فهو علي التقريب والتخمين و ماذكره من استواء الليل والنهار في الاعتدالين فمعلوم أنه مبني علي اصطلاح المنجمين وسيأتي الكلام في جميع ذلك في كتاب الصلاة إن شاء الله تعالي .الفائدة الثالثة لاريب في أن الليل بحسب الشرع مقدم علي اليوم فما ورد في ليلة الجمعة مثلا إنما هي الليلة المتقدمة لاالمتأخرة و مايعتبره المنجمون وبعض العرب من تأخير الليلة فهو محض اصطلاح منهم و لايبتني عليه شيء من أحكام الشريعة ومما يدل عليه مارواه
الكلُيَنيِّ فِي الرّوضَةِ بِسَنَدٍ مُوَثّقٍ عَن عُمَرَ بنِ يَزِيدَ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع إِنّ المُغِيرِيّةَ يَزعُمُونَ أَنّ هَذَا اليَومَ لِهَذِهِ اللّيلَةِ المُستَقبِلَةِ فَقَالَ كَذَبُوا هَذَا اليَومُ لِلّيلَةِ المَاضِيَةِ إِنّ أَهلَ بَطنِ نَخلَةَ حَيثُ رَأَوُا الهِلَالَ قَالُوا قَد دَخَلَ الشّهرُ الحَرَامُ
. وتوضيحه أن المغيرية هم أتباع المغيرة بن سعد البجلي و هو من المذمومين المطعونين و قدروي الكشي أخبارا كثيرة في أنه كان من الكذابين علي أبي جعفر ع وروي أنه كان يدعو الناس إلي محمد بن عبد الله بن الحسن و كان من الزيدية التبرية و في بعض النسخ المغيرة أي الذين غيروا دين الله من المخالفين وقصة بطن نخلة هي ماذكره المفسرون والمؤرخون أن النبي ص بعث عبد الله بن جحش ومعه ثمانية رهط من المهاجرين وقيل اثنا عشر وأمره أن ينزل نخلة بين مكة والطائف فيرصد قريشا ويعلم أخبارهم فانطلقوا حتي هبطوا نخلة فوجدوا بهاعمرو بن الحضرمي في عير تجارة قريش في آخر يوم من جمادي الآخرة وكانوا يرون أنه من جمادي و هورجب فاختصم المسلمون فقال قائل منهم هذه غرة من عدو وغنم رزقتموه فلاندري أ من
صفحه : 17
الشهر الحرام هذااليوم أم لا فقال قائل منهم لانعلم هذااليوم إلا من الشهر الحرام و لانري أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه فشدوا علي ابن الحضرمي فقتلوه وغنموا عيره فبلغ ذلك كفار قريش فركب وفدهم حتي قدموا علي النبي ص فقالوا أيحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالي يَسئَلُونَكَ عَنِ الشّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِالآية ويظهر من هذاالخبر كماورد في بعض السير أيضا أنهم إنما فعلوا ذلك بعدرؤية هلال رجب وعلمهم بكونه منه واستشهاده عليه السلام بأن الصحابة حكموا بعدرؤية الهلال بدخول رجب فالليل سابق علي النهار ومحسوب مع اليوم ألذي بعده يوما و ماسبق من تقدم خلق النهار علي الليل لاينافي ذلك كما لايخفي .الفائدة الرابعة اعلم أنهم يقسمون كلا من اليوم الحقيقي واليوم الوسطي إلي أربعة وعشرين قسما متساوية يسمونها بالساعات المستوية والمعتدلة وأقسام اليوم الحقيقي تسمي بالحقيقية والوسطي بالوسطية و قديقسمون كلا من الليل والنهار في أي وقت كان باثنتي عشرة ساعة متساوية ويسمونها بالساعات المعوجة لاختلاف مقاديرها باختلاف الأيام طولا وقصرا بخلاف المستوية فإنها تختلف أعدادها و لاتختلف مقاديرها والمعوجة بعكسها وتسمي المعوجة بالساعات الزمانية أيضا لأنها نصف سدس زمان النهار أوزمان الليل وكثير من الأخبار مبنية علي هذاالاصطلاح كماأومأنا إليه والساعتان تستويان في خط الإستواء أبدا و عندحلول الشمس أحد الاعتدالين في سائر الآفاق و قدتطلق الساعة في الأخبار علي مقدار من أجزاء الليل والنهار مختص بحكم معين أوصفة مخصوصة كساعة ما بين طلوع الفجر والشمس وساعة الزوال والساعة بعدالعصر وساعة آخر الليل وأشباه ذلك بل علي مقدار من الزمان و إن لم يكن من أجزاء الليل والنهار كالساعة التي تطلق علي يوم القيامة كما أن اليوم قديطلق علي مقدار من الزمان مخصوص بواقعة أوحكم كيوم القيامة و يوم حنين و قال
صفحه : 18
تعالي وَ ذَكّرهُم بِأَيّامِ اللّهِ
12- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ خَالِدٍ وَ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ جَمِيعاً عَنِ النّضرِ عَن يَحيَي الحلَبَيِّ عَنِ المُثَنّي عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ عَزّ وَ جَلّكَأَنّما أُغشِيَت وُجُوهُهُم قِطَعاً مِنَ اللّيلِ مُظلِماً قَالَ أَ مَا تَرَي البَيتَ إِذَا كَانَ اللّيلُ أَشَدّ سَوَاداً مِن خَارِجٍ فَكَذَلِكَ هُم يَزدَادُونَ سَوَاداً
13- التّهذِيبُ،بِإِسنَادِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفٍ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقُلتُ مَتَي أصُلَيّ ركَعتَيَِ الفَجرِ قَالَ حِينَ يَعتَرِضُ الفَجرُ وَ هُوَ ألّذِي تُسَمّيهِ العَرَبُ الصّدِيعَ
بيان في القاموس الصديع كأمير الصبح و في الأساس و من المجاز انصدع الفجر وطلع الصديع و هوالفجر
1-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ عِبدِيدٍ الأشَعرَيِّ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن حَبِيبٍ السجّسِتاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَومُ الجُمُعَةِ يَومُ عِبَادَةٍ فَتَعَبّدُوا لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ وَ يَومُ السّبتِ لِآلِ مُحَمّدٍ ع وَ يَومُ الأَحَدِ لِشِيعَتِهِم وَ يَومُ الإِثنَينِ يَومُ بنَيِ أُمَيّةَ وَ يَومُ الثّلَاثَاءِ
صفحه : 19
يَومٌ لَيّنٌ[لَينٌ] وَ يَومُ الأَربِعَاءِ لبِنَيِ العَبّاسِ وَ فَتحِهِم وَ يَومُ الخَمِيسِ يَومٌ مُبَارَكٌ بُورِكَ لأِمُتّيِ فِي بُكُورِهَا فِيهِ
بيان ضمير بكورها راجع إلي الأمة أي مباكرتهم في طلب الحوائج وتوجههم إليها بكرة
2- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن عُمَرَ بنِ سُفيَانَ رَفَعَ الحَدِيثَ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِن مَوَالِيهِ يَا فُلَانُ مَا لَكَ لَم تَخرُج قَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ اليَومُ الأَحَدُ قَالَ وَ مَا لِلأَحَدِ قَالَ الرّجُلُ لِلحَدِيثِ ألّذِي جَاءَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ احذَرُوا حَدّ الأَحَدِ فَإِنّ لَهُ حَدّاً مِثلَ حَدّ السّيفِ قَالَ كَذَبُوا كَذَبُوا مَا قَالَ ذَاكَ رَسُولُ اللّهِص فَإِنّ الأَحَدَ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فَالإِثنَينِ قَالَ سمُيَّ بِاسمِهِمَا قَالَ الرّجُلُ سمُيَّ بِاسمِهِمَا وَ لَم يَكُونَا فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِذَا حُدّثتَ فَافهَم إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَد عَلِمَ اليَومَ ألّذِي يُقبَضُ فِيهِ نَبِيّهُص وَ اليَومَ ألّذِي يُظلَمُ فِيهِ وَصِيّهُ فَسَمّاهُ بِاسمِهِمَا قَالَ قُلتُ فَالثّلَاثَاءَ قَالَ خُلِقَت يَومَ الثّلَاثَاءِ النّارُ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّانطَلِقُوا إِلي ما كُنتُم بِهِ تُكَذّبُونَ انطَلِقُوا إِلي ظِلّ ذيِ ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَ لا يغُنيِ مِنَ اللّهَبِ قَالَ قُلتُ فَالأَربِعَاءُ قَالَ بُنِيَت أَربَعَةُ أَركَانٍ لِلنّارِ قَالَ قُلتُ فَالخَمِيسُ قَالَ خَلَقَ اللّهُ الخَمسَةَ يَومَ الخَمِيسِ قَالَ قُلتُ فَالجُمُعَةُ قَالَ جَمَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الخَلقَ لِوَلَايَتِنَا يَومَ الجُمُعَةِ قَالَ قُلتُ فَالسّبتُ قَالَ سَبَتَ المَلَائِكَةُ لِرَبّهَا يَومَ السّبتِ فَوَجَدَتهُ لَم يَزَل وَاحِداً
بيان باسمهما أي باسم أبي بكر وعمر والخمسة أصحاب العباء ع
صفحه : 20
سبت الملائكة أي قطعت أعمالها للتفكر في ذاته تعالي قال الراغب في مفرداته أصل السبت قطع العمل و منه سبت السير أي قطعه وسبت شعره حلقه وأنفه اصطلمه وقيل سمي يوم السبت لأن الله تعالي ابتدأ بخلق السماوات و الأرض يوم الأحد فخلقها في ستة أيام كماذكره فقطع عمله يوم السبت فسمي بذلك
3-الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الموَصلِيِّ عَنِ الصّقرِ بنِ أَبِي دُلَفَ الكرَخيِّ قَالَ لَمّا حَمَلَ المُتَوَكّلُ سَيّدَنَا أَبَا الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع جِئتُ أَسأَلُ عَن خَبَرِهِ قَالَ فَنَظَرَ إلِيَّ الزرّاّقيِّ وَ كَانَ حَاجِباً لِلمُتَوَكّلِ فَأَمَرَ أَن أُدخَلَ إِلَيهِ فَأُدخِلتُ إِلَيهِ فَقَالَ يَا صَقرُ مَا شَأنُكَ فَقُلتُ خَيرٌ أَيّهَا الأُستَادُ فَقَالَ اقعُد فأَخَذَنَيِ مَا تَقَدّمَ وَ مَا تَأَخّرَ وَ قُلتُ أَخطَأتُ فِي المجَيِءِ قَالَ فَوَحَي النّاسَ عَنهُ ثُمّ قَالَ لِي مَا شَأنُكَ وَ فِيمَ جِئتَ قُلتُ لِخَبَرٍ ما[0C] فَقَالَ لَعَلّكَ تَسأَلُ عَن خَبَرِ مَولَاكَ فَقُلتُ لَهُ وَ مَن موَلاَيَ موَلاَيَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ فَقَالَ اسكُت مَولَاكَ مَولَاكَ هُوَ الحَقّ فَلَا تحَتشَمِنيِ فإَنِيّ عَلَي مَذهَبِكَ فَقُلتُ الحَمدُ لِلّهِ قَالَ أَ تُحِبّ أَن تَرَاهُ قُلتُ نَعَم قَالَ اجلِس حَتّي يَخرُجَ صَاحِبُ البَرِيدِ مِن عِندِهِ قَالَ فَجَلَستُ فَلَمّا خَرَجَ قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ خُذ بِيَدِ الصّقرِ وَ أَدخِلهُ إِلَي الحُجرَةِ التّيِ فِيهَا العلَوَيِّ المَحبُوسُ وَ خَلّ بَينَهُ وَ بَينَهُ قَالَ فأَدَخلَنَيِ إِلَي الحُجرَةِ وَ أَومَأَ إِلَي بَيتٍ فَدَخَلتُ فَإِذَا هُوَ ع جَالِسٌ عَلَي صَدرِ حَصِيرٍ وَ بِحِذَائِهِ قَبرٌ مَحفُورٌ قَالَ فَسَلّمتُ عَلَيهِ فَرَدّ عَلَيّ ثُمّ أمَرَنَيِ بِالجُلُوسِ ثُمّ قَالَ لِي يَا صَقرُ مَا أَتَي بِكَ قُلتُ سيَدّيِ جِئتُ أَتَعَرّفُ خَبَرَكَ قَالَ ثُمّ نَظَرتُ إِلَي القَبرِ فَبَكَيتُ فَنَظَرَ إلِيَّ فَقَالَ يَا صَقرُ لَا عَلَيكَ لَن يَصِلُوا إِلَينَا بِسُوءٍ الآنَ فَقُلتُ الحَمدُ لِلّهِ ثُمّ قُلتُ يَا سيَدّيِ حَدِيثٌ يُروَي عَنِ النّبِيّص لَا أَعرِفُ مَعنَاهُ قَالَ وَ مَا هُوَ فَقُلتُ قَولُهُ لَا تُعَادُوا الأَيّامَ فَتُعَادِيَكُم مَا مَعنَاهُ فَقَالَ نَعَم الأَيّامُ نَحنُ مَا قَامَتِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ فَالسّبتُ اسمُ رَسُولِ اللّهِ
صفحه : 21
ص وَ الأَحَدُ كِنَايَةٌ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع وَ الإِثنَينِ[الإِثنَانِ] الحَسَنُ وَ الحُسَينُ وَ الثّلَاثَاءُ عَلِيّ بنُ الحُسَينِ وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ وَ الأَربِعَاءُ مُوسَي بنُ جَعفَرٍ وَ عَلِيّ بنُ مُوسَي وَ مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ وَ أَنَا وَ الخَمِيسُ ابنيَِ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ وَ الجُمُعَةُ ابنُ ابنيِ وَ إِلَيهِ تَجتَمِعُ عِصَابَةُ الحَقّ وَ هُوَ ألّذِي يَملَؤُهَا قِسطاً وَ عَدلًا كَمَا مُلِئَت ظُلماً وَ جَوراً فَهَذَا مَعنَي الأَيّامِ فَلَا تُعَادُوهُم فِي الدّنيَا فَيُعَادُوكُم فِي الآخِرَةِ ثُمّ قَالَ ع وَدّع وَ اخرُج فَلَا آمَنُ عَلَيكَ
قال الصدوق ره الأيام ليست بأئمة ولكن كني بها عن الأئمة لئلا يدرك معناه غير أهل الحق كماكني الله عز و جل بالتين والزيتون وطور سينين و هذاالبلد الأمين عن النبي و علي و الحسن و الحسين و كماكني عز و جل بالنعاج عن النساء علي قول من روي ذلك في قصة داود والخصمين و كماكني بالسير في الأرض عن النظر في القرآن سُئِلَ الصّادِقُ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّأَ وَ لَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ قَالَ مَعنَاهُ أَ وَ لَم يَنظُرُوا فِي القُرآنِ
و كماكني عز و جل بالسر عن النكاح في قوله عز و جل وَ لكِن لا تُواعِدُوهُنّ سِرّا و كماكني عز و جل بأكل الطعام عن التغوط فقال في عيسي وأمه كانا يَأكُلانِ الطّعامَ ومعناه أنهما كانا يتغوطان و كماكني بالنحل عن رسول الله ص في قوله وَ أَوحي رَبّكَ إِلَي النّحلِ ومثل هذاكثير.بيان فأخذني ماتقدم أي بالسؤال عما تقدم وعما تأخر أي عن الأمور المختلفة لاستعلام حالي وسبب مجيئي لذا ندم علي الذهاب إليه لئلا يطلع علي حاله ومذهبه أوالموصول فاعل أخذني بتقدير أي أخذني التفكر فيما تقدم من الأمور من ظنه التشيع بي وفيما تأخر مما يترتب علي مجيئي من المفاسد
صفحه : 22
فوحي الناس أي أشار إليهم أن يبعدوا عنه أو علي بناء التفعيل أي عجلهم في الذهاب عنه أو هو علي بناء المجرد و الناس فاعل أي أسرعوا في الذهاب قال في المصباح الوحي الإشارة والوحي السرعة يمد ويقصر وموت وحي مثل سريع وزنا ومعني يقال وحيت الذبيحة أحيها من باب وعد ذبحتها ذبحا وحيا ووحي الدواء للموت توحية عجله وأوحاه بالألف مثله انتهي وصاحب البريد الرسول المستعجل إذ البريد يطلق علي الرسول و علي دابته ويحتمل أن يراد به هنا رئيس هذه الطائفة في القاموس البريد المرتب والرسل علي دواب البريد و في الصحاح البريد المرتب يقال حمل فلان علي البريد وصاحب البريد قدأبرد إلي الأمير فهو مبرد والرسول بريد و في النهاية البريد كلمة فارسية يراد بها في الأصل البغل وأصلها بريدة دم أي محذوف الذنب لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها فأعربت وخففت ثم سمي الرسول ألذي يركبه بريدا والمسافة التي بين السكتين بريدا انتهي . لاعليك أي لاحزن عليك والكناية عن العسكري ع بالخميس إما لكون إمامته أوولادته في يوم الخميس و إن كان ضبط بعضهم مخالفا لذلك إذ الأكثر لم يعينوا خصوص اليوم أولأن سني إمامته خمس سنين إذ السنة السادسة لم تكمل أولأنه ع خامس من سمي أوكني بالحسن أولأنه متصل بالقائم ع المكني عنه بالجمعة أولعلة أخري لانعرفها ولعل هذه من بطون الخبر فإن لأخبارهم ع ظهرا وبطنا كالقرآن و يكون ظاهره أيضا مرادا بأن يكون المعني أن التشؤم والتطير بهايوجب تأثيرها و هذامعني معاداتها لهم فأما المتوكلون
صفحه : 23
علي الله المتوسلون بولاء أهل البيت ع فلاتضرهم نحوسة الأيام والساعات كماسيأتي في رواية الشيخ في مجالسه
4- العِلَلُ، وَ العُيُونُ، وَ الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرٍو البصَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَاعِظِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ سَأَلَ الشاّميِّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَنِ الأَيّامِ وَ مَا يَجُوزُ فِيهَا مِنَ العَمَلِ فَقَالَ ع يَومُ السّبتِ يَومُ مَكرٍ وَ خَدِيعَةٍ وَ يَومُ الأَحَدِ يَومُ عُرسٍ[غَرسِ] وَ بِنَاءٍ وَ يَومُ الإِثنَينِ يَومُ سَفَرٍ وَ طَلَبٍ وَ يَومُ الثّلَاثَاءِ يَومُ حَربٍ وَ دَمٍ وَ يَومُ الأَربِعَاءِ يَومُ شُؤمٍ فِيهِ يَتَطَيّرُ النّاسُ وَ يَومُ الخَمِيسِ يَومُ الدّخُولِ عَلَي الأُمَرَاءِ وَ قَضَاءِ الحَوَائِجِ وَ يَومُ الجُمُعَةِ يَومُ خِطبَةٍ وَ نِكَاحٍ
قال الصدوق ره يوم الإثنين يوم سفر إلي موضع الاستسقاء والطلب للمطر بيان يمكن حمل ماورد في الإثنين علي التقية
5- العُيُونُ، عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ وَ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ مَعاً عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن بَكرِ بنِ صَالِحٍ الجعَفرَيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحَسَنِ ع يَقُولُ قَلّمُوا أَظفَارَكُم يَومَ الثّلَاثَاءِ وَ استَحِمّوا يَومَ الأَربِعَاءِ وَ أَصِيبُوا مِنَ الحَجّامِ حَاجَتَكُم يَومَ الخَمِيسِ وَ تَطَيّبُوا بِأَطيَبِ طِيبِكُم يَومَ الجُمُعَةِ
صفحه : 24
الخصال ، عن أبيه عن محمدالعطار عن الأشعري عن البرقي مثله
6- العِلَلُ، فِي خَبَرِ ابنِ سَلّامٍ أَنّهُ سَأَلَ النّبِيّص عَن أَوّلِ يَومٍ خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ قَالَ يَومُ الأَحَدِ قَالَ وَ لِمَ سمُيَّ يَومَ الأَحَدِ قَالَ لِأَنّهُ وَاحِدٌ مَحدُودٌ قَالَ فَالإِثنَينِ[فَالإِثنَانِ] قَالَ هُوَ اليَومُ الثاّنيِ مِنَ الدّنيَا قَالَ وَ الثّلَاثَاءُ قَالَ الثّالِثُ مِنَ الدّنيَا قَالَ فَالأَربِعَاءُ قَالَ اليَومُ الرّابِعُ مِنَ الدّنيَا قَالَ فَالخَمِيسُ قَالَ هُوَ يَومٌ خَامِسٌ مِنَ الدّنيَا وَ هُوَ يَومٌ أَنِيسٌ لُعِنَ فِيهِ إِبلِيسُ وَ رُفِعَ فِيهِ إِدرِيسُ قَالَ فَالجُمُعَةُ قَالَ هُوَ يَومٌمَجمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَ ذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ وَ يَومُشاهِدٍ وَ مَشهُودٍ قَالَ فَالسّبتُ قَالَ يَومٌ مَسبُوتٌ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّ فِي القُرآنِوَ لَقَد خَلَقنَا السّماواتِ وَ الأَرضَ وَ ما بَينَهُما فِي سِتّةِ أَيّامٍفَمِنَ الأَحَدِ إِلَي الجُمُعَةِ سِتّةُ أَيّامٍ وَ السّبتُ مُعَطّلٌ
بيان لأنه واحد محدود لعل المعني أنه أول زمان حد أوله وآخره فصار يوما لأنه أول يوم خلق فيه العالم وقبله لم يكن زمان محدود كذلك فينطبق علي مابعده و علي سائر الأخبار ومشهود أي مشهود فيه أوله و هوشاهد لمن أتي الجمعة يوم مسبوت أي مقطوع فيه خلق العالم
7-مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الفَحّامِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ المنَصوُريِّ عَن سَهلِ بنِ يَعقُوبَ المُلَقّبِ بأِبَيِ نُوَاسٍ قَالَ قُلتُ للِعسَكرَيِّ ع ذَاتَ يَومٍ يَا سيَدّيِ قَد وَقَعَ إلِيَّ اختِيَارَاتُ الأَيّامِ عَن سَيّدِنَا الصّادِقِ ع مِمّا حدَثّنَيِ بِهِ الحَسَنُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ مُطَهّرٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ الديّلمَيِّ عَن أَبِيهِ عَن سَيّدِنَا الصّادِقِ ع فِي كُلّ شَهرٍ فَأَعرِضُهُ عَلَيكَ فَقَالَ لِي افعَل فَلَمّا عَرَضتُهُ عَلَيهِ وَ صَحّحتُهُ قُلتُ لَهُ يَا سيَدّيِ فِي أَكثَرِ هَذِهِ الأَيّامِ قَوَاطِعُ عَنِ المَقَاصِدِ لِمَا ذُكِرَ
صفحه : 25
فِيهَا مِنَ النّحسِ وَ المَخَاوِفِ فتَدَلُنّيِ عَلَي الِاحتِرَازِ مِنَ المَخَاوِفِ فِيهَا فَإِنّمَا تدَعوُنيِ الضّرُورَةُ إِلَي التّوَجّهِ فِي الحَوَائِجِ فِيهَا فَقَالَ لِي يَا سَهلُ إِنّ لِشِيعَتِنَا بِوَلَايَتِنَا لَعِصمَةً لَو سَلَكُوا بِهَا فِي لُجّةِ البِحَارِ الغَامِرَةِ وَ سَبَاسِبِ البِيدِ الغَائِرَةِ بَينَ سِبَاعٍ وَ ذِئَابٍ وَ أعَاَديِ الجِنّ وَ الإِنسِ لَأَمِنُوا مِن مَخَاوِفِهِم بِوَلَايَتِهِم لَنَا فَثِق بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَخلِص فِي الوَلَاءِ لِأَئِمّتِكَ الطّاهِرِينَ وَ تَوَجّه حَيثُ شِئتَ وَ اقصِد مَا شِئتَ إِذَا أَصبَحتَ وَ قُلتَ ثَلَاثاً أَصبَحتُ أللّهُمّ مُعتَصِماً بِذِمَامِكَ المَنِيعِ ألّذِي لَا يُطَاوَلُ وَ لَا يُحَاوَلُ مِن كُلّ طَارِقٍ وَ غَاشِمٍ مِن سَائِرِ مَا خَلَقتَ وَ مَن خَلَقتَ مِن خَلقِكَ الصّامِتِ وَ النّاطِقِ فِي جُنّةٍ مِن كُلّ مَخُوفٍ بِلِبَاسٍ سَابِغَةٍ وَلَاءِ أَهلِ بَيتِ نَبِيّكَ مُحتَجِزاً مِن كُلّ قَاصِدٍ إِلَي أَذِيّةٍ بِجِدَارٍ حَصِينٍ الإِخلَاصِ فِي الِاعتِرَافِ بِحَقّهِم وَ التّمَسّكِ بِحَبلِهِم جَمِيعاً مُوقِناً أَنّ الحَقّ لَهُم وَ مَعَهُم وَ فِيهِم وَ بِهِم أوُاَليِ مَن وَالَوا وَ أُجَانِبُ مَن جَانَبُوا فأَعَذِنيِ أللّهُمّ بِهِم مِن شَرّ كُلّ مَا أَتّقِيهِ يَا عَظِيمُ حَجَزتُ الأعَاَديَِ عنَيّ بِبَدِيعِ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ إِنّا جَعَلنَا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّاً وَ مِن خَلفِهِم سَدّاً فَأَغشَينَاهُم فَهُم لَا يُبصِرُونَ وَ قُلتَهَا عَشِيّاً ثَلَاثاً حَصَلتَ فِي حِصنٍ مِن مَخَاوِفِكَ وَ أَمنٍ مِن مَحذُورِكَ فَإِذَا أَرَدتَ التّوَجّهَ فِي يَومٍ قَد حَذَرتَ فِيهِ فَقَدّم أَمَامَ تَوَجّهِكَ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العَالَمِينَ وَ المُعَوّذَتَينِ وَ آيَةَ الكرُسيِّ وَ سُورَةَ القَدرِ وَ آخِرَ آيَةٍ فِي سُورَةِ آلِ عِمرَانَ وَ قُل أللّهُمّ بِكَ يَصُولُ الصّائِلُ وَ بِقُدرَتِكَ يَطُولُ الطّائِلُ وَ لَا حَولَ لِكُلّ ذيِ حَولٍ إِلّا بِكَ وَ لَا قُوّةَ يَمتَارُهَا ذُو قُوّةٍ إِلّا مِنكَ بِصَفوَتِكَ مِن خَلقِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِن بَرِيّتِكَ مُحَمّدٍ نَبِيّكَ وَ عِترَتِهِ وَ سُلَالَتِهِ عَلَيهِ وَ عَلَيهِمُ السّلَامُ صَلّ عَلَيهِم وَ اكفنِيِ شَرّ هَذَا اليَومِ وَ ضَرَرَهُ وَ ارزقُنيِ خَيرَهُ وَ يُمنَهُ وَ اقضِ لِي فِي متُصَرَفّاَتيِ بِحُسنِ العَاقِبَةِ وَ بُلُوغِ المَحَبّةِ وَ
صفحه : 26
الظّفَرِ بِالأُمنِيّةِ وَ كِفَايَةِ الطّاغِيَةِ الغَوِيّةِ وَ كُلّ ذيِ قُدرَةٍ لِي عَلَي أَذِيّةٍ حَتّي أَكُونَ فِي جُنّةٍ وَ عِصمَةٍ مِن كُلّ بَلَاءٍ وَ نَقِمَةٍ وَ أبَدلِنيِ مِنَ المَخَاوِفِ أَمناً وَ مِنَ العَوَائِقِ فِيهِ يُسراً حَتّي لَا يصَدُنّيِ صَادّ عَنِ المُرَادِ وَ لَا يَحُلّ بيِ طَارِقٌ مِن أَذَي العِبَادِإِنّكَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ الأُمُورُ إِلَيكَ تَصِيرُ يَا مَنلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَ هُوَ السّمِيعُ البَصِيرُ
بيان اللجة بالضم معظم الماء ويقال غمر الماء أي كثر وغمره الماء أي غطاه والسبسب المفازة أو الأرض المستوية البعيدة بلد سبسب وسباسب والبيد بالكسر جمع البيداء وهي الفلاة أي الأرض الخالية لاماء فيها والغائرة من الغور أي المنخفضة فإنها أهول و في بعض النسخ بالباء الموحدة من الغبار فإنه لايهتدي إلي الخروج منها والذمام بالكسر العهد والكفالة والأمان والمطاولة المغالبة في الطول والطول وحاوله رامه والغشم الظلم بلباس سابغة بغير تنوين فيهما بالإضافة فالأولي من إضافة الموصوف إلي الصفة والثانية البيانية أوبالتنوين فيهما أو في الثاني منهما فقوله ولاء بدل أوعطف بيان وكذا قوله بجدار حصين يحتمل الإضافة والتوصيف و في بعض النسخ حصن بغير ياء فالإضافة لا غير والحجز المنع والكف ببديع السماوات و الأرض أي مبدعهما أوبمن سماواته وأرضه بديعتان وصال علي قرنه سطا واستطال والامتيار جلب الميرة بالكسر وهي الطعام والسلالة بالضم ماانسل من الشيء والولد
8-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن أَبِي عُمَيرٍ عَن غَيرِ وَاحِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَالسّبتُ لَنَا وَ الأَحَدُ لِشِيعَتِنَا وَ الإِثنَينِ[الإِثنَانِ]لِأَعدَائِنَا وَ الثّلَاثَاءُ لبِنَيِ أُمَيّةَ وَ الأَربِعَاءُ يَومُ شُربِ الدّوَاءِ وَ الخَمِيسُ تُقضَي فِيهِ الحَوَائِجُ وَ الجُمُعَةُ لِلتّنظِيفِ وَ التّطَيّبِ وَ هُوَ عِيدُ المُسلِمِينَ وَ
صفحه : 27
هُوَ أَفضَلُ مِنَ الفِطرِ وَ الأَضحَي وَ يَومُ غَدِيرٍ أَفضَلُ الأَعيَادِ وَ هُوَ الثّامِنَ عَشَرَ مِن ذيِ الحِجّةِ وَ كَانَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ يَخرُجُ قَائِمُنَا أَهلَ البَيتِ يَومَ الجُمُعَةِ وَ تَقُومُ القِيَامَةُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ مَا مِن عَمَلٍ أَفضَلَ يَومَ الجُمُعَةِ مِنَ الصّلَاةِ عَلَي مُحَمّدٍ وَ آلِهِ
بيان لأعدائنا أي لجميع المخالفين و إن كان بنو أمية منهم والثلاثاء لخصوصهم وشيعتهم
9- العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ قَالَ العِلّةُ فِي صَومِ الخَمِيسِ وَ الأَربِعَاءِ أَنّ الأَعمَالَ تُرفَعُ يَومَ الخَمِيسِ وَ النّارَ خُلِقَت يَومَ الأَربِعَاءِ
10- الدّرّ المَنثُورُ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ يَوماً فَسَمّاهُ الأَحَدَ ثُمّ خَلَقَ ثَانِياً فَسَمّاهُ الإِثنَينِ ثُمّ خَلَقَ ثَالِثاً فَسَمّاهُ الثّلَاثَاءَ ثُمّ خَلَقَ رَابِعاً فَسَمّاهُ الأَربِعَاءَ وَ خَلَقَ خَامِساً فَسَمّاهُ الخَمِيسَ فَخَلَقَ اللّهُ الأَرضَ يَومَ الأَحَدِ وَ الإِثنَينِ وَ خَلَقَ الجِبَالَ يَومَ الثّلَاثَاءِ وَ لِذَلِكَ يَقُولُ النّاسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ وَ خَلَقَ مَوَاضِعَ الأَنهَارِ وَ الشّجَرِ وَ القُرَي يَومَ الأَربِعَاءِ وَ خَلَقَ الطّيرَ وَ الوَحشَ وَ السّبَاعَ وَ الهَوَامّ وَ الآفَةَ يَومَ الخَمِيسِ وَ خَلَقَ الإِنسَانَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ فَرَغَ مِنَ الخَلقِ يَومَ السّبتِ
11-العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ الشّاهِ عَن أَبِي بَكرٍ عَبدِ اللّهِ النيّساَبوُريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِّ عَن أَبِيهِ وَ عَن أَحمَدَ بنِ اِبرَاهِيمَ الخوُزيِّ وَ اِبرَاهِيمَ بنِ مَروَانَ الخوُزيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ الشيّباَنيِّ وَ عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ الأشُناَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ مَهرَوَيهِ عَن دَاوُدَ بنِ سُلَيمَانَ جَمِيعاً عَنِ الرّضَا عَن أَبِيهِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع قَالَالسّبتُ لَنَا وَ الأَحَدُ لِشِيعَتِنَا وَ الإِثنَينِ لبِنَيِ أُمَيّةَ وَ الثّلَاثَاءُ لِشِيعَتِهِم وَ الأَربِعَاءُ لبِنَيِ العَبّاسِ
صفحه : 28
وَ الخَمِيسُ لِشِيعَتِهِم وَ الجُمُعَةُ لِسَائِرِ النّاسِ جَمِيعاً وَ لَيسَ فِيهِ سَفَرٌ قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ تَعَالَيفَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِ وَ ابتَغُوا مِن فَضلِ اللّهِيعَنيِ يَومَ السّبتِ
صحيفة الرضا،بالإسناد عنه ع مثله بيان فيه مخالفة لسائر الأخبار في ذم الثلاثاء والخميس إلا أن يقال تبرك المخالفين بهما لايدل علي ذمهما إلا إذااقترن بهما شيءآخر كالإثنين ثم علي تأويله ع لعل المراد بقضاء الصلاة العمل بتوابعها ومكملاتها من سائر أعمال يوم الجمعة
12- المَكَارِمُ، عَنِ الحلَبَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَ يُكرَهُ السّفَرُ فِي شَيءٍ مِنَ الأَيّامِ المَكرُوهَةِ الأَربِعَاءِ وَ غَيرِهِ قَالَ افتَتِح سَفَرَكَ بِالصّدَقَةِ وَ اقرَأ آيَةَ الكرُسيِّ إِذَا بَدَا لَكَ
وَ عَن حَمّادِ بنِ عُثمَانَ عَنهُ ع مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ افتَتِح سَفَرَكَ بِالصّدَقَةِ وَ اخرُج إِذَا بَدَا لَكَ وَ اقرَأ آيَةَ الكرُسيِّ وَ احتَجِم إِذَا بَدَا لَكَ
13- فِي الدّيوَانِ المَنسُوبِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع T
لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السّبتِ حَقّاً | لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بِلَا امتِرَاءٍ |
وَ فِي الأَحَدِ البِنَاءُ لِأَنّ فِيهِ | تَبَدّي اللّهُ فِي خَلقِ السّمَاءِ |
وَ فِي الإِثنَينِ إِن سَافَرتَ فِيهِ | سَتَظفَرُ بِالنّجَاحِ وَ بِالثّرَاءِ |
وَ مَن يُرِدِ الحِجَامَةَ فَالثّلَاثَاءُ | ففَيِ سَاعَاتِهِ هَرقُ الدّمَاءِ |
وَ إِن شَرِبَ امرُؤٌ يَوماً دَوَاءً | فَنِعمَ اليَومُ يَومُ الأَربِعَاءِ |
صفحه : 29
وَ فِي يَومِ الخَمِيسِ قَضَاءُ حَاجٍ | فَفِيهِ اللّهُ يَأذَنُ بِالدّعَاءِ |
وَ فِي الجُمُعَاتِ تَزوِيجٌ وَ عُرسٌ | وَ لَذّاتُ الرّجَالِ مَعَ النّسَاءِ |
وَ هَذَا العِلمَ لَا يَعلَمُهُ إِلّا | نبَيِّ أَو وصَيِّ الأَنبِيَاءِ |
بيان لنعم اللام لام الابتداء للتأكيد و لاتدخل علي الماضي إلا مع قد في غيرنعم وبئس والحق ضد الباطل واليقين الثابت و هومفعول مطلق لفعل لازم الحذف أي أقول قولا حقا أوعلمت ذلك حقا يقينا أوحق ذلك حقا والظرف في قوله بلا امتراء متعلق بنعم أوبقوله حقا تبدي أي ابتدأ قلبت الهمزة ألفا ويؤيده قول الجوهري إن أهل المدينة يقولون بدينا بمعني بدأنا كذا قال الشارح . و قال بعض الأفاضل ماذكره لايوافقه اللغة والظاهر أن يكون الأصل في كلامه ع لأن فيه ابتدأ الله علي الماضي من الافتعال فأسقط الكتاب الهمزة من أوله حفظا لرعاية الوزن عندالقطع عن المصراع الأول و لم يتفطنوا لجواز الوصل لتلك الرعاية ثم كتبوا الهمزة الأخيرة بالياء علي مااشتهر من الخطاء في أمثاله بينهم انتهي . و فيه متعلق بقوله ستظفر والضمير راجع إلي السفر كذا ذكره الشارح ويمكن أن يكون الضمير راجعا إلي الإثنين و يكون تأكيدا أو يكون تقدير الكلام وأقول في الإثنين والثراء كثرة المال وهرق الدماء بالفتح علي المصدر سفكها في المصباح تقول هرقته هرقا من باب نفع انتهي والمشهور فيه الإهراق ويمكن أن يكون هنا لازما أي انصباب الدماء والحاج جمع الحاجة ذكره الفيروزآبادي و قال أذن بالشيء كسمع علم به وأذن له في الشيء كسمع إذنا بالكسر إباحة وأذن إليه و له كفرح استمع معجبا أوعام انتهي و علي التقادير كناية عن استجابة الدعاء. والتزويج النكاح والعرس الزفاف أوإطعامه في القاموس العرس بالضم وبضمتين طعام الوليمة والنكاح و قال الشارح قدتقرر في علم النجوم أن السبت متعلق بزحل والأحد بالشمس والإثنين بالقمر والثلاثاء بالمريخ والأربعاء بالعطارد والخميس بالمشتري والجمعة بالزهرة ومناسبة
صفحه : 30
القمر بالسفر والمريخ بالحجامة وسفك الدم والعطارد لشرب الدواء والمشتري بقضاء الحاجات والدعاء والزهرة للتزويج والعرس واجتماع الرجال والنساء مسلمة في هذاالفن لكن مناسبة الزحل بالصيد والشمس بالبناء لاتظهران من هذاالفن . ولعل تخصيص السبت بالصيد مبني علي ماروي عن ابن عباس ومجاهد أن اليهود أمروا باليوم ألذي أمرتم به و هو يوم الجمعة فتركوه واختاروا السبت فابتلاهم الله به وحرم عليهم الصيد فيه فإذا كان يوم السبت شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر فإذاانقضت السبت ذهبت و ماعادت إلا في السبت المقبل و ذلك بلاء ابتلاهم الله به ووجه التخصيص للأحد بالبناء مذكور في البيت انتهي . وأقول لعل تخصيص السبت بالصيد لأن الله رخص لنا فيه ويجب المبادرة إلي رخصة كمايجب المبادرة إلي عزائمه ولذا يستحب الجماع في أول ليلة من شهر رمضان أومخالفة لليهود في تحريمهم الصيد فيه ثم إن البيت الأخير يدل علي أن هذاالعلم ألذي هوشعبة من علم النجوم مختص بهم ع لايعلمه غيرهم كمامر في الأخبار قال الغزالي في الإحياء المنهي عنه من النجوم أمران أحدهما أن يصدق بأنها فاعلة لآثارها مستقلة بها والثاني تصديق المنجمين في أحكامهم لأنهم يقولونها من جهل و هذاالعلم كان معجزة لبعض الأنبياء ع ثم اندرس فلم يبق إلا ما هومختلط لايتميز فيه الصواب عن الخطاء فاعتقاد كون الكواكب أسبابا لآثار تحصل بخلق الله ليس قادحا في الدين بل هوالحق انتهي و قال علاء الدولة من الصوفية إذاأردت أن تعرف أن المطر يحدث بسبب الاتصالات العلوية التي يسميها المنجمون فتح الباب فاقرأ قوله تعالي فَفَتَحنا أَبوابَ السّماءِ بِماءٍ مُنهَمِرٍ و إذاأردت أن تعرف أن علم النجوم علم الأنبياء فاقرأ قوله تعالي فَنَظَرَ نَظرَةً فِي النّجُومِ فَقالَ إنِيّ سَقِيمٌ ومراد النبي ص من قوله مَن آمَنَ بِالنّجُومِ فَقَد كَفَرَ
أن من آمن بأنها مستقلات بأنفسها في تدبير العالم غيرمسخرات بأمر الله تعالي فقد كفر بالله ألذي خلقها وسخرها وجعلها
صفحه : 31
مدبرات بأمره وأودع في كل واحد منها خاصية خاصة دون غيره و في اجتماعها خاصية دون مااختص به كل واحد قبل الاجتماع انتهي و قدمر الكلام منا في ذلك في بابه
14- المَكَارِمُ، مِن كِتَابِ المَحَاسِنِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَحَدِهِمَا ع قَالَ كَانَ أَبِي إِذَا خَرَجَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَو فِي يَومٍ يَكرَهُهُ النّاسُ مِن مُحَاقٍ أَو غَيرِهِ تَصَدّقَ بِصَدَقَةٍ ثُمّ خَرَجَ
وَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مَن تَصَدّقَ بِصَدَقَةٍ إِذَا أَصبَحَ دَفَعَ اللّهُ عَنهُ نَحسَ ذَلِكَ اليَومِ
وَ مِن كِتَابِ طِبّ الأَئِمّةِ عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ قَلّمُوا أَظفَارَكُم يَومَ الثّلَاثَاءِ وَ احتَجِمُوا يَومَ الأَربِعَاءِ وَ أَصِيبُوا مِنَ الحَمّامِ يَومَ الخَمِيسِ وَ تَطَيّبُوا بِأَطيَبِ طِيبِكُم يَومَ الجُمُعَةِ
1- قُربُ الإِسنَادِ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عُمَرَ بنِ أَسلَمَ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي ع احتَجَمَ يَومَ الأَربِعَاءِ وَ هُوَ مَحمُومٌ فَلَم تَترُكهُ الحُمّي فَاحتَجَمَ يَومَ الجُمُعَةِ فَتَرَكَتهُ الحُمّي
2-العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ
صفحه : 32
عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن مُقَاتِلِ بنِ مُقَاتِلٍ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ الرّضَا ع فِي يَومِ الجُمُعَةِ فِي وَقتِ الزّوَالِ عَلَي ظَهرِ الطّرِيقِ يَحتَجِمُ وَ هُوَ مُحرِمٌ
قال الصدوق ره في هذاالحديث فوائد إحداها إطلاق الحجامة في يوم الجمعة عندالضرورة وليعلم أن ماورد من كراهة ذلك إنما هو في حالة الاختيار والفائدة الثانية الإطلاق في الحجامة في وقت الزوال والفائدة الثالثة أنه يجوز للمحرم أن يحتجم إذااضطر و لايحلق مكان الحجامة و لاقوة إلابالله العلي العظيم
3- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَن زَكَرِيّا المُؤمِنِ عَن مُحَمّدِ بنِ رَبَاحٍ القَلّاءِ قَالَ رَأَيتُ أَبَا اِبرَاهِيمَ ع يَحتَجِمُ يَومَ الجُمُعَةِ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ تَحتَجِمُ يَومَ الجُمُعَةِ قَالَ أَقرَأُ آيَةَ الكرُسيِّ فَإِذَا هَاجَ بِكَ الدّمُ لَيلًا كَانَ أَو نَهَاراً فَاقرَأ آيَةَ الكرُسيِّ وَ احتَجِم
4- وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَطرِفُوا أَهَالِيَكُم فِي كُلّ جُمعَةٍ بشِيَءٍ مِنَ الفَاكِهَةِ وَ اللّحمِ حَتّي يَفرَحُوا بِالجُمُعَةِ وَ كَانَ النّبِيّص إِذَا خَرَجَ فِي الصّيفِ مِن بَيتٍ خَرَجَ يَومَ الخَمِيسِ وَ إِذَا أَرَادَ أَن يَدخُلَ البَيتَ فِي الشّتَاءِ مِنَ البَردِ دَخَلَ يَومَ الجُمُعَةِ وَ قَد روُيَِ أَنّهُ كَانَ دُخُولُهُ وَ
صفحه : 33
خُرُوجُهُ يَومَ الجُمُعَةِ
5- وَ مِنهُ عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ الهمَذَاَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ وَ عَلِيّ بنِ الحَكَمِ مَعاً عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي الرّجُلِ يُرِيدُ أَن يَعمَلَ شَيئاً مِنَ الخَيرِ مِثلَ الصّدَقَةِ وَ الصّومِ وَ نَحوَ هَذَا قَالَ يُستَحَبّ أَن يَكُونَ ذَلِكَ يَومَ الجُمُعَةِ فَإِنّ العَمَلَ يَومَ الجُمُعَةِ يُضَاعَفُ
6- وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يُكرَهُ السّفَرُ وَ السعّيُ فِي الحَوَائِجِ يَومَ الجُمُعَةِ بُكرَةً مِن أَجلِ الصّلَاةِ فَأَمّا بَعدَ الصّلَاةِ فَجَائِزٌ يُتَبَرّكُ بِهِ
7- وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ الراّزيِّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الراّزيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَلّمَ أَظفَارَهُ يَومَ الجُمُعَةِ أَخرَجَ اللّهُ مِن أَنَامِلِهِ الدّاءَ وَ أَدخَلَ فِيهِ الدّوَاءَ وَ روُيَِ أَنّهُ لَا يُصِيبُهُ جُنُونٌ وَ لَا جُذَامٌ وَ لَا بَرَصٌ
8- وَ مِنهُ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدٍ العَطّارِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ الفُرَاتِ عَن عَلِيّ بنِ المَطَرِ عَنِ السّكَنِ الخَزّازِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ لِلّهِ حَقّ عَلَي كُلّ مُحتَلِمٍ فِي كُلّ جُمُعَةٍ أَخذُ شَارِبِهِ وَ أَظفَارِهِ وَ مَسّ شَيءٍ مِنَ الطّيبِ
9- المَحَاسِنُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِي هَاشِمٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ يَحيَي المدَيِنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ لَا بَأسَ بِالخُرُوجِ فِي السّفَرِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ
صفحه : 34
10- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي الجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يَحتَجِمُ فِيهَا أَحَدٌ إِلّا مَاتَ
بيان قدجرب مرارا في الحجامة يوم الجمعة أنه لم يرقأ الدم حتي مات و ماورد من فعلهم ع لاينافيه لأنهم يعلمون تلك الساعة فيجتنبونها أو هذافيما إذا لم يقرأ آية الكرسي و لماذكره الصدوق ره من الفرق بين الضرورة وعدمها أيضا وجه
11- رَوضَةُ الوَاعِظِينَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص خَمسُ خِصَالٍ تُورِثُ البَرَصَ النّورَةُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ وَ التوّضَيّ وَ الِاغتِسَالُ بِالمَاءِ ألّذِي تُسخِنُهُ الشّمسُ وَ الأَكلُ عَلَي الجَنَابَةِ وَ غِشيَانُ المَرأَةِ فِي حَيضِهَا وَ الأَكلُ عَلَي الشّبَعِ
بيان سيأتي عدم كراهة النورة في يوم الجمعة و أن أخبار النهي محمولة علي التقية
12- المَكَارِمُ، عَن أَنَسٍ قَالَ كَانَ أَحَبّ الأَيّامِ إِلَي رَسُولِ اللّهِص أَن يُسَافِرَ فِيهِ يَومُ الجُمُعَةِ
13- وَ مِنهُ، عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تَخرُج فِي يَومِ الجُمُعَةِ فِي حَاجَةٍ فَإِذَا كَانَ يَومُ السّبتِ وَ طَلَعَتِ الشّمسُ فَاخرُج فِي حَاجَتِكَ
14- وَ مِنهُ، عَنِ المُفَضّلِ بنِ عُمَرَ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الصّادِقِ ع وَ هُوَ يَحتَجِمُ يَومَ الجُمُعَةِ فَقَالَ أَ وَ لَيسَ تَقرَأُ آيَةَ الكرُسيِّ وَ نَهَي عَنِ الحِجَامَةِ مَعَ الزّوَالِ فِي يَومِ الجُمُعَةِ
صفحه : 35
1- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ أَسَدٍ البصَريِّ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَمّن رَوَاهُ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ مَرّ بِقَومٍ يَحتَجِمُونَ فَقَالَ مَا كَانَ عَلَيكُم لَو أَخّرتُمُوهُ لِعَشِيّةِ الأَحَدِ فَكَانَ يَكُونُ أَنزَلَ لِلدّاءِ
2- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الأصَبهَاَنيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن كَانَ مُسَافِراً فَليُسَافِر يَومَ السّبتِ فَلَو أَنّ حَجَراً زَالَ عَن حَجَرٍ يَومَ السّبتِ لَرَدّهُ اللّهُ تَعَالَي إِلَي مَكَانِهِ وَ مَن تَعَذّرَت عَلَيهِ الحَوَائِجُ فَليَلتَمِس طَلَبَهَا يَومَ الثّلَاثَاءِ فَإِنّهُ اليَومُ ألّذِي أَلَانَ اللّهُ فِيهِ الحَدِيدَ لِدَاوُدَ ع
و منه عن أبيه عن سعد إلي قوله إلي مكانه
3- العُيُونُ،بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ المُتَقَدّمَةِ فِي البَابِ الأَوّلِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ بَارِك لأِمُتّيِ فِي بُكُورِهَا يَومَ سَبتِهَا وَ خَمِيسِهَا
و منه عن محمد بن أحمد بن الحسين الوراق عن علي بن محمد بن عنبسة مولي الرشيد عن دارم بن قبيصة عن الرضا ع مثله
صفحه : 36
صحيفة الرضا،بالإسناد عنه ع
مثله
4- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِ وَ ابتَغُوا مِن فَضلِ اللّهِ قَالَ الصّلَاةُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الِانتِشَارُ يَومَ السّبتِ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع أُفّ لِلرّجُلِ المُسلِمِ أَن لَا يُفَرّغَ نَفسَهُ فِي الأُسبُوعِ يَومَ الجُمُعَةِ لِأَمرِ دِينِهِ فَيَسأَلَ عَنهُ
5- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَحيَي الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الراّزيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَلّمَ أَظفَارَهُ يَومَ السّبتِ وَ يَومَ الخَمِيسِ وَ أَخَذَ مِن شَارِبِهِ عوُفيَِ مِن وَجَعِ الأَضرَاسِ وَ وَجَعِ العَينِ
6- المَحَاسِنُ، عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سِنَانٍ وَ أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ قَالَا سَأَلنَا أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّفَإِذا قُضِيَتِ الصّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرضِ وَ ابتَغُوا مِن فَضلِ اللّهِ قَالَ الصّلَاةُ يَومَ الجُمُعَةِ وَ الِانتِشَارُ يَومَ السّبتِ وَ قَالَ السّبتُ لَنَا وَ الأَحَدُ لبِنَيِ أُمَيّةَ
7- جَمَالُ الأُسبُوعِ،الحَدِيثُ مَشهُورٌ عَنِ النّبِيّص بُورِكَ لأِمُتّيِ فِي سَبتِهَا وَ خَمِيسِهَا
8- المَكَارِمُ، عَنِ الكَاظِمِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن كَانَ مِنكُم مُحتَجِماً فَليَحتَجِم يَومَ السّبتِ
9- وَ قَالَ الصّادِقُ ع الحِجَامَةُ يَومَ الأَحَدِ فِيهَا شِفَاءٌ مِن كُلّ دَاءٍ
صفحه : 37
1- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن مُوسَي بنِ القَاسِمِ البجَلَيِّ عَن عَلِيّ بنِ جَعفَرٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَي أخَيِ مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع فَقَالَ لَهُ جُعِلتُ فِدَاكَ إنِيّ أُرِيدُ الخُرُوجَ فَادعُ لِي فَقَالَ وَ مَتَي تَخرُجُ قَالَ يَومَ الإِثنَينِ فَقَالَ لَهُ وَ لِمَ تَخرُجُ يَومَ الإِثنَينِ قَالَ أَطلُبُ فِيهِ البَرَكَةَ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص وُلِدَ يَومَ الإِثنَينِ فَقَالَ كَذَبُوا وُلِدَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ الجُمُعَةِ وَ مَا مِن يَومٍ أَعظَمَ شُؤماً مِن يَومٍ مَاتَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص وَ انقَطَعَ فِيهِ وحَيُ السّمَاءِ وَ ظُلِمنَا فِيهِ حَقّنَا أَ لَا أَدُلّكَ عَلَي يَومٍ سَهلٍ أَلَانَ اللّهُ لِدَاوُدَ فِيهِ الحَدِيدَ فَقَالَ الرّجُلُ بَلَي جُعِلتُ فِدَاكَ فَقَالَ اخرُج يَومَ الثّلَاثَاءِ
قرب الإسناد،بإسناده عن علي بن جعفر عن أخيه ع مثله
2- وَ مِنهُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُسَافِرُ يَومَ الإِثنَينِ وَ الخَمِيسِ وَ يُعقَدُ فِيهِمَا الأَلوِيَةُ
3- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ السنّديِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَمرِو بنِ سَعِيدٍ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ احتَجَمَ رَسُولُ اللّهِص يَومَ الإِثنَينِ وَ أَعطَي الحَجّامَ بُرّاً
صفحه : 38
4- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَينِ اللؤّلؤُيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ وَ أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ أَو أَحَدِهِمَا عَن اِبرَاهِيمَ بنِ مِهزَمٍ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَحتَجِمُ يَومَ الإِثنَينِ بَعدَ العَصرِ
5- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ وَ مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن حَمّادِ بنِ عِيسَي عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ الحِجَامَةُ يَومَ الإِثنَينِ مِن آخِرِ النّهَارِ تَسُلّ الدّاءَ سَلّا مِنَ البَدَنِ
6- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِي الخَزرَجِ عَن سُلَيمَانَ عَن أَبِي نَضرَةَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ احتَجَمَ يَومَ الثّلَاثَاءِ لِسَبعَ عَشرَةَ أَو أَربَعَ عَشرَةَ أَو لِإِحدَي وَ عِشرِينَ مِنَ الشّهرِ كَانَت لَهُ شِفَاءً مِن أَدوَاءِ السّنَةِ كُلّهَا وَ كَانَت لِمَا سِوَي ذَلِكَ شِفَاءً مِن وَجَعِ الرّأسِ وَ الأَضرَاسِ وَ الجُنُونِ وَ الجُذَامِ وَ البَرَصِ
بيان وكانت لماسوي ذلك أي كانت الحجامة يوم الثلاثاء في غيرتلك الأيام من الشهر
7-الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن
صفحه : 39
مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن أَبِي حَمزَةَ عَن عُقبَةَ بنِ بَشِيرٍ الأزَديِّ قَالَ جِئتُ إِلَي أَبِي جَعفَرٍ ع يَومَ الإِثنَينِ فَقَالَ كُل فَقُلتُ إنِيّ صَائِمٌ فَقَالَ كَيفَ صُمتَ قَالَ قُلتُ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص وُلِدَ فِيهِ فَقَالَ أَمّا مَا فِيهِ وُلِدَ فَلَا تَعلَمُونَ وَ أَمّا مَا قُبِضَ فِيهِ فَنَعَم ثُمّ قَالَ فَلَا تَصُم وَ لَا تُسَافِر فِيهِ
8- مَجَالِسُ، ابنِ الشّيخِ عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَلِيّ بنِ عُمَرَ العَطّارِ قَالَ دَخَلتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع يَومَ الثّلَاثَاءِ فَقَالَ لَم أَرَكَ أَمسِ قَالَ كَرِهتُ الحَرَكَةَ فِي يَومِ الإِثنَينِ قَالَ يَا عَلِيّ مَن أَحَبّ أَن يَقِيَهُ اللّهُ شَرّ يَومِ الإِثنَينِ فَليَقرَأ فِي أَوّلِ رَكعَةٍ مِن صَلَاةِ الغَدَاةِهَل أَتي عَلَي الإِنسانِ ثُمّ قَرَأَ أَبُو الحَسَنِ ع فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ اليَومِ وَ لَقّاهُم نَضرَةً وَ سُرُوراً
9- المَحَاسِنُ، عَن بَعضِ أَصحَابِهِ يَرفَعُهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن كَانَت لَهُ حَاجَةٌ فَليَطلُبهَا يَومَ الثّلَاثَاءِ فَإِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَلَانَ فِيهِ الحَدِيدَ لِدَاوُدَ عَلَيهِ السّلَامُ
10- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عِمرَانَ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَا تُسَافِر يَومَ الإِثنَينِ وَ لَا تَطلُب فِيهِ الحَاجَةَ
11- وَ مِنهُ، عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن جَمِيلِ بنِ صَالِحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ أَبِي الكَرّامِ قَالَتَهَيّأتُ الخُرُوجَ إِلَي العِرَاقِ فَأَتَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع لِأُسَلّمَ عَلَيهِ وَ أُوَدّعَهُ فَقَالَ أَينَ تُرِيدُ قُلتُ أُرِيدُ الخُرُوجَ إِلَي العِرَاقِ فَقَالَ لِي فِي هَذَا اليَومِ وَ كَانَ يَومَ الإِثنَينِ فَقُلتُ إِنّ هَذَا اليَومَ يَقُولُ النّاسُ إِنّهُ يَومٌ مُبَارَكٌ فِيهِ وُلِدَ النّبِيّص فَقَالَ وَ اللّهِ مَا يَعلَمُونَ أَيّ يَومٍ وُلِدَ فِيهِ النّبِيّص وَ إِنّهُ لَيَومٌ مَشُومٌ فِيهِ قُبِضَ
صفحه : 40
النّبِيّص وَ انقَطَعَ الوحَيُ وَ لَكِن أُحِبّ أَن تَخرُجَ يَومَ الخَمِيسِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي كَانَ يَخرُجُ فِيهِ إِذَا غَزَا
12- وَ مِنهُ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن أَبِي أَيّوبَ الخَزّازِ قَالَ أَرَدنَا أَن نَخرُجَ فَجِئنَا نُسَلّمُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ كَأَنّكُم طَلَبتُم بَرَكَةَ الإِثنَينِ فَقُلنَا نَعَم قَالَ وَ أَيّ يَومٍ أَعظَمُ شُؤماً مِن يَومِ الإِثنَينِ يَومٌ فَقَدنَا فِيهِ نَبِيّنَا وَ ارتَفَعَ فِيهِ الوحَيُ لَا تَخرُجُوا يَومَ الإِثنَينِ وَ اخرُجُوا يَومَ الثّلَاثَاءِ
الفقيه ،بإسناده عن الخزاز مثله الكافي، عن العدة عن البرقي عن عثمان
مثله
13- مَجمَعُ البَيَانِ، فِي تَفسِيرِ قَولِهِ تَعَالَيقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُم وَ رَسُولُهُ وَ المُؤمِنُونَرَوَي أَصحَابُنَا أَنّ أَعمَالَ الأُمّةِ تُعرَضُ عَلَي النّبِيّص فِي كُلّ يَومِ الإِثنَينِ وَ خَمِيسٍ فَيَعرِفُهَا وَ كَذَلِكَ تُعرَضُ عَلَي الأَئِمّةِ القَائِمِينَ مَقَامَهُ وَ هُمُ المَعنِيّونَ بِقَولِهِ وَ المُؤمِنُونَ
14- جَمَالُ الأُسبُوعِ،روُيَِ مِن طَرِيقِ الخَاصّةِ أَنّ وَقتَ عَرضِ الأَعمَالِ فِي هَذَينِ اليَومَينِ عِندَ انقِضَاءِ نَهَارِهِمَا
15- وَ رَوَي مُسلِمٌ فِي صَحِيحِهِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص تُعرَضُ أَعمَالُ النّاسِ فِي كُلّ جُمعَةٍ مَرّتَينِ يَومَ الإِثنَينِ وَ يَومَ الخَمِيسِ فَيُغفَرُ لِكُلّ عَبدٍ مُؤمِنٍ إِلّا عبد[عَبداً]بَينَهُ وَ بَينَ أَخِيهِ شَحنَاءُ فَيَقُولُ اترُكُوا أَو أَرجِئُوا هَذَينِ حَتّي يَفِيئَا
صفحه : 41
16- وَ روُيَِ أَيضاً عَنهُ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ أَنّهُ تُفَتّحُ أَبوَابُ الجَنّةِ يَومَ الإِثنَينِ وَ يَومَ الخَمِيسِ فَيُغفَرُ لِكُلّ عَبدٍ مُؤمِنٍ لَا يُشرِكُ بِاللّهِ شَيئاً
17- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع اطلُبُوا الحَوَائِجَ يَومَ الثّلَاثَاءِ فَإِنّهُ اليَومُ ألّذِي أَلَانَ اللّهُ فِيهِ الحَدِيدَ لِدَاوُدَ ع
18- رِجَالُ الكشَيّّ، قَالَ كَتَبَ الهاَديِ ع إِلَي عَلِيّ بنِ مَهزِيَارَ أَسأَلُ اللّهَ أَن يَحفَظَكَ مِن بَينِ يَدَيكَ وَ مِن خَلفِكَ وَ فِي كُلّ حَالَاتِكَ فَأَبشِر فإَنِيّ أَرجُو أَن يَدفَعَ اللّهُ عَنكَ وَ اللّهَ أَسأَلُ أَن يَجعَلَ لَكَ الخِيَرَةَ فِيمَا عَزَمَ لَكَ مِنَ الشّخُوصِ فِي يَومِ الأَحَدِ وَ أُخّرَ[أَخّر][أُؤَخّرُ] ذَلِكَ إِلَي يَومِ الإِثنَينِ إِن شَاءَ اللّهُ صَحِبَكَ اللّهُ فِي سَفَرِكَ وَ خَلّفَكَ فِي أَهلِكَ وَ أَدّي عَنكَ وَ سَلِمتَ بِقُدرَتِهِ
1-العِلَلُ، وَ العُيُونُ، وَ الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عُمَرَ البصَريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الوَاعِظِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِّ عَن أَبِيهِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع فِي سُؤَالَاتِ الشاّميِّ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ أخَبرِنيِ عَن يَومِ الأَربِعَاءِ وَ التّطَيّرِ مِنهُ وَ ثِقلِهِ وَ أَيّ أَربِعَاءَ هُوَ فَقَالَ ع آخِرُ أَربِعَاءَ فِي الشّهرِ وَ هُوَ المُحَاقُ وَ فِيهِ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ أَخَاهُ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ ألُقيَِ اِبرَاهِيمُ ع فِي النّارِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ وَضَعُوا المَنجَنِيقَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ غَرَقَ اللّهُ فِرعَونَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ جَعَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَرضَ قَومِ لُوطٍ عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَرسَلَ اللّهُ عَزّ
صفحه : 42
وَ جَلّ الرّيحَ عَلَي قَومِ عَادٍ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَصبَحَت كَالصّرِيمِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ سَلّطَ اللّهُ عَلَي نُمرُودَ البَقّةَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ طَلَبَ فِرعَونُ مُوسَي لِيَقتُلَهُ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ خَرّعَلَيهِمُ السّقفُ مِن فَوقِهِم وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَمَرَ فِرعَونُ بِذَبحِ الغِلمَانِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ خُرّبَ بَيتُ المَقدِسِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أُحرِقَ مَسجِدُ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ بِإِصطَخرَ مِن كُورَةِ فَارِسَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ قُتِلَ يَحيَي بنُ زَكَرِيّا وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَظَلّ قَومَ فِرعَونَ أَوّلُ العَذَابِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ خَسَفَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِقَارُونَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ ابتَلَي اللّهُ أَيّوبَ ع بِذَهَابِ مَالِهِ وَ وُلدِهِ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أُدخِلَ يُوسُفُ ع السّجنَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّأَنّا دَمّرناهُم وَ قَومَهُم أَجمَعِينَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَخَذَتهُمُ الصّيحَةُ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ عَقَرُوا النّاقَةَ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أُمطِرَ عَلَيهِم حِجَارَةٌ مِن سِجّيلٍ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ شُجّ النّبِيّص وَ كُسِرَت رَبَاعِيَتُهُ وَ يَومَ الأَربِعَاءِ أَخَذَتِ العَمَالِيقُ التّابُوتَ
قال الصدوق ره من اضطر إلي الخروج في سفر يوم الأربعاء أوتبيغ به الدم في يوم الأربعاء فجائز له أن يسافر أويحتجم فيه و لا يكون ذلك شوما عليه لاسيما إذافعل ذلك خلافا علي أهل الطيرة و من استغني عن الخروج فيه أو عن إخراج الدم فالأولي أن يتوقي و لايسافر و لايحتجم .بيان يحتمل أن يكون وضع المنجنيق في غير يوم الإلقاء في النار ويحتمل اتحادهما و يوم الأربعاء قال الله أي في شأنه و هذا في قصة صالح وقومه وكذا الصيحة لهم و هوينافي كون عقر الناقة يوم الأربعاء لأنه لم يكن بينهما إلا
صفحه : 43
ثلاثة أيام إلا أن يكون المراد ابتداء إرادتهم وتمهيدهم للعقر وأيضا شج النبي ص كان في غزوة أحد والمشهور بين المفسرين والمؤرخين أنها كانت يوم السبت و كل ذلك مما يضعف الرواية و في القاموس المحاق مثلثة آخر الشهر أوثلاث ليال من آخره أو أن يستتر القمر فلايري غدوة و لاعشية سمي لأنه طلع مع الشمس فمحقته و في القاموس البيغ ثوران الدم وتبيغ الدم هاج وغلب
2- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع يَومَ الأَربِعَاءِ وَ هُوَ يَحتَجِمُ فَقُلتُ لَهُ إِنّ أَهلَ الحَرَمَينِ يَروُونَ عَن رَسُولِ اللّهِص أَنّهُ قَالَ مَنِ احتَجَمَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَأَصَابَهُ بَيَاضٌ فَلَا يَلُومَنّ إِلّا نَفسَهُ فَقَالَ كَذَبُوا إِنّمَا يُصِيبُ ذَلِكَ مَن حَمَلَتهُ أُمّهُ فِي طَمثٍ
3- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ عَمرِو بنِ أَسلَمَ قَالَ رَأَيتُ أَبَا الحَسَنِ مُوسَي بنَ جَعفَرٍ ع احتَجَمَ يَومَ الأَربِعَاءِ وَ هُوَ مَحمُومٌ فَلَم تَترُكهُ الحُمّي فَاحتَجَمَ يَومَ الجُمُعَةِ فَتَرَكَتهُ الحُمّي
4- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَنِ السيّاّريِّ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الدّقّاقِ البغَداَديِّ قَالَكَتَبتُ إِلَي أَبِي الحَسَنِ الثاّنيِ ع أَسأَلُهُ عَنِ الخُرُوجِ يَومَ الأَربِعَاءِ لَا يَدُورُ فَكَتَبَ ع مَن خَرَجَ يَومَ الأَربِعَاءِ لَا يَدُورُ خِلَافاً عَلَي أَهلِ الطّيَرَةِ وقُيَِ مِن كُلّ آفَةٍ وَ عوُفيَِ مِن كُلّ عَاهَةٍ وَ قَضَي اللّهُ لَهُ حَاجَتَهُ وَ كَتَبَ إِلَيهِ مَرّةً أُخرَي يَسأَلُهُ عَنِ الحِجَامَةِ يَومَ الأَربِعَاءِ لَا يَدُورُ فَكَتَبَ
صفحه : 44
ع مَنِ احتَجَمَ فِي يَومِ الأَربِعَاءِ لَا يَدُورُ خِلَافاً عَلَي أَهلِ الطّيَرَةِ عوُفيَِ مِن كُلّ آفَةٍ وَ وقُيَِ مِن كُلّ عَاهَةٍ وَ لَم تَخضَرّ مَحَاجِمُهُ
بيان الأربعاء لايدور آخر أربعاء من الشهر والجملة صفة ليوم الأربعاء واللام فيه كاللام في قوله ولقد أمر علي اللئيم يسبني
5- العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ هَاشِمٍ عَن أَحمَدَ بنِ عَامِرٍ الطاّئيِّ قَالَ سَمِعتُ الرّضَا ع يَقُولُ يَومُ الأَربِعَاءِ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ مَنِ احتَجَمَ فِيهِ خِيفَ أَن تَخضَرّ مَحَاجِمُهُ وَ مَنِ انتَارَ فِيهِ خِيفَ عَلَيهِ البَرَصُ
بيان اخضرار المحاجم فساد محل الحجامة وسواده و من انتار أي استعمل النورة والأشهر فيه التنور و إن كان أصل هذاالبناء من اللغات المولدة كمايستفاد من كتب اللغة و في أكثر النسخ اتنر بتشديد التاء واتخاذه من النورة لايوافق القاعدة و ليس له معني آخر ولعله تصحيف و في بعض النسخ من تنور و هوأصوب
6- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ البغَداَديِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَنبَسَةَ عَن دَارِمِ بنِ قَبِيصَةَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص آخِرُ أَربِعَاءَ فِي الشّهرِ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ
7- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانٍ عَنِ الأَحوَلِ عَن بَشّارِ بنِ بَشّارٍ قَالَ قُلتُ
صفحه : 45
لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع لأِيَّ شَيءٍ يُصَامُ يَومُ الأَربِعَاءِ قَالَ لِأَنّ النّارَ خُلِقَت يَومَ الأَربِعَاءِ
8- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن حُذَيفَةَ بنِ مَنصُورٍ قَالَ رَأَيتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع احتَجَمَ يَومَ الأَربِعَاءِ بَعدَ العَصرِ
9- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ إِسحَاقَ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ تَوَقّوُا الحِجَامَةَ وَ النّورَةَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَإِنّ يَومَ الأَربِعَاءِ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ وَ فِيهِ خُلِقَت جَهَنّمُ
10- وَ مِنهُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع ينَبغَيِ لِلرّجُلِ أَن يَتَوَقّي النّورَةَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَإِنّهُ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ
11- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ النّضرِ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَنِ الأَحوَلِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ رَسُولَ اللّهِص سُئِلَ عَن صَومِ خَمِيسَينِ بَينَهُمَا أَربِعَاءُ فَقَالَ أَمّا الخَمِيسُ فَيَومٌ تُعرَضُ فِيهِ الأَعمَالُ وَ أَمّا الأَربِعَاءُ فَيَومٌ خُلِقَت فِيهِ النّارُ وَ أَمّا الصّومُ فَجُنّةٌ
12- مَشَارِقُ الأَنوَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ عَادَانَا مِن كُلّ شَيءٍ حَتّي مِنَ الطّيُورِ الفَاخِتَةُ وَ مِنَ الأَيّامِ الأَربِعَاءُ
صفحه : 46
13- العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ العِلّةُ فِي صَومِ الخَمِيسِ وَ الأَربِعَاءِ أَنّ الأَعمَالَ تُرفَعُ يَومَ الخَمِيسِ وَ النّارُ خُلِقَت يَومَ الأَربِعَاءِ
14- الدّرُوعُ الوَاقِيَةُ، عَنِ الصّادِقِ ع أُمِرنَا بِصَومِ الأَربِعَاءِ مِن وَسَطِ الشّهُورِ لِأَنّهُ لَم يُعَذّب قَومٌ قَطّ إِلّا فِيهِ فَيُرَدّ عَنّا بِصَومِهِ نَحسُهُ
15- وَ عَنِ الرّضَا ع يَومُ الأَربِعَاءِ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ لِأَنّهُ أَوّلُ الأَيّامِ وَ آخِرُ الأَيّامِ التّيِ ذَكَرَهَا اللّهُ تَعَالَي فِي قَولِهِسَبعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيّامٍ حُسُوماً
16- المَكَارِمُ، عَن زَيدِ بنِ عَلِيّ عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ احتَجَمَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلَا يَلُومَنّ إِلّا نَفسَهُ
17- وَ عَن شُعَيبٍ العقَرَقوُفيِّ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي الحَسَنِ ع وَ هُوَ يَحتَجِمُ يَومَ الأَربِعَاءِ فِي الحَبسِ فَقُلتُ إِنّ هَذَا يَومٌ يَقُولُ النّاسُ مَنِ احتَجَمَ فِيهِ أَصَابَهُ البَرَصُ فَقَالَ إِنّمَا يُخَافُ ذَلِكَ عَلَي مَن حَمَلَتهُ أُمّهُ فِي حَيضِهَا
18- كِتَابُ المُسَلسَلَاتِ، حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ جَعفَرٍ الوَكِيلُ مِن بنَيِ هَاشِمٍ قَالَ حدَثّنَيِ أَبُو بَكرٍ حَمدُ بنُ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ زُرَيقٍ البغَداَديِّ قَالَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بنُ حُمدُونٍ السّمسَارُ قَالَ حدَثّنَيِ مُحَمّدُ بنُ حَمّادِ بنِ عِيسَي قَالَ سَمِعتُ الفَضلَ بنَ الرّبِيعِ يَقُولُ كُنتُ يَوماً مَعَ موَلاَيَ المَأمُونِ فَأَرَدنَا الخُرُوجَ يَومَ الأَربِعَاءِ فَقَالَ المَأمُونُ يَومٌ مَكرُوهٌ سَمِعتُ أَبِيَ الرّشِيدَ يَقُولُ سَمِعتُ المهَديِّ يَقُولُ سَمِعتُ المَنصُورَ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي عَلِيّاً يَقُولُ سَمِعتُ أَبِي عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ يَقُولُ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ آخِرَ الأَربِعَاءِ فِي الشّهرِ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ
قال المصنف وروي أن معني مستمر أن يكون النهار نحسا من أوله إلي الليل و قال ع إن معني المستمر هو أن لايذهب نحسه إلي أن يذهب من يوم الخميس ساعة
صفحه : 47
1- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ الحَسَنِ بنِ ظَرِيفٍ عَنِ الحُسَينِ بنِ عُلوَانَ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ عَلَيهِمَا السّلَامُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُسَافِرُ يَومَ الإِثنَينِ وَ الخَمِيسِ وَ يَعقِدُ فِيهِمَا الأَلوِيَةَ
2- وَ مِنهُ،بِالإِسنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص يَومُ الخَمِيسِ يَومٌ يُحِبّهُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ فِيهِ أَلَانَ اللّهُ الحَدِيدَ
3- وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ بَارِك لأِمُتّيِ فِي بُكُورِهَا وَ اجعَلهُ يَومَ الخَمِيسِ
بيان هذايخالف ظاهرا مامر من أن إلانة الحديد كانت في يوم الثلاثاء ويمكن حمل هذا علي التقية لأن راويه من العامة أويقال وقعت فيهما معا
4- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن يَعقُوبَ بنِ يَزِيدَ عَن مَروَكِ بنِ عُبَيدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُعَتّبِ بنِ المُبَارَكِ قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فِي يَومِ خَمِيسٍ وَ هُوَ يَحتَجِمُ فَقُلتُ لَهُ يَا ابنَ رَسُولِ اللّهِ تَحتَجِمُ فِي يَومِ الخَمِيسِ قَالَ نَعَم مَن كَانَ مِنكُم مُحتَجِماً فَليَحتَجِم فِي يَومِ الخَمِيسِ فَإِنّ كُلّ عَشِيّةِ جُمُعَةٍ يَبتَدِرُ الدّمُ فَرَقاً مِنَ القِيَامَةِ وَ لَا يَرجِعُ إِلَي وَكرِهِ إِلَي غَدَاةِ الخَمِيسِ وَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَنِ احتَجَمَ فِي آخِرِ خَمِيسٍ مِنَ الشّهرِ فِي أَوّلِ النّهَارِ سَلّ عَنهُ الدّاءَ سَلّا
5-العُيُونُ،بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ المُتَقَدّمَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ
صفحه : 48
قَالَ رَسُولُ اللّهِص أللّهُمّ بَارِك لأِمُتّيِ فِي بُكُورِهَا يَومَ سَبتِهَا وَ خَمِيسِهَا
صحيفة الرضا،بالإسناد عنه ع مثله
6- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عُقبَةَ عَن زَكَرِيّا عَن أَبِيهِ عَن يَحيَي قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن قَصّ أَظَافِيرَهُ يَومَ الخَمِيسِ وَ تَرَكَ وَاحِدَةً لِيَومِ الجُمُعَةِ نَفَي اللّهُ عَنهُ الفَقرَ
7- العُيُونُ،بِالأَسَانِيدِ الثّلَاثَةِ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُسَافِرُ يَومَ الخَمِيسِ وَ يَقُولُ فِيهِ تُرفَعُ الأَعمَالُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ تُعقَدُ فِيهِ الأَلوِيَةُ
8- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ الأشَعرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ حَسّانَ عَن أَبِي مُحَمّدٍ الراّزيِّ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَن قَلّمَ أَظفَارَهُ يَومَ السّبتِ وَ يَومَ الخَمِيسِ وَ أَخَذَ مِن شَارِبِهِ عوُفيَِ مِن وَجَعِ الأَضرَاسِ وَ وَجَعِ العَينِ
بيان الظاهر أن الواو بمعني أو
9- صَحِيفَةُ الرّضَا،بِالإِسنَادِ عَنهُ عَن آبَائِهِ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يُسَافِرُ يَومَ الإِثنَينِ وَ الخَمِيسِ وَ يَقُولُ فِيهِمَا تُرفَعُ الأَعمَالُ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ تُعقَدُ فِيهِمَا الأَلوِيَةُ
صفحه : 49
10- مُحَاسَبَةُ النّفسِ،لِلسّيّدِ عَلِيّ بنِ طَاوُسٍ ره نَقلًا مِن كِتَابِ الأَزمِنَةِ لِمُحَمّدِ بنِ عِمرَانَ المرَزبُاَنيِّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَصُومُ الإِثنَينِ وَ الخَمِيسَ فَقِيلَ لَهُ لِمَ ذَلِكَ فَقَالَص إِنّ الأَعمَالَ تُرفَعُ فِي كُلّ إِثنَينِ وَ خَمِيسٍ فَأُحِبّ أَن يُرفَعَ عمَلَيِ وَ أَنَا صَائِمٌ
11- وَ بِإِسنَادِهِ أَيضاً عَن أَبِي أَيّوبَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن إِثنَينِ وَ لَا خَمِيسٍ إِلّا تُرفَعُ فِيهِ الأَعمَالُ إِلّا عَمَلَ المَقَادِيرِ
12- وَ مِنهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي شَيخِ الطّائِفَةِ بِإِسنَادِهِ إِلَي عَنبَسَةَ بنِ بِجَادٍ العَابِدِ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ آخِرُ خَمِيسٍ فِي الشّهرِ تُرفَعُ فِيهِ أَعمَالُ الشّهرِ
بيان كأن المراد بعمل المقادير الأعمال التي لااختيار للعبد فيهافإنها ليست محلا للتكليف
13- المَكَارِمُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ الدّمَ يَجتَمِعُ فِي مَوضِعِ الحِجَامَةِ يَومَ الخَمِيسِ فَإِذَا زَالَتِ الشّمسُ تَفَرّقَ فَخُذ حَظّكَ مِنَ الحِجَامَةِ قَبلَ الزّوَالِ
فذلكة اعلم أن يوم الجمعة بضم الجيم وسكون الميم وضمها اسم يوم من الأسبوع و كان يسمي في القديم عروبة بفتح العين وضم الراء المهملتين قال الجوهري يوم العروبة يوم الجمعة و هو من أسمائهم القديمة و قال يوم الجمعة يوم العروبة وكذلك الجمعة بضم الميم ويجمع علي جمعات وجمع انتهي و قال في المصباح المنير يوم الجمعة سمي بذلك لاجتماع الناس به وضم الميم لغة الحجاز وفتحها لغة بني تميم وإسكانها لغة عقيل وقرأ بهاالأعمش ثم قال و أماالجمعة بسكون الميم فاسم لأيام الأسبوع وأولها السبت قال أبوعمرو الزاهد في كتاب المداخل أخبرنا تغلب عن ابن الأعرابي قال قال
صفحه : 50
أول الجمعة يوم السبت وأول الأيام يوم الأحد هكذا عندالعرب و قال في مجمع البيان إنما سميت جمعة لأن الله تعالي فرغ فيه من خلق الأشياء فاجتمعت فيه المخلوقات وقيل لأنه تجتمع فيه الجماعات وقيل إن أول من سماها جمعة كعب بن لوي و هوأول من قال أما بعد وقيل إن أول من سماها جمعة الأنصار انتهي و هوأسعد الأيام وأشرفها كمامر وسيأتي في كتاب الصلاة إن شاء الله لكن لما كان يوم عبادة وقربه لاينبغي أن يرتكب فيه ماينافيها كالسفر والاشتغال بالأمور الدنيوية وليلته مثل يومه مباركة زاهرة منورة ويستحب فيهما التزويج والزفاف وحلق الرأس وأخذ الأظفار والشارب والاستحمام وغسل الرأس بالسدر والخطمي وسائر ماسيأتي في محله فأما التنور فالظاهر أن المنع فيه محمول علي التقية واختلف الأخبار أيضا في الحجامة ولعل الأولي تركها إلا مع الضرورة و لم أر في الفصد نهيا و قال المنجمون يومه متعلق بالزهرة وليلته بالقمر و أما يوم السبت فقال الجوهري السبت الراحة والدهر وحلق الرأس وسبت علاوته سبتا إذاضرب عنقه و منه سمي يوم السبت لانقطاع الأيام عنده و قال الراغب قيل سمي يوم السبت لأن الله تعالي ابتدأ خلق السماوات يوم الأحد فخلقها في ستة أيام كماذكره فقطع عمله يوم السبت فسمي بذلك انتهي وقيل لقطع اليهود أعمالهم فيه وقيل لاستراحتهم فيه قال السيد الأجل المرتضي ره في الغرر والدرر في جواب سائل سأل عن قوله تعالي وَ جَعَلنا نَومَكُم سُباتاً فقال إذا كان السبات هوالنوم فكأنه قال وجعلنا نومكم نوما و هذامما لافائدة فيه فأجاب ره في هذه الآية بوجوه .منها أن يكون المراد بالسبات الراحة والدعة و قد قال قوم إن اجتماع
صفحه : 51
الخلق كان في يوم الجمعة والفراغ منه في يوم السبت فسمي اليوم بالسبت للفراغ ألذي كان فيه ولأن الله تعالي أمر بني إسرائيل فيه بالاستراحة من الأعمال قيل وأصل السبات التمدد يقال سبتت المرأة شعرها إذاحلته من العقص وأرسلته . ومنها أن يكون المراد بذلك القطع لأن السبت القطع والسبت أيضا الحلق يقال سبت شعره إذاحلقه و هويرجع إلي معني القطع والنعال السبتية التي لاشعر عليها فالمعني جعلنا نومكم قطعا لأعمالكم وتصرفكم و من أجاب بهذا الجواب يقول إنما سمي يوم السبت بذلك لأن بدء الخلق كان يوم الأحد وجمع يوم الجمعة وقطع يوم السبت فترجع التسمية إلي معني القطع و قداختلف الناس في ابتداء الخلق فقال أهل التوراة إن الله تعالي ابتدأه في يوم الأحد فكان الخلق يوم الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة ثم فرغ في يوم السبت و هذاقول أهل التوراة و قال آخرون إن الابتداء كان في يوم الإثنين إلي السبت وفرغ في يوم الأحد و هذاقول أهل الإنجيل فأما قول أهل الإسلام فهو أن ابتداء الخلق كان في يوم السبت واتصل إلي الخميس وجعلت الجمعة عيدا فعلي هذاالقول يمكن أن يسمي اليوم بالسبت من حيث قطع فيه بعض خلق الأرض فَقَد رَوَي أَبُو هُرَيرَةَ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ التّربَةَ فِي يَومِ السّبتِ وَ خَلَقَ الجِبَالَ فِيهَا يَومَ الأَحَدِ
إلي آخر ماأفاده ره و ماذكره من كون ابتداء الخلق يوم السبت خلاف المشهور بين الفريقين . وبالجملة يوم السبت يوم مبارك صالح لجميع الأعمال والبكور فيه أسعد وأيمن كماعرفت لاسيما للسفر وطلب الحوائج ويومه عندالأحكاميين متعلق بزحل وليلته بالمريخ واسمه بالعربية القديمة شيار كتاب . و يوم الأحد و كان يسمي في القديم بالأول وسمي أحدا لأنه أول الأيام أواليوم الأول من خلق العالم و هو يوم متوسط لأكثر الأعمال وذمه ومدحه متعارضان بل مدحه أقوي و عندالأحكاميين يومه متعلق بالشمس وليلته بعطارد.
صفحه : 52
و يوم الإثنين يسمي في اللغة القديمة بأهون قال الجوهري كانت العرب تسمي يوم الإثنين أهون في أسمائهم القديمة أنشدني أبوسعيد قال أنشدني ابن دريد لبعض شعراء الجاهلية.
أؤمل أن أعيش و أن يومي | بأول أوبأهون أوجبار |
أم التالي دبار أم فيومي | بمؤنس أوعروبة أوشيار. |
و في كتاب أبي ريحان أوالتالي دبار فإن أفته فمؤنس إلخ ووجه التسمية ظاهر مما مر و هوأنحس أيام الأسبوع و لايصلح لشيء من الأعمال و ماورد في مدحه فمحمول علي التقية لتبرك المخالفين به اقتفاء ببني أمية لعنهم الله وأكثر مصائب أهل البيت ع وقع فيه ولذا وضعوا الأخبار للتبرك به كماوضعوها للتبرك بيوم عاشوراء. ويمكن حمل بعض الأخبار علي الضرورة ويمكن حمل بعضها علي النسخ أيضا بأن يكون في الأول مباركا حيث لم يقع بعد فيه مايصير سببا لنحوسته فلما فات فيه رسول الله ص وجرت المصائب فيه علي أهل البيت ع وتبرك المخالفون به صار أنحس الأيام و يكون ذلك أيضا بإخباره ص لئلا يلزم النسخ بعده ص ويمكن القول بمثله في يوم عاشوراء و هذاوجه قريب للجمع بين الأخبار و إن كان الأول أقرب و عندالمنجمين يومه متعلق بالقمر وليلته بالمشتري. و يوم الثلاثاء بفتح الثاء و قديضم ثم لام ثم ألف و هوممدود و في اللغة القديمة يسمي الجبار كغراب و هو يوم متوسط لأكثر الأعمال لاسيما صعاب الأمور لأن الله تعالي ألان فيه الحديد لداود ع و في مجمع البيان أن الله خلق فيه الجبال وروي أنه سبحانه خلق فيه الأشجار والأنهار والهوام وورد فيه النهي عن الحجامة وتجويزها والتجويز أقوي والسفر أيضا فيه محمود و
صفحه : 53
عندالأحكاميين يومه متعلق بالمريخ وليلته بالزهرة. و يوم الأربعاء مثلثة الباء ممدودة و في المصباح هوبكسر الباء و لانظير له في المفردات وإنما يأتي وزنه في الجمع وبعض بني أسد يفتح الباء والضم لغة قليلة فيه انتهي و في اللغة القديمة اسمه دبار في القاموس دبار كغراب و كتاب يوم الأربعاء و في كتاب العين ليلته انتهي و في المجمع خلق الله فيه الشجر والعمران والخراب وقيل خلق فيه الطير و هو يوم نحس لاسيما آخر أربعاء من الشهر وليست نحوسته كالإثنين و قدمر أن الله خلق فيه النار و قدورد تجويز بعض الأعمال فيه كالاستحمام وشرب الدواء ومنع فيه من الحجامة والنورة والسفر و عندأرباب النجوم يومه متعلق بالعطارد وليلته بزحل . و يوم الخميس كانت العرب تسميه مؤنسا ذكره الجوهري و هومناسب لماورد في الخبر أنه يوم أنيس و هو يوم مبارك صالح لجميع الأعمال لاسيما السفر وطلب الحوائج والبكور فيه أشد بركة وسيأتي فضله والأعمال المطلوبة فيه في كتاب الصلاة إن شاء الله و قدروي فيه منع عن الحجامة والتجويز أصح وأقوي وأيد المنع بأن الرشيد احتجم فيه ومات و هذامؤيد لسعادة هذااليوم و عندالأحكاميين يومه منسوب إلي المشتري وليلته إلي الشمس والمراد بالليلة في جميع مانقلنا عنهم الليلة المستقبلة علي خلاف أهل الشرع فإنهم يعدون الليلة الماضية من اليوم
صفحه : 54
1- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُم أَن يأَتيَِ أَهلَهُ فَليَتَوَقّ أَوّلَ الأَهِلّةِ وَ أَنصَافَ الشّهُورِ فَإِنّ الشّيطَانَ يَطلُبُ الوَلَدَ فِي هَذَينِ الوَقتَينِ وَ الشّيَاطِينَ يَطلُبُونَ الشّركَ فِيهِمَا فَيَجِيئُونَ وَ يُحبِلُونَ
2- المَكَارِمُ، عَنِ الصّادِقِ ع اتّقِ الخُرُوجَ إِلَي السّفَرِ يَومَ الثّالِثِ مِنَ الشّهرِ وَ الرّابِعَ مِنهُ وَ الحاَديَِ وَ العِشرِينَ مِنهُ وَ الخَامِسَ وَ العِشرِينَ مِنهُ فَإِنّهَا أَيّامٌ مَنحُوسَةٌ وَ كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَكرَهُ أَن يُسَافِرَ الرّجُلُ أَو يَتَزَوّجَ وَ القَمَرُ فِي المُحَاقِ
وَ روُيَِ فِي بَعضِ الكُتُبِ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ العسَكرَيِّ ع أَنّ فِي كُلّ شَهرٍ مِنَ الشّهُورِ العَرَبِيّةِ يَومُ نَحسٍ لَا يَصلُحُ ارتِكَابُ شَيءٍ مِنَ الأَعمَالِ فِيهِ سِوَي الخَلوَةِ وَ العِبَادَةِ وَ الصّومِ وَ هيَِ الثاّنيِ وَ العِشرُونَ مِنَ المُحَرّمِ وَ العَاشِرُ مِن صَفَرٍ وَ الرّابِعُ مِنَ الرّبِيعِ الأَوّلِ وَ الثّامِنُ وَ العِشرُونَ مِنَ الرّبِيعِ الثاّنيِ وَ الثّامِنُ وَ العِشرُونَ مِن جُمَادَي الأُولَي وَ الثاّنيِ عَشَرَ مِن جُمَادَي الثّانِيَةِ وَ الثاّنيِ عَشَرَ مِن رَجَبٍ وَ السّادِسُ وَ العِشرُونَ مِن شَعبَانَ وَ الرّابِعُ وَ العِشرُونَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ وَ الثاّنيِ مِن شَوّالٍ وَ الثّامِنُ وَ العِشرُونَ مِن ذيِ القَعدَةِ وَ الثّامِنُ ذيِ الحِجّةِ
صفحه : 55
ويظهر من بعض الروايات نحوسة الثالث والرابع والخامس والثالث عشر والسادس عشر والحادي والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين والسادس والعشرين وروي المنع من السفر في الثامن من الشهر والثالث والعشرين منه وروي أنه يصلح السفر في الرابع و في الحادي والعشرين . و عن بعض الأفاضل النظم .
توق من الأيام سبع كواملا | فلاتتخذ فيهن عرسا و لاسفر |
ثلاثا وخمسا ثم ثالث عشرها | وسادس عشر هكذا جاء في الخبر |
وواحد والعشرين قدشاع ذكره | ورابع والعشرين والخمس في الأثر |
فتوقها مهما استطعت فإنها | كأيام عاد لاتبقي و لاتذر |
رويناه عن بحر العلوم بهمة | علي ابن عم المصطفي سيد البشر. |
ولغيره
تخف رابع العشرين من رمضان | وأسقط شوال منه الثاني |
والثامن العشرين من ذي قعدة | وتوق مابعده لثمان |
وثاني العشرين شهر محرم | وعاشر من صفر بلا نكران |
وربيع رابعة فحاذر يومه | وثامن عشري ربيع الثاني |
وثامن عشري جمادي الأولي | ثم مايتلوه ثاني عشر يأمن حثاني |
و إذاأتي رجب فثاني عشرها | والسادس والعشرون من شعبان |
فتوقها مهما استطعت فإنها | خباث من الأيام كل زمان |
3- المَكَارِمُ، عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَنِ احتَجَمَ يَومَ الثّلَاثَاءِ لِسَبعَ عَشرَةَ أَو لِتِسعَ عَشَرَةَ أَو لِإِحدَي وَ عِشرِينَ كَانَت لَهُ شِفَاءً مِن دَاءِ السّنّةِ
4- وَ قَالَ أَيضاً احتَجِمُوا يَومَ الخَمِيسِ لِخَمسَ عَشرَةَ وَ سَبعَ عَشرَةَ وَ إِحدَي وَ عِشرِينَ لَا يَتَبَيّغ بِكُمُ الدّمُ فَيَقتُلَكُم
صفحه : 56
5- وَ عَنِ الصّادِقِ ع مَنِ احتَجَمَ فِي آخِرِ خَمِيسٍ فِي الشّهرِ آخِرَ النّهَارِ سَلّ الدّاءَ سَلّا
6- وَ عَنِ النّبِيّص قَالَ الحِجَامَةُ يَومَ الثّلَاثَاءِ لِسَبعَ عَشرَةَ تمَضيِ مِنَ الشّهرِ دَوَاءٌ لِدَاءِ سَنَةٍ
7- وَ قَالَص الحِجَامَةُ فِي سَبعٍ وَ عَشرٍ مِنَ الشّهرِ شِفَاءٌ وَ يَومَ الثّلَاثَاءِ صِحّةٌ لِلبَدَنِ
وأقول روي عن الصادق ع أخبار في سعادة أيام الشهر ونحوستها جمعت بينها مشيرا إلي مواضعها ومأخذها
الدروع الواقية، قال السيد ره فيما نذكره من الرواية بأدعية ثلاثين فصلا لكل يوم من الشهر فصل منها مروية عن الصادق ع بروايات متكثرة وهي اختيارات الأيام ودعاؤها لكل يوم دعاء جديد إلي أن قال اليوم الأول من الشهر
8- عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ خُلِقَ فِيهِ آدَمُ وَ هُوَ يَومٌ مُبَارَكٌ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ لِلدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ طَلَبِ العِلمِ وَ التّزوِيجِ وَ السّفَرِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ اتّخَاذِ المَاشِيَةِ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ أَو ضَلّ قُدِرَ عَلَيهِ إِلَي ثمَاَنيِ لَيَالٍ وَ المَرِيضُ فِيهِ يَبرَأُ وَ المَولُودُ يَكُونُ سَمحاً مَرزُوقاً مُبَارَكاً عَلَيهِ وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ ره هُوَ رُوزَ هُرمُزدَ اسمٌ مِن أَسمَائِهِ تَعَالَي يَومٌ مُختَارٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ
9- قَالَ السّيّدُ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي بِحَذفِ الإِسنَادِ عَنِ الصّادِقِ ع وَ قَد سَأَلَهُ سَائِلٌ عَنِ اختِيَارَاتِ الأَيّامِ فَقَالَ ع اليَومُ الأَوّلُ خُلِقَ فِيهِ آدَمُ ع يَومٌ صَالِحٌ مَسعُودٌ خَاطِب فِيهِ السّلطَانَ وَ تَزَوّج وَ اعمَل فِيهِ كُلّ شَيءٍ تُرِيدُهُ مِن حَاجَةٍ
10-المَكَارِمُ، عَنِ الصّادِقِ ع سَعدٌ يَصلُحُ لِلِقَاءِ الأُمَرَاءِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ
صفحه : 57
وَ الشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ الزّرَاعَةِ وَ السّفَرِ
11- زَوَائِدُ الفَوَائِدِ، عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ هُوَ يَومٌ مُبَارَكٌ مَحمُودٌ فِيهِ خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي آدَمَ وَ هُوَ يَومٌ سَعِيدٌ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ لِلدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ ابتِدَاءِ الأَعمَالِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ الأَخذِ وَ العَطَاءِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مَحبُوباً مَقبُولًا مَرزُوقاً مُبَارَكاً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
12- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَن خَرَجَ فِيهِ هَارِباً أَو ضَالّا قُدِرَ عَلَيهِ إِلَي ثَمَانِ لَيَالٍ
بيان ماروي في سياق مامر وسيأتي عن سلمان رضي الله عنه موافق لمارواه علماء النجوم وأصحاب التقاويم عن الفرس لكن في تصحيحها اختلافات نشير إليها قالوا اليوم الأول اسمه أورمزد وبعضهم يسميه فرخ وبعضهم به روز
13- الدّرُوعُ، قَالَ الصّادِقُ ع فِيهِ خُلِقَت حَوّاءُ مِن آدَمَ يَصلُحُ لِلتّزوِيجِ وَ بِنَاءِ المَنَازِلِ وَ كَتبِ العُهُودِ وَ السّفَرِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ الِاختِيَارِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَوّلَ النّهَارِ خَفّ أَمرُهُ بِخِلَافِ آخِرِهِ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ صَالِحَ التّربِيَةِ وَ قَالَ سَلمَانُ هُوَ رُوزُ بَهمَنَ اسمُ مَلَكٍ تَحتَ العَرشِ يَومٌ مُبَارَكٌ لِلتّزوِيجِ وَ قَضَاءِ الحَوَائِجِ سَعِيدٌ
14- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي تَزَوّج وَ أتِ فِيهِ أَهلَكَ مِنَ السّفَرِ وَ اشتَرِ وَ بِع وَ اطلُب فِيهِ الحَوَائِجَ وَ اتّقِ فِيهِ السّلطَانَ
15- المَكَارِمُ، عَنهُ ع يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ
16- الزّوَائِدُ، عَنِ الصّادِقِ ع يَومٌ مَحمُودٌ خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي فِيهِ حَوّاءَ وَ هُوَ يَومٌ يَصلُحُ لِلتّزوِيجِ وَ التّحوِيلِ وَ الشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ البِنَاءِ وَ الزّرعِ وَ الغَرسِ وَ السّلَفِ وَ القَرضِ وَ المُعَامَلَةِ وَ الدّخُولِ بِالأَهلِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ لِقَاءِ السّلطَانِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً مَيمُوناً
صفحه : 58
17- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يَصلُحُ لِكَتبَةِ العَهدِ وَ مَن مَرِضَ فِي أَوّلِهِ كَانَ مَرَضُهُ خَفِيفاً وَ فِي آخِرِهِ كَانَ ثَقِيلًا
18- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ نُزِعَ آدَمُ وَ حَوّاءُ لِبَاسُهُمَا وَ أُخرِجَا مِنَ الجَنّةِ فَاجعَل شُغلَكَ فِيهِ صَلَاحَ مَنزِلِكِ وَ لَا تَخرُج مِن دَارِكَ إِن أَمكَنَكَ وَ اتّقِ فِيهِ السّلطَانَ وَ البَيعَ وَ الشّرَاءَ وَ طَلَبَ الحَوَائِجِ وَ المُعَامَلَةَ وَ المُشَارَكَةَ وَ الهَارِبُ فِيهِ يُؤخَذُ وَ المَرِيضُ يَجهُدُ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ مَرزُوقاً طَوِيلَ العُمُرِ وَ قَالَ سَلمَانُ هُوَ رُوزَ أُردِيبِهِشتَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالشّقَاءِ وَ السّقمِ يَومٌ ثَقِيلٌ نَحسٌ لَا يَصلُحُ لِأَمرٍ مِنَ الأُمُورِ
19- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي عَنهُ ع يَومُ نَحسٍ فِيهِ سُلِبَ آدَمُ وَ حَوّاءُ لِبَاسَهُمَا وَ لَا تَشتَرِ فِيهِ وَ لَا تَبِع وَ لَا تَأتِ فِيهِ السّلطَانَ وَ لَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً
20- المَكَارِمُ، ردَيِءٌ لَا يَصلُحُ لشِيَءٍ جُملَةً
21- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومُ نَحسٍ فِيهِ قُتِلَ هَابِيلُ قَتَلَهُ أَخُوهُ قَابِيلُ عَلَيهِ اللّعنَةُ وَ العَذَابُ السّرمَدُ وَ هُوَ يَومٌ مَذمُومٌ لَا تُسَافِر فِيهِ وَ لَا تَعمَل عَمَلًا وَ لَا تَلقَ فِيهِ أَحَداً وَ استَعِذ بِاللّهِ مِن شَرّهِ بِعُوذَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيّ ع وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مَنحُوساً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ خِيفَ عَلَيهِ إِلّا أَن يَشَاءَ اللّهُ غَيرَ ذَلِكَ
22- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مَرزُوقاً طَوِيلَ العُمُرِ وَ فِيهِ سُلِبَ آدَمُ وَ حَوّاءُ لِبَاسَهُمَا وَ أُخرِجَا مِنَ الجَنّةِ وَ الهَارِبُ فِيهِ يُؤخَذُ وَ المَرِيضُ فِيهِ يَجهُدُ
أقول المضبوط عندالفرس أرديبهشت بضم الهمزة وسكون الراء المهملة وكسر الدال المهملة أي الشهر ألذي العالم فيه مثل الجنة لاخضرار
صفحه : 59
الأشجار والأراضي وظهور الأزهار
23- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِلزّرعِ وَ الصّيدِ وَ البِنَاءِ وَ اتّخَاذِ المَاشِيَةِ وَ يُكرَهُ فِيهِ السّفَرُ فَمَن سَافَرَ فِيهِ خِيفَ عَلَيهِ القَتلُ وَ السّلبُ أَو بَلَاءٌ يُصِيبُهُ وَ فِيهِ وُلِدَ هَابِيلُ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ صَالِحاً مُبَارَكاً مَا عَاشَ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ عَسُرَ طَلَبُهُ وَ لَجَأَ إِلَي مَن يَمنَعُهُ وَ قَالَ سَلمَانُ رُوزَ شَهرِيوَرَ اسمُ المَلَكِ ألّذِي خُلِقَت فِيهِ الجَوَاهِرُ مِنهُ وَ وُكّلَ بِهَا وَ هُوَ مُوَكّلٌ بِبَحرِ الرّومِ
24- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ الصّيدِ وَ يُذَمّ فِيهِ السّفَرُ فَمَن سَافَرَ فِيهِ سُلِبَ وَ فِيهِ وُلِدَ هَابِيلُ بنُ آدَمَ ع
25- المَكَارِمُ، عَنهُ ع صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ يُكرَهُ السّفَرُ فِيهِ
26- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع هُوَ يَومٌ مُتَوَسّطٌ صَالِحٌ لِقَضَاءِ الحَوَائِجِ فِيهِ وُلِدَ هِبَةُ اللّهِ شَيثُ بنُ آدَمَ وَ لَا تُسَافِر فِيهِ فَإِنّهُ مَكرُوهٌ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ شفُيَِ لَيلَتَهُ وَ برَِئَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
27- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّ هَابِيلَ ع وُلِدَ فِيهِ أَيضاً وَ يُخَافُ فِيهِ عَلَي المُسَافِرِ السّلبُ وَ القَتلُ وَ بَلَاءٌ يُصِيبُهُ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ لَجَأَ إِلَي مَن يَمنَعُ مِنهُ
أقول اسمه عندالفرس بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء وكسر الراء المهملة وسكون الياء وفتح الواو
28-الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ فِيهِ وُلِدَ قَابِيلُ الشقّيِّ المَلعُونُ وَ فِيهِ قَتَلَ أَخَاهُ وَ فِيهِ دَعَا بِالوَيلِ عَلَي نَفسِهِ وَ هُوَ أَوّلُ مَن بَكَي فِي الأَرضِ فَلَا تَعمَل فِيهِ عَمَلًا وَ لَا تَخرُج مِن مَنزِلِكَ وَ مَن حَلَفَ فِيهِ كَاذِباً عُجّلَ لَهُ الجَزَاءُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ صَلَحَت حَالُهُ
صفحه : 60
وَ قَالَ سَلمَانُ رُوزَ إِسفَندَارَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالأَرَضِينَ يَومُ نَحسٍ فَلَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً وَ لَا تَلقَ فِيهِ سُلطَاناً
29- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي عَنهُ ع وُلِدَ فِيهِ قَابِيلُ وَ فِيهِ قَتَلَ أَخَاهُ وَ لَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً
30- المَكَارِمُ، عَنهُ ع ردَيِءٌ نَحسٌ
31- الزّوَائِدُ، هُوَ يَومُ نَحسٍ فِيهِ لُعِنَ إِبلِيسُ وَ هَارُوتُ وَ مَارُوتُ وَ كُلّ فِرعَونٍ وَ جَبّارٍ وَ فِيهِ لُعِنَ وَ عُذّبَ وَ هُوَ يَومٌ نَكِدٌ عَسِيرٌ لَا خَيرَ فِيهِ فَاستَعِذ بِاللّهِ مِن شَرّهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مَشُوماً ثَقِيلًا نَكِدَ الحَيَاةِ عَسِيرَ الرّزقِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ ثَقُلَ مَرَضُهُ وَ خِيفَ عَلَيهِ
32- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّ فِيهِ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ وَ يُنظَرُ فِي إِصلَاحِ المَاشِيَةِ وَ مَن كَذَبَ فِيهِ عَجّلَ اللّهُ لَهُ الجَزَاءَ
أقول المشهور عندالفرس إسفندارمذ و قديقال إسپندار وسفندار وسپندار بإلحاق مذ في الجميع
33- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ فِي بَرّ أَو بَحرٍ رَجَعَ إِلَي أَهلِهِ بِمَا يُحِبّهُ جَيّدٌ لِشِرَاءِ المَاشِيَةِ وَ مَن ضَلّ فِيهِ أَو أَبَقَ وُجِدَ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ برَِئَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ صَلَحَت تَربِيَتُهُ وَ سَلِمَ مِنَ الآفَاتِ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ خُردَادَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالجِنّ يَصلُحُ لِلتّزوِيجِ وَ المَعَاشِ وَ كُلّ حَاجَةٍ وَ الأَحلَامُ يَظهَرُ تَأوِيلُهَا بَعدَ يَومٍ أَو يَومَينِ
34- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ الصّيدِ وَ طَلَبِ المَعَاشِ وَ كُلّ حَاجَةٍ
35- المَكَارِمُ، عَنهُ ع مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِلتّزوِيجِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ
صفحه : 61
36- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ صَالِحٌ وُلِدَ فِيهِ نُوحٌ ع يَصلُحُ لِلحَوَائِجِ وَ السّلطَانِ وَ السّفَرِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ الدّيُونِ وَ القَضَاءِ وَ الأَخذِ وَ العَطَاءِ وَ النّزهَةِ وَ الصّيدِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً مَيمُوناً مُوَسّعاً عَلَيهِ فِي حَيَاتِهِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ لَم يُجَاوِز مَرَضُهُ أُسبُوعاً ثُمّ يَبرَأُ بِإِذنِ اللّهِ
37- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَصلُحُ لِلتّزوِيجِ وَ شِرَاءِ المَاشِيَةِ
أقول خرداد عندهم بضم الخاء المعجمة
38- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِجَمِيعِ الأُمُورِ وَ مَن بَدَأَ بِالكِتَابَةِ أَكمَلَهَا حِذقاً وَ مَن بَدَأَ فِيهِ بِعِمَارَةٍ أَو غَرسٍ حُمِدَت عَاقِبَتُهُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ صَلَحَت تَربِيَتُهُ وَ وُسّعَ عَلَيهِ رِزقُهُ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ مُردَادَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالنّاسِ وَ أَرزَاقِهِم وَ هُوَ يَومٌ مُبَارَكٌ سَعِيدٌ فَاعمَل فِيهِ مَا تَشَاءُ مِنَ الخَيرِ
39- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَومٌ صَالِحٌ مِثلَ السّادِسِ
40- المَكَارِمُ، عَنهُ ع مُبَارَكٌ مُختَارٌ يَصلُحُ لِكُلّ مَا يُرَادُ وَ يُسعَي فِيهِ
41- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ فِيهِ رَكِبَ نُوحٌ ع السّفِينَةَ فَاركَبِ البَحرَ وَ سَافِر فِي البَرّ وَ القَ العَدُوّ وَ اعمَل مَا شِئتَ فَإِنّهُ يَومٌ عَظِيمُ البَرَكَةِ مَحمُودٌ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ السعّيِ فِيهَا وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً مَيمُوناً عَلَي نَفسِهِ وَ أَبَوَيهِ خَفِيفَ النّجمِ مُوَسّعاً عَيشُهُ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ برَِئَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
42- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَصلُحُ لِابتِدَاءِ الكِتَابَةِ وَ العِمَارَةِ وَ غَرسِ الأَشجَارِ
أقول مرداد أيضا بالضم و قال أبوريحان معناه دوام الخلق أبدا من غيرموت و لافناء
صفحه : 62
43- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ مِن بَيعٍ أَو شِرَاءٍ وَ مَن دَخَلَ فِيهِ عَلَي سُلطَانٍ قُضِيَت حَاجَتُهُ وَ يُكرَهُ فِيهِ رُكُوبُ البَحرِ وَ السّفَرُ فِي البَرّ وَ الخُرُوجُ إِلَي الحَربِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ صَلَحَت وِلَادَتُهُ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ لَم يُقدَر عَلَيهِ إِلّا بِتَعَبٍ وَ مَن ضَلّ فِيهِ لَم يُرشَد إِلّا بِجُهدٍ وَ المَرِيضُ فِيهِ يَجهُدُ[يُجهِدُ] وَ قَالَ سَلمَانُ رُوزَ نُمَادر اسمٌ مِن أَسمَائِهِ تَعَالَي وَ هُوَ يَومٌ مُبَارَكٌ سَعِيدٌ صَالِحٌ لِكُلّ أَمرٍ تُرِيدُ مِنَ الخَيرِ
44- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ صَالِحٌ مُبَارَكٌ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ إِلّا السّفَرَ
45- المَكَارِمُ، يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ سِوَي السّفَرِ فَإِنّهُ يُكرَهُ فِيهِ
46- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ صَالِحٌ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ فَاشتَرِ فِيهِ وَ بِع وَ خُذ وَ أَعطِ وَ لَا تَعَرّض لِلسّفَرِ فَإِنّهُ يُكرَهُ فِيهِ سَفَرُ البَرّ وَ البَحرِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُتَوَسّطَ الحَالِ طَوِيلَ العُمُرِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ برَِئَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
47- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي تَصلُحُ لِلِقَاءِ السّلطَانِ وَ قَضَاءِ الحَوَائِجِ مِنهُ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ لَم يُقدَر عَلَيهِ إِلّا بِتَعَبٍ وَ مَن ضَلّ فِيهِ لَم يُرشَد إِلّا بِجُهدٍ وَ قِيلَ مَن مَرِضَ فِيهِ هَلَكَ
أقول المعروف عندهم ديبازر
48- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ صَالِحٌ لِكُلّ أَمرٍ تُرِيدُهُ فَابدَأ فِيهِ بِالعَمَلِ وَ اقتَرِض فِيهِ وَ ازرَع وَ اغرِسِ وَ مَن حَارَبَ فِيهِ غَلَبَ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ رُزِقَ مَالًا وَ رَأَي خَيراً وَ مَن هَرَبَ فِيهِ نَجَا وَ مَن مَرِضَ فِيهِ ثَقُلَ وَ مَن ضَلّ قُدِرَ عَلَيهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ صَلَحَت وِلَادَتُهُ وَ وُفّقَ فِيهِ فِي كُلّ حَالَاتِهِ وَ قَالَ سَلمَانُ رُوزَ آذَرَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالمِيزَانِ يَومَ القِيَامَةِ مَحمُودٌ وَ الأَحلَامُ تَصِحّ فِيهِ مِن يَومِهَا
صفحه : 63
49- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ خَفِيفٌ صَالِحٌ لِكُلّ أَمرٍ يُرِيدُهُ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ مَرزُوقاً فِي مَعِيشَتِهِ وَ لَا يُصِيبُهُ ضِيقٌ
50- المَكَارِمُ، عَنهُ ع مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِكُلّ مَا يُرِيدُهُ الإِنسَانُ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ رُزِقَ مَالًا وَ يَرَي فِي سَفَرِهِ كُلّ خَيرٍ
51- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ صَالِحٌ مَحمُودٌ فِيهِ وُلِدَ سَامُ بنُ نُوحٍ وَ هُوَ يَومٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِلحَوَائِجِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ جَمِيعِ الأَعمَالِ وَ الدّينِ وَ القَرضِ وَ الأَخذِ وَ العَطَاءِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مَحبُوباً مَقبُولًا عِندَ النّاسِ يَطلُبُ العِلمَ وَ يَعمَلُ بِأَعمَالِ الصّالِحِينَ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ برَِئَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
52- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَن سَافَرَ فِيهِ رُزِقَ وَ لقَيَِ خَيراً وَ يَصلُحُ لِلغَرسِ وَ الزّرعِ وَ مَن حَارَبَ فِيهِ غَلَبَ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ لَجَأَ إِلَي سُلطَانٍ يَمنَعُ[يُمنَعُ] عَلَيهِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ ثَقُلَ
أقول عندهم آذر بالألف الممدودة ثم الذال المعجمة المفتوحة اسم للنار والملك الموكل بها وصحح بعضهم بضم الذال والأول أشهر
53- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ وُلِدَ فِيهِ نُوحٌ ع وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكبَرُ وَ يَهرَمُ وَ يُرزَقُ وَ يَصلُحُ لِلبَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ السّفَرِ وَ الضّالّةُ فِيهِ تُوجَدُ وَ الهَارِبُ فِيهِ يُظفَرُ بِهِ وَ يُحبَسُ وَ ينَبغَيِ لِلمَرِيضِ فِيهِ أَن يوُصيَِ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ آبَانَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالبِحَارِ وَ الأَودِيَةِ يَومٌ خَفِيفٌ مُبَارَكٌ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ مِن سُلطَانٍ أُخِذَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ لَم يُصِبهُ ضِيقٌ وَ كَانَ مَرزُوقاً وَ الأَحلَامُ فِيهِ تَظهَرُ فِي مُدّةِ عِشرِينَ يَوماً
54- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي فِيهِ وُلِدَ نُوحٌ ع يَومٌ صَالِحٌ لِلحَرثِ وَ الزّرعِ وَ السّلَفِ وَ كُلّ خَيرٍ
55-المَكَارِمُ،صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ سِوَي الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ مَن
صفحه : 64
فَرّ فِيهِ مِنَ السّلطَانِ أُخِذَ وَ مَن ضَلّت لَهُ ضَالّةٌ وَجَدَهَا وَ هُوَ جَيّدٌ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ بَرَأَ
56- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ مَحمُودٌ رَفَعَ اللّهُ فِيهِ إِدرِيسَ مَكَاناً عَلِيّاً وَ فِيهِ أَخَذَ مُوسَي التّورَاةَ تَصلُحُ لِكَتبِ الكُتُبِ وَ الشّرُوطِ وَ العُهُودِ وَ أَعمَالِ الدّوَاوِينِ وَ الحِسَابِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً حَلِيماً صَالِحاً عَفِيفاً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ يُخَافُ عَلَيهِ
57- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَصلُحُ لِلبَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ مَن ضَلّت لَهُ ضَالّةٌ وَجَدَهَا وَ يُستَحَبّ لِلمَرِيضِ فِيهِ أَن يوُصيَِ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ ظُفِرَ بِهِ وَ سُجِنَ
58- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ وُلِدَ فِيهِ شَيثٌ ع صَالِحٌ لِابتِدَاءِ العَمَلِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ السّفَرِ وَ يُجتَنَبُ فِيهِ الدّخُولُ عَلَي السّلطَانِ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ رَجَعَ طَائِعاً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يُوشِكُ أَن يَبرَأَ فِيهِ وَ مَن ضَلّ فِيهِ سَلِمَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ طَابَت عِيشَتُهُ غَيرَ أَنّهُ لَا يَمُوتُ حَتّي يَفتَقِرَ وَ يَهرُبَ مِن سُلطَانٍ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ خُورَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالشّمسِ يَومٌ خَفِيفٌ مِثلَ ألّذِي تَقَدّمَهُ
59- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي مَن هَرَبَ فِيهِ أُخِذَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَرزُوقاً فِي مَعِيشَتِهِ وَ يُعَمّرُ حَتّي يَهرَمَ وَ لَا يَفتَقِرُ أَبَداً
60- المَكَارِمُ، عَنهُ ع يَصلُحُ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ لِجَمِيعِ الحَوَائِجِ وَ لِلسّفَرِ مَا خَلَا الدّخُولَ عَلَي السّلطَانِ وَ إِنّ التوّاَريَِ فِيهِ يَصلُحُ
61- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ صَالِحٌ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ المُعَامَلَةِ وَ القَرضِ وَ يُكرَهُ فِيهِ الدّخُولُ عَلَي السّلطَانِ وَ مُعَامَلَتُهُ وَ التّصَرّفُ فِيهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً صَالِحَ التّربِيَةِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ برَِئَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
صفحه : 65
أقول عندهم خور بضم الخاء ومنهم من صححه بالفتح والأول أظهر ويؤيده دخول الواو في الكتابة
62- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ وُلِدَ فِيهِ شَيثٌ ع وَ مَن هَرَبَ فِيهِ رَجَعَ طَائِعاً وَ مَن ضَلّ فِيهِ سَلِمَ وَ ذُكِرَ أَيضاً أَنّهُ يَمُوتُ فَقِيراً أَو يَهرُبُ مِنَ السّلطَانِ
63- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ فَتحِ الحَوَانِيتِ وَ الشّرِكَةِ وَ رُكُوبِ البِحَارِ وَ يُجتَنَبُ فِيهِ الوَسَاطَةُ بَينَ النّاسِ وَ المَرِيضُ يُوشِكُ أَن يَبرَأَ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ هَيّنَ التّربِيَةِ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ مَاهَ يَومٌ مُختَارٌ وَ هُوَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالقَمَرِ
وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي مِثلَ الحاَديَِ عَشَرَ
64- المَكَارِمُ، عَنهُ ع يَومٌ صَالِحٌ مُبَارَكٌ فَاطلُبُوا فِيهِ حَوَائِجَكُم وَ اسعَوا لَهَا فَإِنّهَا تُقضَي
65- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ مُبَارَكٌ فِيهِ قَضَي مُوسَي الأَجَلَ وَ هُوَ يَومُ التّزوِيجِ وَ المُشَارَكَةِ وَ فَتحِ الحَوَانِيتِ وَ عِمَارَةِ المَنَازِلِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ الأَخذِ وَ العَطَاءِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ عَفِيفاً نَاسِكاً صَالِحاً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ مِن حُمّي خِيفَ عَلَيهِ إِلّا أَن يَشَاءَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
66- وَ فِي أُخرَي يُستَحَبّ فِيهِ رُكُوبُ المَاءِ وَ لَا يُرتَكَبُ فِيهِ الوَسَائِطُ يعَنيِ الوَسَاطَةَ بَينَ النّاسِ
67-الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومُ نَحسٍ فَاتّقِ فِيهِ المُنَازَعَةَ وَ الحُكُومَةَ وَ لِقَاءَ السّلطَانِ وَ كُلّ أَمرٍ وَ لَا تَدهُن فِيهِ رَأساً وَ لَا تَحلِق فِيهِ شَعراً وَ مَن ضَلّ فِيهِ أَو هَرَبَ سَلِمَ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَجهَدَ وَ المَولُودُ فِيهِ ذُكِرَ أَنّهُ[ذُكرَانُهُ] لَا يَعِيشُ
صفحه : 66
وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ تِيرٍ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالنّجُومِ يَومُ نَحسٍ ردَيِءٌ فَاتّقِ فِيهِ السّلطَانَ وَ جَمِيعَ الأَعمَالِ وَ الأَحلَامُ تَصِحّ فِيهِ بَعدَ تِسعَةِ أَيّامٍ
وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومُ نَحسٍ لَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً
68- المَكَارِمُ، عَنهُ ع يَومُ نَحسٍ فَاتّقُوا فِيهِ جَمِيعَ الأَعمَالِ
69- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومُ نَحسٍ فِيهِ هَلَكَ ابنُ نُوحٍ وَ امرَأَةُ لُوطٍ وَ هُوَ يَومٌ مَذمُومٌ فِي كُلّ حَالٍ فَاستَعِذ بِاللّهِ مِن شَرّهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مَشُوماً عَسِيرَ الرّزقِ كَثِيرَ الحِقدِ نَكِدَ الخُلُقِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ يُخَافُ عَلَيهِ وَ اللّهُ أَعلَمُ
70- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي تُتّقَي فِيهِ المُنَازَعَاتُ وَ لِقَاءُ السّلَاطِينِ وَ الحُكُومَاتُ وَ حَلقُ الرّأسِ وَ دَهنُ الشّعرِ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ سَلِمَ وَ إِن وُلِدَ فِيهِ ذَكَرٌ لَم يَعِش
71- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ صَالِحٌ لِكُلّ شَيءٍ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ غَشُوماً وَ هُوَ جَيّدٌ لِطَلَبِ العِلمِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ السّفَرِ وَ الِاستِقرَاضِ وَ رُكُوبِ البَحرِ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ أُخِذَ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ برَِئَ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ جُوشَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالإِنسِ وَ الجِنّ وَ الرّيحِ يَومٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِكُلّ شَيءٍ وَ لِلِقَاءِ السّلطَانِ وَ أَشرَافِ النّاسِ وَ عُلَمَائِهِم وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ كَاتِباً أَدِيباً وَ يَكثُرُ مَالُهُ آخِرَ عُمُرِهِ وَ الأَحلَامُ تَصِحّ بَعدَ سِتّةٍ وَ عِشرِينَ يَوماً
72- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ سَعِيدٌ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ عُمّرَ طَوِيلًا وَ يَكُونُ مَشعُوفاً بِطَلَبِ العِلمِ وَ يَكثُرُ مَالُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ
73- المَكَارِمُ، عَنهُ ع جَيّدٌ لِلحَوَائِجِ وَ لِكُلّ عَمَلٍ
74-الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ صَالِحٌ لِمَا تُرِيدُ مِن قَضَاءِ الحَوَائِجِ وَ لِقَاءِ المُلُوكِ
صفحه : 67
وَ طَلَبِ العِلمِ وَ أَعمَالِ الدّيُونِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ عَاشَ سَلِيماً سَعِيداً وَ كَانَ فِي أُمُورِهِ مُسَدّداً مَحمُوداً مَرزُوقاً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ برَِئَ مِن مَرَضِهِ وَ لَم يَطُل وَ اللّهُ أَعلَمُ
75- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ كَثِيرَ المَالِ وَ يَكُونُ غَشُوماً ظَلُوماً وَ يَصلُحُ لِلبَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ الِاستِقرَاضِ وَ القَرضِ وَ الرّكُوبِ فِي البَحرِ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ يُؤخَذُ
أقول جوش بضم الجيم وسكون الواو.
76- العَدَدُ القَوِيّةُ لِدَفعِ المَخَاوِفِ اليَومِيّةِ،لِلشّيخِ رضَيِّ الدّينِ عَلِيّ بنِ يُوسُفَ بنِ مُطَهّرٍ الحلِيّّ قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ وَ السّفَرِ وَ غَيرِهِ فَاطلُبُوا فِيهِ الحَوَائِجَ فَإِنّهَا مَقضِيّةٌ
77- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَحذُورٌ نَحسٌ فِي كُلّ الأُمُورِ إِلّا مَن أَرَادَ أَن يَستَقرِضَ أَو يُقرِضَ أَو يُشَاهِدَ مَا يشَترَيِ وُلِدَ فِيهِ قَابِيلُ وَ كَانَ مَلعُوناً وَ هُوَ ألّذِي قَتَلَ أَخَاهُ فَاحذَرُوا فِيهِ كُلّ الحَذَرِ فَفِيهِ خُلِقَ الغَضَبُ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ مَاتَ
78- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَن مَرِضَ فِيهِ برَِئَ عَاجِلًا وَ مَن هَرَبَ فِيهِ ظُفِرَ بِهِ فِي مَكَانٍ قَرِيبٍ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ سَيّئَ الخُلُقِ
79- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ أَلثَغَ أَو أَخرَسَ أَو ثَقِيلَ اللّسَانِ
80- قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ أَخرَسَ أَو أَلثَغَ
وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَومٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِكُلّ عَمَلٍ وَ حَاجَةٍ وَ الأَحلَامُ فِيهِ تَصِحّ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ يُحمَدُ فِيهِ لِقَاءُ القُضَاةِ وَ العُلَمَاءِ وَ التّعلِيمُ وَ طَلَبُ مَا عِندَ الرّؤَسَاءِ وَ الكُتّابِ
صفحه : 68
وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ دِيمَهرُوزَ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي
81- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ الأُمُورِ إِلّا مَن أَرَادَ أَن يَستَقرِضَ أَو يُقرِضَ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ برَِئَ عَاجِلًا وَ مَن هَرَبَ فِيهِ ظُفِرَ بِهِ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ أَلثَغَ أَو أَخرَسَ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ دِيبَهرَ اسمٌ مِن أَسمَائِهِ تَعَالَي يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ وَ الأَحلَامُ فِيهِ تَصِحّ بَعدَ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ
وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ أَمرٍ وَ المَولُودُ يَكُونُ أَخرَسَ أَو أَلثَغَ
82- المَكَارِمُ، صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ تُرِيدُهَا فَاطلُبُوا فِيهِ حَوَائِجَكُم فَإِنّهَا تُقضَي
83- الزّوَائِدُ، يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ عَمَلٍ وَ حَاجَةٍ وَ لِقَاءِ الأَشرَافِ وَ العُظَمَاءِ وَ الرّؤَسَاءِ فَاطلُب فِيهِ حَوَائِجَكَ وَ القَ سُلطَانَكَ وَ اعمَل مَا بَدَا لَكَ فَإِنّهُ يَومٌ سَعِيدٌ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ أَلثَغَ اللّسَانِ أَو أَخرَسَ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ خِيفَ عَلَيهِ إِلّا أَن يَشَاءَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
84- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَومٌ مَحذُورٌ وَ يَصلُحُ لِلِاستِقرَاضِ وَ القَرضِ وَ مُشَاهَدَةِ مَا يُشتَرَي وَ مَن مَرِضَ فِيهِ برَِئَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي وَ مَن هَرَبَ فِيهِ ظُفِرَ بِهِ فِي مَكَانٍ غَرِيبٍ
بيان اللثغ محركة واللثغة بالضم تحول اللسان من السين إلي الثاء أو من الراء إلي الغين أواللام أوالياء أو من حرف إلي حرف أو أن لايتم رفع لسانه و فيه ثقل لثغ كفرح فهو ألثغ وتصحيح الاسم عندهم بالدال المفتوحة والياء الساكنة والباء المكسورة و في نسخ الدروع بسقوط الميم وفتح الباء وإنما ابتدأنا النقل من العدد من هذااليوم لأنه لم يصل إلينا من هذاالكتاب إلا من اليوم الخامس
صفحه : 69
عشر إلي آخر الشهر و من أول الشهر إلي هذااليوم كان ساقطا.
85- العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ ردَيِءٌ فَلَا تُسَافِر فِيهِ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ هَلَكَ وَ يَنَالُهُ مَكرُوهٌ فَاجتَنِبُوا فِيهِ الحَرَكَاتِ وَ اتّقُوا فِيهِ الحَوَائِجَ مَا استَطَعتُم فَلَا تَطلُبُوا فِيهِ حَاجَةً وَ يُكرَهُ فِيهِ لِقَاءُ السّلطَانِ
86- وَ فِي رِوَايَةٍ يَصلُحُ لِلتّجَارَةِ وَ البَيعِ وَ المُشَارَكَةِ وَ الخُرُوجِ إِلَي البَحرِ وَ يَصلُحُ لِلأَبنِيَةِ وَ وَضعِ الأَسَاسَاتِ وَ يَصلُحُ لِعَمَلِ الخَيرِ
87- وَ فِي رِوَايَةٍ خُلِقَت فِيهِ المَحَبّةُ وَ الشّهوَةُ وَ هُوَ يَومٌ السّفَرُ فِيهِ جَيّدٌ فِي البَرّ وَ البَحرِ استَأجِر فِيهِ مَن شِئتَ وَ ادفَع فِيهِ إِلَي مَن شِئتَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَجنُوناً لَا مَحَالَةَ وَ يَكُونُ بَخِيلًا
88- وَ فِي رِوَايَةٍ مَن وُلِدَ فِي صَبِيحَتِهِ إِلَي الزّوَالِ كَانَ مَجنُوناً وَ إِن وُلِدَ بَعدَ الزّوَالِ إِلَي آخِرِهِ صَلَحَت حَالُهُ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ يَرجِعُ وَ مَن ضَلّ فِيهِ سَلِمَ وَ مَن ضَلّت لَهُ ضَالّةٌ وَجَدَهَا وَ مَن مَرِضَ فِيهِ برَِئَ عَاجِلًا
89- قَالَ مَولَانَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن مَرِضَ فِيهِ خِيفَ عَلَيهِ الهَلَاكُ
وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ
90- وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ يَومٌ جَيّدٌ لِكُلّ مَا يُرَادُ مِنَ الأَعمَالِ وَ النّيّاتِ وَ التّصَرّفَاتِ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ عَامِلًا وَ هُوَ يَومٌ لِجَمِيعِ مَا يُطلَبُ فِيهِ مِنَ الأُمُورِ الجَيّدَةِ
وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُ يَومُ نَحسٍ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَجنُوناً لَا بُدّ مِن ذَلِكَ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ يَهلِكُ وَ تَصلُحُ لِعَمَلِ الخَيرِ وَ يُتّقَي فِيهِ الحَرَكَةُ وَ الأَحلَامُ تَصِحّ فِيهِ بَعدَ يَومَينِ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ مَهرَرُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالرّحمَةِ
91-الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومُ نَحسٍ لَا يَصلُحُ لشِيَءٍ سِوَي الأَبنِيَةِ وَ الأَسَاسَاتِ مَن سَافَرَ فِيهِ هَلَكَ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ رَجَعَ وَ مَن ضَلّ سَلِمَ وَ مَن مَرِضَ
صفحه : 70
فِيهِ برَِئَ سَرِيعاً وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ مَجنُوناً إِن وُلِدَ قَبلَ الزّوَالِ وَ إِن وُلِدَ بَعدَ الزّوَالِ صَلَحَت حَالُهُ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ مِهرَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالرّحمَةِ وَ هُوَ يَومُ نَحسٍ فَاتّقِ فِيهِ الحَرَكَةَ وَ الأَحلَامُ تَصِحّ فِيهِ بَعدَ يَومَينِ
92- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومُ نَحسٍ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَجنُوناً وَ مَن سَافَرَ فِيهِ هَلَكَ
93- المَكَارِمُ، ردَيِءٌ مَذمُومٌ لِكُلّ شَيءٍ
94- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومُ نَحسٍ ردَيِءٌ مَذمُومٌ لَا خَيرَ فِيهِ فَلَا تُسَافِر فِيهِ وَ لَا تَطلُب حَاجَةً وَ تَوَقّ مَا استَطَعتَ وَ تَعَوّذ بِاللّهِ مِن شَرّهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَشُوماً عَسِرَ التّربِيَةِ مَنحُوساً فِي عَيشِهِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ يُخَافُ عَلَيهِ وَ يَطُولُ مَرَضُهُ وَ اللّهُ أَعلَمُ
95- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَن سَافَرَ فِيهِ هَلَكَ وَ يُكرَهُ فِيهِ لِقَاءُ السّلطَانِ وَ يَصلُحُ لِلتّجَارَةِ وَ البَيعِ وَ المُشَارَكَةِ وَ الخُرُوجِ إِلَي البَحرِ وَ الأَبنِيَةِ وَ الأَسَاسَاتِ وَ ألّذِي يَهرُبُ فِيهِ يَرجِعُ وَ مَن ضَلّ فِيهِ سَلِمَ وَ مَن وُلِدَ فِي صَبِيحَتِهِ إِلَي الزّوَالِ كَانَ مَجنُوناً وَ مِن بَعدِ الزّوَالِ تَكُونُ أَعمَالُهُ صَالِحَةً
أقول مهر عندهم بكسر الميم وسكون الهاء.
96- العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ صَافٍ مُختَارٌ لِجَمِيعِ الحَوَائِجِ وَ يَصلُحُ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ التّزوِيجِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ غَيرِ ذَلِكَ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ فَاطلُب فِيهِ مَا تُرِيدُ فَإِنّهُ جَيّدٌ خُلِقَت فِيهِ القُوّةُ وَ خُلِقَ فِيهِ مَلَكُ المَوتِ وَ هُوَ ألّذِي بَارَكَ فِيهِ الحَقّ عَلَي يَعقُوبَ ع جَيّدٌ صَالِحٌ لِلعِمَارَةِ وَ فَتقِ الأَنهَارِ وَ غَرسِ الأَشجَارِ وَ السّفَرُ فِيهِ لَا يَتِمّ
97- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي هَذَا اليَومُ مُتَوَسّطٌ يُحذَرُ فِيهِ المُنَازَعَةُ وَ مَن أَقرَضَ
صفحه : 71
فِيهِ شَيئاً لَم يُرَدّ إِلَيهِ فَإِن رُدّ فَيُجهِدُ[يَجهُدُ] وَ مَنِ استَقرَضَ فِيهِ شَيئاً لَم يَرُدّهُ
98- قَالَ ابنُ مَعمَرٍ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ لَا يَصلُحُ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ فَاحذَر فِيهِ وَ أَحسِن إِلَي وُلدِكَ وَ عَبدِكَ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ وَ الرّؤيَا فِيهِ كَاذِبَةٌ وَ الآبِقُ فِيهِ يُوجَدُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ عَاشَ طَوِيلًا وَ صَلَحَت حَالُهُ وَ تَربِيَتُهُ وَ يَكُونُ عَيشُهُ طَيّباً لَا يَرَي فِيهِ فَقراً وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ
99- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ غَيرُ صَالِحٍ لِعَمَلِ الخَيرِ فَلَا تَلتَمِس فِيهِ حَاجَةً
100- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَومٌ جَيّدٌ مُختَارٌ يُحمَدُ فِيهِ التّزوِيجُ وَ الخِتَانَةُ وَ الشّرِكَةُ وَ التّجَارَةُ وَ لِقَاءُ الإِخوَانِ وَ المُضَارَبَةُ لِلأَموَالِ وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ سُرُوشَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِحِرَاسَةِ العَالَمِ وَ هُوَ جَبرَئِيلُ ع
101- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ مُتَوَسّطٌ وَ احذَر فِيهِ المُنَازَعَةَ وَ القَرضَ وَ الِاستِقرَاضَ فَمَن أَقرَضَ فِيهِ شَيئاً لَم يُرَدّ إِلَيهِ وَ مَنِ استَقرَضَ لَم يَرُدّهُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ صَلَحَت حَالُهُ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ سُرُوشَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِحِرَاسَةِ العَالَمِ وَ هُوَ يَومٌ ثَقِيلٌ فَلَا تَلتَمِس فِيهِ حَاجَةً وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ صَالِحٌ
102- قَالَ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ لَا يَصلُحُ لِطَلَبِ حَاجَةٍ
103- المَكَارِمُ، عَنهُ ع صَافٍ مُختَارٌ فَاطلُبُوا فِيهِ مَا شِئتُم وَ تَزَوّجُوا وَ بِيعُوا وَ اشتَرُوا وَ ازرَعُوا وَ ابنُوا وَ ادخُلُوا عَلَي السّلطَانِ فِي حَوَائِجِكُم فَإِنّهَا تُقضَي
104-الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ صَالِحٌ مُختَارٌ مَحمُودٌ لِكُلّ عَمَلٍ وَ حَاجَةٍ
صفحه : 72
فَاطلُب فِيهِ الحَوَائِجَ وَ اشتَرِ وَ بِع وَ القَ الكُتّابَ وَ العُمّالَ وَ مَن شِئتَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً سَعِيداً فِي كُلّ أَمرِهِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ خَلَصَ وَ برَِئَ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
105- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مُتَوَسّطٌ تُحذَرُ فِيهِ المُنَازَعَةُ وَ القَرضُ وَ الِاستِقرَاضُ
أقول سروش عندهم بالسين والراء المهملتين المضمومتين .
106- العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ جَيّدٌ مُبَارَكٌ سَعِيدٌ يَصلُحُ لِلتّزوِيجِ وَ السّفَرِ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ قُضِيَت حَاجَتُهُ مُبَارَكٌ لِكُلّ مَا تُرِيدُ عَمَلَهُ وَ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ مِن بَيعٍ وَ شِرَاءٍ وَ زَرعٍ فَإِنّكَ تَربَحُ وَ اسعَ فِي جَمِيعِ حَوَائِجِكَ فَإِنّهَا تُقضَي وَ اطلُب فِيهِ مَا شِئتَ فَإِنّكَ تَظفَرُ وَ يَصلُحُ لِلدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ القُضَاةِ وَ العُمّالِ وَ مَن خَاصَمَ فِيهِ عَدُوّهُ ظَفِرَ بِهِ بِإِذنِ اللّهِ وَ غَلَبَهُ وَ مَن تَزَوّجَ فِيهِ يَرَي خَيراً وَ مَنِ اقتَرَضَ قَرضاً رَدّهُ إِلَي مَنِ اقتَرَضَ مِنهُ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يُوشِكُ أَن يَبرَأَ وَ المَولُودُ يَصلُحُ حَالُهُ وَ يَكُونُ عَيشُهُ طَيّباً وَ لَا يَرَي فَقراً وَ لَا يَمُوتُ إِلّا عَن تَوبَةٍ وَ قَالَ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ
107- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي تُحمَدُ فِيهِ العِمَارَاتُ وَ الأَبنِيَةُ وَ يُشتَرَي فِيهِ البُيُوتُ وَ المَنَازِلُ وَ تُقضَي فِيهِ الحَوَائِجُ وَ المُهِمّاتُ وَ يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رَش رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالنّيرَانِ
108- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ سَعِيدٌ صَالِحٌ لِكُلّ شَيءٍ مِن بَيعٍ أَو شِرَاءٍ أَو زَرعٍ أَو سَفَرٍ وَ مَن خَاصَمَ فِيهِ عَدُوّهُ ظَفِرَ بِهِ وَ القَرضُ فِيهِ يُرَدّ وَ المَرِيضُ يَبرَأُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ صَلَحَت حَالُهُ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ رَش اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالنّيرَانِ يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ
109- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ كُلّ مَا تُرِيدُهُ مِن حَاجَةٍ
صفحه : 73
110- المَكَارِمُ، عَنهُ ع مُختَارٌ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ مَن خَاصَمَ فِيهِ عَدُوّهُ خَصَمَهُ وَ غَلَبَهُ وَ ظَفِرَ بِهِ بِقُدرَةِ اللّهِ
111- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ مُختَارٌ لِلسّفَرِ وَ التّزوِيجِ وَ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ مَن خَاصَمَ فِيهِ عَدُوّهُ خَصَمَهُ وَ غَلَبَهُ وَ قَهَرَهُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ حَسَنَ التّربِيَةِ مَحمُودَ العَيشِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ برَِئَ وَ نَجَا بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
112- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَصلُحُ لِلبَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ الزّرعِ
أقول أكثرهم صححوا الاسم بفتح الراء المهملة وسكون الشين المعجمة والنون وصحح بعضهم رش بغير نون كما في الدروع .
113- العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ يَصلُحُ لِكُلّ شَيءٍ وَ السّفَرِ فَمَن سَافَرَ فِيهِ قضُيَِ حَاجَتُهُ وَ قُضِيَت أُمُورُهُ وَ كُلّمَا يُرِيدُ يَصِلُ إِلَيهِ صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ المَعَاشِ وَ الحَوَائِجِ وَ تَعَلّمِ العِلمِ وَ شِرَاءِ الرّقِيقِ وَ المَاشِيَةِ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ وُلِدَ فِيهِ إِسحَاقُ بنُ اِبرَاهِيمَ ع وَ مَن ضَلّ فِيهِ أَو هَرَبَ قُدِرَ عَلَيهِ بَعدَ خَمسَ عَشرَةَ لَيلَةً وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ صَالِحَ الحَالِ مُتَوَقّعاً لِكُلّ خَيرٍ
114- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يَومٌ شَدِيدٌ كَثُرَ شَرّهُ لَا تَعمَل فِيهِ عَمَلًا مِن أَعمَالِ الدّنيَا وَ الزَم فِيهِ بَيتَكَ وَ أَكثِر فِيهِ ذِكرَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ ذِكرَ النّبِيّص مَن مَرِضَ فِيهِ يَنجُو وَ لَا تُسَافِر فِيهِ وَ لَا تَدفَع فِيهِ إِلَي أَحَدٍ شَيئاً وَ لَا تَدخُل عَلَي سُلطَانٍ وَ مَن رُزِقَ فِيهِ يَكُونُ سَيّئَ الخُلُقِ
115- وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَرزُوقاً مُبَارَكاً وَ قَالَ الفُرسُ يَومٌ ثَقِيلٌ
116- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يُحمَدُ فِيهِ لِقَاءُ المُلُوكِ وَ السّلَاطِينِ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ طَلَبِ مَا عِندَهُم وَ فِي أَيدِيهِم وَ هُوَ يَومٌ مُبَارَكٌ
صفحه : 74
وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَروَردِينَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالأَروَاحِ وَ قَبضِهَا وَ فِي لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضَانَ يُكتَبُ وَفدُ الحَاجّ وَ يُستَحَبّ فِيهِ الغُسلُ وَ فِي لَيلَةِ الأَربِعَاءِ تَاسِعَ عَشَرَ شَهرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَربَعِينَ مِنَ الهِجرَةِ ضُرِبَ مَولَانَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيّ بنُ أَبِي طَالِبٍ ع
117- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ سَعِيدٌ وُلِدَ فِيهِ إِسحَاقُ وَ هُوَ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ المَعَاشِ وَ الحَوَائِجِ وَ تَعَلّمِ العِلمِ وَ شِرَاءِ الرّقِيقِ وَ المَاشِيَةِ وَ مَن ضَلّ فِيهِ أَو هَرَبَ قُدِرَ عَلَيهِ بَعدَ خَمسَ عَشرَةَ لَيلَةً وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ صَالِحاً مُوَفّقاً لِلخَيرَاتِ إِن شَاءَ اللّهُ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ فَروَردِينَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالأَروَاحِ وَ قَبضِهَا وَ هُوَ يَومٌ مُبَارَكٌ وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي مِثلَ الثّامِنَ عَشَرَ
118- المَكَارِمُ، عَنهُ ع مُختَارٌ صَالِحٌ لِكُلّ عَمَلٍ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مُبَارَكاً
119- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ مُختَارٌ مُبَارَكٌ صَالِحٌ لِكُلّ عَمَلٍ تُرِيدُ وَ فِيهِ وُلِدَ إِسحَاقُ بنُ اِبرَاهِيمَ ع فَاطلُب فِيهِ الحَوَائِجَ وَ القَ السّلطَانَ وَ اكتُبِ الكُتُبَ وَ اعمَلِ الأَعمَالَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ كَاتِباً مُبَارَكاً مَرزُوقاً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ خِيفَ عَلَيهِ
120- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ المَعَاشِ وَ طَلَبِ العِلمِ وَ شِرَاءِ الرّقِيقِ وَ المَاشِيَةِ وَ مَن ضَلّ فِيهِ أَو هَرَبَ يُقدَرُ عَلَيهِ بَعدَ نِصفِ شَهرٍ
أقول فروردين عندهم بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الواو ثم سكون الراء وكسر الدال .
121-العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ مُبَارَكٌ
صفحه : 75
يَصلُحُ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ السّفَرِ فَمَن سَافَرَ فِيهِ كَانَت حَاجَتُهُ مَقضِيّةً وَ البِنَاءِ وَ التّزوِيجِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ غَيرِهِ
122- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ وُلِدَ فِيهِ إِسحَاقُ ع مَحمُودَ العَاقِبَةِ جَيّدٌ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ طَالِب فِيهِ بِحَقّكَ وَ ازرَع مَا شِئتَ وَ لَا تَشتَرِ فِيهِ عَبداً
123- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يُجتَنَبُ فِيهِ شِرَاءُ العَبِيدِ
124- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يَومٌ مُتَوَسّطُ الحَالِ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ البِنَاءِ وَ وَضعِ الأَسَاسِ وَ حَصَادِ الزّرعِ وَ غَرسِ الشّجَرِ وَ الكَرمِ وَ اتّخَاذِ المَاشِيَةِ مَن هَرَبَ فِيهِ كَانَ بَعِيدَ الدّركِ وَ مَن ضَلّ فِيهِ خفَيَِ أَمرُهُ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ صَعُبَ مَرَضُهُ
125- وَ فِي رِوَايَةٍ مَن مَرِضَ فِيهِ مَاتَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ فِي صُعُوبَةٍ مِنَ العَيشِ وَ يَكُونُ ضَعِيفاً
126- وَ فِي رِوَايَةٍ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ حَلِيماً فَاضِلًا
127- قَالَ مَولَانَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن سَافَرَ فِيهِ رَجَعَ سَالِماً غَانِماً وَ قَضَي اللّهُ حَوَائِجَهُ وَ حَصّنَهُ مِن جَمِيعِ المَكَارِهِ وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ مُبَارَكٌ
128- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يَومٌ مَحمُودٌ يُحمَدُ فِيهِ الطّلَبُ لِلمَعَاشِ وَ التّوَجّهُ بِالِانتِقَالِ وَ الأَشغَالِ وَ الأَعمَالِ الرّضِيّةِ وَ الِابتِدَاءَاتِ لِلأُمُورِ وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ بَهرَامَ رُوزَ
129- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ مُتَوَسّطٌ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ قَضَاءِ الحَوَائِجِ وَ البِنَاءِ وَ وَضعِ الأَسَاسِ وَ غَرسِ الشّجَرِ وَ الكَرمِ وَ اتّخَاذِ المَاشِيَةِ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ بَعُدَ دَركُهُ وَ مَن ضَلّ فِيهِ خِيفَ أَمرُهُ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ صَعُبَ مَرَضُهُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ صَعُبَ عِيشَتُهُ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ بَهرَامَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالنّصرِ وَ الخِذلَانِ وَ الحُرُوبِ وَ الجِدَالِ وَ هُوَ يَومٌ جَيّدٌ مُبَارَكٌ
130- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ
صفحه : 76
131- المَكَارِمُ، عَنهُ ع جَيّدٌ مُختَارٌ لِلحَوَائِجِ وَ السّفَرِ وَ البِنَاءِ وَ الغَرسِ وَ الدّخُولِ إِلَي السّلطَانِ يَومٌ مُبَارَكٌ بِمَشِيّةِ اللّهِ
132- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ جَيّدٌ مَحمُودٌ صَالِحٌ مَسعُودٌ مُبَارَكٌ لِمَا يُؤتَي فَاشتَرِ فِيهِ وَ بِع وَ اعمَل مَا شِئتَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ طَوِيلَ العُمُرِ مَلِكاً يَملِكُ بَلَداً أَو نَاحِيَةً مِنهُ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ يَخلُصُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
133- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَومٌ مُتَوَسّطٌ يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ الحَوَائِجِ وَ البِنَاءِ وَ وَضعِ الأَسَاسَاتِ وَ غَرسِ الشّجَرِ وَ الكَرمِ وَ اتّخَاذِ المَاشِيَةِ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ كَانَ بَعِيدَ الدّركِ وَ مَن ضَلّ فِيهِ خفَيَِ أَمرُهُ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ صَعُبَ مَرَضُهُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ عَاشَ فِي صُعُوبَةٍ
أقول المضبوط عندهم بهرام بفتح الباء وسكون الهاء.
134- العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ يَصلُحُ فِيهِ إِرَاقَةُ الدّمَاءِ فَاتّقُوا فِيهِ مَا استَطَعتُم وَ لَا تَطلُبُوا فِيهِ حَاجَةً وَ لَا تَنَازَعُوا فِيهِ فَإِنّهُ ردَيِءٌ مَنحُوسٌ مَذمُومٌ وَ لَا تَلقَ فِيهِ سُلطَاناً تَتّقِيهِ فَهُوَ يَومٌ ردَيِءٌ لِسَائِرِ الأُمُورِ وَ لَا تَخرُج مِن بَيتِكَ وَ تَوَقّ مَا استَطَعتَ وَ تَجَنّب فِيهِ اليَمِينَ الصّادِقَةَ وَ تَجَنّب فِيهِ الهَوَامّ فَإِنّ مَن لُسِعَ فِيهِ مَاتَ وَ لَا تُوَاصِل فِيهِ أَحَداً فَهُوَ أَوّلُ يَومٍ أُرِيقَ فِيهِ الدّمُ وَ حَاضَت فِيهِ حَوّاءُ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ لَم يَرجِع وَ خِيفَ عَلَيهِ وَ لَم يَربَح وَ المَرِيضُ يَشتَدّ عِلّتُهُ وَ لَم يَبرَأ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مُحتَاجاً فَقِيراً
135- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ صَالِحاً قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ
136- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَصلُحُ فِيهِ إِهرَاقُ الدّمِ وَ لَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً وَ تتَقّيِ فِيهِ مِنَ الأَذَي
صفحه : 77
137- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يُكرَهُ فِيهِ سَائِرُ الأَعمَالِ وَ الفَصدُ وَ الحِجَامَةُ وَ لِقَاءُ الأَجنَادِ وَ القُوّادِ وَ السّاسَةِ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رَامَ رُوزَ
138- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومُ نَحسٍ ردَيِءٌ فَلَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً وَ اتّقِ فِيهِ السّلطَانَ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ خِيفَ عَلَيهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ فَقِيراً مُحتَاجاً وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ مَاه اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالفَرَحِ يَصلُحُ لِإِهرَاقِ الدّمَاءِ حَسبُ
139- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومُ نَحسٍ وَ هُوَ يَومُ إِرَاقَةِ الدّمِ فَلَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً
140- المَكَارِمُ، عَنهُ ع يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ
141- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومُ نَحسٍ مَذمُومٌ أَكَلَ فِيهِ آدَمُ مِنَ الشّجَرَةِ وَ عَصَي رَبّهُ فَاحذَرهُ وَ لَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً وَ لَا تَلقَ سُلطَاناً وَ لَا تَعمَل عَمَلًا وَ لَا تُشَارِك أَحَداً وَ اقعُد فِي مَنزِلِكَ وَ استَعِذ بِاللّهِ مِن شَرّهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ ضَيّقَ العَيشِ نَكِدَ الحَيَاةِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يُخَافُ عَلَيهِ
142- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يُتّقَي فِيهِ السّلطَانُ وَ السّفَرُ
أقول المضبوط عندهم رام بفتح الراء المهملة
143-العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ حَسَنٌ مَا فِيهِ مَكرُوهٌ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ وَ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ الصّيدِ فِيهِ وَ السّفَرِ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ رَبِحَ وَ يَرجِعُ مُعَافًي إِلَي أَهلِهِ سَالِماً وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ المُهِمّاتِ وَ سَائِرِ الأَعمَالِ وَ الصّدَقَةُ فِيهِ مَقبُولَةٌ وَ مَن دَخَلَ عَلَي سُلطَانٍ قُضِيَت حَاجَتُهُ وَ يَبلُغُ بِقَضَاءِ
صفحه : 78
الحَوَائِجِ وَ فِي نُسخَةٍ أُخرَي وَ مَن قَصَدَ السّلطَانَ وَجَدَ مَخَافَةً
144- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي خَفِيفٌ صَالِحٌ لِكُلّ شَيءٍ يُلتَمَسُ فِيهِ وَ الرّؤيَا فِيهِ مَقصُوصَةٌ وَ التّجَارَةُ فِيهِ مُبَارَكَةٌ وَ الآبِقُ فِيهِ يُوجَدُ وَ إِن خَاصَمتَ فِيهِ كَانَتِ الغَلَبَةُ لَكَ وَ التّزوِيجُ فِيهِ جَيّدٌ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ عَيشُهُ طَيّباً وَ يَكُونُ مُبَارَكاً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ سَرِيعاً وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ
145- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يُحمَدُ فِيهِ كُلّ حَاجَةٍ وَ الأَعمَالُ السّلطَانِيّةُ وَ سَائِرُ التّصَارِيفِ فِي الأَعمَالِ المَرضِيّةِ وَ هُوَ يَومٌ خَفِيفٌ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ يُرَادُ قَضَاؤُهَا قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ بَادَ رُوزَ
146- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِقَضَاءِ الحَوَائِجِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ الصّدَقَةُ فِيهِ مَقبُولَةٌ وَ المَرِيضُ فِيهِ يَبرَأُ سَرِيعاً وَ المُسَافِرُ فِيهِ يَرجِعُ مُعَافًي وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ بَادَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالرّيحِ يَومٌ خَفِيفٌ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ
147- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ شَيءٍ
148- المَكَارِمُ، عَنهُ ع مُختَارٌ صَالِحٌ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ لِقَاءِ السّلطَانِ وَ السّفَرِ وَ الصّدَقَةِ
149- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ مُختَارٌ لِمَا تُرِيدُ مِنَ الأَعمَالِ فَاعمَل مَا شِئتَ وَ القَ مَن شِئتَ فَإِنّهُ مُبَارَكٌ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً مَيمُوناً سَعِيداً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ لَا يُخَافُ عَلَيهِ وَ يَخلُصُ وَ يُستَحَبّ فِيهِ الشّرَاءُ وَ البَيعُ
بيان قوله ع ويبلغ بقضاء الحوائج أي حوائج غيره أو هوتأكيد
صفحه : 79
مقصوصة أي ينبغي أن يقص لغيره ليعبرها.
150- العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ سَعِيدٌ مُختَارٌ وُلِدَ فِيهِ يُوسُفُ النّبِيّ الصّدّيقُ ع يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ وَ لِكُلّ مَا يُرِيدُونَهُ وَ خَاصّةً لِلتّزوِيجِ وَ التّجَارَاتِ كُلّهَا وَ لِلدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ السّفَرِ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ غَنِمَ وَ أَصَابَ خَيراً جَيّدٌ لِلِقَاءِ المُلُوكِ وَ الأَشرَافِ وَ المُهِمّاتِ وَ سَائِرِ الأَعمَالِ وَ هُوَ يَومٌ خَفِيفٌ مِثلُ ألّذِي قَبلَهُ يَصلُحُ لِلبَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ الرّؤيَا فِيهِ كَاذِبَةٌ وَ الآبِقُ فِيهِ يُوجَدُ وَ الضّالّةُ تَرجِعُ وَ المَرِيضُ يَبرَأُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ صَالِحاً طَيّبَ النّفسِ حَسَناً مَحبُوباً حَسَنَ التّربِيَةِ فِي كُلّ حَالَةٍ رخَيِّ البَالِ
وَ فِي نُسخَةٍ أُخرَي يَومُ نَحسٍ مَشُومٌ مَن وُلِدَ فِيهِ لَا يَمُوتُ إِلّا مَقتُولًا وُلِدَ فِيهِ فِرعَونُ
151- قَالَ مَولَانَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وُلِدَ فِيهِ ابنُ يَامِينَ أَخُو يُوسُفَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَرزُوقاً مُبَارَكاً
وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ يُحمَدُ فِيهِ التّزوِيجُ وَ النّقلَةُ وَ السّفَرُ وَ الأَخذُ وَ العَطَاءُ وَ لِقَاءُ السّلَاطِينِ صَالِحٌ لِسَائِرِ الأَعمَالِ وَ لِقَضَاءِ الحَوَائِجِ وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ دَيبَدِينَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالنّومِ وَ اليَقَظَةِ وَ حِرَاسَةِ الأَروَاحِ حَتّي تَرجِعَ إِلَي الأَبدَانِ وَ مِن رِوَايَةٍ أَنّهُ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي
152- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ وُلِدَ فِيهِ يُوسُفُ ع وَ هُوَ يَومٌ صَالِحُ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ التّجَارَةِ وَ التّزوِيجِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ غَنِمَ وَ أَصَابَ خَيراً وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ حَسَنَ التّربِيَةِ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ بَندِينَ اسمٌ مِن أَسمَائِهِ تَعَالَي يَومٌ خَفِيفٌ صَالِحٌ لِسَائِرِ الحَوَائِجِ وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي مِثلَ الثاّنيِ وَ العِشرِينَ
صفحه : 80
153- المَكَارِمُ، مُختَارٌ جَيّدٌ خَاصّةً لِلتّزوِيجِ وَ التّجَارَاتِ كُلّهَا وَ الدّخُولِ إِلَي السّلطَانِ
154- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ لِكُلّ مَا تُرِيدُ لِلسّفَرِ وَ التّحوِيلِ مِن مَكَانٍ إِلَي مَكَانٍ وَ هُوَ جَيّدٌ لِلحَوَائِجِ وَ لِقَاءِ المُلُوكِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ سَعِيداً وَ عَاشَ عَيشاً طَيّباً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ نَجَا بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
155- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي إِنّ يُوسُفَ وُلِدَ فِيهِ وَ يَصلُحُ لِلتّزوِيجِ
أقول الاسم عندهم ديبدين بفتح الدال المهملة وسكون الياء المثناة التحتانية وكسر الباء أوفتحها وكسر الدال المهملة ومنهم من صححه ديبادين و في نسخ الدروع تصحيفات .
156- العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ مَذمُومٌ مَشُومٌ مَلعُونٌ وُلِدَ فِيهِ فِرعَونُ لَعَنَهُ اللّهُ وَ هُوَ يَومٌ عَسِيرٌ نَكِدٌفَاتّقُوا اللّهَ مَا استَطَعتُم لَا ينَبغَيِ أَن يُبتَدَأَ فِيهِ بِحَاجَةٍ وَ يُكرَهُ فِي جَمِيعِ الأَحوَالِ وَ الأَعمَالِ نَحسٌ لِكُلّ أَمرٍ يُطلَبُ فِيهِ مَن سَافَرَ فِيهِ مَاتَ فِي سَفَرِهِ
157- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي وَ مَن مَرِضَ فِيهِ طَالَت مَرضَتُهُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ سَقِيماً حَتّي يَمُوتَ نَكِداً فِي عَيشِهِ وَ لَا يُوَفّقُ لِخَيرٍ وَ إِن حَرِصَ عَلَيهِ جَهَدَهُ وَ يُقتَلُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ أَو يَغرَقُ
158- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ جَيّدٌ لِلسّفَرِ وَ الرّؤيَا فِيهِ كَاذِبَةٌ
159- قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن وُلِدَ فِي هَذَا اليَومِ عَلَا أَمرُهُ إِلّا أَنّهُ يَكُونُ حَزِيناً حَقِيراً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ طَالَ مَرَضُهُ وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ جَيّدٌ
صفحه : 81
160- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ ردَيِءٌ مَذمُومٌ لَا يُطلَبُ فِيهِ حَاجَةٌ وُلِدَ فِيهِ فِرعَونُ ذُو الأَوتَادِ وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ دِينَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ باِلسعّيِ وَ الحَرَكَةِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالنّومِ وَ اليَقَظَةِ وَ حِرَاسَةِ الأَروَاحِ حَتّي تَرجِعَ إِلَي الأَبدَانِ
161- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ ردَيِءٌ نَحسٌ فِيهِ وُلِدَ فِرعَونُ فَلَا تَطلُب فِيهِ أَمراً مِنَ الأُمُورِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ نَكِدَ عَيشُهُ وَ لَم يُوَفّق لِخَيرٍ وَ يُقتَلُ آخِرَ عُمُرِهِ أَو يَغرَقُ وَ المَرِيضُ فِيهِ يَطُولُ مَرَضُهُ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ دَينَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالنّومِ وَ اليَقَظَةِ وَ السعّيِ وَ الحَرَكَةِ وَ حِرَاسَةِ الأَروَاحِ إِلَي أَن تَرجِعَ إِلَي الأَبدَانِ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ وَ المَولُودُ فِيهِ كَمَا ذُكِرَ آنِفاً
162- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ فِيهِ وُلِدَ فِرعَونُ مَن وُلِدَ فِيهِ يُقتَلُ وَ لَا يَكُونُ مُوَفّقاً وَ إِن حَرَصَ جَهَدَهُ وَ يَكُونُ مَا عَاشَ نَكِداً
163- المَكَارِمُ، عَنهُ ع يَومٌ مَشُومٌ
164- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ مَكرُوهٌ لِكُلّ حَالٍ وَ عَمَلٍ فَاحذَرهُ وَ لَا تَعمَل فِيهِ عَمَلًا وَ لَا تَلقَ أَحَداً وَ اقعُد فِي مَنزِلِكَ وَ استَعِذ بِاللّهِ مِن شَرّهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مَنحُوساً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ خِيفَ عَلَيهِ أَو طَالَ مَرَضُهُ
165- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي وُلِدَ فِيهِ فِرعَونُ وَ المَولُودُ فِيهِ يُقتَلُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِذَا حَرَصَ فِي طَلَبِ الرّزقِ أَو يُغرَقُ
أقول دين بكسر الدال وسكون الياء.
166-العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ مَذمُومٌ نَحسٌ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَصَابَ مِصرَ فِيهِ تِسعَةُ ضُرُوبٍ مِنَ الآفَاتِ فَلَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً وَ
صفحه : 82
احفَظ فِيهِ نَفسَكَ فَإِنّهُ اليَومُ ألّذِي ضَرَبَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ أَهلَ الآيَاتِ مَعَ فِرعَونَ وَ هُوَ شَدِيدُ البَلَاءِ وَ الآبِقُ فِيهِ يَرجِعُ وَ لَا تَحلِف فِيهِ صَادِقاً وَ لَا كَاذِباً وَ هُوَ يَومُ سَوءٍ مَن سَافَرَ فِيهِ لَا يَربَحُ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَجهَدَ وَ مَن لَم يُفِق مِن مَرَضِهِ فَاتّقِهِ
167- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَن مَرِضَ فِيهِ لَا يَكَادُ يَبرَأُ وَ هُوَ إِلَي المَوتِ أَقرَبُ مِنَ الحَيَاةِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ لَا يَنجُو وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مَلِكاً مَرزُوقاً نَجِيباً مِنَ النّاسِ تُصِيبُهُ عِلّةٌ شَدِيدَةٌ وَ يَسلَمُ مِنهَا
168- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ فَقِيهاً عَالِماً
169- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يَومٌ جَيّدٌ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ البِنَاءِ وَ الزّرعِ وَ يَصلُحُ لِقَضَاءِ الحَوَائِجِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ كَذّاباً نَمّاماً لَا خَيرَ فِيهِ
170- وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع استَعِيذُوا فِيهِ بِاللّهِ تَعَالَي وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ ردَيِءٌ مَكرُوهٌ أُصِيبَ فِيهِ أَهلُ مِصرَ بِسَبعِ ضَرَبَاتٍ مِنَ البَلَاءِ وَ هُوَ يَومُ نَحسٍ تَفَرّغ فِيهِ لِلدّعَاءِ وَ الصّلَاةِ وَ عَمَلِ الخَيرِ وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أُردَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالجِنّ وَ الشّيَاطِينِ
171- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومُ نَحسٍ ردَيِءٌ فَاحفَظ نَفسَكَ فِيهِ وَ لَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً فَإِنّهُ يَومٌ شَدِيدُ البَلَاءِ ضَرَبَ اللّهُ فِيهِ أَهلَ مِصرَ بِالآيَاتِ مَعَ فِرعَونَ وَ المَرِيضُ فِيهِ يُجهِدُ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ مُبَارَكاً مَرزُوقاً نَجِيباً وَ تُصِيبُهُ عِلّةٌ شَدِيدَةٌ وَ يَسلَمُ مِنهَا وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ أَردَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالجِنّ وَ الشّيَاطِينِ يَومُ نَحسٍ ضَرَبَ اللّهُ فِيهِ أَهلَ مِصرَ بِالآيَاتِ فَتَفَرّغ فِيهِ لِلدّعَاءِ وَ الصّلَاةِ وَ عَمَلِ الخَيرِ
172- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي عَنهُ ع يَومُ نَحسٍ مَشُومٌ فِيهِ أُصِيبَ أَهلُ مِصرَ بِالآيَاتِ فَاتّقِهِ جُهدَكَ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ لَم يُفِق مِن مَرَضِهِ
173- المَكَارِمُ، عَنهُ ع ردَيِءٌ مَذمُومٌ يُحذَرُ فِيهِ مِن كُلّ شَيءٍ
صفحه : 83
174- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومُ نَحسٍ مَكرُوهٌ ثَقِيلٌ نَكِدٌ فَلَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً وَ لَا تَلقَ أَحَداً وَ لَا تُسَافِر فِيهِ وَ اقعُد فِي مَنزِلِكَ وَ استَعِذ بِاللّهِ مِن شَرّهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ ثَقِيلَ التّربِيَةِ نَكِدَ الحَيَاةِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ يُخَافُ عَلَيهِ
175- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يَومٌ ضَرَبَ اللّهُ فِيهِ أَهلَ الآيَاتِ مَعَ فِرعَونَ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ نَجِيباً مُبَارَكاً مَرزُوقاً تُصِيبُهُ عِلّةٌ شَدِيدَةٌ وَ يَسلَمُ مِنهَا
أقول المشهور في تصحيح الاسم أنه بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة ثم الدال المهملة و قديمد الهمزة وبعضهم صححه بكسر الهمزة.
176- العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ مُبَارَكٌ لِلسّيفِ ضَرَبَ مُوسَي ع فِيهِ البَحرَ فَانفَلَقَ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ مَا خَلَا التّزوِيجَ وَ السّفَرَ فَاجتَنِبُوا فِيهِ ذَلِكَ فَإِنّهُ مَن تَزَوّجَ فِيهِ لَم يَتِمّ تَزوِيجُهُ وَ يُفَارِقُ أَهلَهُ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ لَم يَصلُح لَهُ ذَلِكَ فَليَتَصَدّق
177- وَ فِيهِ رِوَايَةٌ أُخرَي يَومٌ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ لِكُلّ أَمرٍ يُرَادُ إِلّا التّزوِيجَ فَإِنّهُ مَن تَزَوّجَ فِيهِ فُرّقَ بَينَهُمَا كَمَا انفَرَقَ البَحرُ لِمُوسَي ع وَ يَكُونُ عَيشُهُمَا بَغِيضاً وَ لَا تَدخُل إِذَا وَرَدتَ مِن سَفَرِكَ فِيهِ إِلَي أَهلِكَ وَ النّقلَةُ فِيهِ جَيّدَةٌ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ قَلِيلَ الحَظّ وَ يَغرَقُ كَمَا غَرِقَ فِرعَونُ فِي اليَمّ
178- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَن وُلِدَ فِيهِ طَالَ عُمُرُهُ
179- فِيهِ رِوَايَةٌ أُخرَي مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَجنُوناً بَخِيلًا وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَجهَدَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ مُختَارٌ مُبَارَكٌ وَ مَن تَزَوّجَ فِيهِ لَا يَتِمّ أَمرُهُ وَ يُفَارِقُ أَهلَهُ وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ أَشتَادَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ ألّذِي خُلِقَ عِندَ ظُهُورِ الدّينِ
180-الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ لِكُلّ
صفحه : 84
أَمرٍ يُرَادُ إِلّا التّزوِيجَ فَمَن تَزَوّجَ فِيهِ فَارَقَ زَوجَتَهُ لِأَنّ فِيهِ انفَلَقَ البَحرُ لِمُوسَي عَلَيهِ السّلَامُ وَ لَا تَدخُل فِيهِ عَلَي أَهلِكَ إِذَا قَدِمتَ مِن سَفَرٍ وَ المَرِيضُ فِيهِ يُجهِدُ وَ المَولُودُ فِيهِ يَطُولُ عُمُرُهُ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ أَشتَادَ اسمُ مَلَكٍ خُلِقَ عِندَ ظُهُورِ الدّينِ يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ أَمرٍ إِلّا التّزوِيجَ
181- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي عَنهُ ع فِيهِ فَرّقَ اللّهُ البَحرَ لِمُوسَي ع وَ هُوَ يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ أَمرٍ إِلّا لِلتّزوِيجِ فَمَن تَزَوّجَ فِيهِ فُرّقَ بَينَهُمَا كَمَا فَرّقَ اللّهُ البَحرَ
182- المَكَارِمُ، عَنهُ ع صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ سِوَي التّزوِيجِ وَ السّفَرِ وَ عَلَيكُم بِالصّدَقَةِ فَإِنّكُم تَنتَفِعُونَ بِهَا
183- الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ صَالِحٌ مُتَوَسّطٌ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ السّفَرِ وَ قَضَاءِ الحَوَائِجِ وَ البِنَاءِ وَ الغَرسِ وَ الزّرعِ وَ هُوَ يَومٌ جَيّدٌ فَسَافِر فِيهِ وَ القَ مَن شِئتَ تَغنَم وَ تُقضَ حَوَائِجُكَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُتَوَسّطَ الحَالِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ برَِئَ بَعدَ مُدّةٍ وَ يُكرَهُ فِيهِ التّزوِيجُ
184- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي هُوَ يَومٌ ضَرَبَ مُوسَي بِعَصَاهُ البَحرَ فَلَا تَعبُر[تَدخُل] عَلَي أَهلِكَ إِذَا أَتَيتَ مِن سَفَرٍ وَ المَولُودُ يَطُولُ عُمُرُهُ وَ المَرِيضُ يُجهِدُ
أقول المضبوط عندأكثرهم أشتاد بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح التاء ثم الألف ثم الدال المهملة ونقل عن السيد ركن الدين الآملي أنه بالسين المهملة.
185-العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ
صفحه : 85
مُبَارَكٌ مُختَارٌ جَيّدٌ يَصلُحُ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ الشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ البِنَاءِ وَ الزّرعِ وَ الخُصُومَةِ وَ لِقَاءِ القُضَاةِ وَ السّفَرِ وَ الِابتِدَاءَاتِ وَ الأَسبَابِ وَ التّزوِيجِ وَ هُوَ يَومٌ سَعِيدٌ جَيّدٌ وَ فِيهِ لَيلَةُ القَدرِ فَاطلُب مَا شِئتَ خَفِيفٌ لِسَائِرِ الأَحوَالِ اتّجِر فِيهِ وَ طَالِب بِحَقّكَ وَ اطلُب عَدُوّكَ وَ تَزَوّج وَ ادخُل عَلَي السّلطَانِ وَ القَ فِيهِ مَن شِئتَ وَ يُكرَهُ فِيهِ إِخرَاجُ الدّمِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ مَاتَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ جَمِيلًا حَسَناً طَوِيلَ العُمُرِ كَثِيرَ الرّزقِ قَرِيباً إِلَي النّاسِ مُحَبّباً إِلَيهِم
186- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يَكُونُ غَشُوماً مَرزُوقاً
187- قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وُلِدَ فِيهِ يَعقُوبُ ع مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَرزُوقاً مَحبُوباً عِندَ أَهلِهِ لَكِنّهُ تَكثُرُ أَحزَانُهُ وَ يَفسُدُ بَصَرُهُ وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ يُحمَدُ لِلحَوَائِجِ وَ تَسهِيلِ الأُمُورِ وَ الأَعمَالِ وَ التّصَرّفَاتِ وَ لِقَاءِ التّجّارِ وَ السّفَرِ وَ المُسَافِرُ يُحمَدُ فِيهِ أَمرُهُ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَرزُوقاً مُحَبّباً إِلَي النّاسِ طَوِيلًا عُمُرُهُ وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ آسمَانَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالطّيرِ
188- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ أَمرٍ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ حَسَناً جَمِيلًا طَوِيلَ العُمُرِ كَثِيرَ الخَيرِ قَرِيباً إِلَي النّاسِ مُحَبّباً إِلَيهِم قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ آسمَانَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالطّيرِ وَ المَولُودُ فِيهِ كَمَا مَرّ آنِفاً
189- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ سَعِيدٌ صَالِحٌ لِكُلّ شَيءٍ تُرِيدُهُ
190- المَكَارِمُ، جَيّدٌ مُختَارٌ لِلحَوَائِجِ وَ كُلّ مَا يُرَادُ وَ لِقَاءِ السّلطَانِ
191-الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ صَافٍ مُبَارَكٌ مِنَ النّحُوسِ صَالِحٌ لِلحَوَائِجِ إِلَي
صفحه : 86
السّلطَانِ وَ إِلَي الإِخوَانِ وَ السّفَرِ إِلَي البُلدَانِ فَالقَ فِيهِ مَن شِئتَ وَ سَافِر إِلَي حَيثُ أَرَدتَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً خَفِيفَ التّربِيَةِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ نَجَا مِن مَرَضِهِ سَرِيعاً
192- وَ مِن رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ يَكُونُ طَوِيلَ العُمُرِ كَثِيرَ الخَيرِ
أقول آسمان بالألف الممدود كاسم السماء ولذا قيل اسم ملك موكل بالسماء وقيل موكل بالطير وقيل بالممات والأمور المتعلقة بهذا اليوم .
193- العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ وَ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ وَ إِخرَاجِ الدّمِ وَ هُوَ يَومٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ وُلِدَ فِيهِ يَعقُوبُ عَلَيهِ السّلَامُ يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ جَمِيعِ الحَوَائِجِ وَ كُلّ أَمرٍ وَ العِمَارَةِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ قَاتِل فِيهِ أَعدَاءَكَ فَإِنّكَ تَظفَرُ بِهِم وَ التّزوِيجِ
194- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي لَا تُخرِج فِيهِ الدّمَ فَإِنّهُ ردَيِءٌ مَن مَرِضَ فِيهِ يَمُوتُ وَ مَن أَبَقَ فِيهِ رَجَعَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ حَسَناً جَمِيلًا مَرزُوقاً مَحبُوباً مُحَبّباً إِلَي النّاسِ وَ إِلَي أَهلِهِ مَشغُوفاً مَحزُوناً طُولَ عُمُرِهِ وَ يُصِيبُهُ الغُمُومُ وَ يُبتَلَي فِي بَدَنِهِ وَ يُعَافَي فِي آخِرِ عُمُرِهِ وَ يُعَمّرُ طَوِيلًا وَ يُبتَلَي فِي بَصَرِهِ
195- قَالَ مَولَانَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ صَبِيحَ الوَجهِ مَسعُودَ الجِدّ مُبَارَكاً مَيمُوناً وَ مَن طَلَبَ فِيهِ شَيئاً تَمّ لَهُ وَ كَانَت عَاقِبَتُهُ مَحمُودَةً وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ مَنحُوسٌ
196- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يُحمَدُ فِيهِ قَضَاءُ الحَوَائِجِ وَ مُبَارَكٌ فِيهَا وَ قَضَاءُ الأُمُورِ وَ المُهِمّاتِ وَ دَفعُ الضّرُورَاتِ وَ لِقَاءُ القُوّادِ وَ الحُجّابِ وَ الأَجنَادِ وَ هُوَ يَومٌ مُبَارَكٌ سَعِيدٌ وَ الأَحلَامُ تَصِحّ فِي يَومِهَا وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رَاهيَادَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالقَضَاءِ بَينَ الخَلقِ وَ روُيَِ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالسّمَاوَاتِ
صفحه : 87
197- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ أَمرٍ وُلِدَ فِيهِ يَعقُوبُ ع فَمَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَحزُوناً وَ تُصِيبُهُ الغُمُومُ وَ يُبتَلَي فِي بَدَنِهِ وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ رَاميَادَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالسّمَاوَاتِ وَ قِيلَ بِالقَضَاءِ بَينَ الخَلقِ يَومٌ مُبَارَكٌ سَعِيدٌ وَ الأَحلَامُ تَصِحّ فِي يَومِهَا
198- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ سَعِيدٌ وُلِدَ فِيهِ يَعقُوبُ ع وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَرزُوقاً مُحَبّباً إِلَي أَهلِهِ وَ إِلَي النّاسِ وَ يُعَمّرُ طَوِيلًا وَ تُصِيبُهُ الهُمُومُ وَ يُبتَلَي فِي بَصَرِهِ
199- المَكَارِمُ، مَمزُوجٌ
200- الزّوَائِدُ، يَومٌ مُبَارَكٌ سَعِيدٌ لِكُلّ عَمَلٍ وَ حَاجَةٍ وَ سَفَرٍ وَ بِنَاءٍ وَ غَرسٍ وَ اعمَل فِيهِ مَا شِئتَ وَ القَ مَن شِئتَ فَإِنّهُ يَومٌ مُبَارَكٌ سَعِيدٌ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مُبَارَكاً مُقبِلًا وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ برَِئَ مِن مَرَضِهِ
201- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي إِنّ يَعقُوبَ ع وُلِدَ فِيهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَحزُوناً طَوِيلًا عُمُرُهُ وَ يُصِيبُهُ الغَمّ وَ يُبتَلَي فِي بَدَنِهِ
أقول المضبوط في الاسم رامياد بفتح الراء المهملة ثم الألف وسكون الميم والياء المثناة التحتانية ثم الألف ثم الدال المهملة.
202-العَدَدُ، قَالَ مَولَانَا أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ وَ إِخرَاجِ الدّمِ وَ هُوَ يَومٌ سَعِيدٌ لِسَائِرِ الأُمُورِ وَ الحَوَائِجِ وَ الأَعمَالِ فِيهِ بَارَكَ اللّهُ تَعَالَي عَلَي الأَرضِ المُقَدّسَةِ وَ يَصلُحُ لِلنّقلَةِ وَ شِرَاءِ العَبِيدِ وَ البَهَائِمِ وَ لِقَاءِ الإِخوَانِ وَ الأَصدِقَاءِ وَ فِعلِ البِرّ وَ الحَرَكَةِ وَ يُكرَهُ فِيهِ الدّينُ وَ السّلَفُ وَ الأَيمَانُ مَن سَافَرَ فِيهِ يُصِيبُ مَالًا كَثِيراً إِلّا مَن كَانَ كَاتِباً فَإِنّهُ يُكرَهُ لَهُ ذَلِكَ وَ الرّؤيَا فِيهِ صَادِقَةٌ وَ لَا تَقُصّهَا إِلّا بَعدَ يَومٍ وَ المَرِيضُ فِيهِ يَمُوتُ وَ الآبِقُ فِيهِ يُوجَدُ وَ لَا تَستَحلِف فِيهِ أَحَداً وَ لَا تَأخُذ فِيهِ مِن أَحَدٍ وَ ادخُل فِيهِ عَلَي السّلطَانِ وَ لَا
صفحه : 88
تَضرِب فِيهِ حُرّاً وَ لَا عَبداً وَ مَن ضَلّت لَهُ ضَالّةٌ وَجَدَهَا
203- وَ فِي رِوَايَةٍ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ صَالِحاً حَلِيماً
204- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي أَنّهُ مُتَوَسّطٌ لَا مَحمُودٌ وَ لَا مَذمُومٌ تُجتَنَبُ فِيهِ الحَرَكَةُ وَ قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ صَالِحٌ يُحمَدُ فِيهِ النّقلَةُ وَ السّفَرُ وَ الحَرَكَةُ وَ المَولُودُ فِيهِ يَكُونُ شُجَاعاً وَ هُوَ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ وَ لِقَاءِ الإِخوَانِ وَ الأَصدِقَاءِ وَ الأَوِدّاءِ وَ فِعلِ الخَيرِ وَ الأَحلَامُ فِيهِ تَصِحّ فِي يَومِهَا وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ مَار إِسفَندَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالأَوقَاتِ وَ الأَزمَانِ وَ العُقُولِ وَ الأَسمَاعِ وَ الأَبصَارِ وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي المُوَكّلِ بِالأَفئِدَةِ
205- الدّرُوعُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ أَمرٍ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ حَلِيماً وَ مَن سَافَرَ فِيهِ أَصَابَ مَالًا جَزِيلًا وَ مَن مَرِضَ فِيهِ برَِئَ سَرِيعاً وَ لَا تَكتُب فِيهِ وَصِيّةً وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ فَارِسفَندَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالأَفئِدَةِ وَ العُقُولِ وَ الأَسمَاعِ وَ الأَبصَارِ يَصلُحُ لِلِقَاءِ الإِخوَانِ وَ الأَصدِقَاءِ وَ لِكُلّ حَاجَةٍ وَ الأَحلَامُ تَصِحّ فِيهِ مِن يَومِهَا
206- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ مُبَارَكٌ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ مِن لِقَاءِ السّلطَانِ وَ الأَصدِقَاءِ وَ فِعلِ البِرّ وَ غَيرِ ذَلِكَ
207- المَكَارِمُ، عَنهُ ع مُختَارٌ جَيّدٌ لِكُلّ حَاجَةٍ مَا خَلَا الكَاتِبَ فَإِنّهُ يُكرَهُ لَهُ ذَلِكَ وَ لَا أَرَي لَهُ أَن يَسعَي فِي حَاجَةٍ إِن قَدَرَ عَلَي ذَلِكَ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ برَِئَ سَرِيعاً وَ مَن سَافَرَ فِيهِ أَصَابَ مَالًا كَثِيراً وَ مَن أَبَقَ فِيهِ رَجَعَ
208-الزّوَائِدُ، عَنهُ ع يَومٌ مُبَارَكٌ سَعِيدٌ قَرِيبُ الأَمرِ يَصلُحُ لِلحَوَائِجِ وَ التّصَرّفِ فِيهَا وَ لِقَاءِ المُلُوكِ وَ السّفَرِ وَ النُقلَةِ فَاقضِ فِيهِ كُلّ حَاجَةٍ وَ سَافِر وَ
صفحه : 89
القَ مَن شِئتَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ يُخَافُ عَلَيهِ
209- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي ألّذِي يُولَدُ فِيهِ يَكُونُ حَلِيماً وَ المُسَافِرُ فِيهِ يُصِيبُ مَالًا كَثِيراً وَ تُكرَهُ فِيهِ الوَصِيّةُ
أقول الاسم عندهم مار إسفند بفتح الميم ثم الألف والراء الساكنة ثم الهمزة المكسورة والسين المهملة الساكنة والفاء المفتوحة والنون الساكنة وقيل مار إسفندان وقيل إسپند وقيل إسپندان بالباء العجمية فيهما.
210- العَدَدُ القَوِيّةُ، قَالَ مَولَانَا أَبُو عَبدِ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ الصّادِقُ ع إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ جَيّدٌ يَصلُحُ لِكُلّ شَيءٍ وَ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ الزّرعِ وَ الغَرسِ وَ البِنَاءِ وَ التّزوِيجِ وَ السّفَرِ وَ إِخرَاجِ الدّمِ
211- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي لَا تُسَافِر فِيهِ وَ لَا تَتَعَرّض لِغَيرِهِ إِلّا المُعَامَلَةَ وَ قَلّل فِيهِ الحَرَكَةَ وَ السّفَرُ فِيهِ ردَيِءٌ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ حَلِيماً مُبَارَكاً وَ تَعسُرُ تَربِيَتُهُ وَ يَسُوءُ خُلُقُهُ وَ يُرزَقُ رِزقاً يَكُونُ لِغَيرِهِ وَ يُمنَعُ مِنَ التّمَتّعِ بشِيَءٍ مِنهُ
212- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي مَن وُلِدَ فِيهِ كفُيَِ كُلّ أَمرٍ يُؤذِيهِ وَ يَكُونُ المَولُودُ فِيهِ مُبَارَكاً صَالِحاً يَرتَفِعُ أَمرُهُ وَ يَعلُو شَأنُهُ وُلِدَ فِيهِ إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ عَلَيهِ السّلَامُ وَ فِيهِ خَلَقَ اللّهُ العَقلَ وَ أَسكَنَهُ رُءُوسَ مَن أَحَبّ مِن عِبَادِهِ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ أُخِذَ وَ مَن ضَلّت مِنهُ ضَالّةٌ وَجَدَهَا وَ مَنِ اقتَرَضَ فِيهِ شَيئاً رَدّهُ سَرِيعاً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ برَِئَ سَرِيعاً
213- قَالَ مَولَانَا أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ حَلِيماً مُبَارَكاً صَادِقاً أَمِيناً يَعلُو شَأنُهُ وَ مَن ضَاعَ لَهُ شَيءٌ يَجِدُهُ بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي قَالَتِ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ يُحمَدُ فِيهِ سَائِرُ الأَعمَالِ وَ التّصَرّفَاتِ وَ يَصلُحُ لِشُربِ الأَدوِيَةِ المُسَهّلَةِ وَ قَالَ سَلمَانُ الفاَرسِيِّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ إِيرَانَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ
صفحه : 90
بِالدّهُورِ وَ الأَزمِنَةِ
214- الدّرُوعُ الوَاقِيَةُ، عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ يَومٌ جَيّدٌ لِلبَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ التّزوِيجِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ حَلِيماً مُبَارَكاً وَ تَعسُرُ تَربِيَتُهُ وَ يَسُوءُ خُلُقُهُ وَ يُرزَقُ رِزقاً يُمنَعُ مِنهُ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ أُخِذَ وَ مَن ضَلّت لَهُ ضَالّةٌ وَجَدَهَا وَ مَنِ اقتَرَضَ فِيهِ شَيئاً رَدّهُ سَرِيعاً وَ قَالَ سَلمَانُ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ رُوزَ أَنِيرَانَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالدّهُورِ وَ الأَزمِنَةِ يَومٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِكُلّ شَيءٍ تُرِيدُهُ
215- وَ فِي الرّوَايَةِ الأُخرَي يَومٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ تُلتَمَسُ
216- مَكَارِمُ الأَخلَاقِ، عَنهُ ع مُختَارٌ جَيّدٌ لِكُلّ شَيءٍ وَ لِكُلّ حَاجَةٍ مِن شِرَاءٍ وَ بَيعٍ وَ زَرعٍ وَ تَزوِيجٍ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ برَِئَ سَرِيعاً وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ حَلِيماً مُبَارَكاً وَ يَرتَفِعُ أَمرُهُ وَ يَكُونُ صَادِقَ اللّسَانِ صَاحِبَ وَفَاءٍ
217- زَوَائِدُ الفَوَائِدِ، عَنِ الصّادِقِ ع يَومٌ مُبَارَكٌ مَيمُونٌ مَسعُودٌ مُفلِحٌ مُنجِحٌ مُفَرّحٌ فَاعمَل فِيهِ مَا شِئتَ وَ القَ مَن أَرَدتَ وَ خُذ وَ أَعطِ وَ سَافِر وَ انتَقِل وَ بِع وَ اشتَرِ فَإِنّهُ صَالِحٌ لِكُلّ مَا تُرِيدُ مُوَافِقٌ لِكُلّ مَا يُعمَلُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مُبَارَكاً مَيمُوناً مُقبِلًا حَسَنَ التّربِيَةِ مُوَسّعاً عَلَيهِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ أَو فِي لَيلَتِهِ لَم تَطُل عِلّتُهُ وَ نَجَا سَالِماً بِإِذنِ اللّهِ تَعَالَي
218- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي يُكرَهُ فِيهِ السّفَرُ وَ المَولُودُ فِيهِ يُرزَقُ رِزقاً وَاسِعاً يَكُونُ لِغَيرِهِ وَ يُمنَعُ مِنَ التّمَتّعِ بشِيَءٍ مِنهُ وَ مَن هَرَبَ فِيهِ أُخِذَ وَ إِذَا ضَلّت فِيهِ ضَالّةٌ وُجِدَت وَ القَرضُ فِيهِ يَعُودُ سَرِيعاً وَ اللّهُ أَحكَمُ وَ أَعلَمُ
صفحه : 91
بيان الاسم عندهم بفتح الهمزة وكسر النون ثم الياء الساكنة ثم الراء المهملة المفتوحة ثم اعلم أن الظاهر من أكثر هذه الروايات أن المراد بالأيام المذكورة فيهاأيام الشهور العربية ويظهر من بعضها كخبر سلمان رضي الله عنه أن المراد بهاالشهور العجمية وأيامها كمايظهر من أسمائها وتوافقها لمانقله المنجمون عن الفرس في ذلك ويمكن أن يقال لما كان في بدء خلق العالم شهر فروردين مطابقا علي بعض الشهور العربية ابتداء وانتهاء سرت السعادة والنحوسة في أيام الشهرين معا كمانقل أن في أول خلق العالم كان الشمس في الحمل و عندافتراقها سرتا فيهما أواختصتا بأحدهما ويمكن حمل اختلاف الأخبار أيضا علي ذلك بأن يكون ماورد في سعادة بعض الأيام في بعض الأخبار ونحوسته بعينه في الأخري بسبب اختلاف المقصود من الشهر فيهما وكون المراد في إحداهما العربية و في الأخري الفرسية لكن التعيين والتخصيص مشكل و لوأمكن رعايتهما معا كان أولي وسيأتي تمام القول في ذلك في الباب الآتي إن شاء الله تعالي
1-أَقُولُ رَأَيتُ فِي بَعضِ الكُتُبِ المُعتَبَرَةِ رَوَي فَضلُ اللّهِ بنُ عَلِيّ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ جَعفَرِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي طَالِبٍ تَوَلّاهُ اللّهُ فِي الدّارَينِ بِالحُسنَي عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ العَبّاسِ الدوّريسَتيِّ عَن أَبِي مُحَمّدٍ جَعفَرِ بنِ
صفحه : 92
أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الموُنسِيِّ القمُيّّ عَن عَلِيّ بنِ بِلَالٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يُوسُفَ عَن حَبِيبِ الخَيرِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الصّائِغِ عَن أَبِيهِ عَن مُعَلّي بنِ خُنَيسٍ قَالَ دَخَلتُ عَلَي الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع يَومَ النّيرُوزِ فَقَالَ ع أَ تَعرِفُ هَذَا اليَومَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ هَذَا يَومٌ تُعَظّمُهُ العَجَمُ وَ تَتَهَادَي فِيهِ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ الصّادِقُ ع وَ البَيتِ العَتِيقِ ألّذِي بِمَكّةَ مَا هَذَا إِلّا لِأَمرٍ قَدِيمٍ أُفَسّرُهُ لَكَ حَتّي تَفهَمَهُ قُلتُ يَا سيَدّيِ إِنّ عِلمَ هَذَا مِن عِندِكَ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن يَعِيشَ أمَواَتيِ وَ تَمُوتَ أعَداَئيِ فَقَالَ يَا مُعَلّي إِنّ يَومَ النّيرُوزِ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَخَذَ اللّهُ فِيهِ مَوَاثِيقَ العِبَادِ أَن يَعبُدُوهُ وَ لَا يُشرِكُوا بِهِ شَيئاً وَ أَن يُؤمِنُوا بِرُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ وَ أَن يُؤمِنُوا بِالأَئِمّةِ ع وَ هُوَ أَوّلُ يَومٍ طَلَعَت فِيهِ الشّمسُ وَ هَبّت بِهِ الرّيَاحُ وَ خُلِقَت فِيهِ زَهرَةُ الأَرضِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِياستَوَت فِيهِ سَفِينَةُ نُوحٍ ع عَلَي الجوُديِّ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَحيَا اللّهُ فِيهِالّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي نَزَلَ فِيهِ جَبرَئِيلُ عَلَي النّبِيّص وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي حَمَلَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَلَي مَنكِبِهِ حَتّي رَمَي أَصنَامَ قُرَيشٍ مِن فَوقِ البَيتِ الحَرَامِ فَهَشَمَهَا وَ كَذَلِكَ اِبرَاهِيمُ ع وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَمَرَ النّبِيّص أَصحَابَهُ أَن يُبَايِعُوا عَلِيّاً ع بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي وَجّهَ النّبِيّص عَلِيّاً ع إِلَي واَديِ الجِنّ يَأخُذُ عَلَيهِمُ البَيعَةَ لَهُ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي بُويِعَ لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فِيهِ البَيعَةَ الثّانِيَةَ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي ظَفِرَ فِيهِ بِأَهلِ النّهرَوَانِ وَ قَتَلَ ذَا الثّدَيّةِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي يَظهَرُ فِيهِ قَائِمُنَا وَ وُلَاةُ الأَمرِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي يَظفَرُ فِيهِ قَائِمُنَا بِالدّجّالِ فَيَصلِبُهُ عَلَي كُنَاسَةِ الكُوفَةِ وَ مَا مِن يَومِ نَيرُوزٍ إِلّا وَ نَحنُ نَتَوَقّعُ فِيهِ الفَرَجَ لِأَنّهُ مِن أَيّامِنَا وَ أَيّامِ شِيعَتِنَا حَفِظَتهُ العَجَمُ وَ ضَيّعتُمُوهُ أَنتُم وَ قَالَ إِنّ نَبِيّاً مِنَ الأَنبِيَاءِ سَأَلَ رَبّهُ كَيفَ يحُييِ هَؤُلَاءِ القَومَ الّذِينَ خَرَجُوا
صفحه : 93
فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِ أَن يَصُبّ المَاءَ عَلَيهِم فِي مَضَاجِعِهِم فِي هَذَا اليَومِ وَ هُوَ أَوّلُ يَومٍ مِن سَنَةِ الفُرسِ فَعَاشُوا وَ هُم ثَلَاثُونَ أَلفاً فَصَارَ صَبّ المَاءِ فِي النّيرُوزِ سُنّةً فَقُلتُ يَا سيَدّيِ أَ لَا تعُرَفّنُيِ جُعِلتُ فِدَاكَ أَسمَاءَ الأَيّامِ بِالفَارسِيّةِ فَقَالَ ع يَا مُعَلّي هيَِ أَيّامٌ قَدِيمَةٌ مِنَ الشّهُورِ القَدِيمَةِ كُلّ شَهرٍ ثَلَاثُونَ يَوماً لَا زِيَادَةَ فِيهِ وَ لَا نُقصَانَ فَأَوّلُ يَومٍ مِن كُلّ شَهرِ هُرمُزدَ رُوزَ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي خَلَقَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ آدَمَ ع تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ صَالِحٌ لِلشّربِ وَ لِلفَرَحِ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ يَومُ سُرُورٍ تَكَلّمُوا فِيهِ الأُمَرَاءَ وَ الكُبَرَاءَ وَ اطلُبُوا فِيهِ الحَوَائِجَ فَإِنّهَا تَنجَحُ بِإِذنِ اللّهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مُبَارَكاً وَ ادخُلُوا فِيهِ عَلَي السّلطَانِ وَ اشتَرُوا فِيهِ وَ بِيعُوا وَ زَارِعُوا وَ اغرِسُوا وَ ابنُوا وَ سَافِرُوا فَإِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ يَصلُحُ لِجَمِيعِ الأُمُورِ وَ لِلتّزوِيجِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ سَرِيعاً وَ مَن ضَلّت لَهُ ضَالّةٌ وَجَدَهَا إِن شَاءَ اللّهُ الثاّنيِ بَهمَنَ رُوزَ يَومٌ صَالِحٌ صَافٍ خَلَقَ اللّهُ فِيهِ حَوّاءَ ع وَ هُوَ ضِلعٌ مِن أَضلَاعِ آدَمَ ع وَ هُوَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِحُجُبِ القُدسِ وَ الكَرَامَةِ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ صَالِحٌ مُختَارٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مُبَارَكٌ تَزَوّجُوا فِيهِ وَ أتُوا أَهَالِيَكُم مِن أَسفَارِكُم وَ سَافِرُوا فِيهِ وَ اشتَرُوا وَ بِيعُوا وَ اطلُبُوا فِيهِ الحَوَائِجَ فِي كُلّ نَوعٍ وَ هُوَ يَومٌ مُختَارٌ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ مِن أَوّلِ النّهَارِ يَكُونُ مَرَضُهُ خَفِيفاً وَ مَن مَرِضَ فِي آخِرِهِ اشتَدّ مَرَضُهُ وَ خِيفَ مِن مَوتِهِ فِي ذَلِكَ المَرَضِ الثّالِثُ أُردِيبِهِشتَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالشّفَاءِ وَ السّقمِ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ فَاتّقُوا فِيهِ الحَوَائِجَ وَ جَمِيعَ الأَعمَالِ وَ لَا تَدخُلُوا فِيهِ عَلَي السّلطَانِ وَ لَا تَبِيعُوا وَ لَا تَشتَرُوا وَ لَا تَزَوّجُوا وَ لَا تَسأَلُوا فِيهِ حَاجَةً وَ لَا تُكَلّفُوهَا أَحَداً وَ احفَظُوا أَنفُسَكُم وَ اتّقُوا أَعمَالَ السّلطَانِ وَ تَصَدّقُوا مَا أَمكَنَكُم فَإِنّهُ مَن مَرِضَ فِيهِ خِيفَ عَلَيهِ وَ
صفحه : 94
هُوَ اليَومُ ألّذِي أَخرَجَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِ آدَمَ وَ حَوّاءَ مِنَ الجَنّةِ وَ سُلِبَا فِيهِ لِبَاسَهُمَا وَ مَن سَافَرَ فِيهِ قُطِعَ عَلَيهِ أَبَداً الرّابِعُ شَهرِيوَرَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ ألّذِي خُلِقَت فِيهِ الجَوَاهِرُ عَنهُ وَ وُكّلَ بِهَا وَ هُوَ مُوَكّلٌ بِبَحرِ الرّومِ وَ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مُبَارَكٌ وُلِدَ فِيهِ هَابِيلُ بنُ آدَمَ وَ هُوَ صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ طَلَبِ الصّيدِ فِي البَرّ وَ البَحرِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ رَجُلًا صَالِحاً مُبَارَكاً وَ مُحَبّباً إِلَي النّاسِ إِلّا أَنّهُ لَا يَصلُحُ فِيهِ السّفَرُ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ خَافَ القَطعَ وَ يُصِيبُهُ بَلَاءٌ وَ غَمّ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ سَرِيعاً إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي الخَامِسُ إِسفَندَارَمَذ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالأَرَضِينَ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومُ نَحسٍ ردَيِءٌ وُلِدَ فِيهِ قَابِيلُ بنُ آدَمَ وَ كَانَ مَلعُوناً كَافِراً وَ هُوَ ألّذِي قَتَلَ أَخَاهُ وَ دَعَا بِالوَيلِ وَ الثّبُورِ عَلَي أَهلِهِ وَ أَدخَلَ عَلَيهِمُ الغَمّ وَ البُكَاءَ فَاجتَنِبُوهُ فَإِنّهُ يَومٌ شُؤمٌ وَ نَحسٌ وَ مَذمُومٌ وَ لَا تَطلُبُوا فِيهِ حَاجَةً وَ لَا تَدخُلُوا فِيهِ عَلَي السّلطَانِ وَ ادخُلُوا فِي مَنَازِلِكُم وَ احذَرُوا فِيهِ كُلّ الحَذَرِ مِنَ السّبَاعِ وَ الحَدِيدِ السّادِسُ خُردَادَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالجِبَالِ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مُبَارَكٌ صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ لِكُلّ مَا يُسعَي فِيهِ مِنَ الأَمرِ فِي البَرّ وَ البَحرِ وَ الصّيدِ فِيهِمَا وَ لِلمَعَاشِ وَ كُلّ حَاجَةٍ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ رَجَعَ إِلَي أَهلِهِ سَرِيعاً بِكُلّ مَا يُحِبّهُ وَ يُرِيدُهُ وَ بِكُلّ غَنِيمَةٍ فَجِدّوا فِي كُلّ حَاجَةٍ تُرِيدُونَهَا فِيهِ فَإِنّهَا مَقضِيّةٌ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي السّابِعُ مُردَادَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالنّاسِ وَ أَرزَاقِهِم يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ اعمَلُوا فِيهِ جَمِيعَ مَا شِئتُم مِنَ السعّيِ فِي حَوَائِجِكُم مِنَ البِنَاءِ وَ الغَرسِ وَ الذّروِ وَ الزّرعِ وَ لِطَلَبِ الصّيدِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ السّفَرِ فَإِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
صفحه : 95
الثّامِنُ دَيبَارَ رُوزَ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مُبَارَكٌ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ يُسعَي فِيهَا وَ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ الصّيدِ مَا خَلَا السّفَرَ فَاتّقُوا فِيهِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ سَرِيعاً وَ ادخُلُوا فِيهِ عَلَي السّلطَانِ وَ غَيرِهِ فَإِنّهُ يُقضَي فِيهِ الحَوَائِجُ وَ مَن دَخَلَ فِيهِ عَلَي السّلطَانِ لِحَاجَةٍ فَليَسأَلهُ فِيهَا التّاسِعُ آذَرَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالنّيرَانِ يَومَ القِيَامَةِ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ صَالِحٌ خَفِيفٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ مِن أَوّلِ النّهَارِ إِلَي آخِرِ النّهَارِ يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ لِكُلّ مَا تُرِيدُ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ رُزِقَ مَالًا كَثِيراً وَ يَرَي فِي سَفَرِهِ كُلّ خَيرٍ وَ مَن مَرِضَ يَبرَأُ سَرِيعاً وَ لَا يَنَالُهُ فِي عِلّتِهِ مَكرُوهٌ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي فَاطلُبُوا الحَوَائِجَ فِيهِ فَإِنّهَا تُقضَي لَكُم بِمَشِيّةِ اللّهِ تَعَالَي وَ تَوفِيقِهِ العَاشِرُ آبَانَ رُوزُ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالبَحرِ وَ المِيَاهِ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ شَيءٍ مَا خَلَا الدّخُولَ عَلَي السّلطَانِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي وُلِدَ فِيهِ نُوحٌ ع وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَرزُوقاً مِن مَعَاشِهِ وَ لَا يُصِيبُهُ ضِيقٌ وَ لَا يَمُوتُ حَتّي يَهرَمَ وَ لَا يُبتَلَي بِفَقرٍ وَ مَن فَرّ فِيهِ مِنَ السّلطَانِ أَو غَيرِهِ أُخِذَ وَ مَن ضَلّت لَهُ ضَالّةٌ وَجَدَهَا وَ هُوَ جَيّدٌ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ السّفَرِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ سَرِيعاً إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي الحاَديَِ عَشَرَ خُورَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالشّمسِ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ مِثلُ أَمسِهِ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ اليَومُ ألّذِي وُلِدَ فِيهِ شَيثُ بنُ آدَمَ ع وَ النّبِيّص وَ هُوَ يَومٌ صَالِحٌ لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ لِجَمِيعِ الأَعمَالِ وَ الحَوَائِجِ وَ لِلسّفَرِ مَا خَلَا الدّخُولَ عَلَي السّلطَانِ فَإِنّهُ لَا يَصلُحُ وَ التوّاَريِ عَنهُ فِيهِ أَصلَحُ مِنَ الدّخُولِ عَلَيهِ فَاجتَنِبُوا فِيهِ ذَلِكَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مُبَارَكاً مَرزُوقاً فِي مَعَاشِهِ طَوِيلَ العُمُرِ وَ لَا يَفتَقِرُ أَبَداً فَاطلُبُوا فِيهِ حَوَائِجَكُم مَا خَلَا السّلطَانَ الثاّنيِ عَشَرَ مَاهَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالقَمَرِ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ
صفحه : 96
خَفِيفٌ يُسَمّي رُوزَ بِه وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ صَالِحٌ جَيّدٌ مُختَارٌ يَصلُحُ لِكُلّ شَيءٍ تُرِيدُونَهُ مِثلَ اليَومِ الحاَديَِ عَشَرَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ طَوِيلَ العُمُرِ فَاطلُبُوا فِيهِ حَوَائِجَكُم وَ ادخُلُوا عَلَي السّلطَانِ فِي أَوّلِهِ وَ لَا تَدخُلُوا فِي آخِرِهِ وَ استَعِينُوا بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ فِيهَا فَإِنّهَا تُقضَي لَكُم بِمَشِيّةِ اللّهِ تَعَالَي الثّالِثَ عَشَرَ تِيرَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالنّجُومِ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ شؤُميِّ جِدّاً وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ فَاتّقُوهُ فِي جَمِيعِ الأَعمَالِ مَا استَطَعتُم وَ لَا تَقصِدُوا وَ لَا تَطلُبُوا فِيهِ الحَاجَةَ أَصلًا وَ لَا تَدخُلُوا فِيهِ عَلَي السّلطَانِ وَ غَيرِهِ جُهدَكُم وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ الرّابِعَ عَشَرَ جُوشَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالبَشَرِ وَ الأَنعَامِ وَ الموَاَشيِ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ صَالِحٌ لِكُلّ عَمَلٍ وَ أَمرٍ يُرَادُ وَ يُحمَدُ فِيهِ لِقَاءُ الأَشرَافِ وَ العُلَمَاءِ وَ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ مَن يُولَدُ فِيهِ يَكُونُ حَسَنَ الكَمَالِ مَشعُوفاً بِطَلَبِ العِلمِ وَ يُعَمّرُ طَوِيلًا يَكثُرُ مَالُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ بِمَشِيّةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الخَامِسَ عَشَرَ دَيمِهرَ رُوزَ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ صَالِحٌ مُبَارَكٌ لِكُلّ عَمَلٍ وَ لِكُلّ حَاجَةٍ تُرِيدُهَا إِلّا أَنّهُ مَن يُولَدُ فِيهِ يَكُونُ بِهِ خَرَسٌ أَو لُثغَةٌ فَاطلُبُوا فِيهِ الحَوَائِجَ فَإِنّهَا تُقضَي إِن شَاءَ اللّهُ السّادِسَ عَشَرَ مِهرَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالرّحمَةِ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ جَيّدٌ جِدّاً وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مَنحُوسٌ ردَيِءٌ مَذمُومٌ فَلَا تَطلُبُوا فِيهِ حَوَائِجَكُم وَ لَا تُسَافِرُوا فِيهِ فَإِنّهُ مَن سَافَرَ فِيهِ هَلَكَ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ لَا بُدّ مَجنُوناً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ لَا يَكَادُ يَنجُو فَاجهَدُوا فِي تَركِ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ الحَرَكَةِ فَإِنّهَا وَ إِن قُضِيَت تُقضَي بِمَشَقّةٍ وَ رُبّمَا لَم يَتِمّ فِيهَا المُرَادُ فَاتّقُوا مَا استَطَعتُم وَ تَصَدّقُوا فِيهِ
صفحه : 97
السّابِعَ عَشَرَ نَمرُوشَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِخَرَابِ العَالَمِ وَ هُوَ جَبرَئِيلُ ع يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ خَفِيفٌ مُتَوَسّطٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ صَالِحٌ لِكُلّ مَا يُرَادُ جَيّدٌ مُوَافِقٌ صَافٍ مُختَارٌ لِجَمِيعِ الحَوَائِجِ فَاطلُبُوا فِيهِ مَا شِئتُم وَ تَزَوّجُوا وَ بِيعُوا وَ اشتَرُوا وَ ازرَعُوا وَ ابنُوا وَ ادخُلُوا عَلَي السّلطَانِ وَ غَيرِهِ فَإِنّ حَوَائِجَكُم تُقضَي بِمَشِيّةِ اللّهِ تَعَالَي الثّامِنَ عَشَرَ رَش رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالنّيرَانِ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ جَيّدٌ مُبَارَكٌ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ الزّرعِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ التّزوِيجِ وَ كُلّ أَمرٍ يُرَادُ وَ مَن خَاصَمَ فِيهِ عَدُوّهُ أَو خَصمَهُ غَلَبَ عَلَيهِ وَ ظَفِرَ فِيهِ بِقُدرَةِ اللّهِ تَعَالَي التّاسِعَ عَشَرَ فَروَردِينَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِأَروَاحِ الخَلَائِقِ وَ قَبضِهَا يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ صَالِحٌ جَيّدٌ لِلسّفَرِ وَ التّزوِيجِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ مَن خَاصَمَ فِيهِ عَدُوّاً ظَفِرَ بِهِ وَ غَلَبَهُ بِقُدرَةِ اللّهِ تَعَالَي وَ يَصلُحُ لِكُلّ عَمَلٍ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي وُلِدَ فِيهِ إِسحَاقُ النّبِيّ ع وَ هُوَ يَومٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِكُلّ مَا تُرِيدُ وَ مَن يُولَدُ فِيهِ يَكُونُ مُبَارَكاً إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي العِشرُونَ بَهرَامَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالنّصرِ وَ الخِذلَانِ فِي الحَربِ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ صَالِحٌ جَيّدٌ مُختَارٌ صَافٍ يَصلُحُ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ السّفَرِ خَاصّةً وَ البِنَاءِ وَ التّزوِيجِ وَ العُرسِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ غَيرِهِ فِيهِ فَإِنّهُ يَومٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي الحاَديِ وَ العِشرُونَ رَامَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالفَرَحِ وَ السّرُورِ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ يُتَبَرّكُ بِهِ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ وَ هُوَ يَومُ إِهرَاقِ الدّمَاءِ فَاتّقُوا فِيهِ مَا استَطَعتُم وَ لَا تَطلُبُوا فِيهِ حَاجَةً وَ لَا تَنَازَعُوا فِيهِ
صفحه : 98
خَصماً وَ مَن يُولَد فِيهِ يَكُونُ[يَكُن]مُحتَاجاً فَقِيراً فِي أَكثَرِ أَمرِهِ وَ دَهرِهِ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ لَم يَربَح وَ خِيفَ عَلَيهِ الثاّنيِ وَ العِشرُونَ بَادَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالرّيَاحِ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ جَيّدٌ صَافٍ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ تُرِيدُهَا فَاطلُبُوا فِيهِ الحَوَائِجَ فَإِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ خَاصّةً لِلشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ لِلصّدَقَةِ فِيهِ ثَوَابٌ جَزِيلٌ جَلِيلٌ عَظِيمٌ وَ مَن يُولَدُ فِيهِ يَكُونُ مُبَارَكاً مَحبُوباً وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ سَرِيعاً وَ مَن سَافَرَ فِيهِ يُخصِبُ وَ يَرجِعُ إِلَي أَهلِهِ مُعَافًي سَالِماً وَ مَن دَخَلَ فِيهِ إِلَي السّلطَانِ بَلَغَ مَحَابّهُ وَ وَجَدَ عِندَهُ نَجَاحاً لِمَا قَصَدَ لَهُ الثّالِثُ وَ العِشرُونَ دَيبَدِينَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالنّومِ وَ اليَقَظَةِ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ وُلِدَ فِيهِ يُوسُفُ ع يَصلُحُ لِكُلّ أَمرٍ وَ حَاجَةٍ وَ لِكُلّ مَا تُرِيدُونَهُ وَ خَاصّةً لِلتّزوِيجِ وَ التّجَارَاتِ كُلّهَا وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ وَ التِمَاسِ الحَوَائِجِ وَ مَن يُولَد فِيهِ يَكُونُ[يَكُن]مُبَارَكاً صَالِحاً وَ مَن سَافَرَ فِيهِ يَغنَمُ وَ يَجِدُ خَيراً بِمَشِيّةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ الرّابِعُ وَ العِشرُونَ دِينَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ باِلسعّيِ وَ الحَرَكَةِ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ خَفِيفٌ جَيّدٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مَنحُوسٌ وُلِدَ فِيهِ فِرعَونُ لَعَنَهُ اللّهُ وَ هُوَ يَومٌ عَسِرٌ نَكِدٌ فَاتّقُوا فِيهِ مَا استَطَعتُم وَ مَن سَافَرَ فِيهِ مَاتَ فِي سَفَرِهِ وَ فِي نُسخَةٍ أُخرَي وَ مَن يُولَد فِيهِ يَمُوتُ[يَمُت] فِي سَفَرِهِ أَو يُقتَل أَو يَغرَق وَ يَكُونُ مُدّةَ عُمُرِهِ مَحزُوناً مَكدُوداً نَكِداً وَ لَا يُوَفّقُ لِخَيرٍ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ طَالَ مَرَضُهُ وَ لَا يَكَادُ يَنتَفِعُ بِمَقصَدٍ وَ لَو جَهَدَ جُهدَهُ الخَامِسُ وَ العِشرُونَ أَردَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالجِنّ وَ الشّيَاطِينِ وَ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومُ نَحسٍ ردَيِءٌ مَذمُومٌ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَصَابَ فِيهِ أَهلَ مِصرَ سَبعَةُ أَضرُبٍ مِنَ الآفَاتِ وَ هُوَ يَومٌ شَدِيدُ البَلَاءِ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ لَم يَكَد يَنجُ وَ لَا يَبرَأُ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ لَا يَرجِعُ وَ لَا يَربَحُ فَلَا تَطلُبُوا فِيهِ حَاجَةً وَ احفَظُوا فِيهِ أَنفُسَكُم وَ احتَرِزُوا وَ اتّقُوا فِيهِ جُهدَكُم
صفحه : 99
السّادِسُ وَ العِشرُونَ أَشتَادَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ ألّذِي خُلِقَ عِندَ ظُهُورِ الدّينِ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ صَالِحٌ مُبَارَكٌ ضَرَبَ فِيهِ مُوسَي ع البَحرَ فَانفَلَقَ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ مَا خَلَا التّزوِيجَ وَ السّفَرَ وَ اجتَنِبُوا فِيهِ ذَلِكَ فَإِنّهُ مَن تَزَوّجَ فِيهِ لَم يَتِمّ أَمرُهُ وَ يُفَارِقُ أَهلَهُ وَ فُرّقَ بَينَهُمَا وَ مَن سَافَرَ فِيهِ لَم يَصلُح وَ لَم يَربَح وَ لَم يَرجِع وَ عَلَيكُم بِالصّدَقَةِ فَإِنّ المَنفَعَةَ بِهَا وَافِرَةٌ وَ لِمَضَارّهِ دَافِعَةٌ بِمَشِيّةِ اللّهِ وَ عَونِهِ السّابِعُ وَ العِشرُونَ آسمَانَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالسّمَاوَاتِ يَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ مُختَارٌ يَصلُحُ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ لِكُلّ شَيءٍ تُرِيدُهُ وَ مَن يُولَد فِيهِ يَكُونُ[يَكُن]جَمِيلًا حَسَناً مَلِيحاً وَ هُوَ جَيّدٌ لِلبِنَاءِ وَ الزّرعِ وَ الشّرَاءِ وَ البَيعِ وَ الدّخُولِ عَلَي السّلطَانِ فَاعمَلُوا مَا شِئتُم وَ اسعَوا فِي حَوَائِجِكُم الثّامِنُ وَ العِشرُونَ رَاميَادَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالقَضَاءِ بَينَ الخَلقِ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ مَنحُوسٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ سَعِيدٌ مُبَارَكٌ مَمدُوحٌ وُلِدَ فِيهِ يَعقُوبُ النّبِيّ ع يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ لِجَمِيعِ الحَوَائِجِ وَ مَن يُولَد فِيهِ يَكُونُ[يَكُن]مَرزُوقاً مُحَبّباً إِلَي النّاسِ مُحَبّباً إِلَي أَهلِهِ مُحسِناً إِلَيهِم إِلّا أَنّهُ يُصِيبُهُ الغُمُومُ وَ الهُمُومُ وَ يُبتَلَي فِي آخِرِ عُمُرِهِ وَ لَا يُؤمَنُ عَلَيهِ مِن ذَهَابِ بَصَرِهِ التّاسِعُ وَ العِشرُونَ مِهرَ إِسفَندَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالأَفنِيَةِ وَ الأَزمَانِ وَ العُقُولِ وَ الأَسمَاعِ وَ الأَبصَارِ تَقُولُ الفُرسُ إِنّهُ يَومٌ جَيّدٌ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ جَيّدٌ يَصلُحُ لِكُلّ حَاجَةٍ مَا خَلَا الكَاتِبَ فَإِنّهُ يُكرَهُ لَهُ ذَلِكَ وَ لَا أَرَي لَهُ أَن يَسعَي لِحَاجَةٍ فِيهِ إِن قَدَرَ عَلَي ذَلِكَ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ سَرِيعاً وَ مَن سَافَرَ فِيهِ أَصَابَ مَالًا كَثِيراً إِلّا مَن كَانَ كَاتِباً فَإِنّهُ يُكرَهُ لَهُ ذَلِكَ وَ لَا أَرَي السعّيَ فِي حَاجَتِهِ إِن قَدَرَ عَلَيهِ وَ مَن أَبَقَ لَهُ فِيهِ آبِقٌ رَجَعَ إِلَيهِ سَرِيعاً وَ مَن ضَلّت لَهُ ضَالّةٌ وَجَدَهَا الثّلَاثُونَ أَنِيرَانَ رُوزَ اسمُ المَلَكِ المُوَكّلِ بِالأَدوَارِ وَ الأَزمَانِ يَتَبَرّكُ فِيهِ الفُرسُ وَ يَقُولُ الصّادِقُ إِنّهُ يَومٌ مُختَارٌ جَيّدٌ صَالِحٌ لِكُلّ شَيءٍ وَ هُوَ اليَومُ
صفحه : 100
ألّذِي وُلِدَ فِيهِ إِسمَاعِيلُ بنُ اِبرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيهِمَا وَ عَلَي ذُرّيَتِهِمَا وَ عَلَي آلِهِمَا يَصلُحُ لِكُلّ شَيءٍ وَ لِكُلّ حَاجَةٍ مِن شِرَاءٍ وَ بَيعٍ وَ زَرعٍ وَ غَرسٍ وَ تَزوِيجٍ وَ بِنَاءٍ وَ مَن مَرِضَ فِيهِ يَبرَأُ سَرِيعاً إِن شَاءَ اللّهُ وَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ حَكِيماً حَلِيماً صَادِقاً مُبَارَكاً مُرتَفِعاً أَمرُهُ وَ يَعلُو شَأنُهُ وَ يَكُونُ صَادِقَ اللّسَانِ صَاحِبَ وَفَاءٍ وَ مَن أَبَقَ لَهُ فِيهِ آبِقٌ وَجَدَهُ وَ مَن ضَلّت لَهُ فِيهِ ضَالّةٌ وَجَدَهَا إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالَي
2- المَنَاقِبُ، حكُيَِ أَنّ المَنصُورَ تَقَدّمَ إِلَي مُوسَي بنِ جَعفَرٍ ع بِالجُلُوسِ لِلتّهنِئَةِ فِي يَومِ النّيرُوزِ وَ قَبضِ مَا يُحمَلُ إِلَيهِ فَقَالَ إنِيّ قَد فَتّشتُ الأَخبَارَ عَن جدَيّ رَسُولِ اللّهِص فَلَم أَجِد لِهَذَا العِيدِ خَبَراً وَ إِنّهُ سُنّةُ الفُرسِ وَ مَحَاهَا الإِسلَامُ وَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَحيَا[نحُييَِ] مَا مَحَاهَا الإِسلَامُ فَقَالَ المَنصُورُ إِنّمَا نَفعَلُ هَذَا سِيَاسَةً لِلجُندِ فَسَأَلتُكَ بِاللّهِ العَظِيمِ إِلّا جَلَستَ فَجَلَسَ إِلَي آخِرِ مَا أَورَدتُهُ فِي أَبوَابِ تَارِيخِهِ عَلَيهِ السّلَامُ
بيان هذاالخبر مخالف لأخبار المعلي ويدل علي عدم اعتبار النيروز شرعا
صفحه : 101
وأخبار المعلي أقوي سندا وأشهر بين الأصحاب ويمكن حمل هذا علي التقية لاشتمال خبر المعلي علي مايتقي فيه ولذا يتقي في إظهار التبرك به في تلك الأزمنة في بلاد المخالفين أو علي أن اليوم ألذي كانوا يعظمونه غيرالنيروز المراد في خبر المعلي كماسيأتي ذكر الاختلاف فيه
3- المُتَهَجّدُ،رَوَي المُعَلّي بنُ الخُنَيسِ عَن مَولَانَا الصّادِقِ ع فِي يَومِ النّيرُوزِ قَالَ إِذَا كَانَ يَومُ النّيرُوزِ فَاغتَسِل وَ البَس أَنظَفَ ثِيَابِكَ وَ تَطَيّب بِأَطيَبِ طِيبِكَ وَ تَكُونُ ذَلِكَ اليَومَ صَائِماً الخَبَرَ
4- وَ أَقُولُ وَجَدتُ فِي بَعضِ كُتُبِ المُنَجّمِينَ مَروِيّاً عَن مَولَانَا الصّادِقِ ع فِي أَيّامِ شُهُورِ الفُرسِ الأَوّلُ هُرمُزُ وَ هُوَ اسمُ اللّهِ تَعَالَي وَ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَ حَوّاءُ جَيّدٌ لِلتّجَارَةِ وَ صُحبَةِ المُلُوكِ وَ الصّيدِ وَ البِنَاءِ وَ اللّبسِ وَ لَا يَصلُحُ الحَمّامُ وَ الفَصدُ وَ القَرضُ وَ الحَربُ وَ المُنَاظَرَةُ الثاّنيِ بَهمَنُ يَومٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِأَكثَرِ الأُمُورِ كَالشّرِكَةِ وَ التّجَارَةِ وَ السّفَرِ وَ النّكَاحِ وَ التّحوِيلِ وَ الزّرَاعَةِ وَ قَطعِ الجَدِيدِ وَ لُبسِهِ وَ لَا يَصلُحُ لِلفَصدِ وَ الحِجَامَةِ وَ الحَمّامِ وَ الثّالِثُ أُردِيبِهِشتُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالشّفَاءِ وَ فِيهِ أُخرِجَ آدَمُ وَ حَوّاءُ مِنَ الجَنّةِ فَاتّقِ فِيهِ لَكِنّهُ يَصلُحُ لِلصّيدِ وَ شِرَاءِ الدّوَابّ وَ مَن سَافَرَ فِيهِ ذَهَبَ مَالُهُ وَ قُطِعَ وَ الرّابِعُ شَهرِيوَرُ يَومٌ جَيّدٌ وُلِدَ فِيهِ هَابِيلُ يَصلُحُ لِلعِمَارَةِ وَ البِنَاءِ وَ الصّلحِ وَ النّكَاحِ وَ التّجَارَةِ وَ الصّيدِ وَ لَا يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ النّقلِ وَ التّحوِيلِ وَ الحَلقِ وَ الخَامِسُ إِسفَندَارمَذ يَومُ نَحسٍ فِيهِ قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ اتّقِ فِيهِ إِلّا مِنَ العِمَارَةِ وَ شُربِ الدّوَاءِ وَ حَلقِ الشّعرِ وَ احذَرِ الأَسوَاءَ وَ المُنَاظَرَةَ
صفحه : 102
وَ السّادِسُ خُردَادُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالجِبَالِ مُبَارَكٌ جَيّدٌ لِلصّلحِ وَ لُبسِ الجَدِيدِ وَ التّعلِيمِ وَ المُنَاظَرَةِ وَ التّزوِيجِ وَ السّفَرِ وَ احذَر فِيهِ الفَصدَ وَ التّعلِيمَ وَ الحَربَ وَ السّابِعُ مُردَادُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالحَيَوَانَاتِ يَومٌ جَيّدٌ يَصلُحُ لِكِتَابَةِ الكُتُبِ وَ إِرسَالِ الرّسُلِ وَ العِمَارَةِ وَ النّكَاحِ وَ المُعَالَجَةِ وَ لَا يَصلُحُ لِلفَصدِ وَ الحِجَامَةِ وَ الزّرَاعَةِ وَ الطّلَاقِ وَ الثّامِنُ دِيبَاذَرُ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي يَومٌ مُبَارَكٌ يَصلُحُ لِلبَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ الضّيَافَةِ وَ الفَصدِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ لَا يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ الصّيدِ وَ المُنَاظَرَةِ وَ الحَمّامِ وَ التّاسِعُ آذَرُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالنّارِ أَوّلُهُ جَيّدٌ وَ آخِرُهُ ردَيِءٌ يَصلُحُ لِلِقَاءِ المُلُوكِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ السّفَرِ وَ الصّيدِ وَ شُربِ الدّوَاءِ وَ لَا يُشتَرَي المِلكُ فَإِنّهُ يَخرَبُ سَرِيعاً وَ العَاشِرُ آبَانُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالبِحَارِ فِيهِ وُلِدَ نُوحٌ ع يَصلُحُ فِيهِ لِقَاءُ العُلَمَاءِ وَ التّجّارِ وَ الأَكَابِرِ وَ كِتَابَةُ الكُتُبِ وَ إِرسَالُ الرّسُلِ وَ ليَحذَر فِيهِ مِنَ السّفَرِ وَ الصّيدِ وَ المُعَالَجَةِ وَ الصّعُودِ عَلَي مُرتَفَعٍ فَإِنّهُ يُخَافُ عَلَيهِ السّقُوطُ وَ الحاَديَِ عَشَرَ خُورُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالشّمسِ وُلِدَ فِيهِ مُوسَي ع جَيّدٌ لِلِقَاءِ المُلُوكِ وَ الزّرعِ وَ المُنَاظَرَةِ وَ الصّيدِ وَ البِنَاءِ وَ السّفَرِ وَ شِرَاءِ الدّوَابّ ردَيِءٌ لِلفَصدِ وَ الحَمّامِ وَ النّكَاحِ وَ لُبسِ الجَدِيدِ وَ شِرَاءِ المَمَالِيكِ وَ الثاّنيِ عَشَرَ مَاهُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالأَرزَاقِ يُقَالُ لِهَذَا اليَومِ مَخزَنُ الأَسرَارِ صَالِحٌ لِشُربِ الدّوَاءِ وَ الصّيدِ وَ الحَمّامِ وَ الزّرعِ وَ التّحوِيلِ وَ ليَحذَر فِيهِ مِنَ الهَرَبِ فَإِنّهُ يُظفَرُ بِهِ وَ الثّالِثَ عَشَرَ تِيرُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالكَوَاكِبِ يَومُ نَحسٍ يَصلُحُ لِمُجَالَسَةِ أَهلِ الصّلَاحِ وَ الِاشتِغَالِ بِالدّعَاءِ وَ ليَحذَر فِيهِ جَمِيعَ الأَعمَالِ لَا سِيّمَا لِقَاءَ الأَكَابِرِ الرّابِعَ عَشَرَ جُوشُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالبَهَائِمِ وُلِدَ فِيهِ اِبرَاهِيمُ ع جَيّدٌ لِلِقَاءِ الأَشرَافِ وَ التّجَارَةِ وَ الشّرِكَةِ وَ المُنَاظَرَةِ وَ الفَصدِ وَ ليُحذَر فِيهِ الأَعمَالُ السّيّئَةُ
صفحه : 103
الخَامِسَ عَشَرَ دَيبَمِهرَ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالعَرشِ فِيهِ نَجَا اِبرَاهِيمُ عَلَيهِ السّلَامُ مِنَ النّارِ يَصلُحُ لِلتّجَارَةِ وَ النّكَاحِ وَ السّفَرِ وَ الصّيدِ وَ لُبسِ الجَدِيدِ وَ قَطعِهِ وَ احذَر فِيهِ الفَصدَ وَ السّادِسَ عَشَرَ مِهرُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالجَحِيمِ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ صَالِحٌ لِدُخُولِ الحَمّامِ وَ الحَلقِ وَ لَا يَصلُحُ لِسَائِرِ الأَعمَالِ خُصُوصاً السّفَرَ فَإِنّهُ يُخَافُ عَلَيهِ الهَلَاكُ وَ السّابِعَ عَشَرَ سُرُوشُ وَ هُوَ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي وَ قِيلَ اسمُ جَبرَئِيلَ يَومٌ مُتَوَسّطٌ يَصلُحُ لِطَلَبِ الحَاجَاتِ وَ فِعلِ الخَيرَاتِ وَ ليَحذَر سَائِرَ الأَعمَالِ الثّامِنَ عَشَرَ رَشَنُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالنّارِ يَومٌ جَيّدٌ يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ التّجَارَةِ وَ الشّرِكَةِ وَ الزّرَاعَةِ وَ قَطعِ الثّيَابِ وَ الفَصدِ وَ ليَحذَر فِيهِ الفِسقَ وَ الفُجُورَ وَ الأَعمَالَ السّيّئَةَ وَ التّاسِعَ عَشَرَ فَروَردِينُ هُوَ اسمُ مَلَكِ المَوتِ وُلِدَ فِيهِ إِسحَاقُ يَصلُحُ لِلصّيدِ وَ الحَمّامِ وَ الكُتُبِ وَ الرّسُلِ وَ التّحوِيلِ وَ لِقَاءِ الأَشرَافِ وَ ليَحذَر فِيهِ مِن إِخرَاجِ الدّمِ وَ حَلقِ الشّعرِ وَ العِشرُونَ بَهرَامُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالحُرُوبِ مُتَوَسّطٌ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ النّكَاحِ وَ الفَصدِ وَ حَلقِ الشّعرِ وَ المُعَالَجَةِ وَ ليَحذَرِ الخُصُومَةَ وَ الصّيدَ وَ التقّاَضيَِ لِلعُرَفَاءِ وَ الحاَديِ وَ العِشرُونَ رَامُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالرّوحِ نَحسٌ فَليَذكُرِ اللّهَ وَ ليَصُم وَ ليَتَصَدّق وَ ليَتُب وَ ليَستَغفِرِ اللّهِ وَ يَستَعصِم مِنَ المَكَارِهِ وَ ليَحذَرِ الأَعمَالَ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالسّحَابِ يَومٌ مُبَارَكٌ جَيّدٌ لِلنّكَاحِ وَ السّفَرِ وَ المُنَاظَرَةِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ العِمَارَةِ ردَيِءٌ لِلصّيدِ وَ المُعَالَجَةِ وَ دُخُولِ الحَمّامِ وَ الثاّنيِ وَ العِشرُونَ بَادُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالسّحُبِ يَومٌ مُبَارَكٌ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ النّكَاحِ وَ المُنَاظَرَةِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ العِمَارَةِ وَ الصّيدِ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي يَومٌ جَيّدٌ جِدّاً صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ الصّيدِ وَ النّكَاحِ وَ الحَمّامِ
صفحه : 104
وَ الحَلقِ وَ ليَحذَر فِيهِ مِنَ الفِسقِ وَ الفُجُورِ وَ الثّالِثُ وَ العِشرُونَ دَيبَدِينُ اسمٌ مِن أَسمَاءِ اللّهِ تَعَالَي يَومٌ جَيّدٌ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ النّكَاحِ وَ الفَصدِ وَ الحَمّامِ وَ أَخذِ الشّعرِ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ فِيهِ وُلِدَ فِرعَونُ صَالِحٌ لِلفَصدِ حَسبُ وَ ليَحذَر فِيهِ مِنَ الطّعَامِ الردّيِءِ وَ مِنَ الأَعمَالِ خُصُوصاً السّفَرَ وَ الرّابِعُ وَ العِشرُونَ دِينُ يَومُ نَحسٍ فِيهِ وُلِدَ فِرعَونُ لَا يَصلُحُ إِلّا لِلفَصدِ وَ لِيَحذَرِ الأَطعِمَةَ وَ جَمِيعَ الأَعمَالِ سِيّمَا السّفَرَ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ نَحسٌ لَا يَصلُحُ إِلّا لِلفَصدِ وَ الخَامِسُ وَ العِشرُون أَردُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالشّيَاطِينِ وَ فِيهِ هَلَكَ أَهلُ مِصرَ يَومُ نَحسٍ وَ ليَخلُ فِيهِ بِنَفسِهِ وَ ليَحذَر مِن جَمِيعِ الأَعمَالِ لَا سِيّمَا السّفَرَ وَ التّجَارَةَ وَ النّكَاحَ وَ الحَمّامَ وَ الصّيدَ وَ السّادِسُ وَ العِشرُونَ أَشتَادُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالإِنسِ فِيهِ عَبَرَ مُوسَي وَ قَومُهُ البَحرَ صَالِحٌ لِطَلَبِ الحَاجَةِ وَ غَرسِ الأَشجَارِ وَ شِرَاءِ الأَملَاكِ وَ ليَحذَرِ التّحوِيلَ وَ السّفَرَ وَ العِمَارَةَ وَ الفَصدَ وَ التّزوِيجَ وَ السّابِعُ وَ العِشرُونَ آسِمَانُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالسّمَاوَاتِ يَومٌ مُبَارَكٌ جِدّاً صَالِحٌ لِلسّفَرِ خُصُوصاً فِي الضّحَي وَ لِدُخُولِ الحَمّامِ وَ المُنَاظَرَةِ وَ لِيَتّقِ الفَصدَ وَ الصّيدَ وَ النّكَاحَ وَ شِرَاءَ الدّوَابّ وَ الثّامِنُ وَ العِشرُونَ رَاميَادُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالأَرَضِينَ يَومٌ مُبَارَكٌ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ المُنَاظَرَةِ وَ شُربِ الدّوَاءِ وَ يَحذَرُ الفَصدَ وَ الحَمّامَ وَ التّاسِعُ وَ العِشرُونَ مَارَ إِسفِندَارُ اسمُ مِيكَائِيلَ ع يَومٌ جَيّدٌ جِدّاً صَالِحٌ لِلِقَاءِ الأَشرَافِ وَ تَعمِيرِ البِلَادِ وَ النّكَاحِ وَ لَا يَصلُحُ لِلسّفَرِ وَ طَلَبِ العِلمِ وَ لُبسِ الجَدِيدِ وَ قَطعِهِ وَ شِرَاءِ الدّوَابّ وَ الثّلَاثُونَ أَنِيرَانُ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالأَيّامِ فِيهِ وُلِدَ إِسمَاعِيلُ ع صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ الشّرِكَةِ وَ الزّرعِ وَ الفَصدِ وَ الحَمّامِ وَ ليَجتَنِب فِيهِ الأَعمَالَ السّيّئَةَ وَ ليَعمَلِ الخَيرَاتِ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ اسمُ مَلَكٍ مُوَكّلٍ بِالحُرُوبِ مُتَوَسّطٌ صَالِحٌ
صفحه : 105
لِلسّفَرِ وَ النّكَاحِ وَ الفَصدِ وَ الحَلقِ وَ المُعَالَجَةِ وَ ليَحذَر فِيهِ الأَعمَالَ السّيّئَةَ وَ ليَشتَغِل بِالخَيرَاتِ
5-رِوَايَةٌ أُخرَي رَوَي أَبُو نَصرٍ يَحيَي بنُ جَرِيرٍ التكّريِتيِّ فِي كِتَابِ المُختَارِ فِي الِاختِيَارَاتِ عَن أَبِي الحَسَنِ القاَرِئِ عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحمَدَ بنِ رُوحٍ عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ جَعفَرٍ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَأَوّلُ يَومٍ مِنَ الشّهرِ خَلَقَ اللّهُ تَعَالَي آدَمَ فِيهِ وَ هُوَ يَومُ سَعدٍ يَصلُحُ لِمُنَاظَرَةِ الأُمَرَاءِ اليَومُ الثاّنيِ يَصلُحُ لِلتّزوِيجِ وَ السّفَرِ وَ البَيعِ وَ الشّرَاءِ وَ كُلّ ابتِدَاءٍ اليَومُ الثّالِثُ يَومُ نَحسٍ لَا تَلقَ فِيهِ سُلطَاناً وَ لَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً وَ لَا بَيعاً وَ لَا شِرَاءً اليَومُ الرّابِعُ وُلِدَ فِيهِ قَابِيلُ بنُ آدَمَ وَ هُوَ يَومٌ صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ غَيرَ السّفَرِ فَإِنّهُ يُسلَبُ كَمَا سُلِبَ آدَمُ وَ حَوّاءُ لِبَاسَهُمَا اليَومُ الخَامِسُ مَلعُونٌ نَحسٌ قَتَلَ فِيهِ قَابِيلُ هَابِيلَ وَ دَعَا عَلَي أَهلِهِ بِالوَيلِ اليَومُ السّادِسُ صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ السّفَرِ وَ الحِجَامَةِ وَ لِقَاءِ السّلطَانِ فِي كُلّ حَاجَةٍ اليَومُ السّابِعُ صَالِحٌ لِلمُنَاظَرَةِ وَ الخُصُومَةِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ لِقَاءِ القُضَاةِ وَ غَيرِهِم وَ السّفَرِ وَ كُلّ ابتِدَاءٍ اليَومُ الثّامِنُ مِثلُ أَمسِهِ سِوَي السّفَرِ فَإِنّهُ مَكرُوهٌ اليَومُ التّاسِعُ يَومٌ سَعِيدٌ اطلُب فِيهِ الحَوَائِجَ تُقضَي لَكَ اليَومُ العَاشِرُ يَومُ سَعدٍ مِثلَ أَمسِهِ اليَومُ الحاَديِ عَشَرَ مَن سَافَرَ فِيهِ غَنِمَ وَ إِن هَرَبَ مِنَ السّلطَانِ ظُفِرَ بِهِ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ رُزِقَ رِزقاً حَسَناً
صفحه : 106
اليَومُ الثاّنيِ عَشَرَ صَالِحٌ لِطَلَبِ الحَوَائِجِ وَ السّفَرِ وَ كُلّ مَا يُرَادُ اليَومُ الثّالِثَ عَشَرَ نَحسٌ ردَيِءٌ فَتَوَقّ فِيهِ لِقَاءَ السّلطَانِ وَ غَيرَهُ وَ احذَر فِيهِ الرمّيَ فَإِنّهُ مَشُومٌ اليَومُ الرّابِعَ عَشَرَ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ مَن يُولَد فِيهِ يَكُونُ[يَكُن]غَنِيّاً وَ يَكثُرُ مَالُهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ اليَومُ الخَامِسَ عَشَرَ نَحسٌ مَن سَافَرَ فِيهِ هَلَكَ وَ يَنَالُهُ المَكرُوهُ وَ مَن وُلِدَ فِيهِ يَكُونُ مَجنُوناً لَا مَحَالَةَ اليَومُ السّادِسَ عَشَرَ صَالِحٌ لِكُلّ أَمرٍ فَاطلُب فِيهِ مَا تُرِيدُ اليَومُ السّابِعَ عَشَرَ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ فَاطلُب فِيهِ مَا تُرِيدُ اليَومُ الثّامِنَ عَشَرَ صَالِحٌ لِكُلّ حَاجَةٍ وَ لِلسّفَرِ مَن سَافَرَ فِيهِ قُضِيَت حَوَائِجُهُ اليَومُ التّاسِعَ عَشَرَ مِثلُ أَمسِهِ فِي جَمِيعِ أَحوَالِهِ اليَومُ العِشرُونَ مِثلُهُ اليَومُ الحاَديِ وَ العِشرُونَ يَومُ نَحسٍ وَ فِيهِ إِرَاقَةُ الدّمَاءِ فَلَا تَلقَ فِيهِ سُلطَاناً وَ لَا تَخرُج مِن بَيتِكَ وَ لَا تَطلُب فِيهِ حَاجَةً اليَومُ الثاّنيِ وَ العِشرُونَ مِثلُ أَمسِهِ اليَومُ الثّالِثُ وَ العِشرُونَ مِثلُ أَمسِهِ اليَومُ الرّابِعُ وَ العِشرُونَ يَومُ نَحسٍ مُستَمِرّ مَشُومٌ مَن وُلِدَ فِيهِ قُتِلَ اليَومُ الخَامِسُ وَ العِشرُونَ يَومُ نَحسٍ لَا ينَبغَيِ أَن يُبدَأَ فِيهِ بشِيَءٍ اليَومُ السّادِسُ وَ العِشرُونَ صَالِحٌ فَرَقَ اللّهُ فِيهِ البَحرَ لِمُوسَي فَاحذَر فِيهِ التّزوِيجَ فَإِنّهُ يُوجِبُ الفُرقَةَ كَمَا انفَرَقَ البَحرُ اليَومُ السّابِعُ وَ العِشرُونَ صَالِحٌ لِلتّزوِيجِ وَ قَضَاءِ الحَوَائِجِ وَ هُوَ يَومُ سَعدٍ فَاطلُب فِيهِ مَا شِئتَ اليَومُ الثّامِنُ وَ العِشرُونَ وُلِدَ فِيهِ يَعقُوبُ ع يَومُ سَعدٍ مَن وُلِدَ فِيهِ كَانَ مَحبُوباً إِلَي النّاسِ
صفحه : 107
اليَومُ التّاسِعُ وَ العِشرُونَ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ كُلّ حَاجَةٍ وَ هُوَ يَومُ سَعدٍ اليَومُ الثّلَاثُونَ صَالِحٌ لِلسّفَرِ وَ طَلَبِ الحَوَائِجِ وَ إِخرَاجِ الدّمِ وَ هُوَ يَومُ سَعدٍ
6-أَقُولُ وَ روُيَِ أَيضاً فِي بَعضِ الكُتُبِ عَنِ الصّادِقِ ع اختِيَارَاتُ أَيّامِ شُهُورِ الفُرسِ عَلَي وَجهٍ آخَرَ هَكَذَا اليَومُ الأَوّلُ أُرمُزدُ مُختَارٌ فِي كُلّ الشّهُورِ الاِثنيَ عَشَرَ لِأَنّهُ اسمُ اللّهِ تَعَالَي الثاّنيِ بَهمَنُ وَسَطٌ فِي الشّهُورِ العَشَرَةِ الأَوَائِلِ نَحسٌ فِي بَهمَن مَاه وَسَطٌ فِي إِسفَندَارمَذ مَاه الثّالِثُ أُردِيبِهِشتُ وَسَطٌ فِي فَروَردِينَ سَعدٌ فِي أُردِيبِهِشتَ وَ خُردَادَ وَ تِيرٍ وَسَطٌ فِي مُردَادَ نَحسٌ فِي شَهرِيوَرَ وَسَطٌ فِي مِهرٍ وَ ديِ وَ بَهمَنَ سَعدٌ فِي آذَرَ وَ إِسفَندَارمَذ الرّابِعُ شَهرِيوَرُ وَسَطٌ فِي فَروَردِينَ وَ تِيرٍ وَ مِهرٍ إِلَي آخِرِ الشّهُورِ سَعدٌ فِي خُردَادَ وَ مُردَادَ وَ شَهرِيوَرَ الخَامِسُ إِسفَندَارمَذ وَسَطٌ فِي فَروَردِينَ وَ مُردَادَ وَ مِهرٍ وَ ديِ وَ بَهمَنَ سَعدٌ فِي أُردِيبِهِشتَ وَ خُردَادَ وَ تِيرٍ وَ شَهرِيوَرَ وَ آبَانَ وَ آذَرَ نَحسٌ فِي إِسفَندَارمَذ السّادِسُ خُردَادُ وَسَطٌ فِي فَروَردِينَ وَ أُردِيبِهِشتَ وَ مِهرٍ وَ آذَرَ وَ بَهمَنَ سَعدٌ فِي خُردَادَ وَ تِيرٍ وَ مُردَادَ وَ شَهرِيوَرَ وَ آبَانَ وَ ديِ وَ إِسفَندَارمَذ السّابِعُ مُردَادُ وَسَطٌ فِي فَروَردِينَ وَ أُردِيبِهِشتَ وَ خُردَادَ وَ تِيرٍ وَ مِهرٍ وَ آذَرَ وَ بَهمَنَ سَعدٌ فِي مُردَادَ وَ شَهرِيوَرَ وَ آبَانَ وَ ديِ وَ إِسفَندَارمَذ الثّامِنُ دِيبَاذَرُ وَسَطٌ فِي كُلّ الشّهُورِ التّاسِعُ آذَرُ نَحسٌ فِي فَروَردِينَ وَ إِسفَندَارَ وَسَطٌ فِي أُردِيبِهِشتَ وَ مِهرٍ وَ آبَانَ وَ آذَرَ سَعدٌ فِي خُردَادَ وَ تِيرٍ وَ مُردَادَ وَ شَهرِيوَرَ وَ ديِ وَ بَهمَنَ
صفحه : 108
العَاشِرُ آبَانُ نَحسٌ فِي آبَانَ وَسَطٌ فِي سَائِرِ الشّهُورِ الحاَديَِ عَشَرَ خُورُ نَحسٌ فِي خُردَادَ وَسَطٌ فِي باَقيِ الشّهُورِ الثاّنيَِ عَشَرَ مَاه مُختَارٌ فِي كُلّ الشّهُورِ لِأَنّهُ بِاسمِ القَمَرِ الثّالِثَ عَشَرَ تِيرٌ سَعدٌ فِي فَروَردِينَ وَ أُردِيبِهِشتَ نَحسٌ فِي تِيرٍ وَسَطٌ فِي سَائِرِ الشّهُورِ الرّابِعَ عَشَرَ جُوشُ سَعدٌ فِي أُردِيبِهِشتَ وَ تِيرٍ وَ مُردَادَ وَسَطٌ فِي باَقيِ الشّهُورِ الخَامِسَ عَشَرَ ديِ مِهرَ نَحسٌ فِي أُردِيبِهِشتَ سَعدٌ فِي آبَانَ وَسَطٌ فِي باَقيِ الشّهُورِ السّادِسَ عَشَرَ مِهرٌ سَعدٌ فِي أُردِيبِهِشتَ وَ خُردَادَ وَ مِهرٍ وَ إِسفَندَارمَذ وَسَطٌ فِي باَقيِ الشّهُورِ السّابِعَ عَشَرَ سُرُوشُ سَعدٌ فِي آبَانَ وَ آذَرَ وَ بَهمَنَ وَسَطٌ فِي باَقيِ الشّهُورِ الثّامِنَ عَشَرَ رَشَنُ سَعدٌ فِي شَهرِيوَرَ وَ مِهرٍ وَسَطٌ فِي باَقيِ الشّهُورِ التّاسِعَ عَشَرَ فَروَردِينُ سَعدٌ فِي فَروَردِينَ وَ تِيرٍ وَ آذَرَ وَسَطٌ فِي باَقيِ الشّهُورِ العِشرُونَ بَهرَامُ نَحسٌ فِي مُردَادَ وَ آذَرَ وَ ديِ وَ سَعدٌ فِي إِسفَندَارمَذ وَسَطٌ فِي تَتِمّةِ الشّهُورِ الحاَديِ وَ العِشرُونَ رَامُ وَسَطٌ فِي خُردَادَ وَ تِيرٍ وَ آذَرَ وَ ديِ سَعدٌ فِي تَتِمّةِ الشّهُورِ الثاّنيِ وَ العِشرُونَ بَادُ نَحسٌ فِي فَروَردِينَ وَ بَهمَنَ سَعدٌ فِي مُردَادَ وَ شَهرِيوَرَ وَ ديِ وَسَطٌ فِي باَقيِ الشّهُورِ الثّالِثُ وَ العِشرُونَ دَيبَدِينُ سَعدٌ فِي آبَانَ وَسَطٌ فِي باَقيِ الشّهُورِ الرّابِعُ وَ العِشرُونَ دِينٌ سَعدٌ فِي فَروَردِينَ وَ ديِ وَ بَهمَنَ وَ إِسفَندَارمَذ
صفحه : 109
وَسَطٌ فِي تَتِمّةِ الشّهُورِ الخَامِسُ وَ العِشرُونَ أُردُ سَعدٌ فِي فَروَردِينَ وَ أُردِيبِهِشتَ وَ مِهرٍ وَ بَهمَنَ وَ إِسفَندَارمَذ وَسَطٌ فِي تَتِمّةِ الشّهُورِ السّادِسُ وَ العِشرُونَ أَشتَادُ سَعدٌ فِي تِيرٍ وَ شَهرِيوَرَ وَ ديِ وَسَطٌ فِي تَتِمّةِ الشّهُورِ السّابِعُ وَ العِشرُونَ آسِمَانُ وَسَطٌ فِي فَروَردِينَ وَ مُردَادَ وَ مِهرٍ وَ آبَانَ وَ آذَرَ وَ بَهمَنَ وَ إِسفَندَارمَذ سَعدٌ فِي تَتِمّةِ الشّهُورِ الثّامِنُ وَ العِشرُونَ رَاميَادُ سَعدٌ فِي ديِ وَسَطٌ فِي باَقيِ الشّهُورِ التّاسِعُ وَ العِشرُونَ مَارَاسفَندَ وَسَطٌ فِي كُلّ الشهُورِ الثّلَاثُونَ أَنِيرَانُ نَحسٌ فِي خُردَادَ وَسَطٌ فِي تَتِمّةِ الشّهُورِ
أقول هذه الروايات الأخيرة أخرجناه من كتب الأحكاميين والمنجمين لروايتهم عن أئمتنا ع و لاأعتمد عليها وكانت في النسخ اختلافات كثيرة أشرنا إلي بعضها
7-العِلَلُ، وَ العُيُونُ، عَن أَحمَدَ بنِ زِيَادٍ الهمَدَاَنيِّ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي الصّلتِ الهرَوَيِّ عَن عَلِيّ بنِ مُوسَي الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَأَتَي عَلِيّ بنَ أَبِي طَالِبٍ ع قَبلَ مَقتَلِهِ بِثَلَاثَةِ أَيّامٍ رَجُلٌ مِن أَشرَافِ تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ عَمرٌو فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن أَصحَابِ الرّسّ فِي أَيّ عَصرٍ كَانُوا وَ أَينَ كَانَت مَنَازِلُهُم وَ مَن كَانَ مَلِكُهُم وَ هَل بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِم رَسُولًا أَم لَا وَ بِمَا ذَا أُهلِكُوا فإَنِيّ أَجِدُ فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ذِكرَهُم وَ لَا أَجِدُ خَبَرَهُم فَقَالَ لَهُ عَلِيّ ع لَقَد سَأَلتَ عَن حَدِيثٍ مَا سأَلَنَيِ عَنهُ أَحَدٌ قَبلَكَ وَ لَا يُحَدّثُكَ بِهِ أَحَدٌ بعَديِ إِلّا عنَيّ وَ مَا فِي كِتَابِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ آيَةٌ إِلّا وَ أَنَا أَعرِفُ تَفسِيرَهَا وَ فِي أَيّ مَكَانٍ نَزَلَت مِن سَهلٍ أَو جَبَلٍ وَ فِي أَيّ وَقتٍ مِن لَيلٍ أَو نَهَارٍ وَ إِنّ هَاهُنَا لَعِلماً جَمّاً وَ أَشَارَ إِلَي صَدرِهِ وَ لَكِنّ طُلّابَهُ يَسِيرٌ وَ عَن قَلِيلٍ يَندَمُونَ لَو قَد فقَدَوُنيِ
صفحه : 110
كَانَ مِن قِصّتِهِم يَا أَخَا تَمِيمٍ أَنّهُم كَانُوا قَوماً يَعبُدُونَ شَجَرَةَ صَنَوبَرٍ يُقَالُ لَهَا شَاه دِرَخت كَانَ يَافِثُ بنُ نُوحٍ غَرَسَهَا عَلَي شَفِيرِ عَينٍ يُقَالُ لَهَا وَشنَابُ كَانَت أُنبِطَت[أُنِيطَت]لِنُوحٍ ع بَعدَ الطّوفَانِ وَ إِنّمَا سُمّوا أَصحَابَ الرّسّ لِأَنّهُم رَسّوا نَبِيّهُم فِي الأَرضِ وَ ذَلِكَ بَعدَ سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ ع وَ كَانَت لَهُمُ اثنَتَا عَشرَةَ قَريَةً عَلَي شَاطِئِ نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الرّسّ مِن بِلَادِ المَشرِقِ وَ بِهِم سمُيَّ ذَلِكَ النّهَرُ وَ لَم يَكُن يَومَئِذٍ فِي الأَرضِ نَهَرٌ أَغزَرُ مِنهُ وَ لَا أَعذَبُ مِنهُ وَ لَا قُرًي أَكثَرُ وَ لَا أَعمَرُ مِنهَا تسُمَيّ إِحدَاهُنّ آبَانَ وَ الثّانِيَةُ آذَرَ وَ الثّالِثَةُ ديِ وَ الرّابِعَةُ بَهمَنَ وَ الخَامِسَةُ إِسفَندَارَ وَ السّادِسَةُ فَروَردِينَ وَ السّابِعَةُ أُردِيبِهِشتَ وَ الثّامِنَةُ أَردَادَ وَ التّاسِعَةُ مُردَادَ وَ العَاشِرَةُ تِيرَ وَ الحَادِيَةَ عَشَرَ مِهرَ وَ الثّانِيَةَ عَشَرَ شَهرِيوَرَ وَ كَانَت أَعظَمَ مَدَائِنِهِم إِسفَندَارُ وَ هيَِ التّيِ يَنزِلُهَا مَلِكُهُم وَ كَانَ يُسَمّي تُركُوزَ بنَ غَابُورَ بنِ يَارِشَ بنِ سَازَنَ بنِ نُمرُودَ بنِ كَنعَانَ فِرعَونَ اِبرَاهِيمَ ع وَ بِهَا العَينُ وَ الصّنَوبَرَةُ وَ قَد غَرَسُوا فِي كُلّ قَريَةٍ مِنهَا حَبّةً مِن طَلعِ تِلكَ الصّنَوبَرَةِ وَ أَجرَوا إِلَيهَا نَهَراً مِنَ العَينِ التّيِ عِندَ الصّنَوبَرَةِ فَنَبَتَتِ الحَبّةُ وَ صَارَت شَجَرَةً عَظِيمَةً وَ حَرّمُوا مَاءَ العَينِ وَ الأَنهَارِ فَلَا يَشرَبُونَ مِنهَا وَ لَا أَنعَامُهُم وَ مَن فَعَلَ ذَلِكَ قَتَلُوهُ وَ يَقُولُونَ هُوَ حَيَاةُ آلِهَتِنَا فَلَا ينَبغَيِ لِأَحَدٍ أَن يَنقُصَ مِن حَيَاتِهَا وَ يَشرَبُونَ هُم وَ أَنعَامُهُم مِن نَهَرِ الرّسّ ألّذِي عَلَيهِ قُرَاهُم وَ قَد جَعَلُوا فِي كُلّ شَهرٍ مِنَ السّنَةِ فِي كُلّ قَريَةٍ عِيداً يَجتَمِعُ إِلَيهِ أَهلُهَا فَيَضرِبُونَ عَلَي الشّجَرَةِ التّيِ بِهَا كِلّهٌ مِن حَرِيرٍ فِيهَا مِن أَنوَاعِ الصّوَرِ ثُمّ يَأتُونَ بِشَاهٍ وَ بَقَرٍ فَيَذبَحُونَهَا قُربَاناً لِلشّجَرَةِ وَ يُشعِلُونَ فِيهَا النّيرَانَ بِالحَطَبِ فَإِذَا سَطَعَ دُخَانُ تِلكَ الذّبَائِحِ وَ قُتَارُهَا فِي الهَوَاءِ وَ حَالَ بَينَهُم وَ بَينَ النّظَرِ إِلَي السّمَاءِ خَرّوا لِلشّجَرَةِ سُجّداً وَ يَبكُونَ وَ يَتَضَرّعُونَ إِلَيهَا أَن تَرضَي عَنهُم فَكَانَ الشّيطَانُ يجَيِءُ فَيُحَرّكُ أَغصَانَهَا وَ يَصِيحُ مِن سَاقِهَا صِيَاحَ الصبّيِّ أَن قَد رَضِيتُ عَنكُم عبِاَديِ فَطِيبُوا نَفساً وَ قَرّوا عَيناً فَيَرفَعُونَ رُءُوسَهُم عِندَ ذَلِكَ وَ يَشرَبُونَ الخَمرَ
صفحه : 111
وَ يَضرِبُونَ بِالمَعَازِفِ وَ يَأخُذُونَ الدّستبَندَ فَيَكُونُونَ عَلَي ذَلِكَ يَومَهُم وَ لَيلَتَهُم ثُمّ يَنصَرِفُونَ وَ إِنّمَا سَمّتِ العَجَمُ شُهُورَهَا بِآبَان مَاه وَ آذَر مَاه وَ غَيرِهِمَا اشتِقَاقاً مِن أَسمَاءِ تِلكَ القُرَي لِقَولِ أَهلِهَا بَعضٍ لِبَعضٍ هَذَا عِيدُ شَهرِ كَذَا وَ عِيدُ شَهرِ كَذَا حَتّي إِذَا كَانَ عِيدُ قَريَتِهِمُ العُظمَي اجتَمَعَ إِلَيهِم صَغِيرُهُم وَ كَبِيرُهُم فَضَرَبُوا عِندَ الصّنَوبَرَةِ وَ العَينِ سُرَادِقاً مِن دِيبَاجٍ عَلَيهِ مِن أَنوَاعِ الصّوَرِ لَهُ اثنَا عَشَرَ بَاباً كُلّ بَابٍ لِأَهلِ قَريَةٍ مِنهُم وَ يَسجُدُونَ لِلصّنَوبَرَةِ خَارِجاً مِنَ السّرَادِقِ وَ يُقَرّبُونَ لَهَا الذّبَائِحَ أَضعَافَ مَا قَرّبُوا لِلشّجَرَةِ فِي قُرَاهُم فيَجَيِءُ إِبلِيسُ عِندَ ذَلِكَ فَيُحَرّكُ الصّنَوبَرَةَ تَحرِيكاً شَدِيداً فَيَتَكَلّمُ مِن جَوفِهَا كَلَاماً جَهوَرِيّاً وَ يَعِدُهُم وَ يُمَنّيهِم بِأَكثَرَ مِمّا وَعَدَتهُم وَ مَنّتهُمُ الشّيَاطِينُ كُلّهَا فَيَرفَعُونَ رُءُوسَهُم مِنَ السّجُودِ وَ بِهِم مِنَ الفَرَحِ وَ النّشَاطِ مَا لَا يُفِيقُونَ وَ لَا يَتَكَلّمُونَ مِنَ الشّربِ وَ العَزفِ فَيَكُونُونَ عَلَي ذَلِكَ اثنيَ عَشَرَ يَوماً وَ لَيَالِيَهَا بِعَدَدِ أَعيَادِهِم سَائِرَ السّنَةِ ثُمّ يَنصَرِفُونَ فَلَمّا طَالَ كُفرُهُم بِاللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ عِبَادَتُهُم غَيرَهُ بَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِم نَبِيّاً مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ مِن وُلدِ يَهُودَا بنِ يَعقُوبَ فَلَبِثَ فِيهِم زَمَاناً طَوِيلًا يَدعُوهُم إِلَي عِبَادَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ مَعرِفَةِ رُبُوبِيّتِهِ فَلَا يَتّبِعُونَهُ فَلَمّا رَأَي شِدّةَ تَمَادِيهِم فِي الغيَّ وَ الضّلَالِ وَ تَركَهُم قَبُولَ مَا دَعَاهُم إِلَيهِ مِنَ الرّشدِ وَ النّجَاحِ وَ حَضَرَ عِيدُ قَريَتِهِمُ العُظمَي قَالَ يَا رَبّ إِنّ عِبَادَكَ أَبَوا إِلّا تكَذيِبيِ وَ الكُفرَ بِكَ وَ غَدَوا يَعبُدُونَ شَجَرَةً لَا تَنفَعُ وَ لَا تَضُرّ فَأَيبِس شَجَرَهُم أَجمَعَ وَ أَرِهِم قُدرَتَكَ وَ سُلطَانَكَ فَأَصبَحَ القَومُ وَ قَد يَبِسَ شَجَرُهُم كُلّهَا فَهَالَهُم ذَلِكَ وَ قُطِعَ بِهِم وَ صَارُوا فِرقَتَينِ فِرقَةٌ قَالَت سَحَرَ آلِهَتَكُم هَذَا الرّجُلُ ألّذِي زَعَمَ أَنّهُ رَسُولُ رَبّ السّمَاءِ وَ الأَرضِ
صفحه : 112
لِيَصرِفَ وُجُوهَكُم عَن آلِهَتِكُم إِلَي إِلَهِهِ وَ فِرقَةٌ قَالَت لَا بَل غَضِبَت آلِهَتُكُم حِينَ رَأَت هَذَا الرّجُلَ يَعِيبُهَا وَ يَقَعُ فِيهَا وَ يَدعُوكُم إِلَي عِبَادَةِ غَيرِهَا فَحَجَبَت حُسنَهَا وَ بَهَاءَهَا لكِيَ تَغضَبُوا لَهَا فَتَنتَصِرُوا مِنهُ فَأَجمَعَ رَأيُهُم عَلَي قَتلِهِ فَاتّخَذُوا أَنَابِيبَ طِوَالًا مِن رَصَاصٍ وَاسِعَةِ الأَفوَاهِ ثُمّ أَرسَلُوهَا فِي قَرَارِ العَينِ إِلَي أَعلَي المَاءِ وَاحِدَةً فَوقَ الأُخرَي مِثلَ البَرَابِخِ وَ نَزَحُوا مَا فِيهَا مِنَ المَاءِ ثُمّ حَفَرُوا فِي قَرَارِهَا بِئراً ضَيّقَةَ المَدخَلِ عَمِيقَةً وَ أَرسَلُوا فِيهَا نَبِيّهُم وَ أَلقَمُوا فَاهَا صَخرَةً عَظِيمَةً ثُمّ أَخرَجُوا الأَنَابِيبَ مِنَ المَاءِ وَ قَالُوا نَرجُو الآنَ أَن تَرضَي عَنّا آلِهَتُنَا إِذَا رَأَت أَنّا قَد قَتَلنَا مَن كَانَ يَقَعُ فِيهَا وَ يَصُدّ عَن عِبَادَتِهَا وَ دَفَنّاهُ تَحتَ كَبِيرِهَا يَتَشَفّي مِنهُ فَيَعُودُ لَنَا نُورُهَا وَ نَضرَتُهَا كَمَا كَانَ فَبَقُوا عَامّةَ يَومِهِم يَسمَعُونَ أَنِينَ نَبِيّهِم ع وَ هُوَ يَقُولُ سيَدّيِ قَد تَرَي ضِيقَ مكَاَنيِ وَ شِدّةَ كرَبيِ فَارحَم ضَعفَ ركُنيِ وَ قِلّةَ حيِلتَيِ وَ عَجّل بِقَبضِ روُحيِ وَ لَا تُؤَخّر إِجَابَةَ دعَوتَيِ حَتّي مَاتَ ع فَقَالَ اللّهُ جَلّ جَلَالُهُ لِجَبرَئِيلَ ع يَا جَبرَئِيلُ أَ يَظُنّ عبِاَديِ هَؤُلَاءِ الّذِينَ غَرّهُم حلِميِ وَ أَمِنُوا مكَريِ وَ عَبَدُوا غيَريِ وَ قَتَلُوا رسَوُليِ أَن يَقُومُوا لغِضَبَيِ أَو يَخرُجُوا مِن سلُطاَنيِ كَيفَ وَ أَنَا المُنتَقِمُ مِمّن عصَاَنيِ وَ لَم يَخشَ عقِاَبيِ وَ إنِيّ حَلَفتُ بعِزِتّيِ وَ جلَاَليِ لَأَجعَلَنّهُم عِبرَةً وَ نَكَالًا لِلعَالَمِينَ فَلَم يَرُعهُم وَ هُم فِي عِيدِهِم ذَلِكَ إِلّا بِرِيحٍ عَاصِفٍ شَدِيدَةِ الحُمرَةِ فَتَحَيّرُوا فِيهَا وَ ذُعِرُوا مِنهَا وَ تَضَامّ بَعضُهُم إِلَي بَعضٍ ثُمّ صَارَتِ الأَرضُ مِن تَحتِهِم حَجَرَ كِبرِيتٍ يَتَوَقّدُ وَ أَظَلّتهُم سَحَابَةٌ سَودَاءُ فَأَلقَت عَلَيهِم كَالقُبّةِ جَمراً يَلتَهِبُ فَذَابَت أَبدَانُهُم كَمَا يَذُوبُ الرّصَاصُ فِي
صفحه : 113
النّارِ فَتَعَوّذ بِاللّهِ تَعَالَي ذِكرُهُ مِن غَضَبِهِ وَ نُزُولِ نَقِمَتِهِ وَ لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ العلَيِّ العَظِيمِ
بيان قال الجوهري رسست رسا أي حفرت بئرا ورس الميت أي قبر انتهي والكلة بالكسر الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقي فيه من البق والقتار بالضم ريح البخور والقدر والشواء والمعازف الملاهي وكأن المراد بالدستنبد مايسمي بالفارسية بالسنج أيضا أوالمراد التزين بالأسورة ويقال كلام جهوري أي عال و في القاموس قطع بزيد كعني فهو مقطوع به عجز عن سفره بأي سبب كان أوحيل بينه و بين مايؤمله والبربخ بالباءين الموحدتين والخاء المعجمة مايعمل من الخزف للبئر ومجاري الماء
الأولي اعلم أن الأسماء المذكورة في خبر المعلي لأيام الشهر أكثرها موافق لمانقله المنجمون عن الفرس وظاهر في أن المراد بالشهور الواردة فيه هي شهور الفرس القديم لاالشهور العربية و قدتقدم القول فيه وسموا كل يوم من أيام الخمسة المسترقة أيضا باسم الأول أهنود والثاني أشنود والثالث إسفندمذ والرابع دهشت والخامس هشتويش هذا هوالمشهور وذكروا فيهاأسماء أخر وذكروا أن كلا منها اسم ملك موكل بذلك اليوم . ثم إن المحققين اختلفوا في هؤلاء الملائكة فمنهم من حملوها علي ظواهرها وقالوا إن الله وكل بكل شيء من المخلوقات ملكا يحفظه ويربيه ويصرفه إلي ماخلق له كماورد في الأخبار الملك الموكل بالبحار والملك الموكل بالجبال
صفحه : 114
والملائكة الموكلة بالأشجار وسائر النباتات والملائكة الموكلة بالسحب والبروق والصواعق وبكل قطرة من الأمطار والملائكة الموكلة بالأيام والليالي والشهور والساعات و به يوجه ماورد من كلام اليوم والشهر و الأرض والقبر وغيرها بأن المراد به كلام الملائكة الموكلة بها ومنهم من حملوها علي أرباب الأنواع المجردة التي أثبتها أفلاطون و من تابعه من الإشراقيين فإنهم أثبتوا لكل نوع من أنواع الأفلاك والكواكب والبسائط العنصرية والمواليد ربا يدبره ويربيه ويوصله إلي كماله المستعد له والأول هوالموافق لمسلك المليين وأرباب الشرائع والثاني طريقة من لايثبت الصانع و يقول بتأثير الطبائع و إن تابعهم بعض من يظهر القول بالصانع أيضا و ليس هذامقام تحقيق هذاالكلام . قال أبوريحان كل واحد من شهور الفرس ثلاثون يوما ولكل يوم منها اسم مفرد بلغتهم وهي 1-هرمز 2-بهمن 3-أرديبهشت 4-شهريور 5-إسفندارمذ 6-خرداد 7-مرداد 8-دي 9-باذر 10-آذر 11-آبان 12-خرماه 13-تير 14-جوش 15-ديبمهر 16-مهر 17-سروش 18-رشن 19-فروردين 20-بهرام 21-رام 22-باد 23-ديبدين 24-دين 25-أرد 26-أشتاد 27-آسمان 28-رامياد 29-مارسفند 30-أنيران لااختلاف بينهم في أسماء هذه الأيام وهي لكل شهر كذلك و علي ترتيب واحد إلا في هرمز فإن بعضهم يسميه فرخ و في أنيران فإن بعضهم يسميه به روز و يكون مبلغ جميعها ثلاثمائة وستين يوما و قدتقدم أن السنة الحقيقية هي ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم فأخذوا الخمسة الأيام الزائدة عليها وسموها بأسماء غيرالموضوعة لأيام كل شهر وهي أهشدگاه اشتدكاه إسفندكاه إسفندمذگاه بهشيشگاه .أقول ثم ذكر مامر مع وجوه كثيرة أخري فصار مبلغ أيامهم ثلاث مائة وخمسة وستين يوما وأهملوا ربع يوم حتي اجتمع من الأرباع أيام شهر تام و ذلك في مائة وعشرين سنة فألحقوه بشهور السنة حتي صار شهور تلك السنة ثلاثة عشر
صفحه : 115
وسموها كبيسة وسموا أيام الشهر الزائد بأسماء أيام سائر الشهور و علي ذلك كانوا يعملون إلي أن زال ملكهم وباد دينهم وأهملت الأرباع بعدهم و لم يكبس بهاالسنون حتي يعود إلي حالها الأولي و لايتأخر عن الأوقات المحمودة كثير تأخر من أجل أن ذلك أمر كان يتولاه ملوكهم بمحضر الحساب وأصحاب الكتاب وناقلي الأخبار والرواة ومجمع الهرابذة والقضاة واتفاق منهم جميعا علي صحة الحساب بعداستحضار من بالآفاق من المذكورين إلي دار الملك ومشاورتهم حتي يتفقوا واتفاق الأموال الجمة حتي قال المقل في التقدير إنه كان ينفق ألف ألف دينار و كان يتخذ ذلك اليوم أعظم الأعياد قدرا وأشهرها حالا وأمرا ويسمي عيد الكبيسة ويترك الملوك لرعيته خراجها. و ألذي كان يحول بينهم و بين إلحاق ربع يوم في كل أربع سنين يوما واحدا بأحد الشهور أوالخمسة قولهم إن الكبس يقع علي الشهور لا علي الأعوام لكراهتهم الزيادة في عدتها وامتناع ذلك في الزمزمة لماوجب في الدين من ذكر اليوم ألذي يزمزم فيه ليصح إذازيد في عدد الأيام يوم زائد وكانت الأكاسرة رسمت لكل يوم نوعا من الرياحين والزهر يوضع بين يديه ولونا من الشراب علي رسم منتظم لايخالفونه في الترتيب والسبب في وضعهم هذه الأيام الخمسة اللواحق في آخر آبان ماه مابينه و بين آذر ماه أن الفرس زعموا أن مبدأ سنتهم من لدن خلق الإنسان الأول و أن ذلك كان روزهرمز وماه فروردين والشمس في نقطة الاعتدال الربيعي متوسطة السماء و ذلك أول الألف السابع من ألوف سني العالم عندهم وبمثله قال أصحاب الأحكام من المنجمين إن السرطان طالع العالم و ذلك أن الشمس في أول أدوار السند هند هي في أول الحمل علي منتصف نهايتي العمارة و إذاكانت كذلك كان الطالع السرطان و هولابتداء الدور والنشوء عندهم كماقلنا. و قدقيل إنه سمي بذلك لأنه أقرب البروج رأسا من الربع المعمور و فيه شرف المشتري المعتدل المزاج والنشوة لا يكون إلا إذاعملت الحرارة المعتدلة في الرطوبة فهو إذن أولي أن يكون طالع نشوء العالم
صفحه : 116
وقيل إنما سمي بذلك لأن بطلوعه تتم طلوع الطبائع الأربع وبتمامها تم النشوء وأمثال ذلك من التشبيهات . قال ثم لماأتي زرادشت وكبس السنين بالشهور المجتمعة من الأرباع عاد الزمان إلي ما كان عليه وأمرهم أن يفعلوا بهابعده كفعله وائتمروا بأمره و لم يسموا شهر الكبيسة باسم علي حدة و لم يكرروا اسم شهر بل كانوا يحفظونه علي نوب متوالية وخافوا اشتباه الأمر عليهم في موضع النوب فأخذوا ينقلون الخمسة الأيام ويضعونها عندآخر الشهر ألذي انتهت إليه نوبة الكبيسة ولجلالة هذاالأمر وعموم المنفعة فيه للخاص والعام والرعية والملك و ما فيه من الأخذ بالحكمة والعمل بموجب الطبيعة كانوا يؤخرون الكبس إذاجاء وقته وأمر المملكة غيرمستقيم لحوادث ويهملونه حتي يجتمع منه شهران ويتقدمون بكبسها بشهرين إذاكانوا يتوقعون وقت الكبس المستأنف مايشغل عنه كماعمل في زمن يزدجرد بن شابور أخذا بالاحتياط و هوآخر الكبائس المعمولة تولاه رجل من الدستورين يقال له يزدجرد الهزاري وكانت النوبة في تلك الكبيسة لآبان ماه فألحق الخمسة بآخره وبقيت فيه لإهمالهم الأمر انتهي وإنما أوردت هذاالكلام لما فيه من تأسيس ماسنورده في الفائدة التالية ومزيد توضيح مامر في خبر الرضا ع في تقدم النهار علي الليل و غير ذلك .الفائدة الثانية اعلم أن الشيخ الطوسي قدس سره القدوسي وسائر من تأخر عنه ذكروا النيروز والأعمال المتعلقة به الغسل والصوم والصلاة وغيرها و لم يحققوا تعيين اليوم فلابد من التعرض له والإشارة إلي الأقوال الواردة فيه قال فحل الفقهاء المدققين محمد بن إدريس ره في السرائر قال شيخنا أبو جعفر في مختصر المصباح يستحب صلاة أربع ركعات وشرح كيفيتها في يوم نيروز الفرس و لم يذكر أي يوم هو من الأيام و لاعينه بشهر من الشهور الرومية و لاالعربية و ألذي قدحققه بعض محصلي الحساب وعلماء الهيئة و أهل هذه الصنعة في كتاب له أن يوم النيروز يوم العاشر من أيار وشهر أيار أحد وثلاثون
صفحه : 117
يوما فإذامضي منه تسعة أيام فهو يوم النيروز يقال نيروز ونوروز لغتان انتهي وفسره الشهيد ره بأول سنة الفرس أوحلول الشمس برج الحمل أوعاشر أيار. قال جمال السالكين أحمد بن فهد الحلي ره في كتاب المهذب البارع في شرح المختصر النافع يوم النيروز يوم جليل القدر وتعيينه من السنة غمض مع أن معرفته أمر مهم من حيث إنه تعلق به عبادة مطلوبة للشارع والامتثال موقوف علي معرفته و لم يتعرض لتفسيره أحد من علمائنا سوي ماقاله الفاضل المنقب محمد بن إدريس وحكايته و ألذي قدحققه بعض محصلي أهل الحساب وعلماء الهيئة و أهل هذه الصنعة في كتاب له أن يوم النيروز يوم العاشر من أيار. و قال الشهيد وفسر بأول سنة الفرس أوحلول الشمس في برج الحمل أوعاشر أيار والثالث إشارة إلي قول ابن إدريس والأول إشارة إلي ما هومشهور عندفقهاء العجم في بلادهم فإنهم يجعلونه عندنزول الشمس الجدي و هوقريب مما قاله صاحب كتاب الأنواء وحكايته اليوم السابع عشر من كانون الأول هوصوم اليهود و فيه ترجع الشمس مصعدة إلي الشمال ويأخذ النهار من الليل ثلاث عشرة ساعة و هومقدار مايأخذ في كل يوم وينزل الشمس برج الجدي قبله بيومين وبعض العلماء جعله رأس السنة و هوالنيروز فجعله حكاية عن بعض العلماء و قال بعد ذلك اليوم التاسع من شباط و هو يوم النيروز ويستحب فيه الغسل وصلاة أربع ركعات لمارواه المعلي بن خنيس عن الصادق ع ثم ذكر الخبر فاختار التفسير الأخير وجزم به والأقرب من هذه التفاسير أنه يوم نزول الشمس برج الحمل لوجوه .الأول أنه أعرف بين الناس وأظهر في استعمالهم وانصراف الخطاب المطلق الشامل لكل مكلف إلي معلوم في العرف وظاهر في الاستعمال أولي من انصرافه إلي ما كان علي الضد من ذلك ولأنه المعلوم من عادة الشرع وحكمته أ لاتري كيف علق أوقات الصلاة بسير الشمس الظاهر وصوم شهر رمضان برؤية
صفحه : 118
الهلال وكذا أشهر الحج وهي أمور ظاهرة يعرفها عامة الناس بل الحيوانات . فإن قلت استعماله في نزول الشمس برج الحمل غيرظاهر الاستعمال في بلاد العجم حتي أنهم لايعرفونه وينكرون علي معتقده فلم خصصت ترجيح العرف الظاهر في بعض البلاد دون بعض وأيضا فإن ماذكرته حادث ويسمي النيروز السلطاني والأول أقدم حتي قيل إنه منذ زمان نوح ع .فالجواب عن الأول أن العرف إذاتعدد انصرف إلي العرف الشرعي فإن لم تكن فإلي أقرب البلاد واللغات إلي الشرع فيصرف إلي لغة العرب وبلادها لأنها أقرب إلي الشرع و عن الثاني بأن التفسيرين معا متقدمان علي الإسلام .الثاني أنه مناسب لماذكره صاحب الأنواء من أن الشمس خلقت في الشرطين وهما أول الحمل فيناسب ذلك إعظام هذااليوم ألذي عادت فيه إلي مبدإ كونها.الثالث أنه مناسب لماذكره السيد رضي الدين علي بن طاوس أن ابتداء العالم وخلق الدنيا كان في شهر نيسان و لاشك أن نيسان يدخل والشمس في الحمل و إذا كان ابتداء العالم في مثل هذااليوم يناسب أن يكون يوم عيد وسرور ولهذا ورد استحباب التطيب فيه بأطيب الطيب ولبس أنظف الثياب ومقابلته بالشكر والدعاء والتأهب لذلك بالغسل وتكميله بالصوم والصلاة المرسومة له حيث كان فيه ابتداء النعمة الكبري وهي الإخراج من حيز العدم إلي الوجود ثم تعريض الخلق لثوابه الدائم ولهذا أمرنا بتعظيم يوم المبعث والغدير حيث كان فيه ابتداء منصب النبوة والإمامة وكذا المولدين . فإن قلت نسبته إلي الفرس يؤيد الأول لأنهم واضعوه والثاني وضعه قوم مخصوصون ولن يوافقهم الباقون .قلنا يكفي في نسبته إليهم أن يقول به طائفة منهم و إن قصروا في العدد عمن لم يقل به أ لاتري إلي قوله تعالي وَ قالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ وَ قالَتِ النّصاري
صفحه : 119
المَسِيحُ ابنُ اللّهِ و ليس القائل بذلك كل اليهود و لا كل النصاري ومثله قوله تعالي وَ الّذِينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَفرَحُونَ بِما أُنزِلَ إِلَيكَ ليس إشارة إلي أهل الكتاب بأجمعهم بل إلي عبد الله بن سلام وأصحابه .زيادة ومما ورد في فضله ويعضد ماقلناه ماحدثني به المَولَي السّيّدُ المُرتَضَي العَلّامَةُ بَهَاءُ الدّينِ عَلِيّ بنُ عَبدِ الحَمِيدِ النّسّابَةُ دَامَت فَضَائِلُهُ رَوَاهُ بِإِسنَادِهِ إِلَي المُعَلّي بنِ خُنَيسٍ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّ يَومَ النّيرُوزِ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَخَذَ فِيهِ النّبِيّص لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع العَهدَ بِغَدِيرِ خُمّ فَأَقَرّوا لَهُ بِالوَلَايَةِ فَطُوبَي لِمَن ثَبَتَ عَلَيهَا وَ الوَيلُ لِمَن نَكَثَهَا وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي وَجّهَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص عَلِيّاً ع إِلَي واَديِ الجِنّ فَأَخَذَ عَلَيهِمُ العُهُودَ وَ المَوَاثِيقَ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي ظَفِرَ فِيهِ بِأَهلِ النّهرَوَانِ وَ قَتَلَ ذَا الثّدَيّةِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي يَظهَرُ فِيهِ قَائِمُنَا أَهلَ البَيتِ وَ وُلَاةَ الأَمرِ وَ يُظفِرُهُ اللّهُ تَعَالَي بِالدّجّالِ فَيَصلِبُهُ عَلَي كُنَاسَةِ الكُوفَةِ وَ مَا مِن يَومِ نَورُوزٍ إِلّا نَحنُ نَتَوَقّعُ فِيهِ الفَرَجَ لِأَنّهُ مِن أَيّامِنَا حَفِظَتهُ الفُرسُ وَ ضَيّعتُمُوهُ ثُمّ إِنّ نَبِيّاً مِن أَنبِيَاءِ بنَيِ إِسرَائِيلَ سَأَلَ رَبّهُ أَن يحُييَِ القَومَالّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِفَأَمَاتَهُمُ اللّهُ فَأَوحَي إِلَيهِ أَن صُبّ عَلَيهِمُ المَاءَ فِي مَضَاجِعِهِم فَصَبّ عَلَيهِمُ المَاءَ فِي هَذَا اليَومِ فَعَاشُوا وَ هُم ثَلَاثُونَ أَلفاً فَصَارَ صَبّ المَاءِ فِي يَومِ النّيرُوزِ سُنّةً مَاضِيَةً لَا يَعرِفُ سَبَبَهَا إِلّاالرّاسِخُونَ فِي العِلمِ وَ هُوَ أَوّلُ يَومٍ مِن سَنَةِ الفُرسِ قَالَ المُعَلّي وَ أَملَي عَلَيّ ذَلِكَ وَ كَتَبتُهُ مِن إِملَائِهِ وَ عَنِ المُعَلّي أَيضاً قَالَ دَخَلتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي صَبِيحَةِ يَومِ النّيرُوزِ فَقَالَ يَا مُعَلّي أَ تَعرِفُ هَذَا اليَومَ قُلتُ لَا لَكِنّهُ يَومٌ يُعَظّمُهُ العَجَمُ يَتَبَارَكُ فِيهِ قَالَ كَلّا وَ البَيتِ العَتِيقِ ألّذِي بِبَطنِ مَكّةَ مَا هَذَا اليَومُ إِلّا لِأَمرٍ قَدِيمٍ أُفَسّرُهُ لَكَ حَتّي تَعلَمَهُ قُلتُ تعَلَمّيِ هَذَا مِن عِندِكَ أَحَبّ إلِيَّ مِن أَن أَعِيشَ أَبَداً وَ يُهلِكُ اللّهُ أَعدَاءَكُم قَالَ يَا مُعَلّي يَومُ النّيرُوزِ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ العِبَادِ أَن يَعبُدُوهُ وَ لَا يُشرِكُوا
صفحه : 120
بِهِ شَيئاً وَ أَن يَدِينُوا بِرُسُلِهِ وَ حُجَجِهِ وَ أَولِيَائِهِ وَ هُوَ أَوّلُ يَومٍ طَلَعَت فِيهِ الشّمسُ وَ هَبّت فِيهِ الرّيَاحُ اللّوَاقِحُ وَ خُلِقَت فِيهِ زَهرَةُ الأَرضِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِياستَوَت فِيهِ سَفِينَةُ نُوحٍ ع عَلَي الجوُديِّ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي أَحيَا اللّهُ فِيهِ القَومَالّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَ هُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمّ أَحياهُم اللّهُ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي هَبَطَ فِيهِ جَبرَئِيلُ ع عَلَي النّبِيّص وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي كَسَرَ فِيهِ اِبرَاهِيمُ عَلَيهِ السّلَامُ أَصنَامَ قَومِهِ وَ هُوَ اليَومُ ألّذِي حَمَلَ فِيهِ رَسُولُ اللّهِص أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَلَي مَنكِبَيهِ حَتّي رَمَي أَصنَامَ قُرَيشٍ مِن فَوقِ البَيتِ الحَرَامِ وَ هَشّمَهَا الخَبَرَ بِطُولِهِ
والشاهد في هذين الحديثين من وجوه .الأول قوله إنه اليوم ألذي أخذ فيه العهد بغدير خم و هذاتاريخ و كان ذلك سنة عشرة من الهجرة وحسب فوافق نزول الشمس الحمل في التاسع عشر من ذي الحجة علي حساب التقويم و لم يكن الهلال رئي بمكة ليلة الثلاثين فكان الثامن عشر من ذي الحجة علي الرؤية.الثاني كون صب الماء في ذلك اليوم سنة شائعة والظاهر أن مثل هذه السنة العامة الشاملة لسائر المكلفين أن يكون صب الماء في وقت لاينفر منه الطبع ويأباه و لايتصور ذلك مع كون الشمس في الجدي لأنه غاية القر في البلاد الإسلامية.الثالث قوله في الحديث الثاني و هوأول يوم خلقت فيه الشمس و هومناسب لماقيل إن الشمس خلقت في الشرطين الرابع قوله و فيه خلقت زهرة الأرض و هذاإنما يكون في الحمل دون الجدي و هوظاهر انتهي كلامه ره . وأقول تحقيق الكلام في هذاالمقام هوأنك قدعرفت فيما مضي أن السنة الشمسية عبارة عن مدة دورة الشمس بحركتها الخاصة من أي مبدإ فرض وتلك
صفحه : 121
المدة علي مااستقر عليه رصد أبرخس و من وافقه من المتقدمين ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع تام من يوم و علي سائر الإرصاد المشهورة لايبلغ الكسر إلي الربع بل أقل منه بدقائق معدودة وهي علي مافصله البيرجندي في شرح التذكرة علي رصد التباني ثلاث عشرة دقيقة وثلاثة أخماس دقيقة و علي حساب المغربي اثنتا عشرة دقيقة و علي رصد مراغة إحدي عشرة دقيقة و علي رصد بعض المتأخرين تسع دقائق وثلاثة أخماس دقيقة و علي رصد بطلميوس أربع دقائق وأربعة أخماس دقيقة فالفرس من زمان جمشيد أوقبله والروم من عهد إسكندر أوبعده كانوا يعتبرون الكسر ربعا تاما موافقا لرصد أبرخس . وإنما الفرق بينهما أن الروم كانوا يكبسون الربع المذكور في كل أربع سنين فيزيدون علي الرابعة يوما تصير به ثلاثمائة وستة وستين و أن الفرس إلي عهد يزدجرد آخر ملوك العجم أوبعض الأكاسرة السابقة عليه كانوا يكبسونه في كل مائة وعشرين سنة فيزيدون علي الأخيرة ثلاثين يوما تصير به ثلاثمائة وخمسة وتسعين يوما و قد كان يتفق لهم تجديد التاريخ وإسقاط مامضي من السنة عندجلوس ملك جديد منهم و أما بعد ذلك العهد فكانوا لايلتفتون إلي كبس الكسر المذكور أصلا فكانت سنوهم دائما ثلاثمائة وخمسة وستين فمبدأ سني كل من هذه الطوائف كأول تشرين الأول للروم وأول فروردين ماه المسمي بالنيروز لطوائف الفرس وكذا كل جزء من شهورهم كان غيرمطابق لمبدإ سني الأخري و لالجزء معين منها دائما بل كل جزء من كل من هذه التواريخ لاختلاف طريق حسابهم دائر في كل جزء من الآخر بمرور الأيام وأيضا لم يكن شيء من تلك المبادي و لاسائر الأجزاء مطابقا دائما لمبدإ فصل من الفصول و لالشيء من أجزائها بل كل منها دائر في أجزاء الفصول وبالعكس هكذا الحال إلي عهد السلطان جلال الدين ملك شاه السلجوقي فأحب أن يوضع تاريخ في زمانه باسمه ممتازا عن التواريخ المشهورة فأمر من بحضرته من أهل الخبرة بذلك فبنوا الحساب علي رصد بطلميوس أو من وافقه في نقصان الكسر عن الربع اعتقادا منهم أنه أصح من الرصد المبني عليه التواريخ المذكورة ثم
صفحه : 122
اعتبروا أول السنة حفظا من أن يدور في الفصول يوم انتقال الشمس إلي الاعتدال الربيعي قبل نصف النهار فكان حينئذ قداتفق ذلك الانتقال يوم الجمعة عاشر شهر رمضان سنة إحدي وسبعين وأربعمائة و كان مطابقا للثامن عشر من فروردين ماه اليزدجردي أول سنتهم فجعلوا اليوم المذكور أول فروردين ماه من السنة الجلالية وأسقطوا الأيام السابقة عليه من درجة الاعتبار وسموا هذااليوم بالنوروز السلطاني فاستقر الأمر في حساب السنين الشمسية علي أن يعدوا من النيروز المذكور ثلاثمائة وخمسة وستين يوما فيجعلون اليوم السادس نيروز السنة الآتية ثم يكبسون الكسر لكونه أقل من الربع في كل أربع سنين أوخمس سنين فتصير سنة الكبيسة ثلاثمائة وستة وستين يوما و هذه الطريقة مستمرة إلي زماننا. إذاعرفت هذافنقول أولا أن مايلوح من توقع ابن إدريس عن الشيخ أن يعين نيروز الفرس بيوم من الشهور العربية أوالرومية وكذا مانقله عن بعض المحصلين من تعيينه بعاشر أيار من الشهور الرومية غريب جدا لماعرفت من دوران أيام شهور الفرس قديمهم وحديثهم في العربية والرومية وبالعكس لاختلاف اعتباراتهم في حساب السنين فكيف يتصور تعيين يوم معين أوشهر معين من إحداها بيوم أوشهر من الأخري علي وجه مصون من التغيير والتبديل بمر الدهور فليس لتعيينه بعاشر أيار من بعض المحصلين وجه محصل سوي أنه وجده مطابقا له في بعض الأزمنة السابقة كزمان الصادق ع المستند إليه الروايات الواردة في النيروز فتوهم لزوم حفظ تلك المطابقة له دائما فإنه يستنبط مما سيتضح عن قريب من التواريخ أن اتفاق المطابقة المذكورة كان في أواسط المائة الثانية من الهجرة و هوقريب من أواخر زمان الصادق ع ومثل هذاالتوهم غيرعزيز من الناس كماأورد الكفعمي ره في بيان الأعمال المتعلقة بشهر شعبان أن الثالث والعشرين منه هوالنيروز المعتضدي مضبوطا بالحادي عشر من حزيران تاسع شهور الروم كما هومذكور في سرائر ابن إدريس مع وجهه ومعلوم أن مثل ذلك لايمكن
صفحه : 123
أن ينضبط بالشهور العربية لدوران كل منهما في الأخري . وثانيا أن ترديد الشهيد ره نيروز الفرس بين أول يوم من سنتهم و بين غيره كأول الحمل وعاشر أيار ترديد غريب شبيه بترديد مبتدإ السنة المعمولة عندالعرب بين أول المحرم و بين غيره و ذلك لأن كون النيروز أول يوم من سنة الفرس أمر في غاية الظهور و مع ذلك منصوص عليه في أكثر أسانيد الرواية فإنما المطلوب هنا تعيين أول يوم من سنتهم بيوم معروف في زماننا هل هوأول الحمل أوغيره . وثالثا أن ماذكره ابن فهد ره من شهرة كونه أول سنة الفرس بين فقهاء العجم حق موافق للرواية ولكن جعلهم ذلك عندنزول الشمس الجدي مبني علي ماذكرنا من توهم المطابقة الدائمة من اتفاق الموافقة في بعض الأزمنة غفلة عن دورانه في الفصول كمابينا وهكذا حال مانسبه صاحب كتاب الأنواء إلي بعض العلماء من أنه السابع عشر من كانون الأول المطابق لما بعدنزول الشمس الجدي بيومين وكذا مااختاره من أنه اليوم التاسع من شباط. وبالجملة البناء علي الغفلة المذكورة من الأعراض العامة لجميع هذه التفسيرات فمنشأ توهم بعض العلماء ألذي نقل مقالته صاحب كتاب الأنواء يمكن أن يكون اتفاق الموافقة المذكورة في زمانه إن كان في أواسط المائة الثامنة من الهجرة فإن الضوابط الحسابية كماسيتضح دالة علي أن أول فروردين ماه الفرس الموسوم بالنيروز عندهم كان في السنة العاشرة من الهجرة قريبا من نزول الشمس أول برج الحمل و كان ذلك موافقا لأواسط آذار من الرومية ومطابقا لثامن عشر ذي الحجة من العربية يوم عهد النبي ص لأمير المؤمنين ع بالولاية في غدير خم بعدالرجوع عن حجة الوداع كماصرح به في الرواية ثم في السنة الحادية عشر منها بعدرحلة النبي ص انتقلت سلطنة العجم إلي يزدجرد آخر ملوكهم فأسقط مامضي من السنة وجعل يوم جلوسه أول فروردين و يوم
صفحه : 124
النيروز كما كان رسمهم و كان ذلك موافقا لأواسط حزيران ومطابقا للثاني والعشرين من ربيع الأول و قدعرفت أن بناء حساب الفرس في عهد يزدجرد بل قبيله في زمان النبي ص أيضا علي أخذ كل سنة ثلاثمائة وخمسة وستين يوما بدون رعاية الكبائس التي كانت متداولة بين قدمائهم فلامحالة كان ينتقل نيروزهم في كل أربع سنين إلي يوم آخر من أيام الشهور الرومية قبل اليوم ألذي كان فيه لاعتبارهم الكبيسة في كل أربع وقس عليه حال انتقاله بالنسبة إلي موضع الشمس من البروج أيضا فإن التفاوت لو كان لكان في كل سنة بقدر نقصان الكسر عن الربع في الواقع و هوقليل جدا كمامر. وبالجملة انتقاله من أواسط حزيران وأواخر الجوزاء التي كان فيها في السنة الحادية عشر من الهجرة إلي أواسط كانون الأول وأوائل الجدي و هومدة ستة أشهر تقريبا إنما هو في قريب من سبعمائة وثلاثين سنة فيكون في أواسط المائة الثامنة كماذكرنا و أمامنشأ توهم صاحب كتاب الأنواء فلايمكن أن يكون مثله من وقوع الموافقة المذكورة في زمانه لئلا يلزم تقدم زمان الناقل علي زمان المنقول عنه فإن انتقاله إلي بعض أيام شباط إنما يكون قبل انتقاله إلي بعض أيام كانون لماعرفت من أن انتقالاته في تلك الشهور وكذا في البروج علي خلاف تواليهما لزيادة قدرهما علي قدره بمقدار ربع يوم أوقريب منه فغاية توجيهه أن يقال يجوز أن يكون منشأ توهمه موافقا لمامر نقله من بعض المحصلين في اعتبار زمان الصادق ع فيه والفرق أن بناء حساب بعض المحصلين كان علي اعتبار الإسقاط اليزدجردي لوقوعه علي طبق عادتهم المستمرة وبناء حساب صاحب كتاب الأنواء علي عدم اعتباره لوقوعه بعدزمان النبي ص وكونه بمنزلة سائر التغيرات الواقعة في السنن والآداب المعروفة في زمانه فإن ما بين تاسع شباط وعاشر أيار قريب من المدة التي أسقطها
صفحه : 125
يزدجرد كماعرفت . ورابعا بأن مااستدل أولا علي مااختاره من التفاسير الستة و هوكونه يوم نزول الشمس برج الحمل بأنه أعرف بين الناس إلي آخره دعوي بين البطلان عند أهل الخبرة بالحساب والتواريخ فإن كون نيروز الفرس دائرا في الفصول سيما من زمان النبي ص إلي زمان ملكشاه أمر لم يسمع خلافه من أحد منهم بل صرح في شروح التذكرة وغيرها بأن الروم والفرس كانوا لم يلاحظوا في مبدإ سنيهم موضع الشمس و أن جعل الاعتدال الربيعي مبدأ السنة مخصوص بالتاريخ الملكي و لايوافقه شيء من التواريخ المشهورة فكيف يمكن أن يجعل مثل ذلك مناطا للأحكام الشرعية الثابتة قبل زمان ملكشاه بقريب من خمسمائة سنة و إن ماذكره من انصراف اللفظ عندفقدان العرف الشرعي إلي لغة العرب مسلم ولكن أين إطلاق لفظ النيروز عندالعرب علي أول يوم نزول الشمس برج الحمل بل إن بعض أهل اللغة فسره علي طبق ما في الرواية بأول سنة الفرس اعتمادا علي الشهرة وبعضهم كأحمد بن محمدالميداني و هو من أقدمهم وأتقنهم لم يكتف به بل صرح في كتابه المسمي بالسامي في الأسامي بعدذكر أسامي شهور الفرس وأيامهم المشهورة بترجمة النيروز بنخست روز از فروردين ماه ثم إن أغمضنا عن مثل تلك الحقيقة والتجأنا إلي حمله علي العرف فلاشك لمن تتبع من مظانه أن العرف فيه لم يكن متعددا في زمان الخطاب بل إنما تجدد بعده بدهور طويلة فسمي ملكشاه يوم نزول الشمس برج الحمل بالنوروز السلطاني وخوارزم شاه يوم نزولها الدرجة التاسعة عشر منه وهي شرفها عندالمنجمين بالنوروز الخوارزم شاهي وآخر يوما آخر بالنوروز المعتضدي وهكذا وإنكار الحدوث في الأول منها بل دعوي التقدم علي الإسلام والإغماض عن تقييده تارة بالسلطاني وتارة بالجلالي وتارة بالملكي نسبة إلي كل من ألقاب السلطان جلال الدين ملكشاه كما هومضبوط في الدفاتر والتقاويم ومحفوظ في مدونات أهل الهيئة والتنجيم مما يقضي منه العجب . فإن قيل لعل دعوي التقدم علي الإسلام مبنية علي مااشتهر أن مبدأ
صفحه : 126
تاريخهم في عهد جمشيد أوغيره كان موافقا لأول الحمل وانتقاله منه ودورانه في الفصول إنما هوبسبب الكبائس والإسقاطات التي مر ذكرها قلنا لوسلمنا ذلك فلاريب أن المراد بنيروزهم يوم يتجدد في كل سنة يعتبرونه أولها لا ما لايتفق وقوعه إلانادرا كمايلزم من التزام مطابقته لأول الحمل . فإن قلت لايخرج عن ثلاثة احتمالات إما أول الحمل مطلقا وإما فروردينهم مطلقا وإما أول فروردينهم المطابق لأول الحمل والثالث ساقط بأنه لايتفق إلا في مدة مديدة ومعلوم أن المراد به مايتجدد في كل سنة والثاني أيضا ساقط من جهة الحساب فإنا إذاجمعنا الأيام من فروردينهم المضبوط في تقاويم زماننا إلي ثامن عشر شهر ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة المنصوص في الرواية أنه كان مطابقا لنيروزهم فقسمنا علي أيام سنتهم الخالية من الكبائس من زمان النبي ص إلي زماننا و هوثلاثمائة وخمسة وستون يبقي اثنان وتسعون أوثلاث وتسعون فيظهر أن فروردينهم كان بعدالتاريخ المذكور بمثل هذه الأيام فإذاسقط الاحتمالان تعين الاحتمال الأول و هوالمطلوب مع أنه مؤيد أيضا بالحساب الدال علي أن التاريخ المذكور كان قريبا من أول الحمل بيوم أويومين مع احتمال المطابقة أيضا بنحو المسامحة.قلنا سقوط الثاني ممنوع والبيان الحسابي المذكور مبني علي غفلة أوتغافل عن الإسقاط اليزدجردي الواقع في السنة الحادية عشر من الهجرة كمامر فإنه لواعتبر الإسقاط المذكور في الحساب لظهر أن مطابقة فروردينهم اليزدجردي المضبوط في التقاويم لما بعدالتاريخ المذكور لاينافي أن يكون التاريخ المذكور أيضا مطابقا لفروردينهم المتداول قبل يزدجرد فإن جلوس يزدجرد كان في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر كمامر وتفاوت التاريخين موافق للمدة المذكورة فتبين أن الحساب لوجعل دليلا علي كون المراد به أول فروردين لكان أوفق للمطابقة من جعله دليلا علي أول الحمل
صفحه : 127
للتفاوت بيوم أويومين فإنه قادح و لو كان قليلا و لوفرضنا مطابقته أيضا لكان غاية الأمر أن يكون في يوم الغدير اتفق الأمر أن الغير المتفقين إلا في مدة مديدة فلايفيد المطلوب علي أن مطابقة يوم الغدير للنيروز بأي معني كان لاينفع في المطلوب بدون مطابقة سائر الأيام المذكورة في الروايتين موافقتها له وستتضح عن قريب استحالة مطابقتها لأول الحمل دون فروردين . فإن قيل يظهر من كلام كوشيار و أبي ريحان في بعض تصانيفهما أن الاعتدال الربيعي معتبر عندالأحكاميين في طالع السنة وحساب الأدوار وفيهم المشهورون من أهل الفرس كزردشت وجاماسب فعلي ذلك يمكن أن يكون المراد بالنيروز المعتبر بأول سنة الفرس في الرواية ذلك الوقت بالاعتبار المذكور.قلنا أولا سلمنا اعتبار الوقت المذكور عندهم فيما اعتبروه فيه ولكن لم ينقل أنهم يعبرون عنه بالنيروز أويتباركون فيه ويجعلونه عيدا كمايفهم من الرواية. وثانيا إن التعبير عن الأحكاميين بالفرس بمحض كون بعضهم منهم بعيد جدا بل معلوم لأهل اللسان أن إطلاق الفرس المستعمل في مقابل الروم والعرب ليس إلا علي الطائفة العظيمة التي من رعايا الملوك المشهورة من جمشيد وأفريدون إلي كسري ويزدجرد فالمراد بنيروزهم وأول سنتهم يوم كان جعله عيدا في كل سنة معمولا عندالملوك المذكورة في زمانهم و لاخلاف بين أهل الخبرة في أنه كان أول فروردينهم الدائر في الفصول بالأسباب التي قررنا. وثالثا أن من تأمل وأنصف علم أن التعبير عن ذلك اليوم بنيروز الفرس تارة وأول سنتهم أخري لأجل أنه ليس يوما معينا بحسب الفصل و إلافما المانع من التعبير عنه بأول الربيع وأول الحمل المعلوم لكل أحد بدون احتياج إلي تفسير أصلا. ورابعا أن أهل اللغة صرحوا بتفسير النيروز بأول يوم من فروردين الفرس وإطلاقه علي أول الربيع من زمان ملك شاه و في زماننا مجاز بعلاقة ما
صفحه : 128
التزموه من موافقة أول فروردينهم لأول الربيع دائما ووجوب انصراف اللفظ إلي الحقيقة سيما المستعمل منه قبل حدوث المجاز مما أطبق عليه أهل اللسان والعلامات المذكورة في الروايتين للنيروز لايمكن تطبيقها علي أول الربيع فيجب حمله علي أول فروردين لإمكان التطبيق . وخامسا أن ماذكره بقوله ولأنه المعلوم من عادة الشرع وحكمته إلخ قيام مع الفارق فإن انتقال الشمس من برج الحوت إلي برج الحمل ليس كوصولها إلي نصف النهار وأمثاله المعلومة بالحس والعيان بل محتاج إلي رصد وحساب لايتيسر تحقيقه لأكثر مهرة فن الهيئة والحساب فضلا عن غيرهم وكفي بذلك عدم توافق رصدين فيه فإن اليوم المذكور علي مايقتضيه رصد المتأخرين المبني عليه أكثر التقاويم في زماننا مقدم علي مايقتضيه رصد أبرخس بأيام و علي مايقتضيه رصد بطلميوس بأقل منها ومؤخر عما يقتضيه رصد المحقق الطوسي بقليل وعما يقتضيه رصد التباني والمغربي بأكثر فهل يجوز من له أدني معرفة بعادة الشرع في التكليفات أن نكون لمعرفة النيروز مكلفين بتتبع آراء هؤلاء ثم التمييز بين الحق والباطل منها أوالعمل بمقتضي كل منها مع ظهور التناقض أواختيار ماشئنا منها أوالاتكال علي مااشتهر في زماننا سيما مع علمنا بأنه غيرمشهور بل غيرمذكور أصلا في زمان النبي ص والأئمة ع ولهذا ماوقع في أحكام الشريعة من أمثاله ككراهة النكاح والسفر في زمان كون القمر في العقرب حمله المحققون علي زمان كونه في صورتها المعلوم لأكثر عوام المكلفين لا في برجها المحتاج إلي استخراج تقويمه فعلي هذا يكون المناسب لعادة الشرع وحكمته التفسير الأول من التفسيرات المذكورة لخلوه عن الكبائس وغنائه عن الاحتياج إلي الإرصاد وتيسر حسابه علي عامة المكلفين . وسادسا أن ماذكره من مناسبة كون الشمس خلقت في الشرطين علي مانقله من صاحب كتاب الأنواء علي تقدير حجية المنقول عنه لايفيد إلاكونها حين الخلقة في أوائل صورة الحمل فإنهما نجمان قريبان من رأسها يعدان منزلا
صفحه : 129
من منازل القمر فلو كان ذلك مناسبا لإعظام اليوم ألذي عادت الشمس فيه إلي هذاالموضع لكان ينبغي إعظام يوم كونها فيه و هو في زمان النبي ص كان في أواسط برج الحمل و في زماننا انتقل إلي أواخره بناء علي أن حركة الثوابت ومنها كواكب الصور في كل سبعين سنة درجة كما هوالمشهور بين أهل الإرصاد وبهذا ظهر حال ماذكره من مناسبة ماقيل من ابتداء خلق العالم في شهر نيسان لعدم مطابقة شيء من أيام شهر نيسان من زمان النبي ص إلي زماننا لأول الحمل ألذي هوالمطلوب إثباته فتأمل أولا في حاصل قوله و لاشك أن نيسان يدخل والشمس في الحمل ثم فيما أتبعه تفريعا عليه بقوله و إذا كان إلخ فتحير واعتبر. وسابعا أن ماذكره من نزول الشمس الحمل في التاسع عشر إلخ فقد عرفت عدم دلالته علي المطلوب علي تقدير مطابقته بحسب الحساب أيضا فضلا عن المخالفة. وثامنا أن ماذكره من كون صب الماء المسنون في ذلك اليوم أوفق لأول الحمل لاالجدي لوساغ مثله في إثبات مناط الأحكام الشرعية لكان مؤيدا لعاشر أيار لالأول الحمل فإنه أوفق لذلك من كل من الجدي والحمل لكونه بعدأول الحمل بقريب من شهرين وكونه أقرب إلي اليوم المرسوم في زماننا آب پاشان هذا إذا كان المراد بصب الماء في الرواية رشه علي طريق الرسم الجاري في بعض البلاد ولكن يظهر من ابن جمهور أنه حمل سنة صب الماء فيها علي استحباب الغسل في النيروز و ذلك ليس ببعيد. وتاسعا أن ماذكره من أن طلوع الشمس فيه كما في الرواية مناسب لأول الحمل بناء علي مناسبة خلقها في الشرطين مبني كمامر علي الخلط بين صورة الحمل وبرجه علي أن ماقدمناه من حديث الرضا ع يدل علي أن أول خلق الشمس في موضع شرفها و هوالدرجة التاسعة عشر من الحمل و لايبعد أن يكون الشرطان أيضا حينئذ في تلك الدرجة فلا يكون ماذكره صاحب كتاب الأنواء مخالفا للحديث المذكور فيكونان متفقين في عدم مطابقتهما لأول الحمل
صفحه : 130
كما هوالمطلوب ثم إن خلق الشمس غيرطلوعها فلما كانت حين خلقها في وسط السماء كما في الحديث المذكور فالظاهر أنه أشار به هاهنا إلي موافقة اليوم التالي لخلقها للنيروز لا يوم خلقها فتدبر. وعاشرا أن ماذكره من مناسبة ما في الرواية من خلق زهرة الأرض فيه لأول الحمل دون الجدي غيرظاهر إذ لقائل أن يقول لعل مبدأ خلقها أول الجدي وظهورها علي وجه الأرض بعده مع أن ذلك متفاوت بحسب البلاد جدا وأيضا كونه غيرمناسب للجدي لايدفع سائر التفسيرات المذكورة للنيروز و لايتعين بدونه المطلوب فيجوز أن يكون خلق زهرة الأرض وكذا خلق الشمس أوطلوعها في يوم يكون موافقا من جهة الحساب المتداول بين الفرس في سنيهم لأول فروردينهم فجعل يدور في الفصول علي طبق دورانه فيهابالأسباب التي ذكرناها غيرمرة فلو فرضناه في أول الخلق مطابقا لأول نزول الشمس برج الحمل أيضا لكان مثل مطابقته حينئذ لسائر الأوضاع الغير المطلوبة كمواضع سائر الكواكب فحفظ تلك المطابقة فيه غيرلازم لئلا يختل به ما هوالمطلوب مما استقر بينهم إلي زمان النبي ص واستمر بعده إلي زماننا من ضوابط حساب السنين . فإن قلت رعاية الكبيسة كمانقل عن الفرس دالة علي أن مقصود أقدميهم منها محافظة وضع معين للشمس بالنسبة إلي مبدإ سنيهم في الجملة فالمظنون أنهم كانوا عينوا لذلك أول الربيع كماقيل لظهور امتيازه عن غيره بالحسن واعتدال الهواء وقوة النشوء والنماء في معظم المعمورة فبمحض حدوث دورانه في الفصول بحسب تجدد الرسوم الاصطلاحية كيف سقط مقصودهم الأصلي عن درجة الاعتبار بالكلية وصار المعتبر مقتضي مااستقر بينهم من الرسوم الحادثة.قلنا سلمنا قصدهم بدون مضايقة في تعيينهم أول الربيع لذلك أيضا مع أن مايحصل من ضبط كبيستهم في مائة وعشرين سنة يحصل بدونها أيضا في مدة أكثر منه والفرق بين القلة والكثرة في مثلها مشكل و مع أن الروم أيضا مشاركون لهم في رعاية الكبيسة بل أضبط منهم فيهابدون التعيين المذكور ولكن نعلم أن المصالح
صفحه : 131
متغيرة بتغير الأزمنة والطبائع والعادات فلعل الباعث لهم علي الاتفاق علي خلاف ماسبق من بعضهم عروض مصلحة أهم منه لهم والباعث لاعتبار مقتضي مصلحتهم في نظر الشارع مصلحة وحكمة أخري خفية محجوبة عن عقولنا فنحن الآن مكلفون في الأحكام بتتبع آثار الصادقين من ظواهر مانقل إلينا عنهم والاحتياط عن الوقوع في متابعة آرائنا بأمثال تلك الاستحسانات . قال بعض الأفاضل بعدإيراد جملة مما ذكرنا فتبين أن المراد بنيروز الفرس لابد أن يكون أول سنتهم ألذي هوأول فروردينهم بلا خلاف و أنه دائر في الفصول من قديم الأيام بأسباب شتي وخصوصا من زمان النبي ص بسبب إهمال معاصريهم منهم في حفظ الكبيسة واستقرار أمرهم عليه إلي الآن فيكون أيام سنتهم دائما ثلاثمائة وخمسة وستين بلا عروض وتفاوت فيه قط و أن يوم الغدير في السنة العاشرة من الهجرة كان مطابقا له فإن اعتبر بما وقع بعدها في جلوس يزدجرد من إسقاط مامضي من سنتهم وتجديد فروردينهم في التاريخ المذكور كما هوالظاهر بناء علي أنه علي طبق رسمهم المتداول بينهم و أن النيروز مبني علي مقتضي رسمهم يكون النيروز المعتبر شرعا هو مايضبطه المنجمون في التقاويم من أول فروردينهم في كل سنة و هوفيما نحن فيه من الزمان سنة ثمان وثمانين وألف من الهجرة مطابق ليوم الجمعة عاشر شهر شعبان وموافق للثامن والعشرين من أيلول الرومي والثالث والعشرين من مهر ماه الجلالي و إن لم يعتبر بالإسقاط اليزدجردي بناء علي أنه وقع بعدزمان النبي ص وإكمال الدين و أن مثل ذلك في حكم المبتدعات الغير المعتبرة في الشرع يكون النيروز المذكور قبل فروردينهم المضبوط عندالمنجمين بقدر الأيام الساقطة و علي كل من الاحتمالين يتقدم في كل أربع سنين بيوم علي اليوم المطابق له من أيام شهور الروم و في كل أربع سنين أوخمس سنين بيوم علي ما كان مطابقا له من أيام الشهور الجلالية ويتأخر في كل سنة بأحد عشر يوما غالبا وبعشرة أيام في سني كبائس العرب عما كان موافقا له من أيام الشهور العربية وأيضا يتأخر في كل سنة بيوم عما كان مطابقا له من أيام الأسبوع دائما.فظهر
صفحه : 132
من هذاالتصوير أن مااشتهر من مطابقة نيروزهم ليوم انتقال الخلافة الصورية أيضا إلي أمير المؤمنين ع بعدقتل عثمان كمطابقته ليوم الغدير إن كان مستندا إلي نص كماقيل يؤيد الاحتمال الأول فإن كلا من الواقعتين كان في أواخر شهر ذي الحجة الحرام وبينهما خمس وعشرون سنة و لايمكن أن يتفق ذلك بدون إسقاط إلا في نيف وثلاثين سنة فالنص علي كون كل من اليومين مطابقا للنيروز هو في حكم النص علي اعتبار الإسقاط المذكور وأيضا ثبوت الواقعتين المذكورتين في النيروز من أوضح الدلائل علي بطلان كون المراد به يوم نزول الشمس ببرج الحمل فإن اتفاق نيروزين بهذا المعني في شهر من الشهور العربية بفاصلة المدة المذكورة غيرممكن قطعا فمن استدل بثبوت الواقعتين المذكورتين في النيروز علي كون المراد به الاعتدال الربيعي فقد جعل مايدل صريحا علي بطلان شيءدليلا علي صحته انتهي . وأقول مما يؤيد مامر ماذكره أبوريحان في كتاب الآثار الباقية من القرون الخالية حيث قال في عداد التواريخ المشهورة ثم تاريخ ملك يزدجرد بن شهريار بن كسري أبرويز و هو علي سني الفرس غيرمكبوسة و قداستعمل في الأزياج لسهولة العمل به وإنما اشتهر تاريخ هذاالملك من بين سائر ملوك فارس لأنه قام بعدتبدد الملك واستيلاء النساء عليه والمتغلبة ممن لايستحقه و كان مع ذلك آخر ملوكهم وجرت علي يده أكثر الحروب المذكورة والوقائع المشهورة مع عمر بن الخطاب حتي زالت الدولة وانهزم فقتل بمرو الشاهجان . ثم قال ثم تاريخ أحمد بن طلحة المعتضد بالله و هو علي سني الروم وشهور الفرس بمأخذ آخر و هوأنها تكبس في كل أربع سنين بيوم و كان السبب في ذلك علي ماذكر أبوبكر الصولي وحمزة بن الحسن الأصبهاني أن المتوكل بينا هويطوف في متصيد له إذ رأي زرعا لم يدرك بعد و لم يستحصد فقال استأذنني عبيد الله بن يحيي في فتح الخراج وأري الزرع أخضر فمن أين يعطي الناس الخراج فقيل له إن هذا قدأضر بالناس فهم يقترضون ويتسلفون وينجلون عن أوطانهم
صفحه : 133
وكثرت لهم شكاياتهم فقال هذا شيءحدث في أيامي أم لم يزل كذا فقيل له بل هوجار علي ماأسسه ملوك الفرس من المطالبة بالخراج في إبان النيروز وصاروا به قدوة لملوك العرب فأحضر المؤبد و قال له قدكثر الخوض في هذا ولست أتعدي رسوم الفرس فكيف كانوا يفتحون الخراج علي الرعية مع ماكانوا عليه من الإحسان والنظر و لم استجازوا المطالبة في هذاالوقت ألذي لم تدرك فيه الغلات والزروع فقال المؤبد وإنهم و إن كانوا يفتحونها في النيروز فما كان يجبي إلاوقت إدراك فقال وكيف ذلك فبين له حال السنين وكمياتها واحتياجها إلي الكبس ثم عرف أن الفرس كانوا يكبسونها فلما جاء الإسلام عطل فأضر ذلك بالناس واجتمع الدهاقنة زمن هشام بن عبدالملك إلي خالد القسري فشرحوا له هذا وسألوه أن يؤخروا النوروز شهرا فأبي وكتب إلي هشام بذلك فقال إني أخاف أن يكون هذا من قول الله إِنّمَا النسّيِءُ زِيادَةٌ فِي الكُفرِ فلما كان أيام الرشيد اجتمعوا إلي خالد بن يحيي بن برمك وسألوه أن يؤخروا النوروز نحو الشهرين فعزم علي ذلك فتكلم أعداؤه فيه وقالوا إنه يتعصب للمجوسية فأضرب عن ذلك وبقي الأمر علي حاله فأحضر المتوكل ابراهيم بن العباس الصولي وأمره أن يوافق المؤبد علي ماذكره من النيروز ويحسب الأيام ويجعل له قانونا غيرمتغير وينشئ عنه كتابا إلي بلدان المملكة في تأخير النوروز فوقع العزم علي تأخيره إلي سبعة عشر يوما من حزيران ففعل ذلك ونفذت الكتب إلي الآفاق في المحرم سنة ثلاث وأربعين ومائتين فقال البختري في ذلك قصيدة يمدح فيهاالمتوكل وقتل المتوكل و لم يتم له مادبر حتي قام المعتضد بالخلافة واسترد بلدان المملكة من المتغلبين عليها وتفرغ للنظر في أمور الرعية فكان أهم شيء إليه أمر الكبيسة وإتمامه فاحتذي مافعله المتوكل في تأخير النوروز غير أنه نظر من جهة أخري و ذلك أن المتوكل أخذ ما بين سنته و بين أول تاريخ الملك يزدجرد وأخذ المعتضد ما بين سنته و بين السنة التي زال فيهاملك الفرس بهلاك يزدجرد
صفحه : 134
ظنا منه أوممن تولي ذلك له أن إهمالهم أمر الكبس هو من لدن ذلك الوقت فوجده مائتين وثلاثا وأربعين سنة وحصتها من الأرباع ستون يوما وكسر فزاد ذلك علي النوروز في سنة وجعله منتهي تلك الأيام و هوأول يوم من خرداد ماه في تلك السنة و كان يوم الأربعاء وافقه اليوم الحادي عشر من حزيران ثم وضع النوروز علي شهور الروم لتنكبس شهوره إذاكبست الروم شهورها و كان المتولي لإمضاء ماأمر وزيره أبوالقاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب و قال علي بن يحيي في ذلك شعر.
يوم نيروزك يوم واحد لايتأخر | من حزيران يوافي أبدا في أحد عشر. |
و هذا و إن دقق في تحصيله فلم يعد به النوروز إلي ما كان عليه عندالكبس في دولة الفرس و ذلك أن إهمال كبسهم كان قبل هلاك يزدجرد بقريب من سبعين سنة لأنهم كانوا كبسوا السنة في زمان يزدجرد بن شابور بشهرين أحدهما لمالزم السنة من التأخر و هوالواجب ووضعوا اللواحق خلفه علامة له وكانت النوبة لآبان ماه كماسنذكره والشهر الآخر للمستأنف ليكون مفروغا منه إلي مدة طويلة فإذاأسقط عن السنين التي بين يزدجرد بن شابور وبينه مائة وعشرون سنة بقي بالتقريب سبعون سنة لابالتحقيق فإن تواريخ الفرس مضطربة جدا وتكون حصة هذاالسبعين سنة من الأرباع قريبا من سبعة عشر يوما فكان يجب بالتحليل من القياس أن يؤخر سبعة وسبعين يوما لاستين يوما حتي يكون النوروز في ثمانية وعشرين من حزيران ولكن المتولي لذلك ظن أن طريقة الفرس في الكبس كانت شبيهة بالتي يسلكه الروم فيه فحسب الأيام من لدن زوال ملكهم والأمر فيها علي خلاف ذلك كمابينا وسنبين . ثم قال هذاالتاريخ آخر المشهورة ولعل أن يكون للأمم الشاسعة ديارها من ديارنا تواريخ لم تتصل بنا أومتروكة كالمجوس في مجوسيتها فإنها كانت تؤرخ بقيام ملوكهم أولا فأولا فإذامات أحدهم تركوا تاريخه وانتقلوا إلي تاريخ القائم بعدمنهم انتهي ماأردت إيراده من كتابه
صفحه : 135
و هذا و إن كان مؤيدا لترك الكبس في زمان يزدجرد ودوران النيروز في الفصول لكن لايدل علي الإسقاط وينافي بعض الضوابط المتقدمة وسيأتي مما سننقل عنه مايؤيد ذلك أيضا. وبالجملة الأمر في الأخبار الواردة في ذلك مردد بين أمور الأول أن يكون بناؤها علي إسقاط الأرباع والخمسة أيضا كماكانت سنة الملوك البيشدادية أوبعض ملوك الهند كماأومأنا إليهما سابقا ويومي إليه قوله عليه السلام في خبر المعلي هي أيام قديمة من الشهور القديمة كل شهر ثلاثون يوما بلا زيادة فيه و لانقصان ويؤيده الأخبار الكثيرة الدالة علي أن السنة ثلاثمائة وستون يوما فيكون أول الفروردين علي هذاالحساب نوروزا. ويرد عليه أن حوالة النيروز والسنة علي اصطلاح متروك لايعلم تعيينه و لاابتداء شهورها بعيد عن مقنن القوانين كماعرفت .الثاني أن تكون مبنية علي الفرس القديم ألذي مر ذكره و هوقوي لكن بناء أمر من الأمور الشرعية علي اصطلاح متبدل متغير يتبع في كل زمان رأي سلطان من سلاطين الجور أوغفلتهم أوعدم تمكنهم من الكبس كماوقع بعديزدجرد بعيد جدا وأيضا الظاهر أن فضل هذااليوم إما بسبب الأمور المقارنة له والأحوال الواقعة فيه وكثير من الأمور متعلقة بما قبل زمان يزدجرد و كان قبل ذلك مبنيا علي الكبس وبعده سقط ذلك وإما بسبب بعض الأوضاع الفلكية أوالأرضية كدخول برج من البروج أودرجة من درجاتها أوظهور الأزهار ونبات النباتات والأشجار ونحو ذلك و شيءمنها غيرمنضبط في النيروز بهذا المعني و مع جميع ذلك فهو بحسب الدليل كأنه أقوي من الجميع .الثالث أن يكون المراد بهاالنيروز القديم المبني علي الكبس في كل مائة وعشرين سنة كماعرفت لأنه الأصل عندالفرس وإنما طرأ إسقاط الكبس لاختلال أحوالهم وعدم تمكنهم من ضبط قواعدهم ويرد عليه مامر من أن بناء
صفحه : 136
تكليف عام يشترك فيه عوامهم وخواصهم علي أمر غامض لايطلع عليه إلاالأوحدي من المنجمين والهيويين بل لايمكن معرفته علي التحقيق لأحد كمامر بعيد غاية البعد إلا أن يقال أنه ع علم قاعدته المعلي و لم يروها أوترك الناس روايتها و هوأيضا بعيد.الرابع أن يكون المراد مااصطلح عليه الآن المنجمون و هودخول الشمس برج الحمل بأن يكون ع علم أن قاعدة الفرس في القديم كان كذلك فتركت وأخروا الكبس إلي المائة والعشرين تسهيلا للأمر أويقال إن نيروز الفرس هوأول فروردين مع رعاية الكبس بأي وجه كان في زمان قصير أوزمان طويل فيشمل النيروز الجلالي عموما و إن لم يحدث بعدخصوص هذاالنوع ويؤيده أن الأحكاميين من الفرس وغيرهم جعلوا مبدأ السنة تحويل الشمس إلي الحمل كما قال كوشيار في كتاب مجمل الأصول معلوم أن تحويل سنة العالم هوحلول الشمس أول ثانية من الحمل وطالع ذلك طالع السنة وأمثال ذلك من كلماتهم و قداشتمل الخبر علي أن النيروز أول سنة الفرس وأيد أيضا بما ورد أن ابتداء خلق العالم كان الشمس في الحمل وبأنا إذاحسبنا علي القهقري وجدنا عيد الغدير في السنة العاشرة من الهجرة مطابقا لنزول الشمس أول الحمل والظاهر أن ذلك مبني علي بعض الإرصاد و علي بعضها يتقدم بيوم كماأومأ إليه ابن فهد رحمه الله و علي بعضها بيومين كماأشار إليه غيره وموافقته علي بعض الإرصاد كاف في ذلك وبأنه أول نمو أبدان الحيوانات والأشجار والنباتات كما قال سبحانه أ لم ترأَنّ اللّهَ يحُيِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وعنده تظهر قدرة الصانع وحكمته ولطفه ورحمته فهو أولي بأن يشكر فيه الرب الكريم و أن يجعل مبدأ السنة والعيد العظيم و قدمر الكلام في أكثر ذلك فيما مضي .
صفحه : 137
ومما يدل علي عدم كونه مرادا أنه معلوم أنه لم يكن هذامشهورا في زمان الصادق عليه السلام و قد قال المعلي دخلت علي الصادق ع يوم النيروز فلابد من أن يكون يوما معروفا في ذلك الزمان و لم يكن إلاالتاريخ اليزدجردي فلايستقيم هذا إلابتكلف أومأنا إليه في أول الكلام و الله يعلم حقائق الأمور.الفائدة الثالثة اعلم أنه قديستشكل في الأحاديث بأن وقوع النيروز بأي تفسير كان في التواريخ الماضية المذكورة في الروايتين المضبوطة عندالمؤرخين سنة وشهرا ويوما كيوم المبعث وفتح مكة ونص الغدير غيرممكن لعدم جواز اجتماع يومين في ذلك فضلا عن الجميع لأن المبعث كان قبل الهجرة بقريب من ثلاث عشرة سنة وفتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة ونص الغدير في العاشرة منها فكان وضع الأول بالنسبة إلي كل من الأخيرين يقتضي أن تكون الفاصلة بين النيروزين الواقعين فيهما بحسب الشهور العربية أكثر من سبعة أشهر ووضع أحد الأخيرين بالنسبة إلي الآخر يقتضي أن تكون الفاصلة أقل من شهر مع أن الأول كان في أواخر رجب والثاني في أواخر شهر رمضان والثالث في أواخر شهر ذي الحجة. ويمكن الجواب عنه بوجهين الأول ماذكره بعض الأفاضل و هو أن يقال من السنة التاسعة عشر من مبعثه ص التي وقع فيهاقتل پرويز من ملوك العجم إلي آخر زمانه ص اتفق جلوس ثلاثة من ملوك العجم هم شيرويه وأردشير وتوران دخت و كان الأولان قبل فتح مكة والأخير بعده فيمكن إسقاط كل منهم برهة مما مضي من السنة عندجلوسه كما هوعادتهم المستمرة فكان ذلك منشأ لهذا الاختلاف فهذا أيضا دليل بل دلائل أخري مستنبطة من الروايتين المذكورتين علي بطلان كون المراد بالنيروز المعتبر شرعا هوالاعتدال الربيعي فإنه علي ذلك لايمكن توجيه التواريخ المذكورة فيهما أصلا وكذا حال سائر مامر من تفاسيره سوي أول فروردين فتعين أن المراد به أول فروردين كما هوالمطلوب انتهي .
صفحه : 138
الثاني ماخطر ببالي و هو أنه لم يصرح في الحديث بالمبعث بل قال هبط فيه جبرئيل علي النبي ص و لاتلازم بينهما إذ المبعث هوأمر الرسول بتبليغ الرسالة إلي القوم ويمكن أن يكون نزول جبرئيل عليه ص قبل ذلك بسنين كمايومئ إليه بعض الأخبار أيضا. و أماكون كسر الأصنام في فتح مكة فلايظهر من هذاالخبر و لا من أكثر الأخبار الواردة فيه بل صريح بعض الأخبار وظاهر بعضها كون ذلك قبل الهجرة فيمكن الجمع بينهما بالقول بتعدد وقوع ذلك و يكون أحدهما موافقا للنيروز كَمَا روُيَِ مِن كَشفِ الغُمّةِ مِن مُسنَدِ أَحمَدَ بنِ حَنبَلٍ عَن أَبِي مَريَمَ عَن عَلِيّ ع قَالَ انطَلَقتُ أَنَا وَ النّبِيّص حَتّي أَتَينَا الكَعبَةَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص اجلِس وَ اصعَد عَلَي منَكبِيِ فَنَهَضتُ بِهِ فَرَأَي بيِ ضَعفاً وَ جَلَسَ لِي نبَيِّ اللّهِص وَ قَالَ لِي اصعَد عَلَي منَكبِيِ فَصَعِدتُ عَلَي مَنكِبَيهِ قَالَ فَنَهَضَ بيِ قَالَ فَإِنّهُ يَختَلّ[يِخَيّلُ]إلِيَّ أنَيّ لَو شِئتُ لَنِلتُ أُفُقَ السّمَاءِ حَتّي صَعِدتُ عَلَي البَيتِ وَ عَلَيهِ تِمثَالُ صُفرٍ أَو نُحَاسٍ فَجَعَلتُ أُزَاوِلُهُ عَن يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ وَ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ حَتّي إِذَا استَمكَنتُ مِنهُ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِص اقذِف بِهِ فَقَذَفتُ بِهِ فَتَكَسّرَ كَمَا تَكَسّرُ القَوَارِيرُ ثُمّ نَزَلتُ وَ انطَلَقتُ أَنَا وَ رَسُولُ اللّهِص نَستَبِقُ حَتّي تَوَارَينَا بِالبُيُوتِ خَشيَةَ أَن يَلقَانَا أَحَدٌ مِنَ النّاسِ
والأخبار بهذا المضمون كثيرة و قدتقدمت وكلها دالة علي أن ذلك كان قبل الهجرة و إلا لم يكن لخوفهما وإخفائهما من القوم معني فارتفع التنافي علي أي تفسير كان لعدم معلومية تاريخ نزول جبرئيل عليه السلام و لاكسر الأصنام . فإن قيل قدصرح في الخبر بأنه اليوم ألذي حمل فيه رسول الله ص إلخ فحمله علي ماوقع في الليل بعيد.قلنا حمل اليوم علي مايشمل الليل شائع وسراية فضل الليلة وبركاتها إلي اليوم كثيرة كمواليد النبي ص والأئمة ع و غير ذلك . فإن قيل تاريخ فتح نهروان وقتل ذي الثدية أيضا مضبوط في مناقب ابن
صفحه : 139
شهرآشوب بتاسع شهر صفر سنة تسع وثلاثين و لايوافق أول فروردينهم لكونه في السنة المزبورة قبله في أواسط المحرم أوبعده في أواسط شوال علي اختلاف الاعتبارين كمامر و لاأول الربيع لكونه فيهابعده في أواخر شوال و لايجري فيه شيء من التوجيهين .قلنا سنة الفتح المذكور مضبوطة عندجمهور المؤرخين بما ذكر أوبثمان وثلاثين و أماشهره ويومه فهم ساكتون عنهما فلااعتماد في مثل ذلك علي نقل واحد منهم .الفائدة الرابعة قال أبوريحان في الكتاب المذكور قال بعض الحشوية إن سليمان بن داود ع لماافتقد خاتمه وذهب عنه ملكه ثم رد إليه بعدأربعين يوما عاد إليه بهاؤه وأتته الملوك وعكفت عليه الطيور فقالت الفرس نوروز آمد أي جاء اليوم الجديد فسمي النوروز وأمر سليمان الريح فحملته واستقبله الخطاف فقال أيها الملك إن لي عشا فيه بيضات فاعدل فعدل و لمانزل حمل الخطاف في منقاره ماء فرشه بين يديه وأهدي له رجل جرادة فذلك سبب رش الماء والهدايا في النيروز وقالت علماء العجم هو يوم مختار لأنه سمي بهرمز و هواسم الله عز و جل الخالق الصانع المربي للدنيا وأهلها ألذي لايقدر الواصفون علي وصف جزء من أجزاء نعمه وإحسانه و قال سعيد بن الفضل جبل دماوند و هوبفارس تري عليه كل ليلة نوروز بروق تسطع وتلمع علي صحو الهواء وتغيمه علي كل حال من الزمان وأعجب من هذانيران كلواذا و إن كان القلب لايطمئن إليها دون مشاهدتها فقد أخبرني أبوالفرج الزنجاني الحاسب أنه شاهد ذلك مع جماعة قصدوا كلواذا سنة دخول عضد الدولة بغداد و إذا بهانيران وشموع لاتحصي كثرة تظهر في الجانب الغربي من دجلة بإزاء كلواذا في الليلة التي يكون في صبيحتها النوروز فإن السلطان وضع هناك رصدة يتجسسون الحقيقة كيلا يكون ذلك من المجوس
صفحه : 140
أمرا مموها فلم يقفوا إلاأنها كلما قربوا منها تباعدت وكلما تباعدوا منها قربت فقلت لأبي الفرج إن يوم النيروز زائل عن مكانه لإهمال الفرس كبيستهم فلم لم يتأخر عنه هذاالأمر و إن لم يجب تأخره فهل كان يتقدم وقت استعمال الكبيسة فلم يكن عنده جواب مقنع . و قال أصحاب النيرنجات من لعق يوم النيروز قبل الكلام إذاأصبح ثلاث لعقات عسل وبخر بثلاث قطاع من شمع كان ذلك شفاء من الأدواء و كان النيروز فيه جري الرسم بتهادي الناس بينهم السكر والسبب فيه كماحكي مؤبد بغداد أن قصب السكر إنما ظهر في مملكة جم يوم النيروز و لم يكن يعرف قبل ذلك الوقت و هو أنه رأي قصبة كثيرة الماء قدمجت شيئا من عصارتها فذاقها فوجد فيهاحلاوة لذيذة فأمر باستخراج مائها وعمل منه السكر فارتفع في اليوم الخامس وتهادوه تبركا به وكذلك استعمل في المهرجان وإنما خصوا وقت الانقلاب الصيفي بالابتداء في السنة لأن الانقلابين أولي أن يوقف عليهما بالآلات والعيان من الاعتدالين و ذلك أن الانقلابين هما أوائل إقبال الشمس إلي أحد قطبي الكل وإدبارها عنه بعينه و إذارصد الظل المنتصب في الانقلاب الصيفي والظل البسيط في الانقلاب الشتوي في أي موضع اتفق من الأرض لم يخف علي الراصد يوم الانقلاب و لو كان من علم الهندسة والهيئة بأبعد البعد فأما الاعتدالان فإنه لايوقف علي يومهما إلا بعدتقدم المعرفة بعرض البلد والميل الكلي ثم لا يكون ذلك ظاهرا إلالمن تأمل الهيئة ومهر في علمها وعرف آلات الرصد ونصبها والعمل بهافكان الانقلابان لهذه الأسباب أولي بالابتداء من الاعتدالين و كان الصيفي منهما أقرب إلي سمت الرءوس الشمالية فآثروه علي الشتوي. وأيضا فلأنه هووقت إدراك الغلات فهو أصوب لافتتاح الخراج فيه من غيره وكثير من العلماء والحكماء اليونانيين أقاموا الطالع لوقت طلوع كلب الجبار واستفتحوا به السنة دون الاعتدال الربيعي من أجل أن طلوعه فيما مضي كان موافقا لهذا الانقلاب أوبالقرب منه و قدزال هذااليوم أعني النيروز عن وقته حتي صار في زماننا يوافق دخول الشمس برج الحمل و هوأول الربيع
صفحه : 141
فجري الرسم لملوك خراسان فيه أن يخلعوا علي أساورتهم أي قواد جيوشهم الخلع الربيعية والصيفية واليوم السادس منه و هوروز خرداد منه النوروز الكبير و عندالفرس عيد عظيم الشأن .قيل إن فيه فرغ الله عن خلق الخلائق لأنه آخر الأيام الستة المذكورة و فيه خلق المشتري وأسعد ساعاته ساعات المشتري و قال أصحاب النيرنجات من ذاق صبيحة هذااليوم قبل الكلام السكر وتدهن بالزيت دفع عنه في عامة سنته أنواع البلايا وقالوا أمر جمشيد الناس أن يغتسلوا يوم النيروز بالماء ليتطهروا من الذنوب ويفعلوا ذلك كل سنة ليدفع الله عنهم آفات السنة وزعم بعض الناس أن جم كان أمر بحفر أنهار و أن الماء جري فيها في هذااليوم فاستبشر الناس بالخصب واغتسلوا بذلك الماء المرسل فتبرك الخلف بمحاكاة السلف وقيل بل السبب في الاغتسال هو أن هذااليوم لهروزا و هوملك الماء والماء يناسبه فلذلك صار الناس يقومون في هذااليوم عندطلوع الفجر فيعمدون إلي ماء القنا والحياض وربما استقبلوا المياه الجارية فيفيضون علي أنفسهم منها تبركا ودفعا للآفات و فيه يرش الناس الماء بعضهم علي بعض وسببه هوسبب الاغتسال و لما كان بعدجم جعلت الملوك هذاالشهر أعني فروردين ماه كله أعيادا مقسومة في أسداسه فالخمسة الأولي للملوك والثانية للأشراف والثالثة لخدام الملوك والرابعة لحواشيه والخامسة للعامة والسادسة للرعاة إلي آخر ما قال . وأقول إنما أوردت هذاالهذيانات لتطلع علي بعض خرافاتهم ولأن فيهاتأييدا لبعض ماأسلفنا في الفوائد السابقة ووجدت في بعض الكتب المعتبرة اعلم أن جمشيد ملك الدنيا وعمر أقاليم إيران فاستوت له أسبابه واستقامت له أموره يوم النيروز أول فروردين القديم فصار أول سنة العجم و هو يوم ولد فيه كيومرث بن هبة الله بن آدم ع و أماالنيروز السلطاني يوم نزول الشمس أول دقيقة من برج الحمل فوضع في عهد السلطان جلال الدين ملك شاه بن آلب أرسلان واتفق يوم الخميس التاسع من شهر رمضان سنة إحدي وسبعين وأربعمائة و
صفحه : 142
المهرجان هو يوم النصف من مهر ماه قصد أفريدون الضحاك وأسره بأرض المغرب وسجنه بجبل دماوند هذااليوم فقال أفريدون لأصحابه أين كار كه من كردم مهرجان بان هست فسمي لذلك مهرجان وأول من وضع رسم التهنئة في النيروز والمهرجان أفريدون انتهي . وأقول روي المنجمون والأحكاميون في كتبهم عن أمير المؤمنين ع أياما منحوسة في الشهر وحملوه علي شهور الفرس القديم وهي الثالث والخامس والثالث عشر والسادس عشر والحادي والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون وجمعوها في هذين البيتين بالفارسية.
هفت روزي نحس باشد در مهي | زان حذر كن تا نيابي هي[95] رنج |
سه وپنج سيزده با شانزده | بيست ويك با بيست وچار وبيست وپنج . |
وربما يحمل علي الشهور العربية كمامر ورووا أيضا عن الصادق ع نحوسة بعض أيام شهور الفرس القديمة كمانظمه سلطان المحققين نصير الملة والدين الطوسي قدس الله سره القدوسي في هذه الأبيات بالفارسية.
ز قول جعفرصادق خلاصه سادات | ز ماه فارسيان هفت روز مذمومست |
نخست روز سيم باز پنجم وپس از آن | چه روز سيزدهم روز شانزده شومست |
ديگر ز عشر سيم بيست ويك چه بيست وچهار | چه بيست وپنج كه آنهم بنحس مرقومست |
بجز عبادت كاري مكن در اين ايام | اگر چه نيك وبدت هم ز رزق مقسومست |
بماند بيست وسه روز اي خجسته مختار | كه در عموم حوائج بخير موسومست |
ولي چهار وهشتم سفر مكن زنهار | كه خوف هلك در اين هر دو نص محتومست |
بروز پانزدهم پيش پادشاه مرو | اگر چه سنگ دلش بر تو نيز چون مومست |
گريز نيز در اين روز ناپسند آمد | كه ره مخوف وهواي خلاص مسمومست |
مكن دوازدهم با كسي مناظره اي | كه در خصومت اين روز صلح معدومست |
ز روزهاي گزيده همين چهار آنگه | در اين حوائج در سلك نحس منظومست . |
ورَوَوا أَيضاً عَن مُوسَي كَلِيمِ اللّهِ ع أَنّ لِلشّهُورِ الرّومِيّةِ أَيّاماً مَنحُوسَةً مَن
صفحه : 143
تَوَجّهَ فِيهَا إِلَي القِتَالِ قُتِلَ وَ مَن سَافَرَ فِيهَا لَم يَظفَر بِمَقصُودِهِ وَ مَن تَزَوّجَ لَم يَتَمَتّع وَ هيَِ أَربَعَةٌ وَ عِشرُونَ يَوماً فِي كُلّ شَهرِ يَومَانِ وَ هيَِ العَاشِرُ وَ العِشرُونَ مِن تِشرِينِ الأَوّلِ وَ الأَوّلُ وَ الخَامِسَ عَشَرَ مِن تِشرِينِ الآخِرِ وَ الخَامِسَ عَشَرَ وَ السّابِعَ عَشَرَ مِن كَانُونِ الأَوّلِ وَ السّابِعُ وَ الرّابِعَ عَشَرَ مِن كَانُونِ الآخِرِ وَ السّادِسَ عَشَرَ وَ السّابِعَ عَشَرَ مِن شُبَاطَ وَ الرّابِعُ وَ اليَومُ العِشرُونَ مِن آزَارَ وَ العِشرُونَ وَ الثّالِثُ مِن نَيسَانَ وَ السّادِسُ وَ الثّامِنُ مِن أَيّارَ وَ الثّالِثُ وَ الثّامِنُ مِن حَزِيرَانَ وَ العِشرُونَ وَ السّادِسُ مِن تَمّوزَ وَ الرّابِعُ وَ الخَامِسَ عَشَرَ مِن آبَ وَ الأَوّلُ وَ الثّالِثُ مِن أَيلُولَ وَ فِي بَعضِ النّسَخِ التّاسِعُ وَ العَاشِرُ مِن تِشرِينِ الأَوّلِ وَ التّاسِعُ وَ الثاّنيِ عَشَرَ مِن كَانُونِ الأَوّلِ وَ الثاّنيِ وَ الرّابِعَ عَشَرَ مِن كَانُونِ الآخِرِ وَ الثاّنيِ عَشَرَ وَ السّادِسَ عَشَرَ مِن شُبَاطَ وَ الثّالِثُ وَ العَاشِرُ مِن حَزِيرَانَ وَ فِي بَعضِهَا وَ الرّابِعُ وَ الحاَديِ عَشَرَ مِن آبَ
8- المَكَارِمُ، عَن أَبِي الحَسَنِ ع قَالَ لَا تَدَعِ الحِجَامَةَ فِي سَبعٍ مِن حَزِيرَانَ فَإِن فَاتَكَ فَأَربَعَ عَشَرَةَ
صفحه : 144
الآيات البقرةوَ إِذ قالَ رَبّكَ لِلمَلائِكَةِ إنِيّ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً إلي آخر الآيات و قال تعالي قُل مَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَ فَإِنّهُ نَزّلَهُ عَلي قَلبِكَ بِإِذنِ اللّهِ مُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ وَ هُديً وَ بُشري لِلمُؤمِنِينَ مَن كانَ عَدُوّا لِلّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبرِيلَ وَ مِيكالَ فَإِنّ اللّهَ عَدُوّ لِلكافِرِينَ و قال تعالي تَحمِلُهُ المَلائِكَةُآل عمران شَهِدَ اللّهُ أَنّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَ المَلائِكَةُ وَ أُولُوا العِلمِ و قال سبحانه فَنادَتهُ المَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يصُلَيّ فِي المِحرابِ و قال عز و جل وَ إِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُالآية و قال عز و جل إِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنّ اللّهَ يُبَشّرُكِالآية
صفحه : 145
الأنعام وَ قالُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ مَلَكٌ وَ لَو أَنزَلنا مَلَكاً لقَضُيَِ الأَمرُ ثُمّ لا يُنظَرُونَ وَ لَو جَعَلناهُ مَلَكاً لَجَعَلناهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَ و قال سبحانه وَ هُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَ يُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً حَتّي إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفّتهُ رُسُلُنا وَ هُم لا يُفَرّطُونَ و قال تعالي وَ لَو تَري إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ المَوتِ وَ المَلائِكَةُ باسِطُوا أَيدِيهِم أَخرِجُوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهُونِ بِما كُنتُم تَقُولُونَ عَلَي اللّهِ غَيرَ الحَقّ وَ كُنتُم عَن آياتِهِ تَستَكبِرُونَ و قال تعالي هَل يَنظُرُونَ إِلّا أَن تَأتِيَهُمُ المَلائِكَةُالأنفال أنَيّ مُمِدّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُردِفِينَ إلي قوله تعالي إِذ يوُحيِ رَبّكَ إِلَي المَلائِكَةِ أنَيّ مَعَكُم فَثَبّتُوا الّذِينَ آمَنُواالرعدلَهُ مُعَقّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ و قال تعالي وَ يُسَبّحُ الرّعدُ بِحَمدِهِ وَ المَلائِكَةُ مِن خِيفَتِهِالحجرما نُنَزّلُ المَلائِكَةَ إِلّا بِالحَقّ وَ ما كانُوا إِذاً مُنظَرِينَ و قال سبحانه وَ نَبّئهُم عَن ضَيفِ اِبراهِيمَ إِذ دَخَلُوا عَلَيهِ فَقالُوا سَلاماً إلي آخر القصة الإسراءقُل لَو كانَ فِي الأَرضِ مَلائِكَةٌ يَمشُونَ مُطمَئِنّينَ لَنَزّلنا عَلَيهِم مِنَ
صفحه : 146
السّماءِ مَلَكاً رَسُولًامريم فَأَرسَلنا إِلَيها رُوحَنا فَتَمَثّلَ لَها بَشَراً سَوِيّاالحج اللّهُ يصَطفَيِ مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النّاسِالفرقان يَومَ يَرَونَ المَلائِكَةَ لا بُشري يَومَئِذٍ لِلمُجرِمِينَ إلي قوله تعالي وَ يَومَ تَشَقّقُ السّماءُ بِالغَمامِ وَ نُزّلَ المَلائِكَةُ تَنزِيلًاالأحزاب فَأَرسَلنا عَلَيهِم رِيحاً وَ جُنُوداً لَم تَرَوهاسبأوَ يَومَ يَحشُرُهُم جَمِيعاً ثُمّ يَقُولُ لِلمَلائِكَةِ أَ هؤُلاءِ إِيّاكُم كانُوا يَعبُدُونَ قالُوا سُبحانَكَ أَنتَ وَلِيّنا مِن دُونِهِم بَل كانُوا يَعبُدُونَ الجِنّ أَكثَرُهُم بِهِم مُؤمِنُونَفاطرجاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلًا أوُليِ أَجنِحَةٍ مَثني وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ يَزِيدُ فِي الخَلقِ ما يَشاءُ إِنّ اللّهَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌالصافات وَ الصّافّاتِ صَفّا فَالزّاجِراتِ زَجراً فَالتّالِياتِ ذِكراً و قال تعالي فَاستَفتِهِم أَ لِرَبّكَ البَناتُ وَ لَهُمُ البَنُونَ أَم خَلَقنَا المَلائِكَةَ إِناثاً وَ هُم شاهِدُونَ أَلا إِنّهُم مِن إِفكِهِم لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللّهُ وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَ أَصطَفَي البَناتِ عَلَي البَنِينَ ما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ أَ فَلا تَذَكّرُونَ أَم لَكُم سُلطانٌ مُبِينٌ فَأتُوا بِكِتابِكُم إِن كُنتُم صادِقِينَ وَ جَعَلُوا بَينَهُ وَ بَينَ الجِنّةِ نَسَباً وَ لَقَد عَلِمَتِ الجِنّةُ إِنّهُم لَمُحضَرُونَ إلي قوله سبحانه وَ ما مِنّا إِلّا لَهُ مَقامٌ مَعلُومٌ وَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ وَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَ
صفحه : 147
الزمروَ تَرَي المَلائِكَةَ حَافّينَ مِن حَولِ العَرشِ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِمالسجدةإِنّ الّذِينَ قالُوا رَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوا تَتَنَزّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافُوا وَ لا تَحزَنُوا وَ أَبشِرُوا بِالجَنّةِ التّيِ كُنتُم تُوعَدُونَ نَحنُ أَولِياؤُكُم فِي الحَياةِ الدّنيا وَ فِي الآخِرَةِ وَ لَكُم فِيها ما تشَتهَيِ أَنفُسُكُم وَ لَكُم فِيها ما تَدّعُونَ نُزُلًا مِن غَفُورٍ رَحِيمٍ و قال سبحانه فَإِنِ استَكبَرُوا فَالّذِينَ عِندَ رَبّكَ يُسَبّحُونَ لَهُ بِاللّيلِ وَ النّهارِ وَ هُم لا يَسأَمُونَحمعسق وَ المَلائِكَةُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم وَ يَستَغفِرُونَ لِمَن فِي الأَرضِالزخرف وَ جَعَلُوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءاً إِنّ الإِنسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ أَمِ اتّخَذَ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ وَ أَصفاكُم بِالبَنِينَ إلي قوله وَ جَعَلُوا المَلائِكَةَ الّذِينَ هُم عِبادُ الرّحمنِ إِناثاً أَ شَهِدُوا خَلقَهُم سَتُكتَبُ شَهادَتُهُم وَ يُسئَلُونَ و قال وَ لَو نَشاءُ لَجَعَلنا مِنكُم مَلائِكَةً فِي الأَرضِ يَخلُفُونَالذاريات فَالمُقَسّماتِ أَمراًالحاقةوَ المَلَكُ عَلي أَرجائِهاالمعارج تَعرُجُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ إِلَيهِ فِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍالمدثرعَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ وَ ما جَعَلنا أَصحابَ النّارِ إِلّا مَلائِكَةً وَ ما جَعَلنا عِدّتَهُم إِلّا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُواالمرسلات وَ المُرسَلاتِ عُرفاً فَالعاصِفاتِ عَصفاً وَ النّاشِراتِ نَشراً
صفحه : 148
فَالفارِقاتِ فَرقاً فَالمُلقِياتِ ذِكراً عُذراً أَو نُذراً
النبأيَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا لا يَتَكَلّمُونَ إِلّا مَن أَذِنَ لَهُ الرّحمنُ وَ قالَ صَواباًالنازعات وَ النّازِعاتِ غَرقاً وَ النّاشِطاتِ نَشطاً وَ السّابِحاتِ سَبحاً فَالسّابِقاتِ سَبقاً فَالمُدَبّراتِ أَمراًعبس بأِيَديِ سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ قُتِلَ الإِنسانُ.تفسيروَ إِذ قالَ رَبّكَ قدمر تفسيرها في المجلد الخامس وتدل الآيات علي كثير من أحوال الملائكةقُل مَن كانَ عَدُوّا لِجِبرِيلَ قال الطوسي رحمه الله روُيَِ أَنّ ابنَ صُورِيَا وَ جَمَاعَةً مِن يَهُودِ فَدَكَ أَتَوُا النّبِيّص فَسَأَلُوهُ عَن مَسَائِلَ فَأَجَابَهُم فَقَالَ لَهُ ابنُ صُورِيَا خَصلَةٌ وَاحِدَةٌ إِن قُلتَهَا آمَنتُ بِكَ وَ اتّبَعتُكَ أَيّ مَلَكٍ يَأتِيكَ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ قَالَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ قَالَ ذَلِكَ عَدُوّنَا وَ يَنزِلُ بِالقِتَالِ وَ الشّدّةِ وَ الحَربِ وَ مِيكَائِيلُ يَنزِلُ بِاليُسرِ وَ الرّخَاءِ فَلَو كَانَ مِيكَائِيلُ هُوَ ألّذِي يَأتِيكَ لَآمَنّا بِكَ فَأَنزَلَ اللّهُ هَذِهِ الآيَةَفَإِنّهُ نَزّلَهُ عَلي قَلبِكَ بِإِذنِ اللّهِ
لا من تلقاء نفسه وإنما أضافه إلي قلبه لأنه إذاأنزل عليه كان يحفظه ويفهمه بقلبه ومعني قوله بإذن الله بأمر الله وقيل أراد بعلمه أوبإعلام الله إياه ماينزله علي قلبك مُصَدّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ أي من الكتب موافقا لهاوَ هُديً وَ بُشري لِلمُؤمِنِينَمعناه كان فيما أنزله من الأمر بالحرب والشدة علي الكافرين فإنه هدي وبشري للمؤمنين مَن كانَ عَدُوّا لِلّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِمعناه من كان معاديا لله أي يفعل فعل المعادي من المخالفة والعصيان وقيل المراد معاداة أوليائه وَ
جِبرِيلَ وَ مِيكالَأعاد ذكرهما لفضلهما ولأن اليهود خصوهما بالذكرفَإِنّ اللّهَ عَدُوّ لِلكافِرِينَإنما لم يقل لهم لأنه قديجوز أن ينتقلوا عن العداوة بالإيمان انتهي . وأقول الظاهر أن التعبير بالكافرين عنهم لبيان أن هذاأيضا من موجبات كفرهم وتدل الآية علي أنه تجب محبة الملائكة و أن عداوتهم كفر.وَ قالُوا لَو لا أُنزِلَ عَلَيهِ مَلَكٌ قال الطبرسي رحمه الله أي نشاهده فنصدقه وَ لَو أَنزَلنا مَلَكاً علي مااقترحوه لماآمنوا به فاقتضت الحكمة استئصالهم و ذلك معني قوله لقَضُيَِ الأَمرُ ثُمّ لا يُنظَرُونَ وقيل معناه لوأنزلنا ملكا في صورته لقامت الساعة أووجب استئصالهم وَ لَو جَعَلناهُ مَلَكاً أي الرسول و ألذي ينزل عليه ليشهد بالرسالة كمايطلبون ذلك لَجَعَلناهُ رَجُلًالأنهم لايستطيعون أن يروا الملك في صورته لأن أعين الخلق تحار عن رؤية الملائكة إلا بعدالتجسم بالأجسام الكثيفة ولذلك كانت الملائكة تأتي الأنبياء في صورة الإنس و كان جبرئيل ع يأتي النبي ص في صورة دحية الكلبي وكذلك نَبَأُ الخَصمِ إِذ تَسَوّرُوا المِحرابَ وإتيانهم ابراهيم ولوطا في صورة الضيفان من الآدميين وَ لَلَبَسنا عَلَيهِم ما يَلبِسُونَ قال الزجاج كانوا هم يلبسون علي ضعفتهم في أمر النبي ص فيقولون إنما هذابشر مثلكم فقال لوأنزلنا ملكا فرأوهم الملك رجلا لكان يلحقهم فيه من اللبس مثل مالحق ضعفتهم منهم وقيل لوأنزلنا ملكا لماعرفوه إلابالتفكر وهم لايتفكرون فيبقون في اللبس ألذي كانوا فيه وأضاف اللبس إلي نفسه لأنه يقع عندإنزاله الملائكة. و قال رحمه الله في قوله تعالي وَ يُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً أي ملائكة يحفظون
صفحه : 150
أعمالكم ويحصونها عليكم ويكتبونها و في هذالطف للعباد لينزجروا عن المعاصي إذاعلموا أن عليهم حفظة من عند الله يشهدون بهاعليهم يوم القيامةتَوَفّتهُ أي تقبض روحه رُسُلُنا أي أعوان ملك الموت عن ابن عباس وغيره قالوا وإنما يقبضون بأمره ولذا أضاف التوفي إليه في قوله قُل يَتَوَفّاكُم مَلَكُ المَوتِوَ هُم لا يُفَرّطُونَ أي لايضيعون أو لايغفلون و لايتوانون أو لايعجزون . و قال البيضاوي في قوله سبحانه وَ لَو تَري إِذِ الظّالِمُونَحذف مفعوله لدلالة الظرف عليه أي و لوتري الظالمين فِي غَمَراتِ المَوتِ أي في شدائده من غمره الماء إذاغشيه وَ المَلائِكَةُ باسِطُوا أَيدِيهِمبقبض أرواحهم كالمتقاضي الملظ أوبالعذاب أَخرِجُوا أَنفُسَكُمُ أي يقولون لهم أخرجوها إلينا من أجسادكم تغليظا وتعنيفا عليهم أوأخرجوها من العذاب وخلصوها من أيدينااليَومَيريد به وقت الإماتة أوالوقت الممتد من الإماتة إلي ما لانهاية له تُجزَونَ عَذابَ الهُونِ أي الهوان يريد العذاب المتضمن لشدة وإهانة انتهي .لَهُ مُعَقّباتٌ قال الطبرسي رحمه الله اختلف في الضمير ألذي في له علي وجوه أحدها أنه يعود إلي من في قوله مَن أَسَرّ القَولَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ والآخر أنه يعود إلي اسم الله تعالي و هوعالم الغيب والشهادة. وثالثها أنه يعود إلي النبي ص في قوله إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ. واختلف في المعقبات علي أقوال أحدها أنها الملائكة يتعاقبون تعقب ملائكة الليل ملائكة النهار وملائكة النهار ملائكة الليل وهم الحفظة يحفظون علي العبد عمله و قال
صفحه : 151
الحسن هم أربعة أملاك يجتمعون عندصلاة الفجر و هومعني قوله إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً و قدروي ذلك أيضا عن أئمتنا ع . والثاني أنهم ملائكة يحفظونه من المهالك حتي ينتهوا به إلي المقادير فيحولون بينه و بين المقادير عن علي ع وقيل هم عشرة أملاك علي كل آدمي يحفظونه من بين يديه و من خلفه يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ أي يطوفون به كمايطوف الملك الموكل بالحفظ وقيل يحفظون ماتقدم من عمله و ماتأخر إلي أن يموت فيكتبونه وقيل يحفظونه من وجوه المهالك والمعاطب و من الجن والإنس والهوام و قال ابن عباس يحفظونه مما لم يقدر نزوله فإذاجاء المقدر بطل الحفظ وقيل من أمر الله أي بأمر الله وقيل يحفظونه عن خلق الله فتكون من بمعني عن قال كعب لو لا أن الله وكل بكم ملائكته يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم ليخطفنكم الجن انتهي . و قال الرازي في تفسيره روُيَِ أَنّهُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللّهِ أخَبرِنيِ عَنِ العَبدِ كَم مَعَهُ مِن مَلَكٍ فَقَالَ ع مَلَكٌ عَن يَمِينِكَ لِلحَسَنَاتِ هُوَ أَمِينٌ عَلَي ألّذِي عَلَي الشّمَالِ فَإِذَا عَمِلتَ حَسَنَةً كَتَبَ عَشراً وَ إِذَا عَمِلتَ سَيّئَةً قَالَ ألّذِي عَلَي الشّمَالِ لِصَاحِبِ اليَمِينِ أَكتُبُ قَالَ لَا لَعَلّهُ يَتُوبُ فَإِذَا قَالَ ثَلَاثاً قَالَ نَعَم اكتُب أَرَاحَنَا اللّهُ مِنهُفَبِئسَ القَرِينُ مَا أَقَلّ مُرَاقَبَتَهُ لِلّهِ وَ استِحيَاءَهُ مِنّا[ وَ مَلَكَانِ مِن بَينِ يَدَيكَ وَ مِن خَلفِكَ]فَهُوَ قَولُهُ تَعَالَيلَهُ مُعَقّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ وَ مَلَكٌ قَابِضٌ عَلَي نَاصِيَتِكَ فَإِذَا تَوَاضَعتَ لِرَبّكَ رَفَعَكَ وَ إِن تَجَبّرتَ قَصَمَكَ وَ مَلَكَانِ عَلَي شَفَتَيكَ يَحفَظَانِ عَلَيكَ الصّلَاةَ وَ مَلَكٌ عَلَي فِيكَ لَا يَدَعُ أَن تَدخُلَ الحَيّةُ فِي فِيكَ وَ مَلَكٌ[مَلَكَانِ] عَلَي عَينَيكَ
صفحه : 152
فَهَؤُلَاءِ عَشَرَةُ أَملَاكٍ عَلَي كُلّ آدمَيِّ مَلَائِكَةُ اللّيلِ وَ مَلَائِكَةُ النّهَارِ فَهُم عِشرُونَ مَلَكاً عَلَي كُلّ آدمَيِّ
ثم قال فإن قيل ماالفائدة في جعل هؤلاء الملائكة موكلين علينا قلنا اعلم أن هذاالكلام غيرمستبعد و ذلك لأن المنجمين اتفقوا علي أن التدبير في كل يوم لكوكب علي حدة وكذا القول في كل ليلة و لاشك أن تلك الكواكب لها أرواح عندهم فتلك التدبيرات المختلفة في الحقيقة لتلك الأرواح و أماأصحاب الطلسمات فهذا الكلام مشهور في ألسنتهم ولذلك فإنهم يقولون أخبرني طبائع التام ومرادهم بالطبائع التام أن لكل إنسان روحا فلكية تتولي إصلاح مهماته ورفع بلياته وآفاته و إذا كان هذامتفقا عليه بين قدماء الفلاسفة وأصحاب الأحكام فكيف يستبعد مجيئه من الشرع وتمام التحقيق فيه أن الأرواح البشرية مختلفة في جواهرها وطبائعها فبعضها خيرة وبعضها شريرة وبعضها قوية القهر والسلطان وبعضها سخفة و كما أن الأمر في الأرواح البشرية كذلك الأمر في الأرواح الفلكية لكنه لاشك أن الأرواح الفلكية في كل باب وصفة أقوي من الأرواح البشرية فكل طائفة من الأرواح تكون مشاركة في طبيعة خاصة وصفة مخصوصة فإنها تكون في مرتبة روح من الأرواح الفلكية مشاكلة لها في الطبيعة والخاصية وتكون تلك الأرواح البشرية كأنها أولاد لذلك الروح الفلكي ومتي كان الأمر كذلك فإن ذلك الروح الفلكي يكون معينا لها علي مهماتها ومرشدا لها إلي مصالحها وعاصما
صفحه : 153
لها من صنوف الآفات فهذا كلام ذكره محققو الفلاسفة و إذا كان الأمر كذلك علمنا أن ألذي وردت به الشريعة أمر معقول مقبول عندالكل فكيف يمكن استنكاره من الشريعة. فإن قيل ماالفائدة في اختصاص هؤلاء الملائكة مع بني آدم وتسليطهم عليهم قلنا فيه وجوه الأول أن الشياطين يدعون إلي الشرور والمعاصي وهؤلاء الملائكة يدعون إلي الخيرات والطاعات .الثاني قال مجاهد ما من عبد إلا ومعه ملك موكل يحفظه من الجن والإنس والهوام في نومه ويقظته .الثالث أنانري أن الإنسان قديقع في قلبه داع قوي من غيرسبب ثم يظهر بالأخرة أن وقوع تلك الداعية في قلبه كان سببا من أسباب مصلحته وخيراته و قدينكشف أيضا بالأخرة أنه كان سببا لوقوعه في آفة أومعصية ومفسدة فظهر أن الداعي إلي الأمر الأول كان مريدا للخير والراحة و إلي الأمر الثاني كان مريدا للفساد والمحنة والأول هوالملك الهادي والثاني هوالشيطان المغوي.الرابع أن الإنسان إذاعلم أن الملائكة تحصي عليه أعماله كان إلي الحذر من المعاصي أقرب لأن من آمن يعتقد جلالة الملائكة وعلو مراتبهم فإذاحاول الإقدام علي معصية واعتقد أنهم يشاهدونها زجرة الحياء منهم عن الإقدام عليها كمايزجره إذاحضر من يعظمه من البشر و إذاعلم أن الملائكة يكتبونها كان الردع أكمل .
صفحه : 154
فإن قيل ماالفائدة في كتب أعمال العباد قلنا هاهنا مقامان .المقام الأول أن تفسير الكتبة بالمعني المشهور من الكتب قال المتكلمون الفائدة في تلك الصحف وزنها فإن رجحت كفة الطاعات ظهر للخلائق أنه من أهل الجنة وبالضد قال القاضي هذايبعد لأن الأدلة قددلت علي أن كل أحد قبل مماته عندالمعاينة يعلم أنه من السعداء أو من الأشقياء فلايجوز توقيف حصول تلك المعرفة علي الميزان ثم أجاب و قال لايمتنع مارويناه لأمر يرجع إلي حصول سروره عندالخلق العظيم أنه من أولياء الله في الجنة وبالضد من ذلك في أعداء الله . والمقام الثاني و هوقول حكماء الإسلام إن الكتبة عبارة عن نقوش مخصوصة وضعت بالاصطلاح لتعريف بعض المعاني المخصوصة فلو قدرنا تلك النقوش دالة علي تلك المعاني لأعيانها وذواتها كانت تلك الكتبة أقوي وأكمل إذاثبت هذافنقول إن الإنسان إذاأتي بعمل من الأعمال مرات وكرات كثيرة متوالية حصلت في نفسه بسبب تكرارها ملكة قوية راسخة فإن كانت تلك الملكة نافعة في السعادات الروحانية عظم ابتهاجه بها بعدالموت و إن كانت تلك الملكة ضارة في الأحوال الروحانية عظم تضرره بها بعدالموت إذاثبت هذافنقول إن التكرير الكثير لما كان سببا لحصول تلك الملكة الراسخة كان لكل واحد من
صفحه : 155
تلك الأعمال المتكررة أثر في حصول تلك الملكة الراسخة و ذلك الأثر و إن كان غيرمحسوس إلا أنه حاصل في الحقيقة و إذاعرفت هذاظهر أنه لايحصل للإنسان لمحة و لاحركة و لاسكون إلا ويحصل منه في جوهر نفسه أثر من آثار السعادة أوأثر من آثار الشقاوة قل أوكثر فهذا هوالمراد من كتبة الأعمال عندهؤلاء و الله العالم بحقائق الأمور انتهي . وإنما نقلنا كلامه لتطلع علي تحريفات الفلاسفة وتأويلاتهم للآيات والأخبار من غيرضرورة سوي الاستبعادات الوهمية وعدم الاعتناء بكلام صاحب الشريعة.وَ يَومَ يَحشُرُهُم جَمِيعاً أي العابدين لغير الله والمعبودين أَ هؤُلاءِ إِيّاكُم كانُوا يَعبُدُونَ علي الإنكار ليعترفوا بخلافه قالُوا سُبحانَكَ أي تنزيها لك عن أن يعبد سواك أَنتَ وَلِيّنا أي ناصرنا وأولي بنامِن دُونِهِم أي من دون هؤلاء الكفار و ماكنا نرضي بعبادتهم إيانابَل كانُوا يَعبُدُونَ الجِنّ أي إبليس وذريته حيث أطاعوهم فيما دعوهم إليه من عبادة الملائكة وغيرهم أَكثَرُهُم بِهِم مُؤمِنُونَمصدقون بالشياطين مطيعون لهم .جاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلًا قال الطبرسي رحمه الله أي إلي الأنبياء بالرسالات والوحيأوُليِ أَجنِحَةٍجعلهم كذلك ليتمكنوا بها من العروج إلي السماء و من النزول إلي الأرض فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة أجنحة ومنهم من له أربعة أجنحة عن قتادة و قال يزيد فيها مايشاء و هو قوله يَزِيدُ فِي الخَلقِ ما يَشاءُ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ رَأَي رَسُولُ اللّهِ جَبرَئِيلَ لَيلَةَ المِعرَاجِ وَ لَهُ سِتّمِائَةِ جَنَاحٍ
وقيل أراد بقوله يَزِيدُ فِي الخَلقِ ما يَشاءُحسن الصوت وقيل هوالملاحة في العينين و
عَنِ النّبِيّص قَالَ هُوَ الوَجهُ الحَسَنُ وَ الصّوتُ الحَسَنُ وَ الشّعرُ الحَسَنُ
. و قال الرازي أقل ما يكون لذي الجناح أن يكون له جناحان و مابعدهما
صفحه : 156
زيادة و قال قوم فيه إن الجناح إشارة إلي الجهة وبيانه هو أن الله ليس فوقه شيء و كل شيءفهو تحت قدرته ونعمته والملائكة لهم وجه إلي الله يأخذون منه نعمه ويعطون من دونهم ماأخذوا بإذن الله كما قال تعالي نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ عَلي قَلبِكَ و قوله عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي و قال تعالي في حقهم فَالمُدَبّراتِ أَمراًفهما جناحان وفيهم من يفعل الخير بواسطة وفيهم من يفعله لابواسطة فالفاعل بواسطة فيه ثلاث جهات وفيهم من له أربع جهات وأكثر والظاهر ماذكرناه أولا و هو ألذي عليه إطباق المفسرون . و قال في قوله تعالي وَ الصّافّاتِ صَفّاالآيات هذه الأشياء الثلاثة المقسم بهايحتمل أن تكون صفات ثلاثة لموصوف واحد ويحتمل أن تكون أشياء ثلاثة متبائنة أما علي التقدير الأول ففيه وجوه الأول أنها صفات الملائكة وتقريره أن الملائكة يقفون صفوفا إما في السماوات لأداء العبادات كماأخبر الله تعالي عنهم أنهم قالواوَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ وقيل إنهم يصفون أجنحتهم في الهواء ويقفون منتظرين وصول أمر الله إليهم ويحتمل أيضا أن يقال معني كونهم صفوفا أن لكل واحد منهم مرتبة ودرجة معينة في الشرف والفضيلة أو في الذات والعلية وتلك الدرجات المترتبة باقية غيرمتغيرة و ذلك نسبة الصفوف و أما قوله تعالي فَالزّاجِراتِ زَجراً فقال الليث زجرت البعير أزجره زجرا إذاحثثته ليمضي وزجرت فلانا عن سوء فانزجر أي نهيته فانتهي فعلي هذاالزجر للبعير كالحث وللإنسان كالنهي.فنقول في وصف الملائكة بالزجر وجوه الأول قال ابن عباس يريد الملائكة التي وكلوا بالسحاب يزجرونها بمعني أنهم يأتون بها من موضع إلي موضع .
صفحه : 157
الثاني المراد منه أن الملائكة لهم تأثيرات في قلوب بني آدم علي سبيل الإلهامات فهم يزجرونهم عن المعاصي زجرا.الثالث لعل الملائكة أيضا يزجرون الشياطين عن التعرض لبني آدم بالشر والإيذاء. وأقول قدثبت في العلوم العقلية أن الموجودات علي ثلاثة أقسام مؤثر لايقبل الأثر و هو الله سبحانه و هوأشرف الموجودات ومتأثر لايؤثر و هوعالم الأجسام و هوأخس الموجودات وموجود يؤثر في شيء ويتأثر عن شيءآخر و هوعالم الأرواح و ذلك لأنها تقبل الأثر عن عالم كبرياء الله ثم إنها تؤثر في عالم الأجسام واعلم أن الجهة التي باعتبارها تقبل الأثر من عالم كبرياء الله غيرالجهة التي باعتبارها تستولي علي عالم الأجسام وتقدر علي التصرف فيها و قوله فَالتّالِياتِ ذِكراًإشارة إلي الأشرف من الجهة التي باعتبارها يقوي علي التأثير في عالم الأجسام إذاعرفت هذافقوله وَ الصّافّاتِ صَفّاإشارة إلي وقوفها صفا صفا في مقام العبودية والطاعة والخضوع والخشوع و هوالجهة التي باعتبارها تقبل تلك الجواهر القدسية أصناف الأنوار الإلهية والكمالات الصمدية و قوله تعالي فَالزّاجِراتِ زَجراًإشارة إلي تأثير الجواهر الملكية في تنوير الأرواح القدسية البشرية وإخراجها من القوة إلي الفعل و ذلك أنه كالقطرة بالنسبة إلي البحر وكالشعلة بالنسبة إلي الشمس و أن هذه الأرواح البشرية إنما تنتقل من القوة إلي الفعل في المعارف الإلهية والكمالات الروحانية بتأثيرات جواهر الملائكة ونظيره قوله تعالي يُنَزّلُ المَلائِكَةَ بِالرّوحِ مِن أَمرِهِ عَلي مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ و قوله نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ عَلي قَلبِكَ و
صفحه : 158
قوله فَالمُلقِياتِ ذِكراً. إذاعرفت هذافنقول في هذه الآية دقيقة أخري وهي أن الكمال المطلق للشيء إنما يحصل إذا كان تاما وفوق التام والمراد بكونه تاما أن تحصل الكمالات اللائقة به حصولا بالفعل والمراد بكونه فوق التام أن يفيض منه أصناف الكمالات والنوالات علي غيره و من المعلوم أن كونه كاملا في ذاته مقدم علي كونه مكملا لغيره إذاعرفت هذافقوله وَ الصّافّاتِ صَفّاإشارة إلي استكمال جواهر الملائكة في ذواتها وقت وقوفها في مواقف العبودية وصفوف الخدمة والطاعة و قوله تعالي فَالزّاجِراتِ زَجراًإشارة إلي كيفية تأثيراتها في إزالة ما لاينبغي عن جواهر الأرواح البشرية و قوله تعالي فَالتّالِياتِ ذِكراًإشارة إلي كيفية تأثيراتها في إفاضة الجلايا القدسية والأنوار الإلهية علي الأنوار الناطقة البشرية فهذه مناسبات عقلية واعتبارات دقيقة تنطبق عليها هذه الألفاظ الثلاثة.الثاني أن تحمل هذه الصفات علي النفوس البشرية الطاهرة المقدسة المقبلة علي عبودية الله تعالي الذين هم ملائكة الأرض وبيانه من وجهين الأول أن قوله وَ الصّافّاتِ صَفّاالمراد به الصفوف الحاصلة عندأداء الصلاة بالجماعة و قوله فَالزّاجِراتِ زَجراًإشارة إلي قراءة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كأنهم بسبب قراءة هذه الكلمة يزجرون الشياطين عن إلقاء الوساوس في قلوبهم في أثناء الصلاة و قوله فَالتّالِياتِ ذِكراًإشارة إلي قراءة القرآن في الصلاة وقيل إلي رفع الصوت بالقراءة كأنه يزجر الشيطان بواسطة رفع الصوت .
صفحه : 159
والوجه الثاني أن المراد بالأول الصفوف الحاصلة من العلماء المحقين الذين يدعون إلي دين الله تعالي وبالثاني اشتغالهم بالزجر عن الشبهات والشهوات وبالثالث اشتغالهم بالدعوة إلي دين الله والترغيب في العمل بشرائع الله .الوجه الثالث أن نحملها علي أحوال الغزاة والمجاهدين في سبيل الله فالمراد بالأول صفوف القتال كقوله تعالي إِنّ اللّهَ يُحِبّ الّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّا وبالثاني رفع الصوت بزجر الخيل وبالثالث اشتغالهم وقت شروعهم في محاربة العدو بقراءة القرآن وذكر الله بالتهليل والتقديس والوجه الرابع أن نجعلها صفات لآيات القرآن فالأول المراد به كونها أنواعا مختلفة بعضها في دلائل التوحيد وبعضها في بيان التكاليف والأحكام وبعضها في تعليم الأخلاق الفاضلة و هذه الآيات مترتبة ترتيبا لايتغير و لايتبدل فهي تشبه أشخاصا واقفين في صفوف معينة وبالثاني الآيات الزاجرة عن الأفعال المنكرة وبالثالث الآيات الدالة علي وجوب الإقدام علي أعمال البر والخير ووصف الآيات بكونها تالية علي قانون مايقال شعر شاعر وكلام قائل قال تعالي إِنّ هذَا القُرآنَ يهَديِ للِتّيِ هيَِ أَقوَمُ و أماالاحتمال الثاني هو أن يكون المراد بهذه الثلاثة أشياء متغايرة فقيل المراد بقوله وَ الصّافّاتِ صَفّاالطير من قوله تعالي وَ الطّيرُ صَافّاتٍ والزاجرات كل مازجر عن معاصي الله والتاليات كل مايتلي من كتاب الله . وأقول فيه وجه آخر و هو أن مخلوقات الله إما جسمانية وإما روحانية أماالجسمانية فإنها مترتبة علي طبقات ودرجات لايتغير البتة
صفحه : 160
فالأرض وسط العالم وهي محفوفة بكرة الماء والماء محفوف بالهواء والهواء بالنار ثم هذه الأربعة بكرات الأفلاك إلي آخر العالم الجسماني فهذه الأجسام كأنها صفوف واقفة علي عتبة جلال الله تعالي و أماالجواهر الروحانية الملكية فهي علي اختلاف درجاتها وتباين صفاتها مشتركة في صفتين أحدهما التأثير في عالم الأجسام بالتحريك والتصرف و إليه الإشارة بقوله فَالزّاجِراتِ زَجراًفإنا بينا أن المراد من هذاالزجر الشوق والتحريك والثاني الإدراك والمعرفة والاستغراق في معرفة الله والثناء عليه و إليه الإشارة بقوله تعالي فَالتّالِياتِ ذِكراً و لما كان الجسم أدني منزلة من الأرواح المشتغلة بالتصرف في الجسمانيات وهي أدون منزلة من الأرواح المستغرقة في معرفة جلال الله المقبلة علي تسبيح الله كما قال وَ مَن عِندَهُ لا يَستَكبِرُونَ عَن عِبادَتِهِ لاجرم بدأ في المرتبة الأولي بذكر الأجسام ثم ذكر الأرواح المدبرة لأجسام هذاالعالم ثم ذكر أعلي الدرجات وهي الأرواح المقدسة المتوجهة بكليتها إلي معرفة جلال الله والاستغراق في الثناء عليه فهذه احتمالات خطرت بالبال والعالم بأسرار كلام الله ليس إلا الله .فَاستَفتِهِم أَ لِرَبّكَ البَناتُ وَ لَهُمُ البَنُونَ قال البيضاوي أمر باستفتائهم حيث جعلوا لله البنات ولأنفسهم البنين في قولهم الملائكة بنات الله وهؤلاء زادوا علي الشرك ضلالات أخري التجسيم وتجويز الفناء علي الله فإن الولادة مخصوصة بالأجسام الكائنة الفاسدة وتفضيل أنفسهم عليه علي وجه القسمة حيث جعلوا أوضع الجنسين له وأرفعهما لهم واستهانتهم بالملائكة حيث أنثوهم ولذلك كرر الله إنكار ذلك وإبطاله في كتابه مرارا وجعله مماتَكادُ السّماواتُ يَتَفَطّرنَ مِنهُ وَ تَنشَقّ الأَرضُ وَ تَخِرّ الجِبالُ هَدّا والإنكار هاهنا مقصور علي الأخيرين لاختصاص هذه الطائفة بهما ولأن فسادهما مما تدركه العامة بمقتضي طباعهم حيث جعل
صفحه : 161
المعادل للاستفهام علي التقسيم أَم خَلَقنَا المَلائِكَةَ إِناثاً وَ هُم شاهِدُونَ وإنما خص علم المشاهدة لأن أمثال ذلك لاتعلم إلا به فإن الأنوثة ليست من لوازم ذاتهم ليمكن معرفته بالعقل الصرف مع ما فيه من الاستهزاء والإشعار بأنهم لفرط جهلهم ينبئون به كأنهم قدشاهدوا خلقهم أَلا إِنّهُم مِن إِفكِهِم لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللّهُلعدم مايقتضيه وقيام ماينفيه وَ إِنّهُم لَكاذِبُونَفيما يتدينون به أَصطَفَي البَناتِ عَلَي البَنِينَاستفهام إنكار واستبعاد والاصطفاء أخذ صفوة الشيءما لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَبما لايرتضيه عقل أَ فَلا تَذَكّرُونَ أنه منزه عن ذلك أَم لَكُم سُلطانٌ مُبِينٌحجة واضحة نزلت عليكم من السماء بأن الملائكة بناته فَأتُوا بِكِتابِكُم ألذي أنزل عليكم إِن كُنتُم صادِقِينَ في دعواكم وَ جَعَلُوا بَينَهُ وَ بَينَ الجِنّةِ نَسَباًيعني الملائكة ذكرهم باسم جنسهم وضعا منهم أن يبلغوا هذه المرتبة وقيل قالوا إن الله صاهر الجن فخرجت الملائكة وقيل قالوا الله والشيطان أخوان وَ لَقَد عَلِمَتِ الجِنّةُ إِنّهُم أن الكفرة أوالإنس أوالجنة إن فسرت بغير الملائكةلَمُحضَرُونَ في العذاب وَ ما مِنّا إِلّا لَهُ مَقامٌ مَعلُومٌحكاية اعتراف الملائكة بالعبودية بالرد علي عبدتهم والمعني و مامنا أحد إلا له مقام معلوم في المعرفة والعبادة والانتهاء إلي أمر الله تعالي في تدبير العالم وَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ في أداء الطاعة ومنازل الخدمةوَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَالمنزهون الله عما لايليق به ولعل الأول إشارة إلي درجاتهم في الطاعة و هذا في المعارف . و قال الطبرسي رحمه الله وَ ما مِنّا إِلّا لَهُ مَقامٌ مَعلُومٌ هذاقول جبرئيل للنبيص وقيل إنه قول الملائكة و فيه مضمر أي و مامنا معشر الملائكة ملك إلا و له مقام معلوم في السماوات يعبد الله فيه وقيل معناه أنه لايتجاوز ماأمر به ورتب له كما لايتجاوز صاحب المقام مقامه ألذي حد له فكيف يجوز
صفحه : 162
له أن يعبد من هوبهذه الصفة و هو عبدمربوب وَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَحول العرش ننتظر الأمر والنهي من الله تعالي وقيل القائمون صفوفا في الصلاة قال الكلبي صفوف الملائكة في السماء كصفوف أهل الدنيا في الأرض و قال الجبائي صافون بأجنحتنا في الهواء للعبادة والتسبيح وَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَ أي المصلون المنزهون الرب عما لايليق به و منه قيل فرغت من سبحتي أي من صلاتي و ذلك لما في الصلاة من تسبيح الله وتعظيمه والمسبحون القائلون سبحان الله علي وجه التعظيم لله . و قال في قوله تعالي وَ تَرَي المَلائِكَةَ حَافّينَ مِن حَولِ العَرشِمعناه و من عجائب أمور الآخرة أنك تري الملائكة محدقين بالعرش يطوفون حوله يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم أي ينزهون الله تعالي عما لايليق به ويذكرونه بصفاته التي هوعليها وقيل يحمدون الله تعالي حيث دخل الموحدون الجنة و في قوله تَتَنَزّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُيعني عندالموت روي ذلك عن أبي عبد الله ع وقيل تستقبلهم الملائكة إذاخرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله تعالي وقيل إن البشري تكون في ثلاثة مواطن عندالموت و في القبر و عندالبعث نَحنُ أَولِياؤُكُم أي نحن معاشر الملائكة أنصاركم وأحباؤكم فِي الحَياةِ الدّنيانتولي إيصال الخيرات إليكم من قبل الله تعالي وَ فِي الآخِرَةِنتولاكم بأنواع الإكرام والمثوبة وقيل نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا أي نحن نحرسكم في الدنيا و عندالموت و في الآخرة عن أبي جعفر ع . و قال الرازي في قوله تعالي نَحنُ أَولِياؤُكُمالآية هذا في مقابلة ماذكره في وعيد الكفار حيث قال وَ قَيّضنا لَهُم قُرَناءَ فَزَيّنُوا لَهُم ومعني كونهم أولياء للمؤمنين أن للملائكة تأثيرات في الأرواح البشرية بالإلهامات و
صفحه : 163
المكاشفات اليقينية والمقامات الحقة كما أن للشياطين تأثيرات في الأرواح بإلقاء الوساوس فيها وتخييل الأباطيل إليها وبالجملة فكون الملائكة أولياء للأرواح الطيبة الطاهرة حاصل من جهات كثيرة معلومة لأرباب المكاشفات والمشاهدات فهم يقولون كما أن تلك الولاية كانت حاصلة في الدنيا فهي تكون باقية في الآخرة فإن تلك العلائق لازمة غيرقابلة للزوال بل كأنها تصير بعدالموت أقوي وأبقي و ذلك لأن جوهر النفس من جنس الملائكة وهي كالشعلة بالنسبة إلي الشمس والقطرة بالنسبة إلي البحر والتعلقات الجسدانية هي تحول بينها و بين الملائكة كما قَالَص لَو لَا أَنّ الشّيَاطِينَ يَحُومُونَ عَلَي قُلُوبِ بنَيِ آدَمَ لَنَظَرُوا إِلَي مَلَكُوتِ السّمَاوَاتِ
فإذازالت العلائق الجسمانية والتدبيرات البدنية فقد زال الغطاء والوطاء فيتصل الأثر بالمؤثر والقطرة بالبحر والشعلة بالشمس فهذا هوالمراد من قوله نَحنُ أَولِياؤُكُم فِي الحَياةِ الدّنيا وَ فِي الآخِرَةِ ثم قال والأقرب عندي أن قوله وَ لَكُم فِيها ما تشَتهَيِ أَنفُسُكُمإشارة إلي الجنة الجسمانيةوَ لَكُم فِيها ما تَدّعُونَإشارة إلي الجنة الروحانية المذكورة في قوله تعالي دَعواهُم فِيها سُبحانَكَ أللّهُمّ وَ تَحِيّتُهُم فِيها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعواهُم أَنِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَانتهي .فَالّذِينَ عِندَ رَبّكَ أي جميع الملائكة أوطائفة مخصوصة منهم و علي الأول دوام تسبيحهم لاينافي اشتغالهم بسائر الخدمات مع أن تلك الخدمات أيضا نوع من تسبيحهم وَ هُم لا يَسأَمُونَ أي لايملون و لايفترون . و قال الرازي في قوله تعالي وَ المَلائِكَةُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِماعلم
صفحه : 164
أن مخلوقات الله نوعان نوع عالم الجسمانيات وأعظمها السماوات وعالم الروحانيات وأعظمها الملائكة فبين سبحانه كمال عظمته باستيلاء هيبته علي الجسمانيات فقال تَكادُ السّماواتُ يَتَفَطّرنَ مِن فَوقِهِنّ ثم انتقل إلي ذكر الروحانيات فقال وَ المَلائِكَةُ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم والجواهر الروحانية لها تعلقان تعلق بعالم الجلال والكبرياء و هوتعلق القبول فإن الأضواء الصمدية إذاشرقت علي الجواهر الروحانية استضاءت جواهرها وأشرقت ماهياتها ثم إن الجواهر الروحانية إذااستفادت تلك القوي الربانية قويت بها علي الاستيلاء علي عالم الجسمانيات و إذا كان كذلك فلها وجهان وجه إلي حضرة الجلال ووجه إلي عالم الأجسام والوجه الأول أشرف من الثاني إذاعرفت هذافنقول أماالجهة الأولي وهي الجهة المقدسة العلوية فقد اشتملت علي أمرين أحدهما التسبيح والثاني التحميد لأن التسبيح عبارة عن تنزيه الله تعالي عما لاينبغي والتحميد عبارة عن وصفه بكونه معطيا لكل الخيرات وكونه منزها في ذاته عما لاينبغي مقدم بالرتبة علي كونه فياضا للخيرات والسعادات لأن وجود الشيء وحصوله في نفسه مقدم علي تأثيره في حصول غيره فلهذا السبب كان التسبيح مقدما علي التحميد ولهذا قال يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم و أماالجهة الثانية وهي الجهة التي لتلك الأرواح إلي عالم الجسمانيات فالإشارة إليها بقوله وَ يَستَغفِرُونَ لِمَن فِي الأَرضِ والمراد منها تأثيراتها في نظم أحوال هذاالعالم وحصول الطريق الأصوب فيهاانتهي . واستدل بالآية علي عصمة الملائكة لأنهم لوكانوا مذنبين كانوا يستغفرون
صفحه : 165
لأنفسهم قبل استغفارهم لغيرهم و فيه نظر.وَ جَعَلُوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءاًفقالوا الملائكة بنات الله وسماء جزءا لأن الولد جزء من الوالد و هويستلزم التركيب المنافي لوجوب الوجودلَكَفُورٌ مُبِينٌ أي ظاهر الكفران وَ إِذا بُشّرَ أَحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرّحمنِ مَثَلًا أي بالجنس ألذي جعله له مثلا إذ الولد لابد أن يماثل الوالدظَلّ وَجهُهُ مُسوَدّا أي صار وجهه أسود في الغاية لمايعتريه من الكآبةوَ هُوَ كَظِيمٌ أي مملو قلبه من الكرب أَ وَ مَن يُنَشّؤُا فِي الحِليَةِ أي أوجعلوا له أواتخذ من يتربي في الزينة يعني البنات وَ هُوَ فِي الخِصامِ أي في المجادلةغَيرُ مُبِينٍ أي غيرمقرر لمايدعيه من نقصان العقل وضعف الرأيوَ جَعَلُوا المَلائِكَةَ الّذِينَ هُم عِبادُ الرّحمنِ إِناثاًكفر آخر تضمنه مقالهم شنع به عليهم و هوجعلهم أكمل العباد وأكرمهم علي الله أنقصهم عقلا وأخصهم صنفاأَ شَهِدُوا خَلقَهُم أي أحضروا خلق الله أيام فشاهدوهم إناثا فإن ذلك مما يعلم بالمشاهدة و هوتجهيل وتهكم لهم سَتُكتَبُ شَهادَتُهُمالتي شهدوا بها علي الملائكةوَ يُسئَلُونَ أي عنها يوم القيامة.فَالمُقَسّماتِ أَمراً أي الملائكة يقسمون الأمور بين الخلق علي ماأمروا به قال الطبرسي رحمه الله
روُيَِ أَنّ ابنَ الكَوّاءِ سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يَخطُبُ عَلَي المِنبَرِ فَقَالَ مَاالذّارِياتِ ذَرواً قَالَ الرّيَاحُ قَالَفَالحامِلاتِ وِقراً قَالَ السّحَابُ قَالَفَالجارِياتِ يُسراً قَالَ السّفُنُ قَالَفَالمُقَسّماتِ أَمراً قَالَ المَلَائِكَةُ
وروي ذلك عن ابن عباس ومجاهدفِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍقيل أي كان مقداره من عروج غيرهم خمسين ألف سنة و ذلك من أسفل الأرضين إلي فوق السماوات السبع وقيل امتداد ذلك اليوم علي بعض الكفار كذلك وقيل معناه أن أول نزول الملائكة في الدنيا بأمره ونهيه وقضائه بين الخلائق إلي آخر عروجهم إلي السماء و هوالقيامة هذه المدة.
صفحه : 166
عَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ قال الطبرسي رحمه الله أي من الملائكة وهم خزنتها مالك وثمانية عشر أعينهم كالبرق الخاطف وأنيابهم كالصياصي يخرج لهب النار من أفواههم ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة تسع كف أحدهم مثل ربيعة ومضر نزعت منهم الرحمة يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم .وَ ما جَعَلنا أَصحابَ النّارِ إِلّا مَلائِكَةً أي و ماجعلنا الموكلين بالنار المتولين تدبيرها إلاملائكة جعلنا شهوتهم في تعذيب أهل الناروَ ما جَعَلنا عِدّتَهُم إِلّا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوا أي لم نجعلهم علي هذاالعدد إلامحنة وتشديدا في التكليف لأن الكفار استقلوا هذاالعدد وزعموا أنهم يقدرون علي دفعهم و قدمر الكلام في تلك الآيات في كتاب المعاد.وَ المُرسَلاتِ عُرفاً
رَوَي الطبّرسِيِّ عَن أَبِي حَمزَةَ الثمّاَليِّ عَن أَصحَابِ عَلِيّ عَنهُ ع أَنّهَا المَلَائِكَةُ أُرسِلَت بِالمَعرُوفِ مِن أَمرِ اللّهِ وَ نَهيِهِ
فَالعاصِفاتِ عَصفاًيعني الرياح الشديدات الهبوب وَ النّاشِراتِ نَشراًالملائكة تنتشر الكتب عن الله فَالفارِقاتِ فَرقاًهي آيات القرآن تفرق بين الحق والباطل والهدي والضلال فَالمُلقِياتِ ذِكراًالملائكة تلقي الذكر إلي الأنبياء وتلقيه الأنبياء إلي الأمم . و قال البيضاوي أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن الله متتابعة فعصفن عصف الرياح في امتثال أمره ونشرن الشرائع في الأرض أونشرن النفوس
صفحه : 167
الميتة بالجهل بما أوحين من العلم ففرقن بين الحق والباطل فألقين إلي الأنبياء ذكرا عذرا للمحقين ونذرا للمبطلين أوبآيات القرآن المرسلة بكل عرف إلي محمدص فعصفن سائر الكتب أوالأديان بالنسخ ونشرن آثار الهدي والحكم في الشرق والغرب وفرقن بين الحق والباطل فألقين ذكر الحق فيما بين العالمين أوبالنفوس الكاملة المرسلة إلي الأبدان لاستكمالها فعصفن ماسوي الحق ونشرن أثر ذلك في جميع الأعضاء وفرقن بين الحق بذاته والباطل بنفسه فرأون كل شيءهالكا إلاوجهه فألقين ذكرا بحيث لا يكون في القلوب والألسنة إلاذكرهم أوبرياح عذاب أرسلن فعصفن ورياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن فألقين ذكرا أي تسببن له فإن العاقل إذاشاهد هبوبها أوآثارها ذكر الله تعالي وتذكر كمال قدرته وعرفا إما نقيض النكر وانتصابه علي العلة أي أرسلن للإحسان والمعروف أوبمعني المتابعة من عرف الفرس وانتصابه علي الحال عُذراً أَو نُذراًمصدران لعذر إذامحا الإساءة وأنذر إذاخوف أوجمعان لعذر بمعني المعذرة ونذر بمعني الإنذار أوبمعني العاذر والمنذر ونصبهما علي الأولين بالعلية أي عذرا للمحقين ونذرا للمبطلين أوالبدلية من ذكرا علي أن المراد به الوحي أو مايعم التوحيد والشرك والإيمان والكفر و علي الثالث بالحالية وقرأهما أبوعمرو وحمزة والكسائي وحفص بالتخفيف .يَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا قال الطبرسي رحمه الله اختلف في معني الروح هنا علي أقوال
صفحه : 168
أحدها أن الروح خلق من خلق الله تعالي علي صورة بني آدم وليسوا بناس وليسوا بملائكة يقومون صفا والملائكة صفا هؤلاء جند وهؤلاء جند عن مجاهد وقتادة و أبي صالح قال الشعبي هما سماطا رب العالمين يوم القيامة سماط من الروح وسماط من الملائكة. وثانيها أن الروح ملك من الملائكة و ماخلق الله مخلوقا أعظم منه فإذا كان يوم القيامة قام هووحده صفا وقامت الملائكة كلهم صفا واحدا فيكون عظم خلقه مثل صفهم عن ابن مسعود و عن عطاء عن ابن عباس . وثالثها أنه أرواح الناس تقوم مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن ترد الأرواح إلي الأجساد عن عطية عن ابن عباس . ورابعها أنه جبرئيل ع عن الضحاك و قال وهب إن جبرئيل واقف بين يدي الله عز و جل ترعد فرائصه يخلق الله عز و جل من كل رعدة مائة ألف ملك فالملائكة صفوف بين يدي الله تعالي منكسو رءوسهم فإذاأذن الله لهم في الكلام قالوا لاإله إلا أنت وَ قالَ صَواباً أي لاإله إلا الله
وَ رَوَي عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بِإِسنَادِهِ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ هُوَ مَلَكٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ
. وخامسها أن الروح بنو آدم عن الحسن و قوله صَفّامعناه مصطفين . و قال في قوله وَ النّازِعاتِ غَرقاًاختلف في معناه علي وجوه أحدها أنه يعني الملائكة الذين ينزعون أرواح الكفار عن أبدانهم
صفحه : 169
بالشدة كمايغرق النازع في القوس فيبلغ بهاغاية المد روي ذلك عن علي عليه السلام وغيره و قال مسروق هي الملائكة تنزع نفوس بني آدم وقيل هوالموت ينزع النفوس عن مجاهد وروي ذلك عن الصادق ع . وثانيها أنها النجوم تنزع من أفق إلي أفق أي تطلع ثم تغيب قال أبوعبيدة تنزع من مطالعها وتغرق في مغاربها. وثالثها النازعات القسي تنزع بالسهم والناشطات الأوهاق فالقسم بفاعلها وهم المجاهدون .وَ النّاشِطاتِ نَشطاً فيه أيضا أقوال أحدها ماذكرناه . وثانيها أنها الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والأظفار حتي تخرجها من أجوافهم بالكرب والغم عن علي ع والنشط الجذب يقال نشطت الدلو نشطا نزعته . وثالثها أنها الملائكة تنشط أنفس المؤمنين فتقبضها كماينشط العقال من يد البعير إذاحل عنها عن ابن عباس . ورابعها أنها أنفس المؤمنين تنشط عندالموت للخروج عندرؤية موضعه من الجنة عن ابن عباس أيضا. وخامسها أنها النجوم تنشط من أفق إلي أفق أي تذهب يقال حمار ناشط.وَ السّابِحاتِ سَبحاً فيه أقوال أيضا أحدها أنها الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم
صفحه : 170
يدعونها حتي تستريح كالسابح بالشيء في الماء يرمي به عن علي ع . وثانيها أنها الملائكة ينزلون عن السماء مسرعين و هذا كمايقال للفرس الجواد سابح إذاأسرع في جريه . وثالثها أنها النجوم تسبح في فلكها وقيل هي خيل الغزاة تسبح في عدوها كقوله وَ العادِياتِ ضَبحاً وقيل هي السفن تسبح في الماء.فَالسّابِقاتِ سَبقاً فيه أيضا أقوال أحدها أنها الملائكة لأنها سبقت ابن آدم بالخير والإيمان والعمل الصالح وقيل إنها تسبق الشياطين بالوحي إلي الأنبياء وقيل إنها تسبق بأرواح المؤمنين إلي الجنة عن علي ع . وثانيها أنها أنفس المؤمنين تسبق إلي الملائكة الذين يقبضونها و قدعاينت السرور شوقا إلي رحمة الله ولقاء ثوابه وكرامته . وثالثها أنها النجوم يسبق بعضها بعضا في السير. ورابعها أنها الخيل يسبق بعضها بعضا في الحرب .فَالمُدَبّراتِ أَمراً فيهاأيضا أقوال أحدها أنها الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلي السنة عن علي عليه السلام . وثانيها أن المراد بذلك جبرئيل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل ع يدبرون أمور الدنيا فأما جبرئيل ع فموكل بالرياح والجنود و أماميكائيل فموكل بالقطر والنبات و أماملك الموت فموكل بقبض الأنفس و أماإسرافيل فهو يتنزل بالأمر عليهم . وثالثها أنها الأفلاك يقع فيهاأمر الله تعالي فيجري بهاالقضاء في الدنيا رواه علي بن ابراهيم .
صفحه : 171
و قال في قوله تعالي فِي صُحُفٍ مُكَرّمَةٍ أي هذاالقرآن أو هذه التذكرة في كتب معظمة عند الله وهي اللوح المحفوظ وقيل يعني كتب الأنبياء المنزلة عليهم مَرفُوعَةٍ في السماء السابعة وقيل مرفوعة قدرفعها الله عن دنس الأنجاس مُطَهّرَةٍ لايمسها إلاالمطهرون وقيل مصونة عن أن تنالها أيدي الكفرة لأنها في أيدي الملائكة في أعز مكان وقيل مطهرة من كل دنس وقيل مطهرة من الشك والشبهة والتناقض بأِيَديِ سَفَرَةٍيعني الكبة من الملائكة وقيل يعني السفراء بالوحي بين الله تعالي و بين رسله من السفارة و قال قتادة هم القراء يكتبونها ويقرءونها
وَ رَوَي فُضَيلُ بنُ يَسَارٍ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ الحَافِظُ لِلقُرآنِ العَامِلُ بِهِ مَعَ السّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِكِرامٍ عَلَي رَبّهِمبَرَرَةٍمُطِيعِينَ
وقيل كِرامٍ عن المعاصي يرفعون أنفسهم عنهابَرَرَةٍ أي صالحين متقين
1- الإِحتِجَاجُ،بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع فِيمَا احتَجّ رَسُولُ اللّهِص بِهِ عَلَي المُشرِكِينَ وَ المَلَكُ لَا تُشَاهِدُهُ حَواسّكُم لِأَنّهُ مِن جِنسِ هَذَا الهَوَاءِ لَا عِيَانَ مِنهُ وَ لَو شَاهَدتُمُوهُ بِأَن يَزدَادَ فِي قُوَي أَبصَارِكُم لَقُلتُم لَيسَ هَذَا مَلَكاً بَل هَذَا بَشَرٌ الخَبَرَ
2-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي خَبَرِ المِعرَاجِ قَالَ النّبِيّص وَ صَعِدَ جَبرَائِيلُ وَ صَعِدتُ مَعَهُ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا وَ عَلَيهَا مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ إِسمَاعِيلُ وَ هُوَ صَاحِبُ الخَطفَةِ ألّذِي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِلّا مَن خَطِفَ الخَطفَةَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ وَ تَحتَهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ تَحتَ كُلّ مَلَكٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ ثُمّ مَرَرتُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ حَتّي دَخَلتُ السّمَاءَ الدّنيَا فَمَا لقَيِنَيِ مَلَكٌ إِلّا ضَاحِكاً مُستَبشِراً حَتّي لقَيِنَيِ مَلَكٌ
صفحه : 172
مِنَ المَلَائِكَةِ لَم أَرَ خَلقاً أَعظَمَ مِنهُ كَرِيهَ المَنظَرِ ظَاهِرَ الغَضَبِ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ قَالَ هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النّارِ ثُمّ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ ثُمّ مَرَرتُ بِمَلَكٍ مِنَ المَلَائِكَةِ جَالِسٍ عَلَي مَجلِسٍ وَ إِذَا جَمِيعُ الدّنيَا بَينَ رُكبَتَيهِ وَ إِذَا بِيَدِهِ لَوحٌ مِن نُورٍ مَكتُوبٌ فِيهِ كِتَابٌ يَنظُرُ فِيهِ لَا يَلتَفِتُ يَمِيناً وَ لَا شِمَالًا مُقبِلًا عَلَيهِ كَهَيئَةِ الحَزِينِ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا مَلَكُ المَوتِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص ثُمّ رَأَيتُ مَلَكاً مِنَ المَلَائِكَةِ جَعَلَ اللّهُ أَمرَهُ عَجِيباً نِصفُ جَسَدِهِ النّارُ وَ النّصفُ الآخَرُ ثَلجٌ فَلَا النّارُ تُذِيبُ الثّلجَ وَ لَا الثّلجُ يُطفِئُ النّارَ وَ هُوَ ينُاَديِ بِصَوتٍ رَفِيعٍ وَ يَقُولُ سُبحَانَ ألّذِي كَفّ حَرّ هَذِهِ النّارِ فَلَا تُذِيبُ الثّلجَ وَ كَفّ بَردَ هَذَا الثّلجِ فَلَا يُطفِئُ حَرّ هَذِهِ النّارِ أللّهُمّ يَا مُؤَلّفَ بَينَ الثّلجِ وَ النّارِ أَلّف بَينَ قُلُوبِ عِبَادِكَ المُؤمِنِينَ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ مَلَكٌ وَكّلَهُ اللّهُ بِأَكنَافِ السّمَاءِ وَ أَطرَافِ الأَرَضِينَ وَ هُوَ أَنصَحُ مَلَائِكَةِ اللّهِ لِأَهلِ الأَرضِ مِن عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ يَدعُو لَهُم بِمَا تَسمَعُ مُنذُ خُلِقَ وَ رَأَيتُ مَلَكَينِ يُنَادِيَانِ فِي السّمَاءِ أَحَدُهُمَا يَقُولُ أللّهُمّ أَعطِ كُلّ مُنفِقٍ خَلَفاً وَ الآخَرُ يَقُولُ أللّهُمّ أَعطِ كُلّ مُمسِكٍ تَلَفاً ثُمّ مَرَرنَا بِمَلَائِكَةٍ مِن مَلَائِكَةِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَهُمُ اللّهُ كَيفَ شَاءَ وَ وَضَعَ وُجُوهَهُم كَيفَ شَاءَ لَيسَ شَيءٌ مِن أَطبَاقِ أَجسَادِهِم إِلّا وَ هُوَ يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُحَمّدُهُ مِن كُلّ نَاحِيَةٍ بِأَصوَاتٍ مُختَلِفَةٍ أَصوَاتُهُم مُرتَفِعَةٌ بِالتّحمِيدِ وَ البُكَاءِ مِن خَشيَةِ اللّهِ فَسَأَلتُ جَبرَئِيلَ عَنهُم فَقَالَ كَمَا تَرَي خُلِقُوا إِنّ المَلَكَ مِنهُم إِلَي جَنبِ صَاحِبِهِ مَا كَلّمَهُ كَلِمَةً قَطّ وَ لَا رَفَعُوا رُءُوسَهُم إِلَي مَا فَوقَهَا وَ لَا خَفَضُوهَا إِلَي مَا تَحتَهَا خَوفاً لِلّهِ وَ خُشُوعاً ثُمّ صَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ الثّانِيَةِ فَإِذَا فِيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ وَ عَلَيهِمُ الخُشُوعُ وَ قَد وَضَعَ اللّهُ وُجُوهَهُم كَيفَ شَاءَ لَيسَ مِنهُم مَلَكٌ إِلّا يُسَبّحُ اللّهَ وَ يُحَمّدُهُ بِأَصوَاتٍ مُختَلِفَةٍ وَ كَذَا السّمَاءُ الثّالِثَةُ ثُمّ صَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ الرّابِعَةِ وَ إِذَا فِيهَا مِنَ المَلَائِكَةِ الخُشُوعِ مِثلُ مَا فِي السّمَاوَاتِ
صفحه : 173
فبَشَرّوُنيِ بِالخَيرِ لِي وَ لأِمُتّيِ ثُمّ رَأَيتُ مَلَكاً جَالِساً عَلَي سَرِيرٍ وَ تَحتَ يَدَيهِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ تَحتَ كُلّ مَلَكٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ ثُمّ صَعِدنَا إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ قَالَ وَ رَأَيتُ مِنَ العَجَائِبِ التّيِ خَلَقَ اللّهُ وَ صَوّرَ عَلَي مَا أَرَادَهُ دِيكاً رِجلَاهُ فِي تُخُومِ الأَرَضِينَ السّابِعَةِ وَ رَأسُهُ عِندَ العَرشِ وَ هُوَ مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ اللّهِ خَلَقَهَا اللّهُ كَمَا أَرَادَ رِجلَاهُ فِي تُخُومِ الأَرَضِينَ السّابِعَةِ ثُمّ أَقبَلَ مُصعِداً حَتّي خَرَجَ فِي الهَوَاءِ إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ انتَهَي فِيهَا مُصعِداً حَتّي انتَهَي قَرنُهُ إِلَي قُربِ العَرشِ وَ هُوَ يَقُولُ سُبحَانَ ربَيّ حَيثُ مَا كُنتُ لَا تدَريِ أَينَ رَبّكَ مِن عِظَمِ شَأنِهِ وَ لَهُ جَنَاحَانِ فِي مَنكِبَيهِ إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَ المَشرِقَ وَ المَغرِبَ فَإِذَا كَانَ فِي السّحَرِ نَشَرَ جَنَاحَيهِ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ صَرَخَ بِالتّسبِيحِ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ المَلِكِ القُدّوسِ سُبحَانَ اللّهِ الكَبِيرِ المُتَعَالِ لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ الحيَّ القَيّومُ وَ إِذَا قَالَ ذَلِكَ سَبّحَت دُيُوكُ الأَرضِ كُلّهَا وَ خَفَقَت بِأَجنِحَتِهَا وَ أَخَذَت بِالصّرَاخِ فَإِذَا سَكَتَ ذَلِكَ الدّيكُ فِي السّمَاءِ سَكَتَ دُيُوكُ الأَرضِ كُلّهَا وَ لِذَلِكَ الدّيكِ زَغَبٌ أَخضَرُ وَ رِيشٌ أَبيَضُ كَأَشَدّ بَيَاضٍ مَا رَأَيتُهُ قَطّ وَ لَهُ زَغَبٌ أَخضَرُ أَيضاً تَحتَ رِيشِهِ الأَبيَضِ كَأَشَدّ خُضرَةٍ مَا رَأَيتُهَا قَطّ
أقول الخبر بطوله قدمضي في باب المعراج
3-التّفسِيرُ، عَن بَعضِ أَصحَابِهِ يَرفَعُهُ إِلَي الأَصبَغِ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّ لِلّهِ مَلَكاً فِي صُورَةِ الدّيكِ الأَملَحِ الأَشهَبِ بَرَاثِنُهُ فِي الأَرضِ السّابِعَةِ وَ عُرفُهُ تَحتَ العَرشِ لَهُ جَنَاحَانِ جَنَاحٌ بِالمَشرِقِ وَ جَنَاحٌ بِالمَغرِبِ
صفحه : 174
فَأَمّا الجَنَاحُ ألّذِي فِي المَشرِقِ فَمِن ثَلجٍ وَ أَمّا الجَنَاحُ ألّذِي فِي المَغرِبِ فَمِن نَارٍ وَ كُلّمَا حَضَرَ وَقتُ الصّلَاةِ قَامَ عَلَي بَرَاثِنِهِ وَ رَفَعَ عُرفَهُ مِن تَحتِ العَرشِ ثُمّ أَمَالَ أَحَدَ جَنَاحَيهِ عَلَي الآخَرِ يُصَفّقُ بِهِمَا كَمَا يُصَفّقُ الدّيَكَةُ فِي مَنَازِلِكُم فَلَا ألّذِي مِنَ الثّلجِ يُطفِئُ النّارَ وَ لَا ألّذِي مِنَ النّارِ يُذِيبُ الثّلجَ ثُمّ ينُاَديِ بِأَعلَي صَوتِهِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدَهُ وَ رَسُولَهُ خَاتَمُ النّبِيّينَ وَ أَنّ وَصِيّهُ خَيرُ الوَصِيّينَ سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ فَلَا يَبقَي فِي الأَرضِ دِيكٌ إِلّا أَجَابَهُ وَ ذَلِكَ قَولُهُوَ الطّيرُ صَافّاتٍ كُلّ قَد عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسبِيحَهُ
4- وَ مِنهُ، فِي قَولِهِ تَعَالَيالحَمدُ لِلّهِ فاطِرِ السّماواتِ وَ الأَرضِ جاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلًا أوُليِ أَجنِحَةٍ مَثني وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ قَالَ الصّادِقُ ع خَلَقَ اللّهُ المَلَائِكَةَ مُختَلِفَةً وَ قَد رَأَي رَسُولُ اللّهِص جَبرَئِيلَ وَ لَهُ سِتّمِائَةِ جَنَاحٍ عَلَي سَاقِهِ الدّرّ مِثلُ القَطرِ عَلَي البَقلِ قَد مَلَأَ مَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ قَالَ إِذَا أَمَرَ اللّهُ مِيكَائِيلَ بِالهُبُوطِ إِلَي الدّنيَا صَارَت رِجلُهُ اليُمنَي فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ الأُخرَي فِي الأَرضِ السّابِعَةِ وَ إِنّ لِلّهِ مَلَائِكَةً أَنصَافُهُم مِن بَردٍ وَ أَنصَافُهُم مِن نَارٍ يَقُولُونَ يَا مُؤَلّفَ بَينِ البَردِ وَ النّارِ ثَبّت قُلُوبَنَا عَلَي طَاعَتِكَ وَ قَالَ إِنّ لِلّهِ مَلَكاً بُعدُ مَا بَينَ شَحمَةِ أُذُنِهِ إِلَي عَينَيهِ مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عَامِ خَفَقَانِ الطّيرِ وَ قَالَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَا يَأكُلُونَ وَ لَا يَشرَبُونَ وَ لَا يَنكِحُونَ وَ إِنّمَا يَعِيشُونَ بِنَسِيمِ العَرشِ وَ إِنّ لِلّهِ مَلَائِكَةً رُكّعاً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ إِنّ لِلّهِ مَلَائِكَةً سُجّداً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ ثُمّ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ
صفحه : 175
عَلَيهِ السّلَامُ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا مِن شَيءٍ خَلَقَهُ اللّهُ أَكثَرَ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ إِنّهُ لَيَهبِطُ فِي كُلّ يَومٍ وَ فِي كُلّ لَيلَةٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ فَيَأتُونَ البَيتَ الحَرَامَ فَيَطُوفُونَ بِهِ ثُمّ يَأتُونَ رَسُولَ اللّهِص ثُمّ يَأتُونَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَيُسَلّمُونَ عَلَيهِ ثُمّ يَأتُونَ الحُسَينَ فَيُقِيمُونَ عِندَهُ فَإِذَا كَانَ السّحَرُ وُضِعَ لَهُم مِعرَاجٌ إِلَي السّمَاءِ ثُمّ لَا يَعُودُونَ أَبَداً
5- وَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ اللّهَ خَلَقَ إِسرَافِيلَ وَ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ مِن سُبحَةٍ وَاحِدَةٍ وَ جَعَلَ لَهُمُ السّمعَ وَ البَصَرَ وَ مَوجُودَ العَقلِ وَ سُرعَةَ الفَهمِ
6- وَ مِنهُ، قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع فِي خِلقَةِ المَلَائِكَةِ وَ مَلَائِكَةٌ خَلَقتَهُم وَ أَسكَنتَهُم سَمَاوَاتِكَ فَلَيسَ فِيهِم فَترَةٌ وَ لَا عِندَهُم غَفلَةٌ وَ لَا فِيهِم مَعصِيَةٌ هُم أَعلَمُ خَلقِكَ بِكَ وَ أَخوَفُ خَلقِكَ مِنكَ وَ أَقرَبُ خَلقِكَ إِلَيكَ وَ أَعمَلُهُم بِطَاعَتِكَ وَ لَا يَغشَاهُم نَومُ العُيُونِ وَ لَا سَهوُ العُقُولِ وَ لَا فَترَةُ الأَبدَانِ لَم يَسكُنُوا الأَصلَابَ وَ لَم تَضُمّهُمُ الأَرحَامُ وَ لَم تَخلُقهُم مِن مَاءٍ مَهِينٍ أَنشَأتَهُم إِنشَاءً فَأَسكَنتَهُم سَمَاوَاتِكَ وَ أَكرَمتَهُم بِجِوَارِكَ وَ ائتَمَنتَهُم عَلَي وَحيِكَ وَ جَنّبتَهُمُ الآفَاتِ وَ وَقَيتَهُمُ البَلِيّاتِ وَ طَهّرتَهُم مِنَ الذّنُوبِ وَ لَو لَا تَقوِيَتُكَ لَم يَقوَوا وَ لَو لَا تَثبِيتُكَ لَم يَثبُتُوا وَ لَو لَا رَحمَتُكَ لَم يُطِيعُوا وَ لَو لَا أَنتَ لَم يَكُونُوا أَمَا إِنّهُم عَلَي مَكَانَتِهِم مِنكَ وَ طَوَاعِيَتِهِم إِيّاكَ وَ مَنزِلَتِهِم عِندَكَ وَ قِلّةِ غَفلَتِهِم عَن أَمرِكَ لَو عَايَنُوا مَا خفَيَِ عَنهُم مِنكَ لَاحتَقَرُوا أَعمَالَهُم وَ لَأَزرَوا عَلَي أَنفُسِهِم وَ لَعَلِمُوا أَنّهُم لَم يَعبُدُوكَ حَقّ عِبَادَتِكَ سُبحَانَكَ
صفحه : 176
خَالِقاً وَ مَعبُوداً مَا أَحسَنَ بَلَاءَكَ عِندَ خَلقِكَ
بيان في القاموس الطواعية الطاعة و قال زري عليه زريا وزراية ومزرية عابه وعاتبه كأزري لكنه قليل
7- التّفسِيرُ، عَن أَبِيهِ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ عَن سُلَيمَانَ بنِ دَاوُدَ المنِقرَيِّ عَن حَمّادٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ سُئِلَ هَلِ المَلَائِكَةُ أَكثَرُ أَم بَنُو آدَمَ فَقَالَ وَ ألّذِي نفَسيِ بِيَدِهِ لَمَلَائِكَةُ اللّهِ فِي السّمَاوَاتِ أَكثَرُ مِن عَدَدِ التّرَابِ فِي الأَرضِ وَ مَا فِي السّمَاءِ مَوضِعُ قَدَمٍ إِلّا وَ فِيهَا مَلَكٌ يُسَبّحُهُ وَ يُقَدّسُهُ وَ لَا فِي الأَرضِ شَجَرٌ وَ لَا مَدَرٌ إِلّا وَ فِيهَا مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِهَا يأَتيِ اللّهُ كُلّ يَومٍ بِعَمَلِهَا وَ اللّهُ أَعلَمُ بِهَا وَ مَا مِنهُم أَحَدٌ إِلّا وَ يَتَقَرّبُ كُلّ يَومٍ إِلَي اللّهِ بِوَلَايَتِنَا أَهلَ البَيتِ وَ يَستَغفِرُ لِمُحِبّينَا وَ يَلعَنُ أَعدَاءَنَا وَ يَسأَلُ اللّهَ أَن يُرسِلَ عَلَيهِمُ العَذَابَ إِرسَالًا
البصائر، عن علي بن محمد عن القاسم بن محمدالأصبهاني مثله
8- مَجَالِسُ ابنِ الشّيخِ، عَن أَبِيهِ عَنِ المُفِيدِ عَنِ ابنِ قُولَوَيهِ عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ ابنِ رِئَابٍ عَن مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا خَلَقَ اللّهُ خَلقاً أَكثَرَ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ إِنّهُ لَيَنزِلُ كُلّ يَومٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ فَيَأتُونَ البَيتَ المَعمُورَ فَيَطُوفُونَ بِهِ فَإِذَا هُم طَافُوا بِهِ نَزَلُوا فَطَافُوا بِالكَعبَةِ فَإِذَا طَافُوا بِهَا أَتَوا قَبرَ النّبِيّص فَسَلّمُوا عَلَيهِ ثُمّ أَتَوا قَبرَ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَسَلّمُوا عَلَيهِ ثُمّ أَتَوا قَبرَ الحُسَينِ ع فَسَلّمُوا عَلَيهِ ثُمّ عَرَجُوا وَ يَنزِلُ مِثلُهُم أَبَداً إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
9- وَ قَالَ ع مَن زَارَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَارِفاً بِحَقّهِ غَيرَ مُتَجَبّرٍ وَ لَا
صفحه : 177
مُتَكَبّرٍ كَتَبَ اللّهُ لَهُ أَجرَ مِائَةِ أَلفِ شَهِيدٍ وَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ وَ مَا تَأَخّرَ وَ بُعِثَ مِنَ الآمِنِينَ وَ هَوّنَ عَلَيهِ الحِسَابَ وَ استَقبَلَتهُ المَلَائِكَةُ فَإِذَا انصَرَفَ شَيّعَتهُ إِلَي مَنزِلِهِ فَإِن مَرِضَ عَادُوهُ وَ إِن مَاتَ تَبِعُوهُ بِالِاستِغفَارِ إِلَي قَبرِهِ
10- الخِصَالُ، عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ القزَويِنيِّ المَعرُوفِ بِابنِ مَقبُرَةَ عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الحضَرمَيِّ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي الأَحوَلِ عَن خَلّادٍ المنِقرَيِّ عَن قَيسٍ عَن أَبِي حُصَينٍ عَن يَحيَي بنِ وَثّابٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ عَلَي الحَسَنِ وَ الحُسَينِ عَلَيهِمَا السّلَامُ تَعوِيذَانِ حَشوُهُمَا مِن زَغَبِ جَنَاحِ جَبرَئِيلَ ع
11- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُسكَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ جَبرَئِيلَ أتَاَنيِ فَقَالَ إِنّا مَعشَرَ المَلَائِكَةِ لَا نَدخُلُ بَيتاً فِيهِ كَلبٌ وَ لَا تِمثَالُ جَسَدٍ وَ لَا إِنَاءٌ يُبَالُ فِيهِ
الكافي، عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان مثله بيان لعله مخصوص بغير الحفظة مع أنه يمكن أن يكونوا مع عدم الدخول أيضا مطلعين علي مايصدر عنه
12- الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ طَلحَةَ بِإِسنَادِهِ يَرفَعُهُ إِلَي النّبِيّص قَالَ المَلَائِكَةُ عَلَي ثَلَاثَةِ أَجزَاءٍ فَجُزءٌ لَهُم جَنَاحَانِ وَ جُزءٌ لَهُم ثَلَاثَةُ أَجنِحَةٍ وَ جُزءٌ لَهُم أَربَعَةُ أَجنِحَةٍ
صفحه : 178
الكافي، عن عدة من أصحابه عن سعد بن زياد و علي بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن طلحة مثله بيان لعل المراد أن أكثر الملائكة كذلك فلاينافي ماورد من كثرة أجنحة بعض الملائكة
13- التّوحِيدُ، وَ الخِصَالُ، عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن تَمِيمِ بنِ بُهلُولٍ عَن نَصرِ بنِ مُزَاحِمٍ المنِقرَيِّ عَن عَمرِو بنِ سَعدٍ عَن أَبِي مِخنَفٍ لُوطِ بنِ يَحيَي عَن أَبِي مَنصُورٍ عَن زَيدِ بنِ وَهبٍ قَالَ سُئِلَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع عَن قُدرَةِ اللّهِ جَلّت عَظَمَتُهُ فَقَامَ خَطِيباً فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَي عَلَيهِ ثُمّ قَالَ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَلَائِكَةً لَو أَنّ مَلَكاً مِنهُم هَبَطَ إِلَي الأَرضِ مَا وَسِعَتهُ لِعِظَمِ خَلقِهِ وَ كَثرَةِ أَجنِحَتِهِ وَ مِنهُم مَن لَو كُلّفَتِ الجِنّ وَ الإِنسُ أَن يَصِفُوهُ مَا وَصَفُوهُ لِبُعدِ مَا بَينَ مَفَاصِلِهِ وَ حُسنِ تَركِيبِ صُورَتِهِ وَ كَيفَ يُوصَفُ مِن مَلَائِكَتِهِ مَن سَبعُمِائَةِ عَامٍ مَا بَينَ مَنكِبَيهِ وَ شَحمَةِ أُذُنِهِ وَ مِنهُم مَن يَسُدّ الأُفُقَ بِجَنَاحٍ مِن أَجنِحَتِهِ دُونَ عِظَمِ يَدَيهِ وَ مِنهُم مَنِ السّمَاوَاتُ إِلَي حُجزَتِهِ وَ مِنهُم مَن قَدَمُهُ عَلَي غَيرِ قَرَارٍ فِي جَوّ الهَوَاءِ الأَسفَلِ وَ الأَرَضُونَ إِلَي رُكبَتَيهِ وَ مِنهُم مَن لَو ألُقيَِ فِي نُقرَةِ إِبهَامِهِ جَمِيعُ المِيَاهِ لَوَسِعَتهَا وَ مِنهُم مَن لَو أُلقِيَتِ السّفُنُ فِي دُمُوعِ عَينَيهِ لَجَرَت دَهرَ الدّاهِرِينَفَتَبارَكَ اللّهُ أَحسَنُ الخالِقِينَ
14-العُيُونُ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ بنِ يُوسُفَ البغَداَديِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَنبَسَةَ عَن دَارِمِ بنِ قَبِيصَةَ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِلّهِ دِيكاً عُرفُهُ تَحتَ العَرشِ وَ رِجلَاهُ فِي تُخُومِ الأَرضِ السّابِعَةِ السّفلَي إِذَا كَانَ فِي الثّلُثِ الأَخِيرِ مِنَ اللّيلِ سَبّحَ اللّهَ تَعَالَي ذِكرُهُ بِصَوتٍ يَسمَعُهُ
صفحه : 179
كُلّ شَيءٍ مَا خَلَا الثّقَلَينِ الجِنّ وَ الإِنسَ فَتَصِيحُ عِندَ ذَلِكَ دِيَكَةُ الدّنيَا
15- الإِحتِجَاجُ، عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ قَالَ سَأَلَ الزّندِيقُ فِيمَا سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ مَا عِلّةُ المَلَائِكَةِ المُوَكّلِينَ بِعِبَادِهِ يَكتُبُونَ عَلَيهِم وَ لَهُم وَ اللّهُ عَالِمُ السّرّ وَ مَا هُوَ أَخفَي قَالَ استَعبَدَهُم بِذَلِكَ وَ جَعَلَهُم شُهُوداً عَلَي خَلقِهِ لِيَكُونَ العِبَادُ لِمُلَازَمَتِهِم إِيّاهُم أَشَدّ عَلَي طَاعَةِ اللّهِ مُوَاظَبَةً أَو عَن مَعصِيَتِهِ أَشَدّ انقِبَاضاً وَ كَم مِن عَبدٍ يَهُمّ بِمَعصِيَةٍ فَذَكَرَ مَكَانَهَا فَارعَوَي وَ كَفّ فَيَقُولُ ربَيّ يرَاَنيِ وَ حفَظَتَيِ عَلَيّ بِذَلِكَ تَشهَدُ وَ إِنّ اللّهَ بِرَأفَتِهِ وَ لُطفِهِ أَيضاً وَكَلَهُم بِعِبَادِهِ يَذُبّونَ عَنهُم مَرَدَةَ الشّيَاطِينِ وَ هَوَامّ الأَرضِ وَ آفَاتٍ كَثِيرَةً مِن حَيثُ لَا يَرَونَ بِإِذنِ اللّهِ إِلَي أَن يجَيِءَ أَمرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
16- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِلَهُ مُعَقّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ يَقُولُ بِأَمرِ اللّهِ مِن أَن يَقَعَ فِي ركَيِّ أَو يَقَعَ عَلَيهِ حَائِطٌ أَو يُصِيبُهُ شَيءٌ حَتّي إِذَا جَاءَ القَدَرُ خَلّوا بَينَهُ وَ بَينَهُ يَدفَعُونَهُ إِلَي المَقَادِيرِ وَ هُمَا مَلَكَانِ يَحفَظَانِهِ بِاللّيلِ وَ مَلَكَانِ يَحفَظَانِهِ بِالنّهَارِ يَتَعَاقَبَانِ
بيان الركي جمع الركية و هوالبئر
17- التّفسِيرُ، لَهُ مُعَقّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ يَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِإِنّهَا قُرِئَت عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ لِقَارِئِهَا أَ لَستُم عُرباً كَيفَ تَكُونُ المُعَقّبَاتُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ إِنّمَا المُعَقّبُ مِن خَلفِهِ فَقَالَ الرّجُلُ جُعِلتُ فِدَاكَ كَيفَ هَذَا فَقَالَ إِنّمَا نَزَلَت لَهُ مُعَقّبَاتٌ مِن خَلفِهِ وَ رَقِيبٌ مِن بَينِ يَدَيهِ يَحفَظُونَهُ بِأَمرِ اللّهِ وَ مَنِ ألّذِي يَقدِرُ أَن يَحفَظَ الشيّءَ مِن أَمرِ اللّهِ وَ هُمُ المَلَائِكَةُ المُوَكّلُونَ بِالنّاسِ
صفحه : 180
بيان قال الطبرسي رحمه الله في الشواذ قراءة أبي البرهشم لَهُ مُعَقّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ ورقباء من خلفه يحفظونه بأمر الله وَ روُيَِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ لَهُ مُعَقّبَاتٌ مِن خَلفِهِ وَ رَقِيبٌ مِن بَينِ يَدَيهِ يَحفَظُونَهُ بِأَمرِ اللّهِ
وَ روُيَِ عَن عَلِيّ ع وَ ابنِ عَبّاسٍ وَ عِكرِمَةَ وَ زَيدِ بنِ عَلِيّ يَحفَظُونَهُ بِأَمرِ اللّهِ
18- التّوحِيدُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ العَطّارِ عَن أَبِيهِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن زِيَادٍ القنَديِّ عَن دُرُستَ بنِ أَبِي مَنصُورٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَلَكاً بُعدُ مَا بَينَ شَحمَةِ أُذُنِهِ إِلَي عُنُقِهِ مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عَامِ خَفَقَانِ الطّيرِ
الكافي، عن العدة عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه عن القندي مثله بيان قال الجوهري خفقت الراية تخفق وتخفق خفقا وخفقانا وكذلك القلب والسراب إذااضطربا ويقال خفق الطير أي طار وأخفق إذاضرب بجناحيه
19-التّوحِيدُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن يُونُسَ بنِ يَعقُوبَ عَن عَمرِو بنِ مَروَانَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَلَائِكَةً أَنصَافُهُم مِن بَردٍ وَ أَنصَافُهُم مِن نَارٍ يَقُولُونَ
صفحه : 181
يَا مُؤَلّفاً بَينَ البَردِ وَ النّارِ ثَبّت قُلُوبَنَا عَلَي طَاعَتِكَ
20- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أَحمَدَ الأسَواَريِّ عَن مكَيّّ بنِ أَحمَدَ البرَدعَيِّ عَن عدَيِّ بنِ أَحمَدَ بنِ عَبدِ الباَقيِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ البَرَاءِ عَن عَبدِ المُنعِمِ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن وَهبٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي دِيكاً رِجلَاهُ فِي تُخُومِ الأَرضِ السّابِعَةِ السّفلَي وَ رَأسُهُ عِندَ العَرشِ باَقيِ عُنُقِهِ تَحتَ العَرشِ وَ مَلَكٌ مِن مَلَائِكَةِ اللّهِ خَلَقَهُ اللّهُ تَعَالَي وَ رِجلَاهُ فِي تُخُومِ الأَرضِ السّابِعَةِ مَضَي مُصعِداً فِيهَا مَدّ الأَرَضِينَ حَتّي خَرَجَ مِنهَا إِلَي أُفُقِ السّمَاءِ ثُمّ مَضَي فِيهَا مُصعِداً حَتّي انتَهَي قَرنُهُ إِلَي العَرشِ وَ هُوَ يَقُولُ سُبحَانَكَ ربَيّ وَ لِذَلِكَ الدّيكِ جَنَاحَانِ إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَا المَشرِقَ وَ المَغرِبَ فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ اللّيلِ نَشَرَ جَنَاحَيهِ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ صَرَخَ بِالتّسبِيحِ وَ هُوَ يَقُولُ سُبحَانَ اللّهِ المَلِكِ القُدّوسِ الكَبِيرِ المُتَعَالِلا إِلهَ إِلّا هُوَ الحيَّ القَيّومُ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبّحَت دِيَكَةُ الأَرضِ كُلّهَا وَ خَفَقَت بِأَجنِحَتِهَا وَ أَخَذَت فِي الصّرَاخِ فَإِذَا سَكَنَ ذَلِكَ الدّيكُ فِي السّمَاءِ سَكَنَتِ الدّيَكَةُ فِي الأَرضِ فَإِذَا كَانَ فِي بَعضِ السّحَرِ نَشَرَ جَنَاحَيهِ فَجَاوَزَا المَشرِقَ وَ المَغرِبَ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ صَرَخَ بِالتّسبِيحِ سُبحَانَ اللّهِ العَزِيزِ سُبحَانَ اللّهِ العَظِيمِ سُبحَانَ اللّهِ العَزِيزِ القَهّارِ سُبحَانَ اللّهِ ذيِ العَرشِ المَجِيدِ سُبحَانَ اللّهِ ذيِ العَرشِ الرّفِيعِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَبّحَت دِيَكَةُ الأَرضِ فَإِذَا هَاجَ هَاجَتِ الدّيَكَةُ فِي الأَرضِ تُجَاوِبُهُ بِالتّسبِيحِ وَ التّقدِيسِ لِلّهِ تَعَالَي وَ لِذَلِكَ الدّيكِ رِيشٌ أَبيَضُ كَأَشَدّ بَيَاضٍ مَا رَأَيتُهُ قَطّ لَهُ زَغَبٌ أَخضَرُ تَحتَ رِيشِهِ الأَبيَضِ كَأَشَدّ خُضرَةٍ مَا رَأَيتُهَا قَطّ فَمَا زِلتُ مُشتَاقاً إِلَي أَن أَنظُرَ إِلَي رِيشِ ذَلِكَ الدّيكِ
بيان قال الجوهري التخم منتهي كل قرية أوأرض والجمع تخوم
صفحه : 182
وملك أي و هوملك و في بعض النسخ وملكا فيكون عطف تفسير لقوله ديكا والصراخ الصوت والزغب الشعيرات الصفر علي ريش الفرخ ذكره الجوهري
21- التّوحِيدُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَلَكاً مِنَ المَلَائِكَةِ نِصفُ جَسَدِهِ الأَعلَي نَارٌ وَ نِصفُهُ الأَسفَلُ الثّلجُ فَلَا النّارُ تُذِيبُ الثّلجَ وَ لَا الثّلجُ يُطفِئُ النّارَ وَ هُوَ قَائِمٌ ينُاَديِ بِصَوتٍ لَهُ رَفِيعٍ سُبحَانَ اللّهِ ألّذِي كَفّ حَرّ هَذِهِ النّارِ فَلَا تُذِيبُ هَذَا الثّلجَ وَ كَفّ بَردَ هَذَا الثّلجِ فَلَا يُطفِئُ حَرّ هَذِهِ النّارِ أللّهُمّ يَا مُؤَلّفاً بَينَ الثّلجِ وَ النّارِ أَلّف بَينَ قُلُوبِ عِبَادِكَ المُؤمِنِينَ عَلَي طَاعَتِكَ
22- وَ مِنهُ بِهَذَا الإِسنَادِ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَلَائِكَةً لَيسَ شَيءٌ مِن أَطبَاقِ أَجسَادِهِم إِلّا وَ هُوَ يُسَبّحُ اللّهَ تَعَالَي وَ يُحَمّدُهُ مِن نَاحِيَتِهِ بِأَصوَاتٍ مُختَلِفَةٍ لَا يَرفَعُونَ رُءُوسَهُم إِلَي السّمَاءِ وَ لَا يَخفِضُونَهَا إِلَي أَقدَامِهِم مِنَ البُكَاءِ وَ الخَشيَةِ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ
23- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَنِ السيّاّريِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ حَمّادٍ عَن جَمِيلِ بنِ دَرّاجٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع هَل فِي السّمَاءِ بِحَارٌ قَالَ نَعَم أخَبرَنَيِ أَبِي عَن أَبِيهِ عَن جَدّهِ عَلَيهِمُ السّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ فِي السّمَاوَاتِ السّبعِ لَبِحَاراً عُمقُ أَحَدِهَا مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عَامٍ فِيهَا مَلَائِكَةٌ قِيَامٌ مُنذُ خَلَقَهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ المَاءُ إِلَي رُكَبِهِم لَيسَ مِنهُم مَلَكٌ إِلّا وَ لَهُ أَلفٌ وَ أَربَعُمِائَةِ جَنَاحٍ فِي كُلّ جَنَاحٍ أَربَعَةُ وُجُوهٍ فِي كُلّ وَجهٍ أَربَعَةُ السُنٍ لَيسَ فِيهَا جَنَاحٌ وَ لَا وَجهٌ وَ لَا لِسَانٌ وَ لَا فَمٌ إِلّا وَ هُوَ يُسَبّحُ اللّهَ تَعَالَي بِتَسبِيحٍ لَا يُشبِهُ نَوعٌ مِنهُ صَاحِبَهُ
صفحه : 183
24- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَنِ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ بنِ أَبَانٍ عَنِ ابنِ أُورَمَةَ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ الشعّيِريِّ عَن سَعدِ بنِ طَرِيفٍ عَنِ الأَصبَغِ قَالَ جَاءَ ابنُ الكَوّاءِ إِلَي أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَ اللّهِ إِنّ فِي كِتَابِ اللّهِ تَعَالَي لآَيَةً قَد أَفسَدَت عَلَي قلَبيِ وَ شكَكّتَنيِ فِي ديِنيِ فَقَالَ لَهُ ع ثَكِلَتكَ أُمّكَ وَ عَدِمَتكَ وَ مَا تِلكَ الآيَةُ قَالَ هُوَ قَولُ اللّهِ تَعَالَيوَ الطّيرُ صَافّاتٍ كُلّ قَد عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسبِيحَهُ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع يَا ابنَ الكَوّاءِ إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ المَلَائِكَةَ فِي صُوَرٍ شَتّي أَلَا إِنّ لِلّهِ تَعَالَي مَلَكاً فِي صُورَةِ دِيكٍ أَبَجّ أَشهَبَ بَرَاثِنُهُ فِي الأَرَضِينَ السّابِعَةِ السّفلَي وَ عُرفُهُ مثَنيِّ تَحتَ العَرشِ لَهُ جَنَاحَانِ جَنَاحٌ فِي المَشرِقِ وَ جَنَاحٌ فِي المَغرِبِ وَاحِدٌ مِن نَارٍ وَ الآخَرُ مِن ثَلجٍ فَإِذَا حَضَرَ وَقتُ الصّلَاةِ قَامَ عَلَي بَرَاثِنِهِ ثُمّ رَفَعَ عُنُقَهُ مِن تَحتِ العَرشِ ثُمّ صَفّقَ بِجَنَاحَيهِ كَمَا تَصفِقُ الدّيُوكُ فِي مَنَازِلِكُم فيَنُاَديِ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً سَيّدُ النّبِيّينَ وَ أَنّ وَصِيّهُ سَيّدُ الوَصِيّينَ وَ أَنّ اللّهَ سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ قَالَ فَتَخفِقُ الدّيَكَةُ بِأَجنِحَتِهَا فِي مَنَازِلِكُم فَتُجِيبُهُ عَن قَولِهِ وَ هُوَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ الطّيرُ صَافّاتٍ كُلّ قَد عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسبِيحَهُ مِنَ الدّيَكَةِ فِي الأَرضِ
الإحتجاج ، عن الأصبغ مثله بيان ديك أبج في بعض النسخ بالباء الموحدة والجيم و هوواسع ماق العين ذكره الجوهري و في بعضها بالحاء المهملة من البحة وهي غلظة الصوت
صفحه : 184
و قدمر في التفسير أملح والملحة بياض يخالطه السواد فالأشهب تفسير إذ الشهبة بياض يصدعه سواد والبرثن الكف مع الأصابع ومخلب الأسد والصفق الضرب يسمع له صوت والآية سيأتي تفسيرها المشهور
25- التّوحِيدُ، عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ القَطّانِ عَن أَحمَدَ بنِ يَحيَي بنِ زَكَرِيّا عَن بَكرِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ حَبِيبٍ عَن عَلِيّ بنِ زِيَادٍ عَن مَروَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعمَشِ عَن أَبِي حَيّانَ التيّميِّ عَن أَبِيهِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ لَيسَ أَحَدٌ مِنَ النّاسِ إِلّا وَ مَعَهُ مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ يَحفَظُونَهُ مِن أَن يَتَرَدّي فِي بِئرٍ أَو يَقَعَ عَلَيهِ حَائِطٌ أَو يُصِيبَهُ سُوءٌ فَإِذَا حَانَ أَجَلُهُ خَلّوا بَينَهُ وَ بَينَ مَا يُصِيبُهُ الخَبَرَ
26- البَصَائِرُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ السيّاّريِّ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ الفاَرسِيِّ وَ غَيرِهِ رَفَعُوهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الكَرُوبِيّينَ قَومٌ مِن شِيعَتِنَا مِنَ الخَلقِ الأَوّلِ جَعَلَهُمُ اللّهُ خَلفَ العَرشِ لَو قُسِمَ نُورُ وَاحِدٍ مِنهُم عَلَي أَهلِ الأَرضِ لَكَفَاهُم ثُمّ قَالَ إِنّ مُوسَي ع لَمّا أَن سَأَلَ رَبّهُ مَا سَأَلَ أَمَرَ وَاحِداً مِنَ الكَرُوبِيّينَ فَتَجَلّي لِلجَبَلِ فَجَعَلَهُ دَكّا
السرائر، عن السياري مثله
27-إِكمَالُ الدّينِ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن عَمّهِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ الكوُفيِّ عَن أَبِي الرّبِيعِ الزهّراَنيِّ عَن جَرِيرٍ عَن لَيثِ بنِ أَبِي سُلَيمٍ عَن مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ ابنُ عَبّاسٍ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ إِنّ لِلّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَلَكاً يُقَالُ لَهُ دَردَائِيلُ كَانَ لَهُ سِتّةَ عَشَرَ أَلفَ جَنَاحٍ مَا بَينَ الجَنَاحِ إِلَي الجَنَاحِ هَوَاءٌ وَ الهَوَاءُ كَمَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ فَجَعَلَ يَوماً يَقُولُ فِي نَفسِهِ أَ فَوقَ رَبّنَا جَلّ جَلَالُهُ شَيءٌ فَعَلِمَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَا قَالَ فَزَادَهُ أَجنِحَةً مِثلَهَا فَصَارَ لَهُ اثنَانِ وَ ثَلَاثُونَ أَلفَ جَنَاحٍ ثُمّ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ أَن طِر فَطَارَ مِقدَارَ خَمسِمِائَةِ عَامٍ فَلَم يَنَل رَأسُهُ قَائِمَةً مِن قَوَائِمِ
صفحه : 185
العَرشِ فَلَمّا عَلِمَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِتعَابَهُ أَوحَي إِلَيهِ أَيّهَا المَلَكُ عُد إِلَي مَكَانِكَ فَأَنَا عَظِيمٌ فَوقَ كُلّ عَظِيمٍ وَ لَيسَ فوَقيِ شَيءٌ وَ لَا أُوصَفُ بِمَكَانٍ فَسَلَبَهُ اللّهُ أَجنِحَتَهُ وَ مَقَامَهُ مِن صُفُوفِ المَلَائِكَةِ فَلَمّا وُلِدَ الحُسَينُ ع هَبَطَ جَبرَئِيلُ فِي أَلفِ قَبِيلٍ مِنَ المَلَائِكَةِ لِتَهنِئَةِ النّبِيّص فَمَرّ بِدَردَائِيلَ فَقَالَهُ[ فَقَالَ لَهُ]سَلِ النّبِيّص بِحَقّ مَولُودِهِ أَن يَشفَعَ لِي عِندَ ربَيّ فَدَعَا لَهُ النّبِيّص بِحَقّ الحُسَينِ فَاستَجَابَ اللّهُ دُعَاءَهُ وَ رَدّ عَلَيهِ أَجنِحَتَهُ وَ رَدّهُ إِلَي مَكَانِهِ
أقول تمامه في باب ولادة الحسين ع بيان أفوق ربنا لعله كان ذلك بمحض خطور البال بغير شك لئلا ينافي العصمة والجلالة
28- الإِكمَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ العَبّاسِ بنِ مُوسَي الوَرّاقِ عَن يُونُسَ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ قَالَ قَالَ لِي بَعضُ أَصحَابِنَا أخَبرِنيِ عَنِ المَلَائِكَةِ أَ يَنَامُونَ قُلتُ لَا أدَريِ قَالَ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيُسَبّحُونَ اللّيلَ وَ النّهارَ لا يَفتُرُونَ ثُمّ قَالَ لَا أُطرِفُكَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ بشِيَءٍ فَقُلتُ بَلَي فَقَالَ سُئِلَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ مَا مِن حيَّ إِلّا وَ هُوَ يَنَامُ خَلَا[ مَا خَلَا] اللّهَ وَحدَهُ عَزّ وَ جَلّ وَ المَلَائِكَةُ يَنَامُونَ فَقُلتُ يَقُولُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّيُسَبّحُونَ اللّيلَ وَ النّهارَ لا يَفتُرُونَ قَالَ أَنفَاسُهُم تَسبِيحٌ
29- الخَرَائِجُ،بِإِسنَادِهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَامِرٍ عَنِ العَبّاسِ بنِ مَعرُوفٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ البصَريِّ عَن أَبِي المَغرَاءِ عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن خَيثَمٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ نَحنُ الّذِينَ تَختَلِفُ المَلَائِكَةُ إِلَينَا فَمِنّا مَن يَسمَعُ الصّوتَ وَ لَا يَرَي الصّورَةَ وَ إِنّ المَلَائِكَةَ لَتُزَاحِمُنَا عَلَي تُكَأَتِنَا وَ إِنّا لَنَأخُذُ مِن زَغَبِهِم فَنَجعَلُهُ سِخَاباً لِأَولَادِنَا
بيان التكأة كهمزة مايتكأ عليه قاله الجوهري و قال السخاب
صفحه : 186
قلادة تتخذ من سك غيره ليس فيها من الجوهر شيء والجمع سخب
30- الخَرَائِجُ،بِإِسنَادِهِ عَن سَعدٍ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ عَنِ الرّبِيعِ بنِ الخَطّابِ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن أَبَانٍ عَن عُثمَانَ عَن سُلَيمَانَ بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِ تَعَالَيإِنّ الّذِينَ قالُوا رَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوا تَتَنَزّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافُوا وَ لا تَحزَنُوا فَقَالَ أَمَا وَ اللّهِ لَرُبّمَا وَسّدنَاهُمُ الوَسَائِدَ فِي مَنَازِلِنَا قِيلَ المَلَائِكَةُ تَظهَرُ لَكُم فَقَالَ هُم أَلطَفُ بِصِبيَانِنَا مِنّا بِهِم وَ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَي مَسَاوِرَ فِي البَيتِ فَقَالَ وَ اللّهِ لَطَالَ مَا اتّكَأَت عَلَيهِ المَلَائِكَةُ وَ رُبّمَا التَقَطنَا مِن زَغَبِهَا
بيان في القاموس المسور كمنبر متكأ من أدم كالمسورة
31- العيَاّشيِّ، عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي قَولِهِيَحفَظُونَهُ مِن أَمرِ اللّهِ ثُمّ قَالَ مَا مِن عَبدٍ إِلّا وَ مَعَهُ مَلَكَانِ يَحفَظَانِهِ فَإِذَا جَاءَ الأَمرُ مِن عِندِ اللّهِ خَلّيَا بَينَهُ وَ بَينَ أَمرِ اللّهِ
32- المَنَاقِبُ، سَأَلَ الصّادِقُ ع أَبَا حَنِيفَةَ أَينَ مَقعَدُ الكَاتِبَينِ قَالَ لَا أدَريِ قَالَ مَقعَدُهُمَا عَلَي النّاجِدَينِ[النّاجِذَينِ] وَ الفَمُ الدّوَاةُ وَ اللّسَانُ القَلَمُ وَ الرّيقُ المِدَادُ
بيان يحتمل أن يكون المراد فم الملك ولسانه وريقه و لو كان المراد تلك أعضاء من الإنسان فيمكن أن يكون بمحض تكلمه ينقش في ألواحهم فيكون مخصوصا بالكلام
33-الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن صَالِحِ بنِ السنّديِّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن صَالِحٍ الحَذّاءِ عَن أَبِي أُسَامَةَ قَالَكُنتُ عِندَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ رَجُلٌ مَا السّنّةُ فِي دُخُولِ الخَلَاءِ قَالَ يَذكُرُ اللّهَ وَ يَتَعَوّذُ بِاللّهِ مِنَ الشّيطَانِ
صفحه : 187
الرّجِيمِ فَإِذَا فَرَغتَ قُلتَ الحَمدُ لِلّهِ عَلَي مَا أَخرَجَ منِيّ الأَذَي فِي يُسرٍ وَ عَافِيَةٍ قَالَ رَجُلٌ فَالإِنسَانُ يَكُونُ عَلَي تِلكَ الحَالِ وَ لَا يَصِيرُ حَتّي يَنظُرَ إِلَي مَا يَخرُجُ مِنهُ قَالَ إِنّهُ لَيسَ فِي الأَرضِ آدمَيِّ إِلّا وَ مَعَهُ مَلَكَانِ مُوَكّلَانِ بِهِ فَإِذَا كَانَ عَلَي تِلكَ الحَالِ ثَنّيَا بِرَقَبَتِهِ ثُمّ قَالَا يَا ابنَ آدَمَ انظُر إِلَي مَا كُنتَ تَكدَحُ لَهُ فِي الدّنيَا إِلَي مَا هُوَ صَائِرٌ
34- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن عَبدِ الحَمِيدِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا صعدا[صَعِدَ]مَلَكَا العَبدِ المَرِيضِ إِلَي السّمَاءِ عِندَ كُلّ مَسَاءٍ يَقُولُ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَا ذَا كَتَبتُمَا لعِبَديِ فِي مَرَضِهِ فَيَقُولَانِ الشّكَايَةَ فَيَقُولُ مَا أَنصَفتُ عبَديِ إِن حَبَستُهُ فِي حَبسٍ مِن حبَسيِ ثُمّ أَمنَعُهُ الشّكَايَةَ اكتُبَا لعِبَديِ مِثلَ مَا كُنتُمَا تَكتُبَانِ لَهُ مِنَ الخَيرِ فِي صِحّتِهِ لَا تَكتُبَا عَلَيهِ سَيّئَةً حَتّي أُطلِقَهُ مِن حبَسيِ فَإِنّهُ فِي حَبسٍ مِن حبَسيِ
35- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ البزَنَطيِّ عَن دُرُستَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا اِبرَاهِيمَ ع يَقُولُ إِذَا مَرِضَ المُؤمِنُ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَي صَاحِبِ الشّمَالِ لَا تَكتُب عَلَي عبَديِ مَا دَامَ فِي حبَسيِ وَ وثَاَقيِ ذَنباً وَ يوُحيِ إِلَي صَاحِبِ اليَمِينِ أَنِ اكتُب لعِبَديِ مَا كُنتَ تَكتُبُ لَهُ فِي صِحّتِهِ مِنَ الحَسَنَاتِ
36- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَنِ البرَقيِّ عَنِ ابنِ أَبِي نَجرَانَ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن عَادَ مَرِيضاً مِنَ المُسلِمِينَ وَكّلَ اللّهُ بِهِ أَبَداً سَبعِينَ أَلفاً مِنَ المَلَائِكَةِ يَغشَونَ رَحلَهُ وَ يُسَبّحُونَ فِيهِ وَ يُقَدّسُونَ وَ يُهَلّلُونَ وَ يُكَبّرُونَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ نِصفُ صَلَاتِهِم لِعَائِدِ المَرِيضِ
صفحه : 188
37- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عُثمَانَ بنِ عِيسَي عَن مِهرَانَ بنِ مُحَمّدٍ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ إِنّ المَيّتَ إِذَا مَاتَ بَعَثَ اللّهُ مَلَكاً إِلَي أَوجَعِ أَهلِهِ فَمَسَحَ عَلَي قَلبِهِ فَأَنسَاهُ لَوعَةَ الحُزنِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَم تُعمَرِ الدّنيَا
38- وَ مِنهُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ الوَشّاءِ عَن أَبَانٍ عَن عَمرِو بنِ خَالِدٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ جَبرَئِيلُ يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّا لَا نَدخُلُ بَيتاً فِيهِ صُورَةُ إِنسَانٍ وَ لَا بَيتاً يُبَالُ فِيهِ وَ لَا بَيتاً فِيهِ كَلبٌ
39- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ بنِ عُمَرَ اليمَاَنيِّ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص حدَثّنَيِ جَبرَئِيلُ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ أَهبَطَ إِلَي الأَرضِ مَلَكاً فَأَقبَلَ ذَلِكَ المَلَكُ يمَشيِ حَتّي وَقَعَ إِلَي بَابٍ عَلَيهِ رَجُلٌ يَستَأذِنُ عَلَي رَبّ الدّارِ فَقَالَ لَهُ المَلَكُ مَا حَاجَتُكَ إِلَي رَبّ هَذِهِ الدّارِ قَالَ أَخٌ لِي مُسلِمٌ زُرتُهُ فِي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي قَالَ لَهُ المَلَكُ مَا جَاءَ بِكَ إِلّا ذَاكَ فَقَالَ مَا جَاءَ بيِ إِلّا ذَاكَ قَالَ فإَنِيّ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكَ وَ هُوَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ وَجَبَت لَكَ الجَنّةُ وَ قَالَ المَلَكُ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُ أَيّمَا مُسلِمٍ زَارَ مُسلِماً فَلَيسَ إِيّاهُ زَارَ إيِاّيَ زَارَ وَ ثَوَابُهُ عَلَيّ الجَنّةُ
40- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي قُرّةَ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع يَقُولُ مَن زَارَ أَخَاهُ فِي اللّهِ فِي مَرَضٍ أَو صِحّةٍ لَا يَأتِيهِ خِدَاعاً وَ لَا استِبدَالًا وَكّلَ اللّهُ بِهِ سَبعِينَ أَلفَ مَلَكٍ يُنَادُونَ
صفحه : 189
فِي قَفَاهُ أَن طِبتَ وَ طَابَت لَكَ الجَنّةُ فَأَنتُم زُوّارُ اللّهِ وَ أَنتُم وَفدُ الرّحمَنِ حَتّي يأَتيَِ مَنزِلَهُ فَقَالَ لَهُ يُسَيرٌ جُعِلتُ فِدَاكَ فَإِن كَانَ المَكَانُ بَعِيداً قَالَ نَعَم يَا يُسَيرُ وَ إِن كَانَ المَكَانُ مَسِيرَ سَنَةٍ فَإِنّ اللّهَ جَوَادٌ وَ المَلَائِكَةَ كَثِيرٌ يُشَيّعُونَهُ حَتّي يَرجِعَ إِلَي مَنزِلِهِ
41- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن صَالِحِ بنِ عُقبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ المُؤمِنَ لَيَخرُجُ إِلَي أَخِيهِ يَزُورُهُ فَيُوَكّلُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ مَلَكاً فَيَضَعُ جَنَاحاً فِي الأَرضِ وَ جَنَاحاً فِي السّمَاءِ يَطلُبُهُ فَإِذَا دَخَلَ عَلَي مَنزِلِهِ نَادَي الجَبّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَيّهَا العَبدُ المُعَظّمُ لحِقَيّ المُتّبِعُ لآِثَارِ نبَيِيّ حَقّ عَلَيّ إِعظَامُكَ سلَنيِ أُعطِكَ ادعنُيِ أُجِبكَ اسكُت أَبتَدِئكَ فَإِذَا انصَرَفَ شَيّعَهُ المَلَكُ يُظِلّهُ بِجَنَاحِهِ حَتّي يَدخُلَ إِلَي مَنزِلِهِ ثُمّ يُنَادِيهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَيّهَا العَبدُ المُعَظّمُ لحِقَيّ حَقّ عَلَيّ إِكرَامُكَ قَد أَوجَبتُ لَكَ جنَتّيِ وَ شَفّعتُكَ فِي عبِاَديِ
42- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ عَن يَحيَي بنِ المُبَارَكِ عَنِ ابنِ جَبَلَةَ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ المُؤمِنَينِ إِذَا التَقَيَا فَتَصَافَحَا أَنزَلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الرّحمَةَ عَلَيهِمَا فَكَانَت تِسعَةٌ وَ تسعين [تِسعُونَ]لِأَشَدّهِمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ فَإِذَا تَوَافَقَا غَمَرَتهُمَا الرّحمَةُ وَ إِذَا قَعَدَا يَتَحَدّثَانِ قَالَتِ الحَفَظَةُ بَعضُهَا لِبَعضٍ اعتَزِلُوا بِنَا فَلَعَلّ لَهُمَا سِرّاً وَ قَد سَتَرَهُ اللّهُ عَلَيهِمَا فَقُلتُ أَ لَيسَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ فَقَالَ يَا إِسحَاقُ إِن كَانَتِ الحَفَظَةُ لَا تَسمَعُ فَإِنّ عَالِمَ
صفحه : 190
السّرّ يَسمَعُ وَ يَرَي
43- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن إِسحَاقَ بنِ عَمّارٍ عَنِ الوصَاّفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ كَانَ فِيمَا نَاجَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِهِ مُوسَي ع قَالَ يَا مُوسَي أَكرِمِ السّائِلَ بِبَذلٍ يَسِيرٍ أَو بِرَدّ جَمِيلٍ إِنّهُ يَأتِيكَ مَن لَيسَ بِإِنسٍ وَ لَا جَانّ مَلَائِكَةٌ مِن مَلَائِكَةِ الرّحمَنِ يَبلُونَك فِيمَا خَوّلتُكَ وَ يَسأَلُونَكَ فِيمَا نَوّلتُكَ فَانظُر كَيفَ أَنتَ صَانِعٌ يَا ابنَ عِمرَانَ
44- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَن كَتَمَ صَومَهُ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِمَلَائِكَتِهِ عبَديِ استَجَارَ مِن عذَاَبيِ فَأَجِيرُوهُ وَ وَكّلَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَلَائِكَةً بِالدّعَاءِ لِلصّائِمِينَ وَ لَم يَأمُرهُم بِالدّعَاءِ لِأَحَدٍ إِلّا استَجَابَ لَهُم فِيهِ
45- وَ مِنهُ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن مُنذِرِ بنِ يَزِيدَ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع مَن صَامَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ يَوماً فِي شِدّةِ الحَرّ فَأَصَابَهُ ظَمَأٌ وَكّلَ اللّهُ بِهِ أَلفَ مَلَكٍ يَمسَحُونَ وَجهَهُ وَ يُبَشّرُونَهُ
46- وَ مِنهُ، عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ التيّملُيِّ عَن عَلِيّ بنِ أَسبَاطٍ عَن رَجُلٍ مِن أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِذَا كَانَ أَيّامُ المَوسِمِ بَعَثَ اللّهُ مَلَائِكَةً فِي صُورَةِ الآدَمِيّينَ يَشتَرُونَ مَتَاعَ الحَاجّ وَ التّجّارِ قُلتُ فَمَا يَصنَعُونَ
صفحه : 191
قَالَ يُلقُونَهُ فِي البَحرِ
47- وَ مِنهُ، عَنِ العِدّةِ عَن سَهلٍ وَ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن دَاوُدَ الرقّيّّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَيسَ خَلقٌ أَكثَرَ مِنَ المَلَائِكَةِ إِنّهُ لَيَنزِلُ كُلّ لَيلَةٍ مِنَ السّمَاءِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ فَيَطُوفُونَ بِالبَيتِ الحَرَامِ لَيلَتَهُم وَ كَذَلِكَ فِي كُلّ يَومٍ
48- الإِختِصَاصُ،بِإِسنَادِهِ عَنِ المُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ رَفَعَهُ إِلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ خَلَقَ المَلَائِكَةَ مِن نُورٍ الخَبَرَ
49- وَ مِنهُ،بِإِسنَادِهِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ استَأذَنَ مَلَكٌ رَبّهُ أَن يَنزِلَ إِلَي الدّنيَا فِي صُورَةِ آدمَيِّ فَأَذِنَ لَهُ فَمَرّ بِرَجُلٍ عَلَي بَابِ قَومٍ يَسأَلُ عَن رَجُلٍ مِن أَهلِ الدّارِ فَقَالَ المَلَكُ يَا عَبدَ اللّهِ أَيّ شَيءٍ تُرِيدُ مِن هَذَا الرّجُلِ ألّذِي تَطلُبُهُ قَالَ هُوَ أَخٌ لِي فِي الإِسلَامِ أَحبَبتُهُ فِي اللّهِ جِئتُ لِأُسَلّمَ عَلَيهِ قَالَ مَا بَينَكَ وَ بَينَهُ رَحِمٌ مَاسّةٌ وَ لَا نَزَعَتكَ إِلَيهِ حَاجَةٌ قَالَ لَا إِلّا الحُبّ فِي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَجِئتُ لِأُسَلّمَ عَلَيهِ قَالَ فإَنِيّ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكَ وَ هُوَ يَقُولُ قَد غَفَرتُ لَكَ بِحُبّكَ إِيّاهُ
50- فِي كِتَابِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُ إِنّ فِي السّمَاءِ مَلَكَينِ مُوَكّلَينِ بِالعِبَادِ فَمَن تَوَاضَعَ لِلّهِ رَفَعَاهُ وَ مَن تَكَبّرَ وَضَعَاهُ
51- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أتَاَنيِ جَبرَئِيلُ ع فَقَالَ يَا مُحَمّدُ كَيفَ نَنزِلُ عَلَيكُم وَ أَنتُم لَا تَستَاكُونَ وَ لَا تَستَنجُونَ بِالمَاءِ وَ لَا تَغسِلُونَ بَرَاجِمَكُم
صفحه : 192
بيان قال في النهاية فيه من الفطرة غسل البراجم هي العقد التي في ظهور الأصابع يجتمع فيهاالوسخ الواحدة برجمة بالضم
52- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ الشيّباَنيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ الرّزّازِ عَن مَحمُودِ بنِ عِيسَي بنِ عُبَيدٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحَسَنِ الميِثمَيِّ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن جَابِرٍ الجعُفيِّ عَن أَبِي جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع عَنِ النّبِيّص قَالَ لقَيَِ مَلَكٌ رَجُلًا عَلَي بَابِ دَارٍ كَانَ رَبّهَا غَائِباً فَقَالَ لَهُ المَلَكُ يَا عَبدَ اللّهِ مَا جَاءَ بِكَ إِلَي هَذِهِ الدّارِ فَقَالَ أَخٌ لِي أَرَدتُ زِيَارَتَهُ قَالَ أَ لِرَحِمٍ مَاسّةٍ بَينَكَ وَ بَينَهُ أَم نَزَعَتكَ إِلَيهِ حَاجَةٌ قَالَ مَا بَينَنَا رَحِمٌ أَقرَبَ مِن رَحِمِ الإِسلَامِ وَ مَا نزَعَتَنيِ إِلَيهِ حَاجَةٌ وَ لكَنِيّ زُرتُهُ فِي اللّهِ رَبّ العَالَمِينَ قَالَ فَأَبشِر فإَنِيّ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكَ وَ هُوَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إيِاّيَ قَصَدتَ وَ مَا عنِديِ أَرَدتَ بِصُنعِكَ فَقَد أَوجَبتُ لَكَ الجَنّةَ وَ عَافَيتُكَ مِن غضَبَيِ وَ مِنَ النّارِ حَيثُ أَتَيتَهُ
53- وَ مِنهُ، عَن جَمَاعَةٍ عَن أَبِي المُفَضّلِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سُلَيمَانَ بنِ الأَشعَثِ عَن إِسحَاقَ بنِ اِبرَاهِيمَ النهّشلَيِّ عَن زَكَرِيّا بنِ يَحيَي عَن مَندَلِ بنِ عَلِيّ عَنِ الأَعمَشِ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَغدُو إِلَيهِ عَلِيّ ع فِي الغَدَاةِ وَ كَانَ يُحِبّ أَن لَا يَسبِقَهُ إِلَيهِ أَحَدٌ فَإِذَا النّبِيّص فِي صَحنِ الدّارِ وَ إِذَا رَأسُهُ فِي حَجرِ دِحيَةَ بنِ خَلِيفَةَ الكلَبيِّ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكَ كَيفَ أَصبَحَ رَسُولُ اللّهِص قَالَ بِخَيرٍ يَا أَخَا رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ عَلِيّ ع جَزَاكَ اللّهُ عَنّا أَهلَ البَيتِ خَيراً قَالَ لَهُ دِحيَةُ إنِيّ أُحِبّكَ وَ إِنّ لَكَ عنِديِ مَدِيحَةً أُهدِيهَا إِلَيكَ أَنتَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ قَائِدُ الغُرّ المُحَجّلِينَ وَ سَيّدُ وُلدِ آدَمَ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مَا خَلَا النّبِيّينَ وَ المُرسَلِينَ وَ لِوَاءُ الحَمدِ بِيَدِكَ يَومَ القِيَامَةِ تَزِفّ[تُزَفّ] أَنتَ وَ شِيعَتُكَ مَعَ مُحَمّدٍ وَ حِزبِهِ إِلَي الجِنَانِ فَقَد أَفلَحَ مَن وَالَاكَ وَ خَابَ وَ خَسِرَ مَن خَلّاكَ بِحُبّ مُحَمّدٍ أَحَبّوكَ وَ بِبُغضِهِ أَبغَضُوكَ لَا تَنَالُهُم شَفَاعَةُ مُحَمّدٍص ادنُ مِن صَفوَةِ اللّهِ فَأَخَذَ رَأسَ النّبِيّص فَوَضَعَهُ فِي حَجرِهِ فَانتَبَهَ النّبِيّص فَقَالَ مَا هَذَا الهَمهَمَةُ
صفحه : 193
فَأَخبَرَهُ الحَدِيثَ فَقَالَ لَم يَكُن دِحيَةَ كَانَ جَبرَئِيلَ سَمّاكَ بِاسمٍ سَمّاكَ اللّهُ تَعَالَي بِهِ وَ هُوَ ألّذِي أَلقَي مَحَبّتَكَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ وَ رَهبَتَكَ فِي صُدُورِ الكَافِرِينَ
54- العِلَلُ،لِمُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ سُئِلَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع عَنِ المَلَائِكَةِ يَأكُلُونَ وَ يَشرَبُونَ وَ يَنكِحُونَ فَقَالَ لَا إِنّهُم يَعِيشُونَ بِنَسِيمِ العَرشِ فَقِيلَ لَهُ مَا العِلّةُ فِي نَومِهِم فَقَالَ فَرقاً بَينَهُم وَ بَينَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ لِأَنّ ألّذِيلا تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَومٌ هُوَ اللّهُ
55- وَ مِنهُ، قَالَ العِلّةُ فِي الصّيحَةِ مِنَ السّمَاءِ كَيفَ يَعلَمُهَا أَهلُ الدّنيَا وَ الصّيحَةُ هيَِ بِلِسَانٍ وَاحِدٍ وَ لُغَاتُ النّاسِ تَختَلِفُ فَقَالَ إِنّ فِي كُلّ بَلَدٍ مَلَائِكَةً مُوَكّلُونَ فيَنُاَديِ فِي كُلّ بَلَدٍ مَلَكٌ بِلِسَانِهِم وَ كَذَلِكَ لِإِبلِيسَ شَيَاطِينُ مُوَكّلُونَ بِكُلّ بَلدَةٍ يُنَادُونَ فِيهِم بِلِسَانِهِم وَ لُغَاتِهِم أَلَا إِنّ الأَمرَ لِعُثمَانَ بنِ عَفّانَ
56- الإِقبَالُ، فِي تَعقِيبَاتِ نَوَافِلِ شَهرِ رَمَضَانَ وَ غَيرِهَا وَ صَلّ عَلَي جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ مَلَكِ المَوتِ وَ مَالِكٍ خَازِنِ النّارِ وَ رِضوَانَ خَازِنِ الجَنّةِ وَ رُوحِ القُدُسِ وَ الرّوحِ الأَمِينِ وَ حَمَلَةِ عَرشِكَ المُقَرّبِينَ وَ عَلَي مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ عَلَي المَلَكَينِ الحَافِظَينِ وَ عَلَي الكِرَامِ الكَاتِبِينَ
57- النهج ،[نهج البلاغة] عَن نَوفٍ البكِاَليِّ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع أَيّهَا المُتَكَلّفُ لِوَصفِ رَبّكَ فَصِف جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ جُنُودَ المَلَائِكَةِ المُقَرّبِينَ فِي حُجُرَاتِ القُدُسِ مُرجَحِنّينَ مُتَوَالِهَةً عُقُولُهُم أَن يَحُدّوا أَحسَنَ الخَالِقِينَ
بيان التكلف التجشم وارتكاب الشيء علي مشقة وحجرة القوم بالفتح ناحية دارهم والجمع حجرات كجمرة وجمرات و في بعض النسخ حجرات بضمتين جمع حجرة بالضم وهي الغرفة وقيل الموضع المنفرد وارجحن الشيء كاقشعر أي مال من ثقله وتحرك قال في النهاية أورد الجوهري هذا
صفحه : 194
الحرف في حرف النون علي أن النونين أصلية وغيره يجعلهما زائدة من رجح الشيء كمنع إذاثقل قال ابن أبي الحديد أي مائلين إلي جهة التحت خضوعا لله سبحانه و قال الكيدري الارجحنان الميل وارجحن الشيء اهتز انتهي ولعل المراد بحجرات القدس المواضع المعدة لهم في السماوات وهي محال القدس والتنزه عن المعاصي ورذائل الأخلاق والوله الحزن والحيرة والخوف ومتولهة عقولهم علي صيغة اسم الفاعل أي محزونة أوحائرة أوخائفة و في بعض النسخ علي صيغة اسم المفعول والأول أظهر أن يحدوا أحسن الخالقين أي يدركوه بكنهه أي يدركوا مبلغ قدرته وعلمه أومقدار عظمته
58- كِتَابُ النّوَادِرِ،لعِلَيِّ بنِ أَسبَاطٍ عَن يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ الأَحمَرِ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص بَاتَ آلُ مُحَمّدٍ بِلَيلَةٍ أَطوَلِ لَيلَةٍ ظَنّوا أَنّهُم لَا سَمَاءَ تُظِلّهُم وَ لَا أَرضَ تُقِلّهُم مَخَافَةً لِأَنّ رَسُولَ اللّهِص وَتَرَ الأَقرَبِينَ وَ الأَبعَدِينَ فِي اللّهِ فَبَينَمَا هُم كَذَلِكَ إِذ أَتَاهُم آتٍ لَا يَرَونَهُ وَ يَسمَعُونَ كَلَامَهُ فَقَالَ السّلَامُ عَلَيكُم يَا أَهلَ البَيتِ وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فِي اللّهِ عَزَاءٌ مِن كُلّ مُصِيبَةٍ وَ نَجَاةٌ مِن كُلّ هَلَكَةٍ وَ دَركٌ لِمَا فَاتَ إِنّ اللّهَ اختَارَكُم وَ فَضّلَكُم وَ طَهّرَكُم وَ جَعَلَكُم أَهلَ بَيتِ نَبِيّهِص وَ استَودَعَكُم عِلمَهُ وَ أَورَثَكُم كِتَابَهُ وَ جَعَلَكُم تَابُوتَ عِلمِهِ وَ عَصَا عِزّهِ وَ ضَرَبَ لَكُم مَثَلًا مِن نُورِهِ وَ عَصَمَكُم مِنَ الزّلَلِ وَ آمَنَكُم مِنَ الفِتَنِ فَاعتَزُوا بِعَزَاءِ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ لَم يَنزِع مِنكُم رَحمَتَهُ وَ لَم يُدِل مِنكُم عَدُوّهُ فَأَنتُم أَهلُ اللّهِ الّذِينَ بِكُم تَمّتِ النّعمَةُ وَ اجتَمَعَتِ الفُرقَةُ وَ ائتَلَفَتِ الكَلِمَةُ وَ أَنتُم أَولِيَاءُ اللّهِ مَن تَوَلّاكُم نَجَا وَ مَن ظَلَمَكُم يَزهَقُ مَوَدّتُكُم مِنَ اللّهِ فِي كِتَابِهِ وَاجِبَةٌ عَلَي عِبَادِهِ المُؤمِنِينَ وَ اللّهُ عَلَي نَصرِكُم إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ فَاصبِرُوا لِعَوَاقِبِ الأُمُورِ فَإِنّهَا إِلَي اللّهِ تَصِيرُ فَقَد قَبِلَكُمُ اللّهُ مِن نَبِيّهِص وَدِيعَةً وَ استَودَعَكُم أَولِيَاءَهُ المُؤمِنِينَ فِي الأَرضِ فَمَن أَدّي أَمَانَتَهُ آتَاهُ اللّهُ صِدقَهُ فَأَنتُمُ الأَمَانَةُ المُستَودَعَةُ وَ المَوَدّةُ الوَاجِبَةُ وَ لَكُمُ الطّاعَةُ المُفتَرَضَةُ وَ بِكُم تَمّتِ النّعمَةُ وَ قَد قَبَضَ اللّهُ نَبِيّهُ
صفحه : 195
ص وَ قَد أَكمَلَ اللّهُ بِهِ الدّينَ وَ بَيّنَ لَكُم سَبِيلَ المَخرَجِ فَلَم يَترُك لِلجَاهِلِ حُجّةً فَمَن تَجَاهَلَ أَو جَهِلَ أَو أَنكَرَ أَو نسَيَِ أَو تَنَاسَي فَعَلَي اللّهِ حِسَابُهُ وَ اللّهُ مِن وَرَاءِ حَوَائِجِكُم فَاستَعِينُوا بِاللّهِ عَلَي مَن ظَلَمَكُم وَ اسأَلُوا اللّهَ حَوَائِجَكُم وَ السّلَامُ عَلَيكُم وَ رَحمَةُ اللّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَسَأَلَهُ يَحيَي بنُ أَبِي القَاسِمِ فَقَالَ جُعِلتُ فِدَاكَ مِمّن أَتَتهُمُ التّعزِيَةُ فَقَالَ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
أقول قدمر مثله بأسانيد جمة في المجلد السادس وسيأتي أيضا في أبواب الجنائز
59- الكاَفيِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُعَلّي بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الوَشّاءِ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ دِيكاً رِجلَاهُ فِي الأَرضِ السّابِعَةِ وَ عُنُقُهُ مَثنِيّةٌ تَحتَ العَرشِ وَ جَنَاحَاهُ فِي الهَوَاءِ إِذَا كَانَ فِي نِصفِ اللّيلِ أَوِ الثّلُثِ الثاّنيِ مِن آخِرِ اللّيلِ ضَرَبَ بِجَنَاحِهِ وَ صَاحَ سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّنَا اللّهُ المَلِكُ الحَقّ المُبِينُ فَلَا إِلَهَ غَيرُهُ رَبّ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحِ فَتَضرِبُ الدّيَكَةُ بِأَجنِحَتِهَا وَ تَصِيحُ
60-الإِحتِجَاجُ، فِي حَدِيثِ الزّندِيقِ ألّذِي سَأَلَ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن مَسَائِلَ فَأَسلَمَ إِنّهُ سَأَلَ مَا عِلّةُ المَلَائِكَةِ المُوَكّلِينَ بِعِبَادِهِ يَكتُبُونَ عَلَيهِم وَ لَهُم وَ اللّهُ عَالِمُ السّرّ وَ أَخفَي فَقَالَ ع استَعبَدَهُم بِذَلِكَ وَ جَعَلَهُم شُهُوداً عَلَي خَلقِهِ لِتَكُونَ العِبَادُ لِمُلَازَمَتِهِم إِيّاهُم أَشَدّ عَلَي طَاعَةِ اللّهِ مُوَاظَبَةً وَ عَن مَعصِيَتِهِ أَشَدّ انقِبَاضاً وَ كَم مِن عَبدٍ يَهُمّ بِمَعصِيَتِهِ فَذَكَرَ مَكَانَهَا فَارعَوَي وَ كَفّ وَ يَقُولُ ربَيّ يرَاَنيِ وَ حفَظَتَيِ
صفحه : 196
عَلَيّ بِذَلِكَ تَشهَدُ وَ إِنّ اللّهَ بِرَأفَتِهِ وَ لُطفِهِ أَيضاً وَكّلَهُم بِعِبَادِهِ يَذُبّونَ عَنهُم مَرَدَةَ الشّيَاطِينِ وَ هَوَامّ الأَرضِ وَ آفَاتٍ كَثِيرَةً مِن حَيثُ لَا يَرَونَ بِإِذنِ اللّهِ إِلَي أَن يجَيِءَ أَمرُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ
بيان وكلهم بعباده أي جنس الملائكة أو هذاالنوع يعني الكتبة والأول أوفق بسائر الأخبار الدالة علي المغايرة و إن كان الثاني أنسب بسياق هذاالخبر
61- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الصّلتِ عَن يُونُسَ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبَا مُحَمّدٍ إِنّ لِلّهِ عَزّ ذِكرُهُ مَلَائِكَةً يُسقِطُونَ الذّنُوبَ عَن ظُهُورِ شِيعَتِنَا كَمَا تُسقِطُ الرّيحُ الوَرَقَ مِنَ الشّجَرِ فِي أَوَانِ سُقُوطِهِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّيُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم...وَ يَستَغفِرُونَ لِلّذِينَ آمَنُوا وَ اللّهِ مَا أَرَادَ بِهَذَا غَيرَكُم
62-دَلَائِلُ الإِمَامَةِ،للِطبّرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَارُونَ بنِ مُوسَي عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن أَحمَدَ بنِ الحُسَينِ المَعرُوفِ بِابنِ أَبِي القَاسِمِ عَن أَبِيهِ عَن بَعضِ رِجَالِهِ عَن حَسَنِ بنِ شُعَيبٍ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن يُونُسَ بنِ ظَبيَانَ قَالَاستَأذَنتُ عَلَي أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فَخَرَجَ إلِيَّ مُعَتّبٌ فَأَذِنَ لِي فَدَخَلتُ وَ لَم يَدخُل معَيِ كَمَا كَانَ يَدخُلُ فَلَمّا أَن صِرتُ فِي الدّارِ نَظَرتُ إِلَي رَجُلٍ عَلَي صُورَةِ أَبِي عَبدِ اللّهِ عَلَيهِ السّلَامُ فَسَلّمتُ عَلَيهِ كَمَا كُنتُ أَفعَلُ قَالَ مَن أَنتَ يَا هَذَا لَقَد وَرَدتَ عَلَي كُفرٍ أَو إِيمَانٍ وَ كَانَ بَينَ يَدَيهِ رَجُلَانِ كَأَنّ عَلَي رُءُوسِهِمَا الطّيرَ فَقَالَ ادخُل فَدَخَلتُ الدّارَ الثّانِيَةَ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَي صُورَتِهِ ع وَ إِذَا بَينَ يَدَيهِ خَلقٌ كَثِيرٌ كُلّهُم صُوَرُهُم وَاحِدَةٌ فَقَالَ مَن تُرِيدُ قُلتُ أُرِيدُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ قَد وَرَدتَ عَلَي أَمرٍ عَظِيمٍ إِمّا كُفرٍ أَو إِيمَانٍ ثُمّ خَرَجَ مِنَ البَيتِ رَجُلٌ حِينَ بَدَا بِهِ البيت [الشّيبُ]
صفحه : 197
فَأَخَذَ بيِدَيِ فأَوَقفَنَيِ عَلَي البَابِ وَ غشُيَِ بصَرَيِ مِنَ النّورِ فَقُلتُ السّلَامُ عَلَيكُم يَا بَيتَ اللّهِ وَ نُورَهُ وَ حِجَابَهُ فَقَالَ وَ عَلَيكَ السّلَامُ يَا يُونُسُ فَدَخَلتُ البَيتَ فَإِذَا بَينَ يَدَيهِ طَائِرَانِ يَحكِيَانِ فَكُنتُ أَفهَمُ كَلَامَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع وَ لَا أَفهَمُ كَلَامَهُمَا فَلَمّا خَرَجَا قَالَ يَا يُونُسُ سَل نَحنُ مَحَلّ النّورِ فِي الظّلُمَاتِ وَ نَحنُ البَيتُ المَعمُورُ ألّذِيمَن دَخَلَهُ كانَ آمِناًنَحنُ عِترَةُ اللّهِ وَ كِبرِيَاؤُهُ قَالَ قُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ رَأَيتُ شَيئاً عَجِيباً رَأَيتُ رَجُلًا عَلَي صُورَتِكَ قَالَ يَا يُونُسُ إِنّا لَا نُوصَفُ ذَلِكَ صَاحِبُ السّمَاءِ الثّالِثَةِ يَسأَلُ أَن أَستَأذِنَ اللّهَ لَهُ أَن يَصِيرَ مَعَ أَخٍ لَهُ فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ قَالَ فَقُلتُ فَهَؤُلَاءِ الّذِينَ فِي الدّارِ قَالَ هَؤُلَاءِ أَصحَابُ القَائِمِ مِنَ المَلَائِكَةِ قَالَ قُلتُ فَهَذَانِ قَالَ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ نَزَلَا إِلَي الأَرضِ فَلَن يَصعَدَا حَتّي يَكُونَ هَذَا الأَمرُ إِن شَاءَ اللّهُ وَ هُم خَمسَةُ آلَافٍ يَا يُونُسُ بِنَا أَضَاءَتِ الأَبصَارُ وَ سَمِعَتِ الآذَانُ وَ وَعَتِ القُلُوبُ الإِيمَانَ
بيان علي كفر أوإيمان أي إن أنكرت مارأيت كفرت و إن قبلت آمنت كان علي رءوسهما الطير أي لايتحركان
63- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ النوّفلَيِّ عَنِ السكّوُنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ لِلّهِ مَلَكاً رِجلَاهُ فِي الأَرضِ السّفلَي مَسِيرَةَ خَمسِمِائَةِ عَامٍ وَ رَأسُهُ فِي السّمَاءِ العُليَا مَسِيرَةَ أَلفِ سَنَةٍ يَقُولُ سُبحَانَكَ حَيثُ كُنتَ فَمَا أَعظَمَكَ قَالَ فيَوُحيِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ مَا يَعلَمُ ذَلِكَ مَن يَحلِفُ بيِ كَاذِباً
64- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ وَ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَنِ الفَضلِ بنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن اِبرَاهِيمَ بنِ عَبدِ الحَمِيدِ عَن شَيخٍ مِن أَصحَابِنَا يُكنَي أَبَا الحَسَنِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي خَلَقَ دِيكاً أَبيَضَ عُنُقُهُ تَحتَ العَرشِ وَ رِجلَاهُ فِي تُخُومِ الأَرضِ السّابِعَةِ لَهُ جَنَاحٌ فِي المَشرِقِ وَ جَنَاحٌ
صفحه : 198
فِي المَغرِبِ لَا تَصِيحُ الدّيُوكُ حَتّي يَصِيحَ فَإِذَا صَاحَ خَفَقَ بِجَنَاحَيهِ ثُمّ قَالَ سُبحَانَ اللّهِ سُبحَانَ اللّهِ العَظِيمِ ألّذِيلَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ قَالَ فَيُجِيبُهُ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي فَيَقُولُ لَا يَحلِفُ بيِ كَاذِباً مَن يَعرِفُ مَا تَقُولُ
65- الدّرّ المَنثُورُ،للِسيّوُطيِّ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ أَوّلَ مَن لَبّي المَلَائِكَةُ قَالَ اللّهُإنِيّ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجعَلُ فِيها مَن يُفسِدُ فِيها وَ يَسفِكُ الدّماءَ وَ نَحنُ نُسَبّحُ بِحَمدِكَ قَالَ فَرَادّوهُ فَأَعرَضَ عَنهُم فَطَافُوا بِالعَرشِ سِتّ سِنِينَ يَقُولُونَ لَبّيكَ لَبّيكَ اعتِذَاراً إِلَيكَ لَبّيكَ نَستَغفِرُكَ وَ نَتُوبُ إِلَيكَ
66- وَ عَنِ ابنِ جُبَيرٍ أَنّ عُمَرَ سَأَلَ النّبِيّص عَن صَلَاةِ المَلَائِكَةِ فَلَم يَرُدّ عَلَيهِ شَيئاً فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَقَالَ إِنّ أَهلَ السّمَاءِ الدّنيَا سُجُودٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ يَقُولُونَ سُبحَانَ ذيِ المُلكِ وَ المَلَكُوتِ وَ أَهلَ السّمَاءِ الثّانِيَةِ رُكُوعٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ يَقُولُونَ سُبحَانَ ذيِ العِزّةِ وَ الجَبَرُوتِ وَ أَهلَ السّمَاءِ الثّالِثَةِ قِيَامٌ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ يَقُولُونَ سُبحَانَ الحيَّ ألّذِي لَا يَمُوتُ
67- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا تَوَاقَفَ النّاسُ يَومَ بَدرٍ أغُميَِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص سَاعَةً ثُمّ كُشِفَ عَنهُ فَبَشّرَ النّاسَ بِجَبرَئِيلَ فِي جُندٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مَيمَنَةَ النّاسِ وَ مِيكَائِيلَ فِي جُندٍ آخَرَ مَيسَرَةَ النّاسِ وَ إِسرَافِيلَ فِي جُندٍ آخَرَ وَ إِبلِيسُ قَد تَصَوّرَ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ بنِ مَالِكٍ المدُلجِيِّ يُؤَيّدُ المُشرِكِينَ وَ يُخبِرُ أَنّهُلا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ فَلَمّا أَبصَرَ عَدُوّ اللّهِ المَلَائِكَةَنَكَصَ عَلي عَقِبَيهِ وَ قالَ
صفحه : 199
إنِيّ برَيِءٌ مِنكُم إنِيّ أَري ما لا تَرَونَفَتَثَبّتَ بِهِ الحَرثُ بنُ هِشَامٍ وَ هُوَ يَرَي أَنّهُ سُرَاقَةُ لَمّا سَمِعَ مِن كَلَامِهِ فَضَرَبَ فِي صَدرِ الحَرثِ فَسَقَطَ الحَرثُ وَ انطَلَقَ إِبلِيسُ لَا يُرَي حَتّي سَقَطَ فِي البَحرِ وَ رَفَعَ يَدَيهِ وَ قَالَ يَا رَبّ مَوعِدَكَ ألّذِي وعَدَتنَيِ
68- وَ عَنِ الحَسَنِ فِي قَولِهِإنِيّ أَري ما لا تَرَونَ قَالَ رَأَي جَبرَئِيلَ ع مُعتَجِراً بِرِدَائِهِ يَقُودُ الفَرَسَ بَينَ يدَيَ أَصحَابِهِ مَا رَكِبَهُ
69- وَ عَن أَبِي ذَرّ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ أَرَي مَا لَا تَرَونَ وَ أَسمَعُ مَا لَا تَسمَعُونَ أَطّتِ السّمَاءُ وَ حَقّ لَهَا أَن تَئِطّ مَا فِيهَا مَوضِعُ أَربَعِ أَصَابِعَ إِلّا وَ مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبهَتَهُ لِلّهِ سَاجِداً وَ اللّهِ لَو تَعلَمُونَ مَا أَعلَمُ لَضَحِكتُم قَلِيلًا وَ لَبَكَيتُم كَثِيراً وَ مَا تَلَذّذتُم بِالنّسَاءِ عَلَي الفُرُشِ وَ لَخَرَجتُم إِلَي الصّعُدَاتِ تَجأَرُونَ إِلَي اللّهِ لَوَدِدتُ أنَيّ كُنتُ شَجَرَةً تُعضَدُ
بيان أطت السماء قال في النهاية الأطيط صوت الأقتاب وأطيط الإبل أصواتها وحنينها أي إن كثرة ما فيها من الملائكة قدأثقلها حتي أطت و هذامثل وإيذان بكثرة الملائكة و إن لم يكن ثم أطيط وإنما هوكلام تقريب أريد منه تقرير عظمة الله و قال الصعدات الطرق جمع صعد وصعد جمع صعيد كطريق وطرق وطرقات وقيل هي جمع صعدة كظلمة وهي فناء باب الدار وممر الناس بين الأندية انتهي . و قال الطيبي في شرح هذاالحديث أي فخرجتم إلي الطرقات والصحاري وممر الناس كفعل المحزون ألذي يضيق به المنزل فيطلب الفضاء لبث الشكوي
صفحه : 200
و قال في قوله لوددت أني شجرة تعضد هوبكلام أبي ذر أشبه و النبي ص أعلم بالله من أن يتمني عليه حالا أوضع عما هو فيه انتهي وأقول هوإظهار الخوف منه تعالي و هو لاينافي القرب منه سبحانه بل يؤكده إِنّما يَخشَي اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ
70- الدّرّ المَنثُورُ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ جَعَلَ اللّهُ عَلَي ابنِ آدَمَ حَافِظَينِ فِي اللّيلِ وَ حَافِظَينِ فِي النّهَارِ يَحفَظَانِ عَمَلَهُ وَ يَكتُبَانِ أَثَرَهُ
71- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ يَنهَاكُم عَنِ التعّرَيّ فَاستَحيُوا مِن مَلَائِكَةِ اللّهِ الّذِينَ مَعَكُم الكِرَامِ الكَاتِبِينَ الّذِينَ لَا يُفَارِقُونَكُم إِلّا عِندَ إِحدَي ثَلَاثِ حَاجَاتٍ الغَائِطِ وَ الجَنَابَةِ وَ الغُسلِ
72- وَ عَن رَجُلٍ مِن بنَيِ تَمِيمٍ قَالَ كُنّا عِندَ أَبِي العَوّامِ فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَعَلَيها تِسعَةَ عَشَرَأَلفاً قُلتُ لَا بَل تِسعَةَ عَشَرَ مَلَكاً فَقَالَ وَ مِن أَينَ أَنتَ عَلِمتَ ذَلِكَ قُلتُ لِأَنّ اللّهَ يَقُولُوَ ما جَعَلنا عِدّتَهُم إِلّا فِتنَةً لِلّذِينَ كَفَرُوا قَالَ صَدَقتَ هُم تِسعَةَ عَشَرَ مَلَكاً بِيَدِ كُلّ مَلَكٍ مِنهُم مِرزَبَةٌ مِن حَدِيدٍ لَهَا شُعبَتَانِ فَيَضرِبُ بِهَا الضّربَةَ يهَويِ بِهَا سَبعِينَ أَلفاً بَينَ منَكبِيَ كُلّ مَلَكٍ مِنهُم مَسِيرَةُ كَذَا وَ كَذَا
73- وَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ أَنّ رَسُولَ اللّهِص حَدّثَهُم عَن لَيلَةٍ أسُريَِ بِهِ قَالَ فَصَعِدتُ أَنَا وَ جَبرَئِيلُ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا فَإِذَا أَنَا بِمَلَكٍ يُقَالُ لَهُ إِسمَاعِيلُ وَ هُوَ صَاحِبُ سَمَاءِ الدّنيَا وَ بَينَ يَدَيهِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ مَعَ كُلّ مَلَكٍ جُندُهُ مِائَةُ
صفحه : 201
أَلفٍ وَ تَلَا هَذِهِ الآيَةَوَ ما يَعلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلّا هُوَ
74- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَي نَبِيّهِ آيَةً مِنَ القُرآنِ إِلّا وَ مَعَهُ أَربَعَةُ حَفَظَةٍ مِنَ المَلَائِكَةِ يَحفَظُونَهَا حَتّي يُؤَدّونَهَا إِلَي النّبِيّص ثُمّ قَرَأَعالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ فَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ رَصَداًيعَنيِ المَلَائِكَةَ الأَربَعَةَلِيَعلَمَ أَن قَد أَبلَغُوا رِسالاتِ رَبّهِم
75- وَ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ فِي قَولِهِفَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ رَصَداً قَالَ أَربَعَةُ حَفَظَةٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مَعَ جَبرَئِيلَلِيَعلَمَ مُحَمّدٌأَن قَد أَبلَغُوا رِسالاتِ رَبّهِم قَالَ وَ مَا جَاءَ جَبرَئِيلُ بِالقُرآنِ إِلّا وَ مَعَهُ أَربَعَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ حَفَظَةٌ
76- وَ عَنِ الضّحّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ فِي قَولِهِإِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ فَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ رَصَداً قَالَ كَانَ النّبِيّص إِذَا بُعِثَ إِلَيهِ المَلَكُ بُعِثَ مَلَائِكَةٌ يَحرُسُونَهُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ أَن يَتَشَبّهَ الشّيطَانُ عَلَي صُورَةِ المَلَكِ
77- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي قَولِهِإِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍ فَإِنّهُ يَسلُكُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَ مِن خَلفِهِ رَصَداً قَالَ هيَِ مُعَقّبَاتٌ مِنَ المَلَائِكَةِ يَحفَظُونَ النّبِيّص مِنَ الشّيَاطِينِ حَتّي يَتَبَيّنَ ألّذِي أُرسِلَ إِلَيهِم
78- وَ عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ وَ ما مِنّا إِلّا لَهُ مَقامٌ مَعلُومٌ قَالَ المَلَائِكَةُ مَا فِي السّمَاءِ مَوضِعٌ إِلّا عَلَيهِ مَلَكٌ إِمّا سَاجِدٌ وَ إِمّا قَائِمٌ حَتّي تَقُومَ السّاعَةُ
79- وَ عَنِ العَلَا بنِ سَعدٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ يَوماً لِجُلَسَائِهِ أَطّتِ السّمَاءُ
صفحه : 202
وَ حَقّ لَهَا أَن تَئِطّ لَيسَ مِنهَا مَوضِعُ قَدَمٍ إِلّا عَلَيهِ مَلَكٌ رَاكِعٌ أَو سَاجِدٌ ثُمّ قَرَأَوَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ وَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَ
80- وَ عَن مُجَاهِدٍ وَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ وَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَ قَالَ أَطّتِ السّمَاءُ وَ مَا تُلَامُ أَن تَئِطّ إِنّ السّمَاءَ مَا فِيهَا مَوضِعُ شِبرٍ إِلّا عَلَيهِ جَبهَةُ مَلَكٍ أَو قَدَمَاهُ
81- وَ عَن أَبِي ذَرّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إنِيّ أَرَي مَا لَا تَرَونَ وَ أَسمَعُ مَا لَا تَسمَعُونَ إِنّ السّمَاءَ أَطّت وَ حَقّ لَهَا أَن تَئِطّ مَا فِيهَا مَوضِعُ أَربَعِ أَصَابِعَ إِلّا مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبهَتَهُ سَاجِداً لِلّهِ
82- وَ عَن حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ قَالَ كُنّا عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ هَل تَسمَعُونَ مَا أَسمَعُ قُلنَا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا تَسمَعُ قَالَ أَطِيطَ السّمَاءِ وَ مَا تُلَامُ أَن تَئِطّ مَا فِيهَا مَوضِعُ قَدَمٍ إِلّا وَ فِيهِ مَلَكٌ رَاكِعٌ أَو سَاجِدٌ
83- فِردَوسُ الأَخبَارِ، عَن سَعدِ بنِ مُعَاذٍ قَالَ قَالَ النّبِيّص نَقّوا أَفوَاهَكُم بِالخِلَالِ فَإِنّهَا مَسكَنُ المَلَكَينِ الحَافِظَينِ الكَاتِبَينِ وَ إِنّ مِدَادَهُمَا الرّيقُ وَ قَلَمَهُمَا اللّسَانُ وَ لَيسَ شَيءٌ أَشَدّ عَلَيهِمَا مِن فَضلِ الطّعَامِ فِي الفَمِ
84- سَعدُ السّعُودِ، قَالَ بَعدَ أَن ذَكَرَ المَلَكَينِ المُوَكّلَينِ بِالعَبدِ وَ فِي رِوَايَةٍ أَنّهُمَا إِذَا أَرَادَا النّزُولَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً يَنسَخُ لَهُمَا إِسرَافِيلُ عَمَلَ العَبدِ مِنَ اللّوحِ المَحفُوظِ فَيُعطِيهِمَا ذَلِكَ فَإِذَا صَعِدَ[صَعِدَا]صَبَاحاً وَ مَسَاءً بِدِيوَانِ العَبدِ قَابَلَهُ إِسرَافِيلُ بِالنّسخِ التّيِ انتَسَخَ لَهُمَا حَتّي يَظهَرَ أَنّهُ كَانَ كَمَا نَسَخَ مِنهُ
تكملة اعلم أنه أجمعت الإمامية بل جميع المسلمين إلا من شذ منهم من
صفحه : 203
المتفلسفين الذين أدخلوا أنفسهم بين المسلمين لتخريب أصولهم وتضييع عقائدهم علي وجود الملائكة وأنهم أجسام لطيفة نورانيةأوُليِ أَجنِحَةٍ مَثني وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ وأكثر قادرون علي التشكل بالأشكال المختلفة وإنه سبحانه يورد عليهم بقدرته مايشاء من الأشكال والصور علي حسب الحكم والمصالح ولهم حركات صعودا وهبوطا وكانوا يراهم الأنبياء والأوصياء ع والقول بتجردهم وتأويلهم بالعقول والنفوس الفلكية والقوي والطبائع وتأويل الآيات المتظافرة والأخبار المتواترة تعويلا علي شبهات واهية واستبعادات وهمية زيغ عن سبيل الهدي واتباع لأهل الجهل والعمي . قال المحقق الدواني في شرح العقائد الملائكة أجسام لطيفة قادرة علي التشكلات المختلفة و قال شارح المقاصد ظاهر الكتاب والسنة و هوقول أكثر الأمة أن الملائكة أجسام لطيفة نورانية قادرة علي التشكلات بأشكال مختلفة كاملة في العلم والقدرة علي الأفعال الشاقة شأنها الطاعة ومسكنها السماوات هم رسل الله تعالي إلي أنبيائه وأمناؤه علي وحيه يُسَبّحُونَ اللّيلَ وَ النّهارَ لا يَفتُرُونَ ولا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ.
صفحه : 204
و قال الملائكة عندالفلاسفة هم العقول المجردة والنفوس الفلكية ويخص باسم الكروبيين ما لاتكون له علاقة مع الأجسام و لوبالتأثير وذهب أصحاب الطلسمات إلي أن لكل فلك روحا كليا يدبر أمره ويتشعب منه أرواح كثيرة مثلا للعرش أعني الفلك الأعظم روح يري أثره في جميع ما في جوفه يسمي بالنفس الكلية والروح الأعظم ويتشعب منه أرواح كثيرة متعلقة بأجزاء العرش وأطرافه كما أن النفس الناطقة تدبر أمر بدن الإنسان ولها قوة طبيعية وحيوانية ونفسانية بحسب كل عضو و علي هذايحمل قوله تعالي يَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا و قوله تعالي وَ تَرَي المَلائِكَةَ حَافّينَ مِن حَولِ العَرشِ يُسَبّحُونَ بِحَمدِ رَبّهِم وهكذا سائر الأفلاك وأثبتوا لكل درجة روحا يظهر أثره عندحلول الشمس تلك الدرجة وكذا لكل من الأيام والساعات والبحار والجبال والمفاوز والعمران وأنواع النبات والحيوانات و غير ذلك علي ماورد في لسان الشرع من ملك الأرزاق وملك البحار وملك الأمطار وملك الموت ونحو ذلك وبالجملة فكما ثبت لكل من الأبدان البشرية نفس مدبرة فقد أثبتوا لكل نوع من الأنواع بل لكل صنف روحا يدبره يسمي بالطبائع التام لذلك النوع تحفظه عن الآفات والمخافات ويظهر أثره في النوع ظهور أثر النفس الإنسانية في الشخص انتهي . و قال الرازي في تفسيره إنه لاخلاف بين العقلاء في أن أشرف الرتبة للعالم العلوي هووجود الملائكة فيه كما أن أشرف الرتبة للعالم السفلي هووجود الإنسان فيه إلا أن الناس اختلفوا في ماهية الملائكة وحقيقتهم وطريق ضبط المذاهب أن يقال الملائكة لابد و أن تكون ذوات قائمة بأنفسها ثم إن تلك الذوات إما أن تكون متحيزة أو لاتكون أماالأول ففيه أقوال أحدها
صفحه : 205
أنها أجسام لطيفة هوائية تقدر علي التشكل بأشكال مختلفة مسكنها السماوات و هذاقول أكثر المسلمين وثانيها قول طوائف من عبدة الأوثان و هو أن الملائكة في الحقيقة هو هذه الكواكب الموصوفة بالأسعاد والأنحاس فإنها بزعمهم أحياء ناطقة و أن المسعدات منها ملائكة الرحمة والمنحسات منها هي ملائكة العذاب . وثالثها قول معظم المجوس والثنوية و هو أن هذاالعالم مركب من أصلين أزليين وهما النور والظلمة وهما في الحقيقة جوهران شفافان حساسان مختاران قادران متضادا النفس والصورة مختلفا الفعل والتدبير فجوهر النور فاضل خير نقي طيب الريح كريم النفس يسر و لايضر وينفع و لايمنع ويحبي و لايبلي وجوهر الظلمة علي ضد ذلك ثم إن جوهر النور لم يزل يولد الأولياء وهم الملائكة لا علي سبيل التناكح بل علي سبيل تولد الحكمة من الحكيم والضوء من المضيء وجوهر الظلمة لم يزل يولد الأعداء وهم الشياطين علي سبيل تولد السفه من السفيه لا علي سبيل التناكح فهذه أقوال من جعل الملائكة أشياء متحيزة جسمانية.القول الثاني إن الملائكة ذوات قائمة بأنفسها وليست بمتحيزة و لاأجسام فهاهنا قولان أحدهما قول طوائف من النصاري و هو أن الملائكة في الحقيقة هي الأنفس الناطقة بذاتها المفارقة لأبدانها علي نعت الصفا والخيرية و ذلك لأن هذه النفوس المفارقة إن كانت صافية خالصة فهي الملائكة و إن كانت خبيثة كدرة فهي الشياطين وثانيها قول الفلاسفة وهي أنها جواهر قائمة بأنفسها ليس بمتحيزة البتة وأنها بالماهية مخالفة لنوع النفوس الناطقة البشرية وأنها أكمل قوة منها وأكثر علما وأنها للنفوس البشرية جارية مجري الشمس بالنسبة إلي الأضواء ثم إن هذه الجواهر علي قسمين منها ماهي بالنسبة إلي أجرام الأفلاك والكواكب كنفوسنا الناطقة بالنسبة إلي أبداننا ومنها ماهي أعلي شأنا من تدبير أجرام الأفلاك بل هي مستغرقة في معرفة الله ومحبته ومشتغلة بطاعته و هذاالقسم هم الملائكة المقربون ونسبتهم إلي الملائكة الذين يدبرون السماوات كنسبة أولئك
صفحه : 206
المدبرين إلي نفوسنا الناطقة فهذا القسمان قداتفقت الفلاسفة علي إثباتهما ومنهم من أثبت أنواعا أخر من الملائكة وهي الملائكة الأرضية المدبرة لأحوال هذاالعالم السفلي ثم إن مدبرات هذاالعالم إن كانت خيرات فهم الملائكة و إن كانت شريرة فهم الشياطين ثم اختلف أهل العلم في أنه هل يمكن الحكم بوجودها من حيث العقل أو لاسبيل إلي إثباتها إلابالسمع فالفلاسفة علي الأول .أقول ثم ذكر بعض دلائلهم فقال و أماالدلائل النقلية فلانزاع البتة بين الأنبياء ع في إثبات الملائكة بل ذلك كالأمر المجمع عليه بينهم ثم ذكر كثرة الملائكة وبعض الأخبار في ذلك ثم قال رَأَيتُ فِي بَعضِ كُتُبِ التّذكِيرِ أَنّ النّبِيّص حِينَ عُرِجَ بِهِ رَأَي المَلَائِكَةَ فِي مَوضِعٍ بِمَنزِلَةِ سُوقٍ بَعضُهُم يمَشيِ تُجَاهَ بَعضٍ فَسَأَلَ رَسُولُ اللّهِص أَنّهُم إِلَي أَينَ يَذهَبُونَ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع لَا أدَريِ إِلّا أنَيّ أَرَاهُم مُنذُ خُلِقتُ وَ لَا أَرَي وَاحِداً مِنهُم قَد رَأَيتُهُ قَبلَ ذَلِكَ ثُمّ سَأَلُوا وَاحِداً مِنهُم وَ قِيلَ لَهُ مُنذُ كَم خُلِقتَ فَقَالَ لَا أدَريِ غَيرَ أَنّ اللّهَ تَعَالَي يَخلُقُ كَوكَباً فِي كُلّ أَربَعِمِائَةِ أَلفِ سَنَةٍ فَخَلَقَ مِثلَ ذَلِكَ الكَوَاكِبِ مُنذُ خلَقَنَيِ أَربَعَمِائَةِ أَلفِ كَوكَبٍ
. ثم قال واعلم أن الله ذكر في القرآن أصنافهم وأوصافهم و أماالأصناف فأحدها حملة العرش وَ يَحمِلُ عَرشَ رَبّكَالآية وثانيها الحافون حول العرش وَ تَرَي المَلائِكَةَ حَافّينَالآية وثالثها أكابر الملائكة فمنهم جبرئيل وميكائيل لقوله جِبرِيلَ وَ مِيكالَ ثم إنه وصف جبرئيل بأمور الأول أنه صاحب الوحي إلي الأنبياءنَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ والثاني أنه قدمه علي ميكائيل والثالث جعله ثاني نفسه فَإِنّ اللّهَ هُوَ مَولاهُ وَ جِبرِيلُ
صفحه : 207
الرابع سماه روح القدس الخامس ينصر أولياءه ويقهر أعداءه مع آلاف مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوّمِينَالسادس أنه مدحه بصفات ستةإِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ إلي قوله أَمِينٍ. ومنهم إسرافيل صاحب الصور وعزرائيل قابض الأرواح و له أعوان عليه ورابعها ملائكة الجنةوَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلّ بابٍالآية وخامسها ملائكة النارعَلَيها تِسعَةَ عَشَرَ و قوله وَ ما جَعَلنا أَصحابَ النّارِ إِلّا مَلائِكَةً ورئيسهم مالك يا مالِكُ لِيَقضِ عَلَينا رَبّكَ وأسماء جملتهم الزبانيةسَنَدعُ الزّبانِيَةَ وسادسها الموكلون ببني آدم لقوله تعالي عَنِ اليَمِينِ وَ عَنِ الشّمالِ قَعِيدٌ ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ و قوله تعالي لَهُ مُعَقّباتٌالآية و قوله وَ يُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً وثامنها الموكلون بأحوال هذاالعالم وَ الصّافّاتِ صَفّا و قوله فَالمُدَبّراتِ أَمراً. و عن ابن عباس قال إن لله ملائكة سوي الحفظة يكتبون مايسقط من ورق الشجر فإذاأصاب أحدكم عجزه بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله رحمكم الله . و أماأوصاف الملائكة فمن وجوه أحدها أنهم رسل الله جاعِلِ المَلائِكَةِ
رُسُلًا و قوله اللّهُ يصَطفَيِ مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلًا وثانيها قربهم من الله بالشرف و هوالمراد من قوله سبحانه وَ مَن عِندَهُ لا يَستَكبِرُونَ و قوله بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ وثالثها وصف طاعاتهم و ذلك من وجوه الأول قوله تعالي حكاية عنهم وَ نَحنُ نُسَبّحُ بِحَمدِكَ وَ نُقَدّسُ لَكَ وقولهم وَ إِنّا لَنَحنُ الصّافّونَ وَ إِنّا لَنَحنُ المُسَبّحُونَ و الله تعالي ماكذبهم في ذلك الثاني مبادرتهم إلي امتثال أمر الله و هو قوله فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلّهُم أَجمَعُونَالثالث أنهم لايفعلون إلابوحيه وأمره و هو قوله تعالي لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ. ورابعها وصف قدرتهم و ذلك بوجوه الأول أن حملة العرش وهم ثمانية يحملون العرش والكرسي ألذي هوأصغر من العرش أعظم من جملة السماوات السبع لقوله تعالي وَسِعَ كُرسِيّهُ السّماواتِ وَ الأَرضَ والثاني أن علو العرش شيء لايحيط به الوهم ويدل عليه قوله تعالي تَعرُجُ المَلائِكَةُ وَ الرّوحُ إِلَيهِ فِي يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ ثم إنهم لشدة قدرتهم ينزلون منه في لحظة واحدة الثالث قوله تعالي وَ نُفِخَ فِي الصّورِالآية فصاحب الصور بلغ في القوة إلي حيث إن بنفخة واحدة منه يصعق من في السماوات و الأرض وبالثانية
صفحه : 209
منه يعدون أحياء الرابع أن جبرئيل بلغ من قوته أن قلع جبال آل لوط وبلادهم دفعة واحدة. وخامسها وصف خوفهم ويدل عليه بوجوه الأول أنهم مع كثرة عبادتهم وعدم إقدامهم علي الزلات يكونون خائفين وجلين حتي كان عباداتهم معاصي قال تعالي يَخافُونَ رَبّهُم مِن فَوقِهِم و قال وَ هُم مِن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَالثاني قوله تعالي حَتّي إِذا فُزّعَ عَن قُلُوبِهِمالآية روي في التفسير أن الله تعالي إذاتكلم بالوحي سمعه أهل السماوات مثل صوت السلسلة علي الصفوان ففزعوا فإذاانقضي الوحي قال بعضهم لبعض ما ذا قالَ رَبّكُم قالُوا الحَقّ وَ هُوَ العلَيِّ الكَبِيرُ.الثالث
رَوَي البيَهقَيِّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ بَينَمَا رَسُولُ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ وَ سَلّمَ بِنَاحِيَةٍ وَ مَعَهُ جَبرَئِيلُ ع إِذَا انشَقّ أُفُقُ السّمَاءِ فَأَقبَلَ جَبرَئِيلُ يَتَضَاءَلُ وَ يَدخُلُ بَعضُهُ فِي بَعضٍ
إلي آخر ماسيأتي برواية السيوطي في الباب الآتي انتهي . وأقول و إن قال في أول كلامه إن أكثر المسلمين قالوا بتجسم الملائكة لكن يظهر من آخر كلامه أن المخالف في ذلك ليس إلاالنصاري والفلاسفة الذين لم يؤمنوا بشريعة وتكلموا في جميع أمورهم علي آرائهم السخيفة وعقولهم الضعيفة. وأقول سئل المرتضي نزول جبرئيل بالوحي في صورة دحية الكلبي كيف
صفحه : 210
كان يتصور بغير صورته هوالقادر عليها أوالقديم تعالي يشكل صورة وليست صورة جبرئيل فإن كان ألذي يسمع من القرآن من صورة غيرجبرئيل ففيه ما فيه و إن كان من جبرئيل فكيف يتصور بصورة للبشر و هذه القدرة قدرويت أن إبليس يتصور وكذلك الجن أريد أن توضح أمر ذلك و ما كان يسمعه جبرئيل من الوحي من البارئ تعالي أو من حجاب وكيف كان يبلغه وهل جبرئيل يعلم من صفات البارئ أكثر مما نعلمه أومثله وأين محله من السماء وهل القديم إذاخطر ببال جبرئيل يكون متحيرا فيه مثلنا و يكون سبحانه لاتدركه الأوهام أوميزه علينا وجميع الملائكة أيضا.فأجاب رحمه الله بأن نزول جبرئيل بصورة دحية كان بمسألة من النبي ص لله تعالي في ذلك فأما تصوره فليس بقدرته بل الله يصوره كذلك صورة حقيقة لاتشكيل و ألذي كان يسمعه النبي ص من القرآن كان من جبرئيل في الحقيقة و أماإبليس والجن فليس يقدرون علي التصور و كل قادر بقدرة فحكمهم سواء في أنهم لايصح أن يصوروا نفوسهم بل إن اقتضت المصلحة أن يتصور بعضهم بصورة صوره الله للمصلحة فأما جبرئيل ع وسماعه الوحي فيجوز أن يكلمه الله بكلام يسمعه فيتعلمه ويجوز أن يقرأه من اللوح المحفوظ فأما مايعلم جبرئيل من صفات الله فطريقه الدليل و هو والعلماء فيه واحد فأما محله من السماء فقد روي أنه في السماء الرابعة فأما مايخطر بباله فلايجوز أن يتحير فيه لأن جبرئيل معصوم لايصح أن يفعل قبيحا انتهي و في بعض ماأفاده نظر لايخفي علي المتأمل . وسئل رحمه الله أيضا إذاحصل أهل الجنة في الجنة ماحكم الملائكة
صفحه : 211
هل يكونون في جنة بني آدم أوغيرها وهل يراهم البشر وهم يأكلون ويشربون مثل البشر أوتسبيح وتقديس وهل يسقط عنهم التكليف وكذلك الجن .فأجاب رحمه الله أنه يجوز أن يكونوا في الجنة مع بني آدم ويجوز أن يكونوا في جنة سواها فإن الجنان كثيرةجَنّةُ الخُلدِ وجنة عدن وجَنّةُ المَأوي و غير ذلك مما لم يذكره الله تعالي فأما رؤية البشر لهم فلايصلح إلا علي أحد وجهين إما أن يقوي الله تعالي شعاع بصر البشر أويكثف الملائكة فأما الأكل والشرب فتجوز و الله تعالي يثيبهم بما فيه لذتهم فإن جعل لذتهم في الأكل والشرب جاز و أماالتكليف فإنه يسقط عنهم لأنه لايصح أن يكونوا مكلفين مثابين في حالة واحدة والكلام في الجن يجري هذاالمجري . و قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب المقالات القول في سماع الأئمة عليهم السلام كلام الملائكة الكرام و إن كانوا لايرون منهم الأشخاص وأقول بجواز هذا من جهة العقل و أنه ليس بممتنع في الصديقين من الشيعة المعصومين من الضلال و قدجاءت بصحته وكونه في الأئمة عليهم السلام وكذا سميت من شيعتهم الصالحين الأبرار الأخيار واضحة الحجة والبرهان و هومذهب فقهاء الإمامية وأصحاب الآثار منهم و قدأباه بنو نوبخت وجماعة من أهل الإمامة لامعرفة لهم بالأخبار و لم يمنعوا النظر و لاسلكوا طريق الصواب . و قال رحمه الله في رؤية المحتضر الملائكة جائز من أن يراهم ببصره بأن يزيد الله تعالي في شعاعه مايدرك به أجسامهم الشفافة الرقيقة. و قال القول في نزول الملكين علي أصحاب القبور ومساءلتهما الاعتقاد وأقول إن ذلك صحيح و عليه إجماع الشيعة وأصحاب الحديث وتفسير مجمله أن الله تعالي ينزل علي من يريد تنعيمه بعدالموت ملكين اسمهما مبشر وبشير فيسألانه عن ربه جلت عظمته و عن نبيه ووليه ع فيجيبهما بالحق ألذي فارق الدنيا علي اعتقاده والصواب و يكون الغرض في مساءلتهما استخراج العلامة بما
صفحه : 212
يستحقه من النعيم فيجد لذتها منه في الجواب وينزل جل جلاله علي من يريد تعذيبه في البرزخ ملكين اسمهما ناكر ونكير فيوكلهما بعذابه و يكون الغرض في مساءلتهما له استخراج علامة استحقاقه من العقاب بما يظهر في جوابه من التلجلج عن الحق أوالخبر عن سوء اعتقاد أوإبلاسه وعجزه عن الجواب و ليس ينزل الملكان من أصحاب القبور إلا علي ماذكرناه . و أما ماذكره السيد الداماد رحمه الله تبعا للفلاسفة حيث قال من الدائر علي الألسن أن وصف القرآن بالنزول التي لايتصف به إلاالمتحيز بالذات دون الأعراض وسيما غيرالقارات كالأصوات إنما هوبتبعية محله سواء أخذ حروفا ملفوظة أومعاني محفوظة و هوالملك ألذي يتلقف الكلام من جناب الملك العلام تلقفا سماعيا أويتلقاه تلقيا روحانيا أويتحفظه من اللوح المحفوظ ثم ينزل به علي الرسول و لايتمشي هذاالنمط إلا علي القول بتجسم الملائكة وإنما الخارجون عن دائرة التحصيل ممشاهم ذلك فأما ما هوصريح الحق و عليه الحكماء الإلهيون والمحصلون من أهل الإسلام أن الملائكة علي قبائل سفلية وعلوية أرضية وسماوية جسمانية وقدسانية و في القبائل شعوب وطبقات كالقوي المنطبعة والطبائع الجوهرية وأرباب الأنواع والنفوس المفارقة السماوية والجواهر العقلية القادسية بطبقات أنواعها وأنوارها ومنها روح القدس النازل بالوحي النافث في أرواح أولي القوة القدسية بإذن الله سبحانه وَ ما يَعلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلّا هُوَ وَ فِي الحَدِيثِ عَنهُ ع أَطّتِ السّمَاءُ وَ حَقّ لَهَا أَن تَئِطّ مَا فِيهَا مَوضِعُ قَدَمٍ إِلّا وَ فِيهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَو رَاكِعٌ
فالأمر غيرخفي أللهم إلا أن يسمي ظهورهم العقلاني لنفوس الأنبياء ع نزولا تشبيها للهيولي العقلي والاعتلاق الروحاني بالنزول الحسي والاتصال المكاني فيكون قولنا نزول الملك
صفحه : 213
استعارة تبعية وقولنا نزل الفرقان مجازا مرسلا بتبعية تلك الاستعارة التبعية. قلت لايطمئن مني أحد من الناس أن أستصح ذلك بجهة من الجهات و أن فيه شقا لعصا الأمة بفرقها المفترقة وأحاديثها المتواترة وخرقا للقوانين العقلية الفلسفية ونسخا للضوابط المقررة البيانية فالأمة مطبقة علي أن النبي ص يري جبرئيل ع وملائكة الله المقربين ببصره الجسماني ويسمع كلام الله الكريم علي لسانهم القدسي بسمعه الجسماني وقوائم الحكمة قائمة بالقسط إنه إنما ملاك الرؤية البشرية والإبصار الحسي انطباع الصورة في الحس المشترك وإنما المبصر المرئي بالحقيقة من الشيء الماثل بين يدي الحس الصورة الذهنية المنطبعة و أماذو الصورة بهويته العينية ومادته الخارجية فمبصر بالعرض مرئي بالمجاز و إن كان مثوله العيني شرط الإبصار والجليديتان هما مسلكا التأدية لالوحا الانطباع و علي هذه السنة شاكلة السمع أيضا والإفاضة مطلقا من تلقاء واهب الصور فإذاكانت النفس واغلة الهمة في الجنبة الجسدانية طفيفة الانجذاب إلي صقع الحق وعالم القدس لم يكن لنبطاسياها سبيل إلي التطبع بالصورة من تلقاء واهب الصور إلا من مسلك الحاسة الظاهرة ومثول المادة الخارجية بين يديها فأما إذاكانت قدسية الفطرة مستنيرة الغريزة في جوهر جبلتها المفطورة ثم في سجيتها المكسوبة صارت نقية الجوهر طاهرة الذات أكيدة العلاقة بعالم العقل شديدة الاستحقاق لعالم الحس قاهرة الملكة قوية المنة علي خلع البدن ورفض الحواس والانصراف إلي صقع القدس حيث شاءت ومتي شاءت بإذن ربها وقوتها المتخيلة أيضا قليلة الانغماس في جانب الظاهر قوية التلقي من عالم الغيب فإنها تخلص من شركة الطبيعة وتعزل اللحظ عن الجسد في اليقظة فترجع إلي عالمها وتتصل بروح القدس وبمن شاء الله من الملائكة المقربين وتستفيد من هنالك العلم والحكمة بالانتقاش علي سبيل الرشح كمرآة مجلوة حوذي بهاشطر الشمس ولكن حيث إنها يومئذ في دار غريبتها بعدبالطبع و لم تنسلخ عن علاقتها
صفحه : 214
الطبيعية بتدبر جيوشها الجسدية وأمورها البدنية تكون مثالها فيما تناله بحسب ذلك الشأن وتلك الدرجة تحول الملك لها علي صورة مادية متمثلة في شبح بشري ينطبق بكلمات إلهية مسموعة منظومة كما قال عز من قال فَأَرسَلنا إِلَيها رُوحَنا فَتَمَثّلَ لَها بَشَراً سَوِيّا وأعني بذلك ارتسام الصورة في لوح الانطباع لا من سبيل الظاهر والأخذ عن مادة خارجية بل بالانحدار إليه من الباطن والحصول عن صقع الإفاضة فإذن في السماع والإبصار المشهوريين يرتفع المسموع والمبصر من المواد الخارجية إلي لوح الانطباع ثم منه إلي الخيال والمتخيلة ثم يصعد الأمر إلي النفس العاقلة و في إبصار الملك وسماع الوحي وهما الإبصار والسماع الصريحان ينعكس الشأن فينزل الفيض إلي النفس من عالم الأمر فهي تطالع شيئا من الملكوت مجردة غيرمستصحبة لقوة خيالية أووهمية أوغيرهما ثم يفيض عن النفس إلي القوة الخيالية فتخيله مفصلا منضما بعبارة منظومة مسموعة فتمثل لها الصورة في الخيال من صقع الرحمة وعالم الإفاضة ثم تنحدر الصورة المتمثلة والعبارة المنتظمة من الخيال والمتخيلة إلي لوح الانطباع و هوالحس المشترك فتسمع الكلام وتبصر الصورة فهذا أفضل ضروب الوحي والإيحاء. ويقال إنه مخاطبة العقل الفعال للنفس بألفاظ مسموعة مفصلة و له أنحاء مختلفة ومراتب متفاصلة بحسب درجات للنفس متفاوتة و قد يكون في بعض درجاته لايتخصص المسموع والمبصر بجهة من جهات العالم بخصوصها بل الأمر يعم الجهات بأسرها في حالة واحدة و
فِي الحَدِيثِ أَنّ الحَارِثَ بنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللّهِ كَيفَ يَأتِيكَ الوحَيُ قَالَ أَحيَاناً يأَتيِ مِثلَ صَلصَلَةِ الجَرَسِ وَ هُوَ أَشَدّ عَلَيّ فَيَفصِمُ عنَيّ وَ قَد وَعَيتُ عَنهُ مَا قَالَ وَ أَحيَاناً يُمَثّلُ إلِيَّ المَلَكُ رَجُلًا فيَكُلَمّنُيِ فأَعَيِ مَا يَقُولُ
وربما تكون النفس المتنورة صقالتها في بعض الأحايين أتم وسلطانها علي قهر الصوارف الجسدانية والشواغل الهيولانية أعظم فيكون عندالانصراف عن عالم
صفحه : 215
الحس والاتصال بروح القدس استئناسها بجوهر ذاته المجردة منه بالشبح المتمثل فتشاهده ببصر ذاته العاقلة ويستفيد منه و هو في صورته القدسية كما ماورد
فِي الحَدِيثِ أَنّ جَبرَئِيلَ أَتَي النّبِيّص مَرّةً فِي صُورَتِهِ الخَاصّةِ كَأَنّهُ طِبقُ الخَافِقَينِ
ثم دون هذه الضروب لسائر درجاته مايتفق له من القوة القدسية نصيب مرتبة النبوة أن يري ملائكة الله ويسمع كلام الله ولكن في النوم لا في اليقظة وسبيل القول فيه أيضا مادريت إلا أن الأمر هناك ينتهي إلي القوة المتخيلة ويقف عندها بمحاكاتها وتنظيمها وتفصيلها لما قدطالعته النفس من عالم الملكوت من دون انحدار الصورة المتمثلة والعبارة المنتظمة منها إلي الحس المشترك .فأما الرؤيا الصالحة لنفوس العرفاء والصالحين فواقعة في هذاالطريق غيرواصلة إلي درجة النبوة وبلوغ الغاية و في الحديث أنها جزء من ستة وأربعين أوسبعين جزءا من النبوة علي اختلافات الروايات وقصارها في مرتبة الكمال وأقصاها للمحدثين بالفتح علي البناء للمفعول من التحديث وهم الذين يرفضون عالم الشهادة ويصعدون إلي عالم الغيب فربما يسمعون الصوت في اليقظة عن سبيل الباطن ولكنهم لايعاينون شخصا متشبحا. و في كتاب الحجة من كتاب الكافي لشيخ الدين أبي جعفرالكليني رضي الله عنه باب في الفرق بين الرسول و النبي ص والمحدث و أن الأئمة عليهم السلام محدثون مفهمون وإذ قدانصرح لك من المسألة من سبيلها فقد استبان أن قولنا نزل الملك مجاز عقلي مستعمل طرفاه في معنييهما الحقيقيين والتجوز فيه في الإسناد إذ النزول حقيقة منسوب إلي الصورة المتشبحة المتمثلة و قدأسند بالعرض إلي الجوهر المجرد القدسي و هوالملك و ليس هو من الاستعارة في شيءأصلا كماقولنا تحرك جالس السفينة وقولنا أنامتحرك و أناساكن وقولنا رأيت زيدا إذاعنينا به شخصه الموجود في الخارج بهويته العينية لاصورته الذهنية المرئية المنطبعة في الحس المشترك وسائر المقولات في وجود الاتصافات بالعرض كلها علي هذه الشاكلة و أمانزل الفرقان فمجاز مرسل
صفحه : 216
لاتباعه استعارة تبعية بل من حيث إن النازل علي الحقيقة محله و هوتلك الصورة البشرية المتشبحة النازلة أوتجوز عقلي لا في شيء من الطرفين بل في الإسناد علي أن الأصوات والحروف والألفاظ ليست أعراضا حالة في لسان المتكلم بل هي تقطيعات عارضة للهواء من تلقاء حركة اللسان إن قلت بنيت الأمر فيما أفدت علي القول بالانطباع في باب الرؤية فما سبيل القول هنالك علي المذهبين الآخرين وهما خروج الشعاع أي في فيضانه من المبدإ الفياض منبثا في الهواء المتوسط بين الجليدية وسطح المرئي علي هيئة المخروط وحصول الإضافة الإشراقية للنفس المستوجبة للانكشاف الإبصاري مادامت المقابلة بين المرئي والجليدية علي تلك الهيئة. قلت لست أكترث لذلك إذ إنما يسمي ذلك الخلاف وتثليث القول في المواد الخارجية والرؤية من مسلك الجليدية و من مذهب الظاهر لا في الإبصار من سبيل الباطن ومذهب الغيب من دون الأخذ من مادة خارجية ثم الآراء الثلاثة متحاذية الأقدام في تطابق اللوازم واتحاد الأحكام حذو القذة بالقذة والسواد الأعظم علي مسلك الانطباع ويشبه أن يكون الحق لايتعداه و مايتجشمه فرق من فرق الإضافة الإشراقية من إثبات صور معلقة خيالية في عالم معلق مثالي ليستتب الأمر في صور المرايا والصور الخيالية وأمور الإيحاءات ومواعيد النبوات قلت لاأجد لاتجاه البرهان إليه مساقا بل أجده بتماثيل الصوفية أشبه منه بقوانين الحكماء وحق القول الفصل فيه علي ذمة كتبنا البرهانية انتهي .فلعله رحمه الله حاول تحقيق الأمر علي مذاق المتفلسفين ومزج رحيق الحق بمموهات آراء المنحرفين عن طرق الشرع المبين مع تباين السبيلين ووضوح الحق من البين و قداتضح بما أسلفنا صريح الأمر لذي عينين وسنذكر مايكشف أغشية الشبه رأسا عن العين
85-أَقُولُ رَوَينَا بِإِسنَادِنَا عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ بنِ أُشنَاسٍ البَزّازِ
صفحه : 217
عَن مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ المُطّلِبِ الشيّباَنيِّ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ جَعفَرٍ العلَوَيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ الزّيّاتِ عَن خَالِهِ عَلِيّ بنِ نُعمَانَ الأَعلَمِ عَن عُمَيرِ بنِ المُتَوَكّلِ الثقّفَيِّ البلَخيِّ عَن أَبِيهِ المُتَوَكّلِ بنِ هَارُونَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ ع عَن أَبِيهِ البَاقِرِ عَن جَدّهِ عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع وَ بِإِسنَادِنَا عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ شَاذَانَ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَيّاشٍ الجوَهرَيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي بنِ الحَسَنِ المَعرُوفِ بِابنِ أَبِي طَاهِرٍ العلَوَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُطَهّرٍ الكَاتِبِ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ شَلَقَانَ المصِريِّ عَن عَلِيّ بنِ النّعمَانِ إِلَي آخِرِ السّنَدِ المُتَقَدّمِ قَالَ وَ كَانَ مِن دُعَائِهِ ع فِي الصّلَاةِ عَلَي حَمَلَةِ العَرشِ وَ كُلّ مَلَكٍ مُقَرّبٍ أللّهُمّ وَ حَمَلَةُ عَرشِكَ الّذِينَ لَا يَفتُرُونَ مِن تَسبِيحِكَ وَ لَا يَسأَمُونَ مِن تَقدِيسِكَ وَ لَا يَستَحسِرُونَ عَن عِبَادَتِكَ وَ لَا يُؤثِرُونَ التّقصِيرَ عَلَي الجِدّ فِي أَمرِكَ وَ لَا يَغفُلُونَ عَنِ الوَلَهِ إِلَيكَ وَ إِسرَافِيلُ صَاحِبُ الصّورِ الشّاخِصُ ألّذِي يَنتَظِرُ مِنكَ الإِذنَ وَ حُلُولَ الأَمرِ فَيُنَبّهُ بِالنّفخَةِ صَرعَي رَهَائِنَ القُبُورِ وَ مِيكَائِيلُ ذُو الجَاهِ عِندَكَ وَ المَكَانِ الرّفِيعِ مِن طَاعَتِكَ وَ جَبرَئِيلُ الأَمِينُ عَلَي وَحيِكَ المُطَاعُ فِي أَهلِ سَمَاوَاتِكَ المَكِينُ لَدَيكَ المُقَرّبُ عِندَكَ وَ الرّوحُ ألّذِي هُوَ عَلَي مَلَائِكَةِ الحُجُبِ وَ الرّوحُ ألّذِي هُوَ مِن أَمرِكَ أللّهُمّ فَصَلّ عَلَيهِم وَ عَلَي المَلَائِكَةِ الّذِينَ مِن دُونِهِم مِن سُكّانِ سَمَاوَاتِكَ وَ أَهلِ الأَمَانَةِ عَلَي رِسَالَاتِكَ وَ الّذِينَ لَا يَدخُلُهُم سَأمَةٌ مِن دُءُوبٍ وَ لَا إِعيَاءٌ مِن لُغُوبٍ وَ لَا فُتُورٌ وَ لَا تَشغَلُهُم عَن تَسبِيحِكَ الشّهَوَاتُ وَ لَا يَقطَعُهُم عَن تَعظِيمِكَ سَهوُ الغَفَلَاتِ الخُشّعُ الأَبصَارِ فَلَا يَرُومُونَ النّظَرَ إِلَيكَ النّوَاكِسُ الأَعنَاقِ الّذِينَ قَد طَالَت رَغبَتُهُم فِيمَا لَدَيكَ المُستَهتَرُونَ بِذِكرِ آلَائِكَ وَ المُتَوَاضِعُونَ دُونَ عَظَمَتِكَ وَ جَلَالِ كِبرِيَائِكَ وَ الّذِينَ يَقُولُونَ إِذَا نَظَرُوا إِلَي جَهَنّمَ تَزفِرُ عَلَي أَهلِ مَعصِيَتِكَ سُبحَانَكَ مَا عَبَدنَاكَ حَقّ عِبَادَتِكَ فَصَلّ عَلَيهِم وَ عَلَي الرّوحَانِيّينَ مِن مَلَائِكَتِكَ وَ أَهلِ الزّلفَةِ عَنكَ وَ حَمَلَةِ الغَيبِ إِلَي رُسُلِكَ وَ المُؤتَمَنِينَ عَلَي وَحيِكَ وَ قَبَائِلِ المَلَائِكَةِ
صفحه : 218
الّذِينَ اختَصَصتَهُم لِنَفسِكَ وَ أَغنَيتَهُم عَنِ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ بِتَقدِيسِكَ وَ أَسكَنتَهُم بُطُونَ أَطبَاقِ سَمَاوَاتِكَ وَ الّذِينَ هُم عَلَي أَرجَائِهَا إِذَا نَزَلَ الأَمرُ بِتَمَامِ وَعدِكَ وَ خُزّانِ المَطَرِ وَ زَوَاجِرِ السّحَابِ وَ ألّذِي بِصَوتِ زَجرِهِ يُسمَعُ زَجَلُ الرّعُودِ وَ إِذَا سَبّحَت بِهِ حَفِيفَةُ السّحَابِ التَمَعَت صَوَاعِقُ البُرُوقِ وَ مشُيَعّيِ الثّلجِ وَ البَرَدِ وَ الهَابِطِينَ مَعَ قَطرِ المَطَرِ إِذَا نَزَلَ وَ القُوّامِ عَلَي خَزَائِنِ الرّيَاحِ وَ المُوَكّلِينَ بِالجِبَالِ فَلَا تَزُولُ وَ الّذِينَ عَرّفتَهُم مَثَاقِيلَ المِيَاهِ وَ كَيلَ مَا تَحوِيهِ لَوَاعِجُ الأَمطَارِ وَ عَوَالِجُهَا وَ رُسُلِكَ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلَي أَهلِ الأَرضِ بِمَكرُوهِ مَا يَنزِلُ مِنَ البَلَاءِ وَ مَحبُوبِ الرّخَاءِ وَ السّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ وَ الحَفَظَةِ الكِرَامِ الكَاتِبِينَ وَ مَلَكِ المَوتِ وَ أَعوَانِهِ وَ مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ مُبَشّرٍ وَ بَشِيرٍ وَ رَومَانَ فَتّانِ القُبُورِ وَ الطّائِفِينَ بِالبَيتِ المَعمُورِ وَ مَالِكٍ وَ الخَزَنَةِ وَ رِضوَانَ وَ سَدَنَةِ الجِنَانِ وَ الّذِينَلا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ وَ الّذِينَ يَقُولُونَسَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِ وَ الزّبَانِيَةِ الّذِينَ إِذَا قِيلَ لَهُمخُذُوهُ فَغُلّوهُ ثُمّ الجَحِيمَ صَلّوهُابتَدَرُوهُ سِرَاعاً وَ لَم يُنظِرُوهُ وَ مَن أَوهَمنَا ذِكرَهُ وَ لَم نَعلَم مَكَانَهُ مِنكَ وَ بأِيَّ أَمرٍ وَكّلتَهُ وَ سُكّانِ الهَوَاءِ وَ الأَرضِ وَ المَاءِ وَ مَن مِنهُم عَلَي الخَلقِ فَصَلّ عَلَيهِم يَومَ تأَتيِكُلّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ وَ صَلّ عَلَيهِم صَلَاةً تَزِيدُهُم كَرَامَةً عَلَي كَرَامَتِهِم وَ طَهَارَةً عَلَي طَهَارَتِهِم أللّهُمّ وَ إِذَا صَلّيتَ عَلَي مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ وَ بَلّغتَهُم صَلَوَاتِنَا عَلَيهِم فَصَلّ عَلَينَا بِمَا فَتَحتَ لَنَا مِن حُسنِ القَولِ فِيهِم إِنّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ
تبيان أقول الدعاء مروية برواية الحسني أيضا في الصحيفة الشريفة الكاملة المشهورة ورواية الشيخ ورواية المطهري كمافصلناه في آخر المجلدات ولنوضحه بعض الإيضاح و إن استقصينا الكلام في شرحه في الفرائد الطريفة أللّهُمّ وَ حَمَلَةُ عَرشِكَ الّذِينَ لَا يَفتُرُونَ مِن تَسبِيحِكَ
و في رواية الحسني عن
صفحه : 219
تسبيحك والواو في قوله وحملة للعطف علي الجمل المتقدمة في الدعاء السابق أو من قبيل عطف القصة علي القصة وقيل زائدة وقيل استئنافية وقيل عطف بحسب المعني علي قوله أللهم فإنه أيضا جملة لأنه بتأويل أدعوك و لايخفي بعد ماسوي الأولين و قوله وحملة مبتدأ وخبره مقدر أي هم مستحقون لأن نصلي عليهم ويحتمل أن يكون فصل عليهم خبرا بتأويل مقول في حقه فدخول الفاء إما علي مذهب الأخفش حيث جوز دخول الفاء علي الخبر مطلقا أوبتقدير أما أوباعتبار الاكتفاء بكون صفة المبتدإ موصولا ويحتمل أن يكون الموصول خبرا لاصفة وكذا صاحب في الثاني وذو الجاه في الثالث والأمين في الرابع وكذا الموصول في الأخيرين أويقدر فيهما بقرينة ماسبقهما هما مقربان عندك و قدمضي الكلام في معاني العرش وحملته و إن كان الأظهر هنا كون المراد بالعرش الجسم العظيم وبحملته الملائكة الذين يحملونه والفتور الانكسار والضعف
وَ لَا يَسأَمُونَ مِن تَقدِيسِكَ
سئم من الشيء كعلم مل أي لايحصل لهم من التسبيح والتقديس سأمة وملال بل يتقوون بهما كمامر والتسبيح والتقديس كلاهما بمعني التنزيه عن العيوب والنقائص ويمكن حمل الأول علي تنزيه الذات والثاني علي تنزيه الصفات والأفعال ويحتمل وجوها أخر
وَ لَا يَستَحسِرُونَ عَن عِبَادَتِكَ
الاستحسار استفعال من حسر إذاأعيا وتعب وعدم ملالهم لشدة شوقهم وكون خلقتهم خلقة لايحصل بهالهم الملال بكثرة الأعمال
وَ لَا يُؤثِرُونَ التّقصِيرَ عَلَي الجِدّ فِي أَمرِكَ
الإيثار الاختيار والجد بالكسر الاجتهاد والسعي
وَ لَا يَغفُلُونَ عَنِ الوَلَهِ إِلَيكَ
محركة الحزن أوذهاب العقل حزنا والحيرة والخوف ولعل المراد هنا التحير في غرائب خلقه سبحانه أولشدة حبهم له تعالي أوللخوف منه جل وعلا والأوسط لعله أظهر. وإسرافيل هوملك موكل بنفخ الصور والصور هوقرنه ألذي ينفخ فيه كما قال سبحانه وَ نُفِخَ فِي الصّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السّماواتِ وَ مَن فِي الأَرضِ إِلّا مَن شاءَ اللّهُ
ثُمّ نُفِخَ فِيهِ أُخري فَإِذا هُم قِيامٌ يَنظُرُونَ و قال تعالي إِن كانَت إِلّا صَيحَةً واحِدَةً فَإِذا هُم جَمِيعٌ لَدَينا مُحضَرُونَ و قدمر تفصيله في كتاب المعاد.
الشّاخِصُ ألّذِي يَنتَظِرُ مِنكَ الإِذنَ
أي شخص ببصره لايطرف من يوم خلقته انتظارا لماسوف يؤمر به بعدانقضاء أمر الدنيا والمرتفع الماد عنقه لذلك أوالرفيع الشأن والأول أظهر قال الفيروزآبادي شخص كمنع شخوصا ارتفع وبصره فتح عينيه وجعل لايطرف وبصره رفعه والإذن في النفخ والأمر أيضا فيه أوالمراد أمر القيامة
فَيُنَبّهُ بِالنّفخَةِ صَرعَي رَهَائِنَ القُبُورِ
في القاموس الصرع الطرح علي الأرض وكأمير المصروع والجمع صرعي انتهي والصريع يطلق علي الميت و علي المقتول لأنهما يطرحان علي الأرض و في القاموس الرهن ماوضع عندك لينوب مناب ماأخذ منك و كل مااحتسب به شيءفرهينة وراهن الميت القبر ضمنه إياه والرهينة كسفينة واحد الرهائن .أقول يمكن أن يكون المراد برهائن القبور مودعاتها أي الذين أقاموهم فيها إلي يوم البعث أو من ارتهن بعمله في القبر كما قال تعالي كُلّ نَفسٍ بِما كَسَبَت رَهِينَةٌ و
روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّ أَنفُسَكُم مَرهُونَةٌ بِأَعمَالِكُم فَفُكّوهَا بِاستِغفَارِكُم
ومثله في الأخبار كثير فيكون من قبيل الإضافة إلي الظرف لا إلي المفعول كقولهم ياسارق الليلة أهل الدار و كماقيل في مالِكِ يَومِ الدّينِ أي مالك الأشياء يوم الدين ثم اعلم أن أكثر نسخ الصحيفة متفقه علي نصب الرهائن فهو إما بدل عن صرعي أوحال أوبيان أوصفة لأن الإضافة لفظية و في رواية ابن أشناس بالجر بالإضافة والأول أصوب ثم إنه عليه السلام اقتصر علي ذكر النفخة الثانية لأنه أشد وأفظع لاتصالها بالقيامة واحتمال كون الكلام مشتملا عليهما بأن يكون في الإذن والأمر إشارة إلي الأولي
صفحه : 221
و قوله فينبه إلي الثانية في غاية البعد. وميكائيل هو من عظماء الملائكة وروي أنه رئيس الملائكة الموكلين بأرزاق الخلق كملائكة السحب والرعود والبروق والرياح والأمطار و غير ذلك و في اسمه لغات قال الزمخشري قرئ ميكال بوزن قنطار وميكائيل بوزن ميكاعيل وميكئيل كميكعيل وميكائل كميكاعل وميكئل كميكعل قال ابن جني العرب إذانطقت بالعجمي خلطت فيه انتهي والجاه القدر والمنزلة
وَ المَكَانِ الرّفِيعِ مِن طَاعَتِكَ
لعل المراد بالمكان المكانة والمنزلة وبالرفعة العلو المعنوي و من ابتدائية أي رفعة مكانه بسبب إطاعتك أوتبعيضية أي له من درجات طاعتك منزلة رفيعة. وجبرئيل من أعاظم الملائكة و في سائر روايات الصحيفة جبرئيل بالكسر أوبالفتح و فيه أيضا لغات قال الزمخشري قرئ جبرئيل بوزن فقشليل وجبرئل بحذف الياء وجبريل بحذف الهمزة وجبريل بوزن قنديل وجبرال باللام المشددة وجبرائيل بوزن جبراعيل وجبرائل بوزن جبراعل انتهي وقيل معناه عبد الله وقيل صفوة عبد الله وقيل صفوة الله و هو ع حامل الوحي إما علي جميع الأنبياء أو إلي أولي العزم منهم أو إلي بعض من غيرأولي العزم أيضا
وَ المُطَاعُ فِي أِهلِ سَمَاوَاتِكَ
أي هم جميعا يطيعونه بأمر الله والفقرتان إشارتان إلي قوله تعالي مُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ.
المَكِينُ لَدَيكَ
المكين ذو المكانة والمنزلة ولدي ظرف مكان بمعني عندكلدن إلاأنهما أقرب مكانا من عند وأخص منه فإن عنديقع علي مكان وغيره تقول لي عندفلان مال أي في ذمته و لايقال ذلك فيهما.
وَ الرّوحُ ألّذِي هُوَ عَلَي مَلَائِكَةِ الحُجُبِ
قدمر ذكر الحجب ويدل علي أن الروح رئيس الملائكة الموكلين بالحجب والساكنين فيها والظاهر أنه شخص واحد موكل بالجميع ويحتمل أن يكون اسم جنس بأن يكون لملائكة كل حجاب
صفحه : 222
رئيس يطلب عليه الروح .
وَ الرّوحُ ألّذِي هُوَ مِن أَمرِكَ
إشارة إلي قوله تعالي وَ يَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ وظاهر هذه الفقرة أن الروح من جنس الملائكة أوشبيه بهم ذكر بينهم تغليبا لاالروح الإنساني واختلف المفسرون فيه كماسيأتي في باب النفس والروح فقيل إنه روح الإنسان وقيل إنه جبرئيل وظاهر الدعاء المغايرة وقيل إنه ملك من عظماء الملائكة و هو ألذي قال تعالي يَومَ يَقُومُ الرّوحُ وَ المَلائِكَةُ صَفّا
وَ روُيَِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع أَنّ لَهُ سَبعِينَ أَلفَ وَجهٍ لِكُلّ وَجهٍ سَبعُونَ أَلفَ لِسَانٍ لِكُلّ لِسَانٍ سَبعُونَ أَلفَ لُغَةٍ يُسَبّحُ اللّهَ بِتِلكَ اللّغَاتِ كُلّهَا يَخلُقُ اللّهُ تَعَالَي بِكُلّ تَسبِيحِهِ مَلَكاً يَطِيرُ مَعَ المَلَائِكَةِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ وَ لَم يَخلُقِ اللّهُ خَلقاً أَعظَمَ مِنَ الرّوحِ غَيرَ العَرشِ وَ لَو شَاءَ أَن يَبلَعَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِينَ السّبعَ بِلُقمَةٍ وَاحِدَةٍ لَفَعَلَ
والجواب حينئذ أنه من غرائب خلقه تعالي وقيل خلق عظيم ليس من الملائكة و هوأعظم قدرا منها و هذاأظهر من سائر الأخبار كما
رَوَاهُ الكلُيَنيِّ وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ وَ الصّفّارُ وَ غَيرُهُم بِالأَسَانِيدِ الصّحِيحَةِ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّيَسئَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ ربَيّ قَالَ خَلقٌ أَعظَمُ مِن جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِص وَ هُوَ مَعَ الأَئِمّةِ ع وَ هُوَ مِنَ المَلَكُوتِ
وَ رَوَي الكلُيَنيِّ بِإِسنَادِهِ أَنّهُ أَتَي رَجُلٌ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع يَسأَلُهُ عَنِ الرّوحِ أَ لَيسَ هُوَ جَبرَئِيلَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع جَبرَئِيلُ مِنَ المَلَائِكَةِ وَ الرّوحُ غَيرُ جَبرَئِيلَ فَكَرّرَ ذَلِكَ عَلَي الرّجُلِ فَقَالَ لَهُ لَقَد قُلتَ عَظِيماً مِنَ القَولِ مَا يَزعُمُ أَحَدٌ أَنّ الرّوحَ غَيرُ جَبرَئِيلَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّكَ ضَالّ ترَويِ عَن أَهلِ الضّلَالِ يَقُولُ اللّهُ
صفحه : 223
عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِص يُنَزّلُ المَلائِكَةَ بِالرّوحِ وَ الرّوحُ غَيرُ المَلَائِكَةِ
و قدمرت الأخبار في ذلك فذكره ع الروح في دعاء الملائكة إما تغليبا كماعرفت أوبزعم المخالفين تقية
وَ عَلَي المَلَائِكَةِ الّذِينَ مِن دُونِهِم
أي بحسب المكان الظاهري لأن السابقين كانوا حملة العرش والكرسي والساكنين فيهما و في الحجب وتلك فوق السماوات السبع أوبحسب المنزلة والرتبة أوبحسبهما معا.
وَ أَهلِ الأَمَانَةِ عَلَي رِسَالَاتِكَ
يدل علي عدم انحصار التبليغ في جبرئيل عليه السلام فيمكن أن يكون نزولهم علي غيرأولي العزم أوإليهم أيضا نادرا كمايدل عليه بعض الأخبار أوالمراد بهم الوسائط بينه تعالي و بين جبرئيل كالقلم واللوح وإسرافيل وغيرهم كمامر و في بعض الأخبار القدسية عن رسول الله ص عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح عن القلم عن الله عز و جل أوالمراد بهم الرسل إلي ملائكة السحاب والمطر والعذاب والرحمة وغيرهم من الملائكة الموكلين بأمور العباد والملائكة الحافظين للوحين الذين أثبت فيهما جميع الكتب السماوية أوالذين ينزلون علي الأنبياء والأوصياء في ليلة القدر.
وَ الّذِينَ لَا تَدخُلُهُم سَأمَةٌ مِن دُءُوبٍ وَ لَا إِعيَاءٌ مِن لُغُوبٍ وَ لَا فُتُورٌ
السامة الملالة والتضجر والدءوب التعب والإعياء والعجز واللغوب أيضا الإعياء و منه قوله و مامسنا من لغوب ويمكن الفرق باختلاف مراتب التعجب والعجز و هذه الفقرة إما تعميم بعدالتخصيص فإن هذا و ماسيأتي حال جميع الملائكة فتشمل ملائكة الأرض أيضا بل ملائكة الحجب والعرش والكرسي أوتخصيص بعدالتعميم لذكر بعض الصفات الظاهرة الاختصاص بالبعض فيما بعد و لاينافي عموم هذه الصفات لأنها كمال لهم أيضا ومجموع الصفات مختصة بهم أو يكون العطف
صفحه : 224
للتفسير لبيان بعض الصفات الأخر الثابتة لهم ولذكر مايستحقون به الصلاة من الفضائل .
وَ لَا تَشغَلُهُم عَن تَسبِيحِكَ الشّهَوَاتُ
أي ليست لهم شهوة حتي تشغلهم
وَ لَا يَقطَعُهُم عَن تَعظِيمِكَ سَهوُ الغَفَلَاتِ
إضافة السهو إلي الغفلات من قبيل إضافة المسبب إلي السبب أوالجزء إلي الكل أوبيانية أي لايمنعهم عن ذكر عظمتك أوالعبادات المستلزمة لتعظيمك السهو الحاصل من الغفلات أوالسهو ألذي هو من جملة الغفلات أو هوعينها
الخُشّعُ الأَبصَارِ فَلَا يَرُومُونَ النّظَرَ إِلَيكَ
في النسخ المشهورة فلايرمون النظر إليك والخشوع الخضوع وخشوع العين التذلل بها وعدم رفعها عن الأرض أوغمضها أوالروم الطلب ولعل المراد أنهم ينظرون إلي جهة أقدامهم حياء أوخوفا أو إلي الجهة التي جعلها الله قبلتهم و لايرفعون أبصارهم إلي جهة العرش ويحتمل أن يكون المراد النظر القلبي أي لايتفكرون في كنه ذاتك وصفاتك و ما لايصل إليه عقولهم من معارفك
النّوَاكِسُ الأَعنَاقِ الّذِينَ قَد طَالَت رَغبَتُهُم فِيمَا لَدَيكَ
في أكثر الروايات النّوَاكِسُ الأَذقَانِ و علي التقديرين هو أن يطأطئ رأسه و هوأزيد تذللا من الخشوع والمراد بما لديه الدرجات العالية المرتفعة ويحتمل أن يكون لهم بعض اللذات غيرالطعام والشراب والظاهر أن الوصفين لطائفة مخصوصة من الملائكة كمامر في خبر المعراج ويحتمل التعميم .المُستَهتَرُونَ بصيغة المفعول قال الجوهري فلان مستهتر بالشراب أي مولع به لايبالي ماقيل فيه والآلَاءُ النعم واحدها ألي بالفتح و قديكسر مثل مِعي وأمعاء أي هم متلذذون حريصون في ذكر نعمائك الظاهرة والباطنة عليهم و علي غيرهم
وَ المُتَوَاضِعُونَ دُونَ عَظَمِتِكَ وَ جَلَالِ كِبرِيَائِكَ
التواضع التذلل ودون معناه أدني مكان من الشيء ثم استعمل بمعني قدام الشيء وعنده و بين يديه مستعارا من معناه الحقيقي و هوظرف لغو متعلق بمتواضعون والجلال والكبرياء العظمة والعطف والإضافة للتأكيد والمبالغة ويمكن أن يخص العظمة بالذات والكبرياء بالصفات
وَ الّذِينَ يَقُولُونَ إِذَا نَظَرُوا إِلَي جَهَنّمَ تَزفِرُ عَلَي أَهلِ مَعصِيَتِكَ
. قال
صفحه : 225
الجوهري الزفير اغتراق النفس للشدة والزفير أول صوت الحمار والشهيق آخره و قال الفيروزآبادي زفر يزفر زفرا وزفيرا أخرج نفسه بعدمدة إياه والنار سمع لتوقدها صوت انتهي أي إذاسمعوا زفير جهنم علي العاصين خافوا من أن يكونوا مقصرين في العبادة فقالوا
سُبحَانَكَ مَا عَبَدنَاكَ حَقّ عِبَادَتِكَ
أي ننزهك تنزيها عن كون عباداتنا لائقة بجنابك فإنهم لمارأوا شدة عقوباته تعالي نظروا إلي أنفسهم وأعمالهم و إلي عظمته وجلاله فوجدوا أعمالهم قاصرة عما يستحقه سبحانه ففزعوا إليه واعترفوا بالتقصير ولجئوا إلي رحمته وعفوه وكرمه أو أنه لماطرأ عليهم الخوف عندسماع صوت العذاب و كان ذلك مظنة أن يكون خوفهم من أن يعاقبهم ظلما من غيراستحقاق لعصمتهم نزهوه تعالي عن أن يكون الخوف منه عن تلك الجهة وعللوا الخوف بالتقصير فيما يستحقه من العبادة. و قال الوالد رحمه الله يمكن أن يكون قولهم ذلك للتعجب من مخالفتهم حتي استحقوا العذاب أو من الصوت المهول علي خلاف العادة فهذا توبة لهم من المكروه ويمكن أن يكون ذلك علي سبيل الشفاعة لهم بأن ضموا أنفسهم مع العاصين فكأنهم يقولون نحن وهم مقصرون في عبادتك فارحمنا وإياهم
فَصَلّ عَلَيهِم
يمكن أن يكون خبرا أوكالخبر لقوله ع والذين لاتدخلهم مع ماعطف عليه و أن يكون الموصول في محل الجر عطفا علي سكان سماواتك و يكون قوله فصل تأكيدا للسابق وتمهيدا لأن يعطف عليهم غيرهم و علي هذا يكون قوله الخشع والمستهترون مرفوعين علي المدح .
وَ عَلَي الرّوحَانِيّينَ مِن مَلَائِكَتِكَ
قال في النهاية الملائكة الروحانيون يروي بضم الراء وفتحها كأنه نسب إلي الروح والروح و هونسيم الريح والألف والنون من زيادات النسب ويريد به أنهم أجسام لطيفة لايدركهم البصر انتهي و ماقيل من أنهم الجواهر المجردة العقلية والنفسية فهو رجم بالغيب وإنما المعلوم أنهم نوع من الملائكة
وَ أَهلِ الزّلفَةِ عِندَكَ
قال الجوهري الزلفة والزلفي القرب والمنزلة انتهي و هوإما صفة أخري للروحانيين أو
صفحه : 226
طائفة أخري غيرهم .
وَ حَمَلَةِ الغَيبِ إِلَي رُسُلِكَ وَ المُؤتَمَنِينَ عَلَي وَحيِكَ
في أكثر النسخ وحمال الغيب والحمال جمع الحامل والغيب يطلق علي الخفي ألذي لايدركه الحس و لايقتضيه بديهة العقل و هوقسمان القسم الأول لادليل عليه و هوالمعني بقوله وَ عِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إِلّا هُوَ وقسم نصب عليه دليل كالصانع وصفاته واليوم الآخر وأحواله كذا ذكره البيضاوي والمراد هنا إما الأعم أوالأول والمؤتمنين إما تأكيد أوعطف تفسير لسابقه أوالمراد بهم طائفة أخري شأنهم تبليغ الأحكام والشرائع فقط أو مع الثاني إن حملنا الأولي علي الأول والظاهر أن هاتين الفقرتين مؤكدتان لماسبق من قوله و أهل الأمانة علي رسالتك ويمكن تخصيص ماسبق ببعض المعاني التي ذكرناها هنا وهاتان بالبعض الآخر إذ يمكن أن يكون لحمل الغيب طائفة مخصوصة كملائكة ليلة القدر وغيرهم والأول أظهر وتكرير المطلب الواحد بعبارات مختلفة في مقام الدعاء والخطب والمواعظ مما يؤكد البلاغة.
وَ قَبَائِلِ المَلَائِكَةِ الّذِينَ اختَصَصتَهُم لِنَفسِكَ
القبائل جمع القبيلة وهي الشعوب المختلفة والكلام في التأكيد والتأسيس كمامر والمراد بالاختصاص به تعالي أنهم مشغولون بعبادته بخلاف ماسيأتي ممن له شغل في النزول والعروج وسائر الأمور و إن كان هذه الأمور أيضا عبادة لهم أو أنه سبحانه يطلعهم علي أسرار لم يطلع عليها غيرهم من الملائكة
وَ أَغنَيتَهُم عَنِ الطّعَامِ وَ الشّرَابِ بِتَقدِيسِكَ
أي خلقتهم خلقة لايحتاجون في بقائهم إلي الغذاء و كما أنانتقوي بالغذاء فهم يتقوون بتسبيحه وتقديسه وعبادته .
وَ أَسكَنتَهُم بُطُونَ أَطبَاقِ سَمَاوَاتِكَ
الأطباق جمع طبق يقال السماوات أطباق وطباق أي بعضها فوق بعض قال الراغب المطابقة هو أن يجعل الشيء
صفحه : 227
فوق آخر بقدرة و منه طابقت النعل ثم يستعمل الطباق في الشيء ألذي يكون فوق الآخر تارة و في مايوافق غيره تارة كسائر الأشياء الموضوعة لمعنيين ثم يستعمل في أحدهما دون الآخر كالكأس والراوية ونحوهما قال الله تعالي سَبعَ سَماواتٍ طِباقاً أي بعضها فوق بعض انتهي ويدل علي الفرجة بين السماوات وكونها مساكن الملائكة كمامر.
وَ الّذِينَ هُم عَلَي أَرجَائِهَا إِذَا نَزَلَ الأَمرُ بِتَمَامِ وَعدِكَ
إشارة إلي قوله سبحانه وَ انشَقّتِ السّماءُ فهَيَِ يَومَئِذٍ واهِيَةٌ وَ المَلَكُ عَلي أَرجائِها وَ يَحمِلُ عَرشَ رَبّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمانِيَةٌ قال الطبرسي رحمه الله عَلي أَرجائِهامعناه علي أطرافها ونواحيها والملك اسم يقع علي الواحد والجمع والسماء مكان الملائكة فإذاوهت صارت في نواحيها وقيل إن الملائكة علي جوانب السماء تنتظر مايؤمر به في أهل النار من السوق إليها و في أهل الجنة من التحية والتكرمة فيهاانتهي وقيل إنه تمثيل لخراب السماء بخراب البنيان وانضواء أهلها إلي أطرافها وحواليها ولفظة إذاظرفية للمستقبل والباء صلة للأمر ويحتمل السببية وتمام الوعد تمام مدة الدنيا وانقضاؤه وحلول القيامة أوالمراد إتمام ماوعده الله من الثواب والعقاب للمطيعين والعاصين وكلمة هم ليست في الروايات المشهورة.
وَ خُزّانِ المَطَرِ
أي الملائكة الموكلين بالبحر ألذي ينزل منه المطر كمايظهر من بعض الأخبار أوالموكلين بتقديرات الأمطار أوالذين يهيجون السحاب
صفحه : 228
بأمره تعالي و لو كان من بخارات الأرض والبحار كما هوالمشهور فيكون قوله
وَ زَوَاجِرِ السّحَابِ
عطف تفسير له أي سائقتها من زجر البعير إذاساق و به فسر قوله تعالي فَالزّاجِراتِ زَجراً كمامر والسحاب جمع السحابة وهي الغيم
وَ ألّذِي بِصَوتِ زَجرِهِ يُسمَعُ زَجَلُ الرّعُودِ
قال في النهاية في حديث الملائكة لهم زجل بالتسبيح أي صوت رفيع عال و في القاموس الرعد صوت السحاب أواسم ملك يسوقه كمايسوق الحادي الإبل بحدائه انتهي والرعد هنا يحتمل الوجهين و إن كان كونه اسما للملك أظهر وسيأتي تحقيق الرعد والبرق والسحاب في الأبواب الآتية وصيغة الجمع هنا تدل علي أن الرعد اسم لنوع هذاالملك إن كان اسما له وإضافة الرجل إلي الرعود بيانية إن أريد به الصوت ولامية إن أريد به الملك .
وَ إِذَا سَبَحَت بِهِ خَفِيفَةُ السّحَابِ التَمَعَت صَوَاعِقُ البُرُوقِ
أقول النسخ مختلفة في هذه الفقرة اختلافا فاحشا ففي بعضها سبحت بتشديد الباء و في بعضها بتخفيفها وحفيفة في بعضها بالحاء المهملة والفاءين و في بعضها بالخاء المعجمة ثم الفاء ثم القاف و في بعضها بالمهملة ثم الفاء ثم القاف والسبح الجري والعوم والخفيف أنسب و علي التشديد يحتمل أن يكون إشارة إلي قوله تعالي وَ يُسَبّحُ الرّعدُ بِحَمدِهِ قال الفيروزآبادي سبح بالنهر و فيه كمنع سبحا وسباحة بالكسر عام وأسبحه عومه وسبحان الله تنزيها له عن الصاحبة والولد ونصبه علي المصدر أي أبرئ الله من السوء براءة أومعناه السرعة إليه والخفة في طاعته و قال حف الفرس حفيفا سمع عندركضه صوت وكذلك الطائر والشجرة إذاصوتت و قال الخفق صوت النعل وخفقت الراية تخفق وتخفق خفقا وخفقانا محركة اضطربت وتحركت وخفق فلان حرك رأسه إذانعس والطائر طار والخفقان محركة اضطراب القلب وأخفق الطائر ضرب بجناحيه و في النهاية خفق النعال صوتها و أماالمهملة ثم الفاء ثم القاف كما كان في نسخة ابن إدريس رحمه الله بخطه فلم أجد له معني فيما عندنا من كتب اللغة ولعله من
صفحه : 229
طغيان القلم و في الصحاح لمع البرق لمعا ولمعانا أي أضاء والتمع مثله . و لايخفي أن هذه الفقرة من تتمة الكلام السابق و ليس وصف الملك الآخر وضمير به إما راجع إلي الملك أو إلي زجره أو إلي الرجل والباء للمصاحبة أوللسببية وإضافة الخفيفة إلي السحاب علي التقادير من إضافة الصفة إلي الموصوف والتأنيث باعتبار جمعية السحاب و إذاحمل علي المصدر فأسناد السبح إليه مجازي أو هومؤول بذات الخفيفة و علي المعجمة والفاءين أي السحاب الخفيفة سريعة السير والحاصل علي التقادير إذازجرت بسبب الملك أوزجره أوصوته السحاب ذات الصوت أوالاضطراب أوالسرعة أضاءت الصواعق التي هي من جنس البروق وأشدها فالإضافة من قبيل خاتم حديد وربما يقال هو من إضافة الصفة إلي الموصوف أي البروق المهلكة قال الجزري الصاعقة الموت و كل عذاب مهلك وصيحة العذاب والمحراق ألذي بيد الملك سائق السحاب و لايأتي علي شيء إلاأحرقه أونار تسقط من السماء وصعقتهم السماء كمنع صاعقة مصدرا كالراعية أصابتهم بهاانتهي و في رواية ابن شاذان و إذاساق به متراكم السحاب التمعت صواعق البروق .
وَ مشُيَعّيِ الثّلجِ وَ البَردِ وَ الهَابِطِينَ مَعَ قَطرِ المَطَرِ إِذَا نَزَلَ
أي إذانزل المطر إلي الأرض لا عندنزوله إلي السحاب ويحتمل أن يكون الضمير راجعا إلي كل من الثلج والبرد والمطر لكنه بعيد و قال الوالد الظاهر أنه ع أراد بقوله إذانزل العموم أي كلما نزل ليفيد فائدة يعتد بها وتغيير العبارة في التشييع والهبوط إما لمحض التفنن أولأن الغالب في الثلج والبرد في أكثر البلاد أنهما للضرر فلم ينسب الضرر إليهم صريحا بخلاف المطر. وأقول يمكن علي ماسيأتي في الخبر أن البرد ينزل من السماء إلي السحاب فتذيبه حتي تصير مطرا أن يكون إشارة إلي ذلك فإن الثلج والبرد يشايعونهما
صفحه : 230
من أول الأمر بخلاف المطر فإنهم يهبطون معه بعدالذوبان أويقال النكتة إسناد الخير إلي الله والضرر إليهم لأن في التشييع نوع معاونة بخلاف الهبوط أقول قدمر وسيأتي الأخبار في تفاصيل تلك الأمور.
وَ القُوّامِ عَلَي خَزَائِنِ الرّيَاحِ
القوام جمع قائم ككفار وكافر أي الحافظين لها في خزائنها المرسلين لها قدر الحاجة بأمره تعالي ويمكن أن يكون كناية عن كون أسبابها بيدهم وقيل كل ماورد في الكتاب الكريم الرياح بلفظ الجمع فهو في الخير كقوله تعالي أَن يُرسِلَ الرّياحَ مُبَشّراتٍ وكلما كان بلفظ المفرد فهو للشر كقوله سبحانه وَ...أَرسَلنا عَلَيهِمُ الرّيحَ العَقِيمَ وأقول إذااطردت القاعدة في تلك العبارة فالنكتة في تخصيص الخير بالذكر ظاهرة وستأتي الأخبار في أنواع الرياح وأساميها وصفاتها في الباب المختص بها.
فَلَا تَزُولُ
أي الجبال بسبب حفظ الموكلين لها أوهم دائما فيها لايزولون عنها والأول أظهر
وَ الّذِينَ عَرّفتَهُم مَثَاقِيلَ المِيَاهِ
المياه جمع الماء وأصلها ماه وقيل موه ولهذا يرد إلي أصله في الجمع والتصغير فيقال مياه ومويه وأمواه وربما قالوا أمواء بالهمزة وماهت الركية كثر ماؤها
وَ كَيلَ مَا تَحوِيهِ
أي مقدار ماتجمعه وتحيط به
لَوَاعِجُ الأَمطَارِ
أي شدائدها ومضراتها و ماتحرق النبات وتخرب الأبنية كماأفيد
وَ عَوَالِجُهَا
أي متراكماتها قال السيد الداماد رحمه الله اللواعج جمع لاعجة أي مشتداتها القوية يقال لاعجه الأمر إذااشتد عليه والتعج من لاعج الشوق ولواعجه ارتمض واحترق وضرب لاعج أي شديد يلعج الجلد أي يحرقه وكذلك عوالجها جمع عالج يعني متلاطماتها ومتراكماتها و
فِي الحَدِيثِ إِنّ الدّعَاءَ لَيَلقَي البَلَاءَ فَيَعتَلِجَانِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
يعني أن الدعاء في صعوده يلقي البلاء في نزوله فيعتلجان
صفحه : 231
قال في الفائق أي يصطرعان ويتدافعان و في النهاية في حديث الدعاء ماتحويه عوالج الرمال هي جمع عالج و هو ماتراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض .
وَ رُسُلِكَ
مِنَ المَلَائِكَةِ
بيان للرسل أو من للتبعيض وقيل إن الملك اسم مكان والميم فيه غيرأصلية بل زائدة فالأصل ملأك ولذلك يجمع علي الملائكة والملائكة نقلت حركة الهمزة إلي اللام ثم حذفت لكثرة الاستعمال فقيل ملك و قال بعضهم أصله مألك بتقديم الهمزة من الألوكة الرسالة فقلبت الهمزة مكانا ثم حذفت في كثرة الاستعمال للتخفيف فقيل ملك وجمع علي الملائكة و قديحذف الهاء فيقال ملائك
إِلَي أَهلِ الأَرضِ
متعلق برسلك
بِمَكرُوهِ مَا يَنزِلُ
الباء للملابسة أوالسببية أي بالذي ينزل و هومكروه للطباع .
مِنَ البَلَاءِ
بيان للمكروه والنازل وإنما سمي المكروه النازل علي العباد بلاء لابتلاء الله تعالي العباد وامتحانهم به هل يصبرون أم لا و إن كان علي المجاز
وَ مَحبُوبِ الرّخَاءِ
عطف علي مكروه و هوأيضا من إضافة الصفة إلي الموصوف أي الرخاء المحبوب وقيل الإضافة بيانية والرخاء النعمة يقال رجل رخي البال أي واسع الحال والمراد إما نزولهم لأصل حصول البلاء والرخاء وتسبب أسبابهما أوللإخبار بهما في ليلة القدر وغيرها
وَ السّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ
السفرة كالكتبة لفظا ومعني جمع سافر والسفر الكتاب قال الجوهري السفرة الكتبة قال تعالي بأِيَديِ سَفَرَةٍ و قديظن أنه جمع سفير و هوالمصلح بين الناس لكن الغالب في جمع السفير السفراء والكرام ضد اللئام وقيل الكرام علي الله الأعزاء عليه وقيل الأسخياء الباذلين الاستغفار للعباد مع تماديهم في العصيان والبررة الأتقياء و قدمر الكلام فيها والمراد هنا الملائكة الكاتبون للوحي المؤدون إلي غيرهم أوالموكلون باللوح المحفوظ وقيل هم
صفحه : 232
الكاتبون لأعمال العباد و مابعده تأكيد له و لايخلو من بعدإذ التأسيس أولي من التأكيد وأيضا الظاهر أنه إشارة إلي ماورد في الآية وهي في سياق وصف القرآن كماعرفت سابقا ينفي هذاالدعاء مامر من الأقوال في الآية سوي القول بأنهم الملائكة.
وَ الحَفَظَةِ الكِرَامِ الكَاتِبِينَ
إشارة إلي قوله سبحانه وَ إِنّ عَلَيكُم لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعلَمُونَ ما تَفعَلُونَ و قال الطبرسي رحمه الله وَ إِنّ عَلَيكُم لَحافِظِينَ من الملائكة يحفظون عليكم ماتعملون من الطاعات والمعاصي ثم وصف الحفظة فقال كِراماً علي ربهم كاتِبِينَيكتبون أعمال بني آدم انتهي ويدل علي تعددهم لكل إنسان قوله تعالي عَنِ اليَمِينِ وَ عَنِ الشّمالِ قَعِيدٌ ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ويدل كثير من الأخبار علي أن ملائكة الليل غيرملائكة النهار كماورد في تفسير قوله تعالي إِنّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهُوداً أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار والحكمة في خلقهم وتوكيلهم علي العباد مع كونه سبحانه أعلم بهم منهم كثيرة قدمر بعضها في بعض الأخبار
وَ مَلَكِ المَوتِ وَ أَعوَانِهِ
اسم ملك الموت عزرائيل ويدل علي أن له أعوانا كمادلت عليه الآيات والأخبار فإنه تعالي قال اللّهُ يَتَوَفّي الأَنفُسَ حِينَ مَوتِها و قال سبحانه قُل يَتَوَفّاكُم مَلَكُ المَوتِ ألّذِي وُكّلَ بِكُم و قال جل وعلاتَوَفّتهُ رُسُلُنا وَ هُم لا يُفَرّطُونَ و قال عز و جل الّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ
المَلائِكَةُ طَيّبِينَ و قال الّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالمِيِ أَنفُسِهِم
وَ رَوَي الصّدُوقُ فِي التّوحِيدِ أَنّ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع قَالَ فِي جَوَابِ الزّندِيقِ المدُعّيِ لِلتّنَاقُضِ فِي القُرآنِ المَجِيدِ حَيثُ سَأَلَ عَن هَذِهِ الآيَاتِ إِنّ اللّهَ يُدَبّرُ الأُمُورَ كَيفَ يَشَاءُ وَ يُوَكّلُ مِن خَلقِهِ مَن يَشَاءُ بِمَا يَشَاءُ أَمّا مَلَكُ المَوتِ فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يُوَكّلُهُ بِخَاصّةِ مَن يَشَاءُ مِن خَلقِهِ وَ يُوَكّلُ رُسُلَهُ مِنَ المَلَائِكَةِ خَاصّةً بِمَن يَشَاءُ مِن خَلقِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ المَلَائِكَةُ الّذِينَ سَمّاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يُوَكّلُهُم بِخَاصّةِ مَن يَشَاءُ مِن خَلقِهِ وَ اللّهُ تَعَالَي يُدَبّرُ الأُمُورَ كَيفَ يَشَاءُ
وَ رَوَي الطبّرسِيِّ رَحِمَهُ اللّهُ هَذَا الخَبَرَ فِي الإِحتِجَاجِ وَ الجَوَابُ فِيهِ هَكَذَا هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي أَجَلّ وَ أَعظَمُ مِن أَن يَتَوَلّي ذَلِكَ بِنَفسِهِ وَ فِعلُ رُسُلِهِ وَ مَلَائِكَتِهِ فِعلُهُ لِأَنّهُمبِأَمرِهِ يَعمَلُونَفَاصطَفَي جَلّ ذِكرُهُ مِنَ المَلَائِكَةِ رُسُلًا وَ سَفَرَةً بَينَهُ وَ بَينَ خَلقِهِ وَ هُمُ الّذِينَ قَالَ اللّهُ فِيهِماللّهُ يصَطفَيِ مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النّاسِفَمَن كَانَ مِن أَهلِ الطّاعَةِ تَوَلّت قَبضَ رُوحِهِ مَلَائِكَةُ الرّحمَةِ وَ مَن كَانَ مِن أَهلِ المَعصِيَةِ تَوَلّت قَبضَ رُوحِهِ مَلَائِكَةُ النّقِمَةِ وَ لِمَلَكِ المَوتِ أَعوَانٌ مِن مَلَائِكَةِ الرّحمَةِ وَ مَلَائِكَةِ النّقِمَةِ يَصدُرُونَ عَن أَمرِهِ وَ فِعلُهُم فِعلُهُ وَ كُلّ مَا يَأتُونَهُ مَنسُوبٌ إِلَيهِ وَ إِذَا كَانَ فِعلُهُم فِعلَ مَلَكِ المَوتِ وَ فِعلُ مَلَكِ المَوتِ فِعلَ اللّهِ لِأَنّهُ يَتَوَفّي الأَنفُسَ عَلَي يَدِ مَن يَشَاءُ وَ يعُطيِ وَ يَمنَعُ وَ يُثِيبُ وَ يُعَاقِبُ عَلَي يَدِ مَن يَشَاءُ وَ إِن فَعَلَ أُمَنَاؤُهُ فِعلَهُ كَمَا قَالَوَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ
وَ رَوَي الصّدُوقُ فِي الفَقِيهِ عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ فِي ذَلِكَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي جَعَلَ لِمَلَكِ المَوتِ أَعوَاناً مِنَ المَلَائِكَةِ يَقبِضُونَ الأَروَاحَ بِمَنزِلَةِ صَاحِبِ الشّرطَةِ لَهُ أَعوَانٌ مِنَ الإِنسِ يَبعَثُهُم فِي حَوَائِجِهِ فَتَتَوَفّاهُمُ المَلَائِكَةُ وَ يَتَوَفّاهُم مَلَكُ المَوتِ عَنِ المَلَائِكَةِ مَعَ مَا يَقبِضُ هُوَ وَ يَتَوَفّاهُمُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَن مَلَكِ المَوتِ
.
صفحه : 234
وَ مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ مُبَشّرٍ وَ بَشِيرٍ
الأخيران لم يكونا في أكثر الروايات و قدمر في كتاب المعاد أن الأسماء لملكين أولنوعين من الملائكة يأتيان الميت في قبره للسؤال عن العقائد أو عن بعض الأعمال أيضا فإن كان مؤمنا أتياه في أحسن صورة فيسميان مبشرا وبشيرا و إن كان كافرا أومخالفا أتياه في أقبح صورة فيسميان منكرا ونكيرا ويحتمل مغايرة هذين النوعين للأولين لكن ظاهر أكثر الأخبار الاتحاد ويؤيده ترك الآخرين هنا في أكثر الروايات بل في أكثر الأخبار عبر عنهما بمنكر ونكير للمؤمن وغيره و قدمضت الأخبار في ذلك وتحقيق القول فيه فيمن يسأل وفيما يسأل عنه وكيفية الإحياء والسؤال قدمر في المجلد الثالث فلانعيدها حذرا من التكرار.
وَ رَومَانَ فَتّانِ القُبُورِ
أي ممتحن القبور والمختبر فيها في المسألة و لم أر ذكر هذاالملك في أخبارنا المعتبرة سوي هذاالدعاء و هومذكور في أخبار المخالفين
رَوَي مُؤَلّفُ كِتَابِ زُهرَةِ الرّيَاضِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ سَلَامٍ أَنّهُ قَالَ سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِ عَن أَوّلِ مَلَكٍ يَدخُلُ فِي القَبرِ عَلَي المَيّتِ قَبلَ مُنكَرٍ وَ نَكِيرٍ قَالَص يَا ابنَ سَلَامٍ يَدخُلُ عَلَي المَيّتِ مَلَكٌ قَبلَ أَن يَدخُلَ نَكِيرٌ وَ مُنكَرٌ يَتَلَألَأُ وَجهُهُ كَالشّمسِ اسمُهُ رَومَانُ فَيَدخُلُ عَلَي المَيّتِ فَيُدخِلُ رُوحَهُ ثُمّ يُقعِدُهُ فَيَقُولُ لَهُ اكتُب مَا عَمِلتَ مِن حَسَنَةٍ وَ سَيّئَةٍ فَيَقُولُ بأِيَّ شَيءٍ أَكتُبُ أَينَ قلَمَيِ وَ أَينَ دوَاَتيِ فَيَقُولُ قَلَمُكَ إِصبَعُكَ وَ مِدَادُكَ رِيقُكَ اكتُب فَيَقُولُ عَلَي أَيّ شَيءٍ أَكتُبُهُ وَ لَيسَ معَيِ صَحِيفَةٌ قَالَ فَيَمزِقُ قِطعَةً مِن كَفَنِهِ فَيَقُولُ اكتُب فِيهَا فَيَكتُبُ مَا عَمِلَ فِي الدّنيَا مِن حَسَنَةٍ فَإِذَا بَلَغَ سَيّئَةً استَحيَا مِنهُ فَيَقُولُ لَهُ المَلَكُ يَا خَاطِئُ أَ فَلَا كُنتَ تسَتحَييِ مِن خَالِقِكَ حَيثُ عَمِلتَهَا فِي الدّنيَا وَ الآنَ تسَتحَييِ منِيّ فَيَكتُبُ فِيهَا جَمِيعَ حَسَنَاتِهِ وَ سَيّئَاتِهِ ثُمّ يَأمُرُهُ أَن يَطوِيَهُ وَ يَختِمَهُ فَيَقُولُ بأِيَّ شَيءٍ أَختِمُهُ وَ لَيسَ معَيِ خَاتَمٌ فَيَقُولُ اختِمهَا بِظُفُرِكَ وَ يُعَلّقُهَا فِي عُنُقِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ كَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَيوَ كُلّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِالآيَةَ ثُمّ يَدخُلُ بَعدَ ذَلِكَ مُنكَرٌ وَ نَكِيرٌ
صفحه : 235
وَ رَوَي شَاذَانُ بنُ جَبرَئِيلَ رَحِمَهُ اللّهُ فِي كِتَابِ الفَضَائِلِ عَن أَصبَغَ بنِ نُبَاتَةَ قَالَ إِنّ سَلمَانَ رضَيَِ اللّهُ عَنهُ قَالَ لِي اذهَب بيِ إِلَي المَقبَرَةِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِي يَا سَلمَانُ سَيُكَلّمُكَ مَيّتٌ إِذَا دَنَت وَفَاتُكَ فَلَمّا ذَهَبتُ بِهِ إِلَيهَا وَ نَادَي المَوتَي أَجَابَهُ وَاحِدٌ مِنهُم فَسَأَلَهُ سَلمَانُ عَمّا رَأَي مِنَ المَوتِ وَ مَا بَعدَهُ فَأَجَابَهُ بِقِصَصٍ طَوِيلَةٍ وَ أَهوَالٍ جَلِيلَةٍ وَرَدَت عَلَيهِ إِلَي أَن قَالَ لَمّا ودَعّنَيِ أهَليِ وَ أَرَادُوا الِانصِرَافَ مِن قبَريِ أَخَذتُ فِي النّدَمِ فَقُلتُ يَا ليَتنَيِ كُنتُ مِنَ الرّاجِعِينَ فأَجَاَبنَيِ مُجِيبٌ مِن جَانِبِ القَبرِكَلّا إِنّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَ مِن وَرائِهِم بَرزَخٌ إِلي يَومِ يُبعَثُونَفَقُلتُ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مُنَبّهٌ أَنَا مَلَكٌ وكَلّنَيِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ بِجَمِيعِ خَلقِهِ لِأُنَبّهَهُم بَعدَ مَمَاتِهِم لِيَكتُبُوا أَعمَالَهُم عَلَي أَنفُسِهِم بَينَ يدَيَِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ ثُمّ إِنّهُ جذَبَنَيِ وَ أجَلسَنَيِ وَ قَالَ لِي اكتُب عَمَلَكَ فَقُلتُ إنِيّ لَا أُحصِيهِ فَقَالَ لِي أَ مَا سَمِعتَ قَولَ رَبّكَأَحصاهُ اللّهُ وَ نَسُوهُ ثُمّ قَالَ لِي اكتُب وَ أَنَا أمُليِ عَلَيكَ فَقُلتُ أَينَ البَيَاضُ فَجَذَبَ جَانِباً مِن كفَنَيِ فَإِذَا هُوَ وَرَقٌ فَقَالَ هَذِهِ صَحِيفَتُكَ فَقُلتُ مِن أَينَ القَلَمُ فَقَالَ سَبّابَتُكَ قُلتُ مِن أَينَ المِدَادُ قَالَ رِيقُكَ ثُمّ أَملَي عَلَيّ مَا فَعَلتُهُ فِي دَارِ الدّنيَا فَلَم يَبقَ مِن أعَماَليِ صَغِيرَةٌ وَ لَا كَبِيرَةٌ إِلّا أَملَاهَا كَمَا قَالَ تَعَالَيوَ يَقُولُونَ يا وَيلَتَنا ما لِهذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلّا أَحصاها وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَ لا يَظلِمُ رَبّكَ أَحَداً ثُمّ إِنّهُ أَخَذَ الكِتَابَ وَ خَتَمَهُ بِخَاتَمٍ وَ طَوّقَهُ فِي عنُقُيِ فَخُيّلَ لِي أَنّ جِبَالَ الدّنيَا جَمِيعاً قَد طَوّقُوهَا فِي عنُقُيِ فَقُلتُ لَهُ يَا مُنَبّهُ وَ لِمَ تَفعَلُ بيِ كَذَا قَالَ أَ لَم تَسمَع قَولَ رَبّكَوَ كُلّ إِنسانٍ أَلزَمناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخرِجُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ كِتاباً يَلقاهُ مَنشُوراً اقرَأ كِتابَكَ كَفي بِنَفسِكَ اليَومَ عَلَيكَ حَسِيباًفَهَذَا تُخَاطَبُ بِهِ يَومَ القِيَامَةِ وَ يُؤتَي بِكَ وَ كِتَابُكَ بَينَ عَينَيكَ مَنشُوراً تَشهَدُ فِيهِ عَلَي نَفسِكَ ثُمّ انصَرَفَ عنَيّ تَمَامَ الخَبَرِ
صفحه : 236
و في رواية ابن شاذان ومنكر ورومان فتان القبور وسائر الفقرات فيهابالرفع علي سياقة صدر الدعاء
وَ الطّائِفِينَ بِالبَيتِ المَعمُورِ
قدمر وصف البيت وطائفيه
وَ مَالِكٍ وَ الخَزَنَةِ
أي خزان النار من الملائكة الموكلين بها وبتعذيب أهلها ومالك رئيسهم ورضوان بالكسر و في بعض النسخ بالضم و هواسم رئيس خزنة الجنان وخدمتها والمشهور في الاسم الكسر والمصدر وجاء بهما في القرآن واللغة
وَ سَدَنَةِ الجِنَانِ
أي خدمتها في القاموس سدن سدنا وسدانة خدم الكعبة أوبيت الصنم وعمل الحجابة فهو سادن والجمع سدنة.
وَ الّذِينَ لَا يَعصُونَ اللّهَ مَا أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ
عطف تفسير لقوله مالك والخزنة إشارة إلي قوله سبحانه يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَ أَهلِيكُم ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ.
وَ الّذِينَ يَقُولُونَ
عطف تفسير لقوله رضوان وسدنة الجنان فالنشر علي ترتيب اللف ويحتمل أن يكون هذاحال بعض سدنة الجنان فيكون تخصيصا بعدالتعميم كذكر الزبانية بعدخزنة النيران وتقديم أحوال أهل النار فيهما لأن الخوف أصلح بالنسبة إلي غالب الناس من الرجاء لغلبة الشهوات الداعية إلي ارتكاب السيئات عليهم
سَلَامٌ عَلَيكُم
إشارة إلي قوله تعالي في وصف أهل الجنةوَ المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلّ بابٍ سَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَي الدّارِ و قال البيضاويسَلامٌ عَلَيكُمبشارة بدوام السلامةبِما صَبَرتُممتعلق بعليكم أوبمحذوف أي هذابما صبرتم لابسلام فإن الخبر فاصل والباء للسببية أوالبدلية.فَنِعمَ عُقبَي الدّارِالعقبي الجزاء أي نعم العقبي عقبي الدار لكم خاصة أيها المؤمنون
وَ رَوَي الكلُيَنيِّ وَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ بِأَسَانِيدَ مُعتَبَرَةٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ
صفحه : 237
عَلَيهِ السّلَامُ فِي وَصفِ حَالِ المُتّقِينَ فِي القِيَامَةِ وَ بَعدَ دُخُولِهِمُ الجَنّةَ قَالَ ثُمّ يَبعَثُ اللّهُ إِلَيهِ أَلفَ مَلَكٍ يُهَنّئُونَهُ بِالجَنّةِ وَ يُزَوّجُونَهُ الحَورَاءَ قَالَ فَيَنتَهُونَ إِلَي أَوّلِ بَابٍ مِن جِنَانِهِ فَيَقُولُونَ لِلمَلَكِ المُوَكّلِ بِأَبوَابِ جِنَانِهِ استَأذِن لَنَا عَلَي ولَيِّ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ بَعَثَنَا إِلَيهِ نُهَنّئُهُ فَيَقُولُ لَهُمُ المَلَكُ حَتّي أَقُولَ لِلحَاجِبِ فَيُعلِمَهُ مَكَانَكُم قَالَ فَيَدخُلُ المَلَكُ إِلَي الحَاجِبِ وَ بَينَهُ وَ بَينَ الحَاجِبِ ثَلَاثُ جِنَانٍ حَتّي ينَتهَيَِ إِلَي أَوّلِ بَابٍ فَيَقُولُ لِلحَاجِبِ إِنّ عَلَي بَابِ العَرصَةِ أَلفَ مَلَكٍ أَرسَلَهُم رَبّ العَالَمِينَ لِيُهَنّئُوا ولَيِّ اللّهِ وَ قَد سَأَلُوا أَن آذَنَ لَهُم عَلَيهِ فَيَقُولُ الحَاجِبُ إِنّهُ لَيَعظُمُ عَلَيّ أَن أَستَأذِنَ لِأَحَدٍ عَلَي ولَيِّ اللّهِ وَ هُوَ مَعَ زَوجَتِهِ الحَورَاءِ قَالَ وَ بَينَ الحَاجِبِ وَ بَينَ ولَيِّ اللّهِ جَنّتَانِ قَالَ فَيَدخُلُ الحَاجِبُ إِلَي القَيّمِ فَيَقُولُ لَهُ إِنّ عَلَي بَابِ العَرصَةِ أَلفَ مَلَكٍ أَرسَلَهُم رَبّ العِزّةِ يُهَنّئُونَ ولَيِّ اللّهِ فَاستَأذِن فَيَقدُمُ القَيّمُ إِلَي الخُدّامِ فَيَقُولُ لَهُم إِنّ رُسُلَ الجَبّارِ عَلَي بَابِ العَرصَةِ وَ هُم أَلفُ مَلَكٍ أَرسَلَهُمُ اللّهُ يُهَنّئُونَ ولَيِّ اللّهِ فَأَعلِمُوهُ بِمَكَانِهِم قَالَ فَيُعلِمُونَهُ فَيُؤذِنُ لِلمَلَائِكَةِ فَيَدخُلُونَ عَلَي ولَيِّ اللّهِ وَ هُوَ فِي الغُرفَةِ وَ لَهَا أَلفُ بَابٍ وَ عَلَي كُلّ بَابٍ مِن أَبوَابِهَا مَلَكٌ مُوَكّلٌ بِهِ فَإِذَا أُذِنَ لِلمَلَائِكَةِ بِالدّخُولِ عَلَي ولَيِّ اللّهِ فَتَحَ كُلّ مَلَكٍ بَابَهُ المُوَكّلَ بِهِ قَالَ فَيُدخِلُ القَيّمُ كُلّ مَلَكٍ مِن بَابٍ مِن أَبوَابِ الغُرفَةِ قَالَ فَيُبَلّغُونَهُ رِسَالَةَ الجَبّارِ جَلّ وَ عَزّ وَ ذَلِكَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ
صفحه : 238
المَلائِكَةُ يَدخُلُونَ عَلَيهِم مِن كُلّ بابٍ أَي مِن أَبوَابِ الغُرفَةِسَلامٌ عَلَيكُم إِلَي آخِرِ الآيَةِ قَالَ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذا رَأَيتَ ثَمّ رَأَيتَ نَعِيماً وَ مُلكاً كَبِيراًيعَنيِ بِذَلِكَ ولَيِّ اللّهِ وَ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الكَرَامَةِ وَ النّعِيمِ وَ المُلكِ العَظِيمِ الكَبِيرِ أَنّ المَلَائِكَةَ مِن رُسُلِ اللّهِ عَزّ ذِكرُهُ يَستَأذِنُونَ عَلَيهِ فَلَا يَدخُلُونَ عَلَيهِ إِلّا بِإِذنِهِ فَذَلِكَ المُلكُ العَظِيمُ الكَبِيرُ الخَبَرَ
وَ الزّبَانِيَةِ الّذِينَ إِذَا قِيلَ لَهُم خُذُوهُ فَغُلّوهُ ثُمّ الجَحِيمَ صَلّوهُ
الزبانية هم الملائكة التسعة عشر الموكلون بالنار وهم الغلاظ الشداد قال الجوهري الزبانية عندالعرب الشرط وسمي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أهل النار إليها قال الأخفش قال بعضهم واحدها زباني و قال بعضهم زابن و قال بعضهم زبنية مثال عفرية و قال والعرب لاتكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع ألذي لاواحد له مثل أبابيل وعباديد و قال صليت اللحم وغيره أصليه صليا مثل رميته رميا إذاشويته و في الحديث أنه أتي بشاة مصلية أي مشوية ويقال أيضا صليت الرجل نارا إذاأدخلته النار وجعلته يصلاها فإن ألقيته فيهاإلقاء كأنك تريد الإحراق قلت أصليته بالألف وصليته تصلية وقرئ ويصلي سعيرا و من خفف فهو من قولهم صلي فلان النار بالكسر يصلي صليا احترق ويقال أيضا صلي بالأمر إذاقاسي حره وشدته
ابتَدَرُوهُ سِرَاعاً
أي حالكونهم مسرعين جمع سريع
وَ لَم يُنظِرُوهُ
أي لم يمهلوه
وَ مَن أَوهَمنَا ذِكرَهُ
أي الملائكة الذين تركنا ذكرهم علي الخصوص و إن كانوا داخلين في العموم قال الجوهري أوهمت الشيء تركته كله يقال أوهم من الحساب مائة أي أسقط وأوهم من صلاته ركعة.
وَ لَم نَعلَم مَكَانَهُ مِنكَ
أي منزلته عندك أونسبته إلي عرشك
وَ بأِيَّ أَمرٍ وَكّلتَهُ
عطف علي قوله مكانه والظرف متعلق بوكلته قدم عليه لمزيد الاهتمام لأن
صفحه : 239
المجهول هذاالقيد لاأصل التوكيل والمعني و لم نعلم توكيلك إياه بأي أمر من أمورك و فيه بعض المنافاة لمايظهر من أكثر الأخبار من سعة علمهم ع واطلاعهم علي جميع العوالم أوالمخلوقات و إن الله أراهم ملكوت الأرضين والسماوات إلا أن يقال إنه ع قال ذلك علي سبيل التواضع والتذلل أوالمعني لانعلمهم من ظاهر الكتاب والسنة و إن علمنا من جهة أخري لامصلحة في إظهارها أو لانعلم في هذاالوقت خصوص مكانه وعمله فإنه لااستبعاد في عدم علمهم ع ببعض تلك الخصوصيات الحادثة أو قال ع ذلك بلسان غيره ممن يتلو الدعاء فإنه عليه السلام جمع الأدعية وأملاها لذلك بل هو من أعظم نعمهم علي شيعتهم صلوات الله عليهم .
وَ سُكّانِ الهَوَاءِ وَ الأَرضِ وَ المَاءِ
يدل علي أن لكل منها سكانا من الملائكة كما
رَوَي الشّيخُ بِسَنَدِهِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِنّهُ[ص ]نَهَي أَن يَبُولَ الرّجُلُ فِي المَاءِ الجاَريِ إِلّا مِن ضَرُورَةٍ وَ قَالَ إِنّ لِلمَاءِ أَهلًا وَ فِي وَصِيّةِ النّبِيّص لعِلَيِّ ع قَالَ كَرِهَ اللّهُ لأِمُتّيَِ الغُسلَ تَحتَ السّمَاءِ إِلّا بِمِئزَرٍ وَ كَرِهَ دُخُولَ الأَنهَارِ إِلّا بِمِئزَرٍ فَإِنّ فِيهَا سُكّاناً مِنَ المَلَائِكَةِ
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي رَوَاهَا الصّدُوقُ فِي المَجَالِسِ قَالَ فِي الأَنهَارِ عُمّارٌ وَ سُكّانٌ مِنَ المَلَائِكَةِ
وَ رَوَي أَيضاً فِي العِلَلِ بِإِسنَادِهِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ وَكّلَ مَلَائِكَةً بِنَبَاتِ الأَرضِ مِنَ الشّجَرِ وَ النّخلِ فَلَيسَ مِن شَجَرَةٍ وَ لَا نَخلَةٍ إِلّا وَ مَعَهَا مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ مَلَكٌ يَحفَظُهَا وَ مَا كَانَ فِيهَا وَ لَو لَا أَنّ مَعَهَا مَن يَمنَعُهَا لَأَكَلَهَا السّبَاعُ وَ هَوَامّ الأَرضِ إِذَا كَانَ فِيهَا ثَمَرُهَا الخَبَرَ
وَ مَن مِنهُم عَلَي الخَلقِ
أي الملائكة الذين هم مع الخلق أومستولون عليهم أوموكلون بهم من جملة سائر الملائكة وهم أصناف شتي قدمر أكثرها كالمعقبات و من يثني برقبة المتخلي ليعتبر بما صار إليه طعامه والمشيعين لعائد المريض ولزائر المؤمن و من يأتي منهم للسؤال ابتلاء و من يمسح و من يمسح
صفحه : 240
يده علي قلب المصاب ليسكنه والموكلين بالدعاء للصائمين والذين يمسحون وجه الصائم في شدة الحر ويبشرونه والملائكة الساكنين في حرم حائر الحسين عليه السلام يشيعون الزائرين ويعودون مرضاهم ويؤمنون علي دعائهم والذين يدفعون وساوس الشياطين عن المؤمنين وأمثال ذلك كثيرة في الأخبار و هذابناء علي أن الخلق بمعني المخلوق ويمكن حمله علي المعني المصدري فيكون إشارة إلي ماروي في أخبار كثيرة أن لله ملكين خلاقين فإذاأراد أن يخلق خلقا أمر أولئك الخلاقين فأخذوا من التربة التي قال الله تعالي في كتابه مِنها خَلَقناكُم وَ فِيها نُعِيدُكُم وَ مِنها نُخرِجُكُم تارَةً أُخريفعجنوها في النطفة المسكنة في الرحم فإذاعجنت النطفة بالتربة قالا يارب ماتخلق قال فيوحي الله تبارك و تعالي مايريد من ذلك الخبر.
فَصَلّ عَلَيهِم يَومَ تأَتيِ كُلّ نَفسٍ
يوم ظرف للصلاة وربما يومئ إلي أن هذاالحكم يعم الملائكة أيضا غيرالسائق والشهيد وذكر اليوم بهذا الوصف لبيان أن الملائكة في هذااليوم أيضا لهم أشغال عظيمة أولبيان أن هذااليوم يوم الاحتياج إلي الملائكةمَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌهما ملكان أحدهما يسوقه إلي المحشر والآخر يشهد بعمله وقيل ملك واحد جامع للوصفين وقيل السائق كاتب السيئات والشهيد كاتب الحسنات وقيل السائق نفسه والشهيد جوارحه وأعماله ومحل معها النصب علي الحالية من كل لإضافته إلي ما هو في حكم المعرفة ذكره البيضاوي عند قوله تعالي وَ جاءَت كُلّ نَفسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ و في بعض النسخ قائم مكان السائق والسائق أوفق بالآية و لايتغير المعني إذ المراد بالقائم من يقوم بأمره ويسوقه إلي محشره ولعل المراد أقل من يكون مع كل أحد أوالمراد بهما الجنس إذاورد في كثير من الأخبار أنه يشايع الأخيار آلاف من الملائكة و مع بعض الأشرار أيضا كذلك لشدة تعذيبهم وكذا الشهداء من الملائكة في أكثر الأخبار أكثر من واحد.
وَ صَلّ عَلَيهِم
تأكيد لماسبق
صَلَاةً تَزِيدُهُم كَرَامَةً
صفحه : 241
عَلَي كَرَامَتِهِم
أي تصير سببا لمزيد قدرهم ومنزلتهم عندربهم
وَ طَهَارَةً عَلَي طَهَارَتِهِم
أي موجبا لمزيد عصمتهم وتقدسهم وتنزههم و إن كانت العصمة عن الكبائر والصغائر لازمة لهم ويمكن أن يكون فائدة هذاالدعاء راجعة إلينا لاإليهم
أللّهُمّ وَ إِذَا صَلّيتَ
في بعض النسخ إذ بدون الألف وعليهم مكان علينا فعلي الأول المعني كل وقت صليت عليهم وبلغتهم صلواتنا عليهم فصل علينا وارحمنا بسبب أنك وفقتنا لذلك وصرنا سببا لهذه الرحمة وأيضا الجواد الكريم يشفع كل نعمة منه بأخري و لايكتفي بواحدة منها و علي النسخة الأخري المعني لماصليت عليهم وبلغتهم وصلاتنا عليهم فصل عليهم تارة أخري بسبب أنهم صاروا سببا لتوفيقك إيانا للصلاة عليهم وحسن القول فيهم و في بعض النسخ إذ وعلينا و هوأظهر والجواد في أسمائه تعالي هو ألذي لايبخل بعطائه ويعطي كلا مايستحقه والكريم فيها هوالجواد المعطي ألذي لاينفد عطاؤه أوالجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل والكريم أيضا الصفوح . وأقول إنما أوردت هذاالدعاء الشريف هنا وأعطيت في شرحه بعض البسط لكونه فذلكة لسائر الأخبار والآيات الواردة في أصنافهم ودرجاتهم ومراتبهم مع تواتره سندا ومتانته لفظا ومعني .
وَ قَالَ النيّساَبوُريِّ فِي تَفسِيرِهِروُيَِ أَنّ بنَيِ آدَمَ عُشرُ الجِنّ وَ الجِنّ وَ بَنُو آدَمَ عُشرُ حَيَوَانَاتِ البَرّ وَ هَؤُلَاءِ كُلّهُم عُشرُ الطّيُورِ وَ هَؤُلَاءِ عُشرُ حَيَوَانِ البَحرِ وَ كُلّهُم عُشرُ مَلَائِكَةِ الأَرضِ المُوَكّلِينَ بِهَا وَ كُلّ هَؤُلَاءِ عُشرُ مَلَائِكَةِ سَمَاءِ الدّنيَا وَ كُلّ هَؤُلَاءِ عُشرُ مَلَائِكَةِ السّمَاءِ الثّانِيَةِ وَ عَلَي هَذَا التّرتِيبِ إِلَي مَلَائِكَةِ السّمَاءِ السّابِعَةِ ثُمّ الكُلّ فِي مُقَابَلَةِ الكرُسيِّ نَزرٌ قَلِيلٌ ثُمّ كُلّ هَؤُلَاءِ عُشرُ مَلَائِكَةِ السّرَادِقِ الوَاحِدِ مِن سُرَادِقَاتِ العَرشِ التّيِ عَدَدُهَا سِتّمِائَةِ أَلفٍ طُولُ كُلّ سُرَادِقٍ وَ عَرضُهُ وَ سَمكُهُ إِذَا قُوبِلَت بِهِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرضُ وَ مَا فِيهَا فَإِنّهَا كُلّهَا يَكُونُ شَيئاً يَسِيراً وَ قَدراً قَلِيلًا وَ مَا مِقدَارُ مَوضِعِ قَدَمٍ إِلّا وَ فِيهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ أَو رَاكِعٌ أَو قَائِمٌ لَهُم زَجَلٌ بِالتّسبِيحِ وَ التّقدِيسِ ثُمّ كُلّ هَؤُلَاءِ فِي مُقَابَلَةِ المَلَائِكَةِ الّذِينَ يَحُومُونَ حَولَ
صفحه : 242
العَرشِ كَالقَطرَةِ فِي البَحرِ وَ لَا يَعرِفُ عَدَدَهُم إِلّا اللّهُ ثُمّ مَعَ هَؤُلَاءِ مَلَائِكَةُ اللّوحِ الّذِينَ هُم أَشيَاعُ إِسرَافِيلَ وَ المَلَائِكَةُ الّذِينَ هُم جُنُودُ جَبرَائِيلَ وَ هُم كُلّهُم سَامِعُونَ مُطِيعُونَلا يَستَكبِرُونَ عَن عِبادَتِهِ وَلا يَسأَمُونَ
.فائدة قال بليناس في كتاب علل الأشياء إن الخالق عز و جل لماضرب الخلقة بعضها ببعض وطال مكثها خلق الأرواح المتفكرة القادرة فخلقهن من حرارة الريح ونور النار فمنهم خلق خلقوا من حر الريح الباردة ومنهم خلق خلقوا من نور النار الحارة ومنهم خلق خلقوا من حركة الماء البارد ومنهم خلق خلقوا من حركة الماء الحار ومنهم خلق خلقوا من الماء المالح فخلق الله الخلقة العلوية من هذه الثلاث طبائع و ليس فيهم من طبيعة التراب شيء و من خلق منهم في السفل فإنها خلقت من الطبائع الثلاث التي ذكرت مفردات غيرمركبات إذ لوكانوا مركبين إذالأدركهم الموت والافتراق .فهذه جميع أجناس المتفكرة من الملائكة والجن والشياطين وسكان الريح الباردة والبحر و الأرض السود والبيض والكواكب العلوية تشرق بنورها عليهم فتتصل أنوارهم بنورها و لايشغلون مكانا لأنهم نور و لايأخذون مكان غيرهم فهم ملئوا الطبائع يدبرونها ويقبلون عليها و كل طبيعة من الطبائع فيهاخلق عظيم من الروحانيين و لايقع عليهم التفصيل والفناء لأنهم ليسوا مركبين وإنما هم من جوهر واحد فلذلك صاروا أكثر شيءعددا لايسأمون و لاينامون و لايملون يعملون دائبين بالليل والنهار بما وكلوا به من حركة الفلك وإدخال بعضها في بعض وحركة الشمس والقمر والكواكب والأمطار والرياح والحر والبرد والإقبال والإدبار في النبات والحيوان والمعادن وأفاعيل الإنس والحيوان وكلهم يعمل دائبا بالأمر ألذي وكل به وهم أجناس جنس منهم في الفلك الأعلي وهم قيام علي أرجلهم لايجلسون لأن طبيعتهم روحانية لطيفة فبلطافتهم لايقدرون أن يجلسوا لأنها تجذبهم إلي العلو وكلهم يسبحون للذي خلقهم منذ يوم خلقهم لايعملون و لايتحركون يمينا و لاشمالا و ليس لهم عمل غيرالتسبيح للرب لهم غلظ وشدة
صفحه : 243
لحدة طبائعهم لأنهم خلقوا من حر النار. و علي فلك المشتري خلق عظيم من الروحانيين كذلك وهم خلق معتدل ساكن لأنهم خلقوا من روح الماء ليس لهم قسوة وفظاظة يدبرون فلك المشتري ويقبلون ويتحركون مع حركته ويمجدون ألذي خلقهم و في فلك المريخ خلق عظيم من النورانيين وهم غلاظ شداد لأنهم خلقوا من نور النار اليابسة فلذلك لارأفة لهم و لارحمة يدبرون ويقبلون مع المريخ في دوران الفلك لم يملكوا غير ذلك لأنهم لارحمة لهم ولذلك لم يوكلوا بشيء من أعمال الناس و في فلك الشمس خلق من الكروبيين لهم قسوة وفظاظة لشدة طبائعهم لأنهم خلقوا من الريح والروح ولهم أناة ونور فهم موكلون بأعمال بني آدم علي الحرث والنسل وهم الذين يحركون الشمس وبحركتها يخرج البخار والدخان فيرفعون ذلك البخار إلي القمر ثم إلي الشمس ثم يصدونه إلي الكواكب العالية فيكون لهم غذاء وهم علي الثمار والزروع وولادة الحيوان وهم المسلطون علي جميع الروحانيين من تحتهم يعملون بأمرهم وهم لطاف نورانيون يدورون مع فلك الشمس ويعملون معها ويعملون في إصلاح العالم وتوالد المواليد وهم الذين يحفظون شيعة الشيطان وولده عن فساد العالم وخرابه وحفظ الحيوان منهم وإنما سموا ملائكة لأنهم ملكوا زمام الشيطان لئلا يخربوا العالم . و في فلك الزهرة أيضا خلق من الروحانيين لهم اعتدال وصلاح فهم أحسنهم وجوها ولهم ريح طيب وبشر حسن يحبون الإنس وجميع ماتحتهم من الحيوان حبا شديدا ولهم بهم رأفة ورحمة ورقة وهم الذين يسعون في تأليف الذكران والإناث من كل شيءلمكان النسل والولادة وبذلك وكلوا و في فلك عطارد روحانيون خلقوا من حر الريح الحارة فاتصلوا بالروحانيين الذين خلقوا من النور وهم بين أيديهم مثل العبيد لايغيبون عن أعينهم طرفة عين يسارعون في خدمة ملائكة فلك الشمس ويعملون بمسرتهم فهم لهم شبيه الوزراء وهم الموكلون بالنبات وإصلاحه وحفظ النبت إذاطلع
صفحه : 244
عن وجه الأرض حتي يتم بتمامه وهم أيضا موكلون بصغار الحيوان والحفظ لهم عن مردة الشياطين و إن القمر جرمه من الشمس وضوؤه من نورها وهما دائبان يعملان في الليل والنهار وفلك القمر مملو من الملائكة وهم ملائكة الرحمن مستبشر الوجوه لهم جمال وحسن صور و ليس فيهم غضب و لاشدة و لاقسوة علي ولد آدم لقربهم منهم وهم أشبه الروحانيين بالآدميين وهم متعطفون علي الحيوان مصلحون للنبات دائبون في مسيرة بني آدم فلاتصالهم بهم ربما ظهروا لهم وكلموهم وهم مسلطون علي السماء يحرسون السماء من شيطانك وولده أن يسترقوا السمع من الملائكة الأعلي المتصلين بفلك الشمس وهم الموكلون أيضا بالحب المبذور في الأرض يحفظونه لئلا تعرض له الشياطين ليفسدونه فإن شيطانك وولده لهم قوة عظيمة في العالم والحرث والنسل وكلما لطفت خلقه من الروحانيين ورقت كان أكثر أجنحة ومنهم من له ستة أجنحة ومنهم من له خمسة أجنحة ومنهم من له أربعة أجنحة وكذلك إلي جناح واحد و أماالمفكرة التي في الطبائع حين ظهرت لحقوا بالطبائع فهم مستجنون في الماء والتراب والريح لأنهم خلقوا من حر الماء المالح والريح العاصف والتراب المنتن وهم يسمون شيطائيل وولده وهم عصاة جفاة مفسدون في الأرض لهم خبث عظيم وقوة شديدة ومنظر قبيح ووجوه سمجة وأرواحهم قذرة وهم علي الفساد والطغيان و في خراب العالم والخلقة العليا مسلطة عليهم يمنعونهم من خراب العالم وفساده انتهي .
صفحه : 245
وأقول إنما وردت ملخصا من كلامه لتعلم أن أكثر كلمات قدماء الحكماء الذين أخذوا العلوم من الأنبياء موافقة لماورد في لسان الشرع وإنما أحدث المتأخرون منهم ماأحدثوا بآرائهم العليلة الفاسدة
الآيات الشعراء 193-نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ عَلي قَلبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَالنجم 5-عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي ذُو مِرّةٍ فَاستَوي وَ هُوَ بِالأُفُقِ الأَعلي ثُمّ دَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدنيالتكويرإِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذيِ قُوّةٍ عِندَ ذيِ العَرشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ وَ ما صاحِبُكُم بِمَجنُونٍ وَ لَقَد رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ وَ ما هُوَ عَلَي الغَيبِ بِضَنِينٍ.تفسيرنَزَلَ بِهِ قال الطبرسي رحمه الله أي نزل الله بالقرآن الرّوحُ الأَمِينُيعني جبرئيل ع و هوأمين الله عليه لايغيره و لايبدله وسماه روحا لأنه يحيي به الدين وقيل لأنه يحيي به الأرواح بما ينزل من البركات وقيل لأنه جسم روحانيعَلي قَلبِكَ يا محمد و هذا علي سبيل التوسع لأنه تعالي يسمعه جبرئيل فيحفظه فينزل به علي الرسول فيقرئه عليه فيعيه ويحفظه
صفحه : 246
بقلبه فكأنه نزل به علي قلبه وقيل معناه لقنك الله حق تلقينه وثبته علي قلبك وجعل قلبك وعاء له . و قال البيضاوي القلب إن أراد به الروح فذاك و إن أراد به العضو فتخصيصه لأن المعاني الروحانية إنما تنزل أولا علي الروح ثم تنتقل منه إلي القلب لمابينهما من التعلق ثم تتصعد إلي الدماغ فينتقش بهالوح المتخيلة والروح الأمين جبرئيل فإنه أمين علي وحيه لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَعما يؤدي إلي عذاب من فعل أوترك .عَلّمَهُ شَدِيدُ القُوي قال الطبرسي رحمه الله يعني به جبرئيل ع أي القوي في نفسه وخلقه ذُو مِرّةٍ أي ذو قوة وشدة في خلقه عن الكلبي و قال من قوته أنه اقتلع قري قوم لوط من الماء الأسود فرفعها إلي السماء ثم قلبها و من شدته صيحته لقوم ثمود حتي أهلكوا وقيل معناه ذو صحة وخلق حسن عن ابن عباس وغيره وقيل شديد القوي في ذات الله ذُو مِرّةٍ أي صحة في الجسم سليم من الآفات والعيوب وقيل ذُو مِرّةٍ أي ذو مرور في الهواء ذاهبا وجائيا نازلا وصاعدافَاستَويجبرئيل علي الصورة التي خلق عليها بعدانحداره إلي محمدص وَ هُوَكناية عن جبرئيل أيضابِالأُفُقِ الأَعلييعني أفق المشرق والمراد بالأعلي جانب المشرق و هوفوق جانب المغرب في صعيد الأرض لا في الهواء.قالوا إن جبرئيل ع كان يأتي النبي ص في صورة الآدميين فسأله رسول الله ص أن يريه نفسه علي صورته التي خلق عليها فأراه نفسه مرتين مرة في الأرض ومرة في السماء أما في الأرض ففي الأفق الأعلي و ذلك أن محمداص كان بحراء فطلع له جبرئيل ع من المشرق فسد الأفق إلي المغرب فخر
صفحه : 247
النبي ص مغشيا عليه فنزل جبرئيل في صورة الآدميين فضمه إلي نفسه و هو قوله ثُمّ دَنا فَتَدَلّي وتقديره ثم دنا أي قرب بعدبعده وعلوه في الأفق الأعلي فدنا من محمدص . قال الحسن وقتادة ثم دنا جبرئيل بعداستوائه بالأفق الأعلي من الأرض فنزل إلي محمدص و قال الزجاج معني دنا وتدلي واحد لأن معني دنا قرب وتدلي زاد في القرب وقيل إن المعني استوي جبرئيل أي ارتفع وعلا إلي السماء بعد أن علم محمداص عن ابن مسيب وقيل استوي أي اعتدل واقفا في الهواء بعد أن كان ينزل بسرعة ليراه النبي ص . وقيل معناه استوي جبرئيل ع و محمدبالأفق الأعلي يعني السماء الدنيا ليلة المعراج فَكانَ قابَ قَوسَينِ أي كان ما بين جبرئيل ع و بين رسول الله ص قاب قوسين والقوس مايرمي به وخصت بالذكر علي عادتهم يقال قاب قوس وقاد قوس وقيل معناه كان قدر ذراعين كماروي عن النبي ص فمعني القوس مايقاس به والذراع يقاس به أَو أَدني قال الزجاج إن العباد قدخوطبوا علي لغتهم ومقدار فهمهم وقيل لهم في هذا مايقال للذي يحزز فالمعني فكان علي ماتقدرونه أنتم قدر قوسين أوأقل من ذلك و قال عبد الله بن مسعود إن رسول الله ص رأي جبرئيل و له ستمائة جناح . و قال في قوله تعالي إِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ أي إن القرآن قول رسول كريم علي ربه و هوجبرئيل ع و هوكلام الله أنزله علي لسانه ذيِ قُوّةٍ أي فيما كلف وأمر به من العلم والعمل وتبليغ الرسالة وقيل ذي قدرة في نفسه و من قوته قلع ديار قوم لوط بقوادم جناحه حتي بلغ بهاالسماء ثم قلبهاعِندَ ذيِ العَرشِ مَكِينٍمعناه متمكن عند الله صاحب العرش وخالقه رفيع المنزلة عظيم القدر عنده كمايقال فلان مكين عندالسلطان والمكانة القرب مُطاعٍ ثَمّ أي في السماء تطيعه ملائكة السماء قالوا و من طاعة الملائكة لجبرئيل ع أنه أمر خازن الجنة ليلة المعراج حتي فتح لمحمدص أبوابها فدخلها ورأي ما فيها وأمر
صفحه : 248
خازن النار ففتح له عنها حتي نظر إليهاأَمِينٍ أي علي وحي الله ورسالته إلي أنبيائه وَ فِي الحَدِيثِ أَنّ رَسُولَ اللّهِص قَالَ لِجَبرَئِيلَ مَا أَحسَنَ مَا أَثنَي عَلَيكَ رَبّكَذيِ قُوّةٍ عِندَ ذيِ العَرشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍفَمَا كَانَت قُوّتُكَ وَ مَا كَانَت أَمَانَتُكَ فَقَالَ أَمّا قوُتّيِ بُعِثتُ إِلَي مَدَائِنِ لُوطٍ فهَيَِ أَربَعُ مَدَائِنَ وَ فِي كُلّ مَدِينَةٍ أَربَعُمِائَةِ أَلفِ مُقَاتِلٍ سِوَي الذرّاَريِّ فَحَمَلتُهُم مِنَ الأَرضِ السّفلَي حَتّي سَمِعَ أَهلُ السّمَاوَاتِ أَصوَاتَ الدّجَاجِ وَ نُبَاحَ الكِلَابِ ثُمّ هَوَيتُ بِهِنّ فَقَلّبتُهُنّ وَ أَمّا أمَاَنتَيِ فإَنِيّ لَم أُومَر بشِيَءٍ فَعَدَوتُهُ إِلَي غَيرِهِ
وَ لَقَد رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ أي رأي محمدص جبرئيل علي صورته التي خلقه الله تعالي عليها حيث تطلع الشمس و هوالأفق الأعلي من ناحية المشرق وَ ما هُوَ عَلَي الغَيبِ بِضَنِينٍقرأ أهل البصرة غيرسهل و ابن كثير والكسائي بالظاء والباقون بالضاد فعلي الأول المعني أنه ليس علي وحي الله تعالي و مايخبر به من الأخبار بمتهم فإن أحواله ناطقة بالصدق والأمانة و علي الثاني أي ليس ببخيل فيما يؤدي عن الله إذ يعلمه كماعلمه الله تعالي
1-مَجَالِسُ الصّدُوقِ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ أَبِي عَبدِ اللّهِ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن خَلَفِ بنِ حَمّادٍ عَن أَبِي الحَسَنِ العبَديِّ عَنِ الأَعمَشِ عَن عَبَايَةَ بنِ ربِعيِّ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ قَالَ إِنّ رَسُولَ اللّهِص لَمّا أسُريَِ بِهِ إِلَي السّمَاءِ انتَهَي بِهِ جَبرَئِيلُ إِلَي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ النّورُ وَ هُوَ قَولُ اللّهِ عَزّ وَ جَلّخَلَقَ...الظّلُماتِ وَ النّورَ فَلَمّا انتَهَي بِهِ إِلَي ذَلِكَ النّهَرِ قَالَ لَهُ جَبرَئِيلُ يَا مُحَمّدُ اعبُر عَلَي بَرَكَةِ اللّهِ فَقَد نَوّرَ اللّهُ لَكَ بَصَرَكَ وَ مَدّ لَكَ أَمَامَكَ فَإِنّ هَذَا نَهَرٌ لَم يَعبُرهُ أَحَدٌ لَا مَلَكٌ مُقَرّبٌ وَ لَا نبَيِّ مُرسَلٌ غَيرَ أَنّ لِي فِي كُلّ يَومٍ اغتِمَاسَةً فِيهِ ثُمّ أَخرُجُ مِنهُ فَأَنفُضُ أجَنحِتَيِ فَلَيسَ مِن قَطرَةٍ تَقطُرُ مِن أجَنحِتَيِ إِلّا خَلَقَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مِنهَا
صفحه : 249
مَلَكاً مُقَرّباً لَهُ عِشرُونَ أَلفَ وَجهٍ وَ أَربَعُونَ أَلفَ لِسَانٍ كُلّ لِسَانٍ يَلفَظُ بِلُغَةٍ لَا يَفقَهُهَا اللّسَانُ الآخَرُ
2- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، فِي خَبَرِ المِعرَاجِ قَالَ جَبرَئِيلُ أَقرَبُ الخَلقِ إِلَي اللّهِ أَنَا وَ إِسرَافِيلُ
3- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريَِ بيِ إِلَي السّمَاءِ رَأَيتُ مَلَكاً مِنَ المَلَائِكَةِ بِيَدِهِ لَوحٌ مِن نُورٍ لَا يَلتَفِتُ يَمِيناً وَ لَا شِمَالًا مُقبِلًا عَلَيهِ ثُبَةٌ كَهَيئَةِ الحَرِيرِ فَقُلتُ مَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ هَذَا مَلَكُ المَوتِ مَشغُولٌ فِي قَبضِ الأَروَاحِ فَقُلتُ أدَننِيِ مِنهُ يَا جَبرَئِيلُ لِأُكَلّمَهُ فأَدَناَنيِ مِنهُ فَقُلتُ لَهُ يَا مَلَكَ المَوتِ أَ كُلّ مَن هُوَ مَاتَ أَو هُوَ مَيّتٌ فِيمَا بَعدُ أَنتَ تَقبِضُ رُوحَهُ قَالَ نَعَم قُلتُ وَ تَحضُرُهُم بِنَفسِكَ قَالَ نَعَم مَا الدّنيَا كُلّهَا عنِديِ فِيمَا سَخّرَهُ اللّهُ لِي وَ مكَنّنَيِ مِنهَا إِلّا كَدِرهَمٍ فِي كَفّ الرّجُلِ يُقَلّبُهُ كَيفَ يَشَاءُ وَ مَا مِن دَارٍ فِي الدّنيَا إِلّا وَ أَدخُلُهَا فِي كُلّ يَومٍ خَمسَ مَرّاتٍ وَ أَقُولُ إِذَا بَكَي أَهلُ البَيتِ عَلَي مَيّتِهِم لَا تَبكُوا عَلَيهِ فَإِنّ لِي إِلَيكُم عَودَةً وَ عَودَةً حَتّي لَا يَبقَي مِنكُم أَحَدٌ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَفَي بِالمَوتِ طَامّةً يَا جَبرَئِيلُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ مَا بَعدَ المَوتِ أَطَمّ وَ أَعظَمُ مِنَ المَوتِ
4- وَ مِنهُ، فِي قَولِهِ تَعَالَيلَقَد رَأي مِن آياتِ رَبّهِ الكُبري قَالَ رَأَي جَبرَئِيلَ عَلَي سَاقِهِ الدّرّ مِثلَ القَطرِ عَلَي البَقلِ لَهُ سِتّمِائَةِ جَنَاحٍ قَد مَلَأَ مَا بَينَ السّمَاءِ وَ الأَرضِ
5-التّوحِيدُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدٍ عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمّدٍ الأصَفهَاَنيِّ عَن سُلَيمَانَ المنِقرَيِّ عَن حَفصِ بنِ غِيَاثٍ أَو غَيرِهِ قَالَسَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن قَولِ اللّهِ
صفحه : 250
عَزّ وَ جَلّلَقَد رَأيالآيَةَ وَ ذَكَرَ مِثلَهُ
6- معَاَنيِ الأَخبَارِ، قَالَ جَبرَئِيلُ مَعنَاهُ عَبدُ اللّهِ وَ مِيكَائِيلُ مَعنَاهُ عُبَيدُ اللّهِ وَ كَذَلِكَ مَعنَي إِسرَافِيلَ عُبَيدُ اللّهِ
7- الخِصَالُ، عَنِ الحُسَينِ بنِ أَحمَدَ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ أَحمَدَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ الراّزيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أَبِي عُثمَانَ عَن مُوسَي بنِ بَكرٍ عَن أَبِي الحَسَنِ الأَوّلِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اختَارَ مِن كُلّ شَيءٍ أَربَعَةً اختَارَ مِنَ المَلَائِكَةِ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ مَلَكَ المَوتِ الخَبَرَ
8-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ النّضرِ عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ بَينَا رَسُولُ اللّهِ جَالِساً وَ عِندَهُ جَبرَئِيلُ ع إِذ حَانَت مِن جَبرَئِيلَ نَظرَةٌ قِبَلَ السّمَاءِ فَانتُقِعَ لَونُهُ حَتّي صَارَ كَأَنّهُ كُركُمٌ ثُمّ لَاذَ بِرَسُولِ اللّهِص فَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِ إِلَي حَيثُ جَبرَئِيلَ فَإِذَا شَيءٌ قَد مَلَأَ بَينَ الخَافِقَينِ مُقبِلًا حَتّي كَانَ كَقَابٍ مِنَ الأَرضِ ثُمّ قَالَ يَا مُحَمّدُ إنِيّ رَسُولُ اللّهِ إِلَيكَ أُخَيّرُكَ أَن تَكُونَ مَلِكاً رَسُولًا أَحَبّ إِلَيكَ أَو أَن تَكُونَ عَبداً رَسُولًا فَالتَفَتَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي جَبرَئِيلَ وَ قَد رَجَعَ إِلَيهِ لَونُهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ بَل كُن عَبداً رَسُولًا فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ بَل أَكُونُ عَبداً رَسُولًا فَرَفَعَ المَلَكُ رِجلَهُ اليُمنَي فَوَضَعَهَا فِي كَبِدِ السّمَاءِ الدّنيَا ثُمّ رَفَعَ الأُخرَي فَوَضَعَهَا فِي الثّانِيَةِ ثُمّ رَفَعَ اليُمنَي فَوَضَعَهَا فِي الثّالِثَةِ ثُمّ هَكَذَا حَتّي انتَهَي إِلَي السّمَاءِ السّابِعَةِ بَعدَ كُلّ سَمَاءٍ خُطوَةٌ وَ كُلّمَا ارتَفَعَ صَغُرَ حَتّي صَارَ آخِرَ ذَلِكَ مِثلَ الصّرّ فَالتَفَتَ رَسُولُ اللّهِ
صفحه : 251
ص إِلَي جَبرَئِيلَ ع فَقَالَ قَد رَأَيتُكَ ذَعِراً وَ مَا رَأَيتُ شَيئاً كَانَ أَذعَرَ لِي مِن تَغَيّرِ لَونِكَ فَقَالَ يَا نبَيِّ اللّهِ لَا تلَمُنيِ أَ تدَريِ مَن هَذَا قَالَ لَا قَالَ هَذَا إِسرَافِيلُ حَاجِبُ الرّبّ وَ لَم يَنزِل مِن مَكَانِهِ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ وَ لَمّا رَأَيتُهُ مُنحَطّاً ظَنَنتُ أَنّهُ جَاءَ بِقِيَامِ السّاعَةِ فَكَانَ ألّذِي رَأَيتَ مِن تَغَيّرِ لوَنيِ لِذَلِكَ فَلَمّا رَأَيتُ مَا اصطَفَاكَ اللّهُ بِهِ رَجَعَ إلِيَّ لوَنيِ وَ نفَسيِ أَ مَا رَأَيتَهُ كُلّمَا ارتَفَعَ صَغُرَ إِنّهُ لَيسَ شَيءٌ يَدنُو مِنَ الرّبّ إِلّا صَغُرَ لِعَظَمَتِهِ إِنّ هَذَا حَاجِبُ الرّبّ وَ أَقرَبُ خَلقِ اللّهِ مِنهُ وَ اللّوحُ بَينَ عَينَيهِ مِن يَاقُوتَةٍ حَمرَاءَ فَإِذَا تَكَلّمَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي باِلوحَيِ ضَرَبَ اللّوحُ جَبِينَهُ فَنَظَرَ فِيهِ ثُمّ أَلقَاهُ إِلَينَا فَنَسعَي بِهِ فِي السّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ إِنّهُ لَأَدنَي خَلقِ الرّحمَنِ مِنهُ وَ بيَنيِ وَ بَينَهُ تِسعُونَ حِجَاباً مِن نُورٍ تُقطَعُ دُونَهَا الأَبصَارُ مَا لَا يُعَدّ وَ لَا يُوصَفُ وَ إنِيّ لَأَقرَبُ الخَلقِ مِنهُ وَ بيَنيِ وَ بَينَهُ مَسِيرَةُ أَلفِ عَامٍ
بيان قال الجوهري حان له أن يفعل كذا يحين حينا أي آن وحان حينه أي قرب وقته و قال قال الكسائي امتقع لونه إذاتغير من حزن أوفزع قال وكذلك انتقع وابتقع وبالميم أجود و قال الكركم الزعفران و قال لاذ به لواذا ولياذا أي لجأ إليه وعاذ به و في القاموس الصر طائر كالعصفور وأصغر يدنو من الرب أي من موضع مناجاته أو من عرشه سبحانه ما لايعد و لايوصف أي دونها وقبل الوصول إليها ما لايعد و لايوصف انقطع عندها الأبصار و لاتقدر علي النظر إليها و في بعض النسخ مايعد بدون لافيمكن أن يكون بدلا من تسعون حجابا و ماموصولة أي يحيط به العدد دون الوصف والمراد بالحجب إما الحجب المعنوية كمامر أوالمراد بينه و بين
صفحه : 252
عرشه أو بين منتهي خلقه أو بين محل يصدر منه الوحي.أقول ورأيت بخط بعض المشايخ هذاالحديث منقولا من كتاب مدينة العلم للصدوق رحمه الله بحذف الإسناد عن جابر مثله
9- وَ مِنهُ،أَيضاً عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِذَا أَمَرَ اللّهُ مِيكَائِيلَ بِالهُبُوطِ إِلَي الدّنيَا فِيمَا يَأمُرُهُ بِهِ صَارَت رِجلُهُ فِي السّمَاءِ السّابِعَةِ وَ الأُخرَي فِي الأَرضِ السّابِعَةِ
10- وَ مِنهُ عَنِ الصّادِقِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ حَيّةً قَد أَحدَقَت بِالسّمَاوَاتِ وَ الأَرضِ قَد جَمَعَت رَأسَهَا وَ ذَنَبَهَا تَحتَ العَرشِ فَإِذَا رَأَت معَاَصيَِ العِبَادِ أَسِفَت وَ استَأذَنَت أَن تَبلَعَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ
11- القَصَصُ،بِالإِسنَادِ المُتَقَدّمِ فِي بَابِ العَوَالِمِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع أَنّهُ قَالَ إِنّ اللّهَ خَلَقَ المَلَائِكَةَ رُوحَانِيّينَ لَهُم أَجنِحَةٌ يَطِيرُونَ بِهَا حَيثُ يَشَاءُ اللّهُ فَأَسكَنَهُم فِيمَا بَينَ أَطبَاقِ السّمَاوَاتِ يُقَدّسُونَهُ اللّيلَ وَ النّهَارَ وَ اصطَفَي مِنهُم إِسرَافِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ جَبرَئِيلَ
12- صَحِيفَةُ الرّضَا، عَنهُ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَمّا أسُريَِ بيِ إِلَي السّمَاءِ رَأَيتُ فِي السّمَاءِ الثّالِثَةِ رَجُلًا قَاعِداً رِجلٌ لَهُ فِي المَشرِقِ وَ رِجلٌ لَهُ فِي المَغرِبِ وَ بِيَدِهِ لَوحٌ يَنظُرُ فِيهِ وَ يُحَرّكُ رَأسَهُ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ مَن هَذَا قَالَ هَذَا مَلَكُ المَوتِ
13-الخَرَائِجُ، عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن مُحَمّدِ بنِ عِيسَي اليقَطيِنيِّ عَنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ عَن جَعفَرِ بنِ بَشِيرٍ عَن مُعَتّبٍ غُلَامِ الصّادِقِ ع قَالَكُنتُ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع بِالعُرَيضِ فَجَاءَ يمَشيِ حَتّي دَخَلَ مَسجِداً كَانَ يَعبُدُ اللّهَ فِيهِ أَبُوهُ وَ هُوَ يصُلَيّ فِي مَوضِعٍ مِنَ المَسجِدِ فَلَمّا انصَرَفَ قَالَ يَا مُعَتّبُ تَرَي هَذَا المَوضِعَ قُلتُ نَعَم قَالَ بَينَمَا أَبِي ع قَائِمٌ يصُلَيّ فِي هَذَا المَكَانِ إِذ دَخَلَ شَيخٌ يمَشيِ حَسَنُ السّمتِ فَجَلَسَ فَبَينَمَا هُوَ جَالِسٌ إِذ جَاءَ رَجُلٌ آدَمُ حَسَنُ الوَجهِ وَ التَمَسَهُ فَقَالَ لِلشّيخِ مَا يُجلِسُكَ لَيسَ بِهَذَا أُمِرتَ فَقَامَا وَ انطَلَقَا وَ تَوَارَيَا عنَيّ فَلَم أَرَ شَيئاً فَقَالَ يَا بنُيَّ
صفحه : 253
هَل رَأَيتَ الشّيخَ وَ صَاحِبَهُ فَقُلتُ نَعَم فَمَنِ الشّيخُ وَ صَاحِبُهُ قَالَ الشّيخُ مَلَكُ المَوتِ وَ ألّذِي جَاءَ فَأَخرَجَهُ جَبرَئِيلُ
14- وَ مِنهُ، عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَن فَضَالَةَ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع بَينَمَا أَنَا فِي الدّارِ مَعَ جَارِيَةٍ لِي إِذ أَقبَلَ رَجُلٌ قَاطِبٌ بِوَجهِهِ فَلَمّا رَأَيتُهُ عَلِمتُ أَنّهُ مَلَكُ المَوتِ فَاستَقبَلَهُ رَجُلٌ آخَرُ أَطلَقُ مِنهُ وَجهاً وَ أَطلَقُ مِنهُ بِشراً فَقَالَ لَهُ لَيسَ بِذَا أُمِرتَ فَبَينَمَا أَنَا أُحَدّثُ الجَارِيَةَ إِذ قُبِضَت
بيان ليس بهذا أمرت أي بالتأخير أوبملاقاة غيرالمتوفي أوبالقطوب للإمام و في الخبر السابق يحتمل الجلوس أوقبض الإمام ع مع الاحتمالين الأولين و الله يعلم
15- المُتَهَجّدُ، فِي تَعقِيبِ صَلَاةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ وَ بِاسمِكَ المَكتُوبِ عَلَي جَبهَةِ إِسرَافِيلَ وَ بِقُوّةِ ذَلِكَ الِاسمِ ألّذِي يَنفُخُ بِهِ إِسرَافِيلُ فِي الصّورِ وَ أَسأَلُكَ بِاسمِكَ المَكتُوبِ عَلَي رَاحَةِ رِضوَانَ خَازِنِ الجِنَانِ
16-الإِختِصَاصُ،بِإِسنَادِهِ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ سَلَامٍ للِنبّيِّص فِيمَا سَأَلَهُ مَن أَخبَرَكَ قَالَ النّبِيّص جَبرَئِيلُ قَالَ عَمّن قَالَ قَالَ عَن مِيكَائِيلَ قَالَ عَمّن قَالَ قَالَ عَن إِسرَافِيلَ قَالَ عَمّن قَالَ قَالَ عَنِ اللّوحِ المَحفُوظِ قَالَ عَمّن قَالَ عَنِ القَلَمِ قَالَ عَمّن قَالَ قَالَ عَن رَبّ العَالَمِينَ قَالَ صَدَقتَ فأَخَبرِنيِ عَن جَبرَئِيلَ فِي زيِّ الإِنَاثِ أَم فِي زيِّ الذّكُورِ قَالَ فِي زيِّ الذّكُورِ قَالَ فأَخَبرِنيِ مَا طَعَامُهُ قَالَ طَعَامُهُ التّسبِيحُ وَ شَرَابُهُ التّهلِيلُ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ فأَخَبرِنيِ مَا طُولُ جَبرَئِيلَ قَالَ إِنّهُ عَلَي قَدرٍ بَينَ المَلَائِكَةِ لَيسَ بِالطّوِيلِ العاَليِ وَ لَا بِالقَصِيرِ المتُدَاَنيِ
صفحه : 254
لَهُ ثَمَانُونَ ذُؤَابَةً وَ قُصّةً جَعِدَةً وَ هِلَالٌ بَينَ عَينَيهِ أَغَرّ أَدعَجُ مُحَجّلٌ ضَوؤُهُ بَينَ المَلَائِكَةِ كَضَوءِ النّهَارِ عِندَ ظُلمَةِ اللّيلِ لَهُ أَربَعٌ وَ عِشرُونَ جَنَاحاً خَضرَاءَ مُشَبّكَةً بِالدّرّ وَ اليَاقُوتِ مُخَتّمَةً بِاللّؤلُؤِ وَ عَلَيهِ وِشَاحٌ بِطَانَتُهُ الرّحمَةُ وَ أَزرَارُهُ الكَرَامَةُ ظِهَارَتُهُ الوَقَارُ رِيشُهُ الزّعفَرَانُ وَاضِحُ الجَبِينِ أَقنَي الأَنفِ سَائِلُ الخَدّينِ مُدَوّرُ اللّحيَينِ حَسَنُ القَامَةِ لَا يَأكُلُ وَ لَا يَشرَبُ وَ لَا يَمَلّ وَ لَا يَسهُو قَامَ بوِحَيِ اللّهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ قَالَ صَدَقتَ يَا مُحَمّدُ ثُمّ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ مَا الثّلَاثَةُ قَالَص جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ وَ هُم رُؤَسَاءُ المَلَائِكَةِ وَ هُم عَلَي وحَيِ رَبّ العَالَمِينَ
بيان طعامه التسبيح أي يتقوون بالتسبيح والتهليل كمايتقوي الإنسان بالطعام والشراب و لايبقي بدونهما والقصة بالضم شعر الناصية ذكره الجوهري و قال الغرة بالضم بياض في جبهة الفرس فوق الدرهم يقال فرس أغر والأغر الأبيض و رجل أغر أي شريف و قال الدعج شدة سواد العين مع سعتها والأدعج من الرجال الأسود و قال التحجيل بياض في قوائم الفرس أو في ثلاث منها أو في رجليه قل أوكثر بعد أن يجاوز الأرساغ و لايجاوز الركبتين والعرقوبين لأنها مواضع الأحجال وهي الخلاخيل والقيود يقال فرس محجل و قال الوشاح ينسج من أديم عريضا ويرصع بالجواهر وتشده المرأة بين عاتقها وكشحها انتهي والمراد بالوشاح إما المعنوي فالصفات ظاهرة أوالصوري فالمعني أن بطانته علامة رحمة الله له أوللعباد وكذا الباقيتان والقني احديداب في الأنف
17-الكاَفيِ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَن حَنَانِ بنِ سَدِيرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ قُلتُ لَهُ أخَبرِنيِ عَن قَولِ يَعقُوبَ لِبَنِيهِاذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ أَ كَانَ يَعلَمُ أَنّهُ حيَّ وَ قَد
صفحه : 255
فَارَقَهُ مُنذُ عِشرِينَ سَنَةً قَالَ نَعَم قَالَ قُلتُ كَيفَ عَلِمَ قَالَ إِنّهُ دَعَا فِي السّحَرِ وَ سَأَلَ اللّهَ أَن يُهبِطَ عَلَيهِ مَلَكَ المَوتِ فَهَبَطَ عَلَيهِ بِريَالُ وَ هُوَ مَلَكُ المَوتِ فَقَالَ لَهُ بِريَالُ مَا حَاجَتُكَ يَا يَعقُوبُ قَالَ لَهُ أخَبرِنيِ عَنِ الأَروَاحِ التّيِ تَقبِضُهَا مُجتَمِعَةً أَو مُتَفَرّقَةً قَالَ بَل أَقبِضُهَا مُتَفَرّقَةً رُوحاً رُوحاً قَالَ أخَبرِنيِ فَهَل مَرّ بِكَ رُوحُ يُوسُفَ فِيمَا مَرّ بِكَ قَالَ لَا فَعَلِمَ يَعقُوبُ أَنّهُ حيَّ فَعِندَ ذَلِكَ قَالَ لِوُلدِهِاذهَبُوا فَتَحَسّسُوا مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ
بيان فتحسسوا التحسس طلب الإحساس أي تعرفوا منهما وتفحصوا عن حالهما تقبضها مجتمعة لعل السؤال عن الاجتماع والتفرق في الأخذ لأنه إذاقبضها مجتمعة يمكن أن يغفل عن خصوص كل واحد بخلاف ما إذاأخذ روحا روحا أولأنه إذاقبضها مجتمعة يمكن أن تسلم إليه بعدمرور الأيام ليجتمع عدد كثير منها و لمايصل روح يوسف ع إليه بعد ذلك و هذاالملك إما عزرائيل يقبض الأرواح من أعوانه أوغيره ويقبض منه والأخير أظهر
18- الكاَفيِ، عَن عِدّةٍ مِن أَصحَابِهِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ مَيسَرَةَ عَنِ الحَكَمِ بنِ عُيَينَةَ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ إِنّ فِي الجَنّةِ نَهَراً يَغتَمِسُ فِيهِ جَبرَئِيلُ كُلّ غَدَاةٍ ثُمّ يَخرُجُ مِنهُ فَيَنفُضُ فَيَخلُقُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مِن كُلّ قَطرَةٍ مِنهُ تَقطُرُ مَلَكاً
19- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الحُسَينِ أَبِي العَلَا الخَفّافِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَمّا انهَزَمَ النّاسُ يَومَ أُحُدٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ الطّوِيلَ إِلَي أَن قَالَ قَالَ النّبِيّص يَا رَبّ وعَدَتنَيِ أَن تُظهِرَ دِينَكَ وَ إِن شِئتَ لَم يُعيِكَ فَأَقبَلَ عَلِيّ ع إِلَي النّبِيّص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ أَسمَعُ دَوِيّاً شَدِيداً وَ أَسمَعُ أَقدِم حَيزُومُ وَ مَا أَهُمّ أَضرِبُ أَحَداً إِلّا
صفحه : 256
سَقَطَ مَيّتاً قَبلَ أَن أَضرِبَ فَقَالَ هَذَا جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ فِي المَلَائِكَةِ ثُمّ جَاءَهُ جَبرَئِيلُ فَوَقَفَ إِلَي جَنبِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ هَذِهِ هيَِ المُوَاسَاةُ فَقَالَ إِنّ عَلِيّاً منِيّ وَ أَنَا مِنهُ فَقَالَ جَبرَئِيلُ ع وَ أَنَا مِنكُمَا ثُمّ انهَزَمَ النّاسُ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي قَولِهِ فَأَتبَعَهُم جَبرَئِيلُ ع فَكُلّمَا سَمِعُوا وَقعَ حَوَافِرِ فَرَسِهِ جَدّوا فِي السّيرِ فَكَانَ يَتلُوهُم فَإِذَا ارتَحَلُوا قَالَ هُوَ ذَا عَسكَرُ مُحَمّدٍ قَد أَقبَلَ فَدَخَلَ أَبُو سُفيَانَ مَكّةَ فَأَخبَرَهُمُ الخَبَرَ وَ جَاءَ الرّعَاةُ وَ الحَطّابُونَ فَدَخَلُوا مَكّةَ فَقَالُوا رَأَينَا عَسكَرَ مُحَمّدٍ كُلّمَا رَحَلَ أَبُو سُفيَانَ وَ نَزَلُوا يَقدُمُهُم فَارِسٌ عَلَي فَرَسٍ أَشقَرَ يَطلُبُ آثَارَهُم فَأَقبَلَ أَهلُ مَكّةَ عَلَي أَبِي سُفيَانَ يُوَبّخُونَهُ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
20- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسَي عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن دَاوُدَ بنِ فَرقَدٍ عَن أَبِي يَزِيدَ الحَمّارِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي بَعَثَ أَربَعَةَ أَملَاكٍ فِي إِهلَاكِ قَومِ لُوطٍ جَبرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسرَافِيلَ وَ كَرُوبِيلَ ع فَمَرّوا بِإِبرَاهِيمَ ع وَ هُم مُعتَمّونَ فَسَلّمُوا عَلَيهِ فَلَم يَعرِفهُم وَ رَأَي هَيئَةً حَسَنَةً فَقَالَ لَا يَخدُمُ هَؤُلَاءِ أَحَداً إِلّا أَنَا بنِفَسيِ وَ كَانَ صَاحِبَ أَضيَافٍ فَشَوَي لَهُم عِجلًا سَمِيناً حَتّي أَنضَجَهُ ثُمّ قَرّبَهُ إِلَيهِمفَلَمّاوَضَعَهُ بَينَ أَيدِيهِم وَرَأي أَيدِيَهُم لا تَصِلُ إِلَيهِ نَكِرَهُم وَ أَوجَسَ مِنهُم خِيفَةً فَلَمّا رَأَي ذَلِكَ جَبرَئِيلُ حَسَرَ العِمَامَةَ عَن وَجهِهِ وَ عَن رَأسِهِ فَعَرَفَهُ اِبرَاهِيمُ فَقَالَ أَنتَ هُوَ فَقَالَ نَعَم وَ مَرّتِ امرَأَتُهُ سَارَةُ فَبَشّرَهَابِإِسحاقَ وَ مِن وَراءِ إِسحاقَ يَعقُوبَفَقَالَت مَا قَالَ اللّهُ فَأَجَابُوهَا بِمَا فِي الكِتَابِ العَزِيزِ فَقَالَ اِبرَاهِيمُ ع لَهُم فِيمَا ذَا جِئتُم قَالُوا لَهُ فِي إِهلَاكِ قَومِ لُوطٍ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ فَأتُوا لُوطاً وَ هُوَ فِي زِرَاعَةٍ لَهُ قُربَ المَدِينَةِ فَسَلّمُوا عَلَيهِ وَ هُم مُعتَمّونَ فَلَمّا رَآهُم رَأَي هَيئَةً حَسَنَةً عَلَيهِم عَمَائِمُ بِيضٌ وَ ثِيَابٌ بِيضٌ فَقَالَ لَهُم المَنزِلَ فَقَالُوا نَعَم فَتَقَدّمَهُم وَ مَشَوا خَلفَهُ فَنَدِمَ عَلَي عَرضِهِ عَلَيهِمُ المَنزِلَ وَ قَالَ أَيّ شَيءٍ صَنَعتُ آتيِ بِهِم قوَميِ وَ أَنَا أَعرِفُهُم فَالتَفَتَ إِلَيهِم فَقَالَ إِنّكُم تَأتُونَ شِرَاراً مِن خَلقِ اللّهِ وَ سَاقَ إِلَي قَولِهِ فَلَمّا رَأَتهُمُ امرَأَتُهُ رَأَت هَيئَةً
صفحه : 257
حَسَنَةً فَصَعِدَت فَوقَ السّطحِ وَ صَفّقَت فَلَم يَسمَعُوا فَدَخّنَت فَلَمّا رَأَوُا الدّخَانَ أَقبَلُوا يُهرَعُونَ إِلَي البَابِ وَ سَاقَ إِلَي قَولِهِ فَكَاثَرُوهُ حَتّي دَخَلُوا البَيتَ فَأَهوَي جَبرَئِيلُ نَحوَهُم بِإِصبَعِهِ فَذَهَبَت أَعيُنُهُم وَ سَاقَ إِلَي قَولِهِ ثُمّ اقتَلَعَهَا جَبرَئِيلُ ع بِجَنَاحِهِ مِن سَبعِ أَرَضِينَ ثُمّ رَفَعَهَا حَتّي سَمِعَ أَهلُ السّمَاءِ الدّنيَا نُبَاحَ الكِلَابِ وَ صِيَاحَ الدّيَكَةِ ثُمّ قَلَبَهَا وَ أَمطَرَ عَلَيهَا وَ عَلَي مَن حَولَ المَدِينَةِحِجارَةً مِن سِجّيلٍ
21- وَ مِنهُ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ وَ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ جَمِيعاً عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ أَبِي نَصرٍ عَن أَبَانِ بنِ عُثمَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ مَروَانَ عَمّن رَوَاهُ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ لَمّا اتّخَذَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ اِبرَاهِيمَ خَلِيلًا أَتَاهُ بُشرَاهُ بِالخُلّةِ فَجَاءَهُ مَلَكُ المَوتِ فِي صُورَةِ شَابّ أَبيَضَ عَلَيهِ ثَوبَانِ أَبيَضَانِ يَقطُرُ رَأسُهُ مَاءً وَ دُهناً فَدَخَلَ اِبرَاهِيمُ ع الدّارَ فَاستَقبَلَهُ خَارِجاً مِنَ الدّارِ وَ كَانَ اِبرَاهِيمُ رَجُلًا غَيُوراً وَ كَانَ إِذَا خَرَجَ فِي حَاجَةٍ أَغلَقَ بَابَهُ وَ أَخَذَ مِفتَاحَهُ مَعَهُ ثُمّ رَجَعَ فَفَتَحَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ أَحسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الرّجَالِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَ قَالَ يَا عَبدَ اللّهِ مَن أَدخَلَكَ داَريِ فَقَالَ رَبّهَا أَدخَلَنِيهَا فَقَالَ رَبّهَا أَحَقّ بِهَا منِيّ فَمَن أَنتَ قَالَ أَنَا مَلَكُ المَوتِ فَفَزِعَ اِبرَاهِيمُ وَ قَالَ جئِتنَيِ لتِسَلبُنَيِ روُحيِ قَالَ لَا وَ لَكِنِ اتّخَذَ اللّهُ عَبداً خَلِيلًا فَجِئتُ لِبِشَارَتِهِ فَقَالَ مَن هُوَ لعَلَيّ أَخدُمُهُ حَتّي أَمُوتَ قَالَ أَنتَ هُوَ فَدَخَلَ عَلَي سَارَةَ فَقَالَ لَهَا إِنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي اتخّذَنَيِ خَلِيلًا
22-الدّرّ المَنثُورُ، عَن عِدّةِ كُتُبٍ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَبَينَا رَسُولُ اللّهِص وَ مَعَهُ جَبرَئِيلُ يُنَاجِيهِ إِذِ انشَقّ أُفُقُ السّمَاءِ فَأَقبَلَ جَبرَئِيلُ يَتَضَاءَلُ وَ يَدخُلُ بَعضُهُ فِي بَعضٍ وَ يَدنُو مِنَ الأَرضِ فَإِذَا مَلَكٌ قَد مَثُلَ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِ صَلّي اللّهُ عَلَيهِ فَقَالَ يَا مُحَمّدُ إِنّ رَبّكَ يُقرِئُكَ السّلَامَ وَ يُخَيّرُكَ بَينَ أَن تَكُونَ نَبِيّاً
صفحه : 258
مَلِكاً وَ بَينَ أَن تَكُونَ نَبِيّاً عَبداً قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَأَشَارَ جَبرَئِيلُ إلِيَّ بِيَدِهِ أَن تَوَاضَع فَعَرَفتُ أَنّهُ لِي نَاصِحٌ فَقُلتُ عَبدٌ نبَيِّ فَعَرَجَ ذَلِكَ المَلَكُ إِلَي السّمَاءِ فَقُلتُ يَا جَبرَئِيلُ قَد كُنتُ أَرَدتُ أَن أَسأَلَكَ عَن هَذَا فَرَأَيتُ مِن حَالِكَ مَا شغَلَنَيِ عَنِ المَسأَلَةِ فَمَن هَذَا يَا جَبرَئِيلُ قَالَ هَذَا إِسرَافِيلُ خَلَقَهُ اللّهُ يَومَ خَلَقَهُ بَينَ يَدَيهِ صَافّاً قَدَمَيهِ لَا يَرفَعُ طَرفَهُ بَينَهُ وَ بَينَ الرّبّ سَبعُونَ نُوراً مَا مِنهَا نُورٌ يَدنُو مِنهُ أَحَدٌ إِلّا احتَرَقَ بَينَ يَدَيهِ اللّوحُ المَحفُوظُ فَإِذَا أَذِنَ اللّهُ فِي شَيءٍ فِي السّمَاءِ أَو فِي الأَرضِ ارتَفَعَ ذَلِكَ اللّوحُ فَضُرِبَ جَبهَتَهُ فَيَنظُرُ فِيهِ فَإِن كَانَ مِن عمَلَيِ أمَرَنَيِ بِهِ وَ إِن كَانَ مِن عَمَلِ مِيكَائِيلَ أَمَرَهُ بِهِ وَ إِن كَانَ مِن عَمَلِ مَلَكِ المَوتِ أَمَرَهُ بِهِ قُلتُ يَا جَبرَئِيلُ عَلَي أَيّ شَيءٍ أَنتَ قَالَ عَلَي الرّيَاحِ وَ الجُنُودِ قُلتُ عَلَي أَيّ شَيءٍ مِيكَائِيلُ قَالَ عَلَي النّبَاتِ وَ القَطرِ قُلتُ عَلَي أَيّ شَيءٍ مَلَكُ المَوتِ قَالَ عَلَي قَبضِ الأَنفُسِ وَ مَا ظَنَنتُ أَنّهُ هَبَطَ إِلّا لَقِيَامِ السّاعَةِ وَ مَا ذَاكَ ألّذِي رَأَيتَ منِيّ إِلّا خَوفاً مِن قِيَامِ السّاعَةِ
23- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص أَفضَلُ المَلَائِكَةِ جَبرَئِيلُ
24- وَ عَن مُوسَي بنِ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ بلَغَنَيِ أَنّ جَبرَئِيلَ إِمَامُ أَهلِ السّمَاءِ
25- وَ عَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ قَالَ إِنّ جَبرَئِيلَ مُوَكّلٌ بِحَاجَاتِ العِبَادِ فَإِذَا دَعَاهُ المُؤمِنُ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ احبِس حَاجَةَ عبَديِ فإَنِيّ أُحِبّهُ وَ أُحِبّ صَوتَهُ وَ إِذَا دَعَا الكَافِرُ قَالَ يَا جَبرَئِيلُ اقبِض[اقضِ]حَاجَةَ عبَديِ فإَنِيّ أُبغِضُهُ وَ أُبغِضُ صَوتَهُ
26- وَ عَن شُرَيحِ بنِ عُبَيدٍ أَنّ النّبِيّص لَمّا صَعِدَ إِلَي السّمَاءِ رَأَي جَبرَئِيلَ فِي خِلقَتِهِ مَنظُومٌ أَجنِحَتُهُ بِالزّبَرجَدِ وَ اللّؤلُؤِ وَ اليَاقُوتِ قَالَ فَخُيّلَ إلِيَّ أَنّ مَا بَينَ عَينَيهِ قَد سَدّ الأُفُقَ وَ كُنتُ أَرَاهُ قَبلَ ذَلِكَ عَلَي صُوَرٍ مُختَلِفَةٍ وَ أَكثَرُ مَا كُنتُ أَرَاهُ عَلَي صُورَةِ دِحيَةَ الكلَبيِّ وَ كُنتُ أَحيَاناً أَرَاهُ كَمَا يَرَي الرّجُلُ صَاحِبَهُ مِن وَرَاءِ الغِربَالِ
صفحه : 259
27- وَ عَن حُذَيفَةَ لِجَبرَئِيلَ جَنَاحَانِ وَ عَلَيهِ وِشَاحٌ مِن دُرّ مَنظُومٍ وَ هُوَ بَرّاقُ الثّنَايَا أَجلَي الجَبِينِ وَ رَأسُهُ مُحَبّكٌ حَبكَ مِثلِ اللّؤلُؤِ كَأَنّهُ الثّلجُ وَ قَدَمَاهُ إِلَي الخُضرَةِ
بيان قال في النهاية رأسه محبك أي شعر رأسه متكثر من الجعودة مثل الماء الساكن والرمل إذاهبت عليهما الريح فيتجعدان ويصيران طرائق
28- الدّرّ المَنثُورُ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ مَا بَينَ منَكبِيَ جَبرَئِيلَ مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عَامٍ لِلطّائِرِ السّرِيعِ الطّيَرَانِ
29- وَ عَن وَهبٍ أَنّهُ سُئِلَ عَن خَلقِ جَبرَئِيلَ فَذَكَرَ أَنّ مَا بَينَ مَنكِبَيهِ مِن ذيِ إِلَي ذيِ خَفقُ الطّيرِ سَبعَمِائَةِ عَامٍ
30- وَ عَنِ ابنِ شِهَابٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ سَأَلَ جَبرَئِيلَ أَن يَتَرَاءَي لَهُ فِي صُورَتِهِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ إِنّكَ لَن تُطِيقَ ذَلِكَ قَالَ إنِيّ أُحِبّ أَن تَفعَلَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِص إِلَي المُصَلّي فِي لَيلَةٍ مُقمِرَةٍ فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ فِي صُورَتِهِ فغَشُيَِ عَلَي رَسُولِ اللّهِص حِينَ رَآهُ ثُمّ أَفَاقَ وَ جَبرَئِيلُ مُسنِدُهُ وَ وَاضِعٌ إِحدَي يَدَيهِ عَلَي صَدرِهِ وَ الأُخرَي بَينَ كَتِفَيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا كُنتُ أَرَي أَنّ شَيئاً مِمّن يُخلَقُ هَكَذَا فَقَالَ جَبرَئِيلُ فَكَيفَ لَو رَأَيتَ إِسرَافِيلَ إِنّ لَهُ لاَثنيَ عَشَرَ جَنَاحاً مِنهَا جَنَاحٌ فِي المَشرِقِ وَ جَنَاحٌ فِي المَغرِبِ وَ إِنّ العَرشَ عَلَي كَاهِلِهِ وَ إِنّهُ لَيَتَضَاءَلُ الأَحيَانَ لِعَظَمَةِ اللّهِ حَتّي يَصِيرَ مِثلَ الوَصَعِ حَتّي مَا يَحمِلُ عَرشَهُ إِلّا عَظَمَتُهُ
بيان قال في النهاية فيه إن العرش علي منكب إسرافيل وإنه ليتواضع لله حتي يصير مثل الوصع يروي بفتح الصاد وسكونها و هوطائر أصغر من العصفور والجمع وصعان
صفحه : 260
31- الدّرّ المَنثُورُ، عَن أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النّبِيّص قَالَ إِنّ فِي الجَنّةِ لَنَهَراً مَا يَدخُلُهُ جَبرَئِيلُ مِن دَخلَةٍ فَيَخرُجَ فَيَنتَفِضَ إِلّا خَلَقَ اللّهُ مِن كُلّ قَطرَةٍ تَقطُرُ مِنهُ مَلَكاً
32- قَالَ وَ روُيَِ أَنّ جَبرَئِيلَ أَتَي النّبِيّص وَ هُوَ يبَكيِ فَقَالَ لَهُ مَا يُبكِيكَ قَالَ مَا لِي لَا أبَكيِ فَوَ اللّهِ مَا جَفّت لِي عَينٌ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ النّارَ مَخَافَةَ أَن أَعصِيَهُ فيَقَذفِنَيِ فِيهَا وَ قَالَ مَا ضَحِكَ مِيكَائِيلُ مُنذُ خُلِقَتِ النّارُ
33- وَ عَن عِكرِمَةَ قَالَ سَأَلَ رَسُولُ اللّهِص جَبرَئِيلَ عَن أَكرَمِ الخَلقِ عَلَي اللّهِ فَعَرَجَ ثُمّ هَبَطَ فَقَالَ أَكرَمُ الخَلقِ عَلَي اللّهِ جَبرَئِيلُ وَ مِيكَائِيلُ وَ إِسرَافِيلُ وَ مَلَكُ المَوتِ فَأَمّا جَبرَئِيلُ فَصَاحِبُ الحَربِ وَ صَاحِبُ المُرسَلِينَ وَ أَمّا مِيكَائِيلُ فَصَاحِبُ كُلّ قَطرَةٍ تَسقُطُ وَ كُلّ وَرَقَةٍ تَنبُتُ وَ كُلّ وَرَقَةٍ تَسقُطُ وَ أَمّا مَلَكُ المَوتِ فَهُوَ مُوَكّلٌ بِقَبضِ رُوحِ كُلّ عَبدٍ فِي بَرّ أَو بَحرٍ وَ أَمّا إِسرَافِيلُ فَأَمِينُ اللّهِ بَينَهُ وَ بَينَهُم
34- وَ عَن ابنِ عَبّاسٍ أَنّ جَبرَئِيلَ وَقَفَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص وَ عَلَيهِ عِصَابَةٌ خَضرَاءُ قَد عَلَاهَا الغُبَارُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا هَذَا الغُبَارُ ألّذِي أَرَي عَلَي عِصَابَتِكَ قَالَ إنِيّ زُرتُ البَيتَ فَازدَحَمَتِ المَلَائِكَةُ عَلَي الرّكنِ فَهَذَا الغُبَارُ ألّذِي تَرَي مِمّا تَثِيرُ بِأَجنِحَتِهَا
35- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَجَلَسَ رَسُولُ اللّهِص مَجلِساً فَأَتَاهُ جَبرَئِيلُ فَجَلَسَ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص وَاضِعاً كَفّيهِ عَلَي ركُبتَيَ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ حدَثّنيِ عَنِ الإِسلَامِ قَالَ الإِسلَامُ أَن تُسلِمَ وَجهَكَ لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَن تَشهَدَ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَإِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ فَقَد أَسلَمتَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ حدَثّنيِ عَنِ الإِيمَانِ قَالَ الإِيمَانُ أَن تُؤمِنَ بِاللّهِ وَ اليَومِ الآخِرِ وَ المَلَائِكَةِ وَ الكِتَابِ وَ النّبِيّينَ وَ المَوتِ وَ الحَيَاةِ بَعدَ المَوتِ وَ تُؤمِنَ بِالجَنّةِ وَ النّارِ وَ الحِسَابِ وَ المِيزَانِ وَ تُؤمِنَ بِالقَدَرِ كُلّهِ خَيرِهِ وَ شَرّهِ قَالَ فَإِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ فَقَد آمَنتَ قَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ حدَثّنيِ مَا الإِحسَانُ قَالَ الإِحسَانُ أَن تَعمَلَ
صفحه : 261
لِلّهِ كَأَنّكَ تَرَاهُ فَإِن لَم يَكُن تَرَاهُ فَإِنّهُ يَرَاكَ
36- وَ عَن أَنَسٍ وَ غَيرِهِ بِأَسَانِيدَ قَالَ بَينَمَا رَسُولُ اللّهِص جَالِساً مَعَ أَصحَابِهِ إِذ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيهِ ثِيَابُ السّفَرِ يَتَخَلّلُ النّاسَ حَتّي جَلَسَ بَينَ يدَيَ رَسُولِ اللّهِص فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَي رُكبَةِ رَسُولِ اللّهِص فَقَالَ يَا مُحَمّدُ مَا الإِسلَامُ وَ سَاقُوا الحَدِيثَ مِثلَ مَا مَرّ إِلَي قَولِهِم يَا رَسُولَ اللّهِ مَتَي السّاعَةُ قَالَ مَا المَسئُولُ عَنهَا بِأَعلَمَ مِنَ السّائِلِ وَ أَدبَرَ الرّجُلُ فَذَهَبَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص عَلَيّ بِالرّجُلِ فَاتّبَعُوهُ يَطلُبُونَهُ فَلَم يَرَوا شَيئاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ ذَلِكَ جَبرَئِيلُ جَاءَكُمُ لِيُعَلّمَكُم دِينَكُم
37- وَ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ خَلَقَ اللّهُ الصّورَ مِن لُؤلُؤَةٍ بَيضَاءَ فِي صَفَاءِ الزّجَاجَةِ ثُمّ قَالَ لِلعَرشِ خُذِ الصّورَ فَتَعَلّق بِهِ ثُمّ قَالَ كُن فَكَانَ إِسرَافِيلَ فَأَمَرَهُ أَن يَأخُذَ الصّورَ فَأَخَذَهُ وَ بِهِ ثُقَبٌ بِعَدَدِ كُلّ رُوحٍ مَخلُوقَةٍ وَ نَفسٍ مَنفُوسَةٍ لَا تَخرُجُ رُوحَانِ مِن ثَقبٍ وَاحِدٍ وَ فِي وَسَطِ الصّورِ كُوّةٌ كَاستِدَارَةِ السّمَاءِ وَ الأَرضِ وَ إِسرَافِيلُ وَاضِعٌ فَمَهُ عَلَي ذَلِكَ الكُوّةِ ثُمّ قَالَ لَهُ الرّبّ تَعَالَي قَد وَكّلتُكَ بِالصّورِ فَأَنتَ لِلنّفخَةِ وَ لِلصّيحَةِ فَدَخَلَ إِسرَافِيلُ فِي مُقَدّمِ العَرشِ فَأَدخَلَ رِجلَهُ اليُمنَي تَحتَ العَرشِ وَ قَدّمَ اليُسرَي وَ لَم يُطرِف مُنذُ خَلَقَهُ اللّهُ يَنظُرُ مَتَي يُؤمَرُ بِهِ
38- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّص فِي قَولِهِ تَعَالَينَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمِينُ قَالَ الرّوحُ الأَمِينُ جَبرَئِيلُ رَأَيتُ لَهُ سِتّمِائَةِ جَنَاحٍ مِن لُؤلُؤٍ قَد نَشَرَهُمَا فِيهِمَا مِثلَ رِيشِ الطّوَاوِيسِ
39- وَ عَن أَبِي سَعِيدٍ الخدُريِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ أُنعَمُ وَ قَدِ
صفحه : 262
التَقَمَ صَاحِبُ القَرنِ القَرنَ وَ حَنَي جَبهَتَهُ وَ أَصغَي سَمعَهُ يَنتَظِرُ أَن يُؤمَرَ أَن يَنفُخَ فَيَنفُخَ قَالَ المُسلِمُونَ فَكَيفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قُولُواحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُعَلَي اللّهِ تَوَكّلنا
توضيح قال الجوهري فيه كيف أنعم وصاحب القرن قدالتقمه أي كيف أتنعم من النعمة بالفتح وهي المسرة والفرح والترفه
40- الدّرّ المَنثُورُ، عَنِ ابنِ مَسعُودٍ قَالَ الصّورُ كَهَيئَةِ القَرنِ يُنفَخُ فِيهِ
41- وَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص مَا طَرَفَ صَاحِبُ الصّورِ مُذ وُكّلَ بِهِ مُستَعِدّاً يَنظُرُ نَحوَ العَرشِ مَخَافَةَ أَن يُؤمَرَ بِالصّيحَةِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيهِ طَرفُهُ كَأَنّ عَينَهُ كَوكَبَانِ دُرّيّانِ
42- وَ عَن أَبِي سَعِيدٍ قَالَ إِنّ صاَحبِيَِ الصّورِ بِأَيدِيهِمَا قَرنَانِ يُلَاحِظَانِ النّظَرَ مَتَي يُؤمَرَانِ
43- وَ عَنهُ عَنِ النّبِيّص قَالَ وَ مَا مِن صَبَاحٍ إِلّا وَ مَلَكَانِ مُوَكّلَانِ بِالصّورِ يَنتَظِرَانِ مَتَي يُؤمَرَانِ أَن يَنفُخَا فِي الصّورِ فَيَنفُخَا
44- وَ عَن كَعبٍ قَالَ إِسرَافِيلُ لَهُ أَربَعَةُ أَجنِحَةٍ جَنَاحَانِ فِي الهَوَاءِ وَ جَنَاحٌ قَد تَسَروَلَ بِهِ وَ جَنَاحٌ عَلَي كَاهِلِهِ وَ القَلَمُ عَلَي أُذُنِهِ فَإِذَا نَزَلَ الوحَيُ كَتَبَ القَلَمُ وَ دَرَسَتِ المَلَائِكَةُ وَ مَلَكُ الصّورِ أَسفَلَ مِنهُ جَاثٍ عَلَي إِحدَي رُكبَتَيهِ وَ قَد نَصَبَ الأُخرَي فَالتَقَمَ الصّورَ فَحَنَي ظَهرَهُ وَ طَرفَهُ إِلَي إِسرَافِيلَ وَ قَد أُمِرَ إِذَا رَأَي إِسرَافِيلَ قَد ضَمّ جَنَاحَهُ أَن يَنفُخَ فِي الصّورِ
صفحه : 263
و عن عائشة مثله
45- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ لَمّا نَزَلَتفَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قَالَ رَسُولُ اللّهِص كَيفَ أُنعَمُ وَ صَاحِبُ الصّورِ قَدِ التَقَمَ القَرنَ وَ حَنَي جَبهَتَهُ يَستَمِعُ مَتَي يُؤمَرُ قَالُوا كَيفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ قُولُواحَسبُنَا اللّهُ وَ نِعمَ الوَكِيلُ وَعَلَي اللّهِ تَوَكّلنا
46- عَن قَتَادَةَ فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ قَالَفَإِذا نُفِخَ فِي الصّورِ
47- وَ عَنِ ابنِ مَسعُودٍ لَقَد رَآهُ بِالأُفُقِ المُبِينِ قَالَ جَبرَئِيلُ فِي رَفرَفٍ أَخضَرَ قَد سَدّ الأُفُقَ
48- وَ عَنهُ أَيضاً قَالَ رَأَي جَبرَئِيلَ لَهُ سِتّمِائَةِ جَنَاحٍ قَد سَدّ الأُفُقَ
49- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ فِي الآيَةِ قَالَ إِنّمَا عَنَي جَبرَئِيلَ أَنّ مُحَمّداً رَآهُ فِي صُورَتِهِ عِندَ سِدرَةِ المُنتَهَي
50- وَ عَن مُعَاوِيَةَ بنِ قُرّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لِجَبرَئِيلَ مَا أَحسَنَ مَا أَثنَي عَلَيكَ رَبّكَذيِ قُوّةٍ عِندَ ذيِ العَرشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ مَا كَانَت قُوّتُكَ وَ مَا كَانَت أَمَانَتُكَ قَالَ أَمّا قوُتّيِ فإَنِيّ بُعِثتُ إِلَي مَدَائِنِ قَومِ لُوطٍ وَ هيَِ أَربَعُ مَدَائِنَ وَ فِي كُلّ مَدِينَةٍ أَربَعُمِائَةِ أَلفِ مُقَاتِلٍ سِوَي الذرّاَريِّ حَمَلتُهُم مِنَ الأَرضِ السّفلَي حَتّي سَمِعَ أَهلُ السّمَاءِ أَصوَاتَ الدّجَاجِ وَ نُبَاحَ الكِلَابِ وَ هَوَيتُ بِهِنّ فَقَتَلتُهُنّ وَ أَمّا أمَاَنتَيِ فَلَم أُومَر بشِيَءٍ فَعَدَوتُهُ إِلَي غَيرِهِ
51- وَ عَن أَبِي صَالِحٍ فِي قَولِهِإِنّهُ لَقَولُ رَسُولٍ كَرِيمٍ قَالَ جَبرَئِيلُمُطاعٍ ثَمّ أَمِينٍ قَالَ عَلَي سَبعِينَ حِجَاباً يَدخُلُهَا بِغَيرِ إِذنٍ
صفحه : 264
52- وَ عَنِ الخَزرَجِ قَالَ سَمِعتُ رَسُولَ اللّهِص يَقُولُ وَ نَظَرَ إِلَي مَلَكِ المَوتِ عِندَ رَأسِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ فَقَالَ يَا مَلَكَ المَوتِ ارفُق بصِاَحبِيِ فَإِنّهُ مُؤمِنٌ فَقَالَ مَلَكُ المَوتِ طِب نَفساً وَ قَرّ عَيناً وَ اعلَم بأِنَيّ بِكُلّ مُؤمِنٍ رَفِيقٌ وَ اعلَم إنِيّ يَا مُحَمّدُ لَأَقبِضُ رُوحَ ابنِ آدَمَ فَإِذَا صَرَخَ صَارِخٌ قُمتُ فِي الدّارِ وَ معَيِ رُوحُهُ فَقُلتُ مَا هَذَا الصّارِخُ وَ اللّهِ مَا ظَلَمنَا وَ لَا سَبَقنَا أَجَلَهُ وَ لَا استَعجَلنَا قَدرَهُ وَ مَا لَنَا فِي قَبضِهِ مِن ذَنبٍ فَإِن تَرضَوا بِمَا صَنَعَ اللّهُ تُؤجَرُوا وَ إِن تَسخَطُوا تَأثَمُوا وَ تُوزَرُوا وَ إِنّ لَنَا عِندَكُم عَودَةً بَعدَ عَودَةٍ فَالحَذَرَ الحَذَرَ وَ مَا مِن أَهلِ بَيتِ شَعَرٍ وَ لَا مَدَرٍ بِرّ وَ لَا فَاجِرٍ سَهلٍ وَ لَا جَبَلٍ إِلّا وَ أَنَا أَتَصَفّحُهُم فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ حَتّي لَأَنَا أَعرَفُ بِصَغِيرِهِم وَ كَبِيرِهِم مِنهُم بِأَنفُسِهِم وَ اللّهِ لَو أَرَدتُ أَن أَقبِضَ رُوحَ بَعُوضَةٍ مَا قَدَرتُ عَلَي ذَلِكَ حَتّي يَكُونَ اللّهُ هُوَ يَأذَنُ بِقَبضِهَا
53- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ وُكّلَ مَلَكُ المَوتِ بِقَبضِ أَروَاحِ الآدَمِيّينَ فَهُوَ ألّذِي يلَيِ قَبضَ أَروَاحِهِم وَ مَلَكٌ فِي الجِنّ وَ مَلَكٌ فِي الشّيَاطِينِ وَ مَلَكٌ فِي الطّيرِ وَ الوَحشِ وَ السّبَاعِ وَ الحِيتَانِ وَ النّملِ فَهُم أَربَعَةُ أَملَاكٍ وَ المَلَائِكَةُ يَمُوتُونَ فِي الصّعقَةِ الأَولَي وَ إِنّ مَلَكَ المَوتِ يلَيِ قَبضَ أَروَاحِهِم ثُمّ يَمُوتُ وَ أَمّا الشّهَدَاءُ فِي البَحرِ فَإِنّ اللّهَ يلَيِ قَبضَ أَروَاحِهِم لَا يَكِلُ ذَلِكَ إِلَي مَلَكِ المَوتِ لِكَرَامَتِهِم عَلَيهِ
54- وَ عَن أَبِي جَعفَرٍ مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ ع قَالَدَخَلَ النّبِيّص عَلَي رَجُلٍ مِنَ الأَنصَارِ يَعُودُهُ فَإِذَا مَلَكُ المَوتِ عِندَ رَأسِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص يَا مَلَكَ المَوتِ ارفُق بصِاَحبِيِ فَإِنّهُ مُؤمِنٌ فَقَالَ أَبشِر يَا مُحَمّدُ فإَنِيّ بِكُلّ مُؤمِنٍ رَفِيقٌ وَ اعلَم يَا مُحَمّدُ إنِيّ لَأَقبِضُ رُوحَ ابنِ آدَمَ فَيَصرَخُ أَهلُهُ فَأَقُومُ فِي جَانِبٍ مِنَ الدّارِ فَأَقُولُ وَ اللّهِ مَا لِي ذَنبٌ وَ إِنّ لِي لَعَودَةً وَ عَودَةً الحَذَرَ الحَذَرَ وَ مَا خَلَقَ اللّهُ مِن أَهلِ بَيتِ مَدَرٍ وَ لَا شَعَرٍ وَ لَا وَبَرٍ فِي بَرّ وَ لَا بَحرٍ إِلّا وَ أَنَا أَتَصَفّحُهُم فِيهِ فِي كُلّ
صفحه : 265
يَومٍ وَ لَيلَةٍ خَمسَ مَرّاتٍ حَتّي إنِيّ لَأَعرَفُ بِصَغِيرِهِم وَ كَبِيرِهِم مِنهُم بِأَنفُسِهِم وَ اللّهِ يَا مُحَمّدُ إنِيّ لَا أَقدِرُ أَن أَقبِضَ رُوحَ بَعُوضَةٍ حَتّي يَكُونَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي ألّذِي يَأمُرُ بِقَبضِهِ
55- الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن يُونُسَ عَنِ الهَيثَمِ بنِ وَاقِدٍ عَن رَجُلٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع مِثلَهُ بِأَدنَي تَغيِيرٍ
56- وَ عَن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ مَحبُوبٍ عَنِ المُفَضّلِ بنِ صَالِحٍ عَن جَابِرٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع مِثلَهُ أَيضاً لَكِن فِيهِمَا خَمسُ مَرّاتٍ عِندَ مَوَاقِيتِ الصّلَوَاتِ
بيان لايخفي عدم دلالة هذه الأخبار علي كون قابض أرواح الحيوانات ملك الموت فإن الغرض منها المبالغة في عدم قدرته علي فعل صغير أوكبير بدون إذنه سبحانه فلاينافي خبر ابن عباس لكن ليس في أخبارنا تصريح بأحد الطرفين والتوقف في مثله أحوط و قدمضت الأخبار المناسبة لهذا الباب و ألذي قبله في كتاب المعاد وغيره
الآيات البقرةوَ اتّبَعُوا ما تَتلُوا الشّياطِينُ عَلي مُلكِ سُلَيمانَ وَ ما كَفَرَ سُلَيمانُ وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَ وَ ما أُنزِلَ عَلَي المَلَكَينِ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ وَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍ حَتّي يَقُولا إِنّما نَحنُ فِتنَةٌ فَلا تَكفُر فَيَتَعَلّمُونَ مِنهُما ما يُفَرّقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ وَ ما هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ وَ يَتَعَلّمُونَ
صفحه : 266
ما يَضُرّهُم وَ لا يَنفَعُهُم وَ لَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَراهُ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍالنساءلَن يَستَنكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبداً لِلّهِ وَ لَا المَلائِكَةُ المُقَرّبُونَالأعراف إِنّ الّذِينَ عِندَ رَبّكَ لا يَستَكبِرُونَ عَن عِبادَتِهِ وَ يُسَبّحُونَهُ وَ لَهُ يَسجُدُونَالنحل وَ لِلّهِ يَسجُدُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ مِن دابّةٍ وَ المَلائِكَةُ وَ هُم لا يَستَكبِرُونَ يَخافُونَ رَبّهُم مِن فَوقِهِم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَمريم وَ ما نَتَنَزّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبّكَ لَهُ ما بَينَ أَيدِينا وَ ما خَلفَنا وَ ما بَينَ ذلِكَ وَ ما كانَ رَبّكَ نَسِيّاالأنبياءوَ مَن عِندَهُ لا يَستَكبِرُونَ عَن عِبادَتِهِ وَ لا يَستَحسِرُونَ يُسَبّحُونَ اللّيلَ وَ النّهارَ لا يَفتُرُونَ و قال تعالي وَ قالُوا اتّخَذَ الرّحمنُ وَلَداً سُبحانَهُ بَل عِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي وَ هُم مِن خَشيَتِهِ مُشفِقُونَ وَ مَن يَقُل مِنهُم إنِيّ إِلهٌ مِن دُونِهِ فَذلِكَ نَجزِيهِ جَهَنّمَ كَذلِكَ نجَزيِ الظّالِمِينَالتحريم عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ.تفسيروَ اتّبَعُوا ما تَتلُوا الشّياطِينُأقول هذه الآية مما يوهم نفي عصمة الملائكة وللعلماء في تأويلها مسالك نشير إلي بعضها و إن أفضي إلي الإطناب
صفحه : 267
قال السيد المرتضي رحمه الله في كتاب الغرر والدرر إن سأل سائل عن قوله عز وعلاوَ اتّبَعُوا ما تَتلُوا الشّياطِينُ إلي قوله تعالي وَ لَبِئسَ ما شَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم لَو كانُوا يَعلَمُونَ فقال كيف ينزل الله سبحانه السحر علي الملائكة أم كيف تعلم الملائكة الناس السحر والتفريق بين المرء وزوجه وكيف نسب الضرر الواقع عند ذلك إلي أنه بإذنه و هو تعالي قدنهي عنه وحذر من فعله وكيف أثبت العلم لهم ونفاه عنهم بقوله وَ لَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَراهُ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ ثم بقوله لَو كانُوا يَعلَمُونَ.الجواب قلنا في الآية وجوه كل منها يزيل الشبهة الداخلة علي من لم يمعن النظر فيهاأولها أن يكون ما في قوله تعالي وَ ما أُنزِلَ عَلَي المَلَكَينِبمعني ألذي فكأنه تعالي خبر عن طائفة من أهل الكتاب بأنهم اتبعوا ماتكذب فيه الشياطين علي ملك سليمان وتضيفه إليه من السحر فبرأه الله عز و جل من قرفهم وأكذبهم في قولهم فقال تعالي وَ ما كَفَرَ سُلَيمانُ وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُواباستعمال السحر والتمويه علي الناس ثم قال يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَ وَ ما أُنزِلَ عَلَي المَلَكَينِ وأراد أنهم يعلمونهم السحر و ما ألذي أنزل علي الملكين وإنما أنزل علي الملكين وصف السحر وماهيته وكيفية الاحتيال فيه ليعرفا ذلك ويعرفاه الناس فيجتنبوه ويحذروا منه كما أنه تعالي قدأعلمنا ضروب المعاصي ووصف لنا أحوال القبائح لنجتنبها لالنواقعها إلا أن الشياطين كانوا إذاعلموا ذلك وعرفوه استعملوه وأقدموا علي فعله و إن كان غيرهم من المؤمنين لماعرفه اجتنبه وحارزه وانتفع باطلاعه علي كيفيته ثم قال وَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍيعني الملكين ومعني يعلمان يعلمان والعرب تستعمل لفظة علمه بمعني أعلمه . قال القطامي
صفحه : 268
تعلم أن بعدالغي رشدا | و أن لتانك الغمر انقشاعا |
و قال كعب بن زهير
تعلم رسول الله أنك مدركي | و أن وعيدا منك كالأخذ باليد |
ومعني تعلم في البيتين معني اعلم و ألذي يدل علي أنه هاهنا الإعلام لاالتعليم قوله وَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍ حَتّي يَقُولا إِنّما نَحنُ فِتنَةٌ فَلا تَكفُر أي أنهما لايعرفان صفات السحر وكيفيته إلا بعد أن يقولا إنما نحن محنة لأن الفتنة بمعني المحنة من حيث ألقيا إلي المكلفين أمرا لينزجروا عنه وليتمتعوا من مواقعته وهم إذاعرفوه أمكن أن يستعملوه ويرتكبوه فقالا لمن يطلعانه علي ذلك لاتكفر باستعماله و لاتعدل عن الغرض في إلقاء هذاإليك فإنه إنما ألقي إليك واطلعت عليه لتجتنبه لالتفعله ثم قال فَيَتَعَلّمُونَ مِنهُما ما يُفَرّقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ أي فيعرفون من جهتهما مايستعملونه في هذاالباب و إن كان الملكان ماألقياه إليهم لذلك ولهذا قال وَ يَتَعَلّمُونَ ما يَضُرّهُم وَ لا يَنفَعُهُملأنهم لماقصدوا بتعلمه أن يفعلوه ويرتكبوه لا أن يجتنبوه صار ذلك بسوء اختيارهم ضررا عليهم . وثانيها أن يكون ما أُنزِلَموضعه موضع جر و يكون معطوفا بالواو علي مُلكِ سُلَيمانَ أي واتبعوا ماتتلوا الشياطين علي ملك سليمان و علي ماأنزل علي الملكين ومعني ما أُنزِلَ عَلَي المَلَكَينِ أي معهما و علي ألسنتهما كما قال تعالي رَبّنا وَ آتِنا ما وَعَدتَنا عَلي رُسُلِكَ أي علي ألسنتهم ومعهم و ليس بمنكر أن يكون ما أُنزِلَمعطوفا علي ملك سليمان و إن اعترض بينهما من الكلام مااعترض لأن رد الشيء إلي نظيره وعطفه علي ما هوأولي هوالواجب و إن اعترض بينهما ما ليس منهما ولهذا نظائر في القرآن وكلام العرب كثيرة قال الله تعالي الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي أَنزَلَ عَلي عَبدِهِ الكِتابَ وَ لَم يَجعَل لَهُ عِوَجاً قَيّماً
صفحه : 269
وقيم من صفات الكتاب حال منه لا من صفة عوج و إن تباعد مابينهما ومثله يَسئَلُونَكَ عَنِ الشّهرِ الحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُل قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ كُفرٌ بِهِ وَ المَسجِدِ الحَرامِفالمسجد الحرام هاهنا معطوف علي الشهر الحرام أي يسألونك عن الشهر و عن المسجد الحرام وحكي عن بعض علماء أهل اللغة أنه قال العرب تلف الخبرين المختلفين ثم ترمي بتفسيرهما جملة ثقة بأن السامع يرد إلي كل خبره كقوله عز و جل وَ مِن رَحمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللّيلَ وَ النّهارَ لِتَسكُنُوا فِيهِ وَ لِتَبتَغُوا مِن فَضلِهِ و هذاواضح في مذهب العرب كثير النظائر. ثم قال تعالي وَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍ حَتّي يَقُولا إِنّما نَحنُ فِتنَةٌ والمعني أنهما لايعلمان أحدا بل ينهيان عنه ويبلغ من نهيهما عنه وصدهما عن فعله واستعماله أن يقولا إنما نحن فتنةفَلا تَكفُرباستعمال السحر والإقدام علي فعله و هذا كما يقول الرجل ماأمرت فلانا بكذا ولقد بالغت في نهيه حتي قلت له إنك إن فعلته أصابك كذا وكذا و هذا هونهاية البلاغة في الكلام والاختصار الدال مع اللفظ القليل علي المعاني الكثيرة لأنه أشعر بقوله تعالي وَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍ حَتّي يَقُولا إِنّما نَحنُ فِتنَةٌ عن بسط الكلام ألذي ذكرناه ولهذا نظائر في القرآن قال الله تعالي مَا اتّخَذَ اللّهُ مِن وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِن إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلّ إِلهٍ بِما خَلَقَ ومثل قوله تعالي يَومَ تَبيَضّ وُجُوهٌ وَ تَسوَدّ وُجُوهٌ فَأَمّا الّذِينَ اسوَدّت وُجُوهُهُم أَ كَفَرتُم بَعدَ إِيمانِكُم فَذُوقُوا العَذابَ بِما كُنتُم تَكفُرُونَ أي فيقال للذين اسودت وجوههم أكفرتم بعدإيمانكم وأمثاله أكثر من أن نورد ثم قال تعالي فَيَتَعَلّمُونَ مِنهُما ما يُفَرّقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ و ليس يجوز أن يرجع الضمير علي هذاالجواب إلي الملكين وكيف يرجع إليهما و قدنفي تعالي عنهما التعليم بل يرجع إلي
صفحه : 270
الكفر والسحر و قدتقدم ذكر السحر وتقدم أيضا ذكر مايدل علي الكفر ويقتضيه في قوله تعالي وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوافدل كفروا علي الكفر والعطف عليه مع السحر جائز و إن كان التصريح وقع بذكر السحر دونه ومثل ذلك قوله تعالي سَيَذّكّرُ مَن يَخشي وَ يَتَجَنّبُهَا الأَشقَي ألّذِي يَصلَي النّارَ الكُبري أي يتجنب الذكري الأشقي و لم يتقدم تصريح بالذكري لكن دل عليها قوله سَيَذّكّرُ ويجوز أيضا أن يكون معني فَيَتَعَلّمُونَ مِنهُما أي بدلا مما علمهم الملكان و يكون المعني أنهم يعدلون عما علمهم ووقفهم عليه الملكان من النهي عن السحر إلي تعلمه واستعماله . كما يقول القائل ليت لنا من كذا وكذا كذا أي بدلا منه كما قال الشاعر.
جمعت من الخيرات وطبا وعلبة | وصرا لأخلاف المزممة البزل |
و من كل أخلاق الكرام تميمة | وسعيا علي الجار المجاور بالبخل |
يريد جمعت مكان الخيرات ومكان أخلاق الكرام هذه الخصال الذميمة. و قوله ما يُفَرّقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ فيه وجهان أحدهما أن يكونوا يغوون أحد الزوجين ويحملونه علي الشرك بالله تعالي فيكون بذلك قدفارق زوجه الآخر المؤمن المقيم علي دينه ليفرق بينهما اختلاف النحلة والملة والوجه الآخر أن يسعوا بين الزوجين بالنميمة والوشاية والإغراء والتمويه بالباطل حتي يؤول أمرهما إلي الفرقة والمباينة. وثالث الوجوه في الآية أن تحمل ما في قوله تعالي وَ ما أُنزِلَ عَلَي المَلَكَينِ علي الجحد والنفي فكأنه تعالي قال واتبعوا ماتتلوا الشياطين علي ملك سليمان و ماكفر سليمان و ماأنزل الله السحر علي الملكين ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت و يكون قوله تعالي بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ من المؤخر ألذي معناه التقديم فيكون علي هذاالتأويل هاروت وماروت رجلين من جملة الناس هذان اسماهما وإنما ذكرا بعدذكر الناس تمييزا
صفحه : 271
وتبيينا و يكون الملكان المذكوران اللذان نفي تعالي عنهما السحر جبرئيل وميكائيل لأن سحرة اليهود فيما ذكر كانت تدعي أن الله تعالي أنزل السحر علي لسان جبرئيل وميكائيل إلي سليمان فأكذبهما الله تعالي بذلك ويجوز أن يكون هاروت وماروت يرجعان إلي الشياطين كأنه تعالي قال ولكن الشياطين هاروت وماروت كفروا ويسوغ ذلك كماساغ في قوله وَ كُنّا لِحُكمِهِم شاهِدِينَيعني تعالي حكم داود وسليمان و يكون قوله تعالي علي هذاالتأويل وَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍ حَتّي يَقُولا إِنّما نَحنُ فِتنَةٌراجعا إلي هاروت وماروت اللذين هما من الشياطين أو من الإنس المتعلمين للسحر من الشياطين والعاملين به ومعني قولهماإِنّما نَحنُ فِتنَةٌ فَلا تَكفُر يكون علي طريق الاستهزاء أوالتماجن والتخالع كما يقول الماجن من الناس إذافعل قبيحا أو قال باطلا هذافعل من لايفلح وقول من لاينجو و الله لاحصلت إلا علي الخسران و ليس ذلك منه علي سبيل النصيحة للناس وتحذيرهم من مثل فعل فعله بل علي جهة المجون والتهالك ويجوز أيضا علي هذاالتأويل ألذي تضمن الجحد والنفي أن يكون هاروت وماروت اسمين للملكين ونفي عنهما إنزال السحر بقوله تعالي وَ ما أُنزِلَ عَلَي المَلَكَينِ و يكون قوله تعالي وَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍيرجع إلي قبيلتين من الجن أو إلي شياطين الجن والإنس فتحسن التثنية لهذا و قدروي هذاالتأويل في حمل ما علي النفي عن ابن عباس وغيره من المفسرين وحكي عنه أيضا أنه كان يقرأ عَلَي المَلِكَينِ بكسر اللام و يقول متي كان العلجان ملكين إنما كانا ملكين و علي هذه القراءة لاينكر أن يرجع قوله تعالي وَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍإليهما ويمكن علي هذه القراءة في الآية وجه آخر و هو أن لايحمل قوله تعالي وَ ما أُنزِلَ عَلَي المَلَكَينِ علي الجحد والنفي و هو أن لا يكون هؤلاء الذين أخبر عنهم اتبعوا ماتتلوا الشياطين وتدعيه علي ملك سليمان واتبعوا ماأنزل علي هذين الملكين من السحر و لا يكون الإنزال مضافا إلي الله تعالي و إن أطلق لأنه عز و جل لاينزل السحر بل يكون منزله إليهما بعض الضلال والعصاة و أن يكون معني أنزل و إن كان من الأرض حمل إليهما لا من
صفحه : 272
السماء أنه أتي به عن نجود الأرض والبلاد وأعاليهما فإن من هبط من نجد من البلاد إلي غورها يقال نزل وهبط و ماجري هذاالمجري .فأما قوله تعالي وَ ما هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلّا بِإِذنِ اللّهِفيحتمل وجوها منها أن يريد تعالي بالإذن العلم من قولهم أذنت فلانا بكذا وكذا إذاأعلمته وأذنت بكذا وكذا إذاأسمعته وعلمته و قال الشاعر.
في سماع يأذن الشيخ له | وحديث مثل ماذي مشار. |
ومنها أن يكون إلازائدة و يكون المعني و ماهم بضارين به من أحد إلابأن يخلي الله تعالي بينهم وبينه و لوشاء لمنعهم بالقهر والقسر زائدا علي منعهم بالنهي والزجر. ومنها أن يكون الضرر ألذي عني به أنه لا يكون إلابإذنه وأضافه إليه ما هويلحق المسحور عن الأدوية والأغذية التي أطعمه إياه السحرة ويدعون أنها موجبة لمايقصدونه فيه من الأمور ومعلوم أن الضرر الحاصل عن ذلك من فعل الله تعالي بالعادة لأن الأغذية لاتوجب ضررا و لانفعا و إن كان المعرض للضرر من حيث كان كالفاعل له هوالمستحق للذم و عليه يجب العوض . ومنها أن يكون الضرر المذكور إنما هو مايحصل من التفريق بين الأزواج لأنه أقرب إليه في ترتيب الكلام والمعني أنهم إذاأغروا أحد الزوجين فكفر فبانت منه زوجته فاستضر بذلك كانوا ضارين له بما حسنوا له من الكفر إلا أن الفرقة لم تكن إلابإذن الله وحكمه لأنه تعالي هو ألذي حكم وأمر بالتفريق بين المختلفتين الأديان فلهذا قوله تعالي وَ ما هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ والمعني أنه لو لاحكم الله تعالي وإذنه في الفرقة بين هذين الزوجين باختلاف الملة لم يكونوا بضارين له هذاالضرر من الضرر الحاصل عندالفرقة ويقوي هذاالوجه ماروي أنه كان من دين سليمان أنه من سحر بانت منه امرأته . و أما قوله تعالي وَ لَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَراهُ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ ثم قوله تعالي لَو كانُوا يَعلَمُونَففيه وجوه أولها أن يكون الذين علموا غيرالذين
صفحه : 273
لم يعلموا و يكون الذين علموا الشياطين أوالذين خبر عنهم بأنهم نبذواكِتابَ اللّهِ وَراءَ ظُهُورِهِم كَأَنّهُم لا يَعلَمُونَ وَ اتّبَعُوا ما تَتلُوا الشّياطِينُ عَلي مُلكِ سُلَيمانَ والذين لم يعلموا هم الذين عملوا السحر وشروا به أنفسهم . وثانيها أن يكون الذين علموا هم الذين لم يعلموا لأنهم علموا شيئا و لم يعلموا غيره فكأنه تعالي وصفهم بأنهم عالمون بأنه لانصيب لمن اشتري ذلك ورضيه لنفسه علي الجملة و لم يعلموا كنه مايصير إليه من العقاب ألذي لانفاد له و لاانقطاع . وثالثها أن تكون الفائدة في نفي العلم بعدإثباته أنهم لم يعملوا بما علموه فكأنهم لم يعلموا و هذا كما يقول أحدنا لغيره ماأدعوك إليه خير لك وأعود عليك لوكنت تعقل وتنظر في العواقب و هويعقل وينظر إلا أنه لم يعمل بموجب علمه فحسن أن يقال له مثل هذاالقول و قال كعب بن زهير يصف ذئبا وغراباه تبعاه ليصيبا من زاده
إذاحضراني قلت لويعلمانه | أ لم تعلما أني من الزاد مرمل . |
فنفي عنهما العلم ثم أثبته بقوله أ لم تعلما أني من الزاد مرمل وإنما المعني في نفيه العلم عنهما أنهما لم يعملا بما علما فكأنهما لم يعلما ورابعها أن يكون المعني أن هؤلاء القوم الذين قدعلموا أن الآخرة لاحظ لهم فيها مع عملهم القبيح إلاأنهم ارتكبوه طمعا في طعام الدنيا وزخرفها فقال تعالي وَ لَبِئسَ ما شَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم لَو كانُوا يَعلَمُونَ أي ألذي آثروه وجعلوه عوضا عن الآخرة لايتم لهم و لايبقي عليهم وإنه منقطع زائل ومضمحل باطل و أن المآل إلي المستحق في الآخرة و كل ذلك واضح بحمد الله انتهي . وأقول قال في الصحاح والغمرة الشدة والجمع غمر قال القطامي يصف سفينة نوح وحان لتالك الغمر انحسار و قال الانحسار الانكشاف و قال قشعت الريح السحاب أي كشفته فانقشع وتقشع و قال الوطب سقاء اللبن خاصة و قال العلبة محلب من جلد و قال صررت الناقة شددت عليها الصرار و هوخيط يشد فوق الخلف والتودية لئلا يرضعها ولدها و قال الخلف بالكسر حلمة ضرع الناقة والمزممة من الزمام والبزل جمع البازل و هوجمل أوناقة كمل
صفحه : 274
لها تسع سنين والماذي العسل الأبيض ويقال شرت العسل أي اجتنيتها وأشرت لغة ذكره الجوهري واستشهد بالبيت .
ففيه مسائل
قوله وَ اتّبَعُواحكاية عما تقدم ذكره وهم اليهود ثم فيه أقوال أحدها أنهم اليهود الذين كانوا في زمان محمدص وثانيها أنهم الذين تقدموا من اليهود وثالثها أنهم الذين كانوا في زمن سليمان من السحرة لأن أكثر اليهود ينكرون نبوة سليمان ويعدونه من جملة الملوك في الدنيا فالذين منهم كانوا في زمانه لايمتنع أن يعتقدوا فيه أنه إنما وجد ذلك الملك العظيم بسبب السحر ورابعها أنه يتناول الكل و هذاأولي لأنه ليس صرف اللفظ إلي البعض أولي من صرفه إلي غيره إذ لادليل علي التخصيص وخامسها أنه عائد إلي من تقدم ذكره في قوله نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ قال السدي لماجاءهم محمدص عارضوا بالتوراة فخاصموه بهافاتفقت التوراة والقرآن فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت فلم يوافق القرآن فهذا هو قوله وَ لَمّا جاءَهُم رَسُولٌ مِن عِندِ اللّهِ مُصَدّقٌ لِما مَعَهُم نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ كِتابَ اللّهِ وَراءَ ظُهُورِهِم ثم أخبر عنهم بأنهم اتبعوا كتب السحرة.
ذكروا في تفسيرتَتلُواوجهين أحدهما أن المراد منه التلاوة والإخبار وثانيهما قال أبومسلم تَتلُوا أي تكذب علي ملك سليمان يقال تلا عليه إذاكذب وتلا عنه إذاصدق و إذاأبهم جاز الأمران والأقرب هوالأول لأن التلاوة حقيقة في الخبر إلا أن المخبر لايقال في خبره إذا كان كذبا أنه يقول علي فلان وإنه قدتلا علي فلان ليميز بينه و بين الصدق ألذي لايقال علي فلان بل يقال روي عن فلان وأخبر عن فلان وتلا عن
صفحه : 275
فلان و ذلك لايليق إلابالإخبار والتلاوة و لايمتنع أن يكون ألذي كانوا يخبرون به عن سليمان مايتلي ويقرأ فيجتمع فيه كل الأوصاف .
اختلفوا في الشياطين فقيل المراد شياطين الجن و هوقول الأكثرين وقيل شياطين الإنس و هوقول المتكلمين من المعتزلة وقيل شياطين الإنس والجن معا أماالذين حملوه علي شياطين الجن فقالوا إن الشياطين كانوا يسترقون السمع ثم يضمون إلي ماسمعوا أكاذيب يلفقونها ويلقونها إلي الكهنة و قددونوها في كتب يقرءونها ويعلمونها الناس وفشا ذلك في زمان سليمان حتي قالوا إن الجن تعلم الغيب فكانوا يقولون هذاعلم سليمان و ماتم له ملكه إلابهذا العلم و به سخر الجن والإنس والريح التي تجري بأمره و أماالذين حملوه علي شياطين الإنس فقالوا روي في الخبر أن سليمان كان قددفن كثيرا من العلوم التي خصه الله بهاتحت سرير ملكه حرصا علي أنه إن هلك الظاهر منها بقي ذلك المدفون فلما مضت مدة علي ذلك توصل قوم من المنافقين إلي أن كتبوا في خلال ذلك أشياء من السحر تناسب تلك الأشياء من بعض الوجوه ثم بعدموته واطلاع الناس علي تلك الكتب أوهموا الناس أنه من عمل سليمان و أنه ماوصل إلي ماوصل إليه إلابسبب هذه الأشياء فهذا معني ما تَتلُوا الشّياطِينُ واحتج القائلون بهذا الوجه علي فساد القول الأول بأن شياطين الجن لوقدروا علي تغيير كتب الأنبياء وشرائعهم بحيث يبقي ذلك التحريف مخفيا فيما بين الناس لارتفع الوثوق عن جميع الشرائع و ذلك يفضي إلي الطعن في كل الأديان فإن قيل إذاجوزتم ذلك علي شياطين الإنس فلم لايجوز مثله من شياطين الجن قلنا الفرق أن ألذي يفتعله الإنسان لابد و أن يظهر من بعض الوجوه أما لوجوزنا هذاالافتعال من الجن و هو أن يزيد في كتب سليمان بخط مثل خط سليمان فإنه لايظهر ذلك ويبقي مخفيا فيفضي إلي الطعن في جميع الأديان
أما قوله عَلي مُلكِ سُلَيمانَفقيل في ملك سليمان عن
صفحه : 276
ابن جريح وقيل علي عهد ملك سليمان والأقرب أن يكون المراد واتبعوا ماتتلوا الشياطين افتراء علي ملك سليمان لأنهم كانوا يقرءون من كتب السحر فيقولون إن سليمان إنما وجد ذلك الملك بسبب هذاالعلم فكانت تلاوتهم لتلك الكتب كالافتراء علي ملك سليمان و الله أعلم .
اختلفوا في المراد بملك سليمان فقال القاضي إن ملك سليمان هوالنبوة أويدخل فيهاالنبوة وتحت النبوة الكتاب المنزل عليه والشريعة فإذاصح ذلك ثم أخرج القوم صحيفة فيهاضروب السحر و قددفنوها تحت سرير ملكه ثم أخرجوها بعدموته وأوهموا أنها من جهته صار ذلك منهم تقولا علي ملكه في الحقيقة والأصح عندي أن يقال القوم لماادعوا أن سليمان إنما وجد تلك المملكة بسبب ذلك العلم كان ذلك الادعاء كالافتراء علي ملك سليمان و الله أعلم .
السبب في أنهم أضافوا السحر إلي سليمان وجوه أحدها أنهم أضافوا السحر إلي سليمان تفخيما لشأنه وتعظيما لأمره وترغيبا للقوم في قبول ذلك منهم . وثانيها أن اليهود ماكانوا يقرون بنبوة سليمان بل كانوا يقولون إنما وجد ذلك الملك بسبب السحر. وثالثها أن الله تعالي لماسخر الجن لسليمان فكان يخالطهم ويستفيد منهم أسرارا عجيبة.فغلب علي الظنون أنه عليه السلام استفاد السحر منهم . أما قوله تعالي وَ ما كَفَرَ سُلَيمانُفهذا تنزيه له عليه السلام عن الكفر و ذلك يدل علي أن القوم نسبوه إلي الكفر والسحر وقيل فيه أشياء أحدها ماروي عن بعض أحبار اليهود أنهم قالوا أ لاتعجبون من محمديزعم أن سليمان كان نبيا و ما كان إلاساحرا فأنزل الله هذه الآية. وثانيها أن السحرة من اليهود زعموا أنهم أخذوا السحر عن سليمان فنزهه الله منه . وثالثها أن قوما زعموا أن قوام ملكه كان بالسحر فبرأه الله منه لأن كونه نبيا ينافي كونه ساحرا كافرا ثم بين تعالي أن ألذي برأه منه لاحق بغيره فقال وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوايشير به إلي ماتقدم ذكره ممن اتخذ السحر كالحرفة لنفسه وينسبه إلي
صفحه : 277
سليمان ثم بين تعالي ما به كفروا فقد كان يجوز أن يتوهم أنهم كفروا لابالسحر فقال تعالي يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَ.
واعلم أن الكلام في السحر يقع من وجوه الأول في البحث عنه بحسب اللغة فنقول ذكر أهل اللغة إنه في الأصل عبارة عما لطف وخفي سببه والسحر بالفتح هوالغذاء لخفائه ولطف مجاريه قال لبيد ونسحر بالطعام وبالشراب .قيل فيه وجهان أحدهما أنانعلل ونخدع كالمسحور والمخدوع والآخر نغذي و أي الوجهين كان فمعناه الخفاء و قال .
فإن تسألينا مم نحن فإننا | عصافير من هذاالأنام المسحر. |
و هذاالوجه يحتمل من المعني مااحتمله الأول ويحتمل أيضا أن يريد بالمسحر أنه ذو السحر والسحر هوالرئة و ماتعلق بالحلقوم و هذاأيضا يرجع إلي معني الخفاء و منه قول عائشة توفي رسول الله بين سحري ونحري و قوله تعالي إِنّما أَنتَ مِنَ المُسَحّرِينَيعني من المجوف ألذي يطعم ويشرب يدل عليه قولهم ما أَنتَ إِلّا بَشَرٌ مِثلُنا و قال تعالي حكاية عن موسي ع أنه قال للسحرةما جِئتُم بِهِ السّحرُ إِنّ اللّهَ سَيُبطِلُهُ و قال فَلَمّا أَلقَوا سَحَرُوا أَعيُنَ النّاسِ وَ استَرهَبُوهُمفهذا هومعني السحر في أصل اللغة.الوجه الثاني اعلم أن لفظ السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر مخفي سببه ويتخيل علي غيرحقيقته ويجري مجري التمويه والخداع و
صفحه : 278
متي أطلق و لم يقيد أفاد ذم فاعله قال تعالي سَحَرُوا أَعيُنَ النّاسِيعني موهوا عليهم حتي ظنوا أن حبالهم وعصيهم تسعي و قال تعالي يُخَيّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنّها تَسعي و قديستعمل مقيدا فيما يمدح ويحمد روُيَِ أَنّهُ قَدِمَ عَلَي رَسُولِ اللّهِص الزّبرِقَانُ بنُ بَدرٍ وَ عَمرُو بنُ الأَهتَمِ وَ قَالَ لِعَمرٍو خبَرّنيِ عَنِ الزّبرِقَانِ فَقَالَ مُطَاعٌ فِي نَادِيهِ شَدِيدُ العَارِضِ مَانِعٌ لِمَا وَرَاءَ ظَهرِهِ قَالَ الزّبرِقَانُ هُوَ وَ اللّهِ يَعلَمُ أنَيّ أَفضَلُ مِنهُ فَقَالَ عَمرٌو إِنّهُ زَمِرُ المُرُوءَةِ ضَيّقُ العَطَنِ أَحمَقُ الأَبِ لَئِيمُ الخَالِ يَا رَسُولَ اللّهِ صَدَقتُ فِيهِمَا أرَضاَنيِ فَقُلتُ أَحسَنَ مَا عَلِمتُ وَ أسَخطَنَيِ فَقُلتُ أَسوَأَ مَا عَلِمتُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ مِنَ البَيَانِ لَسِحراً
فسمي النبي ص بعض البيان سحرا لأن صاحبه يوضح الشيء المشكل ويكشف عن حقيقته بحسن بيانه وبليغ عبارته . فإن قيل كيف يجوز أن يسمي مايوضح الحق وينبئ عنه سحرا و هذاالقائل إنما قصد إظهار الخفي لاإخفاء الظاهر ولفظ السحر إنما يكون عندإخفاء الظاهر.قلنا إنما سماه سحرا لوجهين الأول أن ذلك العذر للطفه وحسنه استمال القلوب فأشبه السحر ألذي يستميل القلوب فمن هذاالوجه سمي سحرا لا من الوجه ألذي ظننت .الثاني أن المقتدر علي البيان يكون قادرا علي تحسين ما يكون قبيحا وتقبيح ما يكون حسنا فذلك يشبه السحر من هذاالوجه في أقسام السحر.
وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنها هي المدبرة لهذا العالم ومنها تصدر الخيرات والشرور والسعادة والنحوسة وهم الذين
صفحه : 279
بعث الله تعالي ابراهيم مبطلا لمقالتهم ورادا عليهم في مذاهبهم . وهؤلاء فرق ثلاث
و أنه لاحاجة بهذية ذواتها وصفاتها إلي موجب ومدبر وخالق وعلة البتة ثم إنها هي المدبرة لعالم الكون والفساد وهؤلاء هم الصابئة الدهرية
لأن كل جسم مركب و كل مركب فإنه مفتقر إلي كل واحد من أجزائه و كل واحد من أجزائه غيره فكل جسم فهو مفتقر إلي غيره فهو ممكن لذاته و كل ممكن لذاته فهو مؤثر فله مؤثر و هذه الأجرام الفلكية والكوكبية لابد لها من مؤثر ثم قالوا ذلك المؤثر إما أن يكون حادثا أوقديما فإن كان حادثا افتقر إلي مؤثر آخر ولزم التسلسل و هومحال و إن كان قديما فإما أن يكون كل ما لابد منه في مؤثريته حاصلا في الأزل أو ليس كذلك ويدخل في هذاالتقسيم قول من يقول إنه إنما خلق العالم في الحيز ألذي خلقه فيه لأن خلقه في ذلك الحيز أصلح من خلقه في حيز آخر أولأن خلقه كان موقوفا علي انقضاء الأزل أولأن خلقه كان موقوفا علي حضور وقت معين إما مقدر أومحقق فإن قلنا إن كل ما لابد منه في مؤثريته كان حاصلا في الأزل لزم أن يكون الأثر واجب الترتب عليه في أزل لأن الأزل لو لم يكن واجب الترتب عليه فهو إما ممتنع الترتب عليه فهو ليس بمؤثر البتة و قدفرضناه مؤثرا هذاخلف و إن كان ممكن الترتب عليه وممكن اللاترتب عليه أيضا فلنفرض تارة مصدرا للأثر بالفعل وأخري غيرمصدر له بالفعل فامتياز الحيز ألذي صار المؤثر فيه مصدرا للأثر بالفعل عن الحيز ألذي لم يصر فيه كذلك إما أن يتوقف علي انضمام قيد إليه أو لم يتوقف فإن توقف لم يكن الحاصل قبل انضمام هذاالقيد إليه كل ما لابد منه في المؤثرية و قدفرضناه كذلك و هذاخلف و إن لم يتوقف فقد ترجح الممكن من غيرمرجح البتة وتجويزه يسد باب الاستدلال بالممكن علي وجود الصانع و أما إن قلنا بأن كل ما لابد
صفحه : 280
منه في المؤثرية ما كان حاصلا في الأزل فإن استمر ذلك السلب وجب أن لايصير البتة مؤثرا لكنا قدفرضناه مؤثرا في الأزل هذاخلف و إن تغير فقد حدث بعض ما لابد منه في المؤثرية فإن كان حدوثه لالأمر فقد وقع الممكن لا عن مؤثر و هومحال و إن كان حدوثه لأمر لم يكن الشيء ألذي فرضناه حادثا أولا كذلك لأنه حصل قبله حادث آخر وكنا فرضناه حادثا أولا و هذاخلف وأيضا فإنا ننقل الكلام إليه ويلزم التسلسل و هومحال .قالوا و هذايقتضي استناد الممكنات إلي مؤثر تام المؤثرية في الأزل ومتي كان كذلك وجب كون الآثار أزلية دائمة فهذا يقتضي أن لايحصل في العالم شيء من التغيرات البتة لكن التغيرات مشاهدة قطعا فلابد من حيلة فنقول ذلك المؤثر القديم الواجب لذاته إلا أن كل حادث مسبوق بحادث آخر حتي يكون انقضاء المتقدم شرطا لحصول المتأخر عن ذلك المبدإ القديم و علي هذاالطريق يصير المبدأ القديم مبدأ للحوادث المتغيرة فإذن لابد من توسط حركة دائمة يكون كل جزء منها مسبوقا بالآخر لا إلي أول و هذه الحركة يمتنع أن تكون مستقيمة و إلالزم القول بأبعاد غيرمتناهية و هومحال فلابد من جرم متحرك بالاستدارة و هوالفلك فثبت أن حركات الأفلاك كالمبادئ القريبة للحوادث الحادثة في هذاالعالم والمدبرات الملاصقة بها فلاجرم قالوا بإلهيتها واشتغلوا بعبادتها وتعظيمها واتخذوا لكل واحد منها هيكلا مخصوصا وصمنا معينا فاشتغلوا بخدمتها فهذا هودين عبدة الأصنام والأوثان ثم إن هؤلاء قالوا إن المبدأ الفاعلي لايكفي وجوده في حصول الفعل بل لابد من حضور المبدإ القابلي المنفعلي و لايكفي حضوره أيضا ما لم تكن الشرائط حاصلة والموانع زائلة وربما حدث أمر مشكل غريب في العالم الأعلي يصلح لإفادة هيئة غريبة في مادة العالم الأسفل فإذا لم تكن المادة السفلية متهيئة لقبول تلك الهيئة من الأشكال العلوية لم تحدث تلك الهيئة ثم إن فوات تلك التهيؤ تارة تكون لأجل كون المادة ممنوة بالمعوقات المانعة عن قبول ذلك الأثر وتارة لأجل فوات
صفحه : 281
بعض الشرائط لكن لوتهيأت لنا تقدمه المعرفة بطبيعة ذلك التشكل وبوقت حدوثه وبطبيعة الأمور المعتبرة في كون المادة السفلية قابلة لذلك الأثر لكان يمكننا تهيئة المادة لقبول ذلك الأثر وإماطة الموانع عنها وتحصيل المعدات لها حتي يتم ذلك الفيضان ويسري في القابليات لماتقرر أن الفاعل التام متي لقي المنفعل التام ظهر الفعل التام لامحالة فإذاعرفت هذافالساحر هو ألذي يعرف القوي العالية الفعالة بسائطها ومركباتها ويعرف مايليق بكل واحد من العوالم السفلية ويعرف المعدات ليعدها والعوائق لينحيها معرفة بحسب الطاقة البشرية فحينئذ يكون الإنسان متمكنا من استجذاب مايخرق العادة و من دفع مايدافعها بتقريب المنفعل من الفاعل و هذامعني قول بطلميوس علم النجوم منك ومنها فهذا هوالإشارة إلي خلاصة قوله الفلاسفة الصابئة في حقيقة السحر وماهيته
خلقها وأوجدها بعدالعدم إلاأنهم قالوا إنه سبحانه أعطاه قوة عالية نافذة في هذاالعالم وفوض تدبير هذاالعالم إليهم قالوا الدليل علي كون هذه الأجرام الفلكية أحياء وجهان الأول أنه لاشك أن الحياة أشرف من الجمادية فكيف يحسن في الحكمة خلق الحياة في الأجسام الخسيسة نحو أبدان الديدان والخنافس وإخلاء هذه الأجرام الشريفة النورانية الروحانية عن الحياة الثاني أن هذه الأفلاك متحركة بالاستدارة فحركتها إما أن تكون طبيعية أوقسرية أوإرادية لاجائز أن تكون طبيعية لأن المهروب عنه بالطبع لا يكون بعينه مطلوبا بالطبع و كل نقطة فرضنا الفلك متحركا عنه فإن حركته عنها هي عين حركته إليها فيستحيل كون تلك الحركة طبيعية و لاجائز أن تكون قسرية لأن القسر هو ألذي يكون علي خلاف الطبيعة فإذ قدبطلت الطبيعية وجب بطلان كونها قسرية و لمابطل القسمان ثبت كونها إرادية فثبت أن الأفلاك والكواكب أجرام حية عاقلة قالوا إذاثبت هذافنقول الوقوف علي جميع
صفحه : 282
الطبائع العلوية والسفلية مما لايفي به وسع البشر وطاقة النفس الناطقة لوجوه أربعة أولها أنه لاسبيل إلي إثبات الكواكب إلابواسطة القوة الباصرة و لاارتياب أنها عن إدراك الصغير من البعيد قاصرة فإن أصغر كوكب مما في القدر السابع من الفلك الثامن و هو ألذي يمتحن به حدة البصر مثل كرة الأرض بضع عشرة مرة و إن كرة الأرض أعظم من العطارد كذا ألف مرة فلو تكوكب الفلك الأعظم بكواكب علي قدر الكواكب الصغيرة المذكورة من الثوابت فلاشك أن الحس لايدركه والبصر لايمتد عليه فضلا عما يكون في مقدار عطارد أوأصغر منه و علي هذاالتقدير لايبعد أن يكون في السماوات كواكب كثيرة فعالة و إن كنا لانعرف وجودها فضلا عن أن نعرف طبائعها ولهذا نقل صاحب كتاب تتكلوشا عن رواياي البشر أنه بقي في الفلك وراء الكواكب المرصودة كواكب لم ترصد إما لفرط صغرها أولخفاء آثارها وأفعالها. وثانيها أن الكواكب التي نراها ليست بأسرها مرصودة بل المرصودة منها ألف واثنان وعشرون والبواقي غيرمرصودة ومما يحقق ذلك ماثبت بالدلالة أن المجردة ليست إلاأجرام كوكبيه صغيرة جدا مرتكزة في فلك الثوابت علي هذاالسمت المخصوص وظاهر أن الوقوف علي طبائعها متعذرة. وثالثها أن هذه الكواكب المرصودة مما لم يحصل الوقوف التام علي طبائعها لأن أقوال الأحكاميين ضعيفة قليلة الحاصل لاسيما في طبائع الثوابت . ورابعها أنابتقدير أن نعرف طبائع هذه الكواكب علي بساطتها لكنه لايمكننا الوقوف علي طبائعها حال امتزاجها إلا علي سبيل التقريب البعيد عن التحقيق . ثم إنا نعلم أن الحوادث الحادثة في هذاالعالم لايصدر عن طبائعها البسيطة و إلالدامت هذه الحوادث بدوام تلك الطبائع بل إنما يحصل عن امتزاجاتها وتلك الامتزاجات غيرمتناهية فلاسبيل إلي الوقوف عليها علي سبيل القياس فقد ثبت
صفحه : 283
بهذه الوجوه الأربعة تعذر الوقوف علي طبائعها الفعالة و أماالقوي المنفعلة فالوقوف التام عليها كالمتعذر لأن القبول التام لايتحقق إلا مع شرائط مخصوصة في القابل من الكم والكيف والوضع والأين وسائر المقولات والمواد السفلية غيرثابتة علي حالة واحدة بل هي أبدا في الاستحالة والتغير و إن كان لايظهر في الحس فقد ظهر بما قررنا أن الوقوف التام علي أحوال القوي الفعالة السماوية والقوي الأرضية المنفعلة غيرحاصل للبشر و لوحصل ذلك لأحد لوجب أن يكون ذلك الشخص عالما بجميع التفاصيل الحاصلة من الماضية والآتية و أن يكون متمكنا من إحداث جميع الأمور التي لانهاية لها. ثم قالوا فهذه المباحث والملامح مما يوهن العقل عن التمكن من هذه الصناعة إلا أنه نعم ماقيل من أن ما لايدرك كله لايترك كله فالقوي البشرية و إن قصرت عن اكتناه هذه القوي العالية الفعالة والسافلة المنفعلة ولكن يمكنها الاطلاع علي بعض أحوالها و إن كان ذلك القدر تافها حقيرا بالنسبة إلي ما في الوجود لكنه عظيم بالنسبة إلي قدرة الإنسان وقوته لأن الأحكاميين من أهل النجوم قدوقفوا بسبب التجارب المتطاولة قرنا بعدقرن علي كثير من أحوال السبعة السيارة وكثير من الثوابت وعرفوا من أحوال البروج والحدود والوجوه والمثلثات مايعظم الانتفاع بمعرفته لمن اطلع عليه وأحاط به و ليس يلزمنا أنه لماتعذر علينا تحصيل اليقين التام بهابواسطة البراهين المنطبقة أن يترك الانتفاع بها مع ماتشاهد من صحة قوانينها الكلية كما لايلزم من عدم قيام الدلائل الطبيعية علي طبائع الأغذية والأدوية البسيطة والمركبة أن لاينتفع بهابل هذه الصناعة أولي بالرعاية من صناعة الطب و ذلك لأنهما بعداشتراكهما في عدم البراهين المنطبقة علي مطالبها امتازت هذه الصناعة عن صناعة الطب بوصف نافع و ذلك أن الدواء المتناول لو لم ينفع يحصل من تناوله ضرر عظيم و أما هذه الصناعة فلو لن تنفع لم تضر
صفحه : 284
و أماظن حصول النفع فهو قائم في الموضعين و إذا كان كذلك كانت هذه الصناعة أولي بالرعاية من صناعة الطب . فإن قال قائل كيف السبيل إلي معرفة طبائع هذه الكواكب والبروج و أماالتجربة فهي متعذرة و ذلك لأن أقل ما لابد منه في التجربة أن يعود الأمر مرتين وعودة الفلك إلي شكله المعين ممتنع عندبعض الفلاسفة و لوأمكن علي بعده فإنما يقع لوعاد جميع الكواكب إلي الموضع ألذي كان واقفا عليه في المرة الأولي و ذلك مما لايحصل إلا بعدالمدة التي تسمي بعمر العالم فأي عمر يفي بذلك و أي عقل يصل إليه .الجواب أنه لاحاجة في هذه التجربة إلي عود الفلك إلي الشكل الأول من جميع الوجوه بل لمارأينا كوكبا حصل في برج وصدر عنه أثر وشاهدنا هذاالأثر مع حصوله في ذلك البرج مدة بعدأخري غلب علي ظننا أن حصوله في ذلك البرج مستعقب لهذا الأثر و هذاالقدر كاف في حصول الظن وأيضا قدتحصل معرفة طبائع هذه الكواكب علي سبيل الإلهام يحكي عن جالينوس أنه عرف كثيرا من الأمور الطبية برؤيا رآها و إذا كان ذلك ممكنا فلاسبيل إلي دفعه .قالوا إذاثبت ذلك فإن التجارب التي مارسها الأحكاميون من المنجمين دلت علي أن لكل اختصاصا بأشياء معينة في هذاالعالم من الأمكنة والأزمنة والأيام والساعات والأغذية والروائح والأشكال التي يتعلق بهاكوكب معين في وقت يكون الكوكب فيه قويا علي ذلك الفعل ألذي يطلب منه لم يبعد أن يحصل ذلك الأثر الخارق للعادة لاسيما إذا كان المتولي لمباشرة ذلك العمل القوي النفس صافي الروح بحيث يكون روحه في الاستعلاء والاستيلاء من جوهر الأرواح السماوية فهناك يتم الأمر ويحصل الغرض فهذا مجموع أقوال الصابئة في تقرير هذاالنوع من السحر. أماالمعتزلة فقد اتفقت كلمتهم علي أن غير الله لايقدر علي خلق الجسم
صفحه : 285
والحياة واللون والطعم واحتجوا بوجوه ذكرها القاضي ولخصها في تفسيره و في سائر كبته ونحن ننقل تلك الوجوه وننظر فيهاأولها و هوالنكتة العقلية التي عليها يقولون إن كل ماسوي الله إما متحيز أوقائم بالمتحيز فلو كان غير الله فاعلا للجسم والحياة لكان ذلك الغير متحيزا و ذلك المتحيز لابد و أن يكون قادرا بالقدرة إذ لو كان قادرا لذاته لكان كل جسم كذلك بناء علي أن الأجسام متماثلة لكن القادر بالقدرة لايصح منه فعل الجسم والحياة ويدل عليه وجهان الأول أن العلم الضروري حاصل بأن الواحد منا لايقدر علي خلق الجسم والحياة ابتداء فقدرتنا مشتركة في امتناع ذلك عليها فهذا الامتناع حكم مشترك فلابد له من علة مشتركة و لامشترك هاهنا إلاكوننا قادرين بالقدرة و إذاثبت هذاوجب في من كان قادرا بالقدرة أن يتعذر عليه فعل الجسم والحياة.الثاني أن هذه القدرة التي لنا لاشك أن بعضها يخالف بعضا فلو قدرنا قدرة صالحة لخلق الجسم والحياة لم يكن مخالفتها لهذه القدرة أشد من مخالفة بعض هذه القدرة للبعض فلو كفي ذلك القدر من المخالفة في صلاحيتها لخلق الجسم لوجب في هذه القدرة التي يخالف بعضها بعضا أن تكون صالحة لخلق الجسم والحياة و لما لم يكن كذلك علمنا أن القادر بالقدرة لايقدر علي خلق الجسم والحياة. وثانيها أنا لوجوزنا ذلك لتعذر الاستدلال بالمعجزات علي النبوات لأنا لماجوزنا استحداث الخوارق بواسطة تمزيج القوي السماوية بالقوي الأرضية لم يمكننا القطع بأن هذه الخوارق التي ظهرت علي أيدي الأمناء صدرت عن الله تعالي بل يجوز فيهاأنهم أتوا بها من طريق السحر وحينئذ يبطل القول بالنبوات من كل الوجوه .
صفحه : 286
وثالثها أنا لوجوزنا أن يكون في الناس من يقدر علي خلق الجسم والحياة والألوان لقدر ذلك الإنسان علي تحصيل الأموال العظيمة من غيرتعب لكنا نري من يدعي السحر متوسلا إلي اكتساب الحقير من المال بجهد جهيد فعلمنا كذبه وبهذا الطريق يعلم فساد مايدعيه قوم من الكيمياء فإنا نقول لوأمكنهم ببعض الأدوية أن يقلبوا غيرالذهب ذهبا لكان إما أن يمكنهم ذلك بالقليل من الأموال فكان ينبغي أن يغنوا أنفسهم بذلك عن المشقة والذلة أو لايمكن إلابالآلات العظام والأموال الخطيرة فكان يجب أن يظهروا ذلك للملوك المتمكنين من ذلك بل كان يجب أن يفطن الملوك لذلك لأنه أنفع لهم من فتح البلاد التي لايتم إلابإخراج الأموال والكنوز و في علمنا بانصراف النفوس والهمم عن ذلك دلالة علي فساد هذاالقول قال القاضي فثبت بهذه الجملة أن الساحر لايصح أن يكون فاعلا لشيء من ذلك . واعلم أن هذه الدلائل ضعيفة جدا أماالوجه الأول فنقول ماالدليل علي أن كل ماسوي الله تعالي إما أن يكون متحيزا أوقائما بالمتحيز أ ماعلمتهم أن الفلاسفة مصرون علي إثبات العقول والنفوس الفلكية والنفوس الناطقة وزعموا أنها في أنفسها ليست بمتحيزة و لاقائمة بالمتحيز فما الدليل علي فساد القول بها. فإن قالوا لووجد موجود هكذا لزم أن يكون مثلا لله تعالي قلنا لانسلم و ذلك لأن الاشتراك في السلوب لايقتضي الاشتراك في الماهية سلمنا ذلك لكن لم لايجوز أن يكون بعض الأجسام يقدر علي ذلك لذاته قوله الأجسام متساوية فلو كان جسم كذلك لكان كل جسم كذلك قلنا ماالدليل علي تماثل الأجسام . فإن قالوا إنه لامعني للجسم إلاالممتد في الجهات الشاغل للأحياز فلاتفاوت بينها في هذاالمعني
صفحه : 287
قلنا الامتداد في الجهات والشغل للأحياز صفة من صفاتها ولازم من لوازمها و لابد أن تكون الأشياء المختلفة في الماهية مشتركة في بعض اللوازم سلمنا أنه يجب أن يكون قادرا بالقدرة فلم قلتم إن القادر بالقدرة لايصح منه خلق الجسم والحياة قوله لأن القدرة التي لنا مشتركة في هذاالامتناع فهذا الامتناع حكم مشترك فلابد له من علة مشتركة و لامشترك سوي كوننا قادرين بالقدرة قلنا هذه المقدمات بأسرها ممنوعة فلانسلم أن الامتناع حكم معلل و ذلك لأن الامتناع عدمي والعدمي لايعلل سلمنا أنه أمر وجودي ولكن من مذهبهم أن كثيرا من الأحكام لايعلل فلم لايجوز أن يكون هاهنا كذلك سلمنا أنه معلل فلم قلتم إن الحكم المشترك لابد له عن علة مشتركة أ ليس أن القبح حصل في الظلم معللا بكونه ظلما و في الكذب بكونه كذبا و في الجهل بكونه جهلا سلمنا أنه لابد من علة مشتركة لكن لانسلم أنه لامشترك إلاكوننا قادرين بالقدرة فلم لايجوز أن تكون هذه القدرة التي لنا مشتركة في وصف معين وتلك القدرة التي تصلح لخلق الجسم تكون خارجة عن ذلك الوصف فما الدليل علي أن الأمر ليس كذلك . أماالوجه الثاني و هو أنه ليست مخالفة تلك القدرة لبعض هذه القدرة أشد من مخالفة بعض هذه القدرة للبعض فنقول هذاأضعف لأنا لانعلل صلاحيتها لخلق الجسم بكونها مخالفة لهذه القدرة بل لخصوصيتها المعينة التي لأجلها خالفت سائر القدر وتلك الخصوصية معلوم أنها غيرحاصلة في سائر القدر ونظير ماذكروه أن يقال ليست مخالفة الصوت للبياض أشد من مخالفة السواد للبياض فلو كانت تلك المخالفة مانعة للصوت من صحة أن يري لوجب لكون السواد مخالفا للبياض أن يمتنع رؤيته و لما كان هذاالكلام فاسدا فكذا ماقالوه والعجب من القاضي أنه لماحكي هذه الوجوه عن الشعرية في مسألة الرؤية زيفها بهذه الأسئلة ثم إنه نفسه تمسك بها في هذه المسألة التي هي الأصل في
صفحه : 288
إثبات النبوة والرد علي من أثبت متوسطا بين الله وبيننا. أماالوجه الثالث و هو أن القول بصحة النبوات لايبقي مع تجويز هذاالأصل فنقول إما أن يكون القول بصحة النبوات متفرعا علي فساد هذه القاعدة أو لا يكون فإن كان الأول امتنع إفساد هذاالأصل بالبناء علي صحة النبوات و إلاوقع الدور و إن كان الثاني فقد سقط هذاالكلام بالكلية. و أماالوجه الرابع فلقائل أن يقول الكلام في الإمكان غير و في الوقوع غير ونحن لانقول بأن هذه الحالة حاصلة لكل أحد بل هذه الحالة لاتحصل للبشر إلا في الأعصار المتباعدة فكيف يلزمنا ماذكرتموه فهذا هوالكلام في النوع الأول من السحر
قالوا اختلف الناس في أن ألذي يشير إليه كل إنسان بقوله أنا ما هوفمن الناس من يقول إنه هو هذه البنية ومنهم من يقول إنه جسم سار في هذه البنية ومنهم من يقول إنه موجود ليس بجسم و لاجسماني أما إذاقلنا إن الإنسان هو هذه البنية فلاشك أن هذه البنية مركبة من الأخلاط الأربعة فلم لايجوز أن يتفق في بعض الأعصار النادرة أن يكون مزاج من الأمزجة في ناحية من النواحي يقتضي القدرة علي خلق الجسم والعلم بالأمور الغائبة عنا وهكذا الكلام إذاقلنا إن الإنسان جسم سار في هذه البنية أما إذاقلنا إن الإنسان هوالنفس فلم لايجوز أن يقال النفوس مختلفة فيتفق في بعض النفوس أن تكون لذاتها قادرة علي هذه الحوادث الغريبة مطلعة علي الأسرار الغائبة عنا فهذا الاحتمال مما لم يقم دلالة علي فساده سوي الوجوه المتقدمة و قدبان بطلانها. ثم ألذي يؤكد هذاالاحتمال وجوه أولها أن الجذع ألذي يتمكن الإنسان
صفحه : 289
من المشي عليه لو كان موضوعا علي الأرض لايمكنه المشي عليه لو كان كالجسر علي هاوية تحته و ماذاك إلالأن تخيل السقوط متي قوي أوجبه وثانيها أجمعت الأطباء علي نهي المرعوف عن النظر إلي الأشياء الحمر والمصروع عن النظر إلي الأشياء القوية اللمعان والدوران و ماذاك إلالأن النفوس خلقت مطيعة للأوهام وثالثها حكي صاحب الشفاء عن أرسطو في طبائع الحيوان أن الدجاجة إذاتشبهت كثيرا بالديكة في الصوت و في الجواب مع الديكة نبت علي ساقيها مثل الشيء النابت علي ساق الديك ثم قال صاحب الشفاء و هذايدل علي أن الأحوال الجسمانية تابعة للأحوال النفسانية. ورابعها أجمعت الأمم علي أن الدعاء مظنة للإجابة وأجمعوا علي أن الدعاء اللساني الخالي عن المطلب النفساني قليل البركة عديم الأثر فدل ذلك علي أن للهمم والنفوس آثارا و هذاالاتفاق غيرمختص بملة معينة ونحلة مخصوصة وخامسها أنك لوأنصفت لعلمت أن المبادي القريبة للأفعال الحيوانية ليست إلاالتصورات النفسانية لأن القوة المحركة المخلوقة المطبوعة المغروزة في العضلات صالحة للفعل وتركه أوضده ولن يترجح أحد الطرفين علي الآخر إلالمرجح و ماذاك إلاتصور كون الفعل جميلا أولذيذا أوتصور كونه قبيحا أومؤلما فتلك التصورات هي المبادئ لصيرورة القوي العضلية مبادئ بالفعل لوجود الأفعال بعد أن كانت كذلك بالقوة و إذاكانت هذه التصورات هي المبادئ لمبادئ هذه الأفعال فأي استبعاد في كونها مبادئ للأفعال بأنفسها وإلغاء الواسطة عن درجة الاعتبار وسادسها التجربة والعيان شاهدان بأن هذه التصورات مبادئ قريبة لحدوث الكيفيات في الأبدان فإن الغضبان يشتد سخونة مزاجه حتي أنه يفيد سخونة قوية يحكي عن بعض الملوك أنه عرض له فالج فأعيا الأطباء مزاولة علاجه فدخل عليه بعض الحذاق منهم علي حين غفلة منه وشافهه بالشتم والقدح
صفحه : 290
في العرض فاشتد غضب الملك وقفز من مرقده قفزة اضطرارية لماناله من شدة ذلك الكلام فزالت تلك العلة المزمنة والمرضة المهلكة و إذاجاز كون التصورات مبادئ لحدوث الحوادث في البدن فأي استبعاد من كونها مبادئ لحدوث الحوادث خارج البدن وسابعها أن الإصابة بالعين أمر قداتفق عليها العقلاء و ذلك أيضا يحقق إمكان ماقلناه . إذاعرفت هذافنقول النفوس التي تفعل هذه الأفاعيل قدتكون قوية جدا فتستغني في هذه الأفعال عن الاستعانة بالآلات والأدوات و قدتكون ضعيفة فتحتاج إلي الاستعانة بهذه وتحقيقه أن النفس إذاكانت قوية مستعلية علي البدن شديدة الانجذاب إلي عالم السماوات كانت كأنها روح من الأرواح السماوية فكانت قوية علي التأثير في مواد هذاالعالم أما إذاكانت ضعيفة شديدة التعلق بهذه اللذات البدنية فحينئذ لا يكون لها تصرف البتة إلا في هذاالبدن فإذاأراد هذاالإنسان صيرورتها بحيث يتعدي تأثيرها من بدنها إلي بدن آخر اتخذ تمثال ذلك الغير ووضعه عندالحس ليشتغل الحس به فيتبعه الخيال عليه وأقبلت النفس الناطقة عليه فقويت التأثيرات النفسانية والتصرفات الروحانية ولذلك اجتمعت الأمم علي أنه لابد لمزاول هذه الأعمال من الانقطاع عن المألوفات والمشتهيات وتقليله الغذاء والانقطاع عن مخاطبة القلب فكلما كانت هذه الأمور أتم كان ذلك التأثير أقوي فإذااتفق أن كانت النفس مناسبة لهذا الأمر نظرا إلي ماهيتها وخاصيتها عظم التأثير والسبب اللمي فيه أن النفس إذااشتغلت بالجانب الواحد استعملت جميع قوتها في ذلك الفعل و إذااشتغلت بالأفعال الكثيرة تفرقت قوتها وتوزعت علي تلك الأفعال فتصل إلي كل واحد من تلك الأفعال شعبة من تلك القوة وجدول من ذلك النهر ولذلك تري أن إنسانين يستويان في قوة الخاطر إذااشتغل أحدهما بصناعة واحدة واشتغل الآخر بصناعتين فإن ذا
صفحه : 291
الفن الواحد يكون أقوي من ذي الفنين و من حاول الوقوف علي حقيقة مسألة من المسائل فإنه حال تفكره فيها لابد و إن يفرغ خاطره عما عداه فإنه عندتفريغ الخاطر يتوجه الخاطر بكليته إليه فيكون الفعل أسهل وأحسن و إذا كان كذلك فإذا كان الإنسان مشغول الهم والهمة بقضاء اللذات وتحصيل الشهوات كانت القوة النفسانية مشغولة بهامستغرقة فيها فلا يكون انجذابها إلي تحصيل الفعل الغريب ألذي يحاوله انجذابا قويا لاسيما وهنا آفة أخري وهي أن مثل هذه النفس اعتادت الاشتغال باللذات من أول أمرها إلي آخره و لم تشتغل قط باستحداث هذه الأفعال الغريبة فهي بالطبع حنون إلي الأول عزوف للثاني فإذاوجدت مطلوبها من النمط الأول فإني تلتفت إلي الجانب الآخر.فقد ظهر من هذا أن مزاولة هذه الأعمال لاتتأتي إلا مع التجرد عن الأحوال الجسمانية وترك مخالطة الخلق والإقبال بالكلية علي عالم الصفا والأرواح و أماالرقي فإن كانت معلومة فالأمر فيهاظاهر لأن الغرض منها أن حس البصر كماشغلناه بالأمور المناسبة لذلك الغرض فحس السمع نشغله أيضا بالأمور المناسبة لذلك الغرض فإن الحواس متي تطابقت نحو التوجه إلي الغرض الواحد كان توجه النفس إليه حينئذ أقوي و أما إذاكانت بألفاظ غيرمعلومة حصلت للنفس هناك حالة شبيهة بالحيرة والدهشة ويحصل للنفس في أثناء ذلك انقطاع عن المحسوسات وإقبال علي ذلك الفعل وجد عظيم فيقوي التأثير النفساني فيحصل الغرض وهكذا القول في الدخن .قالوا فقد ثبت أن هذاالقدر من القوة النفسانية مستقل
صفحه : 292
بالتأثير فإن انضم إليه النوع الأول من السحر و هوالاستعانة بالكواكب وتأثيراتها عظم التأثير بل هاهنا نوعان آخران الأول أن النفوس التي فارقت الأبدان قد يكون فيها ما هوشديد المشابهة لهذه النفس في قوتها و في تأثيراتها فإذاصارت هذه النفوس صافية لم يبعد أن ينجذب إليها ماتشابهها من النفوس المفارقة ويحصل لتلك النفوس نوع ما من التعلق بهذا البدن فتعاضد النفوس الكثيرة علي ذلك الفعل و إذاكملت القوة تزايدت قوي التأثير الثاني أن هذه النفوس الناطقة إذاصارت صافية عن الكدورات البدنية صارت قابلة للأنوار الفائضة من الأرواح السماوية والنفوس الفلكية فتتقوي هذه النفوس بأنوار تلك الأرواح فتقوي علي أمور غريبة خارقة للعادة فهذا شرح سحر أصحاب الأوهام والرّقي
واعلم أن القول بالجن مما أنكره بعض المتأخرين من الفلاسفة والمعتزلة أماأكابر الفلاسفة فإنهم ماأنكروا القول به إلاأنهم سموها بالأرواح الأرضية وهي في أنفسها مختلفة منها خيرة ومنها شريرة فالخير منهم الجن والشريرة هم كفار الجن وشياطينهم ثم قال خلق منهم هذاالأرواح جواهر قائمة بأنفسها لامتحيزة و لاحالة في المتحيز وهي قادرة عالمة مدركة للجزئيات واتصال النفوس الناطقة بهاأسهل من اتصالها بالأرواح السماوية إلا أن القوة الحاصلة للنفوس الناطقة بسبب اتصالها بهذه الأرواح الأرضية أضعف من القوة الحاصلة لها بسبب اتصالها بتلك الأرواح السماوية إما أن الاتصال أسهل فلأن المناسبة بين نفوسنا و بين هذه الأرواح الأرضية أرسل فإن المشابهة والمشاكلة بينها
صفحه : 293
أتم وأشد من المشاكلة بين نفوسنا و بين الأرواح السماوية وإما أن القوة الحاصلة بسبب الاتصال بالأرواح السماوية أقوي فلأن الأرواح السماوية بالنسبة إلي الأرواح الأرضية كالشمس بالنسبة إلي الشعلة والبحر بالنسبة إلي القطرة والسلطان بالنسبة إلي الرعية قالوا و هذه الأشياء و إن لم يقم علي وجودها برهان قاهر فلاأقل من الاحتمال والإمكان ثم إن أصحاب الصنعة وأرباب التجربة شاهدوا أن الاتصال بهذه الأرواح الأرضية يحصل بأعمال سهلة قليلة من الرّقي والدخن والتجريد فهذا النوع هوالمسمي بالعزائم وعمل تسخير الجن
فهذا النوع مبني علي مقدمات أحدها أن أغلاط البصر كثيرة فإن راكب السفينة إذانظر إلي الشط رأي السفينة واقفة والشط متحركا و ذلك يدل علي أن الساكن يري متحركا والمتحرك يري ساكنا والقطرة النازلة تري خطا مستقيما والزبالة التي تدار بسرعة تري دائرة والقبة تري في الماء كالإجاصة والشخص الصغير يري في الضباب عظيما وكبخار الأرض ألذي يريك قرص الشمس عندطلوعها عظيما فإذافارقته وارتفعت صغرت و أمارؤية العظيم من البعيد صغيرا فظاهر فهذه الأشياء قدهدت العقول إلي أن القوة الباصرة قدتبصر الشيء علي خلاف ما هو عليه في الجملة لبعض الأسباب العارضة. وثانيها أن القوة الباصرة إنما تقف علي المحسوس وقوفا تاما إذاأدركت المحسوس في زمان له مقدار فأما إذاأدركت المحسوس في زمان صغير جدا ثم أدركت بعده محسوسا آخر وهكذا فإنه يختلط البعض بالبعض و لايتميز بعض المحسوسات عن البعض ولذلك فإن الرحي إذاأخرجت من مركزها إلي محيطها خطوطا كثيرة بألوان مختلفة ثم استدارت فإن الحس يري لونا واحدا كأنه
صفحه : 294
مركب من كل تلك الألوان . وثالثها أن النفس إذاكانت مشغولة بشيء فربما حضر عندالحس شيءآخر فلايشعر الحس به البتة كما أن الإنسان عنددخوله علي السلطان قديلقاه إنسان ويتكلم معه فلايعرفه و لايفهم كلامه لما أن قلبه مشغول بشيء آخر وكذا الناظر في المرآة فإنه ربما قصد أن يري قذاة في عينه فيراها و لايري ما هوأكثر منها إن كان بوجهه أثر أوبجبهته أوبسائر أعضائه التي تقابل المرآة وربما قصد أن يري سطح المرآة هل هومستو أم لا فلايري شيئا مما في المرآة إذاعرفت هذه المقدمات سهل عند ذلك تصور كيفية هذاالنوع من السحر و ذلك لأن المشعبذ الحاذق يظهر عمل شيءيشغل أذهان الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه حتي إذااستفز عنهم الشغل بذلك الشيء والتحديق نحوه عمل شيئا آخر عملا بسرعة شديدة فيبقي ذلك العمل خفيا لتعلمون الشيئين أحدهما اشتغالهم بالأمر الأول والثاني سرعة الإتيان بهذا العمل الثاني وحينئذ يظهر لهم شيءآخر غير ماانتظروه فيتعجبون منه جدا و لو أنه سكت و لم يتكلم بما يصرف الخواطر إلي ضد مايريد أن يعمل و لم تتحرك النفوس والأوهام إلي غير مايريد إخراجه لفطن الناظرون لكل مايفعله فهذا هوالمراد من قولهم إن المشعبذ يأخذ بالعيون لأنه بالحقيقة يأخذ بالعيون إلي غيرالجهة التي يحتال وكلما كان أخذه للعيون والخواطر وجذبه لها إلي سواء مقصوده أقوي كان أحذق في عمله وكلما كانت الأحوال التي تفيد حس البصر نوعا من أنواع الخلل أشد كان هذاالعمل أحسن مثل أن يجلس المشعبذ في موضع مضيء جدا فإن الضوء الشديد يفيد البصر كلالا
صفحه : 295
واختلالا وكذا الظلمة الشديدة وكذلك الألوان المشرقة القوية تفيد البصر كلالا واختلالا والألوان المظلمة قلما تقف القوة الباصرة علي أحوالها فهذا مجامع القول في هذاالنوع من السحر
الأعمال العجيبة التي تطرأ من تركيب الآلات المركبة علي النسب الهندسية تارة و علي ضروب الخيلاء أخري مثل فارسين يقتتلان فيقتل أحدهما الآخر وكفارس علي فرس في يده بوق كلما مضت ساعة من النهار ضرب البوق من غير أن يمسه أحد ومنها الصور التي تصورها الروم و أهل الهند حتي لايفرق الناظر بينها و بين الإنسان حتي يصورونها ضاحكة وباكية و حتي يفرق فيها بين ضحك السرور وضحك الخجل وضحك الشامت فهذه الوجوه من لطيف أمور التخائيل و كان سحر سحرة فرعون من هذاالضرب و من هذاالباب تركيب صندوق الساعات ويندرج في هذاالباب علم جر الأثقال و هو أن يجر ثقيلا عظيما بآلة خفيفة و هذا في الحقيقة لاينبغي أن يعده من باب السحر لأن لها أسبابا معلومة تعيينية من اطلع عليها قدر عليها إلا أن الاطلاع عليها لما كان عسرا شديدا لايصل إليه إلاالفرد بعدالفرد لاجرم عد أهل الظاهر ذلك من باب السحر و من هذاالباب عمل ارجعانوس الموسيقات في هيكل أورشليم العتيق عندتجديده إياه
صفحه : 296
و ذلك أنه اتفق له أن كان مجتازا بفلاة من الأرض فوجد فيهافرخا من فراخ البراصل والبراصل هوطائر عطوف فكان يصفر صفيرا حزينا بخلاف صفير سائر البراصل فكانت البراصل تجيئه بلطائف الزيتون فتطرحها عنده فيأكل بعضها ويفضل بعضها عن حاجته فوقف هذاالموسيقات هناك وتأمل حال هذاالفرخ وعلم أن في صفيره المخالف لصفير البراصل ضربا من التوجع والاستعطاف حتي رقت له الطيور وجاءته بما يأكله فتلطف لعمل آلة تشبه الصفارة إذااستقبل الريح بهاأدت ذلك الصفير و لم يزل يجرب ذلك حتي وثق بها وجاءته البراصل بالزيتون كماكانت تجيء إلي ذلك الفرخ لأنها تظن أن هناك فرخا من جنسها فلما صح له ماأراد أظهر النسك وعمد إلي هيكل أورشليم وسأل عن الليلة التي دفن فيهااسطرحن الناسك القيم بعمارة ذلك الهيكل فأخبر أنه دفن في أول ليلة من آب فأخذ صورة من زجاج مجوف علي هيئة البرصلة ونصبها فوق ذلك الهيكل وجعل فوق تلك الصورة قبة وأمرهم بفتحها في أول آب فكان يظهر صوت البرصلة بسبب نفوذ الريح في تلك الصورة وكانت البراصل تجيء بالزيتون حتي كانت تمتلئ القبة كل يوم من ذلك الزيتون و الناس اعتقدوا أنه من كرامات ذلك المدفون ويدخل في هذاالباب أنواع كثيرة لايليق شرحها في هذاالموضع .
من أن يجعل في طعامه بعض الأدوية المُبَلّدة المزيلة للعقل والدخن المسكرة نحو دِماغ الحمار إذاتناول الإنسان تبلد عقله و قلت فطنته واعلم أنه لاسبيل إلي إنكار الخواص فإن أثر المغناطيس مشاهد إلا أن الناس قدأكثروا فيه وخلطوا الصدق بالكذب والباطل بالحق
صفحه : 297
و هو أن يدعي الساحر أنه قدعرف الاسم الأعظم و أن الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر الأمور فإذااتفق أن كان السامع لذلك ضعيف العقل قليل التميز اعتقد أنه حق وتعلق قلبه بذلك وحصل في نفسه نوع من الرعب والمخافة فإذاحصل الخوف ضعفت القوي الحساسة فحينئذ يتمكن الساحر من أن يفعل حينئذ ماشاء و إن من جرب الأمور وعرف أحوال العالم علم أن لتعلق القلب أثرا عظيما في تنفيذ الأعمال وإخفاء الأسرار.
و ذلك شائع في الناس فهذا جملة الكلام في أقسام السحر وشرح أنواعه وأصنافه و الله أعلم .
أن هذه الأنواع هل هي ممكنة أم لا أماالمعتزلة فقد اتفقوا علي إنكارها إلاالنوع المنسوب إلي التخيل والمنسوب إلي إطعام بعض الأدوية المبلدة والمنسوب إلي التضريب والنميمة و أماالأقسام الخمسة الأول فقد أنكروها ولعلهم كفروا من قال بها وجوز وجودها و أما أهل السنة فقد جوزوا أن يقدر الساحر علي أن يطير في الهواء ويقلب الإنسان حمارا والحمار إنسانا إلاأنهم قالوا إن الله تعالي هوالخالق لهذه الأشياء عند مايقرأ الساحر رقي مخصوصة وكلمات معينة فأما أن يكون المؤثر في ذلك هوالفلك والنجوم فلا و أماالفلاسفة والمنجمون والصابئة فقولهم علي ماسلف تقريره . واحتج أصحابنا علي فساد قول الصابئة أنه قدثبت أن العالم محدث فوجب أن يكون موجودة قادرا فإن الشيء ألذي حكم العقل بأنه مقدوره إنما يصح أن يكون مقدورا له لكونه ممكنا والإمكان قدر مشترك بين كل الممكنات فإذن كل الممكنات مقدور لله و لووجد شيء من تلك المقدورات بسبب آخر يلزم أن
صفحه : 298
يكون ذلك السبب مزيلا لتعلق قدرة الله تعالي بذلك المقدور فيكون الحادث سببا لعجز الله و هومحال فثبت أنه يستحيل وقوع شيء من الممكنات إلابقدرة الله وعنده يبطل كل ماقاله الصابئة.قالوا إذاثبت هذاالنوع فندعي أنه لايمتنع وقوع هذه الخوارق بإجراء العادة عندسحر السحرة فقد احتجوا علي وقوع هذاالنوع من السحر بالقرآن والخبر أماالقرآن فقوله تعالي في هذه الآيةوَ ما هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ والاستثناء يدل علي حصول الآثار بسببه و أماالأخبار فأحدها ماروي أنه ع سحر و أن السحر عمل فيه حتي قال إنه ليخيل إلي أني أقول الشيء وأفعله و لم أقله و لم أفعله و إن امرأة يهودية سحرته وجعلت ذلك السحر تحت راعوفة البئر فلما استخرج ذلك زال عن النبي ص ذلك العارض ونزلت المعوذتان بسببه . وثانيها أن امرأة أتت عائشة فقالت لها إني ساحرة فهل لي من توبة فقالت و ماسحرك فقالت صرت إلي الموضع ألذي فيه هاروت وماروت ببابل أتعلم علم السحر فقالا لي ياأمة الله لاتختاري عذاب الآخرة بأمر الدنيا فأبيت فقالا لي اذهبي فبولي علي ذلك الرماد فذهبت لأبول عليه ففكرت في نفسي فقلت لافعلت وجئت إليهما فقلت قدفعلت فقالا لي مارأيت لمافعلت فقلت مارأيت شيئا فقالا لي أنت علي رأس أمرك فاتقي الله و لاتفعلي فأبيت فقالا لي اذهبي فافعلي فذهبت ففعلت فرأيت كأن فارسا مقنعا بالحديد قدخرج من فرجي فصعد إلي السماء فجئتهما فأخبرتهما فقالا
صفحه : 299
إيمانك قدخرج عنك فقد أحسنت السحر فقلت و ما هوقالا لاتريدين شيئا فتصورينه في وهمك إلا كان فصورت في نفسي حبا من حنطة فإذا أنابحب فقلت انزرع فانزرع فخرج من ساعته سنبلا فقلت انطحن فانطحن فقلت انخبز فانخبز و أنا لاأريد شيئا أصوره في نفسي إلاحصل فقالت عائشة ليست لك توبة. وثالثها مايذكرونه من الحكايات الكثيرة في هذاالباب وهي مشهورة أماالمعتزلة فقد احتجوا علي إنكاره بوجوه أحدها قوله تعالي وَ لا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتي وثانيها قوله تعالي في صفة محمدص وَ قالَ الظّالِمُونَ إِن تَتّبِعُونَ إِلّا رَجُلًا مَسحُوراً و لوصارص مسحورا لمااستحقوا الذم بسبب هذاالقول وثالثها أنه لوجاز ذلك من الساحر فكيف يتميز المعجز من السحر ثم قالوا هذه الدلائل يقينية والأخبار التي ذكرتموها من باب الآحاد فلاتصلح معارضة لهذه الدلائل .
اتفق المحققون علي ذلك لأن العلم لذاته شريف وأيضا لعموم قوله تعالي هَل يسَتوَيِ الّذِينَ يَعلَمُونَ وَ الّذِينَ لا يَعلَمُونَ ولأن السحر لو لم يعلم لماأمكن الفرق بينه و بين المعجز والعلم بكون المعجز معجزا واجب و مايتوقف الواجب عليه فهو واجب فهذا يقتضي أن يكون تحصيل العلم بالسحر واجبا و ما يكون واجبا كيف يصير حراما وقبيحا.
اختلف الفقهاء في أن الساحر هل يكفر أم لا روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ مَن أَتَي كَاهِناً أَو عَرّافاً فَصَدّقَهُمَا بِقَولٍ فَقَد كَفَرَ بِمَا أُنزِلَ عَلَي مُحَمّدٍ
واعلم أنه لانزاع بين الأمة في أن
صفحه : 300
من اعتقد أن الكواكب هي المدبرة لهذا العالم وهي الخالقة لما فيه من الحوادث والخيرات والشرور فإنه يكون كافرا علي الإطلاق و هذا هوالنوع الأول من السحر و أماالنوع الثاني و هو أن يعتقد أنه قديبلغ روح الإنسان في التصفية والقوة إلي حيث يقدر بها علي إيجاد الأجسام والحياة والقدرة وتغيير البنية والشكل فالأظهر إجماع الأمة أيضا علي تكفيره أماالنوع الثالث و هو أن يعتقد الساحر أنه قديبلغ في التصفية وقراءة الرقي وتدخين بعض الأدوية إلي حيث يخلق الله تعالي في عقب أفعاله علي سبيل العادة الأجسام والحياة والقدرة وتغيير البنية والشكل فهنا المعتزلة اتفقوا علي تكفير من يجوز ذلك قالوا لأنه مع هذاالاعتقاد لايمكنه أن يعرف صدق الأنبياء والرسل و هذاركيك من القول فإن لقائل أن يقول إن الإنسان لوادعي النبوة و كان كاذبا في دعواه فإنه لايجوز من الله تعالي إظهار هذه الأشياء علي يده لئلا يحصل التلبيس أما إذا لم يدع النبوة وظهرت هذه الأشياء علي يده لم يفض ذلك إلي التلبيس لأن المحق يتميز عن المبطل بما أن المحق تحصل له هذه الأشياء مع ادعاء النبوة و أماسائر الأنواع التي عددناه من السحر فلاشك أنه ليس بكفر. فإن قيل إن اليهود لماأضافوا السحر إلي سليمان قال الله تعالي تنزيها عنه وَ ما كَفَرَ سُلَيمانُ و هذايدل علي أن السحر علي الإطلاق كفر وأيضا قال وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَ و هذاأيضا يقتضي أن يكون السحر علي الإطلاق كفرا وحكي عن الملكين أنهما لايعلمان أحدا السحرحَتّي يَقُولا إِنّما نَحنُ فِتنَةٌ فَلا تَكفُر و هويدل علي أن السحر كفر علي الإطلاق .قلنا حكاية الحال يكفي في صدقها صورة واحدة فنحملها علي سحر من يعتقد إلهية النجوم
ثم قال بعدإيراد المسألة الرابعة عشر في حكم قتل الساحر فهذا هو
صفحه : 301
الكلام الكلي في السحر ولنرجع إلي التفسير أما قوله تعالي وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَفظاهر الآية يقتضي أنهم إنما كفروا لأجل أنهم كانوا يعلمون الناس السحر لأن ترتيب الحكم علي الوصف مشعر بالعلية وتعليم ما لا يكون كفرا لايوجب الكفر فصارت الآية دالة علي أن تعليم السحر كفر و علي أن السحر أيضا كفر ولمن منع ذلك أن يقول لانسلم أن ترتيب الحكم علي الوصف مشعر بالعلية بل المعني أنهم كفروا وهم مع ذلك يعلمون السحر. فإن قيل هذامشكل لأن الله أخبر في آخر الآية أن الملكين يعلمان السحر فلو كان تعليم السحر كفرا لزم تكفير الملكين و أنه غيرجائز لماثبت أن الملائكة بأسرهم معصومون وأيضا فلأنكم دللتم علي أنه ليس كلما يسمي سحرا فهو كفر.قلنا اللفظ المشترك لا يكون عاما في جميع مسمياته فنحن نحمل هذاالسحر ألذي هوكفر علي النوع الأول من الأشياء المسماة بالسحر و هواعتقاد إلهية الكواكب والاستعانة بها في إظهار المعجزات وخوارق العادات فهذا السحر كفر والشياطين إنما كفروا بإتيانهم بهذا السحر لابسائر الأقسام و أماالملكان فلانسلم أنهما إنما علما هذاالنوع من السحر بل لعلهما يعلمان سائر الأنواع علي ما قال تعالي فَيَتَعَلّمُونَ مِنهُما ما يُفَرّقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ وأيضا فبتقدير أن يقال إنهما علما هذاالنوع إنما يكون كفرا إذاقصد المعلم أن يعتقد المتعلم حقيته وكونه صوابا فأما أن يعلمه ليحترز عنه فهذا التعليم لا يكون كفرا وتعليم الملائكة كان لأجل أن يصير المكلف محترزا عنه علي ما قال تعالي حكاية عنهماوَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍ حَتّي يَقُولا إِنّما نَحنُ فِتنَةٌ و أماالشياطين الذين علموا السحر الناس فكان مقصودهم اعتقاد حقية هذه الأشياء فظهر الفرق .
قرأ نافع و ابن كثير وعاصم و أبوعمرو بتشديدلكِنّ والشّياطِينُبالنصب علي أنه اسم لكن والباقون لكن بالتخفيف
صفحه : 302
والشياطين بالرفع والمعني واحد
أما قوله تعالي وَ ما أُنزِلَ عَلَي المَلَكَينِ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ
ففيه مسائل
الأولي ما في قوله وَ ما أُنزِلَ
فيه وجهان الأول أنه بمعني ألذي ثم هؤلاء اختلفوا فيه علي ثلاثة أقوال أولها أنه عطف علي السحر أي يعلمون الناس السحر ويعلمونهم ماأنزل علي الملكين أيضا. وثانيها أنه عطف علي قوله ما تَتلُوا الشّياطِينُ أي واتبعوا ماتتلوا الشياطين افتراء علي ملك سليمان وَ ما أُنزِلَ عَلَي المَلَكَينِلأن السحر منه ما هوكفر و هو ألذي تتلوا الشياطين و منه ماتأثيره بالتفريق بين المرء وزوجه و هو ألذي أنزل علي الملكين فكأنه تعالي أخبر عن اليهود بأنهم اتبعوا كلا الأمرين و لم يقتصروا علي أحدهما. وثالثها أن موضعه جر عطفا علي ملك سليمان وتقديره ماتتلوا الشياطين افتراء علي ملك سليمان و علي ماأنزل علي الملكين و هواختيار أبي مسلم وأنكر في الملكين أن يكون السحر نازلا عليهما. واحتج عليه بوجوه الأول أن السحر لو كان نازلا عليهما لكان منزله هو الله تعالي و ذلك غيرجائز لأن السحر كفر وعبث و لايليق بالله تعالي إنزال ذلك .الثاني أن قوله وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَيدل علي أن تعليم السحر كفر و لوثبت في الملائكة أنهم يعلمون السحر لزمهم الكفر و ذلك باطل .الثالث كما لايجوز في الأنبياء أن يبعثوا لتعليم السحر فكذلك في الملائكة بالطريق الأولي .الرابع أن السحر لايضاف إلا إلي الكفرة والفسقة والشياطين المردة فكيف يضاف إلي الله ماينهي عنه ويتوعد عليه بالعقاب وهل السحر إلاالباطل المموه و قدجرت عادة الله تعالي بإبطاله كما قال في قصة موسي ع ما جِئتُم بِهِ السّحرُ إِنّ اللّهَ سَيُبطِلُهُ. ثم إنه سلك في تفسير الآية مسلكا آخر يخالف قول أكثر المخالفين فقال كما أن الشياطين نسبوا السحر إلي ملك سليمان مع أن ملك سليمان كان مبرأ عنه فكذلك نسبوا ماأنزل علي الملكين إلي السحر مع أن المنزل عليهما كان مبرأ عن السحر و ذلك لأن المنزل عليهما كان هوالشرع والدين والدعاء إلي
صفحه : 303
الخير وأنهما كانا يعلمان الناس ذلك مع قولهماإِنّما نَحنُ فِتنَةٌتوكيدا لبعثهم علي القبول والتمثل فكانت طائفة تتمثل وأخري تخالف وتعدل عن ذلك فَيَتَعَلّمُونَ مِنهُما أي من الفتنة والكفر مقدارما يُفَرّقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ و هذاتقرير مذهب أبي مسلم الوجه الثاني أن يكون مابمعني الجحد و يكون معطوفا علي قوله وَ ما كَفَرَ سُلَيمانُكأنه قال لم يكفر سليمان و لم ينزل علي الملكين سحر لأن السحرة كانت تضيف السحر إلي سليمان وتزعم أنه مما أنزل علي الملكين ببابل هاروتَ وماروتَ فرد الله عليهم في القولين و قوله وَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍجحد أيضا أي لايعلمان أحدا بل ينهيان عنه أشد النهي و أما قوله حَتّي يَقُولا إِنّما نَحنُ فِتنَةٌ أي ابتلاء وامتحان فَلا تَكفُرفهو كقولك ماأمرت فلانا بكذا حتي قلت له إن فعلت كذا نالك كذا أي ماأمرته به بل حذرته عنه . واعلم أن هذه الأقوال و إن كانت حسنة إلا أن القول الأول أحسن منها و ذلك لأن عطف قوله وَ ما أُنزِلَ علي مايليه أولي من عطفه علي ما بعد عنه إلالدليل منفصل أما قوله لونزل السحر عليهما لكان منزل ذلك السحر هو الله تعالي قلنا تعريف صفة الشيء قد يكون لأجل الترغيب في إدخاله في الوجود و قد يكون لأجل أن يقع الاحتراز عنه كما قال الشاعر.
رفت الشر لاللشر لكن لتوقيه . |
قوله ثانيا إن تعليم السحر كفر لقوله تعالي وَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَفالجواب أنابينا أنه واقعة حال فيكفي في صدقها صورة واحدة وهي ما إذااشتغل بتعليم سحر من يقول بإلهية الكواكب و يكون قصده من ذلك التعليم إثبات أن ذلك المذهب حق قوله ثالثا إنه لايجوز بعثة الأنبياء لتعليم السحر فكذا الملائكة قلنا لانسلم أنه لايجوز بعثة الأنبياء لتعليمه بحيث يكون الغرض من ذلك التعليم التنبيه علي إبطاله قوله رابعا إنما يضاف السحر إلي الكَفَرة أوالمَرَدة فكيف يضاف إلي الله ماينهي عنه قلنا فرق بين العمل و بين
صفحه : 304
التعليم فلم لايجوز أن يكون العمل به منهيا عنه و أماتعليمه لغرض التنبيه علي فساده فإنه يكون مأمورا به .
المسألة الثانية قرأ الحسن الملكين بكسر اللام
و هومروي أيضا عن الضحاك و ابن عباس ثم اختلفوا فقال الحسن كانا عِجلَين أَقلَفَينِ ببابلَ يعلمان الناس السحر وقيل كانا رجلين صالحين من الملوك والقراءة المشهورة بفتح اللام وهما كانا ملكين نزلا من السماء وهاروت وماروت اسمان لهما ثم قيل هما جبرئيل وميكائيل ع وقيل غيرهما أماالذين كسروا اللام فقد احتجوا بوجوه أحدها أنه لايليق بالملائكة تعليم السحر. وثانيها كيف يجوز إنزال الملكين مع قوله وَ لَو أَنزَلنا مَلَكاً لقَضُيَِ الأَمرُ ثُمّ لا يُنظَرُونَ. وثالثها لوأنزل الملكين لكان إما أن يجعلهما في صورة رجلين أو لايجعلهما كذلك فإن جعلهما في صورة رجلين مع أنهما ليسا برجلين كان ذلك تجهيلا وتلبيسا و هو غيرجائز و لوجاز ذلك فلم لايجوز أن يكون كل واحد من الناس الذين نشاهدهم لا يكون في الحقيقة إنسانا بل ملكا من الملائكة و إن لم يجعلهما في صورة الرجلين قدح ذلك في قوله تعالي وَ لَو جَعَلناهُ مَلَكاً لَجَعَلناهُ رَجُلًا والجواب عن الأول أناسنبين وجه الحكمة وإنزال الملائكة لتعليم السحر و عن الثاني أن هذه الآية عامة وقراءةالمَلَكَينِبفتح اللام متواترة وخاصة والخاص يقدم علي العام و عن الثالث أن الله تعالي ينزلهما في صورة رجلين و كان الواجب علي المكلفين في زمان الأنبياء أن لايقطعوا علي من صورته صورة الإنسان بكونه إنسانا كما أن في زمان الرسول ص كان الواجب علي من شاهد دحية الكلبي أن لايقطع بكونه من البشر بل الواجب التوقف فيه .
المسألة الثالثة إذاقلنا بأنهما كانا من الملائكة
فقد اختلفوا في سبب نزولهما فروي عن ابن عباس أن الملائكة لماقالت أَ تَجعَلُ فِيها مَن يُفسِدُ فِيها وَ يَسفِكُ الدّماءَفأجابهم الله تعالي بقوله إنِيّ أَعلَمُ ما لا تَعلَمُونَ ثم إن الله وكل عليهم جمعا من الملائكة وهم الكرام الكاتبون فكانوا يعرجون بأعمالهم الخبيثة فعجبت الملائكة منهم و من تبقية الله إياهم مع مايظهر منهم من القبائح ثم أضافوا إليها
صفحه : 305
عمل السحر فازداد تعجب الملائكة فأراد الله تعالي أن يبتلي الملائكة فقال لهم اختاروا ملكين من أعظم الملائكة علما وزهدا وديانة لإنزالهما إلي الأرض فاختبرهما فاختاروا هاروت وماروت وركب فيهما شهوة الإنس وأنزلهما ونهاهما عن الشرك والقتل والزنا والشرب فنزلا فذهب إليهما امرأة من أحسن النساء وهي الزهرة فراوداها عن نفسها فأبت إلا بعد أن يعبدا الصنم و إلا بعد أن يشربا فامتنعا أولا ثم غلبت الشهوة عليهما فأطاعا في كل ذلك فعند إقدامهما علي الشرب وعبادة الصنم دخل سائل عليهم فقالت إن أظهر هذاالسائل للناس مارأي منا فسد أمرنا فإن أردتما الوصول إلي فاقتلا هذا الرجل فامتنعا منه ثم اشتغلا بقتله فلما فرغا من القتل طلبا المرأة فلم يجداها ثم إن الملكين عند ذلك ندما وتحسرا وتضرعا إلي الله تعالي فخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا وهما معذبان ببابل معلقان بين السماء و الأرض يعلمان الناس السحر. ثم لهم في الزهرة قولان أحدهما أن الله تعالي لماابتلي الملكين بشهوة بني آدم أمر الله الكوكب ألذي يقال له الزهرة وفلكها حتي هبط إلي الأرض إلي أن كان ما كان فحينئذ ارتفعت الزهرة وفلكها إلي موضعها من السماء موبخين لهما علي ماشاهداه منهما والقول الثاني أن المرأة كانت فاجرة من أهل الأرض وواقعاها بعدشرب الخمر وقتل النفس وعبادة الصنم ثم علماها الاسم ألذي به كانا يعرجان إلي السماء فتكلمت به وعرجت إلي السماء و كان اسمها بيدخت فمسخها الله تعالي وجعلها هي الزهرة. واعلم أن هذه الرواية فاسدة مردودة غيرمقبولة لأنه ليس في كتاب الله مايدل عليها بل فيه مايبطلها من وجوه الأول ماتقدم من الدلائل الدالة علي عصمة الملائكة عن كل المعاصي وثانيها أن قولهم إنهما خيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاسد بل كان الأولي أن يخيرا بين التوبة والعذاب لأن الله تعالي خير بينهما من أشرك به طول عمره فكيف يبخل عليهما بذلك وثالثها أن من أعجب الأمور قولهم إنهما يعلمان الناس السحر في حال كونهما معذبين ويدعوان
صفحه : 306
إليه وهما يعاقبان . و لماظهر فساد هذاالقول فنقول السبب في إنزالهما وجوه أحدها أن السحرة كثرت في ذلك الزمان واستنبطت أبوابا غريبة وكانوا يدعون النبوة ويتحدون الناس بهافبعث الله تعالي هذين الملكين لأجل أن يعلما الناس أبواب السحر حتي يتمكنوا من معارضة أولئك الذين كانوا يدعون النبوة كذبا و لاشك أن هذا من أحسن الأغراض والمقاصد. وثانيها أن العلم بكون المعجزة مخالفا للسحر متوقف علي العلم بماهية المعجزة و الناس كانوا جاهلين بماهية السحر فلاجرم تعذرت عليهم معرفة حقيقة المعجزة فبعث الله هذين الملكين لتعريف ماهية السحر لأجل هذاالغرض وثالثها لايمتنع أن يقال السحر ألذي يوقع الفرقة بين أعداء الله والألفة بين أولياء الله كان مباحا عندهم أومندوبا فالله تعالي بعث الملكين لتعليم السحر لهذا الغرض ثم إن القوم تعلموا ذلك منهما واستعملوه في الشر وإيقاع الفرقة بين أولياء الله والألفة بين أعداء الله ورابعها أن تحصيل العلم بكل شيءحسن و لما كان السحر منهيا عنه وجب أن يكون متصورا معلوما لأن ألذي لا يكون متصورا امتنع النهي عنه وخامسها لعل الجن كان عندهم أنواع من السحر لم يقدر البشر علي الإتيان بمثلها فبعث الله الملائكة ليعلموا البشر أمورا يقدرون بها علي معارضة الجن وسادسها يجوز أن يكون ذلك تشديدا في التكليف من حيث إذاعلمه ماأمكنه أن يتوصل به إلي اللذات العاجلة ثم منعه من استعمالها كان ذلك في نهاية المشقة فيستوجب به الثواب الزائد كماابتلي قوم طالوت بالنهر علي ما قال فَمَن شَرِبَ مِنهُ فَلَيسَ منِيّ وَ مَن لَم يَطعَمهُ فَإِنّهُ منِيّفثبت بهذه الوجوه أنه لايبعد من الله تعالي إنزال الملكين لتعليم السحر.
المسألة الرابعة قال بعضهم هذه الواقعة إنما وقعت في زمان إدريس ع
صفحه : 307
لأنهما إذاكانا ملكين نزلا بصورة البشر لهذا الغرض فلابد من رسول في وقتهما ليكون ذلك معجزة له و لايجوز كونهما رسولين لأنه ثبت أنه تعالي لايبعث الرسول من الملائكة إلي الإنس و الله أعلم .
المسألة الخامسةهارُوتَ وَ مارُوتَ
عطف بيان لملكين
علمان لهما وهما اسمان أعجميان بدليل منع الصرف و لوكانا من الهرت والمرت و هوالكسر كمازعم بعضهم لانصرفا وقرأ الزهري هَارُوتُ وَ مَارُوتُ بالرفع علي هما هاروت وماروت و أما قوله تعالي وَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍ حَتّي يَقُولا إِنّما نَحنُ فِتنَةٌفاعلم أنه تعالي شرح حالهما فقال وهذان الملكان لايعلمان السحر إلا بعدالتحذير الشديد من العمل به و هوقولهماإِنّما نَحنُ فِتنَةٌ والمراد هاهنا بالفتنة المحنة التي بهايتميز المطيع عن العاصي كقولهم فتنت الذهب بالنار إذاعرض علي النار ليتميز الخالص عن المشوب و قدبينا الوجوه في أنه كيف يحسن بعثة الملكين لتعليم السحر فالمراد أنهما لايعلمان أحدا السحر و لايصفانه لأحد و لايكشفان له وجوه الاحتيال حتي يبذلا له النصيحة فيقولا له إِنّما نَحنُ فِتنَةٌ أي هذا ألذي نصفه لك و إن كان الغرض فيه أن يتميز السحر من المعجز ولكنه يمكنك أن تتوصل إلي المفاسد والمعاصي فإياك بعدوقوفك عليه أن تستعمله فيما نهيت عنه أوتتوصل به إلي شيء من الأغراض العاجلة
أما قوله فَيَتَعَلّمُونَ مِنهُما ما يُفَرّقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ
ففيه مسائل
المسألة الأولي ذكروا في تفسير هذاالتفريق وجهين
الأول أن هذاالتفريق إنما يكون بأن يعتقد أن ذلك السحر مؤثر في هذاالتفريق فيصير كافرا و إذاصار كافرا بانت منه امرأته فيحصل التفريق بينهما الثاني يفرق بينهما بالتمويه والتخييل والتضريب وسائر الوجوه المذكورة.
المسألة الثانية أنه تعالي لم يذكر ذلك
لأن ألذي يتعلمون منهما ليس
صفحه : 308
إلا هذاالقدر لكن هذه الصورة تنبيها علي سائر الصور فإن استنامة المرء إلي زوجه وركونه إليها معروف زائد علي كل مودة فنبه بذكر ذلك علي أن السحر إذا ماأمكن به هذاالأمر علي شدته فغيره به أولي .
أما قوله وَ ما هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍفإنه يدل علي ماذكرناه لأنه أطلق الضرر و لم يقصره علي التفريق بين المرء وزوجه فدل ذلك علي أنه تعالي إنما ذكره لأنه أعلي مراتبه أما قوله بِإِذنِ اللّهِفاعلم أن الإذن حقيقة في الأمر و الله لايأمر بالسحر ولأنه تعالي أراد عيبهم وذمهم و لو كان قدأمرهم به لماجاز أن يذمهم عليه فلابد من التأويل و فيه وجوه أحدها قال الحسن المراد منه التخلية يعني الساحر إذاسحر إنسانا فإن شاء الله منعه منه و إن شاء خلي بينه و بين ضرر السحر وثانيها قال الأصم المراد إلابعلم الله وإنما سمي الأذان أذانا لأنه إعلام الناس وقت الصلاة وسمي الأُذُن أُذُنا لأن بالحاسة القائمة بذلك يدرك الإِذن وكذلك قوله وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَي النّاسِ أي إعلام و قوله فَأذَنُوا بِحَربٍ مِنَ اللّهِمعناه فاعلموا و قوله فَقُل آذَنتُكُميعني أعلمتكم وثالثها أن الضرر الحاصل عندفعل السحر إنما يحصل بخلق الله تعالي وإيجاده وإبداعه و ما كان كذلك فإنه يصح أن يضاف إلي إذن الله تعالي كما قال إِنّما قَولُنا لشِيَءٍ إِذا أَرَدناهُ أَن نَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ورابعها أن يكون المراد بالإذن الأمر و هذاالوجه لايليق إلابأن يفسر التفريق بين المرء وزوجه بأن يصير كافرا والكفر يقتضي التفريق فإن هذاحكم شرعي و ذلك لا يكون إلابأمر الله
أما قوله وَ لَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَراهُ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ
ففيه مسائل
المسألة الأولي إنما ذكر لفظ الشراء علي سبيل الاستعارة
لوجوه أحدها
صفحه : 309
أنهم لمانبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وأقبلوا علي التمسك بما تتلوا الشياطين فكأنهم قداشتروا ذلك السحر بكتاب الله وثانيها أن الملكين إنما قصدا بتعليم السحر الاحتراز عنه ليصل بذلك الاحتراز إلي منافع الآخرة فلما استعمل السحر فكأنه اشتري بمنافع الآخرة منافع الدنيا وثالثها أنه لمااستعمل السحر علمنا أنه إنما تحمل المشقة ليتمكن من ذلك الاستعمال فكأنه اشتري بالمحن التي تحملها قدرته علي ذلك الاستعمال
المسألة الثانية قال الأكثرون الخَلاق النصيب
قال القَفّال يشبه أن يكون أصل الكلمة من الخلق معناه التقدير و منه خلق الأديم و منه يقال قدر الرجل كذا درهما رزقا علي عمل كذا و قال الآخرون الخَلاق الخَلاص قال أُمَية بن أبي صَلت
يدعون بالويل فيها لاخلاق لهم | إلاسرابيل قَطران وأغلال . |
بقي في الآية سؤال و هو أنه كيف أثبت لهم العلم أولا في قوله وَ لَقَد عَلِمُوا ثم نفاه عنهم في قوله لَو كانُوا يَعلَمُونَ والجواب من وجوه أحدها أن الذين علموا غيرالذين لم يعلموا فالذين علموا هم الذين علموا السحر ودعوا الناس إلي تعلمه وهم الذين قال الله في حقهم نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ كِتابَ اللّهِ وَراءَ ظُهُورِهِم كَأَنّهُم لا يَعلَمُونَ و أماالجهال الذين يرغبون في تعلم السحر فهم الذين لايعلمون و هذاجواب الأخفش وقطرب وثانيها لوسلمنا أن القوم واحد ولكنهم علموا أشياء وجهلوا أشياء أخر علموا أنه ليس لهم في الآخرة خلاق ولكنهم جهلوا مقدار مافاتهم من منافع الآخرة و ماحصل لهم من مضارها وعقوباتها وثالثها لوسلمنا أن القوم واحد والمعلوم واحد ولكنهم لم ينتفعوا بعلمهم بل أعرضوا عنه فصار ذلك العلم كالعدم كماسمي الله تعالي الكفار صما وبكما
صفحه : 310
وعميا إذ لم ينتفعوا بهذه الحواس ويقال للرجل في شيءيفعله لكنه لايضعه موضعه صنعت و لم تصنع انتهي .
وإنما أوردت أكثر كلامهم في هذاالمقام مع طوله واشتماله علي الزوائد الكثيرة لمناسبته لماسيأتي في بعض الأبواب الآتية ولتطلع علي مذاهبهم الواهية في تلك الأبواب وسأل شيخنا البهائي رحمه الله بعض أخلائه عن قول البيضاوي في تفسير هذه الآية حيث قال و ماروي من أنهما مثلا بشرين وركبت فيهما الشهوة فتعرضا لامرأة يقال لها الزهرة فحملتهما علي المعاصي والشرك ثم صعدت السماء بما تعلمت منهما فمحكي عن اليهود ولعله من رموز الأوائل وحله لايخفي علي ذوي البصائر بينوا حتي نصير من ذوي البصائر فأجاب الشيخ رحمه الله بعد أن أورد هذه القصة نحوا مما رواه الرازي في هذه القصة هي مارواه قدماء المفسرين من العامة عن ابن عباس و لم يرتض بهذه الرواية متأخروهم وأطنب الفخر الرازي وغيره في تزييفها و قال إنها فاسدة مردودة غيرمقبولة لوجوه ثلاثة إلي آخر مانقلناه من الوجوه في عرض كلامه ثم قال و في كل من هذه الوجوه نظر أماالأول فلأنه لم يثبت بقاؤهما علي العصمة بعد أن مثلهما الله سبحانه بصورة البشر وركب فيهما قوتي الشهوة والغضب وجعلهما كسائر بني آدم كمايظهر من القصة و أماالثاني فلأن التخيير بين التوبة والعذاب و إن كان هوالأصلح بحالهما لكن فعل الأصلح مطلقا غيرواجب عليه سبحانه علي مذهب هذاالمفسر بل فعل الأصلح ألذي من هذاالقبيل غيرواجب عندنا أيضا فإنا لانوجب عليه سبحانه كل ما هوأصلح بحال العبد كماظنه مخالفونا وشنعوا علينا بما شنعوا بل إنما نوجب عليه سبحانه كل أصلح لو لم يفعله كان مناقضا لغرضه كماذكرته في الحواشي التي علقتها علي تفسير البيضاوي ولعله سبحانه لم يلهمهما التوبة وأغفلهما عنها لمصلحة لايعلمها إلا هو فلابخل منه سبحانه علي هذاالتقدير. و أماالثالث فلأن التعليم حال التعذيب غيرممتنع وظني أن تزييف الفخر
صفحه : 311
الرازي لهذه الرواية هوالباعث علي عدول البيضاوي عن حمل هذه القصة علي ظاهرها وتنزيلها علي محض الرمز و ألذي سمعته من والدي رحمه الله في حله أنه إشارة إلي أن شخص العالم العامل الكامل المقرب من حظائر القدس قديوكل إلي نفسه الغرارة و لايلحقه التوفيق والعناية فينبذ علمه وراء ظهره ويقبل علي مشتهيات نفسه الخبيثة الخسيسة ويطوي كشحه عن اللذات الحقيقية والمراتب العلية فينحط إلي أسفل سافلين والشخص الناقص الجاهل المنغمس في الأوزار قديختلط بذلك الشخص العالم قاصدا بذلك الفساد والفحشاء فيدركه بذلك التوفيق الإلهي فيستفيد من ذلك العلم مايضرب بسببه صفحا عن أدناس دار الغرور وأرجاس عالم الزور ويرتفع ببركة مايعلمه عن حضيض الجهل والخسران إلي أوج العزة والعرفان فيصير به المتعلم في أرفع درج العلاء والمعلم في أسفل درك الشقاء ورأيت في بعض التفاسير أن المراد بالملكين المذكورين الروح والقلب فإنهما من العالم الروحاني اهبطا إلي العالم الجسماني لإقامة الحق فافتتنا بزهرة الحياة الدنيا ووقعا في شبكة الشهوة فشربا خمر الغفلة وزنيا ببغي الدنيا وعبدا صنم الهوي وقتلا نفسهما بحرمانهما من النعيم الباقي فاستحقا أليم النكال وقطيع العذاب هذا و هذه القصة كمارواها علماء العامة عن ابن عباس فقد رواها علماؤنا رضوان الله عليهم عن الإمام أبي جعفرالباقر ع وذكرها الشيخ الجليل أبو علي الطبرسي في مجمع البيان لكن بين مارواه العامة و مارواه أصحابنا اختلاف يسير فإن الرواية التي رواها أصحابنا ليس فيهاأنهما يعلمان الناس السحر في وقت تعذيبهما بل هي صريحة في أن التعليم كان قبل التعذيب وكذلك ليس فيها أن تلك المرأة تعلمت منهما الاسم الأعظم وصعدت ببركته إلي السماء والحاصل أن هذه القصة مروية من طرقنا و من طرق العامة معا و ليس من جملة الحكايات الغير المسندة كمايظهر من كلام الفاضل الدواني في شرح العقائد العضدية حيث قال إن هذه القصة ليست في كتاب الله و لا في سنة رسول الله مايدل علي صدقها ثم إنه
صفحه : 312
استدل علي أنه من جملة الأكاذيب بأن تمكن تلك المرأة من الصعود إلي السماء بما تعلمته من الملكين أعني الاسم الأعظم وعدم تمكنهما من ذلك مع علمهما به غيرمعقول و لايخفي أن دليله هذاإنما يتم لوثبت أنه جل اسمه لم ينسهما الاسم الأعظم بعداقترافهما تلك الكبائر العظيمة واستحقاقهما الطرد والخذلان ودون ثبوته خرط القتاد انتهي كلامه رحمه الله .لَن يَستَنكِفَ أي لم يأنف و لم يمتنع المَسِيحُ أَن يَكُونَ أي من أن يكون عَبداً لِلّهِ وَ لَا المَلائِكَةُ المُقَرّبُونَ أي و لاهم يستكبرون من الإقرار بعبودية الله سبحانه قال الطبرسي رحمه الله استدل بهذه الآية من قال إن الملائكة أفضل من الأنبياء قالوا إن تأخير ذكر الملائكة في مثل هذاالخطاب يقتضي تفضيلهم لأن العادة لم تجر بأن يقال لن يستنكف الأمير أن يفعل كذا و لاالحارس بل يقدم الأدون ويؤخر الأعظم فيقال لن يستنكف الوزير أن يفعل كذا و لاالسلطان وأجاب أصحابنا عن ذلك بأن قالوا إنما أخر ذكر الملائكة لأن جميع الملائكة أفضل وأكثر ثوابا من المسيح و هذا لايقتضي أن يكون كل واحد منهم أفضل منه وإنما الخلاف في ذلك وأيضا فإنا و إن ذهبنا إلي أن الأنبياء أفضل من الملائكة فإنا نقول مع قولنا بالتفاوت إنه لاتفاوت كثيرا في الفضل بينهما و مع التقارب والتداني يحسن أن يقدم ذكر الأفضل أ لاتري أنه يحسن أن يقال مايستنكف الأمير فلان و لاالأمير فلان إذاكانا متساويين في المنزلة أومتقاربين و قال البيضاوي لعله أراد بالعطف المبالغة باعتبار التكثير لاباعتبار التكبير كقولك أصبح الأمير لايخالفه رئيس و لامرءوس .إِنّ الّذِينَ عِندَ رَبّكَ أي مطلق الملائكة أوالمقربين منهم وَ لَهُ يَسجُدُونَ أي يخضعون بالعبادة أوالتذلل و لايشركون به غيره .
صفحه : 313
وَ لِلّهِ يَسجُدُ ما فِي السّماواتِ وَ ما فِي الأَرضِ قال البيضاوي أي ينقاد انقيادا يعم الانقياد لإرادته وتأثيره طبعا والانقياد لتكليفه وأمره طوعا ليصح إسناده إلي عامة أهل السماوات و الأرض و قوله مِن دابّةٍبيان لهما لأن الدبيب هوالحركة الجسمانية سواء كان في أرض أوسماء والملائكة عطف علي المبين به عطف جبرئيل علي الملائكة للتعظيم أوعطف المجردات علي الجسمانيات و به احتج من قال إن الملائكة أرواح مجردة أوبيان لما في الأرض والملائكة تكرير لما في السماوات وتعيين له إجلالا وتعظيما والمراد بهما ملائكتهما من الحفظة وغيرهم و ما لمااستعمل للعقلاء كمااستعمل لغيرهم كان استعماله حيث اجتمع القبيلان أولي من إطلاق من تغليبا للعقلاءوَ هُم لا يَستَكبِرُونَ عن عبادته يَخافُونَ رَبّهُم مِن فَوقِهِميخافون أن يرسل عذابا من فوقهم أويخافونه و هوفوقهم بالقهر و قوله وَ هُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ والجملة حال من الضمير في لا يَستَكبِرُونَ أوبيان له وتقرير لأن من خاف الله لم يستكبر عن عبادته وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ من الطاعة والتدبير و فيه دليل علي أن الملائكة مكلفون مدارون بين الخوف والرجاء و قال في قوله وَ ما نَتَنَزّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبّكَحكاية قول جبرئيل حين استبطأه رسول الله ص لماسئل عن أصحاب الكهف وذي القرنين والروح و لم يدر مايجيب ورجا أن يوحي إليه فيه فأبطأ عليه خمسة عشر يوما وقيل أربعين حتي قال المشركون ودعه ربه وقلاه ثم نزل تبيان ذلك والتنزل النزول علي مهل لأنه مطاوع نزل و قديطلق بمعني النزول مطلقا كمايطلق نزل بمعني أنزل والمعني و ماننزل وقتا غب وقت إلابأمر الله تعالي علي ماتقتضيه حكمته لَهُ ما بَينَ أَيدِينا وَ ما خَلفَنا وَ ما بَينَ ذلِكَ و هو مانحن فيه من الأماكن والأحايين لاتنتقل من مكان إلي مكان أو لاتنزل في زمان دون زمان إلابأمره ومشيته
صفحه : 314
وَ ما كانَ رَبّكَ نَسِيّا أي تاركا لك أي ما كان عدم النزول إلالعدم الأمر به و لم يكن ذلك عن ترك الله لك وتوديعه إياك كمازعمت الكفرة وإنما كان لحكمة رآها فيه وَ لا يَستَحسِرُونَ أي لايعبئون منهالا يَفتُرُونَحال من الواو في يسبحون .وَ قالُوا اتّخَذَ الرّحمنُ وَلَداًنزلت في خزاعة حيث قالوا الملائكة بنات الله سُبحانَهُتنزيه له عن ذلك بَل عِبادٌ أي بل هم عباد من حيث هم مخلوقون وليسوا بأولادمُكرَمُونَمقربون لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ لايقولون شيئا حتي يقوله كما هوديدن العبيد المقربين وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ و لايعملون قط ما لم يأمرهم به يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم لاتخفي عليه خافية مما قدموا وأخروا أو هوكالعلة لماقبله والتمهيد لمابعده فإنه لإحاطتهم بذلك يضبطون أنفسهم ويراقبون أحوالهم وَ هُم مِن خَشيَتِهِ من عظمته ومهابته مُشفِقُونَمرتعدون وأصل الخشية خوف مع تعظيم ولذلك خص بهاالعلماء والإشفاق خوف مع اعتناء فإن عدي بمن فمعني الخوف فيه أظهر و إن عدي بعلي فبالعكس .وَ مَن يَقُل مِنهُم أي من الملائكة أو من الخلائق كَذلِكَ نجَزيِ الظّالِمِينَ أي من ظلم بالإشراك وادعاء الربوبية و علي تقدير إرجاع الضمير إلي الملائكة لاينافي عصمتهم فإن الفرض لاينافي امتناع الوقوع كقوله تعالي لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنّ عَمَلُكَ.عَلَيها أي علي النارمَلائِكَةٌيلي أمرها وهم الزبانيةغِلاظٌ شِدادٌغلاظ الأقوال شداد الأفعال أوغلاظ الخلق شداد الخلق أقوياء علي الأفعال الشديدةلا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُمفيما مضي وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَفيما يستقبل أو لايمتنعون عن قبول الأوامر والتزامها ويؤدون مايؤمرون به
صفحه : 315
قال الطبرسي رحمه الله في هذادلالة علي أن الملائكة الموكلين بالنار معصومون عن القبائح لايخالفون الله في أوامره ونواهيه و قال الجبائي إنما عني أنهم لايعصونه ويفعلون مايأمرهم به في دار الدنيا لأن الآخرة ليست بدار تكليف وإنما هي دار جزاء المؤمنين وإنما أمرهم الله تعالي بتعذيب أهل النار علي وجه الثواب لهم بأن جعل سرورهم ولذاتهم في تعذيب أهل النار كماجعل سرورهم ولذاتهم في الجنة انتهي . وأقول كون الآخرة دار جزاء الملائكة غيرمعلوم وإنما المعلوم أنها دار جزاء الإنس فلاينافي كون الملائكة مكلفين فيهابل يمكن أن يكون جزاؤهم مقارنا لأفعالهم من حصول اللذات الحقيقية ورفع الدرجات الصورية والمعنوية بل أصل خدماتهم وجزاؤهم كماورد أن طعامهم التسبيح وشرابهم التقديس و قال الشيخ المفيد رحمه الله في كتاب المقالات أقول إن الملائكة مكلفون وموعودون ومتوعدون قال الله تبارك و تعالي وَ مَن يَقُل مِنهُم إنِيّ إِلهٌ مِن دُونِهِ فَذلِكَ نَجزِيهِ جَهَنّمَ كَذلِكَ نجَزيِ الظّالِمِينَ وأقول إنهم معصومون مما يوجب لهم العقاب بالنار و علي هذاالقول جمهور الإمامية وسائر المعتزلة وأكثر المرجئة وجماعة من أصحاب الحديث و قدأنكر قوم من الإمامية أن تكون الملائكة مكلفين وزعموا أنهم إلي الأعمال مضطرون ووافقهم علي ذلك جماعة من أصحاب الحديث
1-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ بنِ بَشّارٍ القزَويِنيِّ عَنِ المُظَفّرِ بنِ أَحمَدَ القزَويِنيِّ قَالَ سَمِعتُ أَبَا الحُسَينِ مُحَمّدَ بنَ جَعفَرٍ الأسَدَيِّ الكوُفيِّ يَقُولُ فِي سُهَيلٍ وَ الزّهَرَةِ إِنّهُمَا دَابّتَانِ مِن دَوَابّ البَحرِ المُطِيفِ بِالدّنيَا فِي مَوضِعٍ لَا تَبلُغُهُ سَفِينَةٌ وَ لَا تَعمَلُ فِيهِ حِيلَةٌ وَ هُمَا المَسخَانِ المَذكُورَانِ فِي أَصنَافِ المُسُوخِ وَ يَغلَطُ مَن يَزعُمُ أَنّهُمَا
صفحه : 316
الكَوكَبَانِ وَ لَو كَانَا مَلَكَينِ لَعُصِمَا فَلَم يَعصِيَا وَ إِنّمَا سَمّاهُمَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِي كِتَابِهِ مَلَكَينِ بِمَعنَي أَنّهُمَا خُلِقَا لِيَكُونَا مَلَكَينِ كَمَا قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ لِنَبِيّهِص إِنّكَ مَيّتٌ وَ إِنّهُم مَيّتُونَبِمَعنَي سَتَكُونُ مَيّتاً وَ يَكُونُونَ مَوتَي
بيان المطيف بالدنيا علي بناء الإفعال أي المحيط يقال فلان يرشح للوزارة أي يربي ويؤهل لها ثم إن هذاالكلام إن كان قاله الأسدي من قبل نفسه فيرد عليه أن الملائكة ليست أمرا تحصل لذات بعد أن لم تكن بل الظاهر أنها من الحقائق التي لاتنفك كالإنسانية والحيوانية إلا أن يكون مراده أنهما لم يكونا من الملائكة بل كانا مما يصلحان ظاهرا أن يخلطا بالملائكة كالشيطان
2-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن عَلِيّ بنِ رِئَابٍ عَن مُحَمّدِ بنِ قَيسٍ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَسَأَلَهُ عَطَا وَ نَحنُ بِمَكّةَ عَن هَارُوتَ وَ مَارُوتَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع إِنّ المَلَائِكَةَ كَانُوا يَنزِلُونَ مِنَ السّمَاءِ إِلَي الأَرضِ فِي كُلّ يَومٍ وَ لَيلَةٍ يَحفَظُونَ أَعمَالَ أَوسَاطِ أَهلِ الأَرضِ مِن وُلدِ آدَمَ وَ الجِنّ فَيَكتُبُونَ أَعمَالَهُم وَ يَعرُجُونَ بِهَا إِلَي السّمَاءِ قَالَ فَضَجّ أَهلُ السّمَاءِ مِن معَاَصيِ أَهلِ أَوسَاطِ الأَرضِ فَتَوَامَزُوا فِيمَا بَينَهُم مِمّا يَسمَعُونَ وَ يَرَونَ مِنِ افتِرَائِهِمُ الكَذِبَ عَلَي اللّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي وَ جُرأَتِهِم عَلَيهِ وَ نَزّهُوا اللّهَ مِمّا يَقُولُ فِيهِ خَلقُهُ وَ يَصِفُونَ فَقَالَت طَائِفَةٌ مِنَ المَلَائِكَةِ يَا رَبّنَا مَا تَغضَبُ مِمّا يَعمَلُ خَلقُكَ فِي أَرضِكَ وَ مَا يَصِفُونَ فِيكَ الكَذِبَ وَ يَقُولُونَ الزّورَ وَ يَرتَكِبُونَ المعَاَصيَِ وَ قَد نَهَيتَهُم عَنهَا ثُمّ أَنتَ تَحلُمُ عَنهُم وَ هُم فِي قَبضَتِكَ وَ قُدرَتِكَ وَ خِلَالِ عَافِيَتِكَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ ع فَأَحَبّ اللّهُ أَن يرُيَِ المَلَائِكَةَ القُدرَةَ وَ نَافِذَ أَمرِهِ فِي جَمِيعِ خَلقِهِ وَ يُعَرّفَ المَلَائِكَةَ مَا مَنّ بِهِ عَلَيهِم
صفحه : 317
مِمّا عَدَلَهُ عَنهُم مِن صُنعِ خَلقِهِ وَ مَا طَبَعَهُم عَلَيهِ مِنَ الطّاعَةِ وَ عَصَمَهُم بِهِ مِنَ الذّنُوبِ قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَي المَلَائِكَةِ أَنِ انتَدِبُوا مِنكُم مَلَكَينِ حَتّي أُهبِطَهُمَا إِلَي الأَرضِ ثُمّ أَجعَلَ فِيهِمَا مِن طَبَائِعِ المَطعَمِ وَ المَشرَبِ وَ الشّهوَةِ وَ الحِرصِ وَ الأَمَلِ مِثلَ مَا جَعَلتُهُ فِي وُلدِ آدَمَ ثُمّ أَختَبِرَهُمَا فِي الطّاعَةِ لِي قَالَ فَنَدَبُوا لِذَلِكَ هَارُوتَ وَ مَارُوتَ وَ كَانَا أَشَدّ المَلَائِكَةِ قَولًا فِي العَيبِ لِوُلدِ آدَمَ وَ استِئثَارِ غَضَبِ اللّهِ عَلَيهِم قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِمَا أَنِ اهبِطَا إِلَي الأَرضِ فَقَد جَعَلتُ فِيكُمَا مِن طَبَائِعِ المَطعَمِ وَ المَشرَبِ وَ الشّهوَةِ وَ الحِرصِ وَ الأَمَلِ مِثلَ مَا جَعَلتُ فِي وُلدِ آدَمَ قَالَ ثُمّ أَوحَي اللّهُ إِلَيهِمَا انظُرَا أَن لَا تُشرِكَا بيِ شَيئاً وَ لَا تَقتُلَا النّفسَ التّيِ حَرّمَ اللّهُ وَ لَا تَزنِيَا وَ لَا تَشرَبَا الخَمرَ قَالَ ثُمّ كَشَطَ عَنِ السّمَاوَاتِ السّبعِ لِيُرِيَهُمَا قُدرَتَهُ ثُمّ أَهبَطَهُمَا إِلَي الأَرضِ فِي صُورَةِ البَشَرِ وَ لِبَاسِهِم فَهَبَطَا نَاحِيَةَ بَابِلَ فَرُفِعَ لَهُمَا بِنَاءٌ مُشرِفٌ فَأَقبَلَا نَحوَهُ فَإِذَا بِحَضرَتِهِ امرَأَةٌ جَمِيلَةٌ حَسنَاءُ مُزَيّنَةٌ مُعَطّرَةٌ مُسفِرَةٌ مُقبِلَةٌ نَحوَهُمَا قَالَ فَلَمّا نَظَرَا إِلَيهَا وَ نَاطَقَاهَا وَ تَأَمّلَاهَا وَقَعَت فِي قُلُوبِهِمَا مَوقِعاً شَدِيداً لِمَوضِعِ الشّهوَةِ التّيِ جُعِلَت فِيهِمَا فَرَجَعَا إِلَيهَا رُجُوعَ فِتنَةٍ وَ خِذلَانٍ وَ رَاوَدَاهَا عَن نَفسِهَا فَقَالَت لَهُمَا إِنّ لِي دِيناً أَدِينُ بِهِ وَ لَيسَ أَقدِرُ فِي ديِنيِ عَلَي أَن أُجِيبَكُمَا إِلَي مَا تُرِيدَانِ إِلّا أَن تَدخُلَا فِي ديِنيَِ ألّذِي أَدِينُ بِهِ فَقَالَا لَهَا وَ مَا دِينُكِ قَالَت لِي إِلَهٌ مَن عَبَدَهُ وَ سَجَدَ لَهُ كَانَ لِيَ السّبِيلُ إِلَي أَن أُجِيبَهُ إِلَي كُلّ مَا سأَلَنَيِ فَقَالَا لَهَا وَ مَا إِلَهُكِ قَالَت إلِهَيِ هَذَا الصّنَمُ قَالَ فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَي صَاحِبِهِ فَقَالَ هَاتَانِ خَصلَتَانِ مِمّا نُهِينَا عَنهُمَا الشّركُ وَ الزّنَا لِأَنّا إِن سَجَدنَا لِهَذَا الصّنَمِ وَ عَبَدنَاهُ أَشرَكنَا بِاللّهِ وَ إِنّمَا نُشرِكُ بِاللّهِ لِنَصِلَ إِلَي الزّنَا وَ هُوَ ذَا نَحنُ نَطلُبُ الزّنَا فَلَيسَ تُعطَي إِلّا بِالشّركِ قَالَ فَائتَمَرَا بَينَهُمَا فَغَلَبَتهُمَا الشّهوَةُ التّيِ جُعِلَت فِيهِمَا
صفحه : 318
فَقَالَا لَهَا نُجِيبُكِ إِلَي مَا سَأَلتِ فَقَالَت فَدُونَكُمَا فَاشرَبَا هَذِهِ الخَمرَ فَإِنّهُ قُربَانٌ لَكُمَا وَ بِهِ تَصِلَانِ إِلَي مَا تُرِيدَانِ فَائتَمَرَا بَينَهُمَا فَقَالَا هَذِهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ مِمّا نَهَانَا رَبّنَا عَنهَا الشّركُ وَ الزّنَا وَ شُربُ الخَمرِ وَ إِنّمَا نَدخُلُ فِي شُربِ الخَمرِ وَ الشّركِ حَتّي نَصِلَ إِلَي الزّنَا فَائتَمَرَا بَينَهُمَا فَقَالَا مَا عظم [أَعظَمَ]البَلِيّةَ بِكِ قَد أَجَبنَاكِ إِلَي مَا سَأَلتِ قَالَت فَدُونَكُمَا فَاشرَبَا مِن هَذِهِ الخَمرِ وَ اعبُدَا هَذَا الصّنَمَ وَ اسجُدَا لَهُ فَشَرِبَا الخَمرَ وَ عَبَدَا الصّنَمَ ثُمّ رَاوَدَاهُمَا عَن نَفسِهَا فَلَمّا تَهَيّأَت لَهُمَا وَ تَهَيّئَا لَهَا دَخَلَ عَلَيهِمَا سَائِلٌ يَسأَلُ[ هذه ] فَلَمّا أَن رَآهُمَا وَ رَأَيَاهُ ذَعِرَا مِنهُ فَقَالَ لَهُمَا إِنّكُمَا نَابَانِ[لَامرَءَانِ]ذَعِرَانِ قَد خَلَوتُمَا بِهَذِهِ المَرأَةِ المُعَطّرَةِ الحَسنَاءِ إِنّكُمَا لَرَجُلَا سَوءٍ وَ خَرَجَ عَنهُمَا فَقَالَت لَهُمَا لَا وَ إلِهَيِ مَا تَصِلَانِ الآنَ إلِيَّ وَ قَدِ اطّلَعَ هَذَا الرّجُلُ عَلَي حَالِكُمَا وَ عَرَفَ مَكَانَكُمَا وَ يَخرُجُ الآنَ وَ يُخبِرُ بِخَبَرِكُمَا وَ لَكِن بَادِرَا إِلَي هَذَا الرّجُلِ فَاقتُلَاهُ قَبلَ أَن يَفضَحَكُمَا وَ يفَضحَنَيِ ثُمّ دُونَكُمَا فَاقضِيَا حَاجَتَكُمَا وَ أَنتُمَا مُطمَئِنّانِ آمِنَانِ قَالَ فَقَامَا إِلَي الرّجُلِ فَأَدرَكَاهُ فَقَتَلَاهُ ثُمّ رَجَعَا إِلَيهَا فَلَم يَرَيَاهَا وَ بَدَت لَهُمَا سَوآتُهُمَا وَ نُزِعَ عَنهُمَا رِيَاشُهُمَا وَ أُسقِطَا فِي أَيدِيهِمَا قَالَ فَأَوحَي اللّهُ إِلَيهِمَا أَن أَهبَطتُكُمَا إِلَي الأَرضِ مَعَ خلَقيِ سَاعَةً مِنَ النّهَارِ فعَصَيَتمُاَنيِ بِأَربَعٍ مِن معَاَصيَِ كُلّهَا قَد نَهَيتُكُمَا عَنهَا وَ تَقَدّمتُ إِلَيكُمَا فِيهَا فَلَم ترُاَقبِاَنيِ وَ لَم تَستَحيِيَا منِيّ وَ قَد كُنتُمَا أَشَدّ مَن نَقَمَ عَلَي أَهلِ الأَرضِ المعَاَصيَِ وَ استَجَرّ أسَفَيِ وَ غضَبَيِ عَلَيهِم لِمَا جَعَلتُ فِيكُمَا مِن طَبعِ خلَقيِ وَ عصِمتَيِ إِيّاكُمَا مِنَ المعَاَصيِ فَكَيفَ رَأَيتُمَا مَوضِعَ خذِلاَنيِ فِيكُمَا اختَارَا عَذَابَ الدّنيَا أَو عَذَابَ الآخِرَةِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ نَتَمَتّعُ مِن شَهَوَاتِنَا فِي الدّنيَا إِذ صِرنَا إِلَيهَا إِلَي أَن نَصِيرَ إِلَي عَذَابِ الآخِرَةِ فَقَالَ الآخَرُ إِنّ عَذَابَ الدّنيَا لَهُ مُدّةٌ وَ انقِطَاعٌ وَ عَذَابُ الآخِرَةِ دَائِمٌ لَا انقِطَاعَ لَهُ فَلَسنَا نَختَارُ عَذَابَ الآخِرَةِ الدّائِمَ الشّدِيدَ عَلَي عَذَابِ الدّنيَا المُنقَطِعِ الفاَنيِ قَالَ فَاختَارَا عَذَابَ الدّنيَا فَكَانَا يُعَلّمَانِ النّاسَ السّحرَ فِي أَرضِ بَابِلَ ثُمّ لَمّا عَلّمَا النّاسَ
صفحه : 319
السّحرَ رُفِعَا مِنَ الأَرضِ إِلَي الهَوَاءِ فَهُمَا مُعَذّبَانِ مُنَكّسَانِ مُعَلّقَانِ فِي الهَوَاءِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ
العياشي، عن محمد بن قيس مثله بيان أن انتدبوا في بعض النسخ أن اندبوا و هوأصوب إذ الظاهر من كلام أكثر اللغويين أن الانتداب لازم قال الجوهري ندبه إلي الأمر فانتدب أي دعاه فأجاب ونحوه قال الفيروزآبادي لكن قال في المصباح المنير انتدبته في الأمر فانتدب يستعمل لازما ومتعديا و قال كشطت البعير كشطا من باب ضرب مثل سلخت الشاة إذانحيت جلده وكشطت الشيء كشطا نحيته و قال الفيروزآبادي الكشط رفعك الشيء عن الشيء قدغشاه و إذاالسماء كشطت قلعت كمايقلع السقف وكشط الجل عن الفرس كشفه و في النهاية فيه يراود عمه علي الإسلام أي يراجعه ويراوده و في القاموس سقط في يده وأسقط مضمومتين ذل وأخطأ أوندم وتحير و قال نكسه قلبه علي رأسه كنكسه انتهي وأقول يمكن حمل الخبر علي التقية بقرينة كون السائل من علماء العامة
3-العُيُونُ، وَ تَفسِيرُ الإِمَامِ،بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ عَن آبَائِهِ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّوَ اتّبَعُوا ما تَتلُوا الشّياطِينُ عَلي مُلكِ سُلَيمانَ قَالَ اتّبَعُوا مَا تَتلُو كَفَرَةُ الشّيَاطِينِ مِنَ السّحرِ وَ النّيرَنجَاتِ عَلَي مُلكِ سُلَيمَانَ الّذِينَ يَزعُمُونَ أَنّ سُلَيمَانَ بِهِ مُلكٌ وَ نَحنُ أَيضاً بِهِ نُظهِرُ العَجَائِبَ حَتّي يَنقَادَ لَنَا النّاسُ وَ نسَتغَنيَِ عَنِ الِانقِيَادِ لعِلَيِّ وَ قَالُوا كَانَ سُلَيمَانُ كَافِراً سَاحِراً مَاهِراً بِسِحرِهِ مَلَكَ مَا مَلَكَ وَ قَدَرَ عَلَي مَا قَدَرَ فَرَدّ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ عَلَيهِم فَقَالَوَ ما كَفَرَ سُلَيمانُ وَ لَا استَعمَلَ السّحرَ كَمَا قَالَ هَؤُلَاءِ الكَافِرُونَوَ لكِنّ الشّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحرَ ألّذِي نَسَبُوهُ إِلَي سُلَيمَانَوَ إِلَيما أُنزِلَ
صفحه : 320
عَلَي المَلَكَينِ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَ وَ كَانَ بَعدَ نُوحٍ ع قَد كَثُرَ السّحَرَةُ وَ المُمَوّهُونَ فَبَعَثَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ مَلَكَينِ إِلَي نبَيِّ ذَلِكَ الزّمَانِ بِذِكرِ مَا يَسحَرُ بِهِ السّحَرَةُ وَ ذِكرِ مَا يُبطِلُ بِهِ سِحرَهُم وَ يَرُدّ بِهِ كَيدَهُم فَتَلَقّاهُ النّبِيّ عَنِ المَلَكَينِ وَ أَدّاهُ إِلَي عِبَادِ اللّهِ بِأَمرِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَمَرَهُم أَن يَقِفُوا بِهِ عَلَي السّحرِ وَ أَن يُبطِلُوهُ وَ نَهَاهُم أَن يَسحَرُوا بِهِ النّاسَ وَ هَذَا كَمَا يَدُلّ عَلَي السّمّ مَا هُوَ وَ عَلَي مَا يُدفَعُ بِهِ غَائِلَةُ السّمّ ثُمّ يُقَالُ لِلمُتَعَلّمِ ذَلِكَ هَذَا السّمّ فَمَن رَأَيتَهُ يَسُمّ فَادفَع غَائِلَتَهُ بِكَذَا وَ إِيّاكَ أَن تَقتُلَ بِالسّمّ أَحَداً ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍ حَتّي يَقُولا إِنّما نَحنُ فِتنَةٌ فَلا تَكفُريعَنيِ أَنّ ذَلِكَ النّبِيّ أَمَرَ المَلَكَينِ أَن يَظهَرَا لِلنّاسِ بِصُورَةِ بَشَرَينِ وَ يُعَلّمَاهُمَا مَا عَلّمَهُمَا اللّهُ مِن ذَلِكَ فَقَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما يُعَلّمانِ مِن أَحَدٍ ذَلِكَ السّحرَ وَ إِبطَالَهُحَتّي يَقُولالِلمُتَعَلّمِإِنّما نَحنُ فِتنَةٌامتِحَانٌ لِلعِبَادِ لِيُطِيعُوا اللّهَ فِيمَا يَتَعَلّمُونَ مِن هَذَا وَ يُبطِلُوا بِهِ كَيدَ السّاحِرِ وَ لَا يَسحَرُوهُمفَلا تَكفُربِاستِعمَالِ هَذَا السّحرِ وَ طَلَبِ الإِضرَارِ بِهِ وَ دُعَاءِ النّاسِ إِلَي أَن يَعتَقِدُوا أَنّكَ بِهِ تحُييِ وَ تُمِيتُ وَ تَفعَلُ مَا لَا يَقدِرُ عَلَيهِ إِلّا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَإِنّ ذَلِكَ كُفرٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّفَيَتَعَلّمُونَيعَنيِ طاَلبِيِ السّحرِمِنهُمايعَنيِ مِمّا كَتَبَتِ الشّيَاطِينُعَلي مُلكِ سُلَيمانَ مِنَ النّيرَنجَاتِوَ ما أُنزِلَ عَلَي المَلَكَينِ بِبابِلَ هارُوتَ وَ مارُوتَيَتَعَلّمُونَ مِن هَذَينِ الصّنفَينِما يُفَرّقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ هَذَا مَن يَتَعَلّمُ لِلإِضرَارِ بِالنّاسِ يَتَعَلّمُونَ التّضرِيبَ بِضُرُوبِ الحِيَلِ وَ التّمَائِمِ وَ الإِيهَامِ أَنّهُ قَد دَفَنَ فِي مَوضِعِ كَذَا وَ عَمِلَ كَذَا لِيُحَبّبَ المَرأَةَ إِلَي الرّجُلِ وَ الرّجُلَ إِلَي المَرأَةِ أَو يؤُدَيَّ إِلَي الفِرَاقِ بَينَهُمَا ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ ما هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ أَي مَا المُتَعَلّمُونَ لِذَلِكَ بِضَارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلّا بِإِذنِ اللّهِ يعَنيِ بِتَخلِيَةِ اللّهِ وَ عِلمِهِ فَإِنّهُ لَو شَاءَ لَمَنَعَهُم بِالجَبرِ وَ القَهرِ ثُمّ قَالَوَ يَتَعَلّمُونَ ما يَضُرّهُم وَ لا يَنفَعُهُملِأَنّهُم إِذَا تَعَلّمُوا ذَلِكَ السّحرَ لِيَسحَرُوا بِهِ وَ يَضُرّوا فَقَد تَعَلّمُوا مَا يَضُرّهُم فِي دِينِهِم وَ لَا يَنفَعُهُم فِيهِ بَل يَنسَلِخُونَ عَن دِينِ اللّهِ
صفحه : 321
بِذَلِكَ وَ لَقَد عَلِمَ هَؤُلَاءِ المُتَعَلّمُونَلَمَنِ اشتَراهُبِدِينِهِ ألّذِي يَنسَلِخُ عَنهُ بِتَعَلّمِهِما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ أَي مِن نَصِيبٍ فِي ثَوَابِ الجَنّةِ ثُمّ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ لَبِئسَ ما شَرَوا بِهِ أَنفُسَهُموَهَنُوهَا بِالعَذَابِلَو كانُوا يَعلَمُونَأَنّهُم قَد بَاعُوا الآخِرَةَ وَ تَرَكُوا نَصِيبَهُم مِنَ الجَنّةِ لِأَنّ المُتَعَلّمِينَ لِهَذَا السّحرِ هُمُ الّذِينَ يَعتَقِدُونَ أَن لَا رَسُولَ وَ لَا إِلَهَ وَ لَا بَعثَ وَ لَا نُشُورَ فَقَالَوَ لَقَد عَلِمُوا لَمَنِ اشتَراهُ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍلِأَنّهُم يَعتَقِدُونَ أَن لَا آخِرَةَ فَهُم يَعتَقِدُونَ أَنّهَا إِذَا لَم تَكُن آخِرَةٌ فَلَا خَلَاقَ لَهُم فِي دَارٍ بَعدَ الدّنيَا وَ إِن كَانَ بَعدَ الدّنيَا آخِرَةٌ فَهُم مَعَ كُفرِهِم بِهَا لَا خَلَاقَ لَهُم فِيهَا ثُمّ قَالَوَ لَبِئسَ ما شَرَوا بِهِ أَنفُسَهُمإِذ بَاعُوا الآخِرَةَ بِالدّنيَا وَ رَهَنُوا بِالعَذَابِ الدّائِمِ أَنفُسَهُملَو كانُوا يَعلَمُونَأَنّهُم قَد بَاعُوا أَنفُسَهُم بِالعَذَابِ وَ لَكِن لَا يَعلَمُونَ ذَلِكَ لِكُفرِهِم بِهِ فَلَمّا تَرَكُوا النّظَرَ فِي حُجَجِ اللّهِ حَتّي يَعلَمُوا عَذَابَهُم عَلَي اعتِقَادِهِمُ البَاطِلَ وَ جَحدِهِم الحَقّ
قَالَ يُوسُفُ بنُ مُحَمّدِ بنِ زِيَادٍ وَ عَلِيّ بنُ مُحَمّدِ بنِ سَيّارٍ عَن أَبَوَيهِمَا أَنّهُمَا قَالَافَقُلنَا لِلحَسَنِ أَبِي القَائِمِ ع فَإِنّ قَوماً عِندَنَا يَزعُمُونَ أَنّ هَارُوتَ وَ مَارُوتَ مَلَكَانِ اختَارَتهُمَا المَلَائِكَةُ لَمّا كَثُرَ عِصيَانُ بنَيِ آدَمَ وَ أَنزَلَهُمَا اللّهُ مَعَ ثَالِثٍ لَهُمَا إِلَي الدّنيَا وَ أَنّهُمَا افتَتَنَا بِالزّهَرَةِ وَ أَرَادَا الزّنَا بِهَا وَ شَرِبَا الخَمرَ وَ قَتَلَا النّفسَ المُحتَرَمَةَ وَ أَنّ اللّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي يُعَذّبُهُمَا بِبَابِلَ وَ أَنّ السّحَرَةَ مِنهُمَا يَتَعَلّمُونَ السّحرَ وَ أَنّ اللّهَ مَسَخَ تِلكَ المَرأَةَ هَذَا الكَوكَبَ ألّذِي هُوَ الزّهَرَةُ فَقَالَ الإِمَامُ ع مَعَاذَ اللّهِ مِن ذَلِكَ إِنّ مَلَائِكَةَ اللّهِ مَعصُومُونَ مَحفُوظُونَ مِنَ الكُفرِ وَ القَبَائِحِ بِأَلطَافِ اللّهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فِيهِملا يَعصُونَ اللّهَ ما أَمَرَهُم وَ يَفعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّوَ لَهُ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ مَن عِندَهُيعَنيِ مِنَ المَلَائِكَةِلا يَستَكبِرُونَ عَن عِبادَتِهِ وَ لا يَستَحسِرُونَ يُسَبّحُونَ اللّيلَ وَ النّهارَ لا يَفتُرُونَ وَ قَالَ عَزّ وَ جَلّ فِي المَلَائِكَةِ أَيضاًبَل عِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ يَعلَمُ ما بَينَ أَيدِيهِم وَ ما خَلفَهُم وَ لا يَشفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارتَضي وَ هُم مِن خَشيَتِهِ
صفحه : 322
مُشفِقُونَ ثُمّ قَالَ ع لَو كَانَ كَمَا يَقُولُونَ كَانَ اللّهُ قَد جَعَلَ هَؤُلَاءِ المَلَائِكَةَ خُلَفَاءَ عَلَي الأَرضِ وَ كَانُوا كَالأَنبِيَاءِ فِي الدّنيَا أَو كَالأَئِمّةِ فَيَكُونُ مِنَ الأَنبِيَاءِ وَ الأَئِمّةِ ع قَتلُ النّفسِ وَ الزّنَا ثُمّ قَالَ ع أَ وَ لَستَ تَعلَمُ أَنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ لَم يُخلِ الدّنيَا قَطّ مِن نبَيِّ أَو إِمَامٍ مِنَ البَشَرِ أَ وَ لَيسَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ ما أَرسَلنا قَبلَكَيعَنيِ إِلَي الخَلقِإِلّا رِجالًا نوُحيِ إِلَيهِم مِن أَهلِ القُريفَأَخبَرَ أَنّهُ لَم يَبعَثِ المَلَائِكَةَ إِلَي الأَرضِ لِيَكُونُوا أَئِمّةً وَ حُكّاماً وَ إِنّمَا أُرسِلُوا إِلَي أَنبِيَاءِ اللّهِ قَالَا قُلنَا لَهُ فَعَلَي هَذَا لَم يَكُن إِبلِيسُ أَيضاً مَلَكاً فَقَالَ لَا بَل كَانَ مِنَ الجِنّ أَ مَا تَسمَعَانِ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ يَقُولُوَ إِذ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِيسَ كانَ مِنَ الجِنّفَأَخبَرَ عَزّ وَ جَلّ أَنّهُ كَانَ مِنَ الجِنّ وَ هُوَ ألّذِي قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ الجَانّ خَلَقناهُ مِن قَبلُ مِن نارِ السّمُومِ
قَالَ الإِمَامُ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع حدَثّنَيِ أَبِي عَن جدَيّ عَنِ الرّضَا عَن آبَائِهِ عَن عَلِيّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ اختَارَنَا مَعَاشِرَ آلِ مُحَمّدٍ وَ اختَارَ النّبِيّينَ وَ اختَارَ المَلَائِكَةَ المُقَرّبِينَ وَ مَا اختَارَهُم إِلّا عَلَي عِلمٍ مِنهُ بِهِم أَنّهُم لَا يُوَاقِعُونَ مَا يَخرُجُونَ بِهِ عَن وَلَايَتِهِ وَ يَنقَلِعُونَ بِهِ عَن عِصمَتِهِ وَ يَنتَمُونَ بِهِ إِلَي المُستَحِقّينَ لِعَذَابِهِ وَ نِقمَتِهِ قَالَا فَقُلنَا لَهُ فَقَد روُيَِ لَنَا أَنّ عَلِيّاً ع لَمّا نَصّ عَلَيهِ رَسُولُ اللّهِص بِالإِمَامَةِ عَرَضَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَلَايَتَهُ فِي السّمَاوَاتِ عَلَي فِئَامٍ مِنَ النّاسِ وَ فِئَامٍ مِنَ المَلَائِكَةِ فَأَبَوهَا فَمَسَخَهُمُ اللّهُ ضَفَادِعَ فَقَالَ ع مَعَاذَ اللّهِ هَؤُلَاءِ المُكَذّبُونَ لَنَا المُفتَرُونَ عَلَينَا المَلَائِكَةُ هُم رُسُلُ اللّهِ فَهُم كَسَائِرِ أَنبِيَاءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ إِلَي الخَلقِ فَيَكُونُ مِنهُمُ الكُفرُ بِاللّهِ قُلنَا لَا قَالَ فَكَذَلِكَ المَلَائِكَةُ إِنّ شَأنَ المَلَائِكَةِ لَعَظِيمٌ وَ إِنّ خَطبَهُم لَجَلِيلٌ
الإِحتِجَاجُ،بِالإِسنَادِ إِلَي أَبِي مُحَمّدٍ العسَكرَيِّ ع مِن قَولِهِ فَقُلنَا لِلحَسَنِ
صفحه : 323
أَبِي القَائِمِ إِلَي آخِرِ الخَبَرِ
توضيح قال في النهاية الفئام مهموزا الجماعة الكثيرة انتهي وأقول قدفسر في خبر فضل يوم الغدير بمائة ألف
4- العُيُونُ، عَن تَمِيمِ بنِ عَبدِ اللّهِ القرُشَيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَحمَدَ بنِ عَلِيّ الأنَصاَريِّ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الجَهمِ قَالَ سَمِعتُ المَأمُونَ يَسأَلُ الرّضَا عَلِيّ بنَ مُوسَي ع عَمّا يَروِيهِ النّاسُ مِن أَمرِ الزّهَرَةِ وَ أَنّهَا كَانَتِ امرَأَةً فُتِنَ بِهَا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ وَ مَا يَروُونَهُ مِن أَمرِ سُهَيلٍ وَ أَنّهُ كَانَ عَشّاراً بِاليَمَنِ فَقَالَ كَذَبُوا فِي قَولِهِم إِنّهُمَا كَوكَبَانِ وَ إِنّمَا كَانَتَا دَابّتَينِ مِن دَوَابّ البَحرِ فَغَلِطَ النّاسُ وَ ظَنّوا أَنّهُمَا كَوكَبَانِ وَ مَا كَانَ اللّهُ لِيَمسَخَ أَعدَاءَهُ أَنوَاراً مُضِيئَةً ثُمّ يُبقِيَهَا مَا بَقِيَتِ السّمَاءُ وَ الأَرضُ وَ إِنّ المُسُوخَ لَم يَبقَ أَكثَرَ مِن ثَلَاثَةِ أَيّامٍ حَتّي مَاتَت وَ مَا تَنَاسَلَ مِنهَا شَيءٌ وَ مَا عَلَي وَجهِ الأَرضِ اليَومَ مَسخٌ وَ إِنّ التّيِ وَقَعَ عَلَيهَا اسمُ المُسُوخِيّةِ مِثلُ القِرَدَةِ وَ الخِنزِيرِ وَ الدّبّ وَ أَشبَاهِهَا إِنّمَا هيَِ مِثلُ مَا مَسَخَ اللّهُ عَلَي صُوَرِهَا قَوماً غَضِبَ عَلَيهِم وَ لَعَنَهُم بِإِنكَارِهِم تَوحِيدَ اللّهِ وَ تَكذِيبِهِم رُسُلَهُ وَ أَمّا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ فَكَانَا مَلَكَينِ عَلّمَا النّاسَ السّحرَ لِيَتَحَرّزُوا بِهِ مِن سِحرِ السّحَرَةِ وَ يُبطِلُوا بِهِ كَيدَهُم وَ مَا عَلّمَا أَحَداً مِن ذَلِكَ إِلّا قَالَا لَهُإِنّما نَحنُ فِتنَةٌ فَلا تَكفُرفَكَفَرَ قَومٌ بِاستِعمَالِهِم لِمَا أُمِرُوا بِالِاحتِرَازِ مِنهُ وَ جَعَلُوا يُفَرّقُونَ بِمَا يَعرِفُونَهُ بَينَ المَرءِ وَ زَوجِهِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ ما هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلّا بِإِذنِ اللّهِيعَنيِ بِعِلمِهِ
5- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَن إِسمَاعِيلَ بنِ مِهرَانَ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ زَعلَانَ عَن أَبِي الحَسَنِ ع أَنّهُ عَدّ المُسُوخَ وَ سَاقَ الحَدِيثَ إِلَي أَن قَالَ وَ مُسِخَتِ الزّهَرَةُ لِأَنّهَا كَانَتِ امرَأَةً فُتِنَ بِهَا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ
صفحه : 324
6- وَ مِنهُ،بِإِسنَادٍ آخَرَ عَنِ الصّادِقِ ع وَ أَمّا الزّهَرَةُ فَإِنّهَا كَانَتِ امرَأَةً تُسَمّي نَاهِيدَ وَ هيَِ التّيِ تَقُولُ النّاسُ إِنّهُ افتَتَنَ بِهَا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ
7- وَ مِنهُ،بِإِسنَادٍ آخَرَ عَنِ الرّضَا ع وَ أَمّا الزّهَرَةُ فَكَانَتِ امرَأَةً فتنت [فُتِنَ] بِهَا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ فَمَسَخَهَا اللّهُ عَزّ وَ جَلّ الزّهَرَةَ
8- وَ مِنهُ،بِإِسنَادٍ آخَرَ عَنِ الصّادِقِ ع عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ النّبِيّص وَ أَمّا الزّهَرَةُ فَكَانَتِ امرَأَةً نَصرَانِيّةً وَ كَانَت لِبَعضِ مُلُوكِ بنَيِ إِسرَائِيلَ وَ هيَِ التّيِ فُتِنَ بِهَا هَارُوتُ وَ مَارُوتُ وَ كَانَ اسمُهَا نَاهِيلَ وَ النّاسُ يَقُولُونَ نَاهِيدَ
أقول سنذكر الأخبار بأسانيدها في باب المسوخات إن شاء الله
9-العيَاّشيِّ، عَن زُرَارَةَ عَن أَبِي الطّفَيلِ قَالَكُنتُ فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ فَسَمِعتُ عَلِيّاً وَ هُوَ عَلَي المِنبَرِ وَ نَادَاهُ ابنُ الكَوّاءِ وَ هُوَ فِي مُؤَخّرِ المَسجِدِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ مَا الهُدَي قَالَ لَعَنَكَ اللّهُ وَ لَم يُسمِعهُ مَا الهُدَي تُرِيدُ وَ لَكِنّ العَمَي تُرِيدُ ثُمّ قَالَ لَهُ ادنُ فَدَنَا مِنهُ فَسَأَلَهُ عَن أَشيَاءَ فَأَخبَرَهُ فَقَالَ أخَبرِنيِ عَن هَذِهِ الكَوكَبَةِ الحَمرَاءِ يعَنيِ الزّهَرَةَ قَالَ إِنّ اللّهَ اطّلَعَ مَلَائِكَتَهُ عَلَي خَلقِهِ وَ هُم عَلَي مَعصِيَةٍ مِن مَعَاصِيهِ فَقَالَ المَلَكَانِ هَارُوتُ وَ مَارُوتُ هَؤُلَاءِ الّذِينَ خَلَقتَ أَبَاهُم بِيَدِكَ وَ أَسجَدتَ لَهُ مَلَائِكَتَكَ يَعصُونَكَ قَالَ فَلَعَلّكُم إِذَا ابتُلِيتُم بِمِثلِ ألّذِي ابتلوهم [ابتَلَيتُهُم] بِهِ عصَيَتمُوُنيِ كَمَا عصَوَنيِ قَالَا لَا وَ عِزّتِكَ قَالَ فَابتَلَاهُمَا بِمِثلِ ألّذِي ابتَلَي بِهِ بنَيِ آدَمَ مِنَ الشّهوَةِ ثُمّ أَمَرَهُمَا أَن لَا يُشرِكَا بِهِ شَيئاً وَ لَا يَقتُلَا النّفسَ التّيِ حَرّمَ اللّهُ وَ لَا يَزنِيَا وَ لَا يَشرَبَا الخَمرَ ثُمّ أَهبَطَهُمَا إِلَي الأَرضِ فَكَانَا يَقضِيَانِ بَينَ النّاسِ هَذَا فِي نَاحِيَةٍ وَ هَذَا فِي نَاحِيَةٍ فَكَانَا بِذَلِكَ حَتّي أَتَت أَحَدَهُمَا هَذِهِ الكَوكَبَةُ تُخَاصِمُ إِلَيهِ وَ كَانَت مِن أَجمَلِ النّاسِ فَأَعجَبَتهُ فَقَالَ لَهَا الحَقّ لَكِ وَ لَا أقَضيِ لَكِ حَتّي تمُكَنّيِنيِ مِن نَفسِكِ فَوَاعَدَت يَوماً ثُمّ أَتَتِ الآخَرَ فَلَمّا خَاصَمَت إِلَيهِ وَقَعَت فِي نَفسِهِ وَ
صفحه : 325
أَعجَبَتهُ كَمَا أَعجَبَتِ الآخَرَ فَقَالَ لَهَا مِثلَ مَقَالَةِ صَاحِبِهِ فَوَاعَدَتهُ السّاعَةَ التّيِ وَاعَدَت صَاحِبَهُ فَاتّفَقَا جَمِيعاً عِندَهَا فِي تِلكَ السّاعَةِ فَاستَحيَا كُلّ وَاحِدٍ مِن صَاحِبِهِ حَيثُ رَآهُ وَ طَأطَآ رُءُوسَهُمَا وَ نَكَسَا ثُمّ نُزِعَ الحَيَاءُ مِنهُمَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ يَا هَذَا جَاءَ بيَِ ألّذِي جَاءَ بِكَ قَالَ ثُمّ رَاوَدَاهَا عَن نَفسِهَا فَأَبَت عَلَيهِمَا حَتّي يَسجُدَا لِوَثَنِهَا وَ يَشرَبَا مِن شَرَابِهَا وَ أَبَيَا عَلَيهَا وَ سَأَلَاهَا فَأَبَت إِلّا أَن يَشرَبَا مِن شَرَابِهَا فَلَمّا شَرِبَا صَلّيَا لِوَثَنِهَا وَ دَخَلَ مِسكِينٌ فَرَآهُمَا فَقَالَت لَهُمَا يَخرُجُ هَذَا فَيُخبِرُ عَنكُمَا فَقَامَا إِلَيهِ فَقَتَلَاهُ ثُمّ رَاوَدَاهَا عَن نَفسِهَا فَأَبَت حَتّي يُخبِرَاهَا بِمَا يَصعَدَانِ بِهِ إِلَي السّمَاءِ فَأَبَيَا وَ أَبَت أَن تَفعَلَ فَأَخبَرَاهَا فَقَالَت ذَلِكَ لِتُجَرّبَ مَقَالَتَهُمَا وَ صَعِدَت فَرَفَعَا أَبصَارَهُمَا إِلَيهَا فَرَأَيَا أَهلَ السّمَاءِ مُشرِفِينَ عَلَيهِمَا يَنظُرُونَ إِلَيهِمَا وَ تَنَاهَت إِلَي السّمَاءِ فَمُسِخَت فهَيَِ الكَوكَبَةُ التّيِ تُرَي
10- وَ مِنهُ، عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ قَالَ قُلتُ لأِبَيِ عَبدِ اللّهِ ع جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ رَجُلًا مِن أَصحَابِنَا وَرِعاً مُسلِماً كَثِيرَ الصّلَاةِ قَدِ ابتلُيَِ بِحُبّ اللّهوِ وَ هُوَ يَسمَعُ الغِنَاءَ فَقَالَ أَ يَمنَعُهُ ذَلِكَ مِنَ الصّلَاةِ لِوَقتِهَا أَو مِن صَومٍ أَو مِن عِيَادَةِ مَرِيضٍ أَو حُضُورِ جِنَازَةٍ أَو زِيَارَةِ أَخٍ قَالَ قُلتُ لَا لَيسَ يَمنَعُهُ ذَلِكَ مِن شَيءٍ مِنَ الخَيرِ وَ البِرّ قَالَ فَقَالَ هَذَا مِن خُطُوَاتِ الشّيطَانِ مَغفُورٌ لَهُ ذَلِكَ إِن شَاءَ اللّهُ ثُمّ قَالَ إِنّ طَائِفَةً مِنَ المَلَائِكَةِ عَابُوا وُلدَ آدَمَ فِي اللّذّاتِ وَ الشّهَوَاتِ أعَنيِ ذَلِكُمُ الحَلَالَ لَيسَ الحَرَامَ قَالَ فَأَنِفَ اللّهُ لِلمُؤمِنِينَ مِن وُلدِ آدَمَ مِن تَعيِيرِ المَلَائِكَةِ لَهُم قَالَ فَأَلقَي اللّهُ فِي هِمّةِ أُولَئِكَ المَلَائِكَةِ اللّذّاتِ وَ الشّهَوَاتِ كَيلَا يَعِيبُونَ المُؤمِنِينَ قَالَ فَلَمّا أَحَسّوا ذَلِكَ مِن هِمَمِهِم عَجّوا إِلَي اللّهِ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا رَبّنَا عَفوَكَ عَفوَكَ رُدّنَا إِلَي مَا خَلَقتَنَا لَهُ وَ اختَرتَنَا عَلَيهِ فَإِنّا نَخَافُ أَن نَصِيرَ فِي أَمرٍ مَرِيجٍ قَالَ فَنَزَعَ اللّهُ ذَلِكَ مِن هِمَمِهِم قَالَ فَإِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ وَ صَارَ أَهلُ الجَنّةِ فِي الجَنّةِ استَأذَنَ أُولَئِكَ المَلَائِكَةُ عَلَي أَهلِ الجَنّةِ فَيُؤذَنُ لَهُم فَيَدخُلُونَ عَلَيهِم فَيُسَلّمُونَ عَلَيهِم وَ يَقُولُونَ لَهُمسَلامٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فِي الدّنيَا عَنِ اللّذّاتِ وَ الشّهَوَاتِ الحَلَالِ
صفحه : 326
بيان أنف من الشيء كعلم استنكف ومرج الدين والأمر خلط واضطرب
11- الإِقبَالُ، عَن زَينِ العَابِدِينَ ع فِي دُعَاءِ عَرَفَةَ أللّهُمّ إِنّ مَلَائِكَتَكَ مُشفِقُونَ مِن خَشيَتِكَ سَامِعُونَ مُطِيعُونَ لَكَ وَ هُم بِأَمرِكَ يَعمَلُونَ لَا يَفتُرُونَ اللّيلَ وَ النّهَارَ يُسَبّحُونَ
12- الإِحتِجَاجُ، سَأَلَ الزّندِيقُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع قَالَ فَمَا تَقُولُ فِي المَلَكَينِ هَارُوتَ وَ مَارُوتَ وَ مَا يَقُولُ النّاسُ بِأَنّهُمَا يُعَلّمَانِ السّحرَ قَالَ إِنّهُمَا مَوضِعُ ابتِلَاءٍ وَ مَوقِفُ فِتنَةٍ تَسبِيحُهُمَا اليَومَ لَو فَعَلَ الإِنسَانُ كَذَا وَ كَذَا لَكَانَ كَذَا وَ لَو يُعَالِجُ بِكَذَا وَ كَذَا لَصَارَ كَذَا أَصنَافُ السّحرِ فَيَتَعَلّمُونَ مِنهُمَا مَا يَخرُجُ مِنهُمَا فَيَقُولَانِ لَهُم إِنّمَا نَحنُ فِتنَةٌ فَلَا تَأخُذُوا عَنّا مَا يَضُرّكُم وَ لَا يَنفَعُكُم
صفحه : 327
أبواب العناصر وكائنات الجو والمعادن والجبال والأنهار والبلدان والأقاليم
الآيات يس ألّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً فَإِذا أَنتُم مِنهُ تُوقِدُونَالواقعةأَ فَرَأَيتُمُ النّارَ التّيِ تُورُونَ أَ أَنتُم أَنشَأتُم شَجَرَتَها أَم نَحنُ المُنشِؤُنَ نَحنُ جَعَلناها تَذكِرَةً وَ مَتاعاً لِلمُقوِينَ.تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً أي جعل لكم من الشجر الرطب المطفئ للنار نارا محرقة يعني بذلك المرخ والعفار وهما شجران تتخذ الأعراب زنودها منهما فبين سبحانه أن من قدر علي أن يجعل في الشجر الأخضر ألذي هو في غاية الرطوبة نارا حامية مع مضادة النار للرطوبة حتي إذااحتاج الإنسان حك بعضه ببعض فخرج منه النار وينقدح قدر علي الإعادة وتقول العرب في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار و قال الكلبي كل شجر تنقدح منه النار إلاالعناب .
صفحه : 328
أَ فَرَأَيتُمُ النّارَ التّيِ تُورُونَ أي تستخرجونها بزنادكم من الشجرأَ أَنتُم أَنشَأتُم شَجَرَتَهاالتي تنقدح النار منهاأَم نَحنُ المُنشِؤُنَلها فلايمكن أحدا أن يقول إنه أنشأ تلك الشجرة غير الله تعالي والعرب تقدح بالزند والزندة و هوخشب يحك بعضه ببعض فتخرج منه النارنَحنُ جَعَلناها تَذكِرَةً أي نحن جعلنا هذه النار تذكرة للنار الكبري فإذارآها الرائي ذكر جهنم واستعاذ بالله منها وقيل تذكرة لقدرة الله تعالي علي المعادوَ مَتاعاً لِلمُقوِينَ أي بلغة ومنفعة للمسافرين يعني الذين نزلوا الأرض القي و هوالقفر وقيل للمستمتعين بها من الناس أجمعين المسافرين والحاضرين والمعني أن جميعهم يستضيئون بها في الظلمة ويصطلون في البرد وينتفعون بها في الطبخ والخبز و علي هذافيكون المقوي من الأضداد أي ألذي صار ذا قوة من المال والنعمة والذاهب ماله النازل بالقواء من الأرض أي متاعا للأغنياء والفقراء انتهي . و قال الرازي في شجرة النار وجوه أحدها أنها الشجرة التي توري النار منها بالزند والزندة وثانيها الشجرة التي تصلح لإيقاد النار كالحطب فإنها لو لم تكن لم يسهل إيقاد النار لأن النار لاتتعلق بكل شيء كماتتعلق بالحطب وثالثها أصول شعلها وفروعها شجرتها و لو لاأنها ذات شعب لماصلحت لإنضاج الأشياء. و قال البيضاوينَحنُ جَعَلناها تَذكِرَةً أي تبصرة في أمر البعث أو في الظلام أوتذكيرا أوأنموذجا لنار جهنم وَ مَتاعاً أي منفعةلِلمُقوِينَللذين ينزلون القوي وهي القفراء وللذين خلت بطونهم أومزاودهم من الطعام من أقوت الدار إذاخلت من ساكنيها انتهي .
صفحه : 329
و قال الجوهري و في المثل في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار أي استكثرا منها كأنهما أخذا من النار ما هوجسمهما ويقال لأنهما يسرعان الوري فشبها بمن يكثر من العطاء طلبا للمجد و قال المرخ شجر سريع الوري والعفار الزند و هوالأعلي والمرخ الزندة وهي الأسفل
1- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ مَاجِيلَوَيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي العَطّارِ عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ يَحيَي الأشَعرَيِّ عَن صَالِحٍ يَرفَعُهُ بِإِسنَادِهِ قَالَ أَربَعَةٌ القَلِيلُ مِنهَا كَثِيرٌ النّارُ القَلِيلُ مِنهَا كَثِيرٌ وَ النّومُ القَلِيلُ مِنهُ كَثِيرٌ وَ المَرَضُ القَلِيلُ مِنهُ كَثِيرٌ وَ العَدَاوَةُ القَلِيلُ مِنهَا كَثِيرٌ
بيان النار أي نار القيامة القليل منها كثير في الضرر أوالأعم من نار الدنيا ونار الآخرة فالقليل منها كثير في النفع والضرر معا فإن قليلا من النار يضيء كثيرا من الأمكنة وينتفع بها في جميع الأمور ويحرق قليل منها عالما والنوم القليل منه كثير في المنفعة والمرض والعداوة في الضرر فقط و إن احتمل التعميم في الأول بل في الثاني أيضا علي تكلف شديد
2- الخِصَالُ، عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَلِيدِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الصّفّارِ عَن مُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أَبِي الخَطّابِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَنِ المُفَضّلِ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَنِ النّيرَانِ فَقَالَ نَارٌ تَأكُلُ وَ تَشرَبُ وَ نَارٌ تَأكُلُ وَ لَا تَشرَبُ وَ نَارٌ تَشرَبُ وَ لَا تَأكُلُ وَ نَارٌ لَا تَأكُلُ وَ لَا تَشرَبُ فَالنّارُ التّيِ تَأكُلُ وَ تَشرَبُ فَنَارُ ابنِ آدَمَ وَ جَمِيعِ الحَيَوَانِ وَ التّيِ تَأكُلُ وَ لَا تَشرَبُ فَنَارُ الوَقُودِ وَ التّيِ تَشرَبُ وَ لَا تَأكُلُ فَنَارُ الشّجَرَةِ وَ التّيِ لَا تَأكُلُ وَ لَا تَشرَبُ فَنَارُ القَدّاحَةِ وَ الحُبَاحِبِ الخَبَرَ
بيان فنار ابن آدم أي الحرارة الغريزية في بدن الحيوانات فإنها تحلل الرطوبات وتخرج الحيوان إلي الماء والغذاء معا ونار الوقود النار التي
صفحه : 330
تتقد في الحطب وتشتعل فإنها تأكل الحطب مجازا أي تكسره وتفنيه وتقلبه و لاتشرب ماء بل هومضاد لها ونار الشجرة هي الكامنة مادتها أوأصلها في الشجر الأخضر كمامر فإنها تشرب الماء ظاهرا وتصير سببا لنمو شجرتها و لاتأكل ظاهرا و إن كان للتراب أيضا مدخل في نموها أوالمعني أن عنداحتكاك الغصنين الرطبين يظهر الماء فكأن النار الظاهر منها يشربها والقداحة والقداح الحجر ألذي يوري النار ذكره الجوهري و قال الحباحب بالضم اسم رجل بخيل كان لايوقد إلانارا ضعيفة مخافة الضيفان فضربوا بهاالمثال حتي قالوا نار الحباحب لماتقدحه الخيل بحوافرها وربما قالوا نار أبي حباحب و هوذباب يطير بالليل كأنه نار وربما جعلوا الحباحب اسما لتلك النار و قال الفيروزآبادي الحباحب بالضم ذباب يطير بالليل له شعاع كالسراج و منه نار الحباحب أوهي مااقتدح من شرر النار في الهواء من تصادم الحجارة أو كان أبوحباحب من محارب و كان لايوقد ناره إلابالحطب الشخت لئلا تري أوهي من الحبحبة الضعف أوهي الشرر يسقط من الزناد انتهي والمراد بهذه النار ماكمن منها أو من مادتها في الحجر والحديد فإنها لاتصل إليها ماء و لاغذاء أو عندقدحها قبل اتقادها في قطن أوحطب لاتصادف ماء و لاشيئا آخر
3- الإِحتِجَاجُ، عَن هِشَامِ بنِ الحَكَمِ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ الزّندِيقُ لَهُ أخَبرِنيِ عَنِ السّرَاجِ إِذَا انطَفَأَ أَينَ يَذهَبُ نُورُهُ قَالَ يَذهَبُ وَ لَا يَعُودُ قَالَ فَمَا أَنكَرتَ أَن يَكُونَ الإِنسَانُ مِثلَ ذَلِكَ إِذَا مَاتَ وَ فَارَقَ الرّوحُ البَدَنَ لَم يَرجِع إِلَيهِ أَبَداً قَالَ لَم تُصِبِ القِيَاسَ إِنّ النّارَ فِي الأَجسَامِ كَامِنَةٌ وَ الأَجسَامُ قَائِمَةٌ بِأَعيَانِهَا كَالحَجَرِ وَ الحَدِيدِ فَإِذَا ضُرِبَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ سَطَعَت مِن بَينِهِمَا نَارٌ تُقتَبَسُ مِنهَا سِرَاجٌ لَهُ الضّوءُ فَالنّارُ ثَابِتَةٌ فِي أَجسَامِهَا وَ الضّوءُ ذَاهِبٌ الخَبَرَ
صفحه : 331
4- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، ألّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشّجَرِ الأَخضَرِ ناراً فَإِذا أَنتُم مِنهُ تُوقِدُونَ وَ هُوَ المَرخُ وَ العَفَارُ يَكُونُ فِي نَاحِيَةِ بِلَادِ العَرَبِ فَإِذَا أَرَادُوا أَن يَستَوقِدُوا أَخَذُوا مِن ذَلِكَ الشّجَرِ ثُمّ أَخَذُوا عُوداً فَحَرّكُوهُ فِيهِ فَيَستَوقِدُوا مِنهُ النّارَ
فائدة اعلم أن المشهور بين الحكماء والمتكلمين أن العناصر أربعة النار والهواء والماء و الأرض كماتشهد به الشواهد الحسية والتجربية والتأمل في أحوال التركيبات والتحليلات ولقدماء الفلاسفة فيهااختلافات فمنهم من جعل أصل العناصر واحدا والبواقي تحصل بالاستحالة فقيل هوالنار وقيل الهواء وقيل الماء وقيل الأرض وقيل البخار ومنهم من جعله اثنين فقيل النار و الأرض وقيل الماء و الأرض وقيل الهواء و الأرض ومنهم من جعله ثلاثة فقيل النار والهواء و الأرض وإنما الماء هواء متكاثف وقيل الهواء والماء و الأرض وإنما النار هواء شديد الحرارة و هذه الأقوال عندهم ضعيفة و قدمر في الأخبار مايدل علي كون أصل العناصر بل الأفلاك الماء أو هو مع النار أوهما مع الهواء وبالجملة لاريب في وجود تلك العناصر الأربعة تحت فلك القمر وإنما الإشكال في وجود كرة النار و علي تقدير وجودها هل كانت هواء انقلبت نارا بحركة الفلك أوكانت في الأصل نارا والمشهور أن هذه الأربعة عناصر المركبات التامة وأسطقساتها ومنها تتركب وإليها تنحل وقيل النار غيرموجودة في المركبات لأنها لاتنزل عن الأثير إلابالقسر و لاقاسر هناك . ثم المشهور أن صور البسائط باقية في المركبات و قال الشيخ في الشفاء لكن قوما اخترعوا في قريب من زماننا هذامذهبا غريبا قالوا إن البسائط إذاامتزجت وانفعل بعضها من بعض تأدي ذلك بها إلي أن يخلع صورها فلاتكون لواحد منها صورته الخاصة وليست حينئذ صورة خاصة واحدة فيصير لها هيولي
صفحه : 332
واحدة وصورة واحدة فمنهم من جعل تلك الصورة أمرا متوسطا بين صورها ومنهم من جعلها صورة أخري من النوعيات واحتج علي فساد هذاالمذهب بوجوه تركناها. وذهب انكساغورس وأصحابه إلي الخلط والكمون والبروز وأنكروا التغيير في الكيفية والصورة وزعموا أن الأركان الأربعة لايوجد شيءمنها صرفا بل هي تختلط من تلك الطبائع النوعية كاللحم والعظم والعصب والتمر والعسل والعنب و غير ذلك وإنما سمي بالغالب الظاهر منها ويعرض لها عندملاقاة الغير أن يبرز منها ما كان كامنا فيهافيغلب ويظهر للحس بعد ما كان مغلوبا غائبا عنه لا علي أنه حدث بل علي أنه برز ويكمن فيها ما كان بارزا فيصير مغلوبا وغائبا بعد ما كان غالبا وظاهرا وبإزائهم قوم زعموا أن الظاهر ليس علي سبيل البروز بل علي سبيل النفوذ من غيره فيه كالماء مثلا فإنه إنما يتسخن بنفوذ أجزاء نارية فيه من النار والمجاورة له وهذان القولان سخيفان والمشهور عندهم أن العناصر تفعل بعضها في بعض فيستحيل في كيفيتها وتحصل للجميع كيفية متوسطة متشابهة هي المزاج فتستعد بذلك لإفاضة صورة مناسبة لها من المبدإ. ثم المشهور بينهم أن النار التي تسطع عندملاقاة الحجر والحديد أو عنداحتكاك الخشبتين الرطبتين أواليابستين إنما هي بانقلاب الهواء ألذي بينهما نارا بسبب حرارة حدثت فيه من الاصطكاك والاحتكاك لابأن يخرج من الحجر أوالحديد أوالشجر نار وظواهر الآيات والأخبار المتقدمة لاينافي ذلك . و أما قوله ع في حديث هشام أن النار في الأجسام كامنة فالمراد بهاإما النار التي تركب الجسم منها و من سائر العناصر أوالمعني أن ما هوسبب لإحداث النار حاصل في الأجسام و إن انطفت النيران المتولدة منها وانقلبت هواء والأول أظهر والحاصل أن قياسك الروح علي نار الفتيلة وغيرها حيث لم يمكن إعادتها إلي الأجسام قياس مع الفارق فإن الروح إما جسم أوجوهر مجرد ثابت محفوظ يمكن إعادته والنار ألذي ذكرت انقلبت هواء وذهبت فعلي تقدير استحالة
صفحه : 333
إعادتها لاتوجب إعادة الروح بل مايشبه الروح هوالنار الكامن في الجسم الموجود فيه لا هذاالضوء الذاهب و أمانار الشجرة فذات احتمالات أومأنا إليها سابقا
باب 72-الهواء وطبقاته و مايحدث فيه من الصبح والشفق وغيرهما
الآيات الأنعام فالِقُ الإِصباحِالمدثروَ الصّبحِ إِذا أَسفَرَالتكويروَ الصّبحِ إِذا تَنَفّسَالإنشقاق فَلا أُقسِمُ بِالشّفَقِ وَ اللّيلِ وَ ما وَسَقَ وَ القَمَرِ إِذَا اتّسَقَالفجروَ الفَجرِ.تفسيرإِذا تَنَفّسَ قال الرازي إشارة إلي تكامل طلوع الصبح و في كيفية المجاز قولان أحدهما أنه إذاأقبل الصبح أقبل بإقباله روح ونسيم فجعل ذلك نفسا له علي المجاز والثاني أنه شبه الليل المظلم بالمكروب المحزون ألذي خنق بحيث لايتحرك واجتمع الحزن في قلبه و إذاتنفس وجد راحة فهاهنا لماطلع الصبح فكأنه تخلص من ذلك الحزن فعبر عنه بالتنفس و هواستعارة لطيفة.فَلا أُقسِمُ بِالشّفَقِ أي بالحمرة التي عندالمغرب في الأفق وقيل البياض
صفحه : 334
وَ اللّيلِ وَ ما وَسَقَ أي و ماجمع و ماضم مما كان منتشرا بالنهار وقيل و ماساق لأن ظلمة الليل تسوق كل شيء إلي مسكنه وقيل و ماطرد من الكواكب فإنها تظهر بالليل وتخفي بالنهاروَ القَمَرِ إِذَا اتّسَقَ أي إذااستوي واجتمع وتكامل وتم وَ الفَجرِأقسم بفجر النهار و هوانفجار الصبح كل يوم وقيل أراد بالفجر النهار كله . واعلم أن المذكور في كتب الحكماء والرياضيين هو أن الصبح والشفق الأحمر والأبيض إنما يظهر من وقوع ضوء الشمس علي كرة البخار قالوا المستضيء بالشمس من كرة الأرض أكثر من نصفها دائما لما بين في محله أن الكرة الصغري إذاقبلت الضوء من الكبري كان المستضيء منها أعظم من نصفها وظل الأرض علي هيئة مخروط يلازم رأسه مدار الشمس وينتهي في فلك الزهرة كماعلم بالحساب والنهار مدة كون المخروط تحت الأفق والليل مدة كونه فوقه فإذاازداد قرب الشمس من شرقي الأفق ازداد ميل المخروط إلي غربيه و لايزال كذلك حتي يري الشعاع المحيط به وأول مايري منه هوالأقرب إلي موضع الناظر لأنه صدق رؤيته و هوموقع خط يخرج من بصره عمودا علي الخط المماس للشمس و الأرض فيري الضوء مرتفعا عن الأفق مستطيلا و مابينه و بين الأفق مظلما لقربه من قاعدة المخروط الموجب لبعد الضوء هناك عن الناظر و هوالصبح الكاذب ثم إذاقربت الشمس جدا يري الضوء معترضا و هوالصبح الصادق ثم يري محمرا والشفق بعكس الصبح يبدو محمرا ثم مبيضا معترضا ثم مرتفعا مستطيلا فالصبح والشفق متشابهان شكلا ومتقابلان وضعا لأن هيئة آخر غروب الشمس مثل أول طلوع الفجر ويختلفان لونا بسبب اختلاف كيفية الهواء المخلوط فإن لون البخار في جانب المشرق مائل إلي الصفا والبياض لاكتسابه الرطوبة من برودة الليل و في جانب المغرب مائل إلي الصفرة لغلبة الجزء الدخاني المكتسب بحرارة النهار والجسم الكثيف كلما كثر صفاؤه وبياضه ازداد قبوله للضوء و كان الشعاع المنعكس منه أقوي من المنعكس من غيره و قدعرف بالآلات
صفحه : 335
الرصدية أن انحطاط الشمس من الأفق عندطلوع الصبح الأول وآخر غروب الشفق يكون ثماني عشرة درجة من دائرة الارتفاع المارة بمركز الشمس في جميع الآفاق ولكن لاختلاف مطالع قوس الانحطاط تختلف الساعات التي بين طلوع الصبح والشمس وكذا بين غروب الشمس والشفق . قال العلامة رحمه الله في كتاب المنتهي اعلم أن ضوء النهار من ضياء الشمس وإنما يستضيء بها ما كان كذا في نفسه كثيفا في جوهره كالأرض والقمر وأجزاء الأرض المتصلة والمنفصلة وكلما يستضيء من جهة الشمس فإنه يقع له ظل من ورائه و قدقدر الله تعالي بلطف حكمته دوران الشمس حول الأرض فإذاكانت تحتها وقع ظلها فوق الأرض علي شكل مخروط و يكون الهواء المستضيء بضياء الشمس محيطا بجوانب ذلك المخروط فتستضيء نهايات الظل بذلك الهواء المضيء لكن ضوء الهواء ضعيف إذ هومستعار فلاينفذ كثيرا في أجزاء المخروط بل كلما ازداد بعدا ازداد ضعفا فإذن متي تكون في وسط المخروط تكون في أشد الظلام فإذاقربت الشمس من الأفق الشرقي مال مخروط الظل عن سمت الرأس وقربت الأجزاء المستضيئة في حواشي الظل بضياء الهواء من البصر و فيه أدني قوة فيدركه البصر عندقرب الصباح و علي هذاكلما ازدادت الشمس قربا من الأفق ازداد ضوء نهايات الظل قربا من البصر إلي أن تطلع الشمس وأول مايظهر الضوء عندقرب الصباح يظهر مستدقا مستطيلا كالعمود ويسمي الصبح الكاذب ويشبه بذنب السرحان لدقته واستطالته ويسمي الأول لسبقه علي الثاني والكاذب لكون الأفق مظلما أي لو كان يصدق أنه نور الشمس لكان المنير مما يلي الشمس دون مايبعد منه و يكون ضعيفا دقيقا ويبقي وجه الأرض علي ظلامه بظل الأرض ثم يزداد هذاالضوء إلي أن يأخذ طولا وعرضا فينبسط في أرض الأفق كنصف دائرة و هوالفجر الثاني الصادق لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك
1-الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ وَ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ عَن سَهلِ بنِ زِيَادٍ عَنِ ابنِ
صفحه : 336
مَحبُوبٍ عَن أَبِي وَلّادٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ اللّهَ خَلَقَ حِجَاباً مِن ظُلمَةٍ مِمّا يلَيِ المَشرِقَ وَ وَكّلَ بِهِ مَلَكاً فَإِذَا غَابَتِ الشّمسُ اغتَرَفَ ذَلِكَ المَلَكُ غُرفَةً بيديه [بِيَدِهِ] ثُمّ استَقبَلَ بِهَا المَغرِبَ يَتبَعُ الشّفَقَ وَ يَخرُجُ مِن بَينِ يَدَيهِ قَلِيلًا قَلِيلًا وَ يمَضيِ فيَوُاَفيِ المَغرِبَ عِندَ سُقُوطِ الشّفَقِ فَيُسَرّحُ فِي الظّلمَةِ ثُمّ يَعُودُ إِلَي المَشرِقِ فَإِذَا طَلَعَ الفَجرُ نَشَرَ جَنَاحَيهِ فَاستَاقَ الظّلمَةَ مِنَ المَشرِقِ إِلَي المَغرِبِ حَتّي يوُاَفيَِ بِهَا المَغرِبَ عِندَ طُلُوعِ الشّمسِ
بيان هذاالخبر من معضلات الأخبار ولعله من غوامض الأسرار و من في قوله ع من ظلمة يحتمل البيان والتبعيض والاستياق السوق ولعل الكلام مبني علي استعارة تمثيلية لبيان أن شيوع الظلمة واشتدادها تابعان لقلة الشفق وغيبوبته وكذا العكس و أن جميع ذلك بتدبير المدبر الحكيم وبتقدير العزيز العليم وربما يؤول الخبر بأن المراد بالحجاب الظلماني ظل الأرض المخروطي من الشمس وبالملك الموكل به روحانية الشمس المحركة لها الدائرة بها وبإحدي يديه القوة المحركة لها بالذات التي هي سبب لنقل ضوئها من محل إلي آخر وبالأخري القوة المحركة لظل الأرض بالعرض بتبعية تحريك الشمس التي هي سبب لنقل الظلمة من محل إلي آخر وعوده إلي المشرق إنما هوبعكس البدء بالإضافة إلي الضوء والظل وبالنسبة إلي فوق الأرض وتحتها ونشر جناحيه كأنه كناية عن نشر الضوء من جانب والظلمة من آخر وأقول لعل السكوت عن أمثال ذلك ورد علمها إلي الإمام ع أحوط وأولي
2-الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن عَلِيّ بنِ أَحمَدَ بنِ أَشيَمَ عَن بَعضِ أَصحَابِنَا عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَمِعتُهُ يَقُولُوَقتُ المَغرِبِ إِذَا ذَهَبَتِ الحُمرَةُ مِنَ المَشرِقِ وَ تدَريِ كَيفَ ذَلِكَ قُلتُ لَا قَالَ لِأَنّ المَشرِقَ مُطِلّ
صفحه : 337
عَلَي المَغرِبِ هَكَذَا وَ رَفَعَ يَمِينَهُ فَوقَ يَسَارِهِ فَإِذَا غَابَت هَاهُنَا ذَهَبَتِ الحُمرَةُ مِن هَاهُنَا
بيان أطل عليه أي أشرف و في بعض النسخ بالظاء المعجمة والمعنيان متقاربان والمراد بالمشرق إما النصف الشرقي من السماء أو ماقرب من الأفق الشرقي منها والحاصل أن المغرب والمعتبر في دخول وقت الصلاة والإفطار هوغيبوبة القرص وذهاب آثاره من جانب المشرق مطلقا سواء كانت علي الجدران والجبال أو علي كرة البخار وسيأتي تمام القول في ذلك في كتاب الصلاة إن شاء الله تعالي
3- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَنِ الحَجّالِ عَن ثَعلَبَةَ بنِ مَيمُونٍ عَن عِمرَانَ الحلَبَيِّ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع مَتَي تَجِبُ العَتَمَةُ فَقَالَ إِذَا غَابَ الشّفَقُ وَ الشّفَقُ الحُمرَةُ فَقَالَ عُبَيدُ اللّهِ أَصلَحَكَ اللّهُ إِنّهُ يَبقَي بَعدَ ذَهَابِ الحُمرَةِ ضَوءٌ شَدِيدٌ مُعتَرِضٌ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الشّفَقَ إِنّمَا هُوَ الحُمرَةُ وَ لَيسَ الضّوءُ مِنَ الشّفَقِ
4- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن عَلِيّ بنِ مُحَمّدٍ القاَساَنيِّ عَن سُلَيمَانَ بنِ حَفصٍ المرَوزَيِّ عَن أَبِي الحَسَنِ العسَكرَيِّ ع قَالَ إِذَا انتَصَفَ اللّيلُ ظَهَرَ بَيَاضٌ فِي وَسَطِ السّمَاءِ شِبهُ عَمُودٍ مِن حَدِيدٍ تضُيِءُ لَهُ الدّنيَا فَيَكُونُ سَاعَةً ثُمّ يَذهَبُ وَ يُظلِمُ فَإِذَا بقَيَِ ثُلُثُ اللّيلِ ظَهَرَ بَيَاضٌ مِن قِبَلِ المَشرِقِ فَأَضَاءَت لَهُ الدّنيَا فَيَكُونُ سَاعَةً ثُمّ يَذهَبُ فَيَكُونُ وَقتُ صَلَاةِ اللّيلِ ثُمّ يُظلِمُ قَبلَ الفَجرِ ثُمّ يَطلُعُ الفَجرُ الصّادِقُ مِن قِبَلِ المَشرِقِ وَ قَالَ وَ مَن أَرَادَ أَن يصُلَيَّ صَلَاةَ اللّيلِ فِي نِصفِ اللّيلِ فَذَاكَ لَهُ
صفحه : 338
بيان قوله ويظلم أي البياض مجازا و في بعض النسخ بالتاء أي الدنيا ويمكن أن يكون المراد بالإضاءة ظهور الأنوار المعنوية للمقربين بسبب فتح أبواب سماء الرحمة ونزول الملائكة لإرشاد العباد وتنبيههم وندائهم إياهم من ملكوت السماوات كماورد في سائر الروايات ويمكن أن تكون أنوارا ضعيفة تخفي علي أكثر الناس في أكثر الأوقات وتظهر علي أبصار العارفين الذين ينظرون بنور الله كما أن الملائكة يراهم الأنبياء والأوصياء ع و لايراهم غيرهم و قديقال ظهور البياض كناية عن نزول الملك ألذي ينزل نصف الليل إلي سماء الدنيا لينادي العباد فتضيء له الدنيا أي يقوم الناس للعبادة فيظهر له نور من الأرض بسبب عبادتهم كماورد في الخبر أنهم يضيئون لأهل السماء ثم يذهب لأنهم ينامون قليلا كماورد من سيرة رسول الله ص ثم يقومون إذابقي ثلث الليل وظهور البياض من قبل المشرق لأن الملك ينتقل إليه ثم يظلم قبل الفجر أي ينامون قليلا وبالجملة الخبر من المتشابهات وعلمه عند من صدر عنه إن لم يكن من الموضوعات
5-الخَرَائِجُ،روُيَِ عَن صَفوَانَ الجَمّالِ قَالَكُنتُ بِالحِيرَةِ مَعَ أَبِي عَبدِ اللّهِ ع إِذ أَقبَلَ الرّبِيعُ وَ قَالَ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَلَم يَلبَث أَن عَادَ قُلتُ أَسرَعتَ الِانصِرَافَ قَالَ إِنّهُ سأَلَنَيِ عَن شَيءٍ فَاسأَلِ الرّبِيعَ عَنهُ فَقَالَ صَفوَانُ وَ كَانَ بيَنيِ وَ بَينَ الرّبِيعِ لُطفٌ فَخَرَجتُ إِلَي الرّبِيعِ وَ سَأَلتُهُ فَقَالَ أُخبِرُكَ بِالعَجَبِ إِنّ الأَعرَابَ خَرَجُوا يَجتَنُونَ الكَمأَةَ فَأَصَابُوا فِي البَرّ خَلقاً مُلقًي فأَتَوَنيِ بِهِ فَأَدخَلتُهُ عَلَي الخَلِيفَةِ فَلَمّا رَآهُ قَالَ نَحّهِ وَ ادعُ جَعفَراً فَدَعَوتُهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أخَبرِنيِ عَنِ الهَوَاءِ مَا فِيهِ قَالَ فِي الهَوَاءِ مَوجٌ مَكفُوفٌ قَالَ فَفِيهِ سُكّانٌ قَالَ نَعَم قَالَ وَ مَا سُكّانُهُ قَالَ خَلقٌ أَبدَانُهُم أَبدَانُ الحِيتَانِ وَ رُءُوسُهُم رُءُوسُ الطّيرِ وَ لَهُم أَعرِفَةٌ كَأَعرِفَةِ الدّيَكَةِ وَ نَغَانِغُ كَنَغَانِغِ الدّيَكَةِ وَ أَجنِحَةٌ كَأَجنِحَةِ الطّيرِ مِن أَلوَانٍ أَشَدّ بَيَاضاً مِنَ الفِضّةِ المَجلُوّةِ فَقَالَ الخَلِيفَةُ هَلُمّ الطّشتَ فَجِئتُ بِهَا وَ فِيهَا ذَلِكَ الخَلقُ وَ إِذَا هُوَ وَ اللّهِ كَمَا وَصَفَهُ جَعفَرٌ فَلَمّا خَرَجَ جَعفَرٌ
صفحه : 339
قَالَ يَا رَبِيعُ هَذَا الشّجَا المُعتَرِضُ فِي حلَقيِ مِن أَعلَمِ النّاسِ
بيان قال الفيروزآبادي الكم ء نبات معروف والجمع أكمؤ وكمأة أوهي اسم للجمع أوهي للواحد والكم ء للجمع و قال النغنغ الفرج ذو الربلات وموضع بين اللهاة وشوارب الحنجور واللحمة في الحلق عنداللحام و ألذي يكون عندعنق البعير إذااجتر تحرك و قال الديك بالكسر معروف والجمع ديوك وأدياك وديكة كقردة و قال الشجا مااعترض في الحلق من عظم ونحوه انتهي و لما كان ع مستحقا للخلافة متصفا بشرائطها دونه و لم يمكنه دفعه شبهه بالشجا المعترض في الحلق ألذي لايمكن إساغته و لادفعه ولعل المراد بالموج المكفوف البحر المواج المكفوف عن السيلان ويحتمل أن يكون إشارة إلي البحر المحيط و يكون هذاالحيوان مما ارتفع منه مع السحاب لكن ظاهر هذاالخبر والخبر الآتي أنه بحر بين السماء و الأرض غيرالمحيط
6-كَشفُ الغُمّةِ، قَالَ مُحَمّدُ بنُ طَلحَةَ إِنّ أَبَا جَعفَرٍ مُحَمّدَ بنَ عَلِيّ ع لَمّا توُفُيَّ وَالِدُهُ عَلِيّ الرّضَا ع وَ قَدِمَ الخَلِيفَةُ إِلَي بَغدَادَ بَعدَ وَفَاتِهِ بِسَنَةٍ اتّفَقَ أَنّهُ خَرَجَ إِلَي الصّيدِ فَاجتَازَ بِطَرَفِ البَلَدِ فِي طَرِيقِهِ وَ الصّبيَانُ يَلعَبُونَ وَ مُحَمّدٌ وَاقِفٌ مَعَهُم وَ كَانَ عُمُرُهُ يَومَئِذٍ إِحدَي عَشرَةَ سَنَةً فَمَا حَولَهَا فَلَمّا أَقبَلَ المَأمُونُ انصَرَفَ الصّبيَانُ هَارِبِينَ وَ وَقَفَ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدٌ ع فَلَم يَبرَح مَكَانَهُ فَقَرُبَ مِنهُ الخَلِيفَةُ فَنَظَرَ إِلَيهِ وَ كَانَ اللّهُ عَزّ وَ عَلَا قَد أَلقَي عَلَيهِ مَسحَةً مِن قَبُولٍ فَوَقَفَ الخَلِيفَةُ وَ قَالَ لَهُ يَا غُلَامُ مَا مَنَعَكَ مِنَ الِانصِرَافِ مَعَ الصّبيَانِ فَقَالَ لَهُ مُحَمّدٌ مُسرِعاً يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لَم يَكُن بِالطّرِيقِ ضِيقٌ لِأُوّسِعَهُ عَلَيكَ بذِهَاَبيِ وَ لَم يَكُن لِي جَرِيمَةٌ فَأَخشَاهَا وَ ظنَيّ بِكَ حَسَنٌ أَنّكَ لَا تَضُرّ مَن لَا ذَنبَ لَهُ فَوَقَفَ فَأَعجَبَهُ كَلَامُهُ وَ وَجهُهُ فَقَالَ لَهُ مَا اسمُكَ قَالَ مُحَمّدٌ قَالَ ابنُ مَن أَنتَ قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَنَا ابنُ عَلِيّ الرّضَا فَتَرَحّمَ عَلَي أَبِيهِ وَ سَاقَ جَوَادَهُ إِلَي وِجهَتِهِ وَ كَانَ مَعَهُ بُزَاةٌ فَلَمّا بَعُدَ عَنِ العِمَارَةِ أَخَذَ بَازِياً
صفحه : 340
فَأَرسَلَهُ عَلَي دُرّاجَةٍ فَغَابَ عَن عَينِهِ غَيبَةً طَوِيلَةً ثُمّ عَادَ مِنَ الجَوّ وَ فِي مِنقَارِهِ سَمَكَةٌ صَغِيرَةٌ وَ بِهَا بَقَايَا الحَيَاةِ فَعَجِبَ الخَلِيفَةُ مِن ذَلِكَ غَايَةَ العَجَبِ ثُمّ أَخَذَهَا فِي يَدِهِ إِلَي دَارِهِ فِي الطّرِيقِ ألّذِي أَقبَلَ مِنهُ فَلَمّا وَصَلَ إِلَي ذَلِكَ المَكَانِ وَجَدَ الصّبيَانَ عَلَي حَالِهِم فَانصَرَفُوا كَمَا فَعَلُوا أَوّلَ مَرّةٍ وَ أَبُو جَعفَرٍ لَم يَنصَرِف وَ وَقَفَ كَمَا وَقَفَ أَوّلًا فَلَمّا دَنَا مِنهُ الخَلِيفَةُ قَالَ يَا مُحَمّدُ قَالَ لَبّيكَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ قَالَ مَا فِي يدَيِ فَأَلهَمَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن قَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ إِنّ اللّهَ تَعَالَي خَلَقَ بِمَشِيّتِهِ فِي بَحرِ قُدرَتِهِ سَمَكاً صِغَاراً تَصِيدُهَا بُزَاةُ المُلُوكِ وَ الخُلَفَاءِ فَيَختَبِرُونَ بِهَا سُلَالَةَ أَهلِ النّبُوّةِ فَلَمّا سَمِعَ المَأمُونُ كَلَامَهُ عَجِبَ مِنهُ وَ جَعَلَ يُطِيلُ نَظَرَهُ إِلَيهِ وَ قَالَ أَنتَ ابنُ الرّضَا حَقّاً وَ ضَاعَفَ إِحسَانَهُ إِلَيهِ
قال علي بن عيسي إني رأيت في كتاب لم يحضرني الآن اسمه أن البزاة عادت و في أرجلها حيّات خُضر و أنه سئل بعض الأئمة فقال قبل أن يفصح عن السؤال إن بين السماء و الأرض حيّات خُضر تصيدها بُزاة شُهب يمتحن بهاأولاد الأنبياء و ما هذامعناه و الله أعلم
7-الدّلَائِلُ،للِطبّرَيِّ عَن عَلِيّ بنِ هِبَةِ اللّهِ عَنِ الصّدُوقِ عَن مُحَمّدِ بنِ مُوسَي بنِ المُتَوَكّلِ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ السعّدآَباَديِّ عَن أَحمَدَ البرَقيِّ عَن أَبِيهِ عَن مُحَمّدِ بنِ سِنَانٍ عَن دَاوُدَ بنِ كَثِيرٍ الرقّيّّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّهُ لَمّا خَرَجَ مِن عِندِ المَنصُورِ نَزَلَ الحِيرَةَ فَبَينَا هُوَ بِهَا إِذ أَتَاهُ الرّبِيعُ فَقَالَ أَجِب أَمِيرَ المُؤمِنِينَ فَرَكِبَ إِلَيهِ وَ قَد كَانَ وَجَدَ فِي الصّحرَاءِ صُورَةً عَجِيبَةً لَا تُعرَفُ خِلقَتُهَا ذَكَرَ مَن وَجَدَهَا أَنّهُ رَآهَا وَ قَد سَقَطَت مَعَ المَطَرِ فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قَالَ لَهُ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أخَبرِنيِ عَنِ الهَوَاءِ أَيّ شَيءٍ فِيهِ قَالَ بَحرٌ مَكفُوفٌ قَالَ لَهُ فَلَهُ سُكّانٌ قَالَ نَعَم قَالَ وَ مَا سُكّانُهُ قَالَ أَبدَانُهُم أَبدَانُ الحِيتَانِ وَ رُءُوسُهُم رُءُوسُ الطّيرِ وَ لَهُم
صفحه : 341
أَعرِفَةٌ كَأَعرِفَةِ الدّيَكَةِ وَ نَغَانِغُ كَنَغَانِغِ الدّيَكَةِ وَ أَجنِحَةٌ كَأَجنِحَةِ الطّيرِ مِن أَلوَانٍ أَشَدّ بياض [بَيَاضاً] مِنَ الفِضّةِ فَدَعَا المَنصُورُ بِالطّستِ فَإِذاً الخَلقُ فِيهَا لَا يَزِيدُ وَ لَا يَنقُصُ فَأَذِنَ لَهُ فَانصَرَفَ ثُمّ قَالَ لِلرّبِيعِ وَيلَكَ يَا رَبِيعُ هَذَا الشّجَا المُعتَرِضُ فِي حلَقيِ مِن أَعلَمِ النّاسِ
8- شَرحُ النّهجِ،[شرح نهج البلاغة]لِمُحَمّدِ بنِ الحُسَينِ الكيَدرُيِّ وَ لِابنِ مَيثَمٍ رَحمَةُ اللّهِ عَلَيهِمَا قَالَا روُيَِ أَنّ زُرَارَةَ وَ هِشَاماً اختَلَفَا فِي الهَوَاءِ أَ هُوَ مَخلُوقٌ أَم لَا فَرَفَعَ إِلَي الصّادِقِ ع بَعضُ مَوَالِيهِ وَ قَالَ إنِيّ مُتَحَيّرٌ فإَنِيّ أَرَي أَصحَابَنَا يَختَلِفُونَ فَقَالَ لَيسَ هَذَا بِخِلَافٍ يؤُدَيّ إِلَي الكُفرِ وَ الضّلَالِ
بيان يدل علي أن الخطاء في أمثال تلك الأمور التي لاتعلق لها بأصول الدين و لافروعه لايوجب ضلالا ووبالا بل يومئ إلي أن العلم بها ليس مما يورث للإنسان فضلا وكمالا ثم إنه يحتمل أن يكون اختلافهما في وجود الهواء بمعني الخلإ والبعد ألذي هومكان عندالمتكلمين كماذكره ابن ميثم و قدتقدم كلامه في ذلك في الباب الأول ويحتمل أن يراد به الهواء ألذي هوأحد العناصر.فائدة اعلم أن في عدد طبقات الهواء مع طبقات سائر العناصر بين الحكماء خلافا فقال نصير الملة والدين في التذكرة طبقات العناصر ثمان طبقة للنار الصرفة ثم طبقة لمايمتزج من النار والهواء الحار التي تتلاشي فيه الأدخنة المرتفعة من السفل وتتكون فيهاالكواكب ذوات الأذناب والنيازك و مايشبههما من الأعمدة وذوات القرون ونحوها وربما يوجد هذه الأمور المتكونة في هذه الطبقة متحركة بحركة الفلك الأعظم ثم طبقة الهواء الغالب التي تحدث فيهاالشهب ثم طبقة الزمهريرية الباردة التي هي منشأ السحب والرعد والبرق والصواعق ثم طبقة الهواء الحار الكثيف المجاور للأرض والماء ثم طبقة الماء وبعض هذه الطبقة منكشفة عن الأرض عناية من الحضرة الإلهية لتكون مسكنا للحيوانات المتنفسة ثم طبقة الأرض المخالطة لغيرها التي تتولد فيهاالجبال والمعادن وكثير من النباتات والحيوانات ثم طبقة الأرض الصرفة المحيطة بالمركز.
صفحه : 342
وقيل إنها تسع ثامنها الطبقة الطينية التي يخلط فيها الأرض بالماء وتاسعها طبقة الأرض الصرفة وباقي الطبقات علي النحو المذكور وقيل إنها سبع الأولي طبقة النار الصرفة ثم الطبقات الخمس التي تحت النار الصرفة علي النحو المذكور وسابع الطبقات هي طبقة الأرض وقيل إنها سبع الأولي طبقة للنار وطبقة للماء والطبقات الثلاث الأخيرة التي تعلقت بالأرض بحالها علي النحو المذكور والهواء ينقسم إلي طبقتين باعتبار مخالطة الأبخرة وعدمها إحداهما الهواء اللطيف الصافي من الأبخرة والأدخنة والهيئات المتصاعدة من كرتي الأرض والماء بسبب أشعة الشمس وغيرها من الكواكب لأن تلك الهيئات تنتهي في ارتفاعها إلي حد لايتجاوزه و هو من سطح الأرض وجميع نواحيها أحد وخمسون ميلا وكسر قريب من تسعة عشر فرسخا فمن هذه النهاية إلي كرة الأثير هوالهواء الصافي و هوشفاف لايقبل النور والظلمة والألوان كالأفلاك . وثانيتهما هي الهواء المتكاثف بما فيهما من الأجزاء الأرضية والمائية وشكل هذاالهواء شكل كرة محيطة بالأرض والماء علي مركزها وسطح مواز لسطحها لتساوي غاية ارتفاع الهيئات المذكورة عن مركز الأرض في جميع النواحي المستلزم لكرية هذه الطبقة لكنها مختلفة القوام لأن الأقرب إلي الأرض أكثف من الأبعد لأن الألطف يتصاعد أكثر من الأكثف لكن لايبلغ في التكاثف بحيث يحجب ماوراءه عن الإبصار و هذه الكرة تسمي كرة البخار وعالم النسيم يعني مهب الرياح لأن مافوقها من الهواء الصافي ساكن لايضطرب وتسمي كرة الليل والنهار إذ هي القابلة للنور والظلمة بما فيها من الأجزاء الأرضية والمائية القابلة لهما دون ماعداهما من الهواء الصافي. و قال بعض المحققين منهم الأولي أن يقال طبقات العنصريات سبع أولاها طبقة النار الصرفة وثانيتها طبقة الهواء الصافي ألذي يصل إليه الدخان وثالثتها طبقة الهواء ألذي يصل الدخان إليه و لم يصل إليه البخار ويتكون في الطرف الأعلي منه النيازك وشبهها و في الطرف الأدني منه الشهب ورابعتها طبقة الهواء
صفحه : 343
ألذي يصل إليه البخار ويبقي علي برودته الحاصلة وهي الطبقة الزمهريرية التي تتكون فيهاالسحب والرعد والبرق والصواعق وخامستها طبقة الهواء الكثيف المجاور للأرض والماء وسادستها طبقة الماء وسابعتها طبقة الأرض و هوالترتيب المختار عندبعض في تفسير قوله تعالي اللّهُ ألّذِي خَلَقَ سَبعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الأَرضِ مِثلَهُنّبأن يكون المراد بالأرض غيرالسماوات و ما فيها وقالوا إن الزرقة التي يظن الناس أنها لون السماء فإنها تظهر في كرة البخار لأنه لما كان الألطف منه أشد صعودا عن الأكثف كانت الأجزاء القريبة من سطح كرة البخار أقل قبولا للضوء لكثرة البعد واللطافة من الأجزاء القريبة من الأرض ولهذا تكون كالظلمة بالنسبة إلي هذه الأجزاء فيري الناظر في كرة البخار لونا متوسطا بين الظلام والضياء لأن الناظر إذارأي شيئا مظلما من خلف شيءمضيء رأي لونا مخلوطا من الظلمة والضياء أولأن كرة البخار مستضيئة دائما بأشعة الكواكب و ماوراءها لعدم قبول الضوء كالمظلم بالنسبة إليها فإذانفذ نور البصر من الأجزاء المستنيرة بأشعة الكواكب ووصل إلي المظلم رأي الناظر مافوقه من الجو المظلم بما يمازجه من الضياء الأرضي والضياء الكوكبي لونا متوسطا بين الظلام والضياء و هواللون اللاجوردي كما إذانظرنا من وراء جسم مشف أحمر مثلا إلي جسم أخضر فإنه يظهر لنا لون مركب من الحمراء والخضرة و هذااللون اللاجوردي أشد الألوان مناسبة وتقوية بالنسبة إلي الأبصار فظهوره للأبصار إنما هو من العناية الإلهية ليكون للناظرين المتأملين في السماوات لذة وقوة للأبصار في النظر كما يكون لعقولهم لذة عقلية في التأمل فيها.أقول هذا ماقالوا في ذلك رجما بالغيب وأخذا بالظن و الله يعلم حقائق مخلوقاته وحججه الكرام ع
صفحه : 344
باب 82-السحاب والمطر والشهاب والبروق والصواعق والقوس وسائر مايحدث في الجو
الآيات البقرةألّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ فِراشاً وَ السّماءَ بِناءً وَ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثّمَراتِ رِزقاً لَكُم فَلا تَجعَلُوا لِلّهِ أَنداداً وَ أَنتُم تَعلَمُونَ و قال تعالي إِنّ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ وَ اختِلافِ اللّيلِ وَ النّهارِ وَ الفُلكِ التّيِ تجَريِ فِي البَحرِ بِما يَنفَعُ النّاسَ وَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّماءِ مِن ماءٍ فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وَ بَثّ فِيها مِن كُلّ دَابّةٍ وَ تَصرِيفِ الرّياحِ وَ السّحابِ المُسَخّرِ بَينَ السّماءِ وَ الأَرضِ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلُونَالأنعام وَ هُوَ ألّذِي أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَأَخرَجنا بِهِ نَباتَ كُلّ شَيءٍالأعراف وَ هُوَ ألّذِي يُرسِلُ الرّياحَ بُشراً بَينَ يدَيَ رَحمَتِهِ حَتّي إِذا أَقَلّت سَحاباً ثِقالًا سُقناهُ لِبَلَدٍ مَيّتٍ فَأَنزَلنا بِهِ الماءَ فَأَخرَجنا بِهِ مِن كُلّ الثّمَراتِ كَذلِكَ نُخرِجُ المَوتي لَعَلّكُم تَذَكّرُونَالرعدهُوَ ألّذِي يُرِيكُمُ البَرقَ خَوفاً وَ طَمَعاً وَ يُنشِئُ السّحابَ الثّقالَ وَ يُسَبّحُ الرّعدُ بِحَمدِهِ وَ المَلائِكَةُ مِن خِيفَتِهِ وَ يُرسِلُ الصّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ وَ هُم يُجادِلُونَ فِي اللّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ
صفحه : 345
ابراهيم وَ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثّمَراتِ رِزقاً لَكُمالحجرإِلّا مَنِ استَرَقَ السّمعَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ و قال تعالي وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا عِندَنا خَزائِنُهُ وَ ما نُنَزّلُهُ إِلّا بِقَدَرٍ مَعلُومٍ وَ أَرسَلنَا الرّياحَ لَواقِحَ فَأَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً فَأَسقَيناكُمُوهُ وَ ما أَنتُم لَهُ بِخازِنِينَالنحل هُوَ ألّذِي أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً لَكُم مِنهُ شَرابٌ وَ مِنهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ و قال تعالي وَ اللّهُ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَسمَعُونَالحج وَ تَرَي الأَرضَ هامِدَةً فَإِذا أَنزَلنا عَلَيهَا الماءَ اهتَزّت وَ رَبَت وَ أَنبَتَت مِن كُلّ زَوجٍ بَهِيجٍ و قال تعالي أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَتُصبِحُ الأَرضُ مُخضَرّةً إِنّ اللّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌالمؤمنون وَ أَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسكَنّاهُ فِي الأَرضِ وَ إِنّا عَلي ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ فَأَنشَأنا لَكُم بِهِ جَنّاتٍ مِن نَخِيلٍ وَ أَعنابٍ لَكُم فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَ مِنها تَأكُلُونَالنورأَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يزُجيِ سَحاباً ثُمّ يُؤَلّفُ بَينَهُ ثُمّ يَجعَلُهُ رُكاماً فَتَرَي الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ وَ يُنَزّلُ مِنَ السّماءِ مِن جِبالٍ فِيها مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشاءُ وَ يَصرِفُهُ عَن مَن يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرقِهِ يَذهَبُ بِالأَبصارِ يُقَلّبُ اللّهُ اللّيلَ وَ النّهارَ إِنّ فِي ذلِكَ
صفحه : 346
لَعِبرَةً لأِوُليِ الأَبصارِالفرقان وَ هُوَ ألّذِي أَرسَلَ الرّياحَ بُشراً بَينَ يدَيَ رَحمَتِهِ وَ أَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً طَهُوراً لنِحُييَِ بِهِ بَلدَةً مَيتاً وَ نُسقِيَهُ مِمّا خَلَقنا أَنعاماً وَ أنَاسيِّ كَثِيراً وَ لَقَد صَرّفناهُ بَينَهُم لِيَذّكّرُوا فَأَبي أَكثَرُ النّاسِ إِلّا كُفُوراًالنمل وَ أَنزَلَ لَكُم مِنَ السّماءِ ماءً فَأَنبَتنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهجَةٍ ما كانَ لَكُم أَن تُنبِتُوا شَجَرَها أَ إِلهٌ مَعَ اللّهِ إلي قوله تعالي وَ مَن يَرزُقُكُم مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِالعنكبوت وَ لَئِن سَأَلتَهُم مَن نَزّلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَأَحيا بِهِ الأَرضَ مِن بَعدِ مَوتِها لَيَقُولُنّ اللّهُالروم وَ مِن آياتِهِ يُرِيكُمُ البَرقَ خَوفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزّلُ مِنَ السّماءِ ماءً فيَحُييِ بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها إِنّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلُونَ و قال تعالي اللّهُ ألّذِي يُرسِلُ الرّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبسُطُهُ فِي السّماءِ كَيفَ يَشاءُ وَ يَجعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَي الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ إِذا هُم يَستَبشِرُونَ وَ إِن كانُوا مِن قَبلِ أَن يُنَزّلَ عَلَيهِم مِن قَبلِهِ لَمُبلِسِينَ فَانظُر إِلي آثارِ رَحمَتِ اللّهِ كَيفَ يحُيِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها إِنّ ذلِكَ لمَحُيِ المَوتي وَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ لَئِن أَرسَلنا رِيحاً فَرَأَوهُ مُصفَرّا لَظَلّوا مِن بَعدِهِ يَكفُرُونَلقمان وَ أَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً فَأَنبَتنا فِيها مِن كُلّ زَوجٍ كَرِيمٍ.
صفحه : 347
فاطروَ اللّهُ ألّذِي أَرسَلَ الرّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقناهُ إِلي بَلَدٍ مَيّتٍ فَأَحيَينا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها كَذلِكَ النّشُورُالصافات إِلّا مَن خَطِفَ الخَطفَةَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌالزمرأَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الأَرضِ ثُمّ يُخرِجُ بِهِ زَرعاً مُختَلِفاً أَلوانُهُ ثُمّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصفَرّا ثُمّ يَجعَلُهُ حُطاماً إِنّ فِي ذلِكَ لَذِكري لأِوُليِ الأَلبابِالمؤمن هُوَ ألّذِي يُرِيكُم آياتِهِ وَ يُنَزّلُ لَكُم مِنَ السّماءِ رِزقاًحمعسق هُوَ ألّذِي يُنَزّلُ الغَيثَ مِن بَعدِ ما قَنَطُوا وَ يَنشُرُ رَحمَتَهُ وَ هُوَ الولَيِّ الحَمِيدُالزخرف وَ ألّذِي نَزّلَ مِنَ السّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرنا بِهِ بَلدَةً مَيتاً كَذلِكَ تُخرَجُونَالجاثيةوَ اختِلافِ اللّيلِ وَ النّهارِ وَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّماءِ مِن رِزقٍ فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وَ تَصرِيفِ الرّياحِ آياتٌ لِقَومٍ يَعقِلُونَق وَ نَزّلنا مِنَ السّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنبَتنا بِهِ جَنّاتٍ وَ حَبّ الحَصِيدِ وَ النّخلَ باسِقاتٍ لَها طَلعٌ نَضِيدٌ رِزقاً لِلعِبادِ وَ أَحيَينا بِهِ بَلدَةً مَيتاً كَذلِكَ الخُرُوجُالذاريات وَ الذّارِياتِ ذَرواً فَالحامِلاتِ وِقراً فَالجارِياتِ يُسراً فَالمُقَسّماتِ أَمراً.
صفحه : 348
القمرفَفَتَحنا أَبوابَ السّماءِ بِماءٍ مُنهَمِرٍالواقعةأَ فَرَأَيتُمُ الماءَ ألّذِي تَشرَبُونَ أَ أَنتُم أَنزَلتُمُوهُ مِنَ المُزنِ أَم نَحنُ المُنزِلُونَ لَو نَشاءُ جَعَلناهُ أُجاجاً فَلَو لا تَشكُرُونَالجن وَ أَنّا لَمَسنَا السّماءَ فَوَجَدناها مُلِئَت حَرَساً شَدِيداً وَ شُهُباً وَ أَنّا كُنّا نَقعُدُ مِنها مَقاعِدَ لِلسّمعِ فَمَن يَستَمِعِ الآنَ يَجِد لَهُ شِهاباً رَصَداً إلي قوله تعالي وَ أَن لَوِ استَقامُوا عَلَي الطّرِيقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقاً.تفسيروَ أَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً قال البيضاوي خروج الثمار بقدرة الله ومشيته ولكن جعل الماء الممزوج بالتراب سببا في إخراجها ومادة لها كالنطفة للحيوان بأن أجري عادته بإفاضة صورها وكيفياتها علي المادة الممزوجة منهما أوأبدع في الماء قوة فاعلة و في الأرض قوة قابلة تتولد من اجتماعهما أنواع الثمار و هوقادر علي أن يوجد الأشياء كلها بلا أسباب ومواد كماأبدع نفوس الأسباب والمواد ولكن له في إنشائها مدرجا من حال إلي حال صنعا وحكما يجدد فيهالأولي الأبصار عبرا وسكونا إلي عظم قدرته ليس في إيجادها دفعة و من الأولي للابتداء سواء أريد بالسماء السحاب فإن ماعلاك سماء أوالفلك فإن المطر يبتدئ من السماء إلي السحاب و منه إلي الأرض علي مادلت عليه الظواهر أو من أسباب سماوية تثير الأجزاء الرطبة من أعماق الأرض إلي جو الهواء فتنعقد سحابا ماطرا.إِنّ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِقيل إنما جمع السماوات وأفرد الأرض لأن السماوات طبقات متفاصلة بالذات مختلفة بالحقيقة بخلاف الأرضين بِما يَنفَعُ النّاسَ أي ينفعهم أوبالذي ينفعهم وَ ما أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السّماءِ مِن ماءٍ من الأولي
صفحه : 349
للابتداء والثانية للبيان و قال البيضاوي السماء يحتمل الفلك والسحاب وجهة العلو و قال الرازي فإن قيل أفتقولون إن الماء ينزل من السماء علي الحقيقة أو من السحاب أوتجوزون ماقاله بعضهم من أن الشمس تؤثر في الأرض فتخرج منها أبخرة متصاعدة فإذاوصلت الجو بردت فثقلت فنزلت من فضاء المحيط إلي ضيق المركز اتصلت فتتولد من اتصال بعض تلك الذرات بالبعض قطرات هي قطرات المطر قلنا بل نقول إنه ينزل من السماء كماذكر الله تعالي و هوالصادق في خبره و إذا كان قادرا علي إمساك الماء في السحاب فأي بعد في أن يمسكه في السماء و أماقول من يقول إنه من بخار الأرض فهذا ممكن في نفسه لكن القطع بأنه كذلك لايمكن إلا بعدالقول بنفي الفاعل المختار وقدم العالم و ذلك كفر لأنا متي جوزنا أن الفاعل المختار قادر علي خلق الجسم فكيف يمكننا مع إمكان هذاالقسم أن نقطع بما قالوه انتهي .فَأَحيا بِهِ الأَرضَ أي بالنبات مجازاوَ بَثّ فِيها مِن كُلّ دَابّةٍ قال البيضاوي عطف علي أنزل كأنه استدل بنزول المطر وتكون النبات به وبث الحيوانات في الأرض أو علي أحيا فإن الدواب ينمون بالخصب ويعيشون بالحيا والبث النشر والتفريق و قال الرازي في تصريف الرياح وجه الاستدلال أنها مخلوقة علي وجه يقبل التصريف و هوالرقة واللطافة ثم إنه سبحانه يصرفها علي وجوه يقع بهاالنفع العظيم في الإنسان والحيوانات ثم ذلك من وجوه أحدها أنها مادة النفس التي لوانقطع ساعة عن الحيوان لمات لاجرم كان وجدانه أسهل من وجدان كل شيء و بعدالهواء الماء لأن الماء لابد
صفحه : 350
فيه من تكلف الاغتراف بخلاف الهواء فإن الآلات المهيأة لجذبه حاضرة أبدا ثم بعدالماء الحاجة إلي الطعام شديدة لكن دون الحاجة إلي الماء فلاجرم كان تحصيل الطعام أصعب من تحصيل الماء و بعدالطعام الحاجة إلي تحصيل المعاجين والأدوية النادرة قليلة فلاجرم عزت هذه الأشياء و بعدالمعاجين الحاجة إلي أنواع الجواهر من اليواقيت والزبرجد نادرة جدا و لاجرم كانت في نهاية العزة فثبت أن كلما كان الاحتياج إليه أشد كان وجدانه أسهل وكلما كان الاحتياج إليه أقل كان وجدانه أصعب و ما ذلك إلارحمة منه علي العباد و لماكانت الحاجة إلي رحمة الله أعظم الحاجات نرجو أن يكون وجدانها أسهل من وجدان كل شيء وثانيها لو لاتحرك الهواء لماجرت الفلك و هذامما لايقدر عليه أحد إلا الله تعالي فلو أراد كل من في العالم أن يقلب الريح من الشمال إلي الجنوب إذا كان الهواء ساكنا أن يحركه لتعذر.وَ السّحابِ المُسَخّرِ بَينَ السّماءِ وَ الأَرضِسمي السحاب سحابا لانسحابه في الهواء ومعني التسخير التذليل وإنما سماه مسخرا لوجوه أحدها أن طبع الماء يقتضي النزول فكان بقاؤه في جو الهواء علي خلاف الطبع فلابد من قاهر يقسره علي ذلك ولذلك سماه بالمسخر الثاني أن هذاالسحاب لودام لعظم ضرره من حيث إنه يستر ضوء الشمس ويكثر الأمطار و لوانقطع لعظم ضرره لأنه يفضي إلي القحط وعدم العشب الثالث أن السحاب لايقف في موضع معين بل يسوقه الله تعالي بواسطة تحريك الرياح إلي حيث أراد وشاء و ذلك هوالتسخير انتهي .لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلُونَ قال البيضاوي يتفكرون فيها وينظرون إليها بعيون عقولهم والكلام المجمل في دلالة هذه الآيات علي وجود الإله ووحدته أنها أمور ممكنة وجد كل منها بوجه مخصوص من وجوه محتملة وأنحاء مختلفة إذ كان من الجائز مثلا أن لاتتحرك السماوات أوبعضها كالأرض و أن تتحرك بعكس حركتها
صفحه : 351
وبحيث تصير المنطقة دائرة مارة بالقطبين و أن لا يكون لها أوج وحضيض أصلا أو علي هذاالوجه لبساطتها وتساوي أجزائها فلابد لها من موجد قادر حكيم يوجدها علي ماتستدعيه حكمته وتقتضيه مشيته متعاليا عن معارضة غيره إذ لو كان معه إله يقدر علي مايقدر عليه الآخر فإن توافقت إرادتهما فالفعل إن كان لهما لزم اجتماع مؤثرين علي أثر واحد و إن كان لأحدهما لزم ترجيح الفاعل بلا مرجح وعجز الآخر النافي لإلهيته و إن اختلفت لزم التمانع والتطارد كماأشار إليه بقوله تعالي لَو كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلّا اللّهُ لَفَسَدَتاانتهي . وأقول قدمر في كتاب التوحيد بسط القول في الاستدلال بحدوث تلك الأشياء وإمكانها علي افتقارها إلي صانع قديم واجب بذاته واشتمالها علي الحكم المتناهية علي قدرته سبحانه وعلمه وحكمته ولطفه وبانتظامها وتلازمها علي وحدة صانعها فلانعيد الكلام فيهاوَ هُوَ ألّذِي أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً قال الرازي اختلف الناس فيه فقال الجبائي إنه تعالي ينزل الماء من السماء إلي السحاب و من السحاب إلي الأرض قال لأن ظاهر النص يقتضي نزول المطر من السماء والعدول عن الظاهر إلي التأويل إنما يحتاج إليه عندقيام الدليل علي أن إجراء اللفظ علي ظاهره غيرممكن و في هذاالموضع لم يقم دليل علي امتناع نزول المطر من السماء فوجب إجراء اللفظ علي ظاهره و أماقول من يقول إن البخارات الكثيرة تجتمع في باطن الأرض ثم تصعد وترتفع إلي الهواء فينعقد الغيم منها ويتقاطر و ذلك هوالمطر فقد احتج الجبائي علي فساده بوجوه الأول أن البرد قديوجد في وقت الحر بل في صميم الصيف ونجد المطر في أبرد وقت ينزل غيرجامد و ذلك يبطل قولهم الثاني إن البخارات إذاارتفعت وتصاعدت وتفرقت لم يتولد منها قطرات الماء الثالث لو كان تولد المطر من صعود البخارات فالبخارات دائمة الارتفاع من البحار فوجب أن يدوم هناك نزول المطر وحيث لم يكن الأمر كذلك علمنا
صفحه : 352
فساد قولهم قال فثبت بهذه الوجوه أنه ليس تولد المطر من بخار الأرض . ثم قال والقوم إنما احتاجوا إلي هذاالقول لأنهم اعتقدوا أن الأجسام قديمة و إذا كان الأمر كذلك امتنع دخول الزيادة والنقصان فيها وحينئذ لامعني لحدوث الحوادث إلااتصاف تلك الذوات بصفة بعد أن كانت موصوفة بصفات أخري فلهذا السبب احتالوا في تكوين كل شيء عن مادة معينة و أماالمسلمون فلما اعتقدوا أن الأجسام محدثة و أن خالق العالم فاعل مختار قادر علي خلق الأجسام كيف شاء وأراد فعند هذا لاحاجة إلي استخراج هذه التكلفات فثبت أن ظاهر القرآن يدل علي أن الماء إنما ينزل من السماء و لادليل علي امتناع هذاالظاهر فوجب القول بحمله علي ظاهره فثبت أن الحق سبحانه ينزل المطر من السماء بمعني أنه يخلق هذه الأجسام في السماء ثم ينزلها إلي السحاب ثم من السحاب إلي الأرض . والقول الثاني المراد أنزل من جانب السماء ماء.القول الثالث أنزل من السحاب ماء وسمي الله السحاب سماء لأن العرب تسمي كل مافوقك سماء كسماء البيت . ثم قال نقل الواحدي في البسيط عن ابن عباس يريد بالماء هاهنا المطر.أقول ورجح في موضع آخر نزول المطر من السحاب قال لأن الإنسان ربما كان واقفا علي قلة جبل عال ويري الغيم أسفل فإذانزل من ذلك الجبل يري ذلك الغيم ماطرا عليهم و إذا كان هذاالأمر مشاهدا بالبصر كان النزاع فيه باطلا و لاينزل نقطة من المطر إلا ومعها ملك والفلاسفة يحملون ذلك الملك علي الطبيعة الحالة في تلك الجسمية الموجبة لذلك النزول انتهي .وَ هُوَ ألّذِي يُرسِلُ الرّياحَ بُشراًمنهم من قرأ نشرا بضم النون والشين
صفحه : 353
جمع نشور مثل رسل و رسول أي رياحا منشرة مفرقة من كل جانب وقرأ ابن عامر بضم النون وإسكان الشين بتخفيف العين وقرأ حمزة بفتح النون وإسكان الشين مصدر نشرت الثوب ضد طويته وهنا بمعني المفعول أوبمعني الحياة فهو بمعني الفاعل وقرأ عاصم بالباء جمع بشير أي مبشرات بالمطر أوالرحمةحَتّي إِذا أَقَلّت سَحاباً ثِقالًا قال الرازي يقال أقل فلان الشيء إذاحمله أي حتي إذاحملت هذه الرياح سحابا ثقالا بما فيها من الماء والمعني أن السحاب المسيطر بالمياه العظيمة إنما يبقي معلقا في الهواء لأنه تعالي دبر بحكمته أن يحرك الرياح تحريكا شديدا.فيحصل منها فوائد أحدها أن أجزاء السحاب ينضم بعضها إلي بعض ويتراكم وينعقد السحاب الكثيف الماطر وثانيها أن بسبب تلك الحركات الشديدة التي في تلك الرياح يمنة ويسرة يمتنع علي تلك الأجزاء المائية النزول فلاجرم يبقي معلقا في الهواء وثالثها أن بسبب حركات تلك الرياح ينساق السحاب من موضع إلي موضع آخر و هوالموضع ألذي علم الله تعالي احتياجهم إلي نزول الأمطار وانتفاعهم بها ورابعها أن حركة الرياح تارة تكون مفرقة لأجزاء السحاب مبطلة لها وخامسها أن هذه الرياح تارة تكون مقوية للزرع والأشجار مكملة لما فيها من النشوء والنماء وهي الرياح اللواقح وتارة تكون مبطلة لها كماتكون في الخريف وسادسها أن هذه الرياح تارة تكون طيبة لذيذة موافقة للأبدان وتارة تكون مهلكة إما بسبب ما فيها من الحرارة الشديدة كما في السموم أوبسبب ما فيها من البرد الشديد كما في الرياح المهلكة جدا وسابعها أن تلك الرياح تارة تكون شرقية وتارة تكون غربية وشمالية وجنوبية و هذاضبط ذكره بعض الناس و إلافالرياح تهب من كل جانب من جوانب العالم و لاضبط لها و لااختصاص لجانب من جوانب العالم بها وثامنها أن هذه الرياح تارة تصعد من قعر الأرض فإن من ركب البحر يشاهد أن البحر يحصل له غليان شديد فيه بسبب تولد الرياح في قعر البحر إلي مافوق البحر وحينئذ يعظم هبوب الرياح في وجه البحر وتارة ينزل الريح من جهة الفوق فاختلاف الرياح بسبب هذه
صفحه : 354
المعاني أيضا عجيب و عن السدي أنه تعالي يرسل الرياح فيأتي بالسحاب ثم إنه تعالي يبسطه في السماء كيف يشاء ثم يفتح أبواب السماء فيسيل الماء علي السحاب ثم يمطر السحاب بعد ذلك ورحمته هوالمطر. إذاعرفت هذافنقول اختلاف الرياح في الصفات المذكورة مع أن طبيعة الهواء واحدة وتأثيرات الطبائع والأنجم والأفلاك واحدة تدل علي أن هذه الأحوال لم تحصل إلابتدبير الفاعل المختار سبحانه و تعالي ثم قال تعالي سُقناهُ لِبَلَدٍ مَيّتٍ والمعني أنانسوق ذلك السحاب إلي بلد ميت لم ينزل فيه غيث و لاتنبت فيه خضرة والسحاب لفظه مذكر و هوجمع سحابة فيجوز فيه التذكير والتأنيث فلذا أتي بهما في الآية واللام في قوله لبلد إما بمعني إلي أوالمعني سقناه لأجل بلد ميت ليس فيه حب نسقيه والضمير في قوله به إما راجع إلي البلد أو إلي السحاب و في قوله فَأَخرَجنا بِهِعائد إلي الماء وقيل إلي البلد و علي القول الأول فالله تعالي إنما يخلق الثمرات بواسطة الماء. و قال أكثر المتكلمين إن الثمار غيرمتولدة من الماء بل الله تعالي أجري عادته بخلق النبات ابتداء عقيب اختلاط الماء بالتراب و قال جمهور الحكماء لايمتنع أن يقال أنه تعالي أودع في الماء قوة وطبيعة ثم إن تلك القوة والطبيعة توجبان حدوث الأحوال المخصوصة والمتكلمون احتجوا علي فساد هذاالقول بأن طبيعة الماء والتراب واحدة ثم إنا نري أنه يتولد في النبات الواحد الأحوال المختلفة مثل العنب فإن قشره بارد يابس ولحمه وماؤه حار رطب وعجمة بارد يابس فتولد الأجسام الموصوفة بالصفات المختلفة من الماء والتراب يدل علي أنها إنما حدثت بإحداث الفاعل المختار لابالطبع والخاصية انتهي .خَوفاً وَ طَمَعاً قال الزمخشري في انتصابهما وجوه الأول أنه لايصح أن يكونا مفعولا لهما لأنهما ليسا بفاعل الفعل المعلل به إلا علي تقدير حذف المضاف أي إرادة خوف وطمع أو علي معني إخافة وإطماعا الثاني يجوز أن
صفحه : 355
يكونا منتصبين علي الحال من البرق كأنه في نفسه خوف وطمع والتقدير ذا خوف وذا طمع الثالث أن يكونا حالا من المخاطبين أي خائفين وطامعين . و قال الرازي في كونهما خوفا وطمعا وجوه الأول أن عندلمعان البرق يخاف وقوع الصواعق ويطمع في نزول الغيث الثاني أنه يخاف من المطر من له فيه ضرر كالمسافر وكمن في جرابه التمر والزبيب ويطمع فيه من له نفع الثالث أن كل شيءيحصل في الدنيا فهو خير بالنسبة إلي قوم وشر بالنسبة إلي آخرين فكذلك المطر خير في حق من يحتاج إليه في أوانه شر في حق من يضره ذلك إما بحسب المكان أوبحسب الزمان . ثم اعلم أن حدوث البرق دليل عجيب علي قدرة الله سبحانه وبيانه أن السحاب لاشك أنه جسم مركب من أجزاء مائية وأجزاء هوائية و لاشك أن الغالب عليه الأجزاء المائية والماء جسم بارد رطب والنار جسم حار يابس فظهور الضد من الضد التام علي خلاف العقل فلابد من صانع مختار يظهر الضد من الضد. فإن قيل لم لايجوز أن يقال إن الريح احتقن في داخل جرم السحاب واستولي البرد علي ظاهره فانجمد السطح الظاهر منه ثم إن ذلك الريح يمزقه تمزيقا عنيفا فيتولد من ذلك التمزيق الشديد حركة عنيفة والحركة العنيفة موجبة للسخونة وهي البرق فالجواب أن كل ماذكرتموه علي خلاف المعقول وبيانه من وجوه الأول أنه لو كان الأمر كذلك لوجب أن يقال أينما يحصل البرق فلابد و أن يحصل الرعد و هوالصوت الحادث من تمزق السحاب ومعلوم أنه ليس الأمر كذلك فإنه كثيرا مايحدث البرق القوي من غيرحدوث الرعد الثاني أن السخونة الحاصلة بسبب قوة الحركة مقابلة بالطبيعة المائية الموجبة للبرد و عندحصول هذاالمعارض القوي كيف تحدث النارية بل نقول النيران العظيمة تنطفئ بصب الماء عليها والسحاب كله ماء فكيف يمكن أن يحدث فيه شعلة ضعيفة نارية
صفحه : 356
الثالث من مذهبكم أن النار الصرفة لالون لها البتة فهب أنه حصلت النارية بسبب قوة المحاكة الحاصلة في أجزاء السحاب لكن من أين حدث ذلك اللون الأحمر فثبت أن السبب ألذي ذكروه ضعيف و أن حدوث النار الخالصة في جرم السحاب مع كونه ماء خالصا لايمكن إلابقدرة القادر الحكيم .وَ يُنشِئُ السّحابَ الثّقالَالسحاب اسم الجنس والواحدة سحابة والثقال جمع ثقيلة أي الثقال بالماء واعلم أن هذاأيضا من دلائل القدرة والحكمة و ذلك لأن هذه الأجزاء المائية إما يقال إنها حدثت في جو الهواء أويقال إنها تصاعدت من وجه الأرض فإن كان الأول وجب أن يكون حدوثها بإحداث محدث حكيم قادر و هوالمطلوب و إن كان الثاني و هو أن يقال إن تلك الأجزاء تصاعدت من الأرض فلما وصلت إلي الطبقة الباردة من الهواء بردت فثقلت ورجعت إلي الأرض فنقول هذاباطل و ذلك لأن الأمطار مختلفة فتارة تكون القطرات كبيرة وتارة تكون صغيرة وتارة تكون متقاربة وأخري تكون متباعدة تارة تدوم مدة نزول المطر زمانا طويلا وتارة قليلا فاختلاف الأمطار في هذه الصفات مع أن طبيعة الأرض واحدة وطبيعة الأشعة المسخنة للبخارات واحدة لابد و أن يكون بتخصيص الفاعل المختار وأيضا فالتجربة دلت علي أن للدعاء والتضرع في نزول الغيث أثرا عظيما ولذلك شرعت صلاة الاستسقاء فعلمنا أن المؤثر فيه هوقدرة الفاعل لاالطبيعة الخاصة انتهي .وَ يُسَبّحُ الرّعدُ بِحَمدِهِ قال الطبرسي ره تسبيح الرعد دلالته علي تنزيه الله تعالي ووجوب حمده فكأنه هوالمسبح وقيل إن الرعد هوالملك ألذي يسوق السحاب ويزجره بصوته فهو يسبح الله ويحمده وَ روُيَِ عَنِ النّبِيّص أَنّهُ قَالَ إِنّ رَبّكُم سُبحَانَهُ يَقُولُ لَو أَنّ عبِاَديِ أطَاَعوُنيِ لَأَسقَيتُهُمُ المَطَرَ بِاللّيلِ وَ أَطلَعتُ عَلَيهِمُ الشّمسَ بِالنّهَارِ وَ لَم أُسمِعهُم صَوتَ الرّعدِ وَ كَانَص إِذَا سَمِعَ صَوتَ الرّعدِ قَالَ سُبحَانَ مَنيُسَبّحُ الرّعدُ بِحَمدِهِ
و كان ابن عباس يقول سبحان
صفحه : 357
ألذي سبحت له
وَ رَوَي سَالِمُ بنُ عَبدِ اللّهِ عَن أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا سَمِعَ الرّعدَ وَ الصّوَاعِقَ قَالَ أللّهُمّ لَا تَقتُلنَا بِغَضَبِكَ وَ لَا تُهلِكنَا بِعَذَابِكَ وَ عَافِنَا قَبلَ ذَلِكَ
قال ابن عباس من سمع الرعد فقال سبحان ألذي يُسَبّحُ الرّعدُ بِحَمدِهِ وَ المَلائِكَةُ مِن خِيفَتِهِوَ هُوَ عَلي كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ فإن أصابته صاعقة فعلي ذنبه .وَ المَلائِكَةُ مِن خِيفَتِهِ أي وتسبح الملائكة من خيفة الله تعالي وخشيته قال ابن عباس إنهم خائفون من الله ليس كخوف ابن آدم لايعرف أحدهم من علي يمينه و من علي يساره لايشغله عن عبادة الله طعام و لاشراب و لا شيءوَ يُرسِلُ الصّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَن يَشاءُ ويسرفها عمن يشاء إلا أنه حذف
وَ رَوَوا عَن أَبِي جَعفَرٍ البَاقِرِ ع أَنّ الصّوَاعِقَ تُصِيبُ المُسلِمَ وَ غَيرَ المُسلِمِ وَ لَا تُصِيبُ ذَاكِراً انتَهَي
. و قال الرازي في قوله تعالي وَ يُسَبّحُ الرّعدُ بِحَمدِهِأقوال الأول أن الرعد اسم ملك من الملائكة والصوت المسموع هوصوت ذلك الملك بالتسبيح والتهليل
عَنِ ابنِ عَبّاسٍ أَنّ اليَهُودَ سَأَلَتِ النّبِيّص عَنِ الرّعدِ مَا هُوَ فَقَالَ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ مُوَكّلٌ بِالسّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِن نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السّحَابَ حَيثُ يَشَاءُ اللّهُ تَعَالَي قَالُوا فَالصّوتُ ألّذِي يُسمَعُ قَالَ زَجرَةُ السّحَابِ
و عن الحسن أنه خلق من الله ليس بملك فعلي هذاالقول الرعد اسم للملك الموكل بالسحاب وصوته تسبيح لله تعالي و ذلك الصوت أيضا مسمي بالرعد ويؤكد هذا ماروي عن ابن عباس كان إذاسمع الرعد قال سبحان ألذي سبحت له
وَ عَنِ النّبِيّص أَنّ اللّهَ يُنشِئُ السّحَابَ فَيَنطِقُ أَحسَنَ المَنطِقِ وَ يَضحَكُ أَحسَنَ الضّحِكِ فَنُطقُهُ الرّعدُ وَ ضَحِكُهُ البَرقُ
. واعلم أن هذاالقول غيرمستبعد و ذلك لأن عند أهل السنة البنية ليست شرطا لحصول الحياة فلايبعد من الله تعالي أن يخلق الحياة والعلم والقدرة والنطق في أجزاء السحاب فيكون هذاالصوت المسموع فعلا له فكيف
صفحه : 358
يستبعد ذلك ونحن نري أن السمندر يتولد في النار والضفادع تتولد في السحاب والدودة العظيمة ربما تولدت في الثلوج القديمة وأيضا إذا لم يبعد تسبيح الجبال في زمن داود ع و لاتسبيح الحصي في زمن محمدص فكيف يبعد تسبيح السحاب . و علي هذاالقول فهذا الشيء المسمي بالرعد ملك أو ليس بملك فيه قولان أحدهما أنه ليس بملك لأنه عطف عليه الملائكة والثاني أنه لايبعد أن يكون من جنس الملائكة وأفرد بالذكر علي سبيل التشريف القول الثاني إن الرعد اسم لهذا الصوت المخصوص و مع ذلك فإن الرعد يسبح لله تعالي لأن التسبيح والتقديس و مايجري مجراهما ليس إلاوجود لفظ يدل علي حصول النزاهة والتقديس لله تعالي فلما كان حدوث هذاالصوت دليلا علي وجود موجود متعال عن النقص والإمكان كان ذلك في الحقيقة تسبيحا و هومعني قوله وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبّحُ بِحَمدِهِ.الثالث أن المراد من كون الرعد مسبحا أن من سمع الرعد فإنه يسبح الله تعالي فلهذا المعني أضيف هذاالتسبيح إليه .الرابع من كلمات الصوفية الرعد صعقات الملائكة والبرق زفرات أفئدتهم والمطر بكاؤهم . ثم قال واعلم أن المحققين من الحكماء يذكرون أن هذه الآثار العلوية إنما تتم بقوي روحانية فلكية فللسحاب روح معين من الأرواح الفلكية يدبره وكذا القول في الرياح وسائر الآثار العلوية و هذا غير مانقلنا أن الرعد اسم الملك . ثم قال أمر الصاعقة عجيب جدا و ذلك لأنها نار تتولد في السحاب فإذانزلت من السحاب فربما غاضت البحر وأحرقت الحيتان تحت البحر والحكماء بالغوا في وصف قوتها ووجه الاستدلال أن النار حارة يابسة وطبيعتها ضد طبيعة السحاب فوجب أن يكون طبيعتها في الحرارة واليبوسة أضعف من طبيعة النيران
صفحه : 359
الحادثة عندنا علي العادة لكنه ليس الأمر كذلك فإنها أقوي من نيران هذاالعالم فثبت أن اختصاصها بمزيد تلك القوة لابد و أن يكون بسبب تخصيص الفاعل المختار.وَ هُم يُجادِلُونَ فِي اللّهِ أي هؤلاء الكفار مع ظهور هذه الدلائل يجادلون في الله و هويحتمل وجوها أحدها أن يكون المراد الرد علي الكافر ألذي قال أخبرنا عن ربنا أ من نحاس أم حديد وثانيها أن يكون المراد الرد علي جدالهم في إنكار البعث وإبطال الحشر وثالثها الرد عليهم في طلب سائر المعجزات ورابعها الرد عليهم في استنزال عذاب الاستئصال .وَ هُوَ شَدِيدُ المِحالِالمشهور أن الميم أصلية وقيل زائدة والمعني شديد القوة وقيل شديد المكر وقيل شديد العقوبة وقيل شديد المغالبة وقيل شديد الجدال .رِزقاً لَكُم قال البيضاوي أي تعيشون به و هويشمل المطعوم والملبوس مفعول أخرج ومِنَ الثّمَراتِبيان له أوحال عنه ويحتمل عكس ذلك ويجوز أن يراد به المصدر فينتصب بالعلة أوالمصدر لأن أخرج في معني رزق .إِلّا مَنِ استَرَقَ السّمعَ قال البيضاوي بدل من كل شيطان واستراق السمع اختلاسه سرا شبه به خطفتهم اليسيرة من قطان السماوات لمابينهم من المناسبة في الجوهر أوبالاستدلال من أوضاع الكواكب وحركاتها و عن ابن عباس أنهم كانوا لايحتجبون عن السماوات فلما ولد عيسي ع منعوا من ثلاث سماوات فلما ولد محمدص منعوا من كلها بالشهب و لايقدح فيه تكونها قبل المولد لجواز أن يكون لها أسباب أخر وقيل الاستثناء منقطع أي ولكن من استرق السمع فَأَتبَعَهُ شِهابٌ أي فتبعه ولحقه شهاب مُبِينٌظاهر للمبصرين و
صفحه : 360
الشهاب شعلة نار ساطعة و قديطلق للكوكب والسنان لما فيها من البريق انتهي . و قال الرازي لقائل أن يقول إذاجوزتم في الجملة أن يصعد الشيطان إلي السماوات ويختلط بالملائكة ويسمع أخبارا من الغيوب عنهم ثم إنها تنزل وتلقي تلك الغيوب فعلي هذاالتقدير يجب أن يخرج الإخبار عن المغيبات عن كونه معجزا دليلا علي الصدق و لايقال إن الله تعالي أخبر عن أنهم عجزوا عن ذلك بعدمولد النبي ص لأنا نقول هذاالمعجز لايمكن إثباته إلا بعدالقطع بكون محمدص رسولا والقطع بهذا لايمكن إلابواسطة المعجز وكون الإخبار عن الغيب معجزا لايثبت إلا بعدإبطال هذاالاحتمال وحينئذ يلزم الدور و هوباطل محال . ويمكن أن يجاب عنه بأنا نثبت كون محمدص رسولا بسائر المعجزات ثم بعدالعلم بنبوته نقطع بأن الله عجز الشياطين عن تلقف الغيب بهذا الطريق و عند ذلك يصير الإخبار عن الغيب معجزا وحينئذ يندفع الدور انتهي . وأقول يمكن أن يقال يجب في لطف الله وحكمته أن لايمكن الكاذب في دعوي النبوة والإمامة من هذا و إلالزم الإغراء بالقبيح و لوبالنسبة إلي العوام ولذا قيل لاتجري الشعبذة أيضا علي يد المدعي الكاذب فتأمل .وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا عِندَنا خَزائِنُهُقيل أي و ما من شيء إلا ونحن قادرون علي إيجاده وتكوينه أضعاف ماوجد منه فضرب الخزائن مثلا لاقتداره أوشبه مقدوراته بالأشياء المخزونة التي لايحوج إخراجها إلي كلفة واجتهادوَ ما نُنَزّلُهُ من تلك الخزائن إِلّا بِقَدَرٍ مَعلُومٍاقتضته الحكمة وتعلقت به المشية فإن تخصيص بعضها بالإيجاد في بعض الأوقات علي بعض الصفات والحالات لابد له من مخصص حكيم و قال علي بن ابراهيم الخزانة الماء ألذي ينزل من السماء
صفحه : 361
فينبت لكل ضرب من الحيوان ماقدر الله له من الغذاء. و قال بعض المحققين أقول الأول كلام من خلا من التحصيل والثاني تمثيل للتقريب من أفهام الجمهور وتفسير في الظاهر و أما في الباطن والتأويل فالخزائن عبارة عما كتبه القلم الأعلي أولا علي الوجه الكلي في لوح القضاء المحفوظ عن التبديل ألذي منه يجري ثانيا علي الوجه الجزئي في لوح القدر ألذي فيه المحو والإثبات تدرجا علي التنزل فإلي الأول أشير بقوله وَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا عِندَنا خَزائِنُهُ وبقوله وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ و إلي الثاني بقوله وَ ما نُنَزّلُهُ إِلّا بِقَدَرٍ مَعلُومٍ و منه ينزل ويظهر في عالم الشهادة وَ عَنِ السّجّادِ ع أَنّ فِي العَرشِ تِمثَالَ جَمِيعِ مَا خَلَقَ اللّهُ مِنَ البَرّ وَ البَحرِ قَالَ وَ هَذَا تَأوِيلُ قَولِهِوَ إِن مِن شَيءٍالآيَةَ
أراد ع به ماذكرناه انتهي .وَ أَرسَلنَا الرّياحَ لَواقِحَقيل أي حوامل شبه الريح التي جاءت بخير من إنشاء سحاب ماطر بالحامل كماشبه ما لا يكون كذلك بالعقيم أوملقحات للشجر والسحاب ونظيره الطوائح بمعني المطيحات في قوله ومختبط مما تطيح الطوائح .فَأَسقَيناكُمُوهُ أي فجعلناه لكم سقيا يقال سقيته حتي روي وأسقيته نهرا أي جعلته شرابا له وَ ما أَنتُم لَهُ بِخازِنِينَ أي قادرين متمكنين من إخراجه نفي عنهم ماأثبته لنفسه أوحافظين في الغدران والعيون والآبار و ذلك أيضا يدل علي المدبر الحكيم كمايدل عليه حركة الهواء في بعض الأوقات من بعض الجهات علي وجه ينتفع به الناس فإن طبيعة الماء تقتضي الغور فوقوفه دون حد لابد له من سبب مخصص لَكُم مِنهُ شَرابٌقيل أي ماتشربونه ولكم صلة أنزل أوخبر شراب و من تبعيضية متعلقة به وتقديمها يوهم حصر المشروب فيه و لابأس به لأن مياه العيون والآبار منه لقوله فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ و قوله فَأَسكَنّاهُ فِي الأَرضِ.
صفحه : 362
وَ مِنهُ شَجَرٌ أي و منه يكون شجر يعني الشجر ألذي يرعاه المواشي وقيل كل ماينبت علي الأرض شجرفِيهِ تُسِيمُونَ أي ترعون مواشيكم من سامت الماشية وأسامها صاحبها وأصلها السومة وهي العلامة لأنها تؤثر بالرعي علامات فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِهاأنبت فيهاأنواع النبات بعديبسهالِقَومٍ يَسمَعُونَ أي سماع تدبر وإنصاف وَ تَرَي الأَرضَ هامِدَةً أي ميتة يابسة من همدت النار إذاصارت رمادااهتَزّت أي تحركت بالنبات وَ رَبَت أي انتفخت وَ أَنبَتَت علي المجاز لأن المنبت هو الله تعالي مِن كُلّ زَوجٍ أي من كل نوع من أنواع النبات بَهِيجٍالبهجة حسن الشيء ونضارته والبهيج بمعني المبهج قال المبرد هوالشيء المشرق الجميل .أَ لَم تَرَ أي أ لم تعلم وقيل المراد الرؤية بالبصرفَتُصبِحُ الأَرضُإنما لم يقل أصبحت ليدل علي بقاء أثر المطر زمانا بعدزمان وإنما لم ينصب جوابا للاستفهام لأنه لونصب لأعطي عكس ما هوالغرض لأن معناه إثبات الاخضرار فينقلب بالنصب إلي نفي الاخضرارإِنّ اللّهَ لَطِيفٌيصل علمه أولطفه إلي كل ما جل ودق خَبِيرٌبالتدابير الظاهرة والباطنة.وَ أَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً قال الرازي من قال إن المراد بالسماء السحاب قال إن الله تعالي أصعد الأجزاء المائية من قعر الأرض و من البحار إلي السماء حتي صارت عذبة صافية بسبب ذلك التصعيد ثم إن تلك الذرات تأتلف وتتكيف ثم ينزله الله علي قدر الحاجة إليه و لو لا ذلك لم ينتفع بتلك المياه لتفرقها في قعر الأرض و لابماء البحر لملوحته ولأنه لاحيلة في إجراء مياه البحار علي وجه الأرض لأن البحار هي الغاية في العمق و هذه الوجوه إنما يتمحلها من ينكر الفاعل المختار و أما من أقر به فلاحاجة له إلي شيءمنهابِقَدَرٍ أي بتقدير يسلمون معه من المضرة ويصلون به إلي المنفعة في الزرع والغرس والشرب
صفحه : 363
وبمقدار ماعلمنا من حاجاتهم ومصالحهم فَأَسكَنّاهُ فِي الأَرضِقيل جعلناه ثابتا في الأرض قال ابن عباس أنزل الله تعالي من الجنة خمسة أنهار سيحون وجيحون ودجلة والفرات والنيل ثم يرفعها عندخروج يأجوج ومأجوج ويرفع أيضا القرآن وَ إِنّا عَلي ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ أي كماقدرنا علي إنزاله نقدر علي رفعه وإزالته و لمانبه سبحانه علي عظم نعمته بخلق الماء ذكر بعده النعم الحاصلة من الماء فقال فَأَنشَأنا لَكُم بِهِ جَنّاتٍ مِن نَخِيلٍ وَ أَعنابٍ وإنما خصهما لكثرة منافعهما فإنهما يقومان مقام الطعام ومقام الإدام ومقام الفاكهة رطبا ويابسا و قوله لَكُم فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ أي في الجنات فكما أن فيهاالنخيل والأعناب فيهاالفواكه الكثيرة و قوله وَ مِنها تَأكُلُونَ قال الزمخشري يجوز أن يكون هذا من قولهم فلان يأكل من حرفة يحترفها و من صنعة فعلها يعنون أنها طعمته وجهته التي يحصل منها رزقه كأنه قال و هذه الجنات وجوه أرزاقكم ومعاشكم منها تتعيشون .أَ لَم تَرَبعين عقلك و لم تعلم أَنّ اللّهَ يزُجيِ سَحاباً أي يسوقه و منه البضاعة المزجاة فإنها يزجيها كل أحدثُمّ يُؤَلّفُ بَينَهُبأن يكون قزعا فيضم بعضها إلي بعض وبهذا الاعتبار صح بينه إذ المعني بين أجزائه ثُمّ يَجعَلُهُ رُكاماً أي متراكما بعضه علي بعض فَتَرَي الوَدقَ أي المطريَخرُجُ مِن خِلالِهِ أي من فتوقه جمع خلل كجبال في جبل وَ يُنَزّلُ مِنَ السّماءِقيل أي من الغمام و كل ماعلاك فهو سماؤك مِن جِبالٍ فِيها مِن بَرَدٍقيل أي قطع عظام تشبه الجبال في عظمها أوجمودها من برد بيان للجبال والمفعول محذوف أي ينزل حينئذ ماء من السماء من جبال ويجوز أن تكون من الثانية والثالثة للتبعيض واقعة موقع المفعول وقيل المراد بالسماء المظلة و فيهاجبال من برد كما في الأرض جبال من حجر و عليه ظواهر كثير من الأخبار و لم يدل دليل قاطع علي نفيه قال الرازي قال أهل الطبائع إن تكون السحاب والمطر والثلج
صفحه : 364
والبرد والطل والصقيع في أكثر الأمر يكون من تكاثف البخار و في الأقل من تكاثف الهواء أماالأول فالبخار الصاعد إن كان قليلا و كان في الهواء من الحرارة مايحلل ذلك البخار فحينئذ ينحل وينقلب هواء وإما إن كان البخار كثيرا و لم يكن في الهواء من الحرارة مايحلله فتلك الأبخرة المتصاعدة إما أن تبلغ في صعودها إلي الطبقة الباردة من الهواء أو لاتبلغ فإن بلغت فإما أن يكون البرد قويا أو لا يكون فإن لم يكن البرد هناك قويا تكاثف ذلك البخار بذلك القدر من البرد واجتمع وتقاطر فالبخار المجتمع هوالسحاب والمتقاطر هوالمطر والديمة والوابل إنما يكون من أمثال هذه الغيوم و أما إن كان البرد شديدا فلايخلو إما أن يصل البرد إلي الأجزاء البخارية قبل اجتماعها وانحلالها أو بعدصيرورتها كذلك فإن كان علي الوجه الأول نزل ثلجا و إن كان علي الوجه الثاني نزل بردا و أما إذا لم تبلغ الأبخرة إلي الطبقة الباردة فهي إما أن تكون قليلة أوتكون كثيرة فإن كانت كثيرة فهي تنعقد سحابا ماطرا و قد لاتنعقد أماالأول فذاك لأحد أسباب خاصة.أولها إذامنع هبوب الرياح عن تصاعد تلك الأبخرة وثانيها أن تكون الرياح ضاغطة لها إلي اجتماع بسبب وقوف جبال قدام الريح وثالثها أن تكون هناك رياح متقابلة متصادفة فتمنع صعود الأبخرة حينئذ ورابعها أن يعرض للجزء المتقدم وقوف لثقله وبطء حركته ثم تلتصق به سائر الأجزاء الكثيرة المدد وخامسها لشدة برد الهواء القريب من الأرض فقد يشاهد البخار يصعد في الجبال صعودا يسيرا حتي كأنه مكبة موضوعة علي وهدة و يكون الناظر إليها فوق تلك الغمامة والذين يكونون تحت الغمامة يمطرون والذين يكونون فوقها يكونون في الشمس أما إذاكانت الأبخرة القليلة الارتفاع قليلة لطيفة فإذاضربها برد الليل وكثفها وعقدها ما يكون محسوسا ونزل نزولا متفرقا لايحس به إلا عنداجتماع شيءيعتد به فإن لم يجمد كان طلا و إن جمد كان صقيعا ونسبة الصقيع إلي الطل نسبة الثلج إلي المطر. وإما أن يكون السحاب من انقباض الهواء و ذلك عند مايبرد الهواء و
صفحه : 365
ينقبض وحينئذ تحصل منه الأقسام المذكورة. والجواب أنا لمادللنا علي حدوث الأجسام وتوسلنا بذلك إلي كونه سبحانه قادرا مختارا يمكنه إيجاد الأجسام لم يمكنا القطع بما ذكرتموه لاحتمال أنه سبحانه خلق أجزاء السحاب دفعة لابالطريق ألذي ذكرتموه وأيضا فهب أن الأمر كماذكرتم ولكن الأجسام بالاتفاق ممكنة في ذواتها و لابد لها من مؤثر ثم إنها متماثلة فاختصاص كل واحد منها بصفته المعينة من الصعود والهبوط واللطافة والكثافة والحرارة والبرودة لابد له من مخصص فإذا كان هوسبحانه خالقا لتلك الطبائع وتلك الطبائع مؤثرة في هذه الأحوال وخالق السبب خالق المسبب فكان سبحانه هو ألذي يزجي سحابا لأنه هو ألذي خلق تلك الطبائع المحركة لتلك الأبخرة من باطن الأرض إلي جو الهواء ثم تلك الأبخرة ترادفت في صعودها والتصق بعضها بالبعض فهو سبحانه هو ألذي جعله ركاما فثبت أنه علي جميع التقديرات وجه الاستدلال بهذه الأشياء علي القدرة والحكمة ظاهر بين انتهي .فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشاءُ وَ يَصرِفُهُ عَن مَن يَشاءُالضميران للبرد والإصابة بإهلاك الزرع والمال و قديهلك الأنفس أيضايَكادُ سَنا بَرقِهِ أي يقرب ضوء برق السحاب أن يَذهَبُ بِالأَبصارِأبصار الناظرين إليه من فرط الإضاءةيُقَلّبُ اللّهُ اللّيلَ وَ النّهارَبالمعاقبة بينهما أوبنقص أحدهما وزيادة الآخر أوبتغيير أحوالهما بالحر والبرد والظلمة والنور أو مايعم ذلك إِنّ فِي ذلِكَ أي في ماتقدم ذكره لَعِبرَةً لأِوُليِ الأَبصارِ أي لأولي البصائر والعقول لدلالته علي وجود الصانع القديم وكمال قدرته وإحاطة علمه ونفاذ مشيته وتنزهه عن الحاجة و مايفضي إليها لمن يرجع إلي بصيرة.بُشراًقرأ عاصم بالباء المضمومة أي مبشرات جمع بشور و ابن عامر بالنون والسكون أي ناشرات للسحاب والكسائي بفتح النون مصدرابَينَ
صفحه : 366
يدَيَ رَحمَتِهِ أي المطر كمامر.ماءً طَهُوراً أي مطرا و هواسم لمايتطهر به كالوضوء والوقود وقيل بليغا في الطهارةلنِحُييَِ بِهِ بَلدَةً مَيتاًبالنبات والتذكير لأن البلدة في معني البلدوَ أنَاسيِّ كَثِيراًقيل يعني أهل البوادي الذين يعيشون بالحياء ولذلك نكر الأنعام والأناسي وتخصيصهم لأن أهل المدن والقري يقيمون بقرب الأنهار والمنابع فبهم وبما حولهم من الأنعام غنية عن سقي السماء.وَ لَقَد صَرّفناهُ بَينَهُم قال البيضاوي أي صرفنا هذاالقول بين الناس في القرآن وسائر الكتب أوالمطر بينهم في البلدان المختلفة والأوقات المتغايرة والصفات المتفاوتة من وابل وطل وغيرهما و عن ابن عباس ماعام أمطر من عام ولكن الله قسم ذلك بين عباده علي ماشاء وتلا هذه الآية أو في الأنهار أو في المنابع لِيَذّكّرُوا أي ليتفكروا ويعرفوا كمال القدرة وحق النعمة في ذلك ويقوموا بشكره أوليعتبروا بالصرف عنهم وإليهم فَأَبي أَكثَرُ النّاسِ إِلّا كُفُوراً أي إلاكفران النعمة وقلة الاكتراث لها أوجحودها بأن يقولوا مطرنا بنوء كذا و من لايري الأمطار إلا من الأنواء كان كافرا بخلاف من يري أنها من خلق الله والأنواء وسائط أوأمارات يجعله الله تعالي .فَأَنبَتناعدل به عن الغيبة إلي التكلم لتأكيد اختصاص الفعل بذاته والتنبيه علي أن إنبات الحدائق البهية المختلفة الأنواع المتباعدة الطبائع من المواد المتشابهة لايقدر عليه غيره تعالي كماأشار إليه بقوله ما كانَ لَكُم أَن تُنبِتُوا شَجَرَها أي شجر الحدائق وهي البساتين من الأحداق و هوالإحاطةمِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ أي بأسباب سماوية وأرضية.يُرِيكُمُ البَرقَمقدر بأن أوالفعل فيه منزل منزلة المصدر كقولهم تسمع
صفحه : 367
بالمعيدي خير من أن تراه أوصفة لمحذوف تقديره آية يريكم بهاالبرق خَوفاً من الصاعقة وللمسافروَ طَمَعاً في الغيث وللمقيم فَيَبسُطُهُ أي متصلا تارةفِي السّماءِ أو في سمتهاكَيفَ يَشاءُسائرا وواقفا مطبقا و غيرمطبق من جانب دون جانب إلي غير ذلك وَ يَجعَلُهُ كِسَفاً أي قطعا تارة أخري فَتَرَي الوَدقَ أي المطريَخرُجُ مِن خِلالِهِ في التارتين فَإِذا أَصابَ بِهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِيعني بلادهم وأراضيهم إِذا هُم يَستَبشِرُونَبمجيء الخصب أَن يُنَزّلَ عَلَيهِم أي المطرمِن قَبلِهِتكرير للتأكيد والدلالة علي تطاول عهدهم بالبطر واستحكام يأسهم وقيل الضمير للمطر أوالسحاب أوالإرسال لَمُبلِسِينَ أي لابسين قانطين فَانظُر إِلي آثارِ رَحمَتِ اللّهِ أي أثر الغيث من النبات والأشجار وأنواع الثمار ولذلك جمعه ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص إِنّ ذلِكَيعني ألذي قدر علي إحياء الأرض بعدموتهالمَحُيِ المَوتيلقادر علي إحيائهم فَرَأَوهُ مُصفَرّا أي فرأوا الأثر أوالزرع فإنه مدلول عليه بما تقدم وقيل السحاب لأنه إذا كان مصفرا لم يمطر واللام موطئة للقسم دخلت علي حرف الشرط و قوله لَظَلّواجواب سد مسد الجزاء.مِن كُلّ زَوجٍ أي صنف كَرِيمٍ أي كثير المنفعةفَتُثِيرُ سَحاباً علي حكاية الحال الماضية استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالة علي كمال الحكمة ولأن المراد بيان إحداثها بهذه الخاصية ولذلك أسنده إليها ويجوز أن يكون اختلاف الأفعال للدلالة علي استمرار الأمرفَأَحيَينا بِهِ الأَرضَ أي بالمطر النازل منه وذكر السحاب كذكره أوبالسحاب فإنه سبب السبب أوالصائر مطرابَعدَ مَوتِها أي بعديبسهاكَذلِكَ النّشُورُ أي مثل إحياء الموات نشور الأموات في صحة المقدورية إذ ليس بينهما إلااحتمال اختلاف المادة في المقيس و ذلك لامدخل له فيها وقيل في كيفية الإحياء فإنه تعالي يرسل ماء من تحت العرش ينبت منه أجساد الخلق .
صفحه : 368
إِلّا مَن خَطِفَ الخَطفَةَالخطف الاختلاس والمراد اختلاس كلام الملائكة مسارقة وأتبع بمعني تبع والشهاب مايري كوكبا انقض و ماقيل إنه بخار يصعد إلي الأثير فيشتعل فتخمين إن صح لم يناف ذلك إذ ليس فيه مايدل علي أنه ينقض من الفلك و لا في قوله تعالي وَ لَقَد زَيّنّا السّماءَ الدّنيا بِمَصابِيحَ وَ جَعَلناها رُجُوماً لِلشّياطِينِ فإن كل نير يحصل في الجو العالي فهو مصباح لأهل الأرض وزينة للسماء من حيث إنه يري كأنه علي سطحه و لايبعد أن يصير الحادث لماذكر في بعض الأوقات رجما للشياطين يتصعد إلي قرب الفلك للتسمع و ماروي أن ذلك حدث بميلاد النبي ص إن صح فلعل المراد كثرة وقوعه أومصيره دحورا واختلف في أن المرجوم يتأذي به فيرجع أويحرق به لكن قديصيب الصاعد مرة و قد لايصيب كالموج لراكب السفينة ولذلك لايرتدعون عنه رأسا و لايقال إن الشيطان من النار فلايحترق لأنه ليس من النار الصرف كما أن الإنسان ليس من التراب الخالص مع أن النار القوية إذااستولت علي الضعيفة استهلكتهاثاقِبٌ أي مضيء كأنه يثقب الجو بضوئه .أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءً قال الرازي و هوالمطر وقيل كل ماء كان في الأرض فهو من السماء ثم إنه تعالي ينزله إلي بعض المواضع ثم يقسمه فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الأَرضِ أي فأدخله ونظمه ينابيع في الأرض عيونا ومسالك ومجاري كالعروق في الأجسام ثُمّ يُخرِجُ بِهِ زَرعاً مُختَلِفاً أَلوانُهُ من خضرة وحمرة وصفرة وبياض و غير ذلك أومختلفا أصنافه من بر وشعير وسمسم ثُمّ يَهِيجُ و ذلك لأنه إذاتم جفافه جاز له أن ينفصل من منابته و إن لن تتفرق أجزاؤه فتلك الأجزاء كأنها هاجت للتفرق ثم يصيرحُطاماًفتاتاإِنّ فِي ذلِكَ لَذِكرييعني أن من شاهد هذه الأحوال في النبات علم أن أحوال الحيوان والإنسان كذلك و أنه و إن طال عمره فلابد له من الانتهاء إلي أن يصير مصفر اللون منحطم الأعضاء والأجزاء ثم
صفحه : 369
عاقبته الموت فإذاكانت مشاهدة هذه الأحوال في النبات مذكرة حصول مثل هذه الأحوال في نفسه و في حياته فحينئذ تعظم نفرته من الدنيا وطيباتها قال الواحدي الينابيع جمع ينبوع و هويفعول من نبع و هونصب بنزع الخافض كان التقدير فسلكه في ينابيع ثُمّ يَهِيجُ أي يخضر والحطام ماتفتت وتكسر من النبت انتهي .مِنَ السّماءِ رِزقاً أي أسباب رزق كالمطريُنَزّلُ الغَيثَ قال البيضاوي أي المطر ألذي يغيثهم من الجدب ولذلك خص بالنافع منهامِن بَعدِ ما قَنَطُواأيسوا منه وَ يَنشُرُ رَحمَتَهُ في كل شيء من السهل والجبل والنبات والحيوان وَ هُوَ الولَيِّ ألذي يتولي عباده بإحسانه ونشر رحمته الحَمِيدُالمستحق للحمد علي ذلك ماءً بِقَدَرٍ أي بمقدار ينفع و لايضرفَأَنشَرنا بِهِ بَلدَةً مَيتاًمال عنه النماءكَذلِكَمثل ذلك الإنشاءتُخرَجُونَتنشرون من قبوركم مِن رِزقٍ أي من مطر وسماه رزقا لأنه سببه بَعدَ مَوتِها بعديبسهاوَ تَصرِيفِ الرّياحِباختلاف جهاتها وأحوالهاماءً مُبارَكاً أي كثير المنافع فَأَنبَتنا بِهِ جَنّاتٍ أي أشجارا وثماراوَ حَبّ الحَصِيدِ أي حب الزرع ألذي من شأنه أن يحصد كالبر والشعيروَ النّخلَ باسِقاتٍطوالا أوحوامل من أبسقت الشاة إذاحملت فيكون من أفعل فهو فاعل وإفرادها بالذكر لفرط ارتفاعها وكثرة منافعهالَها طَلعٌ نَضِيدٌ أي منضود بعضه فوق بعض والمراد تراكم الطلع أوكثرة ما فيه من التمررِزقاً لِلعِبادِعلة لأنبتنا أومصدر فإن الإنبات رزق وَ أَحيَينا بِهِ بَلدَةً مَيتاً أي أرضا
صفحه : 370
جدته لانماء فيهاكَذلِكَ الخُرُوجُ كماحييت هذه البلدة يكون خروجكم أحياء بعدموتكم .وَ الذّارِياتِ ذَرواً قال الطبرسي ره روُيَِ أَنّ ابنَ الكَوّاءِ سَأَلَ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع وَ هُوَ يَخطُبُ عَلَي المِنبَرِ فَقَالَ مَاالذّارِياتِ ذَرواً قَالَ الرّيَاحُ قَالَفَالحامِلاتِ وِقراً قَالَ السّحَابُ قَالَفَالجارِياتِ يُسراً قَالَ السّفُنُ قَالَفَالمُقَسّماتِ أَمراً قَالَ المَلَائِكَةُ
وروي ذلك عن ابن عباس ومجاهد فالذاريات الرياح تذرو التراب وهشيم النبت أي تفرقه فالحاملات السحاب تحمل ثقلا من الماء من بلد فتصير موقرة به والوقر بالكسر ثقل الحمل علي ظهر أو في بطن فَالجارِياتِ يُسراً أي السفن تجري في الماء جريا سهلا إلي حيث سيرت وقيل هي السحاب تجري يسيرا إلي حيث سيرها الله من البقاع وقيل هي النجوم السبعة السيارةفَالمُقَسّماتِ أَمراًالملائكة يقسمون الأمور بين الخلق علي ماأمروا به أقسم الله تعالي بهذه الأشياء لكثرة ما فيها من المنافع للعباد و لماتضمنته من الدلالة علي وحدانية الله تعالي وبدائع صنعه وقيل التقدير القسم برب هذه الأشياء انتهي .بِماءٍ مُنهَمِرٍ أي منصب قال الرازي المراد من الفتح والأبواب والسماء إما حقائقها فنقول للسماء أبواب تفتح وتغلق و لااستبعاد فيه و هو علي طريقة الاستعارة فإن الظاهر أن الماء كان من السحاب و علي هذافهو كما يقول القائل في المطر الوابل جرت ميازيب السماء وفتح أفواه القرب أي كأنه كان ذلك أَ فَرَأَيتُمُ الماءَ ألّذِي تَشرَبُونَ قال البيضاوي أي العذب الصالح للشرب مِنَ المُزنِ أي من السحاب وقيل هوالسحاب الأبيض وماؤه أعذب أَم نَحنُ
المُنزِلُونَبقدرتناجَعَلناهُ أُجاجاً أي مالحافَلَو لا تَشكُرُونَأمثال هذه النعم الضروريةلَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقاً أي لوسعنا عليهم الرزق وتخصيص الماء الغدق و هوالكثير بالذكر لأنه أصل المعاش والسعة وعزة وجوده بين العرب .أقول سيأتي تفسير باقي السورة في باب الجن و فيه مايناسب هذاالباب
1-تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَن سَيفِ بنِ عَمِيرَةَ عَن أَبِي بَكرٍ الحضَرمَيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَخَرَجَ هِشَامُ بنُ عَبدِ المُلكِ حَاجّاً مَعَهُ الأَبرَشُ الكلَبيِّ فَلَقِيَا أَبَا عَبدِ اللّهِ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ فَقَالَ هِشَامٌ لِلأَبرَشِ تَعرِفُ هَذَا قَالَ لَا قَالَ هَذَا ألّذِي تَزعُمُ الشّيعَةُ أَنّهُ نبَيِّ مِن كَثرَةِ عِلمِهِ فَقَالَ الأَبرَشُ لَأَسأَلَنّهُ عَن مَسأَلَةٍ لَا يجُيِبنُيِ فِيهَا إِلّا نبَيِّ أَو وصَيِّ نبَيِّ فَقَالَ هِشَامٌ وَدِدتُ أَنّكَ فَعَلتَ ذَلِكَ فلَقَيَِ الأَبرَشُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع فَقَالَ يَا أَبَا عَبدِ اللّهِ أخَبرِنيِ عَن قَولِ اللّهِأَ وَ لَم يَرَ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّ السّماواتِ وَ الأَرضَ كانَتا رَتقاً فَفَتَقناهُمافَمَا كَانَ رَتقُهُمَا وَ مَا كَانَ فَتقُهُمَا فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع يَا أَبرَشُ هُوَ كَمَا وَصَفَ نَفسُهُكانَ عَرشُهُ عَلَي الماءِ وَ المَاءُ عَلَي الهَوَاءِ وَ الهَوَاءُ لَا يُحَدّ وَ لَم يَكُن يَومَئِذٍ خَلقٌ غَيرَهُمَا وَ المَاءُ يَومَئِذٍ عَذبٌ فُرَاتٌ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَخلُقَ الأَرضَ أَمَرَ الرّيَاحَ فَضُرِبَتِ[فَضَرَبَتِ]المَاءَ حَتّي صَارَ مَوجاً ثُمّ أَزبَدَ فَصَارَ زَبَداً وَاحِداً فَجَمَعَهُ فِي مَوضِعِ البَيتِ ثُمّ جَعَلَهُ جَبَلًا مِن زَبَدٍ ثُمّ دَحَي الأَرضَ مِن تَحتِهِ فَقَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَيإِنّ أَوّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ للَذّيِ بِبَكّةَ مُبارَكاً ثُمّ مَكَثَ الرّبّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَي مَا شَاءَ فَلَمّا أَرَادَ أَن يَخلُقَ السّمَاءَ أَمَرَ الرّيَاحَ فَضُرِبَتِ[ضَرَبَتِ]البُحُورَ حَتّي أَزبَدَتهَا فَخَرَجَ مِن ذَلِكَ المَوجُ وَ الزّبَدُ مِن وَسَطِهِ دُخَانٌ سَاطِعٌ مِن غَيرِ نَارٍ فَخَلَقَ مِنهُ السّمَاءَ وَ جَعَلَ فِيهَا
صفحه : 372
البُرُوجَ وَ النّجُومَ وَ مَنَازِلَ الشّمسِ وَ القَمَرِ وَ أَجرَاهَا فِي الفَلَكِ وَ كَانَتِ السّمَاءُ خَضرَاءَ عَلَي لَونِ المَاءِ الأَخضَرِ وَ كَانَتِ الأَرضُ غَبرَاءَ عَلَي لَونِ المَاءِ العَذبِ وَ كَانَتَا مَرتُوقَتَينِ لَيسَ لَهُمَا أَبوَابٌ وَ لَم يَكُن لِلأَرضِ أَبوَابٌ وَ هُوَ النّبتُ وَ لَم تُمطِرِ السّمَاءُ عَلَيهَا فَتُنبِتَ فَفَتَقَ السّمَاءَ بِالمَطَرِ وَ فَتَقَ الأَرضَ بِالنّبَاتِ وَ ذَلِكَ قَولُهُ عَزّ وَ جَلّأَ وَ لَم يَرَ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّ السّماواتِ وَ الأَرضَ كانَتا رَتقاً فَفَتَقناهُما فَقَالَ الأَبرَشُ وَ اللّهِ مَا حدَثّنَيِ بِمِثلِ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ قَطّ أَعِد عَلَيّ فَأَعَادَ عَلَيهِ وَ كَانَ الأَبرَشُ مُلحِداً فَقَالَ وَ أَنَا أَشهَدُ أَنّكَ ابنُ نبَيِّ ثَلَاثَ مَرّاتٍ
2- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَنِ الحمِيرَيِّ عَن هَارُونَ عَنِ ابنِ صَدَقَةَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُومُ فِي المَطَرِ أَوّلَ مَطَرٍ يُمطَرُ حَتّي يَبتَلّ رَأسُهُ وَ لِحيَتُهُ وَ ثِيَابُهُ فَيُقَالُ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ الكِنّ الكِنّ فَيَقُولُ إِنّ هَذَا مَاءٌ قَرِيبُ العَهدِ بِالعَرشِ ثُمّ أَنشَأَ يُحَدّثُ فَقَالَ إِنّ تَحتَ العَرشِ بَحراً فِيهِ مَاءٌ يَنبُتُ بِهِ أَرزَاقُ الحَيَوَانِ وَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ تَعَالَي أَن يُنبِتَ بِهِ مَا يَشَاءُ لَهُم رَحمَةً مِنهُ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ فَمُطِرَ مِنهُ مَا شَاءَ مِن سَمَاءٍ إِلَي سَمَاءٍ حَتّي يَصِيرَ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا فَتُلقِيَهِ إِلَي السّحَابِ وَ السّحَابُ بِمَنزِلَةِ الغِربَالِ ثُمّ يوُحيِ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَنِ اطحَنِيهِ وَ أَذِيبِيهِ ذَوَبَانَ المِلحِ فِي المَاءِ ثُمّ انطلَقِيِ بِهِ إِلَي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ عُبَاباً وَ غَيرَ عُبَابٍ فَتَقطُرُ عَلَيهِم عَلَي النّحوِ ألّذِي يَأمُرُهَا بِهِ فَلَيسَ مِن قَطرَةٍ تَقطُرُ إِلّا وَ مَعَهَا مَلَكٌ حَتّي يَضَعَهَا مَوضِعَهَا وَ لَم يَنزِل مِنَ السّمَاءِ قَطرَةٌ مِن مَطَرٍ إِلّا بِقَدَرِ مَعدُودٍ وَ وَزنٍ مَعلُومٍ إِلّا مَا كَانَ يَومَ الطّوفَانِ عَلَي عَهدِ نُوحٍ ع فَإِنّهُ نَزَلَ مِنهَا مَاءٌ مُنهَمِرٌ بِلَا عَدَدٍ وَ لَا وَزنٍ
صفحه : 373
القرب ، عن هارون عن ابن صدقة مثله
3- التّفسِيرُ، فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ أَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسكَنّاهُ فِي الأَرضِفهَيَِ الأَنهَارُ وَ العُيُونُ وَ الآبَارُ
وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِ تَعَالَيأَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يزُجيِ سَحاباً أَي يُثِيرُهُ مِنَ الأَرضِثُمّ يُؤَلّفُ بَينَهُ فَإِذَا غَلُظَ بَعَثَ اللّهُ رِيحاً فَتُعصِرُهُ فَيَنزِلُ مِنهُ المَاءُ وَ هُوَ قَولُهُفَتَرَي الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ أَي المَطَرَ
4- وَ مِنهُ، عَن أَبِيهِ عَنِ العرَزمَيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي إِسحَاقَ عَن حَارِثٍ الأَعوَرِ عَن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ ع قَالَ سُئِلَ عَنِ السّحَابِ أَينَ يَكُونُ قَالَ يَكُونُ عَلَي شَجَرٍ كَثِيفٍ عَلَي سَاحِلِ البَحرِ يأَويِ إِلَيهَا فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَن يُرسِلَهُ أَرسَلَ رِيحاً فَأَثَارَهُ
5- قُربُ الإِسنَادِ، عَنِ السنّديِّ بنِ مُحَمّدٍ عَن أَبِي البخَترَيِّ عَن جَعفَرٍ عَن أَبِيهِ ع أَنّ عَلِيّاً ع قَالَ السّحَابُ غِربَالُ المَطَرِ وَ لَو لَا ذَلِكَ لَأَفسَدَ كُلّ شَيءٍ يَقَعُ عَلَيهِ
6- وَ قَالَ ع فِي قَولِهِ تَعَالَييَخرُجُ مِنهُمَا اللّؤلُؤُ وَ المَرجانُ قَالَ مِن مَاءِ السّمَاءِ وَ مِن مَاءِ البَحرِ فَإِذَا أُمطِرَت فَتَحَتِ الأَصدَافُ أَفوَاهَهَا فِي البَحرِ فَيَقَعُ فِيهَا مِن مَاءِ المَطَرِ فَيُخلَقُ اللّؤلُؤَةُ الصّغِيرَةُ مِنَ القَطرَةِ الصّغِيرَةِ وَ اللّؤلُؤَةُ الكَبِيرَةُ مِنَ القَطرَةِ الكَبِيرَةِ
صفحه : 374
بيان هذاأحد الوجوه في تأويل الآية الكريمة ورواه المفسرون عن ابن عباس ويؤيده أن البحر العذب لايخرج منه اللؤلؤ علي المشهور ولعل الخلق من القطرتين معناه أن لهما مدخلا في خلقهما لاأنهما مادتهما وسيأتي تمام القول في ذلك في محله
6- معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَنِ الحَاكِمِ عَبدِ الحَمِيدِ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ النيّساَبوُريِّ عَن أَبِيهِ عَن عُبَيدِ اللّهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سُلَيمَانَ عَن أَبِي عَمرٍو الضّرِيرِ عَن عَبّادِ بنِ عَبّادٍ المهُلَبّيِّ عَن مُوسَي بنِ مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ التيّميِّ عَن أَبِيهِ قَالَ كُنّا عِندَ رَسُولِ اللّهِص فَنَشَأَت سَحَابَةٌ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ هَذِهِ سَحَابَةٌ نَاشِئَةٌ فَقَالَ كَيفَ تَرَونَ قَوَاعِدَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهَا وَ أَشَدّ تَمَكّنَهَا قَالَ كَيفَ تَرَونَ بَوَاسِقَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهَا وَ أَشَدّ تَرَاكُمَهَا قَالَ كَيفَ تَرَونَ جَونَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهُ وَ أَشَدّ سَوَادَهُ قَالَ كَيفَ تَرَونَ رَحَاهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَحسَنَهَا وَ أَشَدّ استِدَارَتَهَا قَالَ فَكَيفَ تَرَونَ بَرقَهَا أَ خَفواً أَم وَمِيضاً أَم يَشُقّ شَقّاً قَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ بَل يَشُقّ شَقّاً قَالَ رَسُولُ اللّهِص الحَيَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَفصَحَكَ وَ مَا رَأَينَا ألّذِي هُوَ أَفصَحُ مِنكَ فَقَالَ وَ مَا يمَنعَنُيِ مِن ذَلِكَ وَ بلِسِاَنيِ نَزَلَ القُرآنُبِلِسانٍ عرَبَيِّ مُبِينٍ
ثم قال حدثناالحاكم قال حدثني أبي قال حدثني أبو علي الرياحي عن أبي عمرو الضرير بهذا الحديث وَ قَالَ أخَبرَنَيِ مُحَمّدُ بنُ هَارُونَ الزنّجاَنيِّ قَالَ حَدّثَنَا عَلِيّ بنُ عَبدِ العَزِيزِ عَن أَبِي عُبَيدٍ قَالَ
القَوَاعِدُ هيَِ أُصُولُهَا المُعتَرِضَةُ فِي آفَاقِ السّمَاءِ وَ أَحسَبُهَا تُشبِهُ بِقَوَاعِدِ البَيتِ وَ هيَِ حِيطَانُهُ وَ الوَاحِدَةُ قَاعِدَةٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ إِذ يَرفَعُ اِبراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيتِ
وَ إِسماعِيلُ وَ أَمّا البَوَاسِقُ فَفُرُوعُهَا المُستَطِيلَةُ التّيِ فِي وَسَطِ السّمَاءِ إِلَي الأُفُقِ الآخَرِ وَ كَذَلِكَ كُلّ طَوِيلٍ فَهُوَ بَاسِقٌ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّوَ النّخلَ باسِقاتٍ لَها طَلعٌ نَضِيدٌ وَ الجَونُ هُوَ الأَسوَدُ اليحَموُميِّ وَ جَمعُهُ جُونٌ وَ أَمّا قَولُهُ فَكَيفَ تَرَونَ رَحَاهَا فَإِنّ رَحَاهَا استِدَارَةُ السّحَابَةِ فِي السّمَاءِ وَ لِهَذَا قِيلَ رَحَي الحَربِ وَ هُوَ المَوضِعُ ألّذِي يُستَدَارُ فِيهِ لَهَا وَ الخَفوُ الِاعتِرَاضُ مِنَ البَرقِ فِي نوَاَحيِ الغَيمِ وَ فِيهِ لُغَتَانِ يُقَالُ خَفَا البَرقُ يَخفُو خَفواً وَ يَخفَي خَفياً وَ الوَمِيضُ أَن يَلمَعَ قَلِيلًا ثُمّ يَسكُنَ وَ لَيسَ لَهُ اعتِرَاضٌ وَ أَمّا ألّذِي شَقّ شَقّاً فَاستِطَالَتُهُ فِي الجَوّ إِلَي وَسَطِ السّمَاءِ مِن غَيرِ أَن يَأخُذَ يَمِيناً وَ لَا شِمَالًا قَالَ الصّدُوقُ الحَيَا المَطَرُ
بيان قال الزمخشري في الفائق
سُئِلَ النّبِيّص عَن سَحَائِبَ مَرّت فَقَالَ كَيفَ تَرَونَ قَوَاعِدَهَا وَ بَوَاسِقَهَا وَ رَحَاهَا أَ جُونٌ أَم غَيرُ ذَلِكَ ثُمّ سُئِلَ عَنِ البَرقِ فَقَالَ أَ خَفواً أَم وَمِيضاً أَم يَشُقّ شَقّاً قَالُوا يَشُقّ شَقّاً فَقَالَ رَسُولُ اللّهِص جَاءَكُمُ الحَيَا
أراد بالقواعد مااعترض منها كقواعد البنيان وبالبواسق مااستطال من فروعها وبالرحي مااستدار منها الجون في الجون كالورد في الورد والخفو والخفي اعتراض البرق في نواحي الغيم قال أبوعمرو هو أن يلمع من غير أن يستطير وأنشد
يبيت إذا مالاح من نحو أرضه | سنا البرق يكلا خفيه ويراقبه . |
والوميض لمعة ثم سكونه و منه أومض إذاأومأ والشق استطالته إلي وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا وشمالا أراد أيخفو خفوا أم يميض وميضا
صفحه : 376
ولذلك عطف عليه يشق شقا وإظهار الفعل هنا بعدإضماره في ماقبله نظير المجيء بالواو في قوله عز و جل وَ ثامِنُهُم كَلبُهُم بعدتركها في ماقبلها انتهي . وأقول قدمر بعض القول فيه في المجلد السادس
7- العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَن أَيّوبَ بنِ نُوحٍ عَن صَفوَانَ بنِ يَحيَي عَن مُعَاوِيَةَ بنِ عَمّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع الصّاعِقَةُ لَا تُصِيبُ المُؤمِنَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ فَإِنّا قَد رَأَينَا فُلَاناً يصُلَيّ فِي المَسجِدِ الحَرَامِ فَأَصَابَتهُ فَقَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّهُ كَانَ يرَميِ حَمَامَ الحَرَمِ
8- وَ بِهَذَا الإِسنَادِ قَالَ الصّاعِقَةُ تُصِيبُ المُؤمِنَ وَ الكَافِرَ وَ لَا تُصِيبُ ذَاكِراً
بيان لعل المراد بالمؤمن أولا الكامل في الإيمان وثانيا مطلق المؤمن بقرينة أن رمي حمام الحرم لايخرج عن مطلق الإيمان ويحتمل أن يكون الرامي مخالفا وأسند الإصابة إلي الرمي تقية
9- التّفسِيرُ، عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع فِي خَبَرِ المِعرَاجِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص فَصَعِدَ جَبرَئِيلُ وَ صَعِدتُ مَعَهُ إِلَي السّمَاءِ الدّنيَا وَ عَلَيهَا مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ إِسمَاعِيلُ وَ هُوَ صَاحِبُ الخَطفَةِ التّيِ قَالَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّإِلّا مَن خَطِفَ الخَطفَةَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ وَ تَحتَهُ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ تَحتَ كُلّ مَلَكٍ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ الخَبَرَ
10- وَ مِنهُوَ حِفظاً مِن كُلّ شَيطانٍ مارِدٍ قَالَ المَارِدُ الخَبِيثُلا يَسّمّعُونَ إِلَي المَلَإِ الأَعلي وَ يُقذَفُونَ مِن كُلّ جانِبٍ دُحُوراًيعَنيِ الكَوَاكِبَ التّيِ يُرمَونَ بِهَاوَ لَهُم عَذابٌ واصِبٌ أَي وَاجِبٌإِلّا مَن خَطِفَ الخَطفَةَيعَنيِ يَسمَعُونَ الكَلِمَةَ
صفحه : 377
فَيَحفَظُونَهَافَأَتبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ وَ هُوَ مَا يُرمَونَ بِهِ فَيُحرَقُونَ
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع قَالَ عَذابٌ واصِبٌ أَي دَائِمٌ وَجِعٌ قَد خَلَصَ إِلَي قُلُوبِهِم وَ قَولُهُشِهابٌ ثاقِبٌمُضِيّ إِذَا أَصَابَهُم بِقُوّةٍ
11- العُيُونُ، وَ معَاَنيِ الأَخبَارِ، عَن مُحَمّدِ بنِ اِبرَاهِيمَ الطاّلقَاَنيِّ عَن أَبِي عُقدَةَ عَن عَلِيّ بنِ الحَسَنِ بنِ فَضّالٍ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ الرّضَا ع فِي قَولِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّهُوَ ألّذِي يُرِيكُمُ البَرقَ خَوفاً وَ طَمَعاً قَالَ خَوفٌ لِلمُسَافِرِ وَ طَمَعٌ لِلمُقِيمِ
12- الإِحتِجَاجُ، وَ الخِصَالُ، فِي مَا أَجَابَ الحَسَنُ بنُ عَلِيّ ع مِن أَسئِلَةِ مَلِكِ الرّومِ وَ قَالَ السّائِلُ مَا قَوسُ قُزَحَ قَالَ وَيحَكَ لَا تَقُل قَوسَ قُزَحَ فَإِنّ قُزَحَ اسمُ شَيطَانٍ وَ هُوَ قَوسُ اللّهِ وَ عَلَامَةُ الخِصبِ وَ أَمَانٌ لِأَهلِ الأَرضِ مِنَ الغَرَقِ
13- الإِحتِجَاجُ، عَنِ الأَصبَغِ قَالَ سَأَلَ ابنُ الكَوّاءِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أخَبرِنيِ عَن قَوسِ قُزَحَ قَالَ ثَكِلَتكَ أُمّكَ يَا ابنَ الكَوّاءِ لَا تَقُل قَوسَ قُزَحَ فَإِنّ قُزَحَ اسمُ الشّيطَانِ وَ لَكِن قُل قَوسُ اللّهِ إِذَا بَدَت يَبدُو الخِصبُ وَ الرّيفُ
14-العِلَلُ، عَن مُحَمّدِ بنِ شَاذَانَ بنِ أَحمَدَ البرَواَذيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَرثِ السمّرَقنَديِّ عَن صَالِحِ بنِ سَعِيدٍ الترّمذِيِّ عَن عَبدِ المُنعِمِ بنِ إِدرِيسَ عَن أَبِيهِ عَن وَهبِ بنِ مُنَبّهٍ قَالَ أَهلُ الكِتَابَينِ يَقُولُونَ لَمّا هَبَطَ نُوحٌ مِنَ السّفِينَةِ أَوحَي اللّهُ عَزّ وَ جَلّ إِلَيهِ يَا نُوحُ إنِنّيِ خَلَقتُ خلَقيِ لعِبِاَدتَيِ وَ أَمَرتُهُم بطِاَعتَيِ فَقَد عصَوَنيِ وَ عَبَدُوا غيَريِ وَ استَوجَبُوا بِذَلِكَ غضَبَيِ فَغَرّقتُهُم وَ إنِيّ قَد جَعَلتُ قوَسيِ أَمَاناً لعِبِاَديِ وَ
صفحه : 378
بلِاَديِ وَ مَوثِقاً بيَنيِ وَ بَينَ خلَقيِ يَأمَنُونَ بِهِ إِلَي يَومِ القِيَامَةِ مِنَ الغَرَقِ وَ مَن أَوفَي بِعَهدِهِ منِيّ فَفَرِحَ نُوحٌ ع بِذَلِكَ وَ تَبَاشَرَ وَ كَانَتِ القَوسُ فِيهَا سَهمٌ وَ وَتَرٌ فَنَزَعَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ السّهمَ وَ الوَتَرَ مِنَ القَوسِ وَ جَعَلَهَا أَمَاناً لِعِبَادِهِ وَ بِلَادِهِ مِنَ الغَرَقِ
بيان هذه الأخبار تدل علي أنه مادام يظهر القوس في الجو لاتصيبهم الطوفان والغرق
15- قِصَصُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ إِلَي الصّدُوقِ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَن هِشَامِ بنِ سَالِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع أَنّ قَوماً مِن بنَيِ إِسرَائِيلَ قَالُوا لنِبَيِّ لَهُمُ ادعُ لَنَا رَبّكَ يُمطِر عَلَينَا السّمَاءَ إِذَا أَرَدنَا فَسَأَلَ رَبّهُ ذَلِكَ فَوَعَدَهُ أَن يَفعَلَ فَأَمطَرَ السّمَاءَ عَلَيهِم كُلّمَا أَرَادُوا فَزَرَعُوا فَنَمَت زُرُوعُهُم وَ حَسُنَت فَلَمّا حَصَدُوا لَم يَجِدُوا شَيئاً فَقَالُوا إِنّمَا سَأَلنَا المَطَرَ لِلمَنفَعَةِ فَأَوحَي اللّهُ تَعَالَي أَنّهُم لَم يَرضَوا بتِدَبيِريِ لَهُم أَو نَحوَ هَذَا
16- المَحَاسِنُ، عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بنِ الحَكَمِ عَنِ الوَشّاءِ عَن أَبَانٍ الأَحمَرِ عَمّن ذَكَرَهُ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ لَو لَا أَنّ اللّهَ حَبَسَ الرّيحَ عَلَي أَهلِ الدّنيَا لَأَخوَتِ الأَرضُ وَ لَو لَا السّحَابُ لَخَرِبَتِ الأَرضُ فَمَا أَنبَتَت شَيئاً وَ لَكِنّ اللّهَ يَأمُرُ السّحَابَ فَيُغَربِلُ المَاءَ فَيُنزِلُ قَطراً وَ إِنّهُ أُرسِلَ عَلَي قَومِ نُوحٍ بِغَيرِ حِسَابٍ
بيان لأخوت الأرض أي خلت من الناس أو من الخير أوخربت وانهدمت قال الفيروزآبادي خوت الدار تهدمت وخوت وخويت خلت من أهلها وأرض خاوية خالية من أهلها وخوي كرمي تابع عليه الجوع والزند لم يور كأخوي والنجوم خيا أمحلت فلم تمطر كأخوت وخوت
17-الخِصَالُ، عَن أَبِيهِ عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ عَنِ اليقَطيِنيِّ عَنِ القَاسِمِ
صفحه : 379
بنِ يَحيَي عَن جَدّهِ الحَسَنِ عَن أَبِي بَصِيرٍ وَ مُحَمّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع مَا أَنزَلَتِ السّمَاءُ قَطرَةً مِن مَاءٍ مُنذُ حَبَسَهُ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ وَ لَو قَد قَامَ قَائِمُنَا لَأَنزَلَتِ السّمَاءُ قَطرَهَا وَ لَأَخرَجَتِ الأَرضُ نَبَاتَهَا
18- تَفسِيرُ الإِمَامِ، فِي قَولِهِ تَعَالَيوَ أَنزَلَ مِنَ السّماءِ ماءًيعَنيِ المَطَرَ يُنزِلُ مَعَ كُلّ قَطرَةٍ مَلَكاً يَضَعُهَا فِي مَوضِعِهَا ألّذِي يَأمُرُهُ بِهِ رَبّهُ عَزّ وَ جَلّ
19- العيَاّشيِّ، عَن يُونُسَ بنِ عَبدِ الرّحمَنِ أَنّ دَاوُدَ قَالَ كُنّا عِندَهُ فَارتَعَدَتِ السّمَاءُ فَقَالَ سُبحَانَ مَنيُسَبّحُ لَهُالرّعدُ بِحَمدِهِ وَ المَلائِكَةُ مِن خِيفَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ جُعِلتُ فِدَاكَ إِنّ لِلرّعدِ كَلَاماً فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمّدٍ سَل عَمّا يَعنِيكَ وَ دَع مَا لَا يَعنِيكَ
بيان يدل علي أن التفكر في حقائق المخلوقات وأمثالها مما لم يؤمر الخلق به بل لافائدة لهم فيه
20- العيَاّشيِّ، عَن أَبِي بَصِيرٍ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ سَأَلتُهُ عَنِ الرّعدِ أَيّ شَيءٍ يَقُولُ قَالَ إِنّهُ بِمَنزِلَةِ الرّجُلِ يَكُونُ فِي الإِبِلِ فَيَزجُرُهَا هاَي هاَي كَهَيئَةِ ذَلِكَ قُلتُ فَمَا البَرقُ قَالَ لِي تِلكَ مَخَارِيقُ المَلَائِكَةِ تَضرِبُ السّحَابَ فَتَسُوقُهُ إِلَي المَوضِعِ ألّذِي قَضَي اللّهُ فِيهِ المَطَرَ
الفقيه ، عن أبي بصير مثله
صفحه : 380
21- قَالَ وَ روُيَِ أَنّ الرّعدَ صَوتُ مَلَكٍ أَكبَرَ مِنَ الذّبَابِ وَ أَصغَرَ مِنَ الزّنبُورِ
22- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ ابنِ بَزِيعٍ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَنِ الكنِاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَمُوتُ المُؤمِنُ بِكُلّ مِيتَةٍ إِلّا الصّاعِقَةَ لَا تَأخُذُهُ وَ هُوَ يَذكُرُ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ
23- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ أُذَينَةَ عَن بُرَيدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الصّاعِقَةَ لَا تُصِيبُ ذَاكِراً
24-الكاَفيِ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ كَانَ عَلِيّ ع يَقُومُ فِي المَطَرِ أَوّلَ مَا يُمطَرُ حَتّي يَبتَلّ رَأسُهُ وَ لِحيَتُهُ وَ ثِيَابُهُ فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ الكِنّ الكِنّ فَقَالَ إِنّ هَذَا مَاءٌ قَرِيبُ العَهدِ بِالعَرشِ ثُمّ أَنشَأَ يُحَدّثُ فَقَالَ إِنّ تَحتَ العَرشِ بَحراً فِيهِ مَاءٌ يُنبِتُ أَرزَاقَ الحَيَوَانَاتِ فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ ذِكرُهُ أَن يُنبِتَ بِهِ مَا يَشَاءُ لَهُم رَحمَةً مِنهُ لَهُم أَوحَي اللّهُ إِلَيهِ فَمَطَرَ مَا شَاءَ مِن سَمَاءٍ إِلَي سَمَاءٍ حَتّي يَصِيرَ إِلَي سَمَاءِ الدّنيَا فِيمَا أَظُنّ فَيُلقِيَهُ إِلَي السّحَابِ وَ السّحَابُ بِمَنزِلَةِ الغِربَالِ ثُمّ يوُحيِ إِلَي الرّيحِ أَنِ اطحَنِيهِ وَ أَذِيبِيهِ ذَوَبَانَ المَاءِ ثُمّ انطلَقِيِ بِهِ إِلَي مَوضِعِ كَذَا وَ كَذَا فاَمطرُيِ عَلَيهِم فَيَكُونَ كَذَا وَ كَذَا عُبَاباً وَ غَيرَ ذَلِكَ فَتَقطُرُ عَلَيهِم عَلَي النّحوِ ألّذِي يَأمُرُهَا بِهِ فَلَيسَ مِن قَطرَةٍ تَقطُرُ إِلّا وَ مَعَهَا مَلَكٌ حَتّي يَضَعَهَا مَوضِعَهَا وَ لَم يَنزِل مِنَ السّمَاءِ قَطرَةٌ مِن مَطَرٍ إِلّا بِعَدَدٍ مَعدُودٍ وَ وَزنٍ مَعلُومٍ إِلّا مَا كَانَ مِن يَومِ الطّوفَانِ عَلَي عَهدِ
صفحه : 381
نُوحٍ ع فَإِنّهُ نَزَلَ[ من ]مَاءٌ مُنهَمِرٌ بِلَا وَزنٍ وَ لَا عَدَدٍ
25- قَالَ وَ حدَثّنَيِ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع قَالَ قَالَ لِي أَبِي ع قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع قَالَ رَسُولُ اللّهِص إِنّ اللّهَ عَزّ وَ جَلّ جَعَلَ السّحَابَ غَرَابِيلَ لِلمَطَرِ هيَِ تُذِيبُ البَرَدَ حَتّي يَصِيرَ مَاءً لكِيَ لَا يُضِرّ شَيئاً يُصِيبُهُ وَ ألّذِي تَرَونَ فِيهِ مِنَ البَرَدِ وَ الصّوَاعِقِ نَقِمَةٌ مِنَ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ يُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ ثُمّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا تُشِيرُوا إِلَي المَطَرِ وَ لَا إِلَي الهِلَالِ فَإِنّ اللّهَ يَكرَهُ ذَلِكَ
العِلَلُ، عَن أَبِيهِ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ الحمِيرَيِّ عَن هَارُونَ بنِ مُسلِمٍ مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ فَإِنّهُ نَزَلَ مِنهَا مَاءٌ مُنهَمِرٌ بِلَا عَدَدٍ وَ لَا وَزنٍ
و قدمر في ماتقدم قرب الإسناد، عن هارون مثله إلي آخر الخبر بيان أول مايمطر أي أول كل مامطر أوالمطر ألذي يمطر أول السنة و في العلل أول مطر يمطر و هويؤيد الثاني والكن بالنصب علي الإغراء أي اطلبه أوادخله و هوبالكسر مايستتر به من بناء ونحوه في ماأظن ليس هذا في العلل وقرب الإسناد و علي تقديره هوكلام الراوي أي أظن أن الصادق ع ذكر السماء الدنيا ثم يوحي إلي الريح في الكتابين ثم يوحي الله إلي السحاب أن اطحنيه وأذيبيه ذوبان الملح في الماء و هذاظاهر وآخر الخبر صريحا يدل علي أن ماينزل من السماء برد فإذاأراد أن يصيره مطرا أمر الريح أوالسحاب أن يطحنه ويذيبه والآية أيضا تحتمل ذلك بل هوأظهر فيهاإذ الظاهر أن مفعول ينزل هوالودق لكن ذكر البحر في أول الخبر لايلائم ذلك إلا أن يقال الجبال في ذلك البحر أو يكون مرور ذلك الماء علي تلك الجبال فبذلك ينجمد أويحمل من ذلك البرد فينزل و علي مافتحه المتفلسفون
صفحه : 382
من أبواب التأويل فالأمر هين .ماء منهمر أي منصب سائل من غيرتقاطر أوكثير من غير أن يعلم وزنها وعددها الملائكة لاتشيروا إلي المطر لعل المراد به الإشارة إليهما علي سبيل المدح كأن يقول ماأحسن هذاالهلال و ماأجود هذاالمطر أو أنه ينبغي عندرؤيتهما الاشتغال بالدعاء لاالإشارة إليهما كمايفعله السفهاء أو لاينبغي عندرؤيتهما التوجه إليهما عندالدعاء والتوسل بهما كما أن بعض الناس يظنون أن للهلال وأمثاله مدخلا في نظام العالم فيتوسلون به ويتوجهون إليه و هذاأظهر بالنسبة إلي الهلال ويؤيده ماروي في الفقيه
عَنِ الصّادِقِ ع أَنّهُ قَالَ إِذَا رَأَيتَ هِلَالَ شَهرِ رَمَضَانَ فَلَا تُشِر إِلَيهِ وَ لَكِنِ استَقبِلِ القِبلَةَ وَ ارفَع يَدَيكَ إِلَي اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ خَاطِبِ الهِلَالَ الخَبَرَ
وقيل المراد بالإشارة الإشارة المعنوية والقول بأنهما مؤثران في العالم وقيل هونهي عن الإشارة إلي كيفية حدوثهما فإن ذلك يضر باعتقاد العامة كماقيل نظيره في قوله تعالي يَسئَلُونَكَ عَنِ الأَهِلّةِ قُل هيَِ مَواقِيتُ لِلنّاسِ وَ الحَجّ
26- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَنِ ابنِ عِيسَي عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ العرَزمَيِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع وَ سُئِلَ عَنِ السّحَابِ أَينَ تَكُونُ قَالَ تَكُونُ عَلَي شَجَرٍ عَلَي كَثِيبٍ عَلَي شَاطِئِ البَحرِ يأَويِ إِلَيهِ فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ أَن يُرسِلَهُ أَرسَلَ رِيحاً فَأَثَارَتهُ وَ وَكّلَ بِهِ مَلَائِكَةً يَضرِبُونَهُ بِالمَخَارِيقِ وَ هُوَ البَرقُ فَيَرتَفِعُ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَوَ اللّهُ ألّذِي أَرسَلَ الرّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقناهُ إِلي بَلَدٍ مَيّتٍالآيَةَ وَ المَلَكُ اسمُهُ الرّعدُ
تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، عَن أَبِيهِ عَنِ العرَزمَيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبِي إِسحَاقَ
صفحه : 383
عَنِ الحَارِثِ الأَعوَرِ عَنهُ ع مِثلَهُ إِلَي قَولِهِ فَيَرتَفِعُ
بيان تكون علي شجر يحتمل أن يكون نوع من السحاب كذلك أو يكون كناية عن انبعاثه عن البحر و ماقرب منه وقيل علي شجر أي علي أنواع منها ما يكون علي الكثيب و هواسم موضع علي ساحل البحر اليمن يأتي السحاب إلي مكة منها و في النهاية في حديث علي ع البرق مخاريق الملائكة هي جمع مخراق و هو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا أراد أنها آلة تزجر بهاالملائكة السحاب وتسوقه ويفسره حديث ابن عباس البرق سوط من نور تزجر بهاالملائكة السحاب
27- نَوَادِرُ الراّونَديِّ،بِإِسنَادِهِ عَن مُوسَي بنِ جَعفَرٍ عَن آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيّ ع المَطَرُ ألّذِي مِنهُ أَرزَاقُ الحَيَوَانِ مِن بَحرٍ تَحتَ العَرشِ فَمِن ثَمّ كَانَ رَسُولُ اللّهِص يَستَمطِرُ أَوّلَ مَطَرٍ وَ يَقُومُ حَتّي يَبتَلّ رَأسُهُ وَ لِحيَتُهُ ثُمّ يَقُولُ إِنّ هَذَا مَاءٌ قَرِيبُ عَهدٍ بِالعَرشِ وَ إِذَا أَرَادَ اللّهُ تَعَالَي أَن يُمطِرَ أَنزَلَهُ مِن ذَلِكَ إِلَي سَمَاءٍ بَعدَ سَمَاءٍ حَتّي يَقَعَ عَلَي الأَرضِ وَ يُقَالُ المُزنُ ذَلِكَ البَحرُ وَ تَهُبّ رِيحٌ مِن تَحتِ سَاقِ عَرشِ اللّهِ تَعَالَي تَلقَحُ السّحَابَ ثُمّ يَنزِلُ مِنَ المُزنِ المَاءُ وَ مَعَ كُلّ قَطرَةٍ مَلَكٌ حَتّي تَقَعَ عَلَي الأَرضِ فِي مَوضِعِهَا
28- مَجَالِسُ الشّيخِ، عَنِ الحُسَينِ بنِ عُبَيدِ اللّهِ الغضَاَئرِيِّ عَنِ التلّعّكُبرَيِّ عَن مُحَمّدِ بنِ هَمّامٍ عَن عَبدِ اللّهِ الحمِيرَيِّ عَنِ الطيّاَلسِيِّ عَن زُرَيقٍ الخلُقاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ مَا بَرَقَت قَطّ فِي ظُلمَةِ لَيلٍ وَ لَا ضَوءِ نَهَارٍ إِلّا وَ هيَِ مَاطِرَةٌ
الكافي، عن علي بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن زريق عن أبي العباس عنه ع مثله بيان قال الفيروزآبادي برقت السماء بروقا لمعت أوجاءت ببرق و
صفحه : 384
البرق بدا و الرجل تهدد وتوعد كأبرق انتهي والحاصل أن البرق يلزمه المطر و إن لم يمطر في كل موضع يلوح فيه البرق
29- دَعَوَاتُ الراّونَديِّ، كَانَ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ ع إِذَا أَصَابَهُ المَطَرُ مَسَحَ بِهِ صُلعَتَهُ وَ قَالَ بَرَكَةٌ مِنَ السّمَاءِ لَم يُصِبهَا يَدٌ وَ لَا سِقَاءٌ
30- كِتَابُ الغَارَاتِ،لِإِبرَاهِيمَ الثقّفَيِّ بِإِسنَادِهِ قَالَ سَأَلَ ابنُ الكَوّاءِ أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ع عَن قَولِهِ تَعَالَيوَ الذّارِياتِ ذَرواً قَالَ الرّيَاحُ وَيلَكَ قَالَ فَمَا الحَامِلَاتُ وِقراً قَالَ السّحَابُ وَيلَكَ قَالَ فَمَا الجَارِيَاتُ يُسراً قَالَ السّفُنُ وَيلَكَ قَالَ فَمَا المُقَسّمَاتُ أَمراً قَالَ المَلَائِكَةُ وَيلَكَ قَالَ فَمَا قَوسُ قُزَحَ قَالَ وَيلَكَ لَا تَقُل قَوسَ قُزَحَ فَإِنّ قُزَحاً[قُزَحَ]الشّيطَانُ وَ لَكِنّهَا القَوسُ وَ أَمَانُ أَهلِ الأَرضِ فَلَا غَرَقَ بَعدَ قَومِ نُوحٍ
31- كِتَابُ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدِ بنِ شُرَيحٍ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ طَلحَةَ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ إِنّ الصّاعِقَةَ لَا تُصِيبُ ذَاكِراً لِلّهِ تَعَالَي
32- تَفسِيرُ عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ، فِي رِوَايَةِ أَبِي الجَارُودِ عَن أَبِي جَعفَرٍ ع فِي قَولِهِوَ أَنزَلنا مِنَ السّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسكَنّاهُ فِي الأَرضِفهَيَِ الأَنهَارُ وَ العُيُونُ وَ الآبَارُ
وَ قَالَ عَلِيّ بنُ اِبرَاهِيمَ فِي قَولِهِأَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يزُجيِ سَحاباً أَي يُثِيرُهُ مِنَ الأَرضِثُمّ يُؤَلّفُ بَينَهُ فَإِذَا غَلُظَ بَعَثَ اللّهُ رِيَاحاً فَتَعصِرُهُ فَيَنزِلُ مِنهُ المَاءُ وَ هُوَ قَولُهُفَتَرَي الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ أَيِ المَطَرَ
33- الكاَفيِ، عَن مُحَمّدِ بنِ يَحيَي عَن أَحمَدَ بنِ مُحَمّدٍ عَن مُحَمّدِ بنِ إِسمَاعِيلَ عَن مُحَمّدِ بنِ الفُضَيلِ عَن أَبِي الصّبّاحِ الكنِاَنيِّ عَن أَبِي عَبدِ اللّهِ ع قَالَ يَمُوتُ المُؤمِنُ بِكُلّ مِيتَةٍ إِلّا الصّاعِقَةَ لَا تَأخُذُهُ وَ هُوَ يَذكُرُ اللّهَ
34- وَ مِنهُ، عَن عَلِيّ بنِ اِبرَاهِيمَ عَن أَبِيهِ عَنِ ابنِ أَبِي عُمَيرٍ عَنِ ابنِ
صفحه : 385
أُذَينَةَ عَن بُرَيدٍ العجِليِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبدِ اللّهِ ع إِنّ الصّوَاعِقَ لَا تُصِيبُ ذَاكِراً قُلتُ وَ مَا الذّاكِرُ قَالَ مَن قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ
35- وَ مِنهُ، عَن حُمَيدِ بنِ زِيَادٍ عَنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَمَاعَةَ عَن وَهبِ بنِ حَفصٍ عَن أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا عَبدِ اللّهِ ع عَن مِيتَةِ المُؤمِنِ قَالَ يَمُوتُ المُؤمِنُ بِكُلّ مِيتَةٍ يَمُوتُ غَرَقاً وَ يَمُوتُ بِالهَدمِ وَ يُبتَلَي بِالسّبُعِ وَ يَمُوتُ بِالصّاعِقَةِ وَ لَا تُصِيبُ ذَاكِراً لِلّهِ عَزّ وَ جَلّ
36-تَوحِيدُ المُفَضّلِ، قَالَ قَالَ الصّادِقُ ع فَكّر يَا مُفَضّلُ فِي الصّحوِ وَ المَطَرِ كَيفَ يَعتَقِبَانِ عَلَي هَذَا العَالَمِ لِمَا فِيهِ صَلَاحُهُ وَ لَو دَامَ وَاحِدٌ مِنهُمَا عَلَيهِ كَانَ فِي ذَلِكَ فَسَادُهُ أَ لَا تَرَي أَنّ الأَمطَارَ إِذَا تَوَالَت عَفِنَتِ البُقُولُ وَ الخُضَرُ وَ استَرخَت أَبدَانُ الحَيَوَانِ وَ خَصِرَ الهَوَاءُ فَأَحدَثَ ضُرُوباً مِنَ الأَمرَاضِ وَ فَسَدَتِ الطّرُقُ وَ المَسَالِكُ وَ إِنّ الصّحوَ إِذَا دَامَ جَفّتِ الأَرضُ وَ احتَرَقَ النّبَاتُ وَ غِيضَ مَاءُ العُيُونِ وَ الأَودِيَةِ فَأَضَرّ ذَلِكَ بِالنّاسِ وَ غَلَبَ اليُبسُ عَلَي الهَوَاءِ فَأَحدَثَ ضُرُوباً أُخرَي مِنَ الأَمرَاضِ فَإِذَا تَعَاقَبَا عَلَي العَالَمِ هَذَا التّعَاقُبَ اعتَدَلَ الهَوَاءُ وَ دَفَعَ كُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا عَادِيَةَ الأُخرَي فَصَلَحَتِ الأَشيَاءُ وَ استَقَامَت فَإِن قَالَ قَائِلٌ وَ لِمَ لَا يَكُونُ فِي شَيءٍ مِن ذَلِكَ مَضَرّةٌ البَتّةَ قِيلَ لَهُ لِيَمُضّ ذَلِكَ الإِنسَانَ وَ يُؤلِمَهُ بَعضَ الأَلَمِ فيَرَعوَيَِ عَنِ المعَاَصيِ فَكَمَا أَنّ الإِنسَانَ إِذَا سَقُمَ بَدَنُهُ احتَاجَ إِلَي الأَدوِيَةِ المُرّةِ البَشِعَةِ لِيَقُومَ طِبَاعُهُ وَ يَصلُحَ مَا فَسَدَ مِنهُ كَذَلِكَ إِذَا طَغَي وَ أَشِرَ احتَاجَ إِلَي مَا يَعَضّهُ وَ يُؤلِمُهُ ليِرَعوَيَِ وَ يَقصُرَ عَن مَسَاوِيهِ وَ يَتَنَبّهَ عَلَي مَا فِيهِ حَظّهُ وَ رُشدُهُ وَ لَو أَنّ مَلِكاً مِنَ المُلُوكِ قَسَمَ فِي أَهلِ مَملَكَتِهِ قَنَاطِيرَ مِن ذَهَبٍ وَ فِضّةٍ أَ لَم يَكُن سَيَعظُمُ عِندَهُم وَ يَذهَبُ لَهُ بِهِ الصّوتُ فَأَينَ هَذَا مِن مَطَرَةٍ رَوَاءٍ إِذ يُعمَرُ بِهِ البِلَادُ
صفحه : 386
وَ يَزِيدُ فِي الغَلّاتِ أَكثَرَ مِن قَنَاطِيرِ الذّهَبِ وَ الفِضّةِ فِي أَقَالِيمِ الأَرضِ كُلّهَا أَ فَلَا تَرَي المَطَرَةَ الوَاحِدَةَ مَا أَكبَرَ قَدرَهَا وَ أَعظَمَ النّعمَةَ عَلَي النّاسِ فِيهَا وَ هُم عَنهَا سَاهُونَ وَ رُبّمَا عَاقَت عَن أَحَدِهِم حَاجَةٌ لَا قَدرَ لَهَا فَيَذمُرُ وَ يَسخَطُ إِيثَاراً لِلخَسِيسِ قَدرُهُ عَلَي العَظِيمِ نَفعُهُ جَهلًا بِمَحمُودِ العَاقِبَةِ وَ قِلّةَ مَعرِفَةٍ لِعَظِيمِ الغَنَاءِ وَ المَنفَعَةِ فِيهَا تَأَمّل نُزُولَهُ عَلَي الأَرضِ وَ تَدَبّر فِي ذَلِكَ فَإِنّهُ جَعَلَ يَنحَدِرُ عَلَيهَا مِن عُلُوّ لِيَغشَي مَا غَلُظَ وَ ارتَفَعَ مِنهَا فَيُروِيَهُ وَ لَو كَانَ إِنّمَا يَأتِيهَا مِن بَعضِ نَوَاحِيهَا لَمَا عَلَا المَوضِعَ المُشرِفَةَ مِنهَا وَ لَقَلّ مَا يُزرَعُ فِي الأَرضِ أَ لَا تَرَي أَنّ ألّذِي يُزرَعُ سَيحاً أَقَلّ مِن ذَلِكَ فَالأَمطَارُ هيَِ التّيِ تُطبِقُ الأَرضَ وَ رُبّمَا تُزرَعُ هَذِهِ البرَاَريِ الوَاسِعَةُ وَ سُفُوحُ الجِبَالِ وَ ذُرَاهَا فَتُغِلّ الغَلّةَ الكَثِيرَةَ وَ بِهَا يَسقُطُ عَنِ النّاسِ فِي كَثِيرٍ مِنَ البُلدَانِ مَئُونَةُ سِيَاقِ المَاءِ مِن مَوضِعٍ إِلَي مَوضِعٍ وَ مَا يجَريِ فِي ذَلِكَ بَينَهُم مِنَ التّشَاجُرِ وَ التّظَالُمِ حَتّي يَستَأثِرَ بِالمَاءِ ذُو العِزّةِ وَ القُوّةِ وَ يَحرِمَهُ الضّعَفَاءَ ثُمّ إِنّهُ حِينَ قَدّرَ أَن يَنحَدِرَ عَلَي الأَرضِ انحِدَاراً جَعَلَ ذَلِكَ قَطراً شَبِيهاً بِالرّشّ لِيَغُورَ فِي قَعرِ الأَرضِ فَيُروِيَهَا وَ لَو كَانَ يَسكُبُهُ انسِكَاباً كَانَ يَنزِلُ عَلَي وَجهِ الأَرضِ فَلَا يَغُورُ فِيهَا ثُمّ كَانَ يَحطِمُ الزّرعَ القَائِمَةَ إِذَا اندَفَقَ عَلَيهَا فَصَارَ يَنزِلُ نُزُولًا رَقِيقاً فَيُنبِتُ الحَبّ وَ المَزرُوعَ وَ يحُييِ الأَرضَ وَ الزّرعَ القَائِمَ وَ فِي نُزُولِهِ أَيضاً مَصَالِحُ أُخرَي فَإِنّهُ يُلَيّنُ الأَبدَانَ وَ يَجلُو كَدَرَ الهَوَاءِ فَيَرتَفِعُ الوَبَاءُ الحَادِثُ مِن ذَلِكَ وَ يَغسِلُ مَا يَسقُطُ عَلَي الشّجَرِ وَ الزّرعِ مِنَ الدّاءِ المُسَمّي اليَرَقَانَ إِلَي أَشبَاهِ هَذَا مِنَ المَنَافِعِ فَإِن قَالَ قَائِلٌ أَ وَ لَيسَ قَد يَكُونُ مِنهُ فِي بَعضِ السّنِينَ الضّرَرُ العَظِيمُ الكَثِيرُ لِشِدّةِ مَا يَقَعُ مِنهُ أَو بَردٍ يَكُونُ فِيهِ تَحطِمُ الغَلّاتِ وَ بَخُورُهُ يُحدِثُهَا فِي الهَوَاءِ فَيَتَوَلّدُ كَثِيرٌ مِنَ الأَمرَاضِ فِي الأَبدَانِ وَ الآفَاتِ فِي الغَلّاتِ قِيلَ بَلَي قَد يَكُونُ ذَلِكَ الفَرطُ لِمَا فِيهِ مِن صَلَاحِ الإِنسَانِ وَ كَفّهِ عَن رُكُوبِ المعَاَصيِ وَ التمّاَديِ فِيهَا فَيَكُونُ المَنفَعَةُ فِيهَا يُصلِحُ لَهُ مِن دِينِهِ أَرجَحَ مِمّا عَصَي أَن يُرزَأَ فِي مَالِهِ
بيان يعتقبان أي يأتي كل منهما عقيب صاحبه وخصر الهواء
صفحه : 387
بكسر الصاد المهملة يقال خصر يومنا أي اشتد برده وماء خاصر بارد و في أكثر النسخ بالحاء المهملة والسين من حسر أي كل و هو لايستقيم إلابتكلف وتجوز و في بعضها بالخاء المعجمة والثاء المثلثة من قولهم خثر إذاغلظ والبشع الكريه المطعم ألذي يأخذ بالحلق والقنطار معيار ويروي أنه ألف ومائتا أوقية ويقال هومائة وعشرون رطلا ويقال هومل ء مسك الثور ذهبا قوله ع ويذهب له به الصوت أي يملأ صيت كرمه وجوده الآفاق والذمر الملامة والتهدد والحطم الكسر والاندفاق الانصباب واليرقان آفة للزرع و قوله مما عسي أن يرزأ من الرزء المصيبة
37- الدّرّ المَنثُورُ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ السّحَابُ الأَسوَدُ فِيهِ المَطَرُ وَ الأَبيَضُ فِيهِ النّدَي وَ هُوَ ألّذِي يُنضِجُ الثّمَارَ
38- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا مِن عَامٍ بِأَقَلّ مَطَراً مِن عَامٍ وَ لَكِنّ اللّهَ يَصرِفُهُ حَيثُ يَشَاءُ ثُمّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَوَ لَقَد صَرّفناهُ بَينَهُم لِيَذّكّرُواالآيَةَ
39- وَ عَن عُمَرَ مَولَي عُفرَةُ[غُفرَةَ] قَالَ سَأَلَ النّبِيّص جَبرَئِيلَ فَقَالَ إنِيّ أُحِبّ أَن أَعلَمَ أَمرَ السّحَابِ فَقَالَ جَبرَئِيلُ هَذَا مَلَكُ السّحَابِ فَاسأَلهُ فَقَالَ تَأتِينَا صِكَاكٌ مُخَتّمَةٌ اسقِ بِلَادَ كَذَا وَ كَذَا كَذَا وَ كَذَا قَطرَةً
40- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ إِذَا رمُيَِ الشّهَابُ لَم يُخطِ مَن رمُيَِ بِهِ وَ تَلَافَأَتبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ
41- وَ فِي رِوَايَةٍ أُخرَي عَنهُ قَالَ لَا يُقتَلُونَ بِالشّهَابِ وَ لَا يَمُوتُونَ وَ لَكِنّهَا تَخرِقُ وَ تَخرُجُ مِن غَيرِ قَتلٍ
42- وَ عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ مَا أَرسَلَ اللّهُ شَيئاً مِن رِيحٍ أَو مَاءٍ إِلّا بِمِكيَالٍ
صفحه : 388
إِلّا يَومَ نُوحٍ وَ يَومَ عَادٍ فَأَمّا يَومُ نُوحٍ فَإِنّ المَاءَ طَغَي عَلَي خُزّانِهِ فَلَم يَكُن لَهُم عَلَيهِ سَبِيلٌ ثُمّ قَرَأَإِنّا لَمّا طَغَي الماءُ وَ أَمّا يَومُ عَادٍ فَإِنّ الرّيحَ عَتَت عَلَي خُزّانِهَا فَلَم يَكُن لَهُم عَلَيهَا سَبِيلٌ ثُمّ قَرَأَبِرِيحٍ صَرصَرٍ عاتِيَةٍ
وَ عَن عَلِيّ ع مِثلَهُ إِلّا أَنّهُ قَالَ لَم تَنزِل قَطرَةٌ مِن مَاءٍ إِلّا بِمِكيَالٍ عَلَي يَدِ مَلَكٍ
43- وَ عَنِ الزهّريِّ عَن عَلِيّ بنِ الحُسَينِ ع عَنِ ابنِ عَبّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِص جَالِساً فِي نَفَرٍ مِن أَصحَابِهِ فرَمُيَِ بِنَجمِ فَاستَنَارَ قَالَ مَا كُنتُم تَقُولُونَ إِذَا كَانَ هَذَا فِي الجَاهِلِيّةِ قَالُوا كُنّا نَقُولُ يُولَدُ عَظِيمٌ أَو يَمُوتُ عَظِيمٌ قَالَ فَإِنّهَا لَا يُرمَي بِهَا لِمَوتِ أَحَدٍ وَ لَا لِحَيَاتِهِ وَ لَكِن رَبّنَا إِذَا قَضَي أَمراً سَبّحَ حَمَلَةُ العَرشِ ثُمّ يُسَبّحُ أَهلُ السّمَاءِ الّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ العَرشِ فَيَقُولُ الّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ العَرشِ لِحَمَلَةِ العَرشِ مَا ذَا قَالَ رَبّكُم فَيُخبِرُ أَهلَ كُلّ سَمَاءٍ سَمَاءٍ حَتّي ينَتهَيَِ الخَبَرُ إِلَي أَهلِ هَذِهِ السّمَاءِ وَ تَخطَفُ الجِنّ السّمعَ فَيُرمَونَ فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَي وَجهِهِ فَهُوَ حَقّ وَ لَكِنّهُم يُحَرّفُونَهُ وَ يَزِيدُونَ فِيهِ قَالَ مَعمَرٌ قُلتُ للِزهّريِّ أَ كَانَ يُرمَي بِهَا فِي الجَاهِلِيّةِ قَالَ نَعَم قَالَ أَ رَأَيتَأَنّا كُنّا نَقعُدُ مِنها مَقاعِدَ لِلسّمعِ فَمَن يَستَمِعِ الآنَ يَجِد لَهُ شِهاباً رَصَداً قَالَ غَلُظَت وَ شُدّدَ أَمرُهَا حِينَ بُعِثَ رَسُولُ اللّهِص
اعلم أن الفلاسفة أثبتوا عناصر أربعة النار والهواء والماء و الأرض وقالوا النار حار يابس والهواء حار رطب والماء بارد رطب و الأرض بارد يابس وكرة النار عندهم ملاصقة لكرة فلك القمر متحركة بحركتها بالتبع و
صفحه : 389
لها كرة واحدة وتحتها الهواء و له أربع طبقات الأولي مايمتزج منه مع النار وهي التي تتلاشي فيهاالأدخنة المرتفعة من السفل وتتكون فيهاالكواكب ذوات الأذناب و مايشبهها من النيازك والأعمدة وغيرها الثانية الهواء الصّرفة أوالقريب من الصرافة وتضمحل فيهاالأَدخِنة اللطيفة ويحصل منها الشّهُب الثالثة الهواء الباردة بما يخالطه من الأبخرة الباقي علي برودته لعدم وصول أثر الشعاع المنعكس من وجه الأرض إليه الرابعة الهواء الكثيف المجاور للأرض والماء الغير الباقي علي صرافة برودته المكتسبة لمكان الأشعة المنعكسة. ثم كرة الماء وهي غيرتامة محيطة بثلاثة أرباع الأرض تقريبا ثم الأرض وهي كرة مصمتة و قدأحاط بقريب من ثلاثة أرباعها الماء فالماء علي هيئة كرة مُجَوّفة غيرتامة قدقطع بعض جوانبها وملئت من الأرض فالآن مجموع الماء و الأرض بمنزلة كُرة واحدة تامة الهيئة وللماء طبقة واحدة هي البحر المحيط بالأرض و لم يبق علي صرافته لنفوذ آثار الأَشِعّة فيه ومخالطته بالأجزاء الأرضية و ليس له مايميز بين أبعاضه بحيث تختلف في الأحكام اختلافا يعتد به و الأرض ساكنة في الوسط بحيث ينطبق مركز حجمها علي مركز العالم هذا هوالمشهور بينهم وزعم بعض الأوائل منهم أن الأرض متحركة حركة وضعية دَورية من المغرب إلي المشرق و أن شروق الكواكب وغروبها بسبب ذلك لابسبب حركة الفلك و هذاقول ضعيف متروك عندهم . وللأرض ثلاث طبقات الأولي الأرض الصرفة المحيطة بالمركز الثانية الطبقة الطينية وهي المجاورة للماء الثالثة الطبقة المنكشفة من الماء وهي التي تحتبس فيهاالأبخرة والأدخنة وتتولد فيهاالمعادن والنباتات والحيوانات وتنقسم إلي البراري والجبال وهي المعروفة بالربع المسكون المنقسم إلي الأقاليم السبعة و أماالسبب في انكشافها فقد قيل هوانجذاب الماء إلي ناحية الجنوب لغلبة الحرارة فيهابسبب قرب الشمس لكون حضيض الشمس في البروج الجنوبية وكونها في القرب أشد شعاعا من كونها في البعد وكون الحرارة اللازمة من الشعاع
صفحه : 390
الأشد أقوي لامحالة وشأن الحرارة جذب الرطوبات و علي هذايمكن أن تنتقل العمارة من الشمال إلي الجنوب ثم من الجنوب إلي الشمال وهكذا بسبب انتقال الأوج من أحدهما إلي الآخر وتكون العمارة دائما إلي حيث أوج الشمس لئلا يجتمع في الصيف قرب الشمس من سمت الرأس وقربها من الأرض فتبلغ الحرارة إلي حد النكاية والإحراق و لاالبعدان في الشتاء فيبلغ البرد إلي حد النكاية والتفجيع وقيل سببه كثرة الوِهاد والأَغوار في ناحية الشمال باتفاق من الأسباب الخارجة فتنحدر المياه إليها بالطبع وتبقي المواضع المرتفعة مكشوفة وقيل ليس له سبب معلوم غيرالعناية الإلهية ليصير مستقرا للإنسان وغيره من الحيوانات ومادة لمايحتاج إليه من المعادن والنباتات . ثم إنهم يقولون بأن كلا من تلك العناصر الأربعة قابل للكون والفساد أي ينقلب بعضها إلي بعض بلا توسط أوبتوسط واحد أوأكثر كالماء ينقلب حجر المرمر فإنه يحصل من مياه صافية جارية مشروبة تجتمع في وهاد تتحجر حجرا قريب الحجم من حجمها في زمان قليل كماينقل من بعض محال مراغة من بلاد آذربايجان وقيل الحق أن ذلك إنما هوبخاصية في بعض المواضع من الأرض خلق الله فيهاقوة معدنية شديدة التأثير في التحجير إذاصادفتها المياه تحجرت وربما كانت في باطن الأرض فظهرت بالزلازل و من هذاالقبيل مانقل من انقلاب بعض الناس حجرا و قدشوهدت في بعض البلاد أشباح حجرية علي هيئة أشخاص إنسية من رجال ونساء وولدان لايعوزها من التشكيل والتخطيط شيء وأشخاص بهيمية وسائر أمور تتعلق بالإنسان علي حالات مخصوصة وأوضاع يغلب علي الظن أنها كانت قوالب إنسية و مايتعلق بها فلايبعد ظهور مثل هذه القوة علي قوم غضب الله عليهم انتهي . وقالوا الحجر ينحل بالحيل الإكسيرية ماء سيالا والهواء ينقلب ماء كمايشاهد في قلل الجبال وغيرها أن الهواء بسبب البرد يغلظ ويصير سحابا متقاطرا و كمايشاهد من ركوب القطرات علي الطاس المكبوب علي الجمد والماء ينقلب
صفحه : 391
هواء بالحر الحاصل من تسخين الشمس أوالنار كمايشاهد من البخار الصاعد من الماء المسخن فإن البخار أجزاء هوائية متكونة من الماء مستصحبة لأجزاء مائية لطيفة مختلطة بها والهواء ينقلب نارا كما في كور الحدادين إذاألح النفخ عليها وسد الطرق التي يدخل منها الهواء الجديد يحدث فيه نار من انقلاب الهواء إليها و من هذاالقبيل الهواء الحار ألذي منه السموم المحرقة والنار أيضا تنقلب هواء كمايشاهد في شعلة المصباح فإنها لوبقيت علي النارية لتحركت إلي مكانها الطبيعي علي خط مستقيم فاحترقت ماحاذاها و ليس كذلك . ثم إنهم قالوا إذاتصغرت تلك العناصر وامتزجت وتماست وفعل بعضها في بعض بقواها المتضادة تحصل منها كيفية متوسطة هي المزاج والتركيب قد يكون تاما يحصل به مزاج ويستعد بذلك لإفاضة صورة نوعية تحفظ التركيب زمانا طويلا و قد يكون ناقصا لايبقي مدة مديدة بل تنحل بأدني سبب مثل كائنات الجو. قال صاحب المقاصد المركبات التي لامزاج لها ثلاثة أنواع لأن حدوثه إما فوق الأرض أعني في الهواء وإما علي وجه الأرض وإما في الأرض فالنوع الأول منه مايتكون من البخار و منه مايتكون من الدخان وكلاهما بالحرارة فإنها تحلل من الرطب أجزاء هوائية ومائية وهي البخار و من اليابس أجزاء أرضية تخالطها أجزاء نارية وقلما يخلو عن هوائية وهي الدخان فالبخار المتصاعد قديلطف بتحليل الحرارة أجزاؤه المائية فيصير هواء و قديبلغ الطبقة الزمهريرية فيتكاثف فيجتمع سحابا ويتقاطر قطرا إن لم يكن البرد شديدا و إن أصابه برد شديد يجمد السحاب قبل تشكله بشكل القطرات نزل ثلجا أو بعدتشكله بذلك نزل بردا صغيرا مستديرا إن كان من سحاب بعيد لذوبان الزوايا بالحركة والاصطكاك و إلافكبيرا غيرمستدير في الغالب وإنما يكون البرد في هواء ربيعي أوخريفي لفرط التحليل في الصيفي والجمود في الشتوي و قد لايبلغ البخار المتصاعد الطبقة الزمهريرية فإن كثر صار ضبابا و إن قل وتكاثف ببرد
صفحه : 392
الليل فإن انجمد نزل صقيعا و إلافطلا فنسبة الصقيع إلي الطل نسبة الثلج إلي المطر و قد يكون السحاب الماطر من بخار كثير تكاثف بالبرد من غير أن يتصعد إلي الزمهريرية لمانع مثل هبوب الرياح المانعة للأبخرة من التصاعد أوالضاغطة إياها إلي الاجتماع بسبب وقوف جبال قدام الريح وثقل الجزء المتقدم وبطء حركته . و قد يكون مع البخار المتصاعد دخان فإذاارتفعا معا إلي الهواء البارد و قدانعقد البخار سحابا واحتبس الدخان فيه فإن بقي الدخان علي حرارته قصد الصعود و إن برد قصد النزول وكيف كان فإنه يمزق السحاب تمزيقا عنيفا فيحدث من تمزيقه ومصاكته صوت هوالرعد ونارية لطيفة هي البرق أوكثيفة هي الصاعقة. و قديشتعل الدخان الغليظ بالوصول إلي كرة النار كمايشاهد عندوصول دخان سراج منطفئ إلي سراج مشتعل فيري فيه الاشتعال فيري كأنه كوكب انقض و هوالشهاب و قد يكون لغلظه لايشتعل بل يحترق ويدوم فيه الاحتراق فيبقي علي هيئة ذؤابة أوذنب أوحية أوحيوان له قرون وربما يقف تحت كوكب ويدور مع النار بدوران الفلك إياها وربما تظهر فيه علامات هائلة حمر وسود بحسب زيادة غلظ الدخان و إذا لم ينقطع اتصال الدخان من الأرض ونزل اشتعاله إلي الأرض يري كان تنينا ينزل من السماء إلي الأرض و هوالحريق انتهي . و قال في المواقف و أماالدخان فربما يخالط السحاب فيحرقه إما في صعوده بالطبع أو عندهبوطه للتكاثف بالبرد فيحدث من خرقه له ومصاكته إياه صوت هوالرعد و قديشتعل بقوة التسخين الحاصل من الحركة والمصاكة فلطيفه ينطفئ سريعا و هوالبرق وكثيفه لاينطفئ حتي يصل إلي الأرض وهي الصاعقة. و قال شارحه و إذاوصل إليها فربما صار لطيفا ينفذ في المتخلخل و لايحرقه ويذيب الأجسام المندمجة فيذيب الذهب والفضة في الصرة مثلا و لايحرقها إلا
صفحه : 393
مااحترق من الذوب و قدأخبرنا أهل التواتر بأن الصاعقة وقعت بشيراز علي قبة الشيخ الكبير أبي عبد الله بن حفيف فأذاب قنديلا فيها و لم يحرق شيئا منها وربما كان كثيفا غليظا جدا فيحرق كل شيءأصابه وكثيرا ماتقع علي الجبل فتدكه دكا ويحكي أن صبيا كان في صحراء فأصاب ساقيه صاعقة فسقط رجلاه و لم يخرج منه دم لحصول الكي بحرارتها و قال الرازي في المباحث المَشرِقيّة إذاارتفع بخار دخاني لزج دهني وتصاعد حتي وصل إلي حيز النار من غير أن ينقطع اتصاله عن الأرض اشتعلت النار فيه نازلة فيري كأَنّ تنينا ينزل من السماء إلي الأرض فإذاوصلت إلي الأرض احترقت تلك المادة بالكلية و مايقرب منها وسبيل ذلك سبيل السراج المنطفئ إذاوضع تحت السراج المشتعل فاتصل الدخان من الأول إلي الثاني فانحدر اللهب إلي فتيلته . و قال في شرح المواقف في سبب الهالة والقوس قدتحدث في الجو أجزاء رطبة رَشّية صقيلة كدائرة تحيط تلك الأجزاء بغيم رقيق لطيف لاتحجب ماوراءه عن الإبصار فينعكس منها أي من تلك الأجزاء الواقعة علي ذلك الوضع ضوء البصر لصقالتها إلي القمر فيري في تلك الأجزاء ضوؤه دون شكله فإن الصقيل ألذي ينعكس منه شعاع البصر إذاصغر جدا بحيث لاينقسم في الحس أدي الضوء واللون دون الشكل والتخطيط كما في المرآة الصغيرة وتلك الأجزاء الرشية مرايا صغار متراصة علي هيئة الدائرة فيري جميع تلك الدائرة كأنها منورة بنور ضعيف وتسمي الهالة وإنا لانري الجزء الأول ألذي يقابل القمر من ذلك الغيم لأن قوة الشعاع تخفي حجم السحاب ألذي لايستره فلايري فيه خيال القمر كيف والشيء إنما يري علي الاستقامة نفسه لاشبحه بخلاف أجزائه التي لاتقابله فإنها تؤدي خيال ضوئه كماعرفت قيل وأكثر ماتتولد الهالة عندعدم الريح فإن تمزقت من جميع الجهات دلت علي الصحو و إن ثخن
صفحه : 394
السحاب حتي بطلت دلت علي المطر لأن الأجزاء المائية قدكثرت و إن انخرقت من جهة دلت علي ريح تأتي من تلك الجهة و إن اتفق أن توجد سحابتان علي الصفة المذكورة إحداهما تحت الأخري حدثت هناك هالة تحت هالة وتكون التحتانية أعظم لأنها أقرب إلينا وزعم بعضهم أنه رأي سبع هالات معا. واعلم أن هالة الشمس وتسمي الطفاوة نادرة جدا لأن الشمس تحلل السّحُب الرقيقة و مع ذلك فقد زعم ابن سينا أنه رأي حول الشمس هالة تامة في ألوان قوس قُزَحَ ورأي بعد ذلك هالة فيهاقوسية قليلة وإنما تنفرج هالة الشمس إذاكثف السحاب وأظلم وحكي أيضا أنه رأي حول القمر هالة قوسية اللون لأن السحاب كان غليظا فشوش في أداء الضوء وعرض مايعرض للقوس و قديحدث مثل ذلك ألذي ذكرناه من الأجزاء الرشية الصقيلة علي هيئة الاستدارة في جهة خلاف الشمس وهي قوس قزح . وتفصيله أنه إذاوجد في خلاف جهة الشمس أجزاء رشية لطيفة صافية علي تلك الهيئة و كان وراءها جسم كثيف إما جبل أوسحاب كدر وكانت الشمس قريبة من الأفق فإذاأدبر علي الشمس ونظر إلي تلك الأجزاء انعكس شعاع البصر عنها إلي الشمس و لماكانت صغيرة جدا لم يؤد الشكل بل اللون ألذي يكون مركبا من ضوء الشمس في لون المرآة وتختلف ألوانها بحسب اختلاف أجزاء السحاب في ألوانها وبحسب ألوان ماوراءها من الجبال وألوان ماينعكس منها الضوء من الأجرام الكثيفة. و في المباحث المشرقية زعم بعضهم أن السبب في حدوث أمثال هذه الحوادث اتصالات فلكية وقوي روحانية اقتضت وجودها وحينئذ لاتكون من قبيل الخيالات و هو أن يري صورة شيء مع صورة شيءآخر مظهر له كالمرآة فيظن أن الصورة الأولي حاصلة في الشيء الثاني و لا يكون فيه بحسب نفس الأمر. قال الإمام هذا ألذي ذكره لاينافي ماذكرناه فإن الصحة والمرض قديستندان إلي أسباب عنصرية تارة و إلي اتصالات فلكية وتأثيرات نفسانية
صفحه : 395
أخري لكن هذاالوجه يؤيده أن أصحاب التجارب شهدوا بأن أمثال هذه الحوادث في الجو تدل علي حدوث حوادث في الأرض فلو لاأنها موجودات مستندة إلي تلك الاتصالات والأوضاع لم يستمر هذاالاستدلال انتهي . و قال بعضهم إن الله سبحانه إذاأراد أن يلطف بقوم أويغضب عليهم بإحداث حدث في الأرض وتكوين كائن من إمطار مطر أوإرسال ريح و ماأشبههما أمر الملائكة السماوية خصوصا الملكين الموكلين بالشمس أن يفعلوا في الأرض بتوسط الملائكة الموكلين بهاأفاعيل الملائكة أن يحركوا شيئا منها ويخلطوه حتي يحصل من اختلاطه مايشاء فإن كل مايتكون في الجو و الأرض إنما يحدث من اختلاط العناصر والأرضيات فأول مايحدث من ذلك قبل أن يمتزج امتزاجا تاما يحصل بسبب الكيفية الوحدانية المسماة بالمزاج هوالبخار والدخان و ذلك لأن الملائكة إذاهيجوا بإسخان السماويات الحرارة بخروا من الأجسام المائية ودخنوا من الأجسام الأرضية وأثاروا أجزاء إما هوائية ومائية مختلطين و هوالبخار وإما نارية وأرضية كذلك و هوالدخان ثم حصل بتوسطهما موجودات شتي غيرتامة المزاج من الغيم والمطر والثلج والبرد والضباب والطل والصقيع والرعد والبرق والصاعقة والقوس والهالات والشهب والرياح والزلازل وانفجارات العيون والقنوات والآبار والنزوز كل ذلك بإذن الله سبحانه وتوسط ملائكته كما قال سبحانه إشارة إلي بعض ذلك أَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ يزُجيِ سَحاباًالآية والتأمل في بناء الحمام وعوارضه نعم العون علي إدراك ماهية الجو وكثير من حوادثه بل التدبر في مايرتفع من أرض معدة الإنسان إلي زمهرير دماغه ثم ينزل منه في ثقب وجهه يعين علي ذلك كسائر الأمور الأنفسية علي الأحكام الآفاقية انتهي . و قال بعض المحققين في تحقيق ألوان القوس توضيح المقام يستدعي مقدمتين الأولي أن سائر الألوان المتوسطة بين الأسود والأبيض إنما تحدث عن اختلاط هذين اللونين وبالجملة الأبيض إذارئي بتوسط الأسود أوبمخالطة
صفحه : 396
الأسود حدثت عن ذلك الألوان الأخر فإن كان النير هوالغالب رئي الأحمر و إن لم يكن غالبا رئي الكراثي والأرجواني وغلبته في الكراثي أكثر و في الأرجواني أقل الثانية أن اللون الأسود هوبمنزلة عدم الإبصار لأنا إذا لم نر الشمس والمضيء ظننا أنانري شيئا أسود فالمكان من الغمام ألذي يكون الأبيض فيه غالبا علي الأسود نراه أحمر والمكان ألذي يكون فيه الأسود غالبا نراه أرجوانيا والمكان ألذي فيه الأسود بين الغالب والمغلوب نراه كراثيا. فإذاتمهد هذافنقول إذارأي البصر النير بتوسط الغمام علي تلك الشرائط رأي القوس علي الأكثر ذات ألوان ثلاثة الأول منها و هوالدور الخارج ألذي يلي السماء أحمر لقلة سواده وكثرة بياضه والثاني و هو ألذي دونه كراثي لتوسطه بين الأول والثالث في قلة السواد وكثرته وقلة البياض وكثرته والدور الثالث مما يلي الأرض أرجواني لكثرة سواده وقلة بياضه فأما الدور الأصفر ألذي قديري أحيانا بين الدور الأحمر والكراثي فإنه ليس يحدث بنحو الانعكاس فإنما يري بمجاورة الأحمر اللون الكراثي والعلة في ذلك أن الأبيض إذاوقع علي جنب الأسود رئي أكثر بياضا و لما كان الدور الأحمر فيه بياضا والكراثي مائلا إلي السواد رئي طرف الأحمر لقربه من الكراثي أكثر بياضا من الأحمر و ما هوأكثر بياضا من الأحمر هوالأصفر فلهذا يري طرف الدور الأحمر القريب من الكراثي أصفر و قديظهر أحيانا قوسان معا كل واحدة منهما ذات ثلاثة ألوان علي النحو ألذي ذكرناه في الواحدة لكن وضع ألوان القوس الخارجة بالعكس من الداخلة يعني دورها الخارج ألذي يلي السماء أرجواني و ألذي يليه كراثي و ألذي يتلو هذاأحمر و لايبعد أن يكون أحد القوسين عكسا للآخر انتهي . وأقول هذا ماذكره القوم في هذاالمقام وكلها مخالفة لماورد في لسان الشريعة و لم يكلف الإنسان الخوض فيها والتفكر في حقائقها و لو كان مما ينفع المكلف لم يهمل صاحب الشرع بيانها و قدورد في كثير من الأخبار النهي عن
صفحه : 397
تكلف ما لم يؤمر المرء بعلمه قال صاحب المواقف وشارحه بعدإيراد هذه المباحث ماذكرناه كله آراء الفلاسفة حيث نفوا القادر المختار فأحالوا اختلاف الأجسام بالصور إلي استعداد في موادها وأحالوا اختلاف آثارها إلي صورها المتباينة وأمزجتها المتخالفة و كل ذلك إلي حركات الأفلاك وأوضاعها و أماالمتكلمون فقالوا الأجسام متجانسة بالذات لتركبها من الجواهر الفردة وأنها متماثلة لااختلاف فيها وإنما يعرض الاختلاف للأجسام لا في ذواتها بل بما يحصل فيها من الأعراض بفعل القادر المختار انتهي . ثم اعلم أن مايشاهد من انعقاد السحب في قلل الجبال وتقاطرها مع أن الواقف علي قلة الجبل لايري سحابا و لامطرا و لاماء والذين تحت السحاب ينزل عليهم المطر لاينافي الظواهر الدالة علي أن المطر من السماء بوجهين أولهما أنه يمكن أن ينزل عليهم المطر من السماء إلي السحاب رشحا ضعيفا لايحس به أوقبل انعقاد السحاب علي الموضع ألذي يرتفع منه وثانيهما أن نقول بحصول الوجهين معا وانقسام المطر إلي القسمين فمنه ماينزل من السماء و منه مايرتفع من بخار البحار والأراضي الندية ويؤيده مارَوَاهُ شَيخُنَا البهَاَئيِّ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فِي كِتَابِ مِفتَاحِ الفَلَاحِ حَيثُ قَالَ نَقَلَ الخَاصّ وَ العَامّ أَنّ المَأمُونَ رَكِبَ يَوماً لِلصّيدِ فَمَرّ بِبَعضِ أَزِقّةِ بَغدَادَ عَلَي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَطفَالِ فَخَافُوا وَ هَرَبُوا وَ تَفَرّقُوا وَ بقَيَِ وَاحِدٌ مِنهُم فِي مَكَانِهِ فَتَقَدّمَ إِلَيهِ المَأمُونُ وَ قَالَ لَهُ كَيفَ لَم تَهرُب كَمَا هَرَبَ أَصحَابُكَ فَقَالَ لِأَنّ الطّرِيقَ لَيسَ ضَيّقاً فَيَتّسِعَ بذِهَاَبيِ وَ لَا بيِ عِندَكَ ذَنبٌ فَأَخَافَكَ لِأَجلِهِ فلَأِيَّ شَيءٍ أَهرُبُ فَأَعجَبَ كَلَامُهُ المَأمُونَ فَلَمّا خَرَجَ إِلَي خَارِجِ بَغدَادَ أَرسَلَ صَقرَهُ فَارتَفَعَ فِي الهَوَاءِ وَ لَم يَسقُط عَلَي وَجهِ الأَرضِ حَتّي رَجَعَ وَ فِي مِنقَارِهِ سَمَكَةٌ صَغِيرَةٌ فَتَعَجّبَ المَأمُونُ مِن ذَلِكَ فَلَمّا رَجَعَ تَفَرّقَ الأَطفَالُ وَ هَرَبُوا إِلّا ذَلِكَ الطّفلُ فَإِنّهُ بقَيَِ فِي مَكَانِهِ كَمَا فِي المَرّةِ الأُولَي فَتَقَدّمَ إِلَيهِ المَأمُونُ وَ هُوَ ضَامّ كَفّهُ عَلَي السّمَكَةِ وَ قَالَ لَهُ قُل أَيّ شَيءٍ فِي يدَيِ فَقَالَ إِنّ الغَيمَ حِينَ أَخَذَ مِن مَاءِ البَحرِ تَدَاخَلَهُ سَمَكٌ صِغَارٌ فَتَسقُطُ مِنهُ فَيَصطَادُهَا المُلُوكُ
صفحه : 398
فَيَمتَحِنُونَ بِهَا سُلَالَةَ النّبُوّةِ فَأَدهَشَ ذَلِكَ المَأمُونَ فَقَالَ لَهُ مَن أَنتَ قَالَ أَنَا مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ الرّضَا وَ كَانَ ذَلِكَ بَعدَ وَاقِعَةِ الرّضَا ع وَ كَانَ عُمُرُهُ ع فِي ذَلِكَ الوَقتِ إِحدَي عَشرَةَ وَ قِيلَ عَشرَ سَنَةٍ فَنَزَلَ المَأمُونُ عَن فَرَسِهِ وَ قَبّلَ رَأسَهُ وَ تَذَلّلَ لَهُ ثُمّ زَوّجَهُ ابنَتَهُ
.أقول و قدمر في أبواب تاريخه ع وسئل السيد المرتضي الرعد والبرق والغيم ما هو و قوله تعالي وَ يُنَزّلُ مِنَ السّماءِ مِن جِبالٍ فِيها مِن بَرَدٍ وهل هناك برد أم لافأجاب قدس سره أن الغيم جسم كثيف و هومشاهد لاشك فيه و أماالرعد والبرق فقد روي أنهما ملكان و ألذي نقوله هو أن الرعد صوت من اصطكاك أجرام السحاب والبرق أيضا من تصادمهما و قوله من جبال إلي آخره لاشبهة فيه أنه كلام الله و أنه لايمتنع أن تكون جبال البرد مخلوقة في حال ماينزل البرد